حكم مساعدة المتهاون بالصلاة بالبحث له عن زوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم المساعدة في إيجاد زوجة لرجل لا ينتظم على الصلاة وهو لا يشترط كونها ذات دين، أريد معرفة أبعاد الموضوع بالتفصيل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن تلك حاله فالواجب نصحه وتذكيره ليتوب إلى الله عز وجل، ويحافظ على أداء الصلاة وغيرها من أوامر الشرع.
وأما السعي معه في إيجاد زوجه فلا حرج فيه إن رجي منه إعفافه عن الحرام، لكن لا يجوز غش المرأة وخديعتها بستر حاله عنها، لأن التهاون بالصلاة فسق عظيم، بل إن من أهل العلم من يراه كفرا، ولذا يلزم نصحه ووعظه ليكف عن التهاون بالصلاة ويقبل على الله عز وجل ويتوب إليه.
فينصح ويسعى معه في الخير، ويشار عليه بما يكون سببا في صلاحه واستقامته من اختيار الصحبة الصالحة التي تعينه على الطاعة وتبعده عن المعصية.
وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 1145، 5259، 46677، 50205.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1429(13/1405)
مسائل في زواج الصغيرة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل السن مقياس للزواج؟ وماهي حالات رفض البنت إذ اكانت على درجة كبيرة من الأخلاق والدين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يحدد الشارع سنا معينة للزواج فيصح زواج الكبيرة كما يصح زواج الصغيرة إلا أنه لا يجوز الدخول بالصغيرة إلا إذا كانت مطيقة للوطء.
قال عليش في فتاويه: إن كانت البنت غير مطيقة للوطء لزم زوجها إمهالها لإطاقتها.
وأما الشق الثاني من السؤال فإنه غير واضح لكن نحيلك على جملة من الفتاوى ربما تفيدك حول الموضوع إجمالا وهي الفتاوى التالية أرقامها: 113879، 49956، 13553، 21361.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو الحجة 1429(13/1406)
ليس من الظلم رفض الوالدين زواج ابنهما من غير ذات الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة متدينة وأخاف الله من عائلة عريقة وراقية جدا وزوجي رجل ملتح ومتمسك بدينه أكثر مني ولي ثلاثة أولاد أحدهم يريد الزواج من فتاة غير محجبة من عائلة متواضعة وتسكن في منطقة شعبية جدا جدا زميلته بالدراسة وأنا أرفضها لعدم تدينها أولا ولرغبتي من أن أناسب عائلة متدنية وفي نفس الوقت من وسطي الاجتماعي الراقي وزوجي يرفضها لعدم تدينها فقط وساءت حالة ابني (الذي أحبه جدا وأقرب أولادي إلى قلبي) النفسية، فهل علي إثم بحرمانه ممن يحب مع العلم أنه على استعداد للزواج منها دون أن تدخل بيتي نهائيا ورفضي لأني أريد أن تكون زوجة ابني مثل ابنتي أحبها وأستضيفها بمنزلي والبنت مصرة على محادثتي هاتفيا وكلما زاد إصرارها على مهاتفتي زاد عنادي برفض الزواج لأني أعتبرها ترخص نفسها للزواج من ابني أفيدوني وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنكم محقون في معارضتكم لزواج ابنكم من تلك الفتاة، لكونها غير ذات دين، فقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ؛ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. رواه البخاري ومسلم.
أما الفارق في الوسط الاجتماعي وحده فليس مبرراً كافياً، فإن المعتبر في الكفاءة بين الزوجين، هو الدين، ولكن ذلك لا يمنع من الحرص على اختيار ذات الدين من الوسط الذي يناسبكم.
والواجب على ابنكم طاعتكم في ذلك، فإنه من الطاعة في المعروف، وليس في إصراركم على رفض زواجه من هذه الفتاة ظلم له، أو تعنت معه، ولا إثم عليكم في ذلك، بل ذلك من واجب النصح له، والشفقة عليه، فإن من سعادة المرء في الدنيا والآخرة اختيار الزوجة ذات الدين.
فعليكم بنصح هذا الابن وتذكيره بما أوجب الله عليه من طاعة والديه، وتخويفه من عاقبة عقوقه لكما واتباع هواه، وعليكم توجيهه لما يقربه من ربه، من حضور مجالس العلم والذكر، والحرص على الرفقة الصالحة، وأعظم ما يعينكم على ذلك الدعاء له بالهداية، لا سيما في الأوقات التي ترجى فيها الإجابة، كوقت السحر، فإن دعوة الوالدين لولدهما من الدعوات التي لا ترد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجة وحسنه الألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو الحجة 1429(13/1407)
منع الأبوين ولدهما من الزواج ممن يرغب ليس على إطلاقه
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أجبتم كثيراً أنه لا يجوز للولد تزوج امرأة بعينها إذا رفض الوالدان، ولكن سؤالي هل يجوز للوالدين أن يمنعاها لأمور نفسية، كره الأم لأهل الفتاة بدون سبب وما يترتب على هذا المنع من عزوف الشاب كلياً عن الزواج أو اتصاله بالفتاة سراً أو زواج سري وأغلب الزواج السري كله من تعقيدات الآباء ثم إذا كنت تشتهي طعاما حلالا هل لأحد أن يمنعك هل تمنع من المرأة التي تريد تمضية عمرك معها أليس في الإسلام حق اختيار الشريك للبالغ العاقل الراشد، هل يجوز أن أتزوج غير من أريد إرضاء لأهلي وأظلم الزوجة الجديدة، الأهل يحسبون أني سوف أنسى بعد الزواج هل الجماع بأخرى ينسيني من اخترتها وأريدها، فأرجو أن تنصحو الآباء والآمهات من سلب حق الاختيار لأبنائهم هذا أقل حقوق الإنسان أن يختار من يعيش معه طيلة عمره لا أن يختار له؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على تواصلك معنا، ونسأل الله سبحانه أن يزيدك حرصاً على دينك، واعلم أخي السائل أن ما سبق وكررناه في فتاوانا السابقة أنه لا يجوز للابن أن يتزوج بامرأة اعترض عليها أبواه أو أحدهما لأن طاعة الوالدين في المعروف واجبة، ولكننا دائماً نستثني أنه إذا لم يكن للوالدين حجة معتبرة في الاعتراض وكان الولد سيلحقه ضرر في دينه أو دنياه إن هو ترك الزواج بمن يريد فإنه في هذه الحالة له أن يتزوج ولو لم يوافقه أبواه، فإن زواج الرجل من غير موافقة أبويه بل بدون إخبارهما بالزواج أصلاً يعد زواجاً صحيحاً لا شبهة فيه البتة، هذا إذا كان عاقلاً بالغاً، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93194، 114196، 114921، 112771.
وقدمنا أنه لا يجوز للأب أن يمنع ابنه من الزواج بمن يريد، وليس له أن يجبره على الزواج بمن لا يحب، لأن أمر الزواج خطير فهو يتعلق بأسرة ناشئة يترتب عليها حقوق كثيرة، فلا بد وأن يحاط هذا العقد بما يضمن نجاحه واستمراره، ومن أهم أسباب ذلك أن يتزوج الرجل بمن يريد والفتاة بمن تريد طالما وجد الدين والخلق في الطرفين، قال سبحانه: فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء {النساء:3} ، ولم يقل فانكحوا ما طاب لآبائكم ولا لأمهاتكم، قال السعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: وفي هذه الآية أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح، بل وقد أباح له الشارع النظر إلى من يريد تزوجها ليكون على بصيرة من أمره.
والشرع قد كفل للفتاة الزواج بمن تريد ومنع وليها من الحيلولة بينها وبينه وعده عاضلاً عاصياً إذا فعل، قال ابن قدامة -في المغني- في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته كان عاضلاً لها. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأولى فالأولى فإن أبوا أن يزوجوا -كما هو الغالب- فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى.
فإذا كان الولي لا يحق له منع المرأة من الزواج بمن تريد من الرجال، ووجوده شرط في صحة النكاح، فمن باب أولى لا يحق للأب منع ابنه من الزواج بمن يريد، لأن الرجل البالغ الرشيد لا ولاية لأحد عليه في النكاح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1429(13/1408)
يرفض أهله تزويجه ممن يريد لخلاف سابق بين أبيه وعمها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أحب واحدة وأريد أن أتزوجها لكن أهلي غير موافقين لأن هناك مشاكل بين والدي وعمها وهما الاثنان الله يرحمهم وأنا أريد أن أتزوجها فهل أتزوجها بدون رضاهم أم يكون هذا حراما، لكن الذين كان بينهم المشاكل الله يرحمهم وهما لا علاقة لهم بعمها، أنا أتقدم لها هي وليس عمها، أريد أن تفيدوني في الموضوع؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين فلا حق لأهلك في رفض زواجك منها، لمجرد الخلاف السابق بين أبيك وعمها، فإن معيار اختيار الزوجة هو دينها نفسها، ومن المقرر في الشرع أنه لا يؤاخذ أحد بجريرة أحد ... فلتجتهد في إقناعهم بزواجك منها، ولتستعن ببعض العقلاء من أقاربك أو بغيرهم من أهل الدين والمروءة لإقناعهم، فإن أصروا على رفضهم وكنت محتاجاً للزواج فلا حرج في زواجك منها بغير رضاهم، ولكن عليك أن تستمر في صلتهم والإحسان إليهم هذا إذا كنت تقصد بالأهل الإخوة والأعمام ونحوهم، أما إذا تعلق الأمر بأمك فإنها إذا رفضت زواجك منها ولم تستطع إقناعها فينبغي طاعتها وترك الزواج من تلك الفتاة، إلا أن يكون في ذلك ضرر عليك، وذلك لأن حق الأم عظيم، وبرها وطاعتها في المعروف من أعظم أسباب رضا الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1429(13/1409)
التفريق بين المواطن واللاجئ عند الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أرسل إليكم من غزة بفلسطين ... لا يخفى ما حل بجزء كبير من شعبنا من بلاء التهجير فأصبحت معظم مناطقنا يتجاور فيها مواطنوا تلك المنطقة مع اللاجئين إليها.. همنا واحد لكن للأسف بعض العادات والتقاليد تحاول التفريق بيننا حيث إن بعضهم يرفض تزويج ابنته لشاب تقدم لخطبتها بحجة أنه مواطن وأنه لا يزوج ابنته إلا للاجئ، وللأسف تكرر ذلك ويتم الرفض لا لسبب إلا لأنه مواطن والفتاة التي يريد خطبتها لاجئة أو العكس فما حكم الشرع في ذلك، ونرجو من فضيلتكم توجيه كلمة ونصيحة للأهل؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي ألا يقف اختلاف الجنسيات والأعراف والتقاليد والعادات حائلاً دون تواصل المسلمين بشتى أنواع التواصل ومنها المصاهرة، لأن المسلمين أمة واحدة، بل هم كالجسد الواحد ... والكفاءة وإن كانت معتبرة في النكاح إلا أن الراجح من أقوال العلماء أنها إنما تعتبر بالدين فقط، فلا تزوج المسلمة من كافر ولا تزوج العفيفة من فاسق، وينبغي ألا يعتبر في الكفاءة أمر آخر وراء الدين فهذا هو معيار التفاضل عند الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13} .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وروى الإمام أحمد وأبو داود رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن.
وليعلم ولي المرأة أنه لا يحق له أن يعضلها عن الزواج إذا خطبها من هو مرضي في الدين والخلق ورضيت به، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... رواه الترمذي.
فإذا لم يفعل الولي ما طلب منه من الاستجابة للكفء فللمرأة أن تذهب للسلطان أو نائبه ليزوجها لقوله صلى الله عليه وسلم: فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
والاشتجار هنا معناه منع الأولياء من العقد، وهذا هو العضل المنهي عنه، وبه تنتقل الولاية إلى السلطان، وقيل تنقل إلى الولي الأبعد، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه، فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأولى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا كما هو الغالب، فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى.
وللفائدة في الموضوع تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2346، 9728، 29198.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1429(13/1410)
لا تستعجلي في اتخاذ قرار الزواج من رجل متسلط
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة تقدم لي شاب بالطريقة التقليدية لديه 36 سنة يعمل عميد شرطة متوفر فيه أغلب الشروط المادية يعني يستطيع إعالة أسرته, ملتزم, يقوم بواجباته الدينية, وهذا حسب كلام عائلته لأني خرجت معه مرة واحدة فقط ليعرف كلانا صورة الآخر على الواقع, المهم أن من شروطه أن زوجته لا تعمل ولا تتناقش معه في أي شيء حتى وإن مثلا رغبت في زيارة عائلتها ورفض لا تسأله عن السبب, أنا أخاف أن يعاملنا كأنني زوجة للأمر فقط وليس للمعاشرة الطيبة والحوار يعني أن ينهج معي أسلوب القمع بحكم عمله خاصة أنني فتاة ذو تكوين عال وحاليا أشتغل كمسؤولة تسيير تجاري, يعني بحكم منصبي أيضا فأنا اعتدت توجيه فريق العمل ومحاولة إيجاد حلول عن طريق النقاش والحوار (للإشارة ليس عندي مشكل في التخلي عن العمل للقيام بواجبات المنزل) ، المرجو إدلائي بإجابة عن سؤالي: هل يجوز للمرأة طاعة زوجها حتى وإن رفض زيارة أهلها، وهل أتوكل على الله وأقبل به زوجاً، مع العلم بأني لي رغبة كاملة في تكوين أسرة والتعمق في أمور الدين إن شاء الله ... المرجو أن يكون سؤالي واضحا لأني لا أجيد التعبير جيدا باللغة العربية؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق ذكر خلاف العلماء في حكم منع الزوج زوجته من زيارة والديها وهل يجب عليها طاعته في ذلك أم لا، فيمكنك أن تراجعي في ذلك الفتوى: 7260، والفتوى رقم: 110719..
وسبق أن بينا أيضاً أنه لا يجوز للمرأة الخروج إلى العمل بغير إذن زوجها فراجعي في ذلك الفتوى رقم: 15500، والفتوى رقم: 23842.
والأصل أنه يجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، وهذا من حق زوجها عليها، ولكن لا ينبغي للزوج التعسف في استخدام هذا الحق واستغلاله في التسلط على الزوجة، وينبغي أن يسود التفاهم بين الزوجين والاحترام المتبادل بينهما فإن هذا مما تتحق به السعادة في إطار الأسرة، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 18814، والفتوى رقم: 64358.
وأما زواجك من هذا الرجل فينبغي أن تتريثي فيه، وأن تحرصي على الاستشارة في أمره، وأن تسألي عنه من له معرفة به من ثقات الناس، ومن لهم احتكاك به ومخالطة في التعامل، فإن هذا الشرط الذي شرط عليك يبعث على الريبة، فإذا استشرت وأشير عليك بالزواج منه فاستخيري الله تعالى في أمر الزواج منه، فإن كان في هذا الزواج خير يسره الله لك وإن كان فيه شر صرفه عنك، وراجعي في الاستخارة في النكاح الفتوى رقم: 19333.
وننبه إلى أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته فلا يجوز له الخروج معها أو الخلوة بها أو محادثتها لغير حاجة ونحو ذلك، وانظري لذلك الفتوى رقم: 1151.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1429(13/1411)
رفض والداه تزويجه ممن أحب بسبب إرادتهما تزويجه من قريبته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أعرف صديقة لي عندها مشكلة تحب شابا جدا منذ10 سنوات ولكن بعد إنهاء دراستهم قال لأهله إنه يريد الزواج منها ولكنهم رفضوا ومن غير سبب لأنهم يريدون أن يزوجوه من بنت خالته ولكنه يحبها جدا ومتعلق بها وهم يعلمون ذلك ولكن هو خائف أن يصر على الزواج منها فيكون عاصيا لله ولولديه وهي كذلك خائفة من ذلك وتريد أن لا تغضب الله وحاولت كثيرا أن أنهي هذه العلاقة ولكنها أحبته وهل لو أصر حرام وليس حراما أنه يوعدها بالزواج وبعد ذلك يقول قسمة ونصيب وأنه حرام يغضب أهله مع العلم أنه يحبها كثيرا وماذا تفعل بعد هذه السنين الطويلة التي فاتتها ولم يعد أحد يثق بها لخطبتها وكذلك هي لم يعد عندها الثقه في أحد ماذا يفعل هما الإثنان الآن، نرجو الإفادة ورأي الدين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن طاعة الوالدين واجبة لقول الله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: 36} .
وفي الحديث: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
وقد صرح ابن الصلاح والنووي وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود اليعقوبي الشنقيطي في نظم البرور- بوجوب طاعة الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة، ولهذا، فإنه يجب على هذا الشخص أن يحرص على ما فيه رضا والديه، ويمكنه أن يحاول استرضاءهما في الزواج بمن يريد, بنفسه تارة وبمن له عندهم مكانة ووجاهة تارة أخرى, فإن أصرا على الرفض وكانت الفتاة التي يريدان تزويجه بها صاحبة دين وخلق فإن الأولى له أن يستجيب لرغبة والديه إلا إذا خشي على نفسه ضررا يلحقه في دينه أو دنياه إن هو ترك الزواج بهذه الفتاة التي أحب, وكانت مع ذلك صاحبة خلق ودين , فعند ذلك له أن يتزوجها ولو بغير رضا والديه.
قال العلامة محمد مولود اليعقوبي:
لابن هلال طوع والد وجب *إن منع ابنه نكاح من خطب.
ما لم يخف عصيانه للمولى * به فطاعة الإله أولى.
لكن إن فعل وتزوجها بدون رضاهما فعليه بعد ذلك أن يسترضيهما بكل سبيل.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 114196 , 112771 , 93194.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1429(13/1412)
زنى بفتاة ويريد الزواج منها ووالده يرفض
[السُّؤَالُ]
ـ[أعز صديقة عندي حصلت لها مشكلة ومشكلة كبيرة جدا ألا وهي أن واحدا ضحك عليها وهي الآن ليست بعذراء، وعندما طلبت منه أن يصلح هذه الغلطة وافق ولكن عندما راح لأهلها والده لم يرض وذلك لأنها من عائلة بسيطة ليس لديهم حائط ولا أرض وهو تحايل على أهله لكن قالوا له إن استمررت في هذا الموضوع تزوجها وتنازل عن كل حاجة وذلك ليس بالإمكان لأنه في مقتبل العمر، فأبوه خطب له واحدة ثانية وفي هذا الوقت يريد أن يرجع لصحبتها ثانيا وهي لا تعرف ماذا تعمل؟ مع أنها كانت مقررة أنه يكون من الماضي بالنسبة لها، وطبعا أخذت عهدا على نفسها أنها لن تدخل رجلا ثانيا فى حياتها، فما هو الحل فيما حصل، أرجو الحل وبسرعة لأنها في الأسبوع الفائت كانت تريد قتل نفسها ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أهم ما ينبغي أن ترشدي إليه هذه الأخت أن تتوب إلى الله تعالى وأن تستر على نفسها فلا تخبر بما حدث لها أحدا من الناس، ولو من يتزوج منها ممن يجهل حالها، وإذا سئلت عن زوال بكارتها فيمكنها أن تستخدم التورية، فإن البكارة قد تزول بأسباب أخرى غير الوطء كالحيض والوثبة وغيرهما كما نبهنا عليه بالفتوى رقم: 113613.
وينبغي أن تنصح أيضا بالحذر من الوقوع في الانتحار وتذكيرها بأنه لا يحل لها إشكالا وإنما يزيد أمرها تعقيدا لأن عاقبة الانتحار عذاب أليم وعقاب شديد، وانظري الفتوى رقم: 10397.
وإذا تابت وتاب هذا الرجل الذي زنى بها فلا حرج عليه في الزواج منها بعد استبرائه لها، والأصل أن يطيع والديه في عدم الزواج منها، ولكن إن كانت نفسه قد تعلقت بها وخشي أن يقع معها في الفتنة مرة أخرى فيجوز له الزواج منها ولو من غير رضا والده، وراجعي الفتوى رقم: 97301.
ولو قدر أن لم يتم زواجه فلتبحث عن غيره، فما يدريها أن الخير في زواجه منها، بل قد يقدر الله لها من هو خير منه، وإذا كانت تخشى الاطلاع على زوال غشاء البكارة فالأمر في هذا على ما ذكرنا سابقا من استخدام التورية، والواجب عليها الحذر مما قد يوقعها في فخ ذئاب البشر من خلوة محرمة ونحوها من طرق الزنا، وقد بينا هذه الوسائل بالفتوى رقم: 14126.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1429(13/1413)
حكم الزواج من رجل صوفي
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الصوفية في تونس؟ وما هو حكم الارتباط بصوفي قصد الزواج. هل يجوز أم لا الزواج بصوفي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصوفية على أقسام ولمعرفة تفصيل هذه الأقسام يمكنك مراجعة الفتاوى: 53523، 64723، 114037. وليس لنا علم بحقيقة الصوفية في تونس.
وأما حكم الزواج من الصوفي فإن كان هذا الصوفي له بدع مكفرة كاعتقاد النفع والضر في الأولياء والاستغاثة بهم من دون الله ونحو ذلك فلا يجوز الزواج منه. وأما من كان بدعته غير مكفرة وهي خفيفة فيجوز الزواج منه في الأصل وراجعي الفتويين: 58586، 43003.
والأولى على كل حال الزواج ممن عرف بالاستقامة على المنهج الصحيح في دينه وخلقه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو القعدة 1429(13/1414)
الزواج من شاب أمه ترفض زواجه
[السُّؤَالُ]
ـ[لو سمحتم أنا عندي 23 سنة، ومرتبطة بشاب عمره 32 منذ ثلاث سنوات أهلي رأوه ويحبونه لأنه إنسان محترم لكن المشكلة في والدته رافضة لزواجه نهائيا مني أو من غيري هو في هذا الوقت في بلد عربي يريد أن يصون نفسه لأن واحدة عرضت نفسها عليه في الحرام يريد أن يرسل لأهلي أن يزوجونا وأسافر له وأحاول أن أخليها بعد ذلك تحبني أنا أخاف هي إن لم تعرف ذلك يكون عاقاً لها، ولو دعت علينا يمكن أن تؤذينا رغم أننا لا نريد إلا الحلال وأنا أريد أن تعطيني الفرصة وأبقى خادمة تحت أرجلها، دعوتها يمكن أن تجاب أم لا؟ ولا يوجد أمامنا حل آخر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن طاعة الولد لأمه واجبة في المعروف، لأن طاعتها من البر وبر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله كما أن عقوقها من أعظم الذنوب ومن أكبر أسباب سخط الله.
أما عن سؤالك عن قبول الزواج من هذا الشاب الذي ترفض أمه زواجه منك فنحن لم نقف على الأسباب الحقيقية التي تحمل هذه الأم على رفض هذا الزواج، فإذا كان الرفض لأسباب مقبولة معتبرة شرعاً، فإنه يجب عليه طاعتها، وحينئذ ننصحك بعدم قبول الزواج منه، لكونه من الإعانة له على عقوق أمه، ولما قد يترتب عليه من المفاسد بعد الزواج، أما إذا كان رفض الأم لمجرد التعنت وليس لها مبررات مقبولة وكان الابن سيتضرر مع ذلك من ترك هذا الزواج، فلا يلزم طاعتها حينئذ ولا حرج عليك في قبوله زوجاً لك ولو لم توافق أمه، ولكن ينبغي أن يحاول إقناعها بكل وسيلة ويستعين بالأقارب الذين قد يستطيعون إقناعها، ويجتهد في الإحسان إليها والمبالغة في برها، مع الاستعانة بالله والإلحاح في الدعاء فإن الله قريب مجيب.
أما بخصوص دعائها عليكما فطالما أنك لم تؤذيها ولم تعتدي على حقوقها، وطالما أن ابنها لم يعقها فلن يستجاب دعاؤها عليكم إن شاء الله تعالى، لأن دعاءها في هذه الحالة محض الظلم والإثم والقطيعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. رواه مسلم.
وهذا لا يتعارض مع الجزم المفهوم من قول الرسول الكريم في الحديث السابق: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده ... لأن هذا مخصوص بالولد العاق المغالي في عقوقه وبغيه، قال في فيض القدير عند شرح هذا الحديث: ثم الظاهر أن ما ذكر في الولد مخصوص بما إذا كان الولد كافراً أو عاقاً غالياً في العقوق لا يرجى بره. انتهى.
وللفائدة في ذلك تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 111785، 26103، 44804.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1429(13/1415)
يريد الزواج من ابنة عمه وأهله يرفضون
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أرغب في الزواج من بنت عمي وأهلي يرفضون وهم يعلمون أني لن أتزوج غيرها، وهذا الموضوع زاد على 5سنوات.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تذكر لنا أيها السائل من هم أهلك الذين يرفضون زواجك من ابنة عمك وما سبب رفضهم، فإن كان أحد غير الوالدين من أخ أو أخت وغير ذلك وكان رفضهم غير مبرر فحاول إقناعهم فإن اقتنعوا وإلا فتزوجها دون موافقتهم إذا كانت صاحبة دين وخلق، أما إذا كان رفضهم لسبب معتبر شرعا فينبغي موافقتهم فيما يرون.
أما إذا كان الرفض من والديك أو من أحدهما فإن الذي ننصحك به هو الانصراف عن الزواج من هذه الفتاة لأن طاعة الوالدين واجبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين، وهو ظاهر إطلاق أحمد، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر، فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا. انتهى.
وقال ابن الصلاح في فتاويه: وربما قيل طاعة الوالدين واجبة في كل ما ليس بمعصية ومخالفة أمرهما في كل ذلك عقوق وقد أوجب كثير من العلماء طاعتهما في الشبهات.
لكن إن كان قلبك قد تعلق بهذه الفتاة وكانت ذات دين وخلق وخفت إن لم تتزوج بها أن يدخل عليك ضرر في دينك أو دنياك، أو كان رفض الوالدين لمجرد التعنت لا لسبب معتبر شرعا، فعليك في هذه الحالة أن تحاول إقناع والديك بالزواج بها، وأن تطرق في ذلك كل باب، وتسلك كل سبيل، فإن لم يوافقا فلك أن تتزوجها دون رضاهما، ولكن عليك بعد ذلك أن تسترضيهما وأن تزيل ما في صدرهما منك.
قال ناظم النوازل العلوية في الفقه المالكي:
لابن هلال طوع والد وجب * إن منع ابنه نكاح من خطب
ما لم يخف عصيانه للمولى * بها فطاعة الإله أولى.
للفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 113799، 44193، 111442.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1429(13/1416)
لا يرد المتقدم لكونه متزوجا من أخرى أو لا يحمل نفس جنسية الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشرع في الزواج برجل متزوج وكل من الطرفين من الأهل غير موافق وبالذات أهلي، فماذا أفعل ومع العلم بأنهم يرفضونه لأنه فلسطيني لا يحمل الهوية الإسرائيلية وأنا أحملها مع العلم بأننا مسلمان، أنا من سكان عرب الـ 48 المحتلة وهو من جنين، لا أحد يأبه لذلك وأنا مصرة على عدم العنصرية وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم والعكس. فأرجوكم ساعدوني ما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكونه متزوجا من أخرى أو لا يحمل نفس الجنسية التي تحملينها ليس عيباً يرد به ولا حرج في الزواج منه، لكن ما دام أهلك يرفضونه لذلك الاعتبار أو غيره فالأولى عدم الارتباط سيما إن كان الممانع هو ولي أمرك، إذ لا يصح نكاح المرأة دون إذن وليها، فإن استطعت إقناع أهلك بقبوله فبها ونعمت، وإلا فاصرفي النظر عنه وابحثي عن غيره من أصحاب الخلق والدين: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216ْ} ، وللفائدة في ذلك انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62755، 101208، 31929.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1429(13/1417)
كيف تطلب المرأة زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[أتمنى مساعدتي للوصول إلى مشايخ في الإمارات لأني حاولت ولم أستطع أنا امرأة مطلقة وأتمنى الزواج لكن الخاطبات يأخذن مالا ثم لا يتم الرد، فأتمنى رقم وايميل شيخ يساعدني في ذلك.
والرسول قال استوصوا بالنساء خيرا. ولكن ما من مجيب.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى الكريم أن ييسر لك زوجا صالحا وأن يقر عينك به ويرزقك منه ذرية صالحة، ونوصيك بالإكثار من دعاء الله تعالى أن ييسر لك بغيتك فالدعاء سلاح المؤمن، ويمكنك الاستعانة بإحدى أخواتك المسلمات ليساعدنك في الحصول على زوج صالح. ولا حرج شرعا في بحث المرأة عن الزوج أو عرض نفسها على من ترغب في أن يكون لها زوجها إذا راعت في ذلك الضوابط الشرعية، وراجعي الفتوى رقم: 18430.
ولم نفهم ما تعنين بقولك إن الخاطبات يأخذن مالا ثم لا يتم الرد، وننبه إلى أن هذا الموقع مقره في قطر ولا علاقة له بدولة الإمارات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1429(13/1418)
مسائل في منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة من مصر بكلية الطب 19سنة تقدم إلي مهندس ميسور الحال ويعمل بإعطاء دروس خصوصية وسمعتة طيبة وبسبب انشغاله بالتدريس تأخر في إنهاء دراسته وتقدم لخطبتي وهو فى البكالوريوس ولديه مادتين باقي على موعد امتحانه 3 شهور وأعلمني بذلك فطلبت منه ألا يخبر والدي حتى تنتهي الامتحانات كما أني في سنة أولى وبعدما يأخذ الشهادة سنعرفه ورفض خطيبي وقال أتقدم بعد الشهادة فتوسلت إليه أن يسرع فى التقدم لخطبتي والموضوع سيوافق عليه فوافق تحت ضغطي -وتمت الخطبة وبعد أسبوعين علم والدي وغضب فأبلغت خطيبي فعاتبني عتابا مريراً وتوسلت إليه ألا يتخلى عني وبالفعل جاء واعتذر لأبي وأخبره بالحقيقة وبعلمي للأمر وطالت جلسة العتاب حتى هدأ أبي وأحضر خطيبي معه للبيت وعاتبه أمامي وسبني أمامه ثم تصافيا واصطلحا وبعد عدة أيام قرر أبي فسخ الخطبة وتوسلت إلى خطيبي ألا يتخلى عني وتحايلنا أنا وخطيبى وأهله عليه أنه يراجع نفسه وقبلت حذاءه ألا ينهي الأمر بلا جدوى فأخفيت ذهب الخطوبة حتى يراجع نفسه فضربني بقسوة ورجع الذهب- وامتنعت عن الأكل والدراسة حتى كنت أذهب فى إغماءة طويلة وبعد 3 أسابيع قال اتصلى عليه وخليه يرجع الذهب ولا يدخل البيت إلى أن ينهي الكلية- ففرحت واتصلت على خطيبي وجاء إليه بنفسه وأعطاه الذهب وقال لبابا اجعل بنتك تروح الكلية وتنهي امتحاناتها وبعد أن تنهي الامتحانات سأفعل ما يرضيك لو نفسك هديت نكمل الزواج ولو مازلت غضبان اعتبر الذهب هدية لبنتك وعامله أبي بمنتهى الكبر وقال له اترك الذهب ولا تأتي البيت ولا تكلمها وصبر خطيبي على هذه المذلة لأجلي وكلما اتصلت عليه يرفض أن يكلمني حتى يوفي بوعده أمام الله وبعد فترة تعبت جداً وكشفت فوجدت أنني مصابة بالقلب وطلبت من أبي أن يخبر خطيبي فشتمني فاتصلت عليه وأعلمته فقال إنه يستحيل يتخلى عني وأنهيت امتحاناتي وكذلك خطيبي وطلبت من والدي أن يرجع الخطوبة قال اسمعي يا بنتي أنا كنت أخدعكم أنت خلصت امتحاناتك تريدين أن تنتحري براحتك تسيبي البيت براحتك ترمي نفسك تحت القطار براحتك وجهزي الذهب حتى أرجعه وأنهي هذه المهزلة، فبكيت بجنون وقبلت قدميه وتوسلت إليه فنهرني فأخذت الذهب وخرجت من البيت لا أدري إلى أين وذهبت لإحدى صديقاتي فى بلد مجاورة وخبأت الذهب عندها وما زال عندها حتى تلك اللحظة- كنا ليلاً وكنت لا أريد أرجع البيت حتى أمي وقفت ضدي لما قال لها سأطلقك- وخفت أرجع البيت يتعبوني ورجعت بعد الفجر وبابا قال لي سأعمل لك ما تريدين لما أختك تخلص امتحانات الثانوية وتأسفت لهم وقبلت أرجلهم وعرفتهم أني مشيت رغما عني، وأخبرت خطيبي بما حدث فلامني جداً على ما فعلت وبعد أسبوع دخل علي أبي وأعمامي ومعهم سلوك كهرباء وقالوا لي أين الذهب بدل ما نقتلك فلم أخبرهم بشيء وضربوني حتى نزفت بلا أي رحمة حتى أغمي علي من شدة الضرب وحبسوني وكان بابا كل شويه يدخل يشتمني ويضربني برجله ويقول لي إما أن تحضري الذهب أو أقتلك وبعد 3 أيام تمكنت من الهروب من البيت واتصلت على خطيبي ولما رأى منظري بكى لما حدث لي ولما علموا بهروبي ذهبوا لبيت خطيبي وفضحوهم واشتكوهم فى المركز- وطلبت من خطيبي العودة حتى لا يحدث له مشاكل وأصر على إرجاعي فأقنعته بأنهم لو شافوني سيقتلوني- وذهبت لأحد أصدقائي فرق لهم حالي ومكثت أسبوعا حتى توسط الناس لحل المشكلة وتقابل بابا وخطيبي وبابا قال له "هشربها لك" تريدها جهزها لن أصرف عليها ولا مليم وستخرج من بيتي بملابسها، فرفض خطيبي وقال يستحيل أتزوجها بالطريقة هذه لم تصل بنا العلاقة إلى هذا الحد ولا أهلي سيوافقون على المهزلة هذه، ومن يومها وتعقدت الأمور وبابا بعث لهم فلوسا بدل الذهب وبدأت المشاكل تكبر عند أهل خطيبي، ولكن لما وجدوه متمسكا بي لم يقفوا في طريقه، والدي منعني من الذهاب للجامعة وقال إما أسحب ملفك أو تنهي الموضوع وتعرفي الناس، حاولت استرضاءه بلا جدوى فقلت لن أتعلم لكن لا استطيع تركه طردني من البيت وذهب بي عند أخوالي يتعبونني هناك وبعد شهرين من الدراسة خالي ذهب بي إلى الجامعة -مرضت وكان الذي يصرف علي تقريبا هو خطيبى لأن عائلتي كانوا ينفذون تعليمات بابا واحتجت عملية بواسير فرفض وكنت أنزف يوميا ساومني تتركين خطيبك وأنا أعمل لك العملية فبدأت أكره والدي وقلت لو سأموت لن أتركه وعمل العملية بعد عذاب شهرين ومن يومها للآن وأنا فى البيت مع أهلي يعاملونني أسوأ معاملة يصرفون على تعليمي مع إظهار التضرر- كلمت والدي ماذا سنعمل؟ خطيبى خلص كليته من سنة- رد علي لو أصبح دكتورا فى الجامعة لن أوافق على زواجكما تريدين أن تمشى معه فى الحرام امشي - لا يوجد أي أفق للحل– نحن مخطوبان من سنة و7 شهور أنا سأعرض على والدي بكل أدب وتوسل أنه يجهزني وأخرج من بيته بشرف لأني ماعملت عملة بعدها سنتزوج من غير أهلى ويوجد رأي للإمام أبي حنيفة لأن أبي ظالم ويمنع الحلال وأجد أن خطيبي كفء ولي مهر وللأسف لا يوجد محاكم شرعية عندنا- فأرجو الرد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يفرج كربك، وأن يذهب همك، وأن يحقق لك فيما يرضيه آمالك، ولا شك أن أباك هذا -هداه الله- قد وقع في الظلم والبغي والعدوان وتضييع الأمانة التي استأمنه الله عليها، بما فعله معك من سب وضرب موجع وحبس وحرمان من العلاج والدواء، وإخراج لك من البيت وترك النفقة عليك كل هذا ظلم بين، وسيئات وأوزار يسود بها صحائفه، ويسخط بها مولاه.. وإن من الظلم لك ما فعله من العضل وهو منعك من الزواج بهذا الشاب إذا كان صاحب دين وخلق، وقد تقرر في شرع الله أن العضل من الولي مسقط لعدالته وولايته، وموجب لفسقه وجرحه، قال الموفق ابن قدامة في المغني: ومعنى العضل: منع المرأة من التزويج بكفئها إذا طلبت ذلك، ورغب كل واحد منهما في صاحبه. إلى أن قال: فإن رغبت في كفء بعينه وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته كان عاضلاً لها، فأما إن طلبت التزويج بغير كفئها فله منعها من ذلك، ولا يكون عاضلاً لها بهذا، لأنه لو زوجت من غير كفئها كان له فسخ النكاح، فلأن تمنع منه ابتداء أولى. انتهى.
وقال خليل بن إسحاق المالكي: وعليه الإجابة لكفء، وكفؤها أولى، فيأمره الحاكم ثم زَوَّج. وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه، فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأولى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا -كما هو الغالب- فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى..
ولكن مع هذا فلا يجوز لك أن تزوجي نفسك بدون ولي حتى وإن كان هذا مذهب الأحناف لأنه رأي مرجوح مخالف لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وما كان من نكاح على غير ذلك فهو باطل، فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. أخرجه ابن حبان في صحيحه.
ولكن نقول: إن كانت نفسك قد تعلقت بهذا الرجل وخفت إن أنت تركت الزواج منه أن تصيبك فتنة في دينك أو أذى في دنياك، فإنه يجوز لك في هذه الحالة أن ترفعي أمرك للقضاء، حتى وإن لم توجد في بلدك محاكم شرعية، ووجدت القوانين الوضعية خصوصاً وأن هذه القوانين في كثير من بلاد المسلمين تحافظ على الحكم بأحكام الشريعة فيما يخص جانب الأحوال الشخصية، وقد نص بعض أهل العلم على أنه يجوز التحاكم للقوانين الوضعية عند الضرورة، ومثلها الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز للمسلم التحاكم إلى المحاكم الوضعية إلا عند الضرورة إذا لم توجد محاكم شرعية، وإذا قضي له بغير حق له فلا يحل له أخذه. انتهى.
وسئُل الشيخ عبد الرزاق عفيفي عن حكم التحاكم إلى المحاكم التي تحكم بالقوانين الوضعية؟ فقال رحمه الله: بقدر الإمكان لا يتحاكم إليها، أما إذا كان لا يمكن أن يستخلص حقه إلا عن طريقها فلا حرج عليه. انتهى. وقد بينا هذا بالتفصيل في الفتوى رقم: 105534، والفتوى رقم: 112265، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 77097، 48766، 8799، 110794، 32593.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1429(13/1419)
أبواها منفصلان وتقدم لها شاب فلم يقبلا به
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاه أبلغ من العمر 24 عاما والداي منفصلان ولكن غير مطلقين وكل منهما من بلد جنسيتهما مختلفة وأعيش مع أمي وإخوتي في بلد أخرى غير بلاد والدي، من خلال عملي تعرفت على شاب صار له ثلاث سنوات يطلب الزواج بي ولكن أبي يرفض لأنه يتهرب من المسؤولية وأمي ترفض لأنها تحلم بالسفر والرجوع إلى موطنها وهو بلد أجنبي، لقد تحدث إخوتي الكبار مع والدي على التليفون ولكنه تشاجر معهم ورفض وأمي لم تتحدث مع أبي إطلاقا في هذا الموضوع لأنها أصلا رفضت العريس وتريد أن أسافر ومنذ عدة أيام وهذا الشاب يحاول الاتصال بأبي ولكنه يتهرب منه ولا يرد عليه مع العلم بأنه شاب صالح وقادر على تحمل المسؤولية والناس تشهد بأخلاقه وأنا أحسبه على خير، أنا تعبت من هذه المشكلة أريد أن أعيش حياة طبيعية مستقرة مع العلم بأن الحال هكذا مع أي عريس يأتي لي أو لأختي فإن أمي ترفض مقابلته وأبي يرفض الاستماع إلى وجود عريس وكأن شيئا لم يكن، أريد نصيحتكم.
وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق وأهلا لأن يكون لك زوجا فننصح بالاستمرار في محاولة إقناع الوالدين بالموافقة على زواجك منه، وينبغي أن تستعيني أولا بالله تعالى والتضرع إليه أن يوفق إلى إقناعهما، ويمكن أيضا الاستعانة بمن يرجى أن يكون له قدرة على التأثير عليهما فإن اقتنعا فالحمد لله، وإن أصرا على الرفض فيجب عليك طاعتهما فإن طاعة الوالدين فرض عليك وزواجك من هذا الشاب بعينه ليس فرضا، ولكن إن خشيت على نفسك الفتنة بعدم الزواج منه فيجوز لك الزواج منه ولو من غير رضاهما، وانظري الفتوى رقم: 58178.
ولكن لا يجوز لك الزواج من غير إذن وليك وإن غلب على ظنك أن والدك يريد عضلك عن الزواج برد الخطاب من غير مبرر شرعي فيمكنك رفع الأمر إلى القاضي الشرعي، فإن ثبت عنده العضل زوجك أو وكل من يزوجك وراجعي الفتوى رقم: 7759.
وننبه إلى أمرين:
الأول: أن الحياة الزوجية مشوار طويل فلا ينبغي للفتاة التعجل إلى الموافقة على الزواج من شخص معين حتى تسأل عنه الثقات فتتبين أمر دينه وخلقه.
الثاني: أنه لا ينبغي أن يكون أمر الوالدين على مثل هذا الحال من الانفصال ويبقى الأمر هكذا معلقا، فينبغي أن يسعى في الإصلاح بينهما، وينصح الوالد بأن يمسك بالمعروف أو أن يفارق بإحسان، هذا مع العلم بأن مجرد الانفصال لا يعتبر طلاقا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1429(13/1420)
الأفضل أن يتقدم هذا الرجل لخطبتك من أهلك
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت الفتوى رقم 80574 لفتاة تحب رجلا متزوجا وتريد الزواج منه ولكن أهلها يرفضون ذلك بشدة فأنا فتاة عمري 25 سنة وأقع في نفس هذه المشكلة ولكنى لا أستطيع أن أفاتح أهلي في الموضوع لا أعرف كيف أتحدث معهم أريدك أن تخبرني كيف أقول لهم إني أحب رجلا متزوجا وأريد الزواج منه هل أخبرهم أنا أم أتركه هو يتحدث معهم أريدك أن تقول لي ماذا أقول لهم وكيف يمكن إقناعهم فأنا في حيرة ولا أعرف ماذا أخبرهم وفي نفس الوقت أشعر بأني أخطأت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الحديث عن حكم الحب مفصلا في الفتوى رقم: 5714.
وأما بالنسبة لما ذكرت من أمرك فإنه من المناسب في هذه الحالة أن يتقدم هذا الرجل لخطبتك من أهلك، وعندها حتما ستعلمين بذلك وسيخبرك أهلك بالأمر، عندئذ يمكنك أن تبدي رأيك، وتذكرين لهم أنك موافقة على الزواج به، مع العلم أنه لا يجوز لهم أن يمنعوك من الزواج بمن تريدين، طالما كان مرضيا في دينه وخلقه، قال ابن قدامة في المغني في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته، كان عاضلا لها. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأَوْلى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا -كما هو الغالب- فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى.
فإن قابل أهلك هذا الرجل بالرفض فأعلميهم بحكم الشرع في ذلك، وأن الشريعة الغراء قد كفلت للمرأة حرية اختيار الزوج، وأنه لا حرج أن تكون المرأة زوجة ثانية فهذا قد فعله خير نساء الأمة من أمهات المؤمنين، وزوجات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
فإن أصر أهلك على الرفض فإنا نوصيك بأن تنصرفي عن هذا الزواج درءا للخلاف والشقاق بينك وبين أهلك، خصوصا إذا كان الرفض من قبل الوالدين أو أحدهما؛ لأن طاعتهما واجبة، ومحل ذلك ما لم يكن ترك هذا الزواج سيؤدي بك إلى الوقوع في الحرام، أو سيلحق بك ضررا بالغا في أمر دينك أو دنياك عند ذلك يمكنك رفع الأمر إلى القضاء ليجبر وليك على تزويجك بهذا الرجل أو يتولى القاضي تزويجك.
للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 17333، 112757، 110794.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1429(13/1421)
حكم الزواج من رجل مبتدع
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم زواجي من رجل مبتدع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبدع منها ما هو مكفر لا يصح الزواج ممن يعتقده، ومنها ما دون ذلك ويراه أهل العلم مفسقا، وأقل درجاته أنه لا ينبغي الزواج منه لما يخشى من ضرره وتأثيره؛ لأن صاحب البدعة قلما يفارقها لاعتقاده صحتها.
وإذا كان من تنوين الزواج منه يعتقد بدعا مكفرة كالقول بأن الصحابة ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا نزرا يسيرا، أو القول بتحريف القرآن الكريم أو دخول الزيادة والنقص فيه، أو جواز الطعن في أمهات المؤمنين ك ع ائشة رضي الله عنها فلا يصح الزواج منه، وإن كان ممن لا يعتقد ذلك فلا ينبغي الارتباط به أيضا فابحثي عن صاحب الخلق والدين فهو أولى ما يحرص عليه ويرغب فيه. وللفائدة انظري الفتوى رقم: 95311، 4074.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1429(13/1422)
زواجك هذا ليس من العقوق
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب مسلم أنهيت دراستي الجامعية في بلدي وأنا الآن في دولة أجنبية لغرض متابعة دراستي. أردت الزواج من مسلمة من عائلة مسلمة محافظة في هذا البلد الأجنبي لا تحمل شهادة جامعية ولقد رأيت الفتاة مع أهلها وأريدها زوجة, لكن أهلي غير موافقين على ذلك لأنهم يريدونني أن أتزوج بفتاة مسلمة من بلدي تكون أصغر مني سنا ومن نفس المستوى الدراسي أو على الأقل تحمل شهادة جامعية....هل يدخل زواجي من المسلمة التي هي في البلد الأجنبي في مجال عقوق الوالدين على الرغم من أنني أتعرض إلى مفاتن يومية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت تتعرض للفتن وتخشى من الوقوع في معصية الخالق سبحانه إن لم تتزوج بمحل دراستك فلا حرج عليك، ولا تكون عاقا لوالدك بزواجك من تلك الفتاة او غيرها بمحل دراستك لأن طاعة الخالق أولى.
ولذا قال العلامة محمد مولود اليعقوبي:
لابن هلال طوع والد وجب *إن منع ابنه نكاح من خطب.
ما لم يخف عصيانه للمولى * به فطاعة الإله أولى.
ولكن ننصحك بمحاولة إقناع والديك وتوسيط من له وجاهة عندهم للتأثير عليهم كي يوافقوك تطييبا لخاطرهم وتكميلا لسعادتك وجلبا لسعادتهم.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 112771.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1429(13/1423)
ترغب بإتمام الزواج رغم مرضه وأهلها يمانعون
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا بكر خطبت من شهرين ونصف من شاب ما شاء الله عليه متميز خلقا ودينا ولقد أحببته من كل قلبي ووجدت فيه كل ما أتمنى من خلق وأخلاق وتفكير والحمد لله هو من النواحي الأخرى المعيشية والوظيفية لا عيب عليه ولكن الشاب اكتشف بعد الخطوبة أنه مريض مرضا بالمخ.. خطورة المرض تكمن في أنه عرضة للشلل أو فقدان البصر أو الذاكرة.. ولقد كان صريحا جدا معي وأخبرني وأنا والله لا أستطيع التخلي عنه في شدة مثل هذه وأعتبره زوجي ويجب أن لا أتخلى عنه وإيماني بالله كبير ومؤمنة بأنه إذا صبرنا واحتسبنا بان الله سوف يكرمنا ويوفقنا.. لأن كل هذا في علم الغيب ولا يعلم الغيب إلا الله، ولا يوجد علاج للمرض للأسف لأنه جديد في عالم الطب ولا تزال الدراسات قائمة عليه ولكن هناك علاجات تخفيفية تخفف من أعراض المرض وتؤخر من نوباته قدر الإمكان.. وكل شيء بيد الله سبحانه وتعالى، الأهل رغم ادعائهم بأن الرأي رأيي والقرار قراري إلا أنهم يضغطون علي ويسمعونني كلاما جارحا في الموضوع ويتمنون لو أني ارفض يقولون إن موافقتهم غير مضمونة وأنهم لا يريدون أن أخوض التجربة بحجة أنهم يخافون علي ويريدون لي الأفضل، ولكن لا أرى أفضل من هكذا أجر من الله سبحانه وتعالى بأن أقف بجانب خطيبي الذي سوف يكون زوجي بإذن الله ولأني تعلقت به كثيرا ونحن لم نكتب الكتاب بعد بسبب ظروف معينة وهو أن الشاب مقيم في الخارج لذلك تقدم إلينا وخطبني بعد محاولات دامت 3 سنين ونصف انتظر إلى أن أصبح مستعدا وأصبحت الظروف مناسبة وجاء وتقدم ووافقنا عليه وتمت الأمور بسلام ولم نستطع كتب الكتاب لأنه غير مقيم في الدولة التي أقيم فيها ولن يستطيع حجز موعد لكتب الكتاب فقررنا أنا ووالدي السفر لاحقا إلى البلد التي يقيم فيها لنكتب كتابنا ثم نعود لنجهز أمور الفرح ونتزوج ومن ثم ننتقل أنا وزوجي إلى الدولة التي يقيم فيها لذلك أنا لست مرتبطة به شرعا بعد ولكن وجدت النية والخطوبة وتم الاتفاق على كل شيء ولذلك أهلي يعتبرون أننا في حل من أمرنا ونستطيع فسخ كل شيء ولكني أرفض ذلك.
والله وحده يعلم نيتي وقوة إيماني بالله والتي تجلعني لا أشعر بأي خوف من المستقبل مادام نيتي هي الوقوف بجانب زوجي ودعمه واحتساب الله والإيمان بقدرة الله الشافي المعافي والله وحده يعلم أيضا أني لا أنوي عقوق والدي ولا عصيانهم ولا التمرد عليهم ولكني لا أستطيع موافقتهم الرأي وأنا أفكر بالموضوع من وجهة نظر أخرى ومؤمنة بأن كل داء له دواء ومن توكل على الله فهو حسبه، أرشدوني هل أنا مخطئة؟؟؟ وهل ألام على موقفي؟؟ أنا أريد التزوج من هذا الشاب لأني أعجبت بخلقه ودينه بالدرجة الأولى وارتحت له كثيرا ولا يهمني المرض طالما هذا الشيء بيد الله وحده سبحانه وتعالى فلم الخوف وأنا قد وكلت أمري لله، أرجوكم أنيروا بصيرتي مع العلم أني أقدر موقف أهلي ولكن لا أريد أن يتأثر مصيري برأيهم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على البر بوالديك وحذرك من الوقوع في شيء من عقوقهما، ولا شك أن للوالدين منزلة عظيمة وأنه تجب طاعتهما في المعروف، وقد سبقت لنا عدة فتاوى تفيد أن طاعة الوالدين مقدمة على زواج المرأة من رجل معين فنحيلك منها على الفتوى رقم: 6563.
فالذي ننصحك به هو السعي في إقناع والديك فإن اقتنعا بزواجك منه فيها ونعمت وإلا فيجب عليك طاعتهما خاصة وأنهما لم يعترضا على هذا الزواج إلا من منطلق النظر في مصلحتك والشفقة عليك، ونخشى أن تكون الرغبة في الزواج منه من منطلق العاطفة، فإذا وقع ما يخشى لم تستطيعي الصبر على ذلك، فالأفضل برك بوالديك وعليك بسؤال الله تعالى أن يبدلك خيرا منه، وليس من تمام الثقة بالله أن تعتقدي أو تظني أن مستقبلك مرتبط بشخص معين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1429(13/1424)
حكم خطبة امرأة سبقت له علاقة محرمة مع أختها
[السُّؤَالُ]
ـ[كان لي علاقة حب مع بنت خالتي وللأسف لم يكن هناك نصيب وقد قمنا بتقبيل بعضنا قبلات ساخنة علما أنها أكبر مني في السن بحوالي سنة تقريبا والحمد لله تبت إلى الله وهي أيضا، وقد تزوجت ابنة خالتي ولها أخت صغيرة أريد أن أتقدم إليها هل يجوز أن أتزوج أخت البنت التي كنت أقبلها علما أنني تعلقت بها وأحبها وأني نسيت الأخرى تماما والحمد لله رب العالمين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنهنئك أولا على أن وفقك الله تعالى للتوبة مما صدر منك من معاص وآثام، ونسأله تعالى أن يتقبل توبتك فإنه يقبل توبة التائبين، بل ويفرح بها.
ثم نقول وبالله التوفيق: يجوز لك الزواج من ابنة خالك الصغرى إذا لم تكن مَحْرما لك فعلاقتك المحرمة السابقة بأختها الكبرى لا تحرمها عليك، بل لو تزوجتها ثم فارقتها وانتهت عدتها أو كان طلاقها بائنا فإنه يجوز لك الزواج من أختها، لكن يجب عليك قطع الصلة بها فهي أجنبية منك قبل حصول عقد النكاح الصحيح، فلا تجوز لك لك الخلوة بها ولا محادثتها لغير حاجة، أحرى ملامستها أو معاشرتها.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 5779.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1429(13/1425)
استشيري واستخيري في شأن الزواج من قريبك
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي عمي وهو مريض بالخبيث وهو الآن على فراش الموت وقد طلب مني أن أتزوج ابنه وأعتقد أن ابنه هو الذي طلب منه فأنا لم أتردد واستخرت وهو كذلك، أنا أشعر بالارتياح اتجاهه، الحمد لله هو ملتزم ديننا وصاحب خلق ولكنه في السابق كان يعيش بطريقة فوضاوية ولكن الله هداه بعد أن أصيب عمي بهذا المرض، المشكلة أني مسؤولة عن إخوتي بعد وفاة أمي وأبي معاً وهما طفلان الأول 6 سنوات وأختي 11سنة وأتمنى أن أربيهم وأعلمهم في حضني وليس بعيدِا عني، وأعتقد أن ابن عمي موافقني الرأي ولكن لا أعرف أريد أن أطلب منه أن يسكن معي في منزلنا أن نأخذ غرفة لوحدنا ولكن أخاف إخواني يعترضوا بهذه النقطة وابن عمي متوسط مادياً، فلا أعرف كيف أقنعه وأقنع إخواني، أو أن أسكن معهم في منزلهم ولكن أفضل هو يسكن في منزلنا، وقد فكرت بأن لا يتم حفل زفاف بأن المصاريف التي ستصرف نحن أولى بها كي نسافر أو نقضي شهر عسل ونشتري أثاثا جيدا أتمنى أني أكون على صواب وأنا لا يهمني كلام الناس، وكيف لي أن أعرف أنه سيكون لي زوجاً صادقاً معي، وما هي الأسئلة المهمة جداً بين كل اثنين سيتزوجان مع العلم اني قد مللت ولا أحب المشاكل وأريد زوجاً يسعدني ويشاركني في كل كبيرة وصغيرة.
ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفي عمك هذا وأن ييسر لك زوجا صالحا، وأن يحقق لك معه السعادة، وإن كان ابن عمك هذا على دين وخلق -كما ذكرت- فمثله أرجى لأن تتحقق لك معه السعادة، فإن صاحب الدين والخلق إذا أحب المرأة أكرمها، وإن أبغضها لم يهنها، فننصحك بالموافقة على الزواج منه إن كانت له رغبة في ذلك ولا تلتفتي إلى ما كان عليه في الماضي، وأما السبيل للتوفيق في هذا الزواج ورجاء أن يكون هذا الشاب زوجا صادقا معك فيتحقق بأمرين: استشارة من هم أعرف به من ثقات الناس، واستخارة الله تعالى في أمر الزواج منه، وراجعي الفتوى رقم: 19333.
وحفل الزفاف إذا خلا من المنكر فلا حرج في فعله ولا حرج أيضا في تركه، ولكن إن كان فعل ذلك معتادا في مجتمعكم فقد لا يكون من الحكمة ترك ذلك بالكلية فمن الممكن أن تقوموا بعمل حفل تجتنبون فيه البذخ والإسراف، وراجعي الفتوى رقم: 95130.
وأما أمر السكن فإن كنت مسؤولة عن هذين الطفلين وهما في رعايتك وليس لك إخوة كبار بالبيت فإن من المستبعد اعتراضهما على سكنكما في هذا البيت، ولو قدر اعتراضهما فلا تلتفي لذلك، فأنت أدرى بما فيه مصلحتهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1429(13/1426)
هل تتزوج رجلا يقيم ببلاد الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة في العشرينيات من عمري لي طفل من زواج سابق وأحب شخصاً لا يمكنه الزواج لظروف دراسته، جاءني رجل متدين للزواج بي وهو متزوج يقطن بالديار الأوروبية فهل أوافق؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن هذا الشخص الذي لا يستطيع الزواج فإن عليك أن تزيلي التعلق القلبي به وتجتنبي كل ما من شأنه أن يزيد هذا التعلق، وتقطعي كل صلة به، وأما عن الذي يريد زواجك وهو على دين وخلق فإنا ننصحك بقبوله، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.
أما عن إقامته ببلاد الكفار فإن الأولى للمسلم أن يقيم في بلاد المسلمين، لكن إذا كان المسلم قادراً على إظهار شعائر دينه ويأمن على نفسه من الفتنة، فلا مانع من إقامته في بلاد الكفار عند الحاجة، ولمعرفة المزيد عن ذلك نرجو مراجعة الفتوى رقم: 2007، والفتوى رقم: 23168.
وننبه السائلة إلى أن الزواج يكون عن طريق الولي الشرعي، فإن المرأة لا يصح أن تزوج نفسها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني في الإرواء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1429(13/1427)
أحبت شابا ورفضها أهله لكونها من بيئة غير ملتزمة
[السُّؤَالُ]
ـ[إليكم السؤال مباشرة.. أنا فتاة من بيئة غير مسلمة بشكل جيد, وأحببت شخصا مسلما ملتزما, وهو أحبني ونحن على علاقة منذ فترة, ولكن أهل الشاب يرفضون العلاقة ولا يقبلون أي شيء, والسبب هو بيئتي غير الملتزمة, مع أن الأخلاق موجودة والحمد لله فماذا أفعل, هل يجب أن أترك الشاب مع أننا نحب بعضنا كثيرا, ومتفقان على أن نسير بهدى الله بإذن الله, أم ماذا يحل لي أن أفعل, أرجو الرد على رسالتي لأني محتارة فعلاً ولا أريد أن أظلم هذا الشاب معي, خصوصا أنه يحب أهله ويحبونه كثيراً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يقر الإسلام علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج، ولو كانت بهدف الزواج، وإنما المشروع في الإسلام أن الرجل إذا تعلق قلبه بامرأة يخطبها من وليها الشرعي، ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، والكلام مع الأجنبية إنما يكون للحاجة المعتبرة شرعاً مع الحفاظ على الجدية والاحتشام والبعد عن الخلاعة والليونة في الكلام، فيجب عليكما أن تتوبا إلى الله وتقطعا هذه العلاقة، أما عن رفض أهل هذا الشاب لك لكون أسرتك ليست على المستوى المطلوب في الالتزام بالشرع، فليس هذا مبرراً كافياً، فالأصل أن الإنسان لا يؤاخذ بذنب غيره، وإنما المعيار في الشرع في اختيار الزوجة دين الفتاة نفسها، فإن استطاع هذا الشاب أن يقنع والديه بالزواج منك فليتقدم لخطبتك من وليك، وإلا فإن عليه طاعة والديه، ولعل الله يختار له ولك ما هو أفضل. والله الموفق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1429(13/1428)
تأخر زواجها فماذا تفعل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في الـ 24 من العمر لم أتزوج بعد ولم يتقدم أحد لخطبتي أبداً فماذا أفعل، رغم أن أمي تعطيني أشياء لكي أستحم بها لأنها تقول إنني مسحورة وأنا لا أحب أن أفعل ذلك مخافة أن أشرك بالله، فماذا علي أن أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تأخر الزواج لا يلزم منه أن يكون عمل لك سحر، وكان الأولى بك وأمك أن تبذلا الأسباب المشروعة لقضاء الحاجة، وأعظمها الدعاء، فدعاء الأم من الأدعية المستجابة كما في حديث الترمذي: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن وذكر منها دعوة الوالد ...
ويشرع كذلك عرض الزواج على من ترتضين دينه وخلقه من الشباب الطيبين، وأما الأشياء التي يغتسل بها فإن تأكد أو غلب على الظن أنها ماء قرئت عليه الرقية الشرعية أو وضع به السدر المسحوق فلا حرج، وإن لم يغلب على الظن سلامتها من شرور السحرة والمشعوذين فالواجب البعد عنها وعدم طاعة الأم في الاغتسال بها، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية مع إحالاتها: 61030، 65969، 68662، 108364.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شوال 1429(13/1429)
يريد الزواج من فتاة أمريكية دعاها فأسلمت
[السُّؤَالُ]
ـ[انا من مصر عندي 23 عاما في السنة النهائية بكلية الطب, ملتح من حوالي ثلاث سنوات والحمد لله, رزقني الله عز وجل تميزا في اللغات الأجنبية وخصوصا اللغة الإنجليزية, فكرت أن أستغل ذلك في الدعوة إلى الله على شبكة الإنترنت, وفي إحدي المرات منذ حوالي عامين تعرفت علي فتاة أمريكية ملحدة عمرها الآن واحد وعشرون عاما, قصتها في غاية العجب فقد مات أبوها وأمها وأختها في حادث سيارة وفي نفس الليلة تم الاعتداء عليها في حفل بعد أن سقيت مادة مخدرة فأصبحت حاملا في توأم (ولد وبنت) قررت في نفسي أن أقف بجانبها وأدعوها إلى الله عز وجل لتخرج من الظلمات إلى النور كانت استجابتها بطيئة جداً في أول الأمر تكاد تكون معدومة حتى أنني أوقفت الكلام معها فترة طويلة فارسلت لي رسائل تخبرني إنها تتمني أن أكون بخير ثم توقفنا عن الكلام أيام أمتحاناتي بالسنة قبل النهائية ولما عدت كانت قد وضعت حملها وفوجئت إنها سمت واحدا من أبنائها أحمد ولم تكن حينذاك على الإسلام (على الرغم أنها تعلم أن الاسم اسم مسلم) المهم بعد أن وضعت بدأت تستجيب شيئا فشيئا وكنت أقنعها بصدق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن القرآن كلام الله عن طريق الآيات والمعجزات التي وردت في القرآن الكريم, فبدأت تستجيب وقالت لي مرة (هذا هو ربي أنا أؤمن به) ثم تطور الأمر بفضل الله وعرضت عليها الذهاب إلى المسجد الإسلامي بمدينتها ومن فضل الله أنه كان قريبا فتحدثت مع بعض الأخوات هناك وزارتها أخت كندية محجبة مسلمة في بيتها وأحبا بعضهما وأصبحتا صديقات وأهدتها مصحفا المهم أني لا أعرف كثيراً من التفاصيل، ولكنها الآن وبعد حوالي سنتين أسلمت وأصبحت تصلي في المسجد وصامت بعض أيام بعض رمضان والحمد لله, السؤال الآن لقد عرضت علي أن تتزوجني إنها تقول لي إنها تريد أن تطبق كل أوامر الله, وقالت إن عندها استعدادا ان تتعلم اللغة العربية وتتعلم كل شيء مني ,تقول لي إن شخصيتي بالفعل وخلقي قد أثر في حياتها وجعلها تتغير إلي الأفضل تريدني أن أصبح أبا لأولادها وهي على استعداد أن تعيش معي حيث أذهب في مصر أو أي مكان وعلى استعداد أن تتحمل نفقات أولادها حتى لا تثقل كاهلي في بداية حياتي, إني أقول لها إنها مهمة صعبة بالنسبة لها لأني أريد أسرة ملتزمة إسلاميا فقالت إنها على استعداد وعندها نية أن تتحمل وتتعلم وقالت لي إن علي فقط أن أصبر عليها, إني أريد استشارة أحد المشايخ الفضلاء, لا أحد من أسرتي يعلم الموضوع بعد باستثناء خالي ولكني لم أخبره أن لديها أولاداً فماذا أفعل الآن، هي سوف تأتي لتشهر إسلامها بالأزهر الشريف العام القادم إن شاء الله، عذراً على الإطالة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على استقامتك على الحق وحرصك على الدعوة إلى الله تعالى، ونسأله سبحانه أن يوفق هذه الأخت على الثبات على الإسلام، ولا شك أنك قصدت خيراً بمحادثتك هذه المرأة عبر النت، ولكنك قد أخطأت في هذا، فإن مثل هذه المحادثات لا تجوز لأنها ذريعة للفتنة، وينبغي أن تحمد الله كثيراً أن سلمك من الوقوع في شيء من ذلك، وانظر لذلك الفتوى رقم: 28328.
وأما بخصوص زواجك منها فإن كان بإمكانك الاتصال بالإخوة المسلمين الثقات هناك والتأكد من دينها وخلقها ومدى صدق التزامها بشرائع الإسلام فعليك القيام بذلك، فإن تبين لك أنها أهل لأن تكون لك زوجة فيمكنك الزواج منها، ولعلك بذلك تعينها على أمر دينها، وينبغي أن تسعى في إقناع والديك بزواجك منها، فإن اقتنعا فالحمد لله، وإلا فالواجب عليك طاعتهما وترك الزواج منها، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 6563.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1429(13/1430)
صفات الزوجة الصالحة والصفات المطلوبة في الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[لو سمحتم ما هي الصفات التي يجب أن أتصف بها والطريق التي يجب أن أسلكها لكي أكون زوجة صالحة متل أمنا خديجة وعائشة رضي الله عنهما ولكي أعيش أنا وزوجي في جنة الدنيا ليرزقنا الله رجالا مثل سيدنا عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أتوسل إليكم أن تخبروني بشرح مستفاض علي منهج تربوي إسلامي لأربي نفسي عليه مع العلم أني لست متزوجة ولا مخطوبة ولكن أريد أن أتعلم فنون الحياة الزوجية وكذلك أريد أن تفيدوني بعلمكم وخبرتكم عن أهم الصفات التي يجب أن يتوفر عليها الرجال لكي أحقق حلمي وكيف أتحقق من تلك الصفات أنها متوفرة فيه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبالنسبة للصفات التي يجب على المرأة أن تتصف بها لتكون زوجة صالحة فأولها تقوى الله في السر والعلن والعسر واليسر والمنشط والمكره, وتتحقق التقوى بحفظ اللسان عن قول الزور والكذب والغيبة والنميمة واللغو وسائر ما ذمه الشرع, وكف الجوارح عن ما حرمه الله من فعل الحرام والمشي إليه والنظر والاستماع له، وحفظ القلب من الكبر والحقد والحسد والرياء والظن السيء وسائر أمراض القلوب.
ولتعلم السائلة أن الزواج نعمة فلا بد أن تقابل بالطاعة، فعلى المسلم اجتناب ما يحدث في حفلات الزواج من منكرات، ومخالفات شرعية، كإظهار النساء لما لا يجوز إظهاره من أنفسهن أمام الناس، واختلاطهن بالرجال الأجانب، واشتمال حفلات الأعراس على المعازف وآلات الطرب إلى غير ذلك مما حرمه الله.
ثم على المرأة بعد ذلك أن تطيع زوجها وتستجيب له فيما يأمرها به طالما لم يأمرها بمعصية لله قال سبحانه: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ {النساء:34}
قال ابن عباس وغير واحد: (قانتات) يعني مطيعات لأزواجهن {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} .
قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. انتهى.
وعلى ذلك فيجب على الزوجة حفظ أوامر الزوج وحفظ طاعته وحفظ نفسها حالة حضوره وحالة غيبته وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" صححه السيوطي.
وجاء في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه" قال الشوكاني إسناده صالح.
وأما بالنسبة للصفات التي ينبغي توفرها في الزوج فهي الدين والخلق كما جاء في الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وأما التأكد من تدينه وخلقه فيكون بسؤال أصحابه وجيرانه عنه وعن سيرته وأحواله, ثم عليك باستخارة الله سبحانه في كل أمورك, نسأل الله لك التوفيق والسداد.
وللفائدة تراجع الفتاوى التالية:
39905 , 19166، 4203.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شوال 1429(13/1431)
لا بأس برفض الفتاة لمن لا تقبل خلقه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة ابلغ من العمر 27 سنة، متعلمة، مثقفة، حافظت على كرامتي منذ إدراكي للحياة إلى غاية اليوم، موظفة، الحمد لله ربي أكرمني بالخلق والعلم والجمال، أي رجل يتمنى ذلك، ولكن مشكلتي هي أني لا أحب التعرف على الشباب بالطريقة المعروفة حاليا، وإنما أنتظر نصيبي، تقدم إلي شخص مطلق، فقبلت بالتقدم إلى البيت كوني أحب الدخول إلى البيوت من أبوابها، فتقدم وفي فترة الخطوبة التي دامت لحوالي شهر ونصف اكتشفت أنه متسرع، يأخذ بنصائح أصدقائه عوضا عرض المواضيع بيينا، كما أنه حكى لي عن زوجته السابقة وكيف كان يعاملها ببرود كونه كرهها، فلاحظت أنه يريد أن يعاملني بنفس الطريقة (ببرود) ،فأدركت أن تصرفاته هذه من طباعه، ولكن رغم ذلك حاولت معه، وإذا كانت بيينا أي مناقشة فيدخل فيها أصدقاؤه، وكلما يكلمني في هاتفي يستقبل مكالمة أخرى متحججا بذلك أنه صديقه، وعندما أقول له من المهم أنا أم غيري وأنا أريد أن أكون أسرة وأكون نعم الزوجة ولكن عندما أدرك حقا أنك تطمح في ذلك، فحقيقة وجدت نفسي اضطربا أنا وأسرتي من تصرفاته كما أن كلامه جارح، فاجتمعت أنا وأسرتي لمناقشة هذا الأمر وأدركنا انه سوف يعاملني بنفس الطريقة التي عامل بها زوجته، وأنا يهمني الاستقرار والهناء أكثر من الماديات، فقلت له إننا لا ننفع بعضا وأنهيت الأمر، فهل الذي قمت به صواب ام يعد سببا من أسباب القدر، وادع لي بزوج صالح ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يقدر للأخت ما فيه الخير ويرزقها الزوج الصالح، وما قامت به الأخت ليس خطأ، فمن حقها أن تفسخ الخطبة لاسيما إذا كان الشاب كما ذكرت عنه من صفات وأخلاق تتنافى وحسن الخلق، وننصحها بالتمسك بأخلاقها وآدابها ولتعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولتستخر الله سبحانه في أمورها كلها ولتستشر أهل الرأي والاختصاص، ويوجد لدينا قسم خاص بالاستشارات ومشاكل الشباب.
ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 27048.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1429(13/1432)
تقدم لها ابن عمها وابن جيرانها ولا تدري أيهما تختار
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لي ابن عمي وخوفي من أبي أجبرني على الموافقة علما بأنه شاب على خلق ودين، وابن جيراننا كان يريد أن يتقدم لخطبتي وهو كذلك على خلق ودين ولكن لأنه كان مسافرا للدراسة خارج الدولة فتأخر في تقدمه لطلبي، ثم صليت الاستخارة وأنا لست مقتنعة بكليهما بالرغم من أنهما صالحان ولازلت مترددة في الأمر وخائفة، ولا أعرف تحديد ما يتبين لي في الاستخارة، فأرجو منكم إعطائي النصيحة المفيدة.. وحيث إنني عادة ما تأخذني أفكاري لأفسخ خطبتي ولكن خوفي من أبي وإخواني يجعلني أتردد في ذلك.. علما أنني رأيت ابن عمي صورة فقط فعاداتنا لا تسمح لي بأن أراه وابن جيراننا لم أره إلا أنني كنت أذكره عندما كنا أطفالا وأحب أهل جيراننا أكثر من أهل عمي.. ولا أعرف أيهما يصلح لي فأرجو إفادتي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للأب إرغام ابنته على من تكره لكن مادام ابن عمك ذا خلق ودين ولأبيك رغبة فيه وقد قبلت خطوبته فنصيحتنا لك إجابته وإتمام الخطوبة لما ذكرت من خلقه ودينه ولموافقة ذلك لما يريده أبوك، إلا إذا كنت تشعرين بنفور منه وعدم تقبل فعليك في هذه الحالة أن تكلمي أباك وتخبريه برغبتك في فسخ الخطوبة وأن ذلك خير من أن يتم الزواج ثم يحدث ما لا تحمد عقباه، واستعيني على ذلك بالله ثم ببعض أهلك ولاسيما والدتك، وعلامة الاستخارة تكون بالمضي في إتمام الأمر فإن تحقق وتم فهو ما فيه خيرك وصلاح أمرك وإن لم يتم فذلك دليل على عدم خيرته ويذكر أهل العلم أمارات وقرائن كانشراح الصدر عقب الاستخارة والرؤيا لكن ذلك قد لا يحصل فلا يعتمد عليه، وإنما يمضي الإنسان فيما استخار فيه وسيكون ما فيه خيره وصلاح أمره من تمام الأمر له أو عدمه، وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19045، 49956، 27896، 34538، 64448.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1429(13/1433)
تعنت الأب في تزويج بناته وأولاده قد يسبب لهم الضرر
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي يتعلق بموضوع الزواج ومعارضة الأهل له وما يجب مراعاته من جانب الأبناء.
باختصار شديد أنا اكبر الأولاد في أسرة تتكون من 5 أولاد وبنتين إحداهما بكر العائلة (26 سنة) وأنا أبلغ ال (24 سنة) .
نشانا في أسرة محافظة وملتزمة دينيا فلم نر من آبائنا إلا كل خير وأبي شخص ملتزم ومتزن مع وجود بعض القسوة في تعامله معنا خاصة في الأمور المالية ولكن نحن كنا دائما ما نتقبل ذلك منه وعلى كل حال لم يحدث أن عصينا أمرا له في يوم من الأيام حتى أصبحت أحس كأنني مسلوب الإرادة فيما يخص قرارات حياتي إذ أنه يلقي قراراته في اتجاه واحد وإذا تجرأ أحد وأسمعه رأيا مخالفا لرأيه في موضوع ما إذا به يغضب عليه كل الغضب وفي غالب الأحيان لا يأخذ برأي غير الذي استقر له من آرائه.
ما جعلني اكتب حقيقة هو موضوع زواج أختي الكبيرة (26 سنة) وهي طبيبة بشرية تخرجت بتفوق من جامعتها وهي الآن تزاول مهنتها التي تحبها وتتقنها، فقد تقدم لخطبتها اثنان من أبناء عمومتنا أحدهما متعلم والآخر غير متعلم، وعندما سألني أبي عن رأيي وقد كنت أعلم أخلاقهم الغير كريمة نسبة لتواجدهم معنا في منزلنا لفترة من الزمن قبل طلبهم هذا فقد كان ردي الرفض التام لما عرفت عنهم ولعدم التوافق الاجتماعي بينهم وبين أختي إذ يعملون في مجال التجارة وأيضا لخوفي من المشاكل الأسرية التي سيسببها هذا الزواج كان هذا رأيي أما رأي أختي فقد وافق رأيي تماما وعند هذه النقطة بالذات تفاجأت جدا لردة فعل أبي الذي نعتنا بالانتماء لأهل والدتنا وأننا نكره أهله وما إلى ذلك من الاتهامات التي لا أساس لها سكتنا ولم نعترضه لعلمنا بأن معارضته ستزيد من سوء الأمر.
المهم مضت أيام وشهور حتى ابلغ والدي أعمامنا رأينا وأن هذا الرأي لا يتفق مع رأيه ولكنه لن يستطيع إجبارنا على ذلك ولكن في المقابل تمسك ووضع رفضنا هذا في نفسه وأصبح يتعامل معنا على هذا الأساس فقد تقدم لأختي بعدهم شاب على خلق ودين ومتعلم وقد كان رد والدنا أنه لا يزوج ابنته لعبد؟ إذ أنه لا ينتمي لأسرة عربية خالصة.
المهم للمرة الثانية سكتنا ووافقناه ولم نعترض، وبعد عدة أشهر تقدم لأبي شاب أيضا على خلق ودين وميسور الحال فطلب أبي من أمي إقناع أختي به وأنا شخصيا كنت رافضا لهذا المبدأ ولكن بعد فترة من الزمن وجدت أختي قد وافقت عليه فقلت في نفسي خير وبركة، وبعدها ذهب أبي لأعمامي ليبلغهم بالموضوع فإذا بهم يكيلون له من الشتائم وأنه أصبح تحت إمرة زوجته (والدتي التي لا ناقة لها في الموضوع) وأن هذا الشاب ينتمي لقبيلة والدتي وما إلى ذلك.
أنا كنت متوقعا ردة فعلهم هذه ولكن ما لم أتوقعه هو أن تقنع والدي الذي أتى وبدلا من أن نحدد موعد الخطبة أصبح أبي يماطل في هذا الشأن وأرجأ الموضوع ل 10 أشهر حتى الآن بدون ذكر رايه لأهل هذا الشاب والآن انقضت المدة دون أن يرجع إليهم رأيا وما زال يماطلهم - حتى عندما سألته رد علي بإن لم يعجبهم الأمر فليذهبوا؟
حقيقة أنا أولا صدمت من طريقة تفكير والدي وهو متعلم وحاصل على ماجستير ويتلو القران ليل نهار وحتى أنه أحيانا يخطب في الناس؟
أنا في ظل هذه الظروف أصبحت أحس بتوتر شديد وقلق وأيضا أصبحت خائفا من مستقبلي ومستقبل إخوتي الذي سيخضع لنفس الشروط والآراء. والله إن لم ولن أعصي ربي فيما أمرني به من طاعة والدي في شيء وعسى ربي أن يهديني وإياه لخير من ذلك.
وأنا أبحث عن حل شرعي - ما رأي الشرع في مثل هذه المواقف؟
آخذين في الاعتبار أن المماطلة في أمور الزواج تؤدي إلى انتقاص قيمة الأسرة في المجتمع أيضا فرفض سريع خير من التأخر حتى إذا كان الرد بالموافقة بعد ذلك، وأنا أرى أن هذا العمر هو انسب عمر لزواج أختي ولا خير في تأخير زواجها لحسابات كلها أراها دنيوية إذ لم تراعِ رأي الشرع.
وجزاكم الله عنا كل الخير وهدانا وهداكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتم بحرصكم على بر والدكم هذا والإحسان إليه، ونوصيكم بالصبر على ما لا ترتضون من تصرفاته فيبقى هو الأب وإن حدث منه ما حدث، وأنتم الأبناء وإن تقدمت بكم السن، وراجع الفتوى رقم: 69066.
واما أمر الزواج فالمعتبر فيه دين من يتقدم للزواج وخلقه فلا ينبغي للولي أن يرفض خاطبا على هذا الحال؛ كما بيناه بالفتوى رقم: 998، وفي المقابل لا يجوز للولي أن يرغم ابنته على الزواج ممن لا ترغب في الزواج منه على الراجح، ولاسيما إن كان هنالك مطعن في دين من تقدم لخطبتها أو خلقه، وانظر الفتوى رقم: 76559.
فالذي ننصحكم به أولا الصبر على والدكم ودعاء الله تعالى له أن يصلحه، وتذكيره بأن التعنت في أمر الزواج وتأجيله قد يضر بابنته هذه، ويمكن أن توسيط أهل الخير في ذلك فإن اقتنع فبها، وإلا فالأصل أن تطيعه ابنته في عدم الزواج من هذا الشاب، ولكن إن خشيت على نفسها الضرر وأن يفوتها أمر الزواج بسبب رده الخطاب، فيمكنها أن ترفع الأمر إلى المحكمة الشرعية فإن ثبت عند القاضي الشرعي عضل وليها لها زوجَّها القاضي أو وكل من يزوجها؛ كما هو مبين بالفتوى رقم: 76594، وينبغي الحرص على كسب رضا الوالد على كل حال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شوال 1429(13/1434)
يريد خطبة امرأة يعاني إخوتها من داء السمنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرغب بالزواج من امرأة تتوفر فيها الصفات التي حث عليها ديننا الحنيف ولكن جزءا من إخوانها يحملون عيبا وراثيا ألا وهو السمنة المفرطة؟ ما حكم الشرع في ذلك؟ وهل يعتبر هذا العيب من العيوب التي حث الرسول صلى الله عليه وسلم، على النظر إليها وأخذها بعين الاعتبار في قوله: تخيروا لنطفكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. رواه البخاري، ومسلم
وقد أرشد صلى الله عليه وسلم الخاطب إلى النظر إلى المخطوبة حتى يحصل القبول بينهما، فقد روي عن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.
فقد حث الشرع على اعتبار الدين في الزوجة، ولم يمنع من اعتبار الصفات الأخرى مع الدين، لكن الممنوع التغاضي عن الدين لأجل صفة أخرى.
أما عن سؤالك عن حكم الشرع في خطبتك لهذه الفتاة التي يتصف بعض أخواتها بالسمنة، فإنها ما دامت ذات دين فقد ندب الشرع إلى التزوج بها ولو كانت سمينة بالفعل، فليست السمنة عيباً يحث الشرع على ترك المرأة لأجله، وإنما المعّول عليه قبول الرجل للمرأة وهو أمر نسبي يختلف من رجل إلى رجل، على أننا ننبهك إلى أن مجرد وجود بعض أخواتها بهذه الصفة ليس دليلاً على أنها ستصير مثلهم، كما أن السمنة في الغالب من الأمور التي يمكن معالجتها، أما ما يتعلق بحديث: تخيروا لنطفكم. فإن هذا الحديث ورد بروايات عديدة، معظمها قد ضعفه العلماء، ولكن صحح الشيخ الألباني رحمه الله بعض الروايات بمجموع طرقها.
وعلى فرض صحة الحديث فليس فيه الحث على اعتبار مثل هذا العيب، وإنما المقصود اعتبار الدين والخلق في المرأة، قال المناوي في شرح هذا الحديث: أي لا تضعوا نطفكم إلا في أصل طاهر.
فالذي ننصحك به أن تستخير الله في هذا الزواج، ثم تتوكل على الله، وتعلم أن الخير والفلاح في اختيار ذات الدين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1429(13/1435)
أسلمت وتريد منه أن يتزوجها لتتخلص من سلطة أهلها وأهله لا يرغبون
[السُّؤَالُ]
ـ[أعيش في بلاد غير إسلامية وهناك فتاة أسلمت وبعد تخرجها من الجامعة أصر أهلها على العمل في البنك وهي لا ترغب بذلك لحرمته والمشكلة أنها لا يمكنها أن تتزوج من أبناء بلدها لأنهم غير مسلمين ولا أهل ذمة ولذلك طلبت مني أن أتزوجها حتى ترتاح من سلطة أهلها عليها، وبسبب ظروفي لا أستطيع لأن أهلي مصرين على أن أتزوج من بلدي، وهي تقول لي أن نتزوج دون أن أخبر أهلي، وهي توافق على أن أتزوج من أخرى من بلدي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن صفات المؤمن أنه محب للخير لجميع الخلق، حريص على هداية الناس إلى الدين الحق، فإن ذلك سبيل المفلحين، قال الله تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون َ {آل عمران:104} ، ويدخل في ذلك إعانة حديثي العهد بالإسلام على الثبات على الدين، والوقوف بجانبهم حتى ترسخ أقدامهم فيه، ويتعلموا ما يلزمهم فيه من أحكامه وأخلاقه.
وأما ما يتعلق بسؤالك فإن كنت ترى في هذه الفتاة من الدين والخلق ما يؤهلها لتكون زوجة صالحة فعليك أن تستخير الله في ذلك، ثم تجتهد في إقناع أهلك بالزواج منها، فإذا لم تفلح في ذلك، فيمكنك أن تبحث لها عن زوج مسلم ذي دين وخلق، وإذا لم يتيسر ذلك فلا مانع من أن تتزوجها مع تلبية رغبة الأهل في الزواج من أخرى من بلدك، مع التنبيه على أن من شروط صحة الزواج الولي، ولا يجوز أن يكون الولي كافراً، فإذا لم يوجد من أهلها رجل مسلم، فإنه يتولى العقد رجل يوثق بعدالته من المسلمين، قال الإمام الإصطخري من علماء الشافعية: إذا لم يكن في البلد حاكم جاز للرجل والمرأة أن يحكما مسلماً يعقد نكاحهما. الفتاوى الفقهية الكبرى.
وحتى يتم أمر زواجها، فإن عليك أن تعينها على الثبات على الإسلام وتعلم ما يجب عليها منه، مع مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل مع الأجنبية من غض البصر وحرمة الخلوة والبعد عن كل ما يثير الفتنة ويدعو إلى الريبة، ويمكنك الاستعانة على ذلك بالمراكز الإسلامية إن وجدت في بلدها، أو بعض النساء المسلمات الصالحات، أو تعريفها بالمواقع الإسلامية النافعة والموثوق فيها، مع الاستعانة بالله وتحري الإخلاص في ذلك، وننبه السائل إلى أنه ينبغي أن تترك الإقامة في بلاد الكفار إذا أمكنه ذلك، وللمزيد يمكن مراجعة الفتاوى الخاصة بحكم الإقامة في بلاد الكفار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1429(13/1436)
تريد الزواج من رجل وترفضه أمها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة أعمل بشركة حيث عرض علي أحد الزبائن أن يقابل أسرتي بهدف الزواج، لكن أمي ترفض دون أن تقابله أو حتى تراه، لأنه أكبر مني سنه 40، سبق له الزواج ولديه طفل، لأنه ليس من نفس المدينة، أمي وأنا متعلقتان ببعض فهي مطلقة ولم تعد تثق بأحد لما مرت به من ظروف صعبة في تربيتي و2 أخ مدة 23عاما، أنا مرتاحة نوعا ما بعد وقد استخرت ربي لكنني لا أستطيع أن أصرح لأمي بما في خاطري أحببت أنه شرح لي الظروف التي مر بها وأنا مرتاحة لأخلاقه، أفيدوني جزاكم الله خيراً، أخبر أخي الأكبر بما يحدث لأن أمي لم تخبر إخوتي، فأمي لا تناقشني الأمر وتقول أخبريه أن ينتظر عودة أخيك من السفر فإنا لن أقابله، وأنا أحس أنها لا تريدني أن أعيش مثل مأساتها بسبب ابنه وزوجته السابقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيسر الله أمرك، واختار لك الخير حيث كان، واعلمي أن الرجل إذا كان صاحب دين وخلق، فالأصل قبوله وعدم رده، فعليك بالاستخارة واستشارة أهل الرأي من أهلك في أمر الزواج من هذا الرجل، وعليك بإقناع أوليائك وهم إخوتك بالموافقة عليه، وهذا إذا كان والدك ميتاً وإلا فهو وليك، ولا يصح عقد النكاح إلا بإذنه وموافقته، وتراجع الفتوى رقم: 8799.
ولا بد أيضاً من إقناع والدتك لأن لرأيها اعتباراً من جهة البر بها، فإذا انشرح صدرك بعد الاستخارة وحصلت الموافقة من أهلك على الزواج به فتوكلي على الله ولا تترددي، فإن الأيام تمضي سريعة، والعمر يتقدم، وقد ورد كراهة التأخر عن الزواج لمن وجدت الكفء، قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يا علي لا تؤخرهن: الصلاة إذا آنت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً. رواه الترمذي وأحمد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1429(13/1437)
الزواج من شاب يعاني من مرض نفسي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة تقدم لخطبة شاب يحبني منذ صغري عانى لفترة من صدمة عصبية نتيجة لطفولة مضطربة عاشها ولا أقول إنه شفي فأصبح منعزلا عن العالم الخارجي وأحيانا يغلب عليه بعض من الاكتئاب نتيجة الأوضاع الاجتماعية مع العلم أن لديه إمكانيات مادية لا باس بها إلا أنه لا يحرك ساكنا فهل أقبل أو أن حالته النفسية تشكل عائقا مع العلم أنه يتناول مهدئات وفقا لإرشادات الطبيب المختص.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوجود هذا المرض النفسي بهذا الشاب لا يعد مانعا من الزواج به، فإن غلب على ظنك أنك ستصبرين وتتحملين ما قد يكون منه بسبب هذا المرض فأقدمي على الزواج منه، إن كان صاحب دين وخلق، وإن غلب على ظنك أنك ستجزعين من آثار مرضه، ولن تطيقي صبرا فانصرفي عن هذا الزواج.
وعليك بالاستخارة في أمورك كلها.
للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 54858، 64205، 98865.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رمضان 1429(13/1438)
تقدم لخطبتها رجل ذو خلق ودين فلم ترتح له
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة لا ترجو من هذه الدنيا شيئا سوى مرضاة الله، والنجاة يوم الحساب، عرضت علي إحدى الأخوات الزواج بصديق زوجها الذي يعيش بالخارج وما ذكرته لي هو أن زوجها أكد لها أن صديقه صاحب دين وخلق ولا نزكي على الله أحداً، ولكي يرى كل منا الآخر طلب منه أخي أن يأتي للمنزل ويراني بحضورعائلتي حتى لا نتعدى حدود الشرع، غير أنني حين الرؤية الشرعية لم أشعر بالقبول البتة، وقلت لنفسي أمستعدة أنت أن يكون هذا الشخص أحق الناس بك، فصعب علي ذلك وإلى الآن لم أرد لا بالقبول ولا بالرفض، ويغلب على ظني الرفض، ولكن كلما تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. رواه الترمذي (1085) وقال حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.. فأخاف أن أقع فيما حذر منه الرسول الكريم، مع العلم بأنني لم أقبل قط من ليس على دين وخلق بل كلما تقدم لي شخص كان أول ما أسأل عنه الدين والخلق فإن كان هذا الحديث يلزمني أن أقبل فأنا مستعدة لأن أرضى به زوجا وعسى أن يجعل الله لي فيه الخير الكثير, فأنا أخاف أن يكون الله عز وجل قد اختاره لي وبرفضي له أكون غير راضية بما اختاره الله لي، فأفيدوني بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزمك شرعاً القبول بهذا الرجل زوجاً ولو كان صاحب دين وخلق، وأما الأمر في هذا الحديث فليس للوجوب وإنما للندب المؤكد، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 75061.
ومع هذا كله فلا ينبغي لك المبادرة إلى رفض الزواج منه لمجرد نظرة عابرة وقعت منك نحوه، وإن كان هذا الشخص لم يعط من جمال الصورة وحسن المظهر ما يجعلك تقبلينه زوجاً فقد يكون فيه من الزينة المعنوية في أدبه وحسن خلقه ما يغنيك عن ذلك، وما أحسن قول من قال:
ليس الجمال بأثواب تزيننا * إن الجمال جمال العلم والأدب
وكذا قول من قال:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا * يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبي
فننصحك بالاستخارة في أمره، فإن كان في زواجه منك خير يسره الله لك بإذنه سبحانه، وإن خشيت أن لا يكون بينكما توافق وأن تتعرض الحياة الزوجية للصرام فأعرضت عن أمر الزواج منه فذلك لك ولا يلحقك منه إثم إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رمضان 1429(13/1439)
تريد الزواج من شاب ذي دين ووالداه يرفضانها
[السُّؤَالُ]
ـ[هذه المرة الأولى التي أرسل فيها رسالة إلى موقع ديني وسأحاول أن أطرح مشكلتي بسؤال واحد
أنا فتاة من بيئة غير ملتزمة بالدين، ولكن أهلي كانوا يتقيدون بتعاليم الدين نوعا ما. ومنذ سنتين تعرفت على شاب من خلال الدراسة ونشأت بيننا علاقة مودة ومحبة غريبتين، واتفقنا على الزواج, بإذن الله.
وأما الشاب فهو من بيئة ملتزمة، ملتزم بالدين والحمد لله، وقد فتح عيني على محبة الله وأعادني إلى طريق النور الذي قررنا أن نبني عليه حياتنا سويا.
منذ بداية علاقتنا رفض أهله هذه العلاقة، ووافق أهلي على مضض. وحاولنا مرارا العدول عن هذه الفكرة بسبب رفض أهله، ولكننا لم نستطع، خاصة أن لدينا إيمانا وثقة بصحة البناء الذي نريد أن نبنيه.
أريد أن أعاهد ربي على أمر بيني وبينه كنذر ليختار لنا الخير، وليجمعنا إن كان لنا خير. كمحاولة أخيرة، ولكني لا أعلم ماذا يمكن أن يكون!!؟ الرجاء إعطائي النصيحة بذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا بداية نرحب بك وباستفساراتك وتواصلت معنا في السؤال عما أشكل عليك من أمر دينك، وبخصوص سؤالك فنقول إن النذر مكروه وجاء الشرع بالنهي عنه كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: 16705، والمشروع في مثل حالتك هو الاستخارة فننصحك بها وراجعي فيها الفتوى رقم: 19333.
وأما زواجك من هذا الشاب لو تم لكان أمرا حسنا فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه. فننصح بمحاولة إقناع أهل هذا الشاب بالموافقة على إتمام هذا الزواج فإن وافقوا فالحمد لله، وإن لم يوافقوا وكان الاعتراض من والديه أو أحدهما له ما يبرره شرعا أو عادة وليس لمجرد العناد والحمق فيجب عليه طاعته وعدم زواجه منك إلا إن خشي الفتنة بسبب هذه العلاقة فيجوز له الزواج منك ولو لم يوافق الوالدان، وراجعي الفتوى رقم: 37886، والفتوى رقم: 105484.
وإن لم يتم هذا الزواج أصلا فيجب عليك قطع العلاقة بهذا الشاب وعسى الله تعالى أن ييسر لكل منكما الزوج الصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1429(13/1440)
الزواج ممن يتهاون في الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم إلي شاب للزواج ولكنه لا يواظب على أداء الصلاة، فماذا أفعل وقد اتضح لي هذا الأمر بعد صلاة الاستخارة، ولكن عدا ذلك فإن الموضوع يسير طبيعيا فماذا أفعل هل أقبله، وكنت قد دعوت الله أن يرزقني بزوج بمواصفات معينه وهو ليس فيه هذه المواصفات فماذا أفعل، دلوني وأدعو الله أن ييسر لي الخير أرجوكم دعوة بظهر الغيب في هذه الأيام المباركة -أني قد تأخر سني في الزواج فهل انتظر من دعوت الله به مهما طال الوقت والانتظار؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله بمنه وكرمه أن يمن عليك بزوج صالح تقر به عينك، ولا شك أنك إن وجدت زوجاً بالمواصفات الطيبة التي تبتغينها كان أمراً حسناً، ولكن إن لم تجدي من هو بهذا الوصف، ووجدت من يحافظ على الفرائض ويجتنب الكبائر، ولكنه قد يقع في شيء من الصغائر فاقبلي به زوجاً تداركاً لما قد يفوتك من أمر الزواج بسبب تقدم السن، والكمال عزيز.
وأما الشاب المذكور والذي لا يحافظ على أداء الصلاة فلا ننصحك بالزواج منه إلا أن يتوب ويستقيم في أمر الصلاة فيمكنك حينئذ الموافقة على الزواج منه، وننصحك بالإكثار من الدعاء والاستعانة ببعض أخواتك المسلمات الصالحات في البحث عن الزوج الصالح، إذ لا حرج على المرأة في البحث عن زوج؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 7682.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1429(13/1441)
الأفضل زواج الرجل ممن تقاربه في المستوى المادي والاجتماعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مغربي من مدينة طنجة سؤالي هو: هل بإمكان شاب مسلم الزواج بمسلمة من عائلة ثرية أنعم الله عليها؟ هل فقر الشاب يحرم الزواج؟ هل الغنى هو شرط من شروط الزواج في الإسلام؟ ما العمل إذا رفض أب العروس بسبب فقر هذا الشاب؟ هل الزواج رغم رفضه هو عصيان؟ شكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالراجح من أقوال أهل العلم أن الكفاءة المعتبرة في الزواج إنما تكون بالخلق والدين فقط، ولا ينظر لشيء وراء هذا، لأنه لا تفاضل بين غني وفقير، ولا بين حر وعبد، ولا بين أبيض وأسود إلا بهما؛ لقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات:13} ولقوله تعالى: إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ {الحجرات:10} ولقوله صلى الله عليه وسلم: كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب، لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان. رواه البزار وصححه الألباني.
وهذا ما رجحه ابن القيم، فقال في زاد المعاد: فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الكفاءة في الدين أصلاً وكمالاً، فلا تزوج مسلمة بكافر، ولا عفيفة بفاجر. ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمراً وراء ذلك. انتهى كلامه.
ولكن مع هذا نقول: نظرا لضعف الدين في هذه الأزمان فإنه ينصح الرجل ألا يتزوج بمن هي أعلى منه في أمور الدنيا سواء في الأمور المالية أو الاجتماعية؛ لأن ذلك ربما أدى في المستقبل إلى تعاليها أو تعالي أهلها عليه وانتقاصهم له، فلا تستقيم الحياة الزوجية حينئذ, وهذا واضح من التجارب والحالات التي حدث فيها زواج اختلت فيه الكفاءة، وليس هذا من باب الطبقية ولا من التعالي والاستكبار، وإنما هو تنظيم لحماية الأسرة من عدم الرضا بين أفرادها، ومن ضعف التلاحم بين أعضائها، وإن كنا لا نحرم حلالا ولا نقول إن هذا الزواج غير صحيح لكنا ننصح بالأولى.
فالأفضل لك أيها السائل أن تترك هذه الفتاة وأن تبحث عن أخرى تساويك أو تقاربك في المستوى المادي والاجتماعي، وأن تكون في المقام الأول صاحبة دين.
أما إذا كنت تحب هذه الفتاة وتعلق قلبك بها فلا مانع أن تذهب – بعد الاستخارة – إلى أهلها وتخطبها فإن وجدت ترحيبا وموافقة فاستعن بالله وأقدم، وإن وجدت غير ذلك، فاحسم أمرك واقطع هذه العلاقة، وربك قادر على أن يعوضك خيرا منها.
وأما بالنسبة لزواج الفقير عموما فإنا نفرق بين حالين، إما أن يكون فقيرا وهو مع ذلك قادر على أن يقوم بتكاليف النكاح من نفقة ومسكن وغير ذلك، فحينئذ لا حرج عليه في الزواج، بل هو أمر مرغب فيه شرعا، وأي ضرر على المرأة عندما تتزوج بفقير يوفر لها المطعم والملبس والمسكن؟ أما إذا كان فقيرا معدما لا يستطيع القيام بمؤن النكاح فلا يسن في حقه الزواج؛ بل نص بعض أهل العلم على أنه يمنع له.
قال الدردير في شرحه لمختصر الشيخ خليل المالكي عند كلامه على أحكام النكاح ما معناه: أن الراغب الذي يخشى العنت (الزنى) يندب الزواج في حقه ما لم يؤد إلى حرام فيحرم. قال الدسوقي شارحا لهذا الكلام: كأن يضر بالمرأة لعدم قدرته على الوطء أو لعدم النفقة.
أما إذا رفض أبو الفتاة هذا الزواج فإنه لا يمكنك حينئذ الزواج منها لأنه لا نكاح إلا بولي؛ كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجود الولي في العقد شرط في صحته، إلا إذا ثبت كون الأب عاضلا لها فحينئذ لها أن ترفع أمرها للقضاء.
والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1429(13/1442)
يريد الزواج من فتاة معينة ويخشى رفض أبيه
[السُّؤَالُ]
ـ[أود شكركم على هذا الموقع وأرغب بالسؤال عن التالي.. والدي من النوع المتثبت برأيه ولا يقبل النقاش ويفرض رأيه علي حتى في أمور حياتي الخاصة والمستقبلية كالعمل والزواج ويكون فرضه إلزاما وليس رأيا أو نصحا وبعد عناء شديد تمكنت من السفر للخارج للعمل في إحدى الدول الإسلامية لأبتعد عن نظره ولا أتصادم معه، ولكني الآن أرغب بالزواج من فتاة أجنبية لكنها أسلمت بنصحي وعون الله وهي تتصف بالمواصفات المطلوبة كزوجة من دين وغيره، استشرت والدتي ولم تمانع إلا أني أخاف من أن أستشير أبي فهو سيعارض ويمنع بشدة حيث إنه قبل سفري كنت راغبا بالزواج من قريبة لي ورفض وهدد أمي بالطلاق إذا تم الزواج كونها قريبتها، سيدي الفاضل هل لي بعد استشارته إذا رفض أن لا أنصاع لرفضه وأتزوجها دون أن أتكلم أي كلمة أو فعل شيء بحق أبي غير أني لم أنفذ ما طلبه بعدم الزواج منها علما أيضاً بأنه يريد تزويجي على ذوقه إن صح التعبير كبنت صديقه وخلاف ذلك وأنا لا أرغب بهن.. ملاحظة أن الفتاة من دولة صغيرة في أمريكا الجنوبية وتقاليد الحياة لديهم قريبة جداً من تقاليد الحياة لدينا وقد أسلمت والحمد لله كما أنها تقوم بالفرائض كلها والسنن على قدر ما تيسر لها حتى بعض السنن مثل صلاة التهجد والتي قليلا ما نرى المسلمين هنا يقومون بها الآن وقد قرأت القرآن وتقرأ الحديث كاملاً وما تيسر لها عن الإسلام وأحب أن تكون زوجتي بالإضافة لما بها من صفات دنيوية من علم وأخلاق وذوق وفهم للدين وهي راغبة بالعيش معي بأي بلد أكون للأبد وستقوم بتغيير جنسيتها أيضاً وأتمنى من الله أن تكون زوجتي؟ أشكركم على كل جهودكم المبذولة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لأبيك أن يمنعك من الزواج بمن تريد، وليس له أن يجبرك على الزواج بمن لا تحب، لأن أمر الزواج خطير فهو يتعلق بأسرة ناشئة يترتب عليها حقوق كثيرة، فلا بد وأن يحاط هذا العقد بما يضمن نجاحه واستمراره، ومن أهم أسباب ذلك أن يتزوج الرجل بمن يريد والفتاة بمن تريد طالما وجد الدين والخلق في الطرفين، قال سبحانه: فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء {النساء:3} ، ولم يقل فانكحوا ما طاب لآبائكم ولا لأمهاتكم، قال السعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: وفي هذه الآية أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح، بل وقد أباح له الشارع النظر إلى من يريد تزوجها ليكون على بصيرة من أمره.
ولكن مع ذلك عليك أن تسترضي أباك بكل طريق، وأن تبتعد عما يغضبه ما وجدت إلى ذلك سبيلاً، فإن كان يريد لك الزواج من فتاة بعينها فلا مانع من أن تذهب لرؤيتها، فإن طابت لك فالأولى أن تتزوجها طاعة لأبيك، أما إن كان قد تعلق قلبك بهذه الفتاة التي ذكرت، وخفت إن أنت انصرفت عنها أن تضار في دينك أو دنياك فلا مانع حينئذ من الزواج منها دون موافقة الوالد، لأن موقف والدك -غفر الله له- غير صحيح ولكن عليك بعد ذلك أن تسترضيه وأن تتودد إليه حتى يزول ما في قلبه تجاهك، وللفائدة في الموضوع تراجع الفتوى رقم: 35962.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رمضان 1429(13/1443)
تقدم لها ذو خلق ودين ورفضه أبوها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا يا شيخ تعرفت على شخص عن طريق النت وبعد فترة طلبني للزواج لأن دراستي مثل دراسته الأزهرية ولكن أهلي لم يقبلوه لأنه فى نفس عمري وما زال يبدأ مشوار حياته، ويتمنى الزواج مني، تقرب إلى أبي بكل الوسائل وتم رفضه بكل الوسائل وما زال مصمما علي وتعرفت عليه منذ أربع سنين وكل رمضان وغيره يدعو الله أن يزوجني إياه لأنه الحمد لله متدين ونحسبه على خير وكل ما نطلبه العفة بالحلال وينقص فقط إمكانيات الزواج وأنه من بلد بعيد ولا يقبل أبي أن أسافر بعيداًُ عن بلدي، ولكنه ما زال على تواصل معي على النت فما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم حكم الحب وحكم العلاقات التي تقام بين الطرفين قبل الزواج في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 4220، 1037.
والذي ننصحك به هو الابتعاد عن هذا الشاب وقطع العلاقة به سداً لباب الفتنة، واتقاء لوساوس الشيطان، فإن هذه العلاقات من أكبر أسباب الفساد والوقوع في الفواحش ... لكن إن كان هذا الشخص ذا دين وخلق ورفضه أهلك، فقد ذكرنا مراراً أن هذا لا يجوز، وأنهم برده دونما سبب معتبر يكونون عاضلين ظالمين لابنتهم، ويجوز للبنت في هذه الحالة أن ترفع أمرها للقاضي ليرفع عنها ظلم أهلها، إما بإجبار وليها على تزويجها ممن تريد وإما أن يتولى القاضي تزويجها بنفسه دون وليها، قال ابن قدامة في المغني في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته، كان عاضلا لها. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأَوْلى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا -كما هو الغالب- فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى.
فإن استطعت أن تقنعي أهلك بقبول زواجه منك فافعلي واتخذي الوسائل اللازمة لذلك، وصارحيهم برغبتك في الزواج من هذا الشاب، ولا مانع من الاستعانة بمن له حظوة ووجاهة عند والدك فإن رضي فبها ونعمت، وإلا فإما الصبر وترك الزواج من هذا الشاب وإما رفع الأمر للقضاء كما سبق، وللفائدة في الموضوع تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73355، 110681، 8799.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رمضان 1429(13/1444)
الزواج ممن زنت إذا تابت وحسنت سيرتها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:
الرجاء المساعدة لما هو يرضي المولى عز وجل، مشكلتي بدأت بالتعرف على فتاة من خلال رقم هاتفها، ومن ثم كثرة مكالماتي ثم التعرف عليها إلا تم الاصطدام بأن الفتاة تريد أن تفعل كذا وكذا كل ما هو متعلق بالأفلام الخليعة، فلما ناقشت معها الموضوع صارحتني بماضيها وكثرة علاقاتها وأن شخصاً كان يتحدث معها بهذه الطريقة، وكشفت أن ماضيها كان مؤلما جداً لأنها وقعت في الزنا مرات متعددة بالوطء من الدبر والقبل، فلما صارحتني قررت أن أتركها لأني لم أقع قط في الزنا وكنت أرفض العلاقات أو الصحبة، منذ ذلك الحين وأنا أعيش مترددا في تركها إلى أن وقعت في الزنا معها وأردت أن أبرر فعلتي هذه بالزواج منها، فبدأت منذ أن ناقشت معها الصلاة في وقتها والالتزام لما شرعه الله من حجاب شرعي فلحظت أن الفتاة تقتنع وتعمل بكل ما هو متعلق بالدين حتى صارت تفكر في الخمار لأنها كانت تجهل الكثير من أمور الدين لحكم تربيتها (الأم أستاذة والأب عون في إحدى الشركات) ، مع كل هذا نسقط في نقاشات تجعلنا نفترق ثم نقترب من بعضنا البعض، مشكلتي أني أعرف فتاة من العائلة ملتزمة مداومة على صلاة الفجر، وأخرى لا تحب الخروج إلا مع والديها وإنها ملتزمة، لكني لم يسبق لي التحدث معهما، فبماذا تنصحونني ترك هذه الفتاة التي تريد الالتزام وتريد تطبيق دين الله رغما ماضيها وما وقعنا فيه من زنا.... فقررنا الافتراق لكي نتوب لكن استصعب علي وعليها، أم ألتمس من إحدى الفتاتين الزواج الشرعي، بصراحة لا أريد أن أظلم هذه الفتاة فالرجاء والرجاء لا تتركوني أنتظر نصائحكم بفارغ الصبر، أصبحت على وشك ترك عملي من خلال بعض المشاكل التي أسقط فيها في عملي من قلة التركيز والتأخير والغياب ... يا شيوخ الإسلام والمسلمين أفتوني في مصيبتي هذه إن كانت بلاء فالحمد لله، وإن كانت من أعمال الشيطان فلا تجعلوني أسقط في الرذيلة؟ والله لا يضيع أجر من عمل عملاً صالحا لوجه الله. (إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم ... ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى) .]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنبدأ معك ببيت الشعر الذي ذكرته فنرجو أن تجعله نصب عينيك، ولتحرص على مصاحبة الأخيار، وأن تبتعد عن مصاحبة الفجار، واحذر إقامة أي علاقة عاطفية مع امرأة لا تحل لك، فالتساهل في مثل هذا يجر إلى مثل ما وقع منك مع هذه المرأة، وعلى كل فقد أحسنت بهذا الندم الذي حصل منك، ولتجعل من هذا الندم توبة خالصة، وراجع شروط التوبة في الفتوى رقم: 1106.
