حكم خروج المرأة مع زميل العمل
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم خروج امرأة متزوجة مع زميلها بالعمل بسبب وبدون سبب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن شروط جواز العمل للمرأة ألا يكون فيه خلوة أو اختلاط محرم بالرجال الأجانب، والعلاقة بين الرجال والنساء الأجانب قد وضع الشرع لها حدوداً وضوابط، فمنها الأمر بغض البصر، ومنها أن الكلام بين الرجل والمرأة الأجنبية لا يكون إلا عند الحاجة المعتبرة شرعاً، مع مراعاة الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة.
والأصل أن الصداقة بين الرجل والمرأة الأجنبية غير جائزة، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 11945.
أما عن سؤالك فلا يجوز خروج المرأة مع رجل أجنبي ولا نقول زميلها لأنه لا يجوز لها اتخاذ زميل أجنبي، وهذا في حق المرأة عموما وهو في حق المرأة المتزوجة آكد.
لكن إذا دعت حاجة إلى خروج المرأة مع رجل أجنبي فيجب أن يكون معها ذو محرم، تؤمن معه الفتنة، وأن تتقيد بما ذكرناه من ضوابط الخروج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1430(13/2984)
الطريق المشروع لتخفيف حدة الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مغترب عن أهلي للعمل بالخارج وأنا خاطب ولا أنقطع عن الصلاة ولا أشرب أي كحوليات ولا سجائر ولا أسهر، ومن العمل للبيت ومن البيت للعمل، وأحيانا ألعب الكرة ولكني فى غربة وأرى الكثير الذي قد يجعلني أخطئ في حق ديني ونفسي ولكنى أحمي نفسي بشيء آخر أعلم أنه حرام وهو أن أتحدث مع خطيبتي بكل ما أشعر به من أحاسيس ورغبات ولا أداري عنكم أنني ضعيف وأرى أنني أحمي نفسي بكلامي مع خطيبتي ولكني عرفت من خطيبتي بعد ذلك أنها تسمعني وقد تبادلني الكلام ولكن دون أن تشعر به أو تتفاعل معه لأنها تستطيع التحكم بنفسها جيد جدا وكأنها مجرد آلة تسمع فقط، خوفا منها أن تتفاعل معي بأي إحساس فتغضب ربنا وعندما سألتها لماذا إذن تستمعين لي قالت لأني أعرف أنك ضعيف وفى غربة فأفضل من أن تخطئ مع غيري لو أن هذا قد يعتبر ذنبا والله أعلم فما حكمي عند الله وما حكمها لأنها غير راضية عما يحدث وإن كنت سببا رئيسيا فيما يحدث مع أنها لم تكن تبادلني أي شيء مما كنت أقوله لها وهى أيضا تصلي وتعرف ربنا ولكن ماذا أفعل فانا ضعيف ولا أستطيع التحكم في نفسي وحتى الآن لم أخطئ سوى بالكلام مع خطيبتي التي هي أيضا غير راضية عما يحدث؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكلام مع المخطوبة التي لم يعقد عليها، حكمه حكم الكلام مع الأجنبية، فينبغي أن يكون للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً وفي حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة، فما تفعله من الكلام مع خطيبتك بالصورة التي ذكرت غير جائز، وتأثم عليه، وهي كذلك آثمة ولو كانت غير راضية بذلك الكلام، فعليكما أن تتوبا إلى الله من ذلك، ولا تعودا إليه.
وننبه السائل إلى أن ما يفعله ليس هو الطريق المشروع للتغلب على الشهوة وحماية النفس من الحرام، وإنما الطريق المشروع لذلك هو الصوم مع الحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة والبعد عن كل ما يثير الشهوة، مع الاعتصام بالله، والحرص على تقوية الصلة به، وصحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وشغل الفراغ بالأعمال النافعة، وممارسة بعض الرياضة، ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتوى رقم: 36423، والفتوى رقم: 23231.
ونوصيك بالمبادرة إلى الزواج بمجرد أن يتيسر ذلك لك ولو مع التنازل عن بعض أمور الدنيا، والتغاضي عن بعض المطالب، حفاظاً على سلامة الدين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 محرم 1430(13/2985)
حكم سلام الطالب على زميلاته وتهنئتهن في المناسبات
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أسال: هل يجوز أن يقتصر كلامي مع زميلاتي في الجامعة على السلام عليكم والاطمئنان عليهم بمعنى (السلام عليكم ازيكم عاملين أيه فقط) ودعوتهم إلى الله وهل يجوز اطمئنان بعضنا على بعض هاتفيا
وإذا كان لا يجوز ذلك هل يجوز لي أن أطمئن عليهن وفي المناسبات أهنئهن عن طريق إخوانهم الصبيان فهم أصدقائي وهم يطمئنون علي من خلال والدتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففتنة النساء فتنة ما بعدها فتنة, كما جاء في الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
فيجب على المرء أن يحتاط أشد الحيطة في تعامله مع النساء, ومعلوم أن الشريعة عندما تحرم الشيء فإنها تسد الذرائع الموصلة إليه, ومن أجل ذلك حرمت الشريعة النظر للنساء والخلوة بهن وسفر المرأة بدون محرم وتبرجها وإبداء مفاتنها, وغير ذلك مما هو ذريعة للوقوع في الحرام, ومما نص العلماء على تحريمه الحديث مع المرأة الأجنبية الشابة بدون حاجة.
قال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه بريقة محمودية وهو حنفي: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة. انتهى.
ولذا فإنه ينبغي عليك أن تترك محادثة زميلاتك والانبساط إليهن - إذا لم تكن هناك حاجة - سدا للذرائع ودرءًا للفتن والشبهات.
أما أن تطمئن عليهن وتهنئهن بالمناسبات من خلال إخوتهم الذكور أو بعض محارمهم أو أخواتهن الصبيات أو يهنئنك بواسطة والدتك أو أخواتك فهذا لا حرج فيه إن شاء الله بشرط أن تأمن تعلق قلوبهن بك أو تعلق قلبك بهن.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2096 , 12562 , 7965.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 محرم 1430(13/2986)
حكم نوم المرأة مع أجنبي تحبه
[السُّؤَالُ]
ـ[نمت مع شاب أحبه فهل هذا حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى على مسلم تحريم الزنا وكونه من أكبر الكبائر، وأفظع الفواحش، قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا {الإ سراء: 32} .
وقد وضع الله حدوداً للعلاقة بين الرجل والمرأة، تضمن طهارة المجتمع وصيانة الأعراض، فلم يجعل الله طريقاً للاستمتاع بالمرأة الحرة إلا الزواج الشرعي، وما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، وإنما هو دخيل على المسلمين من عادات الكفار وثقافات الانحلال.
وأعلمي أنك قد وقعت في خطأ كبير بالفعل الذي ذكرته، والواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله، وذلك بالإقلاع عن هذا الذنب وقطع العلاقة بهذا الشاب تماماً، واستشعار الندم على الوقوع في هذا الذنب، والعزم الصادق على عدم العودة له، وذلك بالبعد التام عن مقدماته ودواعيه وعدم مجاراة الشيطان في خطواته، مع الحرص على التزام الحجاب، والتخلق بالحياء، والبعد عن مخالطة الرجال، وغض البصر، وتجنب رفيقات السوء، مع الاستعانة بالله والتوكل عليه، والحرص على تعلم أمور الدين اللازمة، وتقوية الصلة بالله، مع سترك على نفسك، فلا ينبغي أن تذكري هذا الذنب لأحد أبداً، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 محرم 1430(13/2987)
العلاقة بين المرأة والرجل بغرض التشاور في أمور الدعوة
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخي في محبة الله ورسوله والله ليس بينا إلا هذه العلاقة وأتصل بهم في أمر لمحبة الله ورسوله وأهلي لا يعلمون ذلك (لأن العادات والتقاليد لا تسمح أن أكلم شخصا غريبا عني والله لو يعلمون لا أعرف ماذا يحدث لي) وأتصل به في أمر دعوة الأخوات لله وإحياء سنة الرسول وطبعا آخذ رأيه في الموضوع قبل مراسلة الأخوات والله هو داعية في بلدي وتعرفت عليه بعد أزمة نفسية حادة وصلت إلى درجة عقوق الأم ولم أطق رؤية أخي لظروف طويلة. والله سهل لي وسيلة لأتصل به، بواسطته تم الحمد لله الرجوع للنفس السليمة مرة أخرى. والآن أريد أن أعرف هل هذا حلال أو حرام. ولي أيضا أخ آخر كان أستاذي وهو مبعث الأمل في لأنني تعلمت في الجامعة وعمري 34 سنة. وتمت المؤاخاة لأنني عندما أتكلم معه وأنا طالبة لا ينفع أتكلم أو أضحك مع رجل غريب وهو في سن إخوتي من أبي ربما عمره 30سنة ومرات أكلمه وصرت أبعث له دعوات لإحياء سنة الرسول. وأرجو إرسال الجواب على الإيميل لو سمحتم. أنتظر الإجابة منكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحب في الله من لوازم الإيمان ومن علامات صلاح القلب، ولا حرج أن يكون ذلك بين الرجال والنساء، ما دام ذلك الحب متعلقاً بصلاح الإنسان واتباعه للشرع، إلا أن العلاقة بين الرجال والنساء الأجانب قد وضع الله لها حدوداً وضوابط، تضمن عفة المجتمع وصيانة الأعراض، وتحافظ على طهارة القلوب وحمايتها من الفتن، ومن ذلك أن الكلام بين الرجل والمرأة الأجنبية، لا يكون إلا عند الحاجة المعتبرة شرعاً، مع مراعاة الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة.
والتعامل بين الرجال والنساء الأجانب لا يجوز إلا مع أمن الفتنة، كما أنه ينبغي أن يقتصر على حالة عدم وجود بديل عنه، فإذا وجدت المرأة من النساء من يعلمها أو يفتيها فيما تحتاجه، فلا يجوز لها أن تلجأ لرجل، أما إذا لم تجد بديلاً من النساء، فإنها تقتصر في تعاملها على قدر الحاجة فقط.
وعلى ذلك، فلا يجوز لك إقامة علاقة مع الداعية أو الأستاذ، ولو كانت تحت مسمى الأخوة في الله، فإنه يمكنك التواصل مع بعض الأخوات المؤهلات للاستشارات الدعوية، وأما علاقتك بأستاذك فلا حاجة لها.
وليس من المصلحة المعتبرة إرسال رسائل دعوية لرجل أجنبي، وإنما ذلك قد يكون من مداخل الشيطان، والسلامة لا يعدلها شيء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 محرم 1430(13/2988)
الأرملة كغيرها تحتجب عمن ليسوا محارم لها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة الأرملة أن تكشف على الرجال مثل زوج الأخت, أبناء الأخت, زوج ابنتها, زوج بنت الأخ, أبناء الأخ, ابن أخت الزوج المتوفى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من ذكر من الرجال ليسوا سواء بالنسبة للمرأة فمنهم المحرم الذي يجوز له أن يرى منها ما يرى المحرم من محرمه مثل كشف الرأس والأطراف، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 599.
والمحارم من هؤلاء المذكورين هم أبناء الأخت وأبناء الأخ وزوج البنت، وأما زوج الأخت، وزوج بنت الأخ، وابن أخت الزوج فإنهم أجانب عنها، فلا يجوز لها أن تكشف عن شيء من بدنها أمامهم.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22056، 38117، 19428، 32240، 21504.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1430(13/2989)
حكم اجتماع الرجال والنساء مع الالتزام بالضوابط الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن كنا أصحابا في الجامعة بنات وأولادا وتركنا بعضا للشك في ذلك وأنا تزوجت واحدة من زميلاتي القديمات والآن يوجد صداقات عائلية بمعنى أنى وزوجتي نزور واحدة من صديقائنا القديمات في وجود زوجها مع العلم أن هذه الصديقة تكون في كامل زيها الشرعي وزوجتي أيضا فهل في هذا شيء؟ أم يجوز؟ وأوجه عناية حضرتكم أنى قد سألت نفس السؤال بالنص في دار الإفتاء المصرية وكانت إجابتهم لي كالآتي يجوز ولا حرج بهذه الكيفية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فضابط الاختلاط المحرم هو اجتماع الرجال والنساء دون الالتزام بالضوابط الشرعية، كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو تبرج من النساء، أو خضوع منهن بالقول، ونحو ذلك.
وأما مجرد الاجتماع بين الجنسين تحت سقف واحد مع التزام الضوابط الشرعية فلا حرج في ذلك. والدليل على ذلك أن ر سول الله صلى الله عليه وسلم زار ضباعة بنت الزبير، فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت: لا أجدني إلا وجعة، فقال: حجي واشترطي. متفق عليه. وفي صحيح مسلم عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال: ما لك يا أم السائب تزفزفين؟ أي ترتعدين، قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد.
وقد زار أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أم أيمن رضي الله عنها، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر لعمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. رواه مسلم.
وعليه، فلا حرج عليك في تلك الزيارة طالما انتفت الخلوة المحرمة، وكانت كل من المرآتين في حجابهما الشرعي، ولم يكن هناك خضوع بالقول ولا خروج عن الآداب الشرعية وأمنت مع ذلك الفتنة، فلو وجدت هناك فتنة من تعلق الرجال بالنساء أو النساء بالرجال عند ذلك يدخل الأمر في حيز المنع.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 35079، 38171، 97147. ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 محرم 1430(13/2990)
حكم تناول دواء يهدئ الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوج من 7 سنوات وعندي ولد وبنت وكل مشكلتي أنني بعد الجماع وتنزيل السائل أكون نفسي أعمل هذا مرة ومرة ومرة أي أنني ما أشبع من الجماع من مرة واحدة وأريد أن أجتمع كل يوم وبعد ما أنتهى أستحم وأذهب إلى البلكونة وأظل أنظر إلى السيدات في الشارع في أماكن حساسة جدا عندهن مع أني في الوقت نفسه انتهيت من الجماع وفكرت أذهب إلى الدكتور أطلب منه مهدئا جنسيا وزوجتي وهي في الدورة الشهرية أنا أظل متعبا جدا ولا أطيق أي شيء وهي لكي ترضيني وتعرف ماذا أريد تحاول تعمل معي أي شيء لتريحني من شهوتي سواء باليد أو بالفم مع أني مواظب على الصلاة وفي المواصلات دائما السبحة في يدي أذكر الله ولكني أتمنى أن أغض بصري فماذا أفعل أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به السائل الكريم أن يتقي الله تعالى، وأن يبتعد عن كل ما يثير شهوته وخاصة اتباع النظرة النظرة، فإن ذلك يثير الغريزة، ويهيج النفس على الحرام. قال الله تبارك وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} . قال الألوسي: أرشد سبحانه إلى غض البصر لما في ذلك من سد باب الشر، فإن النظر باب إلى كثير من الشرور وهو بريد ورائد الفجور. انتهى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة. رواه أبو داود والترمذي.
وأما ما تجده من ثوران الشهوة، فإن كنت تستطيع الزواج بزوجة ثانية وكنت قادرا على ذلك، وغلب على ظنك أن هذا سيسكن شهوتك، فعليك حينئذ أن تتزوج مع التزام شرط التعدد وهو العدل بين زوجتيك، قال ابن قدامة في المغني: من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء؛ لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.
وكلامه يشمل الأعزب الذي لا زوجة له، والمتزوج الذي لا يحصل له الإعفاف؛ لأن قوله: لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام معنى يشترك فيه الأعزب والمتزوج.
فإن كنت لا تستطيع الزواج بثانية، فإنا ننصحك بالصوم، فقد وصفه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه وجاء. ففي الحديث المتفق عليه: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء.
قال النووي: والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ويقطع شر المنى كما يفعله الوجاء. انتهى.
وجاء في فتح الباري: لأن شهوة النكاح تابعة لشهوة الأكل تقوى بقوته وتضعف بضعفه. انتهى.
وراجع الفتوى رقم: 6995، فإن بها نصائح لمن غلبته شهوته.
فأما إذا لم تنكف شهوتك مع هذا، فلا بأس أن تعرض الأمر على طبيب كما ذكرت، ولا بأس أن تأخذ ما يهدئ شهوتك، ولكن احذر كل الحذر أن تتعاطى ما يقطع الشهوة أصلا فإنه حرام لا يجوز. جاء في فتح الباري عند شرح الحديث السابق: ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. قال: واستدل به الخطابي على جواز المعالجة لقطع شهوة النكاح بالأدوية وحكاه البغوي في شرح السنة، وينبغي أن يحمل على دواء يسكن الشهوة دون ما يقطعها أصالة لأنه قد يقدر بعد فيندم لفوات ذلك في حقه، وقد صرح الشافعية بأنه لا يكسرها بالكافور ونحوه والحجة فيه أنهم اتفقوا على منع الجب والخصاء فيلحق بذلك ما في معناه من التداوي بالقطع أصلا. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1430(13/2991)
حكم زيارة الرجال للنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[في غياب أبي، يأتي صديق لزيارتنا في البيت مع العلم أنه لا يوجد فيه إلا النساء، فما حكم ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزيارة الرجال للنساء الأجانب جائزة بشرط ألا يكون هناك خلوة ولا تبرج ولا خضوع بالقول ولا خوف فتنة، ودعت إليها -مع ذلك- حاجة من صلة رحم وعيادة مريض ونحو ذلك، والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار ضباعة بنت الزبير، فقال لها: لعلك أردت الحج؟ قالت: لا أجدني إلا وجعة، فقال: حجي واشترطي. متفق عليه.
وفي صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب فقال: ما لك يا أم السائب تزفزفين؟ أي ترتعدين، قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما تذهب الكير خبث الحديد.
وقد زار أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أم أيمن رضي الله عنها، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر لعمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. رواه مسلم.
وقد ذكر العلماء أن ضابط الخلوة هو كل اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، وقد ذكر النووي عند شرحه لحديث مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على المنبر فقال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان، والمغيبة هي التي غاب زوجها.
قال النووي: إن ظاهر الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية، والظاهر عند أصحابنا تحريمه، فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم على الفاحشة لصلاحهم أو مروءتهم أو غير ذلك. انتهى كلامه.
وذكر النووي رحمه الله أيضاً أن الصبي الذي لا يستحيى منه لصغره لا تنتفي به الخلوة، وقد مثل له بابن سنتين وثلاث، وعلى ذلك فلو كان هناك عدد من النساء يؤمن معهن وقوع المحظور وتنتفي بوجودهن الريبة فقد انتفت الخلوة، ولا حرج حينئذ في هذه الزيارة إذا كانت لحاجة ولم تخش معها فتنة.
وللفائدة في الأمر تراجع الفتوى رقم: 74506، والفتوى رقم: 102389.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 محرم 1430(13/2992)
قطع العلاقة بالأجنبي وعدم التحدث معه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة وكنت أحب شابا وهو أيضا يحبني وعندما علمت أن الكلام عبر الهاتف مع شاب حرام شرعا طلبت منه أن ننهى العلاقة حتى يكون قادرا ويأتي لخطبتي ولكنه أرسل لي أنه لا يقدر على ذلك وطلب منى أن يكلمني مرة واحدة أسبوعيا ليطمئن علي فقط فهل أوافقه أم أرفض؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت حين قطعت علاقتك بهذا الشاب، فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقره الشرع، ولا ترضاه أخلاق الإسلام، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة، يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، ولا شك أن الكلام بين الشاب والفتاة الأجنبية لغير حاجة معتبرة شرعاً، من أبواب الفتنة، ومداخل الشيطان.
فلا تترددي في رفض طلبه، وقطع علاقتك به تماماً، حتى إذا أصبح قادراً على الزواج وتقدم لخطبتك من وليك، وكان ذا دين وخلق، فلك قبوله بعد استخارة الله عز وجل.
واعلمي أن الخير كل الخير في الاستقامة على طاعة الله، والصبر ومخالفة الهوى، كما أن في اتباع الهوى، ومخالفة الشرع خسارة الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 محرم 1430(13/2993)
ضوابط تعامل الرجل مع النساء الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[أدرس حاليا في الغرب والمشكلة أن في الجامعة وتقريبا في كل مكان أضطر أن أتعامل مع نساء (إما في الجامعة أو عندما أدفع الفواتير أو عندما أذهب للطبيب) . أنا أحاول ألا أنظر إليهن عندما أضطر أن أكلمهن, لكن أشعر أنهم يعتبرون هذا إهانة وهم عندما يرون أني ملتح قد يعرفن أني مسلم, وبالتالي قد يقلن (انظروا إلى المسلمين, إنهم لا يحترمون النساء) فسؤالي, يغفر الله لكم, ما هي الحدود الشرعية للتعامل مع النساء بشكل عام من النظر والكلام والابتسامة والمصافحة, أنا أعرف أن معظم العلماء يحرمون المصافحة ولكني قرأت في أحد المواقع أنها تجوز في بعض الحالات وجزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابتداء ننصحك بالدراسة في بلاد المسلمين؛ لما للدراسة في بلاد الكفر من مفاسد على الدين والأخلاق، والتي لا يسلم منها الشباب في الغالب، فإن كانت دراستك في تلك البلاد تشتمل على حرام كاختلاط محرم أو غير ذلك من المحرمات، فإن الدراسة فيها ستكون حرامًا قطعًا.
وراجع التفاصيل في الفتاوى التالية أرقامها: 1620، 19009، 31862، 28551. ...
وأما ما سألت عنه بشأن التعامل مع النساء فيمكن إيجاز الجواب فيما يلي:
1- أما مصافحة النساء فإن كانت المرأة عجوزا فانية لا تشتهي ولا تشتهى فهو جائز ما دامت الشهوة مأمونة من كلا الطرفين, وإن كانت المرأة شابة فقد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم مصافحتها، وقال الحنابلة منهم: سواء كانت المصافحة من وراء حائل أو لا, وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل والدليل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1025، 5658، 19518.
2- أما النظر للنساء فقد اتفق الفقهاء على عدم جواز نظر الرجل إلى ما سوى الوجه والكفين من المرأة, أما الوجه والكفان فقد وقع خلاف في جواز النظر إليهما, فذهب بعض الفقهاء إلى جواز النظر إليهما – عند أمن الفتنة والشهوة - قال الإمام الكاساني الحنفي رحمه الله تعالى في بدائع الصنائع: فلا يجوز النظر من الأجنبي إلى الأجنبية الحرة إلى سائر بدنها إلا الوجه والكفين، لقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ. إلا أن النظر إلى مواضع الزينة الظاهرة وهي: الوجه والكفان رخص بقوله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا. انتهى.
وجاء في كتاب الإنصاف للمرداوي: وقال ابن عقيل لا يحرم النظر إلى وجه الأجنبية إذا أمن الفتنة. انتهى. قلت (المرداوي) : وهذا الذي لا يسع الناس غيره خصوصا للجيران والأقارب غير المحارم الذين نشأ بينهم وهو مذهب الشافعي. انتهى.
وذهب بعض الفقهاء إلى حرمة النظر للوجه والكفين وإن أمنت الفتنة, ويمكنك مراجعة أدلة الفريقين بالتفصيل في الفتوى رقم: 50794.
3- وأما الحديث مع الأجنبية لحاجة معتبرة فهو جائز إذا روعيت الضوابط الشرعية من عدم الخلوة وعدم الريبة والخضوع بالقول, وألا يتجاوز الحديث قدر الحاجة, وأما لغير حاجة فلا يجوز إذ هو ذريعة الفساد وباب الفواحش والآثام.
قال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة انتهى.
وفي النهاية ننبهك على أنه يجب عليك أن تتبع أوامر الله وأوامر رسوله, فإن فعلت فلا عليك مما يقوله الناس عنك ولا على المسلمين, فسيظلون يقولون هذا وغيره, ومهما حاولت إرضاءهم فلن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم, فدعهم عنك واجعل نصب عينيك قوله سبحانه: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ [التوبة:62} .
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 67120، 12721، 36009.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو الحجة 1429(13/2994)
ضوابط تعامل الرجل مع النساء الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[أدرس حاليا في الغرب والمشكلة أن في الجامعة وتقريبا في كل مكان أضطر أن أتعامل مع نساء (إما في الجامعة أو عندما أدفع الفواتير أو عندما أذهب للطبيب) . أنا أحاول ألا أنظر إليهن عندما أضطر أن أكلمهن, لكن أشعر أنهم يعتبرون هذا إهانة وهم عندما يرون أني ملتح قد يعرفن أني مسلم, وبالتالي قد يقلن (انظروا إلى المسلمين, إنهم لا يحترمون النساء) فسؤالي, يغفر الله لكم, ما هي الحدود الشرعية للتعامل مع النساء بشكل عام من النظر والكلام والابتسامة والمصافحة, أنا أعرف أن معظم العلماء يحرمون المصافحة ولكني قرأت في أحد المواقع أنها تجوز في بعض الحالات وجزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابتداء ننصحك بالدراسة في بلاد المسلمين؛ لما للدراسة في بلاد الكفر من مفاسد على الدين والأخلاق، والتي لا يسلم منها الشباب في الغالب، فإن كانت دراستك في تلك البلاد تشتمل على حرام كاختلاط محرم أو غير ذلك من المحرمات، فإن الدراسة فيها ستكون حرامًا قطعًا.
وراجع التفاصيل في الفتاوى التالية أرقامها: 1620، 19009، 31862، 28551. ...
وأما ما سألت عنه بشأن التعامل مع النساء فيمكن إيجاز الجواب فيما يلي:
1- أما مصافحة النساء فإن كانت المرأة عجوزا فانية لا تشتهي ولا تشتهى فهو جائز ما دامت الشهوة مأمونة من كلا الطرفين, وإن كانت المرأة شابة فقد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم مصافحتها، وقال الحنابلة منهم: سواء كانت المصافحة من وراء حائل أو لا, وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل والدليل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1025، 5658، 19518.
2- أما النظر للنساء فقد اتفق الفقهاء على عدم جواز نظر الرجل إلى ما سوى الوجه والكفين من المرأة, أما الوجه والكفان فقد وقع خلاف في جواز النظر إليهما, فذهب بعض الفقهاء إلى جواز النظر إليهما – عند أمن الفتنة والشهوة - قال الإمام الكاساني الحنفي رحمه الله تعالى في بدائع الصنائع: فلا يجوز النظر من الأجنبي إلى الأجنبية الحرة إلى سائر بدنها إلا الوجه والكفين، لقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ. إلا أن النظر إلى مواضع الزينة الظاهرة وهي: الوجه والكفان رخص بقوله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا. انتهى.
وجاء في كتاب الإنصاف للمرداوي: وقال ابن عقيل لا يحرم النظر إلى وجه الأجنبية إذا أمن الفتنة. انتهى. قلت (المرداوي) : وهذا الذي لا يسع الناس غيره خصوصا للجيران والأقارب غير المحارم الذين نشأ بينهم وهو مذهب الشافعي. انتهى.
وذهب بعض الفقهاء إلى حرمة النظر للوجه والكفين وإن أمنت الفتنة, ويمكنك مراجعة أدلة الفريقين بالتفصيل في الفتوى رقم: 50794.
3- وأما الحديث مع الأجنبية لحاجة معتبرة فهو جائز إذا روعيت الضوابط الشرعية من عدم الخلوة وعدم الريبة والخضوع بالقول, وألا يتجاوز الحديث قدر الحاجة, وأما لغير حاجة فلا يجوز إذ هو ذريعة الفساد وباب الفواحش والآثام.
قال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة انتهى.
وفي النهاية ننبهك على أنه يجب عليك أن تتبع أوامر الله وأوامر رسوله, فإن فعلت فلا عليك مما يقوله الناس عنك ولا على المسلمين, فسيظلون يقولون هذا وغيره, ومهما حاولت إرضاءهم فلن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم, فدعهم عنك واجعل نصب عينيك قوله سبحانه: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ [التوبة:62} .
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 67120، 12721، 36009.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو الحجة 1429(13/2995)
البعد عن مواطن الاختلاط والفتنة متحتم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا في بلد فيه فتن كثيرة وفي المدرسة في بعض الأحيان أتأثر بما يجري حولي من الفتن كالسلام مع الفتيات بالوجه فما هي نصيحتكم لي فأنا لا أريد أن تصل يدي يد أي امرأة ليست من محارمي خوفا من الله كيف أعمل حيث إن فعلت هذا ربما سوف يخاف مني الكثير من الزملاء إلخ، وأنا أرى في البلدان الأروبية الكثير من أولاد الجالية المسلمة عندما يذهبون إلى المدارس المختلطة والتي يكون غالب تلاميذها أوروبيون يتأثرون كثيرا بهذه الحضارة وينسوا أصلهم، وبالخصوص دينهم حيث إنهم يقومون بأعمال كثيرة لا يرضاها الإسلام فما هو العمل وما هي نصيحتكم للآباء والأمهات وكذلك لشباب المسلمين وأنا منهم بالطبع.
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا كثيرا وأتمنى أن يجمعني الله معكم ومع الصالحين الصاديقين والأنبياء في الجنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ف زادك الله هدى وتقى وصلاحا وجمعنا وإياك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
ونصيحتنا لجميع إخواننا المسلمين هي تقوى الله تعالى والحذر مما يسخطه والبعد عن أسباب الفتن، ولا شك أن من أعظم هذه الأسباب التساهل في أمر الاختلاط بين الفتيان والفتيات، روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت في الن ساء.
فنوصيك بالحذر من مخالطة هؤلاء الفتيات أو مصافحتهن فضلا عن التقبيل في الوجه، فهذا أشد وأعظم.
ولا يجوز لك أن تجامل في دينك أحدا من الناس، ولتكن مرضاة الله أسمى ما تبتغي، روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
وإذا أمكنك أن تجد مدرسة ليس فيها اختلاط وأمكنك الانتقال إليها فيجب عليك أن تترك هذه المدرسة المختلطة، وإذا لم تجد مثل تلك المدرسة وكنت في حاجة إلى هذه الدراسة فلا حرج عليك في الاستمرار في هذه المدرسة وأن تتقي الله ما استطعت.
ونوصي الآباء والأمهات بالحرص على تربية الأبناء على الإسلام وأن يكونوا قدوة لأبنائهم في ذلك وأن يوجهوهم إلى الخير ويحذروهم من الشر، ونوصي أبناء المسلمين بالثبات على دينهم وعدم التنكر له ففيه نجاتهم ولا تغرنهم الحياة الدنيا فهي متاع زائل، فعليهم المبادرة إلى التوبة قبل فوات الأوان، وقبل أن يندموا حين لا ينفع الندم.
وفي الختام نذكر إخواننا المسلمين بأن من لم تكن به ضرورة أو حاجة معتبرة شرعا للإقامة في بلاد الكفر فعليه أن يهاجر إلى بلد مسلم ليقيم فيه ويبعد نفسه وأولاده عن الفتنة وأسبابها.
ولمزيد الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7421، 67120، 10800، 2007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1429(13/2996)
لا تنتفي الخلوة بوجود غير البالغين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للبنت البالغة أن تخرج مع زوج أختها في السيارة لمسافة 2 إلى 3 كيلو، مع العلم بأن أولاد أختها معهم ويبلغون من العمر 5 إلى 6 سنوات؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قررنا في فتاوى سابقة أن ركوب المرأة مع رجل أجنبي عنها في السيارة له حكم الخلوة المحرمة شرعاً ولا بد من وجود من تنتفي به الخلوة، والأولاد لا تنتفي الخلوة بهم ما لم يكونوا بالغين، وبناء عليه فلا يجوز لك الخروج مع زوج أختك إن كان أجنبياً عنك ولو كان معكما الأولاد إذ لا تنتفي بهم الخلوة، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1079، 55550، 25562.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1429(13/2997)
العلاقة بين أجنبيين من خطوات الشيطان ولو لغرض الهداية أو الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أولاً: أشكركم على هذا الموقع الجميل، وأريد منكم أن تعطوني الفتوى التي يرضى عنها الله ورسوله، قبل التزامي بهذا الدين كنت أحب فتاة كثيراً ولكن عندما التزمت تركت هذه الفتاة لأنها من أسرة غير ملتزمة، وهي من أسرة غنية معهم مال كثير يحبون الجاه لكن هي متواضعة جداً ولكن تركتها بصعوبة جدا فما طال الوقت إلا وزاد حبي لها فعدت من جديد أتكلم معها ولكن بشرط على نفسي أن لا أتكلم معها إلا عندما تكون أختي جالسة بقربي حتى لا تصبح خلوة وأيضا لا أراها إلا على الإنترنت أتكلم معها فقط، قليل قليل ما ألتقي معها صدفة أكيد لا أذهب لألتقي معها مستحيل صدفة يعني ما أراها وأسلم عليها أيضا حتى الآن لم أقل لها إني أحبها ولكن من الأكيد أنها تعلم ذلك، بطريقة المعاملة مع بعضنا ضمن الشرع، وأنا لا أريد أن أقول لها إني أحبها أو أن أنوي خطبتها إلا إذا التزمت بدين الله وأسعى لأن أهديها على يدي بإذن الله فإن اهتدت فأنوي خطبتها وإلا سأتركها فماذا تنصحونني أسعى لأن أهديها قبل أن أقول لها إني أحبها أم بعد، علما بأني إن شاء الله أريد أن أخطب قريبا إن كان نصيب بيني وبينها فماذا تقولون هل عملي هذا يغضب الله، ماذا يا أهل العلم أفتوني آجركم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يقر الإسلام علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة، يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، والكلام مع الأجنبية إنما يكون للحاجة المعتبرة شرعاً مع الحفاظ على الجدية والاحتشام والبعد عن الخلاعة والليونة في الكلام.
فما تفعله من محادثة تلك الفتاة بالهاتف أو عبر الشبكة هو أمر مخالف للشرع، لما يترتب عليه من مفاسد وما يشتمل عليه من تعريض للفتن، فالذي نوصيك به أن تقطع علاقتك بهذه الفتاة، وإذا أردت دعوتها للالتزام فلا يكون لك بمحادثتها بنفسك، وإنما يمكنك الاستعانة بأختك أو غيرها من محارمك، فإن تابت وصارت ملتزمة بالشرع فلتتزوجها، وإلا فابحث عن ذات دين وتزوجها، واعلم أن الخير في اتباع الشرع ومخالفة الهوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1429(13/2998)
احتجاب المرأة عن أقاربها الذين ربتهم وهم صغار
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي أبناء عم قمت برعايتهم وهم صغار والآن كبروا وعمري 40سنة هل أتحجب عنهم، وما حكم تقبيل يد رجل كبير في السن وهو غير محرم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان أبناء عمك قد كبروا بمعنى أنهم صاروا بالغين أو قاربوا البلوغ فقد وجب عليك ارتداء الحجاب بحضورهم كلا أو بعضا، أما من كان منهم غير بالغ ولا مراهق للبلوغ فلا يجب الاحتجاب بحضوره.
وراجعي الفتوى رقم: 30063، والفتوى رقم: 109711.
ولا يجوز للمرأة مصافحة الأجنبي أحرى أن تقبله، إلا أن بعض أهل العلم استثنى من ذلك مصافحة الأجنبي الكبير في السن بشرط أمن الفتنة من طرف الاثنين معا، فإن خيفت فتنة من أحدهما حرمت المصافحة.
وراجعي في الفتوى رقم: 31780.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1429(13/2999)
حكم خلوة الطيار بمساعدته الأجنبية عنه في قمرة القيادة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو إجابتي بكل وضوح وشكرا أعمل قائداً للطائرة في إحدى شركات الطيران. الشركة قررت توظيف مساعدات طيارين نساء. قمرة القيادة يجب أن تكون مقفلة ولا تفتح إلا من قبلي أنا وذلك لضمان أمن قمرة القيادة من العابثين. أي أنني والمساعد أو المساعدة نكون لوحدنا في قمرة القيادة المقفلة أثناء الطيران. معظم المساعدين من الذكور وبذلك فإنني لن أضطرّ للعمل مع مساعدة أنثى إلا لأيام متفرقة قليلة في السنة، مع العلم بأنني أستطيع مبادلة رحلاتي مع طيارين آخرين قبل موعد الرحلة بأيام، ولكن أحياناً في ظروف استثنائية يتم تبديل جدول رحلتي قبل الرحلة بوقت قصير وحينها قد يحدث أن يكون المساعد على تلك الرحلة امرأة، ولكن هذا يحدث نادراً، ولا تسمح قوانين الشركة بأن أطلب عدم العمل مع مساعدة امرأة لأنها ترى في ذلك تمييزاً ضد المرأة. فهل يجب علي ترك العمل مع أن احتمال طيراني مع مساعدة امرأة ضعيف جداً. وإذا ترك الصالحون (ولا أدعي بأني منهم) العمل في شركات الطيران، ألن يكون ذلك تركاً للساحة ليملأها غير الصالحين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فضابط الخلوة كما صرح به بعض الفقهاء أنه اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، ومن المتفق عليه أن هذه الخلوة بامرأة أجنبية محرمة شرعا، والأجنبية هي من ليست زوجة ولا محرما، والأصل في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أن الخلوة بالأجنبية محرمة، وقالوا: لا يخلون رجل بامرأة ليست منه بمحرم ولا زوجة, بل أجنبية، لأن الشيطان يوسوس لهما في الخلوة بفعل ما لا يحل, قال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. وقالوا: إن أم بأجنبية وخلا بها, حرم ذلك عليه وعليها اهـ.
وقد سبق بيان ذلك، وأن أهل العلم المعاصرين قد حرموا انفراد المرأة بالأجنبي في السيارة والمصعد الكهربائي، والخلوة بالطبيب والمدرس، وجعلوا هذا من الخلوة المحرمة أو في حكم ذلك، وانظر في الفتوى رقم: 60438، كما سبق بيان حكم خلوة الموظف مع الموظفة الأجنبية في مكان العمل في الفتوى رقم: 99790.
وفي الصورة التي هي محل السؤال يزيد الأمر نكارة لما هو معلوم من التبرج الفاحش للنساء اللاتي يعملن في مجال الطيران. وأنهن يسافرن بغير محرم، وفي الغالب يكون فيهن شيء كبير من الخلاعة والمجون، وقد يكن غير مسلمات أصلا، وهذا كله يتأكد به على السائل الكريم أن لا يعرض نفسه للفتن ولو احتمالا، وقد سبق التحذير من فتنة النساء في عدة فتاوى، منها الفتوى رقم: 35047، كما سبق التحذير من سفر الأجنبي مع الأجنبية في الفتوى رقم: 43199.
فهذا العمل الذي لا يمكن فيه اجتناب المحرمات ـ لا يجوز شرعا.
وأما قول السائل الكريم (إن ترك الصالحين للعمل في شركات الطيران يعني تمكين غير الصالحين منها) . فليس بصحيح، فإننا لم نحرم العمل في مجال الطيران، بل حرمناه في الظروف المذكورة في السؤال، والتي تعني وقوع المسلم في أمر منكر، وارتكابه للحرام، وتعريض نفسه للفتن. وأما غيرها من شركات الطيران الخالية من هذه المنكرات فلا بأس بالعمل بها. فالصواب أن نقول: إن ترك الصالحين للمجالات المحرمة في العمل يعني تمكين غيرهم منها. وهذا ليس بمستغرب ولا مستهجن، بل هو اللائق بكل منهما؛ إذ إن الذي لا يعتني بحل مكسبه ولا يلتفت لحاله مع ربه، لا يستغرب منه ارتكاب مثل هذه المحرمات.
وأما الصالحون فلا، ويمكن لمزيد الفائدة مراجعة الفتوى رقم: 19565، وعلى أية حال فنحن مطالبون بتطويع أحوالنا لتوافق شريعة الله، وأما تطويع الشريعة لتوافق الأهواء أو الآراء أو الظروف فهذا لا يحل في دين الله، وقد خاطب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ {الشورى: 15} .
وقال تعالى: فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {القصص: 50} .
وقال عز وجل: أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ {محمد:14} .
وقال تبارك وتعالى: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ {المؤمنون: 71} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1429(13/3000)
حرمة النظر إلى عورات الكافرات
[السُّؤَالُ]
ـ[اطلعت على أحد البرامج التعليمية وكان عن (حدود العورة) . وقال بأن عورة الكافرة هي السوأتان والثديان فقط فهل هذا الكلام صحيح.؟ وما هود دليل حدود عورة المرأة غير المسلمة في المذاهب الأربعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكفارُ مخاطبون بفروع الشريعة عند جماهير العلماء أي خطاب عقاب في الآخرة بمعنى أنهم يحاسبون عليها في الآخرة، وإن كانوا لا يطالبون بها في الدنيا حال كفرهم، ودلائل ذلك كثيرة ومنها قوله تعالى في حق الكفار الذين يجيبون أصحاب اليمين عن سؤالهم: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ {المدثر 42 – 47} ، وعلى هذا فالمرأةُ الكافرة التي تكشفُ من بدنها شيئاً مما لا يحلُ للمسلمةِ كشفه يزدادُ إثمها بذلك، وتُعاقبُ عليه في الآخرة كما تُعاقب على ترك الصلاة والحض على طعام المسكين بنص الآية.
هذا فيما يخصُ الكافرات في أنفسهن، أما ما يتعلقُ بهذه المسألة في حق المسلمين فالواجبُ الجزمُ بحرمةِ النظرِ إلى عورات الكافرات فإن الآيات والأحاديث الآمرة بغض البصر لم تفرق بين مسلمةٍ وكافرة، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور 30} وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرَ من سأله عن نظر الفجأة أن يصرف بصره، ثم إن المعنى الذي لأجله مُنعَ من النظر إلى عورة المسلمة موجودٌ في الكافرة وهو سد ذريعة الفتنة وغلقُ باب الشر، وقد استفتى سعيدُ بن أبي الحسن أخاه الحسن في أمر نساء الأعاجم اللاتي يكشفن صدورهن ورؤوسهن فقال له الحسن (غُض بصرك) ، ولا خلافَ بين العلماء في أن النظرَ إلى النساء بشهوةٍ ممنوع سواءً كن مسلمات أو كافرات جاء في الموسوعة الفقهية (26 / 269) : إذا كانت المرأة أجنبيّةً حرّةً فلا يجوز النّظر إليها بشهوة مطلقاً، أو مع خوف الفتنة، بلا خلاف بين الفقهاء. انتهى.
وفي (26 / 270) : هذا، وقد اتّفق الفقهاء على أنّ النّظر إلى المرأة بشهوة حرام، سواء أكانت محرماً أم أجنبيّةً عدا زوجته ومن تحلّ له. وكذا يحرم نظر الأجنبيّة إلى الأجنبيّ إذا كان بشهوة. انتهى.
والنظر إلى هذه العورات الغليظة لا ينفكُ عادة عن الشهوة، فالواجبُ الحذر من أمثال هذه الفتاوى الضالة التي تفتحُ على الناس أبواب الشر، وتجرئهم على تعدي حدود الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو الحجة 1429(13/3001)
حكم مشاهدة صور الجماع (كاريكاتير)
[السُّؤَالُ]
ـ[هل مشاهدة صور الجماع (كاريكاتير) حلال أم حرام؟ وشكرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز مشاهدة صور الجماع سواء أكانت حقيقة أو برسوم لما تؤدي إليه من الفساد وتدعو إليه من الرذيلة، وقد قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون {النور:30} وقال: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}
وعدم قربانه إنما يتحقق بترك الوسائل والأساليب المفضية إليه، ولاشك أن مشاهدة تلك الرسوم يثير الشهوة ويحرك كوامن الغريزة، ويقرب من الزنى إن لم يوقع فيه.
وللفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 30454، 3605، 10299، 109421، 19248.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1429(13/3002)
ثمرات ثقة المرأة العمياء بالرجل الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[والله يعجر لساني عن شكركم على هذا المجهود الرائع.. بارك الله فيكم وجمعنا وإياكم في جنات الفردوس إن شاء الله، شيخي أنا حصلت معي قصة كالتالي: أنا أعمل حاليا في شركة خاصة فيها العديد من الموظفين معظمهم من الرجال ولكن مكان مكتبي مع النساء.. المهم أن هناك شخص أبدى إعجابه بي وبأخلاقي وأنا أبادله نفس الشعور ولم أكن أعرف أنه مسيحي إلا في وقت متأخر.. هو كان كثيراً يلح علي بالخروج معه أو الجلوس مع بعضنا طبعا بوجود الآخرين وقد حصل له ما أراد ولكن من دون الوقوع في المحظور، سؤالي (هل هذا يعتبر زنا لا سمح الله؟ ... أنا جداً نادمة على هذه الأفعال ومحتقرة نفسي على هذه الفعل كيف سأقابل ربي بهذه الأفعال وكيف سيكون رد فعل أهلي لو عرفوا بذلك وهم الذين أعطوني الثقة العمياء ولم يبخلوا علي بأي شيء مهما كان كبيراً أو صغيراً ... شيخي أنا نادمة جداً وحالتي فعلا سيئة أعيش في صراع نفسي ولقد تبت لله تعالى ونادمة على فعلتي فأرجوك أرشدني إلى كيفية التوبة النصوح حتى لا أقع فيما حرمه الله.. أنا أهلي متمسكون جدا بالدين ومحافظون وأنا خجلانة من نفسي وأنا جالسة معهم وهم لا يعرفون ما فعلت ... فأرجوك أرشدني إنني ضائعة وخائفة جداً من عذاب ربي ولا أريد أن أغضبه؟ وشكراً جزيلاً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على إعجابك بموقعنا ونسأل الله تعالى أن يسخرنا وإياك لخدمة ديننا.. واعلمي أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها سواء كان مسلماً أم كافراً، فإن مثل هذه العلاقات من أسباب الفساد، ولعل ما وقع لك مع هذا الرجل خير شاهد على هذا، وهذا الفعل الذي حدث إن كان من مقدمات الزنا فهو من جملة الأفعال التي أطلق عليها الشارع أنها زنى، ويأثم الإنسان بسببها ولكن لا تصل إلى درجة الزنا الذي يوجب الحد وهو الوطء في الفرج، وينبغي أن تحمدي الله كثير أن الشيطان لم يوقعك مع هذا الرجل في الزنا الموجب للحد.
وقد أحسنت بالندم على ما فعلت، واجعلي من هذا الندم توبة نصوحاً مستوفية الشروط، وقد بينا هذه الشروط في الفتوى رقم: 5450.
وعليك بالإكثار من الطاعات وعمل الصالحات ومصاحبة النساء الصالحات.. واعلمي أن أفضل شيء للمرأة قرارها في بيتها، فذلك أسلم للعاقبة، فإن لم تكن بك حاجة للعمل فننصحك بلزوم بيتك، وإن كانت بك حاجة للعمل فابحثي عن العمل في مجال لا تختلطين فيه بالرجال، فإن لم تجدي ولم يكن بد من البقاء في هذا العمل فاحرصي على الحزم فلا يكن منك حديث مع رجل إلا للحاجة وبقدر هذه الحاجة مع مراعاة الضوابط الشرعية، ونوصيك بالحزم وعدم التهاون، وراجعي في ضوابط عمل المرأة الفتوى رقم: 3859.
وننبه إلى أمر أخير وهو المبادرة إلى الزواج إن لم تكوني ذات زوج، واحرصي على اختيار الزوج الصالح ليعينك على أمر دنياك ودينك، علماً بأنه يحق شرعاً للمرأة البحث عن زوج صالح وعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها بشرط مراعاة الآداب الشرعية.
وراجعي الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1429(13/3003)
مشاهدة المنكرات يحبط الأعمال الصالحة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي يحب السهر على شاشة التلفاز ولأوقات متأخرة لحين قبل صلاة الفجر، وكثيرا يحب أن أسهر معه، ولكني لا أستطيع بحكم أني أداوم على صلاة الفجر، وإذا سهرت لا أصحو نهائيا للصلاة. وإني مستعدة للسهر معه وقتا مناسبا ولكن بعد ذلك أذهب وأنام قبله.
زوجي يسهر على شاشة التلفاز وعلى برامج إباحية لحد كبير، ويحب حضور الأفلام التي تثيره ويحب رؤية النساء إلى حد لا يتصوره العقل وبالصدفة إحدى المرات صحوت في منتصف الليل فوجدته يتابع برامج جنسية مثيرة إلى حد لا يعقل، مع العلم أني غير مقصرة معه نهائيا من هذه الناحية بدليل أنه يعترف بذلك.
فكيف السبيل على تغيير اتجاه زوجي؟ وهل أتعرض للإثم إذا رفضت السهر معه على هذه الأفلام؟ وقد تحدثت معه كثيرا عن حرمة هذه الأفلام ولكنه ينعتني دوما بالمتشددة في الدين.
وهل النظر لهذه الصور والأفلام مما يهدم الحسنات؟ حديث الذي يأتي بحسنات كالجبال فيجعلها الله هباء منثورا لأنهم إذا اختلوا بحرمات الله انتهكوها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى إله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة هذه الأفلام من المحرمات, بل هي من كبائر الموبقات, لاشتمالها على كثير من المنهيات لاسيما مشاهدة عورات الأجنبيات, وهذا لا يجوز إلا في الضرورات, وقد سبق بيان حكم ذلك بالتفصيل في الفتاوى رقم: 3605، 77157، 2778
ولا يجوز لك أيتها السائلة أن تطيعي زوجك إن هو طلب منك مشاركته في هذه الآثام؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف, وقد علم من دين الإسلام بالضرورة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , فلا إثم عليك من هذا الامتناع بل لك فيه الأجر إن شاء الله.
والواجب عليك في ذلك هو استدامة النصح لزوجك, وتذكيره بحرمة هذه المنكرات، وأنها مما تغضب الله وتوجب غضبه ومقته, فإن لم يستجب فيمكنك أن تستعيني عليه ببعض أهل العلم والخير الذين ينصحونه ويبينون له خطورة ما يفعل, وأكثري من الدعاء له بظهر الغيب فرب دعوة فتحت لها أبواب السماوات يغير الله بها أحواله إلى أحسن حال.
ولا شك أن مشاهدة هذه المنكرات قد يؤدي والعياذ بالله إلى حبوط الأعمال الصالحة, وهدم الحسنات , قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ {محمد:33} .
جاء في تفسير القرطبي: ولا تبطلوا أعمالكم أي حسناتكم بالمعاصي، قاله الحسن, وقال الزهري: بالكبائر. ثم قال القرطبي رحمه الله: وعن أبي العالية: كانوا يرون أنه لا يضر مع الإسلام ذنب، حتى نزلت هذه الآية فخافوا الكبائر أن تحبط الأعمال, وقال مقاتل: يقول الله تعالى: إذا عصيتم الرسول فقد أبطلتم أعمالكم. انتهى.
وأيضا كما ذكرت فقد جاء في الحديث عن رسول الله: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا، أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 111170، 99370، 98196، 77157.
والله اعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1429(13/3004)
ما يلزم البنت إذا تحرش بها قريبها في صغرها
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد تعرضت وأنا في سن 10 إلى تحرش جنسي من قبل شخص قريب لنا ولم أكن افهم ما يعني ذلك في ذلك الوقت لذلك لم أقدر أن أقول لأحد حتى هذه اللحظة ولا أدري ماذا أفعل. عندما أشاهده أحس بضيق شديد لا أدري ماذا أفعل أريد نصيحة لي؟ وهل أذهب واستفسر لماذا فعل هكذا أم ماذا؟ والفتوى الشرعية وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان ما تعرضت له قد حدث لك دون سبب منك، فلا حرج عليك، وإنما الحرج والإثم على من فعل بك هذا، إلا أن يتوب توبة نصوحاً.
وينبغي لك أن تستري على نفسك فلا تخبري أحداً بذلك، ولا تذهبي لذلك الشخص وتسأليه عما فعل، وإنما عليك أن تحافظي على نفسك بالتزام الحجاب وتجنب الخلوة والاختلاط المحرم بالرجال، وعليك بالسعي لكل ما يقربك إلى الله ويقوي صلتك به.
ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بالموقع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1429(13/3005)
الترهيب من علاقة المرأة بالأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد نصيحتكم بالموضوع التالي أختي طالبة صيدلة في السنة الأخيرة عندها تدريب وهي تتدرب عند جارنا وهو متزوج وشكله الظاهري أنه على دين وخلق ولكن للأسف أجده تجاوز الحد في التعامل مع أختي أي أنه يكلمها على الجوال بحجة العمل ويكلمها على الايميل وعندما قررت مراقبتها على الايميل وجدتهم يتحدثون بأمور عامة ليس لها علاقة بالعمل وأختي تحكي له كل ما يحدث عندنا بالبيت كل صغيرة وكبيرة إضافة إلى أنني سألتها هل تتحدثين معه على الإيميل قالت لا أنا لا أحدثه وكذبت فهي فعلا تتحدث معه وكثيرا ما نصحتها ولكن دون جدوى أشعر أنها متعلقة به ولا تريد الزواج من أي خاطب يتقدم لها وهو أعطاها مفاتيح الصيدلية لتأتي وقت ما تريد وتفتح الصيدلية وقت ما شاءت ويقول لها تجاهلي المحاضرات المهم أن تأتي للصيدلية على الرغم من أننا خصصنا لها يوما واحدا فقط للتدريب عنده إلا أنها تداوم عنده دواما أكثر من دوام الموظف العادي وتنتهز أي فرصة للذهاب إلى الصيدلية أخبرت والدي ولكن دون فائدة أريد أن أطلب منهم أن يمنعوها عن المجيء عنده أو أبعث شخصا له ولكن دون مشاكل. فماذا تنصحونا أن نفعل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ما تفعله أختك من علاقة بهذا الرجل الأجنبي إنما هو من المنكرات التي حرمتها الشريعة المباركة، وكان الواجب على والديك إذ أخبرتهما بما يحدث أن يمنعا أختك عن غيها وانحرافها، فذلك مما يجب عليهما، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها ... متفق عليه.
ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تضييع الأمانة التي أعطاها الله للآباء والأمهات، فقال: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه مسلم. وإن المسؤولية على والد الفتاة أشد للأدلة السابقة، ولقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6} ، وإن سكوت الأب عن هذا مع علمه به ليجعله من أهل الدياثة الذين أخبر عنهم الصادق المصدوق أنهم لا يدخلون الجنة فقال: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد وصححه الألباني. وجاء في بعض روايات الحديث: قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله. جاء في فيض القدير: قال ابن القيم: وذكر الديوث في هذا وما قبله يدل على أن أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له. انتهى.
هذا وإن الواجب عليك ما يلي:
أولا: أن تكثري من نصح أختك ففي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. وفي صحيح مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فعلى المسلم أن ينصح لأخيه المسلم كما ينصح لنفسه، فإذا رآه مقدماً على أمر يضره في دينه أو دنياه فعليه أن يبين له ذلك بأسلوب حكيم نابع من خالص النصح.، وأن تخوفيها بالله وباطلاعه على عباده، وأن عذابه أليم وأخذه شديد، وأن لذة الدنيا في الحرام لتنقلب على صاحبها حسرة وندامة في القبر ويوم القيامة.
ثانيا: كرري إعلام والديك بهذا، واستحثيهم على أخذ موقف متشدد من انحراف أختك، وذكريهم أن التساهل في مثل هذه الأمور يعود عليهم بضياع الدين وفضيحة الدنيا، فإن لم يستجيبوا لك واستمروا على موقفهم وتجاهلهم، فعليك بمن تتوسمين فيه الخير من أرحامك كالأعمام أو الأخوال، وأخبريهم بما يحدث ليقوموا بالواجب عليهم تجاه هذه الفتاة، ويمنعوها من لقاء هذا الرجل وحديثه، ويمكنهم أن يتصلوا بهذا الرجل ويطلبوا منه قطع علاقته بأختك.
ثالثا: إن أصرت أختك على الاستمرار في هذه العلاقة المنحرفة، فعليك أن تهجريها إن كان هجرك لها يؤلمها ويؤثر فيها، فإن الزجر يكون بالهجر وغيره، كما يجب عليك أن تنكري عليها بقلبك ويتمعر وجهك وتغضبي لله عندما تجدينها على تلك الحال من محادثته أو الاتصال به.
رابعا: أكثري من الدعاء لها بصلاح الحال والبال، فلعل دعوة صالحة تفتح لها أبواب السماء يغير الله بها الحال إلى أحسن حال.
للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 3716، 35893، 52483، 94067.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1429(13/3006)
لا حرج في خروج المرأة من بيتها للمشي ما دامت متحجبة
[السُّؤَالُ]
ـ[بارك الله لكم فى علمكم وزادكم علماً، سؤالي: أنا أقوم بعملية تخسيس بناء على تعليمات الطبيبات، أشتكي من أشياء عديدة مع زيادة الوزن عسى حالتي تتحسن أقوم بالمشي تقريبا أكثر من ساعة فى اليوم ولكني أجد حزنا عندما ينظر لي أحد الرجال أمشي وأخاف أكون على خطأ وأخاف أن أكون أخرج من البيت من غير الضرورة وأكون أحيانا كثيرة صائمة وأخاف أن يؤثر نظر الرجال على صحة الصيام والله أكتب هذا وأنا لست متبرجة أنا ألبس عباءة من الرأس واسعه وقفازين ونقاب طويل لا أظهر عيني فى حالة وجود رجال لو اختفى وجود الرجال من الشارع أظهر عيني فقط لكي أرى نور الصباح وأحيانا أمشي على الكورنيش ويكون كثيرون يمشون من الرجال والنساء ومنهم الكفار مما أخشى أن أكون على خطأ وأحيانا يأتي الهواء فتلتصق العباءه بسبب الهواء وأنا ألبس تحتها بنطلون أسود وعباءة داخلية وفوقهما العباءة من الرأس واسعة فهل يجوز لي ممارسة المشي فأفتوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في الخروج من بيتك لهذا الغرض المذكور في السؤال، ما دمت ملتزمة بالحجاب الشرعي الكامل، ومن ذلك مفهوم قوله تعالى: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ {النور:31} ، وعليك -حفظك الله- بحسن اختيار المكان والزمان المناسبين لهذا المشي، فكلما كان عدد المارة أقل كان أولى، كما ننبهك إلى أن الأولى اجتناب اليوم الشديد الريح الذي تلتصق فيه الملابس بالبدن، وقد قال الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16} ، وننبه أيضاً إلى أن نظر الرجال لا يؤثر على صحة صومك، ويمكنك للمزيد من الفائدة مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16298، 29783، 56894، 106883.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1429(13/3007)
قطع العلاقة بالمرأة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد تعرفت على فتاة عن طريق النت وقد أحببتها كثيرا, وفي يوم شاهدت في منامها أن أباها وهو ميت يلعنها لعنا ولقد كنت حاضرا معها , سؤالي هل سبب اللعنة من أبيها فقط لأنني أتكلم معها وأحبها, وأنا لا أستطيع الزواج منها في الوقت الحاضر فما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بتفسير الرؤى والأحلام ولكن لا يبعد أن يكون في ذلك تحذير لها من الوقوع في مثل هذا المنكر وهو المحادثة عبر النت لغير حاجة معتبرة شرعا فإنها لا تجوز ولا يجوز أيضا أن تكون بينكما علاقة عاطفية فالواجب عليكما التوبة وقطع هذه العلاقة.
ولا ندري كيف عرفت أن هذه الفتاة تصلح لأن تكون لك زوجة بمجرد مثل هذه المحادثة، وإن كانت صالحة وأمكنك الزواج منها فهذا هو الأفضل، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
وإذا كان لا سبيل لزواجك منها الآن لم يبق إلا أن تقطع هذه العلاقة معها بالكلية وأن يذهب كل منكما في سبيله.
وننصحك بأن تستغل الانترنت فيما ينفعك في دينك ودنياك وأن تبتعد عن مثل هذه المحادثات التي قد لا تجني منها إلا الشر والإثم، ومتى ما أمكنك الزواج فبادر إليه، ولا ينبغي أن تقدم على الزواج حتى تستشير من يعرفون الفتاة التي تريد الزواج منها، وما إذا كانت ذات دين وخلق أم لا ثم بعد ذلك تستخير الله تعالى فيها.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 4220، والفتوى رقم: 5707.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1429(13/3008)
حكمة الشرع في تحريم العلاقات المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة قد ضلت الطريق تاهت في صحراء قاحلة وهي أني تعرفت على رجل وأحببته حتى الجنون ونسيت كل المحيطين بي فأخطأت بحق ديني وأهلي ونفسي وكانت النتيجة حمل ثم إجهاض ثم أصبت بانهيار عصبي لا أقدر على التحمل ولا أن أستوعب أني فتاة فاقدة لعذريتها ولراحتها وحاولت الانتحار لأتخلص من عذابي.
أرجوكم انصحوني ما العمل؟ كيف السبيل؟ وأنا أعرف أني لا يمكن البقاء في الحال وخاصة أن هناك من يطلبني لزواج فهل أخبره بما حصل؟ أم أكتم عنه؟ من فضلكم ساعدوني كي أعالج جراحي الدامية وأمسح دموعي الجارية.
الله يخليكم لنا ملجأ ومنجاة دمتم في رعاية الله وحفظه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا أن تتوبي إلى الله تعالى، وينبغي أن يكون في هذا درس وعبرة لك ولغيرك بخطورة التساهل في مثل هذه العلاقات المشئومة بين رجل وامرأة، كل منهما أجنبي عن الآخر، وبهذا يتبين حكمة الشرع في تحريم مثل هذه العلاقات.
وإن كنت فعلا قد أقدمت على الانتحار فالواجب عليك التوبة والحذر من ذلك، فإن كنت ترين أنك الآن في شقاء فسينقلك الانتحار إلى شقاء أكبر، وهو عذاب النار وبئس القرار، فننصحك بالتحلي بالصبر، فلا شك أن هذا ابتلاء، وبالصبر على البلاء تكفر السيئات ويعظم الأجر، وراجعي الفتويين: 10397، 56472.
وإن كنت قد تسببت في هذا الاجهاض فالواجب عليك التوبة، وإن كنت قد باشرت هذا الإجهاض بشرب دواء ونحو ذلك، وكان هذا الإجهاض بعد تخلق الجنين فتجب فيه الدية، كما بينا بالفتوى رقم: 2016.
ويجب عليك أن تستري على نفسك فلا تخبري بأمر هذا الزنا أحدا، ولا تترددي في الموافقة على الزواج ممن يتقدم للزواج منك إن كان صاحب دين وخلق، وإن قدر اطلاعه على الأمر وسألك إن كنت زنيت أم لا؟ فلا تخبريه بالحقيقة، ولا تكذبي عليه ولكن يمكنك التورية في الكلام، بأن تخبريه بأن زوال غشاء البكارة قد يحدث بعدة أسباب كالحيض مثلا. وانظري الفتوى رقم: 113613.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1429(13/3009)
حكم فتح حوار خاص بين الرجل والمرأة على النت
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: أنا صاحب غرف إسلامية وبها خاصية لفتح الخاص أمام الداخلين فهل يجوز لي أن أفعلها أم لا علما بأنه حكي لنا أنه قد يحدث في الخاص بين الإخوان والأخوات كلاما ولا يراه أحد إلا هما فهل يجوز لي أن أفتح هذه الخاصية لأنها تجلب الزوار في الدخول ومنعها قد يقلل عدد الزوار لدينا علما بأننا غرفة إسلامية بها مناهج إسلامية تسمى معهد النصرة الشرعي أفيدونا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان الضوابط الشرعية التي ينبغي توافرها لجواز حوار رجل مع امرأة عن طريق شبكة الإنترنت، ومنها: أن يكون الحوار عبر ساحات عامة يشارك فيها جمع من الناس، وليس حوارا خاصا بين الرجل والمرأة لا يطلع عليه غيرهما، فإن هذا باب من أبواب الفتنة. وذلك في الفتوى رقم: 1759.
كما سبق لنا بيان حكم العلاقات التي لا تنضبط بهذه الضوابط وما يترتب عليها من عواقب وخيمة، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93399، 30548، 8768.
وعليه فإن كان فتح مثل هذه الخاصية مظنة لحصول مثل هذا المحظور الشرعي، فلا ينبغي فتحها، وإن ترتب على ذلك قلة عدد الزوار؛ لأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، ولأن مثل المعهد المذكور في السؤال إنما يُقبِل عليه نوعية معينة من الناس، وهم لا يتأثرون في الغالب بإلغاء مثل هذه الخاصية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو القعدة 1429(13/3010)
حكم حك المرأة الحناء في ثوب الأجنبي غير المتزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
تنتشر عندنا عادة عندما تكون هناك امرأة تتحنى تقوم بإرسال قطعة من الحنى إلى رجل غير متزوج وتقوم بحكها على لباسه وتطلب منه ثمنا لذلك إما أن يعطيها نقودا وقد تكون سببا في علاقة بينهما، ما هو حكم هذه العادة؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العادة محرمة شرعا لما تؤدي إليه من الفساد والوقوع في الحرام، ولا يجوز للرجل إقامة علاقة مع امرأة أجنبية عنه مهما كان غرض تلك العلاقة.
والعادة المحرمة يجب نبذها ومحاربتها، قال محمد مولود اليعقوبي:
والعرف إن خالف أمر الباري وجب أن ينبذ بالبراري
إذ ليس بالمفيد جري العيد بخلف أمر المبدئ المعيد
وحتى إذا لم يترتب على ذلك الفعل علاقة محرمة فإنه يؤدي إلى اختلاط محرم وخضوع بالقول، وربما يحدث لمس أو نظر محرم، وعلى كل فهذه العادة محرمة يجب نبذها والتحذير منها ونحوها من العادات المحرمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو القعدة 1429(13/3011)
اللوم يتوجه لمن لهن علاقات عاطفية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، لم أصادق في حياتي شاباً، لكن صديقاتي يتهمنني بالمعقدة لأنهن لديهن أصدقاء وأنا لا، فأرجوكم انصحوني.. وشكراً.. لقد أرسلت فيما مضى بريداً إلكترونيا خاطئا فأرجو تصحيحه وأرسلو لي الرد على هذا السؤال على البريد الإلكتروني أعلاه؟ وجزاكم الله خيراً..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاكِ الله خيراً على بعدك عن إقامة مثل هذه العلاقات العاطفية فإن إقامة مثل هذه العلاقات أمر محرم ومن شأن أهل الجاهلية، ولست أنت بالتي يتوجه عليك اللوم، بل هؤلاء الفتيات أولى بأن يتوجه لهن اللوم لأنهن قد أتين بما يخالف الشرع، وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 30003، ولا تلتفتي إلى اتهامهن لك بكونك معقدة فلست كذلك، والعبرة بالحقائق لا بالمسميات وهن يقصدن بذلك استفزازك لتفعلي مثل ما يفعلن.. وننصحك بعدة أمور ومنها:
أولا: عدم الاغترار بكلامهن والثبات على الحق فإن في هذا سبيل النجاة، واتباع نهج سبيل هؤلاء الفتيات قد يؤدي بك إلى الهلاك، فينبغي أن تستحضري هذا المعنى فإنه مما يعينك على الثبات، وراجعي الفتوى رقم: 114203.
ثانيا: اجتناب مصادقة أمثال هؤلاء والحرص على مصاحبة الفتيات الصالحات، فالصديق يؤثر على صديقه سلبا أو إيجابا، ولذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وانظري الفتوى رقم: 49072.
ثالثا: المبادرة إلى الزواج والبحث عن رجل صالح ليتزوجك ويمكنك الاستعانة في ذلك بأخواتك المسلمات الخيرات، وراجعي الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو القعدة 1429(13/3012)
حكم الكذب للإعفاء من الرياضة المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة أدرس رياضة الجيم ومطلوب لباس غير محتشم إضافة إلى دخول الشباب علينا واستماع الأغاني وإن لم أمارسها فالمطلوب شهادة طبية وقد أضطر إلى الغش والكذب فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبه السائلة الكريمة إلى أن الدراسة في المدارس المختلطة في الأصل لا تجوز، إلا بشروط وضوابط سبق بيانها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2523، 5310، 31656، وما أحيل عليه فيها، كما أنه يحرم الاستماع إلى الغناء المشتمل على الموسيقى، وراجعي فتوانا رقم: 987.
وكذلك لا يجوز للمرأة بحال ممارسة الرياضة مع الرجال الأجانب سيما إذا اشتملت على كشف العورة وملامسة الأجانب.
فإذا كانت الدراسة تتوفر فيها الضوابط الشرعية المبينة في الفتاوى المحال إليها آنفا، فيجوز لك الدراسة في تلك المدارس دون ممارسة الرياضة.
وإذا كنت محتاجة إلى هذه الدراسة ووجدت إعفاء من الرياضة ولو عن طريق الكذب والغش فلا حرج عليك، بل هذا أمر حسن تؤجرين عليه؛ لأن فعل الرياضة باختلاط الجنسين محرم شرعا، فالسعي في منع وقوع المحرم واجب بكل حال، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 67442.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1429(13/3013)
يتأكد عليك غض بصرك والزواج إن استطعت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متدين لكن أحيانا أنزعج من شيء من نفسي كثيرا في حالة ما رأيت شابا جميلا أو وسيما أشعر أني أنظر إلى امرأة أو ينبغي علي غض بصري عنه أنا متأكد من وجوب غض البصر في هذه الحالة شرعا.
السؤال: هل هذا طبيعي هل كل الناس كذلك، وبماذا تنصحوني لأبتعد عن ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تجده من شعورك عند النظر إلى شاب وسيم بأنك تنظر إلى امرأة، فذلك أمر غير طبيعي، وإنما ذلك لتملك الشهوة من قلبك وطغيانها على نفسك، ويجب عليك غض بصرك حينئذ.
والذي ننصحك به أن تبادر إلى الزواج إذا كنت لم تتزوج، فإن كنت غير قادر على الزواج، فعليك بالصوم مع المحافظة على غض البصر، وعليك بالبعد عن مخالطة أصحاب السوء، واختيار الرفقة الصالحة، التي تعينك على طاعة الله، وعليك بشغل أوقات فراغك بالأعمال النافعة، وممارسة الرياضة المفيدة، مع كثرة الدعاء والاستعانة بالله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1429(13/3014)
تحذير المرأة صديقتها ممن تشعر أنه يتلاعب بها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعرف شابا ولقد كان على علاقة مع فتاة لمدة 7 سنوات ولكنه انفصل عنها بحجة الدين ولأنها غير متحجبة وتقدم لخطبة فتاة متحجبة ولكنها رفضته لأسبابها الشخصية. والآن رجع للتكلم مع الفتاة الأولى وقد قال لها إنه يحبها وإنه لم ينسها. أشعر أنه يتلاعب بها فلو أنه بحق يحبها ويريدها لما كان تقدم لخطبة فتاة أخرى وعندما رفضته رجع لهذه المسكينة. هل علي أن أنبه هذه الفتاة لما فعل هذا الشاب أم علي أن أقف جانبا ولا أتدخل؟ على العلم أنه لا توجد علاقة بيني وبين هذه الفتاه بينما هذا الشاب هو من أصدقائي وأحد معارفي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابتداء لا يجوز لك أن تتخذي أصدقاء من الرجال الأجانب عنك أيتها السائلة، فقد ذكرنا مرارا وتكرارا أن العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي لا تجوز إلا تحت مظلة الزواج الشرعي.
أما سؤالك عن إخبار هذه الفتاة بما تشعرين به من تلاعب هذا الشخص بها فنقول لك: إن كان هذا الشخص قد رجع إلى هذه الفتاة بقصد الخطبة وكنت تعلمين عنه نقصا في دينه أو خلقه أو جرحا في عدالته فعليك أن تنصحيها بتركه، ولا يعد هذا من الغيبة بل هو من النصيحة، فقد جاء في كتاب الأذكار للإمام النووي عند ذكره للمواضع التي تباح فيها الغيبة:.... الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، وذلك من وجوه....إلى أن قال: ومنها إذا رأيت من يشتري عبدا يعرف بالسرقة أو الزنا أو الشرب أو غيرها، فعليك أن تبين ذلك للمشتري إن لم يكن عالما به، ولا يختص بذلك، بل كل من علم بالسلعة المبيعة عيبا وجب عليه بيانه للمشتري إذا لم يعلمه. اهـ
أما إذا كان هذا الشخص سيرجع إلى هذه الفتاة من باب استمرار العلاقة المحرمة معها فقط دون خطبة، فعليك أن تنصحيها أن مثل هذه العلاقات علاقات محرمة يجب قطعها ويحرم الاستمرار فيها، وقد بينا حكم هذه العلاقات في الفتاوى رقم: 14027، 24854، 39443. وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 6082، 20761، 21582.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1429(13/3015)
هل تعتبر المرأة في سن الرابعة والخمسين من القواعد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا ابلغ من العمر 54 سنة أخذت طفلا من دار الأيتام كأسرة بديلة عمره سنتان علما أنني عندي أبناء الأولى عمرها 23 والثانية 21 والولد عمره 17 سنة هل أعتبر بالنسبة للطفل من القواعد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكفالة الأيتام وتربيتهم والإحسان إليهم عبادة عظيمة الثواب، ثبت الترغيب فيها، فنسأل الله تعالى أن يثيبك على فعلك وأن يتقبل منك. واعلمي أن الطفل المذكور قبل أن يصل مرحلة البلوغ لا حرج عليك وعلى بناتك في مجالسته والدخول عليكن، لكن إذا صار بالغا فهو أجنبي منكن تحرم الخلوة به وملامسته، كما يجب ستر العورة بحضوره إذا صار مميزا قبل البلوغ، وعلامات البلوغ تقدم تفصيلها في الفتوى رقم: 10024.
وبلوغ المرأة أربعا وخمسين سنة لا يجعلها من القواعد لأن المقصود بالقواعد هن اللواتي انقطعت شهوة الرجال منهن عادة، ومثل هذا لا ينطبق على السن المذكور في السؤال كما تقدم في الفتوى رقم: 11518، مع التنبيه على حرمة تبني الطفل المذكور وإلحاقه بنسب الأسرة وهو في الحقيقة ليس منها. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 16816. وللفائدة راجعي الفتوى رقم 63990.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1429(13/3016)
حكم نوم المرأة مع أجنبي عنها بوجود محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[حكم النوم عند زوح الأخت مع محرم كالأم، الزوج مع العلم أن زوج الأخت صاحب دين وأن الفتيات أيضا يخشون الله وصاحبات دين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان البيت واسعا بحيث يستقل كل منهما بمكان لا يطلع فيه الآخر على عوراته في نومه أو حركته فلا حرج في ذلك لانتفاء الخلوة بمن ذكرت. وأما إن كان المكان ضيقا كأن يكون بيتا واحدا مشترك المرافق فلا يجوز للمرأة أن تنام فيه مع أجنبي عنها ولو كان معها محرم، إلا للضرورة أو الحاجة الشديدة إلى ذلك مع التحفظ من انكشاف العورات وعدم الاختلاط وغيره مما هو محرم شرعا. قال العبادي في حاشيته: علم جواز خلوة الرجل بالأجنبية مع المحرم، وامتناع مساكنته إياها معه إلا عند تعدد الحجر أو اتساعها بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر.
وللمزيد انظر الفتاوى رقم: 9618، 27683، 69475.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1429(13/3017)
قطع علاقاته الأسرية لتكريس الاختلاط المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي الأكبر كان يعيش معنا منذ الصغر وهو متزوج وكنا نكشف على زوجته وعندما تزوج أخي الثاني توقفنا عن التكشف عليها وعلى زوجة أخينا الأكبر من وقتها، وقام الأخ الأكبر بهجر عائلته بسبب ذلك وقطعت علاقة العائلة به على إثرها فما الوضع المترتب على ذلك وهل من حق الأخ الأكبر إقامة دعوى قضائية بهذا الخصوص وإجبار الأخ بتطليق زوجته لعدم التكشف عليه الذي أدى إلى قطع العلاقة الأسرية بالرغم بأن جميع أفراد الأسرة لا يرون أي مشكله في عدم دخول زوجة أخيهم على الأخ الأكبر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للإخوان أن يكشفوا عن زوجة أخيهم ويروا منها ما لا يجوز للأجنبي رؤيته من الأجنبية لأن زوجة الأخ أجنبية على إخوانه، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمو -وهو أخو الزوج أو قريبه- سئل عن دخوله على الزوجة، فقال: الحمو الموت. متفق عليه.
وهذا تنفير منه وبيان للخطر العظيم من مخالطته.
وبناء عليه فما كنتم تفعلونه سابقا بعد بلوغكم من الكشف ومخالطة زوجة أخيكم الأكبر خطأ يستوجب التوبة إلى الله منه والكف عنه، ولا ينبغي أن يكون ترك الحرام وتصحيح الخطأ سببا في قطع العلاقة الأسرية، فننصحكم ببيان ذلك للأخ الأكبر ليعدل عن قطيعته ويعود إلى رشده فليس له رفع دعوى قضائية لإثبات المنكر والإلزم به لكن الأمور ينبغي معالجتها بحكمة وموعظة حسنة.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1067، 3819، 70981، 102644.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1429(13/3018)
يريد مرافقة خطيبته للجامعة حتى لا تتعرض للمضايقات
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجوك يا شيخ أجبني عن سؤالي ولا تحلني إلى أسئلة أخرى، أنا شاب أدرس في الجامعة أتخرج إن شاء الله بعد سنتين أعيش في مجتمع تجرد من كل القيم والأخلاق حفاظا على ديني وعلى نفسي من الحرام خطبت في عيد الأضحى الماضي بحمد الله فتاة ذات دين وخلق عالية أحسبها على خير ولا أزكي على الله أحداً تدرس في نفس الجامعة التي أدرس فيها وستتخرج إن شاء الله هذه السنة، نسعى جاهدين لإرضاء ربنا والتزام حدوده لكن في المدة الأخيرة حصلت أشياء ولكن نريد أن نعرف حكم الشرع فيها، في يوم من الأيام ركبت الحافلة فوجدتها فيها لأن في بلدنا الاختلاط في كل مكان حتى وسائل النقل فرأيت شابا يريد معاكستها بالرغم من التزام باللباس الشرعي الحجاب والجلباب الأسود الفضفاظ فأصبحت قلقا عليها لأنها تستقل الحافلة يوميا للذهاب إلى الجامعة، فأقنعتها بأن تذهب برفقتي إلى الجامعة وأستقل معها الحافلة وأجلس بجانبها وأنتظرها في المساء خوفا عليها من المضايقات سواء من الأمن لأنه يمنع ارتداء الحجاب في بلدنا أو من الشباب الضائع الذي لا يخاف الله ولا يحترم لا محجبة ولا متبرجة أرجع معها دون الاختلاء بها أو دون التلفظ بأي عبارات عاطفية، لكن في بعض الأحيان أسألها عن حالها وعن أحوال أهلها لكن أغلب الأحيان الصمت حاولت إقناع أهلي بكتابة العقد وحاولت هي كذلك مع أهلها لكن دون جدوى، فما حكم ما نفعله، بماذا تنصحنا، وكيف المخرج؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدراسة المرأة في الجامعات المختلطة أمر ينبغي تجنبه إلا عند الحاجة الشديدة مع الحفاظ على الضوابط الشرعية، من ارتداء الحجاب الشرعي وتجنب الخلوة بالرجال الأجانب، وتجنب السفر بغير محرم، والبعد عن مواطن الفتن ونحو ذلك ...
أما عن سؤالك فإنه ما دمت لم تعقد على تلك الفتاة فهي لا تزال أجنبية عنك، فلا يجوز لك أن ترافقها إلى الجامعة وتجلس بجوارها في الحافلة، فإن ذلك من أبواب الفتنة ومما لا يؤمن معه الوقوع في المحرمات، واتباع خطوات الشيطان.
أما حمايتها مما قد تتعرض له من المضايقات في الحافلة أو غيرها، فذلك واجب على ولي أمرها، فالذي ننصحك به أن تجتهد في محاولة إقناع أهلك وأهلها بتعجيل العقد، وإلى أن يتم ذلك فيمكن للفتاة أن تخبر أهلها بما تتعرض له من المضايقات ليرسلوا معها أحد محارمها في الذهاب والإياب، فإن لم يفعلوا فهم المقصرون.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو القعدة 1429(13/3019)
لا حقوق لتلك الفتاة عليك
[السُّؤَالُ]
ـ[إخوتي في الله القائمين على هذا الموقع المبارك جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.
سؤالي
أنا كنت على علاقة بفتاة وعلاقتنا لم تتعد الهاتف وكانت العلاقة على أني سوف أتزوجها فقد رأيت صورتها ولم أسمع عنها إلا كل خير.
ولكن عندما تيسرت لي الأمور وقررت أن أقدم على الزواج استخرت الله عز وجل وأخبرت عائلتي عنها، فواجهوني بالرفض وأولهم والدتي فأخبرت الفتاة عن الأمر وقطعت علاقتي بها ولكنها استمرت ترسل لي رسائل على الجوال وايميلات ولان قلبي وعدت لها وبعد فترة أخبرتني والدتي عن ما إذا كنت أرغب في الزواج.
فاستخرت الله مرة أخرى وقلت لوالدتي وأختي عنها فواجهاني بالرفض. فأخبرت الفتاة بذلك وعزمت على تركها. وقد تركتها بالفعل واستغفرت الله عز وجل وتبت عن هذه المعاكسات. ولكن الفتاة لم تتركني في حالي وقد أخبرتها أن ما نفعله حرام، ولم ترتدع. وقالت لي سأدعو الله عليك حتى يأخذ حقي منك!!
وقد خفت أن يكون لها حق علي وأنني قد ظلمتها ... ودعوة المظلوم مستجابة.
وأنا ولله الحمد لا أفكر في العودة لمثل هذه الأمور وقد عزمت على الزواج.
1- هل لها حق علي؟
2- ماذا افعل حتى أردعها؟
3- هل أخبر زوجتي في المستقبل عن هذه العلاقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد أحسنت حين قطعت علاقتك بتلك الفتاة، فلا شك أن إقامة علاقة بين رجل وامرأة أجنبية، ولو كانت بغرض الزواج، أمر لا يقره الشرع.
أما عن سؤالك، فإن تلك الفتاة لا حق لها عليك في ترك الزواج منها، لاسيما وقد رفضت أمك زواجها، فإن طاعة الأم مقدمة على الزواج من فتاة بعينها.
وأما عن ردعها، فعليك أن تقطع كل صلة بها، وتسد كل طريق لهذه المعاكسات، ولو احتاج ذلك إلى تغيير رقم هاتفك وعنوان بريدك.
وأما عن إخبار زوجتك في المستقبل بتلك العلاقة، فهو خطأ، وإنما الواجب عليك أن تستر على نفسك وعلى تلك الفتاة ولا تخبر أحداً بذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو القعدة 1429(13/3020)
هل تأثم المرأة إذا قبلها شاب رغما عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[قبلني شاب بغير إرادتي ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حدث لك هذا الأمر من هذا الشاب من غير اختيارك، ولم تكوني متسببة في ذلك بتمكينه من الخلوة بك ونحو ذلك فلا إثم عليك، وأما إن كنت متسببة في هذا بالخلوة ونحوها فإنك تأثمين فتجب عليك التوبة.
والواجب عليك أيضا الحذر من الوسائل التي قد تقود إلى الإغراء بالفتنة كالتبرج والاختلاط المحرم والخلوة ونحو ذلك. ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 14126.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1429(13/3021)
القبلة من الخاطب هل تعد زنا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تعتبر زانية الفتاة التي يقبلها خطيبها علما وأن خطوبتهم علنية ولها شهود من الطرفين إضافة إلى قراءة الفاتحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان المقصود بالخطبة التي حصلت عقد النكاح بأركانه وشروطه من حضور الولي وشاهدين إلى آخر ذلك فإن الفتاة المذكورة صارت زوجة لخطيبها وله معاملتها كزوجة شرعية، ولا تعتبر معاشرتها زنا، وقراءة الفاتحة ليست بشرط في صحة النكاح، وإن كان عقد النكاح لم يحصل بعد فالفتاة أجنبية من خطيبها تحرم الخلوة بينهما أحرى الملامسة والقبلة، ولو كانت الخطوبة معلومة لدى الناس مشتهرة عنهم، وبالرغم من تحريم القبلة بينهما فلا تعتبر زنا بالمعنى الشرعي الذي يقصد به الوطء المحرم والذي يعتبر كبيرة من كبائر الذنوب لكنها تعتبر من زنا الجوارح وهو محرم تجب التوبة من الإقدام عليه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 58250، والفتوى رقم: 104871.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1429(13/3022)
التواصل والخلوة بين الأجنبيين ممنوع في الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[نشأت في أسرة تعتبر فيها العواطف عيباً فلا أذكر أن أمي أو أبي ضماني إلى صدرهما يوما أو أنني سمعت منهما كلمة ثناء أو تشجيع فبدأت أبحث عن العاطفة خارج إطار البيت، تعرفت على شاب أعجبني خلقه وشعرت أنه من أرغب في إكمال حياتي معه وقد أخبرته أنني لم أعتد التعرف على الشبان والخروج معهم, وبعد مدة من تعارفنا اعترف بحبه لي وأنه يرغب أن أكون زوجته في المستقبل, ولكننا في عامنا الجامعي الأول وعلينا أن ننتظر 4 سنوات، لم أتقبل فكرة أن تطول العلاقة الخاطئة كل هذه المدة مع أننا لم نقم بأي عمل خاطئ من الناحية الجسدية، ولكنني بكل بساطة أردت أن تبدأ العلاقة بما يرضي الله لتنتهي بذلك أيضا فعرضت عليه الزواج دون علم الأهل وفعلا أحضرنا الشهود من رفاقنا وتزوجنا شفهيا بقول زوجتك نفسي وقد حددنا مهراً رمزيا، كل هذا حصل من 9 سنوات ولكن استفساري هو: هل هذا الزواج كان صحيحا، مع العلم بأننا لم نتصرف على أساس أننا زوجان بل بقيت العلاقة كأنه خطيبي فقط، وأشير إلى أن زوجي قبل القيام بهذا الأمر سأل شيخ الجامع في منطقته وقال له بصحة هذا الزواج رغم عدم تفضيله لما قد ينتج بحال حصول الحمل، ونحن لم نخف من ذلك لأننا اتفقنا على علاقة خالية من الاتصال الزوجي إلى أن يخطبني من أهلي، عندما أصبح زوجي قادراً أن يفتح بيتا طلبني من أهلي ووافقوا، ولكنهم لم يعلموا عنا شيئا، فكتبنا الكتاب وحدد مهر جديدا ولم يكن رمزيا كالأول، فأي منهما يعتبر حقا لي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعدم وجود الرحمة والشفقة داخل أسرتك لا يبرر ما وقعت فيه من أمور محرمة، فقد ظلمت نفسك وأسخطت ربك بإقامة علاقة محرمة مع شاب أجنبي منك، ولا تقتصر الحرمة على العلاقة الجسدية كالملامسة ونحوها بل مجرد التواصل والخلوة من الأمور المحرمة وطريق للوقوع للفاحشة والعياذ بالله تعالى.
فالواجب عليك أن تبادري بالتوبة الصادقة من العلاقات المحرمة التي أمضيتها مع هذا الشاب، وأكثري من الأعمال الصالحة، وراجعي الفتوى رقم: 37051.
وعقد النكاح الأول الذي حصل بحضور رفقائكما دون ولي مفسوخ شرعاً عند جمهور أهل العلم، أما النكاح الثاني فهو صحيح إذا توفرت شروط صحته، والتي تقدم بيانها في الفتوى رقم: 1766.
وننبه على أن الشفقة على الأولاد والرحمة بهم خلق كريم وليست بعيب، وعدم ذلك يعتبر دليلاً على قسوة القلب والجفاء، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 54227.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1429(13/3023)
البديل الطيب عن الاحتفالات المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن عائلة نعيش في فرنسا. ابنتي نجحت في البكالوريا ولله الحمد وتطالبني بإصرار بإجراء حفل لها بهذه المناسبة تدعو فيه كل معارفنا هنا. السؤال بارك الله بكم: هل إجراء حفل مختلط كهذا يعود علي بالإثم. أم أنه لابأس من تلبية طلبها؟
بانتظار الجواب الشافي، جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك عمل حفل مختلط لها ولا إقرارها هي على فعل ذلك، ويلحقك الإثم إن فعلت، وبيني لها حرمة الاختلاط ومخاطره، واعملي لها حفلا غيره مختلط، تراعين فيه الضوابط الشرعية، ولا تفعلي محرما أو تعيني ابنتك على فعله. فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6} وقال: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ {المائدة:2}
وللفائدة انظري الفتوى رقم: 60178.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1429(13/3024)
عورة الأمة في ميزان الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الراجح في حد عورة الأمة؟ وهل عورتها من السرة للركبة لجميع الناس حتى في الشارع مثلا؟ وما الدليل؟ والأهم هل ورد عن السلف أن إماءهم كانت تسير كاشفة؟ أم أنهن كانوا يمشون متسترات كالحرائر؟ وما التوجيه لجواز انكشافها على عكس الحرة مع أن علة التستر موجودة؟ وكلهن في النهاية نساء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجواب هذا السؤال المهم ينبني أولاً على تصور طبيعة المجتمع في عصر السلف، وأنه يختلفُ كثيراً عن المجتمع في زماننا وخاصة أن الرق لم يعد موجوداً.
ولما كانت الإماء تكثرُ إليهن الحاجة في الاستخدام وأمورِ المهنة، وكنّ مبتذلاتٍ بكثرة الذهاب والمجيء، وكان فرضُ الحجاب عليهن مما يشقُ مشقةً بالغة، كان من رحمة الله بعباده أنه لم يفرض عليهن الحجاب كما فرضه على الحرائر، ودليلُ ذلك النص واتفاق السلف.
قال شيخ الإسلام في الفتاوى: قوله قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} الآية، دليلٌ على أن الحجاب إنما أمر به الحرائر دون الإماء. لأنه خص أزواجه وبناته، ولم يقل وما ملكت يمينك وإمائك وإماء أزواجك وبناتك. ثم قال: {ونساء المؤمنين} . والإماء لم يدخلن في نساء المؤمنين، كما لم يدخلن في قوله {نسائهن ما ملكت أيمانهن} حتى عطف عليه في آيتي النور والأحزاب. ... إلى أن قال: فهذا مع ما في الصحيح من أنه لما اصطفى صفية بنت حيى، وقالوا: إن حَجّبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه، دَلّ على أن الحجاب كان مُختصّاً بالحرائر. وفي الحديث دليلٌ على أن أموّة المؤمنين لأزواجه دون سراريه. انتهى.
وقال كذلك: والحجابُ مختصٌّ بالحرائر دون الإماء، كما كانت سُنّةُ المؤمنين في زمن النبي وخلفائه: أن الحُرَّةَ تحتَجِبُ، والأَمَة تبرُز. وكان عمر إذا رأى أَمَةُ مُختَمِرة، ضرَبها وقال: أتتشبهين بالحرائر؟ . انتهى
ولكن خالف في هذا أبو محمد بن حزم فذهب إلى أن عورة الأمة كعورة الحرة سواء بسواء، وانتصر لذلك في المحلى وأطال النفس بما تحسنُ مراجعته منه، وتابعه على قوله بعض المعاصرين كالشيخ الألباني رحمه الله، وقد يبدو لكَ أن هذا القول أحوط، لكن يرده رداً بينا ما جرت به السنة العملية في عصر السلف.
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: وصلاة الأمة مكشوفة الرأس جائزة هذا قول عامة أهل العلم. لا نعلم أحدا خالف في هذا إلا الحسن , فإنه من بين أهل العلم أوجب عليها الخمار إذا تزوجت, أو اتخذها الرجل لنفسه, واستحب لها عطاء أن تقنع إذا صلت , ولم يوجبه.
ولنا , أن عمر رضي الله عنه ضرب أمة لآل أنس رآها متقنعة , وقال: اكشفي رأسك, ولا تشبهي بالحرائر. وهذا يدل على أن هذا كان مشهورا بين الصحابة لا ينكر , حتى أنكر عمر مخالفته كان ينهى الإماء عن التقنع. قال أبو قلابة: إن عمر بن الخطاب كان لا يدع أمة تقنع في خلافته, وقال: إنما القناع للحرائر. انتهى.
لكن يجبُ أن يقيد هذا القول بما إذا كانت الفتنة مأمونة، وأما إذا خيفت الفتنة ووجدت ذرائع الشر فيتحتمُ حينئذٍ سدها وأمرُ الإماء للحجاب دفعاً للفتنة وهذا من أعظم مقاصد الشريعة، وهذا كلامٌ جيد للعلامة ابن القيم رحمه الله بيّنَ فيه أن الأمةَ إذا خيفت الفتنة بانكشافها وجب عليها التستر قطعا، وعبارته: وأما تحريم النظر إلى العجوز الحرة الشوهاء القبيحة وإباحته إلى الأمة البارعة الجمال فكذب على الشارع , فأين حرم الله هذا وأباح هذا؟ والله سبحانه إنما قال: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم} لم يطلق الله ورسوله للأعين النظر إلى الإماء البارعات الجمال, وإذا خشي الفتنة بالنظر إلى الأمة حرم عليه بلا ريب, وإنما نشأت الشبهة أن الشارع شرع للحرائر أن يسترن وجوههن عن الأجانب, وأما الإماء فلم يوجب عليهن ذلك , لكن هذا في إماء الاستخدام والابتذال , وأما إماء التسري اللاتي جرت العادة بصونهن وحجبهن فأين أباح الله ورسوله لهن أن يكشفن وجوههن في الأسواق والطرقات ومجامع الناس وأذن للرجال في التمتع بالنظر إليهن؟ فهذا غلط محض على الشريعة , وأكد هذا الغلط أن بعض الفقهاء, سمع قولهم: إن الحرة كلها عورة إلا وجهها وكفيها, وعورة الأمة ما لا يظهر غالبا كالبطن والظهر والساق; فظن أن ما يظهر غالبا حكمه حكم وجه الرجل, وهذا إنما هو في الصلاة لا في النظر, فإن العورة عورتان: عورة في النظر وعورة في الصلاة , فالحرة لها أن تصلي مكشوفة الوجه والكفين, وليس لها أن تخرج في الأسواق ومجامع الناس كذلك. انتهى من إعلام الموقعين.
وزاد العلامة العثيمين الأمرَ إيضاحا ونحنُ ننقل كلامه بطوله لنفاسته وسهولة عبارته، قال في شرحه الممتع على زاد المستقنع: الأَمَةُ - ولو بالغة - وهي المملوكة، فعورتها من السُّرَّة إلى الرُّكبة، فلو صلَّت الأَمَةُ مكشوفة البدن ما عدا ما بين السُّرَّة والرُّكبة، فصلاتها صحيحة، لأنَّها سترت ما يجب عليها سَتْرُه في الصَّلاة. وأما في باب النَّظر: فقد ذكر الفقهاءُ رحمهم الله تعالى أن عورة الأَمَة أيضاً ما بين السُّرَّة والرُّكبة، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله في باب النَّظر عارض هذه المسألة، كما عارضها ابن حزم في باب النَّظر، وفي باب الصَّلاة، وقال: إن الأمة كالحُرَّة؛ لأن الطَّبيعة واحدة والخِلْقَة واحدة، والرِّقُّ وصف عارض خارج عن حقيقتها وماهيَّتها، ولا دليلَ على التَّفريق بينها وبين الحُرَّة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنَّ الإماء في عهد الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام، وإن كُنَّ لا يحتجبن كالحرائر؛ لأن الفتنة بهنَّ أقلُّ، فَهُنَّ يُشبهنَ القواعدَ من النِّساء اللاتي لا يرجون نكاحاً، قال تعالى فيهن: {فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} (النور: من الآية60) ، يقول: وأما الإماء التركيَّات الحِسَان الوجوه، فهذا لا يمكن أبداً أن يَكُنَّ كالإماء في عهد الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام، ويجب عليها أن تستر كلَّ بدنها عن النَّظر، في باب النَّظر. وعلَّل ذلك بتعليل جيِّدٍ مقبولٍ، فقال: إن المقصود من الحجاب هو ستر ما يُخاف منه الفِتنة بخلاف الصَّلاة، ولهذا يجب على الإنسان أن يستتر في الصَّلاة، ولو كان خالياً في مكان لا يطَّلع عليه إلا الله. لكن في باب النَّظر إنما يجب التَّستر حيث ينظر الناس. قال: فالعِلَّة في هذا غير العِلَّة في ذاك، فالعِلَّة في النَّظر: خوف الفتنة، ولا فرق في هذا بين النِّساء الحرائر والنِّساء الإماء. وقوله صحيح بلا شكٍّ، وهو الذي يجب المصير إليه. انتهى.
وبهذا التقرير وما ذكرناه لك من كلام أهل العلم ينجلي الإشكال ويرتفع الجدال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1429(13/3025)
الأصل أن النساء لا يختلطن في المساجد مع الرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[على ضوء ما رأيته داخل الأقصى ... اختلاط النساء بالرجال بالصلاة (رجال يصلون وراء النساء بالساحات) لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم من علامات اقتراب الساعة، اختلاط النساء بالرجال أثناء الخروج من المسجد من تتأخر في الخروج من المسجد بعد انقضاء الصلاة حتى يخرج الرجال فتختلط بهم عند المخارج والأبواب، والواجب على النساء المبادرة إلى الخروج فور سلام الإمام، كما أنّ الواجب على الرجال التأخر قليلاً حتى ينصرف النساء، حديث النساء في المساجد، شأنه شأن حديث الرجال، ولا يجوز أن يرتفع الصوت به لغير حاجة وبخاصة الأحاديث في أمور الدنيا، فلم تجعل المساجد لهذا، إنما جعلت للعبادة أو العلم، لا داعي للاختلاط المكان واسع جداً، ومن السهل الفصل بينهم، الاقصى ليس صحن الكعبة، استغفر الله العلي العظيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله يهدينا إلى الصراط المستقيم وجميع المؤمنين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفصل بين الرجال والنساء أمر حسن موافق لمقاصد الشرع، فإن الشرع المطهر يتشوف إلى تقليل الاختلاط بين الرجال والنساء وجعله في أضيق نطاق، فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تركنا هذا الباب للنساء، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وفي عون المعبود: لو تركنا هذا الباب: أي باب المسجد الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلم للنساء، لكان خيراً وأحسن، لئلا تختلط النساء بالرجال في الدخول والخروج من المسجد، والحديث فيه دليل أن النساء لا يختلطن في المساجد مع الرجال، بل يعتزلن في جانب المسجد ويصلين هناك بالاقتداء مع الإمام، فكان عبد الله ابن عمر أشد اتباعاً للسنة، فلم يدخل من الباب الذي جعل للنساء حتى مات. انتهى.
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيراً قبل أن يقوم.
قال ابن شهاب وهو الزهري: فأرى -والله أعلم- أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم. رواه البخاري.
قال السندي رحمه الله في بيان سبب مكثه صلى الله عليه وسلم بعد السلام: أي: ليتبعه الرجال في ذلك، حتى تنصرف النساء إلى البيوت، فلا يحصل اجتماع الطائفتين في الطريق. حاشية سنن ابن ماجه.. والأحاديث في الباب كثيرة.
ولذلك ينبغي أن يكون الرجال في جهة ويكون النساء في جهة أخرى لا يختلط أحدهما بالآخر، وأن تكون النساء مستترات بالستر الشرعي، وأن يغض كل فريق طرفه، كما أن الكلام في المسجد إذا كان برفع الصوت وكان فيه تشويش على المصلين والتالين فإنه يكره وقد يصل إلى حد الحرمة.
قال الإمام النووي رحمه الله: تكره الخصومة في المسجد ورفع الصوت فيه ونشد الضالة. ويؤيد هذا ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثاً، وإياكم وهيشات الأسواق. قال النووي: أي اختلاطها والمنازعة والخصومات وارتفاع الأصوات واللغط والفتن. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1429(13/3026)
حكم خروج المرأة من بيتها بزينة غير مبالغ فيها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل التزين غير المبالغ فيه للمرأة أثناء خروجها حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تتزين عند خروجها لأن الله سبحانه خص زوج المرأة ومحارمها فقط من المكلفين بجواز إطلاعهم على زينتها فقال سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور: 31}
أما غير هؤلاء فلم يرخص للمرأة بإبدائها إلا بما ظهر من الزينة فقال سبحانه: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ. وقد اختلف العلماء في المقصود بالزينة الظاهرة؛ فذهب فريق منهم إلى أن المراد بالزينة الظاهرة هو ما لا يمكن إخفاؤه جاء في تفسير ابن كثير: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه وقال ابن مسعود: كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاناه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكن إخفاؤه ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه. انتهى.
وذهب فريق آخر إلى أن المراد بما ظهر منها هو الوجه والكفان، وذهب بعض العلماء إلى غير ذلك، والرأي الأول هو الراجح. فقد جاء في تفسير ابن الجوزي المعروف بـ زاد المسير: والقول الأول أشبه وقد نص عليه أحمد فقال الزينة الظاهرة الثياب وكل شيء منها عورة حتى الظفر، ويفيد هذا تحريم النظر إلى شيء من الأجنبيات لغير عذر. انتهى.
وعليه، فلا يجوز للمرأة أن تظهر شيئا من زينتها عند خروجها البتة.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 58599، والفتوى رقم: 30457.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1429(13/3027)
تحريم مبيت رجل أجنبي عند المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني ساعدوني في إيجاد الحل.
المسألة هي أن لي جدة وهي تريد العيش وحدها في بيتها بعد وفاة جدي رحمه الله، مع العلم أن لها بنتين متزوجتين وأخوين، والآن هي تستأجر شابا ليبيت معها. سؤالي هو هل يجوز لها القيام بما قلته سابقا، ومن هم المحارم الذين يجب أن تبقى معهم؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي للإنسان أن يسكن وحده للنهي الوارد في ذلك، ففي مسند الإمام أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده. حسنه السيوطي وصححه الألباني، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وقال المناوي في فيض القدير: أن يبيت الرجل ومثله المرأة وحده أي في دار ليس فيها أحد. اهـ، وأقل أحوال هذا النهي الكراهة، وقد نص عليها كثير من أهل العلم، ويتأكد ذلك إن كان الساكن امرأة لضعفها، ولما يخشى من طمع أهل الفساد فيها، وخاصة ونحن في هذا العصر الذي قلَّ الدين فيه، وعمت فيه الفتن وكثر الفساد.
أما ما تفعله جدتك من استئجارها لشاب يبيت معها فهذا حرام لما فيه من الخلوة المحرمة بصريح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني. فعليها أن تتقي الله وتبيت مع بعض ولدها أو يبيتون معها.
أما محارم المرأة التي يجوز لهم الخلوة بها فهم من يحرمون عليها على التأبيد كالأب والجد والابن وأبنائه والأخ وأبنائه وأبناء الأخت والعم والخال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1429(13/3028)
حكم تحدث المرأة مع ابن عمها عبر النت
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب ابن عمي وننوي الزواج ولكن أبي غير موافق ومع ذلك نتكلم على النت نحن الاثنان وأحيانا يخرج منا بعض الكلمات غير المسموح بها إلا لزوج وزوجته، هل في ذلك حرام أو مكروه؟ أرجوكم أفيدوني لكي لا أقع في الحرام فنحن نتعامل مع بعض أحيانا شبه المخطوبين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يقر الإسلام علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا أراد امرأة، يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، والكلام مع الأجنبية إنما يكون للحاجة المعتبرة شرعاً مع الحفاظ على الجدية والاحتشام والبعد عن الخلاعة والليونة في الكلام، فما تفعلينه من محادثة ابن عمك عبر الشبكة هو أمر مخالف للشرع، وإذا كان الكلام بالصورة التي ذكرت فهو محرم بلا شك، فينبغي أن تتوبي إلى الله من ذلك وتنتهي عن المحادثة معه، وتلتزمي حدود الله في التعامل مع الرجال، واعلمي أن ما سلكه ابن عمك معك إنما يدل على ضعف التزامه بالدين ونقص مروءته، فلا ننصحك بالزواج منه وهو بهذه الحال، أما إن تاب واستقام وحسن خلقه، فلا مانع أن تخبري والدك برغبتك في الزواج منه أو توكلي من يخبره بذلك، واعلمي أن الخير كل الخير في الاستقامة على طاعة الله، والصبر ومخالفة الهوى، كما أن في اتباع الهوى، ومخالفة الشرع، خسارة الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1429(13/3029)
العلاقة العاطفية بين الأجنبيين هل تقطع تدريجيا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري قمت من حوالي سنتين بالتعرف علي شاب وقد أحببنا بعضا واتفقت معه على أننا سنظل على اتصال لمدة عدة أشهر حتى نتعرف علي شخصية بعضنا أكثر ثم نقطع هذا الاتصال خشية من غضب الله علينا ونتكلم كل أسبوعين لنعرف أخبار بعض مكالمة واحدة وبعد هذا بفترة نقوم بقطع الصله بيننا نهائيا حتي يسافر ويكون مبلغا من المال لخطبتي وفي هذه الفترة نعرف أخبار بعض عن طريق أخته ... فهل هذا حرام، أنا لم أشأ أن أقطع العلاقه نهائياً مرة واحدة حتي لا نضعف ونعود مرة أخرى لذلك قمت بذلك خطوة خطوة.. وأنا أعلم أن في ذلك بعض الحرمانية، ولكن الله يعلم أن نيتي هو ما أصل إليه في النهاية وهو قطع العلاقه نهائياً.... فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أنك أخطأت من جهتين:
الأولى: من جهة إقامة علاقة عاطفية بينك وبين هذا الشاب، وهذا أمر محرم بلا شك، فالواجب عليك قطع هذه العلاقة فوراً، وكم من علاقة قامت على هذا الأساس وكانت عاقبتها فتنة وشراً وفساداً، والنية الحسنة لا تحسن العمل السيئ، وعزمك على قطع هذه العلاقة في النهاية لا يسوغ لك الاستمرار فيها الآن، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 61255.
الثانية: من جهة ظنك أن هذا الأسلوب يمكن به معرفة حقيقة الشخص، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، فقد يتكلف المرء حسن الخلق والظهور بالمظهر الحسن والسمت الطيب، وواقعه خلاف ذلك، ولذلك كثيراً ما يفشل الزواج الذي يكون سببه مثل هذا الحب الزائف والتعارف الخاطئ، فمن أراد أن يعرف حقيقة دين وخلق الآخر فعليه أن يسأل عنه من يعرفه من ثقات الناس ومن تعاملوا معه وكانوا منه على قرب، وعليه أيضاً أن يستخير الله في أمره، وانظري لذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 50266، 8757.
ثم إننا ننصح بأن لا تكون المرأة على مواعدة مع شاب لخطبتها والزواج منها بعد فترة قد يطول أمدها، فقد يتركها بعد ذلك كله ولا يتزوج منها، فيتقدم بها العمر فيزهد فيها الخطاب، وننبه إلى أنه ينبغي المبادرة إلى إتمام الزواج ما أمكن بأسهل السبل وأيسر المهر، فذلك من أسباب مباركة الله فيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1429(13/3030)
عورة المرأة مع المرأة المسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[الرجاء إرسال فتوى عورة المرأة للمرأة لأنه كثر الجدال هذه الأيام لماذا كانت الفتوى سابقا من السرة للركبة والآن عورتها كعورتها عند محارمها، فهل لكثرة الفتن والشذوذ الجنسي الذي تفشى والعياذ بالله بين النساء أم ما زال الحكم أنه من السرة للركبة ويتجاهل ذلك، أم أن فتاوى القياس تكون حسب الزمان والمكان وتغيراته، فأفيدوني أثابكم الله يا فضيله الشيخ؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 7254، أن عورة المرأة مع المرأة المسلمة من السرة إلى الركبة في قول جمهور أهل العلم، وعند آخرين أن عورتها مع المرأة المسلمة كعورتها عند محارمها، وأن الراجح قول الجمهور، وهذا التعدد في الأقوال هو نتيجة اجتهاد العلماء في فهم النصوص الشرعية، ولا شك أن فساد الناس وانتشار المعاصي له نظر واعتبار عند الفقهاء في اجتهادهم في الأحكام الشرعية، ولذا أمضى عمر رضي الله عنه الطلاق ثلاثاً لما تساهل الناس في شأنه، وأوجب كثير من العلماء -القائلين بأن وجه المرأة ليس بعورة- تغطيته عند فساد الناس ونحو ذلك، كما بيناه في الفتوى رقم: 50794.
فإذا انتشر بين النساء الشذوذ ونحوه فإن القول بأن عورة المرأة مع المرأة كعورتها مع محارمها لهذا الاعتبار ممكن، بل قد يقال ما هو أبعد من ذلك وهو أن عورتها معها كعورتها مع الأجنبي إذا خشيت الفتنة وحصول الفاحشة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1429(13/3031)
حرمة تعمد مس النساء في وسائل النقل العامة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 42 عاما متزوج أخاف الله -عز وجل - وأقوم بكل ما يترتب علي من أركان الإسلام ... مشكلتي أنني أعيش في مجتمع أوروبي، حيث لا مفر من وسائل النقل شديدة الزحام ... حيث إنني عند اقتراب أي فتاة مني وسط هذا الزحام فإن شهوتي تثور ولا أعرف ماذا أفعل، وتسيطر علي مشاعر شيطانية، وغرائز بهيمية وفي النهاية ألتصق بها أو أسمح لها بالالتصاق بي، هذه مشكلتي باختصار وعند الانتهاء فإنني أندم وأتوب وأتحمم وأقول أريد أن أتوب، وأنوي دائما التوبة في نفسي على أن لا أعود لهذه الأعمال إلا أن الشيطان يكون أقوى مني ولا أستطيع ضبط نفسي وأحياناً يكون عندي هاجس أن الله لن يقبل توبتي إلا أن طمعي برحمة الله يجعلني أصمم وأتوب وهكذا، أريد منكم النصيحة هل يقبل الله توبتي، رغم تكرار هذه المعصية كثيراً وإلا ماذا أعمل، وما حكم هذه المعصية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ما تقوم بفعله أمر محرم وخطير، لأنه بريد إلى الزنا، فقد يقودك إلى الوقوع فيه، وقبيح منك أن تفعل هذا الفعل وأنت متزوج، فالواجب عليك أن تتقي الله تعالى وتجتنب كل ما يؤدي بك إلى فعل هذا المنكر، ومن ذلك أن تجتهد في تجنب هذه الوسائل التي فيها اختلاط، وتجتنب مخالطة النساء فيها، وذلك مستطاع لمن استعان بالله تعالى وقويت عزيمته، وتيقن الخطر المترتب على التساهل في مثل هذه الأمور، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 104639.
وأما التوبة فإن رحمة الله واسعة، وتكرر الذنب لا يمنع قبول التوبة، كما ورد بذلك النص الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرناه في الفتوى رقم: 57184، فلا تيأس من روح الله، وفي المقابل لا تأمن مكر الله، إذ ما يدريك أن يكون تهاونك في تكرار هذا الذنب سبباً لسخط الله عليك، فيحول بينك وبين رحمته، واعلم أن الإقامة في بلاد يكثر فيها الفساد وتنتشر فيها أسباب الفتنة في الدين من أعظم الأسباب للوقوع في مثل هذه الأمور، فإن لم تكن بك ضرورة أو حاجة معتبرة شرعاً فننصحك بالهجرة للإقامة في بلد مسلم تستطيع فيه حفظ دينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1429(13/3032)
قياس المسلمة الثوب عند خياطة نصرانية
[السُّؤَالُ]
ـ[بخصوص أخذ قياس الثوب عند نصرانية هل لا بأس من أن تأخذ المرأة مقاسات ثوبها عند امرأة نصرانية، أي تقيس الثوب عليها سواء كان هذا الثوب كاشفا قليلا للجسد أو لا. فهل لا بأس من ذلك أم يجب التستر عنها ولا يحل الكشف أمامها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في حد عورة المسلمة مع الكافرة، فذهب بعضهم إلى أن حكمها حكم المسلمة مع المسلمة؛ فلا يحرم عليها إلا ما بين السرة إلى الركبة.
وذهب بعضهم إلى أنها لا ترى منها غير ما يبدوعند المهنة وهو الأطراف، وذهب بعضهم إلى أنها كالأجنبي معها؛ فلا ترى منها غير الوجه والكفين، وسبق بيان ذلك بالتفصيل وأقوال أهل العلم فنرجو أن تطلعي عليها في الفتوى: 31009، والفتوى رقم: 7254.
وعلى ذلك، فلا يجوز أخذ قياس الثوب عند الكافرة إذا كان يؤدي إلى كشف ما لا يجوز كشفه عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1429(13/3033)
فقدت بكارتها من خلال علاقة بأجنبي بقصد الزواج منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة ابلغ من العمر 25 تعرفت على شاب يبلغ من العمر 37 تعلقت به جدا وقع بيني وبينه الحرام وفقدت بكارتي بدون قصد والله أعلم بما حصل وبعد ما حصل بيننا أخبرني أنه متزوج على أني لم أكن أعلم أنه متزوج أنا في حيرة وندم لا يعلمه إلا الله يريد أن يتقدم لخطبتي وأهلي يرفضون الرجل المتزوج ماذا أفعل؟؟ ولا أريد أن خوض أي عملية وأبدأ حياتي بغش وخداع مع رجل آخر ... أفيدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يقر الإسلام علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، وقد وضع الشرع حدوداً وآداباًُ تحفظ كرامة المرأة وتصون عرضها وتحمي المجتمع من الفساد الأخلاقي، وتحافظ على طهارته، فمن ذلك التزام الحجاب الشرعي الذي يستر بدنها عن الأجانب، ومن ذلك التزام الحياء والاحتشام في الكلام مع الأجنبي عندما تدعو الحاجة المعتبرة شرعاً إليه والبعد عن الليونة والخلاعة.
ولا شك أنك لم تحافظي على تلك الحدود والآداب، مما أوقعك في خطأ عظيم وإثم كبير، بارتكاب الفاحشة وتدنيس العرض، فالزنا جريمة خطيرة لها آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، ولا يهون من شأنها أو يخفف من إثمها دعوى الحب وعدم القصد، فذلك من تلبيس الشيطان وحيل النفس الأمارة بالسوء، لكن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه من تاب توبة صادقة فإن الله يقبل توبته ويعفو عنه.
فعليك بالمبادرة إلى التوبة الصادقة وشروط هذه التوبة:
- الإقلاع عن هذا الذنب فوراً، والابتعاد عن هذا الرجل تماماً.
- استشعار الندم على الوقوع في هذه الفعلة الشنيعة، والإحساس بالحياء من الله الذي سترك بحلمه فلم يفضحك في الدنيا وأتاح لك فرصة التوبة قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.
- العزم الصادق على عدم العودة لهذا الذنب، وذلك بالبعد التام عن مقدماته ودواعيه وعدم مجاراة الشيطان في خطواته.
ونوصيك بالإكثار من الأعمال الصالحة، والحرص على تعلم أمور الدين واختيار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير.
والستر على نفسك فلا تخبري أحداً بما حدث، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وأما عن البكارة فحين تتزوجين لا تخبري زوجك بما حدث، ويمكنك التورية دون الكذب الصريح، ومن المعلوم أن البكارة قد تزول بأسباب كثيرة غير الزنا كالوثبة الشديدة والحيضة الشديدة. وليس ذلك من الخداع المحرم، ما دمت قد صدقت في التوبة.
أما عن رغبة هذا الرجل في خطبتك، فلا يجوز لك الموافقة عليه ولو رضي أهلك، وذلك لكونه فاجراً غير مرضي الدين والخلق، إلا أن يتوب ويصدق في التوبة ويرضاه أهلك.
وتراجع الفتوى رقم: 5047.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1429(13/3034)
تعلقت بغير زوجها وتزوجته بعد طلاقها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المرأة المتزوجة وتتعلق أي تحب رجلا آخر في حياتها الزوجية وبعد مدة تطلب الطلاق من زوجها وبعد الطلاق تتزوج الرجل الذي تعلقت به؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت تلك المرأة بتعلقها بغير زوجها وسعيها للفراق من أجل الزواج به، وأكبر من ذلك إن كانت وقعت مع من تعلقت به في محرم، وعليها أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره.
وأما زواجها بمن تعلقت به وأحبته خلال زواجها الأول فلا حرج فيه إن كان وقع بعد انقضاء عدتها من زوجها الأول.
وإن كان خببها على زوجها الأول وسعى في التفريق بينهما من أجل أن يتزوجها فمن أهل العلم من قال لا يصح زواجه بها معاملة له بنقيض قصده، والراحج صحة النكاح مع الإثم لحرمة التخبيب.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5714، 24376، 7895.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1429(13/3035)
حكم المشي مع فتاة أجنبية للعمل فقط
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أمشي مع فتاة أجنبية للعمل فقط، وليس لغاية، وهل يسمح أن تركب معي في السيارة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود إرسال الرجل والمرأة في مهمات العمل على نحو ما هو شائع في كثير من البلدان فإنه لا يجوز لكونه مدعاة للفتنة والخلوة والوقوع فيما هو محذور شرعاً، وأما إن كان المقصود مجرد مشي الرجل مع الأجنبية في الطرق العامة وأماكن العمل ونحو ذلك مما لا خلوة فيه فهو جائز إذا كان وفق الضوابط الشرعية بأن تلتزم المرأة في ثيابها وحديثها ومشيتها وغيرها بالضوابط الشرعية.
وأما ركوب المرأة مع الأجنبي في السيارة فلا يجوز إذا كانا وحدهما لتحقق الخلوة الممنوعة بذلك، وأما إن كان معهما غيرهما ممن تندفع به الخلوة فلا حرج كسيارات النقل العامة ونحوها، وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1079، 9431، 19862، 1248، 8449، 16856، 54972.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1429(13/3036)
التساهل في العلاقات المحرمة يجر للفاحشة
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي صديق كان بدأ مشوار الزواج مع إحدى الفتيات ولكن دائما يسأل الولد على عقد النكاح أو الخطبة ولكن في كل وقت يتم التأجيل هذا الموضوع من قبل البنت بحجة الخلاف البسيط.ولقد رآها الولد مع شخص آخر مساء وسألها إذا كان هناك شخص آخر في حياتك. ولكن ولم ترد له بأي إجابة قاطعة ولقد قالت له أنت تشك في. فقال لها نعم. ولقد سمعت البنت إشاعات بأن الولد له علاقة مع شخص آخرمن أشخاص آخرين ولكن كان ذلك كذبا والله علم بذلك. ولقد علم (عرف) الولد كانت على علاقة مع شخص آخر. وحين علم (عرف) الولد هذا الموضوع قطع العلاقة معها.
يا إخواني الأعزاء هذه كانت القصة ولكن ما يؤذيني هو الموضوع التالي:
وكان في وسط المشوار لقد فعل علاقة جنسية (أي جامعها) وكان حلف (أي أدى يمينا بالقرآن) لا يلمس إلا زوجته. ولكن ما حكم إذا قطع العلاقة معها. والله إنه كان نيته صافية على الزواج منها.
والآن بدأ مشوارا ما شاء الله مع شخص تخاف مقام ربها وكان تعينه (تساعده) على كل شيء إذا خرج من طريق الله ولقد فعل علاقة جنسية (أي جامعها) وقد قررا على ألا يمسها الثانية حتى يكتب الكتاب. فما حكم هذا أيضا ولقد قاما بشراء بعض الأثاث منزل. فارجو من سيادتكم الرد الشرعية الناصح بالذي قام به هذا الصديق العزيز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن يكون على علاقة مع امرأة أجنبية عنه، والتساهل في أمر مثل هذه العلاقة هو الذي يجر إلى مثل هذا البلاء والوقوع في الفواحش فقطع العلاقة مع هذه الفتاة أو غيرها واجب لأنها أجنبية عليه، وراجع الفتوى رقم: 30003.
فالواجب على هذا الشاب وكل من الفتاة الأولى والثانية التوبة مما وقعوا فيه من الزنا، ولا حرج على الزاني في الزواج ممن زنى بها إذا تابا وحصل الاستبراء كما سبق وبينا بالفتوى رقم: 111435.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1429(13/3037)
تحريم رؤية الأجنبي لشعر المرأة وما فوق الكف من يدها
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو الإجابة على سؤالي: رغم أنه غير متعلق بالصيام ولكن متعلق بالوضوء والصلاة إذا كنت على وضوء وجالسة في المنزل بشعري وبنصف كم أو بشعري فقط ودخل أحد من أقاربي الرجال أو في سني أو من أصدقاء أخواتي فهل هذا ينقض وضوئي أم لا وأنا ما زلت بشعري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتبرج وإظهار المرأة زينتها أمام الأجانب من أشد المنكرات خطراً على الفردِ والمجتمع، وهو ذريعةٌ لشرٍ عظيم، فالتساهلُ في أمر الحجاب مما لا يليقُ بالمرأة المسلمة الحريصةِ على أمر دينها، قال تعالى لنساء النبي صلي الله عليه وسلم وغيرُهن داخلات في الخطاب بطريق الأولى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب:33}
وقال تعالى ناهياً المؤمنات عن إبداء الزينة وآمراً بتغطية الرأس والعنق: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ {النور: 31}
وقد أجمعَ العلماء على أن شعر المرأة عورةٌ لا يجوزُ لأجنبيٍ أن يراه، وكذا ما فوق الكف من يدها فهو عورةٌ بالإجماع، وإنما خلافهم في الوجه والكفين.
فعليكِ أيتها الأخت الفاضلة أن تتقي ربك عز وجل، وأن تحذري من كشف عورتكِ أمام الأجانب فإن ذلك يُعرضكِ لسخط الله عز وجل ومقته، ففي صحيح مسلم من حديثِ أبي هريرة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات. رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة. لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها. وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.
وأما عن أثرِ التبرج على الوضوء فلا أثرَ له في صحته لأنه وإن كان معصية توجبُ التوبةَ والاستغفار لكنه ليس من نواقض الوضوء، وانظري الفتوى رقم: 102687.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1429(13/3038)
حكم محبة الزوجة لرجل آخر متزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة وأحب رجلا متزوجا وبالطبع أخشى الله ولا أريد أن أقع في المعصية ولكن أريد أن أصبر نفسي عنه بأمر وهو أني سألتقي به في الجنة إذا صبرت وعصمت نفسي منه فهل إذا اتقيت الله ولم أخطئ يمكنه أن يكون زوجي في الجنة، أم أن زوجي في الجنة يجب أن يكون هو زوجي الحالي فقط ولا يمكنني أن أتزوج غيره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -أيتها السائلة- أن الحياة الزوجية رباط وثيق، وميثاق غليظ يقوم على الإخلاص في الألفة والمودة والمحبة، التي يكون نتاجها الوفاء والرحمة والسكن والاطمئنان، وقد أباح الله للزوج أن يتزوج أكثر من واحدة بشرط ألا يزيد على أربع نسوة، ولم يبح للزوجة إلا زوجاً واحداً وهذا من حكمة الله تعالى، لأن التعدد يليق بالرجل ولا يليق بالمرأة، وإذا كانت حكمة اللطيف الخبير قد اقتضت ألا يكون للمرأة إلا زوج واحد.. فينبغي لها أن تجعل حبها وقلبها وعواطفها لزوجها وحده، إذ تعلق القلب بغير الزوج معصية للرب، وخيانة للزوج لا يرضاها الله تعالى ولا يقر عليها خلق أو دين، وهي من وساوس الشيطان ومكائده لتفتيت الأسر وهدم كيانها وتقطيع أوصالها.
أما بالنسبة لأمر الجنة فإن الزوج إذا دخل الجنة وكانت زوجته صالحة فإنها تكون زوجته في الجنة أيضاً، لقوله تعالى: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ {الرعد:23} ، وقوله تعالى: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ {الزخرف:70} ..
وإذا تزوجت المرأة أكثر من زوج، ودخل جميعهم الجنة، فالراجح أنها لآخر أزواجها لما رواه البيهقي في سننه أن حذيفة قال لزوجته: إن شئت تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا. فلذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة.
وعلى السائلة ألا تشغل نفسها بأمر الزواج في الجنة بل عليها أن تشغل نفسها بما يوصلها إلى رضوان الله والفوز بجناته من الأعمال الصالحة والقلب السليم النقي من الهوى والشهوات والشبهات، فإن هذا هو ما يوصل العبد إلى رضوان الله ويوجب له سكنى الجنان، فإذا وصل العبد إلى الجنة فليهنأ وليستبشر فإن له فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، جعلنا الله من أهلها بفضله ورحمته.
وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19824، 35957، 31019، 94830.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1429(13/3039)
حكم الحوارات بين الرجال والنساء في المنتديات
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد رأيكم في مسأله هامة.. في إحدى المنتديات الإسلامية تم الإعلان عن عمل حوارات ولقاءات مع شخصيات علي المنتدي منهم طلاب علم، اللقاءات نظامها كالآتي: يتم تحديد اليوم علي المنتدي, ثم يدخل الأعضاء في هذا اليوم ليوجهوا أسئله مباشرة للعضو المستضاف, والأسئله يكون أغلبها شخصية مثل كيف تقضي وقت فراغك؟ ما هي هواياتك؟ كيف نشأت؟ هذه الأسئله توجه من قبل الأعضاء -رجالاً ونساءاً- إلي العضو المستضاف والذي يكون أيضا رجل أو امرأة, وتجعلهم يستشفون شخصية المستضاف ويكونون عنه صورة مثالية إلي حد كبير.. وكما هو المعلوم أن رواد المنتدي منهم شباب وفتيات, ومثل هذه الأسئله إذا وجهها رجل لامرأة قد يفتن بها, والعكس صحيح قمت بالرد عليهم وتوضيح هذه النقطة لهم وقلت إنه إذا كانت لقاءات النساء في منتدي خاص بهن, أي النساء يوجهن الأسئله للعضوة المستضافه في قسم خاص بهن, وبالمثل للرجال, هذا يقلل من الفتن ويغلق بابا من أبواب الشيطان جادلني الشيخ صاحب الموقع وقال إنه إذا فكرنا بهذا المنطق فلا بد أن نغلق الجامعات لأنها سبب للفتن وأيضا ألا يمكن أن يحدث حسد بين النساء في حوارهن مع هذه الفتاة طالبه العلم، إذاً لا نسمح لهن أيضا بالحوار معها لأن درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح، قلت له إن الوضع يختلف لأن فتنة النساء للرجال ثابته وحذر منها الشرع واستدللت بأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم والآية الكريمة (وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) ، وهنا ثار هذا الرجل واتهمني بتحريف القرآن والاستدلال بالآيه في غير موضعها، لأن الآية تتحدث عن الحجاب وأنا أفسرها علي أنها دليل لسد الشرع لمداخل الشيطان بأن أمر خير خلق الله بعد الأنبياء وهم الصحابة وزوجات النبي صلي الله عليه وسلم أنهم إذا طلبوا منهم متاعا أن يكون ذلك من وراء حجاب للحرص علي طهارة قلوبهم! كما أنه قال إن الفتنة لن تأتي إلا للذي يفكر فيها! هذا بالإضافة للأدلة الغير مقنعة التي كان يستخدمها لإقناعي بجواز الاستضافة وتوجيه أسئلة مباشرة شخصية بين الرجال والنساء الدليل الذي استخدمه هذا الشخص علي جواز توجيه تلك الأسئلة بين الرجال والنساء أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يمدح الصحابة ولم يخش علي النساء الفتنة عند سماع مدحهم! كما أن الناس نقلوا سير العلماء والمخترعين ولم يخشوا الفتنة علي النساء أو الرجال! وأنه لو فكرنا بمبدأ الفتنة في كل شيء لوجب علينا إغلاق الجامعات خشية الفتنة وعدم النزول في الطرقات خشية الفتنة! وعندما قلت له إن الاستدلالات في غير موضعها وإني غير مقتنعة كتب لي الآية التالية (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) ، وقال لي هل تعلمين فيمن نزلت هذه الآيات؟ إنها نزلت في المكذبين عندما رأوا كل الآيات والدلائل ولم يؤمنوا بها!! فهل أحد يكذب بانشقاق القمر؟ قلت له إن هنا الوضع يختلف لأني لم أجادلك في أصل من أصول الدين ولا من الأمور المسلم بها, كما أني لم أدع إلي فسق!! أنا دعيت لسد باب من أبواب الفتنة ... قال لي: هل تعلمين أنه هناك من دعا إلي الفصل بين الرجال والنساء في الطواف.. هل هو دعا إلي فسق؟ قلت له لا.. بل دعا إلي بدعة وكل بدعة ضلالة ... وهنا كانت الصاعقة التي ختم بها حديثه ... قال لي: (والله لم يقنعني بعدم جدوي الحديث معكي إلا هذه النقطه ولو رأيتك تقذفين في النار أمامي الآن ما أنكرت عليكي ولا أشفقت!!) والله العظيم هذا ما قاله لي.. لذلك أرجو من سيادتكم ردا على هذا الكلام ليكون حجة عليه وعلى من يتبعونه بغير هدى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحوارات على المنتديات التي يكون الهدف منها التواصي بالحق والتواصي بالصبر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من خصال الخير، يكون الاشتراك فيها من التعاون على البر والتقوى، ومما أمر الله به المؤمنين رجالاً ونساءً، كما قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ {التوبة:71} ، وما كان من أجنبيين أو أجانب فيجوز منه ما كان لحاجة مع الالتزام بالضوابط الشرعية، وعدم الخضوع بالقول، والاقتصار على الحاجة.
وإن كانت المشاركة تؤدي إلى الخضوع بالقول الحرام أو المحادثات المريبة بين الرجال والنساء أو الرؤية لما لا تحل رؤيته، أو تثير شيئاً من دواعي الفتنة فإنها تكون بذلك حراماً، وبهذا يعلم أن للوسائل حكم المقاصد كما قال أهل العلم فإن استعملت في واجب كانت واجبة، وإن استعملت في حرام كانت حراماً، ولا بد من التأكد من أمن الفتنة، فمن خاف على نفسه الفتنة حرم الاستماع والكلام لأن من مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1429(13/3040)
غيرة الزوج المحمودة ليست من باب التضييق في شيء
[السُّؤَالُ]
ـ[عندنا في البلاد سوق مختلطة وفيها ممرات ضيقة يزاحم فيها الرجال والنساء وكلما نهيت زوجتي بأن لا تذهب إلى السوق أتشاجر معها ولا تريد أن تطيعني في ذلك وتغضب علي وتتهمني بأني أضيق عليها في عشرتها ولا تسمح لي غدا أمام الله. أسأل هل أنا أضيق وأظلمها حقا في حقها للخروج لقضاء حوائجها أم يجب علي أن أمنعها أفيدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الأمر كما ذكرت من مزاحمة الرجال للنساء في هذا السوق، فيجب عليك منع زوجتك من الذهاب إليه، وليس ذلك من التضييق عليها، وإنما من الحرص على دينها وكرامتها، ومن الغيرة المحمودة عليها، ومن مقتضى القوامة التي جعلها الله لك، وعليك بوعظها وتذكيرها بما جعل الله لك عليها من الحق، وبما أوجب الله على النساء من التستر والبعد عن مواطن الفتن، وإطلاعها على كلام أهل العلم في التحذير من الاختلاط المحرم، وتعريفها بما كان عليه نساء المسلمين الأوائل من الحياء والبعد عن الفتن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1429(13/3041)
هل يجلس الصائم في بيته ليتحاشى رؤية المتبرجات
[السُّؤَالُ]
ـ[طرقاتنا كلها فتن نساء ... فتيات ... عاريات متبرجات كل على هواه، فما حكم الصائم في ذلك هل يمكث في بيته..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن تبرج النساء من الأمور المحرمة، ومن الأمراض التي تفت في عضد الأمة، نسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم، وأن يعيد إليهم الغيرة المحمودة، وأن يهدي نساء المسلمين، ويرزقهن الحياء والاحتشام.
وقد أمرنا الله بغض البصر، والبعد عن مواطن الفتن، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. {النور:30} كما أمر بالزواج لمن يقدر عليه، وأرشد من لم يقدر عليه بالصوم.
والصوم الذي ينتفع به العبد هو الصوم الذي يحفظ فيه سمعه وبصره عن الحرام، فالذي نوصيك به إن كنت لم تتزوج أن تبادر بالزواج ما استطعت، وأن تحرص على غض البصر، وتتجنب كل ما يثير الفتنة، وتحرص على صحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، مع الاستعانة بالله ودعائه.
أما عن خروجك من البيت المؤدي إلى مشاهدة هذه المنكرات، فإن كان لغير حاجة أو مصلحة، فلا تخرج، وإن كان الخروج لواجب أو مصلحة، فاحرص على غض البصر وأكثر من الاستغفار، ولمعرفة الأسباب المعينة على غض البصر، راجع الفتوى رقم: 36423، والفتوى رقم: 23231.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1429(13/3042)
خطورة التساهل في التعامل بين الفتيان والفتيات
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب فتاة وتحبني وتقدمت لخطبتها ولم أوفق وتواصلت معي أن أكرر المحاولة وكررت المحاولة الثانية وبعد 5 أشهر الثالثة وطوال هذه الفترة لم ألمس حتى يدها ولكن أحدثها في التليفون وبعد هذا كله ونتيجة لذلك فبدأنا في الالتقاء سراً ولأول مرة وفي غفلة وإغواء الشيطان حصل بيننا تقبيل ومداعبة فخفنا من الحرام فكتبنا بيننا عقد زواج دون علم أحد وطلبت منها أن تأخذ المهر فطلبت مني الاحتفاظ به عندي إلى حين موافقة أهلها، ولكن بعد أسبوع تراجعت أنا بعد أن علمت أن هذا لا يجوز وقطعت العقد أمامها ولم أنطق بالطلاق ولضعف النفس أمام الشهوات وإغراء الشيطان بعدها حصلت مداعبات وأحضان وتقبيل وفي آخر مرة وهي المرة الوحيدة حصلت مفاخذة ومس ذكري فرجها ولكن دون أي إيلاج وهي عذراء إلى الآن وأنزلت على فخذها، فهل هذا يعتبر زنا موجبا للحد أم أنها زوجتي، وهل يجب علي أن أتزوجها إن لم تكن زوجتي، وما العمل إذا رفض أهلها مرة أخرى، وما حكم الشرع في ذلك، علما بأني تبت إلي الله وعاهدته على عدم الوقوع في هذا الشيء مرة أخرى، فهل تقبل توبتي وهل التائب من الذنب كمن لا ذنب له وهل سيقبل صيامي وقيامي ويغفر الله لي وما أثر ذلك علي في المستقبل، فأرجو نصحي وإعطائي رأيكم السديد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في توبتك إلى الله تعالى مما اقترفت من معاص مع هذه الفتاة، وما حصل منك معها خير دليل على خطورة التساهل في التعامل بين الفتيان والفتيات، فالواجب عليك الحذر من مثل ذلك في المستقبل، ومن تاب تاب الله عليه وغفر ذنبه بإذنه سبحانه، ونرجو أن يتقبل الله منك صيامك وقيامك.. وما حصل منك من تقبيل ومداعبة لهذه الفتاة ومفاخذة لها ومس فرجك فرجها من غير إيلاج، كل ذلك من المحرمات، ومن تعدي حدود الله تعالى ومن جملة الزنا غير أنه ليس بزنى يوجب الحد، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 8448.
وأما ما قمت به من كتابة عقد بينك وبينها على أنه عقد زواج فلا يعتبر عقد زواج شرعاً، بل هو نوع من التلاعب لا يجوز للمسلم الإقدام عليه، فإن الزواج في الإسلام شعيرة لها أسسها وضوابطها، فلا يصح الزواج إلا بولي وشاهدي عدل، وعليه فلا تعتبر هذه الفتاة زوجة لك فتجب عليك مفارقتها، وانظر لذلك الفتوى رقم: 17568.
ولا يجب عليك أن تتزوجها ولكن إن أمكنك إقناع أهلها بالموافقة على زواجك منها فافعل، فإن لم يقتنعوا فأبحث عن غيرها، فالنساء غيرها كثير، ويجب عليك قطع أي علاقة معها مستقبلاً، وننبه إلى أنه لا ينبغي لأهل الفتاة رفض الخاطب إن كان صاحب دين وخلق كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 998.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1429(13/3043)
لا تنظر لغير من تريد نكاحها
[السُّؤَالُ]
ـ[والله أحبكم في الله
سؤالي هو كلما نظرت إلى فتاة معاقة جسديا أو حتى ذهنيا تمنيت أن أتزوجها وأعوضها عن هذا النقص الذي قد تشعر به فهل هذه النظرات والتمنيات حرام أم حلال مع العلم أني افعل ذلك بدافع الحب الحقيقي والعطف لا بدافع الشهوة الجنسية أو إثارتها أرجو توضيحا من سيادتكم سواء كان ذلك حراما أم حلالا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما النية في ذلك فلا حرج فيها بل هي نية طيبة ومقصد حسن، وأما النظر فإن كان عن غير قصد فلا حرج فيه أيضا، وأما تكرار النظر وإمعانه فلا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه الترمذي وحسنه، لكن إن أردت خطبة امرأة معينة فيجوز لك أن تنظر إلى ما يدعوك إلى نكاحها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. رواه أحمد.
وللمزيد انظر الفتاوى رقم: 7216، 5814، 79610.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شوال 1429(13/3044)
عواقب العلاقة بين الجنسين قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أعزب وتعرفت على فتاة من خلال الانترنت وأحبها وتحبني حبا كبيرا ولكنها خائفة من رفض والدها لو علم، مع العلم أني أقدر على الزواج ولكنها تخاف من مغالاة والدها في طلبات الزواج-أنا أحبها وأتخيلها زوجتي مع العلم أنها ليست بالالتزام الذي أريده ولكنى أنتظر منها الكثير وهي تريد الالتزام أكثر معي-الآن هي اعتذرت عن الزواج منها لأنها يتيمة الأم وتقول إن لديها أختين وتريد الاهتمام بهما وترفض الزواج - ما الحكم في هذا الكلام وماذا أفعل- أتركها وأذهب أو ماذا أفعل مع العلم أنها تريد أن تضحي وتسمي هذه تضحية وأنا أوافقها ولكنى أريدها وأحس أنها لي وليست لأحد آخر -إنني لا أبالغ في كلامي ولكنى أشعر نحوها بميل غريب مع العلم أننا متقاربون جدا في الصفات أو أغلب الصفات -أفيدوني أفادكم الله- وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس في الإسلام ما يعرف بإقامة علاقات بين الشباب والفتيات للتعارف قبل الزواج، بل إن مثل هذه العلاقات تجر مفاسد كثيرة على الفتى والفتاة، من عشق وتعلق وتضييع للأوقات، وقد يجرهما الشيطان إلى ما هو أكبر من ذلك والعياذ بالله، والإنسان المسلم الساعي إلى رضوان الله الملتزم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يطلب إقامة مثل هذه العلاقات قبل الزواج، إنما يطرق البيوت من أبوابها بعد السؤال عن الفتاة وعن أهلها، ثم يخطب خطبة شرعية بعيدة عن الريب والتهم فيجب عليك أخي السائل التنبه لمكائد الشيطان وخطواته.
وطالما قد ذكرت قدرتك على الزواج فإن الذي عليك الآن هو أن تذهب إلى والد هذه الفتاة، وتخطبها منه والرجل بلا شك - إذا وافق - سيراجع ابنته, فإن وافقت الفتاة أيضا فالحمد لله على تيسيره، أما إذا رفضت الفتاة سواء كان رفضها لانشغالها بتربية أخواتها أو لغير ذلك، أو رفض والدها فإنه يجب عليك الانصراف عن هذه الفتاة والبحث عن غيرها، خصوصا مع ما ذكرته من أن تدينها ليس بذاك وقد أوصى الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بنكاح ذات الدين فقال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 9463، 41966، 18297.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شوال 1429(13/3045)
حكم التعارف بين الرجال والنساء عبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا كنت قد بعثت لكم مشكلتي حول تحدثي مع شاب عبر المسنجر واعتباره كأخ لي وإلى الآن لم أتلق أي إجابة حول سؤالي فأرجو الإسراع بالإجابة ... أريد أن أسأل هل يجوز أن أطلب منه أن نتحدث بشرط أن تكون زوجته بجانبه حتى لا تعتبر خلوة والحديث يكون بيننا مشتركا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعارف عبر الشبكة العنكبوتية بين الرجال والنساء غير جائز لما يترتب عليه من مفاسد وما يشتمل عليه من تعريض للفتن، وما يجره من بلاء إلى المجتمع، فتوبي مما سبق واقطعي كل علاقة بالرجال الأجانب، ولا يغرنك الشيطان ويستدرجك بخطواته بدعوى الأخوة أو غيرها، فلا يقر الشرع ذلك، ونوصيك بالحرص على تقوية صلتك بربك، وتجنب أسباب الغفلة، وشغل أوقات فراغك بالأعمال النافعة. وللمزيد من الفائدة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 1072.
ولا فرق في هذا التعارف بين أن يكون بحضرة أناس أو بخلوة لأن الفتنة منه متوقعة على كل حال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1429(13/3046)
طرق نافعة لعلاج مشكلة الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 21سنة غير قادر على الزواج، ولا أحتلم إلا نادراً، حاوت التوبة من الاستمناء مما سبب لي نزول قطرات من المني بدون إرادة خاصة بعد التبول إضافة إلى ارتفاع رغبتي الجنسية، المرجو نصيحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت حين جاهدت نفسك فوفقك الله إلى التوبة من الاستمناء، فهو عادة خبيثة مضرة بالدين والصحة، وهو لا يعالج مشكلة الشهوة كما يتوهم البعض، وإنما العلاج لمن لم يقدر على الزواج، يكون بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصوم، والصوم الذي ينتفع به العبد هو الصوم الذي يحفظ فيه سمعه وبصره عن الحرام.
فالذي نوصيك به هو الصوم مع الحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة والبعد عن كل ما يثير الشهوة، مع الاعتصام بالله والحرص على تقوية الصلة به، وصحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وشغل الفراغ بالأعمال النافعة، وممارسة بعض الرياضة، ولمعرفة المزيد مما يعينك على التغلب على الشهوة وغض البصر نوصيك بمراجعة الفتوى رقم: 36423، والفتوى رقم: 23231.
ونوصيك بالمبادرة إلى الزواج بمجرد أن يتيسر لك ولو مع التنازل عن بعض أمور الدنيا، والتغاضي عن بعض المطالب حفاظاً على سلامة الدين.. والله الموفق
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1429(13/3047)
صبر الفتى عمن يحبها لحين القدرة على الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[ابني في الخامسة عشرة من عمره صارحني بأنه يحب ابنة صديقتي وهي شابة تقربه سنا؛ متحجبة لها أخلاق؛ حين صارحها بحبه لها قالت له بأن لها شروطا لقبول هذا الحب وهي أن لا يقول لها كلاما فاحشا وألا يطلب منها أن تخرج معه لأي مكان وألا يحاول لمسها، قبل ابني بالشروط ولكنهما يلتقيان في جلسات أو لقاءات تربوية ودينية تهم الشباب والشابات في نفس سنهما, ابني يقول بأنه سيظل يحبها هكذا من بعيد إلى حين يصبح قادرا على الزواج منها؛ أعرف أن ابني مراهق ولكن ما حكم الشرع بالنسبة لما يحس به تجاه هذه الشابة. أسألكم بالله أن تشفوا غليلي بجواب شاف إن شاء الله حتى يرتاح ضميري وجعله الله لكم جوابا شافعا يوم القيامة.
آمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الرجل إذا قُذف في قلبه حب امرأة فاتقى الله تعالى وغض طرفه، وكف نفسه عن الحرام حتى إذا وجد سبيلاً إلى الزواج منها تزوجها فلا حرج عليه في ذلك إن شاء الله، بل له أجر الصبر عن معصية الله وكف النفس عن الحرام ونهيها عن الهوى، قال سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبهِ وَنَهَى النفس عَنِ الهَوَى فَإِن الْجَنة هِيَ الْمَأوَى {النازعات40- 41} .
ولذا فإن ما يجده ابنك من حب تجاه هذه الفتاة له حالان:
أولا: أن يكون قادرا على النكاح وتحمل مسؤولياته، ومع ذلك يخشى على نفسه الوقوع في الحرام حينئذ عليه أن يسارع بالزواج, ويمكنكم أن تساعدوه إذا كانت لديكم القدرة على ذلك، ولا تقيموا وزنا للعادات والتقاليد التي جرت بعدم زواج الولد في هذه السن؛ لأن مخالفة العادات أهون من الوقوع في الحرام، واعلموا أن الزواج هو أفضل علاج لما في قلبه من حب لهذه الفتاة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتاحبين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني..
ثانيا: إذا لم يجد سبيلا للزواج من هذه الفتاة فإنه يجب عليه الصبر، ولا يجوز له حينئذ أن يتحدث معها ولا أن يجلس إليها، وهذا ما نص عليه الفقهاء، فقد صرح فقهاء الشافعية بحرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مطمع له فيها. وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها -أي على المرأة الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة.
