واجب من لا يأمن على نفسه من فتنة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متزوج، وأب لثلاثة أولاد، أسكن في شمال فلسطين 48. أعاني من الإغراء الشديد بسبب تبرج النساء بالأخص اليهود والنصارى من العرب. لا أريد الوقوع في الحرام ولكن عندما أخرج من البيت أخاف على نفسي من شدة الإغراء وأنا بالأخص ضعيف وحتى أعود إلى البيت أحس بالسعادة لأني لم أقع في الحرام. وهكذا أعيش في صراع شديد بين مخافة الله وبين الوقوع بين أيدي الشياطين من النساء.
أبلغ من العمر 33 عاما أعمل كمحاسب مستقل ولقد أعطاني الله من الجمال ما يكفي حتى أصبح طعما، بل فريسة لكل فتاة لا تخاف الله.
أحيانا أبكي على نفسي وعلى أولادي من بعدي كيف يمكنهم المقاومة؟!
أنا وزوجتي نعيش في سعادة، والحمد لله نحافظ على الصلاه ولا نتخلى عن القرآن الكريم.
أنا - والله - تدمع عيني وأنا أسأل خائفا ماذا أفعل لو وقعت في الحرام، ألا يوجد دواء أتناوله كلما خرجت من البيت كي أبقى على عهد رسول الله صلعم.
أرجوكم أريد أن أعرف ماذا أفعل فأنا لست يوسف، بل أنا بشر، ولا أترك لليهود مسقط رأسي ولا أترك لهم أرض الرباط ولا أتنازل عن ذرة من تراب القدس أبدا أبدا. فأنا لو كنت أعيش في مكان آخر لتركته حتى أحافظ على نفسي طاهرة عفيفة من الوقوع في الحرام.
شكرا وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي - عصمنا الله وإياك من الزلل - أن فتنة النساء من أعظم الفتن وأخطرها وأضرها على المسلم، ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وما ذكرته من تبرج النساء اليهوديات والنصرانيات اللاتي يعترضن سبيلك، وما ذكرت أن الله أعطاكه من الجمال، هي في الحقيقة أسباب كبيرة في الفتنة، فلا تأمنها على نفسك مهما كان صلاحك وعفتك.
وعليه؛ فواجبك هو أن تغض بصرك عن النساء وتحذر من الاختلاط بهن والخلوة بهن، وإن رأيت أن هذا كافٍ للعصمة منهنَّ، والنجاة من كيدهنَّ، فبها ونعمت.
وإن علمت أن هذا لا يكفي، وأن شرهنَّ سيلحقك لا محالة، فلا مناص إذًا من ترك ذلك البلد، واللجوء إلى حيث تنجو بدينك، فإن المصيبة في الدين أعظم من كل مصيبة. وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا. رواه الترمذي عن ابن عمر وهو صحيح.
وصدق القائل:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه فما فاته منها فليس بطائل
وننبه إلى أنه لا ينبغي اختصار الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى (صلعم) . وانظر الفتوى رقم: 7334.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1426(13/3513)
من شؤم مخالطة غير المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا أفعل أختي تقول إن زوج أختي الثانية يتحرش بها والأخت الثانية تكذب والموقف صعب جدا وهما يحكمان بينهما وأنا لا أرى من زوج أختي أي فعل يضايقني وأيضا أختي الثانية لا تكذب منذ طفولتها ماذا أفعل بالله عليكم أفيدوني. ... ... ... ... ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تدعيه أختك على زوج أختك الأخرى فإن كان حقا فإنه قد يكون نتيجة للاختلاط به وعدم اعتباره أجنبياً منها، وسواء كان الأمر صحيحاً أو غير صحيح فإن الواجب عليها كغيرها أن تتحفظ من مخالطة غير المحارم من الرجال وتبتعد عن هذا الرجل الذي تذكر عنه هذا الأمر، وإذا كانت قد وقعت في بعض المخالفات معه وجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 10542، والفتوى رقم: 3539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شوال 1426(13/3514)
الآثار الضارة للعلاقات بين الشباب والشابات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم علاقات ما قبل الزواج وما هي آثارها على مستقبل الإنسان بعد الزواج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإقامة العلاقات بين الشباب والشابات قبل الزواج من خطوات الشيطان إلى الحرام، ولا يخفى ما لها من الآثار على الحاضر والمستقبل كما صرحت بذلك نصوص الشرع، وكما هو مشاهد، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ومن رأى افتتان الشباب بالنساء، وكثرة ما يقع من الشر بمصادقتهن، علم صدق نصح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وكمال شفقته ورحمته بهم.
فكم من فتاة انتهك عرضها وضاع شرفها بسبب تلك العلاقات، وكم من بنت حرمت من الزواج وعاشت حياة شاذة بسبب ما كان لها من علاقات، وكم من حالات إجهاض تسببت فيه تلك العلاقات، بل وكم من طفل بريء وَأَدَتْه أمه خشية الفضيحة والمعرة بين المجتمع وكان سبب ذلك هو تلك العلاقات، وكم من فتى انحرف وعاش بعيداً عن ربه بسبب ما كان قد أقامه من علاقات، إلى غير ذلك من الأمور التي يصعب حصرها.
وإذا صحت هذه الملاحظات -وهي صحيحة- فلا شك في أن البيت الذي كان طرفاه قد تعرضا لبعض تلك الآثار، ستكون الحياة فيه في الغالب متميزة بشيء من الانحراف.
مع أنه لا مانع من أن يكون الحال مستقيما في بيت كان أهله قد ارتبطا بعلاقة قبل الزواج، وما ذكرناه إنما هو -في الغالب- كما قلنا، وذلك لأن الله تعالى بفضله وكرمه جعل التوبة من الذنوب والإنابة إلى الله تكفر كل ما كان قد اقترفه الإنسان، وقد يصلح حال المرء بعد التوبة إلى درجة لم يبلغها من كان مستقيماً من أول أمره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1426(13/3515)
المحادثات بين الشباب والشابات نهايتها مؤلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أبلغ من العمر16.5 تعرفت على فتاة أصلها من نفس مدينتي ولكنهم يسكنون مدينة أخرى وبعد فترة من علاقتنا أعطتني رقم هاتف بيتهم للضرورة لكي أتصل عليها، وفي يوم كنا قد تواعدنا أن نلتتقي على الإنترنت فلم تدخل فدخل الشيطان إلى عقلي واتصلت فردت علي وسألتها لماذا لم تدخلين إلى هذا الوقت وبعد تقريبا ربع ساعة من كلامنا على الهاتف أغلق الخط فأنا رجعت اتصلت وكنت أحكي لكن هي لم تكن ترفع السماعة بل أمها التي سمعتني أحكي وبعد ساعة تقريبا اتصلت علي وقالت لي يجب أن تجعل بنتا تتصل على أمي وتحكي معها لأنها غير مصدقة أني كنت أحكي مع صاحبتي فأنا ذهبت إلى البيت وخليت امرأة أخي تحكي مع أمها لكن أمها لم تصدق، المهم أنا مسكت سماعة التلفون وحكيت مع أمها وكان أخوها موجودا بالبيت فقالت لي أمها أنا سأتصل عليك بعد قليل وأنا قمت وأخبرت أخي الكبير وأمي بالموضوع وبعد تقريبا نصف ساعة اتصلت أمها وحكت مع أمي واتفقوا أنهم ينهوا الموضوع وما منعتها من الإنترنت وسيلة الاتصال بيني وبينها، ولكن أنا أحبها وأحبها وأصبحت لا أعرف ماذا أفعل وبعد يومين أخبرت صديقي بالموضوع وقال لي سأجعل بنت عمي تتصل عليها وتسألها وأنا في هذه اللحظات بقى لي لكي أذهب لصديقي لكي تتكلم بنت عمه معها ساعة أنا صليت ودعوت ربي أنه إذا كاتب هذه البنت من نصيبي أن يكون رد التليفون إلي بعد شويه إيجابي، شيخي الفاضل ما رأيك أستمر في العلاقة وبالحدود الشرعية، وماذا أفعل لكي أجعل أم هذه الفتاة تقتنع بالعلاقة الشرعية التي بيننا والتي لم تتعد نهائيا لا حدود الدين ولا الأدب وخاصة أننا من مدينة الخليل في فلسطين والتي تعد أكثر المدن الفلسطينية محافظة في هذه الأمور، شيخي الفاضل أرجوك أن تخبرني ماذا أفعل أنا بأمس الحاجة لكي يقف أحد إلي جانبي ولم أجد غيركم؟ كل عام وأنتم بخير بحلول الشهر الفضيل، شيخي الفاضل وأتمنى أن تقرأ قصتي بتمعن وتخبرني ماذا أفعل. شكراً ... وأريد الرد بأقصى سرعة لأن هذا الموضوع يشغل فكري وأنا بمرحلة حرجة من حياتي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمحادثات بين الشباب والشابات عن طريق الإنترنت والهواتف وإن بدأت خالية مما يخل بالأدب والحياء وخالية من كلمات الحب والغزل والاستهواء، فإنها تنتهي بنهايات مؤلمة في الغالب، ولذا فالعلاج الناجح هو سد هذا الباب الذي يدخل منه الشيطان ليفسد القلوب، وإن من بداية الفساد ما حدث من إشكالات مع أهل هذه البنت، وإن كنت جاداً في تحصين نفسك فتقدم لطلب هذه المرأة وائت الأمور من أبوابها، وفقك الله لمرضاته، وطالع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 41966، 8768، 20552.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1426(13/3516)
زنى العين وكيفية تجنبه
[السُّؤَالُ]
ـ[الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول (إن العين تزني) فما معنى ذلك وكيف يمكن تجنبه اليوم في ظل ما نراه في أسواقنا وفي التلفزيون وغيره؟ وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى ذلك هو ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم: فالعينان زناهما النظر. متفق عليه واللفظ لمسلم قال النووي (ومعنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنى، فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر والاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصليه.) فهذا هو معنى زنى العين أي نظرها إلى الحرام وما يجرها ويدعوها إلى الوقوع في زنى الفرج.
وأما كيفية تجنب ذلك فتكون بامتثال أمر الله تعالى في قوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ {النور: 30} وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أبوداود والترمذي وغيرهما. ولا يتم ذلك إلا بمجاهدة النفس الأمارة بالسوء وكبح جماح شهوتها فهي كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم. فلا بد من مجاهدتها وترويضها، وغض البصر عما لا يجوز، فالنظرة الحرام سهم مسموم ولله در القائل:
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
... ... ... والمرء ما دام ذا طرف يقلبه في أعين الغيد موقوف على الخطر ... ... ... ...
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر.
وللاستزادة راجع الفتوى رقم: 5776، والفتوى رقم: 26620.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1426(13/3517)
اختلاط الفتيان والفتيات في المسجد
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في لجنة مكونة من شباب وفتيات؟ علما أن هذه اللجنة تجتمع في المسجد وتكون مختلطة؟ فإذا كان غير جائز فما الطريقة الصحيحة التي يستطيعون الاجتماع فيها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب على الرجال والنساء أن يتميز كل واحد منهما عن الآخر عند الاجتماع في مسجد أو مكان عام ولا يجوز لهما الاختلاط الذي يقع على الكيفية التي تشاهد اليوم في كثير من الأماكن.
فقد أمر الله عز وجل بغض البصر وحرم على المرأة إبداء الزينة. فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور: 30 ــ 31} وفي حالة الاختلاط المعروف الآن لا يمكن غض البصر المأمور به شرعاً. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها. رواه مسلم. ومعنى هذا أن النساء كن متميزات عن الرجال في جهة من المسجد لحالهن وكذلك الرجال، وقد روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم خصص للنساء باباً من المسجد فقال: لو تركنا هذا الباب للنساء. فلم يدخل ابن عمر رضي الله عنهما من ذلك الباب حتى توفي.
ولذلك فإن الطريقة الصحيحة أن يكون الرجال في جهة ويكون النساء في جهة أخرى لا يختلط أحدهما بالآخر. وأن تكون النساء مستترات بالستر الشرعي وأن يغض كل فريق طرفه. وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى: 48092 // 61195 // 36111 // 3539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1426(13/3518)
ضوابط زيارة المرأة للأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ لدي سؤال أرجوالإجابة عليه لأني أشعر بضيق شديد لخوفي من أن أكون أرتكب إثما، أنا ولمدة ست سنوات في المرحلة الإعدادية والثانوية كان يدرسني في المنزل أستاذ خصوصي حتى وصلت إلى الجامعة وهذا الأستاذ بمقام أبي وهو إنسان جدا محترم وحج بيت الله الحرام وعلى دين وخلق وأنا أعده كوالدي وهو يعاملني كبنته لأنه لا أولاد له فلم يرزقه الله أولادا، المشكلة التي أنا خائفة منها أنني بعد أن دخلت الجامعة طبعا توقفت هذه الدروس ولم أعد أراه إلا إذا جاء لزيارتنا كل فترات طويلة قد تتعدى السنة لظروفه، المهم أنا ولله الحمد أحاول أن لا أغضب الله وأن أكون متدينة بقدر المستطاع ولكن أنا أحيانا أبعث لهذا الإستاذ على الأنترنت مسجات لا تتعدى السلام والاطمئنان على حاله لكي يشعر أن هناك من يسأل عنه وقد حرمه الله الأولاد ولكن هناك من يطمئن عليه وهو بدوره يبعث لي سلاما ويسأل عن دراستي، فهل أنا بهذا أكون أرتكب إثما لأني أكلم شخصا ليس من محارمي ولكن تربطني به علاقة إنسانية لأني أعتبره مثل أبي تماما فما بخل عليا يوما بالنصح والدراسة كان حريصا على نجاحي كل سنة كأني ابنته التي لم يرزق بها، فهل علىّ إثم إن سألت على حاله بين الحين والآخر أو هل علي إثم إن ذهبت للاطمئنان عليه وعلى حاله مع أبي أو أختي إلى منزله هو وزوجته؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام منع الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين سداً للذريعة وخوفاً من استدراج الشيطان للمسلم إلى خطوات محرمة تكون سبب هلاكه. ولهذا فنحن لا ننصح بمواصلة هذا الرجل أو مكاتبته على انفراد خشية أن يجر ذلك إلى الخلوة به فيما بعد. ولا مانع شرعا من مواصلته مع أبيك وإخوانك.. ما دامت الفتنة مأمونة ودعت الحاجة لذلك. وقد سبق بيان ما ذكرنا بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم، نرجو أن تطلعي عليه في الفتاوى: 22469 // 8449 // 21310 // 1524 // 9792 // 22064.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1426(13/3519)
حكم حب المرأة رجلا متزوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[أرسلت رسالة سابقة شرحت فيها أنى أحب رجلا متزوجا ولا أستطيع أن أعيش بدونه وتم السؤال هل هذ الحب حرام أم لا وتم الرد أن الإنسان لابد أن يحب الله ويملأ قلبة بحب الله أريد أن أقول إنى أقوم بكل العبادات وأصلي وأصوم وأقرأ القرأن ومع ذلك قلبي يمتلئ بحبه لأن لدي إحساسا قويا أني في يوم من الأيام سأكون له أنا نفسي أرضي ربنا أنا خائفة أن أكون أعمل كل العبادات لكن ربنا غير راض عني ولذلك حب ربنا والقرب منه لا ينسينى حبي له أنا فعلا محتاجة إليه في حياتي أنا محتاجة أعرف إن كنت باستمرار حبي له أعمل حاجة حراما أريد حلا في هذا الموضوع هل حبي لرجل متزوج حرام وخيانة لزوجته أنا أتمنى أن أكون امرأته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشفيك من هذا الداء فإنك واقعة في عشق هذا الرجل، والعشق داء يصعب علاجه إلا لمن وفقه الله وأعانه، وخير علاج له الزواج فإذا كان بالإمكان أن تجتمعي بهذا الرجل زوجة ثانية فهذا خير دواء، وإذا لم يمكن فعليك أن تقطعي طمعك فيه بحسام اليأس فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه.
فإن لم تستطيعي ذلك، فانظري بقية الأدوية المذكورة في الفتوى رقم: 9360. لعلاج العشق كما قرره الإمام ابن القيم رحمه الله. أما عن الشعور والإحساس القلبي الذي تحسين به، فإنك لا تؤاخذين عليه ولا تأثمين به ولا يعد خيانة لزوجته، ما لم تحولي هذا الشعور والإحساس إلى عمل أو قول محرم، ففي الحديث: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. رواه النسائي والترمذي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رمضان 1426(13/3520)
التعامل مع المحارم له حد يجب ألا يتجاوز
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أحكي مشكلتي زوجي أمه متوفاة ويعيش منذ أن كان في العاشرة مع والده وزوجته هي عمرها 52 سنة وزوجي 35 وهو يحب زوجة أبيه جدا لدرجة أنه قد ينام بجوارها في السرير ويداعبها يحضنها ويقبلها ويدخل عليها الحمام وهي تغير ملابسها أمامه وتوقظه من النوم بالقبل والأحضان وتدلك له جسمه كله ويتكلمان في أحاديث خارجة وأنا جالسة. وقد يقبلها من صدرها وينام في حضنها وهي تلبس أمامه الملابس التي تصف ما تحتها أنا لا أغير منها ولكني أشعر بعدم الاحترام لي مما يفعلان ... كما أنه دائما ما يقارنني بها في الطعام والاهتمام به ورعايته.. أنا أحاول أن أزيد من اهتمامي به لكنه دائما يشعرني أنه لا يحتاجني إلا في مسألة العلاقة الزوجية وغير ذلك هو لايريد مني شيئا يريد دائما التواجد عندهم لا يريد العودة الى البيت حتى أنه يرغمني على قضاء عدة أيام هناك حتى يكون بجوارها ويحكي لها عن كل تفاصيل حياتنا حتى لو جلسنا في بيتنا لا ينفك أن يتحدث معها طوال الوقت في الهاتف ... والده لا يهتم بشيء وأنا لا أريد أن أشتكي لأحد سوى الله وقد قيل لي إن ما يفعلانه حتى لو كان بنية صادقة فهو حرام ... وللأسف زوجي عصبي جدا وإذا حاولت أن ألفت نظره يغضب بشدة ويعنفني كل همه إرضاؤها حتى لو كان في شيء خطأ.. أرجو الإفادة هل ما يفعلانه حلال أم حرام؟ وكيف أحل مشكلتي؟
مع الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زوجة الأب من المحارم على التأبيد، وبالتالي فيجوز معاملتها كبقية المحارم، غير أن للتعامل مع المحارم حداً يجب عدم تجاوزه، وتراجع الفتوى رقم: 55893. فلا يجوز الاطلاع على عورة المرأة من المحارم، وقد سبق وأن بينا حدود عورة المرأة أمام المحارم، في الفتوى رقم: 599. وسبق شرط جواز تقبيل المحارم، في الفتوى رقم: 3222.
وعليه فما يفعله زوجك مع زوجة أبيه حرام لا يجوز ولو كان بحسن نية، ولا يجوز له إرغامك على البقاء في بيت زوجة أبيه، ولا التحدث بتفاصيل حياتكم الزوجية لورود النهي عن ذلك وقد سبق في الفتوى رقم: 27761. فعليك مناصحة زوجك وبيان عدم جواز هذه العلاقة بالأسلوب الحسن لو بطرق غير مباشرة كأن يهدى له شريط أو كتيب أو يطلب ممن لهم تأثير عليه مناصحته بأسلوب غير مباشر ونحو ذلك من الأساليب النافعة.
وينبغي لك الاهتمام به وتعويضه عما يجده من زوجة أبيه من اهتمام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1426(13/3521)
إقامة الرجل في بيت خالته مع أبنائها وبناتها
[السُّؤَالُ]
ـ[اسمي بدر السن 22، حاليا أتواجد في بيت خالتي لا أعلم المدة التي سأقضيها، لها زوجها والابن الأكبر سنه25 سنة وبنت سنها 23 وتوأمان 14 سنة ذكر وأنثي، ما أرغب في معرفته ما حكم الشرع الإسلامي في تواجدي بينهم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً من تواجدك في بيت خالتك أو غيرها من أقاربك ما دمتم ملتزمين بالأحكام والآداب الشرعية، ولتعلم أن بنات الخالة أجنبيات عنك يحرم عليك الخلوة بهن أو النظر إليهن، فقد أمر الله عز وجل بغض البصر، فقال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا.... {النور:30-31} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
هذا إذا كانت بنات خالتك غير محرمات لك من الرضاعة، أما إذا كن محرمات لك فإنهن يعتبرن أخوات لك يجري عليهن ما يجري على محارمك، وأما الخالة فإنها تعتبر بمنزلة الأم فهي محرم على كل حال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الخالة أم. رواه أبو داود وصححه الألباني، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 10463، والفتوى رقم: 27683.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شوال 1426(13/3522)
ركوب المرأة مع الرجل الأجنبي في السيارة وحدهما
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا ممرض وأعود من العمل بسيارتي، أحياناً تطلب مني زميلتي بالعمل أن أوصلها إلى بيتها الكائن في مدينتي بعلم زوجها، ما هو حكم الدين في هذا الموقف؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن ركوب المرأة مع الرجل الأجنبي في السيارة وحدهما يُعدُّ خلوة، ولذلك لا يجوز لكما الركوب وحدكما لما فيه من الخلوة المنهي عنها شرعاً، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعهما ذو محرم.
وأما قول بعضهم إن ذلك ليس بخلوة ما داما في المدينة ... فهو قول ضعيف مرجوح، ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 54972 وما أحيل عليه فيها، وكون زوجها يعلم بذلك أو أذن فيه فإنه لا أثر له على الحكم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1426(13/3523)
النكاح بموافقة الولي هو الحل الأمثل
[السُّؤَالُ]
ـ[أدرس في دولة من دول الكفر والعصيان تعرفت على شاب من بلدي وفي نفس جامعتي بداية كانت علاقتنا تقتصر على مساعدته لي من معاملات وأوراق وما إلى ذلك أعجبت به إعجابا شديدا نظرا لسلوكه وأخلاقه وفوق كل ذلك محافظته على شرائع الدين وحفاظه على نفسه وهو في هذه البلاد أنا والحمد لله محافظة وملتزمه بحجابي ولبسي الشرعي في هذه البلاد أخاف الله وأتقي غضبه أعلم أن وجودي هنا غير جائز ولكني سافرت بناء على رغبة والدي الشديدة لأن أدرس في الخارج فوجئت بهذا الشاب بأن صارحني بحبه لي وإعجابه بأخلاقي ومحافظتي على ديني علاقتنا كان فقط مجرد كلام واطمئنان كل منا على الآخر إلى أن يوفقنا الله للزواج أسبوع بعد أسبوع وسوس لنا الشيطان وأوقعنا في شراكة لم نرتكب جريمة الزنا ولكننا ارتكبنا كل مقدمات الزنا من تحضين وتقبيل فقط لاغير، لا أخفي عليكم أنه بعد كل لقاء بيننا ينتابنا ألم شديد فكلانا يعلم حرمة ما نقوم به جاهدنا الشيطان بكل ما أوتينا من قوة تبادلنا الأشرطة الدينية لتكون رادعا لنا كنا إذا اجتمعنا نحاول أن نقرأ القرآن، يقوم بتعليمي التجويد أذكره دائما ماذا سيكون حالنا إن قبض الله أروحنا ونحن على تلك الحال مرات عديدة ذرفنا الدموع ندما استغفرنا الله صلينا قيام ليل تبنا لجأنا إلى الصيام لكن وللأسف الشديد كنا نفترق أو بمعنى أصح نرتدع لمدة قصيرة ثم نعود لملامسة بعض افترقنا لمدة شهر على أن لانكرر ما عملناه باعتقادنا أنه بعد هذه المدة سيتملكنا الحياء من بعض، ولكن عند أول لقاء أعدنا الكرة زواجنا في الوقت الحالي مستحيل جدا أقرب وقت وعدني بأن يتقدم لي بعد سنة لكن ما يؤلمنا هو بأننا لسنا راضيين عما نفعله لجأنا إلى حل أخير وهذا ما أريد أن نستشير عنه وهو أن نبرم عقد زواج هنا من غير علم أهلي ولا أهله إلى أن يتقدم بشكل رسمي لطلب يدي من أهلي فهو فعلا جاد بهذه المسألة غرضنا الأساسي والله أننا نريد من كل ذلك بأن نعف أنفسنا بالحلال حيث سيكون أي لقاء أو أي كلام بيننا في إطار الحلال حتى وجودي هنا للدراسة سيكون أمام الله أيضا في الحلال توفرت له عدة فرص للوقوع في الزنا لكنه آثر عفة نفسه نحب بعضنا جدا فأنا لن أرتبط بشخص غيره أبدا ما حييت ندعو الله دائما لأن يوفقنا لمرضاته وأن يجمع بيننا في الحلال ما أريد أن أستفسر عنه هل ما اتفقنا عليه من أن نقوم بإجرات العقد جائز شرعا وهل هذه خطوة صائبة أم بماذا تنصحونا أعتذر على الإطالة؟
ولكم جزيل الشكر والتقدير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 6015. حكم سفر الفتاة للدراسة دون محرم، وتقدم في الفتوى رقم: 2843. حكم زواج الفتاة دون ولي، ومنه تعلمين أن العقد بدون ولي ليس فيه حل للمشكلة، فالذي ننصح به الأخت الفاضلة أن تعود إلى بلدها إن أمكنها ذلك، وإكمال دراستها في بلدها، لما في الإقامة في تلك البلاد من الخطر على دين المسلم وخلقه لا سيما المرأة، وإن لم يمكنها العودة فعليها أن تشغل نفسها بما ذهبت من أجله، وأن تقطع العلاقة بذلك الشاب قطعاً كاملاً، فإنه لا يجوز لها ربط علاقة مع رجل أجنبي عنها ليس محرما وليس بينها وبينه عقد نكاح شرعي، وعليها التوبة إلى الله من الذنوب التي ارتكبتها معه، وإن استطاعت إقناع والدها بأن يعقد لها عليه بتوكيل صحيح منه هو لشخص يوجد في بلد الوالد أو يوكل الأب من ينوب عنه في العقد فذلك هو الحل الأمثل، لتكون علاقتها بالشاب شرعية وإقامتها في تلك البلاد آمنة.
نسأله سبحانه أن يوفقها لكل خير، وأن يحصن فرجها بالحلال، ويجنبها كل سوء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1426(13/3524)
تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين ولو أمنا الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما قابلت فتاة في مجال عملي تبلغ من العمر 27 عاما ليس لها إخوة، ونشأت علاقه صداقه بيننا لم أشعر تجاهها إلا بشعور الأخوة، وهى كذلك تعتبرنى أخاها الذى عوضها به الله بعد 27 عاما، أنا أعاملها بما يرضي الله وأقضي لها كل ما يمكن أن أقوم به لخدمتها وكي أجعلها سعيدة، أنا وهي على قدر من الدين نحمد الله عليه وظللنا على هذه العلاقه سنتين وأصبح كلا منا لايستغني عن الآخر وحدثت ظروف جعلتنا نعيش معا لفترة أسبوع في شقة واحدة ولم يجد الشيطان بيننا مكانا، كنا ننام معا في غرفة واحدة وكل منا على سرير وحده ونستيقظ لصلاة الفجر معا ونقرأ القران ولم يحدث بيننا أي شىء يغضب الله، كنا نعيش كالإخوه تماما، وعندما انتهت الظروف عاد كل منا إلى حياته وهذا منذ سنة أي أننا يعرف كل منا الآخرحاليا منذ ثلاث سنوات وأنا من يوم أن عرفتها وعملى وكل حياتى في تقدم وأشعر بتوفيق غير عادي من الله، وأنا كنت أعتبر هذا لرضا الله عما أفعل ولكني أحب أن آخذ رأي من يفوقني علما كي لا أكون مِن مَن قال تعالى عنهم (قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) صدق الله العظيم.
والسؤال هل كون وجود علاقه بيننا يعتبر حراما رغم أننا تحت كل الظروف لم يحدث بيننا أي خطأ ولم يجد الشيطان بيننا مكاناً وهذا من وجهة نظرى نابع من شعور الأخوه القوى عندي والأقوى عندها ومن ناحية أخرى لأنها أكبر مني بسبع سنوات ومن ناحيه أخرى لأن كلا منا ولله الحمد نشأ نشأة دينية جيدة؟
والسؤال الأهم أني من منطلق معاملتي لها كأختي أتعرض لمواقف تجعلني ألمس يدها أُقبل رأسها أحيانا وعندما تضيق بي الدنيا أرتمي فى حضنها وأبكي وقد يحدث نفس الأمر معها ومواقف أخرى كثيرا يمكن لسيادتكم تخيلها فنحن نعامل بعضنا كإخوه تماما تماما، وأنا أقسم بالله أني لا أشعر تجاهها إلا بالأخوة وهي أيضا ومع العلم بأني حريص جدا فى التعامل مع كل الفتيات على أن لا ألمس واحدة منهم قط إلا في الضروره القصوى جدا جدا فقد تمد واحدة يدها إلي وأرفض مصافحتها، فهل ما يحدث بيننا يعتبر حراما أيضا أم يمكن أن يكون هناك استثناء؟
أرجو إفادتي برأي الدين ولكم جزيل الشكر والاحترام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ما حدث بينكما محرم يجب عليكما التوبة منه والإقلاع عنه، ولا فرق بين أن يكون الشعور الذي بينكما صادقاً أو كاذباً، فقد حرم الإسلام الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبيين خشيا الوقوع في الفاحشة أم لا، وحرم النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة أو بغير شهوة، وحرم لمس الأجنبية بشهوة أو بغير شهوة، وتجد كل هذا مبسوطاً في كتب العلماء والأئمة مع بيان الأدلة على ذلك، ولذا فنصيحتنا لك أيها الأخ الكريم أن تتوب إلى الله من ذلك، والشعور بالأخوة الذي تتحدث عنه لا اعتبار له في الميزان الشرعي. وفقك الله لمرضاته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1426(13/3525)
تعامل المرأة مع الأجنبي لا يجوز ولو أمرها زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي يريد أن يجبرني على التعامل مع زوج أخته الذي يحتسي الخمر، وأنا لا احب زيارة بيت أخت زوجي لهذا السبب مع العلم بأنني أحسن معاملة اخته وأولادها ولكنني لا أريد التعامل مع زوجها فهل في ذلك عصيان لطلب زوجي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزوج أخت زوجك أجنبي عنك لا يجوز أن يحدث بينك وبينه خلوة أو أن تضعي بحضرته حجابك وإن كان من كبار الصالحين، فكيف وهو شارب للخمر، ولا طاعة للزوج فيما يأمر به من معصية الله تعالى، وننصح زوجك بتقوى الله تعالى، وأن يكون عونا لك على طاعة الله، ومن طاعة الله ترك اللقاء والتعامل مع هذا الرجل. وفقكم الله للخير.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1426(13/3526)
نظر المرأة إلى عورة المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[لى أخت مرتبطة بصديقة منذ الصغر هي عمرها الآن 24سنة، وكل منهما تحب الأخرى جداً لدرجة الأخوات لكن هناك شيء يضايقني وهو أنهما يغتسلان معاً لأن الكلفة مرتفعة بينهما، ولو مرضت صديقتها تقوم أختي بتغسيلها. أرجوا الإفادة لأننى لا أحبها تغضب الله، لكي أنبهها؟
شكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعورة المرأة عند المرأة المسلمة: ما بين السرة والركبة. لما رواه أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنها ستفتح عليكم أرض العجم، وستجدون فيها بيوتا يقال لها: الحمامات، فلا يدخلها الرجال إلا بإزار، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء. ولما رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة. وفي هذا الحديث نهي عن نظر المرأة إلى عورة المرأة، والنهي يقتضي التحريم، مما يدل على حرمة النظر إلى العورة، وهي ما بين السرة والركبة، لقوله صلى الله عليه وسلم: يا جرهد: غط فخذك فإن الفخذ عورة. رواه أبو داو د والترمذي وأحمد والحاكم. ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 1265 ...
وعليه فما تفعله أختك مع صديقتها من الاستحمام في نفس المكان وتغسيل إحداهما الأخرى إذا مرضت هو مما لا يجوز، فانصح أختك بتجنبه، وبين لها أن المرأة لا يجوز أن ترى من المرأة ما بين السرة والركبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رمضان 1426(13/3527)
الخلوة واطلاع الرجال على أنشطة اليتامى النسائية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل في الموقع حفظكم الله
بداية نود أن نشكر لكم جهودكم الطيبة المباركة في خدمة رسالة الإسلام العظيم ونرجوه جل في علاه أن يكون ذلك في موازين حسناتكم يوم القيامة، وأودّ بداية أن أبين لكم أنني أعمل في جمعية خيرية تابعة لهيئة خيرية لها فروع في مختلف بلدان العالم الإسلامي والمسألة التي نستفتي فيها يعاني منها عدد لا بأس به من العاملين في قطاع العمل الخيري ومسألتنا هي: نحن نعمل في مجال كفالة الأيتام وتقديم الرعاية الاجتماعية والثقافية والمادية لهم وبحكم هذا التنوع في مجالات الخدمة المقدمة إلى هذه الفئة والتي نقدمها عبر مراكز للأيتام منتشرة في مختلف محافظات الوطن فإن الحاجة ملحة لوجود مشرفين اجتماعيين متخصصين (ذكوراً وإناثا) للإشراف على الأيتام وتنفيذ برامج الرعاية المقدمة لهؤلاء الأيتام، وينتج عن طبيعة العمل هذه حدوث اختلاط بين المشرفين والمشرفات والذين نثق ابتداءً في دينهم وأمانتهم كما نحسبهم ولا نزكي على الله أحدا، ولكن ونتيجة ظروف بعض المناطق والتي لا يتوفر فيها أكثر من مشرف ومشرفة فقط، فإنه قد يحدث أن يكون المشرف والمشرفة لوحدهما في مركز الأيتام والذي هو مفتوح للعامة ولكن لا يوجد مراجعون بشكل كبير أو متواصل مما قد يحدث نوعاً من الخلوة بين المشرف والمشرفة ولو لوقت قد يطول وقد يقصر بحسب طبيعة العمل المطلوب من كليهما التنسيق بشأنه، وكذلك فإن العمل يتطلب أحياناً قيام موظف مسؤول عن الأنشطة بمتابعة وتقييم نشاط ما يكون المشاركون فيه من اليتيمات مع مشرفتهن وربما تكون هذه الأنشطة رياضية (مع مراعاة الحشمة واللباس الشرعي) ولا يتم الاطلاع على الأنشطة التي فيها تخفف من الثياب إطلاقا ولكن مثل لعب التنس أو الطاولة أو الشطرنج وما شابه.. فهل في هذا الحضور محظور شرعي، مع العلم بأنه من متطلبات العمل التي تلزمنا بها إدارة الجمعية من باب حسن سير العمل والتأكد من استفادة الأيتام وما شابه ذلك، لكل ما سبق ذكره أستاذنا الفاضل استدعى الأمر بعد تحرج عدد من المشرفين والمشرفات من وجود محظور أو شبه شرعية في هذا الأمر فطلبوا مني أن أقوم باستفتائكم وقد وافقتهم إدارة العمل على استفتائكم لأنها هي أيضاً مهتمة بعدم تجاوز الأصول الشرعية أو الوقوع في شبهة تكليف موظفيها بشيء يخالف الشرع، فنرجو الإفادة بالحكم الشرعي وتوجيهكم لنا في هذا الأمر خصوصاً أنه عام ويخص كثيرين من العاملين في قطاع العمل الخيري. وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل جواز عمل المرأة إذا التزمت فيه بالضوابط الشرعية، وقد بينا ذلك وافياً في الفتوى رقم: 19233.
وما ذكرته من حصول خلوة بين ذكر وأنثى ولو لفترة قصيرة لا يجوز مهما بلغت درجة التزامهما وتمسكهما بالأحكام الشرعية، لأن الخلوة محرمة لذاتها ولما يترتب عليها من آثار وخيمة، ولا يمكن لأحد أن يدعي عصمة نفسه من الخطأ، ومن ادعى ذلك فقد أتى بما يخالف الكتاب والسنة والواقع المشاهد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه مسلم، وراجع الفتوى رقم: 6812، والفتوى رقم: 5779، والفتوى رقم: 6976.
ولا شك في أن الخلوة بالمرأة الأجنبية من أعظم الذرائع إلى الوقوع في الزنا أو في مقدماته، أما مجرد اطلاع الرجل على الأنشطة النسائية دون اطلاع على العورات أو حصول الخلوة أو خضوع النساء له بالقول فلا مانع منه ليسير العمل على نسق سليم، والأحب تركه، وأما مع حصول شيء من المحاذير فلا يجوز، وراجع الفتوى رقم: 1734، والفتوى رقم: 3539.
علماً بأن موقعنا هذا لا يتبع (إسلام أون لاين) في شيء، بل هو موقع يتبع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر ويُسمى (الشبكة الإسلامية) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1426(13/3528)
الجنى المر للتمادي في العلاقة مع الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أختكم في الله أحتاج لمساعدتكم..
أنا طالبة في الجامعة عمري 21 سنه تقريبا خليجية ألتزم بشريعة الله وبالحجاب الشرعي الكامل بما في ذلك غطاء الوجه ولله الحمد ولكن بيئتي العائلية (المكونة من أبي وأمي و6 أولاد و4 بنات أنا الوسطى) غير ملتزمة نوعاً ما بتعاليم الشريعة حتى أنني أكاد أكون الوحيدة التي تصلي دائماً، تفكيرهم يبعد كل البعد عن تفكيري أحس أنني غريبة وأنا بين أهلي مما يتعبني نفسيا فقد اعتدت الكتمان، وما يزيد تعبي هو أنني لست أملك أمر نفسي فمعاصيهم يشركونني فيها من جهة أو أخرى أبي بالتحديد هو محور مشكلتي فهو من لا أستطيع رفض طلب له وهو برأيي سبب فساد العائلة.
أنني في هذه الفترة أشعر بحاجة ماسه للزوج الصالح، بحاجة لمن يقف معي ويعينني على الخير، أفكر بالأطفال وأتمنى أن أرزق بطفل لأربيه على الشريعة الإسلامية، لقد تقدم لخطبتي كثير منذ كنت في الثانوية وحتى الآن ولكن أبي يرفض، منهم من هو فعلاً لا يصلح أن أرتبط به ومنهم من يكون على مستوى عال من الخلق والدين فيرفضه أبي! يرفضه أعتقد لأن عقلية الجاهلية \" لا تزوج الصغرى قبل الكبرى \"لا زالت تخيم على أبي مع العلم أن أختي التي تكبرني ذات شخصية ضعيفة جداً ولا تستطيع التحكم بتصرفتها و.... المهم أنه مواصفاتها لا تتناسب مع الخطاب الذين كلما أتى واحد يخطبني يرفض أبي ويعتذر منه ثم يقول له ما رأيك بالكبرى؟! فلا يوافق وبالتالي يذهب الخاطب ونبقى الاثنتين في بيت أبينا.
المهم في هذه الظروف المتعبة كان أحد أساتذتي في الجامعة (قسم علم النفس) ذا شخصية لم أر مثلها من قبل ملتزم غيور كثير النصح خلوق، كنت أحس بعدم الثبات والتشتت وأن هذا الشخص سيساعدني كنت أحس بأن ضالتي عنده وأنه سيرشدني إلى الطريق الصحيح وفعلاَ جاء الوقت المناسب فأخبرته بأني أحتاج لمساعدته فاستقبلني في مركز إرشاد الطلبة وبدأ يستمع إلي وبعد 3 جلسات تقريباً أحسست أنني أعرف الآن أين أضع قدمي لقد غيرني هذا الدكتور تغييرا كاملا أصبحت أفكر بطريقة أفضل عرفت مواطن الضعف فيي وتبدل حالي للأحسن ولله الحمد.
ولكنني وبصراحة تعلقت بهذا الدكتور تمنيت لو يكون أبي أو أخي الكبير، تمنيت لو أستطيع اختيار عائلتي لأختاره أبا أو أخا، ولكن عندما أصحو أجد أنه لا أستطيع أن أتقرب منه إلا أن أكون زوجته وهذا محال لأنه متزوج ولديه طفلان وهو مستقر مع عائلته.
ومع علمي بذلك أزداد حزناً لأني لا أستطيع أن أفكر فقط مجرد تفكير بأن أنساه، فكلما رأيت إخوتي وجفافهم تذكرته وتخيلته مكانهم.. كلما رأيت أبي وصغر عقله الذي يتباهى به تذكرته وتذكرت تواضعه.. كلما رأيت إخوتي يعصون الله وقد تربوا على ذلك تذكرته وتذكرت ابنه ذا الخمس سنوات الذي حفظ جزء عم وفاز على منطقته،أتمنى أن أرزق بزوج مثله خلقا ودينا وعقلا.
انتهى العام الدراسي وبدا عام آخر فلم أعد أستطيع رؤيته كما كنت لأنني من قسم آخر، مما يجعلني أتحجج لنفسي بأعذار واهية لأذهب لرؤيته والتحدث معه ولكن ما ألبث أن أرجع من عنده حتى ألوم نفسي على ما فعلت، أنني الآن أعيش صراعا نفسيا قويا لا أعلم ماذا سيؤدي بي فأنا خائفة.
أرجوكم افهموني وحاولوا مساعدتي فأنا متعبة جداً ووحيدة.
آسفه على الإطالة..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بنعمة الهداية والاستقامة في بيئة لا تمكن من ذلك، هذا ولا ينبغي لولي المرأة رد الخاطب الخلوق الدين لعلة البدء بتزويج البنت الكبرى قبل الصغرى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا نكح إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي
وإذا استمر والد الفتاة على رد الخاطبين الصالحين الأكفاء الدينين فإنه يكون عاضلا لها، وفي هذه الحالة فإن للفتاة أن ترفع أمرها للقاضي ليزوجها. وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 43004، 49399، 25815.
هذا، وقد أخطأت في تماديك بالعلاقة مع هذا الأستاذ حتى خرجت عن مجرد الاسترشاد وطلب النصيحة والتوجيه إلى الإعجاب بشخصه والتلذذ بسماع حديثه، وما حصل ذلك إلا بتجاوزك بإطلاق بصرك إلى ما حرم الله النظر إليه، وكأنك وأنت الفتاة العفيفة المستقيمة لم تسمعي قول الله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 31} ثم تجاوزك في الكلام لغير حاجة معه، وكأن الله ليس له حكم في ضبط العلاقة بين الرجل والمرأة إذا كانا أجنبيين، وانظري الفتويين: 15406، 21310.
ثم ما يدريك هل إذا ظفرت بهذا الأستاذ وأصبح زوجك ستكونين سعيدة معه؟ وما الذي يؤكد لك أنه في علاقته الخاصة بزوجته على هذا القدر من الرقة والتفاهم والسلوك الحسن، إن كثيرا من الشخصيات العامة تبدو للناس في اللحظات التي يقضونها معهم وكأنهم أشخاص مثاليون، فإذا طالت صحبتهم لهم أو كوَّنوا معهم علاقة خاصة اكتشفوا أنهم كانوا مخدوعين.
إننا نظن أن مشاعرك تجاه هذا الأستاذ ليست حقيقة، وإنما ذلك لشعورك بذلك الفراغ العاطفي الذي سببه افتقاد حنان الأسرة وعطفهم عليك جعلك تتفاعلين مع أول قلب يفتح لك وينصت إلى حديثك.
والذي ننصحك به أن تتوبي إلى الله تعالى من تفريطك في جبنه تعالى، وأن تقطعي علاقتك نهائيا بذلك الأستاذ فتحذفي رقم هاتفه من جوالك، ولا تدخلي القسم الذي يعمل فيه إلا لحاجة شديدة، ولا تكوني وحدك بل اصحبي معك إحدى زميلاتك، واعلمي أن ما أنت فيه هو بوادر مرض من أخطر أمراض القلوب التي تقطع المرء عن ربه ومولاه ألا وهو داء العشق، وانظري الفتوى رقم: 9360.
هذا، وننصحك بأن تكون لك صحبة من الأخوات الفضليات المؤمنات تتبادلين معهن مشاعر الحب في الله وتتعاونين معهن على فعل الخيرات، وانظري فضل الحب في الله في الفتوى رقم: 52433.
واشتركي مع أخواتك في حفظ كتاب الله تعالى وطلب العلم النافع، واعلمي أن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
وانظري برنامجا لطلب العلم للمبتدئين في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 59868، 59729، 56544، فاجتهدي في إصلاح نفسك وتزكيتها واستمعي للأشرطة النافعة وأهد منها لأخواتك، وانشطي في الدعوة إلى الله تعالى، واسألي الله كثيرا أن يرزقك العفاف وأن يمن عليك بالزواج الصالح الذي تقر به عينك ويعينك على أمر دينك.
هذا، وننصحك بتقوى الله في والديك والاجتهاد في برهما وإن كانا مفرطين في حق الله ومقصرين في حقك عليهما، فإن الله تعالى قد أوصاك بهما فقال: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء: 23} وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن إرضاءهما فيما ليس فيه معصية لله تعالى من أقصر الطرق لرضوان الله والجنة، فقال: رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد، رواه الترمذي. وقال أيضا: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه الترمذي.
ولمزيد فائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56908، 12767، 1769، 4220، 1037، 58152، 63925، 65335.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1426(13/3529)
الآثار المترتبة على الخلوة والنظر المحرمين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في الأخت التي تعرف وترى النظرات المتبادلة والتصرفات غير الأخلاقية بين أخيها المتزوج وزوجة أخيه؟ علماً بأن كلاهما لديه أطفال. ... ... ... ... ... ...
وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليها بعد التأكد مما رأته النصيحة وتذكيرهم بالله تعالى، وبحرمة الخلوة والنظر ولو من غير خلوة، وأنهما سبيلان من سبل الشيطان يستزل بهما عباد الله، فإذا خشيت هذه الأخت وقوع الفاحشة بين أخيها وزوجة أخيها الثاني، فعليها حينئذ أن تخبر زوجة أخيها بأنها إن لم تنته وتكف عن ما تريده فسوف تخبر زوجها، فإن لم يفد ذلك وجب عليها إبلاغ أخيها بما تفعله زوجته حتى يحول بينها وبين أخيه، إما بالانعزال في بيت آخر أو غير ذلك، نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا، وأن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1426(13/3530)
الاختلاط الشائع في زمننا لا يقره الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي حدود المخالطة بين الرجل والمرأة في هذا العصر والسلوك الاجتماعي المفروض ونحن ندرس ونعمل معا ونركب المواصلات العمومية إلخ ما نعيشه يوميا في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الاختلاط مضبوطا بقواعده الشرعية كما بينا في الفتوى رقم، 48184، والفتوى رقم: 4090، والفتوى رقم: 6185، فلا حرج فيه إذا دعت إليه الحاجة؛ وإلا كان الأفضل تجنبه.
وأما الاختلاط الشائع في هذا الزمان في المدارس وأماكن العمل والأسواق وغيرها فإنه لا يجوز، وقد بينا ذلك مفصلاً في الفتوى رقم: 9855. وما أحيل إليها خلالها من فتاوى.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1426(13/3531)
جلوس الرجل مع امرأتين لا محرم معهما
[السُّؤَالُ]
ـ[لدينا منزل من طابقين تقطنه العائلة ومنهم ابنتا العم وفي بعض الأحيان أجتمع أنا وأختي وابنتا العم في إحدى الغرف للتحدث في الكثير من الأمور وخاصة الدينية منها مع أن أبواب غرف البيت مفتوحة. فهل تجوز هذه المجالسة مع عدم توفر محرم لهما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانتا بلباس شرعي محتشم، ولم يكن في الحديث ريبة وجلستا معاً وبوجود أختك أو غيرها من النساء فلا حرج في ذلك إن كان لحاجة، فليس من الخلوة المحرمة، وقد بينا حكم الاختلاط العائلي بين الرجال والنساء في الفتوى رقم: 10463. فنرجو مراجعتها والاطلاع عليها،
وننبهك إلى أن الأولى عدم تكرار ذلك إلا للحاجة الماسة، ودعوة النساء وأمرهن بالمعروف ينبغي أن يتولاها النساء وهكذا في كل ما أمكن فعله بهن دون وجود الرجال ومخالطتهن لما حدث في هذا الزمان من تبرج النساء، فلا يلتزمن باللباس الشرعي ولا بالضوابط في حديثهن فتخشى الفتنة والوقوع في المحرم وعلى من يتصدى لهن وعلى مجالسهن. ومن الأصول الشرعية المعتبرة "سد الذرائع" أي كل ما كان يفضي إلى محرم فإنه يمنع لذلك، ومن هنا فننصحك بعدم الجلوس معهن إلا لحاجة تزاحم الضرورة لما ذكرناه، إلا إذا كن متحجبات عفيفات لا يخضعن بالقول وكان معهن من يخشينه ويحترمنه كالأم أو الخالة الكبيرة أو العمة ونحو ذلك ممن يهاب، فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1426(13/3532)
عورة الرجل والمرأة مع نفسهما وبعضهما
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هى عورات كل مما يلي:
الرجل المسلم على المسلم
الرجل المسلم على غير المسلم
الرجل المسلم على المرأة المسلمة
الرجل المسلم على محارمه من النساء
الرجل المسلم على المرأة غير المسلمة
المرأة المسلمة على محارمها من الرجال
المرأة المسلمة على المرأة غير المسلمة
المرأة المسلمة على المرأة المسلمة؟
وجزاكم الله عنا خير جزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 66022 حدود عورة الرجل مع الرجل والمرأة المحرم وعورته مع الأجنبية، كما تحتوي الفتوى على بيان حد عورة المرأة البالغة مع الرجل الأجنبي ومع الرجل المحرم، وفيها كذلك تحديد عورة المرأة المسلمة مع الكافرة وعورتها مع المسلمة، ولم يفرق العلماء بين المسلم وغيره في هذا الباب فيما عدا التفريق بين المسلمة والكافرة فيما يجوز للمرأة أن تراه من المرأة، ولا يخلو كلام الفقهاء في هذه المسائل من الخلاف، وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15390، 1265، 599.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1426(13/3533)
ركوب الرجل مع المرأة في سيارة أجرة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
نصرانية تعمل معي في الشركة وتسكن بجواري، عرضت علي أن نشترك في تأجير تاكسي لتوصيلنا إلى العمل، هل يجوز لي أن أوافق، علماً بأنها دميمة وشديدة البدانة، وأني لن أجلس بجوارها ولن أتحدث معها إلا إذا سألتني عن شيء، وبصفة عامة كيف يُمكن لمسلم أن يدعو نصرانيات إلى الإسلام؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح من أقوال الفقهاء أنه إذا اجتمع أكثر من رجل مع امرأة واحدة أو أكثر من امرأة مع رجل واحد في مكان فإن ذلك لا يُعد خلوة محرمة إذا أمنت الفتنة، وما دام الحال كما ذكرت فلا مانع من الاشتراك مع المرأة المذكورة في استئجار سيارة تنقلكما إلى العمل بشرط ألا يحصل بينك وبينها خلوة في وقت من الأوقات، مع الالتزام بعدم الجلوس بجوارها، والمحافظة على غض بصرك عنها كغيرها من النساء، لأن دمامة المرأة لا تبيح النظر إليها ولا الخلوة بها لعدم أمن الفتنة من جنس النساء، ولأن النهي عن الخلوة بهن أو النظر إليهن ورد عاماً دون استثناء، وراجع الفتوى رقم: 31014، والفتوى رقم: 60116.
وينبغي عليك عند دعوة هذه المرأة للإسلام أن تبحث أولاً عن امرأة تباشر دعوتها ولتبتعد أنت عن هذا الأمر، إلا إذا لم تجد من يقوم بدعوتها فلا مانع من مباشرة ذلك بنفسك مع الحذر من الخلوة أو الوقوع في محرم أياً كان، فإذا خفت على نفسك الفتنة فلا يجوز لك ذلك بحال، وراجع لمعرفة بعض أساليب الدعوة إلى الإسلام في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21363، 29347، 23135.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1426(13/3534)
حكم ركوب امرأة أجنبية مع أسرة في السيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي تعمل محفظة لكتاب الله وذلك يتم في منزل إحدى الأخوات وهذه الأخت متزوجة ولديها بنتان وعندما تنتهي زوجتي من الدرس إذا كان أهل البيت سيذهبون إلى أي مكان يعرضون على زوجتي أن تركب معهم السيارة ليوصلوها إلى أقرب مكان إلى البيت، مع العلم بأنه يكون في السيارة زوج المرأة التي تحفظ أولادها زوجتي وأمهم، فهل يجوز أن تركب السيارة التي يوجد فيها رجل ولأي حد يمكن أن تفعل هذا الفعل وهو الركوب معهم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على زوجتك في ركوب السيارة في داخل البلد إذا أمنت الفتنة مع المرأة المذكورة وزوجها وأولادها لأنه لا خلوة في ذلك، حينئذ ولا سفر، أما في حالة الخلوة بالرجل الأجنبي أو السفر فلا يجوز، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 1079.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1426(13/3535)
ما يشترط في سكن الأجنبي مع الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص يعيش في بيت هو مضطر للعيش فيه لكي يواصل الدراسة لأنه لا يمتلك المصاريف الكافية ويوجد في البيت نساء وهن بنات جدة خال والده وهن لا يظهرن أمامه ولكن في بعض الأيام في داخل المنزل يراهن بالصدفة فما الحكم..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم على الرجل الخلوة بالمرأة الأجنبية عنه ولو كانت الخلوة لعبادة كالصلاة وقراءة القرآن ونحوهما؛ لما في ذلك من المفاسد الكبيرة التي منها حضور الشيطان ووسوسته لهما وسعيه لإيقاعهما في المعصية، وقد جاءت الاحاديث النبوية الصحيحة محرمة لذلك، ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. وما روياه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وما رواه أحمد والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم، فإن الشيطان ثالثهما.
وإذا كان هذا في مجرد خلوة قد تكون عابرة فإن سكن الأجنبي مع نساء أولى بالتحريم؛ بل إن السكن يكون محرما وإن كان معها محرم إذا لم يكن السكن واسعا بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر.
قال زكريا الأنصاري: علم جواز خلوة الرجل بالأجنبية مع المحرم، وامتناع مساكنته إياها معه إلا عند تعدد الحجر أو اتساعها بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر. انتهى.
فإذا كان سكن هذا الشخص مستقلا عن سكن النساء وإن لاصقه لا حرج في ذلك، لكن بشرط عدم اتحاد المرافق بينهما كالممر والمطبخ أو الخلاء ونحو ذلك.
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل أو دار وحجرة اشترط أن لا يتحدا في مرفق كمطبخ أو خلاء أو بئر أو سطح أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أو يسد أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر، أو باب مسكن أحدهما في مسكن الآخر. انتهى.
وعليه، فإذا اضطر هذا الشخص للسكن فيفصل سكنه بما ذكر، أو يبحث عن سكن آخر ولو متواضعا متى قدر عليه، ولا يدخل البيت إلا في وقت وجود المحارم، ولا حرج عليه إذا رأى امرأة فجأة ولكن عليه أن يصرف بصره.
فعن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري. رواه مسلم. وفي سنن الترمذي وحسنه عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1426(13/3536)
جلوس العوائل كل على حدة في صالة العرس
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وبعد:
أود السؤال عن الرأي الشرعي في عمل حفلات زواج بالشكل التالي وضع طاولات في صالة واحدة مفتوحة ويجعل على كل طاولة عائلة مستقلة بما فيها الزوج والزوجة من الضيوف ثم يأتي العريس لأخذ عروسه علماً بأنه لا موسيقى ولا رقص ولكن مجرد أناشيد إسلامية طيبة وإلقاء لبعض الكلمات من أهل العرس، كما أريد السؤال عن التقاء الأصدقاء بأزواجهم أو الأخوان والجلوس بحجابهن معاً رجالاً ونساء للحديث في الأمور العادية ولكن يتفرقون عند الأكل أفتوني مأجورين]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أمكن جلوس العوائل كما ذكرت دون أن يتمكن بعضهم من النظر إلى بعض وسماع أحاديثهم ورؤية ما لا يجوز رؤيته فلا حرج في ذلك، فالاختلاط الممنوع هو ما لا ينضبط بالضوابط الشرعية كما بيناه في الفتوى رقم: 48184.
ولمعرفة ما يجوز للرجل أن ينظر إليه من المرأة الأجنبية انظر الفتوى رقم: 33022، وأما الأناشيد الإسلامية فلا بأس بها وخصوصا في مناسبات الأعراس وتراجع الفتوى رقم: 3251، واجتماع الأصدقاء بأزواجهم أو الإخوان والجلوس للحديث في مكان واحد لا يجوز لما يترتب عليه من المحاذير الشرعية وعدم أمن الفتنة ولو كان النساء بحجابهن، فمن يأمن إعجاب بعضهم ببعض والتعلق به وما يترتب على ذلك من العواقب والشرور.
ومن هنا فإنه لا يجوز جمع الأصدقاء ولا الإخوان لزوجاتهم مع بعض فيتحدثون جميعا ويضحكون جميعا ونحو ذلك، ولكن إن جمعتهم سيارة أو طائرة أو ألجأتهم الحاجة إلى التواجد بمكان واحد جميعا فلا حرج في ذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية من الستر الكامل وعدم الخضوع بالقول والتكسر في الكلام والميوعة في الحركات.
وللاستزادة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 51573، 16718.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1426(13/3537)
سكن المرأة وحيدة والدردشة على الشات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن تعيش البنت بمفردها؟ وما هو حكم من يقوم بالدردشة على الشات للتسلي فقط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يمكن أن تسكن المرأة في بيتها وحيدة، إذا كانت تأمن على نفسها وعرضها، وهذا هو حال بعض المعتدات من وفاة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي لمن يكن لهن أبناء.
وأما الدردشة، فإن كانت بين نساء أو محارم وكانت فيما يفيد فلا حرج فيها ما لم تؤد لتضييع فرض أو تجر لضياع الوقت في اللغو، وأما الدردشة بين الأجانب فيتعين البعد عنها لما تجره من المخاطر، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 34328، 1072، 21310، 20415، 10923، 34193.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1426(13/3538)
جلوس المرأة مع أقارب زوجها المتوفى
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الحكم الشرعي في جلوس المرأة مع أهل الزوج بعد وفاته وبعد أن قضت فترة الحداد وانتهت بدون محرم معها في البيت مع العلم بأن خالتها معها وابنها 6 سنوات؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأقارب الزوج غير أبيه وأولاده أجانب في حياة الزوج وبعد وفاته، ولذا فلا يجوز أن يطلع أقارب الزوج على الزوجة، ولا أن يخلوا بها في مسكن، وحكمهم حكم بقية الأجانب. وقد فصلنا حكم السكن مع الأجنبي في الفتوى رقم: 10146.
ولا ينبغي للمرأة القدوم على الأجانب وزيارتهم والجلوس معهم ولو كان ذلك بحضرة امرأة أو طفل إذ لا يؤمن عليها من الافتتان بهم أو افتتانهم بها.
أما أبوه وأولاده فهؤلاء من المحارم ولا حرج على الزوجة في الجلوس معهم، سواء كان ذلك قبل موته أو بعده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1426(13/3539)
الاحتجاب من أقارب االزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجب علي التحجب أمام ابن أخت زوجي الصغير البالغ من العمر 12 أو13 سنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على المرأة المسلمة أن تتحجب أمام ابن أخت زوجها إذا كان بالغا أو قارب ذلك، لأنه ليس من المحارم إلا إذا كان محرما لها بسبب آخر من رضاع أو غيره، فأقرباء الزوج أجانب عن زوجته فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمو وهو أخو الزوج أو قريبه فحذر من ذلك وقال: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم
وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 15375.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1426(13/3540)
ضوابط استقبال المرأة أخي زوجها في البيت
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للزوجة ان تستقبل حموها في غياب زوجها وتسمح له بولوج البيت. وماذا عليها إن باتت عند إحدى الجارات تفاديا للخلوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على الزوجة في استقبال أخي زوجها في البيت بشروط:
1- ... أن يكون معها في البيت من تنتفي به الخلوة من أبنائها أو غيرهم.
2- ... أن لا يترتب على دخوله البيت محظور من رؤية ما لا يجوز رؤيته.
3- ... أن لا يكون الزوج يكرهه، فإن لم تتوفر هذه الشروط فلا يجوز له أن يدخل بيت أخيه، وتراجع الفتوى رقم: 3178، والفتوى رقم: 3819، والفتوى رقم: 43022، والفتوى رقم: 43476، وفي الحالات التي له ذلك فلا حرج على المرأة في المبيت خارج بيتها تفاديا للخلوة بشرط إذن الزوج لها في الخروج من بيته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1426(13/3541)
طريق الخلاص من مطالعة المواقع الإباحية
[السُّؤَالُ]
ـ[بإختصار شديد فإن مشكلتى متعلقة بالزواج، فإنني أبلغ من العمر22 سنة، وأعيش فى أسرة طيبة، ولكنهم لا يلتفتون إلى شبابهم ليوفروا لهم مثل هذا الطلب إلا بعد أن يكبروا أكثر من هذا العمر علما أنني أصبحت أحيا كشبح أسير وراء المواقع الجنسية لأشبع غريزتي وانحدرت عن طريق الطاعة وأصبحت إنسانا بلا حياة، ومن الأمور التي تعذبني أكثر هو أن الناس تعتقد أنني على خلق سليم وكثيرا ما يمدحون في أخلاقى وأنا على العكس تماما، أرجو من حضراتكم أن تحلوا مشكلتي فى أسرع وقت، مع العلم أن رسالتي هذه أرسلتها على الفور بعد إغلاقى لأحد المواقع الجنسية القذرة، أرجو إنقاذي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم النظر إلى الصور العارية والأفلام الجنسية، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1256، 3605، 6617، 59061.
وعلى هذا فالواجب عليك المسارعة بالتوبة من ذلك الذنب، وعقد العزم على عدم العودة إليه أبداً، والندم على ما فرطت في جنب الله، واجتهد في إقناع والدك أن يساعد في تزويجك وأن يعجل بذلك، ولك أن توسط بينكما واسطة يرضاها والدك، كجدك أو أحد أعمامك أو إمام المسجد الذي يصلي فيه والدك أو نحو ذلك.
وإن أصر والدك على عدم مساعدتك مادياً في الزواج، وكنت قادراً على تكاليف الزواج، فتزوج ولا يشترط موافقة الوالدين، واسأل الله بذل وإلحاح أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك، وتعف بها نفسك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله. رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وصححه. ومن أهم ما تدعو الله تعالى به الدعاء المأثور في صحيح مسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
وإلى أن ييسر الله لك أمر الزواج -فأكثر من الصوم فإنه له تأثير بالغ في كسر شدة الشهوة وكبح جماحها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
هذا وتجنب المثيرات وحافظ على غض بصرك، واحذر الصحبة السيئة التي تزين لك المعصية ومطالعة الحرام، وفي المقابل اتخذ رفقة صالحة من الشباب المتمسك بدين الله، فإنه أعظم معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاعبد الله معهم، وتعاون معهم على الخير وعلى طلب العلم النافع، وذلك أكبر صارف عما تجد في نفسك من رغبة في مطالعة الحرام، واحذر أن تخلو بالإنترنت فإنه شر ما يختلي به مثلك، فإذا كنت صادقاً فخذ بهذا العلاج فإنه نافع لك بإذن الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1426(13/3542)
حكم نظر الرجل إلى فخذ الرجل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل إذا ظهر فخذ الرجل أمام الرجل يكون اّثماً؟ وأيضاً هل إذا نظر الرجل إلى فخذ الرجل يكون اّثماً؟.
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حدود عورة الرجل، وذكرنا كلام أهل العلم في ذلك وأدلتهم، وذلك في الفتوى رقم: 15390.
وأما حكم نظر الرجل إلى فخذ رجل آخر، فإنه ينبني على الخلاف في ذلك، فمن قال بأنها عورة قال لا يجوز النظر إليها ولا كشفها، ومن قال بأنها ليست عورة قال يجوز كشفها والنظر إليها، وقد بينا الراجح في ذلك في الفتوى المحال إليها سابقا، وانظر الفتوى رقم: 2315.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1426(13/3543)
الحب الناشئ عن علاقة محرمة لا يقره الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[كأي فتاة مسلمة تخاف الله وتسعى إلى رضاه إنها أنا والحمد لله، فتاة متحجبة وملتزمة وأحب أن أكون نعم الفتاة المسلمة، هناك سؤال يعذبني ولا أعرف جواباً شرعياً له: أحب شخصاً عبر الإنترنت أراه ويراني أكلمه ويكلمني أحببنا بعضنا كثيراً حبا في الله، فهو أحبني لحجابي وديني وأنا اخترته لأنه رجل متدين كثيراً، وذو أخلاق حسنة، وهو أيضا إمام مسجد ومعلم تحفيظ القرآن الكريم، هو من بلد آخر طلب الزواج بي من أمي لكن لا نستطيع حتى يأخذ عطلته بعد 3 أشهر، نحن نجلس أمام بعض أمام الإنترنت بهيئة محترمة نتحدث عن أمور الحياة والدين ونفسر القرآن مع بعضنا، وأعلمه اللغة العربية، وحبنا الكبير الذي والله ما يزيد في قلوبنا إلا حبا في الله وحب كل واحد منا للآخر لأنه يحب الله ويطيعه، لكنا بعدنا عن بعد وشوق اللقاء ومحبتنا تدفعنا إلى تبادل عبارات المحبة والإعجاب والشوق، فهل هذا الكلام حرام، وهل فيه إثم أخاف الله في نفسي وأكره عصيانه، جزاكم الله طمئنوا قلبي وأزيلوا شكي باليقين؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يثبتنا وإياك على طاعته واجتناب معصيته، ثم اعلمي وفقك الله أن حبا كهذا لا يقره الإسلام لأنه ناشيء عن علاقة محرمة، فالكلام مع الرجل الأجنبي ومراسلته وتبادل عبارات الحب معه لا يجوز، فضلا عن نظره إليك، وانظري الفتوى رقم: 4220.
وليس هذا من الحب في الله، بل هذا من تلبيس الشيطان، ليوقعك في المعصية، ويجرك إلى الرذيلة أعاذك الله من ذلك، ثم إن التعرف على شريك الحياة لا يتم بهذه الوسيلة (الإنترنت) التي يكثر فيها الخداع والكذب، فننصحك بقطع العلاقة مع هذا الشاب، وإذا كان صادقاً في حبه وشريفاً في قصده فليتقدم لخطبتك والزواج بك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1426(13/3544)
تعلم الطب إذا اقتضى النظر للصور العارية
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو الإجابة عن السؤال التالي، أنا طالب في كلية الطب وأدرس في هذه المادة جسم الإنسان وفي كتبي صور لنساء عاريات ورجال لمعرفة الأمراض، فما حكم النظر إليها، أرجو التفصيل في الإجابة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل حرمة النظر لصور العراة، فإن دعت الحاجة إلى نظرها بسبب حاجة المجتمع، لتعلم الطلاب لعلم الطب فيرفع الحرج بسبب الحاجة، ويتعين على الطالب أن يقتصر في نظره على قدر الحاجة وأن يجاهد نفسه في منعها من التلذذ بالنظر إلى الصور، وأن يمنع كتبه من أن يطالع فيها من لا يحتاج لنظر تلك الصور خشية من الوقوع فيما يؤدي للفتنة، وقد صرح الفقهاء بجواز رؤية الطبيب لعورة المريض إذا احتاج إلى ذلك، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1256، 56131، 8107، 10410، 3605، 20549.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1426(13/3545)
ما عند الله لا ينال إلا بطاعته
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل مع أخي في تجارة المفروشات وبحكم عملنا أكثر زبائننا من النساء، الكثير منهن كاسيات عاريات ولي صديق يعمل معنا يتعامل معهن بطريقه تثير اشمئزازي أي بمعني أسلوب (قذر) عذرا ومن هؤلاء النساء من يقبل هذا الأسلوب فأجد نفسي وسط ضحكات عارية من الخجل والحياء، فهل هذا الأسلوب يصح البيع به رغم أن أغلب النساء تحبه وذلك ما رأيته في عملي، بالله عليكم أفتوني فأنا في حيرة من أمري وخاصه أني خسرت هذا الصديق بسبب هذا الأمر وقلت له أنا لا أريد المال الذي آخذه أن يكون فيه حرام وهو يجادلني ويقول لي يجب أن أتعامل مع النساء بهذه الطريقة لكي أستطيع أن أبيع السلعة، فما كان إلا مشادة بيننا حكم فيها الكثير أني أنا المخطئ وأن الحياة تسير كذلك ولا سبيل لتغييرها (أريد أن أتحرى الحلال في قوتي فما هو الصحيح) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ضبط الإسلام التعامل بين الرجال والنساء بضوابط شرعية، تصون الأعراض، وتحقق العفة والطهارة، وتمنع الفواحش، وتسد الذرائع الموصلة إلى الفساد، فمن ذلك أنه حرم الاختلاط الفاضح، والخلوة المحرمة، وأمر بالستر الشرعي وغض البصر، والاقتصار في الكلام مع النساء على قدر الحاجة، وراجع لتفصيل ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 38771، 54943، 59712.
وبهذا يتبين لك أنه لا يجوز استعمال هذا الأسلوب مع النساء لبيع السلع لهن، فإن ذلك من خطوات الشيطان للوقوع في الفاحشة، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21} ، وقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ {الأنعام:151} ، وقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} .
وأما قول هذا الصديق -هداه الله- أنه لا بد أن يتعامل مع النساء بهذه الطريقة لكي يستطيع بيع السلعة لهن، وكذلك قول بعض الناس -هداهم الله- أن الحياة تسير كذلك ولا سبيل لتغييرها، فهذا غير صحيح، فإن البيع يتم في الأغلب بغير هذه الأساليب الملتوية، والرزق مقسوم مقدر من الله، لا تزيد فيه المعصية، ولذا قال -صلى الله عليه وسلم-: إن روح القدس نفث في روعي وأخبرني أنها لا تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها وإن أبطأ عنها فيا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء رزقه أن يخرج إلى ما حرم الله عليه فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته. رواه عبد الرزاق والطبراني في معجمه الكبير.
والمطلوب من المسلم هو إنكار المنكر وتغييره، لا مداهنته والوقوع فيه، قال عليه الصلاة والسلام: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1426(13/3546)
حلول عملية للمقيمين في بلاد الكفر لتجنب الفواحش
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أرسلت إلى حضراتكم سؤالا لكن للأسف لم أتلق الإجابة، أنا شاب مسلم عمري20 عاماً أعيش في أوروبا للدراسة، لقد وقعت في الفاحشة ومارست الزنا والعياذ بالله، ولكن ليس بشكل كامل أحس أن الله يعاقبني في دنياي قبل آخرتي، كيف يمكنني التكفير عن ذنبي والتغلب على رغبتي الجنسية بما يرضي الله فهي تنغص علي عيشي ولا أستطيع كبح جماحها، مع العلم بأنه يجب علي الاحتكاك بالمجتمع الفاسق فالله أنعم علي بعمل إلى جانب دراستي، وأعلم أيضا أنه من المستحيل أن أتزوج قبل 10 أعوام على الأقل بسبب الدراسة والعجز المادي، أستحلفكم بالله الإجابة بحلول عملية، فمشكلتي تقض مضجعي ومصيري كمسلم متعلق بها؟ وجزاكم الله كل خير وأثقل ميزان حسناتكم بكل حرف أعاد ضالا إلى هداه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزنا من كبائر الذنوب، ولقد توعد الله فاعليه بالعذاب الشديد، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32647، 16688، 1602، 19812، 11038، 4458.
هذا وإن كان بقاؤك في أوروبا للدراسة وبدون زواج سيعرض دينك للخطر، فإن الواجب عليك العودة إلى بلاد المسلمين فوراً، فإن السلامة لا يعدلها شيء، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 37470، 10043، 47026.
وعلى من ألم ببعض ذلك أن يبادر بالتوبة قبل أن يدهمه الموت، فإنه يأتي فجأة ووقتها لا ينفع الندم، وانظر شروطه التوبة النصوح في الفتوى رقم: 9694، والفتوى رقم: 5450.
وأما إن رغبت في إكمال دراستك في أوروبا فبادر بالزواج من امرأة صالحة تستعفف بها عن الحرام، ولا تتعلل بضيق ذات اليد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم -وذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي وحسنه.
بل قد يكون الزواج من أسباب سعة الرزق، فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف بإسناده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا النساء فإنهن يأتينكم بالمال. انظر الفتوى رقم: 7863.
ونذكر أنه لا يجوز لك البقاء في بلاد الكفار بدون زوجة وأنت تخشى على نفسك العنت والوقوع في الحرام، ولا تستطيع الاستقامة على أمر الله عز وجل، فإما أن تتعفف بزوجة وتكمل دراستك، وإما أن ترجع إلى بلاد المسلمين وتحفظ دينك في الحالين.
وإلى أن يتم زواجك فأكثر من الصيام، فإن له تأثيراً بالغاً في كسر حدة الشهوة وكبح جماحها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وتجنب الاجتماع بالنساء الأجنبيات، وغض بصرك عنهن، فقد قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، واسأل الله أن يشرح صدرك وينور قلبك وأن يصرف عنك شر الشيطان وشر نفسك، ومن أهم ما يُدعى به الدعاء المأثور في صحيح مسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. والدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له: يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به، قال: قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي ومنيي -يعني فرجه-. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
ودعاء الخروج من المنزل الذي أخرجه أبو داود وغيره وصححه الألباني، واللفظ لأبي داود: إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هُديت وكُفيت ووُقيت وتنحى عنه الشيطان.
واجتهد في اتخاذ رفقة صالحة من الشباب المستقيم المتمسك بالدين، فإن صحبتهم من أعظم أسباب الاستقامة بعد عون الله تعالى، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وأخيراً انظر الفتوى رقم: 34932.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1426(13/3547)
فتاوى سابقة في حرمة مصافحة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام على المرأة الأجنبية باليد؟ أنا أعلم أنه حرام ولا يجوز إلا أنه أحيانا يوضع الشخص في موقف يجبر عليه؟ وخصوصا الذي حدث معي اليوم أول مرة في حياتي وأنا كنت دائما أتنبه على هذه الناحية إلا أنني اليوم وقعت في هذه المشكلة والذي سببها قلة التدبير وقلة الخبرة في التعامل بهذه المواقف.
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمصافحة المرأة قد بينا في عدة فتاوى حرمتها، وفصلنا القول فيها، فراجع الفتاوى التالية: 1025، 2412، 3045، 23511، وبينا أن ذلك حرام، ولو كان بدعوى الحرج ممن مدت يدها لمصافحته أو أنه كان بنية طيبة أو غيرها من الأسباب، فراجع الفتوى رقم: 12503.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1426(13/3548)
توجيهات لفتاة تحب شابا
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب شخصا عاش معي الحب ولكن علقني به وتركني، ولكني أحبه جداً ولا أقدر أن أبعد عنه وأحاول أن أعيده إلي مرة أخرى، وهو الآن يريد أن يرتبط بصديقتي وهي لا تعلم بما كان بيننا، ولكني مازلت أحاول أن أعيده إلى، فهل هذا يعتبر خيانة لصديقتي أو أن هذا تخريب عليها، فأنا أخشى أن أبني حياتي على أذى أحد، ولكني لا أقدر أن أرى من أحب مع غيري ومن صديقتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقف أولاً عند قول الأخت (أحب شخصاً عاش معي الحب) ، فنقول ماذا تقصد الأخت بالحب -والظاهر أنه دون علاقة زواج- هل هو ممارسات جنسية أو ما دونها من خلوة ونحوها، كما يحلو للبعض -ممن يسمي الأشياء بغير اسمها- أن يسميها، أم هو مجرد شعور قلبي لم يتعده إلى الحرام، فإن كان الأول فعليها أن تتوب إلى الله من ذلك، وأن تحفظ نفسها، وتصون عرضها، وعليها أن تعلم أن هذا الفعل له عواقب سيئة عليها في الدنيا قبل الآخرة، وما إعراض الشاب وتركه لها إلا من ذلك.
وأما إذا كان الحب مجرد شعور قلبي، ليس فيه شيء محرم، فعليها أن تداوي نفسها منه لأن حب من لا يستطيع المرء الوصول إليه، بعلاقة شرعية، هو داء ومرض وعذاب، وسبق لنا فتوى في علاج هذا المرض المسمى بالعشق برقم: 9360 فيرجى الاطلاع عليها.
وأما هل يعتبر سعيها في اللقاء بهذا الشاب عبر علاقة شرعية، خيانة لصديقتها، نقول إذا كان السعي بطريق جائز، فلا بأس، ولا نرى فيه خيانة للصديقة إذا اقتصر على مجرد إخبار الشاب بالرغبة في الزواج به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1426(13/3549)
لا صداقة بريئة بين شاب وفتاة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو سبب تحريم الصداقة البريئة بين شاب وفتاة؟
أرجو أن تكون الإجابة من القرآن والأحاديث حتى يتيسر لي إقناع أصدقائي.
وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان الحكمة من تحريم الصداقة بين الشباب والفتيان، وذكر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11945، 54149، 30991 فراجعيها.
وأما الزعم بأنها صداقة بريئة فهو زعم باطل وهو من كيد الشيطان وتزيينه المعاصي لابن آدم حتى يوقعه فيها، وقد بينا بطلان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 32807، 10708، 40885.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1426(13/3550)
حرمة مخالطة الأجنبيات في العمل ومؤاكلتهن
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة وعندي ثلاثة أطفال وزوجي عنده دكان يعمل به مع العلم أن في هذا الدكان يعمل معه نساء أجنبيات ويلبسن عليهن اللبسة القصيرة والضيقة جدا، ولقد نصحته أكثر من مرة ولكن بدون جدوى، وأيضا يشتري لهن الأكل ويأكل معهن، مع العلم أن زوجي يصلي ويؤدي الفرائض وعندما أكلمه يغضب كثيرا ويقول لا تتدخلي في عملي ماذا أفعل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عمل زوجك قد اشتمل على عدة محظورات، ومن ذلك:
- السماح لهؤلاء النسوة بالعمل عنده دون حجاب.
-الاختلاط بالنساء الأجنبيات في العمل وما يؤدي إليه من الكلام والجلوس معهن والنظر إليهن، ومما لا شك فيه أن الاختلاط في العمل تترتب عليه أضرار ومفاسد دينية ودنيوية عديدة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 3539. ومع ذلك فإننا ننصحك بالصبر على زوجك، والاستمرار في نصحه ومحاولة إنقاذه من الاثم، لما في ذلك من الإحسان إليه، والحفاظ على كيان الأسرة، ومراعاة لمصلحة أطفالك الثلاثة، وننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى والاطراح بين يديه، وبث شكواك إليه، ودعائه بأن يهدي زوجك ويحفظ أسرتك. نسأل الله تعالى جميعا أن يهدينا جميعا صراطه المستقيم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1426(13/3551)
من آثار الصحبة السيئة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 19 عاما كنت في المملكة وذهبت للدراسة في إحدى الدول العربية طبعا اختلاط في الصفوف وبعد عن الدين لكني محافظ على الصلاة في أوقاتها لكن تغيرت قليلا سمعت الأغاني وشربت الدخان كلها من الظروف هل أعتبر من الذين ختم على قلوبهم أم لا أرجو الرد لأن هذا الموضوع أشغلني كثيرا فما الحل. جزاكم الله خيرا ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم رحمك الله أن الولوغ في المعاصي والإدمان عليها يؤدي إلى اسوداد القلب وظلمته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر صقلت فإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
فسارع بالتوبة مما ألممت به من المعاصي من قبل أن يدهمك الموت فتندم حيث لا ينفع الندم.
واعلم أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده ويقبلها منه، بل ويبدل سيئات التائب حسنات. قال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {التوبة: 104} وقال أيضا: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 70} وانظر شروط التوبة النصوح في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9694، 5450، 29785.
واحذر من تلبيس الشيطان وتقنيطه من رحمة الله جل وتعالى، فقد قال سبحانه: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر: 56} وقال: إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف: 87} وانظر الفتويين: 57184، 17160
ولمزيد فائدة انظر حكم الدراسة في الجامعات المختلطة في الفتوى رقم: 2523، وانظر حكم الشريعة الغراء في استماع الغناء في الفتوى رقم: 987، وانظر حكم التدخين في الفتوى رقم: 1819.
ولتحصيل وسائل تقوية الإيمان والاستقامة على طريق الرحمن انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10800، 1208، 16610، 12744، 21743.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رجب 1426(13/3552)
لا يختلف حكم الاختلاط في البلاد الإسلامية عن غيرها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تطبيق الدين يختلف باختلاف البلد التي يقيم فيها المسلم، وبالتالي الفتوى في نفس الموضوع يختلف من دولة إلى أخرى؟؟ مثلا الاختلاط في بلادنا العربية حرمته مثل حرمته في أمريكا؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الخلق عباد الله والأرض أرض الله والليل والنهار وما فيهما ملك لله. قال الله تعالى: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ {الرعد: 16} . وقال تعالى: وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ {آل عمران: 109} . وقال تعالى: وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ {الأنعام: 13} . ولله تعالى الحكمة البالغة في تدبيره لأمور خلقه وفي تشريعه لهم ما يناسبهم في كل حال. وقد شرع الله سبحانه هذا الدين القويم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وأتمه لتتعبد به في جميع الأمكنة والأزمنة وجعله صالحا لكل زمان ومكان. والأصل أنه لا يختلف الحكم باختلاف البلاد والأزمنة مالم يترتب عليه ضرر أو يتعذر القيام بالحكم الشرعي. وقال الزركشي في البحر المحيط: مسألة أحكام الشرع ثابتة إلى يوم القيامة، كل حكم ثبت لنا بقول الله أو بقول رسوله أو بإجماع أو قياس فهو دائم إلى يوم القيامة. ولكن من مظاهر صلاحية هذه الشريعة لكل زمان ومكان أن هنالك قضايا وأحكاماً تخضع لجلب المصالح ودفع المفاسد والترجيح بين ذلك، وهذه هي التي قد يختلف فيها الحكم من بلد إلى بلد ومن زمان إلى زمان، وقد تقدم بيان ذلك بضابطه في فتاوى سابقة منها: 25069. وأما الاختلاط فلا يختلف حكمه في البلاد الإسلامية عن حكمه في بلاد الكفر. فالأصل هو بعد النساء عن الرجال وغض البصر والالتزام بالستر وعدم المساس والخلوة بين الأجانب، فإن دعت الحاجة لمحادثة أو مجالسة الأجانب جاز ذلك مع الانضباط بعدم الخلوة وعدم النظر إلى المحرم وعدم خضوع النساء وخوضهن مع الرجال في كلام فيه ريبة، وراجع الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 43239، 15176، 48092، 8528، 50794.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1426(13/3553)
تأخير الزواج بحجة الدراسة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا ومولانا محمد،
أنا فتاة عمري 21 سنة متدينة ولله الحمد والمنة. أسعى جاهدة لابتغاء مرضات الله تعالى في أمور حياتي رغم كثرة معاصي ...
مشكلتي تكمن في معرفتي لشاب أكبر مني، من الشباب الذين نشأوا في طاعة الله، أحبني منذ رآني منذ 3 سنوات، كنا ندرس نفس العام الدراسي [سنة أولى صيدلية] ، وبعدها نجحت أنا ورسب هو، بعدها بعامين، عرض علي رغبته في الزواج مني بعد تأكده من التزامي وتديني، كنت في السنة الثالثة وهو في السنة الثانية. وافقت على طلبه، كونه متدينا ويحب الإسلام ويغار عليه، يجمع بين العبادة والأخلاق،
على أخلاق عالية جدا، كما أنني أعلم أني كنت أول ف تاة أحبها، وكوني أبادله بعض الأحاسيس، مرة أحس أنها حب وكثيرا أحس أنها مجرد أوهام.
المهم تعاهدنا أمام الله أن نكون زوجين صالحين،أن نجتمع على طاعة الله ومرضاته، المشكلة هي رسوبه في عامه الثاني،هو أكبر مني بسنوات من حيث العمر، وأنا أكبره بعامين في دراسة، هو يحبني ولن يستطيع الزواج بأخرى وإلا ظلمها بعواطفه، وأنا مقتنعة جدا به لإنسانيته النادرة، ولأخلاقه العالية ...
كم حلمنا أن نتزوج ونحن لا زلنا ندرس، لكن أهلي يرفضون حتى معرفته في ظروفه الراهنة، المجتمع يظلمنا وأهلي يظلموننا [رغم أن أهله أناس طيبون يوافقون على زواجنا ونحن لا زلنا ندرس]
ونحن نحب بعضنا البعض ونريد التحصين لأنفسنا ونريد الاجتماع وربنا راض عنا ونريد نصر الإسلام ونريد أولادا يفرضون الإسلام ويحررون المسجد الأقصى ولكن المجتمع فقط لا يسمح.
لكي يتمكن من إكمال دراسته لابد من الانتظار 3 سنوات.3 سنوات من العذاب والانتظار والشوق.
أريد منكم فقط كلمة تعيننا على الصبر والتحمل إلى أن يأذن الله بزواجنا أريد الاستقرار النفسي والعاطفي.... فكيف السبيل إليه؟
أخاف أن تتبدل مشاعري نحوه أو أن أفتن بمن هو أحسن منه، أريد أن أكون وفية له بأفكاري وعواطفي ...
مصيبتنا ستكون إذا انعدمت البركة من حياتي الزوجية، لهذا ما الذي يمكن أن نفعله حتى يرضى ربنا عنا؟ هل تجوزلنا اللقاءات في وقع النهار أمام الناس؟ أو هل تجوز الاتصالات الهاتفية فقط؟ أم لا شيء يجوز وكل اتصال بيننا يعتبر حراما؟
maroc]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تعارض بين المواصلة في الدراسة والزواج، ولذا فإننا ننصح أولياء الأمور بأن لا يمنعوا أبناءهم أو بناتهم من الزواج بحجة إتمام الدراسة، فإن في الزواج استقرار الذهن والتحصين من الفواحش، وما قيمة أن ينجح الإنسان في دراسته، ويفشل في إصلاح نفسه وحاله مع الله تعالى. وانظري الفتوى رقم 18626.
ونوصيك بالابتعاد عن هذا الشاب لأنه أجنبي عنك وانظري الفتوى رقم 43288.
وننصحك وخاصة في حال عدم الموافقة على الزواج أن تشغلي ذهنك بالأمور النافعة من تلاوة كتاب الله تعالى، ومطالعة كتب التفسير والفقه، وكتب السير وخاصة سير النساء الصالحات فإن للمؤمنة فيهن قدوة وأسوة، فإن فعلت ذلك فلن يجد الشيطان وقتا يشغلك فيه عن الخير ويصرفك فيه إلى الشر.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1426(13/3554)
لا تجوز الخلوة بين الطالبة والأستاذ المشرف عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد شيوخنا الأفاضل أنا موظف في مؤسسة علمية وخطبت فتاة وهذا منذ عام تقريبا، فتاة جيدة السلوك متحجبة هي في صدد تحضير رسالة ماجستير، وكما تعلمون أن الرسالة لا بد لها من مشرف ويقوم هذا المشرف المعروف عليه حسن الأخلاق بمناقشات على انفراد مع طلبته وبالخصوص مع خطيبتي التي يقوم بالإشراف عليها بدون وجود طرف آخر ثالث وهذا في الجامعة وأعلمكم شيوخنا الأفاضل أني أنوي ان أتزوج بهذه الفتاة في هذا الصيف وبعدها تكمل رسالتها للماجستير فهل يجوز هذا الحال ألا وهو انفراد المشرف بزوجتي في قسم أو مكتب لتلقي العلم والمشاورات طوال مدة الإشراف والتي تقدر بعامين حتى بعد الزواج أفيدوني يرحمكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الخلوة بين الرجال والنساء محرمة شرعا، لحديث الصحيحين: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، ويستوي في هذا التحريم الأجانب الملتزمون وغيرهم.
وبناء عليه فيتعين عليك أن تسعى في منع خلوة زوجتك بالدكتور المشرف، فحاول الحضور معها في أوقات تحددها أنت مع المشرف، ويمكن أن تحضر معها خادمة أو ولدا شابا أو مراهقا تنتفي به الخلوة، هذا بالإضافة إلى الالتزام بالحجاب الشرعي الكامل، وراجع الفتوى رقم: 48184 وأفضل من هذا أن تحاول زوجتك الحصول على أستاذة أنثى تشرف عليها
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14556، 31014، 30902، 56127.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1426(13/3555)
اقطعي هذه العلاقة فورا
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على شخص مسيحي ويريد الزواج مني لكن كيف يمكنني مساعدته ليتم الشهادة ويدخل في الإسلام؟ وهل هناك بعض المواقع لكي يطلع عليها؟ وماهي الطريقة التي يمكنني أن أتخذها معه لإقناعه لأن لديه الرغبة وهو ذو خلق عال؟
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك قطع الصلة بهذا الشاب فوراً، لأنه أجنبي عنك، وإن كان حدث بينك وبينه ما يخالف الشرع فيجب عليك التوبة من ذلك.
أما هو فإن كان جاداً في الدخول في الإسلام فما عليه إلا أن ينطق بالشهادتين ويتوجه إلى أقرب إمام مسجد ليتعلم عليه كيفية الصلاة وغيرها من الفرائض.
فإن أسلم هذا الشاب ورغب في الزواج منك فلا مانع من ذلك إذا وافق ولي أمرك، أما قبل هذا فلا يجوز لك الزواج به، وإن وقع فهو نكاح باطل، فإن كان الشاب لا يزال كافراً، فهذا باطل بإجماع، وإن كان أسلم وتزوجتيه بغير ولي فهو باطل كذلك على الصحيح من أقوال أهل العلم للأدلة الصريحة من الحديث، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل. رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1426(13/3556)
لا حرج في وجود الرجل في بيته أثناء وجود امرأة أجنبية فيه مع زوجته مالم يخل بها
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كانت زوجة أحد الإخوة في بيتي مع زوجتي، هل يجوز لي أن أدخل إلى غرفة أخرى في غياب الأخ الذي ترك زوجته في بيتي، أفتوني مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام البيت بيتك فأنت حر في أن تدخل أي مكان منه شئت، وكون زوجة الأخ المذكور ضيفة عندك لا يمنعك ذلك من الدخول في أي مكان شئت من بيتك، إذا اجتنبت الخلوة بها والحديث معها في أمور تنافي الآداب الشرعية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1426(13/3557)
ذكر الموت حافز للعمل بطاعة الله والبعد عن نواهيه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا يا إخواني لا أنسى الموت أبدا وصرت في حالة تشاؤم ولا أقدر أن أفعل أي شيء لدنيا وكأني دائما في الحلم وكأن جسدي ليس معي فأنا عندي سؤالان الأول: ماذا أفعل في حالتي هذه التي تكلمت عنها حتى أستطيع أن أكون في وعيي وأفعل ما يفيدني بالدنيا والآخرة؟
وسؤالي الثاني: يا إخوان أنا يصعب عليَ أن أختلط مع الذكور وأرتاح جدا في الاختلاط مع الإناث ولكن دون حدوث أي شيء حرمه الله علينا وأنا دائما أحكي عن الموت لكل من يتكلم معي؟
أرجو الإجابة إذا أمكن وبارك الله فيكم.
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تذكر الموت ينبغي أن يكون حافزاً لاستعداد صاحبه للقاء الله تعالى، ونشاطه في الطاعة وبعده عن الكسل، وأن يكثر من الأعمال الصالحة ويتوب توبة صادقة، ويبتعد عن جميع المحرمات، ومن المحرمات مخالطة النساء الأجنبيات والالتذاذ بالنظرإليهن وبمحادثتهن.
ونوصيك أن تراجع بعض الأطباء النفسانيين، أو مراجعة قسم الاستشارات بالشبكة، لعلهم يفيدونك في حالتك النفسية.
وراجع الفتاوى المتعلقة بأحكام النظر والاختلاط ضمن العرض الموضوعي لفتاوى الشبكة وهي في مقدمات مواضيع النكاح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1426(13/3558)
لا يشرع إقامة علاقة مع فتاة بحجة نية الزواج بها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم من أجبر على ترك فتاة يحبها وينوي الزواج منها؟ كان الإجبار من قبل والدتها فماذا علي أن أفعل جزاكم الله خيرا مع العلم أني أدرس معها في نفس الجامعة. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية يجب أن يعلم أنه لا يوجد في الإسلام ما يعرف بالحب قبل الزواج ولو كان لغرض قصد الزواج في نهاية الأمر، وذلك لأن الإسلام حرم هذا النوع من العلائق خارج نطاق الزواج لما يفضي إليه من مفاسد محرمة تؤدي في النهاية إلى هتك الأعراض، وهذا سر سد الباب دون هذه العلائق، فعلى من ابتلي بشيء من ذلك أن يتوب إلى الله تعالى ويكف عن ذلك. هذا فيما يتعلق بالحب غير المشروع. أما بخصوص رغبة الشخص في الزواج بمن يحبها فلا مانع منه لكن يتوقف ذلك على رضاها ورضا وليها وليس للأم حق في المنع لأنها لا تعد ولية بحال، نعم إن رفضت الأم زواج ابنتها برجل معين فينبغي لابنتها محاولة ترضيتها وكسب ودها حتى توافق إذا كان المتقدم للزواج كفؤا، ولا بأس أن تذكرها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. فإن وافقت وقبلت فهذا خير وإن رفضت فلا ينبغي لهذه الابنة أن تتزوج من هذا الشخص بعينه الذي لا ترغب فيه والدتها، ذلك لأن بر الأم واجب والزواج من هذا الشاب غير واجب والواجب مقدم على غيره عند التعارض. أما أنت فإما أن تتقدم لخطبة الفتاة عند وليها فإن وافق فاعقد عليها حتى لا تقعا في ما لا تحمد عقباه، وإن رفض فاصرف النظر عنها ولا تعلق نفسك بأمر قد لا تناله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1426(13/3559)
علاج الزوج المفتون بأخت زوجته
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أعرف كيف أبدأ رسالتي ولا من أين أبدأ أنا فتاة عربية تعيش في الولايات المتحدة منذ أحد عشر عاما متزوجة ولي ثلاثة أطفال هم كل أملي في الدنيا تزوجت وأنا عمري في السابعة عشر ولم أوفق في زواجي الأول وطلقت منه بعد عام واحد وبعد مرور أشهر العدة تقدم لخطبتي ثلاثة وفي نفس الوقت تقدم لخطبتي قريبي وكان أعزب حاصل على شهادة الدكتوراه من أمريكا شاب لم يتعد الثلاثين بمعنى آخر أي فتاه تتمناه فوافقت عليه وتزوجنا ورزقت بطفلين وبعد ثلاثة أعوام من زواجي أجد أن زوجي مغرم بفتاة أخرى ومهتم بها لدرجة الجنون لدرجة أنه يثقب الحائط المجاور للحمام ليراها وهي بالحمام سأروي لك بعض الأحداث عندما تقدم إليها رجل لخطبتها لجأ لي لإقناعها بأنه لا يناسبها وعندما قلت له بأنه لا يعنيني بدأ يضرب رأسي بنافذة السيارة إلى أن هربت من السيارة ولجأت لأحد المحلات الساعة الثانية صباحا وكانت مغلقه ولكن عامل النطافه سمح لي باستخدام التليفون للاتصال بأهلي، حادثة لا يمكن أن أنساها عندما قرروا السفر الي بلد آخر وجاء لي أما أن تقنعيهم بالبقاء أو الطلاق وقلت له افعل ما تشاء ولكنه بدأ بالضرب والنتف من شعري، وآخر شيء فعله وضع السكين على رقبتي إما أن أفعل ما يريد أو قتلي وتمنيت من الله الموت في هذه اللحظة وانتهت المشكلة بسفرهم من عندي، هل تعلم من هي هذه الفتاه هـ هي أختي الغالية وأعز من أختي إذا كان فيه وصف أكثر من أختي رأيتها وهي تصفعه على وجهه عندما حاول الاعتداء عليها، يا رب ماذا أفعل، ومضت الأيام وتزوجت وحملت وجاءت عند الأهل لتلد أول طفل لها وكنت حاملا بطفلتي الأخيرة في هذا الوقت جاء لي يصرخ ويقول كيف إن أختي تضع الحجاب أمامه وفي نفس الوقت من أشرف على عملية ولادتها طبيب وليس طبيبة يا رب ساعدني وبدأت مرحلة مرضي وبدأت أصاب بحالات إغماء وصداع شديد وعولجت وكان السبب نفسيا أكثر من أنه عضوي وشفيت والحمد لله، وبعد مرور خمسة أعوام على هذه الحوادث بدأ يفعل نفس الشيء مع أختي الأصغر بلدتي بعيدة عن أهلي ثلاث عشرة ساعة وعندما يأتي الصيف أذهب لقضائه عندهم وزوجي يرجع لشغله في بيتنا لمده شهرين، وفي هذه الصيفية فوجئت به يرجع بعد أسبوع واحد ليمضي معنا الصيف وبعد مرور يوم واحد من رجوعه وجدته جالسا على قدميه تحت باب الحمام ليحاول أن يرى ما يستطيع أن يرى وبيده مرآة يضعها من تحت الباب ليرى من بالداخل، يا رب ساعدني، وآخر شيء حدث معي كان موعد خروج أختي التي لم تكمل عامها السابع عشر إلى المدرسة ليظهر أمامها وهو عار من كل الأدب والخلق والحياء والملابس صدمت وأنا صدمت عندما علمت بالأمر ومن غير أن أدري وجدت نفسي أضرب رأسي بالحائط لأتخلص من كل ما رأيته وسمعته، أختي تصغره بخمس وعشرين عاما بماذا يفكر يارب ساعدني، نار تحرقني كل يوم مصيبة بداخلي وإن حكيت مصيبة أكبر على أولادي ماذا أفعل لا تقول الجئي الي دكتور نفسي لأني لو أستطيع عمل هذا لكنت فعلته منذ زمن بعيد، ولكن دكتور بالجامعة هل تظن أنه ممكن أن يرضى لجأت لأسلوب المواجهة ولم يؤثر به وآخر حل كان بيدي أن أتصل بأخيه فهو دكتور ومن المؤكد أنه سوف يتفهم الوضع ويبحث معي عن حل ولكن أمي نصحتني بأنها سوف تكون النهاية لحياتي معه فوجدت أولادي أمامي يا رب ساعدني فإذا كان عندكم الحل ما هو وآسفة على طول الرسالة فهذه أول مره أفتح ما في قلبي وآسفة مرة أخرى على طول الرسالة ولكني أسألكم ما رأي الدين بتصرفاته ومارأي الطب وماذا تنصحوني بعمله عند تكرار مثل هذا العمل
___________
]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلح حالك ويعوضك بصبرك على زوجك خيرا، ونرشدك إلى نصحه وتذكيره بالله تعالى، وأن ما يقوم به من السفاهة وقلة الحياء وسوء الخلق لا يليق بمسلم، واختاري لنصحه الوقت المناسب والشريط المؤثر والكتاب النافع، وإن تمكنت من عرض القضية على من له تأثير عليه فعلت، واطلبي من أخواتك الاحتجاب منه ومن غيره من الأجانب، فإن إظهار المفاتن سبب فساد، وما حدث لزوجك من الطيش قد يكون ناتجا عن ذلك.
وظننا بك أنك مؤمنة صابرة قوية الإرادة ستتجاوزين هذه الأحداث بصبر وثبات، وما مر بك من الضعف أمر يحدث لكثير من النساء، ولا شك أن ما فعله زوجك حرام يجب عليه أن يقلع عنه ويتوب منه وأن يسعى لتقوية إيمانه فإن قوة الإيمان تطفئ نار الشهوة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1426(13/3560)
حكم أخذ الهدايا ممن يقيم معها علاقة محرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم من أخذ هدية من بنت أجنبية والعلاقة التي تجمعهم علاقة محرمة، هل يكون المال بهذه الحالة حرام؟ س2: ماحكم من توسطت له بنت بالعمل مع العلم أن الشخص هذا بحاجة ماسة إلى عمل هل العمل بما أنه أتى عن طريق بنت يعتبر حراما علما بأن البنت تجمعه معها علاقه محرمة؟ س3: ما حكم من أخذ من بنت رقم موبايل مميز جدا كهدية؟ أو اشترى هذا الرقم من البنت بسعر زهيد جدا وهو بالحقيقه يقدر بألفي ريال أو أكثر علما بأن البنت اللتي أخذ منها الرقم صديقته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نهانا الله تعالى عن المحرمات وأمرنا باجتنابها، لما يترتب عليها من ضرر بالغ في العاجل والآجل، فما من شيء حرمه الله تعالى على عباده إلا وفيه من المفاسد ما لا يحصى، علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولذا قال تعالى: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ {لأعراف: 157} . وقال: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة: 90} . وقال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} . وقال: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً {الاسراء:32} . وفي كل ذلك بيان واضح لقبح المعاصي والذنوب، ولفت الأنظار إلى مغبتها وسوء عا قبتها. وإن من أعظم الزواجر عن انتهاك حرمات الآخرين بالاعتداء على بناتهم وأخواتهم وسائر محارمهم، أن المرء لا يرضى بذلك لنفسه، إذ يأبى الطبع السليم والفطرة المستقيمة أن يعتدي أحد على محارمه بالقول أو بالفعل، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه. بل إن الله تعالى قد يعاقب المرء بجنس فعله في الدنيا قبل الآخرة، وقد ورد في الحديث: عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناؤكم. روه الحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وضعفه الألباني وغيره. قال ابن تيمية رحمه الله: فإن الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان. اهـ. ولما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك، قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك، قال: لا والله جعلني الله فدائك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد في المسند وهو حديث صحيح. فنسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك ويطهر قلبك ويحصن فرجك. وراجع الفتوى رقم: 30425، ففيها وصايا ينفعك الله بها إن شاء الله. أما عن الهدايا والأموال التي تحصل عليها ذاك الشخص من امرأة أجنبية لا تحل له نظير استمرار علاقة محرمة، فقد بينا حكمه بالتفصيل في الفتوى رقم: 57809. وما حصل عليه من وظيفة أو عمل بواسطتها محرم أيضا إذا كان في مقابل استمرار أو تقوية العلاقة بينه وبينهاـ وهذا هو الغالب إلا أنه لا مانع من الاستمرار فيه إذا كان أهلاً له، قائماً به على الوجه المطلوب، مع وجوب المسارعة بالتوبة إلى الله تعالى من هذه العلاقة وما نتج عنها، قبل أن يفجأه الموت وهو على هذا الحال الذي لا يرضاه الله تعالى ولا يحبه، والله نسأل أن يتوب عليه وأن يهديه صراطه المستقيم وأن يحفظ عليه دينه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1426(13/3561)
عورة الأمة مع غير مالكها، وحرمة إتيانها من الدبر
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي عورة الجارية لغير مالكها (ذكرا أو أنثى) ؟ وهل يجوز وطؤها من الدبر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 17830، حدود عورة الأمة مع غير مالكها أو زوجها، وأن ذلك هو ما بين السرة والركبة. وأما هل يجوز إتيانها في دبرها فالجواب عنه أنه لا يجوز اتفاقا لا لزوجها ولا لسيدها كما بينا في الفتوى رقم: 8130، فالأمة في ذلك مثل الحرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1426(13/3562)
مساعدة الفتاة للأعمى في قطع الطريق ونحو ذلك
[السُّؤَالُ]
ـ[هل مساعدة الفتاة لشاب أو رجل أعمى أو معاق لقطع الطريق أو النزول من الدرج حرام. جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في مساعدة المرأة للرجل والرجل للمرأة إذا أمنت الفتنة وتوفرت الضوابط الشرعية لذلك. ومنها ألا يكون في كلام المرأة ضعف وتكسر كما قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32} . وألا يكون في ذلك لمس ولا نظر محرم ولا خلوة فكل ذلك مما ورد النص بتحريمه. وغير ذلك من الأمور التي لا تجوز فإذا انتفت تلك الموانع فلا حرج على أي منهما أن يساعد الأخر. فلو رأت الفتاة رجلا أعمى يقطع الطريق وربما يقع في مكروه فلا حرج عليها بل يطلب منها أن ترشده إلى الطريق الصحيح فتذكر له الجهة الصحيحة أو تأخذ بطرف ثوبه أو تمسك بعصاه ونحو ذلك مما لايؤدي إلى أمر محرم. كاللمس أو النظر إلى العورة أو التكسر في الكلام. وأما لو رأته وهو يقع في هلكة لو تركته فيجب عليها إرشاده ولو أدى ذلك إلى لمسه ومنعه من المكروه. كأن تراه وهو يقع في بئر أو يسقط من سلم أو تصدمه سيارة ونحو ذلك، وإن لم تفعل فلتزمها ديته عند بعض أهل العلم لو مات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1426(13/3563)
حدود العلاقة بالمخطوبة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجوك يا شخنا دلني على الخير الصحيح الذي يرضي ربنا ويرضي نفسي وأهلي وديني
أنا شاب عمري 21 عاما أدرس بالسنة الأخيرة بالجامعة، تعرفت على ولد أصبح صديقا لي وأدخلني بيته وعرفني بأهله وأنا كنت على حسن ظنه فعلا فقد دخلت معهم في أفراحهم أحزانهم وقدمت لهم العديد من الخدمات، وفي مرة وبعد عام من صداقتنا عرفني على بنت وقال لي إنه يحبها بل إنها مخطوبة، حقيقة لم أهتم بالأمر، ولكن مرت الأيام وانفصلت هذه البنت من خطيبها وعمل صديقي على أن يتقدم لخطوبتها وسعى وراء ذلك فترك الدراسة وسافر إلى مدينة الغردقة وعمل هناك وترك الأمر لي لكي أصارحها بأنه يحبها وهذا كان ضعفا منه بالطبع أن يسافر ويسعى وراء سراب دون أن يحدد هدفه
وبالفعل صارحتها أنه سافر لكي يجهز نفسه ليتقدم ويخطبها وهي وافقت أخذت رأي والدتها ولم يكن هناك اعتراض منها
استمر الحال على ذلك إلى أن فوجئت بأن أحد الأفراد المجهولين يكلمني على التليفون المحمول ويقول لي إن صديقي متعب جدا وموجود بالمستشفي منذ عدة أيام فسافرت في نفس اليوم وقبل طلوع الشمس لكي يدلني الله على الحقيقة لأن هذه البنت بالفعل ضعيفة وتستأهل كل خير، فقد اكتشفت أن الصديق الحميم لي متزوج من أجنبية وعندما علم أنها حامل منه فقد أصيب بالهستريه المؤقتة فجلست مع نفسي لأفكر هل أخفي على البنت البريئة المصرية التي صارحتها بحقيقة الأمر أم أن أشرح لها حقيقة الأمر وأديت صلاة استخارة وبالفعل صارحتها بحقيقة الأمر ومن هذه اللحظة شعرت أن البنت متخوفة لدرجه أنها بدأت تكره كل من حولها من الرجال فقد تمت خطوبتها لابن خالتها واكتشفت أنه خانها مع بنت عمها ثم ولثاني مرة تمت خطوبتها على ابن صديق والدها واكتشفت أيضا أنه يخونها مع الكثير والكثير من البنات والسيدات المتزوجات هذا ولثالث مرة تخان وهي لا تشعر
أصيبت بحالة جنون وأنا عاصرت معها كل هذه الأمور إلى أن خرجت من الحالة التي أصابتها وأصبحت صديقا حميما لها معي الكثير من أسرارها وأسرار عائلتها وتطورت العلاقة بيننا إلى أن فوجئت بأنها تصارحني في مرة بكثير من الأمور العظيمة الموجوده بي والصفات الحميدة التي أتعامل بها مع كل الناس وليس معها فقط، وصارحتني في هذه المرة بأنها تحبني منذ زمن بعيد منذ أن كنت صارحتها بحقيقة حب صديقي لها.... وتم إغلاق هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة في حياة كل منا
فأنا سعيت وراء العمل وبالفعل وجدته وهو عمل راق جدا أحصل منه على مرتب جيد إلى حد، أما وتم تكريس جهودي على النجاح في دراستي وبالفعل نجحت ودائما أشعر أن الله يوفقني من أجل هذه البنت المسكينة المجروحة دائما فأنا أحاول بقدر الإمكان أن أحافظ على نفسيتها وشعورها وأن أجعلها دائما تنسى فكرة الخيانة من وجدانها.
ونجحت بالفعل في هذه المهمة وقد تمكنت من أن أملك قلبها وتفكيرها وعقلها ومن هذه اللحظة بدأت أنا أغير من كثير الصفات فيها.
فهي اجتماعية.. ولذلك عملت على أن أقلل من اجتماعيتها هذه وأن تقتصر هذه الاجتماعية على المقربين فقط وغيرت من طريقة لبسها وذوقها في الشارع وطريقة المشية والتفكير فهي متدينة وأهلها على خلق ولذلك البنت كانت مستجيبة لي بقدر لم يعق مهمتي.. بالفعل أنا أسميها مهمة فأنا كنت أنوي أن أفعل كل هذا فإن وفقني الله وخطبتها فهذا لنفسي وإن لم يوفقني الله فإن هذا بالتأكيد سوف آخذ عنه ثوابا عند الله
ولكن الله وفقني كثيرا وكثيرا والحمد لله
فخطبتها من والدها ودخلت البيت من بابه وفي كل مرة تكتشف البنت في الكثير والكثير من الصفات الحميدة التي تعلقها بي أكثر وأكثر، إلى أن فوجئت أنها تعطيني الكثير مما ليس لي به حق فقبلتني واحتضنتني وذهلت لذلك ولكن تكررت هذه العادات إلى أن أصبح شيئا عاديا وطبيعيا.. ولكن الذي يصبرني على ذلك أنها تفعل ذلك حبا في وليس رغبه في الشهوة
فهي تمنعني من عمل أي شيء من الممكن أن يؤذيها وتدخله في أدق أدق أسرارها مثل ميعاد الدورة الشهرية وأصبحت تحكي لي عن ما تسمعه من أختها عن العلاقة بينها وبين زوجها وهم على فراش النوم هذا بالإضافة إلى أن والدتها تسمح لي بالخروج معها دون علم أبيها وهي تعلم مدى العلاقة بيننا وكل ما يحدث هذا هي تعلمه دون اعتراض قاطع منها.. فهل هذا خطأ أم يصح لأن البنت كانت شبه مريضة وأنا والحمد لله سعيت وراء علاجها ولذلك أمها تفعل ذلك كي لا ترجعها إلى حالتها الأولى أما البنت فهي ضعيفة ومن الممكن أن تسبب لي مشاكل في المستقبل دلوني هل أترك هذه البنت أم أستمر معها
دلوني ... هل أنا خائن لصديقي القديم أم لا؟ هل يرضى ربنا أن بنتا عذراء ولظروف خاصة تسمح لنفسها بذلك
أرجوك أنا آسف يا شيخ أني طولت عليك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلابد من الإشارة قبل الإجابة على السؤال أن الخطبة هي طلب النكاح من المرأة أو ولي أمرها، وقد شرع للخاطب النظر إلى المخطوبة، والحكمة من ذلك ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.
ومعاملة الخاطب لخطيبته لها ضوابط وحدود، يجب الالتزام بها، ويحرم تعديها، وبيان ذلك أن الخاطب أجنبي عمن خطبها حتى يعقد عليها، فلا يجوز له الخلوة بها، ولا الخروج معها، ولا لمسها، ولا التكلم معها بعبارات الحب والغزل.
وبهذا يتبين للسائل أن علاقته بخطيبته على النحو الذي ذكر لا تجوز شرعا، وعليه أن يقطع هذه العلاقة، إلى أن يتمكن من العقد والدخول بها، وله أن يعقد عليها، ويؤخر الدخول (الزفاف) .
وعن السؤال الثاني: فالمرأة يجوز خطبتها ما لم تكن مخطوبة للغير، وهذه الفتاة ليست مخطوبة لصديقك، فيجوز لك خطبتها، فما فعلته جائز شرعا، ولا يعتبر خيانة لصديقك.
وأما قولك هل يرضى ربنا بفعل الفتاة، فالله سبحانه لا يرضى بذلك، ولكن إذا كنت تريد أن تقول هل يلزم من فعلها أنها غير عفيفة أوغير مؤتمنة فلا يلزم ذلك، لأن للعادات والتقاليد تأثيرا على تصورات الناس ومعتقداتهم، فربما ظنت أن هذه الأفعال جائزة مع الخاطب
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رجب 1426(13/3564)
الزواج عن طريق الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا محمد وعلى آله ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أشكركم على جهودكم المبذولة لتوعية الشباب من خلال معالجة مشاكلهم وأتمنى من الله أن يبارك لكم في عملكم هذا.
أنا فتاة ملتزمة ومحتجبة في 18 من عمري طالبة في المرحلة الثانوية من عائلة ملتزمة بالشريعة الإسلامية والحمد لله تعرفت على رجل أعمال شاب عن طريق الأنترنت (الشات) قبل 5 أشهر من الآن عمره
33 عاما لم يسبق له أن تزوج يسكن في مدينة بعيدة عن مدينتي-في الحقيقة أنا لا أطمئن لمثل هذه الأمور خصوصا على الانترنت لكوني والحمد لله لا أنشئ علاقات مع الجنس الآخر رغم أني ألج الشات في بعض الأحيان ولبعض الدقائق أما الأن فقد قطعت صلتي بالشات نهائيا أول ما بدأ الحديث بيننا تعرفنا على
بعضنا (الاسم, العمر, العمل) قال لي إنها المرة الأولى التي يلج الشات هو شاب يصلي دائما وفي المسجد إن تيسر الأمر لا يدخن لا يشرب الخمر بعدها أعطاني رقم هاتفه وطلب مني رقم هاتفي أن أمكن لأنه يود الخروج من النت بحكم انشغالاته بدأ من تلك اللحظة يهاتفني دائما إلى يومنا هذا ولم أجده يوما يكلمني بكلام محرم (أمور خاصة بي جنسيا) فقط يقول السلام عليكم كيف حالك الأهل بخير والحمد لله ... , هو إنسان لا يهمه المظهر والشكل متواضع طيب مخلص لدينه وعمله -على حد قوله- عرف أني ابنة عائلة ملتزمة فأخبرني بأنه أعجب بي وإن التقى بعائلتي فسيتزوجني في الحال لقوله أنه لم يجد الفتاة ذات الأخلاق
الحسنة والتي يطمئن إليها وأيضا هو راغب في ملاقاتي لمناقشة هذه الأمور ليرى مصيره معي هل نحن متوافقين أم لا؟ في بعض اللحظات تظل الشكوك والهواجس تحوم حولي أن هذا الكلام كله سخرية في سخرية وأنه فقط يتظاهر علي بهذه الصفات وأظل أكرر سؤالي اليه ما هو هدفك من هذه العلاقة؟ جوابه دائما
أريد الزواج بك إن اتفقنا مرة سألته عن ما إذا كانت لديه علاقة مع امرأة (علاقة جنسية أو غيرها) أجاب أنه يود التحدث معي في هذا الشأن وبما أني متسرعة فقد أخبرني أن له علاقة جنسية مع امرأة وأيضا أنه لا يود الزواج بها أو حتى التفكير بها لكونه -كما قال لن يطمئن على حياته معها - ويقسم أنها هي من تأتي عنده وهو لا يهاتفها أبدا وأنه سينهي علاقته بها حين يكمل دينه ويتزوج طلبت منه التوبة إلى الله فدعا الله أن يهديه إلى الصراط المستقيم هذا بعدما أخبرته أني فتاة شريفة عفيفة قال إن هذا السبب هو الذي جعله يفكر بالارتباط بي ونحن إلى يومنا هذا لم نلتق ولو لمرة واحدة لا أدري ربما هي حكمة لا يعلمها إلا الله أرسل لي صورته بعد أن وعدته بإرسال صورتي أنا كذلك فأرسلتها بالفعل أنا أقسم بالله إني حريصة على أن أجعله رجلا مثاليا إن
تزوجته هذه علاقتي بهذا الشاب بقدر استطاعتي التعبير عنها المهم من هذا كله إن هذا الأمر أن تقدم وعزم هذا الشاب على الزواج فأنا لا أعرف الوسيلة التي أخبر بها عائلتي بأمره فهم يستنكرون فكرة الشات بين الجنسين بالأساس فكرت في حل وهو أن لي أخا يكبرني بـ 7 سنوات والأقرب لي من ناحية العمر ذو وظيفة مرموقة يعرف أشخاصا كثيرين فكرت أن أفاتحه بأمر الشاب بالتفصيل وأن أعرفه عليه فيكون صلة وصل بينه وبين أهلي وكأني لم يسبق لي أن تكلمت معه (الشاب) مع العلم أني أخبرت هذا الشاب إن كان راغبا في التعرف على أخي فوافق بكل سرور ولكن ينتابني شعور وخوف بإخفاقي بأن يخبر أخي أهلي بهذا الأمر الذي يجب أن يكون سرا بيننا ولأني لم يسبق لي أن فاتحت أخي في موضوع خاص فأخاف أن أقع في ما لا يحمد عقباه فأنا لا أود أن تسوء سمعتي بين أهلي ويظنوا بي الظنون ما أود معرفته هو رأيكم في هذه الفكرة أهي صائبة أم خاطئة؟ أو أتوكل على الله وأفاتح أخي بشان الشاب؟ وهل لا بد لي من ملاقاتي لهذا الشاب وهل ملاقاتي له بحضور أخي افضل فهو (الشاب) يود ملاقاتي لوحدي في مكان عام طبعا لأنها المرة الأولى؟ وهل أيضا هذه العلاقة محرمة مع العلم أننا لم نتحدث في أمور أخرى خاصة؟ فأنا أحرص على أن لا أقع في معاصي أو أغضب ربي وكيف أتزوج رجلا كانت له سوابق مع امرأة مع قوله أنه سينهي علاقته بها
حين يعزم على الزواج فأمر هذه المرأة يشغلني؟ وأيضا أريد رأيكم في الفارق العمري بينني وبينه لأن لي صديقة قالت لي بأني سأندم إن تزوجته لكون الفرق بيننا 15 عاما؟
أرجو منكم إفادتي بما هو شرعي وجزاكم الله عني كل الخير فأنا جد حائرة ولا أعرف ماذا أفعل وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنشاؤك لعلاقة مع هذا الشاب وما تبع ذلك من محادثات وتبادل للصور بينك وبينه أمور محرمة في الإسلام حيث إنه لا يقر أي علاقة من هذا النوع خارج إطار الزواج.
فالواجب عليك قطع هذه العلاقة في الحال مع هذا الرجل والتوبة الصادقة من ذلك هذا، ولتحمدي ربك أن الأمر لم يتعد ذلك فكم من فتاة سلبت عفتها ودنست كرامتها بسبب هذه الاتصالات التي لم تلبث أن تتطور إلى لقاء وانظري الفتوى رقم: 30194، والفتوى رقم: 25197.
هذا ولتعلمي أن الانترنت أو غيرها لا تعد سبيلاً صحيحاً للتعرف على الزوج ففضلاً على المفاسد المترتبة على ذلك، فهي طريق غير موثوق به، حيث إنه لا يدرك من خلاله حقيقة الشخص ولا أخلاقه فقد يذكر الإنسان عن نفسه أنه متصف بأحسن الصفات وأفضلها وهو بخلاف ذلك، كما أنه قد يجعل ذلك وسيلة لاقتناص المرأة بإيهامه لها الجدية في الزواج وهو إنما مجرد عابث ماكر.
هذا فيما يتعلق بالموضوع من حيث العموم.
أما بخصوص الشاب المذكور، فإن كان فعلاً راغباً في الزواج منك فعليه أن يتوب من علاقته الآثمة معك ومع تلك المرأة التي ما زال مصراً على الحرام معها، ثم يتقدم إلى أهلك لخطبتك منهم مباشرة، وإن رأى أن ذلك قد يورث الشكوك فالأفضل أن يتعرف على أحد إخوتك أو أقاربك ثم يخطبك.
والخلاصة أننا ننصحك بقطع المحادثة مع هذا الشاب وأنه إذا كان صادقاً فيما يدعيه من حديثه فليتصل بولي أمرك ثم يخطبك منه، ولا حرج في اللقاء به إذا كان خاطباً حقاً بحضرة أخيك أو غيره من المحارم وبدون خلوة.
وأما علاقته السابقة، فإن كان تاب منها فليست مانعا من قبوله زوجاً ما دام مرضياً في دينه وخلقه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1426(13/3565)
تجنب الزينة والخلوة بمثل هذا الأب غير الأمين
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم أريد منكم فتوى أنا متزوجة منذ زمن طويل..
1ـ علاقتي مع زوجي ليست جيدة وهذا يعود إلى ما قالته لي ابنتي ذلك بأن والدها قد تعرض لها بطريقة سيئة النية بلمس أعضاء في جسدها وما إلى ذلك عدة مرات. ابنتي لا تطيق والدها ودائما تتمنى الموت له. لقد حاولت أكثر من مرة أن تنسى تقول لكن بدون فائدة وابنتي لا تقطع فرض صلاة.وهي الآن كبرت وما زالت تذكر ذلك، على العكس لقد زاد كرهها له]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ثبت ما قالته البنت عن أبيها فينبغي الحذر حتى لا يقع ما لا يحمد، ويكون الحذر باجتناب الخلوة وترك التزين بحضرته وكل ما يثير كمائنه الحيوانية.
ويجب على الزوجة طاعة زوجها وكذا على البنت طاعة أبيها في حدود المعروف والخير والطاعة.
نسأل الله أن يصلح حالكم وحاله، ونحب أن ننبه إلى أن ألفاظا في السؤال غير واضحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1426(13/3566)
أجنبية عنكم وإن تربت معكم في بيتكم
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني في الله عندي سؤال أرجو منكم الإجابة بكل علم.. وأدلة لو وجدت (أبي قام بتربية بنت عمي وهي صغيرة.. وعاشت معنا إلى أن كبرنا جميعا.. ومن ثم تزوجت.
وهي إلى الآن تقابلنا وهي غير محجبة كالأخت، فاختلفنا في ذلك.. منا من قال هي أختنا.. ومنا من قال ليست أختنا.. ولا يجوز لنا مقابلتها فأرجوكم أفتوني في ذلك..بعلم
وهناك سؤال آخر أيضا بناتها هل نقابلهن مع العلم أنه لا توجد رضاعة في المسألة أبدا أي المرأة لم ترضع]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمادامت هذه المرأة المذكورة وبناتها لا توجد بينكم وبينهن رضاعة فهن أجنبيات لا يجوز لهن أن يتكشفن أمامكم ولا أن تختلوا بهن، وراجع الفتوى رقم: 39484 والفتوى رقم: 9544.
ولا يتنافى هذا مع صلتهن ومواساتهن بالمال ونحو ذلك من الأمور التي ينبغي مراعاتها بين ذوي الأرحام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رجب 1426(13/3567)
الحمو الموت
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: أنا رجل عزب وساكن مع أخي الكبير وهو متزوج وزوجته منتقبة وهي ترى أن لبس النقاب حكمه واجب فهل يجوز أن تكشف عن وجهها إذا كانت بالبيت أمامي. وبعض الأحيان تضع طيبا على جسمها بالبيت فقط وليس خارج البيت فهل إذا شممت منها ريحا طيبا هل تدخل تحت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم \"فهي زانية\".
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت زوجة أخيك ترى أن النقاب واجب ـ كما هو الراجح من أقوال أهل العلم ـ فلا يجوز لها الكشف عن وجهها أمام الأجانب، ويتأكد ذلك بالنسبة لأقارب الزوج من الإخوة وغيرهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم. والحمو هو قريب الزوج. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 23186. وأما استعمال الطيب والعطور داخل البيت فلا تأثم به المرأة ولا حرج عليها فيه إن شاء الله تعالى إذا لم تقصد به أن يجد الأجانب الذي يسكنون معها ريحها. لأن النهي كما جاء في الحديث لمن تريد الخروج أو ليجد الأجانب ريحها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية. رواه أبو داود والترمذي والنسائي.. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة. ولهذا فما دامت المرأة داخل بيتها ولا تقصد إثارة الأجانب فنرجو ألا يكون في ذلك حرج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1426(13/3568)
النظر إلى الصور الإباحية حرام وإن لم يتأثر بها الناظر
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي هي أنني أشاهد الصور الإباحية ولكن لا أشتهي أن أفعل الزنا ولكنني أحب مشاهدتها حتى إنني لا أمارس العادة السرية مطلقا هل يجوز لي النظر إليها مع العلم أنني أصلي ولا تفوتني أي صلاة حتى الفجر أصليه وأقرأ القران وأخاف الله واستغفرته أكثر من مرة وأقلعت ولكن أعود بعد فترة لذلك أنا أسأل هل الله ينتقم من عباده الذين خالفوه مثلا لا يوفقهم في الامتحان أرجو الإجابة الدقيقة على كل فقرات الرسالة ومشكورين لهذه الخدمة التي يكافئ عليها الله ملاحظة عمري 17ونصف أي في فترة المراهقة ولست مستعدا للزواج قبل خمس سنوات قادمة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النظر للصور العارية الفاضحة ومشاهدة الأفلام الجنسية الخليعة وتصفح مواقع الإنترنت الإباحية كل ذلك محرم، ويستحق فاعله العذاب الشديد والوعيد الأكيد وانظر الفتوى رقم: 1256، 3605
وإنك وإن كنت تصلي وتقرأ القرآن فإن تلك المعصية تؤثر سلبا على عبادتك وتذهب منها الخشوع وتجلب قسوة القلب وقحط العين، كما أنها قد تجر إلى ما هو أكبر من مجرد النظر والمشاهدة والمعاصي بعضها يدعو إلى بعض وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {النور: 21}
ولا أقل من أن ينظر الله إليك بعين السخط وقد استخفيت من الناس لتبارزه بالمعاصي، وكأنه أهون الناظرين إليك.
ولا شك أن للمعاصي والذنوب آثارا عظيمة وعواقب وخيمة في الدنيا والآخرة، ومن ذلك عدم توفيق العاصي في عمله وتعسير أموره عليه وحرمانه الرزق. قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30} وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم. رواه أبويعلى في مسنده. وقال صلى الله عليه وسلم إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه ابن ماجه وصححه الحافظ السيوطي، وانظر طائفة من آثار الذنوب والمعاصي في كتاب الداء والدواء للإمام ابن القيم.
وإن الواجب عليك المسارعة بالتوبة إلى الله وعقد العزم على عدم العودة لهذا الفعل المحرم والندم على ما كان منك، فعسى الله أن يكفر عنك سيئاتك بتوبتك. قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82}
واسأل الله كثيرا أن يرزقك العفاف ويبغض إليك الحرام وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وإلى أن تتزوج فأكثر من الصيام فإن له تأثيرا بالغا في كبح جماح الشهوة، وهذا من الطب النبوي حيث قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
كما ننصح بقطع الصلة نهائيا بالإنترنت إلا لحاجة شديدة، وليكن تصفحك له برفقة أحد الشباب الثقات حتى لا يسول لك الشيطان العودة لما كنت عليه من الحرام كما ننصحك بإخراج جهاز الكمبيوتر إلى مكان عام في البيت كغرفة الاستقبال أو المجلس بحيث لا تختلي بالكمبيوتر فتطوع لك نفسك فعل الحرام، ولا تصحب الشباب الفسقة الذين يزينون لك المعصية ويرغبونك فيها ويذكرون ما يرون من الحرام أمامك فتهفو نفسك أن ترى ما رأوا فهؤلاء صحبتهم مردية ولا يزيدونك من الله إلا بعدا، وفي المقابل اصحب الشباب الصالح المستقيم الذي يذكرك بالله ويعينك على فعل الخيرات، فإن صحبة هؤلاء من أعظم وسائل الاستقامة على أمر الله والتمسك بدينه وصحبة الصالحين تغري بالصلاح، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد وانظر الفتوى رقم: 59061.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1426(13/3569)
لا يجوز كشف العورة أمام الجيران ولا غيرهم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أن تنكشف المرأة أمام جيرانها كأن تلبس بلوزة نص كم أو بنطال ضيق بسسب مقابلة البيوت لبعضها. وما حكم الرجل الذي يشاهد جارته بهذه الصورة هل يشمله الحرام لا سيما وأنه يشاهدها وهو جالس في منزله.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواجب المرأة المسلمة هو لبس ما يستر بدنها كله عمن لا تحل له رؤيته، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيما ً {الأحزاب:59} . وقال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.......... {النور: 31} . فلا يجوز لها إذن لبس البلوزة التي لها نصف كم فقط، إذا لم يكن فوقها شيء من الثياب لحرمة إبداء ذراعيها أمام الأجانب. ولا يجوز لها أيضا الظهور في البنطال أمام غير الزوج، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 975، ولا يجوز النظر إلى المرأة وهي كاشفة بعض ما لا يجوز النظر إليه من بدنها، سواء كانت جارة أو لم تكن، وسواء كان الناظر إليها جالسا في بيته أو كان في مكان آخر، لعموم قوله الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون {النور:30} . وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. كما في السنن عن علي رضي الله تعالى عنه، والمقصود هنا بالنظرة الأولى نظرة الفجأة كما هو مبين في حديث جرير رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود. وغض البصر علامة قوة إيمان العبد وسبب في زيادته، كما في المستدرك عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله تعالى أثابه الله عز وجل إيمانا يجد حلاوته في قلبه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1426(13/3570)
لا يجوز الخلوة بالأجنبية ولو كانت كبيرة السن غير جميلة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أبحث عن عمل ولا أملك مالاً وفي غربة.. وأسكن الآن مع شخص تربطنا به علاقة نسب وهو يعمل فى مكان بعيد حيث يتطلب منه الأمر العودة إلى بيته في نهاية الأسبوع.. ليس له أولاد.. وأسكن مع زوجته وهي كبيرة في السن بما يقارب الخمسين.. وليست جميلة.. وهي على خلق ودين ... هذا الرجل لا يصلي سيدي الكريم رغم أنه شارف على الستين، ويتعاطى الخمر حمانا الله منها، وتكلمت معه كثيرا جدا.. وكل الناس يتكلمون معه.. وهو يا سيدي رغم ذلك إلا أنه ذو خلق مع الناس كريم جدا.. بل إنه يتحلى بأخلاق المؤمنين وكثير التصدق.... إلخ، سؤالى سيدى: هل يجوز لي السكن فى بيت هذا الشخص، علما بأني أصلي أوقاتي جميعا بالمسجد وأدعو الله ليلا نهارا أن يعينني بعمل حتى استقل بنفسي، أرجو من سيادتكم الدعاء لي ولهذا الرجل عسى أن يستجيب ربي إنه الرحيم الودود؟ وجزاكم الله خيراً شيخي الكريم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر لك عملا طيباً ويرزقك منه حلالا إنه هو الرزاق ذو القوة المتين، وأما سكنك مع زوجة قريبك وهي ليست محرما لك فلا يجوز لما يترتب عليه من المحاذير الشرعية كالخلوة ونحوها ولا يختلف الحكم الشرعي إذا كانت كبيرة في السن أو غير جميلة، وقد بينا حكم الخلوة بالأجنبية ومساكنتها وضوابط جواز ذلك في الفتوى رقم: 49821، والفتوى رقم: 10146.