وإن تابت هذه الفتاة وحسنت سيرتها فيمكنك الزواج منها والسعي في إعفافها، ففي ذلك أجر عظيم، وأما إذا استمرت على ما هي عليه من الفسق فيجب الابتعاد عنها، ويجب عليك قطع أي علاقة معها، وهي التي جئت على نفسها بإقدامها على هذه العلاقة معك، فلا يعتبر في إعراضك عنها وترك الزواج منها ظلم منك لها على كل حال، وعليك حينئذ بالحرص على الزواج من الأخرى صاحبة الدين والخلق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رمضان 1429(13/1445)
الأفضل للوالدين تحقيق رغبة أولادهم في النكاح ما دامت ضمن نطاق الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لي عريس وأهلي موافقون عليه بشدة وأنا لا أوافق عليه لما فيه من تعارض مع شخصيتي ولا أحسه سندا ولا رجلا أستند عليه في حياتي، فهو غير متدين ويريدني أن أخلع العباءة وألبس البنطلون واللبس العادي حتى أتوافق مع الأماكن التي سنذهب إليها وهى مارينا وشرم الشيخ ويطالبني بوضع مكياج خفيف على وجهي بحجة أني مازلت شابة بل له شخصية ضعيفة وأهلي يريدون ذلك حتى أتحكم بما أريد. ز
وأريد شخصا آخر وأهلي يرفضونه بسبب شخصية والده السيئة ويعتبرون أن الولد مثل الأب طالما تربى على يده ومجرد أنه ابنه إذا فهو مثله، علما بأنه يختلف والده تماما حافظ كتاب الله ويحثنى دائما على حفظ القرآن والأحاديث والتفاسير والصلاة والعمل لأجل الآخرين بالخير ولبس الخمار والعباءة، وغيور على أهل بيته ورجل أشعر برجولته وأحسبه سندا لي في الحياة، وعند رفضي للعريس قال لي أبى إنني هكذا أكون عاقة بهم وأنه لن يسامحني وأني عاقة بتفكيري في الشاب الذي أريده، بالرغم أني لن أتزوج إلا برضاهم ومازلت منتظرة حتى يرضوا، حتى لو كلفني حياتي وأصبر وأحتسب ذلك عند ربى فلا أريد أن أتزوج وأكون مع الزوج جسدا فقط وقلبي مع آخر أو أندم باقي حياتي فهل رفضي كما يقولو أهلي ذلك محرم؟ ويعتبر إصراري على الشاب الذي أريده فعلا عقوق للوالدين؟ أرجو الرد سريعا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحق للوالدين إجبار الفتاة على الزواج ممن لا ترغب فيه زوجا ولو كان على دين وخلق فضلا عن أن يكون على الحال المذكور بالسؤال، ولا تعتبر مخالفتك رغبة الوالدين في الزواج منه عقوقا لهما، وراجعي الفتوى رقم: 3006.
وأما الشاب الآخر والذي ذكرت أنه مرضي دينا وخلقا فقد رغب الشرع في الزواج من مثله، ولا يجوز أن يؤاخذ بجريرة أبيه إن كان أبوه سيئا، فلا تزر وزارة وزر أخرى.
فالذي ننصحك به أن تجتهدي في محاولة إقناع والديك بالموافقة على زواجك منه والاستعانة عليهما بالدعاء ثم بوساطة الفضلاء، فإن اقتنعا فالحمد الله، وإلا فالأصل أنه يجب عليك طاعتهما في ذلك، وقد أحسنت بحرصك على رضا والديك، ولكن إن خشيت أن يترتب على عدم زواجك منه ضرر فلك الحق في رفع الأمر إلى القضاء الشرعي، فإن ثبت عند القاضي عضل والدك لك زوجك أو وكل من يزوجك. وراجعي الفتوى رقم: 29716. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1429(13/1446)
تعارض أمه زواجه من غير جنسيته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب تونسي أردت التزوج من فتاة جزائرية عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ... فاظفر بذات الدين تربت يداك. وعندما عرضت الموضوع على والدي وافق والدي ولكن أمي رفضت حتى مناقشة الموضوع لأن الفتاة ليست تونسية. علما وأني استخرت الله كثيرا في هذا الموضوع ولا أدري ما أعمل مع العلم بأني بحثت كثيرا في بلادي ولم أتمكن من العثور عن العروس المطلوبة الرجاء إفتائي في هذا الموضوع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاختلاف الجنسيات والعادات ونحو ذلك لا ينبغي أن يكون ما نعا من الزواج بين المسلمين، إذ العبرة في أمر الزواج إنما تكون بالدين والخلق، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. فأوصى صلى الله عليه وسلم بنكاح ذات الدين ولم يزد على ذلك.
وعليه، فلا يحق لأمك أن تمنعك من الزواج بهذه الفتاة، طالما كانت صاحبة دين وخلق، فإن هي أصرت على الرفض فلتطلب من أقاربك وأرحامك ومن له وجاهة عند أمك، أن يقنعوها بهذا الزواج، فإن لم توافق مع هذا فعليك بالاستجابة لها وترك هذه الفتاة؛ لما لها عليك من حقوق، جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
ولكن إن خفت أن يلحقك ضرر بيّن في دينك أو دنياك إن أنت تركت هذه الفتاة، وكان قد تعلق بها قلبك، فلك حينئذ أن تتزوجها دون موافقة أمك، ثم عليك بعد ذلك أن تسترضي أمك بكل سبيل.
ونوصيك بالاستخارة دائما في أمورك كلها، ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30878، 56066، 23084، 67906.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رمضان 1429(13/1447)
لا ينبغي لأي من الزوجين أن ينكح من لا تطمئن نفسه إليه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 26 سنة طلب يدي كثير من الشبان ولكن حتى الآن لم يحصل نصيب لا أدري لماذا. حاليا طلب يدي شاب زميلي في العمل على خلق ودين وحسب ما لاحظت فيه أنه جد متمسك بي رغم أنني رفضته لسبب واحد فقط وهو عدم حصول الارتياح النفسي لأن بشرته سمراء بل هي سوداء مثل بشرة الزنوج لكنه طيب ومستعد لفعل المستحيل من أجلي. فهل رفضي له لهذا السبب لا يغضب الله أنا محتارة. أجيبوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرفضك لذلك الفتى لعدم ارتياحك النفسي إليه لا حرج فيه، وهو أولى من قبولك له مع ما تجدين في نفسك من كرهه، فيحصل الشقاق والطلاق بعد ذلك، ولا ينبغي لأي من الزوجين أن يختار إلا من تطمئن إليه نفسه لتحصل الألفة والمودة، وإن كان الإسلام رغب في الدين، فإنه لا يهمل الجوانب الأخرى التي قد يحرص عليها بعض الناس كالجمال والحسب وغيره فلا حرج في مراعاة ذلك.
وللفائدة يرجى النظر للفتوى التالية: 107673.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1429(13/1448)
خطيبها يريد نكاحها وأمه تريده أن ينكح ابنة عمه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا في الثالثة والعشرين ومخطوبة منذ خمس سنوات والآن أهل خطيبي يرفضونني ويريدون أن يزوجوه بنت عمه، لأنه صاحب مال وخطيبي رافض لذلك، ووالدته كانت معي وتحبني وفجأة بناتها غيروها من ناحيتي، وقالت لي (لو ابني ماشي في موضوع الزواج هذا فلا أحضر الفرح ولا هو ابني ولا أريد أن أعرفه) وهو يحبني جداً، وقال لي أنا رحيم بك وكفاية أنك صبرت معي كل السنين هذه، وأنا لا أتركك وهو حالياً مسافر، وقال لي أنا سآتي لأكتب الكتاب لكي لا يتكلم أحد وتكوني زوجتي، وأنت من المؤكد أنه جاءتك فرص كثيرة وضاعت منك، وأنا سوف أعوضك عن كل هذا، فسؤالي هل يجوز أن يتزوج من غيري رضى لأهله، مع العلم بأنهم هم من تقدموا لخطبتي واتفقوا مع أهلي على كل حاجة، وبعد المدة الطويلة هذه يقولون لا تتم هذه الخطبة، وخطيبي يريدني وهم يريدون ابنة عمه وهو لا يريدها، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزواج الرجل من غير رضى أبويه يعد زواجاً صحيحاً لا شبهة فيه البتة، لأن صحة زواج الرجل غير مشروطة بموافقة أبويه، إلا أنه من الأحسن بل ومن البر طلب موافقتهما.
ولا ينبغي لأم خطيبك أن تفعل ما فعلت من غير مسوغ شرعي، وليس لها أن تجبر ابنها على الزواج من ابنة عمه التي لا يريدها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد فلا يكون عاقاً كأكل ما لا يريد. انتهى.
وليس لها أيضاً أن تمنعه من الزواج بمن يريد، قال ابن قدامة في المغني في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها وامتنع من تزويجها من الذي أرادته كان عاضلاً لها. انتهى.
فإن كان الولي لا يحق له منع المرأة من الزواج بمن تريد من الرجال، ووجوده شرط في صحة النكاح، فمن باب أولى لا يحق للأم منع ابنها من الزواج بمن يريد لأن الرجل البالغ الرشيد لا ولاية لأحد عليه في النكاح، ومع ذلك فإنا نوصي الابن بالصبر على أمه والحرص على برها وإرضائها بكل سبيل، ويمكنه أن يوسط أهل الخير من الأقارب وغيرهم ممن لهم مكانة عند الأم حتى يحاولوا إقناعها بذلك، فإن استجابت وإلا فينبغي للابن أن يطيعها ويترك الزواج بمن لا ترضاها طاعة لأمه إذا لم يلحقه من ذلك ضرر، أما إذا كان الابن سيتأذى من ترك هذه الفتاة وسيلحقه ضرر من ذلك، كأن كان قد تعلق قلبه بها مثلاً ويخشى على نفسه من الوقوع معها في الحرام، عند ذلك يجوز له الزواج بها ولو لم توافقه أمه، ولكن إذا فعل وتزوج دون موافقتها فعليه بعد ذلك أن يبذل جهده لاسترضائها بكل طريق، وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6563، 96131، 23084.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1429(13/1449)
بين حق الابن في الزواج ممن يرغب وتعسف الأب ومنعه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب تونسي أريد الزواج من فتاة (أعرفها منذ على الأقل 14 سنة) تكبرني بـ 9 أشهر متحجبة لقاءاتنا كانت أغلبها في منزلها بحضور أبيها أو أخيها وكانت عائلتي على علم بهذه العلاقة منذ بدايتها ولما طرحت مسألة الزواج على والدي تم الرفض القاسي لسبب السن ولم يعطني فرصة للنقاش في هذه المسالة وقال لي: إن تريد الزواج منها فأنا غاضب عليك واذهب ربي يزين عليك. أما بالنسبة لبقية العائلة فهم في صفي مع العلم أن والدي يحب الفتاة وسبب رفضه الوحيد هو أنها تكبرني سنا.
ولما سألت بعض الشيوخ في هذه المسألة وشاهدت بعض الدروس في قناتي الناس والحكمة وجدت أنه لا مشكلة أن الولد يستطيع الزواج في هذه الحالة ويسعى إلى إرضاء والده ومصاحبته في الدنيا.
ولما توكلت على الله وأصبحت أستعد للزواج ما راعني إلا وجدت تهديدات قاسية من والدي متمثلة كالأتي:
* طلاق الوالدة إن تزوجت بهذه الفتاة.
*الشكوى بي إلى المحكمة لأنه اقترض في أيام دراستي مالا ولم أرجعه له (في الحقيقة أني أرجعته له ولكن بحكم أنه والدي فلم يكن لي حجة بأني أرجعته له.
* الشكوى بي من أجل النفقة في حين أن له جراية المعاش.
* سيسلمني للخدمة العسكرية.
هذه مشكلتي وأنا أريد أن أعرف هل أن زواجي من هذه الفتاة يعتبر عقوق والدين وأنا نيتي إتمام نصف ديني مع العلم أنني كنت أنوي أن يكون زواج منها على السنة وبما يرضي الله وأني أنا وهذه الفتاة نعمل لإرضاء الله من صلاة الفريضة والنوافل وقيام وصيام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحق لأبيك أن يمنعك من الزواج بهذه الفتاة التي تريدها لمجرد هذا الفارق البسيط في العمر بينكما، وذلك لأن وجود الفارق العمري بين الزوج والزوجة أمر شائع في الوجود، وغير منكر في الشرع، ومدار الأمر على الاستقامة والدين والخلق، وقد كان بين نبينا صلى الله عليه وسلم وأزواجه فروق في السن، فقد تزوج خديجة رضي الله عنها وهي أسن منه ببضع عشرة سنة، وتزوج عائشة رضي الله عنها، وهو أسن منها بكثير.
وغير خافٍ على أحد أن الله سبحانه أمر ببر الوالدين وطاعتهما والإحسان إليهما، ولكن لا يجوز لهما أن يتعسفا في استعمال هذا الحق، ولا أن يستخدماه في ظلم الأبناء والتضييق عليهم.
ومع ذلك فإنا نوصيك بالصبر على أبيك وتوسيط أهل الخير من الأقارب وغيرهم ممن لهم وجاهة عنده حتى يحاولوا إقناعه بذلك.
فإن لم يوافق مع ذلك، وكنت تعلم أنه سيوقع فعلا ما هدد به فإنا نوصيك بترك الزواج من هذه الفتاة، استجابة لوالدك ودرءا للمفاسد التي هددك بها، وأما إن كنت تعلم أن هذا الذي قاله لك من باب التهديد فقط، وأنه لن يقدم عليه، وكنت مع ذلك ستتأذى أذى بالغا بترك هذه الفتاة، فيمكنك حينئذ الزواج منها دون موافقته، لأن موقفه غير صحيح.
وقد نص أهل العلم على أن الولي لا يحق له منع المرأة من الزواج بمن تريد من الرجال، مع أن وجوده شرط في صحة النكاح، فمن باب أولى لا يحق للأب منع ابنه من الزواج بمن يريد لأن الرجل البالغ الرشيد لا ولاية لأحد عليه في النكاح.
ولكن إذا فعلت وتزوجت دون موافقته فعليك بعد ذلك أن تبذل جهدك لاسترضائه بكل طريق.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 6563، 96131، 23084.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رمضان 1429(13/1450)
في دينه وخلقه لا يضره كيف حال أهله
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في التاسعة والعشرين من العمر متدينة وعلى خلق ومن عائلة محافظة, تقدم منذ 3 أشهر شخص لخطبتي من نفس مجال عملي والحقيقة التمست في الشاب كافة المواصفات التي أريدها في الشخص الذي أتمنى الارتباط به من دين وخلق مشهود له بها في العمل ومن الأصدقاء المشتركين بيننا، المشكلة أن أخي غير موافق على الموضوع (والدي متوفى) بحجة أن والده لديه علاقات بالنساء ويرتكب الفواحش والزنا -حسب وجهة نظر أخي- مع العلم بأن أخي الأكبر موافق وهو يقول إن هذا الكلام مجرد شائعات مغرضة لأن والده رجل معروف في البلاد وأن أخي الأكبر سأل عنه شخصا يعرفه منذ 30 عاما ولم يقل هذه الأشياء المريعة, وأنا في حيرة شديدة حيث إني أريد هذا الشخص بقوة وفي نفس الوقت أريد موافقة عائلتي وموقف أمي سلبي للغاية حيث هددها أخي بأنه سيترك العائلة إذا تم هذا الموضوع وهي ضدي وليست معي، مع أنها كانت معي، وأخي نشر نوعا من اللغط والكلام البذيء على الشرف والعرض على والده وأنا أخاف عليه من الوقوع في الإثم، فأرجو إفادتي هل موقف أخي صحيح أو أنه سيقع في الإثم لأنه أوقف نصيب أخته على هذه الأسباب، مع العلم بأن الشاب مستقل عن والده وهو إنسان ذو دين وخلق مشهودان، وهل لو أن والده فيه هذه الصفات هل يذهب الأبناء بجريرة الآباء، مع العلم بأن عائلة الشاب (أمه وإخوته وأخواته) محافظون جداً ووالدهم مهتم بهم وبتربيتهم جيداً، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاءت الشريعة بحماية أعراض المسلمين، والمحافظة على حرماتهم، وهذا مقصد من مقاصد الشريعة الغراء، وغاية من غاياتها، ولهذا فقد سد الشرع الباب أمام الذين يلتمسون العيب والنقيصة للمسلمين، ويريدون الطعن في أعراضهم وأنسابهم، فحرم القذف وجعله كبيرة من كبائر الإثم، وعلى هذا فلا يجوز أن يقال عن شخص إنه زان ولو بعبارة غير صريحة ما لم يكن معروفاً بالزنى مجاهراً به، ومن رماه بالزنا فإنه يأثم إثماً عظيماً ويجلد ثمانين جلدة وترد شهادته، ويحكم عليه بالفسق، ما لم يأت ببينة قاطعة تدل على صدقه، كإقرار الفاعل أو شهادة أربعة شهود على حالة الزنا، قال الله سبحانه: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ* إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:4-5} ، وقال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النور:23} .
وبذلك يظهر أن ما يفعله أخوك من اتهام لهذا الرجل هو من كبائر الذنوب وعظائم الآثام التي تستوجب المبادرة بالتوبة إلى علام الغيوب، ما لم تكن معه بينة على قوله، ولا ينبغي لأهل الفتاة أن يدققوا النظر إلى أهل المتقدم لابنتهم، بل ينبغي أن يكون النظر إلى المتقدم نفسه، فإذا كان مرضياً في دينه وخلقه فلا يضرهم كيف حال أهله إذا كان الزوج سيعيش منفصلاً عنهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن، ولم يقل إذا جاءكم من ترضون دينه ودين أهله وخلقه وخلق أهله، وقد تقرر في الشريعة أنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأنه لا تكسب كل نفس إلا عليها.. وأحق الناس بتزويج المرأة أبوها ثم أبوه وإن علا، ثم ابنها وابنه وإن سفل، ثم أخوها الشقيق ثم الأخ لأب ثم أولادهم وإن سفلوا ثم العمومة.
وطالما أن والدك قد توفي فانظري من يلي أمر زواجك بعده حسب الترتيب المذكور، فإن لم يوجد الجد فيتولى عقد زواجك إذاً أخوك الأكبر الذي ذكرت أنه موافق على هذا الشخص، لأن الولي لا بد منه في النكاح إذ هو شرط من شروط صحته، ولا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وصححه الألباني.
وطالما كان هذا الشاب كفؤاً لك في دينه وخلقه وأردت الزواج منه فليس لإخوتك أن يمنعوك من الزواج به، فإن فعلوا كانوا عاضلين مستحقين للإثم واللوم.
قال ابن قدامة في المغني: فإن رغبت في كفء بعينه وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته كان عاضلاً لها، فأما إن طلبت التزويج بغير كفئها فله منعها من ذلك، ولا يكون عاضلاً لها بهذا. فإن امتنعوا من تزويجك بدون سبب فلك أن ترفعي أمرك إلى القاضي ليجبرهم على التزويج أو يزوجك هو. وللفائدة في الموضوع راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 46526، 106193، 7759.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1429(13/1451)
الكفاءة في النكاح في الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما ينعدم وجود الزوج الكفء لامرأة كيف يكون الحد الأدنى لقبول الزوج، كذلك بالنسبة لاختيار المرأة، فأرجو تفصيلاً واضحا لهذه المسألة؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكفاءة الرجل للمرأة في النكاح معتبرة عند جماهير العلماء، وإن اختلفوا في تحديد ما تحصل به الكفاءة، فمنهم من يشترط لحصول الكفاءة مساواة الرجل للمرأة في أمور منها: النسب والدين والحرية والسلامة من العيوب واليسار ... ومنهم من يقول بغير ذلك، والراجح أن الكفاءة معتبرة لكن اعتبارها بالدين والخلق خاصة، فلا يكون الفاجر والفاسق كفؤاً لعفيفة، ولا اعتبار لنسب، ولا لصناعة ولا لغنى ولا لشيء آخر ما دام الزوج مسلماً عفيفاً ووافقت المرأة ووافق أولياؤها.
أما إذا لم يتوفر شرط الاستقامة عند الرجل فلا يكون كفؤاً للمرأة الصالحة، وهذا هو قول المالكية، ورواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام ابن تيمية وهو الراجح، لقول الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات:13} ، ولقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
يقول ابن رشد في بداية المجتهد: لم يختلف المذهب -يعني المالكي- أن البكر إذا زوجها أبوها من شارب الخمر، وبالجملة من فاسق أن لها أن تمنع نفسها من النكاح، وينظر الحاكم بعد ذلك فيفرق بينهما، وكذلك إن زوجها ممن ماله حرام، أو ممن هو كثير الحلف بالطلاق.
وهذا ما رجحه ابن القيم فقال في زاد المعاد: قال: فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الكفاءة في الدين أصلاً وكمالاً، فلا تزوج مسلمة بكافر، ولا عفيفة بفاجر، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمراً وراء ذلك. انتهى كلامه.
ولكنا نقول: نظراً لضعف الدين في هذه الأزمان فإنه ينصح أن يتزوج الرجل بمن تساويه أو تقاربه من النساء، لأنه لو تزوج بمن تفوقه في أمور الدنيا فربما أدى في المستقبل إلى تعاليها أو تعالي أهلها عليه فلا تستقيم الحياة الزوجية حينئذ، وهذا واضح من التجارب والحالات التي حدث فيها زواج اختلت فيه الكفاءة، وتنصح المرأة بذلك أيضاً ...
وأما إذا انعدم الكفؤ للمرأة في الأمور الدنيوية -كما تسأل السائلة- فللمرأة أن تتزوج من شاءت من المسلمين إذا وافق الأولياء عليه، لأن جماهير من يقولون بالكفاءة يقولون بأنها من حق المرأة والأولياء فإذا أسقطوها جاز لهم ذلك، جاء في تحفة الأحوذي: فإن رضيت المرأة أو وليها بغير كفء صح النكاح.
واستدلوا على ذلك بأحاديث كثيرة منها: أمره صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس وهي قرشية أن تنكح أسامة بن زيد وهو من الموالي فنكحها بأمره. والحديث في صحيح مسلم.
والخلاصة أن الكفاءة -باستثناء الكفاءة في الدين- ليست شرط صحة في النكاح وإنما هي حق للمرأة وأوليائها فليس لها أن تتزوج بغير الكفء بدون موافقتهم، كما أنهم هم ليس من حقهم أن يزوجوها به بغير رضاها، فإذا اتفقوا على إسقاطها سقطت ولكن ينصح باختيار صاحب الخلق والدين، والمساوي أو المقارب في الأمور التي يمكن أن يؤثر التفاوت فيها على العلاقة الزوجية فيما بعد، ومما سبق يعلم الجواب عن الشق الثاني من السؤال وهو أن اختيار المرأة ينبغي أن يكون على أساس الدين والخلق، فإن صاحب الدين والخلق إن أحب المرأة أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، وللفائدة في الموضوع تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14218، 19166، 22388.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رمضان 1429(13/1452)
الأوفق في زماننا الزواج من فتاة مناسبة اجتماعيا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل إذا تزوجت من فتاة متدينة وأهلها محترمون مخالفا لما يريد أبي ألا أتزوجها من دون أن يراها هي أو أهلها ورفضه لهم من حيث المبدأ حيث إننا نقيم فى مدينة المنصورة وهم يقيمون فى القاهرة وأنها تكبرني بتسعة أشهر وأن والدها يعمل سواقا بإحدى الشركات الخاصة ووالدي يعمل مديراً وهذه هي أسباب رفضه لها، وهل إذا ما وافق على أني أتزوجها وهو من داخله غير راض عن هذه الزيجة ومع ذلك أقدمت عليها فهل أعد عاقا له إن رفضها للأسباب التي ذكرتها، وأنا غير مقتنع بأسبابه، وأقول له أن يسأل عليها مثلاً أو نتكلم معهم أو أي شيء من هذا القبيل وهو رافض لمبدأ أنها من مصر وتكبرني ووالدها يعمل سواقا، مع العلم بأن والدها راتبه يقدر بثلاثة أضعاف مرتب والدي فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة مؤمنة تقية صالحة حقاً، فحاول إقناع والدك بزواجك منها، وذكره بقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
فطالما كانت الفتاة صالحة فلن يضرك بعد ذلك شيء فاتك من أمور الدنيا كالحسب والمال ونحوهما، ومسألة الفارق في العمر مسألة نسبية، ولا حرج في التفاوت في العمر، وقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وهي أسن منه ببضع عشرة سنة، وتزوج عائشة رضي الله عنها وهو أسن منها بكثير.
وأما بالنسبة للفوارق الاجتماعية بين أبيك وأبيها فالعبرة عند الله بالتقوى والعمل الصالح، فلا تفاضل بين غني وفقير ولا بين حر وعبد ولا أبيض وأسود إلا بهما، قال سبحانه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13} ، وإن كنا ننصحك -في هذه الأزمان- بالبحث عن فتاة تناسبكم اجتماعياً، وليس من باب الطبقية ولا من التعالي والاستكبار، وإنما هو تنظيم لحماية الأسرة من عدم الرضا بين أفرادها، ومن ضعف التلاحم بين أعضائها، فلا نريد لك أن ترى أباك يعامل والد زوجتك معاملة فيها التعالي والتجاهل لأن هذا سيؤدي إلى استيائك ولا شك، فإذا لم يوافق والدك على زواجك منها فننصحك بعدم مخالفته والحرص على رضاه، لأنه بلا شك يريد مصلحتك، ورأيه ناشئ عن تجربة وخبرة في الحياة، ولأنك لو تزوجت بغير رضاه فاتك رضاه، وربما لم توفق في زواجك أيضاً، وإن تركت هذا الزواج طاعة له، فأحرى أن يعوضك الله خيراً مما تركت.
أما إذا كان قلبك قد تعلق بهذه الفتاة وخفت إن تركت الزواج منها أن تقع في محظور، أو أن يلحقك ضرر في دينك ودنياك فيمكنك الزواج بها دون إذن والدك، ولكن احرص بعد ذلك على استرضائه بكل سبيل، قال ابن قدامة في المغني في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته كان عاضلاً لها. انتهى.
فإذا كان الولي لا يحق له منع المرأة من الزواج بمن تريد من الرجال، ووجوده شرط في صحة النكاح فمن باب أولى لا يحق للأب منع ابنه من الزواج بمن يريد لأن الرجل البالغ الرشيد لا ولاية لأحد عليه في النكاح.
وأخيراً ننصح السائل الكريم بالاستشارة والاستخارة وتفهم حال الوالدين، والنظر إلى هذه المسألة برؤية شاملة وفقك الله لما فيه صلاحك، وللفائدة في الموضوع تراجع الفتوى رقم: 6563، والفتوى رقم: 29382.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رمضان 1429(13/1453)
تقدم لها شاب مدخن ولا يكافئها فكريا واجتماعيا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة ملتزمة، عمري 32 سنة وبفضل الله متعلمة وحاصلة على الماجستير وتقدم لي شاب من عمري، مهذب من عائلة مستورة، ولكن مدخّن من الدرجة الأولى،ولا يحمل شهادة جامعية، حتى أن طبيعة عمله بسيطة لا تحتاج لمهارات وقدرات ذهنية فيقوم بأعمال مكتبية بسيطة وعندما جلست للحديث معه شعرت أنه غير مكافئ لي فكرياً على الرغم من قدرته وكفاءته المادية، ولكن موضوع الشهادة يعني لي الكثير من حيث التكافؤ الفكري والاجتماعي حتى لا ينعدم الحوار بيننا فهذه حياة مشتركة ستستمر مدى الحياة فما رأيكم، هل التكافؤ الفكري سبب في اختيار الزوج حيث إني أبحث عن شخص أكون فخورة به بغض النظر عن شهادته ولكن أشعر أنه أفضل مني فهل هذا من حقي؟ وشرعاً مقبول؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكفاءة المطلوبة في الزوج على الراجح من أقوال العلماء هي الكفاءة في الدين، لقول الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. {الحجرات:13}
ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة، أما غير الدين من المال أو الجاه أو نحوهما فلا عبرة به، فالفقير كفؤ للغنية، والخامل كفؤ لذات الجاه. أما الكافر فليس كفؤا للمسلمة بإجماع، والفاسق ليس كفؤا للعفيفة، بل إن بعض أهل العلم منع من زواج الملتزمة بالفاسق ومع أن الكفاءة تعتبر في الدين.
ولا مانع من الالتفات إلى بعض الصفات الأخرى، لأن الزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية وعدم وجود موانع أسرية أو عرفية ونحو ذلك، وكل ما من شأنه أن يحقق قصد الزواج من الدوام والاستمرار فهو مطلوب للشرع.
وقد اجتمع في الشخص المذكور أمران:
الأول: أنه مدخن، ومعلوم أن التدخين محرم، لما يترتب عليه من المضار المهلكة، وقد ثبت بشهادة الأطباء المختصين أن التدخين يدخل ضمن مسببات أمراض القلب، والجلطة الدماغية، وانتفاخ الرئة والتهاب القصبة الهوائية، وضعف الإبصار، وتسوس الأسنان، والضعف الجنسي فضلا عن رائحته الخبيثة الكريهة، ولا يؤمن أن ينقل إليك هذه العادة القبيحة ثم إلى أولادك.
ثانيا: أنه غير مكافئ لك من الناحية الاجتماعية والعقلية، وبالتالي فإنا ننصحك بالابتعاد عن الزواج بهذا الشخص، مع التضرع إلى الله سبحانه أن يرزقك أفضل منه، واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49497، 26866، 107562.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1429(13/1454)
حكم الزواج ممن كانت لها علاقات مع بعض الشباب
[السُّؤَالُ]
ـ[مرحبا مشايخنا قصتي كبيرة مع بنت جيراننا هي تريد أن تتزوج بي وعمرها الآن يقرب 15 سنة وأنا الآن 29 سنة حيث إنها متعلقة بي منذ صغرها بصفتي أني أنا مربيها ولكن منذ عامين ونصف لم نلتق ولم نتكلم مع بعض وانتهى كل شيء بيننا حيث إننا كنا متواعدين بالزواج، ولكن بعد مدة رفضت هي وانتهى كل شيء وكان عمرها 12 سنة في ذلك الوقت وهذا كان برعاية أختي وأخيها الأكبر منها سنا. وبعد ذلك قامت في مرحلة المراهقة وهي تدرس في الإعدادي بعلاقات خفيفة مع طلبة في سنها وهذه العلاقات لم تتجاوز سوى الرسائل وبعض اللقاءات في الشارع والشيء الكبير لم نسمع به. أفهموني جيدا يعني تقريبا مارست هذه الأشياء مدة قصيرة وبعدها لم نسمع عنها شيئا. وقبل 3 أيام أرسلت لي أخاها تطلبني للزواج أو حتى أن أخطبها وهي تقول إنها لم تعد مثل ما كانت من قبل وأصبحت فتاة أخرى وترتدي الحجاب الشرعي وحفظت نصف القرآن وبالأحكام. وكل هذا قالت لي من أجلك ولا بد أن تفكر في وترجع لأنك أنت الذي تفهمني في هذا الكون وإلا أقسم بالله أني سوف أضع حدا لحياتي, وحاولت معها كي أقنعها ولكن مصممة على رأيها وأنا الآن خائف لتفعل شيئا في نفسها لأنها لا ترى أحدا يمكن أن يكون زوجها في الكون إلا أنا. مع العلم أنها الآن تمر بفترة مراهقة مثل البنات وعمرها 15 سنة.
فقلت لها لا بد لك من الصبر وأنت تحفظي القرآن اعملي ثقتك في الله كبيرة الذي يريده ربنا سوف يصير ومسألة الزواج قسمة ونصيب وأعدك بأني عندما أفكر في الزواج إذا وجدتك مناسبة أمامي وتصلحي حتى تكوني الزوجة التي أبحث عنها فإني لن أتردد في خطبتك وأتزوج بإذن الله وإلا أبحث لك عن زوج يكون أحسن مني لأنك تستحقين كل خير.
ونبهت أخويها بأن يراقباها جيدا، أنا يا أساتذتنا متردد من زواجي بها لأن أخي الكبير وهي في مرحلة التعامل بالرسائل يعني في حدود 12 سنة رآها وهي تمشي مع طالب يدرس معها ويتكلمون فقط هذا ما قاله لي. وكذلك علاقاتها كانت مع 1 أو 2 من أبناء جيراننا. يعني لما أتزوجها أنا أبقى أنظر إلى أخي وهو يراني بنظرة أخرى وأنظر إلى أبناء جيراننا بأنهم كانوا على علاقة بزوجتي.
ومن جهة أخرى أرى أن هذه العلاقات البسيطة كانت في مرحلة طيش وصغر ولم تمارسها طويلا وأنها انتهت وحفظت نصف القرآن؟ وهي مواصلة في حفظه؟
مع العلم أني استخرت الله تعالى وبعدها في منامي أراها أجركم على الله أفيدوني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأت هذه الفتاة بإقامة مثل هذه العلاقات مع زملائها من الشباب الأجانب فإنه لا يجوز لها إقامة أي علاقة تعارف بأي صورة من الصور مع أحد من الزملاء أو غيره ما لم يكن زوجا أو محرما لها.
والشارع الحكيم نهى عن كل ما من شأنه أن يفتح باب الفتنة بين الرجال والنساء وأمر بسد الذرائع المفضية إلى ذلك الباب، فأمر بغض البصر ونهى عن الخلوة بالأجنبية ومصافحتها بل والكلام معها بدون ضرووة أو حاجة.
وأما بخصوص الزواج بها فلا يلزمك إجابتها إلى الزواج أو الخطبة ولو تقدم لك منها وعد بذلك أو خشيت أن تنتحر. لكن إذا ثبت لديك أنها تركت هذه الصداقات وتابت وأنابت وكانت ملتزمة بالصلاة وغيرها من فرائض الإسلام فلا حرج في التقدم لخطبتها والزواج منها مع أخذ تعهد منها أنها لن تعود لأفعالها السابقة، وينبغي مع ذلك توجيه النصح والإرشاد لها على الدوام وذلك بإهدائها بعض الكتب والأشرطة وتسليط الرفقة الصالحة من النساء عليها.
وأما بخصوص خوفك من كلام الناس والأسرة فإن هذا لا يضرك طالما أنه قد ثبت لديك توبتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لاذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
وأما الاستخارة وما ينبني عليها فقد تقدم الكلام في ذلك الفتوى رقم: 28675، والفتوى رقم: 34394.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1429(13/1455)
أحاديث النهي عن زواج الأقارب غير صحيحة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل هناك حديث نبوي يحثنا على الزواج من غير الأقارب من أجل تحسين النسل وعدم الإتيان بذرية مريضة كما هو الحال في كثير من زيجات الأقارب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة وكتب العلم على أثر صحيح أو مقبول يدل على تحريم نكاح الأقارب أو التحذير منه، بل إن الله تعالى قد بين إباحته في محكم كتابه فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ {الأحزاب: 50}
وقد تزوج صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش وهي ابنة عمته وزوج فاطمة ابنته بابن عمه عليا، فلو كان ذلك فيه ضرر لما فعله صلى الله عليه وسلم، ولو كان فيه ضرر لما أباحه الله له.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21308، 33807، 8019، 71810.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شعبان 1429(13/1456)
تزوج ممن لا يرغب بها على سبيل الإحراج فهل يطلقها
[السُّؤَالُ]
ـ[صديق لي متزوج منذ 6سنوات تقريبا, وقبل الزواج صلى صلاة الاستخارة ولم يسترح لها ولكنه تزوجها بحجة: كيف أدخل البيت وأرى الفتاة التي دلته عليها أخته ولا يكمل معهم, وحتى الآن لم ينجب منها رغم سعيه للزواج بأخرى والإبقاء على الأولى إلا أنه لم يحصل على الموافقة بحضور الأولى، فهل يطلقها أم يصبر عليها حتى يحصل توافق بوجود الأولى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخطأ صديقك حينما تزوج بامرأة لا يستريح إليها، والحجة التي ذكرها حجة واهية لأن الحياة الأسرية مبنية على الاستقرار والتفاهم، والمرأة التي سيتزوجها سوف تكون شريكة حياته، وسيعيش معها تحت سقف واحد، وستكون أما ومربية لأولاده، وهذا يتطلب منه حسن الاختيار، فالأمر ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، وما جعلت فترة الخطبة إلا للتروي والنظر، قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ {النساء:3} .
قال السعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: وفي هذه الآية - أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح، بل وقد أباح له الشارع النظر إلى مَنْ يريد تزوجها ليكون على بصيرة من أمره.
ولكن أما وقد كان ما كان فإنه وإن جاز له أن يطلقها إلا أننا نوصيه بالصبر عليها، لعل الله سبحانه يوفق بينهما ويلقي الألفة لها في قلبه، قال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء/19} .
قال ابن العربي عند تفسيره لهذه الآية: المعنى إن وجد الرجل في زوجته كراهية وعنها رغبة ومنها نفرة من غير فاحشة ولا نشوز فليصبر على أذاها وقلة إنصافها فربما كان ذلك خيرا له. انتهى
وقال ابن الجوزي في هذه الآية: وقد ندبت الآية إلى إمساك المرأة مع الكراهية لها، ونبهت على معنيين: أحدهما: أن الإنسان لا يعلم وجوه الصلاح فرب مكروه عاد محمودا ومحمود عاد مذموما، والثاني: أن الإنسان لا يكاد يجد محبوبا ليس فيه مكروه فليصبر على ما يكره لما يحب. انتهى.
وقد أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه، وسلم قال: لا يَفْرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر.
وأما ما ذكرته من أنه يريد الزواج بامرأة أخرى فنقول: لا مانع من الزواج بأخرى مع إمساك الأولى، فالله عز وجل يقول: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً {النساء: من الآية3} ولكن – كما ذكرت الآية الكريمة – يجب العدل بينهما وعدم ظلم واحدة منهما، وإلا فقد جاء وعيد شديد في الذي لا يعدل بين زوجاته.
واعلم أن العدل الطلوب هو العدل في المبيت والطعام والشراب وسائر وجوه النفقة، وأما في الحب والمشاعر فلا يشترط العدل في ذلك لأن هذا مما لا يملكه الإنسان وإنما هو بيد الله سبحانه، ولا يشترط رضا الأولى للزواج بالثانية إلا أن تكون قد اشترطت في العقد ألا يتزوج عليها.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 78636، 78978، 94937.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1429(13/1457)
حكم رد الخاطب لتدني مستواه التعليمي
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ 4 سنوات وأحد الأقارب يحاول خطبتي لكن والدي يرفض؛ لأن مستواه التعليمي أقل مني، وفي الأثناء خطب مرتين ثم فسخ الخطبة؛ لأنه يقول: إنه لا يربد غيري زوجة، لكن والدي أصر على رأيه وقال: هذا يلعب ببنات الناس، أنا أسأل هل أن تصرفه هذا مشين مما يجعلني لا أفكر في أن أرتبط به؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي. وعلى هذا إذا كان الزوج يتمتع بصفات الدين والخلق، فينبغي ألا يرد بسبب الفارق التعليمي، لأن التقارب في المستوى التعليمي إن وجد فحسن، وإن لم يوجد فلا يؤثر ذلك في الحياة الزوجية إذا كان الارتباط على أساس الدين، وللمزيد من الفائدة راجعي في ذلك الفتوى رقم: 98561، والفتوى رقم: 58441.
وأما السؤال عن فسخ الخطبة، فلا يحكم على من فسخ الخطبة بأنه يتلاعب ببنات الناس، لأن الخطبة هي وعد بالزواج، فقد يطلع أحد الطرفين على أشياء لم يكن يعرفها عن الآخر فيطلب الفسخ، ولا يعد ذلك ظلماً ولا غدراً، بل يكون أحياناً هو الأفضل خشية أن يتم الزواج وتحدث المشاجرات.
فلا يحكم على هذا الخاطب بمجرد فسخ الخطبة بأن عمله مشين، بل ينظر في تصرفاته، وأسباب هذا الفسخ بل ربما كان مظلوماً، ولا يكون ذلك مانعاً من التقدم لخطبتك، فعليك أن تراجعي والدك في هذا، فإن أبي فالواجب عليك بره. ونسأل الله أن يجعل في برك له خيراً.
وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26834، 18857، 63723.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1429(13/1458)
لا بأس أن تتزوج هذه الفتاة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا كنت أقوم بتقبيل ابنة عمى وكنت أفاخذها وهي عندها 12عاما ولكنها تملك جسدا بالغا ولكني امتنعت عن ذلك ولكن عندما أراها أريد أن أفعل ذلك مرة أخرى فما الحل؟ وهل يمكن لي أن أتزوجها بعد ذلك؟ أرجو المساعدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتجب عليك التوبة الصادقة مما حصل منك سابقا فإن فيه إثما كبيرا، وعليك بغض البصر عن هذه البنت والبعد عن اللقاء بها، ويجوز لك الزواج بها، بل قد يكون متعينا إن خشيت الوقوع في المعصية معها؛ لما روي في الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6826، 36807، 58740، 72497.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1429(13/1459)
حكم زواج الابن بدون رضا أمه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 28 عاما تقدم لخطبتي زميل وتمت الموافقة من جانب أهلي ولكن أمه ترفض له الموضوع دون أي أسباب تذكر، علما بأني على خلق ودين, وأخبركم بأن أمه لم ترني من قبل ولا تعرف عن أهلي أي شيء, وهو عرض علي الزواج من غير رضاها لكني رفضت؛ لأني لا أود أن أغضب أمه، علماً بأني أحب الزواج منه وأعلمكم بأني استخرت فى الموضوع أكثر من ثلاث مرات ولم يتبين شيء، فما رأي الشرع فى هذا الزواج دون رضا والدته أم أتركه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن توفيق الله وهدايته للفتاة أن تحرص على تخير الزوج الصالح، فإن اختيار الزوج الصالح من أسباب سعادة المرأة في الدنيا والآخرة، ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ولي المرأة أن يتخير لها صاحب الدين والخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني في الإرواء.
ولا شك أن من صلاح الرجل بره بوالديه وبالأخص أمه، فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقها من أعظم الذنوب ومن أهم أسباب سخط الله.
أما عن سؤالك عن قبول الزواج من هذا الشاب الذي ترفض أمه زواجه منك، فنحن لم نقف على الأسباب الحقيقية التي تحمل هذه الأم على رفض هذه الزيجة، فإذا كان الرفض لأسباب مقبولة فإنه يجب عليه طاعتها، وحينئذ ننصحك بعدم قبول الزواج منه، لكونه من الإعانة له على عقوق أمه، ولما قد يترتب عليه من المفاسد بعد الزواج، أما إذا كان رفض الأم لمجرد التعنت وليس لها مبررات مقبولة فلا يلزم طاعتها حينئذ ولا حرج عليك في قبوله، ولكن ينبغي أن يحاول إقناعها بكل وسيلة ويستعين بالأقارب الذين قد يستطيعون إقناعها، ويجتهد في الإحسان إليها والمبالغة في برها، مع الاستعانة بالله والإلحاح في الدعاء فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1429(13/1460)
تمر بحالة فتور ومعصية وتقدم لها زوج صالح
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة ملتزمة أمر بفترة فتور ومعصية, وتقدم لخطبتي شاب أحسبه والله أعلم زوجا صالحا، سؤالي: هل يمكن أن يرزقني الله بالزوج الصالح رغم معصيتي، وهل يمكن أن يكون عقابا، أنا خائفة هل أوافق، انصحوني أرجوكم (مع العلم بأني في أمس الحاجة إلى زوج) مع العلم أيضا أن من أهم أسباب بعدي عن الله إحساسي بالوحدة وهو إحساس يقتلني ويدفعني إلى الهاوية، فأرجو المساعدة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفتور ظاهرة طبيعية لا يسلم منها أحد، إلا من عصمه الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل. رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع.
كما أن المقرر عند أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص، وعلاج الفتور يكون بالاعتصام بالله والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء بصلاح القلب، والحرص على الرفقة الصالحة والبيئة الإيمانية، وتجنب صحبة الغافلين وبيئة المعاصي واللهو، وكثرة ذكر الموت وما بعده، والتفكر في آيات الله ومعرفة نعمه، والاستعانة بالله، وتقوية الصلة به بكثرة الذكر والدعاء.
وأما سؤالك هل يمكن أن يرزقني الله بزوج صالح رغم معصيتي، فالجواب: نعم، لا سيما إذا كنت غير مصرة على المعصية ولا مستهينة بها، مع المسارعة إلى التوبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم.
وينبغي أن تحسني الظن بربك فإن رحمته واسعة وكرمه عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
فالذي ننصحك به أنه ما دام هذا المتقدم على دين وخلق فلا تترددي في قبوله بعد الاستشارة والاستخارة، والمبادرة بالتوبة الصادقة وتحصيل أسباب زيادة الإيمان وعلاج الفتور، والحذر من اليأس والتسويف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1429(13/1461)
هل يحق للأب منع ابنه من الزواج بمن يريد
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: هل يجوز للأب أن يرفض زواج ابنه البالغ 29 سنة من فتاة اختارها الشاب لنفسه لما عرفه عنها من صلاح وتدين وكذلك أهلها معروف عنهم الصلاح والتدين بشهادة الجميع.
وهل يجوز شرعا لشاب أن يتزوجها بالرغم من رفض الوالد وكيف يمكنه ذلك؟
أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة تعرفت على فتاة قصد الزواج لما سمعته عنها من صلاح وتحريت عن أهلها والحمد لله فكانوا جميعا ملتزمين بالدين الحنيف أحسن التزام وحين طلبت من أهلي أن يتقدموا لخطبتها رفض الوالد واعتبر الأمر نزوة حسب قوله وكذلك أن الفتاة من منطقة تبعد عن منطقتنا علما أننا في بلد واحد وهو الجزائر وحين أعلمته بأني غير مقتنع بأسباب رفضه لم يرد علي وأصر على رفضه بل وصل به الأمر إلى أن مارس علي ضغوطا هو ووالدتي لحد أنهم خيروني بين زواجي من الفتاة التى أحببت وبينهم.
ردوا علي بجواب يريحني من فضلكم أحبتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لوالديك أن يفعلا ما فعلا لغير مسوغ لذلك، وليس لهما أن يتعنتا معك بشأن الزواج من هذه الفتاة التي ذكرت أنها وأهلها أصحاب دين وخلق، وخصوصا أنهما – على ما ظهر من كلامك – لم يبديا أسبابا واضحة للرفض.
وغير خافٍ على أحد أن الله سبحانه أمر ببر الوالدين وطاعتهما والإحسان إليهما، ولكن لا يجوز لهما أن يتعسفا في استعمال هذا الحق، ولا أن يستخدماه في ظلم الأبناء والتضييق عليهم.
ومع ذلك فإنا نوصيك بالصبر عليهما وتوسيط أهل الخير من الأقارب وغيرهم ممن لهم وجاهة عند والديك حتى يحاولوا إقناعهما بذلك.
فإن لم يوافقا مع ذلك، فإن استطعت أن تترك هذه الفتاة دون أذى يصيبك في دين أو دنيا فافعل برا بأبويك، وحرصا على صلتهما، وأما إن كنت ستتأذى أذى بالغا بترك هذه الفتاة، فيمكنك حينئذ الزواج منها دون موافقتهما؛ لأن موقفهما غير صحيح.
قال ابن قدامة في المغني: في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته، كان عاضلا لها. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأَوْلى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا -كما هو الغالب- فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى
فإذا كان الولي لا يحق له منع المرأة من الزواج بمن تريد من الرجال، ووجوده شرط في صحة النكاح، فمن باب أولى لا يحق للأب منع ابنه من الزواج بمن يريد؛ لأن الرجل البالغ الرشيد لا ولاية لأحد عليه في النكاح.
ولكن إذا فعلت وتزوجت دون موافقتهما فعليك بعد ذلك أن تبذل جهدك لاسترضائهما بكل طريق.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 6563، 96131، 23084.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1429(13/1462)
رفض الخاطب لكونه ينتمي لإحدى الجماعات الإسلامية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إخواني الفكر ومتبع لسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم في كل أموري حتى اللحية فأنا متبع لأهل السلف الصالح ولله الحمد على ذلك وودت أن أخطب فتاة منتقبة سلفية ولكن والدها رفضني لمجرد أني من الإخوان المسلمين مع العلم بأني أتبع كل مظاهر الإسلام الخارجي من لحية وأيضا خلقا وعقيدة وإيمانا فهل هناك مانع في ارتباط إخواني بسلفية أو إخوانية بسلفي أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مقياس القبول والرفض في الحياة الزوجية دين المرء وخلقه، ولا ينبغي أن يكون مجرد انتماء الشخص للجماعة المعينة سببا لعدم قبوله زوجا، فليس هنالك ما يمنع شرعا من زواج من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين ممن ينتمي إلى الجماعة السلفية أو العكس، ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى: 10157، 4321، 107315.
وإذا كانت لك رغبة في الزواج من هذه الفتاة فيمكنك أن تحاول إقناع أبيها بالموافقة على زواجك منها، فإن وافق فالحمد لله، وإلا فابحث عن غيرها، فالنساء غيرها كثير، ولعل الله سبحانه ييسر لك من هي خير منها تقىً وصلاحا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1429(13/1463)
تزوجها إن كانت ذات دين وخلق
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدمت لخطبة ابنة عمي في المرة الأولى تسافهت علي رغم عمرها 16 سنة أما في المرة الثانية رضيت بعد شهر حلمت بأنني ألبسها خاتم الخطوبة فصاح أبوها المتوفى فسقط الخاتم ففزعت من نومها مع أن والدها متوفى بعد ولادتها بسنتين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نعتذر للسائل عن تفسير الرؤيا المذكورة، ولكنا نقول له وللمخطوبة: إن الرؤيا لا يترتب عليها حكم شرعي وتراجع الفتوى رقم: 60437، وعليه فإن كانت هذه المرأة ذات دين وخلق فننصحك بالحرص عليها، كما ننصحها أيضا بذلك إن كنت أنت مرضيا في دينك وخلقك، وبأن لا تزهد فيك لمجرد تلك الرؤيا.
كما ننبهكما إلى أن الخطبة لا تحل ما كان محرما بين الأجنبي والأجنبية فلا تجيز الخلوة بينهما، ولا الخضوع في القول، ولا غير ذلك مما كان محرما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1429(13/1464)
لا تقبلي به زوجا إلا إذا صار ممن يرضى دينه وخلقه
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي شاب منذ سنتين ولكنى رفضت لا لشيء إلا لعدم التزامه بدينه وأنا متدينة والحمد لله. كنت دائمة الاستخارة لله عز وجل وأنا مؤمنة أن الله سيعوضني خيرا. ولكنه لم يستسلم فى محاولاته ولاحظت تغيرا في سلوكه إلى الأفضل وأنا أؤمن أن مسالة دينه مسألة وقت لا أكثر ولعلي أكون أنا السبيل إلى ذلك. وهو الآن يطرق بابي مرة أخرى فماذا عساني أفعل أمام هذا الموقف؟ علما أني مستعدة لتحمل ظروفه على أن يكون رجلا متدينا وأخاف في نفس الوقت أن أكون قد ارتكبت أكبر خطأ في حياتى عند قبولي به. فهل أنا على صواب وهل علي أن أنظر الى مصلحتي فقط في مثل هذه المواقف. أنا محتارة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن رفضك لهذا الشاب لعدم التزامه بدينه لهو من علامات التقوى، ومن دلائل الرشد، وذلك من فضل الله عليك، فإن اختيار الزوج الصالح من أسباب سعادة المرأة في الدنيا والآخرة، ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ولي المرأة أن يتخير لها صاحب الدين والخلق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن وماجه والترمذي وصححه الألباني.
فإذا كان هذا الشاب قد تغير وأصبح مرضي الدين والخلق بشهادة من يعرفه ويعرف حاله فلا مبرر لرفضه، فإن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
ولا يشترط أن يكون هذا التغير قد أوصله إلى درجة الكمال في الدين والخلق، ولكن يكفي أن يصبح مرضي الدين والخلق في الجملة وإن كان فيه نقص في بعض الجوانب.
أما إن كان لا يزال غير مرضي الدين والخلق في الجملة فلا ننصحك بقبوله حينئذ ولو ظننت أنه سيتغير في المستقبل لأن الاعتبار في قبول الخاطب بحاله في الحاضر لا بما مضى ولا بما سيأتي، فالمستقبل علمه عند الله وحده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1429(13/1465)
حكم الزواج بمن استعانت بقرض ربوي لشراء سيارة
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أستشيركم في شأن امرأة مصلية والتزمت بالحجاب الشرعي ولكن هناك أمران مزعجان وهما:
1-استعانت بقرض ربوي لشراء سيارة.
2- يعرف أبوها بأنه كان يشرب الخمر ويتتبع النساء ولم يكن حاضراً لتربية أبنائه وبناته.
فهل تصلح هذه المرأة للزواج أم من الأحسن أن أبحث على أخرى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التزوج بذات الدين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وعلى هذا فالمعيار الأساسي في اختيار الزوجة هو الدين، وإذا أردنا أن نحكم على شخص بأنه صاحب دين وخلق أم لا؟ فإنما نحكم عليه بغالب أحواله ولا يضر إذا زل أحياناً لأنه ليس هذا هو منهجه، فإن الشيطان قد يصل إلى المؤمن في ساعة غفلة، لكن سرعان ما يتوب، كما قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {الأعراف:201} ، وقد ذكرت في هذه المرأة أنها تصلي وأنها احتجبت وهذا خير، وذكرت أنها تعاملت بالربا وهذه معصية، ونصيحتي إليك أن تنظر في حالها الغالب عليها هل هي مطيعة لله عز وجل أم أنها متجرئة على معاصيه، فإن الأمر لا يتوقف على ما ذكرته فحسب، فإن كان الغالب عليها الدين والخلق فتتجاهل معصيتها خاصة إذا كانت لا تعلم بأن القرض من البنك ربا، أو أنها تابت إلى الله عز وجل، وإن كان الغالب عليها عدم التدين والتخلق بخلق الدين فننصحك بصرف النظر عنها.
وأما الأمر الثاني وهو أن أباها كان يشرب الخمر فإنها لا تؤاخذ بذلك، لكن بعض الفقهاء يستحب أن لا يتزوج ببنت الفاسق ما دام مقيماً على فسقه، ولكننا نقول إذا تبين كون هذه المرأة متدينة قائمة بأوامر الله تعالى فإنه لا ينبغي أن تؤاخذ بما يفعله والدها فيترك التزوج منها لذلك، وراجع الفتوى رقم: 65271، والفتوى رقم: 102454.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1429(13/1466)
حكم انتظار الفتاة رجلا حتي يأتي لخطبتها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم انتظار شخص حتى يأتي لخطبتي مع العلم أن أهله وأهلي يدرون؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في ذلك سيما إن كان ذا خلق ودين، وأما إن كان غير ذلك فلا ينبغي رد ذوي الخلق والدين انتظاراً له، وللفائدة في ذلك انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 67036، 71053، 103964.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1429(13/1467)
رفضك الزواج من الفتاة التي وصفت ليس ظلما لها
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو من فضيلتكم إفتائي في المسألة التالية:
تعرفت على فتاة منذ 7 سنين، وكنا في علاقة كل هذه المدة. كل هذا قبل أن يهديني الله.
أنهيت تعليمي بحمد الله منذ بضعة أشهر. واشترطت على الفتاة بضعة شروط أساسية قبل أي علاقة جدية (خطبه أو زواج) .
فأما القسم الذي قبلته فكان الصلاة (مع العلم أنها لا تصلي الصبح في وقتها أبدا) . وتربية الأولاد تربية إسلامية كما أريد أنا.
وأما ما لم تقبله: اشترطت علي أن لا أجبرها على أن تتحجب قبل أو بعد الزواج. وتريد أن تتحجب على مزاجها حينما تقتنع ليكون حجابها فقط لله. العطور والمكياج والموسيقى - لا تريد التخلي عنها إلا إذا اقتنعت. التلفزيون - توافق أن يشاهد الأطفال ما أريد أنا. أما هي فتريد أن تشاهد ما يحلو لها. واذكر أيضا أنها تخلت عن فكرة المايوه على مضض.
وفي النهاية - تعارض فكرة العرس الإسلامي الملتزم.
لذلك، ولأني شاب متعلم وناجح نسبيا والحمد لله، ولأني أريد أن أشجع فتياتنا أن يتحجبن ويرين أن الشباب يطلبهن مسلمات قانتات، ما كان مني إلا أن تركتها وتركت فكرة الارتباط بها لله.
لكني أخاف الظلم. هل من بعد هذه السنوات، أكون قد ظلمتها بتركي إياها؟
مع العلم أنكم سمعتم طرفا واحدا. على فرض أن ما ذكر أعلاه صادق كامل صحيح، هل ظلمتها؟
بارك الله بكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم رحمك الله أن ما أمر الله به هو العدل ومخالفة شرعه ظلم، وعليه، فإذا تصرف الإنسان تصرفا يوافق شرع الله فهو العدل، فرفضك التزوج بهذه الفتاة وهي كما ذكرت ليس فيه ظلم لها بل هو الصواب، فإن الشارع يحث على التزوج بذات الدين لما يرجى من خيرها ونفعها، فعلاقتك بهذه المرأة فيما مضى معصية عليك أن تتوب منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شعبان 1429(13/1468)
حكم الخطبة والتعارف وتبادل الصورعن طريق مواقع الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 25 سنة الحمد لله أراعي حدود الله معلمة في مدرسة إسلامية, دخلت موقعا إسلاميا للتعارف بهدف الزواج, المهم تعرفت على شاب عمره 31 أحسبه من الملتزمين هذا ما دل عليه كلامه المنضبط, تكلمنا أولا داخل الموقع بعدها تكلمنا على الماسنجر ووضع كل منا صورة له.
لا بد من الإشارة أننا من جنسيتين مختلفتين لكن يجمعنا الدين الواحد نحن إلى الآن متفقان في الأفكار والأهداف وأنا والدتي على علم بأمر كلامي مع شاب على النت, وهي تثق بي لذلك لم تعارض الأمر, وأخي كذلك لكن الاختلاف على موضوع الرؤية على الكام قبل أن يأتي لإكمال التعرف علي وعلى أهلي
هل يجوز أن أتكلم معه على الكام لمدة معينة لتكتمل الصورة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن محادثة الرجل للمرأة الأجنبية هو من أحد أسباب الفساد، وهو أول خطوات الشيطان، سواء كان ذلك مباشرة أو عن طريق وسائل الاتصال كالهاتف، والإنترنت.
وقد حذر الشرع جداًً من وجود علاقات بين الرجال والنساء حتى إنه أغلق الأبواب الموصلة للحرام، وهو ما يسمى عند العلماء بسد الذرائع، واتخذ لذلك سبلاًً كثيرة. ومنها أن الرجل لا يسلم على الشابة، وإذا سلم عليها فلا ترد عليه كما قال صاحب" كشف القناع " وإذا سلم الرجل عليها – أي على الشابة - لم ترده دفعاًً للمفسدة، ونص علماء الشافعية على حرمة ابتداء الشابة بالسلام وكذا ردها عليه، وقد نص العلماء على قواعد فقهية منها ما لا يتم الحرام إلا به فهو حرام.
وللإنترنت مخاطر كثيرة ومفاسد عظيمة، منها على سبيل المثال: أنه من الصعب معرفة صدق الباحثين عن الزوجات، والباحثات عن الأزواج، وقد يصل الأمر إلى علاقات محرمة، وهذا واقع كثيراًً في مثل هذه الحالات، وأما قولك: إن أمك تثق بك لذلك تتركك تتكلمين مع شاب أجنبي، فإن ثقة الأهل بك وثقتك بنفسك لا يبيح ما حرمه الله عز وجل، لأنه كما تقدم بأن الشرع يمنع أشياء من الوقاية، ولأن أحكام الشرع أحكام عامة، وإذا كانت أمك تثق بك فهل تثق بهذا الشاب الذي لا تعرفه، وهل تثق بالشيطان الذي قد يوقع بينكما شراًً.
ولذلك أنصح لك - أختي السائلة – بما يلي:
1- اتركي الكلام مع أي شاب على الشات خشية الوقوع في الفتن.
2- الكف عن إرسال صورتك لأي سبب كان، فإن كان جاداًً فليأت إلى بيتكم ولينظر إليك وتنظرين إليه كما أباح الشرع.
3- ننصح أولياء الأمور إذا أرادت المرأة الزواج عن طريق مواقع الزواج، بأن يكون ذلك عن طريق أولياء المرأة مع الرجل الذي يريد الزواج ليعطوا له ما يريده من معلومات، حتى إذا حدث اتفاق تقدم الشاب إليهم، وأكلمت بقية الإجراءات كما هي العادة.
وننصح القائمين على المواقع من أجل الزواج ألا يكونوا سبباًً في إيقاع علاقات بين الجنسيين، قد يغلب فيها الفساد على الإصلاح، والكذب على الصدق.
فإن قال قائل: إنه يجوز للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل محتجين على ذلك بحديث المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه البخاري، فالجواب: إنه لا يجوز الاحتجاج بذلك مطلقاًً، لأن الأئمة فهموا من ذلك جواز عرض نفسها على الرجل الصالح كما قال البخاري: باب: عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح.
فأنى نجد هذا عبر الشات؟ فلا يجوز الخلوة بها، ولا الكلام معها بدون محرم، ولا غير ذلك مما هو واقع الآن.
وللمزيد راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 107849، 20296، 21054، 95141.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1429(13/1469)
لا يشترط في زواجك رضا أختيك بل يكفي في ذلك رضا وليك
[السُّؤَالُ]
ـ[جاء لخطبتي فتى ملتزم وذو أخلاق، أبي وأمي موافقان وإخوتي الذكور. إلا أن اختاي ترفضان زواجي حتى أكمل دراستي وأعمل. أختي تقاطعني وتأبى الكلام معي، أنا مقتنعة بالزواج به، أسرته ملتزمة وطيبون ماذا أفعل مع أختاي! عمري 19سنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله صلى عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فإذا كان الزوج على خلق ودين وقد رضيت به ورضي به أبوك فاستعيني بالله وأقدمي على أمر الزواج فإن في الزواج استقرارا وعفة، ثم إنه لا تعارض بين مواصلة الدراسة وبين الزواج بل لا يجوز للولي عضل المرأة ومنعها من الزواج إذا احتاجت إليه بحجة الدراسة.
ولا يشترط في زواجك رضا أختيك بل يكفيك في ذلك رضا وليك ولكن كلمي أختيك في بيان فضيلة الزواج ومصالحه حفاظا على الود بينكن، فإن أبين إلا مقاطعتك فإثمهما عليهما ولا إثم عليك.
وراجعي الفتوى رقم: 65990، والفتوى رقم: 18636.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1429(13/1470)
مدى نجاج الزواج مع وجود فوارق مادية واجتماعية وثقافية بين الزوجين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعرف أنه يمكن أن تحدث حالة حب بين طرفين غير متكافئين ونرى هذه الحالة كثيرا.
سؤالي: هل يمكن أن ينجح هذا الزواج فوارق مادية وصحية مع بعض الفوارق في طريقة التفكير؟ وهل يمكن أن يكون الطرفان يدركان أن هذه العلاقة غير متكافئة ومع ذلك لا يستطيع كل طرف أن يأخذ القرار الحاسم بالانفصال حيث يشعر كل طرف بالميل والطمأنينة نحو الآخر مع تعلقي الشديد بها، هل إذا تم الانفصال يسمى هذا القرار بإعمال العقل في مثل هذه الأمور أم أن المشاعر أهم؟ أنا أتكلم عن مشاعر حسنة بين الطرفين مع العلم أن كلا الطرفين لا يرى بعضهم بعضا منذ سنتين ولا حتى أي اتصال, مجرد أنا أعرف أخبار الطرف الآخر عن طريق أصدقاء وذلك بعد انقطاع الدراسة, ولقد صارحنا بعض أثناء الدراسة وطلبت منها عدم مواصلة الحديث لأن ذلك يزيد العلاقة تعلقا أكثر.
مشكلتي هي أني لم أعد قادرا على اتخاذ قرار حاسم من ناحيتي بعيدا عن الطرف الآخر حتى لا أظلم أحدا ولا أظلم نفسي في حال الانفصال أو الاستمرار, وأود مساعدتي بالمشورة الحسنة التي تريح قلبي لأني تعبت من كثرة التفكير ولا أفعل شيئا سوى الهروب من التفكير بعدم التفكير في هذا الموضوع، وهذا ما يؤلمني لأني أشعر أني أظلم الطرف الآخر بعدم اتخاذ قرار حاسم حتى يحدد الطرف الآخر مصيره، أما معي أو مع شخص آخر، ومن ناحيتي أنا أشعر بعدم الرضا عن نفسي بسبب السلبية، أفيدوني بالطريق الصحيح الذي يجب أن أتبعه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصحيح من أقوال العلماء أن الكفاءة المعتبرة في النكاح هي الكفاءة في الدين، فالرجل الصالح كفؤ وإن كان فقيرا أو ذا مهنة دنيئة أو غير ذلك، وقد بينا ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 19166 فلتراجع.
ولكن مع هذا نقول نظرا لضعف الدين في هذه الأزمان فإنه ينصح أن يتزوج الرجل بمن تساويه أو تقاربه من النساء لأنه لو تزوج بمن تفوقه في أمور الدنيا فربما أدى في المستقبل إلى تعاليها أو تعالي أهلها عليه وانتقاصهم له فلا تستقيم الحياة الزوجية حينئذ، وهذا واضح من التجارب، وكذا المرأة الأولى أن تتزوج ممن يساويها أو يقاربها في اليسار والنسب وغير ذلك لأنها لو تزوجت بمن يفوقها في ذلك جدا فلربما ازدراها وحقرها وتطلع إلى غيرها من النساء فلا تستقيم الحياة الزوجية، فإن كان بين الرجل والمرأة انسجام وتعلق كل منهما بالآخر فلا ينبغي أن يكون الغنى أو المكانة الاجتماعية حائلا دون الزواج، فالبيت المبني على الحب والمودة لا يتأثر غالبا باختلاف الزوجين فيما ذكرنا.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 109199، 109341، 107562.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شعبان 1429(13/1471)
لا بأس بنكاح هذا الشاب إن كان يتصف بالخلق والدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة فى سن العشرين تقدم لي أحد الخطاب يكبرني بعام واحد فهو غني جداً فأهله أصحاب شركة مبيدات حشرية وكيماويات، السؤال: هل أموالهم حلال، فإننا نسمع عن الأمراض التى تسببها هذه المواد فأرجو الإفادة فأنا محتارة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فننصحك بالموافقة على الزواج منه، فخير ما يبتغى في الزوج دينه وخلقه، وانظري لذلك الفتوى رقم: 3145.
ومجرد كون أهله يملكون شركة مبيدات حشرية وكيماوية ليس بمانع شرعاً من الزواج منه، ولا يدل ذلك على أن الكسب من هذا السبيل بمجرده حرام، والضرر الذي قد يحدث من هذه المواد ليس بلازم حصوله، ولو حصل فإنه في مقابل جلب منفعة أرجح منه إضافة إلى أنه من الممكن اتقاؤه باستخدام وسائل معروفة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شعبان 1429(13/1472)
" وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ... "
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مهندس ولي أخ مريض بمرض دم وراثي وأنا حامل لهذا المرض (أي إذا تزوجت امرأة حاملة لهذا المرض من الممكن أن يأتيني طفل مصاب بالمرض) والحمد لله وقبل التخرج قمت بخطبة ابنة خالتي, وخلال فترة صغيرة تعلقت بها كثيراً وأحببتها حباً شديداً, وخلال هذا الوقت كان والداي يودان أن يقوما بتحليل دم لابنة خالتي وأنا كنت معارضا؛ لأنه من الممكن أن يأتي ولد مصاب ومن الممكن أن لا يأتي, وبصراحة أنا كنت متخوفاً من أن تكون حاملة للمرض؛ لأنها تقربني, وبعد ذلك وافقت وقمنا بإجراء التحاليل وتبين أنها حاملة للمرض مثلي تماماً, ولكن كما قلت لكم كنت متعلقاُ بها كثيراً ولا أعلم لماذا؟ وقمت بإخفاء نتيجة التحليل عن أهلي وأهلها بعلمها هي حيث قمت بتغيير نتيجة التحليل طبعاً كنت أعلم عندها أنه من الممكن عند الحمل أن يتم إجراء تحليل للطفل بعمر قبل الأربع شهور ويعرف في هذا الوقت إذا كان مصاباً أم لا، وبالتالي يمكن أن يتم إجهاضه لأن حياته ستسبب له مشاكل كثيراً وفي أي لحظة يمكن أن يموت ولكن كما قلت لك من الممكن أن يتم الإجهاض قبل الأربع أشهر, وتم إخفاء النتيجة من قبلي وقبلها بنفس الوقت لأنه إذا علم أياً من أهلي أو أهلها بالموضوع فسيتم فسخ الخطبة، ولكن بعد ذلك الأمر استمرت خطبتنا حوالي 9 شهو خلال هذه الفترة أنا كنت أتعلق فيها أكثر وأكثر ولكن كانت تحصل بيننا مشاكل كثيرة ويوجد شيء لم أكن أفهمه حينها (موضوع النصيب وأن لكل إنسان نصيبه ومن الممكن أن يريد الإنسان شيئا والله لا يريده له فلا يحصل نصيب) وما جعلني أتعلق بها أكثر أن هناك شيئا يداهمني كثيراً أنني لم أكن أتصور أنني أستطيع رؤيتها مع أحد ثان غيري, وأنا كنت أفكر من باب أني خطبتها وأريدها وأريد إكمال حياتي ونيتي بها بالحلال ولم أكن أتصور للحظة أن أفقدها، ولكن بعد أن أتممت أمتحاناتي النهائية بيوم واحد حصلت مشلكة كبيرة وتشاجرت فيها مع والدي بحضورها, وفي هذا اليوم تم فسخ خطبتي منها وكان والدي السبب لأنه تدخل بيني وبينها، طبعاً أنا لا أخفي أنه حصلت بيني وبينها مشاكل كثيرة لأني أنا كنت من مكان وهي كانت تعيش بمكان ثم أتت لبلدنا مع أهلها عندما أصبحت كبيرة, أي هناك اختلاف بالعادات وخلال خطبتي لها وبعد أن علمت بموضوع التحليل كنت أشعر بشيء أنني سأبتعد عنها في يوم ما ولا أعرف لماذا وكنت أحس بأن الله لا يريد أن يتم هذا الزواج ممكن لاختلاف بيئتي عن بيئتها لا أعلم, وبالفعل هذا لم يحصل وفي نفس السنة رزقني الله وأهلي العمرة لبيته الحرام وكما قلت لك تم فسخ الخطبة بعد انتهاء أمتحاناتي, ولو كانت قبل ذلك لما أتممتها ومنذ ذلك الوقت أشعر بأن الله لم يكن يريد لي هذا الزواج وأنا والحمد لله أحوالي تحسنت وأعمل الآن بالخليج وفي ذلك الوقت كنت متضايقا مادياَ بشكل كبير، ما أريد أن أسأله: فهل الشيء الذي حصل معي هو عقاب لي أم أنه رضا من الله؟ لأنني كنت سأتعب معها وأيضاً مع أولادي بسبب هذا المرض (حتى أن أمي لم تكن موافقة عليها ولكن والدي الذي خطبها لي بالبداية) وكما قلت لك إنني تعلقت بها كثيراً والله ولم أكن أريد أن يحصل هذا الشيء كنت أريد أن أتزوحها على سنة الله ورسوله, وأنا الآن بعد سنتين من هذا الأمر وحتى الآن أنا محتار لهذا الأمر الذي حصل معي هو أن ربي يريد لي أمراً آخراً، وأنا علاقتي مع الله معتدلة أصلي الفروض والحمد لله وأشكره على الداوم على نعمه ولكن مسألة الزواج أتعبتني نفسياً فأنا والله أريد الحلال وأخشى على نفسي الوقوع بالحرام, ووالدتي الآن تبحث لي عن فتاة جديدة، ولكن كما قلت لك: أصبح قلبي ضعيفاً بعد هذا الأمر وحتى هذا الوقت أشعر بغصة في قلبي وأحاول أن أرضي نفسي وأقول هذا من فضل الله أن لم يرد لي ذلك لأنه يريد لي أفضل منها وأقنع نفسي بأنني بذلك الوقت لم أكن أستطيع الزواج مادياً ولكن بعدما تخرجت الآن الحمد لله تغير الوضع، فهل ما حصل معي هو رضاً من الله أم غضب منه علي لأنني أخفيت ذلك الأمر ومع أنني لو قلته أمام الجميع لفسخت خطبتي عنها وأنا والله العظيم أريد أن أعيش بالحلال وأبحث عنه حتى الآن، وأخشى أيضاً أن ألتقي بفتاة أخرى ويجري نفس الأمر معها فأنا لا أستطيع أن أطلب منها أن تجري االتحليل بالبداية وغير ذلك الأمر إن كثيراً من العوائل إذا علموا أني حاملا لمرض أخي أتوقع أنهم لن يوافقوا مع أنني إنسان عادي والحمد لله أتمتع بصحة جيدة وهذا الأمر فقط يؤثر على الأولاد ولا أعلم ماذا أفعل، فأرجو لكم أن تدعو لي بإيجاد الفتاة الصالحة وأن يهدينا الله وشباب المسلمين لما يحبه ويرضاه وأعتذر عن الإطالة، وبصراحة أيضاً أرجو أن تدلوني على شيء أستطيع التقرب منه لله فوالله أريد حفظ القرآن ولا يتسنى لي أريد الاستماع لدروس دينية ولا يتسنى لي وكذلك أمور كثيرة فحياتي أشعر بها كأنني أتقرب لله يوما وأبعد عنه أياما، وأنا لا أريد ذلك أريد التقرب منه.
وشكراً لكم فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
ولعل من رحمة الله بك أخي الكريم وبهذه الفتاة أن صرفكما عن هذا الزواج، وأسأل الله أن يعوضك زوجة صالحة تكون عوناً لك على دينك ودنياك، وأن يعوضها زوجاً صالحاً يكون عوناً لها على دينها ودنياها من غير أن يكون بلاء يصيب أحدكما بسبب ما تحملانه من مرض.
فثق بالله تعالى واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما قضاه الله لك هو الخير، وعليك دائماً أن تتوسل إلى الله دائماً بالدعاء وقراءة القرآن، وحضور مجالس العلم، وننصحك بالمحافظة على صلاة الجماعة بالمسجد، وأن يكون لك صحبة صالحة مؤمنة تستشيرهم فيما يعرض لك، ولا تنس دائماً أن تستخير الله عز وجل إذا قدمت على عمل أو زواج أو نحو ذلك، وفقك الله وهداك لتقواه، وجعلنا جميعاً أهلاً لرضاه ولجنته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1429(13/1473)
حكم قبول الخاطب الملتزم بالشرع لكن له ماض سيئ
[السُّؤَالُ]
ـ[خطبني شاب علمت عنه كل خير يصلي ويزور الأقارب وخلوق ولكن وصلني اتصال من صديقة لي تخبرني أنها علمت عنه من زوجها كان قبل ثلاث سنين في الخارج وأعطاه أصدقاءه هيروين؟ ولكنه تاب ورجع. أخذها بسبب رفاق السوء ثم تاب ولم يخبرني أحد بذلك فهل أخبر أهلي بذلك وأجعله يطلقني؟ فأنا أخاف أن أقع في مكروه وأبتعد عن ذكر الله والسبب هذا الخبر أم أصبر وإذا رأيت حاله تائها أحاول أصلحه؟!
أرجوكم جاوبوني وانصحوني بكل صدق؟!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تبين لك أن هذا الشاب صاحب دين وخلق، وقد تاب من تناول المخدرات -إن ثبت تناولها- فلا ينبغي لك العدول عن أمر الموافقة على إتمام زواجه منك، ولو ثبت فعلا إتيانه شيئا من المنكرات فلا يؤاخذ بها ما دام قد تاب منها. وما ذكرت لا يتعدى كونه خبرا قد يكون ناقله صادقا فيه وقد يكون كاذبا، فلا بد من التثبت، وانظري أحسن الأساليب للوصول إلى هذا المطلوب إما عن طريق الاستعانة بصديقتك هذه إن كانت صادقة الود والنصح لك أو عن طريق أحد محارمك، فإن تبين أنه مدمن على المخدرات فإننا لا ننصحك بالزواج منه إذ الحياة مع هذا النوع من الناس قد تتحول إلى أنواع من المعاناة كما يشهد بذلك الواقع، فلا تترددي في استشارة عقلاء أهلك كالأب والأخ. وبعد ذلك ننصحك بالاستخارة في أمر هذا الزواج، فإن كان فيه خير لك وفق الله لإتمامه، وإن كان فيه شر لك صرفه عنك بإذنه سبحانه، فهو الأعلم بعواقب الأمور. وراجعي في الاستخارة في النكاح وغيره الفتوى رقم: 971، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 64238.
وننبه إلى أن الأمر إن كان مجرد خطبة ففسخها لا يُطلق عليه طلاق شرعا. فالطلاق إنما يكون بعد زواج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1429(13/1474)
لا حرج في نكاح الثيب والأكبر سنا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب تعرفت على فتاة تكبرني بست سنوات ومطلقة وقد أحبها قلبي ودام تعارفنا ست سنوات فتقدمت إلى خطبتها ثم أصابني خوف وقلق وأصبحت كثير التفكير ثم فسخت الخطوبة ووجدت نفسي لا أستطيع فراقها كما أنها أصيبت ببقع في جسمها نتيجة فسخي للخطوبة وأنا حائر في أمري هل أتزوج بها أم لا علما أني قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات ولم تذهب عني الحيرة كما قمت بالرقية لكن لا شيء جديد انا عمري 33سنة وهي 39سنة أرجوكم أعينوني على ما أنا فيه فلم أعد أطيق فأنا من جهة خائف ومن جهة لا أستطيع العيش بعيدا عنها كما أني أخطأت معها وزنيت بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يراعى في الاختيار لكل من الزوجين، الدين والخلق. وقد استحب العلماء أن تكون الزوجة صالحة، بكراًً، ودوداًً، ولوداً، ولكن هذا لا يعني ترك نكاح الثيب، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها وهي ثيب وكانت تكبره سناًً، وتزوج جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ثيباًً لتقوم على شئون أخواته البنات، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت.
فيجوز إذن أن يتزوج الرجل امرأة تكبره ولو كانت ثيباًً، لا سيما إذا كانت صالحة في أدبها وخلقها ودينها، فإن كانت كذلك فاستعن بالله وأقدم على زواجها، وإن كانت غير ذلك فاختر غيرها ممن تتحقق بالآداب والأخلاق، وما ذكرته عنها من الفاحشة يبعد عنها عن هذا الوصف، فما لم تتب فإننا لا ننصحك بالزواج بها.
وعليكما أن تتوبا إلى الله مما وقع بينكما من الوقوع في الحرام، وذلك بالندم على فعلكما، وعدم الرجوع إلى مثله، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * ِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً. {الفرقان70،69،68}
كما عليك أن تقطع علاقتك بهذه المرأة حتى تتزوجها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1429(13/1475)
يترتب على العضل من الزواج فتن وفساد كبير
[السُّؤَالُ]
ـ[أبلغ من العمر 30 سنة موظفة بشركة للهاتف النقال أتمنى أن أحصل على الجواب الشافي: أمر بفترة جد صعبة اختلطت علي الأمور كلها سأسرد القصة كما حصلت بالتمام أنا من عائلة تنتمي إلى الأمازيغ ووالدي جد متعصب لعرقه بالإضافة إلى ما حدث في السنوات الماضية من إرهاب أصبح لا يحب كل من يعفي لحية أو ترتدي الحجاب، أنا بالرغم من ذلك تحديته والتزمت بالزي الشرعي ومنذ ذلك الحين وعلاقتي جد سيئة معه، ومؤخرا تقدم لخطبتي شخص متدين على خلق هو زبون في الشركة التي أعمل فيها، في البداية كانت علاقة بريئة في مهلة شهرين تقدم لخطبتي هنا كانت الفاجعة فلقد عامله والدي بطريقة جد سيئة، وأصبح يفرض عليه شروطا ليست لا من الشرع ولا شبهه، فقررنا أن ننفصل بما أن والدي لم يقبل وهو من جهته شروط أبي لم تكن معقولة، حتى هنا لم تبدأ مشكلتي، المشكلة الحقيقية بدأت بعد هذا حيث عاودنا الاتصال ببعضنا بعد فترة كل اللقاءت هاتفية وبدأنا ننحرف شيئا فشيئا حتى وقعنا فى ممارسة الجنس عن طريق الهاتف فقط لم نقم بأي علاقة جنسية حقيقية هذا الأمر حول حياتي وحياته إلى جحيم فلم نعد نستطيع أن نفترق عن بعضنا فكلانا يحس بحجم الخطأ وبضرورة إصلاح الخطأ كما أنه هو يجد صعوبة في كيفية العودة ومكالمة أمه خاصة أنه بعدما حدث مع والدي قام برواية كل القصة لأمه فأصبحت لا ترى الوضع كالسابق وقد فرض شروطا تعجيزية فكلما حاولت أن تخطب له أخرى وجد ألف عذر حتى أنا لم أتمكن من قبول أي شخص آخر أحس بأني سأخدع كل إنسان بمظهري الملتزم وفي الحقيقة أنا أمر بفترة صعبة جدا حتى عرضت نفسي على طبيب أعصاب وصف لي مهدئا أصبحت لا أتحمل الدخول إلى المنزل أبكي ليلا نهارا أخاف أن لا يتقبل ربي توبتي لأني لا أزال أخطأ إلى يومنا هذا هو يحاول جاهدا كي نصلح الأمر يطلب مني دائما أن أصبر وهذا الأمر يؤرقني أنا في دنيا غير الدنيا فلا أستطيع أن أقص ما حدث لأي شخص فلا يمكنني فضح ما ستر ربي علي حتى عند كتابتي لهذه الرسالة فانا أبكي أعلم بأنه كان من المفروض أن نقطع علاقتنا منذ فترة لكن ما العمل أحس بأنه ملزم على الزواج بي أنا أدعو ربي أن يكون هو زوجي فرغم خطئنا لسنا سيئين إلى هذه الدرجة أحس بأن ربي لا يقبل أية دعوة مني ولا يقبل كل ما أقوم به من صلاة وصيام أحس أنه إن حرمني الزواج به فإنه لم يغفر لي، أحاول الصبر فلا أستطيع، تمكن مني الشيطان إلى درجة كبيرة في بعض الأحيان يزين لى فعلتي بحجة أني أتبع السيئة بالحسنة وأحيانا أخرى أحس بأن الأمر قد طال ولا جدوى من الدعاء اختلطت علي كل الأمور كلما يحدث لي مشكل أقول بأن هذا بسبب أفعالي لا أتوقف عن البكاء أصبحت حياتي جحيما، ساعدوني بنصيحة أتمنى أن يكون هناك جواب لي وله حتى أرسله له، ادع لي بالثبات لأني أحس بضياع كبير عندما أفكر بأني قمت بكبيرة ألا وهي الزنا، أتمني لو أن حياتي تتوقف كي أتمكن من الراحة رغم أني أعلم بأنها ليست راحة أبدية، والله كلانا لم يكن ينوي هذا، كنا نريد أن نبني أسرة على أسس دينية فوصل بنا الأمر إلى ضياع كبير، كلانا يمر بفترة عصيبة، أرجوكم ساعدونا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الواجب عليك الآن هو التوبة إلى الله جل وعلا وقطع العلاقة فورا مع هذا الشاب، لأن هذه العلاقات محرمة لا خلاف في حرمتها، وهذا الفعل وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدمات الزنا، والله تعالى نهانا عن ذلك فقال: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنى إِنه كَان فَاحِشة وَسَاء سَبِيلاً. {الإسراء:32} . وقال أيضا: وَلاَ تَقربوا الفواحش ما ظهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ {الأنعام:151} .
وليعلم المسلم أن الزنا المحرم ليس هو فقط زنا الفرْج. بل هناك زنا اليد وهو اللمس المحرَّم، وزنا العين وهو النظر المحرَّم، وإن كان زنا الفرْج وحده هو الذي يترتب عليه الحد.
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنَّى وتشتهي، والفرْج يصدق ذلك كله ويكذبه. رواه البخاري ومسلم.
قَالَ ابْن بَطَّال رحمه الله نقلا عن فتح الباري: سُمِّيَ النَّظَر وَالنُّطْق زِنًا لأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الزِّنَا الْحَقِيقِيّ, وَلِذَلِكَ قَال: وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ أوَيُكَذِّبهُ. انتهى.
ولا يغتر العاصي بأنه لن يقع في الفاحشة وأنه سيكتفي بهذه المحرمات عن الزنا، فإن الشيطان لن يتركه فهذه هي خطوات الشيطان التي أمرنا الله ألا نتبعها.
أما ما يزينه الشيطان للسائلة من عمل السيئة واتباعها بالحسنة فهذا والله عين الغرور، ونظن السائلة هداها الله وأعانها تدرك ذلك، فمن منا اتخذ عند الله عهدا أن يقبل منه حسناته, ومن منا يضمن أن يطول به العمر ويمتد حتى يتمكن من التوبة.
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب التبصرة: وربما بغت العاصي بأجله ولم يبلغ بعض أمله, وكم خير فاته بآفاته, وكم بلية في طي جناياته, قال لقمان لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة.
ومن تزيين الشيطان وإضلاله للإنسان أيضا أن يوهمه أنه قد فات الأوان ولم يعد هناك مجال للتوبة, ليوقعه في اليأس حتى يداوم على معاصيه, فليعلم العبد أن الله سبحانه غفور رحيم يقبل التائب إذا أتاه. قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. {الشورى:25} . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. رواه مسلم وغيره.
فعليك أيتها السائلة أن تبادري بالتوبة وأن تستعيذي بالله من كيد الشيطان ونزغاته, وعليك أن تقطعي علاقتك فورا بهذا الشاب، وأن تخرجي من تفكيرك أمر الزواج به، ونسأل الله سبحانه أن يرزقك زوجا خيرا منه يعينك على طاعة الله.
أما بالنسبة لوالدك فإنه لا يجوز له شرعا أن يمنعك عن الزواج إذا تقدم لك الكفء صاحب الدين, وذلك لما يترتب على هذا العضل من الفتنة والفساد الذي نهى عنه الشارع الحكيم، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وإذا ثبت عضل الأب لابنته, ويعرف ذلك بقرائن الأحوال والعلل التي يرفض بها الخطاب، وكثر ذلك منه بما يخرج عن المألوف المعتاد، فللبنت رفع أمرها للقاضي لنقل الولاية إلى غيره من الأقارب.
ومما ننصح به السائلة في نهاية الكلام أن تتلطف مع والديها ما استطاعت فحقهما عظيم ولا ينبغي أيتها السائلة أن تكون علاقتك بأحد والديك علاقة تحدٍ كما تقولين (إنك تحديت الوالد في أمر الحجاب) كلا فحتى لو أمرك أحد الوالدين بأمر فيه معصية لله سبحانه, فالزمي طاعة الله وخالفي والديك ولكن دون عنف ولا غلظة؛ بل باللطف والتودد.
وإذا كان هذا الشاب صاحب دين وخلق فلا مانع أن توسطي أحد أهل الخير والصلاح من الأقارب، هدانا الله جميعا سواء السبيل.
وتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20373 , 49597 , 23339 , 52733.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1429(13/1476)
زواج المرأة من غير الصالح تضييع لمصالحها الدنيوية والأخروية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مخطوبة وأحب خطيبي ولكنه بعيد عن الله فهو لا يصلي ويضيع وقته فيما لا ينفع مع أصدقاء السوء، أنا لا أعرف كيف أبعده عن ذلك وكنت ملتزمه معه، ولكني بدأت أتنازل عن بعض الأشياء من أجله تغضب الله، ولكني كنت أتألم لفعلها مثل لمس يدي وحدث بيننا مشاكل كثيرة بسبب ذلك الموضوع ولكني كنت دائما أتنازل وزادت الخلافات بيننا علي أسباب تافهة أدت إلي الخصام النهائي، ولكنه مازال متمسكا بخطبتي أنا أعرف جيدا أن تلك الخلافات غضب من الله علينا، أنا لا أعرف كيف أتصرف هل أتركه وأنا أحبه كثيراً وأظل أفكر فيه وأنا أخشى أن لا أنساه إذا ارتبطت بشخص آخر أم أظل معه، ولكن أصون نفسي من أقل الأشياء المحرمة وأحاول جاهدة معه التقرب من الله، كنت أحب أن أوضح شيئا هو أنه شخص يمتلك كثيرا من الصفات الحميدة والدليل على ذلك أنه احترمني وتقدم لخطبتي في ظل ظروف صعبه ممكن أن تكون حججا لشباب كثيرين غيره وأهله طيبون ملتزمون ويحبونني كثيراً، ولكنه حاله مثل حال الشباب اليوم يفتقد القدوة في ظل مغريات كثيرة تشده مثل النت القهوة وغيرهم، وأنا لست ملتزمة بالقدر الكافي أحاول طاعة الله وأقع في الخطأ فأحاول المواظبة علي الصلاة لكنني أحيانا أهملها أذهب لحفظ القرأن وأحيانا أتكاسل، أريد النصيحة منكم في الاختيار بين الأمرين؟ والله يوفقكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولاً: أن الخطبة مجرد وعد بالزواج، لا تحل شيئاً للخاطب سوى النظر إلى المخطوبة بقدر ما يدعوه إلى خطبتها، فإن خطبها فهي كغيرها من الأجنبيات، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني
وما سوى ذلك فإن حكم المخطوبة بالنسبة للخاطب -ما دام لم يعقد عليها- لا يختلف عن حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها ولا لمس بدنها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما ينبغي أن يتقيد ذلك بقيود الكلام مع الأجنبية فلا يكون إلا للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة.
وبهذا تعلم السائلة أن ما حدث بينها وبين هذا الخاطب أمر مخالف للشرع ومناف لأخلاق المؤمنات، وإنما هو مما ابتليت به بعض أسر المسلمين من التهاون والتسيب في التعامل مع الخاطب، فينبغي عليها أن تتوب إلى الله بصدق فتندم على ما فرطت فيه وتعزم على عدم العود لذلك أبداً.
ثانياً: ينبغي لولي المرأة أن يختار لها زوجاً صالحاً يرضى دينه وخلقه، ليكون مأموناً عليها، حيث إن الزوج هو الذي بيده القوامة، لقول الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34} .. فالرجل هو الذي يقوم برعاية زوجته وحفظ مصالحها الدنيوية والأخروية، فإذا لم يكن الزوج صالحاً فإن زواج المرأة منه تضييع لمصالحها الدنيوية والأخروية، وقد ذكرت أن هذا الخاطب لا يصلي وهذا أمر في غاية الخطورة، فعن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم.
وبهذا استدل بعض العلماء إلى أن تارك الصلاة كافر، ومن المعلوم أنه لا يجوز تزويج مسلمة لكافر، ومن يضيع حق ربه عليه فهو أحرى أن يضيع حق غيره، فلا تترددي في الابتعاد عنه إن كنت صادقة في طلب مرضاة الله عز وجل والنجاة في الدنيا والآخرة، ولا تخافي من تعلق قلبك به فإن الله سيصرف ذلك عنك ما دمت تقصدين وجه الله وتخالفين هواك طاعة لله..
وأما قولك: إنك لست ملتزمة بالقدر الكافي، فهذا يحتاج منك إلى وقفه مع النفس، بالمجاهدة والصبر ومخالفة الهوى، والاستعانة بالله والإلحاح في الدعاء، وتذكر الموت وما بعده من أمور الآخرة، والتفكر في نعم الله، والبعد عن مجالس الغفلة ومجتمعات المعاصي، والحرص على مصاحبة الصالحات، وحضور مجالس العلم والذكر، وغير ذلك مما يصلح القلب ويقرب من الله ... نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1429(13/1477)
حائرة بين الزواج بمن لا تحب وبين انتظار من تحب
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب شخصا متزوجا وعدني بالزواج بعد أن يطلق زوجته, وأنا الآن على وشك الارتباط بشخص آخر لا أحبه, وأنا الآن حائرة, فأفيدوني جزاكم الله خيراً، هل أتزوج أم أنتظرالشخص الأول حتى يطلق؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولاً أنه لا يجوز للمرأة إقامة علاقة مع رجل أجنبي عنها مهما كان غرض ذلك، كما لا يجوز لها أن تسأله طلاق زوجته ليتزوجها فتوبي إلى الله عز وجل من ذلك، واقطعي علاقتك به وبغيره من الرجال الأجانب، واختاري ممن يتقدم لخطبتك صاحب الخلق والدين، وينبغي أن تستخيري الله عز وجل وتستشيري ذوي الرأي من أهلك قبل ذلك، وأهم ما يحرص عليه في الخاطب خلقه ودينه ولا يضيره كونه متزوجاً أو مطلقاً أو نحو ذلك، وللمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 79712، 101539، 9463، 33408.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1429(13/1478)
خطيبة ملتزمة وأبوها يعمل ببنك ربوي وأمها متبرجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا في مشكلة كبيرة, من الله علي بخطيبة ملتزمة تحب الدين ولكن يعمل أبوها حاليا ببنك ربوي ومن قبل كان يعمل مهندسا في الخارج وأمها تصلي ولكنها متبرجة تدرس في مكان فيه اختلاط. هل يجوز لي الأكل عندهم عند الزيارة , أخاف أيضا على أولادي إن شاء الله من هذا المال خاصة من مال الميراث إن كان يجوز أم لا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت خطيبتك كما ذكرت من الالتزام ومحبة الدين، وهي مع ذلك كارهة لكسب أبيها الربوي، وكارهة لتبرج أمها وعملها في المكان المختلط، وهي تريد بزواجها ـ مع منافعه الأصلية المعروفة ـ التخلص من ملابسة هذه المخالفات، فتوكل على الله وأتم زواجك منها، محتسبا لأجر ذلك عند الله، وأنك بذلك تعين امرأة مسلمة على التمسك بدينها، والتزامها بشرائعه، واجتنابها لمحارمه.
ولابد حينئذ أن تديم النصيحة لأصهارك أن يتقوا الله ويتجنبوا ما حرم عليهم، وتديم تذكيرهم بحقوق الله ونعمه عليهم ورحمته بهم، مع التذكير بالموت وما بعده من حساب وجزاء، وجنة أو نار. لعل الله أن يهديهم على يديك.
وعندئذ يلزمك وقاية نفسك وزوجتك مما هم فيه من مخالفات. ومن ذلك أن لا تقبل هدية والد زوجتك ولا تأكل من طعامه، إن كان كسبه كله من العمل في بنك ربوي.
وقد سبقت بعض الفتاوى في التعامل مع صاحب المال الحرام ومصاهرته فراجع فيها الفتاوى التالية أرقامها: 6880، 69047، 66661، 59165، 60040.
وإن كنت لا ترى أن بإمكانك فعل ما سبق، فالسلامة لا يعدلها شيء، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وارجع إلى الأصل؛ فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الحسب مما تزوج عليه المرأة في قوله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ رواه البخاري ومسلم.
وفي هذا المعنى ورد حديث: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في الصحيحة.
فالأصل هو البحث عن أصهار مرضيين، وقد نص جماعة من أهل العلم على كراهة التزوج بابنة الفاسق (انظر شرح المنهج 4 / 118، أسنى المطالب 3 / 108، فتح الوهاب 2 / 54، غاية البيان شرح زبد ابن رسلان 1 / 246، حاشية قليوبي 3 / 208، حاشية البجيرمي على منهج الطلاب 3 / 380، حاشية الجمل على شرح المنهج 4 / 119) .
وقال المناوي: شرف الآباء والأعمام والأخوال مخيلة لكرم المرء ومظنة له، فالفرع وإن طاب قد يفسد أحيانا فأصله يورث الفضيلة والرذيلة.. ويبين ذلك أن الأخلاق نتائج الأمزجة ومزاج الأب كثيرا ما يتأدى إلى الابن كاللون والخلق والصورة، ومن أجل تأديتها إليه كما جاء في خبر: تخيروا لنطفكم (فيض القدير 4 /146) .
ولما أراد علي رضي الله عنه أن يخطب ابنة أبي جهل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبَدًا. رواه البخاري ومسلم.
قال ابن بطال: وفيه: بقاء عار الآباء في أعقابهم، وأنهم يعيرون به، ولا يوازون الأشراف؛ كما عير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنت أبي جهل وهي مسلمة بعداوة أبيها لله (شرح صحيح البخاري لابن بطال 7 / 355) وكذلك قال ابن القيم في حاشيته على سنن أبي داود (6 / 55) وابن حجر (فتح الباري 9 / 329) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1429(13/1479)
هذا الرجل هل يصلح زوجا لهذه الفتاة
[السُّؤَالُ]
ـ[بادئ الأمر أشكركم لإفادتي بالإجابة على سؤالي رقم 2188707 ... لم أجد ملجأ بعد الله غيركم لإفادتي ولحمايتي من نفسي ومن وسوسة الشيطان أرجو منكم مساعدتي بعد قراءة ما لدي، سبق وأشرت لكم في سؤالي السابق رقم 2188707 بأني مخطوبة وأحبه كثيراً مأساتي بدأت الأسبوع الماضي عندما لاحظت تغير خطيبي وحزنه الشديد وعندما أصررت عليه بالسؤال أجابني بما يلي: قال إنه قبل أن يعرفني ويحبني كان يعرف فتاة أخرى وهذه الفتاة مازالت تلاحقه وتكلمه مع العلم بأنه قطع علاقته بها ولا يكلمها ولكن ما زالت مصرة على الرجوع إليه وصارحني بأنه يشعر بتأنيب الضمير تجاه الفتاة لأنه مارس معها الجنس لكن دون الضرر بها أي ما زالت (بنتا) ويقول إنه خائف من عقاب الله له على ما فعل فأجبته بأن ذنبي أنا أكبر لأنها هي أعطتك بإرادتها وليس بالغصب ولكن أنت من أدخلني إلي حياتك ولم أجر وراءك فقال إحساسي بذنبك أكبر ولا أخفيكم بأنه حصل بيني وبينه تبادل للقبل ولولا ستر الله لحصل أكثر المشكلة الآن بأنه حائر بين حبه لي ورغبته في الزواج مني وبين تأنيب الضمير تجاه الفتاة ولا أخفيكم بأني أحس بندم كبير على تبادلي للقبل معه وخائفة في نفس الوقت من أن ينجر وراء الشيطان ويستجيب لنداء الفتاة ويقع المحظور مرة أخري وأنا أحبه كثيراً ولا أريد خسارته وأعرف أنه يحبني وأعرف بأنه ضعيف أمام الشهوة فأرجوكم رجاء شديدا بأن تعطوني الحل وتخبروني ماذا أفعل لأني ضائعة وخائفة من نفسي وخائفة عليه من الوقوع في المحظور بالله عليكم فأفيدوني بالله عليكم، صدقوني أنا في ضائقة لا يعلمها إلا الله عز وجل ... على فكرة الشخص الذي أحب شخص جيد ولكن النفس أمارة بالسوء وأحس به كثيراً فلله الحمد أعطاني الله ميزة الإحساس بقلبي ودائماً قلبي يدلني على الناس إن كانوا جيدين أم لا؟ وشكراً لكم أرجوكم أفيدوني بالله عليكم.. أختكم في الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض ... رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب، فالذي ينبغي أن يبحث عنه من أراد الزواج رجلاً كان أو امرأة هو الدين والخلق.
وعليه، فالذي ننصح السائلة به هو أن ترفض هذا الارتباط وقطعه فوراً، ثم لتعلم أنه لا يؤمن أن يكون محتالاً عليها ليلعب بها فترة ثم ينسحب إلى أخرى كما هو شغل ذئاب البشر الذين يصطادون فريسة ويغرونها ثم ينصرفون عنها، وإذا علمت منه الصدق في التوبة مما سبق والصدق في إرادة الزواج منك وأمكنكما البدار بالزواج فلا حرج في ذلك بعد التوبة الصادقة؛ لحديث ابن ماجه: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وأما إن لم تري منه الجد في البدار بالزواج فعليك أن تبتعدي عن اللقاء به وتصرفي ذهنك وتسعي بالوسائل المشروعة في الحصول على زوج آخر، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69164، 106614.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1429(13/1480)
حكم الزواج من مدير مبيعات وتسويق في الفنادق
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي شاب يزيد عمره عن عمري بـ 11 سنة حيث إنه من مواليد 1976 (سنه 32 سنة) وأنا من مواليد 1987 (سني 21 سنة) وهو خريج كلية السياحة والفنادق وأنا الآن أنتظر نتيجة البكالوريوس من كلية العلوم جامعة عين شمس بمصر، هذا الشاب جاء إلينا بصحبة أهله وبعد عقد جلستين معه ومع أهله بالإضافه إلى جلسة جمعته (الشاب) مع أخي الكبير, فإننا نحسب هذا الشاب على خير, كما أن أهله نحسبهم أيضا على خير, فأمه سيدة تلبس الخمار ويبدو الصلاح على وجهها وهي حريصة هي وزوجها على أداء صلاة الفجر يوميا, كذلك أخوه فهو مهندس وفى نفس الوقت داعية يدعو إلى الإسلام في الخارج ومتزوج من امرأة منتقبة، كما أن أخته تقول إن الصلاة عندهم فى المسجد وأن أولادها كلهم متعودون على إقامة كل الصلوات فى المسجد ماعدا الفجر فهي تضحك وتقول إنها بترحمهم بس من صلاة الفجر لأنهم مازالوا صغارا، هذا الشاب الذي هو متقدم لي حريص على أداء الصلوات فى المسجد أيضا كما أنه يبحث عن زوجة ملتزمة وصالحة لتعيش معه الحياة وإن وجد اختلاف فلا يجب أن يكون هناك خلاف لأن المرجعية يجب أن تكون لدستورنا الإسلام، هكذا قال لأخي فى حديثه معه، أيضا هو شاب يبدو عليه سمات العقل والأدب فى علاقته مع والديه وأخيه ومع زملائه فى العمل (هكذا كان رأي أخي عندما زاره فى العمل) بالإضافه إلى أن زوجة أخيه –المنتقبة– هي السبب في معرفتنا به وإنها تشكر فيه لابنة عمتي (زميلتها في العمل) وتشكر كثيراً في حماتها (أم الولد) ، أيضا فهو على قدر جيد من الثقافة وإلمامه ببعض الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية التي يستعين بها أحيانا في حديثه.
لكن تبقى المشكله فى طبيعة شغله, هو مدير مبيعات وتسويق لشركه ماريتيم -جولى فيل- منتجع جزيرة الأقصر موجودة بمصر الجديدة من طريق العروبة بمصر، هذه الشركة في الأصل مقسمه لعدة فروع بمجالات مختلفة, فرع مختص بالكهرباء, وفرع مختص بالمياه وفرع مختص بالسياحة وحسب علمي هذا هو أساس عمل الشركة الأول، هذه الشركه تمتلك فنادق خمسة نجوم داخل مصر (الأقصر وأسوان وشرم الشيخ) وأعتقد وليس أكيد خارجها، هذا الشاب وظيفته تختص قى جلب عملاء جدد وعمل اتصالات مع الفنادق لحجز غرف للعملاء او قاعات لإقامة ندوات أو اجتماعات للعملاء (كشركات موبينيل أو فودافون وأحيانا بعض الأفواج السياحية أو أو أو) ، وعندما سأله أخي هل أنت تسوق أو تروج مثلا لعروض خاصة بالمشروبات فى هذه الفنادق كان الرد (أنه أولاً لا يسوق بنفسه أي شيء هو فقط دوره يختص بالعقود وعمل الحجوزات مع الفنادق مع تيسير أي مشكلة للعملاء فى الفنادق, ولقد اطلع أخي على نسخه عشوائية من هذه العقود ووجد أخي أن كل ما بالعقد يتلخص فى عدد الغرف المطلوب حجزها والفترة المطلوبه بالإضافه إلى نوعية الحجز) فهل هي هاف بورد ولا فول بورد أي أن الغرفه بالفطار فقط ولا فطار وغداء مثلاً.
ثانيا: كان رده بخصوص هل تعطي مثلا أسعار خاصة للمشروبات, قال إن وزارة السياحة هي التي تحدد وتضع هذه الأسعار ولا يمكن للفنادق أن تغير فيها شيئا لذا فهو بعيد عن هذه الجزئية، وقال أيضا إنه سعى كثيرا للسؤال عن وضعه الوظيفي من حيث كونه حلالا أم حراما, وكان الرد أن السياحة فى حد ذاتها ليست بالحرام بدليل أن أي حد ممكن يسافر مثلاً أي بلد من أجل التنزه ويمكث بفندق خمس نجوم تابع لشركة سياحية بأسعار متفق عليها لكن مثلا لو أحب هو يشرب فعليه هو الوزر أولاً وأخيراً. وقال أيضا لأخي على سبيل النقاش إن المهندس مثلا ممكن يعمل في شركة ما في التصنيع والإنتاج فهو عمله في حد ذاته حلال لكن المنظومة من فوق المتمثلة في الإدارة بها نهب وسرقه إلخ، فإن هذا يدخل فى منظور المال المختلط فهو له الأجر الحلال قيمه ما يقوم به من عمل بعيد بشكل مباشر عن الحرام، هذا الشاب أيضا مجال عمله يتطلب منه الاختلاط أغلب الوقت بحكم عمله فى السياحة، كما أن لديه سكرتيرة خاصة تجلس معه في نفس المكتب، فما رأي فضيلتكم في هذا الموضوع, فأرجو الإفادة بخصوص طبيعة عمله هل هي حلال أم حرام، كما أحب أن أسمع رأيكم في موضوع السن وهل هو عائق أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لا شك أن حرص السائلة على اختيار الزوج الصالح وأن يكون كسبه حلالاً، علامة على التقوى والحرص على مرضاة الله عز وجل، وذلك من فضل الله تعالى وتوفيقه، نسأل الله لنا ولها الثبات والقبول ...