ولأن هذا أيضا ذريعة لتعلق قلبه بها أكثر وأكثر, وهذا فيه ما فيه من المفاسد، وقد يجر للعشق المحرم الذي يفسد القلب ويضيع مصالح الدين والدنيا ولا يؤمن في هذه الحالة الوقوع في الحرام – عياذا بالله - وخصوصا أنهما في سن المراهقة وهي سن حساسة وخطيرة.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 97377، 94281، 108220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1429(13/3048)
أبواها يصران على إكمالها الدراسة في جامعة مختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك أخت قد تقدّم لها شاب للخطبة والحمدلله كما قالت لي إن من صفاته الدين والأخلاق ولا نزكّيه على الله سبحانه وتعالى ومن كلامها: إني مقبلة على الزواج إن شاء الله، وأدرس بالجامعة، المشكل هو أنني كلمت خاطبي وقال لي بأنه لا يريدني أن أكمل الدراسة وأنا أوافقه الرأي. ولكن أمي تشدد علي بأنه لابد أن أكمل الدراسة وتخبرني أنه إن لم أكمل الدراسة بعد الزواج سوف تقاطعني ولا تكلمني أبدا ... وتقول بأنه يجب أن أمنع الحمل حتى أحصل على الدبلوم. وقد اتفقت مع خاطبي أننا سنخبرهم أني سأكمل الدراسة وسيتم الزواج على أساس ذلك.. ولكن ما إن نعقد حتى أقعد في بيته ... مع العلم أنني إذا أخبرت أمي وأبي أنني أنوي الجلوس في البيت وعدم إتمام الدراسة سيمنعان زواجي حتى آتيهم بالدبلوم مع العلم أن المؤسسة مختلطة وممنوع النقاب أو الخمار والجامعة تتواجد بمدينة أخرى ويتوجب علي السفر والإقامة هناك طيلة الأسبوع ... والله احترت وأخاف بعد الزواج أن تحدث قطيعة رحم بيني وبين أمي بسبب إخلالي بالشرط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه الدراسة على الحال المذكور من كون الاستمرار فيها يقتضي الوقوع في بعض المخالفات الشرعية فلا يجوز لهذه الأخت الاستمرار فيها ولا تجب طاعة الوالدين وتحقيق رغبتهما في إكمال الدراسة، وننصحها بمداراتهما في هذا الأمر، ولا بأس باستخدام بعض العبارات التي فيها نوع من التورية ليقتنعا بإكمالها الزواج، وإن حدث منهما سخط عليها بعد إكمالها الدراسة بعد الزواج فلا إثم عليها في ذلك، ولكن ينبغي أن تجتهد في محاولة كسب رضاهما مستعينة بالله عز وجل في ذلك ثم بمن له مكانة عندهما.
وإن أمكنها الحصول على مكان خال من مثل تلك المنكرات تكمل فيه دراستها برضا زوجها فذاك أمر حسن تجمع فيه بين المصالح وراجعي الفتوى رقم: 31277
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شوال 1429(13/3049)
هل يؤاخذ الصبي بما صدر منه قبل بلوغه
[السُّؤَالُ]
ـ[صديقي قال لي إنه عندما كان صغيرا 14 سنة، قام بمداعبة فتاة, قبلها ولم ير عورتها إلا نهديها ولم يحدث أي اتصال جنسي, وقال إنه لم يبلغ الحلم في وقتها, فهل عليه شيء؟ وهل يعتبر زنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الصبي مرفوع عنه القلم فلا يؤاخذ بما صدر منه قبل البلوغ من نظر ومس للأجنبيات لما في الحديث: رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم. رواه أحمد وأبو داود.
ويتعين عليه بعد البلوغ أن يحمل نفسه على طريق الاستقامة والعفة وأن يبعد عن الخواطر التي تذكره ما سبق لئلا يجره ذلك للهم بالحرام والوقوع فيه.
ويحسن به أن يبادر إلى الزواج فإن لم يتيسر استعان بالإكثار من الصوم. وذلك لحديث الصحيحين: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
وما ذكر في السؤال لو حصل من شخص بالغ فإنه لا يعتبر زنا بالمعنى الأخص الذي يرتب عليه الحد ولكنه زنا بالمعنى الأعم، ففي الحديث الشريف: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي ويصدق الفرج ويكذبه. متفق عليه.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 78970، 73045، 23392.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شوال 1429(13/3050)
صديقه على علاقة بامرأة مع كونه متزوجا وله طفلان
[السُّؤَالُ]
ـ[سوف أدخل مباشرة في الموضوع عندي صديق عمره 32 سنة متزوج وأب لطفلين والمشكلة هي أنه منذ ما يفوق العام وهو على علاقة بامرأة أخرى عشيقة مما أثر على علاقته ليس معي فقط ولكن مع زوجته ووالدته وإخوانه وأخواته، أما أنا فبعد إن كنا كأخوين مدة 6سنوات أصبحنا لا نتبادل سوى التحية الجافة. وبالنسبة لي هدا الشرخ في علاقتي معه لا يهم. الإشكال هو بينه وبين أسرته من جهة وبينه وبين زوجته التي حاولت الانتحار. وقد راسلني أخوه الأكبر لكي أتدخل وأنصحه لكي يعود إلى رشده. ولكن كما أسلفت فإنني لم أعد على علاقة جيدة معه فما هو الحل أثابكم الله وسدد خطاكم فالحالة مستعجلة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحل الأمثل في هذه الحالة أن تقوم أنت أو من ترون أنه من أهل الخير والصلاح بمناصحة هذا الرجل بأن ما يقوم به إنما هو من كبائر الذنوب التي توجب غضب علام الغيوب, فإن الزنا من الكبائر التي يعلم تحريمها كل أحد، وهو محرم في كافة الملل وذلك لما يجلبه على المجتمعات من الأمراض الفتاكة كالإيدز وغيره، ويشيع بينهم البغضاء، ويتسبب في كثير من الجرائم، وبه تختلط الأنساب، وتضيع العفة، وقبل ذلك كله جالب لسخط الله وعقابه.
وقد رتب الله عليه عقوبات شديدة في الدنيا والآخرة. قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا. {الفرقان:698،69} .
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج - فيما رواه البخاري وغيره- رأى رجالاً ونساء عراة على بناء شبه التنور، أسفله واسع، وأعلاه ضيق، يوقد عليهم بنار من تحته، فإذا أوقدت النار ارتفعوا وصاحوا، فإذا خبت عادوا. فلما سأل عنهم؟ أخبر أنهم هم الزناة والزواني.
وهذا عذابهم في البرزخ حتى تقوم الساعة، وقد حذر الله من الزنا بقوله سبحانه: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} .
وعقوبة الزاني في الدنيا هي أنه إذا ثبت زناه عند الحاكم المسلم فيجب أن يقام عليه الحد، وهو جلد مائة جلدة للزاني البكر (الذي لم يسبق له الزواج) وينفى الرجل من بلده عاماً، وأما الزاني المحصن (الذي سبق له وطء زوجته في زواج صحيح) فإنه يرجم بالحجارة حتى يموت، ويستوي في هذا الحد الرجل والمرأة، قال الله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ {النور:2} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، وعلى الثيب الرجم. رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وهذا لفظ ابن ماجه، وينبغي لكم أن تذكروه بحقوق أولاده وزوجته عليه وأن أولاده أمانة عنده وهو مسؤول عنهم أمام الله, والواجب عليه أن يكون قدوة حسنة صالحة لأولاده, لا أن يكون قدوة سيئة لهم فينشؤوون أول ما ينشؤون على المعاصي والذنوب، وأما بالنسبة لزوجته فإنا نوصيها بالصبر عليه واستدامة النصح والتذكير له, فإن لم يرجع عن غيه وبغيه فلها حينئذ طلب الطلاق منه لما يلحقها هي وأولادها من ضرر عظيم , وسمعة سيئة جراء ارتباطها بهذا الرجل.
وأما الانتحار فليس علاجا بل هو كبيرة من كبائر الذنوب، وقد جاء فيه من الوعيد ما تفشعر منه الأبدان وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 10397.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71600 , 70771 , 70147.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رمضان 1429(13/3051)
إقامة المرأة مع إخوتها وأبناء خالتها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أن أقيم مع إخواني الذكور في بلد آخر قصد العمل معهم، علما بأنه يسكن معهم ثلاثة من أبناء خالتي وأنا من يهتم بأعمال البيت وهم يحترمونني، وهل يمكن أن أقيم مع نصرانية نثق فيها وتحترم ديننا؟ وجزاكم الله عنا كل خير.. وجعله الله في ميزان حسناتكم وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك أن تسكني مع إخوتك الذكور -في هذه الحالة- ولكن بشروط:
أولاً: أن يكون لك مكاناً مستقلاً لا يطلع فيه أبناء خالتك عليك، ولا يختلي أحد منهم بك أبداً لأنهم ليسوا من محارمك.
ثانياً: إذا اضطررت للظهور أمامهم فلا بد وأن يكون ذلك بالحجاب الشرعي وقد مرت شروطه في الفتوى رقم: 6745.
ثالثاً: أن تحافظي على ظهورك أمام إخوتك على حفظ العورة التي لا يجوز لهم الاطلاع عليها منك، وعورة المرأة مع محارمها هي جميع بدنها ما عدا أطرافها كالرأس والذراعين والقدمين، فلا يجوز لك إظهار ما سوى ذلك أمامهم على الراجح من أقوال أهل العلم.
وفي النهاية ننبهك أنه إذا كان إخوتك في بلد يبعد عن بلدك مسافة بحيث يصدق على الانتقال إليها أنه سفر عند ذلك لا يجوز لك السفر إليهم إلا بمحرم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم وغيره: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم.
وأما إقامتك مع نصرانية مأمونة فإنها تجوز بشرط أن تحافظي على ستر عورتك أمامها، وعورة المسلمة مع الكافرة سبق بيانها في الفتوى رقم: 284..
وللفائدة في الموضوع تراجع الفتوى رقم: 45644.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1429(13/3052)
التائب بإخلاص يدفع الله عنه شر الأشرار
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على شاب على النت وبعد فترة أحسست أني أعرفه منذ زمان وأحسست أني أحبه وكان يود أن يتقدم لي وقابلته ولكن فيه ظروف حصلت في بيتنا منعتني من إتمام الخطبة في هذا الوقت وانفصلنا ولكنه يهددني بأنه سيلطخ سمعتي، ولكنني لم أفعل معه شيئا وأنا لا أحب أن أجيب لأهلي الكلام وهما موتى فلا أعلم ماذا أفعل 19سنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما قمت به أختي السائلة خطوة من خطوات الشيطان فعليك بالتوبة إلى الله عز وجل وقطع العلاقة مع هذا الشاب، وإذا فعلت ذلك فالله عز وجل سيدفع عنك كيد هذا الشاب ويكفيك شره، ومهما أصابك من قطع العلاقة به والتوبة من ذلك فهو أهون من التمادي في الخطأ والانجرار إلى الرذيلة، علما بأن لك أن تكذبي ما يشيعه عنك وتقولي إن هذا محض افتراء، وإن كان هناك من يستطيع الأخذ على يديه فارفعي الأمر إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رمضان 1429(13/3053)
حرمة السعي في الإيقاع بين الزوجين
[السُّؤَالُ]
ـ[عاهدتني فتاة على أن ترفض أي خاطب حتى يوافق أهلها على خطبتي لها ولكنها تعرفت على شاب من النت وخطبت له ولكنها بعد فترة أرسلت لي (كخداع) أنها تركت خطيبها وأنها تريد أن تسمع موافقة زوجتي على زواجي منها حيث إنني متزوج وفعلا تكلمت زوجتي بالمايك من خلال النت مع الطرف الآخر الذي كان على ايميل هذه البنت واتضح فيما بعد أن الذي تكلم هو خطيبها لأنه كان يكتب فقط فما رأى فضيلكم في هذا التصرف الطفولي علما بأن زوجتي قالت لهم إنها توافق على زواجي وأنا أعتقد أن الهدف كان الوقيعة بيني وبين زوجتي حينما تعلم برغبتي بالزواج ولكن خيب الله ظنهم والحمد لله وخيب تدبيرهم الطفولي ولكنى كسبت من هذا الموقف أني صارحت زوجتي بما كنت أكتمه عنها وكان يؤلمني جدا أني لم أخبرها بهذا الموضوع لأنه انتهى وخطبت الفتاة دون أي اتصال بيني وبين أهلها لأنها من بلد بعيد عنا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولا ننبه السائل على أن علاقته بهذه الفتاة علاقة غير شرعية، ويجب عليه أن يكف عنها وأن يتوب إلى الله عز وجل من ذلك ويقطع علاقته بها، وبغيرها من الأجنبيات.
وأما التصرف الذي قام به خطيب الفتاة فلا يجوز لاسيما إذا قصد به الإيقاع بين السائل وزوجته، وذلك أن السعي في إحداث المشاكل وإفساد الزوجة على زوجها لا يجوز بل هو من الذنوب الكبيرة، ومن عمل الشياطين، وانظر الفتوى رقم: 74519.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1429(13/3054)
حكم زيارة المرأة لزميل العمل لأجل السلام عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أعمل مع شخص ما أحترمه للغاية وبعد تركي للعمل أذهب باستمرار لكي أسلم عليه فهل هذا حرام (اختلاط) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجو لك الذهاب إليه لما قد يترتب على ذلك من محاذير شرعية كخلوة أو افتتان به ونحوه، وقد حرم الإسلام العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها خارج نطاق الزواج، سواء أكانت بحسن نية أو لا، لأن ذلك كله من سبل الشيطان التي يوقع بها ابن آدم في الخطايا والزيغ، وقد سد الشارع كل الذرائع التي تفضي إلى ما لا يرضي الله عز وجل من النظر المحرم واللمس والخلوة وغيرها، وقد بينا الضوابط الشرعية في تعامل المرأة للأجانب عنها في جملة من الفتاوى منها: 68658، 6158، 11507، 22710.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1429(13/3055)
هل يشرع للفتاة الدراسة في جامعة مختلطة عند الحاجة
[السُّؤَالُ]
ـ[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة0 أو كما قال. ما حكم رغبة الفتاة في إكمال دراستها في مجتمع لا توجد فيه كليات منفصلة فجميعها مختلطة فهل تجلس الفتاة المتدينة في بيتها ولا تواكب مسيرة العلم بينما السافرات المتبرجات يحصلن على العلم. في الحقيقة أنا اشعر بغبن كبير فانا أحب أن أكمل دراستي في تخصصي في الهندسة والحصول على الشهادات العليا فما ذنبي أنا وخصوصا إن راعت الفتاة عدم الاختلاط وغض البصر وخصوصا أن أهلي يحبون أن أكمل دراستي ولكني أسمع بأنه لا يجوز فيتهموني بتعقيد الدين أنا أتمنى ان أكمل دراستي وأفرح أهلي، فما هو الحكم؟ أفيدوني أفادكم الله واعذروني. ابنتكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه يحرم على المسلم أو المسلمة الدراسة في مكان يكون فيه اختلاط محرم بين الرجال والنساء بحيث لا يكون هنالك تمايز بينهم، ولكن إن عمت البلوى في مجتمع ما بمثل هذا الاختلاط وكان المسلم أو المسلمة في حاجة إلى الدراسة أو كان المجتمع المسلم في حاجة لدراسة المسلم أو المسلمة، كدراسة المرأة الطب ونحو ذلك فنرى والله أعلم أنه لا حرج في الالتحاق بالدراسة في مثل هذه الجامعات، والواجب حينئذ الحذر من كل ما قد يدعو إلى الفتنة من الخلوة أو النظر المحرم ونحو ذلك، وينبغي على الدارس أن يحرص على مصاحبة الأخيار من زملائه في الدراسة وأن يعمل معهم في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وننبه إلى أنه ينبغي للمسلمة الحرص على الدراسة في المجال الذي يتناسب وطبيعة خلقتها كأنثى. .
وللفائدة تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 53469، 105835، 95726، 5310.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1429(13/3056)
الطفل والطفلة غير المميزين لا حكم لعورتهما
[السُّؤَالُ]
ـ[الرجاء قبل الإجابه أن تأخذ الموضوع محط اهتمام بسبب خطورته.. نلاحظ كلنا أن الأهل وخاصه الأمهات لا تبالي كثيراً إذا انكشفت عورة طفلها الذكر!! بينما إذا انكشفت ساق طفلتها تهرع لتسترهما.... ف هل عورة الطفلة الأنثى (أهم) من عورة الطفل الذكر، لماذا يمكن أن نرى طفلا عاريا أمام منزله ومن المستحيل أن نرى طفلة عارية، لماذا عندما تريد الأم أن تغير حفاضة طفلتها تخرج الصغار والكبار من الغرفة، بينما إذا كان طفلا فلا تكترث لمن في الغرفه، فهل عورة الطفل شيء عادي أن يراه أقرباؤه، وعورة الطفلة عيب جداً وحرام أن يراه الأقارب الموجودون! وكأنه شيء نادر أو غريب أو أن عورتها أهم من عورته، لما هذا التصرف من جميع الأمهات تقريبا!! موضوع حرج لكنه للأسف نلمسه جميعا يومياً ويبعث للتسائل من أمر هذه الأمهات، الرجاء الإجابه على كل تسائلاتي من قبل أناس مختصين أو مشايخ مع الحكم الشرعي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطفل والطفلة غير المميزين لا حكم لعورتهما حيث لم يرد فيهما نص، وإنما ورد في المميز منهما - وهو ما بين السابعة والعاشرة - ما يدل على كون عورة الذكر القبل والدبر والأنثى ما بين السرة والركبة، كما سبق في الفتوى رقم: 7541.
والأخ يسأل عن عورة الصغير فيما دون سن التمييز كما يظهر من السؤال، والأمر كما ذكرنا بأنه لا حكم في الشرع لعورته ذكراً كان أو أنثى، ولكن ربما جرت العادة عند بعض الناس كما هو حال مجتمع السائل باستقباح ظهور عورة الأنثى أشد من الذكر غير المميزين على اعتبار ما سيؤول إليه الأمر من كون عورتها أشد من عورته بعد سن التمييز إلى العاشرة كما سبق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رمضان 1429(13/3057)
حكم أخذ الخياط مقاسات المرأة ليحيك لها ثوبا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين في أن تذهب أختي إلى خياط حريمي يعمل به رجل ويقوم بأخد مقاسات جسمها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان يقوم بأخذ المقاسات فلا يجوز لها ذلك لما فيه من مس جسدها وتعرضها وتعرض الخياط للفتنة والوقوع في الفاحشة، وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 14229.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1429(13/3058)
يريد ترك امرأته ورضيعها في بيت أخيه وزوجته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مقيم بالدمام فهل يجوز أن أذهب للعمرة وأترك زوجتي وابنتي الرضيعة عند أخي وزوجته المقيمين في نفس المدينة علماً بأن العمرة تستغرق 3 أيام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان أخوك محرماً لزوجتك من الرضاع أو كان بيته كبيراً بحيث لا يحصل بينه وبينها خلوة أو اختلاط أو اطلاع على عورة، فلا حرج في ذلك وإلا فلا يجوز، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 28864، 10146، 26276.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1429(13/3059)
حكم ركوب المرأة منفردة مع سائق التاكسي
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل أرجو أن تجيبني عن تساؤلاتي وتخرجني بفضل الله من الحيرة التي أنا فيها.. أنا طالبة فلسطينية عمري 21 سنة ... أذهب للدراسة في جامعة تبعد عن بيتنا حوالي 27 كيلو مترا.. وأحيانا نمضي تقريبا ساعة في الطريق للجامعة ... أمر خلالها على حاجزين إسرائيليين لم أضطر يوما لرفع النقاب أمام الجنود ... ولكنهم ينظرون إلى هويتي وفيها صورتي طبعا ... وفي بعض الأحيان تأخذني جندية إسرائيلية إلى غرفة مغلقة لتتأكد من صورتي فأكشف أمامها النقاب ... ولم أتعرض يوما لإهانة بسبب النقاب أو إيذاء ... بل قد يطلب بعض الإسرائيليين مني أن أوضح لهم بعض الأسئلة عن الإسلام لأن منظري يلفتهم.. بقي لي سنة في الجامعة حتى أنهي دراستي، جامعتي مختلطة ... ولا يوجد عندنا جامعات غير مختلطة إلا جامعة مختلطة في مدينتي تجيز الدراسة عن بعد حيث لا تذهب الفتاة للجامعة إلا وقت الامتحان ولكن مستواها الأكاديمي سيئ جداً.. ولا يمكن أن أنتقل إليها لأني في جامعتي أدرس بمنحة وأهلي سيرفضون نقلي.. أدرس تكنولوجيا معلومات تخصص علم حاسوب ... وإن شاء الله أريد أن أعمل مدرّسة بنات في المستقبل حيث إن هذا العمل للنساء وليس فيه اختلاط ... في الكلية أحاول قدر الإمكان أن لا أقترب من أماكن تواجد الشباب ... مثلا من المستحيلات أن أذهب إلى كافتيريا الجامعة حيث الشباب والبنات في اختلاط فظيع ... في قاعة المحاضرات أجلس في الخلف ... لا أعمل في مجموعات فيها شباب إلا إذا أجبرني الدكتور.. لا أكلم الأساتذة إلا لضرورة ... وإذا تكلمت فبحدود الأدب من غير خلوة معهم في مكاتبهم ... وبسبب صعوبة أن أعود كل يوم إلى البيت أعيش في سكن طالبات, السكن عبارة عن خمس طوابق للبنات فقط.. والسكن ملتزم ... يعني هناك مراقبة على سلوك البنات.. وممنوع التأخر للعودة إلى السكن بعد المغرب.. ومن تفعل ذلك تعاقب وإن تكرر الفعل تطرد ... البنات في هذا السكن أغلبهن صديقاتي وأعرفهن ملتزمات وذوات خلق ... لكن السكن قبل فترة تم اقتحامه من قبل ميليشيات السلطة الفلسطينية.. وذلك لأنهم شكوا أن السكن له نشاطات عسكرية بسبب أنه تابع لحزب إسلامي وهو بريء من هذا الاتهام ... أنا لست منتمية لأي حزب إسلامي ... الحمد لله أحاول أن أكون على المنهج السلفي قدر الإمكان ... لكن هذا هو السكن الوحيد الملتزم الذي أعرفه ... فهو بشكل عام آمن باستثناء ذلك الاقتحام الذي حصل ... سكنات البنات بشكل عام لا يتم اقتحامها لا من قبل الجنود ولا من قبل السلطة ... لكن قد يحدث أحيانا أن تحصل اقتحامات لكنها نادرة جداً ... فالأغلب هو اقتحام سكنات الشباب ... ثم إن السكن موجود في محيط سكني من العائلات وفي منتصف المدينة ... يعني عند وجود أي خطر قد تهب العائلات للمساعدة ... تبعد الجامعة عن السكن مسافة تقريبا ربع ساعة سيرا على الأقدام ... ولكن قد تأخذ خمس دقائق بالسيارة ... والطريق بين الجامعة والسكن هو طريق عام مزدحم بالناس والسيارات ... فهل ركوبي مع سائق للوصول للجامعة حرام إذا كنت وحدي معه، خاصة أن الطريق كلها على بعضها لا تأخذ خمس دقائق بالسيارة والطريق رئيسي مزدحم بالناس ... وأنا منتقبة ... طيب لو كان هذا حراما لو اتفقت أنا وأخت أن نركب المواصلات ذهاباً وإياباً في الطريق للجامعة فهل تبقى الحرمة قائمة، وماذا عن المواصلات من الجامعة إلى البيت.. حيث تأخذ الطريق قرابة الساعة ... لو اتفقت أنا ومجموعة بنات.... فهل تبقى الحرمة قائمة ... وهل يجب وجود محرم، وما العدد الأدنى من البنات اللاتي لو رافقنني تزول الحرمة، صعب أن أجبر أحداً من أهلي أن يوصلني خاصة أنهم غير ملتزمين ... وسوف يسخرون مني لو طرحت هذا الأمر وسوف أتعرض لبهدلة وشتم وسباب من قبلهم لو جربت أن أفعل هذا ... ف ماذا أفعل كيف أحل هذا الأمر ... ماذا أفعل ما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخلوة المرأة برجل أجنبي عنها محرمة شرعاً لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
ولأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان.
وركوب الفتاة مع سائق التاكسي أو الباص منفردة يعتبر من الخلوة المحرمة، فلا يحل لك -أيتها السائلة- أن تفعلي ذلك، لأن الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ربما وسوس وزين حتى يهون أمر الذنب فتنفتح أبواب الفتن والشهوات.
أما إذا وجدت معك امرأة أخرى كإحدى زميلاتك مثلاً فإن الخلوة تنتفي عندئذ، وبالتالي تنتفي الحرمة.
وأما بالنسبة للمواصلات من البيت إلى الجامعة فإنك ذكرت أن المسافة حوالي سبعة وعشرين كيلو متراً تقريباً، والعلماء قد اتفقوا على حرمة سفر المرأة بدون محرم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها. متفق عليه..
ثم اختلفوا بعد ذلك في حد السفر الذي تتعلق به الأحكام من قصر في الصلاة وفطر في الصيام وتحريم السفر بدون محرم بالنسبة للمرأة، والراجح من أقوالهم ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: كل اسم ليس له حد في اللغة ولا في الشرع فالمرجع فيه إلى العرف، فما كان سفراً في عرف الناس فهو السفر الذي علق به الشارع الحكيم. انتهى من مجموع الفتاوى.
وقال الحافظ في الفتح: وقال النووي: كل ما يسمى سفراً فالمرأة منهية عنه إلا بالمحرم.
وبناء على ذلك فلو كانت هذه المسافة يطلق عليها في عرفكم أنها سفر فلا يجوز لك أن تسافري إليها إلا مع محرم، وإن لم تكن كذلك فلا يشترط لها المحرم، والذي يظهر أن هذه المسافة لا تعتبر الآن من قبيل السفر، وبالتالي فلا يشترط لها المحرم فلو اتفقت مع بعض زميلاتك على الركوب في وسيلة المواصلات فلا حرج إن شاء الله تعالى.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4091، 19305، 94708.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1429(13/3060)
حكم التحادث بين الشباب والشابات عبر مواقع الصداقة
[السُّؤَالُ]
ـ[عمل بروفايل على الهاى 5 وكلام مع الأصدقاء بنين وبنات فيه مشكلة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري ما معنى قول الأخت السائلة بروفايل على الهاي فلعلها تقصد التحدث مع الشباب والشابات عبر ما يعرف بمواقع الصداقة على الإنترنت، فإذا كان هذا هو المقصود فقد تقدم الجواب عنه في الفتوى رقم: 1072، والفتوى رقم: 1932.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1429(13/3061)
مسائل في غض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يتعلق غض البصر بالمتبرجات دون المتحجبات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحتى يصان المجتمع ويتكامل ويبنى على أساس صحيح فإن الشريعة حرمت كل ما يؤدي إلى الفاحشة من النظرة واللمس والخلوة، كما أمرت المرأة بالحجاب والستر، وأمرت المؤميين والمؤمنات بغض البصر، وكل هذه سدود وموانع تحول دون الانزلاق إلى مستنقع الرذيلة الآسن.
وقد اتفق الفقهاء على أن المرأة يجب عليها ستر جميع البدن ما عدا الوجه والكفين فقد وقع الخلاف في وجوب سترهما، وقد سبق في الفتوى رقم: 50794، بيان هذا الخلاف وأيضا بيان حكم النظر إلى الوجه والكفين.
وأما بالنسبة للنظر إلى التي تستر وجهها وكفيها، فإن كان النظر إليها بدون لذة أو شهوة فإنه لا حرج فيه.
قال الدسوقي في حاشية: والحاصل أن العورة يحرم النظر إليها ولو بلا لذة هذا إذا كانت غير مستورة، وأما النظر إليها مستورة فهو جائز بخلاف جسها من فوق الساتر فإنه لا يجوز هذا إذا كانت متصلة فإن انفصلت فلا يحرم جسها.
وأما إذا كان النظر إليها أي المنتقبة بشهوة فإنه يحرم.
قال ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد: وأما النظر للشهوة فحرام تأملها من فوق ثيابها لشهوة، فكيف بالنظر إلى وجهها مسفرة. انتهى كلامه.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4470، 21991، 27460، 56348.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1429(13/3062)
عورة الصغير والصغيرة والتفريق بينهم في المضاجع
[السُّؤَالُ]
ـ[أفتونا مأجورين ...
ما هي عورة الصغير والصغيرة؟ ومتى ينبغي عليه أن يسترها؟
ومتى يصح مضاجعة الصغير أو الصغيرة في فراش واحد دون إزار؟
سواء من المحارم أو من غير المحارم من الكبير أو الصغير؟
فلقد استعرضت كلام العلماء وكان فيه خلاف كثير طويل........ فأرجو توضيح الراجح في المسألة بما لا يدع ريبا في ما هو الحق ...
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حدود عورة الصغير والصغيرة لم ترد فيها أدلة صريحة من الكتاب والسنة، ولكن يستأنس بقوله تعالى:.... أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ {النور: 31} ، وحديث: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع.
وعلى هذا فلعل الأقرب إلى الصواب في هذا ما قال به الحنابلة في حد عورة الطفل وتفصيله كما جاء في الموسوعة الفقهية: لا عورة للصغير الذي لم يبلغ سبع سنين فيباح النظر إليه ومس جميع بدنه، وابن سبع إلى عشر عورته الفرجان فقط، في الصلاة وخارجها، وبنت سبع إلى عشر عورتها في الصلاة ما بين السرة والركبة ويستحب لها الاستتار وستر الرأس كالبالغة احتياطا، وأمام الأجانب عورتها جميع بدنها إلا الوجه والرقبة والرأس واليدين إلى المرفقين والساق والقدم وبنت عشر كالكبيرة تماما. انتهى.
ولم يتبين لنا المقصود من قول السائل مضاجعة الصغير دون إزار، فإن كان المقصود النوم معه في فراش واحد مكشوف العورة فالعورة على ما ذكرناه آنفا، وأما النوم فإن النوم مع الصغير إن كان من صغير مثله فجائز إلى عشر سنين، ثم يفرق بينهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وفرقوا بينهم في المضاجع. رواه أحمد وأبو داود.
قال المناوي في شرح الجامع الصغير: أي فرقوا بين أولادكم في مضاجعهم التي ينامون فيها إذا بلغوا عشرا حذرا من غوائل الشهوة إن كن أخوات.. انتهى. وانظر الفتوى رقم: 23210.
وأما نوم الكبير مع الصغير فهذا يختلف باختلاف الأحوال هل هو نوم ذكر مع ذكر وأثنى مع أنثى وهل الصغير دون العشر أو فوق العشر، ولكن نذكر ملخص ذلك على ما جاء في الموسوعة الفقهية: نص الحنفية على أنه يفرق بين الصبيان وبين الرجال والنساء في المضاجع لأن ذلك يدعو إلى الفتنة ولو بعد حين، وذكر ابن عابدين نقلا عن البزازية: إذا بلغ الصبي عشرا لا ينام مع أمه وأخته وامرأة إلا امرأته، وهذا خوفا من الوقوع في المحذور. فإن الولد إذا بلغ عشرا عقل الجماع ولا ديانة له ترده فربما وقع على أخته أو أمه فإن النوم وقت راحة مهيج للشهوة وترتفع فيه الثياب عن العورة من الفريقين، فيؤدي إلى المحذور وإلى المضاجعة المحرمة، وكذلك لا يترك الصبي ينام مع والديه في فراشهما لأنه ربما يطلع على ما يقع بينهما بخلاف ما إذا كان نائما وحده أو مع أبيه وحده أو البنت مع أمها وحدها. ولا يترك أيضا أن ينام مع رجل أو امرأة أجنبيين خوفا من الفتنة، ولاسيما إذا كان صيبحا فإنه وإن لم يحصل في تلك النومة شيء فيتعلق به قبل الرجال أو المرأة فتحصل الفتنة بعد حين، ومن لم يحتط في الأمور يقع في المحذور، وقال المالكية إن تلاصق بالغ وغير بالغ بغير حائل فحرام في حق البالغ مكروه في حق غيره، والكراهة متعلقة بوليه، وأما بحائل فمكروه في حق البالغ إلا لقصد لذة فحرام.
وأما رجل وأنثى فلا شك في حرمة تلاصقهما تحت لحاف واحد ولو بغير عورة، ولو من فوق حائل لأن الرجل لا يحل له الاختلاط بالأنثى فضلا عن تلاصقهما.. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1429(13/3063)
التخلف عن الأعراس المشتملة على المنكرات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة ملتزمة وكنت أحضر دروس الفقه في المسجد وقبل حوالي 4 سنوات أعطتنا إحدى الداعيات درسا عن حرمة الأعراس المختلطة التي يدخل فيها العريس إلى قاعة العرس والتي يوضع بها أغاني غير إسلامية وتلبس فيها العروس لباسا يظهر الكتفين وجزءا من الصدر وأعلى الظهر وعندما رأت بعد عدة أسابيع عدم التزام النساء وحضورهن لمثل هذه الأعراس وفي درس فقه آخر طلبت منا معاهدة الله على عدم حضور مثل هذه الأعراس وقد التزمت عدد من النساء بالعهد برفع اليد وأخريات لم يفعلن وأنا كنت ممن التزمن بالعهد ومنذ ذلك الوقت وأنا لا أحضر إلا الأعراس الإسلامية وإذا رأيت مخالفة في أحدها فإنني أنسحب , وبعد غد هناك عرس لابن أختي وهو غير ملتزم أي لا يصلي مع أن والدته ملتزمة مثلي بعدم حضور الأعراس غير الإسلامية وقد أخبرتني أختي أن العروس موافقة على إقامة عرس إسلامي أي بوضع أغاني إسلامية لكن العريس سوف يدخل إلى قاعة العرس وأن فستان العروس بدون أكمام ويظهر جزء من الصدر وجزء من الظهر وأنا أشك بأنه لن يكون هناك التزام بالأغاني الإسلامية. سؤالي هو ماذا علي أن أفعل هل أحضر العرس أم لا؟ وعندي مبرر لعدم الحضور وهو أن حماتي توفيت قبل شهر وأن أبنتها غضبت مني لأني ذهبت إلى وليمة أحد الأعراس بعد وفاة حماتي بأسبوعين ولكن أختي قالت لي إنها سوف تغضب علي إن لم أحضر أفيدوني بسرعة جزاكم الله خيرا.
العرس في 22-8 والحناء في 21-8.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من دعي إلى حضور وليمة نكاح فواجب عليه أن يستجيب، لما في حديث الشيخين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها. ويسقط هذا الوجوب إن كان ثَمَّ منكر وهو لا يستطيع تغييره، جاء في المغني لابن قدامة: قال ابن عبد البر لا خلاف في وجوب الإجابة إلى الوليمة لمن دعي إليها، إذا لم يكن فيها لهو، وبه يقول مالك، والشافعي والعنبري، وأبو حنيفة وأصحابه " انتهى.
وجاء فيه في موضع آخر: وقال أحمد: إنما تجب الإجابة إذا كان المكسب طيبا، ولم ير منكرا. انتهى.
وما ذكرت من أن العروس ترتدي فستانا بدون أكمام ويظهر منه شيء من الصدر والظهر، فنقول: عورة المرأة مع المرأة من السرة إلى الركبة، فإن كان ما تلبسه يستر هذه العورة فلا بأس بذلك بشرط ألا يطلع عليها أحد من الرجال الأجانب قط.
وأما بخصوص دخول العريس إلى قاعة العرس: فإن كانت القاعة بها نساء لا يلبسن الحجاب الشرعي فيحرم دخوله، ويصير هذا من المنكرات التي توجب اعتزال العرس.
وعلى كل حال نقول: إن غلب على ظنك التزامهم بآداب الإسلام فاذهبي، وإن غلب على ظنك أنهم لا يبالون بها فلا تذهبي إلا على سبيل الإنكار والنصيحة، فإن كنت لا تقدرين على الإنكار فلا تذهبي، ويمكنك أن تعتذري بما لديك من ظروف.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 47400، 102825، 23428.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1429(13/3064)
خطورة التعارف وإقامة علاقة عبر النت
[السُّؤَالُ]
ـ[إخوتي أكتب لكم وأنا بين نارين لا أعرف السبيل للخلاص. فأنا يا إخوتي بين نار الاكتواء بالندم والخوف من الله ونار الحب، نعم إخوتي أبلغ من السن 29 سنةأ نشأت بعيدة عن العلاقات المحرمة متحجبة وكان كل وقتي في العمل التطوعي وأعمل الآن كمربية أطفال معاقين وعملت في مراكز خيرية الكل يشهد لي بقلبي الكبير وبجديتي. مضت سنوات وأنا حازمة مع نفسي إلى أن دخلت صدفة عالم المحادثات عبر النت ... تعرفت على شاب منذ 7 أشهر تحدثتنا وتقاربنا وأصبح فينا من الحب ما لا نستطيع كتمه.
تحدتثنا وتقاربنا ولكونه يعيش في بلد أجنبي لا يستطيع الحضور الآن. إخوتي نشهد الله أننا متزوجون وأن نيتنا خالصة في الزواج. أريد السؤال هل يجوز هذا الأمر أن نشهد الله على زواجنا وأن نتحدث في أمور خاصة وأن أجلس أمامه بدون حجاب وكذلك البوح بالمشاعر والتحدث كشخصين متزوجين.
إخوتي تعلقت به وأصبحت لا أستطيع العيش بدونه. أخاف أن تكون مشاعري القوية نحوه نتيجة الكبت الذي كنت أعيشه حتى أني أخاف أن أكون أمر من مراهقة متأخرة. إخوتي لا أجد راحتي إلا في حديثي معه وأحاول أن أفعل أي شيء لأرضيه.
إخوتي أخاف غضب الله ولا أجد السبيل إلى الخلاص، في مرات كثيرة أكره نفسي وأقرر عدم العودة ولكن قلبي يعيدني إليه، متأكدة من حبي له ومن حبه لي ولا أجد من حل غير الاستمرار في حديثي معه حتى يتمكن من العودة إلى الوطن للتأكد من صدق وعده.
إخوتي هل كوننا نشهد الله على أننا زوجان يجوز , إخوتي أرجوكم ساعدوني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نحذر جميع المسلمين رجالاًً ونساءًً، شباباًً وفتيات من التعارف خلال محادثات الإنترنت، لما ينتج عن ذلك من فساد وأضرار لا يعلم مداها إلا الله.
ولا شك أن مخاطبة الرجل للمرأة الأجنبية عنه طريق من طرق الشيطان التي يوقع بها الكثير في حبائله، وقد قال تعالى: وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {البقرة:168} .
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 97907، 80373، 34959.
كما نبين لأبنائنا أن التعارف من أجل الزواج عن طريق هذه المحادثات، قد لا يكون فيه حسن الاختيار، لأن كلا منهما يتكلم مع مجهول لا يعرف شيئاًً عن معدنه، ولا عن خلقه ودينه، وغالباًً ما يتكلم مظهراًً تدينه وأنه صاحب خلق كذباًً وزوراًً، ولا تعرف الفتاة من يشهد لهذه الأوصاف، ثم تفاجأ بخلاف ما ظنت، ولكن بعدما تكون قد تعلقت به فتزداد عليها الحسرات، وربما لم يظهر لها حقيقته إلا بعد الزواج فيزداد الأمر سوءاًً.
أما عن سؤالك أنكما أشهدتما الله أنكما متزوجان، فهذا لا يجوز ولا يبيح لك أن تكشفي حجابك، ولا أن تتكلمي معه عن أمورك الخاصة، أو تتحدثي معه بإباحة المشاعر كشخصين متزوجين، وذلك لأن الزواج الشرعي لا يتم إلا بأركانه وشروطه ولا بد أن تكون صيغة العقد بين الزوج وولي المرأة، ولا يحل للمرأة أن تزوج نفسها. وراجعي الفتوى رقم: 7704.
فالذي ننصحك به هو أن تتركي الحديث معه حتى يعود إلى أرض الوطن، فترسلي من يسألون عنه، ويجلسون معه، لكي يتعرفوا على دينه وخلقه، فإن كان مناسباًً لك فتزوجيه على بركة الله، ولا تسمحي لنفسك أختي الفاضلة أن تكوني تسلية لحديثه يشبع رغبته بالكلام معك، والنظر إليك، وتبادل المشاعر، وأنت لا تدرين ما هي الحقيقة، وإلى أين يسير بك الطريق.
فنسأل الله أن يصونك ونساء المسلمين من الزلل وأن يحفظ عرضك من الانحراف. وراجعي الفتوى: 52674.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1429(13/3065)
توضيح حول تحريم مسلسل نور التركي
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا تحريم مسلسل نور التركي المدبلج إلى اللغة العربية مع أنه توجد مسلسلات كثيرة لم يقوموا بتحريمها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فثمة أمور تخالف الشرع، فإن توفرت هذه الأمور في أي مسلسل كان فإنه يحرم عرضه أو مشاهدته أو الترويج له، وللمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 1791.
وإننا على علم بأن المسلسل المذكور قد أثار ضجة في كثير من أنحاء العالم العربي والإسلامي بسبب مضمونه السيئ إضافة إلى ما ترتب عليه من آثار سيئة حسب ما ذكر في كثير من المقالات والتقارير في أجهزة الإعلام المختلفة، وأنه بسببه كثرت حالات الطلاق إلى غير ذلك من المفاسد، وللفائدة راجع في ذلك الفتوى رقم: 112029.
وننبه إلى أنه لا يجوز أن يجعل علماء الأمة في قفص الاتهام، ويصور الأمر وكأنهم يصدرون فتاواهم عن هوى، ومن المعلوم أن أي نازلة إذا كان مضمونها خطيراً، وذاع صيتها كثرت الأسئلة عنها وكان الاهتمام بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1429(13/3066)
حكم إيقاظ الأجنبية لشاب لصلاة الصبح عن طريق المنبه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة ملزمة والحمد لله وأود دائما مساعدة الناس، لي أصدقاء كثر عبر الانترنت ولكني لا أضع صورتي ولا أتكلم معهم إلا عن طريق الكتابة، لا أحد منهم يعرف صوتي شبابا كانوا أو فتيات، مؤخرا عرفت شابا يعاني من مشكلة لا يستطيع الاستفاقة ليصلي الصبح في المسجد فأردت مساعدته بأن أرن له بالهاتف حتى يستفيق وصليت الاستخارة هل أقوم بهذا العمل أم لا، وأنا أشعر براحة لأن نيتي خالصة لوجه الله ولأني خائفة أن يكون هذا الارتياح من وساوس الشيطان لعنه الله، علما وأني والحمد لله ذات تحصيل علمي جيد جدا يعني أني دائما أكون منتبهة لتصرفاتي ولا أنساق وراء الشهوات..
الرجاء أفتوني ...
وجزاكم الله خيرا عني....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أن المحادثة بين الفتيان والفتيات عبر الإنترنت من أسباب الفساد في الغالب، ولذا فالواجب الحذر من ذلك، وثقة المرء بنفسه لا تسوغ له الاستمرار في مثل هذه المحادثة، ولكن إن كانت هذه المشاركة في منتديات عامة بحيث يمكن أن يطلع الجميع على ما يكتب فيها فلا حرج في المشاركة فيها، وأما وضع المرأة صورتها بحيث يمكن أن يطلع عليها الآخرون فلا يجوز.
أما إيقاظك هذا الشاب لصلاة الفجر عبر رنين الهاتف فلا ينبغي لك أن تفعليه لأنه قد يكون ذريعة للشيطان ليقودكما للفتنة، وهنالك كثير من الوسائل التي يمكن أن يتخذها ليستيقظ للفجر إن كان حريصا على ذلك كاستخدام المنبه ونحو ذلك.
وننبه إلى ما قد يحدث من بعض الشباب من حديثه مع الشابة بما يعلم أنها تهوى كالحديث عن أمور الشرع وهو لا علاقة له بالشرع أصلا وإنما يريد أن يفتح لنفسه بابا لمحادثتها.
واعلمي أن الاستخارة إنما تكون في الأمر المباح، وأما المكروه أو المحرم فلا استخارة فيهما كما بينا بالفتوى رقم: 96413.
والارتياح النفسي لا يكفي بمجرده دليلا على نتيجة الاستخارة إذ قد يكون ذلك بسبب هوى النفس، وانظري الفتوى رقم: 70888.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رمضان 1429(13/3067)
نظر المرأة إلى الرجال وحكم تصوير حفلات الأعراس
[السُّؤَالُ]
ـ[أخ لنا في الله أقام حفل زفاف في قاعة أفراح وكان هناك قاعة للرجال وقاعة للنساء ولكن عندما جاء العريس وقف هو وزوجته كانت ترتدي النقاب في الشارع قبل الصعود للقاعة وخلفهما مجموعة من النساء يضربن الدف وسط الرجال وعندما صعدا للقاعة ودخلت العروس للنساء بدأ عرض حفل الزواج بحيث تكون موجودة شاشة عرض عند النساء وأصبح النساء يرين ويسمعن كل ما يدور بين الرجال وينظرن أليهم من خلال الشاشات وطبعا كان يتم تقريب كاميرا التصوير من العريس بحيث يظهر كل الوجه والجسم بشكل ملفت للنظر وكذلك كل المدعوين كما أن هناك من يحمل كاميرة تصوير فوتوغرافي لتصوير العريس والمدعوين، فأنا أعتقد أن كل هذه مخالفات ولكن زوجتي وأهلها سعداء من هذا الوضع فهل أنا على خطأ؟ أم لا؟ كما أن زوجتي طلبت أن تنظر إلى شكل العريس عندما تم تصويره في التليفون المحمول فهل هذا يجوز؟ أنا متعب نفسيا لأن أهل زوجتي من الناس المحترمين ومن حفظة القرآن الكريم وأئمة مساجد فكنت أتمنى أن لا تحدث منهم مثل هذه المخالفات لأنهم قدوة لنا وللآخرين، فهل أنا مخطئ أرجو نصيحة لي ولزوجتي؟ وآسف على الإطالة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 31} .
قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: فقوله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن. أي: عما حرّم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن. ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة، ولا بغير شهوة أصلاً.
ثم قال – رحمه الله -: وذهب آخرون من العلماء إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملّت ورجعت.
والخلاصة أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة بالاتفاق، بل يحرم عليها ذلك.
أما النظر إليهم بغير شهوة فمختلف فيه، والراجح جوازه فيما دعت الحاجة إليه, ومنعه إذا لم تكن هناك حاجة.
وبذلك يتبين أن ما فعلته زوجتك من نظر إلى صورة العريس غير جائز لأنه لا حاجة تدعو إلى ذلك وهذه النظرة مظنة الفتنة خصوصا وأن العريس يكون ليلة عرسه في كامل زينته, وينبغي على الرجل منع زوجته من النظر إلى مثل هذه الصور، ويستوي في ذلك النظر مباشرة أو من خلا ل الفيديو والصور الفوتوغرافية ونحو ذلك، وأما بالنسبة لتصوير حفلات الأعراس فله حالتان:
الأولى: أن يشتمل على تصوير النساء فهذا محرم، سواء كان المصور رجلاً أو امرأة، لما في الأول من اطلاع هذا الرجل على عورات النساء وزينتهن، ولما في الثاني من مظنة اطلاع الرجال على هذه الصور أثناء تحميضها وإعدادها أو بعد ذلك.
الثانية: أن يقتصر على تصوير الرجال، فهذا مما اختلف العلماء في تحريمه، لعموم الأدلة القاضية بالمنع من تصوير ذوات الأرواح، والسلامة تركه بلا شك..
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17712 , 4026 , 32270.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رمضان 1429(13/3068)
نظر المرأة إلى الرجال حال البيع والشراء ونحوه
[السُّؤَالُ]
ـ[أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز النساء بغض البصر. بالحقيقة أنا لم أنتبه يوما لذلك، فحياتي كانت دائما مبنية أصلا على هذا الشيء بالفطرة، فأنا أنظر إلى الشخص المقابل بحياء وحدود بقدر ظرف التعامل سواء كانوا آباء صديقاتي أو جيرانا, ولكن الآن بعد أن خطبني شاب يتسم بخلق عال ودين عال فهو يطلب مني أن أغض البصر, ودائما ينبهني على هذا الأمر مع العلم والله بأن عيني لا ترى رجلا غيره في هذه الدنيا إلى أن أصبح عندي وسواس أصبحت أتعب عندما نخرج أنا وأهلي, وحين أتعامل مع أي شخص سواء بائع أو موظف معنا بالعمل أصبحت لا أنظر إليهم أبدا, وأصبح عندي وسواس أيضا عندما أرى أشخاصا في التلفاز سواء أخبار أو تقارير أو محاضرات دينية.
في الحقيقة هذا الموضوع يرهقني كثيرا فأنا منذ البداية أتعامل بقدر الضرورة وبدون نيات سيئة.
الآن أخاف جدا وأصبحت أخاف من الرجال جميعهم وأسأل ترى ماذا يوجد في قلب هذا الشخص أكيد أن نواياه سيئة؟ فقدت الثقة بمن حولي. خطيبي يقول لي دائما: أنت لا تعرفين الرجال ونواياهم السيئة أنا أعلم أنه يخاف علي, لكن المشكلة بأني وأمي نعيش وحدنا ولا يوجد رجل نعتمد عليه لذلك أضطر للتعامل مع الأقارب والجيران والبائعين. أتمنى أن لا أكون أثقلت عليكم بسؤالي لكن بصراحة أعاني جدا من هذا
الموضوع, فما هي حدود النظر والتعامل التي كانت تتبعه أمهات المؤمنين والصحابيات مع من حولهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على غضك لبصرك عن الحرام، ونسأل الله أن يرزقك بذلك نورا تجدين حلاوته في قلبك، واعلمي أن غض البصر عما يهيج الشهوات ويثير الغرائز واجب على الرجال والنساء لقوله تعالى: قلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا. {النور:30، 31}
وإطلاق البصر بريد الزنا وسبب الفجور والآثام، ومفسد للقلب ومثير للشهوة، ومخالفة صريحة لأمر الله – جل وعلا - وهو من زنا العين، الذي حذر منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر.
وأما بالنسبة لتعاملك مع الجيران والبائعين وغيرهم فلا حرج فيه، طالما وجدت ضرورة أو حاجة لذلك بشرط الالتزام بالآداب الشرعية، من حجاب وعدم خضوع بقول، واقتصار على قدر الحاجة في التعامل والنظر. وراجعي الفتوى رقم: 7997.
وأما بالنسبة للوساوس فاعلمي أن أكبر علاج لها بعد ذكر الله ودعائه واللجوء إليه هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إلى ما تدعو إليه.
وفي النهاية نذكرك أن خطيبك أجنبي عنك لا يجوز لك أن تختلي به، ولا أن تلمسيه، ولا أن تتحدثي معه بدون حاجة، بل لا بد من مراعاة الأحكام الشرعية في التعامل معه كأجنبي.
وللفائدة تراجع الفتويين رقم: 17913، 78310.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1429(13/3069)
رفض أهله خطبتها بعد موافقتهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحببت شخصا منذ 3 سنين وهو يحبني، وحكى مع أهله ومبدئيا كانوا موافقين، فجأة انقلبت الأسطر، ولم يعودوا يريدونني، وصاروا يكرهوني وأبعدوا ابنهم عني، ولكننا نحن مرتبطون بالسر وحالتنا النفسية تسوء، وصابرون منذ شهرين، وهو بسبب بعده عني أصبحت لديه عقدة نفسية، وأهله سيأتون بشيخ للقراءة عليه، علما أنه لا يزال يحبني وهو مخلص في ذلك، فهل أظل أنتظره لأني أخاف أن أظل أعيش على أمل قد يتحقق وقد لا يتحقق، هو عمره 20سنة وأنا عمري 18 سنة، ومتكلون على الله. فماذا تنصحوني به؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام لا يقر علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، فقد وضع الشرع للتعامل بين الرجال والنساء حدوداً وآداباً، تحفظ كرامة المرأة وتصون عرضها، وتضمن طهارة المجتمع وعفته، فمن ذلك أمر المرأة بالحجاب الشرعي الذي يستر بدنها عن الأجانب، وتحريم الخلوة مع الأجنبي، ومن ذلك التزام الحياء والاحتشام في الكلام مع الأجنبي عندما تدعو الحاجة المعتبرة شرعاً إليه، والبعد عن الليونة والخلاعة، وغض البصر.
والطريق الوحيد الذي يقره الشرع للزواج هو أن يخطب الرجل المرأة من وليها الشرعي، وليس من نفسها، فإن المرأة لا يصح أن تزوج نفسها، وإنما يزوجها وليها الشرعي، وتظل العلاقة بينهما كالعلاقة بين الأجانب حتى يعقد عليها، فتصير زوجة له.
أما عن سؤالك عن هذا الشاب ورفض أهله للزواج منك، فإن كان ذلك لسبب شرعي فيجب عليه طاعتهما، وإن كان ذلك بغير سبب مقبول فينبغي أن يجتهد في إقناعهما، فإن لم يفلح في إقناعهما، وكان محتاجاً إلى الزواج لإعفاف نفسه، فليتزوج دون موافقتهما، مع الحرص على برهما والإحسان إليهما.
والذي ننصحك به أن تتقي الله وتتوبي مما سبق وتقطعي علاقتك بهذا الشاب، وتلتزمي حدود الله في التعامل معه، ومع غيره.
فإن جاء يخطبك من وليك، وكان ذا دين وخلق، فيمكنك قبوله، وإلا فإنك إن صبرت والتزمت حدود الله فسوف يعوضك الله خيراً، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ {يوسف:90}
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1429(13/3070)
الأولى أن يكون في اجتماع الشاب والشابة أحد المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في الـ 22 من عمري أدرس الهندسة المدنية ومجازة في القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية , لدي مشروع لإنشاء مركز يعنى ويهتم بالقراءة ومجهز لإقامة دورات تثقيفية ودورات لتحفيظ القرآن الكريم وتعلم تلاوته.
ومن أجل إجراء ودراسة العمليات الإدارية التي ستسير في المركز وما يتعلق بذلك من تمويل وتراخيص وشراء معدات ... فإنه تقام اجتماعات دورية بيني وبين أحد الإخوة الذين لديهم علم ودراية بالأمور الإدارية وهو أيضاً في العشرينات من عمره وأحسبه من الملتزمين ولا نزكي على الله أحداً, علماً أن هذه الاجتماعات تقام في عيادة والدي ولا يوجد خلوة والأبواب مفتوحة ووالدي موجود معنا إضافة إلى الممرضة أو إحدى صديقاتي أحياناً وأنا أحرص أن أكون محتشمة في لباسي وكلامي ولا أضع أية زينة على وجهي وكلانا غاض لبصره فهل هذا جائز شرعاً أم أنه يعتبر نوعا من أنواع الاختلاط.. أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مخاطبة الرجل للمرأة الأجنبية إذا كان ضمن الحدود والضوابط الشرعية من غض البصر وعدم لين الكلام وعدم الخلوة ونحو ذلك جائز في الأصل إذا كانت لذلك حاجة وأمنت الفتنة، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتويين: 96659، 16879.
ولكن ورد في سؤالك أن الأمر يحتاج منكما إلى اجتماعات دورية فنخشى أن يفتح الشيطان بذلك بابا من أبوابه المضلة، وقد قال تعالى: وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. {البقرة:168}
خاصة وأنت شابة وهو شاب، وقد نص جمهور الفقهاء على كراهية إلقاء السلام على الشابة وردها عليه ونص الشافعية على حرمة ذلك.
ولذلك أرى أن الأنسب ألا يكون الاجتماع بينك وبينه مباشرة؛ بل إما أي يكون اجتماعه المباشر مع أحد محارمك أو يكون اجتماعك مع إحدى نسائه التي هو محرم لهن وذلك سدا للذريعة ومنعا للوقوع في الريب.
وللمزيد من الفائدة راجعي الفتويين التاليتين: 108611، 6158.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1429(13/3071)
هل يمنع زوجته من مراسلة الرجال عبر البريد الالكتروني
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للزوج الطلب من زوجته عدم إضافة البريد الالكتروني لرجال سواء أجانب أو أقارب لها؟ مع علمي بأنها لا تستخدمهم إلا نادرا ولكنها لا تمانع مراسلتهم أحيانا في حدود الأدب, وأنا أرفض هذا, علما بأني عقدت العقد عليها ولم يتم تكملة مراسيم الزواج بعد, وما السبيل لإقناعها بذلك فأنا رجل غيور ولا أحب أن أرى البريد الالكتروني لزوجتي في بريد الرجال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
الأصل أن المخاطبة بين الرجال والنساء الأجانب تجوز للحاجة، بالضوابط الشرعية، كالاحتشام والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة، غير أن المراسلة عبر البريد الالكتروني، إذا كانت لغير حاجة معتبرة شرعاً، فإنها لا تجوز، لما في ذلك من فتح باب التعريض للفتنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
فلا شك أن منع المرأة من مراسلة الأجانب لغير حاجة، هو من الغيرة المحمودة، ومن واجب القوامة التي جعلها الله للزوج، ولو كان ذلك قبل الدخول.
فعليك بمنعها من ذلك بالحكمة والرفق، ويمكنك إقناعها بذلك، بتعريفها حكم الشرع فيه، وحرصه على سد أبواب الفتن، وإطلاعها على كلام أهل العلم الموثوقين في هذا الشأن، وتعريفها بمفاسد هذا الأمر وما يجر من بلاء وفتن، وتذكيرها بسير النساء الصالحات وما كن عليه من الحياء والبعد عن الفتن، وتعريفها بما أوجب الله عليها من طاعة الزوج في المعروف، مع الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه وكثرة الدعاء.
أما مراسلتها لأقاربها من المحارم فهي جائزة، ولا ينبغي منعها منها، إلا أن تشتمل على محظور شرعي، أو تؤدي إلى مفسدة، فيكون المنع لهذا المحظور أو لدفع المفسدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1429(13/3072)
حكم نظر المرأة للمتبرجات لغرض التجمل للزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم رؤية النساء المتبرجات من أجل رؤيتهن كيف يضعن الزينة من أجل أن أفعل مثله لزوجي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على المرأة في نظر ما يجوز لها نظره من النساء، وهو ما عدا ما بين السرة والركبة، فإن كان المقصود بالتبرج هو كشف ذلك فلا حرج على المرأة في نظر لحاجة ولغير حاجة، وأما إن كان التبرج بكشف ما بين السرة والركبة فلا يجوز لك رؤيته لكونه عورة، ولا حاجة إلى رؤيته، وما ذكرت من مسألة معرفة التجميل لزوجك لا يبيح لك النظر إلى ما هو محرم.
وللفائدة يرجى مراجعة التفاوى ذات الأرقام التالية: 93283، 284، 14546.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1429(13/3073)
حكم حديث الشاب مع الفتاة لإعلامها برغبته في الزواج منها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا يا سادتي شاب ملتزم والحمد لله وطالب في الجامعة، في حياتي الدارسية تعلقت بفتاة وتقدمت لطلبها من أهلها ثلاث مرات قبل، وأنا لا أعرف عن الفتاة سوى شكلها ومكان سكناها، في آخر مرة طلبت هذه الفتاة وجاء الرفض، تحدثت مع الفتاة حتى أعرف السبب الحقيقي للرفض فاتضح لي في كل مرة أن الفتاة لا تعرف شيئا (يعني أهلها لا يعلموها بالموضوع) فقط كانت تعلم من مسجد الطالبات في الجامعة أنني سوف أتقدم لها لأنني ابن إطار إسلامي عن طريق الإخوه فقط، وأنا لا أدخر جهداً لكي تصبح زوجة لي علماً أنني مقتدر والحمد لله على الزواج.
ما أريد أن أسأله هل هناك مشكلة شرعية في أنني أتحدث مع الفتاة لكي أعلمها بأنني سوف أتقدم لها في وقت هكذا وهكذا أو حتى تضغط على أهلها (فقط أتحدث معها في أمور تخص الزواج لا أكثر ولا أقل أو تخص حياتنا، وهنا أنوه أن الفتاه هي الأخرى تريد مني الزواج ورفضت أكثر من زوج حتى تتضح الأمور مع أهلها.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصا على دينك، وثباتا على إيمانك.
واعلم أن الحديث بين الرجل والمرأة لا يجوز إلا إذا وجدت حاجة تدعو له، أما الكلام لمجرد الأنس فغير جائز, وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر وأظهره على أنه علاقة بريئة من كل ما يدعو إلى الحرام.
قال العلامة الخادمي رحمه الله: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة.
أما إذا وجدت الحاجة فيجوز الكلام بهذه الشروط:
1- أمن الفتنة، فإذا خاف الرجل أن يفتتن بكلام المرأة أو تفتتن هي به فلا يجوز.
2- ألا يكون هناك خضوع بالقول، ولا إلانة في الحديث لأن هذا مما يفتح الأبواب لإغواء الشيطان، قال سبحانه: فَلا تَخضعْنَ بِالقَولِ فَيطمَعَ الذِي في قَلبِهِ مَرض وَقلن قَوْلا مَعْروفا [الأحزاب: 32] .
3- أن يكون الكلام في حدود الضرورة أو الحاجة لا يزيد على ذلك؛ لأن ما جاز لحاجة أو ضرورة إنما يقدر بقدرها.
فعلم مما سبق أن ما دار بينك وبين هذه الفتاة من حديث في حدود ما ذكرت لا حرج فيه إن شاء الله، ولا بأس في أن تحاول أن تكلم أولياءها وتخطبها منهم مرة أخرى، أو أن توسط بينك وبينهم أهل الخير ممن هم على علاقة بأهلها، ولا بأس بأن تعلمها برغبتك في التقدم لخطبتها وتخبرها بموعد ذلك، وليكن الكلام مقتصرا على ذلك، فإن أجابوك إلى ما تريد فبها ونعمت، وإلا فأعرض عن هذه الفتاة واشتغل بما يعود عليك بالنفع في أمر دينك ودنياك، وادع الله سبحانه أن يرزقك خيرا منها.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 43625، 76853، 21582.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1429(13/3074)
تحب شابا متدينا وترغب الزواج منه فما العمل
[السُّؤَالُ]
ـ[عمري 23 سنة أدرس في الجامعة أرفض تماما موضوع الارتباط الحمد لله محافظة على نفسي جداً، سؤالي هو أحب شابا متدينا ومهذبا جداً ولست رافضة موضوع الارتباط لأني أحب هذا الشاب، أرفض لأن هذا حرام وربنا شاهد أني أتمناه زوجا صالحا لي وأكون زوجة صالحة له, أحبه منذ 5 سنوات وهو لا يعلم ولا يراني، أختي تعاملت معه في الشغل لكن لم تقل له أي شيء عني, غير قادرة على فعل شيء وتعبانة جداً لا أستطيع أعبر بالكلام، فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن توفيق الله للعبد أن يعصمه من الزلل، ويحفظه من الوقوع في المعاصي، فلا شك أن محافظتك على حدود الله وبعدك عن الاختلاط المحرم بالرجال هو من فضل الله عليك، فعليك بالاستقامة على ذلك مع الاستعانة بالله، أما تعلق الفتاة برجل أجنبي، فإن كان ذلك بسبب منها كإطلاق البصر والكلام بغير حاجة أو الخضوع في القول وما إلى ذلك فإنه غير جائز، وهو يتنافى مع سلوك المؤمنات.
أما إذا وقع ذلك التعلق بدون سعي منها في أسبابه فإنها لا تلام على ذلك، ما دام ذلك لم يحملها على أمر محرم أو يمنعها عن أمر واجب، على أن يكون غاية ذلك الزواج، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
فإذا أرادت السائلة أن تبعث إلى هذا الشاب من يعرض عليه الزواج منها أو يعلمه برغبتها في الزواج منه فلا حرج في ذلك، على أن تكون الخطبة والزواج عن طريق الولي الشرعي للفتاة، مع مراعاة أن حكم الخاطب قبل العقد حكم الأجنبي، فلا يحل له شيء من المخطوبة حتى يعقد عليها.
أما إذا لم يقدر الله لك الزواج من هذا الشاب، فإن الواجب عليك أن تجاهدي نفسك لإزالة تعلق قلبك به، واستعيني بالله وادعيه بأن يرزقك الزوج الصالح، وثقي أن في الاستقامة والصبر ومخالفة الهوى الخير الكثير والأجر الكبير، قال الله تعالى: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {هود:115} ، وثقي كذلك بأن الخير للعبد ما يختاره الله عز وجل له ويقدره، فإن الإنسان ربما تعلق بشيء وأحبه وأراده والخير في غيره، فعلقي رجاءك بالله، واسأليه أن يختار لك الخير حيث كان ويرضيك به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1429(13/3075)
حكم إدخال المرأة الباعة المتجولين إلى ساحة المنزل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة إدخال الباعة المتجولين لشراء حاجياتها بيتها أو الشراء والجلوس معه من أمام الباب مع العلم أنه يوجد أخواتها ومعها أبناؤها وإخوانها ولكنهم في داخل البيت والمرأة والبائع في ساحة المنزل أي أمام الباب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية بلا خلاف بين العلماء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بأمرأة إلا ومعها دون محرم. متفق عليه.
والخلوة معناها: اجتماع الرجل والمرأة في موضع يأمنان فيه من دخول أحد عليهما أو بحيث تحتجب أشخاصهما عن الناس، وعلى ذلك فهذه الصورة -التي ذكرت- ليست من الخلوة التي ذكرنا، فإذا أمنت الفتنة وانتفت الريبة فلا حرج في ذلك إذا كانت المرأة ملتزمة بحجابها الشرعي بشروطه، ومحافظة على الاحتشام والحياء في معاملة الرجال.
وننبه إلى أن المرأة لا يجوز أن تأذن لأحد يكرهه الزوج في دخول بيت زوجها إلا بإذن منه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه. رواه البخاري ومسلم. وفي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه. الحديث
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1429(13/3076)
مفاسد الخلوة بين المرأة وأقارب الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا منتقبة وسوف أتزوج قريبا وسأسافر مع زوجي لكن الأصل أن شقتنا هنا فى بيت العائلة يعني أن الأمر يمكن أن يأخذ وقتا حتى نسافر، سؤالي كيف أتعامل مع أهل زوجي، علما بأن إخوانه شباب وللأسف لا أحد منهم يفهم حدود التعامل مع المنتقبة، وعلى رأسهم الأب والأم اللذين بجد أتعباني نفسيا بهذا السبب، يمكن إخوانه بدأوا يفهمون قليلا، وحماتي مهملة جداً في بيتها، أنا لا أعرف كيف يكون وضعي معها، أنا أريد أن أرضي الله لأني فى يوم من الأيام إن قدر الله سوف أكون حماة، لأجل ذلك أريد أن أعامل حماتي معاملة حسنة بحيث يكون ذلك لي فى أولادي إن شاء الله، بشرط أن لا أكون فى هيئة خادمة، لأني فعلاً أول ما خطبت دخلت المطبخ وقلت أغسل لها المواعين....إلخ.
علما أني أول امرأة تدخل بيتهم لأن إخوان زوجي لا يزالون صغارا، فما هي حدود المعاملة الشرعية في هذا المجال، بحيث لا أفعل ما هو فوق طاقتي ولا ما هو حرام، وأحافظ على مكانتي، حتى يتزوج أحد إخوان زوجي ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهناك ضوابط شرعية لا بد أن تراعى بين الرجل والمرأة الأجنبية، ولا بد من الالتزام بها سواء رضي الناس أم سخطوا، فمن أهم هذه الضوابط عدم الخلوة بين المرأة والرجال الأجانب وخاصة أقارب الزوج، لقوله صلى الله عليه وسلم: إياكم والدخول على النساء، قالوا: أرأيت الحمو، قال: الحمو الموت.
قال القرطبي في المفهم: المعنى أن دخول قريب الزوج على امرأة الزوج شبه الموت في الاستقباح والمفسدة ... فخرج هذا مخرج قول العرب: الأسد الموت، والحرب الموت أي لقاؤه يفضي إلى الموت.
فيحرم عليك أن يظهر منك شيء أمام إخوة زوجك، أو الاختلاط بهم أو مسامرتهم أو مصافحتهم، قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب: 53} .
وأما عن الشق الثاني من السؤال فإنه لا يجب على المرأة القيام بخدمة أم زوجها، لكن من باب الإحسان وحسن العشرة لزوجك إذا وجدت شيئاً تحتاجه الحماة أن تساعديها، فإن ذلك يكسب وداً بينك وبينها وبين زوجك، ففي إحسانك إليها رعاية لزوجك وحفاظك على شعورها وكسب لودها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 97390، والفتوى رقم: 46462.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1429(13/3077)
حكم النظر إلى صورة العورة
[السُّؤَالُ]
ـ[تروج عندنا فتوى مؤداها عدم تحريم النظر إلى الصور العارية وحجتها قول أبي يوسف: إن رؤية صورة الفرج في الماء لا تحرم لأنه مثله وليس هو ويقول أصحابها ما دمت تظن أن هذه الصور العارية لا تفسدك ولا تؤدي بك إلى حرام فيجوز لك النظر إليها فهل يصح نسبة ذلك القول إلى أبي يوسف؟ وهل تصح هذه الفتوى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز النظر إلى الصور العارية لما بيناه في الفتوى رقم: 1256، 19676، 65677.
وأما القول المنسوب إلى أبي يوسف فلم نقف عليه بعد البحث عنه في مظانه، لكن القول بالتفريق بين رؤية العورة مباشرة ورويتها مصورة قول مشهور لبعض أهل العلم، فقد نص الحنفية على أن حرمة المصاهرة لا تثبت برؤية صورة الفرج في الماء أو المرآة. قال العبادي في الجوهرة النيرة: قال في الينابيع: النظر إلى الفرج بشهوة يوجب الحرمة، سواء كان بينهما حائل كالنظر من وراء الزجاج ومن وراء الستر، أو لم يكن حائل، ولا عبرة بالنظر في المرآة لأنه خيال، وكذا إذا كانت على شفا حوض فنظر فرجها في الماء لا يثبت الحرمة.
وقد نقل قول عن بعض أهل العلم بجواز النظر إلى صورة العورة، ولكن ذلك القول مرجوح؛ لأن رؤية الصورة وإن لم يكن عين المرئي يترتب عليه من المفاسد وإثارة الغرائز ما يترتب على الرؤية مباشرة، فلا يجوز النظر إلى تلك الصورة العارية بحجة رأي لبعض أهل العلم لا يعضده الدليل. فمن تتبع رخص أهل العلم التي لا مستند لها من الدليل ضل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1429(13/3078)
حكم تبادل الحب بين طالب وطالبة في الجامعة
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن عائلة محافظة وأنا بالحامعة (سنة ثانية) ولا أتكلم مع الشباب واستمر شاب بلفت انتباهي له؛ لأنه معجب بي ويريد أن يتكلم معي, وظللت أصده وظل مستمرا في لحاقي وأخذ رقم تلفوني من صاحبتي وبعث لي مسجا ومع أني لا أرد على الأرقام الغريبة، رددت على المسج لأني كنت أحس أنه هو الشاب نفسه الذي يلاحقني بالجامعة, وكنت أحس أنه يحبني بجد لأنه استمر سنة وهو يلاحقني ولم يمل لأني لم أكن أحكي مع الشباب, وآخر شيء رديت وتعارفنا شهرين وكان كثيرا ما يطلب مني أنا نطلع مع بعض وأنا أرفض وظل يقول: أنت لا تحبيني وأنا أحبك أكثر، وكنت أنا منذ فترة أحب أن ألاقي واحدا يحبني فحكيت معه حتى لا يضيع مني، وخرجت معه وطلب أنه يقبلني على خدي وقبلني وأخذ صورتي, وعرف أهلي ومررت بحالة صعبة وكانت أسوأ فترة بحياتي وأهلي من كثرة ما خافوا علي أجبروني أني أحلف على القرآن أني لا أحكي معه ولا أخرج ولكي يضمنوا تنفيذي لذلك جعلوني أحلف على المصحف، وذلك حفاظا على أمي وخوفا عليها من الجلطة. ولكن بعد الحلف جاء الشاب وصار يسألني عن أخباري طلبت منه أن ينساني وألا يكلمني لأني حالفة على المصحف، وعدني بذلك ولكنه رجع يكلمني لأنه لم يستطع ان يتركني كما ذكر، وأنا اعلم أنه يحبني ولذا لا أريد أن أخسره، ورغم تهربي منه لكني لا أدري ماذا أفعل معه؟ فنحن في نفس الجامعة ونفس الكلية، وهو يريد ان نكون زملاء، فما هو الحل أنا حلفت على القرآن ألا أكلمه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها السائلة – غفر الله لك - أنك قد وقعت في جملة من المخالفات، منها أنك لم تثبتي على ما كنت عليه من إعراض عن هذا الشاب ومن رفض لمحاولاته في التعرف عليك والحديث معك، بل فتحت له الباب حتى حدث ما حدث، ومنها أنك سمحت له أن يقبّلك وهذا لا شك عصيان للرحمن وطاعة الشيطان، ومنها أنك قد خنت العهد الذي أعطيتيه لأهلك على هجران هذا الشاب، ثم بعد أن أقسمت لهم على ذلك حنثت في يمينك ورجعت إلى ما كنت عليه.
كل هذه ذنوب لا بد لها من توبة عاجلة إلى الله جل وعلا فإن العلاقات بين الجنسين خارج رابطة الزواج الشرعي محرمة وفيها من المفاسد ما لا يخفى.
كما أن الكلام بين الأجنبية والأجنبي لا يجوز إلا بشرط التقيد فيه بضوابط الشرع، فالله تعالى يقول للمسلمين في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53} ، فإذا كان هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة فكيف بأهل هذه الأزمان؟
فلا يجوز لك –خصوصا بعدما حدث ما حدث - أن تتحدثي مع هذا الشاب أبدا لا بصفة أنكما زملاء، ولا بأي صفة أخرى، وينبغي قطع هذه العلاقة فورا.
وأما الحلف على المصحف فهي يمين شأنها شأن الحلف بالله جل وعلا لأن القرآن كلام الله، والكلام صفة من صفات الله جل وعلا فإن كان الحلف به فهو حلف بالله تعالى وإن كان حلف بالله تعالى لكن مع وضع اليد على المصحف فهو تأكيد وتغليظ لليمين.
قال العيني - رحمه الله -: لو حلف بالمصحف أو وضع يده عليه وقال: وحق هذا. فهو يمين ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الحلف بالمصحف. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغنى: إن الحلف بالقرآن يمين منعقدة تجب الكفارة بالحنث فيها وبهذا قال ابن مسعود والحسن وقتادة ومالك والشافعى وأبو عبيدة وعامة أهل العلم مستدلين بأن القرآن كلام الله وصفة من صفات ذاته فتنعقد اليمين به كما لو قال وجلال الله وعظمته. انتهى.
وطالما أنك قد حنثت في هذه اليمين فتلزمك الكفارة، وقد سبق لنا بيان الكفارة في الفتوى رقم: 459.
أما إن كان هذا الشاب جادا في الزواج منك فعليه أن يذهب إلى أهلك ويخطبك منهم، وبذا يكون قد أتى البيوت من أبوابها.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 204،، 102118،، 1769.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1429(13/3079)
حكم مبيت الفتاة في بيت ابنة عمها وابن عمها البالغ عشر سنوات
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديقة وهي أيضا ابنة عمي (من الأقارب وأخ لأبي) ، وأخوها الأكبر عمره 10 سنوات, فهل يحل لي قضاء الليل عندهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا حرج على المرأة في المبيت عند أسرة غير أسرتها إذا أمنت الفتنة في ذلك، وعليه فإذا كانت أسرة صديقتك لا يوجد بها من الذكور إلا أخوها وعمره عشر سنوات -كما ذكرت- فلا مانع من المبيت هناك لأنه في هذه السن لا تخشى منه الفتنة عادة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1429(13/3080)
حكم حديث الفتاة مع ابن عمها عبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة ملتزمة والحمد لله ولا أحب العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج, ولكن تعرضت لموقف لا أستطيع كيف أتصرف فيه, فقد تعرفت على ابن عمي على الإنترنت وهو يعيش في بلد آخر وأنا لم أكن أعرفه من قبل, فأنا وعائلتي نعيش في بلد ليس فيها أقارب لنا, المهم أن ابن عمي أعجب بي واعترف بحبه لي ماذا أفعل؟ والموقف الأهم هو أن والده أي عمي يريدني لابنه الأكبر وأنا ليس عندي أي مانع فهو ملتزم وذو أخلاق عالية أرجو المساعدة ولكم مني كل الشكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت أيتها الفتاة حيث إنك التزمت بشرع عز وجل وطاعته وما ذكرتيه من كونك لا تحبين أن تكون هناك علاقة بين الشباب والفتيات هو صحيح، وهذا الذي عليه الشرع، وكان الواجب عليك ألا يكون بينك وبين ابن عمك حديث؛ لأنه أجنبي عنك فيجب أن تمتنعي عن محادثته. وتراجع الفتوى رقم: 105236.
وإن كان ابن عمك هذا جاد ويحبك كما يقول فليتقدم لخطبتك عن طريق ولي أمرك. وإن كان هذا الذي يريدك عمك له، فقد تم ما يريده هو وما يريده عمك، وإن كان الذي يريدك العم له غير الذي تعرفت عليه سابقا فالأولى أن تقبلي بمن يريده العم نزولا عند رغبته ونظرا لما ذكرت من الالتزام والأخلاق العالية مع أن الأول لم تذكري أنه خطبك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1429(13/3081)
أخطأت بإرسالك تلك الرسائل إلى ابنة عمك المتزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا كان نفسي أتزوج ابنة عمي ولكن لم يحدث ذلك, تقدم إليها شخص فوافقت عليه لأنها لا تملك شيئا لذلك، أنا كنت أتعلم وظروفي لا تسمح أن أتقدم فى الوقت الحالي, المهم تزوجت من ذلك الشخص وأنا فعلت شيئا ولكن لا أدري ماذا فعلت, قمت بإرسال رسائل إليها المهم وقعت هذه الرسائل فى يد أختي الكبيرة, المهم أريد أن أصلح الموقف الذي فعلته لأن الأمور تطورت وعرف عمي وزوجة عمي وأخواها وهي الآن متزوجة, وأريد حلا حتى على حساب نفسي, وأنا نفسي ترجع صلة الرحم وأنا أتمنى لها السعادة مع زوجها، لذلك أريد أن يتم انتهاء هذا الموضوع بالمودة والسعادة وترجع صلة الرحم، وماذا أفعل هي الآن تزوجت وأنا أريد أن يسامحني ربنا ويغفر ويقبل التوبة وأنا بجد نادم أريد حلاً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك ارتكبت برسائلك هذه جملة من المعاصي التي تستلزم المبادرة بالتوبة إلى الله عز وجل، ومنها أنك اعتديت على حرمة زوج هذه المرأة عندما راسلت زوجته، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن. صححه الألباني في صحيح الجامع. ومنها أنك وضعت نفسك في مواطن الشبهات والريب، ومنها أنك تسببت في قطع الرحم بإيذائك لعمك وأهله،
فالذي يجب عليك هو:
1- أن تبادر بالتوبة الصادقة إلى الله جل وعلا، وأن تستكثر من فعل الطاعات.
2- أن تقطع علاقتك بابنة عمك هذه تماماً فلا تراسلها ولا تحدثها ولا تزورها.
3- أن تعتذر لعمك عما حدث وتعاهده على ألا تعود لذلك مرة أخرى، فإن رفض اعتذارك فعليك أن توسط أهل الخير الذين تجمعهم به علاقة طيبة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه ورزقك بفضله التوبة الصادقة، وتراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93887، 32948، 98900.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1429(13/3082)
حكم مبيت الفتاة في بيت ابن عمها المتزوج وله أبناء
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن تبيت ابنة العم في بيت ابن عمها وهو متزوج وله أبناء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في مبيت المرأة في بيت ابن عمها إذا لم يوجد مانع شرعي من خلوة محرمة أو ريبة وخوف فتنة ونحو ذلك.
ولمزيد من الفائدة راجعي الفتويين: 28864، 40991.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شعبان 1429(13/3083)
استضافة الأخوات الداعيات لبرامج التلفزيون
[السُّؤَالُ]
ـ[الإخوة الكرام، فأرجو أن تفيدوني مأجورين حول حكم التالي: أعمل في قناة فضائية إسلامية وأقوم بتقديم بعض البرامج وأحيانا قد استضيف بعض الأخوات في البرنامج، علما بأن الأخوات يكن على قدر كبير من الحشمة في ملابسهن وكلامهن وتكون الأستضافة لهن بداعي دعوي كمعرفة سبب إسلام البعض منهن وتقديم تجربة الدخول في الإسلام للآخرين فما حكم استضافة النساء في البرامج على الصورة التي ذكرت، وما حكم تقديم الأخوات الداعيات لبرامج في التلفزيون حيث تظهر على شاشات التلفزيون بكامل حجابها (عدا الوجه والكفين) ؟ لكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
جزاك الله خيراً على اهتمامك بنشر الدين وحرصك على الدعوة إلى الله، فهي وظيفة المرسلين، وعمل أتباعهم المصلحين، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108} ، ولكن الدعوة إلى الله ينبغي أن تتقيد في وسائلها وأهدافها بضوابط الشرع ومقاصده، والذي ينظر في أحكام الشريعة الإسلامية، يعلم أنها قد حرصت على ستر المرأة، وصيانتها من الاختلاط الذي يعرضها للريبة والفتن حتى ولو كان ذلك في المسجد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها. رواه مسلم.
وإذا أخطأ الإمام في صلاة الجماعة فإن المأمومين ينبهونه بالتسبيح، ولكن النساء ينبهنه بالتصفيق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء.
وقد أمر الله نساء النبي صلى الله عليه وسلم بنشر العلم، قال تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا {الأحزاب:34} ، ولكنهن لم يكن يختلطن بالناس لتعليمهم، وإنما كان التعليم من وراء حجاب، وقد قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53}
فالذي نراه راجحاً في حكم استضافة النساء في البرامج، وكذلك حكم تقديم الأخوات الداعيات لبرامج في التلفزيون، أن ذلك غير جائز لما فيه من المحاذير الشرعية، كما أن المصالح التي تقصد بظهورهن يمكن تحصيلها بغير ذلك من الوسائل المشروعة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1429(13/3084)
حكم رؤية عورة الرجل في الصور
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم رؤية عورة الرجل فى الصور من أجل تمرينات تكبير القضيب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تجوز رؤية عورة الرجل مباشرة أو في صورة للغرض الذي ذكرت، بل الواجب على المسلم غض بصره عما يحرم نظره امتثالا لقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}
وعلى المسلم أن يشكر الله تعالى على نعمة البصر، ويستعملها في مرضاته جل وعلا، ويبتعد عن استعمالها في النظر المحرم. وللمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 15546.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1429(13/3085)
مسائل في الأمرد والنظر إليه
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما كنت أقرأ في أحد الكتب التي تتحدث عن الفواحش تطرق الشيخ إلى الحديث عن الرجل الأمرد وحكم النظر إليه فقال بالنص: ولأنه في معنى المرأة - أي الأمرد - بل ربما كان بعضهم أو كثير منهم أحسن من كثير من النساء ويتمكن من أسباب الريبة فيه ويتسهل من طرق الشر في حقه ما لا يتسهل في حق المرأة فكان تحريمه أولى وأقاويل السلف في التنفير منهم أكثر من أن تحصى، وقد سموهم الأنتان لكونهم مستقذرين شرعاً ... انتهى كلام الشيخ ولا أعلم هل هذا كلامه أم كلام أحد السلف.
- الأمر الأول بارك الله فيكم ما معنى أن الأمرد مستقذر شرعا؟ كيف يكون شاب مسلم صالح تقي ولكن لحيته
لا تنبت مستقذرا!!
- الأمر الثاني بعد أن قرأت في بعض الفتاوى في موقعكم عن بعض الأحكام المتعلقة بالرجل الأمرد أود أن أطرح بعض الأسئلة جزاكم الله خيرا.
أولا:: هل يأخذ حالق اللحية نفس أحكام الأمرد؟
ثانيا:: أرجو توضيح نقطة وهي شهوة النظر بتلذذ. يعني مثلا لي كثير من الأصدقاء وقد يكون أحدهم وسيما أمردا أو ليس ملتحيا مثلا، عندما ألقاه أقبله وأحب أن أنظر إليه لأنه وسيم بشوش فهل هذا النظر هو نظر فيه شهوة تلذذ لأني أحب أن أنظر إليه؟ أريد أن أعرف ما هو المعيار لمعرفة هل أنا أنظر بشهوة أم مجرد أن صديقي جميل طبيعي أن يكون النظر إليه مختلفا عن الآخرين وهذا ينطبق على أغلب الناس ...
ففي يوم كنت أقبل أحد العلماء - حفظهم الله جميعا - فبعد أن قبلني الشيخ وجدته يقول لي ما شاء الله فنظرة الشيخ إلي كان فيها شيء مختلف بالطبع لأنه وجد شابا وسيما فقال ما شاء الله فهل هذا السرور عندما تنظر إلى شاب جميل فيه شيء؟
ثالثا: هذا الأمر أيضا تشعر به عند التعامل مع الأطفال سواء كانوا صبيانا أو إناثا فتجد الناس تميل إلى الطفل الوسيم وتحب أن تقبله أو أن تلعب معه بخلاف الطفل العادي مع العلم طبعا أن كل خلق الله جميل وهذا الأمر فطرة مغروزة في الإنسان بطبيعته فهل هذا التعامل مع الأطفال ذوي الجمال يخشى منه؟
أعلم أني قد أطلت فسامحوني لأن الأمر شغل ذهني كثيرا وأصابني للأسف ببعض الوسواس في التعامل مع من يحيطون بي.
وجزاكم الله خيرا جميعا ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمسألة التحذير من النظر إلى المردان ومخالطتهم وردت في كثير من أقاويل السلف ونقلها أهل العلم في كتبهم، وبعضهم جعل فتنتهم أشد من فتنة النساء، ولذلك سموهم الأنتان ليس لاستقذار ذوات المردان وإنما لاستقذار النظر إليهم شرعا كما يستقذر النظر إلى كل ما لا يجوز النظر إليه.
قال ابن حجر الهيتمي في تحرير المقال ما معناه: إن المراد بالاستقذار النظر إليهم وليس المقصود أنهم لذواتهم مستقذرين.
وأما ما سألت عنه.. فإن حالق اللحية إن كان النظر إليه يؤدي إلى الافتتان به فيكون كالأمرد والمرأة في حرمة النظر إليهم، وكذلك لو لم يكن حليقا وكان في النظر إليه فتنة فلا يجوز النظر إليه سدا لذريعة الافتتان به، وهذا لا يعني حرمة النظر إلى كل من كان جميلا أو فيه مسحة من الجمال، وإنما المحرم هو التلذذ بالنظر وما يخشى منه الوقوع في الافتتان بالمنظور إليه، وهذا يختلف بحسب الناظرين، فالوالد مثلا لا يخشى عليه الافتتان بولده الأمرد الوسيم في الغالب ولا بابنته وهكذا، والشهوة واللذة هما ما يجده المرء في نفسه من نشوة وميل جنسي ونحو ذلك، وما ذكرته من سرور الشيخ برؤيتك لا حرج فيه ما لم تصحبه لذة وشهوة إلى الحرام، وضابط الشهوة المحرمة هنا هي شهوة فعل الحرام مع المنظور إليه والاستمتاع بالنظر إليه كالاستمتاع بالنظر إلى الأجنبية وما لا يجوز.
قال ابن تيمية رحمه الله في النظر المحرم: ومتى كانت معه شهوة كان حراما بلا ريب سواء كانت شهوة تمتع بنظر الشهوة أو كان نظرا بشهوة الوطء ...
ويبعد ذلك غالبا في حق أهل العلم والورع، والميل الفطري إلى ذوي الوسامة والحسن والطفل البريء ونحوه لا حرج فيه، بل الممنوع هو ما كان يؤدي إلى الافتتان والتلذذ بما حرم الله عز وجل التلذذ به، وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18605، 26446، 99114.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1429(13/3086)
حكم كلام المرأة مع ولد أصغر منها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف إذا كلمت ولدا أصغر مني فهل ذلك حرام أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى علم بسن الصبي الذي سيتم التحدث معه، وعلى نوع الكلام، فإن كان طفلاً صغيراً لم يبلغ الحلم فهذا لا بأس بالتحدث معه، وأما إن كان قد بلغ الحلم - وهذا لا يسمى صبيا - فإن المحادثة بين الفتيان والفتيات سبيل إلى الفتنة في غالب الأحوال مهما زعم أصحابها أنها أفادتهم في سبيل الدين والعبادة، فليحذر المسلم ولتحذر المسلمة من تزيين الشيطان وحبائله، ولذلك فقد ذهب الفقهاء من المذاهب الأربعة إلى أنّه لا يجوز التّكلم مع الشّابّة الأجنبيّة بلا حاجةٍ لأنّه مظنّة الفتنة، وقالوا: إنّ المرأة الأجنبيّة إذا سلّمت على الرّجل إن كانت عجوزاً ردّ الرّجل عليها لفظاً، أمّا إن كانت شابّةً يخشى الافتتان بها أو يخشى افتتانها هي بمن سلّم عليها فالسّلام عليها ورد السّلام منها حكمه الكراهة عند المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة، وذكر الحنفيّة كما في حاشية ابن عابدين أنّ الرّجل يرد على سلام المرأة في نفسه إن سلّمت عليه، وترد هي في نفسها إن سلّم عليها، وصرّح الشّافعيّة بحرمة ردّها عليه.
قال النووي في المجموع: قال أصحابنا: ولو سلم رجل على امرأة أو امرأة على رجل فإن كان بينهما محرمية أو زوجية أو كانت أمته كان سنة ووجب الرد وإلا فلا يجب إلا أن تكون عجوزا خارجة عن مظنة الفتنة، قال المتولي: وإذا سلم على شابة أجنبية لم يجز لها الرد، ولو سلمت عليه كره له الرد عليها، ولو كان النساء جمعا فسلم عليهن الرجل أو كان الرجال جمعا كثيرا فسلموا على المرأة الواحدة فهو سنة إذا لم يخف عليه ولا عليهن ولا عليها فتنة؛ لحديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت: مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا. رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن. وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كانت فينا امرأة وفي رواية كانت لنا عجوز تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا نسلم عليها فتقدمه إلينا. رواه البخاري. وتكركر تطحن - وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو يغتسل وفاطمة تستره فسلمت وذكرت تمام الحديث. رواه مسلم. اهـ.
وعلى ذلك ننصح الأخت السائلة بأن تحذر من الكلام مع الشباب وتتجنبه إلا إذا كانت هناك حاجة معتبرة شرعا مثل البيع والشراء وغير ذلك وكانت الريبة مأمونة.
وتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 44101، 76342، 56052.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1429(13/3087)
لا تقيمي علاقات صداقة مع الرجال عبر النت ولو سمح الزوج بذلك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة وزوجي سمح لي بأن أتحدث على النت مع أصدقاء آخرين وأسلي وقتي في المنزل، فهل هذا حرام شرعاً وهو الذي سوف يتحمل ذنبي إذا كان حراما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإنترنت ولوازمه من المحادثة عبر ما يسمى بالشات والماسنجر ونحو ذلك وسيلة قد تكون سببا في تحصيل الخير، من تبادل العلوم النافعة سواء الدينية أو الدنيوية، والدعوة إلى الله، والتعرف على أحوال المسلمين، وقد تكون سببا للمفاسد والشرور، وذلك حينما تكون بين الرجال والنساء.
ولذلك فإنه يحرم مطلقا تكوين صداقات بين الرجال والنساء عبر هذه الوسائل؛ لأنه ذريعة إلى الوقوع في المحظورات بداية من اللغو في الكلام، ومرورا بالكلام في الأمور الجنسية وما شابهها، وختاما بتخريب البيوت، وانتهاك الأعراض، وهدم المجتمعات, ولا حول ولا قوة إلا بالله، ف صواحب هذه العلاقات في حكم أو في طريق متخذات الأخدان اللاتي نهى الله عز وجل عن نكاحهن في كتابه الكريم، قال سبحانه: فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ [النساء:25] , فعلى المسلم أن يعلم أن مواقع الدردشة هذه هي في معظمها أوكار للفساد ومصايد للشيطان، أفسدت الدين والدنيا على كثير من أبناء وبنات المسلمين، فعلى المسلم أن يتقيها ويحذر منها كل الحذر، وأن يستغل أوقاته فيما يعود عليه بالنفع في دينه ودنياه.
وليس معنى هذا حرمة الحديث بين الجنسين مطلقا عبر هذه الوسائل، كلا، فالكلام بين الرجل والمرأة منه ما يكون مباحا إذا التزمت فيه الضوابط الشرعية من عدم الخلوة, وعدم الخضوع بالقول, ووجود الضرورة أو الحاجة الداعية لمثل هذا الكلام, وأن يكون الكلام بقدر هذه الضرورة لا يزيد عليها.
أما حديث المرأة في مباح مع صديقاتها (النساء) عبر هذه الوسائل فهو مباح لا حرج فيه مع الالتزام بالضوابط الشرعية، وإذا تقرر أن الحديث عبر النت منه ما هو محرم وهو حديث المرأة مع الأجانب لغير حاجة أو حديثها في محرم كغيبة أو نميمة أو كلام محرم ومنه ما هو مأذون فيه كحديث المرأة مع المرأة في مباح علما أن الحديث المحرم محرم ولو أذن فيه الزوج بل لو أمر به حرمت طاعته فيه إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعندئذ تتحمل المرأة إثم حديثها ويتحمل زوجها إثم الإذن في المحرم والرضى به، أما المأذون فيه فلا إثم فيه ولكن ينبغي الحذر من أن يزيد الأمر عن حده فتضيع الصلوات والواجبات, ويحذر أيضا من أن يفتح الشيطان الباب للكلام في المحرمات وتبادل المواقع السيئة, ويحذر من أن تنشغل المرأة بذلك عن حقوق زوجها فيؤدي ذلك إلى التباغض والمشكلات, ويراعى أيضا غض البصر عن المحرمات إن وجدت، فإذا توفرت هذه الشروط فلا حرج، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 105055، والفتوى رقم: 31706.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1429(13/3088)
تحذير من الوقوع في منكرات الأعراس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مقبل على الزواج وأود أن أسال عن كيفية الفرح ما له وما عليه؟ هل تذهب العروس إلى الكوافير أم لا، وإذا كان لا، هل آتي بامرأة لتزين زوجتي ليلة عرسها، وإذا كان ما هي قدر الزينة التي تضعها العروس وهل لها تخفيف حواجبها أم لا؟
ثانيا: هل لنا أن نجلس في الكوشة أمام الناس أم لا؟
ثالثا: هل لنا أن نذهب إلى االأستوديو لنلتقط صورا تذكارية والعروس بكامل زينتها، وإذا كان نعم, هل لنا أن نعلق صورنا على الحائط أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يسعدك في زواجك وأن يبارك لكما ويجمع بينكما في خير وأن يرزقكما من الذرية الصالحة ما تقر به عيونكما.
وأما ذهاب المرأة إلى ما يسمى بالكوافير إذا كان من سيقوم بتزيينها هن النساء ولم يكن هناك مجال لاطلاع الرجال لا من قريب ولا من بعيد، فالأصل في ذلك الإباحة، إلا أنه لا ينبغي للمسلم أن يفعله في هذه الأيام التي استشرى فيها الفساد وزاد عن الحد، وذلك لاحتمال تعرضها للتصوير من قبل أهل السوء الحريصين على الغواية والإغواء، وهذا أمر اعترف به بعض هؤلاء. ولتكتف المرأة بتزيين أهلها لها، أو بإحضار من تزينها من النساء في بيتها بشرط أن تكون أمينة، وألا تطلع على عورتها؛ لأن كثيرا من النساء يتساهلن وقت الأفراح في كشف العورات؛ ويصل الأمر أحيانا أن تمكن العروس المرأة التي تزينها من رؤية عورتها المغلظة لإزالة شعر العانة ونحوه، وهذا حرام لا يجوز بأي حال من الأحوال، فإن عورة المرأة مع المرأة من السرة إلى الركبة، ولمعرفة المزيد عن عورة المرأة المسلمة أمام النساء المسلمات والكافرات والمحارم، انظر الفتوى رقم: 284.
وأما قدر الزينة فلا حد لذلك طالما كان الأمر في حدود المباحات، ولكن لا ينبغي الإسراف في ذلك، فإن الله لا يحب المسرفين.
وأما تخفيف الحواجب وهو ما يعرف بالنمص فلا يجوز ولو بإذن الزوج على الراجح عندنا، وهو من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة. متفق عليه.
وأما الجلوس في ما يسمى بالكوشة فلا يجوز أيضا؛ وذلك لأن الأصل أن النساء اللاتي يحضرن الأفراح إنما يأتين بكامل زينتهن، فلو افترضنا أنه لم يكن هناك اختلاط بين الرجال والنساء، فكيف يسمح للزوج (العريس) أن يجلس وسط النساء الحاضرات وهن في زينتهن، وكيف يسمح له بسماع أصواتهن في الغناء.
وأما ذهابك مع العروس إلى الاستوديو لالتقاط الصور التذكارية، فهذا مما ينبغي ألا يختلف في حرمته، فهذا منكر فظيع حتى ولو كان العاملون فيه من النساء، وحتى لو قلنا بجواز التصوير الفوتوغرافي؛ وذلك لأن هذه الصور هي مظنة اطلاع الرجال عليها عند التحميض ونحو ذلك، وأيضا فإنه لا يؤمن أن يكون من العاملات من لا دين لها فتقوم بنشر هذه الصور نظير بعض الأموال، فاحذر أخي من هذه المهالك.
وأما تعليق الصور الفوتوغرافية للزوجين على الحائط، فغير جائز لأن كل زائر وداخل إلى البيت من الأقارب والأجانب سوف يراها وهذا غير جائز خصوصا لو كانت العروس في زينتها، ولا يفعل هذا إلا من مات قلبه ونزع منه الحياء والغيرة.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51417، 24676، 35723، 105973.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شعبان 1429(13/3089)
حكم خلوة الزوجة باليتيم الذي تكفله وعمره الآن 16سنة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجة متحجبة سمحت لمحضونها اليتيم وهي غير محرمة له وعمره 16 سنة الإقامة في منزلها, حيث تقيم هي وزوجها وبدون موافقة الزوج. فهي غير محجوبة عن اليتيم وهما في خلوة إلى حين عودة الزوج من عمله في ساعة متأخرة من الليل. فما المطلوب من الزوج عمله معها؟ وما حكم الشرع عليه إذا لم يعمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لقد رغّب الإسلام في كفالة اليتيم، ووعد عليها بالأجر الكبير والفضل العظيم، فعَنْ سَهْلٍ بن سعد قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أنا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا. رواه البخاري والترمذي.
فحرص هذه المرأة على كفالة اليتيم ورعايته وضمه إلى بيتها هو من الأمور المحمودة إذا كان ذلك بإذن زوجها، أما إذا كان بغير إذنه فلا يجوز، لأنه لا يجوز لها أن تأذن لأحد في بيته بغير إذنه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ نَفَقَةٍ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ يُؤَدَّى إِلَيْهِ شَطْرُهُ. رواه البخاري ومسلم.
والغلام متى بلغ السن المذكور فلا يعد يتيما لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتم بعد احتلام.. رواه أبو داود عن علي رضي الله عنه.
ولا يجوز لهذه المرأة أن تخلو مع هذا الغلام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ. رواه البخاري ومسلم.
فيجب على الزوج أن يمنع هذه الخلوة المحرمة، وذلك بنقل هذا الغلام إلى بيت أحد أقاربه بحيث يقيم مع محرم له إن أمكن، أو يوفر له إقامة في أي مكان يأمن عليه فيه من ضياع دينه أو دنياه.
أما إن كان نقل هذا الغلام من هذا البيت يعني ضياع هذا الغلام، فإنه من الممكن الأخذ بقول بعض أهل العلم بجواز رضاع الكبير في مثل هذه الحالات فقط، عملاً بحديث عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ وَهُوَ حَلِيفُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضِعِيهِ قَالَتْ وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ. رواه مسلم.
قال ابن تيمية: وَهَذَا الْحَدِيثُ أَخَذَتْ بِهِ عَائِشَةُ وَأَبَى غَيْرُهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْخُذْنَ بِهِ؛ مَعَ أَنَّ عَائِشَةَ رَوَتْ عَنْهُ قَالَ: " الرَّضَاعَةُ مِنْ الْمَجَاعَةِ " لَكِنَّهَا رَأَتْ الْفَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَقْصِدَ رَضَاعَةً أَوْ تَغْذِيَةً. فَمَتَى كَانَ الْمَقْصُودُ الثَّانِي لَمْ يُحَرِّمْ إلَّا مَا كَانَ قَبْلَ الْفِطَامِ. وَهَذَا هُوَ إرْضَاعُ عَامَّةِ النَّاسِ. وَأَمَّا الْأَوَّلُ فَيَجُوزُ إنْ اُحْتِيجَ إلَى جَعْلِهِ ذَا مَحْرَمٍ. وَقَدْ يَجُوزُ لِلْحَاجَةِ مَا لَا يَجُوزُ لِغَيْرِهَا. وَهَذَا قَوْلٌ مُتَوَجِّهٌ. (مجموع الفتاوى - (ج 34 / ص 60)
وفي هذه الحالة من الممكن أن ترضعه المرأة خمس رضعات، فتصبح أمه من الرضاعة أو ترضعه أختها، فتصبح خالته من الرضاعة، والرضاعة في هذه الحالة تكون بصب لبن المرأة في كوب أو غيره ليشربه الغلام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1429(13/3090)
حكم تقبيل أم الزوجة من الفم
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي يمزح مع أمي بتقبيلها عنوة من فمها, وعندما أغضب يقول: هي أمي وهذا جائز, فما حكمه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يفعله زوجك غير جائز شرعا، ويجب عليه الكف عنه فورا، لأنه ذريعة للفتنة والوقوع في الحرام، ولأن الفم مكان تقبيل الشهوة، وليس تقبيل العطف والأمومة والرحمة كما يزعم! وهذا واضح لمن تأمله.
وقول زوجك: إن هذه أمه - يقصد أنها مثل: أمه- فهذا لا يبرر له هذا الفعل؛ لأن التقبيل في الفم لا يجوز أن يفعله حتى مع أمه التي ولدته، فلا يجوز للرجل أن يقبل أمه في فمها ولا ابنته الكبيرة ولا أخته، ولا يجوز للرجل مع الرجل، ولا للمرأة مع المرأة، بل التقبيل في الفم خاص بالزوجين فقط.
جاء في كتاب "الآداب الشرعية " لابن مفلح الحنبلي: قال ابن منصور لأبي عبد الله (الإمام أحمد بن حنبل) : يقبل الرجل ذات محرم منه؟ قال: إذا قدم من سفر ولم يخف على نفسه، ثم قال بعد ذلك: ولكن لا يفعله على الفم أبدا، الجبهة أو الرأس. انتهى كلامه بتصرف.
وجاء في " الإقناع " في الفقه الحنبلي: ولا بأس للقادم من سفر بتقبيل ذوات المحارم إذا لم يخف على نفسه، لكن لا يفعله على الفم، بل الجبهة والرأس. انتهى.
فيتحصل لنا في تقبيل المحارم ثلاثة شروط:
1- أن تؤمن الشهوة والفتنة.
2- ألا يكون على سبل الدوام والاستمرار بل يكتفى فيه بالمناسبات كالقدوم من السفر والمرض ونحو ذلك.
3- ألا يكون على الفم بل على الرأس والجبهة ونحو ذلك.
ومن المعلوم أن الشريعة الإسلامية قد أوصدت الأبواب التي تؤدي إلى الوقوع في الفاحشة – سواء كانت الزنا أو ما شذ منها كاللواط والسحاق – فحرمت النظر بين الرجال والنساء، وحرمت خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه، ومصافحتها، وسفر المرأة وحدها، وحرَّمت نظر المرأة لعورة المرأة، والرجل لعورة الرجل، وحرمت النوم في فراش واحد وتحت لحاف واحد حتى بين الأشقاء، وحرَّمت النظر والمس والتقبيل إذا كان بشهوة، حتى لو كان بين المحارم أو بين امرأة وأخرى، أو رجل وآخر وكل ذلك سدا للذريعة وإغلاقا لأبواب الفتنة. وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 54897، 3222، 68494، 7421.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1429(13/3091)
اقطع علاقتك بهذه المرأة المتزوجة واشغل نفسك بطاعة الله
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 25 سنة أحببت فتاه في سنتها الجامعية الأولى, وهي أيضا أحبتني ولم تشب علاقتنا المحرمات. تقدمت لخطبتها وحصلت على الموافقة إلى أن اعترض ابن خالتها وأرادها لنفسه وعمره 17 سنة لم توافق الفتاه ولا أبوها ولا حتى أهل العريس لكن أمها سامحها الله أرادت ابن أختها وهو لا يزال طائشا وبدأت المشاكل من هنا أصبحت تضربها وتنكد على عيش أبيها وتخيره إما أن يوافق ويعطي ابنته لابن أختها أو يطلقها، وبعد أحداث دامية فعلا وافق أب الفتاه وأجبر ابنته على الموافقة، وذلك بالضرب والتعذيب ومنعها من الدراسة، وقد تزوجت قبل شهرين وطردها زوجها بعد يومين من الزواج وقال لها: إنه سوف يمنعها من الدراسة وينتقم منها لأنها رفضته وأنه تعب حتى أقنع أهلها ليجعلوها توافق عليه،أما الآن انظري كيف سأطردك وهم من سيعيدونك إلي صاغرين بعد أن تزوجتك وسيتوسلوا لي أن لا أطلقك..
وفعلا حدث ذلك وبدأ الجميع بعض أصابع الندم وسجنت الفتاه بالبيت وحرمت من أهلها وصديقاتها ودراستها وحرم هو من أهله لأنها تكبره سنا وهم يعلمون أيضا أنها لا تريده؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أولا وقبل كل شيء أن تجتنب الحديث عن هذه الفتاة ومعها لأنها معصية لا تجوز مهما كانت الأسباب، وأنت أجنبي عنها لا يجوز لك الكلام معها، واشتغل بطاعة الله وما يقربك من الله، ويجب أيضا اجتناب العلاقة مع أختها زوجة صديقك، وابعد عن مواطن الشبهات، أما إذا تغيرت الظروف وطلقت من زوجها وانتهت عدتها فلك أن تتزوجها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1429(13/3092)
حكم إقامة علاقة أخوة بين رجل وامرأة لتستشيره في أمورها
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة خلال الإنترنت وأحببتها حباً جماً لكرم أخلاقها والتزامها وتدينها وثقافتها الدينية العالية، وطلبتها للزواج, ولكن للأسف لم يتم اتفاق مع والدها؛ نظراً لمغالاته في المهر, حيث طلب مني شراء شقة تمليك لها ورفض أن أجهز لها الشقة كاملة بدون تملكها, وانتهى الحوار بالرفض, والآن تعلقنا أنا وهي ببعض لدرجة كبيرة, حيث كنا نقضي الساعات معاً في المحادثة على النت لتبادل النصائح والترتيب لأمر زواجنا, وهي تطلب مني حالياً الأستمرار فى العلاقة كأنني أخ كبير لها لتستشيرني فى بعض أمورها عند حاجتها لذلك، فما الحكم في استمرار علاقتنا على هذا النحو بالكلام على النت أو في التليفون، مع العلم بأننا وبفضل ونعمة من الله كنا ولا نزال في غاية الالتزام في أدب الحديث طاعة وقربى لله عز وجل,
وليتكم توجهون كلمة لوالدها أن يسهل لنا أمر زواجنا -وجزاكم الله عنا خيراً-؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم يا أخي الحبيب أن العلاقة بين الرجال والنساء الأجانب في غير ظل الزوجية -سواء كان عن طريق النت أو اللقاءات أو غير ذلك- شعبة من شعب الشيطان، ومسلك شنيع من مسالكه الضالة، يستميل به أهل الطهارة والإيمان، ليوقعهم في السوء والفحشاء، وصدق الله سبحانه القائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَر ِ {النور:21} ، واعلم يا أخي أن أغلى ما تملكه دينك فلا تفسده بشهوة أو شبهة, وأيضا فإن ارتباط الفتاة برجل أجنبي عنها، وجعلها إياه محل ثقتها ومشورتها في أمورها والاطلاع على أسرارها ونحو ذلك، أمر محرم لأنه يجر إلى الفتنة والوقوع في المحظور، وقد سد الشرع الطرق الموصلة إلى الحرام، فحرم النظر إلى المرأة الأجنبية والخلوة بها والحديث إليها إن كان سبباً للفتنة، وفي النساء الصالحات وفي أقارب الفتاة غنية عن الرجال الأجانب، فلا حاجة إلى إقامة هذه العلاقات بين الرجال والنساء الأجانب لمثل هذه الأمور.
فعليك أن تعرض عن هذه الفتاة كامل الإعراض، إلى أن يشرح الله صدر والدها للموافقة ويتم العقد عليها، وأما أمر المغالاة في المهور فهو مما عمت به البلوى في زماننا هذا, وهو خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تيسير الزواج وعدم المغالاة في المهر، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها. قال الألباني: حديث حسن ... وكان هديه صلى الله عليه وسلم في تزوجه وتزويجه، وهدي صحابته رضي الله عنهم تيسير النكاح وتقليل مؤونته، ففي البخاري عن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: تزوج ولو بخاتم من حديد. ولا شك أن في المغالاة في المهور مفاسد ومضار عظيمة؛ منها: انتشار العنوسة بين الجنسين، ولا يخفى ما في ذلك من نذير شؤم وفساد على المجتمع، حيث يتجه الشباب من الجنسين لقضاء شهواتهم وأوطارهم بطرق غير مشروعة ملحقين بذلك الضرر بأنفسهم وأهليهم وأمتهم.
فنقول لأهل الفتاة: ينبغي لكم أن تقدموا مصلحة ابنتكم، وأن تزنوا الأمور بميزان الشرع لا بموازين العرف والعادات المخالفة لهدي الإسلام، وليكن نظركم إلى كون هذا الشاب متصفا بالدين والخلق، فإن ذلك هو غاية المطلوب في الأزواج، وهو أرجى أن يكرم ابنتكم وأن يحفظ لها حقوقها، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها، وأن لا تجعلوا الأمور المادية حائلا دون إتمام هذا الزواج ... وللفائدة في الموضوع راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 39443، 94856، 8526، 50355.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1429(13/3093)
الترهيب من معاملة الحبيب كزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم التعامل مع حبيب على أنه زوج مع العلم أنه تقدم للخطبة أكثر من مرة ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعاملة الحبيب على أنه زوج من غير أن يكون هناك عقد نكاح محض زنا، ولا تقدم عليه إلا من رق دينها وأصبحت لا تفرق بين الحلال والحرام، واعلمي بارك الله فيك أن الخطبة مجرد وعد بالزواج، لا تحل شيئاً للخاطب سوى النظر إلى المخطوبة حتى يقرر على خطبتها أو الانصراف عنها، لما روي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وما سوى ذلك فإن حكم المخطوبة بالنسبة للخاطب ما دام لم يعقد عليها لا يختلف عن حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ. رواه البخاري، ورواه مسلم. ولا لمس بدنها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما ينبغي أن يتقيد ذلك بقيود الكلام مع الأجنبية فلا يكون إلا للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة.
ومما سبق تعلم السائلة أن معاملة الحبيب كزوج سواء كان خاطبا أم لا ما لم يكن هناك عقد نكاح خطأ جسيم وإثم كبير وهو مما شاع في بعض مجتمعات المسلمين من التسيب والفوضى والجهل بحدود الشرع، ومن وقع منها ذلك فعليها أن تتوب إلى الله مما سبق وتعزم ألا تعود إلى ذلك وتحرص على تعلم أمور دينها وتختار الرفقة الصالحة التي تعين على الخير ...
ونسأل الله أن يحفظ نساء المسلمين من الفتن وأن يوفقهن إلى التمسك بأخلاق الإسلام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1429(13/3094)
اكتف بتدريس الذكور والمتحجبات من النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أستاذ وعاطل عن العمل منذ 3 سنوات وعمري 32 سنة، لم أجد سوى أن أدرس بعض التلاميذ في منزل أهلي والتلاميذ هم من الجنسين وفيهم المحجبة وغير المحجبة والذي يصلي وغيره، فأرجو إفادتي في كيفية إعطاء هذه الدروس، أي هل أعزل الإناث عن الذكور، علما بأن لي أختا من الممكن أن تكون حاضرة كامل الوقت إذا كنت سأعطي الدرس حتى لفتاة واحدة، ولقد حاولت تجنب تدريس الفتيات لكن ظروفي الاجتماعية حالت دون ذلك خاصة أن المقبلين على هذه الدروس هم في الغالب من الفتيات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتدريسك لبعض التلاميذ من الجنسين لا حرج فيه إذا كان منضبطاً بالضوابط الشرعية كالفصل بين الجنسين وقت الدرس، ولبس الطالبات للحجاب الشرعي، وعدم الخلوة بينك وبين الطالبة، وحضور أختك تنتفي به الخلوة المحرمة؛ كما فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 9786.
ولا نرى لك جواز تدريس المتبرجات منهن لأن هذا يتعذر معه غض البصر الذي أمر الله به في كتابه وأدب به عباده، وكم من نظرة أعقبتها حسرة، واكتف بتدريس الذكور والمتحجبات من النساء. وعليك بتقوى الله تعالى وسيجعل لك مخرجاً ويرزقك من حيث لا تحتسب، فقد وعد الله المتقين بذلك في قوله تعالى:.. وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ... {الطلاق:2-3} .
وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4} ، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا {الطلاق:5} ، فعليك بتقوى الله وسيفتح لك أبواب الرزق ولا تخاطر بدينك بتدريس المتبرجات، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 54191 في بيان ضوابط تدريس الرجل للبنات، والفتوى رقم: 16374 كذلك وفيها حكم تدريس الرجل للبنات دروساً خاصة إضافية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رجب 1429(13/3095)
حكم إقامة الفتاة علاقة على النت مع من يريد خطبتها مستقبلا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مرتبطة بواحد وهو حالياً سافر يشتغل وأهله تقدموا لي, وأبي قفل الموضوع إلى أن يأتي يعني بعد سنة وهو حالياً يتكلم معي على النت لكن أخواتي وأمي عارفين واعتبروا أن الفترة هذه مثل الخطوبة فهل هذا حرام أم ليس بحرام؟ وأني هكذا أتعرف عليه أكثر بدل ما أخطب وأرجع وأفك الخطبة إن لم أرتاح معه، أتمنى منكم الإفادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، وكلام المرأة مع رجل أجنبي عنها ومراسلته وإنشاء علاقة معه من أعظم الوسائل التي تجر إلى الوقوع في الحرام، وما أدى إلى الحرام فهو حرام، حتى وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر وأظهره على أنه علاقة بريئة القصد منها الزواج والتعارف والتقارب إلى غير ذلك من المبررات الباطلة، ومعرفة الأهل بهذه العلاقة ورضاهم بها لا يصيرها حلالاً، وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، وانظري أيتها السائلة إلى كلامهم وهم يمنعون ما هو دون ذلك بكثير.. قال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة. ونص فقهاء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مطمع له فيها.
وإذا كان الأمر كذلك علم أنه لا يجوز لكما التمادي في هذه المحادثات عن طريق الإنترنت قطعاً لدابر الفتنة، وعليك التوبة مما مضى وطالما أنه قد اقتنع بك كزوجة له, فعليه أن يجتهد في تدبير أمور زواجه، وأما أمور التعارف ونحوها فهذا مما أجازه الشرع الحنيف بشرط أن يكون مستوفياً شروطه الشرعية والتي أهمها أن لا يكون ذلك في خلوة، بل لا بد من وجود أحد محارم الفتاة، وأن يكون الكلام بالمعروف، وأن تكون النية جادة في أمر الزواج، وللفائدة في الموضوع راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20296، 57291، 31276.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1429(13/3096)
نشر صور الفتيات المتفوقات في الصحف.. رؤية شرعية أخلاقية
[السُّؤَالُ]
ـ[في نهاية كل عام دراسي، تقوم الصحف باستقبال الطلبة المتفوقين دراسيا، فهل يجوز للفتيات الذهاب للصحف للمقابلة مع أهاليهن علما بأنهم يقومون بنشر الصور في الصحف؟ وهل بهذا الأمر شيء من الدياثة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتفوق في الدراسة نعمة يجب أن تشكر، وما ذكر من نشر صور الفتيات المتفوقات في الصحف لا يخلو من أحد حالين:
أولا: أن تكون الفتيات صغيرات لم يبلغن بعد، وتكون الصورة غير مثيرة للفتنة، فالأولى في هذه الحالة عدم نشر هذه الصورة للخروج من الخلاف في حكم الصور الفوتوغرافية، فهي موضع خلاف بين المتأخرين، فمنهم من منعها ومنهم من أجازها. والاحتياط الامتناع من ذلك، لأنه من المتشابهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، لاسيما إن لم تكن هناك مصلحة شرعية أو حاجة تدعو إلى ذلك.
ثانيا: أن تكون الفتيات بالغات، فلا يجوز إظهار صورهن هكذا في الصحف، لما فيه من تسهيل النظر للمرأة التي لا تحل للناظر لكونها أجنبية عنه، ولا يجوز لولي أمر هؤلاء الفتيات تمكين الصحف من التقاط صورهن ونشرها على الملأ، وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا رواه البخاري ومسلم.
وترك الرجل صور بناته ونسائه في الصحف السيارة ينظر إليهن كل رجل وشاب فيه شيء من الدياثة، فالديوث هو الذي يقر الخبث في أهله ولا يغار عليهم، قال ابن الأثير: الديوث هو الذي لا يغار على أهله، وكذا قال ابن منظور في لسان العرب.
وقال العلامة علي القاري: والديوث الذي يقر أي يثبت بسكوته على أهله أي من امرأته أو جاريته أو قرابته الخبث أي الزنا أو مقدماته، وفي معناه سائر المعاصي كشرب الخمر وترك غسل الجنابة ونحوهما، قال الطيبي: أي الذي يرى فيهن ما يسوءه ولا يغار عليهن ولا يمنعهن فيقر في أهله الخبث. مرقاة المفاتيح 7/ 241.
وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 56653، 68469، 66035، 680، 28221.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1429(13/3097)
الإسلام لا يعرف هذا النوع من العبث واللهو بأعراض المسلمات
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على شاب من خلال النت ونحن نكلم بعضنا البعض والأهل من اتجاهي لا يعلمون ذلك أما بالنسبة له أخوه الأكبر يعلم يقول لي إنه يحبني كثيرا ولا يستطيع الاستغناء عني ويريد أن يتزوجني ولكن قبل ذلك يريد أن يتعرف عليّ أكثر, المشكلة أنني أحبه كثيرا ما أعجبني فيه هو نصائحه الدينية، طريقة كلامه، أسلوبه، هدوءه بهذه الأشياء أوقعني بحبه لا أستطيع الاستغناء عنه، لم يخطبني إلى الآن لأن والديه مرضي يسمعني الكلام الجميل وأخبرته أنني أحبه وارتحت له وهو الآن ما أشعر به هو أنه متمسك بي كثيرا، ولكن طلب مني أن أسمعه أيضا الكلام الجميل، وقال لي أعلم أنك تخافين أن آخذ عنك فكرة خاطئة وما إلى ذلك هو يقول لي إنه يحتاجني كثيرا ماذا أفعل لا أريد أن أخسره لذلك أحرص على عدم مضايقته؛ لأنني أحسست أنه محتاج إلي، ماذا أفعل؟ رأيته مرة سلمت عليه فقط، ولم نقعد مع بعضنا البعض، أريد أن أتعرف عليه من قرب بماذا تنصحني أخطأ في حقي عدة مرات إلا أنني أسامحه لأن قلبي تعلق به كثيرا حاول الكثيرون التعرف علي بمكان عملي إلا أن هاا الشخص هو الذي تمكن من نيل قلبي، أفيدوني يرحمكم الله؟ أنتظر الجواب بفارق الصبر وأرجو أن يفرحني لا أريد تركه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العلاقات مدخل من مداخل الشيطان ليبرر إقامة علاقات بين الشباب والفتيات بحجة الزواج، فتكون العلاقة أولا كلاما بالمعروف، ثم بعد ذلك يأخذ الكلام اتجاها آخر بحجة زيادة التعرف تمهيدا للزواج، ثم قد يكون لقاء بعد ذلك إلى آخر هذه الخطوات الشيطانية التي حذرنا الله سبحانه منها والتي قد تنتهي بالوقوع في الفاحشة والعياذ بالله. قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21} .
والإسلام لا يعرف مثل هذا النوع من العبث واللهو بأعراض المسلمين، فمَن يُرد الزواج فعلاً فهناك طرقه الشرعية من النظر إلى من يريد خطبتها ثم القيام بخطبتها من وليها، وفي فترة الخطوبة يتم التعارف بين الاثنين في وجود الأهل والمحارم وبدون خلوة.
فعليكِ أن تتوبي إلى الله توبة صادقة من علاقتك وكلامك مع هذا الشاب، وتقطعي كل علاقة لك به قبل أن تندمي حيث لا ينفع الندم مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات، فقد قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الفرقان: 70} .
وأيقني أن التصبر والتعفف يجازي الله تعالى عليهما بالعفة والصبر؛ كما في الحديث: ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر. رواه الشيخان.
وإن كان الرجل جادا في رغبته في الزواج فليتوجه إلى وليك ويتقدم للزواج منك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجة وغيره وصححه الألباني، ولا مانع من التعرف عليك ولكن تحت سمع وبصر أهلك وفي وجود محرم لك.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 39443، 94856، 95024، 1932.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1429(13/3098)
لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا بنت في 23 من العمر مشكلتي أني أحب متابعة الأفلام الإباحية ورؤيةعورات النساء وليس الرجال وذلك لإشباع شهوتي والابتعاد عن الحرام مع العلم أني ملتزمة في ديني والحمد لله ... ما الحكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله جل وعلا أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم فقال: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} .
وأمر المؤمنات بذلك أيضا فقال: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:31} .
فمن لم يغض بصره فقد خالف أمر الله وعرض نفسه لسخط الله ومقته، ومن سخط الله عليه فقد هلك.
وفتح المواقع الإباحية ومشاهدة ما لا يرضي الله تعالى حرام ويعتبر من زنا العين، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر.
وهو بريد الزنا وسبب الفجور والآثام. ومفسد القلب ومثير للشهوة، ولا يتصور فعله بقصد الابتعاد عن الحرام لا عقلاً ولا شرعاً، وإنما ذلك عذر مزعوم، وتأويل موهوم، لأن ما كان سبباً في شيء لا يمكن أن يكون صارفاً عنه، والنظر من أسباب الزنا بلا خلاف، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}
وأما قول السائلة: إنها تشاهد عورات النساء فقط وليس الرجال فهذا ليس بعذر ولا يخرج الفعل عن دائرة الحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد. رواه الترمذي وصححه الألباني.
وغض البصر له فوائد عديدة ذكر بعضها العلامة ابن القيم في كتابه الداء والدواء, وأنا أنقل بعضها بتصرف واختصار, فمن فوائده: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده, ومن فوائده أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية عليه، كما أن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده عن الله , ويقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه ويكسب القلب نورا، ويورث صاحبه فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل،, ويسد على الشيطان مدخله إلى القلب, ويفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها.
وعليه.. فيجب على السائلة الكف عن ذلك الفعل والتوبة منه، وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10299، 26620، 1256، 2862.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1429(13/3099)
العلاقات العاطفية والتعارف قبل الزواج محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب واحدة تكبرني ب 9 سنوات وهي تحبني ولكن نشأت مشاكل عندي بسبب هذه الفتاة مما تسبب في مقاطعة أهلي لهذه الفتاة ولكن أنا وهي على علاقة وثيقة مع بعض.. مع العلم أنها لا تقدر على بعدي ولا أنا.. ماذا أفعل؟ ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك قطع تلك العلاقة الآثمة فورا والتوبة النصوح إلى الله عز وجل منها، فالإسلام لا يقر العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه إن كانت خارج نطاق الزوجية مهما كان غرضها وطبيعتها، فالعلاقات العاطفية والتعارف قبل الزواج وغير ذلك مما هو شائع كله محرم شرعا، كما أن الحب ذاته للأجنبية أو العكس إن كان ببذل أسبابه وفعل مقتضياته فهو محرم شرعا، وإلا بأن لم يكن للمرء إرادة فيه فيجب عليه دفعه وعلاجه لئلا يؤدي إلى ما لا تحمد عاقبته، وحاول إقناع أهلك بزواجك منها إن كانت مرضية في دينها وخلقها، وإلا فاصرف النظر عنها واقطع العلاقة بها كما بينا.
وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 65175، 21582، 4220، 5707، 9463.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رجب 1429(13/3100)
كيف تتغلب على النظر إلى النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[إني والحمد لله ملتزم بشرع الله تمسكا قويا إلا أنه تواجهنا مشكلة في كل مرة نستغفر الله منها ألا وهي النظر إلى النساء خاصة وأنكم تعلمون نساء الوقت الحالي إلا أن هذا النظر لم يتعد حدود النظر لأني أكره هذه المناظر وأتألم لأن أرى نساء المسلمين بهذا الإخلال بالحياء وهذا النظر ليس دائما لأنني أتغلب عليه مرة وأقع فيه مرة، مع أنني أصوم للوجاء حتى لا أقع فيه فنرجو النصيحة والإرشاد إلى الطريق الصحيح، وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
نوصيك بتقوى الله تعال والمبادرة إلى الزواج ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر السائل الكريم على غيرته على دينه وجهاد نفسه.. ونسأل الله تعالى أن يثبته ويحفظه ويعينه على طاعته..
والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى وطاعته هو ما أوصى به النبي- صلى الله عليه وسلم- الشباب حيث قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
ولتعلم- أخي الكريم- أن النظرة سهم من سهام إبليس وخطوة من خطوات الشيطان، وعلى المسلم أن يحذر منهما كما نبهتنا على ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، فقد فقال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا..
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21} .
وقال صلى الله عليه وسلم: النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز إيمانا يجد حلاوته في قلبه. رواه الحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير..
وبالصبر ومجاهدة النفس يتغلب المسلم على الصعاب وينال الثواب، فقد قال الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10} ، وقال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ {العنكبوت:69} .
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 1984، 5776، 17070، 27460.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رجب 1429(13/3101)
حكم نظر النساء إلى تمثيل الرجال الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[أحيانا تأتي على قنوات الأطفال مسلسلات للأطفال بتمثيل أناس حقيقيين قد تكون بتمثيل فتيات شابات أو أطفال أو أشخاص كبار (ليست رسوما متحركة) تكون مناسبة للأطفال، فهل لي كفتاة مشاهدتها حيث لا يوجد كشف للعورات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يكن في هذه المسلسلات محظور شرعي من نظر محرم أو افتتان بذوي الشكل الحسن أو موسيقى أو اختلاط محرم بين الجنسين ونحو ذلك من المحظورات، ولم يكن يترتب عليها تضييع الوقت فيما لا فائدة فيه أو فيما يشغل عن واجب شرعي أو عن عمل هو أولى من ذلك فلا حرج في مشاهدة أو متابعة هذه المسلسلات في بعض الأوقات، وليكن ذلك بنية الترفيه عن النفس أو الاستفادة من المادة العلمية المعروضة إن وجدت، أو غير ذلك من النيات الحسنة التي يؤجر عليها المسلم وتنقلب بها عاداته إلى عبادات ... ومقصودنا من النظر المحرم النظر إلى المحاسن والاستلذاذ بذلك.
ففي الصحيحين من حديث عائشة قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا الذي أسأمه، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو.
جاء في فتح الباري: قال عياض: وفيه جواز نظر النساء إلى فعل الرجال الأجانب لأنه إنما يكره لهن النظر إلى المحاسن والاستلذاذ بذلك، ومن تراجم البخاري عليه باب: نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة، وقال النووي: أما النظر بشهوة وعند خشية الفتنة فحرام اتفاقاً. انتهى.
وللفائدة في ذلك راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14366، 97358، 1791، 38225، 56579، 23422، 3127، 19761.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1429(13/3102)
حرمة إعانتك لهروب الفتاة من بيت أهلها لتتزوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[أعيش أنا وفتاة من فلسطين قصة حب عجيبة تعرفت عليها من النت هي موافقة على الزواج مني، علما بأني أكبر منها بعشرين عاما هي عمرها 22 عاما ترفض أن أطلبها من أهلها تريد الهروب منهم لنتزوج وأنا أرفض ذلك، فهل قبول طلبها حرام أم حلال فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أنه يجب عليك قطع العلاقة بها أولاً والتوبة إلى الله عز وجل مما وقع منها فلا يجوز في الشرع إقامة علاقة عاطفية بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزوجية، كما لا يجوز لك أن تتزوجها دون موافقة وليها، وهي إن كانت تخشى عضله إياها ومنعه لها من الزواج فلها رفع أمرها للقضاء إن منعها وليها من كفئها ليلزمه بتزويجها أو بتولي القاضي ذلك.
وأما هروبها معك لتتزوجها دون علم وليها فلا يصح، ولا يجوز لك إعانتها على الهروب من أهلها، فاتق الله عز وجل، واقطع علاقتك بتلك الفتاة حتى تتزوجها إن تيسر لك ذلك، أو البحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21582، 73650، 199، 5707، 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1429(13/3103)
الشيطان يوحي للعبد أنه بمأمن من الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[قبل فترة انضممت لمجلس يهدف الى تطوير الكلية بالجامعة، وهو مجلس طلابي يقوم ببحث الخلل في الدراسة والتدريس وذلك بهدف التطوير والتحسين، ولكن المجلس به فتيات، وقبل انضمامي صليت صلاة الاستخارة، والآن أنا محتار، هل أبقى أم أنسحب لأن المجلس به اختلاط، كما أنني محرج من الانسحاب في هذا الوقت بعد أن دخلته؟ فهل يجوز لي أن أبقى إذا أمنت على نفسي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الأصل في اختلاط الذكور بالإناث هو المنع سدا لذريعة الفتنة بينهما، وقد جاء الشرع بمنع وتحريم ما هو أهون من ذلك وهو النظر، فكيف بالمخالطة والتي هي مع كونها مستلزمة للوقوع فيما نهينا عنه من النظر للأجنبيات أقرب ذريعة للوقوع في الفواحش، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم.
ولئن فرض ترتب مصلحة من هذا المجلس فإن الواجب القيام بذلك بالوسيلة المباحة وذلك بالفصل بين الجنسين، وكل يدلي بدلوه ويرفع تقريرا بما يراه من أسباب لتطوير أو علاج الأوضاع الكائنة ليتم النظر فيها وتقييمها من قبل أولي الأمر بالجامعة مع التنسيق بين المقترحات من الجهتين.
والحاصل أن الذي ننصحك به هو الانسحاب من هذا المجلس فإن السلامة في الدين لا يعدلها شيء، وإن الله أحق أن تخشاه، وليس في الانسحاب من حرج، والظاهر أن هذا الشعور من تلبيس الشيطان عليك وكذلك إيحاؤه إليك أنك فوق هذه الفتنة، أو أنك تأمن على نفسك منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1429(13/3104)
ثمار الاختلاط بالأقارب غير المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة تعرضت لممارسة الجنس مند كان عمري تقريبا 6 سنوات من طرف طفل كان يكبرني بسنتين ولم أكن أعرف ما معنى ذلك وقلت لأمي ساعتها وضربتني حتى لا أعود لذلك مرة أخرى وكشفت عني خوفا من أكون قد فقدت غشاء البكارة لكنني الحمد لله لم يحصل أي شيء ولكنني وللأسف تعرضت من طرف شخص آخر للتحرش الجنسي وأنا سني 11 سنة ولم أقل لأحد وتكررت العملية مع نفس الشخص ولم أتجرأ على القول وتم التحرش بي من طرف خالي الذي يكبرني بسنتين وبعد ذلك أصبحت أمارس العادة السرية ولم أترك أحدا يقترب مني والتهيت بدراستي أنا اليوم حاصلة على شهادة الإجازة في العلاقات الدولية والعلوم السياسية لكنني أثناء فترة الدراسة كنت لا أمارسها كثيرا ولكنني في هذه الفترة الأخيرة وتقريبا مند 3 سنوات أصبحت أمارسها بشكل كبير مع العلم أنني أحرص أشد الحرص على أن أحافظ على غشاء البكارة ومند ثلاثة أيام من مراسلتكم تحرش بي ابن خالتي لكنني ضعفت أمامه ومارست الجنس معه بشكل سطحي وأنا الآن نادمة وقصدتكم كي تفتوني في هذه المسألة لأنني نادمة ندما شديدا وزاد ندمي كثير اعندما اطلعت على كل الفتاوى التي تقدمونها للقراء جزاكم الله ألف خير، إنني أرجو منكم أن تسامحونني على الإطالة التي أطلتها في سؤالي ولكني محتاجة لأن أقول كل ما يلج بخاطري فأرجوكم أفتوني في هذا الآمر في أقرب الآجال خاصة وأنني خائفة من عقاب رب العالمين لي أنا الآن عاطلة عن العمل وأحاول إيجاده لعلني أنسى هذا الألم وهده العادة السيئة، وادع لي بالزوج الصالح عله يكون لي سندا أتخلص به من هده العادة.
وأشكركم شكرا جزيلا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، والمعاصي بعضها يجر إلى بعض، ولعل إدمانك عليها وممارستك لها هو سبب وقوعك فيما وقعت فيه مع ابن خالتك، فتوبي إلى الله عز وجل توبة نصوحا، واعلمي أنك قد فرطت في جنبه فأقبلي عليه بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، وأكثري من فعل الحسنات والزمي صحبة صالحة تعينك على الطاعة وتبعدك عن المعصية، واحذري من كثرة الخلوة لأنها تعين الشيطان عليك، وكذلك كل ما يؤدي بك إلى الوقوع في ذلك المحظور ويهيج غرائزك، ومن ذلك الاختلاط بغير المحارم مع عدم مراعاة ضوابط الشرع من حيث الوقوع في الخلوة أو ترك الحجاب، واجتهدي في الدعاء، واسألي الله أن يرزقك زوجا صالحا يعفك عن الحرام وتسعد به نفسك ويطمئن به قلبك.
واستتري بستر الله عليك ولا تتحدثي بما وقع منك، نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5524، 24001، 65497، 20064.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1429(13/3105)
تركك للعمل أفضل الحلول
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل بشركة، مديري أعجب بي وصار بيننا حب ومديري متزوج بأخرى وعلاقتي به كلها إثم، طلبت منه أن نتزوج على سنة الله ورسوله قال لي إنه لا يريد بوجود زوجته، المشكلة أني أريد ترك العمل وأخاف أن لا أحصل على عمل آخر مع أني محتاجة جدا للعمل وكذلك أخاف من الشيطان أن يغلبني، أريد حلاً بأسرع وقت ممكن مع العلم أني متحجبة وأصلي وأقرأ القرآن؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك فوراً ترك العمل مع هذا الفاسق الآثم الفاجر المتجاوز لحدود الله، الذي قدم رضى زوجته والخشية منها على رضا ربه، ويجب عليك التوبة فوراً كما يجب عليك تقديم استقالتك من هذا العمل إن كنت لا تستطيعين فيه قطع العلاقة مع ذلك الرجل، وسوف يرزقك الله قطعاً ويجعل لك فرجاً ومخرجاً. قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق-2} .
فهذا وعد الله لمن اتقاه وخافه، وبقاؤك عنده سيكون عليك كارثة في عرضك ودينك فإذا أخذ حاجته منك رماك إلى الشارع كما ترمى النوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1429(13/3106)
البعد عن الاختلاط المحرم محتم على الرجل والمرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[من الأولى بترك العمل المختلط؟ الرجل أم المرأة؟ فالرجل هو المسؤول عن العمل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على كل من الرجل والمرأة على حد سواء البعد عما يؤدي بأحدهما إلى الفتنة ويجر للرذيلة، وهذا يحتم على كل منهما البعد عن أجواء الاختلاط المحرم والسوء والفواحش بالسوية، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 8677، 61147، 61092، 3859، 77047، 62749.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1429(13/3107)
ميل الرجال للنساء وميلهن للرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[إن كان جسد المرأة يفتن الرجل، فلم لا يفتن جسد الرجل المرأة؟ ولم دائما الرجل يريد النظر للمرأة وليس العكس؟ وهل تتأثر المرأة بجسم الرجل كما يتأثر هو؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد خلق الله الذكر والأنثى وجعل في طبع وفطرة كل منهما الميل للآخر لحكم يعلمها سبحانه، ومن جوانب هذه الحكمة استمرار النسل.
وما قررته من أن هيأة الرجل أو جسمه لا تفتن المرأة ليس صحيحا وإلا لم يأمر الله النساء بغض البصر عن الرجال كما في أية سورة النور. ولكن فتنة الرجال بالنساء أعظم وأشد من فتنتهن بالرجال في أغلب الأحوال. وذلك لما فطر الله عليه الرجال من حب وتعلق بالنساء ولما جعله الله من زينة فيهن. قال تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ {آل عمران:14} .
ومن هنا كان تطلع الرجل للمرأة أكثر من تطلعها إليه. يضاف إلى ذلك ما جبلت عليه أكثر النساء من الحياء أكثر من الرجل، كما لا ننسى أن للشيطان دورا في ذلك كما ورد عند الترمذي عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان. صححه الألباني.
قال الملا علي القاري: استشرفها الشيطان أي زينها في نظر الرجال، وقيل نظروا إليها ليغويها ويقوي بها.
وعلى أية حال فالواجب على المسلم أن يجاهد نفسه وأن يكفها عن الشهوات المحرمة وأن لا يطلق لنفسه العنان في النظر الذي هو بريد الزنا، كما أن الواجب على المرأة أن تحفظ نفسها عن الابتذال وعن التعرض للرجال بنظر أو إغراء أو غير ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الثانية 1429(13/3108)
حكم خروج المرأة مع أخي زوجها وخلوتها به
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة الخروج مع أخي زوجها دون محرم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة الخروج مع أخي زوجها بدون محرم ولا الخلوة به، ففي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت.
وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 64316.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1429(13/3109)
نصائح لمن ابتليت بالغرام بأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا نغرم بأشخاص غير مسموح بحبهم مع عدم رغبتنا في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغرام نوع من العشق وهو مرض يصيب القلب، وسببه الأول فراغ القلب من محبة الله عز وجل المحبوب لذاته الكامل بصفاته، وله أسباب أخرى منها إطلاق النظر في ما حرم الله عز وجل من صور حتى تنقش الصورة في القلب، ولا يزال الشيطان يزينها ويحسنها في القلب حتى يعشقها ويتعلق بها، ومن ابتلي بشيء من ذلك فعليه بالتوبة إلى الله والابتعاد عن أسباب هذا المرض، وننصحه بكثرة ذكره سبحانه وبأن يملأ قلبه بحبه سبحانه، ويسأل الله تعالى أن يكفيه شر هذا المرض ويملأ قلبه فرحاً وسروراً. وفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وللفائدة في ذلك راجعي الفتوى رقم: 74735.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1429(13/3110)
حكم كلام المرأة مع أجنبي وركوبها معه في سيارته
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو أنه حدث اختلاف في الرأي بيني وبين خطيبي وهو عاقد علي والخلاف نظري حيث إننا نتحدث عن الدراسة -حيث إنني طالبة بالجامعة- فأخبرته أنني أقف مع مدرسي أيام الثانوية وحيث أعتبره في مكانة الأب وحيث أحيانا أقابله في الشارع وأقف وأتحدث معه وقد يطول الحديث حيث نتحدث عن أخباري وأخبار والدي وذلك حيث تربطه بأسرتي علاقة صداقة منذ أن كان يدرسني وإخوتي وكما أنني أتصل به في الأعياد لأسلم عليه، وكذلك أخبرت خطيبي -العاقد علي- أنني قد أركب مع أحد مدرسي سيارته إذا كان الأمر مُلحا لتأخري عن الامتحانات بالجامعة وكان من خطيبي -العاقد علي- أن نهرني عن هذا وغضب غضبا شديدا حيث إنه غيور علي وأخبرني أن هذا حرام ويخالف الدين، وأخبرته أنني أركب التاكسي أحيانا فيكون الركوب مع مدرسي ليس به حرام ولكنه أصر علي رأيه وغضب وأصر على غيرته وأصر أنني لا أقف مع مدرسي بالشارع ولا أي مكان ولا أركب معه السيارة فما هو حكم الدين، وأرجو الأدلة من الكتاب والسنة وهل خطيبي على حق أم أنه يجوز لي في حالة الضرورة الركوب مع مدرسي، وهل يجوز الوقوف معه بالشارع أثناء مقابلته مصادفة حيث يسألني عن أحوالي وأحوال أسرتي ويخبرني بأخباره وهذا يكون بالشارع ومصادفة، أرجو الإجابة وبالإدلة؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت الأخت من أمور لا شك أنها تثير غيرة الرجل الغيور، وهي لا تخلو من مخالفات شرعية، فكلام المرأة مع الرجل الأجنبي لغير حاجة لا يجوز، وكذلك لا يجوز ركوبها معه إذا ترتب عليه خلوة بها، وعليه فزوجك على حق في ما نهاك عنه، وعليك طاعته في ذلك وتجدين أدلة ذلك وأقوال أهل العلم حول ما سبق في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93537، 103009، 32617.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1429(13/3111)
حكم دخول المشاغل التي تكشف فيها العورات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من ذهبت إلى المشغل لتتجهز لعروسها علما بأن بعض المشاغل يحتوي فيها حمام بخار وتدليك وقد تكشف بعض النساء جميع جسمها ما عدا العورة، وكذلك الرجل يذهب إلى هذه الحمامات البخار وقد يكشف جميع بدنه إلا العورة، فهل هذا جائز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر من السؤال أن المشغل المشار إليه يعتبر من قبيل الحمامات التي يدخلها عموم الناس، وإذا كان كذلك فإنه لا يباح للمرأة أن تدخله لغير حاجة، وليس ما ذكر من الاستعداد للعرس عذراً معتبراً شرعاً لدخوله، وإذا دخلته وجب عليها أن تستر عورتها حتى أمام النساء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ... ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ... رواه الترمذي وغيره.
وعورة المرأة أمام المرأة ما بين السرة إلى الركبة على ما هو المفتى به عندنا، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 68201، والفتوى رقم: 7254، وانظر تفصيل حكم دخول المرأة هذه المشاغل في الفتوى رقم: 10387، والفتوى رقم: 51857. كما أن عليها اذا احتاجت إلى دخولها أن تغض بصرها عن الحرام، وأما دخول الرجال فيجوز مع وجوب ستر العورة وغض البصر عن النظر إلى عورة الغير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1429(13/3112)
المرأة العفيفة تصون نفسها كي لا تكون فتنة للناظرين
[السُّؤَالُ]
ـ[يشرف على نافذة مطبخي محلات بيع أفتن بأحد مالكيها، فهل إغلاق الستارة واجب علي أم أكتفي بغض البصر، وهل الجلوس على الشرفة فتنة للمارين، مع العلم بأني محجبة أم الأفضل على أصحاب المحلات التزام محلاتهم وعدم التسكع خارجا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قطع سبب الحرام واجب لأنه وسيلة إليه، وعليه فيجب عليك سد ذلك الباب، إما بإسدال الستائر لأن رفعها مفض إلى التطلع للحرام، وإما بغض البصر.
وإسدال الستائر قد يكون أولى لأن الإنسان قد يشق عليه أن يغض بصره طول يومه، ولا يجوز لك الجلوس في الشرفة من باب أولى إذا كان يسبب فتنة من يمر بك حفظاً لك من الجوارح العادية والنظرات التي تظلم القلب وتسخط الرب، وتوقظ جذوة الشر. وحتى لا تكوني سبباً لفتنة من مر، كما أنه لا يليق بالمرأة العفيفة فعل ذلك حفاظاً على سمعتها ودفعاً للقيل والقال وتجنباً لمواضع التهم هذا هو ما يلزمك.
أما أصحاب المحلات فإن الواجب عليهم حفظ أعراض غيرهم كحفظ أعراضهم، وغض البصر وكف الأذى، وعدم التسكع والنظر إلى ما حرم الله، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 30155، والفتوى رقم: 9830.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الثانية 1429(13/3113)
حكم جلوس الرجل في مكان امرأة قبل أن يبرد المحل
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت مؤخراً من أحد الشيوخ أن هناك نهيا عن جلوس المرأة خلف الرجل مباشرة على نفس المقعد كأن يجلس الرجل على المقعد س مثلا ثم يقوم لحاجة ما فتأتي المرأة لتجلس مكانه مباشرة والمكان ما زال ساخنا فهل هناك نهي فعلا وما الدليل، ثم إنه أردف قائلا أن ما ينطبق على المرأة في هذه المسألة ينطبق على الرجل أيضا، فأفيدوني؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان ينهى أن يقعد الرجل مكان جلوس المرأة حتى تمضي مدة زمنية بحيث يصبح مكان جلوسها بارداً سداً للذريعة وقطعاً لما يترتب على مثل هذا الأمر من فتنة، ففي فيض القدير للمناوي: وأخذ بعض المالكية من الحديث حرمة التلذذ بشم طيب أجنبية لأن الله إذا حرم شيئاً زجرت الشريعة عما يضارعه مضارعة قريبة، وقد بالغ بعض السلف في ذلك حتى كان ابن عمر رضي الله عنهما ينهى عن القعود بمحل امرأة قامت عنه حتى يبرد. انتهى.