وأما ما ذكرت من ترك قريبك للصلاة وتعاطيه شرب الخمر فذلك من الكبائر العظيمة، بل إن بعض العلماء قد ذهبوا إلى كفر تارك الصلاة، وقد فصلنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 1145، كما بينا حكم شرب الخمر والأدلة الدالة على تحريمه في الفتوى رقم: 14736.
وبينا أن الأولى لمن ابتلي بمن يفعل تلك المعاصي هو دوام نصحه والصبر عليه وعدم اليأس منه، وأن ذلك أولى من هجره ما دام يرجى أن يفيده النصح، وانظر الفتوى رقم: 7376 سيما وقد ذكرت من حبه للخير وعمله للبر، فالواجب عليك دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة لعل الله يهديه على يديك، وللاستزادة حول أسلوب الدعوة إلى الله وطرقها وآدابها انظر الفتوى رقم: 19186، والفتوى رقم: 21557.
وأما إذا أصر على ترك الصلاة ولم يجد فيه التذكير والنصح فيجب هجره والبعد عنه، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 9384 وذلك لعدم فائدة الأمر فيه وحتى لا يؤثر على دينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1426(13/3571)
سكن الأخ مع زوجة أخيه أثناء غيابه
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي أخ اضطرته ظروف عمله أن يسكن معي في منزلي منذ ستة شهور، وأحيانا أتأخر أنا في العمل ويكون هو موجودا في المنزل مع زوجتي وأولادي (لم يتجاوز عمر أكبرهم 7 سنوات) والخادمة، وفي أحد الأيام نمت خارج المنزل، ونام أخي في البيت مع زوجتي والأولاد والخادمة، فأخذ الشيطان يوسوس لي بوساوس سيئة أتعبتني، يرجى إفادتي في موضوع إقامة أخي معي في المنزل، علما بأنه في أغلب الأحيان يدخل غرفته ويغلق الباب على نفسه ولا يخرج منها إلا في اليوم الثاني للعمل، وهل بقاء أخي مع زوجتي وأولادي الصغار والخادمة (بدون حضوري) فيه خلوة محرمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان أخوك ثقة مأموناً، وكان سكنه في البيت بحيث لا يرى زوجتك، فلا حرج في ذلك، ومعلوم أن أخا الرجل ليس محرماً لزوجته، وأنه لا يجوز أن يخلو بها أو أن تكشف شيئاً من جسدها عنده، فهو كغيره من الأجانب، بل الفتنة به أعظم ليسر دخوله وخروجه، وهذه هي العلة التي لأجلها شدد النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الحمو وهو قريب الزوج، كما في الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
قال النووي -رحمه الله-: وأما قوله صلى الله عليه وسلم (الحمو الموت) فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه، بخلاف الأجنبي والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه ... وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أخيه، فهذا هو الموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه. انتهى كلام النووي رحمه الله.
وتنتفي الخلوة بوجود الخادمة والأولاد الذين هم في سن يدركون معها ما يجري من حولهم، لما ذكره الإمام النووي عند كلامه على حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. قال: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم. انتهى كلامه، فدل هذا على أن الخلوة تنتفي بوجود من له إدراك وفطنة ويستحيى منه من الأولاد والخادمة، ولكن الأقرب إلى الورع هو البعد عن كل منفذ يمكن أن يدخل منه الشيطان، ما لم يكن الإنسان مضطراً إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1426(13/3572)
تقبيل واحتضان المرأة لمحارمها ومن قامت على تربيتهم من غير المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبتي لها عم أكبر منها بست سنوات عنده 32 سنة قابلته وأنا كنت معها كان راجعا من السفر حضنته وقبلته على خده يمينى ويسارا وهو كذلك أيضا، فما حكم الإسلام خصوصا إني أحسست بالغيرة وهو شاب مثلي، أيضا لها ابن زوج أختها وليس من أختها عنده 18 سنه قابلها أيضا وقبلها من خدها يمينا ويسارا، لما ألقيت اللوم عليها ردت قائله بالنسبه للموقف الأول هذا عمي والموقف الثاني هذا أنا التي ربيته، أفيدوني أفادكم الله، أنا شاب غيور كيف أتعامل مع تلك المواقف، وما هو حكم الشرع في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتقبيل المرأة لمحارمها وتقبيل المحارم لها جائز، إذا أمنت الفتنة، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها كما رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني، وروى البخاري في صحيحه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على عائشة ابنته وهي مضطجعة قد أصابتها حمى فقبل خدها، وقال: كيف أنت يا بنية.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: لا بأس للقادم من سفر بتقبيل ذوات محارمه إذا لم يخف على نفسه، لكن لا على الفم بل الجبهة والرأس.
فلا حرج من تقبيل المرأة عمها لأنه من محارمها، وأما ربيب أختها فلا يجوز لها تقبيله ولا يجوز له تقبيلها لأنه ليس من محارمها إلا أن يكون قد رضع من أختها، فتكون بذلك خالته من الرضاع، وهذا كله بشرط أن تؤمن الفتنة وإلا فلا يجوز.
وأما احتضان المرأة لمحارمها فالأصل فيه الجواز، إلا أن جواز ذلك مقيد بما إذا أمنت الفتنة ولم يكن هناك ما يدعو إلى الريبة، فإذا خشيت الفتنة ووجدت الريبة حرم ذلك، لأن ما يؤدي إلى الحرام حرام، خاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الفساد وانحرفت فيه فطر كثير من الناس، نسأل الله السلامة.
وننبه الأخ السائل إلى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته ما لم يتم عقد الزواج، وبالتالي فلا يجوز له الخلوة بها أو الخروج معها أو لمسها فضلاً عما زاد عن ذلك، وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 1151.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1426(13/3573)
من الآثار السيئة للمحادثة بين الجنسين عبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك أخ لي أحب فتاة عبر الانترنت لكن والدها رفض حتى هذه الفكرة ولا يريد حتى مقابلة الشاب لذلك قررت الفتاة الزواج منه رغم رفض والدها وانتقلت إلى بلد الشاب مع العلم أن الشاب يرفض الزواج منها بدون موافقة الأهل ولا يدري ماذا يفعل بعد أن تركت الفتاة والديها وأتت إليه وهو يعلم أنه إذا تزوجها الزواج باطل بسب رفض والدها أفيدونا رحمكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج ليس مجرد متعة آنية أو نزوة عابرة، بل مسؤولية وأمانة، وبناء أسرة، ومشاركة في أعباء الحياة، فلا يتم التعرف على شريك الحياة بهذه الوسيلة (الانترنت) التي يكثر فيها الخداع والكذب، ولاشك أن الفتاة قد أساءت بتصرفها ذلك إلى نفسها وإلى أهلها وإلى دينها، فالفتاة الناصحة لنفسها المتقية لربها الحريصة على سمعة أهلها، لا تتصرف هكذا، فعليها العودة إلى بيت أهلها فورا، وعلى الشاب أن يعلم أنه قد ارتكب إثما وقارف ذنبا حين أقام هذه العلاقة مع تلك الفتاة ثم استدرجها إلى هذا الفعل، فعليه أن يتوب إلى الله، وأن يكفر عن هذا الذنب بأن يحسن إلى الفتاة، فينصحها بالرجوع إلى أهلها، وعليه أن يحذر من الخلوة بها والنظر إليها، فكل ذلك حرام، وليعلمها بأن الزواج بدون ولي باطل، وتقدم في فتاوى سابقة منها الفتوى رقم 5916، فإن أرادت الشاب وأرادها فلتقنع والدها به، وليأت البيوت من أبوابها
كفى الله المسلمين شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1426(13/3574)
على نفسها جنت ومن تاب تاب الله عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما جزاء الرجل الذي وعد امرأة بالزواج فاتخذها لقضاء شهواته فقط حتى تبينت لها سوء نيته فابتعدت عنه مكسورة الخاطر وهي تقول حسبي الله ونعم الوكيل....فهل سيأخد الله بثأرها منه لأنه ظلمها؟ أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن يتخذ المرأة خدنا لقضاء شهوته بحجة أنه خطيبها أو سيتزوجها.. فالله سبحانه حرم العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين إلا بعد عقد الزواج الشرعي. والاتصال المباشر بين الفتى والفتاة من دون علم الولي والوعود الكاذبة بالزواج هو الذي يؤدي إلى هذا النوع من المشاكل والمفاسد وارتكاب المحرمات، فالإسلام لم يحرم شيئا إلا لمصلحة الإنسان العاجلة والآجلة، ولكن بعض الناس لا يعلمون هذه الحقيقة فيتعدوا حدود الله تعالى فيقعوا في المشاكل والحرج، وبالتالي الحرام. ولهذا فإن على هذا الرجل وهذه المرأة أن يبادرا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ويبتعدا عن بعضهما وعن ما حرم الله تعالى عليهما. فإذا تابت إلى الله تعالى فإن الله سبحانه وتعالى سيعوضها خيرا من هذا الرجل الذي لا يؤسف على مثله لما فيه من صفات المنافقين من الكذب والغدر وإخلاف الوعد.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أوتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. متفق عليه. ولتعلم السائلة أن الرجل ربما يترك المرأة بعد وعده لها بالزواج لأنه يعلم أنها لا تصلح له كزوجة لعدم التزامها بالدين والأخلاق.. فيخشى أن تلوث فراشه أو تسيء عشرته إذا ارتبط بالزواج منها، وفي هذه الحالة وما أشبهها فمن حقه أن يتركها ولا حرج عليه ولا إثم. وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتويين: 56567، 9248.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رجب 1426(13/3575)
ظهور المرأة على محارمها غير المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة وأرتدي الحجاب الشرعي بفضل الله..وخطيبي من أصول نصرانية وكل عائلته نصرانية..وهو مسلم من خمس سنوات..هل يجوز لوالديه رؤيتي بدون الحجاب الشرعي بعد العقد؟ بارك الله فيكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تخلع حجابها أمام والدي زوجها لأن المرأة يجوز لها أن تنزع حجابها أمام محارمها ولا فرق في ذلك بين أن يكون محارمها مسلمين أو كفارا، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 9863.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الكافر إذا تزوج نكاحا محرما في دين الإسلام فإن هذا يلحقه فيه النسب وتثبت به المصاهرة فيحرم على كل واحد منهما أصول الآخر وفروعه باتفاق العلماء.
وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 45439 والفتوى رقم: 28500 والفتوى رقم: 33666
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1426(13/3576)
لا يباح خلع الحجاب أمام الأجانب في عرس أو غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز خلع الحجاب في عرس أختي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلمة أن تنزع حجابها أمام الرجال الأجانب، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:59} .
وقوله جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب:53} .
والتبرج من صفات أهل النار فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.
وانطلاقا من هذه النصوص الصحيحة، فإنه لا يجوز لك خلع الجحاب في عرس أختك ولا في غيره، إلا بشرط أن لا يكون معك في المكان الذي أنت فيه رجال أجانب.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رجب 1426(13/3577)
لا يشترط لتوبة الزاني استسماح زوج من زنى بها
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال هو: هناك شخص يزني بامرأة متزوجة عند ما حاول أن يتوب فقالوا له لابد أن تأخذ السماح من زوجها والمرأة عندها أولاد وطبعا حتى في شهر رمضان حاولت أن تغريه بجمالها فدهب لها في منزلها في الليل، الرجاء أريد الجواب بسرعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن جريمة الزنا من أكبر الكبائر وأقبح الذنوب، ولاسيما إن كان ذلك بذات الزوج.
فقد قال الله تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء: 32}
ومن فضل الله تعالى على عباده أنه فتح لهم باب التوبة ما لم يغرغر العاصي أو تطلع الشمس من مغربها.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
ولهذا، فمن تاب التوبة النصوح فإن الله تعالى يقبل توبته ويكفر ذنوبه ولا يتوقف ذلك على إخبار زوج المرأة أو غيره، بل لا يجوز له أن يخبره أو يخبر أحدا فربما يؤدي إلى منكر أكبر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله. رواه مالك في الموطأ وغيره.
ولذلك فالواجب على هذا الشخص المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى وستر نفسه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1426(13/3578)
لا تجوز أية ممارسة جنسية بالهاتف أو الإنترنت أو غيرهما بين غير الزوجين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي الدين في الجنس والحديث الجنسي بين شخصين ذكر وأنثى وممارسة بعض الأوضاع الجنسية أثناء النوم. سواء بالخيال أو ممارسة بالكلام على التلفون أو الانترنت دون أي علاقة شرعية بينهما بمجرد الحب الذي سيقود للزواج بشكل أكيد. أرجو الإفادة لو سمحتم. مع تمنياتي بالتوفيق والصلاح]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث فيما يخدش الحياء والعبارات التي تصف العلاقة الجنسية أو تشجع عليها بين غير الزوجين من أعظم المنكر لما في ذلك من الحث على الفاحشة والقرب من الزنا، وقد قال تعالى: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا {الإسراء: 32} وقال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا {البقرة: 83}
وفي الحديث الصحيح: إن الله لا يحب الفاحش المتفحش. رواه أبو داود، وعند الترمذي وصححه الألباني: لا شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء. قال المنذري: هو المتكلم بالفحش.
والحديث في مثل ذلك أيضا ينافي الحياء الذي هو من شعب الإيمان، كما قال صلى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان. متفق عليه.
وأما ممارسة بعض الأوضاع الجنسية إن كان في حال اليقظة بالتذكر والاسترسال في الخيالات والاستمناء ونحو ذلك فإنه لا يجوز، كما بينا في الفتوى رقم: 5473، والفتوى رقم: 26694.
وأما إن كان ذلك في حال النوم فحكمه حكم الأحلام والتي ترد في خيال المرء وشعوره وهو نائم، ولا شيء في ذلك لأن المرء لا يستطيع دفعه، وقد رفع عنه القلم حتى يستيقظ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وننبهك إلى أن الحب قبل الزواج إذا كان بالحديث المحرم واللقاء وغيره من الأمور المحرمة لا يجوز، وقد بينا حكم الحب في الإسلام قبل الزواج وبعده في الفتوى رقم: 5707 والله أعلم. 4220 وكون تلك العلاقة قد تؤدي إلى الزواج لا يبيحها، فالغاية لا تبرر الوسيلة شرعا، فلا تجوز الخلوة بين الأجنبيين ولا الحديث في تلك الأمور ولا النظر إلا ما أباحه الشارع من نظر الخاطب إلى مخطوبته فيما يدعوه إلى نكاحها مرة أو مرتين ونحو ذلك، وليس كل لحظة ولا كل يوم فعلى السائلة أن تتقي الله سبحانه وتعالى.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1426(13/3579)
الذهاب إلى الشواطئ رفقة الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي يدعوني للذهاب لقضاء بعض الأيام من الإجازة الصيفية في مدينة شاطئية لأن أهله يملكون بيتا هناك لكنني أرفض وذلك لما نراه من مفاسد هناك فهل يجوز لي هذا أم أطيعه.
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه يجوز التنزه على الشواطئ أو في الحدائق أو غيرهما من الأماكن، لكن إذا ترتب على ذلك وقوع في معصية أو مشاهدة منكر لا يستطاع تغييره حرم، وانظري الفتوى رقم: 51090.
وعليه.. فإن ترتب على ذهابك إلى هذه المدينة اختلاط بين الرجال والنساء على وجه لا يقره الشرع فلا يجوز لك أن تطيعي زوجك في الذهاب إليها لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري. أما إذا لم يترتب على ذهابك مع زوجك وقوع في محرم فلا تعصي أمر زوجك في الذهاب معه ما لم يترتب عليه ضرر عليك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1426(13/3580)
فتاوى في النظر إلى النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم النظر إلى المرأة المغطاة الرأس ذات اللباس الساتر الفضفاض؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجع في جواب هذا السؤال الفتاوى التالية أرقامها: 41873، 50279، 20797، 19476، 54994، 19561.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1426(13/3581)
شروط جواز مبيت صديقتين في بيت صديقتهما دون محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد فتوى واضحة على هذه الحالة بالذات ليس بوجه عام
لي صديقة وهى تعيش في الريف وجاءت إلى المدينة وقت الامتحانات المهم تعرفت على صديقات وأصبحت بينهن علاقة المهم بعد فترة عزمت الصديقات لكي يذهبن إلى الريف لزيارتها، المهم هما أختان ذهبتا لوحدهما إلى الريف ويقيمان في منزل هذه الفتاة مع عائلتها الكاملة
سؤالي هل هناك أي حرمة في بقاء الأختين في منزل صديقتهما مع العلم بوجود أهل الفتاة
وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمبيت هاتين الأختين في بيت صديقتهما دون محرم لهما جائز بشروط:
1- ... أن لا يكون الذهاب من مدينتهما إلى الريف الذي تسكن فيه صديقتهما سفرا، فإن كان سفرا فلا بد أن يرافقهما محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم. رواه البخاري ومسلم
2- ... وأن يكون بإذن من ولي أمرهما.
3- ... وأن تلتزما بالحجاب الشرعي.
4- ... وأن لا يحصل بينهما وبين الرجال الأجانب اختلاط محرم أو خلوة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني.
5- وأن لا يكون في مقامهما هذا شبهة تلحق الأذى بعرضهما وسمعتهما لقول عمر رضي الله عنه: من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومن من أساء الظن به. رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1426(13/3582)
آثار التعلق بالأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أحببت فتاة ووقعت معها في الخطأ وكنا قريبين جداً من المعاشرة الحقيقية.. وقد حاولت بكل الطرق الزواج من الفتاة، ولكن أهلي رفضوا مساعدتي أو خطبتها لي لأسباب بعضها حقيقي يتعلق بطريقة حياة الفتاة السابقة وبعضها يتعلق بالطبقات الاجتماعية.. وأنا أعرف أن هذه الفتاة قد تابت إلى الله توبة نصوحا عن أخطائها السابقة، لكنها لحبها لي لم توقف العلاقه معي وأنا كذلك ... وقد ذهبت لأهلها كي أخطبها فرفضوا ذلك لعدم رضا أهلي.. وأنا الآن محتار بين رضا أهلي وبين خطئي مع هذه الفتاة.. التي أعطتني كل شيء على أمل الزواج بي.. أنا أعرف بأنني قد أخطأت معها وأريد أن أتحمل مسؤولية هذا الخطأ ولكنني لا أستطيع.. مع العلم بأنني أحب هذه الفتاه حباً جماً.. ويشهد الله بأنني لم أكن يوما من الشباب الطائشين الذين يلعبون بأعراض الناس.. لذلك أرجو مساعدتي بالإجابه على هذا السؤال المحير الذي أفقدني القدرة على النوم لليالي طويلة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعلق بالأجنبية والخلوة بها والنظر إليها والتلذذ بجسدها أمور كلها محرمة، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور:30} ، وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وفي الطبراني والبيهقي من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
فعليك أخي بالمبادرة إلى التوبة من تلك الآثام واقطع صلتك بهذه الفتاة، وقد يكون أهلك على حق في موقفهم منها، وبما أنها وافقتك على تلك المعاصي فليست ذات دين وبالتالي فالأولى تجنب الزواج منها لأن الحديث يقول:..... فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، هذا إلى جانب أن في هذا إرضاء لوالديك، مع أنه لا سبيل للزواج بها على كل حال إلا عن طريق وليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الثانية 1426(13/3583)
الخلوة بامرأة في اجتماع عمل لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الخلوة بامرأة في اجتماع عمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية قد وردت به النصوص الصريحة الصحيحة، ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
ولا تنتفي الخلوة بتعدد الرجال مع المرأة الواحدة، قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم، وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام. وبناء على هذا، فإن الخلوة بامرأة في اجتماع عمل لا يجوز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1426(13/3584)
العلاقة خارج إطار الزواج هدفها إرضاء النزوات والشهوات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أريد الزواج بفتاة صالحة أحبها لكني غير قادر الآن على بناء أسرة ولا حتى خطبتها لأني ما زلت طالبا وأنا أخاف أن تتزوج بآخر لأنها فتاة صالحة وتخاف الله وقد سبق لي أن طلبت منها أن نقيم علاقة صداقة وتعارف في إطار الشرع (ذلك أنها عندما تتكلم معي أو تبدي لي بعض الاهتمام أكون جد متفوق في دراستي وأشتغل في التجارة مع خال لي بكل حيوية ولكنها غالبا ما تهرب مني ولا تبدي لي اهتماما فيؤثر ذلك علي سلبيا) وقابلت طلبي بالرفض وطلبت مني أن أنساها لم أستطيع حينها الكلام معها لأني لا أجيد الكلام في هذه المواقف.
قد أكون من عائلة ميسورة وهي من عائلة متواضعة إلا أنني لم أشأ يوما أن أخبرها عن وضعية عائلتي لأنني أصلا لا أريدها أن تحبني لعائلتي فأنا الآن معلق ووضعيتي أصبحت حرجة خاصة من الناحية الدراسية لا أعرف ما أفعله وخاصة وأن حبي لها أحيا فيَّ حب الله عز وجل فأصبحت ملتزما وأدعو الله كثيرا فهلا أرحتموني فضيلة المفتي بإرسالي دعاء يوفقني به الله للزواج العاجل بها وأن تنبهوني إن كنت قمت بخطأ ما أو تنصحوني بفكرة أو أي شيء أفعله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتعرفك بهذه الفتاة، وطلبك منها إقامة علاقة صداقة وتعارف بدعوى أن ذلك (في إطار الشرع) أمر لا يجوز، فلا علاقة مسموح بها بين الجنسين سوى علاقة الزوجية المعلنة الطاهرة النظيفة القائمة على تحمل المسؤولية وبناء الأسرة وتربية الذرية، وما سواها من علاقات ليس لها هدف سوى النزوات والشهوات، لا يقرها الشرع ولا يسمح بها، وهذه الفتاة قد محضتك النصح حين طلبت منك نسيانها، فجواباً على سؤالك ماذا تفعل نقول:
إن كنت قادراً على الزواج فسارع للزواج بهذه الفتاة، فإن لم تكن قادراً عليه في الوقت الحاضر، وتخشى أن تتزوج الفتاة بغيرك، فيمكنك خطبتها، فإن لم تكن قادراً على الزواج ولا الخطبة، فلم يبق إلا أن تنساها، وتبتعد عنها وتصرف كل همتك إلى دراستك، وننصحك بأن تترك هذه العلاقة لله عز وجل، فإنك إن فعلت ذلك، فسيبدلك الله خيراً منها، فإن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه.
ونرشدك بدلاً من هذه العلاقة إلى إقامة علاقة تعارف ومحبة مع الله عز وجل، وننبهك إلى أن تعلق القلب وميله إلى (صورة) قد تنتهي إلى العشق، الذي يشغل القلب والفكر عن ما سوى تلك الصورة، فيعطل حركة الإنسان وإرادته ويشوش عليه عبادته، فالبدار إلى صرف القلب عن هذه الصورة قبل أن يتحول إلى داء عضال وهو العشق.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1426(13/3585)
فتاوى في النظر إلى العورات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أن هذه المقولة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم: من نظر إلى فرج امرأة أُدخل النار. أو بنفس هذا المعنى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نعثر بعد البحث على حديث بهذا المعنى، وراجع في نظر الأجنبية ونظر فرج الزوجة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 920، 17500، 49362، 3974، 5576، 26418.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1426(13/3586)
حكم تقبيل صورة الخطيب والنظر إليها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاه تقدم لي شاب لخطبتي ووافق أبي وسوف نعقد العقد الشرعي خلال شهر يوليو
1. هل يجوز أن أقبل (تقبيل) صورة خطيبي
2. لقد حدث بيننا اتصال وجرى فيه كلام عن الحب ما الحكم فيه وما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتبادل الصور بين الخطيبة وخطيبها بقصد الاحتفاظ والتمادي في النظر لا يجوز، لما ينطوي عليه ذلك من المخاطر، ففضلا عن كون ذلك محرما كما في الفتوى رقم: 1935 فهو يورث إثارة الشهوة لدى المحتفظ، وقد يتطور ذلك إلى ارتكاب فعل محرم معه.
وعليه، فالواجب عليك تمزيق هذه الصور لأن في مطالعتها وتقبيلها إثارة للشهوة، وذلك أمر لا يجوز إلا بين الزوجين.
هذا، ولتعلمي أن الخطيب أجنبي عن خطيبته لا يجوز لهما أن يتحدثا بأحاديث الحب والغرام، وعليه، فالحل هو الكف عن ذلك والبعد عنه حتى يتم العقد، وراجعي الفتوى رقم: 9786.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الثانية 1426(13/3587)
حكم ركوب المرأة في حافلة النقل العام داخل المدينة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لي شرعاً ركوب الحافلة والذهاب إلى الأسواق وحدي أو مع جارتي المسلمة لغرض التسوق أو الترفيه بما في ذلك استئجار سيارة أجرة علماً بأن سائقها غير مسلم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً من ركوب المرأة المسلمة في حافلة النقل العام داخل المدينة ما لم تكن هناك خلوة أو ريبة أو سفر، وكذلك لا مانع من ركوب امرأتين مع السائق إذا أمنت الفتنة لأن بهما تنتفي الخلوة.
أما إذا لم يكن في الحافلة أو السيارة غير السائق فلا يجوز لامرأة واحدة الركوب معه، إن كان رجلاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه، وكذلك إذا كان ذلك في سفر فلا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4091، 1079، 29254.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1426(13/3588)
حكم إدخال الزوجة لأخي زوجها دون وجود محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما قول الشرع في إدخال الزوجة أخا الزوج دون وجوده؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أخا الزوج أجنبي من زوجة أخيه لا تجوز له الخلوة بها، ولا يجوز لامرأة أن تأذن لأجنبي بالدخول عليها بدون وجود من تنتفي معه الخلوة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إ ياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج من ابن العم ونحوه.
وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم.
ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما؛ كما صح في الحديث.
ويشتد الإثم أكثر إذا كان الزوج يكره ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون. رواه أبو داود وأصله في الصحيحين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1426(13/3589)
حكم السباحة المختلطة لضرورة العلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[أود الاستفسار عن حكم الشارع في السباحة في أحواض السباحة المختلطة علما أني أعيش في ألمانيا وأنا أشكو آلاما في ظهري منذ ما يزيد على السنتين ومن ضمن العلاج رياضة خاصة أقوم فيها بمركز مخصص لذلك وقد أشار علي الطبيب أن أمارس السباحة كجزء من العلاج.
علما أني ملتزم ومن أهل السنة والجماعة وبعد البحث لم أجد مسابح للرجال فقط في ألمانيا, هل أحتسب الأمر لله ولا أمارس السباحة وإن كان المرض أرهقني جدا أم لكم رأي آخر وجزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن السباحة في المسابح المختلطة أمر لا يجوز، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 38555.
وحتى المسابح الخاصة بالرجال فلا يجوز دخولها إلا بالإزار أو ما أشبهه مما يستر العورة.
فقد روى أبو داود وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنها ستفتح عليكم أرض العجم وستجدون فيها بيوتا يقال لها الحمامات، فلا يدخلنها الرجال إلا بالأزر، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء. ولذلك، فإذا لم تجد إلا تلك المسابح فإن عليك أن تتحرى الأوقات التي تكون فيها خالية، أو تسأل الطبيب عن بديل آخر من أنواع الرياضة أو العلاج يقوم مقام السباحة أو غير ذلك من البدائل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1426(13/3590)
المتزوجة التي تقيم علاقات مع أجانب أعظم جرما
[السُّؤَالُ]
ـ[شيوخي الأفاضل -إليكم ما أعاني- فلقد تعبت من عذاب الضمير تعبت من كثرة لوم نفسي كل يوم وكل ساعة، تعبت من ضعفي أمام شيطاني، أنا فتاة تزوجت وتحملت مسؤولية البيت والأسرة وإنجاب الأبناء في سن صغيرة، من زوج لا يشغل باله سوى العمل والتميز وسط أقرانه وتحصيل الشهادات واحدة تلو الأخرى، تعرفت على رجل فاضل من خلال النت وكان أخا لي يخفف عني وقت الحزن والألم، وتوالت المكالمات بيننا؛ فشعرت بالانشغال به وحب الكلام معه بل والحب الشديد منه، وبعد كل مكالمة أعاقب نفسي وألومها وأبكي إلى أن أنام من التعب، وتكرر الخطأ مرات؛ أنا أشعر بالندم فأرجو النصيحة، وماذا أفعل لكي أتخلص من ضعفي وخطئي الوحيد في الحياة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إقامة العلاقات مع الرجال الأجانب سواء كانت عن طريق الإنترنت أو غيرها محرمة، وإذا كانت المرأة متزوجة كانت الحرمة أشد، وقد فصلنا الكلام على حرمة ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1072، 50035، 55050، 1932.
فعليك أن تسارعي بالتوبة إلى الله تعالى واستغفاره قبل أن يحال بينك وبين ذلك، وقد فتح الله تعالى باب التوبة لعباده المسرفين على أنفسهم، فقال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53} .
وعليك أيتها الأخت أن تصبري على تقصير زوجك معك، واعلمي أن تقصيره لا يبيح لك ما حرم الله تعالى، وننصحك بمحاولة التقرب من زوجك أكثر، والاستعانة على ذلك بحسن التبعل والتجمل له، ومقابلة إساءته بالحسنى، فلعل ذلك يكون سبباً في زيادة اهتمامه بك.
وثمة أمور تعين على التوبة النصوح ذكرناها في الفتوى رقم: 28748، فراجعيها لأهميتها، وللمزيد من الفائدة حول الأسباب المعينة على التوبة الصادقة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 33659، 34161، 60222، 18654.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1426(13/3591)
الزوج إذا أقام علاقة مع الفتيات عبر الشات
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي في زوجي الملتزم كثيرا فقد اكتشفت أخيرا انه على علاقة مع فتيات على الشات وأنا عندي الدليل على ذلك فانا محتفظة بالصور والكلام الغزلي الذي بينهم.
فعلا هو ملتزم وليس عندنا دش ودائما يشكو حال الأمة وما آلت إليه من فساد ولكن عندما أخبره بقصص مشابهة يقول لي أحيانا يدخل الواحد على الشات من أجل أن يرى كيف يتصرف الناس ,وبصراحة يا شيخ أصبحت أخاف أن أفقد زوجي لأني لم أعد أحتمل هذه التصرفات وأحب أن أواجهه واخبره أني على علم بما يفعل فانا أخاف على بناتي مستقبلا يعني لا قدر الله لو أن أحدا تحرش بهن فبصلاح والدهم يحميهم الله.أليس كذلك؟؟
أرجو الإرشاد ولكم جزيل الشكر
أرجو الإجابة عليها بشكل خاص دون الرجوع لفتاوى سابقة مع جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التحدث بين الرجال والنساء عبر الشات هو إحدى خطوات الشيطان إلى الحرام، وقد قال الله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر.
فما اكتشفته آخيرا من كون زوجك على علاقة مع فتيات عبر الشات هو في الحقيقة أمر خطير جدا.
والذي ننصحك به في هذا الشأن، هو أن تحاولي إصلاحه وتوجيهه إلى الصواب، وإن استدعى ذلك توسيط أهل الرأي والصلاح فلا بأس.
ثم اعلمي أن ما ذكرت أنه عندك من الأدلة على ما هو فيه، وما تحتفظين به من الصور والكلام الغزلي بينه وبين الفتيات، هو من التجسس الذي لا يجوز.
واعلمي كذلك أن إبداء ذلك له قد يجرئه على المجاهرة بما كان يخفيه.
فاحرصي على بقاء أسرتك متماسكة لأن في تشتتها ضياعا لك ولأولادك، خاصة ونحن في هذا الزمان العصيب الذي يصعب فيه تربية الأبناء على الدين والخلق وهذا ما ينبغي أن تستعطفي به زوجك، فإن قبل النصح واستجاب وترك ما كان فيه من الانحراف، فاحمدي ربك على ذلك. وإن أبى الرجوع عما هو عليه، فإن بقاءه على ذلك أخف ضررا من تصدع الأسرة وما سينجر عنه من الفساد. فلا نرى إذا، والحالة هذه إلا الصبر على ما هو فيه، والدعاء له في أوقات الإجابة بالهداية والرجوع إلى الصواب. فعسى الله أن يستجيب لك ولو بعد حين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1426(13/3592)
طرق مكافأة الرجل لامرأة قدمت له خدمة كبيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد فعلت امرأة معي معروفا كبيرا بتأمين وظيفة جيدة في خارج بلدي وهي دائما تبادرني بالهدايا القيمة والمساعدات المادية لي ولأهلي في بلدي ولكنها تطلب مني في المقابل البقاء على اتصال معها على الهاتف وأنا شاب وأعرف أن ذلك لا يرضي الله تعالى فماذا أفعل بحيث لا أجلب غضب الله تعالى ولا أكون ناكرا للمعروف فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت وجزاك الله خيرا على اهتمامك بما يرضي الله تعالى واتباع شرعه.
ولتعلم أن الإسلام حرم هذا النوع من العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين إلا على أساس الزواج الشرعي، وكذلك الكلام بينهما إذا كان لغير حاجة أو مصلحة، فإنه لا يجوز سدا لذريعة الشر والفساد. ولتفصيل ذلك وأدلته نرجو الاطلاع على الفتويين: 29688، 30046.
وإذا كان الباعث لهذه المرأة على أن تقدم لك ما قدمت من خدمات هو أن تصل منك إلى ما حرم الله فاعلم أنه تجب عليك مقاطعتها فورا خشية أن يجر البقاء معها على اتصال إلى ما حرم الله، واعلم أنها لا تستحق منك أي مكافأة.
أما إذا كان الباعث لها على ما قدمت هو رغبتها في الخير والإحسان فإن مكافأة من أحسن إليك وإلى أهلك أمر مشروع فعله النبي صلى الله عليه وسلم ورغب فيه، ولكن ذلك لا يكون بما لا يرضي الله تعالى.
فقد روى الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
وشكر الناس يكون بالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم وبمكافأتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء. رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. رواه أحمد والحاكم.
ولهذا فبإمكانك أن تكافئ هذه المرأة مكافأة مادية أو معنوية بالدعاء لها وشكرها دون أن يجر ذلك إلى الاسترسال معها في الحديث لغير فائدة أو مصلحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1426(13/3593)
عاقبة العلاقة الآثمة بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[متزوجة ومحترمة وتخاف الله أغرها الشيطان فتعرفت على شاب يصغرها بـ 11 سنة من خلال الاتصال بأحد مكاتب التوظيف والتي يعمل بها الأجانب ومحظورة على السعوديين وبحجة العمل أصبح يعرض عليها الحب والعواطف الجياشة وكل ذلك بدون علم زوجها ومن ثم طلب منها أن يزورها في البيت وبعد تردد استقبلته للتعارف، ولكنه حاول أن يقبلها ورفضت ذلك ووبخته فاعتذر وغادر البيت بدون أي أذية لها واستمرت الاتصالات الهاتفيه معتذراً وأنه يعتبرها أختاً له وطلب أن يزورها لللاعتذار وسمحت له وكذلك حاول تقبيلها لأنها أغرته بلباسها غير المحتشم فرفضت بعنف وطلبت منه الخروج وفي نفس اللحظة كان زوجها يدق الباب فخبأته وأدخلت زوجها إلى غرفة النوم بحجة وجود الجارة مكشوفة وهربته وأحس الزوج بكذبها وأقسمت بعد الوضوء أنه لم ينل أو يلمس يدها وأنها لم تكن تعلم ما تفعل، أفتوني أفادكم الله، فهي الآن تابت إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن وتطلب الغفران، فما هو جزاؤها شرعاً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أتت هذه المرأة أموراً محرمة حيث سمحت لنفسها بالتحدث مع رجل أجنبي وخضعت له في القول وأنشأت معه علاقة آثمة وأذنت بالسماح له في دخول بيت زوجها والخلوة بها، وما علمت هذه المسكينة أنها اتبعت خطوات الشيطان وخالفت دينها وهتكت عرض زوجها ودنست سمعتها، وكل هذا حصل من بداية كلمة، وصدق الله تعالى إذ يقول: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32} .
وعلى العموم فما دامت هذه المرأة قد تابت توبة صادقة من تلك المعاصي بأن ندمت وعقدت العزم على عدم الرجوع، فنرجو أن تقبل توبتها لأن الحق سبحانه يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82} , ولتكثر من الأعمال الصالحة والاستغفار ولتستر على نفسها. وإن كان الزوج قد علم بشيء من ذلك وعلم صدق توبتها فالأولى أن يسامحها ولا يعاقبها على ذلك بالطلاق أو غيره، وليعلم أن له بذلك أجراً عند الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1426(13/3594)
العلاقة قبل الزواج في منظور الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم ... والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
سؤالي يتضمن التالي: ما حكم من كانت له علاقة مع فتاة ولكنه كان يريد الزواج بها وهي من العائلة وحين طلبها للزواج وجدها قبلت الزواج بآخر مع أنها كانت على علاقة معه، لكن علاقة لم يكن بها ما يخل بالشرف ولكن كانت علاقتهما مبنية على أساس الزواج وهذا بعد أن تتم دراستهما الجامعية، لكن الشاب اصطدم بخطبتها لآخر، الشاب هو أخي وهو في حالة غير جيدة ليس لكونها قد خطبت لآخر لكن لأنه يرى أنه قد خالف شرع الله بهذه العلاقة، مع العلم بأنه كان لا يتعدى حدود الاحترام، أستاذي: أرجو أن تفيدنا بإجابة، وماذا يفعل أخي في مثل هذه الحالة، وما حكم هذه الفتاة وعائلتها، مع العلم بأنها ابنة عمته، أرجو الإفادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من العادات الدخيلة على المجتمع المسلم ما يعرف اليوم عند كثير من شباب المسلمين بالعلاقة قبل الزواج، ولا يدري هؤلاء أن الشرع بحكمته حرم أي علاقة من هذا النوع بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزواج، كما هو مبين في الفتوى رقم: 22954.
وذلك لما يترتب على هذه العلاقة الآثمة من مفاسد في الأخلاق وتتبع لخطوات الشيطان فهي تفضي إلى النظر والخلوة بل ربما تطور الأمر إلى الوقوع في فاحشة الزنا، فنسأل الله تعالى العافية.
فعلى من ابتلي بعلاقة من هذا النوع أن يبادر إلى الله تعالى بالتوبة ولا يغتر وينخدع بما يتحجج به البعض من المقصد بالتعرف على حقيقة من يريد الزواج بها، والحق أن هذا من أوهن الحجج وأضعفها وهو من تلبيس إبليس -عليه لعنة الله- هذا فيما يتعلق بحكم العلاقة مع الأجنبية.
أما بخصوص ما ذكرت من علاقة أخيك بتلك الفتاة على أساس الزواج فإن قصد به أنه خطبها عند ولي أمرها وركن، أو عند نفسها وقبلت، وكانت مالكة أمرها فيعتبر ذلك خطبة شرعية لا يجوز لغيره أن يخطب عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم:.... ولا يخطب على خطبة أخيه. رواه مسلم.
أما إن لم تقبل المرأة الخطبة أو قبلت ثم فسختها أو وليها جاز للغير الخطبة لانهدام الخطبة بالفسخ، قال الخرشي: ولا يحرم على المرأة أو وليها بعد الركون أن يرجعا عن ذلك إلى غير الخاطب. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1426(13/3595)
مفاسد الاختلاط في الأعراس
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أعرف كيف أبتدئ الكلام ولكن باختصار لدي مشكلة بسيطة أنا من عائلة متدينة ومحترمة ولدي أخت مخطوبة من أحد الأقارب لدينا وهذه العائله نحبهم كثيرا ونحترمهم لدرجه كبيرة، ولكن الشاب الذي خطب أختي يريد أن يعمل الفرح مختلطا وهو يدري بأنا ضد فكرة الاختلاط بين الشباب والبنات وخصوصا في الأفراح ولكن لا أدري كيف استطاع هذا الشاب أن يقنع أختي بأنه لا فرق بين العرس المختلط وغير المختلط بل على العكس أقنعها بأن العرس المختلط حشمة للبنات اللواتي يردن الرقص وخلع الحجاب وقال لها إنه لا يريد أن يدفع مبلغا لقاعه من أجل بنات يردن الرقص وخلع الحجاب، وأيضا يقول إن لديه أصحابا كثيرين يريدون مشاركته فرحته وأنه يريد أن يشاهد شريط العرس، أنا متزوجة وأعيش بعيدا عن أهلي وزوجي من عائلة متدينة جدا جدا وفوجئت عندما أخبرتني أمي بأن أختي تقريبا اقتنعت بالفكرة وأنا بما أني بعيدة عنهم وغير موافقة ولا أريد أن أحضر مثل ذلك العرس، ولكن أريد فتوى واضحه وصريحة وقويه تقنعهم بأن العرس المختلط حرام وملعون عند الله وأنه ممكن أن ينزل عليهم غضب في تلك الليلة، وأتمنى مساعدتي وإجابتي بسرعة، وشكرا على جهودكم المبذولة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من شروط صحة النهايات تصحيح البدايات، ومن أراد أن يبارك له في زواجه فليبنه بناء صحيحا وليؤسسه تأسيسا سليما وليلجه ولوجا طيباً.
فيجتنب المحرمات والآثام التي تقع قبل وعند الولائم والأعراس، لا سيما جمع الرجال والنساء بمكان واحد فحرمة الاختلاط على هذا الوجه ومفاسده مما يعلم من الدين بالضرورة، كما بينا في الفتوى رقم: 3539.
ومن فعل ذلك وكان السبب فيه فعليه الإثم والوزر، فقد قال سبحانه وتعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2} ، وقال صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا ً. رواه مسلم.
وأي سنة سيئة وإثم أكبر من أن يجمع الإنسان بين ذئاب جائعة نهمة وخراف سمان في مكان واحد، إنه بذلك يرتكب وزراً كبيراً وإثماً عظيماً في لحظة ستفنى ويبقى الإثم والعار، وإن كان سيجد في ذلك لذة ومتعة فلا خير في لذة بعدها النار، ففي الحديث الصحيح أنه: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيمة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب ... . رواه مسلم في صحيحه.
فننصح ذلك الشاب وتلك الفتاة أن يتقيا الله سبحانه وتعالى ويبتعدا عما يغضبه، وألا يطلبا رضا الناس بما يسخط الله، ففي الحديث: من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. رواه ابن حبان في صحيحه.
كما ننصح أهل الفتاة أن لا يكلفوا الفتى فوق طاقته، فقد أولم صلى الله عليه وسلم بحيس، وقال لعبد الرحمن بن عوف: أولم ولو بشاة. متفق عليه، فلا يجوز الإسراف والتبذير في مثل هذه المناسبات ولا في غيرها، فلنتق الله سبحانه وتعالى فإنه سائلنا غداً، فلنعد للسؤال جواباً، وإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1426(13/3596)
الخلوة بالمرأة الأجنبية وتقبيلها معصية
[السُّؤَالُ]
ـ[أتمنى منكم النصيحة أرجوكم كل رجاء أنا إنسان مسلم أخاف الله مواظب على الصلاة لكن المشكلة أن هناك امرأة أغرتني فخلوت بها وقبلتها وعندما قبلتها أحسست أن وجهها قد تغير من الفتاة التي أعرف إلى وجه أختي فصدمت أرجو منكم النصيحة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما حصل منك من الخلوة بتلك المرأة الأجنبية والقبلة لها، ذنب يستوجب التوبة إلى الله عز وجل.
فقد قال النبي صلى الله عليه وسل: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح.
وفي حديث آخر: لأن يطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
فالواجب عليك هو التوبة الصادقة من ذلك، ولتحمد الله عز وجل على أن الأمر وقف عند هذا الحد ولم يصل إلى أمر أكبر منه.
واعلم أن إحساسك بأن وجه تلك الفتاة قد تغير إلى وجه أختك، إنما هو من عناية الله بك، وإرادته الخير لك. فاحمده على أن أنجاك من الفتنة، ومن تمام شكر تلك النعمة أن تبتعد كل البعد عن تلك الفتاة، وتحذر الخلوة بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1426(13/3597)
الرجلان الأجنبيان والمرأة في بيت واحد
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو:
أننا نعيش في ألمانيا وقد جاء لزيارة زوجي صديقاه من مدينة أخرى وناما عندنا ليلة واحدة وفي الساعة الرابعة فجراً خرج زوجي لأداء صلاة الفجر جماعة في المسجد المجاور وترك صديقاه نائمين في البيت علماً أن عندنا طفلين الأول عمره سنتين ونصف والأخرى سنة ونصف فهل يجوز لزوجي أن يترك أصدقاءه في البيت ليخرج للصلاة أم تعتبر هذه خلوة وجزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الفتنة مأمونة فإن هذه ليست خلوة على الراجح، لأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما دخلا على أم أيمن يزورانها كما في صحيح مسلم وغيره، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان.
وعلى ذلك فإن كان الرجلان مأمونين وفي مكان منفصل فإن ذلك لا يعتبر خلوة.
أما من هم في مثل هذه السن من الأطفال فلا تنتفي بهم الخلوة
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين: 19664، 49382.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1426(13/3598)
خدمة المرأة ضيف زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت من إحدى زميلاتي أن هناك حديثا في صحيح البخاري , وفحواه هو (لا بأس من المرأة المتزوجة أن تدخل بحجابها على الرجال الذي استدعاهم زوجها لتقدم لهم الطعام أو ما شابه ذلك)
فهل هذا الحديث حقا في صحيح البخاري؟ وإن كان كذلك أرجوأن تشرحوا من فضلكم هذا الحديث؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: دعا أبو أسيد الساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه فكانت امرأته يومئذ خادمهم وهي العروس.
وقال النووي في شرح مسلم: هذا محمول على أنه كان قبل الحجاب.
وقال ابن حجر في الفتح: وفي الحديث جواز خدمة المرأة زوجها ومن يدعوه ولا يخفى أن محل ذلك عند أمن الفتنة ومراعاة ما يجب عليها من الستر. اهـ.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 2595، 3054، 3910.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1426(13/3599)
ضوابط تهنئة العروسين بزواجهما
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي آداب تهنئة العروسين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق الأخوة في الإسلام أن يهنئى المسلم أخاه المسلم إذا صابته سراء، ومن ذلك تهنئته بالزواج والدعاء له.
قال خليل في معرض ذكر الآداب: وتهنئته والدعاء له.
قال شارحه الحطاب: واستحبوا تهنئة الناكح والدعاء له.
وهذه التهنئة مشروطة بضوابط ذكرناها في الفتوى رقم: 35342.
وذكرنا فيها اللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه التهنئة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1426(13/3600)
كفارة الخلوة بين الخاطب ومخطوبته
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد خطبت فتاة لأتزوجها وكانت فترة الخطوبة سنتين وفي أثناء تلك الفترة طلبت من والدها أن نعقد القران بيننا ليكون وجودى في بيته وجلوسي مع خطيبتي شرعيا ولا يحاسبنى الله على ذلك ومع إصراري رفض والدها عقد القران ولم يرفضني زوجا لابنته ولكن رفض عقد القران كان عادة عنده بنية أن يعقد القران قبل الدخول على ابنته بأسبوع ومضت تلك الفترة وأنا الآن أشعر بالذنب خلال تلك الفترة وهل الذنب عليّ أم على والدها وكيف أكفر عن ذنبي خلال تلك الفترة؟ وقد قرُب موعد زواجي أفيدونى رحمكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما حصل من والد تلك الفتاة من رفضه العقد على ابنته تلك الفترة لا يعد ذنباً، لأنه غير مأمور بفعل ذلك خلال تلك المدة، وخاصة إذا كان يراعي في ذلك مصلحة ابنته، أو عرف بلده في عدم عقد النكاح دون قرب الدخول.
لكن إن كان يعلم بحصول خلوة بينك وبين ابنته أو نحو ذلك من الأمور المحرمة، ولم يقم بمنع ابنته من الوقوع في ذلك، فلا شك أنك أنت وهو آثمان بذلك.
وعلى كل، فإن حصل شيء من ذلك فكفارته التوبة والاستغفار والإكثار من العمل الصالح، لأن الله تعالى يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82} .
وفي الحديث: واتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه الترمذي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1426(13/3601)
توجيهات نافعة لأسرة مسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي زوجة والحمد لله ولي منها طفلتان ولكني أعاني من أهمالها الصلاة في جميع الأحوال ما لم أذكرها لها وتنشغل عنها بأشياء مثلاً بعد المسلسل وإلا ثارت وتظل غاضبه لعدة أيام وتدعي بأنها مصدعة ولا تريد أي نقاش وفي يوم من الأيام كنت أمنعها من صديقات السوء إلا أنها تدافع عنهن بحجة أنها لن تحكم عن شيء غائب ما لم ترى بعينها وفي بعض الأحيان تتخطى الحدود الدينية لدينا أحد أقاربي جاء من سفر وحل بدارنا وكنت أنا في العمل أبيت خارج البيت وعندما عدت إلى المنزل وجدتها قد أدخلته غرفتي وناما في غرفتي وعندما تحدثت إليها قالت لي إن البرد كان قارساً وإنه ليس غريب عنا، ولكني أصبحت أخاف تصرفات هذه الزوجة وبدأت أشك في تصرفاتها الغريبة وأصبحت خاويا من التفكير إلا فيها أشك في كل شيء ولا يهدأ لي بال، والغريب عندما أطلب منها أي عمل تؤديه على الوجه الكامل، أرجو إفادتي ماذا أفعل مع مثل هذه الأمور؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلحك ويصلح زوجتك ولنا أخي الكريم معكم وقفات تذكيرية:
أولها: أن الله تعالى خلق الإنسان وكلفه بطاعته والتزام حكمه وتعظيم أمره، وأن الدنيا إلى زوال والآخرة إلى بقاء، فاجعلوا همكم تحصيل رضا الله تعالى والفوز بجنته.
ثانيها: أن لله حدوداً أمر بالوقوف عندها وعدم تخطيها وتجاوزها، وقال سبحانه وتعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {البقرة:229} ، وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {النساء:13-14} ، ومن حدود الله تعالى أن لا يخلو رجل بامرأة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث المتفق عليه: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله فرأيت الحمو، قال: الحمو الموت. والحمو أقارب الزوج.
فما كان ينبغي لك أن تذهب وتبيت خارج البيت وتترك بالبيت رجلاً أجنبياً عن زوجتك ليس محرما لها، ولو كان هذا القريب هو أخاك، كيف خالفت دينك وشهامتك، ورجولتك وغيرتك وفعلت ذلك.
وكيف سمحت المرأة لزوجها إن كانت تخاف الله أن يدخل عليها رجلا أجنبياً عنها، والمقصود بالأجنبي من ليس بمحرم ولو كان هذا الشخص هو أخا الزوج أو ابن عمها، وكيف تجرأت على الله تعالى أن تدخل هذا الرجل لتنام معه في غرفة واحدة، لا حول ولا قوة إلا بالله إلى أين وصل حال بعض المسلمين.
ثالثها: نوصي بالتوبة والإقلاع عن الذنوب والوقوف عند حدود الله تعالى، ونوصيك بأن تكون عونا لزوجتك على الهداية بتوفير البيئة الصالحة كطهارة البيت من المحرمات كسماع آلات اللهو والمسلسلات الخليعة، ومصاحبة الفاسدات، واجعل بيتك عامراً بذكر الله تعالى، وسهل الأسباب المعينة على الطاعة كالمحاضرات النافعة والكتب المفيدة التي تذكر بحقيقة الدنيا وأنها إلى فناء، والآخرة وأنها إلى بقاء، وكن قدوة صالحة لتتأثر زوجتك بأفعالك قبل أقوالك، وتراجع الفتوى رقم: 4307.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1426(13/3602)
وجود رجل وامرأة أجنبيين في شقة واحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كانت الشغالة تجلس في غرفة خاصة داخل الشقة وهناك أجنبى بغرفة أخرى داخل الشقة هل هذه خلوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وجود امرأة ورجل أجنبيين في شقة واحدة ليس بها غيرهما يعتبر من الخلوة المنهي عنها شرعا، فلا يجوز للمسلم أن يخلو في شقة مغلقة مستقلة بالخادمة ولا بغيرها من النساء الأجنبيات ولو كان أحدهما في غرفة والآخر في أخرى لانفرادهما في المكان المغلق وبعدهما عن أنظار الناس.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه الترمذي.
ونرجو الاطلاع على الفتويين: 9068، 14566.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1426(13/3603)
اجتماع الرجال والنساء على مائدة واحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة أن تكون في مجلس تسيير المسجد وتشترك في الاجتماعات مع الرجال على مائدة واحدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمحرم من اجتماع الرجال والنساء هو ما خلا من التزام الضوابط الشرعية، كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو عدم احتجاب النساء، أو خضوعهن بالقول، ونحو ذلك.
وأما مجرد الاجتماع بين الجنسين تحت سقف واحد في المسجد أو على مائدة واحدة مع التزام الضوابط الشرعية فلا حرج فيه، فقد كان الرجال والنساء يظلهم جميعاً مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون أن تكون بينهم أي حواجز، ففي البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وإنما نهى النساء عن ذلك لئلا يلمحن عند رفع رؤوسهن من السجود شيئاً من عورات الرجال.
وقد شدد أهل العلم في منع الاختلاط بين الجنسين لما تضطر إليه المرأة من كشف وجهها والانبساط حال الأكل، وغير ذلك مما لا يجوز أن يراه الرجال الأجانب منها، فإن سلم دخولها المسجد أو جلوسها على المائدة مع الرجال من أي محرم -وقل أن يسلم- فلا بأس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1426(13/3604)
تعامل المرأة مع الرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق يمتلك مكتبة إسلامية وظروف عمله خارج المحافظة ولن يتمكن من المتابعة ووالدته هي التي تقف فيها وإني أساعدها في التعامل مع الرجال والوقوف بدلا منها إن لم تتمكن مع العلم إن زوجها متوفى. فهل ما أفعله يجوز أم لا؟
أفتوني جزاكم الله خيرا......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية من المحرمات التي وردت بها الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة.
من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما. وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم. إلى غير ذلك من الأحاديث.
وعليه، فإن كانت مساعدتك لهذه السيدة في التعامل مع الرجال، تفضي أحيانا إلى حصول خلوة بينك وبينها، فقد علمت مما تقدم من الأحاديث تحريم ذلك. وإن لم تكن ثمت خلوة، بأن كان معها من الأولاد أو غيرهم ما تنتفي به الخلوة فلا بأس إذا.
قال الإمام النووي عند كلامه على حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم. انتهى كلامه. فدل هذا على أن الخلوة تنتفي بوجود من له إدراك وفطنة ويستحي منه من الأولاد، وراجع الفتوى رقم: 50082
واعلم أنه لا مانع للمرأة من التعامل مع الرجال إذا احتاجت لذلك وتقيدت بضوابطه. وراجع في ذلك فتوانا رقم: 28006 وفتوانا رقم: 522.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1426(13/3605)
علاقة الزوجة بابن زوجها من الزنا
[السُّؤَالُ]
ـ[تزوجت من رجل له ابن زنا (11عاما) , فكيف أعامله وما مكانه بين أولادي, وهل له حق في أن يرث؟ كل هذا مع العلم أن:
1. وجوده بيننا يسبب مشاكل بيني وبين زوجي لأنه لا يحترمني
2.لأنه يخلو من القيم التي أريدها لأولادي
3. أمه أجنبية لا يهمها مصالحه
4.زوجي يحن عليه أكثر من أولادي ويدافع عنه لأنه حسب قوله\"محروم\"
5. يزورنا في الشهر 8 أيام , وهذا الوقت ليس كاف لتربيته في بلاد أجنبية
شكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان ما نسبت إلى زوجك من الزنا صحيحا فالواجب عليه التوبة والاستغفار من تلك الكبيرة العظيمة التي قرنها الله تعالى مع الشرك وقتل النفس التي حرم الله تعالى حيث قال سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ {الفرقان: 68-70}
وبخصوص الولد المذكور إن كان ابن زنا حقا فهو ينسب إلى أمه وليس لزوجك به علاقة. وبالتالي، فليس بينه وبين هذا الولد علاقة نسب ولا توارث، كما هو مبين في الفتوى رقم: 6012 والفتوى رقم: 50432.
ومادام أن هذا الولد لا ينسب إلى زوجك فلا يجوز لك الخلوة معه إذا بلغ ولا مصافحته، وعلى زوجك أن يمنعه من ذلك لأنه يعتبر شرعا أجنبيا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1426(13/3606)
العلاقة بين الشاب والشابة الأجنبيين
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب مسلم والحمد لله أنا أصلي وأقوم بواجب المسلم، ولكن هل من الممكن أن تكون لي شابة أقيم معها علاقة، وأن أعلمها الدين والإسلام واتباع أوامر الله سبحانه وتعالى، ولكن في السر من دون علم أحد سوى الله عز وجل، وهل من الممكن أن أكون مجاهدا في سبيل الله والاستشهاد في سبيل الله وكيف أكون مجاهدا في سبيل الله؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أن تقيم علاقة مع امرأة أجنبية لا تحل لك، فقد حرم الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين إلا إذا كان ذلك عن طريق الزواج الشرعي، وكونك تريد دعوتها أو تعليمها فهذا لا يبرر الحرام، فالغاية النبيلة في الإسلام لا تبرر الوسيلة الخبيثة.
ومن المعلوم أن العلاقة بين الشاب والشابة قد تؤول إلى شر مستطير ولهذا أغلق الإسلام طريق هذا الشر، وسد منافذه، فأمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وعدم الخلوة، والتأدب بالآداب الشرعية، والمسلم الصادق مع نفسه المخلص لدينه يبتعد عن هذا النوع من العلاقات، وبإمكانك أن تقيم العلاقات مع الرجال والشباب لدعوتهم وتعليمهم، ففي ذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 44032.
وبخصوص الشطر الثاني من السؤال، فبإمكانك أن تجاهد في سبيل الله أينما كنت وعلى أي حال كنت حسب وسعك واستطاعتك، والبداية بنفسك طبعاً فتجاهدها على الاستقامة على طاعة الله تعالى، والبعد عن الشهوات والشبهات ... ثم تجاهد غيرك بالدعوة والتعليم والمساعدة ... فكل ما تبذله في سبيل هذا الدين العظيم بنية خالصة لله تعالى فهو جهاد في سبيل الله، فالجهاد معناه بذل الجهد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1426(13/3607)
الصداقة بين الرجال والنساء في الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك أخت أعزها كثيرا، وأريد أن أكون لها أخا وقد درج على ألسنة الناس كلمة \" أنت أختي في عهد الله والخائن عليه الله \" فهل لهذا أصل؟
وما هي الوسيلة لان أكون أخا لها لأنها بحاجة لي في أن أعينها على بعض أمور الدين والدنيا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الأخت إن كانت أجنبية عليك، فلا يصح أن تكون أختا لك، إلا أخوة الإسلام، فإن كل مسلم تجمعك به الأخوة العامة، وهي أخوة الدين التي قال فيها سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ.
وأما غير ذلك فإنما يسمى صداقة وليس أخوة. والصداقة بين الرجال والنساء الأجنبيات عليهم لا تباح في الإسلام، لأنها ستؤدي إلى الحرام لا محالة. والمحرم بين الجنسين ليس الزنا فقط وإنما هو أمور كثيرة، كالخلوة والحضن والنظر لما لا تحل رؤيته والخضوع بالقول وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفتنة.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن لجوارح الإنسان حظوظا من الزنا. فقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وفي رواية: ... والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1426(13/3608)
الاختلاط في العمل وعرض المرأة نفسها للزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل فى وظيفة ما في مكان مختلط للأسف وتعيين حكومي، ولكنى والحمد لله أبعد قدر الإمكان عن الاختلاط حيث إنني مستلم معملا وأحاول أن أجعل عملي فيه غالبا، ولكن ربما تعقد دورات فأقوم بالتدريب فيه على الحاسب الآلى لزملاء العمل وتكون الدورة مختلطة وأغلبها نساء للأسف، والحمد لله أحفظ قدرا كبيرا من القرآن مع التجويد ودراسة لبعض فروع العلوم الشرعية، وفى بعض الأوقات عند الجلوس مع الزملاء فى العمل أقول حديثا أو حكما شرعيا مثل حكم تحريم الغناء والموسيقى ومن قبله عقيدة التوحيد وفضله ومنهج أهل السنة وعلوه عن الباطل بين المناهج الضالة والفرق والحجاب الشرعي وحكمه وشروطه، المشكلة بارك الله فيكم أن بعض النساء فى العمل منهن مطلقات تريد الزواج مني وللأسف منهن متزوجات يردن أن تترك زوجها وتتزوجني، ولكني لا أعير ذلك اهتماما إلا أن الأمر زاد عندما اتصلت إحداهن وقالت ذلك وأنا فى العمل ووجدت زميلا لي فى العمل يخبرني بذلك والله ياشيخ اتفقت اثنتان منهن وأخبرا زميل لي أن يكلمني فى أن يتزوجاني وغير ذلك كثير، وهذه هي المشكلة إنني لست متزوجا وإلى الآن لم أستطع الزواج لارتفاع التكاليف وقلة المرتب والحمد لله على كل حال، فما نصيحتكم، مع العلم أنه ربما لا أخالط أحدا بالأيام إلا فى أتوبيس العمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن كل ما يمكن أن يسبب له فتنة أو يوقعه في إثم، وإن أكبر ما يتخوف على الرجل منه الفتنة بالنساء ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ويزداد الأمر خطراً في حقك بما ذكرته من النساء اللاتي يردن منك الزواج وهن متزوجات، فإنك إن أصغيت إلى ذلك أو سعيت فيه أي مسعى، فإنك تكون مخبباً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود وأحمد والنسائي وصححه الألباني والسيوطي.
وعليه، فإذا كان بإمكانك إيجاد عمل غير هذا فلا تتردد في تركه، وكذا الحال إذا كنت غير محتاج للعمل فيه أصلاً، وأما إن كنت مضطراً إليه لمعاشك ولم تجد غيره، فلا مانع من بقائك فيه في انتظار وجود فرصة عمل أخرى بعيدة عن مواطن الفتنة، وفي انتظار ذلك حاول -ما استطعت- أن تغض بصرك وتتجنب الحديث مع النساء في غير ما تدعو له الحاجة، مع تجنب الخلوة بهن وكل ما من شأنه إثارة الفتنة.
واعلم أنه لا ضرر في أن تعرض المرأة نفسها على من تريد الزواج منه، بشرط انتفاء الخلوة وأمن الفتنة، ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله، إني وهبت نفسي لك، فقامت قياماً طويلاً.... إلى آخر الحديث.
فهذا الحديث وغيره مما في معناه يدل على أنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على من تريد زوجاً، فإذا وجدت من بين تلك المطلقات أو غيرهن من غير المتزوجات من تصلح لك زوجة فلا مانع من أن تخطبها عند وليها وتتزوجها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1426(13/3609)
المسلم مطالب بالابتعاد عن مواطن إثارة الغرائز
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متوسط العمر أحس أحيانا أن بعض الفتيات ينظرن إلي وكأني أحسها نظرات إعجاب ... وعندما تبت إلى الله بقي هذا الشعور عندي، وكلما مررت أمام مجموعة من الفتيات في الجامعة أو في الشارع أخاف على نفسي ويراودني نفس الشعور القديم ... فهل أنا واقع في الإثم من ذلك الشعور مع كرهي له؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم مطالب وجوباً بالابتعاد عن مواطن الفتن وكل ما يثير الغرائز، وإن أضر فتنة على الرجل هي في النساء، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ولهذا أمر الله بغض البصر وحفظ الفرج، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، ومع ذلك فالشعور الذي تجده كلما مررت بفتيات لا يوقعك في الإثم، لأنه مجرد حديث نفس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه، لكن الأفضل الابتعاد عنه.
وعليه.. فالواجب عليك أن تنأى بنفسك عن أماكن النساء في الجامعة والشارع وغيرهما صونا لنفسك من الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1426(13/3610)
العلاقة غير الشرعية عاقبتها سيئة
[السُّؤَالُ]
ـ[أسرد لكم القصة بالتفاصيل:
أنا شاب والحمد لله على خلق، أحببت فتاة أثناء الجامعة يعلم الله روحا بلا جسد لمدة 7 سنوات، كنا خلالها نتقابل ولم أمسك يدها يوما، ونتحدث في التليفون يوميا يعلم الله أنني لم أغازلها غزلا صريحا يوما، وكنت سببا في حجابها وكنا معا نشترك في الصدقات للفقراء، يعلم الله أنني كنت مستاء من استمرار هذه العلاقة بدون زواج خصوصا أن والدها كان مسافرا ويغار جداً علي أبنائه، وما منعني من التقدم إليها هو ظروفي المادية وصارحتها أكثر من مرة بتعذيب ضميري، لكنها قالت أننا يكفينا أننا نطمئن علي بعض، والله يعلم أننا لا نتعدي الحدود، عندما تحسنت الظروف بدأت أسير في إجراءات الزواج ابتلاني الله بوفاة والدي فاضطررت للانتظار لمدة عام وأخبرتها أنها في حل مني، فلقد كان يعذبني أن هناك من يتحدث معها في الزواج وهي ترفض من أجلي، ولكنها أصرت أن تكون معي، وفي أثناء ذلك فقدت جزءا كبيرا من نقودي في التجارة وصارحتها ولكني قررت أن أذهب إلي أبيها بإمكانياتي الحالية لعل الله يوفق، ولأن والدها رجل دائم الشك أخبرتني أني سوف أذهب إلى أخيها أولاً لكي أتعرف عليه ويرشحني عند أبيها، وبالرغم لرفضي لهذا الأسلوب ألا أنني تقابلت مع أخيها على أنني عريس عادي أسعي للتقدم لها وتواعدنا أن نتقابل مرة أخرى، ولكنه لم يتصل بي لأنه شك أنني كنت بمعرفة سابقة بأخته اتصلت به أكثر من مرة ولكنه لم يتحدث، ثم تكرر الموقف مع خالها الذي اشترط لكي تتم الزواج من وجهة نظره أن اشتري للعروس شقة باسمها بحجة عدم معرفتهم بي وهذا ما رفضته، وقررت أن أصطحب والدتي معي ونذهب إلي عائلتها فانقبض قلب والدتي وتحدثت مع صديق لي مر بتجربة زواج فاشلة أن يقنعني بعدم جدوى هذا الزواج ولكنني ضغطت عليها لأنني على علم بالفتاة وأنني واعدتها بالزواج منذ 7 سنوات فلانت الأم على مضض، وفي النهاية وافقت واتفقنا معهم علي ترتيبات الزواج وأصطحبت صديقي معي لكي يكون في عوني إذا والدتي لم تقتنع بالاتفاق واتهمتني أمي أننا تحملنا أكثر من اللازم في النواحي المادية ولكنني أقنعتها في النهاية، وذهبنا لقراءة الفاتحة مع أقاربي ولكننا تفاجانا بأسلوب -بالرغم من تدين الأب- ألا أنه عاملنا بدون لياقة إلي حد بعيد كان نتيجته أن خرجت والدتي وكل الحاضرين مستائين وشعرت أمي بالإهانة من حديثهم في قراءة الفاتحة وتحدثت معهم في التليفون عن ما حدث بكل احترام ولكنني فوجئت بعد الحديث بالفتاة تخبرني أنها أبلغت أهلها أنني اعتذرت لهم عن مكالمة والدتي (وذلك لم يحدث) وهذا ما جعل الموقف يشتعل عندي لأن والدتي لو علمت بالاعتذار المزعوم لاستنكرتني طوال عمري، وقد أبلغتها مع صديقي بأنني لا يمكنني أن أكمل هذه الزواج طالما الأمور تسير بهذا الشكل وقد حمل صديقي الرسالة لأنني أحبها وفي نفس الوقت أحافظ علي كرامتي كنت لا أستطيع مواجهتها بعدم التكملة مما دفع الفتاة بتقديم الاعتذار وأنها سوف تقف إلي جانبي لأنها تحبني وستضغط على أهلها لكي يتغير الأسلوب، في هذه الفترة حدث أكثر من مشادة بيني وبينها على نفس الموضوع مما جعلها تتصل بصديقي ليلا لتعلم إذا ما كنت غاضبا فاتصلت بها وحذرتها أن تتصل بصديقي مرة أخري خاصه ليلا لأنني لم أكن لأقبل بذلك، وأن دوره انتهي بيننا وقررت الذهاب إلى والدها لكي نتم إجراءات الخطوبة واصطحبت صديقي من دون والدتي وفاجأني صديقي قبل دخولي بيتها أنها كانت تتكلم معه أكثر من مرة لتعلم الموقف عندنا وأنها قلقة للغاية من هذه المقابلة وفوجئت بأبيها يتحدث معي بدون لباقة -يحضر لي شهادة بأنه من نسل الحسين في ظرف ويصر على أن أغادر منزله وفي حوزتي الشهادة- فسرت الموقف أن الرجل يريد توصيل الشهادة لوالدتي، ولكن بطريقة فيها تحد فتملكت نفسي وتحدثت معه في كل تفاصيل الخطوبة وعندما خرجت سارعت بالاتصال بها وأبلغتها أنني لم أعد أتحمل هذه الإهانات فكان ردها أننا لا نصلح أن نكمل سويا، سارعت لتصحيح الوضع ولكنها رفضت رفضا تاما أن تتحدث معي وتغلق محمولها في وجهي بالرغم أنني الذي شعرت بالإهانه من موقف أبيها، دعوت صديقي إلى الحديث ليشرح لها الموقف لأنه كان معي في المقابلة لمدة 3 أيام ولكنها رفضت بل وعلمت أنها جعلت أحد صديقاتها تتصل بالمنزل عندي وتدعي أنها أخت العروس وأبلغتنا أن الموضوع رسميا انتهي، طلبت من صديقي أن ينسحب وجعلت أختي تتصل بها وتطيب من خاطرها واتصلت بوالدتها وتوسلت إليها أن أجلس مع ابنتها لكي اعتذر لها عن أي شيء فعلته لأنني أحبها وامهلتني أمها 3 أيام لتشاور ابنتها ولكنها ردت علي بأن بنتها مصممة على الرفض بحجة أنها لم تكن تعرفني حق المعرفة طوال هذه الفترة!!!!! مرت علي الأيام كما السنين واتصلت بصديقي لتخبره أنها تريد اهداءات هداياها المكتوبة بخطها وتهددني إذا حاولت استغلالها وهذا أقسم بالله لم يأت بخاطري لحظة رغبت أن أرسل لها هداياها مع فتاة ولكنها أصرت على إرسالها مع صديقي وهذا ما وصلني، سيدي ما اكتشفته بعد ذلك هو العجب العجاب من كانت خطيبتي تعيش الآن بعد 10 أيام من فسخ الفاتحة أعنف قصة حب مع صديقي الذي لم تعرفه ألا عن طريقي ولفترة وجيزة جداً، علمت ذلك بعدما قرأت رسائلها على محموله وعن طريق مكالمات تفصيلية للخط الذي كان يستخدمه، وللأسف كان مملوكا لي وأن صديقي لم يتورع في الكلام معها بالرغم من أنني أمرته بعد ما خابت مساعيه \"المزعومة\" للإصلاح وأنه احتال علي لتوصيل هداياها لها وأنهم جلسوا أكثر من ساعتين معا عند لقائهما معا لتوصيل الهدايا وأن المكالمات بالساعات ورسائل الفجر لم تنقطع بينهم مطلقا بعد وحتي مرور أكثر من شهر الآن على فسخ الفاتحة، لا أحد يتصور كم كنت أشعر بالذنب مع الذهول من فسخ الفاتحة وكم شعرت بالصدمة بعدما علمت الحقيقة أنا أعلم أن صديقي هذا إنسان مستهتر أخبرتها في رسالة لي بعد علمي بالموضوع بذلك ولكني بطريقة ما علمت أن مكالماتهم لم تنقطع على خط محمول آخر له.. الله يعلم أنني لم أكذب في حرف، ما هو رأي الدين فيما حدث منهما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد من ذكر الحكم الشرعي لعلاقتك بهذه الفتاة قبل أن نجيبك عن رأينا فيما حدث، فإنه لا يجوز ربط علاقة صداقة (وحب) مع فتاة أجنبية فذلك غير مقبول ولا يسوغه ما ذكرت من كون العلاقة كانت طاهرة وفيها تعاون على الخير، وذلك أن المبدأ الشرعي ينهى عن العلاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج لأن فيها محاذير وتؤدي إلى نهايات لا تحمد عقباها، والواقع خير شاهد على ذلك، ونحسبك لا ترضى لأختك مثل هذه العلاقة فكيف ترضاها لأخوات المسلمين.
ولعل ما جرى لك مع هذه الفتاة من شؤم تلك العلاقة غير المشروعة، ولذا فنصيحتنا لك أن تجعل نصب عينيك في بحثك عن شريكة حياتك أن تكون ذات دين لأنها هي التي تحفظك في نفسك وتخاف الله سبحانه فلا تخونك، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها حيث قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
أما صديقك فقد ارتكب إثماً وقارف ذنباً حيث خبب مخطوبتك وأفسدها عليك، إضافة إلى أن الوفاء مع الصديق وعدم خيانته من واجبات الصداقة، وفي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1426(13/3611)
العلاقة خارج نطاق الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[يا شيخ أنا في حيرة عميقة جدا. باختصار أنا أحب فتاة وأريد أن أتزوجها إن شاء الله وأنا مرة أكلمها وفي يوم من الأيام رآنا أبو الفتاة ووجدنا لكننا لم نفعل شيئا حراما، في يوم قبلتها لكن أستغفر الله تعالى.ثم لما وجدنا ما كان منها إلا أن تقول الحقيقة بأن كلا منا يحب الآخر والآن ماذا أفعل يا شيخ هل لا بد أن أتكلم مع والديها؟ أنا عمري 16 سنة وهي أيضا. ووالدي لا يعرفون من الأمر شيئا، ولا أريد أن يعرفا وإلا تكون فضيحة كبيرة.، وأنا نيتي كنت أريد فقط بأن أعرفها وأتزوجها إن شاء الله. لكن والداها يعرفان الآن. ساعدني يا شيخ.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز إقامة علاقة مع فتاة خارج نطاق الزواج بحجة (الحب) وسبق بيانه في الفتوى رقم 4220، والفتوى رقم: 48990، والفتوى رقم: 61937.
فيجب عليك التوبة من هذه العلاقة بالإقلاع عنها والندم والعزم على عدم الرجوع إليها.
وإذا كنت تريد الزواج بالفتاة تلك فعليك أن تتقدم بطلب خطبتها من والدها.
وينبغي لك إخبار والديك بعزمك على الزواج بهذه الفتاة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1426(13/3612)
نظر الزوج إلى النساء الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من ينظر إلى النساء مع العلم بأن زوجته على قدر من الجمال والدين والأخلاق والعلم والمكانة الاجتماعية ورزق منها بالذرية؟ وماذا على الزوجة أن تفعل أكثر من التزين له والتودد له؟ وهل يجوز له أن يتزوج عليها مع العلم أنها اشترطت عليه منذ بداية زواجهما ألا يتزوج عليها وأنها سوف تطلب الطلاق إن تزوج عليها وقد وافق على هذا الشرط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنظر إلى النساء محرم وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 54770، وأما هل يجوز له الزواج بثانية مع اشتراط الأولى أن لا يتزوج عليها فسبق الكلام عنه في الفتوى رقم: 32542. مع أننا ننصح المرأة بأن تصبر على زوجها ولو تزوج عليها، فإن صبرها معه خير لها، وهي مأجورة عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1426(13/3613)
هل ياثم الزوج إذا تذكر امرأة خطبها من قبل
[السُّؤَالُ]
ـ[فإني أشهد الله أني أحبكم فيه..أما بعد: قبل خمس سنوات كنت قد أحببت فتاة ومن شدة تعلقي بها تقدمت لخطبتها وتحدثت مع أخيها ولكن إذا أراد الله أمرا لايكون لمؤمن ولا مؤمنة الخيرة.. رفض أهل البنت وأجبروها على الزواج برجل مطلق وله بنت بعد فترة بسيطة من تقدمي لها وظل ذلك الحزن يرافقني إلى أن أصبت ببعض الأمراض الجلدية (أسأل الله لكم العافية) من الصعب علاجها وغير المعروف تشخيصها.. وحسب علمي أن الفتاة قد أدت فريضة الحج وهي متدينة أسال الله القدير أن يوفقها ويرحمها ويغفر لها ... وأنا الآن متزوج منذ قرابة ستة أشهر وراض بما قسم الله لي.. ولكن هذه المرأة تتردد في بالي في كثير من الأحيان ثم أستغفر الله وأستعيذ من الشيطان ... هل أكون آثما إذا ذكرتها؟ ولو أنني كتمت شعوري ناحيتها واحتسبت أجري عند الله أؤجر على ذلك..؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية نسأل الله عز وجل أن يأجرك في مصيبتك وأن يخلف عليك خيرا منها وأن يشفيك من مرضك، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به سيئاته. رواه مسلم. وقد أحسنت بالرضا عن الله، نسأل الله أن يرضيك كما رضيت بقضائه، قال صلى الله عليه وسلم: وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه. أما سؤالك هل تأثم على تذكرها، فليس في ذلك إثم إن شاء الله، لأنه مجرد حديث نفس، وقد عفا الله سبحانه عن ما حدث به الإنسان ما لم يعمل أويتكلم، لقوله عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به نفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه مسلم. وتراجع الفتوى رقم: 58247. وأما عن كتم مشاعرك نحوها واحتسابك الأجر هل تؤجر على ذلك؟ فلاشك أن من كتم حبه لشخص وعف عن الحرام فإنه يؤجر على ذلك، وقد ورد حديث في هذا لكن في سنده ضعف وهو: من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد. إلا أن معناه صحيح. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى: بعد أن ذكر هذا الحديث: لكن المعنى الذي ذكره دل عليه الكتاب والسنة، فإن الله أمرنا بالتقوى والصبر، فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرمه الله، من نظر بعين، ومن لفظ لسان، ومن حركة بيد ورجل. انتهى كلامه. وراجع الفتوى رقم: 20087، والفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1426(13/3614)
موقف الشرع من تواجد الرجال والنساء في قاعة الدراسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من ضعف في اللغة الإنجليزية وهي مهمة لكي ابتعث لأن الدراسة بالإنجليزي السؤال هل يجوز أن أدخل في صف مختلط البنات في جهة والأولاد في جهة وأعطي ظهري للبنات يعني ما أشوفهم والمدرس رجل لأنه معروف أنه إذا كانت مدرسة فلن أستطيع غض البصر فسؤالي هل يجوز لي الدراسة في هذا الصف المختلط إذا غضضت البصر لأنه أفضل معهد لتعليم اللغة الإنجليزية المكثفة وباقي المعاهد تجارية باختصار هل يجوز ذلك أم لا الرجاء الإسراع بالرد لأنني في أمس الحاجة لهذه الفتوى قبل أن أتورط وأدفع الفلوس بعدين تجيني الفتوى، وجزاكم الله خيرا على هذا الجهد وجعل الجنة مثواكم على هذه الجهود الجبارة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يقول الله تبارك وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ {النور: 30ـ31} . وقال صلى الله عليه وسلم كما في البخاري عن ابن عباس: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء.. متفق عليه عن عقبة بن عامر.
وعلى هذا، فيجب على المسلم أن يحترس من الاختلاط بالنساء الأجنبيات فإن ذلك عرضة للنظرة المحرمة، وللحديث الذي ربما يؤدي إلى ما لا تحمده عقباه. وقد سد الإسلام كل المنافذ التي تؤدي إلى الحرام ولو كانت مباحة في أصلها سدا لذريعة الفساد. وهذا أصل ثابت في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نعلم أن كثيرا من الشابات ومن الشبان ـ هداهم الله ـ لا يلتزمون بالآداب والتعاليم الشرعية، وربما توجد بعض الفتيات غير المحجبات.. وهذا كله من أسباب الفتنة والفساد. والنبي صلى الله عليه وسلم حذر من فتنة النساء أشد تحذير فقال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. كما في الصحيحين وغيرهما.
ومن هذا يعلم السائل الكريم خطورة التهاون بالاختلاط مع النساء وأنه ذريعة إلى الوقوع في الفتنة بهن. ومع هذا فليس كل اختلاط بين الرجال والنساء يعد محرماً، فوجود النساء والرجال تحت سقف واحد وبدون حائل مع تمايز البعض عن البعض وعدم المماسة مع غض البصر من الجميع والتستر الكامل لا يحرم، وقد كان معروفا في القرون السابقة.
وعليه.. فنقول للسائل: إذا كان الاختلاط الذي تذكره في المعهد من هذا القبيل فلا يكون محرماً. مع أن الأحوط والأبرأ للذمة الابتعاد عن كل مكان يحصل فيه الاختلاط بين الجنسين في هذا الزمان الذي قل فيه الوزاع الديني وكثر فيه الفساد، وراجع الفتوى رقم: 8221. والفتوى رقم: 48092.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1426(13/3615)
تعطر المرأة في بيتها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمر أة التعطر حتى وإن كانت في بيتها ولكن في وجود أجانب عنها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تتعطر مع وجود رجال أجانب عنها يجدون ريح عطرها، سواء كان ذلك في بيتها أو خارجه، لقوله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية. رواه النسائي والترمذي. وبنحوه أبو داود وصححه الألباني. فالمنهي عنه في الحديث أن تضع المرأة عطرا حيث يشم رائحته الرجال، ولم يقيد ذلك بكونه في البيت أو خارجه. وأما إذا كان هؤلاء الرجال لا يجدون ريحها بأن كان العطر ليس له رائحة، أو كانت بعيدة عن مكان تواجدهم فإنه لاحرج عليها في ذلك، لأن الوصف المعلق عليه الحكم هو أن يجد الرجال الأجانب ريح عطرها. وللمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى التالية: 15387، 43431، 54122.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1426(13/3616)
الحجاب والحشمة لا يبرران الخلوة
[السُّؤَالُ]
ـ[قول الرسول صلى الله عليه وسلم {لا يخلو رجل بامرأة إلا والشيطان ثالثهما}
باعتبار مجتمعنا اليوم. فإن المرأة تضطر للخروج. وتضطر لركوب سيارة الأجرة مع رجل أجنبي ليوصلها إلى مكان معين مع العلم أن المرأة محتجبة محتشمة تخاف الله. فهل هذا الأمر معني في هذا الحديث؟
أرجو السماح على هذا الإزعاج لكنني لم أستلم رقمي الأجوبة التالية منذ شهر
رقم السؤال:266651
والثاني:256519
وجزاكم الله خيرا على مجهوداتكم ورعاكم الله برعايته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخروج المرأة صحبة سائق أجنبي في سيارة بمفردهما يعتبر من الخلوة المحرمة التي ثبت النهي عنها في الحديث الصحيح، وكونها متحجبة محتشمة ليس بمبرر شرعي للخلوة المذكورة، وراجعي الفتوى رقم: 19705 والفتوى رقم: 4091.
وقد تقدم الجواب على سؤاليك المذكورين تحت الفتوى رقم: 57751، والفتوى رقم: 61974
والله اعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1426(13/3617)
الاختلاط في الطواف غير مشروع.
[السُّؤَالُ]
ـ[تم الفصل بين النساء والرجال في الصلاة وزيارة قبر الرسول في مسجد رسول الله ولم يتم حتى الآن هذا الفصل في الطواف والسعي والصلاة في المسجد الحرام رغم الزحام الشديد الذي يؤدي حتماً للمس الرجال للنساء والعكس ويجعل الوقوع في الإثم أمرا لا يمكن تفاديه ومع ذلك لا نرى من يتكلم في ذلك باعتباره أمر عادى! يجب قبوله فمن يتحمل هذا الإثم الذي يقع داخل المسجد الحرام؟ الموضوع في منتهى الخطورة لأننا لكي نصلح المجتمع الإسلامي يجب أن نمنع الآثام التي تقع في نقطة تجمع المسلين على الأرض (المسجد الحرام) الحلول كثيرة وسهلة لتفادي اختلاط الرجال والنساء داخل المسجد الحرام، ولكن يبدو أن العلماء يرون أن الاختلاط في مسجد الرسول حرام أما الاختلاط في المسجد الحرام حلال!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الرجال والنساء إذا خشيت معه الفتنة لا يباح في أي حال من الأحوال. وإذا قلنا بعدم إباحته في مسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي الأماكن الأخرى، فإنه في المسجد الحرام أحرى بعدم الإباحة. وراجع في ذلك ما كنا قد بيناه مفصلا في فتوانا رقم: 22371.
فقد ذكرنا فيها ما ينبغي أن تفعله النساء في الطواف كما نص عليه أهل العلم، وأن ما يجري من الاختلاط الآن حول البيت غير مشروع.
ولذا، لا ينبغي أن نتهم علماء المسلمين بأنهم يقرون الاختلاط، أو أنهم يرونه في المسجد الحرام أخف منه في غيره. وعلى المسلم أن يتجنب الاختلاط في الطواف وفي غيره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وإذا حدث شيء منه من غير أن يكون مقصودا فنرجو أن لا يكون في ذلك بأس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1426(13/3618)
العلاقة المحرمة بين الزوج وطليقته
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف حكم الشرع إذا علمت الزوجة بأن زوجها على علاقة بطليقته من خلال رسائل حب وغرام على الموبايل من الطرفين, والمكالمات الهاتفية بينهما, مع العلم بأن زوجي قد طلق هذه المرأة قبل زواجنا وقال لي بأن علاقتهما انتهت للأبد وكانا متزوجين زواجا شرعيا، ولكن بدون علم أهله أو أهلها وتزوجت منه بدون ولي وهي مطلقة ولديها بنتان فى الجامعة وتكبر زوجي بعشر سنوات, والآن اكتشفت أنهما ما يزالان على علاقة ولا أعلم كيف أواجه زوجى بذلك أو كيف أواجه هذا الموقف، وكيفية التصرف بعقل وحكمة حتى لا أخسر زوجى وفي نفس الوقت أريده أن يقطع علاقته بها، مع العلم بأنه طلقها الطلقة الثالثة، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن علاقة زوجك بطليقته حرام ومنكر، ومن واجبك تغيير هذا المنكر بما تقدرين عليه وبما هو في استطاعتك، ومن ذلك النصح له بترك هذه العلاقة، إما مباشرة أو عن طريق حثه على قراءة كتاب أو سماع شريط يتحدث عن حرمة هذا العمل وعاقبته السيئة في الدنيا والآخرة، وفي حال كان النصح مباشراً فيكون بلين وحكمة مع تحين الوقت المناسب لذلك، وعدم المجادلة والخصام، وبنية إنقاذه من هذا الذنب والشفقة عليه منه.
كما أنه بإمكانك صرفه عن هذه المرأة بأن تنظري ما يعجب زوجك منها فتفعليه ما لم يكن حراماً، من تزين وحسن تبعل وما يتعلق من ذلك بأمور الجماع، بحيث تجعلينه يستغني بالحلال عن الحرام ولا يكون به حاجة إلى هذه المرأة ولا غيرها.
هذا ما يحضرنا من وسائل وأسباب ربما تكون حلا لمشكلتك، وبإمكانك أن تتخذي من الأسباب والوسائل ما ترينه مناسباً بحسب حال زوجك وشخصيته وما يمكن أن يؤثر فيه، وكما قلنا في البداية فإن هذا منكر من واجبك تغييره بما تستطيعين، ومعلوم أن آخر مراتب إنكار المنكر الإنكار بالقلب، وهذا أضعف الإيمان كما جاء في الحديث، ونسأل الله سبحانه أن يتوب على زوجك من هذه العلاقة المحرمة وأن يلهمه رشده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1426(13/3619)
لا مؤاخذة على نظر الفجأة
[السُّؤَالُ]
ـ[أود منكم شرح الحديث الشريف:
http://www.islamweb.net/ver2/archive/showHadiths2.php?BkNo=2&KNo=16&BNo=2
ألا يعتبر هذا خيانة؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على المسلم أن يلتزم بالأدب فيما يتعلق بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يحسن به الظن، واعلم أن النظر نوعان:
نظر الفجأة وهو غير مؤاخذ به، لقوله لعلي: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أبو داود والترمذي، ومثله نظر الطبيب أو المعامل للمرأة لحاجة أو ضرورة، وأما النظر العمد إلى الأجنبية تلذذاً فهو محرم، ويجب غض البصر عنه.
وعلى الأول -وهو نظر الفجأة- يُحْمَل ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم ذلك وشرح الحديث وبيان أحكام النظر في عدة فتاوى فراجع منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 31368، 53381، 7216، 5776، 47076، 6402.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1426(13/3620)
زواج أخوين من أختين من حيث الاختلاط كزواجهما بغير أختين
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا تزوج الأخوان أختان كيف يكون التعامل فيما بينهم أي بين الزوجين مع زوجتيهما إذا عاشا في بيت واحد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزواج الأخوين من أختين لا يختلف عن زواجهما بغير أختين، وذلك لأن الاختلاط والخلوة بأي أجنبية ولو كانت زوجة الأخ أو أخت الزوجة يترتب عليه من الفتن والمفاسد ما لا تحمد عقباه. ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج أو قريبه، فإذا لم تراع الضوابط الشرعية التي ذكرنا طرفا منها في الفتوى رقم: 57649 فإنه سبيل للوقوع في كثير من المحرمات؛ كالنظر وإثارة الغرائز أو نحوهما، وعلى هذا، فالواجب على هذين الأخوين الحذر من التهاون في تلك المحرمات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الثاني 1426(13/3621)
التوبة من صحبة الأجنبي والخلوة به
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب شخص حبا نقيا لكن هذا الشخص يقول إنه يحبني، لكن لا ينفع أن يتزوجني، لأن أنا غير مطابقة تماما للعروسة التي يختارها والداه له، فى أيام كثيرة قابلته وكنا نخرج سويا فى سيارته وقبلني وقبلته وحضنني وحضنته كنت أشعر وكأنه زوجي تماما، لكنه لا يرى عورتي، ولكن من الغريب أنني كنت سعيدة وأنا معه، ولكن عندما تنتهي خلوتنا مع بعضنا البعض كنت أفكر فى ربي وأقول لماذا أفعل ذلك وأستغفره، ولكن وربي الأعلم بذلك أنني كنت أريده فى الحلال، لكن يقول إننى غير مناسبة له، لأنني من أسرة عادية ولا أملك أطيانا ولا مالا ومؤهلي عادي فوق متوسط وهو رجل فى مركز مرموق ومن عائلة، كنت أتمنى شيئا واحدا فقط أن يصبح زوجي أمام الله وحلالي وأبا لأولادي، لكن الآن أشعر باختناق لأن أنا لست كذلك فأنا إنسانة محترمة، وعلمت جيدا أنني غلطت فى حق ربي أولاً وحق نفسي ثانياً، الآن أريد حلا للذي أنا فيه ماذا أفعل بعد، ما هي المقومات التي تجعلني أنسى هذا الإنسان، كيف أتوب إلى الله، أريد المساعدة، أريد النصيحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد استهواك الشيطان فأوقعك في المعاصي، وصدق من قال: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء، فتوبي إلى الله تعالى مما صدر منك، وأقلعي تماماً عن فعلك هذا، وإذا ما أورد الشيطان لك هذا التفكير فتذكري أن الله تعالى الذي خلقك ورزقك يسخطه فعلك هذا، وأن نفسك وقلبك وحركتك وكل ما تتمتعين به من النعم بيد الله، فكم من كسيح على فراشه لا يستطيع الحركة، وكم من الناس سلب الله عقولهم أو سمعهم أو أبصارهم، فكيف تستخدمين نعم الله تعالى في معصيته سبحانه، ونسيان هذا الرجل سهل جداً إذا تذكرت الله تعالى، وراجعي الفتوى رقم: 9360.
ولمعرفة أحكام التوبة تراجع الفتوى رقم: 5646.
وأما نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة فأن تبادري بالزواج ممن يرضى دينه وخلقه، وأن تشغلي نفسك بالعلم والعمل النافع، وننصح بمطالعة سير الصالحات لترتقي همتك وتحلقي في سماء الفضائل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الثاني 1426(13/3622)
عمل المرأة في مجال الجيش
[السُّؤَالُ]
ـ[ما موقف الشرع في المرأة التي تعمل في مجال الجيش علما بأنه مختلط بالرجال.
جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ضربت المرأة المسلمة أمثلة رائعة في الدفاع عن دينها وعرضها، من ذلك ما فعلته أم سليط يوم أحد، يقول عنها عمر رضي الله عنهما: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا وأنا أراها تقاتل دوني. فتح الباري 6/93. وكذلك أم عمارة " نسيبة بنت كعب " التي أخبرت عن نفسها قالت: خرجت ـ يعني يوم أحد ـ ومعي سقاء ماء فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي. فمشاركة هاتين المرأتين في القتال تدل على أصل جواز حضور النساء للقتال بل ومباشرتهن له ,ومع ذلك فإن المرأة مأمورة بالاحتياط في التستر والبعد عن كلما من شأنه أن يثير فتنة. وإذا اضطرت للعمل وجب عليها أن لا تعمل في مكان تختلط فيه مع الرجال. وإن كانت طبيعة عملها تستوجب التعامل مع الرجال فليكن ذلك بدون اختلاط. وبغاية قصوى من الحذر. ويجب عليها أن تكون متحجبة بالحجاب الشرعي ومحتشمة، وإن اضطرت إلى مكالمة الرجال فلا تخضع بالقول كما قال الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32} . وانطلاقا مما ذكر يتبين لك أن المرأة ليس لها أن تعمل في مجال تختلط فيه مع الرجال ما لم تضطر إلى ذلك العمل، فيباح لها حينئذ من باب أن الضرورات تبيح المحذورات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1426(13/3623)
غيرة الأب على ابنته
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على شاب عربي مسلم من المغرب العربي وأخبرت والداي أنه يرغب فورا بالتقدم إلي لكن والداي رفضا استقبال الشاب فورا وطلبا مني أن أتعرف عليه وحدي وخارج البيت فرفضنا أنا والشاب ذلك لأننا لم نرد أن نفتح باب إبليس علينا ولعلمنا التام بنتائج تلك العلاقات وحفاظا على سمعتي وشرفي أخذت أحاول وأحاول إقناع أهلي بالتعرف عليه أمام والدي فقال لي والدي الحبيب اهتمي الآن بدراستك وتعرفي عليه وعلى عاداته وقابليه بالجامعة وعندما يحين الوقت للزواج واقتنعت به أوبغيره فأحضريه للبيت فاستعجبت حقا من موقفه فالأحرى به أن يخاف علي من هذه العلاقات الشيطانية فقلت له أنا بحياتي لم أخرج مع شاب بتاتا وسمعتي طيبة جدا بين الناس وهذا هو بالضبط ما دفع الشاب وأهله بالرغبة بالتقدم إلي فورا..وأن هذا الشاب لم يحبني أنا بالذات إلا لأني رفضت وما زلت أرفض الخروج معه فكيف سيكون موقفي عندما أخرج معه الآن فكيف سيحترمني ويحترم أهلي!!! للأسف بقي والدي ووالدتي الحبيبة مصممان على رأييهما فأخبرت الشاب فصدم جدا بتفكير والدي المقلوب!!! فاضطررنا أن نرى بعضنا في الجامعة وأمام الناس بناء على طلب والداي وكنت أخبر والداي بالتفاصيل كل يوم. مر شهران وكنت خلال هذه الفترة قد تعرفت على والديه بالهاتف وكانا متشوقين جدا للقدوم الى أوروبا ليتعرفا على أهلي ويتقدما لخطبتي. والله إنهما يحباني وأحبهما جدا فهما والحمدلله من أهل الصلاح والإيمان ويكرهان الحرام ومقدماته فأخذا يطلبان مني تحديد موعد ليتم التعارف لإتمام عقد الزواج. والله أنا خجلت منهما كثيرا كيف أنهما ليسا من دمي ولا من لحمي وكيف أنهما يخافان علي من ابنهما وكانا يوصيانه أن يخاف الله في وأن يعاملني كما يعامل أخته مع أنهما لم يرياني في حياتهما. وكيف أن والدي لم يخف علي مثلهما بل وقد حثني هو ووالدتي على هذا المنكر..فأخبرت والداي بما حدث وكان كل ظني أن والدي سيفرح ويفتخر بي لرفضي للحرام أنا وإياه ولأننا نريد أن يحصل كل شيء تحت أعينهم-وعلى شرع الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه-ولكن بالعكس بدأ الغضب والشقاء علينا فأخذ يهددني هو ووالدتي وقال لي أنا قلت لك تعرفي عليه ولكن لم أقل لك أحبيه وتزوجيه! لقد اعتقدت أنها نزوة وعلاقة وستمر ولكن أن تصل بك الوقاحة والجرأة ان تقلبي العلاقة إلى زواج فمستحيل أن أقبل..فأخذت أشرح له أن نهاية العلاقة غير الشرعية حتى ولو كانت مع إمام مسجد ستكون كلها حرام بحرام وغضب من الله وضياع للشرف وللسمعة والعفة وإنني أنا وهو لابد أن يلعب بنا الشيطان مع الوقت ,فلماذا تعرضني للفاحشة!!! فبدأ يغضب علي ويلعنني ويسبني أنا وهو وهدداني أن يتبرأ مني إذا فكرت أن أقلب هذه العلاقة إلى زواج فأخذت أبكي وأدعو الله أن يأخذ بيدنا وأن يغفر لوالدي تحريضنا على فعل الحرام.. فبدأت تدهور صحتي ودخلت المستشفيات والحمدلله على كل حال..والله إني أخذت أقبل أيديهما وأرجلهما لكي يرياه فقط ولهما الحكم وأبديت موافقتي على تركه إن لم يعجبهم وكنت مستعدة لنسيانه إرضاء لهم.. كنت مستعدة أن أفعل ما يريدان ويتمنيان فقط لكي لا نقع بالحرام, لكنه قال لي افعلي ما أردت قابليه تحدثي إليه ولكن زواج وتعارف من قبلنا الآن مرفوض مرفوض..أهملنا أنا وإياه الدراسة بدأت لا أفارق المستشفيات ولا الأطباء وأخذت أستخير الله دائما أن يقدم الخير لنا سواء كان زواجا أم فراقا وكنا مستعدين لأي شيء كتبه الله لنا فإن فرج عنا وزوجنا كنا إن شاء الله خيرا لبعضنا، وإن فرقنا فيكون أيضا خير فهو العليم الخبير.. فرأيت مرة بعد الاستخارة أن والدي دعاه لبيتنا وحقا حصل هذا في نفس الا، سبوع فأتى إلينا وقالوا إنه حقا ابن الناس وطلبوا التريث بالخطبة ليتعرفوا أكثر إليه ولكني استيقظت يوما وسمعت والدي يتحدث إلى سحار دجال بخصوصنا وما إن لاحظوا قدومي أغلق الهاتف بسرعة وتصرف بطبيعته حاولت التأكد قبل أن أظلمهم فأخذت رقم الدجال من هاتفه واتصلت به من الخارج وأدعيت أني فتاة أخرى تحتاج مساعدة الدجال لأن أختها قد هربت من البيت فاستعد فورا وأخبرني أنه يتعامل مع الجن ويستطيع أن يسحر فسألته هل تعرف أحدا عندنا في فرنسا فقال لي طبعا وذكر اسم والدي واعترف أنه حاول أن يسحر لنا مرارا بناء على رغبة والدي لكن السحر يبطل في كل مرة وأن والد الفتاة مصمم على تفريقهم..وقعت على الأرض واتصل الشاب بصديقتي وأخذني إليها. والدي أنا يطلب من الشاب ليأتي إلينا ليسحر لنا! اتصلت بإمام مسجد صديق لوالدي وأخبرته بما حدث فصدم وطلب مني البقاء عند صديقتي حتى يتأكد تحدث إلى والدي فصعق والدي بكشف الله لنا الحقيقة وأنكر كل شيء وقال إن الشاب قد سحر لي وأنه حاول فقط إبطال السحر المهم أخذ الإمام يخبره أن العلاقة حرام وأن تصميمي على الحلال دليل على أني عاقلة وافق والدي على عقد قراننا في ليلة القدر والحمدلله وبقيت عند صديقتي لخوفي من السحر. بعد عقد القران بدأ أهلي بحب زوجي وتأسفوا لنا عن كل شيء وأقسم والدي أنه فقط أراد إبطال السحر لاعتقاده بذلك وطلب منا أن ننسى ما مضى ونبدأ من جديد. علاقة أهلي الآن بعد عامين من العقد بزوجي جيدة هم يحبونه ويحبهم لقد سامحت والداي وسامحوني ولكني أشعر بأني مرضت نفسيا مع أن كل شيء مر على خير فأنا أبكي إلى الآن كل يوم وبعد مرور عامين لا أستطيع أن أنسى ما جرى أحبهم جدا لكنني تعيسة لأنهم أوصلوني لهذا. سؤالي هو أحس بالجفاء بيني وبين أهلي مع أني أحبهم فكيف أتغلب على ذلك؟ أشعر بتأنيب الضمير لأنهم دفعوني للزواج بهذه الطريقة وأكره نفسي لذلك مع أنهم يقولون لي انسي لكني خائفة من هذا الزواج كثيرا أتمنى أن نقيم عرسنا عن قريب لكني أخاف من الله أن يعاقبني بزواجي مع أني لم أفعل شيئا؟ هل أنا مذنبة بحق والداي؟ هل غضب الله علي لأني صممت على الزواج رغم رفضهم ولم أستمر بالعلاقة معه رغم طلبهم؟ هل أترك هذا الإنسان الطيب الصبور؟ ما سبب ضيقي وتعبي وعدم سعادتي هل هو غضب من الله؟ كلما أستخير الله بالفراق أو العرس أحلم بالعرس وأكون سعيدة!! هل ذلك كله علامة على فشل زواجنا؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لوالدك الهداية، وعجبنا لا ينقضي من أب يسمح لابنته أن تذهب مع أجنبي وتتعرف عليه، ويزيد عجبنا بسبب رفضه للعلاقة الشرعية، وحضه على العلاقة الشيطانية، فأين الغيرة والرجولة، وأين الدين وخوف الله. ونصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تحسني إلى والديك وتلتزمي برهما وطاعتهما في الخير، ولا تخافي من الزواج بل أقدمي عليه دون تردد فهو الطريق الشرعي والحصن الأكبر بعد الدين وخوف الله من الوقوع في الفاحشة، ولا تتركي هذا الشاب إن كان ذا دين وخلق. وتصميمك على الزواج أمر تحمدين عليه ولا تلامين. ولست مذنبة في حق والديك بل هما أذنبا في حقك، وننصحك بالقرب من الله تعالى بتلاوة كتابه وأن تجعلي لنفسك نصيبا من قيام الليل ومجالسة الصالحات وحضور المحاضرات، وأصبحنا في زمن العالم فيه كالقرية الصغيرة، فيمكنك سماع المحضرات والمواعظ والدروس العلمية وأنت في بيتك، ونحن على يقين أنك إن فعلت ما ذكرنا فإن الضيق سيزول عنك، وستعيشين في سعادة وراحة. وفقك الله لطلب رضاه وجنبك الزلل وسوء العمل وانظري الفتوى رقم: 1753. والفتوى رقم: 17486. والفتوى رقم: 29853.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الثاني 1426(13/3624)
الخلوة بالمدرسة هل تعتبر ضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[يا فضيلة الشيخ أرجو منكم أن تجيبوا عن سؤالي في أقرب وقت عاجلا.......
أنا شاب هنا في أوروبا وبالضبط في رومانيا فأنا أسعى لكي أتعلم اللغة المحلية لكي أستخدمها في دراستي وهناك جمعية الجاليات المسلمة تقوم بتعلم اللغة الرومانية وعند تسجيلي للتعلم أتوا لي بمدرسة رومانية مسلمة على ما أظن وقبل بداية الدرس كانت معنا المرأة المشرفة على الجمعية ثم ذهبت وتركتنا لوحدنا أنا والمدرسة وهي شابة وتمر علينا المشرفة بين الحين والآخر وهناك معهد الفرنسي يدرس اللغة كذلك وبسعر أعلى ولكن لا أعرف هل تستطيع أن تفرض عليه أن يأتيك مدرس لا مدرسة؟ وأنا أعلم أن رسول الله نهى عن ذلك؛ وسؤالي هل هذه الخلوة ضرورة أم لا؟ أرجو منكم التفصيل في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن بقاءك مع هذه المدرسة منفردين يعتبر خلوة، والخلوة بالمرأة الأجنبية محرمة باتفاق أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه. ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما كما صح في الحديث.
وعليه، فالصواب أن تبحث عن طريقة للتعلم تزول بها هذه الخلوة، إما بوجود رجل مدرس، أو بإقامة هذه الدروس بحضرة أشخاص آخرين. فإن لم يتيسر شيء من ذلك فلا يجوز الاستمرار في الدروس على هذا الوجه.
وعما إذا كانت هذه الخلوة ضرورة أم لا، فإن الضرورة هي: بلوغ الإنسان حداَ إن لم يفعل المحظور هلك أو قارب الهلاك أو وقع في مشقة يصعب عليه تحملها. فانظر في أمرك لتعرف ما إذا كان تعلم اللغة الرومانية بالنسبة لك يبلغ حد الضرورة أم لا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1426(13/3625)
محبة الأجنبي وكيفية دفعها عن القلب
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على شاب في الجامعة والحمد لله كلانا ملتزمان، ولكن شاءت الظروف أن أتعلق به وأفكر به كثيرا لصفات حميدة كثيرة يتسم بها، ولكني أعلم بأنه يفكر بأخرى مع العلم بأنها غير محجبة هذا الأمر يحزنني كثيرا. صليت لله كثيرا ودعوته بأن يرشدني إلى الصراط المستقيم في هذه المسألة ولكنها تحتل جزءا كبيرا من تفكيري حتى أنني أصل في كثير من الأوقات إلى درجة البكاء (لا أريد معصية الخالق بل رضاه لهذا ابتعدت وحاولت تجنب الشاب عسى أن يرضى الله عني ويرضيني) ، هل تفكيري في هذا الشاب حرام، ما عساي أفعل، أريد نصيحة منك أيها الأخ الكريم؟ بارك الله فيك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم التعارف قبل الزواج ومخاطره في الفتوى رقم: 9463 واعلمي أنه لا مؤاخذة ولا إثم على الحب ما دام لا يترتب عليه شيء من وسائل الفتنة كالخلوة ونحوها، لأن الحب من الأمور القلبية التي لا يتحكم فيها الإنسان ولا يطيق دفعها، وإنما يحرم ما يترتب عليه مما يجر إلى الحرام.
وعليه فمجرد تفكيرك في هذا الشاب لا يعد حراماً، ولكن عليك أن تدفعي عنك هذا التفكير، ونحيلك على بعض طرق علاج الحب التي ذكرها ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد، فقد قال رحمه الله: إشعار نفسه اليأس منه -أي من المحبوب- فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه، فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع انحرافاً شديداً فينتقل إلى علاج آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقة بالصعود إليها، والدوران معها في فلكها، وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين ... فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، ولم تطاوعه لهذه المعالجة، فلينظر ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسد عاجلته، وما تمنعه من مصالحها. فإنها أجلب شيء لمفاسد الدنيا، وأعظم شيء تعطيلا لمصالحها، فإنها تحول بين العبد وبين رشده الذي هو ملاك أمره، وقوام مصالحه، فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء، فليتذكر قبائح المحبوب، وما يدعوه إلى النفرة عنه، فإنه إن طلبها وتأملها، وجدها أضعاف محاسنه التي تدعو إلى حبه، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها، فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة، فالمساوئ داعية البغض والنفرة، فليوازن بين الداعيين، وليحب أسبقهما وأقربهما منه بابا، ولا يكن ممن غره لون جمال على جسم أبرص مجذوم، وليجاوز بصره حسن الصورة إلى قبح الفعل، وليعبر من حسن المنظر والجسم إلى قبح المخبر والقلب، وأخيراً كما يقول ابن القيم رحمه الله: فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه وعلى بابه، مستغيثاً به، متضرعا متذللاً، مستكيناً، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق فليعف وليكتم، ولا يشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس ويعرضه للأذى، فإنه يكون ظالماً متعدياً. زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 4/275، وراجعي الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الأول 1426(13/3626)
جلوس الرجل مع امرأة وحدهما في مكتبة
[السُّؤَالُ]
ـ[أحد أصدقائي يمتلك مكتبة إسلامية وهو غير متواجد لظروف عمله وتجلس في بعض الأحيان والدته أو أنا، وفي بعض الأحيان نجلس سويا في هذه المكتبة لظروف البيع فهل هذا يجوز، أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان غيركما لا يدخل هذه المكتبة أثناء جلوسكما فيها إلا بإذن، فإن ذلك خلوة محرمة، فقد ورد في حاشية ابن عابدين: إن كان لا يدخل عليهما أحد إلا بإذن فهي خلوة.
وقد اتفق العلماء على حرمة الخلوة بالمرأة الأجنبية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما. رواه أحمد والترمذي والنسائي في السنن الكبرى، وصححه الألباني وشعيب الأرناؤوط، ومجرد كون المرأة والدة صديقك لا يبيح الخلوة بها لأنها أجنبية عنك.
وأما إذا كان باب المكتبة مفتوحاً، ويدخلها الناس دون استئذان، فالأمر فيه تفصيل، إن كان في ذلك ريبة حرم عليك هذا الجلوس، وقد عده بعض العلماء من الخلوة أيضاً، ففي حاشية الجمل على منهج الطلاب لأبي زكريا الأنصاري: وضابط الخلوة اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة.
وأما إذا لم يكن في ذلك ريبة، فالأولى تركه إذ أن الفتنة غير مأمونة، وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8890، 47236، 32617، 32829.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1426(13/3627)
النظر إلى النساء بقصد الاستطلاع محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة منذ سنة و8 أشهر ورزقت بولد ويعمل زوجي بجامعة مختلطة، وأنا غيرتي شديدة جداًً، وحاولت كثيرا التخلص من ذلك والدعاء ولكن دون جدوى، فقد تعبت نفسيا حيث تنتابني حالات اكتئاب دوما وأظل أبكي بالساعات لوحدي وأرى مرارا في منامي أنه مع امرأة أخرى بغير علمي ولولا ثقتي به لتركت البيت إلى الشارع، ولكني أستعيذ بالله ولا أريد ظن السوء به ولم أعتمد على حياتي بالأحلام، وجسميا فقد نقص وزني حوالي 11ك وكنت نحيفة جدا في الأصل، وقد أرسلت لكم سؤالا منذ فترة عن حكم الدروس الخصوصية المختلطة ووعدني أن الإجابة ستكون الحد الفاصل في هذا النزاع، وأجبتم بحرمتها فيقول هذه آراء، زوجي ولله الحمد متدين وذو خلق عال وطيب جدا إلا أنه يقول لي في بعض الأحيان إذا سألته عن نظره لغير الطالبات (في الشارع أو المعاملات الأخرى) يقول حب استطلاع!! وأنا أقول له إن كان بعيدا عن أدلة التحريم لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه فأنت لا تحب أن أرى رجلا من سرته لركبته وهذه هي عورة الرجل ولكن المرأة كلها عورة فلم تلومني في عدم رضاي إذ إنها تكون في أكمل زينة لما تظهر فوق ذلك! فيقول أنا غيرك الرجل غير المرأة، وشرعاً أنه لا يجوز لك الجلوس مع أجنبيه متبرجة ولو لم يكن في خلوة فيقول مثلها مثل ما أدرسهن مختلطين في سكاشن الكلية، فأقول اتقوا الله ما أستطعتم إن كان هذا مضطرا له فكيف إذا جمعتهن خارج الكلية وهن يقمن علاقات محرمة مع من يجتمعن به من الشباب فيرد أنهن يجتمعن بهم ولو خارج الدروس، وأقول إن رزقنا مكتوب سواء كانت مختلطة أم لا، وأنه لا يجوز المباح إذا اعترضه محرم حيث يقول إنه لا يجوز التواكل في الرزق لعدم الأخذ بالأسباب، وأنه لا ينظر لهن إلا إذا دعت الحاجة (وهن متبرجات وكل منهن تخضع بصوتها لأقصى حد إن لم يكن صوتها خاضعا بالطبيعة) ، فمن أحل لك مثل هذا الموقف وما دليلك، وكثرت المحاولات وكثر النقاش ولكن دون جدوى، فبماذا ترشدوني وبماذا تنصحوه وأرجو أن يكون الرد متضمنا الأدلة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنظر إلى الأجنبيات محرم دل على حرمته الكتاب والسنة، ويمكن الرجوع إلى أدلة ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 19075، 17070، 50794.
وعليه، فنظره بقصد حب الاستطلاع محرم لا يجوز فليتق الله تعالى وليحفظ بصره ويغض طرفه، امتثالاً لأمر ربه واتباعاً لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فنصيحتنا لهذا الأخ الحبيب أن يكف عن لقائه بهؤلاء الفتيات المتبرجات لأن الحاجة إن دعت إلى اللقاء بهن في قاعة التدريس فلا حاجة فيما وراء ذلك، وعليه مع ذلك أن يبذل النصح لهن بوجوب ستر العورة وخاصة العورة المجمع عليها والتي ليس بين العلماء خلاف فيها كالرأس والرقبة والذراعين والساقين، حيث إن هذه الأعضاء عورة متفق عليها بين علماء الإسلام قاطبة.
ويحرم على كل من الرجل والمرأة النظر إلى عورة الآخر وهذا أمر معلوم، وقد قدم الله تعالى قوله: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ... {النور:30} ، على قوله: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ..... {النور:31} .
وأما نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة فهي أن تصبري وتحتسبي أجرك على الله تعالى، مع القيام بحق زوجك خير قيام والتجمل له وحسن معاشرته، ولا تكثري عليه اللوم والتأنيب فإن لذلك أثراً سلبياً عليه، وأعرضي عن الوساوس والشكوك، وأحسني الظن بزوجك، واشغلي نفسك بتلاوة كتاب الله فستجدين في مناجاة الله تعالى لذة لا توصف، وطالعي الكتب النافعة في سيرة سيد المرسلين والفقه بالدين، وكذلك الكتب التي تعتني ببيان كيف تهذب المرأة غيرتها بحيث تقف عند الحد المشروع ولا تتجاوزه إلى غير المشروع، وراجعي الفتوى رقم: 17659، والفتوى رقم: 24118، بلغك الله مناك من الخير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1426(13/3628)
بحث المرأة عن زوجة لرجل أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيرا، تقدم لي شاب ولم يحدث ارتباط لكن ما زلت أطمئن على والدته فقط ووجدت عروسا له فتحدثت إليه لأخبره فوافق على أن يتم التعارف من خلالي في وجود أختها وزوج أختها ولكن ضميري يؤنبني لأني تحدثت إليه سؤالي هل تصرفي خطأ وهل يجوز لي التواجد أثناء تعارفهم في مكان عام والتحدث معه للاتفاق على ذلك وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي- وفقك الله- أنك أجنبية عن هذا الرجل، فلا يجوز لك الجلوس معه دون حاجة، ولا كشف الوجه أمامه، ولا الخلوة به، ولا نحو ذلك مما قد يجر إلى ما لا يحمد عقباه، ولكن لا مانع من أن تخبريه بوجود من تصلح له كزوجة على أن يتم لقاء هذا الرجل مع تلك المرأة بحضور محرم لها، ولا حاجة إلى حضورك فلست ولية أمره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1426(13/3629)
ارتبطت بعلاقة صداقة وأصبح يهددها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة أبلغ من العمر 25. أعيش في بلد أوروبي لدي أختان في نفس البلد.مع الأسف الشديد تعرفت على شاب عرض علي الزواج ولكني كنت متزوجة وطلقت لم أرد التسرع في القبول وعرض علي أن نتعرف على بعضنا البعض.وهكذا بدأت العلاقة وهكذا تمكنت من التعرف عليه إنه شخص مهما وصفت لكم فهو أحقر من ذلك ومستهتر ومادي إلى درجة لا تتصور فأنا أخبرته أنني لا أرغب بالبقاء معه هنا كانت المصيبة العظمى أخذ يهددني وأنه سيحطمني ويسبب في طلاق أخواتي وأشياء رهيبة جدا والشديد من هذا أنني لم أبال بتهديداته وظننته كلاما فبدأ فعلا بتنفيذ تهديداته وأصبحت الآن عبدة مذلولة لهذا الظالم أريد أن أتوب لكن لا أقدر حاولت معه بكل الوسائل بدون جدوى من فضلكم ساعدوني ماذا افعل.؟؟؟ من فضلكم حاسوبي لا يقرأ اللغة العربية وتحول اللغة إلى أرقام حاولوا نشر جوابا على موقعكم لكي أتمكن من قراءته وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك لست ذليلة إلا لرب العالمين، فلا تستسلمي لهذا الشيطان الخبيث أبدا، ولا تعودي للحرام مهما كانت النتائج، والله يحفظك ويرعاك، وغيري أرقام هواتفك حتى لا يصل إليك، ولا تظهري في أي مكان يمكن أن يراك فيه، ولا تتصلي بمن يعرف هذا الشخص حتى لا ينقل إليه أخبارك. ولقد أرسلنا إليك جوابا مفصلا بالتدابير التي تتخذينها لكف شر ذلك المجرم عنك فطالعيه.
وبالنسبة لما أنت فيه من هم وضيق وبلاء فنرجو أن يكون ذلك مكفرا لذنوبك السالفة، فإن من رحمة الله رب العالمين بنا أنه جعل مصائب الدنيا مكفرات للذنوب. قال صلى الله عليه وسلم: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. رواه الترمذي وقال: حسن صحيح. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم. والله يحفظك ويرعاك.
هذا، ولتغيير لغة العرض في حاسوبك فتستطيعين قراءة الرسائل العربية اتبعي الإجراءات التالية من قائمة عرض (view) اختياري (encoding) ومنها اختاري (Arabic windows)
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1426(13/3630)
الخلوة بالخادمة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهوحكم الخلوة بطفلة تسكن في منزلي وتعمل عندي كخادمة وهي راضية مع العلم أني متزوج.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بالأجنبية خادمة كانت أو غير خادمة محرمة لما روى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي. فعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره، ولا تعود إلى مثل ذلك، فإن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم. واعلم أنه لا اعتبار لرضى الخادمة بخلوتك بها ولا لكونك متزوجا، بل إن مثل هذا الذنب في حق المتزوج قد يكون أشنع لكونه غنيا بزوجته عن الوقوع فيما حرم الله. كما أن رضى الخادمة بخلوتك بها يقوي احتمال الوقوع في الفاحشة. وعلى أية حال فالأمر محرم ولو أمن معه الوقوع في إثم أكبر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1426(13/3631)
العلاقة خارج إطار الزواج الشرعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا على علاقة غير مشروعة (دون الوقوع في أي فاحشة) وكنت غير مرتاح لهذه العلاقة ففكرت في أن أتخلص منها لكن الفتاة رفضت وتريد أدلة شرعية.فأرجوكم أن توفروا لي الأدلة الشرعية والردعية التي تساعدني في إقناع هذه الفتاة. كذلك أنا كنت آخذ منها مالا فماهو حكم هذا المال وهل يجب علي أن أرده لأنه جاء عن طريق علاقة محرمة شرعا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام حرم أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين لا تقوم على أساس الزواج الشرعي. ولهذا فإن عليك أن تقطع هذه العلاقة ما دامت لاتقوم على الزواج، ولتعلم أنها خطوة من خطوات الشيطان يستدرج بها العبد إلى ماهو أعظم منها، وقد حذر الله عز وجل من ذلك فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم. ولهذا فإن عليك أن تبادر بالتوبة والإقلاع عن الذنب ولا تبال بأوهام هذه الفتاة ووساوسها فالأدلة واضحة كما رأيت من الكتاب والسنة. وأما ما أخذته من مال فإن كان هبة منها فلا يلزمك رده، وإن كان سلفا فإن عليك أن ترده. وأما إن كان من أجل الحرام وتوثيق العلاقة المحرمة فإن عليك أن تصرفه في مصالح المسلمين العامة وعلى الفقراء والمساكين ولا يحل لك الانتفاع به ولا رده إليها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية والمحققون من أهل العلم ولمعرفة أدلتهم على ذلك نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 46731.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1426(13/3632)
العلاقة بين الأجنبيين من غير زواج شرعي
[السُّؤَالُ]
ـ[شاب تعرف على ابنتنا عن طريق الانترنت أحبته وجلبته إلى عاصمة أوروبية حتى يكون قريبا منها، يستغلها إلى أقصى ما يمكن فتصرف عليه مسكنا وملبسا ومأكلا. لايعمل ولايطلب الرزق فى بلاد الله الواسعة، وتمسك بها أكثر عندما تأكد له أنها من عائلة محترمة وغنية. مرفوض من كل العائلة ليس لكونه فقيرا ولكن لأنه استغلالى طفيلى كسول لا يعمل بل وقح ويؤلب البنت على أهلها للوصول الى مآربه الدنيئة للحصول على البنت والوظيفة وأن تصرف عليه العائلة.
نستفتيكم جزاكم الله خيرا ورفع عنكم كل بلاء.
والله الموفق.
... ... ... ... ... ... ... ... ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه البنت قد أخطأت وفعلت ما لايجوز لها شرعا عندما كونت علاقة مع رجل أجنبي عنها. فقد حرم الإسلام العلاقة بين رجل وامرأة اجنبيين إلا عن طريق الزواج الشرعي لما في ذلك من مصلحتها وصونهما عما حرم الله تعالى. وعليها أن تتوب إلى الله تعالى مما مضى وتقطع علاقتها المحرمة بهذا الشاب وقد سبقت الإجابة على ذلك بالأدلة في الفتوى: 18297. فنرجو الاطلاع عليها. وكان على الأهل ألا يتركوا لابنتهم الحبل على الغارب حتى تكون العلاقات المحرمة مع الرجال الأجانب. وسكوتهم على ذلك يعد من المنكر وإقرار الحرام يشتركون معها في إثمه وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 28291. وإذا كان هذا الشاب ممن يرضى دينه وخلقه فلا ينبغي لهم رفضه إذا أراد الزواج من ابنتهم وأرادته ولو كان فقيرا لما في ذلك من المحافظة عليها والحفظ لدينهما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، قيل يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات. رواه الترمذي. ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2852.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1426(13/3633)
الفصل بين الجنسين والتعريف بالإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[حاليا أنا أدرس في أمريكا وأراد الله سبحانه وتعالي أن أتشرف بخدمة المسلمين هنا بأن اختاروني في اللجنة الخاصة بإدارة المسجد ويوجد بنفس الجامعة التي أدرس بها أسرة للطلبة المسلمين تضم كل الطلاب المسلمين من سنة وشيعة ولقد أرادت هذه الأسرة أن تنظم يوما تدعو فيه الطلاب مسلمين وغير مسلمين إلي المسجد ليتعرفوا على الإسلام والمسلمين وحيث إننا كإدارة للمسجد توقعنا حضور طلبة وطالبات وخاصة غير المسلمين الذين قد يحضرون بملابس لا تناسبنا كمسلمين فقد طالبناهم بضرورة الفصل بين الجنسين كل في مكان إلا أنهم تعللوا بأن هذا غير ممكن لعدم توافر كتيبات ونشرات دعوية للطرفين فطالبناهم علي الأقل بالفصل بينهم في المكان الواحد بفاصل حسي كموائد مثلا توضع عليها هذه النشرات بحيث يتمكن الجميع من الوصول إليها بدون وقوع اختلاط فما كان منهم إلا أن اتهمونا بالتعقيد والتطرف وأننا لأنفهم الإسلام وقالوا إننا في أمريكا والوضع يختلف عن البلاد الإسلامية وإن هؤلاء غير مسلمين وقال أحدهم إنه صلي في الحرم بجانب امرأة وإن أحدا لن يمنعه لو أراد أن يصلي في المسجد بجانب زوجته وقالوا أيضا جيئوا بحديث يدل علي كلامكم. فما رأي الشرع في هذه الردود من جانبهم؟ وما هي الضوابط الشرعية لمثل هذه اللقاءات؟ أرجو سرعة الرد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله تعالى لكم التوفيق والثبات والنجاح، ولتعلموا أن الحق معكم في ضرورة الفصل بين الجنسين ولو كان ذلك بتمايز كل منهما عن الآخر في مكان أو جهة، فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بغض البصر كما أمر المؤمنات بذلك فقال جل وعلا: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور: 30-31} ولا شك أن الاختلاط على الوضع الشائع الآن يصعب معه امتثال الأمر بغض البصر. وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو تركنا هذا الباب للنساء قال نافع مولى ابن عمر: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. رواه أبو داود في السنن، والطبراني في الأوسط، وصححه الألباني.
وهذا ينسجم مع ما تريدون من تعريف الناس بالإسلام حقيقة إسلام القرآن والسنة والقرون المشهود لها بالخير من غير إفراط أو تفريط..
وهذه النصوص تدل على أن الرجال يجب أن يتميزوا عن النساء، وقد كانت صفوف النساء متميزة ومتأخرة عن صفوف الرجال في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عهد خلفائه الراشدين ومن بعدهم.
وللمزيد من التفصيل والأدلة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية: 3539، 36111، 17191، 59243.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1426(13/3634)
حكم مرافقة من صادقت رجلا أجنبيا عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من يمشي أو يرافق صديقة تدخل على المسنجر وتتحدث إلى شاب بالكتابة وعلمت أن الله يشبهها باليهود وتنطرد من رحمته حتى التي ترافقها لذا أرسلت لكم هذا السؤال من أجل التأكد.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة إقامة أي علاقة مع رجل أجنبي عليها، سواء كان ذلك بصفة مباشرة أو عن طريق الماسنجر لما قد يترتب على ذلك من الفتنة في الدين. ومن تتبع نصوص الشرع الحكيم وجد أنه قد جعل حاجزا منيعا بين الرجل والمرأة الأجنبية، سدا للذريعة، ومنعا للفتنة، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في الفتوى رقم: 1072. ولا نقول بأن من تقيم مثل تلك العلاقة تشبه اليهود، أو تطرد من رحمة الله، ولا أن التي ترافقها مثلها في الإثم، ولكن على التي فعلت ذلك أن تتوب إلى الله وترعوي عما وقعت فيه. وإذا لم تفعل فعلى صديقتها أن تبتعد عنها صيانة لنفسها، وبعدا عن سبل الشيطان وحبائله. فالمخالطة لها أثرها الذي لا ينكر في سلوك الإنسان ومنهجه، والجليس سبب رئيس في سعادة جليسه أو شقائه، دل على ذلك الشرع والعقل والواقع، يقول الله تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً*لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي {الفرقان: 27ـ29} . وفي الحديث: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبا، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة. متفق عليه. فمن جالس الصالحين الأخيار جنى ثمارا يانعة وخيرات وافرة، أهمها حصول بركة مجالستهم وإن لم يكن عمله بالغا مبلغ عملهم كما في الحديث:.... وله قد غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم. رواه الشيخان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1426(13/3635)
كيفية التعامل مع الجنس الثالث
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي وبكل اختصار: بخصوص الجنس الثالث. كيفية التعامل معه (على أي أساس ذكر أم أنثى)
وهل يجوز ما يقوم به من أفعال وما حكم من يولد بعضويين تناسليين ذكري وأنثوي؟
وكيفية التعامل مع من يقول أنه تربى تربية البنات ولذلك يجب عليه أن يكون بنتا بدلاً من رجل.
نرجو الإفادة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قصد السائل بالجنس الثالث الخنثى المشكل، وهو من له آلة ذكر وآلة أنثى، فهذا النوع إذا تبين حاله بظهور ما يدل على ذكورته كنبات اللحية فيعامل معاملة الرجال.