أما ما يتعلق بفارق السن بينك وبين من يريد الزواج منك فلا نرى ذلك مبرراً للرفض إذا توفر القبول بين الطرفين، وأما طبيعة عمله فهي تتعلق بالعمل في الفنادق التي تشتمل على محرمات كبيع الخمور وصالات الرقص والقمار ووقوع الزنا، وهو وإن كان لا يباشر هذه المحرمات إلا أنه يعين عليها وهذا غير جائز، قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2} ، وما يوجد في عمله من المباحات كحجز القاعات لاجتماعات الشركات وكذلك الندوات فهو مغمور فيما في هذه الفنادق من منكرات ومحرمات ... ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 2512، والفتوى رقم: 9512.
فإن رجع إلى الحق وجد في البحث عن عمل بعيد عن الحرام والشبهات فلا مانع من قبوله، وإلا فاعلمي أنك إن تركته استبراء لدينك فسوف يعوضك الله خيراً منه ... ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1429(13/1481)
الفاجر ليس كفئا للمرأة الصالحة
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم شاب مهنته الحلاقة إلى فتاة قصد الزواج إلا أنه يتعاطى الخمر والمخدرات، أهل الفتاة رفضوه لكن الفتاة قبلت به وظلت تضغط على أبيها وأخواتها بمساعدة أمها للموافقة بحجة:
1 - أنه تاب من معاصيه بالإضافة أنه يصلي..
2 - أنه قبل بها رغم إصابتها بمرض جلدي البرص.
3 - أنها متقدمة في السن 35 سنة.
وجد الأب نفسه مجبرا على القبول....فطلب من الشاب أن يهيئ نفسه للزواج ثم ليكن ما أراده الله..إلا أنه بعد مدة اتضح.. من جهة أن هذا الأخير لم يتوقف عن شرب الخمر وتعاطي الحشيش ومعاشرته رفاق السوء، كما تورط في علاقة غير شرعية مع فتاة أدخل على إثرها السجن. ومن جهة أخرى تدخل سكان الحي والجيران وحذروا والد الفتاة من قبوله الارتباط بهذا الشاب السكير.
المشكل يا شيخنا الكريم هو تشبث هذه الفتاة المتدينة المتخلقة والطيبة بهذا الشاب ... والتي تقول إنها قادرة على أن تصلحه (الشاب) وتعيده إلى الطريق السوي..أخوها البكر يذكرها دائما بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:.." إذاجاءكم من تردون ذينه وخلقه فزوجوه" ...
السؤال سيدي الشيخ هو: رأي الدين في الموضوع وبماذا تنصحون الأب والفتاة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لولي المرأة أن يتخير لها زوجاً صالحاً يرضى دينه وخلقه، ليكون مأموناً عليها، حيث إن الزوج هو الذي بيده القوامة لقول الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34} .
فإذا لم يكن الزوج صالحاً فإن زواج المرأة منه تضييع لمصالحها الدنيوية والأخروية.
فعن الحسن البصري أنه أتاه رجل، فقال: إن لي بنتا أحبها وقد خطبها غير واحد، فمن تشير علي أن أزوجها؟ قال: زوجها رجلا يتقي الله، فإنه إن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها. شرح السنة ـ للإمام البغوي.
كما أن على الولي أن يزوجها من كفء لها، والراجح في الكفاءة المشترطة للنكاح أنها الدين فليس الفاجر كفئاً للعفيفة.
فمما سبق يتبين أن ولي هذه الفتاة أخطأ حين قبل لها هذا الزوج الذي لا يرضى دينه ولا خلقه، وعليه أن يرد تلك الخطبة ولا يبالي بإلحاح ابنته أو زوجته، لأنه لا خير للفتاة في زواجها من هذا الشاب الفاسد، والنصيحة لهذه الفتاة أن تترك هذا الشاب بلا تردد، ولا تتعلل بقولها: إنها قادرة على إصلاحه، فإن ذلك ليس إلى إرادتها وحدها بل أمره إلى الله، وقد قال تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56} .
وربما كان ضرر بقائها بلا زوج رغم تقدم سنها أهون بكثير من ضرر زواجها بمن لا يرعى حدود الله ولا يتخلق بالخلق الطيب، فتصير حياتها معه عناء ومشقة لما ينالها من الضرر وينال أولادها إن قدر لها أولاد، فنوصيها بالتعقل والنظر في نهايات الأمور، ولتعلم أن صبرها على ذلك ورضاها بما يقدره الله لها مع ما ذكر عنها من استقامتها وحسن خلقها فيه أجر عظيم وفضل كبير.
قال تعالى: وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {هود:115}
وعليها أن تحسن الظن بربها وتتوكل عليه وتدعوه أن برزقها الزوج الصالح، والله قريب مجيب، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ. {البقرة: 186} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1429(13/1482)
هل يتزوج من ابنة خالته مع احتمال حدوث مرض في جينات الأطفال
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد الزواج من ابنة خالتي.. ولكن هناك مشكلة وهي أن هناك احتمال لحدوث مرض بعد الزواج في جينات الأطفال ناتج عن زواج الأقارب وهو (عدم اكتمال نمو العظم) .. وهده المشكلة موجودة عند خالتي حيث أنجبت 11 طفلا كلهم ماتوا - إلا ثلاثة منهم ابنتهم التي أتكلم عنها- ...
أنا لم أقم بعمل أي فحص حتى الآن ولا أدري إن كان هناك فحص لهذه المشكلة.. ولكن في حال عمل الفحص ووجود إمكانية لحدوث هده المشكلة بعد الزواج هل يجوز لنا الزواج علما أنها متعلقة بي جدا وأنا كذلك وهي موافقة لو وجد احتمال وجود أي نتيجة سلبية للفحص على الزواج؟
أرجو الإجابة لضرورة الموضوع ولحساسيته..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج من القريبات مباح في الأصل ولاسيما إذا وجد الحب بين الطرفين لما في حديث ابن ماجه: لم ير للمتحابين مثل النكاح. ولأن الله أباح للرسول صلى الله عليه وسلم زواج أقاربه، فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ {الأحزاب:50} ، ولأنه زوج ثلاثا من بناته بأبناء أعمامهن، وتزوج هو بنت عمته وخطب بنت عمه، وزوج زينب بنته من ابن خالتها كما هو معروف عند أهل السير، ولم يكن لذلك أثر على أولادهن فقد كانوا أقوياء.
وأما ما يقال عن زواج الأقارب من حدوث الأضرار فهو ليس أمرا مطردا، والأطباء لا يزالون مختلفين في شأنه ولا ينبغي أن يعول عليه إذا كان الطرفان سليمين حسبما يظهر.
ولو عمل الشخصان فحوصا ووجد ضعف في أحدهما فعليه أن يخبر الطرف الآخر فإن رضي به جاز زواجهما، وبناء عليه فإنه لا حرج في زواجكما مادمتما متراضيين، وراجع للمزيد في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 21308، 33807، 44942، 96865.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1429(13/1483)
البحث عن الخاطب بصورة واقعية لا شكلية
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ أنا واقع بين نارين لا أدري إذا كنت أفعل الصواب أم أن كبريائي وغروري جرفني أرجو نصيحتي.
قصتي أن والدي توفي منذ ثلاثة أعوام ووالدتي أجنبية غير مسلمة (مسيحية) نحن أربعة إخوة ولدان وابنتان أنا الأخ الأكبر بعد موت والدي تقدم لخطبة أختي الصغرى (21 عاما) شاب في نفس عمرها وقابلته ولكن للأسف وجدته إنسانا تافها، اهتماماته محصورة في ألعاب الستيشون والكمبيوتر، لم ينه دراسته ولا يعمل على أن يصرف عليه والده ليعيله هو وزوجته لا يحترم الأكبر سنا منه ولم يحترم موعده معي وتأخر بحجة أنه كان يتسوق في السوق وأهم من هذا كله أنه أذن العشاء ولم يقم للصلاة.
أبلغت أمي وإخوتي أنني رافض ولا أقبله زوجا لأختي أئتمنه وأكون مطمئنا عليها معه فأبلغتني أمي أنهم موافقون ولا يهم رأييّ ما دام أن صاحبة الشأن موافقة ثم أبلغتني أنهم متمسكون بهذا الشاب لأن أختي تعرفت عليه عن طريق الانترنت وأحببته وتكلمه بالهاتف ويتبادلون الهدايا (والله أعلم إذا كانوا يتقابلون) لأن أمي موافقة على هذا التصرف وتشجعها لأنه حسب عاداتها ودينها هذا شيء طبيعي ومسموح، ومستندة إلى حقوق الإنسان وحقها في اختيار شريك حياتها أنا مسئوليتي أن أزوج أختي الزوج المناسب وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه فإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
هذه أمانه سئسأل عنها يوم القيامة أمام الله وأنا لا أريد أن أزوجها لأي شخص والسلام، هذا الشخص لم يحترم حدود الله، ولم يأت البيوت من أبوابها.. والآن الموضوع تطور عن كونه غير أهل للمسؤولية وحتى لو وجد عمل ليتمكن من أن يعيل زوجته بكرامة، فقد تعدت المسألة إلى الاحترام.. فرغم أنني أبلغته رفضي فقد استمر يكلمها من ورائي وبدون علمي وقد تسبب بمشاكل كبيرة بيني وبين إخوتي ووالدتي فهم لا يريدون أن يسمعوا غير صوته وما يقوله لهم.
إخوتي وأمي تبرءوا مني لأني لا أنفذ رغباتهم، وقد غضبت أمي من رفضي وأهانتني هي وإخوتي وطردوني من بيتهم وسموني بأسوأ الأسماء وهددتني بأن تشتكيني في المحكمة وحقوق الإنسان وأنها ستغضب عليّ إلى يوم الدين.
أمي اقترحت علي لأخلي مسؤوليتي من تزويج أختي أن أتنازل عن الولاية لعمي لأنه سيميز إذا كان الخاطب سيئا أو جيدا بالنسبة له، ما يهمه أن يبعد عن المشاكل ويخلص نفسه من وجع الرأس أنا لا أريد أن أغضب ربي في سبيل إرضاء أمي، كما لا أريد أن أسأل عن تزويجها لأي كائن كان يوم القيامة هل أقبل تزويجها بهذا الشاب لإرضاء أمي؟
هل أتنازل عن الولاية لعمي ليزوجها لأي كائن كان ليفرح الجميع؟ أم أنا بهذا أتخلى عن مسؤوليتي تجاه أختي وسأحاسب عليها يوم القيامة؟
أم أستمر في التمسك برأييّ مادام هو الأصح والذي فيه الخير إن شاء الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
جزاك الله خيراًً لحرصك على اختيار الزوج المناسب لأختك، بأن يكون شاباًًً صالحاًً تقياًً.
وقولك لم يقم لصلاة العشاء لا يدل على تركه للصلاة فينبغي أن تبحث هل يصلي أم لا، فإن كان لا يصلي فأنت على حق في رفضك له، وإن كان يصلي هان الأمر.
وكون والده ينفق عليه حتى يكمل دراسته لا يكون عائقاًً من تزويجه بل ربما رأى والده تزويجه عفة له في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الفتن، ثم ينبغي أن تنظر إلى قدر الالتزام عند أختك، فإنه يبدو هي الأخرى عندها تصرفات خاطئة، فإنها كانت تكلمه كما ذكرت وربما قابلته.
ولذلك ننصحك أن تعيد النظر في الأمور السابقة من كونه يصلي أم لا؟ ثم ابحث عن معدنه وأهله لتتعرف على خلقه وتعامله بعد تعرفك على دينه، وهل هو في درجة من الدين يتناسب مع الدرجة التي عليها أختك أم لا؟ فإن وجدت الأمور متقاربة والمصلحة راجحة فاستعن بالله عز وجل، وحاول أن تضم هذا الشاب لصحبتك بصورة تتمنى له فيها الخير، وإن وجدت أن الأمر لا يستقيم فاستمر على رفضك، فإن أبت أختك إلا أن تتزوجه وتولى أخوك الآخر تزويجها فلا إثم عليك، لأنك قد أديت ما أوجبه الله عليك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد في جميع أمورك. في دينك ودنياك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1429(13/1484)
زواج الابن من المرأة الصالحة دون موافقة والديه هل يعد عقوقا
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو مساعدتي.. أريد أن أتزوج من فتاة.. لا عيب فيها.. أخلاق دين ونسب وحسب.. المشكلة أن أهلي يعارضون لأنها قريبتي.. وأهلي مصرون على الرفض ولا يقبلون رأيي.. هل يكون عقوقاً إذا تمسكتُ بالفتاة ورفضت النزول عند رغبة والدي؟ ساعدوني ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للوالدين والأقارب أن يكونوا عقبة أمام ابنهم في الزواج إذا تزوج من امرأة صالحة تكون عوناًً له على دينه ودنياه.
ولكن هذه المشكلة التي ذكرتها يا أخي، لابد فيها من الفطنة والحكمة، لأنه في إمضائك للزواج قطيعة للرحم ومنازعات لا تنتهي.
فالمطلوب منك النقاش وإقناع والديك بهذا الاختيار، ومعرفة أسباب رفضهما، فإن كانت لمسوغ فأطعهما لأن ذلك واجب عليك، وإن كانت لغير مسوغ بل لمجرد هوى وكره لتلك الفتاة غير مبرر فلا تجب عليك طاعتهما في تركها مع أن الأولى هو طاعتهما إحساناًً لهما، وبراًً بهما، وكما جاء في الحديث وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ رواه أحمد وسيكون لك عاقبة طيبة إن شاء الله ببرهما.
وراجع الفتوى رقم: 76303.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1429(13/1485)
اخطبها، وتجنب مال والدها
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك فتاه نحسبها على الالتزام وأردت أن أتقدم لها ولكني عرفت أن والدها يعمل في إحدى الفنادق في مصر وبالطبع في هذا الفندق هناك الخمور وما إلى ذلك ولكنه قال لي إنه في قسم بعيد عن الخمور (مدير أغذيه ومشروبات) , فهل ارتباطي بها حلال. أرجو من سيادتكم الإفادة بالتفصيل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه الفتاة ذات دين فلا يمنع من الارتباط بها كون والدها يعمل عملاً حراماً أو مشبوهاً، وذلك لأن المقصود في الزواج أن تكون الفتاة نفسها ذات دين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. رواه البخاري، ومسلم.
والقاعدة في الشرع أنه لا يؤاخذ أحد بجريرة أحد، قال تعالى: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الانعام: 164} .
ولما روي عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده ولا مولود على والده رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
ولكن ينبغي عليك أن تتجتنب مال والدها، لا سيما إذا كان دخله كله من هذه الوظيفة لما تتضمنه من الإعانة على المحرمات التي تمارس في هذه الفنادق، فإن مثل هذا العمل حرام والراتب المأخوذ مقابله حرام؛ لعموم قوله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2} . على أن يكون ذلك بحكمة ورفق، وأن تحاول أن تنصحه بالبعد عن هذا العمل تحرياً لطلب الكسب الطيب الحلال، ولمعرفة المزيد عن حكم العمل بالفنادق يرجى مراجعة الفتوى رقم: 2512، والفتوى رقم: 9512.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1429(13/1486)
شاوري أهلك في أمر الزواج من هذا الشاب
[السُّؤَالُ]
ـ[التقيت مع شاب فلسطيني مغترب عندنا في الجزائر وأحيطكم علما بأني أدرس في جامعة مختلطة وفي شعبة تخص الذكور وهو لا يدرس فى نفس الجامعة وهو على خلق وذكاء وتفوق وأردت أن أظفر بهذا الرجل الذي أصبح منعدما في وقتنا وأيضا دراستي تحتاج إلى تعامل مع الذكور وأنا لم ولن أستطيع التعامل معهم بل أردت نصف ديني يشاركني أمور ديني ودنياى ودراستي وعملت بعمل أمنا خديجة (رضي الله عنها) وقلت له ولكنه قال لي "فكري في نفسك ومصلحتك فأنا فى أي وقت أرجع إلى بلدي ولا أستطيع تركك تتعذبين" أما أنا فلم أيئس وتوجهت إلى الله كي أفوز به، وسؤالي ماذا أفعل وكيف أستمر معه فأنا في حيرة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولاً أنه لا يجوز للمرأة إقامة علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها ولو بغرض الزواج، فإن كانت بينك وبينه علاقة فيجب عليك قطعها والكف عن الاتصال به حتى يتم الزواج إن قدره الله، والذي نراه وننصحك به في أمر الزواج من هذا الفتى هو مشاورة أهلك في شأنه والاستخارة والتضرع إلى الله عز وجل ليختار لك ويرشدك إلى ما فيه خيرك وصلاح أمرك.
ولا شك أن ما ذكره مما يتوقعه من عودته صحيح وينبغي وضعه في الحساب ولأن المرء لا يُدرى خيره من شره، وقد يحرص على ما فيه شره ويكره ويبغض ما فيه خيره فليكل أمر الخيرة إلى الله تعالى، ويرضى بما قسم له وإن لم يوافق هواه..
وأما دراستك مع الرجال فلا تجوز لك فعليك أن تتقي الله عز وجل وتبحثي عن دراسة تناسبك لا يوجد فيها اختلاط إلا إذا اضطررت إلى الدراسة مع الرجال، فعليك أن تراعي الضوابط الشرعية في اللباس والقول والنظر والحديث وغير ذلك.
وللمزيد انظري في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 67371، 9463، 99146، 25631، 20297، 10988.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1429(13/1487)
الفتاة المتدينة لا ترضى زوجا لا يتصف بالخلق والدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة متدينة لي مشكل كبير، أبي وأمي لا يصليان وعارضا تديني وتعرفت في الدراسة على زميل متدين أراد خطبتي ولكن أمي ترفض تزويجي بأحد ليس من المدينة التي نقطن فيها، ورفضته ثم جاء لخطبتي شاب من مدينتنا ولكنه يعمل في العاصمة وأجره لا يكفي لتكوين أسرة ويجب علي العمل لمساعدته في الكراء والمعيشة، وقبلت إرضاء لأمي التي تمسكت به وخلال التعارف قال لي إنه لا يصلي وأنه فعل كل الأشياء السيئة وهو يدخن وأبوه حج البيت العتيق وأمه تصلي، وأخبرني أنه سيتوب معي وبالفعل بدأ يصلي ولكنه بعيدا عني يهاتفني وأسأله وأذكره بالدين ولكن أصبح يقول لي لا تحكي لي على الدين وإلا تركت الصلاة أنا خائفة ومحتارة وأشك في كلامه رغم أنه يحبني كثيرا ويسعى لإسعادي هل أواصل معه أم أقطع الخطوبة فأنا أريد زوجا متدينا يصلي لله ويخاف الله هل إغضاب أمي بتركة عقوق، ولكني أريد زوجا صالحا متدينا كان زميل الدراسة أو غيره
كما أن أمي رغم قبولي تعاملني بجفاء وكره وأنا عاجزة عن إبداء رأي في مصير حياتي وأبي لا يهمه هذه التفاصيل المهم أن أتزوج.....
شكرا......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه وننصحك به ألا تقبلي زوجا إلا من رضيت دينه وخلقه، وخطيبك المذكور قد يفعل بعض الأمور تصنعاً في زمن الخطبة حتى يحصل على رضاك ويتزوجك سيما وقد ذكرت كرهه للحديث عن الدين، فلا تقبليه إلا إذا لمست منه التزاما حقا بالصلاة وغيرها مما افترضه الله عز وجل عليه، ولو رغبت عنه وبحثت عن غيره من ذوي الخلق والدين فلا حرج عليك، ولا عقوق في ذلك، واستخيري الله عز وجل واستشيري وتحري صاحب الخلق والدين، وعليك نصيحة أبويك وحثهما على الصلاة وتحذيرهما من تركها والتهاون بها، وليكن ذلك بحكمة وموعظة حسنة ورفق، وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3006، 17087، 4203، 15025، 16851، 20914، 21794.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رجب 1429(13/1488)
ليس عيبا كون المتقدم مطلقا، أو لديه أبناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة حاصلة على الماجستير والعديد من الشهادات الجامعية تعرفت على شاب يبلغ من العمر 30 سنة مطلق بعد سنتين من زواجه وعنده طفلان توأم وقام بسرد أحداث ارتباطه وطلاقه وطلب أن يتقدم لي، ولكن والدتي رافضة لأنه كان متزوجا وعنده أولاد وقلت لها أننا لا نوافق عليه إلا بعد أن نتأكد أن كل كلامه صحيح وليس خطأ، وجاءت والدتي فى يوم وقالت لي أنها سألت والدي وقالت له إذا تقدم لابنتنا شاب مطلق هل توافق قال لا من غير أن يسأل من، وجاءت والدتي وقالت لي هذا الكلام قلت لها من حقه يقول كذا لأنه لا يعرف وهو سيأتي مع والده ويشرح لوالدي كل حاجة، ولكن بعد أسبوع والدي توفي، وقال لي الشاب إذا كان فيه نصيب بيننا فهو يريد أن والدتي تعيش معنا وإذا سافر للعمل في الخارج فإنه يريد والدتي معنا لأنه صعب أن تعيش لوحدها، علما بأن لي أخوات بنات متزوجات ولكن قال لي أمنا تعيش معنا، ولكن والدتي رافضة، السبب الأول لأنه كان متزوجا، والسبب الثاني أن والدي كان رفضه فقلت لها والدي كان لا يعرف أي حاجة عنه ولا حتى اسمه ولا شغله ولا أي حاجة، ولكنه رافض للمبدأ مثل أي أب، فماذا أفعل علما بأني قابلت الكثير من الشباب بحكم الدراسة والعمل وتقدم لي الكثير ولكن أنا أحس معه بالارتياح والقبول وأعجبت بأفكاره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيسر الله أمرك، واختار لك الخير حيث كان، واعلمي أولاً أن طاعة الأم واجبة وأنها مقدمة على الزواج من شخص معين، وأن طاعتك لأمك سبيل نجاحك وفلاحك في الدنيا والآخرة، فحاولي إقناعها بهذا الرجل، وبيني لها أنه ليس عيباً كونه مطلقاً، أو كونه لديه أبناء ونحو ذلك إذا كان صاحب دين وخلق، ولا بأس بالاستعانة بمن يقنعها من أهل الرأي من أهلك بهذا الرجل، فإن الأيام تمضي سريعة والعمر يتقدم، وقد ورد كراهة التأخر عن الزواج لمن وجدت الكفء، قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يا علي لا تؤخرهن: الصلاة إذا آنت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً. رواه الترمذي وأحمد.
فإذا كان الرجل كفؤاً ولم تكن معارضة الأم لأمر معتبر فلا تلزمك طاعتها، وحاولي الرفق بها لاستجلاب رضاها ما استطعت، وللمزيد من الفائدة تراجع في ذلك الفتوى رقم: 102977.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1429(13/1489)
لا بأس في عرض البنت على رجل صالح ليتزوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 20 سنة وأختي عمرها 27 سنة ولم يرزقها الله بالزوج ... وأنا بصراحة متضايق لهذا الموضوع جداً لأنها لا يوجد بها عيب بأن تكون زوجة من حيث الجمال والعلم، ولشدة حبي لها أتمنى لها السعادة، فما الحل في ذلك من وجهة الشرع ... وماذا أقول لو أعجبني شاب متدين وعلى خلق من حيث تقديم أختي له. وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على إيصال الخير لأختك، ونوصيك أن تهون على نفسك فلا تقلقها بأمر تأخر زواجها فإنها سيأتيها ما كتب لها، فعليك ببذل الأسباب، ومن ذلك أنه لا حرج عليك في عرض أمر الزواج منها على من تحب أن يكون زوجا لها، وينبغي أن تتحرى صاحب الدين والخلق، فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب عرض ابنته حفصة على عثمان بن عفان رضي الله عنه حين تأيمت من خنيس بن حذافة السهمي رضي الله عنه، وقد عرض الرجل الصالح إحدى ابنتيه على موسى عليه السلام المشار إليه بقوله تعالى: قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ {القصص:27} .
ومن أهم ما ينبغي أن تستعين به هو التضرع إلى الله تعالى ودعاؤه أن ييسر لأختك زوجا صالحا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1429(13/1490)
زواج من زنت أو زني بها ثم تابت
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكّ أنّي قمت بذنوب تتعلّق بالنّاحية الجنسيّة وأشكّ كذلك أنّه فعل بي أشياء تتعلّق بهذه النّاحية.
فهل مهما قام المسلم أو المسلمة بذنوب تتعلّق بالنّاحية الجنسيّة أو فعل به أشياء تتعلّق بهذه النّاحية يمكن أن يتزوّج وهل يكفي النّدم الشديد والعزم على ترك تلك الذّنوب؟
هل يجوز أن أقوم بفحص لأتأكّد من عذريّتي؟ وهل يجب عليّ أن أطلع من يتقدّم لخطبتي على مشكلتي؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رحمة الله واسعة ويده مبسوطة بالليل ليتوب مسيء النهار ومبسوطة بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو الذي يقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات، فلتبادر الأخت بالتوبة إلى الله عز وجل، بشروط التوبة المتقدمة في الفتوى رقم: 78925. ولها الزواج بمن يتقدم لها، وكونها قد فعلت بعض الذنوب أو فعل بها لا يمنع ذلك من أن تتزوج، بل إن الزواج يتأكد في حق من تتوق نفسه ويخشى على نفسه من غوائل الشهوة.
ولا يلزم الأخت أن تخبر من يتقدم لها بما حصل منها من ذنوب تابت منها، بل لا يجوز لها ذلك فإن المطلوب هو الستر على النفس وعدم هتك ستر الله عليها، ولما في الإخبار من المجاهرة المنهي عنها.
وأما الفحص لغرض التأكد من سلامة البكارة فلا يجوز لما فيه من اطلاع على العورة المغلظة لغير ضرورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1429(13/1491)
ننصحك بإتمام الزواج بأيسر مؤونة
[السُّؤَالُ]
ـ[اسمي هناء وعمري 22 سنة سأحكي لكم باختصار قصتي:
منذ سنة تقريبا عندما كنت أدرس تقدم إلي شاب واعترف لي بحبه وهو يريدني منذ ثلاث سنوات تقريبا قبل أن يصرح لي، وأنا في بداية الأمر قد صددته كثيرا ظنا مني أنه يريد علاقة ولكنه قال بأنه يريدني زوجة له..ولكنه غير جاهز حاليا وقد صددته كثيرا لأني أعرف أنه لا أمل له وخاصة أنه من منطقة غير منطقتي وأشك حتى في موافقة أهلي لذلك لم أهتم بالموضوع..ولكنه أصر ولكن لم يقل أدبه بل بكل احترام استأذن محادثتي وهو كان طالبا معي في الجامعة فسمحت له..فأخبرني بإمكانياته وأنه ما زال طالبا.. مع العلم أنه يكبرني بسنتين وأنا طلبت منه أن يترك الموضوع مفتوحا إلى أن يوفقه الله ولكن لم أعده بالاتصال به أو حتى انتظاره وقد تخرجنا وظننت نفسي نسيت وظننته نسيني بعد شهور وجدت نفسي متعلقة به وما زال يبعث لي مع فتاة قريبته أنه يريد محادثتي للمرة الأخيرة فقط فحادثته وأنا من داخلي كنت معجبة به حقا فقد كان إنسانا طيبا وخلوقا ويتقي الله..وحدثت تطورات وأصبحت أكلمه..إلى أن تعلقنا ولكننا نخاف الله ونعلم أن ما نفعله لا يرضي الله وأنا خائفة ونفسيتي متعبة ولا أعرف ماذا أفعل تقربت من الله كثيرا وأدعوه أن يعفر لي ذنوبي المشكلة أني أقاطعه فترة على أساس أننا نتوكل على الله ولو فيه نصيب فمنه وحده العلي القدير..ولكن يحدث سبب نتحدث من أجله، أنا حقا أريد حلا أريد راحتي النفسية، أعرف أنني مذنية، وأنا خائفة وأريد الغفران من الله وهذا الشخص قد أحببته من كل قلبي وأتمناه زوجا لي إنه متق لله لدرجة أنه مرة بعث لي مسج لأشاهد قناة الديار وكان فيها الشيخ محمد العريفي يلقي محاضرة عن العلاقات وقد تأثرت جدا..كلانا يعرف أن ما نفعله حراما، ونخاف ربنا ونستغفره ... ؟
ما أريده هو ماذا أفعل أريد أن أتوقف عن محادثته وقد طلبت منه أن يتقدم لي ولكنه غير جاهز وعمله غير مستقر..وأريد أن أنتظره ... وفي بداية الموضوع قد صليت استخارة ... وحلمت حلما أحسسته مريحا حلمت بأنني مع أخواتي الإثنتين واحدة أصغر مني والأخرى أكبر مني ب 7 سنوات متزوجة ولديها أطفال حلمت بأننا في بيت جديد أرضيته خضراء وكأننا في منطقة أخرى وكنا نتفرج على البيت وأنا دخلت الحمام وفتحت النافذة فرأيت منظرا ذهلت له كأنني أرى واحة ماء أزرق نخيل وسماء زرقاء منظر عجبت له من جماله. وأنا دائما أستخير ومرة حلمت بزفافين فقط....دعوت الله إن كان خيرا لي يكتبه لي وإن كان شرا لي يبعده عني ولكنه يكون أقرب وأقرب لي ... ؟
أرشدوني أريد من الله أن يغفر لي أخاف من أن ما أفعله الآن يرجع علي (كما تدين تدان) وأخاف عقاب ربي.. أريد التوبة أريد إرضاء ربي ومغفرته وأنا قد ارتحت لهذا الشخص.............؟
أرشدوني أحس أني تائهة ونفسيتي متعبة وادع لي..والحمدلله رب العالمين
سؤالي أريد التكفير عن ذنوبي والتوقف عن محادثته؟ وإن تقدم لي شخص آخر هل أرفضه لأني أريد انتظاره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن يغفر ذنبك وأن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك.
ومن الجميل أن تبحثي عن أسباب المغفرة؛ ولكن لا يخفى عليك أنك قد تساهلت بالحديث مع هذا الشاب، فيجب المبادرة إلى التوبة وقطع العلاقة معه لئلا يحدث من الأمور ما هو أعظم فيكون الندم ولات حين مندم. وراجعي الفتوى رقم: 70771.
ولا شك أنه لو تيسر لك الزواج منه لكان ذلك أمرا حسنا، وما دمت تستخرين الله تعالى فيه فإن كان في زواجه منك خير يسره الله، وإذا لم يكن فيه خير صرفه عنك، وبمثل هذا تتبين نتيجة الاستخارة، وأما الرؤيا المنامية فليست دليلا حتميا على نتيجة الاستخارة كما بينا في الفتوى رقم: 26141.
ففاتحي أهلك في أمر هذا الشاب إن أمكن ذلك، أو اطلبي منه هو أن يتقدم لك إن كان جادا في الأمر، وإن كان المانع من إتمام الزواج هو مجرد الجانب المادي فإننا ننصح بإتمامه بأيسر مؤونه فهذا من أسباب بركته، وانظري الفتوى رقم: 44235.
ولو قدر أنه لم يتم الزواج فلا ننصحك بانتطار هذا الشاب، بل إن تقدم إليك آخر مرضي في دينه وخلقه فبادري إلى الزواج منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1429(13/1492)
حكم رفض الأم زواج بنتها من غير عربي وارتكب محرمات حال كفره
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة أعيش في الغرب وقد أردت المساعدة من ناس كثر ولكن لم أعرف إذا كانوا يدلوني بشكل صحيح أم خطأ مشكلتي هي أنني تعرفت على شاب غربي، ولكن قد أقبل على الإسلام ونريد أن نتزوج، ولكن هناك أشياء كثيرة تقف في وجهنا.. الأول هي لأنني أريده أن يدرس دراسات عليا لكي نعيش سعداء بغير حاجة إلى المال وقد قبل ذلك ويعمل كل جهده على ذلك، ولكن الأهم هو أنني وقعت في مشاكل كبيرة مع أهلي لأنهم لا يريدونه بما أنه ليس عربيا وأنه قد عمل ما هو حرام عندما كان كافراً ولا يعرف أشياء كثيرة عن الإسلام بعد، فقد ابتعدت عنه عدة مرات لأجلهم ولكن نحب بعضنا كثيراً ولا ندري كيف يمكننا تجاوز كل هذه العقبات، غضبت أمي كثيراً عندما أدركت أنني ما زلت على علاقة معه وأرادت أن أرجع إلى بلدي العربي وأن أبتعد عنها وعنه فهي الآن لم تعد تثق في لا بل وكرهتني.. المشاكل تتزايد يوما بعد يوم لا أريد أن أفعل كالشابات اللواتي هربن من بيوتهن لأجل ذلك، ولكن أريد حلا يرضيني ويرضي أهلي سأذهب إلى بلدي العربي وأنا قد تعودت على بلدي الغربي الذي نشأت فيه ولكن ما زلت على صلة معه وقد أقول الحقيقة لأهلي بعد بضعة أشهر أي الزواج منه إذا نجح في دراسته، ولكن لا أدري ماذا ستكون ردة فعلهم، أنا وأمي مختلفتان كثيراً حتى أنها ضربتني وحرمتني من أشياء كثيرة ولا أتصور أنها حلول للمشاكل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك أولاً على كمال عقلك وحرصك على عدم التشبه بمن يهربن من بيوتهن من الفتيات، واعلمي أولاً أن إقامة مثل هذه العلاقات العاطفية لا تجوز، فيجب عليك المبادرة إلى قطع هذه العلاقة مع هذا الشاب فوراً، وأما أمر زواجك منه فينبغي أن تتريثي فيه، ولا ينبغي لك أن تجعلي مجرد العواطف دافعاً لك للإصرار على الزواج من هذا الشاب، فكثيرات ممن كانت مثل هذه العلاقات العاطفية سبباً في زواجهن كان مصير هذا الزواج الفشل، ولذا ينبغي أن يكون اعتراض أهلك محل اعتبار، إذ أنهم في الغالب يكونون أبعد نظراً، وأشفق على أولادهم، بل الأصل أنه يجب عليك طاعة أمك في عدم الزواج من هذا الشاب.
هذا ولم يتضح لنا معنى قولك أقبل على الإسلام، فإن كان القصد أنه أسلم وحسن إسلامه حتى صار صاحب دين وخلق، وتبين لك أنه أهل لأن يكون لك زوجاً فيمكنك أن تحاولي إقناع أمك بالموافقة على زواجه منك، فإن وافقت فالحمد لله، وإلا فتجب عليك طاعتها كما ذكرنا سابقاً، وهذا ما لم يتبين أنه ليس لها مبرر معتبر في رفضها هذا الزواج، فإن تبين أنه ليس لها مبرر معتبر شرعاً فيمكنك حينئذ الزواج ولو من غير رضاها، ولكن لا يجوز لك الزواج إلا بإذن وليك، فإذا رفض وليك تزويجك ولم يكن له مبرر شرعي للرفض، فيمكنك رفع الأمر إلى أحد المراكز الإسلامية ليتولوا تزويجك.
وننبه إلى أن مجرد كون هذا الشاب ليس عربياً أو أنه ارتكب بعض المحرمات حال كفره ليس مبرراً شرعاً لرفضه والامتناع من تزويجه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1429(13/1493)
الزواج من محاسب في الضرائب
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لي شاب للزواج وهو يعمل بوظيفة محاسب في الضرائب فهل هذا العمل حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجباية الضرائب تجوز في بعض الحالات وتمنع فى بعضها، وقد تقدم تفصيل ذلك فى الفتوى رقم: 5811.
وعليه فإذا كان مجال الضرائب الذى يعمل فيه خطيبك مباحا فعمله مباح لا إثم فيه والزواج منه جائز.
أما إن كانت الضرائب محرمة فلا يجوز له العمل فيه كمحاسب لما فى ذلك من الإعانة على الحرام، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}
وفى هذه الحالة إذا ترتب على الزواج منه أن ينفق عليك من الحرام لعدم وجود ما ينفقه من حلال فلا تقبلي به زوجا، وراجعى فى ذلك الفتوى رقم: 25004.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1429(13/1494)
لا حرج على من طلق زوجته أن ينصحها في أمر زواجها
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجة سنية مطلقة ثلاثا عقدت قرانها على رجل من الطائفة التي تبغض وتسب الصحابة ولم تتزوج لحد الآن هل يحق لزوجها الأول أن يقنعها بترك هذا الزوج ويعود لها لأنه يريد العودة وكذلك لا يريد أن تفسد عقيدة هذه المرأة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على هذا الرجل في نصح هذه المرأة بعدم إتمام الزواج من هذا الرجل الآخر، وعليها هي أن تحذر من مخالطة من قد يؤثر على دينها وعقيدتها، فالمرء على دين من يخالل، فلتطب الطلاق من هذا الرجل أو تخالعه، والواجب على زوجها الأول مراعاة الضوابط الشرعية في الحديث معها لأنها قد أصبحت أجنبية عليه.
وإن أمكن أن تقوم بهذا النصح امرأة أو أحد محارمها لكان أفضل، وراجع الفتوى رقم: 1449.
ولا يجوز لزوجها الأول الزواج منها بعد أن طلقها ثلاثا حتى تنكح زوجا غيره نكاح رغبة ثم يطلقها أو يموت عنها، لأنها بهذه الطلقات الثلاث قد بانت منه بينونة كبرى.
وانظري الفتوى رقم: 51023.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الثانية 1429(13/1495)
تفاوت الناس في تقييم الجمال
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسان حافظ لكتاب الله تعالى ومدرس لحلقات المساجد ومعي شهادة دبلوم في الحاسوب وأريد أن أخطب وأريد شروط الزوجة أن تكون ذات دين وخلق وجمال خاصة إلا أنني أسمر اللون وإذا أريد أن أقول لوالدتي أريد أن أخطب فلانة أحس أنها صعبة، وفي وسوسة داخلي تقول لن تقدر على أي بنت جميلة وأنت أسمر اللون فكيف تنصحوني أن أطلب يدها للزواج. وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الدين هو المطلب الأول والمقصد الأساسي الذي ينبغي اعتباره وتقديمه على كل ما سواه من اعتبارات؛ كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا وجد الدين فلا بأس في طلب الأمور الأخرى كالجمال، بل إن الجمال مطلوب حتى يحصل العفاف المقصود من الزواج، وفي الحديث: تسره إذا نظر.
والجمال أمر نسبي فكل واحد جميل بالنسبة إلى من هو دونه، كما أنه نسبي بالنسبة إلى الناظر، فما قد يراه بعض الناس دمامة قد يراه غيره جمالا وهكذا، ومن ذلك اللون فالسمرة تتفاوت، ونظر الناس إليها يتفاوت، ولا شك أنك ستجد من تكون جميلة في نظرك وتكون في نظرها جميلا، فتوكل على الله ولا تعجز وأبعد هذه الوساوس عنك، واستشعر ما أتاك الله من نعم عظيمة ولا تستهن بها، وإذا ردتك واحدة فستقبلك أخرى غيرها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الثانية 1429(13/1496)
خطيبها ذو دين لكنه يريدها أن تعيش مع أسرته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طبيبة في الامتياز يوجد مهندس متدين تقدم لي وكل شيء مقبول لكنه يريدني أن أعيش مع أسرته ووالدته مريضة وإخواني رفضوا من أجل ذلك وقالوا لي الرأي لك أنا خفت لأن ظروف شغلي لن أقدر أن أخدمهم هل حرام علي أن أرفض لهذا رغم أنه يوجد ارتياح للشخص لكن له إخوة رجال متزوجون ويعيشون معهم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما رفضه والبحث عن غيره من ذوي الخلق والدين فلا يحرم عليك، بل ينبغي لك إن كنت تعلمين أن الأمور لن تستقيم لكما على تلك الحال، ولكن ننبهك إلى أنه لا يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ولو كانت تسكن معهم، وإنما ذلك من حسن إكرامها لزوجها إن استطاعته، وبناء عليه فيمكنك قبول ذلك الخاطب إن كان صاحب خلق ودين والسكن مع أهله إن رضيت ذلك مع العلم أنه يحق لك المطالبة بسكن مستقل.
وأما خدمة أهله فلا تجب عليك كا ذكرت، لكن إن استطعت ذلك أو ما قدرت عليه من الإحسان لهم فهو الأولى لأنه من إحسان عشرة الزوج وإكرامه.
وللمزيد انظر الفتاوى: 63866، 74954، 19333، 106576.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1429(13/1497)
الزواج ممن زنى بها وهل يخبر خاطبها بما كان منهما
[السُّؤَالُ]
ـ[شاب مارس الجنس مع فتاة في أبعد حدوده طيلة 10سنوات ... حتى أنه متأكد أنه أفقدها عذريتها.
والمشكلة أن هذه الفتاة ستتزوج عن قريب ولا تدري بذلك.
وأسئلتي هي:
1 - هل إدا جاءني الذي يريد أن يتزوجها ليسألني عنها أخبره بالحقيقة أم لا؟
2 - هل يلزمني الشرع أن أتزوج من فتاة أفقدتها عذريتها؟ مع العلم أنها كانت تزني معي بإرادتها؟
3 - مارست الجنس سطحيا مع بعض الفتيات ... غفر الله لي ... هل يجب أن أخبر عن الحقيقة لكل من يسألني قاصدا الزواج من هؤلاء الفتيات.
ختاما ادعوا لي الله أن يثبتني في توبتي ... وأن يعفو عني.
أخوكم العائد إلى الطريق المستقيم بإذن الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الثبات على هذه التوبة وأن يتقبلها منك فإن الذنب الذي ارتكبته من أعظم الذنوب، ولكن التوبة تجب ما قبلها وليس هناك ذنب إلا وتمحوه التوبة متى كانت توبة نصوحا، وعليك بكثرة الأعمال الصالحة فإن الحسنات يذهبن السيئات، ولا يجب عليك الزواج بتلك الفتاة بل لا يجوز لك ذلك على أحد قولي أهل العلم حتى تتوب هي توبة نصوحا، فإن تابت جاز لك الزواج، ولكن لا يجب عليك ذلك، ولا يجوز لك أن تحدث أحدا بما كان يحصل منك مع تلك الفتاة أو غيرها، بل يجب عليك أن تستتر بستر الله تعالى، كما لا يجوز لك أن تصرح بما كانت تفعله معك، وإذا استشارك أحد في أمر إحدى تلك الفتيات وكنت تعرف أنها لم تتب، فعليك أن تنصحه بما يفهم منه أنها لا تصلح له من غير أن تصرح له بشيء.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 20761.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1429(13/1498)
الزواج من فتاة باشرها بدون زنا
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة عبر النت وأصبحنا نخرج كثيرا، وأصبحت أحب الفتاة وأريد الزواج منها ولكن مشكلتي هي الثقة، فبعد خروجي معها مرتين أعطتني كل شيء ماعدا الزنا بها، ومند مدة ضميري استيقظ وندمت ندما شديدا، أرجو منكم نصحي هل أتزوج الفتاة أم ماذا أفعل، مع العلم أني وعدتها بالزواج وهل إذا تركتها أصبح مذنبا في حقها؟ وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته يعد من الآثام التي توجب التوبة والاستغفار والندم والإقلاع عن ذلك الفعل، ومن تاب تاب الله عليه، واحمد الله تعالى أنك لم تقع في فاحشة الزنا، أما العفة التي ذكرت فأنت أعلم بحال تلك الفتاة فإن تابت واطمأننت لتوبتها وصدقها معك وعدم انحرافها فلا مانع أن تتزوجها، وتكون عونا لها على الحلال والخير، وسترا لك ولها، وقد تؤجر عند الله إذا أحسنت نيتك وقصدت رضاه، ولو تركتها ولم تتزوجها فلا إثم عليك.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 58166، 80657، 46917.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1429(13/1499)
رفض الأب تزويج ابنته لفقر من تريد الزواج به
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني في الدين أنا فتاة راشدة أعيش بالديار الإسبانية..أريد الزواج بشاب يعيش ببلادي التي هي المغرب، لكن المشكلة هي أن أبي لا يقبل التحدث بالموضوع، أمي موافقة وحاولت أن تقنعه لكنه رافض بحجة أنه ليس من مستوانا. سؤالي هو هل يجوز لي الزواج بدون موافقة أبي؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الشاب المذكور كفؤا للأخت في دينه وخلقه، فإن الواجب على الأب أن يجيب إلى تزويجها به، ولا يجوز له رفضه، بحجة عدم كونه مكافئا لها في المستوى المادي ونحو ذلك على القول الراجح، وانظري الفتوى رقم: 2346.
وعلى الأخت أن تراعي جانب الدين في الشاب المتقدم لها، وأن تتفهم وجهة نظر والدها في رد هذا الشاب، فلعل له وجهة نظر مقبولة شرعا، فإن كان الأمر كذلك فلتطع والدها ما دام الوالد ينظر بنظر المصلحة والخير لها، فإن لم يكن له وجهة نظر معتبرة شرعا، ولم تستطع إقناعه فلها أن ترفع الأمر إلى القاضي أو من يقوم مقامه في البلد المذكور، ليقوم بتزويجها.
وليس لها على كل حال الزواج من غير ولي، وانظري بيان ذلك في الفتوى رقم: 3395.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الثانية 1429(13/1500)
تريد رد خاطبها لكون شهادته أقل ولضعف شخصيته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة لدي دراسات عليا، تقدم لي شاب جامعي، لا أعرفه لكنهم يقولون إنه شاب عطوف وخلوق ومن خلال حديث بعض أقاربه عنه استنتجت أشياء أخافتني، أول أمر أن بيننا فرقا في المستوى الدراسي (الدبلوم) ومن ثم فإن بيننا فرقا في الراتب (راتبي قد يفوق ضعف راتبه) هذا الأمر يخيفني ليس لأني مادية بل على العكس أنا موقنة أن المادة لا تشتري السعادة إلا إذا استعملها العبد فيما يرضي الله، لكنني أفكر بعقلي: فهذا الشخص رجل والرجل تكون لديه تلك الرغبة في التفوق على الزوجة (وأنا لست ضد هذا) ، لكنني أخاف أن لا يتقبل هو هذا الأمر بينه وبين نفسه حتى وإن أخبرني بأن المادة ليست مهمة، فعند الاصطدام بالواقع ربما تتغير الأفكار.... ما يخيفني هو أن يتحول هذا الأمر لسبب يجعله يفسر به كل تصرفاتي (فلا يقبل مني الحوار مثلا أو إبداء الرأي) كما أني لا أتحمل فكرة أن أرى نفسي مجبرة على اتهام نفسي وأن أتظاهر بأني لا أحسن شيئاً أبداً حتى لا أجرح شعوره أو أشعره بالاستعلاء.. كلما أريده أن أكون على طبيعتي، فأعبر عن أفكاري بطلاقة ودون أن أكبتها في كل مرة "ماذا سيقول إن فعلت كذا.."، "ربما سيفهم هذا بشكل خطأ" ... لا أحتمل مجرد التفكير في هذا الأمر.. فالزواج بالنسبة لي سكن وراحة وخصوصا وهذا ما أسأل الله تعالى أن يوفقني له.. أن يكون تعاونا على فعل الخيرات والمضي للأمام ... فإن أمضيت عمري خائفة من ردة فعل الزوج أو التذلل حتى لا يجرح لن أتقدم وأنا لدي أحلام وآمال الله وحده يعلمها.. فأفيدوني من فضلكم، والأمر الثاني أنني فهمت من خلال حديث أقاربه أنه عرضت عليه فرصة سفر للخارج، فسافر لكنه لم يستطع أن يعمل ويدرس في آن واحد (وجد الأمر صعبا عليه كما قالوا) ، فعاد إلى بلده بسبب ذلك وأيضا نزولاً عند رغبة أهله، فهذا الأمر جعلني أشك في قوة شخصيته فقد ترك فرصا كبيرة.. صحيح فيها تعب، لكن ذلك ضروري للنجاح في الحياة، فخفت ألا يكون بالشجاعة الكافية ليشاركني اهتماماتي.. لا أريد أن أتزوج فقط للأولاد والزوج ولكن لفعل شيء للأمة.. أعتذر عن الإطالة وعدم ترابط الأفكار ففكري مشوش، فأشيروا علي؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الشاب صاحب خلق ودين فلا يضره ما ذكرت من الأمور، ونصيحتنا لك أن تقبليه زوجاً بعد أن تستخيري الله عز وجل، وننبهك إلى أن أهم ما يحرص عليه في الخاطب هو خلقه ودينه، ولا يعني ذلك عدم اعتبار الفوارق الأخرى، لكن الدين والخلق هما أساس ما يحرص عليه مع أن كل ما قد يؤدي إلى الألفة بين الزوجين واستمرار الحياة الزوجية ودوامها ينبغي مراعاته وطلبه، وإذا تزوجت هذا الفتى فعسى أن ترفعي من همته وتحثيه على طلب المعالي في أموره العاجلة والآجلة.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19166، 19333، 15598، 107562.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الثانية 1429(13/1501)
حكم زواج المرأة برجل سكير
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أبلغ من العمر 36 عاماً وعازبة ومواضيع زواجي لا تتم دائماً وأتوق لعمل أسرة، تقدم لي شخص نوعا ما مناسب ولكن للأسف سكير، ولا يوجد خيار أمامي والعمر يمر، هل يجوز لي الزواج منه مع محاولتي لإصلاحه، أم لا يجوز ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصحك بذلك حتى يكف عن شربه ويقلع عن ذنبه وتلمسي منه استقامة والتزاما، لأن أهم ما يطلب في الزوج دينه وخلقه فذلك هو مصدر السعادة ويوجب الاستقرار.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى التالية: 64854.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1429(13/1502)
التقدم لخطبة فتاة غير محجبة
[السُّؤَالُ]
ـ[لي استفسار - عن حكم تقدمي لخطبة فتاة ليست محجبة - هل أنا ملزم في أول لقاء تعارف أن أحثها على الحجاب - أم لا -؟
أنا ملتزم والحمد الله - وعند إقدامي علي مسألة الزواج -يخيل لي أن هذا الارتباط سوف يفشل نتيجة اعتقادي بأن العملية الجنسية سوف تفشل، عندي خوف ف ماذا أفعل؟، وشكرا على سعة صدركم لنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصحك بالزواج بفتاة غير محجبة ما لم تشترط عليها الحجاب وترجو التزامها به وبغيره من أحكام دينها وتأمل التأثير عليها، فإن رجوت ذلك منها فلا حرج عليك في خطبتها والزواج بها، وعليك أن تبين لها وجوب الحجاب على المرأة شرعا عندما تجلس معها لخطبتها، وتشترط عليها الالتزام به، ثم تتابع أحوالها بعد ذلك إذا لمست فيها الالتزام والإنابة إلى الله عز وجل وترك السفور ونحوه مما لا يجوز شرعا، وأما إذا لم تتعهد بذلك ولم تلمس فيها الاستعداد له والالتزام به فلا ننصحك بالزواج منها بل تبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين ممن إذا نظرت إليها سرتك وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.
وأما تخوفك من فشل الزواج لما ذكرت فلا ينبغي أن يحول بينك وبينه ما لم تكن تعلم يقينا أو ظنا غالبا أنك لا تستطيع أداء ذلك الحق الزوجي فحينئذ يحب عليك بيان الأمر لمن تريد خطبتها لئلا تظلمها وتقع معها في الخصومة والمنازعة، وأما مجرد التخوف دون سبب بين وعلة واضحة فلا اعتبار له ولا ينبغي أن يحول بينك وبين الزواج.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 95155، 1324، 1422، 6713، 47686.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1429(13/1503)
الفوارق المادية هل تعتبر عند اختيار الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت فتاة كانت زميلة لي في الدراسة وصارحتها بمشاعري نحوها وهي كذلك وكنت قد صارحتها أيضا بعدم مقدرتي على الزواج في ذلك الوقت وكنت قد أخبرتها بتجربة كنت قد سمعتها في أحد البرامج الدينية عن شاب وفتاة اتفقا على أن يتم الافتراق لعدم المقدرة على الزواج على أن يكون هناك وسيط بينهم يتم من خلاله معرفة أخبار كل منهما الآخر إلى أن يحين الوقت إذا شاء الله ويتم الارتباط رسميا ولكن حدثت مشكلة في آخر أيام الدراسة نتجت عن سوء فهم وتدخل بعض الأشخاص لفساد العلاقة بيننا ليست هذه هي المشكلة فقد مر أكثر من عامين على هذه الأحداث حدثت خلال هذه الفترة الكثير من المفارقات والأحداث الغريبة أتمنى من الله وإحساسي أنها أزالت كثيرا من سوء الفهم الذي حدث والآن أعتقد أننا عدنا إلى نقطة الصفر والمشكلة هي أنه توجد فوارق مادية هي الأعلى ولكني رأيت حال أسرتها عن قرب فرأيت حياتهم بسيطة والمشكلة الثانية أنني كثيرا ما أمرض فكان هذا السبب هو سبب أقوى لعدم السعى في إزالة سوء الفهم، السؤال هو هل إذا شاء القدر وكانت لي فرصة الارتباط بهذه الفتاة علما بأني أفهمها وهي تفهمني بأقل مجهود على حد علمي أو نفترض ذلك هل أقبل على هذه الخطوة على الرغم من هذه المعوقات علما بأن جدي قد أبلغني بأنه سوف يساعدني ببعض المال لإيجاد مسكن، إذا المعوقات هي مرضى مع إحساسي أنها لم تسع هي الأخرى في إزالة سوء الفهم لإحساسها أنها أقل منى تدينا والله أعلم بما في القلوب من إيمان، أو سبب آخر في نفسها وهى كانت قد ألمحت لي بهذا الشعور أيام الدراسة هل أقبل على هذه الخطوة أم أستعمل العقل بغض النظر عن المشاعر أم أتبع منطق أن دوام الحال من المحال والأهم هو حالة الراحة النفسية والطمأنينة وفهم الآخر بغض النظر عن أي معوقات أنا أستشير سيادتكم ليس لهذه المشكلة بعينها بالذات وإن كان يهمني أن أسمع رأي سيادتكم فيها لما مر بى خلال هذين العامين من مشقة وأوجاع ليس لآني كنت أحبها فقط ولكن لأني كنت أريد أن أعرف أن ما فعلته أنا هو الصواب في حال كانت هذه المشاعر كانت صادقة منها كما كانت مني، لكن هل إذا كتب لي القدر أن أمر بهذه الظروف مرة أخرى أن أفعل ما فعلته مع تلك الفتاة أم أتصرف على النقيض لأني خلال الفترة الماضية كان أكثر ما يؤلمني أن أكون قد ظلمتها وجرحت مشاعر فتاة لم يكن ذنبها سوى أنها أحبت شابا أنانيا لا يفكر سوى في نفسه دون مراعاة لمشاعر الآخرين.
سؤال آخر هل يوجد إنسان قدمه خير على إنسان إذ لا ترى من خلال علاقتك به ألا كل خير من خلال احداث تدور من حولك لا دخل لك بها وقد تحدث نتيجة أنك فى نيتك لا تريد إلا الخير لذلك الإنسان أم هذه تكون اختبارات من الله ليعلم من يتبعه عن صدق ممن هو منافق في علاقته مع الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يعلم أولا أنه يجب عليك قطع علاقتك بتلك الفتاة أو غيرها من الأجنبيات إذ لا يجوز في الشرع إقامة علاقة رجل وامرأة أجنبية عنه خارج نطاق الزوجية مهما كان غرضها، فاتق الله وتب إليه وكف عن حديثك مع تلك الفتاة ومواعدتها وغير ذلك مما لا يجوز.
وأما زواجك بها فلا حرج فيه إن كانت ذات خلق ودين أو كنت ترجو منها ذلك، ولا اعتبار للفوارق الاجتماعية أو المادية.
ولم تبين ما ذكرته من مواقف خلال فترة مرضك لكن ننصحك بالاستخارة والاستشارة فما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
وأما سؤالك الثاني: فلم يتضح لنا مقصودك منه لكن إن كنت تعني حصول الخير والبركة لشخص بسبب علاقته بشخص آخر أو حبه الخير له فإن هذا قد يكون نعمة من الله عليه وابتلاء له أيشكر تلك النعمة والفضل أم يكفر ذلك ويجحده، وقد يجعل الله تعالى بعض عباده مباركا حيثما حل وارتحل.
كما أن ما يحصل للشخص الآخر قد لا يكون له علاقة بالشخص نفسه وإنما يحصل ذلك اتفاقا، وعلى كل فإن حصول الخير والبركة للشخص مدعاة للشكر والحمد.
وننبهك إلى أن قولك شاء القدر من الألفاظ المنهي عنها إذ القدر لا تسند إليه المشيئة وإنما تسند إلى الله تعالى.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9463، 18095، 19333، 70399، 73736، 26137.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1429(13/1504)
عرض المرأة نفسها للزواج من رجل وقع حبه في قلبها
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أحببت شخصا منذ سبع سنوات حيث إنه جاء ليكلمني بعد تلميحات ولكنني رفضت لأنني لا أقيم علاقة غير شرعية ولكنه أعجبني كثيرا خاصة وأنه لم يقم أي علاقة مع أي فتاة أخرى وهو متدين بدأ حبه يزداد حتى تملكني فأنا لا أريد غيره رغم أنه تقدم لي خطاب..
أريد أن أسال هل الحب موجود أو أنه مجرد وهم يعيش فيه الإنسان، أنا أريد أن أعرض نفسي عليه وخائفة أن أكون قد قللت من قيمتي بذلك خاصة أن الرجل لا يحب أن تخطبه المرأة..
أرجو المساعدة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت حين التزمت أمر ربك، وما أصابك من تعلق بهذا الرجل من غير كسب منك لا تؤاخذين عليه، إذ الحب غير الكسبي لا مؤاخذة فيه، بل يثاب صاحبه على صبره وعفته وخشيته لله تعالى وتقواه كما سبق في الفتوى رقم: 4220.
ونسأل الله عز وجل أن ييسر لك أمر الزواج بهذا الشخص، إن كان في ذلك الخير لك، فإنه ليس للمتحابين مثل الزواج، كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وما دام الرجل متدينا، فنرى أن تعرضي نفسك عليه، أو تستعيني بمن يكلمه، ولا حرج عليك في ذلك فقد فعله نساء صالحات من السلف، وفعله بعض الأولياء لمولياتهم، هذا من باب الأخذ بالأسباب، وإلا فأنت تعلمين أن موضوع الزواج من الرزق الذي فرغ منه، وكتب للإنسان قبل أن يخلق، فإن لم يقدر لك فلا تحزني، واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
وفقك الله ويسر أمرك وأصلح بالك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الثانية 1429(13/1505)
أقامت علاقات محرمة كثيرة ولا تدري بمن تتزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من مشكلة فظيعه جداً ألا وهي أنني عندما كنت في الخامسة عشر تعرفت على شاب وكنت أعيش مع أمي لأن أبي وأمي قد انفصلا وبعد ذلك كان عمره 19 في ذلك الوقت المهم أنه تقدم إلى خطبتي وكنت بالثانوية العامة وأبي رفضه وأجل النظر بالموضوع حتى أتخرج من الثانوية وأعرف أي كلية قد أدخل المهم بدأت العلاقة تتطور حتى حدثت بيننا أشياء لا أسميها إلا أنها قذرة استغل حرماني من حنان الأب وخاصة أن أبي كان بالنسبة لي شيئا كبيرا جداً وأخذ يضغط على نقاط ضعفي وكانت مشكلته أنه كثير العلاقات الجنسية القذرة ولم أكن أعرف ذلك المهم استجمعت كل قواي وتركته حاول الرجوع لي بأي شكل حتى غصب عني ولكني رفضت وكانت علاقتنا لم تصل إلى العذرية، وبعد ذلك ارتبطت بأشخاص كثيرة لأني كنت أريد أن أنساه ولم أستطع مطلقا وتمت خطبتي على شخص يكبرني بـ 19سنة وجهزنا بيتنا ولكن حدث ما لم أكن أريده حاول التحرش بي بمنتهى العنف وأحسست أنني أريد أن ألجأ إلي حبيبي السابق وأرتمي بأحضانه وأشكو له ما حصل بحياتي من بعده ولكن فوجئت أنه خطب بنتا يتيمة وبعدها صدمت كان قبل ذلك بسنة لي صديقا وفيا جداً لم يحاول أن يؤذيني واكتشفت أنه يحبني لم أستطع مجاوبته لأني كنت معذبة بما فيه الكفاية وأحببت أن أنتقم من نفسي أكثر وأكثر أتخطبت لزميل لي في العمل وكان رجلا متدينا جداً جدا، ولكن لم أتحمل أذيته لأني لم أستطع أن أحبه ولم أرد أن أظلمه معي وقررت أن أتركه فأنهار جداً لم يصدق أنني سأتركه المهم تركته ولكن رجع الأول (حبيبي) وطلب مني أن أعود إليه وكنت قد تعبت جداً من البعد عنه المهم طلب مني أن أعود وأنه سيترك خطيبته ولكن عندما طلب منها أن تتركه انهارت ودخلت المستشفى وبعدها قرر بأنه لن يعود لي لأنه لا يريد ظلمها وأنا أقنعته أنني ساعود لخطيبي الأخير وبعدها عند معي وقرر الزواج فوراً واستمرت علاقتي به حتى في أيام زواجه الأولى حتى أنه كان يحكي لي أنه يتعذب ولا يقدر على البعد عني ولا يقدر على العيش معها ولكن قررت أن أتركه، علما بأنه لم يحدث بيننا أي شيء في هذا الوقت أحسست أنه أصبح إنسانا آخر وأخذ يتقدم لي زملائي بالعمل ولكني اخترت أن أخطب لصديقي الذي كان يعرف عني كل شيء كل شيء وسامحني على ما فات وقرر أن نبدأ صفحة جديدة هو ما يتعبني الآن أنني أحبه جداً جداً، ولكن لم أنسى القديم وأنجبت بنتا وأسماها على اسمي ناهد إنها تشبهه كثيراً، المشكلة أنني اقترب ميعاد زواجنا وما يتعبني أننا مثل الأزواج ولكن بعيداً عن العذرية مع أنني أحبه لا أطيق أن يكون بيننا مثل هذه الأشياء بقى على زواجنا شهرين ولا أعرف ماذا أفعل أريد أن أتوب حتى يغفر لي ربي ذنوبي وفواحشي أريد أن أتغير وأغير خطيبي أريد أن نتغير فأرجو الرد علي بسرعة لأنني لا أطيق حياتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وقعت في آثام عظيمة وذنوب كبيرة فبادري بالتوبة الصادقة إلى الله عز وجل، ومن شروطها الكف والإقلاع عن تلك المعاصي، وقطع جميع تلك العلاقات مع أولئك الرجال الأجانب عنك، فيما كان غرض تلك العلاقات، وننصحك بالمبادرة إلى الزواج لتعفي نفسك عن الحرام، وتحمي عرضك من الذئاب المفترسة، ولا تقبلي إلا صاحب الخلق والدين فهو الذي سيكرمك أن أحبك ولا يظلمك إن كرهك، وعدم الحب ليس مبرراً للرفض، فالحب يأتي ويزول وما كل البيوت تبنى على الحب، فاتقي الله عز وجل واعلمي أنك قد أسرفت على نفسك كثيراً، ومن رحمة الله بك ولطفه أن نبهك على ما أنت فيه وأرشدك إلى التفكير في التوبة فبادري إلى ذلك.. واستري على نفسك، ولا تخبري من يتقدم إليك بما قدم كان منك مع هؤلاء الرجال، فإخبارك بذلك ذنب إضافي، وللمزيد في ذلك انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15025، 1753، 5779، 5707، 70577، 79443، 96504، 2014، 25011.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الثانية 1429(13/1506)
حكم الزواج من رجل يعمل في بيع الآلات الموسيقية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 22 سنة محجبة وملتزمة أحضر للتخرج من كلية الهندسة خطبت منذ 6 أشهر لشاب يكبرني بـ 13 عاما مهندس لكنه يعمل في مجال بيع الآلات الموسيقية فأريد أن أعرف إن كان ماله حراما أم لا، فأرجو الإجابة؟ وشكراً لاهتمامكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حرمة الاستماع للمعازف والآلات الموسيقية في الفتوى رقم: 32176.
وما دامت كذلك فلا يجوز بيعها، وثمنها كسبُ خبيث، فإن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وعليه فيتعين نصح الشاب المذكور بالابتعاد عن مجال العمل المحرم والبحث عن وسيلة كسب مشروعة، فإن رفض ذلك ولم يكن لديه من المال إلا ما نتج عن بيع الآلات الموسيقية فلا تقبلي به زوجاً ما دام لا يجد من الحلال ما ينفق منه عليك. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 75126.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الثانية 1429(13/1507)
لا يلزم الفتاة إتمام زواجها من خطيبها الذي زنا بها
[السُّؤَالُ]
ـ[تمت خطبتي من شخص أحبه ويحبني ولكنه فعل الزنا معي عدة مرات ولكن كان يفعله بدون أن أرضى بهذا الوضع ولكن ظهرت منه أشياء سيئة كثيرة طوال فترة خطبتنا ومنها أنه في قلبه كبر كثير ومتعال ومغرور، أنا تبت عما فعلت ولكني الآن لا أتصور حياتي مع هذا الشخص وهو مصر على إتمام الزواج، هل إن رفضت إتمامه يكون ذلك حراما، وهل توجد كفارة عما حدث، الحمد لله أني تبت وأتصدق وأقرأ القرآن فهل رفضي لهذا الزواج خطأ أم صواب. أرجو الإفادة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فثبتك الله على توبتك وغفر لك ما سلف من ذنبك، واعلمي أن الخاطب أجنبي لا يجوز له الخلوة بك ولا النظر إلى ما لا يحل للأجنبي نظره منك، فالخطبة لا يحل بها ما كان محرما، فعليك بالتزام ذلك فإن التساهل فيه هو الذي أوقعك في ما وقعت فيه.
ولا حرج عليك في فسخ الخطبة إذا رأيت أن الشاب لا يصلح، بل إن ذلك قد يكون متحتما إذا لم يكن قد تاب من الزنا توبة نصوحا، وحتى ولو تاب منه فلا ننصحك به ما دام يتصف بتلك الأوصاف السيئة، التي فيها ما هو من الذنوب الكبيرة، ففي الحديث: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. رواه مسلم.
فلا يلزمك الزواج به، وعليك الستر على نفسك والإكثار من الاستغفار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الثانية 1429(13/1508)
كلم فتاة على النت قبيل زواجه فمال إليها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مهندس 27 سنة قمت بخطبة فتاة منذ سنتين وهي تعمل في بلد عربي وقد قدمت استقالتها هذا العام كي نتزوج ولكن منذ أسبوع تعرفت بفتاة على النت حتى الآن لم أرها أو أسمع صوتها ولكنها فتاة ملتزمة متدينة من لحظة معرفتي بها وهي تقربني إلى الله يوما بعد يوم وحدث تغير كبير داخلي وبدأت أتقرب إلى الله وأحافظ على الصلاة في جماعة وأتلو القرآن وأقرأ في كتب الفقه وأستمع إلى خطب العلماء وأنا الآن في حيرة من أمري فإنني متأكد من أن زواجي بهذه الفتاة التي تعرفت بها عن طريق النت سيقربني إلى الله وأشعر بأنها ستكون الزوجة الصالحة لي ولكن في نفس الوقت أشعر بأنني إذا تركت خطيبتي أكون قد ظلمتها خاصة أنها تحبني وانتظرتني سنتين كي أكون نفسي بالإضافة إلى أنها قدمت استقالتها من عملها من أجلي أود أن أقول أيضا إن الفتاة الملتزمة التي تعرفت بها على النت منتقبة كما أنها لم تكن تدري بأنني خاطب كما أنه قد حدث توافق وقبول بيننا بدرجة كبيرة وقد صارحتها بعد ذلك بأنني خاطب فكانت تريد أن تنهي علاقتها بي ولكني ألححت عليها فأنا اشعر أن وجودها بجواري هو السبيل لأبقي قريبا من الله وقد نصحتني بأن أسأل أهل العلم وها أنا ذا أرجو مشورتكم فأنا الآن في حيرة كبيرة من أمري وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تعلم أولا أنه لا يجوز لك إقامة علاقة مع امرأة أجنبية عنك خارج نطاق الزوجية مهما كان غرضها ووسائله.
فعليك أن تكف عن تلك الفتاة وتقطع علاقتك بها لئلا يؤدي بكما الأمر إلى ما لا تحمدان عاقبته.
وأما الخطبة فلا ننصحك بفسخها، ولا ينبغي لك ذلك ما لم يكن هنالك سبب معتبر كعدم التزام خطيبتك أو سوء خلقها أو نحو ذلك. فإن كان هناك سبب معتبر كما ذكرنا فلا حرج عليك في فسخ الخطبة والبحث عن ذات الخلق والدين سواء كانت الثانية أم غيرها.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1072، 21582، 58588، 18857، 7237، 32678.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1429(13/1509)
زنت مع شاب ثم تابا لكنها لا ترغب في الزواج منه
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال هو إذا زنت فتاة ولم تعد بكرا ومن فعل ذلك يريد أن يتزوجها وبعد أن حدث هذا تاب الاثنان وعادا إلى الله وتقربا منه كثيرا إلا أن الفتاة أصبحت تشعر أن هذا الشخص غير مناسب لها ولن يكرمها بعد أن يتزوجها وأصبحت تشعر بزواجه منها كأنه الحمل الثقيل يجثم على صدرها وهي الآن ما بين اختيارين لا تريد أن ترتكب معصية أخرى بأن تخدع شخصا آخر ليس له ذنب وبين أن تتزوج هذا الشخص وأن تعيش تعيسة معه فما هو الحكم الديني في هذه الحالة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأخت المسؤول عنها غير ملزمة بالزواج بمن زنى بها، وكل ما يجب عليها هو التوبة إلى الله من هذه الكبيرة العظيمة، ولها أن تتزوج بغيره، ولا يجب عليها إخباره بما حصل، بل لا يجوز لها ذلك، لأنها مأمورة بالستر على نفسها، وليس في ذلك خداع له، ما دام أنها تابت، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأما كونها لم تعد بكرا فهذا ليس من العيوب التي يثبت بها خيار الفسخ، والتي يجب بيانها، إلا إذا اشترط الخاطب ذلك فلا بد من إخباره بزوالها دون ذكر السبب، وأما مع عدم الاشتراط فلا حرج في عدم الإخبار بزوالها، وإذا عرف ذلك بعد الزواج فلتخبره بأن البكارة تزول بأسباب كثيرة منها حدة الحيض، والوثبة والركوب على حاد ونحو ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1429(13/1510)
الزواج من شاب مسحور
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي الفاضل أنا فتاة في العقد الثاني من عمري أحببت فتى وهو أيضا يحبني ويريدني للزواج، لكن هذا الفتى معمول له سحر بتوقيف حاله أي عدم الزواج وعدم العمل والقيام بالموبقات حتى أنه يشتغل وعندما يضيق به الحال يخرج من العمل بدون شعور ولا يعرف أين يتجه رغم أنه عنده شهادات تؤهله للعمل في أحسن الميادين لكن بعض الشيوخ أكدوا أن عنده سحرا مدفونا منذ زمن بعيد ويصعب اليوم الحفر لاستخراجه لأنه بني عليه عمود للضوء وقالوا بأنه من أصعب أنواع السحر هو السحر المدفون والآن أخي الفاضل أرجوك أن تدعو له بالشفاء وأن يكشف الله ضره ويجمعنا في الحلال لأني لا أريد التخلي عنه في محنته ورغم هذا فالحمد لله يقوم برقية نفسه رغم التعب الشديد الذي يتعرض إليه ويقرأ القرآن ويصلي، المرجو أن تمدونا بعلاج لهذه الحالة المرضية، أرجو الرد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن علاج السحر بالرقى الشرعية يرجى حصول النفع به إن شاء الله، وقد قدمنا فتاوى فيها بيان الرقية الشرعية وضوابطها، فراجعي منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 80694، 5252، 2244، 60924.
واعلمي أن هذا الشاب لا يزال أجنبياً بالنسبة لك، فعامليه معاملة الأجانب، وننصحك بعدم التعلق به وعدم الحرص على الزواج منه حتى يتعالج من السحر، فإن الرجال كثير والمسحور المغلوب على أمره لا يؤمن ولا يضمن أن تستقر الحياة الزوجية السعيدة معه، ويمكن أن تعرضي نفسك على بعض من يرتضى ديناً وخلقاً من الرجال الطيبين بواسطة إحدى محارمه أو أحد محارمك، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73900، 104852، 105449، 108364.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1429(13/1511)
الزواج من فتاة رفضها أبوه لأن أباها مبتدع
[السُّؤَالُ]
ـ[فأرجو الإجابة على هذا السؤال: بسم الله ... أحببت فتاة وأحبتني، وأقمت معها علاقة حب، ولله الحمد تبنا من هذه العلاقة، وقبل التوبة قررنا أن نصلي استخارة كي نعلم هل نرتاح لبعضنا البعض، فأحسسنا بالضيق (فهل الصلاة في حالتنا ونحن على معصية صحيحة) ، وبعد التوبة صليت عدة مرات وأحسست براحة للزواج بها، ولما أخبرت والدي رفض أبي لأن أباها ينتمي إلى بعض الطوائف المبتدعة، ولكن هي سنية كأمها وقد كررت عليهم الأمر عدة مرات ولكن أبي رافض بل أحسه متضايقأ مني، وحتى أني صليت استخارة لأنصرف لغيرها للزواج ولكن قلبي مال لها!! وقد دعوت الله أن يرزقني هذه الفتاة زوجة لي، وقد رأيت في المنام أن أبي موافق، ومرة أخرى رأيت أنني مقبل على الزواج بها، ولكن أخي مستغرب كيف أتزوج من فتاة من طائفة مبتدعة، ومرة أخرى حلمت أنني أكلمها فهل هذا يدل على أنها زوجة لي، وهل رفض أبي هو دليل على صلاة الاستخارة وأن زواجي بها شر لي، وهل من الممكن أن يوافق أبي بسبب الصلاة؟ بارك الله فيكم ووفقكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمنامات والأحلام لا اعتبار لها، لكن قد يستأنس بها، وخلاصة القول أنه لا حرج في الزواج من تلك الفتاة إن كانت ذات خلق ودين ولا يضيرها اعتقاد والدها، ما دامت هي لا تعتقد ما يعتقده، ولكن إذا كان والدك يعارض زواجك منها فعليك أن تحاول إقناعه بها فإن اقتنع فالحمد لله وإلا وجبت عليك طاعته وصرف النظر عنها، إلا إذا خشيت الوقوع معها في المعصية فحينئذ قدم رغبتك فيها على رغبة والدك عنها، واعلم أنه إذا كنت استخرت الله تعالى بصدقٍ وإخلاصٍ فما يكون من ذلك -أي من زواجك بها أو عدمه- فهو الذي فيه خيرك وصلاح أمرك.
فمن استخار الله عز وجل اختار له ما فيه خيره وصرفه عما فيه شره، فالعبرة في الاستخارة بما يكون، وأما انشراح الصدر وتيسير الأمر عقب الاستخارة أو عكس ذلك فهو مما يستأنس به في الإقدام أو الإحجام فحسب. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 76761، 23084، 17763، 42990، 18554.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1429(13/1512)
طاعة الشاب أمه في عدم الزواج من امرأة بعينها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 26 سنة أحب شابا من العائلة لكن أمه وأخته لا يريدان خاصة أخته وهي شريرة لدرجة كبيرة وبداخلها شر كبير وتحب الكذب والمشاكل بصورة جنونية لدرجة أنها قالت لأخيها إنني كنت حاملا وإنني لست عذراء وإنني كانت لي علاقة مع أخيه وأشياء أخرى كثيرة لكنه لم يصدقها لأنه يعرفني جيدا علما أنها مخطوبة ولها علاقات كثيرة مع الرجال، المهم أنا متمسكة به وهو أيضا متمسك بي وقام بردعها عني مرات عديدة لدرجة أنه ضربها لكنها ترجع دائما لعادتها علما أنه يعمل في مدينة أخرى وهذا ما سهل عليها فعل المشاكل أنا يتيمة الأب حائرة ماذا أفعل وأشعر أني وحدي ليس لدي أحد علما أنها ربما تتزوج بعد رمضان إن شاء الله.
المهم أرشدوني ماذا أفعل أرجوكم لوجه لله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استطاع الشاب إقناع أمه بالزواج منك فبها ونعمت وإلا فيجب عليه طاعة أمه لأنها أوجب عليه من الزواج بامرأة بعينها، وأما أخته فلا اعتبار لرضاها أو عدمه، لكن إن رضيت أم الفتى وأراد الزواج منك فينبغي لك مصالحة أخته ودرء شرها لئلا يؤثر العداء بينكما على حياتك الزوجية.
وننبهك هنا إلى حرمة إقامة العلاقة مع ذلك الفتى أو غيره خارج نطاق الزوجية، فعليك أن تكفي عن لقائه والحديث معه أو غير ذلك مما هو محرم شرعا كالخلوة أو اللمس أو غير ذلك حتى يعقد عليك عقد نكاح شرعي، أو ابحثي عن غيره من ذوي الخلق والدين، وإذا اتقيت الله عز وجل وتبت إليه ودعوته فرج همك وكشف كربك ويسر أمرك ورزقك من حيث لا تحتسبين.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4220، 23725، 39905، 3778، 3846.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1429(13/1513)
الأسس التي توضع كمقياس لنجاح الحياة الزوجية
[السُّؤَالُ]
ـ[نلاحظ في واقعنا الحالي أن معظم الأسر العربية خاصة يحددون مقومات يدعون أن على أساسها يكون الزواج ناجحا على سبيل المثال:
1- الطبقة المادية للمرأة يجب أن تكون أقل من الرجل، حتى لا تصبح هي المسيطرة بمالها في المستقبل، وأن لا تستخدم مالها سلاحا في وجه زوجها.
2- يجب أن يكون مستواها التعليمي أدنى من مستوى الرجل التعليمي حتى يكون هو المتسيد.
3- يجب أن يكون هناك فارق في السن بينهما يتراوح بين 3 سنوات و 6 سنوات (أن يكون الرجل أكبر بهذه الفترة الزمنية) .
4- أن تكون من نفس جنسيته، ويمنع منعا باتا على الرجل أن يطلب يد من هي من بلد آخر مع العلم بأنها مسلمة.
ما رأي الدين في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشارع الحكيم لم يعتبر هذه الأمور أساسا في نجاح الحياة الزوجية وإنما أرشد إلى الدين والخلق.
لكن لا حرج في مراعاة ذلك سيما عند اختلاف العوائد والأعراف لأن المقصد الأسمى هو تحقيق كل ما يدعو إلى استمرار الحياة الزوجية واستقامتها، فإذا كان في عرف مثلا أن الرجل لو تزوج بامرأة أكبر منه سنا أثر ذلك على استقامة الحياة الزوجية وعدم استقرارها في الغالب فلا حرج في مراعاة ذلك وتجنبه وهكذا.
لكن من حيث الأساس فالمعتبر في الشرع والذي أرشد إليه عند اختيار الزوجة أو الزوج هو الدين والخلق إذ هما أساس استقرار الحياة الزوجية وانضباطها وفق مبتغى الشارع.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51960، 2346، 24855، 39905، 65570، 15788.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1429(13/1514)
الزواج من فتاة أهلها مغرورون
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أريد أن أخطب فتاة تصغرني بـ 6 سنوات حيث إن عمري 23 سنة ولي رغبة صادقة في الارتباط بها والفتاة على خلق محترم وهي لها علاقه بابنة أختي (صاحبتها وابنة عمها) وأنا صليت الاستخارة أكثر من 10 مرات ومرتاح ولكن الذي يشغل بالي وأتردد كثيرا لما أتذكره هو أهل الفتاة حيث إن أمها مغرورة وكذلك أهل أمها وهم معروفون بين الجماعة بهذا الشيء والبنت علاقتها قوية بأهل أمها وخاصه بنات خالاتها ويعتبرون متفتحين نوعا ما ... أنا خائف أني أتزوج البنت وأصطدم ب واقع لا يعجبني وأن تأخذ البنت الكثير من صفات من حولها وكذلك أهلي مترددون لنفس السبب، علما بأن أخلاقها مقبولة وطيبة وأنا أبغيها لكني متردد ... أتمناها ولكن متخوف وصليت الاستخارة كثيراً ... فأفتوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه وننصحك به هو النظر إلى خلق الفتاة ودينها، فإن كانت مستقيمة في دينها مرضية في خلقها فلا يضيرها ما ذكرت من غرور أهلها وغيره، وقد استخرت لله عز وجل فامض في الأمر، فإن كان لك فيه خير فسييسره الله عز وجل وإلا فسيصرفك عنه، وعلى كل فينبغي أن تكثر من الاستخارة والاستشارة لذوي الحجا والرأي من قومك، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار، وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20022، 94837، 1324.
وبإمكانك مراسلة قسم الاستشارات في موقعنا فلهم بعض التجارب مع من هم في مثل حالتك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1429(13/1515)
اختيار الرجل امرأة معينة للزواج منها ودور الأهل
[السُّؤَالُ]
ـ[على ماذا يقتصر دور الأهل (عند الرجل والمرأة) في شأن الزواج في حال رغبة الرجل الزواج من مرأة معينة هو اختارها ويراها مناسبة له، وفي الوقت ذاته هذه المرأة لا يعيبها شيء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرجل ينبغي له أن يحسن اختيار زوجته، وأن يتحرى ذات الدين التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر وتحفظه إذا غاب، وينبغي له استشارة أهله في هذا الأمر، لاسيما والديه، وينبغي لأهله إعانته على إعفاف نفسه وإكمال دينه، بالمشورة والنصح والمساعدة، ولا ينبغي أن يكونوا عائقاً دون ذلك.. وعليه أن يطيع والديه وأن يقدم رضاهما وطاعتهما على الزواج من امرأة معينة إذا أمراه بعدم الزواج بها ما لم يخش على نفسه الوقوع في الأمر الحرام، وانظر لذلك الفتوى رقم: 17763.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1429(13/1516)
حكم الزواج بفتاة تعمل في قرية بعيدة
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد تعرفت بفتاة مهنتها معلمة من أسرة محترمة أريدها زوجة ولكن عملها في قرية تبعد عن مدينتي حوالي ساعتين ونصف هو المشكل والالتحاق بالزوج يمكن أن يستغرق 3 أو 4 سنوات أو أكثر وحتى إذا حدث الانتقال لن يعطوها المدينة التي أقطن وأشتغل فيها التي تعرف ازدحاما كبيراً برجال التعليم، بعد مرور سنوات يمكن أن يأتوا بها إلى منطقة قريبة من مدينتي وهذا ما سيضطرني إلى الذهاب للسكن معها وأقطع يوميا كيلو مترات للذهاب إلى عملي وهذا ليس سهلا، وهناك مشكلة أخرى عندما نرزق إن شاء الله بالأطفال كيف سنعتني بهم وهناك لن نجد لا أهلنا ولا الوقت الكافي للاعتناء بالأطفال، خلاصة القول قلبي يريدها وعقلي مع هذه المشاكل لا يريدها، إنني حائر أفتوني ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولاً أن أساس الاختيار في الزواج هو الدين والخلق، فإذا كانت هذه المرأة على دين وخلق فننصحك بالزواج منها، وأما عملها فيمكنك أن تشترط عليها تركه، ويجب عليها الوفاء بهذا الشرط إذا وافقت عليه، وراجع الفتوى رقم: 1357. ولا تنس أن تستخير الله تعالى قبل الإقدام على الزواج منها، وانظر الفتوى رقم: 19333.
وعلى تقدير أنها لم توافق على هذا الشرط، ولم يكن بالإمكان أن تقيم معك حيث تقيم بعد زواجك منها إلا مع شيء من المشقة والحرج فقد يكون الأولى ترك الزواج منها والبحث عن غيرها، فالنساء غيرها كثير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1429(13/1517)
الزواج من فتاة يأبى أبوها أن يعترف بها
[السُّؤَالُ]
ـ[السادة الأفاضل أريد الجواب بسرعة أكرمكم الله، أريد أن أتزوج من بنت خالتي لكن لديها مشكلة وهي أن أمها طلقت بعد شهرين أو ثلاثة فوضعت هذه البنت البريئة فتبناها جدها والذي هو حرام البنت كبرت فطالبت بمعرفة أبيها فلما ذهبت إليه وطلبت منه أن يعترف بها طلب منها أن يجروا التحاليل الطبية فأبت الأم أو العائلة وهنا تشكلت الأمور فوقفت والتجأت إلى الله وبإجابتكم الوافية؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فزواجك منها لا حرج فيه وهو ما ننصحك به إن كانت ذات دين وخلق صوناً لها وستراً عليها، ولا اعتبار لعدم اعتراف والدها بها ورفضه إياها، فيصح نكاحها ولو كانت من زنى، ويتولى نكاحها غيره من أوليائها كجدها، ولكن ننبه هنا إلى أنه لا يجوز لأبيها نفيها والتبرؤ منها إن كان مكث عليها كل تلك الفترة الماضية من عمرها دون عذر له، وهي ابنته ملحقة به شرعاً إن كانت ولدت على فراشه لستة أشهر فأكثر من يوم دخوله بأمها، لأن تلك الفترة هي أقل الحمل، والتحاليل الطبية إنما هي مجرد قرائن ولا تفيد القطع بعدم النسب، ولا يجوز الاعتماد عليها ولا اللجوء إليها إلا عند غلبة الظن في انتفاء البنوة.
وأما الجد الذي تبناها فإن كان جدها لأمها ونسبها إليه فلا يجوز له ذلك وعليه أن يتوب إلى الله تعالى، وأما إن كان قد ضمها إليه ورباها وأحسن إليها دون أن ينسبها إليه ففعله حسن وله الأجر والمثوبة عند الله عز وجل، وأما إن كان المقصود بجدها أي جدها لأبيها ففعله أخف لكونه أباً لها ولا يترتب على فعله انقطاع النسب، ويمكن نسبة الابن إلى جده، كما أنه إذا كان المقصود هو جدها لأبيها فلا يصح لوالدها نفيها والتبرؤ منها؛ لأن تبني جدها لها يدل على علمه بها وسكوته عليها، فيسقط حقه في نفيها، بخلاف ما لو كان المقصود جدها لأمها فقد لا يكون الأب على علم بها فيكون له عذر في ذلك، ويحق له نفيها إن علم بها إن غلب على ظنه عدم كونها منه. وللمزيد في ذلك انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19582، 36908، 7424، 31446، 39240، 73954، 29855.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1429(13/1518)
فضلت ذا الدين على قريبها فمرض ثم مات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 28سنة لدي أحد أقربائي كان يرغب في الزواج مني ولكن تقدم لي شخص آخر ملتزم وأنا قبلت ولكن قريبي هذا عندما علم بالأمر أصيب بمرض نفسي وبعدها توفي رحمه الله فهل أنا مذنبة أريد الرد لأني أعاني من عذاب الضمير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك فيما فعلت إذ يجوز لك اختيار صاحب الخلق والدين، وأما موت الرجل فهو قدر ومقدور، نسأل الله أن يرحمه وأن يغفر له.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتويين التاليتين: 64463، 4203.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1429(13/1519)
بحث الأم عن زوج لابنتها من خلال القنوات الفضائية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أن تقوم أم بالبحث لابنتها عن زوج صالح عن طريق الرسائل أسفل القنوات الدينية أو مواقع الزواج حيث إن البنت تقدم سنها ولا يتقدم لها إلا من لا دين ولا أخلاق له؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج على المرأة في أن تبحث لابنتها عن زوج، والأفضل في البحث أن يكون بالطرق المعتادة لذلك، وينبغي أن لا يحملها تقدم سن ابنتها على قبول من لا دين له ولا خلق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على المرأة في أن تبحث عن زوج صالح بالطرق الشرعية أو أن تبحث لها عنه أمها أو أحد قرابتها، وكنا قد بينا ذلك من قبل فلك أن تراجعي فيه فتوانا رقم: 10103.
وإرسال الرسائل إلى القنوات الدينية بغرض الزواج الأصل فيه أنه حلال ما لم يؤد إلى حرام، وذلك لأن الأصل في الأشياء عموماً الإباحة ما لم يرد فيها دليل تحريم، ولكن هذه الوسيلة ليست هي الوسيلة المثلى للزواج، لأن معرفة حقيقة حال من يراد الزواج منه عن طريق القنوات من الصعوبة بمكان ... وعلى من يريد الزواج -رجلاً أو امرأة- أن يتقي الله تعالى، ويفوض أمره إليه وينبغي أن يلح على ربه الكريم في الدعاء، ويبحث عن الزواج بالطرق المشروعة المعهودة، فيوصي من يثق بدينه وورعه وحفظه للسر بالبحث له في محيطه وفيما حوله فعسى أن يكون لديه خبر عمن يصلح لما يريد.
ونوصي تلك الأخت بأن لا يحملها تقدم سن ابنتها على قبول شخص لا دين له ولا خلق، فالذي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالبحث عنه وقبوله زوجاً هو صاحب الدين والخلق، قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي من حديث أبي حاتم المزني.
وصاحب الدين إن أحب المرأة أكرمها، وإن أبغضها كان دينه حاجزاً بينه وبين أن يظلمها، ومن لا دين له إذا أبغض ظلم واعتدى ... ونسأل الله أن ييسر لكم رغبتكم ويصلح أمركم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1429(13/1520)
الزواج من أوربية مسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أرغب في أن أتزوج امرأة بلجيكية مسلمة ومحافظة والسبب في ذلك أني من دولة مستعمرة فرنسية وأريد مواصلة دراستي الجامعية بعد حصولي على دبلوم عال في اللغة العربية بعد الثانوية من جامعة الإمام ودولة بلجيكا غالبية أهلها يتكلمون الفرنسية وسمعت كذلك أن المسلمين فيها محافظون على دينهم وهذا شرف مهم ... أرجو أن توجهوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك قطعا في زواجك من بلجيكية مسلمة، واختلاف الجنسيات غير مؤثر في ذلك.
أما عن دراستك هناك فلا مانع منها إن كان يمكن معها الحفاظ على الدين والقيم والأخلاق التي جاءت بها الرسالة ونصت عليها الشريعة الإسلامية.
لكن إن كان هذا التخصص الذي تريد أن تدرسه موجود بنفس الكفاءة في بلاد المسلمين فالأولى لك عدم السفر والبقاء في بلاد أهل الإسلام والدين، وبذلك تجمع الحفاظ على دينك وخلقك وتحصيلك العلمي.
وراجع الفتوى رقم: 31862.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1429(13/1521)
لا ترضين بغير صاحب الخلق والدين زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[ياشيخ تقدم لزميلتى شاب فرفضته لأنه نصف ملتزم بمعنى أنه يصلى ويدخن يصلي ويتعصب على والديه وكل هذا بحجة ظروفه الصعبة التى يعيشها فرفضته وهي الآن في حيرة فتقوم زميلتي بإرسال رسائل إلى هذا الشاب من خط مختلف غير خطها الأصلي وهذه الرسائل إسلاميه تحوي في مضمونها قول لا إله إلا الله. أطع والديك. اذكر الله في كل أحوالك وزميلتى تقسم لي أنها لم تكلمه أبدا وكل ماتقوم به هو إرسال الرسائل الإسلاميه بقصد إصلاحه وهي ترسل هذه الرسائل من سنة فهل إرسال هذه الرسائل حلال أم حرام فهي حائرة في النوايا هل تقوم بإرسال هذه الرسائل بقصد إصلاحه أم بقصد أن يعرف أنها هي ويتقدم لها مرة أخرى أرشدنى كيف أنصحها وهي إنسانة والحمد لله ملتزمة ولو هو حرام وتصر عليه ماعقابها وهى دائما تخشى الله وتقوم بفعل هذه الأشياء في اعتقادها لإصلاح البشر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمثل تلك الرسائل لا حرج فيها إذا أمنت الفتنة، واقتصر الأمر على دعوته إلى الله فقط بهذه الطريقة، ورجي تأثيرها عليه، لكن الأولى والأبعد عن الريبة هو عدم إرسال تلك الرسائل، ويمكنها أن تسلط عليه بعض أهل الصلاح والفضل من الرجال لدعوته ومحاولة التأثير عليه وعلى سلوكه.
وإن كانت ترغب في نكاحه وترجو صلاحه واستقامة حاله فلا حرج عليها، ويمكنها أن تخبره برغبتها فيه عن طريق رسالة أو عن طريق أحد أقاربها ونحو ذلك من الوسائل ليتقدم إليها ثانية وتتزوجه.
ونصيحتنا لها ألا ترضى بغير صاحب الخلق والدين فهو من يعفها ويكرمها ولا يظلمها.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 103872، 102767، 14672.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1429(13/1522)
ارتباط المرأة برجل مع شعورها بقلة إيمانها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أتمني شخصا ما ولكني أحس بأني أقل منه من ناحية ديني فقد أذنبت كثيراً وكلما أتوب عن خطئي أجد نفسي أقع فيه ثانياً والله رغم رغبتي الشديدة في التوبة، فهل يحق لي أن أرتبط به أحس أنه يستحق فتاة أحسن مني من ناحية الدين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أن تبادري بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ولا يتم ذلك إلا بالإقلاع عن الذنب والندم الحقيقي على حصول الذنب منك، وعقد العزم الجازم على عدم العودة إليه فيما بقي من العمر، وعليك أن تستتري بستر الله تعالى ولا تخبري أحداً بما وقع منك.
وإذا أخلصت التوبة ثم حصل منك ذنب بعد ذلك من غير إصرار سابق ولا عزم عليه فسارعت إلى التوبة فهذا شأن سائر المؤمنين، كما قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ {الأعراف:201} ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون. أخرجه الترمذي والحاكم وغيرهما..
وعلى كل فلا حرج عليك في أن ترتبطي بالزواج من الشخص الذي تريدين، ولا داعي للتقليل من نفسك ما دمت قد تبت توبة صادقة، فإن من تاب تاب الله عليه والتوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ...
وبالإمكان أن تستفيدي من الشخص المذكور إذا كان صاحب علم ودين وخلق..
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30351، 79966، 9990 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1429(13/1523)
ضوابط عرض المرأة نفسها على الرجل للزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تستطيع الفتاة السعي وراء رجل من أجل الزواج بوجود وسيط وهذا الرجل يريد الزواج وهو أرمل ولديه ولدان ولكنهم من بلاد مختلفة وسيكون التعارف على النت بضوابط شرعية لمدة قصيرة (قبول أو رفض) هل هذه مغامرة وما رأيكم بهذا الموضوع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الرجل ذا خلق ودين فلا مانع من السعي للزواج به ولو بطريق النت أو الهاتف بشرط التزام الضوابط الشرعية..
ومنها: وجود من ينتفي خوف الفتنة بوجوده، وإن كان وليا أو محرما فهو أولى، وان لم يمكن فوالدة أو خالة أو عمة أو أخت، والأحسن أن يتولى من معك الحديث عنك.
ومنها: اقتصار الحديث على ما يلزم لإخباره بذلك.
ومنها: عدم الخضوع بالقول.
ومنها: عدم عرض صورتك له.
قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى: إني أريد أن أنكحك الآية: فيه عرض الولي ابنته على الرجل، وهذه سنة قائمة، عرض صالح مدين ابنته على صالح بني إسرائيل، وعرض عمر بن الخطاب ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان، وعرضت الموهوبة نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم،
فمن الحسن عرض الرجل وليته، والمرأة نفسها على الرجل الصالح، اقتداء بالسلف الصالح قال ابن عمر: لما تأيمت حفصة، قال عمر لعثمان: إن شئت أنكحك حفصة بنت عمر، الحديث انفرد بإخراجه البخاري. انتهى.
ونؤكد عليك ثانية الحذر من أن تستدرجي عن طريق الاتصال بهذا الرجل بأي طريق من طرق الاتصال فينبغي أن تفوضي هذا الأمر إلى أحد محارمك من الرجال أو تشاركي فيه العقلاء من قريباتك، فكم نصب الخبثاء من الحبائل لبنات المسلمين حتى جروهن إلى ما لا تحمد عقباه.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7682، 21489، 35201، 44922، 210، 1072، 1932.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1429(13/1524)
تصر أمها على رفض خطيبها وهي تريد الزواج منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت زميلا لي في الجامعة وبعد الدراسة وحصوله على عمل تقدم لخطبتي ولكنه رفض بسبب أن الشقة صغيرة وبيت عائلة وأن عمله غير مناسب. ورضيت بقرار الجميع-لكن بعد فترة انتقل لعمل أفضل ومناسب وتقدم مره أخرى وعندما تكلمت مع والدي قال لي إنه موافق عليه وعلى عائلتة وطالما أنا موافقة على الشقة وخصوصا أنه كرر طلبي لمدة سنتين لم يتقدم خلالها شخص مناسب؟
ولكن المشكلة الكبرى في والدتي فهي ترفضه من قبل أن تراه وترفض أسرته كل مرة عندما يتكلم ببابا كانت تغضب زيادة وهي ترى أني أريده ولأني أفكر فيه منذ سنين ولم تنجح كل المحاولات من أبي وخالاتي لإقناعها، وأسبابها أنها غير مرتاحة ولا تريدني أعيش في بيت عائلة وكذلك أنا كنت أعرفه وأن معرفتي له حرام وربنا لن يبارك في الحرام.
وانا الآن عمرى27 سنة ولا أرى غيره وخصوصا بعد أن اقتنع أبي وأخي وكل من يعرفه بأنه إنسان مهذب ومتدين ومحبوب بين زملائه ومرؤوسيه فى العمل، وقال لي والدي أقنعي أمك، وأنا سأنفد ولكن لا ينفع أن تتزوجي بدون رضاها، أنا متعبة ولا أعرف ماذا أفعل لأني حاولت مع أمي كثيرا ولكنها رفضت بشدة، وأكدت أني إذا كنت أريد أن أتزوج فلأذهب لحالي، ولكني رفضت وقلت لها أنا ليست لي غير أم واحدة ورجوتها ولكنها ما زالت مصرة على رأيها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك أن تتزوجيه دون رضى أمك إذا كان لامتناعها مسوغ معتبر منه ما لم تخشي من الوقوع معه أو مع غيره في الحرام وفيما يغضب الله عز وجل.
والأولى هو محاولة إقناعها ببيان رغبتك فيه وتعلقك به وخشيتك من فوات قطار الزواج لتقدم السن بك ويمكنك توسيط بعض من لهم وجاهة عندها من أقاربها وذوي الصلاح والفضل، فان قبلت فبها ونعمت وإلا فاصرفي نظرك عنه ولعل الله يرزقك خيرا منه بسبب طاعتك ومرضاتك لأمك إلا إذا خشيت من الوقوع معه أو مع غيره في الحرام إن لم تتزوجيه فلا حرج عليك في الزواج منه دون رضاها لأن طاعة المولى سبحانه أولى ولا طاعة للمخلوق فيما يؤدي إلى معصية الخالق سبحانه.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47340، 96170، 9463.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1429(13/1525)
زواج المصاب بالربو الشعبي وهل يلزمه إخبار زوجته بمرضه
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي مشكلة تحيرني, في المدة القريبة القادمة إن شاء الله سوف أتزوج وهذا كله بضغوطات من أهلي وهذا طبعا هم غير واقعين في مشكلتي الصحية والذي يهمهم هو الزواج فقط حتى لا يتحملوا أي مسؤولية دينية , مشكلتي هي أنا عندي الربو الشعبي بشكل كبير بالرغم من أنني رجل طبيعي وأعيش حياة طبيعية وأعمل وكل شيء أعمله ولله الحمد وأذهب إلى الطبيب بانتظام والطبيب قال لي هذا لا يمنع من الزواج وقال لي يجب أن تتزوج حتى تخف هذه المشكلة ولكن أنا عندي إحباط نفسي ورافض فكرة الزواج نهائيا بالرغم أنني وصلت إلى عمر متقدم 34 أنا خائف من عدة أمور هي ,الرفض من أي فتاة أتقدم لها هل أعلم الفتاة التي أتقدم لها في رأي الدين, وماذا أفعل لو ترفض الفتاة التي أتقدم لها.هل الربو الشعبي مرض طبيعي في رأي الدين, وكيف يتعامل الزوج مع زوجته في المستقبل في هدا الإطار, وأنتم تعرفون أن الزواج يكون فيه احتكاك مباشر بين الزوجين ,وهل يجوز للزوج وضع فمه على فم زوجته, أفيدوني إنني والله في حيرة من أمري , وخاصة أنا موجود للدراسة في بلد الكفار وعايش في أعصاب وأتمنى في نفسي الزواج ولكن خوفي من مشاكل ممكن أن تعكر حياتي الزوجية بسبب الظروف الصحية التي أشرت إليها سابقا. وهل المرض مقدر من الله سبحانه وتعالى
وهل أنا مرتكب ذنبا دينيا في حق نفسي وفي حق الله وفي حق ديني , وهل أعطي الإذن إلى
أهلي بالبحث عن زوجة حتى أكمل ديني, وعندي صديق عرض علي أخته هل أقول له عن مرضي , أفيدوني في أسرع وقت ممكن جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يمن على الأخ بالشفاء العاجل ونقول له: إن هذا المرض شائع وكثير في الناس، وليس من الأمراض المعدية، أو المؤثرة على الزواج، وعليه فيجوز لك الزواج، بل يستحب وأنت محتاج له وقادر عليه، وقد يجب إذا خشيت على نفسك الزنا، وعليك أن تترك هذه الوساوس، وتستعين بالله عز وجل.
ولا يجب عليك إخبار من تتقدم لها بهذا المرض مادام لا يؤثر على الحياة الزوجية، ولن يكون لهذا المرض بإذن الله أثر على التعامل مع الزوجة، وممارسة الحياة الزوجية بشكل طبيعي، ونحن نعرف الكثير ممن هم مصابون بهذا المرض، ومتزوج ولديه أبناء ويعيشون حياة زوجية مستقرة، ولن تعدم بإذن الله امرأة تقبلك بل النساء يبحثن عمن هو دونك حالا من الرجال، فثق بالله تعالى وتوكل عليه،.
وعن سؤالك هل هذا المرض مقدر فنقول إن كل الأمراض والمصائب وغيرها مقدرة من الله عز وجل، ولا يكون شيء في كون الله عز وجل إلا بإذنه وتقديره كما قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا {الحديد:22}
وعدم زواجك ليس فيه إثم إلا في حالة توجبه عليك بسبب خشيتك من الوقوع في الزنا.
وإذا كانت أخت صديقك ذات دين فننصحك بالزواج بها، فإن لم تكن كذلك فاطلب من أهلك أن يبحثوا عن فتاة تتصف بالدين والخلق.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1429(13/1526)
نكاح المرأة التي تسافر للدراسة بغير محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ".....ولا خير في امرأة جالة." فالسؤال المطلوب اذا كانت المرأة تدرس في مكان بعيد عن أهلها حولي 500 كلم وتسافر من غير محرم وتبقى في الإقامة الجامعية لمدة شهرين فهل يجوز نكاحها وما حكم الشريعة الإسلامية في ذلك هذا من جهة ومن جهة أخرى ماحكم عمل المرأة في الإسلام باختصار؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نعثر على حديث بهذا اللفظ الذي ذكره السائل.
والمرأة إذا كانت ملتزمة بدينها في الجملة مراعية لحقوق الله وحقوق خلقه، فإنها تعتبر ذات دين وخلق، ولو حصل منها بعض الأخطاء، من غير إصرار. فالعصمة ليست لأحد من الخلق إلا الأنبياء، علما بأن المسلمة العاصية يجوز نكاحها إلا أن الأفضل والأولى الزواج من غيرها من الملتزمات.
وأما عن حكم سفر المرأة للدراسة بغير محرم، وسكنها في السكن الجامعي، وعن حكم عملها في الإسلام فانظر بيانه في الفتاوى التالية: 3859، 6015، 12866، 19556، 5181.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1429(13/1527)
هل يتزوج فتاة قبلها وهي أجنبية عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة من الحي وتعمل معي أعجبت بها منذ الأول وهي طيبة ومتدينة أحببنا بعضا وقع أن عانت من مرض وطلبت مني أن أصبر معها حتى تشفى وهو مرض واضح للعيان وذلك خوفا من ردة فعل عائلتي وأتقدم لخطبتها وكان ذلك لكن إلى إن صرت أكره كل شيء ففي لحظة ضعف قبلتها ولكننا ندمنا وتبنا بصدق صرت أكره الحديث معها وأكره كل شيء لا أدري ما علي فعله هل أتقدم لخطبتها أم أتركها تتصل بي يوميا وأجيبها ببرودة ثم أندم في داخلي أصرخ في وجهها وأغلق الهاتف في وجهها وهي كعادتها تجيب بهدوء تبكي دما وتتألم على تغيري اتجاهها بعدما وعدتها بالزواج وقالت لي إن الله وكيلي إذا خدعتها وقد يحدث نفس الشيء لبنات عائلتي أنا تائه وقد قلت لها أن ما يبدأ بالحرام لا يباركه الله أنا تائه الله غفور رحيم ولكن ما أفعل خائف أن أظلم هذه الفتاة معي فقد كانت تطيعني وتسمع كلامي وتحترمني كثيراً رغم قساوتي معها أحيانا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان يجوز لك التعرف بهذه الطريقة على هذه الفتاة وربط علاقة معها، وهي أجنبية عنك فالعلاقة بالأجنبية لا تجوز إلا من خلال عقد الزواج الشرعي، فعليك وعليها التوبة إلى الله عز وجل من هذه العلاقة ومما حصل فيها من تجاوزات، واعلم أن الله غفور رحيم ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأن الحسنات يذهبن السيئات، وقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. فقال الرجل: يا رسول الله ألي هذه؟ قال: لجميع أمتي كلهم.
ولا بأس بأن تتزوج بها إذا كانت متدينة وطيبة كما ذكرت، وما حصل من زلل يغفره الله عز وجل لكما بالتوبة الصادقة، فالتوبة تجب ما قبلها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 5450.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1429(13/1528)
ما تفعله المرأة إذا تقدم لها من يخطبها
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا:أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع.
فقد أفادني مركز الفتوى إفادة بالغة وخاصة في الوقت الذي اضطربت فيه نفوس الناس وكثرت الفتاوى بين محلل ومحرم وتناسيت الناس أن الله قيض لهذا الدين علماء أجلاء منحهم الله العلم والحكمة حتى يرشدوا الضال والحائر على بصيرة ولا دخل للهوى في ذلك.
ثانيا: أنا فتاة كان والدي_ عليه رحمة الله_ أزهريا وكان _أحسبه على خير _شيخا صالحا رباني منذ الصغر على طاعة الله واجتناب ما نهى الله عنه من غناء واختلاط ولكنه كان في نفس الوقت مرنا وصاحب فكر معتدل لم يمنعني من بر أقاربي بل هو أول من حثني على برهم وكان دائما يشجعني على التفوق في دراستي حتى أخدم الإسلام والمسلمين فأحببت أبي كثيرا وكذلك أحببت الإسلام والدين وتمنيت أن أتزوج شيخا مثل والدي ولكن تُوفي والدي وأنا في عامي الجامعي الثالث وبدأت أشعر أنني وحيدة في هذا العالم واكتشفت أمورا وشخصيات من البشر غريبة هي ملتزمة ولا تترك فرضا ولكنها منغلقة إلى حد كبير لا للتلفاز لأنه حرام على الرغم من أنه الآن أصبح مفيدا، لا للنت لنفس السبب، لا يسمح لزوجته بزيارة أهلها لأنهم غير ملتزمين.