وعليه؛ فلا يوجد دليل من الكتاب والسنة على ذلك، ولكنه رأي رآه ابن عمر رضي الله عنهما، فإن أخذت به فهو حسن، وإن لم تأخذ به فلا حرج عليك إذا لم تتعمد ذلك، فيتوجه حينئذ القول بالمنع درءاً لأسباب الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1429(13/3114)
حكم إقامة المسلمة علاقة برجل نصراني أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا للأسف أحب شخصا ولكنه مسيحي وهو لا يعلم لأني أحببته من غير ما أعرف أنه مسيحي وأدعو أن ربنا يهديه فأريد أن أفتح معه موضوع الإسلام ليس من أجلي ولكن لأن هذا هو الصالح؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أيتها الأخت الكريمة قبل أن تفكري في دعوة هذا الرجل إلى الإسلام أن تمتثلي أمر الإسلام في نفسك فإنك بعلاقتك بهذا الرجل ومحبتك له تخالفين أمر الله تعالى، فالمسلم لا يود ولا يحب من حاد الله ورسوله ولو كان أباه أو أبنه أو أخاه، قال الله تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ {المجادلة:22} ، كما أن المسلمة لا يجوز لها أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي في غير ما أحل الله من الزواج الشرعي.
وعليه فأنت مطالبة بقطع هذه العلاقة، والتخلص من هذا الحب وامتثال أمر الله عز وجل، ولا تحاولي دعوته إلى الإسلام بطريق مباشر، وإذا ما تاب الله عز وجل على هذا الرجل ودخل في الإسلام فلا بأس بالزواج به، مع العلم أنه لا يحل ولا يصح زواج المسلمة من غير مسلم، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 4114، وانظري الفتوى رقم: 9360 في علاج العشق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الثانية 1429(13/3115)
اتصال المرأة برجل أجنبي عنها عن طريق النت
[السُّؤَالُ]
ـ[نشكر الله على أنه وفقنا بمثل هذه الشبكة التي تفيدنا في ديننا ودنيانا، أنا فتاة لبنانية عمري 35 سنة منذ فترة أقل من شهر تعرفت على شاب أرمل ولديه ولد وبنت وهو مصري يعيش في السعودية وتكلمت معه مرة واحدة على أن تكون الخطوة الثانية التكلم عن عاداتنا ولكن لم يتكلم مرة ثانية وأنا أجهل السبب، ولكن عندي إيميله لأن أقوم بالمبادرة وأن أتعرف عليه أكثر، فما رأيكم في هذا، أريد رداً سريعا إذا سمحتم؟ وجزاكم الله خيراً
(وإذا كنتم تريدون أي توضيح أرسلوا لي على إيميلي ويا ليت يكون الرد على إيميلي) ، شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تذكر الأخت السائلة الوسيلة التي تم بها التعارف مع هذا الرجل هل كانت بالاتصال به عن طريق الإنترنت أو كان الكلام حصل مباشرة، والذي يظهر أن الكلام كان عن طريق الإنترنت، وقد سبق لنا فتاوى في التحذير من المحادثة الخاصة بين الرجال والنساء عبر هذه الوسيلة لما في ذلك من التعرض للفتنة ولما فيها من الكذب والتحايل والخداع، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 8768.
وأرشدنا في فتاوى أخرى إلى الطريقة السليمة لمن كانت تبحث عمن ترتبط به في ما أحل الله، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 104327.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الثانية 1429(13/3116)
حكم مس الابن جسد أمه ونظره إليه بلذة
[السُّؤَالُ]
ـ[طلبت منى أمي أن أدلك لها كتفها ثم ساقها (ما تحت الركبة) وفي هذه اللحظة حدث لي إثارة ولكني لم افعل أي شيء آخر غير ما طلبت ثم احتلمت على إثر هذا ولكنني الآن حزين وتعيس وأقول لنفسي إن الله غضبان علي بسبب ما فعلت وأحس بأنني غير العالم كله لأنني حدث لي إثارة من أمي على إثرها احتلمت فكيف أكفر عن هذا؟ علما بأنني قد استغفرت على هذا ولا أضيع فرضا وطلبت من أمي الالتزام في ملبسها..أفتوني بسرعة (سني 15 سنة) ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لمس وجس ما يجوز نظره من بدن المحرم يشترط في إباحته أن يكون بغير لذة، فإن حصلت اللذة حرم اللمس، واعلم أن أهل العلم اختلفوا فيما يجوز للرجل نظره من محارمه بدون لذة.
فذهب الشافعية والحنفية إلى جواز نظر ما تحت الركبة وفوق السرة، وخالفهم المالكية والحنابلة فمنعوا من ذلك.
ولا شك أن الاحتياط والورع هو البعد عن نظر ساق المحرم وكتفها ومثل ذلك مسهما. وأما إذا حصلت اللذة فالجميع متفقون على الحرمة. كما قال الناظم:
وكل ما جاز إليه النظر نظره بلذة منحظر
وبناء عليه فما دمت استغفرت وتبت مما سبق فنوصيك بالحرص على الاستقامة، والبعد عن السوء، وإذا طلبتك أمك فاعتذر لها بأدب.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20445، 51109، 50794.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الثانية 1429(13/3117)
حجب المواقع الإباحية الموجودة على النت
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام..
قام خمسة أفراد بالاشتراك في مبلغ شراء جهاز استقبال الإنترنت السريع وقد تم وضع الجهاز عند أحدهم وتم توزيع الأسلاك على المشتركين وبعد فترة قام الذي عنده الجهاز باكتشاف خاصية في الجهاز تسمح بعمل تنقية لمحتوى الإنترنت من الأشياء التي لا يرغب فيها فقام بتفعيل هذه الخاصية لمنع عدة أشياء مثل المحتوى الإباحي والمخدرات والجنس والصور بصورة عامة وغيرها، وبعد فترة قام المشتركون بالشكوى من أن الجهاز يمنع أحيانا بعض المواقع التي ليس لها علاقة ومشترك آخر في آخر سنوات دراسة الطب يشتكي من أنه يدرس بعض المواد الخاصة بالتناسل وأمراض النساء والذكورة وعندما يقوم بالبحث على الإنترنت يقوم الجهاز بغلق هذا المحتوى، فماذا يفعل الشخص الذي يوجد عنده الجهاز وتأتي الخدمة عن طريق خط التليفون الخاص به، وهل يحمل وزر إذا قام أحد المشتركين باستخدام الإنترنت فى الأشياء المحرمة؟ وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمنع المواقع الإباحية واجب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ... فهذا المنكر يغير باليد وذلك بمنع وصول هذه المواد الإباحية إلى من يشاهدها، ولا يجوز إعانة أحد على الوقوع في معصية الله تعالى، أما شكوى البعض فينظر فيها، فإن كان هناك مواقع طبية قد تسبب المنع من حجبها وهي مواقع علمية محضة فلا مانع من فتحها للطالب الدارس للطب للضرورة التعليمية، والضرورة تقدر بقدرها، وكذا يزال الحجب عن المواقع التي لا حرمة في الدخول إليها.. وأما المواقع الإباحية فتحجب وجوباً فإن تركت أثم تاركها لما تقدم، وانظر الفتوى رقم: 58024.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الثانية 1429(13/3118)
الحل الشرعي للكبت النفسي والجنسي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل متدين, عمري 24سنة، خطبت فتاة عمرها20سنة منذ 3سنوات وهي متدينة جدا، منذ سنوات لم أستطع مواصلة دراستي ولا حتى العمل لأني مريض بكبت ولي إدمان على العادة السرية، ذهبت للعديد من الأطباء النفسانيين وأطباء الأعضاء التناسلية, كلهم قالوا لي إني مريض بكبت كبير جدا وحالتي تزداد سوءا بطول الوقت, وكذلك أملك قدرة جنسية كبيرة وأستطيع أن أنكح زوجتي كل يوم، قالوا لي لا فائدة من الدواء لأنه سيضرك في مرحلة لاحقة وأن نتيجته ليست مضمونة وليس فعالا. الحل الوحيد حسب كلام كل الأطباء ورجال الدين هو الزواج، تحدثت مع عائلتي لمساعدتي فقالوا لي سنساعدك لكن ليس الآن, بعد سنة تقريبا أو سنتين, وأنا لا أستطيع أن أصبر أكثر فحالتي تزداد سوءا دائما أرتعش وأرتجف, عندي دوار متواصل لدرجة فقدان الوعي, أضرب نفسي وأصرخ. كل هذا جراء الكبت النفسي والجنسي. كما أن الطبيب أكد أنه إذا تواصلت هذه الحالة فلن أستطيع نكاح زوجتي وسيحصل شذوذ. لهذا قلت لماذا لا أفعل بعض الأشياء الصغيرة مع خطيبتي مثل اللمس والقبل حتى أرتاح ولا تسوء حالتي أكثر, وهذا ما كان رأي الطبيب إلى أن يأتي الزواج، لهذا أردت أن أعرف إن كان حراما أم حلالا, فإن كان حلالا طبقته وإن كان حراما فلن أفعل شيئا. مع العلم أني سألت بعض علماء الدين فمنهم من قال يجوز ومنهم من قال لا. ولكن أنا أعلم أن الإسلام هو دين كل مكان وزمان وله صفة المرونة والحكمة ويتفاعل مع جميع الوقائع, وحسب علمي يمكن أن يقع تشريع أمر ما لجلب مصلحة مع ثبات المفسدة (والله أعلم) , وواقعنا اليوم يشهد تأخر سن الزواج وصعوبته. فربما مع وضعيتي ومع حالتي التي تزداد سوءا يمكن أن أجد حلا عندكم, وأنا أنتظر بفارغ الصبر ردكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
علاج الشهوة بتعجيل الزواج لا بالوقوع في الحرام، والواجب على الوالدين مساعدة الأبناء والعمل على إعفافهم وتزويجهم، وليست مرونة الإسلام في التغاضي عن الحرام وتبرير الوقوع فيه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته، فلا يحل له النظر إليها مستمتعا، ولا التقبيل ولا ما هو أعظم منه، وهذا محل اتفاق بين أهل العلم، بل هو كسائر الناس حتى يتم عقد النكاح، وإنما أباح الشارع له أن ينظر إلى من يريد خطبتها أول الأمر ليكون ذلك مرغباً له في نكاحها ومعرفاً له لصفة من يرتبط بها، وهذا إنما يكون مرة واحدة أو مرتين ونحو ذلك مما تدعو إليه الحاجة لحصول القبول بين الطرفين.
وأما علاجك فلا يكون بالوقوع في الحرام، ففي السنن الكبرى للبيهقي عن أم سلمة قالت: نبذت نبيذا في كوز فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغلي، فقال ما هذا قلت اشتكت ابنة لي فنعت لها هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لم يجعل شفاء كم فيما حرم عليكم.
وننصحك بتعجيل أمر زواجك وتوسيط من يوجه أهلك إلى مساعدتك في ذلك، واعلم أنه بتمام العقد على مخطوبتك فإنه يحل لك منها كل شيء، فليس في الأمر صعوبة وتحصيل الحلال سهل وميسر بحمد الله،
وراجع الفتوى رقم: 27231.
فإن حال بينك وبين العقد مانع فعليك بالصبر ومنه الصوم الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يستطيع الزواج من الشباب.
وحاول أن تشغل نفسك بأعمال بدنية من سعي لتحصيل كسب أو رياضة بدنية ونحوها، واختلط بالصالحين من المسلمين وأكثر من الاستغفار والدعاء وذكر الله والذهاب للمساجد، وتجنب الخلوة ما استطعت.
وعليك مع ذلك الرجوع إلى الطبيب المسلم الموثوق بدينه لينظر في علاج ما تجده من كبت أو رعشة وفقدان وعي.
وأخيرا فإننا ننبهك إلى أن هذه الأحكام الشرعية هي الحل الواقعي وهي التي فيها المصلحة لا في غير ذلك. وليست مرونة الإسلام في التغاضي عن المحرمات وتسهيل الطرق إليها، بل التمادي فيما تظنه علاجا سيزيد الأمر سوءا حتى يؤدي بك إلى الوقوع في فاحشة الزنا والعياذ بالله، فاتق الله يجعل لك مخرجا ويجعل لك من أمرك يسرا، وراجع الفتوى رقم: 1151.
ويمكنك أن تراجع في حكم العادة السرية فتوانا رقم: 7170.
ثم إن ما ذكرناه هو الحل الشرعي، ولكنه تجدر الإشارة إلى أنك إذا استحكمت شهوتك ولم تستطع رفعها إلا بالاستمناء وخشيت من الوقوع بالفاحشة فلا شك في أن ارتكاب أخف الضررين – وهو الاستمناء – أهون من ارتكاب ما هو أشد حرمة وأكثر إثما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الثانية 1429(13/3119)
حكم كشف الصبي عورته أمام عمته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أسكن مع عمتي بسبب سفر والداي وذات يوم أحسست بوجع في الخصية فقمت بكشف عورتي أمام عمتي حتى ترى ما بها، فهل هذا الوجع من دواعي المراهقة أم لا بد من الذهاب للطبيب، فسؤالي هو هل يجوز كشف عورتي أمام عمتي فى هذا الموقف أم لا؟ وشكراً..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت قد وصلت إلى ثلاث عشرة سنة ولو لم تبلغ فلا يجوز لعمتك النظر إلى عورتك، لأنك حينئذ في حكم البالغ، ففي حاشية الدسوقي المالكي وهو يتكلم عن نظر المرأة إلى عورة الصبي محشيا على قول الشارح (جاز لها نظر عورته للمراهقة) : (قوله للمراهقة) أي إلى أن يصل إلى حد المراهقة بأن يصل لثنتي عشرة سنة، أما ابن ثلاثة عشر فلا يجوز لها النظر لعورته كما لا يجوز لها تغسيله، والحاصل أن الأقسام ثلاثة فابن ثمانية فأقل يجوز لها تغسيله والنظر لعورته وابن تسع لاثني عشر يجوز لها نظر عورته لا تغسيله، وأما ابن ثلاثة عشر فأكثر فلا يجوز لها تغسيله ولا النظر لعورته لأن ابن ثلاثة عشر مناهز والمناهز كالكبير. انتهى.
وإذا كانت عمتك قد صدر هذا النظر منها نسياناً أو جهلاً فلا إثم عليها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه في سننه وصححه الشيخ الألباني.
أما كشف العورة لأجل العلاج عند طبيب فمباح للضرورة ولتكن الرؤية مقتصرة على ما يحتاج نظره فقط.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1429(13/3120)
الحب قبل الزواج هل يؤدي إلى الفتور بعده
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: لو تحاب شخصان وكان بينهما لقاءات قبل الزواج, فهل هذا الزواج يصيبه الفتور وتحدث نفرة في العلاقة بينهما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نوصي به أولاً هو تقوى الله عز وجل واجتناب كل ما يبغضه سبحانه، ومن ذلك العلاقة قبل الزواج، فإنها من الأمور المحرمة، وأما هل يحدث فتور ونفرة بعد الزواج لمن ربطتهم علاقة محرمة قبله، فربما حدث ذلك كأثر للمعصية وعقوبة عليها في الدنيا، وقد قيل من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، وقد شوهد كثير من الأزواج حصل لهم ذلك، ولكن ليس بالضرورة أن يحدث ذلك، ولكن ينبغي الحذر من آثار المعاصي عموماً، فالواجب التوبة من هذه العلاقة طلباً لرضى الله عز وجل، وخوفاً من عقابه، لا خوفاً من حصول هذا الفتور وتلك النفرة بعد الزواج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1429(13/3121)
حكم ستر العورة في الحمام وفي الخلوة
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كنت وحدي في الحمام ولا يراني أحد هل يجب علي أن ألبس المئزر استحياء من الله؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ستر العورة في الخلوة واجب عند جمهور الفقهاء إلا لحاجة كالاستحمام والاستحداد وقضاء الحاجة، وعليه فلا حرج في كشف العورة عند الحاجة ولو لم يبق على الشخص مئزر ولا غيره.
جاء في الموسوعة الفقهية: كما يجب ستر العورة عن أعين الناس يجب كذلك سترها ولو كان الإنسان في خلوة، أي في مكان خال من الناس، والقول بالوجوب هو مذهب الحنفية على الصحيح، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، وقال المالكية: يندب ستر العورة في الخلوة، والستر في الخلوة مطلوب حياء من الله تعالى وملائكته، والقائلون بالوجوب قالوا: إنما وجب لإطلاق الأمر بالستر، ولأن الله تعالى أحق أن يستحيا منه، وفي حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو مما ملكت يمينك، فقال: الرجل يكون مع الرجل؟ قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فافعل، قلت: والرجل يكون خالياً؟ قال: فالله أحق أن يستحيا منه.. والستر في الخلوة مطلوب إلا لحاجة، كاغتسال وتبرد ونحوه. انتهى ...
وللفائدة في ذلك يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 79019.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1429(13/3122)
حد العورة في الفقه المالكي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أنه في الفقه المالكي ما تحت الإبطين وتحت الثديين يعتبر عورة?]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفقهاء ومنهم فقهاء المالكية يقسمون العورة إلى قسمين: عورة يجب سترها في الصلاة، وعورة يحرم النظر إليها وكذلك مسها.
والأولى تنقسم في المذهب المالكي إلى قسمين أيضاً: مغلظة ومخففة، فعورة المرأة المغلظة في الصلاة جميع بدنها ما عدا الصدر والأطراف، فالبطن وما حاذاه من الظهر وما بين السرة والركبة عورة مغلظة، أما الظهر وما تحت الإبطين والثديين فما كان محاذياً للصدر فله حكمه، وما كان مما يحاذي البطن فله حكمه، والعورة هذه بقسميها يجب سترها في الصلاة كما قدمنا، وإنما الفرق بين المغلظة والمخففة أنه إن انكشف شيء من العورة المخففة طلب إعادة الصلاة استحباباً ما دام الوقت باقياً، فإذا خرج الوقت لم يطالب بإعادتها، أما المغلظة فإن انشكف شيء منها طولب بالإعادة مطلقاً أي داخل الوقت وخارجه.
ففي الشرح الكبير ممزوجاً بمتن خليل في الفقه المالكي ما نصه: (وأعادت) الحرة الصلاة (ل) كشف (صدرها و) كشف (أطرافها) من عنق ورأس وذراع وظهر قدم كلا أو بعضاً ومثل الصدر ما حاذاه من الظهر فيما يظهر (بوقت) لأنه من العورة المخففة وتعيد فيما عدا ذلك أبداً.. انتهى.
قال الدسوقي معلقاً هنا: قد علم من قول المصنف وأعادت إلخ عورة الحرة بالنسبة للصلاة لأنه يعلم من حكمه بالإعادة في الوقت لكشف الأطراف أنها عورة مخففة ويعلم منه بطريق المفهوم أن غير الصدر والأطراف وهو البطن للركبة وما حاذى ذلك من ظهرها تعيد فيه أبداً لكونه عورة مغلظة. انتهى ... هذا بالنسبة للصلاة.
وأما بالنسبة للرؤية فالحال مختلف فعورة المرأة مع المرأة ما بين سرة وركبة إلا أن تكون المرأة كافرة فيحرم على المسلمة كشف شيء من بدنها أمامها إلا وجهها وأطرافها، وأما عورة المرأة مع الذكور الأجانب فجميع جسدها واختلف في وجوب سترها لوجهها وكفيها ما لم تخش الفتنة، فإذا خشيت الفتنة وجب عليها تغطية وجهها، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 18296، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 66022.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1429(13/3123)
الإسراع بالزواج أفضل حل لمن يقع في المحرمات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أعمل كمهندس في إحدى الشركات ... تتوق نفسي إلى الزواج وذلك لأني فشلت في أن أتغلب على نفسي التي تغلبني في كل مرة فأرتكب ذنوبا هي كالآتي:
1- مشاهدة الأفلام الإباحية.
2- الحرص على ملامسة النساء في وسائل المواصلات كسيارات الأجرة الكبيرة.
3- الاستمناء ...
وقد تمر علي أيام أرتكب فيها هذه الذنوب طوال اليوم حيث اشتريت مؤخراً ما يعدل 30 فيلما في يوم واحد، وكلما ادعيت التوبة إلى الله عز وجل نقضت عهدي وعدت من جديد لأرتكب نفس الذنوب وأحس أنه لولا أسري هذا في الشهوات لكان التزامي أفضل، وأنا أعاني هذه المشكلة منذ حوالي عامين أحس أن الشيطان يتعقبني فكلما راغمته ببعض الطاعات استغل ضعفي أمام الشهوات فأسرني من جديد فأحاول العودة إلى العمل الصالح من جديد وهكذا، أحس أني قادر بفضل الله على كثير من الأعمال ولكن مشكلتي هذه تحبط آمالي.. سوالي هو: هل من موعظة تهددني بعذاب الله حتى أنتهي من هذه الذنوب وتحثني على الزواج لأحصل على العفاف، علما أن مشكلتي في ذلك ليست مادية وإنما مشكلتي عائلية بالدرجة الأولى وذلك للظروف الآتية:
1- عائلتي في إحدى القرى البعيدة عني ويريدون أن يتحولوا إلى المدينة فهم يطلبون مني إمدادهم بالمال حتى يكملوا بناء منزل لهم هناك.
2- كلما أخبرتهم أني أريد الزواج قالوا نحن مازلنا مشغولين مع المحاصيل الزراعية ويجب أن تعيننا أولا على بناء المنزل ثم تتزوج بعد ذلك.
3- لربما تعللوا أيضا بكوني أصغر سنا من أخي الذي لم يتزوج بعد ولا أراه مستعداً بعد بحجة أنه لا بد أن يرعى أخواتي أولا قبل التفكير في الزواج.
4- مشكلتي أيضا مع العادات والتقاليد السائدة في عائلتي إذ أنهم يقيمون حفلات تدوم يومين مع ما يصاحب ذلك من أنغام الشيطان والاختلاط وأنا أريد زواجا على السنة. فأ عينوني جزاكم الله خيراً باقتراحاتكم ويا حبذا لو حثثتموني على الزواج حتى أسرع الخطى نحو العفاف؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو أن تتقي الله تعالى وتتوب إليه توبة صادقة خالصة من ارتكاب ما حرم الله عليك من مشاهدة الأفلام الإباحية وشرائها ومن ملامسة النساء الأجنبيات عنك وممارسة الاستمناء، وتتوقف عن هذا كله وتبتعد عنها امتثالاً لأمر الله تعالى وخوفاً من عقابه، فإن المرء قد يحاول التوبة ولا يوفق إليها، وقد يباغته الموت قبل أن يتوب فالحذر الحذر من طاعة الشهوات والشيطان، فإنها سبب للهلاك والهوان.. وإذا كنت تستطيع الزواج مادياً كما هو الظاهر فيجب عليك أن تتزوج؛ لأن الزواج واجب على من تتوق إليه نفسه ويخشى المعصية إذا لم يتزوج وكانت له القدرة عليه، ولا يعذر بما ذكر من مساعدة الأهل أو أن الأخ الأكبر لم يتزوج ... كل ذلك ليس عائقاً عن الزواج.
فعليك أن تسعى لإعفاف نفسك بزواج خال من المحرمات والاختلاط قدر المستطاع، ولا تؤخر ذلك تعللاً بالأسباب المذكورة، واجعل نصب عينيك أن من يثبطونك بهذه العلل الواهية لن ينفعوك أمام رب العالمين.
ومما ننصحك به المحافظة على الفرائض وخاصة الصلاة فإنها تنهي عن الفحشاء والمنكر ... وأن تبتعد عن كل ما يثير الشهوة كسماع الأغاني المحرمة والنظر إلى النساء المتبرجات والصور الخليعة.. ومما يعين على كبح جماح الشهوة الإكثار من صوم النافلة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
وللفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7170، 2778، 48712.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1429(13/3124)
التحدث مع الأجنبية وزعم حسن النية
[السُّؤَالُ]
ـ[من المعروف أن الاختلاط لا يجوز بين الشباب والبنات وعلاقات الحب كذلك لكن هناك إمام قال بأن لا بأس في التحدث مع البنت إذا كانت النية طيبة وأكد على حفظ العرض فهل كلامه صحيح؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز الحديث بين الفتاة والرجل الأجنبي، إلا إذا كان لحاجة فيقدر بقدرها مع مراعاة الضوابط الشرعية من عدم الخلوة أو الخضوع بالقول وأمن الفتنة، ولعل الإمام المذكور يقصد ذلك لا مطلق الحديث كما هو شائع بين الشباب والشابات في الجامعات والأسواق وغيرها.
ويزعمون أن ذلك بحسن النية وطيب القصد، وذلك لا يبيح الحديث بل هو من مسالك الشيطان، ولذا منع الشرع ذلك، وسد بابه قطعا لدابر الفتنة وسد لذريعة المحرم.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتويين التاليتين: 15406، 1072.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الثانية 1429(13/3125)
حكم مساعدة المرأة للتخلص من ظلم زوجها ثم الزواج منها
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة أعجبتني أخلاقها ودينها وطيبة قلبها خلال تعاملها مع الناس جدا فقررت خطبتها على سنة الله ورسوله فطلبت منها عنوان أهلها فقالت إن شاء الله ولكنها لم تعطني بعد فترة عدت إلى الفتاة فطلبت العنوان فقالت لي كي لا أخدعك أنا فتاة معلقة لا متزوجة ولا مطلقة زوجي يضربني أمام الأولاد ولديه أولاد من زوجة أخرى يضربوني حتى إن ابنه يضربها بالعصا دون أن تفتح فمه سكت لأجل طفلها لكنه لما تستطع الصبر أكثر وخاصة أنه طردها في منتصف الليل وهي تسكن بمنطقة مقطوعة حدثتني عن ظلم لا يطاق وأن زوجها قرر عدم تطليقها وتركها هكذا لكي تتربى وهي عند أهلها منذ سنة وأن والدها يخاف أن يرفع دعوى تفريق كي لا تصبح ابنته مطلقة وأنها ضائعة بين ظلم زوجها وخوف أهلها من الطلاق فالمجتمع لا يرحم وأن كل محاولات الإصلاح فشلت لأنها لم تعد تصبر على الإهانة ومصممة على الطلاق وأنها تنتظر تسريحها من هذا الظالم فقلت لها سأنتظرك فانا ارتحت لك وبدأت الآن أساعدها للحصول على الطلاق واتصلت بمحام لكي يرفع لها الدعوى وأساعدها كثيرا بهذا الأمر لعلمي بالظلم الذي لحق بها وفي وقد كنت أبحث في حل شرعي لهذه الفتاة فوجدت هذا الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها"، والتخبيب هو إفساد الزوجة على زوجها. فقلت لها هذا الحديث فقالت لي إنني طالبة الطلاق حتى قبل معرفتك وأنت فقط تساعدني لأنني لا أملك من يساعدوني وأنا لا أطلبه لأجلك أطلبه لأتخلص من الظلم بدأت أخاف من مساعدة هذه الفتاة لكي لا أكون مخببا فهل أنا بعوني لها مخبب وخاصة أنني أريدها زوجة وهي تعلم وأن المحامي قال لها إنها يمكن أن تفتدي نفسها بالخلع وهو أن تعيد مهرها لكن هي لا تملك فهل أستطيع أن أقرضها المبلغ، أنا رجل اخاف الله وقد استخرته ولكنني أعمل بالمقولة استشيروا واستخيروا.
ملاحظة بدأت أشعر أن الفتاة بدأت تتعلق في ونحن نعمل بنفس المكان ولكن يشهد الله أنني أطلب منها أن تعود لأجل ولدها وهي تقول لقد أهنت وضربت بما فيه الكفاية، وأريد أن أبدأ من جديد، السؤال هل أنا بحكم المخبب وهل لو أعطيتها مبلغ الخلع كدين أكون مخببا، علما أنها تؤكد لي أنني إن كنت موجودا أوغير موجود لم تعد تطيق زوجها ولم تعد قادرة على أن تقيم حدود الله فيه، ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان حال زوجها معها كما ذكرت من ظلم زوج المرأة لها وإضراره بها فلا حرج عليك في مساعدتها لتزيل الضرر وترفع الظلم عن نفسها بقرضها ما تخالع به زوجها، ولك الأجر والمثوبة من الله عز وجل، وذلك شريطة ألا تكون نيتك هي تخبيبهاعلى زوجها، وإنما نصرة المظلوم وكشف الضرر عنها.
فإن تم الخلع وانقضت عدتها فلا حرج عليك في خطبتها والزواج منها، ونرجو ألا يلحقك إثم فيما كان منك معها لأنك لم تكن تعلم كونها متزوجة.
وننبه إلى أن هذه المرأة أجنبية عنك فلا تخالطها ولا تكلمها إلا بقدر الحاجة وفي حدود الشرع ولا تخل بها ولا تر منها ما لا يجوز للرجل أن يراه من الأجنبية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1429(13/3126)
التعامل مع اليتيم إذا بلغ السن التي لا تؤمن فيها حصول الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يعتبر اليتيم أجنبيا عند بلوغه لكل النساء اللواتي يقربهن وخصوصا أن هنالك بعض الأطفال الذين مات آباؤهم في الحروب وبقوا وحدهم وقامت جمعيات بالعناية بهم وهم أصبحوا بلا عائلة وحنان، فكيف يمكن للإنسان أن يعطي لهم الحنان الذي فقدوه وخصوصا حنان أمهاتهم، وهل هم يعتبرون أجنبيين لكل النساء، وما هو دور المواقع الإسلامية من أجل جمع التبرعات من أجل اليتامى؟ وشكراً لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رعاية اليتيم أجرها عظيم وقد رغب فيها الشرع، وعلى المجتمع أن يتعاون على رعاية اليتامى، فإذا بلغ اليتيم أو اليتيمة السن التي لا تؤمن فيها حصول الشهوة فإنه يجب على من رعوه أن يعاملوه معاملة الأجنبي فلا تجوز الخلوة به ولا الكشف أمامه عما يحرم النظر إليه، مع العلم بأن اليتم ينتهي عند البلوغ لحديث أبي داود: لا يتم بعد احتلام.
وأما إعطاء الولد ما فقده من الحنان فلا بد فيه من الالتزام بالشرع، فينظر في إعطائهم ما يناسب في الصغر ويتعامل معهم الذكور مع التقيد بالشرع في كل ذلك، ويمكن أن يرضع الصغير من أم الأسرة التي تكفله فيصير محرماً لها وتعامله مثل أولادها.
ثم إن دور المواقع الإسلامية في كفالة الأيتام هو الترويج لكفالتهم والحث على مساعدتهم.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16816، 24392، 7541، 26186، 43643، 49463.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الثانية 1429(13/3127)
أعطت هاتفها لشاب وكذبت عليه فانصرف عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا بنت محجبة في يوم من الأيام كنت راكبة في الباص وجلس بجانبي شاب محترم وقال لي إني أنوي الحلال وطلب رقم هاتفي بصراحة أنا ارتحت لهذا الشاب واطمئن قلبي اتجاهه وأعطيته رقم هاتفي وبعدها نزلت من الباص وفي طريقي ذهبت عند زميلتي اتصل بي في تلك اللحظة وسألني عن اسمي ثم قال هل تأتي لأراكي دقيقة فقلت له إني وصلت إلى البيت ولا أستطيع الرجوع ولما خرجت من عند صديقتي التقيت به فزعل وقال إنك كذبت علي وقلت إنك وصلت إلى البيت بصراحة أنا خجلت منه ويا ليتني لم أكذب لكن لم يكن قصدي الكذب ولم يتركني أشرح له الأمر وذهب من ذلك اليوم لم يعد وأنا لم أنزعه من فكري ولا بالي فأرجو أن ترشدوني هل أتصل أنا به أم لا، رقم هاتفه عندي؟ وأشكركم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل الله أراد بك خيراً حين صرفه عنك، ولا ينبغي لك التعلق به لأنك لا تعلمين عن خلقه ودينه وقصده، فاصرفي ذهنك، واسألي الله أن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك وتسعد به نفسك، ولأن المرء لا يعلم خيره من شره، فقد يحرص على ما فيه شره، ويكره ما فيه خيره، فليكل أمر الخيرة إلى الله ولا يحزن على ما فاته، وللمزيد في ذلك راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30003، 61255، 5707، 9360، 80510.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1429(13/3128)
حضور مسرحية مختلطة تحوي كلاما فاضحا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل حضور مسرحية فيها اختلاط وتتكلم عن الجنس والممثلون يقومون بأدوار النساء من اللباس والكلام يعتبر إثما وخصوصا حضورها من أجل الدفاع عن حقوق النساء في العالم العربي أم أن حضورها هو الدفاع عن الجهل والفساد، وهل الثقافة العربية هي مرتبطة بالإسلام ارتباط الحليب مع الماء، وإن كان لا فما هي الثقافة العربية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذا المسرحية مشتملة على هذه المنكرات فلا يجوز حضورها ويأثم من حضرها ولو كان قصد من حضرها ما ذكر من الدفاع عن النساء في العالم العربي، وهذا الغرض يمكن تحقيقة بغير هذه الوسيلة المشتملة على المنكرات.
والثقافة العربية قد يكون منها ما هو مرتبط بالإسلام، وقد يكون منها ما هو مخالف للإسلام تماما.
وينبغي للمسلمين عموما عربا كانوا أم غير عرب أن تكون ثقافتهم متوافقة مع أصول ومبادئ الإسلام سواء كان مصدرها ما ورثوه عن العرب أم غير ذلك.
وتراجع الفتوى رقم: 32376.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1429(13/3129)
الكلام بين الأجنبيين في أمور الاستمتاع
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا قبل أن أدخل في السؤال أعتذر ألف أعتذار إن كان في سؤالي قلة الحياء وإن كان في الحقيقة لا حياء في تعلم الدينا، فالأفضل أن نسأل عن مسائل يراها البعض من قلة الحياء خير من الوقوع فيما حرم الله -والعياذ بالله- والسؤال هو: أنا شاب أريد أن أتزوج بشابة تتمتع بأخلاق طيبة ووعي في المستوى المطلوب ووقع بيننا حب وتفاهم -طبعا بإحترام- لكن مشكلتي أنها تكبرني بخمس سنوات، فهل يعود علي هذا الفارق سلبا من الناحية الجنسية خصوصا مستقبلا بعد أن تكبر وأكون أنا في قمة العطاء فإني أخشى أن أقع في الحرام -أبعده الله عنا- إن لم تشبع غريزتي الجنسية، وسؤالي أيضاً: أننا خلال هذه الفترة -يعني قبل الزواج- نتحدث عن كيفية عشرتنا وحياتنا الزوجية حتى الكيفية الجنسية وهذا يتم عبر الهاتف من دون خلوة وبحذر على ألا يؤدي بنا هذا النقاش إلى الوقوع في الحرام وخلال نقاشنا وصلنا إلى مسألة المداعبة وبالضبط مص الذكر وتقبيله ولحس الفرج وتقبيله فأردنا أن نتاكد من المسألة من الناحية الشرعية وتجدر الإشارة أننا نتحدث في هذه المسائل من باب المعرفة والتعرف على طبيعة الآخر وليس من باب التلذذ وقتل الوقت حتى إذا كتب الله الزواج بيننا لا نصطدم ... فهل في هذا النقاش عموما فيه ما يخل بالآداب الإسلامية في ميزان الشرع، وما حكم مص الذكر أثناء المداعبة وتقبيله واللعب بالفرج وما إلى ذلك من الناحية الشرعية، فأفيدونا يرحمكم الله بتفصيل ونعتذر لكم أيها السادة ألف أعتذار إن كنت قد أخللت بصواب الاستفسار؟ وجزاكم الله خيراً ونتمنى أن تتم الإجابة في أقرب وقت ممكن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تفعلانه وتتحدثان به حرام لا يجوز لكما، لأن مثل هذه المحادثات لا تكون إلا بين الرجل وزوجته، لا بين من يرغب الشخص إن يتزوج بها، فأنتما أجنبيان في كل أمر، ولا يسوغ لكما إرادة الزواج هذه الأحاديث والاسترسالات المحرمة التي قد تكون ذريعة للوقوع في الفاحشة عياذاً بالله.
وأما كونها تكبرك بخمس سنوات فهذا فارق يسير غير مؤثر وما تتصوره من عدم كفايتها لك مستقبلاً يقال في حينه إن حصل فلا تتسرع بالأحكام قبل أوانها، وليس لفارق السن تأثير على ما ذكرت إلا في حالة الفارق الكبير، وقد لا يكون أصلاً، فدع عنك هذه الوساوس وكف عما تفعله من محادثات وتقدم إلى ولي أمر البنت واعقد عليها، واعزم الأمر وتوكل على الله.. وبالله التوفيق، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5556، 51041، 3179، 2146.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1429(13/3130)
مخاطبة الرجال الأجانب وممارسة الجنس بالهاتف
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على رجل بالهاتف يلاطفني ونمارس الجنس بالهاتف، فهل هذا زنا، وما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فإن هذا الفعل محرم قطعاً، بل هو من الفواحش وهو نوع من الزنا، ففي الحديث: والأذنان تزنيان وزناهما السمع، واللسان زناه الكلام ... متفق عليه.. والواجب على السائلة التوبة إلى الله وقطع هذه العلاقة فوراً، والحذر من هذا الذئب البشري الذي يريد أن ينهش في عفتها وشرفها. وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 52483، والفتوى رقم: 101599.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1429(13/3131)
ركوب المرأة وحدها مع سائق أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم السائق الذي يحمل المسافرين من مكان إلى آخر، علما بأنه في بعض الأحيان يكون هو وامرأة وحدهما في السيارة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة بين الرجل والمرأة محرمة وركوب المرأة مع الرجل الأجنبي وحدهما له حكم الخلوة عند كثير من أهل العلم، وعليه فيجب على السائق أن يتنجنب هذه الخلوة بعدم إركاب امرأة إلا ومعها من تنتفي به الخلوة، كما يجب على المرأة أن لا تركب مع السائق إلا مع من تنتفي به الخلوة من محرم أو امرأة أخرى، وللفائدة في ذلك راجع الفتوى رقم: 1079.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1429(13/3132)
حرمة العلاقات بين الجنسن خارج نطاق الزوجية
[السُّؤَالُ]
ـ[يوم من الأيام كان عندي صديق يري في مصلحة لمدة 4 سنوات؟ له صديقته لكن المشكلة هي لم تكن تريده على حاله كما هو عليه تريد منه تطوير نفسه وأشياء أخرى جديدة تريدها فيه، في فترة من الفترات كانوا علي خصام _فلم تكن تتكلم معه وتكلمت معي عبر الهاتف في حين كنت أحادثها ولكن من دون مقابلة، مع العلم بأنني أمزح معها كثيرا حتى أمامه _ بعد فترة تصالحوا وقالت له كان صديقك يريدني، وكلمني عدة مرات ومرات؟
لكن لا أريد أن أقول لكم بأنني لم تراودني شكوك في أن أكون معها لأنها تغريني بحديثها (ومزحتي الوحيدة كانت معها:عزمتها على عرس أخي فقالت لا أستطيع فقالت ممكن في عرسك أنت فقلت ممكن تكوني أنت العروس فضحكت) ؟ لكن الحقيقة لم أقل لها أنني أريدك بجد، مع العلم بأني لم أخف عنها أي شيء عن صديقي سواء بعلمه أو بعدم علمه، بعدها بفترة حدثت مشاكل كثيرة بينهم وكان كل مرة يحملني المسؤولية بأنني قلت لها عن كل شيء وبعد فترة أخرى رجعوا ولم أعد أتحدث معه ولا معها بعدها بفترة شهرين تخاصموا ولم يعد معها وبذلك يحملني مسؤولية أنه أنت السبب ومع العلم بأنه لا يكلمني، يمكن نسيت أشياء أذكرها هذا كل شيء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسواء أكنت السبب أم لا فإنكم قد أخطأتم وارتكبتم ما لا يجوز لكما شرعا فإقامة العلاقات بين الرجال والنساء محرمة في الشرع خارج نطاق الزوجية.
وبناء عليه فعليكما أن تتوبا إلى الله تعالى مما وقعتما فيه، وتكفا عن تلك الفتاة وغيرها من النساء، وإذا أراد أحدكما الزواج فليأت الأمر من بابه، فإن كانت المرأة مرضية في دينها وخلقها فليخطبها لدى ولي أمرها فإن وافق فليتزوجها.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 32807، 9463، 72344.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1429(13/3133)
ضوابط جواز طلب المرأة من أجنبي مساعدتها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم طلب المرأة من أحد العاملين معها بأن يسند لها معروفاً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في ذلك أن أمنت الفتنة، وانتفت الريبة، فقد ساعد صفوان بن معطل عائشة رضي الله عنهما وحملها على ناقته حتى أوصلها، لكن لا بد من مراعاة الضوابط الشرعية، كعدم الخضوع بالقول وعدم الخلوة بها، وأن تكون الخدمة مشروعة، وأمن الافتتان والريبة. وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15406، 1072، 65796.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1429(13/3134)
حدود وأماكن جواز نظر المرأة إلى جسم الرجل الأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: لماذا المرأة كلها عورة والرجل من السرة إلى الركبتين وفيه عضو فى الجسم يجلب انتباه المرأة إذا كشف وهو الصدر عندما يكون كثيف الشعر؟ وشكراً.. وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحكم بكون الشيء المعين من العورة أم لا يتوقف على الدليل، ولم يرد ما يدل على كون صدر الرجل من العورة، سواء كان عليه شعر أم لا، ويبقى أمر وهو حكم نظر المرأة إلى هذا الموضع من بدن الرجل؟ وجوابه.. أنه لا يجوز لها النظر إليه على أي حال، أي بشهوة أو بدون شهوة ... ويجوز للمرأة أن تنظر من الرجل الأجنبي ما يجوز للرجل أن ينظر إليه من ذوات المحارم، وهو الوجه والكفان والأطراف من غير ريبة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 37795، والفتوى رقم: 94330.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1429(13/3135)
حكم من يصلي الصبح في جماعة وينظر إلى عورات النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق يصلي الفجر في المسجد يوميا ولكن طوال اليوم ينظر إلى الفتيات والأفلام الخليعة بالانترنت فهل هو في ذمة الله كما ورد في الحديث وهل الأحاديث والأذكار التي يقولها صباحا ومساء ليس لها أجر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن هذا الحديث مقصود به بيان أن من صلى الصبح في جماعة فهو في حفظ الله وضمانه، وأنه لا يجوز أن يُتَعرض له بأذى، وأن هذا لا يعني أنه لا يقع في الذنوب والمعاصي، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال ذلك، وراجع الفتوى رقم: 16965.
ولا شك أنه لا يليق بمسلم يصلي الصبح في جماعة أن يبقى طول يومه ينظر إلى الفتيات والأفلام الخليعة، فإن الصلاة عموما تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ كما أخبر ربنا في محكم كتابه.
ولمزيد الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 7611، والفتوى رقم: 102178.
وينبغي أن يكون منك لأخيك النصح وحسن التوجيه عسى الله تعالى أن يجعلك سببا لهدايته.
وأما ما يقوم به من عمل صالح من أذكار وغيرها فنرجو أن يثبت له بها ثوابه إذ ليس فعله لهذه المعاصي بمانع من قبول ثواب أعماله الصالحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1429(13/3136)
إقامة علاقة مع أجنبية لا يجوز إلا تحت ظل الزوجية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مراهق أبلغ من العمر 17 سنة، تائب لوجه الله تعالى، المشكلة التي أطرحها لك هي أنني لدي صديقة تائبة لله تعالى تجمعني علاقة طويلة بها وأنا أعلم أن هذا غير جائز في كتاب الله وسنة رسوله الكريم لكن المشكلة أنني لا أستطيع فسخ علاقتي بها، مع العلم أنه تجمعني علاقة كأنها زوجية، لا أستطيع فسخها. ومع العلم أيضا أني والحمد لله قادر على تحمل مسؤولية ما يحدث ولا ينقصني شيء في هذه الدنيا، فلا أنكر نعمة الله علي من خيراته في الدنيا.
السؤال الذي أحببت الوصول إليه معكم هو هل أستطيع إكمال علاقتي بها إلى أن يحين بي سن المقدرة على الزواج لأخذ العلم، أجد في هذه الفتاة ما لا أجد في أي فتاة أخرى، أحببتها ولا أستطيع قطع علاقتي بها وأعلم أنها متخلقة، وللعلم علاقتنا غير معلومة للناس هي بيننا والله تعالى.
أعطني حلا لمشكلتي وجزاؤك على الله تعالى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يتوب عليك من هذه العلاقة المحرمة، وأن يوفقك للتوبة النصوح، واعلم أن التوبة لا تصح إلا بشروط ذكرها العلماء هي: أولا: الندم على الذنب، ثانيا: الإقلاع عنه، ثالثا: العزم على عدم العودة.
فعليك بعد الندم أن تترك هذه الفتاة وتقطع العلاقة بها، فهذا هو الإقلاع عن المعصية، وعليك أن تعزم على عدم العودة إلى هذه العلاقة.
ويجب أن تعلم أنه لا مجال للبقاء مع هذه الفتاة على العلاقة المذكورة إلا في ظل زواج شرعي، فإذا كنت ترى أن هذه الفتاة تصلح زوجة لك، وقد تابت مثلك من المعصية فلك أن تخطبها وتتزوجها، أما ما سوى ذلك فهو خزي الدنيا وعذاب الآخرة، فالحذر الحذر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1429(13/3137)
تحدث المرأة إلى زوج صديقتها بالكتابة على النت
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديقة زوجها يكلمني علي النت يقول لي محتاج لصديق قريب أحكي معه عن مشاكلي الزوجية وأفضفض له كلمته وتغيرت حياتهم كثيرا للأحسن وأحسست أن دوري انتهى فطلبت منه أنه ما يكلمني وكل مرة يقول لي أنه يريد أن يكلمني، علما بأن علاقتي بصديقتي جيدة جداً وعلاقتي بزوجي جيدة جداً كنت أصلح بينهما بطريقة غير مباشرة أنا أحب أتكلم معه إذا لم أعرف أي معلومة عن النت أسأله ويفيدني وكل مرة أطلب منه ما يكلمني بيرجع ويتصل كلامي معه محادثات كتابية علما بأنها غير مؤثرة على علاقتي بزوجي وأولادي وصديقتي تقول لي إن معاملته معها أصبحت جيدة جداً أنا لا أعرف أني إذا كلمته صواب أم غلط ... نفتح معاً محادثات عادية في أوقات الفراغ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فمكالمتك له غلط وخطأ فادح، ويجب عليك قطعها قبل أن تؤدي بك إلى ما لا تحمد عاقبته، فهي وسيلة إلى الوقوع في الحرام والتدرج إلى ما لا يرضى الله عز وجل، فعليك الكف عنها والابتعاد عن ذلك الرجل، وإياك أن تكلميه في أي موضوع مهما كان غرض ذلك ولو بنية طيبة ... فما تفعلينه معه لا يجوز لك وهو خيانة لزوجك وصديقتك، فتوبي إلى الله عز وجل توبة نصوحاً، وإن كان غرض الرجل صحيحاً فعليه أن يكلم رجلاً مثله، وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 102261، 106857، 10708، 11945.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1429(13/3138)
تشعر بحب كبير تجاه أستاذها في الجامعة
[السُّؤَالُ]
ـ[أحبه رغم أنه أستاذي ويكبرني بعدة أعوام ولكنني أحبه كثيرا بالرغم أنه لا يبادلني نفس الشعور، حاولت كثيرا أن أمنع نفسي عن التفكير به ولكنني لم أستطع ذلك فماذا أفعل، أنا طالبة جامعية ولكنه لا يكبرني كثيرا سنتين أو 3 فقط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله للأخت الشفاء من هذا الداء الخطير الذي قد تخسر بسببه دينها ودنياها، وعليها أن تعلم بأن هذا داء، وأن عليها السعي في علاج نفسها منه، وأن تسارع في ذلك قبل أن يتحول إلى عشق، يصعب علاجه ولا بأس أن تعرضي عليه الزواج منك إن كان ذا خلق ودين.
وقد سبق لنا عدة فتاوى في علاج من ابتلي بهذا المرض ومنها ما يلي: 9360، 79857، 80510.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1429(13/3139)
اصرف نظرك عن هذه الفتاة أو تقدم لخطبتها بموافقة أبويك
[السُّؤَالُ]
ـ[ (عذرا لقد أدخلت عنوان البريد خطأ في المرة الأولى)
أنا شاب في الـ21 من عمري أدرس الهندسة وملتزم والحمد لله..
مشكلتي هي أني تعرفت على فتاة عن طريق الإنترنيت منذ عام تقريبا ... وفي الواقع كانت أول علاقة مع الجنس الآخر ولم يدفعني لذلك أي دافع سيء بل كان يخطر في بالي كل الخير (أي لم يخطر في بالي أن أقيم أي علاقة مع هذه الفتاة بل كنت أبحث وبكل براءة أو (جهل) عن نصفي الآخر) ..هذا ما كان يدور في بالي وفي الواقع لم تتعدى علاقتي معها الخطوط الحمراء بل كنا نتحدث في غالب الأحيان عن الأمور الدينية وقد فوجئت أنها أيضا فتاة ملتزمة ومحجبة ومن عائلة محترمة ولم أجد فيها إلا كل المواصفات التي كنت أحلم بها من أدب وعلم..وقد مرت سنة تقريبا على هذه العلاقة ولم تتجاوز سوى الكتابة فقط فلم يحدث أي لقاء أو حتى حديث صوتي ...
ولم يحدث حتى أي تعبير عن المشاعر.
المشكلة الآن أني بدأت أشعر أني أمام طريق مسدود وأني لا أدري إذا كنت على معصية وأتمنى أحيانا لو أني ما تعرفت عليها ولكن المشكلة الأكبر أني تعلقت بها كثيرا وأصبحت لا أفكر بشيء سواها.. (لا أعلم حتى إذا كانت تبادلني نفس الشعور) حتى عندما أصلي أدعو ربي وبكل إلحاح أن يجعلها من نصيبي فأنا لا أريد منها أي شيء حرام وكل ما أريده هو أن أتزوجها..
والسؤال هو:
لا أعرف الآن ماذا أفعل وأنا في حيرة من أمري فأنا عرضت الأمر على أهلي فلم يمانعوا من ذلك ولكن قالوا لي أجل ذلك للعام القادم (أي حتى أنهي دراستي الجامعية) (مع العلم أنه والحمد لله لا يوجد أي عوائق مادية) وعندما ألححت في طلبي وشرحت موقفي قالوا لي إنه يوجد آلاف الفتيات وليست هي الوحيدة, مستهزئين بمشاعري!
وأنا أقف مكتوف الأيدي لا يمكنني أن أعبر لها عن حبي أو رغبتي بالزواج منها (لأني لا أريد أن تتحول العلاقة إلى علاقة محرمة ولا أريد أن تتطور العلاقة أكثر من ذلك) ولا يمكنني تركها فبذلك أكون قطعت على نفسي الطريق فلن أتمكن من خطبتها بعد عام وأخشى أن يتقدم لخطبتها أحد قبلي..
ولا أريد أن أستمر بالعلاقة أكثر من ذلك لأني أشعر أن هذا حرام وأنا أدعو ربي دائما أن يجعلها من نصيبي وأفوض أمري إلى الله وأنا لا أعرف: هل الزوجة مكتوبة ومقدرة منذ الأزل فلا يجوز الدعاء في ذلك أم أن الدعاء يغير ما هو مكتوب؟ أشعر أنه لو كان الأمر بيدي لذهبت لخطبتها وانتهى الأمر ولكن الآن لا أجد حلا إلا إنهاء هذه العلاقة.
ولكن وكما ذكرت سابقا أخاف إن أنهيت العلاقة أن أكون من الذين توكلوا على الله ولم يأخذوا بالأسباب!! وما يدور في ذهني أيضا أني لو لم أتمكن من خطبتها فأنا مضطر لأتزوج بعد عام (حتى أحصن نفسي وأكمل ديني) ولكن أخشى عندها أن لا أستطيع أن أنسجم مع أحد غيرها ولا أعرف هل ممكن أن أخطب بشكل عادي ثم أنتظر بعد الزواج لأعرف هل أحب زوجتي أم لا؟
واضح جدا أني مشوش جدا فأرجو منكم إرشادي إلى الطريق الصواب وإنقاذي حيث إني ومنذ أن تعرفت عليها تراجعت كثيرا في كل شيء من دراسة ورياضة وعمل ... وأشعر بالفشل والإحباط وأني غير قادر على إكمال دراستي الجامعية..]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فالعلاقة بين الشاب والشابة الأجنبية لا تجوز، فيجب على الأخ أن يقطع هذه العلاقة، وأن يصرف النظر عن هذه الفتاة، أو يقنع أبويه بالتقدم لخطبتها، ولا حرج في الدعاء بأن تكون من نصيبه، وعليه أن يحذر من الانترنت لما فيه من الكذب والخداع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلاقة لم تكن صحيحة من البداية، إذ لا يجوز أن يرتبط الشاب بعلاقة مع فتاة أجنبية إلا بعقد زواج شرعي، أما غير ذلك فما هي إلا خطوات شيطانية في طريق الوقوع في الفاحشة والرذيلة، وإن كانت بدايتها برئية وفي حدود الأدب كما ذكر السائل.
وللأسف أن هذا الطريق الذي قال عنه الله عز وجل بأنه ساء سبيلا قد صار سهلا، وكثر سالكوه مع هذه الوسائل الحديثة، في الوقت الذي تعسر وصعب طريق العفاف والزوج، ووضعت العراقيل أمام سالكيه، وقدمت الحجج الواهية لتأخيره، كحجة إكمال الدراسة مثلا، في حين أن الزواج لا يتعارض مع الدراسة، بل العلاقات خارج الزواج هي التي تعيق الدراسة وتؤدي إلى الفشل كما ذكر الأخ عن نفسه.
فيجب على الأخ السائل أن يقطع هذه العلاقة، ثم هو مخير بين أمرين:
الأول: أن يصرف النظر عن هذه الفتاة، ويلتفت إلى دراسته ومستقبله، ويطيع والديه فيما نصحاه به من إكمال الدراسة ثم البحث عن بنت تناسبه.
الثاني: أن يقنع أبويه بالتقدم لخطبة هذه الفتاة، أو الزواج بها إن رضيا، حتى لا يشغله التفكير بها، والخوف من أن يخطبها غيره.
ولا حرج في الدعاء بأن تكون هذه الفتاة أو غيرها من نصيبه، إذ الدعاء يرد القضاء بإذن الله عز وجل، وفي الحديث: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء. رواه الترمذي وحسنه الألباني. وتراجع الفتوى رقم: 55356.
وننبه الأخ إلى أمر: وهو أن الانترنت يكثر فيه الكذب والخداع، فما يدريه أن هذه البنت متدينة حقا، فربما كانت تجاريه وتداريه، ولا يبعد أن يكون شابا استغل براءته وقلة خبرته، وجعله وسيلة تسلية يقضي بها وقت فراغه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1429(13/3140)
حجب الزوجة عن الأب إذا بدا منه ما يريب
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو عن والدي أنا شاب تزوجت منذ حوالي أربع سنوات وأنا أسكن بجانب منزل أهلي وبعد شهر من زواجي بدأت تظهر على والدي نظرات وحركات تجاه زوجتي فقالت لي زوجتي بهذه الحركات مثلاً صار يتصل بها ويقول لها سوف آتي لشرب القهوة معك عندما يكون زوجك في العمل والكثير من الحركات التي يجب أن يحترمها العم تجاه زوجة ابنه ولكن مع مرور عامين على هذه الحالة تطورت الأمور كثيراً وبدأت والدتي تشك به أخبرتني أمي بكل شيء مع العلم بأن زوجتي كانت تخبرني بكل شيء لكنني كنت أقول لها هذا عمك ويجب أن تعتبريه مثل والدك لكن لم يمض الأمر على خير فتشاجرت أمي مع أبي وقالت له إن حركاته ليست طبيعية تجاه كنته فصار يغضب علي ويقول لي أنت وأمك تريدان موتي مع العلم بأنني كنت معه محترما طوال الوقت ولم أرفع صوتي في وجهه ولا مرة ولم أسئ إليه أبداً ... لكنه عندما كان يدلل زوجتي كان يحبني ولكنني عندما أصبحت زوجتي ترتدي الحجاب منه وأبعدتها عنه صار لا يحبني أبداً ولم يكلمني طيلة شهر رمضان وبعدها صالحته وطلبت منه السماح ولكن في اعتقادي أني لم أخطئ معه أبداً، فهل بذلك أكون مغضوبا من قبل والدي؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الأمر كما ذكرت من إحسانك إليه واحترامك له فلا حرج عليك فيما فعلت من حجب زوجتك منه للشبهة فيه وقد أحسنت بمصالحته وترضيته، ولكن عليك أن تستمر فيما فعلت من إبعاد زوجتك عنه وعدم تركه يخلو بها إذ لا تؤمن عليها الفتنة معه، وينبغي توجيهه إلى حرمة ذلك بأسلوب هين لين ولو وجدت من يتولى ذلك عنك لكان أولى، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65480، 1893، 18800.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الأولى 1429(13/3141)
حرمة الاختلاط في الحمامات وكشف العورات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم دخول الحمام التقليدي مع النساء وهن مكشوفات العورة؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز للمرء أن يرى عورة غيره إلا الزوجة أو ملك اليمين،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعورة لا يجوز أن يرى منها إلا عورة الزوجة أو من كانت ملك يمينه بشرط ألا يقوم بها مانع من أن يتسري بها، كأن تكون متزوجة أو أختا له في الرضاعة مثلا. وأما المرأة فلا يجوز لها أن ترى عورة غير زوجها. روى أحمد وأبو داود والترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك".
ومن ذلك يتبين لك حرمة دخول الرجل الحمام مع الرجال وهم مكشوفو العورات، وكذا حرمة دخول المرأة الحمام مع النساء وهن مكشوفات العورات. وأما النساء فإن كن غير زوجات فإنه يحرم على الرجل دخول الحمام معهن ولو غير مكشوفات العورة، وكذا يحرم على المرأة دخول الحمام مع الرجال ولو كانوا ساتري عوراتهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1429(13/3142)
حكم مراسلة الفتاة لزميل الدراسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة جامعية ملتزمة والحمد لله وقد ربيت على أن لا أتعامل مع الشباب وأن لا أكلمهم.
لدي زميل في الدراسة منذ أيام قلائل فقط يرسل لي رسائل عبر بريدي الالكتروني، لكن مجرد أناشيد أو صور لأبطال الرسوم المتحركة التي يبدو أنه متعلق بها، ويطلب رأيي فيها، حتى الكلام لا يتكلم كثيرا، مثلا لا يسألني كيف الحال أو هكذا،وسألني ذات مرة ما إذا كان حاسبي متصلا بشبكة الإنترنت فأجبته بنعم. وكنت أرد عليه برد عادي كـ "شكرا "ولا أرسل له أي ملف، لكني فوجئت برسالة جديدة فيها أنشودة وصورة وقال لي " لم لا ترسلين لي ملفات "
أرشدوني جزيتم خيرا، هل أرد عليه؟ لأني أخاف أن تتطور الأمور وتوصلني إلى ما لا تحمد عقباه، وما زاد خوفي هو أن أهلي لا يعلمون ذلك وأنا اعلم أنهم في حال معرفتهم سيغضبون مني.
أم أخبره بأن يتوقف عن مراسلتي لأني لا أحب التعامل مع الشباب لكني خائفة من أن يشعر بإهانة ويقول فتاة متكبرة وسيئة بل وأكثر من هذا أخاف أن تتأثر بذلك دراسته فهو من الطلبة المتفوقين في المعهد.
أرجوكم أريد جوابا يريحني ويبعد عني هذه المشاكل ويبعدني عنها.. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بعدم الرد عليه إذ لا يجوز لك ذلك معه سدا للذريعة لأنه قد يفضي بك إلى الوقوع في الحرام وإلى ما لا تحمد عاقبته، ولا يتغير الحكم فيما لو علم أهلك ورضوا، فيجب عليك البعد عن ذلك وعدم الرد عليه فيما يريد؛ إلا أن تبيني له أنه لا يجوز لك مراسلة أجنبي عنك مهما كان نوع ذلك، وإن كانت له رغبة فيك فليتقدم إلى أبيك ويخطبك عند أهلك ويأتي الأمر من بابه، وأما تلك الأمور فما هي إلا استدراج إلى ما لا تحمد عاقبته، وكم من فتاة خدعت بذلك،علاقة بريئة وكلام جميل ثم حب عفيف ولقاء زمالة وود وهلم جرا، وكل ذلك محرم شرعا فعليك أن تتقي الله عز وجل، واستمري على ما أنت عليه من المحافظة والبعد عن الرجال الأجانب، ومن رضيت دينه وخلقه ورغبت فيه فليخطبك لدى أهلك ويسلك السبل المشروعة في ذلك.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1072، 47284، 77859.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1429(13/3143)
حكم سباحة الرجال والنساء في مسبح واحد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمسلم والمسلمة أن يقوموا بالسباحة في مسبح مشترك، مع غضهم من أبصارهم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل والمرأة أن يسبحا في مسبح واحد، لأن هذا مظنة وقوع النظر المحرم، ثم إن غض البصر في هذه الحال قد يكون متعذراً، وما هذه الفكرة في نظرنا إلا مدخل من مداخل الشيطان التي حذرنا منها ربنا بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21} ، وانظر الفتوى رقم: 6063، والفتوى رقم: 10387.
أما سباحة أحدهما مع جنسه فقط فلا نرى مانعاً منها إذا ستر عورته، وتراجع الفتوى رقم: 7254، والفتوى رقم: 15390.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1429(13/3144)
منع الزوجة من دخول غرف الدردشة ومحادثة الرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي كانت تقضي ساعات الليل في الدردشة الخاصة في أحد المنتديات مع الجنسين في سهرات مفتعلة يتبادلون خلالها الغزل البريء كما قالت , وتبادلها للرسائل الخاصة والذي ذهبت فيه بوصف أحد الاشخاص بالعزيز جداَ والغالي خالص خالص (فلان) وبعد اكتشافي لهذا الأمر بالصدفة والذي حدث بدون علمي وموافقتي، وأحيانا الدردشة في المسنجر والخاص بحجة أنها تبني صداقات بريئة وكذلك إعطاؤها رقم هاتفها الخاص لبعض الأصدقاء في المنتدي كما تدعي. وبعد اكتشافي بالصدفة لكل هذه الأفعال هددتها بالطلاق إن هي عادت لمثل هذه الممارسات.
الحمدالله هي زوجة مطيعة ومتدينة وأنا على ثقة بأنها فعلت كل هذه الافاعيل نتيجة انبهارها بتكنولوجيا الانترنت.
هي الآن تظن أنني أحسدها وأغار منها لأنها صنعت لها اسماَ ومكانة في المنتدى عجزت أنا عن صنعها (مع العلم أنني اشتركت في المنتدى فقط من أجل معرفة ما يدور فيه وفرض الرقابة في كل تصرفاتها وهي الوسيلة الوحيده لحمايتها) .
هذا اثر سلبياً على حياتي الزوجية وأصبح الفتور والتجاهل من جانبها سمة واضحة لحياتنا (في كل مناحي الحياة الزوجية) ولا أدري ان كانت تعاقبني على موقفي هذا من المنتدي، أصبحت حياتي جحيماً وبدأت أفكر جدياً في الانفصال منها لإعطائها حريتها التي فقدتها كما تقول ولكن الأولاد هم السبب الذي يمنعني من اتخاذ مثل هذه الخطوة.
سؤالي هو هل أنا أخطأت في تصرفاتي تجاهها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المحادثات عبر الانترنت في غرف الدردشة الخاصة أمر لا يجوز، بل هو من أسباب الشر والفساد، وحدوث مثل هذا من امرأة متزوجة مع رجال أجانب عنها أشد حرمة، ولا تقبل دعوى الصداقة البريئة، فإن حدث مثل هذا من زوجتك فقد أساءت إساءة بالغة.
وما دمت ذكرت أنها متدينة فإنها أرجى لأن تنتفع بنصحك، وينبغي أن تذكرها بأنه يكفي من الشر في دخول مثل هذه المنتديات أن أوصلت العلاقة بينكما إلى هذا الحد من الفتور.
وإن وصل الأمر بزوجتك إلى التعالي وعدم طاعتك في أمور الحياة الزوجية كالإجابة إلى الفراش ونحو ذلك فهي امرأة ناشز فاتبع معها ما أمر به الشرع من خطوات لعلاج النشوز وهي مبينة بالفتوى رقم: 1103.
وليس فيما ذكرت من تصرفاتك معها خطأ، فإن من حقك بل من واجبك منعها من الدخول على مثل هذه المنتديات والحالة ما ذكرت، ولك مراقبة تصرفاتها إن رأيت منها ما يدعو لذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1429(13/3145)
نصح الصديقة التي تقيم علاقة بأجنبي وتجاهر بذلك
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي إحدى صديقاتي دائما تحكي عن مغامراتها اليومية وعن المحادثات التي دارت بينها وبين أحد الشبان مع أنها فتاة ليست مشاكسة لكنها تتهاون في هذه الأمور نصحتها، ولكنها لم تستمع لنصيحتي، فماذا يمكنني أن أفعل كي أحميها من اتباع هواها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تبيني لها حرمة ما تفعل من المعاصي وخطورة مجاهرتها بذلك، ففعل المعصية إثم والمجاهرة بها إثم آخر، فلتتق الله عز وجل ولتتب إليه وتستر نفسها بما تفعله مما لا يجوز لها، ولا تيأسي من نصحها وربطها بالصحبة الصالحة التي تعينها على الطاعة وتبعدها عن المعصية، فإن استجابت لك وأثر ذلك في سلوكها فبها ونعمت وإلا فلا خير لك في مصاحبتها لئلا تجرك إلى ما هي فيه وتؤثر عليك، فالصاحب ساحب.. وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18932، 39257، 38253، 480، 3128.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1429(13/3146)
أقام علاقة مع امرأة يهودية متزوجة ولها أولاد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عربي مسلم فلسطيني من عرب الداخل (عرب 48) , عمري الآن 28 عاماً غير مُتزوج أو خاطب, ولم أقم بالفاحشة قط وأقوم بواجباتي وبفرائض العبادة, بحكم حياتنا داخل إسرائيل فنحن نتعايش مع الوضع حيث نحيى ونعمل, وهذا يعني أننا نحتك يومياً مع اليهود في المعاملات اليومية والعمل لِما في ذلك أهمية لبقائنا. قصتي بدأت قبل بضعة أشهر, فقد بدأت العمل قبل سنتين في مكتب للهندسة المعمارية في مدينة يهودية قريبة من بلدتي العربية, وهناك تعرفت على سيدة يهودية تكبرني بسنة مُتزوجة ولها أربعة أبناء. لا أعرف كيف لكن شعور من التقبل والحب المُتبادل أخذ يسري في عروقنا بحيث لم يستطع أحدنا تخيل الحياة دون الآخر, وفي الواقع حاولنا الكثير من أجل إيقاف ذلك الجنون منذ البداية لكننا لم نفلح, فحبنا أكبر من أن ينتهي بسهولة, ويُجدر بالذكر بأنها بحكم ثقافتها المختلفة عن ثقافتي حاولت معي الكثير كما راودتني عن نفسها, وتمنعي وإبعادي لها عني في مثل هذه المواقف زاد من حبها لي. وهي الآن تريد إتمام الطلاق مع زوجها من أجلي من أجل أن نتزوج, وهي مستعدة للقيام بكل ما يلزم للعيش معي, ولا يهمها المسكن وظروف الحياة, بل ومُستعدة في تغيير دينها إلى الإسلام أيضاً. وأنا أخاف من جهة أخرى إذا أردت متابعة حياتي معها أن أخسر عائلتي وحبهم أبي وأمي وإخوتي الذين يظنون أن سمعتهم ستكون في الأرض إذا أتممت هذا الأمر حتى ولو أسلمت فهي بالنسبة لهم يهودية ولها أربعة أولاد!!! كما ويدعون أنني سأخسر نفسي وديني جراء ذلك ولكنني أعلم بأن ذلك ليس صحيحا ما دام الإيمان بالله بقلبي طوال هذه الأعوام وكثرة مفاتن الحياة, أذكركم بأن عمري 28 عاماً ولم أفعل حتى الآن ما يُغضب الله على حد علمي وأنا أصلي منذ كان عمري 8 سنوات. ما هو رأي الشرع في ذلك, وكيف يمكنني إتمام هذه الخطوة - أي الزواج من اليهودية وتقبُل أولادها الأربعة مع الإشارة بأنها مُستعدة بأن تسلم - دون أن أخسر نفسي وعائلتي, لأن قلبي يُشير علي بذلك وبقوة, أم تنصحوني بالنزول عن الأمر وتركه ليعود كما كان, علاقة زمالة في العمل. بالله عليكم ردوا علي بسرعة فالأمر حرج أكثر مما تتوقعون, وأرسلوا ردكم لبريدي فانا كالغارق في البحر. وشكراً على صبركم ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك إقامة علاقة مع تلك المرأة أو الخلوة معها أو غير ذلك مما هو محرم شرعا، فعليك أن تتوب إلى الله عز وجل وتكف عن ذلك، وإن أردت دعوتها إلى الإسلام فلا حرج لكن بالحكمة والموعظة الحسنة والخلق الجميل دون الوقوع معها فيما يغضب الله عز وجل، وإن وجدت نساء صالحات يتولين دعوتها إلى الإسلام فهو أولى وأبعد لك من الريبة والفتنة، فإن أسلمت وجب عليها مفارقة زوجها ما لم يسلم معها،فإن انقضت عدتها ولم يسلم فيجوز لأي مسلم أن يتزوجها، وإذا رضي أهلك بزواجك منها حيئنذ فلا حرج عليك، ولك إقناعهم بذلك، وإلا فلا ننصحك بما لا يرضاه أهلك، وذات الدين والخلق غيرها كثير.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26129، 77388، 5707، 9360، 3778، 94445.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1429(13/3147)
موقف الزوجة ممن كانت على علاقة به في الماضي
[السُّؤَالُ]
ـ[بارك الله فيكم نفع بكم الإسلام والمسلمين أما بعد:
فأردت أن اعرف رأي الشرع في مسالة وهي: أني تزوجت مؤخرا من فتاة أحبها كثيرا وهي أيضا تبادلني الإحساس نفسه والحمد لله.
إلا أنها كانت في علاقة مع شاب آخر قبلي وهذه العلاقة انتهت منذ 6 سنوات. إلا أن هذا الشاب حاول الاتصال بها ونحن مخطوبان للرجوع إليها عن طريق أناس آخرين وهي صدته.
إلا أني قلت لهل إذا حاول إيقافك في الشارع ليتكلم معك فلا تردي عليه شيئا ولا تلقي له أهمية وقولي لي لكي أتصرف معه لأنه لم يحترم الشرع ولم يحترمني كرجل فهو لا يستحق الاحترام.
لكن زوجتي قالت إذا فعل هذا الأمر فإنها تحب أن تقول له لا تكلمني. وأنا قلت لها إن هذا الرجل لا يستحق ذلك ويحل له فعل هذا الأمر فلذا طلبت منها ألا ترد عليه وهي قبلت، إلا اني إذا كنت محقا فإني أريد إقناعها.
دلوني بارك الله فيكم على التصرف في هذه الحالة ومع هذا الرجل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصواب معك فيما ذكرت فلا ينبغي لها أن تكلمه ولو لمجرد طلبها الكف عنها، وإنما تتجاهله وتعرض عنه لأن حديثها معه ربما يغريه بها ويطيعه فيها، وإن تمادى فينبغي أن تكلمه أنت في ذلك ليكف عن زوجتك وأذيتك في عرضك، ولك رفعه إلى الجهات المسؤولة إن لم يكف أو أهله ومن لهم سلطة عليه لكف شره.
وللمزيد انظر الفتوى رقم: 54226.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1429(13/3148)
اللقاءات والاتصالات بين الأجنبيين عواقبها وخيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[قصتي هي أني تعرفت على فتاة بالثانوية كنا نعمل في الحقل الدعوي داخل مؤسستنا التعليمية وذات يوم شاءت الأقدار أن نلتقي في حفل بمناسبة فاتح السنة الهجرية أحسست أني وجدت تلك الفتاة التي تعينني على طاعة الله وتجنب المحرمات، بعد نقاش مع نفسي أخبرت تلك الفتاة باحساسي تجاهها فوجدت عندها نفس الإحساس فقررت أن أدهب إلى أهلها وأخطبها منهم لكن لم تشأ الظروف لأن أباها بحكم أنها تدرس لن يخطبها لي، مرت سنة بلا أخبار التحقنا بالجامعة ولكن كل واحد منا في مدينة، مع مرور الزمان التقينا وناقشنا الموضوع معا واتفقنا على أننا سنبقى على الاتصال الهاتفي وأن نصوم كل إثنين وخميس إلى أن نتم دراستنا لمدة أكثر من3 سنوات، وعند ذاك أتمكن من خطبتها، ونحن من أسر محافظة جدا وتمتاز بغلاء الأعراس حيث إن العرس قد يقوم علينا باكثر من 7 ملايين درهم مغربية ...
أرجوكم أريد ردا سريعا أريحوني أراحكم الله وأنتم تعلمون أن الفتن زادت خصوصا ونحن في الجامعة، أرجوكم أخبروني أرشدوني ماذا أفعل هل أتزوج بها من وراء أهلها، وأعلم أن هذا الأمر غير جائز شرعا ولكن ماذا أفعل؟
سؤالي هو ما موقف الشرع من هذه العلاقة؟ وماذا علينا أن نفعل ونحن ما زال أمامنا أكثر من 3سنوات من الدراسة من أجل أن نجتمع تحت سقف واحد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليكما هو قطع تلك العلاقة المحرمة والكف عنها فورا والتوبة إلى الله عز وجل مما كان بينكما من لقاءات واتصالات، فإن الشارع لا يبيح ذلك ولا يقره، وعاقبته وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، كما لا يجوز لك ولا يصح أن تتزوجها بدون إذن وليها لكن لك أن تخطبها عنده فإن قبل فبها ونعمت، وإلا فلها رفع أمرها إلى القضاء إن كنت كفؤا ذا خلق ودين، إذ لا يجوز لوليها عضلها عن الكفؤ لغير سبب معتبر شرعا، وإذا وصل الأمر إلى القضاء فسينظر فيه هل لرد الوالي للخاطب مسوغ شرعا أم لا؟، فإن لم يكن له مسوغ فإما أن يأمره بتزويجك وإما أن ينقل الولاية لغيره من الأولياء، أو يتولى القاضي ذلك عنه، وإن كان الأولى هو محاولة إقناع والدها بتوسيط من له وجاهة وكلمة عنده، وينبغي للبنت مصارحته برغبتها في الزواج أو تكلم أمها أو إحدى قريباتها في ذلك إن لم تستطع مشافهته.
وهذا هو السبيل الوحيد، فإن تم الزواج فبها ونعمت، وإلا فيمكنك أن تبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين لتعف نفسك عن الحرام، وينبغي ألا تقبل بالإسراف والتبذير في تلك الأمور وإن كان العرف يقرها إذ لا اعتبار لما خالف أمر الباري سبحانه.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73333، 30003، 21310، 93471، 5855، 7759، 30756.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الثاني 1429(13/3149)
الحب في الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم.
إخوتي في الإسلام سؤالي هو كالتالي: لماذا أصبحت كلمة حب كلمة مقيتة وقبيحة داخل المجتمع الإسلامي.
هل الحب حرام؟
هل مفهومي هذا للحب الذي عرفته من خلال تجاربي في الحياة خاطئ.الحب أوله لقاء وفيه أخذ وعطاء وتضحية من أجل البقاء وقدر وقضاء. وإن هذا كله يعيشه كل انسان أولا مع والديه ثم إخوته ثم أصدقائه وفي الأخير مع الحبيب.
جزاكم الله عني كل خير وشكرا جزيلا.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلمة الحب ليست مقيتة في المجتمع الإسلامي إلا إذا كان الحب محرما، ولا يمكن لأحد أن يذكر حبه لوالديه أو أرحامه وخلانه ثم يعيب عليه أحد ذلك، لكن عندما يتعلق الأمر بحب من لا يجوز حبه حينئذ تكون كلمة الحب مقيتة لا لذاتها وإنما لمتعلقها الذي لم يأذن الله فيه.
ولمعرفة أنواع الحب وحكمه في الإسلام انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5707، 1109، 4220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1429(13/3150)
يجب على المرأة قطع كل سبيل عن الرجل الذي قد يطمع فيها
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك شخص يدرس معي في نفس الكلية يراقبني في كل تصرفاتي وكل حركاتي وأين ما ذهبت أجده حولي يرمقني بنظراته وإني فتاة ملتزمة أخاف أن أعجب به علما أنني آخذ كل محاضراتي معه وله على هذه الحالة 3 سنوات.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك هو الابتعاد عنه وعدم الحديث إليه وإهمال نظراته وقطع كل سبيل يمت إليه لئلا تقعي معه فيما لا يرضي الله عز وجل وتفتني به.
وللمزيد انظري الفتوى رقم: 70103، والفتوى رقم: 103969.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1429(13/3151)
متجره يرتاده نساء متبرجات.. ما الحل
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي متجر لبيع اللوازم المدرسية والكتب والألعاب ويقع في حي متحرر نسبياً ويكثر فيه الأجانب
ويأتيني يوميا العديد من النساء المتحررات (كاسيات - عاريات) علما أنني أحاول أن أغض بصري قدر المستطاع لخوفي من الله وأجد صعوبة في غض بصري بشكل كامل لضرورة التعامل معهم ولطبيعة البيع والشراء
سؤالي: هل من المفروض علي أن أنقل مكان عملي اتقاء للمفاسد رغم أن المتجر اشتراه والدي منذ فترة زمنية طويلة ولم يكن الحي على هذا الوضع؟
جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سلامة دين المرء لا يعدلها شيء، فإن كنت تخشى على نفسك الفتنة بهؤلاء النساء وكنت تستطيع الانتقال إلى مكان آخر فإن الواجب عليك فعل ذلك؛ لقوله تعالى: فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا {التغابن:16} ولا شك أن اجتناب هؤلاء العاصيات الفاتنات من تقوى الله.
وإن كنت لا تستطيع فاتق الله ما استطعت وغض بصرك ولا تخل بواحدة منهن.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 30630، والفتوى رقم: 78760.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1429(13/3152)
ضوابط تواجد المرأة والرجل في الأماكن العامة
[السُّؤَالُ]
ـ[للأسف الجامعات المختطلة أصبحت واقعا نعيشه في بلادنا، حيث لا توجد جامعات منفصلة، والوضع المعيشي يتطلب مشاركة المرأة في العمل، فما نصحكم للفتيات؟ وما هي حدود الزمالة بين الرجل والمرأة في مجال الدراسة والعمل، وهل يجوز للمرأة الجلوس مع رجل في مكان عام من أجل الدراسة أو العمل؟
والكثير يتعلل بمشاركة الصحابيات في الغزوات (اختلاط) ومن هنا يجيزون الزمالة بين الرجل والمرأة، فما ردكم بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنالك ضوابط شرعية إذا توفرت فلا حرج في وجود المرأة مع الرجل في الأماكن العامة كالمدرسة أو مكان العمل ونحو ذلك، وتلك الضوابط هي عدم الخلوة والتزام المرأة باللباس الشرعي الساتر لجميع بدنها السالم مما يثير أو يصف بدنها، وألا تكون متطيبة، وألا تخضع بالقول في حديثها. فإذا التزمت المرأة بذلك وأرادت الخروج للدراسة أو العمل أو قضاء حاجة من حوائجها فلا حرج، وإلا حرم ذلك.
وأما إقامة العلاقات بين الرجال والنساء فهي محرمة مهما كان غرضها للزمالة أو الصداقة أو غيرها، وللمزيد انظر الفتويين رقم: 97848، 64991.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1429(13/3153)
التوبة من العلاقة الآثمة مع الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا ارتكبت خطيئة
كنت على علاقة حب بفتاة لمدة 3 سنوات وخلال الفترة كنا نختلي ببعض كل مرة ما كانت تتجاوز ساعتين بدون ما يحصل أي ولوج للقضيب داخل الفرج أو الدبر لكن كان يحصل مس ومداعبة ومن فترة طلبت الفتاة من أهلها علشان أتزوجها لكن رفضوا والبنت استسلمت لرأي أهلها
وأنا أرسلت رسالة لوالدها عن تفاصيل العلاقة بيننا عسى يستدرك الوضع ويزوجنا وأعطيته دلائل على هذه العلاقة وهي مواصفات جسد ابنته لكن لم يرد علي
وأنا أشعر بالذنب ولا أستطيع الوصول إليهم وكل ما استطعت الحصول عليه هو جواب أنها لا تفكر في أي شي الآن وأنه يجب أن أنسى الموضوع
كيف أكفر عن ذنبي إذا لم أستطع الزواج بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب عليك هو التوبة إلى الله مما جرى بينكما ومن تحقيق هذه التوبة الابتعاد كليا ونسيانها.
وليس الارتباط هو السبيل إلى التوبة، وما فعلته من إرسال تفاصيل ما جرى بينكما لوالدها خطأ شنيع، فإن في هذا هتكا لستر الله لكما ولعل هذا هو سبب رفضك كزوج، إذ لا يوثق في شخص عرف عنه هذا، فاستتر بستر الله لك وتب إلى الله توبة صادقة وأكثر من الاستغفار وأعمال البر والخير من صيام وصلاة وصدقة ودعاء واعلم أن النساء سواها كثير لكن عليك بالعفيفات ذوات الدين والخلق.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1429(13/3154)
العلاقة البريئة بين الأجنبيين في منظار الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[فى البداية أود أن أشكركم على جميل صنعكم في هذا الموقع الذي ينفع الله به جل وعلا عامة المسلمين
أنا شاب عمري 25 عاما أعمل محاسبا فى إحدى الشركات الخاصة، مشكلتي أنني التقيت بفتاة زميلة لي فى العمل على قدر من الجمال والأخلاق تحمل الكثير من المعاني الجميلة، أحببتها ولكني من تعاملي معها وجدت أنها تعرف الكثير من الشباب على سبيل الصداقة البريئة بل هناك من هم على غير ديننا نصحتها بأنه لا توجد علاقة صداقة بين شاب وفتاة لأن ذلك لا يصح، ولكنها تصر أن ذلك من عوامل التحضر لأنها تجد من يهتم بها ويستمع إلى مشكلاتها ويساعدها فى حلها وهو لا يريد منها مقابل، رأيتها تتحدث مددا طويلة إليهم من خلال الهاتف بهدف الاستماع إلى مشكلاتهم والمساعدة فى حلها، أني أخاف عليها لأني أحبها بصدق وأرى فيها الكثير من الخير ... وضحت لها أن عبارة (أني أجد من يستمع إلى مشاكلي) ، ما هي إلا الباب الواسع للشيطان الذي يكون له مسالك ودروب لا يعلم مداها إلا الله أني أخاف عليها أن تستمر حتى تصدم وفى هذه اللحظة سوف تسمى المسميات بأسمائها الطبيعية تعرف أنه لا توجد صداقة بين شاب وفتاة.. أريد أن أنقذها من ذلك المستنقع الذي هي فيه وخصوصا أنها لا توجد لديها سابق خبرة لأنها خريجة كلية البنات وطوال دراستها لم تخالط شبابا مثل باقي الكليات لذا أخاف أنها تريد التجربة ولكن مع إقناع نفسها أن تلك صداقة ولا أفوت هذه الفرصة وأناجى كل أم أن تتقى الله في تربية بناتها ولا تترك لها فراغا حتى تبحث عمن يملؤه لأنها أم الغد وتوضح لها من تخالط ومن لا تخالط ... دلوني بالله عليكم ماذا أفعل لكي أنقذ من أحببت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليها أن تعلم أنه لا يجوز لها إقامة علاقة صداقة معك أو مع غيرك من الرجال الأجانب عنها مهما كان غرضها وطبيعتها، وليس في الإسلام ما يسمى علاقة بريئة أو علاقة زمالة أو غير ذلك بين الرجل والمرأة، وإن كانت الفتاة ذات خلق ودين ورجوت بزواجك منها أن تحجبها وتمنعها منعاً باتاً من هذا الفساد الذي هي غارقة فيه واستطعت الزواج بها، فننصحك بذلك فلم ير للمتحابين مثل النكاح، وإن كنت لا ترجو إصلاحها أو لا تستطيع الزواج بها فعليك أن تكف عنها وتقطع علاقتك بها، وإن أردت نصحها وتوجيهها أوأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، فالأولى أن تبحث عمن يتولى ذلك من النساء الصالحات، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10708، 75682، 97259، 62482، 25982.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الثاني 1429(13/3155)
التوبة من إقامة علاقة عاطفية عبرالشات
[السُّؤَالُ]
ـ[هنالك سؤال يحيرني إليكم قصتي:
أنا فتاة بلغت 18 من عمري وأحببت شاباً من الشات وهو الآن عمره 22 تحدثت معه لفترة لم تتجاوز 4 أشهر فقد كنا نتحدث عن أمور واقعية ولم نكن نتكلم عن العشق والهيام وكان مريضا فقد شجعته بإجراء العملية ومن بعدها تطورت علاقتنا إلى الهاتف وفعلاً لم يتغير شيء ولم يطلب مني رؤية صورتي أو الخروج معه مثل بقية الشباب فقد كان الرجل الذي تمنيته كنا نعلم ما يدور في بال أحدنا في نفس الوقت وعدة مرات تصادف أن أفكارنا تكون دائماً مع بعض وقد صرحني بالأول أنه كان متدينا ولم أكن أبه بذلك لأنه لا يأمرني بشيء من الحجاب فهو يعلم أنني لست متحجبة وكنت معه أواظب على صلاتي وحتى صلاة الفجر كنت أصحو لكي أصلي وأحدثه قليلاً وفي رمضان بدأ لا يكلمني والذي يدهشني أن أمه وأخته وأهله بعلم عن علاقتنا أما أنا فلا أحد يعلم وهذا طبعي أن أتحمل المسؤولية لوحدي وكان يقول إنه دعا الله أن يكون حبنا في الله قبل أن يقول لي إنه يحبني وقال لي إنه كان يدعو بكل صلاته أن يرزقه بي ولكن بالحلال وفعلاً في ليلة لقدر وفي الصيام كنت دائماً أدعو أن يجمعنا بالحلال وفي اليوم قبل العيد طلب من أخته أن تبلغني أنه لن يحدثني بعد الآن وأنه تغير وتدين مرة أخرى وأن الله يقدم إلي فيه الخير ولم افهم تلك العبارة فما هي؟ وسؤالي في كل هذا هل لازال يريدني؟ وهل فعلاً الله استجاب إلى دعواتنا؟ أم قال ذلك لأنني في آخر مرحلة ويريدني أن أتفوق فقد قال لي مرةٍ إنه سيفعل أي شيء لمصلحة دراستي حتى لو اضطر للابتعاد عني؟ وفي يوم أرسلت له مسج إلي هاتفه أقول له إن لي الحق أن أعرف إذا كنت تريدني أو لا فغضب ولم يرد علي بل قالت لي أخته إنه غضب وقال لا أريد أن يرى مسج منك فقط أعلميني وأنا سوف أقول له؟ وإليكم الحقيقة إنني أحبه ولا أريد أن أكون إلا له وأنا أعلم كل العلم اأه لا يزال يحبني فهل أنا في وهم أم ماذا؟
أرجو أن تجاوبوا على أسئلتي، وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وقعت في خطأ عظيم بما اقترفت من محادثة ذلك الشاب وإقامتك لعلاقة عاطفية معه فهذا محرم شرعا مهما كان الغرض، وعليك أن تتوبي إلى الله عز وجل بالكف عن ذلك والندم عليه والعزم ألا تعودي إلى السيئة وأصلحي ما بينك وبين ربك بالإقبال على الطاعات والبعد عن المعاصي والسيئات وسيأتيك ما كتب لك، ولا تذلي نفسك وتريقي ماء وجهك في اللهث وراء ذلك الفتى الذي قد أعرض عن خطبتك فإن كان يريدك فسيأتيك ويخطبك خطبة العزيزة الكريمة وإن كان لا يريدك وإنما هي تسلية وقضاء وقت فلعله تاب إلى الله عز وجل وندم على ذلك، هذا مع التنبيه إلى أن المرء لا يدري خيره من شره، فقد يحرص على ما يظنه خيرا له وهو شر له والعكس صحيح، ولذا فاسألي الله عز وجل أن ييسر لك ما فيه خيرك ويزوجك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسعد به نفسك فهو من يعلم ذلك ويقدر عليه.
وللمزيد انظري الفتاوى رقم: 1932، 95264، 5707، 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1429(13/3156)
ركوب المرأة سيارة الأجرة مع أولادها الصغار
[السُّؤَالُ]
ـ[في حالة ركبت المرأة السيارة مع سائق تاكسي لمسافة 10 كيلو متر مع أولادها الصغار حيث لا يتعدى عمر أكبرهم سبع سنوات هل هذا حلال أم حرام؟ وإذا غضب الزوج فهل من حقه، مع العلم بأن الزوج مسافر، فهل ما فعلته الزوجة حرام رغم تحذير الزوج لها بعدم ركوب أي تاكسي بدون أخيها؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ركوب المرأة مع السائق وحدها لا يجوز لكونه خلوة، والأولاد الصغار غير البالغين ولا مقاربي البلوغ لا تنتفي بهم الخلوة، ومن حق الزوج أن يغضب من هذا التصرف، وخاصة مع منعه من ذلك، ولا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن ركون المرأة مع السائق وحدها لا يجوز لكونه خلوة، وبينا أيضاً أن الأولاد الصغار غير البالغين لا تنتفي بهم الخلوة، فراجعي في ذلك الفتوى رقم: 25562.
ومن حق الزوج أن يغضب وخاصة مع منعه من ذلك فإن هذا مما يحمد له لكونه غيرة منه على الدين والعرض، ومن لا يغار على عرضه فهو ديوث، وانظري لذلك الفتوى رقم: 56653، وننبه إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه، وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 33969.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الأول 1429(13/3157)
هل يجوز للمطلق زيارة مطلقته والحديث معها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة متزوجة منذ 4 سنوات وأعيش في بلجيكا زوجي كان قد سبق له الزواج من سيدة بلجيكية لمدة سنة ثم طلقها برغبتها علما أنها تكبره ب20سنة ولم يكن له أولاد منها وليس لها أولاد وهي دخلت الإسلام حديثا (8 سنوات) وقد تزوجها بدافع الحصول على أوراق الإقامة دون الرغبة في تطليقها ولكن شاء الله وطلقها بالطرق والقوانين المعمول بها هنا في بلجيكا (أي ليس بالطريقة الإسلامية) ورغم ذلك بقيت العلاقة بينهما (زيارات ومهاتفات) وبعد زواجي وقدومي لبيتي لم أستطع تحمل هذه العلاقة فطلبت منه أن يقطعها واستجاب لي وبعد تفكيري ندمت وطلبت منه أن يسامحني وتعود الأمور ولكن بحدود (أي الزيارات في المناسبات والتلفون من وقت لآخر) ولكنه رفض رغم إصراري متعللا بعدم رغبته في المشاكل مجددا وأن يزعجني سؤالي هو:1-هل طلاقهما صحيح شرعا.2-هل علي ذنب في قطع تلك العلاقة وخاصة أنها مسلمة ومتقدمة في العمر وتعيش لوحدها.3-هل علي أن أحاول إعادة الاتصال بها أم تبقى الأمور كما هي الآن أفيدونا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطلاق صحيح وواقع إن كان الزوج أوقعه بأن تلفظ به أو نواه أو كتبه، ولا اعتبار لإجراءات المحكمة أو إيقاعه عندها، ولا إثم عليك في قطعك لعلاقته بها بل لك الأجر في ذلك؛ لأنها علاقة محرمة لكونه أجنبيا عنها وهي أجنبيه عنه إذا كان الطلاق المذكور بائنا أو كان رجعيا وانقضت العدة. ولا يجوز لك محاولة إعادة العلاقة بينهما، ويلزمه هو شرعها قطعها والكف عنها، لكن إن كانت تحتاج إلى مساعدة أو نصيحة فلا حرج في ذلك، وإن كان الأولى أن تتولي أنت ذلك عنه إلا إذا أمكنه أن يتزوجها فيجمع بينكما فلا حرج في ذلك. وهو ما ننصح به سيما إن كانت بحاجة إلى من يعلمها أمر دينها ويؤلف قلبها. وللفائدة انظري الفتويين رقم: 57469، 33897.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1429(13/3158)
تحريم تقبيل واحتضان الأخت بشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تقبيل الأخ لأخته بشهوة واحتضانها دائما من الخلف بحجة أنها أخته مع العلم أنها متزوجة وزوجها دخلت في قلبه الريبة من تصرفات اخي زوجته معها؟ فماذا يفعل هذا الزوج أولا مع زوجته وثانيا مع أخي زوجته لأنه مريب وسيء الأخلاق؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للأخ تقبيل أو لمس أخته بشهوة، سواء أكانت متزوجة أو غير متزوجة، فإذا حصل يقين أو غلبة ظن أن هذا الأخ يفعل ما ذكر. فعليها أن تمنعه من ذلك، فهذا الفعل محرم، وقبولها له ورضاها به مشاركة له في الإثم. وعلى زوجها أن يبين لها ذلك، ويمنع أخاها من فعل ذلك بها عند حصول الريبة، لكن تنبغي الحكمة في ذلك، فينصحة ويبين له حرمة فعله، ولا يترك زوجته تخلو معه أو تظهر ما قد يدعوه إلى فعل ذلك بها.
وللمزيد انظر الفتوى: 28567.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1429(13/3159)
حكم انشغال فكر الفتاة بخطيبها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل علي ذنب إذا انشغلت بالتفكير فى خطيبي، كيف أتجنب هذا كيف أكفر عن ذنبي، مع العلم بأنه مسافر ولا يوجد فرصة للعقد الآن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان مجال التفكير غير مشروع كأن يكون لقضاء اللذة ونحو ذلك فلا يجوز، والاسترسال في هذا النوع من التفكير يجب دفعه حسب الاستطاعة، وأما إن كان التفكير مجرد خاطر عابر لا تستطيعين دفعه فلا تأثمين بمجرد ذلك الخاطر، واعلمي أن خطيبك لا يزال أجنبياً عنك، وقد يؤدي بك التفكير فيه إلى الوقوع فيما لا يرضي الله عز وجل.
وعلاج هذا التفكير المحرم هو مراقبة الله عز وجل واستشعار عظمته واطلاعه على كل صغيرة وكبيرة، وعلى فرض أن المقصود بالتفكير تخيل معاشرته لأجل قضاء اللذة فذلك محرم شرعاً كما قلنا، وعليك الكف عنه والتوبة إلى الله عز وجل منه بالإقلاع والندم، والعزيمة على عدم العودة إليه، والإكثار من فعل الطاعات والقربات، فذلك هو كفارة مثل ذلك من السيئات. وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60114، 97483، 34693، 99452.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1429(13/3160)
المراهق يأخذ حكم البالغ في المس والنظر والظهور على عورات النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أستاذة في التعليم الثانوي وفي آخر الفصل الدراسي تم توزيع الجوائز على الطلبة المتفوقين، فكلفني المدير بتسليم بعضها فأجبت وحين نودي على طالب ذكر تقدم إلي وسلمت الجائزة فشجعته على المثابرة وقدمت له تهاني وسلمت على خده تحفيزاً له للحصول على شهادة البكالوريا في آخر السنة الدراسية لأنه في العمر أصغر من أبنائي، فإذا به يخبرني بأنه أخ لصاحب الجائزة الذي كان غائبا لسبب ما، لكنه كان طالبا في نفس الثانوية، فوجئت بكلامه وانتابني شعور غريب وكأنني اقترفت أكبر الكبائر، فما رأي الشرع فيما حدث لي؟ أشكركم كثيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يحل للمعلمة مس وتقبيل الطالب المراهق؛ لأن المراهق يأخذ حكم البالغ في المس والنظر والظهور على عورات النساء، هذا مع أن المتخرج من الثانوية الغالب أن يكون فيه أن يكون قد بلغ بالفعل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطالب في مرحلة الثانوية لا يخلو من أن يكون بالغاً أو مراهقاً، والمراهق من قارب البلوغ ولم يبلغ، والمراهق يأخذ حكم البالغ في حرمة النظر والمس والظهور على عورات النساء، قال الله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء {النور:31} ، جاء في أسنى المطالب: والمراهق كالبالغ في حرمة النظر.. لظهوره على العورات. انتهى.
ومتى حرم النظر حرم المس، جاء في تحفة المحتاج: ومتى حرم النظر حرُم المس. وعليه فما فعلته الأخت السائلة من تقبيل ومس الشخص المذكور سواء كان هذا الشخص طالبا من طلابها أو غيرهم يعتبر حراماً شرعاً لما تقدم بيانه، والواجب عليها التوبة إلى الله عز وجل والعزم على عدم العود لمثل هذا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1429(13/3161)
المناقشة في المنتديات فيما يتعلق بالعطور النسائية ولباسهن منكر
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة المفتي
نحبكم في الله
أنا مشارك بمنتدى عام والحمد لله مركز أموري على الأقسام الإسلامية والأقسام النقاشيه
تطرقت لقضية وهي مشاركة الرجال قسم المرأة بل البعض منهم دون حياء يناقش النساء بأمور لا يحق له نقاشها ابتداء من العطورات النسائية مرورا باللباس النسائي وأخرها أستغفر الله بأماكن العفة!!!
طرحت القضية ولله الحمد بها من الردود ما أثلج الصدر وتأييد لكلامي والدعاء بالهداية لبعض الشباب ووبخنا بطريقه طيبه البنات اللي يردون على هالفئه.
اعترضت كلامي إحدى القائمات على المنتدى إدارية وهي من جنسيه عربيه وقالت المرأة تتعلم من الرجل حتى لو بأماكن العفة ولا عليها من تنويهنا وتحذيرنا قالت كاه المشايخ ليش مو عيب يكلمون النساء بالمرئي والمسوع؟
ليش الدكاترة رجال؟
قلت لها هداك الله يا أختي
قال الله تعالي في كتابه الكريم ((هنّ لباس لكم وانتم لباس لهن)) آية البقرة
فهو حلال الزوج للزوجة بكل شيء حسب الشرع أما كلامك هذا فهو راح ينجرف منه الكثير من صغار السن وراء كلامك وشلون تبغين أجيبلك حكم الشرع؟
الحياء وين العيب وين المشايخ الأفاضل هم مفتيين ولا حرج فيها لأنهم مراجعنا وقدوتنا الدكاترة لا حرج فيها وأجازوه مراجعنا وأولياء أمورنا منهم أما أنت هداك الله شلون تبغين الولد يكلم البنت بهالطريقه؟ خافي الله فيما تقولين ورجعي عن كلامك وستشيري من تريدين فوالله أراك وقعتي بمغبة شيء أنتي بغناء عنه يا أختي دينا يسر وسماحه ولله الحمد بين الحلال وينه والحرام وينه ومثل ماقلتي عن التلفزيون نحنو ما نتواجد بالحلقات من الحياء عند اهلنا أمامه حتى لو طله نبدل القناة لأنه عيب والدكاترة لودينا خواتنا ولا أمهاتنا ولا كان فيه دكتورة يدخلون للدكتور ولا ندخل معهم مثل ماحللتي
فضيلة الشيخ فيه البعض معاها أجازو دخول الرجال بقسم المرأة وأنا سأنسخ موضوعي بالأسفل لكل تبين الموضوع
الموضوع
أقسم بالله موضوع جدا حساس وفيه أماكن عفه للبنت شفت رد شاب فيه ولا فيهم اللي وبخه!!! هذا ما تربينا عليه؟
الله وأكبر عليكم هذي حرية الرأي عندهم!!
الشرهه مو عليه الشرهه على البنات اللي يردون ويشاركون ويوافقون أحد يناقش وحده تصيرلهم مثل ما عملو والله شفت موضوع وأنا أنصدمت....اعتقد البنت تستحي ترد على هالموضوع النسائي الحرج وبكل وقاحه أشوف رجل يشاركهم الرأي وين الاداره عن هالنوعيه وليش سمحوله ليش مو من الأول يوقفون كل من يتجاوز ومن يتجرأ على هالتدخل السافر الغيرة شلون صايره ولا لناس وناس ليش ما يبعدون النار عن البانزين من الأول لتلاشي هالكارثه ولا ومن أمن العقوبه أساء الادب هذا صار حالنا؟
نعنبو دارهم خلصت المواضيع والأقسام عشان يدخلون مواضيع حساسه لهالدرجه!!
ولا يتباهون بماركات مكياج ولا عطور نسائيه ولا ملابس نسائيه ويكتبولها مواضيع يبون المشاركة لغاية!! لو موضوع وصف أو معلومات أو انتقاد لا بأس فيه بس شعلينا من ماركاتهم شوي شوي ملابسهم شوي شوي ملتزماتهم شوي شوي شد أجسام شوي شوي وكل مالنا نطيح بالهاويه لمن نفصخ الحياء!!! والله مخجل هالشي صادفني بعدة منتديات وشفت موضوع قبل قليل عن هالخصوص وجبته أخذ رأيكم الله بالخير اخوي لا بارك الله في نواياك السوده على هالفعله قبحك ربي ولا على ما قالوا القاضي وده يكون قاضي! ولا الموبوء بداء الغزل ما يهمهم شي! ولا ضعفاء الأنفس يعتقدون بهالفعله انه بيوصل مبتغاه! عامه هالشي حيرني وجيت بشوف ارائكم وعقولكم النيرة شلون بتردون عليه بنشوف البعض شلون يفكر
واللي أبي أوصله هو شله بهالامور ليش مصر لها لدرجه
أتمنى أسمع كلام الإخوان والأخوات والردود تكون بنفس الموضوع ونبتعد عن التشعب رجاءا وحطو بالحسبان أنا عنيت اللي يردون ردود لشغلات خاصة للنساء
ليش ما يتحاسب كل من يتجاوز هالحدود حفاظا على مبادئ دينا الحنيف وعشان الكل يوقف عند حده بدال ى تكون هالشغله مع الأسف عادي بس كلامنا على هالفئه المويوءه والقادم أعظم؟ وكان رد الأخت كالأتي
أخي الكريم هل تتحداني بان الشرع لم يتطرق للحديث عن هذه المواضيع " في الكتاب والسنة "
ولم تترك مسألة إلا وقد حددت وفصلت للإنسان المسلم ,,,
وقد تم التطرق إليها في البرامج التيلفزيونية المختلفة اكانت دينية أو طبية أو ثقافية ,, ووسائل الإعلام المختلفة ,,
ولكافة المستمعين أكانوا ذكوراً أم إناثا
أخي الكريم بعد أن كنت تتحدث عن الملابس والعطور وشد الجسم بأن من العيب التحدث فيها ,,
أبي رد فضيلتكم لكي أردعها وأنور الإخوان والأخوات من حكم الشرع لهالكلام
جزاكم الله عنا خير الجزاء]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجب أن يضبط الحديث بين الرجل والمرأة في المنتديات وفي غيرها بالضوابط الشرعية، ولا يجوز أن يكون فيما لا تدعو إليه الحاجة من الأمور النسائية الخاصة أو الرجالية الخاصة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول لك: أحبك الله الذي أحببتنا فيه. ولم نتمكن من استيعاب جميع ما أوردته في السؤال لغلبة العامية عليه والأخطاء المطبعية واللغوية.
وعلى أية حال، فالأصل في الخطاب بين الرجل والمرأة الأجنبية أن يكون على قدر الحاجة، وأن يكون من وراء حجاب، وألا يشتمل على خضوع بالقول ولا على خلوة بها في مكان منفرد. قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب: 32} .
وقال جل وعلا للمسلمين في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب: 53} . فإذا كان هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والمخاطبون لهن هم أصحابه رضي الله عنهم وهن لهم أمهات، فما بالك بغيرهن وغير الصحابة؟
وقد ثبت أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأن الفتنة بين الرجال والنساء هي أول فتنة وقعت في بني إسرائيل، وهي أضر الفتن. ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعا: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فإذا تقرر هذا عرفت أن مشاركة الرجال في قسم المرأة في مثل المنتدى المذكور، ونقاشهم دون حياء مع النساء في أمور تتعلق بالعطور النسائية واللباس النسائي، وما يتعلق بالعفة هو من المنكر الواجب إنكاره. ... ... ... ... ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1429(13/3162)
دفع شبهات من يبيح الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[في حديث فاطمة بنت قيس في الصحيحين: "فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ, ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي, اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ. فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى, تَضَعِينَ ثِيَابَكَ, فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي. قَالَتْ: فَلَمَّا حَلَلْتُ ... إلخ" يستدل بهذا طائفة على جواز الاختلاط وذلك من وجهين:
1- أن الصحابة يغشون بيت أم شريك، والقول بأنها كبيرة في السن ليس بحجة فحديث المنع في الدخول على النساء عام، وهذا الحديث إما أن نقول بأنه ناسخ له وهو يحتاج لمعرفة زمن كلا الحديثين والأقوى منه بأنه صارف للتحريم المذكور بالنهي على الدخول على النساء للكراهة وبيان أن الدخول عليهم للجواز.
2- أن فاطمة اعتدت في بيت ابن أم مكتوم وهذا فيه جواز الاختلاط إن لم نقل بالخلوة، فكيف يرد عليهم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس الحديث الذي ذكرته منسوخاً، ولا الدخول على النساء جائزاً هكذا على إطلاقه كما يظن البعض، وبالرجوع إلى كلام أهل العلم في شرح هذا الحديث تتجلى الحقيقة ويتضح الحكم الشرعي إن شاء الله، فأما عن اعتداد فاطمة بنت قيس في بيت ابن أم مكتوم فإنما كان للضرورة، لأن زوجها طلقها ثلاثاً وتخشى أن يقتحم عليها، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن فاطمة بنت قيس قالت: قلت: يا رسول الله زوجي طلقني ثلاثاً، وأخاف أن يقتحم علي، قال: فأمرها فتحولت.
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن على فاطمة من الاعتداد عند أم شريك حرجاً من حيث إنه يلزمها التحفظ من نظرهم إليها ونظرها إليهم وانكشاف شيء منها، وفي التحفظ من هذا مع كثرة دخولهم وترددهم مشقة ظاهرة، فأمرها بالاعتداد عند ابن أم مكتوم لأنه لا يبصرها ولا يتردد إلى بيته من يتردد إلى بيت أم شريك ... كذا قال النووي في شرح مسلم وقال أيضاً: وأما حديث فاطمة بنت قيس مع ابن أم مكتوم فليس فيه إذن لها في النظر إليه، بل فيه أنها تأمن عنده من نظر غيرها، وهي مأمورة بغض بصرها فيمكنها الاحتراز عن النظر بلا مشقة؛ بخلاف مكثها في بيت أم شريك. انتهى.
وبهذا يعلم أن اعتدادها في بيت ابن أم مكتوم هو من باب ارتكاب أخف الضررين، وأن هذه قضية معينة تحكمها الحاجة فلا يقاس عليها غيرها بدون مراعاة لاختلاف الأحوال والظروف.
وأما دخول الصحابة على أم شريك رضي الله عنها فقد قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: معنى هذا الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يزورون أم شريك ويكثرون التردد إليها لصلاحها. انتهى. وقال أيضاً في عد فوائد الحديث: السادسة: استحباب زيارة النساء الصالحات للرجال بحيث لا تقع خلوة محرمة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في أم شريك: (تلك امرأة يغشاها أصحابي) . انتهى.
وليس في ذلك أي اشكال إذ أن القاعدة عند العلماء أن ما حرم سدا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة، وهنا لا شك من وجود مصلحة في هذه الزيارة وهي من أناس فضلاء ثقات مشهود لهم بالخيرية والورع والإيمان لامرأة هي كذلك، ومع وجود المصلحة المعتبرة ومع أمن الخلوة والفتنة ينتفي القول بحرمة الاختلاط ... وأين ذلك مما يريد دعاة الإباحية والاختلاط المعاصر تقريره والاحتجاج له؟ وهل يقيس عاقل هذه الحالة على من شأنهن التبرج والسفور وارتكاب الفواحش واستدراج النساء للمنكر وعدم الغيرة على محارم الله وعدم حفظ حدوده؟!
وما أحسن ما أجاب به ابن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي لما سئل -كما في الفتاوى الفقهية الكبرى- عن النظر للأمرد هل يجوز لحاجة تعليم العلوم الشرعية فإذا قلتم بالجواز فالتعفف عن ذلك والحاجة ماسة إلى التعلم مباح أو مكروه، وهل يندب له ترك ذلك التعفف لأن الصورة أنه لا محذور هنا أم لا؟ (فأجاب) بقوله: يجوز نظر الأمرد لتعليم العلوم الشرعية والصنائع المحتاج إليها، وليس من الورع ترك التعليم وإن احتيج معه إلى نظر لا محذور يخشى منه، فقد كان أئمة السلف والخلف رضوان الله تعالى عليهم يخالطون المرد للتعليم ومع ذلك كانوا يسمونهم الأنتان ويقولون إن فتنتهم أشد من فتنة النساء.
فحيث خشي من مخالطتهم سواء كان اجتنابهم إما واجباً أو مندوباً ما لم ينحصر التعليم في شخص فإنه يتعين عليه، وحيث لم يخش من ذلك شيء كان تعليمهم قربة أي قربة، وكان الورع فعله لا تركه، والمدار على ما في القلب وما تشهد به قرائن أحوال النفس. انتهى.
ومن هذا الباب ما فعله عمر من نفي من خشي على النساء الفتنة به، جاء في الفروع لابن مفلح الحنبلي: ولا تقف السياسة على ما نطق به الشرع، إذ الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم قد قتلوا ومثلوا وحرقوا المصاحف، ونفى عمر نصر بن حجاج خوف فتنة النساء. انتهى.
فكيف يقال بعد ذلك بإطلاق القول بجواز الاختلاط؟ فالحاصل أن العبرة إنما هي بخشية الافتتان أو وجود مظنة ذلك لأن تحريم الاختلاط بالأمرد وبالنساء ليس محرماً لذاته وإنما سداً لذريعة الفتنة بهؤلاء، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21} ، ومن خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد: الاختلاط، فالواجب الحذر من ذلك، وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن نفراً من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ، فرآهم فكره ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لم أر إلا خيراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد برأها من ذلك، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا ومعه رجل أو اثنان. قال النووي في شرح الحديث المذكور: ثم إن ظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية، والمشهور عند أصحابنا تحريمه، فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم على الفاحشة لصلاحهم أو مروءتهم أو غير ذلك، وقد أشار القاضي إلى نحو هذا التأويل. انتهى.
وفي تفسير النووي هذا للحديث بيان للفرق بين الاختلاط المذموم والجائز، فالاختلاط المذموم هو ما كان فيه اجتماع بين رجال ونساء أجنبيات عليهم من غير أن تدعو الحاجة إليه، أو أن يكون فيه خضوع بالقول أو انكشاف للعورات أو نحو ذلك مما لا يحل، ومن ذلك ما يقع في الجامعات والنوادي كاختلاط الفتيات والفتيان في فصل واحد من غير أن يكون ثمة حاجز أمر لا شك أنه محرم شرعاً، وأما الجائز فنحو ما ورد عن الصحابة، وبهذا يمكن الجمع بين الأدلة الواردة في هذا الموضوع.
والنصوص الشرعية في التحذير من فتنة النساء كثيرة، فقد أخرج الشيخان من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد.
وجاء في شرح ابن بطال: وفي حديث أسامة أن فتنة النساء أعظم الفتن مخافة على العباد، لأنه عليه السلام عمم جميع الفتن بقوله: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. ويشهد لصحة هذا الحديث قول الله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ. فقدم النساء على جميع الشهوات، وقد روي عن بعض أمهات المؤمنين أنها قالت: من شقائنا قدمنا على جميع الشهوات.
فالمحنة بالنساء أعظم المحن على قدر الفتنة بهن، وقد أخبر الله مع ذلك أن منهن لنا عدواً، فينبغي للمؤمن الاعتصام بالله، والرغبة إليه في النجاة من فتنتهن، والسلامة من شرهن، وقد روي في الحديث أنه لما خلق الله المرأة فرح الشيطان فرحاً عظيماً، وقال: هذه حبالتي التي لا يكاد يخطئني من نصبتها له. انتهى.
ومن طلب السلامة في دينه بل ودنياه وأراد النجاة من فتنة النساء فعليه بالبعد عنهن ما أمكنه، وأما من تساهل فإنه ولا شك سيفتتن بهن فيحتاج إلى الاحتراز من المحظور بعد وقوعه ومجاهدة نفسه عنه فيتعذب بذلك أو يواقعه فيأثم، فإن من رأى الصور الجميلة وأحبها فإن لم يتمكن منها إما لتحريم الشارع وإما للعجز عنها يعذب قلبه، وإن قدر عليها وفعل المحظور هلك، كما أفاد شيخ الإسلام وغيره. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية مع إحالاتها: 43239، 15176، 48092، 8528، 50794.
وقد سبقت فتاوى كثيرة في بيان ذلك فراجع منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5310، 3539، 10463،، 19233، 38171،، 5666، 63091.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1429(13/3163)
تحريم خلوة الرجل بامراة أجنبية بحيث لا يراهما الناس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مهندسة في شركة طيران الحمد لله أنا مسلمة ملتزمة باللبس الشرعي والأخلاق بشهادة الجميع السؤال: أني أشتغل في شركة كلها رجال وأنا المهندسة الوحيدة في الشركة أو البنت الوحيدة الحمد لله من ساعة ما اشتغلت وأنا معرفة كل واحد في الشركة حدوده يعني لا يقفل باب المكتب علي أنا وأي رجل لوحدنا يعني على طول لو أحسست أني لوحدي مع أحد أفتح الباب المشكلة أن الصيف داخل والجو حر في الصيف جدا في المطار والمكيفات تكون شغالة فماذا أفعل أستمر في فتح الباب أم ماذا؟ لأن الجو الساخن سيرفع درجة حرارة الحجرة لو فتحنا الباب أريد أعرف ماذا أفعل؟ يوجد مهندس في الحجرة التي أشتغل فيها قال لي كيف ستتصرفين في الحر يارب تفيدوني؟ لأني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. شكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
اعلمي أولا أنه لا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان يختلط فيه الرجال والنساء إلا لضرورة، فعليها حينئذ أن تتقي الله ما استطاعت.
وبخصوص سؤالك عن الخلوة؟ فقد ذكر أهل العلم أنه لا يجوز أن يخلو الرجل بامراة أجنبية بحيث لا يراهما الناس. وعليه، فإن كان الباب مغلقا بحيث لا يراكما أحد فلا تجوز الخلوة في هذه الحالة، والأولى بك البحث عن عمل سالم من مثل هذه المحاذير، فذلك أبرأ للذمة وأصون للعرض.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أنه لا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان يختلط فيه الرجال بالنساء إلا أن تكون مضطرة لهذا النوع من العمل، فإذا وجدت ضرورة لاستمرارها فيه فالواجب عليها أن تتقي الله ما استطاعت، وراجعي ضوابط عمل المرأة بالفتوى رقم: 19233.
وأما بخصوص الخلوة فقد ذكر أهل العلم أنه لا يجوز أن يخلو بامرأة أجنبية لا يراهما الناس.
وقد بوب الإمام البخاري: باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس.
وعلق عليه الحافظ ابن حجر بقوله: أي لا يخلو بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم؛ بل بحيث لا يسمعون كلامهما إذا كان بما يخافت به كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بين الناس. انتهى
وعليه، فإن كان الباب مغلقا بحيث لا يراكما أحد فلا تجوز الخلوة في هذه الحالة. وراجعي الفتوى رقم: 102351.
والأولى بك على كل حال البحث عن مكان آخر خال من مثل هذه المحاذير للعمل فيه، فذلك أبرأ للذمة وأصون للعرض.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1429(13/3164)
النظر إلى الصور التي تظهر عورة الزوجة بعد وفاتها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للزوج النظر إلى صور زوجته بعد وفاتها، بما فيها الصور التي تظهر فيها العورة؛ صور فيديو وصور فوتوغرافية؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز للزوج النظر الى صور زوجته التي تظهر فيها العورة بعد وفاتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا حكم الاحتفاظ بالصور للذكرى برقم: 1935. وذكرنا حكم التصوير عموماً برقم: 10888.
وإذا كان أهل العلم قد اختلفوا في إباحة تغسيل الزوج لزوجته، واحتج من منع ذلك بأن الموت فرقة تبيح أختها وتحرم النظر واللمس كالطلاق البائن، فإنهم لا ينبغي أن يختلفوا في تحريم نظر الزوج إلى صورة عورة زوجته لعدة أدلة.
1. أن نظر الزوج إلى عورة زوجته قد أبيح له تبعا لإباحة الاستمتاع بها، فإذا منع الاستمتاع بالموت فلا ينبغي القول بإباحة النظر إلى صورة عورتها دون ضرورة.
2. أن صورة العورة لها تأثيرها في نفس الرائي، وهي تحرك شهوته وغرائزه، بالتالي فلا معنى للقول بإباحة النظر إليها في حال تحريم الاستمتاع.
ونعتقد أن هذا القدر كاف للحكم بأنه لا يجوز للزوج النظر إلى صور زوجته التي تظهر فيها العورة بعد وفاتها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1429(13/3165)
حكم نظر المرأة إلى الممثلات والمغنيات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للفتاة المسلمة عند تصفح الإنترنت أن تتفرج وتنظر إلى صور المغنيات والممثلات بحكم أن عورة المرأة على المرأة مسموحة بحدود معينة (هكذا أعرف) أو ما شابه، إذا كان مسموحا فإلى أين يجب أن تكون عورة الممثلة أو المغنية التي تنظر إليها، وإن لم يكن مسموحا فلماذا؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعورة المرأة بالنسبة للمرأة ما بين السرة والركبة، فهذا هو الذي لا يجوز للمرأة أن تنظره من المرأة، وما عداه فيجوز، ولكن يشترط للنظر إلى ما سوى العورة انتفاء الشهوة وأمن الفتنة، وهذا شرط عام في كل نظر مهما كانت صفة الناظر أو المنظور إليه، باستثناء نظر الزوج إلى زوجته أو العكس كما هو معلوم.
وعليه، فلا يجوز لك النظر من هؤلاء الممثلات إلى ما بين السرة والركبة، ولا يجوز لك النظر إلى ما عداه بشهوة، هذا في غير ما يقمن به من رقص وتمثيل، وأما في حال رقصهن وتمثيلهن المعروف بما يحويه من غناء محرم، واختلاط بالرجال ونحوه فيحرم النظر إليه ولو مع عدم ظهور عورات، وذلك لما يدعو إليه من الفاحشة وسوء الأخلاق والرضى بالمنكر وضياع الأوقات والأعمار فيما يغضب الله تعالى، ونسأل الله السلامة والعافية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1429(13/3166)
نظر المرأة للمرأة بشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم نظر المرأة إلى المرأة بشهوة وكيف يمكن التوقف عن هذا، ساعدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نظر المرأة للمرأة بشهوة محرم شرعاً، ويتأكد إذا كان المنظور إليه من العورة، فقد نص أهل العلم على أن كل ما جاز نظره في الأصل يحرم نظره بشهوة، كما قال الناظم:
ولا يبيح نظر المحظور * عدم شهوة لذا المنظور
وكل ما جاز إليه النظر * نظره مع تلذ يحظر
وراجعي في الوسائل المساعدة على غض البصر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93857، 60114، 104852.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1429(13/3167)
كفارة من وقعت في علاقة مع شاب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عازبة وأعمل كموظفة في إحدى الشركات ولكني على معرفة بشاب فاتحني بموضوع الزواج وطلب رأيي بعد أن أخبرني بحجم الحب الذي يكنه لي وبالرغبة الشديدة بالارتباط ومر الوقت ونحن نتحدث عبر الهاتف ونتعرف على بعضنا البعض ولقد طلبت منه التقدم بطلبي لزواج من الأهل لأني أعرف أن علاقات مثل هذه غير شرعية ومحرمة خصوصا أنه أصبح يمسك يدي ويقبلني بالرغم من رفضي الشديد لهذا الشيء المحرم وهو شاب جاد ولديه خلفية دينية جيدة وهذا ما أدهشني، ولكنه يقول إنه لا يستطيع منع نفسه من ذلك من شدة حبه لي وهو ينتظر إنهاء إكساء غرفته التي هي في منزل العائلة كي يتقدم لطلبي ولكني نادمة جداً لأني سمحت له بالتمادي معي ومسك يدي والتقبيل وزادت خشيتي بأني أصبحت فتاة غير صالحة بفعل تلك الأشياء وزاد تعبي وحزني بأن الله قد غضب علي وحرمني من رحمته لعدم التزامي بديني وحيائي اللذين هما تاج الفتاة وحصنها بالرغم من أني مهذبة جدا وخلوقة ومحتشمة بتعاملي مع كل الناس وهم يشهدون لي بهذا لكن مع هذا الشاب أكون كالطفلة التي ترغب بالدلال ممن تحب، ولكني ومن هذة اللحظة عاهدت نفسي بعدم السماح له بلمسي إلا بعد الخطبة وأرجو من الله أن يثبتني ادعوا لي بالرحمة والثبات ولكن هل أنا زانية خارجة من رحمة الله؟ وهل القبلة واللمس زنى؟ وما كفارة ذلك؟ وماذا أفعل كي أستعيد نفسي وأستعيد ثقتي بأني فتاة عفيفة طاهرة وأنا لم أفقد براءتي، ولكني أبحث عن الحب الصادق والشريف فأفيدوني أفادكم الله وجزاكم عني كل خير فأنا يائسة ومحبطة وتائهة أرشدوني ولكم كل الشكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فعلى الأخت التوبة من علاقتها بهذا الشاب، وما جرى من لمس إن لم يكن زنى يستوجب الحد فهو محرم، فإذا ما تابت فالتوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعليها أن تقطع العلاقة بهذا الشاب حتى يتم عقد النكاح، وقبل ذلك ولو بعد الخطبة فهي أجنبية لا يجوز له مسها ولا تقبيلها ولا الخلوة بها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {الأعراف:201} ، وقال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135} ، فنسأل الله أن يجعلنا وأختنا السائلة منهم، ولا شك أن الإنسان قد يقع في الذنب فهو غير معصوم من الخطأ، لكن خير الخطائين التوابون، كما ورد في الحديث، فما عليك إلا التوبة إلى الله عز وجل بشروطها وهي الندم على ما فات والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، ونرجو أن يكون ندمك المذكور توبة إذ الندم توبة، كما ورد في الحديث، ونبشرك بأن الله عز وجل يمحو بالتوبة الخطايا ويعفو عن السيئات، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25} ، وفي الحديث: التوبة تجب ما قبلها.
فما وقعت فيه من ذنوب مع هذا الشاب كفارتها أن تتوبي توبة صادقة، وتقطعي علاقتك به، حتى يعقد عليك عقداً شرعياً، ولا تكفي الخطبة، فإن الخطبة لا تحل ما كان محرماً، ويبقى الخاطب أجنبياً عن المخطوبة، وبهذا تعود ثقتك بأنك من الطاهرات العفيفات، وأنت كذلك إن شاء الله، وعن سؤالك هل القبلة واللمس زنا؟ تجدين الجواب في الفتوى رقم: 2054.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1429(13/3168)
احتجاب أم الزوج وأخواته عن ابن زوجته المراهق
[السُّؤَالُ]
ـ[تزوجت امراة وعندها ولد في السادسة من عمره، وأصبح عمره الآن 14 سنة. هل يصح أن يرى والدتي وإخوتي بدون حجاب؟ وأرجو منكم مأجورين تبيان أحكام الربائب في الميراث وغيره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز له ذلك لكونه قد راهق وعقل أمر النساء.
قال الهيثمي في تحفة المحتاج: (و) الأصح (أن المراهق) ، وهو من قارب الاحتلام أي باعتبار غالب سنه، وهو قرب الخمسة عشر لا التسع ويحتمل خلافه (كالبالغ) فيلزمها الاحتجاب منه.
وأما الربائب فلا يرثن ولا يرثهن زوج أمهن، وهن محارم له يحرمن عليه إن كان دخل بأمهن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1429(13/3169)
خروج المرأة مع إخوتها وأصحابهم وأخواتهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أود السوال عن خروج البنت مع أخيها وأصحاب أخيها من الرجال وأخوات أصحاب أخيها أي ما معناه يخرجون جميعا إلى مطعم أو مقهى حيث تخرج بوجود أخويها معها ومع الجميع هل يجوز ذلك أفيدوني أفادكم الله هل تعتبر مع محرم ويجوز أم لايجوز أن تخرج مع أخيها وأصحاب أخيها وأخواتهم من النساء؟
السوال الثاني: هل للخطيب أن يمنعها من خروجها في هذه الناحية وله حق عليها أم لا وهي خطيبته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا النوع من الاختلاط فيه من المخاطر ما لا يخفى. ولمعرفة حكمه تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية:
35390، 10463، 29990، 98295، 72257، 77780.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1429(13/3170)
آثار إدمان النظر إلى المتبرجات
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق أفشى إلي سراً وأراد أن أفيده فيه، لكني لست عالماً بهذه الأمور، وأرجو من فضيلتكم العزيزة عند الله أن تقنعوه بما يجعله يقلع عن معاصيه التي أسردها فيما يلي، إنه يراود فتيات ونساء عن أنفسهن، لكن سرعان ما يندم مع أنه لم يقع مع أية منهن في فاحشة الزنا ولو أنهن يغرينه بتبرجهن، كما أنه حين ما يكون يجامع زوجته المتقدمة في السن, فمن أجل أن يكمل حظه معها, فإنه يستحضر بعض الأخريات اللواتي
كان يراودهن، فماذا عليه أن يفعل حتى يقلع عن كل هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان له أن يفضح نفسه ويكشف ستر ربه عليه ويخبرك بما كان منه، وليعلم أنه على شفا هلكة وخطر عظيم إن لم يبادر إلى التوبة النصوح ويكف عن تلك المعاصي والآثام، ومن تاب تاب الله عليه، وأما تخيله لغير زوجته أثناء معاشرتها فالراجح حرمته والمنع منه، وإذا كانت زوجته لا تعفه فليتزوج معها أخرى ليتعفف عن الحرام إن استطاع شرط ذلك وهو العدل.
وربما يكون سبب تخيله لغير زوجته إطلاقه لبصره في الحرام وإقامته للعلاقات الآثمة مع الفتيات ووقوعه معهن في المعصية، فالشيطان يزين له ذلك وينفره من زوجته ليتبدل الخبيث بالطيب، فليتعفف عن الحرام بما أحل الله له. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15558، 29840، 68751، 21254.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الأول 1429(13/3171)
استعمال الكتابة كبديل عن الحوار المباشر مع الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب جامعي وأفيد إخواني الطلاب في كتابة محاضرات وتنزيلها في مركز للتصوير لتعم الفائدة والمركز يأجرني على ذلك.
هذه السنة اضطررت أن أتشارك مع إحدى الأخوات -التي أكن لها بعض المشاعر- ولكنها لا تعلم بذلك ولم أتحدث معها طول حياتي الجامعية سوى بضع مرات. وأردت أن أوصل لها بعض الملاحظات فكتبتها على مسودة المحاضرة وكانت كما يلي:
-يرجى عدم التأخير
-تنسيق المحاضرة شغلتي ... لهيك يا ريت ما تتدخلي فيه.
-يرجى كتابة اسم الفقرة عند أي إضافة.
علماً بأني عندما كتبت هذه الملاحظات كانت كل نيتي ألا أفتح بابا للكلام مع هذه الفتاة
والله من وراء القصد.
لكن بعدما قرأت هذا الكلام قامت الدنيا وجلست على رأسي وكأني يهودي أو بلا أخلاق ... ولم أفهم لماذا ...
أرجو من حضرتكم إعلامي بالأمر الذي فعلته هل هو خاطئ من وجهة نظر شرعية....أم أنها مجرد عادات اجتماعية بالية ...
وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج في تنظيم المسؤول للأعمال بين العاملين، ولا في التنبيه على الملاحظات، ولكنه يتعين الحرص على الدين أولا والبعد عن مخالطة الأجنبيات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استغناءك بالكتابة عن الحوار المباشر مع هذه الأجنبية أمر محمود، ويتعين عليك التحفظ من مخالطة الأجنبيات، ولاسيما من ذكرت أنك تكن لها بعض المشاعر، فإن الحب بين الجنسين إن لم يكن عن زواج يتعين كبح جماحه لئلا يوقع صاحبه في السوء والفحشاء.
ثم إنه إذا كنت أنت المسؤول عن هذه المهمة من الناحية الإدارية فإنا لا نرى أن هناك حرجا عليك في تنظيم المهام حسبما تمليه المصلحة.
ولا حرج كذلك في التنبيه على عدم التأخر عن الشغل إلا أنا نؤكد لك أنك يتعين عليك إذا اضطررت لمن يشترك معك في العمل أن تبحث عن شاب ذكر، وتبتعد عما يؤدي بك لمخالطة هذه الفتاة قبل أن يتمكن العشق من قلبك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 صفر 1429(13/3172)
احتجاب المرأة من الطفل الذي قارب البلوغ
[السُّؤَالُ]
ـ[اختلفت مع زوجتي بشأن ابن صديقتها الذي يبلغ من العمر 10 سنوات بشأن الاحتجاب عنه، حيث لاحظت أنه يميل إلى الجلوس مع النساء عندما نزورهم أو عندما تزورنا أمه وتصطحبه معها، على الرغم من أنني وأبوه نطلب منه الجلوس معنا، كما لاحظت منه بعض الحركات المريبة من النظر إلى النساء بطريقة أثارت قلقي بشأن عدم احتجاب زوجتي عنه، وكان جواب زوجتي وأختها بأنه لايزال صغيرا، حيث حاولت إقناعهما بأنني مقتنع تماماً بأن حركات هذا الولد تدل على بلوغه وشهوته للنساء، لكن دون فائدة إلا أن زوجتي رضيت بأن تغطي شعرها فقط أمامه وتكشف وجهها أما أختها لا ترضى حتى بتغطية شعرها.
وعندما قلت لزوجتي وأختها مرة كيف تخرج صديقتكما من بيتها في الليل دون أن يأتي معها زوجها، كان جوابهما بأن ابنها معها. أليس في هذا تناقض؟!
أنا اريد أن تغطي زوجتي وجهها عنه، حيث إنها تغطي وجهها عن الرجال الأجانب وكذلك أختها ولكنهما حتى الآن غير مقتنعتين أن النقاب فرض بل تريانه أفضل من كشف الوجه ولذلك فهما تلبسانه.
أرجو تقديم النصح لي ولزوجتي وأختها، وعدم إحالتي إلى سؤال آخر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص الفقهاء على أن الطفل غير المميز لا يجب على المرأة الاستتار منه، وإن عقل وميز وهو دون سن المراهقة فقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه كالمحرم في النظر إلى المرأة، فيجوز له النظر إلى ما يظهر غالبا كالرقبة والرأس والكفين والقدمين، وهو إحدى الروايتين عن أحمد كذا في المغني، وإن كان الطفل مراهقا وهو من قارب سن البلوغ فيجب على المرأة الاحتجاب منه، ولا شك أن من بلغ عشر سنين فقد قارب البلوغ وقد يكون عنده نوع إدراك لأمور الشهوة والنساء لا سيما في هذا الزمن العجيب الذي انتشرت فيه وسائل الإعلام بما تبثه من أمور عن الجنس وعلاقة الرجل بالمرأة، مما جعل أطفال هذا الزمن يدركون مالا يدركه من كان في سنهم في الأزمان السابقة، ولذا فإننا نرى أن الأخ السائل مصيب في رأيه – لا سيما إن كان قد لا حظ من الطفل المشار إليه نظرات مريبة فعلا – ويلزم زوجته أن تطيعه لأن هذا من المعروف، كما ينبغي لزوجته أن تنصح أختها بالاحتجاب من ذلك الطفل، ثم إن جلوسه معهن وهو في هذا السن لا ينبغي أيضا وقد يترتب عليه مفاسد وتعلق بذهنه أشياء مما يتحدثن به أو ينقل كلامهن ونحو ذلك، وانظر الفتوى رقم: 30063، عن سن الطفل الذي تحتجب فيه المرأة عنه.
وأما ارتداء النقاب فقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان فرضا على المرأة إذا أمنت الفتنة أم أنه مستحب لها وليس بواجب، وأما إذا كان في تركه فتنة فهو واجب عليها قولا واحدا، وهو مع ذلك عفاف لها ووقاية من الفساد، ولك أن تراجع في أقوال أهل العلم فيه وفي أدلة كل فريق فتوانا رقم: 4470.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1429(13/3173)
حكم اطلاع الجدة على عورة حفيدها البالغ
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعيش مع جدتي بمفردنا وهي سيدة مسنة، وأحيانا أكون في حاجه للنوم عارياً أو بملابس خفيفة وقصيرة أعزكم الله بسبب بعض الالتهابات وحرارة الجو وما إلى ذلك فتدخل بعض الأحيان لإيقاظي وتراني على هذه الصورة ولا يراني غيرها فهل في ذلك شيء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم حفظ عورته عن كل أحد إلا عن زوجته وما ملكت يمينه، ففي سنن أبي داود والترمذي وحسنه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر، قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قال: قلت: يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض، قال: إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها، قال: قلت: يا رسول الله إذا كان أحدنا خالياً، قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس.
وعليه فإنه يجب عليك أن تتحفظ من أن تراك جدتك أو غيرها وأنت مكشوف العورة، إما بغلق الباب وبالاعتماد على نفسك في الاستيقاظ، وإما بلبس ما يستر عورتك من أقمشة لا تؤذيك أو بغير ذلك مما تراه مناسباً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 صفر 1429(13/3174)
مصاحبة الفتيات فتح لباب الفتن
[السُّؤَالُ]
ـ[ذات مرة كنت في حفلة زفاف فرآني أحد الشباب فطلب من ابنة أخيه أن تقول لي بأنه يريد أن أكون صاحبته فرفضت وقلت لها إذا كان يريدني كزوجة فسأنتظره وفي خلال هذه الفترة يكون نفسه وأنا أكون نفسي في التعليم وأصبحت أخبار بعضنا تصل عن طريق ابنة أخيه، مع العلم لم أختل معه ولم أتكلم معه شخصياً ولا مرة فاعتبرت كل الحادثة عبارة عن صحبة فقلت لابنة أخيه بأنه قد انتهى كل شيء ولن أنتظره وأن هذا حرام فتركته خاصة عندما عرفت أن من ترك شيئا لله عوضه له، فهل تعتبر هذه صحبة مع العلم بأنني لم أعاود الكرة ولو بهذه الطريقة مع أحد وأعتبر الصحبة حرام بتاتا وهل عدم تقدم العرسان لي دلالة على عقاب الله مني وغضبه علي، وادعوا لي بأن يبعث الله لي الزوج الصالح؟ وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم على الأخت فيما فعلت من اتفاق بينها وبين الشاب المذكور على الزواج، ما دام لم يحدث بينهما لقاء ولا كلام مباشر، وقد أحسنت حين قطعت هذه العلاقة سداً لباب الفتنة وتعلق القلب وانبعاث الرغبة نحو اللقاء والرؤية، ونسأل الله عز وجل أن يرزقها زوجاً صالحاً تقر به عينها، وأن يعوضها خيراً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1429(13/3175)
الاختلاط الممنوع حرام على الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن في الجزائر الإناث توقف عن الدراسة والذكور لا يوقفون، ولما سألت عن ذلك قيل لي إن الذكور ليسوا كالإناث، فلماذا الاختلاط حرام على الإناث وحلال على الذكور، أرجو من سماحتكم تفسيراً واضحاً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولاً: الاختلاط ليس حلالا للذكور كما قال السائل، بل هو محرم على الجنسين.
ثانياً: قد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 28006، جواز عمل المرأة في مكان يوجد به رجال إذا ما التزمت بالضوابط الشرعية المذكورة، فإذا التزمت الفتاة بتلك الضوابط فلا بأس بدراستها في المدارس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1429(13/3176)
حكم مبيت الرجل مع نسوة أجنبيات عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني أود قبل كل شيء أن أشكركم على المجهود المبذول من قبلكم.
أما سؤالي هو التالي, نحن عائلة متكونة من بنات وأمنا، بينما الوالد متوفى رحمه الله, تقدم لخطبة إحدى أخواتي شاب وهو يقوم بزيارتنا من حين لآخر. في يوم من الأيام كان مسافرا لمكان بعيد نوعا ما فأرادت والدتي أن تقترح عليه حلا يريحه وهو أن ينام عندنا ويسافر في الصباح. هل هذا جائز شرعا أي أن ينام عندنا مع العلم أننا بنات ووالدتنا فقط وهو خطيب أختي, مع العلم أني رفضت هذا الاقتراح الذي عرضته أمي ووصفتني بالتأخر وعدم التفكير المعاصر، وقالت إنه موضوع عادي أي أنه من العادي أن ينام عندنا ونحن نسوة فقط.
أرجوكم أنا محتارة وأريد إجابة لتساؤلي هذا، وشكرا لكم.
وفقكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في نزوله عندكن ومبيته معكن إن أمنت الفتنة واتسعت الحجر بحيث يستقل بغرفة لا يطلع فيها على عوراتكن مع التزامكن بالضوابط الشرعية في اللبس والحديث وعدم الخلوة معه، وأما وجوده وحده معكن فليس خلوة على الراجح لانتفائها بمجموعكن.
وللفائدة انظري الفتوى رقم: 58533، ولكن والدتك ينبغي أن لا تصفك بالتأخر لمجرد أنك تريدين الاحتياط لدينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1429(13/3177)
حكم خلوة المرأة بعدد من الرجال الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة وحيدة لي إخوتي كل مرة يأتون بأصدقائهم للمنزل غرباء ويسكن معنا ابن عمي يصغرني بسنتين وأحيانا يتركني وحدي معهم في المنزل، أنا متأكدة من أنهم ذوو أخلاق فاضلة، وذوو تربية عظيمة، لكن أنا فتاة متحجبة وأخاف حتى أن يسقط غطاء رأسي من غير إرادة، فماذا أفعل؟ أنا حائرة جدا، أرجو الرد؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج في خلوة المرأة مع عدد من الرجال إذا أمنت الفتنة على الراجح، وإن كان الأولى والأحوط عدمها، فينبغي الاحتراز من بقائك وحدك مع أصدقاء إخوانك ولو أمنت الفتنة ما أمكنك ذلك. وأما سكن ابن عمك معكم فلا حرج فيه أيضا ولو كان بالغا، إن كان لا يطلع على عوراتك وأمنت الفتنة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في خلوة المرأة بالأجانب إذا أمنت الفتنة على الراجح من كلام العلم، لكن ينبغي الحذر والحيطة، وإن كلمت إخوانك في ذلك بأن لا يخلوا بينك وبين أصدقائهم في مكان واحد فهو أولى.
وأما سكن ابن عمك معكم فإن كان بالغا فلا بد من مراعاة جملة من الضوابط الشرعية منها عدم اتحاد الممر وتعدد الحجر واتساعها بحيث لا يطلع على عوراتك ونحو ذلك، وإلا حرمت المساكنة لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة.
وللوقوف على تفصيل ذلك انظري الفتوى رقم: 10146، والفتوى رقم: 31014.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1429(13/3178)
ميل المرأة إلى بنات جنسها شذوذ يستوجب العلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاما ومنذ أن كنت طفلة لا أعي ما هو الجنس أو الشذوذ أو حتى بوجودهما وأنا أحس بالانجذاب للنساء الجميلات بشكل عام وخصوصا عند مشاهدتهن يتعرضن للأذى بشكل خاص (مثلا تعرض امرأة جميلة في مسلسل مثلا للألم بالضرب أو الطعن أو الرصاص أو الخطف أو في مصارعة النساء...... إلخ) ، ولكنني أعي الآن بأن هذه الشهوة غير طبيعية وخطيرة جداً خصوصا بأني لا أعرف سببها وهو قطعا ليس عائليا فنحن عائلة ذات تربية وأخلاق عالية جداً، بل إن المشكلة موجودة منذ الصغر ودون وعي ولكن بفضل الله تعالى ثم التربية الصالحة فإني لم أفكر بالممارسة الفعلية لتلك الشهوة أو حتى بأن أصبح منحرفة والعياذ بالله، مع العلم بأني في دولة خليجية وفي مدرسة أصبح فيها الانحراف الجنسي منتشراً جهاراً لمجرد التقليد ولفت النظر ولكني بفضل الله لم أنقد لما يحصل مخافة من الله تعالى، ولكنني أمقت الإحساس بتلك الشهوة وتفكيري بها بأحلام اليقظة أو حب مشاهدة النساء يتعرضن للأذى من خلال الوسائل التي تم ذكرها سابقا، والمشكله الأكبر أنني لا أحس يوما بشعور الانجذاب للرجال أو التفكير فيهم رغم محاولاتي بذلك حتى أقنع نفسي بأني لا أعاني من أي مشكلة ... وقد حلمت مرات ليست بالكثيرة بأني أمارس علاقه مع امرأة ... أود ذكر حلم منها وهو أني كنت أمارس تلك العلاقة ولكن في حوض للسباحة تحت الماء حتى لا يراني أحد وقد أتت أستاذتي الإسلامية التي تحبني كثيرا قائلة هيا سأجلب كتاب الإسلامية حتى ندرس الدرس معا وهي لا تعرف طبعا ما أفعله داخل الماء (الذي كان موجودا في الحلم في وسط غرفة الجلوس) ثم سرعان ما خرجت وعند خروجي كنت أستغفر الله وشعرت بنفس الشعور الذي أشعره بحياتي الحقيقية من أسف واستغراب وذنب لتلك الشهوة التي أحس بها، وهذه المرة الأولى التي أتحدث فيها عن الأمر وأعترف به لأحد، فأرجو إيضاح النظرة الشرعية لحالتي؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ما ذكرت هو من الشذوذ الجنسي المحرم شرعاً والمذموم طبعاً، ويجب علاجه والبعد عن الأسباب التي تؤدي بك إليه كمشاهدة الصور الخليعة والتفكر فيها ونحو ذلك، وينبغي عرضه على المختصين في علم النفس ومعالجة تلك الأمراض قبل تمكنها، وننصحك باللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء أن يصرفه عنك، واحرصي على الصحبة الصالحة والبعد عن الخلوة والفراغ، وشغل النفس بالطاعة كذكر الله وقراءة القرآن وغيرهما.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تشعرين به وتجدينه عند مشاهدتك لما ذكرت هو من الشذوذ الجنسي المحرم شرعاً والمذموم طبعاً، ويمكن معالجة هذا المرض بعدم التعرض لما يثير ذلك الانجذاب والشهوة بغض البصر وصرف الفكر عن صور النساء العارية، وما تعرضه الأفلام والمسلسلات والمجلات من ذلك وغيرها، واللجوء إلى الله عز وجل بالدعاء أن يصرفه عنك، ولا حرج في مراجعة أصحاب الاستشارات والأخصائيين النفسيين لمعالجته، والحرص على الرفقة الصالحة التي تعين على الطاعة والبعد عن المعصية، وعدم الخلوة، وشغل النفس بالذكر وقراءة القرآن لدى الفراغ.
وأما الحلم بذلك فهو من حديث النفس والفكر الذي يراودك في تلك المشكلة، واعلمي أنه لا إثم عليك في مجرد الشعور وخواطر القلب ما لم يكن ذلك عن قصد منك وإثارة لأسبابه.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 97383، 179، 8424، 8547.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1429(13/3179)
حكم حضور الحفل المختلط المصحوب بالموسيقى
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الذهاب إلي حفل كتب كتاب أختي الذي سيكون مختلطا، علما بأن عائلة العريس ستجلس في ناحية وستجلس عائلتنا في ناحية أخرى، ومعظم رجال عائلتنا سيجلسون في طاولة ونساؤها سيجلسون في طاولة أخرى، علما بأن الجلسة ستكون شبه عائلية، وسيحتوي الحفل على موسيقي وأغاني إسلامية مصحوية بموسيقى، ولن يرقص أحد ولكن ستكون هناك بعض الزغاريد، فما حكم حضور كتب الكتاب فقط وترك باقي الحفلة، وإن كان لا يجوز هل لي الانتظار في الخارج حتي ينتهي الحفل، حتى أسلم على عائلتي وأختي لأن عدم حضوري سيسبب حزنها وحزن والداي؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
إذا كان كتب الكتاب ووقت التوديع خاليا من المنكر فلا حرج في حضوره، وأما حضور الحفل المشتمل على المنكر المذكور من موسيقى واختلاط فلا يجوز ما لم يكن لغرض إنكارالمنكر، وإذا كان الكل يشتمل على ذلك المنكر ولا قدرة لك على إنكاره فلا يجوز لك الحضور، ورضى الخالق أولى من رضى المخلوق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في حضورك لكتب الكتاب إذا لم يصحبه منكر من موسيقى واختلاط محرم ونحوه، وأما حضور الحفل المشتمل على أمور محرمة كالموسيقى والاختلاط والذي لا يسلم غالبا من حدوث المنكرات فيه لعدم الانضباط بالشرع في اللبس والنظر والحديث وغيرها فإنه غير جائز إلا بقصد إنكار المنكر، وإذا لم تكن تستطيع تغيير ذلك المنكر فلا يجوز لك الحضور إليه، وعليك أن تنصح وتعظ القائمين عليه بإزالة المنكرات، والانضباط بضوابط الشرع.
هذا وننبهك إلى أنه لا توجد موسيقى إسلامية لحرمتها شرعا، وقد بينا حكم الغناء وفصلنا القول فيه بالفتويين التاليتين: 987، 7248.