وكذلك ظهور علامات الأنوثة من الحيض وبروز الثديين يعامل على أساسها أنه أنثى. قال العلامة خليل المالكي في المختصر: فإذا بال في واحد، أو كان أكثر، أو أسبق، أو نبتت له لحية، أو حصل حيض أو مني فلا إشكال.
ويجب عليه إذا تبين حاله أن يتصف بصفات الجنس الذي ينتمي إليه، أما إذا لم يظهر شيء من العلامات فإن الرجال يعاملونه على أساس أنه امرأة، والنساء يعاملونه معاملة الرجال، وله أن يعرض نفسه على الطبيب ويأخذ العلاج ليتبين حاله.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل في حال الخنثى نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 46857.
وأما إن كان قصدك بالجنس الثالث المخنثين المتشبهين طوعا بالنساء فهؤلاء ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما رواه أحمد وأصحاب السنن عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء. وفي رواية: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء. فلا يجوز للمسلم التعامل مع هذا النوع من الناس.
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 18605.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الأول 1426(13/3636)
اجتماع النسوة في مطعم يرتاده الناس
[السُّؤَالُ]
ـ[جماعة من الأخوات المسلمات يجتمعن للتناقش حول موضوع دعوي في مطعم (هن يعشن في كندا ويضعن غطاء الرأس) ، وهو في نفس الحين محل بيع لحوم وأغذية ومكان الأكل هو نفس مكان البيع.. رأت البعض منهن عدم جواز التجمع هناك حفاظا على حياء وعفة المرأة المسلمة التي تحسدها عليها الكافرات, لكن أخريات لم يرين مانعا في ذلك لأنهن يعتبرن عدم الجلوس هناك يعني عدم جواز الخروج للنزهة مع العائلة وعدم الخروج أصلا حتى لا يراهن الناس مطالبات بالدليل الشرعي، فما حكم الشرع في ذلك مع الأدلة من القرآن والسنة رجاء الأخذ بالاعتبار أن هؤلاء الأخوات مقتنعات بالرأى القائل بحجاب الرأس ولو علل المنع من الجلوس هناك بغطاء الوجه لأعرضن عن النصيحة من بدايتها؟ وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع صان المرأة المسلمة وحفظ لها حياءها وعرضها وشرفها، وحرضها على القرار في بيتها والبعد عن الظهور أمام الأجانب، فقال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33} ، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ {الأحزاب:53} .
وبناء عليه فإن الأولى أن يكون تجمع الأخوات في بيت إحداهن أو في صالة مغلقة أو في استراحة بعيدة عن أنظار الرجال، وأن يبتعدن عن هذا المحل الذي يعتبر سوقا يرتاده الناس فأصبح مكانا عاما يدخله كل داخل.
ومن المعلوم أن الشارع حذر من الجلوس في الطريق لما فيه من التعرض للنظر، كما في الحديث: إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطو الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. رواه البخاري ومسلم، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها للاستفادة: 5224، 33160، 51573، 33237.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1426(13/3637)
علاقة المرأة مع الشباب خارج إطار الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[سيدي أحب شابا لكنه يشرب الخمر ويتعاطى الجنس كعادة أغلب الشباب عندنا لكني عازمة على إرجاعه الى الطريق السوي فهل أواصل علاقتي به أم لا؟ وهل توجد أدعية لتعينني على هدايته؟ وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي رحمك الله أنه لايجوز لك إنشاء أي علاقة مع أي شاب خارج إطار الزواج، وأن الله حرم المصافحة بين الجنسين باليد وحرم الخلوة بينهما، بل وحرم النظر بينهما وأمر بغض البصر. فقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. رواه ابن حبان. وقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور:30ـ31} . وعلى ذلك فإن الواجب عليك قطع العلاقة مع ذلك الشاب فوراً من قبل أن يدهمك الموت وأنت مصرة على تلك المعاصي وحينئذٍ تندمين ولكن لن ينفعك الندم، واعلمي أن جميع لذات الدنيا وشهواتها ينساها الإنسان مع أول غمسة يغمسها في النار ـ أعاذنا الله منهاـ وإن كنت ترغبين في أن تتحول هذه العلاقة المحرمة بينكما إلى زواج شرعي، فإننا ننهاك عن الزواج من هذا الرجل وأمثاله من الفساق الزناة شاربي الخمر فهؤلاء لا يكونون أزواجاً للعفيفات الطاهرات أمثالك إلا أن يتوبوا وتحسن توبتهم ويظهر صلاحهم. قال تعالى: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً {النور: 3} . ولقد دلنا نبينا صلى الله عليه وسلم على مواصفات الزوج الصالح في قوله: إذا نكح إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. هذا، وعليك بالاستقامة والتمسك بالدين، ومن ذلك إقامة الصلاة على وقتها ولبس الحجاب الشرعي، وغير ذلك من الواجبات، وانتهي عن كل ما حرم الله عليك، قال صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم. رواه مسلم. واسألي الله تعالى أن يرزقك العفاف وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي تقر به عينك ويعينك على طاعة الله وعلى تربية أبنائك: فالزوج الصالح يتقي الله فيك ولن يظلمك أو يؤذيك، بل سيجتهد في إسعادك وسيعاشرك بالمودة والرحمة. كما ننصحك باتخاذ رفقة صالحة من الأخوات الفضليات المتمسكات بالدين، فإنهن خير معين في قراءة القرآن وطلب العلم النافع. واستمعي إلى الأشرطة الدينية، وهي متوفرة بحمد الله على الإنترنت، ومن أهم ما تسمعين: محاضرة بعنوان" توبة صادقة" للشيخ سعد البريك، وشريط " واتقوا يوماً ترجعون في إلى الله" للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، وشريط " جلسة على الرصيف" للشيخ سلمان العودة، وشريط" على الطريق" للشيخ على القرني، وتجدين هذه المحاضرات وغيرها على موقع: www. IsLam way. Com. على الإنترنت. وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4203، 9463، 30003، 10800، 6603.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1426(13/3638)
اختلاط المرأة الواثقة بنفسها بالرجال الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أقوم بمخالطة الرجال على سبيل الأخوة في الله والمساعدة لي بالعمل والأمور الأخرى ولا يوجد لدي أي شعور جنسي تجاههم. حاولت التوبة ثم عدت عدة مرات للاختلاط والصداقة مع الرجال. أنا غير متزوجة وأرغب بالزواج ولكن الامور لا تتيسر بسبب مرض والدتي التي أقوم بالعناية بها مع العلم توجد رغبة لدي للزواج لكن لايوجد من يعتني بوالدتي غيري مع وجود الإخوه والأخوات لي فلا أحد يرعاها غيري وأحتسب الأجر لله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلمة يتعين عليها من باب الحفاظ على دينها وأخلاقها وعرضها أن تبتعد عن الاختلاط بالأجانب مهما كانت ثقتها بنفسها لأنها إن لم تخش الفتنة بهم قد يخشى عليهم من الافتتان بها، وإذا افترضنا أنها محتاجة لمساعدتهم لها في عمل ما فليكن ذلك مع الالتزام بالضوابط الشرعية من ستر وغض للبصر وعدم الكلام بترخيم صوت وخضوع بالقول والبعد الشديد عن الخلوة بهم. وراجعي في موضوع التآخي في الله بين الجنسين وموضوع الزواج وفي المزيد من الكلام عن موضوع الاختلاط الفتاوى التالية أرقامها: 1109 و 32981 و 1734 و 3672 و 3539.
واحرصي على الجمع بين الزواج وبر أمك، ورغبي إخوتك في المشاركة في خدمتها والاعتناء بها لما عليهم من الحق في ذلك، فقد رغب الشارع في الزواج والمكاثرة، ويمكن أن تتفاهمي مع زوجك على السماح لك بزيارة أمك في أوقات معينة لخدمتها والقيام ببعض أمورها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 صفر 1426(13/3639)
من مضار العلاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[شاب خطب فتاة وهو لا يريدها فقط لأن الأهل يريدون وهو وافق لأن كل البنات مثل بعض ولكنه دائما يؤجل ولا أحد يعرف أنه خاطب لأنه لايريد حتى التكلم وموافق على الموضوع فقط لإرضاء الطرفين لأنها بنت عمه وبعد فترة وفي شغله تعرف على فتاة (أنا) وعملنا معا مدة سنة ثم قررت ترك العمل وكل هذه الفترة كنا زملاء ولم يبدو عليه أي شيء ويوم أن تركت العمل كانت نظراته غريبة وحزنه شديد وبعد فترة أصبح دائما يسأل عني وهل عملت أو لم أعمل وأنهم سوف يبدؤون عملا جديدا ويريدونني معهم وهو دائم التكلم عن بيته وأسرته وكان يتصل على الموبايل من فترة لأخرى ويسأل عني وكل معنى بكلامه هو الحلال وبعدها مرت الأيام وعملت معه في الشركة وتصرفاته كلها غريبة وكلامه كله يعني أنه يريد خطبتي وأنا لا أعلم أنه خاطب لأنه لا أحد يعرف وكنت أعرف زوجة صديقه وكانت دائما تتكلم معي وبصدفة كنا نتحدث وذكرت أن عرسه قريب أنا حزنت كثيرا والأهم أنه يعجبني لحسن أخلاقه ودينه والكل يشهد له بذلك وشعرت أن هذا حرام وحتى أتأكد
وبحكم عملنا معا باركت له بطريقة الزملاء وأنه لماذا لم يخبرنا ولكنه نفى الموضوع أو قال إنه في موضوع لكنه لايريده وهو مجبر عليه لكنه ليس خاطبا وأنه هناك موضوع شخصي وضروري جدا أن يأخذ رأيي فيه وسبحان الله لم يستطع التكلم في العمل لأننا دائما نعمل ولسنا وحدنا وحاول أن يتكلم معي في بيت صديقه لأنني أزور زوجته دائما ولكن عندما أذهب أنا هو لايستطيع وعندما يذهب هو أنا لا أستطيع ولكنه دائم التكلم أن نيته شريفة وأنه يريد التكلم معي في أمر ضروري وفجأة منذ يومين سمعت أن عرسه بعد شهر وصدمت وبالصدفة تكلم معي والقصة أنه لايريد ابنة عمه ويحبني ولم يستطيع إخفاء مشاعره لكنه مضطر أن يتزوجها لأنها منذ 8 سنين تكلم أهله في هذا الموضوع وهو لم يعارض لأنه كما قلت سيتزوج وفقط وليس مهما من تكون لكن الوضع مختلف الآن أنا الأن أشعر أنه تلاعب بمشاعري وأنا أحبه كثيرا وسوف أترك العمل لأنني لم أعد أحتمل أن أراه أمامي وأنا أعرف أنه سيتزوج لكن هل زواجه من هذه الفتاة وهو لايحبها أفضل من تركه لها أنا بصراحة أضع نفسي مكانها أكيد أنني لا أريده أن يتركها ولكن ارتباطه بها ممكن أن يسعدها في البداية ثم هي سوف تشعر بما يشعر وأنه لايريدها وتزوجها فقط هكذا حتى أنه لمح أنه سوف يتزوج بأخرى التي يحبها يعني أنا لكن أنا لا أستطيع أرجوك ساعدني أنا متوكلة على الله ودائما أدعو ربي وأستخيره، لكن السؤال هل الأفضل شرعا تركها الآن أو أن يتزوجا وهو لايريدها لكنه لايريد تركها أيضا لأنه سوف يجرحها بعد كل هذه المدة وأنه يحرم عمل ذلك ولكن أيضا اللعب بمشاعري حرام ولا يجوز منه فعل ذلك أرجوك أخبرني ماذا أفعل غير التوكل على الله لأنني والله يشهد على أنني متوكلة عليه وراضية ولا أعترض لكن فقط حزينة وأريد بعض المساعدة وسبحان الله كانت طبيعة عملنا ليست معا دائما لكن منذ يومين حصل تغير وأصبحنا كل عملنا معا وأنا أحاول تحويل الأمر إلى شغل فقط لكنني أفقد صحتي وأشعر أنني سوف أنتهي بانهيار عصبي من كثرة إخفاء مشاعري والظهور بأنني لايوجد أي شيء. لذلك سأترك العمل مع أنني لا أجد عملا آخر ولا أريد البقاء في البيت لكن إبعاد النار عن الزيت يكون أفضل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله سبحانه إذا حرم شيئا فإنما يحرمه لما فيه من ضرر على العبد في دينه ودنياه، وإن من الأمور التي حرمها الإسلام العلاقات بين الجنسين خارج نطاق الزواج، فليس هناك طريق للعلاقة بين الرجل والمرأة إلا بالزواج الشرعي، فعلى الأخت أن تتوب من هذه العلاقة مع هذا الشاب وتبتعد عن كل وسيلة تجمعها به أو بغيره من الرجال الأجانب إلا ما كان للحاجة مع الالتزام بالحجاب الشرعي، وسيكون هذا هو العلاج لما تعاني منه. ونصيحتنا لها بما أن الأمر قد وصل إلى هذا الحد وبلغ بها التعلق بهذا الشاب هذا المبلغ أن تترك العمل الذي يجمعها به ويمكنها من رؤيته، ونحيلها على الفتوى رقم: 9360، لمعرفة طرق التخلص من داء العشق. ونقول للأخت لا شأن لك بهذا الشاب وبزواجه من بنت عمه، فإذا أراد أن يتزوج بها فلا حرج عليه وإن لم يكن يحبها. بل الأفضل له الزواج بها لأنه قد خطبها والخطبة وعد بالزواج ولا ينبغي له أن يخلف وعده معها، فإذا التزمت بأمر الله فنرجو الله سبحانه أن يختار لك ما فيه خير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1426(13/3640)
خروج المرأة إلى الأسواق بمفردها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة الذهاب للأسواق بمفردها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخروج المرأة للأسواق بمفردها لا بأس به إذا احتاجت لذلك؛ لكن بشرط التقيد بأحكام الحجاب، وآداب الخروج، وألا يؤدي ذلك إلى الوقوع في شيء من المخالفات الشرعية كالخلوة بالرجال أو مزاحمتهم.
ومع ذلك فإن الأولى بالمرأة القرار في بيتها إذا وجدت من يكفيها حاجتها من هذه الأسواق. وقد سبق الإجابة على ذلك في الفتوى رقم: 23713.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7954 و 12867 و 20807 و 25835.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1426(13/3641)
ركوب المرأة الحافلة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة الذهاب لحفط القرآن في الحافلة والسائق يسمعهن الموسيقى علما بأن المسجد بعيد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجعي في إجابة هذا السؤال الفتوى رقم: 60312.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1426(13/3642)
خروج المرأة إلى السوق بمفردها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الزوج الذي ترك زوجته تتسوق للبيت وهو موجود بحكم أنها لديها سيارة ورخصة قيادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن النساء مأمورات بلزوم البيت منهيات عن الخروج إلا أن الفقهاء أجازوا الخروج للمرأة إذا توفرت الضوابط الشرعية لذلك، وذكروا منها:
1- أن تكون غير مخشية الفتنة.
2- أمن الطريق من توقع المفسدة.
3- أمن الاختلاط بالرجال الأجانب على وجه محرم.
4- الالتزام بالحجاب التام.
5- أن يأذن الزوج بالخروج.
فإذا توفرت هذه الشروط جاز للمرأة الخروج إلى السوق وقد يكون ذلك متعيناً إذا لم تجد من يقوم عنها بذلك، قال ابن عابدين: ويجوز للزوجة الخروج بغير إذن الزوج لما لا غناء لها عنه كإتيان بنحو مأكل. انتهى، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 56678.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1426(13/3643)
حدود العلاقة بين القريب وقريبته
[السُّؤَالُ]
ـ[يوجد لدي قريب في بلد آخر وكانت علاقتي به جيدة وعلاقة قديمة وفجأة تتغير أحوال هذا الشخص القريب وينقطع عني على الرغم أني حاولت أفهم ما السبب وراء ذلك والاتصال به وإرسال الرسائل لكنه لم يرد وهذا تغير مفاجئ وأول مره يحدث، أوقات أتخيل أنه عين أو نفس أو سحر كيف يمكن علاج ذلك؟ والمهم بالموضوع هل يجوز أن أقرأ قرآنا عني وعنه؟ وهل هذا يبطل السحر أو العين التي بيننا لأنه هو لا يعرف هذا الشيء أو يمكن أن لا يهتم إذا وجد شيء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري وجه هذه العلاقة التي بينك وبين قريبك هذا، هل هي علاقة صلة وقرابة فتكون مشروعة إذا سلمت من ريبة، أو هي علاقة حب وغرام فلا تجوز لأن الشرع منع كل علاقة من هذا النوع بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزواج لما تجره من مفاسد كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 48990. هذا فيما يتعلق بحكم هذه العلاقة.
أما بخصوص ما سألت عنه من الانقطاع المفاجئ بينك وبين هذا الرجل وكان من المحارم أو من غير المحارم وكنت تأملين أن هذا القريب سيتزوجك، وكان السحر سببا في صده عن ذلك فلا مانع حينئذ من فك هذا السحر بالدعاء والرقية الشرعية وكذا إن كانت العلاقة بينكما مجرد صلة رحم لا ريبة فيها.
أما إذا كنت لا تطمعين في الزواج منه وكانت علاقتكما من النوع المحرم فالواجب أصلا هو قطع تلك العلاقة ويحرم التمادي فيها والإصرار عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1426(13/3644)
الخلوة بالأجنبية من غير ثالث
[السُّؤَالُ]
ـ[علمت عن مواقف تحدث في عصرنا هذا فأحببت أن أعلم بالتحديد هل ينطبق معنى الخلوة المحرمة عليها أم لا؟ أرجو الإجابة عن كل موقف بالتحديد. 1-وجود الطبيب في غرفته مع إحدى طالبات الجامعة لمناقشة بحث علمي تقوم بإجرائه الطالبة كمشروع للتخرجها علما بأن الباب مغلق عليهما ولكن يستطيع أي أحد أن يدق الباب فيدخل عليهما. 2- العمل في المختبرات في بعض البلدان يقتضي الاختلاط بين الرجال والنساء وفي بعض الأحيان يكون موعد الدوام جامعا بين رجل وامرأة فقط في المختبر فهل هذا يعتبر من الخلوة المحرمة علما بأن المختبر قد يكون بعيدا نوعا ما عن بقية المختبرات كأن يكون في الطابق العلوي ولا يكون في هذا الطابق غير هذا المختبر وعلما بأن المجال متاح لأي أحد من عمال أوموظفن الدخول عليهما في أي وقت ولكن يكون هناك أوقات يكونان بمفردهما في المختبر فهل هذه خلوة محرمة، أرجو الإجابة عن كل حالة على حدة.. كما أرجو التوضيح.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الخلوة تدل على الانفراد، يقال: خلا الرجل بصاحبه وإليه ومعه خلواً وخلاء وخلوة: انفرد به واجتمع معه في خلوة، وكذلك خلا بزوجته خلوة.
والخلوة المحرمة هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه لا يكون معهما ثالث بحيث يحتجبان عن الأنظار، وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة، بالتحذير من ذلك، من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما. وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
وقد ذكر أهل العلم أنه يحرم خلوة الأجنبيين ولو في صلاة أو عمل، وقد حرم أهل العلم المعاصرون انفراد المرأة بالأجنبي في السيارة والمصعد الكهربائي، والخلوة بالطبيب والمدرس، وجعلوا هذا من الخلوة المحرمة. وقال النووي في شرح حديث مسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، قال: هذا استثناء منقطع لأنه متى كان معها محرم لم تبق خلوة، فتقدير الحديث: لا يقعدن رجل مع امرأة إلا ومعها محرم، ثم فصل القول في حكم الخلوة فقال: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم، وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام.
ولا فرق في تحريم الخلوة حيث حرمناها بين الخلوة في صلاة أو غيرها، ويستثنى من هذا كله مواضع الضرورة بأن يجد امرأة أجنبية منقطعة في الطريق أو نحو ذلك فيباح له استصحابها؛ بل يلزمه ذلك إذا خاف عليها لو تركها وهذا لا اختلاف فيه، ويدل عليه حديث عائشة في قصة الإفك.
وقال المقدسي في الآداب الشرعية: قال القاضي في الأحكام السلطانية فيما يتعلق بالمحتسب: وإذا رأى وقوف رجل مع امرأة في طريق سالك لم تظهر منهما أمارات الريب لم يتعرض عليهما بزجر ولا إنكار، وإن كان الوقوف في طريق خال فخلو المكان ريبة فينكرها، ولا يعجل في التأديب عليهما حذرا من أن تكون ذات محرم، وليقل: إن كانت ذات محرم فصنها عن مواقف الريب وإن كانت أجنبية فاحذر من خلوة تؤديك إلى معصية الله عز وجل.
وفي الموسوعة الفقهية عند الكلام على الخلوة وبيان ما يحرم منها وما يجوز: ولا تجوز خلوة المرأة بالأجنبي ولو في عمل، والمراد بالخلوة المنهي عنها أن تكون المرأة مع الرجل في مكان يأمنان فيه من دخول ثالث، قال أبو حنيفة: أكره أن يستأجر الرجل امرأة حرة يستخدمها ويخلو بها، لأن الخلوة بالمرأة الأجنبية معصية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. ومن المباح أيضا الخلوة بمعنى انفراد رجل بامرأة في وجود الناس، بحيث لا تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما. فقد جاء في صحيح البخاري: جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلا بها. وعنوان ابن حجر لهذا الحديث بباب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس، وعقب بقوله: لا يخلو بها حديث تحتجب أشخاصهما عنهم، بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس. وقد تكون الخلوة بالأجنبية واجبة في حال الضرورة، كمن وجد امرأة أجنبية منقطعة في برية، ويخاف عليها الهلاك لو تركت. انتهى. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 50916، 1248، 23240، 6812، 4091، 54972، 50354، 4154.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1426(13/3645)
مشاهدة الجنسين لبرنامج ستار أكاديمي
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم مشاهدة ستار أكاديمي للبنات وأيهما أشد خطراً على المجتمع أن يشاهدها الشاب أو البنت،
وماذا أفعل إن كانت هي تشاهد هذا البرنامج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أصدرنا فتاوى بينا فيها عدم جواز مشاهدة البرنامج المذكور، فليرجع إليها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 44464، 44860.
ولمشاهدة هذا البرنامج آثار مدمرة على المجتمع ككل، سواء على الذكور أو الإناث والكبار والصغار؛ لما يزين من أسباب الانحراف، وطرق إشاعة الفاحشة في المجتمع، فالواجب عدم مشاهدة هذا البرنامج أو المشاركة فيه. ومن رأى أحداً يشاهده فعليه أن ينهاه عن ذلك، سواء كان ولداً أو بنتاً أو والداً أو والدة أو غيرهم، كما يجب عليك إسداء النصح له باللطف واللين والحكمة، وأن تبين له حكم مشاهدة تلك البرامج الهدامة، وتأثيرها على الأسرة والمجتمع، وراجع الفتوى رقم: 20492.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1426(13/3646)
تدريس الرجل النساء وخوف الوقوع في الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[يدعوني أحد أقربائي العزيزين علي جداً للذهاب إليه لكي أجلس معه ومع أسرته المكونة من زوجته وأختيه (13 عاما + 17 عاما) لنتحدث بأمور الدين , وبصفتي شاب ملتزم (إن شاء الله) , فلقد ترددت في البداية خصوصا وأن زوجته وأخته الكبرى غير محجبات , ثم وافقت بعد ذلك وأصبحت أذهب لهم دائما لأدعوهم إلى إقامة فرائض الدين مثل الصلاة والحجاب وما إلى ذلك , ويعلم الله أن نيتي فقط أن يهتدوا إن أراد الله ذلك , وبعد فترة تحجبت أخته , ثم زوجته , والفضل لله وحده , بل إن صديقة ً لهم جلست معنا مرتين فتحجبت , وواظبوا على الصلاة حتى أختهم الصغرى , وأصبحوا لا يتركون فريضة , ولله الحمد والمنة , ثم بدأنا بعد ذلك بقراءة الفقه والعقيدة , وشرح ما يمكن شرحه , وبعدما علموا أني أعمل متطوعا في احد المساجد لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم , طلب مني قريبي هذا أن أساعد أخواته في حفظ القرآن , خصوصا وأن الأطفال الذين معي في الحلقة كلهم بنات (اقل من 12 سنة) , وبدأت أحفظهم كتاب الله منذ يومين فقط من تاريخ إرسال هذه الرسالة. وعند آخر لقاءاتي بهم , شعرت كأن أختهم التي تبلغ من العمر 17 أو 18 عاما قد تحركت مشاعرها تجاهي , وأصبحت توليني اهتماما خاصا , في البداية لم أعر الموضوع اهتماما , ولكني لاحظت أن مشاعرها تزداد يوما بعد يوم , فخفت , خصوصا وأني أعزب وأبلغ من العمر 26 سنه , فشعرت بشيء من الضعف , ولكني سرعان ما استعذت بالله ولجأت إليه سبحانه وتعالى , فأزال عني ذلك , وأصبحت أتهرب من اتصالات أخيها أو أواعده خارج المنزل إن كان لابد من لقائه , والآن نحن على مفترق الطريق , فأنا سأغادر المدينة التي هم بها بعد أقل من شهر بمشيئة الله , حيث إنني أنهيت دراستي الجامعية وأستعد للعودة إلى المملكة العربية السعودية , حيث أقيم هناك , وهو يلح علي أن آتي إليه وربما غضب أحيانا من شدة تهربي الذي لا معنى له عنده.
اعلم أن القاعدة الشرعية تقول: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , وأن الأولى لي أن لا أذهب , حيث لا مجال أن أقول له: لا تدعهم يدخلون علينا , ولكن , هل نستطيع تجاوز القاعدة الشرعية هنا , خاصة ً وأنهم لازالوا في بداية الطريق وأخشى عليهم من الضعف والعودة إلى ترك الفرائض , وحيث إننا نعيش في بلد قل فيه المتمسكون بدين الله (مع أنه بلد إسلامي) , ثم إنني قد لا أعود إلى هذا البلد مرة أخرى , فهل إذا أخبرت أخته سرا أنه يجب عليها أن تتوقف عن ذلك وأن لا تحرك مشاعرها إلا لزوجها جاز لي الذهاب إليهم من جديد؟ أخشي من سؤال الشيخ في ذلك لأني أعلم أنه سيقول لي اذهب إن أمنت الفتنة , أرجوا الرد على سؤالي في أسرع وقت , وأود أن أبلغ الدكتور عبد الله بأننا نحبه في الله وندعو له ولجميع أعضاء لجنته بدوام النعمة والرضا من الله للمجهود الكبير الذي تبذلونه في سبيل مساعدة الناس , وأرجو منه النصيحة والدعاء , والله ولي التوفيق ...
ابن داوود]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا ضوابط جواز تدريس الرجال للنساء في الفتاوى التالية أرقامها: 25316، 25353، 29371، 27692، 54191، 16374.
وننصحك أنت بالالتزام بغض البصر والبعد عما يوقعك في الفتن، واحرص على هداية قريبك الذي ذكرت ورغبه في وضع برنامج لنفسه ولأهله، فليحاول أن يغني أهله عن الحاجة لتدريس الأجانب، ويمكن أن يتم ذلك بتعلمه هو لآيات من القرآن على يد أحد الشيوخ ثم يرجع إلى البيت ويعلمها لزوجته وأخواته، ويمكن الاستعانة بالأشرطة التعليمية، كما يمكن أن يتعلم المسائل المهمة في أمور العبادات، ثم يرجع إليهن ليعلمهن، وإذا كانت عندهن إشكالاات في أمور الفقه فعليه أن يذهب بها إلى العلماء ويسألهم عنها، ثم يرجع بالفتاوى إليهن وهكذا.
ورغبه في ربطهن ببعض الأخوات الملتزمات ليستفدن من صحبتهن الاستقامة على الدين.
وأما ما يتعلق بهذه الفتاة فإنه يتعين عليك سترها لئلا تظلمها أوتفضحها، وعدم النظر إليها وصرف القلب عن التفكير في تصرفاتها وعدم الكلام معها وعدم البقاء في منزلهم إلا بحضور أخيها، ولا مانع أن تخطبها وتتزوجها إن كانت عندك رغبة وقدرة على ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 صفر 1426(13/3647)
لا إثم على من عصى قبل تكليفه
[السُّؤَالُ]
ـ[يافضيلة الشيخ إنني محتارة في أمر ما وهو أن هناك ابن خالتي تقدم لأختي التي تصغرني وأنا الحمد لله متزوجة ولكن المشكلة أن أمي وإخوتي طبعا موافقون وأنا كنت موافقة حتى فاتحتني أختي وسألتني رأيي فقد اعتقدت أن أختي موافقة عليه ولكن اتضح أنها حائرة بينه وبين أخي زوجي،الموضوع انحسم حيث إن أمي فاتحت زوجي وقالت له بأن ابن خالتي تقدم إلى أختي ولكن أختي لاتعرف ومازالت هي حائرة المهم هو أنه عندما فاتحتني أختي لتأخذ رأيي في الموضوع كنت قلت لها بأن توافق على ابن خالتي ولاتقوم بخلافات بين امي ووالدة العريس بعد ذلك دخلت في صراع نفسي وظلت نفسي في حيرة وهي.............أنني وهذا العريس كنا ونحن صغار نلعب ما يسمى العريس والعروسة وقد........دون أن ينتهك شرفي وقد كانت هذه المرة الأولى والأخيرة وأدعو الله ان يغفر لي وإياه وطبعا سولت لي نفسي وذكرتني بها بعد أن سألتني أختي عن رأيي في أخلاقه ولكني لم أستطع الرد وطبعا لا أحد يعرف ذلك ولا أعرف لم تجرأت وسألت هذا السؤال
أرجو أن تدلوني على الحل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دار بينك وبين ابن خالتك في الصغر إن كان قبل التكليف فلا إثم عليك، وإن كان بعد بلوغ التكليف فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى من ذلك، ولا تخبري بما حدث أحدا قريبا كان أم بعيدا، ولا علاقة لأختك بالموضوع فلها أن تتزوج به أو بغيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1426(13/3648)
نظر الأب لابنته بشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مشكلتي تنحصر في والدي دائما أحس في نظرته أنها نظرة حاسدة فهي ترعبني غير أنني كثيرا ما أحلم أني أعاشره معاشرة الأزواج وهذا الشيء يجعلني أنفر منه هل أنا بذلك أكون غير بارة بأبي غير أنه يتصرف تصرفات تجعلني أنفر منه بشدة مثل أن يتكلم أمامي في أمور جنسية وهذا يضايقني ولا أستطيع سوى تجنب الكلام معه تماما لا شيء سوى السلام ماذا أفعل؟
أفيدوني أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعنين بقولك (نظرة حاسدة) أن أباك ينظر إليك نظرة شهوة ويتحدث أمامك بأمور لا ينبغي ذكرها إلا مع الزوجة أو نحوها.. فلا شك أن هذا الأب بهذا التصرف قد خالف الشرع والطبع، وذلك النظر بشهوة محرم ولو إلى ذات محرم؛ ولأن الحديث في ذلك المجال يؤدي إلى إثارة الفتنة وإشعال نار الغريزة، مما يؤدي إلى الوقوع في الزنا وهو كبيرة من أعظم الكبائر وأقبحها، وهو مع المحارم أشد؛ كما في الفتوى رقم: 29514. وعلى كلٍ فالواجب عليك بر هذا الأب والإحسان إليه بالمعروف، ولو استطعت نصحه بترك هذه الأمور ولو بطريقة غير مباشرة كإعطائه كتيبا أو شريطا فيه تبيان لحكم ذلك فافعلي، فإن قبل منك النصح فاحمدي ربك على ذلك، وإلا فلا حرج عليك في الإنكار عليه بالقلب بغضا لما يقوم به من معصية لأن ذلك أدنى مراتب الإنكار؛ لما روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
هذا.. وندعوك إلى تجنب الخلوة بهذا الأب والتزين أمامه، واحرصي على عدم الجلوس معه دائما، وإن حاول أن يفعل بك ما لا يحل له فلك أن تهدديه بذكر ذلك لأمك أو أعمامك أو السلطات حتى يرتدع عن هذا الفعل القبيح، ولا بأس أن تسعي بالبحث عن زوج صالح يخرجك من هذا الوضع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 صفر 1426(13/3649)
رقص المرأة أمام الرجال منكر أجمع عليه أهل الملة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي تريد الرقص في حفل زواج أختها وهو زواج مختلط بين النساء والرجال، والرجال مخمورون، إلا أنني أريد منعها من هذا الاختلاط، وهي تصر على الذهاب إلا أنني قررت تطليقها إن رقصت في حفل مختلط.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى هذه المسلمة أن تتذكر أمرا مهماً كلفها به مَنْ خلقها ورزقها وأعطاها الصحة التي بها تسير وتتحرك وتمشي وتتنقل، هذا الأمر هو أن تقوم على طاعته وتجتنب معصيته، ورقص المرأة وتمايلها أمام الرجل منكر مجمع عليه بين أهل الإسلام، فهل يهمها أن يرضى الله عنها، وهل يهمها أن تقابل نعمة الله بالشكر، ولا شك أنّ من استخدمت نعمة الصحة في الرقص أمام الأجانب أنها بذلك قد بدلت نعمة الله كفرا، وأحلت نفسها محل البوار، فنذكرها الله العظيم القادر على أن يسلب صحتها ويجلسها قعيدة مشلولة على كرسي لا حراك لها، فاتق الله يا أختي وتوبي إلى الله تعالى من هذه العزيمة الفاسدة.
وأما أنت أيها الزوج فمن حقك أن تمنعها بالقول والفعل، فإن عجزت فلك أن تطلقها، ولك أن تبقيها إن رجوت صلاحها.
والله نسأل أن يصلح أحوال المسلمين وأن يردهم إلى دينه ردا جميلاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1426(13/3650)
خلوة المرأة برجال أجانب عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أولاً: بارك الله لكم على ما تقدمونه من خدمات للمسلمين وزادكم فقها وعلما
أنا والحمد لله رجل ملتح وأسعى دائماً لطاعة الله.. ولكن هناك بعض الأمور التى تسبب حرجا أحياناً فى التعامل مع بعض الناس ومنها آداب الزيارة وتصرفى كمضيف لشخص ما فى بيتي ومن هؤلاء عمي الذي أعامله معاملة الوالد حيث إن والدي متوفى. وعمي رجل مسن ومريض يأتي إلينا من الريف للذهاب إلى الطبيب ويأتي معه أحياناً أولاد عمي وهم كبار ومتزوجون ولا يأتون بزوجاتهم معهم.. والمشكلة أني دائماً أكون فى عملي حينما يأتون. وهم يحاولون جاهدين أن لا يطيلوا إقامتهم عندي فينجزون ما أتوا إليه سريعاً ثم يسافرون حتى لا يثقلوا علي.. ولذلك فأنا أكون محرجاً أن أقول لهم إنه لا يصح دينياً أن يدخلا البيت وأنا غير موجود.. وقد أخبرت زوجتي بأن تعتذر لهم بأي حجة بعد أن يدخلوا وتذهب إلى أختها وتخبرني من هناك بوجودهم فلم تفعل ذلك وقالت لي إنه ليس من اللائق فعل هذا. ولي سؤالان بخصوص هذا الموضوع:
الأول: هل يصح لي أن أستضيفهم فى عدم وجودي، مع العلم بأنهم أناس محافظون وعلى دين، وإن لم يصح هذا فكيف أقول لهم هذا والمشكلة فى عمي المريض كيف ينتظر حتى آتي من عملي وأين ينتظر؟
الثانى: زوجتي مجتهدة مثلى في أمور الدين ولكنها أحياناً تنسى بعض واجباتها تجاهي ومنها أني أمرتها من قبل ألا يدخل بيتي فى عدم وجودي شخص أجنبي لأي سبب وحذرتها بشدة من أن الحرج من الناس ليس بعذر ولم تطعني فى ذلك وجاءت صديقة لها ومعها أخو زوجها وهو شاب صغير جاء ليوصلها فأحرجت زوجتي من أن تقول لها إنه لا يصح دخوله بحجة أنه شاب صغير لم يتعدى 16 أو 17 عاما. فما هو التصرف الأفضل لتقويمها فى هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا. ً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى عدم جواز خلوة المرأة برجال أجانب عنها، لكن إذا أمنت الفتنة بأن كان الرجال أصحاب دين ومروءة والمرأة كذلك فإنه يجوز كما صرح به صاحب حاشية الجمل حيث قال:.... وأما خلوة رجال بامرأة فإن أحالت العادة تواطئهم على وقوع الفاحشة بها بحضرتهم كانت خلوة جائزة وإلا فلا.
ويشهد لهذا ما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو رجلان. قال النووي في شرحه للحديث:.... المراد غاب زوجها عن منزلها، سواء غاب عن البلد بأن سافر، أو غاب عن المنزل وإن كان في البلد. إلى أن قال: وظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية. والمشهور عند أصحابنا تحريمه فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأه منهم على الفاحشة لصلاحهم أو مروءتهم أو غير ذلك.
وعلى هذا فلا مانع إن شاء الله تعالى بالسماح لعمك وأبنائه بالدخول إلى بيتك في فترة غيابك ما دمت واثقاً من مروءتهم ودينهم، لكن يجب على زوجتك أن تلتزم بالحجاب الشرعي، وينبغي لها أن تتوقى الجلوس معهم قدر الاستطاعة.
أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني، فالحق أنه يحرم على زوجتك أن تأذن بالدخول لرجل وامرأة بدون موافقة منك لما في صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه وفيه: ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح.
ومن هنا ندعو هذه الأخت إلى التمسك بالشرع، وترك كل عادة تخالفه فذلك أنجى لها عند ربها وأدوم لعشرتها بزوجها، كما ندعوك أنت إلى محاولة إقناع زوجتك بهذا الأمر وليكن ذلك بحكمه ولين، ولا ريب أنها إذا رأت كراهتك لهذا الأمر وإصرارك على أن تتركه، فإنها ستستجيب لك خاصة أنها امرأة طيبة متدينة كما قلت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 صفر 1426(13/3651)
مسائل متعددة في الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف معنى كلمة الاختلاط بين الجنسين وما هي الحدود المشروعة فيه وماهي في الحدود غير المشروعة؟ وذلك في كل من مجال العمل العادي ومجال العمل الخيري، وما حكم المشاركة في المنتديات الإسلامية أو المنتديات الهادفة مع العلم بأني أقوم بالإشراف على ساحة من ساحات هذا المنتدى وإذا سمح لك الوقت بأن تتصفح هذا المنتدى لتدلنا على إذا ما كان هناك شيء غير مبرر وجوده في المنتدى وذلك لأننا لا نريد أن نكون من الذين يحسبون أنفسهم مصلحون وهم مفسدون في الأرض وذلك كله لأن هناك من يرى أن التعامل بين الشباب والفتايات في بعض المشاركات فتنة ونحن نريد أن نرضي الله قبل أي شيء واسم الموقع هوwww.bf4all.net، كما أريد معرفة حكم إرسال رسائل خاصة بين الجنسين عن طريق المنتدى في حالة وجود مشكلة حدثت في المنتدى قد نقوم بإرسال رسائل خاصة لكي نقوم بحل الموضوع وهذا بصفتنا من فريق عمل المنتدى (من المشرفين) . وإذا فعلة أحد الاعضاء لحل الموضوع ونحن جميعا نبغي مرضات الله
كما أريد معرفة حكم المحادثة على الماسنجر (الشات) في الحالات الاتية كل على حدة 1. محادثة مدير المنتدى وذلك بالنسبة للمشرفين وبالنسبة لباقي الأعضاء وذلك للتحدث في تطوير المنتدى أو تنسيق زيارات أوغيرها من الأمور الخاصة بالموقع
2. عمل اجتماع خاص بين مشرفين المنتدى للتحدث فيما يواجهم من مشكلات الإشراف ومن مشكلات المنتدى وإبداء الرأي في تطوير المنتدى.3. التحدث بين مشرف أو مشرفة مع أحد الاعضاء من الجنس الآخر في موضوعات خاصة بالمنتدى وذلك على الماسنجر. 4. تحدث الأعضاء بعضهم مع بعض في الماسنجر وذلك بين الجنسين فيما يخص المنتدى وإذا كانت هذه الحالات أو بعضها لا يوجد ما يحرمها مع العلم بأنها مفيدة جدا بين مدير المنتدى واجتماع المشرفين أكثر من غيرها بل تصل إلى ضرورتها في غالبية الأحيان فارجو معرفة حكم كل هذه الحالات لأن من الممكن أن يتباسط أحد الاعضاء في هذه الاستخدامات وهناك من يتشدد في ذلك، كما أريد معرفة إذا كان الحوار بين الأعضاء يخص بعض الأمور العادية مثل التعرف على سن الشخص وتعليمه ووظيفته فما حكمه فهل هذا من الاختلاط المحرم أم المباح
وجزاك الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في عدة فتاوى سابقة تفصيل القول فيما سألت عنه، وبينا أن العمل الخيري يتعين أن يكون الرجال فيه على حدة والنساء على حدة، وأن يتجنب الاختلاط قدر الإمكان، وبينا أن تلاقي النساء والرجال يجوز بشرط التزام النساء بالحجاب وعدم الخضوع بالقول والتخاطب لغير حاجة، وأما إن كان يجعل السفور أو المزاح أو ترخيم الصوت عند الكلام فإنه محرم. وأما الخطاب عن طريق الإنترنت فإنه مثل الخطاب المباشر فيتعين فيه الانضباط بما ذكرناه سابقا، ويتعين أن يكون في ساحة مفتوحة. وراجعي لمعرفة التفصيل فيما ذكرنا الفتاوى التالية أرقامها: 1072، 56698، 3539، 57794، 9855، 10463، 15176، 35079، 48092، 26838، 30911.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1426(13/3652)
السكن مع إخوة الزوج وأمه المشركة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة متزوجة وأعيش في فرنسا مع زوجي منذ عدة سنوات وقد رزقنا بطفل بفضل الله يبلغ الآن عمره سنتين ومنذ أن رزقنا الله ذلك الطفل وأسرته المؤلفة من الأخوين المسلمين والأم الكافرة \"مشركة\" تطلب منا الانضمام والعيش معا في بيت واحد حيث تقطن الأسرة في بيت ملك في حين أننا نقطن في الإيجار ونعيش شيئا من الضيق المادي.. وتم ذلك حقيقة منذ عدة أشهر ورغم أني مانعت في بداية الأمر ألا أني وافقت في النهاية ورضخت لقول زوجي وقد اتفق مع إخوته على تقاسم جميع مصاريف البيت من طعام وغيره من ضرائب سنوية وشهرية على البيت وقد تم الأمر بموافقة الأم والتي كانت مسافرة لقضاء الاجازة وبدا الأمر على ما يرام إذ إنه بدأ في رمضان وكان أجر إطعام الصائم يصبرني على خدمة عائلة زوجي مع عائلتي وحتى بعد مرور رمضان كنت أحاول الصبر قدر الإمكان لأنال أجر الصبر وأنال رضا الله بارضاء زوجي، ولكن ضيقي ازداد بسبب تأخر حماتي التي اتكلت علي وطالت إجازتها إلى ستة شهور، ومع ذلك صبرت وبعد ذلك عندما أتت لم ينقص الحمل بل زاد بسبب ما تحمله في قلبها من شرك وما تمارسه من شرك، وما تفعله من تصرفات تعتبر غير لائقة في ديننا ومن الضروري بالذكر أنها تهتم بنفسها جدا وتهمل بيتها وأولادها حتى من ناحية تجهيز الطعام فأضطر أنا لفعل كل شيء تقريبا.. المشكلة أن الضيق زاد كثيرا والهم ملأ قلبي وخصوصا أن ولدي غير عاداته من النوم باكرا والطعام في أوقات محددة وأصبح يرهقني حيث يتأخر في النوم وجدته ساهمت جيدا في هذا الأمر، وأيضا ساهمت في تعليمه كلمات غير مهذبة لا يقولها أحد غيرها في هذا البيت ... وبعد ما ذكرت أحسست بضغط فظيع على نفسيتي وفقدان كل استقرار في حياتي.. أحسست أني في ابتلاء وكان همي أن أصبر صبرا جميلا.. ولا أعلم إن كان صبري جميلا حيث إني كنت كل فترة أذكر زوجي وإخوته بضرورة بر والدتهما.. إلا في معصية الله ... ومن كل قلبي فعلت ذلك ابتغاء مرضاة الله.. وحاولت أن أتحمل قدر استطاعتي ألا يغضب مني أحد من أهل هذا البيت أو أن أخطئ في حق أحدهم حتى يسهل الله لنا الخروج من هذا البيت، ولكن لم أكن أنجو من نوبات ضيق شديد تكاد تخنقني بسبب هذا الضيق، ويشهد الله أنه كان دائما في قلبي إحساس بالرضا عن فعل ربي الكريم بي وأن الأمر فيه خير لي وإحساسي أني أستحق ما يجري لي لأنه ما جرى لي إلا بذنب ارتكبته..... فهل يسمى ما أفعل صبرا، وهل لصبري هذا مرتبة، وسؤالي الثاني: وحتى تكتمل الصورة يا شيخي الكريم فإني قد بدأت مراجعة نفسي بحثا عما فعلت فهداني الله إلى قراءة بعض الفتاوى بأن الحمو الموت فوجدت أنه قد يكون ذنبي أني تعجلت بالقدوم إلى منزل العائلة دون وجود محرم \"حيث كما ذكرت أن حماتي كانت تزور بلادها\" وكان زوجي يعمل وقتا أقل من الوقت الذي يعمله أخواه فيتواجدان قبله في البيت.. فهل فعلي هذا حقيقة ذنب، والأمر الآخر أني قدمت للمكوث مع حماتي رغم علمي المسبق بأنها مشركة وتمارس جميع طقوس شركها في هذا المنزل.. فهل موافقتي في المكوث مع تلك المرأة الكافرة ذنب أيضا
والأمر الثالث: أني كنت أحيانا كما أخبرت فضيلتكم تنتابني نوبات هم شديد بسبب تصرفات حماتي من كفر ومن تصرفات فيها إساءة لي وكنت في بعض المرات لا احتمل فأخبر زوجي خصوصا بما أغاظني من أمه، فهل في هذا اغتياب فيه ما يغضب الله علما بأني أكون في حالة أفضل عندما يشاركني زوجي هموم وخصوصا أنه يتقي الله ويحاول التخفيف عني دون أن يؤثر ذلك على بره لأمه ... وسؤالي الأخير: هل يجب للأم الكافرة نفس درجة البر الواجبة للأم المسلمة فحماتي من النوع الذي يستغل البر وإذا ما أعطاها الإنسان أصبعا تفضل أخذ الذراع ... عذراً للإطالة؟ وجزاكم الله كل خير، وأسألك أيها الشيخ الفاضل أن تدعو لي أن يغفر الله لي ويفرج عني، فأني والله لازلت أعيش الظروف التي أخبرتك عنها، وأسال الله أن يهديكم وإياي إلى ما فيه رضاه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنفصل الجواب على تساؤلات الأخت في الآتي:
أولاً: مسألة السكن مع إخوة الزوج: تقدم في فتاوى سابقة أنه لا حرج من السكن مع إخوان الزوج وأقاربه إذا كان البيت واسعا مع عدم الاشتراك في المرافق، كالمطبخ والحمام والممرات ونحوها، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 26276.
ثانياً: مسألة الإقامة مع أم الزوج المشركة والعيش معها في مسكن واحد، فقد تقدم في الفتوى رقم: 21686، أنه لا مانع من الإقامة مع الكافر، إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
ثالثاً: أما عن حكم إخبار زوجك بما أغاظك من تصرفات أمه والتي فيها كفر وإساءة لك، وهل هذا من باب الغيبة، فليس هذا من الغيبة المحرمة، فإن الغيبة تجوز في عدة مواطن منها غيبة الظالم عند من له سلطان، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 17592، والمجاهر بفسقه لا حرمة له لو كان مسلماً فكيف بالكافر.
رابعاً: مسألة هل يجب للأم الكافرة من البر ما يجب للأم المسلمة فتقدم في الفتوى رقم: 17264 أنه لا فرق في وجوب البر بين الوالد المسلم والوالد الكافر لقوله تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15} ، ولكن تزيد الأم المسلمة حق أخوة الإسلام.
خامساً: أما عن سؤال الأخت الفاضلة هل ما تفعله صبر؟ وهل لصبرها هذا مرتبة؟ فنقول: نعم ما تفعلينه إن شاء الله من الصبر، ومرتبة الصبر والصابرين كبيرة ورفيعة عند الله، وأجرهم عظيم قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10} ، ويمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 25111 لمعرفة ما أعد الله تعالى للصابرين. ولا ننسى في الختام أن نؤكد على المعاني التي ذكرتها الأخت والتي هي من دأب المؤمن وحاله مع الشدائد والمصائب، ومن شأن هذه المعاني أن تخفف عن المؤمن المصائب وتعينه على تجاوزها والخروج منها رابحاً غير خسران، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
أول هذه المعاني: الشعور أن ما أصابه إنما هو ابتلاء من الله ليعلم المحسن من المسيء، كما قال الله تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2} ، ثانيها: الرضى عن الله وعن قضائه وقدره، فلسان حال المؤمن ومقاله يردد (ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك) ، ثالثها: الإيمان بأن ما قدره الله سبحانه فيه كل الخير للعبد: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} ، رابعها: الشعور أن ذلك بسبب ذنوب العبد ومعاصيه، خامسها: أن في ذلك كفارة لذنوبه وخطاياه، كما في الحديث: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا غم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم.
وينبغي للأخت السائلة أن تحث زوجها على الانفراد في بيت مستقل، وفي ذلك منافع كثيرة أولها اجتناب الاختلاط بغير المحارم والمحافظة على الولد من التأثر بهذه المرأة المشركة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1426(13/3653)
حكم نظر الرجل إلى المرأة في حال البيع والشراء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متنقبة وألبس نظارة وأظهر عيناي من النقاب لأن نظري ضعيف ولأنني لا أرى جيدا إن غطيتهما والفتحة لا تظهر إلا العينين ولو جعلتها ضيقه جدا لا أستطيع تحريك عيناي بسهولة فأصاب فورا بالصداع أعلم أن إظهار العينين حلال ولكن أريد التأكد وأريد معرفة إن كلمت رجلا أجنبيا لحاجة ما كالبائع أو ما شابه ونظر إلى عيني لأني لما أكلم أحدا أنظر إليه ليس بقصد آخر فهل يكون علي أو عليه إثم، أرجو توضيح الأمر وذكر الدليل.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص أهل العلم على جواز نظر الرجل إلى المرأة التي يتعامل معها بالبيع والشراء إن لم تكن هناك ريبة كما نص عليه ابن قدامة في المغني، ونصوا كذلك على جواز نظر المرأة للرجل إن لم تكن هناك ريبة، واستدلوا لذلك بإباحة النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أن تنظر إلى الحبشة، ويتعين على المرأة استشعار مراقبة الله دائما، وأن لا تكثر من الخروج لغير حاجة، وأن تبتعد عن الوسائل المفضية لمخالطة الأجانب قدر المستطاع، وتترك فضول النظر والكلام معهم. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 52323، 50794، 53051.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1426(13/3654)
سؤال المرأة رجلا أجنبيا عنها حاجة لها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا موظفة ولدي دخل شهري ومحتاجة لجهاز كمبيوتر في المنزل ودخلي لا يسمح لي بذلك ولدى زميل في العمل وكان يريد طلب يدي ولكن لم يكن نصيب بيننا المهم لو طلبت منه شراء الجهاز فلن يرفض
فهل هناك إثم فى ذلك وأريد الجهاز لغرض الاشتراك في النت ويشهد الله أنني أحاول قدر استطاعتي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أرجو ألا تهملوا سؤالي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم، وفيهما من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال وإضاعة المال، وكثرة السؤال. وقال صلى الله عليه وسلم إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة: لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، أو جائحة. رواه مسلم. وقد مدح الله عز وجل المتعففين الفقراء فقال: لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا.
ولهذا لا ننصح السائلة الكريمة بسؤال أحد وخاصة إذا كان ذلك لرجل أجنبي عنها، وهنا يكون النهي أشد قطعا للصلة بين رجل وامرأة أجنبيين وسدا للذريعة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 صفر 1426(13/3655)
حماية الأخ لأخته من محالطة الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[هذه القصة حادثة معي في واحد صديقنا يريد خطبة أختي لكن مازال في يوم أمضى ليلة معنا وفى الصباح ذهب آخى إلى عمله وأنا نائم سمعت حركة غير طبيعية فإذا به أجده في الفراش مع أختي لكن لم أشأ أن أوقفهم ثم بعدها قمت وهذبته وطردته فماذا حكم الإسلام فى هذا وماذا أفعل به هل أقتله
أرجو منكم الرد بسرعة، وشكرا لكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حفظ المرء لمحارمه من الاعتداء والغيرة عليهن من آكد أمور حضانتهن ورعايتهن، والتساهل في مبيت الأجانب معهن أو خلوتهم به يعتبر من الدياثة المحرمة شرعا. وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم: 6} .
وفي الحديث: ثلاثة قد حرم الله تعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد.
وبناء عليه، فإنه يتعين عليك وعلى أخيك حماية أختكما من مخالطة الأجانب ولو كان الواحد منهم عازما على خطبتها، لأن الخطيب أجنبي حتى يتم عقد الزواج، وأما حكم ما حصل، فإن دخول الرجل على الأخت ورضاها بالخلوة به ومشاركته وطاعته فيما يريد أمر محرم عليهما، فيحرم عليه هو الدخول عليها والخلوة بها، ويحرم عليها هي الرضى والمكث معه، فالواجب عليها أن تخرج منه وتستصرخ من ينقذها.
وأما حكمك أنت فإنه يلزمك الجد في إخراجه وإيقافه عن عمله، ولو استدعى الأمر مقاتلته وسحبه بقوة فإنه يجوز لك ذلك، وإن قتلت فأنت شهيد إن شاء الله، لما في الحديث: ومن قتل دون أهله فهو شهيد. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وأما قتلك له بعد خروجه من البيت فإنه لا يجوز، ولكن عليك أن تمنعه من الدخول للمنزل مرة أخرى، وأن تحذره وتهدده إذا أصر.
وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 3906، 6675، 36571، 9044، 31292.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 محرم 1426(13/3656)
هبة المرأة نفسها للرجل لا يعد نكاحا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمرى 27 عاما, يوجد علاقة حب بيني وبين ثيب عمرها 36 عاما ولها 7 أولاد ,هي كانت زوجة خالى فلما توفي قمت بالتقدم إليها منذ عام ونصف ولكن أفراد عائلتي رفضوا ماعدا الجدة. والدها وافق على شرط رضى والدتي التي لم ولن ترضى. مع العلم أنه لم يكن بينى وبين الثيب أكثر من علاقة الود والاحترام بل كنت أحبها أكثر من والدتي وأنها وأولادها كل شيء في حياتي منذ أن كان عمري 11 عاما وحتى الآ ن كل ذلك قبل وفاة خالي أما بعد وفاته بثلاثة أعوام صارحتها بشعورى واكتشفت أنه شعور متبادل، ثم حدث بيننا ما حدث خلال العام والنصف الماضي فكانت المعاملة بيننا كالأزواج كنا نقاوم دوما اجتراح الحرمات ولكن كثرة الشوق أدت إلى المحظور فحدث ما حدث ولكن دون إيلاج الذكر ولكن بعد كل توبة كنا نعود مرغمين مرة أخرى. كل ذلك برضى من نفسها ولكن كنا نندم أننا نخون الله ونتوب ثم نعود. هل هي في حكم الزوجة؟ هل منحها نفسها لي وهي ثيب تصبح زوجتى؟ هل رغبتي الشديدة والملحة في أن تكون في جواري دائما وأن تكون لي تجعلها زوجة شرعية ينقصها الإشهار لوليها على الأقل؟ الآن أنا أبحث عن زوجة شابة لإرضاء والدتي ولعفة نفسي حتى لا أعصي الله مع الثيب مرة أخرى لأننا أرهقتنا كثرة المعاصي والندم عليها. وهي كذلك تقدم للزواج بها رجل آخر وافق عليه أهلها ومتحيرة وتفكر في قبول الزواج به كي لا تعصي الله مرة أخرى معي. لكني لازلت شديد التعلق بها وهي كذلك شديدة التعلق بي. ما هو موقفنا الشرعي , هل نحن أزواج ينقصنا الإشهار لوليها؟ وما هو الحل الأفضل لنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المرأة ليست زوجة لك، والواجب عليك وعليها أن تتوبا مما وقعتما فيه وتندما على ما فعلتما، وما ذكرته من أنها واهبة نفسها لك لا يغير الحكم، ولو أنك أخي قارنت بين لذة الشهوة ومرارة وعاقبة الذنب لما أقدمت على فعل الحرام، وننصحك أخي بطاعة والديك ونسيان هذه المرأة تماما، وستجد من الصالحات بغيتك. وفقك الله لطاعته وجنبك الزلل وسوء العمل. وإذا كنتما تخشيان من الوقوع في المحرمات ولم يرض وليها بالزواج منك، فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي ليزوجها بك، ولتقنع أنت والدتك بقبولها وأخبرها بتعلقك بها، وأنك إن لم تتزوج بها فإنك ستقع في الحرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 محرم 1426(13/3657)
خروج المرأة وحدها إلى أهلها وصديقاتها
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: هل يحق للزوجة الخروج لوحدها بحجة زيارة أهلها وبحجة أن الزوج مشغول مع أنه بإمكانه أن يذهب بها لزيارة أهلها على الأقل يومان في الأسبوع أو أكثر لكنها تريد أن تذهب في أيام أخرى بحجة أنها تمل من الجلوس في البيت لوحدها وأنها تشتاق لأهلها , مع أنه في حالة الضرورة يمكنه أن يذهب بها إليهم في أي وقت حتى مع انشغاله , أيضا هل يجوز للزوجة الذهاب لزيارة صديقاتها لوحدها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه يجوز للمرأة الخروج وحدها في غير سفر لزيارة أهلها أو صديقاتها إذا أذن الزوج لها بذلك، وتوفرت الضوابط الشرعية التي ذكرناها في الفتوى رقم: 4185.
أما إذا كان ذهابها إلى ما ذكر يعد سفرا فلا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم، لما في صحيح مسلم: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.
وعلى هذا، فإذا كان أهل هذه المرأة وصديقاتها قريبين وليس في خروجها إليهم وحدها مفسدة يخشى منها فلا مانع من السماح لها بذلك، وإن كان الأولى بها مراعاة ظروف زوجها بحيث لا تخرج إلا في الأيام التي يكون فيها غير مشغول ليصحبها.
أما إذا كانت المسافة بعيدة بأن تحتاج إلى سفر فلا يجوز لها الخروج إلا مع محرم، ولو أذن لها زوجها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 محرم 1426(13/3658)
هل يسمح لمطلقته بالسكنى مع أولادها
[السُّؤَالُ]
ـ[أبعث إليكم بسؤال مختلط بدمي وهو أنني طلقت زوجتي بسب الخيانة الزوجية وهي في عمر 42 سنة أي قبل 4 سنوات لي ولدان وبنتان في الجامعة تزوجت بعد ثلاث سنوات من الطلاق كانت شبه منقطعة عن الأبناء ومجرد مكالمات تلفونية عابرة تزوجت قبل سنة وهي في طريقها للطلاق من زوجها الجديد بدأت بكثافة الاتصال مع أبنائها تسترقهم عطفا ومظلمة من الحياة ومن زوجها الجديد وتقول بأنها ترغب في التوبة وكل هذا بعد أن انقطعت بها السبل فلا والدها ولا أبوها ولا إخوانها رضوا عن زواجها الثاني وبعد أن لجأت لهم طردوها وبدأت كما قلت في تكثيف الاتصالات بأبنائها في الجامعة الموجودين حاليا في مصر وترغب أن تعيش معهم السؤال هو: هل لي أن أسمح لها أن تعيش مع أبنائها بصفة دائمة؟ طبعا ترغب في أن تطلق زوجها وتبقى باقي حياتها مع أبنائها الذين يدرسون في مصر. بالنسبة لي أنا حائر حيث إن لدي بنتين وولدين يسكنون في شقة قريبة من الجامعة ولا أستطيع السيطرة عليهم وهم يرغبون في أن تعود أمهم لهم؟ رأي زوجتي الجديدة من باب الرأفة والرحمة قالت ليس هناك مانع من أن تبقى على اتصال مع أبنائها بشرط أن لا تطلق زوجها وهي خائفة على مستقبلها علما بأن الزوجة السابقة ترتاد السحرة والمشعوذين في هذا الخصوص وسبق أن تسببت لي بالضرر وحتى ابنها الكبير لا يزال يعاني من السحر.. وهو في حالة من الضياع دخان وتأخر في الجامعة أما الآخرون فهم والحمد لله يسيرون بصورة جيده في الجامعة لأنهم لم يخضعوا للسحر والشعوذة كما قلت لكم أيها الشيخ الفاضل الخوف من هذه الإنسانة لأنها طلقت بسبب الخيانة الزوجية ولاسيما أن عندي بنتين في الجامعة..
أفتوني جزاكم الله كل الخير والله يحفظكم وإنني أصبحت أعيش في حالة من الضياع والتشرد والخوف من وعلى مستقبل الأبناء والبنات ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه المرأة متزوجة فالأولى تشجيعها على البقاء مع زوجها وصبرها عليه، وذلك أفضل لها وأليق بحالها.
وأما إن وقع الطلاق، وتابت توبة صادقة من تلك المعاصي بما فيها ممارسة السحر والتخلي عن اقتراف الفاحشة ومقدماتها، فلا مانع من تركها تسكن مع أبنائها، وذلك رأفة بها وحفظا لأعراض الأبناء من أن يعيروا في الناس بأن أمهم مشردة، هذا إضافة إلى أن في جمع شملها بأبنائها عوناً لهؤلاء الأبناء على البر بأمهم وحسن صحبتها، وذلك لما للأم من حق عظيم على أبنائها بدليل ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسل، فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بصحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أبوك.
أما إن كانت هذه الأم باقية على سلوكها السيء، فلا ينبغي أن تمكن من السكنى مع أولادها خشيهة أن تؤثر على سلوكهم، بأن تندبهم إلى طريق الانحراف الذي تسلكه.
لكن لا مانع أن تكلم أبناءها أو يكلموها أو تقابلهم ويقابلوها، والأولى أن يكون ذلك بحضرة أبي الأولاد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1426(13/3659)
محادثة الأجنبية المعقود عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعيش خارج بلدي قبيل سفري خطبت بنتا فانقطعت أخباري عنها لظروف خاصة فتم عقد قرانها من دون علمي بعد مدة من العقد رن هاتفي فإذا هي تكلمني فاستعدت علاقتي من غير علم ووعدتها بالزواج عند عودتي أخيرا علمت بما جرى فمن قبل أن تكلمني فهي ناوية علي الخلع أو الطلاق من ذاك الرجل قبلت أنا أم رفضت فأنا في حيرة من أمري نعم أحببتها ولكنها في عصمته ماذا يترتب علي؟ ثم ماهو حكم الشرع في حالتها هل يجوز لها الخلع أم لا يجوز لها؟ علما بأنها تزوجت برضاها غير أنه لم يدخل بها وهي بكر. وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أخي الكريم عصمك الله من المعاصي أن تحادث هذه المرأة، واعلم أن حديثك معها واستمرارك في الرد عليها سيكون مفسداً لها على زوجها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه أحمد.
وانظر الفتوى رقم: 52442، ولا علاقة لك بها، فإن حدث أن طلقت بسبب خلع أو غيره، فلا مانع بعد ذلك من الزواج بها.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 24956.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1426(13/3660)
ظهور الفتاة بالملابس الضيقة أمام المحارم مدعاة للفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من جلست أمام ابن خالتها وأخيها من الرضاعة كاشفة الرأس وبملابس ضيقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن المرأة مأمورة بأن تحتجب عن الرجال الأجانب، وابن خالتها أجنبي عنها وليس من محارمها. هذا إذا لم يكن أخاً لها من الرضاعة، أما أخوها من الرضاعة فحكمه حكم الأخ من النسب له أن يرى منها ما يرى غيره من المحارم، وسبق في الفتوى رقم: 21428 حدود وضوابط ما يجوز أن تظهره المرأة أمام محارمها.
وعليه، فليس لها أن تجلس أمام ابن خالتها إلا مرتدية الحجاب الشرعي الساتر الذي لا يصف ولا يشف، وكذلك عليها أن لا تبدي مفاتنها أمام محارمها، فإن لبس الضيق عادة ما يظهر مفاتن المرأة ويكون مدعاة للنظر بشهوة، وهذا لا يجوز؛ بل هو في حق المحارم أخطر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 محرم 1426(13/3661)
هل يقيم الأخ مع امرأة أخيه المعتدة من وفاته
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة عمرها 35 عاما ومات عنها زوجها علماً بان شقيق الزوج يقطن معها في البيت فبل وفاة الزوج وهي الآن في مرحلة العدة فهل يستطيع شقيق الزوج أن يبقى في السكن معها علماً بأن أكبر أبنائها لا يتجاوز من العمر 6 سنوات وهي فتاة وهل تستطيع أن تقابل الرجال للعزاء أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لهذا الرجل البقاء مع هذه المرأة مادام لا يوجد محرم غير أولئك الأطفال الذي لا تنتفي بهم الخلوة، إلا إذا كان الرجل يسكن في جزء من البيت لا تشترك مرافقه كالمدخل ونحوه مع الجزء الذي تسكنه المرأة، وراجعي الفتوى رقم: 49382.
أما عن حكم مقابلة هذه المرأة للرجال للتعزية فلا يجوز لها أن تفعل ذلك إلا من كان منهم محرما لها، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: هل يحرم على الأجانب تعزية الشابة إلى أن قال المحارم يعزونها وغير المحارم يعزون العجوز دون الشابة. قال الأسنوي مقتضاه التحريم. وقال صاحب مواهب الجليل نقلا عن سحنون: ولا تعزى المرأة الشابة وتعزى المتجالة وتركه أحسن. اهـ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو الحجة 1425(13/3662)
أخذ القراءات عن المرأة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للرجل أن يأخذ القراءات (للقرآن) عن المرأة الأجنبية عنه؟ وهل عليه أن يمازحها إذا كانت كبيرة جدا بالنسبة له؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أخذ القراءات يتطلب وقتا طويلاً وجهداً كبيراً....، وربما يترتب عليه الخلوة ... وغير ذلك، ومن هذه الجهة ينبغي للرجل أن يطلب القراءة وغيرها من العلوم من الرجال ما داموا موجودين حتى لا تحصل الخلوة أو غير ذلك مما نهى عنه الشرع، وإذا لم يجد من يعلمه من الرجال فلا مانع من التعلم من امرأة إذا ضبط ذلك بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة والخضوع بالقول، فقد كان الصحابة والتابعون يأخذون العلم من الصحابيات وخاصة أمهات المؤمنين.
وأما ممازحة المرأة الأجنبية فلا تجوز، بل لا يجوز الحديث معها إلا لحاجة ويجب الاقتصار عليها ودون الخضوع بالقول ولو كانت كبيرة في السن.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 50422، 9278.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو الحجة 1425(13/3663)
من عواقب الاختلاط المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيرا على ما تقدمون للإسلام من خير
أطمع في سعة صدركم وإليكم قصتي، خنت صديقة لي مع زوجها وكانت تضع في كامل الثقة. حين تخاصمت معه أخبر زوجته بكل شيء، شتمتني وقالت كلاما فاحشا وعايرتني بأسرار كنت قد حكيتها لها، وجرحني هذا كثيرا.
بعد جهد كبير أقنعناه-أنا وهو- أن ما قاله كذب وأنه قاله ليختبر حبها,
منذ ذلك الحين ونحن متقاطعتان ولا نتبادل حتى السلام رغم أنهما معا يشتغلان معي في نفس المصلحة
تبت لله وأرجو أن يتقبل مني ربي ويغفر لي لأني ندمت كثيرا كثيرا
سؤالي، هل في هده المقاطعة وزر علما إني لا أستطيع أن أنسى ما جرحتني به وعلما أنها لا تصلي ولن تقدر ما سأفعل إن بادرت بالكلام معها
رجائي أن تجيبوني مباشرة دون أن تحيلوني على فتوى أخرى وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا من مظاهر مخالفة أمر الله في العمل بالمكان الذي يختلط فيه الأجانب.
واعلمي أن الخيانة العظمى هي معصية الله تعالى ومخالفة أمره بعدم الاختلاط ونظر المحرمات والخلوة بين الأجنبيين وما انجر عن ذلك فيما بعد من ارتكاب الفاحشة.
فالواجب أولا أن تتوبا إلى الله مما حصل منكما وتنيبا إليه إنابة صادقة قبل أن يحل بكما سخط الله وعقابه الدنيوي والأخروي، فلا تأمنا أن يصيبكما الله نتيجة معصيتكما بالأمراض الفتاكة كالإيدز أو غيره.
وأما فيما يتعلق بصديقتك فإنه مع تأكيدنا أنه لا يليق بك أن تشوشي خاطر زوجها عليها ولا أن تسعي فيما يؤدي لإفساد عصمتها ولا إفساد ثقتها بك، ولا يجوز للزوج أن يباشر الحرام ولو كان غير متزوج، فما بالك إذا كان متزوجا، إلا أننا ننبه إلى أن الحق أولا فيما حصل لله تعالى والوزر يترتب على فعلكما من حيث إنه معصية لله أولا لا من حيث إنه حق للمرأة فقط، فإن الرجل والمرأة يختلف حالهما شرعا بالنسبة لما يسميه الناس الخيانة الزوجية، فإن المرأة يحرم عليها شرعا أن تطمح لمخالطة أو معاشرة أي رجل ماعدا زوجها.
وأما الرجل فله أن يعاشر عند القدرة على العدل ثلاث زوجات أخريات، وإن عاشر امرأة أخرى ليست زوجا فقد ارتكب الإثم من حيث إنه عصى الله تعالى، فقد حرم الله ابتغاء الرجل من ليست زوجا له، ووصف من فعله بالعدوان، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون: 5-7} .
وقد حرم الله تعالى اعتداء الرجال على نساء الجيران وعده من أخطر وأكبر أنواع الذنوب، كما في حديث ابن مسعود قال: سالت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك. متفق عليه.
ويضاف إلى معصيته لله تعالى خيانته لزوجته بارتكابه للحرام، فإن مقارفته للحرام قد يؤدي لإصابته بالأمراض الفتاكة، وقد تنتقل هذه الأمراض إليها فتصيبها بالخطر.
وقد يؤثر فساد أخلاقه عليها هي وعلى أولادها، وقد يؤثر على سمعتها إضافة إلى ما قد يسبب من تفكك الأسرة وكثرة الخلافات، ولذلك، فإن أهل العلم أثبتوا لها الحق في طلب الطلاق عند ثبوت حصول الضرر في تصرفات زوجها، وقد سبق بيان ذلك في عدة فتاوى منها الفتاوى التالية أرقامها: 4489، 37112، 33363، 7981، 4977.
وبناء عليه، فإن الوزر مترتب عليكما على كل، بسبب معصية الله تعالى وكشف الأمر ومجاهرة هذا الرجل بالمعصية وإخباره لزوجته بالموضوع.
وقد كان الواجب عليه أن يستر نفسه ولا يبوح لزوجته بما حصل، وأما إذا فعل ذلك فإنه ما كان لزوجته أن تصدقه فيما حكى عنك لأنه لا يثبت هذا الموضوع بمجرد إخبار شخص فاسق، إذ الأصل في الناس البراءة.
ولذلك قرر الشرع أنه لا يثبت اتهام الشخص بالزنى إلا بشهادة أربعة عدول.
وأما مقاطعتك لهذه المرأة فإنه يتعين عليك كسرها بإفشاء السلام عليها، فإن أبت عن رد السلام عليك كان الإثم عليها.
ويجب عليك أولا وآخرا البدار بالتوبة إلى الله والبعد عن مخالطة هذا الفاجر وغيره من الأجانب وأن تلتزمي بالحجاب الشرعي وعدم الاختلاء بالأجانب وعدم الكلام معهم إلا فيما يتعلق بضرورة العمل، وإن لم تتمكني من الحفاظ على دينك فالواجب عليك أن تبحثي عن عمل آخر في مجال تأمنين فيه على دينك وعرضك، فإن دين المرأة وعرضها هما أهم ما ينبغي الحفاظ عليه، وإنما يتم الحفاظ عليه بالبعد عن المحرمات والشبهات، فمن اتقى الشهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، كما في حديث الصحيحين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو الحجة 1425(13/3664)
حكم مبيت الرجل مع بناته مع وجود أجنبيات عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي له بنات يسكن بمسكن خاص بهن وهو يبيت معهم يوميا ليحافظ عليهن ويتولى شؤونهن وهن في سن الجامعة ويبيت معهن بنتان من صديقاتهن في سن الجامعة لسوء ظروفهن الأسرية. فهل بيات زوجي مع بناته في حالة بيات هاتين البنتين في الشقة معهن جائز شرعا أم فيه حرمة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم. قال ابن حجر: فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع؛ لكن اختلفوا هل يقوم غير المحرم مقامه في هذا كالنسوة الثقات؟ والصحيح الجواز لضعف التهمة به، وقال ابن قفال: لا بد من المحرم.
وقال النووي في شرحه لمسلم: لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام. بخلاف ما لو اجتمع رجل بنسوة أجانب. اهـ.
وبناء على هذا.. فإن كان بنات هذا الرجل ثقات فلا مانع ان شاء الله تعالى من مبيته مع بناته مع وجود تلك البنتين الأجنبيتين. لكن الأولى والأحوط البعد عن هذا كله أو على الأقل ألا يبيت مع هاتين البنتين في مكان واحد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1425(13/3665)
يحرم النظر إلى جسد الأجنبية ولو برغبة أو طلب منها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تجوز رؤية جسد الاجنبيات إن كان بطلب أو إرادة منها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم النظر إلى ماحرم الله تعالى من الأجنبيات ... ولو كان ذلك برغبة منهن أو علم. . فإن الله تعالى يقول: قل للمؤمنين يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور:30ـ31} . ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 46542.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو الحجة 1425(13/3666)
ضوابط الكلام مع ابنة العم أو العمة، وابنة الخال أو الخالة
[السُّؤَالُ]
ـ[انتقلت إلى دولتي التي بها عادات ماأنزل الله بها من سلطان مثل المصافحة والاختلاط في المواصلات والتحاور مع القريبات وأصبحت أتساهل في الجلوس والتحدث مع بنت عمتي التي تكبرني في السن. أفيدونا عن الضابط في هذا الموضوع.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التساهل في التعامل مع النساء الأجنبيات خطره وبيل وشره مستطير، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه، والحمو قريب زوج المرأة كأخيه ونحوه ممن ليسوا محارم للمرأة. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه. وقد قال تعالى: قل للمؤمنين يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... {النور:30ـ31} . ولا يجوز للرجل مصافحة المرأة الشابة الأجنبية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وقد قال أصحابنا: كل من حرم النظر إليه ـ حرم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها، ولا يجوز مسها. اهـ.
هذا، وإن الكلام مع المرأة الأجنبية كابنة العم أو العمة، وابنة الخال أو الخالة ونحوهن لا يجوز إلا لحاجة وبضوابط شرعية مرعية، منها: الالتزام بغض البصر بين الطرفين، وأن لا تكون هناك خلوة، وأن لا يتجاوز الكلام قدر الحاجة، وأن لا تكون هناك ريبة وشهوة في قلبيهما أو أحدهما.
هذا، واعلم أن التساهل في الكلام مع الأجنبيات وإنشاء العلاقات معهن ـ ذريعة إلى الفاحشة، وقد يجر إلى الوقوع في كبائر الذنوب، وإن زين الشيطان هذه العلاقات وأظهرها على أنها بريئة. وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، فقال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة. ونص فقهاء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مُطمِع له فيها. وتأمل الفتوى رقم: 9431.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو الحجة 1425(13/3667)
إقامة أجنبي مع امرأة بحجة أنه ملك يمين شر مستطير
[السُّؤَالُ]
ـ[زوج يعيش في بلد وزوجته والأولاد يعيشون فى بلد آخر، والأولاد هم في سن المراهقة يدرسون بالجامعات وفوجئنا بالزوجة تأتي بشاب في سن المراهقة وتجعله يقيم في المنزل معهم علمأ بأن الزوج غير موجود ومقيم ببلد آخر وأحضرت الزوجه هذا الشاب ليقوم بعمل كافة الواجبات المنزلية من تنظيف وطبخ وخلافه، وعن الاعتراض من قبل أهل الخير على ما فعلته الزوجة ترد عليهم بقولها بأن هذا الشاب ينطبق علية قوله سبحانه وتعالى (وما ملكت أيمانكم) ، أرجو إفادتنا عما فعلته هذه الزوجة، هل هو يجوز شرعاً، وما هو الحكم تجاه زوجها الذي شغلته الأمور الدنيوية عن مثل تلك الأمور، ونرجو توضيح المقصود بمعنى وما ملكت أيمانكم التي تستند إليها تلك الزوجة في مشروعية وجود مثل ذلك الشاب في منزلها مع أولادها إقامة دائمة، علماً بأن من أولادها بنت في سن المراهقة، أرجو إفادتنا حتى نتوجه لها بإفادتكم لعلها تستفيد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حول ولا قوة إلا بالله تعالى، إن المرأ ليصاب بالدهشة عندما يسمع مثل هذه الأسئلة ويقول في نفسه هل وصل الحال بالمسلمين إلى هذه الدرجة من الجهل، فما قامت به هذه المرأة لا يجوز أبداً؛ بل هو فساد عظيم وفتح لباب شر مستطير، وإقامة هذا الشاب في هذا البيت حرام لا يجوز، وقد سبق أن تكلمنا عن حكم إقامة الأجنبي في بيت مع أجنبية في الفتوى رقم: 10146.
وأما الاستدلال بالآية فغلط فاحش لأن المقصود بملك اليمين العبد والأمة المملوكان، وهذا الشاب غير مملوك، وانظر الفتوى رقم: 27945.
وقد ذهب الحنفية والحنابلة إلى حرمة خلوة السيدة بعبدها، والمالكية والشافعية إلى جوازه، أما خلوة الحر مع أجنبية فكلهم متفقون على حرمتها -أعني الخلوة- ولذا فعلى هذه المرأة أن تتقي الله تعالى وتقلع عما فعلت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو القعدة 1425(13/3668)
حكم اقتناء موسوعة علمية توضح العملية الجنسية برسوم وصور
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي فضيلتكم فيمن يقتني موسوعة علمية أجنبية تحتوي على فوائد عظيمة للمسلم في حياته اليومية لكنها ومع الأسف موجود بها صور توضح العملية الجنسية بواسطة رسوم وأحيانا تصطدم بصور غير لائقة.مع الإشارة أن هذه الموسوعة جد مهمة نظرا للكم الهائل الذي تحتويه من المعلومات العلمية والطبية. هذا وماذا عن الأفلام الوثائقية العظيمة الفائدة لكن فيها بعض اللقطات تبرز فيها نساء بألبسة غير محتشمة. أرجو من الإخوة الأفاضل المزيد من الإيضاح لأني اطلعت على بعض الفتاوى التي وردت لكن أريد مزيدا من التفصيل. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإنسان مأمور بحفظ سائر جوارحه عما لا يحل، قال الله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {الإسراء: 36} . وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. ومثل هذه الموسوعة يثير شهوة الإنسان ويؤدي إلى المفاسد الكثيرة. وعليه، فلا يجوز اقتناؤها لما فيها من الضرر بالدين والأخلاق. كما لا يجوز متابعة الأفلام التي تحتوي لقطات من نساء بألبسة لا تليق. وتلك الفوائد التي يأملها القارئ من مثل هذه الموسوعة، وتلك الأفلام لا تبيح له نظر ما حرم الله ولا اقتناءه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1425(13/3669)
الأمن من فتنة النساء سراب خادع
[السُّؤَالُ]
ـ[أتمنى من حضرتكم إفادتي في حكم: أنا أكتب في أحد المنتديات..وكان في ذلك المنتدى (فارسة أحلامي) والله المستعان..فقد كنت أكتب لها وتكتب لي..طبعا بعد ما لعب علينا الشيطان..أخطأنا في حق رب العالمين لكننا تبنا.. (والآن هي وأنا نكتب في نفس المنتدى) علما أننا أغلقنا تلك العلاقة.. ولكن أدمنت ذلك المنتدى وهي كذلك.. لكننا والله لا نتعرض لبعضنا.. بل مواضيعنا كلها دعوية..فهل يجوز لي مواصلة الكتابة..أفيدونا حفظكم الله.. وجزاكم الله خيراً..أتمنى لو كان الجواب سريعا..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن فتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطراً وضرراً، كما ورد ذلك في الصحيحين وغيرهما من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وهذه الفتنة لا ينبغي لأحد أن يأمنها على نفسها، فلربما فتن الرجل الصالح الحازم بسبب نظرة أو كلمة، ولذا ورد النهي عن الخلوة بالأجنبية، وعن النظر إليها، وعن خضوعها هي بالقول، وكل ذلك من أجل الحيلولة دون ما يتوقع من الفتن والفساد المحتملين احتمالاً كبيراً بين الرجال والنساء.
ولا نرى أن الشيطان بعد أن عرف الطريق التي اصطادكما بها إلى الخطأ السابق، أنه سيترككما في نفس المنتدى تحافظان على علاقة دعوية بريئة وسليمة من الأخطاء.
وعليه، فالذي نراه صواباً وأكمل لتوبتكما هو أن يبحث كل منكما أو أحدكما عن منتدى آخر للكتابة، بعيداً عن الآخر، مع أننا لا نستطيع القول بأن الكتابة البريئة في نفس المنتدى تحرم بين الرجال والنساء إذا تقيدت بضوابط الشرع، ولكن ما نصحناكم به أحوط.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1425(13/3670)
الاختلاط بين الجنسين في الأعمال الخيرية
[السُّؤَالُ]
ـ[مجموعة من الشباب من الجنسين يقومون بالأعمال الخيرية مثل زيارة الأيتام والمسنين والمرضى وإطعام الفقراء ويكون التعامل المباشر والحديث بينهم في حدود تنظيم العمل الخيري ومتطلباته من توزيع للمهام وتوزيع للأموال فهل يجوز اللقاء بينهم في هذه المناسبات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الفتيان والفتيات بالمعنى الشائع الآن لا يجوز، لما فيه من أسباب الفتنة والخطر العظيم على العفة والنزاهة، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وإن أي نشاط سيؤدي إلى اختلاط بالمعنى المحرم فهو ممنوع، ولو كان من أجل القيام بأمور دعا إليها الشرع وأمر بها، وذلك لأن اجتناب المنهيات مقدم على فعل المأمورات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه.
وبناء عليه، فالصواب أن يقوم كل طرف من الجنسين بهذا العمل منفرداً عن الطرف الآخر، فيجتمع البنات على حدة، والأولاد على حدة، ويقوم كل بالمساعدة المذكورة حسب طاقته، وليس تواجد الجنسين معا على وضع قد لا تكون فيه كل الأطراف ملتزمة بضوابط الشرع من عدم إبداء ما يحرم إبداؤه، وعدم خلوة أو تعطر أو خضوع بالقول ... نقول: ليس تواجد الجنسين معا على وضع كهذا يفيد شيئاً لا يستغني عنه في هذا الموضوع، مع أنه حبالة من أخطر حبائل الشيطان لاصطياد فرائسه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1425(13/3671)
حكم جلوس أقارب الزوج مع المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك فتوى للعلامة ابن باز رحمه الله في فتاوى النساء بجواز جلوس المرأة مع أقارب زوجها من الذكور بوجود محرم, وأمن الفتنة والالتزام بالحجاب الشرعي ولقد قرأت النهي عن الاختلاط ولو أمنت الفتنة في كثير من المصادر ولكثير من العلماء فكيف الجمع بين الآراء وهل هناك عام وخاص في هذه المسألة-أفيدونا يرحمكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الاختلاط الممنوع ليس وجود الرجال والنساء تحت سقف واحد أو في مكان واحد إذا كان الرجال على حدة والنساء على حدة, والاختلاط الممنوع هو عدم الانضباط بالضوابط الشرعية في تواجد الرجال والنساء في محل واحد، وتلك الضوابط هي اتخاذ الحجاب الشرعي، والحشمة، وعدم الخلوة، وعدم الخضوع بالقول، وغض البصر، وغير ذلك مما يكثر فقدانه في الجلسات التي تضم الجنسين.
واعلم أن أقارب زوج المرأة هم مثل غيرهم من سائر الأجانب، بل قد ورد من الشارع الحكيم التنصيص على النهي عن دخولهم على المرأة. ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج أو قريبه.
فإذا كان جلوس أقارب الزوج مع المرأة متقيدا بالضوابط المذكورة فلا حرج فيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1425(13/3672)
مدار التحريم في النظر على التلذذ
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مسلم والحمد لله بدأت أصلي في أحد المساجد الخمس صلوات يومياً في جماعة مع الحرص على تكبيرة الإحرام، تعرفت على شاب متدين وملتزم وحريص ربما أكثر مني وتعلقت به، لكن الشاب ذا وجه جميل ولا أدري هل أحببته لشكله أم لتقواه، ولكنني أقول لنفسي إنها محبة في الله لأننا نتناصح بالخير ونتواصى بالحق والصبر والحرص على الصلوات خاصة صلاة الفجر، فهل يعتبر هذا التعلق حراماً ويجب البعد عنه، المشكلة التي لبست علي الأمر هي شكله الجميل، فما هو الحل، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد كون الشاب المذكور ذا وجه جميل ليس يحرم صحبته، فإذا كنت لا تشعر بتلذذ بنظر وجهه ولا بميل نحوه غير الميل الذي يكون بين سائر الناس فلا حرج عليك في صحبته والاستفادة من التزامه وحرصه على تطبيق دينه.
وأما إن كنت تجد لذة في النظر إلى وجهه وشكله أو تشعر بميل غير طبيعي نحوه، فالواجب الابتعاد عنه، لأن ذلك يعتبر نوعا من اللوطية، قال ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل: اللوطية على ثلاث مراتب.... طائفة تتمتع بالنظر وهو محرم، لأن النظرة إلى الأمرد بشهوة حرام إجماعاً ...
وهذا الحكم لا يختص بالأمرد، بل النظر إلى الملتحي وإلى النساء المحارم بشهوة، فمدار التحريم على التلذذ وذلك الميل الشاذ.
والحاصل أن عليك أن تنظر إلى حال نفسك مع ذلك الشاب، فإن كنت تجد شهوة في النظر إليه، فالواجب تركه وتجنب ملاقاته، وإن كنت لا تحس بذلك فلا حرج عليك في مصاحبته، لأن مجرد حسن صورته ليس يحرم صحبته، ولكن الأحوط تجنبه لما ذكرت من الشك في سبب محبتك له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1425(13/3673)
سكنى الفتاة في بيت الطالبات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة على أبواب بدء الدراسة الجامعية، والجامعة التي سأدرس بها تبعد عن بلدي حوالي 60 كم فهل يجوز لي المبيت في سكن الطلبة علما أني سأسكن مع فتيات وبأن إمكانية السفر يوميا ذهابا وإيابا هو أمر صعب جدا جدا جدا، أرجو توضيح المسألة ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عن سؤالك نود أولا أن أننبهك إلى أن هذه المسافة التي تفصلك عن مقر الجامعة إذا كان السفر إليها يعتبر في عرف بلدكم سفرا، فإنه لا يجوز لك أن تجتازيها إلا مع محرم، ففي الصحيحين: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذو محرم. وبالنسبة لسكنك مع الطلبة، فإذا كنت ستسكنين مع فتيات كما ذكرت وليس مع ذكور، وكان المحل مأمونا ولا يخشى فيه فساد ولا فتنة فلا بأس به وإلا فلا.
وراجعي في هذا فتوانا رقم: 19022.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو القعدة 1425(13/3674)
المحافظة على الدين أولى من كل شيء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا يا شيخ أقرأ في السنة الثالثة ثانوي وفي السنة الأخيرة وآخر امتحان لي الأسبوع القادم، وقد تركت الثانوية بسبب الاختلاط، هل يجوز لي أن أمتحن وأدخل الامتحان الأخير أو أني أترك الدراسة علما بأنني علمت أن الاختلاط لا يجوز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الجنسين في المؤسسات الدراسية على الوضع الشائع الآن شر مستطير، وهو من الحرام البين، لما يفضي إليه من الفتنة والفساد. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم. وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وعليه، فإذا كان في الإمكان أن تجد مؤسسة أخرى غير مختلطة تكمل فيها ما تبقى من تعليمك الثانوية فذلك خير لك، لأن محافظة المرء على دينه أولى له من كل شيء. وإن كنت لا تجد غير المؤسسة التي أنت فيها الآن، وكنت محتاجا إلى الشهادة التي ستحصل عليها إذا نجحت في الامتحان، فإن لك أن تواصل فيها مع الاحتياط في غض البصر، والبعد عن البنات، واجتناب الحديث معهن في غير ما تدعو إليه الحاجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1425(13/3675)
هل يسمح لزوجته بالدراسة في المدارس المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[الرجاء أن ترشدونا في هذا الموضوع. رجل متزوج منذ سنتين. وزوجته كانت تدرس وتركت الدراسة بسبب الزواج. بعد مضي سنتين أخذت تطالب بأن تستمر في دراستها في مدرسة مختلطة. وهذه المدرسة معروفة بشباب فاسدين. نصحها الزوج بعدم صلاحية ذلك وخطورة الاختلاط وما يترتب عليه وهي تصر على ذلك. هددها الزوج بالطلاق ولم تأبه. وكلمت أهلها الذين يوافقونها في طلبها. ويقولون بأنها امرأة شريفة وهم واثقون فيها ولن يحدث شيئ. فماذا يفعل الزوج، هل يصبر عليها أم يطلقها؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تسمح لزوجتك بالدراسة في هذه المدرسة المختلطة إذا كان الاختلاط فيها من النوع المحرم، وإلا كنت عاصيا مثلها وذلك لأن الله تعالى جعل المسؤولية عليك في حثها على المأمورات ومنعها من ارتكاب المحظورات، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً {التحريم: 6} . وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته. والواجب على أهل هذه المرأة أن يكونوا لك عونا على ذلك، وليحذروا من تحريض بتنهم على هذه المعصية لأن الله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2} . ولتعلمهم أن أي محاولة منهم لإضعاف العلاقة بينك وبين زوجتك تعد معصية لأنه يدخل في معنى التخبيب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. رواه أبو داود، لكن على العموم ننصحك بمحاولة إقناع زوجتك بالتخلى عن هذا الأمر وبيان خطورته لها، ولا بأس أن توسط العقلاء وأهل الصلاح من أهل زوجتك في ذلك حتى تقتنع. وأما الطلاق فلا داعي له لأنه لا يوجد شرط يلزمك بالموافقة على دراستها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1425(13/3676)
حكم خروج المرأة مع قريبها داخل المدينة
[السُّؤَالُ]
ـ[أقدم إلى مصر في زيارات خاطفة لبعض الأقارب مع والدتي.. وأرغب أثناء هذه الزيارة في زيارة بعض الأخوات ممن تعرفت عليهم في زيارات سابقة أو من خلال شبكة المعلومات ... ويأبى أهلي أن أخرج بمفردي.... وأنا لا أعترض ... لكن هم يريدون أن أخرج مع ابن خالتي الذي سنه تقريبا 12 أو 14 سنة.... فهل يجوز ذلك.. فقد قيل لي إنه يفترض أن أحتجب منهم....فماذا أفعل؟ هل أخرج معهم على احتمال أنهم غير بالغين أم ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة والدتك في عدم الخروج وحدك واجب نظرا لوجوب طاعتها وبرها وإرضائها، إضافة إلى أن جلوس المرأة في بيتها أولى ما لم تكن هناك حاجة ضرورية تدعوها للخروج، ويدل لذلك قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ َ {الأحزاب:33} .
وأما خروجك مع الولد داخل المدينة فلا حرج فيه إن لم تحصل خلوة ولم تخف ريبة، وعليك أن تبتعدي عن مسه والتكشف أمامه، وأما على احتمال بلوغه فيجب الاحتجاب منه والبعد عن صحبته في خروجك إلا لضرورة، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30063، 3859، 46848.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1425(13/3677)
المعانقة والتقبيل بين أفراد الجنس الواحد
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
بخصوص الفتوى
رقم الفتوى: 20802
عنوان الفتوى: تفصيل الفقهاء في المعانقة لدى اتحاد الجنس
تاريخ الفتوى: 03 جمادي الثانية 1423
ماذا يفعل المسلم إذا ترتب على ترك التقبيل والمعانقة مفسدة أكبر كقطيعة وسوء ظن ونفرة من الدين
أرجو التفاصيل عامة في الفعل الذي يترتب عليه مفسدة؟ كيف يتصرف المسلم الذي يحب السنة؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواجب المسلم هو الوقوف عند حدود الله بتنفيذ أمره واجتناب نهيه، وقد بينا في الفتوى التي أشرت إلى رقمها أن المعانقة والتقبيل بين أفراد الجنس الواحد قد اختلف فيها أهل العلم بين مجيز مع الكراهة ومجيز دون كراهة، وبين نادب إليها بالنسبة للقادم من سفر ونحوه. وأما بين الرجال والنساء الأجانب بعضهم عن بعض فإن ذلك محرم.
وعليه، فإن كنت تقصدين المعانقة والتقبيل بين أفراد الجنس الواحد فلا بأس بفعلها إذا خشي في تركها مفسدة، مثل ما أشرت إليه من قطيعة وسوء ظن ونفرة من الدين، وذلك لأن فعل المكروه لا يترتب عليه عقاب، ولأن الأخذ بقول المجيز يتعين في مثل الحالة التي أشرت إليها.
والمعانقة بين الرجال والنساء والمحارم لا بأس بها أيضا إذا تقيد فيها بالضوابط التي بيناها.
وأما المعانقة والتقبيل بين الأجانب من الرجال والنساء فهي مفسدة كبرى، ولا يتصور بتركها حصول مفسدة أعظم منها، وهي معصية لله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية ال خالق. رواه أحمد وصححه السيوطي والهيتمي والألباني، فلا مناص من تجنبها إذا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1425(13/3678)
اختلاط الرجال والنساء في الأماكن العامة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل جلوس الرجال والنساء معا في مكان كمطعم أو مول تجاري أو وسيلة مواصلات حتى ولو كانوا ليسوا من أصل واحد أو لا يتحدثون سويا هل يكون ذلك اختلاطا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تواجد الرجال والنساء في أماكن عامة كالمساجد والمطاعم.. وغيرها لا مانع منه شرعا إذا دعت إليه الحاجة وانضبط بالضوابط الشرعية بحيث تكون المرأة متسترة ولا تحصل خلوة أو خضوع بالقول أو ملامسة، أما إذا حصل شيء من ذلك فإنه لا يجوز، وكذلك الأمر بالنسبة لوسائل النقل. ولمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 33944، 16718، 38408.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1425(13/3679)
حكم المبيت عند امرأتين اجنبيتين من القواعد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز المبيت عند ابنة عم والدي ومعها أختها والاثنتان من القواعد ولهما أولاد أكبر مني وهل الخلوة تنتفى بوجود الاثنتين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تم الإجابة على هذا السؤال في الفتوى رقم: 43715، والفتوى رقم: 49382.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1425(13/3680)
هل يقوم النسوة الثقات مقام المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الدليل على أن السيدة الثقة تنفي الخلوة المحرمة الدليل من الكتاب والسنة فدليل الرجلين واضح؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ...
وفي رواية: ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها ذو محرم.
قال النووي في شرح مسلم: لا فرق أن يكون معها محرم لها كابنها وأخيها ... أو يكون محرماً له كأخته وابنته ... فيجوز القعود معها في هذه الأحوال.
وقال الحافظ في الفتح: ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها ذو محرم. فيه منع الخلوة بالأجنبية وهو إجماع، لكن اختلفوا: هل يقوم غير المحرم مقامه في هذا كالنسوة الثقات؟ والصحيح الجواز لعدم التهمة به.
وعلى هذا، فإن المُحرَّم شرعاً هو الخلوة، فإذا حصل ما ينافيها من وجود امرأة أخرى ثقة أو نساء ثقات، فإن الحرمة تنتفي ما لم يكن هناك مانع آخر من عدم الثقة أو خشية الفتنة ...
قال النووي في شرح مسلم: وأما لو خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يُستحى منه لصغره كابن سنتين أو ثلاث ونحو ذلك، فإن وجوده كالعدم، وكذا لو اجتمع رجال بامرأة أجنبية فهو حرام، بخلاف ما لو اجتمع رجل بنسوة أجانب، فإن الصحيح جوازه.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 39086.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1425(13/3681)
حكم ذهاب الزوجة إلى السوق بعلم الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[هل من ذهبت زوجته أو أخته إلى السوق بعلمه لكن بدونه.. وهي وحدها.. هل يطلق عليه ديوث؟ أرجو إصدار أدلّة على هذا وتوضيحه حيث إن الكثيرين يختلفون عليه..ولكم خالص الود، جزيتم خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالديوث هو الذي يقر الخبث في أهله أو لا يغار على محارمه إذا اختلطن بالرجال الأجانب، روى الإمام أحمد والنسائي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. والذي يسمح لزوجته أو أخته بالذهاب إلى السوق لقضاء بعض الأمور المحتاجة إليها، وهي ملتزمة بالضوابط الشرعية للخروج لا يعتبر ديوثا، وأما إن كانت تذهب للالتقاء بالأجانب أو لفعل شيء من المعاصي ونحو ذلك وهو على علم من ذلك ولم يمنعها منه فإنه يعتبر ديوثا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1425(13/3682)
حكم مقابلة ومحادثة المدرسة أولياء أمور الطلاب
[السُّؤَالُ]
ـ[مدرسة تعمل في مدرسة نساء فقط ولكن أحيانا تقابل آباء الأطفال أو أمهاتهم لمعرفة مستواهم الدراسي، فهل في هذا شيء من الاختلاط المحرم؟ جزاكم الله خيراً، وأرجو سرعة الرد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا احتاجت المدرسة إلى مقابلة ومحادثة آباء الطلاب لإطلاعهم على مستوى أبنائهم أو لغير ذلك مما هو في مصلحة الطلاب فلا حرج، ويجب عليها عند محادثتهم التأدب بآداب الإسلام في هذا الباب. ومن ذلك كون الحديث بقدر الحاجة، وعدم الخضوع في القول، والالتزام بالحجاب، وحرمة الخلوة بهم والتطيب حال مقابلتهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1425(13/3683)
تحريم إطلاق النظر إلى المحرمات كلها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل النظر إلى صور الرجال العارية لواط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان بعد نعمة الإسلام نعمة البصر، وعلى العاقل أن يشكر هذه النعمة، حيث قال جل من قائل: لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم: 7} .
وإن من كفران النعمة استعمالها في معصية الله، ولقد نهى الله تعالى عن إطلاق البصر إلى المحرمات، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30-31} .
وفي صحيح البخارى: والعينان تزتيان وزناهما النظر..... الحديث.
فمن هذه النصوص يتبين للسائل الكريم تحريم إطلاق النظر إلى المحرمات كلها، ومع ذلك، فإنها لا تعد لواطاً يستحق فاعله الحد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1425(13/3684)
لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل.
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لست لوطياً والحمد لله لكن كل ما شاهدت رجلا عاريا تملكني وساوس لا أعلم من أين يتعلق بأنني قد أمذي وهذا حصل معي بعدما حاول اثنان من الشباب دعوتي لذلك فهل إذا حصل مذاء رغما عني نتيجة الوسواس أكون قد ارتكبت حراما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى حرم نظر عورات الرجل وأوجب غض البصر وحفظ الفرج، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور: 30} .
وفي الحديث: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل. أخرجه مسلم.
وقد نص أهل العلم على حرمة التفكير في الحرام، واعتبروه من الخوض فيما لا يعني.
قال الناظم:
والخوض فيما ليس يعني إنما يحرم حيث كان فيما حرما
كالفكر في محاسن الأجانب وعورات المسلمين الغيب
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من صحبة الفساق، فقال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقال: لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
وبناء عليه، فإنك قد ارتكبت الحرام بمشاهدة العراة ورفقة السفهاء والتفكر في المحرمات، فعليك التوبة والإكثار من العمل الصالح، وتوظيف الوقت فيما ينفع، وصحبة أهل الخير، وملازمة مجالس أهل العلم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 6872، 3867، 30754، 20207، 56002.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1425(13/3685)
من مفاسد الاختلاط بين الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[حاول أحد أقارب زوجتي أن يقبلها أثناء سلامه عليها عند عودته من السفر في وجود أمها وادعى حسن النية فقررت قطع علاقتنا به وعدم التواجد في مكان تواجده هل يعد ذلك قطعا لصلة الرحم؟ وما الحكم في من حاول التهرب من هذا التصرف بدعوى بأنه ليس يقصد وأن إرهاقه في السفر وراء تلك الغلطة وما واجب الزوجة وواجب أمها في التصرف حيال هذا الموقف؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق جواب سؤالك في الفتوى رقم: 55797.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1425(13/3686)
حكم الخلوة بزوج زوجة الأب المتوفى
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم زوج عمتي التي سبق وأن تزوجها أبي ولي إخوة منها من أبي المتوفى، هل يجوز أن أكشف وجهي أمامه أم لا علما أنها لم ترضعني ولكن هي زوجة أبي المتوفى.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزوج من كانت زوجة أبيك المتوفى أجنبي عنك، فلا يجوز لك الخلوة به ولا غير ذلك مما يجوز بين المحارم، وأما كشف الوجه فمبني على خلاف أهل العلم في وجوب ستر الوجه عند الأجانب وسبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 50794.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1425(13/3687)
حكم البنت من الزنا من حيث النظر
[السُّؤَالُ]
ـ[زوج يخون زوجته على علم منها ووصلت الحالة إلى أنه يتعرف على النساء ويأتي بهن لبيت الزوجية في أوقات لم تكن فيها الزوجة في المنزل وعرفت الزوجة هذا بعد أن تكرر أكثر من مرة وبعد ما الجيران أخبروا الزوجة 1- فما العمل وما وضع هذه الزوجة
وأيضا الزوجة تعلم أن زوجها يتعاطى الخمور والمسكرات لكن لم تستطع أن تفعل شيئا
وبعد أن تعرض الزوج في بعض علاقاته الخاطئة إلى التورط في الإنجاب غير الشرعي لجأ إلى أن تعيش معه ابنته التي ولدت بطريقه غير شرعية إلى أن تعيش معهم في البيت مع زوجته المحترمة وبناته والآن هذه البنت خطر جدا على البنات والسؤال هنا ماذا تفعل الأم المحترمة بعد أن وجدت أن هذه البنت خطر جدا على بناتها وبعد أن عرفت بأنها على علاقة بشاب فماذا تفعل هل تفصل هذه البنت عن بناتها أو ترسلها إلى أهل والدتها علما بان والدتها توفيت فالأم الآن محتارة ما العمل أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بالصبر والنصيحة لهذا الزوج وتذكيره بالله تعالى وخطير ما يقوم به من التعدي لحدود الله تعالى، وبيني له إثم كل من الزنا وشرب الخمر ويمكن لك أن تعرضي عليه الفتاوى التالية في حرمة وقبح الزنا وهي برقم: 26237 و 29175 و 32928 وكذا الفتوى رقم 35460 في حرمة الخمر.
وأما السؤال عن هذه البنت فهي أجنبية عن أبيها من الزنا فلا يجوز له النظر إليها ولا الخلوة بها ولا غير ذلك مما يجوز له مع بناته ومحارمه، ولا يجوز له أن يساكنها في بيت متحد المرافق.
ومن حق زوجة الرجل أن تطالب بإخراج هذه البنت، لأن من حق الزوجة المسكن المستقل عن أقارب الزوج، فليس للزوج أن يُسكن مع زوجته أمه ولا زوجته الأخرى، فكيف يُسكن معها امرأة أجنبية عنه.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1425(13/3688)
هل يجوز للرجل تدريس البنات دروسا خصوصية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مترجم بإحدى الشركات وبعد انتهاء العمل أعمل على زيادة دخلي من خلال إعطاء دروس خصوصية في المنازل للطلبة والطالبات في مادة اللغة الإنجليزية لمختلف الأعمار الإعدادي والثانوي، فهل في ذلك مانع شرعي خاصة وأن البعض خوفني من أن إعطاء الدروس للبنات فيه حرمة شرعية، علما بأن الدرس لا يكون في حجرة مغلقة ويكون ولي الأمر متواجداً أو ولية الأمر بالمنزل، فهل في ذلك مانع شرعي، برجاء إفادتي سريعا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً من التدريس والعمل الإضافي إذا انضبط بالضوابط الشرعية، فيجب على البنات اللاتي تدرسهن أن يتحجبن عنك الحجاب الشرعي الكامل إذا كن غير محارم، كما يجب عليهن غض البصر، والتأدب بالآداب الشرعية، ومن أهمها إضافة إلى ما تقدم: عدم الخضوع بالقول، والاقتصار على ما تدعو إليه الحاجة من الحديث والحوار، قال الله تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ... {النور:31} ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ {الأحزاب:59} ، كما يجب الحذر من الخلوة بالأجنبية، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد والترمذي.
فإن التزم المدرس والطالبات بالضوابط الشرعية، وأمنت الفتنة، فلا مانع من ذلك شرعاً إن شاء الله تعالى.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 16374.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1425(13/3689)
الأصل في النظر إلى النساء ولمسهن الحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل أعيش بفرنسا, في إطار وظيفة مأجورة, هل من الممكن العمل مع نساء معاقات ذهنيا, وإعانتهن يوميا في نظافتهن وتبديل ملابسهن.
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن يعمل في مثل هذا المجال، لما فيه من الاطلاع على عورات من لا يجوز الاطلاع على عوراتهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة. رواه مسلم في صحيحه، وإذا حصل النهي عن النظر بين بني الجنس الواحد، فالنهي عنه بين الجنسين من باب أولى، وقد قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ. .. {النور: 30} ، وبما أن الأصل في النظر إلى النساء ولمسهن الحرمة، فلا يستباح ذلك إلا عند الضرورة، ولا ضرورة فيما ذكرت، فإنه بإمكانك أن تبحث عن عمل آخر يسد حاجتك، وعملك هذا يمكن لغيرك القيام به دون محظور شرعي، وارجع الفتوى رقم: 52043.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1425(13/3690)
حكم النظر إلى العورة في المرآة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأيكم حفظكم الله وأحسن إليكم فيمن يقول بأن الفقهاء قد اختلفوا في حكم رؤية مثل الصور التي تتضمن شيئا من العورة، ويحتج لذلك بما ورد عند بعض الفقهاء من القول بأن رؤية صورة عورة المرأة ـ ولو مغلظة ـ في مثل الماء أو المرآة لا يحرم بخلاف ما لو كانت الرؤية مباشرة أو من خلال زجاج..؟ مع العلم أن هذا عند من يرى بأن النظر إلى فرج الأجنبية بشهوة أو مس المرأة بشهوة سبب في حرمة النكاح على التأبيد، أي أن الأمر محتمل أن قولهم (لا يحرم) المقصود به لا يؤدي إلى تحريم النكاح، لا أن النظر جائز في حد ذاته.. أفيدونا مأجورين وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان العلماء قد اختلفوا في تحريم النظر إلى عورة المرأة في المرآة أو في الماء، فإنهم لم يختلفوا في تحريم أي شيء يؤدي إلى فتنة الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل، قال ابن حجر الهيتمي: خرج مثالها فلا يحرم نظره في نحو مرآة كما أفتى به غير واحد.. ومحل ذلك كما هو ظاهر حيث لم يخش فتنة ولا شهوة ... . وبالتالي فإنهم لا يختلفون في تحريم نظر صورة العورة في المرآة أو غيرها إذا كان بشهوة أو أدى إلى فتنة. وبهذا تعلم أن نظر العورة ـ ولا سيما المغلظة ـ في المرآة لا يجوز، لما تجلبه من الفتنة إلا إذا دعت إلى ذلك حاجة. أما تأبيد حرمة المرأة بسبب النظر إلى فرجها أو مسها بشهوة فلم نقف على من قال به، ولعله مجانب للصواب. أو لعل السائل يعني ما يقوله الأحناف من تأبيد حرمة أصول المرأة أو فروعها بالنسبة لمن نظر إلى فرجها بشهوة، ولك أن تراجع في مذهبهم في هذه المسألة الجوهرة النيرة (2/5) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1425(13/3691)
متى تتحق الخلوة المحرمة بالنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أفتونا مأجورين.... هل يجوز أن يقوم الداعية بإلقاء دروس خاصة بالنساء في المسجد؛ حيث لا يجتمع معه إلا النساء، أم أن ذلك خلوة؛ ولا يسوغ له الشرع القيام بذلك، علماً بأنه قد لا يجتمع معه عادة إلا امرأتان أو ثلاثة وقد يزيد العدد وقد ينقص إلا أنه لا ينفرد بواحدة؟ ولكم جزيل الشكر والعرفان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعا من عقد الحلقات والدروس في المساجد وغيرها للنساء من رجل بمفرده أو مع غيره، إذا التزموا جميعاً بالآداب الشرعية وعدم الخلوة والمحافظة على الحجاب الشرعي، والأفضل أن يكون ذلك خارج المسجد حتى تتمكن من عندها مانع شرعي من الحضور ليعم النفع الجميع، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن فعلمهن مما علمه الله.
وفيهما أنه صلى الله عليه وسلم خرج في فطر أو أضحى إلى المصلى فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن.....
وعلى هذا.. فينبغي للعالم والداعية أن يخصص وقتا لتعليم النساء ودعوتهن والإجابة عن استشكالاتهن الشرعية، وعليه أن يحذر من الخلوة بإحداهن، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم. وقال صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد والترمذي. وما دامت الخلوة المحرمة لم تحصل فإنه لا عبرة بالقلة، وكلما كان العدد أكثر فلا شك أن ذلك أفضل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1425(13/3692)
هل للمرأة أن لا تحتجب عن العبد والمكاتب
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله لو سمحت يا شيخ أريد أن أعرف هل يجوز لأحد أن يدخل على النساء لضرورة مثلا كالسؤال في أمر فقهي أو ما شابه ذلك لأني قرأت هذا الحديث فاستشكل علي الأمر من دخول هذا الرجل على عائشة رضي الله عنها وأرضاها من دون حجاب، أخبرنا الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن جعيد بن عبد الرحمن قال أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذناب قال أخبرني أبو عبد الله سالم سبلان قال وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثا وغسلت وجهها ثلاثا ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يدها بأذنيها ثم مرت على الخدين قال سالم كنت آتيها مكاتبا ما تختفي مني فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت ادعي لي بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أوردته قد أخرجه الإمام النسائي في سننه، وقال فيه الشيخ الألباني: إنه صحيح الإسناد.
ويدل الحديث على أن سالم سبلان راوي الحديث كان مكاتبا، وكانت عائشة لا تحتجب عنه، وكان يرى شعرها وأطرافها، ولما أخبرها بأن الله قد منَّ عليه بالحرية أرخت الحجاب دونه فلم يرها بعد ذلك.
ولو كان سالم سبلان هذا مكاتبا لعائشة لكان أمره واضحا، لأن مكاتب المرأة يجوز له أن يرى منها ما لا يجوز لغيره، فإذا أدى ما عليه وجب عليها أن تحتجب عنه، والذي وقفنا عليه من خبر سالم سبلان هو أنه كان مولى مالك بن أوس وليس مملوكا لعائشة، وإنما روى عنها الحديث وتعلم منها الأحكام، ولكن من أهل العلم من يرى أن للمرأة أن لا تحتجب عن العبد والمكاتب ولو لم يكونا ملكا لها. قال ابن قدامة في "المغني": وعبد المرأة له النظر إلى وجهها وكفيها، لقول الله تعالى: أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ {النور: 32} . وروت أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان لإحداكن مكاتب فملك ما يؤدي فلتحتجب منه.. وعن أبي قلابة قال: كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتجبن من مكاتب ما بقي عليه دينار.
وقال خليل: ولعبد بلا شِرْك ومكاتب وَغْدَيْن نظر شعر السيدة كخصي وَغْد لزوج، وروي جوازه وإن لم يكن لهما.
وعليه، فليس في الحديث ما يدل على جواز الدخول على النساء، لأن الخبر المذكور ورد في مكاتب وقد احتجبت منه عائشة فور ما علمت بعتقه، فدل ذلك على وجوب احتجاب الأجنبية عن الحر الأجنبي.
وأما ما سألت عنه من الدخول لضرورة فإن الضرورة يباح لها ما لم يكن مباحا في الأصل، إلا أن عليك أن تعلم أن مجرد السؤال عن مسألة فقهية لا يحتاج معه إلى النظر، فيكفي فيه السؤال من وراء حجاب أو بالفاكس أو التلفون.
ثم إن الحاجة إلى أن يسأل الرجل النساء عما أشكل عليه من أمور دينه تكاد تكون الآن معدومة، فأغلب الفقهاء رجال، ومع هذا، فإنه إذا لم يجد رجلا يسأله فلا مانع من سؤال النساء إذا تجنب كل من الطرفين أسباب الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1425(13/3693)
ضوابط في المخاطبة بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[أفتونا مأجورين..... ما الضابط الشرعي في مسألة أمن الفتنة عند مخاطبة الرجل للمرأة أو المرأة للرجل سواء في التشميت أو إلقاء السلام ورده أوغير ذلك؛ هل يناط ذلك بالمحارم دون الأجانب أم بالسن أم بالجمال؟ أو أن ذلك يناط بحال الزمان؟ وما هو حكم المخاطبة الآن؟ أرجو منكم متكرمين التفصيل في هذه المسألة قدر الوسع والإمكان مع ذكر الدليل؛ ولكم جزيل الشكر والعرفان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد عرف العلماء الفتنة بأنها الاختبار وما في معناه. قال ابن حجر العسقلاني: قال أهل اللغة: الفتنة الامتحان والاختبار، قال عياض واستعمالها في العرف لكشف ما يكره.... . وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وقد نهى الشارع الحكيم عن بعض الأمور لتفادي هذه الفتنة فحرم الخلوة بالأجنبية، ومنع حضوعها بالقول، وأمر بغض البصر، قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32} . وقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... {النور: 30ـ31} . وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. هذه أمور قد نص الشرع على تحريمها. ويقاس عليها كل شيء تحصل منه الفتنة أو تخشى في العادة، سواء تعلق الأمر بالسلام ورده أو تشميت العاطس أو كان المعنيون كبارا في السن أو صغارا، أو كانوا ذوي جمال أو لم يكونوا، أو كان الزمان فاسدا. فكل ذلك تظن فيه الفتنة أو تخشى مع أنها مع فساد الزمان وبين الفتيان والفتيات الفاتنات بحسنهن أخطر وأقرب إلى الوقوع، فليحذر اللبيب من كل ذلك ولينأ بنفسه عن جميع مواطن الريبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1425(13/3694)
حكم دلك الأخت جسد أخيها
[السُّؤَالُ]
ـ[أسأل فضيلتكم عن حدود الله في تدليلك الأخت لأخيها، تتلخص المسألة في أن لزوجي أختا تصغره بسنة وهي لم تتزوج بعد. دأبت هذه الأخت على تدليك جسم زوجي (الساق-وفروة الرأس) في أثناء استلقاء زوجي على الفراش وأيضا لمس يديه بحركات ناعمة متكررة أواللعب في شعر يديه.. يتلقى زوجي هذه الحركات باستمتاع شديد ويقول إن في هذا تهدئة لأعصابه. أشعر عند مشاهدة هذه الأفعال بالغيظ وأن هذا لا يجوز. طلبت من زوجي عدة مرات النهي عن هذه الأفعال ووضع بعض الحدود والحياء في علاقته مع أخته ولكنه يتهمني بالغيرة غير المبررة. ويستند على أنها أفضل مني في القيام بهذه الأفعال!!! أسأل فضيلتكم هل هذا يجوز شرعا.. حيث إنني لم أعد أستطيع تحمل هذا الوضع حيث إنه يثير أعصابي. ولكن لو جاز سأجتهد لتقبل هذا الوضع!!!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جعل الله تعالى الأخ محرما لأخته، يجوز لها أن تخلو به، وتسافر معه، وترى وتمس منه ما لا يجوز لها أن تراه أو تمسه من غيره، لكن ينبغي مراعاة الحدود الشرعية في ذلك، وأما بخصوص ما ذكر في السؤال فلا حرج أن تدلك الأخت أخاها فإنه يجوز للمحرم أن يمس من محارمه ما دون العورة، إذا كان بغير شهوة وكان يأمن على نفسه وعلى محرمه الفتنة، فإن كان زوجك يتلقى هذه الأفعال كما وصفت بإمتاع شهوته الغريزية فيمنع سدا للذريعة لأن اللمس بشهوة نوع من الزنا، والزنا بذوات المحارم أغلظ من الزنا بغيرهن. فالواجب عليك نصحه وتحذيره من أن يستدرجه الشيطان ويلبس عليه ويوقعه في ما لا تحمد عقباه. كفى الله المسلمين شر الشيطان وأصلح أحوالهم جميعا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1425(13/3695)
الحل تدخل زوجك ليحسم خطر الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي في أن أحد أقارب زوجي يعيش معنا في البيت بغرض العمل في نفس البلد حيث لا يتوفر له غيره في البلد الذي تعيش فيها أسرته وأنا كمحجبة وغريبة عنه أشعر بضيق شديد وحرج من هذا الوضع خاصة وأن عمل زوجي يفرض عليه الغياب عن البيت عده ساعات فأجلس في غرفتي أو أتحاشى التواجد معه في أي مكان من البيت
مما اضطرني أن أدعو عليه بأن لا يوفق في عمله وأن يكتب الله له عملا أفضل في مكان بعيد عنا فهل هذا يجوز وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية يجب أن تعلمي أن بقاء هذا الرجل معك في البيت في غياب زوجك يعد خلوة محرمة، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3178، 10001.
وعلى هذا، فالواجب عليك إخبار زوجك بهذا الأمر حتى يغير هذا الوضع.
أما مسألة الدعاء على هذا الرجل بعدم التوفيق في البلد الذي يبتغي فيه العمل فهذا لا يحل المشكلة، فقد لا يوفق ويظل على تلك الحال، ومع هذا فالظاهر أنه لا يجوز.
وانظري الفتوى رقم: 21067.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1425(13/3696)
مشاهدة البنات لعب الرجال.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[تقام في جامعتنا مباريات كرة قدم وكرة طاولة للرجال. فهل يجوز لبنات الجامعة حضور هذه المباريات مع العلم بأن اللاعبين ساترون للعورة الشرعية، وأن البنات معظمهن محجبات، وقد جلسن كمجموعة واحدة (دون اختلاط مع غيرهن من الحاضرين أو حتى من اللاعبين) ، كما راعين عدم إصدار أصوات مرتفعة أولفت الانتباه بحركات أو ضحكات؟
... ... ... ... ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأفضل للمسلم أن يقضي وقته فيما يرضي الله تعالى، وينأى بنفسه عن سفاسف الأمور وماليس فيه نفع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ. رواه البخاري وغيره. وكنا قد بينا من قبل الشروط التي إذا توفرت في المباريات الرياضية جازت مشاهدتها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 453. هذا إذا كانت مشاهدة المباريات حاصلة من جنس مماثل للجنس اللاعب كالرجال للرجال والنساء للنساء، وأما مشاهدة البنات لعب الرجال ففي شرح النووي لصحيح مسلم عند الكلام عن قول عائشة رضي الله عنها: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا جارية. قال:
وفيه: جواز نظر النِّساء إلى لعب الرِّجال من غير نظر إلى نفس البدن.
وأمَّا نظر المرأة إلى وجه الرَّجل الأجنبيّ فإن كان بشهوة فحرام بالاتِّفاق، وإن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففي جوازه وجهان لأصحابنا:
أصحَّهما: تحريمه لقوله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور: 31] ولقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- لأمِّ سلمة وأمِّ حبيبة: "احْتَجِبَا عَنْهُ" أي: عن ابن أمِّ مكتوم. فقالتا: إِنَّهُ أَعْمَى لاَ يُبْصِرُنَا. فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "أفعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا أَلَيْسَ تُبْصِرَانِهِ؟ ". وهو حديث حسن رواه التِّرمذيّ وغيره، وقال: هو حديث حسن.
وعلى هذا أجابوا عن حديث عائشة بجوابين:
وأقواهما: أنَّه ليس فيه أنَّها نظرت إلى وجوههم وأبدانهم، وإنَّما نظرت لعبهم وحرابهم، ولا يلزم من ذلك تعمُّد النَّظر إلى البدن، وإن وقع النَّظر بلا قصد صرفته في الحال.
والثَّاني: لعلَّ هذا كان قبل نزول الآية في تحريم النَّظر، وأنَّها كانت صغيرة قبل بلوغها
وبناء على هذا.. فإن كانت البنات يشاهدن اللعب من غير نظر إلى أبدان اللاعبين ولم تخش فتنة عليهن ولا على الرجال بسبب حضورهن، ولم يكن ثم منكر فلا بأس بحضورهن بالطريقة المذكورة ومشاهدتهن للمباريات، والأحوط لهن الابتعاد عن ذلك وتجنبه ولو لم تخش فتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1425(13/3697)
حكم دخول الرجل على أم زوجته وأختها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
سؤال هو:
هل يجوز للزوج أن يدخل بيت والد زوجته وليس فيه رجل وإنما توجد أم زوجته وأختها فيجلس هو في الصالة [غرفة المعيشة] وتكون أخت زوجته في حجرتها لا تخرج منها ولا هو يدخل إلى بقية المنزل مع العلم بوجود أم الزوجة معه في البيت]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على الرجل في أن يدخل على أم زوجته ويصافحها ويختلي بها إذا أمنت الفتنة، وذلك لأنها من محارمه، أما أخت الزوجة فلا يجوز ذلك معها إذا كانت غير محرم بسبب رضاع ولا مانع من الدخول عليها بوجود من تنتفي معه الخلوة كأم الزوجة مثلا.
ومن هنا يتبين أن الصورة المشار إليها في السؤال هي صورة مشروعة، وانظر الفتوى رقم: 49382.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1425(13/3698)
ضوابط شراء المرأة من الرجل
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد ذهبت إلى إحدى المجمعات التجارية ودخلت محل عطور، وهناك الذين يبيعون من العنصر النسائي ورجل واحد من بينهم ولقد قلت للرجل الذي يبيع هناك بسؤالي عن مستحضر من مستحضرات ووضع المستحضر على يدي أي على (الكف) للتجربة فأنا نسيت أن أقول له أن لايضع المستحضر على يدي لأنه رجل المفروض أن آخذه أنا وأضعه أنا على يدي (الكف) علما بأنه حدث بدون قصد..فأنا الآن أعاتب نفسي لنسياني ... ماهي عقوبتي على مافعلته علما بأنه بدون قصد؟؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان من الواجب أن تطلبي حاجتك من النساء اللاتي يعملن في المجمع ابتعادا عن الفتنة، ولأن ذلك أولى بالورع. ومع ذلك فلا حرج في أن تشتري المرأة حاجتها من رجل إذا تجنبت الخلوة معه ولم يحصل منها خضوع بالقول، ولا أي فعل يؤدي إلى الريبة، وكان من واجب هذا الرجل ـ كذلك ـ أن لا يصدر عنه ما صدر إن كان بفعله ذلك قد لمس جسدك، فإن ملامسة الأجنبي للأجنبية حرام. روى البيهقي والطبراني من حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. وبالنسبة لك أنت فإن كنت لم تتعمدي الفعل فلا حرج عليك فيما حصل، فقد روى ابن ماجه في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. وعليك بالاستغفار والتوبة، وعلى الرجل الفاعل مثل ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شوال 1425(13/3699)
خلوة الرجل بابنته وزوجته السابقة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة إن كانت مسلمة أو نصرانية أن تدع زوجها السابق يزور ابنته والتي هي ابنتها هي أيضا في بيت المرأة مع عدم وجودها هي في ذلك الوقت وأن يبقى في البيت لليلة أو أقل لأنه لا يملك بيته الخاص به أو أي مكان آخر بديلا لرؤية ابنته؟ وهل يعتبر رضى زوج تلك المرأة الحالي عن هذا وهو بقاء الزوج السابق في بيتهم من الدياثة والعياذ بالله؟ اخبرونا بالضابط الشرعي لمثل هذه الحالة جزاكم الله خيرا. بالتفصيل]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن لا يحال بين الرجل وبين بنته بل يسمح له بزيارتها والجلوس معها إما في مكان إقامة بنته إن أذن صاحب البيت أو في غيره من الأماكن، ولا مانع أن يبقى يوما أو أكثر في البيت مع بنته ما دام الأمر كما ذكر في السؤال أن المرأة غير موجودة في البيت، وليس سماح صاحب البيت بهذا من الدياثة بل هو من الإعانة على الخير وصلة الرحم، أما إذا كانت المرأة في البيت وكان زوجها السابق في نفس البيت المتحد في مرافقه كمكان قضاء الحاجة والممر ونحو ذلك فلا يجوز أن يقيم في البيت مع عدم وجود زوجها أو محرم لها، ولا يجوز لزوجها أن يسمح بذلك. وانظر الفتوى رقم: 10146، والفتوى رقم: 14975.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شوال 1425(13/3700)
حكم النظر إلى صورة امرأة أجنبية كاشفة عن شعرها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل رؤية شخص غير محلل لصورة لي بشعري من وقت مضى حرام رغم أنني لبست الحجاب]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحل للرجل أن ينظر إلى صورة امرأة أجنبية عنه، لاسيما إذا كانت كاشفة عن شعرها ومتبرجة، لما في ذلك من الفتنة والمعصية، وقد قال الله عز وجل: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور: 30} . كما أنه يحرم على المرأة أن تمكن رجلا أجنبيا من النظر لصورتها، لقول الله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31} .
لكن إذا كان الرجل خاطبا فإنه يجوز له أن يرى صورة مخطوبته بالضوابط المذكورة في الفتوى رقم: 20410.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1425(13/3701)
مصافحة الأستاذ المشرف للطالبات
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: أنا طالبة جامعية في السنة الخامسة من كلية التربية وتمت دراستي والحمد لله بما يرضي الله عز وجل، إلا أننا وللأسف المشرف علينا هذه السنة عندما دخل لقاعة الاجتماع معنا بدأ بمصافحتنا، أعلم أن هذا حرام وعقوبته مسك جمرة من نار جهنم أجارنا الله منها، أرجو النصيحة، علما بأن الطالب الجامعي في كليتنا ليس له أي احترام أو أي قيمة، وبصراحة أنا لا أجرؤا أن أخالف المشرف أو أقول له أي كلمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به السائلة الكريمة هو تقوى الله تعالى والاعتزاز بدينها والتخلق بخلق المسلم الملتزم بدينه الذي يتميز عن غيره من الإمعات الذين يساقون بغيرهم، ويسيرون مع القطيع حيثما توجه، يحسنون مع الناس ويسيئون إذا أساء الناس، وخريج الجامعة ينبغي أن يكون بلغ مرحلة من النضج تجعله لا يقبل أن ينساق وراء الأخطاء الظاهرة والمخالفات الشرعية بحجة المسوغات الواهية، فهذا ضعف في الشخصية ورقة في الدين ينبغي لمن وجد شيئاً منه في نفسه أن يعالجه حتى يتخلص منه.
وعلى السائلة الكريمة أن تتوب إلى الله تعالى مما حصل وأن تنصح أخواتها وصديقاتها ... بالتمسك بدينهن والابتعاد عن هذه المخالفات الشرعية، ولا بأس بالسلام على المسؤول بدون مصافحة، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط (لا تحل له) غير أنه كان يبايعهن بالكلام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شوال 1425(13/3702)
التوبة النصوح وإلا فالجزاء من جنس العمل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مسلم وأنا لست متزوجاً ومن مستخدمي غرف المحادثة بكثرة، وأتحدث مع بنات أجنبيات، منهن سحاقيات ومنهن الطبيعي، وكل الحوارات كانت جنسية وكنت أساعدهم على الوصول إلى مرحلة الهياج الشديد ثم خروج الماء من عضوهن، في بعض الأحيان كانت المرأة تكون على الكاميرا أراها وأطلب منها فعل ما أريد، علماً بأنها تعتقد أني امرأة مثلها وبعض الحالات تعلم أني رجل، السؤال هو: ما هو حكم الدين والشرع، هل هذا زنا، ما هو أيضاً حكم الدين والشرع إذا تم ما ذكرته ولكن كنت أنا أيضاً على الكاميرا أي نرى بعضنا البعض عاريا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل ما وقعت فيه من نظر وكلام من المحرمات المؤكدات فقد أمر الله تعالى الرجل والمرأة بستر عورتهما، وعدم تمكين أحد من النظر إليها، فقال عز وجل: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ {النور:30-31} ، وفي الحديث: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. رواه الترمذي وغيره.
كما حرم الله تعالى الخضوع في القول المؤدي إلى إثارة الشهوة، وحصول الفتنة فقال: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب:32} ، وهذا في حق زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهم أمهات المؤمنين، فلا شك أنه في حق غيرهن من باب أولى.