لا يسمح لها الالتحاق بالمعاهد الأزهرية لأن المدرسين شيوخ رجال، لا يسمح لها أن تأخذ درس قرآن لأن أخذ أجر على القرآن حرام على الرغم من أنه هو الذي سيدفع الأجر وليس الذي سيأخذه. وقس على ذلك كثيرا.
أنا ولله لا أعيب فيهم وأنني أشعر أنهم أفضل منى عند الله ولكني حائرة أهذا هو الصواب؟
لكن هذا مختلف عن مفهوم الدين الذي رسخ بداخلي وأنا صغيرة.
هل أترك زيارة أقاربي لأنهم غير ملتزمين، وأترك دراستي في المعهد الديني لأن الشيوخ هم المعلمون
وأترك درس القرآن كيلا أدفع أجرا على تعلمه.
وأترك الدخول على هذه المواقع الإلكترونية المفيدة لأنه حرام.
أرجوكم دلوني على الصواب لأنني أشعر أني تائهة حول هذه الأمواج وخاصة بعد وفاة والدي الذي كان مصدري الوحيد للتعرف على هذا العالم الخارجي؟
سؤال أخير: إنني كلما يتقدم لى خطيب أخ ملتح ملتزم أصاب بالرعب الشديد من مجرد حتى التفكير بالموضوع ناهيك عن الموافقة عليه. لماذا كل هذا؟
ولكم منى جزيل الشكر والدعاء لكم بالتوفيق والسداد.
أرجو أن يتسع صدركم لي ولقراءة سؤالي أقصد مقالي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أولا أن تهوني على نفسك، فإن الخطب يسير بإذن الله تعالى. وإذا تقدم إليك من يريد الزواج منك فعليك بأمرين:
الأول: السؤال عن دينه وخلقه، فإن تبين أنه صاحب دين وخلق فعليك بالأمر الثاني وهو الاستخارة في أمر الزواج منه. ولن يقدر لك إلا الخير بإذن الله فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.
وعلى فرض أنه وقع خلاف بين الزوج وزوجته في مثل هذه المسائل فيمكن الرجوع إلى أهل العلم وسؤالهم عنها.
وبخصوص التلفاز والنت فيجوز الانتفاع بما هو مفيد مما يعرض فيهما. ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8254، 1886، 43827.
ولا ينبغي للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهلها لمجرد كونهم غير ملتزمين، ولكن إن خشي منهم إفسادها عليه جاز له منعها، وانظري الفتوى رقم: 81021.
وأما تدريس الرجل للنساء فجائز إذا روعيت فيه الضوابط الشرعية، كما بينا بالفتوى رقم: 36174.
وبالنسبة لأخذ الأجرة على تعليم القران فالراجح الجواز، وراجعي الفتوى رقم: 24295.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1429(13/1529)
لا ينبغي للعفيفة القبول بمن يمارس الخنا
[السُّؤَالُ]
ـ[دخلني الشك بأن خطيبي على علاقة محرمة مع زوجته المتزوجة ولم أرهما متلبسين لكن أجدها تأتيه في أوقات لا يكثر فيها الموظفون وهي معطرة كعروس وارتباكها عند دخولي وتصليحهما لملابسهما بعد دخولي أنا أتمزق من الشك وهو يعاملني معاملة طيبة وأنا أكن له محبة واحتراما وقف مع أهلي وقفة رجل عظيم ولا أستطيع أن أجرحه بمثل هذا الكلام.
أرجوكم دلوني ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه أن مرادك بقولك على علاقة محرمة مع زوجته المتزوجة أي التي كانت زوجته ثم فارقها وصارت أجنبية عنه، وعليه فنقول: إن ثبت لك ثبوتا بينا وجود علاقة بين خطيبك هذا وهذه المرأة على النحو الذي ذكرت فالذي نراه أن تعلميه بأنك قبلت بخطبته لدينه وخلقه وأنه لا سبيل لقبولك به كزوج إلا بقطع علاقته المحرمة مع هذه المرأة وغيرها.
والأولى أن يكون ذلك بدون مباشرة معه بحديث أو غيره إذ أنه أجنبي عنك أيضا فوسطي بينكما من يبلغه من ولي أو غيره.
فإن صلح حاله فقد تم المراد والحمد لله، وإن استمر على المنكر فننصح بتركه وفسخ تلك الخطبة وابتغاء الرجل الصالح، فإنه لا خير في بقاء المرأة العفيفة مع رجل يمارس الخنا ويصر عليه.
ولا يمنعك معروف قدمه لأهلك من قبل من إنكار المنكر خاصة مع من لا يصلح حالك إلا بصلاح حاله لو تم الزواج، وليس في هذا جرح له؛ بل تقويم وأمر بالمعروف وإصلاح، وتهاونك في ذلك لا تحمد عقباه بل ربما ترتب عليه شر كثير وضرر لا تطيقينه إذا قبلت به كزوج وهو بهذه الحال.
ونسأل الله أن يصلح حالكما وأن يجمع بينكما في خير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1429(13/1530)
حكم التزوج بفتاة مصابة بمرض الثلاسيميا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا تقدمت لخطبة فتاة مصابة بمرض الثلاسيميا وأنا ولله الحمد سليم فهل تنصحوني بالزواج وهل يكون أولادنا مصابين بالمرض.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصح الأخ بالزواج بهذه الفتاة المصابة بالمرض المذكور إذا كان معديا أو يمكن أن ينتقل إلى الأبناء لعموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاختلاط بأصحاب الأمراض المعدية، ومنها ما في الصحيحين: لا يوردن ممرض على مصح. وحديث البخاري: فر من المجذوم كما تفر من الأسد.
وانظر المزيد من هذه الأحاديث في الفتوى رقم: 47651.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1429(13/1531)
الزوج من مبتدع لا يعتقد عقائد طائفته
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للفتاة المسلمة الزواج برجل مبتدع علما أن هذا الشخص لا يسب أحدا من الصحابة أو يسيء لأي من أمهات المؤمنين ويرفض مبدأ التقية ولا يجمع الصلوات وما هي الأمور الواجب تجنبها حتى لا تتأثر عقيدة التوحيد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشخص ضد تلك العقائد الفاسدة ويعتقد بطلانها فيجوز ابتداء الزواج منه، ولكن لا ينبغي للفتاة أن تعجل إلى الموافقة على زواجه منها حتى تتبين أمره بسؤال الثقات، فإن تبين أنه صاحب دين وخلق فلتقدم على الموافقة على زواجه منها بعد أن تستخير الله تعالى فيه. وراجعي الفتوى رقم: 19333.
أما إن كان لا يعتقد بطلان تلك العقائد ولكنها لم تصدر منه لأمر ما، فهذا إن كانت المسائل المخالفة للسنة عنده مكفرة فلا يصح الزواج منه. وتراجع رقم: 1449.
وننبه إلى أن جمع بين الصلاتين مشتركتي الوقت كالظهر مع العصر والمغرب مع العشاء مشروع في الجملة بضوابطه، وراجعي الفتوى رقم: 6846.
وأما الأمور التي تخل بعقيدة التوحيد فكثيرة ومن أعظمها خطرا الشرك بأنواعه. وقد سبق بينانها بالفتوى رقم: 7386.
ومنها أيضا الغلو في الأنبياء والأولياء فهو وإن لم يصل بصاحبه إلى الشرك فهو وسيلة إليه.
وللمزيد يمكنك مراجعة كتاب مسائل الجاهلية للشيخ محمد عبد الوهاب
وكتاب نواقض الإيمان العلمية والعملية للشيخ عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1429(13/1532)
من لم يكن ذا دين وخلق لا يزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي بنت طلبها واحد للزواج أنا وهو من بلد واحد، وهو طيب وعلى خلق، ولكن هو دخل مع الجماعة الأحمدية ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فصل النبي صلى الله عليه وسلم في مسألتك فقال فيما رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
فقد حث الحديث على تزويج صاحب الدين والخلق، ويفهم منه أن من لم يكن ذا دين وخلق لا يزوج، وعليه فإذا كان هذا الرجل في عقيدته فساد وانحراف بسبب تأثره بتلك الجماعة فبين له وأعلمه أن هذه الفرقة قاديانية باطنية خبيثة، وأنه قد اتفق علماء المسلمين على أن هذه الجماعة خارجة على الإسلام محكوم بكفرها، وأمره بتركها على كل حال، فإن فعل فاقبل بتزويجه، وإن لم يمتثل فأعرض عنه واطلب ذا الخلق والدين.
ولمزيد من الفائدة عن هذه الجماعة راجع الفتوى رقم: 105675.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1429(13/1533)
حكم التعارف عن طريق النت بغرض الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[مند يومين تعرفت على شخص عبر الانترنت كان قد أرسل لى رسالة يقول فيها هل يمكن أن أقرأ ما يوجد في معلوماته فقرأت أنه يبحث عن فتاة ملتزمة تخاف الله منتقبة ... في أول الأمر استغربت لأن الانترنت غالبا ما تستعمل فى خير خصوصا فى عصرنا هذاا. سألته عن سبب بحثه فى الانترنت فأجابني أنه مقيم في السعودية وهو تونسي ولا يرجع إلى تونس إلا في عطلة الصيف، فبالتالى لا تتوفر له الظروف للبحث عن فتاة وهو يريد الزواج في أقرب وقت ممكن.
سؤالي هو هل يجوز هذا شرعا مع العلم أنه يتحدث بجدية ويأمل أن يتقدم لخطبتى هذا الصيف طبعا إذا اتفقنا وأنه ملتزم ومنضبط جدا في حديثه حتى أنه قال لي إنه في وقت عاجل إن كتب الله لنا شيئا سيعرفني على أخته التي تسكن في تونس حتى نتعارف أكثر. بجد، أنا لا أعرف إن كان هذا التعارف موافقا للشريعة، وهل هو مشروع مع ضوابط أم لا.
أتمنى منكم أن تجيبونى على سؤالي وأن ترشدونى في أقرب وقت ممكن على الإيميل الخاص بى.
وجزاكم الله كل الخير وبارك لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في فتاوى سابقة بأن التحدث والتعارف عبر الانترنت بين الجنسين فيه محاذير شرعية تجعله محرما سدا لذريعة الوقوع في الحرام مع ما يغلب عليه من الكذب والخداع.
فالانترنت ليس وسيلة سليمة لتعرف الخاطب على من يريد خطبتها أو العكس فنرى أن تقولي للشاب بأن الاطلاع على حقيقة الحال لا يكون عن طريق هذه الوسيلة، بل عليه أن يأتي أو يرسل من يتحقق حالك، وأن الاستمرار على هذه العلاقة لا يجوز، وبعد أن تعرفيه بنفسك وعنوانك قومي بقطع الاتصال معه، فإن كان جادا فإنه فسيأتي لخطبتك أو يرسل من يتعرف عليك. وإن كان غير جاد فقد كفيت شره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1429(13/1534)
رفض الزواج من رجل للفارق الكبير بالسن
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 22 سنة تقدم لخطبتي شاب يبلغ عمره 40 سنة ورفضته لسنه فهل أذنبت في ذلك؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرفض أو القبول في أمر الزواج هو حق لك، لكن الأولى أن لا يكون الرفض لمجرد فارق السن، فإن كنت ترين أنك لا تأنسين بصاحب مثل هذا السن فلا حرج ولا ذنب عليك في ذلك، وقد ورد في صحيح مسلم اعتذار أم هانئ لما خطبها النبي صلى الله عليه وسلم لكبر سنها وبأنها ذات عيال، فرفقت بالنبي صلى الله عليه وسلم في أن لا يتأذى بتزوج كبيرة السن. كما ذكره الحافظ العراقي في طرح التثريب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1429(13/1535)
استخر الله وامض في إتمام أمر الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة طيبة الخلق عن طريق أحد أساتذة الجامعة الذي كان يعرف سلوكها بطبيعة حاله أستاذاً لها، قام بترشيحها لي بعد أن مدح أخلاقها لي، وبالفعل قمت برؤية هذه الفتاة بالجامعة بعد أن سألها الأستاذ عن رأيها بالزواج أم أنها مرتبطة وبعد التبين من أنها ليست مخطوبة حددنا ميعاد المقابلة الأولى بعلم والدها بهذه الزيارة بالجامعة، تحدثت مع الفتاة وحدث القبول والحمد لله بعد الزيارة الأولى بعد أن علمت أنها والحمد لله تؤدي العبادات كالصلاة وصوم النوافل وغيرها، وبسؤالي لها أكدت لي ذلك ... بعدها طلبت الفتاة أن تراني ثانية بعد الزيارة الأولى بيومين أو ثلاث وبعد أن أديت صلاة الإستخارة وافقت على أن أرى الفتاة ثانية بعد أن أبلغني صديقي الجامعي أن هناك بعض الأشياء تود الفتاة أن تبلغك بها قبل أن يحدث ارتباط، وبالفعل وفى هذه الزيارة الثانية وجدت الفتاة تصارحني بأمر خطبتها من قبل والتي لم تستمر لمدة أسبوع، طلبت منها معرفة السبب فوجدت أن الرفض من قبل الفتاة لأن والدة خاطبها السابق قامت بنزع حجابها ولكن أمام أخي خاطبها لتطمئن على وضع الفتاة، ومن هنا أنهت الفتاة أمر الخطبة بسبب تلك الحادثة، أعجبنى سماع هذا الكلام منها وزادني ثقة بأنها فتاة غيورة على تعاليم دينها والحمد لله.
وبعد هذه الزيارة بحوالى 5 أيام طلبت الفتاة أن تراني للمرة الثالثة ولكن فى وجود أختها التي تصغرها بقليل ولكن هذه المرة لكي تبلغني أن هناك خلافا ماديا بين والدتها وأبيها بسبب سفره الدائم وأن والدتها لم تقوى فى عام من الأعوام على تدبير شؤون أولادها، حيث انفصل أبواها بلا طلاق، فوالدها يعيش بعد أن قضى ما يقرب من 17 عاما فى الخارج ببيت آخر بعيدا عن زوجته، علمت من الفتاة نفسها أن والدتها مصابة بمرض الشك والغيرة المفرطة وهي على الرغم من محاولاتها للالتزام بالدين إلا أنها بعيدة عنه بعض الشيء بتصرفاتها والتي تتبين بعده من خلال حديثي، قامت الفتاة بتحذيرى وإعطائى مهلة للعدول عن الارتباط بها لكي أتزوج من فتاة لا يوجد بين أبويها خلاف، ولكن بكلامها هذا زادت ثقتي بها، طلبت من الفتاة أن نأتي لزيارتهم بالبيت وبعدها نشأ القلق والريب عندي وعند أهلي!! ففي أثناء زيارتي وأهلي لبيت هذه الفتاة فوجئنا جميعًا ببعض التصرفات الغريبة فى بيت الفتاة، فأمها استقبلتنا بملابس غريبة بعض الشيء على رغم ارتداء حجابها ولكن زي بناتها الإثنتين كان أكثر وقاراً منها وحشمة، فى بداية جلوسنا أحسست وأهلى بوجود غموض، فأم الفتاة كانت عابسة الوجه لا تنظر إلى وجه زوجها، ولكن فجأة وبعد القليل من الوقت قامت أم الفتاة بعد تقديم المشروبات بتغيير تصرفاتها والتحدث معنا دون زوجها، حتى أنها أصرت على أن تطعم والدتي الحلوى بيدها فى فمها بعد أن رفضت أمي أن تأكل من الحلوى، والد الفتاة أعجبني بعض الشيء دون زوجته حينما تحدث معنا وتبين أنه شخص مغلوب على أمره نظراً لطيب أخلاقه ومعاملاته، ولكن إنتابنى من القلق أيضًا ما حدث بعد أن شرعنا بالإنصراف من بيت الفتاة، حيث قام الأب على الفور بوضع أحذيتنا جنبًا إلى جنب وتقريبهم إلينا، شعرت بالقلق كأني وبصراحة لا أرتاح لوجه أم الفتاة ولا أبيها، حاشى لله أني أقصد خلقتهم ولكن أحس بأن هناك ما يشبه المرض النفسي بوالدة ووالد الفتاة حتى الأخ الأصغر للفتاة أحس بأنه كأبيه وأمه، وكأن لسان حالي يقول الفتاة التي أريد الزواج بها وأختها مختلفتان كل الإختلاف عن أبويهن فهما أكثر إلتزامًا وتدينًا وحتى تصرفاتهن أعني الفتاة وأختها طبيعية، طلبت من الفتاة أن أقوم بزيارة بيت أبيها الذي يعيش به وحده لأتحدث معه لتحسين الوضع وإتمام أمر الزواج، كنت صائمًا هذا اليوم وكانت الفتاة موجودة فى بيت أبيها حيث ذهبت إليه لكي تحضر النقاش، سمعت الفتاة وهي تقول لأبيها: نود أن نعد له طعاما فهو صائم وفى أثناء صلاتي ببيتهم ذهب أبوها لشراء الخبز وتركني وحدي معها وأنا أصلي، لم يكن أمامي إلا أن سألت عليه بعد صلاتي فهرعت الفتاة تفتح باب الشقة وطلبت مني الإنتظار خارج البيت إلى أن يعود أبوها، ف ماذا أفعل القلق يروادني حتى أني أخذت برأي الكثير من الأصدقاء وحتى مشايخنا الفضلاء، وللأسف ازددت حيرة بإختلاف آرائهم ... فهناك من يقول لي: المهم الفتاة تكون على خلق ودين، لا تحكم على الفتاة بالإعدام لأنها ضحية أبويها هي وأختها وأخوها، وهناك من قال: عليك بإختيار الأسرة قبل الفتاة لأن الأسرة هي الأساس، وآخرون يقولون عليك بإطالة مدة الخطبة ومعاملة الفتاة فى تلك الفترة بحكمة كأن تتحدث معها بأسلوب مستفز فى بعض الأحيان لترى رد فعلها فهل هى عفيفة اللسان أم غير ذلك، ف أرجو الإفادة هل أكمل الأمر علمًا بأني أخاف أن أظلمها بسبب أهلها؟ شكر الله لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فالذي نراه وننصحك به هو أن تستخير الله عز وجل وتمضي في إتمام الزواج بتلك الفتاة لما ذكرت من خلقها، ولا دخل لها في خلق أهلها ولا ينبغي مؤاخذتها بذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت الفتاة ذات خلق ودين فالذي نراه وننصحك به هو أن تستخير الله عز وجل وتمضي في إتمام الأمر والعقد عليها، فإن كان لك فيها خير فسييسر الله لك ذلك، وإلا فسيصرفها عنها ويصرفها عنك، ولا تؤاخذها بسلوك أبويها مع أنك لم تذكر ما يمنع من الارتباط بها، وقبل أن تعقد عليها عقد النكاح الشرعي عليك أن تكف عن لقائها فقد رأيتها وحصل لك المقصود من الرؤية، وليس عليها أن تخبرك بكل ما أخبرتك به عن خطبتها سابقاً وعن حال أهلها، ولكن أرادتك أن تكون على بصيرة من كل أمرها وقد أحسنت، فإما أن تقدم وتتم الأمر أو تحجم وتدعها لعل الله يرزقها بغيرك ويرزقك بغيرها، وإن كنا لا ننصحك بالتفريط فيها لما ذكرت من التزامها وخلقها.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20022، 64470، 19333.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1429(13/1536)
ترك المرأة الزواج ممن يصغرها سنا مراعاة للعادات
[السُّؤَالُ]
ـ[قبل أن أبدأ أتوجه بالشكر لكل العاملين على هذا الموقع الرائع وأتمنى لهم دوام النجاح والتفوق.... كنتم خير منارة ومرشد لسفن أتعبتها الحيرة والضياع.. أما بعد.. إخواني في الله قد تستوقفنا الأقدار أحيانا عند ظروف تضعنا في حيرة وتطرح علينا أسئلة إجاباتها متناقضة إذا تمت معالجتها على أوجه متعددة كأن نعالجها شرعاً ودينا أو عادات وتقاليد لذا لا بد لنا من مرجعية ثابتة تحمل لنا الإجابات القاطعة، سؤالي: كيف ينظر الإسلام لزواج الرجل بمن تكبره سنا (الذي قد يتجاوز الخمس سنوات) في حال وجد فيها المرأة والزوجة الصالحة، وهل لها أن ترفض ذلك الزواج بناءً على نظرة الأفراد والمجتمع وخاصة الشرقي المعاصر والعادات والتقاليد، لذلك الزواج (أنها تكبره سناً) وتفاوت الأنساب والطبقات الاجتماعية (كأن تكون من أبناء المجتمع المدني وهو من أبناء المجتمع الريفي المتمدن أو العكس) مع أنها تجد فيه الرجل والزوج الصالح..؟ أخيراً وختاماً أشكر لكم حسن اهتمامكم وجزاكم الله كل خيرا عنا وعن أمة المسلمين أجمعين.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج في زواج الرجل بمن تكبره سيما إن كانت ذات دين وصلاح، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وهي تكبره بخمس عشرة سنة، ولا حرج على المرأة أن ترفض ذلك إن كان الزوج لا يناسبها أو تخشى من عدم نجاح ذلك الزواج مراعاة للعرف والعادة في ذلك، لكن لا ينبغي لها ذلك إن كان الرجل ذا خلق ودين إذ لا يضره ما فاته بعد ذلك من الصفات الأخرى، وقد حث الشارع الحكيم على إجابته وعدم رفضه فلا ينبغي رفضه إلا لسبب معتبر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي أرشد إليه الإسلام ورغب فيه هو مراعاة جانب الخلق والدين وابتغاء صاحبهما وصاحبتهما، فمن كان متديناً ذا خلق ودين فقد استجمع أهم الشروط والصفات المعتبرة، ولا ينبغي رفضه لفارق السن أو ضيق ذات اليد أو نحو ذلك، فلا اعتبار لفارق السن بين الزوجين أو غيره من الفوارق الاجتماعية، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وهي تكبره بخمس عشرة سنة وتزوج عائشة وهي تصغره بكثير، وزوج حبه زيدا ً بأم أيمن وكانت أكبر منه، وتزوج عمر أم كلثوم ابنة علي، وكانت أصغر منه وهكذا، فهناك وقائع كثيرة مشاهدة لرجال تزوجوا نساء أكبر منهم ونساء تزوجن برجال أكبر منهن والجميع سعداء.
وكذلك باقي الفوارق الأخرى لكن هذا لا يعني المنع من اعتبار بعض الصفات التي قد يكون لها أثر في الحياة الزوجية، كالجمال والمال أو الحسب أو غيرها، فيجوز للمرأة أن ترفض من هو أكبر منها أو أكبر منه وتبحث عمن يناسبها عمره أو جماله أو غير ذلك، لأن الزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية وعدم وجود موانع أسرية أو عرفية ونحو ذلك، وكل ما من شأنه أن يحقق قصد الزواج وهو الدوام والاستمرار فهو مطلوب للشرع، فمن كانت تحب المال فينبغي أن تبحث عن صاحب دين ومال، ومن كانت تحب الجمال فينبغي أن تبحث عن صاحب دين وجمال وهكذا السن والجاه وغيرها.
قال ابن قدامة: وتختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لجودته.
وكل إنسان أدرى بحاله وميوله فليختر ما يناسبه رجلاً كان أو امرأة، لكن ينبغي أن يكون الدين والخلق أولى ما يحرص عليه ويبحث عنه كما أرشد إلى ذلك الشارع الحكيم.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 76112، 20348، 23255.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1429(13/1537)
والداه يمنعانه من الزواج لكون المرأة أكبر منه سنا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب فلسطيني عمري 26 أريد الزواج بفتاة مغربية تكبرني ب8 سنوات أي عمرها 34 لم يسبق لي أو لها تجربة الزواج وأنا المبادر بهذا الموضوع، والدها متوفى, ووالدتها موافقة..أما والدي ووالدتي فمعارضان ولا يريدان لهذا الزواج أن يتم, فقط بسبب فارق العمر, وعندما استدللت بالرسول عليه الصلاة والسلام كمثال عندما تزوج بالسيدة خديجة أجابني والدي بأن هذا كان عصر المعجزات وقد انتهى وأنه لن يتقبل كلام الناس علينا ومن ثم سألته: أتراني أقبل على جريمة أو كفر أو إلحاد والعياذ بالله؟
أجابني بعصبية، يا ليتك كفرت أو ألحدت..على الأقل لن يلاحظ الناس.
والدي عمره يقارب ال70 عام, يصحبه المرض, فلذلك لا يصوم, ولكنه لا يصلي أيضا بالإضافة أنه يشرب المنكر. (من دون ان يسكر) ووالدتي تصلي!! وأيضا تشرب المنكر (من دون أن تسكر)
سؤالي هو: هل أن إتمام الزواج من دون موافقتهما يعتبر عقوقا للوالدين؟ وماذا أفعل في وضعي هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان حال أبويك كما ذكرت من البعد عن الله والإفراط في ظلمهما لأنفسهما، فالغالب أن لا يكون لهما غرض شرعي معتبر في رفض تلك المرأة، وعليه فالذي نراه أنه لا حرج عليك في الزواج بها دون رضاهما، ولا اعتبار لفارق السن ولا تأثير له، والواقع يشهد بذلك، وإن كان الأولى محاولة إقناعهما لذلك إن استطعت وتوجيه من له كلمه عندهما للتأثير عليهما لأن زواجك منها دون موافقتهما ورضاهما ربما يحدث فجوة بينكما فلا يقبلا منك نصحا وهما بحاجة إلى ذلك.
وأمرك لهما بالمعروف ونهيك لهما عن المنكر من أعظم البر بهما، لكن ليكن ذلك برفق ولين، ولتسلط عليهما من أهل الصلاح والفضل من يعينك على دعوتهما وبيان خطورة ما يرتكبانه من منكرات كترك الصلاة وهو عند بعض أهل العلم يعد كفرا، وشرب المسكر الذي هو كبيرة من الكبائر العظيمة.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 97925، 16455، 1108، 1145، 2674.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1429(13/1538)
تريد الزواج من شاب أصغر منها وأهلها يرفضونه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب شابا أصغر مني ب5 سنوات وتقدم لي العديد لطلبي للزواج ورفضت وأهلي يرفضون هذا الشاب لأنه أصغر مني فكيف أقنعهم؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الشاب ذا خلق ودين فلا يضيره فارق السن، وينبغي أن تحاولي إقناع أهلك بقبوله، سيما مع ما ذكرت من رغبتك فيه، ويمكنك توسيط بعض أقاربك ومن لهم وجاهة من أهل الصلاح والفضل لإقناعهم بقبوله، فإن تم ذلك فبها ونعمت، وإلا فلا خير لك فيمن لا يرضاه أهلك، ولعل الله يرزقك خيرا منه، ولا ينبغي رفض من يتقدم إليك إن كان ذا خلق ودين تعلقا بمن لا يريد أهلك ولا يرضونه، والمرء لا يدري خيره من شره، وقد يحب ما فيه شره ويكره ما فيه خيره، فليكل أمر الخير إلى الله عز وجل.
وللمزيد انظري الفتاوى رقم: 6079، 9463، 4220، 5707، 23004، 27896.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1429(13/1539)
هل يتزوج من الكتابية أم من المسلمة التائبة
[السُّؤَالُ]
ـ[أخى لديه اختيار فى الزواج بين كتابية وبين مسلمة تائبة نادمة وتريد من يأخذ بيدها للالتزام ومعها طفلة مع العلم بأن أهله يخشون على المسلمة أنه إذا لم يتزوجها ضاعت وطفلتها وخصوصا أنها تعيش في فرنسا وهي لا تعرف عن الإسلام إلا أنها مسلمة بالاسم فقط؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا أن زواج المسلم من الكتابية ينطوي على كثير من المخاطر، كما في الفتوى رقم: 5315.
وزواج المسلم من المسلمة العاصية خير له من الزواج من كتابية، فكيف إذا كانت مسلمة تائبة ونادمة وتريد من يأخذ بيدها إلى الالتزام، بل وكيف لو وافق ذلك رغبة الأهل في زواج الابن منها، فقد يجعل الله تعالى في مثل هذا الزواج كثيراً من الخير والبركة، فالذي ننصح به أخاك أن يتزوج من هذه المسلمة ولا يتزوج من تلك الكتابية، وننبه إلى خطر الإقامة في بلاد الكفر، فننصحك بالحذر من ذلك لغير ضرورة أو حاجة معتبرة شرعاً، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1429(13/1540)
الدين والخلق هما الأساس في كون المتقدم مكافئا للمرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أتزوج ولكن لا يتقدم إلي سوى من هم دون المستوى، ولا يتقدم إلي أحد من بعد ذلك رغم أنني ذات خلق ودين، وأنا من أسرة عريقة تتوارث العلم أبا عن جد، ألا يوجد أحد يحب هذه الصفات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرجل المرضي في دينه وخلقه ينبغي أن يزوج؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. فإذا تقدم لك من يرضى في دينه وخلقه فاقبليه زوجاً، ولا تنظري إلى كونه أقل منك في المستوى الاجتماعي أو العلمي ونحو ذلك، فالدين والخلق هما الأساس في كونه مكافئاً لك على القول الراجح، فإذا كان هذا هو المعيار لديك فلن تعدمي -بإذن الله تعالى- من يرغب فيك، والزواج بمن هو دون مستواك خير من البقاء دون زوج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1429(13/1541)
انتظار ذي الخلق والدين حتى يكمل دراسته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في المرحلة الجامعية وباقي لى سنة إن شاء الله على التخرج أريد أن أسأل منذ ثلاثة أشهر كان شخص يقول لي إنه معجب بي وبأخلاقى ويريد أن يخطبنى لكن بعد ما يخلص دراسة وباقي له من الآن حوالي شهرين على التخرج وظل يكلمنى لمدة ثلاثة شهور في الموبايل بدون علم الأهل طبعا أنا أحسست كل مرة أني أغضب ربنا لأني أعمل حاجة من وراء أهلى لكن في الحقيقة هو إنسان محترم ومتدين جدا ويخاف علي جدا هو فى جامعة الازهر في يوم من الأيام بعثت لة رسالة قلت له قال تعالى"إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق" وقلت له أيضا " من ترك شيئا في سبيل الله عوضه الله بأحسن منه في الدنيا والآخرة "
هل أنا هكذا صح لكن أنا خائفة أني أكون أظلم نفسي لأنى كنت أحلم أنى أرتبط بإنسان متدين ومحترم ويراعي ربنا في وأنا وجدت كل هذا فيه أنا خائفة أنه هكذا يضيع مني لكن أنا عارفة أنه أنا إن شاء الله صح لأني خائفة من عذاب ربنا فما رأي حضراتكم؟ وهل أنتظره أم لا؟ أم عندما يتقدم خاطب مناسب لي أوافق؟ ولسيادتكم جزيل الشكر أرجو الرد في أقرب وقت "جزاكم الله خيرا".]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في انتظاره حتى يكمل دراسته، سيما وهو ذو خلق ودين، وأما حديثك معه في الهاتف فلا يجوز لك حتى لو كان بعلم أهلك، فيجب عليك أن تكفي عن محادثته ومراسلته، وإن اتصل عليك فينبغي أن تعلميه بذلك وأنه لا يجوز لكما إقامة علاقة قبل عمل العقد الشرعي، فإن رضي بذلك واستجاب فهو دليل على دينه وخلقه، وإلا فلا خير لك فيه، ولا يجوز لك إجابته إلى ما لا يجوز لك فعله ولو رضي أهلك بذلك، فرضاهم وعلمهم لا يبيح الحرام.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 61255، 47908، 9463، 20296.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1429(13/1542)
غشاء البكارة ماهيته وما ينتج عن زواله
[السُّؤَالُ]
ـ[أنوي الزواج إن شاء الله قريبا كيف أعلم أن الزوجة بكر؟ هل يجب نزول دم أم النظر على الغشاء قبل الدخول أم ماذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبكارة غشاء رقيق يغلق الفتحة الفرجية لدى الفتاة يزول عند الوطء وينتج عن ذلك نقطة أو نقطتان من الدم.
وليس عدم وجوده دليلا قاطعا على عدم البكارة، كما أن زوال البكارة بالفعل ليس دليلا على ارتكاب الفتاة للفاحشة، فقد يزول بوثبة أو إصبع أو حدة حيض ونحو ذلك، ومع ذلك تبقى بكرا حقيقة وحكما، وعلى الأخ أن يهتم بكون الفتاة ذات دين وخلق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1429(13/1543)
الزواج من فتاة مدخنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرغب في الزواج من فتاة أكبر مني بـ 4 سنوات مدخنة ملتزمة دينيا هل يجوز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدخان معصية، والمدخن مجاهر بمعصيته، وهذا نقص كبير في الالتزام، فالملتزم لا يصر على الذنوب وإن كان ليس معصوما منها، ولا يجاهر بها على كل حال، فننصحك بالبحث عن فتاة غير هذه إذا لم تر منها استجابة للنصح وقبولا للحق، والفتيات الملتزمات كثير والحمد لله.
وإن تزوجتها وهي على حالها هذه فيجب عليك نصحها، ونهيها عن هذه المعصية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1429(13/1544)
لا بأس بأن يتم العقد ويؤخر الدخول لحين إتمام الدراسة
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني أنا أحببت أن أسأل هل حبي حلال أم حرام، أنا أحببت وأنا عمري 16 سنة، لا أريد أن أفارق هذا الشخص لأني خائفة أن ما أفعله غلط حتى هو لا يعلم أني أحبه هو يراني بصورة قوية ومحترمة وكل ما يقول شيئا يقرب من صورة الحب أقول له احترم نفسك واحترم من أمامك، ويقول أيضا أنت نادرة أنا فديتك فصرت 18 بكلية طب، أنا أعرف أن أهلي لا يرضون لأني صغيرة والصراحة أنا لا أريد أن أتزوج بهذا العمر أخاف أن تضيع دراستي وكل شيء لا أعرف أنه قد رآني مرة فأعجب بي لكن لا يعرف حيث أكد الرسول صلى الله عليه وسلم) لمفهوم الحب بأن نار الحب إذا اشتعلت لا يطفئها إلا الزواج، لقوله: لم يرى للمتحابين مثل النكاح، فما العمل وهل حبي صحيح وأيضا أزيد على ذلك أني كنت لا أصلي ولا أذكر الله ولا أسمع القرآن هو الذي جعلني أتجه إلى الله بالصلاة، لأنه كان يصلي أيضا ويحب الله كذلك اقتربت إلى الله كي أعجبه، وأزيد أنه عمره الآن 25 لكنه لم يلاق في هذه الدنيا المظلمة بنتا تصلح أن تكون زوجة له فما العمل، وأعرف أنه في هذا العمر الرجل ليس جيداً للزواج ليدير البيت ويتكلف بكل شيء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلاقة بين الشاب والفتاة فيما يسمى بالحب قبل الزواج علاقة غير شرعية، ولا يعترف الإسلام بها كلياً، لما يترتب عليها من أضرار جسيمة قد لا يتبينها المتحابان إلا بعد ما تحصل تلك الأضرار، وما يتوجب على الأخت هو قطع العلاقة بهذا الشاب، والاعتصام بحجابها وعفافها، وينبغي لها الاهتمام بدراستها، وعدم شغل ذهنها بهذه الأمور.
وننصحها بإقناع أهلها بأن الزواج لا يتعارض مع الدراسة، وإذا تقدم لها الشاب المذكور أو غيره وكان مرضياً في دينه وخلقه فلا تتأخر عن الزواج فإنه الحصن الحصين من الفتن والشهوات، ولا بأس بأن يتم العقد ويؤخر الدخول حتى تنهي دراستها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1429(13/1545)
حكم الزواج ممن ينتمي للإخوان المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الزواج ممن ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في ذلك سيما إن كان ذا خلق ودين لأن أولى ما يحرص عليه في الزوج هو التقوى والدين، فالخاطب إذا كان ذا خلق ودين صحيح المعتقد فلا يضره أن يكون من الإخوان أو غيرهم من جماعات المسلمين، وللمزيد انظر الفتوى رقم: 7526، 38868.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1429(13/1546)
المعتبر في التزويج حال الشخص نفسه لا حال غيره
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي بنت تبلغ ال 20 عاما وأبي يرفض زواجها فقد تقدم لخطبتها إنسان ملتزم ولكن والدي يقول إن جد هذا الشاب إنسان غير صالح، ف هل أرفضه لأن جده غير صالح أم أزوجه، وبذلك هل أكون عققت والدي.
أفيدونا جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في تزويجه ما دام ذا خلق ودين وذلك لحق البنت وصونا لها، وليس في ذلك عقوق لأبيك إذ لا تجب طاعته في ذلك، ولأن منع البنت من الكفء الذي رضيت به ظلم وإثم، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعدم التزام جده لا يؤاخذ به إذ لا تزر وازرة وزر أخرى، وإنما المعتبر هو حال الشخص نفسه، والأولى هو محاولة إقناع والدك، وبيان ذلك له، فإن أصر على رفضه فلا حرج عليك في مخالفته.
وللمزيد انظر الفتاوى التالية أرقامها: 46526، 104652، 998.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1429(13/1547)
إرغام البنت على نكاح من لا تريد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أب لخمس بنات جاءني شاب لخطبة ابنتي وسألنا عن الشاب وكان الشاب مهذباً وعلى خلق عال وموظف يتقاضى راتباً كل شهر وتمت الموافقة عليه ووافقت البنت عليه ولكن أثناء فترة الخطوبة صارت مشاكل بين ابنتي وخطيبها فقالت لي البنت إنها لا تريد خطيبها وتكرهه ولكني أجبرتها على الزواج منه لعدم قدرتي دفع المهر لهذا الشاب لأن من عادات بلدنا أن الذي يكره هو الذي يدفع المهر وبعد ذلك تزوجت ابنتي ودخل عليها ومرت الأيام والأشهر وأصبحت ابنتي تسبب له المشاكل حتى يطلقها وأنا كنت موافقاً على أفعالها لكي يطلقها لأنها لا تريده حيث وجهتها إلى الشرطة لتتهمه بأنه قد ضربها ويتم حبسه ليزهق عمره ويطلقها وبعد ذلك وفر لها شقة وسببت له المشاكل أيضاً وفي النهاية قرر أهل الشاب وأهل البنت على أن يطلقها مقابل أن يدفع لها المهر المقدم مع مبلغ من المال ... السؤال: هل علي إثم في تزويج ابنتي لرجل لا تريده؟ وهل علي إثم آخر في طلاق ابنتي؟ وهل المال الذي أخذته لابنتي مال حرام، مع العلم بأن ابنتي كانت تريد ابن عمها ليتزوجها وابن عمها حرامي ونصاب والشاب الذي طلقت منه شاب ذو خلق ودين حيث سيتقدم لها ابن عمها ليتزوجها ولكن بعد انتهاء عدتها من مطلقها الأول؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للأب إرغام ابنته على نكاح من لا ترغب نكاحه، ولو كان صاحب خلق ودين على الراجح، وما حصل إنما هو سبب ذلك الإكراه، وحيث إنك قد فعلت وتم الزواج فما كان لك أن تسعى في طلاقها منه وتجنيها عليه كي يطلقها، فهذا كله محرم شرعاً وخداع وغش، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى منه.
وأما ما ذكرت من مسألة دفع المهر إلى الخاطب إن لم تزوجه فلم نفهم وجه ذلك ولا موجبه، ولا نعلم له أصلاً في الشرع.
وإن كان المال الذي دفعه إليها مقابل الطلاق مع مقدم مهرها يعتبر جزءاً من مهرها المؤخر أو بعض حقوقها فلا حرج في أخذه، وأما إن كان دفعه لتترك بعض الدعاوي الباطلة التي رفعتها ضده أو نحو ذلك مما تثبته المحاكم الوضعية، مما لا أصل له في الشرع كالنفقة عليها مدى الحياة ونحوها، فلا يجوز لها ولا لك أخذ شيء مقابله لأنه باطل، وكان الأولى أن تخالعه هي وتتنازل عن مهرها لأنها هي التي تدفعه إلى الطلاق بما فعلته من مشاكل وخلافات، وعلى كل فالواجب مراجعة أهل العلم ومشافهتهم في ذلك كله لمعرفة مالك وما عليك لذلك الرجل.
وأما ابن عمها المذكور فإن كان على ما وصفت فلا ينبغي تزويجه، ولكن إن أصرت هي على ذلك فلا حرج في تزويجها إياه إذا انقضت عدتها لرغبة بعضهما في بعض، ولم ير للمتحابين مثل النكاح. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49592، 34871، 36159، 3118.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الثاني 1429(13/1548)
لا بأس بتزويجه إن كان صاحب دين وخلق بعد رغبة البنت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا والد لفتاة في الخامسة عشر من عمرها تستخدم ابنتي الانترنت وعن طريقها تعرفت على شاب ادعى أنه يحبها ومثل عليها الحب حتى وقعت في شباكه وظل يحوم حولها حتى حصل منها على رقم هاتفها وبقي يتحدث إليها لفترة طويلة دون علمنا بذلك وعندما اكتشفنا ذلك قمت بتوبيخها وضربها وأمرتها بالابتعاد عنه وعملت جاهدا على إبعاد أي وسيلة اتصال ممكنة مع ذلك الشاب حتى أني اتصلت مع الشاب وهددته لو أنه عاود الاتصال بها ولكن بعد فترة شعرت بطاعة ابنتي لي وتلبيتها لرغبتي وانصلاح حالها فأعدت لها هاتفها وعادت علاقتي معها كما كانت سابقا مع حرصي الشديد ومتابعتها كي لا تقع في نفس الخطأ ولكن بعد فترة اكتشفت بأن ابنتي مازالت على علاقة مع ذلك الشاب وأنه يهددها ببعض الصور التي قامت ابنتي بإرسالها إليه لظنها أنه يحبها وكان نتيجة ذلك التهديد أن ذهبت إلى منزله دون علمنا وأقامت معه علاقة جنسية سطحية لم تفقد عذريتها بها ولكن ذلك الشاب قام بتصويرها بشريط فيديو طمعا منه بأن يجبرها على القدوم إليه بأي وقت يرغب ليرضي رغباته وغرائزه من جسدها ولكن شعرت ابنتي بحجم الخطأ الذي ترتكبه ورفضت الذهاب إليه بعد أن ذهب إلى المعهد الذي تدرس به وحاول تهديدها بفضيحة وإعلامها بأنه قد قام بتصويرها وفي الوقت الذي كان يتحدث إليها ويهددها شاهد الموقف أحد الأساتذة وارتاب من الموقف فما كان منه إلا أن توجه إلى البنت وذلك الشاب وطلب من ذلك الشاب الخروج من المعهد وسأل ابنتي عن ما يجري ولكنها لم تستطع التحدث بأي كلمة لأنها كانت في حالة انهيار عصبي وعندما عادت إلى المنزل شعرت بما هي به فضغطت عليها حتى أخبرتني بكل شيء وكانت صدمتي كبيرة وأردت التصرف بحكمة فاتصلت بذلك الشاب وطلبت مقابلته وعندما تحدثت إليه وجدت أنه إنسان من عائلة محترمة وشخص مثقف لا يمكن أن يقوم بمثل هذا التصرف من إرادته فطلبت منه حذف الصور وشريط الفيديو ووافق بشكل مباشر بعد أن أخبرني بأن ما قام به كانت نتيجة لنصيحة أحد أصدقائه بعد أن أخبره بأنه يرغب بالزواج من تلك الفتاة فرسم صديقه الخطة وطلب إليه التنفيذ وهو قال إنه لم يقم بهذا العمل إلا من أجل أن يجعل ابنتنا تجبرنا على الموافقة به.. خوفا من أنه إذا تقدم لخطبتها أن نرفضه وذلك لأن ابنتنا في سن الخامسة عشر وما زالت صغيرة على الزواج وكانت طريقة تعارفهم غير سليمة عن طريق الانترنت والهاتف دون إعلامنا بالأمر.
في النهاية قد حصلنا على ما نرغب به بأن الشاب قد أتلف كل ما يملك من صور وأشرطة فيديو لابنتنا والآن بعد مرور عشرين يوماً على انتهاء الأمر تقدم الشاب لخطبة ابنتي وبشكل رسمي وطلب مني تزويجه إياها وأنا الآن في حيرة من أمري إني لا أستطيع إجبار ابنتي على الزواج به لأنها الآن في حالة لا تستطيع تصور وجهه لا بل هي الآن تكره الرجال ولم يعد لها ثقة بأي إنسان وبنفس الوقت أحوال الشاب المادية لا تؤهله للزواج..
فما الأمر الذي أستطيع عمله الآن هل أرفض الشاب أو هل أقوم بإقناع ابنتي بالزواج به أوأنه هنالك أمر آخر أستطيع عمله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الفتى قد تاب إلى الله عز جل واستقام فالأولى هو محاولة إقناعها به لعلها ترضى بالزواج منه ويزول عنها ما تجده، ومسألة المال لا ينبغي أن تكون عائقا. وأما إن كان غير مستقيم فلا ننصح بذلك، بل تطلب منه الابتعاد والكف عن ابنتك وملاحقتها، وتبحث لها عن صاحب خلق ودين تطمئن إليه نفسها ويعفها ويستر عليها، إذا أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها. ويمكن معالجتها لدى طبيب نفسي إن كان ما أصابها مستحكما، وينبغي البحث لها أيضا عن صحبة صالحة تعينها على الطاعة وتبعدها عن سبل المعصية والغواية.
وللمزيد انظر الفتاوى رقم: 23941، 3145، 22206.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1429(13/1549)
حكم نكاح فتاة بدون رغبة الأم بها
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: هل للأم حق التدخل في اختيار الزوجة؟
تفاصيل الموقف:أنا 23 سنة اخترت فتاة من جيرة أحد الأقارب ودخلت بيتها وتعرفت علي وهى على دين وخلق وكانت زميلة دراسة 4 سنوات وتمت الخطوبة بموافقة والدي وأمي ولكن أمي احتجت على شكل البنت فهي ليست على قدر كبير من الجمال ولكن حظها من الدين كبير وهذا ما أبتغيه أنا في أم أولادي وتمت الخطوبة ولكن مع الأسف أمي بعد الخطوبة احتجت احتجاجاً شديداً على أسلوب أم العروسة وطريقتها " البلدي " في الاحتفال وهذا كان فعلاً كائنا فلم تراع أم العروسة أي أداب للضيافة ولكن ليس للبنت ذنب في هذا فهي ليست مسئولة عن تصرفات أمها وطيلة فترة الخطوبة تشبعت بالسموم نهاراً وليلا من كلام أمي وزعمها أنها تريد مصلحتي ولكن همها الأول جمال الزوجة وحسبها ومالها وحساب الدين عندها قليل لأنها " مسلمة مودرن " ولم تستمر الخطوبة كثيراً فقمت بفسخها إرضاء لأمي مع علمي واقتناعي التام أنها ليست على صواب وأنها تظلم البنت التي أرتبط بها كثيراً وتنهرها كلما حاولت الاتصال بها ولا ترغب في التحدث لأمها نوعاً ما من الكبر وتسخر منى كلما حدثتها في حبي لها وارتباطي بها.....
الوضع الراهن:أما الآن أنا شأني بدونها شأن الحي والميت فلم يكن حبي لها حراما وتحول حراما بسبب أفكار أمي التي لم تراع أنى أريد أن أنفد بديني مع هذه الفتاة وليس لي في الدنيا حاجة غيرها وأظن أن حب النساء حلال ولكن انسدت أمامي القناة الشرعية بسبب أمي
وأقتل في اليوم 1000 مرة بوساوس الفجور وأستعين بالصبر والصلاة ولكن لا أقدر على نسيانها
أفيدوني أفادكم الله عنى بخير.
هل لأمي الحق في تغيير مسار حياتي وأنا مؤمن بالله قلباً وعملاً في هذا الشأن وطاعتها حد من حدود العقوق
أم كان على أن أفكر في ما أنا فيه الآن من شتات ووهن وفتنة وغياب شبه كامل للذهن؟
انتهى..شكراً على وقتكم الثمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت تخشى على نفسك من الوقوع معها في الحرام إن لم تتزوجها فلا حرج عليك في مخالفة أمر أمك امتثالا لأمر الله واجتنابا لنهيه، ولا طاعة للمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وإن استطعت إقناع أمك برغبتك بمصارحتها بتعلقك وحبك لتلك المرأة فهو أولى، ولعلها ترق لحالك وتعطف عليك، كما يمكنك توسيط من له وجاهة عندها لإقناعها بذلك، فإن رضيت فبها ونعمت، وإلا فلا إثم عليك في نكاح تلك المرأة دون رضاها كما ذكرنا، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام، وكيفية علاج العشق انظر الفتاوى رقم: 13147، 9360، 4220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1429(13/1550)
ترفض أمها الخطيب لفقره وتخاف أن تفوتها فرصة الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاماً، أعيل أيتاما لأنني أختهم الكبرى، أعمل في شركة والحمد لله أمورنا مستورة بفضله سبحانه، تقدم لي للزواج عدة أشخاص وكنت أرفض من باب الحفاظ على إخوتي الصغار وأمي المريضة لأن المتقدمين جميعهم يريدون مني أن ألزم المنزل وترك العمل، وهذا مالا طاقة لي به، فكيف سوف يعيش إخوتي الصغار، طبعا بفضل الله لكن المنزل إيجار وغلاء المعيشة يخيفني من لجوئهم للشارع، تقدم لي شاب الحمد لله أخلاقه حميدة ومن أسرة جيدة، يتقون الله، لكنه فقير، وليس لديه مانع من أن أعول أسرتي وأستمر في عملي , لكن والدتي رفضت كونه فقيرا ولا يستطيع إقامة حفل فاخر لتتباهى به أمام الناس، وعدم قدرته على تقديم الذهب للتباهي، مع العلم بأنني والله لا أرغب بغير الستر، لأني يتيمة ووحيدة وضعيفة وأخاف الله من الفتن، وفي نفس الوقت لا أريد أن أغضب والدتي حتى من باب أن أناقشها في الموضوع، فهل لي بنصيحة، وماذا يتوجب علي فعله؟ مع العلم أنني أكبر في السن وأخشى أن أفقد قطار الزواج تحت ضغوط رعاية إخوتي، وطلبات أمي الباهظة للمتقدمين لزواجي.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الذي ينبغي وننصحك به هو محاولة إقناع أمك بقبول خطيبك صاحب الخلق والدين وتوسيط من لهم وجاهة عندها من أهل الفضل والصلاح، فإن لم يجد ذلك شيئا وكان سبب رفضها هو ما ذكرت فحسب فلا حرج عليك في مخالفة أمرها لئلا يفوتك قطار الزواج، وصاحب الخلق والدين أولى من غيره
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بالقيام على أهلك ورعاية أمك وإخوانك ولك في ذلك الأجر والمثوبة عند الله عزوجل وهو لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وأما ما ذكرت من رفض أمك لخطيبك لفقره فلا ينبغي لها ذلك لئلا تضيع عليك فرصة الزواج وصاحب الخلق والدين، وقد تركت غيره من أجلها وأجل إخوانك.
وإن كان سبب رفضها هو هذا فحسب فلا طاعة لها في ذلك لأن الطاعة في المعروف، ولا معروف في ترك صاحب الخلق والدين من أجل المباهاة والمفاخرة مع ما قد يحصل في رفضه من ضرر عليك لتقدم السن وندرة أصحاب الخلق والدين.
ونصيحتنا لك هي محاولة إقناعها ببيان الحاجة إلى الزواج، وأن هذا الزوج هو المناسب لخلقه ودينه وكونه يرضى بالعمل والمساعدة في القيام على الأهل، وأنك قد رفضت غيره من أجلها وأجل إخوانك، وإن كنت لا تستطيعين مفاتحتها في ذلك فيمكنك توسيط بعض من لهم وجاهة عندها من أهل الصلاح لإقناعها ورضاها فإن قبلت فبها ونعمت، وإن أصرت على الرفض فلك مخالفتها ونكاحه، وإن شئت قدمت رغبتها ورضاها إن لم يكن في ذلك ضرر عليك وسيجعل الله من عسرك يسرا ومن همك فرجا ومخرجا فأكثري من دعائه والإقبال عليه وأبشري بما يسرك ويسعدك في دنياك وآخرتك وللمزيد انظري الفتوى رقم: 60838.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1429(13/1551)
هل يزوج بنته لرجل من جماعة التبليغ
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل خطب ابنته رجل يقول إنه من جماعة الدعوة والتبليغ أي الذين لهم أيام يخرجون فيها في سبيل الله نشرا للإسلام ولهم أيضا معتقدات أخرى هل يزوجها إياه؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فمجرد انتماء هذا الرجل إلى جماعة التبليغ ليس بمانع شرع من قبوله زوجا لهذه البنت، فإن علم أن هذا الرجل له انحراف في العقيدة فلا ننصح بقبو له سواء كان تبليغيا أو غير تبليغي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد انتماء هذا الرجل إلى جماعة التبليغ ليس بمانع شرعا من قبوله زوجا لهذه البنت؛ بل ذلك مرغب فيه إن صلح دينه وخلقه، ولكن إن كان لهذا الرجل شيء من العقائد المكفرة كاعتقاد النفع والضر في بعض المخلوقين والاستغاثة بهم من دون الله، ونحو ذلك من هذه العقائد الفاسدة فلا يجوز تزويجها له.
ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى: 17978، 9565، 1449.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1429(13/1552)
العبرة بحال الخاطب لا بماضيه
[السُّؤَالُ]
ـ[هنالك أسرة تريد تزويج ابنتها والبنت متدينة وواعية وموظفة وهي فى العقد الثالث من عمرها وهي من أتى بالزوج إلى أهلها وأبوها متوفى وأهلها في بادئ الأمر أيدوها وباركوا لها جميعهم ولكن أخاها أراد أن يتأكد فاتصل بمعارف له في البلد الذي يقيم فيه الرجل وسأل الناس (؟) عنه قالوا له نعوذ بالله من هذا الشخص.. وتبين في ما بعد أن الناس الذين سألهم لا تربطهم علاقة جيدة بالمتقدم للزواج لأنه كما يقولون لا يحتك بهم.. قالوا كان له علاقات بامرأة، علما بأن علاقته بالمرأة كانت قبل سنين خمسة أو ستة أعوام وهو من المصلين والمعتمرين لبيت الله الآن.. فهل يجوز لمن لا يعرف الشخص معرفة جيدة ولصيقة وشخصية أن يبدي رأيه فيه.. وهل تاريخ من أكثر من خمس سنين يؤثر فى هذا الزواج، علما بأن هناك رجالا متدينين وثقات تدخلوا واتصلو بأخيها وقالوا له هذا الرجل كان كذا، والآن نشهد له بالإيمان لأنه من معتادي المساجد (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) قالوا نشهد بحسن أخلاقه وصلاته وحسن معشره!! الآن أهلها أعني أخاها ربما عنادا يحاول إثناءها وعدولها عن أمر الزواج وهي متمسكة به لأنها متأكدة من حسن علاقتها به (بالهاتف والبريد الإلكتروني وبواسطة أقارب له يشجعونها ويقولون لها توكلي على الله نحن متأكدون من الرجل وهي أيضا تريد الرجل.. لأنها تقيم فى بلد غربي وتربت هناك وتثق فى علمها وخبرتها بالحياة وتقول إنها متأكدة من أن هذا هو فتى أحلامها لأنه متطابق معها فى جميع الأفكار والنواحي الدينية وتريد أو تخطط أن تنتقل لتعيش معه فى البلد المسلم الذي يقيم فيه لأنها تميل للتدين والإسلام، فهل هم على حق وهل يجوز لمن سمع عن شخص أو رآه من سنين أن يحكم عليه للأبد علما، بأن الإنسان يتغير من حال إلى حال في كل يوم ... فهل تأخذ برأي الناس العدول والناس الذين هم أقرباؤه، فماذا تفعل مع هؤلاء الذين جاؤوا من طرف أخيها غير المتدين وما يعرفونه معرفة جيدة، كما أسلفت لفضيلتكم! علما بأن الأخ لا يدخن ولا يسكر ويحافظ على الصلوات الخمس وهو متفقه فى دينه، علماً بأن أخاها شن حملة أو جند باقي أفراد الأسرة، لكي يقفوا فى صفه!! ربما عنادا أو ركوبا للرأس كيف لا تسمع كلامي أنا وأصدقائي ومعارفي قالوا كذا وكذا، علما بأن أمها وخالها يؤيدان الزواج لأن الخال يعرف الشاب وخالة الشاب أيضا تؤيد الزواج، فأفيدونا يرحمكم الله، فنرجو من فضيلتكم أن تتكرموا بالرد علينا بأسرع وقت ممكن؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز للولي أن يعضل موليته إذا تقدم لها من يرضى دينه وخلقه، والعبرة بالحال التي هو عليها الآن لا بماضيه مهما كان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الخاطب المذكور مرضي الدين والخلق فلا يجوز للأخ رده فإن هذا من العضل الذي نهى الله عنه في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 232} ، وقال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
وعلى هذا الأخ أن يحكم بالظاهر، ولكن لا مانع أن يتحرى ويتثبت ... فإذا شهد العدول بأن هذا الشخص مرضي الدين والخلق.. فعليه أن يقبل بتزكيتهم وشهادتهم والعبرة بالحال التي هو عليها لا بماضيه مهما كان.
وننبه السائل الكريم إلى أنه لا يجوز للرجل أن يقيم علاقة مع امرأة أجنبية عنه ولو بحجة الزواج، وللمزيد من الفائدة والتفصيل انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14672، 998، 71086، 30003، 65917 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1429(13/1553)
ترغب بنكاح شاب وظروفه لا تساعده حاليا
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي مشكلة إني أحب شابا وهو كذلك وأريد الزواج به، لكنه حاليا لا يقدر بسبب ظروف عمله وأنا أريد أنا أتزوجه الآن حتى لا نقع في الحرام أريد منكم الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الشاب يرغب في الزواج بالسائلة وكانت راضية بالزواج به وهو على حالته الراهنة وظروف عمله المذكورة فلا بأس بالزواج حينئذ؛ بل إن الزواج في هذه الحالة هي الأولى تفاديا لوقوعهما في الحرام والعياذ بالله.
ولا بأس بإجراء عقد النكاح وتأخير العرس، إذا كانت ظروف الشاب لا تسمح، فإذا لم يكن الشاب راغبا في الزواج أو كانت السائلة لا تحتمل الوضع الذي هو عليه وما قد ينتج عنه من تقصير في حقوقها فعليها أن تصرف النظر عنه وتقطع علاقتها به، ولا تعود إلى علاقة مع رجل أجنبي خارج نطاق الزوجية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1429(13/1554)
جمال المراد خطبتها مطلوب شرعا وطبعا
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت قد قرأت بأن الشافعية كرهوا بأن يتزوج الرجل من امرأة فائقة الجمال، فهل هذا القول صحيح أو راجح وما معنى الكراهية هنا؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا كراهة في الزواج من فائقة الجمال لمجرد جمالها إلا إذا كان هناك سبب آخر خارج.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نص بعض الشافعية على كراهة الزواج من بارعة الجمال كما جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب حيث يقول: قوله: جميلة أي باعتبار طبعه فيما يظهر ولو سوداء مثلاً وإن قلنا الجمال عرفي، لأن المدار هنا على العفة وهي لا تحصل إلا بجمال بحسب طبعه، لكن تكره بارعة الجمال، لأنها إما أن تزهو أي تتكبر لجمالها أو تمد الأعين إليها ... والمراد بالجمال.. الوصف القائم بالذات المستحسن لذوي الطباع السليمة، وقد قال الإمام رضي الله عنه: ما سلمت ذات جمال قط، أي ما سلمت من التكلم فيها، أي من فتنة أو تطلع فاجر إليها أو تقوله عليها.
وإذا كان بعضهم قد كره جمال المرأة الفائق فهو لخوف الفتنة بها من نفسه أو غيره أو إصابتها بالغرور ... أو ما أشبه ذلك مما أشار إليه فلا يلزم منه كراهة الزواج منها على العموم لمن لم يخش ذلك، فإن الجمال وطلبه والتطلع إليه كل ذلك لم يكن مذموماً في شرع الله تعالى، فإن الله عز وجل جميل يحب الجمال كما جاء في الموطأ وصحيح مسلم وغيرهما هذا من حيث العموم، وجمال المرأة عامل طبيعي من العوامل التي ترغب في الزواج منها، والتطلع إليه أمر مشروع، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر إلى المخطوبة، وقال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وروى النسائي والإمام أحمد وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره. فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الجمال مطلوب شرعاً وطبعاً ... وللمزيد انظر الفتوى رقم: 50921.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1429(13/1555)
لا سعادة في زواج يعارضه أهل الزوجين.
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة محتجبة ومثقفة وأبلغ من العمر 26 سنة تعرفت على شاب منذ 3 سنوات وحدثني أنه يريدني زوجة له على سنة الله ورسوله فصارحته بإعجابي بأخلاقه ودينه ولكن عائلتي سوف ترفض رفضا تاما لسبب وحيد أنني أنا من عائلة عريقة من المدينة أما هو عائلته تسكن في ريف مدينة أخرى يعني لسنا من نفس المستوى الإجتماعي وعائلته ترتدي اللباس التقليدي أما عائلتي تلبس اللباس المتحضر ولكنني دون أن أشعر تعلقت به فقد كنت أعمل معه في العطلة الصيفية لأنه يعمل أجيرا لدى أخي لما وجدت فيه من حسن وخلق ودين وطيبة قلب لم أجده في أحد فقد وجدت فيه نفسي وجدت معه الراحة والطمأنينة التي طالما بحثت عنها ووجدته يحمل نفس الطموح والأهداف التي أحملها وأبحثها في شريك حياتي وهي طاعة الله والتقرب منه وتربية أطفال منذ الصغر على سنة رسول الله.
وخلال هذه السنوات تقدم لخطبتي عدد من الشبان بعضهم متدين وبعضهم لا ولكنني لم أشعر بالراحة والطمأنينة لأي واحد فيهم وتمت خطبتي رسميا مرتين غصبا علي وإرضاء لعائلتي وباءت الخطبتين بالفشل وفي الفترة الأخيرة تشجع هذا الشاب وتقدم لخطبتي من أخي وكانت الكارثة وكأنه ارتكب جرما وانهالت علي عائلتي بالضرب والشتائم والدعاء علي وعليه بالشر وكيف يتجرأ ويتقدم لخطبتك إلى غير ذلك فسألوني عن رأيي فقلت أنا مقتنعة بدينه وأخلاقه وظروفه وموافقة إذا أنتم موافقون فأنا أرى فيه صفات الزوج الصالح ولا يهمني الفرق الاجتماعي فنحن كلنا مسلمون فجن جنونهم كيف أقول هذا الكلام وانهالوا علي بالضرب والشتائم واتهموني بالنفاق مع الله لأنني أريد ما لا يريده والداي وقالوا لي إذا أنت مصرة على رأيك وتريدين الزواج منه نحن مستعدون لتزويجك منه بشرط دون إقامة حفل وتخرجين من البيت دون عودة للأبد حتى إذا توفي أحد من العائلة وأنت ممنوعة حتى من زيارة قبورنا ونحن متبرؤون منك في الدنيا والآخرة فقلت لا،أريد أن أتزوجه بموافقتكم وإلا لا داعي لذلك وقدر الله فوق كل شيء وقد حلفتني أمي بالمصحف الشريف بأن لا أكلمه أبدا وأن لا أفكر فيه وأرادت كذلك تحليفي بعدم التزوج منه ما داموا حيين أو ميتين فامتنعت عن هذه الأخيرة وقلت لها مستحيل أن أحلف على مكتوبي فأنا لا أدري ربما يكون مكتوبي ويأتي يوم ويهديكم الله وتوافقون عليه.
مع العلم أن خالتي متزوجة أيضا من شاب من الريف منذ 40 سنة وقد عارض أبي ذلك الزواج ومنع أمي من حضور حفل زفاف أختها وكان لا يزورها وعندما يأتون هم لزيارتنا يعاملهم معاملة غير حسنة، لذلك والدي وإخوتي يخافون كلام الناس وسوف يشمتون في أبي مما فعله منذ 40 سنة مع العلم أن أبي الآن مريض لا يخرج من المنزل تقريبا منذ 5 سنوات ولكنني أشعر بالظلم من طرف والدي يحرمونني الفرحة والسعادة مع الشخص الذي أريده خوفا من الناس وكلامهم وينسون الخوف من الله.
مع العلم كذلك أن والديه غير موافقين لأنهم كذلك يريدون تزويجه من منطقتهم لكي يضمنوا أنه لن يعيش بعيدا عنهم مع العلم أنه يسكن في مدينتنا منذ 5 سنوات ويقول إنه لا يستطيع أبدا العودة للعيش في قريتهم مهما من تزوج.
هل هذا عقاب من الله عز وجل لأبي وما فعله في الماضي؟
وهل يستطيع الإنسان تغيير مكتوبه؟ فإن عائلتي تتهمني أن الله بعث لي مكتوبي وأنا رفضته من خلال رفضي وعدم تفاهمي مع أولئك الشبان الذين تقدموا لخطبتي.
وهل والدي آثمان برفضهم لهذا الشاب الذي هو على دين وخلق؟ لأن أمي تقول في بعض الأحيان لو كان ذا منصب ومال نجد ما نقوله للناس ولكن ماذا نقول للناس.
أليس الدين والخلق كافيين؟ أم نحن في زمن المنصب والمال والدين لا يهم يأتي في الأخير إن أتى أو لا يهم؟ ...
ما رأيكم في حلفاني بالضغط، هل يجب أن ألتزم بهذا الحلفان ما حييت؟ ولكنني أفكر فيه دون أن أشعر.
وهل أنا آثمة برفضي للحلفان الأخير؟
هل أمتثل لأمرهم وأنسى الموضوع للأبد أم أحاول أقناعهم ولا أقنط من رحمة الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز لأبوي الفتاة رفض من قبلته إن كان مرضي الدين والخلق لغير مسوغ معتبر شرعا، ولا يجوز لهما رفض الموافقة بطرد البنت وهجرها.
ولكن الأولى والذي ننصحك به هو تقديم هواهما على هواك لممانعة أهل الفتى أيضا، ولا سعادة في زواج يعارضه أهل الزوجين.
وأما هل يأثم والداك لعدم رغبتهما فيه؟ فالجواب أنه لا إثم عليهما في عدم في الرغبة في ذلك الشاب ولكن يأثمان إن منعاك منه وكان كفؤا وأيضا موافقتها على هجرك وقطع الرحم بينك وبينهم.
ويمينك منعقدة إن لم يكن الضغط والإكراه ملجئا خيفة ما يترتب عليه من أذى ونحوه، ولا إثم عليك في عدم حلفك على أنه لن يكون قدرك في المستقبل ولا تفكيرك فيه دون قصد ولا حنث بذلك، وإنما المعتبر ما تعمده القلب وقصده.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لوالديك منعك ممن رضيت دينه وخلقه من أجل مسكنه أو عائلته أو غير ذلك، لكن ما دام أهل الشاب غير موافقين أيضا فلا ننصحك بالزواج منه لعدم رغبة أهلك فيه ولممانعة أهله، فإن تزوجتما على تلك الحال فستعيشان طريدين عن عائلتيكما ولا سعادة في ذلك، والرجال غيره كثير. فالأولى أن تعرضي عنه كما فعلت وتبحثين عن غيره من ذوي الدين والخلق. ولعل يرزقك خيرا منه بسبب طاعتك لأبويك وتقديمك لهواهما على هواك.
وأما المكتوب المقدر فلا يمكن للمرء تغييره وسيقع لا محالة، وقول أهلك (إنك رفضت مكتوبك) خطأ لأن هذا من أمر الغيب لا يعلمه إلا الله عزوجل، وإن كان مكتوبا فسيقع كما ذكرنا.
وأما هل يأثم والداك لعدم رغبتهما في ذلك الشاب صاحب الخلق والدين؟ فلا؛ لأن ما ورد من الحث على تزويج مرضي الدين والخلق محمول على الندب والإرشاد لا الوجوب كما قال المناوي وغيره، وإنما يأثمان بمنعك من الزواج منه إن رضيت به ودعوت إليه. وخطبتك من ذلك الشاب لا يمكن الجزم بكونها عقابا من الله لرفضه تزويج خالتك من مثله لأن رفضه قد لا يستحق عليه العقاب ولأن ذلك من أمر الغيب.
وأما يمينك فهي منعقدة ويلزمك الوفاء بها والبر، وإلا تفعلي تلزمك كفارة يمين، لكن التفكير فيه دون قصد وإرادة لا حرج فيه ولا حنث، كما لا إثم عليك في عدم حلفك على أنه لن يكون قدرك في المستقبل ولو بعد موتهما، لما ذكرت من تغير الأحوال وغيرها، وإن كان الإكراه هنا على اليمين ملجئ بسبب الخوف من العقوبة والأذى فاليمين غير منعقدة ولا حنث فيها.
ونصيحتنا لك أن تمتثلي أمر أبويك والسعي في مرضاتهما وتبحثي عن غير ذلك الشاب من أصحاب الدين والخلق وسيجعل الله لك من أمرك يسرا.
ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19185، 13217، 998، 32303، 94537.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1429(13/1556)
الزواج من امرأة أكبر سنا والخلوة لمدارسة القرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[الزواج من فتاة أكبر مني بسنة أو في نفس العمر تقريبا وأنا كل يوم أراها في الجامع لأننا ندرس مع بعض ولكنني لا أكلمها إلا عن القرآن وهي تعلمني أحكام التجويد وهي خاتمة لكتاب الله، فما حكم ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج من امرأة تكبرك سناً لا بأس به، فالسن لا عبرة به في أمر الزواج بل العبرة بالدين والخلق، فننصحك بالسعي في الارتباط بهذه الفتاة المتدينة فيما يظهر، فإن لم تكن قادراً على الزواج في هذا الوقت أو منع منه مانع فعليك بالابتعاد عنها، وعدم الاسترسال في العلاقة معها، فإنها أجنبية عنك والكلام مع المرأة الأجنبية لا يجوز إلا بقدر الحاجة، ولا يحل لك الخلوة بها ولو لمدارسة القرآن، وقد نص الفقهاء على أن الرجل لو جعل مهر امرأته تعليم قرآن ثم فارقها قبله تعذر تعليمها لأنه صارت أجنبية، وانظر بيان ذلك في الفتوى رقم: 73027.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1429(13/1557)
المبادرة إلى الزواج وعدم الاعتماد على الرؤى
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحلم كثيرا وفي أحلام كثيرة تحقق وإحساسي عالي أحس لو أحد حسن أو غير ذلك مع كل الناس وهذا شيء يتعبني آخر مرة تقدم لي واحد يبدو أنه متدين لكن أنا ما ارتحت له وعملت استخارة في الحرم النبوي كان إحساسي يقول ليس هذا زوجك وفعلا الموضوع انتهى وأحلم كثيرا أن واحدا معينا في الكلية اسمه مروان سيتقدم لي يوم الخميس وأنا منتظرة له وأقوم من المنام مستغربة لأني أنا ما أفكر فيه وعمري ما كلمته لكن هو كان يريدني زوجة وكنت أنا أهرب منه كنت أخاف من الله وأنا تخرجت والحمدلله وأحلم كثير عنه أفيدني يا شيخ إحساسي القوي بالناس هذا ما هو وأحلامي الكثيرة عن هذا الشخص مع أني والله يا شيخ ما أكلم أولادا وأتقي ربنا أفدني يا شيخ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تجدينه من الأحلام قد يكون رؤى فتصدق وتتحقق، وقد يكون من حديث النفس والخواطر، وليس من اختصاص هذا الموقع تفسير الأحلام وتعبير الرؤى، لكن ننصحك بالمبادرة إلى الزواج متى ما وجدت كفؤا ذا خلق ودين، ولا تعلقي آمالك وتنتظري شخصا لا تدرين هل يريدك أم لا فلا ترفضي خاطبا ذا خلق ودين لأجله، لكن استخيري الله عز وجل، واستشيري ذوي الرأي من قومك فيمن يتقدمون إليك، وسييسر الله لك ما فيه خيرك وصلاح أمرك. وللمزيد انظري الفتاوى التالية أرقامها: 2737، 101562، 2970، 8138، 19059.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1429(13/1558)
عضل الأب ابنته ومنعها من الزواج بكفؤها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا من فلسطين, وأبلغ من العمر 21 سنة ,طالبة جامعية سنة ثالثة تخصص هندسة معمارية إن شاء المولى عز وجل, ,عندي مشكلة لا أستطيع أن أختصرها قد أطيل في طرحها ولكن حتى تستطيع أن تكون في الصورة الصحيحة إن شاء الله ,.
أنهيت مرحلة التوجيهي ودخلت الجامعة وتخصصت في مجال الهندسة ,وبعد نهاية الفصل الأول واقتراب نهاية الفصل الثاني جاء لي شاب وأخبرني أنه يريدني له زوجة له على سنة الله ورسوله وحدثني عن نفسه وأهله وهو شاب متدين ويدافع عن الإسلام بروحه وفكره وجسده وطلب مني أن أخبر والدتي بالموضوع وكذلك إحدى صديقاتي في الجامعة حتى لا تقع أي معصية لا سمح الله, وهذا ما فعلته تماما, فقد أخبرت أمي وأختي وزميلاتي في الجامعة والكل أبدى الموافقة المبدئية ,طلب مني الشاب أن أخبرهم أنه سيتقدم لخطبتي في نهاية الفصل الأول من السنة الثانية وهذا ما فعلته, ولكن قبل نهاية الفصل بشهر واحد تقدم لخطبتي ابن عمتي ,وعمتي هي الأخت الوحيدة لوالدي وكان والدي الأخ المفضل لها وكان بمثابة والد لأبنائها لأن زوجها قد توفي رحمه الله, وأعطى والدي الموافقة المبدئية لعمتي ثم فاتحني في الموضوع, والدي لم يكن يعلم بموضوع ذلك الشاب, رفضت رفضا قاطعا ,وكنت أريد أن أخبره عن ذلك الشاب ولكن أمي منعتني من ذلك لا أعلم لماذا؟ لم نخبره بالموضوع وأصررت على رفضي حتى جاء والدي وهددني بطلاق والدتي وإخراج أختي من جامعتها ومنعنا كلتانا من إكمال الدراسة ,لم أفكر بنفسي لحظتها ,فكرت بأمي وأختي وإخوتي بعد ذهاب أمي عنهم ,وأزيد أن جميع الأهل كانوا يضغطون ضغطا رهيبا علي إما عبر الهاتف أو المشافهة ,وما كان مني إلا الموافقة مجبرة والله ,والله شاهد على ما أقول ,تم كتب الكتاب في فترة قصيرة ,لم يتم الدخول وإنما الخطبة فقط
أنا لم أكن أطيق ابن عمتي لعدة أسباب مهمة بالنسبة لي, ومن أهمها أنه لم يكن يصلي ,وكان مدمنا على التدخين ,وكنت ألاحظه كثيرا يرتدي الذهب, تم الخطبة ومكث ابن عمتي في البلاد 20 يوما ثم سافر إلى أمريكا ,كان قد اتفق والدي معه أن يكون الزواج بعد سنة ونصف ,وبعد 20 يوما من الخطبة التي لم أجلس فيها سوى مرتين معه سافر كنت أجهله تماما لا أعلم عنه سوى انه ابن عمتي ,مر الشهر الأول بسلام لقلة حديثي معه من خلال الهاتف ,ولكن كثرت مكالمتي معه عبر الهاتف وازدادت معها المشاكل ,عرفته تماما من خلال حديثي معه واكتشفت أنني لا أستطيع العيش معه لأنه يخالفني في كل شيء ,وأصبحت أقارن بشكل غير مقصود بينه وبين الشاب الذي كان يريد الزواج مني وشتان بين الاثنين ,توالت الأيام وكان بمعدل كل شهر مشكلة معه ,وكانت هذه المشكلة تنعكس على الأسرة وتوالدت مشاحنات كبيرة أوصلت لضرب بيني وبين والدي ,فالمهم عند والدي أن أتزوج ابن أخته ولو كان ذلك غصبا عني ,منعت من الحديث مع ابن عمتي لمدة ثلاث شهور حتى سمعت أن ابن عمتي عائد الى البلاد ,خفت كثيرا كون أبي غير مكترث لرفضي القاطع على الزواج كوني أدركت تماما أن العلاقة قد فشلت ,اتصلت مع عمي الأكبر في أمريكا وأخبرته بكل شيء ,جن جنونه وتوعد لي بأن يتحدث مع والدي وينهي القصة التي استمرت لمدة سنة بشكل مأساوي ,تحدث إلى والدي وجن جنونه ,لا يريد والدي أن يدخل أحد في الموضوع ,حاول الضغط علي بكل الأساليب الممكنة ,ووصل خبر ذلك الشاب إلى والدي ذهب والدي للقاء ذلك الشاب في الجامعة ,وأخبره الشاب بكل شيء ,وقال له إنه عندما علم أنني قد خطبت قطع علاقته معي تماما وهذا هو الحقيقة ,وقال له إنه نتيجة أصابته بعيار ناري التزم بيته لمدة عشر شهور.وهذا أيضا صحيح ,فهو لم يكن موجودا في الجامعة طيلة فتر ة خطبتي ,وأدخله والدي في الموضوع وأصبح جزءا رئيسيا فيه, وكبر والدي الموضوع وأدخل أهله في القصة وازداد الموضوع تعقدا.
علم الشاب بأنني أنهيت علاقتي مع ابن عمتي الذي هو الآن خاطب من أخرى. وكان يريد أن يتقدم لخطبتي ولكن أهله منعوه من ذلك وقد أشاروا عليه بالتريث لمدة سنة تقريبا ,ولكن والدي يرفضه الآن رفضا قاطعا كون يتوجه توجها إسلاميا وأنت تعلم ماذا يعني ذلك في فلسطين تحديدا, قال له والده إن أباها سوف يوافق ولكن بعد فترة ,ولكن الموضوع الآن أن والدي يريد السفر إلى أمريكا في العطلة الصيفية, وسيغيب فترة طويلة جدا ,وأهل هذا الشاب سيأتون في فترة سفر والدي ,ستقول لي علي الانتظار والصبر ,وسأقول لك إنني خائفة جدا على ذلك الشاب وخاصة في الأوضاع السياسية التي نحن فيها ,ساعدني أرجو ,فوالدي لا يحادثني ولا يراني منذ شهر ونصف ولا أحد من أهلي يجلس معي ,وأبقى في الغرفة مع نزاع نفسي 24 ساعة لا أدري ما الذي أفعله ,ساعدني وأشر علي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للأب ولا لغيره إجبار البنت على نكاح من تكرهه، كما أنه ليس له عضلها ومنعها من نكاح الكفؤ المرضي دينا وخلقا، وإن فعل فلها رفع أمرها للقضاء أو من يقوم مقامه ليلزمه لذلك أو يتولى هو العقد عليها وبناء عليه، فإن كان الفتى كما ذكرت مرضي الدين والخلق فليس لأبيك رفضه ومنعك منه وإن فعل فينبغي توسيط من له وجاهه وكلمة عنده من أهلك وأقربائك لعله يعدل عن موقفه ذلك، وإلا فإن أمكن أن ترفعي أمرك للقضاء ليتولى القاضي إلزامه بذلك أو منح الولاية لغيره من الأولياء أو يتولى هو ذلك بنفسه فيعقد لك فافعلي وإلا فخير ما نوصيك به الصبر حتى يجعل الله لك مخرجا، وفرج الله قريب وما يختاره الله لك خير مما تختارين لنفسك، فثقي بالله وأحسني الظن به، واعلمي أن كل شيء بقدر، وما قد سبق في تقدير الله تعالى سيأتيك لا محالة.
وللمزيد انظري الفتاوى: 68737، 77356، 62748.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1429(13/1559)
هل يقبل زوجا من كان منحرفا ثم تاب
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي سؤال وأرجو أن تنصحوني لي صديقة وعندها أخ عمره 26 رآني مرة وأُعجب بي فطلب من أخته تحكي لي أنه يريد أن يتعرف علي وغايته أن يخطبني لكن كان خائفا من عدم الموافقة فطلب أن نتعرف على بعض وبعد أسبوع يطلبني المهم جلسنا مرة واحدة مع وجود أخته وحكينا لكن مشكلته أنه لا يصلي فأنا حكيت له أن شرطي الوحيد في الإنسان الذي يرتبط بي ان يكون يصلي فحكى إلي أنه لا يصلي وإن شاء الله يتغير على يدي وبعد يومين اتصلت علي أخته وحكت لي شكراً لأنك غيرتي أخي جاء سألني كيف طريقة الصلاة ومتى أوقاتها وبدأ يصلي أنا ارتحت إليه وأحسست وخصوصاً أنه تغير وهو حكى لي أنه لو لم يريديني ما كان تغير، وأنا من زمان كنت حابب أتغير لأني ما كنت مرتاحا، المشكلة الوحيدة عندي أن أهلي يعرفون أنه كان زمان يشرب الخمر ويذهب للدسكو لأننا نقيم بأوروبا ولما تعرفنا على بعض حكى لي أنه كان عنده علاقات جنسية مع بنات قبل سنه ونصف بس إلي أن والله من يوم معرفتك ما فكرت أعيدها أنا أخاف إذا تزوجته وتصير مشكلة يرجع مثل الأول يشرب وحكيت له هل شيء حكى لي مستحيل مش معنا أني صليت إذاً ما كنا لبعض أترك الصلاة لما بتركها وإن شاء الله مارح أتغير وطلب أن يتقدم لي حكيت له انتظر حتى أهلي يرونك تغيرت وصار يروح كمان إلى الجامع والمشكلة الثانية أن أباه يشرب وخاله بس أنا واثقة فيه أنه هو بجد تغير من يوم ما عرفني قبل كم يوم أنا وماما نحكي وجبنا سيرتهم لأنهم أصدقائنا فحكت ماما عنه أنه ليس بالكفء ووصفته أنه صايع نظرت أهلي هكذا لو أنا بعرف أنه كان هكذا لكن هو حكى لي والله هذا كان زمان وأنتي تعرفين كيف لما شاب يكون مقيما لوحده وبين رفقائي جروني على الغلط بس ما أعرف لما صار يصلي وشفته تغير فرحتي كانت كبيرة أني قدرت أغير إنسانا وأجعله يبعد عن الحرام ويرضي ربنا ما أعرف بماذا تنصحوني أعمل بخاف يتقدم لي وأهلي يرفضون لأنه كان هكذا أو لأن أباه وأخواته كثير مناح وبصلو حتى أخته بس هو وأبيه غير الجميع ياريت تنصحوني ماذا أفعل هو يمستعد الآن يتقدم لي فهل الأحسن أنتظر إلى أن يغير أهلي رأيهم فيه، وهل أثق فيه أم أنه ممكن يرجع مثل ما كان، هل من حق أهلي أن يرفضوا لأن أباه ما يعرف أبقى معه ولا أبعد عنوانا أعرف أن أهلي سوف يرفضونه إذا تقدم لي لكن ممكن إذارأوه تغير يوافقون فأرجو أن تنصحوني بأسرع وقت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدين والخلق هما أساس الاختيار في الزواج، ولا يخفى أن الحياة الزوجية مشوار طويل يتطلب التريث في أمر هذا الاختيار، والشاب الذي كان على انحراف ثم تاب وأظهر الاستقامة والثبات على ذلك لا يؤاخذ بما كان عليه قبل ذلك، أو بالحال الذي عليه أبوه أو غيره، ولكن هذا لا يعني التسرع إلى الرضى به زوجاً حتى يتبين مدى صدقه في التوبة.
وعليه؛ فالذي ننصح به هو استشارة من هم أعرف بهذا الشاب ممن يوثق بهم، فإن تبين عدم صدقه فأعرضي عنه، وإن تبين صدقه فحاولي إقناع والديك بالموافقة على زواجك منه، فإن وافقاً فذاك، وإلا فالواجب عليك طاعتهما وترك الزواج منه، وإذا لم يتيسر لك الزواج من هذا الشاب فالواجب عليك قطع أي علاقة به، إذ لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة برجل أجنبي عنها إلا في إطار الزواج الصحيح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1429(13/1560)
لا خير في خاطب لا يصلي
[السُّؤَالُ]
ـ[مند فترة زمنية خطبت لشاب وأنا لا أرغب به قبلت به مرضاة لوالدتي ولكن مؤخرا وعندما تأكدت من أنه لا يصلي ويكذب أحيانا شعرت بأنني أظلم نفسي معه ولن أستطيع أن أكون زوجة له وعندما صليت صلاة الاستخارة تقدم شخص آخر لخطبتي لطالما دعوت أن يكون هو زوجي لأنني أرغب فيه وأحتفظ بحبه سرا بيني وبين نفسي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في رفض ذلك الفتى وفسخ خطبته ما دام حاله كما ذكرت.
ولا ينبغي لك قبوله لأن تارك الصلاة والمتهاون بها يخشى عليه من الكفر والخروج من الإسلام، كما قال بذلك بعض أهل العلم، فلا خير لك فيه. واحرصي على صاحب الخلق والدين وحاولي إقناع أمك بذلك، وينبغي أن تعينك عليه إن كانت تحبك حقا، وتسعى في مصلحتك. فإن أصرت على ذلك الشاب المتهاون بالصلاة فلا تجب طاعتها في ذلك، ولا حرج عليك في رفضه وقبول صاحب الخلق والدين. ولمزيد انظري الفتاوى رقم: 25448، 3006، 3145، 4203.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الأول 1429(13/1561)
تخشى قبول خاطبها لضيق سكنه وكونه في بيت عائلة
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل أود أن أستفسر من حضراتكم على شيء أكرمكم الله وهو أنه تقدم لي شاب على خلق ودين أحسبه كذلك ولا أزكى على الله أحدا ولكن ترددي في قبوله بسبب بيت العائلة ووجود سلايف فى هذا البيت ووالدته وأيضا الشقة مساحتها ضيقة جدا حوالى65م وأنا أخشى من مشاكل بيت العائلة وضيق الشقة فهل أوافق على هذا الشخص أم لا بالله عليكم أفيدوني فأنا في حيرة شديدة ولم أتخذ قرارا وانصحوني نصيحة الأب لابنته بالله عليكم فأنا والدي متوفى وأنا في قلق شديد يكاد يخلع قلبي وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بما أوصى به نبيك صلى الله عليه وسلم حيث قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
وما تخشينه من ضيق البيت ووجود (سلايف) وغيرهم، يمكن التغلب عليه وتجاوزه بالاتفاق على أمرين:
الأول: إقرار الشاب واعترافه بحقك في الانفراد ببيت مستقل أو بجانب من البيت مستقل، وعزمه على تحقيق ذلك متى استطاع إليه سبيلا.
ثانيا: أن يعذرك في حال تعرضك لما يؤذيك من أحد أفراد البيت، إذا ذهبت إلى بيت أبيك، وبقيت هناك حتى يوفر لك السكن الذي لا تتضررين فيه.
فإذا حصل الاتفاق على هذا فلا ننصحك رد هذا الشاب المرضي في دينه وخلقه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1429(13/1562)
هل يتزوج امرأة كانت لها علاقات سابقة مع شباب
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب خطيبتى جدا وعرفت منها أنها قامت ببعض العلاقات الجنسية قبل خطوبتنا وتطلب منى أن تستمر علاقتى بها وأنا لا أعرف ماذا أفعل أرجو الرد]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هناك مقياسا تقاس به المرأة لكي ينصح بالزواج بها أو لا ينصح به، وهو كونها ذات دين، لقوله صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. وذلك أن ذات الدين تحفظك إذا غبت، وتطيعك إذا أمرت؛ كما جاء ذلك في حديث آخر.
وبناء عليه نقول: انظر إلى هذه الفتاة بهذا المقياس واختبرها في هذا الجانب،
فإن وجدتها تابت إلى الله تعالى مما سبق وندمت عليه وأصبحت ذات دين فننصحك بالزواج بها، بغض النظر عن ماضيها.
وإن لم تكن كذلك، فلا ننصحك بها، فإن من أضاع دينه فهو لما سواه أضيع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1429(13/1563)
الالتزام بالنقاب هل يكون مانعا من الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر20عاما جاء لخطبتي العديد من الشبان وهم في الظاهر أنهم على خلق أنا أصلا منتقبة وسعيدة لذلك ولكن هناك سؤال واحد يدور في ذهني هل عندما كل هؤلاء الشباب يجلسون معي ثم لا يعودون على الرغم من أنني ولا أزكي نفسي على قدر من الجمال والالتزام وأحاول على قدر الإمكان أن أتقى الله في تعاملاتي مع الآخرين هل العيب في أنا أنا لا أعرف بدأت أشعر بحالة عدم الثقة وخاصة أن أمي لا ترضى عن التزامي وترى أنه السبب في ذلك وترى أن النقاب هو السبب. كل ما أطلبه من الله هو أن يرزقنى بالزوج الصالح لأني أخاف على نفسى من الفتنة في الدين فأنا أشعر بالوحدة بعد ما كل إخوتي منهم من تزوج ومنهم من سافر للعمل وأنا اجلس مع أمي وأبى في المنزل بمفردي وأحس بالوحدة الرهيبة على الرغم أنى لازلت أدرس وأحفظ القرآن وأحضر مجالس العلم لا أدري ماذا أفعل فقد صدمت في العديد من الأصدقاء وأحس أن الأرض ضاقت علي بما رحبت لا أدري ماذا أفعل فأشعر وكأني غريبة عن هذا العالم حتى أصدقائي لا يفهمونني وهل سبب رفض الخطاب لي هو عيب في أنا لا أدري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجوابنا نسوقه لك في نقاط ونرجو منك تدبره:
أولا: اعلمي يقينا أن الأمور كلها بيد الله تعالى، والأرزاق يقسمها بين عباده كيف يشاء، وله في ذلك حكم بالغة، وهو العليم الخبير، لا مانع لما أعطى، ولما معطي لما منع، ولا راد لما قضى سبحانه وتعالى، والخير كل الخير للعبد في الرضا، والشر كل الشر في التسخط والاعتراض عليه.
ثانيا: نشكرك على استقامتك على الحق، ونسأل الله لنا ولك الثبات حتى نلقاه، وبخصوص ما ذكرت من عدم إتمام الزواج بعد إقبال الخطاب فلا يبعد أن يكون الأمر مجرد ابتلاء، وإنما يبتلي الله من عباده من أحبه ليرفعه الدرجات بالصبر والرضا والاحتساب.
ثالثا: بالنسبة لموقف أمك فهو خاطئ بلا شك؛ فكم فتاة لم تلبس النقاب ولم تتزوج، بل ويرغب الرجال عن الزواج منها بسبب عدم لبسها له، والأمر لله من قبل ومن بعد، وقد قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق: 2} فاجتهدي أن تقنعيها بالحق وأن لا تكون بكلامها عونا للشيطان عليك، وأظهري لها قوة تمسكك بما تعتقدينه وعدم الحيدة عنه لتكف عن ذلك وينقطع أملها فيما تريد.
رابعا: بالنظر إلى سنك الذي ذكرت يتبين أنك ما زلت صغيرة السن، وأكثر قريناتك يتزوجن في سن بعد هذا السن فلا داعي للقلق أبدا، ولا داعي لما تشعرين به من غربة أو ضيق الأرض بك أو تصور أن السبب في عيب فيك، واحذري من الوساوس والتخيلات فهي من الشيطان: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ {المجادلة:10} .
خامسا: أخيرا فان الذي ننصحك به هو الالتجاء إليه سبحانه، وكثرة الدعاء والتضرع إليه؛ فهو لا يرد داعيه خائباً،،واستغلي الأوقات الفاضلة المرجو فيها إجابة الدعاء، ولا تيأسي من رَوْح الله تعالى. وعليك بالصلاة خاصة في جوف الليل قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {البقرة:153} وقال تعالى: إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا {الشرح:6} ولا تجالسي من يزيد همك من صديقاتك ولا يكون عونا لك في أمرك.
وللفائدة راجعي الفتاوى: 92969، 98312، 62611، 8585.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1429(13/1564)
رفض الخاطب لكون أهله غير مرضيين في خلقهم ودينهم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم رفض شاب متقدم للزواج من إحدى العائلات المعروفة بأخلاقها العالية بحجة أن والد الأب عصبي المزاج أناني لا يحب إلا نفسه وأن أخاه عندما كان صغيراً كان يحب المشاكل وأن الصفات السيئة للأب والأخ سوف يكتسبها أطفال الشاب من ابنتهم إن تم الزواج، فهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (تخيروا لنطفكم فإن العِرق دساس) معناه أن الصفات السيئة للأهل يجب النظر إليها قبل قبول الزواج لكي يتجنب الصفات السيئة التي سوف يكتسبها الأطفال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رفض الشاب للسبب المذكور لا حرج فيه، إذ لا يلزم تزويج هذا الشاب بعينه، ولو كان صاحب دين وخلق، لكن هل يصلح السبب المذكور حجة في رفض الشاب؟ الجواب: لا نرى ذلك لأن العبرة بخلق الشاب ودينه هو لا بخلق ودين أهله، وفي الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ...
فلا يكون اتصاف أهل هذا الشاب بالصفات المذكورة حجة في رفض الزواج به، مع عدم تعين قبوله كما سبق ذكره، وأما حديث: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس. فقد ضعفه أكثر أثمة الحديث، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 24520.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1429(13/1565)
مدى أثر الفارق في السن بين الزوجين في نجاح العلاقة الزوجية
[السُّؤَالُ]
ـ[في البداية جزاكم الله خيراً على هذا المجهود الذي تقدمونه على النت لخدمة الإسلام والمسلمين وبعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة ولدي مشكلة وهي أني في الوقت الراهن لا أقدر على الزواج بسبب ظروف الدراسة والظروف المادية وأيضا أحتاج لبيت لأسكن به مع أسرتي.
لا جديد في الموضوع وأنا صابر وأنتظر الفرج من الله ولكن هناك مشكلة تراود تفكيري لا أدري أهو هوى نفس أم مدخل شيطان أفيدوني.
المشكلة أني كنت لا أفكر في موضوع الزواج ولكن في الآونة الأخيرة تعرفت على رجل من مجاوري عملي (في السوق الذي أعمل فيه) وهذا الرجل عرفت بطريقتي أنه رجل ملتزم ومن خلال أولاده عرفت تربيته لهم ووجدت عليه المسحة الدينية وثقافته الإسلامية التي تجعل الإنسان يحب الإنسان لله عزوجل والمهم ذكره هنا أن هذه أجواء علاقتي مع هذا الرجل فكرت يوما من الأيام لماذا لا أتزوج أخت هذا الرجل التي تبلغ من العمر9 ولكني تفاجئت أن أسرته خلافه في بعض الأشياء وبعد ذلك ملت تماماً وأحببت ابنة هذا الرجل ولكن المشكلة أن البنت عمرها الآن 13 سنة وأنا لا أفكر في الزواج حالياً لأني أدرس في الجامعة وفي المستوى الأول وأمامي أقل شي من6 إلى سبع سنوات للزواج وفكرت أني حينما أكون مستعداً للزواج سيكون فارق العمر 8سنوات هل للعمر تأثير؟ هل ترون أن ابا الفتاة سيوافق على هذا الفارق؟
وبماذا تنصحونني للعلم أن الموضوع شغلني عقلياً شغلني جداً. وعذراً على الإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تأثير للفارق في السن بين الزوج والزوجة في نجاح العلاقة الزوجية، فكم من زوجين كان بينهما فارق كبير في السن وكانا من أسعد الناس، إذ لا دخل للسن في الحياة الزوجية ما لم يكن فارقا كبيرا جدا.
ثم إن السبع والثمان سنوات ليست بالفارق الكبير، بل تعد عند البعض أمرا عاديا، إذا كانت من جهة الرجل، ولا نظن أن الرجل المذكور (الأب) ذا الثقافة الإسلامية، سيمتنع لهذا السبب، إذا وجدت فيك الصفات الأخرى وأهمها الدين والخلق، ولم يمنع من الموافقة مانع آخر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1429(13/1566)
رفض تزويج الابن للخلاف مع والد الفتاة
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي ابنة عم متدينة إلا أن بها عيبا وهو أنها لا تقدر على المشي، فتركها رجال العائلة لهذا السبب، وعمرها الآن 25 سنة وهي تحتاج الآن إلى زوج، فرأيت في الأخير أن أتزوجها لابتغاء وجه الله، فأخبرت أبي فرضي في بداية الأمر، إلا أنه تراجع في الأخير، وأنا الآن حيران لإشفاقي على البنت حيث إنني أعرف ما تعاني منه فكلمتها وأخبرتها أنني أتقدم إلى الزواج منها، وسبب رفض أبي: هو أن بينه وبين أبي البنت مشكلة قديمة حيث منعه العم من تزويج إحدى بنات عمي لأحد أبناء أبي، فأبي أيضا أراد الانتقام من العم مما يؤدي إلى قطيعة الرحم والعياذ الله، وإذا عرف عمي أن أبي رفض بسبب هذه الأمور سيحدث ما لا يحمد عقباه، فأطلب منكم أن تساعدوني في حل هذه المشكلة، والوسيلة المؤدية إليها؟ وشكراً.. وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان سبب رفض أبيك هو مجرد خلافه مع أخيه والد الفتاة فلا تجب طاعته في ذلك لما فيه من قطع الرحم، لكن ينبغي محاولة إقناعه والسعي في ذلك بتوسيط من له وجاهة وكلمة عنده لعله يقبل بذلك، فإن أصر على الرفض فلا حرج عليك في الزواج بها، ونرجو أن يكون لك في ذلك أجر لحسن نيتك في إعفافها والستر عليها، ولما قد يؤدي إليه ذلك من تقوية الأواصر بين والدك وأخيه. وانظر لذلك الفتوى رقم: 26708.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1429(13/1567)
الإرشاد النبوي لاختيار الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[تحية طيبة وبعد....تقدم لي شاب..وعملت الاستخارة أكثر من مرة والأمور تمشي عادي كيف أعرف أن الشخص مناسب لي..وكيف أعرف أنه صادق معي وصريح..وهل التوافق المادي له دور في نجاح أو فشل الزواج..لأنني مررت بتجربة سابقة وهي السبب في تخوفي أحمد الله على هذا الابتلاء أحتسب مصيبتي عند الله وإن شاء الله يكون الشخص الثاني المتقدم يعوضني عن الأيام التي فاتت وكيف أختبر هل هو بخيل أو يتعاطى شيء أو يشرب شيئا أرجو منكم مساعدتي وتوجيهي شاكرة لكم تعاونكم وجعله في موازين حسناتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعمدة والأساس في اختيار الزوج هو الخلق والدين، وهو ما ينبغي النظر إليه والبحث عنه بمراقبة سلوكه والتزامه، وسؤال من لديهم معرفة به، فإن ثبت اتصافه بالخلق والدين فلا يضره ما فاته بعد ذلك من دنيا أو غيره. وبناء عليه، فإن كان خطيبك ذا خلق ودين وقد استخرت الله في شأنه فامضي لإتمام الزواج فإن كان فيه خير لك فسييسره الله عز وجل؛ وإلا فسيصرفه عنك ويصرفك عنه ويقدر لك الخير حيث كان، كما دعوته في الاستخارة.
وأما التوافق المادي فقد يكون سببا في التفاهم بين الزوجين وقد لا يكون، والمعول عليه -كما ذكرنا- هو الدين والخلق، فمن اتصف بهما إن أحب المرأة أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، وللمزيد انظري الفتاوى: 22388، 3145، 2733.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1429(13/1568)
يحب فتاة وتحبه ويرفض أبوها تزويجها له
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا ابتليت بحب فتاة أنا أحبها وهي تحبني ولكن أبوها لا يوافق لعدم استطاعتي بدفع المهر الذي يريده أو بسبب لا أعلم به، ويعلم أني أحفظ كتاب الله كاملا ولله الحمد ويعلم أني ذو دين وخلق، والآن الفتاة تريد مني أن أفعل بها (أزني بها) حتى يوافق أبوها فما العمل فأرجو منكم الرد في أقرب وقت؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يعافيك من هذا البلاء، وأن يفرج عنك ... واعلم أن خير علاج لهذا الحب هو الزواج، ففي الحديث: لم يُر للمتحابين مثل النكاح. فينبغي لك السعي في إقناع والد هذه الفتاة بتزويجك بها، واستعن بأهل الخير ومن لهم مكانة عند هذا الوالد على إقناعه، فإن لم يقتنع فعليك بالابتعاد عن هذه الفتاة وقطع العلاقة بها، والتوبة عما سلف، وعليك الفرار منها كما تفر من الاسد، وإياك أن تجيبها إلى ما تدعوك إليه، واعتصم بالله واستعذ به وقل ما قال يوسف عليه السلام: مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ. وننصحك بقراءة كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن قيم الجوزية.. والاطلاع على الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1429(13/1569)
ليكن طموحك إلى من تقدم لخطبتك إن كان ذا خلق ودين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة متدينة أحب شخصا وهو أيضا متدين وكان من حجاج هذه السنة وهذا ما دفعني أن أخبره بما أحس به وطلبت منه الزواج لكنه رفض فأصررت فقال لي إنه لا يريد أن يجرحني بأن يقول لي في يوم من الأيام أني أنا التي طلبت منه الزواج لكني أحبه جدا فأصررت وطلبت منه أن يستخير الله ولم يجبني حتى الآن وأنا أحس الآن بأني أنقصت من شأني ومن كرامتي وهناك من يريد التقدم لخطبتي ولا أعرف ما يجب فعله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أن تقطعي العلاقة السابقة بينكما، فإن كان له رغبة في الزواج بك تقدم لخطبتك إلى أوليائك، وإلا فإنه ينبغي أن يكون طموحك إلى من يتقدم لخطبتك ويأتي البيوت من أبوابها، فيطلبك من ولي أمرك، فتخيري الرجل الصالح، ولعل الله يجعل لك في ذلك خيرا كثيرا، وننصحك أن لا تتساهلي في مخاطبة الرجال، خاصة في تلك الأمور وأنت في سن الزواج، فإنه باب شر ونذير خطر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1429(13/1570)
بحث الأخ عن زوج صالح يعف أخته
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال: لدي أخت عمرها في بداية العشرينات، تربت على الحجاب والصلاح، وهي طالبة في كلية الشريعة، تفاجأت بها قبل سنة تقريبا بأنها تتصل بشاب يسكن نفس المنطقة، وتبين أنه قد تقدم سابقا لخطبتها ولم يكن هناك قبول من طرفنا لأسباب مختلفة (منطقية) منها مستوى التعليم، الأخلاق، التدين، التكافؤ الأجتماعي.... وتبين أن هناك علاقة عن طريق الموبايل بقيت بينهما عن طريق أخت هذا الشاب.. وصدمت قبل شهر تقريبا بأن أختي قد هربت من المنزل وذهبت إلى بيت هذا الشاب بدون علمنا.. علما بأن أهلي يسكنون لوحدهم (والدي كبير في السن ووالدتي وأخواتي) ونحن الإخوة بعيدون عنهم ولنا اتصال معهم فقط بسبب الوضع الأمني السيء والتهديدات الموجهة لنا (علما أننا من سكنة بغداد / العراق) .. وأحب أن اذكر أن وضع الشابة (أختي) النفسي والصحي سيء.. وهناك مشاكل كثيرة تحدث في المنزل ناتجة عن الظروف المختلفة التي يعيشها أهل العراق.. وبعد أن ضربتها وعنفّتها وحذّرتها من القيام بذلك مجددا.. قامت مرة أخرى بالذهاب سرا إلى منزل هذا الشاب، وحاولنا محاولات عديدة مختلفة للفت انتباهها عن هذا الشاب أو تذكيرها بأنها طالبة شريعة وأن أهلها أهل صلاح لكن دون جدوى حتى أنني أشك في أن أهل الشاب قد عملوا لها سحرا (والله أعلم) ، وهي الآن عند إحدى أخواتي في بيتها، في منطقة أخرى.. وتحاول الاتصال بالشاب بأي طريقة.. وتراقبها أختي باستمرار.. لكن لا ندري ما ستفعله مستقبلا.. ولا أعلم أنا وإخوتي ما الذي يمكن أن نفعله معها كي تنسى هذا الشاب أو تترك هذا التصرف ... أطلب منكم النصح والتوجيه، علما بأننا تعاملنا معها على أساس الدين والخلق، وأحطنا القضية من كل اتجاهاتها ... وكلنا (الإخوة) مثقفون علميا ودينيا والحمد لله ... فقط ادعو لنا وشاركونا بتوجيهكم ونصحكم لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ... ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصح به ونراه علاجاً لمشكلة تلك الأخت هو البحث لها عن زوج صالح يعفها عن الحرام ويحفظها وإن كان ذلك الشاب لا يزال راغباً فيها فقد يكون زواجها منه هو الحل ولو لم يكن كفؤاً لها، ولا ضير في البحث لها عن زوج أسوة بالسلف الصالح، كما ينبغي ربطها بنساء صالحات يعنها على الطاعة ويبعدنها عن المعصية، مع مراقبتها والحث على تعليمها ما ينفعها.
ولا يجوز اتهام المسلم بعمل السحر دون بينة فإن ثبت فينبغي علاج المسحور بالرقية الشرعية لدى من يوثق في دينه وورعه، ونسأل الله تعالى أن يمن عليها بالهداية والتوفيق وأن يسلك بها سبل الرشاد ويرزقها زوجاً صالحاً تقر به عينها وتسعد به نفسها، وللفائدة انظر لذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2244، 12065، 21203، 12967.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1429(13/1571)
الزواج من فتاة أهلها على غير مذهب السنة
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت على علاقة مع فتاة في الماضي والحمد لله قد تبنا كلانا منها، ولكن إلى الآن أحبها وأريدها زوجة وكلما أردت نسيانها أحس بحالة من الحزن (لا أراسلها) وفي بعض الأحيان أمر بجانب منزلها، والمشكلة أن أهلي رافضون زواجي بها لأن أباها ليس سنيا (هي سنية وكذلك أمها) ، فهم لا يريدونها وذلك لمذهب أبيها وغير كلام الناس وغير ذلك، وأنا لا أدري ما أفعل، فأنا أصلي وأقرأ القرآن ولكن لا أستطيع نسيانها، فماذا أفعل بارك الله بكم، أرجو الرد بسرعة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان تعلقك بهذه الفتاة لدينها وخلقها وتعلم أنه لا أثر لعقيدة والدها عليها فاجتهد في إقناع أهلك بها وبين لهم تضررك من البعد عنها، وحاول أن توسط أهل الخير في ذلك، فإن لم يرض أهلك وكان هذا الرفض من أب أو أم فالذي ننصحك به أن تطيعهما. ففي ذلك بر لهما وإحسان إليهما، وسيعوضك الله خيرا إن شاء الله.
ثم ينبغي أن تجتهد في نسيانها ولا تأتي فعلا يذكرك بها، واشغل نفسك بما يعينك على ذلك من عمل أو ذكر أو حضور مجالس علم أو رياضة بدنية، وحاول أن تتجنب الخلوة بنفسك ما أمكنك.