وإذا استطعت تجنب المنكرات وعدم إغضاب الأهل والوالدين بحيث تحضر كتب الكتاب ثم تنصرف وتحضر للتسليم والوداع إن لم يصحب ذلك أمور منكرة، وإلا فرضى الخالق أولى من رضى المخلوق، قال صلى الله عليه وسلم: من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط عليه الناس، رواه ابن حبان.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 34156، 29990، 35079، 131.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 صفر 1429(13/3180)
حكم فحص الطبيب الشرعي عورة امرأة بأمر قضائي
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم فحص الطبيب الشرعي لفرج المرأة بأمر قضائي وهل هنالك نقض للوضوء.
- ما حكم تشريح الطبيب الشرعي للجثث بأمر من الجهات القضائية، وهل ذلك ينقض وضوءه الأصغر أو الأكبر.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فحص الطبيب الذكر لفرج المرأة جائز إذا دعت إليه الحاجة الشديدة، ولم توجد من النساء من تقوم بذلك، ولا ينتقض وضوء الطبيب بهذا الفصح إذا لم يمس فرج المرأة مباشرة وسلم من خروج مني أو مذي، وينتقض وضوء هذه المرأة إذا خرج من فرجها بلل مصاحب لهذا الفحص أو لمس الرجل فرجها من غير حائل.
وتشريح جثة الميت جائز إذا ترتبت عليه مصلحة راجحة كمعرفة سبب الوفاة ونحوه ولا ينقض الوضوء ولا يوجب الغسل الأكبر إلا إذا حصل ما ينقض الوضوء كمس الفرج من غير حائل، أو حصل ما يوجب الغسل وهو خروج المني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن المرأة إذا احتاجت للفحص المذكور فلتقم بذلك امرأة ولا يجوز اللجوء إلى رجل إذا أمكن تولي المرأة ذلك، فإن لم توجد امرأة تستطيع القيام بذلك فلا مانع من قيام رجل بهذه المهمة للضرورة وليقتصر نظر الطبيب ولمسه على ما تدعو إليه الحاجة لا ما زاد على ذلك، ويبطل وضوء الطبيب المذكور إذا خرج منه مذي أو مني، أو قام بمس فرج تلك المرأة بدون حائل، وراجع الفتوى رقم: 8107 والفتوى رقم: 33298.
وينتقض وضوء المرأة في هذه الحالة إذا لمس الرجل فرجها من غير حائل أو خرج من فرجها بلل نتيجة الفحص المذكور كما تقدم في الفتوى: 18157.
وتشريح جثة الميت أمر جائز إذا ترتبت عليه مصلحة راجحة كما سبق بيانه فيالفتوى رقم: 56064، ولا ينقض هذا التشريح الطهارة الصغرى إذا سلم الشخص من حصول ناقض من نواقض الوضوء المعروفة والمفصلة في الفتوى رقم: 1795.
كما لا يترتب عليه وجوب الغسل الأكبر إذا لم يحصل بعض موجباته والتي سبق بيانها في الفتوى: 3791.
والله أعلم. ... ... ... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1429(13/3181)
لا تتعلقي برجل لا تربطك به صلة شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى فضيلة الشيخ..قريبي متزوج وعنده أطفال، زوجته كانت سببا في قهر أمه ووفاتها بسكتة قلبية، لم أكن أعرف هذا السبب عندما رأيته لأول مرة، فعندما التقيته أحببته، ولكن لم أظهر ذلك لأنه متزوج، أخته عرفت ذلك وقالت لي إنها تريد أن يتزوجني لأنه غير سعيد بزواجه، والذي يسكته هو عياله، زوجته تتعامل مع السحر والمشعوذين اللهم احفظنا، وهو أظهر أمام الجميع أنه يميل إلي، ولكن فجأة تراجع، حتى تليفون لأبي لم يعد يتصل، هذا الرجل طيب جدا، وأنا أحبه، استغفرت الله كثيرا لهذا الشعور، وصليت صلاة الاستخارة حتى أعرف إذا كان مناسبا، ولكن لم تظهر صلاة الاستخارة شيئا، ساعدني أرجوك (للعلم أن زوجته لم تدع أطفاله يروا جدتهم الله يرحمها، ولم تدع خالاتهم يروهم، وتعمل السحر كي زوجها يظل ضعيفا قدامها) جزاك الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
صلاة الاستخارة لا يراد منها الكشف عن المغيبات. وما ذكرته عن زوجة ذلك الرجل لا يجوز، ولكنه لا يبيح لك أنت الوقوع في المحرمات.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن صلاة الاستخارة من السنة، وينبغي للمسلم أن لا يقدم على أمر إلا بعد فعلها. ولكن هذا لا يعني أن الشخص سيرى شيئا يعرف به ما إذا كان الأمر مناسبا أم لا.
وليس من شك في أن ما ذكرته عن زوجة هذا الرجل من كونها هي السبب في وفاة أمه بسكتة قلبية ... وأنها تتعامل مع السحرة والمشعوذين ... وأنها لم تدع أطفاله يلتقون بجدتهم ... وغير ذلك مما فصلته وبينته تبيينا ...
نقول: إنه ليس من شك في أن ما قامت به زوجة ذلك الرجل يعتبر عملا سيئا ولا يجوز، ولكن أي شيء منه لا يبيح لك أنت أن تقعي في محظور.
فما ذكرته من الحب العميق لهذا الرجل الذي ما زال أجنبيا بالنسبة لك، وما يفهم من كلامك من الرغبة في أن يطلق زوجته وتستبدي به أنت ... وما يبدو أنه كان بينك وبينه من علاقات في التليفون وغيرها ... كلها أخطاء ولا يجوز للمسلمة أن تمارس شيئا منها.
وعليه، فننصحك بأن تخففي من هذا الشعور، وأن لا تتعلقي برجل لا تربطك به صلة شرعية ...
فإذا أراد الزواج منك وخطبك عند وليك، فلا حرج عليك في أن تتزوجي منه إذا رأيته مناسبا من حيث الدين والخلق. وإن لم يرد ذلك فلتبتعدي عنه، واطلبي من الله أن يرزقك زوجا صالحا.
ونسأل الله أن يعينك على بلوغ غاياتك بالطرق الشرعية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1429(13/3182)
العلاقة بين الرجل والمرأة لا تجوز إلا في ظل زواج شرعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا والحمد لله أحاول الالتزام بالفرائض والسنن وأسلك طريقي نحو الدعوة لدين الله ولكني فوجئت في الآونة الأخيرة بأن أختي تقيم علاقة برجل متزوج يعدها بالزواج مع العلم أنه يستعد لذلك وأعلم زوجته التي طلبت الانفصال عنه.
أختي لا تقبل النصيحة ومصرّة على رأيها والرجل أقل منها في المستوى التعليمي بل وبلغني أنه مرتش.
فهل أقاطع أختي إن أصرّت على موقفها؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ما ذكرته عن أختك من العلاقة لا يجوز، وعليك أن تنصحيها، وأما مقاطعتها فلا تجوز إلا إذا تعينت وسيلة لصرفها عن الحرام، أو خشيت أن تتأثري به.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما ذكرته عن أختك من علاقة برجل أجنبي يعتبر خطأ ولا يجوز استمرارها فيه، سواء كان يريد الزواج منها أم لا.
والواجب عليك في مثل هذه الحالة هو أن تذكري أختك بالله، وتخويفها الفضيحة في الدنيا والآخرة. وأخبريها بأن العلاقة بين الرجل والمرأة لا تجوز إلا في ظل زواج شرعي، وأن الشيطان لا يفتأ يستدرج الإنسان من ذنب إلى ما هو أعظم منه حتى يهلكه، ولهذا حذرنا الله من اتباع خطواته فقال عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21} .
وأما مقاطعتها إذا أصرّت على موقفها فإننا لا نراها لك، إلا أن يغلب على ظنك أن ذلك سيردعها عن الحرام أو خشيت أن تتأثري بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1429(13/3183)
يتأكد منع الاختلاط بالأجانب الذين لا يلتزمون بدين ولا يتقيدون بأخلاق
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيراً.. سؤالي حكم الشارع الحكيم بالاختلاط في المعاهد أو المدارس التي تدرس إنجليزي، مع العلم أن المدرسات أجنبيات وفيهن من الفتنة والإغراء كما تعلمون بحال الأجنبيات، فأفيدوني فأني أدرس في معهد للغة، ولكن لم يستقر حالي وبالي على هذا الحال، فهل أترك المعهد أم أكمل الدراسة، فأفيدوني للأهمية؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز اختلاط الطلاب في المدارس والمعاهد لما يترتب عليه من الفتنة والفساد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم الاختلاط في المدارس وخطره على الشباب في الفتوى رقم: 11320.
ويتأكد الأمر إذا كان ذلك مع الأجانب الذين لا يلتزمون بدين ولا يتقيدون بأخلاق، فيشترط لجواز التعلم معهم ألا يترتب عليه الوقوع في محرم، كالاختلاط المحرم أو التشبه بهم ونحو ذلك من المحرمات، ولذلك فإذا كنت تخشى من الوقوع في شيء مما ذكر أو غيره من الحرام فإن عليك أن تخرج من هذا المعهد وتسجل في غيره مما لا يوجد فيه منكر، فإن السلامة لا يعدلها شيء، والمحافظة على الدين واجبة، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، نسأل الله تعالى أن يبدلك خيراً منهم، وأن يجعل لك من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 31707، والفتوى رقم: 8221.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 صفر 1429(13/3184)
جارهم يخلو بامرأة في غياب زوجته فماذا يفعلون
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أدري كيف أبدأ ولا ماذا أقول لأني خجولة من طرح هذا السؤال ولكن سأفعل لخطورة الأمر، وأرجو أن تعذروني ... لدينا جار، لديه زوجة خلوقة ما شاء الله عليها وطفلتان صغيرتان حفظهما الله إن شاء الله، وأصل العائلة ليس من نفس ولايتنا وإنما من ولاية أخرى تبعد جدا عنا، لما تكون هناك عطلة أو مناسبة عند أهل الزوجة، يأخذها عندهم ويعود وتبقى هي هناك لمدة يعلمها زوجها، هو يعود إلى ولايتنا بحكم عمله، أي أنه مرتبط بعمله، لكننا بدأنا نلحظ شيئا غريبا في غياب زوجته حيث إنه يدخل إلى منزله ويترك بابه شبه مفتوح ويبقى كذلك لمدة عشر حتى خمسة عشر دقيقة حتى تأتي شابة تفتح الباب بهدوء وتدخل، نحن الآن في حيرة من أمرنا لا نعرف إن كان ما يفعله حلالا أي أنها زوجته وهو بذلك ليس عليه شيء، أم أنه حرام والعياذ بالله، لا ندري ما نفعل هل نخبر زوجته وبذلك نحطم أسرة أم ماذا نفعل، للعلم فهذا الأمر يحدث كلما تذهب الزوجة في إجازة، ولمدة تتجاوز السنة، ونحن لم نفعل شيئا ولم نخبر زوجته، فأرجو أن ترشدونا لفعل الصواب إن شاء الله، فالزوجة ما شاء الله عليها طيبة الخلق طيبة المنشأ ويؤلمنا ما يحصل وما نشاهد والأدهى أنه لا يمكننا أن نتحدث عن شيء، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.. واعذروني عن هذا السؤال.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي النظر في حاله فإن كان من أهل الصلاح والتقوى فإنه يحمل على العفة والطهارة، وأما إن كان غير ذلك فينبغي أن يستفسر عن تلك المرأة، فإن كانت علاقته بها غير مشروعة فيستر عليه، ويذكر ويخوف ليقلع عن ذلك المنكر، وليتولى ذلك أحد الرجال منكم أو يدل عليه بعض طلبة العلم والدعاة إلى الله عز وجل.
أما زوجته فلا داعي لإخبارها على كل حال، وقد تكون مضرته أكثر من مصلحته. وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 24423، والفتوى رقم: 93210.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1429(13/3185)
حكم الشرع في الحب قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[في الحقيقة أنا بنت عمري 20 سنة تعرفت على شاب صدفة عمره 23 سنة، وكل منا يحب الآخر حبا قويا، المشكلة أني أنا لم أثق فيه، وهو كذلك يجرحني إلى الآن، قال لي يوم أمس: بنت حرام، أنا أعرف أنه كان غاضبا، لكن هذا يجرحني جدا، هو جدته ماتت أمس، وهو قال لي إنها ماتت في أس أم أس وأنا تأسفت جدا ولا أعرف هل أسامحه أم لا، أرجوكم أجيبوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحب قبل الزواج أمر محرم في شرعناً وعلى الأخت التوبة منه، وعدم التمادي فيه قبل أن تخسر دينها ودنياها، فلتقطع العلاقة مع ذلك الشاب ولا تتصل عليه ولو لتعزيته أو غيرها، ولتراجع الفتوى رقم: 73220، والفتوى رقم: 79842.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 صفر 1429(13/3186)
الملاصقة بين الأجنبي والأجنبية.. حرام في أي مكان
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم التصاق الرجل بالمرأة في وسائل النقل المكتظة?]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا تجوز ملامسة الأجنبية أو ملاصقتها في وسائل النقل ولا في غيرها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل ملاصقة المرأة الأجنبية أو ملامستها في وسائل النقل ولا في غيرها، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا. {النور:30-31} ..
فقد حذر الله عز وجل المؤمنين في هذه الآية من أبسط صلة تحصل بين بين الرجال والنساء الأجانب وهي مجرد النظر، ومن أبلغ صلة وهي المخالطة بالجماع، وبذلك يعلم أن ما بين الأدنى والأعلى وهو المس والملاصقة.. حرام في أي مكان كان.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 98732، 45042، 18352، 56894، 55550.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 صفر 1429(13/3187)
حكم علاقة الشاب مع فتاة أجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت على علاقة مع إحدى الزميلات لي بالثانوية سابقا وكانت هذه العلاقة علاقة أخوة إن شئت ولم تزد عن هذا وكنت أحثها على الصلاة وأنهاها عن بعض الأمور، لكن في هذا العام لم تكن معي في نفس القسم لكن رغم ذلك استمر التواصل عبر الإنترنت ثم بعد مدة أحسست أني أصبحت أتعلق بها كثيراً فقطعت الاتصال بها لمدة معينة ثم التقت معي فسألتني عن السبب ولم أستطع الإجابة لكنها ألحت فوعدتها أن أخبرها في يوم ما قريبا فالآن أنا حائر هل أصارحها بالسبب أم أخلف وعدي لها?]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأخ يسأل عن حكم إخبار الفتاة عن سبب انقطاعه عن الاتصال بها، ولم يسأل عن حكم العلاقة بها ذاتها.
فعليه أن يعلم أن حكم العلاقة بهذه الفتاة حرام لأنها امرأة أجنبية عنه، ولا يجوز الارتباط بعلاقة مع امرأة أجنبية إلا بالزواج الشرعي.
فعلى الأخ قطع هذه العلاقة والتوبة إلى الله عز وجل منها ومن أمثالها، ولا يقال بأن العلاقة مع الأجنبية علاقة أخوية والقول بذلك من تلبيس إبليس، وإذا كانت الفتاة ذات دين وخلق ورغب في الزواج بها فليتقدم إلى وليها لطلب الزواج منها.
وبناء على ما تقدم فيفترض أن لا يكون هناك لقاء أصلاً حتى يسأل عن حكم إخبارها أو عدمه، إلا إذا كان هذا اللقاء بعد الارتباط بها بما أحل الله فليخبرها بعد ذلك بما يشاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1429(13/3188)
حكم رقص المرأة أمام النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم رقص المرأة أمام المرأة الأخرى وهي ساترة للعورة، مع العلم بأن هذا الرقص فيه تكسر وتمايل، وأين أجد الجواب في كتب العلماء المعتبرين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرقص المرأة بين النساء جائز ما لم يكن بتخنث وتكسر عند بعض أهل العلم، وما لم يصحبه محرم كمعازف أو يكون فيه تشبه بالكفار.
قال الشيخ زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: والرقص بلا تكسر مباح. وكذا في حاشيتي قليوبي وعميرة وتحفة المحتاج للهيثمي.
ويمكنك الاستزادة ومراجعة كلام أهل العلم في باب شرط العدالة وشرط الشاهد والآداب ونحوها في كتب الفقه كبلغة السالك للصاوي المالكي وتحفة الحبيب للبجيرمي الشافعي، وما ذكرناه سابقاً من كتبهم. وللفائدة انظر الموسوعة الفقهية الكويتية عند كلمة (رقص) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 صفر 1429(13/3189)
غض البصر يعين على إطفاء نار الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عزب وأحاول مجاهدا أن أرضي ربي بتديني ولكن!!! مثل الشباب عندي مشكلة أريد أصارحكم بها ومحتاجة استشارة طبية ودينية، المشكلة هي غض البصر.. معروف أن غض البصر يبرد الشهوة ويلطفها، لكن عندما يرى المثيرات سواء بقصد - ونسأل الله المغفرة- أو من غير قصد أو أكرر من غير قصد تثور هذه الشهوة، فما الحل؟ وأيضا بعض الشباب يخافون أن غض البصر ممكن يجعل الواحد " بارد جنسيا " أرجوكم هل هذا صحيح، أقصد هل عند الزواج إن شاء الله تكون الثورة الجنسية موجودة وطبيعية وفي منتهى المتعة حتى الواحد - بصراحة - ما يخاف على حاله.
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغض البصر عما حرم الله شرعا واجب، ونظر الفجأة لا حرج فيه لكن يجب صرف النظر وعدم التمادي فيه أو تكراره. وغض البصر يعين بإذن الله على إطفاء نار الشهوة وعدم ثورانها مع ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من المسارعة إلى الزواج أو الصوم إن لم يتيسر ذلك. أما ادعاء أن غض البصر له أثر سلبي فيما بعد فهو من كلام الدجاجلة، فالذي أمر بغض البصر هو الأدرى بمصالح عباده، ولا يأمرهم إلا بما فيه مصالحهم الدنيوية والأخروية، وللوقوف على تفصيل ذلك انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18768، 1529، 21573، 21991.
وبإمكانك التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا هذا فستجد فيه بإذن الله تعالى ما ينفعك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 محرم 1429(13/3190)
متى تحتجب المرأة من الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[لدى زوجي أخوان بعد وفاة أبيهم رحمة الله عليه، ربيتهما في بيتي وليس لي بهم أي صلة قرابة إلا أنهم إخوة زوجي، أريد أن أعرف إلى متى يجوز لي مقابلتهم وتربيتهم في بيتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على ما قمت به من تربية إخوة زوجك الذين هم أيتام، ونرجو من الله أن يأجرك على ذلك أجر كافل اليتيم، وانظري بيانه في الفتوى رقم: 17241.
وأما السن الذي يكون فيه هؤلاء الإخوة كغيرهم من الرجال الأجانب في وجوب الاحتجاب عنهم، وعدم التكشف أمامهم وعدم مصافحتهم ونحو ذلك فهو سن البلوغ، ويعرف بعلامات، ومنها الاحتلام، وإنبات شعر العانة، أو إكمال السنة الخامسة عشرة على الراجح. وانظري بيانه في الفتوى رقم: 18947.
وكذلك الحال بالنسبة للمراهق وهو من قارب سن البلوغ فإن له حكم البالغ في وجوب الاحتجاب منه، وانظري بيانه في الفتوى رقم: 76636.
وأما بقاؤهم معكم في البيت فلا حرج فيه ما لم يترتب عليه محظور شرعي كالاختلاط بهم بعد بلوغهم ونحو ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 محرم 1429(13/3191)
حكم جلوس الزوج مع العروس بين النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أغلب حفلات الأعراس التي تقام حاليا يقوم الرجل بالدخول إلى القاعة التي بها النساء وهن في زينتهن، ويقوم بالجلوس بجانب عروسه على المسرح (الجلوس بجانب بعضهما البعض) ، فهل هذا الشيء جائز شرعا، وهل حدث في زمن الرسول أن أدخل رجل على النساء؟
والبعض أيضا يقوم بتقبيل زوجته أمام النساء بغرض التصوير، فهل هذا جائز؟
وما نصحكم وإرشادكم في إقامة حفلات الزوجات وكيف تكون، وأرجو أن يكون الشرح مفصلا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إقامة حفلة العرس ووليمته ودعوة الناس إليها وإظهار الفرح والسرور والغناء المنضبط الخالي من آلات العزف المحرمة، كل هذه أمور مطلوبة، لغرض إشهار النكاح، وفيها غنية عما أحدث من عادات مخالفة للشرع، منافية لشكر الله الذي من على الناس بهذا النكاح، الذي فيه سكنهم، وبقاء نوعهم، وما أكثر هذه العادات السيئة الدخيلة التي لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم ولا في القرون المفضلة.
ومنها هذه العادة المذكورة في السؤال، ولا شك في عدم جوازها، وانظر الفتوى رقم: 9661.
فننصح المسلمين جميعا بأن يقيموا أعراسهم وأفراحهم على وفق ما شرع لهم ربهم، وسن لهم نبيهم من غير سرف ولا عدوان.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 محرم 1429(13/3192)
الحب بين الفتاتين المشروع منه والممنوع
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة تحب صديقتها حبا شديدا لدرجة أنها تسيطر عليها في كل الأمور التي تقوم بها وتمنعها من أن تصادق غيرها لا بل تمنعها حتى من الحديث معهم على الرغم من أن تلك الصديقة ترفض كل هذه التصرفات لكن الفتاة ترغمها على القبول فما حكم ذلك وكيف الصديقة أن تتصرف مع صديقتها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحب بين هاتين الفتاتين إما أن يكون حبا طبيعيا كحب الأخت لأختها فهذا لا بأس به، وإما يكون من نوع آخر، وما يسمى بالإعجاب، فهو محرم ويفضي إلى العشق وهو داء يصعب التخلص منه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 9360.
وليس من حق الفتاة منع صاحبتها من القيام بأي عمل أو تصرف مباح من مصادقة غيرها ونحو ذلك، ولا يجوز للثانية طاعة الأولى فيما كان معصية، فإنما الطاعة المطلقة لله عز وجل.
ولمزيد من الفائدة حول هذا الموضوع تراجع الفتاوى التالية: 8547، 8424، 31486، 71712.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1429(13/3193)
مضار العمل المختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 29 أعمل. مشكلتي هي أن موظفا معي ذو أخلاق عالية حاول التودد إلي مند سنتين بجميع الطرق بدون الإساءة إلي حتى أصبحت الشائعات في العمل يقولون بأن فلان يريد أن يتزوجني ولكني إنسانة محترمة ومحافظة على عائلتي صارحته إذا كنت تريدني لا يوجد إلا وسيلة واحدة وهى الزواج فقال لماذا أنت فكرت لبعيد فصرفت النظر عنه ولكن رجع يتودد إلي من جديد وأكثر من قبل ولكن احترمت نفسي أكثر من قبل وصرفت النظر عنه مرة أخرى. أرجو منكم مساعدتي لأنني لا أعرف كيف أتصرف معه ومع الآخرين مع العلم بأني إنسانة ملتزمة وأكره أعمل ما يغضب الله شرعاً.
... ... ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الخلاصة:
ما ننصحك به هو البعد عن ذلك الرجل وغيره من الأجانب، والحذر من الانسياق وراء الإغراءات والوعود الكاذبة وعمل العلاقات المحرمة شرعا، فالسبيل الوحيد لمن أرادك هو ما ذكرت من خطبتك لدى أهلك والعقد عليك، واتركي ذلك العمل المختلط وابحثي عن غيره إن وجدته خاليا من ذلك، والأولى للمرأة القرار في البيت إن لم تكن بحاجة إلى العمل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على نيتك الحسنة وقصدك الخير، ونسأله سبحانه ألا يزيغ قلبك بعد إذا هداك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأما ما سألت عنه فالواجب عليك صرف النظر عن ذلك الرجل أو غيره وعدم مجاراته والخضوع له فيما يريد، وإن كان مرضي الدين والخلق، فالسبيل إليك هو ما ذكرت له أن يأتي الأمر من بابه ويخطبك لدى ولي أمرك ويعقد عليك عقد نكاح شرعي صحيح، وإلا فليكف بأسه.
ويبدو أن سبب هذا كله هو ذلك العمل المختلط فعليك أن تدعيه وتبحثي عن عمل غير مختلط إن كنت بحاجة إلى العمل، وإلا فالأولى ترك العمل والقرار في البيت فذلك أحفظ لك وأصون، وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9463، 61255، 522، 3859.
هذا، وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بهذا الموقع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1429(13/3194)
الترهيب من تقبيل الأجنبية وضمها
[السُّؤَالُ]
ـ[موضوعي أو مشكلتي غريبة من نوعها.. تتمثل في زميلتي التي أحببتها من طرفي وهي في انتظار زميلها في الجامعة الذي كانت بينهما علاقة عاطفية ... طرحت عليها موضوع طلب زواجي منها ولكن ردها اصبر شوية ... دارت السنين واكتملت مراسم زواجها من زميلها السابق..كنت أكثر الناس حزناًً ليلة زفافها.. ونزلت إلى العمل بعد زواجها ولكن لم يمت حبها من داخلي أبدا بعد هذه المقدمة.. أفيدكم بأن هنالك رغبة في داخلي بان أداعبها فقط لا غير..لا توجد في نوايا ممارسة جنس بعينه معها بل محتاج أطفئ نارا في قلبي بضمها وتقبيلها لا غير مع العلم هي متزوجة وأنا أعزب وطبيعة العمل تفرض علينا أن نكون في المكتب كل يوم لمدة تسعة ساعات إلا العطلة ... ما هو رأيكم بعد اطلاعكم للموضوع أعلاه أعلم بنكم تسمونه أمورا شيطانية ولكن أقول لكم بأنه الحب والعاطفة.
ما هو حكمي وحكمها إذا حدث بيننا أعلاه فقط مداعبة ليس ممارسة جنسية (أضمها وأقبلها) آسف للألفاظ ولكن لابد من ذكرها لكي تتضح الرؤية أما هي كفارتها متزوجة وكفارتي أنا أعزب أكرر أسفي. مرة أخرى وأخرى للألفاظ.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فلا يجوز لك بأي حال من الأحوال ضم هذه المرأة أو تقبيلها، وكونك لا تريد أن تمارس معها الفاحشة لا يسوغ لك ما تريد منها مما هو دونها، ويجب عليك صرف قلبك عن التفكير فيها، كما يجب عليك الحذر من الاختلاط بالأجنبيات في العمل أو الخلوة والنساء غيرها كثير، فإذا كنت تملك مؤنة الزواج وتخشى على نفسك الوقوع في الفاحشة فإن الزواج واجب في حقك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك بأي حال من الأحوال ضم هذه المرأة أو تقبيلها إذ لا يجوز للمسلم أن يفعل شيئا من ذلك مع امرأة أجنبية عليه، ولو لم تكن متزوجة فإذا كانت متزوجة كان الإثم أعظم، والذنب آكد، ألا تخشى عقاب الله والوقوف بين يديه للحساب إن أنت أقدمت على مثل هذا الفعل، أما تخشى أن يعاقبك الله تعالى بمثله في زوجتك إذا تزوجت، فإن من سنن الله تعالى في هذا الكون أن الجزاء من جنس العمل، وما لا يرضاه المسلم لنفسه لا يجوز له أن يرضاه لغيره، وكونك لا تريد أن تمارس معها الفاحشة لا يسوغ لك ضمها أو تقبيلها، ثم إنه ما يدريك أن يقف الأمر عند مجرد الضم والتقبيل وأن لا تقع معها في الفاحشة، فإن الشرع لم يحرم مثل هذه الأشياء إلا لكونها وسيلة إلى الفاحشة، وراجع الفتوى رقم: 19354، وأما قولك إنك تريد بهذا الفعل أن تطفئ النار التي بداخلك فينطبق عليه قول القائل: وداوني بالتي كانت هي الداء.
وما دامت هذه المراة قد تزوجت من غيرك فيجب عليك صرف قلبك عن التفكير فيها، ولعلك أن يكون الله سبحانه قد أراد بك خيرا بعدم زواجك منها. ولا تقل إنه من المستحيل أن تنساها فإنك إذا عزمت وصدقت مع الله يسر لك نسيانها.
وراجع في علاج العشق فتوانا رقم: 9360، واعلم أن النساء غيرها كثير، وإذا كنت تملك مؤنة الزواج وتخشى على نفسك الوقوع في الفاحشة فإن الزواج واجب في حقك فيجب عليك المبادرة إليه وتأثم بتأخيره من غير عذر.
ويفهم من سؤالك أن هذه المرأة تعمل معك في مؤسسة واحدة فإذا كان الأمر كذلك فيجب عليك الحذر من الاختلاط أو الخلوة بها أو بغيرها من النساء، حفظك الله تعالى وحفظ لك دينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 محرم 1429(13/3195)
حكم مراسلة النساء الأجنبيات لغير حاجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 18عاما أقوم بإرسال رسائل جميلة لزوجة صاحبي المتدين هل في هذا شيء محرم؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا تجوز مراسلة النساء الأجنبيات لغير حاجة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن العلاقة بين الرجل والمرأة ينبغي أن تكون مضبوطة بأصول الشرع، فلا ينبغي إقامة علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين إلا في ظل زواج شرعي، أو لحاجة معتبرة، وليس لمجرد العبث. وإذا وجدت الحاجة فينبغي أن يكون كل ذلك وفق ضوابط الشرع وحدود الأخلاق والأدب حتى لا تحصل فتنة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من الافتتان بالنساء بقوله: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" رواه البخاري ومسلم.
وإن من القواعد الشرعية المسلمة سد الذرائع إلى الحرام، ولذلك فإذا كانت الرسائل المذكورة لغير حاجة فإنها لاتجوز لما ذكرنا. وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى: 11723.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 محرم 1429(13/3196)
اكتشف أن زوجة أخيه تحادث رجالا أجانب فهل يخبره
[السُّؤَالُ]
ـ[اكتشفت بالصدفة أن زوجة أخي تدردش مع رجال عبر المسنجر، وهذا بعد أن وجدت بعض الملفات في الحاسوب تحتوي نص تلك الدردشات، وتحوي تلك الدردشات على كلام خارج حدود الأدب والحياء، وفيه إفشاء للأسرار الزوجية من طرف زوجة أخي.
كيف يجب أن أتصرف وما الذي يوجبه علي الشرع في هذه الحالة: أستر زوجة أخي أم أخبر أخي؟ مع العلم أن إخبار أخي بما تفعله زوجته يؤدي إلى طلاقها حتما وحتما إلى مشاكل للأسرة بكاملها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبالنظر لما يترتب على إخبار أخيك بفعل زوجته من ضرر ومشاكل قد تمتد لتشمل الأسرة بكاملها، فالأولى أن تبدأ بنصح هذه المرأة.. ولا بد مع هذا النصح من شيء من التخويف والزجر.. فإن رجي صلاح هذه الزوجة فبها ونعمت، وإن لم يظهر شيء من ذلك أو كان الغالب على الظن عدم امتثالها لهذا النصح والتوجيه.. فالواجب إشعار الزوج بما يفهم منه أنه عليه أن ينتبه لزوجته لئلا يؤول الأمر إلى ما هو أسوأ من ذلك، خاصة أن طريقها الذي سلكته ينتهي غالبا بوقوع الفاحشة والعياذ بالله.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 66718، والفتوى رقم: 28080.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 محرم 1429(13/3197)
تثور شهوته حين يداعب البنات الصغار
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في الـ30 من العمر أحب الأطفال كثيراً، مشكلتي أني عندما أداعب الإناث الصغار ينتصب العضو الذكري في جسمي وينزل سائل، فهل علي أن أغتسل أم أتوضأ للصلاة، مع العلم بأني أخاف الله فأفتونا؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان حالك كما ذكرت فإن الواجب عليك أن تتقي الله وتدع مداعبة هؤلاء الأطفال، فإن ذلك قد يوقع بك في الفاحشة والعياذ بالله، والله عز وجل لم يحرم الفاحشة فحسب، بل حرم كل ما يؤدي إليها، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ {الأنعام:151} ، وقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلا ً {الإسراء:32} .
ولا شك أنك تفعل ما يثير شهوتك عن قصد أو عن غير قصد، ولا يحل تصريف تلك الشهوة إلا في زوجة أو ملك اليمين ... قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-6-7} ، وراجع الفتوى رقم: 24392.
وأما بالنسبة لما يخرج منك فإما أن يكون منياً وعلامته أن يخرج بدفق وبلذة كبيرة، وتشعر بعده بفتور في بدنك ... فعليك الغسل وجوباً، وإما أن يكون مذياً، وهو يكون سائلاً غير متدفق وغير ثخين ... فهذا لا يجب فيه عليك إلا غسل الموضع الذي أصابه من بدنك وثيابك وغسل ذكرك ... كما يجب عليك الوضوء لما تجب الطهارة له من صلاة وغيرها، وراجع الفتوى رقم: 1461.
ثم إننا ننصحك إن لم تكن متزوجاً أن تبادر بالزواج، فهو السبيل لإعفاف نفسك وكبح شهوتك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 محرم 1429(13/3198)
أقامت علاقة بأجنبي فمنعها أبوها من إكمال دراستها
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي مشكة وأرجو منكم حلاً لأني محطمة كليا، لقد كنت على علاقة بشاب أعرفه من الجامعة دون علم والدي والآن عرف أبي بهذه العلاقة وضربني وأوقفني عن الدراسة، مع العلم أنه لم يتبق لي سوى 5 أشهر لنيل شهادة التخرج، طلبت منه أن يسامحني لكنه رفض بشدة وقال لي هذا الفعل بالنسبة لي كفر وليس خطأ ولقد حاولت أمي التكلم معه حتى يسامحني ويتركني أكمل دراستي لكنه رفض وقال لها هذا ليس من شأنك أمي الآن محطمة كليا، كما حاولت أنا أيضا التكلم معه لكنه لا يريد وقلت له الإنسان ليس معصوما عن الخطأ قال لي هذا بالنسبة لي كفر وليس خطأ، والله أنا فعلا نادمة دائما أصلي وأدعو الله أن يغفر لي وأن يهدي أبي ليتركني متابعة لدروسي، فأرجوكم أرجوكم أريد حلاً لمشكلتي أنا فعلا محطمة نفسيا، أريد كلاما أقوله لأبي لكي يقتنع ويعيدني للدراسة مع العلم بأن أبي حاج لبيت الله وهو متدين نوعا ما، ماذا أفعل لكي يغفر الله لي ويسامحني أبي ويعيدني للدراسة؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الوالد يجب أن يكون عنده شعور بالمسؤولية تجاه بنته ونؤيده على ذلك، لكن نقول له إن ما أقدمت عليه البنت مع خطورته لا يبرر لك الخطأ في حقها وهدم مستقبلها وإهدار ما صرفته من سنين عمرها في الدراسة، وقد اعترفت بالخطأ وندمت عليه وتابت، والتوبة تجب ما قبلها وتمحوه.
فننصحه بالسماح لها بإكمال دراستها وعدم تفويت الفرصة عليها مع مراقبة سلوكها وحركاتها وربطها بالصحبة الصالحة، فإن عادت إلى الخطأ ثانية حق له أن يمنعها، ويمكنك أيتها السائلة توسيط بعض أقربائك ونحوهم ممن لهم وجاهة وكلمة عنده.
وننبهك إلى أن محل نصيحتنا وتوجيهنا للأب هو فيما إذا كانت المدرسة التي تدرسين بها غير مختلطة ومجال دراستك غير محرم، وأما إن كان ذلك ففعله صحيح وهو من تغيير المنكر المأمور به شرعاً، وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بهذا الموقع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1429(13/3199)
هل يعد ظلما إذا وعد امرأة بالزواج ثم تركها
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة من خلال الدراسة، واستطعت الحصول على بريدها الالكتروني فأخذت أكلمها عن طريق المسنجر، وبعد فترة أحسست بحالة من الحب تجاهها وهي كذلك، وقد وعدتها بالزواج. وخلال هذه الفترة كنا نرى بعضنا البعض في الجامعة ولكن لم نجلس مع بعض إلا 3 مرات من أجل الدراسة فقط وتعليمها. أيضا كنت أكلمها في الهاتف ليلا وأخذت ألمح لها عن التكلم عن أمور جنسية وهي ترفض الحديث في هذه الأمور، ولكن مع الزمن نظرا للشهوة التي تأتيني ليلا ألححت عليها لتخيل التقبيل فقط عبر الهاتف وبعد إلحاح شديد وافقت وهي لا تريد بالأصل، ومع مرور الزمن أخذت أكلمها عن تخيل الجنس في الهاتف وكأننا نمارسه، بعد مرور فترة أحسسنا بالذنب وقررنا التوبة من هذه الأقوال المشابهة للزنا والتي هي زنا اللسان، وأيضا قررنا أن تكون علاقتنا عادية جدا من دون حب ولا التكلم مع بعضنا البعض إلا في الحالات الضرورية إلى أن يحين الوقت لكي نتزوج.
هل إذا أردت قطع هذه العلاقة مع عدم النية في الزواج بها مستقبلا أكون قد ظلمتها وأنا وعدتها بالزواج وقد تكلمنا في أمور جنسية أحس بواجب تجاهها بعد أن تكلمنا في هذه الأمور أي بشعور المسؤولية تجاهها، وهل إن كنت ظالما لها سأبتلى في نفسي وفي أهلي في المستقبل إن لم أتزوجها. وهل يجوز أن نتكلم في المسنجر في غير الحب كأمور الدراسة والدنيا والنقاش ونصحها في أمور دنياها ودينها، وهل يجوز الدعاء لها بالهداية وهل تنصوني بزواجها بعد التوبة؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجب عليك قطع تلك العلاقة مهما كان غرضها وطبيعتها، ولا حرج عليك أن تتزوج تلك الفتاة وينبغي لك ذلك إن تابت واستقام أمرها وصلح حالها، وإلا فابحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين، وليس في تركها ظلم لها ولا يعاقبك الله عليه إذ لا حرج فيه شرعا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك قطع علاقتك بها مهما كان غرضها وطبيعتها فالمعاصي بعضها يجر إلى بعض، والشيطان يستدرج الإنسان، وعليك أن تتوب إلى الله عز وجل مما كان، ومن شروط التوبة الإقلاع عن المعصية والكف عنها والندم عليها والعزيمة على عدم الرجوع إليها، فإذا تابت الفتاة إلى الله تعالى واستقام حالها وأردت الزواج بها فلا حرج عليك، وينبغي لك ذلك سترا عليها ووفاء بالعهد لها، وإن لم تشأ ذلك وأردت غيرها من ذوات الخلق والدين فلا حرج عليك، ولا يكون ذلك ظلما لها، ولا يعاقبك الله عز وجل عليه إذ لا حرج فيه شرعا.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام: 1072، 79842، 28288، 56567.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 محرم 1429(13/3200)
مصاحبة امرأة لرجل مرتكب للكبائر والموبقات
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق أعتز بصداقته كثيرا. المشكل هو أنه لا يصلي, يشرب الخمر. يفعل الزنى. أما أخلاقه فهي حميدة ولله الحمد.
سؤالي هو أني أريد أن أنصحه وأساعده حتى يترك هذا الطريق ويرجع لطريق الله.
1 - ما هي المنهجية الناجعة والصادقة التي يمكن أن أسلكها معه وتكون لينة وسلسة يتقبلها بصدر رحب؟
2 - أريد منكم أدعية أقولها حتى ييسر الله مهمتي؟
أقسم لكم كل هذا من شدة خوفي عليه.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
نشكر الأخت السائلة لحرصها على دعوة الآخرين وننصحها بقطع صداقتها بالرجل المشار إليه، وليتول دعوته رجل فإن هذا أسلم لها ولدينها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر الأخت السائلة لحرصها على هداية الآخرين، ثم نوصيها بالبعد عن الرجل المشار إليه وقطع صداقتها به، وإننا لنعجب أشد العجب من كونها أنثى "على ما جاء في بيانات السائل" تعتز كثيرا بإقامة صداقة مع رجل أجنبي عنها زان، شارب للخمر، وقاطع للصلاة، ثم تصف أخلاقه بأنها حميدة! فأين هذه الأخلاق الحميدة في زحمة تلك الكبائر الموبقة؟!! فاتقي الله أختنا السائلة، واحذري خطوات الشيطان التي قد يستدرجك بها إلى الوقوع في شيء من تلك المنكرات مع ذلك الرجل الذي لا خير لك في صداقته لو كان مستقيما فكيف وهو فاسق مرتكب لتلك القبائح، وكونك حريصة على دعوته وهدايته هذا لا يبرر لك مصاحبته أو الاختلاط به، ويمكنك دعوته من غير اختلاط أو صداقة وذلك بأن ترسلي له من يدعوه من محارمك، وكذا بإرسال الكتب والأشرطة الوعظية ونحو ذلك، وانظري للأهمية الفتوى رقم: 102032، والفتوى رقم: 102151، الفتوى رقم: 41151، والفتوى رقم: 43895، والفتوى رقم: 60926، والفتوى رقم: 30484، والفتوى رقم: 67842.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1429(13/3201)
حكم حضور الأفراح المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[سوف تقيم أختي كتب كتاب مختلط وتشغل أغاني إسلامية بموسيقى ... ما حكم ذهابي إليه وإن كان عدم ذهابي سيؤدي إلى حزنها مني فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في عدة فتاوى أنه لا يجوز للمسلم أن يلبي دعوة تشتمل على منكرات؛ كما في الفتوى رقم: 19109، والفتوى رقم: 7877، والفتوى رقم: 17469.
ولا شك أن الموسيقى واختلاط الرجال بالنساء من المنكرات المحرمة، فإذا علمت الأخت السائلة أن حفل زفاف أختها مشتمل على الموسيقى أو الاختلاط ونحو ذلك لم يجز لها حضور ذلك الحفل؛ إلا إذا أرادت الإنكار عليهم وعلمت أو غلب على ظنها أن المنكر يزول بإنكارها.
قال صاحب الروض المربع -وهو من كتب الحنابلة – عن إجابة الدعوة المشتملة على أمر محرم: وإن علم المدعو ثم -أي في الوليمة- منكرا كزمر، وخمر، وآلات لهو، وفرش حرير، ونحوها، فإن كان يقدر على تغييره، حضر وغير لأنه يؤدي بذلك فرضين إجابة الدعوة، وإزالة المنكر، وإلا يقدر على تغييره أبى الحضور، لحديث عمر مرفوعا: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر. رواه الترمذي.
وإن حضر من غير علم بالمنكر ثم علم به أزاله لوجوبه عليه، ويجلس بعد ذلك، فإن دام المنكر لعجزه أي المدعو عنه انصرف لئلا يكون قاصدا لرؤيته وسماعه.
وإن علم المدعو به -أي بالمنكر- ولم يره، ولم يسمعه خير بين الجلوس والأكل والانصراف لعدم وجوب الإنكار حينئذ. .. .. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1429(13/3202)
خطوات حاسمة تتبعها من مالت إلى زميل الدراسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة جامعية بالفرقة الثانية، وعندما كنت في امتحانات الفرقة الأولى جلس بجواري شاب على خلق واحترام، وفي الامتحان قبل النهائي طلب مني أن أذكره بإجابة سؤال فذكرته، وعند انتهائنا من الامتحانات نزل معي من الدور السابع إلى الدور الأرضي، وطلب مني رقم هاتفي الخاص بي لكني رفضت، وطلب مني أن آخذ رقم هاتفه الخاص لكن رفضت أيضا، فتحدثنا ثلاث دقائق تقريبا دون أن أنظر إلى وجهه، ولكني أتذكر فقط بعض ملامحه.
وفي الامتحان النهائي دخلت اللجنة فألقيت السلام ولكن كان ظاهرا عليه بعض ملامح الحزن، فسألته عن ذلك فقال لي إنه سوف يسافر إلى مدينته، فقلت له على الأقل مدينتك أحسن من هنا، فقال لي بل هنا أحسن لأنك بها، فهذه الكلمات أثرت في بشكل شديد، فانتهينا من الامتحانات وذهبنا ولم أره طوال فترة الإجازة - حوالي ثلاثة أشهر ونصف -، فعدت إلى الجامعة بعد العيد فوجدته واقفا أمامي، ويبعد عني بحوالي ثلاثة أمتار تقريبا وينظر إلي وأنا لا أنظر إليه إلا إذا التفت أو عندما ينظر إلى الجانب الآخر، واستمر على ذلك ثلاثة أسابيع.
وفي أحد الأيام لم أذهب إلى الجامعة فقال لي بعض زملائي إنه كان ملهوفا علي بسبب أنه لم يرني، ومنذ ذلك الوقت لم أره - حوالي أربعة أشهر ونصف تقريبا -، ومنذ ذلك بدأت أحلم به في كثير من أوقاتي، وبدأت أتمنى من الله أن يجعله زوجا لي، وبدأت أفكر فيه بدرجة كبيرة، ودعوت الله سبحانه وتعالى في جميع صلواتي أن يجعله من نصيبي، وبدأت أدعو: اللهم إن كان شرا لي فاصرفني عنه واصرفه عني، وإن كان خيرا لي فبارك لي فيه ويسره لي وقربه لي واجمع بيني وبينه.
وتوالت دعواتي علي هذا الأساس حتي بدأت أفكر فيه أنه زوجي على فراش الزوجية، وأنا متضايقة جدا بسبب ذلك الموضوع، وينتابني إحساس بأن الله سبحانه وتعالى غاضب علي بسبب ذلك الموضوع، ومن المستحيل أن يتقدم لي في ذلك الوقت بسبب صغر سنه ودراسته، وأخاف الله ولا أريد أن أقع في علاقات محرمة، حيث إنني سوف ألقاه مرة أخرى في امتحانات الفرقة الثانية، فماذا أفعل؟!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك وينجيك من هذا الحال الذي أنت فيه، وننصحك بعدم التساهل في الكلام والعلاقات مع الشباب، فإن ما حل بك نتيجة لهذا التساهل، ونوصيك بما يلي تشخيصا لحالتك وحلا لمشكلتك:
أولا: دعي الأماني والأحلام جانبا، فالواقع شيء والأحلام شيء، ولا تغني الأحلام عن الواقع شيئا.
ثانيا: هذه العلاقة خاطئة من أولها، فلا تستمري في الخطأ، ولا تجني على نفسك، ولا تقضي على مستقبلك.
ثالثا: أنت في مرحلة إعجاب بهذا الشاب وميل وربما حب، ولم تصلي إلى ما يسمى العشق، وإن لم تتداركي نفسك، وقعت في العشق (الداء الذي يصعب علاجه) ، فاحذري، وراجعي الفتوى رقم 9360.
رابعا: إذا كان الشاب كما قلت يستحيل أن يتقدم لك بسبب صغر سنه ودراسته، فما الفائدة من التعلق به.
وأما الحل فلا نرى حلا أفضل من حسم هذا الموضوع وعدم التساهل فيه، وخطوات الحسم كما يلي:
- نسيان هذا الشاب، وشغل الوقت عن التفكير فيه.
- إن قابلك وكلمك فقولي له: أنا لا أقبل بعلاقة محرمة، إذا كنت تريد الحلال وتستطيع فاذهب إلى والدي، واخطبني منه، وأما إذا كنت غير مريد أو غير مستطيع، فلكل منا سبيله، فلا تقف في طريقي.
- متى تقدم لك شاب على خلق ودين فاقبليه وتزوجيه، وسينسيك إن شاء الله ذلك الشاب.
وفقك الله ويسر أمرك وهداك إلى رشدك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 محرم 1429(13/3203)
هل يحضر عرس أخيه المختلط المشتمل على الأغاني
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لي حضور عرس أخي المختلط مع وجود أغان، إذا خيف أن تحدث مشاكل أو زعل أو قطع للرحم إذا لم يتم الحضور، فهل يجوز الذهاب لنصف ساعة أو حضور العشاء فقط ثم المغادرة وعدم البقاء لآخر الحفلة بغرض قضاء الواجب? جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك حضور ذلك الحفل ما لم تكن قادراً على إزالة المنكر وتغييره، ولكن ينبغي أن تعتذر له عن حضورك لوجود ما يغضب الله عز وجل من منكرات، ورضاه أولى وطاعته أوجب، ولتكن في ذلك كله رفيقاً رحيماً حكيماً، فإن حضرت دعوت بحكمة وموعظة حسنة، وإن غبت اعتذرت برفق وحكمة.
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 21564، والفتوى رقم: 131.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 محرم 1429(13/3204)
حكم حضور المرأة مناقشة الدكتوراه الخاصة بزوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[نسكن حاليا في دولة أجنبية فهل يجوز لي أن أذهب مع زوجي لحضور مناقشة الدكتوراه في الجامعة ... وبوجود الرجال.. مع العلم بأنني ألتزم بالحجاب الإسلامي، ولكن لا أرتدي الخمار على وجهي..... أم لا، وإذا كان الجواب لا فأرجو التوضيح مع العلم بأنني ألتزم بالحجاب الشرعي ولا أضع أي زينة في وجهي؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المناقشة تتم في صالة كبيرة وتضمنين أنك لن تقتربي من الرجال ولن تجلسي بجنب أحد منهم بحيث يقع تلامس بينكما مثلاً، فالظاهر أنه لا حرج عليك في الذهاب مع زوجك حتى تحضري المناقشة وتشاركينه فرحته بنجاح مهمته، واحرصي أن تتعاوني مع زوجك على القيام بجميع الطاعات والبعد عن المعاصي عملاً بقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6} .
وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية للمزيد في الموضوع، ولمعرفة ضوابط الاختلاط المحرم: 34460، 57728، 50623، 62390، 48092، 71346، 35079.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 محرم 1429(13/3205)
فتنة لك، وإفساد لها
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت على وشك الارتباط منذ 8 سنوات بفتاة ولم يشأ الله عز وجل إتمام هذا الزواج وكنت أحبها وتحبني، انتبهت إلى مستقبلي ونسيت حبها والحمد لله تزوجت ولي من الذرية بنتان ولا يوجد بداخلي أي شيء تجاهها والحمد لله سعيد مع زوجتي وأسأل الله العلي القدير أن يديمها نعمة ويحفظها من الزوال ... منذ بضعة أيام فوجئت بها تتصل بي وتشكو لي كم هي غير سعيدة وأنها كانت على وشك الطلاق وتحدثت معي في الماضي والذي كان والذكريات، ف هي متزوجة ورزقها المولى عز وجل ببنت، كل ما دار بيني وبينها من كلام كان عن طريق الكتابة على النت ولم نتحدث وكلامي معها لا يثير بداخلي أي شيء وإنما أستمع إليها حتى لا أكون قاسيا وهي في حالة تحتاج إلى مساعدة، زوجتي على علم تام بهذا وأحكي لها كل شيء، لكن زوجها لا يعلم أنها تتحدث معي، سؤالي هو: هل الكلام معها خطأ من باب التخفيف عنها ومحاولة إصلاح ما بينها وبين زوجها حيث إنها ما زالت تثق في كلامي، ف هل كلامي معها هو خيانة وخوض في عرض زوجها؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك قطع الاتصال مع هذه المرأة المتزوجة، ولو كان ذلك عن طريق الكتابة، فإن في ذلك فتنة لك، وإفساداً لها، فأما كونه فتنة لك فإنك وإن لم تجد في نفسك شيئاً تجاهها الآن، فإنك لا تأمن من حصول ذلك مستقبلاً، وأما كونه إفساداً لها، فإن التحدث معها ربما أثار ما في قلبها من حب قديم، وأدى ذلك إلى نشوزها على زوجها، وعلم زوجتك بهذه العلاقة لا يسوغها ولا يبررها.
فإن كنت ناصحاً لها، وتريد لها الخير فانصحها بأن تتقي الله وتحفظ زوجها في غيابه، ولا تتكلم مع الرجال الأجانب، وأن تصلح ما بينها وبين زوجها، وإن كان لديها مشكلة تريد من يساعدها على حلها فدلها على أهل الاختصاص في ذلك، وفي موقعنا قسم خاص باستشارات مشاكل الزواج، تجده على هذا الرابط:
http://www.islamweb.net/ver2/istisharat/groups.php?part=02
وعلى كل حال يجب عليك قطع التحدث معها عن طريق الإنترنت فإنه يعتبر كلاماً، وقد نص العلماء على تحريم الكلام مع الأجنبية الشابة إلا لحاجة معتبرة شرعاً، وهذه ليست حاجة معتبرة، وانظر بيان ذلك في الفتوى رقم: 21582.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 محرم 1429(13/3206)
يكفي أن يصرف بصره
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعاني من وسوسة شديدة في غض البصر فأنا أغض بصري بشدة فبدأ الشيطان يدخل لي من مفارق مختلفة ليشعرني بالذنب فمثلا كنت أنظر لإحدى العمليات الجراحية في العين وكان على العين قماشة زرقاء فصورت لي نفسي وكأنها بنطال مفتوح لأمرأة فبدأ نفسي تستثار فخفت ثم صرفت بصري.... فهل في هذا ذنب أم لا؟ وما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الشارع قد أمر كلا من الرجال والنساء بغض البصر، قال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور:30-31} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة. رواه الترمذي وأبو داود وحسنه.
ولكن من خصائص هذا الشرع الحنيف الوسطية والاعتدال في كل شيء، وأي شيء خرج عن حد الاعتدال كان مذموماً، فالواجب على المرء أن يغض بصره عن الحرام، وليس معنى ذلك أنه ملزم بتشديد إغماض عينيه، وإنما يكفي أن يصرف بصره، وإذا نظر الإنسان إلى أمر مباح، كما إذا نظر إلى عملية جراحية أو أي شيء آخر، فلا ينبغي أن يرضى بوسوسة الشيطان، ومحاولته أن يصور له في ذلك شيئاً محرما ليتعبه ويكدر عليه حياته.
وعلى أية حال فلا ذنب عليك فيما ذكرته، وطريقة الحل هي الإعراض عن الوساوس التي لا يستند فيها إلى دليل عقلي ولا نقلي، ولك أن تراجع للمزيد من الفائدة في هذا الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1429(13/3207)
مثيرات الشهوة ومضاداتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أين تأتي شهوة المرأة لها، وبم تموت هذه الشهوة إن لم تكن متزوجة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من سؤالك أنك تسأل عما يثير شهوة المرأة وكيفية علاج تلك الشهوة وإطفائها ... وإن كان كذلك.. فالجواب أن مثيرات الشهوة كثيرة منها: النظر والفكر والفراغ وتصفح ومشاهدة المسلسلات والمجلات الإباحية وغيرها، وكذلك ملامستها واحتكاكها بالرجل ... ولمسها هي أو غيرها لأماكن الإثارة بجسدها ... وغير ذلك مما هو معلوم في مظانه.
وأما ما يعين على التغلب على تلك الشهوة أو على آثارها السيئة، ولا فرق بين المرأة والرجل في ذلك فهو التزام أوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك غض البصر وعدم الخضوع بالقول وعدم الخلوة بمن لا تجوز الخلوة به من الأجانب، وشغل النفس في فراغها بذكر وقراءة القرآن ومجالسة النساء الصالحات والبعد عن الفاسقات، والإكثار من الصيام لمن لم يتيسر لها الزواج، كما قال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو الحجة 1428(13/3208)
حكم تهنئة المرأة بزواجها من مبتدع
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تهنئة المرأة بزواجها من شخص مبتدع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا من قبل حكم التهنئة بالزواج، وضوابط ذلك، ولك أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 63447، وما أحالت عليه، كما بينا أيضاً حكم الزواج من المبتدع، ويمكنك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 43003.
وبناء على ما ذكر فإن كان الزواج صحيحاً حسب التفصيل الوارد في الفتوى الأخيرة فإن التهنئة به مباحة، وإن كان غير صحيح بأن كانت بدعة الشخص المذكور بدعة مكفرة لم يجز التهنئة به، لأن التهنئة -حينئذ- تعتبر تقريراً للمنكر ورضا به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو الحجة 1428(13/3209)
حكم المحادثة مع الفتيات عن طريق الشات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشات علي النت مع فتاة إذا كان بدافع الإستفادة العلمية، وما الحكم إذا تخلل ذلك بعض الأسئلة المتبادلة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أنه لا تجوز المحادثة بين الفتيان والفتيات فيما يسمى بغرف الحوار، ولو كان ذلك بقصد صحيح، فإن الشيطان قد يقود الصالحين إلى الفساد من هذه الجهة، ويمكنك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 28328.
ولكن إن كانت هذه المحادثة من خلال ساحات عامة وروعيت فيها الضوابط الشرعية فلا حرج في ذلك، وبخصوص هذه الضوابط راجع الفتوى رقم: 1759.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو الحجة 1428(13/3210)
الرجل يقع في قلب المرأة كما تقع هي في قلبه
[السُّؤَالُ]
ـ[قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه. فهل هذا خاص بالرجل دون المرأة، وهل هذا دليل أن الرجل لا يقع في قلب المرأة بل المرأة التي تقع في قلبه، وإذا كان الرجل يقع في قلب المرأة فماذا تفعل المرأة هل تفعل ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث هو كما في صحيح مسلم وغيره قال جابر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه. وفي رواية أخرى عن جابر وهي في صحيح مسلم أيضاً: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى أمرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه.
قال النووي شارحاً لهذا الحديث: إنه يستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأته أو جاريته إن كانت له فليواقعها -يعني يجامعها- ليدفع شهوته وتسكن نفسه ويجمع قلبه على ما هو بصدده. وقال أيضاً في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المرأة تقبل في صورة شيطان ... قال العلماء معناه: الإشارة إلى الهوى والدعاء إلى الفتنة بما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن، وما يتعلق بهن فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له. انتهى.
ولفظ الحديث ظاهر في أن الكلام موجه إلى الرجال، وقد بين أهل العلم أن العلة في ذلك هي ما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء والتلذذ بالنظر إليهن ... وليس من شك في أن الرجل يقع في قلب المرأة كما تقع هي في قلبه، إلا أن قوة وقوع المرأة في قلب الرجل، وما جبلت عليه هي من الحياء في طلب الجماع، جعل الخطاب كأنه موجه إلى الرجل، والحقيقة أن المرأة إذا وقع الرجل في قلبها فليس عليها حرج في أن تطلب من زوجها مواقعتها لترد بذلك شهوتها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو الحجة 1428(13/3211)
حكم اتصال المرأة بزميلها المصاب بالمستشفى
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: عندي زميل درس معي وعمل حادثا في الصيف وصار مقعدا وأنا دائما أكلمه وأتصل به لأطمئن عليه وهو إلى الآن في المستشفى وإذا لم أتصل عليه هو يتصل بي، فهل في اتصالي أو اتصاله شيء من الخطأ فأفيدوني من فضلكم، مع العلم بأنه قبل الحادث كان يتقرب مني وأنا أرفض؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى الأخت أن تعلم بأن الشاب المذكور أجنبي عنها، والكلام مع الأجنبي لا يجوز لغير حاجة، وليس هناك حاجة للاتصال بالشاب بشكل مستمر فالحاجة تزول بالاتصال مرة، أو بسؤال من يعرف حاله من قريباته ونحوهن، وأما الاتصال به على الدوام فهذا لا يجوز، فإن أهل العلم قد شددوا في مسألة كلام الشابة مع الرجل حتى لا يشمت أحدهما الآخر إذا عطس ولا يرد سلامه إلا في نفسه.
قال في بريقة محمودية من كتب الحنفية: السادس والخمسون التكلم مع الشابة الأجنبية فإنه لا يجوز بلا حاجة) . لأنه مظنة الفتنة فإن بحاجة كالشهادة والتبايع والتبليغ فيجوز (حتى لا يشمت) العاطسة (ولا يسلم عليها ولا يرد سلامها جهراً بل في نفسه) إذا سلمت عليه (وكذا العكس) أي لا تشمته الشابة الأجنبية إذا عطس، قال في الخلاصة: أما العطاس امرأة عطست إن كانت عجوزاً يرد عليها وإن كانت شابة يرد عليها في نفسه وهذا كالسلام فإن المرأة الأجنبية إذا سلمت على الرجل إن كانت عجوزاً رد الرجل عليها السلام بلسانه بصوت يسمع وإن كانت شابة رد عليها في نفسه وكذا الرجل إذا سلم على امرأة أجنبية فالجواب فيه يكون على العكس (لقوله صلى الله عليه وسلم: واللسان زناه الكلام) أي يكتب به إثم كإثم الزاني، كما في حديث العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني وما في القنية يجوز الكلام المباح مع المرأة الأجنبية فمحمول على الضرورة أو أمن الشهوة أو العجوز التي ينقطع الميل عنها. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1428(13/3212)
من منكرات الأفراح
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
سيدي الشيخ إن ليلة بنائي قد اقتربت، وفي أعرافنا وتقاليدنا أمور كثيرة لا أحبها ولا أستحسنها قد تحصل، لأني فتاة مثقفة ومتعلمة والحمد لله، ومن بين هذه الأمور التي قد تحصل اجتماع عدد كبير من الأهل والأصدقاء عند حضور العروسين في غرفتهم وهذا لتصويرهم مثلا، أما الخطير في الأمر هو تكليف رجل وامرأة من كبار الأهل أو الأصدقاء ببقائه في البيت لتوجيه العروسين، ونقل الخبر لحظة بنائه بها.... وهناك سيدي الشيخ أمور عديدة على هذا الشكل، فما حكم ديننا الحنيف في أمور كهذه، رجائي سيدي أن تدعو لي بالخير وبالذرية الصالحة؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فنسأل الله لك الخير والذرية الصالحة، وما ذكرته من عادات لا تخلو من محاذير شرعية، فإن دخول الرجال والنساء على الزوجين في غرفتهما وتصويرهما فيه فتنة وينطوي على اختلاط ونظر محرم، وتراجع الفتوى رقم: 7877.
كما أن نقل خبر دخول الزوج بزوجته يعد من إفشاء ما يجري بين الزوجين من أمور الاستمتاع الذي ورد النهي عنه، وسبقت لنا فيه فتوى برقم: 12911 فراجعيها.
وإذا كان هذا النقل من غير الزوجين بواسطة رؤية أو تجسس يكون الأمر أشد إثماً، لذلك يجب ترك هذه العادة وغيرها من العادات المخالفة لشرعنا الحنيف الطاهر النظيف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1428(13/3213)
الضوابط الشرعية للتعامل بين الرجال والنساء في الأماكن المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي الضوابط الشرعية بين الرجل والمرأة في الكلية أو الجامعة مع اعتبار أن الرجل والمرأة يحب كل منهما الآخر، أي أننا نسأل عن الضوابط الشرعية الخاصة بي أنا والفتاة (ونحن في السنة الثانية من الدراسة) ؟ وشكراً ... وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن لا يجتمع البنون والبنات في مكان واحد، فإذا ما كانوا يدرسون في كلية أو جامعة فليكن للبنين مكان دراسة خاص بهم، وللبنات مكان دراسة خاص بهن، إذ الدراسة في مكان مختلط تجر إلى ارتكاب محظورات شرعية، وتؤدي إلى مفاسد اجتماعية وأخلاقية وتؤثر سلباً على مستواهم الدراسي، كما هو الواقع.
فإذا ما حصل ذلك الاختلاط بين الجنسين ولم يكن منه مفر، تعين عليهم الالتزام بالضوابط الشرعية، وسبق بيان تلك الضوابط فيما يتعلق بالفتاة والمرأة في الفتوى رقم: 28006.
وفيما يخص الشاب فمنها أن يغض بصره ولا يكلم الفتاة إلا لحاجة معتبرة شرعاً، وأن يتجنب الخلوة بها ولا يربط معها ما يسمى (علاقة حب) ، وانظر الفتوى رقم: 33115، والفتوى رقم: 44940.
وبذلك يتبين للأخ تجاوزه لضوابط العلاقة الشرعية مع هذه الفتاة، فعليه التوبة إلى الله من ذلك، وقطع العلاقة معها، وإن أرادها زوجة فليتقدم لخطبتها من وليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو الحجة 1428(13/3214)
المراسلة بين الجنسين بغرض النفع والمساعدة
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت عن طريق النت على شاب يبلغ من العمر 17 سنة يحتاج إلى المساعدة فهو محبط نفسيا ويحتاج لمن يأخذ بيده فهل أنا آثمة لأني كنت أراسله وأوجهه.. للعلم قد بينت له من البداية أني مثل أخته وهو مثل أخي الصغير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في إفادة المسلمة للمسلم أنها جائزة إذا أمنت الريبة لما فيها من نفع المسلم أخاه، وفي حديث مسلم: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه. وقد كان أمهات المؤمنين يعلمن الناس ويفتينهم، ولكنا ننبهك إلى أن الاتصال بالشباب عن طريق النت لا يؤمن معه أن يستدرج الشيطان فاعلته فيجرها من المساعدة إلى ما لا يرضي الله، وقد كان الأولى بك أن ترشدي أحد إخوتك الذكور ليساعده، فإن لم تجدي فساعديه دون أن يعلم أنك أنثى.
وعليه فننصحك بقطع العلاقة مع هذا الشاب، وأن ترسلي له رسالة من بريد غير بريدك المعروف وتطلبي منه أن يراجع المواقع التي تفيد في المشاكل النفسية مثل موقعنا أو الإسلام اليوم أو إسلام أون لاين فسيجد عندهم إن شاء الله تعالى من التوجيهات النافعة ما يكفيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1428(13/3215)
تقبيل الزوج رأس الزوجة ليلة الزفاف بحضرة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: هل يجوز أن يقبل الزوج الزوجة في رأسها في حفل عقد القران أم أنها تعتبر فتنة للجالسات من النساء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر بعض أهل العلم أن تقبيل العريس لعروسه على الرأس بحضرة الناس لا يعتبر من خوارم المروءة.
قال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب وهو يتكلم عن خوارم المروءة: وما يعتاد من تقبيل العروس ليلة جلائها في عده من ترك المروءة توقف لأن اعتبار ذلك أخرجه عن مقام الاستحياء، وأما تقبيل الرأس ونحوه فلا يخل بالمروءة. اهـ.
فإذا كان لا يعد من خوارم المروءة فعده من المباحات من باب أولى، غير أن هذا الفعل إن حصل به فتنة للحاضرين أو الحاضرات فإنه يمنع منه، لما علم من أن الشريعة تسد باب الفتنة، وتنهى عن كل فعل أو قول يؤدي إليها.
قال زكريا الأنصاري في المصدر السابق عند كلامه على النظر: وبأن النظر مظنة الفتنة ومحرك للشهوة فاللائق بمحاسن الشريعة سد الباب والإعراض عن تفاصيل الأحوال كالخلوة بالأجنبية.
وينبغي التنبيه إلى عدم جواز دخول الزوج على النساء في حفل الزفاف، ويجب ترك هذه العادة المخالفة للشرع، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 9661.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو الحجة 1428(13/3216)
الفتاة ليست كالشاب في إمكانية الزواج إذا تقدم بها السن
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في 21 من عمري من فلسطين (والدي من الضفة الغربية ووالدتي من عرب الداخل. أحافظ بفضل الله ومنه على الفرائض والنوافل، صلواتي في المسجد ما استطعت إلى ذلك سبيلا.. منّ الله علي قبل 3 سنين بحفظ كتابه، مذ كان عمري 16 عاما أؤمّ الناس في المسجد، كان أهلي يعيشون في الضفة الغربية وأنا انتقلت في 16 من عمري إلى الداخل المحتل (إسرائيل) لأتقدم للثانوية العامة هناك، حيث كنت عند جدي وجدتي، صلب الموضوع أن المدارس في الداخل مختلطة حيث تفرض الدولة العبرية ذلك على المسلمين في الداخل، كما أنها تحاول بكل الوسائل سلخ المسلمين والعرب من دينهم وثقافتهم، وتركز على عنصر الشباب بالطبع. أعجبت بفتاة ممن في صفي، وهي على درجة عالية من الخلق والدين، ومن بيت يشهد له بالخير والصلاح. هدفي كان أخذ العلم فقط (لكننا نقضي يومنا في المدرسة من 8-14) وأحيانا أكثر ...
كنت أدعو الله دائما بأن لا يؤاخذني فيما يملك ولا أملك. حاولت ان أخرجها من رأسي لكن الأمر كان مستحيلا (ما زاد من تعلقي بها هو قلة بل ندرة مثيلاتها ورؤيتي لما يحصل في مجتمعنا) . حين كان عمري 17.5 تحدثت مع والدتي في الموضوع ووعدتني بأن تخطبها لي حينما أصبح في العشرين من عمري، كان حالنا موسرا بفضل الله آنذاك. كان من المفروض أن أبدأ تعليمي مباشرة بعد الثانوية لكن شاء الله أن لا يحصل ذلك. خطيبة خالي كانت في صفي أيضا (هي الآن زوجته) لمست إعجابي بالفتاة وسألتني مباشرة عن الأمر، أنا صراحة لم أستطع إجابتها، لكنها نقلت إلي بعد ذلك أن الفتاة معجبة بي ونقلت للفتاة إعجابي بها. المشكل أن الفتاة كان يتقدم لها كثيرون وهي كانت ترفض، أمها شعرت في الأمر فتكلمت مع ابنتها وأخبرتها الفتاة بالأمر، أنا بحمد الله معروف بأخلاقي في البلد كلها مع أني كنت وحيدا ولم يكن الناس يعرفون أهلي بعد. لم يكن بإمكان أهلي آنذاك أن يخطبوها لي، تكلمت مع والدة الفتاة أنا بنفسي وأخذت مني وعدا إن قدر الله بعد عامين (أي في ال 20) . طرأ طارئ وانتقل أهلي للعيش في الداخل، ساءت الأحوال بسبب الانتفاضة والحصار وما إلى ذلك.. أنا تم رفضي من الجامعة مع أني كنت الأول على مدرستي وأول شاب في منطقتنا يتجاوز حاجز ال 700 في إمتحان دخول الجامعات المسمى "بسيكومتري" رفضي كان لأن والدي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية، أمر معقد لا يتسع شرحه (والدي يعيش معنا الآن بصورة غير قانونية!!. فجاء القرار الذي أجبرت على اتخاذه بالسفر للخارج وبالتحديد إلى ألمانيا، هذا القرار جاء في العشرين (في الفترة ما بين18.5-20 تحدثت مع أم الفتاة مرة أو اثنتين) كما أنني كنت أتحدث مع الفتاة مرة كل شهر ونصف إلى شهرين فقط لأسمع أخبارها وأشد على يديها، المكالمات كانت وعظا وإرشادا ولم يكن فيها أي من الكلام الذي قد يتبادر إلى أذهان الشباب، أنا وهي وضعنا لأنفسنا حدودا وبحمد الله لم نتجاوزها، فوالله إني أخاف الله ولست بلاعب ولا مستهزئ.
والد الفتاة عرف بالأمر بعد كثرة الطالبين للفتاة، ولم يكن منه إلا أن وافق على الأمر واستحسنه. لكن فكرة السفر لم تكن في الحسبان. أمي لم تستطع في ذلك الوقت أن تخطب لي الفتاة طبعا لأن الأمور لم تسر كما وجب وبذلك وضعت أنا في الزاوية، اضطررت إلى التحدث إلى والدة الفتاة مرة أخرى، وأخذت مني وعدا إلى السنة القادمة، لكن الله يسير الأمور كما يريد هو لا كما نريد.سافرت إلى ألمانيا واستمر الحال كذلك (المكالمات الهاتفية) أيضا بدون تجاوز الحدود التي وضعناها لأنفسنا. وضع أهلي لم يتحسن، هذه الأمور لم تبعدني عن ديني بفضل الله بل ثبت حفظي لكتاب الله وحتى في ألمانيا كنت أحافظ على الصلوات في المسجد وخاصة الفجر رغم بعد المسجد ولا يخفى عليكم الحال في بلاد الغرب. عدت إلى البلاد والكل كان ينتظر أن يتقدم أهلي للخطبة الرسمية (أنا الآن 21 والفتاة أنهت سنة أولى في الجامعة) . عندما عدت ورأيت وضع أهلي عرفت أنه لا يمكن أن يحصل أمر في هذا العام. بيتنا كانت السلطات الاسرائيلية تريد هدمه ووضع والدي الذي يعيش عندنا (بالتهريب) وأمور أخرى لا يتسع لها المجال منعت كلها من ذلك..حاولت إقناع والدتي بالحديث مع والدة الفتاة فقط. لكنها أصرت على ألا تفعل. أخبرتها بأن أهلها يعرفون، فطلبت مني أن أعطيها آخر فرصة، أي عام آخر، وسمحت لي حتى بالحديث مع الفتاة إن لزم الأمر لإقناعهم. كان لا بد مني أن آخذ زمام الأمور بيدي؛ لأبين لهم أني لا أتهرب من المسؤولية، فوالله لم أخف على نفسي أن يقال كذب أو وعد وأخلف. ولكن خشيت أن يقال هذا حافظ القرآن فلا عجب بفعل غيره، أنا الآن أدرس الطب في ألمانيا. وأنا والله لست براض عن الطريقة التي سارت بها الأمور. وضميري لا زال يؤنبني، أعلم أني سلكت أو أجبرتني الظروف على سلوك طريق غير مستقيم بعض الشيء فيما يتعلق بالأمر، لكن أرجو من الله أن يغفر لي ويعفو عني وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن ييسر للأخ أمره، ويعينه على الوفاء بوعده مع هذه الفتاة وأهلها، وما ذكر من أمور تحول بينه وبين الوفاء معهم لا يؤاخذ عليها شرعا؛ لأنها خارجة عن قدرته ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها، واتقوا الله ما استطعتم. ولا يلام عليها عرفا. ولا ننس أن ننبه الأخ إلى أمرين مهمين:
الأول: أن يعلم أن الفتاة أجنبية عنه فلا يجوز له الكلام معها إلا لحاجة. ثانيا: أن يعلم أن الفتاة ليست كالشاب، في إمكانية الزواج، ونعني بذلك أن الشاب يتمكن من الزواج في أي وقت ولو تأخر به العمر، أما الفتاة فإنها تقل نسبة إمكانية زواجها كلما تقدم بها العمر، فليتنبه لهذا. ونسأل الله له التوفيق والسداد وأن يصلح حاله وأحوال شباب المسلمين جميعا. ونوصيه بكثرة الدعاء والالتجاء لله تعالى أن يقدر له ما فيه الخير وأن يرضّيه به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1428(13/3217)
معالجة الاختلاط بين الأقارب
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو رأي الشرع عند إجراء مكالمة هاتفية بين زوجي وأهله للسؤال عنهم أن يتم طلبه من قبل زوجة أخيه مثلاً أو ابنه خالته للسلام عليه فإما أن يتم طلبه مباشرة أو إعطاء الهاتف من قبل والديه لقريباتهم من غير المحارم لإلقاء السلام والسؤال عنهم، وهل يجوز لزوجة أخيه بأي حال أن تطلب الكلام مع شقيق زوجها بمناسبة وبدون مناسبة أو فتح حوار كما جرت العادات والتقاليد فهي وغيرها من القريبات بمثابة أخته أو كما يقال تربينا مع بعض أو هو أصغر مني وتوقف الزمن لديهم عند سن معين ولم يلاحظوا أن هذا الشاب كبر وتزوج ولديه أطفال فما حدود العلاقه بين الزوج وقريباته وزوجات إخوانه وأنا أتكلم عن غير المحارم طبعا، وهل يجوز أن تقوم الأم بإعطاء الهاتف لفلانة من الحاضرين عندها ليسلم عليها، وكيف نقوم بتصحيح هذا الوضع وتوصيل المعلومة خصوصا للكبار لأننا بذلك نكسر العادات والتقاليد والأعراف القائمة حتى الآن، إن فلانه ليست غريبة، وفلانه تربت معه، وفلانه مثل أمه، وفلانه مثل أخته، وهذا الوضع بصراحة يضايقني جداً علما بأن زوجي أحيانا يحرج من أهله بسبب هذا الموضوع.
فما هو الحل برأيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل امرأة ليس بينها وبين الرجل محرمية من نسب أو رضاع أو مصاهرة فهي أجنبية عنه مهما كانت العلاقة والصلة بينهما ومن ذلك زوجة الأخ وبنت الخالة وغيرهما، وقد بينا حدود وضوابط معاملة الرجل للمرأة الأجنبية عنه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 77087، 34567، 15406، 15218، 30839، 29848.
وخلاصة القول أنه لا بد من مراعاة الضوابط الشرعية في معاملة الرجل للنساء الأجنبيات عنه، فإذا أراد زوجك محادثة زوجة أخيه أو بنت خالته أو غيرهما ممن لسن بمحارمه فلا بد أن يتقيد في حديثه بضوابط الشرع، كما بيناها في الفتاوى السابقة، وكثير من العادات والتقاليد لا تراعي تلك الضوابط، ولكن لا اعتبار لتلك التقاليد، كما قال العلامة محمد مولود اليعقوبي:
والعرف إن خالف أمر الباري * وجب أن ينبذ بالبراري.
إذ ليس بالمفيد جري العيد * بخلف أمر المبدئ المعيد.
لكن لا بد من مراعاة الحكمة والرفق في مجابهة ذلك وتغييره وبيان الحكم الشرعي بأسلوب هين لين حكيم للزوج وغيره، فذلك أدعى لقبول القول واستماع النصح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو الحجة 1428(13/3218)
حرمة ممازحة الرجل للأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي تغيرت ولا تحبني أمازح أخواتها وأنا أقيم معهم، كيف أتعامل معها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي السؤال غموض لكن إن كان المقصود بالأخوات أخوات المرأة فلا يجوز لهذا الرجل ممازحتهن أو مخالطتهن إن لم يكن محارم من الرضاع، بل لا بد من ضبط تعامله معهن بضوابط الشرع من عدم الخضوع بالقول وعدم الخلوة والنظر المحرم وغير ذلك، وللمزيد من ذلك انظر الفتوى رقم: 75690، والفتوى رقم: 19493.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1428(13/3219)
إعجاب الزوجة برجل ورغبتها كون زوجها مثله
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: هل نحن محاسبون على أحلامنا لقد سمعت من شيخ بأن المرأة إذا حلمت برجل غير زوجها يمارس معها الجماع وهذا في الحلم طبعا فتكون قد زنت، وهل المرأة إذا أُعجبت برجل مثل الشيخ وتمنت لو أن زوجها يكون مثله وطلبت منه بأن يربي لحيته ويحسن صوته عند قراءة القرآن، فهل أنا مخطئة بذلك علما بأنه يغضب ويغار جداً عندما أفصح له عن شعوري فأرجوك يا شيخ ماذا أفعل أسكت ولا أقول لزوجي شيئاً علماً بأنه إذا نظر إلى امرأة بالخطأ ورأى منها شيئا أعجبه يطلب مني بأن أتزين مثلها وطبعا أخضع لإرادته وأفعل ما يطلبه مني لكي لا ينظر إلى أي امرأة غيري، فهل أمتنع عن هذه الطلبات مثلما يمتنع هو؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغير صحيح ما قلت إنك سمعته من شيخ بأن المرأة إذا حلمت برجل غير زوجها يمارس معها الجماع تكون قد زنت، وذلك لأن الأحلام ليست من كسب المرء، وليس في طاقة الإنسان دفعها عن نفسه، والله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
وفيما يخص سؤالك عما إذا كنت مخطئة أم لا في حال ما إذا أعجبت برجل مثل الشيخ وتمنيت لو أن زوجك يكون مثله، وطلبت منه أن يربي لحيته ويحسن صوته عند قراءة القرآن ... فجواب ذلك أنك مخطئة بمجرد التفات قلبك إلى غير زوجك، لأن ذلك حرام في الأصل، وتعلق القلب بغير الزوج معصية للرب، وخيانة للزوج لا يرضاها الله تعالى، ولا يقر عليها خلق ولا دين، والله تعالى يقول: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ {النساء:34} .
وليس من شك في أن طلب تربية اللحية من الزوج وتحسين الصوت بالقرآن هي أمور حسنة لو لم تقترن بالتفات قلب المرأة إلى غير زوجها، كما أنه من الخطأ أن ينظر الزوج في زينة النساء، ولكنه على أية حال، لو طلب من زوجته أن تتزين له بأي نوع من الزينة المشروعة لم يكن لها أن تمتنع من ذلك بحجة أنه لم يمتثل ما طلبته منه بسبب الغيرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو القعدة 1428(13/3220)
ضابط الخلوة عند الفقهاء
[السُّؤَالُ]
ـ[بارك الله فيكم ونفع بكم ... أنا طالب متميز خاصة في مادتي الرياضيات والفيزياء ولله الحمد والمنة لذلك كثيراً ما يطلب مني أصحابي وجيراني أن أشرح لهم بعض الدروس في هاتين المادتين، طلب مني جاري أن أشرح لابنته بعض الدروس، وابنته فتاة محتشمة ومحجبة لكن المشكلة أن والدها كثير الغياب عن المنزل، فهل تنتفي خلوتي بها بحضور والدتها معنا أو أخيها الذي لا يتجاوز عمره 6 سنوات؟
لقد كثر عدد من يطلبون من المساعدة خاصة من زملائي. وكنت في البداية لا أتوانى عن ذلك لأنني أعتبر ذلك من شكر النعمة التي أنعم الله بها علي. لكن الظرف الآن يقتضي مني مزيد تفرغ إلى الدراسة. إنني أذاكر إلى ساعات متأخرة. والحمد لله أنا أضيع صلاة الفجر في المسجد. وأنا الآن أشعر بالإرهاق. فبما تنصحوني بارك الله فيكم. أأعتذر عن مد العون أم أتوكل علي الله وأوافق على مساعدتهم.
أنا والحمد لله أحفظ الآن نصف القرآن لكن مقصر في مراجعته لكثرة مشاغلي وأخشى عليه من أن يتفلت. أرشدوني إلى أقل مقدار أضمن به بقاء حفظه.
كما أنني لا أجد أثرا للقرآن في نفسي من تقوى ومخافة لله. فماذا أفعل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تحمد الله على ما أعطاك من النعم فإن الشكر هو قيد النعم، والشكر هو استخدام النعم فيما يرضي الله، واعلم أن مساعدتك زملاءك في المذاكرة بالقدر الذي لا يضرك ولا يشغلك عن واجباتك الأساسية من أهم الوسائل التي تساعدك على تثبيت معلوماتك وفهم ما يشكل عليك، ولا تنسى أن الله يعين من أعان الناس، وتذكر الحديث: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. والحديث: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.
وأما مسألة البنت فلا شك أن الاحتياط دائماً هو البعد عن مخالطة البنات لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والنساء من حبائله التي يصطاد بها الناس، ولذا جاء في الحديث: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.
وتحرم الخلوة بالنساء وكل ما يثير الفتنة، ويجوز في الأصل تدريس من لا تخشى بها الفتنة ولا تخشى عليها إذا كانت بلباس يستوفي ما هو مطلوب شرعاً، هذا مع عدم الخلوة وغض البصر عن محاسنها وعدم الكلام المشتمل على المزاح وعدم خضوعها بالقول وترخيمها صوتها وغير ذلك مما فيه ريبة.
وضابط الخلوة عند الفقهاء هي كل اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، وقد ذكر النووي رحمه الله أن الصبي الذي لا يستحيى منه لصغره لا تنتفي به الخلوة، وقد مثل له بابن سنتين وثلاث، وعليه فإن حضور أم الفتاة مانع من الخلوة وكذا إن كان الصبي مميزاً يستحيى منه، والأولى هو الاعتذار لهم لأن هذا غير متعين وقد يجدون طالبة ممتازة أو مدرسة تساعد بنتهم، وأنت يخشى عليك وأنت شاب من أن يستدرجك الشيطان لطريق الغواية، وراجع للمزيد في الموضوع وفي مسألة مراجعة وتثبيت القرآن والتأثر به الفتاوى ذات الأرقام التالية: 101950، 99790، 56083، 36423، 15383، 9431، 75950، 76374، 21669، 49327، 31173، 57130، 54191.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو القعدة 1428(13/3221)
حكم انفراد الرجل بأجنبية عنه في مكان عام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تعد خلوة جلوس رجل مع امرأة في غرفة انتظار مثلا أو.... أي في مكان عام ربما يدخل إليه الناس في أي لحظة؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يعد ذلك خلوة محرمة، لكن الأولى والأحوط تركه قطعاً لأسباب الفتن ونزغات ووساوس الشيطان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الموسوعة الفقهية ما معناه أن انفراد الأجنبيين بمكان يخفى فيه بنظرهما وصوتهما على الناس محرم لدى بعض أهل العلم، وقيد ذلك بعضهم بالأمن من دخول ثالث، فإن لم يؤمن دخوله كما هو الحال في غرف الانتظار ونحوها، فلا يكون محرماً، لأنه ليس خلوة، وقد ذكر البجيرمي أن ضابط الخلوة المحظورة بين الرجل والمرأة هو: اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة. قال الهيتمي في تحفة المحتاج: وفي التوسط عن القفال لو دخلت امرأة المسجد على رجل لم تكن خلوة لأنه يدخله كل أحد. انتهى.
وهذا يفيد كون تلك الأماكن ليست من الخلوة المحظورة لعدم تحكم واردي تلك الغرف من أبوابها والداخلين إليها، ولعل هذا هو الراجح، لكن الأولى دائماً والأحوط لهما معاً عدم ذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العرق، وقد يزين لهما المواعدة والحديث وغير ذلك مما هو محرم، وللمزيد في الموضوع انظر الفتوى رقم: 60438.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1428(13/3222)
الاختلاط بين الرجال والنساء في مذهب مالك
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي حدود الاختلاط العائلي حسب مذهب الإمام مالك، وما العمل إذا أصرت العائلة عليه رغم جلاء الضرر منه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الرجال والنساء على الوضع الشائع الآن محرم عند المالكية وعند غيرهم، ولا فرق بين أن يكون هذا الاختلاط في إطار العائلة الواحدة أم لا، ما دام في المجلس رجال أجانب، قال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في رسالته وهو يبين أحكام الوليمة: ولتجب إذا دعيت إلى وليمة المُعْرِس إن لم يكن هناك لهو مشهور ولا منكر بين. قال النفراوي في شرحه الفواكه الدواني معلقاً: ولا منكر بين أي مشهور ظاهر، كاختلاط الرجال بالنساء. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1428(13/3223)
علاقة شاب بفتاة بنية صافية صادقة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة تبلغ 15 عاما أسكن في إسرائيل وأنا عربية مسلمة قبل عام ونصف تعرفت عن طريق الإنترنت على شاب حسن الخلق والمظهر بدأنا نتعرف وأُعجبنا ببعصنا البعض واتخذنا قراراً بأن نكمل هذا المسار حتى النهايه لأننا نريد بعضنا وحتى الآن أنا أحبه لدرجه الجنون، أنا فتاة محجبة ومقيمة لصلواتي أرسلت له صوري أنا شقراء وشكلي يثير الفضول في بلدي لقلة الشقراوات لكنني سترت جمالي لأسباب دفعتني لذلك وعندما رأى الصور أراد أن يرى شعري فلم أقبل فلكي يستغل نقطة ضعفي أنني أحبه قال لي أنت قلت أنه محرم علي رؤية شعرك وأنت لا تعرفين أنه حرام أن نتكلم عبر الإنترنت أصلاً، لكن ما الحرام وأنا أحبه ولا أريد أي إنسان سواه أنا بحاجة لأي مساعدة من أحد يفهم شرائع ديننا أنا لا أريد سواه وأريد بناء مستقبلي معه هو قال إنك أنت لي فلا يهم أن رأيت شعرك قلت له صحيح، ولكن أنت محرم علي ولا يجوز لك ذلك، أمي وأبي وإخوتي الكبار يدرون بهذه العلاقه وهم يضعون ثقتهم بي لأنني فتاة أوعى من سني وأنا دخلت هذه العلاقه بنية صافية ولا تستغربون إن قلت أنني أستطيع أن أصبر وأتحمل حتى النهاية، ولكنني لا أفهم هل إن كنت أحبه وأريده حرام علي أن أتكلم معه عبر الإنترنت بنية صادقة وصافية؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز إقامة علاقة صداقة بريئة مع ذلك الفتى أو غيره عن طريق الإنترنت أو غيرها فكل ذلك محرم، ووسيلة للوقوع فيما هو أعظم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك قطع تلك العلاقة الآثمة معه فوراً ولو كانت بنية الزواج، لما بيناه في الفتوى رقم: 10522، والفتوى رقم: 11507.
ولا يجوز لك محادثته وإقامة أي علاقة معه في الإنترنت أو غيرها، وإن كان صادقاً ويبغي الزواج منك حقاً، فعليه أن يسلك السبل الصحيحة لذلك فيطلبك عند ولي أمرك ويعقد عليك عقد نكاح صحيح، ولا حرج في رؤيته لك عند الخطبة، بل يستحب له ذلك لأنه أدعى للألفة، وقد بينا ما يحل للخاطب نظره من المخطوبة في الفتوى رقم: 5814، والفتوى رقم: 49112.
والذي ننصحك به هو قطع تلك العلاقة مهما كان غرضها وطبيعتها لما قد تؤدي إليه من المفاسد العظيمة، فالشيطان قد يستدرجك بها إلى ما هو أعظم، فإنه يوم أزل أبوينا وأخرجهما من الجنة قاسمهما إنه لهما لمن الناصحين، فالنجاة من غوايته إنما تكون بالحذر منه وقطع الأسباب التي قد يتسلل منها إلى المرء، والفتى إن كان صادقاً في دعواه عليه أن يبرهن على ذلك بطلب يدك من ولي أمرك ويعقد عليك عقد نكاح شرعي. وإلا فهو كغيره من الأدعياء الذين يمتهنون تلك الأمور للوقيعة بالغافلات المؤمنات. فالحذر الحذر من أولئك ومن شر تلك الوسائل، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، ويرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وتسعد به نفسك، ويطمئن إليه قلبك، ويعفك عن الحرام؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو القعدة 1428(13/3224)
الدخول على المغيبة وإقامة علاقة معها
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على سيدة متزوجة كل ما بيني وبينها أني أخاف عليها من أي شيء لأنها تعيش مع أولادها والزوج خارج مصر ولا أستطيع البعد عنها ولا يوجد بيني وبينها أي شيء آخر غير الاحترام والخوف عليها وعلى أولادها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت المرأة المذكورة ليست من محارمك فهي أجنبية عنك لا يجوز لك الخلوة بها، فقد ورد النهي عن الخلوة بالمرأة الأجنبية عموماً وعن الغائب عنها زوجها خصوصاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة ... الحديث.
قال النووي في شرح مسلم: المغيبة ... هي التي غاب عنها زوجها والمراد غاب زوجها عن منزلها سواء غاب عن البلد بأن سافر أو غاب عن المنزل وإن كان في البلد. انتهى.
وأما إقامة علاقة معها، فهذه خطوة من خطوات الشيطان قد يستدرجك بها إلى ما هو أشنع، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21} ، فالواجب الحذر من ذلك وتجنب أي قرب منها يفضي إلى الوقوع في الحرام من خلوة أو نحوها، ولو كان بغرض حمايتها، فإن كان ثم حاجة للكلام معها، فلا بأس بذلك في غير خلوة وبشروط تجدها في الفتوى رقم: 8890، وقد سبقت فتوى في عدم جواز مصادقة الرجل للمرأة وهي برقم: 11945 فنحيل السائل إليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1428(13/3225)
الحب قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الحكم في من يحب، ويرغب الزواج بعد ذلك، عمري 17 سنة، وعمرها 16سنة وستنتهي مدة الدراسة بعد 5سنوات، فهل هذا حرام أم ماذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى حول حكم الحب بين الرجل والمرأة قبل الزواج، فانظر الفتوى رقم: 33115، والفتوى رقم: 44940.
وإننا نوصي الأخ السائل أن ينشغل بدراسته ويصرف قلبه عمن يحب، فقد يجره حبه لها إلى ما لا تحمد عقباه من الوقوع في المعاصي والفشل في الدراسة، ثم إذا أتم دراسته فلا مانع أن يتقدم لخطبتها إذا كانت ذات دين وخلق، ولو استطاع زواجاً قبل إكمال الدراسة فإن ذلك حسن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1428(13/3226)
اطلاع البنت على عورة أبيها المريض عند الضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ.. أنا والدي كبير في السن وهو مريض ولديه ابن يسكن بعيدا عنا، في رمضان أصيب بإسهال حاد وقمت أنا في الليل وأختي بتنظيفه وكشفنا عنه، وقالت إحداهما إن ذلك حرام ولا يجوز ذلك مع وجود أخينا، فلا بد أن نتركه كذلك حتى الصباح عندما يأتي ابنه، فهل ذلك صحيح، وهل يجوز لنا أن نكشف عن أبينا إذا دعت الضرورة؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من شك في أن إزالة الأذى عن الأب العاجز عن فعل ذلك بنفسه يعتبر من القرب المؤكدة، كما أنه من الممنوع شرعاً أن ينظر المرء إلى عورة غيره أو يمسها، سواء كان أباً أو أخاً أو غيرهما من المحارم، لقول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:31-32} ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود.
والذي يصح أن يتولى مثل هذا هو الزوجة إن وجدت، ولا يجوز أن يتولاه غيرها سواء كان ابنا أو بنتاً، فإن لم تكن له زوجة كان الابن أو غيره من الرجال أولى به من البنت، وإذا لم يوجد من الرجال من يقوم به، فلا حرج على البنت في أن تتولاه، لأن الضرورات تبيح المحظورات، والحاجة تنزل منزل الضرورة.
وعليه فليس عليكما من إثم فيما فعلتماه طالما أنه لم يوجد من يفعله غيركما، أما إبقاء الوالد يتقلب في النجاسة طول الليل كله انتظاراً لمجيء ولده صباحاً فما نظن أن عاقلا يقول به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1428(13/3227)
خطورة العلاقة بين الجنسين بغير زواج شرعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة أبلغ من العمر 20 سنة وأنا أعيش مع أسرة مسلمة والحمد الله، المشكلة وهي قبل 6سنوات كنت أتابع دراستي في المغرب كنت مجتهدة وطموحة وفي ذلك بدأ يلاحقني شاب ويقول إنه يحبني وكلاما فارغا فأنا لم أصدقه ورفضته وعلم أصدقائي بهذا الأمر وبدؤا يصرون علي بأن أقبل به كصديق ومع إلحاح أصدقائي وافقت وقلت له لن أذهب معك إلى أي مكان من غير طرق المدرسة ووافق على هذا الحال واستمرت هكذا سنتين حتى بدأت أشعر بأني أحبه لأنه لطيف معي، ولكن في ذلك الوقت قرر أبي أن نرحل معه إلى إسبانيا وكان فراقا صعبا بالنسبه لنا وبدأت حياة جدبدة بالنسبة لي في عالم غيرعالمنا ولكن حبنا لديننا كان أقوى من كل شيء فتعرفت على صديقات هن أحسن بكثير من اللواتي يعشن في بلدي المسلم متحجبات ويذهبن للمسجد وانقطعت عن التكلم مع ذلك الشاب حتى اتصل بي هو وبدأنا نتكلم في الهاتف وعندما عدت إلى بلادي لأقضي عطلة الصيف تكلمنا وقال لي بأنه يريد خطبتي ووافقت جاء أهله إلى منزلنا ووافقت عليه أسرتي، ولكن الآن أشعر بالندم الشديد على ما فعلته من إثم ومعصية وأنا الآن حائرة من أمري لا أجد من يرشدني إلى الصواب فأنا علمت أن علاقة بين الجنسين حرام فماذا أفعل لكي يرضي الله عني فأنا اصلي صلاتي وأحفظ القرآن وارتدي حجابي رغم الصعوبات التي أجدها في الشارع وفي البحث عن العمل، ولكن أنا أحب ديني فأرجوكم ماذا أفعل أفتوني جزاكم الله خيراً، وأرجو أن تقرؤا رسالتي فأنا بحاجة إلى المساعدة؟ وشكراً لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من أن لك أصدقاء كانوا فيما يبدو سبباً في قبولك صداقة ذاك الشاب الذي قلت إنه بدأ يلاحقك منذ فترة.. وما ذكرته من قبول ذلك الفتى كصديق لك، وما ترتب على تلك الصداقة من شعورك بحبه ... وما ذكرته من أنكما بعد السفر والانقطاع بدأتما تتكلمان في الهاتف.. ثم ما حصل خلال عطلة الصيف من لقاء وكلام بينكما.. نقول: إن كل هذا يعتبر أخطاء منك يجب أن تتوبي إلى الله منهما، فإن العلاقات بين الجنسين خارج رابطة الزواج الشرعي فيها من المفاسد ما لا يخفى.
كما أن الكلام بين الأجنبية والأجنبي لا يجوز إلا لحاجة أو ضرورة وبشرط التقيد فيه بضوابط الشرع، فالله تعالى يقول للمسلمين في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53} ، فإذا كان هذا في شأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والمخاطبون لهن هم أصحابه رضي الله عنهم وهن لهم أمهات، فما بالك بغيرهن وغير الصحابة؟ ويقول جل من قائل: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب: 32} ، إلا أن ما ذكرته من الندم الشديد على هذا الأمر يعتبر بداية جيدة للتوبة، فالتوبة شروطها الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم أن يعاد إليها، وإذا تحققت شروط التوبة فإن الذنوب بها تغفر إن شاء الله، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف، ونسأل الله تعالى أن يصلح حالك ويتم لك ما أردت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1428(13/3228)
حكم مصادقة الفتاة للشباب بحسن نية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا باختصار كنت حابة أسأل عن حكم البنت التي تصاحب شبابا سواء كانت سترتبط بشاب منهم أو لا.. ولو كانت عندها صديق أو أكثر يعني صداقة بريئة يتبادلون المعرفة بكل محبة واحترام.
سواء بشئون علمية او دينية وتحكي معهم على الجوال والنت يعني هل هو حرام؟ مع العلم أن أهلها عارفون وواثقون ببنتهم.. هي حاليا ألغت كل علاقاتها بأي أحد حتى تتأكد مع نية أنها غير ناوية ترجع للأمر لكن كانت حابة تعرف إذا الذي كانت تعلمه أغضب ربنا وكيف تتصرف بالضبط.. أرجو تدعيم الجواب بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وشكرا لتعاونكم معنا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز للفتاة المسلمة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها، فهذا من فعل الجاهلية، وهو ذريعة للوقوع في الفاحشة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر هذه الفتاة في حرصها على معرفة الحكم الشرعي وحرصها على البعد عما يسخط الله تعالى. ولتعلم أنه لا يجوز لها أن تكون على علاقة صداقة مع أجنبي عنها، وقد كان من شأن الجاهلية اتخاذ الصديقات، فأبطل ذلك الإسلام. قال الله تعالى: وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ. {سورة النساء:25}
فمثل هذه العلاقة محرمة في أصلها، ولا اعتبار لكونها بحسن نية، أو لكونها بمعرفة الأهل. ثم إن هذه العلاقة ذريعة للشيطان يجر بها إلى ما بعدها، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ. {سورة النور: 21}
والواقع خير شاهد فالواجب الحذر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1428(13/3229)
حكم تواجد المرأة مع أخرى بحضرة رجل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لامرأة أن تعمل فى عيادة التوليد، هذه العيادة مكونة من طابقين، الطابق الأرضي فيه الحارس والطابق الأول فيه قابلة وامرأة تنظف، أحيانا لا يكون المرضى في العيادة، هل في هذه الحالة تعتبر هذه القابلة والمنظفة في حالة خلوة مع هذا الحارس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر – والله أعلم – أنه لا حرج في عمل هذه المرأة في هذه العيادة لأن الخلوة المحرمة تنتفي بوجود امرأة أخرى بشرط أن تكون هذه المرأة موثوقا بها، هذا هو الراجح، وفي المسألة خلاف يمكن مراجعته بالفتوى رقم: 101564.
ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوتين: 9786، 99790. ... ...
والواجب على المرأة أن تجتنب في مكان عملها وفي غيره كل ما هو من أسباب الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1428(13/3230)
جواب شبهة حول قوله تعالى (..خلقناكم من ذكر وأنثى..)
[السُّؤَالُ]
ـ[قال تعالى (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) ... ... ... ... ...
هل تعني هذه الآية أنه يجوز للأنثى الاختلاط بالذكور قصد التعارف والتناقش في مواضيع تهم العامة مع العلم أن الفتاة في هذا العصر إذا تكلمت اليوم مع واحد غدا تراها مع ألف.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المراد بالتعارف هو أن ينتسب الشخص إلى قبيلته فيتعرف عليه من يريد معرفته، فقد تكون بينهما قرابة أو علاقة ما، فالمراد أن يعرف بعضهم بعضا لا أن يتفاخروا بالأحساب والأنساب، لأن الأكرمية إنما تكون بالتقوى كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. {سورة الحجرات 13}
وأما الاختلاط بين النساء والرجال الأجانب فالأصل هو البعد عنه لما يخشى في حصول الفتنة عند اختلاطها؛ ولذا ندب الشارع النساء للقرار في بيوتهن وعدم السفر إلا مع من يحميهن من محارمهن، كما ندب المرأة لو صلت في المسجد أن تبتعد عن الرجال، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها. رواه مسلم.
وأما الاختلاط الذي يحصل في المدارس وفي التجمعات لنقاشات المواضيع ففيه عدة محاذير منها بروز المرأة بادية المحاسن أمام الأجانب، ونظرهم إليها كما يحصل في الحوارات مزاح أو خضوع بالقول أو خلوة وكل هذا محرم شرعا. أما إذا روعيت الضوابط الشرعية في لقاء النساء مع الرجال، ومنها الستر وغض البصر وعدم الخلوة والخضوع فهو مباح في الأصل.
وراجعي الفتاوى التالية: 100432، 46564، 60840، 48092، 99207، 97147، 3859، 71110، 71045، 61092،.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1428(13/3231)
مسائل حول الخلوة وما تنتفي به
[السُّؤَالُ]
ـ[اطلعت على ما كتبتم حول الاختلاط وحرمة الخلوة بأجنبية.
السؤال: ما هو ضابط الخلوة.
هل وجود شابين، (صاحب المنزل وخادمه) مع شابة أخرى (الخادمة) يعتبر خلوة؟
هل يشترط وجود امرأتين مثلا؟
ماذا لو كانت إحداهن نصرانية، لكن ملتزمة بدينها، هل تنفي الخلوة إذا اجتمعت تلك مع أخرى مسلمة وشاب معهما؟
هل يشترط وجود امرأتين، أم يكفي الأب مع ابنه مثلا مع وجود خادمة في المنزل عند غياب الأم؟
أرجو التوضيح ووضع الضوابط الشرعية لعموم البلوى في مثل تلك الحالات، خاصة عندما تترك الأم المنزل لمشوار مثلا، تاركة الخادمة وزوجها وابنها.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فالخلوة اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، ووجود رجل أو امرأة ثقة ينتفي به الخلوة على الصحيح، والصبي المميز له حكم البالغ.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلوة عرفها الفقهاء بأنها اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة كذا في الموسوعة الفقهية وغيرها.
وأماعن حكم وجود أكثر من رجل مع امرأة أو العكس وهل يعتبر خلوة فسبق الخلاف في هذه المسألة في الفتوى رقم: 31014.
وفيه ترجيح انتفاء الخلوة بذلك وجواز ذلك إذا أمنت الفتنة، والصبي المميز له حكم البالغ في انتفاء الخلوة بوجوده كما سبق في الفتوى رقم: 22211.
أما النصرانية فلا تنتفي بها الخلوة، لأن شرط المرأة التي تنتفي بها الخلوة أن تكون ثقة.
قال في حاشية الجمل من كتب الشافعية رحمهم الله: يجوز خلوة رجل بامرأتين ثقتين يحتشمهما، وهو المعتمد.
وتراجع الفتوى رقم: 50082.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو القعدة 1428(13/3232)
حكم دعوة الأجنبية إلى طعام وتقديم هدية لها
[السُّؤَالُ]
ـ[إنني من أصل يمني ومغترب في بريطانيا لمده 3 سنين تقريبا....
وأعيش في مدينه تسمى شفيلد.
إنني من أسرة ملتزمة ومتحضرة في اليمن وجئت إلى بريطانيا لطلب العلم وتحقيق ما أصبو إليه، وفي سنتي الأولى في الجامعة وبالصدفة تعرفت على فتاة عراقية تبلغ من العمر 20 سنة وهي من مواليد بريطانيا وعاشت حياتها في بريطانيا وترعرعت هناك، كما أنها طيبة من خلال ما لحظت، وكما أنكم تعرفون كيف ألأوضاع في الدول الأجنبية، وكما أنني سمعت أنه يجب أن نتعايش مع الزمن أو المكان الذي نعيش فيه،
عندما تعرفت على هذه الفتاة كان في بداية شهر رمضان 2007 الذي ولى، ونسأل الله أن يبلغنا رمضان القادم إن شاء الله.
في تلك الأثناء كانت تقوم بجمع بعض التوقيعات من الطلاب لفعل الخير ولا داعي لأن أدخل في التفاصيل.
قمت بواجبي وبعدها بدأت أتحدث معها بالأسئلة التي يبدأها الناس بالتعارف وبعدها ذهبت في حالي وتمنيت أن ألقاها مجددا، بعد ذلك بأيام ذهبت إلى مكتبة الجامعة لأتصفح الإنترنيت وأراجع بعض الدروس، وبالصدفة التقيتها وسلمت عليها وأخذت المقعد الذي كان بجانبها، وبدأنا نتحدث وكان غرضي أن أتعرف عليها أكثر لغرض كان في نفسي ألا وهو أن أتقدم لخطبتها على سنة الله ورسوله.
من خلال حديثنا عرفت أنها من مدينة تدعى مانشستر وجاءت إلى شفيلد لغرض العلم، وكما أنها في سنتها الثانية في الجامعة فإنها تسكن مع صديقتها وهي من قطر، ولها صديقة يمنية وهما قريبات جدا إليها وكما علمت أنهما متدينات والحمد لله.
وعلمت أيضا أنها بدأت تلتزم وتتدين في السنوات الأخيرة..
المهم التقيت بها عدة مرات في مكتبة الجامعة ومعظمها كانت بالصدف وكنت أحمد الله على تلك الصدف وكأنني أحس أن الله يبلغني مرادي، في أيام العيد سألتها إذا كان من الممكن أن أعزمها على الغداء في أحد المطاعم حتى أنتهز الفرصة وأفتح الموضوع خلال تلك الوجبة، لكنها لم توافق لأنه لا يحق لها أن تخرج معي، فنسيت ذلك الموضوع تماما لأنها كانت على صواب، وبالصدفة عرفت أن عيد ميلادها كان قريبا مع الرغم أننا لانحتفل بهذه الأعياد إلا أنني أردت أن أشتري لها شيئا لأعبر لها عما في داخلي وتفهم مقصودي، وفعلا اشتريت لها (سلسلة من ذهب) وأعطيته إياها ولم تكن تعرف ما بداخل ذلك الكيس.
لم أرها بعد ذلك لعدم ذهابي للجامعة وبعد ذلك التقيتها وقالت لي إنني أبحث عنك لأرد لك هديتك!! فتفاجأت حينها وقالت لي إن هذه الهدايا لا يتبادلها الأصدقاء وإنما غير ذلك وكان مقصودها الخطاب أو المتزوجين، وقلت لها هذا ما كنت أصبو إليه، ولكنها أصرت بعصبية أن آخذ الهدية أو قيمتها لأن الشيء الذي قمت أنا به حرام ولا يرضي الله، كما أنها لم تحب الطريقة التي تعارفنا بها، وحاولت أن أشرح لها أنها كانت الطريقة الوحيدة للوصول إليك، فلا أدرى أين تسكنيين ولا أعرف من هم أهلك، فحاولت أن آخذ رأيك مسبقا قبل أن أبدأ أي خطوة، ولكنها تغيرت تماما عن الشخص الذي كنت أعرف ومن خلال مناقشتي لها عرفت أنه ليس قرارها وإنما قرار صديقاتها.
كما أنها أشارت إلى أنني لست إنسانا ملتزما من خلال ما قمت به، ولا أدري والله هل ما قمت به كان خطأ مع أن نيتي كانت طيبة وهو التقدم لخطبتها.
لم أشأ أن أخرج عن حدودي وأجرحها إذا تكلمنا عن الأمور الدينية، مع أنها لم تراع مشاعري وكأنها تقول لي إنها الشخص الذي يقوم بما أمر الله به وأنا لا أقوم بذلك.
قلت لها إذا أردت أن تعرفي من أكون اذهبي وأسألي عني في مسجد الرحمن وبالذات إمام الجامع فهو يعرفني تماما.
حاولت أن أتعامل معها حسب الطريقة التي تفكر بها وقلت، هل هذا الشيء الوحيد الذي تعلمتيه من الدين، أما عرفت أن الدين يدعو إلى التسامح والرحمة والعفو عن الآخرين إذا أخطؤوا.
كما أود أن أقول لكم إنني من شباب صناع الحياة في مدينة شفيلد، ومن الشباب الذين يقومون بالمسابقات والمشاركات في مسجد الرحمن.
لدى سؤالان:
1- بالنسبة للعزومة التي كنت ناويا أن أعزمها وذلك لغرض فتح موضوع الخطوبة.
2- الهدية التي اشتريتها لأعبر لها عن مشاعري تجاهها حتى تسهل لي فتح موضوع الخطبة.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد لما فيه عمل الخير.
وأتمنى أن تردوا علي بأسرع وقت.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبارك الله فيك وحقق لك ما تصبو إليه من العلم النافع، وثبتك على التزامك وتمسكك وعلى الخير الذي أنت عليه، وقد أحسنت حين ارتبطت بذلك المركز الإسلامي، وننصحك بتقوية صلتك به، فإنك ما زلت بخير في تلك البلاد ما ارتبطت بجماعة مسلمة وعمل إسلامي، وينبغي لك الرجوع إلى أهل العلم هناك وأهل الصلاح في كل ما يشكل عليك، وننصحك بالزواج إن تيسر لك حتى تأمن على نفسك أسباب الفتنة، وتحصن نفسك من مزالق الشيطان وغوايته، لا سيما في البلاد التي أنت فيها.
وننبهك إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يتنازل عن شيء من أحكام دينه، أو يرتكب ما حرم الله بحجة التعايش مع المكان والزمان الذي يعيش فيه.
وأما عن علاقتك بتلك الفتاة فاعلم أن الشباب الملتزم لا يطلب إقامة علاقة للتعارف قبل الزواج، وإنما يطرق البيوت من أبوابها بعد السؤال عن الفتاة وعن أهلها، ثم يخطب خطبة شرعية بعيدة عن الريب والتهمة.
فإذا ما كانت هذه الفتاة التي أعجبتك مرضية الدين والخلق، فيمكنك التقدم إلى أهلها لخطبتها والزواج بها وفق الضوابط الشرعية، فإن وافقوا فهذا المطلوب، وإن لم يوافقوا فلا تشغل بالك بها، وابحث عن غيرها.
وهذه هي أسلم طريقة تتبعها في هذا الموضوع، وراجع الفتاوى التالية: 8757، 10561، 18781.
وأما عن حكم إهدائها فقد سبق أن الهدية من حيث الأصل جائزة ومندوب إليها ولو إلى المرأة الأجنبية لكن بضوابط سبق بيانها في الفتوى رقم: 29146، لكن الإشكال في المناسبة التي أهديت من أجلها هذه الهدية وانظر الفتوى رقم: 33968.
وعن حكم دعوتها إلى المطعم فدعوة الرجل للمرأة لحضور طعام أو العكس لا بأس به من حيث الأصل، وانظر الفتوى رقم: 77440.
لكن ليس على حال يحصل فيه خلوة ونظر محرم، وغير ذلك، مما يقع في مثل هذه الدعوات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1428(13/3233)
عدم قدرتك على إقامة علاقات محرمة نعمة تستحق الشكر
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي مشكلة مع الجنس الآخر، وهي أنه يصعب علي التواصل مع الفتيات، فما أسباب هذا الأمر، وما الحل للتخلص منه؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلاقة مع الفتيات والتواصل معهن سبق بيان حكمه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32922، 30991، 17479، 10522.
فانظر أولاً إلى حكم تلك العلاقة، فإذا علمت الحكم علمت أن عدم قدرتك على إقامة تلك العلاقة بالطرق المحرمة وصعوبتها عليك نعمة من الله عليك تستحق منك الشكر، أصلحك الله وألهمك رشدك ووقاك شر نفسك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1428(13/3234)
حكم تحجب الأخت من أخيها خوف الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو أن يتسع صدر فضيلتكم للرد في هذه المسألة بالتفصيل لما لها من أهمية فتاة صغيرة لم تبلغ العاشرة كانت تنام في حجرة واحدة مع إخوتها الصبيان وكان أكبرهم في حوالي الثانية عشر ولكن كل منهم كان في سرير منفرد لضيق المسكن، لاحظت الأم جلوس أحد إخوتها بجوارها وهى نائمة فخصصت لها مكانا للنوم خارج الحجرة رغم ما فيه من مشقة وعملت على ألا تتركهم منفردين.
وبعد حوالي ثلاث سنوات بلغت هذه الفتاة وهى على خلق وتدين وهى منتقبة من أول يوم بلوغ لها برغبتها.
والتزم هذا الأخ بالسنة من لحية وغيرها حوالى سنة وكانت علاقتهم مع بعض طيبة.
وبعد فترة قطعت الفتاة علاقتها بهذا الأخ تدريجيا وأصبحت ترتدي النقاب أمامه دون إخوتها وعندما سألتها الأم عن السبب قالت إنه في حكم الأجنبي بالنسبة لها والسبب أنها تؤكد أنه كان ينظر عليها تلصصا وهى في الحمام وهو كبير.
هي مقتنعة تماما بذلك وهو ينكر بشدة ذلك الفعل ويقول إنه تاب عما ما بدر منه وهو صغير وندم بشدة.
علما بأن هذا الأخ متذبذب في إيمانه وهو حاليا يصلي ويتكاسل عن الصلاة أحيانا ويتحدث مع فتاة أجنبية عنه ويخرج معها.
السؤال ما الحكم لو حدث فعلا منه وما هي حدود علاقتهم ببعض؟
هل تأثم لعدم الكلام معه وتغطية الوجه أمامه؟
أم هذا التصرف سليم منها؟ وهل في ذلك قطيعة رحم أم لا؟
أرجو أن توضح لها فضيلتكم كل هذا بالتفصيل وتنصحها ماذا تفعل؟
وماذا يفعل الأب والأم حيال الابن فهم يعاملونه بالحسنى حتى لا يتحول للأسوأ وهى تغضب منهم لذلك.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما لاحظته تلك الأم من جلوس ذلك الأخ بجوار أخته وهى نائمة ... وما أكدته هي نفسها من نظره إليها تلصصا وهي في الحمام بعد أن صار كبيرا ... وربما غير ذلك من الأمور التي قد لا يكون قد اطلع عليها أحد من أهل البيت ...
نقول: إن هذه الأمور تجعل أن ما قامت به الفتاة من التنقب أمام أخيها ذاك، هو التصرف المناسب، وليس فيه قطيعة رحم.
قال السرخسي في المبسوط: إنما يباح المس والنظر إذا كان يأمن الشهوة على نفسه وعليها، فأما إذا كان يخاف الشهوة على نفسه أو عليها، فلا يحل له ذلك. انتهى.
وقال الباجي في شرح المنتقى: لا خلاف في منعه -أي النظر إلى أحد المحارم- على وجه الالتذاذ والاستمتاع به. اهـ
وخصوصا أن الأخ المذكور -فيما يبدو- غير مكترث بأمر الدين، لما ذكرته عنه من تذبذب في إيمانه، وأنه يتكاسل عن الصلاة أحيانا، ويتحدث مع فتاة أجنبية ويخرج معها ...
ومن هذا يتبين لك حدود العلاقة بين الأخ وتلك الأخت، وماذا على الأبوين أن يفعلاه من الحيلولة بينهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1428(13/3235)
الاختلاط المنضبط بالشرع إذا كان لمقصد دعوي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل هذا من الدعوة للإسلام من شيء: الالتقاء بدعاة في مكان يجلس فيه الرجال على جانب والنساء على الجانب الآخر يرون بعضهم. الملتقى في ألمانيا وهو في الأصل لدعوة غير المسلمين لكن الأغلبية الساحقة من المسلمين؟ أرجو منكم التفصيل جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ليس كل اجتماع بين الرجال والنساء يعد محرما، فوجود النساء والرجال تحت سقف واحد وبدون حائل مع تمايز البعض عن البعض، وأمن الفتنة وعدم المماسة مع غض البصر من الجميع، وستر ما يجب سترة لا يحرم، وعلى ذلك فإن كان ما يحصل على هذا النحو فلا حرج فيه وخاصة إذا حقق مقصدا دعويا بيناً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن مجرد وجود الرجال والنساء في مكان واحد مع وجود تمايز بينهما، وأمن الفتنة، لا يعد اختلاطا محرماً، ولكن يجب مراعاة ضوابط الشرع من غض البصر ونحو ذلك، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 48092.
وبناء على هذا فإن كل ما يحصل منضبطا بهذه الضوابط فلا حرج فيه وخاصة إذا حقق مقصدا دعويا بينا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1428(13/3236)
التوبة من زنى الكلام
[السُّؤَالُ]
ـ[أبلغ من العمر 26 سنة ويوجد شخص طلبني من أهلي بالحلال أكثر من 3 سنوات وكل ما يتقدم يؤجل والدي الارتباط وكتب الكتاب بحجة أنه ليس لديه جنسية ولكن والدي موافق على ارتباطنا بشرط الجنسية لأنه من ذوي الوثائق ويختلف عن جنسيتي وأصلي فأنا عجمية وهو عربي، وهو حاليا يقوم بإجراءات الجنسية. ولكن سؤالي (أنا وهو كنا نقوم بالحرام ولكن من غير مساس عذريتي وتبت بعدها ورجعنا لها ولكن بعد سفري للعمرة لأكثر من مرة خلال السنة عزمت ألا أكلمه ولا أخرج معه أبدا، ولقد انقطعت عنه لفترة ربما لأنه موجود ببلاد غير بلادي طلبت مني والدتي أن أكلمه ولو بالأسبوع مرة لكي أطمئن عليه وأخفف من غربته، مع العلم أن جميع أهلي وأهله يعلمون بعلاقتنا وهم راضون، ولكن والدي هو المؤخر للموضوع فقط، وخطيبي يأتي لمنزلنا عندما يأتي من سفره ويزورنا بحضور والدتي ووالدته وأهلي، ولكن سؤالي هنا أنني في هذه المرة التي رجعت من مكة ووعدت ربي باني لن أسمح له أن يراني أو يلمس جسدي إلا بالحلال،، تمت بيننا مكالمة هاتفية وحدث بيننا خلال الهاتف الفاحشة (فهل هذا يعتبر زنا؟) هل توجد كفارة، وبعد ما أنهينا المكالمة جلست أبكي من كثرة الخوف من عقاب ربي ومن عظمة ذنبي وأنا خجلة من ربي كثيرا ... أرجوكم ساعدوني لكي أرضي ربي مع العلم بأني لا أستطيع أن أتخلى عن هذا الشاب من كثرة حبنا لبعض وصبره على والدي الذي يرفضه وتمسكه بي وعلاقتنا أصبح لها أكثر من 6 سنين، وفي مرات فكرنا أن نهرب ونتزوج بالحلال ولكنى أخاف من عقوق الوالدين وهو أيضا لا يرضاها لي، ولكن نحن بحاجة لبعض ولا نريد أن نقوم بالحرام أو نتمادى فيه لأننا نحمد ربنا على النعمة التي أعطانا إياها وهي وجودي بحياته ووجوده بحياتي.
أرجو التكرم بالرد علي لأن نفسيتي متعبة جدا وأنا أريد من يوجهني ويساعدني.........]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت أنك كنت تقومين به مع هذا الشاب من الحرام ولو لم يكن فيه مساس عذريتك ...
وما طلبته منك والدتك من تكليمه ...
وما تم بينك وبينه من مكالمة هاتفية قلت إنه قد حدث خلالها فاحشة ...
كله يعتبر منكرا وحراما، والواجب عليك التوبة إلى الله وقطع هذه العلاقة مع هذا الشاب وعدم محادثته على كل حال.
وفيما يخص سؤالك عما إذا كان هذا زنا، فجوابه أنه يعتبر زنا بالمعنى العام الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على بن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. متفق عليه، واللفظ لمسلم. ...
وليس زنا بالمعنى الخاص الذي يوجب الحد الشرعي الذي هو الرجم أو الجلد ... ما لم يحصل مغيب الحشفة في الفرج.
وكفارة ذلك التوبة النصوح وفعل الخيرات والمحافظة على الفرائض واجتناب النواهي.
قال الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114} .
وفيما يخص امتناع أبيك من إتمام الزواج فنقول فيه إن مجرد عدم امتلاك الجنسية ليس سببا شرعيا يرد به الخاطب، فينبغي الاستمرار في محاولة إقناع والدك بإتمام هذا الزواج فإن اقتنع فالحمد لله، وإن لم يقتنع كان لك الحق في رفع الأمر إلى المحكمة الشرعية إن لم يكن رفض والدك له مسوغ مقبول.
واعلمي أن قولك: بأنك لا تستطيعين التخلي عن هذا الشاب، هو قول لا يليق بمسلمة تدعي حب الله وخوف عقابه، بل الذي ينبغي في حقك هو الدعاء بأن ييسر الله لك الزواج من هذا الشاب إن كان ذلك خيرا لك.
وإذا لم يتيسر ذلك فالواجب إقناع النفس بالتخلي عنه كيفما كان الحال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو القعدة 1428(13/3237)
حكم قيام المرأة بتغيير ملابس الشيخ الكبير وتنظيفه
[السُّؤَالُ]
ـ[لا أعرف كيف أبتدئ المهم أنا في حيرة من أمري هل ما قمت به كان صوابا أم تراني قد أذنبت بدون قصد والله إنه اقتناعي بأنه الواجب المفروض علي.
القصة كالتالي أعيش في البيت أنا وأمي وأخ لي أصغر مني أنا موظفة غير متزوجة أساعد أمي في كل أعمال البيت وأقوم بكل لوازم البيت أبي متوفى أحضرت أمي عمها الذي تقدم به السن 90 سنة وتوفيت زوجته لا اولاد له. بعد سنتين أصبح ضريرا ولا يقوى على المشي كنت أقوم بتنظيف ملابسه وبتغيير حفاضاته وكذا بحلق ذقنه المهم أنني كنت أرعاه وكأنه طفل صغير خلال هذه الأثناء لم أعر أي اهتمام ولم أسال نفسي هل الشرع والدين يعتبر ما أقوم به حلالا أم حراما كل ما كان في بالي هو أنه رجل تقدم به السن وهو في حاجة إلى مساعدة مني ومن أمي وكان رحمه الله يحب النظافة كثيرا كثيرا بعد وفاته في يوم من الأيام وأنا أشاهد إحدى القنوات الدينية كان درس من دروس المحارم بعد انتهاء البرنامج سألت نفسي هل كل ما قمنا به أنا وأمي اتجاه عمها هل هو عمل صالح وهل هولنا أم علينا خصوصا وإنني كنت أجرده من ملابسه قصد الغسل والتنظيف والله العظيم لأنه رحمه الله كان يحب الغسل وتغيير ملابسه بين الفينة والأخرى إضافة إلى أنه كان حاملا لكتاب الله فهو إمام سابق كان يقضي ليله ونهاره في سرد القران الشيء الوحيد الذي بقي في ذهنه ولسانه إلى آخر لحظة في عمره.
هذا هو سؤالي جزاكم الله خيرا أريد جوابا عاجلا من فضلك فأنا أخاف أن أكون عملت معصية بدون قصد والله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من شك في أن مساعدة العجزة والمحتاجين فيها من الخير والأجر ما لا يعلم قدره إلا الله تعالى، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بقريب لك، حامل لكتاب الله وإمام سابق، كان يقضي ليله ونهاره في تلاوة القرآن.
ولكن أي أمر لم يكن المرء يعرف حكمه فإنه يجب عليه التوقف عنه حتى يسأل أهل العلم أولا؛ لأنه لا يجوز لامرئ أن يعمل عملا حتى يعلم حكم الله فيه.
وفيما يخص الموضوع المسؤول عنه فإنه من الممنوع شرعا أن ينظر المرء إلى عورة غيره، ما لم يكونا زوجين أو أمة لسيدها الذي يباح له وطؤها، ويستوي في التحريم الأب والأخ وغيرهما من المحارم، لقول الله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور: 31} . وقول النبي صلى الله عليه وسلم: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود.
وقد علمت من هذا أن ما كنت تقومين به غير مشروع في الأصل، ولكنك إذا كنت قد فعلته لعدم إمكان وسيلة أخرى لتنظيف ذلك الشيخ، فإنه لا شيء عليك؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات، والحاجة الشديدة تنزل منزل الضرورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1428(13/3238)
حكم تدريس الأب ابنه في الجامعة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي الإسلام في تدريس الأب لابنه في الجامعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكم تدريس الأب لابنه في الجامعة يستمد من حالة الجامعة التي يريد الأب تدريس الابن فيها، فإن كانت جامعة مختلطة على النحو المعروف في كثير من البلدان، أو كان احتمال الفتنة فيها والفساد قوياً أو نحو ذلك.. لم يكن تدريس الابن فيها مباحاً، وإن كانت الجامعة غير مختلطة كان التدريس فيها مباحاً، وقد يكون مستحباً أو واجباً بحسب المادة المدروسة ودرجة الاحتياج إليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1428(13/3239)
هل من الخلوة ركوب امرأتين مع رجلين في السيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبتي تعمل فى بنك بمدينة 6 أكتوبر وتسكن بشارع فيصل، وعلى الرغم من رفضي لعملها فى مكان بعيد كهذا مع العلم بأني أعمل بإحدى الدول العربية، رفضي نابع من بُعد المسافة.. يوما خرجت فى وقت متأخر وبسبب عدم وجود مواصلات اضطرت لركوب سيارة زميل لها.. مع العلم بأنهم كانوا أربعة 2 رجال، وهي وزميلة لها أيضا ... فهل هذا حرام، وهل هذا يدعوني أن أفسخ الخطبة، فأرجو الإفادة بالله عليكم لأن زواجي بها أصبح بعد أيام فقط.... فأرجو الإفادة؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة المسلمة مأمورة بأن تقر في بيتها، وأن تقوم بوظيفتها الأصلية وهي تربية الأبناء والقيام بشؤون زوجها وعائلتها، فإن احتاجت إلى العمل خارج البيت فعليها أن لا تعمل في مكان تختلط فيه بالرجال، فإن لم تجد غيره، وكانت بحاجة إليه فعليها الالتزام بالضوابط الشرعية مع الالتزام بالحجاب، وعدم التحدث مع الرجال إلا لحاجة، وغيرها من الضوابط، وقد سبق بيانها في الفتوى رقم: 3859.
أما بخصوص ركوب خطيبتك في السيارة مع الرجلين بوجود امرأة أخرى فليس من الخلوة المحرمة، كما في الفتوى رقم: 31014، ولا يستدعي فسخ خطبتها، لكن ينبغي لها أن تجتنب ذلك إن لم تحتج لفعله، وينبغي لها ترك هذا العمل بعد الزواج حيث إنها لن تكون في حاجة إليه لأنك ستقوم بالنفقة عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1428(13/3240)
العلاقة المحرمة بالأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب واحدا بطريقة صعبة وهو كلم أبي لكن أهله رفضوا في هذا الوقت بسببب الدراسة، هذه آخر سنة له، وأنا بصراحة أحبه وأخاف أن يكون ربي ليس راضيا عني، فما حكم الدين في ذلك، علما أني صليت الاستخارة وتعلقت به أكثر، لا أعرف ماذ أعمل، أنا أعرف أن اختلاطي به حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكم الدين فيك هو أنه يجب قطع تلك العلاقة المحرمة بذلك الفتى والتوبة إلى الله تعالى مما كان منكما من أمر محرم كنظر أو خلوة، وقد علمت أن اختلاطك به محرم، فاتقي الله وكفى ولا تهلكي نفسك بالتجرؤ على معصية خالقك، وأما الفتى فإذا أراد خطبتك حقا والعقد عليك فلا حرج في ذلك، لكن عليه أن يأتي الأمر من بابه فيخطبك لدى أبيك ويعقد له عليك عقد نكاح شرعي. وبعد ذلك يمكنكما تأجيل العرس إلى ما بعد تخرجه كما يمكنك انتظاره دون العقد حتى يكمل دراسته، ولا يشترط لصحة النكاح رضا أهله لكنه هو الأولى.
وأما فعلك للاستخارة فإن كان لأجل قبول الفتى أو رفضه فهو حسن ومندوب إليه شرعا، وما تجدينه من انشراح الصدر له دليل بإذن الله على المضي في ذلك وقبوله، وأما الأحلام فيستأنس بها ولا يعتمد عليها في ذلك.
وأما إذا كان فعلك للاستخارة لغير ذلك الغرض كمواصلة العلاقة المحرمة معه فلا يجوز فعلها لذلك، وانظري الفتوى ذات الأرقام التالية: 26141، 4220، 4074، 18095، 1775، 7235، 18807.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1428(13/3241)
إقامة المسنة في بيت أختها مع زوجها المريض
[السُّؤَالُ]
ـ[جعلكم الله تعالى جده سبباً لانتفاع المسلمين بالعلم الهادي وبعد:
فهل يجوز أن تقيم سيدة في السبعين من عمرها مع أختها في بيت أختها وفي وجود زوج أختها البالغ من العمر الخامسة والستين وفي حالة صحية غير طبيعية حيث إنه يسير بصعوبة شديدة لوجود تآكل في عظام الحوض لديه. وذلك طبعاً مع عدم توفر أو خشية الفتنة على الإطلاق.
وبارك الله لكم فيما تقومون به من عمل لخدمة المسلمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في سكن هذه المرأة في بيت أختها حيث انتفت الفتنة، وانظر بيانه في الفتويين التاليتين: 19493، 28864.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1428(13/3242)
لباس المرأة أمام زوج ابنتها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا يحل لي من لباس أمام زوج ابنتي فهم يسكنون معي في البيت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزوج البنت هو من المحارم المؤبد تحريمهم بسبب المصاهرة، لقول الله تعالى: وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ {النساء:23} ، ولك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 4374.
وبالتالي فإنه يجوز لك أن تكشفي أمامه ما تكشفه المرأة أمام محرمها، وهو ما يبدو عند المهنة من الجسد، كالساقين والذراعين والرقبة والنازل من الشعر، وهذا كله حيث أمنت الفتنة به أو عليه، فإن لم تؤمن وجب الستر وعدم الاختلاط به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1428(13/3243)
حكم دخول الزوجين الحمام بدون مئزر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز دخول الحمام بدون مئزر للرجل وزوجته، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يكن مع الزوجين أحد فإنه لا مانع من دخولهما الحمام بدون مئزر، لأنه لا حرج عليهما في رؤية أحدهما عورة الآخر، وللفائدة يتراجع الفتوى رقم: 51742.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1428(13/3244)
لا يملك المال للزواج وقد تعلق بفتاة أجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أريد أن أتزوج لكن حالتي المادية ضعيفة، وهناك فتاة قد أغرمت بها عن بعد، فهل في هذا شيء من الإثم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ينبغي للأخ أن يسعى في تحصيل القدرة على النكاح، وهي النفقة الواجبة للزوجة، فإن لم يستطع فعليه بالصوم، ولا يجوز له أن يربط علاقة مع فتاة أجنبية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن النكاح تعتريه الأحكام التكليفية الخمسة، من الوجوب والتحريم والاستحباب والكراهة والإباحة، وانظر في تفصيل هذا الفتوى رقم: 66879.
وعلى كل فينبغي للأخ أن يسعى في تحصيل القدرة على النكاح، وقد ورد في الحديث: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. فينبغي للأخ أن يجتهد على إحصان نفسه بالزواج، وقد وعد الله عز وجل من سعى في إحصان نفسه بالإعانة على ذلك، وسبق بيان هذا في الفتوى رقم: 9668.
فإن لم تستطع فعليك بالصوم فإنه وجاء، وهو في الأصل رض الخصيتين ودقهما لتضعف الفحولة، فالمعنى أن الصوم يقطع الشهوة ويدفع شر المني كالوجاء قاله في تحفة الأحوذي.
ولا يجوز لك أن تربط علاقة مع فتاة أجنبية لا يربطك بها عقد شرعي، فننصحك بترك تلك العلاقة والتوبة إلى الله منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1428(13/3245)
غض البصر يعصم من الفاحشة ومقدماتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مسافر في إلى مدينة تعج بالفواحش وتعرفون حجم الفتن الرهيبة وبخاصة النساء وخوفا من الوقوع في المحظور مارست العادة السرية (السيئة) مع أني شاب في 35 من عمري ومتزوج وعندي أطفال لكن راتبي ضعيف لا يكفي للمعيشة فيها وأنا بحاجة إلى السفر وفي الليلة التي فعلت فيها هذه العادة السيئة رأيت في المنام أني أسير بجوار مقابر كثيرة وقابلني رجل ميت من بلدنا أعرفه واسمه موسى فقلت له كيف حالك يا عمي موسى فلم يرد فتعجبت وقلت له أنت لم تعرفني قال لا أذكرك جيدا فسرت في طريقي إلى بلدة تسمى برقة قاصدا أناسا هم معرفون مع أن البلد كبيرة ولا أعرف فيها أحدا، وفي الليلة التالية رأيت أني أتبول بولا كثيرا وفي مرقد مياه صغير وبجوار المسجد لكني كنت مضطرا.
أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله خيرا. وأسألكم الدعاء لى ولأمثالي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء وهو ما يسميه بعض الناس بالعادة السرية محرم وله أضرار جسيمة ومخاطر جليلة، وقد سبق بيان هذه الآثار السلبية مع طرق الوقاية منها، وذلك في الفتوى رقم: 7170.
وخوف ما ذكرت من فتن ليس بمبرر للإقدام على تلك المعصية الشنيعة إلا عند خوف الوقوع في الزنا كما بينا في الفتوى رقم: 4536، فاجتهد في الابتعاد عن تلك الفتن بتقوى الله تعالى والدعاء بالسلامة منها مع الالتزام بغض البصر عن كل ما يحرم النظر إليه. وما ذكرته من رؤيا في المنام لا علم لنا بتعبيرها فالموقع لا يعنى بمثل هذا الأمر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1428(13/3246)
تعلقت بأجنبي عنها متزوج وله طفلة
[السُّؤَالُ]
ـ[إني بنت عمري 29 عاما تعرفت على شاب أصغر مني بسنتين وتعلقت به ثم اكتشفت أنه متزوج وعنده طفلة ولم يقل لي ذلك وأنا جدا متعلقة به فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلتعلم السائلة أن علاقتها بهذا الشاب حرام شرعاً، وأن الواجب عليها قطعها، والتوبة إلى الله عز وجل منها والندم على ما فات.
ثم لتعلم أيضاً أن السيئة تجر إلى السيئة، وأن الخطيئة تجر إلى مثلها، ما لم يتدارك الأمر قبل فوات الأوان. فلتبادري إلى الانصراف كليا عن التفكير في هذا الرجل والانشغال به، وانشغلي بما ينفعك في دينك ودنياك، واستعيني بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يصرف عنك السوء والفحشاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1428(13/3247)
خروج المرأة مع من لا يحل لها هل يعتبر زنا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل خروج المرأة مع من لا يحل لها سواء كانت متبرجة أو غير متبرجة دليل على أنها زانية، وماذا لو كان يقال عنها بأنها زانية فهل تعتبر بهذا زانية، وكيف يتم الاستدلال على أن المرأة زانية وكذلك كيف يستدل على أن الرجل زان، وهل الصور وتسجيلات الصوت أو الفيديو تدل على زنا الرجل أو المرأة إن كان تصوير ما حدث، وما الحكم في الزواج من امرأة سمعتها سيئة أو يقال عنها كلام سيئ وكذلك ما الحكم في الرجل إذا كان كذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خروج المرأة متبرجة أو غير متبرجة مع من لا يحل لها وخلوتها به حرام، وهو سبيل إلى إتهامها وقالة السوء فيها لما في ذلك من الإثم والسفور، ولكنه لا يبيح رميها بالزنا، ومن فعلت ذلك لا تكون زانية حقيقة ما لم يثبت عليها ذلك شرعاً، ورميها بذلك دون بينة قذف يستوجب الحد، ولا دليل يثبت ذلك إلا المشاهدة عياناً على الحالة المعروفة أو الإقرار بذلك سواء من الرجل أو المرأة، وأما الصور والتسجيلات وغيرها فلا يثبت بها الزنا شرعاً لإمكانية تلفيق الصور واللعب فيها.
وإذا كانت المرأة سمعتها سيئة أو الرجل فلا ينبغي الزواج منهما، لقول الله تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ {النور:26} ، ولأمره صلى الله عليه وسلم باختيار أهل الدين والخلق.
وقدر رجح بعض أهل العلم أنه لا يجوز نكاح من ثبت عليه الزنى منهما إلا بعد توبته من ذلك الفعل.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49657، 33972، 80112، 1435، 6676، 8569، 4074، 1422.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1428(13/3248)
الخروج والحديث مع المطلقة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز خروج المطلقة مع مطلقها بعد طلاقهما ب6 سنوات والسفر معه لشراء أثاث لأولادهما وبصحبة ابنتهما البالغة14سنة وابنهما البالغ7 سنوات وكذا الاتصال اليومي بينهما.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في ذلك إن التزما بآداب الشرع في الحديث والنظر وعدم الخلوة وغير ذلك مما لا يجوز لهما شرعا، فتخرج معه رفقة أبنائهما ليشتري لهم حاجاتهم، وكذا يكلمها إن كانت هناك حاجة إلى ذلك كمصلحة الأبناء مع الالتزام بآداب الشرع في ذلك كما ذكرنا لأنه أجنبي عنها.
وقد بينا ضوابط حديث المرأة مع الأجانب في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15406، 12562، 19520، 16848. هذا كله عن الخروج معه إلى السوق ونحوه.
أما السفر فإنه لا يجوز لها أن تسافر معه دون محرم، ولا يكفي البنت والابن لعدم بلوغ الابن، وعدم اعتبار البنت في ذلك، وانظر الفتوى رقم: 16980، كما أن كثرة الاتصال بينهما فيما لا حاجة إليه قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، ولذا يجب الاقتصار على الحاجة في ذلك فحسب كما بينا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1428(13/3249)
وجوب البعد عن أسباب الوقوع في المعصية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر عشرين عاما وأسكن عند أحد إخواني وأواجه عدة مشاكل منها هو أن زوجة أخي أراها معظم الأوقات متبرجة وبصدرها وأحيانا إظهار فرجها وذلك لإغرائي للوصول إلى المعصية الزنا ولدي أخوان آخران ونفس المشكلة أواجهها وعندما أشاهد ذلك أقلع فورا عنها وأذهب إلى الحمام وأمارس العادة السرية بديلا عن جريمة الزنا التي أخاف أن أقع فيها وأنا شاب يتيم.
وأسكن في إحدى المدن وليس لدي أي شيء ولم أستطع أن أسكن في أي منزل آخر نظرا لعدة ظروف فهل العادة السرية التي أمارسها هي حرام بالرغم أني مارست ذلك للضرورة.
أفتونا جزاكم الله ألف خير. ونحن ننتظر ردكم على أحر من جمر.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
اعلم أن الاستمناء محرم، ويباح فعله للضرورة، وإذا كنت في حاجة إلى السكن مع أحد إخوتك فليس هنالك ضرورة لأن تخلو بزوجته أو أن تنظر إليها متبرجة، فضلا عن أن تنظر إلى عورتها المغلظة، والسلامة أن تبحث لك عن سكن لا تتعرض فيه للفتن، وإن أمكنك الزواج فافعل، وإلا فعليك بالصوم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا خطورة خلوة الرجل بزوجة أخيه، وراجع في هذا الفتوى رقم: 54601، ولو فرضنا أن هنالك ضرورة لأن تسكن مع أخيك فليس هنالك ضرورة لأن تخلو بزوجته فضلا عن أن تنظر إلى محاسنها بل وإلى فرجها أحيانا.
فالواجب عليك أن تتقي الله تعالى، وتعمل على صيانة نفسك من أسباب الوقوع في المعصية، والاستمناء محرم فلا يجوز الإقدام عليه لغير ضرورة، ومن فعله للضرورة المعتبرة شرعا فلا يأثم، وانظر الفتويين: 5524، 4536.
واعلم أنه ليس هنالك ما يمنع من سكن الشخص مع أخيه في بيته إذا كان سكنه في جزء من البيت مستقل بمرافقه، بحيث لا يمكنه أن يطلع على زوجة أخيه أو الدخول عليها أو رؤيتها متبرجة ونحو ذلك. والسلامة كل السلامة في أن تجتهد في البحث عن سبيل للسكن في مكان لا تتعرض فيه للفتنة.
وينبغي أن تبحث عن سبيل للزواج، فإن لم تستطع فعليك بالصوم عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1428(13/3250)
حكم لفت المرأة انتباه الرجل بغرض الزواج منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في شركة جو العمل فيها مختلط , في الفترة الأخيرة لاحظت سلوكا لفتاة حديثة التخرج كانت قد أتت كمتدربة من أجل تدريبها على كيفية أداء العمل وعلى بعض الأنظمة المستخدمة عندنا في القسم الذي أعمل به
حيث إن هذه الفتاة أصبحت تحاول أن تجعل من نفسها موضع اهتمام الشباب في قسمي وهذا بعد مرور فترة 3 أشهر من عملها في قسمي والظاهر على سلوكها أنها تحاول أن تجد زوجا.
1- ما أريد أن أسال عنه هو هل سلوك هذه الفتاة حلال شرعا في أن تبحث لنفسها عن زوج من زملائها في العمل.
2- والسؤال الثاني هو ماذا يجب علي كشاب يتعرض لمواقف عديدة من قبل هذه الفتاة تحاول فيها أن تجذب انتباهه مع العلم بأنني مجبر على عملي معها ولا أستطيع تغيير جو الاختلاط عندي في الشركة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسلوك هذه الفتاة خاطئ ومحرم شرعا إن كان بتصنع وميوعة في الحركات وخضوع بالقول ولبس لما يغري ويصف الجسم من العباءات ونحو ذلك مما هو محرم شرعا مهما كان غرضها، وكثير من النساء هداهن الله وأصلحهن يفعلن ذلك لإغراء وإغواء الرجال، فهن من مصائد الشيطان وحبائله ويجب نصحهن وتخويفهن بالله من ذلك السلوك الخاطئ.
وإذا أرادت الفتاة أن تبحث لنفسها عن زوج فلا حرج عليها في ذلك، لكن لا بد أن تسلك السبيل المشروع في ذلك، والأولى أن يتولى ذلك عنها أبوها أو أخوها أو أحد أقاربها ومحارمها كما كان السلف الصالح يفعلون، فإن لم يكن لها أحد من أولئك واحتاجت لعرض نفسها كي تعفها عن الحرام ووجدت ذا خلق ودين فعليها أن تلتزم في ذلك بضوابط الشرع وآدابه فلا تخضع بالقول ولا تخلو بأجنبي عنها أو تفعل ما لا يجوز لها شرعا، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9990، 7550، 19196.
وأما ما يلزمك أنت في ذلك الجو المختلط ومع تلك الفتاة أو غيرها فهو غض بصرك عن الحرام واجتناب الخلوة مع أية امرأة أجنبية عنك وعدم الحديث معها خارج إطار العمل، وإن كان الأولى والأسلم لك أن تبحث عن غيره مما هو خال من تلك الفتنة، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 48640.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1428(13/3251)
إثم تحرش الأخ بأخته
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من تحرش بأخته ولم يزن بها كما رآى في المنام أنها حامل منه (التحرش أي لم يقم بالإيلاج إنما فقط اللمس والجس) أخوكم تائه وخائف خصوصا بعد الرؤية فماذا تعني؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حرم الله عز وجل في كتابه العزيز وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على الرجل أن يفعل مقدمات الجماع مع امرأة لا تحل له، وأجمع على ذلك المسلمون، فكيف إذا كان ذلك مع الأخت التي حرمها الله عز وجل على التأبيد، فإذا كان هذا العمل محرماً في حق غير الأخت فإنه في حق الأخت أعظم جرماً وأكبر إثماً، فعلى هذا الرجل أن يتوب إلى الله من هذا الفعل الشنيع ويخاف ربه ويخشاه، وقد يكون في الرؤيا التي رآها نذير شؤم -وإن كنا لا نعبر الرؤى والأحلام- وتحذير له وإنذار من الله عز وجل، فليتق الله هذا الأخ وليحذر على نفسه من عار الدنيا وخزي يوم القيامة، وانظر لذلك الفتوى رقم: 16574 ففيها بعض النصائح المفيدة، نسأل الله عز وجل أن يجنبنا والمسلمين الفتن والشرور ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1428(13/3252)
حكم دخول الزوج مع امرأته غرفة الولادة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز دخول الزوج مع زوجته غرفة الولادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل جواز وجود الزوج مع زوجته في غرفة الولادة أو في أي مكان آخر، لأنه لم يرد في ذلك نهي، مع العلم بأن له أن يرى كل بدنها، لكن الأدب وحسن الخلق وحرص الإسلام على الاحتراز من تتبع العورات، وحثه على اجتلاب ما يقتضي دوام الألفة وزيادة المحبة بين الزوجين يقتضي أن يتجنب الرجل أهله في مثل تلك الحالة، إذا لم تدع إلى حضوره حاجة، وخصوصاً أنه في غرفة الولادة توجد المولدات، وهن -في الغالب- أجنبيات على الزوج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1428(13/3253)
حكم خروج المرأة لحاجتها مع أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم خروج المرأة لحاجة أو لغير حاجة مع أحد أقاربها الذين لا يحرمون عليها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل هو قرار المرأة في بيتها، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 20363، ولا ينبغي لها الخروج إلا لحاجة على أن تراعي ضوابط معينة ذكرناها في الفتوى رقم: 28006.