وسواء في الحرمة ما إذا تم هذا الأمر بصورة مباشرة، أم كان عن طريق النت، إلا أنه لا يعتبر زنا موجباً للحد، وعدم وجوب الحد لا ينفي حرمة الفعل، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العين تزني وزناها النظر، واليد تزني وزناها البطش، والأذن تزني وزناها السماع. كما رواه البخاري وغيره، وراجع في هذا الفتوى رقم: 3950، والفتوى رقم: 4458، والفتوى رقم: 19812.
والواجب عليك أيها الأخ السائل أن تتوب إلى الله تعالى، وتسارع إلى ترك ما أنت عليه قبل أن يفجأك الموت وأنت على ذلك، ولتخش أن يعاقبك الله بما صنعت فيوقع محارمك في مثل ما أوقعت فيه مع محارم غيرك، فالجزاء من جنس العمل، ونوصيك بعدم الدخول على مواقع الدردشة، مع الاستعانة على الابتعاد عن ذلك بصحبة أهل الخير والصلاح، والمداومة على ذكر العليم الفتاح سبحانه وتعالى وجل وعلا، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 29324.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رمضان 1425(13/3703)
هل تركب السيارة بمفردها مع زوج أختها
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سؤال وأرجو الفتوى لي فيه، أذهب إلى العمل وأختي إلى الجامعة أو نذهب لشراء أشياء أو لزيارة أحد ليس لدينا سيارة ولا أركب المواصلات العامة مما يحدث فيها من اختلاط غير منظم ودائماً ما يحدث لي أشياء تزعجني كاحتكاكي بشخص وأنا نازلة المحطة (لزحمة المواصلات) فأضطر إلى ركوب التاكسي ولكني لوحدي يعني في خلوة وفي بعض الأحيان أتضايق منهم لكثرة كلامهم أو الاعتداء علي بالسباب إذا كانت الأجرة قليلة فاقترح علي أن أركب مع زوج أختي أو زوج عمتي أو ابن عمي (وأنا وحدي) ونحن ذاهبان إلى نفس المشوار فماذا أفعل، وماذا علي أن أفعل ومن له الأولوية في الركوب معه هل سائق التاكسي وما به معظمهم من شبهات ومصائب، أم زوج أختي أو قريبي الذي نستريح له جميعاً أنا حائرة ولا أعلم ماذا أفعل هل أركب معه أم لا، وخصوصا أنه ليس لدي محرم لأني ليس لدي إخوان أولاد وأبي لا يحب أن يغادر المنزل، ماذا أفعل أفتوني أرجوكم؟ وجزاكم الله خيراً، ملحوظة: أنا في مصر يعني لا توجد مواصلات غير مختلطة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تكرار اللقاء مع زوج أختك بصورة شبه يومية مظنة الريبة وحصول الفتنة، وهذا في معنى الخلوة، لأنه يفضي في الغالب إلى ما تفضي إليه الخلوة من الفساد، والحكم في الأمور يرتبط بما تؤول إليه، فما أدى إلى الحرام فهو حرام، ولا شك أن ازدحام المواصلات ليس عذراً مبيحاً لمثل هذا النوع من الخلوة، إذ بالإمكان انتقاء الوسيلة المناسبة التي تحملك إلى حيث تريدين، فليست كل وسائل المواصلات مزدحمة بالصورة التي تؤدي إلى الاحتكاك بالآخر، علماً بأنه يكتفى في هذه الحالة بالحاجات التي لا غنى عنها، دون التوسع في الخروج من غير مسوغ مقبول، وراجعي الفتوى رقم: 54972، والفتوى رقم: 10690، والفتوى رقم: 51407.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1425(13/3704)
الجلسات العائلية المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[شيخنا الفاضل: تعودنا أسلوب الجلوس مع بعض أي كعوائل فالاجتماعات في مناسبات فرحنا ونتناقش في أمور الدين والدنيا فوالد زوجي ووالدته وإخوانه وزوجاته وأخواته وأزواجهن وهذه الجلسات لا تخلو من التعليقات والضحكات والحكايات ومنها ما هو ديني أيضا من فتاوى وأحكام وقصص للصحابة ومناقشة لما جاء وسمعنا من أشرطة دينية حتى أننا نتبادلها فيما بيننا حتى في وجود أبنائنا جميعا، هذا الأمر شيخنا الفاضل يتكرر في بيت والدي رحمة الله عليه ووالدتي أيضا رحمها الله فقد زوج إخواني بفتاتين منقبتين وطلبا منهما رفع النقاب عند تلاقي العائلة (الوالدين –إخواني وزوجاتهما– أنا وزوجي) وبالفعل تم؛ وقد كان هدف والدي من هذا الأمر جمعي بإخواني فنحن عائلة صغيرة ليست كبيرة ورغبة منه في جمع العائلة حوله قبل وفاته، وبعد وفاة والدي رحمهما الله تم الفصل بين الإخوة حيث هناك جلسة للنساء وجلسة للرجال إلا أنني أحس أحيانا أن زوجات إخواني متضايقات لما وضعا فيه من أمر جلوسهن مع بعضنا البعض بوجود الرجال والنساء وأحسهما متحاملات على والدي رحمهما الله لما فرض عليهما من رفع النقاب، أود ان أسأل بداية هل والدي مذنبان في هذا الأمر؛ وماذا عليهما وهل أكفر عنهما هذا الأمر علما شيخنا الفاضل بأن ليس كل الوقت كانت نساء إخواني تجلسان معنا في مجلس العائلة فهما تذهبان وتأتيان، وسؤال آخر: هل نحن مذنبون في هذا الشأن، وكيف لي أن أقنع زوجي أن الشرع لا يقبل بجلوسي مع إخوانه وأزواج أخواته؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد جلوس النساء مع الرجال في مجلس واحد مع الحشمة والأدب والتزام الحجاب وعدم الخلوة لا مانع منه إذا دعت إليه الحاجة وأمنت منه الفتنة، فإن كان والدك أمر زوجات أبنائه بما ذكر مع ما تقدم من قيود فليس آثماً إن شاء الله.
أما إن كان أمر بالجلوس مع عدم التزام ما ذكر من الآداب فهو آثم، وليس لذلك كفارة مقدرة، ولكن لكم أن تدعوا له وتتصدقوا عنه نرجو الله تعالى أن يغفر له.
أما عن حكم كشف الوجه والكفين، فسبق تفصيل القول حوله في الفتوى رقم: 50794 فتراجع.
وبما أنه قد كثر الفساد بين الناس، فإن الأحوط هو اجتناب هذه المجالس على كل حال، لما قد تجر إليه من الفتنة والميل المحرم، نسأل الله العافية والواقع شاهد على ما نقول.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1425(13/3705)
لا يخلو الأجنبي بالمرأة ولو كانت كبيرة في السن
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لأمى البالغة من العمر 60عاما أن تستقبل أحد زملائي أو أحد ممن هم في سن الشباب وهي بمفرها في المنزل أو ابن خالتها مثلا لأني أعرف والشرع يقول إن الزوجة لاتستقبل أحدا في غياب زوجها هل الأم الكبيرة في السن ينطبق عليها هذا أيضا وما حدود هذا أفيدونا بالله عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لأحد من زملائك أو غيرهم من الرجال الأجانب الدخول على أمك أو الخلوة بها من غير حضور محرم. لما ورد في الحديث المتفق من رواية عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إياكم والدخول على النساء. وقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وابن الخالة كغيره من الرجال إذا لم يكن محرما من الرضاع فهو أجنبي لا يجوز له الدخول على الأجنبية ولا الخلوة بها. ولا فرق في ذلك بين أن تكون المرأة أما أو زوجة أو غيرهما. فالعبرة بالمحرمية وليست بحال المرأة أو قرابة الرجل منها أو فارق السن ... فإذا لم يكن الرجل محرما فلا يجوز له الدخول على المرأة. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36027.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1425(13/3706)
حكم الاختلاط في الزيارات العائلية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الإسلام في الاختلاط في اللقاءات العائلية (الأقارب) بين الرجال والنساء، وهل هناك ضوابط شرعية حتى لا تحدث قطيعة رحم، إذا أتت أختي وزوجها وأخت زوجتي وزوجها إلى بيتي وهم لم يتعودوا انفصال الرجال والنساء في المجلس، فهل يجوز الجلوس سويا في مكان واحد؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن يكون للرجال مجلس منفصل عن النساء والعكس أما اختلاطهم في مجلس واحد فلا يجوز إلا إذا روعيت الضوابط الشرعية، التي ذكرناها في الفتوى رقم: 26838، والفتوى رقم: 10463.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1425(13/3707)
يحرم تعمد الاحتكاك بالمرأة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الاحتكاك بالمرأة حكها هل يعتبر زنا مع نزول المني بشهوة؟؟؟
وما هي كفارتها؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل الأجنبي الخلوة بامرأة أجنبية أو الاحتكاك بها والقرب منها..
فقد سد الإسلام كل المنافذ التي تؤدي إلى الفاحشة فقال الله سبحانه وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ {النور: 30} . وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
وما ذكره السائل يعتبر زنا بالمعنى العام الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. رواه مسلم وغيره.
وليس زنا بالمعنى الخاص الذي يوجب الحد الشرعي الذي هو الرجم أو الجلد.... ما لم يحصل مغيب الحشفة في الفرج.
وكفارة ذلك التوبة النصوح وفعل الخيرات والمحافظة على الفرائض واجتناب النواهي.
قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1425(13/3708)
ضوابط إقامة المرأة ببيت فيه أجانب عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا نقول للفتاه التي تبلغ من العمر 24 عاما وهي تقيم مع خالتها وزوج خالتها وابن خالتها في دولة عربية للعمل هناك مع العلم بأن ابن خالتها يبلغ الـ 20 عاما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن إقامة المرأة مع خالتها في مسكن واحد فيه زوج الخالة وابنها البالغ مباح إذا التزمت بضوابط الشرع من حجاب وستر لسائر بدنها وتجنب للخلوة بأي من الرجلين، وترك الحديث معهما فيما لا تدعو إليه حاجة، وإن احتاجت إلى الكلام معهما تجنبت الخضوع بالقول وكل ما يؤدي إلى الفتنة، والأحوط للبنت أن لا تلجأ إلى الإقامة المذكورة إلا إذا لم يتوفر لها مكان مناسب غير منزل الخالة، وراجع في ضوابط عمل المرأة الفتوى رقم: 522. وفي حكم سفر المرأة للعمل الفتوى رقم:3859
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رمضان 1425(13/3709)
فضيلة الصبر والتعفف عن الحرام في بلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[فأنا طالب أدرس في الاتحاد السوفيتي سابقا، ولعلكم تسمعون بالمنكر في هذه البلاد، ولذلك أسال هل إذا صبرت على نفسي وعلى عفتي أنال أجر الجهاد كما قيل لي.
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإقامة في بلاد الكفار لا تجوز، إلا بضرورة معتبرة شرعاً أو لحاجة شديدة، وانظر الفتويين: 714، 20969. هذا، وإن من يتعفف عن الحرام ويصبر على عدم الوقوع في الفاحشة، فإنه يستحق الأجر الجزيل من الله، أما أنه ينال أجر المجاهد، فهذا لا نعلم عليه دليلاً. وأما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد. فهو كلام مكذوب موضوع كما قال الحافظ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1425(13/3710)
فتنة النساء هي أضر فتنة على الرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في بداية العشرينات من العمر، أتعرض للأذى الشديد من فتاة تدّعي أنها تحبني، وجميع اتصالاتها ورسائل الجوال في وقت متأخر من الليل مما يزعجني كثيرا ويقلق مضجعي.. حاولت نصحها كذا مرة ولكن لا حياة لمن تنادي، تقول أن الشرع لم يحرم العلاقات البريئة وإنها ملتزمة بالأدب، علما أن رسائل الجوال تحتوي على كلمات الحب والشوق وأيضا عند نصحي لها تتلفظ بهذه الألفاظ وتقول إنها ملتزمة وأنها أفضل من اللاتي أحادثهن حيث تقول بأنها متدينة، علما أني لا أحادث أحدا وتتهمني بالنفاق والكذب وبفضل الله تعالى أنا شاب ملتزم على منهج السلف ولله الحمد، وأيضا تقول بأنها تريد فقط أن تشكو لي همومها وسألتها لماذا أنا بالذات؟ فقالت: ليس عندي صديقات وأنت شاب ملتزم وأريد مشورتك. فماذا أفعل مع هذه المرأة الثلاثينية التي يفترض أن تكون عاقلة وهي تتصرف تصرف المراهقين؟ وتظن أني ظالم لها لأنها تحبني وأنا أمتنع عنها وأن الله سيعاقبني على ظلمي لها! . هل أبلغ السلطات المسؤولة عنها؟ وهل يجوز لي عندئذ أن أريهم رسائل الجوال؟ علما أن عقوبة الإزعاح بالهاتف تتراوح بين ثلاث إلى ستة أشهر بالسجن، والذي يقلقني أني إن شاء الله مقبل على الزواج خلال الشهور القليلة القادمة وإن استمرت ستسبب لي الكثير من المشاكل والخلافات الزوجية وستضعني في موقف الشك والريبة، ولا أستطيع أن أغيّر رقم جوالي. حتى أني ولشدة انزعاجي ولأذاها الكبير أدعوعليها، فهل يجوز لي أن أدعوعليها؟
وجزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعصمك من فتنة من تريد فتنتك وأن يعنيك على ما أنت فيه من الاستقامة، واعلم أن فتنة النساء من أخطر الفتن وأضرها للمسلم، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فنتة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعا: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. وعليه فإذا كنت بالغت في نصح هذه الفتاة وعرفت أنها لا تترك مغازلتك ومحاولة فتنتك، فيمكن أن تنذرها أولا بأنك ستفضح أمرها وتخبر به أباها أو المسؤول عنها، وأنها إن لم يفد فيها ذلك فإنك ستبلغ أمرها إلى السلطات، وإذا لم يفد إنذارها فأبلغ السلطات المسؤولة، ولا بأس بأن تريهم الرسائل التي هي في جوالك ولو أدى ذلك إلى سجنها لأنها لم ترعو عما هي فيه فقد تفسد عليك دينك، وقد تفعل ذلك بغيرك. ولا مانع من الدعاء عليها إن كانت حقا قد ظلمتك، وراجع في دعاء المظلوم على من ظلمه الفتوى رقم: 39908.
والله علم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1425(13/3711)
حكم حمام النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الحمام للنساء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام في حكم الحمام للنساء الفتوى رقم: 10387.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1425(13/3712)
حكم نظر المرأة إلى شخص أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم نظرالفتاة للشخص عندما تشعر بأنه يريد الارتباط بها أو مهتم بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نظر المرأة إلى الرجل لغير شهوة مباح إن لم تخش الفتنة، ويدل لهذا سماح النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بالنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد.
وأما إذا وجدت اللذة أو خيفت الفتنة فإنه يحرم، ولا شك أن نظر الفتاة إلى الرجل الذي تلاحظ اهتمامه بها مدعاة لتبادل النظرات معه وربما دعا ذلك إلى الكلام أو إلى ما هو أعظم، لأن النظر بريد الزنى.
فلذا يتعين عليها الاحتجاب وترك تبادل النظر مع هذا الرجل إن لم يكن جاء خاطبا يريد الزواج بها، وأما إن كان يريد الزواج بها وكانت مستعدة للارتباط به فإنه يجوز لها أن تنظر إليه كما يجوز له أن ينظر إليها، وليكن ذلك في غير خلوة.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 7997، 37795، 16848، 15196، 5814، 46643، 48290، 1769، 17070، 49259.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رمضان 1425(13/3713)
حكم مبيت المرأة عند أهل زوجها وهو غائب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لي أن أبيت ليالي بدون زوجي في منزل أهله، علماً بأن له أخا غير متزوج يعيش بالمنزل ولو كان زوجي معي هل يختلف الوضع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في سكن المرأة في بيت أهل زوجها مع وجود الزوج أو غيابه بشرط أن لا يترتب على سكنها ارتكاب محرم من نظر محرم أو خلوة بأخي الزوج أو غيره من أقارب الزوج الذين ليسوا بمحارم لها، فإن ترتب عليه شيء من ذلك حرم، ومن حق الزوجة أن تطالب زوجها أن يفرد لها مسكنا خاصا، لقول الله تعالى: أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ {الطلاق:6} ، وانظر الفتوى رقم: 34802.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1425(13/3714)
ركوب المرأة وحدها مع السائق الأجنبي يعد خلوة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي تدرس في جامعة بعيدا عني حيث تقيم مع عائلتها المشكلة أن والدها يرفض أخذها من وإلى الجامعة يوميا ولا يوجد من محارمها من يستطيع فعل ذلك فحاولت إيجاد أحد زميلاتها لتذهبا معا وتعودا معا ولكني لم أجد من يمكنه مرافقتها فما حكم ذهابها مع السائق لوحدهما إلى الجامعة, مع العلم بأنها على خلق ولا تتكلم معه البتة, أفتوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أفتى كثير من أهل العلم بأن خروج المرأة مع السائق الأجنبي وحدهما لا يجوز لأنه بمنزلة الخلوة المحرمة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم. وأما قول بعضهم إن ذلك ليس بخلوة ما دام داخل المدينة أو أمام أعين الناس فهو قول ضعيف واحتمال مرجوح لأن أهم المحاذير المترتبة على الخلوة متوقعة بين من في السيارة وحدهما ولو كانا داخل المدينة وعلى مرأى من الناس، كما لا يخفى. ولهذا ننصح السائل الكريم بالمحافظة على زوجته وتوصيلها بنفسه أو مرافقة أمها وبعض أخواتها إن وجدن، أو البحث عن بعض الطالبات ليرافقنها. فالسلامة لا يعدلها شيء والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والمعصوم من عصمه الله تعالى ومن خالف أمر الله ندم عاجلا أو آجلا. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 51331، 46699، 39628.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1425(13/3715)
ينظر إلى امرأة أجنبية وهو يقرأ القرآن هل يعد عاصيا أم مستهزءا؟
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشخص الذي يقرأ القرآن وهو يشاهد امرأة أجنبية عنه هل يعد هذا استهزاء بالدين]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وبعد فإن الواجب على قارئ القرآن أن يعمل به ويمتثل ما فيه من الأوامر الربانية ويبتعد عن النواهي قال الله تعالى: الذين ءاتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته
قال ابن مسعود والذي نفسي بيده إن حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه.
ولا شك أن غض البصر عن النظر إلى العورات المحرمة قد أكده القرآن قال الله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ولكن من خالف هذا الأمر إنما يعد عاصياً ولا يقال إنه مستهزئ بالدين إلا إذا تبين ذلك من حاله بقرينة دالة على الاستهزاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1425(13/3716)
هل تزور صديقتها وزوجها موجود بالبيت
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة أن تزور صديقتها وزوج الصديقة في البيت لكنه لا يراها ولا يدخل الغرفة التي فيها الزائر؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على المرأة في أن تزور صديقتها إذا التزمت في حال خروجها بالضوابط الشرعية لذلك، بأن تعتني بالحجاب وبصفاقة ثيابها وسعتها، بحيث لا تكون محددة للجسد، وأن لا تكون ثياب زينة ولا مبخرة أو مطيبة، وأن لا تشبه لباس الرجال أو الكافرات ولا ثياب شهرة، وأن لا يؤدي خروجها إلى الاختلاط بالرجال ولا إلى تضييع الحقوق، وأن يأذن لها زوجها في الخروج إن كانت متزوجة، وأن يكون زوج الصديقة المزورة راضيا بالزيارة، فإذا التزمت المرأة بهذه الضوابط فلا بأس بأن تزور صديقتها ولو كان زوج الصديقة حاضرا في البيت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1425(13/3717)
رآها أجنبي عنها بغير قصد منها فماذا عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[خرجت من المطبخ الداخلي للمنزل وأنا ذاهبة إلى الخارجي فإذا بعامل في وجهي -مع العلم بأني قبل خروجي تأكدت من خلو الطريق من العمال وأنا أيضا لا علم لي بأن في المنزل عمالاً ولكن كنت أتأكد فقط من باب الاحتياط- فمجرد أني رأيته أسرعت بالدخول إلى المطبخ الخارجي أعتقد أنه رآني لأني كنت مواجهته وعندما أردت العودة إلى الداخل كان عمي (والد زوجي) في الخارج فسألته عن خلو الطريق فقال لي إن العامل مواجه الجدار بإمكانك الخروج الآن، ماذا أعمل الآن وإن أكثر الظن أن العامل رآني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تعالى النساء بالقرار في بيوتهن وبالتستر وعدم التبرج لئلا يؤدي ترك شيء من ذلك إلى الفتنة بهن، قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33} ، ونهاهن عن الخلوة مع الأجانب، روى الشيخان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ولا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وعليه فواجب المرأة أن لا تتعرض للرجال الأجانب ولا تخاطبهم أو تجالسهم لغير حاجة شرعية، وأما إن رآها رجل وهي تريد الدخول أو الخروج من بعض غرفها، فلا حرج عليها في ذلك، لأن ذلك مما لا يمكن الاحتراز منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1425(13/3718)
كشف الرجل عورته عمدا من الكبائر أم الصغائر
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل كشف العورة عمدا أمام الغير من الكبائر أم من الصغائر؟ وما هو العمل لتكفيرها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكبيرة هي الذنب الذي ترتب عليه حد في الدنيا نحو قتل العمد والزنا والسرقة أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن فاعله في كتاب الله أو على لسان محمد صلى الله عليه وسلم مثل أكل مال اليتيم والسحر والفرار من صف القتال.
وعليه، فكشف عورة الرجل عمداً أمام الغير لا يُعد من الكبائر لأنه لم يرد فيه شيء مما ذكر، بل هو من الصغائر، وإذا قلنا إنه من الصغائر فليس معنى ذلك أن للمرء أن يتساهل في شأنه، فالصغيرة مع الإصرار عليها قد تتحول إلى كبيرة، والإدمان عليها قد يسبب لصاحبها الهلاك.
روى الإمام أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه.
وتكفير الصغائر مثل تكفير الكبائر يكون بالتوبة النصوح، بالإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العود إليه مع الإخلاص في ذلك.
وكذلك تكفر الصغائر بالعمل الصالح وباجتناب الكبائر وراجع الفتوى رقم: 3000. والفتوى رقم: 35144، ورقم: 51247.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1425(13/3719)
من الآداب المتبعة عند تقبيل المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[حماي (والد زوجي) يطاردني ويريد أن يلمس جسمي أنا أبلغ من العمر 27 عاما إنسانة مثقفة جدا وهادئة ومؤدبة ومتزوجة منذ عامين من عائلة معروفة ومحترمة سعيدة مع زوجي وأهله وكلهم يحبونني كبارا وصغارا. المشكلة هي أن حماي إذا انفرد بي في البيت لوحدي يريد تقبيلي وإذا سمحت له بأن يقبلني فهو يريد أيضا أن يلمس جسمي جسمي وو..... مع العلم أنه إنسان يبلغ الـ 75- 80 عاما، لا أعلم كم عمره بالضبط. وهو حاج وإنسان مهاب بين الناس ومحترم، آخر مرة كنت عندهم أراد تقبيلي من فمي فقلت له سأقبل يدك كما أقبل يد والدي فرفض وزعل عندما هربت منه وقال لي إنه لا يريد أن أكلمه أبدا بسبب عدم استجابتي لطلبه بتقبيلي من الفم وإعطائه ما يريد على فكرة هذا الموقف تكرر عدة مرات وكل مرة أقول لربما مخطئة ربما يعزني ويريد تقبيلي كأب وابنته لكن للأسف هذا الشيء تكرر وقد علمت ما النية لأن الأب يقبّل ابنته أمام الناس ولا يخجل لكنه هو يريد ان يقبّل على انفراد وأن يلمس جسدي لقد قلت لزوجي آخر مرة أن والده قد خاصمني لأنني رفضت تقبيله من الفم فجن جنونه وأراد أن يكلم والدته ويقص لها ما حدث لكن أنا رجوته أن لا يفعل ذلك فهذا يسيء لسمعة العائلة زوجي الآن لا يريد أن يذهب إلى بيت والده ولا يريد رؤيته فهو يقول إنه قد جن أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل أنني أحب بيت حماي وحماتي الحنونة أيضا وكل هذه العائلة لكن لا أعلم ماذا أفعل؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أباح أهل العلم تقبيل المحارم على اليد أو الرأس والجبهة، ونحو ذلك إذا أمنت إثارة الشهوة وحدوث الفتنة، ففي سنن الترمذي وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل فاطمة وتقبله.
وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل يقبل ذات محرم منه، قال: إذا قدم من سفر ولم يخف على نفسه.
ومن الآداب التي نص العلماء على وجوب مراعاتها عند التقبيل أن يتحاشى الفم لأنه مظنة الشهوة.
وعليه، فما يريد منك أبو زوجك من التقبيل على الفم وملامسة الجسد ومحاولة الاختفاء بذلك عن أعين الناس يدل بوضوح على قصد سيء ونية خبيثة، فلا تنفردي معه في البيت أبداً ولا تختلي معه وهدديه بأنه إذا واصل الإقدام على مثل ما يريد فستفضحين أمره.
وعلى زوجك أن لا يقطع أباه، فإن حقه عليه في البر والإحسان يبقى كما كان، وليتلطف في نصحه، وليدع له بالصلاح في أوقات الاستجابة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1425(13/3720)
حكم إقامة الفتاة بمفردها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم إقامة فتاة بمفردها بسبب أن دراستها في جامعة بعيدة عن مكان بلدها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد في الحديث الشريف نهي الإنسان عن المبيت وحده في بيته، ففي مسند الإمام أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. حسنه السيوطي وصححه الألباني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح. وقال المناوي في فيض القدير: أن يبيت الرجل " ومثله المرأة" وحده أي في دار ليس فيها أحد. وأقل أحوال هذا النهي الكراهة، وقد نص عليها كثير من أهل العلم. وعليه فالصواب أن لا تقيم الفتاة بمفردها لأي سبب لأنه سيؤدي إلى مبيتها وحدها، وربما أدى ذلك إلى ما لا تحمد عاقبته. ولا بأس أن تقيم معها إحدى أخواتها أو أحد إخوتها في المحل الذي تريد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1425(13/3721)
لا يجوز مصافحة وتقبيل الأجنبي ولو كان معاقا طاعنا في السن
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لرجل معوق (إعاقة في النطق وفي بعض أجزاء جسمه ويمشي على العكازة) وفي الأربعين من عمره مع أنه يفهم بالإشارة ويعرف إشارات الشفايف، والسؤال هل يجوز لزوجات إخوانه أن يسلموا عليه ويقبلونه على خده؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تقبيل المرأة للأجنبي على الخد محرم، سواء كان صحيحاً أو مريضاً ناطقاً أو أبكم، وتحرم كذلك مصافحته، وإنما يجوز أن تعوده النساء وهن محتجبات ويخاطبنه بالسلام ويسألنه عن حاله، ويدعون له، فلا فرق في حرمة مس الأجانب بين الصحاح والمرضى والعقلاء وغيرهم، وقد سبق أن بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 21040، 26796، 33816، 24400.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1425(13/3722)
من حسن عشرة المرأة لزوجها إكرام أمه والصبر عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[أعيش أنا وزوجتي عند أهلي لا توجد أية مشاكل ولله الحمد، لكن زوجتي تتضايق إذا دخلت أمي أو أخي غرفة نومنا وأنا أحرج أن أقول لهما، علماً بأن أمي تدخل لغرفتنا لتنظيفها إذا لم تكن زوجتي قد نظفتها، أما أخي فيدخل لمشاهدة التلفاز، أنا لا أجد حرجاً في ذلك، لكن زوجتي العكس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية اعلم أن أخاك إن لم تكن بينه وبين زوجتك محرميةمن رضاع فإنه أجنبي عنها كغيره من الأجانب تترتب عليه أحكام غير المحارم من حرمة النظر والخلوة وغير ذلك، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
والحمو هو: أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه، كابن الأخ، وابن العم، فقوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. معناه: تعظيم أمر دخول أقارب الزوج على زوجته إن لم يكونوا محارم لها، فالخوف منهم أكثر والفتنة بهم أكبر، لتمكنهم من الدخول على المرأة والخلوة بها من غير أن ينكر ذلك عليهم في عادة الناس.
ومن حق زوجتك أن تتضايق من دخوله إلى غرفتها وليس النظر إلى التلفاز مبرراً للدخول فبإمكانك إخراج التلفاز من غرفتكم، أما تضايق زوجتك من دخول أمك إلى غرفة نومكم فإذا لم يكن هناك سبب لا نعلمه لتضايقها فإنه لا ينبغي لها ذلك؛ وينبغي أن تعرف لوالدتك قدرها وتوقرها لكبر سنها خاصة وأنها تقوم بخدمتك وخدمتها كما هو واضح من السؤال وفي سنن الترمذي من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا.
وينبغي أن تتلطف بزوجتك لنصحها بهذا، وإذا استطعت أن تجمع بين بر أمك وتحقيق رغبة زوجتك فافعل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1425(13/3723)
كيف ينقذ الشاب نفسه من ملاحقة الفتيات له
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
السلام عليكم الحمد لله أنه يوجد أناس مهتمون بأمر الفتوى وهو شأن عظيم وأرجو منكم أن تفيدوني عن هذا الأمر:
أنا شاب تقي مؤمن والحمد لله ولكن الفتيات يلاحقنني من كل جانب وأنا أعرف أني إذا كلمتهن فسوف تنقلب حياتي ومنذ يومين على الأقل كلمتني واحدة فأعطيتها كرت صغير للشيخ محمد العريفي فأعطتني هي فقلت لها أنا أعطيتك هذا الكرت حتى تستقيمي ولا تكلمي الأولاد ولكنها غضبت مني وأصبحت خجولة مني علما بأنها هي الأخرى ملتزمة وعيبها أنها تكلم الأولاد.
أفيدوني فإني في حيرة من أمري والمدرسة بدأت (جاء الشر) والسلام عليكم يشهد الله أني أحبكم فيه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تبارك وتعالى كلاً من الرجال والنساء بغض النظر وحفظ الفرج، قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ... الآية. ونهى عن خضوع المرأة بالقول للرجل لما في ذلك من أسباب الفتنة، قال تعالى قلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قبله مرض وقلن قولاً معروفاً وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء متفق عليه.
وعليه فواجبك أن تبقى كما كنت، وأن لا تلتفت إلى اللاتي يلاحقنك، وأن لا تكلم أية واحدة منهن إلا أن يكون ذلك لمصلحة، وأن تقتصر على قدر الحاجة من الكلام.
وإذا فتحت المدرسة فابق كذلك، ولا يهمك أن تغضب هذه الفتاة أو تلك من رفضك الحديث معهن، فإنك إن يرض الله عنك فلا ضرر عليك في سخط العباد وإن يسخط عليك فلا تنفعك مرضاة غيره، واحذر من متابعة خطوات الشيطان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1425(13/3724)
ماذا يفعل من لا يتأثر بالنساء ولا تثور شهوته إلا بالتخيلات
[السُّؤَالُ]
ـ[توجد لدي مشكلة والشكوى لغير الله مذلة ولكن من باب النصيحة ومن باب الأخذ بالأسباب لعل الله يجعل شفائي على يد من يختار سبحانه وتعالى ويرضى ... ومن باب الفضل في السعي لسد حاجات الأخ المسلم. إني أشكو من عدم التأثر بالنساء حيث لا أشعر بأي شهوة نحوهن. وإني بفضل الله تعالى ملتزم بالأمور الشرعية من الصلاة والصيام ... \"لا تزكوا انفسكم هو أعلم بمن اتقى\",ولا حتى في الاستحلام علما بأني لا أعاني بفضل الله تعالى من أي خلل في الجهاز التناسلي, وعمري يقارب 23 سنة, وأشعر بالشهوة في حالة واحدة عندما أتصور بأني أصارع شخصا أقل مني عمرا وذاهيئة حسنة ويقوم بطرحي أرضا وأحاول رفعه عني ولا أستطيع عندها تثير عندي شهوة قوية وينتصب العضو الذكري وأقذف ولاحول ولا قوة إلا بالله علما أن لي أخا توأما ونعاني من نفس الشعور ولاحول ولا قوة إلا بالله. ما هو السبب؟؟؟ أهو سحر؟؟؟؟ وقد قرا علي شيخ مرة ولم يحدث شيئا. أفيدونا مشكورين وأرجو أن تكون الإجابة فيها نوع من التفصيل وبالسرعة الممكنة فأخوكم لا يعلم حاله إلا الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه من المستبعد أن تكون العادة التي بك ناتجة عن سحر، وكون توأمك يعاني من نفس الشعور دال على أن المسألة وراثية، لأن التوأمين الحقيقيين قد أثبت المتخصصون في علم الجينات والوراثة أنهما يشتركان في جميع الخصائص الوراثية والبيولوجية. واعلم أن هذه التخيلات التي تجد قد تكون ذريعة إلى اللوطية، فعليك بالسعي في التخلص منها، بالانصراف عن النظر إلى المردان والأشخاص الحسان الصورة، وعليك بالدعاء في أوقات الإجابة بأن يصرف الله عنك ما تعانيه، فإن الله تعالى قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة: 186} . وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60} .وإذا وجدت ميلا إلى الزواج فعليك به فعسى الله أن يغير به ما كنت تعانيه ويصلح من حالك، ونسأل الله العلي القدير أن يزيل مابك ويشفيك ويشفي أخاك إنه سميع مجيب. ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 7413.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1425(13/3725)
كيف يحتاط الشاب الوسيم من أهل الريبة من الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[فأنا والحمد لله منحني الله حسن خلقة وأنا أصبحت أعاني بسببها فكلما تكلمت مع فتاة التصقت بي. وأما في هذه الأونة أصبح كلما رأني رجل أصبح يريد أن يتكلم معي ليقول أود أن أستمني لك. وهذا أقل ما قيل سواء أن أعرفه أولا أعرفه. فأطرده من شدة الغضب أو الخجل أو الخوف من الله أو أذكره بالله. وأنا شاب في مقتبل العمر وأخاف على نفسي أن أفتن، فأرجو أن تدلني كيف أعمل للمصابين بهذا المرض، وكيف أدعوهم إلى الله والأغرب من ذلك والذي فجأني حتى الذين أعرفهم أصبحوا يتمنون أن يستمنوا لي؛ فأنا في حيرة من أمري وجزاكم الله خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحسن خلقك كما حسن خلقتك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. رواه مسلم. هذا، وإن الواجب عليك عدم الاختلاط بالنساء، إلا بمراعاة ضوابط وآداب، منها: غض البصر، وعدم الخلوة، وعدم المصافحة باليد، ونحو ذلك مما حرم الله تعالى، وانظر الفتوى رقم: 8890، 8924، 2412. وكذلك ينبغي أن تحذر من مخالطة ضعاف الإيمان وفاقدي المروءات من الرجال، وأن تتوقى الخلوة بهم، وأن تكون جاداً في كلامك، وأن تتجنب التكسر واللين عند مخاطبة الرجال، وأن تتجنب لبس الملابس الضيقة التي تجسم العورة وتظهرها. كما يجب عليك أن تلتزم بآداب الإسلام الواجبة، كإعفاء اللحية. ثم إننا نوصيك بتقوى الله ليجعل لك مخرجاً مما أنت فيه، واستعن به، واسأله أن يرفع عنك البلاء، وأن يحفظك من أهل الريب. وإذا ابتليت بمن لا خلاق له، فلا تتردد في إبعاده والإغلاظ له، ولك أن تخوفه بالله وأليم عقابه، وأنه مطلع على عباده لا تخفى عليه منهم خافية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1425(13/3726)
الخلوة بزوجة الأخ عواقبها وخيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[شيخي الكريم إني أعيش وزوجي في بلد أوروبي وقد أتى إلينا أخو زوجي _سلفي_ وبحكم عمل زوجي فإنه يخرج ويتركنى معه حيث إنه غريب لايعرف أحدا وأقول لزوجي إنها خلوة ولكن زوجي في موقف محرج يقول لي ماذا أفعل إنه ليس له مكان غير بيتى وأخاف أن تصبح حساسية بينه وبينك على أنك تريدينه أن يترك البيت حيث ربما يفهمها هكذا ... فأضطر أنا لأخرج لجارتي لكن لوقت محدود ثم أعود إلى البيت وأبقى معه لوحدنا فما ردك على هذا. ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان حرمة الخلوة بالأجنبية وزوجة الأخ خاصة، فانظري على سبيل المثال الفتاوى رقم: 3178، 43022، 23203، 10001، 33301. ولا ينبغي للزوج أن يحرج ويستحيي من مصارحة أخيه بحكم الله في هذه المسألة بأسلوب لا يفهم منه عدم رغبتكم في بقائه معكم، وإنما يبين له حكم الشرع في عدم جواز وحرمة الخلوة بزوجة الأخ، والله لا يستحيي من الحق، لكن إن كان في البيت غرفة منفصلة، بحيث يمكنه أن يسكن بمعزل عن زوجة أخيه، بحيث لا تحصل الخلوة فلا حرج في بقائه معكم لا سيما إذا كان غريبا ومحتاجا للسكن عندكم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1425(13/3727)
حدود علاقة الرجل بزوجة أخيه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا غير متزوج، وأخي متزوج وأنا أقدر زوجته وهي تقدرني وتحكي لي بعض أسرارها وأنا كذلك؛ وإذا حدث بيننا خصام تقوم هي بمصالحتي وعلاقتي بها شريفة. أنا أسأل هل هذا حرام أم حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زوجة أخيك أجنبية عنك، ولا يجوز لك أن تختلي بها ولا أن تنظر إلى ما لا يجوز النظر إليه منها، فكونها زوجة أخيك لا يزيد الأمر إلا خطورة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء قالوا: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
فإذا علمت هذا أخي الكريم فلتبتعد عن الخلوة بزوجة أخيك ولتحذر من كيد الشيطان وليكن تقديرك لها وتقديرها لك على نحو لا يترتب عليه محذور من المحاذير الشرعية والتي من أهمها الخلوة بها أو الاسترسال معها في الحديث الذي لا تدعو إليه حاجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1425(13/3728)
الصيام والاختلاط ومن خاف على نفسه الفتنة من دعوة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا نفعل ونحن مجموعة من الشباب الملتزم عملنا يقع وسط أكاديمية هذه الأكاديمية فيها من الموبقات ومن التحرر والعري والعولمة ما لا يعلمه إلا الله عز وجل المهم أننا مقبلون على رمضان وهذه أول سنة يتصادف وجودنا معهم في هذا المكان اقترح أحد الإخوة أن نقوم بعمل شيء مثل حقيبة رمضانية ونوزعها على فتية وفتيات هذه الأكاديمية ووافقته ولكن عندما نظرت لحالي وإيمانياتي الضعيفة قلت كيف سأذهب لإنسانة شبه عارية في نهار رمضان لأعطيها هذه الحقيبة وحتى لو قبل رمضان أنا لا أعلم ماذا أريد وغير قادر على تخليص نيتي فلا أعلم هل أدعوها لله أم أدعوها للغرام؟ المهم ألحت علي نفسي بالرفض وأنني سأفتن فما وجدت غير قول الله تعالى (ألا في الفتنة سقطوا) دلوني ما العمل أولا؟ وهل ما سيفعله صديقي أسلوب دعوي صحيح؟ وإن كان صحيحاً فما هو موقفي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الرجال والنساء الأجنبيات ما لم ينضبط بضوابط الشرع، فإنه ينشأ عنه مفاسد وإثارة للغرائز، والله سبحانه أمر كلا الجنسين أن يغض بصره عن الآخر، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور: 30} .
وقال: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {لنور: 31} .
وانظر الفتوى رقم: 1094، 41319، 35390، 3539.
وعلى ذلك، فإن الواجب عليك ترك العمل في هذا المكان والنجاة بنفسك، فإن ذلك من لوازم الإنكار بالقلب الذي هو أضعف الإيمان، فقد قال تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ {النساء:140} .
وانظر الفتوى رقم: 1048، والفتوى رقم: 34369.
وأما بالنسبة إلى دعوة النساء إلى الالتزام بالدين وأمرهن بالمعروف ونهيهن عن المنكر، فننصحك بالبدء بالرجال، أما النساء فينبغي أن ينشغل بدعوتهن النساء، أما إذا عزَّ ذلك، فلا بأس أن يقوم الرجال بدعوتهن لكن بشروط منها: غض البصر، وعدم المصافحة، واجتناب الخلوة بهن، وإن مجرد توزيع نشرة دعوية أو حقيبة رمضانية لا يحتاج إلى مزيد كلام مع النساء.
لكن إن وجدت في نفسك ضعفاً وفي قلبك فتنة، فانج بنفسك ولا تعرضها لسخط الله، فكل امرئ على نفسه بصير والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1425(13/3729)
حكم طلب المرأة أو الرجل للعلم من بعضهما
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في السابعة عشر من العمر من الله علي بالعلم والحمد لله ولذلك أجد الكثير من الإخوة يسألوني ويستفسرون مني عن بعض الأشياء التي أجيدها كنت أتحدث مع معظهمهم عبر الماسنجر \" محادثه خاصة\"
وكانوا جميعهم من الشباب حتى استضافتني إحدى الأخوات بغرض العلم تكبرني سنا مع أني لا أعلم سنها الحقيقي ولكني طالب وهي تعمل في شركة عرفت ذلك عندما عرضت علي تصميم ورقة عمل للشركه التي تعمل بها، المهم أني حتى لا أعرف اسمها والمعاملة بيننا رسمية جدا \" سؤال وجواب \" ولم أشعر قط أني أفعل شيئا خطأ حيث إني لا أجيبها مثلا لأنها فتاة وأنا فتى فأنا أعامل الجميع سواسية ولكن في زيارتي لأحد المنتديات وجدت موضوعا عن هذا دخلت الموضوع وجدت الإخوة فيه يمنعون أي حديث مهما كان فما دمت أنت ذكر وهي أنثى ولست من محارمها يبقى حرام حرام طبعا كلامهم عن غرف الحديث والشات والماسنجر
وليس عن المنتديات التي لي سؤال آخر عنها سأضعه في نموذج آخر فهل طلب العلم حرام ما دام بين ذكر وأنثى؟ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تعلم الرجال عبر حجاب أليست الشاشة والبعد الذي يبلغ عشرات ومئات الكيلومترات حجاب كاف؟ أتمنى أن يكون السؤال واضحا وغير مبهم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في الشرع منع أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين سدا للذريعة، إلا إذا كان ذلك مضبوطا بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة والاختلاط المريب والخضوع بالقول والاقتصار على قدر الحاجة إذا دعت لذلك، فإذا كانت المرأة تسأل عما أشكل عليها من أمور دينها أو دنياها.. فلا حرج في ذلك شرعا. قال الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب: 32} . وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بسؤال أهل العلم عما أشكل عليهم، فقال تعالى: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {النحل: 43} . وأهل الذكر في كل شيء هم أهل الاختصاص فيه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم. رواه أصحاب السنن وصححه الألباني. ولهذا كان السلف الصالح رجالا ونساء يأخذون العلم بعضهم من بعض بالضوابط الشرعية التي أشرنا إلى بعضها.
وعلى ذلك؛ فطلب المرأة أو الرجل للعلم من بعضهما ليس بحرام إذا ضبط بالضوابط الشرعية، وربما انتقل من مرحلة الجواز إلى الوجوب، سواء كان ذلك مباشرة أو عن طريق وسائل الاتصال المختلفة مع الاحتياط التام وعدم المحادثة في الغرفة الخاصة في الشات وأمن الفتنة من الجانبين. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 22324.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1425(13/3730)
حكم النظر إلى النساء غير المسلمات، وهل النظر من الصغائر
[السُّؤَالُ]
ـ[أفتونا جزاكم الله خيرا، لي صديق يدمن تصفح المواقع الإباحية وعندما نصحته بالتوبة قال إنها من الصغائر والمهم هو غض البصر عن المسلمات وهو غير محصن, فما رأيكم في هذا وهل هي كبيرة أم صغيرة، وهل يختلف حكمها بين المحصن وغير المحصن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تصفح المواقع الإباحية حرام، وهو من زنا العين، وانظر الفتوى رقم: 26620.
وحرمة النظر إلى النساء تشمل النساء المسلمات والكافرات لعموم الآية الآمرة بغض البصر، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، فالآية لم تفرق بين أصناف النساء، وقد قال البخاري قال سعيد بن أبي الحسن للحسن البصري:إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن، قال: اصرف بصرك عنهن، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ. وعلة التحريم: النظر لما لا يحل النظر إليه، ولا تأثير لكون الناظر محصناً أو غير محصن.
هذا، وإن النظر إلى ما حرم الله النظر إليه ليس من الكبائر إذا لم يتكرر من فاعله، ولكن لا ينبغي للمسلم التساهل بالذنب بحجة أنه ليس من الكبائر، فإن الصغائر إذا اجتمعت على الإنسان أهلكته، ثم إن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، قال بعض السلف: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.
وقال بعض السلف: لا تنظر إلى صغر الذنب، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الأرناؤوط.
وعلى ذلك.. فالواجب على الشخص الذي يتعدى حدود الله وينظر إلى ما حرم النظر إليه أن يبادر إلى التوبة، وأن يجاهد نفسه حتى تطاوعه، والوجب عليك نصحه وتخويفه بالله، وانظر الفتوى رقم: 28148 وما يتصل بها من الفتاوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1425(13/3731)
علاقة الحب والصداقة في غير رباط الزوجية
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أحب فتاة ثم تركتها لسوء أخلاقها وعندما حاولت أن ترجع عما كانت فيه وافقت بشرط أن نرجع أصدقاء وإلا ستبقى كما هي فما رأي أهل العلم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطريق الذي تسير فيه طريق لا تؤمن غائلة الشهوات فيه وهو حرام ومؤد إلى الحرام، فإذا أردت أن تعود إلى تلك الفتاة فعليك أن تتأكد أولاً من توبتها، وتتوب أنت أيضاً، ثم تسلك بعد ذلك السبيل المشروع، وهو التقدم لخطبتها والتزوج بها، أما علاقات الحب والصداقة، فليست من ديننا في شيء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1425(13/3732)
الصداقة بين الرجال والنساء الأجنبيات ممنوعة في الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تجوز الصداقة بين ولد وبنت، مع العلم بأنها بنت متدينة جداً وأنا أضمن عدم حدوث شيء يغضب الله، فهل يجوز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصداقة بين الرجال والنساء الأجنبيات عليهم لا تباح في الإسلام، وكون السائل يضمن عدم حدوث شيء يغضب الله أمر مستبعد في مثل هذا النوع من العلاقات، لأن المحرم بين الجنسين ليس الزنا فقط وإنما هو أمور كثيرة، كالخلوة والحضن والنظر لما لا تحل رؤيته والخضوع بالقول وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفتنة.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن لجوارح الإنسان حظوظاً من الزنا، روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وفي رواية:.... والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. وراجع في موضوع الصداقة بين الفتيان والفتيات الفتوى رقم: 11945. وواجب البنت المتدينة الابتعاد عما حرم الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1425(13/3733)
النظر إلى الأفلام الإباحية لا يبيحه طلب تعلم العلاقة الجنسية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة تزوجت حديثا وقبل ذلك شاهدت أفلاماً إباحية بهدف تعلم بعض الأمور عن العلاقة بين الجنسين فهل ارتكبت إثما وما حكم الدين في ذلك؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نهى الله تعالى عن النظر إلى ما لا تحل رؤيته، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30-31} .
والنظر إلى الأفلام الإباحية التي تظهر فيها عورات الرجال والنساء حرام، ولا يبيحه دعوى تعلم بعض الأمور عن العلاقة الجنسية.
وتعلم أحوال العلاقة الجنسية يعرف من مطالعة كتب السنة والفقه ونحوها.
وعليه، فإنك قد ارتكبت خطأ كبيراً فيما كنت تفعلينه.
إلا أنك إذا كنت نادمة على هذا الفعل وتريدين التوبة منه، فإن الله تعالى يغفر كل الذنوب، قال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82} .
وقال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53} .
وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وشروط التوبة هي: الإقلاع عن المعصية، والندم على ما كان فعل منها، والعزم على عدم العودة إلى مثلها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1425(13/3734)
هل يسكن ابن أخيه معه في منزله
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
ابن أخي عمره ثمانية عشر سنة يريد متابعة دروسه الجامعية في المدينة التي أقطن فيها وأريد أن أعرض عليه الإقامة عندي مع العلم أن زوجتي شابة فهل يجوز هذا شرعا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان سكن ابن أخيك في بيتك سوف يؤدي إلى دخوله على زوجتك وخلوته بها فلا يجوز لك أن تسمح له بأن يسكن في بيتك لاسيما في غيابك، لأن ذلك أمر محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري.
وقوله: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
والحمو: أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج.
وأما إذا لم يكن في سكناه شيء من هذه المحاذير كأن يكون البيت ذا غرف ومرافق متعددة، بحيث يمكنه أن يسكن بمعزل عن زوجتك، ولا يطلع أحدهما على الآخر، فلا حرج عليك في إسكانه في بيتك لاسيما إذا كان ابن أخيك محتاجاً للسكن عندك ولم يجد بديلاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1425(13/3735)
إكمال الدراسة في الجامعة المختلطة أم تركها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ... : بمناسبة الدخول الدراسي الجديد فالسؤال حول ذلك، إذا لم يبق للطالب سوى سنة ليتخرج من الجامعة، هل يكمل دراسته إذا علم بحرمة الدراسة في الجامعات المختلطة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاختلاط في الجامعات بين الرجال والنساء حرام، ولا يخفى خطره، وهل كان يظن مسلم صادق غيور أن هذه الأمة المجاهدة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، وجعلها شاهدة على سائر الأمم، هل كان يظن أنه سيئوول بها الحال إلى أن يجلس شبابها بجوار بناتها في الجامعات؟؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ونقول لهذا الطالب: إن كنت مضطراً لنيل الشهادة الجامعية أو تحتاجها احتياجاً شديداً كأن يتعذر حصولك على عمل بدونها فيجوز حينئذ أن تكمل دراستك في هذه الجامعة المختلطة بشروط منها: أن لا تحضر من المحاضرات إلا ما كان ضرورياً لنجاحك، وتخرج لتوك بعد الانتهاء منها، وأن تجتنب النظر والكلام مع النساء، وأن لا تجلس بقربهن، وأن تختار رفقة صالحة تعينك على غض البصر وحفظ الفرج، وأن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة.
ولكن إن كنت تخشى على نفسك من الفتنة وضعف الإيمان فاترك الدراسة فوراً، والسلامة لا يعدلها شيء، واعلم أنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا أبدلك الله به ما هو خير لك منه، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
وأما الرزق فأمره موكول إلى الله، وقد ضمنه الله حتى للحيوانات والطيور، قال صلى الله عليه وسلم: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً. رواه البزار وابن حبان وصححه، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شعبان 1425(13/3736)
كيفية النصح للوالد الذي ينظر للقنوات الهابطة
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي مع أبي/ بعد أن تقاعد من العمل وكان لديه وقت فراغ كبير , أحس أخي بأن والدي لابد أن يشغل وقت فراغه فأحضر له (دشا) بجميع القنوات الفضائية..
وفعلا شغل وقت فراغه ولكن بشكل سيئ جدا متابعة العري والمجون والقنوات الهابطة.. ووضع أرقاما سرية للجهاز ,, لا يطلع عليها أحد غيره..
ووالدي الآن كبير في السن ومريض بالسكر ,, ولكنه متابع لتلك القنوات ,, وأنا خائفة عليه كثيرا أخاف أن يموت وهو على هذا الحال.. بالرغم من أنه مؤذن وإمام.. ولكن هذه حاله للأسف..
وأمي من أخبرتني بذلك.. وأكدت لي الخبر حيث يسجلها بالفديو ويحتفظ بأكثر الأشرطة لديه وعندما يتعب يمزقها.. حاولت أمي معه التخلص من الدش وتبعاته ولكن دون فائدة.. لا أعرف كيف أتصرف لأني أخاف عليه كثيرا,, وهو لا يعلم بأني على علم به.. وعندما أدخل عليه مفاجأة يغير القناة إلى أخرى ويرتبك كثيرا,,
فوجئت بتغير حال أبي فهو من أصحاب العلم والمعرفة ومتخرج من الجامعة ومعروف بأنه رجل فاضل ,,, ولكن الدش قلب رأسه وله الآن حوالي 3 أو 4 سنوات على هذا الحال.. والعمر يجري..
أرجو المساعدة والمشورة.. لأني لا أستطيع أن أخبر أحدا من أفراد العائلة بهذا الشيء أبدا..
وجزاكم الله خيرا..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لأبيك الهداية والتوفيق لما يحبه سبحانه ويرضاه، ومعلوم أن النظر إلى صور النساء باب فساد ويجر إلى منكرات عظيمة، وهذا لا يخفى على من رزقه الله تعالى بصيرة يميز بها بين الحق والباطل. وقد ذكرنا حكم النظر إلى الصور الخليعة في الفتويين التاليتين برقم: 27224 ورقم: 30945.
والواجب عليكم نصحه ومصارحته بأدب ورفق وحكمة، وتذكيره بالله تعالى، وأن الموت قد يبغته وهو على هذه الحالة، وحاولوا شغل وقته بسماع الأشرطة النافعة والكتب المفيدة، والجلوس معه أو بعمل تجاري، وإن كان له صديق صالح ديّن وكان يمكن أن يؤثر عليه فأخبروه بالأمر عسى أن يكون في ذلك نفع لوالدكم، ونصحكم له هو من بره وطاعته. وانظري الفتوى رقم: 12032. وعليكم أن تزيلوا هذا الدش من بيتكم بأي وسيلة ممكنة.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شعبان 1425(13/3737)
مفسدة الاختلاط للضرورة أقل من مفسدة اطلاع الرجال على عورات النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طبيبة بصدد اختيار التخصص , ومما خطر ببالي هوالتخصص في الجراحة العامةعلما بأنها مختلطة جدا بالأطباء الذكور ولكن تفكيري في المئات بل الآلاف من النساء اللاتي يضطررن للذهاب للجراحين للكشف عن صدورهن [لأن أمراض الثدي منتشرة] أو حتى العورات المغلظة عند الإصابة بما يتطلب علاجا جراحيا ووالله لأجد هذا التخصص غير محبب لي ولكن ربما كان تخصصي يقلل ما ذكرته من المخالفات وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان مقصدك من هذا التخصص هو أن تقومي بالكشف على النساء بدلا من تعرضهن للكشف عند الرجال وتحفظت من الاختلاط قدر المستطاع، فلا حرج عليك في هذا التخصص، بل تثابين عليه إن شاء الله، وإنما أفتينا بذلك مع أن الاختلاط على الوجه المعروف الآن حرام، لأن مفسدة الاختلاط الذي تضطرين إليه أقل بكثير من مفسدة اطلاع الرجال على عورات النساء، ومعلوم أن الشريعة مبنية على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، وترجيح خير الخيرين بتفويت أدناهما، ودفع شر الشرين باحتمال أدناهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: مدار الشريعة على قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. وعلى قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم. أخرجاه في الصحيحين، وعلى أن الواجب تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، فإذا تعارضت كان تحصيل أعظم المصلحتين بتفويت أدناهما، ودفع أعظم المفسدتين مع احتمال أدناهما هو المشروع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شعبان 1425(13/3738)
حدود نظر الرجل للنساء أثناء التدريس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أدرس اللغة العربية لغير الناطقين بها من الأجانب النساء، فما حدود النظر المباح، علما أنني أجد حرجا وتكلفا في عدم النظر لهن وخاصة للتعليم والنطق؟
أفيدوني بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله كلاً من الرجال والنساء بغض البصر عن الجنس الآخر، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30 ـ31} . وأمر بخطاب المرأة من وراء حجاب لئلا تحصل الفتنة، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب: 53} . ونهى عن خضوعهن بالقول، قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32} .
ولا شك أن تدريس النساء سبب كبير من أسباب الفتنة، وعليه، فإذا أمكنك أن تتخلص من هذا العمل، كأن تتحول -مثلا- إلى تدريس الذكور، وتخصص للنساء امرأة تدرسهن، فهذا هو الحل الأمثل. وإن لم يمكن ذلك وكنت محتاجا إلى هذا العمل، فلا مانع منه مع الاحتياط في الابتعاد عن كل ما يمكن أن يثير فتنة, وعن الخلوة، وخضوعهن بالقول.
وأما حدود النظر إلى الأجنبية فإن أهل العلم قد ضيقوا فيها كثيرا لما ورد فيها من النهي الصريح. ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 5776. وعليه، فالظاهر أنه لا يباح منه إلا ما حصل فجأة أو ما اقتضته الضرورة. وعليك أن تبقى عازما على ترك هذا العمل متى ما وجدت غنى عنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1425(13/3739)
الحمو..معناه.. وحكم سكن الأخ في بيت أخيه ومرافقه متحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[سبق أن سألتكم سؤالاً وأريد أن أسأل سؤالاً آخر، من هو الحمو في الشرع هل هو أخو الزوج أم زوج الأخت، وهل يجوز شرعاً سكن الزوجة في بيت به أخو الزوج وهو متزوج، لكن لا يوجد أي خصوصية لكل من الزوجين سوى غرفة النوم، الحمام مشترك، المطبخ مشترك، الصالة مشتركة يجتمع بها الجميع فأريد أن أسأل هل يجوز لابنتي وهي زوجة أحد الإخوة السكن شرعا في مثل هذا البيت، علما بأن ابنتي محجبة وكل أهل البيت هم متدينون وملتزمون، لكن أنا أريد شرعا، هل يجوز أو لا يجوز؟ شكراً جزيلا، وجزاكم الله خيراً، أنا في انتظار إجابتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمو هو أخو الزوج أو قريبه، والختن هو أخو الزوجة أو قريبها، قال ابن حجر في فتح الباري:.... وقال النووي: اتفق أهل العلم باللغة على أن الأحماء أقارب زوج المرأة، كأبيه وعمه وأخيه وابن أخيه وابن عمه ونحوهم، وأن الأختان أقارب زوجة الرجل، وأن الأصهار تقع على النوعين.
وفيما يتعلق بسكن الزوجة في بيت به أخو زوجها، فنقول: إن أخا الزوج، هو أجنبي على المرأة كسائر الأجانب، بل هو أحرى منهم بالمنع لتمكنه مما لا يتمكن منه غيره، روى الشيخان من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. يقول الإمام النووي في شرحه للحديث: فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي ...
والأجنبي -سواء كان حموا أو غيره- إنما يباح له أن يسكن في منزل واحد مع المرأة الأجنبية إذا انفرد كل منهما بجميع المرافق ولم يشتركا في شيء منها، قال ابن حجر الهيتمي: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل.... اشترط أن لا يتحدا في مرفق، كمطبخ أو خلاء أو بئر أو ممر أو سطح أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة، لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق بينهما باب.... ومن هذا تتبينين أن المساكنة بين الأسرتين على الوجه الذي ذكرت لا تجوز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شعبان 1425(13/3740)
حكم تكليم الرجل لجارته، وإهداؤه للأجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أصبح الناس في هذه الأيام لا يتقيدون بالأمور الشرعية لذا نرجو من فضيلتكم الإفتاء في الآتي:
1- هل يجوز للرجل أن يرسل بكروت لقريباته الأجنبيات عنه بحجة تهنئتهم.
2- هل يجوز للرجل الحديث مع جارته بالهاتف بحجة الاطمئنان عليها وخدمتها بعد وفاة زوجها، مع وجود من يقوم بخدمتها، وهي ليست من القواعد من النساء.
3- هل يجوز إرسال هدية شخصية لزوجة صديق عن طريق زوجها للتهنئة، أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت البطاقات المذكورة من باب صلة الرحم والإخبار بسلامته أو النصيحة لهن أو ما أشبه ذلك مما فيه فائدة، وكانت المناسبة المهنأ بها مشروعة ولم تؤد إلى محرم.... فإنه لا مانع من ذلك -إن شاء الله تعالى- من باب صلة الرحم وتهنئة المسلم.
وإذا تكلم الرجل مع جارته أو قريبته لحاجة فإن عليه أن يقصر كلامه على الحاجة وما فيه فائدة، ولا يجوز له أن يسترسل في الكلام أو يزيد على الحاجة حتى لا يجره ذلك إلى ما لا تحمد عقباه، وعليها هي كذلك أن تقتصر في حديثها على ما فيه الحاجة، وأن تحذر من الخضوع بالقول..
وأما إرسال الهدايا إلى امرأة أجنبية فالأصل فيه الجواز إلا إذا كان يخشى أن يجر ذلك إلى حرام كالخلوة ... فإن ذلك لا يجوز لأن وسيلة الحرام حرام.
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10463، 7396، 11508، 11587.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1425(13/3741)
حكم سكن الطلاب في سكن مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي عن الاختلاط والتحدث مع الفتيات في الجامعة وفي المسكن حيث إني أسكن في سكن الجامعة الأمريكية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حكم الدراسة في الجامعات المختلطة، وذكرنا أنها لا تجوز إلا في حالة الاضطرار أو الحاجة الشديدة، وراجع فيها الفتوى رقم: 2523.
ولا يجوز أن يسكن الفتيان والفتيات في سكن جامعي مشترك لما سينجر عن ذلك حتما من الفواحش والمنكرات التي لا حصر لها، وقد بين الله كيفية التحدث مع النساء إذا دعت لذلك حاجة، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ َ {الأحزاب:53} ، وإذا كان هذا في شأن أمهات المؤمنين والمخاطبون لهم هم الصحابة رضي الله عن الجميع، فما بالك بالخطاب بين الفتيان والفتيات في عصرنا الحاضر وفي الجامعات.
والأصل في خطاب الرجل للمرأة الأجنبية أن يكون على قدر الحاجة، وأن يكون من وراء حجاب، وأن لا يشتمل على خضوع بالقول ولا على خلوة في مكان منفرد، وأن لا يكون فيه ما يثير فتنة، وإن اختل شيء من ذلك لم يشرع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1425(13/3742)
الواجب على من يعمل في مكان مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في مركز الإنترنت في العراق هل يجوز أن أعمل في المركز أم لا، مع أن فيه اختلاطاً ويأتيه البنات المحجبات وغير المحجبات ويتكلمن معي، هل يجوز هذا النوع من العمل أم لا، أرجوكم أجيبوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن كل ما يمكن أن يسبب له فتنة أو يوقعه في إثم، وإن أكبر ما يتخوف على الرجل منه الفتنة بالنساء، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وعليه؛ فإذا كان بإمكانك وجود عمل غير هذا فلا تتردد في تركه، وكذا الحال إذا كنت غير محتاج للعمل فيه أصلاً، وأما إن كنت مضطرا إليه لمعاشك ولم تجد غيره، فلا مانع من بقائك فيه في انتظار وجود فرصة عمل أخرى بعيدة عن مواطن الفتنة، وفي انتظار ذلك فحاول -ما استطعت- أن تغض بصرك وتتجنب الحديث مع النساء في غير ما تدعو له الحاجة، مع تجنب الخلوة بهن وكل ما من شأنه إثارة الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1425(13/3743)
حكم النظر إلى وجه المرأة الميتة
[السُّؤَالُ]
ـ[أفيدونا بارك الله فيكم في مسألة نظر الإمام إلى الجنازة، مع العلم بأن الميت امرأة، فهل يجوز له كشف الستار عن وجهها والنظر إليها، مع العلم بأنها مستقبلة للقبلة، أفيدونا؟ سدد الله خطاكم ووفقكم لما يحب ويرضى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن ينظر إلى وجه المرأة الأجنبية وكفيها لغير حاجة في حياتها وبعد موتها على الراجح من أقوال أهل العلم، وإنما يجوز للرجل الكشف عن وجه الميت قبل دفنه وتقبيله إذا كان رجلاً مثله أو امرأة من محارمه؛ لما في صحيح البخاري أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما علم بموت النبي صلى الله عليه وسلم جاء فكشف الثوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتاً.
وجاء فيه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل وجه عثمان بن مظعون ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1425(13/3744)
حكم النظر إلى صور النساء في الرسوم المتحركة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عاشق لرسوم المتحركة المانجا \"manga\" , ومشكلتي هي أنني أحب الفتيات الجميلأت المرسومة, أكتر من نساء الواقع,]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز النظر إلى صورة النساء في الصور المتحركة أو غيرها إذا كن متبرجات.
كما لا يجوز النظر ومشاهدة هذه الأفلام إذا كان فيها ما يخل بالآداب الشرعية أو يتنافى مع العقائد الإسلامية.
وللمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو الاطلاع على الجوابين التاليين: 46691 و 3127.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1425(13/3745)
حكم زيارة المرأة أختها مع وجود زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي تذهب لزيارة أختها بشكل مستمر ودائم وغالبا ما يكون زوج أختها في البيت فأنا أنصحها بأنه عيب عليها إذا ذهبت وزوج أختها في البيت، فتقول بأن أختها موجودة في البيت ولا يجلسون لوحدهم.
أرجو بيان الحكم الشرعي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز لزوجتك أن تذهب لزيارة أختها بغير إذن منك، فإن أذنت لها فلا بأس بزيارتها لها ولو مع وجود زوج أختها بشرط التستر والاحتشام وعدم حصول الخلوة معه لأنه أجنبي بالنسبة لها، وبإمكانك الاطلاع على الفتاوى التاليةـ لمزيد الفائدة: 10542، 9618، 19493.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1425(13/3746)
رفضته لكونها تحب زوج أختها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب من القدس قادر على الزواج تعرفت على بنت ناس وهي على درجة كبيرة من الأخلاق ومتدينة وملتزمة بالحجاب الشرعي بعد ما تكلمت مع أهلي ووافقوا على زواجي ذهبت إليها وطلبت الزواج منها لكي أعرف ما رأيها بي (أنا أعاني إعاقة جسدية) كان ردها أن لا مانع من جهة وضعي لكنها تحب إنساناً آخر، هنا أنا دعوت لها بالتوفيق وخلص من الأيام قالت لي من هو والقصة كالتالي: الإنسان الذي تحبه هو ابن عمها وتزوج من أختها قبل 8 سنين هي تحبه وتقول إنها مخلصة في حبها له وأنها لا تريد الزواج من أي إنسان ومع المدة عرفت أنها تعرضت لعملية اغتصاب وعمرها 13 سنة والآن عمرها 26 قلت لها إن هذا حرام أنا أريدها على سنة الله، رجاء ارسلوا لي الرد بأسرع وقت ممكن ما حكمها الشرعي وماذا تفعل، وما واجبي أنا من قول الرسول من ناحية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحب المرأة لزوج أختها أو لأي رجل أجنبي آخر لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن لا يكون للمحبة كسب في التعلق بالرجل ولا سعي، وإنما رأته مرة فوقع حبه في قبلها، فإن اتقت الله ولم يدفعها حبه إلى طلب شيء محرم كالخلوة واللقاءات والمراسلة أو المواعدة أو ما هو أسوأ من ذلك، فإنها تكون مأجورة بعفتها عنه، ولا حرج عليها في الميل القلبي لأن المرء لا يستطيع صرفه عن نفسه أحياناً.
والحالة الثانية: أن يكون هذا الحب اختيارياً، أو حصلت بموجبه أمور محرمة، من أي نوع كانت، فإن هذا الحب غير مباح، وواجب على المرأة أن تصرفه عن نفسها وتبتعد عنه كثيراً، خاصة أن الذي هي متعلقة به لا يصح أن يتزوجها إلا بعد بينونة أختها أو وفاتها، قال الله تعالى: وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ {النساء:23} .
وأما واجبك أنت مع هذه الفتاة فهو أن تنأى عنها أولاً، ولا تخالطها إلا لحاجة مع ضوابط الشرع في ذلك من عدم خلوة ولا خضوع بالقول ومن تستر ونحو ذلك، وإذا كانت لا تريدك زوجاً فاقطع الصلة بها، وأبعد حبها عن قلبك، وفي موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيمكنك ذلك بواسطة إحدى أخواتك أو محارمك، ولا تتطرق إلى مسألة اغتصابها، لأنها مسألة بعد عهدها والواجب ستر الفتاة فيها، كما أنه لا ينبغي لك أن تخير من تريد نصحها بموضوع تعلقها بزوج أختها بل قل لها إن فلانة قد تحتاج إلى نصح وتذكير ولا تقل لها السبب ومرها بكتم الأمر عن كل الناس وتنصحها هي نصيحة غير مباشرة لا تخبرها فيها بأنها قد اطلعت على شيء من أمرها بل تقول لها، إنها تذكرها بالله شأنها في ذلك شأن غيرها فالكل يحتاج إلى التذكير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رجب 1425(13/3747)
حكم نظر المرأة من النافذة دون لبس الحجاب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز النظر من النافذة دون ارتداء الحجاب دون أن ينظر إلي أحد، وما تفسير الموقف في ظل حديث الرجل الأعمى الذي أمرت المرأة بالتحجب منه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم أفعمياوان أنتما في ابن مكتوم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النظر من النافذة عند أمنك من نظر الأجانب إليك ونظرك إليهم جائز، إلا أن الأولى الالتزام بالحجاب خشية أن يمر أحد فيراك، ويدل لجواز كشف الحجاب عند الأمن من منظر الأجانب ما روى أحمد وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه.
كما يدل له أيضاً حديث فاطمة بنت قيس عند مسلم وفيه: اعتدي عند ابن أم مكتوم، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك ...
وأما عن نظرك للأجانب دون أن يروك، فإنه حرام إن كان النظر لشهوة، وجائز إن لم يكن لشهوة ولم تخف الفتنة، ويدل لجواز نظرهم عند أمن الفتنة ما في البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم.
وراجعي للمزيد في الموضوع، وفي مسألة حديث ابن أم مكتوم الآخر والذي هو محل سؤالك الفتاوى التالية أرقامها: 7997، 36256، 15096، 16848، 32270، 37795.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1425(13/3748)
شؤم الاختلاط والعلاقة المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: صديقتي أقامت علاقة مع شاب ووعدها بالزواج ثم خدعها واكتشفت أنه على علاقة بأخرى وتزوج بها، وقد عانت صديقتي كثيرا لأنها تعلقت بذلك الشاب حتى أنها حتى الآن ومنذ 4 سنوات باتت لا تثق بأحد فهل هذا الشاب عليه إثم وعقاب من رب العالمين أم أنه القسمة والنصيب وكيف يمكن لصديقتي أن تتخلص من التفكير في هذا الموضوع حتى أنها أصبحت انطوائية ولا تتعامل مع الناس لأنها أصبحت لاتثق بهم وهل عليها إثم وذنب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على هذا الشاب وهذه الفتاة أن يتوبا إلى الله تعالى من إقامة العلاقة المحرمة بينهما، فإن الإسلام يحرم أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين إلا عن طريق الزواج الشرعي لما يترتب على ذلك من المفاسد العاجلة والآجلة. وما أصاب هذه الفتاة المسكينة من الانطواء والاحباط والعزلة وعدم الثقة بالآخرين. هو من شؤم المعصية وارتكاب ما نهى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه. قال الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63} ، وعلى هذه الفتاة أن تتقي الله تعالى وتعود إليه بصدق وإخلاص وأن تقطع صلتها وتفكيرها بذلك الشاب، بل وبماضيها الذي سبب لها ما وقعت فيه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. فإذا عادت إلى الله تعالى فإن الله تعالى جاعل لها من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، وسيعوضها عما فاتها إن شاء الله تعالى، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2ـ3} ، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 9463، 10522.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1425(13/3749)
غض البصر عن زميل الزوج وعدم الخلوة به لازمان
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا يا أخي الفاضل حدث لي شيء غريب جدا كنت منهمكة في ترتيب بعض الأشياء في المنزل وإذا بابني يفتح شريط القرآن الذي تم تحميله علي جهاز الكمبيوتر فجأة وكان صوت السماعات عاليا جدا فإذا بنا نفزع، فهل هذا يدل علي شيء مقلق فأنا قلقة جدا لأن المفروض ألا نفزع؟. ثانيا أنا والعياذ بالله منها سيدة متزوجة والحمدلله وأم لطفلين وأحب زوجي وأحترمه وهو (زوجي) عنده زميل ويؤسفني أن أقول أنني عندما أرى هذا الزميل لا أعرف ينتابني شعور إعجاب به وأنا أسال وأطرح المشكلة هذه خوفا من الله وأطلب المساعدة منكم ومن ناحيتي طبعا بحكم الزمالة بين زوجي وهذا الرجل كثيرا ما قد يطلب زوجي منه أن يقوم بتوصيلي أنا والاطفال بدون حضور زوجي ومن ناحيتي أرفض ذلك وأطلب من زوجي أن يأتي هو، ماذا أفعل حتى أرضي الله ولا أكون زوجة خائنة
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفزع على النحو الذي ذكرت أمر جبلي، ولا مؤاخدة فيه على المرء.
لأنه خارج عن إرادة الإنسان واختياره. وقد أخبر الله أن مثله حدث لموسى عليه الصلاة والسلام لما انقلبت عصاه حية، قال تعالى: وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ {النمل:10}
وعليه فليس في فزعكم عند مفاجأة الصوت العالي شيء.
وعليك أن تغضي بصرك عن زميل زوجك هذا ولاتقتربي منه.
فقد قال الله عز وجل: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 31} ، واحذري من الخلوة معه في أي مكان ومن ذلك طبعا السيارة، فلا تطيعي زوجك في المشي مع هذا الرجل، بل ولا تجلسي مع زوجك بحضرته ولو لم تكوني تشعرين اتجاهه بهذا الشعور، فما بالك وأنت تشعرين نحوه هذا الشعور الذي ذكرت، (والنظر سهم من سهام إبليس) . كما ورد ذلك في الحديث الشريف، رواه الطبراني والحاكم وغيرهما.
وطاعة زوجك واجبة عليك في كل شيء تستطيعينه بالمعروف، وليس من المعروف فعل ما فيه معصية الله، ففي الصحيحين من حديث علي مرفوعا: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1425(13/3750)
ضوابط زيارة الفتاة لأولاد عمها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد زيارة أولاد عمي وهم 3 بنات وشاب في 18 من عمره، وذلك لأن أمهما ستسافر إلى السعودية لأداء العمرة لمدة أسبوعين، ووالدهم متوفى، فهل يجوز لي البقاء معهم إلى أن تعود والدتهم من السفر، مع العلم بأن أختهم الكبرى في عمري وأنا أكبر أخاهم بـ 5 سنوات؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ابن العم أجنبي بالنسبة لبنت عمه، فإذا كانت البنات محتاجات لرعايتك في فترة غياب أمهم، وكنت ملتزمة بالتحجب والبعد عن مخالطة ابن العم، فإنه لا حرج في بقائك معهم هذه المدة، ولكنه لا يجوز أن يبيت معك ابن العم، ولا أن يخلو بك، ولا أن يرى شيئاً مما حرمه الله، ولا أن يدخل عليك، إلا بعد الاستئذان والتحجب بشرط عدم حصول الخلوة، ولا يتكلم معك إلا في المعروف من دون ترخيم للصوت ولا خضوع بالقول، ففي الحديث: إ ياكم والدخول على النساء. رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث: ألا لا يبيتن رجل عند امرأة إلا أن يكون ناكحاً أو ذا محرم. رواه مسلم.
وفي الحديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم، وراجعي الفتاوى التالية ارقامها: 10147، 4090، 30792.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1425(13/3751)
محاذير إطلاق النظر في الأفلام الخليعة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مقيم على مشاهدة أفلام الجنس، هل الوضوء يمسح تلك الآثام؟ أرجوكم أن تجيبوني بالكتابة الأولى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة الأفلام الخليعة مما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ] (النور: 30) .
وإطلاق النظر في الأفلام الخليعة يؤدي إلى أمراض النفس وقسوة القلب والزهد في الحلال والتجرؤ على ارتكاب الفواحش والمعاصي والتهاون فيها.
والذي يظهر لنا أن الإصرار على النظر إلى أفلام الجنس بشهوة مع خوف الفتنة يعد من الكبائر، قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله: الكبيرة الثانية والأربعون بعد المائتين: نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة..
فإذا كان نظر الأجنبية بشهوة وخوف فتنة من كبائر الذنوب فنظر الأفلام الخليعة أولى بذلك، لتمكن الناظر فيها من رؤية ما لا يمكن الاطلاع عليه في الخارج إلا بمشقة مع إدامة النظر وتكراره، وحصول الشهوة غالبا، وما يترتب على ذلك من ألوان الفساد كالاستمناء أو الوقوع في الزنا أو الفاحشة.
هذا بالإضافة إلى ما تقرر عند أهل العلم من أن الإصرار على الصغيرة معدود من الكبائر، كما جاء عن ابن عباس: لا صغيرة مع الإصرار.
ومعلوم أن الكبائر لا تكفرها إلا التوبة، فلا يكفرها الوضوء ولا الصلاة، وعليه، فننصح السائل الكريم بالابتعاد عن مشاهدة هذه الأفلام التي تدمر الأخلاق وتفسد الشباب، وبالمبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلم أخي الكريم أن الله جل وعلا أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم فقال: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ] (النور: 30-31) .
فمن لم يغض بصره فقد خالف أمر الله وعرَّض نعمة البصر التي أنعم الله عليه بها للزوال، وهي نعمة لا يعرف كثر من الناس قيمتها إلا عند فقدهم لها والعياذ بالله، فمن أطلق العنان للبصر في نظر المحرمات فعليه أن يتوقع أمورا:
أ - ... ... ... زوال نعمة البصر، لأن النعم تقيد بالشكر وتعرض للزوال بالكفران، وقد عرّف العلماء شكر النعم بأنه صرفها في ما يرضي الله، كما عرفوا كفرانها بأنه صرفها فيما لا يرضي الله تعالى.
ب - ... ... أن إطلاق البصر قد يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة، فالنظر بريد القلب.
جـ - ... ... أنه يظلم القلب، فمن حفظ بصره نور الله بصيرته، والعكس بالعكس، والشاهد هو قول الله جل وعلا: [كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ] (المطففين: 14) .
د - ... ... التعرض لسخط الله ومقته، ومن سخط الله عليه فقد هلك.
هـ - ... ... أنه من جملة المعاصي، ومن عاجل عقاب المعصية أن تتيسر للعبد معاص أخرى، ويحرم التوفيق لكثير من الطاعات.. إلى غير ذلك.
وأما عقاب المطلع على تلك الصور فمن جملته هذه الأضرار التي أشرنا إليها آنفا، إضافة إلى ما ينتظره من عذاب الله في الآخرة إن لم يمنّ الله عليه بالمغفرة والعفو.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الثانية 1425(13/3752)
حكم إرسال الفتاة رنات الهاتف للرجال لغرض حميد
[السُّؤَالُ]
ـ[عمري 22 سنة ولدي أخ يصغرني بأربع سنوات وله أصدقاء أتبادل معهم الرنات فقط على الموبايل بعلمه وعلم كل من في البيت وأحيانا يكون الغرض منها إيقاظهم لصلاة الفجر أو إيقاظهم للمذاكرة أو تذكرتهم بشيء وأحيانا تكون عادية ليس منها غرض فهل هذا جائز؟ على العلم بأنها لم تتجاوز أكثر من الرنة فقط وأنهم يعاملونني بمنتهى الاحترام ويعتبرونني أختاً كبرى توجههم أحيانا وتنصحهم، أرجو الإجابة على سؤالي هذا وعدم إحالتي إلى أسئلة مشابهة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت من إرسال الرنات إلى أصدقاء أخيك قد يكون أمراً حسناً وتثابين عليه إن كان لقصد إيقاظهم لصلاة الفجر أو للمذاكرة ونحو ذلك، ولكن لا تنسي أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأن الفتنة بين الرجال والنساء هي أول فتنة وقعت في بني إسرائيل، وهي أضر الفتن. ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعاً: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فالصواب إذاً أن تتركي هذه الرنات، لأنها وإن كانت في ظاهر الأمر لا تضر، إلا أنها حبالة لا يبعد أن يمد الشيطان خيوطها لتتجاوز الرنة إلى الكلمة إلى المقابلة والخلوة إلى ما لا يحمد ... ، ولا تغرنك معاملتهم لك بالاحترام واعتبارهم إياك أختاً كبرى توجههم أحياناً وتنصحهم، فقد يكون في النيات خلاف ما يظهر، واقتصري في توجيههم ونصيحتهم على أخيك ليقوم هو بنقل ذلك إليهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1425(13/3753)
شروط جواز الرحلات العائلية
[السُّؤَالُ]
ـ[سيدي الفاضل: أنا أعمل في شركة منذ حوالي سنة، الشركة بها حوالي 20 موظفاً (رجالاً ونساء) ، ما أريد أن أسأله هو: أنه في أكثر من مرة دعينا من قبل مدير الشركة إلى إفطار في رمضان في أحد المطاعم، أو إلى رحلة جماعية عائلية (كل شخص وعائلته) ، وآخرهم أمس كان عشاء لوداع أحد مدراء الشركة، فهل يجوز لي الذهاب معهم، أم أنه يعتبر اختلاطاً لا داعي له، سمعت البعض يأمرني أن أذهب وفي نيتي أن أكون مثالاً للمرأة المسلمة في لباسها وأدبها، أرجو أن تفيدوني بالأمر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الله تعالى كلا من الرجال والنساء بغض البصر وعدم الخلوة، وعدم الاختلاط والاحتكاك المؤديين إلى إثارة الفتن، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:30-31] ، وقال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه، كل هذا من أجل الابتعاد عن إثارة الفتن والغرائز الكامنة.
وإذا احتاجت المرأة إلى السفر فلا بأس بذلك، ولكن بشرط أن يصاحبها زوج أو ذو محرم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
وبناء على ذلك، فإذا كان قولك: كل شخص وعائلته تقصدين به أنه لا توجد امرأة إلا ومعها زوجها أو أحد محارمها، فلا مانع من هذه الرحلات إذا كانت لحاجة، والتزم فيها بغض البصر وبالاحتياط في التستر، والابتعاد عن كل ما يكون سبباً للفتنة، وإن لم يكن للرحلات من الأهمية إلا الترفيه عن النفس فلا بأس بها أيضاً، ولكن ينبغي أن لا تأخذ كثيراً من الوقت، لأن الإنسان مسؤول يوم القيامة عما أفنى فيه وقته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس ... ومنها: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه. رواه الترمذي، وفي رواية: حتى يسأل عن أربع......
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1425(13/3754)
الوسائل المباحة في التعبير عن الفرح في الأعراس
[السُّؤَالُ]
ـ[عندنا عادة في الأفراح وهي عند زف العروس لبيت زوجها توضع في سيارة مزينة وتكون حولها مجموعة من السيارات ويقومون باستعمال منبه السيارات فما رأيكم في هذا العمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن كل وسيلة مشروعة تؤدي إلى إعلان النكاح وإشهاره جائزة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف. رواه البيهقي.
ولا شك أن لكل مجتمع وزمان عادات وأعرافا تخصه يعبر من خلالها عن أفراحه وأتراحه، وكل أمور حياته بشكل عام، وقد أقر الإسلام الناس على أعرافهم، بل ورتب على ذلك أحكاما كثيرة كالنفقة والكسوة وقدر الصداق أو نحو ذلك، بما في ذلك طريقة التعبير عن إشهار النكاح، إلا أنه يجب التنبه إلى أن هذه العادات يجب أن تكون مضبوطة بالشرع، فإن كان فيها ما يخالفه فهي عادات باطلة، ومن ذلك اختلاط الرجال والنساء في العرس وظهور العروس في لباس غير محتشم أمام الرجال الأجانب ونحو ذلك.
أما التعبير عن الفرح من غير مغالاة بنحو الطريقة التي ذكر السائل فلا حرج فيها إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1425(13/3755)
تعلم المرأة السباحة.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[لي سؤال وأرجو من حضراتكم أن تساعدوني!
إنني إنسانة مسلمة والحمد لله أن هدانا إلى الإسلام.
أريد من زمن تعلم السباحة، لكن وجودي في بلد أوروبي لم يساعدني على ذلك، أقصد بعدم وجود مسابح خاصة للنساء، خصوصا في المدينة التي أسكن بها، وأنتم تعلمون أننا نسافر عبر البحر، ولا أخفي عنكم أنه يخيفني.
أرجو أن ترشدوني، جزاكم الله عنا كل خير، وكتبه لكم في ميزان حسناتكم، إنه لا يضيع أجر من عمل صالحا.
أختكم في الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في بيان حكم ذهاب المرأة للمسبح، وهي برقم: 6063.
ونحن نرشد الأخت السائلة وننصحها أن تصرف نظرها عن تعلم السباحة، لصعوبة توفر الضوابط المذكورة في الفتوى المشار إليها.
واعلمي أن قرار المرأة في بيتها خير لها عند ربها، ولك أسوة حسنة في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [سورة الأحزاب: 33] .
ولا يخفى ما في المسابح ولو كانت نسائية ما فيها من كشف للعورات وعدم تستر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة. رواه الترمذي.
كما أن تعلم السباحة يستلزم غالبا نزع الثياب واستبدالها بأخرى تعين على السباحة، وقد قالت عائشة رضي الله عنها لما رأت نسوة من أهل الشام: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟ قلن: نعم. قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيت زوجها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى من ستر. رواه أبو داود.
وكونكم تسافرون في البحر ليس مدعاة للخوف من الغرق، وإذا قدر على الإنسان أن يموت غرقا فلن يقدر على الفرار من قدره ولو كان سباحا، وكم من سباح مات غرقا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1425(13/3756)
النظر في كتب اللغات المحتوية على صور نساء بغرض التعلم
[السُّؤَالُ]
ـ[أود تعلم اللغة الإنجليزية ولكن الكتب لا تخلو من رسوم للنساء فهل علي إثم إذا نظرت بغرض وصف ما في الرسمة؟
وجزاكم الله خيرا على جهودكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع للمرء من تعلم اللغات الأجنبية كالإنجليزية ونحوها إذا احتاج لها. بل قد يكون تعلمها فرض كفاية إذا توقفت عليها بعض مصالح المجتمع، ولا ينبغي أن يكون تعلم اللغة الإنجليزية غاية في حد ذاته، ولا أن يصرف عن تعلم لغة القرآن. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 19730
وأما الصور فقد سبق أن بينا تحريم فعلها وخلاف أهل العلم فيما كان ملتقطا منها بالآلة، وحرمة تصوير العورات، وراجع في كل ذلك الفتوى رقم: 1935.
وبناء على هذا فإن كانت هذه الرسوم لا تكشف عورات النساء، وكانت الحاجة تدعو إلى النظر فيها من أجل فهم الدروس، فنرجو أن لا يكون عليك إثم في ذلك، والأحسن تركه أو التقليل منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1425(13/3757)
يختلس النظرإلى النساء في التلفاز
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي يختلس النظر إلىالنساء في التلفزة عندما لا أكون معه والله أعلم بما يخفى خصوصا أننا في بلد أوروبي وهذا سيزيد ناره التى ذكرت آنفا علما بأننا نتحدث عن غض البصر وقد توقفت عن التلميح لأنه يغضب فما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنظر إلى صور النساء في شاشة التلفاز قد سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 7999 والفتوى رقم: 47044
واجتهدي في فعل الوسائل التي تيسر لزوجك الاستقامة والقناعة بالحلال، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1425(13/3758)
الموقف المناسب للزوجة تجاه زوجها الذي يعمل في مكان مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[في أرامكو تحدث خلوة واختلاط واحتكاك بين الرجال والنساء لفترات قصيرة أو طويلة فما حكم ذلك وموقف الزوجة هل من حقها أن تغضب أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حرم الله الخلوة بين الأجنبي والأجنبية، كما حرم الاختلاط بين الرجال والنساء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
وأمر النساء بالقرار في البيوت تفاديا للاختلاط قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (الأحزاب: من الآية33) ، ولمعرفة مزيد من الأدلة عن حرمة الاختلاط راجعي الفتوى رقم: 3539.
والموقف المناسب للزوجة في حالة ما إذا كان زوجها يعمل في الشركة المذكورة ويختلي بالنساء ويختلط بهن هو أن تنصحه بترك هذا العمل المؤدي إلى تلك المحرمات والبحث عن غيره.
فإن كان محتاجاً إليه ولم يجد عملاً غيره فلتنصحه بالابتعاد عن هذه المحرمات ما أمكن ذلك، ولا داعي إلى الغضب الشديد منها إذا كان زوجها لا يتعمد الوقوع في هذه المحرمات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1425(13/3759)
كانت تصادق رجلا وخطبها آخر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 20 سنة لدي الكثير من الأسئلة ولكن لا أعرف من أين أبدأ ولكن المهم الآن هو أني أخطأت كثيراً وكل ما أقول إني أريد التوبة يظهر لي موضوع آخر ولا أنكر أني مساهمة فيه بالنسبة إلى موضوعي اليوم هو أني على علاقة مع شخص أحبه ويحبني وأعرف هذا جيداً، ولكن الخطأ هو أني لا شعورياً أجد نفسي أخطئ معه من غير ما أدرك ولا هو أيضاً ونحن لسنا خطيبين بسبب الظروف المادية، ولكن بين أنفسنا نعترف بأننا زوج وزوجة أمام الله، وأنا لا زلت أحفظ فرجي ومازلت عذراء، ولكن هناك أحد تقدم لخطبتي وأهلي يريدوني أن أوافق بشكل أو بآخر الموضوع منتهي، ولكن جداً محرجة لأني أحب حبيبي وإنه لا يقدر أن ينهي الموضوع، فالذي أريده هو كيف أغفر ذنبي الذي فعلته معه لأني كنت متصورة أنه سوف يكون زوجي وأنا زوجته ولم أتوقع أنه سيكون غيره زوجي أريد التوبة عن كل ما فعلت، أعرف أن الزنا حرام ولكن الذي كنت أتوقعه أننا نحب بعضنا وسوف نتزوج لم ندرك هذا الخطأ، أريد أن أعرف ماذا فعلت وما هي عقوبتي، وماذا أفعل ليغفر الله لي، والذي جاء لخطبتي هل أخبره بما حصل أم أكتمه سراً إلى يوم الدين، أريد المساعدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز في ديننا إقامة علاقة بين رجل وامرأة أجنبية عليه، لأن ذلك ذريعة إلى الشر والفساد، وبهذا تعلمين أنك قد أخطأت وأسأت بما وقع منك مع هذا الشاب، فالواجب عليكما التوبة وعدم العود لمثله أبداً، والرغبة في الزواج لا تسوغ شيئاً مما حدث، ولا يتم الزواج إلا بتوفر أركان وشروط، ومن ذلك وجود الولي والشهود والصداق، فلا عبرة بما تظنان من كونكما زوجين، فالواجب عليك قطع العلاقة مع هذا الشاب، وراجعي الفتوى رقم: 4220.
وإن كانت لديك الرغبة في الزواج منه فصارحي أهلك بذلك، فإن رضوا به زوجاً فالحمد لله، وإلا فننصحك بالموافقة على الزواج ممن رضيه أهلك لك زوجاً، ولا تخبريه بما وقع منك في الماضي، وراجعي الفتوى رقم: 26305.
واعلمي أن رحمة الله تعالى واسعة فهو القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] ، فلا تيأسي من رحمته، وأحسني فيما يستقبل، وأكثري من الصالحات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1425(13/3760)
حكم احتضان الرجل ابنته وكشفها رأسها أمامه
[السُّؤَالُ]
ـ[بعض الناس من عاداتهم أن يعيبوا على الأب أن يضم ابنته الكبيرة بحجة أنه بالنهاية رجل ويجب أن تستحيي من والدها وأنه لا ينبغي أن يحتضنها أو يعانقها لأنه رجل في النهاية؟ فما رأيكم الكريم.
وأتمنى لو أجد أدلة شرعية من قصص الصحابة أو النبي صلى الله عليه وسلم لنثبت لهم أن هذا الأمر ما دام أبويا من أب لابنته لا حرمة فيه. فهل من أدلة حول هذا الأمر؟
كذلك بعض القبائل تكره لبناتها أن يمشطن شعرهن أمام الوالد. حجتهم في هذا أنه فيه قلة احترام للأب وأيضا قولهم بأنها ستضطر أن تنزع الحجاب عن رأسها أمام أبيها وأن هذا ليس جيدا لأنها يجب أن تتعلم الحشمة حتى أمام أبيها؟
أريد أن أرد عليهم، ولكني أفتقر للأدلة التي تثبت شرعية كل هذه الأمور.
وشكرا لكم.
وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا خلاف في أهمية الحياء، فإن الحياء من الإيمان، كما في حديث الصحيحين.
ولكن كشف المرأة عن رأسها بحضور أبيها ومعانقته إياها واحتضانه لها جائز شرعا إذا لم تكن هناك ريبة ولم تخش الفتنة، فإن كانت الريبة موجودة أو خشيت الفتنة فإنه يمنع سدا للذريعة وحسما لما يجلب الفتنة. فقد أباح لها تعالى ابداء مواضع الزينة للمحارم والأزواج فقال: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [سورة النور: 31] .
وقد روى أبو داود في السنن أن أبا بكر رضي الله عنه قبل خد عائشة. وصحح الحديث الألباني. وروى الإمام أحمد في المسند، وابن حبان في صحيحه، والترمذي في الشمائل، عن ابن عباس قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بنتا له تقضي فاحتضنها فوضعها بين ثدييه فماتت وهى بين ثدييه. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن، وصححه الألباني في الصحيحة.
وقد نص أهل العلم على جواز مس ما يجوز النظر إليه من المحارم، ونصوا كذلك على حرمة نظر ما أبيح نظره إذا كان للذة، وإذا حرم النظر فإن المس يحرم من باب أولى. قال الناظم:
وكل ما جاز إليه النظر ... ... ... ... ... ... ... ... نظره مع تلذ يحظر
وللمزيد في الموضوع من الأدلة وقصص السلف راجعي كتب التفسير، والمغني لابن قدامة، والمجموع للنووي، والمبسوط للسرخسي، وتبيين الحقائق للزيلعي. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 47561 و 9417 و 26259.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1425(13/3761)
حكم ذهاب الأزواج والزوجات إلى البحر للسباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الذهاب إلى البحر مع مجموعة إخوة بزوجاتهم لينزل الإخوة البحر مع بعض والأخوات مع بعض بحجة الانفتاح على المجتمع ولا شك أننا ستقع أبصارنا على تبرج وأنه لا بد للزوج أن ينظر بين الحين والآخر ليطمئن على زوجته فى البحر ومن ثم سينظر إلى الأخريات اللاتى معها.. أريد رداً شافياً وافياً.. هل الذهاب للبحر فى موسم الصيف إخوة وأخوات مع بعض حرام أم حلال يجوز أم لا يجوز.. مع العلم أن الأخوات محتشمات تمامًأارجو سرعة الرد جزاكم الله خيراً حيث سينبنى على هذا الرد عمل إن شاء الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه بداية إلى أن الانفتاح على المجتمع إنما يكون بمشاركته في الخير ودعوته إلى الله ومساعدته على حل مشاكله بالطرق الشرعية ونحو ذلك، لا بمشاركته فيما يتنافى مع أخلاقنا وآدابنا مما قد تترتب عليه بعض المخالفات مع عدم القدرة على الإنكار، وذلك مثل إتيان الشواطئ التي تتعرى فيها النساء وتختلط بالرجال مع عدم القدرة على إنكار ذلك.
ثم نقول بخصوص الحكم الشرعي: إن العلماء رحمهم الله يفرقون بين الحكم الأصلي للمسألة وبين الحكم العارض، ونضرب على ذلك أمثلة حتى يستبين الأمر ويتضح:
فحكم بيع العنب الجواز، وهذا هو الحكم الأصلي، ولكن إن علم أن من سيشتري العنب سيتخذ منه خمرا أصبح البيع محرما، والحكم بالحرمة حكم عارض، وبيع السلاح جائز وهذا حكم أصلي، ولكن بيع السلاح لطائفة من المسلمين لتقتل طائفة مسلمة أخرى لا يجوز، وهذا حكم عارض، وهكذا فقس.
وعليه، فنقول: إن سباحة المرأة في البحر أو في مسبح لا مانع منها، وحكمها الأصلي الجواز، ولكن إن ترتب على ذلك نظر إلى العورات أو خلوة محرمة أو فتن فيحرم عندئذ ويكون هذا الحكم عارضا، فمتى انتفت هذه العوارض عاد الحكم إلى الجواز.
وذهاب جمع من الرجال بنسائهم إلى البحر للسباحة إن كان لا يترتب عليه أي من المفاسد المذكورة جائز، هذا إن كان النساء سيسبحن متحجبات متسترات بحيث لا ينظر إليهن أجنبي وهن على حالة غير مرضية شرعا.
وأما النظر إلى جمعهن لتفقد حالهن وهن على الحجاب الكامل فلا مانع منه إن أمنت الفتنة.
وننبه إلى أن فتوانا بالجواز حيث تحققت الضوابط المذكورة لا تعني الإقدام على هذا الأمر، فإن المسلم قد يترك أمورا من المباحات حفظا لعرضه وصيانة لنفسه من أن يتكلم الناس فيه، وقد عد الفقهاء رحمهم الله أمورا تقدح في مروءة الرجل وفعلها من المباحات كالأكل في الطرقات، ولذا فصاحب المروءة يجتنب بعض الأمور وإن كانت مباحة تفاديا لأمور أخرى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1425(13/3762)
ذاقت الأمرين من زوجة أخي زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة أبلغ من العمر 20 عاما ومتزوجة منذ سنة تقريبا وقد صادفتني مشكلة أرقت حياتي إلى هذا الحين.
وهي أن زوجي كان يعيش مع أهله طوال حياته وأخوه الكبير وزوجته سكنا معهم لفترة ليست قليلة ونظرا لتقارب سن زوجة أخيه من عمر زوجي حيث هما الاثنان يبلغان من العمر في ذلك الوقت 24سنة، ولكن تكمن المشكلة في زوجة أخي زوجي حيث كانت تصرفاتها مع زوجي ملفتة للنظر جدا وقد تمادت لتصبح في إطار الضحك واللعب ولا يخلو الأمر من لمس الخواصر والأيدي، ولهذا السبب أعطيت ضوء أحمر لزوجي أن هذا الاسلوب لا يعجبني بتاتا بعد الزواج (حينها لم أكن متزوجة بعد) .. وللأسف أكتشفت بعد الزواج أن الوضع لم يزل على حاله فبعد ثلاثة أشهر من زواجي حدث الانفجار المكبوت داخلي.. وقد صرحت عن رأيي بصراحة في زوجة أخي زوجي _ لم أكن أنا الوحيدة التي انتبهت لحركاتها وتصرفاتها غير المحتملة ولكن بعض الأقارب وأخوات زوجي نبهنني لتلك التصرفات أيضا _
ولعلك سيدي الفاضل تتسائل عن زوجها؟
وللأسف كل ما يحدث على مرأى ومسمع منه ولا يحرك ساكنا بحجة هل لأخيه أن ينظر لزوجته!!
وهو لا يدرك أنه الحمو وكم من أخ تزوج زوجة أخيه بعد وفاة أخيه. وليس معنى هذا أن زوجي سيء لا سمح الله.. ولكنه رجل في كل الأحوال.
والمشكلة الأعظم يا سيدي أنني رفضت هذا الوضع بتاتا حيث تكلمت زوجة أخى زوجي في عرض أختي الكبيرة (مع العلم أن أختي الكبيرة داعية للدين وتقيم مجالس للسيرة والتفسير وغيره في منزلها) وقد كانت زوجة أخيه تتصل على بيتي لتطلب زوجي بالاسم دون حتى أن ترمي علي السلام.. وقد رأيت منها الكثير الكثير وما هو أوقح وأعنف من ذلك وكانت هي أصلا رافضة لزواجي من زوجي وخاصة أنها بنت خال زوجي أيضا ولها أخوات لم يتزوجن
من أبناء العمة يا سيدي مكثت عند أهلي أسبوعا كاملا سمعت خلالها أقسى الكلام من زوجي الذي ارتبطت به بعد قصة حب عنيفة. وكانت بمثابة الصدمة لي.. ولكن أزيدك من البيت شعرا.. أن أقاربنا وقفوا إلى جانبي وأيدوني على موقفي ولكن أهل زوجي أهانوني في منزلهم كذا مرة وكنت اغفر وأقول مثل أهلي وقد سبق وأن دعت علي أمه أما أخوه وزوجته وزوجي بأن لا أنجب أبدا.. واعتبروا رفضي لأفعال زوجة أخي زوجي هو جريمة لا تغتفر وأنها إساءة لها في أخلاقها وعرض أخي زوجي، وقد أرقني هذا الموضوع كثيرا كثيرا لأنه بعدما عاد الماء لمجاريه مع زوجي وبعد كل هذا الذل والعذاب والإهانات القاسية، قلت في نفسي لقد وضعت حدودا لبيتي لا أريد أن يتجاوزها مخلوق وهذا على ما أعتقد من حقي ولكن ما زال الوضع سيئا بالنسبة لأهل زوجي الذين لا يعرفون معنى المجاملة.. لأنني أجاملهم في أدق التفاصيل صغيرة وكبيرة.. ومع زوجة أخي زوجي وأخي زوجي شخصيا.. حيث إنني فكرت مليا في طلب الطلاق للابتعاد عن تلك العائلة جميعا لما سببوه لي من جرح نفسي أحاول كتمانه. وقد شجعني أن أكتب هذه الرسالة هو موقف زوجي الذي قرأت له سابقا.. (مدون على ورقة) أنه يحب أخاه الكبير كثيرا وأن تلك المشاكل أثرت على حياته الشخصية والعملية..
وأنا هنا سيدي حائرة في أمري لا أعرف ماذا أفعل خاصة أنني بعد شهر تقريبا سأضع مولودي الأول.
وللعلم يا أخي الفاضل أن زوجي يكلمني عن صلة الرحم وعن أهله الذين يجافونني وأجاملهم على حساب أعصابي وكرامتي وكبريائي ويحدثني أيضا عن الحلال والحرام الآن.. فأسأل نفسي أين كان هذا الدين والمعرفة مع زوجة أخيه وتصرفاتها.. أم كانت تروق له..
أرجو إفادتي ماذا أفعل؟ فانا اكتب هذه الرسالة بدموعي ونفسي المكسورة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا التصرف الذي يصدر من زوجك مع زوجة أخيه وما يصدر منها معه إضافة إلى كونه لا يجوز شرعاً كما لا يخفى عليك فهو مع ذلك يعتبر تصرفا اجتماعيا سيئا: يؤدي إلى سوء العلاقة بين أفراد الأسرة وقطع الأرحام بينها وتشتتها وهذا أمر مرفوض شرعاً نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأحاديث الثابتة،
نسأل الله عز وجل أن يهديهما للحق والاستقامة، أما بخصوص ما تفعلين اتجاه تصرفه هذا
فأول شيء هو نصحه وبيان الحكم الشرعي له فيما يأتي به مما تذكرين، وليكن ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة وسيستجيب لك إن شاء الله، ويكف عن تصرفه غير اللآئق ولا سيما أنه رجل يتحدث عن الحلال والحرام.
وإذا كان بإمكانه توفير سكن مستقل لك فاطلبيه منه عسى أن يقلل ذلك من دخوله على زوجة أخيه ورؤيته لها إذ لا شك أن سكنهما في بيت واحد له الأثر البالغ على تصرفهما السيء.
ثم انصحى زوجة أخي زوجك وبيني لها خطورة هذا الأمر الذي يبدو أنها متهاونة به، وأنه لا يجوز للمسلم أن يسعى بأي وجه من الوجوه في التفريق بين الزوجين أو إفساد أحدهما على الآخر أو إمالته عنه.
فقد جاء في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد وأبوداود وغيرهما ليس منا من خبب امرأة على زوجها. والتخبيب معناه الإفساد ولا فرق بين إفساد المرأة على زوجها وبين إفساد الرجل على زوجته.
وفي الحديث الذي يرويه الإمام البخاري: ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها. أما طلب الطلاق من زوجك فلا ننصح به مادام علاج هذه المسألة ممكنا بوسيلة أخرى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1425(13/3763)
حكم الجلوس مع العائلة بحضرة زوجة الأخ
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي الأكبر تزوج حديثا وزوجته محتشمة وأحيانا يأتون عندنا لوليمة وتأمرني والدتي بالجلوس مع العائلة
للطعام وأنا أمتنع لوجود زوجة أخي فهل يجوز جلوسي إرضاء لأمي أم لا؟ فعندي إرضاء الله تعالى في الدرجة الأولى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن جلوسك مع العائلة بحضرة زوجة أخيك جائز إذا كنتم ملتزمين بالضوابط الشرعية التي هي غض البصر عن الأجنبية والتزامها هي بالحجاب الشرعي وعدم الكلام في غير معروف.
ولكن الأولى عدم جلوسك معها ومحاولة إقناع الوالدة بأن الأولى أن يجلس الرجال على حدة والنساء على حدة، فلتكن أنت وأخوك في غرفة ولتكن زوجته مع الوالدة والأخوات في غرفة أخرى فإن هذا أسلم.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها:
43022، 18594، 3819، 33816.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الأولى 1425(13/3764)
لا تخلو بامرأة ليس بينك وبينها محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لي أحد الإخوان للعمل في مؤسسته لأنه اضطر أن يعطي بعض الموظفين إجازة وعندما ذهبت إلى مكان العمل دهشت لأنه قال لي إنني سأعمل في مكتب واحد فيه امراة؟
مع العلم أن جميع مكاتب المؤسسة أغلقت لأنه لا أحد فيها إلا أنا وتلك المرأة في مكتب واحد أي أن المؤسسة لا يوجد فيها أحد إلا أنا وهي نعمل في مكتب واحد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك العمل مع هذه المرأة في هذا المكتب، إذا ترتب عليه خلوة محرمة، والخلوة المحرمة هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه لا يكون معهما ثالث، وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة، بالتحذير من ذلك،
من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1425(13/3765)
حكم ركوب الزوجة في السيارة مع صديق زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[يا أخي الفاضل: أنا قمت بشيء لا أعرف إن كان صحيحا أو خطأ، المهم أنني زوجة وكنت واقفة في موقف الأتوبيس ومعي ابني عمره سنتان وحاملة ابنتي فإذا بشخص من معارف زوجي عندما رآنا جاء وعرض علي أن يوصلني إلى بيتي لا أكذب عليك قبلت العرض وعندما وصلت إلى السيارة وجدت أن معه شخصين أيضا من معارفنا فركبت معه أنا وطفلاي فقمت بعد ذلك بالاتصال بزوجي علي الموبايل وعرفته أنني بالسيارة مع فلان وفلان فقام زوجي بمحادثة أحدهم
فماالحكم فيما حدث وزوجي لم يعاتبني ولم يقل لي أي شيء ولكني غير مرتاحة، للعلم أنني كنت أراعي الله ولكني ألوم نفسي من غير سبب.
وجزاكم الله عنا كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أيتها الأخت السائلة إذا أردت الخروج من بيتك لقضاء حاجتك أن تلتزمي بالآداب الشرعية من اللباس الشرعي، وعدم التطيب والتبختر في المشي وغير ذلك من الآداب الشرعية، وذلك لأن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها. رواه الترمذي وابن خزيمة وصححه الألباني.
وأما ركوبك مع صديق زوجك فلا يعتبر خلوة لأن معه غيره، ولا بأس به إن أمنت الفتنة ولم تكن ثمة ريبة وكان ذلك داخل المدينة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1425(13/3766)
ابنته تقيم علاقة مع شاب ولا تريد قطعها
[السُّؤَالُ]
ـ[بارك الله في جهودكم لإنارة القلوب المظلمه إننا نحبكم في الله
أما بعد:
عندي ابنة تبلغ السابعه عشرة من العمر , منذ حوالي أربع سنوات أتخذت لها زميلآ في المدرسه بدون
علمنا. تطورت هذه العلاقه في السنتين الأخيرتين إلى وضع غير مقبول لا شرعا ولا عرفا. حينئذ , علمت وأدركت مدى خطورة المشكلة فبدأت في نصحها وتوعيتها ومحاولة إنهاء العلاقة لأن ذلك الشاب متهور وجندي في الجيش الإسرائيلي. تطورت الأمور في ضربها مما أدى إلى تدخل الشرطة لأن القانون الإسرائيلي يمنع الضرب تأديبا لأن هذا القانون يمنح (التسيب) والفوضى.
ما هو الحل الشرعي لهذه الحالة؟
بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكان الواجب عليك أخي الكريم القيام بواجبك من الرعاية والمتابعة لابنتك لأنك راع، ففي الحديث المتفق عليه: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
فكيف أقامت ابنتك هذه العلاقة هذه الفترة الطويلة دون علمك، وكيف علمت بعد ذلك ولم تنتبه لخطورة الأمر.
وعموما فعليكم تذكير ابنتكم بالله تعالى وأنه سبحانه العزيز الجبار القوي القهار، وأن قيامها بهذا الفعل يوقعها في سخط الله تعالى، وأن الزنا من أقبح الذنوب وأشنع الأفعال وأكبر الكبائر، وانظروا الفتوى رقم: 26237.
وأما الخطوات التي تتخذ لحل هذه المشكلة فهي: أولا: منع هذه الفتاة من أي اتصال بهذا الرجل وإلزامها بقطع العلاقة معه تماما، هذا قبل كل شيء، ثم إن كان هذا الشاب مسلما محافظا على الواجبات كالصلاة ونحوها فلا بأس أن تزوجوه إياها إذا كان يرغب في ذلك لتحل المشكلة حلا كاملا من الطرفين، أما إن كان غير مسلم فلا يجوز أن تتزوج منه بحال من الأحوال، وقد سبق بيان كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة في الفتوى رقم: 24961.
ولكن إن لم تتمكن من السفر بها، ولا من منعها فليس أمامك إلا الدعاء والاستمرار في الوعظ والتذكير.
والله أعلم. ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1425(13/3767)
حكم الإخبار عن أن فلانة تدخل أخاها على زميلتها في منزلهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو الإجابة على سؤالي ولكم جزيل الشكر والعرفان هل يجوز قول هذا المثال وإذا كان لايجوز أرجو توضيح الحكم بالتفصيل؟؟ مثل قول: ريم تدخل أخاها على زميلتها (سعاد) في منزلهم؟
وسعاد تدخل أخاها على زميلتها ريم في منزلهم؟ (مالحكم إذا اتهمت فتاة أخرى بأنها تقول للناس ذلك وهي بريئة من هذا القول؟) .]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان القول المذكور قد وقع بالفعل وحدث عنه شخص رءاه أو علم به ... على أنه وقع وليس من باب الاتهام أو التعريض وسوء الظن..
فهذا لا شيء فيه لأنه إخبار بما وقع.
مع العلم أنه لا يجوز للرجال الأجانب الدخول على النساء فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: " إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت ". متفق عليه.
وأما إذا كان لم يقع فإنه يعتبر كذبا لأن الكذب هو الأخبار بشيء لم يقع وهو حرام.
ويكون التحريم أشد والعقوبة أغلظ إذا كان فيه اتهام للمذكورين أو تعريض بهم والنيل من أعراضهم..
وعرض المسلم مصون شرعا فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم ... )
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 26391، 20147.
والله اعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1425(13/3768)
حكم استئجار الرجل لامرأة تخدمه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم,
لقد قرأت في مركز الفتوى عن حكم استخدام الخادمات وضوابطها استقدامها, سؤالي هوأنه يوجد هنا مكاتب لاستقدام الخادمات للعمل بشكل يومي دون محرم في البلد, أقوم كل فترة باستئجار خادمة لمدة يوم متحرياً كافة الضوابط المطلوبةلأستقدمها, فأحضرت مرة خادمة مسلمة ملتزمة بشكل يبعث على السرور (أندونيسية) , فهل إذا استقدمتها لمدة وجودها في البلد أكون آثماً لعدم استقدامها مع محرم مع العلم أنها بالأصل موجودة بدون محرم في البلد استأجرتها أم لا مع العلم أنني لو لم أجد فيها الالتزام الجيد بالصلاة واللباس الشرعي والنظافة لم أكن لأستأجرها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استئجار الرجل لامرأة تخدمه جائز إذا التزم الآداب الشرعية معها، قال الإمام أحمد: يجوز للرجل أن يستأجر الأمة والحرة للخدمة، ولكن يصرف وجهه عن النظر، ليست الأمة مثل الحرة ولا يخلو معها في بيت ولا ينظر إليها متجردة ولا إلى شعرها.ا. هـ.
وقال أبو حنيفة: أكره أن يستأجر الرجل امرأة حرة يستخدمها ويخلو بها وكذلك الأمة. قال الكاساني: وهو قول أبي يوسف ومحمد، أما الخلوة فلأن الخلوة بالمرأة الأجنبية معصية، وأما الاستخدام فلأنه لا يؤمن معه الاطلاع عليها والوقوع في المعصية.ا. هـ.
فالمقصود أن خدمة المرأة للرجل إذا لم تتطلب خلوة ولا اطلاع على عورة أمر جائز ما لم تخش فتنة، ولا يشترط أن يكون معها محرم إذ المحرم لا يشترط إلا في السفر، لحديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. رواه مسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1425(13/3769)
يعيش مع زوجة خاله المتوفى وبناتها وأبنائها
[السُّؤَالُ]
ـ[أود منكم قراءه هذه الرساله وفهمها والرد علي فى حكمها بأسرع وقت وبارك الله فيكم
الأمر كالتالى توفي خالي منذ سبعة أشهروترك أسرته المكونة من زوجته وابنته وعمرها 14 عاما وابنه 13عاما وابنته10 اعوام
وابنته 9 اعوام وا بنه الصغير عامان وأنا عمري 23عاما
فذهبت أنا لكى أعيش معهم ومنزل أسرتى يبعد عنهم مسافة 7 إلى 8 كيلو مترا، وعلاقتنا الاجتماعية أسرتنا بأسرة خالي طيبة فوق الوصف فذهبت إلى منزلهم لكى أعيش معم وأخدمهم فيما يحتاجونه كشراء الخضرة وتوصيلهم إلى المدارس والمستشفى يعني كل شىء من خارج البيت وترك المرحوم سيارته التى أستعملها فى قضاء حاجتهم ومتجر ألعاب فى سوق وأنا الأن فى حيرة من أمري من ناحية أني متواجد في المنزل وزوجة خالي لايوجد بينيوبينهاقرابةهنا السؤل هل علي وعليهم إثم في وجودي من ناحيه المحارم او اى ناحيه اخرى
علما بانها تكون مستوره فى لبسها تماما هل هذا فيه ذنب ارجو توضيح الأمر لى باسرع وقت ... ....لقد سالت هداالسؤال برقم 237166 ونسيت ان اضيف اهم شىء وهو اننا اغراب عن البلد ولا يوجد اقارب لنا سوى بعضنا البعض افصد. عائلتنا وعائلة خالي رحمه الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
قد سبق الجواب عن هذا السؤال في الفتوى رقم: 50208.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1425(13/3770)
حكم ركوب الموظفة منفردة في سيارة مديرها المتزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا آنسه عمري حوالى 24 سنة أعمل بإحدى الشركات المرموقة ويتطلب عملي السهر بعد مواعيد العمل الرسمية حيث يتبقى في العمل حوالي 20 % فقط من العاملين فهل يجوز لي العودة إلى منزلي وأن أركب سيارة مديري المتزوج ويعول ويركب معنا أيضا زميلات أخريات من قاطني نفس المنطقة ولكني أخر واحدة تنزل من السيارة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بين الأجنبية والأجنبي هي مما حرم الله ورسوله، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. واتفق أهل العلم على أن الخلوة بين الأجنبيين محرمة، ومنها الخلوة في السيارة.
وبناء على هذا؛ فبقاؤك وحيدة مع المدير في سيارته يعتبر من الخلوة المحرمة، ولا ينفي ذلك أنه متزوج، إذ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وروى الترمذي وأحمد من حديث عمر رضي الله عنه مرفوعا: ألا لايخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان.
فالصواب ـ إذاً ـ أن تستقلي سيارة أخرى إذا كانت متاحة لك، أو تنزلي عن سيارة المدير إذا نزلت آخر زميلاتك.
وإذا كان نزولك قبل الوصول يعرضك لخطر أو فتنة فالصواب أن تتركي هذا العمل إلا أن تكوني مضطرة إليه ولم تجدي غيره، فإن بقاءك حينئذ منفردة مع مديرك في سيارته يجوز من باب ارتكاب أخف الضررين.
وعليك بالمبالغة في التستر والابتعاد عن كل ما يثير الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1425(13/3771)
التأكد من صحة مخارج الحروف لا يشترط له النظر في الوجه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للشيخ أن يعلم النساء الأجنبيات القرآن الكريم؟ وهل يشترط في حال جواز ذلك أن يقرأن عنده القرآن كاملاً بحجة أخذ الإجازة أو السند مع العلم أنه يوجد في المنطقة نساء مقرئات مجازات برواية حفص التي نقرأ بها في بلدنا (الأردن) . وإن جاز ذلك فهل يجوز أن ينظر الشيخ إلى وجه القارئة للتأكد من مخارج الحروف؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأولى للنساء أن يتعلمن عند النساء إذا وجدن وكن صالحات لذلك، فذلك أحوط لهن وأبعد بهن عن الفتنة والفساد، وإذا لم توجد مدرسات من النساء أو كن لا يملكن الخبرة الكافية للتدريس أو للفن المراد تعليمه، فلا مانع من أن يدرسن عند الرجال بشرط التقيد بضوابط مشروطة لذلك. وراجع فيها الفتوى رقم: 26618.
وأما نظر الشيخ إلى وجه القارئة للتأكد من مخارج الحروف، فالصواب أنه غير مباح لكون الوجه هو محل الجمال والفتنة في المرأة، ولأن التأكد من صحة مخارج الحروف لا يشترط له النظر في الوجه، فكم من شخص أخذ القرآن ومخارج الحروف وصفاتها عن غيره في الليالي المظلمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1425(13/3772)
يتأكد تحريم النظر إلى الفتيات اللاتي تخشى الفتنة بهن
[السُّؤَالُ]
ـ[نظرت في وجه فتاة فوجدتها بارعة الجمال فقلت سبحان الله تبارك الخالق فيما خلق، وفي أحد الأيام عرفت من أحد حفظة القرآن أن هذا ليس حراماً فما قولكم أثابكم الله خيراً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى أمر الرجال بغض البصر عن النساء الأجنبيات وهن غير المحارم، فقال: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [سورة النور:30] .
ويتأكد الأمر في الفتيات اللاتي تخشى الفتنة بهن، وهذا يفيد تحريم تعمد إطلاق النظر إلى مثل هذه الفتاة، وأما وقوع النظر إليها فجأة فإنه معفو عنه، ولكنه يجب صرف البصر بسرعة، لما في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري. رواه مسلم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة. رواه أبو داوود والترمذي والدارمي وابن حبان وأحمد والحاكم والطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقد وثق الهيثمي رجال الطبراني.
وراجع فيما ينبغي عند رؤية الإنسان لشيء يعجبه الفتوى رقم: 23172، والفتوى رقم: 48731.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1425(13/3773)
توفي خاله فأقام مع زوجته وأبنائها وبناتها لرعايتهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أود طرح سؤالي وأرجو الرد جزاكم الله خيرا..
الأمر كالتالي نحن أسرتان (أسرتنا وأسرة خالي) فى هذا البلد ونحن غرباء في هذا البلد أي ليس لنا أقارب والمهم أنه توفي خالي منذ سبعة أشهر وترك أسرته المكونة من زوجته وابنته البالغة من العمر 14 عاما وابنه 13 عاما وابنته 10أعوام وابنته 9 أعوام وابنه الصغير 3 أعوام، أي (ولدين وثلاثه بنات) ولديه سيارة ومحل ألعاب صغير في سوق وبعد أسبوع من وفاته انتقلت من منزلنا إلى منزل عائلة خالي رحمه الله الذى يبعد من بيتنا من 7 إلى 8 كيلو متر (أما بالنسبة لي أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما) لكى أعيش معهم وأرعى وأقضي مصالحهم من توصيل الأولاد إلى مدارسهم التى تبعد من بيتهم حوالى 20 كلم، والذهاب إلى السوق لقضاء حاجات بيتهم، وكذلك الذهاب إلى المستشفى بأي أحد من أسرة المرحوم وقد تكرر هذا كثيرا معي، فزوجة المتوفى كثيرة المرض وخاصة بعد وفاة زوجها وحالتها النفسية والصحية دائما متدهورة، وكذلك الذهاب إلى محلهم لمراعاة أحواله وشراء البضاعة التي تلزم للمحل علما بأن هذا المحل هو مصدر رزقهم الوحيد بعد الله سبحانه وتعالى، أى قضاء كل ما يلزم من متطلبات أسرة خالي وقد تعرض البيت لعملية سرقة أشياء، ومرة أخرى محاولة سرقة من طرف جيرانهم، وكنت فى البيت ويومها لم ينم الأطفال من شدة خوفهم وهلعهم بعد معرفة أنه تمت محاولة للسرقة، وعلاقتنا (أسرتنا وأسرة المرحوم علاقة طيبة للغاية فوق الوصف) قبل وفاته وزادت أكثر بعد الوفاة..
فما حكم الشرع في كل ما يلي:
السؤال هو: هل يترتب على وجودي معهم في منزلهم أي إثم أو على عائلة خالي من كون أن زوجته أرملة، وعلما أن زوجته تكون مستورة ومحتشمة جدا فى لباسها، وإني أنام فى غرفة منعزلة فى البيت.
إذا كان هناك إثم، فهل أرحل عنهم فى ظروفهم القاسية وأترك البيت بدون رجل يلبي احتياجاتهم مما سبق ذكره..؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على السؤال برقم: 49821.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الأولى 1425(13/3774)
هل تنتفي الخلوة بالسيارة بوجود طفل
[السُّؤَالُ]
ـ[أخت أصيبت في حادث سيارة منذ ثلاث سنوات فأصيبت بكسور شديدة تعاني منها إلى الآن ولا تستطيع المشي لفترات طويلة، فتسأل: هل من الممكن أن تستقل تاكسي أي سيارة أجرة إلى مكان تحفيظ القرآن فهي منتظمة في دار لعلوم القرآن وتحفيظه علما بأنها تأخذ معها ابنتها خمس سنوات، أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بين الأجنبية والأجنبي أمر محرم، لما في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد.
والخلوة في السيارة خلوة محرمة عند جماعة من أهل العلم المعاصرين، وراجعي الجواب رقم: 1079.
ولا يمكن أن نجزم بأن البنت المذكورة تنفي الخلوة أو لا تنفيها، لأن مدار ذلك على أن يكون لها من الإدراك والفطنة ما يستحيى منه عادة، وذاك يختلف باختلاف الأطفال.
قال النووي عند شرح حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعهما ذو محرم: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك، فإن وجوده كالعدم.
وعليه، فالأحوط لهذه المرأة أن تترك ركوب السيارة في الظروف التي ذكرت، وتنتظم في مركز آخر للتحفيظ قريب من منزلها إن أمكن، أو تقتصر على ما أمكنها من تلاوة للقرآن، ومحاولة حفظه في بيتها، ولو استطاعت أن تكون لها سيارتها الخاصة فلا شك أن ذلك أولى، وراجعي الفتوى رقم: 2183.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1425(13/3775)
حكم وجود موظف وموظفة في مكتبة مدرسية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة قد تخرجت من الجامعة وأعمل الآن في مكتبة مدرسية للمرحلة الإعدادية ويوجد شخص يعمل من قبلي في المكتبة، وقد كنت غير مرتاحة في البداية لأنه أحيانا لا يوجد طلاب في المكتبة فأبقى أنا وهذا الشخص لكنني منشغلة بعملي ولا أحتك به، فكنت أخرج من المكتبة إلى مكان آخر لأعمل فيه كغرفة المعلمين وأعود عندما تكون هناك حصة دراسية ويتواجد الطلاب في المكتبة وقد أخبرت الإدارة بهذا الأمر بأنني لا يجوز أن أظل لوحدي معه في المكتبة علما أن المكتبة لها بابان واحد للأولاد والثاني للبنات وكل منا يجلس في جهة بعيدة عن الآخر أي أن كل واحد بجانب باب والمكتبة لها شبابيك زجاجية كبيرة تطل على الخارج فكل من يمر يلاحظ ما بالداخل وقد أشرت إلى أن تكون الأبواب مفتوحة وقد كان اقتراح الإدارة هكذا أيضا بأن تترك الأبواب مفتوحة وهناك أشخاص كثيرون يترددون للاستفادة من المكتبة فهل هذه تعتبر خلوة فأفتوني جزاكم الله خيرا علما أن المدرسة إسلامية وتتبع المنهاج البريطاني ولولا أن ظروف العمل ملائمة لما عملت فيها، بالإضافة إلى أن طبيعة عملي تقتضي التعامل مع الطلاب الذكور والإناث لتقديم الخدمة المكتبية وتعليمهم المهارات فأنا مضطرة إلى التعامل مع الطلاب الذكور فهل في ذلك حرمة أو حرج مع التزامي بالحجاب والآداب الإسلامية والحمدلله فأريد منكم الرأي السديد حول هذا الموضوع وجزاكم الله؟ وسؤال أخير ما رأي الدين في مسألة كشف شعر المرأة المسلمة أمام غير المسلمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة عرفها الفقهاء بأنها اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة.
وقد ثبت التحذير منها، ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. وراجع تعريف الخلوة في فتوانا رقم: 1248.
وبناء على هذا التعريف. فما ذكرته من أنك لا تنفردين مع هذا الرجل في المكتبة، بل تخرجين إلى مكان آخر لتعملين فيه كغرفة المعلمين ولا تعودين إلا حين تواجد الطلاب في المكتبة، وما ذكرته من أن للمكتبة بابين أحدهما لدخول النساء والآخر للرجال، وأن كلا منكما قرب الباب الذي يعنيه بعيدا عن الآخر، وغير ذلك من وجود الشبابيك الزجاجية وبقاء الأبواب مفتوحة، كلها أمور تفيد أن الذي بينك وبين هذا الرجل من اشتراك في العمل لا يعد خلوة.
وتعاملك مع الذكور على الوجه الذي ذكرته من تقديم الخدمة المكتبية والمهارات الأخرى، إذا كان لك بد في تركه فذلك أحوط لدينك، وإن كنت محتاجة إلى هذا العمل ولا يسمح لك فيه بترك هذه الخدمة فعليك بالاحتياط في التستر وعدم الخضوع بالقول، والابتعاد عن كل ما يسبب فتنة، وراجعي فيه الفتوى رقم: 522، والفتوى رقم: 19233،
وفيما يتعلق بكشف شعر المسلمة أمام الكافرة، فالذي نرجحه أن لا حرج فيه مع أن أهل العلم اختلفوا فيه، وراجعى فيه الفتوى رقم: 31009.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1425(13/3776)
ضوابط مبيت الرجل في بيت خاله المتوفى لخدمة زوجه وأولاده
[السُّؤَالُ]
ـ[أود منكم قراءة هذه الرسالة وفهمها والرد علي في حكمها بأسرع وقت، وبارك الله فيكم، الأمر كالتالي: توفي خالي منذ سبعة أشهر وترك أسرته المكونة من زوجته وابنته وعمرها 14 عاما وابنه 13 عاما وابنته 10 أعوام وابنه الصغير عامين، وأنا عمري 23 عاماً، فذهبت أنا لكي أعيش معهم ومنزل أسرتي يبعد عنهم مسافة 7 أو 8 كيلو متر، وعلاقتنا الاجتماعية أسرتنا بأسرة خالي طيبة فوق الوصف فذهبت إلى منزلهم لكي أعيش معهم وأخدمهم فيما يحتاجونه كشراء الخضرة وتوصيلهم إلى المدارس والمستشفى يعني كل شيء من خارج البيت وترك المرحوم سيارته التي أستعملها في قضاء حاجتهم ومتجر ألعاب في سوق وأنا الآن في حيرة من أمري من ناحية كوني متواجداً معهم في المنزل حيث إن زوجة خالي لا توجد بيني وبينها صلة قرابة، هنا السؤال: هل علي أو عليهم إثم في وجودي معهم من ناحية المحارم أو أي ناحية أخرى، علما بأنها تكون مستورة في لبسها تماماً، هل هذا فيه ذنب، أرجو توضيح الأمر لي بأسرع وقت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن هذه المرأة أجنبية عليك، فلا يحل لك الدخول عليها إلا بوجود محرم أو من تنتفي به الخلوة وتؤمن به الفتنة، ولعل من أولى ما نرشدك إليه إذا كان أولاد خالك بحاجة إلى خدمتك هو زواجك من هذه المرأة أو من بنتها إن لم يكن هناك مانع إحساناً إليها، وبراً بخالك، واحتساباً للأجر من الله تعالى، فإن لم يكن ذلك ممكناً، وكانت هنالك حاجة للمبيت عندهم والدخول عليهم، فليكن ذلك على وجه تؤمن معه الفتنة بأن يكون هنالك جزء مستقل من البيت تبيت فيه، وليكن الدخول بوجود من تنتفي به الخلوة من أولادها، ولبسها للحجاب الشرعي في هذه الحالة، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 3178، والفتوى رقم: 22211.