كما أننا نحيلك على كلام ابن القيم في علاج العشق في الفتوى رقم: 9360، أو بمراجعة كتابه في ذلك الموضوع الداء والدواء أو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي وهو متوفر بحمد الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1429(13/1572)
لا حرج في الزواج بالمطلقة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري تقريبا ثلاثون عاما وأعمل ممرضا وما زلت أعزب عرض علي زميلي الذي يعمل في نفس المؤسسة ولكن في قسم آخر قريبة له وهي طالبة في السنة الثالثة في الجامعة وقد وصفها أنها جميلة جداً وعلى درجة من الذكاء وخلوقة ومتدينة وأن أهلها محترمون وعندهم دين، لكن يوجد في هذه الفتاة مشكلة حيث سبق لها أن تزوجت من شاب خدع أهلها به (خنثى ذكر) وقد دامت معه شهرين ونصفا وأن هذه الفتاة ما زالت عذراء وقال إن الفتاة جاءها خطاب كثيرون، ولكن أباها لا يريد لابنته زوجا منهم وقال لي في حال موافقتك على هذه المشكلة ستكون تكاليف الزواج بسيطة ولن تكلف شيء، أنا لا أعرف هذه الفتاة ولا أعرف أهلها كما أن هذا الرجل معرفتي به سطحية ولا أعرف إن كان صادقا أم لا، كل ما أعرف عنه أنه يصلي ويحافظ على الأخلاق هذا ما يبدو لي وليس بمقدوري أن أعرف المزيد عنها وعن أهلها لأني لا أعرف أحدا من جيرانها ولا من أقاربها سوى هذا الرجل، فهل تنصحونني بالزواج منها أم لا خاصة أن هذه الفتاة قد تزوجت ولا أعرف هل هو صحيح كما ادعى أنها عذراء أم لا، الأمر غير واضح لي علما بأني صليت صلاة الاستخارة والأمر غير واضح فيه اليسر ولا العسر أريد نصيحتكم؟ ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من قدر على الزواج يحسن أن يبادر له بل يجب إذا خاف الوقوع في المعصية ولا حرج في زواج المطلقة، فقد كان أغلب نساء النبي صلى الله عليه وسلم مطلقات، ومن حقك أن ترى الفتاة رؤية شرعية دون خلوة، ومن حقك أن تسأل عن دينها وأخلاقها، فإن تأكدت من ذلك فاستخر وتزوجها، ونذكرك بأن الاستخارة لا يلزم أن يتبين بها شيء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1429(13/1573)
إجبار البنت على الزواج ممن لا تحب
[السُّؤَالُ]
ـ[أتمنى أن تفيدوني بفتواكم حيث إنني أبلغ من العمر 25 عاماً تقدم لخطبتي رجل ذو دين وأخلاق أهلي رفضوه لأنه من دولة عربية بالرغم من موافقتي واقتناعي التام به سبب رفضهم أنه من جنسية أخرى غير جنسيتي.
في الوقت الراهن تقدم آخر من نفس بلدي ورغم عدم قبولي إلا إنهم يمارسون الضغط علي، تسبب ذلك لي بحالة الاكتئاب وعدولي عن فكرة الزواج , فأنا مقتنعة بالشخص الأول ولا أريد الزواج بآخر , حاولت أن أصلي الاستخارة لكني لا أستطيع أن أكمل قراءة الدعاء. صدقا أمر بحالة نفسية سيئة للغاية ولا أعرف ماذا افعل؟ أتمنى ان تفيدوني بفتواكم. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى
اختلاف الجنسية بين الرجل والمرأة لا يعد مانعا من الزواج، ولا يجوز للأب منع زواج ابنته بسبب ذلك، ولا يجوز له إجبارها على الزواج بمن لا تحب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصح ولي هذه المرأة أن يزوج بنته ويصونها في زمن عمت فيه الفتن وكثرت فيه المغريات، وليعلم أن مجرد اختلاف الجنسية لا ينبغي أن يكون سببا لرد هذا الرجل إن كان الرجل صاحب دين وخلق، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
كما يجب أن يعلم وليك أنه ليس للأب حق في أن يجبر المرأة على الزواج من رجل لا ترغب فيه لما في ذلك من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولما ينشأ عنه من مشاكل وعدم استقرار في الحياة الزوجية.
ففي صحيح مسلم والمسند والسنن عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الأيم أحق بنفسها من وليها. والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها ".
وفي الصحيحين والمسند عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تنكح الأيم حتى تستأمر. ولا تنكح البكر حتى تستأذن قالوا يا رسول الله وكيف إذنها قال أن تسكت.
وروى أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن جارية بكراً أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم.
فدل هذا الحديث على أنه ليس للأب إجبار ابنته على نكاح من لا ترغب فيه، ودل على أن رفض البنت لذلك لا يعد عقوقاً لوالدها.
فينبغي لك النظر في الأوفق والأصلح لك.
ومع ذلك فلتعلمي أن الأفضل في كثير من الحالات أن تقبل البنت بمن يختاره لها وليها، لأنه في الغالب أعلم وأكثر تجربة وأقدر على اختيار الزوج المناسب، وأكثر شفقة عليها وأشد حرصا على سعادتها، لكن لا يحق له إجبارك على الزواج بمن لا تريدين، كما سبق وهذا الزواج غير المرغوب فيه إن تم قد يكون مآله إلى الفشل لأنه بني على غير اقتناع من الطرفين. وبناء على ما سبق، فالذي نشير عليك به هو الاستخارة وكثرة الدعاء ثم إن كان الرجل الذي يريده أبوك ليس فيه ما يقدح في دينه وعرضه وخلقه فوافقي عليه وعسى أن يكون الخير في ذلك، وإن لم يكن كذلك وكان الآخر الذي تميلين إليه ذا خلق ودين فحاولي إقناع والدك بالزواج بمن تريدين، وحاولي أن توسطي من يتفهم وجهة نظرك ويتقبل الحكم الشرعي من أهلك أو أقاربك أو غيرهم من أهل الخير. فإن أصر وليك على موقفه من المنع وخشيت على نفسك الفتنة أو أن يفوتك قطار الزواج، فلك أن ترفعي أمرك إلى القاضي المسلم ليقوم هو بتزويجك من الكفء الذي يتقدم لك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الأول 1429(13/1574)
عدم الوفاء بوعد الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت فتاة أكبر مني في التعليم ووعدتها بالزواج كان عندها ظروف بسببها أجلت واتفقنا أني أتقدم بعد سنة كان عندها حالة وفاة كلامنا كان مع بعض عاديا مثل الإخوة حصل معي أزمة مادية في شغلي (عندى مصنع ملابس) خفت أتعبها معي تسرعت وتزوجت غيرها في مثل سني هل ربنا يحاسبني لأني وعدتها وأخلفت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالوفاء بالوعد مندوب إليه شرعا، لكن مادام عدولك عن الوفاء بعذر وهو خشيتك على الفتاة لقبول حالك، وربما لا تستقيم الحياة معها لذلك فلا حرج عليك ولا مؤاخذة، وللوقوف على كلام أهل العلم في حكم الوفاء بوعد الزواج انظر الفتويين رقم: 103876، 75161.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 صفر 1429(13/1575)
فقدت الثقة في الرجال ولا تريد الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة في السنة النهائية من إحدى الكليات وكنت قد تعرضت لعدة مشاكل في حياتي فوق طاقة البشر، سني 21 منذ إن كان عندي 6 سنوات بدأت مشاكلي الأبدية حيث إني جميلة قليلا تعرضت للتحرش من زوج خالتي ثم من أخي ثم استمر تحرش زوج خالتي حتى الآن تقريبا وتعرضت للتحرش من قبل خطيبي الذي أحبه ولكني تركته لأنه خانني، والسؤال هو: لماذا يفهمني الرجال خطأ؟ لماذا أنا بالذات؟ مع الكثير من الكوابيس والاضطرابات النفسية وكرهت جميع الرجال واقتربت كثيرا من الله وارتديت الزى الشرعي ولكني ابتعدت منذ عدة أيام ولكني لا أعرف لماذا أنا مشوشة أنا أرفض أي ارتباط لأني لم أعد أثق بأي رجل وفي الوقت نفسه لا أستطيع الحياة بدون شخص يهتم بي وأهتم به ولا أعلم كيف أتخلص من هذه الوساوس.
أرجو الاهتمام والرد لأني في عذاب مقيم لا يعلمه إلا الله, وأرجو أن يخبرني أي أحد عن عيادة طبيب نفساني في مصر لأني محتاجة لعلاج مكثف على عدة جلسات. وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى
ربما يكون سبب ما حصل لك من تحرش هو عدم التزامك بأوامر الشرع في الستر وعدم الخضوع بالقول واجتناب الخلوة بالأجانب، والذئاب إنما تطمع في الفريسة إذا لم يكن لها حافظ، وحافظ عفة المرأة وصائن عرضها هو التزامها بأوامر الشرع، فكوني كذلك، ولا ينبغي لك العزوف عن الزواج بسب ما حصل لك فابحثي عن صاحب خلق ودين تقر به عيناك وتسعد به نفسك من الوحشة ويعينك على نوائب الدهر، ولا حرج أن تعرضي نفسك على الأطباء والمختصين في علم النفس لمعالجة مشكلتك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تعرضت له من المضايقات والتحرش حوادث عظيمة ومؤثرة، لكن هل نظرت لعل السبب يكون منك بإغرائك لأولئك وكشفك لمفاتنك أمامهن أو خضوعك بالقول، فهذه الأسباب ونحوها مما يؤدي إلى الفتنة بالمرأة والتحرش بها، ولذا منعها الإسلام فأمر بغض البصر وحرم الخلوة بالأجنبية، وأمرها بالستر وعدم الخضوع بالقول.
وإذا التزمت بأوامر الشرع واجتنبت نواهيه فلن يصيبك بإذن الله مكروه وسيحترمك الرجال ولن تطمع فيك الذئاب المتربصة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب59} .
ومما يحفظ كرامتك ويصون عرضك زوج صاحب خلق ودين إن أحبك أكرمك وإن كرهك لم يظلمك، فابحثي عنه بالوسائل المشروعة، ولا ينبغي لك العزوف عن الزواج بسبب ما حصل لك وتعرضت له، ولا تفقدي ثقتك بالرجال فمنهم الطيبون وذوو الخلق والدين والأمانة، ومنهم غير ذلك، ولعلك إنما عرفت الصنف الأخير فأقبلي على الله عزوجل، وابحثي عن صحبة صالحة تعينك على الطاعة وتبعدك عن المعصية، وكوني طيبة يرزقك الله بمثلك من الطيبات، كما قال تعالى: وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ {النور26}
ولا حرج عليك أن تعرضي نفسك على بعض أصحاب علم النفس والأخصائيين في ذلك المجال، وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات لهذا الموقع، وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 100461، 76483، 24001، 43214.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 صفر 1429(13/1576)
لعل الله يرزقك خيرا ممن تحبين بسبب طاعة أمك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة عمري 23 سنة ملتزمة بدين الله وقع في قلبي حب رجل ملتزم ذي ثقافة عالية في الدين صاحب خلق ودين وحامل لكتاب الله تعالى وحاصل على شواهد عليا في العلوم الإسلامية.. ويكبرني بأكثر من 15 سنة وهو أيضا يحبني ويرغب في الزواج مني وبيننا توافق تام وإنني والله أحس أنني لن أسعد إلا بالزواج منه وله نفس الإحساس تجاهي وأتذكر دائما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لم نر للمتحابين مثل النكاح) أو كما قال صلى الله عليه وسلم..
غير أن هذا الرجل سبق له أن تزوج وفشل زواجه ففارق زوجته الأولى فهو الآن مطلق.. ولهذا فإن والدتي تشبثا ببعض التقاليد والعادات المنتشرة بين أسرنا ومجتمعنا منعتني من هذا الزواج منعا باتا وقالت لي لا داعي للتفكير في هذا الرجل، وهي تريد أن تزوجني من آخر أعزب ولكني لست راغبة فيه لأن قلبي يميل إلى الرجل الأول.. فأنا الآن في حيرة من أمري أكاد أجن لأنني بين مطرقة طاعة الوالدين وسندان طاعة قلبي الذي يحب الرجل الملتزم المطلق ...
فأرجوكم أفتوني في هذا الأمر، وما هي الاقتراحات التي يمكن أن تساعدوني بها حتى تكون سبيلا لي للخروج من هذه المحنة؟ وجزاكم الله خيرا ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس لأمك إرغامك على من تكرهين، لكن إن كان الأعزب الذي أشارت عليك به صاحب خلق ودين فينبغي لك قبوله، وعسى أن تكرهي شيئا وهو خير لك، سيما إذا كان فيه طاعة الوالدين وحصول رضى الأم وتحقيق رغبتها. وإن لم يكن ذا خلق ودين فلا يجب عليك قبوله، ولا ينبغي لك. وأما من تحبين وقد رغبت عنه أمك فالأولى أن تعرضي عنه طاعة لها، ولعل الله يرزقك خيرا منه.
وللمزيد لمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاج العشق ودفعه انظري الفتاوى التالية أرقامها: 96170، 9360، 5707، 32421.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1429(13/1577)
وجود الجمال في المتقدم مع الدين والخلق مطلوب شرعا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا يا سيدي فتاة عمري ثلاثون عاما تقدم لخطبتي حاليا شخص هو صديق عمي وحسب ما قال لي عمي عن هذا الشخص أنه محترم وعلى خلق وهو يصلي وهو مستعد لتنفيذ أي شيء أطلبه. لكن المشكلة هي أنني عندما قابلت هذا الشخص بوجود العائلة طبعا لم أحبه أيضا شكله غير مقبول بالنسبة لي. وأيضا لم أشعر أنني يمكن أن أعيش معه تحت سقف واحد. وبنفس الوقت شعرت بالذنب لأنني أذكر قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... هل يجب علي الزواج من هذا الرجل فقط لأنه على خلق رغم أني لم أحبه. هل سيغضب علي الله لأني لم أعمل بسنة الرسول.. هل المشاعر والأحاسيس والقبول الروحي غير مهم عند الزواج؟ أرجو الرد بسرعة لأنني في حالة نفسية سيئة وأشعر بالظلم
لماذا الفتاة مظلومة عندنا لماذا الواحدة منا مضطرة للزواج من شخص فقط لأنه على خلق. ولا يفهم من كلامي أني أقول العكس. ما المانع من أن يكون الشخص على خلق وبنفس الوقت أن تشعر الواحدة منا بالقبول الروحي. يعني كيف أتزوج من شخص هو قصير وأنا طويلة، شكله بشع وأنا لا أريده ولاسيما لكن على الأقل مقبول بحيث لا أشعر بالغثيان عندما أراه أو أسمع صوته. أنا أريد المساعدة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقل بأنه يجب على الفتاة القبول بصاحب الخلق، ولو لم ترض به من ناحية الشكل، ولا ندري كيف فهمت السائلة ذلك، فربما قرأت في شيء من فتاوينا قولنا بأنه ينبغي لها القبول بصاحب الدين والخلق، فظنت أننا نقول بوجوبه وهذا غير صحيح، والصحيح أنه لا مانع أبداً من طلب الجمال في المتقدم مع الدين والخلق بل قد يكون هذا هو الأفضل، ليحصل الود والتآلف بينهما، ولذلك شرع نظر الخاطب مخطوبته ونظرها إليه، من أجل هذا الغرض، وعلى كل حال فلا يجب على الأخت القبول بهذا الشخص، مادامت لم ترتضيه من ناحية الشكل، ولا إثم عليها في رفضه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1429(13/1578)
الظفر بالمرأة ذات الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد الزواج وقد احترت وجدت في نفس الوقت فتاتين الأولى: من المدينة المنورة حافظه للقرآن خمسة عشر جزءا أبوها شيخ وأهلها فاضلون وقد أنهت المرحلة الجامعية. الثانية: طالبة في الجامعة جميلة جدا لكن ليست قوية الإيمان مقارنة مع الأولى.
السؤال
استخرت واحترت ما أدري أختار البنت الطيبة ذات الجمال المعتدل أو البنت الجميلة جدا ذات الدين الضعيف؟ شكرا.
ملاحظة: أنا طبيب وأرى العجب العجاب في المستشفيات لذلك نفسي تبحث عن الجمال أكثر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشير عليك بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من اختيار ذات الدين والظفر بها مما قد يكون سببا في سعادتك وأنسك وطمأنينة قلبك إليها فهي تحفظك في نفسها وعرضك ومالك، ولا تخشى عليها أطماع الطامعين وكيد المتربصين وتربي إبناءك تربية إيمانية.
وللمزيد انظر الفتويين رقم: 8757، 10561.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 صفر 1429(13/1579)
منع البنت من الزواج إلا ممن يحمل جنسيتها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمان الرحيم، فضيلة الأستاذ أشكركم على هذا الموقع الذي يتيح لنا فرصة للشكوى، أما بعد:
أنا شابة من دولة عربية أقطن بأوروبا لوحدي من أجل لقمة العيش وما زلت عذراء لم يمسسني أي رجل بحياتي، مشكلتي تكمن أنني أحس بأنوثتي زيادة عن اللزوم مما تسبب لي في أنني أمارس العادة السرية وأنا أعرف أنها حرام، ولكن ليس بيدي حل لأن والدتي لا تريد تزويجي، وأنا أبلغ من العمر 28 سنة وأخواتي أصغر مني متزوجات، وأنا أحب أن أتزوج من رجل يحمل جنسية بلد ثان عربي البلد الذي طالما أحببته، لا أريد أن أذكر اسم البلد أو البلد الذي أنتمي إليه أو أين اقطن بأروبا ووالدتي ترفض فكرتي هذه رغم أنني تقدم إلي رجلان من هذا البلد وكل منهما رفض، رجوت أمي من غير فائدة مصممة أن أتزوج ابن بلدي، ولكني لا أحب أن أتزوج ابن بلدي، ستقولون ما هو السبب سأرد عليكم وأقول القلب وما يهوي وأمي لا تعرف هذا من وأنا صغيرة أحلم بهذا الرجل وكنت أقول لها هذا كانت تقول لي أنت تطلبين المستحيل، (هذا لوبدك تكوني بأوروبا تجدينه هذا من ذلك البلد الذي تحلمين به) أريد أن أتزوج لأصون نفسي من الحرام وأنتم تعرفون حال بنت عايشة بأوربا ولوحدها لها كل الحرية، ولكنني أخاف الله ولا أربط علاقات حب ولا أي نوع من هذا، فأنا والحمد لله مسلمة أصلي أصوم وألتزم حدود الله، العيب الوحيد أنني أمارس العادة السرية ولكن والدتي لا تعرف أنني أحس بأنوثتي والدتي مصممة على عدم اختلاف الجنسية، تقول لي ليست فيهم ثقة يكذبون على البنات هذا هو تفكيرها وأنتم تعرفون شباب اليوم لايفتشون عن واحدة بعمري بل الأصغر مني ولكن الذين يتقدمون إلي كلهم مطلقون وهي رافضة للمطلق، كلما أعاتبها وأقول لها، من قبل أن أغادر بلدي تقدم لي شاب أعزب ابن بلدي مقيم ببلجيكا لماذا رفضته تقول لي لا تذكريني بالماضي وأقول لها لما تقدم لي شاب ابن بلدي لماذا وافقت على الخطبة ولكني في كل صلاتك كنت تدعين ألا يكون من نصيبي تقول لي لم أردك أن تعيشي بجنوب البلد وأقول لها لما تقدم إلي رجلان أبناء بلدي ولكنهم بأوروبا ومطلقان تقول لي لم أرد لك مطلقا بأولاد، أقول أمي معها حق ولكن كلما أرى نفسي أطرق باب العنوسة أقول ليس معها حق لأنها ظلمتني، ولكن خطرت ببال فكرة جهنمية لكي أتخلص من سيطرة أمي هو أنني تعرفت علي شاب من بلدي هنا باسبانيا وطلب يدي للزواج ووافقت من غير ما أفكر لأنني كنت أخطط لأن أتزوجه، أما بعد العرس لا أتركه يدخل بي حتى تصير مشاكل وأطلب الطلاق أو أتزوجه لمدة شهرين ثم أطلب الطلاق لكي أقول لوالدتي هذا ابن بلدي تزوجته ولكنه كذب علي وظهر أنه ابن حرام، وأقول لها قلت الذي اخترته ليس كما ينبغي، كل هذا لكي أقول لها اخترت ما تريدينه فظهر أنه ابن حرام، وأنا الآن عندي الحرية في أن أتزوج من أريده، كل هذا خططت له للاستقلالية،ولكن فيه شيخ بالجامع أخبرته بكل شيء على أساس أنه سيعقد القران، وقلت له: (زواجي مش نية رجوت ألا ارتكب جرما في نفسي وفي ذلك الشاب وقال لي إنك تلعبين بالنار وهذا الزواج حرام لأنه قصد غير النية قلت له أنت تعرف مرادي) فما الحل أتزوج من وراء والدتي حتى أجعلها أمام أمر الواقع، قال لي الحل بيد والدتك ما دامت رافضة الزواج من غير جنسيتك، ولكن لا بد أن تعرف أن ابنتها تعيش في أوروبا حيث الحياة كلها حرية وأن تصونك أحسن مما تقعين في الحرام قلت له أنا لا أفكر هكذا ولكن والدتي تثق بي، ولا أريد أن أخون ثقتها، ولكن كما سبق وذكرت أنا أحس بأنوثتي ولي الحق في أن أتزوج وأمارس حقي الطبيعي أو أتزوج من رجل يحميني ويدفئني بحنانه بشخص أستعين به ويحبني وأحبه لأنني فاقدة لهذا الإحساس بكل معني الكلمة، وأحس بفراغ والله خلق الذكر والأنثى كل ليكمل بعضه، ولا احد يفهمني حتى والدتي، وجزاكم الله خيرا علي هذا الموقع، وأرجو منكم عدم إهمال رسالتي، أرجوكم وأرجو منكم أن تبعث لي الجواب علي ايميلي الخاص لأنني لا ادخل علي النت كثيرا.
ملاحظة
الشاب الذي كنت سأتزوج من غير نية الزواج ستسألون لماذا لا أتزوجه سأقول لكم لأنه ليس جميلا وهو قصير، ستقولون يمكن أن تكون والدتك محتاجة لمساعدتك، سأقول لكم عندها ما يكفي والحمد لله أرجو الرد بأقرب وقت.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ننصحك قبل كل شيء بالرجوع إلى بلدك فإن إقامة المرأة وحدها بل وإقامة غيرها في تلك البلاد فيها من المخاطر ما لا يخفى، والمحافظة على الدين والأخلاق أولى بكثير من جمع المال.
ثم نقول: لا تجب عليك طاعة أمك في منعها إياك من الزواج من غير أبناء بلدك لما في ذلك من الضرر عليك، وليس ما تعانينه الآن إلا نتيجة لذلك المنع والتضييق، وممارستك للعادة السرية وما تعتبرينه حلا لمشكلتك هو من التحايل والغش والكذب، وكل ذلك محرم شرعا، ويجب الكف والإقلاع عنه والتوبة مما وقعت فيه، والحل الصحيح هو أن تتزوجي بمن يريدك من الأكفاء المرضيين دينا وخلقا دون اعتبار بلده أو نحوه، وإن وجدت تلك الصفات في ابن بلدك فلا شك أنه هو الأولى، مع العلم أنه لا بد من إذن الولي وموافقته بحضوره أو توكيله لغيره، فإن لم يوجد فالمراكز الإسلامية في تلك البلاد تتولى الأمر، وليست الأم من الأولياء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تجب عليك طاعة أمك فيما تريد من عدم زواجك إلا من نفس بلدك لما بينا في الفتوى رقم: 20914. وصونك وعفافك أولى.
ومن آثار رأيها ما تعانينه الآن من آثار العنوسة وتأخير الزواج، وهو مخالف لما أرشد إليه الشارع من تعجيل زواج الأيم متى وجدت كفؤا، وعدم اعتبار غير الخلق والدين.
وبناء عليه، فلا حرج عليك وأنت تعيشين في تلك البلاد أن تتزوجي أي مسلم ذا خلق ودين ولو لم يكن من جنسيتك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
وننبهك إلى أنه لا بد من موافقة الولي وحضوره أو توكيله لغيره لينوب منابه ما لم يتحقق عضله بالمنع من الزواج من الأكفاء أو يتعذر الوصول إليه لعدم وجوده أو غيبته حيئذ تقوم المراكز الإسلامية في تلك البلاد مقامه وتتولى الأمر، وانظري الفتوى رقم: 5483.
وأما الحيلة التي ذكرت فهي محرمة، وعليك صون نفسك من مخاطبة الرجال ومخالطتهم أو إقامة العلاقات المحرمة مع أي رجل أجنبي عنك مهما كان غرضها.
وننصحك بالرجوع إلى بلدك حيث أهلك لما في إقامتك وحدك في تلك البلاد من المخاطر عليك أو أن تسعي للحصول على زوج ليكون معك ويعفك عن الحرام، ويصونك عن أعين الطامعين وكيد المتربصين، فبادري ل لزواج من كفؤ تسعد به نفسك ويطمئن بالك ويعينك على طاعة ربك والبعد عن معصيته.
واعلمي أن السفر دون محرم وممارسة العادة السرية والخلوة بالأجانب كل ذلك محرم شرعا، ومعصية لله عز وجل وانتهاك لحدوده، فتوبي إليه واستغفريه يغفر لك، وبادري بالأسباب التي تعينك على الإقلاع والكف عن ذلك.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5524، 71739، 3859، 6219، 13511.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1429(13/1580)
تصر على مخالطة أبناء عمها بعد الزواج فهل يفسخ الخطبة
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبتي تصر على أنها حين تزور أهلها بعد الزواج ستخالط أبناء عمها بحجة أنهم أصغر منها بالسن كثيراً وأن عائلتهم متعودة على اللقاء دائما بين جميع أفراد العائلة والخروج للنزهة معا، كما أنها تقول إنهم يقفون لجانبها في كل ما تحتاج كإخوتها تماما، فهل أوافقها على هذا وهل علي إثم إن أتممت الزواج منها، مع علمي بأنها ستجالسهم وتحادثهم وتبادلهم المزاح والضحك، وخاصة أن هذا الاختلاط كثيراً ما يكون بين أفراد عائلتهم أي قد لا أكون موجوداً؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فأبناء العم ليسوا محارم للمرأة، ويجب الاحتجاب منهم ومن تختلط بهم وتصافحهم من النساء وتصر على ذلك فلا ننصح بها بل ننصح بالبحث عن غيرها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أبناء العم ليسوا محارم للمرأة، ولا يجوز لها بحال مخالطتهم، ما داموا بالغين، وعليها الاحتجاب منهم كغيرهم من الأجانب، وعلى المسلمة أن تقدم شرع الله على عادات العائلة وتقاليدها، وكون أبناء عمها أصغر منها سناً، ويقفون إلى جانبها، كل ذلك لا يبرر اختلاطها بهم، ودعوى سلامة الصدور، وحسن القصد والنية لا تسوغ الاختلاط غير المشروع، فلو كان ذلك معتبراً شرعاً، لكان أولى به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم الأتقياء وزوجاتهم الطاهرات العفيفات ... وقد قال الله تعالى مبيناً الطريقة التي تتم بها المخاطبة بين الطرفين: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ {الأحزاب:53} ، وعلى الأخ أن لا يرضى بهذا الاختلاط وإذا أصرت عليه، فننصحه بالبحث عن غيرها، وعليه بذات الدين التي تطيع زوجها إذا أمر وتحفظه في نفسها إذا غاب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 صفر 1429(13/1581)
ابحث عن زوجة تعينك على الطاعة ولم شملك بأهلك
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أحب فتاة وقمت بخطبتها وكنت قريبا جدا من زواجي بها وكنت أعتبرها زوجتي، وما كنت أتوقع الفراق أو البعد عنها، حدث بيني وبينها أمور كثيرة منها التقبيل ولمس معظم الجسد والمعانقة ومشاهدة بعض أجزاء من جسدها ومن جسدي، ووالله كنت أحبها وكنت أتمنى الزواج بها، إلا أن الحالة ضاقت بي وأمها أثرت عليها بطريقة ما فدبت الخلافات بيني وبينهم وانتهوا الي الفراق، وطبعا هي لم تحك لأهلها شيئا، والآن سافرت وتيسرت أموري وقمت بالعمرة مرات وقمت بأداء فريضة الحج والحمد لله، إلا أن هذه الذنوب لم تفارق عقلي وذهني، وبعد تيسر الأمور هي وأهلها توقعوا رجوعي إلا أني أرفض بشدة لأنهم أساؤوا قبل ذلك، وأهلي إن قمت بهذه الرجعة ستكون قطيعة بيني وبينهم، فماذا أفعل، وأول مرة أشكو إلى أحد، أرجو إفادتي سرا، ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا ننصحك بالرجوع لتلك الفتاة لممانعة أهلك، وما قد يؤدي إليه رجوعك من قطيعة وشقاق بينك وبينهم، ولما ذكرت عن الفتاة من التساهل في أمر دينها فابحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك أولا أن تتوب إلى الله عز وجل من تلك الذنوب توبة صادقة، وتعلم أن الذنوب مهما عظمت فإن الله يغفرها لعبده إذا تاب وأناب إليه وأراه من نفسه خيرا.
وأما تلك الفتاة فلا ننصحك بالرجوع إليها لما وقعت فيه معك مما يدل على تساهلها في أمر دينها، ولما يترتب على رجوعك إليها من قطيعة بينك وبين أهلك كما ذكرت، فابحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين ممن تعينك صحبتها على الطاعة وتربي أبناءك على الخير وتجمع شملك بأهلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1429(13/1582)
الزوجة الصالحة هي من تعين على طاعة الأم وبرها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب لي أختان أخت متزوجة والأخرى 23 سنة قابلت فى عملى بنت أعجبني تدينها واحترامها لنفسها قمت بالتقدم لها فذهبت أنا وخالي وأمي وشرحت لوالدها ووالدتها ظروفي وهي (أن أمامي سنة ونصف على الزواج وأن شقة الزوجية ستكون مع والدتي لأنها ليس لها غيري، مع العلم بأن شقتنا كبيرة وقلت لهم وإن شاء الله الزواج سيكون بعد زواج أختي الصغرى وهي 23 سنة واتفقنا على زيارة منهم إلى الشقة لرؤيتها وبالفعل جاءوا إلى الشقة وتفقدوها وفى الآخر أعجبتهم فحددنا موعدا للاتفاق على التفاصيل الأخرى وبالفعل اتفقنا على كل شيء، وتمت الخطبة وبعد حوالي ثماني شهور من الخطوبة فوجئت بتليفون من والدتها تقول لي أنا أريدك فى أمر ضروري فذهبت إليها فوجئت بأنها تقول نحن نريد لبنتنا شقة لوحدها فقلت لها وأين اتفاقنا السابق وأمى أتركها لمن قالت نحن راجعنا نفسنا وجدنا أن بنتنا من حقها شقة لوحدها قلت هل حدث من أمي أي شيء قالت لا فقلت لها إن ظروفي الآن لا تسمح بأني أشترى شقة فأنا شاب فى بداية حياتي ووحيد أمى فقالت الموضوع متوقف على الشقة قلت لها لو قلت لن أستطيع شراء الشقة فقالت كل شيء قسمة ونصيب، اتصلت بوالدها فى الشغل فقال لي لا الاتفاق بيننا كما هو المهم عرفت فى الآخر أن الكلمة كلمة المرأة حماتي وأن الرجل ليس له أي كلمة، وأنهيت الموضوع فاتصلت بهم وقلت لهم كل شيء قسمه ونصيب ليس لنا نصيب مع بعض ... سؤالي هل أنا ظلمت خطيبتي أم كنت أنا المظلوم أم كنا أنا وهي مظلومين من أهلها، مع العلم بأنها قالت لأهلها أنا مستعدة أعيش معها فى أي مكان وإنها موافقة على العيش مع والدتي ولكنهم رفضوا (فأفيدونى أفادكم الله) ، أريد الجواب من أب لابنه ماذا ينصح الأب ابنه فى هذا الموقف؟ آسف للإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك بعدما فسخت الخطبة وأنهيت أمرها أن تبحث عن غير تلك الفتاة من ذوات الخلق والدين، ومن نشأن في المنبت الطيب والبيت الصالح، ولعل الله أراد بك خيراً إذ صرفك عن تلك الفتاة، وقد يكره المرء ما فيه خيره، كما قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} ، وما دامت أمك على الحاجة التي ذكرت فلا ينبغي أن تبتعد عنها، وإياك أن تطيع زوجة أو غيرها في ذلك لحاجتها إلى قربك وأنسك، ولا ضرر على المرأة في سكناها معها ما دمت توفر لها في الشقة مسكناً مستقلاً بها، والزوجة الصالحة هي من تعينك على طاعة أمك وبرها لا من تريد التفريق بينكما، فلا تنكح إلا من رغبت في ذلك ورضيت به، واعلم أن الله لن يخذلك ولن يضيعك لقصدك الحسن وبرك بأمك، وأما هل ظلمتها أو ظلمتك فلا أحد منكما ظلم الآخر، إذ لكل منكما رغبته المشروعة ولا حرج عليه فيها، ولكن قد يكون أهل الفتاة ظلموها لرفضهم زواجها منك إن كنت كفؤاً لها. وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 74734، 6418، 5474.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1429(13/1583)
هل يتزوج فتاة أعجبته بدون رغبة والده
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على شابة عن طريق الشات وقد أعجبتني ثم بعد ذلك قطعنا علاقتنا بالشات نهائيا ولكن عدنا للمراسلة بالايميل.
المشكلة هي أنني عندما كنت أود خطبتها وقطع المراسلة بالايميل , اقترح علي والداي أن أخطب فتاة أخرى ولم أستطع أن أقول لهما لا, لأني لا أريد أن أغضبهما علي وخاصة أمي، أعلم أني أخطأت منذ البداية ولكني نادم على ذلك، ولا أدري ماذا أفعل، هل أقول لها أني قد خطبت وأنهي العلاقة أم أرفض طلب والدي مع العلم أن مراسلاتنا كلها كانت في حدود الأدب.
أرجوكم أفيدوني بالجواب بسرعة وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ربط علاقة مع شابة وسيلة من أقوى وسائل المحرمات كما هو معلوم، وقطع تلك العلاقة بها واجب، ومتى تحققت من دينها وخلقها، فاعرض الأمر على أبويك، فإن استجابا لطلبك فالحمد الله، وإن رفضا ففنصحك بموافقتهما في ترك خطبة الشابة التي أتت عازم عليها والاستجابة لطلبهما إن لم يكن عليك ضرر من ذلك علما بأنه لا تجب طاعتهما إن أمراك بالزواج بمن لا ترغب فيها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول للأخ: لقد أخطأت حين ربطت علاقة مع هذه الشابة، وعليك قطع هذه العلاقة، والتوبة إلى الله عز وجل منها، وإذا كنت تعرف الفتاة معرفة جيدة وتعرف أهلها، وتعلم أنها ذات دين وخلق، فلا بأس أن تعرض على والديك أمر الزواج بها، فإن رضيا، وإلا فلا يجوز لك الزواج بها دون رضاهما إذا كان لاعتراضهما مسوغ شرعي، وانظر بيان ذلك في الفتوى رقم: 93194.
وأما الفتاة التي عرضا عليك فالأفضل طاعتهما في الزواج بها، ولكن لا يلزمك ذلك، إذا كنت لا ترغب فيها وانظر بيانه في الفتوى رقم: 13030.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 صفر 1429(13/1584)
حكم الزواج ممن يصلي ويترك الصلاة أحيانا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الزواج ممن يصلي ويقطع بمعنى لا يلتزم بالصلاة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتارك للصلاة والمتهاون بها ليس مرضياً في دينه، وعدم مبالاته بالصلاة دليل على فسقه وضعف إيمانه، بل ذهب بعض أهل العلم إلى القول بكفر تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً، وبناء على ما سبق فلا ينبغي الزواج ممن كان ذلك حاله لضعف دينه ووهن إيمانه، والدين والخلق هما أولى ما يحرص عليه في المرء وينكح لأجله، وللمزيد انظري في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 50748، 66523، 4074.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1429(13/1585)
تاب ويريد الزواج ممن زنى بها وهي تأبى
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا إنسان أرتكب العديد من المعاصي حتى صحوت من غفوتي ولجأت إلى الله، سؤالي هو: أنا زنيت في إنسانة أحبتني وأحببتها وحصلت مشاكل بيني وبينها أني هددتها بأن أفضح أمرنا إذا لم أتزوجها ولأنها هي لا تريدني وأنا والله تائب أصلي وأدعو ربي بأن يغفر لي ولها وأريد أن أرجع هذه الثقة والحب بيني وبينها وهي الآن غاضبة أريد أن أصلح ما أفسدت كي أرضي ربي وأخاف غضبه، فماذا أفعل، أنا أدعو الله دائما ومتوكل على الله، أتمنى أن تنصحوني؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الزنا من كبائر الذنوب، ومن ارتكبه وجبت عليه المبادرة إلى التوبة منه، وينصح بالابتعاد عمن كانت شريكة فيه، والزواج بين الزانيين ليس شرطاً في التوبة، وإنما هو مباح إذا تابا معاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزنا من كبائر الذنوب، وقد ورد تحريمه بالكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم. والزنا عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وعلى المسلم التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من هذه الكبيرة العظيمة.
وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على أن لا يعود إليه، فإذا عرفت هذا وكنت حقاً تائباً إلى الله وتريد أن ترضي ربك وتخاف غضب الله ... فأعلم أن أول واجب عليك هو الابتعاد عن هذه البنت التي وصلت حالك معها إلى ما ذكرت، فالشيطان الذي أغواك وزين لك ما صرت إليه لن يترك غوايتك ومحاولة معاودتك ما كنت عليه من قبل.
وأما موضوع التزويج بهذه البنت فإنه ليس شرطاً للتوبة ولا لإصلاح ما فسد، فإن تراضيتما عليه فإنه مباح لكما إذا كنتما قد تبتما معاً، وإن كانت هي ممتنعة منه فإنه لا أحد يجبرها على ذلك، فالواجب -إذاً- تجنبها كما بينا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 صفر 1429(13/1586)
هل تترك العمل وتتزوج ممن عرفته عن طريق النت
[السُّؤَالُ]
ـ[انا فتاة تعرفت علي شاب عن طريق النت واتفقنا علي الزواج وقررنا العيش خارج بلدنا وهو الآن سيأتي لطلبي من والدي مع العلم أنه منفصل وله أطفال، وسأترك عملي، ولللعلم أن عمري 42 فهل أتزوج وأترك عملي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة تعارف مع رجل أجنبي عن طريق النت، ولا ننصح بالاعتماد على هذه المعرفة لاختيار شريك الحياة، لما يحف هذه الوسيلة من مخاطر الكذب والغش والخداع ونحوها، ولذلك لا ينبغي للأخت الاكتفاء بهذه المعرفة، بل ينبغي لها التعرف على هذا الشاب بأن تسأل عنه من تثق فيه ممن يعرفه حق المعرفة، وما دام أنه سيأتي البيوت من أبوابها، وسيتقدم لخطبتها وطلب الزواج بها من والديها، فلا بأس حينئذ.
ولا شك أن الزواج مقدم على العمل، لاسيما إذا كنت محتاجة أو تائقة إليه، وهذا في حالة ما إذا كان مجال العمل الذي تعملين فيه مباحا وسلم من الاختلاط، وإلا فلا يجوز أصلا.
وتراجع الفتوى رقم: 522، والفتوى رقم: 5181.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 محرم 1429(13/1587)
حكم لبس الكعب العالي والزواج ممن تلبسه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم لبس المرأة للكعب العالي؟ هل هو غير جائز على الإطلاق حتى لو كانت المرأة قصيرة وهل لو لبسته امرأة قصيرة لقصرها يعد هذا نقصا في دينها بحيث إذا أردت خطبتها ووجدتها تلبس هذا الكعب هل أصرف نظري عنها مع العلم أن سائر لباسها ليس فيه ما يعاب فهي تلبس الخمار والتنورة (الجيبا) ؟
وما الأمر لو ارتاح الشاب لفتاة لما رآها ومقتنع بها تماما غير أنه يراوده هاجس الفينة بعد الفينة وهو أنها قصيرة وهناك غيرها أطول منها وأنا لايعجبنى القصر أرجو إجابة هذه الحيثية بشىء من التفصيل بحيث أتخذ قرارا لا أندم عليه بعد ذلك فلا أندم أني ضيعت هذه الفتاة مني وبحيث لا أتزوجها فأنظر إلى غيرها فأندم على التزوج منها؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الخلاصة:
لا حرج على المرأة في انتعالها للكعب العالي ما لم يكن هناك مانع شرعي كالفتنة ونحوه، ولا يعد قادحا في دين المرأة ما لم يعلم إصرارها على لبسه، كما لا حرج في الزواج من تلك الفتاة سيما إن كانت ذات خلق ودين بل ينبغي الحرص عليها بعد استخارة الله عز وجل، فدينها وخلقها يكملان ما نقص من طولها. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في انتعال الكعب العالي للنساء إذا كان خاليا من الموانع الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 4196، والفتوى رقم: 65556، ولا حرج في الزواج ممن تلبسه ولاسيما إذا كانت مرضية في دينها وخلقها، ولا ينبغي أن يكون القصر مانعا من ذلك سيما إن كانت ذات خلق ودين، والذي ننصحك به هو أن تستخير الله عز وجل في أمرها وتحرص على الزواج منها إن كانت ذات خلق ودين فذلك أولى ما يحرص عليه ويراعى عند اختيار الفتاة كما قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وللفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1422، 2742، 971.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 محرم 1429(13/1588)
رفض الأم للخاطب لكونه ليس من عائلة شريفة
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد منكم أن تفيدوني في أمري هذا ولكم مني جزيل الشكر وجزاكم الله خير الجزاء عن ذلك، أنا فتاة في 27 من عمري ولقد تقدم لخطبتي شخص كنت أعمل معه من قبل وهو متدين ملتزم بدين الله، المشكلة هو أن أمي لم توافق عليه ولا تريد مني أن أتزوجه لأنه ليس من العائلة، ولم يكن اعتراضها عليه لأنه ليس ميسور الحال مثلاً أو لا يملك بيتا.... فهي فقط تفضل الزواج من عائلتنا مع العلم أنا من عائلة شريفة (أو بمعنى آخر من آل البيت) ، وهو ليس كذلك، وأنا محتارة لا أعرف ماذا أفعل، أنا أخاف من غضب الله علي إن أرضيت أمي مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... وأيضا أخاف من غضبه إن أغضبت أمي فلقد أمرنا ببر الوالدين، فأفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
حاولي إقناع أمك بهذا الزوج الملتزم فإن لم تقتنع فلا حرج عليك في مخالفتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة الأم واجبة وبرها والإحسان إليها مأمور به شرعاً، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23} ، فعليك الاجتهاد في إقناع أمك فلعل الله تعالى يشرح صدرها بالموافقة على رغبتك.
أما إذا أصرت على ذلك ولم يكن هنالك مبرر شرعي لرفضها له -وكان الحال على ما ذكرت من رضاك عن هذا الرجل الذي تقدم لخطبتك في دينه وخلقه- فليس عليك حرج في قبول الزواج منه، وليس في هذا عقوق لأمك، ولا إغضاب لربك، علماً بأن الصحيح عند العلماء أن المعتبر في الكفاءة هو الدين والخلق لا غيرهما، وراجعي الفتوى رقم: 998، والفتوى رقم: 19166.
ومراعاة حق الأم وخاطرها وإن كان فيه بر بها غير أنه ليس في مثل ذلك، خاصة وقد ورد في الحديث -وإن كان فيه ضعف- ثلاث لا تؤخروهن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفئا. رواه الترمذي والحاكم. والمراد بالأيم المرأة غير المتزوجة.
وننصح أمك أن تتقي الله فيك وأن لا تقف عقبة في طريق زواجك وسعادتك، ولتعلم أن ما يتيسر اليوم قد لا يتيسر في الغد، ثم إننا ننبهك على أن ولاية النكاح هي للرجال وليست إلى النساء أصلاً، غير أن الكلام هنا عن التماس رضاها وبرها بالمعروف، فلذلك لا بد من موافقة وليك على هذا الزواج.
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 20914، والفتوى رقم: 60838.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1429(13/1589)
الزواج عن طريق المواقع الموجودة على النت
[السُّؤَالُ]
ـ[هل دخول مواقع الزواج بالنت لغرض الزواج يعتبر من باب السعي للزواج أو إراقة لماء الوجه؟ وهل إرسال الصورة أو الظهور على الكام حرام أفيدوني مع العلم أن عمري 39.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 7905، أن مواقع الزواج على الإنترنت كثيرة والحكم عليها يختلف حسب قدر انضباطها بالضوابط الشرعية باختلاف المواقع، فما كان منها جادا يقوم عليه أشخاص موثوق بهم فلا حرج في الدخول إليها ومراسلة القائمين عليها ويكون ذلك من باب الأخذ بالأسباب المطلوبة شرعا.
ومن المواقع ما هو هازل فينبغي اجتنابها والحذر من إرسال شيء من البيانات إليها لاسيما الصورة أو الظهور على ما يسمى الكام، لما لا يخفى على السائلة من احتمال استغلال هذه الجانب استغلالا سيئا من قبل المغرضين وأهل الشهوات، وليس السعي للحصول على الزواج بالوسائل المشروعة سواء كان ذلك عن طريق المواقع أو غيرها من السؤال المذموم، وتراجع الفتوى رقم: 9990.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1429(13/1590)
الخاطب صاحب الدين والخلق لا يرفض لنوع عمله أو فقره
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب شابا لم أبح له بعد بحبي لكن هو اعترف لي وحاليا نتواصل عبر الهاتف في إطار محترم جدا ويود الزواج بي نيته صالحة لأنه من عائلتي المشكلة رغم أني أحبه لكن لست مقتنعة به ليس له منزل ... لا يعمل سوى في شركة، أرجوكم أعينوني أعانكم الله لا أريد أن أقع في خطأ تم أندم عليه وأكرر أنه على خلق عظيم، ويحترمني جدا وأنا أحبه كثيرا لكن لم أفصح له بعد وأخفي مشاعري نحوه، وأتواصل معه عبر الهاتف في إطار عائلي ومحترم جدا جدا، كما أرفض كل العبارات التي يقولها لي ليعبر عن حبه لي، والمواعد وغيرها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيتها الأخت قطع علاقتك بذلك الفتى مهما كان نوعها وغرضها، وإن كان ذا خلق ودين فننصحك بقبوله إذا أراد الزواج، ولا ينبغي أن يكون عمله أو فقره أو غير ذلك مانعا من قبوله مع اتصافه بالدين والخلق اللذين هما أولى ما يحرص عليه ويختار على أساسه، لكن عليه أن يأتي الأمر من بابه فيخطبك لدى أهلك ويعقد عليك عقد نكاح شرعي، فحينئذ يكون العلاقة بينكما مشروعة. وأما قبل ذلك فلا.
وللوقوف على تفصيل ذلك انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 21582، 1054، 35221، 61242، 2494.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1429(13/1591)
اختيار الزوجة لا يبنى على مجرد العواطف
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر والحمد لله وفقني ربي إلى إتمام التعليم الجامعي، والحمد لله حظيت بوظيفة محترمة، وقبل كل هذا وفقني الله إلى الالتزام، حيث إنني ملتزم إلى حد ما، كما أن لي نشاطا اجتماعيا في جمعية كفالة الأيتام بالقرية التي أعيش فيها، ومعروف بالالتزام بالقرية التي أسكن فيها. وطوال عمري وأنا أحلم بإنسانة أحبها وتحبني، ونستطيع معا أن نكون أسرة سعيدة، وكم عشت أياما وليالي أحلم بهذه الفتاة التي ستشاركني بناء هذه الأسرة، وكيف سأسعدها وأحافظ عليها، والحمد لله لم يكن لي أي علاقات مع أي فتاة، سواء بالمرحلة الثانوية أو الجامعة؛ وهذا يرجع إلى التزامي. كما أنني خجول بعض الشيء، غير أنه قد يحدث أن أنظر إلى إحدى زميلاتي وأتحدث بيني وبين نفسي أنها من الممكن أن تكون هذه الفتاة التي أكمل معها الطريق حتى النهاية، وتمضي الأيام ويمضي الحلم دون حدوث أي شيء، حتى قابلت هذه الفتاة، حيث إن أصلها من القرية التي أعيش فيها، وهي تقيم في القاهرة وتأتي في الإجازة والأعياد، وبدأ قلبي يتعلق بها. لا أخفي عليك فهي شديدة الجمال، وسألت عنها وعرفت من هي، وسألت صديقا لي عنها فنصحني بالابتعاد عنها؛ حيث إنها فتاة (لعوب) كان هذا الأمر منذ عامين أو أكثر، ومع ذلك لم أستطع أن أنساها، وبدأت التفكير فيها بصورة كبيرة جدا، وكلما نظرت إليها أو قابلتها في الشارع أحسست أن هناك شيئا يربطني بها، وأنها تبادلني نفس الشعور. مع العلم أنه من الواضح أنها متحررة بعض الشيء، فملابسها غير مناسبة وضيقة، وأنا لا أرضاها لزوجتي، وأغفر لها وألتمس لها العذر؛ حيث إنها تربت بالقاهرة، وأقول إن شاء الله سينصلح حالها عندما نتعارف، ونبدأ معا صفحة جديدة لنبني أسرة مسلمة ملتزمة، وأخذت أدعو الله أن يرزقني زوجة صالحة تعينني على أمر آخرتي ودنياي. وكلما دعوت الله دعوته أن يقدر لي هذه الفتاة زوجة صالحة لي، وأن يقدر لي الخير فيها، ومنذ أيام كنت أسأل أحد الأشخاص عنها في أي مرحلة هي الآن؟ فأخبرني أنها في الفرقة الثالثة من الكلية، وبعد يومين وجدت خال هذه الفتاة يخبرني أن الشخص الذي كنت أساله أخبر والد الفتاة أني أريد أن أخطب ابنته، وأن الأسرة ترحب بذلك، والفتاة أيضا. كما أنه يتشرف بذلك، وأخبرني أنه يعدّني من أفضل شباب القرية، إن لم أكن أفضلهم، لا أستطيع أن أصف حالي في هذه اللحظة من سعادة غامرة، حيث إنني كنت أظن إذا تقدمت أن أسرتها لن توافق أو حتى الفتاة لن توافق، وأحسست أن الله قد استجاب لدعائي طوال الفترة الماضية، وتلعثمت في الكلام فلم أستطع أن أرد على خال الفتاة؛ حيث إن ذلك لم يحدث، وأخبرته أن ذلك لم يحدث، وأنني أسأل فقط، وكنت قد قابلتها في الشارع قبل أن يخبرني خالها بما حدث. لقد فوجئت بنظرات مختلفة منها لم أفهمها إلا بعد أن أخبرني خالها بما حدث، وأحسست أنها كانت نظرات القبول، وعندما عدت إلى المنزل بعد المقابلة مع خالها لم أستطع النوم، وأحسست أن الله يلقي إلي بها في طريقي، كأنه يقول لي لقد استجبت دعوتك فأكمل الطريق، واتصلت بصديقي الذي كان قد نهاني عنها في المرة السابقة وسألته عنها بصراحة لماذا نهاني عنها؟ فأخبرني أنها كانت على علاقة بشاب ما، والآن انتهت هذه العلاقة. وسألته عن سبب إنهاء العلاقة فأخبرني أنها طلبت من هذا الشاب أن يقبلها وهو رفض؛ حيث كان يحبها بإخلاص، وقال إنها ما دامت تطلب ذلك مني فقد طلبته من آخرين وانتهت العلاقة. المهم، استخرت الله وسألت أحد المشايخ فقال تقدم واشترط أن تجلس معها أولا وحدثها عن كل ما في نفسك وحبك لها، وتحدث عن كل شيء، الملبس وطريقة المعيشة، وكل ما يخص الحياة القادمة، وقمت بالتحدث مع أسرتي وأخبرتهم أن الموضوع حدث بطريق الخطأ، ونستطيع أن نجعله حقيقة، ولكن الأسرة رفضت وكان اعتراضهم أنني لم أكتمل ماديا بعد، وكذلك أن أسرة الفتاة أسرة متكبرة. أصبحت الآن في حيرة من أمري، لا أخفي عليك أنني لو تشبثت برأيي مع أسرتي، أستطيع أن أكمل الموضوع، ولكن ما قاله صديقي يقف حائلا بيني وبين ذلك، لا أستطيع أن أصف لك حالتي، الآن أحس أن حلم عمري يضيع من بين يدي، حيث إنني لا أستطيع أن أتزوج بالطرق التقليدية، وهذه الفتاة أحبها منذ فترة طويلة، وما دعوت الله إلا ودعوته أن يقدر لي هذه الفتاة ويقدرها لي زوجة صالحة، إننى الآن أستيقظ من النوم مفزوعا كلما تخيلت أنها ستمضي من بين يدي، ويصيبني القلق كلما فكرت فيما أخبرني صديقي! الآن الموضوع توقف ولكن لا أستطيع أن أنساها، فكرت أن أذهب إلى الجامعة وأحدثها بما في نفسي؛ حيث إنه حتى الآن هي لا تعلم مقدار حبي لها حيث إن الموضوع الآن عندها قد حدث بالخطأ وانتهى، لا أستطيع أن أخبرك إلا بشيء واحد هو أنني أحب هذه الفتاة بجنون، وأريد أن أكمل معها وأخشى من هذا الماضي. فماذا أفعل وكيف؟ وهل أتراجع عن حلمي بعد كل هذا الدعاء والحب؟ أم أمضي وأتوكل على الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يفرج همك، وأن ييسر لك زوجة صالحة تقر بها عينك، واعلم أن من تمام التوكل على الله أن يبذل المسلم الأسباب، وبما أن الحياة الزوجية مشوار طويل فلا ينبغي للمسلم أن يبني اختياره للزوجة على مجرد عواطف قد ينهدم بعدها بنيان الحياة الزوجية، ولا نعني بهذا أن لا تتزوج من هذه الفتاة ولكننا نريد منك التروي وسؤال الثقات ومن هم أعرف بها، فإن أثنوا عليها خيرا فينبغي أن تصارحها وبحضور أحد محارمها برغبتك في لبسها الحجاب واستقامتها على دينها، فإن رضيت بذلك والتمست منها صدقا فاستخر الله تعالى في زواجك منها وتقدم لخطبتها وسييسر الله لك ما فيه الخير، وإن تبين لك أنها ليست مرضية في دينها فدعها فالنساء غيرها كثير، وما تشعر به من حسرة بعدم زواجك منها فتسلى عنه بمثل قول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216} .
وفي واقع حياة الناس كثير من الزواج الذي كان أساسه هو مجرد هذا الحب العاطفي وكان مصيره الفشل، وراجع في علاج العشق الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 محرم 1429(13/1592)
زواج الفتاة من شخص يقيم في أوربا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في 26 سنة ولم يتقدم لخطبتي إلا رجل يقيم في أوروبا وهو يعمل في ميدان التجارة بين بلده الأصلي والمقيم بها بالإضافة إلى أنه يتلقى منحة بطالة من تلك البلاد ولا أعلم هل أقبل به أم لا، وهل مال المنحة حرام، علما بأن تلك الدولة قامت بهضم حقوقه في السابق بحيث منعته من امتلاك الإقامة مع أنه يستحقها فمنحته إياها ولكن في وقت متأخر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في قبوله لا سيما إن كان مرضي الدين والخلق، والأولى أن تستخيري الله عز وجل في شأنه وتستشيري ذوي الرأي من أهلك، وأما أخذه لتلك المنحة فلا حرج فيه إن كان مستحقاً لها في قانون تلك البلاد التي تمنحها، وللمزيد انظري في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47046، 4074، 4203، 971، 70874.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 محرم 1429(13/1593)
الزواج من امرأة تعمل معيدة في جامعة
[السُّؤَالُ]
ـ[نشكر كل من ساهم في إنجاز هذا الموقع لخدمة الإسلام والمسلمين، وبعد: سؤالي كالتالي مكون من ثلاثه أجزاء.
الأول: أنا مقبل على الزواج وأنا أصلي صلاة استخارة في ذلك الأمر لكن أود أن أعرف حكم عمل الزوجة كمعيدة في جامعة خاصة لتحضير رسالة الماجيستير والدكتورة كشغل.
الشق الثاني من السؤال هل بعد أن أصلي صلاة الاستخارة أقبل على التقدم إليها مباشرة مع العلم أنها تباشر العمل في هذه الجامعة، أم أن هذا يتعارض مع الدين كونها تشتغل؟
الشق الثالث هل يجوز للمرأة العمل لمساعدة زوجها في ظروف الحياة؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في عمل المرأة كمعيدة أو غيره من الأعمال المباحة، إذا التزمت بضوابط خروج المرأة وعملها المبينة في الفتوى رقم: 28006.
وليس في عملها المذكور تعارض مع الدين، إذا ما التزمت الضوابط المتقدمة.
أما عن حكم مساعدة الزوجة العاملة زوجها في تكاليف البيت والأسرة، فلا حرج في ذلك، بل يستحب لأنه من التعاون على البر والتقوى.
ولكن لا يجب عليها ذلك، لأن النفقة من واجب الزوج، لا من واجب الزوجة، ولو كانت ذات مال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 محرم 1429(13/1594)
الزواج من القريب المعتد بنفسه
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي ابن عمي وهو يكبرني ب 10 سنوات ولكنه على دين وخلق إلا أنه يملك خصلة لا تعجبني فيه وهو أنه كثير الاعتداد بنفسه وأنه هو الأفضل ومن دونه هم الأقل والآن أشعر تجاهه بشعور غريب فأنا إن لم أكن أنظر اليه أوافق عليه وإذا نظرت الى وجهه نفسي ترفضه ولا أستطيع تخيله زوجا لي لكن إن ابتعد عني ولم أعد أراه أوافق عليه فما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاعتداد بالنفس فضيلة، مالم يصل صاحبه إلى حد الغرور والعجب واحتقار الناس، فإن وصل إلى هذا صار عيبا وصفة مذمومة، واحتاج من اتصف بذلك إلى من يبين له هذا العيب، وينصحه بالتواضع وخفض الجناح للمؤمنين، وتذكيره بما في هذه الصفة من المضار الدينية والدنيوية.
وللأخت القبول بهذا الشاب حيث إنه صاحب دين وخلق كما قالت، مع محاولة نصحه ودلالته على خطر هذه الصفة عن طريق الكلمة اللينة، والكتيب النافع والشريط الهادف.
وقد قيل قديما:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
ولها رفضه حتى يترك هذه الصفة إن شاءت.
أما ما ذكرته من الموافقة عليه عند غيابه عنها ورفضه عند حضوره ومعاينته فلا نعلم له تفسيرا محددا، وننصحها بالاستخارة ودعاء الله تعالى أن يهيئ لها من أمرها رشدا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 محرم 1429(13/1595)
نصح الأخت إذا اختارت للزواج من خلقه ليس حسنا
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم شخص لخطبة أختى المطلقة وبعد أن وافقنا عليه لاحظنا أنه متزوج ولديه خمسة أولاد من الزوجة السابقة وهو ذو سمعة ليست حسنة وبعد أن طلبت منها عدم المواصلة فى هذه الخطبة تم الغضب علي ولم تكلمني بعد ذلك مع العلم أني أرى ذلك مراعاة لصالحها فأرجو من سيادتكم مد يد العون بالنصيحة وجزاك الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في نصيحتها بما رأيت فيه الخير لها لكن لا حرج عليها هي أيضا في قبوله لتعف نفسها، فقد تكون بحاجة إلى ذلك، ونصيحتنا لها أن تستخير الله عزوجل في أمره فإن كان لها فيه خير فسيوفقها الله لإتمام أمرها وقبوله وإلا فيصرفها عنه ويصرفه عنها وييسر لها ما فيه خيرها وصلاح أمرها. وعلى كل حال فيجب أن لا تكون هذه القضية مثار مشاحنة ومقاطعة بينكما ما دمت أنت مريدا للخير وهي مختارة لما يجوز لها شرعا. وللفائدة انظر الفتويين: 17333، 19333.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1429(13/1596)
حكم الزواج من طبيب متخصص في أمراض النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[مشايخي الفضلاء، أنا طالبة علم، وداعية إلى الله ـ إن شاء الله- تقدم لخطبتي شاب محافظ على الصلاة ذو خلق ودين، تخرج من كلية الطب، وأنا متحرجة جدا من أن يعمل في مجال أمراض النساء والولادة، وهو لم يقل ذلك لكن أخشى أن لا يجد عملا غيره، لأنه لو فعل وكان عمل الرجل في ذلك المجال مع وجود من يقوم به من النساء محرم، فسأطلب فسخ الخطبة، فسؤالي: ما حكم عمل الطبيب في هذا المجال، وهل يليق بمن تؤهل نفسها لتحمل لواء الدعوة إلى التوحيد ومنهج السلف أن تتزوج برجل تلك وظيفته، فأرجو المساعدة لأن المسألة تشغل بالي فعلا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله للأخت الفاضلة العون والتوفيق في طلب العلم والدعوة إلى الله، وأن ييسر لها الزوج الصالح الذي يعينها على سلوك هذا الطريق والاستقامة عليه، وأما عن حكم عمل الطبيب في أمراض النساء والولادة فقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7764، والفتوى رقم: 46349.
ولا بأس بالزواج بمن هذا تخصصه إذا كان على دين وخلق، ولا نرى أن احتمال ممارسته لما لا يجوز من تطبيب النساء مع وجود طبيبات يسوغ رفضه ما دام ذا خلق ودين، فالمرجو أن دينه سيحجزه عما لا يجوز، ولا يتعارض الزواج مع الدور الذي تقومين به في مجال الدعوة إلى الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1429(13/1597)
العاق والمدخن لا يصلح زوجا لك
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي شاب مدخن فصليت استخارة فشعرت بالفرحة ولكن رفضته لأنه تحدث معي بصراحة أي أنه فى أزمة مع الله أي أنه ينفعل على والده لدرجة الضرب لأن والده كما قال لي أنه صعب وحاول هذا الشاب أن يبطل السجائر ولم يستطع بالله عليكم هل زواجي من هذا الشاب حلال أم حرام، وبعد أن رفضته صليت استخارة رأيت أبي وأمي فى الحلم وهم متوفيان يرفضان وأبي أعطاني فى الحلم مصحفا وجعلني اقرأ سورة القلم، بالله عليكم ما معنى هذا أفيدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يحرم عليك قبوله، لكن لا ينبغي لك ذلك ولا ننصحك به لفسقه وعقوقه لأبيه، وبعده عن ربه، وأولى ما ينظر إليه في الخاطب هو دينه وخلقه، ولعل رفضك له هو عاقبة استخارتك، ولا عبرة بفرحك به، وإنما بمضيك وإتمامك للأمر أو إحجامك عنه، ويسأنس لذلك بما رأيت في المنام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحرم عليك أن تتزوجي به، لكن لا ينبغي لك ذلك ولا ننصحك به، لأن أولى ما ينبغي للمرأة أن تنظر إليه في من يتقدم إليها هو خلقه ودينه، وهذا الشاب قد ذكرت عنه ما يقدح في ذلك من ضربه لوالده وذلك من العقوق المحرم وأكبر الكبائر والعياذ بالله، فهو فسق وأي فسق مع شربه للدخان وعصبيته.
فلا ينبغي لك قبوله وقد أحسنت برفضه، وذلك هو عاقبة الاستخارة، ولا عبرة بانشراح الصدر، فلعل ذلك أن يكون هوى منك، وإنما العبرة بالمضي في الأمر أو تركه، وما رأيت في المنام من رفض أبويك يستأنس به أيضاً في ذلك، ونعتذر عن تفسير الحلم فليس ذلك من اختصاص هذا الموقع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 محرم 1429(13/1598)
تنفق على أسرتها فهل تقبل الزواج ممن يشترط ترك العمل
[السُّؤَالُ]
ـ[مسلمة أبلغ من العمر 30 سنة أعمل أستاذة تعليم ثانوي أساعد والدي (57 سنة) في إعالة أهلي (أمي وإخوتي الأصغر مني) وأنا متكفلة منذ 4 سنوات بالكراء ودراسة إخوتي وثمن الأدوية ...
هل لي أن أتخلى عن عملي إذا تقدم للزواج بي رجل مسلم لا يريدني أن أعمل علما وأنه بذلك سيلجأ أبي من جديد للتداين ويختل بعض التوازن الذي أضفته بعملي لعائلتي, علما أيضا أن من إخوتي من هو متقاعس عن العمل أو غير جاد في دراسته أي أنني كثيرا ما أجد السبب الوحيد للصبر أمام ثقل هذه المسؤولية هو أن لا يتكدر والداي.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج عليك في أن تقبلي بالزواج من هذا الرجل، وقد يكون ذلك واجبا عليك إذا كنت تخشين الوقوع في المحرمات بسبب العزوبة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن العمل الذي يباح للمرأة أن تمارسه هو العمل الذي لا يترتب عليه أمر محرم، كالخلوة بالرجال والاختلاط بهم، والخضوع بالقول وانكشاف ما لا يجوز من الجسد، وغير ذلك مما هو سبب في الفتنة ...
وليس من شك في أن ما تقومين به من مساعدة والدك وإعالة أمك وإخوتك، وتكفلك بالكراء ودراسة إخوتك وعلاجهم، والصبر أمام ثقل هذه المسؤولية من أجل أن لا يتكدر والداك ... كلها أمور تدل على البر بالوالدين والإحسان إليهما وإلى القرابة، وهي أمور قد أكد عليها الشرع الحنيف.
ومع هذا فإن تفويت رغبتك في الزواج وشهوتك فيه وفي الولد، هو أمر لا يلزمك.
فإذا كان الذي يتقدم لخطبتك يشترط عليك ترك العمل، فمن حقك وقد يكون من واجبك أن تتخلي عن هذا العمل، وخصوصا إذا كنت تخافين الوقوع في شيء من المحرمات بسبب العزوبة.
وفي هذه الحالة ينبغي أن تقنعي إخوتك بالعمل، وتساعديهم في ذلك، ولا تبخلي على أبويك بما يتيسر لك من المساعدة لهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1429(13/1599)
واعدت رجلا بالزواج منه وتقدم إليها ثان فمالت إليه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا بنت على علاقة بشاب يشتغل معي اتفقنا على الزواج، بعد 5 أشهر وهو طيب أعينه على تقوى الله، لكن تقدم لي شاب آخر على خلق ودين، قمت بصلاة الاستخارة وفي الحقيقة أشعر بارتياح تجاة الشخص الثاني، لكن لا أعلم ماذا أقول للشخص الذي أعرفه أجد صعوبة كبيرة في مواجهته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلاقتك بزميل عملك محرمة شرعاً ويجب عليك قطعهاً أولاً والإقلاع عنها والندم عليها والعزم ألا تعودي إليها ولا إلى مثلها من العلاقات المحرمة، فتلك هي شروط التوبة الصادقة منها.
وما دام الشاب الذي خطبك ثانياً ذا خلق ودين وانشرح له صدرك بعد الاستخارة، فننصحك بقبوله، ولا تعدلي عنه إلى غيره.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 38202، 1775، 3859، 5181، 522.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1429(13/1600)
الاستخارة واختيار الزوجة الصالحة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أريد أن أتزوج إنسانة محترمة وكل ما أتقدم لواحدة ترفض ولكن آخرهن لست قادرا على أن أنساها وأريد أن أتقدم لها مرة ثانية فهل يجوز وأريد أن أعرف لماذا ترفض وما العلاج؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الحرص على اختيار الزوجة الصالحة مطلوب فينبغي لك أن تحرص عليها وتواصل البحث عنها وأن تستخير الله عز وجل قبل خطبة تلك الفتاة أو غيرها وما يتيسر لك بعد ذلك من قبولها أو رفضها فهو خير لك ولو رفضتك فالنساء غيرها كثير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحرصك على أن تتزوج من امرأة محترمة إن كان المقصود بكونها محترمة وما بعدها هو أن تكون ذات دين وخلق فهو أمر طيب، والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد إليه كما قال صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فاختيار الزوجة الصالحة والحرص عليها من الدين وانظر في ذلك الفتويين التاليتين: 1422، 14156.
ولو رفضتك واحدة أو أكثر فلا ينبغي أن يفت ذلك في عضدك ويهون عزيمتك، وسبب الرفض قد يكون راجعا إليك فانظر في نفسك والتزامك وقد لا يكون لكن خلاصة ما ننصحك به أن تستخير الله عزوجل كلما أردت خطبة فتاة وما يكون بعد ذلك من قبولها أو رفضها فهو الخير وإن كرهته. وقد قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة216}
فاستخر الله عزوجل قبل خطبة هذه الفتاة التي تود خطبتها فإن كان لك فيه خير وصلاح أمر فسييسر الله لك أمرها وإلا فسيصرفك إلى ما هو خير لك، واعتقاد ذلك يريح بالك ويزيل همك وغمك، وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8387، 2729، 5814، 19343، 21276.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1429(13/1601)
حكم رفض الخاطب بسبب كونه مريضا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز رفض الخاطب من أجل مرض كالسكري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في رفض الخاطب بسبب كونه مريضاً أو فقيراً أو نحو ذلك مما لا يعجب المخطوبة أو ولي أمرها، ولو كان صاحب دين وخلق مع أننا ننصح بعدم رفض صاحب الدين والخلق، ولو كان مريضاً مرضاً لا يترتب عليه ضرر على الزوجة، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 11179، والفتوى رقم: 67773.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو الحجة 1428(13/1602)
الزواج من فتاة تعمل في منصب إداري
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب من الجزائر مقدم على الزواج قدمت على خطبة فتاة موظفة المشكلة أنها تعمل في منصب إداري، يعني أن هناك تعاملا مع الطرف الآخر (رجال) حيث لا توجد أماكن خاصة بالنساء فقط، وهي متمسكة بوظيفتها بحكم أنها تريد المساعدة وكذا أنها محترمة وهناك أحد المحارم يعمل في هذه الإدارة، أرجو أن تفتوني في عملها وكذا، هل أأثم إن تزوجت منها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن يكون عمل المرأة في بيتها حتى تحسن إدارته وتدبيره وتربي أولادها وتحسن التبعل لزوجها، ومع ذلك فلا مانع لها أن تمارس عملا يتناسب مع طبيعتها وفق الضوابط الشرعية. ولك أن تراجع لمزيد الفائدة في هذا فتوانا رقم: 48640.
وإذا اشترطت المرأة على خاطبها الاستمرار في عملها، فلا يحق له أن يجبرها على ترك العمل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم؛ إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما. رواه الترمذي.
وعليه، فإذا كنت تأمن الفتنة على زوجتك ومنها في العمل الذي قلت إنها تمارسه، وتحققت أنها لن تخلو برجل خلال ممارستها لعملها، ولن تخضع بالقول، ولن تصافح الرجال، وغير ذلك من الأمور التي لا يبيحها الإسلام –وهي أمور يستبعد أن تفي بها إذا لم نقل إن ذلك من المستحيل- فلا مانع في هذه الحال من أن تتزوجها.
وأما إذا كنت لا ترى أن هذه الشروط يمكن تحققها، فينبغي -حينئذ- تجنب الزواج منها؛ لأن في الزواج منها والحالة هذه إقرارا للمنكر وتهاونا في القيام بواجبك في وقاية نفسك وأهلك من النار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو الحجة 1428(13/1603)
رأي والديك في شأن زواجك بهذه الفتاة أكثر سدادا من رأيك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في السادسة والعشرين من عمري , درست وأعمل في هندسة الحاسب فلسطيني الجنسية وأحمل وثيقة سفر سورية, ولدت ونشأت في دولة الإمارات ومازلت أعمل فيها حتى الأن.
طلبت من عائلتي بعد أن أديت صلاة الاستخارة الذهاب لخطبة فتاة تعمل معي في الشركة نفسها فكان أول سؤال لهما هو عن جنسيتها وعندما علمت والدتي السورية الأصل والجنسية بأن الفتاة هي فلسطينية وتحمل وثيقة سفر لبنانية رفضت طلبي رفضاً تاماً قبل أن تعرف أي معلومات أخرى وذلك لأنها ترغب أن تزوجني من فتاة سورية, لكي تكبر العائلة في سورية ولا تتشتت على حد رأيها. ورفضت والدتي ان تسمعني أو أن ترضخ لطلبي نهائياًً ولكن والدي تفهمني ولم يعتبر بأن الجنسية هي سبب يستحق الرفض وتمكنا معاُ بعد جهد وإصرار كبيرين بأن تذهب والدتي مع أختي الكبرى والتي كانت توافق اَراء والدتي لزيارة أهل الفتاة والتعرف إليهم علهما تجدا فيهم الخير والتفاهم.
ولكن لسوء الحظ عادا ورفضهما أكبر كما أصبح والدي يوافقهما وذلك للأسباب التالية:
1-لم تعجبها الفتاة شكلاَ وذلك لأنها سمراء وهي تحب لون البشرة الأبيض.
2-أنها تعمل كسكرتيرة وهي ترغب بأن تزوجني من صيدلانية أو دكتورة.
3-أنها ليست جامعية حيث إنها سوف تنهي حالأ دبلوماً في إدارة الأعمال من كلية دولية وليس جامعة.
4-أن والديها أيضاً لا يحملان شهادات جامعية وإنما دبلوم أيضاً مع العلم بأن كليهما يعمل في شركات بترول مرموقة وحالتهما المادية أكثر من ميسورة.
5-أن طريقة تقديمهم للضيافة لم تكن كما يجب.
6-أنها ليست متحجبة مع العلم بأني قد اتفقت مع الفتاة على أن تتحجب ولم ترفض وهي والحمد لله تؤدي صلاتها وتحافظ على فروضها كاملة , بل وتحثني عليها وتذكرني بها دائماًً.
أستاذي الفاضل إني أثق والحمد لله بأن والدي يحرصان على راحتي وسعادتي ولكني أرى بأن هذه الأسباب كانت لأنهما كانا يحملان رفضا مسبقا َ وكانت هذه أدلة تخدم رأيهما وليست أسبابأ تقنع أياً منا. فأنا لا ارى في السمرة ولا في الدبلوم ولا في العمل كسكرتيرة عيباً. وهذا ما يتفق معه ديننا الإسلامي الحنيف ولذلك أستاذي الكريم أرجو من حضرتكم أن تدلني على طريق الصواب وتؤيدني بالاَيات والأحاديث التي ربما تهديني أو تهدي أهلي لما فيه صلاحي في الدنيا والآخرة , ولكم جزيل الشكر والثواب إن شاء الله.
ملاحظة: أنا أنوي بأن أبعث ردكم إلى والدي لعله يخدمني.
وأخيراً لا تنسونا من صالح دعائكم بالتوفيق والسداد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رسالتك أخي تحمل شيئا من سمو التفكير، ورجاحة العقل، والتعامل مع الموضوع بعقلانية وواقعية بعيدا عن العواطف والانفعالات، وأكبر دليل على ذلك، طلبك للمشورة ولجوؤك للاستخارة، كما يتضح منها توقيرك واحترامك لوالديك، واستعدادك لتقبل رأيهما متى ظهر لك صحته، وهذا ما يختصر لنا الكلام ونكتفي بتذكيرك بما يلي:
- أن والديك أكثر خبرة منك، وأبعد نظرا لعواقب الأمور.
- أن مسألة اختلاف الجنسية وإن كانت غير معتبرة شرعا، لكنها معتبرة واقعا، وتترتب عليها أمور يفهمها والداك أكثر منك.
- أن عدم التزام الفتاة بالحجاب دليل على عدم تدين الفتاة بالقدر الكافي الذي تكون به ذات الدين التي أوصى بها نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله: اظفر بذات الدين....
- كما أن عملها كسكرتيرة – في الواقع - لا يخلو من محاذير شرعية من اختلاء بالمدير ونحو ذلك.
ومما سبق فإنا نميل إلى رأي والديك في ما ذهبوا إليه من عدم صلاحية هذه الفتاة، على الأقل في حالتها الموجودة الآن، أما إذا طرأ على الفتاة تغير وتابت إلى الله عزوجل من ترك الحجاب، ورضي والداك بالأمر فلا بأس بالزواج بها.
وأخيرا نحذرك من العلاقة مع فتاة أجنبية ومن الصداقة أو ما يسمى علاقة حب معها فإن ذلك غير جائز.
وفقك الله لما يحب ويرضى وأخذ بناصيتك إلى البر والتقوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو الحجة 1428(13/1604)
الزواج بمن أحببتها هو أنجع الحلول
[السُّؤَالُ]
ـ[قصتي أني شاب ملتزم والحمد لله عمرى الآن 24 عاما جامعي أعمل محاسبا باحدى الشركات الخاصة علاقتى بالجنس الاخر تكاد تكون معدومة وذلك كونى من أبناء الصعيد المصرى ولكني أعمل بالقاهرة وأقيم بها حاليا
التقيت بفتاة تحمل كل المعانى الجميلة فى الوجود تحمل أدبا وأصالة بنت الصعيد وكذلك تحمل مدنية بنت المدينة منذ أول يوم رأيتها في العمل وأنا أحبها علما بأني الأقدم في العمل عملت معي أسبوعا فقط ثم اعتذرت بعدها لبعد المسافة بين المسكن والعمل كان ذلك منذ 7 شهور ومنذ تركها العمل وأنا مخلص في حبي لها ولكن علاقتنا انقطعت نهائيا ولكني بيني وبين نفسي ظللت أحبها ولم أصرح لها.
في الفترة الأخيرة حصل تغير في الشركة وكانت الشركة تحتاج أشخاصا للعمل اتصلت بها وعرضت عليها العمل وبإلحاح شديد مني وافقت على العمل بعد استشارة والدها وعادت إلى العمل من جديد كنت في غاية الفرح في البداية وقررت أن أصارحها بحبي لها ولكن بمجرد التفكير فكرت فوجدت أني غير قادر على الزواج في الوقت الحالي علما بأن عمرها الآن 25 عاما وبالتالي لن أحرج نفسي.
إني في حيرة من نفسي إني أتالم لكوني لم أعترف لها ولكن عقلي لم يطاوع قلبي. دلوني بالله عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس هناك حل أفضل لمشكلتك من الزواج بهذه الفتاة، ففي الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه مرفوعا من حديث ابن عباس. قال عنه في الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
فينبغي لك السعي في الزواج بهذه الفتاة، ولو بإجراء العقد، وتأخير الدخول حتى ييسر الله عز وجل لكما المؤنة اللازمة.
فإن حال دون ذلك القدر، بأسباب من جهتك كعدم قدرتك المادية، أو من جهتها كعدم رضاها أو وليها بك فارض بقدر الله، وقل: قدر الله وما شاء فعل، ويجب عليك أن تقطع العلاقة بها، وأن تبتعد عنها كل البعد حتى لا يتمكن حبها من قلبك ويصير عشقا، فإن العشق داء يصعب الشفاء منه إلا لمن وفقه الله وأعانه، وانظر بيانه في الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو الحجة 1428(13/1605)
ماهية المرضي في دينه وخلقه
[السُّؤَالُ]
ـ[يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... "، فهل إذا كان الخاطب على خلق كريم ويؤدي الفرائض، ولكنه لا يقوم الليل وليس مواظبا على 12 ركعة رواتب بحكم شغله (كما يقول هو) ، ولكنه يقرأ القرآن وكما قلت هو على خلق كريم فهل أرضى به زوجا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتدين درجات متفاوتة، وأقله أداء الفرائض واجتناب الكبائر، فمن كان مؤدياً للفرائض مجتنباً للكبائر حسن الخلق، فإنه مرضي في دينه وخلقه داخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ...
وعليه؛ فالشاب المذكور صفته في السؤال مرضي في دينه وخلقه، وللأخت قبول الزواج به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو الحجة 1428(13/1606)
عاهدته على الزواج منه ثم نكثت عهدها
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو أن يتسع صدر فضيلتكم لسؤالى وأرجو أن يكون للمشاعر الإنسانية التى أمر بها أثر على رد فضيلتكم
حيث إننى ابلغ 42 عاما ومصاب بشلل ومتزوج والحمد لله وحيث إننى أعتمد على زوجتي (أكرمها الله) في كل أمور حياتى فقد خشيت أن يحدث لها أي مكروه لا قدر الله، ولذلك فكرت في الزواج من زوجة ثانية تكون عونا لنا على أمور حياتنا، وقد تعرفت على فتاة على الشات من خلال النت وتصغرني ب 19 عاما وعندما عرضت عليها فكرة الزواج رحبت وبكل شدة بل وقالت إن مرضي وخدمتي هو ما ستحتسبه عند الله لأنها تريد الآخرة، وقد حدثتها بكل ما يتعلق بظروفي بكل صدق وأمانة، وقد كنت أعرف أنا وهي أن كلامنا على الشات هو معصية ولكن نظرا لأنها من مدينة بعيدة عن مدينتي فلم نجد وسيلة للتعارف إلا من خلال النت وحيث إن أهلها سيرفضوني بدون أدنى شك إذا تقدمت مباشرة إليهم نظرا لظروفى ولذلك أعلمت هذه الفتاة بكل ظروفي، ولكن بعد فترة عرضت الفتاة أمر زواجنا على والدتها فرفضت بشدة لكن الفتاة عاهدتني أنها سترفض أي خاطب يتقدم لها حتى يوافق أهلها على ارتباطنا لأنها وعلى حد قولها ترى أن مرضي نعمة واستمررنا في الحديث مع بعضنا على النت وفي حدود الأدب وإن كنا معترفين أنه خطأ، ولكن اتفقنا ان يكون كلامنا حتى يأذن الله بحل الموقف من عنده، وكانت تقسم لي بالله فى كثير من المرات أنها لن تتركني وأنها لن ترضى بأي خاطب لها غيري وكنت اقول لها كثيرا أنني ظلمتها بطلبي لها للزواج لأنها صغيرة وأنا مريض ولكن كانت تقسم أنها ستكون في غاية السعادة بخدمتي
وطبيعي أن إنسانا في ظروفي ويجد إنسانة تقول هذا الكلام أن يتمسك بها وبشدة وأن يتعلق أمله فى الحياة بها 0000
إلا أنني فوجئت بها وقد تعرفت بنفسها إلى شاب من النت وقالت له إنها سترتبط به بمعنى أنه لم يضغط عليها أهلها كى تخلف عهودها وقسمها لي بأنها لن تتركني ولن تقبل خاطبا غيري وقد أخلفت عهودها بنفسها وبإرادتها، علما بأنني ذات مرة قلت لها إن الله شهيد عليك فيما تقولين في أمر ارتباطنا فاقسمت بالله أنها لن تتركني وأشهدت الله عليها 000 مع العلم أنها لم تعرض الأمر على والدها حتى يكون مبررا للرفض ولكن اختارت بنفسها أن تخلف عهدها وقسمها معي 00
والآن ألم تظلمني هذه الفتاة بما وعدتني به وبما أقسمت عليه وبما استشعرته تجاهها (ومن كلامها) باحتياجي لها، ألا يحق لي أن أدعو الله عليها بقولي حسبي الله ونعم الوكيل عليها؟
وذلك لما سببته لي من ألم نفسي وخاصة أنني قد قلت لها من البداية إنني لن أتحمل صدمة نفسية ولكنها قالت لي فكر في أمر ارتباطنا بصورة جدية بمعنى أن التفكير الجدي في الزواج كان بناء على طلبها أيضا لأني أعرف صعوبة ظروفي جيدا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقولك إنك كنت تعرف أنت والفتاة أن كلامكما على الشات معصية ... ومع هذا تتعمدان فعله والاستمرار عليه، يفيد أنكما قد تعمدتما الوقوع في الإثم، والله تعالى يقول: وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم [الأحزاب: 5] .
ولا يبرر لكما هذا الفعل ما ذكرته من أنها من مدينة بعيدة عن مدينك؛ لأن المحرمات إنما تباح للضرورات، وأنت لست الآن مضطرا لما ذكرته من أن زوجتك تقوم بجميع أمور حياتك.
وفيما يخص موضوع سؤالك، فما ذكرته من أن الفتاة عاهدتك على أنها سترفض أي خاطب يتقدم لها حتى يوافق أهلها على ارتباطك بها، وأنها كانت تقسم لك بالله في كثير من المرات أنها لن تتركك ولن ترضى بأي خاطب غيرك، وتقسم أنها ستكون فى غاية السعادة بخدمتك ...
نقول إن هذه الفتاة إذا تعرفت بعد هذا على شاب عن طريق النت، وقالت له إنها سترتبط به ... تكون قد وقعت في ثلاثة أمور هي:
1. إثمها بالاستمرار على التعارف عن طريق الأنترنت.
2. حنثها فيما أقسمت به من أيمان.
3. خلفها لما عاهدتك عليه.
وهذه الأمور الثلاثة تعتبر أخطاء في حق الله تعالى.
وأما أن تكون قد ظلمتك أنت بما فعلته فذلك ما لا نراه؛ لأن الظلم هو الاعتداء على حق الغير، وأنت لم يكن لك عليها من حق. والخطبة ليست عقدا ملزما، بل لكل من الطرفين التراجع عنها متى شاء.
وهذا في الخطبة التي تمت الموافقة عليها من طرف الولي، وأما العلاقة التي يوقن طرفاها أن الولي لن يرضى بها أبدا – كما هو حال علاقتكما- فإن رفضها هو الصواب؛ لأن البقاء عليها يعتبر استمرارا في علاقة غير مشروعة.
وعلى أية حال، فإنه لا حرج عليك في أن تقول: حسبى الله ونعم الوكيل؛ لأن هذا ذكر عظيم النفع بالغ الأثر، لما فيه من تفويض الأمر لله، وإظهار التوكل عليه سبحانه، وهو ليس من قبيل الدعاء، ولكنه اعتصام بالله وركون إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو الحجة 1428(13/1607)
من عصت ثم تابت فللرجل المستقيم أن ينكحها
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة بموقع للزواج وصارحتنى بأنها لا تستحقني فألححت لمعرفة السبب فقالت إنها لا تستحقني كزوج لأنها أخطات وتجردت من ملابسها على الكمبيوتر....أعتقد أن السؤال واضح. هل هى تستحق الزواج من رجل محترم؟ أم لا ليس دفاعا عن ما حرمه الله. فهناك الكثير من الإناث يرتكبن المحرمات ويزيدن عليها بأنهن لا يعلنها ويعشن مع أزواج مخدوعين. تلك الفتاة ارتكبت جرما ولكنها لم تغشني. بالله عليكم أخبروني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الأنترنت لا يعد سبيلا صحيحا للتعرف على الزوجة؛ ففضلا عن المفاسد المترتبة على ذلك، فهو طريق غير موثوق به، حيث إنه لا تدرك من خلاله حقيقة المرأة ولا أخلاقها. فقد تذكر الفتاة عن نفسها أنها متصفة بأحسن الصفات وأفضلها وهي بخلاف ذلك ...
ثم إن هذه الفتاة قد أخطأت خطأ كبيرا، ليس فقط في أنها تجردت من ملابسها على الكمبيوتر –ولا يخفى ما فيه من القبح-، ولكن لأنها أيضا قد جاهرت بهذا الذنب. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه.
ومن هذا تعلم أن الإناث اللاتي قلت إنهن يرتكبن المحرمات ويزدن عليها بأنهن لا يعلنَّها ... ، هن أحسن حالا من هذه التي ارتكبت الذنب وأعلنته.
وفيما يخص موضوع سؤالك، فقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- الصفات التي تنكح لها المرأة، وأكد على أن الدين هو أولى تلك الصفات بالاعتبار. جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع؛ لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ".
فإذا كانت الفتاة المذكورة ذات دين، وقد تابت من الذنب الذي ارتكبته، فإنها تستحق الزواج من رجل محترم، مثلها في ذلك مثل سائر النساء المتدينات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1428(13/1608)
تقدم لها رجل مرضي في دينه ورفضه أهلها
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله ألف خير على هذا الموقع، أنا يا شيخ أتيت إلى بلد الغربة وعمري 15 سنة اشتغلت وتكفلت بأهلي حتى أصبحت 22 سنة, أتى شخص ليتزوج بي فأهلي رفضوه, بسبب أنهم يريدون أن أدرس ما فاتني وأشتغل حتى لو تزوجت, فأنا كذلك أعطيت أمي مالأ لكي تكمل بناء البيت الحمد لله انتهى، كما أكملت لها تصليح شقة في البيت لتؤجرها وقد تم هذا كذلك والحمد لله, فهم الآن لا يحتاجون إلي, فلماذا يرفضون، فهو متدين الحمد لله وعلى خلق يخاف ربه, وليس به أي عيب, الحمد لله أنا محجبة وأحترم ديني فهذا هو الإنسان الذي سيساعدني لأكون الزوجة الصالحة فكيف أقنع أهلي، فأنا لا أريد أن أغضبهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من حق الفتاة على وليها إذا تقدم لها الزوج الكفء المرضي في دينه وخلقه ورضيت الفتاة به، فمن حقها على وليها أن يزوجها به، ولا يجوز له أن يرفض تزويجها به بغير مسوغ شرعي، فإن فعل فإن ذلك يسمى عضلاً، والعضل حرام بنصوص الكتاب والسنة، وفي هذه الحالة تنتقل عنه الولاية إلى السلطان أو الولي الأبعد على خلاف بين العلماء، وتراجع الفتوى رقم: 74027، والفتوى رقم: 29716، والفتوى رقم: 9728.
وننصح الأخت أن تتلطف مع والدها وأن توسط من له تأثير عليه ليكلمه في الأمر، ويبين له أن ما فعله يعد من العضل المحرم، وننصحها بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن يقدر لها الزواج بهذا الشاب إذا علم فيه الخير لها، ونحن نسأله سبحانه أن يقدر لها الخير حيث كان، وأن يوفقنا وإياها لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1428(13/1609)
تريد الزواج من شخص معين وتخشى رفض والديها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل لإنسانة تهمني هي معجبة بشخص لكن هو من جنسية ثانية وبلدهم في حالة حرب وهو مجاهد عنده إصابة تعيقه شوه عن الحركه هي قد رأته وعرفته وهو يتعالج في المستشفى في بلدها وهو يقول لها إنه يريد أن يتزوج لكن لا يوجد أحد يرضى به لأنه معاق ومعرض للموت في كل وقت وهي لا تعرف يمكن أن يكون هو كذلك معجب بها ويخاف أن ترفضه ولو هو يعرض أن يتزوجها فهي موافقة رغم كل الصعوبات، لكن اهلها الموضوع بالنسبة لهم سوف يصبح صعبا جداً، أولاً: لأنهم لا يزوجون لأي جنسية أخري ولأنه معرض للموت رغم أننا كلنا كذلك ولأن أمها سوف ترفض تماماً وهي تخاف بمجرد أن تلمح بالموضوع احتمال أنها تبيع الدنيا بزخارفها الفانية وتكمل حياتها بها مشقة، فهل يجوز لها أن تضغط علي أهلها ولو تزوجته تسافر معه وتترك والدتها التي من المؤكد تكون غير راضية لأنه لا يوجد مهر مثل باقي بنات عائلتها فهو يحفظ من القرآن ما يكفي لمهر هذه البنت وهي تحب العطاء وتحب أنها حتى لو تضغط قليلا على نفسها تخاف أنها تكون تفتنه في دينه وإحساسه لأنها إن لم توافق عليه سيكون متضايقا، هي تقول إنها تطمئن عليه وعلى أهله كل فترات إما بالتليفون أو بالسؤال من النت، سؤال أخت عن أخيها لا غير، وأهله تكلمهم وتطمئن عليهم، فهل لها أن تفاتحه أنها موافقه عليه وتكلم أهلها ولا تنتظر زوجا من بلدها رغم ما به من سلبيات يمكن ألا تعجبها فيه ويكون مريحا لأهلها أو مناسبا وفقا للكلام المتداول، فأرجو إفادتنا كي ننصحها نصيحة لله عاجلاً؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكون الشخص المذكور من جنسية ثانية، أو أن عنده إصابة تعيقه عن الحركة ... ليس فيهما ما يمنع من الزواج منه إذا كان مرضياً في دينه وخلقه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولكن الزواج من هذا الشخص لا يصح أن يكون دون رضا والدي البنت به، وذلك لأن أباها هو الولي الذي لا يتم الزواج بدون رضاه، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا نكاح إلا بولي. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم. ولأن رغبة الأبوين مقدمة على رغبة البنت في الزواج من الشخص المذكور لأنهما في الغالب أعرف بعواقب الأمور، ولأن طاعة الوالدين في المعروف واجبة، والزواج من هذا الشخص بعينه غير واجب، والواجب مقدم على غير الواجب، ولا بأس بأن تفاتح أهلها في أمر الزواج من هذا الرجل، وتحاول إقناعهم بذلك ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، فإن وافقوا على هذا فالحمد لله، وإن لم يوافقوا تركته ودعت الله أن يعوضها خيراً منه ويعوضه خيراً منها.
وننصحها بتجنب ما ذكرته من السعي باستمرار في الطمأنينة عليه وعلى أهله عبر التليفون أو النت، فإنه لم يعد بعدُ زوجاً لها، وقد تجلب لها هذه الاتصالات من الفتن ما لم تكن تحتسبه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1428(13/1610)
الزواج ممن حاولت الانتحار
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبتي حاولت الانتحار مرتين.. أول مرة بعد وفاة والدها وتمسك عمها بقراراته المتشدده تجاهها، المرة الثانية بعد المرة الأولي بحوالي 45 يوم حيث توفيت والدتها نتيجة إصابتها بجلطة في المخ بعد مشاجرة مع عم خطيبتي "نفس الشخص"، أنا الآن في حيرة هل أستمر في الوقوف بجانبها أم أتركها لأنها بمحاولتها الانتحار تكون ارتكبت إثما عظيما، علما بأني أحبها جداً وأتمني أن أكون معها طوال حياتي، ولكن أيضا أريد أن أنفذ وصية رسولنا "صلى الله عليه وسلم: اظفر بذات الدين تربت يداك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن الانتحار من كبائر الذنوب، وقد ورد فيه وعيد شديد، وانظر تفصيله في الفتوى رقم: 45101، والفتوى رقم: 10397.
فمن حاول الانتحار وتعاطى أسبابه يكون قد ارتكب إثماً عظيماً، وعليه التوبة إلى الله عز وجل من ذلك، بشرط التوبة وهي الندم والإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العودة ... فننصح تلك الفتاة بالتوبة إلى الله عز وجل، ولا ننصح السائل بتركها ما دام أن ذلك حصل نتيجة لظروف خاصة وضغوط نفسية مرت بها دون إصرار منها على مثل هذه الحالة ولعلها قد تابت، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب عليه، لكن إن علم إصرارها على هذه الكبيرة وعدم توبتها منها فالأولى له ترك خطبتها والبحث عن غيرها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1428(13/1611)
هل يعتبر الأب عاضلا بمجرد رده من تقدم لخطبة بنته
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..
إلى شيوخنا الأفاضل ... بعد التحية والاحترام ... قال تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها (الروم/21) ، وقال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعلَ منها زوجهَا ليسكن إليها) الأعراف:189) ، والرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ على الزواج ورغبَ فيه فقال: (يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر, وأحصن للفرج ... ) متفق عليه.
أنا في حيرة من أمري.. والآن سوف أشرح لكم موضوعي.. أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاماً.. وأصلي فروضي في المسجد ولله الحمد والمنّة.. متخرج من الجامعة وحالياً لدي وظيفتي وشقتي تحت التشطيب.. وسيارتي الخاصة.. وأرغب بالزواج من فتاة قد أحببتها.. وقد عرفتها عن طريق أهلي.. فهي صديقة لبنات أختي في الجامعة.. وقد قمت بالتقدم لخطبتها ولكن أهلها قد رفضوني لسبب وسوف أقوم بتوضيح السبب الآن: السبب هو أنني أنا مقيم فلسطيني ولكني من مواليد المملكة العربية السعودية.. ولم أغب عن مكان إقامتي في السعودية إلا عندما قررت أن أكمل دراستي الجامعية في الخارج.. ولكنني كنت في كل نهاية فصل دراسي أعود إلى أهلي ومسقط رأسي في المملكة.. والبنت أيضاً إلى الآن تحمل الجنسية اليمنية وليست سعودية.. ولكن أمها سعودية الأصل وأبوها يماني الأصل ولا يملك الجنسية السعودية، ولكن البنت تدرس بالجامعة لأن أمها سعودية فهي تملك ورقة (تعامل معاملة السعوديات) .. وعندما تقدمت لخطبتها كان هناك رفض من والديها من أن ينكحوني هذه الفتاة وذلك لسبب أنهم يريدون أن تصبح ابنتهم سعودية.. وذلك لن يتحقق إلا بعد ما يصبح عمر الفتاة 25 أو 24 عاماً.. مع العلم بأنني أنا والفتاة قد أحببنا بعضا.. من كثرة ما أهلي يكلموني عليها ومن كثرة ما هي تسمع عني كلاما من قريباتي بالجامعة اللاتي يدرسن بها.. فقد تعلقنا ببعض لدرجة كبيرة.. مع العلم بأن الفتاة لا تريد غيري زوجاً لها.. وهي تريدني أنا فقط.. وقد حلفت البنت لأهلها إن لم أكن أنا زوجها فلن تتزوج إطلاقاً من أي أحد سوف يأتي لخطبتها.. وأفيدكم علماً بأنني قد ذهبت لأبيها مرة أخرى لكي أقنعه بأني أريد الزواج من ابنته لأنني لا أريد غيرها وأنني سوف أقوم بتنفيذ جميع طلباتهم.. إلا أنه قد رفضني مرة أخرى بسبب الجنسية.. فما كان بيدي إلا أن أرضى بالأمر الواقع.. وأنسحب وأنا أجر أذيال الخيبة ورائي.. فأرجوك يا شيخنا الفاضل أن تنصحني بعمل أقوم به لكي أتزوج بهذه الفتاة التي لن أتزوج غيرها بإذن الله.. فقد ارتبطت قلوبنا ببعض.. مع العلم أيضاً أنني في كل مرة أصلي الاستخارة أحس براحة لم أشعر بمثلها من قبل وكذلك الفتاة ... التي هي على تواصل معي ولكن ليس بشكل مباشر.. وإنما عن طريق قريباتي في الجامعة قبل أن يقوم أبوها بحرمانها من الذهاب للجامعة بسبب هذا الموضوع.. مع العلم يا فضيلة الشيخ أن الفتاة من المتفوقات في دراستها ولم يبق لها سوى سنة دراسية وتتخرج من الجامعة.. ولكن والدها رافض لرجوعها لتكميل دراستها..!! والسؤال الذي أريد أيضاً طرحه على فضيلتكم: هل يعتبر هذا من عضل المرأة، وكيف ألتمس المساعدة منكم يا شيخنا الفاضل؟ وأ رجو من الله العلي القدير أن تفيدوني وأن تكونوا أنتم سبباً في زواجي من هذه الفتاة التي طالما بحثت عنها في أحلامي..
ملاحظة: أرجو من جميع من يقرأ هذا الموضوع بأن يدعو لي من قلبه أن يفرج الله همي ويكشف غمي ويزوجني بهذه الفتاة التي أريدها؟ وجزاكم الله عني وعن كل من يزور هذا الموقع خير الجزاء وأن يدفع عنكم كل شر وبلاء.. آمين يا رب العالمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته عن أهل هذه الفتاة لا ينبغي أن يكون سبباً تُمنع به الفتاة من الزوج الكفؤ إذا خطبها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... رواه الترمذي.
وعلى كل فالآباء مجبولون في العادة على الحنان والشفقة على بناتهم، وبالتالي فلا يعتبر الأب عاضلاً لبنته في رد خاطب، ما لم يُتحقق منه ذلك، ففي الخرشي عند قول خليل: ولا يعضل أب بكراً برد متكرر حتى يتحقق، قال: يعني أن الأب في ابنته المجبرة لا يكون عاضلاً برد خاطب أو خاطبين وهو مراده بالمتكرر أي برد متعدد من الخطاب لما جبل عليه من الحنان والشفقة ولجهلها بمصالح نفسها فربما علم الأب من حالها أو حال الخاطب ما لا يوافق حتى يتحقق إضراره فإن تحقق قال له الإمام إما أن تزوج وإلا زوجناها عليك. انتهى.
ومن هذا تعلم أن ما ذكرته من امتناع أبي البنت عن تزويجها منك لمصلحة ما لا يعتبر عضلاً لها بل حتى يتحقق قصده الإضرار بها، وننصحك كما ننصح البنت أيضاً بأن لا يُصر كل منكما على أنه إن لم يتزوج من الآخر فلن يتزوج حياته، فقد يكون في زواج أي منكما من غير الآخر من الخير والمصلحة ما لا تعلمانه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1428(13/1612)
طاعة الأم أم الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي شاب تتوفر فيه كل الشروط التي تتمناها أي بنت ليكون زوجا لها فهو على خلق ومتدين ووالداي يعرفانه وله عمل قار ومستعد للزواج في أقرب فرصة، المشكلة أن أمي معترضة عليه لأنه أسمر اللون وفي الواقع عائلة أمي بأكملها معترضة (جدي, جدتي وأخوالي) ، وهي تهدد بترك البيت في صورة موافقة أبي الذي ليس له اعتراض على هذا الشاب وقد وعده بالموافقة، أمي حولت حياتي إلى جحيم فهي تتجاهلني وتعاملني بقسوة وأبي لا يحرك ساكنا خوفا منها، أنا لا أريد التنازل عن حقي في اختيار شريك حياتي وأفكر في أخذ قرار دون موافقة أهلي (خاصة أن القانون عندنا لا يشترط موافقة الولي لإتمام عقد الزواج) ، لكني خائفة أن أكون بذلك ارتكبت إثما، فهل أستطيع الزواج منه بموافقة أبي فقط، وإن عارض أبي (خوفا من أمي) فهل يجوز لي الزواج بدون موافقة أهلي بما أن سبب الرفض فيه إثم، وما هو رأي الشرع في موقف عائلتي، أرشدوني؟ جزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
إن كان هذا الرجل صاحب دين وخلق فلا ينبغي لأمك رفض زواجه منك، ووليك هو أبوك، ولكن معارضة الأم محل اعتبار فطاعتها واجبة، فحاولي إقناعها بكل سبيل مشروع، فإن أصرت على الرفض فلا تجوز لك مخالفتها إلا إذا لم يكن لاعتراضها ما يبرره شرعاً، أو خشيت أن يلحقك من ترك الزواج منه ضرر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الرجل مرضياً في دينه وخلقه فلا ينبغي لأمك أن ترفض زواجك منه، واعلمي أن وليك في الزواج هو والدك، فإذا كان موافقاً فلا إشكال في صحة الزواج، وتبقى مسألة مخالفة أمر الأم، حيث إن طاعتها واجبة، وبرها والإحسان إليها مأمور به شرعاً، فاحرصي على إقناع والدتك، ووسطي إليها من يمكنه إقناعها ممن له تأثير عليها، فإن أبت وكانت تتأذى بزواجك من هذا الشاب أذىً ليس منشؤه مجرد الحمق أي له ما يبرره عند الناس فإن ترك الزواج بهذا الشاب واجب، وأما إذا كانت لا تتأذى أو تتأذى أذى ناشئاً عن مجرد حمق عند عقلاء الناس أو كان ترك الزواج يضر بك ويشق عليك فلا حرج عليك في الزواج به بدون رضاها، مع الاجتهاد في برها وتطييب خاطرها قدر الإمكان، وكذا تطييب خاطر بقية عائلتك، بل لو امتنع الأب لمجرد خوفه من أمك أو لسبب آخر غير معتبر شرعاً فلك أن ترفعي أمرك للمحكمة الشرعية أو جماعة المسلمين من أجل أن يزوجوك ويتولوا أمرك إن أصر الوالد على عدم تزويجك لغير مسوغ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو الحجة 1428(13/1613)
حكم رفض الولي للزوج لكونه لا يملك بيتا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في الرابعة والعشرين تخرجت هذه السنة من كلية الهندسة المعلوماتية وأعمل عملاً جيداً في شركة محترمة كما أنني أكمل دراستي في الماجستير وكان قد خطبني شاب تخرج معي من الكلية (مهندس) ويعمل أيضا براتب جيد جداً، ولكن كما تعلمون ليس لديه منزل ولكن ذو خلق حسن ودينه جيد والحمد لله فهو يصلي ويخاف الله ولا يدخن وهو يريد الخطبة الآن وبعد سنتين وكما تتيسر الأمور يتزوج إذا شاء الله، ولكن وضع عائلتي المادي جيد جداً ووالدي أخبره أنه لن يقبل أن يفتح موضوع الخطبة قبل أن يريه المنزل ووالدي يقول إن ابنته جميلة وذكية ومهندسة وليست مضطرة لتأخذ شابا لا يزال في بداية الطريق، علماً أن رسول الله صلوات الله عليه وسلامه قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. أود أن أسأل إذا كان رأي والدي صحيحا، كما أود أن أسأل كيف يمكن أن أتصرف ضمن ما يتيحه لي الإسلام في مثل هذا الظرف، علما بأن والدتي تعرف عن هذا الشاب الكثير وهي تحاول جاهدة مع والدي الذي حتى الآن (مع أنه أنهى الموضوع مع الشاب) لم يسألني عن رأيي؟ وجزاكم الله الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
إن كان هذا الشاب مرضياً في دينه وخلقه، فمجرد كونه لا يملك بيتاً ليس مسوغاً شرعاً لرفض زواجه منك، ما دام قادراً على توفير سكن ولو بالأجرة، فاجتهدي في محاولة إقناع والدك، فإن أصر على منعك من هذا الزواج فننصحك بطاعة والدك ولعل الخير في ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك وأن يرزقك زوجاً صالحاً، ولا شك أن من أهم ما يطلب فيمن يتقدم لخطبة الفتاة دينه وخلقه، فلا ينبغي للولي رفض مثله، ولا أن يرده لمجرد كونه لا يملك بيتاً، فالمهم أن يكون قادراً على توفير سكن للزوجة ولو عن طريق الأجرة.
وعلى كل فإننا ننصح بمحاولة إقناع هذا الوالد، فينتدب إليه بعض الفضلاء ليحاولوا إقناعه بالموافقة على زواجك من هذا الرجل، فإن اقتنع فالحمد لله، وإن أصر على الرفض فننصحك بطاعنه وعدم مخالفته، مع أنه إذا كان الرجل حقاً كفؤاً ولم يكن لوالدك ما يسوغ رفضه فلك الحق في رفع القضية إلى المحكمة لتزوجك من الكفء، ولا يعد ذلك عقوقاً إن شاء الله تعالى، وتراجع الفتوى رقم: 25815.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1428(13/1614)
خطوات تساعد طالب النكاح
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو إفادتي لي أربع إخوة أعمارهم تتجاوز الثلاثين ولم يتزوجوا إلى الآن وكل ما نخطب عروسا لا يحدث نصيب ولا تتيسر الظروف رغم أنهم من الشباب الذين تعتبرهم البنات فرصة وأنا دائمة الدعاء لهم، فأرجوكم أفيدوني ماذا نفعل، وأرجو منكم الدعاء لهم بأن يرزقهم الله بالزوجات الصالحات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن ييسر لإخوتك ولشباب المسلمين جميعاً الزواج، وأن يصرف عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وإليك بعض الطرق الشرعية لتحصيل الزوجة الصالحة:
1- ليكن اعتماد طالب الزواج أولاً وآخراً على الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3} .
2- أن تكون نيته العفة بذلك الزواج، قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم.... فذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف.
3- أن يطلب صاحبة الدين والخلق فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج منها.
4- مشاورة من يثق في دينه ورأيه.
5- تشرع له الاستخارة.