وسبق أنه لا يشترط أن يكون معها محرم عند خروجها ما دامت ملتزمة بتلك الضوابط، وانظر الفتوى رقم: 23713.
أما خروجها مع غير محرم قريبا كان أو غير قريب فإذا ترتب عليه خلوة بها فلا يجوز، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1428(13/3254)
أقامت علاقة عن طريق النت وتريد إنهاءها
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت شابا من خلال النت ولكني خدعته في بعض تفاصيل حياتي وقررت أن أتوب لله وأبتعد عنه لاستحالة زواجنا وهو لا يعلم ويصر على الزواج بي، ثم افتعلت مشاكل تجعلني على حق حين أبتعد عنه ولكنه صار يشك في كل من حوله أنهم من أبعدوني عنه ويدعو على من تسبب في فرقتنا وأنا في الحقيقة السبب ماذا أفعل، أود البعد النهائي عنه وأن أقطع أخباري عنه إذا فعلت ذلك يكون علي ذنب، مع العلم بأني تبت إلي الله وأدعو له أن يرزقه بأحسن مني، فأرجو الإفادة سريعا؟ وجزاكم الله خيراً وكثر من أمثالكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت أن الذنب هو في بقائك على علاقة واتصال له، فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحاً مما كان منك معه، ومن شروط ذلك الإقلاع عن كل اتصال به، والندم على ذلك، والعزم على عدم العودة إلى مثله أبداً، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 5091.
ولا يضرك دعاؤه لما فيه من الإثم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ... رواه مسلم. وللفائدة انظري ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1072، 10570، 18297.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شوال 1428(13/3255)
دواء العشق وما يفعل من يريد الزواج من فتاة بعينها
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله كل خير لجهودكم في إرشاد السائلين.... مشايخي الأعزاء.. لقد أرسلت لكم تساؤلات كثيرة وبفضل الله تمت إجابتي ولقد استفدت منكم كثيراً.. وخصوصا عن موضوع العشق والقرب من الله ... أساتذتي الكرام.. منذ أيام المراهقة ومرض العشق يلاحقني.. فمنذ أن بلغت أحببت ابنة عمي وهويتها لدرجة كبيرة لمدة سنتين.. ولكني لم أصارحها بذلك وبفضل الله ما إن دخلت الجامعة نسيتها وشفيت من هذا المرض.. ونفس القصة تكررت في الجامعة.. لقد عشقت زميلة دراسة لي.. ولم أصارحها أيضا بذلك.. ولكني كنت دائم المساعدة لها وأدرسها كثيراً بحكم تفوقي في الدراسة واستمررت على هذه الحالة مدة السنتين أيضا دعوت الله كثيراً لأن يشفيني من هذا المرض والحمد لله رب العالمين ما إن تركت الجامعة فقد أنساني الله إياها وفرحت بذلك كثيراً وارتحت.. ما أن تخرجت وبدأت أن أبحث عن عمل حيث كان عندي الكثير من وقت الفراغ -ليتني استغللته في حفظ القرآن الكريم والتفرغ لحفظ القرآن الكريم- ونظراً لوجود الإنترنت والشات تعرفت على فتاة وتطورت العلاقة إلى أن أصبح الحديث عبر الهاتف.. استمرت سنة على هذه الحالة يا أساتذتي.. وبعدها تبت إلى الله وقررت أن أقلع عن هذا الذنب ودعوت الله كثيراً وبفضل الله عز وجل لقد تخلصت منه وبعدها عاهدت الله عز وجل أن لا أرجع إلى مثل هذه التفاهات وقررت بأن أفعل شيئا لله.. فقد تركت سماع الأغاني إلى أيامنا هذه.. الحمد لله رب العالمين.. ولكن بعدها وقعت في شباك الشات مرتين ولكن يشهد الله عز وجل بأن حديثنا لم يمس حياء إحداهن أو شرفهن.. فكله كان حول التقرب إلى الله.. فبحمد الله دعوته كثيراً واستشعرت بعظم من عصيت.. وتاب الله علي برحمته حتى هذه اللحظة قررت أن أفعل شيئا لله عز وجل مع مجيء شهر رمضان المبارك قررت التغيير.. قررت أن أترك العادة السرية وأن أواظب على النوافل وقيام الليل في معظم الأيام.. والمداومة على أذكار الصباح والمساء.. وبفضل الله عز وجل أنا مواظب على قراءة القرآن والصلاة في المسجد.. أساتذتي الأعزاء والله أني أحبكم في الله أنا الآن داخل في الرابعة والعشرين من عمري.. موظف أعمل في غير مجالي وأدعو الله كثيراً أن يفرجها علي بوظيفة ذات راتب عال وأن يرزقني الزوجة الصالحة.. وأن يقدرني الله عز وجل على أن أسدد ديون أهلي وأحججهم، لي ابنة خالة عمرها 16 عاما ... أحسبها مؤمنة وتقية فهي تحقق المواصفات المرأة التي أريدها.. دين وأخلاق عالية وتقى وجمال وهي أيضا عقلها أكبر من عمرها وعندها من المنطق ما يضاهي كبار السن، فأنا دائم الدعاء بأن يرزقني الله عز وجل هذه الفتاة كزوجة صالحة لي في المستقبل.. بعد 3 أو أربع سنين.. بدأ قلبي يتعلق بها.. إلى أن أصبحت أغار عليها، مع العلم بأني لم أخبر أحداً في هذا الأمر، إنه بيني وبين الله عز وجل ولم أشعرها أبداً ولن أشعرها أيضا أريد أن أشفى من هذا المرض كليا وبنفس الوقت أريدها كزوجة صالحة لي، فهل أغير الدعاء أم ماذا أفعل، مرات كثيرة أدعو الله أن يتولى أمري في هذه الفتاة.. فما هي طبيعة المشكلة التي عندي وما حلها كما ذكرت لكم، قلبي تعلق بفتيات كثيراً وتخلصت منهن بفضل الله عز وجل.. فهل هذا نقص في شخصيتي أم عيب فيها، وما تحليلكم لهذه الشخصية، علما بأني الحمد لله أحاول كثير في غض البصر وعدم متابعة التلفاز من أجل أن أبتعد عن الفتنة.. ولكن ما أن أرى فتاة جميلة أفتن بسرعة.. فأرجو منكم إرشادي وأن تدلوني على الطريق الصحيح وإعطائي بعض النصائح لعل وعسى أن أشفى من هذا المرض؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأن ويوفقك لما يحب ويرضى، ويباعد بينك وبين معاصيه كما باعد بين المشرق والمغرب.
وأما ما سألت عنه حول داء العشق والتعلق بمن تصادفه غالباً من النساء فنحيلك في علاج ذلك إلى ما بيناه في الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360.
وأما الفتاة التي تود الزواج بها لما ذكرت عنها فلا حرج عليك في الدعاء بالزواج منها، وينبغي لك أن تخطبها من ولي أمرها وتعقد عليها ثم تؤجل الدخول إلى أن تستطيع ذلك حسبما تتفقان عليه، ولكن قبل ذلك يستحب لك أن تستخير الله عز وجل فيها وتكل أمر الخيرة إليه، وسييسر لك حينئذ ما فيه صلاح أمرك من الإقدام على خطبتها أو الإعراض عنها.
وقبل حصول ذلك وقبل أن تتعفف بالزواج وتحصن نفسك به من الشيطان ووساوسه وحباله فنرشدك إلى ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم معاشر الشباب كما في قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء. أي: وقاية فالسبيل المشروع لإحصان الفرج عن السوء وإعفاف النفس عن الحرام إنما يكون بالزواج، فإن لم يكن ثم استطاعة فيكون السبيل هو كثرة الصيام حتى تفتر الشهوة وتنكسر حدتها، كما نرشدك إلى الابتعاد عن جميع الوسائل المفضية إلى الافتتان بالنساء مثل النظر إليهن ومخالطتن أو محادثتهن أكثر مما دعت إليه الحاجة. وللفائدة في ذلك انظر الفتوى رقم: 31279، والفتوى رقم: 24587.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شوال 1428(13/3256)
القبلات والأحضان بين الأخ وأخته وحكم تقبيل الأطفال
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تقبيل واحتضان للأخوات لأخيهم، حتي إن كانت هذه القبلات مجرد ملامسة للخد، مع العلم بأن الجميع بالغ ومتزوج، وهل من حق الأخت أن تجلس على رجل أخيها أو تلقي نفسها في حضنه، وهل يجوز تقبيل الأطفال البنات اللاتي تجاوزت أعمارهن السابعة لخالهم بالقبلات في الشفاه؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
تقبيل الأخ لأخته بغير شهوة جائز وكذا الاحتضان، ولا يجوز تلاصق العورات ولو مع وجود حائل، وتقبيل الأطفال لا حرج فيه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق حكم تقبيل الأخ لأخته على خدها في الفتوى رقم: 3222، والحكم هو جواز ذلك بشرط ألا يكون تقبيله لها تقبيل شهوة، وأما الاحتضان إذا لم يكن فيه تلاصق للعورات، فالأصل فيه الجواز، إلا أن جواز ذلك مقيد بما إذا أمنت الفتنة، فإذا خشيت الفتنة حرم ذلك، لأن ما يؤدي إلى الحرام حرام، خاصة في هذا العصر الذي انتشر فيه الفساد وانحرفت فيه فطر كثير من الناس ... نسأل الله السلامة.
وأما عن حكم جلوس الأخت على رجل أخيها فلا يجوز، فإن تلاصق العورات محرم ولو مع وجود حائل، قال صاحب الفواكه الدواني في الفقه المالكي: وأما تلاصق رجل وأنثى فلا ينبغي أن يشك في حرمة تلاصقهما تحت لحاف ولو في غير عورة ولو من فوق حائل، حيث كانا بالغين، أو الرجل والأنثى مع مناهزة الذكر، لأن المناهز كالكبير. انتهى.
وأما تقبيل الأطفال فلا حرج فيه إذا كان بدافع المودة والرحمة، وانظر لذلك الفتوى رقم: 57935.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1428(13/3257)
خيرها زوجها بين خلع النقاب والاختلاط مع أهله أو الطلاق
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة منقبة بعد مدة من زواجها خيرها زوجها بين خلع النقاب أمام أهله (لأنه يمنع عائلته من التجمع فهي تضطرهم لجلوس النساء في غرفة والرجال في غرفة) وبين الانفصال إن لم تقبل، فهل يجوز لها خلعه أمام أهله وإن خلعته فهل يجوز لها أن تبقى مع الرجال في غرفة واحدة، مع العلم بأنها تقطن بتونس حيث ظروف المرأة المنقبة صعبة للغاية والزوج مصر على الاختلاط أكثر من خلع النقاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن خلع النقاب إذا كان المقصود منه كشف الوجه وحده أو مع اليدين -فإنه مختلف فيه بين أهل العلم فمنهم من يرى جوازه إذا أمنت الفتنة ومنهم من لا يراه أمام الرجال الأجانب- والاختلاط بالرجال أيضاً منه ما هو محرم وهو ما يفضي إلى الخلوة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها أو أدى إلى الملامسة بينهما أو كشف ما لا يجوز الكشف عنه، وهذا النوع من الاختلاط -وما أكثره- لا يجوز ولا يستجاب لمن طلبه من زوج أو غيره ولو أدى ذلك إلى الطلاق.
وعلى ضوء ما سبق فإنا نقول: إذا كان الزوج يدعو إلى نزع النقاب -كشف الوجه تقليداً لن يرى جواز ذلك وليس ذلك استهانة بأحكام الشرع أو إعراضاً عنها- فنرى أن لك أن توافقيه على نزعه، وكذا الاختلاط مع الرجال في غرفة واحدة إذا كان يمكن أن يكون بالضوابط السابقة، والتي منها أمن الفتنة بالمرأة أو الفتنة عليها والستر والاحتشام وتجنب وضع الزينة والروائح الطيبة المثيرة، أما إذا كان لا يمكن توفر تلك الضوابط فيه فإنه يحرم عندئذ ولا تجوز موافقة الزوج إن طلبه ولو أدى ذلك إلى الطلاق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رمضان 1428(13/3258)
إقامة المرأة المتزوجة علاقة صداقة مع أجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة لدي طفلان ,تعرفت على شاب في الانترنت أحببته حبا لا يوصف, أصبح يتصل بي هاتفيا مدة شهرين ثم تبت إلى خالقي ,لكنني لا أستطيع نسيانه, أفكر فيه ليل نهار, لا أزال على اتصال به لكن كصديق , أرجوكم أريد التكفير عن ذنبي هذا, أريد الرد على موقعكم هذا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أنه لا يجوز لك اتخاذ خدن وإقامة علاقة مع رجل أجنبي عنك مهما كان، وسواء كان ذلك على سبيل الصداقة أو غيرها، وفعل ذلك تعد لحدود الله وانتهاك لحرمة الزوج فتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا، ومن شروطها أن تكفي عن ذلك الشاب وتقطعي كل اتصال به أو سبيل من شانه أن يفضي إليه. ولا يغرنك الشيطان بمكره فيزين لك المعصية والتمادي عليها ويسهلها ويصغرها بين عينك حتى تقعي فيما هو أعظم من ذلك. فاشغلي نفسك بطاعة الله عز وجل، واحذري من الخلوة والفراغ واتخذي صحبة صالحة وصديقات خير يدللنك على الطاعة ويشغلنك بالمعروف. وللمزيد في حكم اتخاذ الأخدان وكيفية علاج الحب واستئصال دائه وكيفية التوبة وشروطها انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24284، 5450، 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1428(13/3259)
خلوة الموظف مع الموظفة الأجنبية في مكان العمل
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل في شركة للبرمجة أصحابها كفار، لكل واحد من الموظفين رقم خاص لفتح باب الشركة للدخول، وعدد الموظفين هناك ما بين الخمسين والستين، ولا يوجد للشركة حارس أمن وما شاكل، هل إذا كنت أول من دخل، وبعدها بفترة وجيزة دخلت موظفة أخرى للعمل، هل الفترة ما بين دخول الموظفة الثانية وحتى دخول الموظف الثالث تعتبر خلوة محرمة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم تحريم انفراد أجنبيين في مكان يخفى فيه منظرهما وصوتهما على الناس، وقيد ذلك بعضهم بالأمن من دخول ثالث عليهما، كذا في الموسوعة الفقهية، وذكر البجيرمي أن ضابط الخلوة اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، وهذا القيد الأخير يفيد التخفيف في أماكن العمل التي يمكن في أي وقت دخول شخص آخر على المختليين بها إذا كان كلاهما جالساً وحده مشغولاً بعمله.
ولكن الأولى دائماً أن تخرج إذا دخلت عليك امرأة وتنتظر حتى يأتي شخص آخر، لأن الشيطان قد يجر المختليين إلى بعض المحرم من الكلام والنظر والمواعدة على السوء، وليس من شروط تحريم الخلوة تمكن الأجنبيين من الوقوع في الفاحشة الكبرى، وعليك بغض البصر والبعد عن الكلام مع الأجنبيات إلا في حدود المعروف.
وراجع للمزيد في الموضوع وفي العمل في المكان المختلط الفتوى رقم: 60438، والفتوى رقم: 1734.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1428(13/3260)
آثار التهاون في الحجاب والنظر والخلوة.
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف حكم الزوج الخائن مع أخت زوجته وقد أتاها من الخلف وليس من الأمام وأكيد هي كانت مطاوعة له لأنني كنت في البيت نائمة وتمت العملية ولقد تكررت أكثر من مرة ومداعبة أيضا من أحضان وقبل وإلخ، والتي تريد أن تصون نفسها لا تعطي شيئا أو حتى تصرخ لكنها مشاركة في هذه الجريمة وطلبت من زوجي الطلاق، ولكن لا يقبل يقول تريدين أن تبعديني عن ابني فأنا عندي طفل واحد قلت له لماذا لم تحسب إلى هذا الأمر قال هذه نزوة وأختك كانت ترتدي القصير ويدها بارزة وصدرها ينكشف أمامه وتشاهد الأغاني الأجنبية أمامه وأنت تعلم يا شيخنا مدى الفضائح التي تظهر أمام الشاشة ولقد دخل الشيطان بيتي ويقول إني تبت ولن أذهب إلى بيت أهلك مرة أخرى وسوف نسافر إلى محافظة أخرى، السؤال هو: هل بالإمكان أن أنسى أو أسامح أم ماذا أفعل؟ أعينوني أرجوكم أرجوكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يتوب على زوجك، وأن يكون صادقاً في دعوى التوبة، ولا شك أن ما فعل كبيرة من كبائر الذنوب، وأن عليه التوبة إلى الله منها، وكذلك الحال بالنسبة لأختك. ويجب على أختك أن تحتجب من زوجك، وأن لا يخلو بها، ولا ينظر إليها فما وقع بينهما ما كان ليقع لولا التهاون في مسألة الحجاب والنظر والخلوة.
وحيث ادعى زوجك أن ما حصل كان مجرد نزوة وأنه تاب منها، فنرى أن ذلك يكفي في الرجوع عن طلب الطلاق، وننصحك بالاهتمام بزوجك وإشباع رغبته الجنسية، وعدم جعله يحتاج إلى النظر إلى الحرام، كما أن عليك الحيلولة دون التقائه بأختك في مكان واحد، ونوصيك بتقوى الله عز وجل وطاعته ودعائه سبحانه بالصلاح لك ولزوجك وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1428(13/3261)
طلب الزوجة من أخي زوجها شراء حاجاتها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة أن تبعث بمن يشتري لها ما تحتاجه من مستلزمات مع أخي زوجها أو أخيها بدون علم زوجها وذلك لأنه لا يشتري إلا ما يريده هو فقط ولا يكترث بما تريده هي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليها في ذلك إذا كان من مالها الخاص بها، وكان ذلك عن طريق أخيها أو أحد من محارمها، وإن كان من تبعث معه لحاجتها أحد غير محارمها كأخي زوجها ونحوه، وأرادت أن تشافهه بحاجتها فلا بد من مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك، كعدم الخلوة به وعدم الخضوع له بالقول ونحو ذلك، مما هو مبين في الفتوى رقم: 15406.
ولكن إذا كان الزوج سيغضب إن علم بذلك فالأولى والذي ننصح به عدم ذلك، ومحاولة إقناعه بما تحب هي قطعاً لأسباب الخلاف والخصام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1428(13/3262)
الترهيب من إقامة علاقة مع امرأة متزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا معلم أدرس في قرية معي معلمة متزوجة أحبتني وأحببتها، المعلمة تريد الطلاق أو الفراق من زوجها والزواج بي، فهل هذا يجوز؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز لك أن تقيم علاقة مع امرأة متزوجة لما في ذلك من إفسادها على زوجها، وطلبها من زوجها الطلاق بغير بأس حرام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أخي السائل أن تقيم علاقة مع امرأة متزوجة وذلك مع كونه حراماً فإنه يؤدي إلى إفسادها على زوجها وهو الأمر الذي قد حدث، فقد ذكرت أنها تريد الطلاق أو الفراق منه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.. ورواه أحمد بلفظ: من خبب خادماً على أهلها فليس منا، ومن أفسد امرأة على زوجها فليس هو منا. وصححه الأرنؤوط.
والواجب عليك أخي السائل أن تقطع علاقتك بتلك المرأة نهائياً، وعليها أن تتوب إلى الله وترجع إلى زوجها ولا يجوز لها أن تطلب منه الطلاق بدون سبب يدعو إليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62122، 79903، 7306.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1428(13/3263)
محادثة الأجنبية بحضور الأهل وعدم علم الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أرسلت إليكم هذا السؤال من قبل ولم يتم أي إرسال إجابة لي.. سؤالي هو: أنا عندي 23 سنة متزوجة وكنت أعمل قبل الزواج وفي عملي تعرفت على شاب في مثل سني تقريبا ظننت في البداية أنه يحبني لاهتمامه بي ولكنه أوضح لي أنه كان لديه أخت توأم وماتت وهما صغيران فشعر أنني أعوضه عنها لاهتمامي به، ولكن المشكلة الآن أنني أكلمه حتى هذه اللحظة أي بعد الزواج وبعلم أهلي لأنه حضر لأهلي كثيراً وجلس معهم وهم يحبونه كثيراً، ولكني لم أقل لزوجي أنه إلى هذه اللحظة يكلمني علي التليفون وبعلم أهلي ولكن بدون علم زوجي، فهل هذا حرام من فضلكم أفيدوني فأنا محتارة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمحادثة المرأة للرجل الأجنبي عنها ممنوعة إلا لحاجة، وتقدر هذه الحاجة بقدرها، وذلك لأنها ذريعة إلى الوقوع في ما هو أعظم منها، ومحل جواز ذلك إذا أمنت الفتنة، أما إذا لم تؤمن فإن المحادثة تكون حراماً ولو علم بها الأهل أو أذن الزوج فيها، وفي الحالة التي تجوز فيها المحادثة بين المرأة والرجل لا يشترط لجوازها علم الزوج
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1428(13/3264)
أحكام نظر الرجل إلى الرجل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز نظر الرجل إلى الرجل بشهوة وكيف تفسرون نظر الصحابة إلى النبي ووصفه ومدحه والتأمل في وجهه واستحسانهم ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز أن ينظر الرجل إلى الرجل بشهوة، وإن كان أمرد جميلاً يخشى الفتنة من النظر إليه فلا يجوز مطلقاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نظر الرجل إلى ما ليس بعورة من الرجل يجوز إلا إذا كان بشهوة، ففي تحفة المحتاج للهيتمي قال: ويحل نظر رجل إلى رجل مع أمن الفتنة بلا شهوة اتفاقاً إلا ما بين سرة وركبة ونفسهما. وفي الإنصاف للمرداوي بعد ما ذكر أصناف الذين يجوز النظر إليهم ومنهم الرجل إلى الرجل قال: ولا يجوز النظر إلى أحد ممن ذكرنا لشهوة وهذا بلا نزاع. قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: ومن استحله كفر إجماعاً، كذا لا يجوز النظر إلى أحد ممن تقدم ذكره إذا خاف ثوران الشهوة. نص عليه واختاره الشيخ تقي الدين رحمه الله وغيره.
وإذا كان الرجل أمرد جميلاً يخشى الفتنة بالنظر إليه فلا يجوز النظر إليه مطلقاً بشهوة أو غيرها، قال ابن قدامة في المغني: ولا فرق بين الأمرد وذي اللحية؛ إلا أن الأمرد إن كان جميلاً يخاف الفتنة بالنظر إليه لم يجز تعمد النظر إليه.
أما نظر الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن من قبيل الشهوة البهيمية؛ بل هو من قبيل المحبة والاحترام والحرص على التعرف على صورته وكلمات تصدر منه صلى الله عليه وسلم، وقد كان منهم من يتجنب النظر إليه إعظاماً له صلى الله عليه وسلم أو حياء منه لما سلف منهم حال كفرهم، ومنهم من كان يكثر من النظر إليه صلى الله عليه وسلم حباً له، وما كانوا ينظرون إليه بشهوة بل لا يجوز أن يظن فيهم ذلك أبداً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1428(13/3265)
لا يجوز السكن مع أجنبية والخلوة بها ولو كانت عجوزا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم السكن مع عجوز في بلاد غير المسلمين يتجاوز عمرها الستين بسبب عدم وجود غرف في سكن الجامعة وغلاء أسعار الشقق مما يجعل بعض الطلبة يبحثون عن السكن مع عجوز ليس لها أهل أو لا يزورونها وهي لا تدخل للبيت أي حرام، ف أفتونا مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز لك أن تسكن مع تلك المرأة ولو كانت عجوزاً، لأن لكل ساقطة لاقطة كما قالوا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. ووجود امرأة في شقة وحدها مع رجل وحده من أخطر دواعي الفتنة والخلوة، ولو كان كل منهما في غرفة مستقلة فقد اشترط أهل العلم لجواز المساكنة بين الأجانب أن لا تكون المرافق مشتركة بينهما كالممر والمدخل والحمام والمطبخ ... فإذا كان شيء من ذلك مشتركاً فلا يجوز لهما السكن بذلك المكان.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل أو دار وحجرة اشترط أن لا يتحدا في مرفق كمطبخ أو خلاء أو بئر أو سطح أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة، لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أو يسدا، أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر أو باب مسكن أحدهما في مسكن الآخر.
ولا ينبغي أن نظن أن تحريم الخلوة خاص بالشابة، بل هو في العجوز أيضاً، لأن المرأة مظنة الطمع فيها، ومظنة الشهوة ولو كانت كبيرة، وقد قالوا: لكل ساقطة لاقطة. وعلى هذا فلا يجوز لك السكن مع تلك المرأة لما في ذلك من الخلوة المحرمة شرعاً، وما ذكرته من تبريرات للسكن معها يفيد أن سفرك في الأصل إلى هذا البلد ليس مشروعاً ما لم تدع إليه ضرورة أو حاجة ماسة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رمضان 1428(13/3266)
خطورة تعلق المرأة بغير زوجها وسبيل الخلاص من ذلك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة وأحب زوجي لكن القدر الصعب وضع لي شخصا في حياتي وللأسف أحبه حتى الجنون أنا لا أريد هذا الحب لأني أحس بالخيانه نحو زوجي ولكن فيه شيء غريب أحس به عندما أرى هذا الشخص لأني فعلا أحببته، ولا أعرف كيف أجد حلا لهذه المشكلة.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
هذه المسألة غاية في الخطورة وعواقبها وخيمة في الدنيا والآخرة؛ لذلك يجب عليك فورا المبادرة إلى ما يلي:
التوبة الصادقة.
قطع كل علاقة أو سبب يؤدي إلى التعلق بذلك الشخص والاستمرار في الميل إليه.
إذا وصل الأمر إلى حد العشق فللعشق علاج معروف ومن أهمه الالتجاء إلى الله تعالى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك التعلق بالرجل المذكور ولا النظر إليه بشهوة فتلك معصية شنيعة خصوصا كونك متزوجة، فكيف تتعلقين برجل غير زوجك، وبالتالى فالواجب المبادرة بقطع كل وسيلة تؤدي إلى تمكن محبته في قلبك كالنظر مثلا مع الإعراض عن الشعور والميل تجاهه، وإذا كان الأمر مقتصرا على مجرد ميل القلب والمحبة دون نظر أو علاقة أخرى فجاهدي نفسك في سبيل التخلص من هذا الشعور قبل وصوله لدرجة العشق، فإن وصل إليه فعلاجه يكون بعدة أمور منها:
1ـ إشعار النفس باليأس من الشخص المحبوب.
2ـ تذكر العواقب الوخيمة والمفاسد الخطيرة المترتبة على هذه المحبة.
3ـ تذكر قبائح المحبوب وما يدعو للنفرة منه.
4 ـ الإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى.
مع التنبيه إلى أن عبارة [القدر الصعب] عبارة غير لائقة، فالقدر لا ينسب إليه فعل، فالفاعل حقيقة هو الله تعالى الذي يجري كل شيء في هذا الكون بتقديره وإرادته، والقدر ليس بحجة على ارتكاب المعاصي فالإنسان له كسب وإرادة، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 94330، 9360، 49314، 4054.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1428(13/3267)
إقامة علاقة مع أجنبي - بدعوى أنه بمنزلة الأخ - من تزيين الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مخطوبة منذ حوالي أربع سنوات وبعد كتب كتابي كنت أعمل فتعرفت علي شاب ظننت في البداية أنه أحبني وبعد ذلك أكد لي أنني بالنسبة له أخت صغيرة فهو فعل لي الكثير ووقف بجانبي في أمور عدة وأنا الآن تزوجت منذ سنتين وحتى الآن يكلمني في التليفون وأهلي يعرفون ذلك ولكن بدون علم زوجي فهل هذا حرام والمشكلة أنه مرتبط بي بطريقة غير طبيعية وأنا أيضا أشعر أنه منا (مثل أخواتي البنات) لأن لا يوجد لي إخوان فأشعر أنه يعوضني عنهم فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجب عليك التوبة إلى الله تعالى من هذه العلاقة، ولا يحل لك أن تصادقي ذاك الرجل الأجنبي عنك، ولا أن تعامليه كأخ، واحذري فإن هذه العلاقة مع كونها حراما قد تتسبب في إفساد حياتك الزوجية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يجب أن تفعليه هو أن تتقي الله تعالى وتتوبي إليه من هذه العلاقة توبة نصوحا، وهي عبارة عن الإقلاع عن ذلك الأمر والندم عليه والعزم الأكيد الصادق على عدم العودة إلى ذلك مرة أخرى، فإن هذا الرجل أجنبي عنك، ولا يجوز للمراة أن تصادق أجنبيا عنها ولا أن تعامله كأخيها فإن الشرع لم يأذن بذلك، والحق أحق أن يتبع، ولا تنسي أنك ذات زوج، ومثل هذه المكالمات والمحادثات فضلا عن كونها حراما فقد تؤدي إلى تقويض حياتك الزوجية، ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 63658، 24854، 67309، 10522.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1428(13/3268)
خطورة الاختلاط في وسائل المواصلات وغيرها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف الفتوى، فقد كنت راكبا فى سيارة تاكسي وكانت جالسة بجانبي امرأة متزوجة وأنا عازب فكانت ملاصقة لي فسبب الالتصاق بعض التلامس ومن ثم كشفت لى رجلها للمسها ولمستها وحتى لمست صدرها وفي ذلك الوقت لعب الشيطان في رأسي، ولما ذهبت استيقظت مما كنت أفعله وندمت كثيراً والله قلت لنفسي كيف فعلت ذلك بالرغم من أنني كانت تأتيني فرص من قبلها حتى للزنا وكنت أخاف الله ولا أدري ماذا جرى لي فى هذه المرة وهذه هي المرة الأولى التي ألمس فيها أعضاء امرأة -وبالرغم من أنني أعرف العقاب- ما هي الفتوى في ذلك، وهل أعاقب بمثلها في زوجتي، فأفيدوني أثابكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لقد أخطأت خطأً شنيعاً فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً مستكملة شروطها من الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم الصادق على عدم العودة إليه فيما بقي من عمرك، ومن تاب توبة نصوحاً تاب الله تعالى عليه وغفر له سيئاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت أخي السائل وأذنبت فعليك أن تبادر إلى التوبة النصوح، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ.... {التحريم:8} ، والتوبة النصوح مقتضاها الندم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الندم توبة. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني والأرناؤوط.
وقد ذكرت أنك ندمت فالحمد لله، وعليك كذلك أن تقلع عن المعصية وأن تعزم عزماً أكيداً على عدم العودة إلى ما فعلت، وراجع الفتوى رقم: 22857، والفتوى رقم: 28788، والفتوى رقم: 35693.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1428(13/3269)
يحرم إقامة علاقة غير شرعية مع أجنبية خاصة ذات الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل متزوج وأعمل بالخارج منذ 18 سنة تعرفت على إحدى زميلاتي عن طريق التليفون وأتبادل معها كلاما عن الجنس وهي مرة تستمع لي ومرة تشاركني الحديث حيث إنها متزوجة وهي تعتبر الزوجة الثانية وهي على خلق ودين طيبين ولم ترزق بأطفال ومرة تصدني عن الحديث ومرة أخرى تتجاوب معي، فأفيدوني يرحمكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الحديث مع المرأة الأجنية بغير حاجة لا يجوز، وتعظم حرمته إذا كان كلاماً فاحشاً يتعلق بالوطء ونحوه، وهو أقبح إن كان من متزوج مع امرأة ذات زوج.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك أخي السائل أن ما تفعله حرام، فلا يجوز للرجل أن يتحدث مع امرأة أجنبية عنه بغير حاجة، فكيف إذا كان يحدثها عن الجنس فلا شك أن هذا أشد قبحاً وأعظم حرمة، والأدهى من ذلك أنك رجل متزوج وأن تلك المرأة ذات زوج، لذلك فالواجب عليكما أن تبادرا إلى التوبة إلى الله تعالى قبل أن يفجأكما الموت وإلا فإنكما ستندمان ندماً كبيراً ولات حين مندم، ويجب عليك الآن أن تقطع الاتصال وكل صلة بها نهائياً، وعد إلى امرأتك فالزمها ووفها حقها، وإن كان لك أولاد فارعهم ونشئهم على طاعة الله تعالى، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 65440، 50035، 25621، 3698.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1428(13/3270)
اختلاف الجنسية ليس سببا شرعيا لرد الخاطب
[السُّؤَالُ]
ـ[أبلغ من العمر 26 عاما ومنذ أن كان عمري 20 عاما أحببت شابا وهو ابن جارنا ولكنه ليس من نفس جنسيتي تقدم لي أكثر من مرة حوالي 5 مرات وفي كل مرة يرفض والدي حتى التحدث إليه لأنه ليس من جنسي وأبلغ والدتي بأن تبلغ أهله بأن يحضر الجواز لأنه من ذوي الوثائق، وطلب والدي منه أن يحضر أي جنسية لكي يوافق على زواجي منه وأنه حتى رفض مبدأ الخطوبة أو عقد القران.
وتدخل الكثير من أهلي وأقاربي بإقناع والدي وأن هذا يعتبر فسادا في الأرض لأن الشاب مسلم وأهله مسلمون ويخشون الله، فلماذا هو واقف بيننا لأمور دنيوية، والله هو الموفق والحافظ.
وسؤالي هنا: أنا دائمة الدعاء لله والتقرب إليه وأسأله أن ييسر علينا ولكني في الفترات الأولى من علاقتنا كنا نعمل الحرام وكنا بعدها نندم عليه ونرجع ونعمله مرة ثانية، وفي كل مرة نندم نندم ونعقد العزم بأن لا نرجع لهذه الأعمال ولكن الشيطان يتسسل بيننا، ولكنى في هذه المرة وعدت ربي بأني لن أقبل حتى بالاختلاء به ولن أرضى بأن يراني إلا ومعي محرم أو معه أحد أقاربه، ولكني الآن تعبت نفسيا من تعجرف والدي وأنا متعبة كثيرا منه وأتضايق من والدي كثيرا، في بعض الأوقات أقول لن أسامحه ولكن بعد ذلك أبكي وأطلب من الله أن يهدي والدي ويغفر له وأن لا يحاسبه على ما أمر به أنا والشاب من تعب نفسي، فأنا دائمة الدموع لأني قاربت على 30 ووالدي يرفض تزويجي.
والشاب الآن وعدوه بأن يستلم الجنسية بعد سنة ولكني تعبت كثيرا وهو تعب كثيرا. وتبت أنا ووعدت بأني لن أرجع للزنا، وأعلمته بذلك وهو وافق عليه.
ولكني الآن ومنذ فترة صليت القيام بالليل كنت متضايقة جدا وبكيت لله وسألته أن يساعدني، وبعد ما فرغت من الصلاة أحسست بداخلي صوتا يقول امتنعي حتى عن مكالمته تليفونيا مع العلم بأننا لا نكلم بعضنا كثيرا، في الأسبوع مرة.
فيمكن أن هذه المكالمات وهى خالية من الأمور الشيطانية واقفة في طريقنا، وأن الله يعاقبنا عليها، وعلما بأننا في هذه المكالمات نتكلم عن أحوالنا لأنه ليس بنفس البلد الذي أعيش فيه هو في بلد غربي وأهله ليسوا معه. فنحن نتصل ببعض للاطمئنان على بعضنا مع علم والدتي وإخواني بذلك ماعدا والدي فهو لا يعلم بهذا الأمر.
سؤالي هل أنا آثم لمحادثتي له؟ هل هذه المكالمات واقفة بيينا؟ هل إذا رجعت وكلمته يعتبر خيانة لأني قررت في نفسي أن لا أرجع أحاد ثه إلى أن يتقدم لي وهو متضايق ويقول أنت أعلم بظروفي فكيف تتخلين عني وأنا هذا الأمر ليس بيدي أي إحضار الجواز الآن لكي أرضي والدك لكي نتزوج؟
فانا حائرة ومتضايقة وخائفة من الله مع العلم أني أقول في صلاتي بأنك يا رب عالم بضيقي أاني تركت المحادثات بيننا لكي أرضيك ولكي ترضى علي وتقربنا من بعض.
فهل أأثم إذا رجعت وكلمته إذا طلبني لسوء حالته النفسية؟ وهل يعتبر والعياذ بالله خيانة لله؟
أرجو منكم الرد لأني واثقة من ردكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على ثقتك بموقعنا، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك، ونسأله أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك.
واعلمي أن مثل هذه العلاقات العاطفية تكون أصلا لكثير من الشر والبلاء، وواقع حالك مع هذا الشاب أكبر دليل على ذلك، فانظري كيف قادتك هذه العلاقة إلى الوقوع في الفاحشة، فالواجب عليك التوبة إلى الله وقطع هذه العلاقة مع هذا الشاب وعدم محادثته على كل حال، ولو أنه اتقى الله لما كان في مثل الحالة النفسية السيئة التي ذكرت.
وإن تبتما من الزنا فلا حرج في زواجه منك، ومجرد اختلاف الجنسية ليس بسبب شرعي يرد به الخاطب، فينبغي الاستمرار في محاولة إقناع والدك بإتمام هذا الزواج فإن اقتنع فالحمد لله، وإن لم يقتنع كان لك الحق في رفع الأمر إلى المحكمة الشرعية إن لم يكن رفض والدك له مسوغ مقبول، وإن رأيت الصبر حتى ييسر الله لهذا الشاب الحصول على الجنسية فلك ذلك، ومع هذا، فإن يسر الله لك كفئا تقدم للزواج منك فلا ينبغي لك رده انتظارا لذلك الشاب، وماذا سيكون عليه الأمر لو أنه لم يمنح الجنسية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1428(13/3271)
ينبغي الحذر من تظاهر بعض الكفار بالدخول في الإسلام لغرض الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة من تونس وعمري 18 سنة وقد اهتديت منذ أيام فصرت من المصلين ومن المهتمين بآراء العلماء المسلمين، وفي الوقت الحالي أنا أشعر بالحيرة وذلك لأنني في علاقة نوعا ما رسمية بيني وبين شخص من النرويج ولم يهده الله إلى الإسلام وأنا جداً مرتبطة نفسيا به ... فأرجو من الإخوة المسلمين أن يدعوا له بالهداية ... كما أسأل عن طريقة يمكن أن تجعل قلبه ينشرح إلى الإسلام ... والحقيقة أنني أحاول دوما أن أشرح له مدى روعة وجمال وبهاء هذا الدين وقد نجحت في إزاحة أفكاره الخاطئة حول الإسلام والمسلمين، وهو شخص ليس بمسيحي ولا يهودي بل هو لا يؤمن بوجود الله وهذا ما يجعل الأمر أصعب، ولكنه يا إخوتي يقول لي أنا مستعد لأصبح مسلما فقط لكي يستطيع الزواج بي، ومع العلم بأنني لم أكن مهتمة سابقا إن كان مسلما ولكن بعد الهداية صار هذا الأمر أكثر ما يحزنني ... وهو وعدني وقال لي إنه مستعد أن يصير مسلما لإسعادي ولكني لم أقبل ... ولكنه قال لي إن استطعت ان أجعله حقا يشعر بوجود الله لن يفكر في غير الإسلام ... ويمكنني أن أقول إنه صار يحال أن يصبح مؤمنا، لأنني أقدم له الحجج التي تثبت وجود خالق لهذا الكون.... أما الأمر الجيد هو أنه صار يحاول أن يتأمل وذلك لأنه يرى شيئا من الصواب في حججي، ولكن هو دوما يقول إنني أقنعته منطقيا ولكن المشكلة هي كيف أجعله يشعر بالله ... علما بأنه يؤمن بوجود الروح حتى لو لم يكن يراها لأنه يشعر بها ... يا إخوتي أنا أطلب العون ... كيف يمكن جعله مسلما فلا أتعذب أكثر؟ وشكرا على الاستماع.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك بما أنعم الله عليك به من الهداية، وينبغي أن تشكري الله تعالى كثيراً على هذه النعمة بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة الأخيار واجتناب الفجار، ونسأل الله تعالى لهذا الرجل الهداية إلى الإسلام..
واعلمي أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها، فإن في هذا من المخاطر الشيء الكثير، فلا يجوز لك الاستمرار على هذه العلاقة مع هذا الرجل ولو كان مسلماً فضلاً عن أن يكون كافراً، وكوني على حذر من أن تدنسي زينة الإيمان التي في قلبك بالاستمرار في مثل هذه العلاقة، فقد تجرك إلى الوقوع في الردى بعد الهدى، والسلامة لا يعدلها شيء، وانظري الفتوى رقم: 30003.
وأما دعوته إلى الإسلام فهو أمر حسن، وينبغي أن يقوم بذلك رجل، فيمكنك أن تسلطي عليه من له قدم راسخة في العلم من المسلمين ليبين له الحق، فإن اهتدى إلى الإسلام وتبين صدقه في ذلك فيمكنك الزواج منه بشرط أن يكون ذلك بإذن وليك، وأما قبل إسلامه فلا يجوز زواجه منك، إذ لا يجوز زواج المسلمة من الكافر.
وننبهك إلى الحذر مما قد يحدث من بعض الكفار من التظاهر بالدخول في الإسلام ليغرر بالفتاة المسلمة فيتزوج بها، ثم يتبين أنه على خلاف ذلك، وفي الواقع كثير من الشواهد على هذا، وراجعي الفتوى رقم: 30911، والفتوى رقم: 24929.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1428(13/3272)
الاتصال بالأجنبية طريق للفاحشة ومقت الله
[السُّؤَالُ]
ـ[أخ فاضل أغواه أحد شياطين الإنس وأعطاه رقم جوال فتاة سلوكها غير سوي وكلمها الأخ وفعل ما فعل في الجوال معها، فنرجو من سيادتكم النصيحة للأخ المذنب، وماذا يفعل لكي لا يتكرر الخطأ مرة أخرى أو يتطور بعد المكالمة الهاتفية فيكون ما لا يحمد عقباه، أرجو من سيادتكم الإجابة في أقصى سرعة؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أخطر حبائل الشيطان التي يقود بها المسلم إلى الوقوع في الفاحشة المحادثة بين الفتيان والفتيات على وجه غير مشروع، فالواجب على المسلم أن يتقي الله ويسد كل الذرائع فيسلم، وإلا وقع فيما لا يحمد ويوجب الندم ولات حين مندم.
فالذي نوصي به هذا الأخ أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يحرص على مرافقة الأخيار ويحذر مصاحبة الفجار.. وأن يسعى فيما يتقوى به إيمانه، وأن يحذر مما يضعفه، ويراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 28288، والفتوى رقم: 10800.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شعبان 1428(13/3273)
لا ينبغي للأخ السكنى مع أخيه في منزل واحد إلا إذا تعددت المداخل والمخارج والحمامات
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجة أخى تعيش معنا ولا تغطي رأسها ولا تلتزم باللباس الشرعي في البيت وأنا في حاجة للخروج من المنزل.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجوز للرجل السكنى مع الأخ وزوجته في منزل واحد إذا تعددت المخارج والمداخل مع عدم الاشتراك في الحمام ونحوه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زوجة أخيك أجنبية منك لا تجوز الخلوة بها ولا النظر إلى رأسها أو غيره من جسمها، وعليك أن تذكر أخاك بضرورة أن يأمر زوجته بالالتزام بالحجاب الشرعي، وأن ذلك من مسؤولياته التي يجب عليه أن يقوم بها، فقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6} وفي الصحيحين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته. .. الحديث.
ولتحافظ على غض بصرك عند رؤيتها كاشفة رأسها أو غيره من جسدها، وراجع الفتوى رقم: 43022.
ويجوز لك السكن مع أخيك وزوجته إذا كنت في غرفة منفصلة في مدخلها ومخرجها وما يحتاج إليه من حمام ونحوه، وإن كان المسكن متحدا في مداخله ومخارجه فلا ينبغي السكنى معهما، وراجع الفتوى رقم: 64629، والفتوى رقم: 45138.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شعبان 1428(13/3274)
من علامات أهل الزيغ والضلال ترك النصوص المحكمة والبحث عن المتشابهات
[السُّؤَالُ]
ـ[في البخاري أنها قالت: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين.
الرجاء توضيح هذا الحديث فكيف يجلس الرسول صلى الله عليه وسلم على فراش امرأة أجنبية، لقد قرأت في موقع الإسلام الذي أرجع إليه للتحقق من صحة الحديث فوجدته موجوداً في صحيح البخاري وموجود أيضا في فتاوي الشبكة لديكم. في موقع الإسلام ذكر الشرح التالي:
قوله (كمجلسك) بكسر اللام أي مكانك , قال الكرماني: هو محمول على أن ذلك كان من وراء حجاب , أو كان قبل نزول آية الحجاب, أو جاز النظر للحاجة أو عند الأمن من الفتنة اهـ. والأخير هو المعتمد , والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها, وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليتها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية , وجوز الكرماني أن تكون الرواية " مجلسك " بفتح اللام أي جلوسك ولا إشكال فيها.
ولكن في النفس من هذا واستغفر الله من ذلك خاصة أن اليوم نشر أحد الكتاب وهو منصور النقيدان وفيه ينكر على من يسميهم المتشددين أنهم يمنعون أشياء كانت موجودة في وقت النبي من الحب والجلوس مع النساء بزينتهن، فالرجاء توضيح الأمر حتى لا يلتبس علينا الأمر.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فقد وردت النصوص الشرعية دالة على أن الأصل تحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية أو الدخول عليها أو النظر إليها، وما ورد من نصوص يدل ظاهرها على خلاف ذلك فهي نصوص محتملة فلا ترد بها تلك النصوص المحكمة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل من المفيد أن نبين في بداية هذا الجواب ما هو الأصل في تعامل الرجل مع المرأة الأجنبية فنقول: لا يخفى على كل من له قليل من العلم أن الشرع قد جاء بتحريم الخلوة بالمرأة الأجنبية أو الدخول عليها أو النظر إليها ونحو ذلك مما هو ذريعة إلى الفتنة وقد وردت بذلك نصوص محكمة لا يتطرق إليها احتمال، ومن هذه النصوص:
أولا: قول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ {النور:30}
ثانيا: ما روى البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء: قال رجل من الأنصار: يا رسول الله فرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
ثالثا: ما رواه البخاري ومسلم أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال يا رسول الله: امرأتي خرجت حاجة واكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال ارجع فحج مع امرأتك.
رابعا: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. متفق عليه.
وأما ما ورد من بعض النصوص التي قد يفهم منها جواز مثل هذه الأفعال التي ثبت تحريمها فهي نصوص يتطرق إليها الاحتمال كما هو الحال في الحديث محل السؤال، والقاعدة عند العلماء: الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال، فكيف إذا كان هذا الحديث قد عارضه ما هو أقوى منه، هذا بالإضافة إلى أن تلك النصوص الدالة على التحريم ثبتت بالقول فهي تشريع عام للأمة، والنصوص التي قد يفهم منها الجواز وردت بالفعل، والفعل محتمل لخصوصية أو أي احتمالات أخر.
وننبه إلى أن بعضا ممن ينسب إلى الإسلام وفتن بالحضارة الغربية أراد مجاراتها فأدى به ذلك إلى البحث عن مثل تلك النصوص المحتملة وليس هذا من شأن أهل الإيمان. قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ {آل عمران:7} وثبت في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية ثم قال: فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذرهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1428(13/3275)
المرأة أولى بدعوة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مسلم ملتزم وأعمل في مجال الدعوة بالإضافة لعملي كطبيب، تعرفت على طبيبة زميلة لكن فكرها كان منحرفا بشكل كبير فرغم أنها مسلمة على الورق إلا أنها كانت شبه ملحدة لأنها غير مقتنعة بالإسلام ولا بوجود خالق للكون وبالطبع لا ترتدي الحجاب ولا تلتزم بأي من تعاليم الدين الإسلامي وهى صاحبة أخلاق عالية ولا تجاهر بهذا الفكر، تحدثت معها كثيرا في أمر الدين ورغم أنها مسلمة إلا أني شعرت أني أدعوها إلى الإسلام من البداية وفرحت جدا عندما استجابت لكلامي وأقلعت عن أغلب أفكارها وبدأت تقول أنها مقتنعة تماما بوجود الله وبدأت تحافظ على الصلاة بل وتقول إنها تبكي إذا فاتتها صلاة وبدأت في قراءة القرآن ولكنها حتى الآن غير محجبة ولا تفهم كل العقيدة وكل الدين، أنا في حيرة من أمري أولا لأني أكلم امرأة أجنبية ونتحدث في أماكن عامة كالعمل أو الشارع ولكن لا يسمعنا أحد، وفي نفس الوقت أشعر بالذنب إذا تركتها الآن وهى مازالت لم تقتنع تماما وأخشى أن تصاب بردة أو تعود لما كانت عليه إن لم أحدثها، والأخطر من هذا أني بدأت أشعر ناحيتها بحب شديد وهى أيضا تحترمني جدا وأعتقد أنها تحبني حتى وإن لم تصرح بهذا كما أني كما قلت لسيادتكم أعمل بالدعوة، وقد لاحظ العديد من زملائنا الأطباء أني أطيل الحديث مع هذه الزميلة وهي في نظرهم إنسانة غير محجبة وغير ملتزمة وبدأت أشعر بنظرات لا أرضاها منهم.
أفيدوني أفادكم الله: أنا أفكر في التقدم لخطبتها ولكن أتردد فهل أنتظر حتى يحسن إسلامها أم أخطبها وبعد ذلك أكمل دعوتي معها أم أصرف نظري عنها.. علما بأني فعلا أشعر أني أحبها حبا ملك على كياني ولكنى أستطيع أن أتحكم في مشاعري فلا يظهر مني شيء وأنا أحدثها، وكما قلت لكم أننا نتحدث ونحن في غاية الاحترام وفي أماكن العمل وهو مكان مفتوح ولكن قد لا يسمعنا أحد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك أخي السائل أن تكف عن الحديث مع تلك المرأة الأجنبية عنك، ويمكنك أن تستعين في دعوتها بإحدى الأخوات الداعيات أو النساء الصالحات اللاتي يمكنهن تبليغ الحق إليها، كما يمكن أن تستعين ببعض الكتب والأشرطة النافعة أو تدلها على بعض المواقع العلمية التي تعنى بتصحيح العقيدة، وكذلك المواقع الدعوية والمواقع الإسلامية الخاصة بالمرأة، ولمزيد فائدة راجع الفتوى رقم: 30695.
أما بخصوص التقدم لخطبتها فننصحك ألا تفعل إلا إذا علمت أنهما تخلصت من إلحادها وأفكارها المنحرفة والتزمت بدينها وحجابها وصلاتها فحينئذ يمكنك أن تنكحها، أما قبل ذلك فلا، وراجع الفتوى رقم: 1324.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1428(13/3276)
الحب والمراسلة عبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت شخصا تعرفت عليه إثر صدفة على الانترنت وأحبني ساعدته حتى استطاع الوقوف على قدميه عندما فقد الأمل في الشفاء لا يعرف شكلي ولا صوتي وأنا كذلك وكل ما أعرفه عنه هو أنه شاب بأخلاق رائعة يقيم صلاته بالمسجد أعجبته أخلاقي وأقسم بأننا لم نتحدث بأي شيء يمس أخلاقنا وكل ما نحلم به هو أن نتم شريعتنا ونتزوج ولكن مشكلتنا هو أنني من فلسطين ولا يستطيع الوصول إلي وهو من السعودية لكني سأسافر مع أخي ولكن بعد دراستي، أريد فتوى هل حبي له وحبه لي حرام ومراسلتي له بالرغم من عدم رؤيتي له وعدم رؤيته لي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حكم الحب في الإسلام في الفتوى رقم: 5707، فراجعيها، كما سبق بيان حكم إقامة علاقة بين أجنبيين عن طريق الإنترنت في الفتوى رقم: 1072، فراجعيها كذلك، وعليك أن تتوقفي فورا عن مراسلته وإن كنت لا ترينه ولا يراك، أما بخصوص زواجك منه فإذا أتى الأمر من بابه وتقدم لخطبتك وتبين أنه حقا ذو خلق ودين فأنكحيه، والله نسأل أن يحفظك ويرعاك وييسر أمرك، والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1428(13/3277)
الجلسات العائلية المختلطة تتسبب في الكثير من المفاسد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب من تونس أعيش وسط عائلة مع الأسف بعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي، تعرفت مؤخراً على شابة ملتزمة والحمد لله قصد الزواج، ولقد أخبرتني أنه لا يجوز لها أن تجلس في مجلس يضم غير المحارم حتى بحضوري، فهل هذا الأمر حرام، وما الحل إذا تسبب في قطيعة بيني وبين عائلتي، خاصة أننا اعتدنا التجمع كل يوم أحد للغذاء مع كل أفراد العائلة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاختلاط بين النساء ومن ليسوا محارم لهن من الرجال أمر منكر وتترتب عليه كثير من المفاسد، وقد سبق بيان بعض منها في الفتوى رقم: 3539 فالواجب الحذر منه، ومن الممكن أن يقال إن مثل هذه الجلسات العائلية جائزة إذا أمنت الفتنة وروعيت ضوابط الشرع في تستر النساء وغض البصر ونحو ذلك، ولكن مراعاة مثل هذه الضوابط أمر عزيز، وخاصة إذا كانت العائلة بعيدة عن تعاليم الدين، كما هو الحال في عائلتك -إن ثبت ما ذكرته عنها- فالسلامة كل السلامة في البعد عن مثل هذه الجلسات.
وينبغي مراعاة الحكمة في معالجة هذا الأمر بالاستناد إلى نصوص الشرع في بيان الحكم الشرعي مع استخدام الرفق واللين والأسلوب الحسن لئلا يحدث ما تخشاه من أمر القطيعة، ولكن على فرض عدم قبولهم هذا الأمر وحصول القطيعة فلا مؤاخذة عليك في ذلك، ولا يجوز لك مجاملتهم على حساب دينك، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. ونوصيك بالصبر عليهم، والحرص على صلتهم وإن قطعوك، قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1428(13/3278)
تقوى الله والتعدد وغض البصر علاج لمن ابتلي بالنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب النساء وزوجتي تهملني وأفتن بالصور العارية فما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحل أولا هو أن تتقي الله سبحانه وتعالى وتغض بصرك عن النظر إلى الحرام، وتستحضر في قلبك أنك ستقف بين يديه حافيا عاريا في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وعندها يعلم المرء شؤم المعصية، قال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ {البقرة: 223}
ومن العلاج أيضا التزوج بأكثر من واحدة، وقد أباح الله تعالى للرجل تعدد الزوجات، فإذا علمت من نفسك الحاجة إلى النساء فتزوج ثانية، وهذا أفضل، فإن لم تستطع فعليك بالإكثار من الصوم فإنه يقلل الشهوة ويضيق مجرى الشيطان مع نصح زوجتك وتذكيرها بحقك عليها في التودد والتزين والتجمل، ومن أعظم الأسباب التي تعينك على تجنب الفتن اللجوء إلى الله تعالى والإكثار من دعائه، فإن الدعاء باب عظيم يغفل عنه كثير من الناس مع أن الله تعالى وعد بالإجابة والله لا يخلف الميعاد.
نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك، ويصرف عنك السوء والفحشاء؛ إنه جواد كريم، وانظر الفتوى رقم: 95761، والفتوى رقم: 6995.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1428(13/3279)
فتاوى سابقة في تحريم مصافحة الأجنبية وبيان مفاسدها
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو.. ما حكم الإسلام فيما يخص المصافحة بين الرجال والنساء غير المحارم، مع الاستدلال بأدلة نقلية وعقلية، إضافة إلى ذكر مساوئها وأضرارها وكذا إيجابيات تجنبها؟ ولكم الشكر الجزيل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان تحريم مصافحة المرأة الأجنبية، فانظر الفتوى رقم: 1025، والفتوى رقم: 3045، والفتوى رقم: 34530، وقد ذكرنا شيئاً من مفاسد تلك المصافحة المحرمة، وبضدها تتبين الأشياء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1428(13/3280)
إن لم تكن من نصيبك فالنساء غيرها كثير
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب فتاة منذ أربع سنوات وعمري 20 عاما وهي عمرها 16 عاما، وحتى الآن لم نستطع التحدث مع بعضنا، وكل من يبادل الآخر بعض نفس الشعور، وأنا والله لا أستطيع الابتعاد عنها وفي الفترة الأخيرة من ذهابي إلى الجامعة أحسست بأنها تحاول نسياني مع أن قلبها كلما رأتني وأنا قادم من الجامعة أنها تشعر بالسرور لرؤيتي، فماذا أفعل لكي لا تذهب مني، وأنا متعلق بها ولا أستطيع أن أخطبها قبل السنة الثالثة من الجامعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الفتاة أجنبية عنك فلا يجوز لك التحدث إليها أو الخلوة بها ونحو ذلك، والواجب على المسلم إذا أوقع الله عز وجل في قلبه حب امرأة أن يعف نفسه، وإن أمكن زواجه منها فهذا أمر حسن، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. روه ابن ماجه.
ويبدو من سؤالك أنه ليس بالإمكان أن يتم زواجك من هذه الفتاة في وقت قريب، فإذا كان الأمر كذلك فالذي نوصيك به أن تصرف قلبك عنها وتشغل نفسك بما يفيدك من أمر دينك ودنياك، فإن أمكن زواجك منها بعد ذلك فبها وإلا فالنساء غيرها كثير، ومن يدريك أن الخير في زواجك منها على وجه الخصوص، ففوض أمرك إلى الله، واسأله أن يقدر لك الخير، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} ، وانظر الفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 20078، والفتوى رقم: 8663.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1428(13/3281)
التوبة مع البعد عن أسباب المعصية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب قاربت على الثلاثين من عمري مؤمن بالله تعالى وقضائه وأصلي وأصوم الفروض والنوافل وأنصح الأصدقاء بالدين كثيراً وأحفزهم عليه، ولكن هناك مشكلة حيث إني مرتبط بالجنس الآخر وأرتبط بعلاقات كثيرة مع عدد كبير من البنات والسيدات ونتعامل مثل المتزوجين إلا الدخول أبداً أو الجماع وأريد العفاف من كل هذا بالزواج والاستقامة من فتاة أحبها وهي آخر علاقة وحدثت أفعال كثيرة بيننا، ولكني غير قادر على توفير احتياجات الزواج وأريد التوبة، فهل يقبلها الله مني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن رحمة الله عز وجل واسعة وأن أبواب التوبة مفتوحة، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53} ، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 2969.
فتب إلى الله، وأحسن فيما يستقبل، وأغلق كل سبيل يقودك الشيطان من خلاله إلى الوقوع في مثل تلك المنكرات من مخالطة النساء أو الخلوة بهن، ونوصيك بتحصيل أسباب الاستقامة على الحق، ومن ذلك ما ذكرت من نصح الناس ودعوتهم إلى الخير فهذا مما ينبغي أن يكون خير معين على الاستقامة، وانظر الفتوى رقم: 76210، والفتوى رقم: 28171.
وزواج الرجل من المرأة التي يحبها هو خير علاج لهذا الحب الذي بينهما، فينبغي أن تسعى في تحصيل الأمور التي تعينك على الزواج حتى تعف نفسك، واعلم أن تيسير مؤن الزواج من أسباب بركته، وأن الزواج من وسائل تحقيق الغنى، فإذا تيسر لك الزواج من هذه الفتاة أو غيرها فالحمد لله، وإذا لم يتيسر فاتق الله واصبر، وعليك بالصوم عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 44235، والفتوى رقم: 17288.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1428(13/3282)
خلع النقاب أمام الخطيب وزوج الأخت
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديقة تخلع النقاب أمام خطيبها وذلك لأنها تلبسه على سبيل السنة وليس الفرض، فهل هذا صحيح، وما حكم ذلك بالنسبة لزوج الأخت؟.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حكم النقاب وأدلته وأنه الواجب على الراجح ولاسيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الفساد وقل الورع، وذلك في عدة فتاوى منها: 18865، وما أحيل عليه فيها نرجو أن تطلعي عليها.
وعلى ذلك فلا يجوز لصديقتك خلع نقابها أمام خطيبها ما لم يتم العقد لأنها مازالت أجنبية عنه، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتويين: 51914، 44882، وما أحيل عليه فيهما.
وأما زوج الأخت فإنه كغيره من الأجانب فلا تجوز الخلوة معه ولا إبداء الزينة أمامه ...
وقد بينا كيف تتعامل المرأة مع زوج أختها في الفتوى: 31359، نرجو أن تطلعي عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1428(13/3283)
حكم مجالسة النساء الرجال زملاء العمل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للنساء المسلمات مجالسة رجال في العمل أو في الدراسة في ظرف يختلف عن العمل الإجباري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجالسة الرجال للنساء الأجنبيات من غير ضرورة أو حاجة لا تجوز، وقد بينا ذلك بالتفصيل والأدلة في عدة فتاوى بإمكانك أن تطلع عليها تحت الأرقام التالية: 14400، 3672 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1428(13/3284)
علم أهل البنت بعلاقتها بأجنبي لا تحل الحرام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أسأل هل الحب حرام ... أنا أحب شخصا كثيرا وهو كذلك يحبني، لكن عندما قال لي ذلك قلت لأمي وأختي حتى لا أحس أني أعمل عملا خطأ وهو كذلك قال لأمه وهو إنسان محترم جداً ويصلي ويعرف الله ويعاملني معاملة جيدة، لكن نحن الآن في السنة الأولى من الكلية يعني ما زلنا بعيدين عن موضوع الخطوبة، وأنا واثقه من أخلاقه جداً، لكن المشكلة أني أحس أن هذا حرام، وأننا بذا نعمل حاجة خطأ، ضميرى دائما يؤنبني، لما أتكلم معه لا نقول كلاما يغضب ربنا أو كلام حب بل نحكي لبعض عن مشاكلنا لا أكثر لأني أرتاح له جدا، وأنا أحكي له عن كل أسراري وهو كذلك، فهل العلاقه ما بين البنت والولد حرام رغم أن أهلي أمي وأختي على علم
وأسأل كذلك هل الكلام بين البنات والأولاد حرام.. أنا وصديقاتي في الكلية نكلم أولادا لكننا محترمات جدا وكذلك الأولاد محترمون والذي يجعلنا نكلمهم هو كونهم يخدموننا في حاجات كثيرة مثل المحاضرات والحاجات اللازمة للمذاكرة، المشكلة أننا وهم واثقون في أنفسنا لكن الناس حولنا لا تتفهم هذا، ونحن البنات قررنا ألا نكلم أولادا أبداً من أجل الناس فهل يا ترى هذا القرار صحيح؟ أتمنى الإجابة بسرعة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى الكريم أن يجزيك خيراً، وأن يزيدك حرصاً على معرفة أحكام الشرع والالتزام بها.
وبخصوص حكم الحب في الإسلام فقد سبق تفصيل القول فيه في الفتوى رقم: 5707.
وما ذكرت من العلاقة بينك وبين هذا الرجل الأجنبي هو من قبيل الحب المحرم، ومثل هذا الحب علاجه الزواج، وبما أن هذا الأمر - نعني الزواج - لا سبيل إليه في الأمد القريب كما ذكرت، فالواجب أن يتقي كل منكما ربه ويقطع هذه العلاقة فوراً، ففي ذلك سلامة العاقبة، والبعد عن الوقوع فيما حرم الله، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق.
واعلمي أن معرفة أهلك أو أهله لما بينكما من هذه العلاقة لا يسوغ الاستمرار فيها، وراجعي للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 4420.
وأما مسألة حديث المرأة إلى رجل أجنبي عنها أو العكس فلا يجوز إلا لحاجة معتبرة شرعاً، وبشرط مراعاة الضوابط الشرعية من عدم مجاوزة قدر الحاجة وعدم الخضوع في القول ونحو ذلك، وانظري للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 3672.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1428(13/3285)
كيف يسيطر المراهق على غريزته الجنسية
[السُّؤَالُ]
ـ[ممارسة الجنس لدينا شديدة جدا وأنا في سن مبكر لا يتجاوز السادسة عشر فما هو العلاج عندما أنظر أو أتذكر أي امرأة حتى من نساء الإخوان أجن من شدة الحرارة فما هو العلاج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أرشد النبي- صلى الله عليه وسلم- من هو في حالتك إلى العلاج الشافي فقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
كما أرشد أهل العلم إلى توجهات تساعد في علاج ما يجده من لا يستطيع الزواج، ومن هذه التوجيهات:
الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام كما في الحديث المذكور.
ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات.
توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة كالرسم للزهور والمناظر الطبيعة غير المثيرة.
ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
ومنها الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغل عن التفكير في الجنس.
ومنها عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تهيج الغرائز وتثير الشهوات.
ومنها عدم النوم في الفراش الوثير الذي يذكر باللقاء الجنسي.
ومنها البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن، ولا تراعى الحدود..
وقد امتدح الله عز وجل عباده المؤمنين الحافظين لفروجهم ووعدهم بالفلاح.. فقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {المؤمنون:5-7}
ويجب على زوجات إخوانك وغيرهن من الأجنبيات التحجب عنك وعدم الظهور بالزينة أمامك، ويجب على المسلم- رجلا كان أو امرأة- أن يحافظ على نفسه ويحفظها من الحرام وما يؤدي إليه، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور: 30-31} . الآية.
وللمزيد انظر الفتوى: 31307، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1428(13/3286)
الحمو الموت
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي نساء إخوان أسكن مع إحداهن في منزل واحد، ولكن التي أسكن لديها تؤذيني إيذاء غير عادي وتريد مني أنا أمارس معها الجنس وأنا أرفض فعندما أرفض تحرض علي أخي ويمارس علي كل الضغوطات حتى مصاريف المدرسة، وأنا لا يوجد لدي من الإخوان إلا هو، فما هي فتواكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك الدخول على هذه المرأة ولا السكن معها والخلوة بها، فقد روى الإمام أحمد وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. وفي الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه.
ولذلك فإن عليك أن تتدارك نفسك وتفر من هذه المرأة فرارك من الأسد، وتبحث لك عمن تسكن معه غيرها مهما كان فإن السلامة لا يعدلها شيء، ولا بأس أن تستعين على ذلك بأحد من عقلاء أسرتك أو من غيرهم ممن يستطيع أن يساعدك على الانتقال إلى سكن آخر، ونسأل الله تعالى أن يحفظك ويجعل لك من كل ضيق مخرجاً، وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60492، 36929، 43476.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1428(13/3287)
الطرق المأمونة للبحث عن الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف ما حكم دخول البنت للتحدث مع الشباب عبر النت بغرض الزواج وكذلك لجوء بعض البنات للقنوات الفضائية التي توفر فرصة التعارف بين الشباب والبنات بغرض الزواج وخصوصا اذا كانت البنت محترمة وجادة، ولا تتحدث في أمور خاطئة، وإذا اكتشفت عدم جدية الشاب فإنها تبتعد عنه فورا.
ولي سؤال آخر خاص بنفس الموضوع: ما حكم تحدث البنت مع أكثر من شاب بغرض الزواج وذلك لأنها لا تعلم من الشخص الجاد منهم ومن غير ذلك. ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج سنة شرعية وكونية، ومن حق كل راغب فيه أن يبحث عنه بالطرق الشرعية المأمونة التي لا تؤدي إلى الحرام.
فإذا وجد موقع محترم أو أي وسيلة من وسائل الاتصال يشرف عليها أناس صالحون مزكون من طرف أهل العلم والصلاح وذوو خبرة وتجربة، يحتاطون في هذا الأمر غاية الاحتياط، ويتخذون كل التدابير اللازمة لحمايتها من أن تكون وكرا للفساد، إذا وجدت وسيلة بهذه المواصفات، فلا حرج في دخول البنت إليها والتعامل معها واتخاذها وسيلة للبحث عن الزواج.
أما مواقع التعارف وما يعرف بالشات والقنوات الفضائية المعروفة والبحث عن شريك الحياة أو شريكتها والتي يتهافت عليها الشباب فهي أوكار للفساد ولا يجوز دخولها ولا التعامل معها.
وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتويين: 10103، 77084.
وأما البحث عن الزواج عن طريق الحديث مع الشباب مباشرة أو عن طريق الهاتف فإنه وسيلة خاطئة لا تجوز، وذلك لما يمكن أن تجر إليه من مخالطتهم والتغرير من بعضهم ونحو ذلك من المفاسد، والإسلام يسد ذرائع الفساد وطرق الشر.
وقد بينا بعض الوسائل السليمة النافعة المضمونة لمن أراد الزواج في الفتويين المشار إليهما.
وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة في الفتوى: 1072.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1428(13/3288)
صلاة الرجل جماعة بمن عقد عليها وقبل الدخول في خلوة
[السُّؤَالُ]
ـ[قد علمت أنه لا يصح أن تصلي امرأة مع رجل ليس من محارمها وحدهم بلا وجود ثالث، فهل ينطبق هذا على اثنين قد تم عقد قرانهم ولكن لم يحققوا الخلوة الشرعية (أو الدُخلة) بعد، فهل تجوز صلاتهم وحدهم كذلك أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العقد إذا تم بين الرجل والمرأة فقد حلت الخلوة بينهما، وعليه فلا مانع من اقتدائها به في الصلاة دون وجود شخص آخر، أما اقتداء المرأة بغير المحرم فلا يجوز إذا لم يكن معهما غيرهما، وإليك التفصيل في هذه المسألة.
قال النووي رحمه الله في المجموع: قال أصحابنا: إذا أم الرجل بامرأته أو محرم له، وخلا بها جاز بلا كراهة، لأنه يباح له الخلوة بها في غير الصلاة، وإن أم بأجنبية وخلا بها حرم ذلك عليه وعليها، للأحاديث الصحيحة.... وإن أم بأجنبيات وخلا بهن فطريقان: قطع الجمهور بالجواز، ونقله الرافعي في كتاب العدد عن أصحابنا ... ولأن النساء المجتمعات لا يتمكن في الغالب الرجل من مفسدة ببعضهن في حضرتهن. انتهى. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 2940.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1428(13/3289)
وصف علاقة المرأة برجل أجنبي بالصداقة أو الأخوة من مكائد الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة كنت على علاقة مع شاب وقررت قبل الذهاب إلى العمرة أن تكون علاقتي به فقط علاقة أخوة أو صداقة في الله بحيث يقتصر كلامي معه على أوضاعه الأسرية والأوضاع العامة فقط، وأن لا يكون بيننا شيء حرام، وسافرت للعمرة وأديتها وإن شاء الله يتقبلها مني رب العالمين، وبعد ما رجعت حضر ليقول لي حمدا لله على سلامتك ويطمئن علي وطلعنا من العمل وفي الطريق إلى البيت في الشارع ماشين جاءت سيارة من ورائنا فمسك يدي محاولا إبعادي عن السيارة، فهل في هذا إثم وأن عمرتي لن تقبل، فافيدوني؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلاقة المرأة برجل أجنبي محرمة مطلقاً، ووصفها بصداقة في الله تعالى مكيدة من الشيطان لتبرير تلك العلاقة المحرمة، فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى وقطع الصلة بالشاب المذكور مهما كان نوعها، كما لا يجوز لذلك الشاب الإمساك بيدك لحرمة ذلك مع ثبوت الوعيد الشديد فيه، وأما قبول الطاعات بما في ذلك العمرة فإنه أمر غيبي لا يمكن الاطلاع عليه، لكن ذكر بعض أهل العلم أن من علامات قبول الحج أو العمرة أن تكون حالة الشخص بعدهما أحسن حالاً منها قبل ذلك، وأن يستمر في الازدياد من الخير، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62754، 28788، 1314، 14648.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1428(13/3290)
لا تخلو العلاقة بين الجنسين بدون زواج من محاذير شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب فتاة من عائلتي وأنوي الزواج منها إن شاء الله تعالى وعلاقتي معها جداً سليمة من المحرمات، فهل هذه العلاقة محرمة؟ وشكراً لكم ... وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تجوز العلاقة بينك وبين تلك الفتاة إذا كان يترتب عليها خلوة أو نظر محرم أو غير ذلك مما قد يكون ذريعة لما هو أعظم، وإن كانت بريئة ولو لغرض الزواج، كما بينا في الفتوى رقم: 46632، والفتوى رقم: 61255.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1428(13/3291)
على التائب أن يستر على نفسه ويستقيم
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة كانت تعاشر شخصا معاشرة محرمة لمدة طويلة وتابت إلى الله بعد معرفتها بأنها مريضة بداء فقدان المناعة هذا الشخص تقدم نفسه (بعدما تاب إلى الله) لخطبتها لكنها رفضت لمرضها الذي لا يعلمه أحد لأن الله ستر عليها وصحتها لا يرى عليها أثر هذا المرض بتضرعها إلى الله مدة خمس سنوات، المشكلة هذا الشخص عقد على امرأة أخرى (لا زال لم يزف بعد) وعلمت أنهم لم يعملوا التحاليل التي هي من أوراق عقد القران، سؤالي هل هي آثمة إذا لم تخبره بإجراء تحاليل للتأكد هل هو حامل للمرض، علما بأنها لو أخبرته فضحت نفسها بعدما ستر الله عليها (عائلتها لا تدري بمرضها) ، علما كذلك أن هذا الشخص أخو زوج أختها، علما بأنه صعب عليها الآن كأخت متنقبة أن تبحث من أفراد العائلة على رقمه لإخباره بطريقة مجهولة، فأرجوكم بسرعة أفتوني، لأن موعد زفافه قرب، ملاحظة: لا تدري ممن جاءها الفيروس أمنه أم من آخر (علما بأن الفتاة الحاملة للفيروس لا زالت عذراء ولم تمارس لواطا) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على السائلة أن تخبر هذا الشخص بإجراء التحاليل الطبية فقد يكون المرض انتقل إليها من شخص آخر لا منه ولم ينتقل إليه هو. والواجب على السائلة الحرص على الاستقامة، وأن تحذر من العودة لتلك الكبائر، وانظري الفائدة الفتوى رقم: 31520.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1428(13/3292)
حديث الجنسين عبر الشات من خطوات الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة فلسطينية ملتزمة أعيش في قطاع غزة, تعرفت على شاب من الضفة الغربية وهو أيضا شاب ملتزم ذو أخلاق عالية جدا, الآن أتحدث معه على الماسنجر, اتفقنا أنا وهذا الأخ أن نتحدث مع بعضنا من منطلق الأخوة فحديثنا يقتصر على الأمور الدينية والأمور السياسية التي نحيا بها في فلسطين, وعن ما يجري عندهم في الضفة وما يجري عندنا فى غزة, مع العلم بأننا لم نتحدث قط في أمور تخل بالأخلاق والآداب الإسلامية، فأريد منكم أن تفتوني في هذا الأمر هل هو حلال أم حرام؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أختي السائلة محادثة شاب أجنبي عنك في غير حاجة أو ضرورة لخوف الفتنة، والتحدث معه في الأمور السياسية أو الدينية ليس حاجة ولا ضرورة، بل لعله خطوة من خطوات الشيطان التي يستدرجكما بها إلى المحرم، فاليوم عن السياسة والدين، وغداً يخبرك أو تخبريه أنك ترتاحين للكلام معه لأنكما تتفقان في وجهات النظر، وبعد غد إخبار بالحب والله أعلم بما بعد ذلك، فاتقي لله تعالى واقطعي فوراً الحديث معه، وانظري الفتوى رقم: 78561، وفيها شيء من كلام الفقهاء حول محادثة الأجنبية، وكذا الفتوى رقم: 73220، وأخيراً الفتوى رقم: 56052.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1428(13/3293)
الصوم وغض البصر لمن لا يقدر على الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا يفعل الشاب الذي بلغ 19 سنة ولا يستطيع أن يتزوج لرفض والديه لذلك مع أنه يريد العفاف ويسأل الله ذلك لأنه أحيانا يضعف ويستمني ربما كل شهر أو شهرين مرة لضعفه، لكنه سرعان ما يندم ويستغفر لكنه يدرس وأهله يرفضون لصغر سنه 19 سنة وهو يرى أنه كفؤ خاصة أن أباه ميسور والحمد لله ويصرف عليه في دراسته، فما الحل وهذا الشاب يعني كثير الشهوة والحمية وهو يغض البصر والحمد لله عن النساء الأجنبيات لكن لا يغض عن محارمه؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخلو الشاب المذكور من أن يكون لديه القدرة على الزواج بنفسه أو لا تكون لديه القدرة لذلك، فإن كان يقدر على الزواج فإنه يجب عليه أن يسارع إليه إذا كان يترتب على تأخيره له وقوعه في محرم، وفي هذه الحالة لا يطيع والديه إن منعاه منه إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
أما إذا لم تكن لديه القدرة الكافية ولم يرض والده بتزويجه فيجب عليه أن يصبر وليغض بصره وليستعن على ذلك بالصوم كما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
فالحل إذاً هو أن تتزوج إن كنت قادراً وتقنع والدك بتزويجك وتذكر له المخاطر المترتبة على عدم تزويجك والأضرار الدنيوية والآخروية التي قد تترتب على تأخير الزواج، وأما بالنسبة لنظرك إلى محارمك فإذا كان بغير شهوة فإنه جائز، أما إذا كان بشهوة فإنه حرام، وعليك أن تغض بصرك عنهن، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 73499، والفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 52012، والفتوى رقم: 60902، والفتوى رقم: 20445، والفتوى رقم: 24117، والفتوى رقم: 97732.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1428(13/3294)
محادثة النساء لغير حاجة من خطوات الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أبلغ من العمر /33/عاما وأنا متزوج من امرأة متدينة وسعيد معها ولكن أعاني من شيء قد يكون مرضا لكثرة وشدة تعلقي به مع أنني أنا أيضا ملتزم بالدين وبمجالس للعلم لكن عسى أن أجد لي دواء عندكم مشكلتي أنه معي مرض التحدث مع النساء سواء عن طريق الهاتف أو مصادفتهم في العمل، أي امرأة أراها ينتابني فضول التحدث معها لا أريد منها شيئا ولا يجري بيننا سوى الأحاديث العامة ولكنه بالنسبة لي كما ذكرت فإنني أعاني من هذا الشيء بداخلي ودائما أجد أن هناك شيئا يشدني الى الحديث معهن بكثرة خاصة عبر الهاتف حتى ولو لم أرهم، أرجو منكم الإفادة والعون في التخلص مما أنا فيه وأتمنى أن أعرف إن كان هذا حراما أم مكروها لكونه حديثا عاما ولكن قد يطول دون أن أشعر.
شاكرا فضلكم وعلمكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلامك مع النساء من غير حاجة تدعو إلى ذلك لا يجوز، واعلم أن ما تجده في نفسك من الميل إلى الكلام معهن هو خطوة من خطوات الشيطان التي يستدرجك بها إلى المعصية، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21} فالواجب عليك الكف عن الكلام معهن والحذر من تلك العادة السيئة، وانظر الفتوى رقم: 21582، وفيها تفصيل حول حكم محادثة الأجنبية، وكذا الفتوى رقم: 73181، والفتوى رقم: 56988.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1428(13/3295)
علاقة الزمالة بين الرجل والمرأة لا تحل ما حرم الله
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل بشركة ولي زميلة بالعمل محترمة وأشعر اتجاهها بإعجاب شديد خصوصا وأني طوال فترة عملي لم أر منها أي تقصير أو تهاون في علاقاتها مع الشباب وهي ملتزمة جداً وقد فاتحتها في أن أتقدم لخطبتها وبالفعل أبلغت والدتها وقد قابلتني، ولكن نظراً لظروفي وعرضي أن تكون الخطبة لمدة عامين فقد رفضت ذلك وقالت يجب أن ينتهي كل شيء خلال سنة واحدة، وقالت يمكنك الانتظار سنة ثم تتقدم لخطبتها من جديد..... إذا كانت لم ترتبط بغيرك، وبالفعل أنا مصمم على إعادة التقدم لها بإذن الله، ولكن أشعر أن في الأمر صعوبة ومشكلتي هي أنني لا أستطيع أن أنساها أو لا أفكر فيها، فما هو الحل مع العلم بأن علاقاتنا بالعمل لا تتعدى حدود الزمالة وفقط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في خطبتها والحرص عليها لما ذكرت عنها من التزام وانضباط، لكن ينبغي أن تعلم أنه لا يجوز لك إقامة علاقة غير مشروعة معها ولو كانت علاقة زمالة عمل أو غيرها، فيجب عليك أن تكف عن ذلك، وينبغي أن تسعى في خطبتها والعقد عليها لتكون علاقتكما مشروعة، فيباح لك النظر إليها والحديث معها والخلوة بها وغير ذلك مما يجوز للرجل من زوجته. وللمزيد من الفائدة ولمعرفة كيفية علاج تعلقك وانشغال فكرك بهذه الفتاة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29459، 828، 8387، 3859، 5707، 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1428(13/3296)
حدود التعامل مع المرأة الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حدود الحديث بين الرجل والمرأة والنظر والعلاقة بمراعاة كل عمر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلام الرجل مع امرأة أجنبية جائز بضوابط بأن كان لحاجة، وأمنت الفتنة وسلم من الخضوع بالقول، والراجح أن المرأة كلها عورة بالنسبة للرجل الأجنبي، فلا يجوز له النظر حتى للوجه والكفين منها ولو أمنت الفتنة، وخفف بعض أهل العلم في شأن العجوز الفانية التي لا تشتهى عادة، ونظر المرأة إلى الرجل الأجنبي محل خلاف بين أهل العلم فمنهم من يقول بحرمة نظرها إليه، كما يحرم نظره إليها، ومنهم قال بجواز نظرها إلى وجهه وأطرافه كالرأس والذراعين والقدمين.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 30792، 50794، 22220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1428(13/3297)
يحرم نظر الرجل إلى محارمه بشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل نظر الشخص إلى أخته المتزوجة بشهوة حرام، وكيف يفعل إن كان حراما أيغض البصر عن أخته، وهل يجوز أن ينظر الرجل إلى الفتاة التي لم تتجاوز الحلم بشهوة؟ وهل يجوز له أن ينظر إلى زوجته وبناته بشهوة وما عورة بناته عليه من الصبيان والبنات حتى إن كانوا قد بلغوا الحلم؟ جزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل أن ينظر إلى أخته أو بنته أو غيرهما من محارمه بشهوة، ويجب عليه غض بصره في ذلك، سواء أكانت المرأة صغيرة أم كبيرة متزوجة أم لا، ولا يحل له ذلك إلا من زوجته، ولمعرفة تفصيل ذلك وبيانه انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60267، 31915، 24392، 24117، 76700، وأما عورة البنت قبل البلوغ وبعده فانظر فيها الفتاوى التالية: 39008، 35218، 26186، ولا فرق في هذه الأحكام بين الأب وغيره، فلا يحل للأب من بناته ولا للأخ من أخواته إلا ما يحل لغيرهما من محرمه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رجب 1428(13/3298)
الفرق بين الشاب الجاد في أمر الزواج والمتلاعب
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك شاب دخل على إيميلي الخاص والشاب مؤدب وخلوق وعنده دين وكان يتكلم معي بالدين، ولكن سؤالي كيف أعرف الشاب الذي يريد مصلحتي من الشاب الذي لا يريد إلا مصلحته، ما ميزاته، وأكون شاكرة للإجابة عن السؤال.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشاب الذي يريد مصلحتك هو الذي لا يكلمك على الإيميل أو غيره مهما كان موضوع كلامكم عن الدين أو عن أي شيء آخر؛ لأن ذلك كله لا تؤمن عاقبته ويجر إلى ما لا تحمد عقباه، فإذا وجدت ذا خلق ودين ورغب أن يتزوجك فليكلم ولي أمرك، وليعقد عليك عقد نكاح شرعي، وأما قبل ذلك فلا تجوز لك إقامة أي علاقة مع أي رجل أجنبي عنك بريئة كانت أم غير بريئة ولو لغرض الزواج، وانظري بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4338، 11723، 75002. .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رجب 1428(13/3299)
علاج إدمان النظر إلى المحرمات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المسلم البالغ العاقل المتزوج الذي يشاهد التلفاز وما يعرض فيه من برامج إباحية ثم يشعر بالذنب ثم يتوب ثم يعود بعد فترة ثم يتوب ثم.. وهكذا مراراً وتكراراً.. وللعلم لو اجتنب هذا الذنب والله لا أبالغ إن قلت أنه حقا من أصحاب الجنة.. وصدقوني ما بالغت.. وللعلم عندما يحس بالذنب ويختلي بنفسه يضرب ويحقر نفسه كأنما شخص أمامه يكلمه ويقول بعبارات كثيرة مفادها (ما بقي لك من العمر حتى تشاهد هذا, ما ينقصك لتشاهد هذا وعندك الزوجة الحسناء والأولاد الحافظون للقرآن وأنت تحفظ القرآن وأحيانا تصلي بالناس إماما, يا.. كذا وكذا يوبخ نفسه, ماذا تريد وإلى متى) ، هذا عدا عن الصلاة في جوف الليل يدعو الله باكيا على ذنبه وحاله ثم يهدأ يوما أو حتى شهر ثم يعود.. بالله عليكم أفيدوني بالتفصيل الممل، ما حل هذه المشكلة التي أقلقتني جدا, فهو مريض لم يجد دواء, رغم عظم دواء وشفاء القرآن, وماذا أقول له وهو يصف نفسه بكل تلك الصفات التي تكاد تنقص الكثير من المحسوبين على الدين, وأشهد له عندما يحضر يبدأ الحضور بذكر الله ورسوله.. فهو بحضوره يذكرهم بالدين ... وما حكمه الشرعي وماذا سيكون حاله في الآخرة، وما حاله لو مات على هذه المعصية وللعلم سمعته دائما يدعو ويقول يارب أمتني على طاعة ولا تمتني على معصيتي, وفي قنوت الفجر أحيانا يقول: يا رب نعوذ بك من كل شرك خفي ثم يردد دعاء سيدنا محمد بذلك, ثم يقول وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يشاهد الأفلام الإباحية فذلك نوع من الزنا المحرم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... والعينان تزنيان وزناهما النظر ... رواه البخاري ومسلم. وقد أمر الله عز وجل بغض البصر عن الحرام، فقال تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، وقد تقدم ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 27224، والفتوى رقم: 26620 نرجو من السائل الكريم الاطلاع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.
وما دام هذا الشخص بالأوصاف المذكورة وعنده هذه النفس اللوامة فإننا ننصحه بتقوى الله تعالى وتدارك نفسه وترك مشاهدة التلفاز وإبعاده من بيته إذا لم يكن يستطيع السيطرة عليه والتحكم في نفسه حتى لا يجره إلى ما هو أكبر، فإن من القواعد المسلمة عند أهل العلم: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح والسلامة لا يعدلها شيء.
فهذا من أهم الحلول التي نراها مناسبة، وقد سبق بيان وسائل تقوية الإيمان والاستقامة على الطاعة في الفتوى رقم: 1208، والفتوى رقم: 10800 بإمكاننك أن تطلع عليهما.
وأما حاله في الآخرة لو مات على هذه المعصية فإنه في مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وغفر له وإن شاء أخذه بذنبه وأدخله الجنة بعد ذلك، هذا إذا لم يتب قبل الوفاة، أما من تاب فإن الله تعالى يتوب عليه ويغفر له كما قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1428(13/3300)
لا طاعة للأم إذا أمرت بالتبرج والرقص أمام الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة من فلسطين محجبة وأرتدي الجلباب الشرعي الحمد لله، في الأسبوع القادم حفلة عرس أختي وزوجها سيكون موجودا في القاعة، أمي تريد أن أرتدي لباسا على الموضة مع الحجاب "تنورة وجكيت مفصلة للجسم" وأنا رافضة لذلك، لذلك هي غاضبة وأختي كذلك غاضبة من لبسي للجلباب وعدم الرقص وزوجها موجود إذا سمحتم أريد رداً على ذلك، فأنا لا أريد إغضاب أمي وأختي الوحيدة، ما حكم هذا اللباس في وجود زوج أختي؟ وشكراً جزيلاً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أنه لا يجوز لك طاعة والدتك فيما أمرتك به من لبس ملابس ضيقة يوم العرس والرقص أمام زوج أختك، لأن هذه معصية فلا يجوز للمرأة أن تظهر أمام رجل أجنبي عنها بغير الحجاب الشرعي، ولا يجوز لها الرقص أمامه، فاحذري أن تطيعيهم في ذلك وتغضبي ربك سبحانه وتعالى، وقد قال الله تعالى: وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ {التوبة:62} ، وحاولي أن تتلطفي بأمك لبيان الحكم الشرعي لها تطييباً لنفسها فإن غضبت بعد ذلك فليس عليك شيء، وانظري الفتوى رقم: 60178 حول رقص المرأة أمام الرجال الأجانب، والفتوى رقم: 51671 حول حدود طاعة الوالدين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رجب 1428(13/3301)
حكم ارتياد مكتبة بها اختلاط وتبرج
[السُّؤَالُ]
ـ[في بلدنا خزانة ضخمة لجميع أنواع الكتب وهي"خزانة آل سعود للدراسات ا?سلامية" وتقع فوق المسجد.وهي خزانة مفيدة جدا لكن بها اختلاط وتبرج. فهل يجوز لي الاستمرار في الدخول إليها مع تحاشي الاختلاط ما أمكن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا وجدت بديلا عن المكتبة المذكورة أو لم تكن هناك حاجة ملحة لارتيادها فلا تستمر في إتيانها لما يترتب على دخولها من رؤية المتبرجات ومخالطتهن المحرمة شرعا، فقد أمر الله عز وجل بغض البصر عن الأجنبيات وحذر من الخلوة بهن ومن الاختلاط المحرم، فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور: من الآية30-31}
وإذا لم تجد لها بديلا وكانت هناك حاجة مهمة للدخول إليها فيجوز الدخول إليها بقدر الحاجة مع التحفظ وغض البصر، وإن كان الأفضل والأحوط البعد، ويلزم ذلك إذا كنت تخشى الفتنة فإن السلامة لا يعدلها شيء.
وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتويين: 62390، 3539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الثانية 1428(13/3302)
الحل يمن في كثرة الصيام وغض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كان الشاب ملتزماً وتعترضه فتن النساء ويصبر، ولكن ذات مرة رأى فتاة فأحبها جداً وأصبح قلبه يدق عندما يراها ويتلهف لرؤيتها وهذه الفتاة تهتم به كثيراً وتظهر له المودة، ولكن هنا مشكلتان: الأولى: أن عمره 21 عاما ولا يمكنه الزواج قبل خمس سنوات على الأقل مادياً ومعنوياً (يدرس الهندسة) ، والثانية: أنها ليست متدينة بما فيه الكفاية وهي ليست المرأة التي يطمح أن يتزوجها في المستقبل، فماذا يستطيع أن يفعل؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت غير قادر على الزواج بتلك الفتاة ولست راغباً فيها لما ذكرت، فإن الواجب عليك هو قطع النظر عنها وعدم شغل الفكر بها، فلا يجوز لك إقامة علاقة معها ولا الخلوة بها ولا الحديث معها ولا النظر إليها، ولكبح جماح الشهوة وكسر حدتها ينبغي أن تعمل بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من كثرة الصيام وغض البصر عن الحرام، وتراجع الفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 26890.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الثانية 1428(13/3303)
قطع العلاقة أو عقد النكاح الشرعي
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ: أعرف شابا منذ زمان ونحن على اتصال هاتفيا فقط حيث كلانا مقيم في بلدين مختلفين, وقد عزم على خطبتي والقيام بقراءة الكتاب الشرعي والعقد في المحكمة ثم الانتظار لمدة لا تقل عن سنة حتى يتم إجراءات الزواج وذلك لأنه غير قادر على الزواج ماديا لأنه من دون شغل حيث تكون هذه مهلة له للحصول على وظيفة.
لكن أنا رفضت وقلت له أن ننتظر ونقوم بكل الإجراءات مع بعض في آن واحد عندما تحصل على وظيفة, فرفض وقال إنه لن يواصل علاقته معي بهذه الطريقة من دون خطبة شرعية. لكن أهلي سماحة الشيخ رفضوا الخطبة ثم الزواج وذلك لأني كنت مخطوبة سابقا مرتين ولم يحصل نصيب للزواج.
فبماذا تنصحوني سماحة الشيخ وماذا ترونه مناسبا لي.
جزاكم الله خيرا إن شاء الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسن بقوله إنه لن يستمر معك على علاقة غير مشروعة، فإما أن يتم العقد الشرعي ويصير زوجا لك، وإما أن تقطعا تلك العلاقة الآثمة ولو كانت بغرض الزواج وبمجرد الهاتف فحسب.
وتفصيل ذلك أن الشاب ما لم يعقد عليك عقدا شرعيا هو أجنبي عنك، والعلاقة بين الأجانب خارج نطاق الزوجية محرمة شرعا، وانظري بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 4220، 1037، 843.
ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه واستئصال دائه انظري الفتويين: 5707، 9360.
وبناء عليه؛ فيجب عليكما قطع تلك العلاقة. ولكن إن كان هذا الشاب من ذوي الخلق والدين وهو المتبادر لرفضه استمرار تلك العلاقة المحرمة فينبغي محاولة إقناع الأهل وإبداء الرغبة فيه لهم وتوسيط من له وجاهة عندهم لقبوله، فإن كان ذلك ووافقوا فبها ونعمت، وإلا فينبغي صرف النظر عنه والبحث عن غيره من ذوي الخلق والدين ويرضى به الأهل.
هذا مع التنبيه إلى أن المعتبر موافقته من الأهل هو الولي فحسب، ويسقط حقه في ذلك إن ثبت عضله برد الأكفاء لغير عذر معتبر شرعا وينتقل إلى القاضي، ولمعرفة تفصيل القول في ذلك انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 998، 6563، 2014، 18626، 25011.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الثانية 1428(13/3304)
تأكيد النهي عن النظر إلى عورات القريبات
[السُّؤَالُ]
ـ[في مرحلة من العمر كنت أتلصص ليلا على زوجة عمي النائمة وهي لا تعرف أني أنظر إليها وهي نائمة عارية من شدة الحر وأنا لا أعرف لماذا كنت أقوم ليلا لدرجة أني كنت أسرق ملابسها بعد أن أشم رائحة العطور الخاصة بها وهي لا تعرف أني أفعل هذا الفعل وهي أم لخمسة أطفال، وأنا الآن نادم على هذه الأفعال هل أعترف لها كي تسامحني أم ماذا أفعل، فأرجوكم أفيدوني حيث إنها طيبة جداً وهي تعاملني مثل أولادها وأنا الآن في 30 من عمري وأنا نادم جداً جداً؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نظر العورات محرم شرعاً، وهو من ناحية أقارب الزوج أخطر، فعليك بالتوبة الصادقة مما سبق بأن تندم على ما فعلت وتعزم على عدم العود إليه، وليس عليك أن تعترف بما حصل ولا سيما إن لم تكن عالمة بالأمر، لأن التصريح بما حصل ربما يسبب أشياء أخرى، ولذا نرى أنه يكفيك أن تستسمحها وتستسمح زوجها استسماحا عاما كأن تقول: سامحوني إن كنت قد أسأت في حقكما ونحو ذلك من العبارات، ولا تصرح لهما بما حصل.
واعلم أن الشرع حرج في نظر العورات والدخول على النساء الأجنبيات، وأكد الأمر في حق أقارب الزوج، فقد قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، وفي حديث الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. قال النووي: وأما الحمو الموت فمعناه أن الخوف منه أكثر من غيره، والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة من غير أن ينكر عليه؛ بخلاف الأجنبي. وإنما المراد الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أجنبية فهذا هوالموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه. انتهى.
واعلم أن تعمد شم الروائح الطيبة من الأجنبيات أو ملابسهن محرم أيضاً، ولذا منع الشارع النساء من الخروج إلى المسجد متعطرات، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 72343، 65693، 72962، 66235، 45636.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1428(13/3305)
الشخصان المذكوران لا تجوز الخلوة بينهما
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخ توفيت زوجته وله منها بنت، ثم تزوج من امرأة أخرى، بعد زواجه من الزوجة الثانية بسنة توفي أخي إلى رحمة الله، الآن هل يجوز لابنة أخي من الزوجة الأولى (عمرها 15عاما) الدخول على والد أرملته وهي الزوجة الثانية، بمعنى هل يصبح والد أرملة أخي (أبو الزوجة الثانية) من محارم بنت أخي من الزوجة الأولى؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علاقة لأبي زوجة أخيك الثانية ببنت أخيك من زوجته الأولى فهي أجنبية عنه، ولا يجوز له الدخول عليها ولا الخلوة بها، فالحرمة إنما تكون بالنسب أو الرضاع أو الصهر، ولم يكن شيء من ذلك بين الشخصين المذكورين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الثانية 1428(13/3306)
الآداب الواجب مراعاتها في علاقة المسلمة بالمسلم الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو منكم إرسال سؤالي إلى الشيخ يوسف القرضاوي ... الله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا.. لي أخ في الله من العاملين في حقل الدعوة الإسلامية (في الجامعة) وطبيعة العمل تفرض علينا التعامل مع الأخوات في إطار العمل الخيري والدعوي لتنسيق الجهود واستثمارها في الدعوة إلى الله عز وجل ... إلا أن هذا الأخ تمادى في علاقاته مع الأخوات العاملات معنا ... فصار يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم الشخصية من زواج ومشاكل عائلية حتى أن أختا من الأخوات تعتبره أخا بيولوجيا لها فيدخل بيتها ويجالسها برفقة أمها بشكل عادي دون أن يبدي الرفض لهذا الوضع أو حتى هي وكل ذلك بداعي الأخوة في الله.... وأخرى بداعي الحب في الله ترسل له رسائل جوال فيها تصريحات بالحب في الله وفي كثير من الأحيان اعترافات بالحب وأنه أحب الناس إلى قلبها و ... وهذا كله دون اعتراض منه أو منهن ويعتبرون الأمر حبا صادقا وأخوة متينة، مع العلم بأن هذا خاطب (لم يبق له القليل ويتزوج) .. وفي كل مرة أريد أن أنكر عليه ما يجري يتحجج لي ببعض الأحاديث والآثار ليبرر عمله ... فأرجو من العلامة الشيخ يوسف إيضاح هذا الأمر وحكم الله فيه، طبيعة الأخوة التي تجمع الأخ العامل بالأخت العاملة، طبيعة الحب في الله التي تجمع الأخ العامل بالأخت العاملة، شيخنا الفاضل أرجو منك التفصيل في كل نقطة من هذه النقاط فهي ظاهرة كثيرة الإنتشار في الوسط الدعوي الطلابي هنا في (الجزائر) الذي ابتعد كثيرا عن المشروع والتصور الإسلامي.. وأن تدعو لنا بالهداية والثبات
أحبك في الله يا شيخنا.. أرجو أن يوجه هذا السؤال للدكتور القرضاوي وأن لا ينشر في الصفحة.. بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاشتراك في الخير والتعاون على البر والتقوى مما أمر الله به المؤمنين رجالاً ونساء كما قال الله تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {التوبة:71} ، وحيث إن الإيمان هو أساس هذه العلاقة، فالواجب أن تخضع خضوعاً كاملاً للضوابط الشرعية والآداب المرعية، فليس المؤمنون والمؤمنات بالملائكة المطهرين الذين لا يخشى عليهم ولا منهم، ومن تلك الضوابط:
1- أن الأصل في لقاء المسلمة بالمسلم الأجنبي عنها، ومحادثتها إياه هو المنع إلا لحاجة، وتقدر هذه الحاجة بقدرها، وعلى هذا الأصل دلت ظواهر النصوص الشرعية.
2- فإذا حصل اللقاء فينبغي أن يلتزم فيه بالحدود الشرعية، فلا خلوة بدون محرم، ولا نظر إلى العورات أو إلى غير العورات بشهوة أو إطالة النظر، ولا حديث فيما لا يعني، ولا مراسلة فيها ريبة.
3- وعلى المرأة أن تتأدب بآداب الإسلام في كلامها، فلا تخضع بالقول، وتتأدب في حركتها فلا تكسر ولا تمايل.
4- الالتزام التام بالحجاب الشرعي.
هذا.. ومحل جواز هذه العلاقة إذا أمنت الفتنة، وإلا فهي حرام، ولو زينها الشيطان في صورة علاقة أخوية في الله أو نحو ذلك من أساليبه في تزيين الباطل، وإخراجه من صورة الحق، وراجع للأهمية الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71110، 15176، 31014، 36998، 5707، 66090، 52433.
واعلم بأن موقعنا ليس تابعاً للشيخ القرضاوي -حفظه الله تعالى- وليس له فيه مشاركة أو إشراف، وإنما يتبع هذا الموقع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر، ويمكن للأخ السائل الرجوع إلى موقع فضيلة الدكتور القرضاوي على الإنترنت، وهو www.qaradawi.net
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1428(13/3307)
الاختلاط مظنة الفتنة ولو مع الحجاب
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو التالي: كيف لي أن أقنع بعض الأخوات بضرورة عدم الاختلاط بين النساء والرجال وهن يتعللن بأن حجابهن ما جُعل إلا لكي تتمكن المرأة من التحدث ومخالطة الرجال بدون خطر بما أن الحجاب قد جعل لكي يحميها وحتى ينظر إليها الرجل كإنسان لا كشيء أو كأنثى قد توحي له بأمور أخرى، ملاحظة: نقاشي هذا كثيرا يدور أساسا مع أخوات يأخذن بالرأي القائل بكشف الوجه مع علمي بأن القائمين على الفتاوى في الموقع هم ممن يرون ستر الوجه لكن المشكلة قائمة خاصة مع كاشفات الوجه لا مع ساترات الوجه؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط بين الرجال والنساء على ما هو شائع اليوم من الأمور المنكرة المحرمة سواء أكانت المرأة محجبة أم غير محجبة؛ لأن الحجاب وحده لا يمنع الفتنة ولا يدفعها ما لم تتحقق الضوابط الأخرى، وقد بينا ذلك مفصلاً بأدلته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3539، 35575، 4470 فنحيلك إليها ففيها بعض ما يفند تلك الشبهة التي يتعلل بها بعض النساء، كما أن قوله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} ، فيه سد لكل باب يتوصل منه إلى الفاحشة، قال أبو السعود في تفسيره لهذه الآية: ولا تقربوا الزنا بمباشرة مبادئة القريبة أو البعيدة فضلاً عن مباشرته، وإنما نهى عن قربانه ... للمبالغة في النهي عن نفسه، ولأن قربانه داع إلى مباشرته.
ولكن إذا احتاجت المرأة إلى محادثة الرجال أو مخالطتهم في السوق أو غيره فيجوز لها ذلك بشرط التزامها بالحجاب الكامل، ومنه تغطية وجهها وكفيها، وعدم خضوعها في القول، وغض البصر، والاحتراز من الخلوة المحرمة، وعدم المصافحة للرجال، وقد مضى بيان ذلك جليا في الفتوى رقم: 3859.
وفيما أحيل إليه من الأدلة والبراهين على صحة ما ذكرناه من حرمة الاختلاط الشائع في هذه الأيام ووجوب ستر المرأة وجهها وكفيها ما يشفي العليل ويروي الغليل، فإن عرضت عليهن ذلك ولم يقتعن فليس عليك أكثر من ذلك، فقد قال الله تعالى لنبيه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ {القصص:56} ، فبيان الحق والدلالة إليه هي واجب الداعية فحسب، وأما التزام المدعو بذلك فلا يملكه وليس ذلك عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الثانية 1428(13/3308)
التحذير من خلوة الفتاة بصديق أبيها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا والدي توفي قيل 32 يوما ويوجد صديق له كبير في العمر أنا أعتبره مثل والدي لكني شعرت بأنه يحبني كحبيبة وليس كقريبة له وأنه يشتهيني كفتاة مع أني اصغر منه بكثير وأنا متعلقة به كثيرا وأزوره من وقت لآخر، ولكني الآن بدأت أخاف ماذا افعل؟ على الرغم من أني أحاول البعد لكني لا أستطيع؟ وأنا كنت قد حلمت بأن والدي سوف يتوفى وأنا عند هذا الرجل أو أنا ذاهبة عنده وهذا ما حصل في الفعل؟ أنا معتاه أن أزور هذا الرجل ووالدي حي؟ وأيضا حلمت والعياذ بالله أني مع هذا الرجل في نفس السرير لذلك كتبت لكم لأني خائفة ولا أعرف ماذا افعل؟ وأشعر وأنا نائمة بأنه هناك يد تمتد على جسمي وتحتضنني فأستيقظ وأنا خائفة من النوم؟
أنا حلمت أكثر من حلم وتحقق وهذا ما يرعبني على الرغم من أن الرجل يحترمني كثيراو لكني شعرت في الفترة الأخيرة أنه يرغب في؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فصديق والدك أجنبي عنك لا يجوز لك الخلوة به ولا أن تكشفي حجابك أمامه لاسيما مع شعورك بميله إليك ورغبته فيك، والرؤيا التي رأيتيها تؤكد ذلك، ولا يجوز أن تبقى نظرتك له أنه بمثابة والدك، بل احذري منه وابتعدي عنه، فلربما كانت فتنته بك وفتنتك به أعظم من غيره، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من دخول الرجال على النساء، ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
والحمو: أخو الزوج أو قريبه، كابن العم ونحوه.
وصديق الوالد كذلك لما في كثرة المخالطة من تيسير الوقوع في الحرام واستمرار ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الثانية 1428(13/3309)
حرمة النظر المتعمد إلى الأجنبيات ومضاحكتهن
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي زوجة وأنا أحبها حبًا جما، ولكن يوجد بي طبع لا أعلم أهو وسوسة شيطان أو شيء آخر، فأنا أعمل في مجال توجد به الفتيات بكثرة وأنا من طبعي إنسان مرح فتجدوني ابتسم معهن وأضحك وتحصل مواقف طريفة وبعض المرات تحدث بينهن مكالمات هاتفية المقصد منها السؤال عن الحال كصداقة.... فهل ما أفعله يعتبر خيانه زوجية، علماً بأن بعض المرات عيني تقع على أجسادهن في نظرة أعرف أنها محرمة وأنا لا أريد أن أخون زوجتي لأني على علم تام أنه كما تدين تدان. فأرجو الإفادة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولاً نقول للسائل: قبل أن يكون ما سألت عنه خيانة لزوجتك فهو خيانة لدينك، فتب إلى الله من ذلك، واحذر النساء فإن فتنتهن عظيمة، ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. كما في الصحيحين وغيرهما، نسأل الله أن يتوب علينا جميعاً.
أما النظر المتعمد إلى الأجنبيات فهو محرم وهذا أمر معلوم لدى السائل، كما أن ما يؤدي إلى الحرام من محادثة أو انبساط أو ابتسام محرم أيضاً، وتراجع فيه الفتوى رقم: 3672، والفتوى رقم: 10271.
فاقطع العلاقة مع تلك الفتيات ولا تتحدث إليهن إلا بقدر الحاجة ودع ما لا داعي له منها، أما الخلوة بهن أو النظر إليهن فلا يجوز لك بحال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 19031.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الأولى 1428(13/3310)
حكم ذهاب المرأة مع صديقاتها لتناول طعام في المطعم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أعمل في وظيفة حكومية وللأسف مضطرة لذلك وأحاول جاهدة الالتزام، أديت فريضة الحج في هذا العام والحمد لله، ومن يومها أحاول السؤال في كل أمر ومدى صحته، سؤالي هو: هل يجوز الخروج بدون محرم لتناول طعام في مطعم أو منتزه مع أخواتي أو صديقاتي في العمل مع ضمان عدم الاختلاط في المكان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئاً لك بالقيام بالعبادات والحرص على الالتزام بالشرع، والسؤال عما تعملينه، فقد نص أهل العلم على أن العبد يتعين عليه أن لا يفعل فعلاً حتى يعلم حكم الله فيه ويسأل العلماء.
وأما خروجك لحاجاتك التي لا تجدين من ينوبك في الخروج لها مع الالتزام بالضوابط الشرعية في الخروج للحاجات، فهو مشروع ولا يشترط أن يصحبها المحرم إلا في السفر البعيد، ويجوز الخروج لتناول الطعام في المطعم أو المنتزه الذي يؤمَن فيه من الاختلاط بالأجانب، إلا أن الأولى هو القرار في البيت وعدم الخروج لغير حاجة لا بد من الخروج إليها، وراجعي في البسط في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 40993، 71468، 56007، 53685، 60966، 65534، 20901.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1428(13/3311)
لا تجوز الخلوة بالأحماء ولا مصافحتهم ولا كشف ما يجب ستره
[السُّؤَالُ]
ـ[تزوج ابن أخي زوجي منذ تسعة أشهر وهما يسكنان في منزل أبي الزوج وكنا عندما نذهب لزيارة أخي زوجي كانت كنته لا تخرج لتسلم على زوجي الذي هو عم زوجها حتى مجرد إلقاء السلام ثم تذهب معتبرة هذا حراما وأن صوتها عورة بالنسبة لزوجي فهو لا يعرف كنة أخيه وزوجها يريد ذلك يعني لا تخرج لتسلم على أعمامه أو أخواله، مع العلم بأنها تخرج لزيارة أهلها أو صديقاتها وعندما يذهب لزيارة عمته مثلا يجب أن تكون لوحدها ولا يجلس معها حتى نصف ساعة وأنا إلى حد الآن لا تعرف زوجته منزلي, أين صلة الرحم, وهل حقا لا يجوز لزوجة ابن الأخ أو ابن الأخت أن تلقي السلام على أعمام وأخوال زوجها أو الجلوس معهم بحضور الزوجات، مع العلم بأننا والحمد لله عائلة متدينة ونخاف الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج يجعل علاقة بين أسرة الرجل وبين زوجته بسبب ما طرأ من مصاهرتهم لها، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54} ، وهذه العلاقة لا تصل درجة الرحم الواجب صلتها، كما أنها من ناحية اللقاء يختلف حال من هم محارم كأبي الزوج وجده مع حال غيرهما من أقارب الزوج، ولذا حض الشرع على التحفظ من دخول الأجانب من أقارب الزوج على زوجته؛ كما في حديث الصحيحين: إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
فهؤلاء الأحماء لا تجوز الخلوة بهم ولا مصافحتهم ولا كشف ما يجب ستره أمامهم، ولا يدخل أحدهم على المرأة منفرداً، وأما إلقاء أحدهم السلام على المرأة وردها عليه بأسلوب ليس فيه ترخيم ولا خضوع بالقول ولا ريبة فهو مشروع، والراجح أن صوت المرأة ليس بعورة.
وأما إذا كانت تستحي من الخروج إليهم والسلام عليهم والكلام معهم، فلا ينبغي أن تلام على ذلك لأنها لم تترك واجباً، ولو أن زوجها حرج عليها في ذلك فأطاعته لا تلام أيضاً لوجوب طاعته إذا أمرها بترك ما ليس واجباً، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 64070، 20952، 57649، 50794، 15406، 22064، 9700، 1524، 40492، 42512، 63065.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1428(13/3312)
حكم المراسلة بين الجنسين عن طريق البريد الألكتروني
[السُّؤَالُ]
ـ[نص الرسالة: فضيلة الشيخ أعلم أن تعامل المرأة مع الأجنبي عنها تحكمه ضوابط شرعية ويشترط فيه أن يكون في حضور محرم، وإيمانا مني بهذا وحرصا على عدم تخطي هذه القاعدة الشرعية، أتعامل مع أخ لي في الله في حدود الضرورة وعند الحاجة عن طريق البريد الإلكتروني بحيث إنه يرسل رسائله على عنوان البريد الإلكتروني لشقيقي الأكبر مع إرسال نسخة منه على بريدي ونفس الشيء أقوم به أنا أي أني أرسل رسائلي بدءاً على عنوان شقيقي ونسخة للإعلام أوجهها لأخي في الله، فهل التواصل بهذه الكيفية مشروع من الناحية الدينية ثم هل يعد التناصح في أمور الدين وتبادل الآراء في أمور تتعلق بالدراسة من الضرورة التي ترخص تعاملي مع هذا الأخ وللعلم فقد تعمدت تعريف أهلي به وتيسير التعامل معه حتى يكونوا على بينة بكل تعاملاتي معه زيادة في الاحتياط والتحرز من أي وقوع في الشبه، أدعو لي الله أن يثبتني على الدين، ننتظر رأيكم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاحتياط في موضوع المراسلة بين الرجال والنساء أمر ضروري حتى يسلم الإنسان من إغراء وإغواء الشياطين ومن اتهام الناس له بالسوء، ثم إن الأصل جواز الحوار والمراسلة بين الجنسين لحاجة معتبرة شرعاً إذا تؤكد من السلامة من الفتنة، ولم يكن في الذي يجري بينهما أي شيء يثير أو يجر للسوء، كما يجوز الخطاب المباشر بينهما مع الالتزام بالضوابط الشرعية، وليس هناك دليل يفيد اشتراط حضور المحرم للحوار بين الجنسين.
بل إن على كل من الجنسين أن يستشعر مراقبة الله تعالى دائماً وأن يكون الاتصال والمراسلة بقدر الحاجة، وأن يحرص على الاستفادة من هذه التقنية فيما ينفع وعلى البعد عما فيها من الشرور، وراجعي للتفصيل في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 79814، 66569، 3672، 2478، 60660، 76840، 8768، 20415، 30911.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1428(13/3313)
احتجاب المرأة عن أبناء عمها الذين تربوا معها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متحجبة أدرس فنونا تشكيلية فأضطر أحيانا إلى رسم أشخاص أو حيوانات، أنا أعيش ببيت عمي الذي أنا ابنته بالتبني، وقانونا لا زلت على اسم أبي، تربيت مع أولاد عمي منذ أن كان عمري 3 سنوات وأنا الآن عندي 20سنة أحيانا أخلع حجابي أمامهم أو يشوفوني وأنا ببجامة النوم، حاولت صدهم مرات عديدة، لكن غضبوا مني وفهموا كلامي شيئا ثانيا، لا أعرف كيف أتصرف معهم وأنا والله أحبهم أكثر من إخواني ... أحيانا تتعب أعصابي من عدم وجود الرفقة الصالحة ولأن البيئة التي أعيش فيها ينعدم فيها الإيمان لأنه لا أحد في العائلة يصلي إلا أمي والتي صلاتها عبارة عن عادة، فأنا أحيانا أترك الصلاة لأني والله العظيم لم أعد قادرة أن أكمل من ضغوطات الأهل، من منعي من دخول المسجد صرت أتمنى أدخله ولو لمرة وحرموني من اللباس المستتر..... كيف أقدر أن أصمد في مثل هذه الظروف وأنا عندي 6سنوات وأنا متحجبة حتى أن العريس الذي يأتي ويكون متدينا يرفضونه، والآن في حياتي شاب ملتزم أخاف أن يصير معه نفس الشيء فما هو العمل، وما هو حكم الدين في سر حياتي، أحب أن أسألكم بعض الأسئلة الخاصة في حياتي فهل يمكن أن تجيبوا عليها بسرية تامة لأني لا أحب أن تعرض على الموقع. وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق حكم رسم ذوات الأرواح في الفتوى رقم: 14116 فراجعيها، وعن قولك (أنا عايشة ببيت عمي وأنا ابنته بالتبني) ، فقد سبق حكم التبني في فتاوى كثيرة منها الفتوى رقم: 60528، وفيها عدم جواز التبني بمعنى أن يكون المتبنى له حكم ولد الصلب من المعاملة كمحرم أو وارث أو يدعى فلان بن فلان المتبني.
أما إذا كان على سبيل الكفالة والتربية فلا حرج في ذلك، ولذلك فعليك الاحتجاب من أبناء عمك البالغين لأنهم ليسوا محارمك، ومهما بلغ حبك لهم ونظرتك إليهم على أنهم إخوة فإن الحكم الشرعي لا يتغير، والممنوع هو خلوة أحدهم بك، أو نظره إليك دون حجاب، ولئن كنت تعانين من قلة الناصر والمعين في هذا المحيط الذي تعيشين فيه، فإن معك الله عز وجل، فالجئي إليه بالدعاء بأن يقويك ويثبتك ويجعل لك مخرجاً، وتقربي إليه بالطاعات، وأهمها الفرائض وعلى رأسها الصلاة التي هي صلة بين العبد وربه، فاحذري التكاسل والتهاون فيها، واعلمي أن الصلاة لا يشترط لها المسجد، بل إن صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من الصلاة في المسجد فلا تتركيها لأجل منعهم إياك من المسجد أو لأي سبب آخر، ولا تطيعيهم أيضاً في لبس اللباس الذي لا يستر، وأي عريس فيه دين أو رجولة لن يكون ححابك حجر عثرة أمامه إن شاء الله، هذا إن كنت تخافين رفضه للحجاب، أما إن كان العكس فبإمكانك أن تعرفيه حقيقة الحال وأنك تريدين الحجاب والالتزام إلا أن هناك من يحول بينك وبين ذلك، وليكن هذا عن طريق إحدى النساء من محارمه إن أمكن أو برسالة تصل إليه ونحو ذلك من الوسائل التي تؤمن معها الفتنة بين الرجل والمرأة.
ثم اعلمي أنه لا يجوز أن يكون لك علاقة مع رجل أجنبي، وإن كان يرغب في الزواج فليذهب إلى وليك ويخطبك منه، وتراجع الفتوى رقم: 10306.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1428(13/3314)
حكم مكالمة الفتاة لرجل بغرض الخطبة
[السُّؤَالُ]
ـ[خطبني شخص من والدي ولكن والدي رفض من غير سبب علما بأن الخطيب لا ينقصه شيء لا من حيث الدين ولا المعيشة وهو متمسك بي كثيراً، أنا وافقت عليه وهو الآن يريد أن يذهب إلى والدي مرة ثانية من أجل إقناعه وأحيانا يتصل بي في المحمول ليسألني إن كان أبي غير رأيه، فهل كلامي معه في المحمول حرام رغم أننا لا نتكلم إلا عن كيفية حل المشكلة وإقناع والدي؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تستمري في محادثة هذا الشاب في المحمول أو غير ذلك، لأن ذلك من ذرائع الوقوع فيما حرم الله، وإذا كان جاداً في خطبتك فليحاول إقناع والدك بهذا بنفسه أو بتوسيط أحد من أهل الخير والصلاح ممن يحترمهم الوالد، وحاولي أنت بنفسك إقناع والدك، بتزويجك منه دون حاجة إلى التحادث مع الشاب في ذلك، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 1932، والفتوى رقم: 96170، والفتوى رقم: 33496.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1428(13/3315)
لا حرج في إمساك الزوجة إن تابت من محادثة الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق له سؤال محرج وهو منذ حوالي عام اكتشف وجود أرقام غريبة في تليفون منزله خصوصا عندما يكون خارج المنزل وسأل زوجته أكثر من مرة قالت إنها لا تعرف وفوجئ منذ فترة قريبة أنها تتكلم مع شخص ما عن كلام في الحب والغرام وعرف هذا الشخص وهو حالياً عنده أولاد وعرض الأمر على أهلها، وأهلها أناس محترمون وعرضوا عليه إذا كان يريد أن يطلقها بهدوء فليست هناك مشكلة، وإذا يريد أن يعيش يعيش وهو يحب زوجته وأولاده ولا يتخيل العيش بدون زوجته، ولكنه في نفس الوقت أصبح الشك فيها عنده يقينا وهي لا تريد أن تريحه وتحكي له تفاصيل ما حدث، مع العلم بأن هذا الموضوع كان يحدث منذ ثلاث سنوات ولم يعرف من الشخص، ولكنه وجدها تتكلم مع شخص في التليفون عن الحب والغرام وهي تقول إن الموضوع لم يتعد الكلام فقط، أفيدونا جزاكم الله خيراً، هل يعيش فقط وسيعيش تعبان، مع العلم بأنه ما زال يحبها أم يطلقها ويكون هذا قدر الله تعالى أم يبقيها على ذمته ويتزوج عليها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكر عن هذه المرأة من اتصال وعلاقة مع رجل أجنبي عنها إن صح فهو إثم ومعصية وخيانة لزوجها، فيجب عليها التوبة من ذلك والإقلاع عنه، كما هو مبين في الفتوى رقم: 22368.
ويحرم عليه إقرارها على ذلك فإن من يقر الخبث في أهله ديوث، ولا يدخل الجنة ديوث، وإذا أقلعت عن هذه المعصية وتابت منها، فينبغي له أن يمسكها ولا يؤاخذها على ذنب تابت منه، وأما الزواج عليها فإنه مباح إذا كان قادراً عليه وأمن الجور، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 75457.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1428(13/3316)
حكم وجود الخادمة مع مخدومها في بيت من طابقين
[السُّؤَالُ]
ـ[بيتنا كبير والحمد لله ويحتوي على طابقين وعندنا خادمة وفي بعض الأحيان يخرج الأهل ويتركون الخادمة وتكون لي حاجة في المنزل كالنوم أو دراسة أو استخدام الإنترنت أو رغبة في الجلوس في المنزل فإذا أغلقت باب غرفتي بالمفتاح ولم أخرج منها، مع العلم بأن الخادمة في أغلب الأحوال في الطابق الأول أو في الملحق هل أكون قد اختليت بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان البيت كبيراً وكان أهلك خرجوا لحاجة، ويمكن في أي وقت مجيء أحدهم للبيت، ولم يكن البيت مغلقاً أمامهم، فإن الظاهر -والله أعلم- أنه لا يعتبر وجودك في طابق غير الطابق الذي تكون به الخادمة خلوة.
وعليك باستشعار مراقبة الله دائماً، والحرص على أن يبقى معك أحد أفراد الاسرة، أو أن تأتي بأحد زملائك الملتزمين ليجلس معك في وقت غياب أهلك، حتى تأمن من مداخل الشيطان الذي لا يفتأ يسعى في إغواء الناس وأمرهم بالفحشاء.
وراجع في التعامل مع الخادمات ومنع الخلوة بالنساء عموماً الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29672، 61277، 63342، 63132، 18210، 56825، 1962، 14566.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1428(13/3317)
ما على من كان يحب امرأة فتزوجت غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أحب بنت خالتي حباً عفيفاً والآن تزوجت، فهل يجب علي الاعتذار لها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يجب عليك هو الكف عنها والتوبة إلى الله تعالى إن كنت وقعت معها في خطإ من نظرة أو حديث أو لمس أو خلوة أو غير ذلك مما لا يجوز شرعاً، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاج العشق انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13147، 9360، 5707، 4220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1428(13/3318)
حكم انفراد المرأة في السيارة مع معلم القيادة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مخطوبة لشاب ويربطني به عقد شرعي أردت تعلم السياقة طلبت منه فوافق تجاوزت المرحلة الأولى بنجاح وعند المرحلة الثانية من تعلم السياقة في السيارة رفض أن أتعلم وأردت التوقف عن متابعة تعلم السياقة وبعد ذلك وافق على أن أتابع ما بقي، علما بأن الرجل الذي أتعلم لديه السياقة رجل كبير وكذلك محترم جداً ولا يحاول لا لمسي ولا الحديث معي خارج ما يدرسني والمكان الذي أتعلم فيه السياقة مكان عام وأمام الناس أي لسنا منفردين أو في مكان معزول بل مكان عام ولا يخلو من الناس رغم ذلك أريد أن أعرف الناحية الشرعية، علما بأنه لا توجد من تعلم وهي امرأة كذلك لديهم في مدرسة السياقة قانون يمنع المرافق وخطيبي يريد كذلك أن يعرف رأي الشرع في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المرأة بعد عقد الزواج الشرعي المستوفي للشروط تعتبر زوجة للرجل تجب عليها طاعته في المعروف، فإذا منعها من الخروج من البيت وجبت عليها طاعته، وإذا منعها السياقة للسيارات وجبت عليها طاعته والأحسن للزوجين أن يتفاهما ويتعاشرا بالمعروف، وألا يمنع الرجل المرأة مما لا يخاف عليها أن تقع في المحرم بسببه.
فإن تعلم قيادة السيارة جائز للمرأة مع الالتزام بالضوابط الشرعية مثل التستر عن الأجانب والبعد عن مسهم والخلوة بهم، وقد ذكر كثير من أهل العلم أن انفراد المرأة مع الرجل في السيارة يعد من الخلوة المحرمة شرعاً، فلا تجوز إلا لضرورة، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2183، 28637، 44540، 51207.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1428(13/3319)
الاحتجاب عن المنغولي بين الوجوب وعدمه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم لبس الحجاب عن المنغولي الذي يميز بين الحلو والبشع وبعض الحرام والحلال، طبعا ذلك من تعليم أهله للحرام والحلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق تعريف مرض المنغوليا في الفتوى رقم: 12360 وأن هذا المرض مرض عقلي يبلغ بصاحبه درجة من التخلف العقلي تسقط عنه التكاليف الشرعية، وعن مسألة الاحتجاب عنه فقد سئل فضيل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين عن الشخص المتخلف عقلياً البالغ هل يجب على النساء أن يتحجبن عنه؟ فأجاب بقوله: إذا كان التخلف شديداً بحيث لا يعقل ولا يفهم ولا يدرك المعاني وليس له الشهوة التي تبعثه إلى النظر واللمس ونحو ذلك، ولا همة له نحو النساء، بل هو كالطفل أو أقل حالة، فلا حاجة إلى التحجب عنه، ويدخل في قوله تعالى: أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ. أما إذا كان يعقل بعض هذه الأشياء وله ميل إلى النساء ويظهر من كلامه أنه يحس بشهوة، فلا يمكن من دخوله على النساء، ويلزمهن التحجب عنه، لقصة ذلك المخنث الذي قال لأخي أم سلمة: إذا فتحتم الطائف فإني سأدلك على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى هذا يعرف هذا لا يدخل عليكن. رواه البخاري وغيره. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1428(13/3320)
مسائل في الاختلاط والغيرة والحب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عندي 25 عاما من النوع غير المختلط مع النساء لم أمر أبداً بتجربة علاقة أو ارتباط مع أي فتاة ولا حتى في مرحلة الجامعة لكني اضطررت أن أختلط مع النساء بعد ما عملت، رأيت فتاة زميلتي في أحد الكورسات التي أخذتها أعجبت بها وبأخلاقها، ثم فاتحتها أني أريد الارتباط بها (بدون مقابلات) حتى أول العام لأن ظروفي حالياً لا تسمح، ثم بعد ذلك أرتبط بها رسميا إما بالخطوبة أو بالزواج، فكان ردها أنها لا تريد الارتباط وصارحتني بأسباب رفضها للارتباط أنها كانت مرتبطة بشخص أيام المرحلة الجامعية مدة أربع سنوات ثم لم يحدث نصيب، وكان ردها لي أنه يمكن أن نتعرف ببعضنا البعض عبر الخطوبة، احترمت ردها وسبب رفضها، لكن المشكلة عندي أني لا أقدر أخطب حالياً لأن ظروفي حالياً لا تسمح بذلك، مع العلم بأني من رافضي الارتباط إلا عبر الخطوبة ولكنه طبقاً لظروفي وحرصي الشديد على الزواج من هذه الفتاة وإحساسي بأنها مناسبة واعتقادي بأنني سوف لا أجد مثلها، أجبرني على أن أفاتحها حتى لا تضيع مني، وأيضاً لكي أريح نفسي لأني كنت أعيش حالة نفسية سيئة بسبب أني كنت أكتم إعجابي بها لنفسي دون أن ألمح لها بذلك لأني شديد الحياء، هنا عندي خمسة أسئلة:
1- موضوع ارتباط هذه الفتاة بشخص لمدة أربع سنوات يجعلني أتردد في خطبتها، حيث إني اشعر بحساسية شديدة كلما تذكرت موضوع ارتباطها، ويجعلني أعيش في حالة نفسية سيئة، حيث إنني كنت غير مختلط حتى عامين فقط مضت عندما عملت، ولم أمر بتجربة ارتباط بأي فتاة من قبل وكلما أتذكر هذه الفتاة أتخيلها مع هذا الشخص الذي كانت مرتبطة به وأخشى أن يستمر هذا التخيل معي إلى الأبد، وأيضاً مجرد ان تتحدث هذه الفتاة مع أي زميل أو شاب يجعلني أشعر بحساسية شديدة، فهل أرتبط بها أم لا، أم هي مشكلة بي أنا؟
2- توجد بعض الأشياء التي لا تعجبني بها (في الصفات فقط وليس شيء متعلق بالتدين أو بالتصرفات) ، مثال مثلاً أنها غير اجتماعية أو شبه منطوية مما يجعلني أشعر أنها غامضة ورغم ذلك قلت لها رأيي في ذلك، فقالت لي أنها عادية جداً ولكن هذا طبيعة شخصيتها، لهذا أشعر في بعض الأحيان بأنني تسرعت في الاختيار، علماً بأني شعوري الحالي أنني لا أستطيع أن أبعد عنها أو أقترب منها لسببين أساسيين وهما ارتباطها السابق وصفة أنها غير اجتماعية أو غامضة على حد قولي؟ حيث أني لم أمر بتجربة من قبل، فلا أعرف هل إعجابي بهذه الفتاة يعتبر (حبا) أم مجرد (إعجاب) وسوف يزول، حيث شعوري الحالي تجاه تلك الفتاه أني أفكر بها ليلا ونهارا وهذا الشعور مستمر منذ 8 أشهر حتى الآن، أم هو نتيجة عدم اختلاطي مع الفتيات لذلك يُشبه لي أنه حب، أم أنا متسرع وأقوم بالبحث عن فتاة أخرى.
3- عندي كبت منذ سنتين تجاه الفتيات، حينما أرى شابا وفتاة مع بعضهما في أي مكان مثلأ في الشارع حيث أشعر بعجز غريب وعقدة شديدة وأسأل نفسي لماذا لم أعش حياتي مثل هؤلاء الشباب، حيث كنت أحرم نفسي من الاختلاط مع الفتيات إرضاء لوجه الله الكريم، وهذا العجز يجعلني والعياذ بالله أندم على عدم اختلاطي بالفتيات.
4- عندي إصرار على الزواج في أقرب فرصة لكبت شهوتي وخوفي الشديد من الوقوع في الرذيلة والعياذ بالله فهل حل هذا هو الزواج أم لا رغم عدم استعدادي حالياً؟
5- سؤال لكم هل الزواج يكون بالعقل أم بالعاطفة بمعنى أن يكون هناك حب قوي أم زواج بالعقل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعدم الاختلاط بالنساء هو الذي يجب على الشاب العمل به، وأما الاختلاط بهن على وجه غير شرعي فهو أمر غير شرعي، وفتنة عظيمة، ففي الحديث: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. كما في الصحيحين وغيرهما. فينبغي أن يكون تعاملك معهن على قدر الحاجة، مع غض البصر، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 2096.
وأما الفتاة التي أعجبك خلقها، فلا يكفي الخلق بغير دين، فلا بد أن يعجبك دينها، فإذا كانت مرضية في الدين فاظفر بها، وأما بشأن ما تشعر به من حساسية تجاه علاقتها السابقة بذلك الشاب، فهذه تسمى غيرة، والغيرة أمر طبيعي، وليست مشكلة فيك، بل هي خصلة من خصال الرجولة والإيمان، لكنها إذا زادت عن حدها انقلبت ضدها، فالمشكلة ليست في الغيرة ذاتها بل في زيادتها عن الحد، فاعرف حدود الغيرة الشرعية والزمها، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 71340.
ومسألة ارتباطها بالشاب لا يقدح في دينها إذا كان مجرد اتفاق على الزواج، ولم يحصل خلاله ما يخشى منه، وهذا ما نظنه بها، وما ينبغي أن تظنه، لأن الأصل في المسلم السلامة، ولا داعي للحساسية من مثل هذا الأمر، فإن المرأة تتزوج وتنجب من الرجل، فيحصل الطلاق، فيتزوجها آخر فيسعد معها وتسعد معه، وتنسى الأول، فما بالك بمجرد ارتباط، وكونها غير اجتماعية وانطوائية على حد قولك فهذه طبيعة بعض الأشخاص ولا يسبب ذلك تأثيرا على علاقتهم الزوجية، بل كونها انطوائية أدعى أن تكون غير منبسطة في العلاقة مع الشاب الذي ارتبطت به ومع غيره من الرجال.
وحول سؤالك عن الحب نقول: الحب المأذون فيه شرعاً إنما يكون للزوجة وقد سماه الله عز وجل مودة ورحمة، فهذا هو الحب الشرعي الذي يدوم، وما سواه مما يسمى حبا لغير الزوجة، فهو عشق محرم، وتعلق بالصور، يشغل قلب صاحبه وفكره عما ينفعه في دينه ودنياه، ويجره إلى ما لا تحمد عقباه، وعليه أن يحارب هذا الشعور، ويقطع أسبابه، وانظر الفتاوى المتعلقة بداء العشق وكيفية العلاج منه، ومنها الفتوى رقم: 9360.
واعلم أن عدم الاختلاط بالنساء على الوجه الممنوع أمر محمود ويؤجر صاحبه عليه إن تركه اتقاء وابتغاء مرضاة الله تعالى وامتثالاً لأمره صلى الله عليه وسلم بذلك، فينبغي لك أن تحمد الله وتشكره أن عصمك منه وعافاك، فإن هذه العلاقات بلاء ووبال على أصحابها باعترافهم، واعلم أن هذا الشعور سيزول بعد الزواج، وأن خير حل لما تعاني منه هو الزواج، فعليك به، والله سبحانه سيعينك عليه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 23244.
ومسألة هل الزواج يكون بالعقل أم بالعاطفة، لا شك أن الزواج أمر يحتاج إلى تأنٍ وحسن اختيار، واستشارة واستخارة، وأما العاطفة فإنها تأتي بعد الزواج -إن شاء الله تعالى- إن أحسن الشخص الاختيار وراعى الدين والخلق، وإذا وجدت قبله فهي خير وبركة، ولا ينبغي أن تكون هي الأساس الوحيد الذي يبني عليه الشاب اختياره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1428(13/3321)
العاقل يطوي صفحة الماضي ويجدد صلته بربه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أدرس بكالريوس في إحدى الجامعات الخاصة وتعرفت على أحد زملائي بسبب مساعدة طلبتها منه عن طريق النت في إحدى المواد الدراسية ولكنه لم يساعدني عن طريق النت ورآني وبدأ بمراسلتي وأنا بدوري استجبت في بادئ الأمر إلى أسئلته المتعلقة بالدراسة ولكن بدأ يتطور بالحديث ويتطرق إلى مواضيع أخرى خارجة عن أمور الدراسة وأنا والله شاهد علي لم أتحدث مع أي شاب طوال عمري ولكن تطور الأمر إلى أشياء أخجل من التحدث عنها بعد محاولات منه.
وبعد سنة تقريبا قال إنه خاطب بنت عمه وسوف يتزوجها وأنه كان بوده أننا نتزوج ولكنه عقد قرانه بها قبل معرفتي به وأنه صاحب كلمة واحدة ولا يستطيع أن يتخلى عن كلمته وللعلم أنه وعدني بالزواج ولكنه أخلف بوعده وأنكر واتهمني بالكذب وبدأ تهدئتي بأنه لن يتخلى عني بعد الزواج وأنا بدوري صدقته
ولكنه تغير كثيرا وبدأ بسبي كثيرا وإهانتي وعندما أبتعد عنه يقول إنه تعود علي وهذا من باب الميانة
والان بعد زواجة بيوم واحد قال إنه الآن متزوج ولا يمكن أن تستمر علاقتنا وطلب مني الابتعاد
وأنا الآن في حالات انهيار لدرجة أنني لا استطيع السيطرة على تصرفاتي لقد ترجيته كثيرا أن لا يدمرني ولكن هيهات
أنني أضيع ولا أعرف ماذا أفعل إن أكبر هم أشعر به أنني صدقته وانجرفت وراءه وأنا الفتاة العاقلة والمؤدبة
وإني كلما أتذكر كيف تنازلت له أكاد أموت من حزني وألمي وبكائي
أريد الستر لا أريد الضياع لا أريد أن أتزوج شخصا لم يهني وأنا بدوري أجلس معه وأنا أعرف أنني خائنة وأن لي ماضيا الله عالم به
أريد أن أسترد كرامتي التي سلبت مني ... أريد أن يعرف هذا الشاب أنه لعب ببنات الناس وعليه أن يصحح خطأه
ماذا أفعل لكي أجتاز هذه المرحلة وأنا على أبواب امتحانات نهاية الفصل ولا أريد الرسوب وأشعر أنني فقدت أيضا معدلي المرتفع وثقتي بنفسي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى توبة نصوحا من هذه العلاقة الآثمة، وتقطعي كل اتصال بذلك الرجل، وقد بينا شروط التوبة الصادقة في الفتويين رقم: 1909، 5091.
ثم اعلمي أنه ينبغي لك تناسي ماكان، وطي تلك الصفحة بمآسيها، وابدئي علاقة جديدة مع ربك ومع الناس، واستتري بستر الله عليك، ولاتفضحي نفسك لخاطب ولا لغيره، كما قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم والبيهقي، وصححه السيوطي، وحسنه العراقي. وقال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول: يافلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري.
وهذه السوابق لا تؤثر إن صلح حالك وخلصت نيتك وصدقت توبتك، وليس فيها خيانة لزوج يتقدم إليك، فكل إنسان له أخطاء، ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون. رواه أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وابن ماجه، والحاكم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، فطوبى لعبد اعترف بذنبه، ورجع إلى ربه نادماً متحسراً، يواصل الاستغفار والطاعة والعبادة وقراءة القرآن وذكر الله. فذلك شأن المؤمن المقصر حتى يرغم الشيطان ويرضي الملك الديان. روى ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. حسنه ابن حجر.
وبذلك تسترد الكرامة وتصلح الحال والمآل، فعضي عليه بالنواجذ، واعملي به تسعدي وتفلحي، ودعي الفتى وشأنه، سيجازيه ربه على عمله، ويسأله عنه، ومتابعتك له قد تفضح أمرك، وتشيع خبرك. فالزمي ما ذكرنا من الستر على نفسك والتوبة النصوح عما بدر منك: 60840، 1732، 296، 52733، 2523.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الأولى 1428(13/3322)
شروط جواز المساكنة بين رجل وامرأة أجنبيين
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ أنا فتاة عمري 25 سنة أقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة وكنت من فترة شهر أعيش مع عائلة وصاحب الشقة في شقة واحدة, أنا في غرفة, والعائلة في مجلس وصاحب الشقة في غرفة على أساس أن هذا الأخير متزوج وزوجته مسافرة, بعدها قرر أن يحضر زوجته فطلب من العائلة المغادرة أما أنا فلا, ولكن لحين الآن أقيم أنا معه في الشقة, هو في غرفة وأنا في غرفة أخرى، ولكن زوجته لم تأت وكل مرة أسأله فقال لي عندها إنها أجلت سفرها إلى شهرين أو أكثر, وعلمت بعدها أنه يريد أن يؤجر المجلس مرة أخرى, والآن يا سماحة الشيخ كل هذه الفترة وأنا وحدي في الشقة وهو أيضا، ولكن الوقت الذي أكون في بالبيت يكون هو في الدوام ولما أدخل البيت بالليل قبل أن يأتي هو وأظل في غرفتي مغلقة بالمفتاح ولا أطلع منها حتى ثاني يوم الصبح يكون هو قد ذهب إلى الدوام فأخرج إلى الحمام حينها, علما يا سماحة الشيخ أنني مرتاحة جدا في الغرفة ونظرا لصعوبة الحصول على سكن مناسب في هذا الوقت, فقط من جهة أنني وحدي معه في الشقة من جهة ربي فأنا غير مرتاحة وأستغفر الله في كل الوقت, وأريده أن يؤجر المجلس لعائلة في أقرب وقت ممكن حتى لا أبقى وحدي في السكن وأود يا سماحة الشيخ رأيكم في هذا الأمر وما عساي أفعل علما بأنه يعتبرني كأخت له وهو رجل متدين ويصلي ولكن مع هذا لا أثق في أحد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. ووجود امرأة في شقة وحدها مع رجل وحده من أخطر دواعي الفتنة والخلوة، ولو كان كل منهما في غرفة مستقلة. فقد اشترط أهل العلم لجواز المساكنة بين الأجانب ألا تكون المرافق مشتركة بينهما كالممر والمدخل والحمام والمطبخ ... فإذا كان شيء من ذلك مشتركاً فلا يجوز لهما السكن بذلك المكان.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل أو دار وحجرة اشترط أن لا يتحدا في مرفق كمطبخ أو خلاء أو بئر أو سطح أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أو يسدا، أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر أو باب مسكن أحدهما في مسكن الآخر.
وعلى هذا فلا يجوز لك السكن في هذه الشقة مع هذا الرجل الأجنبي لما في ذلك من الخلوة المحرمة شرعاً، والواجب عليك ترك تلك الشقة فوراً، وانظري للمزيد من الفائدة في الأمر الفتوى رقم: 76042، والفتوى رقم: 10146.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1428(13/3323)
لا يلزم من زيارتك لشخص ما أن ترى بنت زوجته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا صاحب الفتوى رقم 80500 يا شيخ الله يحفظك أريد حلا لمشكلتي الفتاة لا ترضى أي شاب يتقدم لخطبتها بسببي وأنا يجب علي أن أذهب لبيت أخي مرة على الأقل كل أسبوع لأننا في بلد غربة وهنا أجبر على رؤية الفتاة في حضرة الطعام يعني الظرف لا يعينني عن الابتعاد عنها أرجوك يا شيخ دلني على مخرج وهل أكلم خالي على أن يتوسط لي عند أخي لحل المشكلة أم ماذا أفعل علما أن أخي لحد الآن غير موافق على الموضوع ويتحجج بأمي وكلام الناس الذي هو من عادات الجاهلية أرجوك ياشيخ أنا في حيرة من أمري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسؤلك يا أخي الكريم مما لا تعلق له بالفتوى، إذ الحكم الشرعي قد اتضح من الفتوى السابقة، وإنما هو استشارة، والذي نشير عليك به أن تستخير الله تبارك وتعالى في أمرك، فهو عز وجل العليم بما يصلحك، واستشر من له خبرة بحالك كخالك.
وأما بشأن رؤيتك لها عند زيارتك لأخيك فلا يجوز، بل ينبغي أن تعلما جميعاً أن هذا مما حرمه الله تعالى، ويمكنك زيارة أخيك والبقاء في غرفة الضيوف، فلا يلزم من زيارتك له أن ترى بنت زوجته.
استعن بالله على طاعة الله، فإن أعظم عونٍ يطلب هو العون على الاستقامة والعبادة، قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {الفاتحة:5} ، نسأل الله أن يوفقك لأرشد الأمر، ولما فيه سعادتك وتوفيقك في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1428(13/3324)
علاج الميل إلى النساء والعزوف عن الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنجذب للنساء منذ صغري , لماذا لا أعلم , لقد حاولت وحاولت حتى ذهبت إلى بلدي وخطبت فتاة ولكني لم أنجذب جنسيا لها أو حتى لغيرها ولذلك تخلقت الأسباب لفصل الخطبة، والله طوال فترة الخطبة كنت أصلي وأسأل الله أن يساعدني ولكن عبثا حتى أني لا أنجذب لأجمل الفتيات هنا, أنا طبيب وقد بحثت عن علاج والله لم أجد، كم أتمنى أن يكون لي زوجة وأولاد مثل كل الناس، ولكن سبحانه تعالى خلقني بشكل مختلف عن الناس الآخرين، وأعطاني نجاحا ومالا وليس سعادة، لا أعرف ماذا أعمل نعم أنا ساعدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فثق بالله تعالى واعلم أنه أرحم بك من نفسك، فهو أرحم الراحمين، فاقرع بحوائجك بابه، وعلق رجاءك بجنابه، فما خاب من إلى ربه أناب، وما حُرِمَ من سأله وهو الكريم الوهاب، فلا تجعل لليأس إلى قلبك طريقاً.
أكثر من الدعاء أن يرزقك الله الزوجة المؤمنة الصادقة، والذرية الصالحة، ولا يكن ما تعرفه من نفسك مانعاً لك من الزواج، فكم من الناس كانوا يشعرون بشعورك، ثم بعد الزواج تغيرت أحوالهم، وتبدلت رغباتهم، وزال عنهم ما كانوا يرهبون ويخافون.
وإن كنت قد بحثت عن الدواء في أيدي الأطباء فلم تجده، فاعلم يقيناً أن دواءك بيد من قال عنه إبراهيم خليل الرحمن: [وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ] {الشعراء:80} ، فعليك بالرقية الشرعية لعل الله أن يفرج عنك ما تجد.
فإن فعلت ذلك ولم تجد نتيجة فاعلم أن الدنيا بما فيها من متاع وشهوة ومال ومنصب لا تساوي عند ذي الجلال والإكرام جناح بعوضة، وأنها زائلة زائفة، وأنها إلى زوال وفناء، فكل ما فيها يفنى ويبلى، فارفع رأسك عالياً إلى جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وتذكر أن من العلماء والأولياء من عاشوا للعلم والدين، ولم يجدوا ما يحوجهم إلى الزواج من أمثال الإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهما.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1428(13/3325)
البلسم الشافي لفتنة النظر إلى المحرمات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متزوج وعندي ثلاثة أولاد إلا أنني أعاني من فراغ عاطفي ودائما تراني مشردا في الشوارع أعاكس الفتيات مع علمي بشناعة ما أفعل ومحاولتي لتركه دون جدوى مع العلم أنني إنسان ضعيف الدخل ومرتبط بعمل إلا أنني أخرج من عملي وراء هذه العادة فما الحل.؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا مرض خطير وعادة سيئة يجب عليك الإقلاع عنها ومعالجتها بما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك استحضار قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} كلما نظرت وأغواك الشيطان بذلك فتذكر تلك الآية، وأن الذي منحك تلك النعمة نعمة البصر وحرم منها الكثيرين قادر على سلبك إياها، وسائلك يوم القيمة عنها يوم يختم على فيك فتنطق جوارحك بما كنت تفعل بها.