وننبه إلى أن ما ترك خالك من مال حق لورثته، فلا يجوز التصرف فيه أو الانتفاع به من بعضهم دون البعض الآخر، بل الواجب إعطاء كل ذي حق حقه، فإن تنازل عنه لبعضهم أو رضي الجميع بهذا التصرف فيه فلا بأس، وليعلم أن من يعتبر رضاه وتصرفه في هذه الحالة من الورثة هو من كان بالغاً رشيدا، أما الصغير فلا عبرة برضاه حتى يبلغ رشيداً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1425(13/3777)
ثمار الاختلاط المرة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأه متزوجة ولي زوج أخت بدأ يهتم بي ويغازلني بالكلام حتى أنه قام بتقبيلي أكثر من مرة وقام بجذب يدى ووضعها على ذكره أكثر من مرة في منزلي وأخاف أن أتكلم خوفا من الفضيحة ثم كان في زيارة لنا وأثناء نومي دخل غرفة النوم وأنا أرتدى ملابسي وقام بتقبيلي وحضني وأنا بدون ملابس ولم أقدر أن أعمل شيئا خوفا أن يشعر أولادي بشيء وقام بتقبيل فرجي ووضع أصبعه داخل فرجي وكان يطلبني في التليفون ويسمعني كلاما حراما وأنا أريد أن أتوب وأعترف لزوجي بهذا حتى لاأتمادى في هذا الحرام أنا لا أنام من هذا الذنب وعندما أنظر لزوجي أتألم جدا وأحتقر نفسي وأريد أن أعترف لزوجي لأن هذا الشخص ممكن يزورنا مرة أخرى وأخاف أن يحدث أكثر من هذا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاتقي الله تعالى، وتوبي إليه مما وقعت فيه من الذنب ويجب أن تقفي أمام هذا المجرم بكل شجاعة، ولا يجوز أن تقترفي الحرام بحجة الخوف من الفضيحة، ويجب أن يمنع هذا الرجل من دخول بيتك ولا تكوني في مكان هو فيه، ولا تخبري زوجك بما تم ولكن قولي له إنك رأيت من هذا الرجل أخلاقاً سيئة، وإذا كان قد غلبك على نفسك عندما دخل بيتك فما هو المبرر الذي يدفعك إلى سماع كلامه القبيح بالتلفون، وعدم إغلاق السماعة في وجه هذا الفاسد، فنوصيك بتقوى الله ثانيا، فالله العظيم الجبار مطلع عليك، ومجازيك على فعلك، فإن كنت تخافين على نفسك من هذا الرجل فأخبري زوجك بأنه قد هددك، وأنه قد قال كلاما قبيحا في التلفون، وعموما فنحن نرى أن الحل بيدك، وأن التقصير منك، ولو كان يعلم عدم رضاك، وأنك لن تتابعيه في خطوات الشيطان التي وقعتما فيها لما فعل ذلك.
فتوبي إليه واستغفريه، واعلمي أن هذا الذي وقع نتيجية لعدم الالتزام بأحكام الشريعة التي أوجبت على المرأة الحجاب عن غير محارمحها إذا تماديت في هذا التقصير ولم تحتجبي عن هذا الرجل وغيره ممن ليسوا بمحارم لك فنخشى أن تؤول الأمور إلى ما لا يحمد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1425(13/3778)
لا إثم عليه في تركه لك
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد فتواكم بشأن شاب تعرفت عليه من خلال العمل حيث نعمل في مكان واحد وقد عبر لي عن حبه وإعجابه بي وهو شاب متدين وخلوق جداً ومتميز في عمله وخلقه بشهادة الجميع ونحن على حب منذ سنة تقريبا ولكن في حدود الدين والأدب ولم يصدر عنا ما يمكن أن يعاب.. وهكذا وبعد سنة من نمو مشاعري وأحاسيسي تجاهه يريد أن يسافر لإكمال دراسته العليا والتي قد تستغرق سنتين وهو يطلب مني أن أنتظره طوال هذه الفترة بدون أي ارتباط رسمي بيننا.. فهل يحق لهذا الشاب أن يسافر ويتركني بعد كل هذه المدة وكل هذه المشاعر التي زرعها في داخلي، هل عليه إثم في هذه الحالة، فأنا إنسانة ولي مشاعري وأحاسيسي ولا أقوى على الانتظار بعد كل هذه المدة.. أريد أن أعرف الحكم الذي يلحق بهذا الشاب في مثل هذه الحالة وماذا تقولون لأمثاله من الشباب الذين يزرعون الأمل في أمثالي من البنات العفيفات المتدينات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الاختلاط في العمل بهذه الصورة محرم، وأن التساهل في النظر بين الرجال والنساء، وإنشاء علاقات بهذه الطريقة التي ذكرت في السؤال أمر لا يقره الإسلام في شيء.
وإن الواجب عليكما التوبة إلى الله تعالى، والندم على ما فرطتما في جنبه، وعقد العزم على عدم الوقوع في مثل ذلك مستقبلاً، وأكثرا من الاستغفار والأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
وقد سبقت أجوبة مفصلة في ضوابط العلاقة بين الرجل والمرأة نحيلك على بعضها للفائدة وعدم التكرار: 3672، 9463، 1769.
وإن كنت ابتليت بداء العشق، فانظري علاج الإمام ابن القيم له في الفتوى رقم: 9360.
وبالنسبة لسؤالك: هل على هذا الشاب إثم في سفره وتركك بعد إنشاء هذه العلاقة بينكما؟
فالجواب: أنه لا إثم عليه في تركه لك، فليس لك حق عليه، إذ ليس بينكما رابطة شرعية يطالب برعاتها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1425(13/3779)
العلاقة مع الأجنيية محرمة ولو كانت بقصد الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتى متدين من أسرة متدينة ولكنى أقمت علاقة غير شرعية مع فتاة، والله يعلم أني أريدها زوجة لي ولم أتم بعلاقة من قبل أي فتاة ولم أتمكن من الزواج بها، وحدث أن تقدم شاب للزواج منها، ولكنه لا يعرف بالعلاقة التي كانت بيننا، فهل يجب أن يعرف هذا الشخص وإذا لم تخبره الفتاة بذلك، وأنا أعلم، هل يجب أن أخبره وهل أتحمل وزر عدم إخباره، هل هذا الزواج يكون باطلاً إن لم يعرف هذا الشخص بتلك العلاقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد ارتكبت أنت وهذه الفتاة إثماً عظيماً بإنشاء هذه العلاقة المحرمة، والواجب عليكما المسارعة بالتوبة إلى الله والندم على ما فرطتم في جنبه تعالى وعقد العزم على عدم العودة لذلك أبداً.
وإن علمت توبة هذه الفتاة وظهر منها ما يدل على ذلك، فإن الواجب عليك الستر عليها وعدم فضحها، لأن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون، وللمزيد من البيان راجع الفتوى رقم: 1039.
أما إن كانت هذه الفتاة مستهترة بالمعاصي مصرة عليها كالزنا ولم تظهر منها التوبة إلى الله فلك أن تحذر هذا الشاب منها، قياماً بالنصيحة التي هي حق كل مسلم، وفي التعريض والكناية كفاية عن التصريح، وراجع الفتوى رقم: 17373، والفتوى رقم: 14572 ففيهما مزيد بيان.
وإذا كتمت الأمر ولم تخبر به فالزواج صحيح، وينبغي أن يكون الحامل على اتخاذك أياً من الموقفين هو ابتغاء وجه الله وحذار من اتباع الهوى، فإن التبعة ثقيلة أمام الله يوم القيامة، وسوف نسأل عن جميع أعمالنا في هذه الدنيا.
وأخيراً ننبه السائل إلى أن العلاقة مع الأجنبية بمعنى الخلوة بها أو لمسها أو الحديث معها أو نحو ذلك محرمة كما قدمنا، ولو كانت بقصد الزواج منها فكون الرجل يريد المرأة زوجة لا يسوغ له ذلك ما حرمه الله تعالى منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الثاني 1425(13/3780)
هل يقدم كتبا عن الحجاب لامرأة أجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[يا شيخ رأيت فتاة أعجبتني وأردت الزواج منها ولكنها غير محجبة وترتدي ملابس ضيقة ومتنمصة فلما سألت عنها علمت أن والدتها من اليونان ووالدها يعيش هناك منذ زمن فأعزيت حالها إلى ظروف نشأتها وأردت أن أدلها على الحجاب الإسلامي وتعاليم الإسلام عن طريق منشورات لعلها تلتزم وأتزوجها فهل هذا فعل صحيح؟ أرجوك دلني يا شيخ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتقديم الكتب النافعة لهذه المرأة ودعوتها إلى الخير من الأعمال الطيبة التي تؤجر عليها، ولكن اتق الله أن يجرك الشيطان إلى أمر يسخط الله به عليك، فإن الشيطان يزين للعبد بعض عمل الخير ليوقعه في معصية هي أكبر من ذلك العمل الذي زينه له.
وأما الزواج بهذه المرأة فمكروه عند جمع من العلماء محرم عند بعض آخر فلذا نرى أن لا تقدم على الزواج منها إلا بعد صلاح حالها واستقامة أمرها، أو بعد العلم بأنك إن تزوجتها كان زواجك بها سببا في صلاحها.وانظر الفتوى رقم 1422
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1425(13/3781)
النظر إلى مكان العفة أشد حرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عندي 22 سنة بعد فترة طويلة من معصيتي لله ربنا هداني للتوبة ولكن في حاجة واحدة فقط أريد أن أعرفها ممكن تجعل توبتي ليست توبة صحيحة وهي أني محتفظ بصورة على الكمبيوتر الخاص بي لبنت أجنبية تظهر فرجها مع العلم بأني حذفت كل الصور الثانيه إلا هذه من أجل التعرف على شكل الفرج ورؤيته كلما أنسى ذلك فهل هذا يصح أم لا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تحمد الله على ما وفقك له من التوبة في المسائل التي تبت منها، وقد رجح أهل العلم قبول توبة من تاب من بعض المعاصي فيما تاب منه، كما قال شيخ الإسلام في الفتاوى. وعليك أن تعزم على التوبة الصادقة من احتفاظك بهذه الصورة المحرمة ورؤيتها، فإن نظر صور أطراف النساء الفاتنات محرم فأحرى النظر إلى ما هو أشد من ذلك فهو سبب للتفكير في الحرام. قال الله تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] (النور: 30) .
فعليك أن تحذف هذه الصورة، وأن توظف الكميوتر فيما يفيد، فإن هذه التقنية نعمة أنعم الله بها علينا فعلينا أن نستعين بها على استسلامنا وخضوعنا لله.
يقول الله تعالى: [كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ] (النحل: 81) .
وأما التعرف على شكل العضو فإنه ليس مسوغا لما ذكرت، لأن التعرف عليه ونظره لا ضرورة فيه، وعليك أن تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة.
قال تعالى: [فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ] (المائدة: 39) .
وبادر بالزواج واستخدم أوقات فراغك فيما يفيد، وحافظ على الصلاة في المسجد وحضور مجالس العلم وصحبة أهل الإيمان والتقوى.
وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 1935، 1256، 27253.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1425(13/3782)
حكم المبيت مع زوجة الأخ أو العم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المبيت في منزل الأخ الشقيق أو العم أو غيرهم مع أولاده وزوجته علماً بأن أولاده مازالوا قاصرين وقد يوجد في المنزل أم الزوجة أو أختها. هذا بطلب صاحب المنزل بحجة السفر.
أرجو إفادتي بالإجابة وكل ماله صلة بهذا الموضوع على بريدي الالكتروني..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تبيت مع زوجة أخيك أو زوجة عمك أو غيرهما بدون وجود محرم سواء كانت وحدها أو مع أطفالها الصغار غير البالغين، لأنهم لا تنتفي بهم الخلوة المحرمة، وأما إذا كان معها أمها أو أختها فلا حرج في ذلك إذا كان المكان الذي ستبيت فيه منفصلاً عن البيت تماما وكانت هناك حاجة لذلك وأمنت الفتنة فلا حرج في ذلك، وكل هذا لما ثبت من التحذير الشديد من خلوة الرجل بامرأة أجنبية عنه ودفع ما قد يحصل من مفاسد، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله: أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت.
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج.. إلى أن قال: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي. انتهى.
كما قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد في المسند.
ومساكنة الرجل للمرأة الأجنبية لا تخلوا من إحدى حالتين،
الأول: أن يكون معها محرم فلا يجوز للأجنبي أن يساكنها، والحالة هذه إلا إذا تعددت الحجر أو اتسعت بحيث لا يطلع أحدهما عن الآخر.
والثانية. أن لا يكون معها محرم وفي هذه الحالة لا يجوز له مساكنتها إلا إذا كان سكنها مستقلا عن سكن الأجنبي وإن لاصقه فلا حرج في ذلك، لكن بشرط عدم اتحاد المرافق بينهما، كالممر والمطبخ أو الخلاء ونحو ذلك، قال العلامة ابن قاسم رحمه الله وهو من علماء الشافعية كما في الحاشية على شرح البهجة لزكريا الأنصاري قال: مشيراً إلى الحالة الأولى:
فإنه عُلم جواز خلوة الرجل بالأجنبية مع المحرم وامتناع مساكنته إياها معه إلا عند تعدد الحجر أو اتساعها بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر. اهـ
وقال ابن حجر الهيتمي مشيراً إلى الحالة الثانية: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين، أو في علو وسفل، أو دار وحجرة، اشترط أن لا يتحدا في مرفق، كمطبخ، أو خلاء، أو بئر، أو ممر، أو سطح، أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة، لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أويسد، أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر، أوباب أحدهما في مسكن الآخر. انتهى.
وعليه فلا تجوز لك الموافقة على الطلب المذكور من سكنك مع هؤلاء النسوة إلا إذا توفر ما ذكرنا وإلا فلا، وبإمكانك قضاء ما استطعت من الحوائج لهن من غير سكن ولا خلوة، وتقتصر في الكلام معهن على قدر الحاجة من غير خضوع بالقول منهن،
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الثاني 1425(13/3783)
قلبه يتعلق بابنة الجيران ويخشى على نفسه الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في الثمانية والعشرين ابتليت بفتنة بنت الجيران قبل خطوبتها وبعد زواجها الذي هو في طريق الفسخ (لست بالسبب في دلك) .
أحس اتجاهها بشوق شديد وشديد جدا لا أحس به ولو اتجاه فتيات أجمل منها وأني لأعلم أن الشيطان وراء هذه الرغبة الجامحة لأنه يعلم أن الزنا ببنت الجيران أشد بكثير من الزنا بغيرها. واني لأجتهد في تحصيل القدرة على الزواج, ليس بها لأنها ليست على درجة من الدين الذي اريده طمعا في ذهاب شهوتها عن قلبي. وإني لأستعين بالدعاء الكثير لكن هذا الدعاء يذهب برغبتها هي ولا يذهب برغبتي الشديدة بها. إني لأستعين بفضل الله بالصلاة الدائمة في المسجد مما جعل والديها يطمئنون لي عندما أكون اكلمها في بعض الاحيان بخصوص دراستها لكن هذا لا يمنعني من الخضوع في القول لها. ولقد سبق لي مند سنين أن لامستها بشهوة حتى إني قبلتها قبلة خاطفة (القبلة الوحيدة في حياتي مند البلوغ) مما كان السبب في مخاصمتها لمدة بدعوى اني لم احترمها. والأن وقد عادت المياه إلى مجاريها إني لأطمع طمعا شديدا في مداعبتها والحديث معها ولا أتمنى الزنا بها خشية من رب العالمين, مع أني أعلم أني لا أستطيع مقاومة شهوة الفرج إذا تمكنت من مداعبتها.
إني لا أصافح الفتيات وأبتعد ما أمكنني عن أماكن الفتنة لكني أجتهد في خلق لقاء مع جارتي.
الله أستعين أولا, وأستحلكم به بعده أن تجدوا لي مخرجا من هذه الورطة التي أعلم أنها توشك أن توقع بي في النار والعياد بالله.
أحاول أن نجد مسكنا آخر أما الصيام فلا أستطيع مقاومة شهوة البطن كدلك, هل يمكنني أن اتكلم مباشرة مع فتيات في الجامعة بنية الخطبة ريثما أعثر على الزوجة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط لأشتغل بها عن بنت الجيران وجزاكم الله خير الجزاء.
اسألكم الدعاء ثم الدعاء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الهداية وأن يحصن جوارحك عن الحرام.
ثم اعلم أخي أنك على خطر شديد إذا لم تتدارك نفسك بتوبة صادقة من هذه المعصية، وذلك بقطع أسبابها والندم على ما فات منها، والعزم على عدم العود إليها، وذلك أن أمر الزنا عظيم وخطره جسيم، ولهذا حرم الشرع كل الطرق المؤدية إليه من نظر وخلوة وملامسة، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من الزنا حيث قال: كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. متفق عليه.
وقال الله تعالى: [وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً] (الإسراء: 32) .
وقال سبحانه: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ] (النور: 30) .
وفي شأن الملامسة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وصححه الألباني.
ومن هذا يتبين لك خطورة هذه المعاصي وأن الحل في ذلك هو التوبة والبعد عن هذه المرأة ومثيلاتها حتى ييسر الله لك زوجة صالحة ذات دين وخلق تعف بها نفسك وتكف بها جوارحك، وقبل أن ييسر الله ذلك ننصحك بأمور تساعدك على التخلص من هذه الفتاة، من جملتها:
1- ... ... اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بإخلاص أن يصرف حبها عن قلبك.
2- ... ... دوام مراقبة الله تعالى والاستشعار بأنه يطلع عليك.
3- ... ... مجاهدة النفس في ترك أسباب ذلك.
4- ... ... مصاحبة أهل الخير والصلاح.
وبخصوص ما ذكرته من التحدث إلى غيرها من الفتيات فحجة واهية وذنب عظيم تضيفه إلى ذنوبك، وباب من الشر تفتحه على نفسك، لأن هذا كمن يستجير من الرمضاء بالنار كما في المثل، فإياك أن يزين الشيطان لك ذلك فتهلك وتوقع نفسك في عقوبة الله عز وجل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الثاني 1425(13/3784)
وسائل معينة على التخلص من النظر إلى الحرام
[السُّؤَالُ]
ـ[4- يا شيخ أنا عندي صديقة تزني بعينها _أعوذ بالله_ وهي متضايقة جدا جدا من هذا الأمر حتى صار أكثر وقتها تقضيه بمشاهدة التلفزيون وتسهر الليل لأجله لكي تصلي الصبح وهي تريد حلا للمشكلة لأنه مرات تقول إني لا أشاهد التلفزيون ويغلبها الشيطان وتطالع وطبعا القنوات هي تسعى بأن تبحث عنها وتطلعها لأنها مو موجودة في تلفزيونهم وهي بنت تصلي وأهلها ملتزمون ولكن ما أدري ما الحل؟؟؟؟
فأرجوك يا شيخ بأنك ترد علي بأسرع وقت ممكن
مع جزيل الشكر......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى يقول: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ] (النور: 30-31) .
وقال صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. متفق عليه.
فالنظر هو بريد الزنا، فيجب على صديقتك هذه أن تتوب إلى الله وتقلع عن النظر إلى الحرام، ومما يعينها على ذلك:
1- ... ... مجاهدة النفس في عدم مشاهدة التلفاز، وإذا أمكن أن تبيعه أو تتلفه فلتفعل.
2- ... ... مجالسة الصالحات والداعيات.
3- ... ... حضور مجالس الذكر ومجالس العلم.
4- ... ... اشتغال الوقت بالقراءة والاستماع وأي شيء مفيد، المهم أن لا يكون هناك فراغ، فإن وجد فلتقضه بزيارة الصالحات والأرحام.
5- ... ... الدعاء واللجوء إلى الله بأن يعينها على نفسها وعلى غض البصر عن الحرام.
ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى التالية: 1463، 1256، 2862.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1425(13/3785)
حكم نظر الأجنبي إلى صورة الصغيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كانت الفتاة كبيرة ومتحجبة، ما هو حكم نظر الأجنبي إلى صورتها وهي صغيرة، مثلا إذا تزوجت الفتاة ولديها صور جماعية مع أخواتها بالصغر فهل يجوز لزوجها رؤية هذه الصور أم لا؟ وجزاكم الله خيراًً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه إذا كانت الصور المذكورة التقطت للبنات وهن صغيرات بحيث لا مطمع للرجال فيهن في تلك الفترة فإن الأجنبي وغيره سواء في النظر إليها قال في المغني: وأما الطفلة التي لا تصلح للنكاح فلا بأس بالنظر إليها، قال أحمد رواية الأثرم في رجل يأخذ الصغيرة فيضعها في حجره ويقبلها فإن كان يجد شهوة فلا وإن كان لغير شهوة فلا بأس. انتهى.
فهذا نص في جواز النظر إلى الصغيرة وأولى إلى صورتها، ولمعرفة حكم الاحتفاظ بالصورة تراجع الفتوى رقم: 1935.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الثاني 1425(13/3786)
كفيف ومسن ويراود زوجة ابنه عن نفسها في غيابه
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك رجل مسن وكفيف البصر يراود زوجة ابنه عن نفسها، أخبرت ابنه حاول الابن النصح لهذا الأب كثيراً ولا فائدة وهذا الابن يسافر ويترك زوجته للعمل لفترات تصل إلى شهور أحيانا، ماذا يفعل أيترك زوجته مع أبيه، أم يتركها في بيت أهلها، هذا الابن أصبح يكره والده كرها شديداً، ويخاف من عقاب الله، إذاً فهل كرهه لأبيه يعتبر عقوقاً، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا المسن لا يزال في وعيه ولم يصل إلى مرحلة فقد العقل فيجب نصحه ووعظه وتذكيره بخطورة ما يهم به لا سيما مع المحارم ومن مسن كبير، وليس في نصحه وإرشاده من ولده عقوق، بل هو أمر واجب له على ولده، كما سبق في الفتوى رقم: 26911.
لكن يجب أن يكون ذلك برفق واحترام، ولا يجوز أن يختلي بزوجة ابنه ولا أن تكشف أمامه، بل يجب عليها الابتعاد منه وأخذ الحذر منه، فتسكن عند بيت أبيها أو غيره ممن يؤمن عليها في حال غيبة زوجها بعيداً عن هذا المسن عفى الله عنا وعنه، ومع هذا يجب على ابنه حضانته والبر به والإحسان إليه، أما كرهه فقد سبق حكمه في الفتوى السابقة المحال عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1425(13/3787)
يعظم إثم جلوس العريس مع النساء بوجود المنكرات
[السُّؤَالُ]
ـ[الإخوة الأفاضل في مركز الفتوى حفظكم الله: في بلادنا يوجد عادة في حفل العرس أو حفل الخطبة (بعد العقد) أن يجلس العريس والعروس وتغني لهما النساء، وهذا ما نطلق عليه اسم (الصمدة) مع مراعاة أن النساء الأجنبيات غالباً ما يكن محتشمات، ولا يخلو الجو من الغناء والسحجة (التصفيق المنتظم) ، فهل هذا مباح في ديننا، أجيبوني رعاكم الله، علما بأن أمي وأهلي لا يحبون مني أن أعارض هذا الأمر، ولكن إذا كان ذلك حراماً فرضى الله أولى، أرجو السرعة الممكنة في الرد؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم جلوس العريس مع النساء في الفتوى رقم: 9661، وذكرنا هنالك أنه أمر لا يخلو من مفاسد فيجب تجنبه، ولا شك أنه يعظم إثمه إذا كان النساء يغنين ويصفقن.
وإذا تقرر أنه حرام، فيجب تجنبه ولو كانت الأم أو الأب أو غيرهما يأمر به أو يشجع عليه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1425(13/3788)
إباحة دخول الرجلين على المرأة غير مطلق
[السُّؤَالُ]
ـ[أولاً أنا أعلم أنه يجوز أن يدخل رجلان على امرأة كما في حديث عمرو بن العاص ولا حجر ولكن ألا يعد هذا من باب الاختلاط وما معنى الاختلاط وما الفرق بين الاختلاط وهذا المسألة..
ثانياً: هل لو ركبت امرأتان أو أكثر مع السائق تنتفي الخلوة كما قلتم ولكن هل هناك دليل من كتاب أو سنة حيث إن امرأة العزيز وصديقاتها كن أكثر من أمرأة ولكن كان لهن كيد فالمرأة سواء مفرده أو جماعة لها كيد عظيم ونظرة غير طبيعية على الرجل فيمكن أكثر من امرأة تعمل الفاحشه مع الرجل فلماذا قلتم إن الخلوة تنتفي
ثالثاً: أحب أن أعرف ـ بارك الله فيكم ـ شروط المحرمية الجائزة الشرعية التي لا بد منها كي أسافر مع محرمي بالتفصيل..
رابعاً: قلتم للحديث مع الأجنبية لا بد أن يكون من وراء حجاب أي جدار أو باب ونحو، فهل يقوم مقامه لو حجبت المرأة بدنها لا شخصها بلباس ساتر للوجه وللبدن وتحدثت هل هذا جائز أم لا بد من وراء جدار]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
1- فالحديث الذي أشرت إليه قد أخرجه الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وليس عن عمرو نفسه، ونصه: أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ، فرآهم، فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فقال: لم أر إلا خيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد برأها من ذلك، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان.
واعلم أن إباحة دخول الرجلين على المرأة غير مطلق، قال النووي في شرح الحديث المذكور: ثم إن ظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية، والمشهور عند أصحابنا تحريمه، فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم على الفاحشة لصلاحهم أو مروءتهم أو غير ذلك، وقد أشار القاضي إلى نحو هذا التأويل.
وفي تفسير النووي هذا للحديث رد على ماسألت عنه من الفرق بين الاختلاط وهذه المسألة، فالاختلاط المذموم إذاً هو ما كان فيه اجتماع بين رجال ونساء أجنبيات عليهم من غير أن تدعو الحاجة إليه، أو أن يكون فيه خضوع بالقول أو انكشاف للعورات أو نحو ذلك مما لا يحل.
2ـ اختلف أهل العلم فيما إذا كانت الخلوة تنتفي بوجود امرأتين أو أكثر مع رجل، وراجع فيه وفي الذي قبله الفتوى رقم: 31014.
ولا يتعارض هذا مع احتمال أن أكثر من امرأة يمكن أن يمارسن الفاحشة مع رجل واحد، إذ المدار في الإباحة هو على أمن الفتنة، فمتى خشيت الفتنة حرم تواجد الرجال مع النساء على أي وجه كان.
3- لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تسافر المرأة دون محرم، روى الشيخان من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا معها محرم. الحديث
وضابط المحرمية أن يحرم النكاح بينهما تحريما مؤبدا لا لسبب محرم. وقولنا: لا لسبب محرم تخرج به الملاعَنة والمنكوحة في العدة عند من يقول بتأبيد تحريمها على ناكحها في العدة، فالمحرمات إذاً هن الواردات في كتاب الله وفي سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: [حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ... ] (النساء: 23) . وفي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.
واعلم أنه متى خشيت الفتنة حرمت الخلوة ولو بين المحارم أنفسهم.
4ـ لقد سبق أن بينا شروط جواز المخاطبة بين الرجل والمرأة الأجنبية عليه، وراجع فيه الفتوى رقم: 15406.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1425(13/3789)
بعض مخاطر إقامة علاقات الصداقة بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة على النات فرنسية فأحبتني لم ترني لم أخبرها أني خاطب لما علمت انتحرت، غير مسلمة علما أني حاولت منعها
هل علي إثم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المقرر شرعاً أنه لا يجوز أن تكون ثمت علاقة بين امرأة ورجل ليس محرماً لها إلا في ظل زواج شرعي، وأن لا يخاطب رجل امرأة، أو امرأة رجلاً إلا لحاجة. وإن كانت ثَمَّ حاجة داعية إلى ذلك فلتكن مع الاحتشام والابتعاد عن أسباب الفتنة من خضوع بالقول ونحوه، قال تعالى: [وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهن] (الأحزاب: 53) وقال تعالى: [فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً] (الأحزاب: 32)
ويدخل في هذا أيضاً: المحادثة والمكاتبة عبر الإنترنت والمشاركة في مواقع الحوار، حيث لا يجوز إقامة علاقات الصداقة والتعارف بين الجنسين، ومثل هذه العلاقات قد تجر إلى مفاسد كثيرة على الفتى والفتاة، والآثار المدمرة المترتبة على ذلك معلومة مشهورة.
ومن هذه الآثار ما ذكرت من انتحار هذ الفتاة، فننصحك بالتوبة إلى الله عز وجل من مثل هذه العلاقات غير المشروعة ومن هذا الذنب الذي ارتكبته في حق هذه الفتاة، فلا يجوز لك ـ إضافة إلى عدم جواز هذه العلاقة ـ أن تكذب عليها وتمنيها بالزواج منها وتعلق قلبها بك حتى وإن كانت غير مسلمة، فتب إلى الله من هذه المعاصي وارجع إليه فإنه يحب التوابين ويفرح بتوبة عبده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الثاني 1425(13/3790)
التشهي بالنظر إلى المحارم أشد قبحا من غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
إني مصابة بالغيرة الشديدة على زوجي لأنه ما يغض بصره وكأنه محروم من (الصدر الكبير) أي أن الله خلق صدري صغيرا ووالله إنني دائما أراه يبصر صدر أخواته الغير متحشمات علما بأن زوجي ملتزم (أحسبه والله حسيبه)
وفي الآونة الأخيرة اشترى زوجي الدش (لنشاهد قناة المجد)
وأغلب الأحيان نراها ونشاهد قناة الأطفال (سبيس ستون) أما بقية القنوات ماعدا (اقرأ..وتينز (قناة الأطفال) ... والمنار والعالم (الأخبارية) وقناة الفلسطين) أما ماعدا ذلك كلها مقفوله ولا تنفتح إلا بالرقم السرى (الذي يعرفه زوجي فقط) وأحيانا نرى القناة الثانية من mbc لذلك زاد الطين بلة عندما أرى زوجي يرى النساء وكأنه عادي (فلم) فلا أدري ماذا أفعل..وخصوصا أنا ضقت ذرعا من تصرفاته ولا أحب أن أجامع معه لأنني أدري بأنه ما اشتهى إلا من تلك النساء..فلا يستاهل بل أفكر أن أزوجه من امرأة متينة ذات صدر كبير حتى يعف ولكنني أخاف على عيالي والله....لا أدري ماذا أعمل.
والشيء الثاني هل مشاهدة قناة الأطفال للأطفال حرام علما بأن ولدي الكبير يبلغ من العمر (5) أعوام والصغير (2) وهما يشاهدان هذه القناة باستمرار..
في الأخير ما حكم التصوير الفوتوغرافي علما بأن زوجي يصورني ولا نرى الصور إلا أنا وزوجي (لأن التصوير يخزن في الكمبيوتر ولا يخرج من البيت) وكذلك نصور العيال
فهل في ذلك بأس....آسفة على الإطاله وشكرا جزيلا لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك بنصح زوجك وتذكيره بخطورة إطلاق البصر في الحرام وضرورة غضه عما حرم الله تعالى النظر إليه امتثالا لقوله تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ] (النور: 30-31) .
وفي سنن أبي داود والترمذي وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. وحسنه الشيخ الألباني.
والتشهي بالنظر إلى المحارم أشد قبحا من غيره لدلالته على انتكاس الفطرة وانحطاط النفس، والواجب عليك نصحه مع الستر عليه وعدم إفشاء ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
وشراء زوجك للدش ومشاهدة المناظر المحرمة في التلفاز معصية، فعليك أيضا بنصحه والدعاء له بالهداية إلى طريق الحق، ثم الاستعانة بمن له مكانة عنده من صديق أو بعض أهل الخير كداعية أو إمام مسجد حيه حتى ينصحوه ويذكروه بخطورة الإقدام على هذا الأمر.
ويجب عليك غض بصرك عن مشاهدة تلك المنكرات وتغيير هذا المنكر بكل وسيلة شرعية ممكنة.
وما يفعله زوجك من محرمات ليس مبررا للامتناع عن دعوته إلى الفراش، لما ثبت من الوعيد المترتب على ذلك، ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وقناة الأطفال التي ذكرتِ لا علم لنا بما يعرض فيها، فإذا كان لا يشمل على ما يؤثر على تربية الأطفال تربية سليمة بل كله من باب الترفيه والتسلية، فلا مانع من ذلك.
ولكن لا ينبغي أن يكثر ذلك حتى يؤدي إلى تضييع أوقاتهم، بل ينبغي الحرص على شغل أوقاتهم بما يفيد من تعلم كتاب الله تعالى وبعض الأحاديث النبوية ونحو ذلك من كل مفيد نافع، فإن مرحلة الطفولة لها الدور الأكبر في صياغة وتوجيه مستقبل الطفل.
وللمزيد عن مشاهدة التلفاز نحيلك إلى الفتوى رقم: 1886.
وتصوير الزوج لك وللعيال داخل في التصوير الفتوغرافي، وقد اختلف فيه أهل العلم، فبعضهم يرى حرمته استدلالا بالأحاديث المشتملة على الوعيد المترتب على اتخاذ الصور، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة. متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. متفق عليه.
وهذا لفظ مسلم، والبعض يرى أن التقاط الصور بالآلة ليس مضاهاة لخلق الله تعالى التي هي من علل التصوير، بل هو نقل صورة صورها الله تعالى بواسطة هذه الآلة، فهي انطباع لا فعل للعبد فيه.
ولا شك أن من الاحتياط في الدين البعد عن التصوير المذكور مراعاة لمن يقول بتحريمه من أهل العلم.
إضافة إلى أنه قد يقع مستقبلا في تناول الغير، وقد يترتب على ذلك من المفاسد ما لا يخفى.
وراجعي الفتوى رقم: 1935.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الثاني 1425(13/3791)
شبهة حول قيادة المرأة للسيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[يا شيخ أحب أن أقول لكم إني قرأت فتاوى ضوابط قيادة المرأة للسيارة وهي ممتازة ولكني لم أفهم شيئا واحدا الذي هو أنها عليها أن تتجنب الاختلاط بالأجانب يعني كيف تبتعد عنهم.. يعني أولا ما هو معنى الاختلاط المحرم وكذلك هل لو وقفت السيارة أمام محطة البنزين أو وأنا واقفة عند الإشارة هل يعد هذا من الاختلاط وآخر شيء هو هل في صورة لقيادة المرأة محرمة فيها الاختلاط أبغي أمثلة عن الاختلاط في القيادة حتى أفهم الجواب وجزاكم الله عن أمة محمد كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاختلاط المحرم هو ما أدى إلى خلوة أو ريبة، أو كانت فيه ملامسة أو مصافحة أو خضوع بالقول أو نظر إلى ما لا يحل.
أما ما كان منه للحاجة وبالضوابط الشرعية، فلا مانع منه إن شاء الله تعالى.
وما أشارت إليه السائل الكريم من أن المرأة تكون في زحمة الطريق أو التوقف أمام إشارة المرور أو محطة البنزين وهي في سيارتها فهذا لا شيء فيه، سواء كانت هي التي تقود السيارة أو غيرها ما دامت ملتزمة بالآداب الشرعية، حتى ولو كانت تمشي على قدميها.
فقد كان الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم يسافرون مع نسائهم ويسيرون جميعا في قافلة واحدة، وربما اجتمعوا في مسجد واحد أو في مصلى واحد.
يدل على ذلك أحاديث صحيحة منها: حديث أنجشة في الصحيحين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تكسر القوارير. يعني ضعفة النساء، وكان في القافلة ضمن المسافرين.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ربيع الأول 1425(13/3792)
العلاج الابتعاد التام عن الحديث مع هذه المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[في أحد الدورات التعليمية تعرفت بفتاة على سبيل المصادفه وتحدثت معها على الماسنجر لأعلمها بعض القواعد الشرعية وأمدها ببعض المواد العلمية الشرعية ثم علمت بعد ذلك أنها مخطوبة فأخبرتها أن هذا الفعل لا أرضاه لي إذا كنت خطيبها ولذا لا أسمح لنفسي بفعل ما أكره أن أراه من غيري ولكني فوجئت بها وقد تعلقت بي عاطفيا حيث وجدت فيّ الشخصية الملتزمه غير المعقدة كما تزعم والتي كانت تحلم بها -وبعد ذلك وجدت نفسي أتعلق بها بالرغم من أنها غير مطابقه للمواصفات الشرعية التي أريدها وأيضا أنا غير مستعد لأمر كهذا من الناحية المادية بالإضافة أنه لا تجوز الخطبة على خطبة آخر وحاولت إفهامها هذا وأنني لست بخائن فوجدتها مقتنعه ولكن لا تستطيع السيطرة على نفسها وتريدني أن أقف بجانبها وأن أعينها على نفسها -بالطبع كيف يرعى الذئب الغنم فرفضت بشدة واكتفيت أن أرسل إليها رسائل عبر البريد الإلكتروني تحمل الموعظة والتذكير بالموت وما شابه ذلك لعلها تعود إلى رشدها ومن جانبي أكثرت من الاستغفار ومحاولة الضغط على نفسي لكي لا أستجيب لطلبات الدخول على الماسنجر فهل تنصحوني بأمر آخر
أرجو الإجابة وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أحس الرجل ميولا إلى امرأة عند حديثه معها أو العكس وجب عليه أن يقطع الحديث، سواء كان الحديث مباشرا أو عبر جهاز، لأن استمرار ذلك يؤدي إلى الوقوع في الحرام، وعليه فالذي يجب عليك هو الابتعاد عن تبادل الحديث مع هذه الفتاة مطلقا، فإذا ابتدأت معك الحديث عبر الماسنجر فينبغي أن تتجاهلها ولا ترد عليها، ومن ثم ستيأس منك وستبتعد عنك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الأول 1425(13/3793)
يجب على الزوجة أن تحتجب من إخوان زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحل للمرأة المنقبة أن تكشف عن وجهها وكفيها أمام إخوة زوجها؟
وجزاكم كل الخير وجعله في ميزان حسناتكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإخوان زوج المرأة أجانب عنها، ويجب عليها الاحتجاب عنهم كسائر الأجانب، بل هم أشد من غيرهم، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 40161.
والله أعلم. ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الأول 1425(13/3794)
لا تؤمن الريبة إذا ركبت المرأة وحيدة مع سائق التاكسي
[السُّؤَالُ]
ـ[يا شيخ أعطيني الفتاوى لركوب المرأة بالسيارة عندكم ما لقيتها وكذلك الخلوة إذا ركبت الأخت بالتكسي ولكن في الشارع تعرف أنا في سيارة وناس فأين صارت الخلوة لأنه سمعت أصبح بعضهم يفتي به وأنا أفتيت بالفتوى وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وأما عن موضوع قيادة المرأة للسيارة فينظر في ذلك الفتوى رقم: 41307 وما أشرت اليه من أنه لا خلوة في ركوب المرأة مع السائق إذا كان يسوق بها بين الناس، فنقول إنه وإن لم تكن الخلوة متحققة هنا فإن ركوبها معه في معنى الخلوة ذلك أنه اجتماع لا تؤمن معه الريبة فيمنع لهذا المعنى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1425(13/3795)
حكم استلام امرأة لأشرطة وكتب الدينية من أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم استلام الأشرطة والرسائل والكتب الدينية من أخ ملتزم وما هي النصيحة، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز للسائلة استلام الأشرطة ونحوها من رجل أجنبي بشرط عدم الخلوة بينهما، وعدم الكلام المؤدي إلى ريبة أو خضوع بالقول إضافة إلى غض البصر.
وننصح بالابتعاد عن مخالطة الرجال الأجانب والالتزام بالأخلاق الإسلامية وتعلم ما أمكن من العلوم الشرعية وتعليمها لمن يجهلها، والدعوة إلى ذلك بالحكمة والموعظة، وراجعي الفتوى رقم: 39722، والفتوى رقم: 35469.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1425(13/3796)
الواجب نصح من يطلق نظره من الرجال والنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أما بعد: فقد هداني الله ولكن بعد أن أطلقت لحيتي أجد النساء المنقبات ينظرن إلي طويلا فأخاف أن أفتنهن أو أضلهن، فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت عندما عدت إلى الله تعالى وأطلقت لحيتك، ونسأل الله تعالى أن يثبتك ويجعل عملك خالصاً لوجهه الكريم.
ونذكرك بأن عليك أن تغض بصرك عما حرم الله تعالى كما أمر بذلك في محكم كتابه وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث يقول جل وعلا: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:30-31] .
وإذا استطعت أن تنصح من يتجاوز حده ويطلق نظره إلى ما حرم الله تعالى من الرجال أو النساء فإن عليك أن تنصحه وتبين له أن ما يفعله لا يجوز له، وهذا الذي عليك أن تفعله من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لكل مسلم هو واجب كل مسلم، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 17913، والفتوى رقم: 26418.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1425(13/3797)
ضوابط جواز سباحة الزوج مع زوجته في البحر
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز للرجل أن يسبح مع زوجه في البحر أو الوادي في مكان بعيد عن الأنظار أي في خلوة تامة ومتأكد من ذلك؟
وما هو الحد الجائز للزوجة أن تكشف من عورتها أو بدنها؟
وهل تجوز لها السباحة بلباس السباحة المعروف اليوم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس على الرجل في أن يسبح مع زوجته في البحر أو الوادي أو في غير ذلك إذا كان ذلك بعيدا عن أنظار الناس، لكن ينبغي التنبه إلى أن الأماكن العامة كالبحر والوادي لا يأمن الشخص من أن يأتي أحد فجأة إلى المكان فيقع المحذور، ولذا، فالأولى هو اجتناب ذلك حتى في حالة البعد عن أنظار الناس، ما لم يكن ذلك في مكان خاص بالزوجين لا يصل إليه غيرهما.
أما عن الحد الذي يجوز أن تكشفه المرأة في ذلك، فإنه لا عورة بين المرأة وزوجها، وعليه، فلا بأس في أن تلبس المرأة في سباحتها مع زوجها اللباس المعروف اليوم (بالمايوه) . وراجع لمزيد من فائدة الفتاوى التالية: 6063، 5736، 21789.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الأول 1425(13/3798)
حب الأجنبية على نوعين
[السُّؤَالُ]
ـ[في أحد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
(بمعنى الحديث لأنني لا أتذكره كله)
قال: زنا القلب بالهوى والتمني فما هو المقصود بالهوى وهل الهوى هو نفسه الحب
وهل تمني إنسان لغرض أن يكون شريك في الحياة لتكوين عائلة مسلمة ومشاركته حياته يعتبر مما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو التمني؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أشرت إلى بعض معانيه حديث صحيح، أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على بن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. ومعنى يهوى يحب قال صاحب مختار الصحاح: هوى أحب وبابه صدى، وانظر معنى الحديث كاملا في الفتوى رقم: 25437.
وحب الأجنبية على نوعين: حب واقع باختيار الإنسان وكسبه، فهذا يأثم صاحبه، وهو المقصود بالحديث، وحب لا كسب فيه لصاحبه، ولم يترجمه إلى محرم، فهذا لا شيء فيه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 4220.
وعلى كل حال، فتمني الإنسان أن يكون شخص آخر زوجا له لا مؤاخذة فيه ولا يترتب عليه إثم، ولا سيما إن كان لصلاح في ذلك المتمنى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1425(13/3799)
يعمل في مكتب مع فتاة.. ما الحل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في مكتب أجنبي وتعمل معي فتاة أجنبية وتجلس أمامي مباشرة وليس هناك طريقة لتغيير مكان جلوسي، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أن تحاول وبكل وسيلة ممكنة أن تتحول عن هذا المكان الذي ربما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، والوقاية خير من العلاج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم.
وإذا بذلت ما تستطيع ولم تحصل على مكان منفصل عن هذه الأجنبية وكنت محتاجاً للعمل في ذلك المكان، فعليك بغض البصر، والكف عن الكلام والحديث معها، واحذر كل الحذر من الخلوة بها، حتى يجعل الله لك مخرجاً، ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 15383، والفتوى رقم: 16776.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1425(13/3800)
حكم إقامة حفلة مختلطة مع الفصل بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب باحدى الكليات المصرية فى السنة النهائية وعزم بعض أصحابى على تنظيم حفلة التخرج.
وكان هدفهم من هذه الحفلة ليس للاحتفال فقط ولكن لتوصيل بعض القيم المحددة للطلبة قبل تخرجهم وفرصة لإثبات انه يمكن الاحتفال فى إطار إسلامى ملتزم وبدون معصية الله عز وجل
ولأنه كما هو معلوم أن الكلية مشتركة (أى أن الطلبة والطالبات يدرسون معا فى مكان واحد وليس هناك أماكن منفصلة)
فإن الحفلة ستكون مشتركة أيضا وستقام فى مكان واحد ولكن سيكون الجنسان منفصلين (أى أن الطلبة فى جانب والطالبات فى جانب آخر بدون وجود حائل يمنع رؤية أحد من الجانبين للجانب الآخر)
والسؤال: هل يعتبر هذا الشكل الذى سيقام عليه الاحتفال اختلاطا منهيا عنه؟ (بافتراض أن البرنامج المقدم أثناء الحفل سيكون فى إطار شرعى ملتزم هادف)
واذا كان هذا الوصف للاحتفال يعتبر مخالفا شرعيا، ماهى جوانب المخالفة؟ وما يمكن فعله ليكون فى إطار الشرع؟
وان كان موافقا مع الشرع بماذا توصينا فضيلتكم؟
وشكرا
ملحوظة:
<سؤال مكرر> ولكن من فضلك أرسله إلى البريدالحالى]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب على هذا السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 48184.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1425(13/3801)
الاختلاط الممنوع هو ما لا ينضبط بالضوابط الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب بإحدى الكليات المصرية في السنة النهائية وعزم بعض أصحابي على تنظيم حفلة التخرج، وكان هدفهم من هذه الحفلة ليس للاحتفال فقط، ولكن لتوصيل بعض القيم المحددة للطلبة قبل تخرجهم وفرصة لإثبات أنه يمكن الاحتفال في إطار إسلامي ملتزم وبدون معصية الله عز وجل، ولأنه كما هو معلوم أن الكلية مشتركة (أي أن الطلبة والطالبات يدرسون معا في مكان واحد وليس في أماكن منفصلة) فإن الحفلة ستكون مشتركة أيضاً، وستقام في مكان واحد ولكن سيكون الجنسان منفصلين (أي أن الطلبة في جانب والطالبات في جانب آخر بدون وجود حائل يمنع رؤية أحد من الجانبين للجانب الآخر) والسؤال: هل يعتبر هذا الشكل الذي سيقام عليه الاحتفال اختلاطا منهيا عنه، بافتراض أن البرنامج المقدم أثناء الحفل سيكون في إطار شرعي ملتزم هادف) ، وإذا كان هذا الوصف للاحتفال يعتبر مخالف شرعياً، ما هي جوانب المخالفة ودلائلها، وما يمكن فعله ليكون في إطار الشرع، وإن كان موافقا مع الشرع بماذا توصينا فضيلتكم؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس الاختلاط الممنوع هو مجرد وجود الرجال والنساء تحت سقف واحد أو في مكان واحد إذا انضبط الجميع بالضوابط الشرعية، من حجاب وحشمة وعدم خلوة وعدم خضوع بالقول، وعدم مماسة أو مصافحة وغض الجميع من أبصارهم.
وإنما الاختلاط الممنوع هو ما لا ينضبط بالضوابط الشرعية والآداب الإسلامية، كما هو الحاصل اليوم في كثير من البلدان في الجامعات والمدارس، وعليه فلا بأس عليكم بإقامة هذا الحفل على الوجه الذي ذكرتم إذا توافرت الضوابط التي أشرنا إليها، بل نرجو أن تكونوا مأجورين على ذلك لأن هدفكم هو توصيل القيم الإسلامية للحاضرين، وراجع التفاصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35079، 29848، 43414، 9855.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1425(13/3802)
الاختلاط المشروع والاختلاط الممنوع
[السُّؤَالُ]
ـ[ستقام قريبا أنشطة ثقافية للمسلمين في بلدة في كندا واقترح مسئولو التظاهرة أن تكون المنشطة امرأة بحجاب الرأس رغبة في التقليل من حدة الرؤية السلبية للمرأة من طرف الغربيين وحتى تظهر المرأة المسلمة بمظهر المرأة ذات الشخصية الغير المضطهدة والناشطة وطبعا سيكون هناك رجال ونساء ومجموعة من غير المسلمين أيضا فما حكم هذا والرجاء مدنا بإجابة موثقة وشافية إذ أنهم يصرون على جواز ذلك وحين نكلمهم في موضوع الاختلاط الكثير يعللون بأن ذلك من تشدد السلفيين وأن الصحابيات كن يتحدثن مع الرجال ويشاركنهم وبما أن المسؤول له بعض العلم الشرعي فإنه يأتي كثيرا بأدلة نعجز معها على مناقشته فيها وجزاكم الله خير الجزاء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل هو بقاء المرأة في بيتها فلا تخرج منه إلا لحاجة، قال تعالى: [وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى] (الأحزاب: 33) . ولكن هذا ليس بواجب، فإذا التزمت المرأة عند خروجها من بيتها بالضوابط الشرعية من حجاب وحشمة وعدم خلوة وعدم خضوع بالقول وعدم اختلاط بالرجال على الوضع المحرم الشائع الآن فلا حرج عليها في الخروج، وأما عن مسألة الوجه والكفين، فهي مسألة خلافية بين أهل العلم، والذي رجحناه هو أن سترها واجب كما هو مبين في الفتاوى التالية: 36506، 5224، 4470
وأما عن حديث المرأة إلى الرجال فإنه جائز إذا لم يكن به خضوع بالقول، قال تعالى: [فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ] (الأحزاب: 32) .
وأما عن اختلاط المرأة بالرجال، فإذا كان المراد به أن تكون النساء في ناحية والرجال في ناحية في قاعة واحدة أو مكان واحد، فهذا لا بأس به، وهذا هو الذي كان يحصل في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره من الأماكن بين الصحابة رضي الله عنهم، أما إذا كان المراد به هو أن يحصل التداخل بين الرجال والنساء بحيث تمكن المماسة، فإن ذلك هو الاختلاط الممنوع، لأنه يفضي إلى ما لا يجوز كما هو ظاهر، وأما عن قول هذا الأخ حتى تظهر المرأة بمظهر الشخصية غير المضطهدة ... الخ، فإننا نقول لهذا الأخ: إن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا بهذا الأمر، بل يريدون أن ننسلخ من ديننا حتى يرضوا عنا.
قال تعالى: [وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ] (البقرة: 120) .
وراجعي لمزيد فائدة الفتوى رقم: 3539، والفتوى رقم: 9855.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1425(13/3803)
حكم إرسال المرأة رسائل دعوية للذكور
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أرسل رسائل إسلامية للأولاد هل هذا مسموح؟ أريد أن أعلمهم بما عرفت أنتظر الجواب إن شاء الله، وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الرسائل إسلامية كما ذكرت فلا بأس، مع أن الأفضل هو الإحجام عن ذلك، لأن للشيطان خطوات إلى الحرام قد يكون أولها بحجة الدعوة إلى الله ثم يحصل بعد ذلك ما لا تحمد عقباه.
وراجعي الفتاصيل في الفتاوى التالية: 11723 / 28452 / 30923 / 39722.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1425(13/3804)
النظر إلى عورة الكافرة لا يختلف عن النظر إلى عورة المسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم النظر إلى فتيات الغرب المتعريات في الرسائل الإلكترونية، والتي كثر إرسالها عبر الإنترنت للشباب العربي خاصة، وهل في ذلك إخلال بالحديث النبوي الذي يقول فيما معناه: أن من تعقب عورة أخيه المؤمن سلط الله عليه من يتعقب عورته حتى ولو في بيته؟ أثابكم الله وعافاكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم النظر إلى الفتيات المتعريات من الغرب أو من غيره سواء في رسائل البريد أو غيرها من وسائل الإعلام والاتصالات، وقد سبق في الفتاوى ذات الأرقام التالية حكم النظر إلى صور النساء: 404، 2862، 10299.
وأما الحديث الذي ذكرت معناه فقد رواه أبو داود عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. قال الألباني: حسن صحيح.
فهذا الحديث يذكره العلماء ويستشهدون به على حرمة التجسس على المسلمين، وعلى حرمة تتبع عورات المسلمين ومعايبهم والاستكشاف عما ستروه، والنظر إلى صور الفتيات العاريات في الرسائل الإلكترونية لايستشهد على تحريمه بهذا الحديث بل بالآيات والأحاديث المذكورة في الفتاوى السابق بيان أرقامها.
وإن كنت تريد الاستشهاد به على أن تلك الصور لفتيات غير مسلمات وبالتالي يجوز النظر إليهن وإنما يحرم الاطلاع على عورات المسلمات، فهذا استشهاد في غير محله ولم يقل به أحد، بل النظر إلى عورة المرأة الكافرة لا يختلف عن النظر إلى عورة المسلمة، لأن النهي ورد عام في تحريم النظر إلى النساء عموماً، وراجع الفتوى رقم: 37068 للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1425(13/3805)
حكم خلوة الشابة برجل كبير في السن
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن تخلو امرأة شابة برجل أجنبي يبلغ السبعين عاما..؟ جزاكم الله خيرا..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لهذه الشابة أن تخلو بهذا الرجل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون أحدكم بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما. رواه الحاكم وصححه. وانظر الفتوى رقم: 32617، والفتوى رقم: 32829.
وكون هذا الرجل قد بلغ سن السبعين لا يبيح الخلوة به، لأن الحديث لم يرد فيه تقييد، ومظنة الفتنة باقية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 صفر 1425(13/3806)
الوقاية من فتنة المعلمات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب في المرحلة الإعدادية (الصف التاسع) وأخاف الله سبحانه وتعالى ولكن هناك ما يبعدني عنه وهو أمر أواجهه وإخوتي ممن معي في صفي وهو أن آنسة اللغة العربية تلبس لباسا غير محتشم في كثير من الأحيان هي وعدد من المدرسات في المدرسة حاولت أن أغض بصري، ولكن لمجرد النظر لها وهي تعطينا الدرس ينتابني نوع من الشهوة عانيت من الأمر كثيراً، وهذه النظرة تبعدني عن الله وليس في المدرسة فحسب، فإن الفساد المنتشر في عصرنا هذا تجعل البصر يقع على الكثير من المحرمات (في الطريق والتلفاز.. إلخ) وأنا أدعو الله كثيراً علما بأنني ملتزم بالصلاة في الجامع منذ سنة، ماذا أفعل في هذه المشكلة التي توقعني بالكثير من المحرمات، أرجو الرد سريعاً؟ وأشكركم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم تستطع غض بصرك عن النظر إلى هذه المدرِّسة وفتنت بالنظر إليها فالواجب عليك عدم حضور درسها وتتلقى الدرس على غيرها إن أمكن، مع نصحها بالوسيلة المناسبة فإذا عجزت عن ذلك ولم تستطع مواصلة دراستك دون الوقوع في الفتنة، فالواجب عليك ترك هذه المدرسة والدراسة في غيرها إن أمكن، وإلا فعدم الدراسة خير لك لأن الحفاظ على الدين أهم من الدراسة، وننصحك بالإقبال على تلقي العلم الشرعي والرحلة إلى العلماء والاستفادة منهم والابتعاد عن مواطن الفساد والعري، وعسى الله سبحانه وتعالى أن يفتح عليك في العلم الشرعي ويجعلك من أئمة الهدى وعلماء الإسلام، ومن الوسائل التي تقيك فتنة النساء الزواج متى قدرت عليه فإن لم تقدر فعليك بالصوم فإنه يضعف الشهوة ويربطك بالله جل وعلا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1425(13/3807)
المصافحة بين الأجانب من الجنسين من العادات المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تجوز مصافحة الذكور؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تصافح رجلاً أجنبياً عنها (غير محرم لها بنسب أو رضاع أو مصاهرة) .
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وغيره، وهو حديث صحيح كما قال الألباني رحمه الله تعالى.
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة لا تحل له. رواه مسلم وغيره.
وعلى هذا فالمصافحة بين الأجانب حرام لا يجوز للمسلمين فعلها، وهي من المنكرات والعادات السيئة التي تعودتها بعض المسلمات سامحهن الله بسبب الجهل وعدم المبالاة بالدين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1425(13/3808)
حكم زيارة الرجال للنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز زيارة النساء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المراد بزيارة النساء أي زيارة الرجال لهن، وزيارتهن للرجال، فإن كانوا من محارمهن جاز ذلك باتفاق، وإن كانوا أجانب فإن لم تكن خلوة ولا خوف فتنة ولا تبرج ودعت إليها حاجة من صلة رحم وعيادة مريض، جازت زيارة الرجال لهن، فقد زار رسول الله صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير، فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت: لا أجدني إلا وجعة، فقال: حجي واشترطي. متفق عليه. وفي صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال: ما لك يا أم السائب تزفزفين؟ أي ترتعدين، قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد، وقد زار أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أم أيمن رضي الله عنها، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر لعمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. رواه مسلم.
أما زيارة النساء للرجال، فقد قال البخاري: باب عيادة النساء للرجال، قال ابن حجر: أي ولو كانوا أجانب بالشرط المعتبر، قال البخاري: وقد عادت أم الدرداء رجلا من أهل المسجد من الأنصار، وقد ذكر النووي عند شرحه لحديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على المنبر فقال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان، والمغيبة هي التي غاب زوجها. قال النووي: إن ظاهر الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية، والظاهر عند أصحابنا تحريمه، فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم على الفاحشة لصلاحهم أو مروءتهم أو غير ذلك. انتهى كلامه، وإن كان المراد زيارتهن للقبور، فيرجى مراجعة الفتوى رقم: 3592.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1425(13/3809)
النظر إلى زينة نساء أهل الذمة.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[جاء في تفسير ابن كثير للآية رقم 59 سورة الأحزاب نقلا عن سفيان الثوري أنه \"لَا بَأْس بِالنَّظَرِ إِلَى زِينَة نِسَاء أَهْل الذِّمَّة وَإِنَّمَا نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ لِخَوْفِ الْفِتْنَة لَا لِحُرْمَتِهِنَّ \"
فما معنى ذلك في إطار ما يحتويه القرآن والسنة من حض المؤمن على غض البصر خاصة أن هذا الرأي لم يحدد مدى ضرورة النظر لزينتهن أو هل معنى ذلك أن غض البصر يكون للمسلمة فقط أو طبيعة النظر هل هو بشهوة أم لا (وهذا مستحيل بالطبع)
هذا الموضوع طرح علي من قبل زميل نصراني فأرجو أن تعطوه حكم الإسلام في هذا الموضوع وجزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة مطلقة في النهي عن النظر إلى المرأة الأجنبية، سواء كانت مسلمة أو ذمية أو غيرها، ولم تقيد النصوص حرمة النظر بالمسلمة دون الكافرة، أو بما كان بشهوة دون ما لم يكن بشهوة.
قال تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] (النور:30) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. كما في السنن عن علي رضي الله عنه، والمقصود هنا بالنظرة الأولى نظرة الفجاءة، كما هو مبين في حديث جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فقال: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود.
ولأن المعنى الذي من أجله حرم النظر إلى أجنبية مسلمة متحقق في المرأة غير المسلمة أيضا.
وقول سفيان الثوري رحمه الله: لا بأس بالنظر إلى زينة نساء أهل الذمة، وإنما نهي عن ذلك لخوف الفتنة لا لحرمتهن. يفهم منه أنه يرى جواز النظر إلى نساء أهل الذمة حيث أمنت الفتنة، وحيث لم تؤمن لم يجز، وهو اجتهاد ورأي، وقد استدل بقوله تعالى: [وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ] (الأحزاب: 59) . ولكن هذا لا يعارض به الأدلة الصريحة الثابتة ولا يقيد به الأدلة المطلقة، هذا لو ثبت هذا عن سفيان رحمه الله، وثبوته يحتاج إلى نظر وبحث، وابن كثير رحمه الله قد ذكره بصيغة التمريض، إذ قال: وروي عن سفيان..
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1425(13/3810)
حكم تدريس الرجل طالبات لا يلتزمن بالآداب الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[أسأل عن التدريس في مدارس البنات حيث أعمل بعقد وقد تم توزيعي في مدرسة بها بنات ولكن البنات طول الدرس ينظرن إلي نظرات غريبة أنا أشك فيها ويضحكن بصوت عال وأحيانا يكشفن أجزاء من شعرهن]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في توزيع المعلمين أن يوجَه الرجال إلى الأبناء الذكور، وتوجَه إلى البنات نساء معلمات حتى لا يقع الحرج، وتنتهك حرمات الله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى أمر عباده المؤمنين رجالا ونساء بغض البصر وحفظ الفرج، وأمر المؤمنات بالحجاب والتستر، فقال تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ] (النور: 30-31)
ولا ينبغي توجيه المعلمين الرجال للبنات إلا في حالة الضرورة وعدم وجود معلمات مع وجوب الالتزام بالحجاب لهن، ومراعاة الآداب الشرعية وعدم الخلوة والاختلاط.
وعليه، فإذا كانت هؤلاء الطالبات لا يلتزمن بالآداب الشرعية ولم تستطع أنت كمعلم إلزامهن بذلك، فعليك أن تطلب التحويل إلى مدرسة الأولاد، ولا يجوز لك الاستمرار معهن إذا كن لا يلتزمن بالآداب الشرعية ولم تدع الضرورة لذلك.
ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 16374، 7934.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1425(13/3811)
ثمار العلاقة بين الجنسين مذاقها مر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب ملتزم بإذن الله وبالصلاة في وقتها ولله الحمد
مشكلتي هو أنني أعرف فتاة من حوالي ثلاث سنوات كانت بيننا علاقة ـ صداقةـ كنت أساعدها في كل شيء تطلبه مني فمنذ الصيف الماضي علاقتي بها بدأت تتغير من صداقة إلى حب أصبحت أحبها وأخبرتها بالأمر وقلت لها بأنني لا أستطيع العيش بدونها، أريد الزواج منها لأنها مجازة في الفقه فالقليل من النساء من تجدهن يفقهن في الدين لكن المشكلة أنني ليس لدي القدرة على الزواج لأن مدخولي الشهري أبخس بسببها بدأت أقوم الليل ,الثلث الأخير, لأتوسل إلى الله كي تكون من نصيبي وأن يغنيني من فضله هذا ما لم أكن أفعله من قبل،،التهجد،، عندما أطلب من الله ذلك أستحي منه لأنني لو لم يكن من أجل هذا الأمر لما قمت كما أنني صليت صلاة الاستخارة مرتين من أجل هذا الموضوع
أفيدوني جزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الصداقة بين الجنسين على الوضع الشائع الآن محرمة في الإسلام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وهو في الصحيحين.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 210 / 9360 / 1072 / 8890 / 10271 / 10708.
وكذلك الحب والعشق قبل الزواج لا يجوز، وخاصة إذا كان بسعي من الإنسان وكسبه؛ كحالك إذ بدأت علاقة صداقة ثم تطورت إلى حب وهكذا.
نظرة فابتسامة فكلام، فسلام فموعد فلقاء.... إلخ، وهكذا يحرم إنشاء هذه العلاقات سداً للذريعة، وراجع الفتاوى: 4220 / 31720 / 9360.
وأما لجوؤك إلى الله ودعاؤك وقيام الليل فهو مطلوب من المسلم في كل وقت وحين، ونسأل الله أن يوسع في رزقك، وأن يقضي حاجتك.
والاستخارة معناها طلب الخير من الله، بمعنى أن الله هو الذي يعلم الخير من الشر، ونحن لا نعلم شيئاً "والله يعلم وأنتم لا تعلمون" فنسأله أن يختار لنا الخير، ولذلك يشرع عدم الاستعجال، وتفويض الأمر إلى الله، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولتقطع علاقتك بهذه الفتاة حتى ييسر الله أمرك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1425(13/3812)
الترغيب في الصلاة، وغض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو تزويدي بأحاديث وآيات ومواعظ في الترغيب في الصلاة والترهيب من تركها وفي عدم النظر إلى المحرمات]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصلاة من أعظم شعائر الإسلام وأجلِّ العبادات، فهي عماد الدين وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: إن بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة. أخرجه مسلم. وقد أمر الله جل وعلا بالمحافظة عليها، فقال: [حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ] (البقرة:238) . وقال: [وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ] (البينة:5) .
وقال صلى الله عليه وسلم: خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن، كان له عهد عند الله أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة. رواه النسائي وأبو داود. وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. وهي من آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم عند مفارقة الدنيا في قوله: الصلاة وما ملكت أيمانكم. رواه النسائي والبيهقي وأحمد، فعلى كل من يتهاون في شأن الصلاة أن يتقي الله في نفسه ولا يعرضها لعقاب الله، وليعلم أن الله فرض عليه هذه الفريضة وأنه سيحاسبه عليها إذا فرط فيها، وقد اتفق علماء الإسلام على كفر تاركها جحودا لها، واختلفوا فيمن تركها تكاسلا، فبعضهم يقول: إنه كافر، والبعض يفسقه ويحكم بقتله -والعياذ بالله-، حسب اختلافهم في ذلك، وللمزيد من الفائدة في هذا الموضوع يرجى مراجعة الفتوى رقم: 4307.
وأما النظر إلى المحرمات، فإن الله تعالى أمر المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم عن النظر إلى ما لا يحل لهم النظر إليه، فقال في كتابه العزيز في سورة النور: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ] (النور: 30-31) .
فيجب على المسلم أن يمتثل أمر الله في هذه الآية ويغض بصره عما لا يحل له النظر إليه، قال القرطبي عند تفسير هذه الآية الكريمة: النظر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، وغضه واجب عن كل المحرمات وعن كل ما تخشى منه الفتنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى، وليست لك الثانية. رواه أحمد.
قال ابن القيم في كتابه "الداء والدواء ": فأما اللحظات فهي رائد الشهوة ورسولها وحفظها أصل حفظ الفرج، فمن أطلق بصره فقد أورد نفسه موارد المهلكات، إلى أن قال: وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده، ومن منافع غض البصر أنه امتثال لأمر الله تعالى، ثانيا: أنه يورث القلب أنسا بالله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده عن الله، ومن آفات إطلاق البصر أنه يورث الحسرات، فيرى من يرسل بصره ما ليس قادرا عليه، ولا يستطيع أن يصبر عنه، وهذا من أعظم العذاب.
قال الشاعر في هذا المعنى وأحسن:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1425(13/3813)
حكم ركوب المرأة مع السائق الأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم السماح بالخروج للزوجة مع السائق إلى مدرسة خارج المدينة التي تسكن فيهامع مجموعة من الطالبات علماً بأنها ليس لديها من يقوم بتوصيلها بدل السائق كل يوم ولا بد من ذلك]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على المرأة أن تركب مع السائق إذا كان معها غيرها وأمنت الفتنة ولم تكن المسافة التي تقطعها مسافة سفر، وعليه، فإذا توفرت هذه الشروط فلا حرج على الزوج أن يأذن لزوجته بالركوب مع السائق الأجنبي، ولمزيد من الفائدة، تراجع الفتوى رقم: 22867.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1425(13/3814)
مصائد الفاسدين
[السُّؤَالُ]
ـ[الأستاذ الفاضل أرجو إفادتي بموضوع ولكم جزيل الشكر مقدما وتحملوني لأن الموضوع كبير:
كنت على علاقة مع شاب تعرفت عليه عن طريق الشات والله يعلم أن الهدف كان شريفاً من الطرفين وهو الزواج, في البداية أنا لم أعلم بأنه متزوج ولديه أولاد ومن ثم صارحني بذلك مع ملاحظة أنه من الأردن وأنا من فلسطين وبعد ذلك أراد التعرف علي وعلى أهلي بالمجيء إلى فلسطين ورحبت بذلك وكان بعلم زوجته مع العلم بأني وافقت على أساس ألا ينفصل عن زوجته من أجل الأولاد حيث كانت بينهم مشاكل من قبل التعرف علي وكانت الأمور تصل إلى الطلاق في أحيان كثيرة كما خبرني ولكن كانت المفاجأة غير المتوقعة بأن اليهود يمنعون دخول الأشخاص غير الفلسطينيين وهذا عرفناه بعد السؤال ولم يترك جهة إلا وذهب إليها وسأل ونحن إلى اليوم ننتظر على أمل أن يكون هناك حل بالنسبة لهذه المشكلة الخارجة عن إرادتنا، ولكن وبصراحة أصبح هذا الشاب هو الرجل الذي أنتظره أي تعلقت به وهو كذلك، ولكن علمت بأن استمرار علاقتنا من غير زواج حرام شرعا وبأني سأكون سببا في تعاسة أولاد وحرمان زوجة من زوجها, وبعد علمي بذلك توجهت إلى الله وتبت عاهدت رب العاملين على ألا أتصل به علما بأن الموبايل هو الشيء الوحيد بيننا بعد ما تبت عن الشات ولكن للأسف في كل مرة أقطع فترة معينة ومن ثم أعاود الاتصال به وحاولت التقرب إلى الله لكي ينسيني إياه أو يصرفني عنه بقيام الليل وقراءة القرآن والدعاء والحمدلله وأحمدالله على نعمة قيام الليل وغيرها من النعم , لكن رغم ذلك فإني أضعف وأعاود الحديث معه وفي آخر مرة أقسمت بالله واعتبرته عهدا وقطعت أكثر من شهرين وللأسف تغلب علي الشيطان ورجعت والآن مرة ثانية تبت وأخاف أن أرجع وأضعف بالاتصال به وأنا ليل نهار في صراع مع نفسي ما بين الحديث معه والتذكر بتوبتي للأمانة أعتبر بأن هذا الشخص هو عقاب لي لأني بداية تعرفي عليه كان بالطريق الغير السوي ولا أعلم ماذا أفعل دلوني على الطريق الصحيح لتكون توبتي هي التوبة النصوحة وألا أرجع ثانية وأخالف عهدي لله الذي لم يذقني النوم عند مخالفتي له]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك وأن يسهل أمرك وأن يختار لنا ولك ما فيه الخير.
واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقات مع رجال أجانب سواء عبر الشات، أو الهاتف أو غير ذلك، فعليك بالتوبة مما سبق، والاستمرار في قطع هذه العلاقة، ومما يعين على الاستمرار في قطعها هو تذكر أن ذلك مما لا يجوز، وتذكر أن ذلك قد يكون سبباً في الوصول إلى ما لا تحمد عقباه من سخط الله عز وجل وأليم عقابه، وتذكري قول القائل: لا خير في لذة بعدها النار.
كما ينبغي أن تتذكري أن كثيراً من البنات وقعن في مصائد الفاسدين بمثل هذه الاتصالات، ثم انتهى أمرهن إلى التعاسة والشقاء، وإذا كان هذا الشخص مرضياً في دينه وخلقه فلا بأس أن تقبلي به زوجاً، ولو كان متزوجاً ولا علاقة لك بالمشاكل التي بينهم، فليتقدم لأهلك ويطلبك للزواج منهم، فإن تعذر أن يأتي إليكم فيمكن أن تذهبوا أنتم إليه، فإن تعذر ذلك فإن الخير فيما اختاره الله، وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.
وأما عن اليمين الذي حلفتِه ثم حنثت فيه فإن عليك في ذلك كفارة، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم تستطيعي فصيام ثلاثة أيام.
وأما عن العهد الذي أخذت على نفسك ثم أخلفته فإن عليك التوبة من ذلك، ومن تاب تاب الله عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1425(13/3815)
لا يقيم علاقة مع أجنبية ولو بنية الزواج في المستقبل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا من مصر أحب فتاة في عمر 15 عاما وأنا في عمر 20 عاما ونحن متفقان تماما على الزواج ولكن المشكلة في أنها ما زالت صغيرة وهي دائما ما تقول لي أحبك ولكني أعتقد بأن ذلك مراهقة وسوف تكرهني بعد ذلك لأنها كانت مراهقة ما الحل هل أتركها أم ماذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحل أن تبادر إلى التوبة من هذه العلاقة الآثمة وتقطع صلتك بهذه الفتاة، لأن الإسلام حرم هذا النوع من العلائق بين الجنسين خارج الزواج، ولو كان ذلك بنية التزوج في المستقبل، وذلك لما يترتب على هذه العلاقة من مفاسد تخالف الدين وتقدح في العرض وتجر إلى الحرام، وانظر الفتوى رقم: 10552، والفتوى رقم: 11945.
لكن لا مانع من الزواج بها إن كانت ذات دين وخلق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 صفر 1425(13/3816)
تعرف الفتاة على أجنبي عنها مقدمة للشرور
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري ملتزمة دينا وخلقا أصلي وأصوم وأغار على ديني كثيرا. تعرفت على صديق أخي شاب ملتزم وعاقل. أحببته كثيرا وأفرح لفرحه وأحزن لحزنه وأشعر بأنه يبادلني نفس المشاعر لكنه لم يظهرها لي، رأيته في المنام ذات مرة يهديني آلة حاسبة، مرت الأيام ولم أكن اشعر بإثم. بدأ يتحدث بعض الكلام الفاحش وبدأ ضميري يؤنبني فماذا أفعل أريد النصح منكم. أريد أن أكسب ديني وفي نفس الوقت أشعر أن هذا الشاب هو الرجل الذي أتمناه ولكن دون أن أغضب ربي.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يجب عليك فعله هو أن تقطعي صلتك بهذا الرجل فوراً ولتتجنبي اللقاء معه والحديث، لأن ذلك يؤدي إلى مفاسد خطيرة، ذكرنا طرفاً منها في الفتوى رقم: 4220، والفتوى رقم: 11945، وإن كان هذا الشاب صادقاً في رغبته بالزواج منك فليأت البيوت من أبوابها، فعليه أن يتقدم إلى أبيك ليطلبك منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1425(13/3817)
العلاقة مع امرأة أجنبية تحفه محرمات عديدة
[السُّؤَالُ]
ـ[معذرة مني لأ ني لم أتوصل بعد بالرد على سؤال كنت قد طرحته عليكم مند ما يزيد عن أسبوع؟ الأمر يتعلق بي مع فتاة أعرفها مند مدة, هل يجوز أن ألتقي بهذه الفتاة في الجامعة أمام الملأ علما بأننا تواعدنا على الزواج بعد عامين أو3؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ربط الرجل علاقة مع امرأة أمر محفوف بمحرمات عديدة، ووسيلة إلى الفجور والعياذ بالله، وقد سبق بيان ذلك في فتاوى سابقة فلتراجع الفتوى رقم: 20078، والفتوى رقم: 17925، والفتوى رقم: 8890.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1425(13/3818)
لا فرق في الحرمة بين رؤية العورة مباشرة ورؤيتها في التلفاز
[السُّؤَالُ]
ـ[بعد التحية:
نضطر جميعاً لمشاهدة التلفاز، ونرى به الكثير من العورات على أقل تقدير الأغاني مثلاً، فهل رؤية جسد فتاة مثلا على شاشة التلفاز تُحمل الإنسان الوزر والذنب نفسه، وكأنه يراها حية أمامه مباشرة؟ مع الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا فرق في الحرمة بين رؤية العورات مباشرة أو رؤيتها في التلفاز لأن الأثر المترتب في كل الأحوال واحد، وهو حصول الفتنة وقد سبق وبينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 36915، 9543، 15640، 1886.
أما تقدير الإثم في ذلك فإنه أمر غيبي لا علم لنا به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 صفر 1425(13/3819)
شروط جواز أكل المرأة مع الرجل الأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن تأكل المرأة مع رجال غير محارمها كأخ الزوج، أو عمه، أو زوج الأخت، علماً بأن هناك حديثاً ورد في البخاري يبين جواز ذلك، وهو أن أحد الصحابة أتاه ضيف فأكل هو وزوجته معه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضحك الله لصنيعكما.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من أكل المرأة مع الرجل الأجنبي عنها من إناء واحد، لكن بشرط أمن الفتنة، وتحجب المرأة، واتساع الإناء بحيث لا يلمس أحدهما يد الآخر، وألا يكون ذلك في حال خلوة محرمة، والحديث المشار إليه في الصحيح لا يعارض هذا، بل ظاهره دليل على ما قلنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 صفر 1425(13/3820)
يلزم المرأة الاحتجاب من المراهق
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي الفتوى في أن صبيا في سن 14 سنة يحادث النساء ويظل طوال الوقت يلعب معهن ويضحك معهن فما الإجابة على هذا السؤال أريده بسرعة لأن مدرستي كلها تواجهني في هذا الأمر؟ ... ... ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصبي الذي بلغ سن (14 سنة) فإما أن يكون قد وصل سن البلوغ، ويعرف البلوغ بالنسبة للذكر بإحدى علامتين: 1- الاحتلام. 2- الإنبات، أي ظهور شعر العانة حول الفرج، ولمعرفة علامات البلوغ، راجع الفتوى رقم: 10024.
أو لم يصل سن البلوغ والاحتلام، فإن كان قد صار بالغا فهو حينئذ مكلف يجري عليه قلم التكليف، ولا يجوز له الاختلاط بالنساء ومحادثتهن واللعب معهن، إلى غير ذلك مما ذكر السائل.
وإن لم يصل سن البلوغ فهو في سن المراهقة، والمراهقة مقاربة الشخص للبلوغ ولمّا يصل إليه بعد، وفي هذه الحالة يجب على المرأة الاحتجاب منه. قال في "تحفة المحتاج": والأصح أن المراهق وهو من قارب الاحتلام –أي باعتبار غالب سنه- وهو قرب الخمسة عشر لا التسع ويحتمل خلافه كالبالغ، فليزمها الاحتجاب منه كالمجنون. اهـ.
وننصح الأخ السائل أن يبتعد عن النساء الأجنبيات وعن محادثتهن وقضاء الأوقات في مجالستهن، لأن ذلك خطر على دينه فيما يستقبل من الزمان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 صفر 1425(13/3821)
حكم تدريس كبير السن لجماعة من النساء بوجود محارمه
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال كالآتي
الوالدة الله يحفظها عندها ولد عمتها عمره 64 سنة متدين يحب فعل الخير والنصح مطلع لديه كم من المعلومات الإسلامية يرغب أن يفيد بها الآخرين يأتي إلى البيت مع زوجته أحيانا أو مع إختيه البنات وتجلس معه جدتي والوالدة وأخواتها محتشمات ومتحجبات فيقوم فيدرس عليهم في أمور الدين تم يصلي بهن جماعة هكذا حتى يغادر فهل هذه الجلسة من الناحية الشرعية حلال بدون رجال رغم وجود عدد كبير من النساء المتحجبات وكلهم من قرابته شكرا أفادكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الأمر كما ذكرت من عدم وجود خلوة ومن التزام النساء بالحجاب والحشمة، فإن ذلك جائز، بل حسن، وخصوصا مع كبر السن لا يضر عدم وجود رجال غير هذا الشخص في المجلس، لأن الخلوة قد ارتفعت بوجود جماعة النساء، لكن إن وجدت امرأة تقوم بهذا الدور فهو الأحسن، وراجع الفتوى رقم: 30695 والفتوى رقم: 10463.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 محرم 1425(13/3822)
توبة من خلا بزوجته المعتدة من آخر وضمها في رمضان
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي يتعلق بأخ خلا بزوجته السابقة وهي في عدة لزوج آخر. حصل ذلك في شهر رمضان, جاءته وهي تبكي ثم عانقها هو وضمها إلى حضنه ولم تكن هناك شهوة. فهل عليه القضاء أم الكفارة أم ماذا؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ارتكب هذا الشخص عدة محاذير شرعية وهي:
أولاً: الخلوة بالمرأة الأجنبية وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
والثاني: معانقته وضمه امرأة أجنبية عنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي.
والثالث: كون هذا العمل في رمضان، فإن من أهل العلم من منع الصائم أن يفعل مثل ذلك مع زوجته حال الصيام، فكيف مع الأجنبية، فالواجب الآن على هذا الشخص هو أن يتوب إلى الله من هذه الأفعال، وليس عليه كفارة ولا قضاء لذلك اليوم ما لم يخرج منه شيء، وهو الظاهر لقول السائل: (لم تكن هناك شهوة) ، ومن الأفضل أن يضم إلى توبته ما تيسر من الحسنات، لأن الحسنات يذهبن السيئات، وقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (هود:114) ، فقال الرجل: يا رسول الله ألي هذه؟ قال: لجميع أمتي كلهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 محرم 1425(13/3823)
يبقى وحيدا مع زوجة أخيه أحيانا فهل يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[شاب ملتزم والحمد لله.. أعيش أنا وأخي وخالي وزوجة أخي في بيت واحد.. حيث إن زوجة أخي تكون ابنة خالي.. وبالتالي خالي الذي يعيش معنا يكون عم زوجة أخي.. أخي وزوجته في حجرة مستقلة مع حمامها ونحن في حجرة مستقلة أنا وخالي ولنا حمامنا كذلك.. والحمد لله زوجة أخي تكون محجبة أمامي.. ولكن في بعض الأحيان تكون أخي في عمله وخالي في عمله كذلك وأنا في البيت نظرا لتعارض أوقات عملي مع أوقات عمل أخي وخالي.. فهل هذا حرام.. علما بأن أخي لا يستطيع تحمل أعباء الحياة مع مصاريف على هذا البيت من إيجار شهري ومصاريف شهرية ولا أنا كذلك.. حيث إنني بدون عمل ثابت.. أعمل يومياً وبراتب زهيد جدا.. فهل هذا حرام أم نستطيع أن نطبق في هذه الحالة كلام الله تعالى \" فمن اضطر غير باغ ولا عاد.... | صدق الله العظيم..
أفيدوني جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للأجنبي السكن مع امرأة أجنبية عنه إلا بشروط أوردناها في الفتوى رقم: 10146، والفتوى رقم: 10147، وعلى هذا فإن توافرت هذه الشروط جاز لك أن تبقى في حجرتك وحدك بعد خروج أخيك وخالك، وإلا فلا يجوز لك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 محرم 1425(13/3824)
تبادل النظرات وأحاديث الحب بين الأجنبيين محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[لي زميلة تعمل معي وهي مخطوبة وقامت بحفل فاتحة أي قرأ الرجال الفاتحة خلال الخطوبة، إلا أن علاقتها بخطيبها كانت شكلية فقط، وأقصد خالية من المشاعر والحب، وفي هذه الظروف شعرنا بميل لبعضنا، وفي هذه الأثناء فسخت خطبتها، علما بأني لم أؤثر على قرارها بل طلبت منها التريث، والآن أريد الزواج منها وأخشى أن أكون ممن يخطب على خطبة أخيه المؤمن، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمصادقة الرجل للمرأة الأجنبية وتبادلهما النظرات وأحاديث الحب أمور كلها محرمة ولها آثار سيئة، وذلك أن الإسلام حرم كل علاقة من هذا النوع بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وانظر الفتوى رقم: 10570، والفتوى رقم: 4220.
ومن هذا تعلم أنك قد أتيت أنت وهذه المرأة ذنباً تجب عليكما منه التوبة والاستغفار، أما بخصوص ما ذكرته من قراءة هذه المرأة للفاتحة مع هذا الرجل فهذا إن قصد به أنه عقد عليها فهذه أصبحت زوجته شرعاً، وما بدر منك نحو هذه المرأة يعد تخبيباً لها على زوجها وذلك معصية، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 7895، والفتوى رقم: 21551.
وأما إن كان المراد الكناية عن الخطوبة، فهذا لا يجوز لك التقدم إلى خطبتها ما دامت تلك الخطبة قائمة ولا أن تتسبب في ذلك، لما في ذلك من خطبة الأخ على أخيه المسلم، وانظر الفتوى رقم: 25922.
وعلى كل فإن فسخت هذه الخطبة فلا مانع من خطبة هذه المرأة إذا كانت ذات خلق ودين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 محرم 1425(13/3825)
حكم إقامة البنت مع أجانب عنها في بيت واحد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، أدرس بالجامعة قسم الإنجليزية. في آخر هذه السنة الدراسية إن شاء الله وبعد اختيار عدد من الطلاب، ستتم إقامة رحلة من طرف الجامعة إلى إنجلترا لغرض الدراسة هناك لمدة أسبوعين. ويقوم الطلاب ببحوث يتم تقييمها من طرف الأساتذة. كيفية الإقامة تكون لدى عائلات (إنجليزية، أو باكستانية..) ويقطن كل 2 أو3أو4 بنات من الطلاب مع عائلة.
ما هو حكم الإسلام، هل يجوز لي الذهاب أم لا؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك السفر معهم إلا بشروط بيناها في الفتوى رقم: 13456.
كما لا تجوز لك الإقامة مع غير محارمك في بيت واحد دون فصل، أما إذا سكنت مع بعض زميلاتك في بيت مستقل، فلا حرج عليكن، ولكن لا بد من صحبة محرم لك في السفر ذهابا وإيابا.
ولمعرفة حكم السفر إلى بلاد الكفار، تراجع الفتوى رقم: 44943.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1425(13/3826)
مزاح المرأة والضحك مع الأجانب من أخطر المحرمات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متزوج وزوجتي متدينة ولكنها تعمل وعندما تقوم بالتحدث مع زملائها الرجال تقوم بالضحك والابتسامة العريضة بغير مبالاة وعندما أقول لها لا يجوز لك ذلك تقوم بالشجار معي وتطلب مني الطلاق، ثم عندما تهدأ تقول لي لن تفعلها مرة أخرى ثم تكرر نفس الخطأ، ماذا أفعل؟ لقد سئمت منها، أسألكم أن تدلوني ببعض الفتاوى التي تحرم ذلك لكي أقدمها لها أرجوكم.
في أقرب وقت ممكن وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيقول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً] (التحريم: 6) .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع وهو مسؤول عن رعيته. متفق عليه.
وعلى هذا، فالواجب عليك نصح زوجتك وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، ولا شك أن جلوس المرأة مع رجال أجانب عنها وأخذها معهم في أحاديث المزاح والضحك أمر محرم، وهو من أخطر المحرمات وأسوئها عاقبة، وذلك لدخول هذا في الخضوع بالقول الذي نهى الله عنه المرأة المسلمة فقال جل شأنه: [فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً] (الأحزاب: 32) .
وعلى هذه المرأة أن تتوب إلى ربها من هذه المعصية، فإن تابت عما كانت عليه من العصيان، فبها ونعمت، وإن أصرت على معصيتها، فينبغي أن تهددها بمنعها من الخروج إلى العمل إذا لم ترجع عن هذا الذنب، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 29990، 10708، 31359.
وننبه إلى أن عمل المرأة يشرع إذا توفرت الضوابط الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 5181.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1425(13/3827)
ما يفعل مع الفتاة التي تتصل بشاب سيء الخلق والسمعة
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخت تبلغ من العمر 21 عاماً، ومشكلتها أنها تعرفت على شاب سيئ الخلق والسمعة وبالرغم من ذلك مصرة على أن تبقى معه وتتوهم أنه سيأتي لطلب الزواج منها.. وبسبب ذلك أعاني من المشاكل التي ليست لها نهاية ... سواء مع أهلنا أو مع صديقاتها.. لقد كلمتها مراراً وتكراراً حتى أمي فعلت لكن دون جدوى، أخاف على سمعتها من أن تتسخ.. فهل إذا تمنيت الموت للشاب الذي تعرفه تعتبر خطيئة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن إقامة علاقة بين فتاة وشاب أجنبي عليها أمر لا يجوز، ومنكر لا يقره الشرع، وربما يترتب عليه من العواقب ما لا تحمد عقباه، والذي نرشدكم إليه هو الاستمرار في نصح أختك هذه، واستعمال أحسن الأساليب، واختيار أنسب الأوقات، واستغلال بعض الحوادث، كموت قريب أو شيء مرعب مخيف، أو إسماعها أشرطة مؤثرة فيها مواعظ، وذكروها بما يترتب على فعلها من سمعة سيئة لعائلتها، وأنها ربما تتضرر في حال رفض هذا الشاب الزواج منها، وأن هذا هو الغالب في مثل هذه الأحوال، فإن أثمر هذا كله خيراً فذلك المطلوب، وإلا فينتقل معها إلى أسلوب الزجر والتعنيف، بل ويجوز هجرها إذا غلب على الظن أن ينفعها الهجر، وتراجع الفتوى رقم: 35221.
وبخصوص هذا الشاب، فسلطوا عليه من يبذل له النصح ويذكره بالله تعالى، فإن انتهى فذلك وإلا فأغلظوا له القول، وهددوه برفع أمره إلى السلطان ولا بأس بالدعاء عليه إن لم ينزجر، وتراجع في هذا الفتوى رقم: 7618، والفتوى رقم: 28291.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 محرم 1425(13/3828)
المحل له حكم الخلوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أن أعمل في محل للخدمات العامة، وذلك مع وجود امرأة في هذا المحل، وللعلم فإني أعمل مع هذه المرأة وحدنا ولكن المكان أي المحل عام ودائما مفتوح على الشارع، وللعلم فإن هذا المحل مكشوف للجميع ولا يحجزنا على الشارع إلا زجاج فقط ودائما الباب مفتوح ومن يريد الدخول يدخل، أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا خلاف بين أهل العلم في حرمة الخلوة بين الأجنبيين لصحة الحديث بذلك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1248، والفتوى رقم: 1079، والفتوى رقم: 28672.
ومن هذا يتبين أن وجودك مع هذه المرأة يعد خلوة محرمة يجب عليك الانتهاء منها والتوبة مما سبق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 محرم 1425(13/3829)
هل لها أن ترفض أن يساكنهما أخو زوجها وامرأته
[السُّؤَالُ]
ـ[نعمل أنا وزوجي في إحدى البلاد العربية اضطررنا لظروف المعيشة أن نسكن مع أخي زوجي وزوجته مع التزامنا والحمد لله بالضوابط الشرعية ولكن لم يدم الحال حيث لم نجد راحتنا وكذلك تحسنت الظروف والحمد لله ولكن حدث أن زوج أخته يريد أن يحضر للعمل في نفس البلد ويريد أن يصطحب زوجته (التي هي أخت زوجي) ويريد زوجي أن نسكن بنفس السكن المشترك ولكني رفضت فهل هذا من حقي شرعا وهل من حقه أن يرغمني على هذا السكن المشترك إذا اتخذ القرار بنفسه؟ وما هو رأي الشرع إذا كان من سيسكن معنا هو أختي أنا وزوجها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا المسكن على حال لا تتحد فيه المرافق، من مطبخ أو حمام أو نحو ذلك، فقد نص بعض الفقهاء على أنه ليس من حق المرأة الاعتراض على سكنى أقارب الزوج في بقية الدار مادام الأمر على هذا الحال إن لم يكن أحد منهم يؤذيها، وعلى هذا فليس من حقك رفض مثل هذا المسكن.
وأما إن كان هذا المسكن ضيقاً، بحيث لا يؤمن فيه الاطلاع على المرأة ممن هو أجنبي عنها، أو وقوع الخلوة أحياناً، فمن حقها، بل يجب عليها حينئذ طلب مسكن مستقل، ولا يجوز للزوج إرغامها على هذا المسكن، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 10146، والفتوى رقم: 32049، واعلمي أنه لا يختلف الحكم إن كان من يسكن معكم أختك وزوجها أو غيرهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1425(13/3830)
المرأة المقعدة التي لا زوج لها يغسلها بناتها
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص والدته مقعدة ولا تستطيع الحركة وهو متزوج وزوجته معه بالإضافة إلى بنات، فهل يجوز له أن يقوم بتغسيل والدته وتبديل ثيابها لوحده.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حدود عورة المرأة مع محارمها كما في الفتوى رقم: 20445، والخلاصة كما قال ابن قدامة: يجوز للرجل أن ينظر من ذوات محارمه إلى ما يظهر غالباً كالرقبة والرأس والكفين والقدمين ونحو ذلك، وليس له النظر إلى ما يستر غالباً كالصدر والظهر ونحوهما.
وما جاز النظر إليه جاز مسه.
والأصل أن يباشر تغسيل هذه المرأة وتبديل ثيابها زوجها، فإن لم يوجد فإحدى بناتها، وبنات ابنها هن بناتها أيضاً، فإن لم توجد فتختار لها امرأة مأمونة، ولا يجوز له هو أن يقوم بتبديل ثيابها مع وجود من يقوم بذلك من النساء، فإذا لم يوجد فلا حرج عليه في أن يقوم بذلك لأجل الضرورة، ولا حرج عليه كذلك في الخلوة بها، مع مراعاة تجنب اللمس بلا حائل والنظر إلى العورة ما أمكن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1425(13/3831)
حكم الاختلاط في المواصلات العامة
[السُّؤَالُ]
ـ[وأنا ذاهب إلى عملي أحيانا تجلس بجانبي فتاة أو امرأة وغالبا ما أكون متوضئا.
هل ينقض وضوئي أم ماذا؟
وما هو رأي الدين في اختلاط الرجال بالنساء في المواصلات العامة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 2248 أن مس المرأة لا ينقض الوضوء إلا إذا نتج عنه حصول ناقض آخر فراجعها.
وأما اختلاط الرجال والنساء في المواصلات، فهو على قسمين:
الأول: أن يستقل الرجل بكرسي والمرأة بآخر دون مماسة مع التزام الأدب الإسلامي في الحجاب والحديث وغير ذلك، فهذا لا شيء فيه، سواء وجد مع المرأة محرم أم لا، ما داموا في غير سفر.
الثاني: مماسة الرجل للمرأة أو اختلاط الرجال والنساء دون التزام للضوابط الشرعية، فلا يجوز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 محرم 1425(13/3832)
أم الخطيبة أجنبية عن الخاطب
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم مقابلة الرجل لأم خطيبته قبل عقد القران
علما بأن هذا يكون من الضروريات لدينا0]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأم الخطيبة أجنبية عن الخاطب، حتى يتم العقد على ابنتها، وعليه فتعامل من قبله معاملة الأجنبية تماما، ولا مانع من مقابلة الأجنبية والحديث معها لحاجة وبقدرها بشرط عدم الخلوة أو النظر إلى ما لا يحل منها مع التزام المرأة لحجابها الشرعي، وفي الحديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 محرم 1425(13/3833)
حكم الحب بين الشباب والشابات
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت فتاة لمدة عامين ولكنها تخلت عني من أجل أبيها والمال وقالت لي ليس هناك نصيب، فسألتها لماذا، قالت لقد صليت استخارة مرتين وكان الرفض، ولأنني لست بالإنسان السيء ولم أكذب عليها يوما فهذه الاستخارة دمرتني، فهل يجوز ذلك وأقسمت إذا تركتني هذه الفتاة فسوف أصلي في الكعبة وأدعو عليها كما فعلت بي أن يأتي شخص يفعل بها كما فعلت بي ولا ترى يوما سعيداً في حياتها، فهل هذا حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما يدور بين الشباب والشابات في هذه الأيام مما يُسمى بالحب أمر منكر لما يشتمل عليه من المحرمات، وكالألفاظ المثيرة، ولربما المقابلات والقبلات واللمس، وكل ذلك مما يأباه الشرع، وينبذه العقل السليم والفطرة المستقيمة، فعليك وعليها أولاً أن تتوبا إلى الله تعالى من هذه العلاقة، وذلك بالندم عليها والإقلاع عنها والعزم على عدم العودة إليها، وبما أن البنت المذكورة قد أعرضت عن تلك العلاقة، وتخلصت من أدرانها فلا شيء عليها وأنت بالنسبة لها أجنبي من الأجانب، ودعاؤك عليها نوع من الاعتداء في الدعاء، لأنها لم تظلمك شيئاً، كل ما في الأمر أنها تركت علاقة غير صحيحة إذ لا رابط بينكما، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11887، 20322، 19230.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 محرم 1425(13/3834)
الخطيبة أجنبية لا ينظر إليها ولا إلى صورتها
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبتي ترتدي النقاب وقد أخذ شكلها في التلاشي من ذهني، وأخشى أن يرتبط صوتها في ذهني بصورة أخرى، فهل يمكنني الحصول منها على صورة أو رؤيتها بين الحين والآخر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخطيبة أجنبية عن الخاطب حتى يتم العقد، فلا يجوز له أن ينظر إليها إلا النظر الأول الذي لأجل الخطبة، ولا يجوز له أن يتحصل على صورة لها ولا أن يخلو بها ولا أن ينبسط في الحديث معها، ولا غير ذلك من الأمور التي قد تحصل بين المخطوبين في هذا الزمان من اللمس والسفر ونحو ذلك.
وما ذكره السائل من خشية ارتباط صوت مخطوبته في ذهنه بصورة أخرى، لا يسوغ النظر إليها بين الحين والآخر ولا الحصول على صورة لها، وراجع الفتوى رقم: 2761، والفتوى رقم: 27797.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 محرم 1425(13/3835)
هل يتحدث مع زميلته ليخفف عن نفسه الوحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف الحكم: أنا طالب جامعي فهل يحق لي أن أكلم أي زميلة لي وأن آخذ أي درس خصوصي معها في بيتي في وجود زملاء لنا وهل يحق لي أن أتحدث عن خصوصياتي معها والعكس، باعتبار أني أعيش لوحدي وافضفض معها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أن تكون لك علاقة -على الوضع الذي ذكرت- بأي امرأة أجنبية سواء هذه الزميلة أو غيرها، إلا في ظل زواج شرعي، لأن العلاقة بين الرجل والمرأة في غير نطاق الزواج ذريعة للوقوع فيما حرم الله، وقد فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 4030.
أما التحدث معها فهو جائز إذا كانت هناك حاجة معتبرة شرعاً، أما مجرد الحديث لأجل أن تخفف على نفسك ما تعاني من الوحدة فلا يجوز، وراجع الفتوى رقم: 3672، والفتوى رقم: 9431.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 محرم 1425(13/3836)
النظر إلى عورات المحارم انتكاس للفطرة
[السُّؤَالُ]
ـ[من المعلوم أن من شروط التوبة رَدُُّ الحقوق إلى أصحابها. فإذا كانت الحقوق معنوية فكيف يتم ردها؟
على سبيل المثال إذا نظر رجل إلى عورة زوجة أحد أقربائه خلسة مرات كثيرة.
وإذا نظر أيضا إلى عورة محارمه من النساء.
وكذلك إذا أستأمنك صديق لك ذهب إلى الحج على بيته ونظرت إلى المناظر الخليعة في التلفاز في بيته.
فكيف نرد حقوق هؤلاء؟ هل أخبرهم بما اقترفت بحقهم من خيانة؟ وأطلب منهم المسامحة أو الاقتصاص مني؟
أم لا أخبرهم وأستر تلك العيوب الفاضحة؟ أم ماذا؟
ملاحظة الرجاء الإجابة على جميع الحالات الثلاث السابقة. وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما أسميته بالحقوق المعنوية وهي ما تعلق من الحقوق بالعرض من غيبة ونميمة ونحوهما فالراجح أنه لا يشترط لصحة التوبة منها إبراء صاحبها لما قد يترتب على ذلك من مفسدة أعظم، وقد سبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 18180، فالواجب الإكثار من الدعاء لصاحبها والاستغفار له.
وننبه إلى أن النظر إلى عورة الغير في ما عدا الزوجة لا يجوز مطلقاً، روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة. وقد ترجم عليه النووي في شرحه على مسلم: باب تحريم النظر إلى العورات. وإذا كان هذا في نظر الرجل إلى عورة الرجل، ونظر المرأة إلى عورة المرأة، فكيف بنظر الرجل إلى عورة المرأة، وكيف إذا كانت زوجة قريبه، بل وكيف إذا كانت المرأة إحدى محارم الناظر، فلا شك أنه أعظم إثماً، وفيه انتكاس للفطرة.
وبخصوص النظر إلى الصور الخليعة تراجع الفتوى رقم: 3605، فعلى الناظر المسارعة إلى التوبة بشروطها من ندم على ما فات وإقلاع عن الذنب، وعزم على عدم العود إليه في المستقبل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1425(13/3837)
التفكير في الجنس مدعاة إلى التمادي في الرذيلة
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرضت لتحرش جنسي وقت طفولتي، وهذا التحرش أثر علي فأصبحت أشتهي كثيراً ولا أقدر أن أتحمل شهوتي، فما العمل، أرجو إرشادي، فأنا فتاة أصلي لكن لا أواظب على صلاتي وأحب مشاهدة الأفلام الخليعة لأنها تريحني، أرجو مساعدتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للسائلة أن تعلم أن ما حدث لها من التحرش الجنسي في وقت مبكر ليس عذراً لما تدعيه من قوة في الشهوة وعدم تحملها، وعليها أن تتقي الله عز وجل وتخشى عقابه.
وننصح السائلة بعدم التفكير فيما حصل لها من تحرش جنسي، فإن التفكير فيه يؤدي إلى التمادي في الشهوات والرذيلة، وعليها أن تتجنب كل ما يؤدي إلى إثارة هذا الشعور الجنسي، من مشاهدة أفلام خليعة، وصور محرمة، وغناء، وغير ذلك، وعلى الأخت أن تحذر أن تجرها شهوتها إلى ما لا تحمد عقباه، ويمكن للأخت أن تستعين بطبيبة مختصة إذا كانت شهوتها مرضية.
وهناك وصية نبوية بالزواج لمن هم في مثل هذه الحالة، قال عليه الصلاة والسلام مخاطباً الشباب: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فيلتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه، فدل النبي صلى الله عليه وسلم الشباب -وهم مظنة بلوغ القوة الجنسية مبلغها- على الزواج، فمن عجز منهم عن الزواج فعلاجه النافع هو الصوم، وللمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 6995، وبخصوص الصلاة فراجعي الفتوى رقم: 6061، ومشاهدة الأفلام راجعي الفتوى رقم: 29324.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1425(13/3838)
حكم نوم المرأة الكبيرة مع بعض أقاربها في غرفة واحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[حماتي امرأة كبيرة فى السن يأتيها ضيوف من البلد وهى تنام معهم فى غرفة واحدة هل يجوز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت تنام بحضرة أحد محارمها بحيث تنتفي الخلوة وكانت ساترة العورة، ولم يجد هؤلاء الضيوف مكاناً آخر ينزلون فيه، ولم تجد هي مكاناً تنام فيه، ولم تجدوا ما تؤجرون لهم به مكاناً خاصاً، وكان مبيتهم في العراء يضرهم لأخطار أمنية أو صحية، إذا كان الأمر كذلك فلا بأس بنومها معهم، وإلا فلا يجوز، وانظر الفتوى رقم: 21799، والفتوى رقم: 29990.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1424(13/3839)
نصائح وملاحظات حول النظر إلى النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعلم حدود المعاملة (المصافحة, الكلام, المزاح, إطالة النظر عند الكلام ... ) مع فتيات لا يرجى وقوع أي فتنة تجاههن وأقول أيضا لا يمكنهن فتنتي (غير جميلات) ,أحس فقط بأن رجلا أو واحدة من محارمي هي التي أمامي؟
في حالة فتيات جميلات أصاب بفتنة شديدة. هل الخطوات إلى المسجد تمحو ذنوب إطالة النظر إلى النساء أثناء الذهاب إلى المسجد هل يجب إعادة الوضوء في حالة لقاء فتاة وتكلمت معها بـ: -السلام عليكم.
-كلام فيه مزاح وفيه فتنة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية عنه، وكذا المرأة لا يجوز لها أن تصافح رجلاً أجنبياً عنها، ولو كان ذلك بغير شهوة، سواء كانت المرأة أو الرجل من ذوي الهيئات والجمال أم لا، وراجع الفتوى رقم: 3045.
وأما عن الكلام مع الفتيات فإنه يجوز إذا دعت إليه الحاجة، وكان مع غض البصر وعدم الخلوة وعدم الخضوع بالقول، ومع التزام الفتاة بالحجاب الشرعي، وراجع الفتوى رقم: 24272.
وأما عن المزاح فقد تقدم الكلام عنه في الفتوى رقم: 39634، والفتوى رقم: 5776.
وأما عن الخطوات إلى المسجد هل تكفر النظر إلى النساء مع الافتتان؟
فإن خطوات الذهاب إلى المسجد من مكفرات الذنوب كما ثبت ذلك في الأحاديث، ولكن الذي يكفَّر هو الصغائر دون الكبائر، والإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة.
وعليه؛ فإذا كان النظر مع إصرار فهو كبيرة، فلا يكفرها إلا التوبة، ثم إن الصغائر تكفر الأعمال الصالحة إذا تقبلها الله، وما يدري الواحد منا هل عمله مقبول أم لا؟
وأما عن الكلام مع المرأة بما فيه مزاح وفتنة هل ينقض الوضوء؟ فإن مجرد الكلام دون خروج شيء لا ينقض الوضوء، وراجع الفتوى رقم: 19340، والفتوى رقم: 11190، وراجع أيضاً الفتوى رقم: 17479.
وننبه في الأخير إلى أمر فهمناه من السؤال وهو أن السائل خلص إلى أن غير الجميلات لا يفتنّه، ولا يخشى أن يجره النظر إليهن ومصافحتهن وممازحتهن إلى الوقوع في ما وراء ذلك، وهذا أمر لنا عليه ملحوظات:
الأولى: أن هذه الأفعال محرمة في ذاتها ولو لم تجرّ إلى غيرها.
الثانية: أن كونه آمناً من أن يجره ذلك إلى ما وراءه أمر غير صحيح، فإن القلوب لا تثبت على حال، وحيل النساء وكيدهن في هذا الباب أمور معلومات لمن كان ذا بصيرة، ويكفي في ذلك قصة يوسف عليه السلام، وقصة الرجل العابد الذي علقته بغي فدعته ليشهد على أمر، وغلقت عليه الأبواب وخيرته بين شرب الخمر وقتل النفس والزنا بها، فاختار الخمر ظناً منه أنها أخف، فتوصلت بذلك إلى كل ما تريد من قتل وزنا ... وهي قصة أخرجها النسائي وابن حبان وإن كان فيها مقال.
الثالثة: أن هذا الرجل وإن أمن الوقوع في حبائل الشيطان وخطواته إلى الفاحشة- وهو أمر مستبعد جداً كما قدمنا- فإنه لن يسلم من أن يفتن هؤلاء الفتيات، ويكسر الحاجز النفسي عندهن، فتهون عليهن مخالطة الرجال وممازحتهم ومصافحتهم، وقد قال الشاعر:
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء
وهذه خطوات كل واحدة منها تسلم الشخص إلى التي بعدها لا محالة إن لم يتداركه الله برحمة منه فيثوب إلى رشده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1424(13/3840)
اقبل الوظيفة وغض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب ولا أكاد أجد عملا، فهل إذا جاءتني فرصة للعمل في وظيفة في جامعة أستقبل الطلاب، وقد أتعرض لفتيات فهل أقبل الوظيفة؟ علما بأنهم قد يتضررون إذا غضضت بصري عنهم؟
وهل تستطيعون مساعدة الشباب لإيجاد وظيفة؟
جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك أن تعمل في الوظيفة المذكورة، ويجب عليك غض البصر، ولن يزيدك ذلك إلا رفعة عند الله واحتراماً عند الناس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو القعدة 1424(13/3841)
لا يجوز السكن مع زوجة الأخ في غيابه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعيش حاليا في كندا بجوار أخي.هو متزوج ولا أستطيع أن أعيش معهم عيشا طبيعيا. لكن هو الآن ذهب إلى أمريكا لمدة شهر وطلب مني أن أسكن مع زوجته لأنها حامل في الشهرين الأخيرين وإن وافقت على طلب أخي.
السؤال هو أنني اشعر بالذنب لأنه لا يحق لي السكن معها فماذا أفعل؟ علما بأن عمري 17 سنة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لك السكنى مع زوجة أخيك في غيابه ولا الخلوة بها لما ثبت من التحذير الشديد من خلوة الرجل بامرأة أجنبيه عنه، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله: أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت.
قال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم: الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ... إلى أن قال: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت، فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه بخلاف الأجنبي. انتهى.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد في المسند.
وعليه فلا تجوز لك الموافقة على ما طلبه الأخ المذكور من سكنك مع زوجته إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وبإمكانك قضاء ما استطعت من حوائجها إن احتاجت إلى ذلك من غير سكن معها ولا خلوة بها وتقتصر في الكلام معها على قدر الحاجة من غير خضوع بالقول منها، وراجع الفتوى رقم: 3178.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1424(13/3842)
ضوابط التعامل بين الجنسين في الجامعات المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يتعامل الشاب مع البنات في الجامعة؟ كيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتعامل مع النساء هل كان يتحاشى النظر إليهن؟ وهل كن كلهن يضعن الخمار ولا يتكلمن مع الرجال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الاختلاط على الوضع الذي هو عليه في كثير من الجامعات اليوم أمر محرم، وسبب في كثير من المفاسد والشرور، وعلى هذا فالواجب الحذر من الالتحاق بمثل هذه الجامعات، ما لم تكن هنالك ضرورة ملجئة للالتحاق بها، أو حاجة تقارب الضرورة كعدم وجود جامعات بديلة لا اختلاط فيها، فالواجب على المسلم حينئذ الانضباط بضوابط الشرع، ومن هذه الضوابط:
أولاً: غض البصر، لقول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون َ [النور:30] .
ثانيا: الحذر من الخلوة بالمرأة الأجنبية ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم.
ثالثاً: الحرص على عدم الاختلاط بالفتيات على وجه تترتب عليه فتنة.
رابعاً: عدم مصافحة المرأة الأجنبية، لأن مصافحتها محرمة، ففي معجم الطبراني الكبير عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له.
هذا بالإضافة إلى الالتزام بمصاحبة الصالحين من هؤلاء الطلاب، والقيام بواجب الدعوة ونشر الخير والفضيلة.
وبخصوص تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع النساء في عصره، فلا شك أنه كان في حدود الشرع لأنه القدوة والأسوة، وهو الذي بلغنا عن ربه قوله عز وجل: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون َ [النور:30] ، وربما تكلم مع إحداهن للحاجة، وهو أمر جائز في حقه وفي حق غيره إذا أمنت الفتنة، وهذا القيد – وهو أمن الفتنة- لابد منه في شأن التعامل بين الرجال والنساء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1424(13/3843)
النظرة الحرام إثم ومعصية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يكسب الرجل الذي رأى صورة خليعة إثماً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم على المسلم النظر إلى كل ما تترتب عليه فتنة، من الصور الخليعة وغيرها، والواجب على المسلم حفظ بصره عن كل ما يحرم النظر إليه شرعاً، لقول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (النور:30)
وقد أفادت هذه الآية أن غض البصر يكسب القلب نوراً وتزكو به النفس.
وتراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 21807.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1424(13/3844)
ضوابط التدريس في الجامعات المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي ماجستير في العلوم السياسية وأدرس بالجامعة هذه المادة، المشكلة أن جميع جامعات بلدي مختلطة حتى الجامعات التي تدرس العلوم الإسلامية ولكن بدرجة أقل، بل كل المؤسسات التعلمية مختلطة بدءا بالمدارس الابتدائية، وانا ألقي الدرس وأنصرف مباشرة، هل عملي هذا حلال، وما مصير المال الذي جمعته من الراتب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الاختلاط الحاصل اليوم في الجامعات والمدارس من مصائب الأمة التي عمت وطمت، وله نتائجه السيئة على أخلاق وقيم المجتمع المسلم، وعلى كل غيور على دينه وأمته أن يسعى لتغيير هذا الواقع كلٌ حسب قدرته واستطاعته.
ونحن نشكر للأخ الكريم غيرته هذه، ونسأل الله أن يوفقه ويثبته، أما حكم التدريس في مثل هذه الأماكن، فلا حرج فيه إذا التزم المدرس بالضوابط الشرعية، من غض البصر والاحتراز من الخلوة بأجنبية أو الحديث معها بلا حاجة، وما يأخذه مقابل هذا العمل كسب حلال إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1424(13/3845)
أهلها يلزمونها بمصافحة صهرها الأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديقة محجبة ملتزمة، تعاني من ضغط أهلها لكي تصافح صهرها الذي هو في الوقت نفسه ابن عمها, والأغرب من ذلك يتهمونها بالمعقّدة، فهل من أحاديث أو آيات تقوي موقفها أمام أهلها، أفيدونا؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السائلة لم تبين لنا درجة هذا الصهر، لأن الصهر قد يصدق بأبي الزوج وبزوج الأخت وغير ذلك، وعليه فإن الرجل إذا لم يكن من المحارم بنسب أو رضاع أو صهر لم تحل مصافحته ولا الخلوة به ولا الظهور أمامه بدون اللباس الشرعي، وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في ذلك، وانظري على سبيل المثال الفتويين التاليتين: 2412، 1025 والفتاوى المتعلقة بهما.
ونحن نوصي هذه الأخت بالثبات على الاستقامة والطاعة وأن لا تضعف تحت هذه الضغوط فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس. رواه ابن حبان في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها، وقال الله عز وجل في محكم التنزيل: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [هود:115] ، وقال الله تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ [هود:49] ، وقال الله تعالى: فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُون َ [الروم:60] .
وكان الواجب على أوليائها أن يعملوا بطاعة الله عز وجل، وأن يفرحوا باستقامة ابنتهم وأن يعينوها لا أن يرغموها على مصافحة الأجانب.
وننصح الأخت أيضاً أن تبذل وسعها في دعوة أسرتها بالكلمة الطيبة والحكمة، وأن لا تيأس فإن الحق أبلج والباطل لجلج، أي متردد ضعيف لا ينفذ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1424(13/3846)
المستقيم المريد للزواج يسلك الطرق المشروعة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة ملتزمة أصلي وأصوم والحمد لله، أقترب من كل ما يرضاه الله تعالى وأبتعد عن كل ما يبغضه..... أحببت شخصا يكبرني بـ 13 عاما شخصا محترما مسلما ملتزما لا يعاب أبدا من عائلة معروفة ومحبوبة عند أهلي لكن أهلي يعرفون هذا الشخص لكن لا يعرفون أن هناك علاقة بيني وبينه.. أنا في بلد وهو في بلد آخر.. لا نتصل إلا عن طريق الهاتف للتطمئنان على بعضنا فقط ولا نرى بعضنا إلا في المناسبات ... ولا يوجد خلوة بيني وبينه ... متعلقان في بعضنا كثيراً لأبعد الحدود ولكن أنا لا أعلم ما حكم الشرع في ذلك، وإن كان الحكم حراما ماذا أستطيع فعله لأبتعد عنه مع العلم أن هذا الشخص ينتظرني لأنهي دراستي ليتزوجني وأنا واثقة منه تماما؟ وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن هذه العلاقة التي بينكما محرمة وقد تكون سبباً في ريبة كل واحد منكما في الآخر إذا حصل الزواج، ثم إذا كان هذا الأجنبي -الذي يحدث بينك وبينه اتصالاً عن طريق الهاتف ولقاء في المناسبات -مستقيماً وملتزماً بشرع الله كما تقولين فلماذا لا يأتي البيوت من أبوابها ويخطبك من وليك، ولهذا نوصيك أختنا في الله بالابتعاد عما حرم الله واللجوء إلى سبيل هذا الدين القويم، حتى تعيشي عيشة هنية.
وعليك بالابتعاد عن هذا الأجنبي واجتنابه حتى تسألي عن دينه وخلقه، ثم إذا أراد الزواج فليتقدم عن طريق وليك، ولمزيد من الفائدة حول هذا الموضوع راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4220، 15025، 33115، 5707.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1424(13/3847)
حكم سفر الرجل الواحد مع نسوة أجنبيات متبرجات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي الخلوة؟ وحكمها؟
هل الركوب مع امرأة أجنبية في سيارة أجرة خلوة؟ أو ركوب إمرأة أجنبية مع سائق سيارة أجرة خلوة؟ أو السفر مع 3 نساء أجنبيات ليلا مسيرة ساعتين في سيارة إحداهن مع العلم بأنهن غير متحجبات, وتوجد إمكانية سفري في سيارتي الخاصة؟
جزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة كما عرفها الفقهاء هي: "اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، بخلاف ما لو قطع بانتقائها عادة فلا يعد خلوة."
وانظر الفتويين التاليتين برقم: 1248 ورقم: 28672 ثم السفر مع هؤلاء المتبرجات فيه من المفاسد ما فيه.
فلا يجوز لك أن تخاطر بدينك، فاتق الله وتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1424(13/3848)
التحذير من أخطر خطوات الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت إلى شاب عن طريق الإنترنت لا أحبه ولكن غريزتي قوية جدا وأخاف أن أعصي الله وللأسف لا أجد حولي الصحبة الصالحة التي تعينني على طاعة الله، ماذا أفعل؟؟؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك قطع كل علاقة بهذا الشاب، واعلمي أن تعرفك عليه وربط علاقة به أول الطريق إلى الفاحشة، فإن للشيطان خطوات حذرنا الله عز وجل من اتباعها، وأما الزواج فمعروفة وسائله، ولنا فتاوى كثيرة تجدين فيها بغيتك إن شاء الله، وهي بالأرقام التالية: 18297 / 13135 / 20415 / 21582.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1424(13/3849)
حكم الجلوس مع زوجة الأخ في غرفة واحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مغربي أعيش وثلاثة من إخوتي ببريطانيا, لست متفقها في أمور الدين, قيل لي صباح هدا اليوم إنه لا يجوز لي أن أختلط بزوجة أخي في نفس الحجرة حتى ولو في حضور هذا الأخير، مع العلم بأنها ترتدي حجابها وأنه يجب أن يبقى الرجال, أنا وأخي, في حجرة والنساء, أختي وزوجة أخي, في حجرة أخرى. فما حكم الشرع في هذا النوع من الاختلاط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فلا يجوز لك يا أخي الكريم أن تَخْلو بزوجة أخيك، لما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: فرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
قال الليث: الحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج، كابن العم ونحوه.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري من حديث ابن عباس.
والأحاديث كثيرة في بيان حرمة خلوة الرجل بامرأة أجنبية عنه، واعلم أن زوجة الأخ أجنبية عنك، لا يجوز لك أن تخلو بها كما تقدم في حديث عقبة بن عامر.
وأما أختك، فلا حرج عليك في الخلوة بها ولو في حجرة واحدة، لأنها من المحارم.
وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان حرمة الخلوة بالأجنبية وزوجة الأخ خاصة، فانظر على سبيل المثال الفتاوى رقم: 3178،و 10001، و 33301، و 40161.
وأما إذا لم تكن هناك خلوة مع زوجة أخيك وكانت لابسة اللباس الشرعي، فلا حرج، ولو كنتم في غرفة واحدة، مع وجوب غض البصر عنها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1424(13/3850)
السبيل الأمثل للتخلص من داء النظر إلى العورات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم رؤية عورات الناس؟ فأنا أحب أن أرى بعض العانات ولكن لا أدري لماذا؟ مع أنني ابن تحفيظ؟ أما عيال الحواري مع أنهم قليلوا الأدب، إلا أنهم لا يحبون أن يعملوا مثلي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون َ [النور:30] ، فالله تعالى أمر بغض البصر عما يحرم النظر إليه، كما أن رسوله صلى الله عليه وسلم نهى عن النظر إلى الحرام وسماه زنا العين، ففي الحديث المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه. وهذا لفظ البخاري.
وفي سنن أبي داود والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة.
وللابتعاد عن مثل هذه المعصية القبيحة ننصح بالمسائل التالية:
1- الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم لقول الله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ* إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل:98-99] .
2- غض البصر ومجاهدة النفس على عدم استعماله في ما يجلب سخط الله تعالى، واستحضار مخاطر إطلاق البصر في الحرام، وللوقوف على التفصيل فيها راجع الفتوى رقم: 2862.
3- صحبة الرفقة الصالحة والبعد عن رفقاء السوء.
4- المبادرة إلى الزواج عند أول فرصة ممكنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وكونك مشتغلاً بحفظ كتاب الله تعالى مما يجعلك جديراً بالبعد عن مثل هذه التصرفات المنحرفة، والحاصل أن نظر عورات الآخرين أمر قبيح محرم، والدافع الأكبر إليه اتباع الهوى ووسوسة الشيطان، ويجب الابتعاد عنه سواء عمله غيرك من الأقران أم لم يعملوه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1424(13/3851)
حصيف يدفع عن نفسه أعاصير الشهوات
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت على علاقة بفتاة كانت معي في المدرسة, ثم قررنا أن نلتزم, ووعدتها أن أتقدم لخطبتها بعد انتهائي من الدراسة لأني لا أستطيع التقدم لخطبتها قبل ذلك, فهل هذا جائز؟ وهل يمكنني السؤال عنها بالهاتف أو بالبريد الألكتروني كل فترة؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للرجل ابتداءً أن يسعى ليكوِّن علاقة مع امرأة أجنبية عنه، والواجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى، ولا تتحقق توبته إلا بترك ما هو عليه، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وإذا أردت أيها الأخ السائل أن تتزوج هذه البنت الآن أو تخطبها عند وليها إلى أن ييسر الله أمرك فلا مانع من ذلك، أما إذا كان الأمر سيطول، دون أن تحسم أمر الزواج بها، فالواجب عليك هو قطع علاقتك بها، لأن الاتصال بها بأي وسيلة إنما هو بريد للمعاصي والذنوب الكبار، التي لا قبل للمرء بتحمل عاقبتها في الدنيا والآخرة، والشيطان يمني المرء، ويفتح له أبواب الفتن، والواجب على الذكي الحصيف أن يدفع عن نفسه أمواج الفتن، وأن يقي نفسه أعاصير الشهوات، ولتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24348 / 30610 / 30003 / 16628 / 20296
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(13/3852)
العلاقة بين الجنسين قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي أخت أعرفها وأقول لها إنني سأتزوجها إن شاء الله تعالى، وهي تأتي إلي هنا في مكان عام، فهل في ذلك شيء محرم أم لا؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إقامة العلاقات بين الشباب والشابات قبل الزواج من خطوات الشيطان إلى الحرام، وكما قيل نظرة فابتسامة فكلام فموعد ولقاء، وغالب هذه العلاقات تنتهي بالفشل وخراب البيوت، وراجع لزاماً الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14126، 33959، 9431، 7391، 1435، 11045، 1769.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(13/3853)
ممارسة الرياضة مع الأجنبيات من أشد المنكرات
[السُّؤَالُ]
ـ[الرياضة مع البنات -وأنا مجبور على الممارسة-، هل هي جائزة؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ممارسة الرياضة مع البنات الأجنبيات تعتبر من أشد المنكرات، ذلك أن الله تعالى سد الطرق أمام كل ما من شأنه أن يؤدي إلى فتنة الرجال بالنساء، فقال تعالى مخاطبا النساء: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب: 32] . إلى قوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33] .
وقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور: 30] . إلى قوله: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ [النور: 31] .
فإذا كان الأمر هكذا في الحالات العادية، فكيف بالاختلاط في الرياضة؟!
وإذا كان السائل مكرها على هذا الفعل المحرم، وكانت درجة إكراهه مما يعتبر شرعا، فلا إثم عليه حينئذ.
روى ابن ماجه من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
ولكن ليعلم السائل أن الإكراه المعتبر عند جمهور العلماء هو التهديد بإتلاف النفس أو الأعضاء أو ما شابه ذلك، مما يشق على النفس تحمله، ولمزيد من الفائدة، تراجع الفتوى رقم: 35981.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(13/3854)
حكم المناقشة العلمية بين المعيد وبين إحدى الطالبات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب معيد في إحدى الجامعات (بمصر)
ما الحكم إذا طلبت إحدى الطالبات مناقشتي علميا ــ علما بأني أرى أن ذلك سواء
للطالب أو الطالبة رسالة وجب علي أن أبلغها، وهذا عملي، ويجب أن أتقن فيه ولا يجوز لي أن أكتم علما؟
مع أن الكلية هندسة ميكانيكية، والطالبات ليس لهن منها أي منفعة
وإن توظفت سيكون عملها حتما مختلطا بالرجال؟
فهل آثم على ذلك؟؟؟؟؟؟
أرجوكم أريد الرد عاجلا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان حديثك مع الطالبات يقف عند حد الحاجة أو الضرورة مع الالتزام بالآداب الشرعية، كاجتناب الخلوة والنظر المحرم، فلا مانع منه، وإن كان الأولى هو البحث عن مكان آخر لا يوجد فيه هذا الاختلاط، علما بأنك إذا خشيت على نفسك الفتنة من ذلك، وجب عليك اجتنابه، لأن ما يؤدي إلى الحرام يكون حراما، وننبه الأخ السائل إلى أنه لا يلزم من تعلم المرأة أن تعمل، وإن عملت فالواجب عليها أن تجتنب أماكن الاختلاط، ولا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان مختلط بالصورة المعروفة في هذه الأيام، إلا إذا كانت في حال اضطرار إلى هذا العمل ولم تجد غيره، ولمزيد من التفاصيل، راجع الفتاوى التالية: 8449، 16374، 7934.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(13/3855)
ما يفعله من تعلق قلبه بامرأة أجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[حديث عهد بتوبة كنت أسمع الغناء وتركته لكني ما زلت أردده، ما نصيحتكم لي وجزاكم الله عنا كل خير، أحب زميلتي في الجامعة وهي أصغر مني بثلاثة شهور وهي كذلك فما نصيحتكم لي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الثبات على الهداية والدين، وأن يرزقنا الله وإياك ما فيه رضاه سبحانه.
ومما نوصيك به الإقلاع عن ترداد الغناء، فإن ورد على لسانك بدون شعور منك فلا حرج عليك، واجعل لسانك رطباً بذكر الله تعالى فذكر الله حياة القلوب.
وأما بشأن محبتك لهذه المرأة فخير علاج هو الإقدام على زواجها إن كانت صالحة، وكنت قادراً على تكاليف النكاح المادية والمعنوية، وإن لم تكن قادراً فأعرض عنها، فإن في التعلق بها مرضاً لقلبك، وفساداً لدينك، وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
وانظر الفتوى رقم: 987 والفتوى رقم: 9431 والفتوى رقم:
9360
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(13/3856)
حكم التدريس في الجامعات المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب معيد في إحدى الجامعات (بمصر) وذلك لتكليفي بها ولي عدة أسئلة
أولا: ما حكم عملي بالتدريس في الجامعة علما بالاختلاط الشديد بين الطلاب؟
ثانيا:هل يجوز إعطاء الدروس الجماعية المختلطة (مع تبرج بعض الطالبات) ؟
أرجوكم أريد الرد سريعا وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاختلاط بين النساء والرجال في الدراسة على الوضع المعروف في عصرنا منكر في ذاته، ويؤدي بدوره إلى كثير من المنكرات التي لا قبل للمرء بها، ولذا أمر الشرع باجتنابها سداً للذرائع وحسماً للفساد، فالاختلاط يؤدي إلى النظر المحرم وإثارة الغرائز، وتشجيع النفوس على الفساد، وحال كهذا لا يجوز للمرء أن يعاون على إقامته أو دوامه، بل الواجب هجره والبعد عنه، إلا أن يكون المرء مضطراً للعمل فيه، ولم يجد مجالاً غيره يسد به حاجته الشديدة، أو يدفع به ضرورته الملجئة، بشرط أن يبحث عن عمل آخر يكون خالياً من هذا الشر، مع رعاية حق الله تعالى أثناء تواجده في هذا المكان، بأن يغض بصره ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فيأمر البنات بالحجاب والابتعاد عن الرجال، كما يأمر الجميع بغض البصر، والحذر من الخلوة، وما قلناه هنا يقال في تدريسهن دروساً خصوصية، بل الأمر في الدروس الخصوصية أشد، لاحتمال حصول الخلوة فيها بصورة كبيرة.
وخلاصة الأمر، أنه يجب عليك ترك هذا العمل، فإن لم تجد غيره وكنت مضطراً إليه، فلتبق فيه ولتجدَّ في البحث عن عمل آخر، مع الالتزام بالضوابط الشرعية، وراجع الفتوى رقم: 7934 والفتوى رقم: 11320
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(13/3857)
حكم النظر إلى امرأة الخال وامرأة الجد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز النظر إلى امرأة خالي؟
هل يجوز النظر إلى امرأة جدي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبالنسبة لامرأة خالك إذا كانت غير محرم لك يحرم عليك النظر إليها أو الخلوة بها لما يترتب على ذلك من محاذير شرعية.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفريت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
قال الليث بن سعد: والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقارب الزوج ابن العم ونحوه كما في شرح صحيح مسلم للإمام النووي.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وغيره.
وإذا كانت امرأة خالك من محارمك بسبب نسب أو رضاع أو مصاهرة فيجوز لك أن تنظر منها ما يباح نظره للرجل من محارمه من النساء، وهذا مفصل في الجوابين التاليين: 599 / 20445
أما امرأة جدك فهي من محارمك لحرمة نكاحها عليك تحريماً مؤبداً، قال تعالى: ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلاً
ويباح لك نظره منها ما سبقت الإحالة إليه.
ونذكرك دائماً باستحضار قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (النور:30)
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(13/3858)
كيد الشيطان يبدأ بتزيين الحرام عن طريق فتح الأبواب المباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين في زميلة لي في الدفعة (أنا طالب في الجامعة) أتتني وطلبت مني محاضراتي ولبيت طلبها ولم أحدثها مرة أخرى، ما حكم الدين في ذلك؟ وما حكم الدين أيضا إذا تحدثت معها عن المنهج المقرر علينا وهذا فقط بطبيعة أنني فاهم المقرر جيدا والحمد لله؟ ما حكم الدين في هذا أيضا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى المسلم أن يحوط نفسه بسياج التقوى، وأن يفر بدينه من مواطن الفتن والهلكات، وإن الاختلاط بالنساء والتحدث معهن لمن أعظم الأبواب التي يلج منها الشيطان لقلب المؤمن، فيلقي فيه الخطرات، ويحرمه لذة الطاعات، فإن التحدث مع النساء لا يخلو غالباً من نظرة تتبعها نظرات، حتى يجد المرء نفسه قد تورط في إدمان ذلك والمداومة عليه، مما قد يؤدي في النهاية إلى شر عظيم.