6- كما يشرع له سؤال أهل الصلاح والاستعانة بهم بعد الله عز وجل في البحث عن الزوجة الصالحة، فإذا قام الشخص بهذه الأمور فلن يخيب سعيه، وسيجد بغيته بإذن الله تعالى، وانظري في تفصيل ما ذكرنا الفتوى رقم: 24855.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو الحجة 1428(13/1615)
صفات الزوجة الصالحة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا تقدمت إلى فتاة وكان بي عمل (سحر) ورفضتني فذهبت إلى شيخ وشفيت بحمد الله، ورجع أهل هذه الفتاة بكلام أحد من أقربائي بأن يخبرني بأني إن أردت التقدم مرة ثانية ولكن أكلم أبي، لكن أنا متردد هل أتقدم لها أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أنك إذا كان هذا الذي أتيته ساحراً فإنك بذلك تكون وقعت في معصية وإثم كبير، لأن السحر باب من أبواب الكفر، قال الله تعالى: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ {البقرة:102} ، والذي يأتي الساحر أو الكاهن مؤتمراً بأمره منفذاً له يدخل تحت وعيد شديد، روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. وفي رواية: من أتى ساحراً أو كاهناً أو عرافاً ...
وإن كان الذي أتيته شيخاً يرقي بالرقية الشرعية فلا بأس بأن تطلب منه حل السحر عنك إذا كان بك سحر، وتراجع الفتوى رقم: 10981.
وفيما يخص موضوع سؤالك فإن المرأة تنُكح للمال والجمال والحسب والدين، وأولى هذه الصفات بالاعتبار هو الدين، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وأخرج النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
فإذا كانت البنت مشتملة على هذه الصفات فلا بأس بأن تتزوجها، واستخر الله في ذلك واستشر أهل الصلاح، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1428(13/1616)
هل يتقدم الرجل لخطبة امرأة أكثر منه تدينا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما معنى قول الله تعالى في الآية رقم 26 من سورة النور: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ. {النور:26} ، هل تعني أنه لا يمكن أن يجتمع رجل دين مع امرأة غير دينة والعكس، وإذا كان هذا هو المراد فما هو مفهوم قول الله تعالى في الآية 11 من سورة التحريم {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} حيث لم يكن فرعون كزوجته العفيفة.
أرجو الإفادة حيث إني شاب مقبل على التقدم لفتاة لخطبتها لكني أشعر أنها أفضل مني من الناحية الدينية فهل مفهوم الآيات أني لا أستحقها أم لا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك بالحرص على ذات الدين، ولا يمنعك من ذلك كونها أعلى منك دينا عملا بحديث الصحيحين: فاظفر بذات الدين.
وعليك بمجاهدة نفسك وحملها على الاستقامة حتى تكون طيبا. وعليك أن تستر نفسك إن كانت عندك أخطاء سابقة، وأن تتوب إلى الله توبة صادقة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلم أن امرأة فرعون كانت زوجا له قبل إسلامها، فلما أسلمت استعاذت بالله منه. وقد أكرمها الله بالشهادة. وورد في بعض الآثار عند الطبراني وغيره: أنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. وهذه الآثار ذكرها السيوطي وابن كثير وغيرهما وقد ضعفها الألباني.
وراجع في مشروعية إباء المرأة عن نكاحك إن علمت بفسوقك، وفي تفسير آية النور، وفي تصحيح المفهوم الذي فهمته، وفي المزيد عما تقدم الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 33972، 2403، 6996، 28160، 28502، 95582، 80112، 38866.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1428(13/1617)
هل يتزوج فتاة بعض أفرد عائلتها به إعاقة جسدية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا خاطب ابنة خالي ويوجد بعض من إخوانها به إصابة بالإعاقة الجسمية والتي على ما أعتقد أنها وراثية من أمها التي يوجد أحد من إخوتها به إعاقة في رجله، أما أولاد إخوان الأم فلا يوجد بهم أية أمراض إعاقة، ومن ناحية أب البنت فإخوانه كلهم سالمون والذين من ضمنهم أمي، لذا أريد من سيادتكم التكرم بإجابتي عند مدى خطر هذا على أولادنا إذا كتب لنا الزواج، وما هي الفحوصات الواجب عملها قبل عملية الإنجاب للتأكد من مدى انتقال هذه الأمراض الوراثية، وما هو العلاج الواجب اتباعه، مع العلم بأني لم أقدر على تركها لوجود التفاهم والارتياح..؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء.. وإذا كان هناك استفسار عن أية معلومات إضافية فنحن متواجدون على البريد الإلكتروني الخاص بنا، والله يرعاكم ويسدد على طريق الخير خطاكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكننا أن نحدد مدى خطر مثل هذه الإعاقة على الأولاد، لأن هذا ليس من اختصاصنا، ويمكنك أن تستشير في مثل هذا أهل الاختصاص من الأطباء، ليحددوا مدى تأثير الوراثة في مثل هذه الإعاقة، والفحوصات التي يمكن إجراؤها، ومهما يكن من شيء فلا يعدو الأمر من أن يكون مجرد احتمالات، وعليه فإن كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق فاستخر الله تعالى في أمر الزواج منها، فهو أعلم بعواقب الأمور، فإن كان في زواجك منها خير لك وفقك إليه بإذنه سبحانه، وإن كان فيه شر صرفك عنه بإذنه، وراجع في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: 19333.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو الحجة 1428(13/1618)
كيف تنتقي الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أعجبتني فتاة وهي محافظة وتحافظ على شعائر الله أحسبها كذلك ولا أزكيها، وهي تعيش حالياً ومؤقتا مع أخي، وأخي هذا هو زوج أختها حاليا، وأنا مستواي الدراسي موجز في علم الاجتماع وهي مستواها الدراسي (بدون) لكنها تعلمت القراءة والكتابة رأيت فيها حسن الأخلاق (المعاملة، الصبر ... ) ، لكني في الحقيقة أريد الزواج بها، السؤال هو: إذا أردت الزواج بها واستشرت العائلة وأنا اقتنعت بها لكن أخي لم يعجبه الاقتراح وأخي هذا عندي معه رابطة الأخوة قوية ومتينة، علما بأن أختها زوجته، وهي أقل مني مستوى، فكيف أتعامل في هذا الموقف، وبما تنصحوني، مع العلم بأن عائلتها عائلة محافظة ومحترمة، أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفتاة المتدينة هي غاية البغية ومنتهى المنية، ففي الحديث: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وفي النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
فينبغي للأخ السائل الحرص على ذات الدين، وإذا كانت الفتاة كذلك فننصحه بها، وينبغي له استشارة أهل الرأي والمعرفة بهذه الفتاة، ومنهم أخوه بحكم كون أختها زوجة له، فإنه قد خبر أختها، وغالباً ما تكون الأخت قريبة من أختها في الأخلاق والصفات، كما ينبغي استخارة الله عز وجل، فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، وسيقدر الله بعد ذلك ما فيه الخير، وإن رجح الإقدام على خطبتها فعليه أن يسعى في إقناع أخيه على الرضا بها حتى لا تتوتر العلاقة بينهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو الحجة 1428(13/1619)
اخطبها واعقد عليها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 23 سنة أعرف فتاة، هذه الفتاة قريبتي أحببتها وتعلق بها قلبي ونويت خطبتها وأخذت رأيها فوافقت وعندما عرضت الموضوع على أهلي قالوا اصبر سنه أو سنتين لأن الظروف لم تسمح الآن، وأنا أخشى أن يتقدم لها غيرى، لأني أحببتها وأريدها زوجة بشرع الله وسنة رسوله، فأنا حائر فماذا أفعل، وأرجو مشورتكم ومساعدتكم؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت الفتاة راغبة والأهل راضون، فليس لديك مشكلة، وكل ما تحتاجه لضمان عدم خطبتها من الغير هو التوصل إلى حل وسط مع أهلك بأن تقوم بخطبتها من وليها، وإن أمكن ورضي وليها بأن تعقد عليها الآن وتؤخر الدخول حتى تتيسر أمورك وتسمح ظروفك فهذا أفضل وأضمن.
وأما قولنا أضمن فلأن الخطبة يمكنهم فسخها متى أرادوا، أما العقد فليس لهم ذلك، وأما قولنا أفضل فلأن الفتاة ستصبح بمقتضى العقد زوجتك، ولن يكون عليك حرج في اللقاء بها والنظر إليها وحتى الاستمتاع، وكل ما هو ممنوع قبل العقد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو الحجة 1428(13/1620)
ابحث عن زوجة غيرها ما دامت التي ترغب بها تزوجت
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة قصد الزواج عن طريق العائلة. تقدمت لخطبتها ولكن أباها رفض رغم قبولها وموافقتها. مع العلم أني مهندس وأقوم بواجباتي الدينية. تقدم لها رجل آخر فرفضت وأصرت ولكن أباها هددها بأنه لن يرضى عليها أبدا. فأجبرت على الموافقة تحت ضغط وتسلط الأب. ضاع تركيزي في حياتي وفي عملي. ما رأيكم في موقف الفتاة وأبيها؟
هل يجوز للأب أن يستغل "رضى الوالدين" بهذه الطريقة وما هو الحل المناسب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للأب أن يجبر ابنته على الزواج ممن لا ترغب في الزواج منه؛ كما بينا بالفتوى رقم: 3006، وفي المقابل لا يجوز لها مخالفته إن منعها الزواج من شخص معين؛ كما هو مبين بالفتوى رقم: 6563.
وما دامت هذا الفتاة قد تزوجت من رجل آخر فاصرف قلبك عن التفكير فيها فالنساء غيرها كثير، فقد يبدلك الله خيرا منها، وما يدريك أن يكون في زواجك منها خير، بل قد يكون الله عز وجل قد صرف عنك سوءا بعدم زواجك منها، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216} . فالحل المناسب أن تجتهد في البحث عن امرأة أخرى، وأن تكثر من دعاء الله تعالى أن ييسر لك ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو الحجة 1428(13/1621)
أسلم ورغب في مصاهرة مسلمة فلم يقبل أهلها.. المشكلة والحل
[السُّؤَالُ]
ـ[السادة الكرام إن مجتمعنا مجتمع عشائري وإنني أحببت فتاة وكان الإسلام بداخلي ولكن لم أكن أصلي كنت أحفظ آيات من القرآن الكريم، الموضوع بأنني تشجعت على الإسلام ونيتي أن أحصل على الفتاة كزوجة لي على سنة الله طرحت الموضوع على أهلي عارض الجميع أن أتزوج من مسلمة تركت أهلي ولم يرض عني والدي طلبت الزواج من الفتاة التي قامت بدورها بإبلاغ أهلها عن الموضوع وتوقفت عن العمل اتصلت بوالدها وأعلمني الزواج ليس بهذه الطريقة أنت مسيحي ونحن مسلمون وعاداتنا غيرعاداتكم أنت مسيحي أكدت له بأنني أسلمت ولكن؟؟؟؟ هذا هو الوضع افترقنا لشهرين وكنت أصلي قليلا وأخيرا أذهب للجامع كل جمعة وأعيش وحيدا ولا أعلم ما أفعل هي كذلك تتمنى أن تكون زوجتي ولكن لا شيء يحدث ماذا نفعل نلوم أنفسنا ونلوم أهلنا ولكن ماذا نفعل؟ كيف يمكن أن نقنع الأهل والعشيرة؟ وما حكمي؟ نحن نحب بعضنا ونتمنى أن نكون تحت سقف واحد كزوج وزوجة ومعارضة الأهل تؤدي إلى الانحراف فكيف يمكن هي أن تحب وتنسى وكيف لي أن أحب وأنسى قلبان عالقان ولا يوجد من يدلنا على الصواب ماذا نفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك بما أنعم الله به عليك من الهداية للإسلام، فهذه نعمة لا تعادلها نعمة، فاحمد الله على ذلك، فإن الإسلام طريقك ولا طريق سواه إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار، وهل بعد هذا من نعمة، قال الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ. {آل عمران:85} . وقال أيضا: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ. {آل عمران:185} . ونسأل الله أن يثبتك على الإسلام حتى الممات، وللفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 69083، 18941، 21689، 45846، 54640.
وأما بخصوص رغبتك بالزواج من فتاة مسلمة وعدم قبول أهلها ذلك، فإن هذه مشكلة سببها ما حدث ويحدث من احتيال بعض أهل الأديان الأخرى حين يقع الشاب منهم في حب فتاة مسلمة وهو يعلم أنه لا يستطيع الزواج بها إلا بإعلان الإسلام، فيقوم بإعلان الإسلام ظاهرا دون أن يطبق أحكامه، بل لا يظهر منه إلا الشهادتان، ويكون بعد ذلك مخالفا لمقتضاهما، فلهذا يخشى المسلمون من تزويج بناتهم ممن هو حديث عهد بإسلام خوفا من ذلك. وإلا فالأصل أن من دخل في دين الإسلام ظاهرا يحكم له به، فإذا تقدم للزواج من امرأة مسلمة وكان ممن يرضى دينه وخلقه فإنه لا ينبغي أن يرد، لما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه. فالسبيل لذلك هو أن يحسن إسلامك-لا من أجل الفتاة فحسب- بل لأن هذا هو المطلوب منك شرعا، فإذا حسن إسلامك وعرف ذلك من حالك فإن أهل الفتاة سيستجيبون لتزويجك ابنتهم، ويرشد إلى ذلك أن والد الفتاة اعتذر لك من الموضوع واستبعده لكونك لا تزال على غير دين الإسلام وهو محق في ذلك.
ويعرف حسن إسلام حديث العهد بالإسلام من خلال تأديته للصلاة في أوقاتها مع المسلمين، وبقية الواجبات، وترك المحرمات، وموالاة المسلمين ومحبتهم، والبراءة من الكافرين وبغضهم. وفقك الله لما يحب ويرضى وثبتك على دينه وعصمك من الشيطان ووسوسته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1428(13/1622)
التعارف بينك وبين الأسرة التي تريد مصاهرتها يبدد الخوف
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا تقدمت لخطبة فتاة عمرها 14 سنة و 7 أشهر والدها ووالدتها يريدان تزويجها لي وكذلك عمها لكن البنت تبدأ بالبكاء عند سماع موضوع الزواج. وقد قال لي أبوها بأنه سيخبر أمه لكي تحدثها وتقنعها بفكرة الزواج لكي يتم ذلك عن طيب خاطرها، وبعد فترة قال لي أبوها بأن أمه التي كانت تريد التدخل لإقناع البنت أصبحت رافضة بعد أن أخبرها ابنها بأن لي ابنا من طليقتي، وأن بنتها أي أخت والد البنت التي تقدمت لخطبتها كانت عانت من زوجها السابق بحكم أنه كان له ولد مع طليقته، وقد أرجعها وضيع حقوق ابنتهم فتعقدوا من الأمر
أنا قلت لأبيها أنني سألتقي به بعد أن تتم إجراءات الطلاق الإدارية وسنتناقش.
أنا ذكرت لأبيها أنه إذا كانت أمه ستغضب إذا أراد هو تزويج ابنته لي فأنا لا أريد أن أكون سببا في سخط أمه عليه.
ماذا أفعل وكيف أتصرف في هذه الحالة؟ علما بأنني أعرفهم وأعرف دينهم وصلاحهم.
وجزاكم الله عني خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسن والد البنت التصرف حين سعى في إرضاء ابنته بالزواج، ولم يجبرها عليه، وانظر الفتوى رقم: 4043، كما أحسنت حين طلبت منه عدم إسخاط والدته. وأما التصرف المناسب من وجهة نظرنا لحصول موافقة جدة الفتاة -بعد دعاء الله عز وجل وطلب معونته- فهو بالتعارف بينك وبين هذه العائلة عن قرب، حتى يزول ويتبدد خوف الجدة من تكرار تجربة ابنتها مع زوجها، ولن يكون ذلك إلا بمعرفتها بك وبأخلاقك ووثوقها بأنك لن تفعل مع الفتاة ما فعل الرجل المذكور مع ابنتها. وننبهك إلى الحرص على الالتزام بالضوابط الشرعية في مسألة مخاطبة النساء الأجنبيات ومقابلتهن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو الحجة 1428(13/1623)
لا علاقة لعمل أخي المتقدم لخطبة فتاة في قبوله كزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[فقد تقدم لأختي شاب للزواج، شقيقه يعمل محاسبا في أحد الفنادق السياحية، فهل علينا أن نأخذ هذا الأمر في الاعتبار أم نكتفي بمواصفات الشاب نفسه.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. فإذا كان الشاب المتقدم صاحب دين وخلق فهذا يكفي في قبوله وتزويجه، وكون أخيه يعمل كذا، لا اعتبار له ولا يعد عيبا في الشاب ولا مسوغا لرفضه. قال تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. {الأنعام:164}
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1428(13/1624)
عرض المرأة نفسها للزواج في حدود الأدب ليس فيه خدش للحياء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة متدينة أحافظ على شرفي وسمعتي والكل يشهد بطيبتي..
على العموم في كل ما مضى عمري لم أسمح أن يحادثني شاب في السر أو أن أخرج مع شاب من وراء أهلي كما أني أحرص على أن لا أعيب الناس وأقبل أن أكون مظلومة على أن أكون ظالمة.
المهم مفهومي لديني علمني أن أكون زوجة صالحة في المستقبل وأن أسعد زوجي وأن أعاونه على درب الحياة كما أكون خير مدرسة لأولادي.
كما أن قدوتي في الحياة هو القرآن والسنة الشريفة، لذلك أؤمن أن الزوج الكفء هو القوي الأمين كما ورد في موعظة قصة بنت سيدنا شعيب وسيدنا موسى الذي تزوجته لأنها رأت فيه القوة والأمانة وقصة سيدتنا خديجة رضي الله عنها التي اختارت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كزوج لها لأنه الصادق الأمين.
فإذا أنا أشتغل في شركة في بلدي واشتغلت في نفس المكتب أنا وزميل لي حيث أقضي 8 ساعات العمل معه. كان طيبا وشهما وشريفا على خلاف بقية الزملاء الذين كانوا يشربون الخمر يتفرجون على الأفلام الجنسية والأكثر من ذلك كانوا يخلقون الفتنة في الشركة ويتعدون حدودهم في العمل فتطاولوا علي وظلموني إلا أن هذا الزميل كان مختلفا عنهم فكان من صفي.
أعجبت بدينه ورجولته وأحببته في دين الله وبكل احتشام. أنا شخصيا لا أعرف شعوره تجاهي كل ما أعرف أنه يحترمني.
ولظروف قاهرة خرجت من الشركة دون أن أبوح له بشعوري فإن تربيتي وخجلي لا يسمحان بذلك مع أن مطالعتي للكتب الدينية وقصص السيرة النبوية والصحابة أن من حق المسلمة أن تختار زوجها إذا التمست فيه الدين والخلق فإن في حياة نبينا عليه الصلاة والسلام أتت أكثر من امرأة مؤمنة طلبت منه الزواج زيادة عن قصة سيدتنا خديجة التي طلبت منه الزواج.
لكن في مجتمعاتنا العربية قليل من يقبل ذلك رغم أنني في عائلتي أعرف من الفتيات المحترمات من تزوجن وهن اللاتي بادرن بالإعجاب أولاً وطلبن يد الزوج وهن الآن قي قمة السعادة.
المهم أحسست أن ما شرع الله لعباده هو أصح وأقرب لله مما شرع الناس لأنفسهم. ففكرت أنها فرصة وأضعتها.
إلا أنني ظللت أفكر فيه وبما أن رقم هاتفه من أيام العمل ما زال عندي قررت أن أكلمه وأسأل عن حاله وفرصة في نفس الوقت أن أبين اهتمامي به.
كلمته 3 أو4 مرات سألته عن حاله وعائلته ووضعه في الشغل فكان من الواضح من سؤالي عنه أني مهتمة به وكنت محتشمة في كلامي وقلت فالباقي عليه إن كان هو مهتما بي فسيكلمني وهذا ما لم يحصل.
مشكلتي الآن هو أنني فعلت هذا لأول مرة في حياتي ولم أحزن لأني رفضت ولكن خائفة أن يظن أني رامية نفسي عليه وأني لست من المحترمات لأنه وللأسف هذه عقلية بعض الرجال العرب. أعرف أن هنالك من يتفهم ويقدر شعور البنت التي هي بنت عائلة ويفرق بينها وبين البنت السافلة التي تلقي بنفسها للرجال.
أرجوكم أنا لا أفهم الكثير في الرجال فأفيدوني ماذا يكون هذا الشاب يفكر في وهل ما فعلته يمس بسمعتي ويحط نظرته في. مع العلم أن هذا الشاب رحل ولم يعد في نفس البلد الذي أنا فيه كما أنني أخبرت أمي بما حدث فلم تقبل ما فعلت ...
أنا الآن لا أنام الليل منذ 3 سنين فدلوني هل إن كان ما فعلته يصح دينيا أم لا، هل سيفهم نيتي أم لا؟ هل أغضبت الله. بالله أريحوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فإن كان ما حصل منك مع هذا الشاب في حدود الأدب والحشمة فلا حرج فيه ولا داعي للقلق، إذ لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على الأزواج؛ كما علمت، ومن يستنكر هذا التصرف أو يخشى أن يفهم ذلك خطأ فيمكن أن يبين له الحكم الشرعي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وتقى وعفافا، وأن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك. ونرجو أن تهوني على نفسك أختنا الفاضلة، فالأمر على ما ذكرت من أنه لا حرج شرعا في أن تعرض المرأة نفسها على الأزواج في حدود الأدب، وقد سبق أن بينا ذلك بكثير من فتاوانا نحيلك منها على الفتوى رقم: 7682.
وعليه؛ فلا نرى ما يدعوك إلى القلق، فإن كنت قد فعلت ما فعلت في حدود الأدب فليس في ذلك حرج عليك وليس فيه ما يخدش حياءك، وإن كنت ترين أنه أهل لأن يكون لك زوجا فاعرضي عليه صراحة رغبتك في ذلك، وكذا ينبغي أن تفهم أمك وغيرها ممن هم في مجتمعك أن هذا أمر مشروع إذا تم وفق الضوابط الشرعية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ذو القعدة 1428(13/1625)
مدار الأمر في اختيار الزوجة على الاستقامة والديانة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب فى 21 من عمري مشكلتي لم أتخيل وجودها حقيقة وخصوصا أنني شاب متدين وعلى خلق -بفضل الله ونعمته وحده لا غير- بدأت قصتي تقريبا منذ سنتين وأنا متعمد كتابة ذلك الزمن عن قصد عندما أحببت فتاة تكبرني بسنتين تقريبا وفى بادىء الأمر قالت لي إنه من الصعب ذلك لفارق السن لشهر كامل وفى تلك الفترة وجدت نفسي بدأت أميل لأختها والتي تكبرنى أيضا بـ 5 أعوام وتعلقت بها وهي كذلك، ولكن فى نفسي أيضا كنت اشتاق لأختها الأولى فحاولت نسيانها بقصد أنها رفضت لفارق السن حتى أوجه مشاعري نحو واحدة، ولكني فوجئت بعد عودتها من السفر بأنها تبادلني شوقا عجيبا وأنا للأسف أخطأت خطأ كبيراً جداً بمبادلتي إياها المشاعر، ولكني اكتشفت أني أحبهما هم الاثنتين وهما أيضا وبقوة شديدة.. وأنا متأكد أني أحبهما فعلا وليست مراهقة أو مجرد تسليه وذلك لأنني لست من هذا النوع الذي يهوى العبث والتسلية وأنني جاد فى أموري دائما آخذها مأخذ الجدية، كما أنني أعمل متطوعا فى إحدى الجمعيات الخيرية للأيتام، وقد تعرفت عليهن هناك وأقابل من هن أكثر شبابا وجمالا ولا أبالي بهن وأغض بصرى عنهن بل وأتعفف عن الكلام معهن قدر الإمكان.. فأنا بالفعل أحبهن كثيراً.. بعضهم قال لي إن تلك مراهقه والبعض قال إنك فقط تحب واحدة والأخرى أحببتها لأنها قد تكون شبيهة الصفات لأنهن أخوات والبعض لم يعط لي تفسيراً وقال لي فقط يجب أن تتركهن حتى تريح نفسك وهذا الجواب الأخير هو ما أتعبني كثيراً، فأنا مؤمن بأن رزقي كتبه الله لي أيّا كان ومتى كان وكيف كان ولكنكم تعلمون أنني مهما فعلت فأنا مازلت صغيراً بالنسبة لكم وأحتاج لخبراتكم فهذا هو حقي عليكم أمام الله عز وجل فأنا أخوكم فى الإسلام وأنتم إخوتي الأحق بنصحي.. والله يعلم كيف أحبكم فيه عز وجل.
ملحوظة 1: الأخت الأكبر تعلم أني أحب أختها ومع ذلك هي متعلقة بي جداً وعلى أمل أن تتزوج أختها فيكون من السهل أن ارتبط بها -هي- مستقبلا وهي ليست بكارهة أختها بل هي تحبها حباً شديداً جداً حتى كتابة تلك السطور.
ملحوظة2: الأخت الأكبر تعمل طبيبة والأخرى تعمل معلمة والحالة الاجتماعية متقاربه بيني وبينهن
ملحوظة3: قد تعجبون من فارق السن وحبهن لي -وهن على خلق أيضا- ولكني الحمد لله تعاملاتي أكبر بكثير من سني فكثير من الناس يظنونني فى 27 أو أكثر عن طريق تعاملاتي اللبقة وتوسع فكري وثقافتي الدينية والعلمية ولله الحمد والمنّة.
ملحوظة4: قد تستغربون حبي لاثنتين أكبر مني سنا، ولكني لم أكن أقصد ذلك فأنا لا أنظر إلى السن أولاً بل إلى الأخلاق والارتباط الروحي فالأرواح جنود مجنده والارتباط الفكري فى الأفكار والقبول النفسي والروحي ثم بعد ذلك باقي الأمور ... لا أتعجل الإجابة -ليس عن لامبالاة مني بل إنني فى حالة يرثى لها حقيقة فعلا- ولكن يستجاب لأحدكم ما لم يعجل.. وهذا مع رب العباد فما بالكم مع العباد؟ اسأل الله التوفيق لكم والسداد.. وجزاكم الله خيراً.
أخوكم فى الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى حكم الحب في الإسلام، وإلى علاج العشق، ولك أن تراجع في الأول الفتوى رقم: 5707، وفي الثاني الفتوى رقم: 9360.
وفيما يخص موضوع سؤالك فالواجب أن تعلم أمرين هما:
1- أن من واجبك أن تقطع علاقتك بالبنتين فوراً، إلى أن يحين الزمن الذي يتيسر لك فيه أن تتزوج بإحداهما، فإنه لا يحق للمسلم أن يرتبط بعلاقة مع امرأة إلا في إطار زواج شرعي، وخصوصاً من يدعي أنه متدين.
2- أنه لا يصح لك الزواج، من البنتين في آن واحد، لما ورد من النهي عن ذلك، قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ...... وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:23} .
وأما ما ذكرته من الفارق العمري فإنه لا ضرر فيه، ومدار الأمر إنما هو على الاستقامة والديانة، فإذا تيسر لك الزواج، وكانت البنتان خاليتين معاً من الموانع، فانظر أيهما أكثر استقامة وأيهما أكثر شمولاً؛ لما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار الزوجة حيث قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، ثم استخر الله بعد ذلك، واختر من تجد نفسك تميل إليها أكثر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو القعدة 1428(13/1626)
الزواج بالأوروبية حديثة العهد بالإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت يا شيخنا على فتاة فرنسية عبر الإنترنت بغية الزواج لا غير لكنها وللأسف زنت مع خطيبها والنتيجة أن وضعت بنتا هي الآن في الرابعة من عمرها وتعيش مع أبيها، لكنها وبعد معصيتها هذه ستعلن إسلامها قريبا حيث إن أخواتنا في فرنسا قاموا بالواجب وعلموها الإسلام والحمد لله اقتنعت قناعة تامة، ولكنني لم أقتنع بالزواج منها رغم أنها ستصبح مسلمة مثلنا وذلك بدافع الخوف من تقلب مزاجها ونشوزها كما تفعل أغلب الأوروبيات، سؤالي هو: هل يكره الزواج من هذه الفتاة رغم اعتناقها الإسلام وكونها زنت وأنجبت بنتا من هذه العلاقة، فهل ينصح في الإسلام بزواج كهذا مرضاة لوجه الله عز وجل أم فيه محاذير شرعية؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الإسلام يجب ما قبله، وإن التوبة تهدم ما قبلها، ولا حرج في الزواج بحديثة العهد بالإسلام، بل إذا ابتغي بذلك إعانتها على الثبات على الإسلام، وعدم العودة إلى الكفر، فإن ذلك عمل صالح يؤجر عليه فاعله، ولكن ننصح السائل بالنسبة للمرأة المذكورة أن يتريث ولا يستعجل في الزواج بها حتى يتأكد من صدق إسلامها، ومن صدق توبتها من الفاحشة فإنه لا يجوز الزواج بالزانية قبل أن تتوب.
ثم إن كانت المعلومات عن هذه المرأة لم يقف عليها إلا من الإنترنت فلا ينبغي له الوثوق بها حتى يقف عليها بنفسه، لكثرة الكذب والخداع في الإنترنت، وعلى كل حال عليه قطع العلاقة بهذه المرأة حتى يتم بينه وبينها العقد الشرعي، فإنها أجنبية عنه ولا يجوز ربط علاقة مع امرأة أجنبية إلا في ظل زواج شرعي.
علماً بأن مجرد الاقتناع بالدين وبصحته لا يعتبر به الكافر مسلماً، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 11716، فإذا لم يكن من الفتاة المذكورة غير اقتناعها بالإسلام واعترافها بأنه الدين الحق فلا تعتبر مسلمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1428(13/1627)
تزوجها وإن كنت تراها أفضل تدينا منك
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الأكثر من رائع، والذي ينتهج منهج التيسير، والرد على جميع الأسئلة الدينية، وحتى الاجتماعية، وتوصيل المعلومة بأقصر الطرق.
وبعد: لي مشكلة، جد كبيرة، أنا أحب زميلتي في العمل، وأنا غرضي الزواج منها، فقط، ولا شيء إلا الزواج، لأني فعلاً أقدرها، وأعلم أخلاقها جيدا، ً وما هي عليه من صفات حميدة، لكن مع الأسف أشعر دائماً أني أقلَّ منها التزاماً بالدين، وأنها أحرص مني، على طاعة الله، وأجد نفسي صغيراً أمام التزامها الكبير بالدين، فهل هناك أي موانع من الزواج منها، خصوصاً وأنها أفضل مني ديناً، وإذا كانت هذه أخلاقها إلا أن لها عيب، كبير، جدا، ً حيث إنها دائماً ما تتضايق لأتفه الأسباب، وتظل عابسة الوجه، مع العلم أنها ترضى بأقل القليل، فهل تنصحوني بعدم الزواج منها لذلك.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج عليك في الزواج منها، بل هو الأولى، وهو ما ننصحك به ما دامت ذات خلق ودين، لتعينك على الطاعة والالتزام، وإذا كان ينقصها ما ذكرت من سرعة تأثرها، فالكمال لله وحده، ولتعلم أنها قبل أن تعقد عليها أجنبية عنك فيجب أن تقطع العلاقة بها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر لك تواصلك معنا، وحرصك على الاستفادة والتبصر في أحكام دينك، ونقول لك: إن الإسلام قد سد كل الأبواب والسبل التي قد تفضي إلى الحرام والمفاسد، فأمر بغض البصر، وحفظ الفرج، وعدم الخلوة، وحرم إقامة علاقة بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزوجية مهما كان غرضها وطبيعتها، وهذا ما بيناه في الفتويين: 23552، 1769. ولمعرفة حكم الحب في الإسلام انظر الفتوى رقم: 5707.
وأما تلك المرأة فلا حرج عليك في الزواج بها وإن كنت تراها أكثر منك التزاما وتديناً، بل ينبغي لك السعي في تحقيق ذلك، وهو ما ننصحك به ونرشدك إليه، كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وأما ما ذكرت من سرعة تأثرها وانقباضها فهو لا يعيبها ما دامت ذات خلق ودين، وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
فاستخر الله عز وجل واخطب تلك المرأة لدى أوليائها واعقد عليها عقد نكاح شرعي، لأنه ينبغي الحرص عليها إن كانت كما ذكرت عنها، وللمزيد انظر الفتوى رقم: 9463.
والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1428(13/1628)
تحريم إجبار الأب لابنته على نكاح من لا ترغب
[السُّؤَالُ]
ـ[أخت ملتزمة لها أب قاسي الطبع, أراد إكراهها على الزواج من شخص لم توافق عليه فأساء معاملتها وأصبح يعنفها بشدة إلى حد أن كسر عظامها بقبضة حديد لذلك هربت تعيش مع جدتها فتسأل: هل يجوز ذلك شرعا وماذا تفعل في أمر الزواج في المستقبل؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ليس لأبيها إرغامها على من تكره على الراجح من أقوال أهل العلم، وإساءته إليها وضربه لها بتلك الطريقة البشعة ظلم، لكن لا يجوز مقابلة إساءته بمثلها، ولا حرج عليها في الفرار منه إلى جدتها حتى يعود إليه رشده، وإن خطبها كفء وامتنع أبوها من إجابته عناداً فلها رفع أمرها للقضاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للأب إجبار بنته على النكاح ممن تكره على القول الراجح من أقوال أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن، وإذنها صماتها. رواه مسلم.
ولما روى أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس: أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم.
قال صاحب سبل السلام في شرحه لهذا الحديث: وقد تقدم حديث أبي هريرة المتفق عليه وفيه: لا تنكح البكر حتى تستأذن. وهذا الحديث أفاد ما أفاده، فدل على تحريم إجبار الأب لابنته البكر على النكاح. انتهى.
وعليه؛ فليس من حق أبيها إرغامها على نكاح من تكره، وإساءته إليها وضربه إياها لذلك ظلم، ولا حرج عليها في هروبها منه إلى جدتها اتقاء لبطشه وقسوته، لكن لا يجوز لها هجره أو قطيعته أو الإساءة إليه، ولذا فإننا ننصحها بتسليط بعض من له وجاهة عنده من أهله ومن أهل العلم لحل تلك المشكلة وبيان الحكم الشرعي له، وإذا كان الذي يريد أبوها أن يزوجها إياه صاحب خلق ودين ولا ضرر عليها في الزواج منه فالأولى أن تقبل به إرضاء لأبيها وحلا لتلك المشكلة، فإن لم تستطع ذلك وتقدم إليها كفء غيره فإن رضي الأب به وعقد له فلا إشكال، وإن أبى عناداً وعضلاً فلها رفع أمرها للمحكمة لتلزمه بذلك، أو تولي الأمر إلى غيره من الأولياء، أو تتولاه هي.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3006، 19129، 14123.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو القعدة 1428(13/1629)
الزواج من فتاة اشترت بيتا لعائلتها بقرض ربوي
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد الزواج من فتاة موظفة أحسبها عند الله أنها صالحة، لكن المشكلة أنها اشترت بيتا لعائلتها بقرض ربوي، حاولت أن أقعنها بترك هذه الكبيرة غير أنها تقول بأن والدها هو الذي أمرها بذلك، فهل يجوز لي الزواج بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج في الزواج من تلك الفتاة إذا لم تكن مصرة على التعامل بالربا وارتكاب الخطأ ثانية، وعليها أن تتوب إلى الله تعالى مما كان منها، توبة نصوحاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في الزواج بها سيما مع ما ذكرت من صلاحها، وعليها أن تتوب إلى الله تعالى مما وقعت فيه، وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 93222.
وأما تعللها بأمر والدها بذلك فهو خطأ، فأمر الوالد أو غيره لا يبيح ما حرم الله تعالى، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وانظر الفتوى رقم: 27866.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1428(13/1630)
الأصل في قبول الزوج الدين والخلق
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مطلقة ومظلومة في هذا الطلاق ولدي طفلة أعمل في إحدى الدول العربية عمري 26 عاما أشعر بإحباط فظيع حيث إني لم أجد زوجا مناسب لهذه اللحظة وكل من تقدم لي يوجد به عيوب خطيرة مثل كبر السن أو متزوج ولديه أطفال وأنا لا أرغب أن أكون زوجة ثانية فرفضت كل من تقدم لي ولكن مشكلتي أني تعبت من الوحدة وأريد زوجا صالحا بجواري فهل أتزوج أي زوج لمجرد أن أعصم نفسي ام أتانى وأنا حقا نفذ صبري وبدأت أشعر أني غير سوية فلا أستطع غض البصر ولكني والحمد لله ملتزمة جدا ومحتشمة ولكن بيني وبين نفسي أشعر أني أعاني من نقص عاطفي شديد يجعلني أفكر كثيرا في المعصية وأنا على يقين أني لم ولن أفعلها ولكن مشكلتي أني أفكر فيها كثيرا وهذا يؤذيني نفسيا حيث إنني الحمد لله ملتزمة ولا أريد أن تأتي هذه الأفكار في عقلي فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو الإعراض عن ذلك التفكير كلما عنّ لك، والاشتغال بالطاعات وقراءة القرآن ومجالسة الصالحات، وعدم الخلوة أو نظر ما يؤدي إلى ذلك من كتب أو مجلات أو محطات وغيرها، فسد ذلك الباب من أنفع الأسباب.
كما ننصحك بقبول من يتقدم إليك إن كان ذا خلق ودين، ولا ينبغي أن يكون زواجه من أخرى أو فارق السن حائلا بينك وبينه، ففي الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا. رواه الترمذي وأحمد. والكفاءة أساسها الدين والخلق.
فأقبلي على الله عزوجل وأكثري من دعائه والتقرب إليه. ونسأله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك وتسعد به نفسك؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 32981، 40500، 17333، 72519، 6079.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو القعدة 1428(13/1631)
رفض الزواج من شخص بعينه من حق المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[لى صديقة تبلغ من العمر 29 عاما تقدم إليها الكثير من الخطاب العزاب والمتزوجين وهي على أخلاق وتعمل وكان هناك في العمل شاب يريدها ولكن أهله زوجوه بحجة أنهم لا يريدون زوجة تعمل، ولا زال هذا الشاب يريدها ويظهر حبه لها حتى بعد زواجه وهي لا تريد أن تكون زوجه ثانية ولا أن تخرب بيت الأولى رغم أنها ارتاحت له دون الباقين وهي رفضت هذا الطلب وقطعت اتصالاته به وهو يقول بأنه سوف يوفر لها منزلا لوحدها بعيدا عن زوجته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق المرأة المذكورة أن ترفض الزواج من شخص معين، إما لكونه متزوجا، أولغير ذلك، كما أن لها أن تقبل به زوجا، ولكن قبل ذلك عليها أن تقطع علاقتها به وبغيره من الرجال الأجانب، كما لا يجوز لها أن تطلب منه طلاق زوجته كشرط لقبول الزواج بها، فقد ورد النهي عن ذلك.
لكن ننصحها بعدم التمادي في رد الخطاب، فإن قطار الزواج يسير بسرعة، فمن تأخر عنه ذهب وتركه وحيدا في محطة العنوسة القاسية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو القعدة 1428(13/1632)
الزواج من شاب يتقاضى أجره من فوائد القروض
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لى شاب يتقاضى أجره من فوائد القروض التى تقدمها الدولة للشباب للمشروعات الصغيرة بضمان منحة أمريكية، علما بأن الفوائد ثابتة فهل هذا حلال أم حرام فهل أوافق عليه أم لا؟ علما بأنه شاب متدين. رجاء الرد السريع. وفقكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان عمل الشاب في مجال هذه القروض والإعانة عليها فإن عمله محرم، والأجر المأخوذ عليه أيضا محرم لما في ذلك من الإعانة على ارتكاب الربا وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {سورة المائدة2}
ولا ننصحك والأمر كذلك بالزواج منه إلا إذا تاب وترك هذا العمل.
أما إذا كان عمله مباحا لا علاقة له بهذه القروض ولا الإعانة عليها ففي تقاضيه لأجر عمله من فوائد هذه القروض خلاف بين العلماء والراجح عندنا هو جواز ذلك كما هو مبين في الفتوى رقم: 60026،
وننبه إلى أنه لا ينبغي لك أن تقبلي الزواج إلا ممن هو مرضي الدين والخلق فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
أخرجه الترمذي وابن ماجه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو القعدة 1428(13/1633)
الزواج بعد ممارسة ما يعرف بالجنس الإلكتروني
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في 28 من عمري وغير متزوج أرتبط بإنسانة وقد صادف معرفتي هذه الفتاة من شبكة الانترنت وأنا أحببتها كثيرا رغم أنها تكبرني بثلاث سنوات ولكني أحبها واتفقنا على الزواج أنا وهي وقد تحدث أهلى إلى اهلها عبر الايميل أي على شبكة الانترنت، ولكن الشيطان أوقعني أنا وتلك الفتاة فيما لا تحمد عقباه فأنا وهي وقعنا فيما يسمى بالجنس الالكترونى حيث كنا نتقابل وكانت تكشف لي عن جسدها وأكشف لها عن جسدي ولكن الحق والحق أقول أنا من دفعها إلى ذلك، ولكن بعد فترة قابلنا أنا وهي بعض الظروف الصعبة التي تقف حائلا أو عقبة في طريق زواجنا.
السؤال هو
أولا: هل يجوز لي الزواج من تلك الفتاة بعد أن ارتكبنا ذلك الذنب؟
ثانيا: هل لو أنا لم أستطع الزواج من تلك الفتاة هل علي من ذنب ولو تركتها من نفسي هل علي ذنب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك البدار بالتوبة من الذنوب التي حصلت منك، فقد حرم الشرع النظر إلى العورة سواء كانت بالصورة أو بغيرها، وحرم تحريما شديدا الاتصال عن طريق الانترنت إذا جر للوقوع في الحرام.
وأما زواجكما فهو مباح بل إنه يساعد على ترككما المعاصي المحرمة، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
وإذا عجزت عن الزواج بها لعذر قاهر فلا حرج في الاعتذار لها وفسخ خطبتها لعل الله يرزقها زوجا غيرك، لأن الخطبة إنما هي وعد بالزواج، فإذا كانت هناك مصلحة راجحة في فسخها فلا حرج في ذلك.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 42941، 49436، 76975.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو القعدة 1428(13/1634)
الزواج من امرأة ترقق حاجبيها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أن تنزع المرأة قليلا من شعر حاجبها ليصبح أرّق بحجة أن حاجبها به تشوه وتريد أن تصبح مقبولة الشكل. ما حكم الزواج من امرأة تفعل هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان بحاجبها تشوه حقيقي كطول شعره عن المعتاد ونحو ذلك فلا حرج عليها في إزالة التشوه، وأما إن كان لمجرد التجمل والزينة فهو من النمص المحرم، وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 20494.
وأما الزواج ممن تفعل ذلك فلا حرج فيه، وينصحها زوجها ويذكرها بالحكم الشرعي لما تفعل، وإن كان أهل العلم قد اختلفوا في فعل ذات الزوج للنمص ونحوه من الزينة إن حصل بإذنه وعلمه، والمنع منه مطلقا هو الراجح كما بينا في الفتوى رقم: 22244.
وينبغي لمن أراد الزواج أن يبحث عن ذات الدين والخلق، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1324، والفتوى رقم: 1422.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1428(13/1635)
زواج الابن من فتاة لم يرتضها أبوه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أريد أن أتزوج ولا أملك المال الكافي ووالدي لا يريد مساعدتي مع أنه مقتدر لأنني أنا الذي اخترت الفتاة وهي تتحجب ولكن غير ملتزمة بالدين كثيرا ولا تلبس المانطو ولكنني أحبها فهل أسمع كلام والدي أم أتزوج الفتاة؟
وماحكم الشرع على والدي بأنه لم يساعدني؟
وماحكم الشرع علي إذا تزوجتها؟
وهل الزواج من فتاة إيمانها ضعيف حرام مع أنها مسلمة ولا ترتكب أخطاء ولكن فقط لا ترتدي المانطو؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ننصح الأخ أن يبحث عن أخرى تكون متصفة بالدين والخلق، ولا حرج في الزواج بهذه الفتاة بشرط رضا الوالدين، فإن رفضا هذه الفتاة فطاعتهما مقدمة على الزواج بها، فإذا كان رفضهما لمسوغ معتبر لضعف دينها أو سوء خلقها أو نحو ذلك، ولا يجب على الأب تزويج ولده عند جمهور العلماء خلافا للحنابلة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الإسلام المسلم ورغبه إذا أراد الزواج أن يختار الزوجة الصالحة ذات الدين والخلق؛ لأنها المأمونة على نفسها وولدها والراعية لعرض زوجها والمحافظة على حقوقه، وذلك لما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وعليه.. فنصيحتنا لك أن تبحث عن أخرى تكون متصفة بالدين والخلق، لا سيما إذا كان والدك لا يرتضي هذه الفتاة.
وإذا كان لا بد من هذه الفتاة فلتحاول إقناع والديك بها، أو على الأقل تطلب مسامحتهما ومباركتهما لهذا الزواج حتى لا تكون عاقا لهما.
فإن رفضا هذه الفتاة فاعلم أن طاعتهما مقدمة على الزواج بهذه الفتاة إن كان لمنعهما مبرر شرعي، وانظر بيانه في الفتاوى التالية: 31929، 3846، 17763.
أما عن عدم مساعدة والدك في تكاليف الزواج فهذا راجع إلى مسألة هل يجب على الأب تزويج ولده أم لا محل خلاف بين العلماء وسبق بيانه في الفتوى رقم: 23574.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1428(13/1636)
تريد الزواج من رجل بعينه ويأبى أهلها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا آنسه وأبلغ من العمر 28 عاماً، وقد تمت خطبتي على شخص شهد له بالدين والخلق من جميع من تم سؤالهم عندما تقدم لخطبتي وقد كنت أشعر بفرحة كبيرة لأني أحسست أن الله بعثه لي بعد الانتظار لأن شروطي في من سأرتبط به أن يكون ذا دين وخلق وأن يرتاح له قلبي وقد كان، فارتبطت بهذا الرجل وكنا في غاية السعادة ببعضنا البعض واتفقنا على أن نقيم حدود الله بيننا، وأن نجتمع على طاعة الله، وأن نحب بعضنا في الله وأن نخاف الله في بعضنا البعض، وقد قام خطيبي بفريضة الحج خلال فترة خطبتنا واتفقنا أن نقوم بعمل عمرة بعد زواجنا حتى يبارك الله في حياتنا مع العلم بأن خطيبى مقتدر مادياً، وبما أنني ابنة وحيدة ولا أملك من الأخوات غير أخ وحيد ويعمل في مدينة أخرى ومع ارتباط أمي الزائد بي ومع إحساسها بأني بدأت أرتبط بخطيبي وهو ارتبط بي فقد شعرت بالغيرة وأحست بأن خطيبي سيأخذني منها، والله يعلم أني وخطيبي كنا نراعي هذه النقطة جيداً ودائماً يؤكد على أنه لن يحرمها مني وأننا سنودها ونكون دائماً معها، وبالرغم من هذا فقد أثارت أمي المشاكل الكثيرة وحولت المنزل إلى جحيم على أهون الأسباب إذا تحدث معي على الهاتف مثلاً تنتظر بالدقيقة والثانية متى سنغلق الهاتف وأشياء من هذا القبيل فكانت تختلق المشاكل وكانت دائماً تزن فى أذن أبي حتى ضاق ذرعاً بها وبالمشاكل التي حلت علينا منذ خطبتي، وبما أن والدة خطيبي متزوجة من شخص آخر غير والده، وكعادة العلاقة دائماً بين الابن وزوج الأم تكون سيئة، وبما أن زوج الأم معروف عنه بأنه يخوض في أعراض الناس بالافتراء وأنه كثير الكلام والكذب، وهذا ليس كلاما أفتريه بل هو كلام كل من احتك به من جيران وأصدقاء فهو شخص غير سوي ويتفوه بما لا يرضي الله، ودائماً فى خلافات دائمة مع زوجته بسبب هذه الافتراءات بالباطل، حتى ابنته التي هي أخت خطيبي من الأم لم تسلم من لسانه وافتراءاته مع العلم بأن ابنته هي فى الأصل صديقتي من قبل أن تتم خطبتي على أخيها، ولم أكن أعرف أن لها أخا وكنا نعمل سوياً وكنا نشهد لها في العمل بالاحترام والأخلاق، وكانت دائماً تلمح بأن والدها هكذا منذ خلقه الله وأن الفضل في تربيتها الحسنه هي وأخوها يرجع إلى أمها، وبعد خطبتي جاء زوج الأم إلى منزلنا ليقول كلاما مشينا عن خطيبي وأمه التي هي زوجته وعن أهل زوجته، تلفظ بكلام لا يرضاه أي أحد في أي ملة أو دين، وبعد هذه الزيارة والتي علم بها خطيبي طلب مني ومن أهلى بعد أن وجد نظرة القلق في عيوننا أن نعيد السؤال عليه مرة أخرى حتى تطمئن قلوبنا، وفي هذه الأثناء ذهب خطيبي لقضاء فريضة الحج وعند رجوعه كنا قد سألنا عليه مرة أخرى كما لو كان يتقدم لأول مرة وقد وجدنا ما يسرنا من حيث السؤال عن أخلاقه وسمعته وجميع الأشياء التي شكك فيها زوج الأم وإستمررنا في الخطبة، وإستمرت الأم فى إثارة المشاكل وإثارة حفيظة الأب من ناحية الخطيب حتى علمت أن زوج الأم يذهب إلى والدتي فى مكان عملها لكي يسمعها ما لذ وطاب من افتراءات على خطيبي وعلى أمه التي هى زوجته، وطبعاً هذا الكلام يأتي على هوى الأم لأنها بطبيعة الحال لا تطيق الخطيب بالرغم من كثرة تودده لها حتى ترضى عنه، وتقوم الأم بنسخ كلام زوج الأم ونقله إلى والدي بالرغم من علمها التام أنه رجل بغيض وغير سوي حتى أحسست أني أحارب ولا أتزوج، ومع كثرة الضغوط اضطررت إلى أن أنفصل عن خطيبي، ومع ذلك حاول مراراً وتكراراً أن يعود مرة أخرى وكانت رغبتي شديدة في العودة إليه وقد تدخل جميع أفراد أسرتي وهم من الأساس معترضون على سياسة أمي وأبي في التعامل معي أنا وخطيبي ومنتقدين أفعالهم ومع ذلك توسطوا هم والأقارب والمعارف والأصحاب وحاولوا أن يعظوهم ويذكروهم بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : "من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".. ولكن مع تسلط الأم والأب وتعسفهم بدؤوا بمهاجمة كل من يتدخل كوسيط في هذا الموضوع ويسمعوا كل من يتدخل ما لذ وطاب من الكلام المحرج والبذيء "وإن دى بنتنا وإحنا أحرار فيها" و"هي مش عارفه مصلحتها فين"، وقد فقدت الأمل فى إمكانية الرجوع إلى من أريد أن أرتبط به، وأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل ولا أستطيع أن أعود لطبيعتي مع أهلى لأنهم السبب فى انكسار قلبى وقلب خطيبي وأنا أتجنب أي اختلاط بهم حتى لا أتفوه بمكنونات صدري من جهتهم فيحاسبنى الله، أنا متوكلة على الله وأعلم أننا سنختصم أمام الله يوم القيامة ليأخذ كل ذي حق حقه.. ولكني في أكثر الأوقات أشعر بضيق في الصدر وحزن كبير ولا أعرف ماذا أفعل ... أعانكم الله على قضاء حوائج الناس، أتوسل إليكم وأستحلفكم بالله أن تدعو لي بأن يفرج الله كربتي وهمي وأن يرفع عني البلاء ويعينني على مصائب الدنيا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك ويكشف كربك ويجعل لك من أمرك يسرا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأما ما ذكرت فإن كان خطيبك ذا خلق ودين كما ذكرت لكن أهلك يتعللون بكلام من لا يوثق فيه، ويعضلونك لذلك السبب فلك رفع أمرك للقضاء ليلزم ولي أمرك بإجابة الخاطب أو يتولى القاضي ذلك فيعقد لك على خطيبك صاحب الخلق والدين.
ولا حرج عليك في رفض الأم حينئذ لأن رغبتها في عدم زواجك من الكفؤ صاحب الخلق والدين رغبة غير مشروعة سيما إذا كنت تخشين على نفسك من الوقوع في الحرام وتحتاجين إلى إعفاف نفسك، وقد تقدم بك السن وأوشك قطار الزواج أن يفلت من يديك، فصارحيهم برغبتك في ذلك الرجل، وانظري من له وجاهة عندهم من أقاربهم وأصدقائهم ليعدلوا عن رأيهم، فإن لم يفد ذلك شيئا واستمروا على الرفض والعناد فارفعي أمرك للقضاء.
ولكن ننبهك إلى أن ما كان يجري بينك وبين خطيبك من اتصال وحديث لا يجوز شرعاً وكذا إن كان هنالك ما هو أشد منه كالخلوة أو النظر المحرم وغيره، فتوبي إلى الله تعالى واسلكي السبل المشروعة في ذلك، وقبل أن يعقد عليك عقد نكاح شرعي صحيح فأنت أجنبية عنه، والخطبة لا تبيح أمراً محرماً.
وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20028، 828، 1151، 2184، 12065.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ذو القعدة 1428(13/1637)
هل يتزوج طبيبة عملها في مستشفى مختلط
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم عمل امرأة مسلمة متحجبة كطبيبة في مستشفى عمومي مختلط تفحص فيه الرجل والمرأة ويستدعي عملها أحيانا مناوبات ليلية، مع العلم بأننا في بلد مسلم (الجزائر) لا يوفر مستشفيات خاصة بالرجال وأخرى بالنساء، وما حكم الزواج بهذه المرأة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تعمل في مكان تختلط فيه بالرجال أو تخلو بهم إلا أن تكون هنالك ضرورة، فتقدر الضرورة بقدرها، ومداواة المرأة للرجل تقدم حكمها في الفتوى رقم: 10631.
والمناوبة الليلية لا حرج فيها إن التزمت المرأة الضوابط الشرعية، ولك أن تراجع الفتوى رقم: 4106، والفتوى رقم: 8972.
وأما الزواج من هذه المرأة فإن كانت معروفة بدينها وخلقها فلا حرج فيه، فمجرد عملها في هذا المستشفى ليس بمانع شرعاً من الزواج بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1428(13/1638)
تريد الزواج من رجل متزوج ويرفض أبوها وأخوها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا على علاقة برجل متزوج ولديه 3 بنات وهذا منذ 4 سنوات وكل عائلته يعرفون بعلاقتنا ويريد الزواج بي ولكن أبي وأخي يرفضان زواجي من رجل متزوج ولا أعرف ما العمل رغم أننا نحب بعضنا حبا جنونيا وحاولنا الفراق لكن لا نستطيع وهو مستعد لعمل المستحيل للزواج بي ما العمل فأنا حائرة ومحتاجة للزواج أخاف أن أضيع حبي ولا أريد أن يغضب والدي مني فأبي يقول إنني أبقى بدون زواج ولا أتزوج من رجل متزوج وأنا أبلغ 28 سنة وهناك من يقول إنهم يريدون خطبتي ولكن لا شيء يحدث لا أعرف ماذا يجري معي، وما الحل، وهذا الرجل يقول إنه يخسر كل شيء ولا يخسرني، فهو إنسان يخاف الله وأنا لا أستطيع أن أفارقه فحبه يسكن قلبي ولا أحد يفهمنا، فأرجوكم الحل بسرعة فأنا لا أعرف ما العمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولاً أنه يجب عليك قطع تلك العلاقة الآثمة بذلك الرجل والتوبة إلى الله تعالى مما كان منكما من لقاء أو غيره مما هو محرم خلال تلك الفترة الماضية، فلا يجوز للمرأة إقامة علاقة حب مع رجل أجنبي عنها ولو كان ذلك بغرض الزواج، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 4220، 80510.
وأما الرجل فإن كان ذا خلق ودين فلا يجوز لوالدك ولا لغيره عضلك عنه بحجة كونه متزوجاً فلا عيب في ذلك، بل العيب هو منع المرأة من الحلال حتى تقع في الحرام، وانظري الفتوى رقم: 80574.
وخلاصة ما ننصحك به في ذلك هو أن تفصحي لأبيك عن رغبتك في الزواج بذلك الرجل وتوسطي من له وجاهة عنده، فإن أبى وتحقق شرط العضل المبين في الفتوى رقم: 25815، والفتوى رقم: 29716، فلك رفع أمرك للقاضي ليلزمه بذلك أو يتولاه عنه، فإن لم يتحقق العضل لعدم كفاءة الرجل ونحوها فليس لك إلا أن تصبري وتتقي الله عز وجل وتقبلي عليه وتكثري من دعائه ليفرج همك ويرزقك خيراً من ذلك الرجل.
وللفائدة انظري الفتوى رقم: 9360، والفتوى رقم: 68589.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1428(13/1639)
الزواج بمن رضيتها أمه ورفضتها أخواته
[السُّؤَالُ]
ـ[خطبت امرأة من اختيار أمي لكن أخواتي يرفضننا فدخلني الشك مع العلم أني استخرت الله فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المرأة ذات خلق ودين وقد وافقت أمك عليها فينبغي أن تتزوجها، ولا اعتبار لرفض الأخوات، وإن كان الأولى محاولة إقناعهن جمعا لكلمة الأسرة ووحدتها.
وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8757، 1324، 2733.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1428(13/1640)
يريد التقدم لابنة عمته ويخشى رفض أهله
[السُّؤَالُ]
ـ[أساتذتي الكرام أتمني منكم سماع مشكلتي التي أعتبرها كبيرة نوعا ما بقلب وعقل.
فأنا طالب في إحدي كليات القمة في مجال الطب أبلغ من العمر 22 عاما متدين والحمد لله وأخلاقي طيبة في السنة الرابعة منها للأسف رسبت سنتين بالكلية لظروف عائلية فقمت بكتمان ذلك عن أهلي مما سبب لي حزنا مستمرا وتأنيب ضمير إلى الآن لا يطاق إلا أني والحمد لله نجحت هذه السنة وانتقلت إلى السنة الرابعة بحول الله.
مشكلتي تتلخص في أني أحب ابنة عمتي البالغة من العمر 18 عاما وهذا الكلام بدأ منذ شهر 11 الماضي
وبالفعل تناقشت مع أهلي بالتقدم لها ورحبوا بالفكرة لكني لم أكن أعلم رأيها وما إذا كانت ستوافق علي أم لا.
وعمتي تعتبر مثل أمي تماما وحافظة أسراري (ما عدا حكاية رسوبي هذه) أزورهم أولا بأول فقلت أستشيرها بهذا الأمر من وراء أهلي وأعرف منها رأي بنتها, وبالفعل رحبت عمتي بالفكرة جدا , وأعطتني مهلة أسبوع لحين أن تسأل البنت ثم ترد علي.
بالفعل انقضى الأسبوع وهاتفتني وهي حزينة قائلة بأن البنت تعتبرني كأخيها الكبير ولا تفكر حاليا في الارتباط.
وأنهينا الموضوع , وتعهدنا أنا وعمتي أن يبقي هذا الموضوع سرا بيننا.
وبعد 8 شهور كاملة أي في شهر 7 الماضي حضر عمي من السفر وقضي يوما عندنا وذهب في اليوم التالي ليقضي اليوم مع عمتي.
وكانت المفأجاة: أن قامت عمتي بالتحدث مع عمي في الحوار الذي أنهيناه منذ 8 شهور كاملة بنية أن يكون لعمي خلفية عن الأمر إذا تحدث والدي معه في ذلك وبعد أن أنهت عمتي الحوار تذكرت أنها أقسمت بالله أن لا يعرف أحد الحوار فأخذت تبكي وبشدة وهدأها عمي قائلا بأنه لن يفتح الموضوع مع والدي إلا لوفتحه والدي معه.
وحدثت الطامة: في اليوم التالي اجتمع والدي وعمي بمفردهما في شقة عمي وقام عمي - سامحه الله - بقص الحوار بالكامل على والدي وللأسف زاد وقال علي كلاما لن أسامحه عليه مثل أني لا أعمل اعتبارا لأبي وأخطب من ورائه وما شابه ذلك ورجع والدي البيت لم يكلمني نهائيا وأصبح مقاطعني لمدة 3 أيام , رغم محاولتي الحديث معه كما نتعود..
بعد ال 3 أيام: أصيب بذبحة صدرية أدخلته العناية المركزة وقال الطبيب إنها نتيجة التعرض لصدمة نفسية عنيفة من الدرجة الأولي.
يومها قالت لي والدتي بالحوار الذي حصل بين عمي وأبي وكيف أن عمي هو من كبر وشعلل الأمر في نفس والدي وأن عمتي السبب الرئيسي في نشر الحوار يومها انهرت تماما حزنا على والدي وصدمت في عمتي التي أعتبرها مثل أمي تماما وعمي الذي كنت أعتبره أخي الكبير وعاهدت نفسي أن لا أكلم عمي وعمتي طالما عشت..
انقضت أيام والدي بالمستشفي على خير وخرج بسلام إلي البيت فكنت له نعم العون والحمد لله ولم أقصر معه وكانت عماتي وعمي يحضرون مرارا لزيارة أبي فكنت أهرب إلى عملي المسائي بعيادة مبكرا لكوني لم أطقهم حينها.
واستمر الحال شهر تقريبا وبالنهاية عرفت أن عمتي لم تقصد ذلك بعد أن هاتفتني على الجوال في عملي وحكت لي الأمر وهي تبكي والحمد لله تصالحنا لكن دون علم أهلي للأسف فلم أجد إلى الآن الجرأة أو الموقف الذي من خلالهما أعلن بأن عمتي صالحتني
واستمرت علاقتي مع عمتي طيبة للغاية وبنت عمتي التي بالفعل تغيرت معاملتها معي 180 درجة إلى الأحسن في كل شيء. ونتحدث في الهاتف - بعلم عمتي - لمدة ساعة كل أسبوع تقريبا, اطمئنانا عليها وعلى مستواها العملي في الكلية التي دخلتها مؤخرا وتستشيريني في الكثير من المواقف التي تحتاج لبعض الحنكة والعقل..
بل وننافس بعضنا في الطاعات في هذا الشهر الكريم ونحاسب أنفسنا إذا ما وجدنا تقصيرا وبيننا تواصل عبر رنات الجوال كل يوم تقريبا وكل هذا بعلم عمتي طبعا لكن أهلي لا يعلمون.
سؤالي أساتذتي وأسف علي الإطالة: بأني أحب بنت عمتي حبا جما, وأدعو الله دائما وأسأله بأن تكون لي الزوجة الصالحة وأحس من كلامها وتعاملها معي قبول من ناحيتها وأرغب في أن أتقدم لها رسميا بعد سنة أو سنتين لكن المشكلة تكمن في أهلي الذين قد يرفضون هذه الزيجة بحجة أنهم السبب بما جري لوالدي وأن عمتي خانت الوعد والأمانة التي في عنقها لما تحدثت بالأمر والكل للأسف أصبح حساسا للغاية من عائلة عمتي ولا يمكنني فتح أهلي بالأمر الآن فللأسف أنهم يتذكرون دائما الأحداث الصعبة تلك وخصوصا والدتي
رغم أن البنت لن أجد مثلها أبدأ لو ضاعت مني.
فماذا أفعل أساتذتي؟
أمر أخر سريع أساتذتي: الخوف من عدم تدبير إمكانيات الزواج في أسرع وقت. هل هو قنوط من رحمة الله؟
حيث إن الهاجس يمر بخاطري من حين لآخر بحجة الغلاء والعمل غير المستقر.
وكل عام وأنتم بخير وآسف جدا جدا على الإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن قولك عاهدت نفسي أن لا أكلم عمي وعمتي فلا يجوز الوفاء به، لأنه معصية لما فيه من قطع لصلة الرحم، ولا يلزمك شيء وانظر الفتوى رقم: 55522.
وأما عن الخاطر الذي يمر بك من عدم تدبير إمكانات الزواج وخوفك من أن يكون ذلك قنوطا، فليس ذلك قنوطا فإن القنوط هو اليأس من رحمة الله، وشعور المرء أنه لا يغفر الله له أبدا، وانظر الفتوى رقم: 71116 ولكن ينبغي التغلب على مثل هذه المخاوف وأن لا تثني الشخص عن مراده.
وأما ماذا تفعل ليحصل لك ما تريد من الارتباط بابنة عمك، فنرى أن تصارح أهلك بالأمر، وتبين لهم رغبتك في هذه الفتاة، أو أن توسط من يكلمهم ولا تبقي الأمر سرا عنهم، وحاول إزالة ما بقي في نفوسهم على عمتك، وبين لهم براءتها مما حدث.
ولا ننسى أن نبين لك أنه لا يجوز أن يكون بينك وبين ابنة عمتك علاقة قبل عقد النكاح، لأنها لا تزال أجنبية عنك، فننصحك بالابتعاد عن الحديث معها، لما في الحديث معها من فتح لذريعة الفتنة، والوقوع في المحرم.
ونضيف أنه لا أثر لعلم أهل الفتاة بهذه العلاقة، فعلمهم بها لا يجعلها جائزة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو القعدة 1428(13/1641)
تريد الزواج بغير علم أهلها لرفضهم خاطبها المتزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أتزوج من دون علم أهلي لأنهم يرفضون الرجل الذي أريد الزواج منه، لأنه متزوج مع العلم بأن الزوجة الأولى تعلم بزواجه وهو تقدم لي أكثر من مرة وتم الرفض؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أنه لا يصح النكاح إلا بحضور ولي الفتاة عقد النكاح أو توكيله فيه، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 4832.
فحاولي إقناع وليك بذلك، فإن رفض وكان الرجل كفؤاً لك، ولم يكن لوليك عذر في الرفض، فإنه يكون عاضلاً ولك الحق في رفع أمره إلى القاضي، ولكن ما هو غالب من حال الأولياء وسبب رفضهم لمثل هذه الحالة هو حرصهم على مصلحة بناتهم، وهم معذورون في ذلك، فالأب يريد أن تكون ابنته مع رجل لا تشاركها فيه غيرها، ويخاف عليها من الضرة، وما قد تسببه لها من الأذى ونحوه، فينبغي للأخت أن تراعي ذلك وأن تحترم وجهة نظر أهلها، وتأخذ بنصحهم ومشورتهم، فهم أكثر منها خبرة، وأسد رايا، ولتفوض أمرها إلى ربها وتسأله أن يختار لها الخير حيث كان، نسأل الله أن يختار لها الخير ويقدره لها ويرضيها به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1428(13/1642)
الدين والخلق هما أساس الاختيار وعماده
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد سألت الله زوجا صالحا وعينت المواصفات التي أريد أن تكون فيه وصديقة لي اقترحت علي رجل تقول إنه ذو أخلاق ودين، لكن لما رأيته لم أجد فيه المواصفات التي دعوت الله فيها لا أعتبر أن دعائي لم يستجب، فهل أنتظر أن يرزقني الله بالزوج الذي دعوته إياه أم أقبل هذا الرجل خصوصا أن صديقتي دعت الله فأجابها بخطيب ذي أخلاق ودين وبكل المواصفات التي دعت الله أن تكون فيه، فأجيبوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل ذا خلق ودين فلا ينبغي لك رفضه، لأن الدين والخلق هما أساس الاختيار وعماده، وعدم وجود أي مواصفات بعد تحققهما أمر سهل، وفي الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي، ولأن المرء لا يدري خيره من شره فينبغي أن يكل أمر الخيرة إلى العليم الخبير فيدعوه ويستخيره ثم يشرع فيما يريد، فإن كان خيراً وفقه الله إليه، وإن كان غير ذلك عصمه منه وصرفه عنه.
أما عدم توفر كل الصفات التي عينت في دعائك في الرجل فلا يعني ذلك عدم استجابة دعائك؛ لأن الله سبحانه وتعالى قد يستجيب لك ويعطيك ما فيه خيرك ويمنع عنك ما فيه شرك، ولذا فقد كان الأولى أن تسأليه زوجاً صالحاً تقر به عينك وتسعد به نفسك في الدنيا والآخرة فحسب، دون تحديد صفات لا تدرين هل تنفعك أو تضرك.
وخلاصة ما نراه وننصحك به هو أن تستخيري الله عز وجل وتجيبين الخاطب إن كان ذا خلق ودين. ونسأل الله تعالى أن ييسر الله لك ما فيه خيرك وصلاح أمرك، فإنه لا يخيب من دعاه ولا يضيع من رجاه. وللفائدة انظرى الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19045، 95818، 94659.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1428(13/1643)
إجبار المرأة على زوج لا تريده حرام
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخت تبلغ من العمر 29 سنة وقد فقدت إحدى عينيها وهي بسن 6 سنوات نتيجة أخطاء طبية (حسبنا الله ونعم الوكيل) ومع ذلك أكملت دراستها وتخرجت بدبلوم تربيه طفل ولغاية الآن لم يأتها نصيب الزواج ولا الوظيفة.. المهم تقدم لنا أحد أقاربنا لديه ولد معاق فكريا بقصد الزواج من أختي ويتم محاصرة الفتاه وإقناعها للتسليم للأمر الواقع والقبول بهذا الزواج لأنه نصيبها وفرصتها الباقية. أرجو بيان الرأي لطفا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب عليها قبوله، ولا يجوز جبرها عليه، لكن إن كانت مصلحة -كما ذكرت- في الزواج منه فلا حرج في محاولة إقناعها به لعل الله يرزقها منه ذرية صالحة تعينها وتسعد بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1428(13/1644)
الأفضل نسيان الأمر مع سؤال الله أن يختار الخير لك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عزباء أدرس في مدرسة إسلامية.. سُئِلتُ يوماً عن رأيي في شاب يعمل في نفس المدرسة.. بصراحةٍ أجبت وقلت إنه شاب ممتاز من حيث الدين والالتزام كما يبدو لي، ولكن كان ذلك ممزوجاً بصدمة أنني لم أكن أعلم بأنه غير متزوج.. طبعاً ظننت أنه من أرسل في سؤالي وكانت فرحة كبرى لي لأنه شاب حسب اعتقادي لا يعوض فهو شبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكله (هكذا أشعر) وصفاته وأخلاقه.. كان هذا رأيي فيه منذ عرفته.. أحببته في الله ولم أكن أنتظر منه أي شيء.. لا موضوع ارتباط خطر لي ولا شيء آخر.. إلى أن سئلت ذلك السؤال.. وبما أني أكن له قدراً كبيراً من المعزة والتقدير والاحترام كان لا بد لي من توضيح ما قد يواجهه من صعاب إن تقدم لخطبتي.. وعندما أخبرت الأخت التي سألتني عنه بتلك الصعاب أجابت لا أستطيع أن أخبره بذلك.. والله إن علم يترك المدرسة والعمل.. إنسي الموضوع.. وكانت مستعجلة وذهبت.. ومرت أيام دون أن أستطيع رؤيتها من أجل التباحث في الموضوع.. في هذه الفترة كنت قد أخذ مني الضعف مكانه فلقد شعرت أني قد خسرت كنزاً ثميناً قد منحني الله إياه.. كيف لا يكون كنزاً وهو يشبه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. وبعد فترة وحين مروري من أمام غرفة المديرة وكانت تهم بالدخول إليها وجدتني أطلب إليها مساعدتي في موضوع أرهقني.. أدخلتني غرفتها وكنت أنوي الاختصار مع عدم ذكر الأسماء ولكنها ضغطت علي وبسبب ضيقي الشديد أخبرتها بذلك.. وعدتني بأن تساعدني وأن تعالج الموضوع بأسلوبها لأعلم بعد ذلك أن الموضوع من الأساس كان محاولة من الأخت الكريمة للفت نظره لي ولكن أحبت أن تأخذ رأيي بالموضوع أولاً.. وعندما علم بذلك تضايق جداً وأنبها وهدد بترك المدرسة إن علم أنها حاولت مرة أخرى.. لست أنا المقصودة ولكني علمت أنه يرفض فكرة الزواج من أساسها لأسباب تعنيه شخصياً تقبلت الأمر واحترمت وجهة نظره.. ونسيت الموضوع ولكن بقي حرج يصيبني كلما رأيته ولاحظت زميلتي التي ترافقني ذلك وعلمت أنه هو الذي كلمتها عنه دون ذكر اسمه وعندما تأكدت من أنه هو المعني أخذت تفكر في كيفية مساعدتي من أجل التوفيق بيننا.. فأنا أليق به وهو يليق بي.. كل من يعرفنا ويعرف خصالنا يقول ذلك ورغم محاولاتها لإقناعي إلا أني كنت أطلب منها أن لا تفعل ذلك.. فأنا أحترم وجهة نظره وظروفه ولا أريد مضايقته.. وكنت أفهمها أن حبي له هو حب خالص لوجه الله.. وأنا صادقة في ذلك.
ولكنها لم تكن تتفهمني.. كانت تظنني أني أتألم من داخلي وأكابر على نفسي.. ولكن والله أقسم أنه لا فرق لدي إن ارتبط بي أو بغيري.. ولا أتمنى له إلا الخير.. وأكون سعيدة بسعادته.. ومع أني حاولت إفهامها ذلك مراراً وتكراراً إلا أنها كانت لا تصدقني وتقول لي إني غريبة نعم أشعر الآن أني غريبة وربما أكون من كوكب آخر.. فبعد الأحداث والمواقف الأخيرة التي حصلت معي مع ذلك الشاب الصالح بوجودها شعرتْ كما شعرتُ أنه ربما يكن لي بعض بل الكثير من المشاعر الحسنة.. (كانت مواقف صامته عفوية وفجائية..) شعرت حينها أنها ستنفذ ما كانت تقنعني به فسبقتها ورجوتها أن لا تفعل ذلك وكذلك طلبت ممن ستستعين به والذي هو مشرف المادة التي نقوم بتدريسها أن لا يصدق ما يسمعه عني دون أن يستفسر مني عن مدى صحة ذلك.. كانت هذه الأحداث في اللحظات الأخيرة قبل بداية عطلة العيد ومدتها 12 يوماً أي أنها فترة كافية لينسوا ذلك، ولكن سبحان الله العلي العظيم شاء أن نلتقي في اليوم التالي من أجل إنهاء أعمال كان يتوجب علينا إنهاءها قبل العطلة وكان علي القسم الأكبر من العمل ويترتب علي أن أكون بعيدة عنهم لبعض الوقت لعدم وجود كمبيوتر في الغرفة التي يتواجدون بها كنت قد نسيت أمر الشاب وما طلبته منهم وتفاجأت بزميلتي تخبرني بأن كل هذا الوقت كان حديثهم عني وعنه طبعاً لمجرد سماعي بذلك وقبل أن تكمل لي كلامها تضايقت جداً وأنبتها أنها فعلت ما رجوتها أن لا تفعله.. وعلمت فيما بعد أن أشخاصاً آخرين يعلمون بالقصة وأنهم يظنون أني أنا من أسعى وراء ذلك الشاب.. بالتأكيد ازداد ضيقي وخاصة أن المشرف قد كلمه بخصوصي فأجاب بالرفض وقال له أن ينصحني بنسيان الفكرة.. والله كنت على وشك تقديم استقالتي من العمل.. لولا أن كانت العطلة طويلة فهدأت من روعي.. ربما تجاوزت المحنة بعض الشيء ولكني محطمة فكيف لي أن أكون بين أناس يظنون أني فعلت ما لم أفعله.. ولم أسعى له؟ ولكني أخاف أن يعاود أحد التحدث إليه والمحاولة فيتضايق ويترك العمل كما أخبر سابقاً ويظن أني أنا من أحرض على ذلك أيضاً.. علماً بأن الكل يحاول ذلك من أجل ذلك أفكر في مواجهته بصراحة وإخباره أن ليس لدي أي علاقة بما يحدثه به الآخرون بشأني.. وأفهمه أنهم يحاولون ذلك من تلقاء أنفسهم.. بالتأكيد سيكون ذلك بوجود شخص آخر معنا.. فهل يجوز لي فعل ذلك، فأفيدوني أرجوكم؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس بإخبار الشاب بأنك لست من يوعز إلى الزملاء بتكليمه في شأنك، سواء كان ذلك مباشرة أوعن طريق رسالة، ومسألة الحرج الذي تجدينه من هذا الموضوع، وهو كون الآخرين والشاب يظنون أنك من يسعى وراءه لا مبرر له، إذ لا حرج ولا غضاضة على المرأة من عرض نفسها على الرجل الصالح، وطلبها منه الزواج بها فهذا أمر فعلته الصحابيات والتابعيات، ونص على جوازه ومشروعيته أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 18430.
ولذلك نرى أن الأمر لا يستدعي الحرج والضيق ونحوه مما ذكرت، هذا لو كنت قمت به، أما وأنت لم تفعلي فالأمر أهون، وبناء عليه فنرى أنه لا داعي لإخبار الشاب من كونك لم تطلبي من أحد أن يكلمه في شأنك، بل نرى أن تتركي الأمر وتتناسيه، ولعل في هذا خيرا، وهذه أسباب سخرها الله عز وجل لك فدعيها تعمل، ودعي الأمر لله عز وجل، وسليه أن يقدر لك الخير حيث كان، وليس هناك أفضل من الزواج للفتاة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن والمغريات وخاصة في البلاد الغربية، حفظك الله عز وجل وكل بنات المسلمين من كل سوء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1428(13/1645)
بحث له عن خطيبة فاتفقا ثم وجد له أخرى أمثل منها
[السُّؤَالُ]
ـ[إن لي أخا في الله أراد أن أبحث له عن زوجة، فقدمت له أختا لي في الله، فاتفقا، لكني عرفت أختا أخرى تناسبه أكثر، فماذا أفعل؟ هل أخبره أم ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرجل قد استشارك والمستشار مؤتمن، فإن كنت نصحته في الأولى فقد وفيت. وما دام قد اتفقا وركنا إلى بعض، فالأولى ألا تخبره بغيرها لئلا يخلف وعده للأولى ويدعها، ولما قد يقع في نفس الأولى عليه وعليك إذا علمت أنك كنت السبب في إعراضه عنها. وللفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 57460، 8757، 19333.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1428(13/1646)
لا حرج في قبوله زوجا إن كان ذا خلق ودين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 26 ,في العام الماضي تقدم شاب لخطبتي ورغم ظروفه الصعبة حيث إنه يعيش مع والديه أبي وأمي أخبروني أن الماديات غير مهمة الحمد لله فالتزامي وحبي لإحصان نفسي جعلني أوافق بعد شهر اتصل بأبي واعتذر عن إتمام النكاح بعدها مرضت ولكن بإيماني وصلاتي تخطيت المحنة المشكل الآن وبعد عام أرسل لي رسالة بريدية يطلبني للزواج مرة أخرى لم أجبه لأني أود الإجابة من فضيلتكم صليت صلاة الاستخارة متمنية من الله الزوج الصالح مع العلم أن أمي تقول لي دائما إن الله سيرسل لي الأفضل منه أنتظر إجابتكم فعدم الثقة وعدم نسيان ما فعل يجعلونني لا أجد حلا. جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تسهيل أمر الزواج وعدم الاهتمام بالماديات أمر مهم؛ لما في الحديث: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
فقد أحسنت في عدم جعل المادة حجر عثرة أمام الزواج وفي القيام بالاستخارة.
وعليك أن ترضي بما يقدر الله لك بعد الاستخارة، وأن تعلمي أن ما قدر سيقع لا محالة، ثم إنه إذا كان هذا الشاب مرضيا من ناحية الدين والأخلاق فلا مانع من قبوله زوجا، فإن الزواج سبب للتحصين والعفة والغنى، فقد قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 32}
وفي حديث الصحيحين: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. وإن لم يحصل زواجه فالرجال سواه كثير، فأكثري سؤال الله أن يرزقك زوجا صالحا، ولا مانع من عرض نفسك على من يرتضى دينا وخلقا لعل الله يرزقك من فضله. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 94764، 61713، 32981، 97487، 36083، 33101.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1428(13/1647)
حافظ على الارتباط بزوجتك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 30سنة متزوج منذ فترة قريبة جدا من فتاة على خلق مؤدبة ومطيعة وتخاف الله تصلي وتصوم مؤمنة بالله سبحانه وتعالى وكريمة ولكن الشيء الوحيد الذي لا يعجبني فيها هو شكلها فهو غير مناسب لي إطلاقا وبصراحة فكرت في الطلاق ولكني خفت أن أظلمها خصوصا بعد ما تمسكت بي وصارت تحبني بجنون وإن طلقتها فأين ستذهب ووالداها مطلقان ومتزوجان زواجا آخر وهي كانت تعيش مع جدتها وللأسف توفت جدتها فعاشت مع خالتها فطردتها في الحقيقة الكل كان يطردها وهذا هو سبب زواجي بها فكرت أني أعمل عملا صالحا في البنت ولكني ندمت ولم أحسب العواقب وأنا غير راض بالشكل التي هي عليه، فما هو الحل بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على ما قصدته من إيواء البنت وإعفافها، ولا ينبغي أن تغير نيتك أو تقطع ما عملته من خير فهي طيبة ذات دين وخلق ومحتاجة أيضا كما ذكرت، وهذه الصفات هي التي أرشد إليها الشارع الحكيم كما في قوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، وقوله: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك.
ولا شك أن صاحبة الدين والخلق تحفظ زوجها في نفسها وماله، وانظر الفتويين: 1422، 8757.
ولذا ننصحك بعدم طلاقها ويمكنك أن تتزوج عليها ثانية إذا استطعت شرط ذلك وهو العدل أو تصالحت معها على أن تسقط بعض حقوقها كالقسم أو بعض النفقة.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1428(13/1648)
الدين أصل الخلق ومصدره
[السُّؤَالُ]
ـ[أرغب في الزواج من عائلة من معارفنا وعندهم بنتان إحداهما على مستوى عال جدا من الأخلاق والتعامل مع الناس وسمعت أنها قادرة على تحمل مسؤوليات الحياة بشكل كبير لكنها غير ملتزمة ولا تلتزم بالحجاب الشرعي الذي أحب أن يكون في زوجتي وتتابع الأفلام والمسلسلات والقنوات الغنائية التي أرفض أنا مجرد وجود مثل هذه القنوات في منزلي -بمعنى أنها غير ملتزمة أبدا-
والفتاة الأخرى أصغر منها ملتزمة كما أريد وتحفظ القرآن ولكنها انطوائية جدا لا تعرف أحدا ولا تكلم أحدا ولا تخرج من المنزل إلا للضرورة حتى وإن خرج أهلها كلهم تبقى هي وحدها في المنزل لا تذهب لأي مكان بالإضافة إلى أنها عصبية وأهلها يتضايقون منها كثيرا ربما لأنهم غير ملتزمين لا يتفقون معها لا اعرف سبب تضايقهم منها ولكن ما عرفته أنهم لا يحبون الجلوس معها،
وأحد أقاربي وهو زوج أختها الكبرى نصحني بأن لا أتزوج من الملتزمة وأخبروني أن التي تكبرها أفضل منها.
فما رأي الشرع في ذلك؟
أفيدوني وجزاكم الله خير الجزاء..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المطلوب في المرأة التي يحرص الشاب المسلم على اختيارها زوجة له، هو أن تكون مرضية في دينها وفي خلقها، والدين والخلق لا يفترقان -في الغالب- إلا في حالات نادرة وشاذة، وما ذكرت عن الفتاة المتدينة ليس دليلا على سوء خلقها، وربما كان خلافها مع أهلها سببه التزامها بدينها، فينغي لك أن تتحرى عن خلقها فإذا ثبت لديك أنها سيئة الخلق فالأفضل هو البحث عمن تتصف بالخلق والدين، وإذا كان لابد من اختيار إحداهما فإن صاحبة الدين مقدمة، لأن الدين هو أصل الخلق ومصدره، فيرجى أن يتحسن خلقها، فننصحك بالمتدينة، والله نسأل أن يرشدك للخير، وأن يوفقك لمن تعينك على أمر دينك ودنياك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1428(13/1649)
يريد خطبة امرأة ووالداه يريانه صغيرا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 18 عاما تعرفت على فتاة متدينة بثانويتنا في إحدى المسابقات وذلك يوم 12-3-2007 ومنذ ذلك اليوم لم أكلمها خشية ربي لكنها لاحظت اهتمامي بها ورغم هذا لم أصرح لها بأي شيء وأنوي أن أتم هذا الإعجاب بالتقدم لأبيها وطلب يدها، لكن والدي مازالا ينظران إلي على أنني صغير ويطلبان مني إتمام دراستي الجامعية. وكما أخبرتكم عمرها الآن 20 عاما أي قد يخطبها أحد قبلي ولست أدري ما الذي أفعله خاصة وأنها تحصلت هي الأخرى على شهادة البكالوريا أي ستكون أكثر عرضة للمعجبين (جميلة ومتدينة) أفتوني ما حكم حبي لها؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه وننصحك به أن تذكر ما تجد لوالديك وتشاورهم في خطبتها ونكاحها إن كانت ذات خلق ودين وتقنعهم بذلك إذ يمكن خطبتها وتأجيل العقد إلى ما بعد التخرج إن رضيت هي بذلك، وإلا فعليك أن تصرف نظرك عنها حتى يتيسر لك ما تريد ثم تتزوجها إن لم تتزوج، أو تبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين، فتسعد نفسك وتسعد أبويك ولا تلجئهما إلى ما يكرهان شفقة عليك، إلا إذا كنت تخاف على نفسك من الحرام معها أو مع غيرها فلا حرج عليك في نكاحها أو نكاح غيرها وإذنهما ليس شرطاً لصحة ذلك، كما أنك والحالة هذه لا تكون عاقاً لحاجتك إلى إعفاف نفسك إنما تجب طاعتهما في غير معصية الخالق سبحانه. وللفائدة ومعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5707، 9360، 34372.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رمضان 1428(13/1650)
الزواج من غير الملتزمة دينيا ينطوي على خطر عظيم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أعزب عمري 27 عاما أريد الزواج وتعلق قلبي بسيدة مطلقة بسبب اكتشاف عجز زوجها جنسيا وقد أقنعها في فترة الزواج بإزالة غشاء البكارة جراحيا بحجة أن العيب منها هي للأسف غير ملتزمه دينيا، ولكنها ملتزمه أخلاقيا وإن كانت متحررة بعض الشيء نحن نعمل في الخارج كل منا في عمل مختلف ولا يوجد أحد من الأهل معها أو معي، أشعر بأمل كبير في أن يهديها الله للالتزام دينيا وأري أن هذا هو العيب الوحيد بها
فهل أتزوجها على أمل أن يهديها الله بعد الزواج أم أنتظر حتي أجد فيها الالتزام الديني المطلوب ثم أفكر في الزواج، استخرت الله كثيراً في هذا الأمر ولكني لم أر الإجابة الواضحة ففي أغلب الأوقات كنت أشعر بالارتياح تجاه هذا القرار ثم تأتي بعض المرات القليلة التي أشعر فيها بعدم الارتياح وكذلك الأمر للرؤى التي كنت أراها بعد الاستخارة حيث كانت هناك ثلاث رؤى أشعر منها بأن قرار الزواج هو الأصوب، ثم رأيت رؤيا مرة واحدة شعرت منها بأن أمر الزواج غير صائب، والآن أنا في حيرة شديدة من أمري لذا فأرجو النصيحة، علما بأني أحبها ولدي الإمكانية للصبر عليها في تعديل السلوكيات التي يرفضها الدين الإسلامي سواء قبل الزواج أو بعد الزواج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم المسلم إلى اختيار ذات الدين فقال: تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وهذه المرأة ما دامت ليست ملتزمة دينياً ومتحررة فهي ليست ذات دين، والزواج منها ينطوي على خطر كبير، فربما تبقى بعد الزواج على حالها وترفض التوبة والالتزام؛ ولذا فلا ننصح بالزواج منها.
وأما بالنسبة للاستخارة فإن أمر الرؤى لا يعول عليه كثيراً، ولا سيما مع اختلافها واضطرابها، إنما عليك أن تنظر ما ينشرح له صدرك مما ليس لك فيه هوى سابق، أو ما ييسره الله لك فتمضي فيه. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 34394.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رمضان 1428(13/1651)
تركها لتمسكها بدينها وحجابها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أخت خُطبت منذ 4 شهور من شخص أخ لصديقتي وهو يقطن بالخارج مطلق ولديه طفلان هو بالخارج منذ 15 سنة، تعرفنا على بعضنا عبر النت وكان في أول كتابة وبعدها أصبحنا نتحدث عبر المايك، كان كل شيء واضحا هو يعرف أنني محجبة ومطلقة بلا أولاد، في الأول كان الأمر صعبا علي خاصة أنني لم أجرب يوما العيش في الغرب قبلت بعد أن وجدت فيه بعض المواصفات التي تعجب أي فتاة، إنه طيب وصريح ولا يدخن ولا يشرب الخمر يصلي ومن عائلة طيبة وخاصة أنني أعرف أهله جيداً، كنا في كل مرة نتحدث عن أمور كثيرة ومنها ميولي ومعتقداتي ومبادئي كنت واضحة في الأول معه وأنني خائفة من العيش هناك خوفا من تأثير ذلك المجتمع وعادته علي من الجانب الديني، لكن هو كان يقول إن الله موجود في كل مكان والعيش في الغرب لا يجعل أي إنسان يترك دينه والتزامه، لكن هو في بعض الأمور لا يقتنع بها مثل ارتدائي الحجاب أمام إخوته وهو يقول إن الأمر لا يناسبه ولا يرى فائدة من وضع الخمار أمام أهله لأنه معي وهو لم ينظر إلي نظرة سيئة، حاولت أن أُفهمه أن الأمر ليس كما يظن وأعلم أن أهله يحترمونني بحجابي وبغيره، لكن هذا هو الشرع ولا يجوز لي نزعه أمامهم، هو لم يقتنع ولكن سكت، بعدها جاء في حديثنا يوما عن بلاد الغرب وأنا قلت وربما أخطأت في قولي هذا لا أدري أن بلادا مسلمة أفضل وأحب من بلاد كافرة وهو أخذ هذا الكلام بصفة شخصية وقال إن البلد الذي هو فيه أعطاه الكثير خاصة أنه كان مريضا مرضا شديدا ولقد أجريت له عملية هناك زرع كلية مما جعل ذلك البلد بالنسبة له المنقذ له من الموت، قلت له أني لا أقصد هذا، ولكن كيف يستوي بلد يذكر فيها اسم الله ويرفع فيه الأذان على بلد كافر.
وبعد هذا الحديث وغيره تغير وتحدث يوما معي في أن نفسخ الخطبة حاولت معه معرفة السبب قال إنه متخوف من تديني وهذا سيؤثر عليه وعلى أولاده وأنني متمسكة بأشياء لا تتلاءم مع طبيعة عيشه هو وأولاده، وأنني متدينة كثيراً ومتحفظة، حاولت أن أرجعه عن قراره لكنه مصرّ وقال إن قراره لا رجعة فيه، أنا ألوم نفسي الآن لأنني أقول أنني تحدثت في أمور الدين قبل الأوان ولو تركت هذا حتى بعد الزواج لكان أفضل، هل كلامي معه عن مبادئي وقناعاتي سبب في فشل هذه الخطبة، هل تمسكي بحجابي ورجوعي في كل أموري حتى في الكلام إلى الشرع خاطئ، هو إنسان متفتح نوعا ما كونه عاش في الغرب وكلامه لا يضبطه الشرع، فهل كان علي مجاراته ومسايرته حتى يتم العقد أم كنت على صواب فيما فعلت، مع العلم بأنه قرر هذا ونحن لا زلنا نتحدث معا عبر النت والهاتف فقط، لم نتقابل بعد، أنا محتارة ومضطربة وخاصة أنني مررت بتجربة أقصى من هذه وهي طلاقي بعد 5 سنوات زواج وهذا بسبب الإنجاب، أنا تعسة جداً ولا أعرف كيف السبيل إلى الراحة
هل هذا من قدر الله وأنه كان سيقع حتى لو كان كلامي غير ذلك أم ماذا، فأفيدوني أفادكم الله وسدد خطاكم؟ لا تنسونا من صالح الدعاء.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
قد أخطأت في الكلام لغير حاجة مع خطيبك، إذ الكلام بين الخاطبين لا يجوز إلا لحاجة، أما تمسكك بحجابك وبدينك فهو أمر تحمدين عليه وليس خطأ فلا تندمي على أمر فات بسببه، ولا تلومي نفسك بل احمدي الله تعالى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الكلام بين الخاطبين لايجوز إلا لحاجة تدعو إليه، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 1759، والفتوى رقم: 23880 فراجعيهما.
أما بخصوص ارتداء الحجاب بحضرة إخوة الزوج فلا يخفى عليك أنه واجب ولا يجوز للمرأة أن تطيع زوجها إذا أمرها أن تخلع الحجاب أمام إخوته، وهو إن أمرها بذلك فذلك أمر غير محمود ويتنافى مع الغيرة، وما ذكرناه هنا هو بخصوص الزوج، أما إن كان مجرد خاطب فيجب على خطيبته أن تحتجب منه ولا يجوز له أن يخلو بها ويجب عليهما أن يتأدبا بسائر الآداب اللازمة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، ولم تخطئي حين قلت إن البلاد المسلمة أفضل وأحب من البلاد الكافرة بل الخطأ القول بخلاف ذلك، وإن كنت تقصدين بقولك هذا خصوص الإقامة فاعلمي أن الإقامة في ديار الإسلام ليست أفضل فقط بل هي واجبة ولا تجوز الإقامة في بلاد الكفار إلا بشروط بيناها في الفتوى رقم: 2007. فراجعيها، وقد ذكرنا فيها بعض المحاذير التي تنتج عن الإقامة في تلك البلاد، وإذا كان خطيبك يرفضك لأجل دينك فأحرى بك أن تسعي في فسخ الخطبة ولا تندمي أبداً، فقد كان حقه أن يزداد تمسكاً بك لدينك وهو بذلك يخالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:..... فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه من حديث أبي هريرة.
ولذلك فلا تلومي نفسك بل احمدي ربك على ما كان، واعلمي أن تمسكك بحجابك ورجوعك إلى الدين في كل أمورك أمر تحمدين عليه، ولم يكن خطأ أبداً، واعلمي أن تقوى الله سبب لتفريج الأمور وتيسير العسير ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، فلا تحزني على شيء فاتك بسبب تدينك فإن الله سيعوضك بما هو خير لك، فأحسني الظن بالله وأكثري من ذكره ودعائه، واعلمي أن كل شيء يجري بقدر فلو أن الله قدر ألا تتزوجي منه فلن يحدث سواء تكلمت بما تكلمت أو لم تتكلمي، واعلمي أن مقولة الله في كل مكان فيها تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 6707 فراجعيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رمضان 1428(13/1652)
صاحب الدين والخلق لا يرفض لأجل جنسيته
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو إفادتي زميلي بالعمل يريد التقدم لخطبتي ويوجد رفض من أهلي لأنه يختلف عن جنسيتي بالرغم من حبه الشديد لي وهو يتمتع بأخلاق حسنة وعلى دين وأنا أحترمه كثيرا وتعلقت به كثيرا فماذا أفعل لكي أقنعهم أو بماذا تنصحوني...........]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لولي المرأة أن يرفض من تقدم لها من أصحاب الدين والخلق بحجة أنه من جنسية أخرى، وإن فعل لغير مبرر معتبر فمن حق المرأة أن ترفع أمرها إلى المحكمة لتنظر في قضيتها، والذي ننصح به السائلة أولا هو تقوى الله تعالى والبعد عما أسمته زميلها إلى أن يتم بينهما العقد الشرعي أو يتم الرفض فتعرض عنه وعن موضوعه، ونسأل الله أن يرزقها من هو خير منه وأفضل، وإذا كان وليها من أهل التقى والدين فننصحها بموافقته وعدم الاعتراض على رفضه لذلك الرجل، فصاحب التقى لن يمنع موليته من الزواج بصاحب الخلق والدين إلا لمسوغ يقتضي ذلك، وتراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 70726، 76303، 522.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1428(13/1653)
ليس كل من وقع في محن وابتلاءات سيئ الخلق
[السُّؤَالُ]
ـ[اليوم يا إخوة الإيمان أسألكم الله أن تفتوني خيراً إن شاء الله تعالى، اليوم يا إخوتي في الله قلبي ينفطر من شدة الحزن والأسى على ما فات من زمن هو الآن كلطخة سوداء في حياتي حتى إنه تتبعني في منامي وسيرتي ويكاد يحطم شخصيتي التي كانت من قبل كالفولاذ، فوالله تتبعني حتى وأنا أنوي الحلال ... فقد نويت منذ زمن ليس بالبعيد أن أخطب إحدى البنات من أجل إكمال نصف ديني، ولكن لن أقول الحظ أو أي شيء آخر خشية مني أن أنحرف على تعاليم ديني الحنيف فمن المعقول يا إخوتي في الله أن يسأل ولي أمر الفتاة عن الرجل الذي يطلب يد ابنته أو أخته فهذا حق مشروع من غير نقاش ولكن الصاعقة يا إخوتي أنه من قبل بعد سنتين جرت لي محادثة مؤلمة وهي أني نويت أن أبني لي طريقاً في هذه الدنيا بأن أستأجر متجراً لأترزق به فكانت عندي بعض الأموال وكانت تنقضي فطلبت المساعدة من أخي فوافق ولكن أعطاني وقتاً محدداً متى يقرضني بعض المال لأنه كان قد وضع كل أمواله في مشروع صغير ... ولكن من شدة عدم صبري وهذا ما لا أحبذه في نفسي.. القلق وعدم صبري وجدت فرصة لا تعوض باستئجار مكان أعجبني جداً حينها وفكرت أن أقترض المال من بعض الأصدقاء وبحيث أعجل عليهم الأمر فكرت حينما يقرضني أخي المال الذي تكلمنا عنه أن أرد به الدين لأصدقائي من مال أخي فيبقى الأمر بيني وبين أخي فلا أستعجل الأمر لأنه أخي، ولكن كانت الغلطة والفاجعة الكبيرة أني ارتكبت أكبر خطأ في حياتي وهو استقراضي الأموال من العديد من الأصدقاء الذين كنت أظن فعلاً أنهم أصدقائي والغريب في الأمر أني كنت صاحب فضل عليهم من قبل ظننت أن الأمر عادي حينها لأني كنت قليل التجربة والخبرة مع الناس كنت أظن كل من يضحك معي أو ألبي له طلباً كان صغيراً أو كبيراً فهو صديقي وأخي كنت أرى ناسا هذه الدنيا في صورة كلها ألوان زاهية، ولكن واأسفاه تحطمت حياتي مع أول خبر قاتل ... أخي الذي وعدني بإقراضي المال خسر أمواله في صفقة فلاحة وهو لم يسمع من قبل أني اقترضت المال والفاجعة الأكبر من ذلك هو أني استأجرت ولم أستطع العودة إلى الخلف فزادت الأمور تعقيداً عندما انتهت مدة استئجاري فزدت المدة ودفعت بعض الأموال مما كنت اقترضت لأن المكان الذي استأجرته مكان فيه تجارة جيدة، ولكني في واقع الأمر لم أكن أفكر بالشكل السليم والله كنت معمي العينين فزادت الأمور تعقيداً خسرت أموالي بانتهاء مدة صلاحية عقد الكراء فخسرت مرة أخرى أموال الناس بكرائي مرة ثانية ولم يعد عندي مال لأكمل به ما بدأته فاقترضت مرة أخرى فزادت الأمور تعقيداً عندما أكل مالي أخو صاحب الدكان عند عملي لبعض الأشياء لأني أحتاجها في الدكان، باختصار شديد فقدت مالي ومال الناس حينها ولم أعد أستطيع أن أرد دين الناس فطال الأمر فبدأت الناس تتكلم عني وأنا غائب في بلد آخر مغترب ففكرت أن أعمل أي عمل المهم أن أعيد أموال الناس فتأزمت بي الأوضاع وزاد كلام الناس فأصبحت في نظرهم أنا آكل مال الناس وسارق وكاذب والله الصفات التي لم أترب عليها والتي أنبذها كثيراً كثيراً أصبحت والله أصبحت أرى كوابيس، والحمد لله تجاوزت كل هذه المحن وعدت للعمل وبدأت أعيد أموال الناس شيئا فشيئا حتى لم يبق إلا القليل جداً لنقل أني أكملته، ولكن الأمر تجاوز الحدود عندما تعدت الحادثة سنتين ونسي الأمر وفكرت بخطبة إحدى الفتيات وأكمل نصف ديني بحيث من المعقول سألوا عني كل شيء جيد جداً، الأمر الأخير هي تلك الحادثة سمعوا بها فوالله مشكلة كبيرة وأنا أحب تلك الفتاة ... أعتذر لسماحتك يا شيخنا الفاضل، ولكن أحبها وأتمناها زوجة لي فأخشى أن يسمع ولي أمر هذه البنت بالحادثة التي ترعبني طوال حياتي فأفتوني يا إخوة الإيمان هل أنا كذلك ذو أخلاق ليست بطيبة، هل أنا فعلاً لا أستحق الفتاة، فأفتوني ما العمل في هذه الحالة وخاصة إذا سمع ولي أمر من أتمناها زوجة لي على سنة الله ورسوله؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
من اتقى الله وقاه ويسر له أموره.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بتقوى الله تعالى، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2} ، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4} ، وراقب الله تعالى في سرك وعلانيتك، وأصلح سريرتك يصلح الله علانيتك، واستعن بالله تعالى وتوكل عليه تعالى فمن توكل عليه كفاه، وهو القائل سبحانه: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3} .
واعلم أن كثيراً من الناس قد مروا بمحن مثل التي وقعت فيها أو أشد، وحين صدقوا الله وأخلصوا له هداهم لأرشد أمورهم وفرج كروبهم، وما صدر منك إذا لم يكن على سبيل التحايل على أموال الناس وأكلها بالباطل فلا يؤثر على أخلاقك ولا لوم عليك فيه ولا تعتبر به صاحب أخلاق سيئة، بل لو صدر منك بنية غير طيبة وتبت منه توبة صادقة فإنك أيضا تصير كمن لم يصدر منه عمل غير طيب. وعليه فلا تلتفت إلى كون والد البنت قد يعلم بماضيك، فالمهم أنك أنت لم تنو شرا أو تبت منه.
فائت الأمر من بابه وتقدم لخطبة تلك الفتاة ما دامت ذات دين وأنت ترغب فيها وسييسر الله لك الخير، ولو سمع ولي هذه الفتاة بشيء مما يقوله عنك الناس فوضح له حقيقة موقفك ثم هو بالخيار، ولا تنس أن تستخير الله سبحانه، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار. وفقك الله لما فيه الخير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1428(13/1654)
اختلاف الجنس أو القبيلة لا يبرر رد الخاطب
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي تحيرني منذ أكثر من خمسة شهور والتي أعاني منها كل ثانية وأريد الحل في أقرب وقت ممكن حتى لا أكون من الهالكين، أنا أحببت فتاة لا يتجاوز عمرها 14عاما وهي ليست من قبيلتي ولكن المشكلة في أبيها وأمها لأن أباها صعب جدا وكنت أعلمها القرآن ولا أستطيع أن أتقدم إلى أبيها، وأنا أحبها حبا جما وهي موافقة في نفس الوقت........]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن المقياس الشرعي في اختيار الأزواج هو الدين والخلق، واختلاف الجنس أو القبيلة ونحوهما ليس مبررا لرد الخطاب كما سبق وبينا بالفتويين: 43885، 67371.
وما يمكننا أن نرشدك إليه هو أنك إذا رجوت أن يوافق ولي هذه الفتاة على زواجك منها فتقدم لخطبتها ويمكنك أن توسط إليه بعض أهل الخير فإن وافق فالحمد لله، وإلا فإن النساء غيرها كثير، ولعل الله تعالى يبدلك من هي خير منها، والواجب عليك الحذر من أن يوقعك الشيطان معها في شيء من الفتنة، وراجع في حكم الحب قبل الزواج الفتوى رقم: 4220، وراجع في علاج العشق الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شعبان 1428(13/1655)
الزواج من فتاة قد تختلي في عملها مع رجل
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبتي اخترتها لدينها وحيائها هي تلتزم بحجابها وتعففها وهي تدرس في الجامعة في ميدان المحاسبة ويفرض عليها أن تقوم بتربص في الصيف في مكتب خبير محاسب، وفي هذا العام صارحتني بأنها ستشتغل مع رجل في مكتبه وحدهما، قلت لها هذا يمنعه إسلامنا ولا يتناسب مع حيائك، وقلت لها كيف ترضين لي هذا العذاب وهذا الشعور بالغيرة الشديدة؟ قالت بأنّها تعلم أنّ الخلوة حرام وتشفق لحالي إلاّ أنّها مضطرّة للقيام بهذا التربّص، هي قالت أنّها لا تستطيع التوقف عنه الآن لأنّها تخاف من والدها الذي منعها في أول الأمر من أن تقوم بأي تربص، لتتمكّن من إتمام دراستها، وتريد الهرب من الجو الخانق الذي صنعه والدها في البيت، أوشكنا على الزواج, وهذه أول مرّة تراودني فكرة تركها, استخرت لذلك وها أنا أستشير, أعترف بأنّ هذه الفكرة لا تراودني إلاّ عندما تكون هي في عملها, وعندما أعلم أنّها قد عادت لبيتها أشعر بتحسّن، لذلك أردت التريّث حتى أتبيّن أمري، هي تعجبني في عدّة صفات، والسّؤال هو: ماذا أفعل وقد أصرّت على إتمام تربّصها، هي وعدتني أنّ هذا الأمر حالة قصوى ولن يتكرّر في المستقبل, هل آمن لقولها، وماذا لو كان الأمر وقد تزوّجنا، هي قالت إن كنّا متزوّجين لأطاعتني, ولما حصل هذا الأمر لأنّني كنت سأساعدها على إيجاد تربّص أحسن من هذا، هل من البرّ أن أصدّقها وأصبر حتّى تنهي هذا التربّص أم عليّ أن أقطع الشّكّ باليقين وأبحث عن أخرى أأمن أكثر على دينها وعلى مشاعري، لا أخفي عنكم أنّ مشاعر المودّة والرحمة قد بدأت تأخذ مكانها لقلبي, أحيانا أقول ماذا لو تركتها، عندها يكون أحد الوجهين، إمّا أن تكون صادقة في وعدها وأكون حينئذ قد خسرتها، أو أن تكون غير ذلك فإمّا أن تتزوّج غيري ويصيبه ما كان سيصيبني, أو أن تبقى عانسا, وفي الأمرين شرّ، (إن كان عليّ أن أصبر فكيف آمن من إمكانيّة وقوع أمر سوء في عملها, وإن كنت أستبعد هذا الأمر لعفّتها, إلاّ أنّنا بشر والذي خلقنا أعلم بنا لمّا حرّم هذه الخلوة اللعينة) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من سؤالك أن المقصود بالتربص هو ملازمة هذه الفتاة لخبير المحاسبة، وأن هذا الأمر قد يقتضي خلوته بها ونحو ذلك مما قد لا تحمد عقباه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما. رواه أحمد.
فإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز لها مثل هذا التربص، وعليها أن تجتهد في القيام به مع امرأة متخصصة في هذا المجال أو في مكان لا تحصل فيه خلوة، فإن لم يمكنها فعل هذا أو ذاك فلا يجوز لها الاستمرار فيه إلا لضرورة، والواجب عليها حينئذ الحذر من أن يخلو بها هذا الرجل، وأن تصون نفسها عن كل ما قد يوقعها في الفتنة.