ومن العلاج لذلك أيضا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه. وفي رواية: إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه.
وإذا كانت زوجتك لا تعفك ولا تلبي رغبتك وتكسر شهوتك وكنت قادرا على الزواج بأخرى فينبغي أن تتزوج ثانية.
وقد بينا جملة من الأسباب المعينة بإذن الله على كسر الشهوة ومعالجة فتنة النظر ونحو ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30425، 31368، 74992، 65425، 68751.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الثاني 1428(13/3326)
استخدام الكاميرا عند التحدث مع الزوجة عبر الماسنجر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في الإمارات وزوجتي في دولة أخرى، فهل يجوز لي محادثتها عبر الماسنجر واستخدام الكاميرا، مع العلم بأن أهلها يمنعونها بحجة أن الإنترنت مراقب ويمكن مشاهدة الكاميرا من أي شخص عبر الإنترنت وهذا الكلام لا يوجد دليل عليه، ولو كان هذا الكلام صحيحا، فهل يجوز استخدام الكاميرا على اعتبار أنه لا يمكن منع هذه المراقبة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على الزوج في محادثة زوجته أو رؤيتها على أية حال وبأي وسيلة، لأن الله عز وجل أباح لكل من الزوجين الاستمتاع بالآخر، وهذا إذا أمن الاطلاع على هذه الصور، وأما إذا كان الإنترنت مراقباً، ويمكن مشاهدة الكاميرا من أي شخص عبر الإنترنت -كما يدعي أهل زوجتك- فإن رؤيتها بالوسائل التي ذكرت لا تجوز حينئذ، اللهم إلا إذا كنتما تمتنعان في استخدام الكاميرا عما لا تجوز رؤيته لغير الزوج، وذلك جميع البدن في القول الراجح، أو غير الوجه والكفين في قول بعض أهل العلم، ومعنى هذا أنها إذا كانت تبدو أمام الكاميرا متحجبة ومتنقبة فلا بأس بذلك، وإن كان يبدو من بدنها أمام الكاميرا الوجه والكفان فقد جاز ذلك في قول بعض العلماء، ومنع في القول الراجح، وأما ظهور غير الوجه والكفين فلا يجوز إلا مع أمن اطلاع أي أحد آخر، كما قدمنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1428(13/3327)
الضوابط الشرعية للعلاقة قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة وأعمل في شركة ويوجد لي زميل في نفس المهنة أعجبني هذا الشاب من ناحية أخلاقه وشهادته وعمله وكان يبحث عن فتاة ليتزوجها فعرفته بأختي التي تصغرني بأعوام وهي طالبة في التعليم العالي ثم أصبحا كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن وهو ينوي أن يخطبها ولكنه قد يتأخر بالزواج لمدة تقرب السنة بسبب عدة ظروف يمر بها وأنا أعرفها جيداً وهي الوظيفة الثابتة أو السفر أو الخدمة الإلزامية، لأننا نعمل بعقود وهو أصبح يحبها هل استمرار العلاقة بينهما خطأ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه العلاقة يترتب عليها محظور شرعي من خلوة أو مس أو رؤية لما لا يجوز رؤيته منها أمام الأجانب فيجب قطعها ويجب على أختك أن تبادر إلى التوبة من هذه العلاقة الآثمة وتقطع صلتها بذلك الفتى، كما يجب عليه هو ذلك أيضاً لأن الإسلام حرم هذا النوع من العلائق بين الجنسين خارج الزواج، ولو كان بنية الزواج في المستقبل وذلك لما يترتب على هذه العلاقة من مفاسد تخالف الدين وتقدح في العرض وتجر إلى الحرام، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 11945.
فيجب قطع العلاقة حتى يعقد الفتى على أختك عقد نكاح شرعي يبيح له الحديث معها والخلوة بها وغير ذلك مما يجوز للرجل من زوجته، وأما قبل ذلك فلا ولو بعد الخطبة لأنه مجرد وعد بالزواج وليست عقداً يبيح ما كان محرماً من حديث أو نظر أو لمس أو خلوة أو غير ذلك، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 65917، والفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1428(13/3328)
من أضر الفتن فتنة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعرض مشكلتي عليكم وهي غريبة ولكنها تؤرقني وأخاف أن تهدد في المستقبل زواجي.
أنا شاب عربي 18 سنة أبي توفي ولم أره، أعيش مع أمي وليس لي إخوة، وتركت المدرسة وأشتغل، وأكلم النساء في بعض الأحيان لأن ذلك عندنا في فلسطين يعتبر من الأمور العادية، وقد أحببت الآن بنتا وهي تحبني جدا ولكن كلما اقتربت من قلبها أشعر بداخلي بشيء يزعجني فأبتعد عنها وقد أصبت بهذا الأمر مع تجربتي حب سابقتين وحتى الكلام مع النساء أخجل منه علما أني قوي الشخصية، أرجو مكنم الرد وأن تكونوا فهمتم سؤالي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -زادك الله إيمانا- أن الله تعالى لم يميز بين الخليجي والشامي أو غيرهما في خطابه للمؤمنين والمؤمنات عند قوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ. {النور: 31} . وقوله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32} . وورد في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فمن الخطأ الكبير أن يظن المسلم التفاوت في الخطاب الشرعي بين المسلمين.
ثم في حكم الحب بين الرجال والنساء يمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 5707، وفتوانا رقم: 33115.
وعليه، فندعوك إلى التوبة من هذا الحب الذي قلت إنه قد حصل بينك وبين تلك البنت، وأن يبتعد كل منكما عن الآخر، إلى أن يأتي اليوم الذي تتزوجان فيه إذا كان الله سيقدر بينكما ذلك.
وفيما يخص ما ذكرته من الشعور الذي قلت إنه يزعجك كثيرا عند الاقتراب من البنت فإنه قد يكون عناية من الله بك، أراد بها أن يصرفك عن الحرام.
وعلى أية حال، فإن أمر الزواج إذا حان وقته، وأتيته من بابه، فالغالب أن مثل ذلك الشعور سيتبدل. فلا تقلق ولا تتعجل الأمور قبل وقتها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الثاني 1428(13/3329)
لا يجوز للمرأة تمكين الأجنبي من النظر إليها
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يمكن حل أن شخص معي في الجامعة يحبني ولكن شعوري تجاهه هو الاحترام، مع العلم بأني لا أتحدث معه فقط نظرات لا أعلم ماذا أفعل هو يعتقد أني أحبه، فالرجاء الإفتاء بسرعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن هذا الرجل أجنبي عنك، فلا يجوز له النظر إليك، ولا يجوز لك أن تمكنيه من ذلك، ولا يجوز لك الخلوة به، ولا الحديث معه إلا بقدر الحاجة التي يفرضها الوضع الدراسي، قال العلامة ابن حجر الهيتمي في التحفة: ويحرم نظر فحل ... (بالغ) ... عاقل مختار إلى عورة حرة ... (كبيرة) ولو شوهاء بأن بلغت حداً تشتهى فيه لذوي الطباع السليمة لو سلمت من مشوه بها كما يأتي (أجنبية) وهي ما عدا وجهها وكفيها بلا خلاف؛ لقول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ. ولأنه إذا حرم نظر المرأة إلى عورة مثلها، كما في الحديث الصحيح فأولى الرجل، (وكذا وجهها) أو بعضه ولو بعض عينها، أو من وراء نحو ثوب يحكي ما وراءه (وكفها) أو بعضه أيضاً وهو من رأس الأصابع إلى الكوع (عند خوف الفتنة) إجماعاً من داعية نحو مس لها، أو خلوة بها وكذا عند النظر بشهوة بأن يلتذ به، وإن أمن الفتنة قطعاً (وكذا عند الأمن من الفتنة) فيما يظنه من نفسه وبلا شهوة (على الصحيح) . انتهى.
والذي عليك الآن هو أن تُعرضي عن هذا الرجل، فإن كثيراً من النظرات تعقبها الحسرات، وقد تجر إلى المشكلات والمهلكات، وإن رغب أن تكوني له زوجة فطريق الزواج معروف، بأن يتقدم إلى ولي أمرك، ثم إن شئتم قبلتموه وإن شئتم رفضتموه، وقبوله إن كان صاحب دين وخلق أفضل من رده، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الثاني 1428(13/3330)
حكم تقبيل المرأة يد والد زوجها وسجودها عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما قولكم بسلام المرأة الولد على تقبيل وسجودها على يد أبي زوجها فهل حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتقبيل اليد قد كرهه بعض أهل العلم، قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: وكره مالك تقبيل اليد وأجازه بعضهم للوالدين والسلطان العادل والعالم. وعليه فلا مانع أن تقبل المرأة يد والدي زوجها، وأما السجود عليها أو على غيرها فلا يجوز، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 43760.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الثاني 1428(13/3331)
اقطعي علاقتك بمن تريدينه زوجا حتى تتم الموافقة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا بنت أبلغ من العمر 23 وهناك شاب أنا على علاقة به وتقدم لخطبتي أكثر من مرة ولكن الأهل لم يوافقوا بسبب أنه من غير جنسيتي فأنا كويتية وهو سعودي وأنا استخرت أكثر من مرة والحمدالله كل مرة أرتاح فيها من بعد الاستخارة وهو يعمل في الكويت ولا يريد الذهاب إلى السعودية وجميع أهله في الكويت, اتفقنا أنا وهو على الصبر إلى أن يهدأ والدي ويوافقون إن شاء الله هل أنا آثمة؟؟ لأنني لم أقطع العلاقة به؟؟ علما بأننا لا نكف عن الدعاء لله سبحانه وتعالى ماذا يجب علينا فعله لفك هذه الأزمة؟ لأنه لا أحد واقف بجانبي من أهلي ولكن أهله موافقون وهو لا يريد الزواج من غيري وأنا أيضا. ماذا أفعل؟ أفيدوني وأنيروا طريقي أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع أن تتربصي في انتظار موافقة أهلك، ولكن عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الرجل تماماً، فإن من أرسله الله بالهدى ودين الحق صلى الله عليه وسلم يقول: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. والحديث في الصحيحين، وأن الفتنة بين الرجال والنساء هي أول فتنة وقعت في بني إسرائيل، وهي أضر الفتن. ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعا: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فامتنعي عن الحديث مع هذا الرجل إلى أن يفتح الله لكم فتحاً من عنده، فإن وافق أهلك فالزواج موعدكم، وإن أصروا على موقفهم فليس أمامك إلا القبول، ولن يضيعك الله، بل سيسخر الله لك من هو خير منه. نسأل الله أن ييسر لك الزواج، وأن يسوق إليك الرجل الصالح الذي يكرمك، ويعينك على طريق الحق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1428(13/3332)
حضور عرس في صالة كان يشرب فيها الخمر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أذهب لعرس في صالة عادة في غير الأعراس يوزع خمر ولكن أثناء هذا العرس لن يقدم مشروب أبدا. وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الأمر على ما ذكرت من أنه لا توجد خمر في الصالة أثناء هذا العرس فلا حرج إن شاء الله في الذهاب إليه بشرط أن لا توجد منكرات أخر كالغناء والموسيقى والاختلاط ونحوها، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 131.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1428(13/3333)
الإمساك بالزوجة والتكفير عن الخطيئة مع ابنة العم
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي مشكلة تؤرقني كثيراً وأرجو أن أجد عندكم الحل الذي يريحني، البداية كانت بخطبتي لفتاة هي زوجتي الحالية وأم ابنتي وقد كنت وقتها في غفلة عن دين الله وبعد عقد القران عليها وفي خضم الاستعداد لمراسم الزفاف أغواني الشيطان فوقعت في الخطيئة مع ابنة عمي وكانت ثمرة الخطيئة حملا فما كان مني إلا أن أنكرت فعلتي وتبرأت من هذا الحمل خوفا من الفضيحة وسارعت بإتمام مراسم زفافي فرفعت ابنة عمي وأهلها المسألة الى القضاء الذي أجل البت في الحكم فترة طويلة حتى يتسنى إثبات نسب المولود بالفحوص الطبية وقد قضت المحكمة بنسبة المولود إلي وبوجوب التكفل بنفقته، علما بأننا في بلد يمنع تعدد الزوجات، الآن وقد رجعت إلى الله فأناأحس بندم شديد على ما اقترفت من ارتكاب الفاحشة ومن ظلم لابنة عمي ولولدي منها بالتبرؤ منهما وأود التكفير عن ذلك وتعويضهما غير أنه كما قلت لا سبيل لزواجي من ابنة عمي إلا بتطليق زوجتي الحالية وأم ابنتي وهذا ما لا أطيقه، أنا في حيرة من أمري لا أريد أن ألقى الله عز وجل بهذه الذنوب العظيمة، فأفيدوني يرحمكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تحسن في توبتك وتصدق الله عز وجل فيها فتندم على ما اقترفته وتقلع عن كل ما يمت إليه بصلة وتعزم ألا تعود إلى مثله أبداً، وتستقيم فيما بقي، وإذا علم الله في قلبك خيراً فسيفرج همك ويكشف غمك ويغفر ذنبك فهو الغفور الرحيم، نسأل سبحانه أن يهيئ لك من أمرك رشداً وألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأما ما سألت عنه فالذي نراه وننصحك به ألا تفارق زوجتك وابنتك ما دمت لا تستطيع الجمع والتعدد، فأمسك عليك زوجك ولا تظلمها وتظلم ابنتك لغير سبب، ودرء تلك المفسدة أولى من جلب مصلحة جبر خاطر ابنة العم، هذا مع التنبيه إلى أنه لا يجوز لك ولا لغيرك من التائبين أن يتزوجها ما لم تتب إلى الله تعالى من خطئيتها وتغير من حالها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 9625.
واعلم أن الولد من الزنى لا يلحق بمن زنى بأمه، ولا عبرة بالتحاليل الطبية أو غيرها وليست عليك نفقته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر. أخرجه البخاري ومسلم. فما بني على باطل فهو باطل، وجاء في قضائه صلى الله عليه وسلم في استحقاق ولد الزنا: ... وإن كان من أمة لم يملكها أو حرة عاهر بها فإنه لا يلحق به ولا يرث وإن كان الذي يدعى له هو ادعاه فهو ولد زنية من حرة كان أو أمة. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارمي.
وإذا أردت الإحسان إلى هذا الولد وأمه فذلك من البر الذي تثاب عليه إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الثاني 1428(13/3334)
حكم تقبيل عمة وخالة الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للزوج أن يقبل خالة أو عمة زوجته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عمة الزوجة وخالتها وكذا أختها لسن من المحارم، وعليه فلا يجوز لزوج المرأة تقبيلهن ولا مصافحتهن ولا الخلوة معهن لأنهن أجنبيات عنه، وتحريمهن أمر مؤقت، ولا أثر له في هذه الأمور، ما لم يكنَّ أو تكن إحداهن محرماً له من الرضاعة فيصير أخاها من ذلك الوجه، وعلى فرض محرمية الرضاع فإن التقبيل بين المحارم منعه بعض أهل العلم سيما في هذا الزمان الفاسد، وقيد بعضهم جوازه بغيرالفم لكونه مظنة الشهوة، وقد فصلنا القول في ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 27407، 3222، 54897، 7421.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الثاني 1428(13/3335)
حكم ركوب المرأة وحدها مع سائق ناكسي
[السُّؤَالُ]
ـ[سألت سؤالين في موضوع ركوب المرأة التاكسي. الأول رقم 2143709:كانت إجابته من الفتوى رقم 4091 وفيها أن الخلوة تنتفي بوجود امرأة أخرى ... الثاني رقم 2145130: كانت إجابته من الفتوى رقم 28672 وفيها أن وجود أكثر من امرأة مع رجل واحد لا ينفي حرمة الخلوة بهن جميعا. فأرجو أن توضحوا لي الأمر أكثر بالله عليكم. هذا لأني حامل وأذهب لأحفظ القران في المسجد وبالرغم من أن المسجد يبعد عن البيت مسافة تستغرق حوالي 13دقيقه سيرا إلا أنني أجد مشقه أحيانا في السير وكنت أركب تاكسي وحدي لكن بعد أن تبينت من السؤال الأول الذي أرسلته أنه لا يجوز.اصبحت أركب مع صديقتي وهي لا تذهب دائما في نفس أيام ذهابي فأضطر أحيانا لعدم الذهاب مما يضايق محفظتي لأني أتأخر في الحفظ لذلك أرجو التوضيح أكثر في هذا الموضوع من حيث إمكانية ركوبي وحدى وركوبي مع صديقتي أيهم جائز وأيهم محرم؟؟ وأيضا عن نفي الخلوة من عدمه بوجود شخص ثالث لا يعد من المحارم كما أشرت في أول السؤال وذلك لما جاء في الفتاوى الموضحة أرقامها أعلاه.... وجزاكم الله كل الخير على صبركم ومعاونتكم لنا.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيمكنك مراجعة الفتويين المذكورتين ليتبين لك أن كلا منهما منزل على حال غير الحال الذي نزلت عليه الأخرى، وأن الفتوى التي أفتينا فيها بالمنع في حال تخشى فيها الفتنة، وهي تختلف عن الحال الأخرى التي تؤمن فيها الفتنة.
وهذا فيما إذا انفرد الرجل بالمرأة مع جمع من النسوة، وأما إذا انفرد بها وحدها فلا يجوز قولا واحدا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ربيع الثاني 1428(13/3336)
ضوابط في العلاقة بين الرجال والنساء الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف حدود المعاملة بين المرأة والرجال الأجانب مثلا إذا ذهبت المرأة إلى السوق أو إذا تحدث رجل على الهاتف ليطلب زوجها, مشكلتي أن أمي تظن أن زوجي يريد التحكم في لأني "أفضل منه" ويريد السيطرة علي بالتشدد في الدين, كأن دوما يحكي لي حرام حرام وبالأخير ينتهي بي الأمر أسيرة في بيته وزوجي يريدنا أن نطيع أوامر ربنا وسنة الرسول.
ولكن ما لا حظته هو انه أحيانا يغضب إذا حتى ذكرت اسم رجل أو سألت عن اسم رجل لعلي أعرف زوجته وفي نفس الوقت لا يخجل هو من محادثة الأجنبيات عبر الهاتف أو في الدوائر الحكومية.
وما يجعل موقفي حساسا أكثر هو أننا في بلد أوروبي. أرجو منكم الرد السريع. جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العلاقة بين الرجال والنساء الأجانب يجب أن تكون محكومة بالشريعة، فلا يجوز للأجنبي أن ينظر إلى الأجنبية ولا أن يخلو بها في مكان لا تُؤمَن فيه الريبة، ولا يجوز له أيضاً أن يباسطها في الكلام لغير حاجة، فإذا دعت الحاجة إلى المحادثة والمخاطبة بين الرجل والمرأة الأجنبيين فيكون ذلك بقدر الحاجة ومع الحشمة والأدب وغض البصر، وعدم الخضوع بالقول، ولا مانع من أن تجيب المرأة على الهاتف بالضوابط التي سلفت كما سبق ذلك أيضاً في الفتوى رقم: 59279.
وغيرة الرجل على المرأة، وكذا غيرة المرأة على الرجل أمر محمود إذا كان في الحدود المعقولة المقبولة، إلا أن هذه الغيرة قد تتحول إلى معول هدم، وعامل تمزيق للأسرة إذا تجاوزت حدها، ولضبط هذا الأمر نحيل على الفتاوى التالية برقم: 30856، ورقم: 24118، ورقم: 30792.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1428(13/3337)
اطلاع الأجانب على صور المرأة بغير حجاب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل علي إثم إذا أعطى زوجي صورا لي وله مع أهله في العرس وأنا غير متحجبة، علما بأني رأيت أمه تُظهر الصور لأخي زوجي فأخذت الصور بدون علمها عندما طلبت منها أن أرى الصور فأخذت الصور التي تخصني وأبقيت الصور التي لا تخصني وقلت لزوجي ما فعلت ووضعت الصور في خزانه في بيتي الذي هو فوق أهل زوجي ولا نقيم فيه إلا في الصيف لأننا نقيم في بلد آخر وبعد رجوعي وجدت أنهم أخذوا الكثير من أغراض البيت وفتشوا في الخزانه المغلقة وأخذوا الصور وعندئذ طلبت من زوجي أن يأخذ الصور وعندما فعل غضب أهله وطلبوا إعادة الصور فقلت له أن أعطهم لأخته وأن لا تسمح لأحد غير محرم بالنظر إليها وهل يجوز لهم العبث بأغراض البيت من دون علمنا وأخذها، علما بأن أبا زوجي هو الذي بنى البيت وأعطانا إياه كما فعل لكل أبنائه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز أن يطلع على هذه الصور إلا المحارم أو النساء المسلمات، وأما أخو الزوج وغيره من الأجانب فلا يجوز أن يطلعوا عليها، ومن حقك يا أختنا الكريمة أن تستأثري بصورك عندك، وأن تطالبي أهل زوجك أن يسلموك الصور التي تخصك، بل يجب عليك ذلك إن غلب على ظنك وصول تلك الصور إلى من لا يحل له النظر إليك.
ويحرم على المسلمة أن تمكن أجنبياً من تصويرها، ولا يجوز للزوج شرعاً أن يبقي صور زوجته عند أخيه أو غيره. وللمزيد من الفائدة ينبغي مراجعة الفتوى رقم: 55811، والفتوى رقم: 79594.
ولا يجوز لأهل الزوج أن يعبثوا بأغراض زوجة ابنهم، ولا يحل لهم أن يتجسسوا ولا يفتشوا حاجاتها، ولو كانت مقيمة في نفس منزلهم، والواجب عليهم أن يتوبوا إلى الله من فعلهم هذا، فإنه ولا شك داخل في التصرف في حق الغير بدون إذنه، وهذا لا يخفى منعه، وهو داخل أيضاً في التجسس الذي نهى الشرع عنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الأول 1428(13/3338)
العلاقة بين الجنسين خارج إطار الزوجية من كيد الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[عمري 17 عاما، وأعاني من مشكلة وهي أن فتاة تحبني وأنا لا أرغب في أي علاقة، فما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم يا أخي الحبيب أن العلاقة بين الرجال والنساء الأجانب في غير ظل الزوجية شعبة من شعب الشيطان، ومسلك خاسر من مسالكه القذرة، يصطاد به أهل الطهارة والنقاء، ويدخلهم في السوء والفحشاء، وصدق ربنا القائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21} .
فعليك أن تعرض عن هذه الفتاة كامل الإعراض، واعلم أن الألف ميل تبدأ بخطوة، وأغلى ما تملكه دينك فلا تثلمه بشهوة أو شبهة، ومتى شعرت بحاجتك إلى النكاح لتكمل دينك وتصون نفسك، فاختر ذات الدين والخلق، ولا مانع أن تضيف إلى ذلك الجمال حتى تغلق على الشيطان منافذه، وإذا كانت الأخت المذكورة في السؤال ممن تتوفر فيها المواصفات المطلوبة وشعرت بميل إليها فأقدم على الزواج منها إن توفرت لك وسائله ورضي بك وليها زوجاً، وإلا فالنساء غيرها كثير، سدد الله رأيك وحفظك وحماك من كل شر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الأول 1428(13/3339)
أمور تعين على صرف القلب عن التعلق بأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[ها أنا أراسلكم لما استعصي علي الحال ولم أجد لمشكلتي من سبيل إلى الحل إلا بمساعدتكم لي وأسألكم عونكم بعد عون الله عز وجل مشكلتي أنني كنت في أمان الله إلى أن جاء يوم طرق فيه الشيطان باب قلبي فوقعت في حب شخص رائع في كل شيء، ولكن صدمت بأنه خاطب فحاولت وما زلت أحاول أن أبعده من فكري ولكن لم أستطع فصرت أدعو في صلاتي وأسال الله أن كان في من أحب خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أن يجعله لي زوجا وإن كان فيه شر في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري أن يبعده عني وأن يبعدني عنه وأن يخلف لي خيرا حيث كان وأن يرضني به، والحقيقة أنني لست أعلم إن كان من حقي أن أدعو بهذا الدعاء وكذلك سجلت في مدرسة لتحفيظ القرآن وعزائي في ذلك أن يملأ الله قلبي بالقرآن بدل هذا الحب، ولكن صراحة مر وقت طويل ولم أستطع أن أتخلص من هذا الشعور لدرجة أنني أرفض أي خاطب لأن حبي لذلك الرجل مازال في قلبي وموافقتي على أي خاطب أعتبره خيانة لهذا الخاطب ولا أستطيع أن أبدا حياتي بالخيانة، فأرجوكم أعينوني أعانكم الله فأنا أسأل الله في كل صلاتي أن يستبدل هذا الحب بحبي لله، ولكن طال الأمر وتعبت جداً إلى درجة إنني أقول في نفسي إن الله لا يحبني، أرجوكم أنقذوني من هذه المشاعر الجارفة وما السبيل إلى التخلص منها لا تبخلوا علي بالعون وآسفة على طول الرسالة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يحفظك من كل سوء ومكروه، وأن يملأ قلبك إيماناً ومحبة لله جل جلاله، والدعاء الذي تدعين به لا حرج فيه إن شاء الله تعالى، وعليك أيتها الأخت الكريمة أن تحذري من أن يوسوس لك الشيطان فتقعي في أمر لا يرضاه الله تعالى، وقد أحسنت عندما شغلت وقتك بحفظ كتاب الله العظيم، وننصحك إضافة إلى ذلك أن تشتغلي بمطالعة الكتب النافعة، والسير المؤثرة، ومن ذلك كتاب الإمام ابن الجوزي الحنبلي المسمى بصفة الصفوة فإنه كتاب نافع مفيد.
وننصحك أيضاً بأن تقبلي من أتاك ممن يرضى دينه وخلقه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولا تكثري التخوف من عدم قيامك بحق من يتقدم إليك، فإن هذه وساوس يلقيها الشيطان في النفس لتتركي ما أحل الله لك، وتبقى نفسك معلقة برجل قد لا يكون مستعداً للزواج منك، وفقك الله لمرضاته، ورزقك الزوج الصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1428(13/3340)
ضوابط مصاحبة المرأة الملتزمة لبنات جنسها غير الملتزمات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أخرج أنا وزوجي مع صاحب زوجي وزوجته إلى مكان مفتوح ويجلس زوجي وصديقه سويا وأنا وزوجته سويا، ولكن ذلك بعد أن يمروا علينا بسيارتهم، وهل يعد هذا اختلاطا، وهل يجوز لي أن أصادق هذه الزوجة إن كانت غير ملتزمة وأنا منتقبة، علما بأني لم أتعرف عليها بعد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 16718 أن مجرد اجتماع رجال ونساء تحت سقف واحد في مطعم أو مكان بيع وشراء أو سيارة أو غير ذلك لا محظور فيه، فقد كان الرجال والنساء يظلهم جميعاً مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي البخاري ومسلم عن سهل بن سعد قال: كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وإنما نهي النساء عن ذلك لئلا يلمحن عند رفع رؤوسهن من السجود شيئاً من عورات الرجال.
وعليه.. فإذا كان ركوبكم معهم في السيارة لا يترتب عليه محذور شرعي كملامسة الأبدان فلا مانع من ذلك، وليس هذا من الاختلاط الممنوع، وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 48184، والفتوى رقم: 29848 ضوابط اجتماع الرجال بالنساء فتراجع.
ولا مانع من صحبة هذه المرأة غير المنتقبة إذا كان ما تبديه مقتصراً على الوجه والكفين، فإن الخلاف في إبدائهما قديم وإن كنا نرى رجحان وجوب سترهما الآن لفساد الزمان، وهذا بشرط أن تكون المرأة المذكورة عفيفة قائمة بما أوجب الله عليها، وأما إذا خشيت من أخلاقها، أو كانت مشهورة بسوء فلا ينبغي مصاحبتها، بل عليك أن تبتعدي عنها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1428(13/3341)
التحذير من حديث المرأة مع الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا خالتي علمت من بنتها أني أكلم ابنا اسمه حاتم، وأنا الآن لا أعنيه بكلمة ولكن بيني وبينه صلة قرابة بعيدة، أنا لما كلمته لم يكن أحداً يعلم بذلك، ولكنه هو ذكر ذلك لبنت خالي التي أعلمت به بنت خالتي، وأنا وبنت خالتي لا تكلم أياً منا الأخرى بناء على طلب أمها، وأنا متأكدة من أنها أعلمت خالتي التي تغيرت معاملتها لي، والذي أخافه الآن أن تعلم خالتي أمي بما حصل، وأنا لا يمكن أن أعلم أمي بمثل هذه الأمور وهي لو علمت ستحملني المسؤولية وتغضب غضباً شديداً، فماذا أفعل أنا محتاجة للرد بسرعة أرجوكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي عليك هو أن تتوبي إلى الله تعالى من الحديث مع هذا الرجل الأجنبي عنك، وأن تعلمي أن الشيطان ينصب حباله ليوقع الناس في غضب الله وسخطه، فالحذر الحذر من كيد الشيطان ومكره، وإذا اتقيت الله تعالى فسيجعل لك سبحانه وتعالى مخرجاً، قال وعز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2} ، ولا ينبغي أن تخبري أحداً بما دار بينك وبين هذا الرجل من اتصالات ومهاتفات فاستري نفسك وتوبي إلى الله يسترك الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الأول 1428(13/3342)
تراعى المصلحة في الإذن للبنت أو منعها من العمل المختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[ابنتي تريد العمل وأنا منعتها فخرجت من المنزل هي وأختها والحمد لله رجعتا إلى البيت، فهل أتركها تعمل مع أن العمل فيه اختلاط وهي تتكلم مع الأولاد وأختها أيضا تريد تكملة دراستها وهي أكثر من أختها في الطيش مع الشباب، وهي أيضا هربت عندما أوقفناها عن الدراسة، وللعلم أن الثانوية مختلطة وفيها الفساد، أأتركهما في هذا الاختيار أم أمنعهما وإن هربتا من البيت فأنا حاولت معهما بدون جدوى يقولون عندما يهديهم الله سيفعلون ذلك، مع العلم بأن أباهم هداه الله لا يقوم بأبسط حقوقهن في الأكل والملبس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيتعين على الأخت السائلة وعلى والدي البنتين أن يمنعا بنتيهما من العمل والدراسة في الأماكن المختلطة لا سيما إذا كان واقع الحال ما ذكر عن البنتين من الطيش والتكلم مع الذكور، وليعلما أنهما مسؤولان أمام الله تعالى عن واجبهما تجاه أولادهما ذكوراً وإناثاً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.... والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. رواه البخاري ومسلم.
فامنعاهما من الخروج من المنزل إلى العمل أو الدراسة، وتعاهداهما بالنصح والإرشاد والتذكير بما أوجبه الله على المرأة من الحجاب وعدم التكشف والاختلاط بالرجال والقرار في البيت، ولتستعينوا على نصحهما بالكتب الإسلامية والأشرطة النافعة والمواعظ فلعلهما تستفيقان من غفلتهما، وإذا علمت أن منعهما من الخروج للمدرسة سيؤدي لهروبهما ووقوعهما فريسة في أيدي تجار الأعراض فلا نرى مصلحة في منعهما، وعليك بالنصح والإرشاد مع الإكثار من الدعاء لهما بالهداية، ولا تمنعاهما من الدراسة والعمل، وهذا من باب ارتكاب أخف الضررين دفعاً لأكبرهما، وانظري للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 10308، والفتوى رقم: 67272.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الأول 1428(13/3343)
عورة الرجل وعورة المرأة في الصلاة وبين محارمها
[السُّؤَالُ]
ـ[عذراً يا شيخي على كثرة أسئلتي ولكن هذه الأسئلة ليست لي وإنما للكثير من أصدقائي وجزاك الله خيراً، السؤال هو: ماهو الدليل على أن عورة الرجل هي ما بين السرة إلى الركبة، وما هو الدليل على أن عورة المرأة بالنسبة لمحارمها هي بين السرة والركبة، وإن كانت عورة المرأة بين السرة والركبة، وكما تعلم أنه في الصلاة يجب أن تستر المراة عورتها -إذاً- لماذا في الصلاة يجب أن تستر المرأة جميع بدنها ولا تكتفي بستر ما بين السرة والركبة، يرجى التوسع لأنني إن شاء الله من طلاب العلم ومن طلابك يا معلمي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عورة الرجل لا تختلف في الصلاة وخارجها، بل هي في جميع الحالات ما بين السرة والركبة، والسرة والركبة ليستا داخلتين في العورة، والدليل على ذلك ما روى مالك في الموطأ وأحمد وأبو داود والترمذي وقال عنه إنه حديث حسن عن جرهد الأسلمي رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بردة قد انكشفت عن فخذي، فقال: غط فخذك فإن الفخذ عورة.
وأما عورة المرأة الحرة فتختلف فعورتها في الصلاة جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين لما رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد وغيرهم عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار. والمقصود بالحائض هنا: المرأة البالغ، قال الترمذي: حديث عائشة حديث حسن. والعمل عليه عند أهل العلم.
وأما عورتها عند محارمها فمحل خلاف بين أهل العلم؛ فمنهم من يرى أنها ما بين السرة والركبة، ومنهم من يرى أنها ما عدا ما يظهر عند المهنة عادة كالوجه والرأس واليدين والرجلين، فيحرم عليها كشف صدرها وثدييها ونحو ذلك عنده، ويحرم على محارمها كأبيها رؤية هذه الأعضاء منها، وإن كان من غير شهوة وتلذذ، والدليل على هذا قول الله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ {النور:31} ، والمراد بالزينة مواضعها لا الزينة نفسها لأن النظر إلى أصل الزينة مباح مطلقاً، فالرأس موضع التاج، والوجه موضع الكحل، والعنق والصدر موضعا القلادة والأذن موضع القرط، والعضد موضع الدملوج، والساعد موضع السوار، والكف موضع الخاتم، والساق موضع الخلخال، والقدم موضع الخضاب وهكذا، ولم يرد ما يمنع من النظر إلى ذلك فبقي حكمها كحكم الرجل الذي وردت الأحاديث ببيان أن العورة منه هي ما بين السرة والركبة، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً: ما بين السرة والركبة عورة. رواه الدارقطني بسند حسن.
وأما عند الأجانب فقد ورد النص بأنه كلها عورة، قال ابن قدامة رحمه الله تعالى في المغني: وقال بعض أصحابنا: المرأة كلها عورة، لأنه قد روي في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وقد ذكرنا الأدلة على وجوب ستر المرأة لوجهها وكفيها بحضرة الأجانب في الفتوى رقم: 4470، والفتوى رقم: 5224 فارجع إليهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1428(13/3344)
قطع العلاقة مع الأجنبية هو المتعين
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي سؤال وأرجو الإجابة ... أنا شاب عربي مسلم أعيش بإحدى الدول الأروبية حيث أدرس بإحدى جامعاتها أنا والحمد لله هداني الله في هذا البلد وأصبحت أصلي وأحافظ على صلاتي قدر المستطاع مررت بنكسات متعددة بحكم وحدتي وابتعادي عن الصالحين وذلك بسبب كبر المدينة التي أعيش بها وبعد سكني عن المساجد وهي والحمد لله كثيرة، فكرت في الزواج لأحافظ على نفسي من الوقوع في الرذيلة والله شاهد على ما أقول وبحكم قلة معارفي أو بالأحرى إنعدامها التجأت إلى زميلة لي وهي تدرس معي في نفس الشعبة قد قدمت من بلدي بحكم تواجد عائلتها هنا رأيت أختها معها مرتين بالصدفة في الشارع وكانت مع زميلتي فصارحتها عزمي ونيتي أن أتقدم لخطبة أختها حيث إني مستعد للإقدام على خطبتها وطلب يد أختها من والدها وبعثت بإيميل لأختها أخبرتها بنيتي فوافقت على أن يكون هنالك لقاء قبل الخطوبة ومن هنا بدأت القصة، زميلتي وبحكم علاقتنا الدراسية كنا نتقابل يوميا في مكتبة الدراسة فأصبحنا كالإخوة أو أكثر هي تصارحني بمشاكلها وأنا كذلك رغم حدة طباعها وهذا بشهادتها وشهادة كل من عرفها، زميلتي كانت في الماضي القريب تشكر لي عائلتها وأخوها وأختها، الآن أصبحت متضايقة لعلاقتي مع أختها وتحاول قدر المستطاع الإبعاد بيني وبينها حتى أصبحت تخبرني بأشياء غير لائقة عن أختها وتغيرت تصرفاتها تجاهي وأصبحت تتجنبني وتتعمد التسويف والمماطلة عندما صارحتها برغبتي في لقاء أختها للحديث رسميا في موضوع الخطبة، أخبرتها أني لا أريد أن أخسر علاقتي بها وبأختها بسبب سوء التفاهم الذي قد يحصل بيني وبين أختها في الم. س.ن (فلم تعرني اهتماما وأجابت بعد الامتحانات سألاقيك بها) حيث أصبحت الأخت تسألني أسئلة غريبة وتحسسني بأنني رجعي وتقول لي أنها لا تستطيع العيش مع شخص يحبسها في بيت لقراءة القرآن وأنها لا تستطيع أن تعيش كما عاشت النساء في عهد الرسول (رغم أنها تصلي) !!! بقيت حائرا لا أعرف كيف أتصرف معها فأفهمتها بأن الدين لا يؤتى بالقوة إنما بالدعاء والصبر رغم ذلك أحسست أنها لم تقتنع بكلامي وأن هناك من يحاول جاهدا أن يطيح بيني وبينها.. إنها زميلتي (أختها!) طلبت منها أن نعجل باللقاء وأن ننقص من الحوار عبر الشات لأنه مدعاة للجدل والمشاكل لكنها لم يعجبها ذلك وأصبحت تلمح أني بدون شخصية ولا حول ولا قوة إلا بالله فقررت في آخر لقاء لنا فالم. س.ن أن أحذفها وأن أقطع العلاقة كليا معها ومع زميلتي وأفهمتها أننا لن نتفاهم أبدا ما دام لم يحصل اللقاء الذي انتظرته شهرا ونصف الشهر حيث سوفت الأختان بما فيه الكفاية وجرحت كرامتي بالإجابة على أسئلة تنم عن جهل ودناءة أخلاق حيث كنت آملا أن أصلح من شأني ومن شأنها وها هي النتيجة أصبحت أبغض الاثنتين وساء حالي تعطلت دراستي حيث إننا نمر بفترة امتحانات رسبت فيها كلها وبقيت لي بعض الامتحانات الشهرالقادم وأطلب من الله أن يوفقني فيها كما أطلب منكم الدعاء لي أن يهديني ربي ويبعد عني الخبيثات.
سؤالي هو: أين وجه الخطأ في تصرفاتي وهل كنت متعجلا في قرار الحذف وقطع العلاقة أجيبوني بالله عليكم فأنا محتار! حيث صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال يأتي يوم على أمتي يصبح فيها الحليم حيرانا أو كما قال صلى الله عليه وسلم؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تكن مخطئاً بقطع هذه العلاقة بل هذا هو القرار الصحيح والذي يوجبه عليك الشرع، وليس فيه تعجل، فننصحك أخي أن تتجنب مثل هذه العلاقات مع من كنت تريد الزواج منها ومع من لا تريده منها، وإذا كنت تريد الزواج فاسلك الطريق الصحيح المشروع، وابحث عن ذات الدين، وإذا كنت في بلد غربة فابحث عن أناس صالحين ناصحين، واطلب منهم العون والنصح في هذا الأمر، وستجد من يدلك على الفتاة المناسبة، ثم تتقدم لخطبتها من أهلها، وفقك الله لما يحبه ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1428(13/3345)
التخلص من العلاقة غير المشروعة وحكم الانتفاع بالمال الحرام
[السُّؤَالُ]
ـ[زادكم الله من نوره وحكمته وعلمه، أنا شابة أحب شابا منذ ما يزيد عن 9 سنوات، يعلم بعدم عذريتي دون غيره من الناس بعد ذلك الحادث المشؤوم ولم يشك أبداً في إخلاصي، وصرنا نخشى إذا ما استمر هذا الحال أن نقع في الخطيئة، ولاتنصحونى بنسيانه فهذا لن أفكر فيه مع احترامي لرأيكم، لديه مبلغ من المال يتاجر به غير أن مصدر هذا المال حرام يحاول التخلص منه لبداية حياة زوجية كلها حلال، لكن المشكلة أنه لا يجد البديل، اعترف بأن حياته في البدء كانت حياة سوء، لكن الآن الله هداه للأصلح والحمد لله بكرة وأصيلا بفضل الله وصلاتي ودعائي ونصحي له، ولي عندكم طلب أتمنى أن تكون لكم منه حسنات وخير كثير دلوني على أحد الجمعيات أو المحسنين الذى يعيننا على تغيير هذا الرزق الحرام برزق حلال والله المستعان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا المبلغ ملكاً لأحد من الناس غصبه منه هذا الشاب فيجب رده إليه ولا يجوز أخذ شيء منه، ومخالف ذلك معرض للوعيد الشديد الوارد في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا {النساء:29-30} ، وقوله صلى الله عليه وسلم: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة. فقال له رجل: يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: وإن قضيبا من أراك. أخرجه مسلم.
أما إذا لم يكن ملكاً لأحد وإنما أخذه برضا صاحبه عوضاً عن شيء محرم كثمن الخمر والمخدرات والزنا وما شابه ذلك، فإن هذا المبلغ يجب صرفه إلى الفقراء والمساكين ونحو ذلك من وجوه البر، وإذا كان هذا الشاب فقيراً وتاب جاز أن يأخذ منه بالقدر الذي يمكنه من الزواج وعمل مشروع حلال يعيش منه، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 69047.
وننبهك إلى خطورة هذه العلاقة التي بينك وبينه وما فيها من الإثم والتدرج إلى الفاحشة، والوقوع فيما يغضب الواحد القهار والتعرض لسخطه وعقوبته، فإن بادر هذا الشاب بالتقدم لأهلك للزواج منك فذلك المطلوب وإلا فابتعدي عنه ولا تتبعي الهوى قبل أن تندمي ولا ينفعك الندم، قال الله تعالى: فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات} ، وفي صحيح البخاري في حديث المنام الطويل وفيه أنه عليه الصلاة والسلام جاءه جبريل وميكائيل، فقال: فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك ضوضوا -أي صاحوا من شدة العذاب- فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني. فهذا عذابهم إلى يوم القيامة عياذاً بالله، وراجعي لزاماً الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34932، 72497، 76975، 93857.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1428(13/3346)
جزاء تجاوز الحد المسموح في العلاقة مع الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[لي زميلة في العمل اشتكت لي من زميل ثالث لنا وهذا الزميل كان يعتبر صاحبا لي وهذه الشكوى عبارة عن تجاوزات من صاحبي في الكلام مع زميلتنا لدرجة أنها قالت له (أنت ليه ما طلبتش أن أطلق من زوجي) قال لها لأني لن أقدر أن أوفر لك نفس مستوى المعيشة واستحلفتني بالله أن لا أبوح بهذا السر لأحد فلم أعرف ماذا أفعل، لكني قللت المعاملة مع هذا الزميل ونصحتها بالابتعاد عنه، فوجئت بعد فترة أنهما رجعا يتكلمان ثانيا وأصبحت أنا الملام من هذه الزميلة إذ كيف أتخذ موقفا في شيء خاص بها وانقلبت علي وقالت لزميلي إني كنت سببا في الوقيعة بينهما، فماذا أفعل مع الاثنين، لم أعد أعرف أين الصواب وأين الخطأ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته قد اشتمل على أخطاء كثيرة منك ومن صديقك ومن تلك المرأة التي تعمل معكما، ذلك أن هذه العلاقة مع تلك المرأة التي وصفتها بأنها زميلة لك في العمل، قد تجاوزت الحد المسموح به في الشرع، والأصل أن العلاقة مع الأجنبية لا تجوز، لما ينجر عنها في الغالب من الفساد، فقد جاء في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وإذا انضاف إلى هذا ما يظهر أنه كان يحصل بينك وبينها أو بينها وبين صديقك من الخلوة التي يدل عليها ما تودعك أو تودعه من الأسرار، كان ذلك ذنباً آخر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. كما في الصحيحين، واتفق الفقهاء على أن الخلوة بالأجنبية محرمة، ثم إذا انضاف إلى ذلك أن المرأة متزوجة، وأن الخلوة بها كانت أحياناً تتضمن ما تفهم منه أن هنالك ما قد يغريها بأن تطلب طلاقها من زوجها، كانت تلك آثاماً على آثام، وعليه فما ذكرته من أن تلك المرأة قد انقلبت عليك وقالت لزميلك إنك كنت السبب في الوقيعة بينهما، لا يستبعد أن يكون عقاباً لك من الله بسبب ذنوبك، فبادر إلى التوبة وادع زميلك إلى ذلك، واقطعا صلتكما بتلك المرأة قبل أن يحيق بكما من أمر الله ما لا تكونان تحتسبانه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1428(13/3347)
مخاطبة ونظر المرأة إلى الرجل الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في وزارة وطبعا يوجد بها ناس من الطبقة الفقيرة مثل الذين يعملون بالنظافة والبوفيه وغيرهم، وأنا أعاملهم معاملة طيبة ولا أعبس في وجوههم أبداً وأحاول دائما أن أساعدهم, المهم هل هذا حرام، خاصة الذكور منهم، فهل حرام علي مخاطبتهم أو حتى النظر إليهم، فأفيدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في معاملتهم بالحسنى وفعل الجميل إليهم، وأما الذكور منهم فهم كسائر الرجال ينبغي الإحسان إليهم، ولا يجوز احتقارهم أو إيذاؤهم بالقول أو الفعل، ولكن لا يجوز الخضوع لهم بالقول، قال الله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32} ، وبناء عليه فيجوز لك مساعدتهم ومخاطبتهم للحاجة في غير خضوع.
أما نظر المرأة إلى الرجل الأجنبي فمحل خلاف بين العلماء، فمنهم من يرى أنه لا يجوز لها أن تنظر إلى الأجانب كما لا يجوز للرجل النظر إلى الأجنبية؛ لقول الله تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور:31} ، ولحديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها وميمونة أن تحتجبا من ابن أم مكتوم الأعمى: قالت أم سلمة: فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وهذا القول هو الأحوط والأورع. ومنهم من ذهب إلى جواز نظر المرأة للرجل الأجنبي من غير ريبة، وعلى هذا فلك النظر إلى ما يباح للأجنبية نظره من الأجنبي دون شهوة أو ريبة، قال ابن بطال عند قول البخاري في باب نظر المرأة إلى الحبش وغيرهم في غير ريبة: وفيه أنه لا بأس بنظر المرأة إلى الرجل من غير ريبة. وقال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير محدداً ما يحل للأجنبية نظره من الرجل الأجنبي عنها: (وترى) المرأة حرة أو أمة (من) الرجل (الأجنبي ما يراه) الرجل (من محرمه) الوجه والأطراف إلا أن تخشى لذة، فإن حصل خضوع بالقول أو شهوة بالنظر حرماً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1428(13/3348)
حكم الاجتماع مع الإناث لإطفاء العطش نحو الأنوثه
[السُّؤَالُ]
ـ[متزوج من بضع سنوات، أردت تحصين نفسي بالزواج لكن للأسف فزوجتي تتهرب في أغلب الأحيان من حقي الزوجي الأمر الذي يجعلني أذهب لقضاء بعض الوقت صحبة فتيات خارج المنزل (خلوة لا تتعدى الحديث والمزاح) ، أعلم أن ذلك لا يجوز شرعا لكن لأطفىء عطش نفسي للأنوثة وأن أبتعد عن مشاهدة الصور والأفلام المحرمة، لقد فكرت في البحث عن عمل خارج بلدي أتزوج من جديد وأقوي وثاقي مع الله لأن ذلك غير ممكن في بلدي، مع قدرتي المادية على الزواج بالثانية، وفي نفس الوقت أريد خدمة أبي وأمي الشيخين القاطنين مع أخي.. لقد أرهقتني نفسي وحمل الشيطان بقوة فأعينوني بنصح منكم أعزكم الله، أشير علي بالزواج العرفي لكني لا أعرف شروطه وأحكامه؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزوجة الممتنعة عن فراش زوجها تعرض نفسها لغضب الله سبحانه ولعن ملائكته لها، وانظر بيانه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1780، 14690.
فيمكنك أن تطلعها على مثل هذه الزواجر لعلها تتذكر أو تخشى، كما أن الرجل الذي ينتهك ما حرم الله ويقيم العلاقات المشبوهة مع النساء الأجنبيات يعرض نفسه للعقوبة، ومن لعب الشيطان وتلبيسه به ظنه أن ذلك يطفئ عطشه نحو الأنوثه، ويصرفه عن مشاهدة الحرام، والحال أنه لا يزيده إلا عطشاً، ولا يصرفه إلا إلى ما هو أشد منه تحريماً، فحاله كما قال القائل: كالمستجير من الرمضاء بالنار. وإذا لم تستجب الزوجة لك ولم تقم بإعفافك وتحصينك فلك أن تطلقها لتستبدلها بغيرها لا سيما إن لم تمكن من الزواج بأخرى، فإن لم تستطع الزواج في بلدك فهاجر إلى حيث تستطيع إعفاف نفسك وطاعة ربك، وأما والداك اللذان تريد خدمتهما، فإذا كان هناك من يقوم بذلك من أخ ونحوه، وأذنا لك بالسفر، فلا حرج عليك، ويمكنك صلتهما بالمال والاتصال بهما وزيارتهما.
وأما الزواج العرفي الذي تسأل عنه فقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 5962، فإذا رأيت أن فيه حلا لمشكلتك فيكون أفضل من السفر، حتى تجمع بين الحسنيين، إعفاف النفس وخدمة الوالدين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1428(13/3349)
هذه العلاقة خارجة عن مظلة الشريعة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لي صديقه وأخت متدينة ومن عائلة كريمة وأنوي خطبتها وبعد سؤالها ومصارحتها في الرغبة في التقدم بخطبتها وتمت موافقتها لكن كانت توجد ظروف منعت إتمام الموضوع في الحال وبعد فتره وجدت تغيرا منها كلما تحدثنا عن الزواج ولكن إذا تحدثنا في أي شيء آخر أجدها طبيعية وقد حكت لي إنها تشك أن تكون مأذية من قبل إحدى زميلاتها لكرهها لها ولحدوث موقف مع رجل دين وقام بقراءة القرآن على المياه وقال إنها مأذية في موضوع الزواج لم أكل ولكن أصررت على الذهاب إلى المنزل لخطبتها وهي ترفض فعلمت أن السبب في ذلك إنها مأذيه فحاولت إيجاد بعض السبل لعلاجها من خلال العلاج بالقرآن وحملها على قراءة سوره البقرة ولكن كلما أحاول مساعدتها في هذا الموضوع تنفر مني وتزيد المشاكل بيننا وإذا ابتعدت قليلا تحن إلي ونعود كما كنا بدون مشاكل وهي أيضا ترفض حتى مجرد قراءة الآيات والطرق التي أحضرها لها وبمجرد سماع سوره البقرة تذهب في النوم على غير العادة فماذا أفعل وهل يجوز أن أقوم أنا بالقراءة على المياه لتشربها دون معرفتها مع العلم أننا من المصلين ونقوم بكل الفرائض والحمد لله أرجو الرد سريعا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك يا أخي أن هذه المرأة أجنبية عنك، وليس بينك وبينها أي علاقة شرعية تجيز لك أن تصاحبها وتصادقها.
وعليه.. فما تفعلانه من تبادل أطراف الحديث، وخوض كل منكم في خصوصيات الآخر، وأن تغضب منك حيناً وتعود إلى ودادك حيناً، كل هذا يتم خارج مظلة الشريعة.
لأن الذي أجازه الإسلام لك أن تعرض عليها رغبتك في نكاحها، وأن تنظر إليها بحيث تعزم على زواجها أو تترك، فإن عزمت على الزواج بها فإن للزواج طريقاً معروفاً وهو التقدم إلى وليها، وما زاد عن ذلك فهو استدراج من الشيطان.
وخلاصة القول أن عليك أن تترك هذه الفتاة، وتقطع صلتك بها، وما لاحظته عليها مما يُظَن أنه سحر فقد فعلت ما عليك حين نصحتها وأرشدتها إلى الرقية الشرعية، ولا ما نع أن تقرأ القرآن على ماء ثم تعطيه لمن يسقيها إياه ولو كان ذلك بدون علم منها.
ولكن نعيد فنقول: إنه لا يجوز لك الاستمرار في علاقتك بها، ولا الخلوة ولا النظر إليها، لأن هذه أمور منعها الشرع الحنيف حفظاً للأعراض، ووقاية من مزالق الشيطان. وفقك الله لكل خير.
وانظر الفتوى رقم: 35100، والفتوى رقم: 33115.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1428(13/3350)
موقف الموظفة من أختها التي تقيم علاقة مع مديرها
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سؤال وهو: أنا لدي أخت وهي على علاقة مع مديري بالشغل والآن لا يريد مديري أن يتزوجها لأنها لم تعجبه أخلاقها، ولكن المهم حصلت العديد من المشاكل وهي تتوعد بأخذ حقها منه وهو يقول لا يريد الزواج بها وهو أيضا متزوج مرتين وتوجد على ذمته زوجة الآن، ولكن سؤالي هو: أنه لما يغضب من تصرفاتها يتوعدنا بأنه سوف يسفرنا وسوف يشتكي علينا، ولكنه لا يقوم بذلك احتراما لوالدي لأنه يعرفه من زمان ولأن والدي إنسان محترم ومعروف بالبلاد وللاحترام الذي يكنه لي، والآن أختي تريد أن تأخذ أمي وأبي إلى العمرة، ولكني في آخر مرة غضبت من تصرفاتها كثيراً لأنها أصبحت تزعج مديري، ومديري يتصل علي ويصرخ علي لكي تتوقف عن إزعاجه ولا تسبب له المزيد من الإزعاج من خلال الاستفزاز والاتصالات ووالدتي كلمتها أكثر من مرة، لكي تتوقف ولكنها لا تريد وتصر على أسلوبها الوقح وذلك يسبب لي ولوالدتي المزيد من الألم والبكاء والتعب النفسي، سؤالي هو: هل يوجد دعاء ووقت معين أدعوه لكي يساعدني الله في هذه المحنة؟
وسؤالي الثاني: أنا قلت لوالدتي أنها لا تقبل بالعمرة من أختى لكي تعلمها درساً، فهل علي ذنب لأني قلت لوالدتي أن لا تقبل العمرة منها، مع العلم بأن هذه أول عمرة لوالدتي وهذه أول زيارة لها لبيت الله، مع العلم بأني كنت في حالة عصبية عندما قلت لوالدتي أن لا تذهب إلي العمرة معها، وإذا كنت مذنبة فأرجو تزويدي بالدعاء أو كفارة أقوم بها، وأ رجو التكرم بالرد لسوء حالتي وحالة والدتي النفسية؟ وجزاكم الله خيراً.. وأ رجو عدم نشر رسالتي والتكتم عليها مع النشر الرد فقط.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تَعلمي أولاً وتُعلمي أختك ثانياً أنه لا يجوز لها أن تقيم علاقة محرمة مع رجل أجنبي عنها كائناً من كان ولو بغرض الزواج، ومن يعينها على ذلك ويدعوها إليه فهو شريكها في الإثم، فعليها أن تتوب إلى الله تعالى، وتقطع علاقتها بذلك الرجل، ولو أدى ذلك إلى فصلك من العمل، أما أنت فيجب عليك أن تنكري عليها ذلك، وتخبريها بالحكم الشرعي في علاقة المرأة مع الرجل، وغضبك منها وإنكارك عليها ذلك بالقلب هو أدنى مراتب تغيير المنكر، الذي لا يسقط عن أحد، ومن حقك أيضاً أن تغضبي منها إذا كانت ممارستها تلك مع مديرك تعرض مصلحتك للخطر، ولا نعلم دعاء خاصاً بمثل هذه الحالة، إلا أن الأدعية العامة في تفريج الكربات وقضاء الحوائج والتوفيق كثيرة، ولا يشترط في الدعاء أن يكون مأثوراً. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 20519.
وأما دعوتها لأبيها وأمها للعمرة فهي عمل بر نرجو أن يتقبل منها، وأن يكفر من سيئاتها، وينبغي أن تشجعيها على ذلك بل وتعينيها عليه، ولا تكوني حجر عثرة في سبيلها لتحقيقه، ونرجو ألا يكون عليك إثم في نهي الوالدة عن قبولها إذا كان ذلك منك على سبيل ردعها عن ممارستها غير الشرعية، وأخبري أمك بالحكم الشرعي في علاقة ابنتها بذلك الرجل ووجوب قطعها وحرمة استمرارها، وأنها ينبغي أن تقبل ما عرضته عليها ابنتها من عمل العمرة، وأوصيها بالدعاء لك ولأختك بالصلاح والاستقامة والعفاف، لأن دعوة الوالدين مستجابة، ولمعرفة أسباب استجابة الدعاء انظري الفتوى رقم: 2150، والفتوى رقم: 2395.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1428(13/3351)
زيارة المرأة قوما فيهم رجال وما يلزمها إذا رأت منكرا
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ ... حفظك الله تعالى، أنا سيدة سافرت للخارج للعلاج وتعرفت هناك على ناس عرب من الخليج طيبين جداً ومنذ أن تعرفت عليهم وهم يصرون علي أن آتي لهم باستمرار بحكم أني وحيدة في هذه الغربة وأيضا يجتمع عندهم عرب من جنسيات مختلفه كل ليلة، لكن أنا كثيراً ما أتهرب منهم حيث الحظ بعض الأمور عليهم لا أستطيع إنكارها حياءً مني مثل بعض الملابس وكذلك صوت التلفزيون حينما تكون هناك أغنية فهم لا يقومون بخفضه وليس هناك استغلال للوقت بشيء مفيد ومع ذلك أذهب لهم كل أسبوع أو كل أربعة أيام، سؤالي يا شيخ: هل في ذهابي إليهم مع عدم الإنكار عليهم أكون ممن عصى الله سبحانه في مرضاة الناس، وكيف السبيل إلى حل ذلك، هل أكون آثمة في ذهابي إليهم، وما هو الحل في التخلص من ذلك، حيث إني لا أستطيع التهرب منهم دائماً وهم أناس طيبون للغاية فأفتوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الظاهر أن السائل امرأة، والنساء مأمورات بالتستر عن الأجانب، ويتأكد الأمر إذا كن في سن تخشى فيها الفتنة، فيتعين ألا يدخلن على الرجال ولا يجالسهن إلا لضرورة أو حاجة في معناها أو تقاربها ووفق ضوابط الشرع، وذلك لما يؤدي إليه اختلاطهن بالرجال من حصول الشر الكثير، فالأصل هو قرار النساء في البيوت، والبعد عن الظهور أمام الأجانب وعدم السفر دون محرم.
ويجوز عند أمن الفتنة أن تزور امرأة مجموعة من الناس ولو كان من بينها رجال بشرط أن يكونوا ملتزمين، إذا كانت هناك حاجة معتبرة، ويدل لذلك ما في الصحيحين من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي عرضت نفسها عليه أمام مجموعة من أصحابه، فقالت: يا رسول الله جئت أهب لك نفسي.... ولا شك أن الاحتياط في البعد، ولا سيما في بلاد الفتن أسلم.
وإذا حصلت الزيارة فعلا ورأت المرأة المنكر، فإنه يتعين عليها القيام بواجبها من إنكاره بالحكمة واللين والرفق، فتنكره بقلبها وتغض بصرها عما يشاهد منه، وتوضح أن هذا الأمر محرم شرعاً، وأما ترك زيارة صاحب المنكر إذا كان منكره يتعدى للزائر فأمر متعين، لأن الزائر إن كان يبصر الحرام أو يسمعه يجب عليه أن ينجو بنفسه، ويفر عن مكان المنكر، وإلا كان مشاركاً بنفسه في سماع أو نظر الحرام.
وأما إذا كان المنكر لا يتعدى للزائر فإنه ينظر في المصلحة الدينية فيهجر صاحب المنكر أو يخالط بناء على ما تقتضيه المصلحة، فإن كان يتأثر من ترك الزيارة ويحمله ذلك على التخلي عن معاصيه تعين هجره، وإن كان ترك زيارته يؤدي لفراغه لمعصيته وعدم وجود من ينكر عليه فيزار بنية النصح وإنكار المنكر. وراجعي للتفصيل فيما ذكرنا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 63611، 29984، 65283، 71741، 21557، 3859، 16879، 47566، 32922، 26838، 18120، 54539، 22064، 53890، 60660.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1428(13/3352)
تعامل المرأة مع الرجال وتمنيها أن يكون شابا معينا زوجا لها
[السُّؤَالُ]
ـ[أولاً أحب أشكركم على الموقع الجميل هذا، وإن لم أشارك فهو يدعوني لكل ما هو صحيح وحلال، أنا في المرحلة الجامعية في كلية عملية مشتركة أي التعامل مع الشباب فيها كبير فربما يقف معي زميل على التجربة العملي وربما يطلب مني أحدهم المحاضرات غير أني مشتركة في اتحاد الطلبة لأني أحب هذا كثيرا ما هي حدود تعاملي معهم وهل حرام إذا فكرت في أحدهم مثلا وتمنيت لو أن يكون زوجا لي مثلا دون أن يظهر مني أي شيء لكن في دخيلة نفسي فقط خاصة أن هذا التفكير يغلبني كثيراً، فأفيدوني أثابكم الله، وماذا علي أيضا إن أظهر أحدهم إعجابه بي فماذا يقول الشرع في ذلك؟ ولكم وافر التقدير والاحترام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يقال في حدود وضوابط تعامل المرأة مع الرجال الأجانب في عملها يقال في تعاملها معهم في مدرستها وجامعتها، وانظري بيانها في الفتوى رقم: 28006.
وأما ما تحدثين به نفسك من تمني أن يكون شاباً زوجاً لك، فليس في ذلك حرج، وأما ما تفعلينه مع من يظهر إعجابه بك فهو أن تلتزمي الضوابط السابقة في التعامل معه، والحذر كل الحذر من الخضوع له أو الاختلاط معه، وإذا أنست منه رغبة في الزواج ورغبت فيه فأخبريه بأن للزواج طريقاً وباباً معروفاً، فليسلك طريقه وليطرق بابه، فإن كان جاداً أتى البيت من بابه، وإن كان لاعبا أمرته بالكف عنك وعدم التعرض لك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1428(13/3353)
العلاقة بالأجنبية لا تكون شرعية إلا بالزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما قولكم في رجل يحب فتاة أخرى وهو متزوج منذ سنتين دون أولاد، علما بأنها تحاول التهرب منه وهو الذي يستمر في اللحاق بها دون تعيين طبيعة العلاقة التي يريد إقامتها معها وأنها فتاة ملتزمة ومتدينة رجاء أفيدوني بالرد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطبيعة العلاقة التي يريد رجل إقامتها مع امرأة أجنبية إما أن تكون علاقة شرعية، وهذه لا تكون شرعية إلا بالزواج، وإما أن تكون غير ذلك، فإن كان يريد الزواج فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، والباب هو الولي، فليأته ويطلب منه الزواج من موليته ولا يقدح فيه شرعاً كونه متزوجاً، ولا يجوز له ملاحقة الفتاة ومضايقتها، نعم له النظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، ثم يذهب إلى الولي ليخطبها، وعلى الفتاة أن تحذر من أن يستدرجها لتقع فيما لا تحمد عاقبته، فللفجار من الطرق الملتوية في اصطياد النساء ما يخفى على السذج منهن، وإما أن يكون مريداً لشيء آخر غير مشروع، وفي هذه الحال يجب على الفتاة أن تصده عنها، بكل الوسائل ولو بإبلاغ وليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1428(13/3354)
أحكام النظر وغائلته وما يجني على صاحبه
[السُّؤَالُ]
ـ[يا شيخنا قد أجبتموني على سؤالي في الفتوى رقم 75237+61311 بس أنا لم أفد شيئا وأنا أرجو منكم أن تفتوني فتوى بالتفصيل وبشكل واضح حتى أستطيع أن أبين لهم، ورغم أني حاولت كل المحاولات التي ذكرتها في الفتاوى السابقة وأرجو منكم أن تساعدوني في هذه الورطة. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على تواصلك معنا ومتابعتك واهتمامك، فمراجعة المعالج والمتابعة معه من أهم أسباب العلاج، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من المتواصين بالحق والمتواصين بالصبر، ونسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يطهرك وأهل بيتك من المعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يباعد بينكم وبين خطاياكم كما باعد يبن المشرق والمغرب، وأن يكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان، إنه جوادٌ كريم.
وأما في الجواب عما سألت عنه فنفيدك أن النظر للمحرمات في التلفاز وغيرها محرم شرعا، فلا يجوز إطلاق النظر إلى الصور العارية والأفلام الجنسية، فإنه لا فرق في الحرمة بين رؤية العورات مباشرة أو رؤيتها في التلفاز لأن الأثر المترتب في كل الأحوال واحد، وهو حصول الفتنة وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1256، 3605، 6617، 59061، 3605، 1256، 68717، 54801
وأما العلاج فنجمله في نقاط:
1- الدعاء لك ولأهلك والفرار واللجوء إلى الله تعالى الهادي وملجأ المضطرين وغياث الملهوفين ومجير المستجيرين والمفرج الكروب والمصرف والمقلب القلوب ليصرف القلوب للطاعة، فادع بالدعاء المأثور: اللهم طهر قلبي من النفاق، وعملي من الرياء، ولساني من الكذب، وعيني من الخيانة، فانك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وادع للأهل أيضا بذلك وحضهم على الدعاء، وقدموا قبل الدعاء ما يعين على الاستجابة من اسم الله الأعظم ودعاء يونس، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي والمستدرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. رواه النسائي والإمام أحمد.
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. والحديث رواه الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص. وفي سنن أبي داود وسنن ابن ماجه من حديث أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب: الله، الله ربي لا أشرك به شيئا.
وروى أحمد وغيره عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا. قال: فقيل: يا رسول، ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها
ومن أهم ما يدعى به الدعاء المأثور في صحيح مسلم: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
والدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال له: يا رسول الله علمني دعاء أنتفع به، قال: قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري وقلبي ومنيي -يعني فرجه-. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
وفي الحديث عن أبي أمامة: أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه، فقال: ادنه فدنا منه قريبا، قال: فجلس، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم، قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد وغيره، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح.
2-التبصير بفوائد غض النظر وبخطر إطلاق البصر للمحرمات، فالنظر للحرام سببٌ للشقاء والأمراض النفسية؛ فإن الإنسان يرى ما لا يصبر عليه ولا يقدر عليه كذلك، ومن هنا تتجلى عظمة هذه الشريعة التي أمرت بغض البصر وحفظ الفرج، ورتبت على ذلك طهارة النفوس وصفاء القلوب، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} وقال تعالى في شأن التعامل مع أكرم نساء وأطهر جيل -جيل الصحابة الأبرار-: وَإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53} .
فإدمان النظر يجلب المصائب، وقد يوصل إلى عشق الصور الذي يوصل إلى الشرك بالله، إلى غير ذلك من المخاطر الكثيرة، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي كثيرا منها فقال:
أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدؤها من النظر كما أن معظم النار مبدؤها من مستصغر الشرر، ثم تكون نظرة ثم تكون خطرة ثم خطوة ثم خطيئة. ولهذا قيل: من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه: اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات. فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة ويلازم الرباط على ثغورها فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار ويتبر ما علوا تتبيرا
وأكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذه الأبواب الأربعة فنذكر في كل واحد منها فصلا يليق به فأما اللحظات فهي رائد الشهوة ورسولها وحفظها أصل حفظ الفرج فمن أطلق نظره أورده موارد الهلاك، وقد قال النبي: يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية. وفي المسند عنه النظرة سهم مسموم من سهام إبليس فمن غض بصره عن محاسن امرأة أو أمرد لله أورث في قلبه حلاوة العبا دة إلى يوم القيامة. هذا معنى الحديث. وقال: غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم. وقال: إياكم والجلوس على الطريق، قالوا: يا رسول الله مجالسنا ما لنا بد منها، قال: فإن كنتم لا بد فاعلين فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام. والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان فإن النظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة فكرة ثم تولد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع، وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده. ولهذا قال الشاعر:
كل الحوادث مبدؤها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها * كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبه *في أعين العين موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته *لا مرحبا بسرور عاد بالضرر.
ومن آفاته أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه وهذا من أعظم العذاب أن ترى ما لا صبر لك عنه ولا عن بعضه ولا قدرة لك عليه. قال الشاعر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا * لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر * عليه ولا عن بعضه أنت صابر
وهذا البيت يحتاج إلي شرح ومراده أنك ترى ما لا تصبر عن شيء منه لا تقدر عليه، فإن قوله: لا كله أنت قادر عليه نفي لقدرته على الكل الذي لا ينتفي إلا بنفي القدرة عن كل واحد واحد وكم ممن أرسل لحظاته فما أقلعت إلا وهو يتشحط بينهن قتيلا كما قيل:
يا ناظرا ما أقلعت لحظاته * حتى تشحط بينهن قتيلا
ولي من أبيات:
مل السلامة فاغتدت لحظاته *وقفا على طلل يظن جميلا
ما زال يتبع أثره لحظاته ... حتى تشحط بينهن قتيلا
ومن العجب أن لحظة الناظر سهم لا يصل إلى المنظور إليه حتى يتبوأ مكانا من قلب الناظر
ولي من قصيدة:
يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا * أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له * احبس رسولك لا يأتيك بالعطب
وأعجب من ذلك أن النظرة تجرح القلب جرحا فيتبعها جرح على جرح ثم لا يمنعه ألم الجراحة من استدعاء تكرارها. ولي أيضا في هذا المعنى:
ما زلت تتبع نظرة في نظرة *في إثر كل مليحة ومليح
وتظن ذاك دواء جرحك وهو في الـ * تحقيق تجريح على تجريح
فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا * فالقلب منك ذبيح أي ذبيح
وقد قيل: إن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات. اهـ
وأما فوائد غض البصر فهي كثيرة، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي كثيرا منها مع زيادة لبيان مخاطر إطلاق النظر فقال:
وفي غض البصر عدة منافع..
أحدها: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره.
الثاني: أنه يمنع من وصول أثر السم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه.
الثالث: أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعه عليه، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده من الله، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه.
الرابع: أنه يقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه.
الخامس: أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر فقال: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم، ثم قال إثر ذلك: الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام.
السادس: أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب، وكان شجاع الكرماني يقول: من عمّر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة، وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة. والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله ومن ترك شيئا عوضه الله خيرا منه، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته عوضا عن حبسه بصره لله، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة التي إنما تنال ببصيرة القلب، وضد هذا ما وصف الله به اللوطية من العمه الذي هو ضد البصيرة فقال تعالى: لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون، فوصفهم بالسكرة التي هي فساد العقل والعمه الذي هو فساد البصر. فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمه البصيرة يسكر القلب، كما قال القائل:
سكران سكر هوى وسكر مدامة *ومتى إفاقة من به سكران
وقال الآخر:
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم *العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه * وإنما يصرع المجنون في الحين
السابع: أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة؛ كما في الأثر: الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله. ومثل هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه؛ كما قال الحسن: إنهم وان طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن المعصية لا تفارق رقابهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه. وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته، والذل قرين معصيته، فقال تعالى: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. وقال تعالى: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {آل عمران:139} والإيمان قول وعمل ظاهر وباطن، وقال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ {فاطر: 10} أي من كان يريد العزة فيطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح. وفي دعاء القنوت: إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت. ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه وله من العز بحسب طاعته، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه وله من الذل بحسب معصيته.
الثامن: أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي فيمثل له صورة المنظور إليه ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار وتلك الزفرات والحرقات، فإن القلب قد أحاطت به النيران بكل جانب فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور، لهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جعل لهم في البرزخ تنور من نار وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم؛ كما أراها الله لنبيه في المنام في الحديث المتفق على صحته.
التاسع: أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول عليه بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه، قال تعالى: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا. وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه.
العاشر: أن بين العين والقلب منفذا وطريقا يوجب انتقال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب. وكذلك في جانب الصلاح فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه والأنس به والسرور بقربه فيه، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك. اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين في خطورة نظر الحرام:
إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار الآخرة ويوقع في سكرة العشق، كما قال الله تعالى عن عشاق الصور: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ الحجر/72.
فالنظرة كأس من خمر، والعشق هو سكر ذلك الشراب، وسكر العشق أعظم من سكر الخمر؛ فإن سكران الخمر يفيق، وسكران العشق قلما يفيق إلا وهو في عسكر الأموات.اهـ
وقال رحمه الله في روصة المحبين:
الباب السادس في أحكام النظر وغائلته وما يجني على صاحبه: قال الله تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن.... الآية، فلما كان غض البصر أصلا لحفظ الفرج بدأ بذكره، ولما كان تحريمه تحريم الوسائل فيباح للمصلحة الراجحة ويحرم إذا خيف منه الفساد ولم يعارضه مصلحة أرجح من تلك المفسدة لم يأمر سبحانه بغضه مطلقا بل أمر بالغض منه
وأما حفظ الفرج فواجب بكل حال لا يباح إلا بحقه فلذلك عم الأمر بحفظه.
وقد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته. وفي الصحيح أن الفضل بن عباس رضي الله عنهما كان رديف رسول الله يوم النحر من مزدلفة إلى منى فمرت ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فحول رسول الله رأسه إلى الشق الآخر. وهذا منع وإنكار بالفعل فلو كان النظر جائزا لأقره عليه. وفي الصحيح عنه أنه قال: إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر واللسان يزني وزناه النطق والرجل تزني وزناها الخطى واليد تزني وزناها البطش والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. فبدأ بزنى العين لأنه أصل زنى اليد والرجل والقلب والفرج، ونبه بزنى اللسان بالكلام على زنى الفم بالقبل وجعل الفرج مصدقا لذلك إن حقق الفعل أو مكذبا له إن لم يحققه. وهذا الحديث من أبين الأشياء على أن العين تعصي بالنظر أن ذلك زناها، ففيه رد على من أباح النظر مطلقا. وثبت عنه أنه قال: يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية
ووقعت مسألة ما تقول السادة العلماء في رجل نظر إلى امرأة نظرة فعلق حبها بقلبه واشتد عليه الأمر فقالت له نفسه: هذا كله من أول نظرة فلو أعدت النظر إليها لرأيتها دون ما في نفسك فسلوت عنها فهل يجوز له تعمد النظر ثانيا لهذا المعنى؟
فكان الجواب الحمد لله لا يجوز هذا لعشرة أوجه..
أحدها: أن الله سبحانه أمر بغض البصر ولم يجعل شفاء القلب فيما حرمه على العبد.
الثاني: أن النبي سئل عن نظر الفجأة وقد علم أنه يؤثر في القلب فأمر بمداواته بصرف البصر لا بتكرار النظر.
الثالث: أنه صرح بأن الأولى له وليست له الثانية، ومحال أن يكون داؤه مما له ودواؤه فيما ليس له.
الرابع: أن الظاهر قوة الأمر بالنظرة الثانية لا تناقضه والتجربة شاهدة به، والظاهر أن الأمر كما رآه أول مرة فلا تحسن المخاطرة بالإعادة.
الخامس: أنه ربما رأى ما هو فوق الذي في نفسه فزاد عذابه.
السادس: أن إبليس عند قصده للنظرة الثانية يقوم في ركائبه فيزين له ما ليس بحسن لتتم البلية.
السابع: أنه لا يعان على بليته إذا أعرض عن امتثال أوامر الشرع وتداوى بما حرمه عليه بل هو جدير أن تتخلف عنه المعونة.
الثامن: أن النظرة الأولى سهم مسموم من سهام إبليس، ومعلوم أن الثانية أشد سما فكيف يتداوى من السم بالسم؟!
التاسع: أن صاحب هذا المقام في مقام معاملة الحق عز وجل في ترك محبوب كما زعم وهو يريد بالنظرة الثانية أن يتبين حال المنظور إليه، فإن لم يكن مرضيا تركه فإذاً يكون تركه لأنه لا يلائم غرضه لا لله تعالى، فأين معاملة الله سبحانه بترك المحبوب لأجله.
العاشر: يتبين بضرب مثل مطابق للحال وهو أنك إذا ركبت فرسا جديدا فمالت بك إلى درب ضيق لا ينفذ ولا يمكنها تستدير فيه للخروج فإذا همت بالدخول فيه فاكبحها لئلا تدخل فإذا دخلت خطوة أو خطوتين فصح بها وردها إلى وراء عاجلا قبل أن يتمكن دخولها فإن رددتها إلى ورائها سهل الأمر وإن توانيت حتى ولجت وسقتها داخلا ثم قمت تجذبها بذنبها عسر عليك أو تعذر خروجها، فهل يقول عاقل: إن طريق تخليصها سوقها إلى داخل فكذلك النظرة إذا أثرت في القلب فإن عجل الحازم وحسم المادة من أولها سهل علاجه، وإن كرر النظر ونقب عن محاسن الصورة ونقلها إلى قلب فارغ فنقشها فيه تمكنت المحبة وكلما تواصلت النظرات كانت كالماء يسقي الشجرة فلا تزال شجرة الحب تنمى حتى يفسد القلب ويعرض عن الفكر فيما أمر به فيخرج بصاحبه إلى المحن ويوجب ارتكاب المحظورات والفتن ويلقي القلب في التلف والسبب في هذا أن الناظر التذت عينه بأول نظرة فطلبت المعاودة كأكل الطعام اللذيذ إذا تناول منه لقمة، ولو أنه غض أولا لاستراح قلبه وسلم. وتأمل قول النبي: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فإن السهم شأنه أن يسري في القلب فيعمل فيه عمل السم الذي يسقاه المسموم فإن بادر استفرغه وإلا قتله ولا بد.
قال المروذي قلت لأحمد: الرجل ينظر إلى المملوكة؟ قال: أخاف عليه الفتنة كم نظرة قد ألقت في قلب صاحبها البلابل. وقال ابن عباس: الشيطان من الرجل في ثلاثة في نظره وقلبه وذكره، وهو من المرأة في ثلاثة في بصرها وقلبها وعجزها. اهـ
3- ننصحك في خاصة نفسك بالحرص على البعد عن الجلوس في الغرفة التي تكون بها مرئيات أو مسموعات محرمة، وأن تواصل السير في طريق الهدى والاشتغال بحفظ القرآن والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والحفاظ على الصلاة في المسجد وحضور مجالس العلم ومتابعة ما يبث منها عبر وسائل الإعلام.
كما ننصحك بالجد والسعي العملي واستخدام ما تيسر من الوسائل المشروعة في هداية أهلك وعدم اليأس منهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم.
ويمكن أن تستعين عليهم باستزارة من له خبرة في الدعوة حتى يكلمهم، ووفر في البيت ما استطعت من النشرات والكتب والأشرطة المؤثرة فإنها نافعة بإذن الله.
واعلم أن من أنفع وأولى ما يجب الاعتناء به في علاج الانحرافات التركيز على تقوية الإيمان، وإصلاح القلوب، وإتقان الصلاة، والحرص على تقوية صلة النفوس بالله تعالى، والإكثار من الحديث عن الأسباب المعينة على خشية الله تعالى، والرغبة في ما عنده واستشعار مراقبته، والإكثار من الحديث عن الآخرة والقبر والجنة والنار والترغيب في ذكر الله تعالى، وتعليم الأحكام الشرعية، فقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل لاتزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا....
وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.
وقال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45} وفي الحديث: وآمركم بذكر الله عز وجل كثيرا، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره، فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الألباني.
وقد دل الحديث على أن العلم بأحوال القبور والآخرة يقمع الشهوات والأهواء، وذلك حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.
ولذا حض أهل العلم على مصاحبة أهل الخير ومخالطتهم ومجالستهم، والبعد عن رفقاء السوء واستدلوا لذلك بحديث مسلم في من قتل مائة نفس حيث أمره العالم بالانتقال من أرضه إلى أرض بها أناس صالحون ليعبد الله معهم فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. وبحديث أبي داود: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وبحديث أحمد: لا تصاحب إلا مؤمنا.
فابذل من وقتك ومالك وطاقتك في هداية الأهل وحاول شغل طاقاتهم وأوقات فراغهم بوضع برنامج رباني لكم، يشمل حفظ الأذكار اليومية المأثورة وبعض سور القرآن المرغب في حفظها، وتعلم بعض الآداب النبوية في الحياة اليومية، وتعلم الأحكام الشرعية، ومطالعة كتب الترغيب والسيرة وقصص الأنبياء وأعلام السلف،
وحاول أن تستعين ببعض الشباب الطيبين في عدم إعطاء وقت فراغ للوالد ليجلس أمام القنوات أو ينفرد بنفسه وأن بجلس أغلب وقته مع جلساء صالحين ليجروه للخير، فقد روى الشيخان عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة.
وقال صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود والترمذي
فبرمج معهم جلسات عشاء لمجموعة قليلة من كبار الحي أو كبار أقاربكم حيث يتعشون ليلة هنا وأخرى هناك وليحضر معهم أحيانا إمام الحي وبعض المسنين الطيبين، ورغبوهم في أهمية الرياضة وفوائدها لكبار السن واشغلوهم بزيارة المرضى والمستشفيات والتعازي وزيارة المقابر والمشارح لعلهم يتذكرون الموت ويتعظون بما يرونه، وليكن خلال تلك اللقاءات إلقاء كلمات عابرة ترقق القلوب وتنشط للطاعات وتصرف عن الإدمان على المعاصي ولكنه يتعين أن يكون ذلك كله بحكمة ورفق وعدم تعنيف ولا جرح للمشاعر، فقد قال الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125} ، وقال لموسى وهارون في شأن فرعون: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى {طه:44} .
وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على هداية أبي طالب ودعائه للإسلام، فقال كما في حديث مسلم: يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله.
وحبذا لو أمكن أن تسافروا ببعضهم لعمرة في وقت لا زحام فيه وفي الطريق وجلسات الاستراحة وفي مكان الضيافة تلقى كلمات يحرض فيها على التوبة والاستقامة وتشغل في السيارة بعض الاشرطة القرآنية وبعض المحاضرات المفيدة وركزوا على القرآن وقصص التائبين، فالقصص تزيل الملل ويذكر عبرها ما يصعب التصريح به، وأما القرآن فهو زاد الداعي ووسيلته المجربة النفع للإنذار والهداية؛ لقول الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ {الأنبياء:45} ، ولقوله تعالى: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي {سبأ:50} ، ولقوله تعالى: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً {الفرقان:52
وركزوا في الحديث والقصص عن فوائد التقوى والاستقامة والأعمال الصالحة وأنها سبب سعادة الدارين وقضاء الحاجات، فالإيمان والعمل الصالح هو مصدر عز الأمة وفلاحها ونصرها، وأمنها والدفع عنها والتمكين لها، ومحبة الله لها، وفتح أبواب البركات والحياة الطيبة، إلى غير ذلك من الوعود الصادقة المهمة، كما قال الله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ {المؤمنون:1} ، وقال الله تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ {المنافقون:8} ، وقال تعالى: وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ {الروم:47} ، وقال الله تعالى: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {الأنعام:82} ، وقال تعالى: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ {النور:55} ، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا {مريم:96} ، وقال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {الأعراف:96} ، وقال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97} . وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق:4} . وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2، 3} . وقال: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {البقرة:189} . وقال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ {البقرة: 45}
ومن أحسن ما يسلى به التذكير بما ينعم الله تعالى به على المؤمن في الجنة من الحور العين، وأنه كلما ارتفعت درجته كلما زاد نعيمه، وإن أحظى الناس بالظفر بالحور العين في الجنة هو أشدهم عفة في الدنيا. وما أحسن ما قاله ابن القيم في نونيته:
وأعفهم في هذه الدنيا هو الـ * أقوى هناك لزهده في الفاني
فاجمع قواك لما هناك وغمض الـ * عينين واصبر ساعة لزمان
ما هاهنا والله ما يسوى قلا * مة ظفر واحدة تُرى بجنان
إلا النقار وسيء الأخلاق * مع عيب ومع نقصان
هم وغم دائم لا ينتهي * حتى الطلاق وبالفراق الثاني
والله قد جعل النساء عوانيا * شرعا فأضحى البعل وهو العاني
لا تؤثر الأدنى على الأعلى فإن * تفعل رجعت بذلة وهوان
واشربوا زمزم وتمنوا على الله تحقيق طموحاتكم وهداية الأهالي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ماء زمزم لما شرب له. رواه أحمد وابن ماجه والحاكم، وصححه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: زمزم طعام طعم، وشفاء سقم. رواه ابن أبي شيبة والبزار، وصححه الألباني في الترغيب. وفي الحديث أيضاً: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم. رواه الطبراني وابن حبان، قال المنذري: رواة الطبراني ثقات، وحسنه الألباني.
وحاولوا تسليتهم عن التمثيل المنحرف والأغاني المحرمة ووسائل الترفيه المصحوبة بالحرام بفتح بعض القنوات التي تأتي ببعض التمثيل الهادف الذي يسعى لنشر الفضيلة والترويج لها، وإنشاد الأناشيد الهادفة والترفيه المباح الذي سلم من المحاذير الشرعية كالموسيقى وتصوير النساء العاريات ونشر الأفكار الباطلة التي غرسها أهل الباطل
ومن أحسن ما يحكى في التحايل لهداية الأقارب ما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أنه قال ابن إسحاق: لما رجع الأنصار الذين بايعوا رسول الله ليلة العقبة الثانية إلى المدينة أظهروا الإسلام بها وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من الشرك منهم عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وكان ابنه معاذ بن عمرو ممن شهد العقبة، وكان عمرو بن الجموح من سادات بني سلمة وأشرافهم، وكان قد اتخذ صنما من خشب في داره يقال له مناة كما كانت الأشراف يصنعون يتخذه إلها يعظمه ويطهره، فلما أسلم فتيان بني سلمة ابنه معاذ ومعاذ بن جبل كانوا يدلجون بالليل على صنم عمرو ذلك فيحملونه فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة وفيها عذر الناس منكسا على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال: ويلكم من عدا على إلهنا هذه الليلة! ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطيبه وطهره ثم قال أما والله لو أعلم من فعل بك هذا لأخزينه، فإذا أمسى ونام عمرو عدوا عليه ففعلوا مثل ذلك، فيغدوا فيجده في مثل ما كان فيه من الأذى فيغسله ويطيبه ويطهره، ثم يعدون عليه إذا أمسى فيفعلون به مثل ذلك، فلما أكثروا عليه استخرجه من حيث ألقوه يوما فغسله وطهره وطيبه ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال له: إني والله ما أعلم من يصنع بك ما أرى فإن كان فيك خير فامتنع هذا السيف معك، فلما أمسى ونام عمرو عدوا عليه فأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلبا ميتا فقرنوه به بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر من عذر الناس، وغدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه الذي كان به فخرج يتبعه حتى إذا وجده في تلك البئر منكسا مقرونا بكلب ميت، فلما رآه أبصر شأنه وكلمه من أسلم من قومه فأسلم برحمة الله وحسن إسلامه، فقال حين أسلم وعرف من الله ما عرف وهو يذكر صنمه ذلك وما أبصر من أمره ويشكر الله الذي أنقذه مما كان فيه من العمى والضلالة ويقول:
والله لو كنت إلها لم تكن * أنت وكلب وسط بئر في قرن
أف لملقاك إلها مستدن * الآن فتشناك عن سوء الغبن
الحمد لله العلي ذي المنن * الواهب الرزاق ديان الدين
هو الذي أنقذني من قبل أن * أكون في ظلمة قبر مرتهن اهـ
هذا.. ونوصيك بحمل نفسك على حب الوالد والبر به، فقد أمر الله بالإحسان إلى الوالدين، فقال: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {البقرة:83} ، وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على إرضائهما، فقال: رضى الرب في رضى الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
ويمكن أن ترغبه في الزواج بزوجة جديدة لتسليه عن التعلق بنظر صور الفاجرات، ويدل لذلك ما في حديث الصحيحين: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. وفي الحديث: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وقد وعد الله تعالى من تزوج رغبة في العفة بالإعانة والغنى، فقال تعالى: وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32} ، وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي والنسائي وأحمد وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي
ونَمّ في نفسك وفي أهلك مراقبة الله تعالى والاستحياء منه في السر والعلن، فهو القائل جل جلاله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {الحديد:4} ، فلا يليق بالعبد أن يقابل نعم ربه عليه بأن يعصيه وربه ناظر إليه مراقب لحركاته وسكناته. وقد سئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله أسبق من نظرك إليه.
وقال الحارث المحاسبي: المراقبة: علم القلب بقرب الرب، كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وحاول أن تبعث رسالة عبر الحوال للوالد من رقم لا يعرفه، ووضح له فيها أن تتابع النظر إلى القنوات الهابطة قد يؤدي بصاحبها إلى الوقوع في الحرام، بل إلى تقليد ما يراه،
فالبداية النظر والنهاية الوقوع في المحظور كما قال ابن القيم في الجواب الكافي:
والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده. اهـ
وفي تتابع النظر إلى تلك المواقع الفاسدة مضار أخرى من جوانب متعددة، ومنها: موت الإحساس؛ لأن " كثرة المساس تفقد الإحساس " – كما يقولون – فلن يعود هذا الأمر منكراً – بعد فترة – وستتعود على النظر، وهو علامة على موت القلب وفقدان الحس الشرعي تجاه المعصية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1428(13/3355)
امور يفعلها من اطلع على علاقة بين امرأة متزوجة وأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا علمت بعلاقة بين واحدة متزوجة وواحد آخر متزوج غير زوجها وأنا على معرفة جيدة بزوجها وتم نصحها كثيراً بترك هذا الفعل، فهل يجب على من يعلم هذا الفعل أن يخبر الزوج به أم لا، مع العلم بأن لها ابنة وأن زوجها متهور ويحبها جداً والرجل الآخر معها بالعمل، فأرجو الرد لأني لا أعرف كيف علي التصرف وأنا أعرف هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لك أيتها الأخت الكريمة أن تتوثقي قبل اتهام هؤلاء بما ذكرت، فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا {الحجرات:12} ، فإذا كان عندك بينة ناصعة واضحة على أن فلانا يفعل الزنا والعياذ بالله، أو تكرر خلوه بامرأة أو خلو المرأة برجل فعليك ما يلي:
أولاً: قومي بنصحهما وتذكيرهما بالله تعالى، وبأن هذا الفعل كبيرة من كبائر الذنوب، أو حرام وذريعة إلى الفاحشة، وننصح في هذا بمطالعة الفتوى رقم: 26237.
ثانياً: إذا لم يستجيبا لهذا النصح انتقلي إلى تهديدهما بفضح أمرهما، وإبلاغ الجهات الرسمية أو بعض من يمكن أن يردعهما عن هذا الفعل من قرابتهما.
ثالثاً: إذا لم يُجْد ذلك وكانت عندك البينة على قولك فعليك وجوباً أن تخبري من يمكنه أن يمنع هذا المنكر، واعلمي أنه إن كان ما تدعي وقوعه هو الفاحشة الكبرى فالبينة في إثباته أربعة شهود ذكور عدول، قال الإمام ابن رشد: وأما ثبوت الزنا بالشهود: فإن العلماء اتفقوا على أنه يثبت الزنا بالشهود، وأن العدد المشترط في الشهود أربعة، بخلاف سائر الحقوق، لقول الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. ومن صفتهم أن يكونوا عدولاً، وأن من شرط هذه الشهادة أن تكون بمعاينة فرجه في فرجها، وأنها تكون بالتصريح لا بالكناية.
وتوفر هذه الشروط عسير جداً، وإنما كان الأمر كذلك صيانة للأعراض، فلا ينبغي أن يقول أحد بأن فلاناً وقع في كذا إلا إذا كانت عنده البينة الشرعية المعتبرة وإلا فهو قاذف، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 10849.
وإذا تيقنت من فعل هذا الرجل أو هذه المرأة للزنا ولم يكن عندك من يشهد على قولك فيمكنك إخبار من يمكن أن يغير هذا المنكر عبر رسالة ونحوها مما لا تعرض فيه نفسك للعقاب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 صفر 1428(13/3356)
حكم ركوب السيارة مع بنت العم بمفردها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أدرس في الجامعة، وبنت عمي تدرس في الجامعة نفسها، فهل يجوز أم حرام أن تذهب معي إلى الجامعة، مع العلم بأن عمي يعلم أنها تذهب معي، أي بمعرفة الجميع، ولا نتكلم بمواضيع خاصة عندما نذهب إلى الجامعة، وطريق الجامعة طريق غير مخيفة (غير خلاء) ؛ طريق عمومية، ونذهب إلى الجامعة الساعة 7.30 صباحا، فأرجو الرد على سؤالي: يجوز أو حرام، فقط لأني لما أقرأ فتوى كبيرة لا أستوعبها جيدا، الذي أريده فقط حلال أو حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فركوب ابنة عمك معك في السيارة حال عدم وجود غيركما ممنوع، لأنه في معنى الخلوة، ولما قد يترتب عليه من مفاسد كثيرة، وقد يوجد من بعض النساء أو الرجال من عنده من الورع والخوف من الله وكراهية المعصية والخيانة ما يظن أنه يجعله بعيداً عن الوقوع فيها بغضب الله، ولكن الشيطان ربما وسوس وزين حتى يهون أمر الذنب فيفتح أبواب الحيل.
ونحن لا نتهمك ولكننا نعلم يقيناً بخبر نبيناً صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأن الفتنة بين الرجال والنساء هي أول فتنة وقعت في بني إسرائيل، وهي أضر الفتن، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد مرفوعاً: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 صفر 1428(13/3357)
النظر والخلوة بالصغيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[متزوج منذ 12 سنة وليس لي أبناء والعيب مني أنا، تقيم معنا ابنة أخت زوجتي وسنها الآن 9 سنوات وهي تنادي على زوجتي يا خالتي، وأنا يا خالي، وتزور دوما أمها وأباها وإخوتها وتعيش معنا برضاها ورضا كل أطراف العائلة، مع العلم بأني إطار عال في عملي، السؤال: هل أني أحرم عائلة من ابنتهم، وما هو حكم الشرع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي الكريم أنه لا إثم عليك في جعل هذه البنت بعيدة عن أهلها لأنهم راضون بذلك، وليس هذا حرماناً لهم من ابنتهم، ولكننا ننبهك إلى أمر مهم وهو أن هذه البنت تعتبر أجنبية عنك، فإذا بلغت هذه البنت إلى حدٍ تشتهى فيه لذوي الطباع السليمة فإنه لا يجوز لك النظر إليها، ولا الخلوة بها، والمقصود بذوي الطباع السليمة: المعتدلون من الرجال، إذ قد يوجد شاذ يشتهي -والعياذ بالله- طفلة صغيرة، ولكن هذا لا عبرة به، والعبرة بحال غالب الناس. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 70512.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 صفر 1428(13/3358)
الثمار المرة للنظر المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 26 لست متزوجة مشكلتي أني أعاني من الشهوة والتي تنتابني حينما أرى بعض اللقطات في بعض القنوات الغربية وتظل هذه اللقطات في مخيلتي بل وأضيف عليها أشياء من مخيلتى وسرعان ما أستغفر ربي وأخاف العاقبة، ولكن سرعان ما تعاودني، إني أعاني منها في الليل والنهار في الحلم واليقظة، تنتابني في بعض الأحيان يوميا، وأحيانا أخرى فقط بعض الأيام وتفارقني، علما بأني أخاف رب العالمين وأستغفره كثيراً ومشكلتي أنه في تلك الحالة أشعر بارتفاع حرارة جسمي وزيادة نبضات قلبي بالإضافة إلى أني أشعر بالتصاق فخذي واحتكاكهما وأشعر حينها برغبة كبيرة ومتعة أكبر، علما بأن مدة هذه الحالة لا تتجاوز الدقيقتين أو الثلاث ألاحظ بعدها بعض الإفرازات التي ليس لها لون أحيانا وصفراء أحياناً أخرى وأستغفر الله كثيراً وأشعر بندم كبير جداً، لقد زرت طبيبا واستشرته وأخبرني أنه أمر يحدث وهو عادي بحكم العمر وأنه لا يوجد ما يخيف طبيا، إني أتمنى أن لا تعاودني هذه الحالة مرة أخرى، أقسم بأني أخاف ربي وأخاف سخطه وأرجو رضاه وما يؤلمني هو شعوري بأن ما ينتابني أي تلك الحالة يبعدني عن ربي ويكثر من ذنوبي، كل ما أرجوه هو أن تنفعوني بما من الله به عليكم من علم، وأني أريد أن أعرف الناحية الشرعية لهذه الحالة أي ما يقوله الشرع في هذه الحالة والناحية الطبية العلمية؟ وجعل الله كل حرف في ميزان حسناتكم.. وجزاكم عني وعن كل سائل خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التصاق الفخذين وحك إحداهما على الأخرى حتى يخرج الماء يعتبر من الاستمناء المحرم شرعا، ومثله نظر القنوات الغربية التي تنشر العهر والفساد، فننصحك بالتوبة إلى الله تعالى والإكثار من العمل الصالح، واستشعار مراقبة الله تعالى، والتعوذ به من الشيطان، والإكثار منه كلما خطرت الخواطر بقلبك، وبرمجي لنفسك برنامجا يشغل فكرك ووقتك ويسليك عن هذه الأمور، وليكن في هذا البرنامج وقت لتلاوة القرآن وتكميل الأذكار والمطالعة في كتب الترغيب والترهيب والرقائق والسير، إضافة إلى بعض الأعمال المفيدة والرياضة البدنية، واتركي الانفراد بنفسك والاضطجاع في فراش النوم قبل أن يغلبك النعاس، وأكثري سؤال الله أن يرزقك زوجاً صالحاً، يشبع رغبتك، ويعينك على الاستقامة على الطاعة، ويحسن أن تعرضي نفسك على من يرتضى دينه وخلقه، وراجعي قسم الاستشارات الطبية بالشبكة ليفيدوك في الناحية الطبية، وراجعي للتفصيل فيما ذكرناه الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60114، 32981، 76092، 70057، 68662، 52421، 23868، 74119.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 صفر 1428(13/3359)
سكن المسلم مع الأجنبية عنه أولى بالتحريم من الخلوة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أعيش في ديار الغربة وأسكن مع امرأة لا دين لها منذ عامين وعندما تعرفت عليها أول مرة طرحت عليها قضية الدين فقالت وما أدراك ربما أدخل في الدين الإسلامي يوما ما وعلى هذا المنطق قامت العلاقة إلا أنه في نهاية المطاف أدركت أنه لا جدوى من كل هذا "وجميع الأسرة من كلا الطرفين على علم بهذه العلاقة والسؤال هل أعتبر زانيا وهل يجوز لي الزواج بمسلمة بعد هذا وشكرا أرجو أن يبقى هذا الأمر في السر. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم على المسلم أن يخلو بالمرأة الاجنبية مسلمة كانت أو كافرة، ولو كانت الخلوة لعبادة كالصلاة وقراءة القرآن ونحوهما لما في ذلك من المفاسد الكبيرة، منها: حضور الشيطان ووسوسته لهما وسعيه لإيقاعهما في المعصية، وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة محرمة لذلك. ومنها: ما رواه البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، قالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. وما روياه أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. وما رواه أحمد والحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم، فإن ثالثهما الشيطان.
وإذا كان هذا في مجرد خلوة قد تكون عابرة، فإن سكن المسلم مع الأجنبية عنه أولى بالتحريم، بل إن السكن يكون محرما وإن كان معها محرم إذا لم يكن السكن واسعا بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر. قال زكريا الانصاري رحمه الله: علم جواز خلوة الرجل بالأجنبية مع المحرم، وامتناع مساكنته إياها معه إلا عند تعدد الحجر أو اتساعها بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر. انتهى.
فإذا كان سكنها مستقلا عن سكن الأجنبي وإن لاصقه فلا حرج في ذلك، لكن بشرط عدم اتحاد المرافق بينهما كالممر والمطبخ أو الخلاء ونحو ذلك.
قال ابن حجر الهيتمي: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل أو دار وحجرة اشترط أن لا يتحدا في مرفق كمطبخ أو خلاء أو بئر أو ممر أو سطح أو مصعد، فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة، وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أو يسد أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر أو باب مسكن أحدهما في مسكن الآخر. انتهى.
والواجب عليك الابتعاد عنها والتوبة إلى الله مما صنعت. ولا تكون زانيا الزنى الحقيقي الذي هو من كبائر الذنوب وموجب للحد إلا إذا حصل وطء، وأما بدونه فهو زنى مجازي وهو معصية لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فزنى العينين النظر، وزنى اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
وإذا تبت إلى الله فإن الله يتوب عليك، ويغفر لك ذبنك ويقربك ويحبك، وينبغي أن تستر على نفسك، ويجوز لك أن تتزوج بمسلمة تعف نفسك وتكفها عما حرم الله عليك، بل إن الزواج قد يجب عليك إذا خشيت على نفسك الوقوع في المحرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 صفر 1428(13/3360)
التوبة من إقامة علاقة مع رجل أجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا كنت على علاقة بشاب مدة سنتين فقط ملامسات أي ما في دخول وكان واعدني في حال تزوج لا يقطع العلاقة ونبقى فقط أصدقاء، لكن أول ما خطب نفر مني وقال إنه تاب، وأنا أعرف أنه لم يكن ليتوب إلا لأنه لقي البديل أي كان سيستمر معي إلى أن يخطب وهو تزوج ويمكن أصبح عنده أطفال، فهل هذا عدل؟ أنا غلطانة لا أنكر لكن هو استطاع الزواج وأنا لا، وكنت موافقة على زواجه لأنه كثيرا كان يصر على عدم تركه لي، فلماذا هو سعيد وأنا تعيسة حاولت الانتقام لكن أتراجع أرشدوني؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما نرشدك إليه ونوصيك به هو تقوى الله عز وجل، والمبادرة إلى التوبة ولزوم الاستغفار، فقد قال سبحانه وتعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2} ، وقال تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90} ، وقال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أحمد وأبو داود والحاكم.
ولتعلمي أن ما أقدمت عليه من العلاقة مع هذا الشاب لا يجوز أصلاً، ويكون الأمر أعظم والتحريم أغلظ والعقوبة أشد إذا تم الإصرار عليه والاستمرار فيه وعدم التوبة منه، فقد حرم الإسلام أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين إلا عن طريق الزواج الشرعي، ومن هنا تعلمين أن ما ذكرت كله غلط بين وخطأ فادح يجب عليك التوبة منه، ولا يجوز لك الانتقام من عبد كان على معصية ثم تاب منها ورجع عنها إلى الرشد والصواب.
واسألي الله تعالى أن يصلح حالك ويرزقك الزوج الصالح كما رزق به غيرك، فإن ما عند الله تعالى لا ينفد، وقد قال سبحانه وتعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186} ، نسأل الله تعالى أن يتوب عليك ويصلح حالك، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 76978، والفتوى رقم: 56567.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 صفر 1428(13/3361)
حكم المصافحة والمزاح مع المرأة الأجنبية القريبة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز ان أتكلم مع بنات العم وأضحك معهن أمام الجميع؟ وهل يجوز أن أصافح زوجة عمي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على تواصلك معنا ومتابعتك واهتمامك، سائلين الله تعالى أن يجعلنا وإياك من المتواصين بالحق والمتواصين بالصبر.
وأما في الجواب عما سألت عنه فنفيدك أنه لا مانع من أن يحادث الرجل المرأة لحاجة إن أمنت الفتنة كأمر بمعروف أو نهي عن منكر، أو تعليم، أو بيع وشراء، من غير مزاح معها ان كانت شابة ولا خضوع بالقول ولا خلوة ولا إطلاق للنظر لما يحرم، وأن تكون المرأة متحجبة بالحجاب الشرعي الساتر.
قال ابن بطال عن المهلب قال: سلام الرجال على النساء والنساء على الرجال جائز إذا أمنت الفتنة. اهـ.
وذهب الجمهور إلى جواز التسليم على العجائز دون الشابات لخوف الفتنة بحق الشابات وانعدامها في العجائز. قال النووي: وأما الأجنبي فإن كانت عجوزا لا تشتهى استحب له السلام عليها واستحب لها السلام عليه، ومن سلم منهما لزم الآخر رد السلام عليه، وإن كانت شابة أو عجوزا تشتهى لم يسلم عليها الأجنبي ولم تسلم عليه، ومن سلم منهما لم يستحق جوابا.
وقال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها ـ أي على الشابة ـ لم ترده دفعا للمفسدة. ونص فقهاء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مطمع له فيها اهـ
وهذا في مجرد إلقاء السلام أو رده، والكلام الذي لا ريبة فيه.
وأما ضحك ومزاح الأجنبي مع المرأة الشابة فهو من الأمور المحرمة لما فيه من إحداث الفتنة والخضوع بالقول، وقد قال الله سبحانه وتعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفا {الأحزاب:32} ، قال القرطبي في تفسيره: أي لا تلن القول، أمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال. انتهى.
وقد نص بعض أهل العلم على أن تضاحك الأجنبية مع الأجنبي حرام يوجب تعزيرا، كما نص عليه صاحب مواهب الجليل بقوله: ومن تغامز مع أجنبية أو تضاحك معها ضربا عشرين. انتهى.
ولا شك أن المزاح بين الشباب والشابات من أكبر دواعي الفتنة، وقد روى الشيخان واللفظ لمسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه.
فلا بد في التعامل مع بنات العم من التزام الجميع بآداب الإسلام من الحجاب الكامل بالنسبة للنساء، وعدم الخضوع بالقول عند الحديث مع الرجال، وغير ذلك من حركات الريبة والإغراء، تجنبا لحصول الفتنة التي نهى الشارع الحكيم عن كل ما يفضي إليها وبين خطرها كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
فقد حرم الله الخلوة بالأجنبية، ومنع خضوعها بالقول، وأمر بغض البصر، قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32} . وقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... {النور: 30ـ31}
وأمر بخطاب المرأة من وراء حجاب، فقال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب: 53} .
وأما المصافحة للأجنبية فهي محرمة، لحديث معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " رواه الطبراني والبيهقي. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات. ولا شك في أن المصافحة من المس. وعن عائشة رضي الله عنها قالت:" والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط إلا بما أمره الله تعالى، وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط، وكان يقول لهن إذا أخذ عليهن البيعة: "قد بايعتكن كلاما ". متفق عليه واللفظ لمسلم.
ومن أهل العلم من قال بجواز مصافحة العجوز التي لا تشتهى، ومثلها الشيخ الكبير، لكن بشرط أمن الفتنة في كل من المتصافحين، قال في المبسوط: فإذا كانت العجوز لا تشتهى فلا بأس بمصافحتها ومس يدها، ... ولأن الحرمة لخوف الفتنة فإذا كانت ممن لا تشتهى فخوف الفتنة معدوم، وكذلك إن كان هو شيخا يأمن على نفسه وعليها فلا بأس بأن يصافحها، وإن كان لا يأمن عليها أن تشتهي لم يحل له أن يصافحها فيعرضها للفتنة، كما لا يحل له ذلك إذا خاف على نفسه. اهـ
واعلم أن أقارب زوج المرأة أجانب يتأكد منعهم عن دخولهم على المرأة ومسها. ففي الصحيحين من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج أو قريبه. وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2412، 15599، 23511، 1025.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 صفر 1428(13/3362)
إحسان الظن بالخطيبة وتجنب الخلوة بها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب خطبت فتاة من عائلة طيبة منذ ستة أشهر المشكلة هي أني شككت فيها ووسوس لي الشيطان فسألتها بعدما قالت لي في الهاتف إن ابن خالتها سيزورهم ذلك اليوم علما أنها تسكن مع أخيها فلما سألت من غد أخاها هل رأى ابن خالته قال لي إنه لم يره من زمن. لما سألتها من غد عن سر ذلك صدمت وظهر أنها بريئة وأنها تبحث له عن زوجة وأنه عندهم أخوة عائلية مع أبناء خالاتهم. اعتذرت لها وندمت كثيرا فقد رأت أني شككت في شرفها. أفيدوني جزاكم الله خيرا هل ستسامحني بعد الزواج أم أنها ستمقتني على هذه الإهانة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ننبهك أولا إلى أن الخاطب يعتبر أجنبيا من مخطوبته حتى يتم العقد الشرعي فتحرم عليه الخلوة بها وملامستها، وبخصوص الكلام فهو جائز لمصلحة شرعية مع ضرورة تجنب الخضوع بالقول والكلام الفاحش، وراجع الفتوى رقم: 1847.
وابن خالة المرأة إذا لم يكن محرما لها فهو كغيره من الأجانب كما تقدم في الفتوى رقم: 21130.
أما بخصوص سؤالك فنقول لك: إن الأصل النهي عن سوء الظن بالمسلمين والتجسس عليهم وتتبع عوراتهم، فكل ذلك محرم شرعا. وراجع المزيد في الفتوى رقم: 60127.
وبخصوص مسامحتها لك في المستقبل فهذا أمر لا يمكننا معرفته لكنها إذا كانت متصفة بالدين والخلق فسيحملها ذلك على سلامة القلب وطهارته من الحقد خصوصا بعد اعتذارك لها وإظهار الندم والأسف على ما حصل كما ذكرت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1428(13/3363)
العلاقة البريئة وخطوات الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[بارك الله فيكم وجزاكم عنا خير الجزاء على ما تقدمونه على موقعكم هذا ...
أخي إن كان بالإمكان أن تفيدونا بفتوى للأمر الذي سأشرحه لكم..
أنا طالب في الجامعة منتمٍ لإحدى الكتل الطلابية التي تتخذ الإسلام منهجاً وعقيدة وتسعى لتبليغ دعوتنا والعمل على أسلمة الجامعة وفي هذه الكتلة هناك حلقة وصل واحدة بين الإخوة والأخوات وقد استلمت أنا المسؤولية هذه في فترة من الفترات ويكون لي اتصال مع أختين من الأخوات فقط لترتيب التناسق في العمل ما بين الإخوة والأخوات ... ومع الزمن زادت قوة الرابطة بيني وبين إحدى الأخوات التي أتواصل معها لتصل لمرحلة الإخاء فأصبحت هذه الطالبة بمثابة أخت لي وأصبحت أنا بمثابة أخ لها ومع الأيام زادت الرابطة الأخوية فأصبحنا نخاف على بعضنا كالأخوة من الأب والأم ونفهم بعضنا بعضاً ونشعر بآلام كل منا وأصبحنا نتراسل بالجوال في حيال غياب أحدنا للاطمئنان عليه وذلك في حدود أخلاقنا الإسلامية ومبادئنا العقدية , وأنا لا أعلم ما حكم هذه العلاقة في الشرع لذا أرسل لكم بقصتي لعلكم تساعدوني بهذا الأمر لأطمئن بسيرنا في الطريق الصحيح أو العدول عما نقوم به إن كان محرماً ... وجزاكم الله خيراُ ...
أرجو من حضرتك الرد في اسرع وقت ممكن لكم ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجل الأجنبي ولا للمرأة الأجنبية أن ينشئ أي منهما علاقة مع الآخر، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه علاقة بريئة من التهمة، وبعيدة عن الحرام، فكل ذلك من استدراج الشيطان، وصدق الله تعالى إذ يقول: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {البقرة: 168} .
وقد حذر الله تعالى من الاختلاط بالنساء فقال جل من قائل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب:53} .
وقال سبحانه مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب:32} .
وفتنة النساء من أعظم الفتن، وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ". وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ".
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة الصحيحة والصريحة في هذا الموضوع.
فعليك -أيها الأخ الكريم- أن تقطع هذه العلاقة ولو تصورتها أخوة بريئة، فإنها حبالة من حبائل الشيطان، والبديل المباح والآمن في حلقة الوصل هذه أن تتم عبر إحدى زوجات أحد الطلاب أو إحدى أخواته أو بنات أخواته أو إخوانه.
ونسأل الله أن يمن علينا وإياك بالهداية إلى صراطه المستقيم، وأن يقينا جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1428(13/3364)
تعلق المسلمة بأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم للاستماع إلينا دائما في الحقيقة أنا فتاة محتجبة أصلي وأذكر ربي إلا أنني بصراحة أحب رجلا منذ 8 سنوات ليس ملتزما، لكنه يصلي ويتردد إلى المسجد. قبل لم يكن لديه عمل دائم لذلك كنت صبورة معه رغم أنني أعرف أني أخالف شرع الله زيادة أنه مؤدب ويحترمني جداً وحنون معي كثيراً وبفضل الله وجد عملا مستقراً منذ سنة تقريبا ولم يفاتحني في الزواج، فأرجوكم أفتوني ماذا أفعل؟ تقبل الله منكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلمة يتعين عليها صرف قلبها عن التعلق بالأجانب والتوبة إلى الله من العلاقة التي دامت طويلاً، ونهنئك بما من الله عليك من الحجاب والصلاة والذكر، فنوصيك بالالتزام بالطاعة في كل حال، والاستعانة بالدعاء في الصلاة وبعدها لقضاء حوائجك وتحقيق طموحاتك، ومن ذلك تحقيق حلم الزواج، وأن يرزقك الله زوجاً صالحاً تحيين معه حياة إيمانية قوامها التعاون على البر والتقوى، فإذا أمكنك طلب هذا الرجل أن يتزوج بك وأن يستقيم على الطاعة فهذا أولى لما في الحديث: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وإن لم يكن يريد الزواج أو علمت منه إنه لن يكون حريصا على الالتزام والاستقامة على الطاعة فعليك أن تبتعدي عنه، وتكثري الدعاء، وتعرضي نفسك على من يرتضى دينه وخلقه بواسطة إحدى محارمه أو أحد محارمك، وراجعي في علاج العشق وتأخير الزواج وبعض أسباب استجابة الدعاء وفي المزيد من التفصيل عما ذكرنا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32981، 65295، 75668، 74173، 9463، 75818، 9463، 75818، 9360، 70577، 69124، 32655.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1428(13/3365)
أمور يجب اعتبارها قبل أن تحل الكارثة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أجد رد سؤالي لديكم وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون إنقاذي على يديكم من السقوط إلى منحدر الإثم والضلال الذي أخافه وأخاف نفسي أن تغلبني على أمري:
أنا امرأة تعديت الثلاثين من العمر تمنيت من الله أن يرزقني بابن الحلال الذي أقضي معه بقية عمري لكن قدر الله وما شاء فعل إلى حد الآن وأنا بدون زواج.. في الفترة الأخيرة تعرفت على رجل في الأربعين من عمره متزوج وذي مركز مادي مرموق.. لا اخفي عليكم كل الصفات التي تمنيتها وجدتها فيه.. لكن الكمال لله وحده وليس للبشر.. علم بحبي الكبير له ومدى تعلقي به فعرض على أن أكون صديقة من نوع آخر فلما سألته ما معنى من نوع أخر أجاب " الزواج العرفي " مقابل عقد معين أو مبلغ معين. فقلت له مقابل حبي الكبير لك وخوفي عليك من الله وخوفي على نفسي من غضب الله تريد أن تجرني إلى العار والخزي في الدنيا والآخرة.. فأجاب انه كبير في السن وغير مستعد للزواج وهو يريدني كحبيبة وعشيقة تقدم لحبيها كل ما تقدمه الزوجة والعشيقهة.. لا أخفي عليكم أنا أيضا أريد هذا الشيء وأفكر فيه بشكل مستمر وأتمنى فعله وأصمم عندما ألقى حبيبي أن أكون له كما يريد.. لكنني مجرد أن أراه تضيع الكلمات مني وينتابني خوف شديد حتى من مجرد أي حركه يبديها ونحن على سيارته لدرجة انه لم يستطع إلى الآن إلا مسك يدي رغم أننا على علاقة منذ خمسة أشهر تقريبا..
... حرماني من الحنان والعطف والحب من قبل أقرب الناس إلى أبي وأمي وأهلي من هم عزوتي وسندي هو الذي دفعني إلى البحث عن الحب والأمان في قلوب الآخرين ولو على حساب كرامتي.. المشكلة أن هذا الرجل أصبح أملي في الحياة.. فهو النور والصفاء والحياة بالنسبة لي.. وكلما حاولت الابتعاد عنه أنا التي أعود إليه وأستسمحه واطلب العفو منه.. حياتي أصبحت لا قيمة لها ولا معنى بعد أن تركته من أسبوع لأستشيركم في أمر الزواج العرفي الذي اقترحه عليا.. إخوتي يسيموني أسوأ العذاب بالإضافة إلى الإهانة الدائمة منهم.. والديً من حبهم لأبنائهم يريدون منى أن استحمل كل شيء الضرب والإهانة وأن أكون اقل من مجرد شغالة في البيت وإن لم يحصل هذا فانا عاصية خارجة عن الطاعة.. ماذا افعل أصبحت العيشة في بيتنا نوع من العذاب النفسي والجسدي.. أحيانا ينتابني الغثيان والقرف من العراك الدائم والشجار المتواصل وخاصة إن لي اخا كل مواصفات السوء أصبح يتصف بها.. كرهت بيتنا.. كرهت العيش.. كرهت حتى الأكل في بيتنا.. فحالتي الصحية في تدهور مستمر.. أبدو كالهيكل من قلة الأكل.. والعذاب الدائم.. أحاول الان أن اقضي معظم وقتي خارج منزلنا.. الصباح العمل.. بعد العصر المعهد " لغة انجليزية " لكن العمل والمعهد يحتاجان تركيز وصحة لمواصلة الدرب وأنا منهوكة القوى والخاطر.. قلبي وعقلي وروحي معلقة بهذا الرجل ولا أعرف كيف السبيل إلى الحل.. لا أريد ان يتركني ويتخلى عني فهو أملي الأخير.. لا تضحكوا علي.. أقول هذه الكلمات وقلبي يقطر دما قبل عيني.. لكن يجب أن أكون صريحة معكم حتى توجدوا لي الحل لمشكلتي هذه التي أتمنى من الله سيحانه وتعالى ان يكون خلاصي على يديكم.. فأنا مهما كان أخاف من الله وأخاف أن اجر أهلي إلى إساءة تلصق بهم طول الزمان.. فالناس لا ترحم وتريد أن تبيع وتشتري في أعراض الغير.. مستقبلي الدراسي في خطر.. صحتي في خطر أكبر.. عملي في خطر.. حياتي لا معنى لها ولا فائدة بدون وجودي مع هذا الرجل.. يكفيني أن أكون معه لساعات قليلة في اليوم.. وأعود إلى بيتنا مرتاحة البال صافية الدماغ.. يكفيني أن يكون مهري منه سورة من سور القران الكريم ويكون الشاهد والمطلع على زواجنا أو علاقتنا هو الله سبحانه وتعالى.. لكن كيف أمنع ألسنة الناس من التطاول على أهلي وعلي إن عرفوا بالخبر.. أنا في حيرة وعذاب لا يعلم بمدى ثقله وقسوته على كل كياني إلا الله سبحانه وتعالى.. خائفة من الله تعالى ولا أريد أن يتركني حبيبي وينصرف بلا رجعة.. معنى ذلك الدمار والضياع بالنسبة لي.. الهلاك الذي ليس له علاج.
... دلوني ماذا أعمل هل أوسط عمي في الموضوع لكنني أخاف أن اقلل من شأنه أمام حبيبي فيحصل له مكروه لا قدر الله من هول الصدمة.. ماذا أفعل دلوني فأنا عاجزة عن إيجاد الحل.. أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يكون إنقاذي على يديكم فأنا محتاجة إلى ردكم السريع فكل يوم له عندي ألف حساب وحساب من صحتي ودراستي وخوفي على عقلي من الضياع ونفسي من السقوط في الهاوية.
وجزاكم الله عني ألف خير..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قرأنا بتمعن وتفحص رسالتك الطويلة، المملوءة بالعواطف الجياشة والعشق المتوقد، وعلمنا ما أنت فيه من المشاعر والصراعات النفسية، فنسأل الله أن يفرج كربتك ويزيل حسرتك، ويبلغك أملك في غير فتنة مضلة ولا ضراء مضرة.
وينبغي أن نشير هنا إلى بعض الملاحظات، علها تجدي بعض النفع أو تساهم في إزالة ما أنت فيه من الكرب. وذلك على النحو التالي:
1. أن فائدة العقل للإنسان هي أن يقارن به بين الأمور فيختار منها ما هو أصلح له وأكثر نفعا.
2. أن من كان له هذا القدر من العواطف التي لا حدود لها ينبغي أن لا يكون همه قاصرا على إشباع رغبة ستنتهي في وقت قصير، وإنما يكون همه هو الوصول إلى ما فيه إشباع الرغبة بلا منع ولا انقطاع.
3. أن ما يتصوره البعض من كراهيته من طرف أبويه أو أقربائه الأقربين يكون في الغالب غير صحيح، وإنما يوسوس به الشيطان وسوسة لمن وجد في صدره قبولا لمثل تلك الأوهام. والغالب أن الآباء مجبولون على حب الأبناء والبنات، ولكنهم مختلفون في طريقة التعبير عن ذلك الحب.
4. أن لما ذكرته من العشق علاجا ذكره أهل العلم، ولا نظن إلا أنك إن أخذت به ستجدين فرجا مما أنت فيه. ولك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 9360.
5. أن ما تحسبينه ورعا إزاء ما ذكرته من الخلوة في اللقاءات والانفراد في السيارة، وإمساك لليد، وعلاقة مستمرة منذ خمسة شهور ... إنما هو –في الحقيقة- فتنة ومكيدة من مكايد الشيطان.
6. أن الزواج العرفي إذا كان هو الطريق الوحيد لحل المشكلة، فإنه يمكنك أن تراجعي في حكمه، والحالة التي يكون بها مقبولا فتوانا رقم: 5962.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1428(13/3366)
العواقب الوخيمة للمراسلات بين الأجنبيين عبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سؤال مهم جداً ويمس حياتي كلها فأرجوكم أن تجيبوا عليه مباشرة ولا تحيلوني إلى فتاوى سابقة، وجزاكم الله ألف خير، أحببت شخصا حبا كبيراً وكانت بيننا مراسلات عبر الإنترنت، ولكن بعد ذلك استدركت خطئي وقطعت المراسلات عليه فجأة وتبت إلى الله، بعد مضي عدة سنوات، لا زال هذا الشخص يتذكرني ويسأل عني، ومؤخراً حصلت على عنوانه البريدي، وأنا أتألم جدا لفراقه، وأشتاق إليه الآن، فأريد أن أراسله مرة أخرى حتى أعرف حقيقة مشاعره تجاهي ولكني أخاف الله بعد أن تبت من مثل هذه التصرفات، ولكن المشكلة أني أتألم كثيراً، فكيف أتصرف في مثل هذه الحالة، فأرجوكم دلوني فأنا حائرة جداً وأتألم جداً جداً؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاحمدي الله تعالى أن هداك وأرشدك إلى الصواب بقطع تلك العلاقة، نسأله سبحانه أن يقبل توبتك ويغسل حوبتك ولا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، فتوبي إليه توبة نصوحاً، وأكثري من الدعاء أن يثبتك ولا يجعل الشيطان عليك سبيلاً، وإياك أن يستدرجك الشيطان ثانية إلى مهاوي الردى فتعيدي الكرة وتقيمي علاقة مع ذلك الرجل الأجنبي عنك أو غيره، وإذا كان صادقاً فيما يقول فعليه أن يأتي البيت من بابه ويخطبك إلى أوليائك ويعقد عليك عقد نكاح شرعي صحيح.
وإياك أن تغتري بالكلام المعسول وعبارت الغزل والهيام، فما هي إلا حيل إبليسية يسلكها كثير من مرتادي تلك الشبكات وغيرهم ممن يستدرجون الفتيات للإيقاع بهن، ونعيذك أن تكوني من أولئك، فاقطعي كل وسائل الاتصال بذلك الفتى وغيره، وننصحك باختيار صحبة صالحة من النساء تؤنسك وتدعوك إلى الخير وتحجزك عن الشر، كما قال الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف:28} .
وقد بينا حكم العشق وطرق علاجه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9360، 20078، 22003، 5707.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1428(13/3367)
عورة المرأة المسلمة مع المسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الدليل على أن عورة المرأة عند المرأة المسلمة (ما بين السرة والركبة) ، فلو قلنا إن ذلك قياساً على الرجال أي مثل الرجال وجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين النساء والرجال فسمح للرجال بالحمامات مع لبس الإزار ومنع النساء من ذلك حتى بالإزار، فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنها ستفتح عليكم أرض العجم، وستجدون فيها بيوتاً يقال لها: الحمامات، فلا يدخلها الرجال إلا بإزار، وامنعوها النساء إلا مريضة أو نفساء. فأرجو التوضيح؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدليل على أن عورة المرأة مع المرأة المسلمة هي ما بين السرة والركبة ليس مأخوذاً من القياس على عورة الرجل مع الرجل فقط، ولكن مأخوذ أيضاً من أدلة أخرى منها قوله تعالى: أَوْ نِسَائِهِنَّ {النور:31} ، قال البغوي في تفسير قوله تعالى: ... وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ. قوله تعالى: أو نسائهن أراد أنه يجوز للمرأة أن تنظر إلى بدن المرأة إلا ما بين السرة والركبة كالرجل المحرم، هذا إذا كانت المرأة مسلمة، فإن كانت كافرة فهل يجوز للمسلمة أن تنكشف لها؟ اختلف العلماء فيه، فقال بعضهم: يجوز كما يجوز أن تنكشف للمرأة المسلمة لأنها من جملة النساء، وقال بعضهم: لا يجوز لأن الله تعالى قال: أو نسائهن والكافرة ليست من نسائنا ولأنها أجنبية في الدين، فكانت أبعد من الرجل الأجنبي. كتب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح أن يمنع نساء أهل الكتاب أن يدخلن الحمام مع المسلمات. انتهى.
أما مسألة دخول الحمام فإن الحديث المذكور قد ضعفه بعض أهل العلم، وعلى فرض صحته فإنه قد نص على جواز دخول الرجال للحمام بمئزر ولم يقيد ذلك بعذر، أما النساء فإن جواز ذلك مقيد بالعذر، ومعلوم أن النساء في شأن الستر لسن مثل الرجال، وعلى كل فليس في الحديث دليل على نفي كون عورة المرأة مع المرأة هي ما بين السرة والركبة، ولذلك فقد رأى جمهور الفقهاء أن للمرأة إذا دخلت الحمام لحاجة أن تكشف ما عدا ما بين سرتها وركبتها مع النساء المسلمات، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 10387.
قال ابن قدامة في المغني: فأما النساء فليس لهن دخوله، مع ما ذكرنا من الستر، إلا لعذر، من حيض، أو نفاس، أو مرض، أو حاجة إلى الغسل، ولا يمكنها أن تغتسل في بيتها، لتعذر ذلك عليها، أو خوفها من مرض، أو ضرر، فيباح لها ذلك، إذا غضت بصرها، وسترت عورتها، وأما مع عدم العذر، فلا لما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستفتح عليكم أرض العجم، وستجدون فيها حمامات، فامنعوا نساءكم، إلا حائضاً أو نفساء.
وروي أن عائشة دخل عليها نساء من أهل حمص، فقالت: لعلكن من النساء اللائي يدخلن الحمامات، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت سترها بينها وبين الله عز وجل. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1428(13/3368)
المتعة الزائفة يزينها الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب زوجة أخي زوجتي لحد الجنون وذلك من خلال مراسلات الجوال مما شدني إليها بشكل غريب جدا لحد التفكير بها ليلا نهارا ومكالمتها بالجوال بشكل مستمر وتقبلها مكالمتي والحديث معي بأي موضوع ولا أعلم النتيجة فأنا مرهق جدا من هذا الموضوع ساعدوني وفقكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تتقي الله تعالى، وتحذر عقابه وسخطه، فإن هذه العلاقة محرمة شرعاً، وهي باب فساد عظيم عليك وعلى أسرتك وعلى أسرة أخي زوجتك، فَكُفَّ عن هذا الفعل فوراً.
وأي متعة زائفة هذا التي يزينها الشيطان لك، ويدفعك إليها، لتبؤ بالخسران المبين، فتذكر أخي أن الله مطلع عليك، يعلم سرَّك ونجواك.
وللنجاة بنفسك من سخط الله تعالى وأليم عقابه، ومن فضيحة الدنيا عليك أن تقطع كل وسيلة تقربك من الحرام، وازجر هذه المرأة عن مراسلتك، وبين لها أن هذا الطريق هو طريق إلى الهاوية والفساد. نسأل الله أن يحفظك، وأن يجنبك السوء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1428(13/3369)
الأولى أن توضح لهذه الفتاة عدم رغبتك بالزواج منها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، كنت أدرس في الخارج وأثناء دراستي في الخارج التقيت بفتاة ذات خلق ودين وعلى قدر من الجمال أيضا، هي أصغر مني في العمر بفارق 5 سنوات أي أنها تبلغ من العمر 22 عاما، تعرفنا سويا ومن ثم قويت علاقتنا شيئا فشيئا حيث إننا كنا نحب أن نتناقش في أمور الدين والأمور الاجتماعية وكانت أراؤنا مشتركة ومتقاربة أحياننا، وبعد أن أكملت دراستي افترقنا وعدت إلى بلدي، ولكن كانت تراسلني دوما بين الحين والآخر، وكانت تلمح لي بأن أتقدم لخطبتها من والدها وكانت تريدني زوجا لها حيث إن هناك كثيراً من تقدم لها، ولكنها رفضتهم لأنها استخارت الله كثيراً في من تقدم لها، ولكن لم تشعر بالراحة النفسية تجاههم على العكس معي حيث إنها استخارت الله كثيرا بأن أكون زوجا لها وشعرت ولله الحمد بالراحة تجاهي حسب قولها، وما زلت إلى يومنا هذا تريدني بأن أتقدم لخطبتها ولكن كنت أصرف النظر عن موضوع الزواج منها، لأنه كان لي هدف هو أن إكمل دراستي الجامعية ثم بعد ذلك أفكر في موضوع الزواج، لكن الآن انتهيت من دراستي الجامعية وأنا أعمل حاليا ولله الحمد، ولكنني استخرت الله كثيراً في موضوع الزواج منها، ولكني لم أشعر بالراحة تجاهها حقيقة لا أدري لماذا على الرغم بأنها ملتزمة وطيبة جداً ولله الحمد وأخوها صديق لي وأفراد عائلتها طيبيون جدا وملتزمون وذوو سمعة حسنة في كل مكان، لقد استشرت أحد أصدقائي الأعزاء وقال لي بأنه ليس من الضروري أن أشعر بالراحة الآن، ولكن يمكن أن أتأقلم معها بعد الزواج وحقيقة أنا أرفض أقتراحه لأني إذا شاء الله وتزوجت منها ولم يتآلف بعضنا للآخر سوف تسوء الأمور ويحدث الطلاق لا سمح الله، أفيدوني فضيلتكم ماذا يجب علي أن أفعل، وهل أقطع الصلة بها نهائيا على الرغم بأنها تهنئني بأيام الجمع والأعياد وأهنئها بذلك وأحياننا تناقشني في أمور الحياة وأتجاوب معها وأحياننا لا أرد على رسائلها نهائيا خوفا من أن تعتاد علي وتظن بأنني موافق على الزواج منها، أفيدوني؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تقطع علاقتك بهذه المرأة تماماً، فإنها أجنبية عنك لا يجوز لك مراسلتها ولا الحديث معها إلا بقدر الحاجة، ولا حاجة لك في ذلك، وبما أنك قد استخرت الله ولم تجد رغبة في هذا الزواج فابحث عن زوجة أخرى، ولكن عليك -كما سبق- أن تقطع كل صلة لك بها، وأن توضح لها عدم رغبتك في هذا الزواج حتى لا تبقى معلقة بك. وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 28675 علامات الاستخارة، والتحذير من الانبساط في الحديث مع النساء فراجعها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1428(13/3370)
حكم تعرف الرجل على أجنبية لتقوم بخدمته
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت علي فتاة علي الإنترنت لأنني أريد أن تجد لي بيتا أسكن فيه وأن تغسل لي الملابس عندما أتعرف عليها جيداً لأنني أعيش في مدينة لا يوجد بها أهلي سوى أبي وأرى ذلك مصلحة لي، فهل يجوز شرعا ساعدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تقيم علاقة غير شرعية مع تلك الفتاة أو غيرها من النساء الأجنبيات عنك لهذا الغرض أو غيره، ويجب عليك قطع تلك العلاقة والتوبة إلى الله عما سلف منها.
وإذا أردت من يخدمك أو ييسر لك شأن المسكن أو غيره فينبغي أن تبحث عن ذلك بالطرق المشروعة فتبحث عن فتاة ذات خلق ودين وتخطبها وتعقد عليها عقد نكاح شرعي.
وحينئذ تجوز لك محادثتها والخلوة بها وكل ما يجوز للرجل من زوجته، فتخدمك بصورة مشروعة لا تغضب الله عز وجل، فاتق الله تعالى ييسر لك أمرك ويفرج كربك، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4} ، وللفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21582، 10146، 29672.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1428(13/3371)
الأفضل توجيه الأولاد إلى عدم الاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة متزوجة عندي ثلاثة أولاد (ولدان وبنت) في التاسعة من عمرها، أحد أقارب زوجي (ابن ابن عمه) وهو طفل عمره 7 سنوات يقيم معنا في المنزل ودائماً أقول لابنتي لا تجلسي معه أو تذهبي معه للمدرسة وحدكما، فهل أنا مخطئة كما يقول زوجي ويتحجج بأنه ما زال طفلاً؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما هو معلوم أن مستويات الأطفال تختلف بحسب الذكاء والفطنة والبيئة، وخاصة في المجتمعات المنفتحة على الشرور والآثام، وعليه فقد يُخشى من طفل اطلع على العورات، ما لا يخشى من غيره، ولذا فإن الله تعالى أجاز للنساء الظهور أمام الأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء، قال تعالى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء {النور:31} ، وعموماً فإن المحافظة على البنت، والعناية بها خير من إهمال ذلك، فلا لوم عليك فيما تقومين به من توجيه لها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 صفر 1428(13/3372)
الخادمة أجنبية لا تمس ولا يختلى بها
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي مشكلة أسأل الله تعالى أن أجد الإجابة الشافية لدى فضيلتكم ...
زوجي رجل كبير تجاوز الـ65 عاماً ... وهو مريض بمرض السكر مما كان له أثر كبير في حياتنا الزوجية ... وأنا لا أشكو من هذا ولله الحمد وليست هذه مشكلتي، أنا راضية بما قسمه الله ولله الحمد. نحن قد مضى على زواجنا 30 عاماً تقريباً وكنت له مخلصة متفانية في خدمته ويعلم الله أني لا أزكي نفسي ولكن المشكلة هي أني اكتشفت مؤخراً عن طريق الصدفة أنه يراود إحدى الخادمات في بيتي عن نفسها ويقول لها (أنتِ جميلة، سأضعكِ فوق رأسي، أعطيني قبلة وسأعطيكِ 500 ريال) فتمنعت الخادمة وهربت ... والخادمة ليست جميلة بل متواضعة الجمال ولكنها أصغر مني سناً ... ودخلت عليه الغرفة في أحد الأيام ووجدت خادمة أخرى لديه تدلك فخذيه فغضبت كثيراً وقلت له أنا موجودة لماذا لم تطلب مني أن أدلك لك فخذيك؟ وطول عمري وأنا أدلك له ولم أتذمر ولم أشك ويعلم الله أني احتسب الأجر عند رب العالمين، رد علي أنا لم أفعل حراماً، فهي تدلكني من فوق السروال، لماذا تحرمين هل رأيتني أزني بها؟! (ولم يقل هذا اللفظ، بل أنا هذبته قدر المستطاع لأني لم أجد لفظاً شنيعاً كهذا) .
استدعيت الخادمة التي طلب منها القبلة وسألتها عما حصل فلم تنكره ... وقلت لها أنا لا أرضى بالحرام، ولم تخالفني الرأي..فاتفقت معها على أن تعود لبلادها في أقرب فرصة، وبعذر سوء حالتها النفسية واشتياقها لأهلها دون أن يعلم زوجي بمعرفتي بموضوع طلبه للقبلة ...
الخادمة الأخرى التي وجدتها تدلك فخذيه لم تنكر ما رأيت بعيني وفسرت ما فعلت بأنها اعتبرته في سن أبيها وأنه كبير في السن على الرغم من أنه ليس بالكبير العاجز بل يعيش حياته بشكل طبيعي (مثل أي إنسان) فقلت لها إن هذا حرام وحذرتها من أن تطيعه مرة أخرى ...
المشكلة أني لا أستطيع أن أطرد كل خادمة يضع عينه عليها!! ولا أستطيع أن أمنع الخادمة من دخول غرفته لأنه يطلب منها أن تدخل رغماً عني وبغير رضاي، ولا أستطيع أن آمره أو حتى أكلمه بالحسنى لأنه لا يحب حتى أن يسمع مني كلمة، فلو تكلمت يهددني بترك المنزل والأولاد ...
المصيبة أنه يقول في المجالس إن الخادمات هن من قصدهن الله في القرآن بلفظ (وما ملكت أيمانكم) ... لذا هن في نظره ملك اليمين، وأنا أعلم يقيناً أنهن ليس كذلك.
هل يجوز أن يفعل هذا يا فضيلة الشيخ؟! وما الحل لهذه المصيبة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز له لمس الخادمة، ولا الخلوة بها، وهي أجنبية عنه، وليست من ملك يمينه، ولاهي المذكورة في الآية إنما هي مستأجرة لديه ولا يملكها، وهي حرة لا تملك. فعليه أن يتقي الله تعالى في قوله وفعله، ويعلم أنه مسؤول بين يدي الله عن أقواله وأفعاله، وقد قال تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا {الإسراء:36}
وانظري الفتويين رقم: 37893، 29672، وينبغي أن تبيني له ذلك وتطلعيه على هذه الفتوى وما أحيل إليه خلالها من فتاوى؛ ليصحح خطأه إن كان واهما، أو يعلم أنه على خطر كبير ووزر عظيم إن كان مكابرا ولعله يرتدع. وإذا استطعت الاستغناء عن الخادمات والتفرغ لشؤون بيتك ورعاية زوجك فذلك أولى وأدرأ لشرهن، وقطعا للذريعة بينهن وبين زوجك.
وأما هو فننصحك بالصبر عليه وحسن التبعل له، ومناصحته بالحكمة والموعظة الحسنة، وتلبية رغباته سيما في الفراش. نسأل الله أن يهدي قلبه، ويرده إليه ردا جميلا، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 صفر 1428(13/3373)
حكم استعانة المرأة بأخرى لإزالة شعر فخذها
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجي تجد صعوبة في إزالة شعر فخذها اليسرى، فهل لها أن تستأجر من تزيله لها من الثقات؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليها في إزالته بنفسها أو أن تزيله أنت عنها، وأما أن يتولى ذلك غيركما، فلا يجوز إلا إذا كان يؤذيها أو يؤذيك ولا تستطيعان أنتما أن تتوليا ذلك، لما فيه من الاطلاع على العورة المحرمة.
وأما مجرد الصعوبة في إزالتها هي لذلك بنفسها فلا يبيح لها أن تكشف عورتها لمن لا يحل له النظر إليها، إذ ليس ذلك ضرورة ولا حاجة قوية فيترخص لها. وللفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1926، 2734، 8009، 17481، 20244.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 محرم 1428(13/3374)
سبل الوقاية من فتنة النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أدرس في المرحلة الجامعية ومن وسط عائلي فقير ومشكلتي هي شابة من الأقارب تزورنا في البيت عندما تدخل للبيت تخلع حجابها وتخلع جلبابها وتتجول في البيت وكأنه بيتها ثم هي كثيرة التغنج والتَّكسر وترقق وخاصة عندما تخاطبني أو توجه إليّ الكلام، ومع هذا فإني أبدي لها الجفاء ولكن تصرفها يؤثر عليّ حين أكون خاليا ويدفعني إلى الاستمناء حينما تتأجج نيران الشهوة في داخلي، وإني أخاف إن لم أصرف هذه الشهوة بالاستمناء أن أزني بهذه الفتاة والعياذ بالله، فما هو العمل يا شيخ، مع العلم بأنني فكرت بهجرة البيت إلى مكان آخر آمن فيه على نفسي الفتنة إلا أن ظروفي المادية لا تسمح بحكم أنني لازلت طالبا في الجامعة، ويعلم الله أنني حين أستمني أشعر بالذنب والآسى والإحباط وكم أود أن أستعف عن هذه الرذيلة إلا أنني كلما أردت الإقلاع زارتنا هذه الفتاة فتحبط محاولاتي، فأرجو أن تفتونا مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يقيك الفتن ما ظهر منها وما بطن، وليس من شك في أن فتنة النساء هي أشد الفتن، ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فعليك أن تحافظ على غض بصرك، وأن تستشعر دائماً عظمة الله، وأنه مطلع على نياتك وجميع تصرفاتك، وإذا حافظت على ذلك فلن تضطر -إن شاء الله تعالى- إلى العادة السرية، والله تعالى يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، واعلم أن العادة السرية محرمة، ولا يسوغ لك فعلها، كما بينا ذلك في فتاوى كثيرة ويمكنك أن تراجع منها الفتوى رقم: 7170.
ومن وصل به الأمر إلى حال تجعله إما أن يزني وإما أن يفعل العادة السرية، فليرتكب حينئذ أخف الضررين، مع علمه بأنه آثم على كل حال، ولكن بعض الشر أهون من بعض.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 محرم 1428(13/3375)
العلاقات بين الجنسين من طرق الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا أفعل لو أحد غضب مني سواء كنت أنا مخطئا أم لم أكن مخطئا فى حقه، وعندما أصالحه لا يرضى ولا يرد على التليفون، فهل أتصل به أكثر مع أنني أشعر بالذل ولا أنا خلاص ما دام اتصلت به مرة، فأرجو إفادتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعنين أن رجلا غضب من بعض تصرفاتك، وصار لا يرضى بمصالحتك ولا يرد على اتصالاتك، فإن كان هذا الرجل أجنبياً عليك فإن العلاقة به محرمة في الأصل، ولا يجوز الخطاب معه إلا لحاجة، وإذا دعت الحاجة إلى الخطاب بينك وبينه فليكن ذلك في حدود الأدب والأخلاق، قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53} ، وقال تعالى: إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32} ، فالواجب على المسلمين الحذر من جميع طرق الشيطان، وإن هذه الاتصالات والعلاقات لمن طرق الشيطان، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21} ، وإذا كنت تسألين عن غير ما أجبنا عليه فوضحي لنا السؤال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 محرم 1428(13/3376)
ما يفعل المرء إذا وقعت عينه على صور إباحية
[السُّؤَالُ]
ـ[عند تصفحي الإنترنت شاهدت مقطع فيديو لبنتين تمارسان السحاق هل أخبر الشرطة أم أشهر بهما في الجرائد، علما بأن البنتين عربيتان وتنتميان لبلدي وإن البحث عن المقطع لا يستدعي خبيرا في الإنترنت أي طفل يستطيع أن يجده بإدخال اسم مدينة البنتين قصد البحث عن خصائص تلك المدينة مثلا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولاً أن ننبهك إلى أن المسلم لا يجوز أن يطلق لنفسه العنان في تصفح مواقع الإنترنت، لأنها ممتلئة بالغث والسمين والضار والنافع، وإذا وقع بصره على بعض ما لا يسمح الشرع بالنظر إليه وجب الكف عن استدامة متابعته، ثم اعلم أن ما يشاهد على الشاشات ليس بالضرورة حقيقياً، لأن المختصين في ذلك المجال يستطيعون تغيير الحقائق بتركيب رأس شخص مع جسم آخر ليس له، ويستطيعون إظهار الشخص في هيئة ووضعية لم يكن قد وجد عليها في أي وقت من عمره، فما شاهدته من أمر الفتاتين لا يدل حتما على أنهما مارستا بالفعل تلك الممارسة القبيحة، وبالتالي فليس من حقك أن تخبر الشرطة عنهما ولا أن تشهر بهما.
ولو افترضنا صحة ما شوهدتا عليه، فالواجب عليك هو أن تنصحهما بالتوبة، وتخوفهما من مغبة هذا العمل المشين، وكل ذلك يكون بواسطة من تثق به من النساء الصالحات بشرط أن تأخذ عليها تعهدا بألا تخبر أحداً غير البنتين، ولا تخبر أنت أحداً بما رأيت غير من ذكرناها لك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 محرم 1428(13/3377)
المجالس التي يجتمع فيها الرجال بالنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[اضطرتني الظروف أن أذهب لزيارة خطيبة أخي لأتعرف عليها هي ووالدتها فجلسنا جميعا أنا ووالدتي وأخي ووالدتها ووالدها فى مكان واحد، علما بأني منتقبة أنا ووالدتي ووالدتها وتحدثنا جميعا فى مواضيع عامة بجدية تامة، فهل هذا فيه مخالفة فى الشرع.