فالذي نخافه على الأخ السائل ليس هو مجرد إعطاء المذكرات لزميلته أو التحدث معها في مجال الدراسة، ما دام ذلك منضبطاً بالضوابط الشرعية، ولكن الذي نخافه عليه هو ما وراء ذلك، فإن كيد الشيطان يبدأ دائماً بتزيين الحرام عن طريق فتح الأبواب المباحة، التي لو نظر المرء إليها لوجد أنه لا شيء فيها، فإذا اطمأن لعدم مخالفتها للشرع بدأ الشيطان يزين له ويمنيه، ولذا فإن نصيحتنا للأخ السائل أن يبتعد عن مثل هذا، ولا بأس إن شاء الله بإعطائها المذكرات في غير خلوة، ولتراجع الفتويين التاليتين: 35781، 38195.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1424(13/3859)
حكم اطلاع المرأة على مجلات الأزياء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة الاطلاع على مجلات الأزياء المنتشرة الآن لاختيار ما يناسبها من أزياء تتوافق مع الشريعة الإسلامية؟ وما حكم قص المرأة لشعرها دون تشبه بالرجال ودون تشبه بالكافرات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن في مجلات الأزياء هذه مفاسد عظيمة فهي تشيع الفاحشة بين الناس بنشرها صور النساء عاريات أو شبه عاريات في أوضاع فاتنة فاجرة، ولا يخفى ما في هذا من الإغراء والفتنة لمن يطالع هذه الصور، كما أن فيها تغريباً لمجتمعات المسلمين وترويجاً لألبسة الكافرات والفاسدات.
والواجب على المسلمين رجالاً ونساءً منع هذا المنكر إن أمكنهم ذلك، ومقاطعته والتنفير منه، فلا تشترى مثل هذه المجلات لأن في شرائها دعماً لاستمراراها في الصدور، وإعانة لأهلها على منكرهم، وقد حرم الله الإعانة على المنكر في قوله تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] .
ولكن لو قدر أن وقعت مثل هذه المجلات في يد المسلمة، وأرادت أن تطلع على ما فيها من الأزياء لتختار منها ما لا تمنع الشريعة منه، فلا نرى مانعاً من ذلك ولها أن تنظر إلى الصور ما لم تك هذه الصور تكشف عن العورات التي يحرم على المرأة النظر إليها من المرأة، ولمعرفة ما يحل للمرأة النظر إليه من المرأة راجعي الفتوى رقم: 284، والفتوى رقم: 1265.
كما ننبه الأخت على أن لا تدع هذه المجلات في مكان يمكن الرجال أو المراهقين الاطلاع عليها فيه، لما مر من ذكر بعض مفاسدها، وأما حكم قص المرأة لشعرها فانظريه في الفتوى رقم: 27361، والفتوى رقم: 29187.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(13/3860)
متى يجوز للرجل محادثة المرأة الأجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يمكنني التعامل مع فتاة اتصلت بي بدون سابق معرفة، بحجة أنها تريد أن تعرف ما إذا كنت متديناً ظاهريا أم في الباطن أيضا، وهل يحق لي التحدث معها، مع العلم بأني لا أعرفها وهي تعرفني ربما لأنها تراني في العمل وهي إحدى المترددات على مكان عملي وتريد أن تتصل بي قريبا، فماذا أفعل بالرغم من زعمها أنها متدينة وتصوم الاثنين والخميس وأنها تريد شابا ملتزما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ندري ما هو الغرض من طلب المرأة للحديث معك، هل هو لرغبتها في الزواج منك -مثلاً- أو لغرض شرعي آخر، وعلى كل فإنه يجوز للرجل محادثة المرأة الأجنبية عنه، إذا كانت هناك حاجة لهذه المحادثة، بشروط ذكرناها في الفتوى رقم: 30792 فراجعها لزاماً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1424(13/3861)
حكم التدريس في فصل مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تدريس الرجل لمجموعة من الطلبة مختلطة؟ أي تتكون من نساء ورجال، علما بأن الطالبات في أغلبهن متبرجات، ويلبسن ملابس فاضحة وضيقة.
هل المال الذي يكسبه من قام بهذا العمل مباح؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الفصل بين الرجال والنساء في الفصول الدراسية أمر واجب، وأن تخصيص المدرسين لتدريس الشباب الذكور، وتدريس المدرسات للفتيات، أمر واجب كذلك، وأن تحفظ المسلم من المثول أمام فتيات متبرجات أمر متعين ليأمن من نظر الحرام وشهادة المنكر، وأن تبرج النساء منكر عظيم، ولكن إن احتيج لتدريس الرجل النساء حيث لا توجد امرأة تكفيه مهمة تدريسهن، العلم المفروض عليهن، وهو ما تصح به العقيدة والعبادة، وكان الرجل ملتزما بغض البصر عن نظر العورات، فلا مانع من تدريسهن.
وكذا إن اضطر لتدريسهن وهن مختلطات بالأجانب ولم يمكنه التغيير والإصلاح، وإذا قلنا يجوز تدريسهن في بعض الحالات، كان المال حلالا، وإلا حرم، وعليه أن يلتزم بغض البصر عن العورات دائما، وأن يحرص على ما أمكنه من حضهن على الستر والبعد عن الأجانب، وحض الإدارة على ضرورة الفصل بين الجنسين.
وليعلم أن المجتمعات الإسلامية تحتاج إلى بذل طاقات عظيمة لإحياء الإيمان في النفوس وإشعار المسؤولين عن الشباب -بدءا بوالديهم ومدرسيهم وانتهاء بمديري المؤسسات فمن فوقهم من الهيئات الإدارية- بضرورة التعاون وبذل جميع الجهود والطاقات في صرف شباب الأمة عما يضر بدينه وأخلاقه وصحته، وصرف طاقاتهم فيما يفيد الأمة، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 7934، 16374، 34267، 11320، 4030، 2523.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1424(13/3862)
من أحكام النظر إلى النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم النظر إلى النساء بقصد معرفتهنّ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل وجوب غض البصر عن النساء، لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور: 30] .
ولما رواه مسلم عن جرير بن عبد الله البجلي قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري.
ولما رواه أحمد وأبو داود عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي: لا تتبع النظرة بالنظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة. حسنه الأرناؤوط والألباني.
وقد استثنى أهل العلم بعض الحالات التي يجوز فيها نظر النساء، منها أن ينظر إليها للشهادة لها أو عليها، أو لمعاملتها في بيع أو إجارة، أو ينظر الطبيب عند الضرورة، أو الخطيب عند العزم على التقدم للزواج، أو كانت عجوزا لا تشتهى.
ويشترط أن لا يكون ذلك بشهوة، وأن لا يدعو إلى منكر، قال الإمام أحمد: لا يشهد على امرأة إلا أن يكون قد عرفها بعينها، وإن عامل امرأة في بيع أو إجارة، فله النظر إلى وجهها ليعلمها بعينها.
ولمزيد من الفائدة، انظر الفتاوى التالية: 5814، 2689، 6402، 5776.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1424(13/3863)
أحوال يجوز فيها جلوس الرجل مع المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن يجلس الرجل مع المرأة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن يجلس مع المرأة لوحدهما فهي خلوة محرمة، أما جلوسهما مع وجود آخرين مع التزام الآداب الإسلامية من غض البصر والستر وأمن الفتنة ونحو ذلك، فلا حرج في ذلك لاسيما مع الحاجة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 35079، والفتوى رقم: 1248.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1424(13/3864)
من ثمار الاختلاط الخبيثة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شريك في مشروع، ولهذا المشروع شقة وتعمل معنا فتاتان وإذا بي في ذات يوم أدخل الشقة في وقت ما وأرى شريكي في وضع مخل جدا مع إحدى الفتاتين مع العلم بأنه في هذا الوقت لم تكن الفتاة الأخرى موجودة ماذا أستطيع أن أفعل؟ أريد حلا في الاستمرار في الشراكة والسكوت على هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكره السائل هو نتيجة حتمية للاختلاط، وقد بينا حكم الاختلاط ومفاسده في الفتاوى التالية أرقامها: 1734 / 7934 / 19010
والواجب عليك الآن هو:
تذكير شريكك هذا والفتاة بالتوبة مما حصل منهما.
والاستغناء عن الفتاتين إذا كان عملهما مختلطاً معكما، فإن كان ولا بد من عملهما معكما، فلا بد من الفصل وعدم الاختلاط، مع الانضباط بالضوابط الشرعية من عدم الخلوة والالتزام بالحجاب الشرعي ...
وإذا لم يقبل شريكك بذلك فننصحك بفض الشركة، حتى لا تكون معيناً له على الإثم والعدوان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1424(13/3865)
هل تتحقق الخلوة بوجود رجل وامرأة كل منهما في حجرة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في مؤسسة عامة، ومكتبي يقع في صالة بها حجرتان واحدة مكتبي والأخرى للمدير، وباب حجرة المدير يطل على مكتبي هل هذا يعتبر خلوة مع وجود كل في مكتبه، وهل وجود شخص آخر يلغي الخلوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالخلوة المحرمة هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه لا يكون معهما ثالث، فإذا حصل أنه لم يك معك في هذه الصالة رجال أو نساء غير المدير، فإن وجودك في هذا المكان مع ذلك الشخص خلوة محرمة، كما أنه مما تنبغي معرفته أن انفراد رجلين أو رجال أجانب ليس معهم محرم لا ينفي الخلوة، لأنه قد يقع منهم اتفاق على الفاحشة بالمرأة، لكن إن بعد تواطؤهم على الفاحشة انتفت الخلوة.
والذي ننصح به أختنا السائلة هو أن تبتعد عن مثل هذه الأماكن وإن انتفت الخلوة، اللهم إلا أن تكون مضطرة للعمل فيها، ولمزيد من الفائدة نحيل السائلة على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1734، 3859، 5181.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1424(13/3866)
حكم ذهاب الزوجة للجامعة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم, ما حكم ذهاب المرأة المتزوجة إلى الجامعة?]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا بأس أن تذهب هذه المرأة المتزوجة إلى الجامعة، إن أذن لها زوجها وخلت الجامعة من المحظورات الشرعية، كالاختلاط المحرم والإكراه على خلع الحجاب وتعلم ما لا يجوز ونحو ذلك.
وراجع للأهمية الفتاوى التالية أرقامها: 5310، 2417، 2523، 38702.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1424(13/3867)
النظر إلى الأجنبية محرم ولو بدون شهوة إلا ما اسنثني
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ هل النظر إلى النساء اللاتي يضعن الحجاب دون الخمار حرام، لأنه يتعذر عدم النظر إلى زوجة الخال وزوجة العم عند الزيارات وجزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب بعض أهل العلم كابن حزم إلى أن ما جاز كشفه من الوجه والكفين جاز النظر إليه بدون شهوة من أجنبي، ولا شك أن زوجة الخال أو العم أجنبية، ولكن الذي عليه جمهور العلماء وتدل عليه الأدلة الصحيحة من السنة وعموم القرآن، أنه لا يجوز النظر إلى الأجنبية ولو بدون شهوة، إلا ما استثني من النظرة الأولى، أو نظر القاضي أو الشاهد أو نحو ذلك، وللفائدة والاطلاع على الأدلة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 36031 / 7216 / 5776
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1424(13/3868)
قرار المرأة في بيتها خير لها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو: أنا رجل متزوج لذا أريد أن أعرف رأي الدين في نزول المرأة إلى السوق للتبضع مع زوجها كلما أراد أن يشتري التزامات المنزل، مع العلم بأن المجتمع يحدث فيه الاختلاط وفيه الكثير من شرائح الناس سواء الجيد او السيئ ولا توجد أماكن خاصة بالنساء للتبضع، أرجو أن تعلموني بكل ما يخص هذا الموضوع، سواء ذكر في السؤال أم لم يذكر؟ شاكراً لكم، وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا حكم خروج المرأة إلى السوق مع زوجها في الفتوى رقم: 7954، فنحيل السائل إليها.
إلا أننا نلفت نظر السائل إلى أن كثرة خروج المرأة من البيت لغير حاجة هو خلاف ما أمر الله عز وجل به في قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] .
فقرار المرأة في بيتها خير لها، وإذا كان خروجها من بيتها سيؤدي إلى أمر محرم صار محرماً، ولمعرفة حكم كثرة خروج المرأة من بيتها انظر الفتوى رقم: 20363، والفتوى رقم: 25737 على الموقع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1424(13/3869)
حكم الزيارة المختلطة لدور المسنين وأشباهها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل من الممكن أن يجتمع الشباب والشابات على طاعة الله، بمعنى أن يكون هناك اتفاق على زيارة إحدى دور الأيتام ودور المسنين، وأن يجتمع الشباب بمفردهم والشابات بمفردهن، ويجتمعوا في دور الأيتام أو المسنين لمساعدة المرضى ومواساة الأطفال؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الأمر كما وصفت في سؤالك فلا مانع من هذا الأمر بشرط، ارتداء الفتيات للحجاب الكامل، وعدم اختلاطهن بالرجال، بحيث يكون للرجال مجال عملهم وللنساء كذلك مجال خاص.
وأن لا يكون هذا الأمر وسيلة إلى مناقشات ولقاءات تشتمل على الخضوع بالقول، أو غير ذلك من المفاسد المترتبة على الاختلاط المحرم، وراجع الفتوى رقم: 35079، والفتوى رقم: 3539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1424(13/3870)
حكم تدريس الطلاب في جامعة مختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب معيد في إحدى الجامعات (بمصر) وذلك لتكليفى بها، ولي عدة أسئلة:
أولا: ما حكم عملي بالتدريس فى الجامعة، علما بالاختلاط الشديد بين الطلاب؟
ثانيا: هل يجوز إعطاء الدروس الجماعية المختلطة (مع تبرج بعض الطالبات) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نهنئك على حرصك على التمسك بدينك، ونرجو الله أن يقيك شر الفتن، وأن يرد شباب المسلمين إلى الاستقامة واتباع المنهج الرباني الصحيح.
واعلم أن اختلاط الفتيات والفتيان في فصل واحد من غير أن يكون ثمة حاجز أمر محرم شرعاً، لما يترتب عليه من المفاسد والأضرار العظيمة، وأن تبرج البنات وكشف محاسنهن أمام الرجال الأجانب من المنكرات، والمصائب التي عمت بها البلوى، قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] .
فعلى كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبذل ما في وسعه لإنكار هذا المنكر وتغييره، روى مسلم والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث أبي سعيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
فعليك أن تعالج ما استطعت علاجه من هذه المنكرات، فتدعو إدارة الجامعة إلى الفصل بين الجنسين، وتأمر النساء بالتحجب والتستر وترك الزينة والطيب والخضوع بالقول.... فإذا لم يفد إنكارك في الموضوع شيئاً فعليك باعتزال هذه الجامعة والبحث عن مؤسسة أخرى تقام فيها حدود الله، فإذا لم تجد وسيلة للعمل غيرها ومثيلاتها، وكنت مضطراً إلى العمل فيها، كان لك ذلك، مع ما أمكن سده من خلل، ومع غض البصر، ومتى زالت الضرورة وجب الابتعاد عن هذه الأماكن، ولا مانع من الرد على سؤال الطالبة المفيد، مع التزامها الستر وعدم الخلوة والخضوع بالقول، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7934، 8449، 15566.
وبالنسبة لعمل المرأة في المؤسسات مع الاختلاط بالرجال، فراجع فيه الفتوى رقم: 8386.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1424(13/3871)
قيادة المرأة للسيارة بين الجواز والحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل قيادة السيارات محرمة على النساء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن قيادة المرأة للسيارة جائزة، إذ لا يوجد ما يمنع من ذلك من الأدلة الشرعية، ولكن قد يعرض لها ما يجعلها محرمة سداً للذريعة، أما إذا روعيت شروط وضوابط الشرع من قبل المرأة، مثل الحجاب وعدم التبرج وعدم السفر وحدها ونحوها، فهي جائزة -إن شاء الله-، وتجد هذه الشروط في الفتوى رقم: 2185.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1424(13/3872)
جعل الصديقة كالأخت غير معتبر شرعا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عندي صديقة وأكلمها وأعتبرها مثل أختي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المرأة التي ليست من محارم الرجل هي أجنبية عنه لا يجوز له الخلوة بها ولا مصافحتها، وإذا كانت ثم حاجة للكلام معها، فلا بأس بذلك، بشروط تجدها في الفتوى رقم: 8890، وأما إقامة علاقة صداقة معها، فهذا شر مستطير وخطوة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها الإنسان إلى الزنا، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور: 21] .
فالواجب الحذر من ذلك، وكونك تعتبرها أختا لك هذا الاعتبار غير معتبر، فإن هذه المرأة أجنبية عنك، ولهذا يحل لك أن تتزوجها.
وقد سبقت فتوى في عدم جواز مصادقة الرجل للمرأة، وهي برقم: 11945، فنحيل السائل إليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1424(13/3873)
زوجة العم كغيرها من الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في السابعة عشر، استشرت زوجة عمي وهي قريبة لي من العمر في المواضيع الجنسية، وتكلمت معها ببعض الحرية، فهل في ذلك حرمة، وهل هي تحل لي إذا مات عنها عمي أو طلقها، أجيبوني أفادكم الله؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن زوجة العم كغيرها من الأجنبيات إذا مات عنها أو طلقها وبانت منه، يجوز لابن أخيه أن يتزوجها، ولذلك فلا تجوز الخلوة بها ولا الحديث معها حديثاً فيه لين وخضوع مما قد يؤدي إلى الفتنة، فكيف بما هو فوق ذلك مما ذكره السائل، والله عز وجل قال لأمهات المؤمنين: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] .
ولذا فإنه لا يجوز ذلك النوع من الحديث مع زوجة عمك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1424(13/3874)
حكم خروج المرأة من بيتها بغير محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد دليلاً من القرآن أو حديثاً للرسول صلى الله عليه وسلم، يثبت وجوب وجود محرم مع المرأة فى حالة خروجها من المنزل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا لا نعلم دليلاً يوجب وجود محرم مع المرأة عند خروجها من المنزل إلا إذا كانت مسافرة، أما إن كانت مسافرة فإنه يلزم المحرم لحديث الصحيحين: لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.، ولا حرج على المرأة في الخروج لحوائجها وحدها إن أمنت الطريق، بشرط أن لا يكون خروجها هذا سفراً، فقد كان نساء الصحابة يمشين إلى المسجد ويأتين النبي صلى الله عليه وسلم يستفتينه، ولم يكن معهن محارم، كما في حديث خولة لما جاءت تسأل عن الظهار، وغيره من الأحاديث.
هذا وننبه إلى أن الأصل قرار المرأة في بيتها لقول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] ، ويجوز خروجها للحاجة، كما في حديث البخاري: قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن.، وراجع للزيادة الموضوع في الفتوى رقم: 6219، والفتوى رقم: 20901.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شوال 1424(13/3875)
بيات المرأة في بيت خالتها جائز بضوابطه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله
هل يجوز لي المبيت في بيت خالتي؟
هل يجوز الخروج ليلا إن كانت البلدة عامرة وآمنة؟
كيف يكون غض البصر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج أن تبيتي في بيت خالك ما لم يكن هناك مانع شرعي، كأن يؤدي ذلك إلى الخلوة المحرمة بزوج خالتك أو أولاد خالتك، أو يكون في مبيتك هناك فتنة بك أو عليك، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 28864.
وأما الخروج ليلا أو نهارا، فإن كان بحاجة ومع أمن الفتنة ومع التزامك باللباس الشرعي، فلا حرج فيه، أما إن كان الخروج تترتب عليه فتنة أو فساد، فلا يجوز.
وإن كان لغير حاجة مع أمن الفتنة والفساد، فالأولى تركه.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 20901، 34612، 36037، 39574.
وأما كيف يكون غض البصر، فالجواب أن غض البصر يتحقق بصرف البصر عما يحرم النظر إليه، وقد بينا الوسائل المعينة على تحقيقه في الفتوى رقم: 18768.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شوال 1424(13/3876)
مصاحبة النساء الأجنبيات تضر بدين المرء وخلقه
[السُّؤَالُ]
ـ[أعرف شاباً ثتير التدين ولكن يحب البنات ودائما معهن فقط ببراءة فليتكم تبينون لنا الحكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أحسن هذا الشاب عندما التزم بالدين، وأخطأ عندما اختلط بالنساء وصاحبهن لما في هذا الاختلاط وهذه الصحبة من ضرر على دينه وخلقه، وزعمه أن هذه الصداقة بريئة تزيين من الشيطان له لكي يستمر على ما هو عليه من المنكر، وهي خطوة متقدمة منه لإيقاعه في الفاحشة، وقد حذر الله عباده من اتباع خطوات الشيطان والانحدار وراء وسوسته، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر [النور:21] .
فمصاحبة النساء لا بد أن يتبعها أمر الشيطان له بالفاحشة فنحن ننصح هذا الشاب أن يتقي الله تعالى، ويبادر إلى التوبة من هذه المعصية، ولن تتحقق له توبه حتى تتوفر فيه ثلاثة أمور:
الأول: الندم على ما فات من هذه المصاحبة المنكرة.
الثاني: العزم على أن لا يعود إليها في المستقبل.
الثالث: الإقلاع عنها وتركها في الحال.
وننصح بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17947 / 17214 / 10271
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1424(13/3877)
الزواجر عن النظر المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني الأعزاء
أرجوا التكرم بإرشادي إلى آيات قرآنية وأدعية تعين على غض البصر، راجيا منكم مساعدتي وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا أبلغ في النهي عن إطلاق البصر فيما حرم الله تعالى من قوله عز وجل مخاطبا عباده المؤمنين بنداء الإيمان المحبب إلى قلوبهم الذي يذكرهم بعهد الله وميثاقه الذي التزموا بموجب إيمانهم.
قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور: 30] .
وقوله عز وجل: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر:19] .
ففيه إخبار من الله أنه يعلم ما خانت أعين عباده، وما أخفته صدورهم.
قال مجاهد: يعلم خائنة الأعين، قال: نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه.
وقال ابن عباس: هو الرجل يكون جالسا مع القوم فتمر المرأة فيسارقها النظر إليها.
ولا شك أن العبد إذا تيقن وتذكر أن نظر الخالق إليه أسبق من نظره إلى المنظور إليه، كف وازدجر عن النظر إلى ما نهى الله تعالى عنه، فمراقبة الله الذي لا تخفى عليه خافية أعظم زاجرا وأبلغ لمن أطلق بصره في المحرمات. ونوصي الأخ الكريم بالدعاء بأن يصرف الله قلبه إلى طاعته، وأن يثبته على دينه، وأن يدعو بما رواه البيهقي عن أم معبد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم طهر قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شوال 1424(13/3878)
الخلوة غير جائزة بالرجل الأجنبي مسلما كان أو غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[سألني صديقي في أمريكا (ما حكم البنات اللاتي يذهبن مع شباب يهود ويخرجن معهم وكأن شيئا
لم يكن) ؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للبنات أن يخرجن مع رجال أجانب، ولا للرجال أن يخرجوا مع نساء أجنبيات عليهم، لما في الخلوة بين الأجانب من الوقوع في المحذورات والمخالفات الشرعية التي قد تؤدي إلى الفواحش الكبرى.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان. رواه أحمد.
فإذا امتنعت الخلوة بين الأجانب المسلمين والمسلمات -وهي ممنوعة- فكيف بخلوة البنات وذهابهن مع شباب اليهود؟ وأي فساد وأية فتنة يمكن أن نتصور في ذلك.
إننا ننصح هؤلاء البنات وغيرهن من أبناء المسلمين وبناتهم بأن يرعووا إلى الله، ويتوبوا إليه قبل أن يفوت الأوان، فيبتعدوا عن الاختلاط وسائر أسباب الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1424(13/3879)
ممارسة الرياضة مع الاختلاط حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز اللعب في نادي فيه اختلاط وموسيقى
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فممارسة الرياضة في النوادي أمر مشروع في أصله، لكن بشرط ألا يوجد فيه ما يخالف الشرع مثل كشف العورات والاختلاط بين الرجال والنساء واستماع أصوات الموسيقى ونحو هذا، وانظر الفتوى رقم: 29215، والفتوى رقم: 17474.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شوال 1424(13/3880)
الخلوة في رمضان أشد إثما من غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيراً على فعل كل خير..
سؤالي هو..: ما حكم من تطلع معه في نهار رمضان صديقته من الجامعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى قال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:30-31] .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
وعليه فإن من اضطر إلى الدراسة في الجامعة المختلطة يجب عليه غض البصر وحفظ الفرج وعدم القرب من النساء قدر المستطاع، وتجنب الخلوة سواء كان ذلك في رمضان أو غيره، إلا أن رمضان له مزيد حرمة لأن إثم المعصية مضاعف فيه كما يضاعف ثواب الطاعة، وللمزيد من التفصيل في هذا الموضوع يرجع إلى الفتوى رقم: 27384.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شوال 1424(13/3881)
من المحارم وغير المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[س/ما حكم عدم تغطية وجهي (لبس الحجاب) عند ولد بنت أختي؟
س/هل خال أبي يعد خالي؟ بحيث يجوز كشف الوجه له
س/عم زوجي هل يجوز كشف وجهي له؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخال الأب والأم من المحارم الذين يجوز خلع الحجاب عندهم كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 18879 وأما عم الزوج أو خاله فهو أجنبي عن الزوجة ما لم تكن هناك محرمية بين الزوجة وأي منهما في رضاع أو نسب أو مصاهرة.
وأما ولد بنت الأخت فهو محرم فأبناء الأخوات وإن نزلن محارم، لقوله تعالى: وبنات الأخ وبنات الأخت وهو يعم بنات الأخت والأخ وإن نزلوا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شوال 1424(13/3882)
أخو الزوج ليس بمحرم ولو كان زوجا لأختها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للزوجة أن تخلع حجابها أمام أخي زوجها؟ مع العلم بأن أخت الزوجة تكون زوجة الأخ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تخلع حجابها، أو تكشف شيئاً من بدنها أمام أخي زوجها، لأنه ليس بمحرم، ولو كان زوجا لأختها.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم.
والحمو: هو أخو الزوج أو ما أشبهه من أقاربه.
وقد تساهل الناس في هذه المسألة، وظن بعضهم أن أخا الزوج أو غيره من أقاربه من المحارم، ويمكن أن يخلو أو يسافر مع زوجة قريبه، وهذا لا يجوز شرعاً، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 24729.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رمضان 1424(13/3883)
حكم مصافحة المرأة للصبيان
[السُّؤَالُ]
ـ[هل السلام باليد على الصبيان من الأشياء المحرمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في مس ومصافحة الصبيان الذين لم يبلغوا حد الاشتهاء، إذا كان ذلك من ذوات الطباع السليمة من النساء، وقد فصلنا هذا مع حكم النظر في الفتوى رقم: 30063.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1424(13/3884)
العلاقة خارج الزواج محرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب جامعي مسلم في ألمانيا لدي صديقة من أهل الكتاب لا تسمح لنا الظروف بالزواج فوراً، هل من حل آخر؟
والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نجد لك حلاً شرعياً سوى قطع علاقتك مع هذه الفتاة، حتى ييسر الله لك الزواج منها أو من غيرها، ولو كانت مسلمة كان أولى، وذلك أن أية علاقة خارج الزواج، ولو لم يكن فيها زنا فهي محرمة، لما تشتمل عليه من الاستمتاع المحرم بالأجنبية بالخلوة معها، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 32829، والفتاوى المحال عليها بداخلها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رمضان 1424(13/3885)
حكم نظر الصائم لمن يريد خطبتها
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كان جائزا للمسلم أن ينظر للمرأة التي يريد أن يخطبها لمرة واحدة (إذا لم يكن رآها من قبل) فهل يجوز ذلك وهو صائم.. علما بأنه لا يستطيع الذهاب إليهم ليلا لبعد المسافه ولأسباب أخرى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن نظر الصائم لمن يريد خطبتها جائز إذا روعيت فيه الضوابط الشرعية، حيث ينظرها من دون تلذذ، ولا يخلو بها ولا يمسها، لا فرق في ذلك بين الصائم والمفطر، وليعلم أن إعادة النظر مرة أخرى إن لم يتحقق المراد بالنظرة الأولى جائز، وراجع الفتوى رقم: 25029، والفتوى رقم: 2729.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رمضان 1424(13/3886)
للشيطان خطوات يسوق بها المرء إلى الفاحشة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا طالب في الجامعة، ولا أتعامل مع الفتيات إلا مع أخت متدينة في نطاق الدراسة، وقد نتطرق إلى بعض الأمور الدينية.
ما حكم ذلك في الشرع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور: 21] .
ومن خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد: الاختلاط، فالواجب الحذر من ذلك.
وكلامك مع هذه الأخت المتدينة إن كان في حال الخلوة، فهذا محرَّم، لقوله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء. متفق عليه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري من حديث ابن عباس.
أما إذا كان كلامك معها بحضرة أناس آخرين، وكان بقدر الحاجة، وكانت محجبة الحجاب الشرعي، فلا بأس بذلك.
وقد بوب البخاري في صحيحه بابا فقال: "باب ما يجوز أن يخلوالرجل بالمرأة عند الناس" وساق حديثا يدل على ذلك.
إلا أننا ننصح السائل أن يحذر من ذلك، فاليوم تتكلمون في نطاق الدراسة، وغدا في بعض الأمور الدينية، والله أعلم. بماذا ستتكلمون بعد غد، فالحذر الحذر من ذلك، واعلم أن الشيطان لا يأتي للإنسان ويأمره بالفاحشة مباشرة، وإنما يَسُوقه إليها خطوة خطوة، وراجع الجواب: 10892.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1424(13/3887)
التفكر في محاسن المرأة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام علبكم
ما حكم من يتفكر في من يريد الزواج بها ولم يخطبها
بعد]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت تسأل عن التفكر في محاسن الأجنبية، أي تخيل صورتها، فقد ورد في السنة ما يدل على حرمة ذلك.
أخرج الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه. وراجع الفتوى رقم: 33239.
واعلم أن إرادة الزواج بالمرأة لا تبيح شيئا مما هو حرام ولو خطبها إلى أن يتم العقد بينهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1424(13/3888)
أمها تقابل رجلا أجنبيا وتخلو به
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة وجدت والدتها مع رجل غريب وهو يقبلها، وهي تبلغ من العمر57 عاما ووالدها يعمل في الخارج، وهي فتاة وحيدة ومنهارة، وعندما واجهتها اعتبرت الأمر عادياً وتجاهلت الفتاة ولم ترد عليها، مع أنها واجهتها بما رات؟ وهي في حيرة من أمرها ولا تعرف كيف تتصرف؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على هذه الفتاة نصح أمها وتذكيرها بالله تعالى، فإن تابت وأقلعت عن اللقاء بهذا الرجل أو غيره فالحمد لله، وإلا فأخبري أحد أقارب أمك ممن لهم قول مسموع كخالك مثلاً، وانظري الفتوى رقم: 22134، والفتوى رقم: 28741.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1424(13/3889)
لا يجوز الحضور إلى عرس يشتمل على المنكرات
[السُّؤَالُ]
ـ[أعرف أن حضور الأعراس المختلطة التي يكون فيها الرجال والنساء معا لا يجوز، ولكن ما حكم الدخول فقط للسلام على العريس دون الجلوس والمشاركة في الحفل والخروج بعد ذلك، وذلك من باب مشاركة العريس فرحته خاصة إذا كان من الأقارب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قدرت على تغيير المنكر أو النصح لهم وجب عليك الحضور، ولتُحصِّل فرضي إجابة الدعوة وإزالة المنكر، وإن لم تقدر فإن كان حضورك إلى نفس محل المنكر، فيحرم عند جمهور الفقهاء الحضور، وإن كان إلى محل بحيث لا ترى المنكر ولا تسمعه فلا بأس، وانظر الفتوى رقم: 18355، 34398.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1424(13/3890)
لا يجوز للبالغ الخلوة بالنساء والنظر إلى عوراتهن
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للبالغ المحتلم الذي بلغ منذ عدة أشهر أن يقابل النساء من غير المحارم؟ وما حكمها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قصد بمقابلة النساء الخلوة بهن أو النظر إلى عوراتهن ومن ذلك الوجه، فهذا لا يجوز في حق البالغ، وأما إن قصد الكلام مع النساء بأدب وحشمة لحاجة فلا مانع منه، وانظر الفتوى رقم: 10271.
ويستوي في ذلك الصغير والكبير البالغ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1424(13/3891)
فرض الله على المسلم حفظ بصره
[السُّؤَالُ]
ـ[لدينا خادمة، وأنظر مرات إليها للضرورة، ما حكم هذه النظرة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى فرض على المسلم حفظ بصره، وأمره بغضه عما حرم الله عز وجل، فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وفي حالة ضرورة وجود الخادمة في البيت، يجب عليها أن تتحجب عن الرجال الأجانب بالحجاب الشرعي الساتر.. ولا يجوز لهم أن يتابعوا النظر إليها، فقد روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة. وروى الإمام أحمد وأبو دود عن جرير قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، فقال: اصرف بصرك.
ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36798.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رمضان 1424(13/3892)
الاختلاط لا يجوز في عرس ولا في غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[السيدة فاطمة كان عرسها مختلطا، أي احتفل به الصحابة والصحابيات ولكن كانوا ملتزمين
فهم الصحابة رضي الله عنهم، ولكن في عصرنا هذا هل يجوز أن تكون الأعراس مختلطة
ولا بد للعروس أن تتزين]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس صحيحاً أن عرس فاطمة رضي الله عنها كان مختلطاً، كيف وهي التي استقبحت ما يصنع بالنساء عند موتهن من وضع الثوب على المرأة فيصفها، فقالت أسماء: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوباً، فقالت فاطمة رضي الله عنها ما أحسن هذا وأجمله، يعرف به الرجل من المرأة، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي رضي الله عنه ولا تدخلي علي أحداً.... إلى آخر الحديث الذي رواه البيهقي في سننه.
وأما الكلام عن الاختلاط فسبق في فتاوى كثيرة، من ذلك الفتاوى بالأرقام التالية:
3539 / 38171 28829
وعليه؛ فلا يجوز أن يقع اختلاط غير منضبط لا في عرس ولا في غيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1424(13/3893)
المزاح مع النساء اللاتي يشتهين عادة لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[بعض الناس يبيحون المزاح مع النساء مستدلين برواية مفادها أن النبى -صلى الله عليه وسلم- مازح امرأة ذات مرة فقال لها: "لا تدخل الجنة عجوز" فهل هذه الرواية صحيحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمزاح مع النساء الشابات أو اللواتي يُشتهين عادة لا يجوز، لما يترتب على ذلك من التعرض للفتن والمفاسد التي لا تخفى، وأما الاستدلال على جواز ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم مازح عجوزاً، وهو حديث رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني في الصحيحة، فهو استدلال غير صحيح وفي غير محله، لأن الممنوع هو ممازحة الشابات اللواتي يشتهين عادة، لما في ذلك من المفاسد التي لا تخفى، بخلاف العجائز اللاتي تؤمن الفتنة بهن غالباً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1424(13/3894)
ركوب المرأة بمفردها في التاكسي ليلا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أركب التاكسي لذهابي لقضاء احتياج أولادي فى الليل وزوجي لديه سيارة ويجلس فى المنزل؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فركوب المرأة مع السائق الأجنبي لوحدهما في السيارة خلوة محرمة، وقد مضى الكلام فيها في الفتوى رقم: 19305، والفتوى رقم: 4091، وتشتد الحرمة أكثر إن كان ذلك ليلاً لحصول دواعي الفساد.
وعلى هذا فالواجب على زوجك أن يتولى قضاء حاجاتك وحاجات عياله لأن ذلك يدخل ضمن مسؤولياته، لكن إن كان مقصراً في ذلك أو كان مريضاً لا يستطيع -وهذا لا يفهم من سؤالك- جاز لك الخروج إن كان ضرورة لا بد منها كجلب الدواء لمريض أو نحوه، وإلا فلا يجوز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1424(13/3895)
خروج المرأة إلى السوق ليلا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم خروج المرأة إلى السوق ليلاً في حين أنه يمكنها الخروج نهاراً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمرأة لا تخرج من بيتها إلى السوق أو غيره إلا لحاجة، وإذا خرجت لها التزمت آداب الشرع فلا تبرج ولا تطيب، ولا إحداث حركات تدعو الرجال إلى التطلع إلى المرأة والافتتان بها، قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (الأحزاب: من الآية33) وقال: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ (النور: من الآية31) كما يضاف إلى تلك الآداب أن تكون الجهة التي خرجت إليها مأمونة، والزمان الذي تخرج فيه مأمون، فإن كان على خلاف ذلك فلا تخرج المرأة فيهما إلا بصحبة الأب أو الأخ أو الزوج أو غيرهم من محارمها، خشية أن تتعرض لخطر ما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1424(13/3896)
يريد أن يترك الدراسة المختلطة ووالده يرفض
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا طالب من تونس، أدرس سنة رابعة هندسة مدنية في نظام دراسي مختلط، بالإضافة لإمكانية تفويت بعض صلوات الجماعة،
فما حكم مواصلتي هذه الدراسة؟ مع العلم برفض والدي الانقطاع عنها، ورغبتي الجادة في التفرغ الكامل لطلب العلم، الشرعي
أفتونا مأجورين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتجوز لك مواصلة الدراسة في هذه الكلية المختلطة إذا كنت مضطرا لهذه الدراسة أو محتاجا إليها حاجة شديدة، وعليك بغض بصرك وعدم القرب من الفتيات قدر المستطاع، وأن تتجنب محادثتهن فيما لا تدعو إليه الحاجة، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 5310، والفتوى رقم: 2523.
ومحل ما ذكرناه من الجواز هو: إذا كنت لا تخشى أن تفتن في دينك، فإذا كنت تخشى من ذلك، فاترك هذه الدراسة، وإن لم يأذن والدك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 31277.
وأما ما يحدث لك من تفويت بعض الصلوات مع الجماعة ورغبتك في التفرع لطلب العلم الشرعي، فقد تقدم الكلام فيه في الفتوى رقم: 15085.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1424(13/3897)
خلوة الرجل الهرم بالمرأة الشابة
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل يبلغ من العمر 83 عاماً توفيت زوجته ولديه أبناء جميعهم متزوجون، وبسبب ظروف الحياة يصعب عليهم التواجد لديه كل يوم لتلبية أحتياجاته، هل يجوز شرعا لهذا الرجل أن يحضر أرملة تبلغ من العمر 39 عاما ولديها أطفال صغار، لتنظيف المنزل وإعداد الطعام في الفترة الصباحية، أم أن هذا لا يجوز نظراً لإمكانية وجوده معها بمفرده في المنزل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالأصل أن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية لا تجوز، ولا أثر لكبر سنه في إباحة ذلك، لعموم الأدلة كقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل مع امرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه. ويستثنى من ذلك إذا كان الرجل هرماً، قال العدوي في حاشيته على شرح كفاية الطالب الرباني: خلوة الشيخ الهرم بالمرأة شابة كانت أو متجالة جائزة.، والمتجالة هي التي لا يرغب فيها الرجال، ومأخذ هذا أن خلوة المرأة بمن هذه صفته غير مظنة للفساد، وعلى هذا فإذا كان هذا الرجل هرماً وهو كبير السن الذي تغير عقله، وانقطعت عنه شهوة النساء، وكان محتاجاً إلى الخدمة لعدم من يخدمه من أولاده، جاز له أن يستخدم هذه المرأة، وإن ترتب على ذلك إمكانية وجوده معها بمفرده، والأولى أن تحضر معها بعض أولادها وألا ينفرد معها في مكان، ليكون ذلك أنفى وأبعد عن الريبة. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1424(13/3898)
ضوابط ذهاب المرأة إلى السوق
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة المتزوجة أن تذهب إلى الأسواق مع أختها أو أمها أو أي من النساء بدون رجل معهم سواءً بإذن زوجها أو بدون إذنه أفيدوني جزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج إن شاء الله في ذهاب المرأة إلى السوق مع أي من النساء إذا روعيت الضوابط الشرعية، ومن ذلك أن لا يقتضي ذهابها إلى السوق سفراً بلا محرم، وأن تلتزم بالحجاب الشرعي، وأن يكون ذهابها بإذن من زوجها، وإلا لم يجز لها الذهاب.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
25835
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1424(13/3899)
لا يجوز للفتاة أن ترتبط بعلاقة مع رجل أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة تصغرني بعشرة أعوام طلبت أن تضع كل ثقتها في ولكني رفضت ذلك وأخذت على خاطرها مني كثيرا أرجو أن تبعثوا لي ببرهان يثبت للفتاة أني على صواب وجزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فارتباط الفتاة برجل أجنبي عنها، وجعلها إياه محل ثقتها ومشورتها في أمورها والاطلاع على أسرارها، ونحو ذلك مما يجر إلى الفتنة والوقوع في المحظور، وقد سد الشرع الطرق الموصلة إلى الحرام، فحرم النظر إلى المرأة الأجنبية والخلوة بها وتبادل الحديث معها في ما لا تدعو إليه حاجة أو ضرورة ونحو ذلك، وفي النساء الصالحات والأقارب غنية عن الرجال الأجانب، فلا حاجة داعية إلى إقامة هذه العلاقة بين الرجال والنساء الأجانب لمثل هذه الأمور.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1424(13/3900)
حكم مناداة الرجل للمرأة يا أختي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أنادي على فتاة أجنبية مثل أن أقول يا أختي بدلا من اسمها أو أنادي باسمها مع قول أختي وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا قال الرجل للمرأة يا أختي أو يا أختي فلانة -وذكر اسمها- أطلب منك كذا أو افعلي كذا فلا حرج في ذلك.
مع عدم الخلوة بها، والتزام ضوابط الشرع في الكلام مع الأجنبية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رمضان 1424(13/3901)
من أفضل ما يرشد إليه المتحابان الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل عن الشيء الذي أفعله هل هو صحيح أم خطأ والسؤال هو: أنا عمري 13 سنة في المدرسة وأحب فتى لكن لم أقل له، هل هذا حرام أم حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مجرد تعلق القلب بحب هذا الفتى لا شيء فيه إن لم يكن بقصدك واختيارك، ولم يترتب عليه أمر محرم من نظر أو لمس أو خلوة أو غيرها، وإن من أفضل ما يرشد إليه المتحابان هو الزواج، فإن تيسر زواج هذا الشاب منك فالحمد لله، وإلا فالواجب عليك أن تصرفي قلبك عن التفكير فيه وأن لا تخبريه بما في نفسك، فإن ذلك باب عظيم إلى الفتنة.
واعلمي أن الله تعالى يراك ويحصي أعمالك، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5707، 4220، 30991.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1424(13/3902)
دراسة الشريعة في الجامعات المختلطة وغير المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم دراسة الشريعة في الجامعات المختلطة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
دراسة الشريعة في الجامعات والمعاهد غير المختلطة أمر محمود، لكونه وسيلة لتحصيل العلم الشرعي والتفقه في الدين، وأما دراستها في الجامعات والمعاهد المختلطة، فقد مضى في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2523، 3539، 8328، 5310، 10988، 20297، فليرجع إليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1424(13/3903)
البنت في مرحلة الحبو يستوي الأجنبي وغيره في جواز النظر إليها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للبنت أن ترسل صورتها وهي صغيرة "مرحلة الحبو" عبر الماسنجر لشخص أجنبي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن البنت التي في مرحلة الحبو يستوي الأجنبي وغيره في جواز النظر إليها مباشرة، وأحرى في الصورة، وهذا من حيث كونها بنتا، لكن يبقى النظر في الاحتفاظ بالصورة واقتنائها، وقد سبق أن ذكرنا حكم ذلك في الفتوى رقم: 1935، كما تبقى أيضا مسألة العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي منها، سواء كانت عن طريق إرسال الصورة أو غير ذلك، كما في الفتوى رقم: 4662، والفتوى رقم: 5219 حكمها فلتراجع هناك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1424(13/3904)
لا تنتفي الخلوة المحرمة إلا بوجود محرم بالغ
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي ولد سنه ست سنوات وبنت عمرها تسع سنوات، أريد أن يحضر لهم شيخ في البيت لتحفيظهم القرآن الكريم، هل يجوز لي الجلوس معهم لمراقبتهم أثناء الحفظ، مع التزامي بالزي الإسلامي (أي هل يجوز الجلوس في وجود الشيخ بدون محرم) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا أردت الجلوس معهم فلا بد من وجود محرم بالغ لتنتفي الخلوة المحرمة، وراجعي الفتوى رقم: 1248، والفتوى رقم: 3178.
ثم إن بنتك هذه صارت في السن التي تحرم فيها خلوة الأجنبي بها، فراجعي في حكم تعليم الرجل للبنت الأجنبية الفتوى رقم: 26618.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1424(13/3905)
يخلو بامرأة أجنبية ثم يصلي بالناس إماما
[السُّؤَالُ]
ـ[س: رجل يختلي بامرأة ولا أدري ماذا يفعل بها، ويأتي وقت الصلاة ويصلي وفي بعض الأحيان يصلي بالناس علما بإنه لا يغتسل، فما هو حكمه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
واتفق الفقهاء على أن الخلوة بالأجنبية محرمة، وعليه فيجب الإنكار على هذا الرجل بحسب الوسع والطاقة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
فإن لم يرتدع بالإنكار وجب على كل مستطيع لمنعه من الاختلاء بهذه المرأة أن يمنعه من الاختلاء بها، بشرط ألا تترتب على ذلك مفسدة راجحة.
ولا يجوز أن يقدم هذا الرجل إماماً للمسلمين، لأن مثل هذا يجب الإنكار عليه، وأقل الإنكار هجره حتى يرتدع ويتوب، لا أن يصبح إماماً يأتم به المسلمون.
ومع كون هذا الرجل يفعل محرماً بخلوته بهذه المرأة، فلا يجوز لنا أن نتهمه بالزنا أو غيره، ولهذا لا يصح قولك "علماً بأنه لا يغتسل".
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1424(13/3906)
حكم الابتسام في وجه المرأة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف كيف يجوز ابتسام الرجل إلى المرأة الأجنبية إذا أمن الفتنة والنظر إلى وجهها محرم أصلاً؟ وأجد فى الكتب وصفاً شاملاً لجسم وشكل النساء على عهد الرسول، فكيف هذا والنقاب فريضة، ولم تكن يوجد أمرأة عارية الوجه على عهد الرسول؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمر الله المؤمنين بغض البصر وأمر المؤمنات بالحجاب، فلا يجوز النظر إلى المرأة الأجنبية من غير حاجة إلى ذلك، ومن باب أولى الابتسام ونحوه.
أما ما ورد في بعض الكتب من وصف لشكل بعض النساء، فيعود إما إلى أن ذلك كان قبل فرض الحجاب -ومعلوم أن الحجاب فرض في السنة الخامسة للهجرة- أو أنه ورد نقلاً عن بعض النساء.
ويدل عليه قول عائشة وهي تروي قصة الإفك قالت: كان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش.... فأتاني فعرفني حين رآني -وكانت نائمة- وكان يراني قبل الحجاب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1424(13/3907)
حكم إقامة فتاة في بيت عمها بوجود أبنائه الكبار
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة تركت أسرتها ومدينتها وانتقلت لمدينة أخرى تبعد عن مدينتها الكثير لتقيم مع عمها وأسرته لكي تلتحق بمعهد تعليمي مدة الدراسة به سنتان متواصلتان علما بأن في أسرة عمها شابين غير متزوجين تخطيا 23 عاما وأنها ستقيم معهما إقامة كاملة فهل في ما فعلته هذه الفتاة مخالفة شرعية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الفتاة تقع في المخالفة الشرعية إن هي سافرت بدون محرم أو بدون إذن وليها، أما إن أذن لها وليها وسافرت بصحبة محرم، فلا حرج، وبالنسبة لإقامتها في بيت عمها مع وجود أبناء له كبار، فليس في هذا بأس، ما لم تكن هناك خلوة بهؤلاء الأبناء أو كشف للعورة أمامهم ومن ذلك الوجه، أو كانت إقامتها معهم وسيلة مفضية إلى ما حرم الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1424(13/3908)
الكلام مع القريبة ووعدها بالزواج باب للفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
س1 ما حكم التعامل مع بنت العم والعمة والخال والخالة؟ السلام عليها، والخلوة معها بنية سليمة.
س2 ما حكم أن يحب رجل امرأة مثل قريبته، ثم يعدها بالزواج ويكون الأمر سرا بينهما وبنية سليمة، وبارك الله فيكم وجزاكم عن الإسلام خير الجزاء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبنات العم والعمة والخال والخالة أجنبيات بالنسبة لك، فلا تجوز لك الخلوة بهن أو النظر إليهن ولا تتحدث معهن إلا بقدر الحاجة وبقدر ما تحصل به صلتهن، ولا يجوز للمسلم أن ينشئ علاقة مع امرأة أجنبية عنه، قريبة كانت أو غيرها، وراجع للأهمية الفتاوى التالية أرقمها: 10463، 10570، 37076.
وكلام الرجل مع المرأة ووعدها بالزواج منها باب من أبواب الفتنة، فالحذر الحذر من ذلك.
وقد يعدل الرجل عن فكرة الزواج في المستقبل، وقد يتقدم للفتاة غيره ممن يرضى دينه وخلقه، فتبقى الفتاة في حيرة من أمرها.
فالحاصل أن هذا باب فتنة ومفسدة، ومن عزم على خطبة امرأة فليتقدم إلى وليها إن كان صادقا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1424(13/3909)
مبيت الطالبة خارج البيت
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
بالله عليكم أريد حلاً، أنا طالبة جامعية لدي مقرر دراسة حقلية يلزم تنفيذه وإذا لم أنفذه لا يمكنني أخد إفادة التخرج، وسبب رفضي لهذا المقرر هو المبيت خارج منزلي لفترة لا تتجاوز الأسبوعين ونحن كمجتمع إسلامي يمنع مبيت الفتاة خارج منزلها دون محرم؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس في هذا المبيت شيء إذا كنت ستبيتين في مكان آمن، في نفس المدينة دون سفر، إذ السفر هو الذي يشترط له المحرم، وانظري الفتوى رقم: 13456.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1424(13/3910)
ضوابط تحدث المطلق مع مطلقته
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم استمرارية اتصال الزوج بمطلقته (الطلقة الثالثه) بالهاتف أو غير ذلك، سواء كان للاطمئنان على الأولاد أو غير ذلك، علماً بأن لها إخوة وولي ممكن أن يتصل بهما؟
وجزاكم الله خيرا ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المطلقة ثلاثا تعتبر أجنبية من زوجها المطلق، فلا يجوز الكلام معها عن طريق الهاتف ولا غيره، لما في ذلك من إثارة الشهوة التي تؤدي إلى ارتكاب ما حرم الله تعالى.
وإذا أراد مطلقها الاطمئنان على حالة أولاده فليتصل بأبيها أو إخوتها أو يسعى في زيارة الأولاد له عن قرب، وإذا دعت الحاجة إلى الاتصال بها هي بالذات، فليتقيد في ذلك بقيود الشرع وضوابطه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 21130 وراجع الفتوى رقم: 29735.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1424(13/3911)
حكم الدخول إلى الكازينو والديسكو
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز دخول الكازينو أو الديسكو؟ مع العلم بأني والحمد لله لا أشرب الخمر ... ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالكازينوهات وما أشبهها من الأماكن التي تشتمل على الفساد، يأنف أهل الإيمان أن يمروا بها فضلاً عن أن يدخلوها، فمعلوم أنها تشتمل على كثير من المنكرات، كالاختلاط بين الرجال والنساء والرقص والموسيقى، وربما الوقوع في المباشرة بالأجساد بين الجنسين، فضلاً عن شرب الخمور وأحياناً لعب القمار وغير ذلك، ولو لم يكن في هذه الأماكن مفسدة سوى أن المرء يطلع عليها دون إنكار لها ونهي أصحابها عما هم فيه، لكان ذلك كافياً في تحريم التواجد فيها والقصد إليها، علماً بأن المتواجد في هذه الأماكن لا يأمن على نفسه من الوقوع في المحرمات، لأن القلب إذا اعتاد رؤية شيء ألفه، وكل المعاصي تبدأ من النظر ثم خطرات القلب ثم التمني ثم الهم بالمعصية ثم الوقوع في الفعل، فالواجب على السائل أن يترك ارتياد هذه الأماكن، وأن يستبدلها بما هو خير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق. ذكره المنذري في الترغيب والترهيب، وصححه الألباني.
وعليك بصحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم، وتلاوة القرآن، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، فهذا سبيل المفلحين، وإياك وسبيل الضالين، فإنهم أعداء لك يوم الدين، قال الله عز وجل: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67] .
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7179، 8292، 4899، 26178، 4182.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1424(13/3912)
السباحة المختلطة لا تجوز تحت أية ذريعة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
أنا شاب أسكن في فرنسا لنا في مقرر الرياضة "السباحة" علما بأن المسبح مختلط، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا تجوز السباحة في مسبح يختلط فيه الرجال والنساء، لما في ذلك من المفاسد والمحاذير التي لا تخفى على أحد.
ويجب على المدارس التي تقرر السباحة على طلابها أن تفصل بين الجنسين، وأن تلزم الطلاب بالضوابط الشرعية، فإذا لم تفعل المدارس ذلك فلا يجوز للطالب أو الطالبة الذهاب إلى المسابح المختلطة، ولو أدى ذلك إلى الخصم من الدرجات، بل ولو أدى ذلك إلى الفشل في المدرسة، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والله تعالى يقول: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً [الطلاق:2] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شعبان 1424(13/3913)
طالب الطب إذا اطلع على عورات النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم مخالطة النساء في الحالات الآتية:
1- طالب بكلية الطب أثناء التدريب العملي، علماً بأن هذا ضروري للتعليم، وهو في هذا بالطبع يطلع علي عوراتهن، سواء برضاهن أو سخطهن، لأن المستشفى أصلا للتعليم.
2- طبيب أمراض النساء والتوليد
3- مخالطة النساء بصورة عامة أثناء العمل إذ أن هذا صار واقعاً لا ينكره أحد، وهل يترك هذا العمل أم يحاول فقط أن يتحرز من النساء ومخالطتهن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمخالطة الرجال للنساء لا تجوز، إلا إذا كانت هناك ضرورة أو حاجة تنزل منزلة الضرورة.
أما الاطلاع على عورات النساء، فهو أشد حرمة، ولو أذنَّ، فكيف إذا لم يأذنَّ؟! ولا يبرر ذلك كون المستشفى للتعليم، ولا يباح بحال للطبيب أن يرى عورات النساء، إلا إذا كانت ثم ضرورة للمرأة لا يمكن دفعها إلا بذلك.
قال صاحب مجمع الأنهر: ويحرم النظر إلى العورة إلا عند الضرورة كالطبيب.
وجاء في الفتاوى: امرأة أصابتها قرحة في موضع لا يحل للرجل أن ينظر إليها، لكن تعلم امرأة تداويها، فإن لم يجدوا امرأة تداويها، ولا امرأة تتعلم ذلك إذا عُلِّمَتْ وخيف عليها البلاء أو الوجع أو الهلاك، فإنه يستر منها كل شيء إلا موضع تلك القرحة، ثم يداويها الرجل ويغض بصره ما استطاع، إلا عن ذلك الموضع، ولا فرق في هذا بين ذوات المحارم وغيرهن، لأن النظر إلى العورة لا يحل بسبب المحرمية، كذا في فتاوى قاضي خان.
أما عمل الرجل في مجال أمراض النساء والتوليد، فتحفه محذورات شرعية كثيرة من مخالطة النساء والاطلاع على عوراتهن، ولا يخفى ما في ذلك من المفاسد التي لا تباح إلا لضرورة أو حاجة تنزل منزلتها، كما قدمنا، وهذا لا شك يضيق من مجال عمل طبيب أمراض النساء أو الولادة، لكنه مع التزام الضوابط الشرعية مباح، كما في الفتوى رقم: 7764.
ولا يجوز للرجل أن يخالط النساء في مجال العمل ولو صار ذلك واقعا لا ينكره أحد.
وهذا الاختلاط من أسباب شيوع الفواحش والمنكرات وحلول العقوبات.
قال ابن القيم رحمه الله: ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا، ومن أسباب الموت العام والطواعين المتصلة، ولما اختلط البغايا بعسكر موسى وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله عليهم الطاعون فمات في يوم واحد سبعون ألفا، والقصة مشهورة في كتب التفاسير.
فمن أعظم أسباب الموت العام: كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من الاختلاط بالرجال.. قال عبد الله بن مسعود: إذا ظهر الزنا في قرية أذن الله بهلاكها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1424(13/3914)
حكم استخدام حافلة الطلاب المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استخدام المواصلات العامة (الباص) بالنسبة للفتاة من أجل الدراسة وما فيها من اختلاط وتزاحم مع الرجال وأغان، وإذا استخدمت الباص الخاص بالفتيات الذي لا يتوفر دائما وأيضا فيه الأغاني والموسيقى فهل علي إثم في ذلك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا حكم الاختلاط بين الرجال والنساء وأنه أمر محرم، ويترتب عليه كثير من المفاسد التي لا تخفى على أحد، وذلك في الفتوى رقم: 3539 وكذا قد سبق بيان حكم الغناء وأن منه الجائز ومنه الممنوع، وأن ما صحبته معازف محرم قطعاً، وتراجع في هذا الفتوى رقم: 5282،وبما أن هذه الوسيلة التي تستخدمها هذه الفتاة للوصول إلى مكان دراستها مشتملة على هذه المعاصي والمنكرات، فلا يجوز اتخاذها إلا في حالة الضرورة، فإذا كانت السائلة مضطرة إلى هذه الدراسة ولم تجد غير هذه الباصات، أمكنها أن تستخدمها مع ما تستطيع من المحافظة، والضرورة تقدر بقدرها، وإن لم تكن مضطرة إلى هذه الدراسة حرم استخدامها هذه الباصات، إذ لا يجوز للمسلم الجلوس في مكان يعصى فيه الرب تبارك وتعالى، وننبه في ختام هذا الجواب إلى أن تعلم المرأة لا حرج فيه إن شاء الله، إذا توافرت الضوابط الشرعية، وتراجع في هذا الفتوى رقم: 25316 والفتوى رقم:
18934
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1424(13/3915)
كيفية وقاية النفس من فتنة الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[أحسن الله اليكم. إني ملتزم ومتدين ولله الحمد فأنا طالب في جامعة الكويت وإني أخشى على نفسي من الفتنة نظرا لأن الجامعة فيها اختلاط النساء بالرجال كيف أقي نفسي من الفتنة كما أني محتار ومتردد في اختيار الكلية المناسبه لي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا نسأل الله أن يوفقك ويثيبك ويزيدك إيماناً واستقامة، وأما سؤالك عن كيفية وقايتك من الفتن، فعليك بالمحافظة على غض البصر والإعراض عن اللغو، والبعد عن الاختلاط واتباع خطوات الشيطان، وحافظ على الأعمال الصالحة والصلوات في الجماعة والأذكار المقيدة والمطلقة، وكثرة مطالعة كتب الترغيب والترهيب وسير السلف، واصحب الطلاب المستقيمين الصالحين، وتذكر الموت ومشاهد الآخرة دائماً، واستشعر مراقبة الله عليك، وراجع للزيادة في هذا الموضوع وبيان مخاطر الاختلاط الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34932 / 2523 / 4030 / 12928 / 5310 / 18558 / 27245 / 3539
وأما سؤالك عن اختيار الكلية المناسبة، فنوصيك بالاستخارة واستشارة من تثق بهم من ذوي الخبرة، وراجع في كيفية صلاة الاستخارة الفتوى رقم:
4823
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1424(13/3916)
الاختلاط بين الرجال والنساء في الطعام
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم اختلاط في غداء يقام بصالون الجامع على شكل أن النساء من جهة والرجال من جهة أخرى ولكن في صالون واحد ومن غير حاجب، أفيدوني مع دليل من الكتاب وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تمكن الرجال والنساء من تناول طعامهم في هذا الصالون دون أن تحدث بينهم مماسة، ولا نظر إلى العورات ومن ذلك وجه المرأة، وأمنت الفتنة، فلا مانع، وإلا فيحرم، وتفصيل ذلك في الفتوى رقم: 16718 والفتوى رقم: 14712 والفتوى رقم: 648 والفتوى رقم: 33022.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1424(13/3917)
زوج الجدة ليس محرما للزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لزوجتي أن لا تتحجب عن زوج جدتي (أم الأب) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فزوج الجدة ليس محرماً لزوجتك، بل هو أجنبي عنها، وحكمه في النظر والخلوة حكم الأجانب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1424(13/3918)
نظر الخطيبين إلى بعضهما في غير خلوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم النظر إلى الخطيبة بتواجد عائلي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يسن نظر الخاطب إلى الوجه والكفين من مخطوبته إذا كان بقصد التعرف عليها هل تصلح زوجة له أم لا، ويسن أيضا نظرها إليه، فإنها يعجبها منه ما يعجبه منها، لكن بشرط عدم الخلوة بها.
وللتعرف على التفصيل في المسألة المذكورة، راجع الفتوى رقم: 5814.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1424(13/3919)
لا يستوي النظر إلى الوجه والكفين مع ما سوى ذلك
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يكون إثم مشاهدة عورة النساء مثل اليد أو الوجه كإثم مشاهدة العورة بحد ذاتها كالفرج وغيره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عما يحرم النظر إليه، حيث قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ [النور:30-31] .
وأخرج الترمذي وأبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة.
وأخرج أبو داود في السنن عن جرير قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة، قال: اصرف بصرك.
وعليه فإنه لا يجوز للرجل النظر إلى النساء مطلقاً، مع التنبيه إلى أن النظر إلى الوجه والكفين لا يستوي أبداً مع النظر إلى ما سوى ذلك، لا سيما العورة المغلظة كالسوأتين، لما يترتب على ذلك من مفاسد جمة.
فالواجب غض البصر عن جميع ذلك امتثالاً لأمر الله وكبحا لشهوة النفس التي تتطلع إلى مثل هذا، وللمزيد عن هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 5413.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 رجب 1424(13/3920)
من أعظم المكافأة للوالدين صيانة عرض ابنتهما
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الاختلاط في الدراسة والعمل إذا كانت جميع المؤسسات في البلد مختلطة؟ وهل على الفتاة أن تكمل تعليمها خاصة إذا تقدم شخص لخطبتها وذلك لأبسط الاعتبارات وهي مكافأة الأهل والوالدين خاصة على تعبهم من أجل تعليمنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز اختلاط الرجال بالنساء على وجه محرم، لأنه قد يترتب عليه الكثير من المفاسد والشرور، سواء كان هذا الاختلاط في مؤسسة تعليمية، أو في مجال العمل، ما لم تكن ثمة ضرورة للدراسة أو العمل، فحينئذ تجوز الدراسة أو العمل في مثل هذه الأماكن وفقا لضوابط قد بيناها في الفتوى رقم: 1734، والفتوى رقم: 11320، وبخصوص الزواج، فالذي نراه أن من الخير للمرأة إذا تقدم الكفء من الرجال في دينه وخلقه أن عليها وعلى وليها المبادرة إلى الموافقة على هذا الزواج، لا سيما في هذا الزمن الذي انتشرت فيه الفتن، ولعل هذا من أفضل ما يكون مكافأة لوالديها، أن يحفظ لها عرضها، وتصان لها نفسها، وهذا لا يقدر بشيء من حطام هذه الدنيا الزائل، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتويان: 18626، 20759.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1424(13/3921)
لا بأس بنظر المرأة إلى الرجل من غير ريبة
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو حكم مشاهدة الفتاة للرجل في التلفاز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمرأة أن تنظر من الرجل الأجنبي ما يجوز للرجل أن ينظر إليه من ذوات المحارم، وهو الوجه والكفان والأطراف من غير ريبة، سواء كان ذلك مباشرة بالعين المجردة أو بواسطة آلة جهاز التلفاز أو غيره.
قال المواق في شرحه لمختصر الشيخ خليل المالكي عند قوله: وترى من الأجنبي ما يراه من محرمه.
وَمَرئيّ المرأة من رجل أجنبي كمَرأيّ رجل من ذوات محارمه. وفي صحيح البخاري باب نظر المرأة إلى الحبشة وغيرهم في غير ريبة ... قال ابن بطال ... : وفيه أنه لا بأس بنظر المرأة إلى الرجل من غير ريبة. ا. هـ منه بتصرف بسيط.
وعلى المرأة المسلمة أن تحذر من الاسترسال في النظر إلى الصور التي تبثها التلفزة، فلا شك أن أكثرها محرم، فربما ظهر بعضهم شبه عار.
وعلى الرجل كذلك أن يحذر خلال مشاهدته لهذا الجهاز، الذي أغلب حاله بث الصور العارية أو شبه العارية.
ولمزيد من التفصيل والفائدة والتأصيل العلمي عن جهاز التلفاز نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 1886.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1424(13/3922)
ابتسامة المرأة وضحكها أمام الرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لا أغطي وجهي، فهل الابتسامة أمام الرجال عند الاضطرار إثم؟ وإذا كان الوجه مغطى فهل الضحك بصوت ظاهر قليل عند الاضطرار إثم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فستر المرأة وجهها أمام الأجانب واجب كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 1111، والفتوى رقم: 3937.
وأما ابتسامة المرأة أو ضحكها أمامهم لسبب فلا بأس فيه ما لم يؤد إلى الفساد، أو يصدر منها على وجه الريبة كما تفعله الفاسدات، وقديماً قيل: نظرة فابتسامة فسلام* فكلام فموعد فلقاء، وإذا كان كذلك فهو داخل في الخضوع بالقول المنهي عنه بل هو أشد، قال الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1424(13/3923)
حكم خروج المرأة مع زوج أختها لإنقاذ شخص من الهلاك
[السُّؤَالُ]
ـ[هل لي الخروج مع زوج أختي اذا كانت هناك ضرورة لذلك لكونه محرماً مؤقتاً؟ أو ما هي حدود المعاملة له كونه محرماً مؤقتاً؟ الرجاء الرد عليّ سريعاً لضرورة الأمر فهو متعلق بإنقاذ حياة شخص دون معرفة أحد لأن الله ستير فلا نريد أنا وهو أن تعرف أختي فهل لي الخروج معه أم لا؟
مشكورين مقدماً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق لنا بيان حدود تعامل المرأة مع زوج أختها، وذلك في الفتوى رقم: 31359 فلتراجع.
أما بالنسبة لخروجك مع زوج أختك فلا يجوز إلا في وجود محرم لك، أو من تنتفي بهم الخلوة من الثقات، سواء كانوا رجالاً أو نساء، وتؤمن بهم الفتنة، وراجعي الفتوى رقم: 9786.
فإن لم تجدي محرماً أو رفقة مأمونة، فلا بأس عليك بالخروج معه، لإنقاذ شخص ما من الهلاك، بشرط أمن الفتنة، وعليك والحالة هذه أن تتأدبي بالآداب الشرعية من الالتزام بالحجاب وعدم التبرج وعدم التطيب، وعدم المكث إلا بقدر الحاجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1424(13/3924)
حكم بيات امرأة مع أجانب عنها في غرفة واحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن بصدد السفر لأداء العمرة أنا ووالدي ووالدتي وسوف تكون لدينا غرفة واحدة بها أربعة أسرة، وسوف تقيم معنا سيدة من أقارب والدتي، مع العلم بأن عمرها 65 عاما، فهل هذا يجوز؟ مع العلم بأنني ووالدي لسنا محارم لها، وقد قررنا أنها أثناء تواجدنا في الغرفة يجب أن تكون في كامل لبسها الديني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن واجب هذه السيدة المذكورة أن لا تخرج إلى السفر إلا ومعها زوج أو ذو محرم، لما روى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله: إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال: انطلق فحج مع امرأتك متفق عليه.
وأما عن إقامتها معكم في نفس الغرفة، فلا تخلو من محذور شرعي يكتنفها، لأنها قد لا تستطيع المحافظة على الستر في جميع أوقاتها، وإذا استطاعت أن تفعله في اليقظة، فقد لا تستطيعه في النوم. ولو افترضنا استطاعتها في جميع الأوقات، فقد لا تستطيعان أنتما ذلك، ثم لا يؤمن أن تحصل خلوة بينها وبين أحدكما من حين لآخر. والأولى بالصواب أن تستأجر سريرا مع النساء لئلا تحصل لكم آثام أثناء هذا النسك الفاضل، فيكون فيه إحباط لأجوركم أو نقصانها، مع أن هذا، إنما هو على تقدير أنها سافرت معكم ولم تراع الحكم الشرعي، وأما لو تركت السفر أو سافر معها زوجها، فالأمر واضح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1424(13/3925)
موقف الشرع من الرحلات الترفيهية بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن زملاء في عمل واحد، تربطنا علاقة ود قوية على أساس من الاحترام المتبادل وتقوى الله. فما حكم خروجنا في رحلة ترفيهية مشتركة بين الجنسين؟ علما بأن الشباب أصغر من الفتيات ببضع سنوات.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله عز وجل أمر المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار، وأمر النساء بالاحتجاب، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنّ [الأحزاب: 59] .
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، ومنع الرجل من الدخول على النساء كما في صحيح مسلم، ونهى عن مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية عنه.
كل ذلك سداً لباب الذريعة الموصلة إلى الحرام، فينبغي للمسلمين والمسلمات مراعاة هذه التوجيهات والتفكر فيها جيدا حتى يتبين لهم حرص الشرع على غلق باب الفتنة، فإن النفس لا تُؤْمَن، فقد قال الله عز وجل: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [يوسف: 53] . ومثل هذه الرحلات لا حاجة لها، ويُستبعد خلوها من المفاسد السابقة أو بعضها، فاجتنبوا ذلك حسما لمادة الشر، ومن كان حريصا على سلامة قلبه ودينه، فلينأ بنفسه عن العمل في الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1424(13/3926)
لا أفضل من وصية الرسول لعلاج الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أعرف ماذا أقول، والمشكلة أنني في بعض الأحيان أصلي، وأخرى أقطع الصلاة؟ المشكلة أنني أعشق النساء، اعذرني في ألفاظي، هل هناك حل غير الزواج أو الصوم؟؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ترك الصلاة من أعظم الذنوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم وغيره.
وقال صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، من تركها فقد كفر. رواه أحمد وأصحاب السنن.
وقال عمر رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
فيجب عليك أن تحافظ على أداء الصلاة وفي أوقاتها مع الجماعة، فإن ذلك من أهم ما يجمع لك أمرك ويصلح حالك ويطمئن به قلبك.
وعليك بإعادة الصلوات التي فاتتك مع إخلاص التوبة النصوح لله تعالى، لعل الله أن يغفر لك ويتوب عليك.
وأما علاج التعلق بالنساء، فقد بينه الشرع، فمنع كل علاقة بين الرجل والمرأة لا تقوم على أساس شرعي من الزواج.
وأمر بغض البصر والبعد عن كل ما يثير الشهوة، كما أمر بكسر الشهوة بالصيام، وعند القدرة على الزواج والقيام بأعبائه أمر بالزواج.
وقبل ذلك وبعده أمر بمراقبة الله عز وجل، وإلجام النفس بتقوى الله تعالى.
ولهذا ننصح السائل الكريم بتقوى الله عز وجل ومراقبته، والأخذ بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
ولمزيد من الفائدة، نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 512 والفتوى رقم: 22003.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1424(13/3927)
فتاوى حول خطر خروج الفتاة مع أجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الجلوس أو الخروج لفتاة مع شاب؟ إذا كان الجواب بلا، فما هي الأحاديث التي تنص على ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للفتاة الخروج أو الاختلاء مع رجل ليس محرماً لها، سواء كان شابا أو شيخا، لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة، وقد مضى بيان ذلك بدليله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1769، 30194، 26253، 3539، 30991.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1424(13/3928)
الحب قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الإسلام في الحب بين الرجل والمرأة قبل الزواج مع العلم بأنه لم يحدث بينهما شيء ولم يلمسها قط، وهو الآن خطيبها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمسألة الحب خارج نطاق الزواج مما سبق الحديث عنه كثيرا، ومن ذلك الفتاوى تحت الأرقام التالية: 10570، و 11945، و 31230.
والخطيب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد عليها، وانظر الفتوى رقم: 23725، والفتوى رقم: 34337.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رجب 1424(13/3929)
تحريم النظر إلى الأجنبية مطلق
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: ما هي عورة الكافرة لدى المسلم الأجنبي؟ وهل يجوز للرجل الأجنبي أن ينظر إلى شعرها وغيره؟
أرجو البيان بالأدلة الشرعية.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للرجل النظر إلى المرأة الأجنبية، ويستوي في هذا الحكم النظر إلى المرأة الكافرة أو المرأة المسلمة، لإطلاق النصوص الواردة في ذلك، كقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] ،
ولأن المعنى الذي من أجله حرم النظر إلى أجنبية مسلمة متحقق في المرأة الكافرة أيضاَ، وراجع الفتوى رقم: 1529، والفتوى رقم: 1232.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1424(13/3930)
أحكام النظر والاختلاط بين المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا فتاة عمري 21عاما ولي أخت 20عاما عندي أبناء أخوات أعمارهم 20 و19 أود السؤال عن كيفية علاقتي معهم من حيث اللباس, الجلسات, الأحاديث المتبادلة فيما بيننا وخاصة أن علاقتنا قوية جدا, ومعتادون على بعض
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأبناء أختك محارم لك، وقد بينا ما يجوز للمرأة كشفه وما يجب عليها ستره أمام المحارم في الفتوى رقم: 21428، فلتراجع.
ويجوز لك أن تختلي بالواحد منهم وتتحدثي إليه، كل ذلك ما لم تخش الفتنة، فإن خشيت الفتنة عليك أو عليه، فالواجب الاحتجاب عنه.
قال العلامة السرخسي في المبسوط: إنما يباح المس والنظر إذا كان يأمن الشهوة على نفسه وعليها، فأما إذا كان يخاف الشهوة على نفسه أو عليها، فلا يحل له ذلك. اهـ
وقال الباجي في شرح المنتقى:
لا خلاف في منعه -أي النظر إلى أحد المحارم- على وجه الالتذاذ والاستمتاع به، والله أعلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1424(13/3931)
يحادث امرأة أجنبية في عمر والدته
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا سؤالي هو أنني تعرفت على امرأة بطريق الصدفة وذلك عن طريق الخطأ في الاتصال، وتبين لي أنها كعمر والدتي فاتخذتها والدة لي لما تقدمه لي من نصائح، وهي تمثل لي امرأة أجنبية عني، وفي هذه الحالة كلما أخذت في الحديث معها أناديها والدتي وللعلم أنا في التاسعة عشرة من عمري؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسبق بيان حكم محادثة الرجل للمرأة في الفتوى رقم:
30792.
وذكرنا فيها ضوابط ذلك فتراجع، ولكن عليك أن تحذر خطوات الشيطان، فقد يجرك الشيطان أنت وهذه المرأة إلى ما يغضب الله تعالى، ونصيحتنا لك أن تترك الحديث معها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1424(13/3932)
ضوابط تعلم أحكام وأمور النكاح في صف مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[هل من الصحيح أن يتعلم الفتيات أمور النكاح أمام الذكور في صف مختلط؟
وهل جائز هذا الشيء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاختلاط في صفوف الدراسة بين الفتيان والفتيات أو في أي مكان لا يجوز؛ إلا أن تدعو له الضرورة القصوى، ولا يوجد عنه بديل، وذلك لما يترتب عليه من المفاسد والفتن.
روى الشيخان والترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
فإن لم يوجد عن الاختلاط في الدراسة بديل، وكانت الحاجة تلجئ إليه، فإنه يجوز بشروط وهي:
- أن تستر الفتاة جميع بدنها. قال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ... [النور:31] .
- أن لا تكون متطيبة ولا متزينة.
- أن يغض الجميع أبصارهم بعضهم عن بعض. قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... [النور:30-31] .
- أن يقتصر على موضوع الدرس، ولا يكون ثمت خضوع بالقول. قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] .
- أن تؤمن الفتنة.
فإذا توافرت جميع هذه الشروط -ويصعب أن تتوافر- فلا بأس حينئذ بتعلم أحكام النكاح، كشروط صحته وأحكام الطلاق والعدد والنفقات، ونحو ذلك.
وأما الأحاديث في الأمور الجنسية، فلا تجوز، وانظر ذلك في الفتوى رقم: 36199.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1424(13/3933)
تبادل المتزوج الصور مع زميلته أشد قبحا
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل يجوز التعامل مع زميلة لي بالعمل كأن أسألها عن طريقة عمل أكلة معينة وتبادل الصور معها مع العلم بأني متزوج كما أنها أيضا تطلب أن تأخذ صورة معي هل في تصرفي هذا شيء يغضب الله؟ وما المفروض أن تكون عليه علاقة الزميل بالزميلة في العمل مع العلم بأن زوجتي تعلم بهذا وتغضب غضبا شديدا للتعامل مع الزميلة في غير حدود العمل علما بأني في دولة أجنبية والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لك التعامل مع هذه المرأة إلا وفقاً للضوابط الشرعية، وفي حدود ما أباح الله، فيجوز لك الحديث معها للحاجة بلا خضوع منها وتليين في الكلام، وبلا خلوة، أو تبادل نظرات ونحو ذلك مما هو حرام شرعاً.
وأما تبادل الصور أو أخذ صورة معها فلا، لأن ذلك منكر، وجالب لسخط الله وغضبه، وسبيل للوقوع في الفاحشة، فالواجب عليك التوبة من ذلك، والبعد عن كل الأسباب الداعية إلى الوقوع فيه.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 28121.
وننبهك إلى أمرين:
الأول: أن فعلك لتلك المنكرات وأنت متزوج أشد قبحاً، لأن الزواج مداعاة للعفة.
الثاني: إن كان مقصودك بالدولة الأجنبية إحدى دول الكفر، وأنت من أهل دار الإسلام، فلا يجوز لك الإقامة هناك ما لم تكن ثمة ضرورة، وراجع في هذا الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1424(13/3934)
الرجوع عن الذنب والتوبة منه عبادة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
مشكلتي أني تعلقت بشخص وهو كذلك، لكنه انقلب وتغير إلى الأحسن، وقال لي إن العلاقة التي تجمعنا: ليست إلا علاقة أخوة، أسال: هل هو مذنب؛ لأنه سبب تعلق قلبي به أم ليس مذنب؟ وجزاكم الله خيرًا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالظاهر أن العلاقة بينك وبين من ذكرت علاقة غير شرعية، وعليه فإنما قام به هذا الشاب من قطع هذه العلاقة هو الصواب، ونرجو أن يكون ذلك دليلاً على توبته واستقامته، والرجوع عن الذنب والتوبة منه عبادة من أعظم العبادات.
هذا وننصحك بالتوبة إلى الله تعالى مما سبق، وعقد العزم على عدم العود إلى مثل ذلك في المستقبل. ولحكم هذا النوع من العلائق ندعوك إلى مراجعة الفتويين التالتين: 30003، 4220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الثانية 1424(13/3935)
وسائل تجنب فتنة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف نتجنب فتنة النساء؟ وما العلاج لذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وهناك وسائل كثيرة لتجنب فتنة النساء، ومنها: 1- غض البصر: قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] . 2- تجنب الاختلاط بالنساء: قالت فاطمة رضي الله عنها: خيرٌ للمرأة ألاَّ ترى الرجال وألاَّ يراها الرجال. 3- وتجنب الأماكن التي يتعرض فيها الشخص للنظر للنساء أو مخالطتهن. 4- ومجالسة الصالحين والقرب منهم. 5- والبعد عما يثير الشهوة من النظر إلى وسائل الإعلام مثل التلفاز والمجلات والصحف وقراءة القصص المثيرة، و ... 6- والاشتغال بالطاعات والذكر والقرآن. 7- وكثرة اللجوء إلى الله، والدعاء بالوقاية من فتنة النساء. 8- والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدر المستطاع. ولمزيد فائدة راجع الفتويين التاليتين: 23231، 6995. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الثانية 1424(13/3936)
حكم ركوب النساءالخيل في الأماكن العامة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم ركوب النساءالخيل في الأماكن العامة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ركوب الخيل من أكبر دواعي الكشف عن بعض أعضاء البدن كالأطراف، وهو كذلك باعث على لبس الثياب الضيقة المحددة للجسم، والمرأة مأمورة بستر جميع بدنها، وبعدم الظهور في أية هيئة يمكن أن تكون فيها سبب فتنة.
قال تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ ... [النور:31] .
وبناء على ذلك، فإن ركوب النساء للخيل في الأماكن العامة لا يجوز بحال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الثانية 1424(13/3937)
حول الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[متى وجب الاختلاط]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان مقصود السائل اختلاط الرجال بالنساء، فقد سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 3539 والفتوى رقم: 28829، وإن كان المقصود أمر آخر، فنرجوا توضيحه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1424(13/3938)
النظر إلى الأولاد بين الحل والحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[استمعت لمحاضره للشيخ محمد العريفي ذكر فيها أن النظر إلى الأولاد الصغار محرم، أريد أن أعرف متى يكون محرما؟ ومتى يكون حلالا؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكره الشيخ من منع النظر إلى الأولاد الصغار صحيح إن كان بقصد الشهوة أو اللذة، بل هو الأحوط على كل حال، فقد نص كثير من أهل العلم على تحريم النظر إلى المردان والأولاد لشهوة؛ فذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى: أن العلماء اتفقوا على تحريم النظر إلى الأمرد بشهوة، كما اتفقوا على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم لشهوة.
بل قال النووي في المجموع: يحرم النظر إلى الأمرد والحسن بكل حال إلا لحاجة شرعية.
أما إذا كان النظر لحاجة أو لغير شهوة ولا لذة فلا مانع منه إن شاء الله تعالى. ولمزيد من التفصيل وأقوال العلماء، نحيلك إلى الفتويين التاليتين: 26446، 32575.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الثانية 1424(13/3939)
هل يشترط وجود الشهوة لحرمة النظر إلى الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل النظر الى النساء الأجنبيات محرم حتى ولو كانت النظرة بدون شهوة؟ مع ذكر الدليل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النظر إلى النساء الأجنبيات محرم ولو كان بدون شهوة، ولا يستثنى منه إلا ما لا قدرة للشخص على منعه كالنظرة الأولى، أو ما دعت إليه الحاجة. والدليل لذلك قوله تعالى:: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:30، 31] . وروى الشيخان وأبو داود وأحمد من حديث أبي سعيد رضي الله عنه، أن الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: وَمَا حَقّ الطّرِيقِ يَا رَسُولَ الله؟ قالَ: غَضّ الْبَصَرِ، وَكَفّ الأذَى وَرَدّ السّلاَمِ، وَالأمْرُ بالمَعْرُوفِ وَالنّهْيُ عنِ المُنْكَرِ. ولم يقيد ذلك في الآية الكريمة ولا في الحديث الشريف بقصد الشهوة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1424(13/3940)
استدلال خاطئ حول الخلوة بالأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد قرأت الفتوى التي تقول إنه لا يجوز للرجل الخلوة بالأجنبية ولو بغير شهوة، ولكني أذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يذهب لامرأة عجوز عمياء تسكن في بيت بمفردها، فكان يأتيها وينظف لها البيت ويحضر لها ما تحتاجه، أليست هذه خلوة بأجنبية بغير شهوة أم ماذا؟.. وشكرا لكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأمر على ما قرأت في تلك الفتوى من عدم جواز الخلوة بالمرأة الأجنبية، وهو أصل محكم، ثابت بنصوص صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما جاء على خلافه، فهو إما أن يكون غير صحيح أو يكون منزلاً على حالة اقتضت الجواز، من ضرورة أو حاجة أو نحوهما. هذا من حيث العموم.
وأما بخصوص قصة عمر رضي الله عنه، فهي إن صحت فمحمولة على انتفاء الشبهة وأمن الفتنة، بكون هذه المرأة عجوزًا، أو كان معه آخر كغلامه مثلاً. وقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِعُمَرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَىَ أُمّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا. كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا. فَلَمّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ ... الحديث.
قال النووي في شرحه لهذا الحديث في معرض ذكره لفوائده: وزيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها. اهـ
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1424(13/3941)
من المحرمات الظاهرة الاختلاط بالنساء أثناء ممارسة الرياضة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
أود أن أسألكم سؤالا أفادكم الله.
ما قول الدين والشريعة في أن الرجل الذي يذهب إلى الجيم (ناد للرياضة) ويكون مختلطا بالنساء الكفرة، بمعنى لا توجد أي عورة لهن ويتمرن بالقرب منه ويحط بصره عليهن دون ستر أو عورة.
جزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الرياضة مباحة بشرط عدم اشتمالها على محرم أو إفضائها إلى محرم. وراجع لذلك الفتويين التاليتين: 5921، 18925
ومن المحرمات الظاهرة الاختلاط بالنساء أثناء ممارسة الرياضة، فإن هذا من أشد المنكر، خاصة مع الكافرات اللائي لا يراعين حرمة ولا يعرفن حياءً، ولا يتورعن أن يشكفن عن عوراتهنَّ للأجانب. فالواجب على المسلم عدم مخالطة النساء ما استطاع لذلك سبيلاً، خاصة المتبرجات منهنَّ، ويجب عليه غض بصره عن النساء لأمر الله عز وجل بذلك في قوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الثانية 1424(13/3942)
زيارة الرجال للمرأة وضابطه الشرعي.
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا كان يقرب النبي صلى الله عليه وسلم لأم حرام زوجة عبادة بن الصامت رضي الله عنهما، لكي يدخل عليها ويضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه في حجرها، في الحديث الذي رواه مالك عن أنس بن مالك رضي الله عنه "أن رسول الله كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله، ثم استيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ ... " إلى آخر الحديث. ولزيارته صلى الله عليه وسلم لأم هانئ، ولزيارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لها بعد مماته صلى الله عليه وسلم، وهل يجوز لأي أحد أن يزور أي امرأة لا قرابة بينهما؟ أزيلوا يرحمكم الله هذا الالتباس وهذه الشبهة من عندي وعند غيري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر الإمام النووي عند شرحه لحديث في صحيح مسلم لفظه: كَانَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَدْخُلُ عَلَىَ أَحَدٍ مِنَ النّسَاءِ إِلاّ عَلَىَ أَزْوَاجِهِ. إِلاّ أُمّ سُلَيْمٍ. فَإِنّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنّي أَرْحَمُهَا. قُتِلَ أَخُوهَا مَعِي.، فقد قال عقبة: قد قدمنا في كتاب الجهاد عند ذكر أم حرام أخت أم سليم أنهما كانتا خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين، إما من الرضاع وإما من النسب فتحل له الخلوة بهما. اهـ، وبهذا يتبين المقصود.
وأما حديث أم أيمن، ودخول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلى بيتها، فقد استخلص منه العلماء جواز زيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها. أفاد ذلك النووي في شرحه على مسلم.
فعلى هذا فلا حرج في زيارة الرجل للمرأة إذا كان يصحبه رجل آخر أو أكثر، ولا شك أن هذا مقيد بأمن الفتنة وانتفاء الشبهة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1424(13/3943)
تتوقى المرأة الاختلاط والحاجة مقدرة بالشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
سؤالي هو عن حكم مخاطبة النساء للرجال والحديث معهم في أماكن العمل والدراسة وما هي الضوابط التي يجب الالتزام بها؟ علما بأنني طالبة في الجامعة، وأنا منتقبة وأحاول قدر المستطاع غض البصر، ولكن هناك بعض الظروف التي تضطرني للتعامل مع الرجال والكلام معهم, وذلك لا يكون إلا في حالة التعاون مع الشباب لإنجاز عمل، إما دعوي أو علمي فقط ولم تتوافر وسيلة أخرى للاتصال. أحتاج إلى أدلة شرعية توضح الأمر بشيء من التفصيل ليطمئن قلبي. جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاختلاط المرأة بالرجال الأجانب عنها في زمن قلت فيه الديانة كزمننا أمر محفوف بالمخاطر، فتؤمر المرأة حفاظًا عليها أن تتوقى مواطن الاختلاط بقدر الاستطاعة إلاَّ للحاجة. وقد بينا في فتاوى سابقة حكم حديث المرأة مع الرجال الأجانب والدراسة المختلطة، وضوابط ذلك، فلتراجع الفتويان ذاتا الرقمين التاليين: 4090، 20297.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1424(13/3944)
الوحدة منهي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن ثلاثة أخوات اثنتان متزوجتان والصغرى غير متزوجة والدي ووالدتي متوفيان وأختي الصغرى وهي طالبة جامعية ذهبت للعيش مع أختي الكبرى وزوجها فهل هذا حرام أم لا؟ مع العلم بأنها فتاة متدينة وعلى خلق وتحافظ على نفسها وهل يجوز بقاؤها في منزل والدي وحدها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجب على المرأة المسلمة أن تحرص على ما يحفظ دينها وعرضها، ومن أهم أسباب ذلك: توفير سكن يؤمن لها الستر، والبعد عن مخالطة الأجانب. وبناء على هذا، فإن كانت الأخت تأمن في سكنها مع أختها من مخالطة الأجانب ونظرهم إليها، فلا حرج عليها في السكن مع أختها، وينبغي أن تراجع في ضوابط إباحة سكنها في حال وجود زوج أختها أو غيره من الأجانب، الفتوى رقم: 19493، والفتوى رقم: 10146.
وأما إذا كانت لا تأمن دخول الأجانب عليها والاختلاط بهم، فإن عليها أن تبحث عن وسيلة أخرى، فيمكن أن تبحث عن امرأة كبيرة صالحة تسكن معها، ولا ينبغي أن تقيم وحدها في منزل أبويها لما فيه من الوحدة المنهي عنها في الحديث الذي رواه الإمام أحمد، وصححه الألباني: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة، أن يبيت الرجل وحده.
هذا وينبغي التنبه إلى أن من أفضل ما يساعد على حل المشكلة أن تبحثا لأختكما عن زوج صالح يكفلها، فقد كان من هدي الصحابة والتابعين عرض بناتهم على من يرتضى دينه وخلقه للزواج له. وراجعي في هذه الفتوى رقم: 9990.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1424(13/3945)
تهافت شبهة لتبرير الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد سمعت بعض العلماء يقول بأن الاختلاط محرم ولكني أتذكر بعض الأحاديث التي ذكر فيها أن نساء الصحابة كن يأتين لرسول الله يسألنه عن بعض أمورهن ويكون موجوداً في مجلس الرسول بعض الرجال فهل هذا اختلاط وكم يجب أن يكون عدد الرجال والنساء في المكان الواحد حتى يتم الاختلاط وهل إذا كانت المرأة ملتزمة بحجابها يجوز لها أن تختلط بالرجال فقد سمعت من بعض العلماء أن ذلك يجوز؟
أرجو إيضاح الأمر وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الاختلاط بين الرجال والنساء الشائع الآن محرم، وقد سبقت الإجابة عن ذلك في الفتوى رقم: 2523، والفتوى رقم: 9855.
وما ذكرته من أن نساء الصحابة كنّ يأتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألنه عن أمر دينهنَّ، وأحيانًا يكون في مجلسه بعض الرجال فصحيح؛ وقد ثبت أن عائشة رضي الله عنها أثنت على نساء الأنصار بشيء من ذلك. قالت: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهنَّ الحياء أن يتفقهنَ. أخرجه مسلم وأبو داود وأحمد.
ولكن هذا لا يعتبر اختلاطًا؛ لأنهنَّ يسألن عن أحكام دينهنَّ، ولا يعرفها غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحضورهنَّ لذلك من الضرورات. ثم إنهنَّ يلتزمن الحجاب ولا يختلطن بالرجال.
وأما سؤالك عن العدد من الرجال والنساء الذي إذا حصل يكون اختلاطًا، وعمَّا إذا كانت المرأة الملتزمة للحجاب يجوز أن تخلتط بالرجال، فجوابه: أنه لا يوجد عدد من الرجال والنساء يباح له الاختلاط، ولا يباح كذلك الاختلاط للمرأة إذا التزمت الحجاب. فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدخول على النساء. روى الشيخان والترمذي والدارمي وأحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
وروى ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. أخرجه الشيخان وأحمد.
وقصارى ما في الموضوع أن المرأة إذا اضطرت إلى الصلة بالرجال لضرورة عمل أو علاج ونحو ذلك، وكانت ملتزمة بحجابها وحشمتها ووقارها ولم تخضع بالقول، ولم يحصل منها أي شيء يثير الفتنة، فعسى أن لا يكون عليها إثم؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1424(13/3946)
الأسلم تجنب الاتصال بالقريبة الأجنبية ولو في أمور الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والصلاة على رسول الله
أعرف فتاة من المحارم لكن أتكلم معها في الهاتف في أمر الدين هل هذا يدخل في إطار الحرام أم أن عملي سليم؟ وهل الهاتف يعتبر خلوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت من المحارم اللائي يحرم عليك الزواج منهنَّ تأبيدًا، فلا إشكال أصلاً في الحديث معها عبر الهاتف أو مباشرة، إلا أن تكون هناك في القول ريبة فيمنع منه، كما يمنع من الخلوة بذات المحرم، أو إبدائها زينتها، مع المحرم الذي يخشى منه عليها.
وإن كان المقصود من السؤال أن المرأة من القريبات اللائي يحل لك الزواج منهن، فهذه الفتاة أجنبية يجب أن يكون الحديث معها بالمعروف، أي في الحدود المشروعة، وألا يشتمل الحديث معها على ريبة أو يكون في قولها خضوع، فإن كان الكلام مظنة الفتنة حرم.
والأولى في كل الأحوال تجنب الاتصال بها هاتفيًّا ولو كان الحديث في أمور الدين سدًّا لباب الفتنة، ويمكن تعليمها بطرق غير مباشرة كالكتب، والأشرطة المسجلة للدعاة، ونحو ذلك.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 1847.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1424(13/3947)
بنت عشر سنين تعامل معاملة المرأة الكبيرة في الأحكام
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم صلاة البنت ذات 10 سنوات في الصف الأول مع الرجال؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بنت عشر سنين لا يجوز أن تصفّ مع الرجال في الصف الأول، بل يجب أن تعامل معاملة المرأة الكبيرة، وذلك لأن بنت العشر ممن يشتهى غالبًا. وقد دخل النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهي بنت تسع، كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين.
وعليه، فلا يجوز اصطفافها مع الرجال، لما يخشى من مسهم إياها.
وقد وضح بعض الفقهاء المستوى العمري الذي يحرم فيه نظر عورة البنت ومسها، فقال:
وبنت ست لا يجوز نظر ... عورتها واللمس من ذا أخطر
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه في صلاته صلى الله عليه وسلم في بيت مليكة قال: فصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا.
قال ابن عبد البر في التمهيد: وإذا كان رجلان وامرأة قام الرجل عن يمين الإمام وقامت المرأة خلفهما، وهذا لا خلاف فيه، وبهذا احتج أحمد بن حنبل في أن المرأة سنتها أن تقوم خلف الرجال لا تقوم معهم في الصف.
هذا ويجدر التذكير هنا بحديث معقل بن يسار في خطورة مس الأجانب: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(13/3948)
بريد الفاحشة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الخروج مع البنات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد.
فلا يجوز لرجل أن يخرج مع فتاة أو بنات أجنبيات عنه، لما في ذلك من الوقوع في جملة من المحذورات والمخالفات الشرعية، كالنظر المحرم، والخلوة، والعشق، وفساد القلب، فالخروج مع البنات والانفراد بهن، بريد لأشنع الفواحش، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التعرض لفتنة النساء أشد تحذير، فقال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
وقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونّ بامرأة ليس معها ذو محرم منها، فإن ثالثهما الشيطان. رواه أحمد
وماذا يفعل الشيطان بهما إلا الإغواء وإفساد القلوب والأعراض.
وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 10271 والفتوى رقم: 11945.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1424(13/3949)
الخوف من قطع مراسلة الفتيات خشية الاتهام بالتشدد حيلة شيطانية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
أقوم بمراسلة فتيات أجنبيات، وكان ذلك بغرض التعريف بالإسلام، ولكني فشلت في ذلك
وقمن بإرسال صورهن لي، ماذا أفعل كي لا أراسلهن مرة أخرى؟ وفي نفس الوقت لا أبين لهن أن الإسلام متشدد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك بقطع هذه المراسلة، وعدم معاودة مراسلة الفتيات مرة أخرى حفاظا على سلامة دينك.
ولا تجعل الشيطان يجرك إليها بحجة دعوتهن، فإنه إنما يريد إفساد قلبك وإغواءك، مع أن مجال الدعوة واسع، فقم بدعوة الرجال، ودع النساء للنساء.
أما الخوف من قطع المراسلة خشية اتهام الإسلام بالتشدد، فهذه حيلة أخرى من الشيطان لتستمر فيما أراده، فهل بعد إرسال الصور إلا إثارة الشهوة والمغازلة، ثم التماس اللقاء والاتصال، ثم إن وسائل الدعوة لا بد أن تكون صحيحة موافقة لشرع الله تعالى، فلا يتقرب إلى الله تعالى ولا يدعى إليه بمحرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1424(13/3950)
هل يجوز للمرأة أن تسكن بمفردها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لي العيش بمفردي في بيت أبي إذا سافر والدي للعمل بالسعودية وبرفقته والدتي وأخواتي الصغار؟ مع العلم بأن عملي هنا وأنوي الدراسة ولي أخ متزوج هنا ولكن لا أريد أن أثقل عليه أو على زوجته وأخشى أن أتسبب في أي مشاكل له.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصحك بالإقامة في بيت أخيك، فذلك خيرٌ لك وآمن، ولن يكون هناك ثقل عليهم إذا كان في البيت سعة وقمت بمساعدتهم في أمور بيتهم.
وهذا لا يعني أنه لا يجوز لك أن تسكني في بيت أبيك مفردة، بل هو جائز إن أمنت على نفسك، ولكنه مكروه فيما لو كنت تنامين في البيت وحدك، لما رواه أحمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. وحسنه السيوطي، وصححه المناوي الألباني وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1424(13/3951)
حدود تبادل الكلام والنظر إلى المخطوبة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي حدود الخاطب في الجلوس مع خطيبته؟ وهل يمكن أن نتبادل كلام الحب في التيلفون]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخاطب بالنسبة للمخطوبة يعتبر بمثابة الرجل الأجنبي، إلا أنه يجوز له أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها. كما قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. قال جابر فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها إلى ما دعاني إلى تزوجها فتزوجتها. رواه أبو داود وأحمد. أما الجلوس معها مع الخلوة بها فلا يجوز لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك حيث قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد. أما تبادل الكلمات التي تشتمل على إثارة الشهوة فلا تجوز أيضًا لما قد يترتب عليه من مفاسد، ولأنه يدخل في الخضوع بالقول الذي جاء النهي عنه في قوله: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1424(13/3952)
ماهية الاختلاط المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي حدود الاختلاط بالرجال في مجال العمل؟ المكان الذي أعمل به يعقد دورات للتنمية البشرية، ويتم تقسيم الموجودين بحيث يكون رجال مع سيدات، ويتم مناقشة العديد من الموضوعات الخاصة بالعمل وغيره، وأحيانا يتم عقد مقابلات خارجية مع الأسر هل هذا خطأ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاختلاط المحرم هو اجتماع الرجال والنساء تحت سقف واحد دون الالتزام بالضوابط الشرعية، كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو عدم احتجاب النساء، أو خضوعهنَّ بالقول، ونحو ذلك.
وأما مجرد الاجتماع بين الجنسين تحت سقف واحد مع التزام الضوابط الشرعية لمناقشة بعض القضايا المتعلقة بالعمل وغيره فلا حرج في ذلك.
وأما عقد المقابلات مع الأسر فلا شيء فيه أيضًا، إذا كان ذلك منضبطا بما سبق. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 29848.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1424(13/3953)
تحذير الرسول البليغ من فتنة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري23 سنة وغير متزوج ومشكلتي أنني خجول خاصة من البنات أو النساء الكبيرات وأنا
لا أستطيع الجلوس مع أي فتاة إلا إذا كانت معي واحدة من شقيقاتي ولكن ثلاثة من شقيقاتي يردن أن أكون جريئا وأن أتحدث بدون خجل مع البنات فماذا علي أن أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا خير لك في الجلوس مع الفتيات، واحمد الله أن رزقك الحياء وصرف عن قلبك حب مخالطة النساء، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته تحذيرًا بليغًا من فتنة النساء، فقال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء متفق عليه.
وقال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء رواه مسلم.
وقال: ألا لا يخلونّ رجل بامرأة لا تحل له، فإن ثالثهما الشيطان إلا محرم. رواه أحمد.
واعلم أنه لا تجوز لك الخلوة بامرأة أجنبية إلا مع وجود محرم لها، وأختك ليست محرمًا، كما أنه ليس لك أن تنظر إلى النساء، لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
والحاصل أن ما أنت فيه من الخجل، والبعد عن النساء لا يعد نقصًا ولا يعتبر مشكلة، بل هو خير ونعمة ينبغي أن تحمد الله عليها. ولا تقلق من أمر الزواج، فإن من صان جوارحه عن الحرام، حفظها الله له ونفعه بها في الحلال، فإن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1424(13/3954)
محاذير تنزه رجل مع فتاة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز التنزه مع بنت (فتاة) . وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتنزه الرجل مع فتاة أجنبية عنه يتضمن جملة من المحرمات كالنظر إليها. وقد قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ. [النور:30] . وكلامها معه بكلام لين، وقد قال الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] .
وقد تحدث خلوة بها وهي محرمة أيضًا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلونَّ رجل بامرأة إلاَّ مع ذي محرم. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وقد يمسها بيده وتمسه، وهذا محرم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني.
وقد يقودهما هذا كله إلى ما هو شر من هذا وأفظع، وهو الوقوع في الفاحشة - والعياذ بالله - ولا ينبغي لمؤمن أن يأمَن على نفسه الفتنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلونَّ رجل بامرأة إلاَّ كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد وغيرهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1424(13/3955)
الاختلاط تحت أي ذريعة لا يسوغ
[السُّؤَالُ]
ـ[الاستعانة بالعمل المختلط للقيام بمشروع جائز أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاختلاط بمفهومه الشامل محرم لا يجوز، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3539، 15176، 8677.
وعليه.. فلا يجوز لمن أراد إقامة مشروع تجاري أو دعوي أو غيرهما أن يحدث الاختلاط بين العاملين فيه.
أما إن كان عمل الرجال وحدهم وعمل النساء وحدهنَّ فلا مانع منه.
والعجب من دعاة الاختلاط والرذيلة كيف يغفلون أو يتغافلون عن الفطرة التي فطر الله عليها الرجال والنساء من ميل بعضهم إلى بعض، وكيف لا تتزلزل العواطف والمشاعر وتنجر إلى الحرام والرجل يشاهد زميلته في العمل صباح مساء تناوله ويناولها وتضاحكه ويضاحكها، وقد تخلو به ويخلو بها، فسبحان الله أيشك مسلم في منع ذلك؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1424(13/3956)
حكم عرض رسائل امرأة أجنبية على رجل
[السُّؤَالُ]
ـ[في حالة عدم جواز المراسلات والدردشة والهاتف وغيرها من وسائل الاتصالات، هل يجوز شرعاً عرض محتويات هذه المراسلات على أخ وصديق مقرب جداً وذي خلق ودين؟ وأحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا، وذلك إما من باب النصيحة والاستشارة، أو من باب أنه أخ في الله لعله يجد فيها ما يريب فينصح لها.
وإن تم عرضها، فهل هذا حرام شرعاً أم لا؟ علماً بأن هذا الأخ معروف بشدته في النصح في والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يخشى في الله لومة لائم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان مقصودك المراسلات بين الرجال والنساء، وانتفت الضوابط الشرعية المذكورة في الفتوى رقم: 1759، فإن هذه المراسلات لا تجوز، ولو تم عرض محتوياتها على طرف ثالث، على نحو ما ذكرت، بل قد يكون ذلك فتنة له أيضًا.
ثم يقال: ما هي الحاجة إلى هذه المراسلات مع كونها محفوفة بالمخاطر. إن أمنت الفتنة فيها على الرجل فقد لا تؤمن على المرأة الضعيفة التي تتأثر بمن يحسن إليها ويهتم بها.
فالواجب على المسلم أن يتقي الله تعالى، وأن يحذر فتنة النساء، وألا يثق بنفسه أو يغتر بصلاحه، فإن القلوب ضعيفة والفتن خطافة. نسأل الله العافية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1424(13/3957)
أعظم الفتن ما يدور بين الجنسين من محادثات ومواعدات
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 18 عاما وأعيش في الخارج، والحمد لله أحافظ على صلتي بالله تعالى، وقد التقيت منذ مدة بشاب من بلدي وهو شاب ملتزم من الناحية الدينية والأخلاقية، وقد عرض علي الزواج من أول لقاء بيننا وهو بالنسبة لي الآن خير رفيق، وأنا أراه مرة أو مرتين كل أسبوع في الجامعة، ولكن مشكتلي أنه يود أن يعرف شعوري تجاهه أو طريقة تفكيري قبل أن يتقدم رسميا، وينزعج عندما أظل صامتة، قد يظن أني لا أحبه ولكني أخاف أن تكون هذه تجربة لي، مع العلم بأني متعلقة به وأحبه خصوصا عندما قدم لي كتبا في الشريعة، وينصحني في لبسي وتصرفاتي، فساعدوني أرجوكم، عسى الله يجازيكم خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يحفظك من الفتن وأن يجعلك من الصالحات القانتات. واعلمي - أيتها الأخت - أن للشيطان خطوات في إضلال عباد الرحمن، فمن اتبع خطواته وقع في شباكه. وإن من أعظم الفتن ما يدور بين الشباب والشابات من محادثات ومواعدات، قد يزين الشيطان في مطلع الأمر أن مقصدها حسن وهدفها الزواج، ثم لا يلبث الشيطان يسول ويزين الفاحشة والوقوع في الرذيلة، حتى تكون العقبى هي سخط الجبار سبحانه، وصدق ربنا جل وعلا حيث قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور:21] ، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: لا يخلونَّ أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. رواه أحمد وغيره.
وعلاقة صدق هذا الرجل وحسن تدينه أن يقطع كل علاقة بك، وعلاقة صدق تدينك أن تقطعي كل علاقة به، وإن أراد الزواج فلا مانع من أن تخبريه أنك موافقة على ذلك مرة واحدة، فإن كان صادقًا فإن سلوك طريق الزواج معروف وهو التقدم إلى أولياء المرأة. وانظري الفتاوى التالية:
31934، 10271، 22345، 28328.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1424(13/3958)
علاقة إفساد لبيت الزوجية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا زوجة وأم لبنتين، أعمل بإحدى المؤسسات، وبحكم العمل أصبحت تجمعني ألفة وصداقة أخوية كبيرة بزميل لي بحكم أشياء كثيرة توافقنا فيها من طباع وآراء في الحياة العملية واليومية، إلى أن أصبحنا لا نستطيع الابتعاد عن بعضنا البعض، أحسست أن هذه العلاقة ستتطور أكثر، فحاولت الرجوع ولكن وجدت نفسي أنا أيضا لا أستطيع، أحس أنه صديق وأخ ووجدت فيه ما لم أجده في زوجي من اهتمام بمشاكلي، إني أحاول الابتعاد لأني اخاف الله كثيرا من ارتكاب المعاصي، وفي الوقت نفسه لا أستطيع الاستغناء عنه، الرجاء أرشدوني ما العمل وكيف أتصرف؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن إقامة علاقة امرأة مع أجنبي عنها محرمة، لا سيما إذا كان في ذلك إفساد بيت قائم كما هو حال السائلة، وقد سبقت لنا عدة فتاوى في هذا، منها الفتوى رقم:
28080 والفتوى رقم: 1753 والفتوى رقم: 3320 والفتوى رقم: 31309، والفتوى رقم: 22368.
والواجب عليك عمله هو قطع هذه العلاقة مع هذا الرجل فورًا، ولا تجوز لك محادثته إلا فيما تدعو إليه الحاجة وبقدرها، ويجب عليك ترك العمل في الأماكن المختلطة فورًا، فلا يجوز البقاء فيها إلا في حال الضرورة الملجئة. وراجعي الفتوى رقم:
3859.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1424(13/3959)
التواصل بين الجنسين لأي غرض طريق شر
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم. يا شيخ أنا أحب فتاة وأريد أن أنكحها، ولكن لا يتسنى لي الأمر الآن لأني صغير على سن الزواج، إني لا أتحدث إليها إلا أحيانا، ودائما أسلم عليها عن طريق أختي، وأعطيتها البريد الإلكتروني الخاص بي، فهل يجوز الذي أفعله وأنا لا أريد شيئا يغضب الله، للعلم أريد أن أراسلها مرة في كل شهر ولا أريدها سوى زوجة لي، وإني مخلص لحبي لها، فما قولكم، وشكرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه، وأن يجعلك من عباده الصالحين. واعلم أخي أن الشاب متى قدر على النكاح وملك تكاليفه وتاقت نفسه إليه لم يبق صغيرًا على النكاح، فنصيحتنا لك أن تبادر إلى الزواج. وأما التواصل بين الشبان والشابات بغرض الزواج أو غيره فهو طريق شر ينبغي سده، فإن الأمر قد يكون في أوله في حدود المشروع، وقد يكونان - أعني الرجل والمرأة - على دين وخلق، ويعزمان على أن تكون المراسلة بينهما في حدود الشرع والانضباط ثم لا يلبث الشيطان أن يستزلهما حتى يقعا في الرذيلة وفي غضب الجبار سبحانه وتعالى، وقد حذرنا الله من ذلك فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور:21] . ولذا فإن عليك أن تعرض عن أي نوع من التواصل مع هذه الفتاة حتى يمن الله عليك بالزواج. وانظر الفتوى رقم:
24348.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1424(13/3960)
تدليك المرأة زوجها أمام الرجال غير مستحسن
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدي الفاضل: أريد السؤال عن قيام الزوجة بعمل (مساج) لزوجها من قدمه حتى الركبة في وجود إخوته الذكور لشعوره بالإجهاد، هل هذا حلال أم حرام؟ مع الاعتبار أنها تجلس معهم بزي مناسب يغطي جسدها وشعرها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأقرب لحماية الأعراض مما يخدشها، ولحماية النفوس البشرية من الوقوع في الفتن، أن لا يستقبل الرجل إخوته البالغين في البيت الذي توجد به الزوجة.
بل إن عليه أن يستقبلهم في غرفة أخرى، وذلك لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن دخول الرجال على النساء، كما في حديث الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يارسول الله، أفرأيت الحمو. قال: الحمو الموت.
ويضاف إلى هذا أن تدليك المرأة زوجها أمام الرجال غير مستحسن إذا لم يكن لعلاج ونحوه، إذ هو مما ينافي الحياء، ويتأكد ذلك إذا كان فيه نوع من المداعبة.
وراجع الفتوى رقم: 5224.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1424(13/3961)
ابن خال المرأة وابن عمها ليسوا من محارمها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة على الرسول الأمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد،،الزوجة الصالحة أغلى ما يملك الرجل كما أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة " سؤالي هو ما مدى تعامل المرأة مع أقربائها مثل ابن خالها أو ابن عمها أو ابن عمتها، ومن حق المؤمن أن يغار على زوجته.. أفيدوناجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فابن خال المرأة، وابن عمها، وابن عمتها ليسوا من محارمها، ولا يجوز لها أن تكشف شيئًا من بدنها أمامهم، ولا أن تصافحهم، ولا أن تخلو بهم، ولها أن تسلم عليهم بمجرد الكلام إذا أمنت الفتنة.
وتفعل ذلك مع سائر أقربائها إلا إذا كانوا من محارمها؛ كأبيها وأخيها.
ويجب على زوجها أن يحافظ على دينه وعِرْضه بأن يمنعها من الخلوة بهم أو التكشف عليهم، وهذا من الغيرة المحمودة المطلوبة شرعاً، يقول ابن القيم في "الجواب الكافي": إن أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له ... ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله، والجنة عليه حرام. اهـ
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1424(13/3962)
حكم ركوب المرأة بمفردها مع مدرب السياقة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
زوجتي تريد الحصول عل رخصة سياقة علماً بأننا مقيمون في أوربا وصاحب مدرسة السياقة ألماني فهل ركوب زوجتي مع معلم السياقة وحدها حرام أم حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لزوجتك الركوب مع مدرب السياقة وحدها لما في ذلك من الخلوة المحرمة شرعاً، وقد أفتى جماعة من أهل العلم أن ركوب المرأة مع رجل أجنبي وحدها في سيارة يعتبر في حكم الخلوة.
ولهذا يجب عليك أن تصحب زوجتك إذا كان المدرب رجلاً أو يصحبها أحد محارمها أو بعض النساء وقت التدريب، حتى لا تحصل الخلوة المحرمة شرعًا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1424(13/3963)
إخوان زوج المرأة كغيرهم من الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم جلوس الإخوة مع زوجاتهم في مكان واحد وذلك أثناء زيارتهم لبعض؟ وهل إذا رفضت طلب زوجها بالجلوس معهم عليها إثم؟ وكيف يمكن أن تتصرف مع هذا الوضع؟ مع العلم بأنهن كاشفات الوجه فقط وهم أبناء عم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الجلسة لا تجوز، فإن إخوان زوج المرأة كغيرهم من الأجانب. لا يحل لهم أن ينظروا إلى زوجة أخيهم، ولا يحل لها أن تكشف عن وجهها وكفيها أمامهم، كما لا يحل ذلك عند غيرهم من الأجانب؛ بل إن مخالطة إخوان الزوج وأقاربه أشد خطرًا، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم، فقال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
والحمو: أخو الزوج أو قريبه.
فإذا أمر الرجل امرأته بالجلوس في مثل هذه الجلسات فلا تجوز لها طاعته، لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه من حديث عليّ رضي الله عنه.
والذي يجب عليها هو أن تصمم على عدم الجلوس معهم. ولتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3910، 8975، 15124، 3819.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1424(13/3964)
دع المحادثة ليسلم لك دينك.
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي أني أجد حسن شهوة للنساء كلما تكلمت مع أي فتاة والغرض غير جنسي فأحس بسيل في جهازي التناسلي، أرجو النصيحة وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا تجوز لك محادثة النساء والحالة هذه، لما في ذلك من الذريعة إلى الوقوع في الفاحشة، وقد حرم الإسلام كل وسيلة تؤدي إلى الوقوع فيها من نظر أو لمس أو مشي أو استماع أو كلام أو تمنٍ. وراجع في هذا الفتوى رقم:
32362، والفتوى رقم: 3950.
وبخصوص ما يخرج عند محادثتك النساء، راجع الفتوى رقم:
26660.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1424(13/3965)
يحرم المس دون النظر في حالات
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هو: إذا كان لا يجوز أن تنظر المرأة إلى ما حرم الله أن تنظر إليه المرأة إلى جسد المرأة الأخرى باستثناء الذراعين والساقين والنحر والرأس فهل يجوز أن تنظر المرأة إلى جسد المرأة في حالة إذا كانت تستحم وطلبت منها أن تحك ظهرها؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن بينا حدود نظر المرأة إلى بنات جنسها في الفتوى رقم: 7254، فلتراجع،
وبناءً على ذلك نقول ما جاز النظر إليه جاز مسُّه، وما حرم نظره حرم مسُّه، وقد يحرم المس دون النظر في حالات منها: مس الرجل وجه الأجنبية، فإنه وإن جاز النظر إليه عند بعض أهل العلم لم يجز مسُّه، لأن المس أبلغ في اللذة.
وعليه، فيجوز للمرأة مس ما يجوز لها النظر إليه من جسد المرأة، وأما ما لا يجوز لها النظر إليه فلا يجوز مسُّه إلا لحاجة كعلاج ونحوه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1424(13/3966)
مقابلة الزوجة للخطيب الأول ضرب من الخيانة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة تم عقد قراني على شخص لا أحبه ولكني وافقت عليه نتيجة لظروف صعبة كنت أمر بها وهي فسخ خطوبتي من شخص كنت أحبه والآن أريد أن أفسخ العقد وارجع إلى خطيبي السابق مع العلم بأنى أنا وزوجي غير متفاهمين إطلاقا وهو مسافر إلى أحد الدول العربية للعمل منذ عقد القران وأنا الآن أقابل خطيبي السابق فهل يعتبر ذلك خيانة للأمانة؟ مع العلم بأن زوجي كريم في كل شيء ولكن اسلوبه همجي معي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي لك فسخ النكاح إذا كان الشخص الذي عقد عليك صالحًا في دينه وخلقه مع كرمه الذي أشرت إليه في السؤال، وأما همجيته في التعامل معك فأمر سهل يمكنك نصحه وبيان وجه الصواب له برفق وحكمه، وقد تكون بعض التصرفات ليست همجية ولكنك تعدينها همجية، لأن الناس يختلفون في طباعهم، والحياة الزوجية ينبغي أن تتسم بنوع من التغاضي عن بعض الهفوات وتجاوزها ومحاولة إصلاحها.
ولا تجوز لك مقابلة خطيبك الأول والخلوة به وربط علاقة ونحو ذلك، لأنه أجنبي عنك، وما تقومين به نوع من الخيانة، وما يقوم به خطيبك الأول هو نوع من الإفساد، فالواجب عليكما الإقلاع فورًا عن هذا الصنيع القبيح.
ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 5670.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1424(13/3967)
حكم إعلام المدرب الفتاة بموعد التمرين هاتفيا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم اتصال مدرب كرة الطائرة ببنت ليعرفها ميعاد التمرين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان للبنات مكان خاص بهن يلعبن فيه ولا يترتب على لعبهن محذور شرعي فلا حرج على هذا المدرب أن يعلم الفتاة بموعد تمرينهنَّ إذا أمنت الفتنة وكان الكلام بقدر الحاجة. أما إذا كان يترتب على لعبهن أو الكلام معها محذور شرعي فلا يجوز لما في ذلك من الإعانة على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتْقَوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب [المائدة:2] ولما في ذلك من تعريض النفس للوقوع في المعصية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1424(13/3968)
حكم الخلوة شامل للرجل والمرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل ركوب المرأة في الليموزين بدون محرم يعتبر خلوة؟ وهل على سائق الليموزين إثم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسبق الكلام عن حكم ركوب المرأة مع سائق بمفردها في الفتوى رقم:
4091
ويحرم على المرأة أن تخلو برجل، ويحرم على الرجل أن يخلو بامرأة؛ لأن الحكم الشرعي شامل لهما، والفتنة متوقعة من كل منهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1424(13/3969)
لا يجوز لمس العورة والنظر إليها إلا لضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة التي تأتي لكي تزيل شعر الجسد لامرأة أخرى أن تنظف وترى كل الجسد بما فيه العورة المغلظة؟ وهل هذه تعتبر ضرورة تبيح المحظور (النظر للعورة) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تطلع على عورة امرأة أخرى بحجة إزالة الشعر عنها، فالعورة لا يجوز لمسها أو النظر إليها إلا في حالة الضرورة، وليس هذا من باب الضرورة، وعلى المرأة أن تزيل عنها الشعر عن نفسها بأي وسيلة من وسائل إزالة الشعر، وهي كثيرة ومتوافرة.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم:
2734.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1424(13/3970)
تحمل الرجال والنساء في سيارتها.
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة ولدي سيارة خاصة، ولما أجد في طريقي نساء أو رجالا أو طلبة من الجنسين معا فأنا لا أتردد في حملهم معي، وهذا من باب الإنسانية والرحمة.
هل يجوز لي هذا العمل أم لا، خاصة وأنا متزوجة؟
ولكم ألف شكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لم يكن في الأمر خلوة وأمنت الفتنة فلا بأس بذلك، بل قد تؤجرين عليه إن أحسنت النية.
ولمزيد من الفائدة راجعي الجواب رقم: والجواب رقم: 2183 والجواب رقم: 1079
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1424(13/3971)
المستسر بالمعصية والمجاهر آثمان
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم رؤية الأفلام الجنسية فى خلوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت لنا عدة فتاوى في بيان حرمة مشاهدة الأفلام الجنسية، فراجع منها الفتوى رقم:
10803، والفتوى رقم: 29324.
ولا فرق في الحرمة بين رؤيتها سراً أو جهاراً، وإن كان من استسر بالمعصية أقل جرماً ممن جهر بها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: كل أمتي معافى إلا المجاهرين. الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه واللفظ للبخاري.
لكن المجاهر والمستسر متساويان من حيث كونهما عاصيين آثمين متعديين لحدود الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الأولى 1424(13/3972)
الصداقة بين الرجل والمرأة بغرض الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
سمعنا مؤخرا فتوى من مفتي الديار المصرية بجواز اتخاد صديقة قصد الزواج بها، بشرط النية في الزواج بها وعدم الاختلاء بها وعدم لمسها.
السؤال ما مدى صحة هدا القول؟
ومن استطاع التقيد بهذه الشروط مند 5 سنوات ما حكم صلاته.وما حكم هذا الفعل؟ وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن حكم إقامة علاقة صداقة بين الرجل والمرأة وذلك في الفتاوى التالية: 10271 11945 9431
وما ذكرناه يشمل ما إذا كان الغرض من هذه العلاقة هو الزوج أو غيره.
ومن كان جاداً في الزواج فليتقدم للخطبة ثم العقد، وأما عن فتوى الشيخ المذكور، فإنه ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما عن صلاة من يقيم مثل هذه العلاقات فإنها صحيحة مجزئة، لكن جدير بصلاته أن تنهاه عن المنكر، قال تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1424(13/3973)
حكم أكل المرأة في المطعم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم. أنا فتاة أعيش في دولة أجنبية مع أهلي وأدرس في إحدى الجامعات هناك، وكما تعلمون فإن نمط الحياة في الدول الأجنبية هو الاختلاط في كل مكان. أحيانا أحتاج الى أكل وجبة خلال فترة دوامي في الجامعة، فأذهب للجلوس في أحد المطاعم، فهل يجوز لي من الناحية الشرعية الجلوس في هذه المطاعم؟ مع العلم بأني أتوخى الحذر في الجلوس باختيار طاولة متطرفة ولا يوجد في العادة رجال كثيرون يرتادون هذه المطاعم. أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الحديث عن الدارسة المختلطة، وذلك في الفتاوى التالية: 2523 5310 4030 31656
أما عن أكل المرأة في المطعم فإذا لم تكن فيه خلوة ولا اختلاط ممنوع وكانت ملتزمة بالحجاب الشرعي فإنه لا بأس به، أما إذا لم يكن كذلك فلا، وراجعي الفتوى رقم 16718 والفتوى رقم 19010
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1424(13/3974)
والداه يريدانه أن يدرس في جامعة مختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أدرس في جامعة فيها الاختلاط، فمن الله علي بالهداية لذا قررت أن أخرج من الجامعة وأيضا أخاف على نفسي أن أنتكس لأن فتنة النساء فتنة عظيمة ولا أطيق الدراسة وإيماني يضعف شيئا فشيئا، وصبرت تقريبا سنة، ولكن المشكلة أن الوالدين غير راضين تماما، ووالدتي قالت بأن الحليب الذي أرضعتك حرام عليك ووالدي هددني بطردي من البيت، والوالدان غير ملتزمين ولما أكلم والدتي عن الدين تقول لا أريد أن أسمع منك وعظاً وبعض المرات تعاتبني بلا سبب، لا أدري ماذا أفعل (الإيمان أو إرضاء الوالدين) هل ممكن أن أهاجر
أرجو أن تجاوبني يا شيخ لأن المسألة مهمة وأن يكون جواباً واضحا ودقيقا ... ؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الكلام عن طاعة الوالدين في الدراسة في الأماكن المختلطة، وذلك في الفتوى رقم:
31277.
وتقدم الكلام عن أحوال الناس في الهجرة، وذلك في الفتوى رقم: 16686.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1424(13/3975)
العم والخال من المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
ذكر الله عز وجل في سورة النساء (آية 23) بنات الأخ والأخت من المحارم. وفي سورة النور آية (31) لم يصرح الله عز وجل بذكر العم أو الخال مع الذين يجوز للمرأة أن تبدي لهم زينتها، هل ضمن العم والخال في الأب مثلا؟ وكيف يمكن التوفيق بين الآيتين؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأكثر أهل العلم على أن العم والخال من المحارم في جواز النظر إلى ما يجوز لهم النظر إليه، وقد تقدم تفصيل ذلك الفتوى رقم:
6230 والفتوى رقم: 9417
أما الجمع بين آية النساء وهي قوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (النساء:23)
وقوله تعالى في سورة النور: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (النور:31) ، فهو أنه لا تعارض بين الآيتين فآية النساء ذكرت المحرمات في النكاح، وآية النور ذكرت من يجوز للمرأة إبداء زينتها لهم، وإنما لم يذكر سبحانه العم والخال في آية النور إما لأن العم والخال قد دخلا في قوله تعالى: (أو آبائهن) فإنهما عند الناس بمنزلة الآباء، وكثيراً ما يطلق الأب على العم ومنه قوله تعالى: أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ (البقرة: من الآية133) ، وإسماعيل عم يعقوب وقد سماه الله أباه، وفي الحديث الذي رواه مسلم: عم الرجل صنو أبيه
وكذلك الخال يسمى أباً، وفي الحديث الذي رواه البخاري وأحمد: الخالة بمنزل الأم. قال الكاساني في بدائع الصنائع: وإذا كانت الخالة أماً كان الخال أباً.
وقد أشار إلى هذا الجمع الألوسي في روح المعاني.
وإما: لأنه -سبحانه- اقتصر على الذين تكثر مزاولتهم بيت المرأة، فالتعداد جرى على الغالب، وقد أشار إلى هذا الجمع الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير.
وإما: لأنه -سبحانه- قد ذكر بعض المحارم لينبه على الباقي، من باب ذكر البعض للتنبيه على الجملة، وإلى هذا الجمع أشار الفخر الرازي في كتابه التفسير الكبير.
وإما: لهذه الأوجه كلها وغيرها مما لا يعلمه إلا الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1424(13/3976)
هذه العلاقة لا تجوز، والزواج هو الحل.
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب شخصا صديقا لأخي، وصارت علاقة بيننا سطحية، وندمنا على ما فعلنا، لأنه خيانة لأهلي وخيانة لأخي، وبعد فترة عرفت أمي، وبما أننا نؤمل أن يجمع بيننا الزواج، فقد ابتعدنا عن بعضنا البعض حتى نترك هذه العلاقة ولا نقع في الحرام، وأصبحت أكلمه عبر الهاتف، هل هذا جائز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب عليك قطع هذه الصلة مع هذا الشاب، لأنه أجنبي عليك، ولا تجوز لك محادثته عبر الهاتف، لأن هذا من وسائل الوقوع في الفاحشة، لذا جاء الشرع بالمنع من هذه الوسائل، وسد الذريعة إلى الوقوع في المحرم، وراجعي الفتوى رقم: 3950،، والفتوى رقم:
10522. .
وإن كان يرغب في الزواج منك فيمكنه أن يتقدم إلى أهلك ويطلب ذلك، لأن هذا هو المشروع.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1424(13/3977)
لا يجوز للفتاة تعلم السباحة عند رجل أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ابنتي في السابعة عشرة ترغب في تعلم السباحة يوجد مكان مغلق للتعلم ولكن لا نعلم ديانة المدرب أو المتعلمات، زي السباحة المتاح للمحجبات يغطى الجسم ولكن يصفه ولا يغطي الرقبة ويغطي الشعر، هل هذا جائز؟ وما البديل؟ علما بأن هذه هي الطريقة الوحيدة المتاحة؟ ولا مجال لفصل المسلمات عن غير المسلمات، بالنظر إلى قوله تعالى "ونسائهن" في سورة النور الكريمة؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدمت الضوابط الشرعية لسباحة المرأة، وذلك في الفتوى رقم: 6063، والفتوى رقم: 21789، والفتوى رقم: 20162.
وبما أن المدرب رجل فإنه لا يجوز للفتاة تعلم السباحة عنده، وكون اللباس يصف العورة ولا يسترها يزيد الأمر سوءاً.
وأما وجود غير المسلمات فغير مانع عن السباحة بشرط ستر العورة الواجب سترها عنهن، وقد ذكرنا حد ذلك في الفتاوى المشار إليها سلفاً.