وأما زواجك منها.. فإن كان بقاؤها في العمل مع هذا الرجل لضرورة فلا نرى لك الإعراض عنه ما دامت هذه الفتاة على ما ذكرت من دينها وحيائها والتزامها بالحجاب، والواجب عليك دفع أي شكوك حولها لا تنبني على أساس صحيح، هذا مع العلم بأن الخطبة مجرد مواعدة فيجوز لكل من الطرفين فسخها، وإن كان الأولى عدم فسخها لغير مسوغ شرعي، وراجع الفتوى رقم: 26834، والفتوى رقم: 57601.
وأما إن كان بقاؤها في هذا العمل لغير ضرورة فلا شك أن ذلك يقدح في دينها، وعندئذ فغيرها من ذوات الدين قد يكون خيراً منها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1428(13/1656)
حكم البحث عن زوج في الشبكة العنكبوتية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا منفصلة منذ حملي وعندي بنت عمرها 4سنوات، أدخل مواقع للزواج للبحث عن زوج لأعف نفسي وأتعرف على أشخاص ولم يحدث نصيب إلى الآن لكن في حدود الأدب والاحترام هل هذا حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز لك الدخول على مواقع الزواج ومحادثة الشباب بغرض الزواج ولو بأدب واحترام لما يجره ذلك من فتنة قد تعرض المرأة إلى ما لا تحمد عقباه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول للأخت السائلة: لقد أصبت وأخطأت، أصبت حين بحثت عن زوج يعفك في الحلال وهو أمر تحمدين عليه فليس عيبا في المرأة أن تبحث عن زوج صالح يعفها ولا أن تعرض نفسها عليه للزواج منه، لكنك أخطأت من حيث إن الإنترنت ليس هو الباب الصحيح بل دونه أشواك قد تردي الفتاة، فكم من ذئب هنالك قد نصب شباكه ينتظر وقوع الفريسة لينقض عليها، وكم من ماجدة صالحة قد تاهت في غياهب الإنترنت، وإن من محاذيره ما ذكرته من أنك تتعرفين على أشخاص أجانب عنك ولو كنت تتحدثين معهم كما تزعمين بالأدب والاحترام فإنه والله طريق عظيم للفتنة، وقد يبدأ الأمر بكلام معسول وينتهي بمأساة، ولهذا فعليك ألا تعودي إلى هذا الأمر، ويمكن أن يتم الأمر من خلال عائلتك أو صديقتك أو صحبة المسجد إذا كنت مثلا تشاركين في الدروس العلمية للنساء أو غير ذلك من الطرق الشرعية المأمونة.
ولمزيد فائدة راجعي الفتوى رقم: 10103.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1428(13/1657)
لا يجوز سوء الظن بالمسلم بدون بينة
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أتزوج من امرأة مطلقة منذ مدة من الزمن وأنا أشك أن تكون لها علاقة جنسية حديثة مع شخص آخر كيف أفعل لنزع الشك وهل يحل لي الزواج بها من الآن وأحصنها.
شكرا لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت شكوكك مجرد ظنون لا مستند لها فإن مبنى أمر المسلم على السلامة، فالواجب إحسان الظن به حتى يتبين منه خلاف ذلك، ومما يعين في دفع مثل هذه الشكوك استحضار خطورة سوء الظن وقول الله تعالى: اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12} ويمكنك الإقدام على الزواج من هذه المرأة إن انتهت عدتها من زوجها الأول، ولعلك أن تنال الأجر العظيم إذا نويت إعفافها بهذا الزواج، وأما إذا غلب على ظنك أنها على علاقة مع شخص آخر فالأولى اجتناب الزواج منها طلبا للسلامة، فالسلامة لا يعدلها شيء، وينبغي نصحها وتذكيرها بالله تعالى بسوء عاقبة معصيته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1428(13/1658)
هل تجب طاعة الأبوين في ترك الزواج من امرأة بعينها
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو الإجابه بأسرع ما يمكن.. لقد تعرفت على فتاة منذ ما يقرب من 8 أعوام وقمت بخطبتها منذ أكثر من عام, وذلك بالطبع بسبب عراقيل من أهلي لأسباب كالعمل والدراسة كما هو معتاد مع أغلب الشباب، بدأت الخطبة وبدأ أهلي في محاوله إرغامي على فسخ هذه الخطبة ليس لسبب يتعلق بالبنت ولكن لأسباب تتعلق بالأب والأخ، تارة يقال إن الأب غير اجتماعي ولا يريد هذا الزواج ولا يريدنا أن نناسبه وأنه يتعالى علينا وتاره أنه غير مرحب بنا ولا يودنا وأسباب أخرى، مع العلم بأن أهلي لم يتعاملوا مع أهلها بما هو متعارف من زيارات أو ود بل كان التعامل يقف عند أهلي ولا يردوا معاملة الطرف الآخر (أي من طرف واحد!!) مما خلق بالطبع نوعا من الضيق لدى أهلها، المهم كان من أسباب أهلي أيضا أن أخاها غير سوي وغير ملتزم دراسيا أو كما تعلمون فإنه من أغلب شباب هذه الأيام المغلوبين على أمرهم، المهم أنهم أيضا ادعوا أنه يدمن بل وأيضا يتاجر في ماذا لا أعلم وهو يبلغ 20 عاما فقط، المهم أنهم كانوا يتتبعون كل ما يحيط بها بدون أي خبر واحد يمس البنت وهم يعلمون أنها فعلا على خلق ومتدينة، ولكنهم لا يهتمون بالدين والأخلاق بل يهتمون بالنسب والحسب والجمال، وإذا ناقشت والدي بأنها متدينة وأن رسولنا عليه الصلاة والسلام قال فاظفر بذات الدين فإن رده وهل هي عالمة أو شيخة أو قديسة أو ملاك فلتبحث على أخرى!!! ولا يهتم بما أعرفه وما يجعلني أستريح لها وأرغب في الزواج بها، ولكنه يهتم فقط بكلام أمي وكلام الناس الذي هو بالطبع مشين للأسف وبدون أي دليل!! المهم توفي الأب وظننت أن مصائب قوم عند قوم فوائد وأن الأمر قد انفرج، ولكنهم أبوا إلا أن يفسدوه تماما وحجتهم الجديدة القديمه هي: الأخ ... ادعوا أنه راسب وسوف يفصل من دراسته, تأكدت فعلمت أنه لم يرسب وتبقى له سنة واحدة على تخرجه أي أنه لم يرسب في أي عام، يدعون الآن أيضا أنه يرهب إخوته في المنزل ويضربهم ودليلهم على ذلك كلام بعض الجيران الذين هم على حسب معلوماتي وما رأيت لهم علاقة جيدة بهم، أنا إلى الآن لا أجد نهايه لهذا فهم لم يأتوا بأمر واحد يشين البنت لأنهم لا يستطيعون لأنه لا تشوبها شائبة ويعلمون، ذلك وأخبرتهم إن كان ذنبها بعض العيوب في أهلها فإن الله تبارك وتعالى قال "ولا تزر وازرة وزر أخرى" المشكله أن أمي تريد تزويجي لأي من أقاربها بأي شكل تريد أن تناسب أقاربها هي ووالدي لا يوجد لديه أي مانع إلا هذه البنت، فما ذنبها وما ذنبي في هذا الصراع وهم يعلمون بأني أريد أن أتزوج بها هي ولم أر أي دليل على صدق ادعائاتهم على الأب أو الأخ!! وعلى ذلك فإنهم يرفضون تصديق كلامي، أنا ابنهم البالغ 26 عاما ويصرون على تصديق أي كلام آخر يسيء لهذا الزواج، وأنا لا أقبل بأن أعامل كأني طفل في ما يخص مستقبلي ولا أن أكذب من أهلي فما حكمكم في هذا؟ إن أبي لا يقبل بعقد القران مع والدها وهو الآن قد توفي وأبي الآن لا يقبل أيضا لماذا التسلط والتحكم في علاقة الابن بأهله باستغلال بر الوالدين لماذا، ف أفيدوني أنا ومن هم مثلي كثيرون ممن يتحكم أهلهم في مصائرهم بأمور دنيوية، وعند المناقشة معهم يرجعون الدين ببر الوالدين أيرضى الله هذا.. أهكذا يكون بر الوالدين أهكذا تكون علاقه الأبناء بأهلهم ... أيرضى الأهل لابنتهم أن تشوه سمعة بنت بلا دليل سوى أمور دنيوية رخيصة ويرفضوا ويتناسوا كلام الله ورسوله ولا يتشبثوا بالدين إلا عند مطالبتهم بحق لهم!!!!! هذا الأمر حدث معي أيضا في عملي بسبب تسلطهم أيضا معي أضاعوا مني كثيرا من الفرص التي أندم عليها، ف أفيدوني.. أيرضي الله هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
طاعة الوالدين واجبة في المعروف ومن ذلك طاعتهما في ترك الزواج من امرأة بعينها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله تعالى قد أمر بالبر بالوالدين والإحسان إليهما حيث قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا {الأحقاف:15} ، وقال تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15} ، وبناء عليه فإذا كان والداك أو أحدهما يرفض الزواج من تلك الفتاة بعينها ويأمرك بالبحث عن غيرها فتجب طاعته، وننصحك بألا تعلق نفسك بها، وتبحث عن غيرها، فالنساء سواها كثير، واحرص على بر والديك، ففي ذلك خير كثير، وابتعد عما يسخطهما فالعقوق محرم وكبيرة من كبائر الذنوب، والغالب على الوالدين البحث عن مصلحة الابن والشفقة عليه.
مع التنبيه على أنه لا تلزمك طاعتهما إذا أمراك بالزواج ممن لا ترغب فيها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد فلا يكون عاقاً كأكل ما لا يريد.
وينبغي للوالدين إعانة الأبناء على البرور والطاعة، ويحسنا استخدام ذلك ويبتعدا عن أمر الأبناء بما يشق عليهم أو يحملهم على العقوق، وراجع الفتوى رقم: 96131، والفتوى رقم: 20319.
ولا يجوز لأهلك تشويه سمعة تلك الفتاة ولا تشويه عرضها، فكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، وراجع الفتوى رقم: 95762.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1428(13/1659)
حكم اعتراض الأم على زواج ابنها من قتاة يرغبها
[السُّؤَالُ]
ـ[أعجبت بفتاة وسألت أهلي عنها فلم يعارضوا وأخبرني مقرب لي أنه يجب علي الذهاب إلى أهلها.. ومقابلتهم بمفردي في بادئ الأمر بحجة أن العائلتين لا يعرفون بعضا، وسألت والدي حيث إنه مقيم في السعودية فلم يعارض، وحدث بالفعل وكان أهلها في منتهى الأدب معي ولم نتفق على أي تفاصيل وكان طلبي الاتفاق على التفاصيل في وجود الأهل.. وبعد رجوعي إلى المنزل وجدت والدتي غاضبة من هذا التصرف فأخذت فترة طويلة لكي أرضيها حتى رضيت وأخبرتها أن تستخير الله ولكنها ماطلت قليلاً ... ولم تبد رفضا، وسافرت إلى عملي في دولة الإمارات وبعد فترة قد توطدت فيها علاقتي بتلك الفتاة تفاجئني أمي بأنها غير راضية وغير موافقة ... فاضطررت إلى قطع العلاقة مع تلك الفتاة.. ولكنني مازلت أريدها في حلال الله، ورغم كل هذا لا أريد إغضاب والدتي فماذا أفعل ... مع العلم بأني الآن متضرر نفسيأً بدرجة عالية.... أفتوني؟ جزاكم الله خيراً.
ملاحظة: وقد نسيت أن أذكر أن أمي قد استمعت إلى إحدى السيدات اللاتي أسأن إلى عائلة الفتاة التي أرغب في خطبتها، وقالت عنهم إنهم طماعون وماديون فأعتقد أن والدتي قد تسرعت في الحكم عليهم وقد طلبت منها ألا تتسرع في الحكم حتى تجلس إليهم وتسمع منهم ولكنها رفضت رفضا باتا بحجة أني ذهبت بمفردي في بادئ الأمر، ولا أدري الآن ما أفعل وأنا في أشد الضرر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يحق لأمك أن تمنعك من الزواج بمن يرضى دينها، ولا تجب عليك أنت طاعتها في ذلك إذا كان منعها لك من الزواج لغير مسوغ شرعي أو مقبول عادة، ولا سيما إذا كان يلحقك بذلك ضرر، مع نصحنا لك بالحرص على ما يرضي أمك ومحاولة إقناعها بالقبول ... ونسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك ويزيدك حرصاً على البر بوالديك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1428(13/1660)
لا ينبغي رد الخاطب ذي الدين والخلق لتدني مستواه التعليمي عن المخطوبة
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي رجل رضيت دينه وخلقه لكن مستواه التعليمي أقل مني، بالنسبة لي لا أهتم لهذا الموضوع، لكن قيل لي إن عدم التوافق يسبب حساسية بين الأزواج وقد يسبب عقدة عند الزوج، فبم تنصحوني؟ شكرا. ً]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا ينبغي رد الخاطب الذي يرضى خلقه ودينه بسبب تدني مستواه التعليمي عن مستوى مخطوبته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت قد رضيت بمن تقدم لخطبتك ديناً وخلقاً فينبغي لك قبوله ولو كان مستواه دون مستواك التعليمي، فإن أهم المواصفات المطلوبة في الزوج والزوجة هو الدين والخلق، وما عدا ذلك صفات كمالية إن وجدت فبها ونعمت، وإن لم توجد فليست عيباً يمنع قبول الشخص المتقدم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... رواه الترمذي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1428(13/1661)
حكم الزواج بامرأة أهلها متأثرون بالصوفية
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه، تقدمت لخطبة فتاة من الأقارب من أهل السنة والجماعة ولكنهم متأثرون بالصوفية، لأن لهم مسجدا في منطقتهم والسنة في بلدهم مضطهدون، ولكن من طرقهم عدم الرقص في الموالد، والرجال يحضرون الموالد يقرؤون القرآن والأذكار، والنساء في البيوت يتعازمون ويهنئون بعضهم البعض، حسب ما عرفته يسمى مكانهم الكلتاوية، ولكن أنا لا أعلم إلى الآن هل قامت البنت بشيء يدخلها الشرك كدعاء أموات مثلاً أو الطواف على قبورهم، وإذا كانت لم تفعل وهي قالت لي بأنها لم تفعل، فهل مجرد اعتقادها بهذه الأمور فقط دون الفعل تأثم، أنا محتار وأود أن أطمئن فقط لأن هذا الشيء يدخل في العقيدة، أود من فضيلتكم التالي.... ما هو المطلوب مني تجاهها حالياً، فأنا قمت بنصحها وبيان أن ما يفعله أهلها خطأ، وهي تعلم ذلك وتعرف أن عندهم كثير من البدع وهم إذ يحضرون ويفعلون على جهل فهم عندهم الجهل الكثير في أمور الدين، أود أن أفعل شيئا لكي أرتاح بعدها من هذه الناحية؟ وجزاكم الله خيراً.. وأتمنى وضوح الرسالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن من أهم ما ينبغي أن يكون محل اهتمام الرجل من المرأة التي يريد الزواج منها هو دينها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ... فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأساس الدين سلامة المعتقد.
ولكن من المعلوم أن الغالب في عوام المسلمين عدم معرفتهم بتفاصيل عقائد الصوفية، وقد يمارسون شيئاً من الأمور الشركية أو البدعية جهلاً منهم بأحكامها، وربما إذا وجدوا من يبين لهم الحق بأسلوب حسن رجعوا إلى الحق، وقد ذكرت عن هذه الفتاة اعترافها بخطأ ما يمارسه قومها، إضافة إلى أنك لا تعلم أنها تفعل شيئاً من تلك الممارسات، بل على العكس من ذلك وهو أنها ذكرت لك أنها لا تفعل شيئاً من ذلك، وعليه فالذي نراه أنه إذا علمت من حال هذه الفتاة أنها ستستجيب لنصحك وتوجيهك بعد الزواج، فأقدم على الزواج منها بعد أن تستخير الله تعالى في أمرها، وسيقدر الله تعالى لك ما فيه الخير بإذنه سبحانه، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 19333، والفتوى رقم: 31043.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1428(13/1662)
لا ترفض ذات الدين والخلق لأمر غيبي قد لا يحدث
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أريد الزواج وتم عرض فتاة علي للزواج بها بالطريقة الشرعية وأعجبتني ولكن أباها ضخم الجثة وأمها سمينة جداً وقصيرة وأخواتها بين هذا وذاك، ولكنها هي مختلفة رفيعة ومعتدلة المعالم، فهل يجوز شرعاً أن أفكر بأن قد يخرج لي طفل يشبه عائلة زوجتي وأنا حقيقة غير راض، فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعيار الشرعي لاختيار الزوجة قد بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وبالتالي فإذا كانت الفتاة المذكورة على خلق ودين فنرى أن تتزوج بها، وكون ذريتك قد تشبه عائلة زوجتك فهذا أمر غيبي وقد لا يحصل، وينبغي أن يكون اهتمام الشخص بالأمور الجوهرية التي لها تأثير حقيقي على دينه وخلقه، وليس الأمور الشكلية التي لا تنفع وحدها، ولك عدم الزواج من تلك الفتاة إذا لم تشأ ذلك.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 2742.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1428(13/1663)
النساء غيرها كثير
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أطرح لكم قصتي وسؤالي: أنا شاب عمري 22 عاما، من إحدى بلاد الشام درست بالجامعة وتخرجت وعندما كنت بالثانوية العامة أحببت فتاة كانت هي بنت خالي وكانت تصغرني بسنة ولا تدرس منذ المرحلة المتوسطة المهم أنني صارحتها بالأمر من البداية وكانت مترددة كثيرا في بداية الأمر حيث كانت تقول إنني صغير ومشواري للزواج طويل أمامي، ولكنني لم أستطع أن أتركها بعد ذلك وأصررت خلفها أنني سأنجح بإذن الله في ذلك إلى أنها وافقت على شروط منها عدم تدخل أحد في حياتنا ولا في أي شيء منها حيث إنني وعدتها وبإصرار على ذلك لأني لا أحب المشاكل أيضا مثل ما تريد وخصوصا أنني أعيش في أسرة تكثر فيها المشاكل بين أقاربي, ولكن كانت طوال فترة دراستي أحيانا أتكلم معها ويكون الحديث والله عن كيف سأبني حياتي وكانت ولا أخفي ذلك تتردد كثيرا عندما يحدث مشكلة بين أقاربي فأصر عليها أننا ليس لنا دخل بما يحدث وأننا لن نتدخل في هذه الأمور فتقتنع بذلك وأؤكد عليها بذلك فترضى وأنا أعدها أنني متى ما أنهيت من دراستي سوف أخطبها وكنت طوال هذه الفترة أقول لها إنني سأخبر أهلي بالموضوع فترفض بتاتا وتحتج بأنه بالوقت المناسب يكون ذلك وأن الوقت ليس مناسبا وأنه قد تحدث الآن مشاكل بسبب هذا الأمر لذا يؤجل لوقته أفضل وأنا أقنع بكلامها, وقد تعلقت بها كثيراً جداً، مع أنني كنت أكلمها قليلا جداً وكنت أحرص دائما في الحديث معها في حل مشاكل الأسرة حتى أنها كانت تقصر في دينها وخصوصا في الصلاة فكنت لا أتردد في ذلك بل أكلمها وأنصحها بذلك وأصر عليها حتى أنها تتحسن في هذا الأمر وأحيانا تقصر وأرجع إلى نصحها حتى في كل شيء وكان كل هذا يقربني منها والله بالخير حيث إنني أشعر أنها المرأة التي بإذن الله ستكون المرأة الصالحة في حياتي وأنني سأبذل كل ما في وسعي لنصحها وإرشادها حتى تكون من الصالحات الملتزمات فكان كل يوم يمضي في حياتي وأنا أنصحها نصيحة أو أحل لها مشكلة تدخل والله في روحي إلى أنني عندما أفكر بالزواج لا أفكر إلا فيها بأنها المرأة الطاهرة الصالحة بإذن الله حتى والله أنني طوال تلك الفترة كنت أدعو لها دائما بالهدى والصلاح وأن لا يحرمني الله منها وأن يجمعنا الله بالخير وأن يكون حبي لها طاهرا صادقا وأن تكون هي كذلك, مضى هذا الحال إلى أن أكرمني الله وتخرجت وسافرت إلى إحدى الدول الخليجية لأعمل ووفقت والحمد لله في عملي وقبل ذهابي أخبرتها أنني بإذن الله سأرجع بأسرع وقت بعد أن أتم بعض الأمور المالية لأخطبها وتكون علاقتنا شرعية وأنني لن أتخلى عنها وشرحت لها أنني تعلقت بها كثيراً ولو تركتني سيحدث لي شيء غير طبيعي حيث إن روحي تحدثني بصدق والله بها, فلم يكن لها مانع وأخبرتني أنها ستصبر, وبعد مضي حوالي ثمانية شهور من سفري أخبرت أختي وهي عائدة إلى بلدي بكل شيء وأخبرتها أن تخبر أمي بذلك وأن تذهب لخطبتها لأن أمي كانت هناك وأن تخبر ابنة خالي بذلك وبعد يومين من سفر أختي اتصلت بابنة خالي لأخبرها بأنني أخبرت أختي بكل شيء وأنها ستخبر أمي وأخي الكبير ليخطبك لي، ولكن كانت المفاجأة بأن كان ردها بالرفض، لماذا حين سألتها قالت لي بأنها لا تقدر أن تفكر بي وأنني أصبحت مثل أخيها فلا تستطيع أن تفكر بالزواج مني ولا تستطيع أن تتخيل أننا سنكون في خلوة لوحدنا وأنها لن تكون هي سعيدة معي لهذا التفكير الذي ببالها فصعقت لهذا وأخبرتها بكل احترام بأن هذا الشيء حرام فأنا غريب ولا يصح أن تفكري بهذا الأمر وأن السعادة من الله وأخبرتها بأنها لن تستطيع أن تفكر بهذا الأمر فكل هذه الأمور لا يمكن أن تكون إلا بعد الزواج بإذن الله وأن هذه الأمور عاطفية ستظهر بعد الزواج فلا يمكن لي ولا لك بأن تفكري فيها.. المهم حديث طويل جرى معها فلم ترد لي جوابا وقالت لي بأنها سترفض وأنها حسمت الأمر مع نفسها وأنهيت المكالمة وأنا مشتعل من داخلي فوالله صارت كل تلك الفترة تجري في شرايين دمي من شدة ثقتي بها وإخلاصي لها وأنا الآن ما زلت أحاول بالرجوع عن رأيها وذلك بأنني كلمت أختي هناك وسأتكلم مع أخيها لينصحها بذلك ومع ابنة خالتي كذلك، وأقول لكم حفظكم الله أنني إستخرت الله عدة مرات فلم يظهر لي شيء وكنت مرتاحا جدا لها إلى أن حدث هذا الأمر وأنا ما زلت أدعو الله ومتوكل عليه, والآن لا أعرف ماذا أفعل، وأريد أن أسأل أولا أنني تعقلت بها جداً جداً وأخشى أن يحدث لي مكروه إن تركتني لأن هنالك أناسا يأتون لخطبتها وأخشى أن تتزوج وتتركني فماذا تنصحونني, وأن كلامي مع أختي وأخيها هل هو الاستعانه المشروعة, وفي حال كلمت أباها بما فعلت بي فهل من الشرع أن يزوجها لي بغير إرادتها، فأرجو أن ترشدوني وتفتوا لي بالأمر بأسرع وقت، فعسى الله أن يجزيكم عن كل نصح وإرشاد وفتوى للمسلمين خير الجزاء، فأنتم دليل لهذه الأمة، والله يحفظكم ويرعاكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فابنة خالك تعتبر أجنبية منك قبل عقد النكاح الشرعي، وبالتالي فلا يجوز لك ما كنت تفعله معها من كلام ومناقشة لبعض الأمور وحل بعض المشاكل، فعليك الابتعاد عن الاتصال بها ومناقشة أمور الزواج أو غيرها معها مع المبادرة بالتوبة إلى الله والإكثار من الاستغفار.
وما دام قلبك متعلقاً بتلك الفتاة وكانت هي على خلق ودين فلك أن تقنعها بقبول الزواج منك بواسطة الاستعانة بأخيها أو بأختك أو غيرهما ممن له تأثير عليها، فإن أصرت على رفض الزواج منك فننصحك بنسيانها والإعراض عنها خصوصاً بعد تصريحها بكونها لن تكون سعيدة بصحبتك كزوج لها بل تعتبرك بمثابة الأخ، فالنساء سواها كثير، والخير فيما اختاره الله تعالى، فأشغل نفسك بذكر الله تعالى عن ذكرها، وأقبل على الله فسيشرح صدرك ويذهب همك وغمك ويشغلك به عنها سبحانه وتعالى، فابحث عن غيرها ممن تتصف بالخلق والدين، مع الاستخارة الشرعية والإكثار من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى خصوصاً في الأوقات التي يظن فيها استجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل وأثناء السجود ونحوهما.
وبناء على القول الراجح فلا يجوز للأب أن يزوجها منك بغير رضاها، وإن أكرهها على ذلك فقد لا يثمر هذا الزواج السعادة والألفة بينكما، وراجع الفتوى رقم: 98246، والفتوى رقم: 31582.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1428(13/1664)
كثرة رفض الأهل للخطاب يحمل الشباب على عدم التقدم لابنتهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا آنسة عمرى 28 عاما جامعية ومثقفة ومتدينة والحمد لله كنت دائما متفوقة في الدراسة إلى أن التحقت بإحدى كليات القمة العملية وكنت وقتها وإلى الآن مثار إعجاب كل المحيطين بي من الأقارب والجيران، لكني تعثرت قليلا في الجامعة ولم أستمر بنفس التفوق وحصلت على البكالوريوس وذلك منذ 5 سنوات وأشعر بعدم التوفيق في حياتي فأي موضوع مثل الدراسة أو العمل أو الزواج لا يكتمل مع أنني ولله الحمد لا ينقصني أي شيء، لكننى لاحظت أنني أتأثر بالحسد بسهولة خاصة من بعض السيدات وذلك بعد عدة مواقف حدثت أنا أشعر بذلك، لكن لا أستطيع الجزم وعند قراءتي للقرآن خاصة المعوذات أشعر بالتثاؤب وتنهمر الدموع من عيني لا إراديا وأيضا عند الصلاة وقد قمت بالعلاج بسورة البقرة لمدة شهر تقريبا مع المحافظة على الأذكار والرقية الشرعية وحدث بعض التحسن فى أمر الحصول على عمل لكنني أشعر بضيق دائما وأننى متعبة وحزينة وتحدث لي مواقف غريبة فمثلا بعد أن تم إخبارى أنه تم تعيينى فى وظيفة بشركة حكومية وأثناء تجهيزي الأوراق عادوا وأبلغوني بأنه حدث خطأ من الموظف المختص وأنه لم يتم تعييني وهذا شيء غريب جداً لا أجد له أي تفسير، أيضا حدث أكثر من مرة أن يتقدم لي أحد الأشخاص عن طريق الأسرة أو المعارف وبعد تحديد موعد لزيارتنا مع الأهل لا يأتي وذلك دون أن يراني هو أو أي أحد من أسرته، علما بأننا عائلة محترمة ومتدينة ومستوانا الأدبي والاجتماعي جيد وإن كان المستوى المادي متوسط، فهل من المعقول أنه حتى الآن لم يدخل إلى بيتنا ولا خاطب واحد، وجميع المواضيع السابقة كانت مجرد حوارات تتم بين أهلي ومن يتقدم أو بالأصح أهله دون أن تتم أي زيارة لسبب لا أفهمه، أود الإشارة إلى أنه عندما كنت في مرحلة الدراسة كان أهلى يرفضون فكرة ارتباطي وكان يتم رفض كل من كان يتقدم لي حتى دون إخباري بالأمر وذلك بحجة عدم إشغالي عن دراستي، أما الآن فأمي قلقة من عدم زواجي إلى الآن بعكس ما كان يحدث في السابق، فخلال السنتين الأخيرتين لم يتقدم إلا 3 أشخاص مؤهلهم متوسط ولا أعلم شيئا عن تدينهم وإن كانت أخلاقهم جيدة لكنى أيضا متمسكة جدا بشرط المؤهل العالي والثقافة بجانب الشرط الأساسي وهو الدين والخلق، وإلا فما فائدة الوقت والجهد الذى بذلته للحصول على مؤهلي العلمي، أيضا تكثر الخلافات الأسرية في بيتنا وأشعر بالضيق من البيت وأتعامل بعصبية مع من فيه مع أني فى الخارج علاقتي جيدة بمن حولي، سؤالي هو: هل ما أنا فيه شيء طبيعي، أم حسد، أم مرض، أم ماذا، وما هو الحل لما أنا فيه، وهل أنا أخطأت في شيء؟ آسفة للإطالة وأرجو إرشادي لما فيه خير الآخرة أولاً ثم الدنيا ... وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على استقامتك على الحق، ونسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك ويوفقك لكل خير، وبخصوص ما ذكرت من تعثرك في الحصول على وظيفة وتأخرك في الزواج وعدم إقبال الخطاب فلا سبيل لنا إلى الجزم بسبب معين له، ولا يبعد أن يكون الأمر مجرد ابتلاء، وقد يكون هنالك نوع من السحر ونحوه، فنوصيك بأمور ومن أهمها الصبر، فهو مفتاح للخير، وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 56472.
ونوصيك أيضاً بالاستمرار في تلاوة القرآن وخاصة سورة البقرة والمحافظة على الأذكار الشرعية مع الإكثار من الدعاء ولا سيما في الأوقات والأحوال التي تكون الإجابة فيها أرجى، وسيأتيك ما هو مقدر لك بإذن الله، وننبهك إلى أن إصرارك على شرط المؤهل العالي كشرط فيمن يتقدم للزواج منك أمر لا ينبغي وقد يعيقك كثيراً في سبيل الحصول على زوج، نعم لا بأس بأن تطلبي نوعاً من المقاربة في المستوى، وههنا أمر آخر وهو أن كثرة رد الأهل للخطاب قد يحول بين الشباب وبين التقدم لخطبة ابنتهم، وهذا مما قد يغفل عنه كثير من الناس، فينبغي التنبه، وتراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 71454.
وأما حدوث الخلافات داخل الأسرة الواحدة فمما لا ينبغي، والخير كل الخير في تحري الحكمة في حلها، وأما العصبية ونحوها فمما تزداد به المشكلة تعقيداً، والواجب الحذر من أن تؤدي بك هذه العصبية إلى الجناية على أحد من أفراد الأسرة ولا سيما الوالدان، ويمكنك أن تراجعي في سبل علاج الغضب الفتوى رقم: 8038.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شعبان 1428(13/1665)
في طاعة الأم وإرضائها الخير الكثير
[السُّؤَالُ]
ـ[قد سبق لي مراسلتكم عدة مرات وحول الكثير من المواضيع وقمتم مشكورين بالرد على جميع الأسئلة ... وجزاكم الله عنا كل الخير، أنا سؤالي في الإجمال هو أن العريس الذي تقدم لي وكان يعاني من مرض الهربس، مازال يريد الزواج بي وأنا مترددة، فهل في حال موافقتي عليه لمجرد إعفاف النفس ومنعها من الوقوع في الحرام هل يصح ذلك، كما أن أمي دائما تلح علي بالموافقة عليه، هل أيضا من الممكن أن ترى أمي ما لا أراه أنا، بالإضافة إلى ذلك أنا صليت الاستخارة كثيراً وكل مرة كانت النتيجة عدم الاتفاق، ولكن مازال الموضوع موجودا، فهل أتوكل على الاستخارة بأن الموضوع يتعقد وأنهي الموضوع، أم ماذا أفعل، كذلك فإن التحاليل أثبتت أن المرض تقريبا غير موجود لديه ومناعته أصبحت قوية للمرض مع أخذ الفيتامينات والأدوية، فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج إن شاء الله تعالى في موافقتك على الزواج من هذا الرجل، وقد تؤجرين بقصدك إعفاف نفسك ومنعها من الوقوع في الحرام، وما دامت التحاليل الطبية قد أفادت بإمكانية أن يكون هذا المرض قد زال فهذه علامة خير، ولعلك بالاستجابة لرغبة أمك في زواجك منه يجعل الله عز وجل لك من هذا الزواج الخير الكثير، فإن رضى الأم قد يكون سبباً في جلب الخير والبركة، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} ، ولا بأس بأن تكرري الاستخارة، وإذا لم يكن في هذا الزواج خير لك فإنه لن يتم ما دمت قد استخرت الله تعالى فيه، وراجعي الفتوى رقم: 35920.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1428(13/1666)
قبول من تقدم للزواج أولى من انتظار الرافض المتردد
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد تقدم لخطبتي رجل متزوج ويكبرني بـ 12 سنة وفي نفس الوقت تعرفت على ابن أخت صديقتي وهو يريدني ولكن لم يبح بذلك فعندما فاتحته خالته بالموضوع رفض رغم أنه يريدني.فما رأيكم هل أنتظر هذا الشاب لأن يستقر على رأي صحيح أم أقبل بهذا الرجل والذي زوجته رفضت الموضوع كليا وطلبت منه لو يتزوج عليها سوف تترك بناته ولكن هو أراد أن يتزوج لعدة أسباب لأنها متسلطة ولأنها لم تعطه حقه كزوج.أكرر هل أنتظر الشاب أم أقبل بهذا الرجل وأنهي الأمر كليا لأني تعبت في التفكير ولم أجد حلا.أريد الرد في أقرب الآجال.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان ذلك الرجل الذي تقدم لخطبتك مرضيا في دينه وخلقه فانكحيه ولا يضرك كونه متزوجا بأخرى فإن الشرع قد أباح التعدد حيث قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ {النساء: الآية3} ونحسب أنه إذا كان ذا خلق ودين فسيعدل إن شاء الله بينك وبين زوجته الأخرى، وأما الشاب الثاني فقد ذكرت رفض التقدم لخطبتك عندما فاتحته في ذلك صديقتك التي هي خالته فعلام الانتظار إذن، ولا يسعنا في نهاية الجواب إلا أن ننصحك بألا تفوتي الفرصة التي واتتك مادام المتقدم إليك ذا خلق ودين، ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 5250، 2852، 4955، 2967، 2600، 58300.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1428(13/1667)
هل يمتنع عن حضور خطبة وزفاف أخته لكون خطيبها تاركا للصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لأختي شاب لخطبتها إلا أن هذا الشاب تارك للصلاة ومستهتر وحسب تقديري لا يتوفر فيه شرطا الدين والخلق، حاولت إقناع أهلي وأختي برفض هذا الشاب إلا أنهم لم يقتنعوا لعدم حضور الوازع الديني بالقدر الكافي في حياتهم، سؤالي هو: هل يجوز لي عدم الحضور في الخطبة والزفاف وعدم المساهمة بالجهد ولا بالمال، وهل في مشاركتي معصية للخالق وإرضاء للمخلوق، أرجوكم أفيدوني أني في حاجة لقول الشرع في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيراًُ.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت إذ سعيت في منع زواج أختك من ذلك الرجل التارك للصلاة، وحيث إن أهلك قد رضوا به زوجاً ولم يستمعوا إليك، فنصيحتنا ألا تجعل ذلك مانعاً من المشاركة في عرس أختك والوقوف بجانبها، واحرص على أن يكون العرس خالياً من المنكرات واجتهد في دعوة ذلك الرجل بالحكمة والموعظة الحسنة فلعله يتوب ويقيم الصلاة، والله نسأل أن يعينك ويسدد خطاك، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 75700، والفتوى رقم: 6061.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1428(13/1668)
رفض الأب تزويج ابنته لمرض بالخاطب ليس من العضل
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لأختي شاب ذو خلق وجامعي ويعمل في وظيفة جيدة ولا توجد قرابة بين الأهل، ولكنه مصاب بالسكري النوع الأول (يحقن نفسه بالأنسولين) .. والدي كان متحفظا جداً ورفض الزواج دون أن يجرح مشاعره.. وسبب التحفظ أنه يوجد احتمال ولو بسيط في انتقال المرض للأبناء ومضاعفات المرض الكثيرة والتي تظهر حتما لاحقا.. أبي يؤمن بالقدر ولكنه دائما يقول إن الله وهبنا عقلا لنفكر به.. المشكلة أن أختي مقتنعة تماما وتقول أنها هي من ستتزوج وليس نحن.. وسبب اقتناعها على حسب ما تقول أنه منتظم في العلاج والمضاعفات تصيب فقط غير المنتظمين.. سؤالي هو: هل والدي مخطئ ويجب أن يوافق ... ملاحظة: أختي عمرها 23- والدي متدين ولديه درجة الدكتوراه- والدتي أيضا وإخوتي لديهم نفس التحفظ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تصرفات الآباء في أولادهم محمولة على السداد والمصلحة وذلك لما جبلوا عليه من الحنان والشفقة والحرص على المصلحة لأولادهم، سواء كان ذلك يتعلق بنظرهم فيمن يزوجون له بناتهم أو بالنظر في أموالهم التي لا تزال تحت مسؤوليتهم أو غير ذلك، وعليه فإذا لم يوافق والد البنت على زواجها ممن يرى أنه لا مصلحة لها فيه لكونه ضعيفاً أو مريضاً أو لأمر آخر متجه فإنه لا يعد عاضلاً ولا سيما إذا كان الأب من أهل الصلاح.
وبالتالي فليس من حق البنت أن تخرج عن ولايته وتطلب من غيره من قاض أو ولي آخر أن يزوجها، جاء في حاشية العدوي على شرح الخرشي لمختصر خليل وهو أحد الكتب المعتمدة في المذهب المالكي عند الكلام على مسألة ما إذا رد الولي الكفء الذي تقدم لابنته لعذر يراه الولي وادعت البنت أنه لا عذر لوالدها قال: وإن ادعى عضلها لعذر وادعت هي عدمه فالقول قوله، وعليها إثبات الذي تدعيه وهذا إذا كان من أهل الصلاح وإلا سأل -أي القاضي- الجيران.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1428(13/1669)
ليس من موانع الزواج المعتبرة فارق السن أو القرابة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة وحاصل على مؤهل جامعي ارتبطت بفتاة تكبرني بسنتين وحاصلة على مؤهل متوسط، وأنا مرتبط بها عاطفياً، علماً بأنها من أقربائي، ولكن أهلي يرفضون ذلك تعللاً بأن مؤهلها متوسط وبكبر سنها بالإضافة إلى أنها من أقربائي الأمر الذي يترتب عليه مشاكل وراثية مستقبلاً، مع العلم بأنني أريد الزواج بها، فما العمل أفتوني أثابكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أولاً أن تكف عن تلك الفتاة وتترك ذلك الارتباط العاطفي حتى تعقدا عقد نكاح شرعي فالإسلام لا يقر مثل تلك العلاقات المحرمة ولا يبيحها ولو كانت بنية الزواج، لما بيناه في الفتوى رقم: 10522، والفتوى رقم: 33959.
وأما ما يعترض به الأهل من كبر سنها وقرابتها وغيرها فهي أمور لا ينبغي أن تكون عائقاً وسبباً لرفض الزواج منها، لما بيناه في الفتوى رقم: 51803، والفتوى رقم: 8019.
وبناء عليه، فإن كانت الفتاة ذات دين وخلق، فينبغي أن تحاول إقناعهم بها فإن أجابوك إليها فبها ونعمت، وإن لم يوافقوا وكانت أسباب رفضهم هي ما ذكرت أو ما يشبه مما ليس لهم فيه غرض دنيوي صحيح ولا مطلب شرعي فلا تجب طاعتهم في ترك الزواج منها، مع أننا لا ننصح بأي أمر يغضب الوالدين وخصوصاً إذا لم يترتب على تركه ضرر للولد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1428(13/1670)
المرأة المصرة على إقامة علاقة غير شرعية مع الرجال ليست ذات دين
[السُّؤَالُ]
ـ[لم يتم الرد على سؤالي والمتعلق بأني أحببت فتاة وأريد خطبتها، المشكلة أني رأيتها مع شخص آخر، وأنا على ثقة بأنها أخطات وتابت مع العلم أنها لم تفعل شيئا معه.
سؤالي هل يجوز لي أن أتقدم لخطبتها أم لا.
بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في خطبتها والزواج بها إذا كانت قد تابت إلى الله تعالى وأنابت إليه، أما مع عدم التوبة فلا ننصح بالزواج منها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فاظفر بذات الدين تربت يداك. أي لصقت يداك بالتراب إن لم تفعل، ومعلوم أن المرأة التي تصر على إقامة علاقة مع الرجال امرأة غير ذات دين، وراجع الفتوى رقم: 2742.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1428(13/1671)
لا حرج في زواج الشاب من المطلقة عدة مرات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم زواج شاب بامرأة مطلقة مرة أو أكثر ولها أولاد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في ذلك لأن الزواج بالمرأة المطلقة جائز شرعاً، مطلوب واقعاً لكثرة المطلقات، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة امرأة لم يكن منهن بكر غير عائشة رضي الله عنها، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا إلى نكاح الأبكار ورغب فيه كما في قوله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، حينما أخبره أنه تزوج ثيباً: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك. رواه البخاري في الصحيح، وفي رواية لمسلم: فهلا بكراً تلاعبها.. لا يعني أن زواج الثيبات غير مشروع أو أنه مرغوب عنه في جميع الحالات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1428(13/1672)
مدى وجوب الوعد بالزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سؤال لسيادتكم ... أنا شاب أبلغ من العمر 26 كنت أتابع دراستي بالجامعة، حينها ربطت العلاقة بيني وبين ابنة عمي كنا نلتقي دائما في أغلب الأوقات، وذات يوم اختليت بها وأدى ذلك بطرح يدي على ثدييها وبدأت أقبلها هنا وهناك وتتوالى الأيام ونحن على تلك المعصية، ذات يوم أحسست بالذنب فطلبت مني الزواج.... صراحة أحسست بالذنب أنا أيضا وندمت كثيرا على ما فعلت, فواعدتها بالزواج، منذ تلك الفترة وأنا أعتبرها أجنبية عني والتزمت ولله الحمد لكن مع توالي الأيام انقلب ذاك الحب الذي أكنه إليها إلى عداوة، فأصبحت أنفر منها لدرجة أنني لا أكلمها أبداً وأن التقينا في الطريق.... وشاورت والدي في الزواج بها فأجابوني بالرفض.... أنا الآن حيران هل أفي بالوعد وأتزوجها رغم أنني أصبحت لا أحبها أم لا، أجيبوني جزاكم الله عنا خيراً، فأنا في حيرة من أمري خاصة أن الوفاء بالعهد واجب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نهنئك على ما من الله به عليك من الالتزام، ونوصيك بالتوبة الصادقة مما سبق، ونفيدك أن الوفاء بوعد الزواج ليس واجباً؛ بل يجوز للخطيب أن يفسخ الخطبة المعتبرة شرعاً إذا كان لمصلحة فما بالك بمجرد وعد بالزواج بدون رد من ولي المرأة، ويتأكد الأمر (عدم الوجوب) إذا كان في ترك الزواج طاعة الوالدين، فإن طاعتهما في ترك نكاح المعينة واجبة شرعاً، إن لم يخف الوقوع في المعصية مع من منعا نكاحه إياها.
فإذا لم يكن هناك تعلق للقلب بهذه المرأة ولا محبة لها فعليك بترك الزواج منها إرضاء للوالدين، وننصحك بالبدار بالزواج إن كنت مستطيعاً حتى تحافظ على دينك وعفتك، ففي حديث الصحيحين: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25379، 56567، 32947، 6563.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1428(13/1673)
لا بأس بالزواج منها
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد رأيت الفتاة التي أريد أن أخطبها مع شخص آخر كان يريد أن يلعب بشرفها إلا أن الله عز وجل حفظها، أنا أسأل هل يجوز لي أن أتقدم لخطبتها مع العلم أنها صارحتني أن ذلك الشخص لم يلمسها.
وجزاكم الله خيرا، إني حائر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك خطبتها والزواج منها، لكن إذا كانت علاقتها بذلك الرجل عن اختيار منها ولم تتب من ذلك فلا ننصح بمثلها، ولمزيد من الفائدة انظر الفتاوى التالية أرقامها: 10190، 2403، 1422، 2742.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1428(13/1674)
ينصح بالزواج في حال وجود الرغبة من الشاب والفتاة
[السُّؤَالُ]
ـ[شاب تعرف على فتاة بقصد الزواج وصلى الاستخارة وتحدث إلى والدته وأخبرته بعد عودتها من السفر (يصير خير) واصلت الفتاة الاستخارة وحصل التوفيق والارتياح في العلاقة، ولكن بسبب سفر الوالدة تأخر موضوع الزواج لعدة شهور واستمرت الفتاة والشاب بالتحدث بالهاتف وجمع بينهما الحب والتقيا عدت مرات، ولكن لم تحدث أي أمور محرمة، ولكن مع استمرار العلاقة وحدوث الكثير من الخلافات ومصراحة الشاب للفتاة بمرضه ووضعة الصحي الحساس فقد طلبت منه الاستخارة مرة ثانية ليرى هل تستمر العلاقة وتتم بالزواج أم لا كان رافضا في البداية، ولكن مع إصرار الفتاة وافق وصلى الاستخارة ولكن ثلاث مرات وطلب من الفتاه أن تعطيه المهلة ولا تتصل به فصلى الصلاة الأولى وانشرح صدره وشعر بالارتياح وبعد أسبوع اتصلت الفتاة منه تسأله عن الاستخارة قال لن أجيب حتى أنهي الصلاتين وشعر بالضيق بإتصالي وسؤاله عن الاستخارة وفي الأسبوع الثاني صلى الاستخارة في يومين متتالين وشعر بالضيق ولم يرد على الفتاة، ولكن مع اتصالها وإصرارها على معرفة ما حدث أخبرها بأنه لم يشعر بالراحة بالرغم من رغبته في الفتاة والزواج بها، واستمر معها حتى هذا اليوم رغم الخلافات وتغير هدف الشاب واتبع شعوره في الاستخارتين ودائما يقول لم يحصل النصيب بيننا رغم حبه للفتاة وحب الفتاة له ولكن أصبح ينطق لا نصيب بيننا، ف هل شعوره في الاستخارتين وعدم ارتياحه دليل على أن الفتاة ليست من نصيبه وهل تغير قصده بالزواج هذا دليل الاستخارة وتلفظه لا يوجد بيننا نصيب إن هذا ما اختاره الله له، بالرغم إن الفتاة على خلق ودين، فأرجو إجابتي لأنني في حيرة من أمري وخاصة أنني سوف أنهي هذه العلاقة بناءً على حصولي على الإجابة الشافية والكافية ليذهب الرجل في نصيبه والفتاة في نصيبها، الذي سيكتبه الله تعالى لهم سيكون الخير لهما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن استمرار اللقاءات والاتصالات بين الشاب والفتاة قبل عقد الزواج أمر محرم لا يجوز التمادي فيه، بل يجب قطعه والتوبة منه، وأما الاستخارة فهي مشروعة في الأمور المباحة، ويشرع تكرارها أكثر من مرة، بل إنه ورد في حديث متكلم فيه أنها تكرر سبع مرات، ويتعين على المسلم أن يرضى بما حصل بعدها من تيسر الأمر أو عدمه أو انصراف النفس عنه، فقد ذكر زروق أن من أمراض القلوب تسخط القدر بعد صلاة الاستخارة.
هذا وننصح هذين الشابين بالزواج إن كان كل منهما لا يزال يرغب في الآخر، ويرى أن صاحبه مقبول من ناحية الدين والخلق والشكل، ولا سيما وقد حصل الحب بينهما لما في الحديث: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وإذا لم يتيسر ذلك وعزف أحدهما عن الآخر فليعلم كل منهما أن العدول عن الخطبة جائز، وأن خزائن الله ملأى من الرجال والنساء، وعلى الرجل أن يعلن تركه لخطيبته حتى لا يعوق عن تقدم الخطاب الآخرين لها، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 61406، 63045، 75167، 30003.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1428(13/1675)
حكم خطبة فتاة تتساهل في بعض الأمور المحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[بداية أود أن اشكركم على مجهوداتكم التي أثمرت عن إتحافنا بخبرات عديدة للتعامل في الحياة، وجزاكم الله عنا خيراً، أعاني من كيفيه التعامل مع خطيبتي فهي متقلبة الأحوال وأرجعت هذا التغير في الشخصية إلى صغر سنها حيث إنها تبلغ من العمر 17 عاما، وأنا أبلغ 27 عاما وبيننا صلة قرابه ويتمثل التغير في شخصيتها فهي أحيانا تكون ملتزمه بالزي الإسلامي والصلاة والعبادات الأخرى وأحيانا أخرى تتهاون في ذلك وتشاهد التلفاز وتستمع إلى الأغاني وأحياناً أشعر بانجذابها إلي وتمسكها بي وأحيانا أشعر أنها (مش هتفرق معها) ، وأنا الآن في حيرة من أمري هل أتخذ قرارا بتركها أم أن هناك أملا في استقرار شخصيتها للأفضل وإن كنت سأستمر معها كيف يمكنني التعامل معها، البعض ينصحني بتجاهلها كنوع من العقاب والإرشاد، والبعض الآخر ينصحني بالتقرب منها أكثر.
أرجوكم ساعدوني فأنا في حيرة من أمري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما بينكما مجرد خطبة ولم تعقد عليها عقد نكاح شرعي فهي لا تزال أجنبية عنك لا يجوز لك منها ما هو محرم شرعاً من الأجنبية كالخلوة والنظر الزائد عن النظرة الشرعية المأذون فيها للخاطب وغير ذلك، وهذا ما اتضح لنا من سؤالك، وبناء عليه فيجب أن تكف عنها وتقطع كل اتصال بها حتى تعقد عليها عقداً شرعياً يبيح لك الخلوة بها والحديث معها والنظر إليها وغير ذلك.
وأما ما ذكرت من تقلب شخصيتها فربما يكون مرده إلى حداثة سنها وصغرها، ولا ينبغي أن تدع خطبتها لذلك، بل ينبغي أن تحرص عليها إن كانت غير مصرة على التساهل المذكور أو السماع المحرم، فما ذكرت عنها من الالتزام في بعض الأحيان دليل خير فيها وقرب من الله، ونرجو أن تثبت على استقامتها والتزامها إن تم زواجك بها، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23725، 31276، 67272.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1428(13/1676)
ذوات الدين والخلق كثيرات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 23سنة، أعمل بشركة محترمة ودخل ثابت، ربنا رزقني نعما كثيرة في نفسي، مستواي كشاب عندي شقة جيدة لكن مكانها ليس حسنا فقررت أن أبيعها كي يمكن أن أتزوج زميلة لي بالعمل، لكنها لم تعد بالنسبه لي مجرد زميلة، أنا مررت بمشاكل وخبرات كثيرة جعلتني إنسانا أحمد الله عليها، والد البنت صعب جداً كلهم يخافون من مجرد صباح الخير منه، يشك في كل الناس يرى أني أضحك عليها ولأن والدي مجرد موظف وليس من عائلة كبيرة ولا نسكن في مصر الجديدة أني غير لائق لها، في الوقت الذي لم يحسوا بالأبوة معه من شدة تحكمه، أمها من أجمل الزوجات فعلا ليس لها أي كلمة مع أنها هي التي تصرف على البيت هي المسؤولة عن تربيتهم لكن مبدأها ضعفها (يا بنتي ما حناش أد شخط وبهدلت أبوكى) ربنا يعلم أني تحملت كل الإهانات بدون شكوى واحدة ولا أزال، أحاول أن أكون إنسانا ناجحا كل يوم، في كل لحظة أضعاف التي قبلها، واجهنا إغواءات الشيطان وسنظل إن شاء الله بيننا ونفضل أن ندعو ربنا ونحاول، لا نريد غير موافقته لكننا أذلاء تحت ولايته لها، لا أعرف هل فيه شيء ثان يمكن أن أعمله، أحب أحدا يساعد قلبين مسلمين حبهم لله ورغبتهم في بيت واحد مسلم يجمعنا كزوج وزوجة بالحلال، هو كل دعوانا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد من موافقة ولي أمر هذه البنت وهو والدها إذا لم يكن عنده ما يسقط ولايته ولم يثبت عضله لها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل. رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني. وقد بينا في الفتوى رقم: 32427 متى تسقط ولاية الأقرب كالأب فتنتقل إلى الأبعد، وذكرنا أن شرط ذلك هو تحقق عضل الأب لها إذا منعها من نكاح كفئها لغير عذر معتبر، وانظر للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 25815، والفتوى رقم: 50124.
وننبهك إلى أنه لا يجوز للمسلم إقامة علاقة بينه وبين فتاة أجنبية عنه خارج نطاق الزوجية ولا تعلق بعضهما ببعض فهذا لا يقره الإسلام ولا يجيزه ولو كان بغرض الزواج، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 4220، 1037، كما بينا حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه واستئصال دائه في الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360.
وبناء عليه.. فإنه يجب عليك قطع العلاقة مع تلك الفتاة حتى تعقد عليها إن تيسر لك ذلك؛ وإلا فابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1428(13/1677)
نصحها أهلها برفض من تقدم لها لفارق السن ومرض فقر الدم
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة تقدم لها عريس ... أهلها نصحوها بالرفض لأنه أكبر منها عمراً بـ 12 سنة ولأنه لديه مرض بالدم يسبب له فقر دم دائم وهو غير مؤذ لها، ولكن يمكن أن يورث للأبناء، علما بأن وضعه العام جيد وأحواله المادية جيدة وأخلاقه قد مدح منها الجميع وهو يصلي ويخاف الله، علما بأن الفتاة قد ارتاحت له ... فماذا تنصحون؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
وما دام الرجل ذا خلق ودين فلا ينبغي رفضه لفارق السن أو ما ذكرت من فقر الدم؛ إذ لا تأثير لذلك على الحياة الزوجية واستقامتها وسعادتها، ولذا فالذي ننصحها به أن تستخير الله عز وجل وتحاول إقناع أهلها بقبوله لما ذكرت عنه من الصفات والخلال الحميدة، فإن يسر الله لها الأمر وتم النكاح فهو خير لها؛ وإلا فسيصرفه الله سبحانه عنها ويرزقها ما هو خير لها لأنها وكلت أمر الخيرة إليه، ولمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 6079، 25372، 4823.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1428(13/1678)
حكم قبول التائب من الربا زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[نص الرسالة: خطيبي صيدلي تعامل بالربا في بداية عمله واشترى منزلا وعندما تحدثت معه بشأن القرض طلب مني تجاوز الأمر ووعدني بأنه لن يتعامل بالربا أبداً وأنه مصمم على ذلك، إلا أني لم أرتح كثيرا وطلبت فصل الخطوبة لأنني لا أريد أن أغضب ربي عز وجل، لكن والدي غضب مني كثيرا وقال لي إنه لن يرضى عني أبداً وإخوتي كذلك فماذا أفعل، فهل أوافق أبي وأصدق خطيبي، فماذا عن عمل خطيبي وبيته، حقيقة إنني حائرة فأرشدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الخطيب مرضي الدين والخلق وكان مصمماً على عدم العود للتعامل بالربا والتوبة عما سلف فلا مانع من أن توافقي أهلك على الزواج به، وحرضيه على ألا ينفق عليك إلا من الحلال، وأما بيته فهو ملك له على كل حال يجوز لك السكن فيه، وراجعي للمزيد في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 93222، 44171، 68165، 73807، 51500.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1428(13/1679)
احرص على ذات الدين ولو لم ترض أمك
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الزواج دون رضى الوالدة علما أنّ الأب موافق على زواج الابن ولكن الأم ترفض لأنها لا تريد لابنها أن يتزوج الفتاة التي اختارها وهي فتاة محجّبة وأهلها ملتزمون دينيا وتريد أن تزوجه لفتاة جميلة وغير محجبة ولا ملتزمة تختارها هي. فما الحكم في إصرار الابن على الزواج من هذه الفتاة المحجبة رغم رفض الأم المتكرر لطلبه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت الفتاة ملتزمة دينة فينبغي أن تحرص على الزواج بها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
وذلك لأن ذات الدين هي المأمونة على نفسها والحريصة على طاعة زوجها وتربية أولادها التربية الإسلامية الصحيحة؛ بخلاف غير الدينة، وهذا أمر معروف مشاهد، وعليك أن تسعى قدر المستطاع في إقناع والدتك بالموافقة على الزواج من تلك الفتاة، فإن وافقت فذلك المطلوب، وإلا فلا تلتفت إلى قولها ما دام سبب رفضها هو كون تلك الفتاة محجبة وملتزمة، مما يدل على أنه لن تقبل فتاة محجبة أخرى، وليس في هذا عقوق، لأن الشرع الذي أوجب طاعتها وبرها قيد ذلك بالمعروف، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه، ولا معروف في الإعراض عما دعا إليه الشارع الحكيم من نكاح ذوات الخلق والدين والترغيب فيهن.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1428(13/1680)
هل يسوغ رد صاحب الدين والخلق بحجة عدم الارتياح له
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عمري 21 والدي متوفى ووالدتي متوفاة وإخوتي متزوجون وأنا أعيش معهم وتقدم لي شاب لخطبتي وهو على خلق، ولكني لا أشعر بارتياح إليه برغم من أني استخرت الله فيه وإخوتي يقولون لي بأنهم يرون أنه محترم، ولكني كنت أتمنى أي إنسان آخر إلا هذا ولكنه يحبني جداً ولكني لا أعرف كيف أرتاح له، وأهله أناس محترمون وأنا لا أحب أتكلم معه أبداً عندما يتكلم أسمع فقط، وخاصة عندما علمت أنه كان شخص آخر أكثر التزاما منه كان يريد خطبتي. وأرجوكم أفهموني، أنا كل ما أرتاح إليه حاجة تبعدني عنه، فأرجوكم أفيدوني أفادكم الله، علماً بأني لا أشتكي إلا إلى الله، ولكني محتاجة لأحد يفهمني ويقول لي أنت على صواب أو خطأ، أستمر أم لا، هو هذا نصيبي وعلي الرضا به!!!؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رفض الفتاة زواج من تقدم لها خطأ إذا كان ذا خلق ودين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. فقالوا: يا رسول الله وإن كان فيه، فقال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قالها ثلاث مرات. فهذا الحديث يدل دلالة صريحة على تأكيد الاستجابة لخاطب جاء وهو بهذه الصفة، وأن رده يؤدي إلى الفتنة في الأرض والفساد الكبير، وكون الرجل مرضياً في الدين والخلق لا يعني أنه كامل من جميع النواحي، فقد قيل:
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وبناء عليه؛ فإنا ننصحك بقبول الزواج بهذا الشاب إذا كان مرضياً في جانب الدين والخلق، ولا سيما إن كنت استخرت وكان أهلك ارتضوه فقد يكون نظرهم أقوى بصيرة من نظرك، ولا يشوش عليك ما يأتي في بالك من عدم الارتياح له، فكم من امرأة كرهت خطيباً ثم سعدت به بعد الزواج، فقد خطب فاطمة بنت قيس معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم، فجاءت تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد، فكرهته، ثم قال: انكحي أسامة، فنكحته، فجعل الله فيه خيراً، واغتبطت. رواه مسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1428(13/1681)
حكم رفض الخاطب لفقره وكونه من جنسية أخرى
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي أريد حلاً حول موضوع زواجي من ابن عمتي؟ والموضوع أن ابن عمتي يريد الارتباط بي منذ زمن بعيد ولكن المشكلة كانت أنه لا يعمل لكن اليوم قد من الله عليه وحصل على وظيفة لكن المشكلة في معارضة الأهل لهذا الموضوع والسبب هو أني أنا من دولة خليجية وهو يحمل جنسية دوله خليجية أخرى وأن دخل هذا الشخص محدود جداً رغم أنه فعل الكثير حتى ينال إرضائي لأقبل به زوجا علماً بأني أعمل ودخلي عال جداً أستطيع أن أعيش بوضع ممتاز لكن المشكلة التي يعارضها أهلي هل ستتحملين مسؤولية أطفالك مدى الحياة سوف يعتمد عليك في جميع الأمور رغم أني أعلم أن هذا الشخص ليس من هذا النوع كما أنهم يقولون أطفالك سيكونون من جنسية أخرى وأنت من أخرى؟ اطلبي عليه منزلا وهم يعلمون أن دخله محدود فهل هذا يعقل رغم أنه ابن أختهم فماذا أفعل أريد حلا وتفسيرا وسريعا لأن المشكلة يمكن أن تفرق العائلة بين الرفض والقبول.
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك بالاستخارة وسؤال الله تعالى أن يوفقك لما هو أصوب وأصلح لك، ونفيدك أنه لا ينبغي لأولياء المرأة عدم قبول الخاطب بسبب عدم يساره، ولاسيما إذا كان من أقرباء المرأة وكانت هي غنية، ويتأكد الأمر إذا كانت فترة الخطوبة منذ زمن وكان حصل الحب بينهما. ففي الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وأما المال فهو ظل زائل، ومن أعظم أسبابه حصول الزواج فقد قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}
وقال ابن مسعود: التمسوا الغنى في النكاح. رواه الطبراني. وقد تعهد الله بإعانة من تزوج رغبة في العفة، ففي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم. وذكر منهم: والناكح يريد العفاف. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فاستعيني بالله في إقناع الأهل وحاولي الاستعانة بمن يؤثر عليهم من الأقرباء أو من الأهل، وإذا أصروا على عدم زواجك من ابن عمتك وكان كفؤا فيمكن الاستعانة بالمحكمة الشرعية حتى يقنعهم القاضي أو يزوجك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1428(13/1682)
القرابة في النكاح لا اعتبار لها
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي هي أن أحد أقاربي يريد الزواج مني وأنا ارفض بسبب مشكلة معينة (بسبب درجة القرابة بيننا ابن عمي وابن خالتي) المشكلة أنه متعلق بي ويحبني كثيرا ولا يرى في الكون غيري، فماذا أفعل حتى أخفف من درجة تعلقه كيف أساعده دعوات.. صلوات، ماذا أفعل؟. أرجوكم أخبروني.....
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان قربيك من ذوي الخلق والدين فلا ينبغي لك رفضه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن، ولما ذكرت من تعلقه بك، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتاحبين مثل النكاح. رواه ابن ماجه. ولا عبرة بدرجة قرابته، وما ورد من آثار تنصح بزواج الأباعد دون الأقارب، كلها لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما ثبت عنه أن الإنسان يتخير الأكفأ ديناً وخلقاً، وتراجع الفتوى رقم: 8019، عن موضوع الزواج من الأقارب.
وعلى أساس ذلك، فإن كان سبب رفضك لقريبك من هذا القبيل فينبغي أن تعدلي عن ذلك وتقبليه زوجا، وإلا فيجب عليكما أن تبتعدي عنه ويبتعد عنك إذ لا يجوز لكما شرعا إقامة علاقة صداقة أو أخوة ولو كانت العلاقة بريئة، وانظري في ذلك الفتويين رقم: 73383، 32922، وإذا أردت نصحه ووعظه فالأولى أن تسلطي عليه من محارمك من يتولى ذلك ويبين له حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه على ضوء ما ذكرناه في الفتويين رقم: 5707، 9360، ولا بأس بأن تدعي له في ظهر الغيب بأن يقنعه الله ويصرف قلبه عن التعلق بك، فدعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ كما ورد بذلك الحديث.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1428(13/1683)
متعاطي المخدرات لا يصلح زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديقة على علاقة بشاب سيء السمعة للغاية تقدم لخطبتها، لكن عائلتها رفضوه وقد نصحها الكثير من صديقاتها المقربات بالابتعاد عنه لسوء سمعته، لكنها ترفض الابتعاد عنه وتقول إنه الشاب الوحيد الذي أحببته وأنه سوف يتغير مع الأيام، مع العلم بأنه يتعاطى المخدرات ويتاجر بها ومحكوم عليه بالحبس فأنا حائرة، هل أخبر عائلتها بأنها مستمرة بعلاقتها به أم بماذا تنصحوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب عليك نصح صديقتك ووعظها وإخبارها بحرمة ما هي عليه من علاقة بذلك الفتى، فالعلاقات بين النساء والرجال الأجانب محرمة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 30991، والفتوى رقم: 9463.
وإذا لم تكف فينبغي أن تهدديها بإعلام أهلها ومن له سلطة عليها، وتظهري لها الجدية في ذلك، فإن لم يجد شيئاً فيجب عليك أن تخبري أهلها ليمنعوها، وينبغي أن تبيني لها حكم الحب في الإسلام، وكيفية علاجه لمن ابتلي به مسترشدة بما بيناه في الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360.
وما دام الفتى كما ذكرت عنه فلا ينبغي أن تقبل به زوجاً لفساده فيخشى أن يؤثر عليها هي فتنجرف معه في مهاوي الردى فتهلك، ومهما يكن من أمر فلا يجوز لها أن تنكحه دون إذن وليها، وإن فعلت فنكاحها باطل، وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2843، 93717، 40547.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الأولى 1428(13/1684)
لا اعتبار لاختلاف لون البشرة في النكاح
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز زواج أسمر ببيضاء وأبيض بسمراء، لقد سمعت أن هناك حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيه: اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس.. فهل هذا الحديث جاء في هذا السياق.. نوروني؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث ضعفه أكثر أئمة الحديث، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 24520، والحديث لم يأت في السياق المذكور، ولا حرج في زواج أسمر ببيضاء ولا أبيض بسمراء، فاللون لا عبرة به في صحة النكاح من عدمه، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 27521.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الأولى 1428(13/1685)
صفة الشاب الذي يصلح زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة جامعية أبلغ من العمر 21 سنة ... نشأت في أسرة غير متدينة وفي مدارس أجنبية ولكن بفضل الله هداني وتحجبت والتزمت، مشكلتي أنه خلال دراستي بالجامعة لاحظت إعجاب أحد الشباب بي من خلال نظراته الكثيرة لي, لم أعر الأمر اهتماما غير أنه وبعد مدة قصيرة بادلته الإعجاب لكن دون أن يشعر بذلك, فهو قد أعجب بي رغم أن هناك الكثير من الفتيات أجمل مني ويستطيع الحصول عليهن بسهولة, وكنت بدينة و"مبهدلة" ... لا أعلم ولكني أخذت في ملاحظته ورأيت أنه محترم لا يتحدث إلى الفتيات (لم نتحادث إلى الآن) خمس سنوات إلى الآن وهو على هذه الحال وأنا أعلم أنه يحبني (سمعت أصدقاءه يتكلمون ويتعجبون لم لا يصارحني, مع العلم بأنه شخصية خجولة جداوقليلة الكلام في أضيق الحدود وذو كرامة ودم حار) وأنا أصبحت أحبه ولا أبادله نظرات أو أشعره بذلك خوفا مما قد يجره لي غضب ربي، المشكلة أنه غير متدين وربما لن يعلم طبيعة ما أفعله (قبل أن أتدين كان هناك الكثير عن الإسلام لا أعرفه) وهو يظن أنني بعيدة المنال لأسباب دراسية واجتماعية, ورغم أن الكثير من البنات حاولت التقرب منه إلا أنه صدهن كلهن، أنا فعلا أحبه ولا أعلم ماذا أفعل, ما هو الفعل الصحيح من الناحية الدينية لأني تعبت وخائفة أن أخسره وإلى أن يحدث هذا أخسر مستقبلي (لا أنفك أفكر في الموضوع فيضيع تركيزي) ، أنا آسفة على الإطالة وأرجو الإفادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرت أن هذا الشاب غير متدين وهذا يعني أنه ما لم يتغير فلا يصلح لأن يكون زوجاً لك إذا كان عدم تدينه شاملاً لمثل ترك الصلاة أو التهاون أو التفريط في غيرها من أركان الإسلام وواجباته، وأما إن كان عدم تدينه لا يعني أنه يفرط فيما ذكرنا فإن لك أن تسعي في الزواج به، وأحسن طريقة للمتحابين هي أن يتزوجا، لما في الحديث: لم نر للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
فإذا تيسر أن توسطي من محارمك من يكلمه في الموضوع وأمكن زواجكما فهذا هو الأولى، وإن لم يتيسر فالرجال سواه كثير، فحاولي عرض نفسك على بعض من يرتضى دينا وخلقاً، واستعيني بالدعاء والاشتغال بالطاعات وملء وقتك بما يفيد، فلعل ذلك يصرف قلبك عن التعلق به، واحذري تماما من النظر إلى هذا الشاب والاسترسال في التفكير به، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على المزيد من الفائدة في الموضوع: 69805، 32981، 75802، 74337، 74173، 65760، 40585.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1428(13/1686)
تعلق المرأة برجل متزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب الله عز وجل وأحب أن أنال القرب منه، ولكن ما يجعلني أشعر بضيق الصدر وكرهي لنفسي أنني أقع في الخطأ دون أن أشعر، أتعبني البكاء والتضرع إلى الله كي يغفر لي ويثبتني على دينه وأن أشعر بلذة العبادة، أصدقكم بأنني أعاني من ألم بداخلي وأتمنى أن أجد الدواء عندكم يا من نفع الله بكم العباد وهو: أنه كثيراً ما يرد ذكر شخص في بيتنا لكثرة ما يفعله من خير وبر ولم أكن رأيته قط ولكن بدأت أشعر أنني أصبحت أتمنى أن أرى ذلك الشخص لأنني أشعر بسعادة عندما أسمع عن أناس فيهم الخصال الحميدة والذي جعل حالتي تسوء وبكائي يزيد هو أنني أصبحت أراه عندما أخرج من المنزل حيث إن مكان عمله قريب من بيتنا ولكن رؤيتي له تكون دون قصد لأنني كلما خرجت أو عدت إلى المنزل يتحتم علي المرور من أمام عمله أصبحت أشعر أنني تعلقت به دون أن أتحدث معه أبداً أصبحت أفكر به كثيرا مع أنني علمت أنه متزوج وله أولاد أصبحت أستيقظ في جوف الليل وأناجي ربي كي يصرف عني التفكير به ولست راضية عن نفسي بهذا التفكير لأنني لا أرضى ببناء سعادتي على حساب شقاء غيري وهي زوجته ولا أريد إغضاب ربي، ولكن عندما أحاول أن أصرف عني التفكير به يكون ذكر ما يفعله من خير في بيتنا أسمع عنه ما تتمناه أي امرأة عندما تريد أن تحظى بالزوج الصالح التقي وهذا ما شدني إلى التفكير به وأتمنى أن يصرف الله عني هذا الشرود به بعد نصحكم لي وأتمنى أن أعرف هل هذا امتحان من الله أم عقاب لما فيه من عذاب الضمير، وهل هذا ينطبق على قوله تعالى: "فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء"؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وتسعد به نفسك؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه. وأما ما سألت عنه فاعلمي أن من رحمة المولى بنا ويسر هذه الشريعة السمحة التي أرسل بها نبيه صلى الله عليه وسلم رفع المؤاخذة بالخطأ فهو معفو عنه، قال الله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {البقرة:286} ، وثبت في صحيح مسلم أنه قال: قد فعلت، وقال سبحانه وتعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5} ، وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه.
فلا حرج عليك فيما كان منك على سبيل الخطأ من نظرة أو غيرها، وعليك أن تبتعدي عن تلك الأسباب التي تؤدي بك إلى ذلك، كما لا حرج عليك في مجرد التفكير أو تمني ذلك الرجل لما سمعت عنه من الصفات الحميدة، والأولى لك أن تصرفي الفكر عنه، واسألي الله تعالى أن يرزقك زوجاً صالحاً، وقد يكون هو وقد يكون غيره، ممن هو خير لك منه، وعلى فرض أنه خطبك وأراد أن يتزوجك فلا حرج عليك في ذلك، ولا ظلم فيه لزوجته؛ لأن من حقه أن يعدد إن استطاع، ولكن لا تشترطي عليه طلاقها حتى تقبليه زوجاً لأن ذلك من الأمور المنهي عنها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يخطب الرجل على خطبة أخيه، أو يبيع على بيعه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في صحفتها أو إنائها، فإنما رزقها على الله تعالى.
وأما هل هذا بلاء وامتحان أم عقاب من الله؟ فنقول لك إن الحياة كلها ابتلاء وامتحان، فسراؤها ابتلاء للشكر، وضراؤها ابتلاء للصبر، قال الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35} ، وقال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2} ، وقال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُون * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:2-3} ، وقال صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن: إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
وأما الآية التي ذكرت وهي قوله سبحانه: أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء {فاطر:8} ، وهذا هو لفظها الصحيح، وينبغي الحيطة عند نقل الآيات وذكرها وليس فيما ذكرت ماله علاقة بها، فالله سبحانه وتعالى يضل من يشاء ويهدي من يشاء كل ذلك بقضائه وقدره وحكمته، لا معقب لحكمه، فاحمديه سبحانه على نعمة الإيمان والإسلام، واشكريه أن هداك وجعلك من عباده المهتدين، واستقيمي على طاعته، وامتثلي أمره، واجتنبي نهيه، واسأليه ألا يزيغ قلبك بعد إذ هداك، وأكثري من ذكره فبذكره تطمئن القلوب وتسعد النفوس وتنشرح الصدور، كما قال سبحانه: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28} ، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه انظري الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1428(13/1687)
الزواج من فتاة تعمل في صندوق الضمان الاجتماعي
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سؤال المرجو منكم أن تعيروه اهتماما جيداً، أنا شاب مغربي لدي رغبة بالزواج من فتاة, وهذه الفتاة تعمل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وهو صندوق تابع للدولة، لكن يمول نفسه بنفسه, وهو خاص بالتقاعد, مداخيله من الاقتطاعات التي يقتطعها من رواتب العمال المغاربة, وأيضا من مصحات خاصة تابعة له في أنحاء المغرب, ويصرف للمتقاعدين رواتب شهرية مدى الحياة يعني أكثر مما اقتطع لهم أثناء حياتهم المهنية, لكن هذا الصندوق وكسائر المؤسسات الكبيرة في البلاد تجبرهم الدولة على وضع قسط من أموالهم في موسسة كبيرة بفوائد ربوية، ما حكم العمل في هذاالصندوق، وهل يجوز لي الزواج من هذه الفتاة، علما بأن عملها لا يتعلق بوضع الأموال في البنك أو ما شابهه إنما هي موظفة تعالج ملفات المنخرطين إذا تزوجتها هل يكون مالها حراما، علما بأن راتبينا سيختلطان من أجل بناء حياة واحدة، كما أحيطكم علما بأنه في المغرب لا توجد ولو شركة واحدة لا تتعامل مع البنوك الربوية لأنه لا يوجد عندنا بنك إسلامي، المرجو أن تجيبوني إجابة وافية وكافية أني أخشى إن كان مالها فيه ربا، كما أرجوكم أن تجيبوني في أقرب وقت لأهمية الموضوع؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صندوق الضمان أو التقاعد ونحو ذلك من المسميات على نوعين:
الأول: تعاوني تكافلي وغالباً ما يكون هذا النوع تابعاً للدولة يقوم هذا الصندوق باقتطاع مبلغ شهري من الموظفين، ومن ثم استثمار هذه الأموال المقتطعة في مجالات استثمارية مختلفة بعضها مباح وبعضها غير مباح، وبعض هذه الأموال توضع في البنوك الربوية، وتحسب لها فائدة تصرف على المساهمين في الصندوق، وهذا حرام شرعاً لأنه ربا صريح، ومع هذا فالعمل في هذا الصندوق الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً جائز بشرط أن لا يمارس العامل فيه الأعمال التي تتعلق بالمجالات المحرمة، وبالنسبة لعمل الفتاة المذكورة وهو معالجة ملفات المساهمين في الصندوق لا بأس به وراتبها الذي تتقاضاه من ورائه مباح.
والنوع الثاني من هذه الصناديق صندوق تجاري لا تعاوني فهذا يمنع فيه العمل مطلقاً. وراجع للمزيد من التفصيل في الفتوى رقم: 63426.
وإذا كانت الفتاة تعمل في هذا الصندوق التجاري فإن هذا لا يمنع الزواج منها، ولكن يمنع معاملتها في راتبها إن لم يك لها مال سواه. وراجع في مسألة معاملة صاحب المال الحرام الفتوى رقم: 95584.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1428(13/1688)
بين رغبة البنت ووالدها بالخطيب المتقدم ورفض الأم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أم ترفض زواج ابنتها من شاب بحجة أنه أسمر اللون، مع العلم بأن الشاب متعلم وذو خلق وله عمل قار وأن الفتاة ووالدها موافقان على هذا الارتباط، وقد قاطعت الأم ابنتها في محاولة للضغط عليها فهي لا تتحدث معها وتتجاهلها تماما، فهل ترفض هذه الفتاة الارتباط مراعاة لمشاعر أمها أو توافق اعتمادا على موافقة أبيها خاصة وأن سبب الرفض غير منطقي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الرجل مرضياً في دينه وخلقه فإنه لا ينبغي للأم أن ترفضه زوجاً لابنتها، ولتعلم الأخت أن وليها في الزواج هو والدها، فإذا كان موافقاً فلا إشكال في صحة الزواج، ولكن تبقى مسألة مخالفة أمر الأم، حيث إن طاعتها واجبة، وبرها والإحسان إليها مأمور به شرعاً، فلتحرص الأخت على إقناع والدتها، وأن توسط من يقنعها ممن له تأثير عليها، فإن أبت وكانت تتأذى بزواجك من هذا الشاب أذىً ليس منشؤه مجرد الحمق أي له ما يبرره عند الناس فإن ترك الزواج بهذا الشاب واجب، أما إذا كانت لا تتأذى أو تتأذى أذى ناشئاً عن مجرد حمق عند عقلاء الناس أو كان ترك الزواج يضر بالبنت ويشق عليها فلا حرج في الزواج به بدون رضى الأم، مع الاجتهاد في برها وتطييب خاطرها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1428(13/1689)
حكم منع الأب ابنه من الزواج ممن يريد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب في 29 من العمر ومعجب بفتاة كثيرا ولم أتمن غيرها زوجة لي وطلبت من والدتي أن تخطبها لي فذهبت ورأتها ونالت إعجابها ومن غير علمي ذهب والدي في نفس اليوم لخطبة بنت عمي لي وأنا لا أريدها ولم أطلب ذلك وقد أعلمته أني معجب بفتاة وأريدها وهي ذات خلق وأدب، ولكنه رفضها حتى دون أن يعرف عنها شيئا أو يراها وقد اعتبر طلبي منه لخطبتها تحديا له وأنا لا أريد سوى الزواج بها بما يرضي الله، فهل أخطبها دون علمه، وهل يكون علي حرج، فأنا لا أريد إغضابه، فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طاعة الوالدين واجبة في غير معصية الله تعالى، وفي المعروف، وينبغي على الوالدين أن يحسنا استعمال هذا الحق، بأن لا يأمرا أبناءهما بما يشق عليهم أو يحملهم على عدم البر بوالديهم، وليعلم أن مخالفة الوالدين في الزواج بامرأة بعينها قد نهيا أو أحدهما عن الزواج بها أمر لا يجوز، إذا كان لمنعهما ذلك مسوغ معقول وليس لمجرد ظن، وإنما وجبت طاعة الوالد إذا منع من الزواج بامرأة معينة لغرض معقول، لأن طاعة الوالدين واجبة، والزواج بامرأة بعينها غير واجب، والواجب مقدم على غير الواجب.
أما إذا منع الأب ولده من الزواج مطلقاً، أو أراد أن يرغمه على الزواج بامرأة لا يريدها، فإنه لا طاعة له عليه في ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس لأحد الوالدين إلزام الولد بنكاح من لا يريد. انتهى.
وبناء عليه، فإن كان رفضه للفتاة التي خطبتها رفضاً مطلقاً لأي فتاة غير من يعينها، وليس لأمر يخصها فلا تجب طاعته في ذلك، ولك أن تخطبها وتعقد عليها دون إذنه، ولا إثم عليك في ذلك، وإن كان الأولى والذي ننصحك به هو محاولة ترضيته، وتوسيط من له وجاهة عنده لإقناعه، وعدم العجلة في خطبة من لا يرغب حتى يأنس.
وإن كانت الفتاة التي خطبها لك ذات خلق ودين ولا تنقم عليها شيئاً في ذلك، فننصحك بقبولها وامتثال أمره فيها، فلعل الله أن يسعدك بها وتقر عينك معها، وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} ، والله نسأل أن يهيئ لك من أمرك رشداً، ويوفقنا وإياك لما يحب ويرضى. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 17763، والفتوى رقم: 76303.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1428(13/1690)
لا بأس بالزواج من مسلمة حديثا بغرض إعفافها
[السُّؤَالُ]
ـ[قد يكون سؤالي معقدا بعض الشيء ولكني آمل إن شاء الله أن تفتوني في هذه المسألة.. المسألة أني خاطب فتاة أمريكية حيث أعمل في الولايات المتحدة ... أول ما جذبني إليها هو حبها لله وللإسلام وكانت تطلب مني دائما أن أحدثها عن الإسلام حتى أسلمت بعون الله تعالى من مدة حوالي سنتين.. وبعد أن أعجبني اعتناقها للإسلام وغيرتها عليه.. قررت خطبتها وقد فعلت ونحن مخطوبان لمدة تزيد عن الستة أشهر والحمد لله أنني اتقيت الله فيها ولم ألمسها إطلاقا.. المصيبة بدأت الأسبوع الماضي بأنها مارست الجنس عن طريق الفم بزميل يهودي لها.. فالمشكلة مركبة ... أولا ممارسة الجنس بالفم ... ثانيا أنه مع غير مسلم.. بحيث حتى أنها لا تستطيع الزواج به ... هى لا تزال عذراء حيث إنها مارست الجنس بالفم فقط بعد أن أذلها الشيطان.. أنا حقا أحبها وقد ألتمس لها بعض العذر فيما فعلت لنشأتها على تقاليد غير مسلمة, فهل لها من توبة.. وما شروط هذه التوبة، وهل يحل لي الزواج بها أم تكون في حكم الزانية، علما بأنني حقا أحبها وهي كذلك تحبني وأخاف إن تركتها أن يجرفها هذا التيار بحيث تخسر دنياها وآخرتها, أعلم أن الموضوع معقد بعض الشيء.. فأسئلتي تتلخص في الآتي: ما هى شروط توبتها؟ علما بأنه جنس بالفم فقط مع شخص يهودي، وما حكم زواجي بها؟ وهل لي به من أجر أم عقاب؟ شكراً لكم، وبارك الله فيكم وأعانكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ولذلك، فإذا كانت هذه الفتاة دخلت في الإسلام عن قناعة حقيقية، وصدر منها ما صدر، وندمت عليه وتابت منه فلا مانع شرعاً من الزواج منها؛ لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل ربما يكون الزواج منها أفضل وأعظم أجراً إذا قصد به إعفاف النفس، وإعفاف هذه المسلمة الجديدة وتأليف قلبها على الإسلام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. رواه البخاري وغيره. ولا مفهوم لرجل هنا عن امرأة.
أما إذا كانت لم تتب التوبة الصادقة فإنه لا ينبغي لك الزواج منها، وشروط التوبة هي: الإقلاع عن الذنب أي تركه، والندم على فعله، وعقد العزم الجازم على عدم العودة إليه فيما بقي من العمر، وسبق بيان هذه الشروط بالتفصيل في الفتوى رقم: 6826، وللمزيد من الفائدة عن هذا الموضوع نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5779، 76040، 9625.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1428(13/1691)
اختلاف الجنسية بين الازواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مقيم بالغرب وأريد الزواج طلبا للعفة فأسألكم الدعاء، أما سؤالي الآخر: كما تعلمون مسلموا الغرب مختلفوا الجنسيات ولله الحمد، المشكلة أن الكثيرين نصحوني بعدم الزواج من جنسية أخرى لأنه في الغالب ينتهي بالفشل، شخصيا لا أرى ذلك فإن أصدقائي جنسياتهم مختلفة لكن جمعنا الإسلام, لكن بعد التفكير في الموضوع أحسست بالخوف فما نصيحتكم؟ وأخيراً أرجوكم أن تعذروني في الأخطاء اللغوية فقد غادرت وطني المسلم العربي وأنا في الثانية عشر من عمري ولو كنت متمكنا من لغتي لبينت لكم مشكلتي بأسلوب أفضل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد وصلاح الدارين، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو الاستخارة الشرعية، واستشارة النصحاء وأهل العلم في تلك البلاد، والذين لهم معرفة بأهلها وبطبائعهم وعاداتهم ... فقد قيل ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، والمعيار في ذلك كله يرجع إلى ما أرشد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الخلق والدين. وأما اختلاف الجنسية فلا اعتبار له شرعاً، وقد بينا ذلك في عدة فتاوى سابقة نرجو أن تطلع عليها، وعلى ما أحيل عليه فيها تحت الأرقام التالية: 43123، 61479، 65570، 77379.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1428(13/1692)
تقدم لها اثنان ولا تدري أيهما تختار
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا تقدم لي منذ حوالي 3 شهور شاب أكبر مني ب8 سنين وأنا صليت الاستخارة وحلمت وارتحت له لما رأيته ووافقت عليه ورتبت أموري على أنه يكون إن شاء الله زوج المستقبل مع العلم أنه متدين وعلى أخلاق عالية جدا، ومنذ حوالي أسبوع ابن عمتي عرف بأمر الولد الذي تقدم لي فكلم والدي كي يتقدم لي لأنه يقول إنه يحبني منذ زمان وهو كذلك على دين وعلى خلق، ووالدي ليس عنده مانع لكن والدتي لا تحب أهل والدي وأنا لا أعرف ماذا أعمل، فأنا مرتاحة للاثنين وأحس أني موافقة على الاثنين، هما يحباني ويريداني وأنا لا أعرف أيهما أختار وهما الاثنان جيدان جدا، وأيضا ابن عمتي معي في العمل.
ملحوظة (والدى لم يرد بالموافقة ولا بالرفض على الاثنين) أرجوكم أرجوكم أن تردوا علي في أقرب وقت ممكن لأني لا بد أن أحزم أمري وأرد على الاثنين، بالله عليكم لا تحيلوني على فتوى أخرى.
وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك بالاستخارة لله تعالى بأن تقولي: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – وتسمي حاجتك- كأن تقولي: إن كنت تعلم أن أحد الرجلين - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر – وتسمي حاجتك كأن تقولي: إن كنت تعلم أن أحد الرجلين - شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به.
والحديث أخرجه البخاري والترمذي وغيرهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
واستشيري من له خبرة بحالك، والذي نشير عليك به أن تنظري إلى أكثرهما تدينا وخلقاً فتختارينه، فإن كانوا سواء فاختاري ابن عمتك فلعله يجمع بين مودة الزواج ومودة القرابة. نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1428(13/1693)
زواج من فقدت عذريتها في صباها من ذي الخلق والدين
[السُّؤَالُ]
ـ[اشكركم على هذا الموقع المفيد، أود أن أسألكم سؤالا خاصا جداً، ما حكم الفتاة التي كانت تتعرض وهي صغيرة في عمرها للاغتصاب أي أن هذه الفتاة كانت تتعرض من أقربائها المحرمين تحريما مؤبداً، ولكن هذه الفتاة أصبحت تتعود على هذه الأمور وهي الآن بالغة وعاقلة، ولكن أصبح بنفسها شيئ من الرغبة كما أنها قد فقدت عذريتها وهي فتاة لم تصل البلوغ ولم تكن تعلم بهذه الأمور، فما هو حكم هذه الفتاة من الزواج من أي شخص ذي دين وخلق، أريد توضيحا كاملا لهذه القضية لما لها من أهمية كبيرة؟ وأشكركم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الزنا من أكبر الكبائر وأقبح الفواحش، فقد حذر الله عز وجل من مجرد الاقتراب منه، فقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} ، ولكن تحريمه يكون أعظم وعقوبته أشد إذا كان بين المحارم، فقد روى أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من وقع على ذات محرم فاقتلوه. وقال الحاكم في المستدرك: صحيح ولم يخرجاه. وقال ابن حجر في الزواجر عند سياق هذا الحديث: وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم. انتهى.
وما وقع من هذه الفتاة قبل بلوغها وعقلها لا تؤاخذ به إن شاء الله تعالى، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 23392.
ولا مانع أن يتزوجها شخص ذو دين وخلق إذا لم تكن ترتكب الفاحشة بعد بلوغها، أو كانت قد تابت منها التوبة النصوح، فإن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها. وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60406، 29514، 75708، 23392، 15103، 11447.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1428(13/1694)
هذا النوع من المرض لا يمنع من الزواج شرعا
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي مشكلة فيما يخص زواجي حيث إنني أقطن ببلجيكا وتعرفت على فتاة من خلال أخيها حيث إنها لا تملك أوراق إقامة وأردت الزواج منها إلا أنني بعد حديثي معها لعدة مرات علمت أنها مريضة بالأعصاب وتفقد السيطرة على عضو من أعضائها لمدة قد تتجاوز الساعتين وهذا يشكل مشكلة بالنسبة لي مع أنها احتجبت بطلب مني ومشكلة أخرى هي أنني شككت أنها كانت على علاقة بأحد الأشخاص وربما كانت لها معه علاقة مباشرة من اللمس والقبل وعلمت ذلك من خلال حيلة قمت بها لمعرفة ماضيها وما إذا كانت لها علاقات سابقة فاكتشفت علاقتها بالفعل وهذا يشكل مشكلة بالنسبة لي سواء نفسيا أو معنويا واحترت في أمري ولا أعرف ماذا سأفعل.. هل أتزوجها مع أنني غير مرتاح لعلاقتها الماضية وبذلك يمكن أن تحصل على أوراق إقامة في هذا البلد وستبقى علاقتي بصديقي جيدة وإنني والله شاهد على أنني أريد أن أعف نفسي مما أراه من انحلال خلقي في هذا البلد.. أو أرفض وأخسر صديقي وربما تسوء علاقتي به.. فكيف سأتصرف حفظكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعاً من أن تتزوج من هذه الفتاة، وخاصة أن عندها الاستعداد الشخصي لقبول الحجاب والاستقامة على شرع الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وأما ما اكتشفت أنه صدر منها فلا يُجزم به وربما يكون خطأً، والمسلم محمول على العفة والبراءة.. ما لم يدل دليل على أنه مذنب. وعلى افتراض أنه صحيح فلا يمنع من الزواج ما دامت قد التزمت وتحجبت ... فالظاهر أنه كان خطأ قبل الالتزام، وفيما يخص إصابتها أو مرضها فإن هذا النوع من المرض لا يمنع من الزواج شرعاً، ولكن يمكنك أن تستشير النصحاء الأمناء من أهل الاختصاص إن كان له تأثير على الحياة الزوجية، كما ننصحك أولاً وقبل كل شيء بتقوى الله تعالى وبالاستخارة الشرعية. وقد بينا كيفيتها في الفتوى رقم: 4823، فنرجو أن تطلع عليها، كما نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 10190، والفتوى رقم: 94822 للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1428(13/1695)
رفض الزواج من امرأة بعينها
[السُّؤَالُ]
ـ[أبلغ من العمر 45 عاما ولم يسبق لي الزواج وعرض علي إخواتي امرأة، ولكن مطلقة فرفضت لأنها مطلقة، مع العلم بأنها على خلق ومتدينة، فهل أعتبر فى هذه الحالة مذنبا ويحاسبني الله على ذلك الذنب؟ ولكم الشكر وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس عليك ذنب لعدم زواجك بهذه المرأة، فلست ملزماً بالزواج من امرأة بعينها، بل إن الزواج ذاته لا يجب إلا في حالة ما إذا خشي الرجل على نفسه العنت، وهو الوقوع في الزنا، فإذا لم يخش الزنا فإنه يستحب له مع الحاجة إليه، وعلى كل حال فلا يجب في حالة وجوبه ولا يستحب في حالة استحبابه بامرأة معينة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1428(13/1696)
هل يتزوج فتاة مستعدة لارتداء الحجاب بعد الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[خطبت فتاة ولكنها للأسف غير متحجبة وقد طلبت منها أن ترتدي الحجاب، فوعدتني بارتداء الحجاب بعد الزواج وأنها غير مستعدة أن تتحجب في فترة الخطبة كونها غير متعودة عليه (علما بأن هذه الفتاة تصلي وتصوم وتقوم بواجباتها الدينية وتحب الدين وأخلاقها ممتازة، ولكنها نشأت في بيئة غير متعودة على لبس الحجاب) وأنا أريد الزواج من هذه الفتاة، ولكني في نفس الوقت غيور جداً ولا احتمل فكرة أن خطيبتي تخرج من دون حجاب، فأرجو من حضرتكم النصيحة, هل أصبر عليها حتى وقت الزواج حيث إنها سوف تلتزم بالحجاب أو أنه من الأفضل أن أتركها وأبحث عن فتاة محجبة غيرها، أم أني أكسب الأجر والثواب لو صبرت عليها لأني سوف أستر عليها والله إني محتار في أمري الرجاء أن ترشدوني إلى الحق والصواب في تصرفي نحو خطيبتي، مع العلم بأني لا أتمنى أن أتركها لأنني أحببتها وأرى أنها سوف تكون زوجة مناسبة لي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتوجيه النبوي لمن أراد الزواج أن يحرص على الفتاة ذات الدين كما جاء في الحديث: فاظفر بذات الدين. رواه مسلم وغيره، فينبغي للأخ السائل أن يجعل هذا أساس اختياره.
ولكن إذا كانت الفتاة على ما وصفت من خلق وحب للدين، واستعداد لارتداء الحجاب بعد الزواج فنرجو إن شاء الله أن تصلح، ولك وأن تتزوجها، خاصة وقد تعلق قلبك بها، ما دامت كما وصفتها ولم يبد منها إصرار على عدم ارتداء الحجاب.
وعليك بنصحها بأسلوب حسن لطيف لين وترغيبها في الحجاب، بشتى الوسائل الدعوية من شريط وكتيب ورسالة ونحو ذلك، وإن كنا نرى أن الأفضل أن تحرص على التزوج بفتاة ملتزمة بأحكام الشرع لما لذلك من أثر على الزوج والأولاد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ربيع الثاني 1428(13/1697)
الدين والخلق أهم ما يطلبه المسلم ممن يريدها زوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متعلم والحمد الله ووضعي المالي جيد بأن يؤهلني للزواج تعرفت على طالبة لي حيث إنني أدرسها في الجامعة التي أعمل فيها وبعض أن شرحت لها وضعي تكلم والدي مع والدها وتم الاتفاق على الخطبة في الصيف المقبل حين تجتمع العائلتين , هي الأولى على تخصصها وتصلي ولكن غير محجبة وجميع من علم في نيتي في خطبتها من الزملاء الذين أعمل معهم في الجامعة شجعوني على هذه الخطوة ,,,,
بعد شهر كلمني واحد على الهاتف وهو يعرفني وأنا لا أعرفه وطلب مقابلتي ولما قابلته صعقني بأن البنت التي أنوي أخطبها كانت على علاقة بشخص آخر وقال لي ما فيه النصيب وأنا في حيرة وبعد انتهاء المقابلة اتصلت مع الفتاة وسألتها عن هذا الشاب واعترفت أنها كانت تعرفه عن طريق أختها الكبرى التي تدرس معها في نفس الجامعة وأن العلاقة كانت مجرد أصدقاء وكانت طلعاتهم ضمن مجموعة ولما أحسست أن الوضع تطور أنهت كل شيء,, ثم قررت بأن ماضيها لا يهمني وأنه لي حق أن أحاسبها بعد تعرفي لها "خطبتي لها" ,,, المشكلة أن الشخص الذي كلمني يحاول أن يرسل لي شواهد على صحة كلامه وأنا أرفض وأخاف أن يوصل هذا الإنسان إلى ما يريد ويدخل الشك إلي وإلى أهلي وقتها ماذا تنصحوني أعمل؟ أنا حيران وخائف لأني أحبها وأجتهد أن أرتبط بإنسانة طاهرة وصادقة.
جزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تريد امرأة تسرك إذا نظرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظك في غيبتك، وتصدقك في قولها وفعلها، فعليك بوصية نبيك صلى الله عليه وسلم حيث قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، فليكن الدين غاية بغيتك ومنتهى اختيارك، مع الخلق -طبعا- الذي لا ينفك عن الدين لأنه جزء منه، فلا يكون المرء ذا دين وليس عنده خلق، لأن الدين مجموعة من الأخلاق بين العبد وبين ربه، وبين العبد وبين المخلوقين، فلتسأل عن دين الفتاة وتسبر مدى استعدادها للالتزام بواجباته، من قبيل الحجاب ونحوه، فإذا أنست منها قبولا واستعدادا، فلا تتردد في الزواج بها، ولا تلتفت إلى هذا الواشي الذي قد يكون غرضه مما قال لك هو أن يفرق بينك وبينها، وأما إن رأيت منها صدودا وإعراضا عن دين الله، وما يفرضه عليها، فأعرض عنها وستجد من هي خير منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ربيع الأول 1428(13/1698)
خطبة بنت العم ذات الدين والخلق
[السُّؤَالُ]
ـ[أفيدوني جزاكم الله كل الخير: أحببت بإذن الله تعالى أن أكمل نصف ديني ولي عمي له ابنة ولكنه مقيم ببلاد الغرب وددت أن أخطبها منه لسببين هما: خشيت أن تتزوج من أحد من هذه البلاد ولا أدري من أي ديانة، تمتين الروابط الأسرية بيننا وبين أسرة عمي المقيمين، كما سبق وقلت في بلاد الغرب، مع العلم بأنه متزوج من هذه البلاد ونادراً ما يزور أهله، وأحيطكم علما بأن والدي متوفى ولي أم و3 أخوات ولي أخ، ولكنه يعمل بعيداً عن المقاطعة التي نسكن فيها بـ 500 كلم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت بنت عمك صاحبة دين وخلق فلا تتردد في خطبتها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وإن كانت مقصرة وغلب على ظنك أن صلاحها واستقامتها ستكون على يدك فكذلك لا تتردد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين: فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الأول 1428(13/1699)
هل يتزوج من تصاحب فتيات سيئات الأخلاق
[السُّؤَالُ]
ـ[بصراحة أنا أحببت فتاة لدرجة كبيرة جداً وأريدها زوجة لي، ولكن هناك مشكلة حقيقية تواجهني حتى أكمل مشواري معها وتتمثل في أن لديها صديقات يتعاملن في هذه الحياة بانفتاحية زائدة عن حد المعقول لدرجة أنني عن طريق الصدفة عثرت على إحدي صديقاتها في منظر إباحي في أحد الموبايلات, فطلبت منها أن تبتعد عن مثل هذه الفتاة وقلت لها إن مثل هذه الصداقة تؤثر عليك وأنت معهن، وردت علي وقالت لي إنها ليست صغيرة في السن وأنا أحاول إقناعها عن الرجوع عن صداقاتها مع الفتيات السيئات فقالت إنهن زميلات منذ الدراسة الجامعية التي تصل إلى ست سنوات وهي تعرفهن أكثر مني على الرغم من سوء أخلاقهن فأنا أحبها بدرجة لا توصف، ولكنها تصر على رأيها في المواصلة مع صديقاتها، فبالله عليكم ردوا علي فأنا في حيرة من أمري؟ فلكم خالص الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الفتاة ذات خلق ودين وعلاقتها بصديقاتها مجرد علاقة زمالة في الدراسة ونحوها، ولا تعني رضاها بما هن عليه من المنكرات -حسبما ذكرت- فلا حرج عليك في تزوجها بعد أن تستخير الله تعالى، ثم تتم عقد نكاحها إن تيسر لك ذلك ورأيت انشراح صدرك له بعد الاستخارة، ثم تسعى بعد ذلك جاهداً في فصلها عن تلك الصديقات، وحاورها بالحكمة واللين، وإذا استطعت نقلها إلى مكان آخر لا تجدهن به فذلك أولى، إذ لا يؤمَن تأثيرهن عليها، فالصاحب ساحب والقرين بالمقارن يقتدي، وكثرة المساس تميت الإحساس.
وأما إذا كانت غير ملتزمة وتصر على علاقتها واتصالها بتلك الفتيات التي ذكرت عنهن ما ذكرت فلا نرى أن تتزوجها، وننصحك بالبحث عن فتاة ذات خلق ودين تسرك إذا نظرت إليها، وتحفظك في نفسها ومالك إن غبت عنها، لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه، وقوله: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 1422، والفتوى رقم: 8757، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاجه انظر الفتوى رقم: 5707، والفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الأول 1428(13/1700)
الاستخارة والاستشارة في أمر الزواج فيهما خير كبير
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عربي مسلم أقيم الآن في دولة أوروبية وواجهتني مشكلة هي أن أهلي ضغطوا علي لكي أرتبط ببنت خالي التي آخر مرة رأيتها فيها منذ خمس سنوات وكان عمرها 13 عاما، وهي تسكن في بلدة أصلا غير بلدتي وكنت أزورهم كل 3 شهور يوما، وذلك أثناء ما كنت في بلدي وأنا لا أعرفها جيداً ولا أشعر بأي مشاعر نحوها وأخاف الله فيها أن أتزوجها وبعد ذلك لا أستطيع تلبية حقوقها والآن أنا خطبتها منذ سنة ووسيلة الاتصال عن طريق الهاتف فقط، والآن أنا في مشاكل مع أهلي كبيرة، لأنهم هم الذين ضغطوا علي والآن يقولون لي تصرف أنت ولكن دون أن يمرض خالك لأنه مصاب بمرض في القلب وأنا أخاف عليه وعلى مشاعر ابنته التي ليس لها أي ذنب، مع العلم بأني حتى الآن لم أقل لها حبيبتي أو شيء شبيه بذلك، وأبي قال لي لو حدث شيء لخالك أنت لست ابني ولا أعرفك وحاول تحل الموضوع من غير أي ضرر وأنا أقيم بالخارج منذ أربع سنوات ولا أستطيع الذهاب إلى بلدي لعدم حصولي حتى الآن على ورق، هذه كانت حجتي عدم وجود ورق، ولكن البنت وخالي وأبي يقولون لي البنت ستنتظرك وأنا الآن أخاف أن القانون يفتح ولا توجد حجة لي، أنا لا أعرف ماذا أفعل، (أرضي مين ولا مين) وأنا في نفسي أرضي ربي فى الإنسانة التي سوف أتزوجها، أعينوني ماذا أفعل هل أظلم نفسي وأجيال بعد ذلك أظلمهم، أنا والله في حيرة وقلق لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نوصي به السائل الكريم بعد تقوى الله تعالى هو بر والديه والإحسان إليهما وطاعتهما بالمعروف فهذا الذي يرضي الرب ويكسب الخير في الدنيا والآخرة، كما نوصيه ألا يقطع أمراً حتى يستخير الله تعالى ويستشير النصحاء من أهل الرأي والمعرفة والأمانة، فقد قيل ما خاب من استخار ولا ندم من استشار، وقد بينا كيفية الاستخارة في الفتوى رقم: 4823 نرجو أن تطلع عليها.
وما تحصل عندك بعد الاستخارة والاستشارة هو الذي فيه الخير لك إن شاء الله تعالى، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20319، 9236، 10304.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الأول 1428(13/1701)
الأسس التي يبنى عليها اختيار شريكة الحياة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الزواج من فتاة تم التعارف بيننا عن طريق الهاتف النقال وبعد التعارف تم الاتفاق على الزواج لكن لسوء الحظ وبسبب الخلوة سقطنا في تبادل القبل واللمس مما أدى إلى السقوط في الزنا، وبعد السؤال عن محيطها أكدت إحدى صديقاتها أنها على علاقات متعددة ومعارف كثر ودفعها إلى ذلك قسوة عائلتها عليها حتى أن الهاتف بحوزتها دون علم أهلها، وعند سؤالي لها نفت ما قيل عنها واعتبرته غيرة وحسدا وأن من أطلق تلك الشائعات هي من أعطاها رقم هاتفي، تقدم أهلي لخطبتها لكنهم تراجعوا بسبب اختلاف العادات والتقاليد وقالوا إن كنت مقتنعا بها فتحمل لوحدك مصاريف الزفاف، اليوم أنا في مفترق الطرق هل أتزوجها وأتحمل نتائج اختياري، علما بأني وعدتها بعدم التخلي عنها، أم أتبع كلام والدي وأتخلي عنها وفي هذه الحالة لا أريد أن أظلمها واتركها في دوامة مشاكل أخرى مع أهلها فأفتوني؟ جزاكم الله خيراً.. ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد من التذكير بأن الزنا من كبائر الذنوب، وقال تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} ، وقال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا {الفرقان:68-69} ، فعلى من قارف هذا الذنب أن يتوب إلى الله عز وجل قبل فوات الأوان، فالتوبة تجب ما قبلها، بل وتبدل السيئات حسنات، فقال الله تعالى: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70} ، فتب إلى الله فوراً، واقطع علاقتك بهذه الفتاة.
ثم اعلم أن الزواج أمر خطير لا مجال فيه للمغامرة والمجازفة، فهو شراكة حياة، واختيار الشريك فيه يكون على أساس الدين والخلق، والمعرفة الجيدة، وبعد الاستشارة والاستخارة، ومن خلال ما ذكرت من حال هذه الفتاة، من طريقة تعرفك بها ومما جرى بينك وبينها وما قيل عنها واختلاف محيطها وعاداتها عن محيطك وعاداتك، إضافة إلى ذلك كون أهلك غير مقتنعين بها، فإنها ليست الفتاة المناسبة للزواج بها، ولذلك ننصحك بطاعة والدك فيما أمرك به من ترك هذه الفتاة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1428(13/1702)
حكم الزواج من ابنة ابن العم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مهندس أبلغ من العمر 27 عاما أسكن بالأردن وأريد الزواج من فتاة أعجبتني متدينة وجميلة ولكنها قريبتي حيث إنها تكون ابنة ابن عمتي وهو متزوج من بنت عمي، أي أنها تكون ابنة ابن عمتي وابنة بنت عمي في آن واحد، لذلك أريد أن أعرف هل يجوز شرعاً أن أتزوجها؟ ولكم جزيل الشكر والعرفان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك الزواج بهذه الفتاة لأنها ليست من محارمك من النسب، إلا أن يمنع مانع آخر كالرضاع ونحوه من موانع النكاح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1428(13/1703)
خطبة المرأة لكون أهلها متدينين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رأيت فتاة وأنا أعرف إخوتها ووالدها وهم ملتزمون وأحبهم كثيرا وأعجبتني لكن لم أكلمها وقد علم أهلها أني أريد خطبتها وأرى منهم القبول لكن نصحني شخص من أعز اصدقائي بانها قد تكون مختلفة عن إخوتها وأنا أريدها مثلهم في الالتزام والصبر على البلاء فهل أكمل الخطبة ثم العقد (لاتحلاتبين) تفكيرها لكن أخاف إن رأيت منها ركونا للدنيا أن أندم لكن بعد العقد يصعب علي التراجع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج من الأمور المهمة التي يعظم خطرها ويمتد أثرها، وما كان كذلك فإنه يحتاح إلى كثير من التفكير والسؤال والاستشارة والاستخارة، وحسن الاختيار، ونرى أنه لا يكفي أن يكون والد الفتاة وإخوتها ملتزمين ومتدينين، للحكم على الفتاة بأنها متدينة، ولكن يتضح الأمر بالسؤال عنها من يعرفها من جيرانها وأقاربها وزميلاتها، ولا بأس بالبدء بالخطبة وتأخير العقد حتى يتبين لك حال الفتاة وتتمكن من السؤال عنها أكثر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1428(13/1704)
هل تقبل برجل مزواج مطلاق زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لي أحد المرشحين للزواج من مكتب للزواج..وعرفت من خلال أخته التي تبحث له عن زوجة.. أنه تزوج ثلاث مرات.. ولديه أطفال، ولكن طلق اثنتين منهما والثالثة سوف يطلقها لأن بينهما مشاكل كثيرة علما أن زوجته الأولى فقط من الإمارات والاثنتين الأخريين من دول عربية شقيقة ... علما بأنه إنسان ذهب إلى الحج وأعتقد التزامه بالصلاة ... سؤالي هل أقبل به.. رغم زواجه الكثير؟ هل أضع شروطا عند الطلاق؟ هل عقلية رجل مزواج يمكن أن أطمئن لها وأمنحه فرصة؟ علما أن أخته هي التي تبحث له عن زوجة وهي اتصلت بي وشرطهم الأساسي أن تتعرف علي هي وأمها ويقبلوني كزوجه ثم يأتي دوره بالقبول بي ... لأنهم ينكرون عليه اختياراته الثلاث الماضية الفاشلة.. علما أنه لدي أطفال من زوجي الأول؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كون الرجل متزوجا ليس بمانع شرعا من قبول المرأة له زوجا، ولا كونه قد سبق منه تطليق بعض زوجاته بمانع أيضا من زواج المرأة منه، إذ لا يلزم أن يكون ذلك بمجرده دليلا على سوء خلقه ونحو ذلك.