وهل يجوز لي إذا كنت عند والدتي أزورها وقمت بالرد على الهاتف ووجدت ابن خالتي أن أسلم عليه وأبارك له على زواجه أو أبلغه أن يرسل سلامي إلى زوجته أو ما شابهه.
وهل أيضا يجوز لزوجي إذا قام بالاتصال بعمه وردت ابنة عمه أن يسلم عليها ويسألها عن حال زوجها، أرجوكم أجيبوني بالتفصيل ولا تحيلوني إلى فتاوى مشابهة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمتوقع في مثل هذه المجالس التي يجتمع فيها الرجال والنساء ثلاثة أمور:
الأول: الخلوة بين رجل وامرأة أجنبيين، كأن يخلو الرجل ببنت عمه أو عمته وبنت خاله أوخالته، وهذا محرم اتفاقاً، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم. فقام رجل، فقال: يا رسول الله امرأتي خرجت حاجة واكتتبت في غزوة كذا وكذا قال: انطلق فحج مع امرأتك. متفق عليه، فإذا كان الجلوس بلا خلوة، ومنضبطاً بالضوابط الشرعية التي أشرنا إليها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4031، 17926، 26838 فلا مانع منه والأفضل اجتنابه بتاتاً.
الثاني: الحديث بينهم، وهذا يجب أن يكون مع الحشمة والأدب، وعدم الخضوع بالقول، قال الله تعالى: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32} .
قال الإمام ابن العربي المالكي رحمه الله: أمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلاً، وكلامهن فصلا، ولا يكون على وجه يحدث في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين المطمع للسامع. انتهى من كتاب أحكام القرآن.
وقال العلامة الخادمي الحنفي رحمه الله في كتابه بريقة محمودية: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة. انتهى.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى في أسنى المطالب: (لا أجنبي شابة) فلا يعزيها إلا محارمها وزوجها وكذا من ألحق بهم في جواز النظر فيما يظهر. انتهى.
وقال الإمام ابن مفلح الحنبلي رحمه الله في الفروع: وليس صوت الأجنبية عورة على الأصح، ويحرم التلذذ به ولو بقراءة. انتهى.
وقال العلامة منصور بن يونس البهوتي الحنبلي رحمه الله في كشاف القناع: وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعا للمفسدة. انتهى.
وانظري الفتوى رقم: 73220، والفتوى رقم: 78561، وبخصوص الكلام عبر الهاتف على التحديد تراجع الفتوى رقم: 61560.
والثالث: النظر من كل منهما للآخر، وهذا محرم على الصحيح ولو أمنت الفتنة، لقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... {النور:31} ، وانظر الفتوى رقم: 50794.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 محرم 1428(13/3378)
كيف تفعل إذا أحبت أجنبيا عنها حبا شديدا
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أرى حلا لمشكلتي وهي أني أحب إنسانا حبا ليس له مثيل في الدنيا ولكن الظروف القاسية تريد أن تمنعنا عن بعض وأنا لا أقدر على فراقه وهو مثلي أيضا فماذا أفعل بالله عليكم وياليت الإجابة ترضيني وترضي جميع الأطراف؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها السائلة الكريمة أن المرأة إن أصيبت بعشق رجل أجنبي عنها فإنها قد أصيبت بداء عظيم ومرض خطير، ينبغي لمن أصيب به إن ينبذ أسبابه ويطلب علاجه، ويتداوى منه، كما يتداوى من سائر الأمراض الظاهرة والأسقام الحسية التي تعيق الصحة وتتلف البدن. ولمعرفة كيفية علاج العشق وداء الحب انظري الفتوى رقم: 9360.
كما ننبهك أيتها السائلة الكريمة إلى أن الحب منه ما هو مشروع ومنه ما هو ممنوع كما بينا في الفتوى رقم: 5707، فانظري ما أصابك من أي النوعين فإن كان من الممنوع فعليك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا، وتقلعي عن ذلك الحب الآثم وتلك العلاقة المحرمة، فلا يجوز في الإسلام اتخاذ الأخدان وإقامة العلاقات بين الأجانب ولو كانت بغرض الزواج. فانظري ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 9463، 27530، 33959، وبعد التوبة النصوح منكما معا ينبغي أن تسعيا في الزواج من بعضكما البعض بالطرق الشرعية، إن كان الفتى من ذوى الخلق والدين، وكنت أنت كذلك، لما أخرجه ابن ماجه في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. ورواه البيهقي بلفظ: ما رأيت للمتحابين مثل النكاح. ومعنى الحديث أن الرجل إذا نظر إلى المرأة وأحبها فعلاج ذلك الزواج بها، قال المناوي في فيض القدير بعد ذكره لهذا الحديث: إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة، كذا ذكر الطيبي وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا. اهـ. وانظري الفتوى رقم: 31612، فإن تيسر ذلك فبها ونعمت, وإلا فكفي عنه، واتقي الله تعالى فيه، وسيجعل لك من أمرك يسرا، ويرزقك خيرا منه. واعلمي أن المرء قد يكره ما فيه الخير له ويحب ويحرص على ما فيه شره كما قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 محرم 1428(13/3379)
العلاقة بين الرجل والمرأة عن طريق الشات
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على شاب من الشات وهو من غير جنسيتي كانت علاقتي فيه في البداية علاقة أخوة وبعد ذلك تطور الأمر إلى حب وتعلق به وهو أيضا صارحني بحقيقة مشاعره مع العلم يا والدي / والدتي أنني كنت على علاقة بشاب قبله واكتشفت من أول مكالمة هاتفية أنه يخدعني وانقطعت علاقتي به منذ ذلك اليوم مع أنه حاول الاتصال بي أكثر من مرة لكنني لم أجب عليه والشخص الذي أحبه الآن يعلم كل شئ عن علاقتي السابقة وقف بجانبي طوال صدمتي فيه أنا يا والدي لم أفكر يوما أن أدخل الشات ولم أفكر أيضا أن أتعرف على شباب لكنني لا أعلم ما الذي جعلني أفعل ذلك أنا الآن أشعر بتأنيب الضمير لكنني لا أستطيع أن أترك الشخص الذي وقف بجانبي لا أستطيع أن أقول لشخص اتركني بعد أن أحبني وتعلق بي أنا كل يوم أطلب من الله أن يسامحني ويغفر لي صارحت الذي أحبه بأنني أشعر بتأنيب الضمير وقال لي إذا كنت أنا سببا في ضيقتك وتأنيب ضميرك سوف أبتعد عنك لأنني أريد راحتك لكنني قلت له لا أريد أن أبتعد عنه قلبي لا يطاوعني بأن أصدمه أو أظلمه معي والدي لا أعلم ماذا أفعل؟ إن ابتعدت عنه هو يعرف رقم تليفوني لكنني طلبت منه أن لا يتصل بي وأن لا يرسل لي أية رسائل وهو وعدني وإلى الآن لم يتصل بي مع العلم أن علاقتي به عبر المسنجر ورسائل على الإيميل أنا أحبه يا والدي ولا أستطيع أن أستغني عنه ولو طلبت منه الزواج بي سوف يرفض أهلي وأيضا أعتقد أن أهله سوف يرفضونني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تعلمي أولا أن الحب بين الرجل والمرأة إذا كانت أجنبية عنه وإقامة علاقة بينهما حرام ولا يقرها شرعنا. وراجعي ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5707، 1072، 30194، 24284.
ولمعرفة كيفية علاج العشق انظري الفتوى رقم: 9360، وبناء عليه فيجب عليك قطع كل أنواع الاتصال بذلك الفتى، سيما وأن السبيل إلى زواجكما تكتنفه جملة من العوائق كما ذكرت. واعلمي أن هذه المعصية إن لم تقلعي عنها ربما جرتك إلى ما هو أعظم منها وأشنع، لأن المعاصي يجر بعضها بعضا، ولا يستهان بشيء منها مهما ظنه المرء خفيفا لأن عاقبته ستكون مؤلمة، وكذا يجب عليك ترك تلك الوسائل التي قد تفضي بك إلى مثل ذلك كالدخول إلى الشات وغيره سدا للذريعة الحرام. فاتق الله تعالى في سمعك وبصرك، واسأليه أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك وتسعد به نفسك ويعفك عن الحرام، ومن يتق الله ييسر أمره ويفرج كربه ويرزقه من حيث لا يحتسب كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق: 2 ـ 3} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 محرم 1428(13/3380)
حكم تقبيل الصغيرة بشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تعتبر مداعبة البنت الصغيرة السن وملاعبتها وحصول إنزال بعد ذلك في الملابس مرتبة من مراتب الزنا
مع العلم أنه حصل مرة واحدة فقط وتاب فاعلها إلى ربه توبة نصوحا، نريد معرفة هل ذلك العمل من الكبائر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتقبيل الصغيرة بقصد الشهوة منكر من المنكرات وهو نوع من أنواع الزنا فالواجب الحذر، وقد أحسن هذا الرجل بتوبته من هذا الذنب، ومن تاب توبة نصوحا تاب الله تعالى عليه، ويجب عليه سد كل ذريعة قد تقوده إلى الوقوع في مثله مستقبلا، وتراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 24392.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو الحجة 1427(13/3381)
اختر أقل الأمور ضررا عليك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا صاحب الفتوى رقم 79802 أريد أن أخبركم أنه يمكن لي أن أقتصر على حضور الامتحانات فقط لكني قد أحرم من اجتياز الدورة الرئيسية في مواد بسبب الغيابات أي أجتازهم في دورة المراقبة (يذهب إليها كل من لم يأتي بمعدل 10من 20في الدورة الرئيسية) وهذا ما أقصد (كثير من المواد يجب علي حضورها) فهل يمكن لي أن أجتاز الامتحانات فقط وأن أبحث عن عمل حتى أتمكن من الزواج، وماذا ترونه الأكثر صلاحا. أنا أدخن فهل يمكن أن يعسرها الله علي بسبب تدخيني في أمور الزواج، أرجوكم أدعو لي كي أترك التدخين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا لك في الفتوى التي أشرت إلى رقمها حد الضرورة التي يباح لها ما هو محرم، وقلنا إنه إذا تحقق هذا الحد فيك، ولم تجد وسيلة تغني عن شيء مما ذكرت، فلا بأس حينئذ بأن ترتكب أخف الأمور المتاحة لك.
وبينا أن مدارس التكوين المهني التي ذكرت أنها تقل فيها نسبة البنات، تعتبر أخف مما فيه اختلاط كبير، وأن فتنة النساء أعظم من حلق اللحية.
فلم يبق -إذاً- إلا أن تنظر أنت في الأمور المتاحة لك لتعرف أيها أيسر عليك، وأقل خطرا بالنسبة لك.
والذي يستطيع تحديد الأصلح من ذلك هو أنت؛ لأنك أدرى بنفسيتك وبمحيطك.
وعليه، فإذا كنت ترى أن المشاركة في الامتحانات لا تجلب لك فتنة، وأن ذلك هو الأيسر عليك، فلا بأس بالمشاركة فيها في انتظار حصولك على عمل.
إلا أنه يجب أن لا يغيب عن ذهنك ما ورد في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وما رواه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وأما ما ذكرته من أمر التدخين فنحيلك فيه على فتوانا رقم: 1671.
وفيما إذا كان من الممكن أن يعسر الله عليك أمور الزواج بسبب تدخينك، فإننا لا نملك الجواب على ذلك؛ لأنه من أمر الغيب، ولكنه قد ورد في الحديث الشريف قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن ماجه وحسنه السيوطي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو الحجة 1427(13/3382)
حكم تعلق الفتاة بأخرى
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من مشكلة وهي أني تعرفت منذ فترة على صديقة وهي مقربة لي أصبحت علاقتنا قوية جدا..المشكلة في أنا..إنني حين أكلمها إذا حاولت هي أن تمسك يدي أو تضمني..أحس برغبة لا أعرف كيف أفسرها..حتى أحس بأني أعاني من نزول شيء من الأسفل ... وهذه الحالة أول مرة تحدث معي هذه الحالة أنا لي صديقات كثير وعلاقتي بهن مقربة ولكن لا أعلم لماذا هي بالذات إذا مسكت يدي أو حاولت التقرب مني أحس برغبة لا أعلم كيف أفسرها حتى إنني أعيد وضوئي دائما خوفا أني لا أكون على طهارة.. أنا في تعب نفسي وأدعو الله كثير أن تكون علاقتي معها في الله وأن لا تنحرف إلى مسار آخر من الشذوذ وغيره وهي بنت محترمة جدا وخاصة أني ملتزمة ولله الحمد أرجو منكم النصيحة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يحدث منك مع هذه الفتاة قد يكون مدخلا من مداخل الشيطان ليوقعك به في حبائله بالتعلق المحرم بها، فيقودك إلى الوقوع معها في العشق المحرم، فيترتب على ذلك ما لا تحمد عقباه، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}
فنوصيك بتقوى الله تعالى، ووجوب الحذر مما قد تحصل لك به مع هذه الفتاة الشهوة المحرمة من لمس ونحوه وإن لم يكن بد من دفع ذلك إلا باجتناب مصاحبتها بالكلية فيجب عليك أن تفعلي، إذ السلامة لا يعدلها شيء، وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى التالية: 8424، 31486، 71712.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو الحجة 1427(13/3383)
حكم من قبلته فتاة بدون إرادته
[السُّؤَالُ]
ـ[قررت أن أسأل حضراتكم سؤالنا لطالما أخجلني.. أنا طالب أدرس في جامعه أوروبية وكنت بانتظار إحدى النتائج من أحد المحاضرين وعندما عرفت النتيجة وكان قد أعلنها قامت طالبة من الطالبات الموجودات بتقبيلي لم أعرف ما كان يجب أن أفعله فقط شكرتها ... سؤالي هل أنا آثم بهذا علما بأني لم أتوقع أنها ستقبلني (هم يفعلون ذلك من باب التهنئة) ؟ وهل أنا مذنب لأني لم أنهها بل شكرتها؟؟؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا لأن الموضوع جدا أقلقني....
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فربما كان سبب تقبيل الفتاة لك هو عدم معرفتها بأن هذا لا يجوز في دينك، ولو أنها علمت ذلك لما فعلت، فاللوم ليس عليها بل عليك وعلى الشباب المسلم في تلك البلاد، لأنهم لا يتمسكون بدينهم ولا يعتزون بالانتماء إليه، ولا يظهرون شعائره، ولا يتخلقون بأخلاق أهله إلا من رحم الله، ولو أنهم فعلوا ذلك لحازوا احترام الآخرين ولتأثر بهم من حولهم.
وعلى العموم فلا إثم عليك من هذه القبلة طالما أنك لم تتعمدها، ولم ترض بها، فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5} .
ولكن بين لها أن ما فعلته لا يجوز في ديننا، وأنك لا تقبل به مرة أخرى.
وراجع في ضرورة التمسك بالدين والاعتزار به الفتاوى التالية أرقامها: 31768، 53773.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1427(13/3384)
استقبال الأجنبية والخلوة بها حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[شيخي الفاضل:
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما عندي مشكلة تؤرقني ولا أجد لها حلا.
منذ ما يقرب من 4 سنوات أو يزيد تعرفت على فتاة مسلمة من بلد إسلامي ولكنها بالكاد تعرف عن الإسلام شيئا وهي تكبرني بنحو أربع سنوات المشكلة أن هذا التعارف عبر الانترنت وأنا متعلق بها جدا لدرجة أني أريد الزواج بها ولكن المشكلة التي تواجهني هي أنها من بلد بعيد عن بلدي تماما كنت قد قررت أن أسافر لبلدها لكي أقابلها على الطبيعة ونقرر ما نهاية هذه العلاقة الغربية ولكن لم يتسن لي استخراج فيزة لزيارة هذا البلد وقد عرضت عليها أن تأتي هي للبلد الذي أقيم فيه نتقابل وهي تبحث عن فرصة عمل لأن أحوالهم المادية غير مستقرة وقد وافقت وهي الآن بصدد إرسال صورة من جوازها لكي أستخرج لها فيزة وتأتي لست أدري ما هذا الوضع؟ وهل حرام أن أنفق مالي في إحضارها ومقابلتها؟ وما المخرج من هذا مع كوني متعلق بها بشدة وقد حاولت أكثر من مرة إنهاء علاقتي بها ولكن كل محاولاتي تبوء بالفشل.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن هذه العلاقة محرمة، وأن الواجب عليك قطعها نهائيا، والتوبة إلى الله مما سلف، وإذا كنت جادا في الزواج بهذه المرأة، فيمكنك أن توكل من يعقد لك عليها في بلدها ثم تقوم باستقدامها إليك.
أما أن تأتي بها وتستقبلها، وهي لا تزال أجنبية عنك، فهذا لا يجوز لما فيه من دواعي الخلوة والنظر إلى امرأة لا تحل لك.
وننصحك بالتريث في اختيار الزوجة، ولا نرى أن الإنترنت مكان صالح للتعرف على شريكة الحياة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1427(13/3385)
يجب على هذه المرأة قطع علاقتها مع هذا الرجل
[السُّؤَالُ]
ـ[لي زميل في العمل استغل ضعف زميلة لنا وأخذ يلح عليها بمعسول الكلام حتى ضعفت وكانت تريد أن تنفصل عن زوجها لكنها فجأة اكتشفت أنه يستغلها لأغراض شخصية فلما رجعت إلى رشدها وندمت على ما فعلت أصيبت بأمراض لأنها تشعر بالندم وفي نفس الوقت تشعر أن حياتها انقلبت رأسا على عقب فاضطرت أن تبوح لي بهذا السر الذي لا تقدر أن تبوح به لأقرب الناس إليها لأنها تثق بي فبماذا أنصحها؟ وهل يجوز أن تتعامل مع هذا الشخص مجددا في حدود الزمالة. أفيدوني وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى تلك المرأة أن تتوب إلى الله تعالى من علاقتها الآثمة بذلك الرجل، كما عليه هو أن يتوب إلى الله تعالى من تلك المعصية الشنيعة التي ارتكبها، ألا وهي تخبيب تلك المرأة على زوجها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، فعليهما أن يبادرا بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعا فيه، وننصح بمراجعة الفتويين رقم: 1728، 30425.
ولمعرفة حكم تخبيب المرأة على زوجها وحكم نكاح المخبب تراجع الفتويين رقم: 7895، 21551.
ويجب على تلك المرأة أن تقطع كل اتصالاتها بذلك الرجل، ومنها علاقة الزمالة في العمل سدا لذريعة الفساد وإغلاقا لباب الفتنة. وعليها أن تعلم أن عمل المرأة محفوف بكثير من المخاطر، ولذا اشترط أهل العلم لجوازه شروطا وضوابط يمكن مراجعتها في الفتويين رقم: 522، 1734، وكما تجب عليهما التوبة وقطع أي علاقة قد تفضي إلى محرم، ويجب عليك أنت أيضا أن تعلم أن هذه المرأة أجنبية عنك ولا يجوز لك الخلوة معها ولا أن ترى منها ما لا يراه الأجنبي من الأجنبية بل ولا محادثتها إلا في حدود ضيقة وبقدر الحاجة.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو الحجة 1427(13/3386)
حكم الجلوس مع طالبات متبرجات لشرح الدروس لهن
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أسألكم هذا السؤال للمرة الثالثة لأنني لم آخذ الجواب الكافي منكم بسبب إحالتي الى فتاوى سابقة لا تلائم وضعي.
أنا شاب ذكي ومتقدم جدا في الدراسة وجميع زميلاتي غير محجبات وأضطر في بعض الأحيان للذهاب إلى منازلهن لأفهمهن المادة أو أن أجلس معهن في الجامعة وخلال الحديث نمزح مع بعضنا البعض. فهل هذا يجوز؟؟ مع العلم أنهن غير محجبات. وارجوكم ألا تحيلوني إلى فتاوى سابقة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يخلو بأجنبية محجبة كانت أو غير محجبة، ولا يجوز له أن يتمادى في الحديث مع أجنبية، بل لا يجوز له أن يحدثها إلا بقدر الحاجة مع الأدب والحشمة، وترك الخضوع بالقول، ويكره له أن يبدأها بالسلام، بل حتى العزاء وهو الموقف الذي ربما غلب فيه ألَمُ الحزنِ التفكيرَ في شهوة أو لذة، فإذا مُنِعَ حديث الرجل مع المرأة في هذه الحالة فكيف بغيرها، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: (لا أجنبيٌ شابةً) فلا يعزيها إلا محارمها وزوجها وكذا من ألحق بهم في جواز النظر فيما يظهر. اهـ
وقال سليمان الجمل الشافعي في حاشيته على شرح منهج الطلاب: أما الأجنبي فيكره له ابتداؤها بتعزية والرد عليها ويحرمان منها. اهـ
ولذا فعليك أخي أن تتقي الله تعالى، وتترك الجلوس مع النساء فإنه محرمٌ، وهو أيضاً باب فتنة لبلاء أعظم.
وقولك: (وأضطر في بعض الأحيان للذهاب إلى منازلهن) ، ليس بصحيح، فليست هذه ضرورة تبيح لك ما ذكرت، واعلم أنه لا يجوز للأجنبي أن يعلم الأجنبية كلام رب العالمين، إذا كان سيترتب على ذلك خلوة أو فتنة، فكيف بغير ذلك.
قال الإمام الرملي في نهاية المحتاج: فقد صرحوا - يعني علماء الشافعية - بكراهة جهرها في الصلاة بحضرة أجنبي، وعللوه بخوف الافتتان.اهـ
وفي كشاف القناع لمنصور بن يونس البهوتي من علماء الحنابلة: وتسر بالقراءة إن كان يسمعها أجنبي، وقال في رواية مهنا عن أحمد: ينبغي للمرأة أن تخفض من صوتها في قراءتها إذا قرأت بالليل. اهـ
ولكن إذا دعت الحاجة إلى تعليم الأجنبي الأجنبية لعدم وجود من يعلمها من النساء وكان العلم الذي يعلمها مما يُحْتَاج إليه فلا بأس أن يعلمها بشروط:
أولها: أن تُؤمن الفتة من الطرفين.
ثانيها: أن يكون التعليم بغير خلوة، بل يكون في وجود من تنتفي بوجوده الخلوة.
ثالثها: أن تكون المرأة متحجبة متسترة.
وهذا ما ليس متحققاً في وضعك، ولذا فلا يجوز لك أن تقوم بتعليم النساء المذكورات إلا بالشروط السابقة.
قال الإمام الشربيني في مغني المحتاج: والمعتمد أنه يجوز النظر للتعليم للأمرد وغيره، واجبا كان – العلم - أو مندوبا، وإنما منع من تعليم الزوجة المطلَّقة لأن كلا من الزوجين تعلقت آماله بالآخر، فصار لكل منهما طمعه في الآخر، فمنع عن ذلك. اهـ
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو القعدة 1427(13/3387)
حول الدراسة المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[طالب تونسي أدرس سنة أولى، مدة دراستي 4 سنوات كثير من المواد يجب علي حضورها جامعتي مختلطة وأنا أغض بصري.قرأت أغلب فتاواكم حول هذا الموضوع ولا أعلم إن كنت سأواصل دراستي أم سأقطعها. إن قطعتها لا أعرف ما أفعل هل سأخدم في وظيفة عمومية وبالتالي حلق اللحية كليا أم أدرس في مدارس التكوين المهني التي تقل فيها نسبة البنات كثيرا 2 أو 3 في القسم أخاف أن أجد نفسي عاطلا عن العمل بعد ذلك وقال لي من يدرسون هناك إن اللحية ممنوعة.فاتحت الوالدين بموضوع الزواج فوافقا وأيضا أهلها وقال أبوها أن أصبر قليلا لأني غير مستقر (تارة أدرس تارة أقول لن أدرس وسأفتش عن عمل. أفكر أيضا في أن أعمل بعيدا عن كل شيء كبناء أو عامل في البحر لكن لم أعمل من قبل وأخاف أن أجد صعوبة ومشقة. عملت من قبل في البناء وفررت لصعوبته.لا أريد السفر إلى بلاد أخرى لأني عصيت والدي كثيرا قبل الصلاة وقطعت رحمي وأريد أن أصلح ما فعلته؟
أفتوني جزاكم الله خيرا
أحبكم في الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من معصية الوالد، وقطعية الرحم، هي في الحقيقة معاص كبيرة تستوجب التوبة والإنابة إلى الله تعالى.
كما أن قولك: لأني عصيت والدي كثيرا قبل الصلاة، يفهم منه أنك كنت في فترة من عمرك لا تصلي، وهذه أكبر من سابقاتها. ولك أن تراجع في موضوع ترك الصلاة فتوانا رقم: 17277.
ولكن من سعة رحمة الله أنه جعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهو يغفر الذنوب جميعا كما ورد في محكم كتابه حيث قال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53} ، ويقول جل وعلا: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25} .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم. ويقول صلى الله عليه وسلم: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة. رواه البخاري.
واختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، وحلق اللحية، يتنافيان مع التوبة، ويمكنك أن تراجع في أولاهما فتوانا رقم: 2523، وفي الثانية فتوانا رقم: 37208.
وعليه، فلا ننصحك بمواصلة دراستك في الجامعة التي ذكرت أنها مختلطة، كما أننا لا ننصحك بالخدمة في وظيفة يتحتم عليك فيها حلق اللحية ما لم تضطر إلى شيء من ذلك.
والذي نراه أقرب إلى الصواب هو أن تبحث عن التعلم في مؤسسة لا اختلاط فيها ولو خارج بلدك إن أمكنك ذلك، أو أن تبحث عن عمل حر إن كنت تستطيعه. وإذا لم يتيسر لك شيء من ذلك، واضطررت –حقا– إلى الوظيفة، فإن الضرورات تبيح المحظورات، وحد الضرورة هو ما يغلب على الظن وقوع المرء بسببه في الهلكة، أو أن تلحقه بسببه مشقة لا تحتمل، أو لا يتمكن المرء معها من تحقيق الحد الأدنى من حياة الفقراء.
فإذا تحقق هذا الحد فيك، ولم تجد وسيلة تغني عن شيء مما ذكرت، فلا بأس حينئذ بأن ترتكب أخف الأمور المتاح لك.
ولا شك في أن مدارس التكوين المهني التي ذكرت أنها تقل فيها نسبة البنات، تعتبر أخف مما ليس كذلك.
كما أنك إذا علمت أنك قد لا تنجو من فتنة النساء –ومعلوم أنها أعظم فتنة-، فإن حلق اللحية في مقابل ذلك يكون أخف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1427(13/3388)
ارتباط المرأة بالأجنبي بغير رباط الزوجية لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أحب شخصا وهو يحبني وفي يوم جاء وقال إنه كان موجودا بمنزل أخيه وبات معه تلك الليلة وكانت هناك ابنة خالته وفي الصباح طلبت منه أن يقوم بتوصيلها إلى المنزل وقام بذلك ولم يكن أحد هناك على قوله وأخطأت واعترف لي وقال لا بد من أن يتزوجا.
فهل هذا زنا؟
وهل يمكن أن يتركها ويتزوج بأخرى؟
وهل أقوم بالرجوع إليه كصديقة أم أتركه؟
وأسامحه أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ندري ما نوع الخطأ الذي ارتكبه الشاب مع هذه الفتاة، فإن كان جماعا فلا شك أنه زنا لأنه لا يربطه بها علاقة زواج شرعي، وإن كان غير ذلك فهو حرام ومنكر وهو زنا ولكنه دون الزنا الذي يوجب الحد، وعلى كل حال يجب عليهما التوبة إلى الله من هذا الفعل. وله الزواج بها إن كان الفعل دون الزنا، فإن كان زنا فمن العلماء من قال بعدم جواز الزواج إلا بعد التوبة. وانظري الفتوى رقم: 9644.
وهو ليس ملزما بالزواج بها في كل الأحوال.
أما أنت فلا يجوز لك أن ترتبطي مع هذا الشاب أو غيره بغير رباط الزوجية لأنه أجنبي عنك، وعليك قطع هذه العلاقة والتوبة إلى الله عز وجل منها.
وانظري حكم الحب في الإسلام في الفتوى رقم: 5707.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو القعدة 1427(13/3389)
وجوب السعي في الفصل بين الجنسين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أبقى في هذا العمل أم أنني آثمة إذا بقيت فيه، أنا فتاة محجبة وملتزمة أعمل في إحدى النقابات في مكتب للعمل والتدريب، وأنا مديرة هذا المكتب، حيث أقوم بعقد دورات تقوية للغة الإنجليزية وهذه الدورات مختلطة، حيث يجلس الطلاب على طاولة واحدة كبيرة ووجوههم متقابلة، كما أن المدرسة غير محجبة وترتدي ملابس ضيقة جداً ولافتة، فهل يقع علي أي إثم لأنني أنا التي أسعى لنجاح هذه الدورة وتنظيمها (أنا والمسؤول عن المكتب) ، آخذين بعين الاعتبار أنني لا أستطيع تجنب هذا الاختلاط ولا إحضار مدرس أو مدرسة ملتزمة في كل دورة نعقدها (لأنني سأضطر إلى استخدام أي مدرس أو مدرسة حسب الكفاءة العلمية) ، وعلى الأغلب لن أستطيع إيقاف هذه الدورات لأنها ضمن السياسة الأساسية للمكتب، وعملي يحتم علي أن يقوم الأطباء الطالبون للعمل بالجلوس في المكتب وتعبئة الطلبات الضرورية، أنا أحاول أن أختصر الحديث وأتحدث بالضروري فقط، فهل أبقى في هذا العمل أم أنني آثمة إذا بقيت فيه؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يشك عاقل ذو فطرة سليمة في خطر اختلاط الطلاب الأجانب، وقد فطن لهذا الأمر بعض الكفار فبدؤوا يدعون للفصل بين الطلاب، والتراجع عن التعليم المختلط، ويتعين على من كانت عنده سلطة أن يسعى في تخفيف الشر قدر ما يمكنه قياماً بمسؤولية الله له عما يرعاه وقياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وكل من رأى منكراً أو علم به يتعين عليه السعي في تغييره.
ولهذا فننصحك بالسعي في تخفيف الشر ما أمكن، فاحرصي على الفصل بين الطلاب، فاجعلي الدارسات بالدورة على حدة، والدارسين على حدة، واستخدمي للذكور ذكرا وللنساء أنثى، ولو استدعى الحال رفع المكافأة أو زيادة التكاليف، فالسلامة من الذنوب لا يعدلها شيء، وأما إن غُلبت على الأمر وعلمت أنك لا تستطيعين التأثير وأمكنك ترك العمل دون لحاق ضرر بك يصعب تحمله عادة فيتعين عليك الاحتياط لنفسك والبعد عن القيام بما يجر للاختلاط، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 48092، 62390، 50494، 5310، 48184، 3539، 70489.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1427(13/3390)
ضوابط تدريس المرأة لشاب
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي مدرسة لغة عربية بمدرسة بنات ثانوية وهي ملتزمة بما أمر الله من الحجاب والالتزام وهي تعطي بعض الدروس في بيتنا لغير طالباتها بمبالغ رمزية وحتى بالمجان لمن هي محتاجة ابتغاء الأجر من الله، ولزوجتي صديقة حميمة حالتها المادية ضعيفة، ولهذه الصديقة ولد بالمرحلة الثانوية يحتاج لتقوية في هذه المادة وقد طلبت من زوجتي إن أمكن أن تعطيه بعض الدروس بحضور والدته فطلبت منها زوجتي الانتظار لسؤال عالم قبل الجواب بالإيجاب أوالرفض؟
أفيدونا أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج إن شاء الله على زوجتك في تدريس هذا الولد إذا راعت الضوابط الشرعية؛ ومنها التزام الستر، وعدم الخضوع في القول، وانتفاء الخلوة، وإذنك لها ونحو ذلك. وتراجع الفتوى رقم: 56317، وإن أمكن أن يوجد من يقوم بذلك من الرجال فهو أولى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1427(13/3391)
تجنب أماكن المنكرات مطلوب ومحمود
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد قمت في الأيام الأخيرة برحلة إلى بعض الدول الإفريقية وبعد مشاهدتي لمدى تبرج النساء عندهم قررت أن لا أعود إلى هناك مرة أخرى في أية مهمه سواء كانت تجارية أو غير ذلك هل يجوز هذا أم لا؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك عدم الذهاب إلى هذه الدول وإن لم يكن فيها ما ذكرت من أمر التبرج، وترك الذهاب مع وجود هذا التبرج أولى، إذ إن المسلم مطالب شرعا باجتناب الأماكن التي تكثر فيها المنكرات طلبا للسلامة في دينه وخاصة إن كانت هذه الدول من الدول الكافرة، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 74183.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1427(13/3392)
نقل الرجلين مجموعة من النسوة في سيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لي نقل النساء لوحدهن بالسيارة، وهل يجوز أن يجلس أخي معي منعاً للخلطة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان النساء اللاتي تنوي إيصالهن بالسيارة ملتزمات بالحجاب الشرعي وكان أخوك معك، فنرجوا أنه لا حرج عليك في إيصالهن لانتفاء الخلوة، ولا يجوز لهن الجلوس بجوارك أو جوار أخيك، كما ينبغي لك ولأخيك تجنب الحديث معهن إلا لحاجة، ولا يجوز لهن أن يخضعن بالقول لقول الله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب:32} ، وانظر الفتوى رقم: 31014 في أقوال العلماء في حكم خلوة الرجل بأكثر من امرأة والعكس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1427(13/3393)
ثمرات وفوائد غض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو أن تحدثونا عن فوائد غض البصر. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن غض البصر له فوائد عظيمة، فمن فوائده:
أولا: أنه طاعة لله تعالى الكبير المتعال الذي أمر بغض البصر فقال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 30-31}
ثانيا: أنه طاعة لرسول الله صلوات ربي وسلامه عليه القائل: لا تتبع النظر النظرة، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة. رواه أبو داود والترمذي.
ثالثا: أن غض البصر يورث الحكمة والنور في القلب والبصيرة، فمن ترك النظر إلى ما حرم الله بنور عينه عوضه الله تعالى نورا في القلب، فيطلق له نور بصيرته يبصر به الحق من الباطل، والجزاء من جنس العمل، ولعل هذا هو السر في ذكر آية غض البصر في سورة النور؛ كما أشار إليه شيخ الإسلام.
رابعا: أن غض البصر من أعظم السبل لحفظ الفرج، فإن الله تعالى أمر بغض البصر قبل أن يأمر بحفظ الفرج، وتأمل الآية الكريمة.
خامسا: أن غض البصر فيه تزكية للنفس وتطهير لها من أوحال الرذيلة، ولذا قال تعالى بعد الأمر بغض البصر: ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ.
سادسا: أن في غض البصر شكرا لله تعالى على نعمة البصر، فإن البصر نعمة من الله تعالى؛ كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ {الملك: من الآية23} وحق النعم الشكر عليها، فمن غض بصره فقد شكر الله تعالى حيث لم يستعمل نعمة الله في معصيته.
سابعا: أن غض البصر يورث محبة الله تعالى، قال مجاهد: غض البصر عن محارم الله يورث حب الله.
ثامنا: أن في غض البصر استعلاء على النفس الأمارة بالسوء، وإغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية، ودليلا صادقا على قوة العزيمة.
تاسعا: أن في غض البصر سلامة القلب من أمراض الشهوات وراحة له مما لا صبر له عليه، ورب نظرة أورثت ذلا في الدنيا وخزيا في الآخرة.
ورحم الله من قال:
كل الحوادث مبدأها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها * في أعين العين موقوف على الخطر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فتك السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره * لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
عاشرا: أن في غض البصر حفظا للمجتمع أجمع من الانزلاق وراء سعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي، وحماية له من الوقوع في حمأة الرذيلة والفاحشة.
الحادي عشر: أن غض البصر من حسن الخلق وأفعال ذوي المروءة، حتى إن أهل الجاهلية كانوا يفتخرون بغض البصر، وقد قال عنترة الجاهلي:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي * حتى يوراي جارتي مأواها
وما أقبح منظر الرجل هو يقلب عينه في المحرمات، ورحم الله القحطاني حيث قال في النونية:
إن الرجال الناظرين إلى النساء * مثل الكلاب تطوف باللحمان
الثاني عشر: أن غض البصر يورث الفراسة، فمن غض بصره وداوم على أكل الحلال لم تكد تخطئ له فراسة.
قال أحد السلف: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم.. لم تخطئ له فراسة.
وانظر كيف أخبر الله عن قوم لوط فقال عنهم: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ {الحجر:72} لأن التعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب والعياذ بالله.
هذه بعض فوائد غض البصر وإلا فهي كثيرة لا تدخل تحت حصر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1427(13/3394)
إقامة علاقة مع فتاة أجنبية بعلم أهلها دون أبيها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مرتبط ببنت بعلم والدتها وأخواتها دون علم والدها إلى أن تسمح الظروف كي أذهب لخطبتها فهل يجوز ذلك أم لا, ونتكلم في الهاتف أمام أهلنا ولو خرجنا يكون مع أخيها فهل يجوز ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز إقامة علاقة مع فتاة أجنبية لما يترتب عليها من محظورات شرعية من نحو خلوة أو نظر شهوة أو محادثة لغير حاجة سواء بعلم أهلها أو بدون علمهم، وعليه يجب عليك قطع هذه العلاقة والتوبة إلى الله عز وجل مما سلف ثم لا حرج عليك في التقدم لخطبتها من وليها، وتراجع الفتوى رقم: 20021، والفتوى رقم: 35987.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1427(13/3395)
الفتنة بين الرجال والنساء وحكم عدم الوفاء بالوعد
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال الأول: أخي يبلغ من العمر حوالي 14-16، وعده صديقه الذي يبلغ من العمر 25-27 بأن يعطيه 300 درهم إن نجح، فنجح أخي وأعطاه 100 درهم وقال بأنه سيكمل بقية المبلغ في حين آخر ... فأعطيت أنا أخي 200 درهم بنيابة عنه على أساس أن يرجع لي المبلغ صاحب الوعد ... فعرف بين الجميع أنه أعطى أخي 300 درهم (علماً أنه لم يكمل المبلغ، واعتذر عن إكمال المبلغ) فهل تعتبر هذه كذبة؟؟ (علماً كانت النية بنيت على الاتفاقية!!)
السؤال الثاني: صاحب المبلغ أرسل لي رسالة قائلا إنه يعتذر عن دفع المبلغ لي ويريد أن أعفو عنه شخصيا، فأخبرت أخي الأصغر (عمره7-8) بأن يخبره بأني عفوت عنه عن المبلغ ولكن بشرط بأن يحفظ أخي الأصغر القرآن الكريم إلى سورة معينة..
أكثر العتاب علي وأرسل لي رسائل قائلاً بأن ليس كان علي أن أتدخل بينه وبين أخي.. ولا يحق لي أن أشترط..وأنني أصبحت فتنة، وأنه بذلك قد تنقطع الثقة بينه وبين أهلي وصلة الأرحام بين أهلنا بسبب عدم دفعه للمبلغ! (علماً لم يعلم أغلب الأهل عن هذه الاتفاقية) وماكان ردي إلا أني أخبرته بأني لا أريد المال ولا أريد تحفيظ أخي القرآن. ونبهته عدة مرات بأن لا يرسل لي رسائل (عبر الهاتف) . فاعتذر وقال بأنه سيرد المبلغ وسيحفظ أخي القرآن طوال حياته ... وبدأ يشكرني ويعتذر ويمدحني السؤال يا شيخ أليس كل هذا فتنة وابتلاء؟؟ ولا أريد أن أفتتن بأي أحد، قد تقول يا شيخ علي الابتعاد عنه ولكن هو إمام مسجد كما يدعي..ووالدي أغلب الأحيان في ذلك المسجد يصلي وأهلي يعرفون أهله وهو يعرفنا ويعاشر جميع إخواني من أكبر واحد إلى أصغر واحد وحتى والدي ... وفي ذلك المسجد حتى أخواتي يتعلمن القرآن! حاولت أن أبتعد ولكن الشيطان يحاول أن يتبعني، ماذا أفعل؟ وما هو الملجأ؟؟ ما هي توجيهاتكم المفيدة؟
وجزاكم الله أعلى الجنان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن الفتنة بين الرجال والنساء هي أشد الفتن في الدين وأخطرها. ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. ومن رأى افتتان الشباب بالنساء، وكثرة ما يقع من الشر بمصادقتهن، أو النظر إليهن، علم صدق نصح النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وكمال شفقته ورحمته بهم.
واعلمي أن ما ذكرته من أن هذا الشاب هو إمام مسجد، وأن والدك في أغلب الأحيان يصلي في ذلك المسجد، وأن أهلك يعرفون أهله، وأنه هو يعرفكم ويعاشر جميع إخوانك من أكبرهم إلى أصغرهم، إلى غير ذلك مما ذكرته وفصلته تفصيلا ...
أقول: إن هذا كله إذا لم يكن دليلا على فتنة بعضكم ببعض، فإنه على الأقل ليس دليلا على البراءة من ذلك، وإنما هو في الحقيقة حبالة من حبائل الشيطان ومكيدة من مكائده. فابتعدي وانأي بنفسك عن هذا الشر المستطير.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإن ما ذكرته من أن صديق أخيك سيعطيه 300 درهم إن نجح في الامتحان هو وعد من صديق أخيك لأخيك، والوعد قد ذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة وبعض المالكية إلى أن الوفاء به مستحب وليس بواجب، فمن ترك الوفاء به فلا إثم عليه، لكن يكون قد ارتكب مكروها كراهة تنزيهية، وذهب بعض العلماء إلى وجوب الوفاء به مطلقا.
ويعني أصحاب القول الأخير: أن الواعد إذا لم يف فهو آثم، وذهب بعض العلماء إلى التفصيل في ذلك، فقال: إن كان الموعود دخل بسبب الوعد في شيء يناله ضرر بالتراجع عنه، وجب الوفاء به، وإلا لم يجب الوفاء به، وكان مستحبا.
وهذا هو مشهور مذهب مالك، وهو أقرب هذه الأقوال إلى الصواب، وأشبهها بما يتماشى مع مقاصد الشرع وقواعده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1427(13/3396)
مذاهب العلماء في محادثة الشابة ابتداء أو عبر النت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أعيش في أوربا وأحسب نفسي عند الله ملتزما، صدفة تعرفت على بنت عبر الانترنت وهي تعيش في بلد عربي في أسرة مسلمة ولكن متحررة حاولت دعوتها للإسلام وفعلا استجابت وتحجبت ولبست الجلباب وأصبحت تصلي دون انقطاع ولكن تواجه رفضا كبيرا من أهلها لكل شيء فعلته وتجد صعوبة كبيرة في الاستمرار وهي تجد بكلماتي حين أكلمها عونا لها وتقول لولا وقوفك بجانبي لخلعت الحجاب والجلباب أنا أريد الزواج منها لكن ظروفي الآن لا تسمح فهل إذا استمررت في الكلام معها عبر النت حرام، مع العلم أن كلامي معها كله كلام مفيد وغالبا في الدين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم –وفقنا الله وإياك للخير- أن فتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطرا وضررا، كما ورد ذلك في الصحيحين وغيرهما من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
والكلام مع امرأة شابة، وإنشاء علاقة معها عبر الأنترنت أو غيره من أعظم الوسائل التي قد تجر إلى الوقوع في الحرام، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر وأظهره على أنه علاقة بريئة من كل ما يدعو إلى الحرام.
وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، وهذا ما لم يكن هناك ضرورة أو حاجة للكلام، فقال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعا للمفسدة.
ونص فقهاء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام، وكذا ردها عليه، وكرهوا ابتداء الرجل لها بالسلام، وعللوا التفريق بينها وبينه أن ردها عليه أو ابتداءها له مطمع له فيها.
وإذا كان الأمر كذلك علمت أنه لا يجوز لك التمادي في محادثة هذه الفتاة عن طريق الأنترنت قطعا لدابر الفتنة، وعليك التوبة مما مضى.
وطالما أنك تريد الزواج منها فعليك أن تجتهد في تدبير أمور زواجك، وفي الحلال غنية عن الحرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1427(13/3397)
إثم مشاهدة اللواط
[السُّؤَالُ]
ـ[هل مشاهدة اللواط تجعل المرء يستحق عقوبة اللواط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مشاهدة مثل هذه الأفعال محرم شرعاً، ويجب على العبد البعد عنه والتوبة مما حصل منه سابقاً، ولكنها لا تجعل العبد يستحق عقوبة اللواط التي هي الحد الشرعي.
وننصحك أن تشغل نفسك ووقتك بما يفيدك في الدنيا والآخرة، من تعلم علم نافع، ومن تكسب مباح ورياضة مشروعة، وعليك أن تصحب الأخيار وتكثر من مجالستهم، وتواظب على الصلاة في الجماعة، وعلى الأذكار النبوية المقيدة والمطلقة، ونسأل الله أن يعفك، ويعينك على الطاعة والبعد عن المعاصي، وعليك أن تتزوج إن أمكنك، فالزواج أنفع الوسائل المساعدة على غض البصر وحفظ الفرج، كما في حديث الصحيحين: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شوال 1427(13/3398)
يشك أن زوجته لا تغض بصرها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا يفعل من يشك أن زوجته لا تغض بصرها وهو مجرد شك فقط؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي العلم أن الأصل في المسلم السلامة والبراءة من الفسق، كما لا يجوز التجسس على المسلم؛ لقول الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12} وقوله صلى الله عليه وسلم: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم. رواه أحمد.
لكن ليس معنى هذا أن يترك الزوج لزوجته الحبل على الغارب ويغمض عينيه عما تفعل، بل إذا رأى منها ما يريبه قام بنصحها وبين لها حكم فعلها وأخذ على يدها حتى تتركه، وينبغي للرجل أن يبعد عن أهله أسباب الفساد والانحراف، وأن يوفر لهم البيئة الصالحة ولو على الأقل داخل البيت، أما أن يتركهم تحيط بهم أسباب الفساد من كل مكان ثم يلومهم على النظر ونحوه فهذا حال كمن قال فيه الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له ... ... إياك إياك أن تبتل بالماء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شوال 1427(13/3399)
هل تغسل الأم ابنتها في ليلة زفافها بمعاونة سائر بناتها
[السُّؤَالُ]
ـ[قبل ليلة زفافي قامت أمي وأخواتي بتنظيفي من الشعر وغسلوني في الحمام فهل هذا جائز شرعا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان التنظيف والغسل المذكور لما عدا العورة كالأطراف مثلا، ولم يكن فيه اطلاع على العورة فلا بأس، وأما إن كان فيه اطلاع على العورة وأولى مباشرتها فلا يجوز، ففي الترمذي وأبي داود وابن ماجه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قلت يا نبي الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قلت يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يراها، قلت يا نبي الله إذا كان أحدنا خاليا؟ قال: فالله أحق أن يستحيا منه من الناس.
وقال الإمام النووي في المجموع: ويحلق عانته بنفسه ويحرم أن يوليها غيره إلا زوجته أو جاريته التي تستبيح النظر إلى عورته ومسها فيجوز مع الكراهة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شوال 1427(13/3400)
حكم تعامل المرأة ماليا مع الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مرتبطة بشخص لكن لم تتم خطبتنا بعد، وهو يريد أن يدخل شريكا في مشروع ويريد أن يأخذ من مال يخصني لكي يكمل نصيبه من الشركة فماذا أفعل، مع العلم بأني أثق فيه جداً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك أن تسلفيه أو تسلفي غيره من مالك أو تتخذيه شريكاً ونحو ذلك من المعاملات شريطة أن تكوني ممن يصح لهم التصرف في أموالهم، والأولى أن يتولى ذلك أحد محارمك من الرجال، وننبهك إلى أن مجرد الوعد بالزواج بل والخطبة قبل عقد القران كل ذلك لا يبيح أمراً محرماً كالخلوة أو اللمس أو الحديث أو النظر أو غير ذلك مما لم يشرع، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 828، والفتوى رقم: 1753.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1427(13/3401)
العلاقة بين الشباب والفتيات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب شخصا جدا لكن المشكلة أني كل ما أقول له: تعالى عندنا البيت. يقول لي: بعد فترة. أنا لا أعرف ماذا أعمل هل أتركه أم كيف أتصرف؟ وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشخص الذي تحبينه والذي تطلبين منه اللقاء رجلا أجنبيا أي غير محرم لك فاتقي الله تعالى، واعلمي أنه لا تحل لك الخلوة به ولا الحديث معه أو النظر إليه بشهوة أو ربط علاقة به ما لم يعقد عليك عقدا شرعيا. واعلمي أن من المنكرات العظيمة والمخاطر الجسيمة ما يكون بين الشباب والفتيات من علاقات وجلسات وحب وغرام ولو كان ذلك بغرض الزواج كما بينا في الفتاوى التالية أرقامها: 9629، 5707.
ولمعرفة كيفية علاج العشق المحرم والتخلص منه انظري الفتوى رقم: 9360.
وإذا كان ذا خلق ودين ويريدك زوجة له فليتقدم لولي أمرك ويطلبك منه، ويسلك الأسباب والوسائل الصحيحة لذلك، وإلا فدعيه لحرمة اللقاء به والحديث معه ونحو ذلك مما ذكرنا، واسألي الله تعالى أن يرزقك غيره من أصحاب الدين والخلق. وللفائدة انظري الفتوى رقم: 25824.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1427(13/3402)
الخلوة بالأجنبية وحكم رضاع الكبير
[السُّؤَالُ]
ـ[في البداية أرجو منك أن تساعدني في حل مشكلة تحيرني هذه الأيام، القصة بدأت وأنا عمري 13 سنة حيث تعرفت على جارتنا في الحي، ثم بدأت تعاملني كابن لها وأنا كذلك حيث كنت أشفق عليها لأنها كانت تعيش وحيدة بعيدة عن أبنائها وذلك هو السبب الذي كان يجرني عندها، بدأت العلاقة تقوى وأخذت أتعامل معها كوالدتي، ومرت الأيام وتحسن وضعها المادي بسفرها إلى الخارج ثم عادت بعد مدة واجتمعت مع أولادها، وفي هذه اللحظة بدأت المشكلة، بدأ الناس يقولون لها إن ذلك الولد الذي ربيته ليس محرماً لك وعليك أن ترضعيه لكي يكون محرما لك، وهل إن قامت بإرضاعي ستصبح ابنتها أختا لي، فبماذا تنصحني أن أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد أخطأت بما ذكرته من المعاملة والخلوة مع تلك المرأة التي ذكرت من أمرها ما ذكرت، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. واتفق الفقهاء على أن الخلوة بالأجنبية محرمة، وإذا كان يحصل بينك وبينها ملامسة ونحوها كان التحريم آكد، فعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقات.
وفيما يخص موضوع رضاعك منها، فمذهب الجمهور والأئمة الأربعة وغيرهم أن رضاع الكبير لا يحرم، وذهبت عائشة وبقولها قال ابن حزم: إلى أن رضاع الكبير يحرم مستدلة بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر امرأة أبي حذيفة أن ترضع سالما مولى أبي حذيفة فقال: أرضعيه تحرميه عليك. وفي رواية: أرضعيه حتى يدخل عليك. وفي رواية أنها قالت له: وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد علمت أنه رجل كبير. والحديث في صحيح مسلم وغيره.
وفي الموطأ والمسند وسنن أبي داود أن عائشة رضي الله عنها كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال. والحديث طويل وفيه فوائد وهو صحيح، واستدل الجمهور بقول الله تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ {البقرة:233} ، وبما في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما الرضاعة من المجاعة. والكبير لا تسد الرضاعة جوعته.
والذي عليه الجمهور هو الراجح، ولك أن تراجع للاستزادة الفتوى رقم: 32501، وعليه فإذا قامت تلك المرأة بإرضاعك فإنها لا تصير محرماً لك، فتب إلى الله تعالى وابتعد عنها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رمضان 1427(13/3403)
النظر إلى قدم الأجنبية هل هو من زنا النظر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يعد النظر إلى أصابع قدم المرأة من زنا النظر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحل للمسلم النظر إلى شيء من جسد المرأة الأجنبية لغير ضرورة أو حاجة معتبرة شرعاً، ويدخل في ذلك ما ذكره السائل وهو قدمها لعموم النصوص الواردة بهذا الشأن، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 5776، والفتوى رقم: 69057.
والنظر إلى ما لا يجوز النظر إليه من الأجنبية يعد من زنا النظر وخاصة إذا كان بقصد الشهوة والالتذاذ بذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1427(13/3404)
علم الأهل لا يبيح العلاقة المحرمة بين الأجنبيين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، درست ككل الفتيات في بلدي بمعهد مختلط فتيان وفتيات, درس معي شاب بمنتهى الأخلاق والطيبة جمعتنا علاقة صداقة وطيدة ودامت إلى اليوم أي أني أعرفه منذ ما يقارب 13 سنة هو أكثر من تفهمني منذ الصغر. المشكلة أن علاقتنا تطورت فجأة سنة 2004 لتصبح علاقة عاطفية، لم يحدث بيننا شيئ مما نراه اليوم في العلاقات العاطفية فقط هو مجرد اتفاق بيننا على الزواج لكن علاقتنا بقيت كما هي عليه لا نلتقي إلا نادرا وأقسم لكم أنه خلال هذه الفترة التقينا صدفة ما يقارب 3 مرات ومرة واحدة عن سابق اتفاق لأنه آخر لقاء، ما حدث أن صديقي قد هاجرمنذ سنة إلى أوروبا قبل أن يتقدم لخطبتي من والدي مع العلم أن والدته وجميع عائلته على علم بعلاقتنا وقد التقيتهم أكثر من مرة ونحن دوما على اتصال رغم أنه لا تربطني بهم أي صلة قرابة ولا جيرة وعائلتي بما فيها إخوتي الكبار جميعا على علم بعلاقتنا ما عدا والدي فقط. صديقي يتصل بي أسبوعيا وأنا أحاول جاهدة أن أساعده حتى يتمكن من التأقلم والعمل هناك دون التأثر ولا الغوص في متاهات الغرب، مع العلم أنه لن يعود إلا بعد سنتين أو أكثر ولا أريد من عائلته أن تتقدم لخطبتي دون وجوده لأني أخاف أن يرفض والدي لأنه ليس موجودا وهولا يعرفه فكيف يوافق وهو لم ير من سيكون زوج ابنته ويتفقا على عدة أمور.
المشكلة أن هاجس الخوف من غضب الله يؤرقني، أخاف أن تكون علاقتنا لا ترضي الله، أخاف أن أكون قد أرضيت نفسي على حساب رضا المولى عز وجل. لذلك اتصلت مؤخرا ببرنامج ديني وطرحت عليه الإشكال فنصحني بقطع العلاقة فورا لأن ذلك يغضب الله وقد أخبرت عائلتي بالأمر فرفضوا الفكرة وقالت لي أختي الكبرى إن الجميع يعلم بعلاقتكما والجميع يعلم أنه بمجرد عودته ستتزوجان، بالإضافة أكيد أنكم تتفهمون الوضع ومدى تعلق كل منا بالآخر وهي أول علاقة عاطفية لكلينا فقد كان كل منا ضد العلاقات العاطفية الساذجة التي باتت ظاهرة هذا العصر وأخاف أن أتركه الآن فيتهمونني أني تخليت عنه وقت الشدة وربما إذا تخليت عنه قد يصدم فينتقم من نفسه بارتكاب المحرمات المعروضة بأسعار زهيدة في الغرب رغم ثقتي التامة بمدى رصانته ورباطة جأشه.
وأريد التأكيد مجددا, أهلي وأهله على علم ما عدا والدي فأرجوكم أفتوني في أمري
أرجوكم أجيبوني، هل علاقتنا تغضب الله؟ وإن كانت الإجابة بنعم فقولوا لي أرجوك ماذا أفعل لكي لا أغضب الله وأخسر صديقي؟
شكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لكما إقامة علاقة غير شرعية ولو كان غرضكما صحيحا، والغرض الصحيح هو الزواج، فالعلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه محظورة، في الإسلام، ولا يغير علم الأهل من واقع ذلك شيئا فرضاهم عن العلاقة المحرمة لا يبيحها، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20296، 14126، 4220.
فلا يجوز لكما البقاء على علاقة تجر إلى محرم ما لم يتم عقد القران بينكما، ولا يعني ذلك عدم الرد على اتصال خطيبك إن اتصل لحاجة مثل ترتيب أمور الزواج ونحوه إذا أمنت الفتنة ولكن ليكن الحديث بينكما في حدود الأدب والشرع، والأولى أن يكون ذلك مع محارمك كإخوانك أو أبيك، وبيني له أن حديثكما في غير ذلك كالكلام عن الحب والغزل محرم، وإنما أبيح لكما من ذلك ما أبيح للخاطب من النظر والحديث للحاجة والضرورة، فيقدر ذلك بقدره ولا يتجاوز فيه، والأولى قطع الاتصال والتركيز على الاتصال بأخواته وأمه بدلا منه وطلب الإسراع في إكمال الأمر وعقد القران، ولا يعني ذلك رقض الخاطب أو التخلي عنه، ولا ضير في تبيين ذلك له لئلا يتوهمه، وللفائدة انظري الفتويين: 1847، 3179.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1427(13/3405)
احمل نفسك على العفة واصطبر
[السُّؤَالُ]
ـ[في بادىء الأمر نشكركم على هذا الموقع الرائع الذي يعتني بحل مشكلات شباب المسلمين أما بعد: لا أعرف من أين أبدأ مشكلتي لكن وهي أني أعاني من فراغ عاطفي كبير وأحس أني أريد أن أتعرف على فتاة لأملأ هذا الفراغ الكبير وقد دعوت الله أن يعينني على ملئ الفراغ بالحلال حتى لا أملأه بالحرام ولكنني يا شيخ وأستغفر الله على ما فعلت فقد بدأت بملاحقة الفتيات محاولا إعطاءهن رقم تلفوني ماذا أفعل أرشدوني بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك أن تملأ قلبك بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن توظف طاقتك وفراغك في مطالعة وحفظ وفهم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وإلا ففي شغل نافع أو رياضة تنفع البدن، وأن تبحث عن صحبة صالحة تأنس بمجالستهم وتعلو همتك للمعالي عندما تلقاهم وتحاورهم، وابتعد عن البحث عن الفتيات ومحادثتهن بالهاتف، واحمل نفسك على العفة واصبر حتى يفتح الله لك باب الزواج، فقد قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33} وفي الحديث: ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله. متفق عليه.
واعلم أن التلذذ بمحادثة الفتيات وسماع صوتهن من أنواع الزنى المحرم فاحرص على البعد عن ملاحقة بنات المسلمين كما تحب أن يحمي الله أخواتك وقريباتك من أن يتعرض لهن، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 72497، 70674، 34932، 32928، 71891، 36364، 12744، 59139، 31768.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1427(13/3406)
أحسن الظن بزوجتك وألزمها بالحجاب من ابن عمتها
[السُّؤَالُ]
ـ[رأيت زوجتي وهي مريضة، وضع ابن عمتها يده على جبينها وعلى كتفها، هذا الموضوع جعلني أشك فيهما فماذا رأيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن ابن العم والعمة أجنبي عن المرأة، وليس محرما لها، فلا يجوز له الخلوة بها، أو لمسها، أونحو ذلك. ومن المؤسف تساهل بعض النساء في الاحتجاب من الرجال لا سيما الأقارب، وكأنهم ليسوا أجانب عنهن، ومن المؤسف أن ذلك يتم تحت سكوت وعدم إنكار من الأولياء والأزواج، فيدخل الشيطان من هذا الباب فيقذف بالظنون والشكوك السيئة التي تعصف بالنفوس، وتنخر في القلوب، ولو التزم الجميع بشرع الله ما حصلت هذه المشاكل ولسلمت النفوس والقلوب ولما وجد الشيطان مدخلا إليها. فعلى الأخ أن يلزم زوجته بالاحتجاب من ابن عمتها ومن غيره من الرجال، فالوقاية خير من العلاج.
وعليه أن يتقي الله ولا يذهب به الشيطان بعيدا فإن بعض الظن إثم، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12} ، والظن أكذب الحديث كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فننصيحتنا للأخ أن يحسن الظن بزوجته، ويلزمها بالحجاب الشرعي من الرجال الأجانب، البعيد منهم والقريب على حد سواء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1427(13/3407)
مواعدة الأجنبية بالزواج وإهداؤها هدية مباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:- أنا شاب أدرس في الجامعة سنة ثالثة والحمد لله أنا من الشباب الملتزم وأحافظ على الصلوات الخمسة، عن طريق الصدفة أعجبت بفتاة متدينة ذات خلق ودين وبعد تفكير وبحث وجدت أن هذه الفتاة تناسبني وأيضا صليت صلاة الاستخارة عدة مرات وفي كل مرة كان يزيد تعلقي بهذه الفتاة ولكن الآن لا أستطيع أن أخطبها أوأن أتزوجها لأنني أدرس والوضع المادي للعائلة لا يسمح الآن بذلك، أود من خلال محارمها أن أصارحها بأنني أود أن أخطبها وأتزوجها بعد أن أنهي دراستي الجامعية إن شاء الله ((التواعد على الزواج)) فهل يجوز شرعا ذلك مقابل أن لا أتكلم معها ولا أن أخرج معها حتى يحدث الله أمرا كان مفعولا، وهل يجوز لي إن وافقت الآن أن أهديها مصحفا وغطاء رأس ((منديل)) وميدالية مكتوبا عليها كلام ديني؟؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في مواعدة الفتاة على الزواج وسبق في الفتوى رقم: 9158. كما أنه لا حرج في إهدائها هدية مباحة، وتراجع الفتوى رقم: 63617.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رمضان 1427(13/3408)
حدود العلاقة بين المرأة والمرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت أن تفيدوني بحدود العلاقة بين المرأة والمرأة، فلا يخفى عليكم ما انتشر بين الفتيات تحت مسمى الأخوة في الله، وأود معرفة الضوابط لذلك، وهل جائز تقبيل واحتضان الأخت في الله، وما هي الضوابط لذلك؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحب في الله من أوثق عرى الإيمان كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق بيان حكم الحب بين النساء، مع ذكر أقسامه في الفتوى رقم: 8424، ومن تلك الأقسام ما كان باعثه الشذوذ، كتعلق المرأة بالمرأة، وحقيقته أنه من العشق المحرم، فمتى وجدت المرأة ميلاً غير طبيعي نحو من تحبها في الله فلتعلم أن هذا الحب ليس حباً في الله وأن للشيطان فيه نصيباً، ويجب عليها اجتناب أسباب هذا الميل ودواعيه من نظر ولمس وغير ذلك.
أما عن حكم التقبيل والمعانقة بين المرأة والمرأة ففيه خلاف بين العلماء وسبق بيانه في الفتوى رقم: 20802، وهذا في الأحوال العادية الطبيعية ودون الإحساس بميل غير طبيعي، أما مع وجود هذا الميل فيجب اجتناب ذلك، قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: والتلذذ بمس الأمرد: كمصافحته، ونحو ذلك: حرام بإجماع المسلمين، كما يحرم التلذذ بمس ذوات محارمه والمرأة الأجنبية، بل الذي عليه أكثر العلماء أن ذلك أعظم إثماً من التلذذ بالمرأة الأجنبية. انتهى.
ويقاس عليه مس المرأة للمرأة أو الرجل للرجل لشهوة، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 71712.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رمضان 1427(13/3409)
حكم الكلام بالهاتف مع فتاة ينوي خطبتها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للرجل أن يكلم خطيبته هاتفيا بعد أخذ الإذن من أهلها, وهل يجوز أن يتكلم مع فتاة هاتفيا وهو ينوي خطبتها وقد أخذ إذنا مسبقا من أهلها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمخطوبة أجنبية عن الخاطب حتى يتم عقد النكاح، فحكمها في كل من النظر والكلام وغير ذلك حكم الأجنبية، ولا حرج في أن يكلم الرجل المرأة الأجنبية للحاجة عند أمن الفتنة مع التزام الأدب وعدم الخضوع في القول ونحو ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 32171.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1427(13/3410)
حكم تقبيل والد الزوج والخاطب
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تقبيلي لوالد زوجي أو خطيبي على الخدين مع العلم بأنه طاعن في السن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا جواز تقبيل والد الزوج الطاعن في السن في الفتوى رقم: 13120.
وأما والد الخاطب فإن خطيب المرأة قبل أن يعقد عليها ليس زوجا لها بل هو أجنبي عنها لا يجوز له الخلوة بها ولا مصافحتها وبالتالي فوالده أجنبي عنها أيضا وليس من محارمها فلا يجوز لها تقبيله ولا الخلوة معه.
وانظري الفتوى رقم: 24997، 25624، عن حدود العلاقة بين الخاطب والمخطوبة والفتوى رقم: 11977، عن حكم تقبيل الخاطب لأم خطيبته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1427(13/3411)
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة عمري 28 سنة متزوجة ولدي ثلاثة أطفال، بعد زواجي بمدة قصيرة وأنا أعاني من سلوك زوجي فهولا يغض بصره، دائما أطلب الهداية له ولكن دون جدوى، فهو يريد أن يعمل علاقة مع أي سيدة تضحك في وجهه، مع أني أقف بجانبه دائما ولا يوجد في حياتي شيء غير رضا ربي وزوجي وأهلي، تكلمت معه كثيرا فكان رده أنه يريد أن يتزوج من سيدة ثرية ليسعدني أنا وأولاده، أنا دائما أحس بالظلم من زوجي، أنا يئست من حياتي عندما أشكو لأهله يقولون لا هذا خطأ، وعندما أكلمه يقول أنت تغارين من أي أحد أكلمه، أنا أريد الحل الذي أحس فيه بالعدل معي، مع الشكر الجزيل للموقع.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من طبيعة المرأة التي جبلت عليها الغيرة على زوجها، وهذا شيء لم تسلم منه أي امرأة مهما بلغت من الدين والتقوى، ولو سلمت امرأة من هذا لكان أولى بذلك أمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات.
أخرج مسلم في صحيحه عن عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلاً، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: ما لك ياعائشة أغرت؟ فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك ... الحديث.
والحقيقة أنه ليس في الغيرة حرج ما دام ذلك في حدود المعقول.
أما إذا كانت المرأة تحاسب زوجها، وتغار عليه في كل صغيرة وكبيرة يعملها، وتشك في كل تصرفاته التي قد لا تكون محل ريبة فهذا غير مقبول لأنه يحول الحياة الزوجية إلى جحيم لا سعادة فيها ولا هناء، وانظري الفتوى رقم: 1995.
ولكن إن كان زوجك كما ذكرت فإنه على خطر عظيم، لمخالفته لأمر الله بغض البصر عما لا يحل النظر إليه، كما قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور:30} .
ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه الترمذي وأبو داود.
والنظر بريد القلب إلى الزنا، وسبب لسقمه ومرضه، ففي المستدرك عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه الله عز وجل إيماناً يجد حلاوته في قلبه.
والقلب إذا مرض وسقم أثر ذلك على البدن كله، وإذا تطور الأمر وصار عشقاً هلك البدن والدين جميعاً.
فمن نظر نظرة العاقل إلى هذه المفاسد أقلع عن هذا الذنب، ولا يهلك على الله إلا هالك.
ولله در القائل.
كل الحوادث مبداها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها * في أعين العين موقوف على الخطر
فعلى زوجك أن يتقي الله تعالى في نظره ولسانه، فليس هذا طريق البحث الصحيح عن الزوجة كما يدعي، بل لذلك وسائله وطرقه كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 621، 5814، 14799. وعليك أن تصبري عليه وأن تحسني تبعلك له، وأن تنصحيه وتأمريه بالمعروف وتنهيه عن المنكر بحكمة وموعظة حسنة، وينبغي إطلاعه على هذه الفتوى وغيرها مما أحيل إليه من فتاوى خلالها، وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتوى رقم: 21915.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1427(13/3412)
ما يشرع فعله لمن وقع في معصية
[السُّؤَالُ]
ـ[ذهبت لأداء العمرة وحيث أنا هناك كنت على اتصال بصديقة لي وبعدها أتت مع أهلها لأداء العمرة وقابلتها وتكلمت معها قرب الحرم ولم أخل بها، بل كنت أمام المارة وفي السوق، وأنا أعلم أن أي امرأة لا تربطني بها صلة شرعية محرم علي مصادقتها والتكلم معها، هل هذا يعتبر حدثا في الحرم، هل هناك كفارة أو أي شيء يجب علي القيام به لأبرئ نفسي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فربط علاقة مع فتاة أجنبية واللقاء بها والحديث معها ممنوع شرعاً في الحرم وفي غيره، إلا أن المعصية في الحرم أشد إثماً من غيرها، وكفارة هذه المعصية أن تتوب إلى الله تعالى، وتعزم على عدم العودة إلى هذه المعصية مرة أخرى، وتندم على ما فات، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53} .
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وهو حبيب الله، كما قال الله تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222} ، فتب إلى الله وأقبل عليه يغفر لك ما سلف. ولو تصدقت بصدقة فهو حسن، فقد كان من عادة السلف أنهم إذا وقعوا في ذنب تصدقوا، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه عند البخاري: إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله ورسوله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رمضان 1427(13/3413)
النساء أشد فتنة على الرجال من الرجال عليهن
[السُّؤَالُ]
ـ[دائما يتكلم الشيوخ عن شهوة الرجال وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن أضر فتنة على الرجال هم النساء فلماذا لا يهتم الشيوخ بنصح النساء أيضا بغض البصر؟.....أليس الرجال هم أيضا أضر فتنة على النساء؟ فهن أيضا يشتهين كل الجسد للرجل. 2 - أحيانا تنظر إليّ إحدى المحارم نظرة شهوة إذا ظهر ما فوق السرة وما تحت الركبة فهل علي إثم؟ أم علي أن أرتدي ما يستر هذه الأجزاء؟ رغم أن هذه المناطق ليست عورة لكن المرأة تشتهي هذه الأجزاء أيضا؟ لماذا لم يجعل الإسلام كل جسد الرجل عورة فالمرأة تشتهي الجسد كله أيضا؟ ..أرجو عدم الإحالة إلى فتاوى أخرى فإني أريد الجواب أمامي..وأرجو الإجابة على جميع الأسئلة.....وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغض البصر واجب على الرجال والنساء على حد سواء، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} وقال سبحانه: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:31} ، ولكل من الرجل والمرأة عورة أمام الآخر لا يجوز له كشفها أمامه، ولا يجوز للآخر النظر إليه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 67491.
كما لا يجوز لكل من الرجل والمرأة النظر إلى غير العورة بشهوة، ولا يلزم الرجل ستر ما سوى العورة، قال في حاشية الدسوقي: فما زاد على العورة وهي ما بين السرة والركبة لا يجب على الرجل ستره وإن حرم على المرأة الأجنبية النظر إليه. انتهى.
وقال أيضا ما معناه في شأن ما ليس بعورة من المرأة وهو وجهها -على خلاف بين أهل العلم فيه- أنه يجب عليها ستره إذا خيفت الفتنة بكشفه.
والفرق أن النساء محل الشهوة أصالة وأن سترهن أسهل من ستر الرجال ولقلة بروزهن في الأسواق ونحوها. قاله زكريا الأنصاري في شرح البهجة.
والحاصل أن الفتنة واقعة من النساء على الرجال ومن الرجال على النساء، لكن النساء أشد فتنة على الرجال من الرجال عليهن، دل على ذلك الشرع وشهد به الحس والواقع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1427(13/3414)
حكم دعوة المرأة لأصدقائها في العمل لحفل الزفاف
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة أعمل في جامعة حكومية، ومن باب المجاملة أتكلم من زملائي الموظفين بشكل عادي جداً، والسؤال هل هذا من الناحية الشرعية أمر عادي، وقد اقترب حفل زفافي، هل يجوز أن أقوم بدعوتهم (الحفلة منفصلة) على أساس أننا زملاء ونرى بعضنا كل يوم وأتعامل معهم وبعض منهم قام بدعوتي لحضور حفل زفافه وأنا أخجل من أن لا أدعوه. فهل هذا جائز وحرام أم ماذا؟ أرجو الحصول على الرد في أقرب فرصة ممكنة حتى أعرف كيف سأتصرف معهم في المستقبل؟
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم أن خروج المرأة للعمل جائز، إذا التزمت بضوابط خروج المرأة، ومن ذلك الحجاب الشرعي الساتر، وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب، وعدم الكلام معهم إلا للحاجة وفي حدود الأدب، وتراجع الفتوى رقم: 3859.
وعليه، فيجب على الأخت أن تلتزم بتلك الضوابط، ومنها: أن لا يكون بينها وبين أحد من الرجال أي نوع من العلاقة، ولا يجوز لها الكلام معهم لغير حاجة، ولا الانبساط معهم في الكلام، بل تقتصر في الكلام معهم فيما يحتاج إليه وما لا بد منه.
ولا بأس بدعوة المرأة للرجال لحضور حفل زفاف ونحوه، إذا روعيت الضوابط السابقة، ولم يكن في هذا الحفل اختلاط محرم بين الرجال والنساء، هذا هو الأصل.
أما ما يعرف من واقع بعض النساء اللاتي يعتبرن من يعمل معهن من الرجال زملاء عمل، فتدعوهم ويدعونها، وتأكل معهم وتشرب في جو مختلط مريب فهذا لا يقره الشرع ولا يرضاه.
وننبه إلى أنه إذا كانت الدعوة لوليمة العرس، فالحق للزوج في أن يدعو من يشاء، لأنه صاحب الطعام، فلا يدعو غيره إلى طعامه إلا بإذنه، فإذا أذن فلا حرج في دعوتهم بالضوابط السابقة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رمضان 1427(13/3415)
خروج المرأة للتنزه وارتيادها الأماكن التي تكثر فيها المعاصي
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم خروج البنات أو السيدات وحدهن للتنزه أو الجلوس في أحد المطاعم أو الكافيتريا لتناول الطعام أو الشراب منفردات، هل هو جائز ابتداء أم لا، إذا كان جائزاً، فهل هو لا يتعارض مع الأمر في سورة الأحزاب "وقرن في بيوتكن" ثم هل معنى الآية كما جاء في مختصر تفسير ابن كثير أن النساء يجب عليهن التزام المنزل وعدم الخروج إلا لضرورة، فهل التنزه والفرجة على المحلات من الضروريات (خاصة ولو كان الزوج يحاول إيجاد البدائل عن طريق الخروج معها أو مطالبته لها بدعوة أصدقائها للمنزل أو زيارتهم بمنزلهم) ، فقد قمنا بسؤال بعض مشايخنا وحدث أن جاءتنا فتاوى مختلفة بل قد تكون متعارضة، أيضا هل لو سلمنا بجواز هذا المبدأ ابتداء، فهل هو جائز فيما يحدث الآن في مصر، اعني من الاختلاط وفساد بعض ولا أقول معظم الشباب، كما أن معظم العاملين بهذه الأماكن يكونون من الرجال في الغالب ومعظم هذه الأماكن تمتلئ بالموسيقى والمعاصي الكثيرة، أيضا هل يجب على من يحاول الالتزام بمبادئ الإسلام أن يتواجد في الأماكن التي تكون المعصية هي العامل الغالب عليها مثل مارينا، شرم الشيخ، سيتي سنتر مول وبعض المولات الأخرى التي تمتلئ بالعاريات على كل لون وشكل والموسيقى والمعاكسات والاختلاط؟ عفواً للإطالة ... وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في المرأة القرار في البيت، قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى.... {الأحزاب:33} ، وكون الأصل في المرأة أن تقر في بيتها لا يعني أن تحبس، وأن لا تخرج مطلقاً، بل لها أن تخرج للحاجة، من تعليم وعمل ملائم لفطرتها وخلقتها، ونزهة وترويح وزيارة ونحو ذلك، بعيدة عن الاختلاط بالرجال ملتزمة بالحجاب، وقد ذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ، قال: أي ألزمن فلا تخرجن لغير حاجة. انتهى. وهذا هو عين الصواب.
وخروج البنات أو السيدات وحدهن للتنزه أو الجلوس في أحد المطاعم أو الكافيتريات لتناول الطعام أو الشراب، مع قولك إن معظم العاملين بهذه الأماكن يكونون من الرجال في الغالب، ومعظم هذه الأماكن تمتلئ بالموسيقى والمعاصي الكثيرة، فلا شك في أن خروجهن إلى مثل هذه الأماكن لا يجوز، بل وليس من شك في أن خروج الرجال إلى الأماكن الممتلئة بالموسيقى والمعاصي الكثيرة لا يجوز، ومعلوم كذلك أن التنزه إذا كان بقصد الفرجة على المحلات لا يعتبر حاجة فضلاً عن أن يكون من الضروريات، كما أن خروج المرأة مقيد برضا زوجها، وإذا كان الزوج يحاول إيجاد البدائل عن طريق الخروج معها أو مطالبته لها بدعوة صديقاتها إلى المنزل أو زيارتهن بمنازلهن، فإن خروجها إلى غير الأماكن التي يرضى بها الزوج لا يجوز، وما ذكرت من الاختلاط والفساد فليس من شك في أنه مانع من خروج المرأة إذا خيف عليها منه الفساد أو الفتنة والتواجد في مكان المعصية لا يجوز لأي مسلم ذكراً أو أنثى إلا لضرورة أو حاجة أمر كأن تقصد الإنكار على أصحابها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شعبان 1427(13/3416)
تقبيل الرجل أمه وأخواته في المناسبات
[السُّؤَالُ]
ـ[أمتنع أحيانا عن تقبيل أمي وأخواتي خاصة في المناسبات والأعياد، والسبب في ذلك خوفي أن تكون قبلتي فيها نوع من الشهوة، فما الحل وما هي خير منطقة لتقبيل الأم، وهل أعتبر غير حنون أو مقصرا مع الرحم في تلك الحالة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس بتقبيل يد الأم ورجلها ورأسها إكراماً لها وبراً بها، روى معاوية السلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، وذكر الحديث إلى أن قال: أحيةٌ أمك؟ قال: نعم، قال: الزم رجلها فثم الجنة. رواه أحمد والنسائي وابن ماجه. قال في رد المحتار: لعل المراد -والله أعلم- تقبيل رجلها.
وقد قال العلماء المتقدمون: للرجل أن يقبل أخته إذا قدم من سفر بشرط ألا يكون تقبيله لها تقبيل شهوة، فتقبيل المحارم بشهوة من أغلظ المحرمات، وقيد الحنابلة جوازه بأن لا يكون في الفم، وهو تقييد وجيه، لأن التقبيل على الفم مظنة للشهوة، فتقبيل الأخوات يكون على اليد والرأس والجبهة بشرط أمن المقبل على نفسه إثارة الشهوة وحدوث الفتنة.
ففي سنن الترمذي وأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل فاطمة وتقبله، وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل يقبل ذات محرم منه قال: إذا قدم من سفر ولم يخف على نفسه.
وعليه فترك تقبيل ذوات المحارم في حال الخوف من الفتنة متحتم واجب، ولا يعتبر ذلك تقصيراً في حق ذي الرحم ولا جفاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1427(13/3417)
مصادقة المرأة الأجنبي ومحاورته لدعوته للإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحببت رجلا غير عربي من بلجيكا وهو يريد دخول الإسلام ولكن أنا ليس عندي الكثير لأنه يتكلم بالفرنسية لذلك لا أود أن أوصل له شيئا خطأ، أرجو منكم مساعدتي. وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننبهك أولا أيتها السائلة الكريمة إلى أن الحب بين الأجانب قبل الزواج الشرعي ممنوع في الإسلام لما قد يؤدي إليه من مفاسد، وقد بينا ذلك مفصلا في الفتويين رقم: 4220، ورقم: 5707.
ولاينبغي للمرأة أن تتصدى لمخاطبة الأجنبي ومحاورته ولوكان ذلك بغرض دعوته إلى الإسلام، بل الأولى أن يكون ذلك من رجل كما ذكرنا في الفتوى رقم: 30911.
فإذا كان الرجل يرغب في دخول الإسلام فينبغي أن تسلطي عليه من الدعاة الرجال من يرشدونه ويدعونه ويؤازرونه حتى يدخل الإسلام في قلبه. وحينئذ يجوز لك أن تتزوجي منه ولا اعتبار لكونه غير عربي فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه.
وانظري الفتويين رقم: 15412، 66880.
ولكن ننبهك إلى أن الزواج لابد أن يتم بشروطه وأركانه المعتبرة شرعا ليكون نكاحا صحيحا، ولمعرفة شروط النكاح وأركانه انظري الفتوى رقم: 1766.
نسال الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وأن يباعد بيننا وبين معاصيه كما باعد بين المشرق والمغرب إنه سميع مجيب.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1427(13/3418)
الفتور بين الزوجين لا يسوغ مشاهدة الأفلام الإباحية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة التى أصيبت حياتها الزوجيه بالفتور مما قد يؤدى إلى المشاكل المستمرة مع زوجها أن تشاهد أفلاما جنسية أو صورا إباحية أو تقرأ عنهما؟ حتى تتحرك الغريزة التى فترت فتستمر حياتها طبيعية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم سواء كان رجلا أو امرأة أن يشاهد الأفلام الجنسية لأي غرض كائنا ما كان، ودعوى أن مشاهدتها قد تخفف من الفتور وقلة الشهوة حيلة إبليسية يريد الشيطان أن يغوي بها. وقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21} فنظر العورات من المحرمات، ولا يجوز إلا للضرورات، وليس هذا بضرورة، فقد يكون عارضا، وقد يعالج بالأمور الطبيعية من غذاء ودواء ونحوه، كما قد يعالج بالقراءة في كتب أهل العلم التي تحدثت عن ذلك وعن أسبابه وعلاجه. وقد بينا طرفا من ذلك مفصلا في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3605، 2778، 18636.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1427(13/3419)
موقف الفتاة من خالها الذي يتحرش بها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر21 مشكلتي أن لي خالاً يبلغ من العمر 27 ودائما يحاول الانفراد بي والتحرش بي وكثير الاتصال بي ولما هددته بإخبار أمي جلس يبكي ويقولي الله لا يسامحك أنا أحبك ومتعلق فيك وأهلي زوجوني واحدة ما أحبها وأنا ضحية ومن هذا الكلام الفاضي وأنا بصراحة من قوة كلامه (أعطيته كفا) وقلت اتق الله وأغلقت علي غرفتي ومن ذاك اليوم وهو حاقد علي وصار يرسل علي رسائل تهديد وأني بنت متخلفة لأني ما ألبس بناطيل مثل بنات خالاتي وأنت واحدة حقيرة..ماذا أفعل مع هذا الخال مع العلم أنه متزوج وعنده بنت ولا يتعاطى ولكنه مدمن أفلام جنسية والمشكلة لها خمس سنوات وصار يزعجني في كل الأوقات باتصالاته ويدبر خططا للانفراد بي والحمد لله تخلصت من الجوال مع أني في أمس الحاجة له ... والمصيبة أني أخبرت أمي وضربتني على وجهي وقالت إخواني متربين أحسن منك ويا ويلك لو أسمع هذا الكلام مرة ثانية ... وأنا من كثرة تفكيري في هذا الموضوع نزل معدلي وصرت أفكر بترك الدراسة في دار التحفيظ مساءً بسبب عدم التركيز ساعدوني؟
جزاكم الله خيرا هل أهجر خالي ولا أسلم عليه بسبب أذاه لي أم ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يحرم على المرأة أن تمكن نفسها من محارمها وغيرهم حتى يتمتعوا بها، فإذا علمت من خالك أنه يريد التحرش بك فيجب عليك منعه من ذلك، والبعد عن الخلوة به وإظهار زينتك أمامه، فعليك أن تعامليه كغيره من الرجال الأجانب ولا تطيعي أحدا في خلاف هذا، ونوصيك أن تصرفي التفكير عن هذا وتواظبي على الاشتغال بطلب العلم الشرعي وتلاوة القرآن الكريم، وتحافظي دائما على التعوذات والأذكار الصباحية والمسائية، وتسألي الله أن يحفظك ويعافيك في دينك ودنياك وبدنك وعرضك، وأن يرزقك زوجا صالحا يكون عونا لك على دينك وآخرتك، ويساعدك في حمايتك نفسك من شر الذئاب البشرية. هذا ويتعين على أمك أن تكون عونا لك على الطاعة والبعد عن المعاصي عملا بواجبها المتعلق بحضانتك ووقايتك من النار. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 46891، 69728، 34277.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1427(13/3420)
العمل في مكان مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 27 عاما من مصر منّ الله علي بالالتزام من 4 سنوات في نفس اليوم الذي أنهيت فيه الدراسة بالجامعة وخلال ال4 سنوات مكثت سنة واحدة بالجيش وباقي ال3 سنوات أبحث عن عمل ووجدت أكثر من عمل ولكن كل مرة بعد استلام العمل لا أستمر أكثر من أسبوعين وأترك العمل وفي كل مرة يكون السبب إما أنني لا أتمكن من الصلاة جماعة في المسجد أو لا أدرك الصلاة أصلاً في وقتها أو نتيجة الاختلاط بالنساء وكما هو معلوم وضع النساء في مصر فالغالبية العظمى منهن تمشى شبه عارية وتضع المساحيق على وجهها ولا تجد أي حرج في الحديث مع الرجال بل والمزاح معهم. وأحياناً أترك العمل بسبب طول ساعات العمل 12 ساعة وبالتالي لن أستطيع توفير الوقت الكافي لطلب العلم والعمل به أو يكون العمل أصلاً محرما، بالطبع عانى أهلي كثيراً وفي أغلب الأحيان كانوا لا يوافقونني على ترك العمل وأجد منهم انتقادا كبيرا لي ولطريقة تفكيري، المهم بعد البحث والمعاناة وجدت فرصة عمل في الحكومة وهو أمر نادر هذه الأيام عندنا في مصر وبعد أن استلمت العمل وجدت أني سوف أعمل في مكتب كبير ينقسم من الداخل إلى 3 مكاتب مكشوفة كلها على بعضها بمعنى أني أجلس في مكتبي وأرى كل أو معظم من في المكتبين الآخرين وهذه المكاتب الثلاثة فيها 15 امرأة ما بين امرأة وفتاة وما بين مسلمة ونصرانية حيث من ال15 يوجد 6 نساء نصارى والمكتب الذي أنا فيه يوجد به 8 نساء منهن 3 فتيات عملي متصل بهن بشكل مباشر بل إن التحاقي بهذا المكتب كان بناءً على ترشيح إحدى الفتيات الثلاثة لي عند مديرة العمل ولا يوجد معي من الرجال إلا رجل واحد وهو يتعامل مع هؤلاء النساء بدون أي ضوابط شرعية ويضاحكهن ويحضر لهن الأكل والمشروبات على حسابه وهذا خاص بالثلاث فتيات وعند دخولي للمكتب أخذ يعطيني النصائح التي تركزت كلها في أنه يجب علي أن أتعامل مع هؤلاء النساء بشكل طبيعي من وجهة نظره أي أتحدث معهن وأضاحكهن لأنهن يحببن الضحك كثيراً ويقول لي عاملهن على أنهن أخواتك، وكان أول يوم لي وطول اليوم رغم أن الشغل كان كثيرا وطبيعة عملنا مع الجمهور ورغم ذلك يأتين ويرحبن بي ويبتسمن في وجهي وأنا أضطر للرد عليهن وما كان مني بعد انتهاء العمل وذهابي للبيت إلا أني قررت ألا أذهب للعمل مرة أخرى بسبب هذا الاختلاط الذي أخشى منه على نفسي حيث إني غير متزوج وأمامي الكثير حتى أتمكن من الزواج لأني لا أملك أي شيء بل إني إذا أردت الخروج من بيتي آخذ ثمن المواصلات من أبي أو أمي، فهل ما فعلته صواب فالكل يلومني على ما فعلت ويقولون لي إنها فرصة لن تأتي مرة ثانية وأنت كبرت في السن وإلي متى ستجلس بدون عمل ومتى تستطيع أن تتزوج وتكون مسئولا عن أسرة وإلى متى ينفق عليك أبوك، دلوني على الصواب بالله عليكم فأنا في حالة حزن شديد، وفي النهاية فإني لم أرسل رسالتي هذه لقسم الاستشارات لأني أريد معرفة الحكم الشرعى في تركي للعمل بسبب الاختلاط مع النساء والذي يصاحبه كلام ومزاح وكذلك حكم تركي للأعمال السابقة للأسباب السابقة الذكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك بما أنعم الله به عليك من الالتزام، ونفيدك أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإن كان عملك في المجال المختلط تخشى منه الفتنة على نفسك، فإن تركه واجب؛ لأن سلامة الدين أهم من كل شيء، وهي الوسيلة المحققة للاستفادة من الكسب، ولكنه لا بأس أن تحاول معهم قبل الانفصال عن العمل أن يوفروا لك عملا في مكان لا يوجد به اختلاط.
ونسأل الله أن يوفق إدارة المحل لمساعدتك في الموضوع، وعليك أن تستعين بالدعاء آخر الليل وبعد الفرائض ليحقق الله ذلك لك، فقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.
وفي الحديث أنه سئل أي الدعاء أسمع؟ فقال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات. رواه الترمذي وقال الألباني في صحيح الترغيب: صحيح لغيره.
وإن تعذرت الوسائل التي يمكن بها تفادي الوقوع في الحرام فيتعين ترك العمل ما لم تكن هناك ضرورة أو حاجة ملحة إليه، وتقدر الضرورة حينئذ بقدرها.
وأما ما حصل منك سابقا من ترك العمل لكونه فيه اختلاط فهو صواب إن كنت تخشى على دينك، ولم يمكنك تفادي تلك الفتنة.
ومثل ذلك ترك المكان الذي لا تستطيع فيه أن تتمكن من صلاة الجماعة إن كنت لا تتضرر في نفسك إن تركت العمل، وإلا كان ذلك عذرا في ترك الجماعة، إلا أنه يتعين التنبه إلى أن صلاة الجماعة ليس من حق صاحب العمل منع الموظف أن يصليها فإن منع من المسجد وأمكنهم أن يكونوا جماعة فهذا يجزئهم إن شاء الله.
وأما ترك العمل بسبب طول الوقت فهو غير مناسب، فالأكمل هو الصبر عليه حتى تجد عملا آخر يناسبك، وفي أثناء ذلك تحاول توظيف ساعتين أو أكثر إن تيسر في طلب العلم الشرعي، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 71139، 8677، 52712، 53143، 16879، 8528، 65294، 47332، 58722، 29129.
والله اعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شعبان 1427(13/3421)
العلاقة خارج إطار الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ سنوات كنت مرتبطا مع فتاة بعلاقة غير شرعية أي عن طريق الهاتف وقد رأيتها أكثر من مرة عن بعد , وكانت تقول إنها تحبني حبا كبير وأنا لا أستطيع العيش من دونك, حلفتها بالمصحف أي وضعت
يدها على القرآن وقلت لها احلفي أنك لم تخونيني مع أحد سواء عن طريق الهاتف أو غيره، وحلفت أنها لم تخنني ولن تكلم أحدا بعدي إن طال الزمان أو قصر, في الفترة الأخيرة زاد شكي فيها وتركتها وقلت سأحاول أن أبتعد عنها هي تعبت نفسيا وجسديا عندما عرفت بقراري معها، وقالت إنها هذه البلوى التي أصابتها في ذمتي ليوم القيامة وقالت لي ((إذا ابتعدت عني سوف أسجد لصورتك)) وإنك ستلقاها في مستقبلك وفي أهلك وفي أولادك.
ومع مرور والوقت اكتشفت أنها مع شخص آخر تكلمه بالهاتف يعني هل ما أصبها ذنب في رقبتي.؟
وهل أنا مذنب عندما تركتها وأصابتها مصيبتها.؟
وهي كذبت وحلفت على القرآن لي أنها لم تخن ولن تكلم شخصا آخر بعدي أي يعني أنها تستهزئ بكلام الله.
وقد أتعبني التفكير في هذه المصيبة ولا أعرف هل أنا مذنب بشيء أو يجب علي فعل شيء؟
أرجو منكم المساعدة بأسرع وقت وجعل الله ما تفعلون في ميزان حسناتكم يوم القيامة.
وجزاكم الله ألف خير
في انتظار الرد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى أنه يحرم على الرجل والمرأة إقامة علاقة خارج إطار الزواج وأن من ابتلي بذلك وجب عليه أن يقطع تلك العلاقة فورا، وانظر على سبيل المثال الفتوى رقم: 1072، والفتوى رقم: 10522.
فالواجب على الأخ السائل أن يتوب إلى الله تعالى من تلك العلاقة المحرمة، وليحمد الله أنه لم يقع فيما هو أكبر من مجرد علاقة، وليعلم أنه ليس مذنبا في قطع علاقته بل قد أحسن صنعا لأنه فعل الواجب عليه، فلا داعي لإشغال ذهنه بالتفكير فيما مضى وليجدد التوبة إلى الله ويبدأ صفحة جديدة يملؤها بطاعة الله تعالى والبعد عن كل ما يسخطه، وانظر لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 9463.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شعبان 1427(13/3422)
حكم تبادل رسائل الحب قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الجميل جدا وجزاكم الله خيرا
أنا شاب أحببت بنت جارنا منذ الصغر ولم أصارحها بذلك خشية من ردها لي وفي آخر سنة في الثانوية حصل لي حادث وأصبت إصابات بليغة وكانت نفسيتي تعبانة وكانت أختي تواسيني وتطلب مني أن أصارحها بكل ما بي من هموم لكي تساعدني فما كان مني إلا أن حكيت لها حبي لبنت جارنا ورغبتي بالزواج بها فما كان من أختي إلا أن قامت وأخبرتها بحبي لها فكان ردها أنها كانت أيضا تحبني فكانت أختي الواسطة بيني وبينها وتوصل رسائلي لها ورسائلها لي لمدة ثلاث سنوات ولم نلتق قط خشية أن نقع في الحرام ولم نكلم بعضنا أبدا إلا عن طريق الرسائل فقط وبعد ثلاث سنوات تقدمت وخطبتها وعقدت القران عليها واستمرت الحال على ذلك وبعد سنة تزوجنا ولم نر بعضنا إلا بعد الزواج، فهل علينا إثم في هذا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا
علما بأن حبنا لبعضنا كان والله شريفا والرسائل كانت في غاية الاحترام وا لشرف والعفة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعلوم أن الرجل أجنبي عمن يعتزم نكاحها فلا تحل له الخلوة بها ولا تبادل رسائل الحب ولا غير ذلك من وسائل إثارة العواطف ولا النظر إليها إلا عند خطبتها، فله أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، فقد روى الترمذي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل نظرت إليها قال: لا، قال: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما.
وعليه، فما جرى من مراسلة بينكما إن كان مما وصفنا في مطلع الجواب فعليكما أن تتوبا، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له كما جاء بذلك الحديث.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شعبان 1427(13/3423)
مذاهب العلماء في نظر الرجل إلى المرأة ونظرها إليه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم نظر المرأة الى الرجل سواء كانت نظرة بشهوة أو بدون شهوة؟ وماذا يفرق نظر المرأة إلى الرجل عن نظر الرجل إلى المرأة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية مع الشهوة وخوف الفتنة بالاتفاق، واختلفوا في نظره إلى وجهها وكفيها مع أمن ذلك.
فذهب الحنفية والمالكية إلى جوازه.
وذهب الشافعية والحنابلة إلى حرمته وهو الصحيح؛ لقول الله تبارك وتعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ {النور: 30} ولما في الصحيح من حديث جرير رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: اصرف بصرك. وقال لعلي كما عند أصحاب السنن: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الثانية.
وأما نظر المرأة إلى الأجنبي فقد اختلفوا فيه أيضا:
فيرى الحنفية أن لها النظر إلى ما عدا ما بين السرة إلى الركبة إن أمنت على نفسها الفتنة.
ويرى المالكية أن لها النظر إلى ما يراه الرجل من محرمه وهو الوجه والأطراف عند أمن الفتنة.
ويرى الشافعية أنه لا يجوز لها النظر إلى ما هو عورة وإلى ما هو غير عورة من غير حاجة كعلاج؛ بدليل عموم آية: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور: 31}
وبدليل ما روت أم سلمة رضي الله عنها قالت: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فقال صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلنا: يا رسول الله: أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه.
والقول الراجح عند الحنابلة يجيز نظر المرأة إلى ما ليس بعورة من الأجنبي؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد. انتهى. ملخصا من الموسوعة الفقهية.
والحاصل أن الشافعية لا يفرقون بين نظر الرجل إلى المرأة ونظرها إليه، فيحرم على كلٍ النظر جميع بدن الآخر، وهذا هو الأحوط.
ومن أهل العلم من فرق فأجاز للمرأة دون الرجل على خلاف بينهم فيما يجوز للمرأة، وهذا كله إن كان النظر لغير شهوة، أما مع الشهوة فإنه لا يجوز لأي منهما أن ينظر إلى الآخر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1427(13/3424)
حكم مداعبة المحارم والنظر إليهن بشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل نظر الأم إلى ابنها أو نظر الابن إلى أمه بشهوة حرام أم لا، وهل مداعبة الابن لأمه كما لو كان يداعب زوجته حرام أم حلال؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أجمعت الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، واتفقت العقول الصحيحة والفطر السليمة على حرمة النكاح بين المحارم، وحرمة مقدمات النكاح من النظر واللمس بشهوة ونحو ذلك. ولم يخالف فيه إلا منكوس الفطرة، عليل القلب، فاسد النظر، وإذا كان الأصل جواز النظر من ذات المحرم إلى ما يظهر غالباً كالرأس والرقبة والقدمين والكفين ونحو ذلك إلا أنه يحرم النظر إلى شيء من ذلك بشهوة ويحرم النظر إلى ما يستر غالباً كالصدر والظهر ونحوهما. قال ابن قدامة: ويجوز للرجل أن ينظر من ذوات محارمه إلى ما يظهر غالباً كالرقبة والرأس والكفين والقدمين ونحو ذلك، وليس له النظر إلى ما يستتر غالباً، كالصدر والظهر ونحوهما ... وما لا يظهر غالباً لا يباح، لأن الحاجة لا تدعو إلى نظره، ولا تؤمن معه الشهوة ومواقعة المحظور، فحرم النظر إليه كما تحت السرة. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1427(13/3425)
حكم نظر المرأة إلى المنشدين في القنوات الفضائية
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد حكم الشرع فيما يحصل في القنوات التي تسمى إسلامية، وبالذات في مسألة ظهور شباب أمرد، وأنتم تعلمون كم حذر السلف من هذا، فليت شعري ماذا كانوا سيقولون لو كانوا معنا ورأوا النساء تتفرجن على المنشدين بوجوههم الجميلة وحركاتهم الفاتنة، أسألكم أيها المشايخ الأفاضل، هل يجوز ذلك، هل يمكن أن تتفرج المرأة على المنشدين ليلا نهارا والكاميرات تقترب من وجوههم وأجسادهم دون أن تفتتن بتلك الوجوه الجميلة، هل أنا على خطأ؟ هل أسأت الظن بالنساء؟ هل يأمن الرجل على أهله يا كرماء؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيتعين على الرجل أن يحافظ على رعاية أهله وإبعادهم عن النظر للشباب بشهوة عملا بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً {التحريم: 6} وبقوله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور: 31}
وعليه أن يكون معتدلا في الغيرة فلا يفرط ويتهم النساء، ولا يهمل ما استرعاه الله تعالى وكلفه به من السعي في هدايتهن وحمايتهن مما يخدش دينهن وأعراضهن، ففي الحديث: إن من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغضها الله فالغيرة من غير ريبة. رواه أبو داود
وعليه أن يوفر البديل الصالح لأهله بدلا عما يرى فيه إفسادا لهم.
وأما من يقومون على هذه القنوات فنحسن الظن بهم ونرى أنهم إنما يريدون الخير بإيجاد بعض المسائل الترفيهية الهادفة السليمة من الموسيقى المحرمة وسفور النساء، فظهور الشاب الأمرد جائز سواء كان مباشرا أو بواسطة فيديو أو تلفزيون. ويجب على من يخاف الافتتان به أن يغض بصره سواء كان امرأة أو رجلا، وعلى العقلاء أن يبحثوا عن وسائل تحقق الأهداف المنشودة وتسلم من جميع الشرور.
وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها:
66054، 71340، 76189، 76255، 1886، 7997، 29144، 35048، 56356، 59782.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1427(13/3426)
هل تحتجب المرأة من المراهق
[السُّؤَالُ]
ـ[ابن خالتي يبلغ من العمر 12 سنة وهو عندما يأتي لزيارتنا يبقى معنا أسابيع في البيت، فهل أتحجب عنه في هذا السن أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصبي إذا بلغ اثنتي عشرة سنة ولم يكن قد بلغ بعلامة أخرى من علامات البلوغ كالاحتلام فهو في سن المراهقة، والمراهقة مقاربة الشخص للبلوغ ولما يصل إليه بعد، وفي هذه الحالة يجب على المرأة الاحتجاب منه، ولا يمنع من الدخول على النساء، لأنه ليس ببالغ، ولا يلزمه الاستئذان في الدخول عليهن، إلا في الأوقات التي يضعن فيها ثيابهن، ولكن إذا دخل وجب على المرأة أن تبتدر حجابها، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: (والمراهق كالبالغ في) حرمة (النظر) فيلزم الولي منعه منه ... لظهوره على العورات (لا) في حرمة (الدخول) على النساء الأجانب بغير استئذان، بل يجوز بدونه (إلا) في دخوله عليهن (في الأوقات الثلاثة) التي يضعن فيها ثيابهن، فلا بد من استئذانه في دخوله فيها عليهن لآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ... (ويمنعه الولي) وجوباً من النظر إليهن، كما يمنعه وجوباً من الزنا وسائر المحرمات، ويلزمهن الاحتجاب منه (كالمجنون) في ذلك. انتهى، أما البالغ فحكمه حكم الرجال.. وفقك الله لنيل رضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1427(13/3427)
مراسلة النساء الأجنبيات من دواعي الفتن
[السُّؤَالُ]
ـ[سافرت في دورة تدريبية لمدة أسبوعين بإنجلترا منذ أكثر من شهرين. خلالها قابلت فتاة متدربة لبنانية نصرانية ولم تربطني بها أي علاقة في غير حدود التدريب. هل يجوز شرعا أن أرسل لها بريدا إلكترونيا للاطمئنان عليها هي وأسرتها بعد الحرب الجارية على لبنان. جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا داعي للاتصال بهذه الفتاة، والأسلم للمسلم أن يبتعد عن مواطن الشبه ودواعي الفتن.
والإسلام يمنع العلاقة والصداقة بين الرجال والنساء الأجانب إلا في ظل الزواج الشرعي سدا لكل ما يمكن أن يجر إلى الفساد، ولذلك ننصحك بالابتعاد عن الاتصال أو العلاقة بالنساء الأجنبيات فإن السلامة لا يعدلها شيء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1427(13/3428)
وصف المرأة لجسمها عن طريق النت باب للفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[لو سمحتم عندي سؤال حيرني انا أعرف شابا عن طريق النت وطلب مني صورة حتى يشوفني ورفضت، وطلب مني بعدها وصفا لحالي ووصفت كل شيء بجسمي بالدقة، ما رأي الدين في ذلك؟ الرجاء الرد ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المحادثة بين الفتيان والفتيات أمر لا يجوز، هي من أسباب الفتنة وانتشار الشر والبلاء في الأمة، وقد سبق أن حذرنا من ذلك في عدة فتاوى، راجعي منها الفتوى رقم: 18297. وسي تبين لك بذلك أنك قد أتيت منكرا من هذه الجهة، وانضم إلى ذلك منكر آخر وهو وصفك محاسن جسدك له، وهذا من أسباب الفتنة أيضا، وراجعي الفتوى رقم: 16397، فالواجب عليك التوبة إلى الله، ونوصيك بالحرص على طاعته والبعد عن معصيته، وشغل نفسك بما ينفعها في دينها ودنياها، وصحبة الصالحات من النساء ليكن عونا لك على الخير، وقد أحسنت في رفضك إرسال صورتك له فجزاك الله خيرا.
وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم السؤال عن الحكم الشرعي للفعل المعين قبل الإقدام عليه، لا فعله ثم السؤال بعد ذلك.
كما ننبه إلى أن أكثر هؤلاء الشباب الذين يحصل التعرف عليهم عن طريق النت أصحاب مجون وعبث، همهم -إلا من رحم الله- هو اصطياد الغافلات المؤمنات، ومن كان جادا في الزواج فطريقه الشرعية معروفة وهي المأمونة العواقب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1427(13/3429)
ما تفعله المرأة إذا تحرش بها زوج أختها
[السُّؤَالُ]
ـ[سيدي الفاضل أنا سيدة متزوجة. مشكلتي أن زوج أختي تحرش بي في بيته وكانت صدمة كبرى بالنسبة لي. صارحت زوجي بالذي حصل وكذلك أختي وطلبت الطلا ق. ضميري يعذبني ولا أعرف هل أنا مذنبة؟ هل أخطأت حينما اعترفت لها؟ أرجو الإجابة في أسرع وقت ولكم مني كل التقدير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما بدر من زوج أختك هو هفوة غير مسبوقة، ولم يتكرر منه ذلك فالأولى ستره ونصحه وتذكيره بالله تعالى وأليم عقابه، وهذا الستر لمجموعة من المصالح الشرعية المعتبرة، منها: الستر على المسلم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه، ومنها: المحافظة على أسرة أختك من التفكك.
وعموما فنرشدك إلى ما يلي:
أولاً: انصحي أختك بالصبر، وأن تضع لزوجها فرصة أخرى، ولا تتعجل بطلاب الطلاق.
ثانياً: اكتمي الأمر ولا تخبري به أحداً حفظاً لسمعة هذا المسلم.
ثالثاً: التزام الحجاب الشرعي أمام غير المحارم من الرجال ومنهم زوج الأخت والحذر من الخلوة بهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1427(13/3430)
وضع الحجاب في البيت ورؤية الأجنبي المرأة بغير علمها
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كنت في البيت ومن طبيعة الحال لن أكون مرتدية الحجاب داخل البيت ودخل أحد ما ووجدني غير مرتدية الحجاب، فهل علي إثم وأنا بطبيعة الحال لن أستطيع أن ألبس الحجاب في البيت، فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من حق المسلمة إذا كانت في بيتها أن تضع حجابها، ولا يجوز لأحد أن يدخل بيتاً غير بيته إلا بعد الاستئذان ... كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {النور:27} ، ولذلك فإذا استأذن أجنبي على امرأة بالدخول فإن عليها أن ترتدي حجابها أو تجلس في مكان آخر لا يراها فيه الأجانب.
وأما إن دخل عليها بدون علم أو نظر إليها فإنه لا إثم عليها لكن يجب عليها أن ترتدي حجابها بمجرد علمها أنها في مكان يراها فيه، فقد نهى الله تعالى المرأة أن تكشف شيئاً من بدنها أو تظهر شيئاً من زينتها لغير زوجها ومحارمها المذكورين في الآية الكريمة: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ {النور:31} ، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 47117، والفتوى رقم: 65675.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1427(13/3431)
محادثة الرجال الأجانب بحجة الأخوة في الله من تلبيس إبليس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مخطوبة وأخاف من الله والحرام والحمد لله، ومسجلة في معهد وعندنا في المعهد شاب عزب صاحب دين وذو أخلاق حميدة ونحن نتحدث مع بعض في كل فترة استراحة في المعهد على اعتبار أننا أخوان في الله فهل حديثنا فيه أي نوع من الحرام وأنا خائفة أن يكون حديثنا مرافقا لمشاعر سواء عندي أو عنده فماذا علي أن أفعل لكي أتجنب الحرام والمشاكل أيضا وخاصة أنه يشبه خطيبي كثيرا شكلا وأفعالا وطباعا؟ أرجو الرد بسرعة؟
جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن حديثك مع هذا الرجل الأجنبي لا يجوز إلا عند الحاجة. ودوام المحادثة بهذه الطريقة مؤذن بفتح باب من الشر عظيم يجركم إليه الشيطان، ولذا فعليك بقطع هذه العلاقة مباشرة طاعة لربك، وصيانة لنفسك ومشاعرك. وانظري الفتوى رقم: 56052، ومحادثة ومخالطة الرجال الأجانب بحجة المحبة والأخوة في الله من تلبيس إبليس ليوقع الإنسان في حبائله وشراكه. وفقك الله لمرضاته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رجب 1427(13/3432)
إثم من يتحرش بمحارمه
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال:
والدي حاول أن يتحرش بأختي جنسياً وبعد إخبار أختي لي بالأمر أخبرتني أنه حاول أكثر من مرة حيث قد لامس صدرها (ثدييها) وأماكن أخرى حساسة، فما هو الحل والعلاج لهذا الأمر من الناحية الشرعية؟؟!!! ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن أباك إذا كان ما نسب إليه صحيحا قد خالف الشرع والطبع وارتكب أمراً عظيماً لأنه إذا كان الإنسان ممنوعاً من فعل ذلك مع الأجنبية فمع ذات المحرم أشد وأعظم؛ لما روى أحمد والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. وذلك لأن المحرم مطلوب منه الحفاظ على عرض محارمه والذود عنه، لا أن يكون هو أول الهاتكين له.
فعليه التوبة إلى الله من هذه المعصية الكبيرة، قبل أن يفجأه الموت وهو على هذه الحال، ونصيحتنا لك أخي السائل أن تبذل جهدكً في نصح والدك، ولا تتركه يخلو بأختك في مكان واحد يتمكن فيه من المساس بها، ولا تمكنه هي أيضا من ذلك، فلربما جره ذلك إلى الزنا بالمحارم والعياذ بالله، ولا بأس أن تستعين على ذلك ببعض أهل الرشد والصلاح من أهله أو غيرهم.
وننبهك إلى أن حق الأب في الإحسان بالمعروف أمر أوجبه الشرع، ولا يسقط مهما بلغ من العصيان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1427(13/3433)
مخاطبة الأجنبية المتزوجة وتخبيبها على زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوج وعندي أولاد قبل الزواج كنت أعرف فتاة وهي الآن متزوجة ومقيمة مع زوجها بالخارج تزور مصر في الصيف لمدة 20 يوما وفي هذه المدة أنشغل بها تماماً من مدة 10 سنوات، الآن أريد أتكلم معها بأي شكل لدرجة أني أرسلت لها (تلغراف) على المنزل بعد ما رأيتها مرتين وتبادلنا النظرات، فما هو رأيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مخاطبة الأجنبية برسالة ونحوها والنظر إليها تشهيا وتلذذاً بها عمل محرم، وتحريمه واضح، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، فهو مع النهي الصريح عنه وسيلة إلى محرم أعظم، ومن المعلوم أن كل وسيلة إلى الحرام فهي حرام، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 1529، والفتوى رقم: 6402.
هذا وقد اجتمعت فيما تمارسه وتقوم به مع هذه المرأة أمور تجعله أشد تحريماً:
أولها: كون هذه المرأة ذات زوج، وعملك هذا انتهاك لحرمة زوجها، وهتك لعرضه، وفي الحديث: كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه. رواه البخاري ومسلم.
ثانيها: كونك متزوجاً، والمتزوج مؤاخذ في هذه الأمور أكثر من الأعزب والدليل حد الزنا.
ثالثها: أن في ذلك تخبيب المرأة على زوجها، وفي الحديث: ليس منا من خبب امرأة على وزجها، أو عبداً على سيده. رواه أبو داود وغيره.
رابعها: عدم شعورك بالذنب، وهذا ما نلمسه من كلامك، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى من هذا العمل، وأن تصرف فكرك عن هذه المرأة التي لا تحل لك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1427(13/3434)
دخول الأهل إلى صالة النساء لتقديم الهدايا للعروس
[السُّؤَالُ]
ـ[لدى الناس عادة يوم العرس وهو أن يدخل أهل العروس والدها وإخوانها على الصالة عند النساء، فما حكم الدخول؟ يدخلون كي يقدموا الهدايا للعروس ثم يخرجوا فما الحكم؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغالب أن النساء في اجتماعهن في حفلات العرس أو غيره يكن متزينات ومتجملات بل ومتبرجات، ولا شك أن دخول الرجل الأجنبي عليهن في هذه الحالة لا يجوز، لما يترتب عليه من النظر إليهن عادة ووقوع بصره على ما لا يجوز له أن ينظر إليه منهن.
وعليه، فإذا ترتب على دخول ابن الزوجة أو أخيها أو غيرهما من الأجانب لتأدية الهدية المذكورة محظور- وهو أمر يصعب التحرز منه كالنظر إلى هؤلاء النسوة وهن على ما هن عليه من الزينة أو التبرج- فإنه يحرم، ويجب أن تنبذ أي عادة تفضي إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1427(13/3435)
هل يؤاخذ إذا أحب امرأة أجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في 17 سنة، وأحب بنتا ويعرف أهلها أني أحبها، أنا أكلم أهلها وأسأل عنها، لكني أتسنى أكلم البنت نفسها بعد ما أدخل الكلية لأن أهلي اتفقوا مع أهلها على أني أخطبها في 2 كلية، فهل حبي لها حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يؤاخذ الإنسان فيما ليس من كسبه، ولا في ما لا يملك مثل الحب، فإن الحب لا يملكه المرء، وفي الحديث: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك، يعني القلب، رواه أبوداود وغيره.
وإنما يؤاخذ المكلف على فعل الجوارح من العين والأذن واللسان واليد، فإذا نظر أو لمس أو سمع أو تكلم بشيء لا يحل له وقع في الإثم والحرام، مع العلم أنه يجوز للخاطب أن ينظر عند الخطبة إلى خطيبته كما تقدم بيانه في الفتوى رقم: 27234.
وفقك الله لكل خير وعصمنا وإياك من الحرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1427(13/3436)
حكم معانقة العائد من السفر زوجته في مكان عام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرء أن يعانق زوجته في مكان عمومي (عند الرجوع من السفر مثلاً، أو غير ذلك من المواقف) ؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعانقة الزوجة في مكان عمومي إن كانت بقصد الشهوة والاستمتاع، فإن ذلك ينافي الحياء وكمال المروءة، والحياء من الإيمان، كما ورد في الحديث الشريف، فقد قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان. رواه البخاري.
وإن كانت المعانقة لا بقصد الشهوة والاستمتاع، كما إذا كانت عند الرجوع من السفر فلا نرى بها بأساً، مع أن تركها أسلم من أن يظن بالفاعل ظن لا يليق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1427(13/3437)
سكن المرأتين مع شاب أجنبي في شقة واحدة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أعيش مغتربة في وطن عربي إسلامي, وأسكن في غرفة ماستر لحالي في شقة مع عائلة عربية مسلمة وتسكن في غرفة أخرى فتاة من نفس جنسيتي, وفي فترة الصيف سافرت العائلة التي نسكن معها, وقامت بتأجير الصالة التابعة لشقتهم لشاب مسلم لمدة شهرين على أساس أن تلتحق به زوجته التي تعيش في بلد آخر. ولكن مضى على إقامته في الشقة لوحده مدة أسبوعين حيث إن الصالة التي يسكن فيها بعيدة عنا ومنفصلة عن غرفنا, فلدينا ممر خاص بنا وممر خاص به، فقط الباب الرئيسي الخارجي الذي يؤدي إلى الشارع مشترك. ولا نلتقي به بتاتا، وكذلك يستعمل نفس مطبخنا, ولهذا الأخير بابان , باب خاص بنا وباب في الجهة الأخرى من الصالة خاص به, وعندما يكون في المطبخ لا ندخل حتى يخرج ويغلق الباب الخاص به إذ أنه يدخل المطبخ فقط لاستعمال الثلاجة. لذا فجزاكم الله خيرا أريد أن تفيدونني إذا كان هذا الأمر حراما أم لا, أي السكن مع شخص أجنبي في شقة واحدة بالرغم من أننا منفصلين عنه تماما ولا نراه. وما عساي أفعل , أفيدوني أفادكم الله.
أرجو أن تكتبوا الإجابة مباشرة تحت السؤال ضمن موسوعتكم, وأن لا ترسلوا الجواب على بريدي الإلكتروني لأنني لا أستطيع قراءته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن وجود فتاة وشاب أجنبيين في شقة واحدة ليس بها غيرهما أو غير فتاة أخرى يعتبر من أكبر جوالب الفتنة، وقد اشترط أهل العلم لإباحة مساكنة الرجل للنساء من غير محارمه أن لا تتحد المرافق بينهما كالممر والمطبخ أو الخلاء ونحو ذلك، قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى: فإذا سكنت المرأة مع أجنبي في حجرتين أو في علو وسفل أو دار وحجرة اشترط أن لا يتحدا في مرفق كمطبخ أو خلاء أو بئر أو سطح أو مصعد فإن اتحدا في واحد مما ذكر حرمت المساكنة لأنها حينئذ مظنة الخلوة المحرمة وكذا إن اختلفا في الكل ولم يغلق ما بينهما من باب أو يسد أو أغلق لكن ممر أحدهما على الآخر أو باب مسكن أحدهما في مسكن الآخر انتهى. وأنت ذكرت أن الباب الرئيسي الخارجي الذي يؤدي إلى الشارع مشترك بينكما وبين ذاك الشاب وأنه يستعمل نفس المطبخ الذي تستعملانه، وعليه فالواجب أن تتركا مساكنة هذا الشاب إن وجدتما إلى ذلك سبيلا، وإن لم يتيسر لكما ذلك وكنتما مضطرتين إلى ما أنتما عليه من مساكنته فإن الضرورات تبيح المحظورات، وينبغي في تلك الحالة أن تسكن إحداكما مع الأخرى فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1427(13/3438)
الرسائل المتبادلة بين الفتى والفتاة الأجنبيين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في العشرين من عمري تعرفت على بنت من عائله محترمة وقد بدأت معها برسائل ثم زاد الحب بيني وبينها إلى أن أصبح كل منا لا يحتمل فراق الآخر وأنا صرت أكلمها دون علم أهلها وكنت لا أصلي وقد علمتني الصلاة والحلال والحرام وطيبة القلب والمسامحة على من اعتدى علي برغم أنها أصغر مني سنا بأربع سنين
وأنا أحبها كثيرا لكن حب كلام فقط ولم يحدث شيء بيني وبينها لأننا نحب بعضا ونحترم بعضا
وفي يوم الثلاثاء 11/7/2006 صادت الأم بنتها وهي تكلمني وقامت الأم وابنها بضرب البنت وإبعادها عني وقد قاموا بسحب التلفون وحبسها في البيت، وقامت البنت بحرمان نفسها من الأكل إلى اليوم 17/7/2006 ...
ولم أعرف ماذا أفعل هل أقابل أباها أو أعلمه أني لا أستطيع الابتعاد عنها أو ماذا أفعل، أنا كلمت أبي وأمي لكي يخطبوها لي، لكن الخوف من أبيها لأنه لا يرضي بي لأنني أقل منه في اسم العائلة والناس لا يقدرون الحب بل يقدرون التفاخر والشخصيات، وأنا سوف أنتظر الرد لكي أفعل ما تأمروني به
جزاكم الله ألف خيرا، وأسكنكم الفردوس الأعلى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمحادثة بين الشباب والشابات في التليفون أو الإنترنت أو غيرهما باب فتنة، والواقع خير شاهد على ذلك، وادعاء أن هذه الفتاة هي التي علمتك الصلاة والحلال والحرام وطيبة القلب والمسامحة لمن اعتدى عليك غير مُسلًّم، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وفتنة النساء من أعظم الفتن، وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
وإذا تقدم الشاب للخطبة، فهذا هو الصواب، وينبغي أن يُعْلَم أن الخاطب أجنبي عن خطيبته ما لم يتم عقد القران بينهما.
وعليه، فالذي ننصحك به في هذا الموضوع هو أن تتقدم لخطبة الفتاة بواسطة أبيك وأهلك أو بأية واسطة أخرى تراها مناسبة، فإن استجاب أهلها لطلبك فذاك، وإلا فاقطع صلتك بها نهائيا. واعلم أن النساء غيرها كثيرات، والعاقل من لا يعلق نفسه فيما هو يائس من الحصول عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1427(13/3439)
خروج المرأة مع أجنبي بصحبة أخته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة جامعية ولي زميلة اخترقت حياتي وخصوصياتي، وأخيرا طلبت مني أن أخرج معها في نزهة على أن يكون أخوها معنا، وأنا رفضت وبعدها تباعدت عني ولكن المشكلة أن أخاها زميل لي، ولكن كلما يراني أشعر أنه يمارس عادتة السرية وهو يراني أمامه، وهذا مما جعل الشك بين الناس أن فلانا سيخطب فلانة، وأنا لا أعرف كيف أنزع هذا الشك من الناس حتى لو أنه هناك شخص يريد الارتباط بي يتراجع فورا وهذا حق ولكن ماذا أفعل مع أني ملتزمة جدا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يحتمل أن تكون هذه المرأة قصدت التعرف عليك لتساعد أخاها في الزواج بك، وأرادت أن تلتقيا في تلك النزهة، وبناء على هذا الاحتمال فعلى الأخ أن يتقدم للأمر من بابه المشروع فيتقدم لخطبتك ويكلم أهلك في الموضوع، وإذا ظهر لك أنه مرضي خلقا ودينا فاستخيري الله تعالى في الزواج به وتوكلي على الله، وقد أحسنت في عدم الذهاب للنزهة معهم إذ لا يؤمن من حصول خلوة أو غير ذلك من المحظورات، وإذا لم يتقدم لخطبتك وخشيت أن يحول ما شاع عند الناس عن تقدم غيره من الخطاب لك فيمكنك الاستعانة بزميلتك لتكلمه حتى يعلن أنه لا يريد الارتباط بك، وعليك بغض البصر عن الرجال والبعد عن زمالتهم والاختلاط بهم، وادعي الله أن يرزقك زوجا صالحا مرضي الدين والأخلاق، واستعيني بالعفة، ولا مانع أن تعرضي الأمر على من ترضينه بواسطة إحدى محارمه أو أحد محارمك، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 11045، 32981، 65760، 9990.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1427(13/3440)
الدروس الخصوصية لخليط من الأولاد والبنات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدروس الخصوصية التي يتم فيها الاختلاط بين الأولاد والبنات. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الاختلاط بين الذكور والإناث البالغين على وجه محرم، وهو ما كان اجتماعا في مكان واحد دون مراعاة للضوابط الشرعية من غض البصر وعدم الخضوع في القول والتبرج واللمس ونحو ذلك فهذا الاختلاط بهذه الصورة منكر عظيم يحرم حضوره إلا لمنكر على فاعليه فعلهم، لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ {النساء:140} وعليه لا يجوز التدريس الخصوصي في مثل هذا الاختلاط لما في ذلك من الإقرار بهذا المنكر، ولما يعود به من الضرر والفتنة على المدرس نفسه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الثانية 1427(13/3441)
الخروج مع الأجنبية ومجالستها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 26عاماً وشهادتي بكالوريوس، بعد تخرجي وذلك منذ حوالي سنة تعرفت على فتاة وتعلقت بها كثيراً وأحببتها وبعد تطور العلاقة التي بيننا أصبحت تواعدني وتخرج معي وهي أول فتاة تخرج معي وإن شاء الله آخر فتاة وقد خرجت معي حوالي 10 مرات لا أكثر، وبعد أن أصبحت تخرج معي أصبحت أفقد حبي لها لأني أصبحت أقول في نفسي أنها سلمت نفسها لي فمن الممكن أن تسلم نفسها لغيري، وفي آخر مرة وذلك منذ فترة قصيرة جداً خرجت معي وذهبنا إلى أحد الغابات وبينما أنا جالس معها هجم علينا 8 أشخاص وضربوني إلى أن فقدت الوعي ثم ضربوا الفتاة واغتصبوها ولكن الفتاة لم تفقد (عذريتها) وأصبحت الفتاة حالتها سيئة جداً وأصبحت لم أعد أفهمها، فيمكن ذلك من شدة الصدمة من الذي حصل لها، وأصبحت بعد ذلك متعلقاً بها أكثر لأني أعتبر نفسي أني المسؤول عما حصل لها وأريد أن أقف لجانبها لأنها كانت معي ولم أستطع أن أحميها من أولئك الأوغاد وأن ذنبها في رقبتي ففكرت وقررت أن أتقدم لخطبتها وأتزوجها لكي أستر عليها، ولكني خائف جداً من هذا القرار فأنا أخاف أن لا أتفاهم معها في حياتنا الزوجية لأني لا أدري ما هي نظرة الفتاة لي بعد الذي حصل ونظرتي لها رغم أن الذي حصل ليس بيدها ولا بيدي ذنب وأنا الآن لا أستطيع أن أفمهما ربما من شدة الصدمة من الذي حصل لها ورغم أن أهلي معارضين لزواجي لأنهم قالو إن سني مبكرة على الزواج ولست جاهزاً الآن، ولكني قلت لهم أني أريد أن أخطبها الآن فقط وبعد سنتين سأكون جاهزاً بإذن الله وأتزوجها وذلك لأني أريد علاقتي بها رسمية وبالحلال أمام الناس وأمام الله، فهل ذلك هو القرار السليم، أرجو أن تساعدوني لأني لم أعد أستطيع، ماذا أفعل أرجوكم أرشدوني الله يوفقكم..! هل أتزوجها ويغفر لي ولها الله لأني أصبحت أحس أن ذنبها في رقبتي ... وما هي نظرة الفتاة لي بعد الذي حصل، وهل نستطيع أن نستمر في حياتنا إذا شاء الله وتزوجنا، وهل ستكون ذريتنا صالحة ... ! أريدكم أن ترشدوني وتعطوني حلاً سريعاً لأسئلتي لأني لا أنام من قلقلي من هذا الموضوع وشعوري بالذنب.. رغم أني أرسلت لأكثر من موقع ولم يجبني أحد؟ والله ولي التوفيق.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أخي الكريم قبل أن تفكر فيما تفكر فيه أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً مما بدر منك، وأن تعلم أنه لا يجوز لك أن تخرج وتخالط هذه الفتاة لأنها أجنبية عنك، وأنك ولو خطبتها فستبقى أجنبية عنك، لا يحل لك النظر إليها ولا الجلوس أو الخروج معها، حتى يتم عقد النكاح، فإن تم عقد النكاح فهي زوجتك وإن لم يتم الزفاف.
وأما عن نصيحتنا لك فنقول: إن كانت هذه المرأة قائمة بحدود الله تعالى محافظة على أركان هذا الدين العظيم، ولكنها وقعت في زلة وهفوة، ويغلب على ظنك أنها ستستجيب لنصحك وتذكيرك، فلا مانع من الزواج بها، بل هو الأفضل ستراً لها، وتكفيراً عما فعلته معها من خروج وغيره، وكان الواجب عليك أن تبتعد عنها، وتنصحها بخطر هذا الطريق غير الشرعي في العلاقة، ولكنك تماديت معها وغررت بها، عفا الله عنكما وتجاوز عن ذنبكما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1427(13/3442)
جلوس المرأة في المسجد مع طفلها ومعلمه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل وجودي في المسجد بعد الصلاة ومعي طفلي لتسميع ومراجعة القرآن الكريم وقراءته على إمام المسجد وقد نكون وحدنا هناك، فهل ذلك يعتبر خلوة، وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الطفل الذي معك قد بلغ من العمر والدراية ما يؤهله لأن يستحى منه فلا يعتبر انفرادكما مع الإمام المذكور خلوة، وإن كان صغيرا أو كان لا يعقل اعتبر وجوده كالعدم، واعتبر جلوسك مع هذا الرجل خلوة محرمة، فيجب عليك الابتعاد عنها والتوبة إلى الله مما مضى، وانظري الفتوى رقم: 50082، وننبه الأخت السائلة إلى أن جواز قراءة المرأة على الرجل الأجنبي مقيد بعدم الخلوة والأمن من الفتنة وعدم التكشف والخضوع في القول، وإلا حرم ذلك كما سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 36174.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1427(13/3443)
كلام المرأة مع الرجال بواسطة الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في أوائل العشرينيات، في عمر المراهقة تعرفت على شاب ومارست معه الحرام وأعطيته نفسي، المهم بعد حوالي سنتين بهذه الطريقة مع هذا الشاب انفصلت عنه وأنا نادمة أشد الندم على ما فعلته وقلت لنفسي بأن لن أعطي نفسي لشاب بهذه الطريقة من ممارسة الحرام، والآن بعد مرور حوالي سنتين وأنا أصلي وأكثر من لبس الحجاب لكي أنوي نية الحجاب عن قريب وأحاول من الإكثار من عمل الخير، ولكن لدي أسئلة أتدري لو هذه الأشياء أثرت أو تؤثر على توبتي، السؤال الأول: يوجد شاب هو بمثابة أخ لي رغم أنه كان سوف يتقدم لي لكنني رفضت وهو يعلم الآن أنني أعتبره أخا، فهل حرام إذا اتصلت به لأسأل عنه كما هو يتصل ليسأل عني أو حتى إن لم يتصل، هل حرام إذا اتصلت عليه في يوم عيد مثلا لأهنئه أو إذا وجدته على net مثلاً أو إذا أعطيته رقمي الجديد، هل هذا عادي ولم يؤثر أو لم يكن يؤثر على توبتي, مع العلم بأنه في بلاد أخرى؟
السؤال الثاني: يوجد شاب في بلد آخر أيضا يريد أن يتقدم لخطبتي وأنا موافقة إلى حد ما، ولكن قلت له بأنني أريد أن أكمل تعليمي، فهل عادي أيضا في هذا السؤال أن أتحدث مع هذا الشاب في الـ net أو أن أسأل عنه عندما يسأل عني إن كان هذا عن طريق رسالة أو اتصال أو حتى إن لم يتصل عادي أتصل به في يوم عيد مثلاً أو عادي أن أعطيه رقمي الجديد، فهل هذا يؤثر على توبتي, كما ترى من السؤالين أنهما تقريبا متشابهان، ولكن لا أدري يمكن لكل حالة جواب، فهل ما أفعله حرام ويؤثر على توبتي أو أنه شيء عادي أن أسأل على من يسأل علي أو أنه بحسن نية مني أن أتصل وأبارك في العيد مثلاً حتى إن لم يتصل، وهذا لاحترامي لذاك الشخص أو أن أسأل عليه حتى إن لم يسأل، خاصة في السؤال الثاني طبعا كل هذا وأنا أحترم نفسي لقد تعلمت مما سبق وأنا الآن عقلت عن قبل ولا أريد أن أغضب الله سبحانه وتعالى في شيء أريد أن أسير في الدرب الصحيح، وإن كان هذا حراما فماذا أفعل أترك من يسأل علي أو ماذا أقول خاصة لسؤال الثاني, فكما ترى أنها أشياء فيها صفاء نية إن كانت في السؤال الأول فهو كأخ وفي السؤال الثاني فهو شخص يريد أن يتقدم لي؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئاً لك بالتوبة, واحرصي على الاستقامة, وابتعدي عما يجرك لماضيك. وأما الكلام مع الرجال فهو مباح إذا ضبط بالضوابط الشرعية، بأن كان في حدود الأدب ولم يكن فيه خضوع بالقول ولا ما يثير الريبة ولم تحصل خلوة شرعية.
إلا أن الأولى البعد عنه إذا كان بواسطة الإنترنت لأن كلا من المتحدثين يتحدث وهو خال بنفسه وبمحدثه, وقد يغويه الشيطان فيضعف أمام نفسه وينجر للرذيلة والفساد. وعليك بدعاء الله أن ييسر أمورك ويرزقك زوجاً صالحاً، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30792، 11507، 38423، 20415، 61937، 32981.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1427(13/3444)
إيضاح حول فتويين تتعلقان بالدراسة المختلطة
[السُّؤَالُ]
ـ[لاحظت أنكم أحيانا تحرمون الدراسة في الجامعات المختلطة للبنات مثل الفتوى رقم 10308، وأحيانا تغضون الطرف عنها مثل الفتوى رقم 48805، فإلى ماذا يرجع الاختلاف في رؤية هذه المسألة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الفتويين اللتين أشرت إلى رقميهما ليس بينهما تعارض. ذلك أن الأولى يقول السائل في سؤاله: قرر أبي منع أختي البالغة من العمر 16 سنة من مزاولة الدراسة بحجة الحفاظ عليها من شرور حثالة المجتمع.
ما هو رأي الشريعة في هذا الأمر؟
فأجبناه بأن منع أبيه لأخته من مزاولة الدراسة في المدارس المختلطة حفاظا عليها من الفساد صواب، بل إن ذلك مما أوجبه الله تعالى عليه من رعاية ما استرعاه الله فيه، والقيام بالمسؤولية التي جعلها الله ملقاة على عاتقه ...
وقلنا إنه إن وجد مدارس للبنات وكانت مناهجها خالية من الانحراف العقدي والفكري، فلا بأس أن يدرس ابنته فيها ما ينفعها من أمر دينها ودنياها.
أما إن لم يجد إلا المدارس المختلطة أو المنحرفة في مناهجها، فلا يجوز له أن يسمح لابنته بالدراسة فيها، بل لا يجوز لأي أحد من المسلمين - ذكرا كان أو أنثى - أن يدرس فيها، لما فيها من الخطر على المرء في دينه وخلقه.
ولا نظن أن أحدا من المسلمين يمكن أن يشك في أن ما ورد في هذه الفتوى هو الجواب المناسب لهذا السؤال.
وأما السؤال الثاني فلم يكن موضوع الاختلاط هو المشكلة المطروحة فيه، لأن السائلة صرحت فيه بقولها: أنا لا أخالط أحدا من الزملاء ولا أتعامل معهم ولا حتى أبدأهم بالتحية إلا إذا حياني أحدهم أرد بما يرضي الله. فموضوع الاختلاط لم يكن يشكل مشكلة كبيرة، فأنا كما ذكرت لا أخالط أحدا من الشباب ... إلى آخر ما ذكرته.
فأجبناها بأننا لا نرى مانعا من عودتها إلى الدراسة، إذا كانت محتاجة إليها، بشرط أن لا تخل بشيء من الواجبات الشرعية، وأن تحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها. وأنه ليس في عودتها هذه إخلاف لوعد الله وعهده، لأن ما ذكرته في السؤال لا يعدو قولها (تضيع الدراسة ولا تضيع الصلاة) ، وهذا عهد كل مسلم وواجبه.
فإذا قارنت بما أجبنا به هنا وهناك وجدت أن كلا من الفتويين كانت حسب المعطيات الواردة في السؤال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1427(13/3445)
زنا لا يجب فيه الحد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل متزوج تعمل معي امرأة مطلقة في محل فيه أنا وهي فقط، لقد فتنت بها حتى راودتني نفسي أن أعمل معها الحرام ووقعت معها في ملامسات عديدة، إني أحمد الله أنني لم أقع معها في الجماع، عرضت عليها أن ترتدي الخمار فرفضت لأن لباسها مجسد، لم أطردها من المحل خوفا من الله، وأنا الآن نادم، وأسأل الله أن يتوب علي فما الحكم في مشكلتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته من الخلوة بتلك المرأة مما أدى إلى فتنتك بها ومراودة النفس لفعل الحرام معها، وما وقعت فيه من الملامسات العديدة لبدنها، كلها أمور محرمة. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد، والترمذي، والحاكم.
ونقل الإمام الشوكاني الإجماع على تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية.
وعن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني والبيهقي. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
واعلم أن ما وقعت فيه مع تلك المرأة يعتبر زنا بالمعنى الأعم وإن لم يجب فيه الحد. ففي الحديث الشريف: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه مسلم.
ثم اعلم أنك إذا كنت –حقا- تخاف من الله فالصواب هو أن تفصل تلك المرأة عن العمل معك، أو أن تتزوجها إذا كنت تطمع في تعديل سلوكها وحملها على تطبيق أوامر الله في الزي وفي غيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1427(13/3446)
غلو الفتاة في حب معلمتها
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: هل يعتبر حب الشخص لذاته وأخلاقه نوعا من الاعجاب؟ علما بأن ابنتي تحب معلمتها حبا كثيرا ولكنها تحبها لدينها وأخلاقها لدرجة أنها تقلدها في الصلاة وفي التستر ولكنها تحبها حبا كثيرا مثل ما ذكرت سابقا ومستعدة لتنفيذ أي عمل تطلبه منها فهل يعتبر ذلك نوعا من الإعجاب وما حكمه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم العشق وأنواعه ودواعيه وكيفية علاجه وذلك في الفتوى رقم: 8424، وهنا قد يكون حب الفتاة لمعلمتها حبا أخويا مصدره إعجاب بأخلاق معلمتها والتزامها وسلوكها فتقلدها في طريقة أدائها أو حديثها أو هيئة لباسها العفيف المشروع ونحو ذلك, وهذا لا حرج فيه ما لم يصل إلى الغلو الممنوع كأن تعجب وتبارك كل ما يصدر منها سواء أكان مشروعا أم غير مشروع, وكأن تقلدها في كل شيء تفعله دون أن تعلم حكمه هل هو مشروع أم لا وهكذا، ومما هو ممنوع أيضا أن يكون حبها لمعلمتها فيه شذوذ كأن تلتذ بصوتها أو جمالها ونحوه. وقد بينا حرمته في الفتوى المحال إليها سابقا.
ومهما يكن من أمر فتشبه المرأة بمثلها من أخواتها المسلمات لا حرج فيه ما لم يكن في أمر محرم، مع التنبيه إلى أن الغلو في ذلك لا ينبغي؛ لأن الإفراط في محبة أي شخص قد ينعكس سلبا. ولذا قيل أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما.
وقد تؤدي كذلك إلى أمر محرم فلا تنبغي المبالغة في شيء من ذلك, ولكن تضبط المحبة بضوابط الشرع وتكون لله وفي الله, حينئذ تدوم وتنفع أصحابها, وما عدا ذلك فهو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فننصح تلك الفتاة أن تضبط حبها لمعلمتها بضوابط الشرع, وأن لا تغالي فيه, وأن يكون لله وفي الله.
ونسأل المولى جل وعلا أن يهدي قلبها وأن يرشدها إلى سواء الصراط, وأن يرزقها رفقة صالحة تعينها على طاعة ربها والتزام أوامره واجتناب نواهيه, وأن يجعلها ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1427(13/3447)
تدريس النساء في المسجد بغير ستار
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي النصيحة التي توجهونها للأئمة الذين يدرسون النساء في بيت الله بدون ستار؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به الأئمة والمدرسين وغيرهم هو تقوى الله عز وجل، وإذا وجدوا من يدرس النساء من بنات جنسهن فلا شك أن ذلك أفضل وأولى، وإذا درسهن الرجال فلا مانع من ذلك، ولكن عليهم أن يحذروا مما يخالف الشرع من الخلوة, وعلى النساء أن يلتزمن بالتستر وعدم الخضوع بالقول, وإذا استطاعوا أن يضعوا ساتراً فلا شك أن ذلك أفضل وأحوط. وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 36174.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1427(13/3448)
الفصل بين الجنسين قدر الإمكان متعين
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أولا أن أشكركم علماءنا الأفاضل على مجهوداتكم الطيبة لنصرة دين الله عز وجل.. بارك الله فيكم
المشكلة هي على الشكل الآتي:
لقد تم بفضل الله إنشاء جمعية إسلامية خيرية بإحدى المدن المغربية.. المهم أن الجمعية الآن تحتاج لمقر والذي سيتم كراؤه عما قريب.. السؤال الذي يحيرني هنا هو كالآتي:
الجمعية تضم شبابا وبنات، الحمد لله كلهم على خلق جيد وهم متأدبون بآداب الإسلام، لكن هل هذا يمكننا من الاجتماع سويا في المقر قصد الإعداد للمشاريع وتطويرها؟ هل يعتبر هذا الأمر خلوة؟
للإشارة فالجمعية تضم حوالي 40 شخصا عدد الإناث فيها أكبر من الذكور، أضف إلى ذلك أن هناك منهم من غير فئة الشباب (رجل أعمال، مدرسة، ربة بيت ... ) لكن عددهم قليل جدا.
وقد كنا نستفيد إلى حدود الأيام الأخيرة من مقر بمؤسسة دار الشباب إلا أن هذه الإمكانية الآن أصبحت غير متوفرة..
عذرا على الإطالة وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن فتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطرا وضررا؛ كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء, فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
واختلاط الرجال بالنساء على الوضع الشائع الآن يعد من أكبر دواعي الفتن والفساد. قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور: 30 - 31} وروى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء, فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
لذلك فإن نصيحتنا لكم هي أن تفصلوا بين الجنسين في المدخل والمخرج والمرافق وغير ذلك, وأن يكون التواصل بينهما عبر الأزواج والزوجات أو الإخوة والأخوات, وإذا احتيج إلى غير ذلك فليكن عبر الهاتف وفي حدود ما تدعو إليه الحاجة دون دخول فيما لا تدعو إليه, ودون أي خضوع في القول, فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح, والسلامة لا يعدلها شيء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الأولى 1427(13/3449)
أضرار العلاقات المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة منذ حوالي السنة لدي طفلة صغيرة، في الفترة الأخيرة لاحظت بعض التغيرات من تصرفات زوجي وذلك عن طريق توصيله لزميلته في العمل وفي بعض الأحيان في المساء مع عدم اقتناعة بأن ذلك خطأ مع العلم أنه يعمل خارج مدينة الدوحة أي هناك مسافة كبير من العمل للمنزل، وقد ذهب أحد أقربائي لزيارته في عمله ووجده في مكتبها والباب مغلق عليهما، وقد دفعني في الآونة الأخيرة لتفتيش هاتفه المحمول ووجدت أن رقم هاتفها يتكرر أكثر من مرة خلال ساعات العمل ولا أدري ما حاجتهما للاتصال ببعضهما أثناء الدوام مع العلم أن مكتبه بالقرب من مكتبها وعندما واجهته لم يجب شيئاً وأصبح يمسح المكالمات من هاتفه، هل أقوم بالاتصال بها وأخبرها أن تبعد عن طريق زوجي، حياتي معه أصبحت جحيما ومشاكل وشك ولا أدري ماذا أفعل مع العلم أننا شباب في مقتبل العمر ونتساعد معاً من أجل بناء حياتنا ولا يوجد أي مشاكل بيننا وأضع كل راتبي في البيت ولا أدخر منه شيئاً، وأريد أن أغير وأدخر شيئاً للمستقبل لتربية طفلتي، مع العلم أنني لا أريد أن أهدم بيتي، وعندما تزوجنا أخبرني بأنه يصلي وهو الآن لا يصلي مع تذكيري الدائم له بالصلاة مع العلم بأنني ملتزمة والحمد لله. ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يفرج عن الأخت السائلة، وأن يصلح زوجها، ويلهمه رشده، ويتوب عليه من هذه العلاقة المحرمة، وأن يصرف عنه هذه المرأة، وعليها بالصبر والاستعانة بالله عز وجل وبذل النصيحة له، وتذكيره بالله عز وجل وعقوبته، ويمكن أن تستعين على ذلك بمن تراهم أهل صلاح ودين، فينصحونه ويخوفونه بالله لعله يعود إلى رشده وينتهي عن غيه.
ولتكثر من الدعاء له بالاستقامة والرجوع إلى الله تعالى، وخاصة في أوقات الإجابة في الثلث الأخير من الليل ودبر الصلوات المكتوبة وفي أثناء السجود لعل الله تعالى يهدي قلبه.
ويجب على الزوج أن يتقي الله وأن يتوب من هذه المعصية، ومن ترك الصلاة، وتراجع نصائح وتوجيهات في شأن الصلاة في الفتوى رقم: 4510، أما عن اتصالها بهذه المرأة؟ فلها ذلك إن تأكدت حقا بأن لها علاقة مع زوجها.
وما سبق بيانه هو الحكم شرعي، ونرشد الأخت إلى مراسلة قسم الاستشارات بالشبكة للمزيد من التوجية وأخذ المشورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الثاني 1427(13/3450)
العلاقة مع امرأة أجنبية قبل زواجها وبعده
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى جميع من هو قائم بالعمل في هذه الشبكة الموفقة والدالة على الخير.. أخبركم أني أحبكم في الله وسؤالي هو:
أحببت فتاة تكبرني بـ 7 سنوات وأنا عمري الآن ولله الحمد 32 سنة وهي 39 سنة وكانت علاقتنا كبيرة جدا تحتوي (غفر الله لنا) مكالمات هاتفية ومقابلات غير شرعية وقد تمسكت بقراري بعدم الزواج بغيرها وجاهدت أمي وأبي على الموافقة طيلة 3 سنوات فلم يوافقوا حتى أن الفتاة التي أحببتها تقدم شخص أخر وقد ملت من الانتظار ويشهد الله أني فعلت جميع ما بوسعي لأتزوجها وتدخل في الموضع أخوالي وأعمامي ولكن رفض والدي ووالدتي هو:
1 ـ أن الفتاة تكبرني ب7 سنوات
2 ـ أنها خانت أهلها وتكلمت معك بالهاتف وقد عرف الوالد أنا تخرج معي وأن هناك مكالمات ومقابلات.
3 ـ أنها في نظر أمي غير جميلة وأنا ولله الحمد شاب وسيم.