والبديل الشرعي لذلك هو أن تتعلم المرأة السباحة في المكان الذي ينضبط بالضوابط الشرعية، فإذا لم يوجد فإن تعلم السباحة ليس فرض عين بل ولا كفاية، وليس من الضروريات ولا الحاجيات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1424(13/3978)
والدا زوج الأم أجنبيان عن أولادها
[السُّؤَالُ]
ـ[أم فراس أرملة لديها طفل اسمه فراس وطفلة اسمها فرح تزوجت ماهر السؤال ماذا يكون صفة أبي ماهر وأم ماهر بالنسبة لفراس وفرح، هل مثل الجد والجدة لأن ماهر زوج أمهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس أبو ماهر أو أمه محرمين لفراس أو فرح بل هما أجنبيان عنهما، وراجع لذلك الفتوى رقم: 25104، والفتوى رقم: 13570.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1424(13/3979)
للزوج أن يرى زوجته على أية حال
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم أنا متزوج منذ 8 أشهر وموظف بإحدى المحافظات البعيدة، وأكلم زوجتي يوميا عن طريق النت والحمد الله نؤدي كل الواجبات المفروضه علينا بما يرضي الله ولرسوله، وعندي كاميرا إنترنت أحيانا أكلم زوجتي وهي بملابس غرفة النوم التي لم يطلع عليها سوى الله وأنا، فهل رؤيتي لها تعد من السيئات؟ وهل هي حرام بالرغم من أنني زوجها وجزاكم الله عنا خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا حرج على الزوج في رؤية زوجته على أية حال وبأي وسيلة، لأن الله عز وجل أباح لكل من الزوجين الاستمتاع بالآخر هذا إذا أمن أطلاع الغير على هذه الصور. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1424(13/3980)
سباحة المرأة وتسبيحها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة أن تسبح في المسبحة في الشارع أمام الناس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن سؤالك يحتمل أمرين: التسبيح والسباحة.
فإن كنت تسأل عن التسبيح بالسبحة أو المسبحة، فقد ورد الجواب عنه مفصلا في الفتوى رقم:
7050، فراجعه.
وإن كنت تسأل عن سباحة المرأة، فإنها تجوز بشروط وضوابط فصلها العلماء، وانظرها في الفتوى رقم: 6063. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الثاني 1424(13/3981)
من محاذير التبرج والاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا كنت عند خالتي وزوجها لا يقرب لعائلتنا حاول أن يقيم علاقه معي لكن أنا ما رضيت وما قلت علشان خالتي بس وأنا نائمة حاول من غير ما أعرف وقال لي لما صحيت بس الحمد لله ما حصل شيء بس سطحي من فوق الملابس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات والدخول عليهن والخلوة بهن لأن ذلك يجر بلا شك إلى الفاحشة، وهذا ما حدث لك أيتها الأخت، فلو أنك لم تسمحي لنفسك بالحديث مع هذا الرجل الفاجر ولم تختلي به لم يحدث ما حدث.
فالواجب عليك الآن التوبة إلى الله تعالى وأن تنقطعي عن زيارتك لخالتك في وقت يكون زوجها هذا موجوداً، وأن تمتنعي فوراً عن الحديث إليه؛ فضلاً عن الجلوس معه أو التبرج أمامه، قال الله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] .
فالتوبة التوبة.. فإن الله يحب التائبين ويغفر لهن، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1424(13/3982)
النظر والاستمتاع بين الجنسين لا يجوز إلا في إطار الزوجية
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا الجنس مع النساء حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنظر أحد الجنسين إلى الآخر واستمت اعه به لا يجوز أن يكون إلا في إطار الزوجية، ولمعرفة حكم الزنا والحكمة من تحريمه انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية:
28241
2794
26237
14737
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1424(13/3983)
حدود النظر المحرم إلى المرأة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أجبتمونا على سؤال رقم 65395 ولم تبينوا هل استقدامي لها حرام أم حلال، علما بأن المشكلة فقط في النظر، فهل المحرم النظر إلى الشعر أم الوجه أم سائر الجسد، أرجو التوضيح؟ وجزاكم الله ألف خير على هذا الموقع.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن استقدامك الخادمة جائز، لكن بش روط مبينة في الفتوى رقم: 1962 فلتراج عها.
واعلم أن المرأة كلها عورة على الأ جنبي، لا يجوز له النظر إلى شعرها ولا أطرافها ولا إلى شيء من جسدها، قال الله تعال ى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذ َلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً. [الأحزاب:59] .
وروى الترمذي من حديث أبي هريرة عن الن بي صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ...
ومن العلماء من استثنى الوجه والكف ين، ولكن هذا القول قول مرجوح، وراجع الفتوى رقم: 4470 والفتوى رقم: 648
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1424(13/3984)
موقفهن مصيب
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن كجمعية ثقافية إسلامية في هولندا, لنا نشاط واسع في المسجد التابع للجمعية, ولدينا لجان كثيرة منها لجنة النساء, وهذه اللجنة ترفض كلما طلبناها للاجتماع بحجة أنه لا يحل للرجال الجلوس مع النساء رغم عدة محاولات, فيكتفين بمراسلتنا بالبريد الإلكتروني, وهذا في نظرنا يعطل كثير من الملفات التي تتعلق بنهوض المرأة وتفعيل دورها في المجتمع. فماهو الحل في نظركم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلموا وفقنا الله وإياكم لاتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أن أفض ل نهضة للمجتمع كله وللمرأة بخصوصها وقايتها من النار، وإن اختلاط الرجال بالنساء م ن أكبر دواعي الفتن والفساد، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذ َلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِن َاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِي نَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِ نَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آب َاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْو َانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِ نَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء ِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَت ُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. [النور:30-31] .
وروى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ ق ال: الحمو الموت. متفق عليه.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
وأخرج الترمذي وأحمد عن عقبة بن عامر ع ن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما خلا رجل بامرأة إ لا كان ثالثهما الشيطان.
هذه الآيات والأحاديث صريح ة في وجوب الفصل بين الجنسين ومنع الاختلاط، والرسول صلى الله عليه وسلم وهو صاحب أكبر نهضة بالمرأة وبالبشرية جمعاء، لم يعرف عنه، ولو مرة واحدة أنه أنشأ مثل هذه ال لجان أو أمر باختلاط بين الرجال والنساء كي تحل مشكلة المرأة.
والنهو ض بالمرأة يمكن أن يدرسه الرجال مجتمعين وحدهم، ويمكن أن يدرسه النساء مجتمعات وحده ن، والظاهر أن موقف لجنة النساء هذه مصيب، واحتجاجهن بعدم حِلِّية جلوسهن مع الرجال وارد، والاكتفاء بمراسلتهن بالبريد الإلكتروني أولى من الاختلاط بهن، وإن أمكن أن يجلس النساء في غرفة والرجال في أخرى ويكون بين الجنسين حجاب فلا مانع من ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الثاني 1424(13/3985)
عد إلى ما كنت عليه من الالتزام بالدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب جامعة والحمد لله أني التزمت وبدأت أحفظ القرآن ولكن انتكست وفي هذه اللحظة تعرضت لمضايقة من بعض الفتيات حتى استمرأت نفسي النظر إلى النساء، وفي يوم نظرت إلى فتاة حتى أني أعجبت بها جداً، حتى لا أستطيع أن أذهب إلى البيت دون أن أراها، وضميري يعذبني جداً فأنا بين نارين، التزامي وإعجابي بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كل مسلم مطالب بالاستقامة على الدين وتصبير النفس ومجاهدتها على ذلك، قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ. [هود:112] .
وفي الحديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مرني في الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وعلى هذا، فالذي ننصح به هو العودة إلى ما كنت عليه من الالتزام بالدين، ثم بالمبادرة إلى الله تعالى بالتوبة، وذلك بالإقلاع عن الاستمرار في هذه المعصية التي نهى الله تعالى في القرآن الكريم عنها بقوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم. [النو ر:30] .
وفي مسند أحمد وس نن الدارمي واللفظ له عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الل هـ عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإن الأو لى لك، والآخرة عليك.، وقال صلى الله عليه وسلم: النظرة سهم من سهام إبل يس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز إيماناً يجده في قلبه. رواه الحاكم في المسند وصححه.
ولا شك أن عشقك لهذه الفتاة هو ثمرة حتمية لتجاوزك حدود الله تع الى وانتهاكك لأمره بغض البصر، ولمعرفة علاج من وقع في العشق، تر اجع الفتوى رقم: 9360
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1424(13/3986)
الحب قبل الزواج - رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال هو: أني وجه لي سؤال من صديق بلجيكي وهو مسلم والحمد الله وكان يسئل عن علاقة الحب بين الرجل والمرأة قبل الزواج وهل هي صحيحة أم لا؟ ويريد إثباتاً من القرآن الكريم أو من أحاديت النبي صلى الله عليه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وع لى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحب بين الرجل والمرأة منه ما لا كسب فيه للإن سان كأن يتعلق قلب أحدهما بالآخر بسبب نظرة فجأة أو شبهها، فهذا لا تتعلق به الأحكا م الشرعية إلا من حيث ما يصحبه من العفة وعدمها، فإذا لم يختلِ بها ولم يلمس شيئاً من جسدها ولم ينظر إلى ما لا يجوز النظر إليه منها، كان مأجوراً على وقوفه عند حدود الله، إذا قصد بذلك وجه الله والدار الآخرة.
وإذا كان يريد الزواج بها، فالذي يجوز النظر إليه م ن المخطوبة هو الوجه والكفان دون شهوة، فذلك يبين ما هي عليه من الجمال ونعومة البد ن.
روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل رواه أحمد وأبو داود.
-ولا يجوز النظر إلى غير ذلك من بدنها، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِ كَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَا تِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَ تَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ... [النور:30-31] .
- ولا تجوز له الخلوة بها لما ينجر عن ذلك من فتنة، روى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يارسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت متفق عليه.
وفي رواية عن الشيخين: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعهما ذو محرم.
وروى الترمذي عن عمر رضي الله عنه قال: قال ر سول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان.
- ولا تجوز له ملامسة جسدها، روى معقل بن يسار ع ن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يُطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له رواه الطبراني، وصححه الشيخ الألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الثاني 1424(13/3987)
ما يئس الشيطان من أحد إلا أتاه من قبل النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[من فضلكم
أعرف فتاة ملتزمة أعدها بالزواج لأن ظروفي المادية لا تسمح لي حاليا، أعطيها الأشرطة الإسلامية، ولا أكثر معها الكلام فما رأي الشرع الإسلامي في هذا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعلاقة بين الرجل والمرأة لا تجوز إلا في ظل زواج شرعي، وكذلك لا تجوز مخاطبة الرجل للمرأة ولا المرأة للرجل إلا لحاجة، وليس ما ذكرت في السؤال حاجة شرعية، فإهداء الأشرطة الإسلامية يمكن أن يتم عن طريق نسوة ثقات دون الوقوع في محظورات شرعيه كاللقاء بهذه الفتاة والحديث معها، وحتى لو فرض أنه ليست هناك نساء يقمن بإيصال هذه الأشرطة، فلا يجوز لك أن تهديها بنفسك، لأن ذلك ذريعة للوقوع في ما حرم الله، ومن المعلوم أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
فالواجب عليك الابتعاد عن هذه الفتاة والحذر من تلك العلاقة، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو الا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. [النور:21] .
فمن مكر الشيطان أنه قد لا يأمر الإنسان بالفاحشة مباشرة وإنما يقربه إليها شيئاً فشيئاً حتى يوقعه فيها، وفتنة النساء من أعظم الفتن التي تواجه المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:.. .. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم.
وكثرت وصايا أهل العلم في التحذير من فتنة النساء، فقال معاذ بن جبل: أخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء. رواه البيهقي.
وقال سعيد بن المسيب: ما يئس الشيطان من أحد إلا أتاه من قبل النساء. ذ كره الذهبي في السير، فهذا يدلك على خطورة هذه العلاقة ووجوب البعد عنها، وراجع للأهمية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9431
5707
30991
وننبه السائل -وفقه الله- إلى أن قوله "ما رأي الشرع الإسلا مي في هذا" غير صحيح، والصواب أن يقول "ما حكم الشرع الإسلامي في هذا لأن الرأي يتردد بين الخطأ والصواب، فلا يصح إطلاقه على حكم الله وأمره ونهيه، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 23033
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الثاني 1424(13/3988)
عليك أن تقطع لقاءك وحديثك معها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
عندي بنت عم وأنا أريد أن أخطبها وهي موافقة وأهلها موافقون ولكن يوجد سوء تفاهم بين أبي وعمي (أكثر من 20 سنة) وأبي غير موافق على هذه الخطبة بسبب سوء التفاهم مع العلم بأني أنا وبنت عمي متحابان ونتقابل بعلم أهلها وعاهدنا أنفسنا أننا في النهاية سنكون مع بعض ما حكم تقابلي مع بنت عمي؟ وماذا عن الخلاف بين أبي وعمي؟ وفي هذه الحالة ماذا نفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وع لى آله وصحبه أما بعد:
ففي سؤالك أمور يجب أن ننبهك عليها:
أولاً: يجب أن ينتهي الخلاف بين أبيك وعمك، فإنه من قطيعة الرحم وهي محرمة، وفي الحديث: لا يدخل الجنة قاطع رحم رواه البخاري.
وعليك أن تسعى للإصلاح بينهما، فإن إصلاح ذات البين من أفضل الأعمال، قال تعالى: لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء:114] .
الثاني: لا حرج في محبتك لابنة عمك ما لم يؤد ذلك إ لى ما لا يحل كالخلوة بها أو مسها، فإنها أجنبية عنك، ولا يحل لمسلم أن يخلو بامرأة لا تحل له أو يمسها، ففي الحديث: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم رواه ال بخاري.
وفي الحديث: لأن يُطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خ ير له من أن يمس امرأة لا تحل له رواه الطبراني، وصححه الألباني.
كما لا يجوز لك النظر إليها والحديث معها بلاحاجة، وبهذا تعلم أنكما عندما تتقابلان تقعان في الإثم والمعصية، فعليك أن تقطع لقاءك وحد يثك معها، وتقصد إلى إقناع أبيك بالموافقة على الزواج منها إن كانت ذات دين وخلق، ف إن وافق، وإلا فالنساء غيرها كثير، ولا ينبغي أن تغضب أباك من أجلها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الثاني 1424(13/3989)
ما يجوز للرجل النظر إليه من الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أجبتم على سؤالنا رقم65395 ولم توضحوا معنى (لا يجوز لابني الذي بلغ 15 سنة وزوجي النظر إليها) هل المقصود الوجه أم الشعر أم سائر جسدها؟ وهل لا يجوز استقدامي لها أم يجوز؟ مع أنه ليس هناك أي خلوة بل المشكلة في النظر الذي ذكرته قبل قليل.
وجزاكم الله خيراً على ما تقدمونه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الابن الذي بلغ مبلغ الرجال، وكذلك أبوه بالأولى ليسا محرمين للخادمة فهي أجنبية عنهما، ولا يحل لهما النظر إليها كما يحل لهما ذلك مع محارمهما من النساء.
وقد اختلف أهل العلم في ما يجوز نظره من الأجنبية هل هو الوجه والكفان أم أن الوجه والكفين عورة كباقي جسد الأجنبية؟
فإذا قلنا بأن الوجه والكفين غير عورة، فيجوز لزوجك وابنك النظر إليهما، وإذا قلنا بأنهما عورة وهو الراجح -إن شاء الله تعالى- فلا يجوز لهما النظر إليهما.
وأما الشعر وغيره من الجسد فلا قائل بجواز النظر إليه.
وأما حكم استقدام الخادمة، فنحيلك إليه في الفتوى ر قم:
1962 كما أحلناك إليه في الإجابة السابقة، ولعلك لم تطلعي عليه ففيه الإجابة الوافية إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1424(13/3990)
الدراسة المختلطة هل تباح أحيانا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أدرس في إحدى الكليات في الأردن حيث تنتشر الفتيات غير الملتزمات وحيثما تنظر تشاهد مظاهر الفتنة أمامك فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وع لى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم أن حكم الدراسة المختلطة في الأصل الحرمة، وذلك في الفتاوى التالية: 2523 8328 3539
وتقدم أنه يجوز ذلك للضرورة الملجئة، والحاجة التي في معناها أو تقاربها بشروط وضوابط، وذلك في الفتاوى التالية: 5310
10988
20297
5310، 10988، 20297
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الأول 1424(13/3991)
لا بأس بالسلام بضوابطه الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي زوجة عمي تبلغ من العمر 50 عاماً مالحكم في السلام عليها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من السلام على زوجة عمك والسؤال عن حالها إذا ضبط ذلك بالضوابط الشرعية من الستر وعدم الخصوع بالقول، ولا تجوز لك مصافحتها أو الخلوة معها إلا إذا كانت من محارمك، كأن تكون أرضعتك أو رضعت من لبن زوجها.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
2412
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1424(13/3992)
الصداقة بين الجنسين - رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز عمل صداقة في الله بنية صافية مع امرأة بسبب مرضها بحيث المكالمات تكون محدودة؟ وشكراً على القراءة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالصداقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه حسب مفهومها الشائع اليوم عند الناس مما لا يجيزه الشرع، لكن إن كان المقصود أن الرجل يتحدث إليها لحاجة أو يعودها إذا مرضت ويسأل عنها أو تعوده هي مع الالتزام بآداب الإسلام من غض البصر وعدم الخلوة أو اللمس، فلا نرى مانعاً منه إذا لم تخش فتنة. ويدل على ذلك ما رواه البخاري من حديث عائشة قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال قالت: فدخلت عليهما فقلت يا أبت كيف تجدك ويا بلال كيف تجدك ... وروى مسلم عن أنس قال: قال أبو بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ... قال النووي: فيه زيارة الصالحين وفضلها.... وزيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها ... انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1424(13/3993)
الدخول على الأجنبية وحدها محرم اتقاقا
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم أما بعد:
فأنا أجلس في كل شهر مرة تقريبا مع فتاة هي أعز صديقة لدي لكي أصلح لها الجهاز ولكن لا أشعر بأي رغبة جنسية تجاهها حتى عندما أصافحها، فهل ذلك حرام؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدخول على الأجنبية وحدها والخلوة بها أمر محرم اتفاقاً بين العلماء، كما قال النووي والشوكاني وغيرهما.
ويدل له حديث الصحيحين: "إياكم والدخول على النساء" وحديث الصحيحين: "لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم."
وحديث الحاكم: "لا يخلونَّ أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما" رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، فيجب عليك أن تغض البصر وألا تتكلم معها إلا بالكلام العادي، ويجب عليها الالتزام بالحجاب الشرعي وعدم الخضوع في القول، ويجب عليكما البعد عن الخلوة دائماً مهما كان حالكما، قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) .
(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)
وقال: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) ، وللمزيد من المعلومات حول الموضوع راجع الفتاوى التالية أرقامها:
15406 1248 8890 32617 15383 وراجع في الصداقة مع الفتيات الفتاوى التالية أرقامها: 1072 10271 17479 9431 11945
وراجع حكم مصافحة الأجنبية في الفتويين التاليتين: 3045 1025
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1424(13/3994)
حكم الصداقة البريئة بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أن يكون للبنت أصدقاء من الشباب وأن يكلموها على التليفون الخاص بها علماً بأن هذه الصداقه بريئة وليس فيها ما يغضب الله عز وجل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الكلام عن ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4338، 17479، 25779.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1424(13/3995)
لا تجوز الخلوة بالأجنبية ولو كانت بغير شهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الخلوة بامرأة أجنبية لا شهوة لي فيها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اتفق العلماء على حرمة الخلوة بالأجنبية، لصريح النهي عنها، روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه، وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري وغيره.
ولم يتقيد النهي عن الخلوة بقصد الشهوة، فقصد الشهوة حرام ولو لم تحصل خلوة، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ [النور:30-31] ، وقال الله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الأول 1424(13/3996)
الحل الأمثل لهذه المرأة البعد تماما عن الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[أعرف امرأة متزوجة وسعيدة مع زوجها ولكنها تهوى وتعشق النظر إلى مفاتن وعورات النساء وتدخل على مواقع الإنترنت الخاصة بهن، وهي حاولت التخلص من هذه العادة كثيراً بالصلاة في المساجد والنقاب وحفظ القرآن وحضور الدروس الدينية والمحافظة على صلاة جميع السنن والصيام قدر المستطاع وعلى صلة الأرحام ودائما ترضي زوجها ولكنها تقع في هذا الخطأ من وقت لآخر فما هو السبب في تكرار الخطأ وكيف الخروج منه للأبد، لأنها دائما تشعر بالخزي من نفسها والخوف من الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:30-31] .
فالله أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عما يحرم النظر إليه، وكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وحذر من عواقب النظر المحرم ونهى عنه بقوله: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية. رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود.
وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك.
فيجب على الأخت أن تغض بصرها عن النظر إلى الحرام، وأن تجاهد نفسها باستمرار على الابتعاد عن مشاهدة هذه المواقع الخبيثة، وأن تستحضر في نفسها أن الله تعالى مطلع على ما تفعله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وللمزيد من التفصيل في هذا الوضوع وخطورة الإصرار على المعصية وأهمية إخلاص التوبة إلى الله تعالى تراجع الفتوى رقم: 7007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1424(13/3997)
لا يجوز للبالغ الخلوة بالأجنبية مهما كان سنها
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة أجنبية تعتبرني كابن لها ما حكم خلوتي بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز لك الخلوة مع الأجنبية إذا كنت بالغا لأن الشيطان هو ثالثكما وسيسعى بوسوسته في ارتكاب ما حرم الله تعالى، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلونّ رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي والبيهقي.
كما حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدخول على غير المَحْرَم بقوله: إيَّاكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحَمْو؟ قال: الحَمْو الموت. متفق عليه.
وقد أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقو النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فيجب عليك أن تبتعد عن أسباب الفتنة، وأن تترك العلاقة بهذه المرأة فإن ذلك لا يحل لك، وإن كانت هناك إغراءات مادية أو فوائد مالية فإن المسلم لا يبيع دينه بعَرَض من الدنيا، وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1424(13/3998)
النظر إلى العورة لا ينقض الوضوء
[السُّؤَالُ]
ـ[لو كنت متوضئاً وحدث أن رأيت صورة عابرة جنسية بالتليفزيون هل هذا يبطل الوضوء وهل الرؤية لها بتمعن تبطل الوضوء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنظر إلى العورة لا ينقض الوضوء سواءً كان بتمعن أو بغير تمعن ما لم ينزل منه شيء، إلا أن النظر إلى عورة من لا يحل النظر إلى عورته محرم، وقد سبق الجواب عن هذا في الفتوى رقم: 18371.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1424(13/3999)
العلاقة المحرمة يجب على الأهل إنكارها والسعي في قطعها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب ولي صديقة بعلم الأهل فهل هذا حرام؟ الرجاء الرد بأسرع وقت.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم:
1072 حكم العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية فليرجع إليها.
ونضيف هنا أنه لا أثر لعلم الأهل أو عدم علمهم بالعلاقة، إلا أنه إذا كانت العلاقة محرمة فيجب على الأهل إنكارها والسعي في قطعها ما أمكنهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الأول 1424(13/4000)
أقل الأحول إساءة الظن بمن تحادث الأجانب دون علم أحد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل محادثة الفتاة مع ابن عمها حرام إذا كانت تخلو من كل كلام يغضب الله بل كانت لأجل صلة الرحم ولهدايته للخير (فهو يقتنع بكلامها) ؟ وهل يحرم هذا بدون دراية الأهل لأن الأهل لن يفهموها وسيظنون أن هناك علاقة بينهما؟ مع أن نيتها إرضاء الله تعالى كما ذكرت لكم.
وجزاكم الله عنا كل خير وجمعني وإياكم بالفردوس الأعلى مع خير البشر عليه الصلاة والسلام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل في كلام المرأة مع رجل أجنبي عنها -كابن عمها- أنه لا يجوز إلا لحاجة كرد سلام، أو سؤاله عن حاله، والدعاء له إن كان مريضاً، هذا إن خلا الكلام من الخضوع بالقول، ومن الريبة وأمنت الفتنة به، قال الله عز وجل مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن أطهر النساء: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] .
فإذا كان هذا حق أطهر النساء، وأتقى الرجال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فما الظن بمن عداهم خاصة في هذا الزمان الذي فسد فيه الناس، وكثرت فيه الفتن.
فننصحك بعدم محادثة هذا الشاب لا من أجل صلة الرحم، ولا من أجل الدعوة، فالسلامة لا يعدلها شيء، خاصة مع عدم حضور محارمك، فإنه لا تؤمن الفتنة عليك به أو الفتنة عليه بك، وأقل الأحول إساءة الظن بك في حالة علم أحد بهذا، ولا يبعد أن يكون هو الذي يخرج سرك ويشيع أنك تتصلين به وتحادثينه، وربما سجل صوتك لأي غرض سيئ، فابتعدي عن مواطن الشبهات: فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الأول 1424(13/4001)
لا تعارض بين آية غض البصر، وحديث: إذا أحدكم أعجبته..
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
قال الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) صدق الله العظيم، وفي حديت للرسول صلى الله عليه وسلم "إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم، السؤال: كيف يوفق المرء بين الآية الكريمة والحديث الشريف؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا تعارض بين الأمر بغض البصر الوارد في الآية وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحدكم أعجبته المرأة ... الحديث.
وذلك لأن النظر منه ما هو في مقدور الإنسان ومنه ما ليس في مقدوره ولا يتحكم فيه، والله عز وجل إنما أمر بغض البصر الذي يتحكم الإنسان فيه ويستطيع السيطرة عليه، ولذلك قال العلماء إن مِنْ في قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] للتبعيض لأن النظرة الأولى لا تُملك فلا تدخل تحت خطاب التكليف، لأن وقوعها لا يتأتى أن يكون مقصوداً فلا تكون مكتسبة، ومما يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
إذا تقرر هذا علمنا أن الإعجاب الوارد في الحديث المسؤول عنه لا يلزم أن يكون ناشئاً عن النظر الذي حرمه الله تعالى وهو النظر المتعمد إلى الحرام، بل الإعجاب أعم من النظر كله لأنه قد يكون ناشئاً عن غير نظر كسماع صوت ونحوه، وعلى كل حال فلا تعارض بين الآية والحديث.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1424(13/4002)
إذا انتهت الحاجة تعين الخروج
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد سألت هذا السؤال من قبل ولكني أريد بعض التفاصيل:
في المدرسة عندما يغيب أستاذ المادة ولا يكون لوجودنا في المدرسة داع ويكون الخروج ممنوعاً والمدرسة مختلطة وكلها فتن (نسأل الله السلامة والعافية) فنخرج بمخالفة أوامرهم؟ وأحيانا يقول لنا بعض المدرسين اخرجوا وآخرون يقولون لنا ممنوع ولكننا نخرج في أول فرصة لذلك فهل فعلي صحيح؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدراسة في المدارس المختلطة غير جائزة إلا لضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وعليه فما تفعله صحيح بل هو المتعين عليك فعله في مثل هذه المدارس التي يتعرض فيها الطلبة للفتنة والفساد فيقتصر الحضور على الدروس وما لا بد منه، فإذا انتهت الحاجة تعين الخروج من هذا المكان، ولا طاعة للمدرسين الذين يمنعونك من الخروج في مثل هذه الحالة فإنما الطاعة في المعروف، وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 4030، والفتوى رقم: 7934.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1424(13/4003)
حكم نظر المرأة للرجل بدون شهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم نظر المرأة للرجل الأجنبي مباشرة أو عن طريق التلفاز إذا كانت النظرة بدون شهوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اتفق العلماء على أنه لا يجوز للمرأة النظر إلى الرجل بشهوة، واختلفوا في نظرها إليه بدون شهوة، وقد سبق تفصيل القول في هذه المسألة في الفتوى رقم: 7997، ويستوي في هذا الحكم النظر إليه مباشرة والنظر إلى صورته في التلفاز أو غيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1424(13/4004)
مساعدة مالية لا يبتغى بها وجه الله!!
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة وعندي صلة برجل لكنها لا تتعدى المكالمة بالتليفون وهذا الرجل يمدني بمساعدات مالية من غير أن يراني، فهل المال الذي آخذه منه حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجب عليك أيتها السائلة أن تقطعي هذه الصلة بالرجل الأجنبي.. فالكلام مع الأجنبي إذا كان يشتمل على الخضوع في القول فإنه محرم إجماعاً، قال الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] ، وللمزيد في هذا راجعي الفتوى رقم: 24854، والفتوى رقم: 17214.
أما المساعدات المالية فلا يجوز قبولها لأنها بلا شك وسيلة إلى الوصول إلى ما حرم الله تعالى، وهذا لا شك من كيد الشيطان، فقد يستدرج كلاً منكما وتتطور الأمور حتى تقعا في ما يسخط الله تعالى، ولا خير في اكتساب المال من وجه محرم، فإن من يتناول الحرام أكلاً وشرباً وأخذا وعطاء تناله عقوبة الله تعالى ولا يستجاب له دعاء، والدعاء هو أساس العبادة، فقد أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى طيب ولا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به. أخرجه الحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الأوسط كما جاء في مشكاة المصابيح.
والمراد بالسحت: كل كسب حرام، فما أخذته من هذا الوجه المحرم عليك التخلص منه، والأحسن أن يكون ذلك عن طريق صرفه إلى لجنة تهتم ببعض مجالات الخير ككفالة الأيتام ونحو ذلك، وأن تكثري من الأعمال الصالحة عسى الله تعالى أن يتقبل توبتك ويوفقك إلى الاستقامة على ما يحب ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1424(13/4005)
لا يجوز للصبي إذا بلغ أن يختلي بالخادمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لدي ستة أطفال ومنزلي كبير وأكبر أولادي عمره 15سنة فهل يجوز لي استقدام خادمة وهل يجوز لأبنائي الكشف على الخادمة....؟ وجزاكم الله خيراً..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم:
1962، والفتوى رقم: 18210 حكم استقدام الخادمة وضوابطه وما فيه من المحاذير، والخادمة أجنبية على الولد الذي بلغ خمس عشرة سنة أو ظهرت عليه إحدى علامات البلوغ الأخرى، فلا يجوز له النظر إليها ولا الخلوة بها، وأما الصغار فلا حرج عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم.... رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1424(13/4006)
خطوات للتخلص من تعلق الرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
أنا طالبة في الثانوية، وعندي مشكلة هناك شخص يقول إنه معجب بي ولكني لا أبالي بما يقول، وفي يوم، وجد رقم هاتفي وأراد أن يتصل بي فلم أدر ماذا أقول له وماذا يجب أن أفعله أرجو المساعدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أردت صلاح دينك ودنياك فأعرضي كل الإعراض عن خطوات الشيطان، ولا شك ولا ريب أن هذا الاتصال من قبل هذا الأجنبي هو خطوة من خطوات الشيطان الرجيم تتبعها خطوات أخرى، والانسياق وراء ذلك يعني الخزي والعار في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة.
وقد جعل الإسلام طريقاً واحداً نظيفاً صحيحاً للاتصال بين الرجال والنساء هو الزواج، فهذا الشاب إن كان صادقاً في ما يحمل تجاهك من مشاعر فليتقدم لخطبتك خطبة شرعية.
والذي ينبغي لك فعله عند اتصاله أن تبيني له أن دينك وعفتك يمنعانك من الحديث معه، فإن عاد فعنفيه أو أخبري أحد أوليائك بذلك، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1769، 10522، 10570.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1424(13/4007)
النظر للصغيرة أو لمسها بشهوة حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما حكم الرجل يجد شهوة عند النظر لبنت أخته أو بنت أخيه الصغيرتين أو عند مصافحة إحداهما؟ وما تقترحون عليه للنجاة من ذلك؟ جزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز النظر إلى الصغيرة أو لمسها بشهوة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:
24392.
ولا شك أن وقوع مثل ذلك مع المحارم أشد إثماً، وأعظم مخالفة للفطرة، فالواجب التوبة من ذلك، وكذا الواجب اجتناب النظر إليهن أو لمسهن ما دام الحال على ما ذكر، ولعل من أعظم ما يعين المرء على البعد عن هذا الفعل هو تذكره كون ذلك معصية تغضب الرب تبارك وتعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1424(13/4008)
استدراج الشيطان عن طريق النظر
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال أود معرفة جوابه جزيتم خيراً.
أحيانا أنظر إلى النساء وأتخيل الجماع وأموراً جنسية من هذا القبيل وأحس أن المني ينزل مني فهل هذا ممكن؟ لأني أعلم أن هذه الأشياء تستجلب نزول المذي وأن المني ينزل عند الجماع والاحتلام واستعمال اليد وأريد أن أعلم الفرق بين الشهوة الصغرى والشهوة الكبرى.
جزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك أيها الأخ السائل أن تكف بصرك عن الحرام، سواء كان نظرك إلى النساء مباشرة أم عن طريق وسائل الإعلام الفاسدة كالتلفاز والإنترنت وغيرهما، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وقال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36] .
ولكي يستقيم حالك، وتعان على الطاعة، وتنتهي عن المعصية بادر بالتوبة إلى الله تعالى قبل أن يفجأك الموت وأنت مصرٌّ على معصية الله تعالى، ولا تتم توبتك إلا بالترك للأفعال المشينة، والندم على ما مضى منها، والعزم على عدم العودة إليها، وإذا أردت معرفة ما يعيينك عليها راجع الفتاوى التالية: 23243، 23231، 21807.
وإذا أردت معرفة الفرق بين الشهوة الكبرى والصغرى، وما يترتب عليهما راجع الفتاوى التالية: 4036، 2148، 3791، 22308، 21381.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1424(13/4009)
كتابة الشعر وكلمات الغرام للأجنبية لا يسوغ
[السُّؤَالُ]
ـ[إنني أحب فتاة وهي مهذبة ومحجبة وإنني والحمد لله أصلي وأحفظ من القرآن 7 أجزاء وأتمنى أن تكون زوجتي ولكني لا أعرف إن كان حبي لها وكتابة الشعر فيها حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ميلك القلبي إلى هذه الفتاة لا حرج فيه ما دام لم يصاحبه لقاء أو خلوة أو ما أشبه ذلك من المحظورات، وليس لك أن تراسلها بالشعر ونحوه من الكلمات الغرامية، فإن هذا من خطوات الشيطان التي يستدرج بها الشخص للوقوع في ما حرّم الله عز وجل.
والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [النور:21] .
والذي ينبغي عليك فعله هو التأكد من دين وخلق هذه الفتاة، ثم التقدم إلى أهلها لخطبتها، فإن رضوا بك زوجاً فبها ونعمت، وإن ردوك فأعرض عنها، وانصرف إلى ما ينفعك في دينك ودنياك، ولا تشتغل بها وبكتابة الشعر فيها.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1424(13/4010)
الغيرة على حرمات الله رجولة
[السُّؤَالُ]
ـ[صديقتي متزوجة لكنها لا ترى بأسا في العلاقات عبر الهاتف مع الجنس الآخر "العلاقات البريئة" فزوجها من النوع الصامت، ولا يريد أن يتغير وأنا أريد أن أقنعها بخطر ما تفعله وحرمة ذلك، وأنا أريد الاستعانه بكم لتمدوني بما أقنعها به؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما تفعله صديقتك خطوة من خطوات الشيطان يجب عليها التوقف عنها والتوبة إلى الله تعالى، وإلا فإن ذلك سيجرها إلى خطوات أخرى أسوأ.... وربما أدى بها إلى ما لا تحمد عقباه.
ولهذا يجب عليك نصحها بضرورة الاقلاع عن هذا النوع قبل فوات الأوان، فتندم في وقت لن ينفعها فيه الندم، كما ينبغي أن يكون نصحك لها برفق ولين.... وحبذا لو أهديت لها بعض الأشرطة التي تتحدث عن خطورة هذا الموضوع، وهي كثيرة ومتوافرة بحمد الله.
كما ننبهك إلى أن الإسلام حرم أي علاقة بين الرجل والمرأة؛ إلا على أساس الزواج الشرعي، ولا يستثنى من ذلك أي نوع من العلاقة مهما قيل عنه إنه بريء.....
وأما هذا الزوج الصامت فإن كان يدري بعلاقة أهله بالأجانب ويسكت على ذلك فهذا -والعياذ بالله تعالى- ليس عنده نوع من الرجولة والغيرة.
وهذه هي الدياثة بعينها، والديوث هو الذي يقر الخبث في أهله، أو لا يغار على محارمه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث. رواه أحمد والنسائي.
وإن كان القصد بصمته أنه قليل الكلام بطبيعته، أو لا يعلم شيئاً عما يجري، فهذا لا شيء فيه ولا إثم عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1424(13/4011)
حكم الدراسة المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طالبة من الجزائر أعاني وزميلاتي من مشكلة الاختلاط في المدارس فهل علي أن أترك الدراسة أم أواصل مع تجنب الوقوع في المعصية؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدمت لنا فتاوى كثيرة جداً في الاختلاط وحكم الدراسة في المدارس المختلطة، فراجعي على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية:
19010، 20297، 18558، 10988، 2523، 5310، 4030، 9855.
وفي هذه الفتاوى ذكرنا حكم هذه الدراسة في الأصل، ومتى تجوز وشروط جوازها، وغير ذلك مما يتعلق بالاختلاط.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الأول 1424(13/4012)
حكم فتح مقهى إنترنت في داخلية الطالبات
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن عمل مشروعاً صغيراً وهو مقهى إنترنت في إقامة جامعية للنساء علماً بأن هذه الإقامة الجامعية فيها نساء متبرجات هل يجوز لي العمل بها؟
أفيدونا مأجورين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن حكم فتح مقهى الإنترنت، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3024، 6075، 16843.
فإذا كنت ستنضبط في فتحك لهذا المقهى بالضوابط الشرعية فلا حرج عليك في فتحه، ومن هذه الضوابط:
- ألا يتصفح الداخلون أشياء محرمة.
- ألا يحصل اختلاط بين الرجال والنساء، فتخصص أمكنة للرجال وأمكنة للنساء مع تميز المداخل والمخارج.
- ألا تحصل الخلوة بين رجل وامرأة غير محرم.
- ألا يسمح بدخول النساء المتبرجات إلا إذا كان سيغتنم الفرصة بالنصيحة والنهي عن المنكر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الأول 1424(13/4013)
كيف تعيد ثقة الآخرين بك
[السُّؤَالُ]
ـ[- ما هي حدود العلاقة بين الأولاد والبنات؟
- أخطأت خطأ مع أمي وهو الدردشة مع الأولاد ومكالمتهم بالتليفون وبهذا فقدت ثقة أمي بي ولكن رجعت إلى صوابي فماذا أفعل لاسترجاع ثقة أمي بي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا بد أن تعلمي -وفقك الله- أن هذه المحادثات، أعظم من أن تكون خطأ مع الوالدة فحسب، فهي قبل ذلك معصية لله رب العالمين، وخطر المعصية عظيم، فكل بلاء وعذاب في الدنيا والآخرة سببه المعاصي والذنوب، قال الله تعالى: فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [العنكبوت:40] ، وقال: فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ [الأنعام:6] ، والشيطان لا يفتأ يستدرج الإنسان من ذنب إلى ما هو أعظم منه، ولهذا حذرنا الله من اتباع خطواته فقال عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور:21] .
وكم من فتاة فقدت عرضها بسبب اتباعها لخطوات الشيطان التي أولها هذه المحادثات، فجرّت على نفسها وأهلها أعظم المصائب، فاحمدي الله أن الوالدة -وفقها الله- اكتشفت هذا الأمر قبل أن يستفحل، وهذا من رحمة الله بك.
فبادري إلى التوبة النصوح والاستغفار والاستقامة على أمر الله بالمحافظة على الصلاة، وارتداء الحجاب، والبعد عن الاختلاط، لتكتسبي رضا الله تعالى، فإذا رضي الله عنك أرضى عنك أمك وجعلها تثق بك.
وراجعي للأهمية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17214، 5450، 5646، 12744.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الأول 1424(13/4014)
لا يحل تعمد النظر إلى امرأة أجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أما بعد:
أريدالتساؤل عن حكم الإسلام في مسألة النظر إلى عورات النساء (من شعر وأزناد وقوائم) علما بأنني أكون مجبرا عليه نظرا للبيئة المحيطة والإطارالمعيشي اليومي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لك تعمد النظر إلى امرأة أجنبية، وإذا كنت في مجتمع تتبرج نساؤه، فالواجب عليك الانتقال عن هذا المجتمع إلى مجتمع آخر سالم من هذه الأخطار، فإن لم يوجد، أو وجد ولم تستطع الانتقال إليه لمانع ما، فإن الواجب عليك هو فعل ما أمرك الله به من غض البصر، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وقد سبق تفصيل هذا في الفتوى رقم: 26644.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 صفر 1424(13/4015)
من العواصم من فتنة الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما معنى الحديث الشريف (إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه) رواه مسلم؟ وكذلك أرجو إفادتي إذا كانت هناك أحاديث أخرى مشابهة.
جزاكم الله عني خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث المذكور في السؤال رواه مسلم عن جابر ولفظه: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها -أي تدلك جلداً وتدبغه- فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه، فقال إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه.
ومعناه كما قال الإمام النووي رحمه الله: أنه يستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأته أو جاريته إن كانت له فليواقعها -يعني يجامعها- ليدفع شهوته وتسكن نفسه ويجمع قلبه على ما هو بصدده. انتهى.
وقال أيضاً في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة تقبل في صورة شيطان..... قال العلماء: معناه: الإشارة إلى الهوى، والدعاء إلى الفتنة بها، لما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والالتذاذ بنظرهن، وما يتعلق بهن، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له، ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها ألا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وأنه ينبغي للرجل الغض عن ثيابها، والإعراض عنها مطلقاً. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 صفر 1424(13/4016)
ماأدى إلى الحرام فهو حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الحب بين الطالب والطالبة في الثانوية العامة حرام أم حلال؟
واذا كان حراماً فلماذا؟
واذا كان حلالاً فلماذا؟
علماً بأننا نتكلم بكل أمر حلال ولا نتكلم بأية معصية.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام يمنع أي علاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية إلا على أساس الزواج الشرعي.
والحب الذي لا دخل للإنسان فيه صاحبه معذور إن شاء الله تعالى إذا لم يُؤد إلى محرم كخلوة وما أشبه ذلك، وأما ما أدى إلى الحرام فهو حرام، لأنه باختصار يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من ارتكاب الفواحش التي لا يخفى فسادها على الفرد والمجتمع.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم:
4220
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 صفر 1424(13/4017)
تجب عليك التوبة مما فعلت
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا ارتكبت فاحشة إني قد لمست قضيب قريبي مرة وهو نائم ولم يعلم بالحادثة إلي الآن وكان عمري 15 سنة وأنا تبت وندمت أشد الندم على فعلتي فهل يعتبر هذا لواط؟
جزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتجب عليك التوبة مما فعلت، لأن ما أقدمت عليه أمر محرم مجمع على تحريمه.
قال صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفِضِ الرجل إلى الرجل في الثوب، ولا تفِضِ المرأة إلى المرأة في الثوب" رواه مسلم وأحمد والترمذي.
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: وفيه دليل على تحريم لمس عورة غيره بأي موضع من بدنه كان، وهذا متفق عليه.
وليس هذا الفعل لواطاً، لكنه بريد إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1424(13/4018)
حكم دخول الرجل الأجنبي غرفة النوم
[السُّؤَالُ]
ـ[هل في الإسلام ما يمنع دخول الرجل مصلح الكومبيوتر أو التلفاز أو الطبيب إلى غرفة النوم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت تقصد بدخول الرجل إلى غرفة النوم مجرد الدخول، ولم يكن ثمة نساء لا يحل له النظر إليهن، فلا حرج في دخوله، وإن كنت تقصد دخوله مع وجود نساء في غرفة النوم، فلا يجوز دخوله إلا في حال استتارهن بالستر الشرعي المطلوب.
وأما دخول الطبيب الرجل لمعالجة المرأة، ففيه تفصيل مذكور في الفتوى رقم: 8107.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1424(13/4019)
أقوال العلماء في حكم خلوة المرأة بأكثر من رجل والعكس
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما حكم جلوس عدد من الشباب مع عدد من البنات في كافتيريا الجامعة مثلا من منطلق أنهم أصدقاء وزملاء دراسة مع ادعائهم أنهم غالبا ما يتحدثون في أمور جادة كالأمور الدينية والسياسية وغيرها؟!
وعلى فرض أن الشباب ملتزمون والبنات محجبات وملتزمات فما حكم الشرع في هذا أيضا ولاسيما مع عدم وجود حاجه ماسة لهذه الاختلاطات كما تعلمون؟؟ وقد سمعت أن علامة كبيراً أفتى بذهاب الخلوة إذا كان الشاب بين عدة نسوة أو العكس (عدد من الشباب مع عدد من البنات) ، فهل هذا الإفتاء صحيح؟
الشيخ عبد الله الفقيه جزاك الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز اختلاط النساء بالرجال الأجانب في مجلس واحد إلا لحاجة داعية لذلك، على أن يكون الاجتماع والحديث بقدر تلك الحاجة مع التزام الجميع بآداب الإسلام من الحجاب الكامل بالنسبة للنساء، وعدم الخضوع بالقول عند الحديث مع الرجال، وغير ذلك من حركات الريبة والإغراء، قال الله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] ، وقال: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31] .
كما على الرجال الالتزام بغض البصر عما لا يحل لهم النظر إليه منهن، فضلاً عن مزاحمتهن أو لمسهن.
فإذا وجدت الحاجة للاجتماع مع هذه الضوابط فلا نرى بأساً به، أما إذا لم يلتزم الجميع بهذه الضوابط، فإن هذا الاجتماع من المجالس المحرمة التي يستدرج الشيطان إليها من أطاعه واتبع خطواته.
وأما ما أشرت إليه من حكم خلوة المرأة بأكثر من رجل أو الرجل مع أكثر من امرأة، فهذه المسألة اختلف الفقهاء فيها على أقوال:
- فذهب الشافعية إلى تحريم خلوة الرجل بأكثر من امرأة إلا أن يكون محرماً لإحداهن، وكذلك إذا خلت امرأة برجال إلا أن يكون أحدهم محرماً لها.
- وذهب الأحناف إلى أن الخلوة تنتفي بوجود امرأة ثقة، وهذا يفيد جواز الخلوة بأكثر من امرأة.
- وعند الحنابلة تحرم خلوة الرجل مع عدد من النساء أو العكس، والصحيح جواز خلوة رجال بامرأة إن أمنت الفتنة والريبة من تواطئهم على الفاحشة، وكذلك جواز خلوة رجل بنسوة لعدم المفسدة غالباً، فإذا خشيت المفسدة لم يجز، ويدل على ذلك الحديث الذي رواه مسلم بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو رجلان. فظاهر الحديث جواز خلوة الرجلين فأكثر بالمرأة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1424(13/4020)
فتاوى في أحكام النظر
[السُّؤَالُ]
ـ[ما ذنب نظرالمرأة إلى الرجل وإعجابها بشكله فقط دون أي رغبة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن حكم نظر المرأة إلى الرجل إذا كان لشهوة أو لغير شهوة، وذلك في الفتاوى التالية: 7997 16848 15196
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1424(13/4021)
تارك الصلاة لا ترتفع محرميته
[السُّؤَالُ]
ـ[عمي لا يؤمن بالصلاة ولا يؤديها، هل يعتبر مسلماً وهل تجوز الخلوة معه أو مصافحته؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن حكم تارك الصلاة في الفتوى رقم: 6061 والفتوى رقم:
5259
وتركه للصلاة لا يرفع محرميته، فتجوز لمحارمه من النساء مصافحته والخلوة به إلا إذا وجدت منه ريبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1424(13/4022)
الحكمة من تحريم إقامة صداقة بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الحب في الثانوية العامة بين الطالب والطالبة حرام أم حلال؟
وإذا كان حلالاً فلماذا وكيف؟
وإذا كان حراماً فلماذا وكيف؟
ملحوظة: إننا نتكلم في كل أمر حلال ولا نتكلم في أمر حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه ينبغي للشباب عموماً والطلاب خصوصاً أن يحرصوا على غض البصر، والبعد عن اللقاءات المختلطة، وأسباب الفتن، وينبغي للجهات الإدارية أن تحرص على منع التعليم المختلط، حفاظاً على الأعراض وبعداً عن الفتن.
قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن نم أبصارهن ويحفظن فروجهن [النور:30-31]
وقال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء رواه البخاري ومسلم.
وقال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه البخاري ومسلم.
ولمعرفة أحكام الحب واللقاءات والمحادثات بين الجنسين، راجع الفتوى رقم:
9431 والفتوى رقم: 5707
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1424(13/4023)
النظر إلى الأفلام الخليعة من الأسباب المباشرة للوقوع في الزنا
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
هل رؤية الأفلام الخليعة لنساء عاريات تعتبر كجريمة الزنا؟ وما الحكم الشرعي فيها؟ وما كفارتها؟
أريد جوابا مفصلا.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النظر إلى الأفلام الخليعة لنساء عاريات أو أوضاع جنسية يعتبر من أعظم أسباب الفساد، ومن أقوى معاول هدم الأخلاق ونشر الرذيلة وقتل الفضيلة.
ومن الأسباب المباشرة للوقوع في الزنا واللواط -عياذا بالله-، ولا شك في تحريمه لقول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:30-31] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد بإسناد حسن.
ولكن لا يعتبر النظر إلى الأفلام الخليعة كالزنا الذي يترتب عليه الجلد، إلا أنه لا يشك عاقل في أن ذلك النظر قد يقود إلى الوقوع في الزنا.
وعلى من ابتلي بالنظر لهذه الأفلام أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة بالإقلاع عن الذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه، ومن تاب تاب الله عليه، نسأل الله للجميع السلامة من الفتن ما ظهر منها ومن بطن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1424(13/4024)
حكم المال المكتسب من تدريس البنات
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل مدرساً في مدرسة بنات وقد حاولت النقل منها إلى مدرسة بنين ولكن نظام النقل عندنا يعتمد على الأقدمية كما أنني أقوم بالتدريس في دروس خصوصية لبنات كما أدرس في بعض فصول التقوية المختلطة والحجاب الشرعي عندنا نادر وسؤالي ما حكم المال الذي أكتسبه من عملي هذا، مع العلم أنني أحب عملي ولا أجيد غيره كما أحاول (وإن كنت في هذا مقصراً) أن أدعو من خلاله إلى الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مسألة تدريس البنات يرجع فيها إلى الفتوى: 16374 والفتوى رقم:
7934
وأما مسألة المال المكتسب من هذا العمل فلا مانع منه، وننصحك بالحرص على غض البصر والبعد عن الحرام دائماً، حتى لا يكون عملك مؤدياً إلى ما يسخط الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1424(13/4025)
بنات العمة أجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
لي عمة وزوجها متوفى وعندها بنتان وهي تعمل وتعود إلى المنزل في وقت متأخر يوميا نظرا لطبيعة عملها (ولا يوجد لديها أيام عطلة)
وأنا وبناتها مثل الإخوان تماما وتقريبا تربينا سويا لأن أعمارانا متقاربة هل أزورهم أم لا؟؟ علما بأنهم يعتبرونني أخاهن الأكبر إن كانت الإجابة بلا فهل يعتبر هذا قطع للرحم؟ وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عمتك تعتبر محرماً لك يجوز لك أن تسافر معها وتخلو بها وترى منها ما يرى المحرم من محارمه، ولا تجوز لك مقاطعتها بحال من الأحوال، فقد قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:22-23] .
وأما بناتها فإنهن أجنبيات عنك، ويجب عليهن أن يتحجبن منك، ولا تجوز لك الخلوة بهن، وإذا زرت عمتك لصلة الرحم ودعت الحاجة إلى الجلوس معهن، فليكن ذلك بقدر الحاجة وبالتستر ودون الخضوع بالقول، ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم:
10463
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1424(13/4026)
ضوابط المحادثة بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم مكالمة النساء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج -إن شاء الله- في مخاطبة الرجل للمرأة، أو المرأة للرجل إذا كانت ثمة حاجة لذلك، وإذا روعيت الضوابط التي سيأتي ذكرها، ودليل الجواز الكتاب والسنة، وسيرة الصحابة الأئمة، فمن الكتاب، قصة خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها التي جاءت تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي أنزل الله عز وجل في شأنها قوله: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة:1] .
ومن السنة حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. الحديث رواه البخاري ومسلم.
ومن واقع الصحابة.. ما رواه البخاري والنسائي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن امرأة من أسلم يقال لها سبيعة كانت تحت زوجها، توفي عنها وهي حبلى فخطبها أبو السنابل بن بعكك، فأبت أن تنكحه، فقال: والله ما يصلح أن تنكحي حتى تعتدي آخر الآجلين، فمكثت قريباً من عشر ليال، ثم جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انكحي.
هذه بعض أدلة الجواز، لكن ثمة ضوابط لا بد من مراعاتها تضاف إلى ما ذكر من كون ذلك جائزاً عند الحاجة، فمن هذه الضوابط:
الأول: عدم إلانة المرأة في القول على وجه يوقع الفتنة بقلب الرجل، قال ابن العربي في قوله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32] : أمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلا، وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يحدث في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين المطمع للسامع. انتهى من كتاب أحكام القرآن.
الثاني: عدم التلذذ أيٍّ من الطرفين بصوت الآخر، فإن ذلك يحرم على من فعله، قال ابن مفلح في الفروع: وليس صوت الأجنبية عورة على الأصح، ويحرم التلذذ به لو بقراءة.
الثالث: أمن الفتنة، فإن خاف أحدهما على نفسه الفتنة حرم الاستماع والكلام، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 4090.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1424(13/4027)
حكم النظر إلى عورة الحيوان
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز النظر إلى عورة المخلوقات الفضائية من جهة وإلى عورة الشياطين والجن كذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل جواز النظر إلى عورات البهائم، إلا أنه إذا كانت في النظر إليها إثارة للشهوة فإنه يصبح محرماً، قال صاحب الإنصاف نقلاً عن ابن عقيل: يحرم النظر مع شهوة تخنيث وسحاق وإلى دابة يشتهيها ولا يعف عنه وكذا الخلوة بها، قال في الفروع وهو ظاهر كلام غيره. ثم ذكر جملة من الفوائد منها أن: معنى الشهوة التلذذ بالنظر، ومنها أن اللمس كالنظر بل أولى منه بالمنع. انتهى منه بتصرف.
وما ذكرناه بشأن الحيوانات ينطبق على الجن والشياطين بالأولى، بالنسبة لمن أمكنه أن يطلع عليهم بل لو قيل إن النظر إلى عورة الجني أو الشيطان من غير شهوة أمر محرم لما كان ذلك ببعيد لأن الجن يشملهم خطاب الأمر بغض البصر وحفظ الفرج في قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1424(13/4028)
الشيطان يجر العبد من خطوة إلى خطوة
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق متدين هو الآن في السعودية يعمل عند أخيه وكان معه اخوه الثالث وهو غير ملتزم وقبل سفره عقد علاقة غير شرعية مع بعض الفتيات ثم اكتشف صديقي هذه العلاقة من خلال الهاتف وقد وعظهن وذكرهن بالله فيبدو أن إحداهن أعجبت بكلامه وقال لي بعد فترة إنه أصبح يحبها وأنه يوقظها لصلاة الفجر كل يوم وهو يريد أن يتزوج منها ولكنه يعمل الآن ويجمع النقود، ولكن الوضع صعب فهو غير قادر على نفقة الزواج فما هو الحل هل يخطبها أم يتركها أفيدونا أفادكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى هذا الشاب أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يقطع كل علاقة بهذه الفتاة سواء أراد أن يتزوج أم لا، لأن الشيطان يجر العبد من خطوة إلى خطوة فليحذر هذا الشاب من الانجرار وراء ما يزينه الشيطان، فإن كان عازماً على الزواج واستطاع مؤنته فليقدم، وإن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه أدفع للشهوة، وأقطع لشرها.
وانظر الفتوى رقم:
13081 والفتوى رقم: 18477
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1424(13/4029)
إن رغبت فيها فاخطبها وإلا فأعرض عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب بنتاً معي فى الكلية وأريد الزواج منها وأنا فى الفرقة الرابعة وهي أيضاً وأخاف أن أصارحها بذلك حتى لا ترفضني وأنا متعلق بها جداً، فهل من الممكن أن أصارحها بذلك أم أنه خطأ في ديني وإذا رفضت فماذا أفعل؟ أرجو منكم الاهتمام بهذا الأمر لأنه يهمني بشدة؟ . وأرجو إرسال الإجابة على الإيميل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن جواب هذا السؤال جاء مفصلاً في الفتوى رقم:
17577، والفتوى رقم: 8387.
ولكن ننصح السائل بتقوى الله فإن من يتق الله يجعل له مخرجا من كل ضيق، وفرجا من كل شدة، ويحول أموره من صعوبة إلى سهولة.
ومن تقوى الله تعالى عدم الخلوة بهذه المرأة وعدم مخاطبتها بما يثير الشهوة والريبة.
وأن يستخير الله تعالى، ويكثر من الدعاء والتضرع إليه، خاصة في الأوقات التي تظن فيها استجابة الدعاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1424(13/4030)
ممارسة الجنس عبر الإنترنت معصية عظيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي يمارس الجنس عبر الانترنت مع فتيات ونساء من مختلف الجنسيات بالصوت والصورة فأريد أن أعرف هل هذا يعتبر زنا لأنه لا يعتقد ذلك وشكرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يفعله زوجك معصية عظيمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: والعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخُطى والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه رواه مسلم، فهذا العمل الذي يعمله يصدق عليه أنه زنا، ولكنه زنا مجازي كما فصلنا ذلك في الجواب رقم: 25437 وننصحك -وفقك الله- بأن تجتهدي في نصح هذا الزوج وبيان الحق له وأن تستعيني على ذلك بالله تعالى ثم بأهل الصلاح، وانظري الفتوى رقم: 13288 ونقول لهذا الزوج اتق الله فإنك ستسأل بين يدي الله عن جوارحك هل استعملتها في طاعة الله أم في معصيته؟ قال تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الاسراء: من الآية36) ، ولتعلم أن هذه الجوارح سوف تشهد عليك يوم القيامة، قال تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (النور:24) وقال تعالى: حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (فصلت:20) ، فانظر كيف يكون حال العاصي يومئذ، وراجع -وفقك الله- الجواب رقم: 26418
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 صفر 1424(13/4031)
غض البصر زكاة للنفس وطهارة للفؤاد
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم..... والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين
شيخنا سؤالي يتمثل فيما يلي: فأنا شاب في الثانية والعشرين أحب رؤية جمال النساء رغم علمي بوجوب غض البصر ولكن كثرت الفتن خاصة في الكلية -الجزائر- التي أدرس بها والمحيط الذي أعيش فيه حيث إن غض البصر أصبح شيئاً عسيرا؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمفسدة النظر عظيمة وهو بريد الزنا، وفي غض البصر زكاة للنفس وطهارة للفؤاد، وكثرة الفتن وانتشار التبرج يزيد الأمر بغض البصر تأكيداً، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية:
5310، 21991، 23552، 19075، 11947 ففيها الجواب الكافي إن شاء الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 صفر 1424(13/4032)
لا تجوز الدردشة بين الأجنبيين على الإنترنت أو غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[أدخل على أحد المواقع العربية وأقوم بالدردشة مع بعض الشباب بشكل جاد ومحترم بهدف معرفة تفكير وثقافات أناس من بلاد وعادات مختلفة وهذا يحدث بشكل محترم جدا، فهل هذا حرام لأنى فتاة تتحدث مع شبان أغراب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لك الاستمرار في هذه الدردشة مع من ذكرت، وذلك لحرمة خطاب المرأة للرجال الأجانب ما لم يكن ذلك لحاجة، ولحكم الدردشة والمخاطر المترتبة عليها نحيلك على الفتوى رقم: 1932 ورقم: 12450 ورقم: 20415
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1424(13/4033)
الخلة قد تكون على طاعة الله وقد تكون على معصيته
[السُّؤَالُ]
ـ[أعلم أن الأخلاء يوم القيامة بعضهم عدو لبعض ولكني قبل عام تقريبا أحببت قريبة لي والشيطان كان معنا في كل اجتماع نجتمعه ولم يكن لقاؤنا سوى إشباع رغبات محرمة تمثلت في تبادل القبلات ويتملكنا أنا وهي الخوف من الله والشعور بالذنب ولكن بعد فوات الأوان.. أرغب في التوبه مع أنني لا أعرف كيف؟ ولكني سأحاول..هل سيغفر الله لي ما فعلت؟ وهل أستطيع فعلا ترك ما كنت أعمل أنا وهي أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالخلة بين شخصين فأكثر في الحياة الدنيا تكون على قسمين:
الأول: خلة على طاعة الله تعالى.
الثاني: خلة على معصية الله تعالى.
فالخلة المؤسسة على طاعة الله مطلوبة وفيها فوائد كثيرة ولها فضائل عظيمة وهي أعلى من المحبة التي وردت الأحاديث الكثيرة في فضلها، ومن ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال أين تريد قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها، قال: لا غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته. وكفى بحب الله للعبد مطلباً.
وأما الخلة على معصية الله فهي شقاء وبلاء في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ [الزخرف:67] .
وقال تعالى: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً [الفرقان:27-28-29] .
ومن الخلة المحرمة اتخاذ الرجل امرأة خليلة والاستمتاع بها دون عقد شرعي عليها.
ولذا فالواجب عليك أخي الكريم أن تقلع عما أنت عليه وتتوب إلى الله توبة نصوحاً، وتبتعد عن هذه المرأة وتقطع علاقتك بها، وإذا لم تكن متزوجة وتابت من ذنبها ولم تكن من محارمك اللاتي يحرم عليك نكاحهن فاخطبها من أهلها وتزوجها، فهذا أنفع وسيلة لحسم العلاقة المحرمة بينكما فإن لم يمكن الزواج بها فانكح غيرها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
وإذا تبت إلى الله تعالى قبل الله توبتك وغفر ذنبك، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 22964، والفتوى رقم: 5646، والفتوى رقم: 17642.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1424(13/4034)
لا يجوز رؤية الصور الخليعة ولو في رسوم متحركة
[السُّؤَالُ]
ـ[1- هل من المسموح رؤية صور خليعة على شكل رسوم متحركة؟
2- من أي ساعة لأي ساعة وقت صلاة الضحى وكم ركعة على الأقل يجب أن تصلي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز النظر إلى هذه الصور الخليعة سواء أكانت من رسوم متحركة أو غيرها، لما يترتب على ذلك من الفتنة والوقوع في الفاحشة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 3605.
وبخصوص صلاة الضحى، وعدد ركعاتها، ووقت أدائها، فقد سبق بيان ذلك كله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17199، 7776.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1424(13/4035)
لإنزال بالنظر.. حكمه.. أثاره الصحية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الإنزال أي إنزال المني بالنظر وهل هناك آثار صحية له؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإنزال بالنظر يفصل فيه، فإن نظر شيئاً من جسد زوجته وأدام النظر حتى أمنى فحكمه الجواز، أما إذا نظر عورة محرمة، أو أدمن على النظر في صور المتبرجات في الصحف والشاشات فهو حرام، وعلى كلا الاحتمالين يجب الغسل، وأما الآثار الصحية فإن مجرد خروج المني بشكل طبيعي لا يؤثر على الصحة، وأما الإكثار من إخراجه فهو مؤثر على الصحة، وقد أوصى بعض العلماء فقال:
احفظ منيك ما استطعت فإنه ... ماء الحياة يراق في الأرحام.
وللمزيد عن الآثار الصحية لهذا الأمر يمكن أن تسأل الأطباء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1424(13/4036)
المشاهدة ينبني حكمها على ما يشاهده المرء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم مشاهدة التلفاز والاستماع للموسيقى ومطالعة الجرائد والمجلات مع التوضيح؟
جزاك الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمشاهدة التلفاز والنظر إلى الجرائد الأصل فيه الإباحة، وقد تكون المشاهدة أو المطالعة محرمة إذا تضمنت ما يحرم النظر والاطلاع عليه، وقد تكون مكروهة إن تضمنت ما يكره النظر والاطلاع عليه، وقد تكون مطلوبة ومندوبة إن تضمنت مندوباً وخيراً، وقد تكون واجبة إن تعينت طريقاً لنشر العلم وفقه الدين.
وأما الموسيقى، فمحرمة بإطلاق إلا الدف للنساء في المناسبات، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11420، 24016، 3250، 6504، 7836.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 محرم 1424(13/4037)
الخاطب أجنبي حتى يعقد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل من الممكن أن يكون هناك حديث بين شخص والإنسانة التي قام بخطبتها وتوجد ظروف معارضة من أهلها لأسباب خاطئة وغير دينية مع العلم بأن الحديث يكون بخصوص الخطوات القادمة المراد اتخاذها لإقناع الأهل وأن الأهل لم يعطوا رفضهم النهائي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يتم العقد عليها، فلا تحل له الخلوة بها أو النظر إليها أوالحديث معها إلا بحضرة بعض أهلها لغرض شرعي، وإذا دعت الحاجة إلى الحديث معها بعد ذلك فبإمكانه أن يكون ذلك بواسطة أحد محارمها أو إحدى محارمه هو، فهذا هو الأسلم والأبعد عن الريبة وإذا كلمها في حاجة فليكن ذلك بحضرة الأهل أو بعض الأقارب، ولهذا ننصح السائل الكريم بالبعد عن الحديث مع خطيبته إلا بحضرة الأهل.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل نحيلك إلى الفتوى رقم: 1847.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1424(13/4038)
كيف يتوب من وقع في مقدمات الزنا
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا شاب وقعت في شرك إحدى الفتيات وقمت بالمداعبة معها ووقفت عاريا أمامها وحصل القذف ولكن دون إيلاج الأعضاء والآن وبعدما اهتديت أريد أن أعرف ماذا أفعل ليتوب الله علي، أرجوكم ساعدوني أثابكم الله؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما قمت به مع هذه الفتات أمر خطير لأنه اشتمل على عدة ذنوب.. كالخلوة واللمس والاستمتاع بحديث الأجنبية وإظهار العورة أمامها وما ترتب على ذلك من القذف.
فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى من هذه الذنوب بالندم عليها والعزم على عدم العودة إليها مع الإقلاع عنها والابتعاد عن العلاقة مع هذه الفتاة في الحرام وعدم الخلوة بها، فإنه ما خلا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والترمذي.
وسُدَّ كل باب يوصل للفتنة بها أو بغيرها من النساء، وأكثر من الاستغفار وفعل الطاعات لأن الحسنات يذهبن السيئات كما أخبر الله تعالى، فإن فعلت ذلك تاب الله عليك ـ إن شاء الله ـ قال تعالى:
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:136] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 محرم 1424(13/4039)
النظر إلى البنات بقصد التلذذ حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في الواحد والعشرين من عمري، أنا إذا نظرت إلى بنت من البنات أقوم بعمل عملية الاستمناء ماذا أفعل
أنا أقرأ القرآن وأصلي ولا تذهب تلك الأشياء عن بالي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنظر إلى البنات بقصد التلذذ حرام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظر النظر، فإن الأولى لك، وليست لك الأخرى. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط، كما رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.
وقد قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [لنور:30] .
وقد سبق بيان ما يعين على غض البصر في الفتوى رقم: 21870، فلا تنظر لزاماً.
وما يؤكد قبح النظر إلى المحرمات، أنه يؤدي إلى محرمات أخرى أعظم منه، فالاستمناء لا يحصل في الغالب الأعم إلا بعد النظر أو التفكير المحرمين، وهذا من شؤم المعصية وسوء فعلها، إذ لو لم يكن فيها شر سوى أنها تجر إلى محرمات أخرى لكان ذلك كافياً للصدود عنها والنفور منها، ولمعرفة أضرار العادة السرية وحكمها وما يعين على تركها راجع الفتوى رقم: 22083، والفتوى رقم: 20463.
وإننا لنهنئ الأخ الكريم بحياة قلبه إذ لا يحس بألم المعصية إلا من بقيت في قلبه حياة، أما القلوب الميتة فلا إحساس لها بلذة طاعة، ولا بألم معصية وكما قال الشاعر:
ما لجرح بميت إيلام.
ونسأل الله تعالى أن يهدي قلبك ويشرح صدرك وييسر أمرك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 محرم 1424(13/4040)
رؤية أشرطة الفيديو العائلية - نظرة شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تجوز رؤية أشرطة الفيديو العائلية القديمة حيث تشتمل على نساء غير محجبات في وقتها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز النظر لهذه الأشرطة إن كان من يشاهدها يحرم عليه النظر لهؤلاء النسوة أو كنّ يبدين ما يزيد على المأذون في النظر إليه،
أما إن كان المشاهد يجوز له النظر لسائر جسد المرأة لكونه زوجاً لها أو يجوز له نظر بعضه لكونه محرماً لها، فالذي يظهر أن ذلك يجوز، وإن كان الأولى الابتعاد عن مثل هذه المناظر لأنه لا تسلم في غالبها من محاذير شرعية، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 11247.
وللاطلاع على حدود العورة بين المرأة ومحارمها انظر الفتوى رقم:
599.
وكذلك يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 6741، فقد بينا فيها المحارم من الرجال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1424(13/4041)
من أحكام النظر والكلام مع الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما هي حدود الكلام مع الأجنبيات من النساء هل يجوز الكلام معهن ومع الأقارب كابنة عمي أو خالي مع العلم بأن الكلام في أمر مباح، وما حدود النظر إليهن؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز الكلام مع الأجنبية للحاجة مع أمن الفتنة والبعد عن الريبة بشرط ألا تكون هناك خلوة أو نظر إليها وأن تلتزم المرأة بالحجاب وألا تخضع في كلامها، وابنة عمك أو ابنة خالك امرأة أجنبية عنك –أي يجوز لك الزواج بها- فهي كغيرها من الأجنبيات لا يجوز كلامك معها إلا في ضوء الشروط السابقة، وكذلك النظر، فيجب أن تغض بصرك عنها كما يجب غض البصر عن غيرها، قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30] .
وتتميماً للفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12562، 3672، 522، 3539، 5776.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1424(13/4042)
آداب جلوس الرجال مع النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الاختلاط العائلي الذي يحضره الأجانب من الرجال كأخي الزوج وزوج أخت الزوج وابن أخت الزوج وزوج الأخت في غرفة واحدة على مائدة طعام واحدة، وقد يحدث فيه الضحك والمزاح؟ وما حدود العلاقة بين هؤلاء الأقارب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأسلم في مثل هذه اللقاءات العائلية أن يفصل بين الرجال والنساء بحيث يخصص مجلس لكل منهم منعاً للفتنة ودفعاً للمفسدة، لكن إن اجتمع الرجال بالنساء في مثل هذه اللقاءات فيجب على كل منهم أن يتأدب بآداب الإسلام؛ فلا تخضع النساء بالقول كما قال الله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَض} [الأحزاب:32] .
ولا يتحدثن مع الرجال بلا حاجة وإن وجدت الحاجة فبقدرها، ويلتزمن بالحجاب الشرعي، وكذلك يلتزم الرجال بغض أبصارهم عن النساء وترك الحديث معهن بلا حاجة أيضاً، ويجب أن لا يجلسوا قريباً من بعضهم بحيث يلمس الرجل المرأة الأجنبية عنه، فإذا لم تراع هذه الآداب -كما هو ظاهر في مثل الحالة المسؤول عنها- كانت هذه المجالس مجالس محرمة آثمة، وأهلها عاصون لله متعرضون لعقوبته.
وأما حدود علاقة المرأة مع الأقارب غير المحارم فيعاملون معاملة الأجانب، ويحرم عليها تجاهم ما يحرم تجاه الأجانب، ولمعرفة المزيد راجع الفتاوى التالية: 9618، 3819، 3783.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 محرم 1424(13/4043)
لا يجوز النظر إلى المرأة الأجنبية إلا لحاجة شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما هي حدود الكلام مع الأجانب من النساء هل يجوز الكلام معهن ومع الأقارب كابنة عمي أو خالي مع العلم أن الكلام في أمر مباح وما حدود النظر إليهن؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فغير زوجة الرجل ومحارمه تعتبر أجنبية عنه سواء كانت من أقربائه أم لا.
فلا يجوز له النظر إليها إلا لحاجة شرعية كخطبة أو شهادة، وبشرط انتفاء الخلوة والاقتصار في النظر على الحاجة، وانتهاء النظر بانتهاء مقصوده، وأما الكلام معها فلا يجوز إلا بالضوابط الشرعية من أمن الفتنة من الجانبين، وعدم التلذذ بصوت الآخر، وبشرط أن لا تخضع المرأة في القول، وأن تكون متحجبة محتشمة، وأن يغض كل منهما بصره عن الآخر، وأن تكون هناك حاجة إلى الكلام، فإن لم تكن ثم حاجة فليجتنبه وليقطع على الشيطان سبيل الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1424(13/4044)
علاقة الحب والغرام بين الأجنبيين حرام في ذاتها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم وبعد:
1- أنا شاب من الجزائر متدين والحمد لله تعرفت على فتاة تتعلم بالمسجد وتحفظ القرآن منذ أن رأيتها نويتها زوجة، لكن لم أتقدم بعد لخطبتها لأنني رأيتها مع شاب لا أدرى أن كان أخاها أو من محارمها لأنني رأيته بالظهر وانقطعت عنها مدة ثم عدت إليها، أحبها جداً ولكني لا أملك سكناً ولا راتبا مستقراً وهي دائما تعجلني فمادا أفعل يا أخي ولا أدرى إن كانت تحبني هي أم لا وفي كل هذا دائما أراعي أمر الله أن لا أخلو بها أو أي شيء من هذا القبيل فأرجو النصيحة يا أخي
2_ قرأت وصية للقائم على حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه رأى الرسول فى المنام وأشياء أخر أسمعتم أنتم بهذا بارك الله فيكم أفيدونا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
1- فلا يجوز إنشاء علاقة بين رجل وامرأة، إلا إذا كانت تحت ظل الميثاق الغليظ، وهو –عقد الزواج- وكل ما سوى ذلك من علاقات الحب والغرام حرام في ذاته ويؤدي إلى ما هو أشنع منه في المستقبل، وإن كان مأموناً في الحاضر، فمعظم النار من مستصغر الشرر، ويكفي رادعاً لمن أراد ذلك أو فعله، أنه لا يرضاه لأخته ولا لأمه ولا لابنته ولا لأحدٍ من محارمه، فعليك أيها الأخ السائل أن تتوب أولاً مما صنعت كما يجب على هذه الأخت أيضاً المبادرة بالتوبة كذلك، ولا يتحقق ذلك منكما إلا بالإقلاع عن هذه العلاقة والندم على ما كان منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل.
فإذا صدقت التوبة منكما فلا مانع من أن تتقدم إليها ولا مانع لها من قبولك، إن كنت مستطيعاً لإقامة بيت ولو بالقليل من النفقات، إذ لا يشترط للزواج أن يكون في شقة بصفات مثالية، أو أثاث مثالي، بل قليل المؤنة خير من كثيرها في مثل هذا.
وننبه السائل إلى أنه لا يجوز له أن يسيء الظن بأحد من المسلمين ذكراً كان أو أنثى لمجرد شبهات وقعت في نفسه دونما برهان، لأن الأصل في المسلم أنه عدل، فلا يجوز تجريحه إلا بدليل.
2- فقد سبق بيان حكم ما يتناقله الناس عن الوصية المنسوبة إلى هذا الرجل المجهول الشيخ أحمد وذلك في الفتوى رقم
18047
الله تعالى أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1424(13/4045)
من ضوابط زيارة الأقارب
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أرجو منكم توضيح أصول الزيارة التي يجب أن أتبعها في بيتي من ناحية الاستقبال ومن يمكن لزوجتي إدخالهم في غيابي إضافة إلى محارمها وهل عليها أن لا تدخل أعمامي وأخوالي وزوجاتهم وأنا غائب؟
الواقع أنا أنوي التزوج من امرأة ملتزمة وأن أعيش على ضوء الكتاب والسنة وأرجو أن تبينوا لي المسائل التي يجب تطبيقها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الضيوف إما أن يكون رجالاً أو نساء أو هما معاً، وفي كل الأحوال يستقبل الرجال الرجال والنساء النساء، ويكون لكل مجلس خاص، ولا بأس باجتماعهم تحت سقف واحد إذا التزمت الضوابط الشرعية لجلوس الرجال في جهة والنساء في جهة أخرى، والتزمت النساء بالحجاب وعدم الخضوع بالقول والضحك ونحو ذلك، ولا يحق للمرأة أن تدخل أحداً لا يرغب زوجها في دخوله ولو كان الزائر من النساء أو من محارمها، وأما الأجنبي فلا يجوز لها إدخاله إذا كانت وحدها في البيت لأن هذه خلوة محرمة؛ إلا أن يكون عندها غيرها من النساء أو هناك مجلس مستقل فلا بأس أن تأذن له بالدخول، وكل هذا بشرط إذن الزوج، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 3539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 محرم 1424(13/4046)
هل يأثم من نظر لامرأة فأمنى
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الاستمناء؟ واذا رأى أحد امرأة ثم نزل المني فهل هناك إثم على الرجل الذي أنزل المني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق حكم الاستمناء في الفتوى رقم: 7170.
وأما إذا نظر الرجل إلى امرأة فأمنى.. فإن كان تعمد النظر فهو آثم، وأما إذا لم يتعمد وإنما وقع بصره عليها فجأة فصرفه إلا أن شهوته ثارت وأمنى فلا إثم عليه، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 7102، والفتوى رقم: 26644.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 محرم 1424(13/4047)
خطر إقامةعلاقات مع الفتيات
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي يكلم فتيات بالهاتف ولم أستطع ردعه وأصبح يهمل أداء الصلاة فماذا أفعل معه لأرجعه إلى صوابه مع أنه إنسان طيب جداً إذا لم أتدخل في أموره أفيدوني أثابكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت لنا فتوى فيها الطريقة المثلى للتعامل مع هذا الزوج وهي برقم: 4489، ونضيف هنا أنه ينبغي لك أيضاً أن تتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء بصدق وإخلاص أن يطهر الله قلبه ويحصن فرجه عن الحرام، وأن يقطع صلته بالفتيات الماجنات، وحاولي أن تقدمي له كتاباً وشريطاً أو مطوية فيها خطر ربط العلاقات مع الأجنبيات وخطر التساهل في الصلاة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 27293.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 محرم 1424(13/4048)
من الخطأ الفادح أن يختلي الرجل بمطلقته التي انتهت عدتها.
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
زوجي السابق يطلب مني ما لا يليق بعد خروجي من العدة ولي منه ولد وبنت وكلانا متفقان على أن نرجع لبعضنا في وقت لاحق بسبب الظروف المادية فهل يحق لي أخذ نقود منه لمصالحي الخاصة أم للأولاد فقط
مع أنني أعطيته ما طلب مني وتبت ولم أعطه الفرج وتبت إلى الله وأسأله المغفرة؟ ولكم مني جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المطلقة إذا انتهت عدتها أو بانت بينونة كبرى فإنها تعتبر أجنبية من زوجها المطلق لا يحل له الدخول عليها ولا النظر إليها بشهوة فضلاً عن غير ذلك، وعليه فنقول للسائلة من الخطأ الفادح أن يختلي ذلك الرجل بك أحرى أن تمكنيه من الاستمتاع بك بأي نوع من أنواعه، لذا فتجب عليك التوبة أولاً من تلك المعصية وأسبابها التي أدت إليها كالخلوة، أما النقود التي يعطيها لك فلا يجوز لك أن تأخذيها إذا كان أعطاها لك من أجل الفاحشة أو مقدماتها أو كنت تعلمين أنك إذا أخذتها لم تستطيعي أن تمنعي نفسك منه لأنها في هاتين الحالتين مهر البغي الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه شر الكسب في قوله: شر الكسب مهر البغي وثمن الكلب وكسب الحجام. رواه مسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1424(13/4049)
لا تجوز الخلوة بالخادمة.
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: إنني بحاجة إلى خادمة في منزلي، والمشكلة أن زوجتي طبيبة، وقد تضطر إلى المبيت في المستشفى، فهل وجود الخادمة حرام (خلوة) ؟ علماً بأني بحاجة ماسة لها، لأن لدي طفلاً، ولا أستطيع إعالته لوحدي؛ لأنني قد أضطر أيضاً للمبيت خارج المنزل حسب مقتضيات العمل لكوني طبيبا أيضا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حاجتك إلى خادمة لا تبيح لك الخلوة معها، وعليك أن تصلح من شأنك دون أن تقع فيما نهى الله عنه ورسوله، فلماذا لا تترك زوجتك العمل وتتفرغ لبيتها وولدها، وهي المسؤولة عنه أمام الله تعالى ففي الحديث: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها. رواه البخاري.
وعلى كل حال فلا يجوز لك أن تخلو بالخادمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء. رواه البخاري.
وقال: لا يخلونّ رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري.
وقد اتفق الفقهاء على أن الخلوة بالمرأة الأجنبية حرام، إلا أن تكون هناك ضرورة قاهرة، ولا توجد عندك تلك الضرورة، وننصحك بمراجعة الفتوى رقم:
5181، والفتوى رقم: 3859.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 محرم 1424(13/4050)
التلذذ بقبلة الأمرد ولمسه والنظر إليه حرام باتفاق المسلمين.
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبارك الله لكم في هذا الموقع
أما بعد:
لدي يا فضيلة الشيخ مشكلة أعاني منها منذ سنين، ألا وهي أني ابتليت بحب المردان بشكل غريب جداً وحاولت التوبة ولكن دون جدوى لأني تعرفت قبل سنين على أمرد جميل وهو من النوع الطيب وليست له خبرة في الدنيا وهو دائما معي وأخاف كل الخوف أن نقع في الفحشاء والله المستعان وأريد من الله ثم فضيلتكم الحل لهذه الطامة من قبل أن يغويني الشيطان ... والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع العلم أن عمري 27 سنة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الميل إلى الذكر -أي عشق المردان- منكر عظيم وفاحشة قبيحة محرمة باتفاق المسلمين كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية فبعد أن نقل أن اللوطية محرمة بالاضطرار من دين الإسلام وأديان سائر الأمم قال: وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بقبلة الأمرد ولمسه والنظر إليه هو حرام باتفاق من المسلمين.
ومن ابتلي بهذا المنكر واسترسل في مباشرة ومشاهدة المردان منه لم يكد يسلم من الفاحشة، فعليك بمراقبة الله والخوف منه ومجاهدة نفسك في الإقلاع عن هذه القبيحة ويلزمك مفارقة هذا الشخص والابتعاد عنه إذ أن قربك منه ورؤيتك له تحرك شهوتك وتزين هواك، فاستعن بالله واقطع علا قتك به وأكثر من الصوم وعجل الزواج إن لم تكن متزوجاً وانظر في أهمية علاج هذا المرض الفتاوى التالية:
3867، 6872، 7413، 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 محرم 1424(13/4051)
تحريم إقامة علاقة مع امرأة أجنبية إلا في ظل زواج شرعي.
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 17 تدينت من جديد وأحب فتاة وهي بنت عمتي في الأردن وأراسلها على الإيميل ولا أستطيع أن أقول لها أتركيني لأنني أحبها ووعدتها بالزواج وأنا صادق في ذلك وهذه العلاقة لا يقبلها الدين فأرجوكم أفيدوني وشكراً مع العلم أن الفتاة تحبني كثيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك بقطع علاقتك بهذه الفتاة والامتناع عن محادثتها ومراسلتها والتوبة إلى الله مما سبق وانصحها هي كذلك بأن تقلع عن هذا الأمر وتتوب إلى الله منه لأنه يحرم على الرجل المسلم إقامة علاقة مع امرأة إلا في ظل زواج شرعي كما هو مبين في الفتوى رقم:
4662.
وإذا كنت جاداً في الزواج منها وكانت ذات دين وخلق فتقدم إلى وليها واطلبها منه، فإذا عقدت عليها فلا حرج عليك بعد ذلك فيما شئت من علاقتك معها، ولو لم يتم الزفاف لأنه بمجرد العقد عليها تصبح زوجتك فإن عجزت عن ذلك فعليك بالصبر والاستعانة بالله إلى أن ييسر الله لك ذلك، فإن لم يجعلها الله من نصيبك فاصرف النظر عنها وتزوج بغيرها: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19] .
ووعدك بالزواج منها لا يلزمك به شيء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو الحجة 1423(13/4052)
خطورة الأفلام الخليعة على شباب الأمة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
مشايخنا الأفاضل لدي سؤال أرقٍ بعض الشباب وهو: هل مشاهدة الأفلام الخليعة جدًا والمعروفة المنتشرة على الإنترنت ولا تحتاج إلى توضيح (الخليعة الخليعة) هل هي كبيرة من كبائر الذنوب أم من الصغائر؟ وجزاكم الله خيرا مع الإيضاح للشباب مخاطر هذه الأفلام على العقيدة لعلي ولعل شباب الأمة الإسلامية يتفهمون هذا الغزو الفكري الصهيوني للإسلام وشبابه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن النظر إلى الصور العارية، والمناظر الخليعة، والمواقع التي تنشر العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة، وغيرها من المواقع الشاذة، من أكبر معاول هدم إيمان الأفراد، ومن أسوأ الخطوات التي تقود الأمم إلى مستنقع الرذيلة، وظلمات الذنوب والمعاصي، مما يؤدي إلى هلاكها ودمارها، قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.
ولمعرفة حكم هذا الفعل وشناعته راجع الفتوى رقم:
26620 - والفتوى رقم: 27367 - والفتوى رقم: 27402.
ولمعرفة علاج هذه الآفة والتخلص منها راجع الفتاوى التالية أرقامها:
26617، 20701، 23243، 21807، 26549، 28148، 5197.
وليعلم أن النظر إلى المعصية باعتبار أنها مخالفة لأمر الله تعالى يجعلها كبيرة ولو كانت صغيرة؛ لأن حق الله أن يطاع فلا يُعصى وأن يُشكر فلا يُكفر، هذا وقد دلت السنة على أن النظر وما أشبهه من الصغائر، وكونه من الصغائر لا ينفي عنه الحرمة، فمما أثر عن السلف قولهم: لا تنظر إلى صغر الذنب وانظر إلى عظمة من عصيت.
هذا وليُعلم أنه يراد من هذه الأفلام إغواء المسلمين، ونشر الرذيلة، وهدم الأخلاق، وضياع الأمم، وتشويه العقول، وتلويث الثقافة، وما ذلك إلا بتدبير المفسدين في الأرض الذين قال الله عنهم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [النور:19] .
نسأل الله تعالى أن يجنب شبابنا وبناتنا الفتن والشرور، وأن يحصن فروجهم، ويرزقهم غض البصر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو الحجة 1423(13/4053)
محاور العلاقة بين الرجال والنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهي حدود العلاقة بين الطالب والطالبة في الجامعة المختلطة (حيث لا سبيل غيرها) ؟ فهل يمكن أن يسأل الطلب الطالبة سؤالاً يتعلق بالدرس فتجيب عليه، أو أن يتكلمو في حدود الجامعة؟ وكيف تتعامل الطالبة مع الدكتور، فهل يجوز أن تذهب إلى غرفته وتسأله فيما استصعب عليها أم ينطبق على ذلك أمر الخلوة؟؟ أفيدوني أفادكم الله وسدد خطاكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعلاقة بين الرجال والنساء في الإسلام تدور في ثلاثة محاور:
المحور الأول: الزوجية - والمحور الثاني: المحرمية كالأخ والأب والجد والخال، ويلحق بذلك المحرم من الرضاع -
والمحور الثالث: الأجنبية, ولا شك أن العلاقة بين الطلاب والطالبات أوبين الأستاذ والطالبات هي من القسم الثالث ما لم يكن الطالب أو الأستاذ زوجاً للطالبة أو محرماً لها من النسب أو الرضاع.
وعليه.. فلا يجوز أن يكون بين الطالب والطالبة من العلاقة إلا ما يسوغ أن يكون بين الأجنبيين, وقد بينا حدود هذه العلاقة في فتاوى كثيرة جداً نحيل على الفتاوى التاليه: 15218، 15406، 17214، 1753، 21310، وفيها الجواب الشافي إن شاء الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو الحجة 1423(13/4054)
شروط جواز ركوب فتاتين في سيارة أجرة
[السُّؤَالُ]
ـ[ركوب فتاة مع أختها فى تاكسي (ميكرو) وبها نساء ورجال بدون محرم نريد الحكم في هذا الموضوع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على هذه الفتاة وأختها أن يركبا في سيارة هذا الرجل الأجنبي عنهما لكن بشرط عدم الريبة، وهذا هو الظاهر من السؤال نظراً لوجود أناس آخرين معهم في السيارة المذكورة.
ولمزيد من الفائدة نحيلك على الفتوى رقم:
1079.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1423(13/4055)
نظر المرأة إلى الرجال الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة تشاهد برامج دينية في التلفيزيون وتقول عن مقدم البرنامج إنني أحبه أهل هذا حلال أم حرام أرجو التوضيح؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن العلماء اتفقوا على أنه لا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة؛ بل يحرم عليها ذلك، وأما النظر إليهم بغير شهوة فمختلف فيه والراجح جوازه لاسيما إذا دعت الحاجة إليه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
7997.
وعليه؛ فإن الواجب الشرعي على هذه المرأة غض بصرها عن النظر إلى الرجال بشهوة وريبة، ويجب على زوجها أو وليها منعها منه قياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووفاءً بحق الغيرة، وصيانة للعرض والحرمات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1423(13/4056)
بعدك أحفظ لدينك وأصون لعرضك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا خريجة دبلوم عالي ووالدي يريد أو يرغب في إكمال دراستي لكي أتحصل على البكالوريوس مع العلم هو لا يضغط عليّ لكن له رغبة شديدة في إكمالها وذلك لعدة أسباب ومنها إنه يحب العلم كثيراً ولكي لا أكون أقل مستوى من أخواتي أيضاً لكي أستفيد منها في حياتي ولقب اجتماعي في نفس الوقت.
ولكن يا فضيلة الشيخ أنت تعلم حال الجامعات هذه الأيام ومستواها الأخلاقي الهابط فهل وجودي في مثل هذا المكان حرام قطعاً أو فيه الإمكانية أني أكمل مع العلم أنّي فتاة ملتزمة ولا تغرّني المفاتن والعلاقات الغير شرعية التي رأيتها هناك.. ولو تكرمت يا فضيلة الشيخ أن تكون الإجابة مطولة قليلاً لأني أريد أن أقتنع من داخلي وأقنع من حولي بالإجابة؟ وجزاك الله كل خير....
والسلام عليكم ورحمة الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ريب أن الواقع الذي تعيشه كثير من الجامعات في العالم الإسلامي واقع مؤلم بسبب اختلاط الطلاب بالطالبات، وانتشار التبرج والسفور، وغير ذلك مما يخالف الشرع ويسخط الرب.
فإن لم تكن ثمة ضرورة أو حاجة لهذه الدراسة فإننا نرى أن الأسلم للمرأة بقاؤها في بيتها، وقيامها بدورها المنوط بها من الدعوة إلى الله بين مثيلاتها، وتربية الأجيال، وغرس قيم الدين ومعاني الأدب والأخلاق في نفوس الناشئة.
وقد سبق الجواب عن هذا الموضوع في الفتوى رقم:
5310.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1423(13/4057)
حكم الاختلاط في بلاد المسلمين وغيرها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أقوال أهل العلم السلفيين في الاختلاط]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أفتى الشيخان ابن باز وابن عثيمين عليهما رحمة الله، أفتيا بحرمة الاختلاط بين الرجال والنساء في الأماكن العامة كالمصانع والجامعات ونحوهما.
وإليك أخي السائل نص فتوى ابن باز في ذلك، حيث قال ما نصه: أما في حكم اختلاط النساء بالرجال في المصانع والمكاتب وهم كفار في بلاد الكفر فهو غير جائز، ولكن عندهم ما هو أبلغ منه وهو الكفر بالله جل وعلا، ولا يستغرب أن يقع بينهم مثل هذا المنكر، وأما اختلاط النساء بالرجال في البلاد الإسلامية وهم مسلمون فحرام، وواجب على مسؤولي الجهة التي يوجد فيها هذا الاختلاط أن يعملوا على فصل النساء على حدة والرجال على حدة، لما في الاختلاط من المفاسد الأخلاقية التي لا تخفى على من له أدنى بصيرة. انتهى
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1423(13/4058)
وصفات معينة على غض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد ضبط النفس أكثر فأنا والحمدلله أصلي وأقرأ القرآن والحمدلله أخاف الله ولكن ضعيف عند مشاهدتي الجنس الناعم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي ننصح به السائل الكريم أن يتقي الله تعالى، وأن يبتعد عن كل ما يثير شهوته وخاصة إتباع النظرة النظرة، فإن ذلك يثير الغريزة، ويهيج النفس على الحرام. قال الله تبارك وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة. رواه أبو داود والترمذي.
كما ننصحه بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الذين تثور غرائزهم، حيث يقول كما في الصحيحين وغيرهما: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزواج أولاً ثم إلى الصوم، ومما ينفع المسلم في هذا الموضع أن يشغل نفسه بالأمور المهمة التي تعود عليه بالنفع في دينه وفي دنياه مثل: الإكثار من الطاعات وخاصة الصلاة والذكر وتلاوة القرآن والأدعية، والاشتغال بالأعمال المنتجة النافعة كالتجارة، ويبتعد عن كل المثيرات من صور وأغاني ونحوها، فكل ذلك وما أشبهه مما يعين على الاستقامة والسيطرة على الغرائز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1423(13/4059)
مبيت المرأة في بيت زوج أختها له ضوابط
[السُّؤَالُ]
ـ[قلتم في إحدى فتاواكم إن المرأة يجوز لها أن تبيت عند أختها الوالدة، لخدمتها بعد استئذان زوجها وقد بنيتم فتواكم هذه على وجود سعة في البيوت تكفي لعدم اختلاط زوج الأخت بأخت زوجته؟
لكن في بلادنا الشقق ضيقة (غرفة أو غرفتين واستقبال والحمام واحد والمطبخ واحد ويستحيل ألا يخلو الرجل بأخت زوجته ولو للحظات في الأماكن المشتركة فضلا عن دخوله على زوجه ومعها أختها وكذا تجهيز أخت الزوجة الطعام له وهكذا مما يؤدي إلى فتن عظيمة فكيف تكون هذه الفتوى صحيحة والحال هكذا؟!!!
نرجو أن تكون الفتاوى متفهمة لواقع الحال حتى لا يطير الرجل أو المرأة بهذه الفتوى ويطبقها على واقع مخالف لما تخيله المفتي؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل جواز مبيت المرأة في بيت زوج أختها عند أختها لخدمتها والقيام على مصالحها ما لم يمنع ذلك مانع، كأن يؤدي ذلك إلى اختلائها أو اختلاطها مع زوج أختها أو أن يؤدي وجودها إلى فتنة.
فإن كان كذلك لم يجز لها ذلك، وبالنظر في فتاوانا السابقة وجدنا أن قولنا بالجواز مقيد بأمن الخلوة والفتنة، وهذا يشمل ما ذكرت من اختلاف ذلك باختلاف البيئات
والأحوال، لأن تحديد مدى الفتنة، واحتمال حصولها موكول إلى الحال
والزمان، لا إلى مجرد القول بالجواز أو عدمه، ومن تلك الفتاوى ما جاءت تحت الأرقام التالية:
26276 -
24435 -
10146.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1423(13/4060)
الأدلة على حرمة الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أحاديث عن عدم جواز اختلاء الرجل بالمرأة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية من المحرمات التي وردت بها الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة، من ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يلخون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه أحمد والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.
وروى الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياك والخلوة بالنساء، والذي نفسي بيده: ما خلا رجل بامرأة إلا ودخل الشيطان بينهما، ولأن يَزْحمَ رجل خنزيراً متلطخاً بطين أو حمأة خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له.
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي.
قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب: رجال الطبراني ثقات رجال الصحيح.
إلى غير ذلك من الأحاديث.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1423(13/4061)
الاختلاط على أي وجه كان من تلبيس إبليس
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي الإسلام بمطلقتي فلي منها بنتان بعمرالزهور وهي تدرس بالجامعه ونحن في بلد أجنبي ويأتي عندها في البيت شاب وشابة من الجامعة للدراسة علي مرأى بناتي مع العلم أنه والله أعلم لا يحدث منكر بشهادة بناتي ومطلقتي محجبة ومتدينة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب نصح هذه المرأة (المطلقة) بعدم إدخال الرجال إلى بيتها والاقتصار على النساء المأمونات إن احتاجت إلى الدراسة معهن، درءاً للفتنة وسداً لباب الفساد , ولماذا تدخل الشباب إلى بيتها! ألا تخاف على بنتيها من الافتتان أو على نفسها! وإذا كانت هي متحجبة فهل تلزم بنتيها بالحجاب! وعلى فرض أنها تلزمهما بالحجاب فيخشى عليهما من الاعتياد على مخالطة الرجال وذهاب الحياء.
كما ننبه إلى الحذر من مداخل الشيطان الكثيرة التي يتوصل بها الشيطان إلى مراده وهو إغواء الصالحين والصالحات، وكما قيل: ... ... ... ...
نظرة فابتسامة فكلام ... فسلام فموعد فلقاء
كما ننصحك أيها السائل ـ الكريم ـ بمراعاة ابنتيك وإحسان تربيتهما وتعليمها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإلزامهما بالحجاب الشرعي الذي يصونهما حال بلوغهما، واختيار الصاحبات الصالحات لهن يدللنهن على الخير ويبعدنهن عن الشر والفساد مع المحافظة على الفرائض واجتناب الكبائر فإنك مسئول عنهما يم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
ولا يعني كلامنا السابق أننا نطعن في تلك المرأة -زادها الله تديناً- بل قلنا ذلك خشية عليها وعلى سمعتها، نظراً لما نعرفه من قصص ووقائع لأناس كانوا صالحين ودخل عليهم الشيطان من باب العلاقات بين الجنسين فتنكبوا الصراط وضلوا عن سواء السبيل وانحدروا إلى مهاوي الرذيلة ونسوا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم أمته من فتنة النساء حيث قال: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم، وعند مسلم: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء.
نسألك الله لك التوفيق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1423(13/4062)
يجوز للمرأة تعلم السواقة مع أجنبي بشروط
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للفتاة أن تتعلم السواقة مع رجل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا بأس أن تتعلم المرأة قيادة السيارة عند الحاجة والأفضل أن يكون معلمها امرأة أو أحد محارمها.
ولا بأس أن يعلمها رجل أجنبي بشرط أن تلتزم بالحجاب الشرعي ولا تكشف إلا ما لا بد من كشفه كالعينين ولا تتطيب ويشترط أن يكون معهما غيرهما ممن تنتفي به الخلوة وراجع الفتوى رقم 2183
ورقم 1079
ورقم 4091
ورقم 25562
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1423(13/4063)
الخنثى يعامل عند كل جنس بضده
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للخنثى أن يجلس مع النساء أو الرجال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القاعدة العامة التي عليها جمهور العلماء أن الخنثى يعامل بالأحوط فيما يختلف فيه الحكم بين الرجل والمرأة، وعليه.. فإن الخنثى يعامل عند الرجال على أنه امرأة ويعامل عند النساء على أنه رجل، فلا يجوز أن يخلو به رجل أجنبي ولا تخلو به امرأة أجنبية، وكذا العورة فلا تكشف أمام الرجال الأجانب لاحتمال كونه امرأة، ولا أمام النساء الأجنبيات لاحتمال أن يكون رجلاً.
وللفقهاء في أحكام الخنثى تفاصيل كثيرة واختلافات متشابكة لا تتسع الفتوى لذكرها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو الحجة 1423(13/4064)
حدود ما يراه الرجل من أخته
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حدود العلاقة الشرعية مع الأخت؟ وهل يجوز تقبيلها أو الانفراد بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجوز للرجل أن يرى أطراف أخته، وما جاز له رؤيته جاز له مسه، وكذلك يجوز له الانفراد معها إن أمنت الفتنة. أما إن خيفت الفتنة فإن ذلك يحرم، وقد وصلتنا أسئلة تتكلم عن حالات يندى لها الجبين لذا يرجى الإطلاع على الفتوى رقم:
2376.
أما تقبيل الأخت فقد تقدمت الإجابة عليه في الفتوى رقم:
3222.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1423(13/4065)
حكم مراسلة المرأة للرجل في أمور دعوية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا قد اشتركت في منتدى إسلامي وأشارك في مواضيع أبتغي فيها الأجر عند الله سؤالي هو
ما حكم مراسلة رجل (هو من المشرفين على المنتدى) بغرض إنشاء مشروع لتقديمه لبقية الأعضاء وذلك لتعم الفائدة على الجميع، أي لا بد من الاتصال إما للاستفسار أو للاقتراح وإبداء الرأي وذلك يتم برسائل خاصة بيني وبينه (أي هو حلقة الوصل بيني وبين باقي المشرفين)
مع مراعاة آداب الحديث ومراعاة الله في كل شيء، الرجاء التوضيح مخافة غضب الله والوقوع في المعاصي جزاك الله عنا خير الجزاء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام قد نظم العلاقة بين أفراد الناس بنظام يلائم فطرة النفس البشرية، ومنع العلاقة بين الرجل الأجنبي والمرأة والحديث بينهما إلا إذا كان ذلك لمقتضى شرعي، وفي حدود الحاجة والضوابط الشرعية.
وذلك بأن تكون المحادثة -مثلاً- لمصلحة شرعية أوحاجة خاصة أو عامة بشرط عدم الخلوة والخضوع بالقول، فقد قال الله عز وجل: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.... رواه البخاري ومسلم.
وأما إذا كان الاتصال للاستفسار عن حاجة أو اقتراح لأمر فيه مصلحة أو إبداء رأي ... فهذا وما أشبهه لا مانع منه شرعاً، إذا ضبط بالضوابط الشرعية، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
12562.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1423(13/4066)
سكوت الأهل علاقة ابنتهم المحرمة إقرار للمنكر
[السُّؤَالُ]
ـ[ظلمني شاب بأن وعدني بالزواج وارتبطت معه بكلامه لمدة سنة ونقض وعده لي ولم يتزوجني وبصراحة أنا عبت عليه وطلبت من الله أن يأخذ لي حقي منه فهل أنا آثمة على ذلك؟ علما بأن أهلي كانوا على علم بمعرفتي به وكان ما بيننا مجرد رسائل وشات فقط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلقد ظلمت نفسك بالتمادي في هذه العلاقة الآثمة طيلة هذه الفترة.
وكون الأهل يعرفون هذه العلاقة المحرمة لايغير من الحكم شيئا؛ بل إن تلك طامة كبرى أن يتحول أولياء الأمور إلى شياطين خرس لا يأمرون بالمعروف ولاينهون عن المنكر! فاحمدي الله تعالى على قطع هذه العلاقة المشينة، وتوبي إلى الله تعالى وأكثري من عمل الصالحات، وراجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 18297 -
1072 -
1759 -
5450 -
15219 -
1208.
وأما حكم الدعاء على ذلك الرجل، فهو يدخل في حكم الدعاء على المسلم العاصي، وذلك لا يجوز كما هو مبين في الفتوى رقم: 7618.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1424(13/4067)
بهذه الأدوية تصمد أمام الفتنة الطاغية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
أفيدوني جزاكم الله خيراً
فأنا أعمل بشركة ومكان العمل مختلط، وعندنا سكرتيرة نصرانية غيرعربية، ولقد دخلت قلبي فعرضت عليها أن تسلم وعرضت أن أتزوجها فرفضت ذلك، فهل يجوز لي أن أدعو عليها وأدعو أن يخلصني الله من هذه الفتنة؟ وما السبيل لدرء أمور هذه الفتنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم رحمك الله أنه يستحب لك أن تدعو الله أن يخلصك من هذه الفتنة كما يشرع لك أن تدعو الله عليها إن كانت ممن تتسبب في فتنة الرجال، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم، في الكاسيات العاريات: العنوهن فإنهن ملعونات. صححه ابن حبان وصححه كذلك الألباني في السلسلة الصحيحة 6/411.
واعلم أن خير سبيل لدفع هذه الفتنة هو الزواج بامرأة مسلمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. واعلم أن هذه المرأة لا تصلح لبناء عش مسلم وتربية نشء مسلم.
وقد قال الله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ [البقرة:221] .
وإن كانوا قد ضيعوا حقوق الخالق، فكيف ترجو منهم أن يعرفوا حق المخلوق، فضلاً أن يقوموا به، قال الله تعالى: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً* إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً* وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً [مريم:88: 95] .
وننصحك بعدة أمور:
أولاً: حافظ على الصلوات في أوقاتها بخشوعها وأركانها ووضوئها وحسن نيتها مع الجماعة قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45] .
وقال الله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43] .
ثانياً: اذكر الله لأن الإنسان قوي بذكر ربه، وإن فتر عن ذكر الله تعالى ضعف وتغلب عليه الشيطان قال الله تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ* وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:36-37] .
ثالثاً: عليك بالدعاء فهو سلاح فعال في حفظ المرء من الشبهات والشهوات وكل مكروه قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر:60] .
رابعاً: التوقف أمام قصة نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام.... فإنه لنا أسوة فهو مع وجود جميع الإغراءات صمد وقاوم ونجح وكان حجة على من بعده.
خامساً: عليك بالإخلاص فبغيره لا يتحقق النصر على العدو المتربص "الشيطان" قال الله تعالى عن الشيطان: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [صّ:82-83] .
وانظر إلى يوسف عليه الصلاة والسلام، كيف صرف الله عنه الفاحشة بإخلاصه: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24] .
سادساً: عليك بغض البصر عن تلك المرأة خاصة وعن غيرها عامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم من تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه. رواه الطبراني في الأوسط.
سابعاً: عليك بالصحبة الصالحة، والبعد عن الصحبة السيئة، فالصحبة الصالحة تعين الفرد على شيطانه، فالشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، قال الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28] .
وأما الصحبة السيئة فإنهم دعاة الشهوات علموا ذلك أم لم يعلموا: وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً [النساء:27] .
وفقك الله إلى ما يحب ويرضى وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو الحجة 1423(13/4068)
تبادل الرسائل بين المرأة والرجل في المناسبات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل بعثي للرسائل في المناسبات كرمضان والعيد إلى شخص يريد أن يرتبط بي عن طريق النت لكي يطمئن على حالي حتى يستطيع أن يتقدم رسمياً لأنه يريد أن يطمئن على حالي ولكني لا أريد أن أغضب الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تحادث الرجال الأجانب وتبعث لهم بالرسائل إلا عند الحاجة، وليس من الحاجة بعثها للرسائل إليهم في الأعياد ونحوها من المناسبات لأن هذا الفعل ذريعة للوقوع في الحرام، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
21310.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو القعدة 1423(13/4069)
الاختلاط العائلي.. الحدود والضوابط
[السُّؤَالُ]
ـ[الاختلا ط داخل العائلة متى يكون حراماً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لفظ العائلة لفظ مجمل، فقد يطلق مراداً به الأقارب وإن كانوا غير محارم، فالاختلاط بين من ليسوا محارم أمر منكر لا يجوز بحال لما يترتب على ذلك من مفاسد عظيمة، وفتن جسيمة، وقد سبق بيان ذلك بأدلته من الكتاب والسنة في الفتوى رقم:
3539.
وقد يطلق لفظ العائلة مراداً به الأقارب المحارم، فإن كان الأمر كذلك فلا حرج -إن شاء الله- في اختلاط بعضهم مع بعض، لأن الشرع قد أباح خلوة الرجل بالمرأة من محارمه فضلاً عن اختلاطه بها، دليل ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. فدل الحديث على إباحة الاختلاط بين المحارم بطريق الأولى، وهذا محل اتفاق بين العلماء، إلا أنه ينبغي التنبه إلى حدود ما يجوز للرجل أن يرى من محارمه، مع التنبه إلى أن ذلك مشروط بأمن الفتنة، وقد سبق ذلك مفصلاً في الفتوى رقم:
20445.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1423(13/4070)
لاشك في حرمة هذا النوع من العلاقات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مرتبطة بشخص منذ 8 أشهر تعاهدنا ألا نفترق وأنا وهو في اشتياق دائم وأخذنا عهودا على أنفسنا بأننا أزواج وعلى هذا النمط تطورت العلاقة بيننا حتى وصلت إلى حد ممارسات جنسية لم تصل إلى حد الجماع ولكن حدث كل ما هو غير الجماع هل هذه العهود يتقبلها الله؟ وهل هذه العلاقة محرمه أم لا؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لاشك في حرمة هذا النوع من العلاقات الآثمة، لأنها في نهاية الأمر تؤدي إلى ارتكاب ما هو أعظم منها من محرمات، وهذا بالفعل ما حصل بينك وبين من ذكرت، وذلك لأن الله تعالى حرم الخلوة بالاجنبية، والنظر إليها، وسد أبواب الفتنة والوقوع في المحرمات، قال سبحانه: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور:30-31] .
وعلى كل، فالواجب عليكما التوبة من تلك الذنوب، والندم عليها، وعقد العزم على عدم المعاودة إلى مثلها، ومفارقة كل منكما الآخر، وعليكما إن تكثرا من الطاعات لعل الله تعالى يتقبل توبتكما، فقد وعد سبحانه التائبين بقبول توبتهم، قال سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) [الزمر:53] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو القعدة 1423(13/4071)
إطلاق النظر للنساء يفسد دنيا المرء وآخرته
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما أرى امرأة جميلة أريد أن تكون زوجة لي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد فرض على عباده المؤمنين غض البصر عما حرم الله عز وجل: قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (النور:30)
فإذا فاجأتك النظرة الأولى فلا يجوز لك أن تتبعها بأخرى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى، وليست لك الثانية. رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
فإذا غض المسلم بصره، وصادف أن رأى امرأة تعجبه فلا مانع من خطبتها، وإرادة الزواج منها بالطرق الشرعية وعند أوليائها.
ولا ينبغي للمسلم أن يعيش وراء الأماني بل يقنع بما رزقه الله إن كان متزوجاً، ولأن النساء لا نهاية لهن، فإن ظل مطلقاً لبصره ولم يمسك عنانه بقي قلبه هائماً معلقاً بعشق الصور، وذلك سبب فساد عظيم في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1423(13/4072)
النظر للنساء بحجة الرغبة في الزواج من تلبيس إبليس
[السُّؤَالُ]
ـ[الحمد لله وكفى وصلاة على الحبيب محمد (ص) أما بعد ...
فيا إخواني الأحباب.. شيء في نفسي وهو حب النساء مع أنني متزوج ولي طفلان وأقول أريد أن أعدد زوجاتي ليس للشهوة ولله الحمد أحب زوجتي حبا كبيراً وأحب أولادي كذلك ولكنني أميل إلى حب النساء وأقول لعلي أرى فيهن من أتزوجها فهل هذا حرام.. مع العلم بأنني لا أحب أن أتحدث مع النساء وفي قلبي شيء حقير بل لله الحمد أتكلم معهن وأقول في نفسي إنهن لي كأخوات في الله وإن أحببتهن أحببتهن في الله ... أتمنى أن ترسلوا لي حلاً في هذا السؤال المعقد المحير،،، هذا وبالله التوفيق ...
مع العلم أنا ولله الحمد متدين وملتزم بالصلوات ولله الحمد والمنة.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أتى الإسلام بوضع ضوابط للعلاقة بين الرجال والنساء، تحفظ عليهم جميعاً دينهم، وتقوي إيمانهم، وتزيد تقواهم، وتطهر قلوبهم، قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ [الأحزاب:53] .
وقال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وقال الله تعالى ممتدحاً المؤمنين: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون:5-6] .
وهذا الحرص من الشرع على بيان هذه العلاقة، لم يكن إلا لخطورة الأمر وسوء عاقبته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري.
قال ابن حجر: وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن، ويشهد له قول الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ [آل عمران:14] ، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع، إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك. انتهى
وروى مسلم في صحيحه، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:..... فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فإذا كان هذا هو الحال، وتلك هي الحقيقة، فحري بكل من يريد النجاة أن يبتعد عنهن، وأن يتجنب مخاطبتهن إلا لحاجة، وأن يغض بصره عنهن في كل حال، وذلك قبل أن يحصل في قلبه ما لا تحمد عقباه، أو يسعى بنفسه للوقوع في المعاصي والآثام، ومحادثة ومخالطة النساء الأجنبيات بحجة المحبة والأخوة في الله من تلبيس إبليس ليوقع الإنسان في حبائله وشراكه، وكونك تريد الزواج لا يبرر لك النظر لكل امرأة.. فمنهن من لا يجوز لك خطبتها كالمتزوجة، وإن كنت تريد خطبة امرأة فاسأل عن حالها وعن دينها وخلقها ثم إن بان لك مناسبتها فلا حرج عليك بالنظر إليها بشرط أن يكون قصدك الزواج، وتقتصر في النظر إلى ما يدعوك إلى نكاحها فحسب.
ولمعرفة حكم الصداقة بين الجنسين والنظر المحرم والحب قبل الزواج راجع الفتاوى التالية أرقامها:
11945 -
1109 -
14949 -
26102.
وننبه السائل إلى أنه لا ينبغي أن يختصر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم أثناء الكتابة بحرف الصاد بل يكتبها كاملة كما هو مبين في الفتوى رقم:
3406.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1423(13/4073)
ضوابط التكلم مع الزميلة في المدرسة لحاجة ما
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في هذا الشهر العظيم، أنا طالب في الثانوية وعمري 17 سنة، وفي الدراسة توجد طالبة تجلس قبلي وفي بعض المواد تلتفت إلي وتقول لم أفهم هذا وذاك، فهل يجوز أن أتكلم معها.
علما أني كلما تكلمت معها أستغفر الله وأقول اللهم إني صائم. علما أن هذه الفتاة لا ترتدي الحجاب.
هل أنا علي أثم , وهل الصيام مقبول؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج عليك أن تتكلم مع زميلتك في المدرسة إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وأمنت الفتنة مع التقيد بالضوابط الشرعية، والتي منها غض البصر من الطرفين، وعدم الخلوة، وعدم الخضوع بالقول منها، وعدم الزيادة في الكلام، عن قدر الحاجة، وسواء كان ذلك في رمضان أو غيره، إلا أن المرء في رمضان مطالب بأن يحتاط لدينه أكثر حتى يصل بصيامه إلى حقيقته المرجوة منه، وهي التقوى، والولوج يوم القيامة من باب الريان الذي أعده الله للصائمين.
ولمزيد من الفائدة حول حكم وضوابط الكلام مع المرأة الأجنبية راجع الفتويين التاليتين:
3672 -
21582.
ولمعرفة حكم الدراسة في الجامعات والمدارس المختلطة راجع الفتوى رقم:
2523.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1423(13/4074)
نصيحة لزوج تعلق قلبه بامرأة أجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متزوج من سنتين لقد أحببت فتاة متدينة قبل أن أتزوج وأردت الزواج منها فرفضت لأنها كما قالت لم تفكر في الزواج في تلك الفترة فتزوجت أنا وظلت هي بدون زواج وما زلت أحبها وأحترمها وأرغب في الزواج منها، فما قولكم في هذا الأمر أفتوني جزاكم الله خيراً.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أيها الشاب وفقك الله لما أحبه أنه لا يجوز لك أن تتعلق بامرأة أجنبية إن جرك ذلك إلى أمر محرم، وأصرف اهتمامك وتفكيرك إلى زوجتك، وأحسن عشرتها، واصرف نظرك وخاطرك عن تلك المرأة الأجنبية، وللفائدة راجع الفتوى رقم:
9360، ثم إن بدا لك الزواج من ثانية فلا حرج عليك -كما تعلم- لأن الله تعالى قال في محكم كتابه: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ [النساء:3] .
وسواء تزوجت في هذه الحالة من تلك المرأة أو من غيرها فلا بد من توفر الدين والخلق، وإذا وقع اختيارك على تلك المرأة فلا يحملنك حبك الأول على ألا تعدل بينها وبين زوجتك الأولى، أما إذا لم تتزوج فالزم العلاج الذي به ينصرف قلبك عنها، وهو المبين في الفتوى السابقة التي أحلناك عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1423(13/4075)
زوج الجدة بمنزلة زوج الأم
[السُّؤَالُ]
ـ[زوج جدة والدي هل يكون محرماً لي ولأخت والدي؟
وجزاكم الله ألف خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالجدة وإن علت بمنزلة الأم، وزوج الجدة بمنزلة زوج الأم، فجدة والدك هي جدتك، وزوجها كزوج أمك فهو محرم لك.
وهو أيضاً محرم لأخت أبيك إذا كانت جدة أبيك هي جدتها أيضاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1423(13/4076)
موقف الشرع من الدراسة في الأماكن المختطة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
أنا طالب بالمعهد العالي لم أكن اعلم بأن الاختلاط لا يجوز وبعدها التزمت والحمد لله وذلك بعد أن أكملت نصف الفترة الدراسية المقررة والآن معنا طالبة واحدة فقط في القاعة الدراسية أريدالفتوى الشرعية هل أكمل دراستي أم أنتقل إلى معهد آخر، جزاكم الله خيراً....
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاختلاط بين الجنسين على الوضع الشائع المعروف في كثير من المعاهد والجامعات ونحوهما محرم، وعلى المسلم أن يبتعد عن أماكن الاختلاط فهي من حبائل الشيطان وخصاله التي يستدرج بها ضعفاء النفوس إلى الفاحشة، وعلى العاقل أن لا يدرس إلا في مكان يأمن فيه على دينه هذا على وجه العموم.
أما بالنسبة لحالك فإن كنت أثناء دراستك في المعهد وستحفظ بصرك، وتنأى بنفسك عن مواطن الفتنة، فلا حرج عليك في البقاء للدراسة، وعليك أن تسعى في تقليل المنكر ما استطعت، وتختار لك رفقه صالحة تعينك على استقامتك.
وإن كان بقاؤك فيه سيجرك إلى الفتنة فلا يجوز لك البقاء فيه، وأكمل دراستك في معهد آخر ولو اضطررت لإعادة الدراسة، فحفظ الدين مقدم على كل مصلحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1423(13/4077)
هل مشاهدة الأفلام الخليعة تعد من الكبائر؟
[السُّؤَالُ]
ـ[هل مشاهدة الأفلام الخليعة يعد من الكبائر مع الدليل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الهيتمي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر: اعلم أن جماعة من الأئمة قالوا: ليس في الذنوب صغيرة، وقالوا: سائر المعاصي كبيرة.
وإنما يقال لبعضها صغيرة وكبيرة بالإضافة إلى ما هو أكبر منها.
ثم ذكر أثراً منقطعاً عن ابن عباس أنه قال: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة، وفي رواية عنه: كل شيء عصي الله فيه فهو كبيرة، وقال القاضي: لا يمكن أن يقال في معصية إنها صغيرة إلا على معنى أنها تصغر باجتناب الكبائر.
ولا شك أن مشاهدة الأفلام الخليعة مما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30] .
وإطلاق النظر في الأفلام الخليعة يؤدي إلى إمراض النفس وقسوة القلب والزهد في الحلال والتجرء على ارتكاب الفواحش والمعاصي والتهاون فيها.
والذي يظهر لنا أن النظر في هذه الأفلام يعد من الكبائر لأمرين:
الأول: ما قرره العلماء من أن النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة عند خوف الفتنة كبيرة.
قال الهيتمي: الكبيرة الثانية والأربعون بعد المائتين: نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة ...
فإذا كان نظر الأجنبية بشهوة وخوف فتنة من كبائر الذنوب.. فنظر الأفلام الخليعة أولى بذلك، لتمكن الناظر فيها من رؤية ما لا يمكن الاطلاع عليه في الخارج إلا بمشقة، مع إدامة النظر وتكراره، وحصول الشهوة غالباً، وما يترتب على ذلك من ألوان الفساد كالاستمناء أو الوقوع في الزنا أو الفاحشة.
والثاني: ما تقرر عند أهل العلم من أن الإصرار على الصغيرة معدود من الكبائر، كما جاء عن ابن عباس: لا صغيرة مع الإصرار.
وعلى كلٍ، فننصح السائل الكريم بالابتعاد عن مشاهدة هذه الأفلام التي تدمر الأخلاق وتفسد الشباب، وإن كان صدر منه شيء من ذلك فليبادر بالتوبة إلى الله تعالى فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولمزيد من الفائدة نحيلك على الفتوى رقم: 2862.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1423(13/4078)
يصلون ولكنهم يهاتفون النساء!
[السُّؤَالُ]
ـ[إن أصدقائي يصلون جميع الصلوات في المسجد ولكنهم مع الأسف يكلمون النساء بالهاتف فهل يجوز أن أصاحبهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم الكلام بين الرجال والنساء وضوابط ذلك، وذلك في الفتوى رقم: 1072 - والفتوى رقم: 20457، وكذا ما أحيل عليه فيهما من الفتاوى.
وعليه؛ فإذا كان أصدقاؤك مقصدهم من الكلام مع النساء مقصداً غير سليم -وهو الظاهر من سؤالك- فعليك أن تستمر في نصحهم ونهيهم وتخبرهم بأن مقتضى محافظتهم على الصلاة أن يبتعدوا عن كل ما يتنافى مع ذلك من الفواحش والآثام، فإن الله تعالى يقول: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45] .
فإن رأيت أنهم لا يستجيبون بعد تكرار النصح، ورأيت أن هجرهم قد يزجرهم عما هم فيه فافعل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1423(13/4079)
حكم جلوس رجل بين مجموعة نسوة، بعضهن محارمه
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما تأتينا أختي وزوجها للزيارة وزوجي ليس بالمنزل فأجد في نفسي غصة لدخول رجل للبيت وزوجي ليس فيه والسؤال هو: فهل هذا جائز؟ وهل أمي أو أختي تكون محرماً لي؟ وهل يجوز لي الخروج مع أختي وزوجها أو الجلوس معهما؟ وماهي شروط المحرمية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا دخل زوج أختك مع زوجته في منزل الزوجية فلا مانع من ذلك إذا أذن فيه الزوج، أو عُلم رضاه بذلك، بشرط أن لا يحصل خلوة محرمة بينك وبينه، وأن تؤمن الفتنة من جانب كل منكما، مع الالتزام بالحجاب الكامل أمامه كغيره من الأجانب، وليُعلم أن أمك وأختك لا يصلحن محارم لك، لأن المحرم لا بد أن يكون ذكراً بالغا عاقلاً، لتتحقق منه الصيانة المطلوبة، والمقصود هنا: المحرمية في السفر، أما إذا جلس رجل بين مجموعة نسوة، بعضهن محارمه أو زوجة له فلا حرج في ذلك بشرط أمن الفتنة والالتزام بغض البصر وعدم الخضوع في القول، والمحافظة على ستر العورات، وعدم الكلام معه إلا للحاجه، فهو أصون لك وأستر، وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 22710 -
10690 -
6744.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1423(13/4080)
لا بأس بشرط أن تؤمن الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا قرأت رد سيادتكم على موضوع اتخاذ الأخدان ولكن لي سؤال وهو: أن لي زملاء في الكلية "أولاد" ولكنهم يعينوني على طاعة الله عن طريق الشرائط أو الكتب الدينية ويرجع لهم الفضل في لبسي للخمار فهل علاقتنا حرام؟؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه إذا كانت العلاقة مجرد إعطاء أشرطة وكتب دينية وبذل النصح من غير خلوة بهم، ولا خضوع بالقول منك، ومع تحجبك الحجاب الشرعي الكامل فلا بأس بذلك بشرط أن تؤمن الفتنة، فالشيطان قد يأتي من طريق الخير، ولا يزال يجر المرء حتى يوقعه في حبائله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1423(13/4081)
حكم النظر إلى المعلمة السافرة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم النظر إلى المدرسة التي تعلم الطلاب في الجامعة إذا كانت غير محجبة؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنظر إلى المرأة الأجنبية من رجل بالغ محرم، لا يجوز إلا عند الحاجة أو الضرورة، كرغبة في زواج، أو في مجال التحاكم عند القاضي، ونحو ذلك، فإذا انتفت الحاجة أو الضرورة عاد الأمر إلى التحريم، وأما النظر إلى المدرسة التي تعلم الطلاب في الجامعة، فإنه غير جائر، ولا يوجد ما يسوغه، وليست هذه حاجة معتبرة، وللطالب الذي ابتلي بذلك أن يجلس في مؤخرة الصف، ويتشاغل بالنظر إلى الكتاب ونحو ذلك، وقد سبق بيان حكم النظر إلى النساء في الفتوى رقم: 5776 وحكم الدراسة في الجامعات المختلطة في الجواب رقم: 2523 وحكم عمل المرأة في المجال التعليمي في الجواب رقم: 5352
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1423(13/4082)
تربية ورعاية رجل لفتيات لا يجيز تكشفهن عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن أربع أخوات توفى الله والدينا وكفلنا رجل ليس له قرابة بنا ونحن الآن متزوجات هل يجوز لنا الكشف عليه علما بأننا متحجبات؟ وهو يزورنا ويواصلنا وهو كبير بالسن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الرجل الذي أحسن إليكن بكفالتكن بعد وفاة والدكن أجنبي عنكن، وليس من محارمكن، وعليه فلا يجوز لكن أن تكشفن أمامه بل عليكن بالحجاب أمامه، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى في سورة النور: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنّ [النور:31] .
إلى آخر ما ذكر الله من الرجال الذين يجوز إبداء الزينة لهم في هذه الآية، والتحجب عنه لا ينافي احترامه وتوقيره وبره والإحسان إليه نظير كفالته وإحسانه جزاه الله خيراً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1423(13/4083)
التخلص من مشكلة الوقوع في علاقة مع فتاة
[السُّؤَالُ]
ـ[سعادة الشيخ المحترم أنا على علاقة مع فتاة وأريد الانفصال عنها وأتبع التعاليم الإسلامية ولا أستطيع أن أخبرها بالانفصال وأطلب من سعادتكم حلا لهده المشكلة والنصيحة من فضلكم وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يتردد في ترك المحرمات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه. رواه مسلم. وفي رواية ابن ماجه: فانتهوا.
فإذا علمت هذا فلا يجوز لك الاستمرار في هذه العلاقة الآثمة، وأنت على خطر عظيم إن قدمت هواك على رضا ربك عز وجل، والحل لهذه المشكلة أن تنسحب من حياتها تماماً، ولا يجوز لك أن تخاطبها أو أن تراها، لأن الشيطان سيجرك إلى ما لا تحمد عقباه، وإذا رأيت في قلبك تعلقاً بها فتابت هي من هذه العلاقة وصلح حالها فلا حرج في الزواج منها.
وإلا فالسلامة لا يعدلها شيء، واتق الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وراجع الأجوبة التالية:
1932 4220 12814
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1423(13/4084)
تحذير من الخلوة مع امرأة بحجة طبخ الطعام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أجعل بنتا تطبخ لي طبخاً عربياً لأني في بلد أجنبي وهي عربية وأنا الوحيد مع أخيها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنك ما دمت موجوداً خارج بلدك فالغالب أنك إن لم تكن تجيد الطبخ فلا أقل من أن تكون قد عرفت منه ما يسد خلتك، ويبعدك عن الحاجة إلى طبخ هذه الأجنبية التي لا يجوز لك الخلوة معها تحت سقف مسكن واحد أو داخل حائط واحد، ولا بد أنك قد عرفت الغربة قبل أن تكون بجوار أخيها.
فاتق الله الذي يعلم سرك وجهرك واعلم بأن من رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ... وإذا عرضت لك ضرورة فلا مانع من أن تجعل؟ أخاها وسيطاً بينك وبينها ليوصل إليها لوازم الطبخ ويعيدها إليك إن كنت لا تملك القدرة على الأكل من المطاعم والفنادق أو لا تستطيع أن تتحمل وجباتها لوضعك الصحي، مع التنبيه على أنه لا يجوز لك التواجد معها في بيت أو شقة تشتركان في ممرها أو مرافقها، إلا مع وجود محرمها لأن ذلك من الخلوة.
وهذا ما رأيناه أطهر لقلبك وقلب أختك وأنسب لتقيدكما بما يرضى الله.
وفقنا الله وإياك لاتباع سبل الهدى والرشاد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1423(13/4085)
الامتناع عن النظر للنساء جدير أن يكون خوفا من الله فقط
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاكر إلى هذا الموقع.
أما بعد: أنا لا أنظر إلى الفتيات اللاتي في الشارع خوفاً من أن ينظر أحد إلى أختي ولكن من الممكن أن يتظر أخي إليهم فهل أحد سوف ينظر إلى أختي؟ وشكراً ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لما كان النظر داعية إلى فساد القلب أمر الله بحفظه كما أمر بحفظ الفرج، قال الله سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أبو داود.
ولا شك أن الذي يمتنع عن فعل هذه المعصية ابتغاء مرضاة الله ينال أجراً عظيماً ويبدله الله مكانها طاعة يجد حلاوتها في قلبه.. كما جاء ذلك في حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة أول مرة ثم يغض بصره إلا أخلف له عبادة يجد حلاوتها.
وعلى هذا؛ فينبغي للأخ إذا صرف بصره عن النظر إلى الأجنبيات أن يفعل ذلك طاعة لله جل وعلا، ولا يفعله من أجل أخته.
وليعلم أنه إذا أخلص النية في ذلك فلعل الله سبحانه أن يحفظ أخته إكراماً له على طاعته.
أما بالنسبة لأخيك فنرجو أن يكون مثلك في الامتناع عن نظر ما لا يحل له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1423(13/4086)
ابن الأخت البالغ لا يجوز أن يختلي بزوجتك
[السُّؤَالُ]
ـ[لم يرزقني الله أولاداً ولكن عندي ابن أختي يعيش معي منذ كان عمره ثمانية أشهر، وعمره ست سنوات، كما أخبركم بأنني لم أتبناه، فكيف أفعل معه عندما يبلغ سن البلوغ حيث يصبح غريبا على زوجتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنشكرك على حسن صنيعك بهذا اليتيم، واعلم أن في كفالة الأيتام أجراً عظيماً ذكرناه في الفتوى رقم:
3152.
ولا شك أن من وفقه الله تعالى للجمع بين رعايته اليتيم والإنفاق عليه سينال أحسن الأجر والثواب من الله عز وجل.
أما بخصوص حاله بعد البلوغ فإنه ينبغي أن تظل المودة بينكما موصولة كما كانت في السابق.
إلا أنه إذا لم يكن محرماً لزوجتك ولا رضع منها فلا يجوز له الخلوة بها، ولا النظر إلى شيء من بدنها لأنها أجنبية عليه، والأصل في هذا قول الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الأحزاب:59] .
وقوله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنّ [النور:31] .؟
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1423(13/4087)
إطلاق النظر بين فساد الصوم وعدمه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم رجل نظر إلى امرأة في رمضان هل يصح الصيام أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يخلو من نظر إلى امرأة في رمضان من أحد احتمالين:
الأول: أن يكرر النظرة إلى المرأة، وله ثلاث حالات:
الأولى: أن لا ينزل فلا يفسد صومه بغير خلاف، كما ذكر ابن قدامة في المغني.
الثانية: أن ينزل المني فيفسد الصوم عند الإمام أحمد ومالك رحمهما الله، لأنه تسبب في إنزاله، ولأنه خرج منه بشهوة، فأشبه القبلة، ولا يفسد عند الشافعية.
والثالثة: أن يمذي بتكرار النظر، فلا يفطر لأنه لا نص في الفطر، ولا يمكن قياسه على إنزال المني، لمخالفته إياه في الأحكام فيبقى على الأصل.
الاحتمال الثاني: أن ينظر مرة ويصرف بصره فلا يفسد صومه سواء أنزل أم لم ينزل، لأن النظرة الأولى لا يمكن التحرز منها، ولأنه قد عُفي عن النظرة الأولى لحديث: "لك الأولى وليست لك الثانية."
ونذكر بأن المؤمن مطالب بغض النظر عما حرم الله تعالى في رمضان وفي غيره، لقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) [النور:30]
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(13/4088)
توضيح ماهية النظرة الأولى
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو توضيح الحكمة الأساسية من حيث أن النظرة الأولى حلال من حيث رؤية الطريق أو ما شابه ذلك من حكمة حيث بداء يظهر نوع من التحريف من الحكمة من تحليل النظرة الأولى والإطالة بالنظر إلى حد التمعن ورؤية التفاصيل أن هذه النظرة الأولى فليس حرام وكذلك من التحريف والنظر إلى الجانب الآخر من الطريق ورؤية المارة بما أنه النظرة الأولى حلال لذلك أرجو توضيح معنى النظرة الأولى والحكمة الحقيقية من تحليلها وتعارض هذا السلوك مع غض البصر وهو ما أمرنا به في القرآن وكذلك توضيح ما يسببه ذلك من أضرار بالغة على الحياة الزوجية من حالة عدم الرضا بين الزوجين التي تنتج عن مثل هذا السلوك المنحرف من الإطالة والتمعن وقصد النظر إلى الآخرين مع تحليل ذلك لأنه النظرة الأولى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتعمد نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية محرم سواء كانت النظرة الأولى أو الثانية.
وأما النظرة المعفو عنها فهي نظرة الفجأة وهي أن يقع نظرك على امرأة دون قصد منه بشرط أن يصرف بصره، ولا ينظر إليها ثانية، فإن واصل النظر إليها أو صرفه ثم أعاده مرة ثانية فقد وقع في الحرام، كما جاء في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري.
ولم يفهم أحد من العلماء، ولم يقل أحد من العقلاء إن المراد من هذا الحديث جواز استدامة النظرة الأولى والتمعن في المنظور أو قصدها. قال النووي عند شرحه لهذا الحديث: ومعنى الفجأة أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث، فإنه صلى الله عليه وسلم أمره بأن يصرف بصره مع قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] . انتهى
وهذا الحديث يوضح الحديث الآخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي لا تتبع النظر النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
فالنظرة الأولى هي نظرة الفجاءة التي أمر بصرف البصر عند حصولها.
ولا شك أن إطلاق البصر إلى ما حرم الله تعالى يورث عمى القلب وضعف البصيرة والوقوع في الرذيلة وفساد المجتمع وغير ذلك من المفاسد، فالواجب على الرجل والمرأة غض البصر عما حرم الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شوال 1423(13/4089)
النظر إلى الأمرد ... نظرة أخلاقية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله
عندما أرى شابا وسيما من بعض الشباب صغيري السن يظل في ذاكراتي ولا يفارقني وكأنه عذاب ويعلم الله أني لا أفكر في اللواط أوشيء من هذا القبيل بل أريد أن أصاحبه فقط أفتوني جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يخطر ببالك هي خطرات مردها الفراغ وضياع الهدف، فاشغل نفسك بذكر الله واجتنب كل ما تحوم حوله الشبهة فمن حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، واجعل لنفسك ورداً من مطالعة أو ذكر أو ترتيل واستعن بالله ومن يتوكل على الله فهو حسبه وهذا الإعجاب بالصور الحسنة والافتتان بها هو بداية الشر والفتنة، ولهذا نص كثير من أهل العلم على تحريم النظر إلى الفتى الأمرد عند خشية الافتتان به، ومنهم من أطلق تحريم النظر.
قال النووي رحمه الله في المجموع: وينبغي أن يحذر في مصافحة الأمرد والحسن، فإن النظر إليه من غير حاجة حرام على الصحيح المنصوص.
قال في المنهاج: يحرم نظر أمرد بشهوة. قلت: وكذا بغيرها على الأصح المنصوص.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والنظر إلى وجه الأمرد بشهوة كالنظر إلى ذوات المحارم والمرأة الأجنبية بشهوة، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو شهوة التلذذ بالنظر، فلو نظر إلى أمه وأخته وابنته يتلذذ بالنظر كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
ونقل في الإنصاف عنه قوله: ومن كرر النظر إلى الأمرد أو داومه وقال: إني لا أنظر بشهوة، فقد كذب في ذلك. وقال ابن الحاجب رحمه الله في المدخل: وقال الحسن بن ذكوان رحمه الله: لا تجالسوا أبناء الأغنياء، فإن لهم صوراً كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى. وقال بعض التابعين: ما أخاف على الشباب الناسك في عبادته من سبع ضار كخوفي عليه من الغلام الأمرد يقعد إليه.
وقال بعض التابعين رضي الله عنهم: اللوطية على ثلاثة أصناف: صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يحلون ذلك العمل. انتهى.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شوال 1423(13/4090)
إطلاق البصر محرم في ذاته
[السُّؤَالُ]
ـ[معروف أن النظر حرام لأنه طريق إلى الزنا لكن إن لم يؤد فما الحكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم يحرم عليه أن ينظر إلى ما حرم الله لأنه يعرضه لسخطه وعقابه، والله تعالى حرمه في محكم كتابه، قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن [النور:3-13] والله تعالى أعلم بقلوب عباده وخواطرهم.
وقد وجه الأمر بغض البصر وحفظ الفرج إلى عباده الذين وصفهم بالإيمان، لأن من شأن المؤمن أن يكون مصغياً لخطاب الله، ومستعداً لامتثاله بما فيه من الأمر والنهي، وهو على يقين من أن ذلك تتوقف مصلحته عليه عاجلاً وآجلاً.
والله تعالى خلق عباده لطاعته لا لعصيانه، وخلق الحياة والموت ليختبر عباده، قال تعالى: الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً [الملك:2] والرسول صلى الله عليه وسلم حرم النظر إلى ما حرم الله، وقد جعل امتثال سنته سبباً لمحبته تعالى ومغفرته، قال تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم [آل عمران: 31]
فاتق الله تعالى وغض طرفك عن الحرام، فإن الله يقول: إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً [الإسراء:36] واستعذ من الشيطان، فإن الله يقول: إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير [فاطر:6] واشتغل بقراءة كتاب الله والصلاة والاستغفار وتزود بعمل صالح للآخرة، فإن الله يقول: ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً [الطلاق:5]
وفقنا الله وإياك لطاعته.
آمين.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1423(13/4091)
شروط جواز سكن أخوين متزوجين في بيت واحد
[السُّؤَالُ]
ـ[أريدأن أتزوج ولكن حالتي المادية لا تسمح لي بشراء منزل وأخي متزوج في منزل أهلي فإذا تزوجت وسكنت أنا أيضا في منزل أهلي فهل يوجد حرمة أو إشكال شرعي في ذلك وإذا جلسنا في غرفة الجلوس فهل حرام وما العمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من أن تسكن مع أخيك في بيت واحد إذا اضطررت إلى ذلك بشرط عدم الاشتراك في المرافق التي فيها مظنة انكشاف العورة، كالمطبخ والحمام والممرات ونحوها ويجب على كل من في البيت أن يغضوا أبصارهم عن غير محارمهم، وسواء في ذلك الرجال والنساء، مع الحرص التام على ترك الزينة، وإظهار التبرج وحصول الخلوة المحرمة، ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية: 10313 10146 21799 12921
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1423(13/4092)
من العنت احتجاب المرأة عمن رخص الشرع لها بإبداء الزينة أمامه
[السُّؤَالُ]
ـ[من عاداتنا في البلدة التي أنتمي إليها أنه بعد زواج الفتاة فإنها لا يرى أحد وجهها من الرجال حتى والدها وإخوتها وذلك حياء منهم هل في ذلك خروج عن السنة النبوية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه عادة مخالفة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وللصحابة أجمعين ولإجماع الأمة كلها، فإنه يجوز للرجل أن يرى من ابنته وجهها وشعرها، وكذلك الأخ والابن، لأنهم محارم لها تظهر أمامهم قال الله تعالى: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31]
وقال الإمام ابن جرير الطبري عند تفسيرها: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن قال: الطوق والقرطين، يقول الله تعالى ذكره: قال للمؤمنات الحرائر: لا يظهرن هذه الزينة الخفية، التي ليست بالظاهرة، إلا لبعولتهن، وهم أزواجهن، واحدهم بعل، أو لآبائهن، أو لآباء بعولتهن، يقول: أو لآباء أزواجهن، أو لأبنائهن، أو لأبناء بعولتهن، أو لإخوانهن، أو لبني إخوانهن، أو نسائهن، قيل: عنى بذلك نساء المسلمين.
وقال الإمام القرطبي في تفسيره: لما ذكر الله تعالى الأزواج وبدأ بهم ثنى بذوي المحارم وسوَّى بينهم في إبداء الزينة، ولكن تختلف مراتبه بحسب ما في نفوس البشر.. فلا مرية أن كشف الأب والأخ على المرأة أحوط من كشف ولد زوجها، وتختلف مراتب ما يبدى لهم ... إلى آخر كلامه.
فعلى هذا؛ فإن هذا التصرف منكم مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم والأمة جميعاً، وفيه من العنت والتشديد على النساء ما يجعلهن معزولات عن آبائهن وإخوانهن، فعليكم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فهو خير الهدي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1423(13/4093)
معيار العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي حدود الأخوة في الإسلام إذا كان المتآخيان من جنسين متباينين وكانا يعيشان معا منذ أيام الطفولة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام في معرض تحديده للعلاقة بين الرجل والمرأة لم يلتفت إلى كونهما عاشا منذ أيام الطفولة في مكان واحد أم لا، بل رتب تلك العلاقة على معيار النسب والرضاع والمصاهرة.
لذا نجد أن الله حرم على الرجل نكاح أمه وأخته وعمته وخالته وزوجة أبيه وحليلة ابنه أم زوجته وبنتها. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: " أن الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة." وفي لفظ للبخاري: " يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب." وكذلك أجاز الله تعالى للمرأة إبداء زينتها للمذكورين في قوله وتعالى: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن [النور:31] كل هذا يدل على أن الإسلام في العلاقات بين الجنسين لم يأخذ بالاعتبار إلا النسب والرضاع والمصاهرة.
أما عيشهما في مكان واحد، فلا أثر له، ولكنهما كغيرهما من المسلمين يدخلان في قوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة [الحجرات:10]
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1423(13/4094)
إظهار المحاسن أمام زوج الأخت مدعاة للفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة متحجبة وأضع النقاب الشرعي ولكن أجد صعوبة في وضعه في البيت أمام زوج اختي لأنه يعيش معنا فهل هذا مباح بحالة إذا أمنت الفتنة وعدم التبرج وأيضا زوج عمتي كان معلمي وأنا صغيرة فهل مباح الكشف عن وجهي داخل البيت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للمرأة أن تخلع النقاب أمام زوج أختها أو زوج عمتها لأنهم ليسوا من المحارم الذين يجوز لها أن تكشف لهم وجهها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، قيل يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو هو قريب الزوج.
والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فلا يؤمن على الإنسان في جانب الشهوة لأنه ضعيف كما قال الله تعالى: وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً* يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً [النساء:27-28] .
ولذلك سد الشارع كل الطرق التي توصل إلى الحرام فحرم على المرأة أن تتبرج، وحرم عليها أن تخضع في القول للأجانب، وحرم عليها أن تتعطر عند خروجها من بيتها لأن كل ذلك مدعاة إلى الفتنة والوقوع في المحظور، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما ترك فتنة على أمته أضر على الرجال من النساء، وقد يظهر أن فلانا مأمون في هذا الجانب ولكن لا أحد معصوم من الشيطان، وإن كان هذا الرجل صالحاً -أيضاً- فإن الشيطان له مداخل كثيرة، ولتراجع الفتوى رقم: 21040، والفتوى رقم: 22993.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1423(13/4095)
أجوبة حول الصداقة والحب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صداقة البنات شيء حرام؟ وماذا عن حب البنات هل حرام؟ وكذلك حب شاب لشاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الكلام على الصداقة بين الرجال والنساء في الفتوى رقم:
11945 والفتوى رقم: 10271 وتقدم الكلام عن الحب في الفتاوى التالية: 8663 13921 17903
وتقدم الكلام عن حب الشاب لشاب آخر في الفتوى رقم: 21881
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1423(13/4096)
الدراسة في الجامعات المختلطة مزلة أقدام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب من السعودية أدرس في دولة عربية معظم بنات الجامعة غير محجبات وأنا أخاف من غضب ربي وكسب السيئات فماذا أفعل؟ أثابكم الله....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على من اضطر إلى الدراسة في مثل هذه الجامعات أن يتقي الله تعالى ويحافظ على دينه بغض البصر والبعد عن مواطن الفتنة قدر استطاعته، وأن يتخذ له رفقة صالحة خيرة يجتمع بهم ويتعاون معهم على الخير، وإذا استطاع أن يتزوج وهو ما زال طالبًا، كان ذلك من أحسن ما يصون به نفسه، وعليه أن يكثر من ذكر الله تعالى، وسؤاله التثبيت، وصرف قلبه إلى طاعته، ويعلم أنه لا يصرفه عن السوء والفحشاء إلا الله، كما قال الله تعالى عن نبيه يوسف عليه السلام: وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ [يوسف:33] .
نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شوال 1423(13/4097)
الأفضل عدم خروج المرأة غير المضطرة للأسواق
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم خروج المرأة للمحلات التجارية والأسواق لشراء الملابس علماً بأن هذه المحلات يوجد بها الملابس غير المحتشمة وكذلك الصور الشبه عارية والدمى (الاصنام) والبائعون فيها رجال وهناك من يقوم بشراء هذه الملابس لها أي إنها غير مضطرة للخروج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا بأس من خروج المرأة إلى السوق إذا احتاجت لذلك، ولكن بشرط التقيد باللباس الشرعي، وبشرط إذن الزوج. والأفضل لها أن تبقى في بيتها إذا وجد من يكفيها المؤنة.
وراجع الفتاوى التالية:
23713 -
7954 -
20807 -
12867.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1423(13/4098)
لا تتبع النظرة النظرة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعيش في سوريا ولقد سمعت أن النظر للبنات محرم فأنا أدرس في الجامعة وأكثر من في الجامعة بنات فهل يصبح نظري لهن محرم؟ وجزاكم الله كل خير.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنظر إلى غير الزوجة والمحارم من النساء حرام لقول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ [النور:30] .
وروى مسلم في صحيحه عن جرير رضي الله عنه: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري.
قال النووي رحمه الله: ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد، فلا إثم عليه في أول ذلك، ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال، فإن صرف في الحال فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث. انتهى كلامه رحمه الله.
وعليه فنقول للأخ السائل: إن تمكنت من الدراسة في جامعة خاصة بالرجال فعلت، وإن لم تستطع فالواجب عليك غض بصرك ما استطعت، ولا إثم عليك في نظر الفجأة إن شاء الله، ولا تتبع النظرة النظرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1423(13/4099)
يعظم الإثم في التحدث مع الأجنبية في رمضان
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم،
ما حكم التحدث مع الأجنبية (كالصديقة والحبيبة) في نهار وليل رمضان؟ وجزاكم الله خيراً ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام يحرم كل علاقة بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وليس في الإسلام ما يعرف بالحبيبة أو الصديقة، بل إنه حرم ذلك وجعله من المنكرات والفواحش الخفية التي قال الله عنها: وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [الأنعام:151] .
والتحدث مع النساء بهذه الليونة وهذه الطريقة هو بداية هذه العلاقات المحرمة التي تؤدي دائمًا إلى ما لا يحمد عقباه من وقوع في الرذيلة، وارتكاب للفاحشة، وقد قال الله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] .
لذا فإن الحديث مع المرأة باسم الصديقة أو الحبيبة لا يجوز مطلقًا في رمضان ولا في غيره، ويكون الإثم أعظم إذا كان ذلك في رمضان؛ لأن المعصية تعظم بحسب الزمان والمكان.
أما من حيث الصيام فصيامك صحيح ولكنه ناقض الأجر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1423(13/4100)
تعلق الزوجة برجل أجنبي خيانة كبيرة ومنكر عظيم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة متزوجة وأعاني من مشكلة تقلب حياتي رأسا على عقب وأرجو المشورة والتقدير للأمر ومشكلتي تتلخص في أني أحب رجلاً غير زوجي وأخرج معه ولا أقدر على البعد عنه بالرغم من محاولاتي المضنية فماذا أفعل ولكم جزيل الشكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتعلقك بهذا الرجل الأجنبي والخروج معه، وربما الوقوع في الفاحشة منكر من المنكرات التي حرمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من إثم مبين، وتدمير لعفتك، وتدنيس لشرفك، وخيانة لزوجك. والواجب عليك هو مجاهدة نفسك وهواك والشيطان للبعد عنه والقناعة والرضا بما قسم الله لك من زواجك بغيره، وقد قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69] .
وقال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40- 41] .
وقال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36] .
فاستعيني بالله تعالى وادعيه بصدق وإخلاص في دفع وسوسة الشيطان وهوى النفس في التعلق بهذا الرجل، وإلا فاعلمي أنك قد تفضحين وينكشف أمرك وتصبحين مضرباً للمثل في مجتمعك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رمضان 1423(13/4101)
الأكل مع الرجال على مائدة واحدة لا يدخل في الاضطرار
[السُّؤَالُ]
ـ[إني فتاة مهندسة أعمل بشركة أجنبية وطبيعة عملي أننا نعمل في مجموعة تتكون من عدة ملل واعتقادات وغالبا ما نأكل جميعا في مطاعم وعلى سفرة واحدة جميعا كفريق عمل وبما أنني مسلمة ملتزمة فالفريق يمتنع عن تناول الخمر في حضرتي ولا تؤخذ الخمر على طاولتنا احتراما لمشاعري الإسلامية. ولكن شخصا قال لي إن المكان ملعون ومطرود من رحمة الله ولا يجوز الجلوس فيه. فما هو الحل وزملائي لن يتفهموا عزوفي عن الأكل معهم وأرسخ عندهم النظرة الخاطئة عن الإسلام. مع أن غالبية المطاعم في هذا البلد يشرب فيها الخمر. فما حكم تصرفي من الناحية الشرعية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيحرم على المرأة أن تعمل في مكان مختلط مع الرجال لما في ذلك من الفتنة لها وبها، وقد بيَّنَّا ذلك مفصلاً في فتاوى عدة، منها الفتاوى التالية:
3859 -
8528 -
1734.
وبينا فيها الضوابط التي يجب اتخاذها إذا اضطرت المرأة لهذا العمل، مع بيان مفهوم الاضطرار في هذا الباب.
وليس الأكل مع الرجال على مائدة واحدة مما يدخل في الاضطرار إلى العمل، فالواجب عليك الامتناع عن ذلك، ولا ضير عليك في أن يعلم هؤلاء أن الإسلام يصرف المرأة ويمنعها من مخالطة الرجال، ويحفظها من نظرهم.
وكم من كافر بهره هذا التشريع العظيم الذي يفصل بين المرأة والرجل، وقاده ذلك إلى الإسلام.
والمؤمن مطالب بتطبيق أمر ربه، وليس بالخيار في ترك ذلك، كما قال سبحانه: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً [الأحزاب:36] .
والواجب عليك أن تتقي الله تعالى، وأن تبحثي عن عمل تسلمين فيه من الوقوع فيما حرم الله، واعلمي أن الدنيا لا تغني عنك من الله شيئًا وأن ما عند الله باقٍ.
وننبه إلى أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز إلا في حال الاضطرار.
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:
2007 -
10334 -
20063 -
20505.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رمضان 1423(13/4102)
سبل الحماية من السقوط في حبائل الشيطان.
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديقة اسمها سميحة قمت بتقبيلها يوماً فما كفارة ما قمت به؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز شرعًا لمسلم أن يتخذ مثل هذه العلاقات الآثمة والتي لا شك في حرمتها؛ لأنه إذا كان الشرع قد منع الخلوة بالأجنبية والنظر إليها فمن باب أولى مصادقتها بالمعنى الشائع الآن، وذلك لما يترتب على هذا من المفاسد والمخاطر التي لا تحمد عقباها، والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى ارتكاب ما هو أعظم، ولهذا قطع الإسلام كل الطرق المؤدية إلى إثارة الغريزة، حيث أمر كلا من الرجال والنساء بغض البصر، كما في قوله سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:30، 31] .
وأمر المرأة بالحجاب والتستر وعدم إبداء الزينة لمن لا يباح له النظر إليها، وحرم الخلوة بالأجنبية، كل هذا حماية للمجتمع من السقوط في حبائل الشيطان.
وعلى هذا فنقول للأخ السائل: عليك أن تتوب إلى الله تعالى مما فعلت توبة نصوحًا لا رجوع فيها إلى المعصية، ثم إننا نصحه بالزواج إذا لم يكن متزوجًا، هذا إن كان قادرًا عليه؛ وإلا فعليه بالصوم والصبر وترك ما يؤدي لإثارة غريزته، كالنظر إلى النساء أو إلى صورهنَّ في التلفاز والجرائد وما شابه ذلك.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1423(13/4103)
إفساد المرأة على زوجها منكر عظيم
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت امرأة متزوجه ولها طفلان، وحاولت أكثر من مرة أن أبتعد عنها فمرة أرجع إليها ومرة تتصل بي وترجع إلي، وقالت لي إنها غير سعيدة مع زوجها وتريد أن تطلب منه الطلاق وتتزوجني، أجد نفسي حائراً نظراً لأنني قرأت أن من باعد بين امرأة وزوجها لعنه الله وباعد بينه وبين الجنة، وحاليا أنني مصر على بعدي عنها وهي دائما تحاول أن تقابلني وأنا أرفض هذا؟ أرجوكم كيف ألتزم بما يرضي الله ورسوله، وأرجوكم أن تدعو لي بالمغفرة والهداية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلتعلم أن علاقتك مع هذه المرأة علاقة آثمة وإفسادك لها على زوجها أمر منكر عظيم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده. رواه أحمد وأبو داود.
فيجب عليك الإقلاع عن هذا، وأن تقطع صلتك بهذه المرأة نهائيًّا والتوبة إلى الله مما اقترفت.
وعلى تلك المرأة أن تتقي ربها وتراعي حق زوجها وتحفظ فراشه ولا تعود إلى هذا الطريق الوبيل بعد توبتها.
وانظر الفتوى رقم:
7895 - والفتوى رقم:
24376.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1423(13/4104)
لا تنتفي الخلوة بوجود غير البالغين
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم ...
اضطررت لوضع سائق لغياب زوجي في دورة وأنا ولله الحمد ملتزمة بشرع الله وأريد أن أعلم ما إذا كان وجود أبنائي معي يمنع الخلوة أم لا وعمر أبنائي هو (9 و7 و4 سنوات) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم ركوب المرأة مع السائق لوحدهما في الفتوى رقم:
1079.
وإذا علمت أن الحكم هو المنع إلا مع وجود من تنتفي به الخلوة بينكما من مثل محرم بالغ عاقل أو امرأة أخرى مثلا وما شابه ذلك.
وليس من ذلك ما ذكرته الأخت السائلة من الأبناء لأنهم ما داموا غير بالغين فالخلوة لا تنتفي بهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شوال 1423(13/4105)
هل يخرج لصلاة الجماعة تاركا أمه منفردة بابن عمه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة اللةو بركاتة
أعيش أنا ووالدتي فى البيت وحدنا وزارنا ابن عمي وهو مريض ثم أذن العصر فهل يجوز أن أتركه في البيت وأنزل لصلاة الجماعة مع العلم أنه لا يستطيع النزول إلى صلاة الجماعة؟ وجزاكم الله عنا وعن الإسلام كل الخير......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نشكرك على سؤالك عن أمور دينك، وهذا ما ينبغي لكل مسلم ومسلمة فعله أن يسأل إذا لم يكن يعلم حكم الله فيما يفعل.
أما بخصوص ما سألت عنه.. فإنه ينظر فيه، فإن كان ابن عمِّك المذكور محرماً لوالدتك فلا حرج عليك في تركهما منفردين، أما إن كان غير محرم لها فذهابك إلى المسجد وتركهما لوحدهما أمر غير مشروع تجب التوبة منه إن كان قد حصل؛ لأنه سبب لحصول خلوة بين أجنبيين، وهذا لا خلاف في حرمته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رمضان 1423(13/4106)
أبناء العم وأبناء الخال كغيرهم من الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل لبس الحجاب واجب عند أبناء العم والخال وهل من الممكن إظهار الشعر أمامهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق حكم لبس الحجاب في الأرقام التالية:
4470 -
5561.
وأبناء العم وأبناء الخال كغيرهم من الأجانب لا يجوز للمرأة أن تتكشف أمامهم ولا أن تختلي بهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رمضان 1423(13/4107)
كل ما يفضي إلى الفاحشة ولو بطريق غير مباشر ممنوع
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للفتاة المسلمة أن تجيب شابا عن سؤال يتعلق بالدراسة في مادة معينة في الجامعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي - أيتها الأخت الكريمة - أن الشارع في نهيه عن المفاسد لم يقصد نهيه على الأفعال الموصلة بنفسها إلى تلك المفاسد، وإنما قصد إلى كل وسيلة تفضي إليها بطريق غير مباشر، فمنعها أيضاً وإن كانت في ذاتها مباحة.
يقول الله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام:108] . فقد نهى الله المؤمنين أن يسبوا أصنام المشركين، والسب في ذاته مباح بل مطلوب؛ لأنه تحقير لشأن المشركين، ولكن الله تعالى قد نهاهم عن ذلك لئلا يكون ذريعة إلى سب المولى سبحانه وهو من أكبر المفاسد.
ويقول سبحانه: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31] . فقد نهى النساء أن يضربن الأرض بأرجلهنَّ في مشيتهنَّ ليسمع الرجال صوت خلخالهنَّ؛ لأن هذا ذريعة إلى تطلع الرجال إليهنَّ فتتحرك فيهم الشهوة.
فيقاس عليه كل فعل يثير الفتنة، ونحن الآن في زمن مليء بالفتن والفساد.
وعلى ذلك، فلا ينبغي للفتاة أن تجيب شاباً عن سؤال في الدراسة أو غيره، وذلك من باب سد الذرائع، وحتى لا يكون وسيلة مفضية إلى الكلام معها والنظر إليها ومنها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1423(13/4108)
هل يجوز للمرأة قيادة السيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لزوجتي أن تحصل على رخصة القيادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من حصول المرأة على الرخصة وقيادتها للسيارة بشروط وضوابط نحيلك إلى تفصيلها في الفتوى رقم: 2185.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1423(13/4109)
هل يبدين زينتهن لأجنبي رباهن منذ الصغر
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن أربع أخوات توفي والدانا وتكفلنا رجل ليس لنا به قرابة وعشنا معه وربانا فتره طويلة ونحن الآن متزوجات جميعا فهل يجوز لنا الكشف عليه علما أننا متحجبات وهو كبير بالسن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد بين في كتابه محارم الرجل سواء من النسب أو من الرضاع أو من النكاح، وهذا الرجل إذا لم يحرم عليكن بأحد هذه الأسباب فإنه يعتبر رجلاً أجنبياً عنكن لا يجوز لكن الظهور عليه كأي أجنبي، وإن كان هو الذي قام على تربيتكن، وإن كان كبيراً في السن فمثل ذلك لا يبرر ظهوركن عليه، وإذا فعلتن ذلك وقعتن في الإثم والحرج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1423(13/4110)
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
[السُّؤَالُ]
ـ[كما تعرفون أن الصيف حار للغاية في بلاد الشام ولكن للأسف النساء الفاجرات في كل مكان منتشرات في الجامعات.... كيف أمتنع عن ذلك وأنا مقبل على دخولي في الجامعة إن شاء الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم في هذه الحياة مبتلى، قال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {1} الَّذِي خَلَقَ
الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {2}
وقال تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {35}
وما دام المسلم في هذه الحياة فلا بد أن يلاقي فيها حظه من هذا الابتلاء والاختبار..
وكل إنسان مزود من الله بقدرة على مقاومة الشر وقبول الخير.
فعليك -أخي الكريم- أن تغض بصرك، وتحفظ جوارحك عما حرم الله تعالى امتثالاً لأمره تعالى، حيث أمر بذلك المؤمنين والمؤمنات، فقال جل وعلا: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا..
وإذا كانت هذه الجامعة التي ذكرت فيها من الفساد ما أشرت إليه، فعليك أن تبحث عن جامعة أخرى غير مختلطة أو أقل فساداً على الأقل.
وقد كان المسلمون الأوائل يعيشون في الجاهلية وما فيها من مفاسد ولكنهم كانوا يجاهدون أنفسهم ويقاومون شهواتهم حتى انتصروا عليها في النهاية، فإذا سلكنا سبيلهم وجاهدنا أنفسنا بصدق وإخلاص فلا بد أن ننتصر على الشهوات، وننتصر في النهاية على الجاهلية الحديثة.
قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {69}
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1424(13/4111)
حكم وجود رجل بين نساء لتعليمهن
[السُّؤَالُ]
ـ[أسال ما حكم الشغل في مكان يكثر فيه النساء وأنا المسؤول عن هذا المكان وهو مركز كمبيوتر ويحتجن مني بعض الاستفسارات عن الإنترنت وبالتالي أكون أنا وهي في المكان وحدنا ولكني أجلس خارج الغرفة حتى يحتجن مني حاجة؟ جزاكم الله عني خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا شك فيه أنه يمنع كل ما يؤدي إلى الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب على الوضع الشائع الآن؛ لأن ذلك من المحرمات التي نهى الشرع عنها، لكن إذا دعت الحاجة إلى وجود رجل بين نساء لتعليمهنَّ، وما شابه ذلك، ولم يوجد من النساء من تستطيع القيام بذلك، والتزم الطرفان الضوابط الشرعية من غض البصر، وترك الكلام إلا فيما يخص العمل، وعدم حصول خلوة بين الرجل وإحدى العاملات، فلا حرج حينئذٍ، وإلا فلا يجوز لما في ذلك من الفساد، وراجع الفتوى رقم:
2096.
ولا يجوز لك أن تكون في المكان بمفردك مع إحدى العاملات، ولو كانت هي داخل الغرفة وأنت خارجها؛ لأن ذلك من الخلوة، وينبغي أن تبحث عن عمل تسلم فيه من الوقوع في المحرمات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1423(13/4112)
تعرض النسوة للرجال هو عين الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا رجل أعمل في مكان تابع لدولة وعادة بعض البنات تتحرش بي جنسياً، أرجوكم أفيدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أخي -عصمنا الله وإياك من الزلل- أن فتنة النساء من أعظم الفتن وأخطرها وأضرها على المسلم، ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وتعرض هؤلاء النسوة لك هو عين الفتنة، فلا يجوز لك أن تأمنها على نفسك مهما كان صلاحك وعفتك، فالمسلم مطلوب منه غض بصره، والابتعاد عن مخالطة النساء حتى لا يفتن، فما بالك بمن تتعرض له النساء ويتحرشن به.
فيجب عليك العمل على إبلاغ الجهة المسؤولة عن سلوك هؤلاء النسوة لأنهنَّ قد يفسدن غيرك، واسعَ في استبدال مكان عملك حتى تكون بعيدًا منهنَّ ولو أدى الأمر إلى تغيير الوظيفة أو تركها، فدين المرء وعرضه خير له من ديناره ودرهمه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رمضان 1423(13/4113)
ضوابط العلاقة الأخوية بين رجل وامرأة أجنبية عنه؟
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لفتاة مسلمة متزوجة أن تكون لها علاقة أخوية في الله مع أخ مسلم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاشتراك في الخير والتعاون على البر والتقوى مما أمر الله به المؤمنين رجالاً ونساءً، كما قال تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وحيث إن الإيمان هو أساس هذه العلاقة، فالواجب أن تخضع خضوعاً كاملاً للضوابط الشرعية والآداب المرعية، فليس المؤمنون والمؤمنات بالملائكة المطهرين الذي لا يخشى عليهم ولا منهم.
ومن تلك الضوابط:
1- أن الأصل في لقاء المسلمة بالمسلم الأجنبي عنها، ومحادثتها إياه هو المنع إلا لحاجة، وتقدر هذه الحاجة بقدرها، وعلى هذا الأصل دلت ظواهر النصوص الشرعية.
2- فإذا صار اللقاء فينبغي أن يلتزم فيه بالحدود الشرعية، فلا خلوة بدون محرم، ولا نظر إلى العورات أو إلى غير العورات بشهوة أو إطالة النظر، والمرأة كلها عورة.
3- وعلى المرأة أن تتأدب بآداب الإسلام في كلامها، فلا تخضع بالقول، وتتأدب في حركتها فلا تكسر ولا تمايل.
4- الالتزام التام بالحجاب الشرعي.
هذا؛ ومحل جواز هذه العلاقة إذا أُمنت الفتنة، وإلا فهي حرام، ولو زينها الشيطان في صورة علاقة أخوية في الله، أو نحو ذلك من أساليبه في تزيين الباطل، وإخراجه من صورة الحق.
والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 محرم 1424(13/4114)
علاقة الزوجة بإخوان زوجها لها حدود
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي من ناحية معاشرة الزوجة لبيت الزوج وأهله في أي مجال يدخل تصنيف الحديث الشريف " لا يخلون رجل بامرأة قالوا يارسول الله أفرأيت الحمو. قال: الحمو الموت" هل يجوز للمرأة أن ترى إخوة الزوج دون غطاء للوجه وخاصة أنها تعيش معهم في نفس البيت أحياناً وما مدى صحة المصطلح المطلق على هذا الفعل بـ " المواجهة ".
أفيدونا والأجر لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأخو الزوج يعتبر أجنبياً عن زوجة أخيه لا تجوز له الخلوة بها، كما هو ظاهر في الحديث المذكور، وهو مبين في الفتوى رقم: 3178.
كما لا يجوز لها الظهور أمامه مكشوفة الوجه، لأن حكمه حكم الرجل الأجنبي، كما هو مبين في الفتوى رقم: 20209.
ولا يجوز لها الاختلاط به، وإن كانت متحجبة كما هو مبين في الفتوى رقم: 8975.
وأما مصطلح المواجهة، فلا ندري ماذا يقصد به، وإن كان المراد به مقابلة الوجه للوجه، فهذا لا يجوز أن يكون بين المرأة وأخي زوجها أو أي رجل أجنبي، إذ كل منهما مأمور شرعاً أن يغض طرفه عن الآخر، كما هو مبين في الفتوى رقم: 3617.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1424(13/4115)
الخروج مع الفتيات للنزهة بريد الفاحشة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مبتلى بفتنة النساء.
وألجأ إلى الاستمناء اذا تكلمت معهن لمدة طويلة؟ فهل يجوز لي أن أخرج مع فتاة للنزهة؟
مع العلم بأنني أصلي؟ وقمت باتباع فتوى الشيخ ابن باز أي غض البصر وعدم التطلع إليهن؟؟؟
فارجو الإجابة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقبل الإجابة على سؤالك راجع لزاماً الفتوى رقم 13495 والفتوى رقم
9431 والفتوى رقم 7170
وعليه فلا يجوز لك أبداً الانبساط في الحديث مع النساء الأجنبيات ولا الخروج معهن للنزهة لما في ذلك من اتباع لخطوات الشيطان إلى الزنا والرذائل والفواحش، فإن أول الرذيلة نظرة ثم ابتسامة ثم كلام ثم موعد ثم لقاء ثم.. وقد ذكرت أنت أن ذلك يدعوك للاستمناء فالحذر الحذر من ذلك، واقطع أي علاقة لك مع أي امرأة أجنبية إلا في ظل الزواج.
أما بالنسبة لفتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله في النهي عن الخلوة والنظر والاختلاط فهي كثيرة، وما تفعله لا يجيزه الشيخ رحمة الله عليه، ولا يجيزه غيره أبداً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1423(13/4116)
النوم عند العمة بوجود بناتها فقط يجوز بشروط
[السُّؤَالُ]
ـ[اريد توضيحاً للعلاقات بين الزوجة والاقارب فيمن يدخل عليها ومن لا يدخل من أقاربى ومن أقاربها وأريد بعض الاستفسارات حول هل يمكن للرجل أن يجلس مع والدة زوجته وأخت زوجته في المنزل وحدهم مع عدم وجود الزوجة في المنزل وأريد أن أعرف هل يمكن للرجل أن يبيت عند عمته أو خالته مع وجود بنات لها وليس معهم رجل وأريد أن أعرف هل يمكن لزوج الأم أن يرى بناتها وما الحدود التي يراهن فيها أريد توضيحا لهذه العلاقات بالتفصيل وذلك لأن كثيراً من الناس لا يفهمونها ولا يعرفون حدودها الدينية وجزاكم الله كل خير على هذه الخدمة الجليلة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر الله تعالى في سورة النور الآية رقم 31 المحارم الذين يحل للمرأة أن تبدي زينتها أمامهم. وانظر الفتوى رقم 6741 والفتوى رقم 10463
ولك أن تبيت عند عمتك أو خالتك أو إحدى محارمك دون اختلاط ببنت خالتك وبنت عمتك وغيرهن ممن هن في حكم الأجنبيات عنك، ولزوج الأم أن يرى بنات زوجته من غيره، ويحل له أن ينظر منهن إلى ما ينظر إليه المحارم من أخ أو عم أو خال، وانظر الفتوى رقم
9863 والفتوى رقم 10535 والفتوى رقم والله أعلم. 11951 والفتوى رقم 13649
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رمضان 1423(13/4117)
تقود المرأة السيارة وفق ضوابط شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم سياقة السيارة للمرأة حتى لو كانت مضطرة لغياب زوجهاعنها أسبوعين في الشهر ولا أحد يسوق عنها]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على المرأة المسلمة في قيادة السيارة سوءا كان زوجها غائباً أو كان حاضراً لكن وفق الضوابط الشرعية المبينة في الفتوى رقم 2185
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1423(13/4118)
أم غاشة لابنتها، وعاصية لربها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما هو حكم الشرع في موقف أم مسلمة تساعد ابنتها في علاقة غرامية مع شاب منذ الصغر وتخفي عن زوجها (والدالفتاة) هذه العلاقة, بحجة أن الشاب مستقبله كويس وتسمح لابنتها بمقابلته خارج المنزل ويتقابلون بعلمها ودون علمها وكذلك تليفونياً والأب لا يتصور أن هذا يحدث وإذا جاء هذا الشاب لخطبة هذه الفتاة فما هو الموقف وسيأتي بشروطه لعلمه بالموافقة السابقة عليه هل هذا السلوك في زواج المسلمات صحيح أم يوجد ما يحرم هذا التصرف لأننا إذا وافقنا على هذا التصرف فسيكون قدوة سيئة للأسرة وسوف تتنقل أخبار هذا الزواج بهذا السلوك للأجيال المقبلة وما يترتب على ذلك من نشر هذا الأسلوب.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الأم تعتبر غاشة لابنتها، وعاصية لربها، ومضيعة للأمانة التي أوكلت إليها.
والواجب على هذه الأم أن تتقي الله تعالى، وتقوم بما أوجب الله عليها من رعاية ابنتها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ... " متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يسترعي الله عبداً رعية يموت حين يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة" متفق عليه.
وفي مسند أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والذي يقر في أهله الخبث".
وفي مسند أبي داود الطيالسي عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة ديوث".
والواجب على من علم بهذا الأمر إبلاغ ولي أمر هذه الفتاة ليمنعها عن قبيح فعله، ويؤدب أمها على سوء صنيعها، ويمنع هذا الشاب عن التعدي على بناته ومحارمه، وأنه إذا أراد النكاح فليأته بطرقه المشروعة، وإن رأى هذا الأب ألا يزوج هذا الشاب ابنته تأديباً لهما وزجراً لغيرهما فلا بأس بذلك، وإن رأى المصلحة في تزويجه ابنته إياه ليدفع ما قد يحصل لها بسبب علاقتهما السابقة فليفعل.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
1151
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1423(13/4119)
عيادة المرأة لرجل مريض
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز زيارة زوج أختي في المستشفى إذا كنت مع العائلة؟ هل زيارتي له حرام أم حلال؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حث الشرع على عيادة المريض، وعدها من حقوق المسلم على أخيه المسلم، ولا فرق في ذلك بين رجل وامرأة، ففي الحديث الصحيح حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات
فاتبعه. رواه مسلم.
لكن خروج المرأة عموماً له شروط تجب مراعاتها، وهي:
1.الحشمة في اللباس، الذي تراعى فيه شروط الحجاب الكامل، وقد مضى بيانها في الفتاوى التالية أرقامها:
6745 13452 19184 4185 20080
2.عدم حصول خلوة بينها وبين رجل أجنبي عنها؛ وإن كان المريض الذي تزوره.
3.تجنب مخالطة الرجال في المواصلات ونحوها.
4. عدم الخضوع في القول.
5.أن يكون السائد في المجتمع هو الأمن على المرأة إذا خرجت من بيتها.
6.أن يكون ذلك بإذن الزوج إن كان لك زوج، فإذا استوفيت هذه الشروط، فلا مانع من زيارة هذا المريض وغيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1423(13/4120)
علاقة الحب مع الأجنبية ذات الزوج أشد نكرا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم علاقة حب بين رجل متزوج وامرأة متزوجة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام لا يقر أي علاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية منه ما لم تكن في ظل زواج شرعي، بل إن الشرع الحنيف سد كل باب من شأنه أن يفضي إلى الوقوع في الفتنة بين الرجل والمرأة، فحرم الخلوة بينهما وأوجب غض البصر على كل منهما الأمر الذي يدل على أن الحب بالمعنى المعروف اليوم محرم، ولا شك أن حرمته من الرجل المتزوج أو مع ذات الزوج أشد وأكبر، لما يترتب عليه من المفاسد التي أهونها أنها قد تفضي إلى إفساد الزوجة على زوجها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبداً على سيده" روه أبو داود.
وعليه، فالواجب قطع هذه العلاقة والتوبة منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1423(13/4121)
لا تتبع النظرة النظرة
[السُّؤَالُ]
ـ[ ... ... ... بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله:
السؤال ((ماحكم من فتح الإنترنت ووجد في القائمة صورا خليعة بدون قصد؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن فتح الإنترنت فوجد صوراً خليعة فإنه يجب عليه أمور:
الأول: أن يصرف بصره فوراً كما في نظر الفجأة.
الثاني: أن يتلف الصور ويزيلها.
والثالث: أن يعمل بالاحتياط في المستقبل حتى لا يتكرر مثل ذلك.
وراجع الفتوى رقم 12087 والفتوى رقم 19676
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1423(13/4122)
وهكذا تقع الفتاة ضحية الذئاب
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أعطاني شخص العهد ثلاث مرات أمام الله وقلت له إن الله يرانا إن لم نكن نراه ثم قبلني وبعد ذلك اتضح لي أنه قد تزوج فما حكم الشرع في دلك]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه السائلة قد تجاوزت حدود الله عز وجل وارتكبت محارمه وذلك بخلوتها بهذا الرجل الأجنبي وهو أمر محرم، وبكلامها معه كلاماً فيه اللين والخضوع وهذا محرم أيضاً، ثم ما آل إليه الأمر من اللمس والتقبيل، وهذا أفحش من الأوليين وهكذا سيظل الشيطان يستدرجها من مرحلة إلى أخرى إلى أن تصل إلى المرحلة التي ليس بعدها شيء ما لم تتدارك نفسها قبل فوات الأوان.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " ويقول الله تعالى (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (الأحزاب: من الآية32) وعلى الأخت السائلة أن تعلم أن هذا الصنف من الرجال لا يؤمَنون فإنهم إن لم يراقبوا الله ويخافوه، فكيف سيراعون عهود البشر ويحفظون حقوقهم!! ولكنهم يستقبلون سذاجة بعض الفتيات فيجرونهن إلى ما لا يحمد، حتى إذا قضوا مآربهم تنكروا لأولئك الفتيات وقلبوا لهن ظهر المجن، ورجعت الفتاة بالعار والشنار وسخط الله عز وجل.
فالواجب على الأخت السائلة المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل مما ارتكبته من الإثم، ومن التوبة أن تقطع علاقتها بهذا الرجل، وعليها الالتزام بأحكام الله عز وجل ومن ذلك حجاب الفتاة المسلمة وقد وعد الله عز وجل من اتقاه بأنه سيرزقه من حيث لا يحتسب ويجعل له من أمره يسراً.
ولعل الله عز وجل ييسر لها زوجاً تقر به عينها إذا هي اتقته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شعبان 1423(13/4123)
فتاوى حول مخاطبة الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم الشرعي في المحادثة مع كل من هؤلاء الفتيات الزميلة الأقارب المرأة العادية كالكلام في الجامعة وسائل المواصلات]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فكل امرأة من غير محارم الرجل بالنسبة إليه تعتبر أجنبية عنه وإن كانت من أقاربه، ولا يجوز للرجل إقامة علاقة مع المرأة الأجنبية إلا في ظل زواج شرعي، ولا يجوز له محادثتها في أي مكان إلا لحاجة كما هو مبين في الفتوى رقم 1072 والفتوى رقم 11507 وإقامة العلاقات والمحادثات بين الرجال والنساء، كم من فتنة جرت إليها، وكم من حرام أوقعت فيه، ومفاسدها على الدين والأخلاق والمجتمع ظاهرة جلية لا تخفى، كما هو مبين في الفتوى رقم 9431 والفتوى رقم 9463
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1424(13/4124)
ليس النظر إلى المحرم من جرائم الحدود
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يوجد حد شرعي لمن يشاهد الصور الخليعه في الإنترنت]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لله عز وجل أمر بغض الأبصار، ووجه الأمر بذلك للمؤمنين والمؤمنات فقال سبحانه: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور:30)
(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُن) (النور: من الآية31)
والنظر بريد القلب ورسوله، فحفظه حفظ للقلب من الآثام والمعاصي، وكم من نظرة أورثت في قلب صاحبها البلاء بل والحسرات.. وفي الحديث " إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم، من تركها مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه " رواه الطبراني والحاكم.
فالنظر إلى ما حرم الله عز وجل معصية لله عز وجل، وقد تجر إلى ما هو أكبر منها إثماً وأعظم جرماً.
ولكن الشرع لم يرتب على مجرد النظر عقوبة معينة، فليس النظر إلى المحرم من جرائم الحدود.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1423(13/4125)
مبيت الأخت عند أختها المتزوجة لا يمنع ضمن نطاق الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للزوجة أن تبيت لوحدها عند أختها المتزوجة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المرأة المتزوجة لو احتاجت للمبيت عند أختها المتزوجة وأذن لها زوجها فإن ذلك لا مانع منه شرعاً، ولكن يجب عليها أن تتحجب من زوج أختها لأنه أجنبي عنها، ويجب عليها أن تحذر من الخلوة به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم " رواه البخاري ومسلم.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 19493.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1423(13/4126)
حكم ذهاب المرأة متزينة لعرس ويحتمل دخول العريس
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشرع في المرأة التي لا تضع الزينة إلا عند خروجها إلى الزيارات أو الأفراح وما هو حكم ذهاب المرأة إلى الأفراح المقامة في قاعات المناسبات وهي لا تدري إن كان العريس سوف يدخل إلى القاعة أم لا وهل إذا دخل سيدخل معه آخرون أم لا أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه المرأة متزوجة فإن أحق من تتزين له هو زوجها.
ولا حرج على المرأة -متزوجة كانت أو غير متزوجة- في التزين عند الذهاب إلى الأعراس والحفلات بشرط ألا يراها في زينتها غير محارمها.
أما بالنسبة للذهاب إلى الأفراح المقامة في القاعات أو غيرها، فإذا كانت خالية من المنكرات فإنه لا حرج في الذهاب إليها، وإذا كان هناك منكر فلا يجوز الذهاب إلا لمن ينكر المنكر.
وإذا كانت لا تعلم هل سيكون هناك منكر أو لا؟ ولم يغلب على ظنها شيء فإنه لا حرج في الذهاب، فإذا رأت منكراً أنكرت، فإن انتهوا فذاك وإلا فلتخرج.
ولتراجع التفاصيل لكل ما سبق في الفتاوى التالية: 4052 19160 22806 9235 17469 9661 8320
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1423(13/4127)
النظر بشهوة حرام قطعا لكل منظور
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 22 سنة وأمارس العادة السرية بكثرة ولكني دائما أتذكر أختي المتزوجة وعمرها
35 عاما وأنا أشتهيها بكثرة فماذا أعمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، وانظر في حكمها وطرق التخلص منها في الفتوى رقم:
7170
وما ذكرته أنك تفكر في أختك بشهوة، فأمر منكر وحرام، ويحرم عليك والحال هذه النظر إليها، والخلوة معها حال اشتهائك لها، أو غلبة ظنك أنك تفعل ذلك.
فالنظر إلى ذوات المحارم بشهوة كالنظر إلى المرأة الأجنبية، سواء كانت شهوة وطء، أو شهوة تلذذ بالنظر.
يقول العلماء: والنظر بشهوة حرام قطعاً لكل منظور من محرم وغيره؛ غير الزوجة.
وفي الفتاوى الهندية: فإن علم أنه يشتهيها (محَرمه) أو تشتهيه إن سافر بها أو خلا بها أو كان أكبر رأيه ذك أو شك فلا يباح له ذلك.
فاتق الله، واسأله أن يصرف عنك هذا السوء، نسأل الله لنا ولك الهداية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1423(13/4128)
زوج الخالة ليس من المحارم.
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن لي أن أكشف عن شعري أمام زوج خالتي والذي له ابن أخي في الرضاعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن زوج الخالة ليس من المحارم، فلا يجوز للمرأة الخلوة به، ولا مصافحته، ولا الكشف عن الوجه فضلاً عن الشعر أمامه، وكون ابنه أخاك من الرضاع لا يجعلك من محارمه إلا إذا كنت رضعت من زوجته هو من لبن ناشئ عن وطئه مثلاً، وراجعي الفتوى رقم:
15972، والفتوى رقم:
8791.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1423(13/4129)
خروج المرأة إلى الأسواق بدون محرم جائز بشروطه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أريد أن أطيل عليكم وسؤالي عن إيجاد طريقة لتنظيم الغيرة فهي في بعض الأحيان تؤدي إلى مشكلة مع والدتي أو أختي ولكنها في بعض الأحيان تكون زائدة كنزول أمي لسوق مثلا والسوق في عصرنا لا يحمل إلا السوء علما أن أمي ولله الحمد من المحجبات وتحضر بعض دروس لتحفيظ القرآن الكريم لكن دون منديل وأنا أدرس في الصف الثالث الثانوي وليس لدي وقت للنزول معها مثلا وعندما أطلب منها مرافقتها ترفض.
وكل ما أريده, طريقة لتنظيم تلك الغيرة الزائدة ولكنها مطلوبة كما جاء عن مقدار غيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم على أهله وأخشى أن التغاضي والسكوت سيمحو تلك الغيرة من نفوسنا؟ وجزاكم الله خيراً ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت أمك أو أختك تنزل إلى السوق أو غيره بدون محرم، وهي ملتزمة بالحجاب الشرعي المسبق بيانه في الفتوى رقم: 6745، ولم تخل بالرجال في محلاتهم التجارية أو تزاحمهم أو تتعرض لأذيتهم، ومتابعتهم لها، ونحو ذلك، فلا حرج عليها أن تنزل بدون محرم.
وأما إذا ترتب على نزولها بدون محرم شيء من المخالفات الشرعية السابق ذكرها أو غيرها، فيحرم عليها الخروج، ويجب على زوجها أو وليها من أبٍ أو غيره، ممن يستطيع منعها أن يمنعها عن الخروج بدون محرم، ولو كان المانع لها ولدها لأن طاعة الله تعالى مقدمة على طاعة الأم، ولأن في منعها عن الحرام وحجزها عنه برًا بها ونصرًا لها، وهو تغيير للمنكر، وحفظ للعرض، وفي ذلك من المصالح للفرد والمجتمع ما لا يخفى.
وقولك "وتحضر بعض دروس تحفيظ القرآن الكريم لكن دون منديل" يحتمل أن يكون عدم لبسها لما سميته بالمنديل أمام النساء أو المحارم فقط داخل التحفيظ، وهذا لا شيء فيه، ويحتمل أن يكون أمام الرجال الأجانب أوفي طريقها إلى الدرس، وهذا لا يجوز كما سبق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1423(13/4130)
بين طلب العلم والدراسة المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل العلم المذكور في الحديث الشريف "طلب العلم فريضة على كل مسلم" هو العلم الشرعي فقط أم العلم الحديث أيضا.
وإذا كان شاملاً كاملاً للنوعين وكانت هنالك فقط جامعة مختلطة في بلد الإقامة فهل إرسال البنت الى هذه الجامعة واجب أم درء المفسدة وعدم إدخالها أفضل.
جزاكم الله عنا افضل الجزاء والسلام عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم بيان معنى الحديث في جواب سابق برقم 11280 فليرجع إليه.
وبينا هناك أن العلوم الدنيوية ليست مفروضة على كل مسلم، كما سبق أن بينا أيضاً حكم الدراسة في الجامعات المختلطة في الجواب رقم 2523 فليراجع.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1423(13/4131)
حكم ارتياد الفنادق حيث الخمر والتبرج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الإقامة فى الفنادق التي تقدم الخمور والنساء يجلسن شبه عاريات على حمامات السباحة مع اختلاطهن بالرجال؟ فهل يمكن النزول في هذه الفنادق مع تجنب هذه الأشياء قدر الإمكان؟ وهل هناك فرق إذا كان يوجد ضرورة مثل حضور المؤتمرات العلمية للأطباء او لمجرد الترفيه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي للمسلم أن ينزل الفنادق التي تمتلئ بالنساء المتبرجات والأشربة المسكرات لمجرد النزهة والترفيه، ولو كان لا يمارس شيئاً من تلك المحرمات، لأن المكان نفسه أصبح مأوى ومجمعاً للفسقة والأراذل، بل ينبغي له أن يختار لنفسه المنزل الطيب المبارك ما دام ذلك في وسعه، وأما إذا الجأته ضرورة أو حاجة للنزول في تلك الفنادق، فلا حرج عليه بشرط أن يغض بصره عن الحرام، ويعتزل مجالس شرب الخمر والمجون، وإذا انقضت حاجته أو زالت ضرورته غادره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1423(13/4132)
حذار من بريد الزنا..
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما أرى امرأة جميلة أريد جماعها ولا أستطيع منع نفسي من هذه العادة السيئة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد أمر الله المؤمنين بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم لأن ذلك طريق إلى طهارة قلوبهم، ونقاء نفوسهم، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
قال الإمام القرطبي: البصر هو الباب الأكبر إلى القلب وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري.
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي: لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية. .
واعلم أخي أن في إطلاق البصر إلى ما حرم الله مضاراً مذكورة في الفتوى رقم:
1984، ولمعرفة الوسائل المعينة على غض البصر تنظر الفتوى رقم:
18768، والفتوى رقم:
19561، والفتوى رقم:
21807.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1423(13/4133)
الخطر في النظر إلى المحرمات ماحق في حق الجميع
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى أي مدى تصل سيئات الشخص المتزوج والغير المتزوج في رؤية الأفلام والصور المحرمة؟
جزاكم الله خيراً....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم فرقاً في إثم النظر إلى العورات المحرمة بين المتزوج وغير المتزوج، لعموم قول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
إلا أنه في حق الأعزب أشد خطراً، إذ لا يجد زوجة يقضي معها شهوته التي أثارها بإطلاق نظره فيما حرم الله.
وفي الحديث عن ابن عباس: أن امرأة من خثعم استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، والفضل بن عباس رديف رسول الله، فطفق الفضل ينظر إليها، فلوى النبي صلى الله عليه وسلم عنق الفضل، فقال العباس: يا رسول الله لم لويت عنق ابن أخيك؟ قال: رأيت شاباً وشابة فلم آمن الشيطان عليهما. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
فليتق الله كل من المتزوج وغير المتزوج رجلاً كان أو امرأة، فإن في إطلاق البصر إلى ما حرم الله من البلاء والفتنة خراب الدين والأخلاق ما لا يحصى، وصدق من قال:
كل الحوادث مبدأها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1423(13/4134)
لا بأس في استقبال الحمو بالضوابط الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...
هل يجوز لي استقبال أخي الزوج ومعه زوجته وأولاده في حال عدم وجود زوجي؟ وجزاكم الله خيراً ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا بأس عليك في ذلك بشرط: ألا تكون هناك خلوة، وألا يراك إلا بالحجاب الشرعي الذي يستر جميع البدن، وأن يكون ذلك برضى زوجك، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:
22064
15124
3178.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1423(13/4135)
لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب واحدا تعرفت عليه عن طريق الشات ولكن الشاب أحبني وقال لي عن ماضيه وكان كثيراً بشعاً ماضيه وقال لي أنه يحبني حباً شريفاً وبالفعل ما شفت منه أي شي أنا محتارة ماذا أفعل معه هل أستمر أم لا. مع أني أحببت أن أنسيه كل الماضي وأهديه لله
هو سمع مني]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للفتاة المسلمة أن ترتبط بعلاقة غير شرعية مع رجل سواء كان ذلك باسم الحب أو غيره.
وقد سد الله كل ذريعة تؤدي إلى الحرام، فقال تعالى: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (الأحزاب:32)
والذي أنصحك به أن تتقي الله تعالى وتقطعي هذه العلاقة غير الشرعية، والتي قد تؤدي بك إلى ما لا تحمد عقباه.
وإذا كان هذا الشاب جاداً فيما يزعم، فليأت البيت من بابه، وليتقدم لخطبتك.
ولمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم 1072
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1423(13/4136)
حكم رؤية ولعب الجنسين دون البلوغ مع أقرانهن
[السُّؤَالُ]
ـ[أسكن مع أهل زوجي ولي ولله الحمد خمس بنات أكبرهن عمرها عشر سنوات إخوان زوجي وأخواته يترددون علينا دائما ولديهم أولاد ذكور أنا أغطي وجهي عن الرجال فهل يجب على بناتي إذا أدركن أن يغطوا وجوههن أم يكتفوا بالحجاب ولبس الطويل من الثياب علماً بأن بنات أعمامهم يلعبون مع إخوانهم وبدون حجاب أخاف أني أضيق على بناتي وأحرمهم اللعب مع أقرانهم وأعزلهن عنهم في الطابق العلوي لوحدهن كما أننا في الأعياد وفي شهر رمضان يتجمع أفراد الأسرة ذكوراً وأناثاً حول مائدة الأفطار وأنا أفطر لوحدي في الطابق العلوي أفيدونا؟ وجزاكم الله خيراً.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
في البداية نشكر الأخت على التزامها بالحجاب الكامل وعدم اختلاطها مع الرجال الأجانب، وهذا مع الأسف ما هو حاصل بين كثير من عائلات المسلمين.
وأما بخصوص البنات فلا حرج عليهن في اللعب مع أقرانهن من الأطفال غير البالغين مكتفيات بالحجاب الذي لا يستر الوجه واللباس الطويل فإذا قاربن البلوغ فامنعيهن من ذلك اللعب، وألزميهن الاقتصار على مخالطة البنات فقط.
أما في حالة وصولهن مرحلة البلوغ فيجب عليهن ارتداء الحجاب الكامل والامتناع عن الاختلاط بالرجال الأجانب ولو كانوا من أقاربهن، وانظري الفتوى رقم:
8975.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1423(13/4137)
حكم ركوب المرأة مع سائق أجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[يوجد لدي سائق بالمنزل لا تذهب معه زوجتي ولكن رغبتها بالالتحاق بدار الحافظات في الدوام الصباحي هل يجوز لها الذهاب مع السائق علما بأن دوامي أنا من 8 صباحاً إلى4 عصراً ولا أستطيع لأن مقر العمل بعيد عن المنزل بحوالي 60كم ذهاباً وإيابا، أرجو إفادتنا هل يجوز لها الذهاب مع السائق في الصباح والعودة في حدود الساعة12 ظهرا وجزاكم الله كل خير.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فركوب المرأة مع سائق أجنبي يأخذ حكم الخلوة المحرمة، وفيه من المفاسد ما يربو على مصالحه، وينبغي البحث عن بدائل أخرى للمشكلة التي ذكرها الأخ السائل.. كأن تركب الزوجة مع رفقة من النساء المسجلات في الدار، أو تدرس في العصر، ولن تعدم وسيلة تتقي معها الله، وتحافظ على أهلك من مفاسد خلوتها بالسائق، وإذا كانت المرأة مأمونة في نفسها فلا نرى مانعاً من أن تقود سيارتها هي إن التزمت بالضوابط الشرعية، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية:
1079
19705
2183.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1423(13/4138)
ضوابط جلوس المرأة مع غير محارمها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل زيارة زوجتي ووالدها إلى أقاربها مثل عمها ويجلسون مع عمها وابن عمها في غرفة واحدة حتى لو معها محرم مثل أبيها (وما هي طريقة صلة الرحم بالنسبة للحريم) جزاكم الله خيراً......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج -إن شاء الله- في جلوس المرأة مع غير محارمها مع وجود محرم معها، لأن الخلوة منتفية، والفتنة مأمونة بوجود المحرم، إلا أنه يشترط لذلك مراعاة المرأة للآداب الشرعية من لبس الحجاب الشرعي التام، وعدم الخضوع بالقول، أو فعل أي شيء يستدعي إثارة الفتنة، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
هذا فيما يتعلق بالمسألة الأولى.
أما المسألة الثانية: وهي كيفية صلة الرحم بالنسبة للمرأة؟ فإن المرأة مكلفة شرعاً بصلة الرحم لعموم النصوص الواردة في ذلك، ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك.
فتصل المرأة رحمها إلا أنها تراعي في ذلك الضوابط الشرعية من إذن الزوج، ولبس الحجاب الشرعي، وعدم الخلوة أو المصافحة لمن ليسوا من محارمها.. إلى غير ذلك مما هو مطلوب منها شرعاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1423(13/4139)
واجب الزوج منع زوجته غشيان أماكن الريبة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوزالاختلاط في العمل للضرورة وتعامل الرجل مع المرأة لعمل واحد, ومكان العمل عبارة عن
غرفة كبيرة بها عدد من النساء والرجال من غير حواجز؟ وهل يجوز للرجل إرغام المرأة على ترك العمل إذا كان به اختلاط ولو كان اختلاطا قليلا ... مثال:
زوجتي في غرفة مع واحدة أو اثنتين ورئيسهم رجل ويكون الاختلاط عند دخول العمل بالرجال كبير؟
أتمنى الرد الشافي وجزاكم كل خير عن هذا الموقع الجميل جداً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة المسلمة العمل في أماكن تختلط فيها بالرجال على الوضع المعروف الآن، لما ينشأ عن ذلك من مفاسد ليس أقلها الخلوة بهم، وهذا ما لم تكن المرأة مضطرة للعمل في هذه الأماكن ولا تجد لها عوضاً، فيجوز لها ذلك بقدر الضرورة، ويجب عليها إذا خرجت للعمل أو لغيره -أن تكون متسترة وغير متعطرة مع غض البصر، قال تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنّ....... [النور:31] .
وإذا احتاجت للكلام مع رجل فلا تخضع بالقول، ولتقتصر على قدر الحاجة، ولتحذر من المصافحة، وعليها بالبعد عن الخلوة وأماكن الريبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه الترمذي وأحمد.
وفيما يخص إرغام الرجل امرأته على ترك العمل المختلط فهذا من حقه؛ بل من واجبه إذا كان يرى في ذلك ريبة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن من الغيرة ما يحب الله عز وجل، ومنها ما يبغض الله عز وجل، ومن الخيلاء ما يحب الله عز وجل، ومنها ما يبغض الله عز وجل، فأما الغيرة التي يحب الله عز وجل فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل فالغيرة في غير ريبة......... رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
وخاصة إذا كانت المرأة لا تحتاج إلى العمل وزوجها أو أبوها..... يقوم بشؤونها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رجب 1423(13/4140)
العلاقة بهذه الكيفية إثم ومنزلق خطير
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا تلميذ بالثانوي ولي علاقة بمدرسة سوف يكتب كتابها قريبا وهي بالنسبة لي تمثل بمثابة أختي الكبيرة ليس إلا وهي أكبر مني ب 12 عاما وعلاقتي بها حميمة فمثلا نتبادل المكالمات وأراها في الإجازة عدة مرات وعلاقتي بها غير سرية فوالدها يعلم هذه العلاقة وكذلك خطيبها وأنا سعيد لها حيث سوف يعقد قرانها بعد ايام
أعلم أن السؤال شخصي للغاية ولكن أرجو الإفادة في شرعية هذه العلاقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد حرم الله تعالى النظر إلى الأجنبية ومخالطتها إلا لضرورة من تعليم أو تطبيب ونحو هذا لما في المخالطة من الذرائع إلى الفتن، قال سبحانه: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وفي سورة الأحزاب التصريح بحرمة مخاطبة المرأة إلا من وراء الحجاب، حيث قال المولى سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِن [الأحزاب:53] .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن النظرة سهم من سهام إبليس مسموم. رواه الطبراني.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُتِبَ عَلَىَ ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزّنَى. مُدْرِكٌ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ. فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النّظَرُ. وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاِسْتِمَاعُ. وَاللّسَانُ زِنَاهُ الْكَلاَمُ. وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ. وَالرّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا. وَالْقَلْبُ يَهْوَىَ وَيَتَمَنّىَ. وَيُصَدّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذّبُهُ".
وبناء على هذه الأدلة الصريحة الصحيحة تعلم أنك قد ارتكبت ذنباً تجب عليك التوبة منه، ولا يكون ذلك إلا بترك هذه العلاقة الآثمة التي تربطك بهذه المرأة، وعليك بالندم على ما سبق منها، وعقد العزم على عدم العودة إلى هذه المعصية أو غيرها من المعاصي، فإن تبت وصدقت النية في ذلك، فالله سبحانه بمنه وكرمه أخبر أنه يقبل توبة التائبين: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] .
وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى:25] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1423(13/4141)
سنة النساء أن يكن وراء الرجال حين الطواف
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الأساس الشرعي من الكتاب والسنة لاختلاط الرجال بالنساء أثناء الطواف في موسم الحج؟ وكيف تم تجويزه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام لم يبح الاختلاط بين الرجال والنساء إذا خشيت معه الفتنة لا في الطواف ولا في غيره لما يترتب عليه من المفاسد المحققة، كالنظر المحرم وما يتبعه من منكرات، فقد روى البخاري في صحيحه، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال: طوفي من وراء الناس وأنت راكبة، فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب البيت، وهو يقرأ: والطور وكتاب مسطور.
قال ابن حجر: أمرها أن تطوف من وراء الناس ليكون أستر لها. انتهى
وقال الباجي في شرحه على الموطأ: وأما المرأة فمن سنتها أن تطوف وراء الرجال، لأنها عبادة لها تعلق بالبيت، فكان من سنة النساء أن يكنَّ وراء الرجال كالصلاة. انتهى
وفي صحيح البخاري أن ابن جريج قال لعطاء:: كيف يخالطن الرجال؟ قال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حجرة -أي معتزلة- من الرجال لا تخالطهم، فقالت امرأة: انطلقي نستلم يا أم المؤمنين، قالت: انطلقي عنك، وأبت. ومعنى "انطلقي عنك" انطلقي عن جهة نفسك. أفاده ابن حجر.
وبهذا يتبين لك ما أمر به الإسلام، وما شرعه رب الأنام.
أما ما يحصل الآن حول الكعبة شرفها الله من اختلاط بصورة مذمومة، مخالفة لما أمر به الشرع فليس دليلاً على الجواز، لأننا نأخذ ديننا من الوحيين لا من واقع الناس، وإذا اضطر الطائف للطواف مختلطاً بالنساء فعليه أن يتجنب ملامسة النساء، والنظر إليهن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1423(13/4142)
من حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم,
أنا امرأة عمري 21 وملتزمة وأصلي بالوقت وأحضر دروس دينية وأبتعد عن كل شيء يغضب رب العالمين إلا أني أقع في ذنوب كبيرة وكلما أتوب منها أرجع مرة أخري فأشعر بالذنب الكبير وأكره لنفسي الذنب هو علاقتي بشباب بمجرد الهاتف كل ما أقطع العلاقه معهم أرجع , أفيدوني أفادكم الله وأتمنى أن أحصل منكم على إجابه ودعاء, وجزاكم الله خيراً.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مخاطبة الرجال عبر الهاتف أو غيره لإقامة علاقات مشبوهة وسيلة من أخطر الوسائل المفضية في الغالب إلى الزنا، والله تعالى نهانا عن كل ما يقرب منه نهياً قاطعاً بقوله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] .
وسماع الأجنبية لصوت الأجنبي والعكس، ما هو إلا حظ من الزنا الذي يدركه صاحبه لا محالة، وهو موجب لعقاب الله في الآخرة، وإن لم يوجب الحد في الدنيا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه البخاري ومسلم.
وإننا لنخشى على الأخت السائلة من سوء عاقبة هذا الفعل لحرمته المستوجبة للإثم، مع ما يؤدي إليه من عواقب لا تحمد، وهذا هو الغالب على مثل هذه الأفعال، مع ما يصحب ذلك من إغواء الأغرار من الشباب والرجال، الذين يحصل لهم كثير من الانحراف بسبب أمثال هذه المكالمات التي يصحبها كثير من الأماني المحرمة، وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها:
14126
10570
18297
17947.
فعلى الأخت السائلة أن تتوب إلى الله تعالى مما سلف منها، قبل أن يفجأها الأجل وهي على ذلك، ولا تتم لها التوبة إلا بالاقلاع الفوري عن هذا الذنب، والندم على ما فات منه، والعزم على عدم العودة إليه فيما هو آت من العمر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1423(13/4143)
التقة بالنفس تقتضي البعد عن تزيين الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم أن تخرج الفتاة مع شاب
1- نيتها صادقة وغرضها الزواج
2- هي متربية على الدين أي لا يستطيع أي شاب اللعب بعقلها. الرجاء الرد على البريد الالكتروني. شكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الإسلام لا يقر أي علاقة تنشأ بين رجل وامرأة إلا في ظل الزواج الذي أباحه الله تعالى، لما يترتب على هذه العلاقات من مفاسد وما تؤدي إليه من شرور، وإذا ثبت القول بالمنع شرعاً فلا عبرة بصدق نية الفاعل، أو ما هو عليه من الاستقامة في الدين، إذ أن كمال الاستقامة والتدين يقتضي البعد عما حرمه الشرع، وكيف يأمن الإنسان على نفسه أن يقوده الشيطان في نهاية الأمر إلى الوقوع في الفاحشة، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر [النور:21] .
إذا تقرر ما سبق علم أنه لا يجوز لهذه الفتاة الخروج مع هذا الشاب، وإن كان يرغب فعلاً في الزواج منها فيمكنه أن يتقدم لخطبتها من أهلها ويتزوجها، وإلا فالواجب قطع العلاقة بينهما، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 9431.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1423(13/4144)
شروط جواز مخاطبة الرجل المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز مكالمة الأجنبية بالهاتف في أمور دينية أو الصحة, العائلة. (بنت العم, الصديقة, بنت الخال.....)
وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من خطاب الرجل للمرأة والمرأة للرجل ما دام ذلك لتحقيق هدف شرعي، كتعليم العلوم الشرعية، والعلوم الدنيوية التي يترتب عليها مصلحة تعود على المجتمع بالخير والنفع، وما أشبه ذلك من الأمور، وذلك لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الوارد في البخاري، قال: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن.
ووجه الدلالة هنا هو سماعه صلى الله عليه وسلم من النساء وسماعهن منه. وللفائدة راجع الفتوى رقم 1759 والفتوى رقم 14400
وعلى المرأة إذا خاطبت الرجل أن لا تخضع له في القول، وأن تستر جميع بدنها وأن تغض طرفها، وكذلك الرجل عليه أن يغض طرفه، وأن يتقي الله تعالى ويقتصر على قدر الحاجة، وانظر الفتوى رقم 12562
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1423(13/4145)
اختلاط الطفل مع البنات في الروضة ... نظرة تربوية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم دراسة الأولاد مع البنات في الروضة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأولاد أمانة في أعناق الأباء والأمهات، ولهذا يتأكد الاعتناء بهم، وتربيتهم التربية الصالحة التي تؤهلهم لأن يكونوا عباداً صالحين مستقيمين على أمر الله.
ودراسة الطفل مع البنات -ولو في مرحلة الروضة- لا مصلحة من ورائها، بل فيها مفسدة اعتياده على هذا الأمر، وتأثر أخلاقه وسلوكه بأخلاق الفتيات وسلوكهن، وهذا أمر مشاهد ملاحظ، فإن كثرة المخالطة توجب التشابه وحب المحاكاة، ويظهر ذلك في كلام الطفل وأخذه وردّه، وفي حركته ومشيته، وحبه للزينة أحياناً.
ولهذا، فإن الفصل بين الأولاد والبنات في هذه المرحلة هو الصواب من الناحية التربوية، والعدول عنه قد يؤدي إلى المفاسد المذكورة مع خلوه من المصلحة، والشريعة مبناها على درء المفاسد وجلب المصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1423(13/4146)
النظر إلى المعلمة ... رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم النظر إلى الأستاذة حين الدرس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب على المسلم أن يغض بصره عن كل ما حرم الله النظر إليه كما أمر بذلك في محكم كتابه، فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] .
وإطلاق النظر من الأمور الخطيرة التي تؤدي بصاحبها إلى ما لا تحمد عقباه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: والعينان تزنيان وزناهما النظر..... رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة. رواه أصحاب السنن عن علي رضي الله عنه، وقال صلى الله عليه وسلم: النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه الله عز وجل إيماناً يجد حلاوته في قلبه. رواه الحاكم.
وقد استثنى أهل العلم من ذلك من لا تشتهى من النساء عادة كالعجائز والصغيرات جداً، وحالات الضرورة ككشف الطبيب على المرأة التي لا تجد طبيباً يكشف عليها، وكنظر الرجل إلى المرأة ليتحمل الشهادة لها أو عليها.
وعلى هذا، فإن كانت الأستاذة عجوزاً لا تشتهى فلا مانع من النظر إليها للحاجة وقت الدرس والخطاب معها لتوضيح ما أشكل، وأما إن كانت شابة تخشى منها الفتنة فلا يجوز لها أصلاً أن تدرس الرجال إلا إذا كان بينها وبينهم ساتر، ولم يوجد من الرجال من يدرس لهم تلك المادة.
وإذا لم تتوفر هذه الشروط فعليك أن تحاول الالتحاق بمدرسة أخرى لا يوجد فيها ما يفتنك في دينك.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
6341.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1423(13/4147)
هل تنتفي الخلوة بين رجل وامرأة إذا وجد من يستحيى منه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لي أن أذهب مع السائق داخل البلد بصحبة أبنائي ثمان سنوات وأربع سنوات! ومالعمر الذي تنتفي فيه الخلوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم ركوب المرأة مع السائق في الجواب رقم 10690 ونضيف هنا أنه إذا كان هذا الركوب داخل البلد مع الصبية المذكورين فإنه لا حرج فيه، قال الإمام النووي عند كلامه على حديث " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم " وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم. انتهى كلامه.
فدل هذا على أن ابن ثمان ونحوه تنتفي به الخلوة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1423(13/4148)
غض البصر زكاة للنفس وطهارة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي ينظر إلى أختي نظرة شهوة وعندما واجهته بذلك كان رده أثبتي ذلك للناس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن أختك أجنبية عن زوجك، وحكمها معه حكم بقية النساء الأجنبيات فلا يجوز له الخلوة بها أو الانبساط معها في الكلام، أو غير ذلك، مما لا يحل، فإن دعت الحاجة إلى الحديث معها فيكون ضمن حدود الأدب القرآني، قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] .
وعلى الزوج أن يمتثل لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
فإن أراد زكاة قلبه وطهارة نفسه فعليه أن يكف بصره، ويغض طرفه فلا ينظر به لا بشهوة، ولا بغير شهوة، وانظري الفتوى رقم:
19493.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رجب 1423(13/4149)
علاج المبتلى بعشق امرأة أجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل مؤمن أخاف الله سبحانه لكنني مبتلى بإحداهن وأنا متزوج 0 نادم على علاقتي بها ولكني أشفق عليها 0 ولا أستطيع تركها0 كيف أتركها؟ لا تقل الإرادة أحاول أن أقنعها بالإسلام وهناك تقدم بطيئ0 لكنها لو أدخلتني الجنة لا أريد الاستمرار معها0 ولا أستطيع تركها 0 لجأت إلى الصلاة ولم أستطع الاستمرار في الصلاة لأنني أقضي وقتي معها ولا أريد ذلك ولا أستطيع غير ذلك0 مع العلم أن أولادي في بلدي الأصلي وأنا وحيد حيث أنا0 بالله أنجدوني0]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أنك في بلاء عظيم، ومحنة كبرى، سببها الغفلة والوقوع في حبائل الشيطان، ومع هذا كله فإن الأمر يسير، إذا أخلصت النية، وصدقت مع ربك، فإن كيد الشيطان ضعيف، وظلام الغفلة لا يثبت أمام نور الحق، قال تعالى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل:5-7] .
وإننا نرى أن علاجك يتلخص في الأمور التالية:
أولاً: استقدام أهلك إلى هذا البلد الذي تقيم فيه إن كان ذلك ممكنا.
ثانياً: فإن لم يكن ممكناً، فالرجوع إلى بلادك أولى وقطع كل سبل الاتصال بهذه المرأة.
ثالثاً: إذا كانت الحاجة ملحة للبقاء والعمل في هذا البلد، فلتجتهد ولتجاهد نفسك في الابتعاد عن هذه المرأة، ولتتذكر كيف سيكون مصيرك لو لقيت ربك على هذا الحال، كافراً بالله تعالى بتركك للصلاة، -فقد كفَّر كثير من أهل العلم تاركها- وقريناً لكافرة ربما تحشر معها لو ماتت هي أيضاً على الكفر، وكيف تريد أن تدخلها في الإسلام وهي بهذا العشق قد أخرجتك عنه وبعت بسببه دينك بدنياك، وماذا ستغني عنك هذه المرأة حين توضع وحدك في ظلمة القبر ويسألك الملكان؟ وماذا تغني عنك حين تقف للسؤال بين يدي الرحمن؟ فلتكن عاقلاً ولا تطاوع نفسك بالجري وراء هذه العواطف، فإن النفس بالسوء أمارة، وبالباطل غرارة.
كما أننا ننصحك بالارتباط الشديد بالمسجد، وقضاء أوقات فراغك فيه، ومع الصالحين من رواد هذه المساجد خاصة في المرحلة الأولى من العلاج، فإنك إن قمت بكل ما سبق تكون على حال من أحسن الأحوال على العكس مما أنت فيه، وسوف ينقلب عشقك لها بغضاً، لأنك قد صرت تبصر بعين الحق، وتهتدي بنور البصيرة.
ولمزيد من الفائدة نحيلك على الفتوى رقم:
6061 والفتوى رقم:
9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الثانية 1423(13/4150)
غض البصر عند انتشار الفجور ألزم
[السُّؤَالُ]
ـ[أصبح السفور سمة مجتمعاتنا العربية هل يصبح النظر حراماً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنظر إلى النساء الأجنبيات محرم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، سواء كثر التبرج والسفور أم قلَّ، بل إن غض البصر عند كثرة الفتن أوجب، لأن الفتنة به أعظم، وقد مضى بيان حكم ذلك في الفتوى رقم:
5776.
وللتعرف على أسباب التبرج وعلاجه راجع الفتوى رقم:
20803.
ولمعرفة الوسائل المعينة على غض البصر راجع الفتوى رقم:
18768.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الثانية 1423(13/4151)
الإثم على من انتهك حرمة البيت
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني في الله سؤالي هو أنني محجبة والحمد ولله ومتدينة ففي بعض الأوقات عندما أكون في البيت فإنني لا أتحجب لأننا ليس لدينا أغراب في البيت ولكن في بعض الأحيان عندما يأتي إلى بيتنا أبناء عمي لا يطرقون الباب لذلك فقد رأوني سافره فماذا أفعل في هذه الحالات؟ مع تحياتي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجزى الله الأخت السائلة خيراً على محافظتها على الحجاب، وامتثالها لأمر ربها في ذلك، ومما ينبغي أن تعلمه الأخت أن المرأة يجوز لها كشف وجهها وساعديها وما شابه ذلك مما يظهر غالباً في البيت أمام محارمها.
ولا يجب عليها التزام الحجاب أمامهم، فإن حصل أن اقتحم البيت بعض الأجانب بدون استئذان، فالواجب حينها المبادرة إلى التزام الحجاب، والإثم على هؤلاء الداخلين بدون استئذان، وينبغي أن يأمرهم رب البيت بالاستئذان قبل الدخول، ولا عيب في ذلك فإن الله عز وجل يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النور:27] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الثانية 1423(13/4152)
لا تنام الأخت مع أختها وزوجها في غرفة واحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز النوم في غرفة واحدة مع أخي الزوج الأصغر سنا علما بأن الزوج ينام معنا في نفس الغرفة وكل منا على سرير بمفرده؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل أن تكون الزوجة في غرفة أو سكن مستقل عن إخوان زوجها، لما في ذلك من الخطر والنهي الصريح.
فقد قال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. رواه البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه. والحمو: هو أخو الزوج أو قريبه، فإذا اقتضت الضرورة أو الحاجة الشديدة أن ينام أخو الزوج معه هو وزوجته في مكان واحد فنرجو أن لا يكون بذلك بأس والمهم أن لا يختلي بها وأن تكون متحجبة عنه، وراجعي الفتوى رقم: 2069.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الثانية 1423(13/4153)
لتستتر بستر الله مع التوبة النصوح
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي عن من فعل شيئا وهو يعلم أنه حرام كمثل امرأة تذهب إلى الكوافير وهى محجبة وصاحبت رجلا ولكنها ندمت واستغفرت الله وتوضأت وصلت ركعتين فما حكم الدين في هذا وهي عزمت على ألا تعود إليه مرة أخرى وجزاكم الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء والسلام عليكم.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما قامت به هذه المرأة من مصاحبة الرجل الأجنبي منكر شنيع، إذ كيف رضيت أن تعصي ربها وتهدر كرامتها وتلوث شرفها بهذه العلاقة الآثمة التي إذا استرسلت فيها أدت -والعياذ بالله- إلى الفاحشة.
فيجب عليها قطع علاقتها مع هذا الرجل نهائياً، والابتعاد عن مواطن الفتنة والاغراء والفساد.
وبجب عليها التوبة والاستغفار والسعي في تحصيل شروط التوبة المبينة في الفتوى رقم:
5450.
وعليها أن تكثر من الأعمال الصالحة والقربات والطاعات إلى الله، فإن الله يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] .
وعلى هذه المرأة أن لا تخبر أحداً بما حدث، وأن تستتر بستر الله، كما يجب عليها أن لا تذهب إلى صالونات التجميل، والكوافير إلا بالشروط المبينة في الفتوى رقم:
2984 والفتوى رقم:
10795
ونسأل الله لها الستر والعفاف والهدى والتقى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1423(13/4154)
حكم السكن مع عائلة كافرة والأكل من آنيتهم
[السُّؤَالُ]
ـ[سوف أذهب للدراسة في الخارج فهل يجوز لي السكن عند عائلة وهل يجوز لي الأكل من آنيتهم؟ وجزاكم الله خيراً.......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا إذ دعت إلى ذلك حاجة معتبرة شرعاً، وراجع في هذا الفتوى رقم:
20812.
فإذا كان سفرك إلى تلك البلاد من نوع السفر الجائز شرعاً، فإنه لا يجوز لك الإقامة مع عائلة في ذلك البلد، لأن الأمر لا يخلو من الخلوة المحرمة مع النساء اللائي يقمن معك، وهذا لا يجوز، وراجع في هذا الفتوى رقم:
19833 والفتوى رقم: 11320.
كما أن أهل هذه البلاد في الغالب لا يمنعهم من الوقوع في الفواحش خلق ولا دين، كالزنا وشرب الخمور وغير ذلك، ولا شك أن ذلك سيكون على مرأى ومسمع منك، وأنت لا تستطيع الإنكار، والنتيجة الحتمية لهذا: هو التأثر بما هم عليه من المنكر والباطل.
فإذا وجدت أسرة لا نساء فيها ولا منكرات عندها فلا مانع من الإقامة معها، إذا دعت إلى ذلك الحاجة، أما عن الأكل من آنيتهم، فالجمهور على جواز ذلك دون كراهة، إلا إذا علمت نجاستها، فإنها تزال عنها أولاً قبل الأكل أو الشرب فيها، ما لم تكن آنية ذهب أو فضة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الذي يشرب في آنية الذهب والفضة، إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. رواه البخاري وغيره، وهذا لفظ البخاري.
قال في دقائق أولي النهى في بيان دليل جواز استخدام آنية الكفار مانصه: لقوله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ [المائدة:5] .
وهو يتناول ما لا يقوم إلا بآنية، ولأنه صلى الله عليه وسلم: توضأ من مزادة امرأة مشركة. متفق عليه.
ولأن الأصل الطهارة، فلا تزول بالشك، وبدن الكافر طاهر، وكذا طعامه وماؤه وما صبغه أو نسجه. انتهى
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1423(13/4155)
نصوص الفقهاء في المنع من التحدث مع الأجنبية الشابة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب تعرفت على فتاة عن طريق الإنترنت بصدفة غريبة وتكلمنا عن طريق الماسينجر كتابة فقط بدون صوت أو صورة, وبعد أن تأكدت من دينها وأخلاقها وهي بالمثل قررت التقدم لخطبتها ولكن بعد أن أتوظف وذلك إن شاء الله خلال الأشهر القليلة القادمة, علما أن ما يدور بيننا هو من الكلام المعروف والله شاهد عليه كما أنه سبحانه وتعالى شاهد على صدق نيتي في الزواج بها, ومع فهمنا للآية القرآنية235 من سورة البقرة إلا أننا قد قطعنا ما بيننا خوفا من أن نكون قد جهلنا مسألة ونريد الآن أن نتحقق من جواز ما دار بيننا أو حرمته؟ وهل لو أعود للتحدث إليها كتابة فيه إثم علينا أو لا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً وجعلكم ذخراً للإسلام والمسلمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، والكلام مع امرأة شابة، ومراسلتها، وإنشاء علاقة معها من أعظم الوسائل التي قد تجر إلى الوقوع في الحرام، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر وأظهره على أنه علاقة بريئة من كل ما يدعو إلى الحرام، وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، فقال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة.
ونص فقهاء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مطمع له فيها.
وإذا كان الأمر كذلك علم أنه لا يجوز للأخ التمادي في محادثة هذه الفتاة عن طريق الإنترنت قطعاً لدابر الفتنة، وعليه التوبة مما مضى، وطالما أنه قد اقتنع بها لتكون زوجة له فعليه أن يجتهد في تدبير أمور زواجه، وفي الحلال غنية عن الحرام.
وأما الآية في سورة البقرة التي أشار إليها السائل فإنها في شأن خطبة المرأة المعتدة، فأجاز الشارع التعريض بخطبة المعتدة من الوفاة ولم يبح التصريح بذلك.
وفرق كبير بين كلام الرجل مع المرأة خاطباً منها نفسها للزواج، وبين كلامه معها فيما زاد على ذلك، والأول وإن جاز فإنما جاز للحاجة إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الثانية 1423(13/4156)
ابتعاد الفتاة عن مخالطة الرجال فيه السلامة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا طالبة جامعية أدرس بالخارج بجامعة مختلطة فأحيانا أكلم أحد زملائي (البنين) بغرض مناقشة بعض الأمور الخاصة بالمحاضرات والدراسة أو أمور خارجية كبعض القضايا التي تدور حولنا في العالم وأكون شديدة الاحترام معهم وهم كذلك فهل هذا يجوز. على العلم أنني محجبة وملتزمة ... ؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخير لك أيتها الأخت الكريمة أن تصوني نفسك عن الرجال والحديث معهم، وما تحتاجينه من أمور الدراسة يمكنك طلبه من إحدى زميلاتك، لأن الله تعالى فطر الرجال والنساء، وجعل بين كل من الجنسين ميلاً للآخر، وذلك جزء من الابتلاء والاختبار. وانظري الفتوى رقم:
8890.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الثانية 1423(13/4157)
شروط جواز ركوب المرأة المصعد
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في ال22 من عمري، أحيانا اضطر إلى الصعود إلى دور عال وأنا بمفردي أو مع والدتي
فهل أستطيع أن أصعد في مصعد إذا كان فيه رجال ونساء
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على المرأة المسلمة أن تصعد في المصعد الكهربائي إذا كان فيه رجال ونساء وانتفت الخلوة، بشرط أن تكون متحجبة حجاباً شرعياً كاملاً وتَفِلَةً غير متعطرة، وأن لا يكون المصعد ضيقاً بحيث يقرب بعضهم من بعض لأن ذلك أدعى للإغراء والنظر واللمس المحرم، وإن استطاعت أن تترك ذلك وتصعد بالسلم العادي فهو الأولى لها، لأن المرأة المسلمة كلما بعدت عن أعين الرجال الأجانب والقرب منهم كان ذلك أسلم لها من الريبة، وأبعد لها من الفتنة. ويراجع الجواب 6812
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الثانية 1423(13/4158)
حكم استخدام المرأة المصعد المختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كنت مضطرة إلى الصعود إلى دور عالٍ؛ ما حكم الصعود في مصعد فيه رجال ونساء؟ وجزاكم الله خيراً..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل عدم جواز وجود النساء مع الرجال الأجانب على حال يترتب عليه إثارة الغرائز والفتنة والمفاسد من اختلاط وخلوة، ونحوها، ويجب اجتناب المرأة لمثل هذه المواطن حفاظاً على دينها.
فإذا كنت مضطرة إلى ذلك، ولم يكن بالإمكان استخدام مصعد خاص بالنساء، جاز لك الصعود، مع التحرز عن الاحتكاك بالرجال، لما في ذلك من الفتنة وراجعي الفتوى رقم:
6812، ولمزيد من الفائدة عن الاختلاط ومفاسده راجعي الفتوى رقم:
3539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1423(13/4159)
الخلوة في المصعد هل تعتبر متحققة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبعد فأنا أعمل طبيباً وأنا أحرص على عدم الخلوة بالنساء نسأل الله الثبات ومشكلتي أن المستشفى الذي أعمل به يتكون من خمسة طوابق فأحياناً ندخل مجموعة المصعد ثم يتناقص العدد حتى لا يصبح في المصعد إلا أنا وامرأة وحدنا وأنا عملي في الطابق الخامس فهل الخلوة تقدر بوقت معين وهل يجب علي الخروج وأنتظر المصعد مرة أخرى والذي سيأخذ بعض الوقت وهل يجوز الدخول مع المرأة ابتداءً إذا لم يكن هناك غيرها أصلا أرجو الإجابة على سؤالي نسأل الله لكم التوفيق في الدنيا والآخرة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الخلوة بالمرأة الأجنبية في المصعد، في الجواب رقم:
6812
وليعلم الأخ السائل أن الفتنة الحاصلة بالخلوة لا تتقيد بزمن معين، فقد يحصل للإنسان من الفتنة في دقيقة واحدة ما لا يحصل له في ساعات، لأن الأمر نسبي، ولذلك جاء الشرع بمنعها تماماً حسماً لمادة الفساد، فعليك ألا تخلو بامرأة في مصعد ولا غيره، ولا نظن أن في ذلك مشقة عليك، أو تأثيراً على عملك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1423(13/4160)
تزور البنت صديقتها وتراعي أوامر الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز لي الذهاب إلى منزل صديقة لي ووالدها موجود بالمنزل دون أن أجلس معه؟
جزاكم الله حيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في ذلك بشرط ألا يراك إلا بالحجاب الشرعي، وبشرط ألا تكون هناك خلوة، وراجعي الفتوى رقم 1248 والفتوى رقم 4470.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الثانية 1423(13/4161)
علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية إشعال لنار الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا فتاة على خلق والحمد لله عزباء وأبلغ من العمر 22 سنة وأدرس بإحدى الجامعات الهندسة قصتي هي أن الفصل الماضي درسني أستاذ شاب ذو خلق وكان شديد التعامل معنا إلا أني كنت أحس بأنه يعاملني معاملة خاصة يعني إذا أردت تأجيل الواجب فيؤجل تسليمه وهكذا كنت أظن أن ذلك بسبب تفوقي على العموم في نهاية الفصل طلب مني أن أراسله وأن نكون كالأخوين لأن المسلمين إخوة وافقت على طلبه لأنه خلوق وأنا أحسست فعلا أنه بمثابة الأخ لي فلم أمانع وما أرسله له لا يخرج عن إطار الذوق والأدب كذلك هو إلا أني أخاف أن ما أفعله أعني مراسلته حرام فإن كان كذلك فسأقطع علاقتي به فورا مع العلم أنه لم يشاهد وجهي لأني متنقبة! أرجوكم أفيدوني وجزاكم الله خيراً.........]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تنشئ أي علاقة مع رجل أجنبي عنها، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه علاقة بريئة من التهمة، وبعيدة عن الحرام، فكل ذلك من استدارج الشيطان، وصدق الله: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ [البقرة: 168] .
وعلى هذه الأخت أن تقطع هذه العلاقة فوراً قبل أن تجر إلى مالا يحمد، وكم من فتاة وقعت في شباك أهل السوء بمثل هذه الطريقة، ولو أحسنا الظن بهذا الرجل وافترضنا أنه لا يريد بالفتاة سوءاً -وهذا قد يكون بعيداً- ولكن لو افترضنا ذلك فإن الواجب عليها قطع هذه العلاقة لما تتضمنه من تجاوز حدود الله عز وجل، فإن الشريعة جاءت بسد أبواب الفتن، وقطع وسائل المعصية، ومن ذلك نهي الله عز وجل للنساء أن يتحدثن مع الرجال إلا من وراء حجاب بكلام ليس فيه لين ولا خضوع إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
فقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53] .
وقال سبحانه مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً [الأحزاب:32] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الثانية 1423(13/4162)
هل يجوز كشف المرأة على ابن خالها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هو حكم النظر إلى صورة أحد الأقارب (ابن الخال) ؟ وهل يجوز لي أن أتحدث معه بالهاتف بغير علم الوالدين؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ابن الخال يعد من الأجانب، وقد تقدم الكلام عن نظر المرأة إلى الأجانب في الفتوى رقم: 16848.
وتقدم الكلام عن ضوابط التحدث مع الأجانب في الفتوى رقم: 15406، والفتوى رقم: 12562.
وهذا يشمل الحديث بالهاتف أو بدونه، وراجعي الفتوى رقم: 19520.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1423(13/4163)
النظرة الشرعية لخروج المرأة من بيتها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من ترك أخواته يخرجون إلى السوق دون محرم؟ هل عليه ذنب؟
رغم خروج الأم معهم. ودراية الأب بخروجهم. ومع أن خروجهم لغير ضرورة؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المرأة مأمورة شرعاً أن تقر في بيتها ولا تخرج منه إلا لحاجة، قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:33] .
قال العلماء: والخطاب وإن كان لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل فيه غيرهنَّ بالمعنى.
وقال صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء النساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله، فما لنا عمل ندرك به فضل المجاهدين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله. رواه البيهقي وأبو يعلى.
وعلى هذا، فإن على المرأة ألا تخرج من البيت إلاَّ لحاجة، وإذا خرجت لحاجتها فيجب أن تلتزم بآداب الشرع في الخروج، بحيث لا تكون متبرجة أو متطيبة، وتكون الجهة التي خرجت إليها مأمونة، وإلا فيجب أن يخرج معها الأب أو الزوج أو الأخ أو الأم إذا كانت مأمونة، ولا حرج عليكم ولا ذنب إن كان الأمن حاصلاً؛ ولو خرجت البنت بمفردها، فالمنهي عنه هو أن تسافر المرأة بلا محرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1423(13/4164)
المسلم يجتنب أماكن سخط الله
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمسلم أن يرتاد الشواطئ المختلطة للسباحة فما هو الدليل؟ وماذا نقول للذين يرتادون هذه الأماكن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمسلم ارتياد الشواطئ المختلطة، سواء كان ذلك للسباحة أو غيرها، لما في ذلك من المنكرات، وكشف العورات، ونحو ذلك.
وننصح الذين يرتادون تلك الأماكن أن يتقوا الله تعالى، ويجتنبوا أماكن سخطه وعقابه، وراجع الفتوى رقم: 14460.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1423(13/4165)
نسيان هذه الفتاة ومصاحبة الصالحين يقطع دابر المعصية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم،
أنا شاب جزائري مشكلتي التي لم أجد لها حلاً هي أني أقمت علاقة مع فتاة اسمها مريم ثم قررنا نحن الاثنان الالتزام الشرعي لبست الحجاب الشرعي لكن لم نستطع أن نفارق بعضنا حتى أننا عصينا الله حاولنا مرارا وتكرارا وتبنا أكثر من مرة ثم نعاود الكرة لقد أصابني اليأس ونحن نحب طريق الله وحلمنا هو الاستقامة على منهج الرسول أفيدونا رحمكم الله.
وأرجوك أيها الشيخ الجليل أن تدعو لنا أنا وهي في جوف الليل أن يتوب الله علينا من المعاصي وأن يجعلنا من عباده الصالحين وإلا هلكنا أنا وهي وخاصة أننا لم نعد نطيق هذا الوضع وظروفنا لا تسمح حاليا بالزواج.
لاتحرمونا من دعائكم رحمكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على المسلم ألا تكون له علاقة من هذا النوع، لأنها علاقة مبنية على الاختلاط والخلوة بين أجنبي وأجنبية، وهذا مع الأسف ما هو منتشر كثيراً بين شباب المسلمين، وذلك نتيجة لتأثرهم بالشعوب الغربية التي لا تقيم للأخلاق وزنا، ولهذا كان ما حصل بينكما نتيجة طبيعية لذلك السلوك المحرم شرعاً، قال سبحانه: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) [النور:2] .
وعلى هذا، فيجب عليكما المبادرة إلى التوبة، لأن من تاب تاب الله عليه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) [التحريم:8] .
والتوبة النصوح هي المشتملة على ترك الذنوب، والندم على ما فات منها، والعزم الصادق على عدم العودة إليها، فإذا ما حقق العبد هذه التوبة فرح الله تعالى بتوبته، وأبدل سيئاته حسنات، كما قال سبحانه بعد ما ذكر الشرك، والقتل بغير حق والزنا: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:68-70] .
وننبه السائل إلى أن عليه أن يتخذ الأسباب التي تعينه على الاستقامة على التوبة، والتي من جملتها مصاحبة الصالحين، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى المعاصي، ومنها الصيام لأنه يحد من عوامل الشهوة ويضعفها، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ... ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه البخاري.
والأهم من كل ذلك أن يقطع -فوراً- كل علاقة له بهذه الفتاة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1423(13/4166)
يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا النساء يلبسن ملابس تفتن الرجال وتظهر أجسامهن ومفاتنهن وأحياناً تظهر صدورهن؟ .......عفوا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما حصل لنساء المسلمين من التبرج والسفور منذ زمن غير بعيد، هو نتيجة حتمية للبعد عن تعاليم الدين، والسير وراء دعوات الشرقيين والغربيين، التي لا صلة لها بالإسلام، ولا ارتباط لها برب الأنام، بل أكثرها كما قال الله تعالى: إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ. [لنجم:23] ، ومن أخطر هذه الدعوات دعوى المساواة بين الرجل والمرأة، وإظهار الإسلام بثوب الظالم للمرأة الهاضم لحقوقها، وليس الأمر كذلك إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً [لنجم:28] .
والدافع الأكبر وراء هذه الدعوات هو حب هؤلاء لانتشار الفوحش، وصدق الله جل وعلا إذ يقول: وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً [النساء:27] .
وقد مر العالم الإسلامي بمراحل عديدة حتى وصل إلى وضعه الحالي، الذي هو ثمرة مرةُ المذاق لمكر أعداء الله بالمسلمين، من خلال وسائل الإعلام ومناهج التعليم، وتجفيف منابع تثقيف المسلمين بدينهم، وغير ذلك.
ولمعرفة خطر التبرج والسفور راجع الفتوى رقم:
6226 والفتوى رقم:
16465.
ولمعرفة دور وسائل الإعلام في تصحيح الأفكار وكيفية استثمار المسلمين لها، راجع الفتوى رقم:
7113.
ولمعرفة ضوابط خروج المرأة وحكم تعرض الشباب لها، راجع الفتوى رقم:
621
ولن تعود المرأة إلى الحجاب إلا بأبٍ تقي، وأخٍ نقي، وزوجٍ غيور، يعرفون دينهم، ويفهمون مقاصده، والله نسأل أن يرد المسلمين إلى دينهم، ويجعل لهم من أمرهم يسرًا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الثانية 1423(13/4167)
حكم استقبال ضيفة غريبة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز استقبال ضيفة غريبة وحيدة من دون محرم في بيت عائلي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في دخول المرأة بيت غيرها، ولا حرج في إدخالها إذا أمنت الفتنة، سواء كانت هذه المرأة قادمة من سفر أو غيره، وليكن جلوسها مع النساء وبقدر قضاء حاجتها، وأما إقامتها وسكناها في بيت غيرها وفيه رجال أجانب عنها فلا يجوز إلا بضوابط سبق ذكرها في الفتوى رقم: 10146
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1423(13/4168)
حكم مشاهدة معاشرة الحيوانات لبعضها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز مشاهدة جماع الحيوانات مع بعضها البعض لكي تثيرني عند جماع زوجتي مع العلم أنني أحب ذلك؟ وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا مانع من مشاهدة تلك الحيوانات وهي على الحالة التي أشرت إليها لأنه لم يرد في الشرع ما يمنع من النظر إليها أصلاً والقاعدة الأصولية تقول: "إن الأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد الدليل على منعها" وهذا مالم يحصل فيما نعلم
إلا أنه ينبغي للإنسان أن ينأى بنفسه عن هذا النوع من الأمور لما فيه من الإخلال بالمروءة والاشتغال بما لا فائدة فيه.
ثم إن الجواز مقيد بما إذا أمنت الفتنة في ذلك وإلا حرم قال في الإنصاف -وهو من الفقه الحنبلي- نقلاً عن ابن عقيل: (يحرم النظر مع شهوة وسحاق وإلى دابة يشتهيها ويعف عنه، وكذا الخلوة، قال في الفروع وهو ظاهر كلام غيره) . انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1423(13/4169)
حكم السباحة المختلطة دون سن العاشرة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تعلم السباحة للبنات في مسبح مختلط للذكور والإناث دون سن العاشرة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأولى الابتعاد عن هذا الاختلاط، إذ أن الطفل ببلوغه سن السابعة يكون قد حصل الأهلية القاصرة وهي سن التمييز، والتي تتعلق بها صحة بعض التصرفات، ومن هنا جاء أمره بالصلاة ليتدرب عليها، ففي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين. وهو حديث صحيح رواه أبو داود.
فيخشى حينئذ من نشأة الطفل على بعض الأخلاق السيئة من خلال هذا الاختلاط.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1423(13/4170)
رؤية الأجنبي صورة امرأة لا يسوغ
[السُّؤَالُ]
ـ[أقوم بعمل chat على الإنترنت بهدف تعريف من لا يعرف بالدين الإسلامي وقد سألني أحدهم وهو من هولندا أن أرسل له صورة شخصية لي هل يجوز لي هذا أم لا، علماً بأنني ملتزمة في هذه الصورة بالحجاب الشرعي وأنه رجل له من العمر 40 عاما، وأنا لدي 20عاما وأحسب أخلاقه على خير إذ أنه بدأ عن الإسلام
أرجو الإفادة جزاكم الله خيراً.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لك إرسال الصورة إليه، لأن نظر الرجال إلى النساء، لا يجوز، لقول الله تبارك وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] .
وقد قرر العلماء أنه لا يجوز للمرأة أن تكشف وجهها إذا علمت أن الأجانب سينظرون إليها، نقل العلامة ابن مفلح في الآداب الشرعية عن ابن تيمية -رحمه الله- قوله: وكشف النساء وجوههن بحيث يراهن الأجانب غير جائز. انتهى
وقد سبق بيان هذا الأمر في الفتوى رقم:
4470 والفتوى رقم:
1225 والفتوى رقم:
5561.
وننبه الأخت السائلة إلى أنه يجب عليها ألا تتساهل في مثل هذا الأمر، لأنه مع حرمته يؤدي في غالب الأحوال إلى الكثير من المنكرات مع أنه ليست وراءه أي مصلحة، وعليك أن تبيني لهذا الرجل الحكم الشرعي فيما طلبه منك، ليعرف من بداية الأمر حرص الإسلام على العفة والطهارة، ونبذ الاختلاط وسوء الأخلاق، وننصحك أن تبحثي عمن يواصل الدعوة معه من الرجال، سداً لذريعة الفساد الذي يمكن أن يترتب على دوام اتصالك به، وراجعي الفتوى رقم:
11507.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1423(13/4171)
ارتكبت محظورين ...
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على رجل عن طريق الإنترنت، وأعطيته صورتي، ماذا أفعل لأنني خائفة؟ لا أعرف أخلاق هذا الرجل فأنا خائفة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما أقدمت عليه أمر لا يجوز، وذلك من جهتين:
الأولى: إقامة علاقة مع رجل أجنبي عبر الإنترنت.
الثانية: إرسال الصورة إليه.
فالواجب عليك الآن هو التوبة من ذلك، وقطع هذه العلاقة فوراً.
وقد تقدمت لنا عدة فتاوى بالعربية مفصلة عن الزواج عن طريق الإنترنت والتعارف بين الجنسين كذلك وهي بالأرقام التالية:
210 10570 18297
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1423(13/4172)
وجود امرأة مع رجل في برنامج تلفزيوني له مخاطر عديدة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما حكم جلوس الرجل مع امرأة محجبة في برنامج يدعو إلى الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت تعني بالحجاب ما يستر الرأس ويكشف الوجه فإن جلوس هذه المرأة مع الرجل يشتمل على عدة محاذير منها:
-نظر هذه المرأة لهذا الرجل.
-نظر هذا الرجل لهذه المرأة.
-نظر الملايين من المشاهدين لهذه المرأة.
-خلوة المرأة بالرجال الأجانب في محل التصوير، والمقرر عند جماعة من أهل العلم أن خلوة امرأة برجال كخلوة رجل بنساء، وكل ذلك محرم.
وبناءً على ما سبق يتبين لنا أن الأصل في هذا العمل أنه حرام وأنه يضر أكثر مما ينفع.
وإن كانت المرأة ساترة لوجهها فلا يخلو الأمر من المحذور أيضاً، وهو ما سبق من الخلوة ونظرها هي للرجل، واحتمال الفتنة بحديثها وطريقة كلامها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1423(13/4173)
الأصل عدم جواز دراسة الفتاة في جامعات مختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة بكلية الطب في جامعة مختلطة ولا يوجد جامعات غير مختلطة والعائلة وبالأخص الوالدة ترغب أن أكمل دراستي وتهددني بالغضب علي وأنا خائفة على صحتها كونها مصابة بداء السكري أرجو إفتائي في هذه المسألة.
وجزاكم الله عني خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الدراسة المختلطة، وذلك في الفتوى رقم: 5310، والفتوى ورقم: 2523.
وبينا فيهما أن الجواز مقيد بالاضطرار أو الحاجة الشديدة، فإن انطبقت عليك هذه الشروط فلا حرج عليك في إتمام دراستك، وإن لم تنطبق عليك، فدعي الدراسة، ولو كان ذلك ما لا ترضاه أمك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واجتهدي في إقناعها وإعلامها بأن ما عند الله تعالى خير وأبقى، وأن الإنسان في هذه الحياة إنما يسعى إلى مرضاة الله تعالى لا إلى تحصيل الوجاهة أو السمعة، فإن ذلك لا يجدي على الإنسان شيئاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1423(13/4174)
رضا الأهل بالعلاقة بين الجنسين لا يحول الحرام عن وجهه
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص يحب امرأة وهي قريبة له ويعلم أهله وأهل هذه المرأة بالعلاقة التي بين هذا الرجل وهذه المرأة فسمح والد هذه البنت للرجل بأن يتحدث مع ابنته متى ما أراد وأهل هذا الرجل يعلمون بأنه يتصل عليها فهل يجوز ذلك؟ مع العلم بأن والد هذه البنت موافق على زواجهما وموافق على أن يتصل بها؟
أفيدونا مأجورين مع العلم بأنه قد تم السؤال عن هذا لطالب عالم فأفتى بجواز ذلك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصح هذا الرجل بالابتعاد عن الحديث مع هذه البنت، لما في الحديث معها من فتح لذريعة الفتنة، والوقوع في المحرم.
فإذا كان يريد الزواج منها حقيقة، فعليه أن يتقدم لخطبتها، ويعقد عليها عقداً شرعياً يتم به الزواج.
أما الحديث معها فربما يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، فهذه أولى خطوات الشيطان التي نهانا الله عن اتباعها، والحل الصحيح هو الزواج، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لم يُر للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجه عن ابن عباس.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء" رواه البخاري ومسلم.
وإذا علمت هذا، فاعلم أنه ليس في الإسلام ما يسمى بالعلاقة بين الجنسين أو التعارف بقصد الزواج، بل سد الإسلام تلك الطرق كلها، لأنها وسيلة إلى الفساد، وأول خطوة من خطوات الشيطان التي نهينا عن اتباعها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [النور:21] .
وربما تؤدي إلى اللقاء والخلوة والنظرة وكل ذلك محرم شرعاً، والحاصل أنه لا يجوز لهذا الرجل أن يتحدث مع هذه البنت بتلذذ ونشوة قبل الزواج، حتى ولو رضي أهلها، والناس أجمعون.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1423(13/4175)
أقوال الفقهاء في مصافحة المرأة بوجود حائل
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المصافحة بين الفتاة والأجنبي؟ وهل يجوز لبس القفاز عند ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما عن حكم مصافحة المرأة للرجل الأجنبي فانظر الفتوى رقم:
2412.
وأما هل يجوز المصافحة مع لبس القفازين؟
فالذي روي عن الإمام أحمد رحمه الله هو المنع عن مصافحة المرأة ولو بحائل، ففي الآداب الشرعية لابن مفلح قال محمد بن عبد الله بن مهران إن أبا عبد الله سئل عن الرجل يصافح المرأة. قال: لا. وشدد فيه جداً. قلت: فيصافحها بثوبه، قال: لا. الجزء الثاني.
وذهبت الشافعية إلى جواز مصافحة الأجنبية مع الحائل وأمن الفتنة فجاء في نهاية المحتاج من كتبهم 3/188: ويجوز للرجل دلك فخذ الرجل بشرط حائل وأمن فتنة، وأُخِذَ منه حِلُّ مصافحة الأجنبية مع ذينك (الحائل وأمن الفتنة) وأفهم تخصيص الحل معهما بالمصافحة حرمة مس غير وجهها وكفيها من وراء حائل ولو مع أمن الفتنة وعدم الشهوة. انتهى
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1423(13/4176)
كشف المرأة أمام الأحماء فتنة للقلب
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم الكشف على الحمو غصباً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كشف المرأة لجسدها وزينتها أمام إخوة الزوج لمن أعظم المنكرات التي تورث فتنة القلب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك تحذيراً بليغاً، ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخول على النساء" فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: "الحمو الموت".
قال النووي -رحمه الله-: اتفق أهل اللغة على أن الأحماء أقارب زوج المرأة.
وقد جاءت الشريعة بسد الذرائع المفضية إلى الحرام، لذا فلا يجوز الكشف عند أي أجنبي بحال، إلا لضرورة لابد منها كالعلاج عند الطبيب، ونحو ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1423(13/4177)
سباحة المرأة في البحر
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم ذهاب المرأة إلى البحر في الشريعة وتسبح دون أن تتعرى مثل الأجنبيات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج على المرأة المسلمة في السباحة في البحر أو في غيره، لكن بالشروط المبينة في الفتوى رقم: 6063.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1423(13/4178)
مصادقة حبائل الشيطان يؤدي للفاحشة
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت على علاقة بفتاة وكان بيننا جنس عبر الهاتف وكنت سأتزوجها ولكن حصل انفصال بيننا فماذا أفعل مع أني ذكرتها بما كان بيننا فما كفارة ذلك؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي كنت تفعله مع هذه الفتاة أمر يحرمه الشرع ويأباه، وهو طريق إلى الزنا والعياذ بالله، ففي الحديث: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" متفق عليه.
وكفارة ما فعلت التوبة إلى الله والندم، فإن العبد إذا أذنب ثم تاب، تاب الله عليه، ومما يعينك على الاستمرار في التوبة قطع كل سبب يوصلك بهذه الفتاة، ويذكرك بما سلف معها.
والله نسأل أن يعصمنا وإياك من الزلل، وأن يختم لنا ولك بالحسنى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1423(13/4179)
عم الزوج أولى بالمنع من أخي الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخت عقد قرانها بشاب ولكن والد هذا الشاب مطلق زوجته التي هي أم الشاب،، وأم هذا الشاب تزوجت من عم الشاب (أي أخ زوجها الأول) فهل يجوز لأختي أن تكشف على والد وعم الشاب باعتبار أن العم يكون مقام زوج الأم مع العلم أن والد الشاب حي؟؟ جزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عم الزوج أو غيره من أقارب الزوج أجانب بالنسبة للزوجة، فلا يجوز لهم الدخول عليها ولا أن يروا شيئاً من جسدها ولا شعرها، وكون هذا العم زوجاً لأم الزوج لا يؤثر في ذلك الحكم، وراجع الفتوى رقم:
3335 ففيه مزيد الفائدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1423(13/4180)
إقامة علاقة مع أجنبية حرام ومنكر
[السُّؤَالُ]
ـ[يعمل زوجي في شركة فتعرف إلى فتاة هناك أخذ يوصلها من العمل إلى البيت ويذهب معها إلى المقاهي ويأتي في متنصف الليل، أُخرجت الفتاة من العمل وبقي نفس الشيء ويقول أنا لا أعمل أي شيء حرام والشيء عادي، هل يجوز في الإسلام هذا الشيء للعلم هو يصلي ويخاف الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يعمله زوجك من المحرمات الظاهرة، وليس هذا فعل من يصلي ويخاف الله ويتقيه، قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر [العنكبوت:45] .
وقد اشتمل هذا العمل منه على عدة محاذير شرعية:
أولها: إقامة علاقات مع امرأة خارج إطار الزوجية.
ثانيها: الخلوة بهذه المرأة في السيارة.
ثالثها: الذهاب معها إلى المقاهي والسهر إلى منتصف الليل.
فكيف يجرؤ أن يقول: أنا لا أعمل أي شيء حرام والشيء عادي، بل عليه أن يقطع هذه العلاقة فوراً ويتوب إلى الله منها.
وعليك أيتها الأخت السائلة بالاجتهاد في نصحه وإرشاده وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وهذا يعد من حقوقه عليك، ثم عليك أن تراجعي طريقة تعاملك معه فيما يخص أمور الزوجية، فتتجملي له وتبشِّي في وجهه، وهيئي بيتك عند قدومه من العمل مثلاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1423(13/4181)
الابتعاد عن الاختلاط إلا لحاجة يحد من الإثارة
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من مشكلة هي الاحتكاك بالنساء في الأماكن العمومية وهذا يولد لي إثارة جنسية.
أرجو الإعانة وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن احتكاك الرجل بالنساء في الأماكن العامة وغيرها والنظر إليهن، وهن غير متحجبات ونحو ذلك يثير غريزته الجنسية، ولذلك يجب عليه أن يبتعد عن هذه الأماكن، إلا إذا احتاج لها لقضاء حاجة له كشراء شيء ونحو ذلك، فعليه أن يغض بصره، ويستشعر مراقبة الله له، ولا يمكث في تلك الأماكن إلا بقدر حاجته، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 3539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1423(13/4182)
مفاسد ركوب المرأة مع السائق لا تخفى
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الأفضل تشغيل سائق رجل أم امرأة لتوصيل الزوجة أو التنقل في المدينة فقط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فخروج المرأة مع السائق الأجنبي عنها، من معنى الخلوة المحرمة؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم.
ولوقيل: إن خروجها معه في المدينة وأمام أعين الناس ليس بالخلوة -وهو قول ضعيف واحتمال مرجوح- فإن المفاسد والمحاذير من ذلك لا تخفى على أحد، فلو وجدت امرأة تقوم بهذا العمل فلا شك أنه يكون أفضل، وراجع الفتوى رقم: 2183.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1423(13/4183)
الصور المتبرجة شر أبواب الزنى
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما فتحت البريد الخاص بي وجدت رسالة فتحت الرسالة وجدت فيها صوراً مخلة فعلى الفور أغلقتها ولكن الشيطان لم يتركني وأحاول التغلب عليه ولكن دون جدوى فأرجو المساعده وجزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى الأخ السائل أن يسارع إلى سد الباب الذي فتحه الشيطان عليه، وذلك بإتلاف هذه الصور فإن من لابس المحرم أو جاوره لا يأمن من الوقوع فيه، والله تعالى لما نهى عن الزنا عبَّر عن ذلك بكلمة لا تقربوا، فقال عز وجل: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32] .
وكلمة لا تقربوا تعني: لا تدنوا من الزنى ولا من وسائله وأسبابه. ولا شك أن الصور الخليعة باب عظيم من أبواب الزنى، ولهذا لما أمر الله عباده بغض البصر عن المحرمات أتبع ذلك بالأمر بحفظ الفروج، إذ النظر بريد الزنا، فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30] . وراجع الفتوى رقم:
3214.
ونسأل الله أن يعصمك من الزنا وأن يثبت فؤادك على الحق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1423(13/4184)
ضوابط جلوس زوج أخت الزوجة في بيت عمه حال غيابه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تزوجت بنت عمي وأقيم معهم فى منزل عمي ولكني دائم السفر للخارج بغرض العمل , وكذلك عمي.
هل يجوز لزوج بنت عمي الأخرى أن يحضر إلى البيت مع زوجته ويقيم لمدة أسبوع أو أكثر في حال عدم وجودي أنا وعمي - مع العلم بأن البيت ليس فيه سوى زوجة عمي وزوجتي ولها أخت مطلقه تقيم في نفس البيت.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان زوج ابنة عمك ثقة مأمونا، وكان جلوسه في البيت بحيث لا يرى زوجتك ولا أختها المطلقة، فلا حرج في ذلك، ومعلوم أن زوج أخت المرأة ليس محرماً لها، وأنه لا يجوز أن يخلو بها أو أن تكشف شيئاً من جسدها عنده، فهو كغيره من الأجانب، بل الفتنة به أعظم ليسر دخوله وخروجه، وهذه هي العلة التي لأجلها شدد النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الحمو وهو قريب الزوج، كما في الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
قال النووي -رحمه الله-: وأما قوله صلى الله عليه وسلم "الحمو الموت" فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه، والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه، بخلاف الأجنبي والمراد بالحمو هنا: أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه...... وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أخيه، فهذا هو الموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه. انتهى كلام النووي -رحمه الله-.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1423(13/4185)
المحظور تكرار النظر إلى المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[بحكم عملي فقد تظهر صور على الإيميل هل يجوز النظر إليها (حكم الإسلام) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب على المسلم غض بصره إذا ظهرت صورة لامرأة أو غيرها مما قد يكون سبباً في الفتنة، فقد ثبت في صحيح مسلم عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة، فأمرني أن أصرف بصري.
ولا يجوز تكرار النظر إليها، ولا تعمد البحث عن مثل هذه الصور.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1423(13/4186)
سهام إبليس خطر ديني وقلبي وبدني
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من نفسي وهو أني أصبحت أكثر من النظر إلى النساء؟ فأفيدوني بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالنظر إلى ما حرم الله خطر على دين المرء وقلبه وبدنه، أما أنه خطر على دين المرء فلأنه مخالفة لأمر الله بغض البصر عما لا يحل النظر إليه، كما قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ [النور:30] .
وهو مخالف أيضاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك ألأولى وليست لك الآخرة. رواه الترمذي وأبو داود.
وهو خطر على قلب الناظر فإن النظر بريد القلب إلى الزنا، وسبب لسقمه ومرضه، وصدق من قال:
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها == فتك السهام بلا قوس ولا وتر
وفي المستدرك عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه الله عز وجل إيماناً يجد حلاوته في قلبه.
وهو كذلك خطر على البدن فإن القلب إذا مرض وسقم أثر ذلك على البدن كله، وإذا تطور الأمر وصار عشقاً هلك البدن والدين جميعاً.
فمن نظر نظرة العاقل إلى هذه المفاسد أقلع عن هذا الذنب ولا يهلك على الله إلا هالك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1423(13/4187)
حكم توظيف فتاة في مكان مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا أعمل بشركة تكنولوجيا معلومات وطبيعة العمل تحتم علينا توظيف فتاة في مجال السكرتاريا مع العلم أننا حاولنا عدم ذلك ووظفنا أكثر من مرة شابا في هذا المكان الشاغر ولكنهم فشلوا لأن هناك طبيعة أعمال لا يستطيع الشاب القيام بها ومعظم الشباب يدخنون فهل يقع علينا حرج إذا وظفنا فتاه مع العلم أننا نقوم بتدريب العديد من الفتيات في القطاع العام والخاص في مجال الكمبيوتر وموقع الشركة يكون فيه على أقل تقدير 5 موظفين مع الفتاة هذا من غير أن نحسب عدد الطلبة المتواجدين دائما والحمد لله.
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز توظيف فتاة للعمل في هذه الشركة لأن اختلاط الرجال بالنساء على الوضع القائم الآن في المكاتب أمر محرم، ولما في ذلك من الفتنة لها ولهؤلاء الشباب.
وإن وجود شاب في هذه الوظيفة ولو مع بعض الفشل خير من وجود فتاة يكون وجودها خطراً في الدين، وتوظيف الشاب لو كان فيه خسارة فهي في أمر دنيوي، ولا شك أنه يوجد من الشباب ممن لا يدخنون يبحثون عن مثل هذه الوظيفة، ويمكن أن يؤدوا العمل بكفاءة أكثر من هذه الفتاة.
فلا يجوز التساهل في مثل هذا الأمر الذي هو سبب في كثير من البلاء والفتنة في المجتمعات الإسلامية، نسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1423(13/4188)
زنا العين لا يوجب حدا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل مشاهدة الصور الجنسية تعد زنى حقيقياً يجب فيه الحد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم النظر إلى هذه الصور الجنسية في الفتوى رقم: 3605، والفتوى رقم: 1256.
وهذا العمل يعد من زنا النظر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"العينان تزنيان، وزناهما النظر" متفق عليه.
وليس هو من الزنا الذي يوجب الحد، ولكنه بريد إليه، وهو مما يوجب غضب الله وسخطه، وتجب التوبة منه، والندم والاستغفار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1423(13/4189)
ضوابط التحدث والنظر لغير المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في التحدث مع بنت العم أوابنة الخالة والنظر إليها أثناء الزيارات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فابنة العم أو الخال ليست من المحارم.. وقد تقدمت ضوابط التحدث مع غير المحارم في الفتوى رقم:
15406 والفتوى رقم: 12562.
وتقدم حكم النظر إلى الأجنبيات في الفتوى رقم:
6402 والفتوى رقم:
5776.
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم:
10463 والفتوى رقم: 11951.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1423(13/4190)
وجود أخت الزوجة ببيت أختها بالضوابط الشرعية لا حرج فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديقة.. تود أن تعرف ما حكم أن تقيم في بيت أختها لكي تساعدها فهي حامل
وزوج أختها مستقيم وعفيف وإخوانها يزورونها من فترة لأخرى وتجلس مع أولاد أختها وزوج أختها يقضي أغلب وقته في العمل فما الحكم؟ وجزاكم الله خيرا......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن زوج الأخت أجنبي عن أختها، ولا يجوز لها أن تخلو به، ويجب عليها أن تتحجب عنه لأن تحريمها عليه ليس للتأبيد، وإنما المحرم عليه هو الجمع بينها وبين أختها، وقد قال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنّ [النور:31] . وزوج الأخت ليس من الذين يجوز إبداء الزينة لهم.
ولتحذر الأخت المسلمة من الخلوة بزوج أختها وأخي زوجها، فقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك لخطورته وعواقبه الوخيمة، فقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله: أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم.
وعلى هذا، فإنه لا يجوز أن تخلو أخت الزوجة بزوج أختها، ولا أن تكشف عليه أو تبدي له زينتها، أما وجودها في البيت معهم لتساعدهم فلا مانع منه إذا لم يحصل شيء مما ذكر من الخلوة وإبداء الزينة، بل هو غرض شرعي نبيل تشكر عليه، لكن يشترط لذلك شروط مبينه في الفتوى رقم:
10146.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1423(13/4191)
الهدي النبوي في منع النظر إلى الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد الاستفسار عن الحديث الذي يتحدث عن غض البصر، وفيما معناه الرسول صلى الله عليه وسلم شاهد
رجلاً أو صحابياً ينظر لامرأة فقال له الرسول أن يغض بصره فأرجوكم أعلموني عن نص الحديث
وجزاكم الله الف خير ... وشكرا.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
ورد حديث بهذا المعنى في صحيح مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة؟ فأمرني أن أصرف بصري.
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان الفضل رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر. متفق عليه، وهذا لفظ البخاري.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1423(13/4192)
لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل هناك غض للبصر بين النساء فيما بينهن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يحل للمرأة النظر إليه من المرأة هو جميع بدنها ما عدا ما بين السرة والركبة، والسرة والركبة ليستا من العورة على مذهب جمهور العلماء.
وعلى هذا لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى ما بين السرة والركبة من المرأة مطلقاً، سواء بشهوة أو بغير شهوة، ومع أمن الفتنة أو مع الخوف منها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة" رواه مسلم.
ويشترط لجواز نظرها إلى عدا العورة انتفاء الشهوة وأمن الفتنة، وهذا شرط عام في كل نظر مهما كانت صفة الناظر أو المنظور إليه.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير سورة النور ص 7: ولو كان في المرأة فتنة للنساء، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجهاً، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1423(13/4193)
على المرأة اتخاذ الأسباب لتجنب الخلوة مع السائق
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل في مستشفى فسألتني إحدى الممرضات العربيات عن حكم الليموزين لأنه ليس لها أخ وأبوها عاجز وهي تصرف على أهلها فما الحكم لركوب الليموزين (التاكسي) في هذه الحالة علما أنها داخل الرياض؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز أن تنفرد المرأة مع رجل أجنبي عنها في سيارة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يخلون رجل مع امرأة إلا مع ذي محرم" متفق عليه.
وهذه المرأة إذا كان حالها كما وصفت من كونها مضطرة إلى الخروج إلى العمل لتنفق على نفسها، وعلى أبيها الذي لا يستطيع الكسب، فخروجها للعمل جائز بهذا الاعتبار، لكن عليها أن تتقي الله تبارك وتعالى ما استطاعت، وتبحث عن عمل خاص بالنساء لا اختلاط فيه، فإذا لم تجد إلا هذا العمل المختلط جاز لها ذلك، لأن الضرورات تبيح المحظورات، لكن يبقى أن تتخذ الأسباب التي تجنبها الخلوة مع السائق كأن تبحث عن عمل قريب من دارها بحيث لا تحتاج إلى ركوب سيارة، أو تنفق مع زميلة لها في العمل أو في مكان قريب منه، بحيث تركبان سوياً فتنتفي الخلوة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1423(13/4194)