تغيرت أحوالي بعد أن عقد قرانها على شخص غيري فتغيرت أحوالي مع أمي وأبي وإخوتي وكل من حولي فلا أطيق أن أسمع لهم أو أكلمهم حتى أني أقضي وقت الوجبات مثل الغذاء فقط أمامهم دون الحديث معهم من شدة حبي للفتاة وأنها قد عقد قرانها لجأت إلى الله عز وجل أن يبدلني خيرا منها علما أني ولله الحمد شاب متدين محافظ على الصلاة وبر الوالدين ومن نعم الله علي أني دائم الابتسامة ومحب للخير للمساكين والمحتاجين (لا أزكي نفسي والله أعلم بما أقول) حافظت على الصلاة مبكرا لكي أقوم بقراءة القرآن وإكثار دعاء الهم والحزن والكرب ودعاء المصائب ولكن بعد فترة من خطوبة الفتاة التي كنت أحبها لم تستطع هي البعد عني وقامت بمراسلتي عبر الجوال وتتصل علي وتخبرني أنها غير سعيدة بهذا الرجل الذي تزوجها وهي تفكر ليل ونهار حتى أنها أخبرتني أنه حين يريد أن يقبلها تفكر أنه أنا ولا زالت تكلمني بالهاتف ووالله أني أقوم بردها على ما تفعله وأقدم لها النصيحة بأن تلجأ إلى الله والدعاء آخر الليل وأن تقوم الليل ولكن ما هو الحل وما هو الحكم علينا في مثل هذه الأمور.. علما أن أبي رجل شديد التعامل معه ولكبر سنه وتمسكه بالعادات القديمة ويقول إنها خانت أهلها وممكن أن تخونك في يوم من الأيام.. أتأكد أني على ثقة من هذه الناحية فحبها لي كبير جدا..
أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا وما هو الشيء الذي تنصحوني به في مثل هذه العلاقة وخاصة بعد عقد قرانها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم – بارك الله فيك أنك رتكبت ذنبا وقارفت إثما بعلاقتك بهذه المرأة قبل زواجها وبعد زواجها، والأخيرة أشد، أما قبل زواجها فإنه لا يحل لك أن تربط علاقة مع فتاة أجنبية، وتحادثها عبر الهاتف، وتقابلها، ونحو ذلك، لغير داع يقتضي ذلك بدعوى محبتها ورغبتك في الزواج بها.
وأما العلاقة بها بعد زواجها فالأمر أشد، والإثم أعظم، لما فيها من افساد للزوجة على زوجها, وهذا من الذنوب العظيمة، وفي الحديث: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. أخرجه أحمد وابن حبان.
ولذلك يجب عليك قطع علاقتك بها، ومن ذلك عدم الرد على اتصالها مطلقا.
وعليك التوبة إلى الله من هذه العلاقة بشروط التوبة من الندم على ما فعلت, والإقلاع عن هذا الذنب, والعزم على ألا تعود، إن كانت لك يد في استمرار هذه العلاقة.
ولتحرص على بر والديك رضاهما، ولتأخذ برأيهما في موضوع زواجك، ونسال الله أن يدفع عنك حب هذه المرأة، ويصرف قلبك عنها، وراجع الفتوى رقم: 9360، في علاج العشق، كما قرره ابن القيم رحمه الله، واعلم أن ما تخوف منه والدك وارد جدا, ولا يغرك زخرف القول منها الآن, فالشيطان يدفعها ويدفعك إلى هذه العلاقة المحرمة, وربما إذا ظفرت منها بالحلال تغير الأمر وتبدل كما هو مشاهد مجرب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1427(13/3451)
خلوة الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي خاص جدا وأتمنى أن تردوا علي بأسرع وقت ممكن لأني أعيش في قلق لا يعلمه إلا أرحم الراحمين وجزاكم الله عني كل خير.
كما تعلمون أنا من أشد المعجبين بموقع هذه الشبكة العزيزة على قلبي كثيرا وربنا يعلم. فقد سبق وأن استفسرت هل هناك إثم في عيشي مع أمي وبناتي وأنا أرملة وبدون محرم في نفس وطني ولكن في مدينة غير مدينتي وذلك بسبب ظروف وظيفتي وأجبتوني شاكرين أنه لامانع بإذن الله لأن المحرم يجب حضوره عند السفر فقط. هذا تذكير فقط لكي أتطرق لسؤالي وهو: عندما يخرب شيء في بيتي مثل إصلاح كهرباء أو إصلاح نجارة أو فرش سجاد جديد أو ضرب بويه لغرف البيت " رنج " أو إصلاح الستلايت...........إلخ أضطر إلى إدخال هؤلاء العمال إلى بيتي بوجود والدتي وبناتي لإصلاح تلك الأشياء المتعطلة علماً بأني ألبس كامل حجابي الشرعي وأنتظر حتى يكمل الشخص عمله وأعطيه أجرته ويذهب في حال سبيله والله يعلم بذلك ,, فهل هناك إثم فيما أعمله؟ ولكن قد وضحت لكم بأنه لايوجد معي محرم ولا أحد معي في هذه المدينة إلا الله سبحانه وتعالى وهو أرحم الراحمين، وأنا أخاف الله في جميع تصرفاتي، فأفيدوني جزاكم الله عني كل الخير. فإن كنت آثمة فبماذا تنصحوني وهل أترك الأشياء تخرب في بيتي لعدم توفر محرم معي فأرجو منكم الجواب الشافي وبأسرع وقت فأنا قلقة وحزينة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في ذلك إن شاء الله، إذا التزمت بالحجاب الشرعي الكامل المبين في الفتوى رقم: 6745 ولم يكن هناك خلوة بهذا العامل، والخلوة منتفية بوجود الأم أو الأبناء أو البنات المميزين، قال الإمام النووي عند كلامه على حديث: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحيى منه لصغره كابن سنتين وثلاث ونحو ذلك فإن وجوده كالعدم. انتهى كلامه.
وفي حاشية الجمل من كتب الشافعية رحمهم الله: يجوز خلوة رجل بامرأتين ثقتين يحتشمهما، وهو المعتمد. وتراجع الفتوى رقم: 50082
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1427(13/3452)
وسائل للتخلص من العلاقات المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أهل الدين والفضيلة سؤالي يتلخص في أنني وللأسف فتاة زنيت مع شاب يصغرني بأربع سنوات وقد شغفني حبه فلم أستطع أن أتمالك نفسي أنا وهو، وبعد أسبوع وجدت نفسي أرغب به من كل قلبي، فهل علي أن أطلب منه الزواج حتى لا نسقط مرة ثانية في الزنا، وهل هذا يجوز شرعاً وكيف علي أن أتخلص من آفة الزنا، مع العلم بأنه قرر السفر بعيداً للعمل وقد يتركني وأنا خائفة من أن أسقط في هذه الرذيلة مرة ثانية يحدث لي هذا بعد سنوات طويلة من الكبت والحرمان كنت أسيطر فيها على نفسي، أما حالياً فقد فلت مني كل شيء، ذلك للتعب والحرمان الذي أعيشه ويجعلني أنسى أن كل شيء بإذن الله، فإنا أخاف من ردة فعل الشاب وقد أسقط في نظره بعد أن رأى مني كل مفاتني، أرجوكم دلوني على الخير وادعو لي بالمغفرة وكذلك الزواج من هذا الشاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر ذنبك ويهدي قلبك ويرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب، ونقول لك أولاً إنه يجب عليك قطع تلك العلاقة فوراً فإنها علاقة محرمة آثمة، لا يحل لك التمادي فيها، وعليك التوبة والندم مما ارتكبتِه من الزنا، فإنه من كبائر الذنوب الجالبة لغضب الله وسخطه، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}
وفي الحديث: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. رواه البخاري، وأما هل يجوز لك الزواج منه قبل التوبة من الزنا، فالجواب أنه يجوز لدى بعض أهل العلم ومنهم المالكية المفتى بمذهبهم في تلك البلاد. قال الحطاب في مواهب الجليل في شرح مختصر خليل المالكي: وفي المدونة لا بأس أن ينكح الرجل امرأة كان زنى بها بعد الاستبراء. اهـ أي بعد أن تستبرئ رحمها بحيضة من ماء الزنى, واشترط بعض أهل العلم لصحة زواج الزانية بمن زنى بها أن يتوبا إلى الله وهو الذي ننصحك به أن لا تتزوجي منه حتى يتوب إلى الله تعالى ويظهر توبته كما تتوبين أنت.
والأولى أن تبحثي عن صاحب الخلق والدين فهو الذي يعرف لك حقك, ويصونك في عرضك, ويعينك على الالتزام والطاعة. وانظري في ذلك الفتوى رقم: 39905.
واعلمي أن سبب تعلقك بذلك الفتى أو غيره من قرناء السوء إنما هو تزيين الشيطان ليوقعك في الفاحشة, ومما يعين على التخلص من ذلك الحب الآثم ويبعد عن تلك العلاقات المحرمة أمور نجملها فيما يلي:
أولاً: استحضار عذاب أصحاب الزنا والفواحش وتصور ذلك.
ثانياً: صدق الالتجاء إلى الله والتضرع إليه.
ثالثاً: اتخاذ الرفقة الصالحة والبعد عن قرينات السوء، ولمعرفة تلك الأمور بالتفصيل انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16688، 5874، 9163، 7312، ولمعرفة كيفية علاج العشق المحرم انظري الفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 5707.
وإذا التزمت بما ذكرنا وأرشدناك إليه فلن تقعي بإذن الله في تلك الفواحش ثانية, وإن وقعت في بعضها زلة منك فباب التوبة مفتوح ورحمة الله وسعت كل شيء، كما بينا في الفتوى رقم: 17308، والفتوى رقم: 5091، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب, ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1427(13/3453)
الصداقة بين الأجنبيين هل يقرها الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة جامعية عمري 32، لدي وبحمد الله عمل ناجح جداً ونشاطات متنوعة رياضية وسياحية، وأسرة متفاهمة ومثقفة..تعرفت على شاب على درجة عالية من الأخلاق والتدين، يصغرني بعامين. وتطورت علاقتنا بقدر المسموح من صداقة إلى إعجاب ثم حب. ولكي لا نعتمد على العواطف وحدها فقد درسنا الموضوع بطريقة عقلانية وحاولنا تحديد نقاط الالتقاء والاختلاف بيننا وأحلامنا المشتركة وما يمكن لنا أن نحققه معاً، فلم نزدد إلا اقتناعاً بصحة ارتباطنا وبأن كلاً منا مكمل للآخر. وعندما اتضح قرار الارتباط بهذه القوة أردنا تحويله إلى علاقة شرعية على سنة الله ورسوله، وكتمهيد تعرف هو على أهلي الذين رحبوا به وأحبوه جداً، وتعرفت أنا على عائلته وهنا كانت المفاجأة أنهم رفضوني بحجة فرق السن، والاختلاف في البيئة بيننا. فهو من عائلة محافظة وتقليدية جداً بينما عائلتي –نسبياً- أكثر انفتاحاً وتحرراً. الحقيقة أننا كنا قد أدركنا هذا الفرق من قبل، وهو ليس أمراً جوهرياً فكلانا نتبع نفس الدين ونفس المذهب لكن هناك اختلافات في طريقة حياة كل منا، فهم على سبيل المثال يعتبرون محاربة الاختلاط بين الرجال والنساء أحد أهم ركائز التدين ولا يمانعون في حرمان المرأة من المشاركة في الحياة العامة في سبيل منعها من الاختلاط مع الجنس الآخر، ويصرون على ارتداء نمط معين من الملابس بطريقة محافظة جداً. أما أنا فلي دوري ورسالتي في المجتمع وأعرف حدودي وأقف عندها لكنها لا تمنعني عن ممارسة حياتي بطريقة إيجابية، وهو أيضاً يؤيد جداً طريقتي في الحياة ويرفض طريقة أهله المتزمتة.
بعد معاناة طويلة تمكن من فرض خياره على الجميع ما عدا الأم التي تشبثت أكثر بالرفض. علماً أنها مصابة باكتئاب لذلك يصعب عليه مناقشتها في الأمر. حتى الآن قررنا أن نصبر ونحتسب إلى أن يقدر الله تعالى لنا حلاً، ونحن على هذا الحال منذ حوالي سنة. ماذا نستطيع أن نفعل في هذه الحالة؟
جزاكم الله الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاف بين الناس سنة من سنن الله عز وجل في هذه الحياة قال سبحانه: وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ {هود: 118ــ 119} ونتيجة لهذا الاختلاف، والتباين في طريقة التفكير وأسلوب الحياة يصف بعضهم بعضا بأوصاف، وينبز بعضهم بعضا بألقاب تكون في الكثير من الأحيان بعيدة عن العدل والإنصاف, ومن ذلك ما ورد في سؤال الأخت من وصف لعائلة الشاب بأنها تقليدية ومتزمتة، في حين وصفت عائلتها بأنها منفتحة ومتحررة والميزان الصحيح والذي لا ينازع فيه مسلم هو هذا الدين الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم من رب العالمين، فهو الميزان الذي نزن به الأشخاص والأفعال والأقوال والقيم والعادات. ومن القضايا التي يختلف حولها الناس، قضية المرأة ومشاركتها في العمل خارج البيت، ولبيان ميزان الإسلام في هذه القضية، نقول: بداية لا بد من بيان القاعدة في الإسلام في تقسيم المهام والوظائف بين الرجل والمرأة، وهذا ما سبق بيانه في الفتوى رقم: 54957، فيلزم مراجعتها أولا.
وإذا تبين ذلك تأتي الاستثناءات من هذه القاعدة فعند وجود حاجة في المجتمع أو حاجة في الأسرة لخروج المرأة للعمل، فلا مانع من خروجها ولكن بضوابط تحفظ للمرأة كرامتها, وللمجتمع عفته وطهارته, وسبق بيانها في الفتوى رقم: 19233. وأما عن سؤال الأخت عن الحل لمشكلتها، فهذه العلاقة التي أسمتها الأخت صداقة ووصفتها بأنها مسموح بها هي في الحقيقة غير مسموح بها، ولا يقرها الإسلام ولا يعترف بها، لأن المرأة جوهرة ودرة مصونة، لا تمتد إليها يد إلا يد من يريد حفظها وأخذها بالميثاق الغليظ وهو الزواج الشرعي, أما من يريد أن يجعل منها فرجة ولعبة وتسلية، فلا.
فعلى الأخت أن تضع حدا لهذه العلاقة، ولا تضيع من عمرها أكثر مما مضى ولتطلب من الشاب إما أن يجعل هذه العلاقة شرعية بالزواج، وإما أن يسير كل في طريقه ويبحث عن شريك لحياته. وأما الشاب فعليه أن يحاول إقناع والدته بهذا الزواج فإن لم تقتنع فليبحث عن غير هذه البنت فإنه يجب عليه طاعة والدته في مثل هذا الأمر, ولا سيما إذا كان لرفضها ما يبرره، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 17763، وعليه قطع هذه العلاقة مع امرأة لا تحل له. والتوبة إلى الله منها، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1427(13/3454)
آداب الخروج إلى الأسواق
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الذهاب إلى أسواق فيها اختلاط وتزاحم لأن أمي تجبرني أن أذهب معها.
ماذا أفعل من فضلكم هل أهجر الحجرة أم ماذا؟
شكرا لحضرتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك أن تصحب أمك إلى السوق إن دعتك إلى ذلك ولم يترتب على ذهابك معها معصية. لأن طاعتها واجبة في المعروف, ومن المعروف أن لا تكون في معصية الله, وإذا خرجت معها فيجب عليك أن تغض بصرك عن الحرام. وانظر الفتوى رقم: 19075.
وينبغي أن تنصح أمك بحكمة وموعظة حسنة لتقلل من الذهاب إلى السوق فلا تخرج إليه إلا لحاجة لكونه أبغض الأماكن إلى الله؛ كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب البلاد إلى الله مساجدها, وأبغض البلاد إلى الله أسواقها. وعنده أيضا من حديث سلمان موقوفا عليه قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها, فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته.
ولا تخرج إلا وهي محتشمة ملتزمة بأدب الشرع في ثيابها ومشيتها وحديثها.
وليكن ذلك منك بأسلوب هين لين لا جدال فيه ولا استعلاء. وانظر الفتوى رقم: 20901، لمعرفة النظرة الشرعية لخروج المرأة من بيتها إلى السوق أو غيره وما يشترط لجواز ذلك.
ولا يجوز لك هجر أمك أو عصيان أمرها ما لم تأمرك بمعصية. فإن أمرتك بها فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه.
فأحسن صحبتها واخرج معها في حاجتها وانصحها إن تصرفت تصرفا يخالف أدب الشرع في خروجها أو ولوجها بحكمة وموعظة حسنة, وليكن لك أثر على أهلك في توجيههم ودعوتهم وامتثالهم لأمر الله واجتنابهم لنواهيه.قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ {التَّحريم:6}
وللفائدة انظر الفتويين رقم: 29505، 65179.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1427(13/3455)
الأعراس التي يختلط فيها الرجال بالنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مخطوبة، وأستعد حاليا للزواج بعد عدة شهور إن شاء الله ومن خلال تحضيراتنا لليلة الزفاف، ظهر خلاف بيني وبين أهل خطيبي بخصوص ترتيبات العرس، خطيبي يصر أن يكون مختلطا بحجة أنه النوع المتعارف عليه عندهم ولأنه أجمل وأبهج، ويقلل عليه التكلفة المترتبة من حجز صالتين منفصلتين، وأنا فتاة متحجبة وأسعى دائما لما يرضي الله، ولم أقبل هذه الفكرة، وحاولنا التوصل إلى حل وسط، بأن يكون مختلطا ولكن أقوم أنا بعدم كشف شعري أو أي شيء من جسمي (لباس شرعي نوعا ما) بصراحة أنا خائفة من جواز هذا الحل من الناحية الشرعية، فهل لكم أن تفيدوني؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إقامة الأعراس المختلطة بين الرجال والنساء مع ما يكون عليه النساء من التكشف والتعري أمر محرم لا شك في حرمته، وعلى المسلم الذي يخشى الله سبحانه وتعالى أن يجتنب هذا المنكر، وأن يفرح بنعمة الزواج فرحا في حدود الشرع، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 67217، فإن أصر الزوج على قيام العرس مع الاختلاط المحرم فيجب عليك عدم الحضور، وننصح بفعل حفل مبسط لا تبذير فيه ولا اختلاط، وانظري الفتوى رقم: 40051، وننصحك أيتها الأخت الكريمة أن تعرضي الفتاوى السابقة على خطيبك، وظننا به أنه سيستجيب لشرع الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الثاني 1427(13/3456)
ظاهرة التقاء الفتيان والفتيات وتزويجهم إذا ضبطوا متلبسين
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وسلم ... أما بعد:
في بلدتي ظهرت ظاهرة غريبة، بعض الشباب يتعرفون على فتيات ويتم اللقاء بينهما، وعند كشفهما متلبسين يقوم الأهل بعقد القران عليهما وذلك للستر حسب قولهما، فهل هذا العمل يجوز شرعاً، أفيدوني أثابكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه ظاهرة منكرة يجب إنكارها وتغييرها، ويقع العبء الأكبر في ذلك على أولياء أمور الفتيات والشباب، ولا شك أن هذه الظاهرة -إن صح كونها ظاهرة- تنم عن خواء من يمارسونها أو يقرونها من قيم الإسلام وآدابه، وبعد أهلها عن أحكام الإسلام وشرعه.
وأما عن حكم تزويج الفتاة بمن زنى بها للستر عليها، فقد تقدم حكمه في الفتوى رقم: 1880، وتراجع الفتوى رقم: 1591.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الثاني 1427(13/3457)
حكم دخول الرجل على أخوات زوجته
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتى تريد أن تقيم فى منزل أهلها خلال فترة الإجازة الصيفية القادمة ورغم عدم موافقتى على ذلك لما يحدث من مشاكل من تواجد أخواتها وأزواج أخواتها المستمر ودخولهم وخروجهم في أي وقت وهذا الأمر يضايقني جدا رغم علم زوجتي بذلك إلا أن أخا الزوجة لا يرى أي مشكلة في ذلك ويرجع هذا الأمر للذوقيات أي من شاء أن يدخل من أزواج أخوات الزوجة فله ذلك ولاحرج ومن لايدخل فذلك من ذوقه رغم اعتراضى الشديد على ذلك مع العلم أن أخوات الزوجة يسكنون بنفس المنزل وهل يجوز لي منع الزوجة من دخول بيوت أخواتها والاكتفاء بتواجدهن في منزل أهل الزوجة علما بأن تواجد زوجتي بأي مكان يتواجد فيه أزواج أخواتها يضايقني بشدة وزوجتى تعلم بذلك جيدا أرجو الإفادة. هل لي الحق في ذلك أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زوج الأخت أجنبي، لا يجوز له النظر ولا الخلوة، فإذا كان ذهاب زوجتك إلى بيت أهلها أو أختها يترتب عليه شيء من ذلك وجب عليك أن تمنعها صيانة لها وأمرا لها بالمعروف ونهيا لها عن المنكر، وأما إذا كان ذهابها لا يترتب عليه شيء من المنكرات فلك الحق أيضا أن تمنعها ويجب عليها أن تطعيك في الحالتين، ولكن الأفضل والأولى في هذه الحالة الثانية أن تسمح لها بالذهاب لأن في ذلك إعانة لها على بر والديها وصلة أخواتها، وانظر الفتوى رقم: 1780، والفتوى رقم: 19419، وإذا كان لك منعها من الزيارة فلك منعها من الإقامة أثناء العطلة من باب أولى. وما قاله أخو زوجتك من أن دخول الرجل على أخوات زوجته مسألة ذوقية غير صحيح، بل هي مسألة شرعية واضحة الحكم، فإن الله تعالى بين في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم المحارم الذين يجوز لهم النظر والخلوة، وليس أخو الزوجة محرما بالإجماع، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والدخول على النساء, فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1427(13/3458)
إقامة علاقة مع امرأة أجنبية بعد زواجها
[السُّؤَالُ]
ـ[شيخنا الفاضل أنا كنت أكلم بنتا وهذه البنت متدينة والحمدلله وعلاقتنا كانت مدتها تقريباً 8 شهور وكانت هذه العلاقة بالتلفون وما نظرت إليها إلا مرة بحياتي من بعيد لكي أقتنع بها للزواج وأنا ارتحت لها كثيراً وارتحت لأخلاقها واتفقنا على أني آتي لخطبتها بعد أسبوعين وخلال هذه المدة جاء رجل لخطبتها وتزوجته من أجل رضا أهلها، ولكنها لا تزال متعلقة في وأنا أحبها كثيراً، وأخطأت وأصبحت أكلمها بالشات وهي متزوجة، وفي يوم حصلت مشكلة بينهما وهي حاولت تكبير الموضوع من أجل أن تطلق كي ترجع لي من أجل أن أتزوجها، وعندما علمت بالموضوع طلبت منها كثيراً أن تتصل به وتتسامح منه لكي لا أكون أنا السبب في طلاقها ولكي لا أظلم الرجل ولكنها مصرة على أن لا تتصل به ومصرة على الطلاق منه مع أنها لم تر منه إلا كل خير مع العلم أن زواجهما استمر حتى الآن 20 يوماً، فيا شيخنا الكريم ما موقفي من هذا الطلاق وهل أنا ظلمت زوجها أم اني برأت ذمتي، وهل يحق لي الزواج منها اذا تطلقت هذه المرأة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم هداك الله وأصلحك أنك مرتكب ذنبا ومقارف إثما، بعلاقتك بهذه المرأة، قبل زواجها وبعد زواجها والأخيرة أشد، أما قبل زواجها فإنه لا يحل لك أن تربط علاقة مع فتاة أجنبية، وتحادثها عبر الهاتف بدعوى الحب وبزعم نية الزواج بها وما ذلك إلا من خطوات الشيطان، فالشرع رخص للخاطب في النظر إلى المخطوبة بقدر ما يدعوه إلى نكاحها، وأما العلاقة بعد زواجها فالأمر أشد، والإثم أعظم، لما فيها من إفساد للزوجة على زوجها، وهذا من الذنوب العظيمة، وفي الحديث: ليس منا من خبب امرأة على زوجها: أخرجه أحمد وابن حبان. وهو من أحب الأعمال إلى إبليس كما في صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول:فعلت كذا وكذا فيقول:ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول نعم أنت فيلتزمه، وأما عن سؤالك: عن موقفك من هذا الطلاق، فإن استمرار علاقتك بهذه المرأة واتصالك بها سبب في حصول الطلاق فربما كان الحامل لها وهذا هو الغالب على طلب الطلاق ما ترجوه من زواجك بها بعد الطلاق، ولذلك يجب عليك قطع علاقتك بها، وقطع رجائها وطمعها في زواجك بها لكي تبرأ ذمتك من إثم الطلاق إن وقع، ومن ظلم الزوج، فإذا فعلت ما ذكر ثم حدث الطلاق فلا إثم عليك إن شاء الله لأنه لا يد لك فيه، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وننصح هذه المرأة بتقوى الله عز وجل وأن لا تطلب من زوجها الطلاق لغير عذر، ومن غير بأس، فإنه لا يجوز لها ذلك، وتراجع الفتوى رقم 1114، وأما عن سؤالك عن حكم الزواج بهذه المرأة في حال حصل الطلاق، فقد سبق في الفتوى رقك 7895، خلاف العلماء والراجح صحته مع الإثم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1427(13/3459)
حكم حج من نظر إلى عورة امرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أتممت فريضة الحج وكافة أركانها وكانت والحمد لله فيها الطاعة والذكر والدعاء والتقوى إلا أنني في آخر يوم في منى قبل طواف الوداع ارتكبت ذنبا أستغفر الله عليه حيث في المخيم شاهدت عورة امرأة قاصدا ذلك من خلال تجاور الحمامات دون رؤية وجهها ودون أن تراني أسأل الله القبول في العمل وهل تم حجي بانتهاء كل أعمال الحج دون طواف الوداع الذي أتممته بعد ذلك؟
والله الموفق.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحجك المذكور صحيح -إن شاء الله تعالى- إذا لم تكن فعلت أثناءه ما يبطله، فوقوعك في تلك المعصية لا يؤثر على صحة الحج, وإن كان ما أقدمت عليه معصية قبيحة تنقص ثواب حجك وخاصة أن تلك المعصية وقعت منك في حرم الله تعالى وأثناء تلك العبادة العظيمة، فبادر إلى الإكثار من الاستغفار, وتب إلى الله تعالى توبة صادقة, وراجع الفتوى رقم: 32893، ومن صدق توبتك عدم العودة إلى تلك المعصية القبيحة, فجاهد نفسك على غض البصر عن كل ما حرم الله تعالى النظر إليه امتثالا لقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {المؤمنون: 30} وراجع الفتوى رقم: 2862، والفتوى رقم: 3908.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1427(13/3460)
حكم دعوة النساء الأجنبيات لحفل الزفاف
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أدعو نساء أجنبيات لحضور حفل زفافي؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يبارك لك ويوفقك لما يحبه ويرضاه.
وبخصوص دعوة النساء الأجنبيات لحضور حفل الزفاف فلا مانع منه شرعا إذا كن متميزات عن الرجال الأجانب, ولم يختلطن بهم, ولم يؤد ذلك إلى منكر. أما إذا كانت دعوتهن يحصل بها ما هو حرام كالتبرج والخلوة والاختلاط فإنها لا تجوز، وانظر الفتويين: 8320، 9661.
هذا إذا كان قصدك بالأجنبيات أنهن مسلمات ولكنهن أجنبيات عن الرجال المدعوين.
أما إذا كان قصدك أنهن غير مسلمات فلا مانع من ذلك أيضا ما لم يكن هناك مانع خارجي من وقوع المنكرات والمخالفات الشرعية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل دعوة غير المسلمين؛ كما في مسند الإمام أحمد وغيره: أنه صلى الله عليه وسلم أجاب دعوة يهودي إلى خبز شعير وإهالة سنخة. وعلى ذلك فلا مانع من دعوة غير المسلمين بالشروط والضوابط الشرعية, ولكنك عليم بأن غير المسلمات لا يلتزمن بالزي الشرعي, فمن الصعب بل من المستحيل أن تخلو دعوتهن من أن تشتمل على ما هو محرم فتنبه
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1427(13/3461)
حديث المرأة مع الأجنبي ودعاؤها أن يكون من نصيبها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أشكركم على موقعكم هذا الذي أسأل الله أن يجعل فيه الخير للناس وأن يثيبكم عنه كل الخير لهذا أتمنى أن أجد لديكم المساعدة. مشكلتي هي أني مغتربة عن بلدي مع البعض من أهلي والحمد لله أنا فتاة متدينة وأقيم الصلاة وأقوم الليل وأقرأ القرآن وبمساعدة الله أحاول أن أحفظه وأذكر الله كثيرا ولله الحمد وجدت في هذا شفاء للنفس لكن في هذه الغربة احتجت لشخص أتكلم معه شخص يفهمني أو حتى يسمعني مع أني حاولت أن أتقرب من والدتي في هذه الفترة لكني كل ما أحاول أن أتقرب منها أبعد أكثر لأنها لا تفهمني ولا تحاول أن تفهمني وحتى أنها لا تشجعني على شيء أريد فعله أو فعلته وطلبت من أهلي أن أدرس أي شيء لكي لا أفكر ببلدي لكنهم رفضوا هذا الشيء وفي هذه الفترة تعرفت على شخص في النت من بلدي مغترب أيضا وهو إنسان مؤدب وذو أخلاق وعرفت ذلك من طريقة حديثه معي وكنا نتحدث بمواضيع عامة والحمد لله لم نتجاوز في الحديث حدود الأدب والأخلاق والدين لكني وجدت فيه الإنسان الذي أتمنى أن أكمل حياتي معه وقبل فترة تركت الكلام معه بعد أن عرفت أنه هذا الشيء حرام لكني بين فترة وفترة أطمئن عليه عن طريق الرسائل فقط لأني لا أستطيع أن أتركه لأني أجد أن حياتي معه لهذا كل يوم ومع كل صلاة أدعو من الله أن يجعله زوجا صالحا لي وأن يجمعنا في الحلال فهل يجوز أن أدعو بهذا الدعاء وهل اطمئناني عليه عن طريق الرسائل حرام، أرجو منكم مساعدتي لأني أخاف أن أخطئ في شيء وأيضا أخاف أن أقع في اليأس من هذه الحياة لأني وحيدة في هذه الغربة ولا أحد يسمعني وأتمنى لكم كل النجاح والخير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الثبات على دينه، وأن يصلح حالك، أما عن تحدثك مع هذا الشاب الأجنبي فإنه لا يجوز، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 10570، والرسائل مثل غيرها، فكل صلة تربطك به عليك قطعها، وتراجع الفتوى رقم: 11723، وننبهك أيتها الأخت الفاضلة إلى أن الحكم على شخص بأنه مؤدب وذو أخلاق وغير ذلك لا يكون عن طريق هذه الشبكة (الأنترنت) فما أكثر من خدعن عن طريق هذه الشبكة، ولك أن تختبري صدق هذا الشاب بأن تضعيه أمام أحد خيارين، إما أن يتقدم لخطبتك من أهلك، وإما أن تقطعي علاقتك به، وبهذا تعلمين إن كان صادقا أم مخادعا، ونحذرك من حبائل هذه الشبكة ومزالقها، وننصحك بأن يكون الله تعالى وكلامه القرآن أنيسك في وحدتك وغربتك، أما الدعاء بأن يجعل الله عزوجل هذا الشاب من نصيبك فلا حرج في ذلك، والأفضل هو الدعاء بأن يرزقك الله الزوج الصالح، وترك الاختيار لله سبحانه فالخير في ما اختاره الله، وتراجع الفتاوى التالية: 65665 / 65932.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1427(13/3462)
عواقب التساهل في الحديث مع الأجنبيات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب ملتزم أتقي الله ما استطعت (لا أزكي نفسي على الله) إخواني من أجل التوضيح لأن الأمر بالسهل الذي أريد أن أطرحه، بحيث إني أعمل بمؤسسة حكومية والحمد لله، تعرفت على أخت ليست عاملة دائمة بل هي مؤقتة أصبحت تعمل معي في المكتب وكنت أقترب منها بكثرة وهي متحجبة ومحافظة على دينها، وبطبيعتنا يا إخواني نحب الأخوات الملتزمات كنت أتبادل معها الكلام في أمور الدين والإدارة وكنت أحكي معها بكثرة، نيتي لم تكن قصد الزواج حيث لم أصارحها لأنه لم تكن لدي فكرة الزواج، بدأت تقول في قرارة نفسها ماذا يريد مني؟ هل يريد التقدم إلي ولا يستطيع؟ أم ماذا؟ طال الحال على هذا الإشكال هي نيتها الزواج وأنا ليست لدي نية الزواج بل إخواني مجرد محبة أخوية فقط، بعد سنتين تقريبا تشجعت وقالت هل تريد الزواج بي أم لا فقلت لها يا أختاه لم أعدك بذلك ولم أقل لك أي شيء في هذا الموضوع، فصدمت ومرضت لأيام بسبب رفض الزواج، فيا إخواني طلبت منها المعذرة والسماح، لكن يا إخواني زاد التعلق بيننا ولكن بدون زواج حتى صرحت لها إني أحبك حتى أردتها للزواج، لكن يا إخواني الوالدة طلبت مني أن أختار زوجة عاملة وألحت علي في الطلب بكثرة حتى نزلت يا إخواني عند رغبتها وطلبت منها أن أختار زوجة في سلك التعليم أو مرشدة تابعة للشؤون الدينية مع اشتراط ذات الدين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت للأخت معذرة أريد المفارقة معك فتحسرت، وفي إحدى ... قالت خذ برأي أمك حتى لا يكون هناك عصيان وتصبح ندمان في المستقبل….. مرت الأيام أعيد الحديث من طرفها لماذا لا تريد الزواج بي، حيث إن طرح الوالدة لم يكن مقنعا لها فأصبحت مترددة وفي حالة نفسية صعبة أحببتها حبا شديداً ولم أستطيع الزواج بها، بحيث إني أبحث عن زوجة عاملة كما قلت سابقا ولحد الآن لم أجد ما أصبو إليه، بعد أيام تقدمت إلي برسالة خطية تحكي فيها قصتها معي قالت فيها لقد عذبتني وأشغلتني كثيرا وسببت لي أمراضا بين الحين والآخر وكنت لا تريد إلا الحب وضياع الوقت معي وهذا ليس من طبعك وكنت تعطيني أهمية من جانب الحديث معي والسؤال عني والارتباط بي.... وقالت في آخر الرسالة لا أريد الزواج بك حتى لو غيرت أمك رأيها لأنك عذبتني قبل الزواج وربما تزيدني عذابا بعد الزواج قالت كما قال تعالى (عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) واطلب منك أن تعاملني كأخت ولا تطلب الخروج معي ولا تتركني أضعف أمامك، سؤالي يا إخواني هو: كيف أقنعها بالسماح والمعذرة على ما سببت لها من المشاكل والأمراض و……. و ……، ما حكم هذا العمل شرعا، أحاول إخواني أن أبحث لها عن زوج من أجل الراحة لي ولها، ما رأيكم، أنا أدعو لها الله أن يرزقها الزوج الصالح، أرجو منكم إخواني توجيهي ونصحي؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت في حرصك على أن تكون مسلماً مستقيماً على طاعة الله تعالى، وزادك الله حرصاً على الخير، ولكنك قد أسأت حين فتحت باباً من أبواب الفتنة ومدخلاً من مداخل الشيطان إلى نفسك وعلى غيرك، بتساهلك في التعامل مع هذه المرأة والحديث إليها على هذا النحو الذي ذكرت وهي أجنبية عنك، فالواجب عليك التوبة وقطع العلاقة معها لئلا يحدث ما لا تحمد عقباه.
وقد جنت هي على نفسها حين تجاوزت ضوابط الشرع في التعامل مع الرجل الأجنبي، فكان عاقبة ذلك ما وجدت من آلام ومصائب، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 37015.
وإن كانت لك رغبة في الزواج من هذه المرأة فيمكنك محاولة إقناع أمك بكل سبيل مشروع، فإن النكاح خير ما يوصى به من وقع في حب امرأة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 31741.
وأما الدعاء لها بأن يرزقها الله زوجاً صالحاً فلا حرج فيه، وكذا البحث لها عن زوج صالح بشرط أن لا تجعل ذلك سبيلاً للحديث إليها ونحو ذلك، ما لم تكن حاجة فتتحدث إليها بقدر الحاجة وفقاً لضوابط الشرع من عدم الخلوة ونحو ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1427(13/3463)
شروط جواز رؤية المرأة لغرض الخطبة بدون علمها
[السُّؤَالُ]
ـ[أعطى الله رخصة لمن يريد الزواج بالسؤال عن من يريد الارتباط بها ورؤيتها بعلمها أو بدونه ولكن تعرضت لهذا الموقف ولي أسرار تخص أهلى أخفيها عن كل من أعرفهم ولا أنوي الزواج الآن لظروف عائلية، فقام هذا الشخص بأخذ عنواني دون معرفتي من صاحب العمل الذى أعمل لديه وأتى لعنواني وسأل عني الجيران وقد اعتذرت عن الارتباط لظروف أسرية ولكن ما زلت أتذكر ما تعرضت له من أخذ عنواني واسمي وتاريخ ميلادي ورؤيتي من دون علمي ومعرفه أسرار تخصني لشخص غريب لم أرتبط به وأشعر أنه اخترق حياتي بدون مبرر وأشعر بالمرارة من صاحب العمل أنه أعطاه عنواني وهو لا يعرفه بل يعرف قريبا له من دون مراعاة كون عنواني لدواعي العمل فقط وأننا ثلاث سيدات أنا وأمي وأختي فقط في المنزل ولا يوجد رجل معنا وصاحب العمل يعلم وبالرغم من ذلك أعطى له العنوان دون حتى التلميح لي أعطاه لشخص لا يعرف أخلاقه أو سلوكه فما رأيكم بالشاب واستخدامه الرخصة بهذه الطريقة، وما رأيكم بصاحب العمل وهل لي حق أطالبهم به يوم القيامه علما بأنه هناك أسرار مخجلة تخص أهلي قد يكون علمها هذا الشاب حتى وإن لم يفشها سبب معرفته لها آلمني، وعلما أن هذا الشاب اختار له أهله صديقة لي من قبلي وقد أطلعوها ألمحوا لها بوجود شخص يرغب في الارتباط بها ثم غيروا رأيهم وقرروا توجيه الارتباط لي دون سؤالي كما فعلوا مع صديقتي من فضلكم الإفاده؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد رخص الشرع للخاطب في رؤية من يريد خطبتها، وحثه على السؤال عنها من يعرفها، لكي يقدم على العقد إن أعجبته , ويحجم عنه إن لم تعجبه لخبر: إذا خطب أحدكم امرأة , فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. وهذه الرخصة، إنما تكون عند رجاء إجابتها وموافقتها، قال ابن عبد السلام في قواعد الأحكام: قد ندب الشارع الخاطب إلى رؤيتها ليعلم ما يقدر عليه فيرغب في النكاح ويكون على بصيرة من الإحجام أو الإقدام، وإنما جوز ذلك ليرجو رجاء ظاهرا أن يجاب إلى خطبته دون من يعلم أنه لا يجاب , أو يغلب على ظنه أنه لا يجاب , وإن استوى الأمران ففي هذا احتمال من جهة أن النظر لا يحمل إلا عند غلبة الظن بالسبب المجوز. انتهى
وقال شهاب الدين الرملي الشافعي جاعلا ذلك شرطا في جواز النظر: (وإذا) (قصد نكاحها) ورجا الإجابة رجاء ظاهرا كما قاله ابن عبد السلام ; لأن النظر لا يجوز إلا عند غلبة الظن المجوز , ويشترط أيضا ... (سن نظره إليها) انتهى من كتاب نهاية المحتاج شرح المنهاج.
فإذا كان هذا الشاب يرجو أن يجاب لخطبته، فلا بأس فيما فعله، وكذا من أعطاه العنوان، أما الإقدام على هذا العمل مع العلم بعدم رغبة المرأة في الزواج فلا يجوز لأنه وسيلة إلى الاطلاع على ما لا يجوز الاطلاع عليه، ولأن فيه استخدامه لهذه الرخصة في غير محلها، فإنما شرعت لعلة وهي ديمومة النكاح، فعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنظرت إليها؟ قال: لا. فقال: اذهب فانظر إليها , فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. ومعنى يؤدم يدوم , وقيل من الإدام مأخوذ من إدام الطعام ; لأنه يطيب به، وقد تكون نية الرجلين حسنة ولم يقصدا إيذاء الأخت، ولذا ينبغي للأخت أن تحملهما على المحمل الحسن، وأن تحسن بهما الظن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1427(13/3464)
حكم تبرع المرأة بالدم بحضور الأجانب
[السُّؤَالُ]
ـ[وقعت حملة تبرع بالدم في مكان مختلط وبما أنني وزميلاتي متحجبات وجدنا إحراجا في التبرع أمام الرجال فهل في صورة التبرع نكون قد ارتكبنا إثما وهل في عدم التبرع يكون الإثم أكبر؟
وجزاكم الله عنا كل الخير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التبرع بالدم من فضائل الأعمال عند الحاجة وليس من الواجبات إلا إذا كانت هناك ضرورة تدعو إليه وتعينت على المتبرع، فقد قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا {المائدة: 32} ولذلك فإذا كان في الاختلاط المذكور ريبة أو خشية فتنة أو خلوة بأجنبي أو كشف لبعض يد المرأة أمام الرجال الأجانب فإنه لا يجوز لكن القدوم عليه، وفي هذه الحالة تكن مأجورات لاجتناب الحرام، أما إذا كانت هذه الموانع منتفية فلا حرج عليكن في الدخول إلى ذلك المكان والتبرع بالدم فيه، ولا إثم عليكن ولا حرج في عدم القدوم عليه والتبرع فيه ما لم تكن هناك ضرورة تدعو للتبرع ولم يوجد من يتبرع لها، فإذا تعين عليكن التبرع ولم يوجد مانع ولم تتبرعن فهنا يقع الإثم، وللمزيد من الفائدة عن هذا الموضوع نرجو الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 648، 61556، 11994، 17164.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1427(13/3465)
محبة الشخص الأجنبي وكثرة التفكير فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يوجد تفسير لهذه المشكلة
فتاة تحب حبيبها لدرجة الجنون ولكن حين تختلي بنفسها تبدأ بتفكير وتخيل فتيان آخرين يدرسون معها أو رأتهم فى الطريق وتتخيل أنها تمارس معهم الجنس أوتتحدث معهم. حاولت أن لا تفكر بأي شخص إلا حبيبها ولكن التخيلات تزداد وحاولت غض النظر ولكن شيئا بداخلها يدفعها للتفكير حتى في الصلاه وبدأت تنهار نفسيا لأنها تحس أنها تخون حبيبها. سِِؤالي هو:
هل هذا شيء طبيعي، أي فتاة لها بعض التخيلات، وما تفسير هذه التخيلات؟ وماالعلاج؟
هل هذا يدل على أنها لا تحب حبيبها؟ هل هذا مرض نفسي؟ ... ...
هل هذه التفكيرات والتخيلات من نفس خبيثة؟ ... ...]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الحب بين الفتيان والفتيات لا يقبله الشرع إلا في إطار الزوجية. وإذا أراد الرجل الزواج من امرأة، فإنه يجوز له النظر إلى وجهها وكفيها فقط، وبدون شهوة ليتبين ما هي عليه من الجمال. روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل. رواه أحمد وأبو داود. ولا يجوز النظر إلى غير ذلك من بدنها، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {النور: 30 ـــ 31} ولا تجوز الخلوة بينهما لما ينجر عن ذلك من فتنة، روى عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يارسول الله أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت. متفق عليه، ولا تجوز له ملامسة جسدها، روى معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وصححه الشيخ الألباني. وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإننا نحيلك إلى فتوانا رقم: 35373، المتعلقة بالتفكير في الجنس، وما له من أسباب وعلاج، ونلفت انتباهك إلى أنه لا فرق بين أن يكون هذا التفكير متعلقا بمن ذكرت من الأشخاص أو بمن سميته حبيبا فإن كل ذلك منهي عنه، مالم يكن الشخص موضوع التفكير زوجا.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1427(13/3466)
نية الزواج لا تبيح العلاقات المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[.يا شيخ أنا في حيرة عميقة، يا شيخ أنا عمري الآن في 18، وأسأل الله أن يبارك في أعمارنا في عبادته. أنا على علاقة منذ عامين وكنت فيه 16 عاما. والله ما كان في رأسي شيئا أن أعمل علاقة مع فتاة وهي كذلك. ولكن كان في رأسي حتى أكون بلغت سنة 23,24أتزوج إن شاء الله مباشرة بدون علاقة قبلها. ولكن يا شيخ الشيطان فعلها. والآن لا أقدر أن أذهب عنها وهي كذلك لا تقدر نحب بعضنا. وأنا الحمد الله أحفظ 30 حزبا. ونحن نريد الزواج على سنة الله ورسوله. ولكن إن قلتها لوالدي ربما يضحك فقط. وسيقول لي أنت صغير. ونحن لا نريد إلا الحلال. يا شيخ هل سيبارك الله في زواجنا بعد هذه العلاقة مع العلم أنا نعلم أن العلاقة حرام. لكن نيتنا أن نتزوج. لا أستطيع أن أذهب عنها. وأنا مرة أراها. أعطوني جوابا أفهمه جيدا، يا شيخ ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية عليك أن تقلع عن هذه العلاقة المحرمة الآثمة فورا، وتتوب إلى الله تعالى منها، ولا اعتبار لحسن نيتك أو سوئها، فإن تيسر لك أن تتزوج بها زواجا شرعيا صحيحا وكانت ذات دين وخلق فنعمّا هي، وإلا فيجب عليك الكف عن لقائها والخلوة بها والحديث معها فيما لا يجوز، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 68863، 1422، 8757.
واعلم أنه إذا امتلأ قلبك من حب الله وخشيته ومراقبته سوف يزول عنك ما تجده من حب غيره، سيما ما كان من الحب محرما، وقد بينا حكم الحب في الإسلام ما يجوز منه وما لايجوز، وحكم ما يسمى بالحب قبل الزواج والأسباب المعينة على التخلص منه، وذلك في الفتويين رقم: 5707، 4220.
نسأل الله تعالى أن يعينك على طاعته وأن يبعدك عن معصيته وييسر لك سبل الهدى ويهيئ لك من أمرك رشدا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الأول 1427(13/3467)
حرمة علاقة المسلمة بالكافر من غير زواج
[السُّؤَالُ]
ـ[لصديقتي علاقة مع شاب عربي وليس بمسلم فنصحناها بترك تلك العلاقة، علماً بأنها مقيمة في فرنسا منذ 25 سنة فلم تقتنع بنصيحتنا ثم بدأنا نشرح لها عواقب تلك العلاقة، وأخيراً اقتنعت ولكن بتردد، لهذا نود من فضيلتكم دليلاً قاطعاً بخصوص تلك العلاقة، وكذلك نود أن تترجم باللغة الفرنسية؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى حرم اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ {النساء:25} ، وفي خصوص الرجال: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5} .
وهذا كله فيما إذا كان الخدن مسلماً، وأما إن كان كافراً فإن التحريم يكون آكد، لأن زواج المسلمة من الكافر محرم بالكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ {البقرة:221} ، وقد كان بعض المسلمات في أول الإسلام تحت أزواج كافرين حتى نزل قوله تعالى: فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ {الممتحنة:10} ، وقد أجمع المسلمون على تحريم زواج المسلمة ممن ليس على دينها.
وإذا تقرر ذلك فمن باب أولى تحريم علاقة المسلمة بالكافر من غير زواج، ثم إن الإنسان مجبول على الاستفادة من أصدقائه والتأثر بهم، وكما قيل: الطباع سراقة. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أحمد وأبو داود والترمذي. والمرء يكون يوم القيامة مع من أحب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب. متفق عليه.
لهذا كله ننصح الأخت موضوع السؤال بالابتعاد عن هذه العلاقة الآثمة، وأن تتوب إلى الله من كل ذلك قبل فوات الأوان، فإن المقام في هذه الدار قصير -كما هو مشاهد- ثم ينتقل الإنسان إلى دار الجزاء، فيجد ثمت ما عمل من خير محضراً، وما عمل من سوء يود لو أن بينه وبينه أمداً بعيداً، ونسأل الله أن يهدينا جميعاً، ويأخذ بنواصينا إلى الخير، وإلى الصراط المستقيم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1427(13/3468)
حكم حضور المصايف مع التزام غض البصر
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز لي أن أذهب إلى المصايف إذا كنت قادرا ولله الحمد أن أغض بصري وأبتعد عن ما هناك من منكرات؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من النزهة والترويح عن النفس والأهل إذا التزم المرء بحدود الله، ومن حدود الله تحريم اختلاط الرجال بالنساء في جو من التعري والابتذال والنظر إلى العورات مما يشيع الفاحشة ويدعو إلى الزنا، كما هو حاصل في المصايف المختلطة، فوجود المسلم في هذه الأماكن محرم ولو كان سيغض بصره، لأن المكان غير صالح للتواجد فيه، فهو محط نزول غضب الله ومقته لما فيه من التبرج والفواحش، وقد قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى {الأحزاب: 33} ولا شك أن ما يحدث في هذه المصايف أعظم من تبرج نساء الجاهلية حتى إن كلمة التبرج لم تعد كافية لوصف ما يحدث، وأنسب وصف له هو التعري، فكيف يجوز للمسلم أن يحضر مثل هذه الأماكن؟ وأن يقابل نعمة الله عليه بمثل هذا العمل، والمطلوب منك أيها الأخ الفاضل إذا أردت النزهة أن تذهب إلى أماكن بعيدة عن مثل تلك المنكرات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1427(13/3469)
السن الذي إذا بلغته البنت لا يجوز النظر إليها ولا لمسها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم التعامل مع الأطفال البنات اللاتي لم يبلغن الحلم من النظر إليهن والحديث معهن والضحك إلى آخره وهل ذلك مرتبط بكبر أو صغر الحجم وغيره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت البنت صغيرة لم تبلغ أن تشتهى فإنها لا تأخذ حكم الأجنبية، ويجوز النظر إليها ولمسها والحديث معها، وقد أجاز أهل العلم للرجل إذا ماتت الصبية التي لم تبلغ حد الشهوة أن يغسلها، وقدروا ذلك بأربع سنين أو خمس فما دونها على اختلاف في ذلك، قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: واختلف في الصبية إن كانت لم تبلغ أن تشتهى. قال صاحب الفواكه الدواني: كبنت أربع أو خمس.
والظاهر من كلامهم أن ذلك غير محدد بسن معينة، وقد ذهب المالكية إلى أن من بلغت ثلاث سنين أو أربعا لا يجوز لمسها، ولا يجوز النظر إليها، والذي لا شك فيه أن من بلغت تسع سنين أو قاربتها أن لها حكم النساء فلا يجوز النظر إليها ولا لمسها، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين: 26186، 39634.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الأول 1427(13/3470)
موقف الشرع من اتخاذ امرأة أجنبية أختا في الله
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخ في الله, وبإذن الله وقدره، هوأرسل الى السجن قبل ثلاثة أشهر والآن هو فى السجن. وزوجته هي امرأة عفيفة متحجبة. وأنا جعلتها أختا في الله، وأنا أحبه في الله، وهي تحبني فى الله. وهي تسكن مع أم زوجها، وأنا أزورها صباحا ومساء آكل وأتحدث وأشاور معهم في أمر ما. وأحيانا أبيت عندهم. ولكن لا أخلو معها. ولها ثلاثة أولاد صغار, ولها أخ كافر فاسق وأسرتها بعيدة عن هذا البلد وهي تسعى إلى أن تنقذ زوجها من السجن لأنه سجن بغير حق وبدينه. وإنى أساعدها فى أمورها وأحيانا أكون معها في طريق وفي البنك وهكذا. وزوجها يثق بي وأنا أتقي الله في زوجته. وإني ما أحببتها إلا في الله ولأن هذه المرأة عفيفة حنينة رحيمة ولأني ليست لي أخت وجعلتها أختا. في هذه الحال: أولا هل يجوز لي أن تكون أو تسكن في بيتها مع وجود أم زوجها أو أختها أو امرأة صالحة؟ وهل تكون هذه هي الخلوة التى حرمها الإسلام؟
ثانيا: هل يجوز لي أن أجعلها أختا في الله؟ هل هذا ثابت أو مشروع في الاسلام أن يجعل امرأة أختا أو بنتا أو أما في وجه البر أو في الله لا في النسب؟ يا معشر العلماء أرجو من فضيلتكم أن تبينوا هذه المسألة مع الدليل الواضح وأن تشرحوها تفصيلا؟
جزاكم الله خيرا!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
واعلم أخي الكريم أن من مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، وأن الصداقة مع المرأة والقرب منها على النحو الذي ذكرت، يعتبر من أعظم الوسائل التي قد تجر إلى الوقوع في الحرام، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر وأظهره على أنه علاقة بريئة، وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة، فقال العلامة الخادمي رحمه الله في كتابه: بريقة محمودية وهو حنفي قال: التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة.
وقال صاحب كشاف القناع من الحنابلة: وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة.
ثم إن سماع الأجنبية لصوت الأجنبي والعكس، ما هو إلا حظ من الزنا الذي يدركه صاحبه لا محالة، وهو موجب لعقاب الله في الآخرة، وإن لم يوجب الحد في الدنيا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه البخاري ومسلم.
وبناء على ما ذكر، فإنا لا نرى إباحة العلاقة التي وصفتها مع تلك المرأة، ولا أن تتخذها أختا، واعلم أن السلامة لا يعدلها شيء، ففر بدينك وانج بنفسك، فسائر ما ذكرته، لا يعدو حبالة من حبائل الشيطان.
والله أعلم. ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1427(13/3471)
توبة الزوجة التي أقامت علاقة مع أجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجة أخطأت في علاقة مع رجل آخر وكانت خلال تلك الفترة لا تمارس أي علاقة زوجية مع زوجها. هل يمكنها بعد أن تركها الآخر وبعد أن تتوب أن تعود لزوجها وتعيش معه أم أنه يجب عليها أن تطلب الطلاق؟ وهل من الممكن أن تقبل توبتها وتعود مثلما كانت قبل أن تزل قدمها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يحرم على المرأة أن تكون لها علاقة مع رجل أجنبي عنها، ويعظم الأمر إن كانت هذه المرأة ذات زوج، لما في ذلك من الخيانة للزوج، ويعظم الذنب ويزاد الإثم بقدر ما وقعا فيه من المحرمات، وما تعديا من حدود الله، وأعظم ذلك الفاحشة الكبرى (الزنا) ، فعلى المرأة التوبة إلى الله من هذه العلاقة، ولا يجب عليها طلب الطلاق من الزوج لهذا السبب، بل عليها أن تتوب إلى الله، وتستر على نفسها، ولتكن توبتها لله، وليس لأن صاحبها قد تركها، وإذا تابت توبة نصوحا فلتبشر بتوبة الله عليها فإنه سبحانه لا يتعاظمه ذنب تاب منه صاحبه أن يغفره، فقد قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر: 53 ـ 54} وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. أخرجه مسلم عن أبي موسى.
بل إنه سبحانه يبدل سيئات التائب حسنات، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 68-69-70} . فعلى الأخت أن تبادر إلى التوبة وتبدأ صفحة جديدة، ولتحذر من هذا الذئب وأمثاله- الذي نهشها ثم تركها- أن تقع بين أنيابه ومخالبه مرة أخرى، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1427(13/3472)
موقف المرأة من زوج أختها الذي يكثر الزيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[زوج أختي يزورنا كثيرا، هم جيراننا وهو يصلي ويذهب مرات للمسجد ونحن نعيش في أوربا وأنا أعيش مع أمي وتكلمت في هذا الموضوع مرارا مع أمي، أنا محجبة وأتضايق من هذه الحالة من كثرة زيارتهم لنا، زوج أختي وأختي يتغدون ويتعشون معنا في أغلب الأوقات، وأنا أقول لأمي حسب الشرع لا يجوز أن يخالطنا بهذا الشكل، ولكن أمي تقول هو مثل أخيك وغريب في هذا البلد ليس له أقارب هنا، وأنا مللت من كلام أمي، أنا لا آخذ راحتي في بيتي وأنا محجبة ودائما اخطي شعري وألبس ملابس واسعة وأرجع من شغلي متعبة، فماذا علي أن أفعل، أرشدوني وقلت لأختي لا أريد زوجك أن يزورنا كثيرا، ولكن بدون فائدة، نحن جيران، أرشدوني جزاكم الله خيرا، أرجوكم لا تحولوني إلى فتاوى سابقه، وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيدك تمسكاً بدينك، واعتزازا بعفافك، وزوج الأخت أجنبي عنك فلا يحل له النظر إليك ولا الخلوة بك، ويمكن بقاؤه عند الزيارة في مجلس الضيوف ليمكنك الحركة في البيت كيف شئت، وحتى تحظى أمك بالجلوس مع أختك، وأما الجلوس على مائدة واحدة مع زوج أختك لتناول الطعام فلا ينبغي لأنه سيترتب عليه ولا شك نظرٌ ومبادلة حديث وانبساط، ولربما ظهرت بعض مفاتنك، ولذا فاجتناب هذا هو الأمر الذي ينبغي أن يفعل، وننصح زوج الأخت أن يقلل من الزيارات بما يرفع الحرج عن أخت زوجته، وننصح بمطالعة الفتاوى التالية برقم: 50794، ورقم: 21040، ورقم: 36257
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1427(13/3473)
موقف الشرع من الكلام والسلام على الأجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي قصة طويلة ولكن سأكتفي بذكر المهم، وأما بعد: أنا فتاة عمري 24 سنة خلصت دراستي بالجامعة وكنت مخطوبة لشاب يكبرني ب13 سنة، وقبل خطبتنا كنت قد اشترطت عليه أن نعيش في بلد آخر فوافق على فكرتي وكانت سببا لبداية ومواصلة علاقتي معه، ولكن مع مرور الوقت وتطورت الأمور بيننا, عملنا الكتاب (الفاتحة) وأوشكنا على الزواج، مع العلم أني كنت دائما أذكره بأنني فور انتهائي من الدراسة سنسافر على البلد المتفق عليه وكان دائما يؤيدني علما أنه يعلم أني سأشترط هذا السفر عند القيام بعقد الزواج ولما جاءتني فرصة المغادرة إلى هذا البلد شاورته في الأمر فوافق على أساس أن أسافر أنا ثم يلتحق بي بعد أن يرتب بعض أعماله, مع العلم أن أموره المادية لم تسمح له بتعجيل الزواج أنذاك، لهذا اضطررت إلى السفر وكانت أختي الكبرى المتواجدة في هذا البلد مع زوجها قد ساعدتني في نجاح هذا السفر, وبعد ما طلعت التأشيرة وحجزت التذكرة وبقي يومان على المغادرة’, فجأة هاتفني كي يقول لي إنه غير موافق على السفر وإن سافرت سوف ينهي كل شيء, فاستغربت لهذا الأمر غير المنتظر وحاولت إقناعه بشتى الطرق لكنه أصر على رأيه , فشاورت أهلي في الأمر واستخرت كثيرا، فما كان لي إلا أن أسافر مع العلم أن أهلي لم يتدخلوا بنعم أولا كي لا يؤنبهم ضميرهم مرة أخرى، لكن أحسست وكنت واثقة أن أبي وأمي فضلا أن أسافر وأشتغل بهذا البلد وذلك لعدم اقتناعهم بهذا الخطيب لكبر سنه ومستواه العلمي الذي لم يكن مؤهلا, كما كنت على اتصال بزميل لي بالجامعة كنت أثق فيه كثيرا قصصت عليه أمري وحيرتي آنذاك فنصحني بالتفكير جيدا حتى لا أندم بعدها, وبعد رحيلي بقيت على اتصال مع هذا الزميل وفسخ خطيبي الكتاب بعد محاولة منه للرجوع فرفضت نظرا لقراره المفاجئ الذي أغضبني وأغضب أهلي, وأنا الآن والحمد لله في هذا البلد الذي حلمت به منذ زمن طويل وأنا أشتغل والحمد لله , والزميل الذي معه على اتصال, يريد خطبتي الآن, كلم أباه وأمه عني وطلب مني أن أكلم أيضا أهلي وأنا مقتنعة جدا به من ناحية الخلق , الدين والتكافؤ العلمي والاجتماعي, وأهلي أيضا كذلك, علما أنه سيلتحق بي إلى البلد الذي أتواجد فيه حاليا للزواج بعد أن يكون مستعدا لذلك في أقرب وقت إن شاء الله تعالى.
لذا فأرجو من حضرتكم أن تفيدوني في هذه القصة وهل ما قمت به عند سفري خطأ أم لا علما أنني ما كنت مقتنعة بذلك الخطيب وكنت دائما أخجل أمام زميلاتي إذا سألوني عن عمره أو مستواه العلمي وكنت دائما أخاف من المستقبل معه أن لا أعيش سعيدة، فكنت أحسه دائما أكبر مني بكثير ويعرف أشياء أنا أجهلها ولا زال الوقت لمعرفتها حتى طريقة كلامه لم تكن تعجبني وللأسف ندمت للقبول به من المرة الأولى وأهلي لم يكونوا صارمين معي لمنعي من هذه العلاقة ومنع تطورها وذلك بنظرهم لعدم إزعاجي وعدم التدخل بين متحابين بالرغم من أنهم لم يقتنعوا به كثيرا, وأريد أن تنصحوني في علاقتي مع هذا الشاب الذي كان زميلي بالجامعة وهو يكبرني بسنتين. وأسأل الله بما فيه الخير للجميع. والله أعلم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في رفض ذلك الخطيب لسبب أو لغير سبب، إذ لا يجب على المرأة القبول برجل محدد، ولا مانع من قبول هذا الشاب الثاني إذا كان مقبولا في دينه وخلقه، ولكننا ننبهك إلى أمرين اثنين:
الأول: أنه يحرم على المرأة أن تسافر بدون محرم؛ كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 3096.
الثاني: أنه لا يجوز للمسلمة أن تقيم علاقة مع أجنبي عنها، فتظل تواصله بالكلام وتشرح له حالها، وتحكي له ظروفها، فإن ذلك ولا شك باب فتنة وشر، وقد كان من نتيجة تلك الاتصالات ميل كلٍ منكم إلى الآخر، وهذا دليل على أن هذه العلاقة قد فعلت فعلها في القلوب، ولولا لطف الله بكم لحدث بسببها ما لا يحمد، وقد بينا سابقا في فتاوى كثيرة أن الرجل لا يجوز له أن يبتدئ السلام على المرأة، بل ولا أن يعزيها عند موت قريب لها، مع أن التعزية تكون في حالٍ من تألُّم النفوس وانقباضها وفي ذلك ما يشغلها عن التفكير في الشهوات التافهة، فإذا منع حديث الرجل مع المرأة في هذه الحالة فكيف بغيرها، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: (لا أجنبي شابة) فلا يعزيها إلا محارمها وزوجها وكذا من ألحق بهم في جواز النظر فيما يظهر. اهـ. وقال سليمان الجمل الشافعي في حاشيته على شرح منهج الطلاب: أما الأجنبي فيكره له ابتداؤها بتعزية والرد عليها ويحرمان منها. اهـ. ويحرم على الأجنبية ابتداء السلام، ويكره للرجل ابتداء أجنبية بالسلام عند الشافعية وجماعة من أهل العلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1427(13/3474)
لا يجوز للرجل الدخول على القريبات غير المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم زيارة الأقارب غير المحارم كالأنساب وغير ذلك وهم لا يتسترون مني علما أنا في نفسي حرج لذلك وأنا لا أستطيع أن أنهاهم وكذلك التسليم علي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقريبات من النساء غير المحارم لا يجوز الدخول عليهن، كغيرهن من الأجنبيات، ويجب عليهن أن يحتجبن من قريبهن غير المحرم، وعليهن ستر جميع بدنهن عنه، وقد أوجب الله تعالى الستر على المرأة، وعدم إبداء الزينة، إلا لزوجها أو أبيها ومن في حكمهما من محارمها، قال تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ {النور:31} .
وإذا كانت زيارة المحارم كالعمة والخالة تتطلب الدخول على غيرها من غير المحارم، كبناتها فلا بد أن يتسترن ويلبسن الحجاب الشرعي، ولا يجوز مصافحتهن ولا الخلوة بهن. ولغير المحرم من الرجال صلة قريباته من النساء غير المحارم من دون حصول تلك المحظورات الشرعية، وبالضوابط التي سبق بيانها في الفتوى رقم: 29848، 4031.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1427(13/3475)
لا يليق بالمسلم إقامة علاقات مع أجنبيات عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا خاطب فتاة متدينة وبنت ناس طيبين وأنا مبسوط معها وهذه كانت اختيار العائلة لي بعد رفض أكثر من فتاة من أختياري وتحديدا اثنتان وهما في نفس صفات خطيبتي ولكن قد تسببت لهم بمشاكل صحية ونفسية ولا يستطيعون نسياني وأنا كذلك ونحن على اتصال مستمر مع بعض للاطمئنان ونشد عزم بعض وأريد أن أتابعهم كما كان يحدث من قبل على العبادة وطاعة الله وأحتسب عند الله خيرا فأريد بأن أطوي صفحة الماضي بشكل سليم وصحيح. للعلم هن تحباني كثير اوأنا أيضا وقلوبنا تعبانة فأنا لا أحب واحدة واثنان بل ثلاثة وكلهن يحببنني وأنا بالمثل وأتعذب من ذلك الحمل الثقيل في التخفيف عنهن فإني أشعر بالذنب الكبير نحوهن وأقول كقول الرسول صلى الله علية وسلم: اللهم هذا قسمي في ما أملك فلا تؤاخذني في ما لا أملك. الرجاء الرد بارك الله فيكم وجزاكم عنا خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تقطع علاقاتك بتلك النسوة حتى خطيبتك لأنها قبل العقد عليها أجنبية عنك، واعلم أن تلك العلاقة محرمة لا تجوز، ولو تخللها أمر بالصلاة ونهي عن المنكر، ويكفي في بيان شرها ما ذكرت في السؤال من تعلقك بهن، وتعلقهن بك، فاتق الله يا أخي واعلم أنك موقوف بين يدي ربك الذي نهاك عما أنت فيه، وأنك محاسب على الصغيرة والكبيرة، فتب إلى الله ودع النساء وشأنهن، فلست مكلفا أن تخفف عنهن، بل أنت مأمور أن تجتنب الحديث مع النساء حتى في أضيق الظروف ما لم تدع لذلك حاجة، وانظر الفتوى رقم: 56052، وأما استدلالك بحديث: اللهم هذا.... . فهو استدلال عجيب، ولا ندري هل أنت جاد فيما تقول أم هازل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في زوجاته، فكيف تذكر هذا الحديث وأنت تقيم علاقات حب محرمة بينك وبين نساء أجنبيات عنك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1427(13/3476)
الخلوة بخطيب بنت الزوج والتجسس عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو أن تعطوني رأيكم وجزاكم الله خير الجزاء
الموضوع هو: أنني أتيت من بلد عربي محافظ على العادات والتقاليد وأعيش الآن في أمريكا بسبب الظروف المعيشية. حيث أقيم أنا وزوجي وبنته وخطيبها في نفس البيت. فهدا الشخص أحيانا يبقى معي بدون وجود زوجي في البيت أو خطيبته. في يوم من الأيام شككت في سلوك هذا الشخص مع العلم أنه محترم جدا وهو يحافظ علي مثل أخت له ولكن مجرد شكي لأقطع الشك باليقين لأنه ذات يوم تفاجأ بوجودي في غرفته عن طريق الصدفة وتغير لونه هذا الأمر بات محيرني لدرجة أني عبثت في غرفته بحثا عن أشياء لأعرف ما به تغير لونه عندما وجدني في الغرفة فإذا به يخفي أفلاما خليعة في جيبه وهي ما تعرف بأفلام السكس وهذا الشيء أذهلني وتكلمت مع زوجي وقلت له إنني وجدت هذه الأفلام في غرفته فأنبني زوجي لدخول غرفة الشاب وقال لي إنني تدخلت في شيء لم يعنني مع العلم أني ملتزمة دينيا وقال لي هو حر في تصرفاته ويحق له ذلك وأنت ما دخلك ولماذا تبحثين في غرفة الشاب. مع العلم أني تكلمت مع الشاب بخصوص هذا الموضوع وقال لي أنا آسف ولكن هذه الأفلام ليس لي هي بالأصل لابن زوجي وهو الذي أعطاني إياها.
فسؤالي هو: هل أنا آثمه لأني عبثت في محتويات الشاب كونه يعيش معي في نفس البيت والبيت لي وليس له؟. وهل أنا مسؤولة أمام الله إذا أنا سكت عن ذلك؟
وهل أنا أخطأت لأني أخبرت زوجي عنه؟ مع العلم أن أم الشاب وضعته أمانة في عنقي عندما سافرنا وقالت لي هو مثل ابنك خذي بالك منه ما حكم إقامة هذا الشاب عندي في نفس البيت وأرجو من فضيلتكم توضيح كل شيء على حدة لكي أقرأه لزوجي لأنه زعلان مني؟
وجزاكم الله كل خير عنا خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر السائلة الكريمة على اهتمامها بدينها وحرصها على تغيير المنكر وإزالته، ولتعلمي أن هذا الشاب يعتبر أجنبيا عنك ولا يجوز لك الخلوة معه في غرفته أو في غيرها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
وكذلك لا يجوز لك التجسس عليه ولا البحث عن ما يخفيه في غرفته أو جيبه، ولو كان ذلك بحجة أن أمه أوصتك عليه، فقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ {الحجرات: 12} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله. رواه الترمذي.
وكان عليك أن تنصحي هذا الشاب وتحذريه من هذه المخالفات الشرعية، وعليك أن تستري عليه ما دام يعتذر عن ذلك ولم يجاهر به، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم.
وما دام ذلك قد حصل فعليك أن تستغفري الله تعالى وتتوبي إليه وتستسمحي الشاب وتنصحيه بتقوى الله تعالى.
وعليك أن تسترضي زوجك، ولتعلمي أن ما قاله: إن الشاب حر في تصرفاته غير صحيح بالنسبة للحرام فلا يجوز للمسلم أن يفعل الحرام بحجة أنه حر، وأما الحلال فله أن يفعل ما شاء منه ويترك ما شاء، فهو حر في ذلك.
وبخصوص حكم إقامته عندك في البيت فلا مانع منها ما لم تحصل خلوة أو يكون ضرر، وأما الخلوة معه فلا تجوز في البيت ولا في غيره كما قدمنا، سواء تم عقده على بنت زوجك أم لا؛ لأن زوج بنت الزوج لا يكون محرما إلا إذا كان محرما من جهة أخرى بالرضاع أو النسب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1427(13/3477)
اليد تزني وزناها اللمس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة كنت متدينة أكثر من الآن، ولكن ابتليت بالمعاصي، الحمد لله على كل شيء، سؤالي هو: أنني أحب الجنس كثيراً ولا أريد الوقوع بأي شيء من الزنا والآن لم يتقدم أي شاب يستطيع أن يؤمن لي الحياة الطبيعية لجأت إلى العادة السرية، منذ فترة التقيت بشاب كنت أعرفه منذ سنين ونحن على علاقة في بعض الأحيان يتحسس أعضائي بيده من فوق الملابس، أنا لا أريد هذا ولكن أستمتع به وأحياناً نجلس بطريقة كأننا نعاشر بعضنا، ولكن فوق الملابس، فما حكم ما أقوم به الآن، وماذا أفعل لكي أكون بأمان الله، وما هي الوسيلة الحلال التي يمكن أن تجمعنا الآن، وهل إذا تعاهدنا أنا وهو أمام الله بأنه زوجي يعتبر مباحا؟ فأفيدوني؟ أرجوكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما يحصل بينكما حرام شرعاً، فلا يجوز نظر الرجال للنساء ولا نظر النساء للرجال عند خوف الفتنة, ولا الخلوة بينها, ولا لمس أحدهما للآخر, ولا كشف المرأة عن جسدها أمام الأجانب، فقد قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:30-31} .
وفي الحديث: لا يخلون رجل بامرأة. متفق عليه، وفي رواية: لا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. رواها الحاكم وصححها ووافقه الذهبي.
وفي الحديث: العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش. متفق عليه، وفي رواية لأحمد صححها الأرناؤوط: واليد تزني وزناها اللمس.. . وراجعي في حل المشكلة, وفي تحريم الاستمناء والزواج دون ولي وشهود الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69097، 72497، 5524، 32981، 27626، 69124، 32647، 65295 , 3395، 5855، 53539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1427(13/3478)
المراهق كالبالغ في حرمة النظر والاختلاط
[السُّؤَالُ]
ـ[أرغب في الزواج من امرأة مطلقة ولديها طفلان ذكر وأنثى، وأنا لدي طفلة وجميعهم أعمارهم لم تتعد 4 سنوات، فهل يجوز إقامة كريمتي معي في ذات المسكن مع ابن المرأة التي أريد الزواج بها مع تخصيص حجرة منفصلة لكل منهما حتى بعد سن البلوغ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من ذلك، فإن هذا السن لا يتصور فيه وقوع المحذور الشرعي، ولكن إذا وصل كل منهما سن المراهقة والشهوة وإن لم يبلغا فيجب الحيلولة بين نظر بعضهم إلى بعض، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: (والمراهق كالبالغ في) حرمة (النظر) فيلزم الولي منعه منه.... لظهوره على العورات (لا) في حرمة (الدخول) على النساء الأجانب بغير استئذان، بل يجوز بدونه (إلا) في دخوله عليهن (في الأوقات الثلاثة) التي يضعن فيها ثيابهن فلا بد من استئذانه في دخوله فيها عليهن لآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ. (ويمنعه الولي) وجوبا من النظر إليهن كما يمنعه وجوبا من الزنا وسائر المحرمات، ويلزمهن الاحتجاب منه (كالمجنون) في ذلك (وللمميز) غير المراهق (والمحرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة الخلوة ونظر ما فوق السرة وتحت الركبة) لقول الله تعالى في المحرم: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ ... الآية، ولأن المحرمية معنى يمنع المناحكة أبداً فكانا كالرجلين والمرأتين، والمميز غير المراهق في معنى المحرم. انتهى، وانظر الفتوى رقم: 63990 وفقك الله لنيل رضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1427(13/3479)
حكم وجود امرأة في مكان له باب زجاجي من قاعة بها رجال
[السُّؤَالُ]
ـ[إغلاق باب الزجاج في قاعة الإنترنت وأنا بالداخل ويوجد في نفس الوقت شباب بداخل القاعة هل يعتبر خلوة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان بإمكان رواد القاعة الدخول والخروج دون استئذان أو مانع ولم تكن هناك ريبة فإن ذلك لا يعتبر خلوة، فالخلوة المحرمة أن ينفرد رجل وامرأة أجنبيان لا يكون معهما ثالث، وكذلك إذا انفردت أجنبية برجلين أو رجال أجانب لأن ذلك لا ينفي الخلوة إذا أمكن تواطؤهم على الفاحشة، ومن المعلوم المتفق عليه أنه يحرم الخلوة بين الأجنبين لما في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. وفي رواية: لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما. رواه أحمد وغيره.
وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15566، 41400، 61721.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 صفر 1427(13/3480)
الاختلاط.. تعريفه.. حكمه.. وخطره على الأمة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو التعريف اللغوي والشرعي للاختلاط؟ وما حكمه الشرعي بالتفصيل والدليل مع ذكر أوجه الخلاف إن وجد؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط في اللغة مشتق من الخلط، قال ابن منظور في لسان العرب: خلط الشيء بالشيء يخلطه خلطا وخلطه فاختلط: مزجه واختلطا، وخالط الشيء مخالطة وخلاطا: مازجه. والاختلاط اصطلاحا هو اجتماع الرجال والنساء بمكان واحد دون مراعاة من الجميع لضوابط الشرع، وهو مما قد يكون سببا إلى الفاحشة والعياذ بالله.
قال سيد قطب رحمه الله في تفسيره الظلال: الفواحش: جمعها لأن هذه الجريمة ذات مقدمات وملابسات كلها فاحشة مثلها، فالتبرج، والتهتك والاختلاط المثير، والكلمات والإشارات والحركات والضحكات الفاجرة، والإغراء والتزيين والاستثارة، كلها فواحش تحيط بالفاحشة الأخيرة، وكلها فواحش منها الظاهر ومنها الباطن، منها المستسر في الضمير ومنها البادي في الجوارح، منها المخبوء المستور ومنها المعلن المكشوف، وكلها مما يحطم قوام الأسرة وينخر في جسم الجماعة، فوق ما يلطخ ضمائر الأفراد، ويحقر من اهتماماتهم، ومن ثم جاءت بعد الحديث عن الوالدين والأولاد. انتهى منه بتصرف يسير.
وقد بينا حكم الاختلاط, وعواقبه, ومتى يجوز, وشروط الجواز, وضوابطه, وغير ذلك مما يتعلق به, وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3539، 35079، 48092، 4030، 9855، 8975.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1427(13/3481)
ضوابط جلوس الطلاب والطالبات في الجامعة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الوضع الصحيح للجلوس بالفصل بالجامعة لاضطرارنا للاختلاط كما هو بالصلاة، الرجال في المقدمة والنساء خلفهم وما حكم التحدث بين الإخوه والأخوات بحجة الزمالة أو التبادل العلمي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوجود الرجال والنساء تحت سقف واحد أو في مكان واحد ليس ممنوعا إذا كان الرجال على حدة والنساء على حدة، وانضبط الجميع في ذلك بالضوابط الشرعية من حجاب وحشمة وعدم خلوة وعدم خضوع بالقول، وغض للبصر، وغير ذلك من الضوابط، مع أن الأفضل والأسلم للجميع هو أن تدرس الطالبات في جامعات خاصة بهن، وأن يدرس الطلاب في جامعات خاصة بهم.
ثم إن مخاطبة الرجل للمرأة الأجنبية أو المرأة للرجل الأجنبي لا تجوز إلا بشروط:
1 ـ أن تكون المخاطبة لحاجة.
2 ـ التزام المرأة للحجاب الشرعي.
3 ـ ألا تكون هناك خلوة.
4 ـ عدم خضوع المرأة بالقول قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب: 53} وقال تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32} وأما التحدث بحجة الزمالة أو التبادل العلمي فلا نرى إلا أنه حبالة من حبائل الشيطان ووسيلة إلى الحرام، وقد تقرر عند أهل العلم أن الشارع حرم الوسائل المفضية إلى الحرام، وقالوا: ما أفضى إلى الحرام فهو حرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1427(13/3482)
العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أضيف إليكم أن الشخص الذي يحبني وأحبه قد حدث له حادث منذ شهر تقريبا، وإلى الآن لم يكلمني وابتعد عني شهرا كاملا ولكني إلى الآن أحبه.. وأفكر فيه ليلا نهارا.. وبسبب شوقي له.. تركت معاصي وذنوبا كثيرة.. مثل أنني أصبحت أصلي كل الصلوات وتركت سماع الأغاني وأصبحت اقرأ القرآن ليلاً إلى الفجر وأدعو الله أن يغفر لي.. واقتربت من أمي وأهلي.. وتركت الشات.. فهل باعتقادك يا أخي أن هذه التوبة لفترة وسأعود للمعاصي مع أنني أتمنى أن أستمر في عبادة الله سبحانه وتعالى.. وهل من الممكن أن أكون زوجته في المستقبل، وأرجو أن لا تؤاخذوني أيها الأفاضل بكلامي الصريح، ولكنني لو لم أحس بالضيق والحزن لما شكوت لغير الله.. وأرجو أن تدعو لي يا شيخنا الفاضل بأن يوفقني الله لما يحبه ويرضاه.. وأن إذ أراد الله أن يجعله من نصيبي.. آمين، وأرجو الإفادة أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن الله تعالى قدر المقادير ودبر أمور خلقه قبل أن يخلق الخلق، والمؤمن ما عليه إلا أن يرضى بما قدره الله وقضاه، واعلمي أن الله تعالى أرحم بك من نفسك، وثقي بقدرة الله تعالى وحكمته، وخلصي قلبك من العشق فإن له تأثيراً سلبياً، وقد أوضحنا علاج ذلك في الفتوى رقم: 9360.
واعلمي أن العلاقة بين المرأة والرجل قبل الزواج علاقة غير شرعية، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 37015، ونسأل الله تعالى إن كان هذا الرجل صالحاً في دينه وخلقه أن يجعله الله تعالى زوجاً لك، وأن يجمع بينك وبينه على خير.
وأما توبتك فنرجو الله تعالى أن يثبتك عليها، ولا ينبغي أن تفكري أبداً في العودة إلى ترك الصلاة أو سماع الأغاني، واعلمي أن ترك الصلاة من أقبح الذنوب وأكبر الكبائر، وانظري الفتوى رقم: 68656، والأغاني كذلك من الذنوب التي يجب التوبة منها، وعدم العودة إليها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 21716.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1427(13/3483)
العلاقة بين الفتيان والفتيات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم صداقة الشباب مع البنات صداقة عادية ليس بها سوء نية فقط كلام وسلام عبر الهاتف والانترنت وبالطبع هي تكون من المحيط ومعروفة شخصيا؟
وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وأما حكم إقامة علاقة بين الفتيان والفتيات فانظره في الفتويين رقم: 1072، 17479.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1427(13/3484)
النظر إلى المرأة الأجنبية من أسباب الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في ال14 من عمري هل يجوز لي النظر إلى امرأة بالغة من دون حجاب؟ ولو نظرت إلى العالم تجد أنه يوجد نسبة كبيرة من النساء غير المحجبات! وفي المسلسلات هل يجوز النظر إلى يد المرأة غير المحجبة؟ وأرجو أن تقدم لي شرحا وافيا؟
وجزاك الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت قد ظهرت عليك واحدة أو أكثر من علامات البلوغ، كالاحتلام وإنبات شعر العانة، أو بلغت سن خمس عشرة سنة قمرية (هجرية) فأنت حينئذ مكلف، فلا يجوز لك النظر إلى شيء من جسد المرأة الأجنبية أو إلى صورتها، فوتغرافية كانت هذه الصورة أو عبر شاشة التلفاز، فكل هذا من أسباب الفتنة، وإن كنت تقصد بوجود نسبة كبيرة من النساء غير المحجبات أن هذا مما يسوغ النظر إليهن فهذا غير صحيح، وراجع لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 19075، والفتوى رقم: 3214.
وإن لم تصل إلى سن البلوغ فأنت في سن المراهقة، والمراهقة مقاربة البلوغ، وقد نص بعض أهل العلم على أنه يجب على المرأة الاحتجاب من المراهق كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: 46022، والفتوى رقم: 30063.
ولمعرفة حكم مشاهدة المسلسلات راجع الفتوى رقم: 1791، ففيها تفصيل جيد.
وننبه إلى أنه ينبغي للمسلم أن يسعى في تحصيل ما تزكو به نفسه، ويحيى به قلبه من نور الإيمان وحلاوة الطاعة، فإن حياة المرء بحياة قلبه، قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا {الشمس: 9 ـ 10} والواجب الحذر من الذنوب والمعاصي فهي من مدنسات النفس ومكدرات صفو القلب، قال تعالى: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {المطففين: 14} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 محرم 1427(13/3485)
آثار التهاون في دخول الرجال على النساء غير المحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت في الصغر عمري تقريباً بين 13-16 أقبل بنت عمي وألاعبها وألعب برحمها وأخلع ملابسها وأقبل ثديها وأضع يدي على كل مكان في جسمها، وكان عمري حوالي 11- 14 سنة أكثر من مرة، في بعض المرات يكون ذلك برضاها ومرات بغير رضاها ولي الآن أكثر من سنة وأنا تائب، الآن ماذا أفعل؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الأمور التي ذكرت أنك قد فعلتها مع ابنة عمك من لمس وتقبيل ونحوهما من الأمور المنكرة، سواء كانت راضية بها أم لا، وأنت مؤاخذ بما فعلت منها بعد بلوغك دون ما حصل قبل البلوغ، وعلى كلٍ فبما أنك قد تبت فالحمد لله، والواجب عليك عدم العودة لمثلها، وينبغي أن تحسن فيما يستقبل وتكثر من عمل الصالحات.
وإن كنت تقصد بقولك: ماذا أفعل؟ وجوب شيء من الكفارة كصيام أو إطعام ونحوهما، فلا يجب عليك شيء من ذلك.
وننبه إلى أن التهاون والتفريط في دخول الرجال على النساء غير المحارم، دون مراعاة لضوابط الشرع، هو السبب في حصول مثل هذه الفتن، فالواجب الحذر، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 23203، والفتوى رقم: 25077، والفتوى رقم: 9668.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 محرم 1427(13/3486)
ميل الأنثى إلى الأنثى الجائز والممنوع
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لي صديقة تكبرني في العمر بسنتين، تعرفت عليها في فترة كنت بحاجة فيها إلى صدر حنون وحضن دافئ أشتاق لها دائما أناديها ماما وكلما رأتني قبلت رأسها ويديها واحتضنتي فهل هذا سلوك غير شرعي أو حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن كل ميل غير طبيعي ولو من ذكر إلى ذكر، أو من أنثى إلى أنثى، فإنه محرم ويجب اجتناب دواعيه وأسبابه.
والتقبيل بين المحارم أو أفراد الجنس الواحد في الظروف العادية محل نظر، فقد منعه بعض أهل العلم، وكرهه آخرون. ومستند هؤلاء أنه صلى الله عليه وسلم سأله رجل، فقال يا رسول الله: الرجل يلقى أخاه أينحني له؟ قال: "لا"، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: "لا"، قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟. قال: "نعم رواه أحمد والترمذي
وقد بينا من قبل أحوال العشق بين النساء، وحكم كل حال منها، فراجعي فيه فتوانا رقم: 8424، وفتوانا رقم: 16342.
فقيسي علاقتك بصديقتك تلك على الأحوال التي بيناها لتعرفي من أي الأنواع تكون.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 محرم 1427(13/3487)
منع الرجل الأجنبي من الدخول على الأهل والمحارم
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم هذا الأمر: أنا أعيش في بيت فيه أربعة إخوة ولكن الأخ الكبير متزوج من امرأة لها مطلق الحرية في البيت وحتى أن زوج أختها يدخل إلى البيت بدون استئذان من أحد وقد حصل شجار مع أخي حول دخول هذا الشخص مع العلم أنه لا أريد إحداث مشاكل مع أخوتي وقد حصل صراع كلامي معه حول هذه الاشياء مع العلم أني أصغر الإخوة وعلى وشك الزواج من امرأة متدينة هل لي الحق في طرد هذا الشخص إذا تكرر الفعل أم أصمت ولكن لا أستطيع الصمت على هذا الفعل وأنا خائف على مستقبل التي ستصبح امرأة لي من هذه الأفعال أرشدوني أرجوكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من حقك أن تمنع الرجل من الدخول على أهلك ومحارمك، ومن الواجب عليه أن لا يدخل إلى البيت إلا بعد الإذن من أصحاب البيت، وأن يكون أيضا في حال عدم وجود النساء أو تسترهن بالستر الكامل، وهذا أدب حث عليه الشرع، ففي الحديث المتفق عليه عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
وفي صحيح مسلم وغيره عن ابن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره: أن رجلا اطلع في جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم مدري يحك به رأسه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو أعلم أنك تنظرني لطعنت به في عينك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما جعل الإذن من أجل البصر.
وقال الإمام القرطبي في جامع أحكام القرآن في تفسير قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ {النور: 27 ـ 28} سواء كان الباب مغلقا أو مفتوحا، لأن الشرع قد أغلقه بالتحريم للدخول حتى يفتحه الإذن من ربه، بل يجب عليه أن يأتي الباب ويحاول الإذن على صفة لايطلع منه على البيت لا في إقباله ولا في انقلابه، فقد روى علماؤنا عن عمر بن الخطاب أنه قال: من ملأ عينيه من قاعة بيت فقد فسق.
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح.
وهذه الأحاديث كلها تنهى عن النظر إلى داخل الدار بغير إذن، فكيف باقتحام الدار عليهم وفي الدار من النساء من لا يحل له النظر إليهن، وبين لإخوانك حكم الشرع في ذلك واعرض عليهم الفتوى، والمسلم الحق إذا علم حكم الله لم يتردد لحظة في تنفيذه وتطبيقه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 محرم 1427(13/3488)
يقتصر في الكلام مع الأجنبية على قدر الحاجة إذا أمنت الفتنة
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أعمل في بلد آخر وتعرفت على سيدة وكان بيننا مكالمات هاتفية بعد ذلك سافرت وخففت اتصالها بي (مرة كل شهرين) وتزوجت والتزمت وفي كل مرة تتصل أجيبها خوفا عليها أن تؤذي نفسها إن لم أجب أحاول أن أنصحها بأن تصلح نفسها وأن لا تتصل.
1. هل يجوز لي إجابتها علما أني أشعر أنني أحل لها بعض مشاكلها الخاصة بعائلتها وأشعر بأنها قد تؤذي نفسها إذا لم أجبها؟
2. كيف أعمل كي أتخلص من ملاحقتها؟
3. قبل فترة أرسلت إليَّ إلى بلدي هدية وقد استخدمتها هل جاز لي ذلك؟
وهل يجب عليَّ أن أقدر ثمن هذه الهدية وأتصدق بثمنها بنية عن تلك السيدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن الكلام مع المرأة الأجنبية جائز للحاجة، وبالضوابط الشرعية المتقدم بيانها في الفتوى رقم: 3672، فإن لم يكن هناك حاجة للكلام فلا يجوز، فاقتصر في الكلام معها على قدر الحاجة، هذا مع أمن الفتنة، أما إذا خشيت على نفسك الفتنة بها، أو كانت ممن يلتذ بسماع صوتها، أو تخضع بالقول، فلا يجوز الرد عليها، وننصحك بعدم الرد مطلقا، فالسلامة لا يعدلها شيء، وبهذا تتخلص من ملاحقتها لك.
وأما الهدية فالأصل أنه يستحب قبولها، إلا إذا كانت عوضا عن استمرار العلاقة المحرمة فلا تجوز حينئذ، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 57809، فإن لم تكن كذلك فلك الانتفاع بها ولا يجب عليك التصدق بثمنها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1427(13/3489)
منع النظر إلى المحارم على وجه الالتذاذ والاستمتاع
[السُّؤَالُ]
ـ[أعلم أن أم زوجتي من المحارم وهي تجلس معي كاشفة الوجه والكفين وتسلم علي بالمصافحة باليد فقط، وأحياناً نجلس لوحدنا ولكن وبكل صراحة هي بقدر كبير من الجمال وليس بيننا فارق سني كبير وأنا أخاف على نفسي من زلة - فأخبرت زوجتي بأنني لا أريد أن أصافح أمها لأن هذا ليس من طباعنا وعاداتنا وعلمت الأم وبدأت تتحاشى مقابلتي وتظن أنني متشدد وانطوائي- فهل ما فعلته صحيح، انصحوني؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأم الزوجة من محارم الزوج، لا حرج عليه من الخلوة بها ومصافحتها، وقد تقدم بيانه في الفتوى رقم: 11977.
هذا إذا أمنت الفتنة ولم تخش الشهوة، وإلا حرم ذلك، وكذا الحال مع بقية المحارم، قال العلامة السرخسي في المبسوط: إنما يباح المس والنظر إذا كان يأمن الشهوة على نفسه وعليها، فأما إذا كان يخاف الشهوة على نفسه أو عليها، فلا يحل له ذلك. انتهى.
وقال الباجي في شرح المنتقى: لا خلاف في منعه -أي النظر إلى أحد المحارم- على وجه الالتذاذ والاستمتاع به. وعليه فما فعله السائل صواب، بل هو الواجب عليه، ونسأل الله أن يعصمنا وإياه من الفتن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1427(13/3490)
الاختلاط بين الرجال والنساء في الجمعيات الخيرية
[السُّؤَالُ]
ـ[شيخي الفاضل، أمر هذه الأيام بحيرة شديدة أوصلتني إلى الاكتئاب، وأريد من فضيلتكم أن ترشدوني وتفتوني حباً في رسول الله عليه والصلاة والسلام وإيماناً بأن الإسلام دين عبادة وإعمار، التحقت بصناع الحياة الاجتماعات وسط الجمعية مختلطة وبعض من أقاربي نصحني بمغادرة الجمعية بسبب الاختلاط، فما رأي فضيلتكم هل هذا اختلاط جائز، علماً بأن الجمعية تريد التنمية بالإيمان وأنا أرتدي الحجاب الشرعي، تقدم لخطبتي شاب متدين لكنه يريدني أن أترك دراسة الكيمياء لألتحق بدراسة العلوم الشرعية، ولأن الدراسة فيها اختلاط كما يهاجم الأستاذ عمرو خالد لأنه يتعامل مع بريطانيا وهي التي ساهمت في الحرب على العراق، ولأنه ليس ملتحيا ولأسباب مشابهة، هل ما يقول لديه أساس من الصحة في الدين، وهل أوافق على الارتباط به، أرجو من فضيلتكم أن ترشدوني حسب ما جاء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم أسأل الله العظيم أن يبارك فيكم ويجزيكم عني كل خير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاجتماع على الخير والتعاون في أمر الدعوة إلى الله سبحانه أمر مرغب فيه شرعاً، والواجب أن يضبط هذا الأمر بضوابط الشرع حتى تتحقق غايته وتجني ثمرته، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 31768، ولا ريب في أن الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء سبب لكثير من المفاسد، ويؤدي إلى عكس المقصود في الدعوة إلى الله من تزكية النفوس وزيادة الإيمان، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 3539.
فإذا كان الأمر في هذه الجمعية على هذا النوع من الاختلاط من غير تمايز بين الرجال والنساء فلا يجوز لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر الارتباط بهذه الجمعية، بل الواجب الحذر منها ومناصحة من ينتمي إليها، وراجعي الفتوى رقم: 55432، والفتوى رقم: 59243.
وأما بخصوص زواجك من هذا الشاب، فإن تبين لك أنه صاحب دين وخلق فينبغي أن ترضي به زوجاً بعد أن تستخيري الله تعالى في أمره، وراجعي الفتوى رقم: 5485، وإن كان واقع دراستك الكيمياء مشتملاً على اختلاط بين الرجال والنساء فقد أحسن هذا الشاب في نصحك بترك هذه الدراسة، فتركها واجب والحالة هذه، سواء تزوج منك هذا الشاب أم لا، وراجعي الفتوى رقم: 2523، والفتوى رقم: 4030.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو الحجة 1426(13/3491)
قطع المرأة علاقتها بالشاب الأجنبي عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أود الاستفسار عن أمر يؤرقني أنا وللأسف من فترة سنوات مضت تعرفت لشاب وكنت أكلمه بالهاتف وأوهمته بأني أحبه وقد كان هذا من باب الاستهتار السائد هذه الأيام وعندما شعرت أنه يود الارتباط بي ويفكر فيَّ بشكل جدي خفت من أن أستمر معه وأنا لا أفكرفي الارتباط به وحتى لا أتلاعب بمشاعره وقلت له إني لا أحبه واتركني فأراد أن يخطبني فرفضت فطلب مني وعدا بأن لا أرتبط بغيره وعندما أشعر أني أفكر في الارتباط وبعد إنهاء دراستي أن يتقدم لخطبتي المهم أنه فقط يريد وعدا بعدم الارتباط بآخر وأنه سيأتي لخطبتي متى ما وافقت أنا على ذلك وظل ملحا لمدة سنتين أوأكثر وحاول بشتى الوسائل وكنت وقتها أشعر بتأنيب الضمير لأني خدعته وقد قلت له كلاما جارحا جدا من أني أكرهه ولا أريده وأنه لو كان آخر رجل لن أتزوجه واليوم وبعد مرور السنين وأنا مهتمة بدراستي فقط وأنا بعد التزامي وتوبتي لله أخاف أن أكون قد ظلمته مع علمي ويقيني بأن ما بني على باطل فهو باطل ولكني أيضا أعلم أن المظلوم يقتص من ظالمه يوم الحساب وقد تكون دعوة المظلوم نافدة في الدنيا وكل ما يحصل لي موقف سيء أقول لربما هذا من دعوة ذلك الشخص وأتذكر القول تنام عينك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لا تنم فأفيدوني بما يريح ضميري أفادكم الله فقد أرقني الموضوع واحترت فيه فهل أبحث عنه وأشرح له أني وبعد توبتي أريد أن أطلب منه السماح وقد يكون هو اليوم متزوجا أو مسافرا أو أي شيء لانقطاع أخباره وأنا متعبة جدا لأن آخر كلماته لي كانت حسبي الله ونعم الوكيل مع العلم أني أستغفر الله كثيرا وأحاول إصلاح نفسي بعد أن هداني الله لطريق الخير وأحاول رد مظالمي لأصحابها وتصفية حسابات العباد مني في كل الأمور فهل تجزيني التوبة والاستغفار ولكني سمعت من كل الشيوخ أن كل شيء يغفر إلا حق العبد عند أخيه فبيده وحده أن يعفو عنه وفي النهاية أود شكركم على وقوفكم بجانب شباب الأمة واتمنى عدم الاستهانة برسالتي والدعاء لشبابنا بالهداية وترك الأمور التي نهى الإسلام عنها لما قد تخلفه في النفوس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئاً لك التوبة ونسأل الله تعالى أن يحفظك فيما بقي وأن يثبتك على طريق الاستقامة حتى الممات.
ولا يخفى أن المحادثة بين الرجال والأجنبيات من النساء ذريعة لكثير من المفاسد والشرور، والتهاون في ذلك يغلب أن تكون عاقبته الندم، فالواجب على المسلم الحذر من الإقدام على شيء من ذلك، وتراجع الفتوى رقم: 1932، وقد أحسنت في قطعك العلاقة بهذا الشاب وتوبتك إلى الله سبحانه، فنوصيك بالإحسان في المستقبل والإكثار من الأعمال الصالحة، وراجعي الفتوى رقم: 9024، وأما هذا الشاب فلا يلزمك تجاهه شيء، فهو الذي قد ظلم نفسه وجنى عليها، فلا تشغلي نفسك بالتفكير في أمره، بل ينبغي أن تهوني على نفسك وتنصرفي إلى ما ينفعك في أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو الحجة 1426(13/3492)
الاختلاط فرصة الشيطان الذهبية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسانة ملتزمة بحمد الله بالخلق الطيب والدين الوسط ولكن أنا أمرأة متعلمة ومثقفة وطبيعة عملي أنني أعمل في بعض الأحيان مع رجال وفق الضوابط الشرعية ولكن ابتليت لأنني امرأة متزوجة ولدي أبناء وكنت سوف أنفصل عن زوجي لعدة أسباب فيه.. تعرفت على رجل ولكن في ضمن إطار العمل ولم يحدث شيء بيننا سوى العمل، ولكن أعجبت بشخصيته ولكن قد تملك حبه في قلبي وأحس أنه أيضا ولكن دون كلام أو شيء يوحي بالحب لأن كلينا محترم ولا نرضى بالزلل أو الخطأ وأنا أعاني الآن من أنه دائما في خيالي وأستغفر وأدعوا الله أن يبعد عني البلاء دائما لأني أخاف الله جدا وأعرف واجباتي جيدا أمام الله وإلى الآن أعاني ولكن دائما ألجأ إلى الذكر أو القرآن، ولكن هل أأثم بذلك التخيل أو تذكر الأمر مع أني أجاهد نفسي كثيرا ولكنه الحب وعلى الرغم من أنه ليس سبب مشاكلي مع زوجي؟
وسؤال آخر: هل يجوز أن أبقى مع زوجي واستمر في الحياة معه فقط بسبب الأولاد حتى أنني لا أرغب في معاشرته ولكن أريد رضا الله عني وهذا حقه فأرغم نفسي وأستغفر ولكن بقائي معه فقط لأبنائي وأريد أن أساعده فقط لأنه أخي في الدين وليس لأنه زوجي وأن أدعو الله أن يحسن علاقتي به وأن أنظر له دائما بالخير ولكن قلبي وعقلي وكياني لا يريد أن أكمل ولكن لا أستطيع الطلاق بسبب أبنائي وهذا هو سبب بقائي معه فهل يجوز ذلك؟ وأقول إذا لم يتحسن وتتحسن العلاقة بيننا ويكبر الأبناء سوف أتطلق حينئذ فهل يجوز أيضا هذه النية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكلم العلماء والمصلحون والدعاة عن خطر الاختلاط ومضاره ومفاسده، وبينوا أن الله عز وجل خلق الإنسان وخلق فيه غرائز وميولا تدفع الذكور للإناث والعكس، وما حدث للأخت الكريمة مع كونها متدينة دليل على أن الإنسان لا يمكن أن يدعي أنه سيصون نفسه عن الفتن الكائنة عند وجود الاختلاط مهما كان دينه، فإن جو الاختلاط جو يسمح بتبادل الكلمات والنظرات والبسمات، وفي تلك الأجواء يجد الشيطان فرصته ليقذف سهامه المسمومة إلى القلوب المريضة، ولذا فإنا نوصيك بتقوى الله تعالى واجتناب مواطن الاختلاط قدر الطاقة، فإن اضطررت فعليك أن تقتصري من ذلك على ما تدعو إليه الحاجة، مع الستر التام والأدب والحشمة، واجتنبي التفكير في هذا الرجل، وكلما خطر لك خاطر فاستعيذي بالله تعالى، واصرفي ذهنك إلى التفكير في ما ينفع، وقومي بحق زوجك وتجملي له وأحسني إليه، وأبعدي عنك الرغبة في الطلاق منه إذا كبر الأولاد أو قبل أن يكبروا، واعلمي أن حقه عليك عظيم، ويجوز لك البقاء مع زوجك وإن قلَّت رغبتك فيه وإن كان ذلك بسبب تربية الأولاد، علماً بأنه يجب عليك القيام بحقه وطاعته إذا طلبك وأن لا تمنعي نفسك منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو الحجة 1426(13/3493)
الخلوة وإظهار الزوجة زينتها أمام والد زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
لدي صديق يسأل سؤالا مسببا له وساوس شيطانية يقول فيه:إنه في الغربة ويعيش في شقة صغيرة هووزوجتة ماحكم وجود والده معه في البيت فهو يخرج للعمل في الصباح ولايعود إلا في المساء إذا كان للوالد سوابق في معاكسة الشغالات سابقا لاتوجد شغالة بالبيت الآن فهو يظل مع زوجته لوحدهما أدري صعوبة السؤال ولكن أرجو مساعدتي وطمأنتي فأنا أنشد راحة البال له ولوالده؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن والد الزوج من المحارم الذين يجوز للزوجة أن تظهر زينتها أمامهم والخلوة بهم عند أمن الفتنة قال تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ {النور: 31} فإذا لم تظهر من هذا الوالد ريبة تجاه زوجة ولده فلا حرج في وجوده معها وخلوته بها عند انصراف الولد إلى العمل وغيره، ولا يجوز الاسترسال في أي نوع من الخواطر الشيطانية أو الظن به سوءاً خاصة وأنه الوالد والأصل السلامة قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ {الحجرات: 12} وكون هذا الوالد قد حصلت منه بعض المخالفات الشرعية تجاه بعض النساء فلا يعني ذلك أن يحدث منه مثلها مع زوجة ابنه.
وأما إن وجد منه شيء من الريبة فلا يجوز لها إبداء زينتها أمامه، ولا يمكن من الخلوة بها، بل يعامل معاملة الأجنبي، وعلى الابن أن يبحث عن سبيل يعالج به الأمر بشيء من الحكمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1426(13/3494)
لا يجوز لأخي الزوج الدخول على زوجة أخيه والنظر إليها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة وعندي مشكلة وهي أنني أجلس في البيت مع زوجي ولدى زوجي إخوان يسكنون معنا في البيت، وأنا متحجبة منهم، ولكن عندما يخرج زوجي وأبقى في البيت يدخل إخوانه فجأة أحيانا وأكون بدون حجاب أقوم بسرعة وأغطي شعري، هل في ذلك إثم وماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي التنبيه إلى ثلاثة أمور:
الأول: أنه لا يجوز أن يخلو أحد من أقارب الزوج أخا كان أو عما أو خالا بك؛ لما رواه البخاري ومسلم من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والدخول على النساء. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت. والحمو أخو الزوج أو قريبه.
الثاني: أنه يحرم على كل منكم أن ينظر إلى وجه الآخر وإن أمن الفتنة. وسبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 50794، والفتوى رقم: 56103.
الثالث: أنه ينبغي لإخوان زوجك أن لا يدخلوا بيت أخيهم إلا بإذن وإعلام وطرق باب، وهذه أخلاق إسلامية ينبغي مراعاتها وتذكيرهم بها لأن أحدهم قد يدخل فيرى ما لا يجوز رؤيته، وهذه كلها حلول مؤقتة إلى أن ييسر الله تعالى أن يستقل كل ببيت يخصه.
وإذا تم الأخذ بهذه الاحتياطات ثم حصل نظر لم يكن مقصودا فعسى أن لا يكون فيه حرج لما في الحديث الشريف: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الثانية. رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو الحجة 1426(13/3495)
المجالس المختلطة وما يفعل ليلة الزفاف
[السُّؤَالُ]
ـ[1. إني سوف أتزوج قريبا وزوجي طلب مني أن أدخل معه إلى غرفة الضيافة لكي أسلم على أخيه وأجلس معه, وأنا فعلت الشيء الذي طلبه مني, وأنا يا شيخ منتقبة وأخاف الله عز وجل ولا كان يوجد لدي وقت لأشرح له أنه لا يجوز, ولكن هل يجوز الجلوس مع الرجال الأجانب إذا كان زوجي معي وأنا منتقبة, وإن لم يجز فماذا أقول لزوجي عن هذا الأمر؟ أرجوكم لا تتأخروا علي بالإجابة.
2. أريد نصائح ليوم زواجي, ماذا يجب علي أن أفعل مع زوجي في الحلال. هل يجب علي أن أري العائلة العلامة يعني الدم, وما رأي الدين في هذا الشيء. هل يجب على الزوجين أن يصليا ركعتين لله تعالى قبل الجماع, أم ماذا؟
3. هل يجوز لزوجي أو للرجال أن يتكلموا مع النساء الأجانب من غير حاجز يعني جدار.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففهمنا من قولك (سوف أتزوج) أنك لم تتزوجي إلى الآن، فإن كان الأمر كذلك فهو أجنبي عنك، وإن كان قد عقد عليك ولم تبق إلا الزفة، فهو زوجك.
وأما دخول المرأة على الرجال الأجانب سواء كانوا أقارب للزوج كأخيه أو ابن عمه أم أباعد فلا حاجة إليه، بل هو باب من أبواب الشيطان، وفيه تعرض للمحرمات، فإنه من العسير أن يكون الرجل والمرأة في مكان واحد أو مجلس واحد دون أن تنظر إليه أو ينظر إليها وهذا محرم لا يجوز، بشهوة كان النظر أم بغير شهوة، وقد سبق ذلك في الفتوى رقم: 67217 والفتوى رقم: 50794، مع أن الأمر في المجالس المختلطة لا يقتصر على النظر المحرم عادة، بل يتعداه إلى غيره فهذه تضحك وتقهقه وذاك ينظر ويتبسم، ويدخل الشيطان في تلك الأجواء ليضع سهامه المسمومة في القلوب حتى يفتنها.
وأما ما ينبغي فعله يوم الزفاف فسبق في الفتاوى التالية برقم: 41888 ورقم: 2521 ورقم: 15312 ورقم: 39793،
ولا يجب عليك أن ترى وليك الدم النازل عند الجماع بسبب فض غشاء البكارة كدليل على عذريتك بل هذا عادة قبيحة وبدعة منكرة يجب تركها والحذر منها كما هو مبين في الفتوى رقم: 21138. وصلاة الركعتين أمر مستحب وليس واجبا، فلو تركه الزوجان فلا إثم عليهما.
وأما بشأن السؤال الثالث: فيجوز للرجل أن يحدث المرأة الأجنبية التي ليست من محارمه ولو كانت المرأة غير متحجبة ولكن دون أن ينظر إليها ويكون الحديث لحاجة كما سبق بيان ذلك في الفتاوى التالية برقم: 61937 ورقم: 56052 ورقم: 17502.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو الحجة 1426(13/3496)
العمل في الإمامة والدعوة خير من العمل في مدرسة مختلطة تمنع من الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
يا شيخ بارك الله فيك أفتونا بالحل مأجورين: أنا أعمل في قطاع التعليم في بلد، والعمل فيه يتزامن دائما مع أوقات الصلاة، وتبعا لذلك أود أن أوجه إلى جنابكم هذه الأسئلة فأجيبوني عنها بالله عليكم:
1. ما العمل والصلاة تفوتني دائما بسبب العمل، وأرباب العمل لا يسمحون لنا بالصلاة، أوالتغيب من أجل الصلاة، هل أواصل هذا العمل أم أنقطع عنه؟ مع العلم أني مغرم بالتعليم، وأفيد التلاميذ، وليس لدي مورد رزق آخر إذا انقطعت عن هذا العمل.
2. كيف يفعل التلاميذ الذين يمنعون حتى من الصلاة داخل المعهد؟
3. اذا أمكن لي أو للتلميذ الصلاة منفردا خفية داخل إحدى قاعات الدرس فهل يعتبر ذلك عذرا للتخلف عن الصلاة في المسجد؟ خاصة وأن المسألة تتكرر في كامل العام الدراسي والنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا صلاة لمن صلى في بيته ما لم يمنعه عذر من اتباع المؤذن.
4. إذا قدرت أن أجمع بعض التلاميذ خفية للصلاة جماعة؛ فهل هذه الجماعة تغني عن الصلاة في المسجد؟
5. هل مقدار الوقت الذي تستغرقه مني الصلاة داخل قاعة الدرس يعتبر سرقة من وقت التلاميذ؟
6. هل تدريسي في هذه الأقسام المختلطة حرام؟ خاصة وأني أدرس بنات بالغات، ويتبرجن تبرجا فظيعا، ويمنع على الأستاذ منعهم من ذلك.
أخيرا يا شيخ لدي بعض العلم في أمور الدين وقد اقترح علي والدي تولي منصب إمام وخطيب في أحد المساجد خاصة وأن لدي قدرات هائلة في الخطابة مع التخلي عن مهنة التدريس وما تحويه من شبهات، ولكن المشكل أن الراتب الذي يقدمونه للإمام ضعيف جدا، ولا يكفي حتى لإعالة شخص واحد، ومع ذلك فأنا أجد نفسي مندفعا لذلك، وأريد أن أقتنع برزق الله ولو كان قليلا، فهل نيتي إفادة الناس بالإمامة وأخذ الراتب للاستعانة به في الحياة غير جائز؟ خاصة وأني على أبواب الزواج.
يا شيخ أقسمت عليكم بالله أن تجيبوني على أسئلتي كلها في أقرب وقت؛ لأني في حزن ولا أعلم ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تأخير الصلاة عن وقتها عمداً كبيرة من كبائر الذنوب لقول الله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4 ـ 5} قال ابن عباس وغيره في معنى ساهون: أي يؤخرونها عن وقتها
ولقول الله تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59} قال ابن مسعود وغيره: إضاعتها تأخيرها عن وقتها، وليس العمل أو الدراسة عذراً شرعياً في تأخير الصلاة وإخراجها عن وقتها، وعليه فإنه يجب عليكم أن تؤدوا الصلاة لوقتها، ويحرم عليكم طاعة أرباب العمل في إخراج الصلاة عن وقتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد
فإن لم يسمحوا لكم بأداء الصلاة جماعة في المسجد فأقيموا الجماعة في مكان عملكم أو مدرستكم، فإن منعتم من إقامتها جماعة فلا حرج عليكم من أن يصلي كل واحد منكم على انفراد، فإن منعتم من الصلاة فرادى فلا يجوز لك ولا للتلاميذ البقاء في تلك المدرسة وعليكم بالبحث عن مكان آخر، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2 ـ 3} وهذا وعد من الله الذي لا يخلف الميعاد، فهو وعد متحقق لمن اتقى الله تعالى، وفي حالة تمكنكم من الصلاة جماعة أو فرادى، فإن وقت الصلاة لا يعتبر سرقة من وقت العمل بل هو وقت لله تعالى يجب عليكم أداء الصلاة فيه.
وأما تدريس النساء المتبرجات فإن هذه طامة أخرى، وذلك أن الله تعالى أمر بغض البصر عن الحرام فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور: 30} ولا شك أن تدريس المتبرجات يشق معه هذا الغض الواجب، وإننا ننصح الأخ السائل بالبحث عن عمل آخر لا معصية لله فيه، فإن هذا خير له من العمل في مكان تضيع فيه الواجبات، وتنتهك فيه المحرمات.
ولا شك أن إمامة الناس بالصلوات في المسجد والخطابة والقيام بتعليمهم دينهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لا شك أن هذا من أعظم القربات؛ بل هي وظيفة الأنبياء والمرسلين، فنحثك على تولي ذلك مع الإخلاص لله تعالى، وسيفتح الله لك من أبواب الرزق ما لم تكن تحتسب، والراتب الذي ستأخذه على الإمامة حلال مباح ما دمت مخلصاً لله تعالى في إمامتك لا تريد بها غير وجه الله، وانظر الفتوى رقم: 10767، والفتوى رقم: 9495، وكذلك الفتوى رقم: 9812، وكلها حول تأخير الصلاة لأجل العمل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1426(13/3497)
يجب عليك إنكار الاختلاط الذي يحصل في بيتك
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي شقة أستضيف فيها زملاء الكلية حيث إننا نعمل بصورة جماعية مع زملاء وزميلات وذلك حسب اشتراط الكلية والحمد لله يتم العمل بما يرضي الله وكلنا ملتزمون والحمد لله ولكن في الآونة الأخيرة تقدم أحد الشباب لزميلة لي في العمل وهم يتحدثون على انفراد ولساعات في شرفة المكان وهذا بالطبع لا يرضي الله فهل أكون أذنبت لو تركت هذا الأمر يحدث في المكان ملكي ولم أحاول في إصلاحه أو إرشادهم وكيف لي أن أصلح بدون أن يكون هناك إحراج لي أو لهم أفيدوني وأرشدوني؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استضافتك لزملائك في الكلية من فتيات وفتيان واجتماعكم في شقة واحدة هو من الاختلاط, وقد بينا حكمه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8221، 8890، 17191، وذكرنا خلالها ضوابط جوازه وبينا ما يترتب عليه من محاذير، وأنه لا يخلو في هذا الزمن الذي خلع الناس فيه جلباب الحياء وفشا التبرج والسفور وضعف الوازع الديني من حصول أمور محرمة.
وأما ما حصل بين الفتى والفتاة فهو منكر كان الواجب عليك إزالته وتغييره وأنت تملكين ذلك لكونهما بشقتك وفي ضيافتك، فإما أن يلتزما بالأدب وينضبطا بضوابط الشرع أو يخرجا، ولا يجوز لك السكوت على مثل ذلك، وإن فعلت فأنت مشاركة للفاعل في الإثم لكونك قد هيأت له الأسباب وأعنتِه على ذلك فلا ترضي به، ولا يحملك الحرج من المخلوق على إسخاط الخالق، ففي الحديث: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وفي رواية لابن حبان: ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. وانظري الفتويين رقم: 25032، 42930.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1426(13/3498)
هل تأثم المرأة إذا وجد الأجنبي ريحا منها دون قصد منها لذلك؟
[السُّؤَالُ]
ـ[يوجد لدينا حارس كبير في السن، وأضطر أن أناوله شيئا، أو هو يناولني شيئا من وراء الباب، وأحيانا أكون متعطرة في البيت، وكثيرا ما أترك وضع العطر خوفا من الذنوب، وعندما أكون متعطرة لا أفتح الباب؛ ولكن أضطر أن أناوله شيئا ضروريا، ولقد مللت من هذا الوضع، فهل أكون ارتكبت ذنبا وإذا لم أتعطر وأرتاح في بيتي فأين أتعطر؟
وجزاكم خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تضعين العطر في بيتك دون قصد منك أن يجد الحارس أو غيره من الأجانب ريحه واضطررت إلى ملاقاة الحارس لعدم وجود من يسد حاجتك إليه واحتطت عند ملاقاته، فلا حرج في ذلك إن شاء الله لكونه صلى الله عليه وسلم قد علق حكم المنع على قصد المرأة فتنة الرجال وتعرضها لهم كما في قوله: أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية. أخرجه أحمد وغيره، قال المناوي في فيض القدير: (ليجدوا) أي لأجل أن يشموا (ريحها) أي ريح عطرها، فقصدت ذلك (فهي زانية) أي هي بسبب ذلك متعرضة للزنا ساعية في أسبابه داعية إلى طلابه فسميت لذلك زانية مجازا.
ولأن منع المرأة من ذلك في بيتها مما يوقعها في الحرج والمشقة، فيجوز لها ذلك مع أخذ الحيطة واستعمال بعض العطور خفيفة الرائحة، وعدم الاحتكاك بالأجنبي حارسا كان أو غيره بالمنزل، وألا تكون تعطرت وهي تريد ملاقاته لحاجة أوغيرها. وغير ذلك مما ينبغي مراعاته في هذا المقام؛ لخطورة الوصف في قوله صلى الله عليه وسلم: (فهي زانية) .
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ذو الحجة 1426(13/3499)
آثار إقامة الرجل علاقة عاطفية مع امرأة أجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[إن أخي كان يحب فتاة وجاء وأخبرني بأنه يحبها وأخبر أهلي بالقصة فأنا ساعدته وأخبرت الفتاة فأنا أخبرتها عندما تأكدت من أنه يحبها جدا فأصبحت بينهما علاقة فقط يتكلمون مع بعض لمدة ثلاث سنوات فكانت الفتاة خائفة جدا لأنها متدينة وتعرف بأنها تخطىء فكانت تقول له بأن يأتي ويطلب يدها وكانت تقول لي هذا الحديث أيضا ولكن أهلي لم يوافقوا على هذا الطلب لأن أخي أزعر وكانوا خائفين على الفتاة أن تبتلى من أخي فبعد علاقه ثلاث سنوات اتصل بها وقال لها بأني أنا (أخته) مريضة وأريدها أن تأتي عندي فكانت خدعة منه فلم يكن أحد في البيت حتى حاول الاعتداء عليها فقال لها إذا قلت لأحد سوف أفضحك فطلب منها أن يلتقي معها فهي من الخوف ذهبت وبعد سنة تركها أخي ولكن أهلي عرفوا في الأمر ولكن لم يعاقبوه إنما أنا ضميري يؤلمني لأنني أنا أخبرت الفتاة بأن أخي يحبها والمدهش بأن أخي يخطىء كثيرا ولكن الله سبحانه وتعالى يعطيه ما يريد حتى أنه فتح شركة كبيرة جدا وناجحة مع العلم بأنه أزعر ويضحك على البنات. (وأريد أن أخبركم بأن الفتاة التي تركها أخي قد خطبت لأحسن شاب في العالم) ما هو عقاب أخي وعقاب أهلي أيضا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حرم الإسلام على المسلم إقامة علاقة عاطفية مع امرأة أجنبية عليه، لأن ذلك ذريعة إلى الشر والفساد، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 30003، وقد سبق أن فصلنا القول في حكم الحب قبل الزواج وذلك بالفتوى رقم: 4220، فلتراجع.
وما أقدم عليه أخوك من محاولة الاعتداء على هذه البنت ونحو ذلك لمن أعظم البراهين على خطورة إقامة مثل هذه العلاقات، وأما العقوبة دنيوية كانت أو أخروية فتختلف باختلاف الذنب الذي ارتكبه، وراجعي الفتوى رقم: 36587، والفتوى رقم: 26237، وعلى كل حال فإن الواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى وأن يستر على نفسه فلا يخبر بما فعل أحد من الناس، وتراجع الفتوى رقم: 20880.
ولا شك أن الواجب على من اطلع منه على هذا الفعل القبيح أن ينكر عليه، فمن لم يفعل من غير عذر يمنعه فإنه يأثم سواء أهلك أم غيرهم، وأما تصرفك بإخبار هذه البنت بحب أخيك لها فإن كان بقصد مساعدته على إقامة هذه العلاقة فقد يلحقك شيء من الإثم فتجب عليك التوبة منه.
وأما ما ذكرت من ارتكاب أخيك للمعاصي مع تجدد النعم عليه فإن هذا استدراج، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 47005، والفتوى رقم: 40377، فالواجب نصحه وتذكيره بالله تعالى وإطلاعه على هذه الفتاوى التي أحلنا عليها إن أمكن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1426(13/3500)
حكم مبيت المرأة عند أسرة فيها رجال غير محارمها
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أطرح عليكم سؤالا اختلفت فيه وجهات النظر بين أصدقائنا في أوربة ... هل يجوز مبيت المرأة المسلمة عند أسرة من غير محارمها؟
لكم الشكر سلفاً ودمتم في حفظ الله ورعايته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن جهة العموم يجوز للمرأة المسلمة المبيت عند أسرة فيها رجال غير محارمها عند الحاجة إلى ذلك إذا أمنت الفتنة، ولم تكن خلوة أو دخول للأجانب عليها ونحو ذلك من المخالفات الشرعية التي يحكم معها بالمنع من مبيت المرأة عند غير محارمها. وتراجع الفتوى رقم: 19493، والفتوى رقم: 38789.
وبما أن كثيرا من المجتمعات المسلمة فضلا عن غيرها لا تراعي الضوابط الشرعية في الدخول على المرأة الأجنبية، فينبغي للمرأة المسلمة أن تكون فطنة فتحذر ما قد يجرها إلى الفنتة في دينها وعرضها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو الحجة 1426(13/3501)
حدود العلاقة بين المرأة وابن خالتها
[السُّؤَالُ]
ـ[جلوس بنت مع ابن خالتها على انفراد في غرفة لوحدهما أيعد خلوة أو خروجهم مع بعض في مطعم ومدى الخط الذي لا يجوز تجاوزه في العلاقة بينهما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجلوس المرأة مع ابن خالتها في غرفة منفردة خلوة محرمة ولا شك، والواجب عليهما إن حدث ذلك التوبة، ومن التوبة الندم على فعلهما والعزم على أن لا يعودا إلى ذلك، وخروجهما إلى المطعم منفردين لا يسلمان معه في الغالب من الوقوع في محظور كالخلوة مثلا أو ما يؤدي إليها فيجب تركه أيضا.
وأما عن حدود العلاقة بين المرأة وابن خالتها أو ابن خالها أو ابن عمها، فهي مثل علاقتها بأي أجنبي آخر سواء بسواء، فلا يجوز أن يحدث بينهما خلوة ولا أن تتكشف أمامه، ويحرم عليه أن ينظر إلى وجهها بشهوة أو بغير شهوة، وغير ذلك مما لا يجوز بين الأجنبيين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1426(13/3502)
التواجد في الأماكن المختلطة طريق إلى الفتن والمصائب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة في جامعة فلسطينية منذ حوالي سنة ونصف كنت أرى رجلا ينظر إلي أكثر من مرة حتى اعتقدت أنه يريد الزواج مني ومن ذلك الوقت وأنا أفكر فيه وأطلب من الله أن يجعله من نصيبي فقد رأيت فيه الإنسان الصالح وأنا الآن أجد نفسي تبحث عنه لأنه هو أيضا في الجامعة لكن دون أن أبين ذلك وكذلك فإن جميع الأشخاص الذين تقدموا إلي من الرجال غير الصالحين أي من غير الذين قال عنهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه وأنا أفهم من ذلك بأني قد أكون إنسانة غير صالحة وذلك لأني أعلم بأن الله قال: الطيبات للطيبين..فهل ما أعتقد به صحيح والرجاء أن ترشدوني إلى ما هو مفيد لي في ديني ودنياي ولكم خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم من عدم تقدم هذا الرجل بعينه أن تكوني غير صالحة، لأن الله تعالى قد يقدر لك من هو أحسن حالا منه في الدين، المهم أن تحافظي على موقفك وهو البحث عن الرجل الصالح الذي يُرضَى دينه وخلقه، ونحذرك أيتها الأخت الكريمة من الأماكن المختلطة التي تؤدي غالباً إلى الفتن والمصائب، ونوصيك أيضاً أن لا تعلقي نفسك بهذا الرجل، وأكثري من دعاء الله تعالى أن يحفظك في دينك وأن ييسر لك الزوج الصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو القعدة 1426(13/3503)
الاستمرار في العلاقة المحرمة بغير زواج
[السُّؤَالُ]
ـ[شيوخنا الأفاضل: لدي مشكلة خطيرة في نظري وأحتاجكم لمساعدتي في الخروج من هذا المأزق، وتتلخص في ما يلي: أنا شاب أدرس العلم الشرعي وحامل لكتاب الله، ابتليت من حيث لا أدري بعشق فتاة قبل عامين وارتكبت أكبر خطإ في حياتي، المهم دمنا على هذا الحال غير أنني لا أفعل معها حراما، فقط اللقاءات المحترمة حيث إنني وعدتها بالزواج، ونحن معا ننتظر حصول الزواج ليس إلا، لكنني غير مرتاح لهذه العلاقة تماما، وتزيدني الاكتئاب يوما بعد آخر، والمشكلة ليست هذه بل هي أنني أريد الإقلاع عن هذا العمل الخسيئ ولا أستطيع، توصلت أخير بمساعدة صديق لي إلى ضرورة الإقلاع واقتنعت بذلك، غير أن الفتاة أحبتني كثيرا فإذا انقطعت عنها سأحطم حياتها فهي عصبية، وتنهار تماما عندما ألمح أمامها بالانفصال وعليه، أفيدوني جزاكم الله خيراً، ما هي أحسن الطرق للخروج من مأزقي، وهل إذا أنهيت علاقتي معها وحصل لها شيء معين، هل أعتبر أنا السبب، وقد يحصل لها شيء خطير، أنا حائر أفيدوني في أقرب وقت؟ جزاكم الله خيراً وأدامكم في خدمة الإسلام وإعلاء رايته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية عليك أن تقلع عن هذه العلاقة المحرمة فوراً، وتتوب إلى الله منها، ثم تنظر لحال الفتاة هل هي مناسبة للزواج بها، هل هي ذات دين، هل هناك ما يعيق عن الزواج بها، فإذا كانت مناسبة، وقدرت على الزواج بها، وقررت ذلك بعد الاستشارة والاستخارة، فتقدم لخطبتها من أهلها، وإذا استطعت أن تعقد عليها فحسن، حتى يحل لك اللقاء بها، وإلا فاصبر عن لقائها حتى يتم عقد النكاح، وهذا ليس فيه ضرر عليها، لأنها ستكون مطمئنة من بقاء العلاقة، وستطمئن أنت مما تجده من عدم الراحة والاكتئاب.
وأما إذا قررت عدم الارتباط بها لأي سبب من الأسباب فيجب عليك تركها، ولا يجوز لك الاستمرار في هذه العلاقة لحرمتها أولاً، ولما فيها من الخداع لتلك الفتاة، المصدقة -ربما- لوعدك بالزواج بها، فإن من مصلحتها أن تخرج من حياتها وتتركها -إذا قررت عدم الارتباط بها- تسير في طريقها حتى تلقي نصيبها، وترتبط بغيرك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1426(13/3504)
الخال إذا كان يلاحق بنت أخته
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرضت للتحرش الجنسي من أقرب الناس لي منذ نعومة أظفاري، المشكلة أن خالي هذا لا يزال يحوم حولي وأنا الآن في سن30 في آخر مرة نال مني منذ 6 أشهر، أنا جد نادمة لأني استسلمت لقبلاته ولمساته بعد إلحاحه، مع العلم بأني لم أره منذ بضع سنين قبل ذلك وحين استسلمت له كان قد تزوج بفترة مما زاد من كرهي له ولنفسي، نال مني لأني لم أتزوج بعد وقد غلبتني نفسي الأمارة بالسوء، هل يتقبل الله توبتي وما العمل مع هذا الخال لأني أخشى الفضيحة وأخشى تدمير وتشتيت العائلة، أرجو منكم المعذرة أغيثوني رحمكم الله مع العلم بأنني لا أزال عذراء وأحمد الله على ذلك وأستغفره وأتوب إليه على ما بدر مني، ما الذي يتوجب علي فعله؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما قولك هل يقبل الله توبتي، نقول فمن يحول بينك وبين التوبة؟ فباب التوبة مفتوح، لكن اعلمي أن من شروط التوبة الندم على فعل المعصية، والندم يأتي من خلال استشعار عظم الذنب وعظمة من عصيت سبحانه، فعليك أن تستشعري أن ما فعلته عظيم، فقد حرم الله الزنا ونهى عن الاقتراب منه، وجعل ذلك من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} ، وهو مع المحارم أشنع وإثمه أشد وعقوبته أعظم، قال ابن حجر في الزواجر: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم. انتهى.
وأما من عصيت فهو العظيم سبحانه، وقد قال بعض العارفين: لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر إلى عظمة من عصيت. وهو سبحانه مطلع على حركاتك وسكناتك وخطراتك ولحظاتك يحصي ذلك عليك ثم إليه إيابك وعليه حسابك، ومع ذلك فإنه سبحانه غفور رحيم، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، يفرح بتوبة عبده ويقبلها منه ويغفر له ذنبه ويمحه من صحيفته، بل ويبدل سيئاته حسنات، قال سبحانه: أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. وقال صلى الله عليه وسلم: والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة.... رواه البخاري ومسلم.
وقال سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا.
أما قولك ما العمل مع هذا الخال؟ نقول: أما وقد وصل بكما الحال إلى هذا الحد، فعليك أن تبتعدي عنه فلا يرينك، ولا يخلون بك، سدا لذريعة الوقوع في الفاحشة التي ستفسد عليك دينك ودنياك، عصمك الله من ذلك.
والمتوجب عليك فعله هو التوبة إلى الله سبحانه بشروطها من ندم وإقلاع عن الذنب وعزم على عدم العودة إليه، وانظري شروط التوبة النصوح في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9694، 5450، 29785.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1426(13/3505)
ميل من توفيت زوجته إلى أختها المتزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[الإخوة الأعزاء في الشبكة الإسلامية
أعرض عليكم معاناتي لكون لا يوجد بعد الله من أعرض عليه الوضع الذي أنا فيه غيركم، توفيت زوجتي وتركت لي أربعة أطفال ولله الحمد على ذلك حمدت الله واسترجعت كما أرشدني الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك جاءني إحساس بالميل إلى شقيقة زوجتي، علما بأنها متزوجة منذ أكثر من ثلاث سنوات وهي عاقر لا تلد حسب الفحوصات الطبية وهي بنت عمي وكنت أقول إن هذا الإحساس ربما يكون وسواس من عمل الشيطان، فكنت ألح بالدعاء في سجودي وكلما أدعو الله إن كان هذا وسواسا من عمل الشيطان فاصرفه عني واصرفني عنه وإن كان لك فيه رضا ولنا فيه صلاح في ديننا ودنيانا وآخرتنا فيسره لنا وبعد مرور فترة من الزمن تبين لي أنها تبادلني نفس الإحساس، علما بأن زواجها من ابن عمي حسب ما تقول إنه أتعس يوم في حياتها وكانت تنظر إلي بمنظار الأخ قبل وفاة أختها، علما بأننا والحمد لله ملتزمون بأمور ديننا ويشهد لنا من يعرفنا بذلك وكنت في السابق أعلمها القرآن وآمرها بالالتزام بأوامر الشرع هذا الإحساس أصبح يؤثر علي من ناحية الدعوة إلى الله لكوني أخاف أن يكون استدراجا من الشيطان لنا علما بأننا لا نفكر بغير الارتباط الشرعي، وقد قلت لها هل أنا السبب في طلب الفراق بينك وبين زوجك تقول لا، وأنا أعرف بأنها صادقه لكونها لم توافق على الزواج منه إلا بعد الإلحاح من قبل والدتها، وأنها تقول لو استمرت معه، فإنها لا تستطيع أن تقوم بواجبات الزوجة تجاهه وأولادي متعلقون بها إلى درجة أنهم ينادونها يا أمي ويقول أكبرهم الذي لم يبلغ الخمس سنين بعد أمي ماتت وخالتي أصبحت أمي قلت لها استمري بحياتك مع زوجك حتى أني أدعو الله إن كان في استمرار حياتها معه له فيها رضى ولها فيه صلاح في دينها ودنياها وآخرتها أن يديمها، وكلما فكرت بالزواج تقول لي أتمنى أن لا أحضر ذلك اليوم، علما بأن زوجها أمي لا يقرأ ولا يكتب وهذا ليس انتقاصا منه ولكن لأبين لكم، وهي تقول أردت زوجا يعلمني أمور ديني، أرشدوني إلى ما ترونه ينفعني في ديني لكوني أثق بكم بعد الله بأن تجدوا لي من هذا الضيق مخرجا، علما بأني استخرت الله في هذا الموضوع وكان الذي في الاستخارة تثبيت إحساسي، أستسمحكم عذراً أن إطلت عليكم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية ندعو الله سبحانه أن يأجر أخانا في مصيبته وأن يخلف عليه خيراً منها، ثم إننا ننبهه ونحذره من استدراج الشيطان له في علاقته مع أخت زوجته المتزوجة، وذلك أنها تعتبر أجنبية عنه، لا يجوز النظر إليها أو التحدث معها لغير حاجة، ولا يجوز له التصريح ولا التعريض لها برغبته في الزواج بها، فإن الشرع قد نهى عن التصريح بخطبة المطلقة ما دامت في العدة لحق الزوج، فكيف بالمتزوجة، ولا يجوز له السعي في التفريق بينهما وبين زوجها، فإن ذلك من الذنوب الكبيرة ويسمى فاعله مخبباً، وتراجع الفتوى رقم: 7895. وأما المرأة فلا يجوز لها طلب الطلاق بغير عذر، ولا الخلع فإن الخلع طلاق، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7820، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة عن طلب الطلاق بغير عذر، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 1114.
إلا في حال بغضها وخشيتها عدم إقامة حدود الله معه فلها أن تطلب الطلاق أو أن تفتدي منه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 3200.
ونقول تتميماً للفائدة: عدة المختلعة، كعدة المطلقة عند جمهور أهل العلم، واحتجوا بقول الله تعالى: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ {البقرة:228} ، وقالوا: إن الخلع فرقة بين الزوجين في الحياة بعد الدخول، فكانت العدة ثلاثة قروء كغير الخلع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1426(13/3506)
نهي الرجال عن مجالسة النساء والاختلاط بهن
[السُّؤَالُ]
ـ[أردت أن أخرج من وحدتي فاقترح علي زوجي أن نلتقي أنا وزوجات أصدقائه. فدعونا صديقا له مع زوجته وأبنائهم وصرنا نجلس مع بعضنا البعض ونأكل على مائدة واحدة وزوجي يغتنم الفرصة ليتكلم في أمور الدين في هذه الأوقات مع العلم أني متحجبة وهي لا وتكررت الزيارات مع هذه العائلة لكن زوجة الصديق لا تحترم زوجها أمامنا في كلامها معه فهي تنهره أمامنا وتترك له الصغار لكي يسكتهم بينما هي منشغلة في السماع لما يقوله زوجي وسؤالي لكم فضيلة الشيخ هو هل هذا النوع من الزيارات مع ما يجري فيه من الاختلاط مسموح؟ وما حكم ذلك أيضا انتباهها الكثير لزوجي دون مراعاة زوجها ولا لي أيضا؟ فهل تصرفنا صحيح فانصحنا؟
جزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما تم مخالف للشرع، فإن شرعنا الحنيف نهى الرجال عن مجالسة النساء والاختلاط بهن إلا لحاجة وبأدب الإسلام، ومن أدب الإسلام في ذلك، عدم الخلوة بل يكون في وجود من تنتفي الخلوة بوجوده، ومن أدب الإسلام أيضاً أن تكون المرأة متحجبة، وأن يلتزم الجالسون غض البصر عما حرم الله، وهذا ما لا يتوفر في مثل حالكم، وأما الكلام عن الدين فيمكن أن يُهدى إلى هذه المرأة وزوجها مجموعة من المحاضرات والكتب النافعة وبذلك يتحصل الغرض، وخروجك من وحدتك يكون بجلوسك مع النساء لا مع الرجال، وجلوس زوجك مع أصدقائه لا مع نساء أصدقائه، وفقك الله لمرضاته وحفظكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1426(13/3507)
هل تقبل صلاة من يشاهد الأفلام الإباحية ويقترف العادة السرية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تقبل صلاة الذي يشاهد الأفلام الإباحية ويمارس العادة السرية، وهل هذه الأعمال من الكبائر؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا شك أن مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية من المحرمات التي يحرم على المسلم فعلها وارتكابها، وإذا وقع فيها فيجب عليه أن يقلع عنها ويتوب إلى الله عز وجل قبل أن يوافيه الموت وهو على تلك الحال فيندم حين لا ينفع الندم، وأما صلاة من يفعل هذه المحرمات فصحيحة من حيث أحكام الدنيا أي أنه لا يطالب بإعادتها، ولكن هل تقبل أو لا تقبل؟ هذه مسألة أخرى، فإن الله عز وجل يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {المائدة:27} ، وكنا قد أجبنا في الفتوى رقم: 19684، عن العادة السرية هل هي من الكبائر أم لا، وعن مشاهدة الأفلام الإباحية في الفتوى رقم: 27224 فالرجاء مراجعتهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1426(13/3508)
حكم إقامة الأجنبية في منزل صديقتها المتزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[شكراً لكم على هذه الخدمة الجليلة التي تقدموها لنا.
سبق وسألت أكثر من مرة في هذا الموقع وهو ما عزز ثقتي بكفاءتكم وأمانتكم في تقديم الأجوبة والفتاوي
أنا كنت أسكن في فرنسا للدراسة وتزوجت وجئت للسكن مع زوجي في ألمانيا وقد دعوت صديقتين لي ممن كن يدرسن معي في فرنسا لزيارتي ولبت إحداهما الدعوة واشترت التذاكر للمجيء خلال عطلة الميلاد ولكن إحدى الصديقات قالت إن سفرها وإقامتها عندي حرام علماً أنها بالأصل تقيم لوحدها في فرنسا للدراسة
وبالنسبة للإقامة لدي فإن الغرفة التي ستنام فيها منعزلة ويمكنها حتى أن تغلق بابها بالمفتاح إذا شاءت دون أن تؤثر على حركتنا في بقية الغرف.
ملاحظة صغيرة: هي وأنا محجبتان.
وإذا كان لا يجوز فهل إذا نام زوجي خارج المنزل يكون لا بأس في الأمر إقامتها عندي لأيام قصيرة فقط خلال الإجازة نقوم خلالها ببعض السياحة في مدينتي وما حولها وفي الأسواق هنا وسويةً دون رفقة زوجي الذي يكون أغلب يومه مشغولا.
وإذا كان في كل الحالات لا يجوز فهل أحجز لها في الفندق المتاخم لمنزلنا؟
وإن كان السفر لتقضية الإجازة أصلاً حراما بمفردها فهل إذا أتت برفقة صديقتي الأخرى يتم الأمر سواء في منزلي أو في الفندق.
جزاكم الله خيراً وأرجو الإجابة بالسرعة الممكنة قبل حلول وقت هذه الإجازة حتى تحزم أمرها.
وسأرسل إجابتكم بالبريد الإلكتروني إن شاء الله لها وللصديقة التي أشارت عليها بهذا الأمر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سفر المرأة بغير محرم لغير الحج والعمرة الواجبين لا يجوز ولو كان مع صديقة لها أو نسوة ثقات، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم 67874، وعليه؛ فلا يجوز لك أيتها الأخت الكريمة أن تكوني عونا لها على هذه المعصية، وإذا قدمت مع محرم أو خالفت حكم الشرع وقدمت بلا محرم وأرادت المقام معك في نفس البيت، فإن كان البيت واسعا وكانت الحجرة التي ستقيم فيها المرأة مستقلة بمخرجها ومدخلها جاز ذلك. قال ابن قاسم العبادي في حاشيته على التحفة: عُلِمَ جواز خلوة الرجل بالأجنبية مع المحرم، وامتناع مساكنته إياها معه، إلا عند تعدد الحجر، أو اتساعها بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر.اهـ ولمزيد تفصيل في مقام المرأة مع رجل أجنبي تنظر الفتوى رقم 10146.
وأما سكنها في الفندق وحدها إذا أمنت على نفسها فإنه وإن كان جائزا إلا أنه لا ينبغي لها أن تفعله خشية أن تعرض نفسها لما لا يُرضَى.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1426(13/3509)
خلوة المرأة بالرجل الأعمى
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم مساعدة الفتاة لشباب مكفوفين واضطرارها أحيانا للجلوس مع أحدهم أو أكثر من واحد فيهم لوحدها ولا أحد معها من البنات لتساعدهم في أمور دراستهم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا الضوابط الشرعية لجواز مساعدة المرأة للرجل والرجل للمرأة، وذلك في الفتوى رقم: 65796.
ومنها عدم الخلوة وأمن الفتنة، ولا يختلف الحكم بالعمى أو غيره، فيجوز لك مساعدة أولئك المكفوفين، ولكن لا بد من مراعاة الضوابط الشرعية كما بينا في الفتوى السابقة.
وأنت مأجورة على ذلك إن ابتغيت به وجه الله وكان خالياً من المحاذير الشرعية، ولا ضرورة هنا تبيح لك الخلوة المحرمة بأحدهم، فاتق الله تعالى وافعلي الخير، واحذري من استدراج الشيطان لك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1426(13/3510)
تعامل الطلاب مع المعلمات الأجنبيات المتبرجات
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يمكننا التعامل مع المعلمات الأجنبيات الكاسيات العاريات عند شرح الدروس والمناقشات وغيرها من التعاملات!؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا ضوابط وشروط جواز الدراسة في المدارس المختلطة وذلك في الفتوى رقم 56103، والفتوى رقم: 8221، والفتوى رقم: 31656.
ومن ذلك غض البصر وحفظه من الحرام، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، وكذلك عدم الخلوة المحرمة بالمدرسة أو غيرها لقوله صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان. رواه الترمذي وأحمد.
إلى غير ذلك من الضوابط والشروط التي ذكرناها، فإن توفرت واستطعتم الالتزام بها فذاك، وإلا فيجب ترك تلك المدارس ثم ابحثوا عن غيرها، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1426(13/3511)
العلاقة المحرمة مع ذات الزوج واليمين الغموس
[السُّؤَالُ]
ـ[فى لحظة غضب عرضت نفسى للحلف على المصحف وكنت أتهم بأنى على علاقة بسيدة متزوجة وقلت: \"والله العظيم أني لا علاقة لي بها ولا أعرف عنها شيئا\" وكنت أقصد أن لا علاقة محرمة بيني وبينها \"ولا أعرف عنها شيئا\" أقصد أني لا أعرف عن علاقتها العاطفية (ممارستها للجنس) شيئا؛ حيث إن كل ما أعرفه مجرد شكوك نتيجة لبعض التصرفات. وبعد الحلف أحسست أني مخطىء أو أخفيت بعضا مما أعرف عنها، حيث إن هذة السيدة حاولت إثارتي أكثر من مرة، ولكني في كثير من الأحيان كنت أقاوم ولم أقع في الخطيئة معها ولا مع أحد غيرها، ولكن نفسي كانت تراودني عندما أخلو بنفسي ولكني كنت أقاوم نفسي طمعا في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، مع العلم أني كنت أحلف لأمي عندما واجهتني بهذه العلاقة ولم تطلب مني الحلف ولكني في لحظة غضب أخذت المصحف وحلفت وكانت نيتي أني لم أمارس معها علاقة محرمة وكنت دائم الاستغفار.
هل أنا وقعت فى المحظور أم لا؟ وإن كنت وقعت هل هناك كفارة؟ وإن لم يكن هناك كفارة هل من باب أخرج منه إلى الله يغفر لى ويهديني إلى الطريق المستقيم؟ أسألكم الرد بالتفصيل جعلكم الله عونا لكل من قصد بابكم ووفقنا الله وإياكم إلى طريق الهداية.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى الأخ السائل هدانا الله وإياه أولاً: أن يتوب إلى الله تعالى من هذه العلاقة المحرمة وإن كان لم يصل فيها إلى فعل الكبائر، فهي علاقة محرمة ومع امرأة ذات زوج والعلاقة مع المتزوجة أعظم إثمًا من العلاقة مع غيرها. وانظر الفتوى رقم: 30425.
ثانيًا: أن يتوب إلى الله من اليمين الغموس وهي الحلف بالله تعالى على أمر يعلم أنه غير صادق فيه، وهي من الكبائر أيضًا وأكثر أهل العلم على أنه لا يجب فيها إلا التوبة إلى الله تعالى، ويرى بعضهم أن فيها الكفارة مع التوبة. وانظر الفتوى رقم: 9714.
ثم إن نية الأخ السائل في حلفه أنه لا يعرف شيئًا عن هذه المرأة قد تقبل ولا يحنث في هذا الشطر من اليمين؛ لأن اليمين على نية الحالف إذا لم يتعلق بها حق للغير.
لكنه حنث في حلفه أنه لا علاقة له بها وقد علم أن له بها علاقة كما صرح بذلك. وخلاصة القول أن الواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى وتبتعد عن هذه المرأة، وتتوب إليه من الحلف على الكذب، فإذا تبت إلى الله تعالى وتجنبت هذه المرأة وقطعت العلاقة فإن الله يقبل توبتك، فإن باب التوبة مفتوح، ومن تاب تاب الله عليه، ولكن الحذر ثم الحذر من أن تعود إلى مثل هذه العلاقات المشينة المحرمة. واحذر بعد هذا من أن تتجرأ على الله تعالى وتحلف به على أمر تعلم أنه غير واقع فاتق الله تعالى في نفسك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1426(13/3512)