ومع هذا فلا ينبغي للمرأة أن تتعجل في القبول بالزواج من رجل حتى تتبين أمره من بعض الثقات ومن لهم معرفة به، فإن ثبت عندها أنه أهل لأن يكون زوجا لها لحسن دينه وخلقه فلتجأ إلى استخارة الله سبحانه في أمر الزواج منه، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار. وراجعي لمزيد الفائدة الفتويين: 65755، 32747.
ولا ندري ما تعنين بقولك: "هل أضع شروطا عند الطلاق؟ " ومن حيث العموم يجوز للزوجة أن تشترط على زوجها عند العقد من الشروط ما لا ينافيه، وانظري الفتويين: 1357، 59904.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1428(13/1705)
رفض الأهل الرجل الذي ارتضته ابنتهم
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيراً على هذه الخدمة فتاة تعرفت على شاب عن طريق صديقة لها متزوجة، فحصل توافق بينهما على مستقبل الحياة وأن يكون الدين محور الحياة وعلى البساطة والتواضع، الفتاة تخرجت حديثا من كلية الطب، والشاب يعمل إطار في شركة، عندما أخبرت الفتاة أسرتها أن هذا الشاب يرغب في التقدم للزواج منها رفضوا لمجموعة من الأسباب في حقيقتها تخوفات، الشاب مطلق وعنده بنت سيعود لزوجته الأولى، الشاب لم يشتر منزلا بعد فهو يسكن في منزل يستأجره، وقد رفضوا استقبال هذا الشاب فماذا تفعل فهل ترضخ لموقف أسرتها غير المبني على مبرر ديني وفي هذه الحالة تعتقد أنها ستندم فهي تعتقد أنه يدخل في باب إذا جاءكم من ترضون دينه, ولما حصل من توافق فكري وعاطفي بينها وبين الشاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الرجل صاحب دين وخلق فالأفضل هو أن تسعي الأخت الكريمة في إقناع أهلها به، فإن اقتنعوا فالحمد لله، وإلا فإننا ننصحها بأن تطاوعهم فإنهم لم يرفضوا هذا الرجل إلا من أجل مصلحتها، ولتعلم أنه لا يجب على المرأة ولا على أهلها أن يقبلوا برجل معين، ولو كان هذا الرجل صالحاً تقياً، وقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. محمول عند أهل العلم على الندب لا الوجوب.
وننصح أهل هذه المرأة بأن يقبلوا هذا الرجل إن كان صاحب دين وخلق، وما ذكروه من العيوب لا يستدعي رده ورفضه، كما أشرنا إلى ذلك في الفتوى رقم: 65170.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الأول 1428(13/1706)
هل ينكح امرأة بدينة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو تقدمت لخطبة فتاة يعرفها أهلي يرضون دينها وخلقها وجمالها لكنها متينة جدا ووزنها كبير يتعدى 90 ك وأنا متردد في ذلك، أريدها ولكن أخاف أن أكره وزنها وتستحيل العيشة بيننا بعد الزواج.
الرجاء الرد بسرعة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا السؤال يا أخي مما لا يحتاج إلى فتوى، فأنت أدرى بحالك، استخر الله تعالى واستشر محارمك كأمك وأختك، ثم ما اطمأنت إليه نفسك فأقدم عليه، نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن ييسر لك ما هو خير لك، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: فاظفر بذات الدين تربت يداك.
واعلم أن كل نقص يمكن تعويضه إلا النقص في الدين والخلق، وقد ذكرت أن الفتاة ذات دين، وزائد السمنة يمكن التخلص منه عادة.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1428(13/1707)
نكاح بكر أم ثيب.. رؤية شرعية واقعية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب بلغت من العمر 27 عاما وعلى أبواب الزواج، إحدى بنات أقربائي قد توفي زوجها بعد زواجها بسنة واحدة ولم ينجبا أطفالا، ولا يتقدم إليها إلا المطلقون أو المتزوجون ويريدون زوجة ثانية أو ثالثة، وهي صغيرة بالعمر وعلى قدر من الجمال وصاحبة خلق ودين واليوم قد تقدم أحدهم لها وهو غير ملتزم بتاتا وعلى ما يبدو أن أهلها سيحرجونها في ذلك وهنا فكرت أن أتقدم أنا لها ولكني أخاف أن أندم فيما بعد، فهل أقدم على هذه الخطوة بقوة أم أتراجع؟؟ أفيدوني في هذا أيها الأفاضل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت المرأة كما ذكرت عن دينها وخلقها وجمالها فلا يعيبها كونها أرملة، ولا حرج عليك في التقدم لخطبتها ما لم تكن قد ركنت إلى الخاطب الذي ذكرت. فإن كان قد حصل منها أو من أوليائها ركون إليه وموافقة له فلا يجوز لك أن تخطب على خطبته ما لم يأذن لك أو يفسخ أولياؤها الخطبة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن له الخاطب. رواه البخاري. وانظر الفتوى رقم: 65032.
فإن لم يكن قد حصل بينهما ركون، ولازال في الأمر أخذ ورد، فلك أن تتقدم لخطبتها وتحرص على ذلك لما ذكرت عنها من الصفات الحميدة، وإن ندب الشارع إلى البكر كما في قوله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير. رواه ابن ماجة وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله، وأخرج الشيخان في صحيحهما واللفظ لمسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: تَزَوّجْتُ امْرَأَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَقِيتُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ "يَا جَابِرُ تَزَوّجْتَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "بِكْرٌ أَمْ ثَيّبٌ؟ " قُلْتُ: ثَيّبٌ. قَالَ: "فَهَلاّ بِكْراً تُلاَعِبُهَا؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنّ لِي أَخَوَاتٍ. فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنّ. قَالَ: "فَذَاكَ إِذَنْ" إِنّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَىَ دِينِهَا، وَمَالِهَا، وَجَمَالِهَا. فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ.
والأمر في الحديثين السابقين للندب لا للوجوب، كما ذكره المناوي في فيض القدير.
والراجح عندنا -والله أعلم- أن الأصل في الأفضلية هو زواج الأبكار، لما سبق ذكره.
لكن قد يختلف الحكم باختلاف الشخص، كأن يكون ذا عيال، كما هو حال جابر بن عبد الله، وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم اعتذاره واستصوبه منه، أو أن يكون غير قادر على افتضاض البكر، أو أن يكون راغباً في امرأة ثيب بعينها لما تتصف به من الصفات الحسنة في دينها وخلقها وهيئتها، كما هو حال السائل.
ولذلك، فإننا نوصي الأخ الكريم أن يقارن بين المصالح والمفاسد المترتبة على الزواج بهذه المرأة، وأن يستخير الله تعالى في أمره، وأن يلجأ إلى الله بالدعاء والتضرع، ثم يشرع بعد ذلك فيما يشرح الله صدره له وييسره له. ومحل هذا ما لم تكن قد ركنت إلى الخاطب الأول كما بينا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1428(13/1708)
حسن الفتاة لا يعوض عن الدين بتاتا
[السُّؤَالُ]
ـ[استخرت الله تعالى فى التقدم لفتاة، ووجدت أمرها ميسرا. إلا أنني لم أعدهم ولم يعدونى بالزواج. وهناك فتاة أخرى أفضل. فهل أتقدم لها، أم أرضى بالأولى؟ وهل يترك أحدنا فتاة من أجل صوتها الأجش أو لأن طباعه لا تتفق مع طباع أمها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما تنكح المرأة من أجله في العادة وهو الجمال والمال والنسب والدين، ثم حث وحض على الدين بصيغة الدعاء على من لم يختر ذات الدين، فقال: تنكح المرأة لأربع؛ لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
فانظر أي الفتاتين متقدمة على الأخرى في جانب الدين فقدمها، نعم الجمال والمال والنسب له اعتباره، ويشهد لذلك أحاديث أخر، ولكن إنما يعتبر ويتخذ مرجحا عند الاستواء في الدين، فإذا استويا في الدين فضلت الأجمل أو الأنسب أو الأغنى، وأما ترك الفتاة من أجل صوتها الأجش أو بسبب طباع أمها فلا حرج فيه عليك.
لكن إن كان الترك إلى من هي خير منها أو مثلها، وإلا فلا ينبغي تركها لذلك، فإن كل قبح يعوضه الدين، ولا يعوض الدين حُسْن مهما كان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1428(13/1709)
لا ننصح بالزواج ممن لا يصلي
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة ملتزمة والحمد لله، تقدم لخطبتي شاب لا يصلي ولكنه يصوم رمضان وقد قال إنه عندما يتزوج سيصلي، وهو لا يفقه كثيراً في أمور الدين كعدم مصافحة الأجنبية، وغض البصر وقد غضب مني عند امتناعي مصافحته، وهو يحب الخروج قبل الخطبة الرسمية ليتعرف علي وطبعا الخروج يعني الجلوس في الأماكن المختلطة، فهل يجوز الزواج به؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 25448، والفتوى رقم: 48393 أن المؤمنة لا يجوز أن تقبل بقاطع الصلاة زوجاً، وهذا مبني على أنه كافر، وهو قول تشهد به الأدلة الصريحة مما على القول الآخر وهو أنه غير كافر فيكون مسلماً فاسقاً يجوز الزواج به، ولكنا لا ننصح به؛ بل ننصح بالابتعاد عنه ما دام مصراً على ترك الصلاة، وللمزيد من الفائدة عن حكم تارك الصلاة واختلاف أهل العلم فيه انظري الفتوى رقم: 68656.
واعلمي يا أختاه أن الله تعالى لن يضيعك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، نسأل الله لك الثبات على دينه، وأن يرزقك من فضله، وأن يسوق إليك الزوج الصالح.
ولا يخفى عليك أنه لا يجوز للمسلمة أن تصافح أي أجنبي مصلياً كان أو تارك صلاة، ولا يجوز الخلوة به ولا الخروج معه لا من أجل التعارف للزواج ولا لغيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1428(13/1710)
يختر زوجا أحسنهم خلقا وأرضى دينا
[السُّؤَالُ]
ـ[طلبت الطلاق من زوجي بسبب موت طفلينا اللذين كانوا مصابين بالأمراض الوراثية ولا يعيشون أكثر من ثلاث سنين، ولحبي بأن أرزق أطفالا، وقد كان زوجي السابق على دين وخلق وكريم في تعامله معي فقد تعلمت منه أمورا كثيرة في الدين كنت أجهلها، وتقدم إلي ثلاث رجال وهم ليسو كزوجي السابق من الدين والخلق، فبماذا تنصحوني.
هل يجب علي أن أرجع إلى زوجي السابق أو أختار الأطفال وإن تقدم إلي شخص ليس مهتما بدينه إلا القليل؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت عدتك قد انقضت من زوجك الأول، وهذا المفترض، وكان المتقدمون لخطبتك على جانب من الدين والخلق فانظري أيهم أحسن خلقا وأرضى دينا فاختاريه، واستعيني على ذلك بأهل الرأي والمشورة، وإن لم يكن فيهم من يُرضى دينه وخلقه، فننصحك بأن تنتظري حتى يتقدم من هو كذلك.
ولك الرجوع إلى زوجك الأول ولا يجب عليك ذلك، ولا نشير عليك بالعودة إليه إذا ثبت أنه حامل لمرض يتسبب في موت الأبناء، فإن لك حقا أن يكون لك أبناء؛ ولذا كان لك حق في طلب الطلاق في هذه الحالة. وانظري بيانه في الفتوى رقم: 28106.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1428(13/1711)
هل يتزوج من خطيبته العفيفة أم من أخرى زنا بها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب خاطب فتاة ونحن في استعداد للزواج، المغريات والفتن كثيرة في بلادنا وخطيبتي متمنّعة عني.
لقد قمت بالفاحشة مع فتاة أخرى عذراء وقد فقدت غشاء بكارتها وأنا تائب إلى الله, الآن أنا في حيرة هل أستر التي قمت معها بالفاحشة وأتزوجها أم أتزوج خطيبتي العفيفة. أجيبوني بسرعة مع الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تتوب إلى الله توبة نصوحا مما اقترفته من عمل هذه الفاحشة الكبيرة التي وصفها المولى سبحانه بقوله: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32} وانظر الفتوى رقم: 1602.
واعلم أن خطيبتك لا تزال أجنبية عنك ما لم تعقد عليها عقد نكاح شرعي، ومجرد الخطبة لا يبيح أمرا محرما وانظر الفتوى رقم: 31276.
وأما ما سالت عنه من أمر الفتاتين فلاشك أن خطيبتك أولى لكونك قد وعدتها، والوعد يستحب الوفاء به إلا لعذر، ولا عذر لك إذا رضيت هي وكانت عفيفة ذات دين وخلق، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه. وانظر الفتويين رقم: 1422، 4309.
وأما التي فعلت معها الفاحشة فعليك أن تستر عليها، ولا تحدث أحدا بما كان منك معها. وعليها أن تتوب إلى الله تعالى. وما لم تتب لا يجوز للعفيف أن يتزوج منها كما بينا في الفتوى رقم: 59916.
وخلاصة القول أن عليك أن تتوب إلى الله. وقد بينا شروط التوبة في الفتوى رقم: 5976.
ثم ننصحك بالزواج من خطيبتك إن كانت عفيفة، والستر على التي ارتكبت معها ما ارتكبت، علما بأن لا مانع من أن تتزوج بها إن تابت إلى الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1428(13/1712)
الإعراض عن المرأة التي تدفع خطيبها للوقوع في الخطأ
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أود في البداية أشكر الساهرين على هذا الموقع الحمد لله استفدت منه الكثير والكثير ... قصتي يا أخي بسيطة جداً قررت في إحدى خطب يوم جمعة في رمضان التوبة والإقلاع على جميع المعاصي للذكر فإني دائما أصلي وملتزم بالأحكام، ولكن أقع في الخطأ، مع انقضاء شهر رمضان قررت الاستمرار في الصيام الإثنين والخميس لحماية النفس من جميع الشبهات وقررت الزواج رغم أنني أستطيع ومع ذلك عزمت وتوكلت على الله واخترت شابة، ولكن مع الأسف هي تدفعني في الوقوع في الخطأ أحاول جهد المستطاع المقاومة ولكن ... أرجو أن توجيهي للطريق الذي اخترته؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي منّ عليك بالتوبة والعزم على صوم الإثنين والخميس، ونسأله سبحانه وتعالى أن يثبتك على ذلك إنه جواد كريم، واعلم أن قيمة الإنسان وشرفه في تمسكه بدينه والعمل به، فبه سعادته في الدنيا والآخرة، وبتركه ضنكه وتعاسته وعذابه في الدنيا والآخرة.
وأما بخصوص الفتاة التي اخترتها للنكاح فإن كنت قد تزوجتها فعليك بمحاولة إصلاحها بدعوتها إلى الله تعالى بحكمة وموعظة حسنة، فأنت القائم عليها والمسؤول عنها، وإذا كان في بقائها معك انحرافك عن الدين ففراقها خير من بقائها وفي النساء خير منها، وإن كنت لم تنكحها بعد فننصحك بالإعراض عنها واختيار المرأة الصالحة فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته. رواه أبو داود والحاكم. وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خير له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الأول 1428(13/1713)
هل تتزوج من شخص متميز أم من ذي دين تقليدي
[السُّؤَالُ]
ـ[من فضلكم أأقبل بخطبتي على شخص ذي دين"تقليدي"، لا يحضر جلسات دينية ولا يسعى لخدمة الأمة الإسلامية، نحن في هذا الوقت نريد أن نعيش مع أشخاص متميزين لإنشاء أسرة متميزة تريد الاقتراب أكثر فأكثر من الله عز وجل وتقدم شيئا ترد به للأمة مجدها وتخدم به الإنسانية، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتزوج من شخص متميز يعين على إنشاء أسرة مسلمة متميزة، تسعى في الاقتراب أكثر فأكثر من الله عز وجل، وتقدم شيئاً ترد به للأمة مجدها وتخدم به الإنسانية، هو الغاية التي ينبغي أن تطمح لها كل مسلمة صالحة، فلو خيرت المرأة بين التزوج من شخص هذه صفته، وبين التزوج من شخص آخر، ذي دين تقليدي يستقيم هو في نفسه، ولكنه لا يحضر الجلسات الدينية ولا يسعى لخدمة الأمة الإسلامية، لكان الصواب أن تختار الشخص الأول دون شك.
وأما إذا كان الخاطب هو الشخص الذي هو من النوع الثاني، وليس ثمت ما يضمن الحصول على الشخص الآخر، فالصواب هو قبول التزوج منه، استجابة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
واعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أن من كان مستقيماً في نفسه، فالغالب أنه سيكون قابلاً لأن يؤخذ بيده إلى المُثُل العليا وخدمة الأمة الإسلامية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 صفر 1428(13/1714)
ماضي الزوجين هل له أثر على الأولاد
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد اقترفت ذنبا كبيرا منذ سنين ولكنني تبت إلى الله وأنا نادمة على ما فعلته في سنوات المراهقة وقلة العقل ونقص الإيمان، لقد كانت لي علاقة بشاب ولكن عواطفنا جرفتنا إلى الخطيئة وهي الزنى مرات عدة، ومن رحمة الله علي أنه لم يحصل لي شيء يجعلني عارا على عائلتي، تبت إلى الله، بل تبنا اليه ونحن جد نادمين وننوي أن تكون علاقتنا شرعية بالزواج ولكننا نخشى من فشل علاقتنا جزاء لما ارتكبناه، وربما تكون ذريتنا غير صالحة وهذا يكون انتقاما من عند الله، لحد الآن نخشى أن لا يكون الله راضيا عنا، ونحن متخوفان بزواجنا،أرجوك فضيلة الشيخ انصحني ودلني على الصواب، لقد أصبحت متوترة وتقوقعت في الاكتئاب ولا أجد من ينصحني، أنا في انتظار ردكم بفارغ الصبر وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنتما قد تبتما مما اقترفتما فلا حرج عليكما أن تتزوجا من بعضكما البعض. ولا يؤثر ماضيكما على ذريتكما. وهذا التخوف لامحل له ولا دليل عليه، لأن توبتكما الصادقة تكفر ذلك بإذن الله، كما بينا في الفتويين رقم: 54840، 296.
بل ربما تكون معرفتكما لبعض من حيث سلوكه وأخلاقه وغيرها مدعاة إلى الألفة والمحبة بينكما. فاستخيرا الله سبحانه وتعالى في ذلك وأقدما على ما تريدان، فإن كان خيرا فسييسره الله لكما. ولكن ننبه إلى أن من شروط التوبة وصدقها الإقلاع عن المعصية فاقطعا كل علاقة بينكما أو اتصال أو محادثة أو غيرها مالم تعقدا عقدا شرعيا يبيح لكما ذلك. وللفائدة نرجو مراجعة الفتويين رقم: 1677، 31276.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 صفر 1428(13/1715)
الرضا بالقضاء وإحصان الفرج بالزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة كنت مخطوبة لشخص وقد استشهد هذا الشخص في العراق علي يد مسلحين لأنه كان مراسلا صحفيا مصريا وكان هذا الشخص متدينا ويعرف الله حقا وكان يصلي وهذا الذي جذبني إليه نظراً لقلة الدين في الشباب هذه الأيام وعند اقتراب عقد قراننا اختاره الله أن يستشهد.. والحمد لله راضية بقضاء الله وقدره ولكنى حتى الآن أفكر فيه ولا أستطيع حتى أن أفكر في الزواج من غيره ولكن هذا رغما عن إرادتي حتى فاتت 5 شهور علي استشهاده ولكني لم أنسه ولا أعرف كيف أنساه لأنه كان ملتزما مع الله وكان هذا أملي في الشخص الذي كنت أرتبط به ويكون زوجا لي وأبا صالحا لأولادي.. وكنت أرفض الكثير من المتقدمين لخطبتي لأني كنت في انتظار الأحسن في الخلق وفي الشخص المتقرب من الله ... ولكنى الآن أدعو الله أن يجمعني وإياه في الجنة وأن أكون نصيبه في الجنة وزوجة له حتى أنى أقول أنا لا أريد أن أتزوج أبدا حتى الموت وأنا راضيه بحالتي هذه وأحاول أن أتقرب من الله حتى أرضيه وأكون من أصحاب الجنة حتى أحشر مع من أحببت في الله وهو ذلك الشخص الذي أحببته لأنه أحب الله بإخلاص ولا أجد حتى الآن من يعوضه فهل هذا حرام أني أرفض الزواج من أحد ... وهل حتى إذا تزوجت بأحد إذا كان موضوع الرفض حراما علي ولا يرضى الله هل من الممكن أن أدعو الله أن أكون زوجة للشخص الذي أرتبط به في الدنيا (الشهيد) حتى ولو كنت متزوجة بآخر ... ولكنة يا فضيلة الشيخ أخاف أن أظلم الشخص الذي يتقدم لخطبتي الآن نظراً لأني أقارن بينه وبين خطيبي الذي استشهد وأجد دائماً أن الذي استشهد هو الأفضل وأنا لا أريد هذا ... أرجو أن تكون فضيلتكم فهمتم ما أقصده ... أنا تعبانة في حياتي وخائفة من كلام الناس وفي نفس الوقت غير قادرة أن أنسى خطيبي الذي استشهد لأنه كان أملي في الحياة وأملي في الحياة هو أن أتزوج شخصا كان يعتبر لا مثيل له في الخلق وفي الدين ... أكرر سؤالي هل من الممكن أن أدعو الله أن أكون من نصيب وزوجة (لخطيبي الشهيد) حتى لو تزوجت بآخر وأنا غير راضية مع إني لا أريد أن أتزوج شخصا وأنا أفكر في آخر أبدا لا أريد أن أظلم أحدا وأتمنى أن أعيش هكذا حتى الموت ... والشخص الذي يريد أن يتقدم لخطبتي الآن هو زميل لي في العمل وفاتح صديقتي في الأمر لأنه خائف من رفضي وأنا أعامله كأخت وهو إنسان محترم لكن يقطع في الصلاة وأنا أهم شيء عندي الصلاة وأقارن بينه وبين خطيبي الأول أيضاً أجد نفسي أفكر في الأول وللأسف قال لصديقتي إن لم يتم هذا الزواج سوف أرحل عن مصر ولا أرجع أبدا ... وأنا لا أريد أن أكون سببا في تعاسة أحد وأيضاً لا أريد أن أظلم أحدا وأظلم نفسي (مش عارفه أعمل إيه) .... أريد مشورة فضيلتكم أرجوكم.. ولكم جزيل الشكر.. ووفقكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أيتها الأخت الفاضلة بما يلي:
أولا: عليك بهذا الدعاء وهو: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها) ، فما من مسلم تصيبه مصيبة فيقوله إلا أخلف الله له خيراً منها.
ثانيا: ننصحك بالاستسلام لقضاء الله وقدره واحتساب الأجر منه سبحانه.
ثالثا: ننصحك بطي صفحة الماضي، ونسيان الفائت، وحسن الظن بالله، فيما اختار لك.
رابعا: نشير عليك بالزواج ففيه غض للبصر وحفظ للفرج ورجاء الولد الصالح، واتباع لسنة الأنبياء فلا تحرمي نفسك هذه المصالح، ولك أسوة في نساء مؤمنات صالحات تزوجن بعد موت ازواجهن وكان أزواجهن من خيرة الناس ومنهم صحابة ومشهود لهم بالجنة.
وأما هذا الشاب الذي نسأل الله أن يكون مع الشهداء في الجنة، فإنه لم يكن زوجك في الدنيا، حتى نقول لك سيكون زوجك في الجنة، وراجعي الفتوى رقم: 19824، لكن الجنة فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، فليكن همك دخولها، وإن مما يساعد على دخول الجنة أن تحصني فرجك بالزواج.
وليس في ما ذكرت من تفكير في هذا الشاب ونحو ذلك، مانعا لك من الزواج، وليس فيه ظلم للزوج، فإنك لا تؤاخذين على ما تحدث به نفسك، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16} .
وعليك بصاحب الدين والخلق، وإذا صلح حال الشاب الراغب فيك، أو رجوت ذلك فلا بأس بالزواج به، ولكن لا يلزمك الزواج به خوفا من أن يلحقه ضرر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1428(13/1716)
حكم عرض المرأة نفسها على الرجل المتزوج للزواج منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا آنسة أعيش مع أهلي في إحدى الدول الأوروبية وهذه السنة كتب الله الحج الحمد لله، وكان معنا شيخ دعا دعوة الرابطة الإسلامية في هذه البلد التي أعيش فيها لكي يكون معنا مع حملتنا باختصار أعجبني في هذا الشيخ حرصه على دينه وتمنيت أن يكون زوجاً لي، لكن ولهذا السبب هو متزوج وله أطفال ويعيش في إحدى الدول العربية وهو لا يعرف أني معجبة به في نفسي، فهل الشرع يسمح لي أن أعترف لهذا الشيخ بإعجابي به بنية الزواج، ولكن هو متزوج ولا أدري إذا هو مستعد للزواج مرة ثانية، ولكن الرسول تزوج كذا مرة وكانت بعض من زوجاته يعرضون أنفسهم عليه لكي يتزوجهن أنا في حيرة لا أدري ماذا أفعل، أريد أن أكون زوجته، لأنه هو الإنسان الذي أريده، يخاف على دينه وحريص عليه وللأسف لا يوجد متدينون في هذه البلدان الأوروبية، فأرشدوني ماذا أفعل، وأرجوكم لا تحولوني إلى فتاوى سابقة، وأريد جوابا مفصلا وليس عموميات؟ وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع أبداً من أن تعرض المرأة نفسها على الرجل الصالح للزواج منه، ولو كان متزوجاً، المهم أن يتم ذلك بدون محذورات شرعية كالخلوة وغيرها، وقد كان النساء يعرضن أنفسهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان متزوجاً لكن مع الحذر من أمرين:
الأول: أن تفسدي الزوج على امرأته، فإن ذلك محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده. رواه أبو داود، والحديث وإن كان نصا في إفساد المرأة على زوجها، ولكن في معناه كذلك إفساد الزوج على امرأته، كما أشار إلى ذلك صاحب عون المعبود بشرح سنن أبي داود.
الثاني: إياك أن تطالبيه في حال موافقته على نكاحك بطلاق امرأته، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التلقي، وأن يبتاع المهاجر للأعرابي، وأن تشترط المرأة طلاق أختها ... الحديث متفق عليه، واللفظ للبخاري. فيمكنك أن توصلي وجهة نظرك إليه عن طريق بعض محارمك أو رسالة اتصال، مع مراعاة الستر والحشمة وعدم الخضوع بالقول.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1428(13/1717)
الزواج من ابنة الخال التي تعتبرها الجدة كابنتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أستشيركم في موضوع زواجي من ابنة خالي التي تربت منذ ولادتها في بيت جدتي (التي توفاها الله نسأل لها الرحمة والمغفرة) ، وكانت جدتي تعتبرها ابنتها الصغرى (يعني بمثابة خالة لي) أنا لا أدري الآن هل بإقدامي على خطبتها سيكون هناك جرح للمشاعر أم سيترتب علي شيء من الناحية الشرعية؟ وجزاكم الله خيرا على ما تقومون به من مجهودات.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يكن بينك وبين هذه الفتاة محرمية من الرضاع كأن تكون رضعت من جدتك فلا حرج عليك شرعا من الزواج بها ولو تربت في بيت جدتك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1428(13/1718)
زواج المرأة ممن بنى بيتا بقرض ربوي
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجوكم ساعدوني بجواب سريع أنا جد حائرة سؤالي كالتالي:
تقدم لخطبتي رجل يبلغ من العمر 46 سنة طيب ويصلي ويتصدق ويصوم النوافل فقبلت به وكذلك عائلتي بعدما تعرفنا عليه لكن أخبرني أنه اقتنى بيتا بقرض من البنك وكذلك اقترض من البنك ليدرس لأن تكاليف المدرسة جد باهظة وبرر لي أنه مجبر من أجل أن يضمن مستقبله ومستقبل العائلة المقبلة لأنه في بلد أجنبي وكل شيء باهظ الثمن فأرجوكم ماذا عساي أن أفعل هل أقبل الزواج منه مع العلم أني في سن متأخر أبلغ 38 سنة وملتزمة بشرع الله وبعد الزواج أساعده على التوبة ولن أتركه يتعامل قط بالربا لأنه في الحقيقة أحس به أنه قابل للتغيير أم أرفضه مع العلم أنه جد متمسك بي.
فما هو جوابكم أرجوكم بسرعة وجزاكم الله عني الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تسألين عن الحكم الشرعي في الزواج بهذا الرجل فلا حرج عليك في ذلك، وأما إن كنت تطلبين النصيحة، فننصح بالزواج به في حالة ما إذا غلب على ظنك أنه فعل ما فعل جهلا أو بشبهة، أو أنه غير مصر على مثل هذه الأفعال، وأنه سيقبل النصيحة، ويقلع عن هذه المعصية الكبيرة، ويتوب إلى الله منها، وليس شرطا لتوبته أن يتخلص من البيت الذي اقتناه بقرض ربوي كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 47181، فإذا كان حاله كذلك مع ما ذكرت من طيبته وعبادته، فننصحك بالزواج به لاسيما وأنت في هذه السن المتأخرة.
وأما إن غلب على ظنك أنه فعل ما فعل مع علمه بحرمته، ولمست منه إصرارا على هذه المعصية، وعدم مبالاة، فلا ننصحك بالزواج به، لأن أكل الربا والإصرار على تعاطيه خطير، وانظري الفتوى رقم: 4468.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1428(13/1719)
فوارق لا تمنع الكفاءة في الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدمت لفتاة للزواج منها وهي قريبة لي (ابنة عمي) ، وهي حافظة لكتاب الله وعلى خلق طيب وكريم أخلاق لا أزكيها على الله والدها ووالدتها وجميع أفراد أسرتها على استقامة وصلاح، سبق لها الزواج لي رغبة صادقة وقوية في الزواج منها تحدثت معها وطلبت مني فرصة شهر للرد علي، حالياً أنا في قلق وحيرة في أمري وأدعو الله عز وجل ليل ونهار أن يجعلني زوجا لها وأن يجمع بيني وبينها على خير وأن يرزقنا الذرية الصالحة إلا أنها أفضل مني في أشياء كثيرة ولديها همة عالية في تدريس كتاب الله عز وجل وسمعت من بعضهم أنها تريد طالب علم وأنا أعمل في شركة بترولية بنظام شهر عمل وشهر إجازة أحضر الدروس والمحاضرات معظم الأوقات وأجتهد دوماً أن أكون مستقيما في حياتي وأن يرضى عني الله عز وجل وأقرأ في الكتب وأسأل عن أمور ديني عن طريق الإنترنت أو عن طريق سؤال المشايخ الموجودين في العمل أو في منطقتي، كما أن الشركه توفر لنا الدعاة الذين نستفيد منهم وأجتهد في قراءة القرآن وبدأت فعلا في حفظ القرآن الكريم، فهل أعتبر طالب علم وأعتبر كفئا لها، وإذا كانت إجابتها بالرفض فهل يحق لي أن أطلب منها إعطائي فرصة لمراجعة نفسها مرة أخرى وأن لا ترفضني، يعلم الله عز وجل نيتي الصادقة ورغبتي القوية في الزواج منها لأنها ذات دين وخلق، ولكي أفوز بسعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله، وهل هناك صلاة تسمى صلاة الحاجة؟ وإذا كانت بنعم كيفية أدائها وهل هناك دعاء مخصص لها، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن ابن العم كفء لبنت عمه إذا كان ليس بفاسق، وأنت إن شاء الله تعالى على خير وخلق ودين، وليست الفوارق التي ذكرت من حفظها للقرآن وعملها بالدعوة إلى الله تمنع زواجك منها أو تجعلك غير كفء لها، وعموماً فلك إن رفضت أن تطلب منها مراجعة نفسها في هذا القرار، نسأل الله أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة.
وأما بشأن صلاة الحاجة فانظر ذلك في الفتوى رقم: 77515، والفتوى رقم: 56313.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 صفر 1428(13/1720)
حكم منع الأب ابنته من الزواج بحجة اشتغالها بالدراسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أثناء فترة تعليمي كان والدي يرفض أي شخص يتقدم لخطبتي مهما كان الشخص ويقول لي لا تفكري في الزواج إلا بعد انتهاء التعليم الآن انتهيت من التعليم وأشتغل مدرسة بالتعاقد وعمري 24 عاما وإذا تقدم لي أحد من خارج المحافظة التي نعيش فيها رفضه والدي ويقول لي الوظيفة في هذا الزمن هي الأمان للبنت وليس الزواج ولو قمت بترك العمل لأي سبب فنظامه لا يسمح لي بالعودة إليه مرة أخرى فما هو التصرف الصحيح هل أترك الوظيفة من أجل الزواج؟ أم أبقى في الوظيفة حتى لا أندم بعد ذلك على تركها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لوالد البنت أن يمنعها الزواج بحجة الدراسة، وكثير من الآباء يقعون في أخطاء من هذا القبيل، حيث يحرصون على دنيا بناتهم ولا يحرصون على دينهن، فيمنعونهن الزواج لإكمال دراستهن ولا يأخذون بالحسبان الفتن التي تعصف ببناتهم، وتلف بهن من كل حدب وصوب. وقد يقعن في الحرام وسخط الله، وهم لا هم لهم إلا إكمال الدراسة والتوظيف. وهذا خلل كبير وتفريط في الأمانة المناطة بالآباء، بل يحرم على الأب إذا احتاجت بنته الزواج وتقدم لها كفء أن يمنعها الزواج وهذا هو التوجيه النبوي، ومخالفته هو الفساد العريض الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما من حديث أبي هريرة. وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي ثلاث لا تؤخرها: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفؤا. رواه الترمذي، وحسنه بعض أهل الحديث.
كذلك فإن على البنت أن لا ينسيها حب الوظيفة الأمور التي يصلح بها الدين والدنيا، فإن استطاعت الجمع بين الوظيفة التي تتقيد فيها بضوابط الشرع وأحكامه، وبين الزواج، فإن ذلك هو الأفضل لها.
وإن لم تستطع ذلك، فإن الأولى بها أن تتزوج بشخص مناسب لها في الدين والخلق.
وإذا رفض الوالد خطبتها ممن هذه حاله، لا لشيء سوى حرصه على وظيفتها، كان بذلك معضلا، وبالتالي يحق لها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي الذي يأمره بتزويجها أو يزوجها هو إذا لم يقبل الأب تزويجها.
وأيا كان الحال من ذلك، فإن حق الأب في البر والصلة لا ينتقص منه شيء بسبب ما ذكر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 صفر 1428(13/1721)
هل المرأة ترزق بزوج على شاكلتها أم ماذا
[السُّؤَالُ]
ـ[هل صحيح أن الله تعالى يرزق الفتاة زوجا يتلاءم مع درجة إيمانها وأخلاقها؟ يعني إذا كانت تكذب وتسرق وغير محجبة يرزقها الله بزوج سيء الأخلاق والسمعة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشأن أن يتزوج الطيب العفيف بالعفيفة الطيبة، والخبيث الفاسد بالخبيثة الفاسدة، إذ الأوفق بالطبائع البشرية أن يميل كل ذي طبع لمن يتلاءم معه، وأن ينفر ممن يخالفه ولا ينسجم معه فهذا هو الغالب ففي المثل: الطيور على أشكالها تقع.
ولكن لا يلزم منه أن لا يوجد العكس.
وعلى هذا، فإن الفتاة الطيبة المحجبة المتوقع لها والمرجو هو أن ترزق بزوج مستقيم ملتزم، والمتبرجة المصرة على المعاصي والأخلاق الرذيلة يخشى عليها أن لا ينظر إليها إلا أمثالها من ذوي الفسق وأن يتجنبها الملتزمون، ومع هذا كله فلا مانع أن يقع العكس فتبتلى المحجبة بفاسق، والطيب بفاسقة. والدليل على ذلك امرأتا نوح ولوط، وامرأة فرعون. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 33972.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 صفر 1428(13/1722)
عدم استقامة أهل المرأة هل يمنع من اختيارها للزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من الحيرة والتردد الشديد وخاصة في القضايا المصيرية التي أتعرض لها في حياتي اليومية فمثلا أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، وأريد أن أتزوج وقد تقدمت لفتاة من مدينة بالقرب من القرية التي أسكنها وقد رأيت فيها من مواصفات الفتاة ما أعجبني كثيراً، ولكن يبقى خوفي هاجسا يقول لي إن هذا الاختيار يمكن أن يكون خاطئا كون هذه الفتاة تعيش في بيئة تختلف عن البيئة التي أعيش فيها والذي زادني انزعاجا أن أهل هذه الفتاة قد وافقوا علي وقبلوا بي، ولكن كما قلت سابقا إن الفتاة وأهلها كانوا قد تنقلوا بين لبنان وسوريا والأردن وقد استقروا في فلسطين أخيراً وهذا الذي يخيفني، فأرجو أن تقدموا لي النصح عما يجب فعله وأن تقولوا لي ما هي الشروط التي يجب أن تتوافر في الفتاة وأهلها حتى أجزم بأنها المناسبة لي، علما بأن الفتاة وأخواتها وأمها متدينات على عكس الأب والأبناء الذين ينتمون إلى فكر علماني ومدخنون بشكل شره جدا, في النهاية كلما رأيت فتاة أعجبتني كان أهلها على غير ذلك وإذا وجدت أناسا طيبين ومتدينين كانت الفتاة بمواصفات لا ترقى إلى ذلك، فأرجو أن تجيبوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تكون صاحب عزيمة، تبني أمورك على الموازين الصحيحة، وتتم الأمر بالاستخارة والاستشارة، ولا ينبغي أن تكون متردداً في أمورك وقضاياك، واعلم أنه لن يكون إلا ما قدره الله تعالى لك، وأما الصفات المطلوب توفرها في المرأة، فسبق ذكرها في الفتوى رقم: 19333.
وإذا كانت المرأة التي تريد نكاحها على دين وخلق، وكان أهلها على غير ذلك، ولكن ليس لهم تأثير عليها، فلا يكون عدم استقامتهم مانعاً من زواجها، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164} ، وأما إذا كانت مصغية إليهم مطيعة لهم فيما هم عليه من انحراف فإن البحث عن غيرها هو الأفضل والأحسن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 محرم 1428(13/1723)
ييسر الله الأسباب إذا شاء أن يتزوج فلان من فلانة
[السُّؤَالُ]
ـ[أحب ابن خالي منذ الثانوي وعرفت أنه يحبني بعد تخرجنا هو فى محافظة غير محافظتنا ولا أعرف سبب الحب هذا حصلت عندهم ظروف أتعبتهم ماديا ولما فاتح والده وهو أكبر إخوته قال له بعد ما تتزوج أخواته البنات، قال لي إنه لا يريد أن يكمل لأنه حرام أتعطل بسببه وأنا يتقدم لي ناس وخالي توفي من شهر لاأدري ماذا أفعل والله لا يوجد بيننا أي حاجة حرام تعبت ولا أعرف الحل، لأني غير قابلة مجرد فكرة أني أتزوج شخصا آخر، كنا نشجع بعضا على الصلاة وحفظ القرآن فهل هناك حل، وأعرف أن كل شيء بقدر الله وأني أعيش يومي، لكن غصب عني أفكر بأخذ أدوية مضادة للاكتئاب، الموضوع هذا له الآن ثمان سنوات صارحني من سنتين ولما عرف أنه لن يستطيع امتنع عن تكليمي وحتى لا يرد علي، ياليت ترد علي لأني بجد تعبت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وتسعد به نفسك في الدنيا والآخرة، وأما ما جاء في سؤالك فجوابه: أن عليك أن تتقي الله تعالى وتتوبي إليه توبة نصوحاً مما كان بينك وبين ابن خالك، إن كان صدر منكما تصرف غير شرعي من نحو خلوة أو غيرها لأنه أجنبي عنك، وتصرفه بقطع العلاقة بك وعدم الرد على مكالماتك تصرف صحيح، وعليك أنت أن تكفي عن مراودته والاتصال به، فإن كان من نصيبك فسييسر الله تعالى له أمره حتى يتزوجك، ويسلك لذلك الطرق الصحيحة بأن يخطبك من ولي أمرك ويعقد عليك عقد نكاح شرعي، حينئذ يباح لك الحديث معه والخلوة به إلى غير ذلك مما يجوز للزوجين من بعضهما البعض، وفي سبيل تحقيق ذلك ينبغي مساعدته إن كان ذا خلق ودين بتيسير المهر وتكلفة الزواج وما إلى ذلك، وإلا فابحثي عن غيره من ذوي الدين والخلق لتعفي نفسك، واعلمي أنك لا تدرين ما هو الأصلح لك فقد يكون تعسر هذا الأمر وعدم إمكانه هو الخير، وقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} ، وللفائدة ننصحك بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35146، 1072، 1753، 621.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1428(13/1724)
حكم زواج المسلم من كاثوليكية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من تزوج من كاثوليكية مع العلم بأنه كثير من المسلمات يردن الزواج بي، ولكني رفضت بشدة لأنني أريد أن أُدخل زوجتي للإسلام، مع العلم حاولت مع والدتي عدة مرات ولم أفلح أخبركم بأني مسلم أجنبي؟ وشكراً لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت لم تتزوج بعد فلا تعدل يا أخي الكريم بالمسلمة غيرها، لا تتزوج إلا مسلمة، تحفظ عرضك، وتكرمك، وتربي أولادك على الخير والدين والخلق، أضف إلى أن طلب رضا الأم من أهم المهمات، وأما إن كنت قد تزوجتها فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قيد جواز نكاح الكتابية بأن تكون محصنة (أي عفيفة) ، فقال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ {المائدة:5} ، فإن كانت غير محصنة (غير عفيفة) فلا يحل نكاحها، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 7819.
ويشترط أن يتوفر إضافة إلى ما سبق شروط صحة النكاح الأخرى التي من بينها الولي، وقد سبق في الفتوى رقم: 10822 حكم الزواج بكاثوليكية، وانظر الفتوى رقم: 30476، والفتوى رقم: 73009، والفتوى رقم: 80265 ففيها كل ما يتعلق بسؤالك، وفقك الله وسددك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1428(13/1725)
حكم نكاح من هو مستعد للنطق بالشهادتين بدون القيام بفرائض الإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة مغربية الجنسية أعيش ببلدي المغرب وأبلغ من العمر 26 عاماً، مشكلتي أنني غير محجبة وأريد وأتمنى أن أتحجب غير أني أعمل في ميدان منذ 6 سنوات حيث يرفضون المتحجبات، أعلم أن الحجاب فرض لا نقاش فيه لذلك عرضت على والدي الخروج من العمل لكنهم رفضوا بشدة خصوصاً أن أبي فقد عمله مؤخراً دعوت الله كثيراً وهو القريب المجيب ومنذ سنة عرفني أحد زملائي برجل فرنسي من أصل آسيوي يريد الزواج بمسلمة وتمت خطبتي إليه، قرأ القرآن باللغة الفرنسية وهو الآن يقول إنه مستعد لنطق الشهادتين غير أنه ليس مستعدا لأداء فرائض الإسلام (الصلاة- الصوم....) بدعوى أن ذلك يحتاج لوقت لكي يصبح مسلماً حقاً، فهل يجوز لي الزواج منه، مع العلم بأنه لا يمانع في حجابي بل فرح به وهو يشجعني على تديني حيث إنه أثناء زيارته لنا كان يذكرني بأوقات الصلاة إذا ما نسيت، فأرجوكم أجيبوني فأنا في حيرة من أمري، لقد قبل والدي أن أترك العمل وفعلاً تركت عملي فهل أتزوج بهذا الرجل ونيتي أن أعلمه تعاليم ديننا بلطف، أم لا أقبل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 43238، والفتوى رقم: 44351 أن حديث العهد بالإسلام إذا عُلِم صدقه في دخول الإسلام فلا مانع من تزويجه، وأما إذا كان نطق أو سينطق بالشهادتين دون التصديق بالقلب، فلا يدخل به في الإسلام.
وعليه؛ فإذا علمت أن هذا الرجل نطق بالشهادتين لأجل الزواج بك دون أن يصدق بقلبه فلا يحل لك نكاحه، لأنه لا يزال كافراً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار ... رواه البخاري.
وأما إذا لم تعلمي صدقه من عدمه، ونطق بالشهادتين، فالأصل تصديقه وإجراء أحكام الإسلام عليه، ومن ذلك النكاح، وأما قوله بأنه ليس مستعداً لأداء فرائض الإسلام كالصلاة والصوم، فإن كان مؤمناً بها مسلماً بوجوبها عليه، غير جاحدٍ لها، ولكنه سيتركها بعد النطق بالشهادتين تثاقلاً وكسلاً فقد اختلف العلماء في حكم من ترك هذه الفرائض العظيمة، وأكثر أهل العلم على أن تركها تكاسلاً مع الإيمان بوجوبها لا يخرج من الملة، ومن أهل العلم من قال بكفره.
ولذا فإنه لا ينبغي أن تقبلي نكاح هذا الرجل ولو حكمنا بإسلامه حتى يظهر صدقه في التمسك بهذا الدين، فإن تارك الصلاة والصيام فاسق خبيث لا ينبغي القرب منه، بل ينبغي أن يفر المسلم منه كما يفر الإنسان من الوحش المفترس، واعلمي يا أختاه أن الله تعالى لن يضيعك، ومن ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله خيراً منه، نسأل الله لك الثبات على دينه، وأن يرزقك من فضله، وأن يسوق إليك الزوج الصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 محرم 1428(13/1726)
تمسك المرأة بالدين هو أهم ما يدعو إلى الزواج منها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب تعرفت بفتاة وأحببتها منذ ما يزيد عن عامين، وقد تقدمت لخطبتها والزواج منها إن شاء الله، وقد حدث أن صارحتني الفتاة بأنها كانت أحيانا ينقص عليها المال، فتضطر إلى مسايرة الشباب للحصول على مال منهم، لكن لم تمارس الزنى وهي لا زالت عذراء، آخر حادثة لها كانت حين تعرفت بشاب، والتقت به في منزله وتعرت له وعرته وأراحته بممارسة بعض الأفعال معه مثل الحضن والقبل وملامسة قضيبه لكنها لم تمارس الجنس مباشرة لا من قبل ولا من دبر، وهي لا زالت عذراء، المهم أن لقاءها بهذا الشاب قد تكرر 4 أو 5 مرات، وقد حصلت منه على ما يقارب من 300 دولار، الآن أريد أن أعرف كيف يمكن أن يكون زواجي بها مباركا وحلالا، وما المطلوب مني أن أفعله ومنها لكي يتقبل الله زواجنا ويباركه، وماذا بشأن الأموال التي تلقتها من الشباب، فمثلا هناك شباب لا تعرفهم، لكن هذا الشاب الأخير يمكن الاتصال به وإيجاده، وقد أخبرتها أنني سوف أعطيها الأموال لترجعها لهذا الشاب لأنها أموال حرام، لكني فكرت أنها لو التقت به فربما يراودها الشاب عن نفسها من جديد وخاصة أنه طلب يدها للزواج وأخبرها بحبه لكنها لم ترض الزواج به، فكيف يمكننا إذاً أن نتخلص من ما أكلته خطيبتي من حرام، وهل يجب أن أرد ما استلمته من الشاب، مع العلم بأن المشلكة في أني حائر بين إرجاع الأموال وبين أن إرجاعها سوف يجعلها تقابل الشاب من جديد عندما ترجع له أمواله، فأرجو إفادتي، وإن كانت لديكم مواضيع في التوبة أو عبر في أحوال الحرام والرذيلة أرجو إرسالها لي كي أقرؤها لها عسى أن يهديها الله ويغفر لها ويرضى عنها؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن ما ذكرته من مصارحة الفتاة لك بما صارحتك به واطلاعك على أنها ما زالت عذراء، وغير ذلك مما يجري بينك وبينها، كلها أمور تدل على أنك وإياها قد وقعتما في الحرام والإثم الكبير، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} ، وليس معنى ذلك مجرد النهي عن الزنا، وإنما هو نهي عن جميع الطرق المؤدية إلى الزنا، كالنظر إلى الأجنبية أو ملامستها والخلوة بها، وخضوعها هي بالقول أو خروجها متبرجة.... إلى غير ذلك من السبل المعروفة، فالواجب أن تتوبا من هذه الآثام فوراً، ولك أن تراجع في شروط التوبة الفتوى رقم: 5450.
ثم اعلم أن أهم ما يدعو إلى الزواج من المرأة هو تمسكها بالدين، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وهذه الفتاة التي ذكرت من أمرها ما ذكرت، ليست -في الحقيقة- ذات دين، وعليك أن تبحث عن غيرها للزواج ما لم تتب هي مما هي عليه من الممارسات، وتتحقق من أنها لن تعود إلى مثلها، وعلى أية حال، فإذا تحققت من توبتها وعزمت على الزواج منها فإنه لا ينبغي أن ترد الفلوس التي أخذتها إلى أولئك العصاة الذين بذلوها لغرض محرم، بل توضع في مصالح المسلمين العامة، يقول ابن تيمية في ثمن الخمر: فإذا كان المشتري قد أخذ الخمر فشربها لم يجمع له بين العوض والمعوض بل يؤخذ هذا المال فيصرف في مصالح المسلمين، كما قيل في مهر البغي وحلوان الكاهن وأمثال ذلك مما هو عوض عن عين أو منفعة محرمة إذا كان العاصي قد استوفى العوض. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 محرم 1428(13/1727)
الدين أولا ثم الجمال
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أسعى إلى الزواج، ولكن لدي مشكلة وهى اختيار الزوجة، أريد أن أكون على علم بأهلها لذلك قررت أن أتزوج من قريتي والتي على قدر من التمدن ولكن كلما وجدت بنتا بها ميزة وجدت أن لها أيضا عيباً لا أريده فى زوجتي مطلقا، فهل أتزوج والسلام أم انتظر، مع العلم بأن سني الآن 25 سنة، وانا أريد أن أبكر بالزواج لما له من فوائد أريد اغتنامها، مع العلم بأني كنت أريد أن أتزوج بنت خالي ولكنها قد تزوجت وإني كنت أحبها بدون أن أخبرها، فهل لذلك تأثير على عدم قابليتي أو قبولي لأي بنت أخرى، فأرجو الإفادة، مع العلم بأني أريد زوجتي جميلة طبعا وخلقاً وهو شرط لا أستطيع التنازل عنه؟ وجزاكم الله عني خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتشدد أو التساهل في اختيار الزوجة أمران لا يُقرَّان، والصواب هو الوسطية، والنساء ممن يتوفر فيهن الخلق والدين والجمال كثير والحمد لله، فاجتهد في الطلب، وأكثر من الدعاء بأن يرزقك الله الزوجة الصالحة، وعليك أن تقطع كل تفكير في بنت خالك، وأن تنظر إلى مستقبلك بعين التفاؤل، والثقة بالله تعالى، وفقك الله لمرضاته، وانظر في الفتوى رقم: 33362، والفتوى رقم: 8757 ففيهما بيان منهجية اختيار الزوجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 محرم 1428(13/1728)
حكم زواج الفتاة من شاب اقترفت معه مقدمات الزنا
[السُّؤَالُ]
ـ[إني أستحي من الله تعالى مما أقدمت ولا يسعني الآن إلا التوبة إليه، وسؤال ذوي العلم، شاء القدر أن أحب شابا مناسبا لي من كل النواحي وكانت نفسي والشيطان أقوى من إيماني وفعلت معه مقدمات الزنا من كل شيء عدا الدخول، وتقدم لخطبتي وتمت الخطبة دون كتب الكتاب لأنه مسافر، ولكن حدثت مشاكل بيني وبين أهله بسببهم حالت دون موافقة أهلي على إتمام الخطوبة، الآن أنا منهارة نفسيا لما أوقعت وبخست نفسي به ولأني حرمت ممن أُحب دون خلاف بيننا، أنا متعلمة وأصلي من طفولتي وأخاف الله وأني أشعر أن ما حصل هو من عند الله لأشعر بذنبي، الآن أسأل من ناحية شرعية هل يجب أن أتزوج هذا الشاب لما حصل بيينا من مقدمات الجنس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أيتها الأخت السائلة بما يلي:
أولاً: التوبة الصادقة النصوح، التوبة التي تحجزك عن الحرام وتمنعك من العودة إليه، مع الندم والألم بسبب اقتراف الذنب.
ثانياً: لا تخبري بما حدث منك أحداً قريباً كان أو بعيداً، وتجلببي بستر الله، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أصاب من هذه القاذورات شيئاً، فليستتر بستر الله. رواه مالك في الموطأ.
ثالثاً: إذا كان هذا الشاب الذي تحبينه قد تاب وندم، وهو ممن يُرضى دينه وخلقه الآن فلا مانع أن توسطي بعض أقاربك عند والديك لعلهما يغيران رأيهما في المسألة، فإن أصرا على رأيهما فلا تخالفيهما، وسيعوضك الله خيراً، والرجال كثير، وتوجهي إلى الله تعالى أن يفرج عنك، وأن يرزقك الزوج الصالح.
ولا يجب عليك أن تتزوجي الشاب الذي وقعت معه في الحرام، وإذا تقدم إليك غيره ممن هو مقبول في دينه وخلقه فلا تترددي في قبوله، ولا تخبريه بشيء مما وقعت فيه. نسأل الله لك التوفيق والثبات وأن يجنبك الحرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 محرم 1428(13/1729)
أهل البدع لا يرضون دينا
[السُّؤَالُ]
ـ[حضرة المفتين الأفاضل
نحن عائلة سنية محافظة من بيروت - لبنان. تعرفت ابنتي على شاب منتسب إلى مذهب بدعي لكنه ذو خلق ودين , وذو عقل نير وغير متعصب، متعلم ومثقف.
سؤالي: هل زواج ابنتي في محكمة الإفتاء فيها على ذلك المذهب صحيح؟
هل تأثم ابنتي اذا سكتت على تعليم أبنائها الصلاة على ذلك المذهب، وغيرها من التعاليم المختلفة عن الأحكام الفقهية في المذاهب السنية؟
جزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للمرأة أن تحرص على الزواج بمن يرضى دينه وخلقه وأهل البدع لا يرضون في دينهم، وكنا قد بينا فيما سبق أن زواج المرأة المسلمة السنية بمن تلبس ببدعة جائز ما لم تصل هذه البدعة إلى حد الكفر، وانظر تفصيله في الفتوى رقم: 1449.
وعقد الزواج إذا تم بشروطه المبينة في الفتوى رقم: 1766، فهو صحيح بغض النظر عن المكان الذي تم فيه والجهة التي قامت به.
وعلى المرأة أن تحرص على دعوة زوجها إلى الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى تربية أبنائهما على ما ثبت بالوحيين المعصومين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 محرم 1428(13/1730)
زواج الأرملة من متزوج ذي أولاد ودخل محدود
[السُّؤَالُ]
ـ[جاء خالتي من يرغب في نكاحها مدرس مجال صناعي وهو متزوج وله ثلاثة أولاد تسع وخمس سنوات وطفل رضيع. طلق زوجته من قبل مرتين. وله معها مشاكل آخرها أنها تركت له البيت شهرا ثم عادت وكانت أمه قد أخبرته أن يتزوج عليها وكذلك أبوه. وهو عندما جاءنا كان عازما على ألا يخبر زوجته ولا أباه ولا أمه ولم يكن قد فكر في كيف سيكون الحال إذا أنجب. والسكن سيكون ببيت خالتي في البداية يومان أو أقل في الأسبوع لأن عنده أولادا. وعن النفقة قال إنه سينفق قدر المستطاع مع اعترافه بمحدودية دخله وأنه متوكل على الله.
المشاكل مع زوجته لأنه اختارها قبل أن يلتزم. وحينما التزم دخل مع جماعة التبليغ والدعوة ثم تركهم بعد سنة لأنهم منعوه من أن يتعلم بمعهد إعداد الدعاة بحجة تفويت الفرصة على الدعوة. فتركهم وتعلم.
رأينا أنه غير مخطط للمستقبل. وخالتي أرملة ولها طفلان أحدهما سبع والأخر خمس سنوات وهى في العقد الرابع من العمر، تعمل مدرسة لغة عربية.مع العلم أن أولادها لهم معاش عن أبيهم.
فما النصيحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتعدد قد أباحه الله تعالى بشرط العدل فيه والقدرة عليه قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا {النساء:3}
ولا يجب على المعدد إخبار زوجته بذلك ولا غيرها، وإن كان إخبارهم أولى لأنه أدعى لبقاء الأسرة واستدامة العشرة.
والذي ننصح به هو التثبت وعدم الاستعجال، والتحقق من خلق الرجل ودينه وقدرته، ولا يعني ذلك اشتراط كونه غنيا، وإنما قدرته على النفقة الواجبة والكسب فحسب. إلا إذا كان للزوجة الثانية عمل وكانت تريد مساعدته أو التنازل عن بعض حقها فلا حرج في ذلك. سيما إن كانت تتوق إلى النكاح وتخشى العنت.
كما ننصح في مثل هذا الأمر بالاستخارة، وقد بينا حكمها وكيفيتها وأثرها في الفتويين رقم: 4823، 19333.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1427(13/1731)
لا سبيل إلى الجمع بين أختين في آن واحد
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله ... مشكلتي غريبة بالفعل وأعلم ذلك..ولكنني ما تعودت على اليأس أبدا..أنا شاب في مقتبل العمر..ميسور الحال (أستطيع الزواج) ..ولكنني في مشكلة كبيرة..أحببت فتاة في قمّة الأخلاق والأدب يقع فيها قول الرسول: خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة..وقد أحببتها لذلك فهي جميلة أيضا..لا توجد مشاكل حتى الآن ولكنى سأعرض مشاكلي في شكل نقاط ولا تستغربوا!!!
1_ تكبرني بخمس سنوات (ولكنها تحبني بدرجة شديدة ومقتنعة تماما) .
2_ أحببت أختها والتي لا تقل عنها تدينا بل هي رائعة في تدينها لا تقل عنها شيئا.
3_ أختها تكبرني أيضا ولكن بسنتين وهي تحبني أيضا وبشدة
4_ الاثنتان تحباني بشدة بشدة بشدة وذلك لأنني والحمد لله على خلق ومتدين والحمد لله وذلك سبب حبهما لي..
5_ أخطأت في تعبيري لحبي لهما..وكل واحدة منهما لا تعلم أني أحب الأخرى..
أعلم أنها مشكلة كبيرة ولكن المشكلة الأكبر أن لدي عيبا وهو أنني إذا أحببت شخصا كان من الصعب الشديد أن أتركه أو أستغني عنه. فأنا أحبهما هما الاثنتين بشدة والله العظيم..وفكرت أن أركز مع إحداهما فقط..ولكنني فشلت ... أدعو الله أن يرحمني ويوفقني فأسأله الزوجة الصالحة..أطلب من حضراتكم أن توافوني بالإجابة فإنني لم أرتبط من ذي قبل _لتديني وعدم إيماني بالعلاقات غير الشريفة_ وذلك أول حب لي في الله ولا أعتقد أني سأتحمل الصدمة..أرجو سرعة الرد..أتمنى أن تقدروا ظرفي وتسرعوا بالإجابة ولو حتى بالرأي..
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم بارك الله فيك أنه لا سبيل إلى الجمع بين أختين في آن واحد، فقد حرم الله ذلك بقوله: وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ {النساء: 23}
فما الفائدة من حب أختين والحال ما ذكر من عدم إمكانية الوصول إليهما، وعليه فلا سبيل أمامك سوى اختيار إحداهما أو تركهما جميعا، وإذا احترت في أيهما تختار، فعليك بالاستشارة والاستخارة، ونرى من باب الاستشارة أن الكبرى أولى بالاختيار مراعاة لشعورها فإن الصدمة ستكون شديدة عليها إذا تزوجت بأختها الأصغر منها، ولأن الصغرى أمامها فرصة أكبر للزواج من غيرك، ثم عليك أن تصرف قلبك عن الأخرى، وتبتعد عنها، ولا تربطك بها أي علاقة من قريب أو من بعيد، ونحسب بأن زواجك بأحدهما سيخفف عنك أو يزيل عنك الميل إلى الأخرى.
وفقك الله لما يحب ويرضى وجنبك ما أبغض ونهى.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1427(13/1732)
تقارب سن الخطيبين وخوف المشاكل مع أسرتها ليس عائقا للزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 36 سنة، وأريد أن أتزوج خلال الفترة القادمة رغم ضيق ذات اليد، وقد عانيت كثيراً في ناحية اختيار الزوجة الصالحة التقية النقية حيث إنني أرى أن الزواج لو تم يجب أن يتم من زوجة صالحة تحفظ الله في جميع تصرفاتها وتحفظ زوجها وبيتها وأبناءها، ولكنني حتى هذه اللحظة لم أجد الفتاة التي أتمناها أن تكون زوجة لي، ولكن لدي أحدى قريباتي وهي تقاربني في السن وقد تكون في نفس سني، وقد أشارت علي والدتي بأن أتزوجها وما لمسته من والدتي أن اختيارها لها لجمالها، وكان ردي على والدتي بأنها كبيرة وكذلك قد تواجهني بعض المشاكل مع أهلها لا قدر الله حيث إن لديها تقريباً 6 إخوة وطباعهم لا تتسق مع طبعي وكذلك والدتها قوية الشخصية داخل بيتها وتفرض رأيها على جميع من ببيتها، كذلك فهي غير متعلمة لأمور دينها ولا أعرف إن كانت تصلي أو لا مع العلم بأن البعض قال لي إن نقص دين الزوجة ليس عيبا بل قد تكسب فيها أجرا عندما تعلمها بعض أمور دينها وتفقهها فيه، وكان رد الوالدة بأن الأمر متروك لي بالكامل وعندما قلت لها بعد فترة إنني سوف أتقدم لها إن شاء الله قالت لي إن الأمر متروك لك وأنت حر في الاختيار بالكامل تبرئة لذمتها، ومع مرور الأيام لم أجد الفتاة التي تناسبني أصبحت لا أجد سواها وأفكر في التقدم لأهلها والزواج بها على سنة الله ورسوله.
فإنني أسألكم واستحلفكم بالله أن تردوا على سؤالي هذا لأنني سبق وأرسلت لكم سؤالا مشابها ولكنكم لم تردوا عليه
وأرجو أن يكون الرد على النقاط الثلاثة:
1-هل تقارب أو تساوي السن بين الزوجين مشكلة في الزواج.
2-هل نقص دين الزوجة قبل الزواج بها من العيوب التي قد تسبب لي مشكلة بعد الزواج.
3-هل احتمال حدوث مشاكل مع إخوانها يجيز لي صرف النظر عنها والبحث عن غيرها.
4-هل اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين قد يسبب بعض المشاكل حيث إنني جامعي وهي لم تكمل تعليمها.
5-هل أتقدم للزواج من هذه الفتاة أم لا.
أرجوكم أن تردوا على سؤالي وبإجابات واضحة دون أن تحيلوني لفتوى سابقة.
وفقكم الله وهداكم إلى ما فيه خير المسلمين أجمعين، ومن فرج كربة عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك وأن يلهمك رشدك، أما عن الجواب فنقول:
إن تساوى أو تقارب السن بين الزوجين قد يكون هو الأولى والأحرى للتفاهم بينهما، كما أن التقارب أو التساوي في المستوى الثقافي قد يكون هو الآخر عاملا من عوامل تثبيت الحياة الزوجية واستقرارها، مع أن عكسه وكذلك عكس الحالة الأولى ليس عائقا دائما دون التفاهم والاطمئنان بين الزوجين واستقرار حياتهما الزوجية، فكم من كبير في السن مع شابة تصغره بكثير أو عالم مع جاهلة عاشا ما قدر الله لهما في سعادة وطمأنينة، وكما أن احتمال حدوث المشاكل مع أهل المرأة -إخوتها أو والدتها -لا يشكل عائقا دون الزواج بها لأن احتمال ذلك وارد دائما، فلو اعتبر عائقا يمنع الرجل من التقدم لخطبة من يرضاها لضاق واسع وعسر يسير.
وعلى هذ فنقول للأخ: إذا لم تكن المرأة معروفة برقة الدين أو الإصرار على المعاصي فالأولى أن تتقدم لها إذ في الزواج بها تلبية لرغبة والدتك ولأنك لم تجد ما هو أحسن منها، ثم إنها بحاجة إلى من يعلمها أمور دينها ويوجهها إلى رشدها، فالزواج بها بهذه النية فيه الأجر إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1427(13/1733)
ليست جميلة في نظره ويخشى إن ترك خطبتها أن ترتد
[السُّؤَالُ]
ـ[بالله عليكم تردوا علي أنا في مشكلة:
لقد تعرفت على فتاة أجنبية دخلت الإسلام من سنة واحدة وكانت منقبة أرتني صورتها بالنقاب عينيها فقط كانت جميلة ووعدتها بالزواج ولكن حدث شيء غريب، أرتني صورتها قبل ما تدخل الإسلام فرأيت وجهها بالكامل كانت غير جميله نهائيا فأصبت بالإحباط
لأني أحب الجمال وحتى إذا تزوجتها فأنا أعرف نفسي سوف أنظر إلى نساء أخرى ويمكن أن أقع في الحرام إذا تزوجتها لأني سأنظر لغيرها لأني أحب الجمال فالجمال مطلوب فهي ليست جميلة
وأنا لدي خياران إما أن أتركها وأبتعد عنها ولكني أخاف أن ترتد الفتاة بسبب الصدمة ولكنها دخلت الإسلام باقتناع فالشيطان يوسوس لي أني إذا تركتها سترتد مع أني أتبادل معها كلمات الغرام عبر الانترنت فإني خائف أن يكون فخ من الشيطان أني إذا تركتها يمكن أن تصدم الفتاه وترتد
ثانيا إذا تزوجتها سأصاب بالإحباط وأنا أعرف نفسي سأنظر لغيرها وربما أقع في الحرام لأنها ليست جميلة
كما أني أمامي وقت طويل لأحصل على الوظيفة والمال لكي أتزوج.
أنا مكتئب وفي ورطه بالله عليكم دلوني هل أتزوجها وسأشعر بالاكتئاب طوال حياتي أم أتركها وأخاف عليها بالله عليكم ردوا على أنا محبط وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيها السائل الكريم هو قطع تلك العلاقة الآثمة فورا، وقطع جميع أنواع الاتصال بتلك الفتاة سواء أكانت بالهاتف أو عن طريق الإنترنت. إذ لا يجوز للرجل إقامة علاقة مع امرأة أجنبية عنه ولو كان ذلك لغرض الزواج. كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 51437، 828، 1072، 1932.
ولكن إن رأى منها ما يدعوه إلى نكاحها أو أراد خطبتها فله أن ينظر إليها أو يسمع منها ما قد يدعوه إلى نكاحها، فإن حصل له ذلك كف عنها وأتم خطبتها وعقد عليها أو تركها وطلب غيرها من ذوات الدين والخلق، ولا حرج في ذلك فإنما شرع النظر إلى المخطوبة ليكون الرجل على بينة من حال خطيبته وليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها فيعقد عليها أوعدمه فيدعها.
وما دمت غير راض عن شكل تلك الفتاة ولا يعجبك جمالها فلا حرج عليك في ترك خطبتها. بل الأولى- والذي ننصحك به- أن تبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق والجمال فذلك أحرى لدوام النكاح وعدم ظلم المرأة. وينبغي أن تتعذر إليها بما لا يكسر خاطرها.
وإن كان إيمانها صادقا فلن يردها فراق خطيب أو فقد حبيب، ولذا قال أبو بكر رضي الله عنه كلمته المشهورة: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 10561.
وأخيرا نوصي السائل بتقوى الله عز وجل ونحذره من معاصيه، فالمسلم ينقاد لأوامر الله تعالى فيرغم نفسه على ما تكرهه من الطاعة وعلى ترك ما تهواه من المعاصي، ومن الخطأ أن يقول المسلم: إما أن أظفر بما تهواه نفسي، أو أقع في معصية الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو الحجة 1427(13/1734)
العاقل من يخطب صاحبة الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت فتاة لكي أريدها زوجة لي وصارحتها بكل شيء، عن حياتي وعما أحلم في تحقيقه وهو أن أتم نصف ديني، وغيرت في طباعي من أجلها، وشرطت عليها ألا تصاحب فتاة سيئة وفتاة أسوأ منها ووافقت، وفوجئت أنها ما زالت على صلة بهن، وفوجئت أنها تكلم شخصا آخر، ف ماذا أفعل؟ والله المستعان]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت بينك وبين تلك الفتاة علاقة واتصالات فيجب عليك قطعها والكف عنها، وقد بينا حكم الحب في الإسلام المشروع منه والممنوع، وحكم إقامة العلاقات بين الفتيان والفتيات، فراجعه في الفتوى رقم: 5707، 42729 وحتى لو كان ذلك بغرض الزواج وتمت الخطبة؛ ما لم يحصل العقد، فالخطيب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد عليها، وانظر الفتوى رقم: 23725، والفتوى رقم: 34337.
وأما ما حصل من تلك الفتاة فنقول لك: انظر في دينها وخلقها فإن كانت ملتزمة لكن حصلت منها هنة فإن ذلك لا يؤثر ولا ينبغي أن يكون سببا لتركها والإعراض عنها. وقد بينا سمات وصفات الزوجة الصالحة التي ينبغي الحرص عليها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18781، 10561، 8757، 1422.
فانظر في حال من تريدها زوجة لك فإن كانت متصفة بتلك الصفات فاحرص عليها، وأما إن كانت غير ذلك وإنما تظهر الالتزام لاستدراجك فحسب فلا ينبغي أن تحرص عليها، بل احرص على الظفر بذات الدين، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1427(13/1735)
لا ترغب بقريبها لقلة دينه وتقدم لها صاحب دين وأبوها يرفضه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أختكم عدت من جديد وعسى الله يجزيكم الخير والعطاء الكثير
لقد رفضت ابن خالتي الذي هو قليل الدين وأبي للأسف رفض الرجل الملتزم الذي تقدم لي بحجة أنه لا يعرف عنة الكثير ولكن أهل هذا الرجل متمسكون بي كثيرا ويريدونني لابنهم وقالوا لأبي إننا سنعطيك مهلة شهر حتى ترد علينا بقناعة وبدون تردد
أنا فرحانة ولله الحمد أن هؤلاء الناس متمسكون بي ولا يريدون غيري لولدهم هذا من دينهم
أما الآن فأنا أحاول عدم التفكير في هذا الرجل لأنه ممكن أبي يرفضه بعد الشهر (سوف يكون إن شاء الله في ذي الحجة)
حلمت أمس في الليل:
كأن أخي الكبير يغلط على هذا الرجل الملتزم ويقول إنه اكتشف عنه أشياء غير جيدة وأنه (مش كويس)
وكان أهلي يقنعونني بابن خالتي الذي رفضته ولا أريده وكلهم يعرفون ذلك
هذا الحلم عكس الواقع تماما"
فأنا لا أريد ابن خالتي أصلا" ومتعلقة في التزام الرجل الآخر على الرغم من أننا لم نر بعضنا لكني متمنية ومتعلقة به لالتزامه وهو كذلك بالنسبة لي للالتزام فقط
أما أنا فأحاول أقناع أمي بهذا الرجل إلا أن أبي لا يرغب به
لا أحاول أن أعطي نفسي الأمل بموافقة أبي، يا شيخ أعاني نفسيا" من هذا الموضوع كثيرا كثيرا لأن إذا أهلي يرفضون الملتزمين سوف آخذ من؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك، ويهيئ لك من أمرك رشدا، ويرزقك زوجا صالحا، تقربه عينك، وتسعد به نفسك في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.
وأما ما سألت عنه فجوابه أن رفضك للخاطب غير الملتزم صواب وهو الأولى، وقبولك لصاحب الدين والخلق وحرصك عليه صواب أيضا، ولا ينبغي لولي أمرك رفضه ما دام كفؤا، وإن كان ذلك لغير سبب معتبر فهو عضل، والعضل محرم شرعا لما يترتب عليه من الفتنة والفساد الذي نهى عنه الشارع الحكيم، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد بينا حكم العضل وما للمرأة إذا ثبت عضلها، وذلك في الفتوى رقم: 7759، والفتوى رقم: 25815.
والذي ننصحك به أيتها الأخت الكريمة أن تتلطفي في إقناع أبيك، وأن توسطي من يقنعه ممن له كلمة ووجاهة عنده تبيني له رغبتك فيه، فإن أبى وأصر على رفضك دون سبب معتبر فالأولى لك الصبر، وسيعوضك الله خيرا ولك رفع الأمر إلى القاضي ليلزمه بالقبول والموافقة أو يحول الولاية إلى غيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1427(13/1736)
الزواج ممن يعمل في تزيين النساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجوكم الرد بسرعة على استشارتي: تقدم لي شاب لخطبتي لكنه يعمل (مزين نسائي) وأنا فتاة ملتزمة، لكنه مستعد للعمل في عمل آخر إذا أردت، لكنني مترددة جدا ولا أستطيع التفكير أبدا، صليت صلاة الاستخارة مرتين لكنني لم أفهم من الحلم شيئا، مرة حلمت أنني أشرب من حنفية ماء، شربت كثيرا لكنني لم أرتو جيدا، ومرة حلمت بأن مديري في العمل أطلق الرصاص علي وشاهدت الدماء على وجهي لكنني لم أمت. ماذا علي أن أفعل لكي أتخذ القرار السليم فأنا لا أريد أن أظلم الشاب بقرار لا يعجبه وفي نفس الوقت أفكر بأنه شخص طيب جدا وممكن أن لا يتقدم لي بعده أي شاب؟
أرجوكم الرد بسرعة وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في فتاوى سابقة بأن من حق المرأة أن تقبل الرجل المناسب لها إذا كان مقبولا في دينه وخلقه وترد من لا ترغب فيه ولو كان ذا دين وخلق، لأنه لا يلزم المرأة القبول برجل بعينه ولو كان صالحا، وردها لمن تقدم إليها ليس فيه ظلم له وانظري الفتوى رقم: 74662، ونصيحتنا لك أن تكثري من دعاء الله تعالى، وأن تطرقي بابه فهو أكرم الأكرمين وهو أرحم بك من نفسك، وإذا تركت هذا الرجل لله تعالى فسيعوضك الله خيرا منه.
وأما هذا الرجل الذي يعمل في تزيين النساء فنرى أن تعرضي عنه لأن مكسبه حرام وهو يمارس الحرام، ولو كان صادقا مع الله تعالى لترك هذا العمل بلا قيد ولا شرط، يسر الله لك أمرك ورزقك زوجا صالحا مستقيما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ذو القعدة 1427(13/1737)
التوافق الاجتماعي بين الخاطبين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو مفهوم التوافق الاجتماعي بين الطرفين من وجهة نظر الدين؟
بمعنى آخر، على أي أساس أحكم على من أرغب الزواج منها إن كانت متفقة معي اجتماعيا أم لا؟
وهل التوافق لابد أن يكون بيني وبينها أم أيضاً يكون بين أهلي وأهلها؟
مع العلم من أن الفتاة وأهلها متدينون ويتمتعون بالسمعة الطيبة وأسرتي وأسرتها متقاربتان في المستوى العلمي والتعليمي، فهل هذا كل شيء أم يوجد أشياء أخرى للحكم على المستوى الاجتماعي من وجهة نظر الدين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تكافؤ الزوجين في المستوى التعليمي والثقافي والمادي وفي الحالة الاجتماعية لا شك أن له دورا كبيرا في خلق جو من التفاهم بين الزوجين وقيام كل منهما بواجبه اتجاه الآخر، الأمر الذي يدعو إلى تقوية الرابطة الزوجية واستمرارية تلك العلاقة وهذا أمر مهم يحث عليه الشارع ويدعو إلى كل ما ينميه.
لكن الشارع يحث على الدين ويقدمه على باقي الاعتبارات الأخرى، قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
قال الإمام المناوي في فيض القدير: فاظفر بذات الدين أي اخترها وقربها من بين سائر النساء ولا تنظر إلى غير ذلك (تربت يداك) افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل. انتهى كلامه.
هذا، وللمسألة بعد فقهي حيث تسمى في الفقه بالكفاءة وهي محل خلاف بين المذاهب الفقهية، فمنهم من يرى أن الكفاءة تكون في الدين وفي غيره كالنسب والصنعة ونحوها، وسبق تفصيله في الفتوى رقم: 19166.
والكفاءة معتبرة من جهة الرجل لا من جهة المرأة أي أن الرجل يطلب أن يكون مكافئا للمرأة في الأمور التي تطلب الكفاءة فيها، علما بأن الكفاءة في غير الدين ليست شرطا في صحة النكاح، فللمرأة أن ترضى بغير الكفء، وما نختاره ونفتي به هو مذهب المالكية، ورجحه ابن القيم فقال في زاد المعاد: فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الكفاءة في الدين أصلا وكمالا، فلا تزوج مسلمة بكافر ولا عفيفة بفاجر، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرا وراء ذلك، انتهى كلامه. وانظر الفتوى رقم: 2346.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ذو القعدة 1427(13/1738)
ما تفعله البنت إذا رفض أبوها تزويجها من ذي الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 18 سنة تقدم إلي شاب مؤمن يصلي فأبي لم يوافق لأن الشاب سني والوالد غير سني، مع العلم بأن الوالد لا يهتم بنا ومتزوج بامرأة أخرى لا يقوم بزيارتنا ولدي دليل بأنه يتعامل مع السحر والوالدة قدمت عليه شكوتين بالمحكمة ألا وهي قضية النفقة وقضية الطلاق، علما بأن الوالدة موافقة على هذا الشاب وكذلك أنا لكن الوالدة تنتظر موافقة الوالد، وأعلم أن محكمة دولتنا تتبع المالكية فلا يزوجون البنت إلا بموافقة ولي الأمر, علما بأنني أنا أكبرهم من الأطفال ولا نتعامل مع عمي لذا لا يمكن لأحد أن يزوجني وأكبر أخ لي عمره 13 سنة وهو بالغ وليس لدي خال لكي يزوجني، فما الحل، أرجو الرد على سؤالي بأقرب وقت ممكن والرجاء الرد عن طريق البريد الإلكتروني؟ مع جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بتوسيط من له وجاهة على والدك كي يعطي موافقته، أو تطلبي منه أن يوكل غيره ممن تثقين فيه ليتولى أمرك فيزوجك من هذا الخاطب أو من غيره من الأكفاء، فإذا لم يتيسر شيء من ذلك ورفض تزويجك لهذا الخاطب فلم يبق إلا أن ترفعي أمرك للقاضي ليجبره على إجراء النكاح أو يحكم بسقوط ولايته فيتولى القاضي ذلك بنفسه، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 998.
وعضل الولي موليته إثم عظيم، وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
وننبهك إلى أن إذن الولي شرط لصحة النكاح لدى الجمهور وليس المالكية وحدهم، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 74027، وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 99، والفتوى رقم: 74417.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1427(13/1739)
لا بأس باختيار أي الخطيبين شئت
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أحب شخصا وهو متدين وعلى خلق واتفقنا على الخطوبة، ولكن والده رفض وامتثل هو لرأي والده ومرت الأيام وتكلم معي ابن خالتي وقال لي إن كان موضوع حبك الأول انتهى أتقدم لخطبتك فقلت له انتهى واتفقنا على أن يتقدم لكن بعد ستة أشهر أدرس الموضوع وخلال هذه الفترة ظهر الشخص الأول الذي كنت أحبه، وقال لي أنا على استعداد تام للزواج منك، وأنا أعرف أنه يستطيع أن يتزوجني وأن أهله قد وافقوا على إتمام الخطوبة وأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل مع ابن خالتي وماذا أقول له، وأنا في حيرة وأنا أتمنى الشخص الذي كنت أحبه عن ابن خالتي وأخاف من الله أن تركت ابن خالتي، مع العلم بأني لا أحبه مثل الشخص الذي كنت أحبه، فأرجو الإفادة بالله عليكم؟ وجزاكم الله خيراً، وجعلها فى ميزان حسناتكم لما تقدمونه من خدمات.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك من الناحية الشرعية أن تقبلي من شئت منهما، ولا يلزمك الموافقة على واحد منهما، ونصيحتنا لك أن تقبلي منهما من كان أفضل ديناً وخلقاً، وتعتذري للآخر، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
واستخيري الله تعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة في الأمور كلها، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 19333.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1427(13/1740)
التفريق بين المرأة وزوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 23سنة وقد تخرجت من كلية الصيدلة، وهناك تعرفت على فتاة ذات جمال وهي تصلي لكنها غير محجبة وتكونت بداخلي عاطفة تجاهها، وهي الأخرى لديها نفس العاطفة تجاهي، ولكن حصل سوء فهم بيننا مما أدى إلى تفرقنا لفترة ثم بين كل واحد منا للآخر ما بداخله حتى تفاهمنا ولكن خلال تلك الفترة اللتي افترقنا بها قامت هي بقبول شاب آخر على أساس أنها يئست مني ولكن بعدما تفاهمنا أنا وهي وكبر الموضوع عندي من ناحية العاطفة إذ هي تصدمني بأنها قد عقدت قرانها مع ذاك الشاب في الفترة التي افترقنا بها ولكن دون أن يدخل بها أي أن الزواج لم يكمل فقمت أنا بتحريضها على ترك ذاك الشاب وفسخ العقد الذي تم كي أتمكن من الزواج منها ولكن بعد أن تم المراد تكون بنفسي هاجس أنها قد تكون غير صالحة لي وأنا في حيرة من أمري فساعة أرغب في الزواج بها لما في نفسي من عاطفة تجاهها وساعة أرى أنه قد يكون من غير الجائز أن أفكر فقط في هذه الطريقة الضيقة فما أفعل الآن وقد ارتكبت هذا الفعل إذا أني حرضتها على ترك زواجها والآن أنا في حيرة من أمري والذي يعقد الموضوع أن أهلها غير موافقين من الناحية المبدئية على ارتباطي بها وذلك لأنها من بلد عربي وأنا من بلد عربي آخر وهناك مشاكل في بلدها مما أيضا يجعل الوصول لذلك البلد من قبلي أنا وأهلي بقدر لا يستهان به صعبا فهل أتزوج بها بغض النظر عن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك) كي أعوض عنها ما سببته لها من أذى إذ أني جعلتها تترك ذاك الشاب وتفسخ عقدها أم أني أعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وأسحب عهدي الذي عاهدته لها بأن أحاول أن أقنع أهلها بأن يقبلوا بي وماذا أفعل بذنبي الذي ارتكبته نتيجة لاتباعي عاطفتي وحرضتها أن تترك ذاك الشاب رغم عقد قرانهما ولكن دون أن يتم الزواج علما أني والله الشاهد لم أفعل أي فاحشة معها من أي نوع إذ لم ألمسها أو أقبلها أو أفعل أي شيء من هذا القبيل ولكن كنت أتكلم معها كلاما فيه الغزل بالمرأة. أعلم أني قد أخطأت ولكني أريد الرجوع إلى الله فأفيدوني يرحمكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما فعلته من تفريق بين المرأة وزوجها هو التخبيب الذي حرمه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أفعال السحرة والشياطين، وانظر الفتوى رقم: 47790، فعليك بالتوبة إلى الله تعالى من هذا الذنب العظيم ومن علاقتك بهذه المرأة إذ أنها أجنبية عنك، وأما الزواج بها فهو جائز وليس بواجب ولكن لا بد من موافقة ولي أمرها، ونحن ننصح باختيار ذات الدين، فإذا تحجبت هذه المرأة والتزمت بواجباتها فالأولى الوفاء لها بما عاهدتها عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1427(13/1741)
لا تقدم على نكاح فتاة ما لم تتبين حالها في الدين والخلق
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت قد سألت سؤالا قبل هذا ولكن لم يتم الرد عليه بسرعة، ولكني بحثت عن أسئلة مشابهة فوجدت مثله تماما في حيرتي أن أتزوج من فتاة تعرفت عليها عن طريق النت وكانت منتقبة وفعلت معها مقدمات الزنا ولكني والحمد لله تبت إلى الله تعالي واستخرت الله في أن أتزوجها ولقد رأيت في منامي أن امرأة منتقبة تصلي في بيتي وظننت أنها هي بمن أخطأت معها ولكن بعد انتهائها من صلاتها كشفت لي النقاب فلم أجدها هي ولكن وجدت امرأة أخرى ارتحت لها جدا , فما تفسير ذلك؟ وهل هذا يكفي للحسم في الأمر؟ أجيبوني سريعا جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علم لنا بتفسير ما رأيت في منامك، ولكن قد سبق أن بينا أن مجرد الرؤيا لا يبنى عليها حكم، وأن الرؤيا بعد الاستخارة ليست دليلا للإقدام على الأمر أو الإحجام عنه، وراجع في هذا الفتويين: 11052، 18807، فالذي نوصيك به إن أردت الزواج من هذه الفتاة أن لا تقدم على ذلك حتى تتبين حالها في الدين والخلق بسؤال من هم أعرف بها من الثقات، فإن تبين لك بأنها أهل لأن تكون لك زوجة فيمكنك أن تتقدم لخطبتها من وليها، فإن كان في زواجك منها خير فسييسره الله تعالى لك بإذنه ما دمت قد استخرته فيه، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 23921.
وقد أحسنت في توبتك مما قد فعلت من منكر مع هذه الفتاة، ونوصيك بسد كل ذريعة قد تقودك إلى الوقوع في مثله في المستقبل، ومن ذلك محادثة الفتيات عبر النت فهي سبب لكثير من الفساد، وراجع الفتوى رقم: 11507.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1427(13/1742)
لا حرج في نكاح فتاة يعمل والدها مصورا
[السُّؤَالُ]
ـ[عرضت علي أخت للزواج، لها نصيب من الجمال، وطيبة، وأبوها ملتح ويصلي، ولكنه يعمل مصوراً، فهل كل كسبه حرام، علما بأنه يصور الصور الضرورية وغيرها، وهل تنصحونني بالزواج من ابنته، وإذا تزوجتها فهل يحق لي أن أزور أصهاري وآكل عندهم، وأقبل هداياهم؟ وفقكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم العمل في مهنة التصوير وفصلنا القول فيها وفيما يكسبه العامل منها، وذلك في الفتوى رقم: 27630.
ومهما يكن من أمر فلا حرج عليك في الزواج من تلك الفتاة وإن كان والدها يمتهن تلك المهنة، وينبغي أن تنصحه ليقتصر في عمله على الأمور المباحة ليطيب مطعمه ومطعم أهله، فيبارك الله له ويرزقه من حيث لا يحتسب.
فإذا أخبرك أنه إنما يعمل الأمور المباحة فاقبل منه واطعم من مطعمه، وإلا فلك أن تتورع عما قد يكون فيه شبهة من الحرام من طعامه أو هداياه، وانظر تفصيل القول في ذلك في الفتوى رقم: 6880.
ولا يعني عدم عدم الأكل من طعامه أو عدم قبول هديته تورعا هجره وترك زيارته، بل ينبغي أن تزوره وتنصحه ما سنحت لك فرصة بذلك، وإذا استطعت مساعدته في الحصول على عمل غير ذلك مما ليست فيه شبهة فافعل، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1427(13/1743)
الظفر بذات الدين غاية الغايات
[السُّؤَالُ]
ـ[في البداية أود أن أشكركم على جهودكم الجبارة في خدمة المسلمين راجيا الله تعالى أن يوفقكم إلى كل ما هو خير للناس أجمعين.
أنا شاب أعمل مهندس كومبيوتر تعرفت على فتاة وهي أيضا مهندسة تعلقت بها وأعجبت بفكرها وثقافتها قبل شكلها ثم بعد ذلك أحسست أنني أحبها وأنها هي الفتاة المناسبة لي , لكن عندي حيرة وجدا تؤرقني وهي أن هذه الفتاة تنتمي إلى مذهب مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد لا أخفيك أنني فاتحتها بموضوع الخطبة والزواج وتكلمت معها بموضوع الدين حتى أنها هي غير محجبة وأنها ستتحجب وهي تحبني حبا جما وأحس منها أنها تريد أن تفعل كل شيء كي ترضيني حتى أنها قالت لي بأنها صارت تحب أن تقرأ عن الدين ليس فقط إرضاء لي بل لأنها تحس بأنها مقصرة كانت في ذلك وأنني كنت نوعا ما عامل مشجع لها كي تهتم أكثر بأمور دينها.. المشكلة عندي أنني من داخلي أحبها وأحس بأنها مناسبة لي حتى أنها من عائلة محترمة وكريمة والذي يزيد تعلقي بها بأنها ستكون كما أريدها من حيث الالتزام بالدين كل ذلك يجعلني أتعلق بها أكثر فأكثر لكنني بنفس الوقت عندي المشكلة السابقة معها مع العلم بأنها صارحتني بأنها ستكون مثلي حتى أنها أصبحت تصلي كما نحن السنة نصلي وتسألني عن كثير من الأمور عن المذهب السني , في البداية قلت بنفسي يمكن هي تفعل ذلك فقط من أجل إرضائي لكن بصراحة أحسست بأنها تفعل ذلك عن قناعة خصوصا بأنها ذات شخصية قوية وعقل منفتح وهي لا تقوم بشيء إلا عندما تكون مقتنعة به، أرجوكم أن تسدوا لي النصيحة فأنا في حيرة من أمري حيث أجد بعض المقربين لي ينصحوني لماذا تريد الارتباط بها ولكنني بنفسي أحبها وأجد فيها الصدق وأستطيع أن أقول إني أحبها , فماذا أفعل أرجوكم أن تفيدوني بنصيحتكم؟
ولكم جزيل الشكر والعرفان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
قال الإمام المناوي في فيض القدير: قال القاضي: عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذورن، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمره بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار، والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة. انتهى كلامه
والذي يظهر أن هذه الفتاة غير متدينة حالا، ولا تضمن تدينها واستقامتها مستقبلا، وعليه فلا ننصحك بالزواج بها، كما أن الاختلاف بينك وبينها في الاعتقاد عامل آخر لا يساعد على استقرار الحياة الزوجية، التي تقوم على الانسجام والتقارب في كل شيء، وقد سبق الجواب عن الزواج بالمخالف في الاعتقاد، في الفتوى رقم: 1449، فلتراجع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1427(13/1744)
رضا المرء بذات الدين والخلق وعدم التطلع إلى غيرها
[السُّؤَالُ]
ـ[انصحوني إخوتي في الله ... أنا شاب مقبل على الزواج خلال الأيام المقبلة من فتاة حين اخترتها قصدت بها أولا وأخيرا دينها والتزامها ... وهي ذات حسب ومال وخلق.. ووجدت فيها ما يكفي لأن تكون زوجة المستقبل، ولكن مشكلتي تكمن بأنها ليست على قدر فائق من الجمال، وما يزيد همي بأني كنت قبل أن يهديني الله منذ عدة سنوات على اختلاط كثير مع البنات ومنهن من كن في غاية الجمال وعملي الحالي يوجد به الكثير من الفتن فهنا تصبح المقارنة، وطلبت من خطيبتي أن تكشف عن شعرها لمرة كي أراها ولكنها رفضت (مع العلم بأن أمي قالت لي إنها جميلة بدون حجاب) ، فماذا أفعل مع العلم بأني متمسك بها لشدة أخلاقها وحيائها الذي لم أجده في سابقتها، ومع العلم بأني قبل الإقبال على الخطوبة صليت الاستخارة لمرات عديدة ودعوت الله وتوكلت عليه، فماذا أفعل والوسواس يطاردني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن نصيحتنا لك هي أن تقبل بهذه المرأة صاحبة الدين والخلق والجمال الذي لم يصب محلاً من نفسك، وننبهك إلى أن النفس لا تقنع بما بين يديها من مال وفتن وجمال، فهي دائماً تطلب المزيد، فمن تبعها قادته إلى الردى، ومن دانها قادها إلى الفلاح، وفي مسند أحمد وسنن الترمذي عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله.
والعلاج لحالك يتمثل في الآتي:
أولاً: حاول الابتعاد عن أماكن الفساد والاختلاط قدر طاقتك، وأن تبحث لنفسك عن عمل آخر لا اختلاط فيه، فإن اضطررت إلى ذلك فعليك أن تحصر ذلك في حدود ضيقة، وبالقدر الذي يحتاجه العمل.
ثانياً: عليك بغض البصر، فإنه طهارة لنفسك، ونقاء لقلبك، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} .
ثالثاً: خطيبتك قبل عقد النكاح كأي أجنبية، فلا يحل لك أن تخلو بها ولا أن تنظر إليها، إلا نظرة الخطوبة التي على أساسها تقرر الإقدام أو الإحجام، أما الاسترسال في ذلك فلا يجوز.
رابعاً: أكثر من دعاء الله تعالى أن يقنعك بأهلك، وأن يقذف في قلبك الإعراض عن المحرمات.
تنبيه: ضعف الشيخ الألباني الحديث المذكور في الفتوى: الكيس من دان نفسه.. إلخ، ولكننا وجدنا كثيرا من الحفاظ والأئمة يستشهدون به بدون أن يشيروا إلى ضعفه، ومن هؤلاء ابن حجر في فتح الباري، وشيخ الإسلام في فتاواه، وابن القيم في مدارج السالكين وغيرهم كثير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1427(13/1745)
هل يقبل زوجا من يشاهد الصور الإباحية
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبي يهوى الصور الإباحيه كيف أتصرف، علما بأنه مستقيم وأنا أخاف من تأثير هذه الصور عليه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمشاهدة الصور الإباحية شر وبلاء مستطير، ووسيلة للوقوع في الزنا، فإن كان خاطبك مبتلى بهذا الأمر فالواجب أن ينصح ويذكر بالله تعالى، فإن كان مستقيما -كما ذكرت- فهو أرجى لأن ينتهي عن ذلك، فإن فعل فبها ونعمت، وأما إن أصر على الاستمرار في هذا الفعل فلعل الأولى بك فسخ الخطبة؛ إذ ربما لو تم الزواج وهو على هذا الحال تعسرت المعاشرة، وكثرت المشاكل، وصعب الحل، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتاوى:
27253، 1256، 35230،.
وننبه إلى أن المرأة أجنبية على خاطبها، فلا يجوز لها تمكينه من الخلوة بها أو محادثته إلا لحاجة، وتراجع الفتوى رقم: 50421.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1427(13/1746)
حكم ترك التزوج بامرأة صالحة لكون أهلها فاسقين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أترك زواجا بهذا المرأة بأني أظن أهلها لايعتبرون نظيفة ويسارعون طلاقا وأهلي لا يوافقون بسبب هذا. لكنها صالحة. هل يغضب الله علي إن تركتها؟
جزاكم الله خيرا كثيرا
(عفوا لا أعلم اللغة العربية جيدا) ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح بما فيه الكفاية، وجوابنا سيكون عن حكم ترك الزواج بامرأة صالحة بسبب أن أهلها غير صالحين وسيعملون على تطليقها، وعن حكم مخالفة الأهل في الزواج بها: والجواب هو: أن تركك للزواج بهذه المرأة لا حرج فيه لأنه لا يتعين عليك الزواج بها، وأما زواجك بها دون رضا أهلك فهو صحيح؛ إلا أن رضا الوالدين مقدم على الزواج بامرأة معينة إذا كان رفضهما لها لغرض شرعي، وهو كون أهل هذه الفتاة غير صالحين وسيسعون في تطليقها منك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شوال 1427(13/1747)
الزواج من امرأة تنتمي إلى أسرة سيئة السلوك
[السُّؤَالُ]
ـ[لنا أخ متعلم ويعمل مدرسا.. وعلى علاقة بفتاة منذ 8 سنوات وكلنا غير راضين على هذا الزواج بسب سوء سلوك كل أفراد أسرة هذه الفتاة.. الأم تعمل أعمال شياطين.. والأب له حوادث زنا كثيرة.. وأخونا مصمم على الزواج منها وهو لا يستطيع الذهاب بدوننا لأنه يحب رضانا.. وإلا كان تزوجها منذ سنين.. فماذا نعمل.. نذهب معه أم لا، وهل لو ذهبنا معه نكون خالفنا الشرع بهذا النسب السيء السلوك، مع العلم بأنه لم يف بحقوق الله عز وجل في جميع العبادات حتى الصلاة فما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تمكنتم من إقناعه بالعدول عن هذا الزواج، واختياره أسرة معروفة بالصلاح والحشمة والأدب فهو الأولى والأفضل، وإن أصر على موقفه وخشيتم وقوعه في الحرام فإن موافقته على هذا الزواج متعينة تخليصاً له من الحرام وجمعاً لهم على شرع الله تعالى، وخاصة إذا كانت المرأة التي يريد الزواج بها ليس عندها ما عند أهلها مما ذكرت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1427(13/1748)
هل تتزوج بخطيبها الذي جرها إلى الرذيلة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 26 سنة. مخطوبة منذ 6 سنوات لرجل لا يصلي، يشرب، يزني، ... جرني إلى الرذيلة وحصل المكروه. أنا مرة أتوب مرة أضعف. لا أحب ما أنا عليه. وأريد أن أطيع الله، لكني أفتقد الرفقة الصالحة، قررت الانفصال عن خطيبي، لكنه رفض وانقطع عن الشرب وبدأ يصلي ولكن ليس برغبة جارفة جدا كما أتمنى أن نصبح، لكن لا أريد أن أصر عليه كثيرا كي لا يتراجع.
هل هناك أمل في أن يصلح حاله؟ وكيف؟ هل تغيره الذي كان بسبب الانفصال سيزول مع رجوعنا لبعضنا؟ كيف يمكن أن أساعده وأساعد نفسي؟ هل أغامر وأتزوجه؟
تقدم لخطبتي حاج لا أحبه لكن سيعطيني الإيمان والتوبة اللذان أتوق إليهما. وأنا لست بكرا ولا أستحقه؟
ماذا أفعل أريد أن تدلوني إلى الطريق الصواب وإلى كيفية تنمية الإيمان داخلي. أرجوكم أعينوني ودلوني بسرعة ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على الأخت السائلة المسارعة بالتوبة مما اقترفته من الآثام، ويجب عليها أن تتعامل مع هذا الرجل كغيره من الأجانب، فلا تخلو به ولا تكشف أمامه حجابها ونحو ذلك من الأحكام، وأما الزواج فإذا لم يكن هذا الرجل تاب مما ذكرت عنه توبة صادقة - والغالب أن التائب المنكسر لا يخفى ظاهره على من يعرفه- فلا ننصحك بالزواج منه.
بل إنا ننصح بالإعراض عنه وفسخ خطوبته، فمن كان مصرا على هذا النوع من الكبائر فلزوجته الحق في طلب الطلاق منه، فما بالك بمن كان مجرد خاطب.
ولتتزوجي من تقدم لك ممن كان مرضيا في دينه وخلقه فإنه إن شاء الله تعالى يدلك على الخير ويعينك على الاستقامة والتوبة.
وزيادة الإيمان وتنميته تكون بكثرة تلاوة كتاب الله عز وجل بتدبر مع أداء الفرائض واجتناب المحرمات، والصحبة الصالحة من نساء صالحات، أو زوج تقي من أهم ما يعين على ذلك كله، نرجو الله عز وجل لك صدق التوبة والثبات على الاستقامة وحسن الخاتمة، أما ذلك الرجل فإنا نذكره بخطورة المعاصي من شرب الخمر وارتكاب الزنى وترك الصلاة أو التكاسل في أدائها، وندعوه إلى التوبة من ذلك قبل أن يباغته الأجل فيندم حين لا ينفع الندم، وليعلم أن تأخير التوبة معصية تجب التوبة منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1427(13/1749)
الزواج من فتاة والدتها وأخوالها صم وبكم
[السُّؤَالُ]
ـ[أرغب بالزواج من فتاة والمشكلة أن والدتها وأخوالها صم وبكم، وإخوة الفتاة وأبناء أخوالها كلهم يتكلمون ويسمعون، فهل أبتعد عن هذه الفتاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ما معناه اختاروا لنطفكم فإن العرق دساس؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن هذا الحديث قد ضعفه أكثر أئمة الحديث، وتراجع في هذا الفتوى رقم: 24520.
لكن إذا ثبت طبياً أن هذه الحالة وراثية ويمكن أن تنتقل من الأجداد إلى الأحفاد، فينبغي تجنب الزواج بهذه الفتاة، مع أنه لا حرج فيه في الأصل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1427(13/1750)
لا بأس بقبول صاحب الدين زوجا وإن كان في أخلاقه نقص
[السُّؤَالُ]
ـ[يقول أحد أصدقائي إن لديه بنتا وقد تقدم إليها الكثيرون ولكن لم يجد الرجل المناسب أي الذي تحدث عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " من جاءكم ترضونه في دينه وخلقه....".إلى آخر الحديث ولكن تقدم إليها بعض من الشباب ولديهم أخلاق عالية ولكنهم مقصرون في بعض الأمور الدينية مثلا في اختلاس بعض الأموال, يكذبون ويشربون الخمر والبعض الآخر عكس ذلك تجدهم ملتزمين في دينهم ولكن ليس لديهم أخلاق والبعض الآخر يأخذون قروضا ربوية ومن ثم يشترون بيوتا ويطلبون الزواج من ابنته ويقول إن ابنته قد تقدمت في السن، حوالي الثلاثين سنة. فما هو الحل في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي العادة أن الدين والأخلاق لا يفترقان لأن الأخلاق هي جانب الدين الثاني، فالدين عبادة ومعاملة، علاقة بين العبد وربه، وعلاقة بين العبد وبين الناس وهي الأخلاق، ومن فرط في هذا الجانب كان في دينه خلل ونقص، ومع ذلك فإن من يرضى دينه أفضل ممن ليس لديه دين ولو كان ذا أخلاق طيبة لأن الدين هو الحاجز والمانع للإنسان من الظلم ومن هضم حقوق الغير وهذا ما يريده الولي لابنته، فهو يريد أن يزوجها من إذا أحبها أكرمها، وإذا أبغضها لم يظلمها، وهذا في الغالب لا يتوقع إلا من صاحب الدين، فنرى لهذا الولي أن يزوج ابنته صاحب الدين وإن كان في أخلاقه نقص، ولا يتأخر في زواجها حتى لا يفوتها قطار الزواج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رمضان 1427(13/1751)
تزويج الأخت ممن يحل الأعمال عن طريق القرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من يقومون بحل الأعمال عن طريق القرآن، فهم يقومون بعمل حجاب للإنسان وفي بعض الأحيان للحيوان، المشكلة أن أختي خطبت لواحد من هؤلاء مع أني أعرف أنه يعمل كذا، لكن والله لا أعرف كيف أنا وافقت، وفي هذا الوقت أنا لا أطيق أقعد في البلد، ولا أطيق أن أراه، والمشكلة أنه قريب إلى أمي وأنا فعلا سافرت من البلد ووالدي متوفى وأخواتي الكبار غير الأشقاء ليس لهم أي رأي، ماذا أعمل مع أني تكلمت معه وقال لي إن ألفيتني يوما أعمل خطأ، فلتحاسبني مع أن سيرته في البلد ممتازة، هو ووالده رحمه الله، فما الحل؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعا من حل أعمال السحر بالقرآن الكريم وذلك بقراءته على المسحور مثلا، وأما كتابته كحجاب وتعليقه على المصاب فقد اختلف فيها أهل العلم، والراجح من أقوالهم هو المنع، ولا يجوز حل السحر بسحر مثله، وسبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 10981، نرجو أن تطلع عليها، وعلى ذلك فإن كان زوج أختك يرقي بالقرآن الكريم والأدعية المأثورة وأنت لم تشاهد عليه ما يخالف ذلك، وسلوكه يشهد بأنه مستقيم فلا سبيل لك عليه ولا داعي للقلق، أما إذا علمت أنه يخالف ما يقول ويتعاطى السحر ويعمل به فعليك أن تنصحه وتأمره بالمعروف وتنهاه عن هذا المنكر العظيم، وتحذره من عقوبه الله عز وجل لمن أشرك وتعاطى السحر، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 41084، والفتوى رقم: 48976.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1427(13/1752)
تزويج البنت دون التأكد من دين وخلق الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[بعد أن تم عقده على أختي في الجزائر، وقد تضمن العقد إيجابا وقبولاً وشهوداً ووليا، أصبحنا نكتشف أن كل ما قاله لنا الشاب من قبل كان محض افتراء وذلك مثل أن له أوراقا في فرنسا وأنه لا يحتاج إلى أختي في ذلك، كما أنه كذب عندما سألناه عن عمله، وغير ذلك من الأشياء الشخصية التي يندى لها الجبين، فهل يعتبر قد زور على أختي وعلى وليها، مع العلم بأنهما عندما أتيا إلى فرنسا وتمادى كذبه طلبت أختي الطلاق وطلقا لدى المحكمة الفرنسية وألغي بذلك العقد الذي عقداه هنا بفرنسا، ولكن السؤال عن العقد الشرعي الذي عقداه في الجزائر هل يمكن فسخه من جانب واحد كي تتمكن أختي من الزواج ولا تبقى كالمعلقة، إذ أن الرجل لا يريد أن يطلقها أمام شهود هنا، وقال إن ذلك لن يكون إلا عندما يعود إلى الجزائر، والذي أظنه والله اعلم أنه لا يزال يعتقد أن أختي يمكنها أن تعينه على الحصول على الأوراق، كما أحيطكم علما بأن العقد الشرعي الذي عقداه في الجزائر لم يتم تسجيله هناك وبالتالي لن يعترف به القاضي الجزائري إذا ما رفع الأمر إليه؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان ينبغي أن تعقدوا لكريمتكم على شخص لم تتأكدوا من دينه وخلقه وتتبينوا من حاله وأقواله، فاعتبروا بذلك ولا تلدغوا من جحر مرتين، وأما ما سألت عنه فقد تضمن أمرين أحدهما شرعي والآخر قانوني.
فأما الشرعي وهو هل وقع الطلاق شرعاً بما فعله الزوج لدى المحكمة الوضعية بفرنسا، والجواب عنه أن الزوج متى ما تلفظ بالطلاق لزوجته فقد وقع عليه سواء أكان هازلاً أم جاداً وسواء أكان أمام القاضي أم ليس أمامه وسواء كتبه بحضرة الشهود أم لا، لقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث جدهن جد وهزلهن جد -الطلاق والعتاق والرجعة-. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وعليه فما أوقعه الزوج لدى المحكمة الفرنسية إن كان بإرادته واختياره فهو حل لعصمته وإنهاء لعقده على تلك الفتاة إلا أن له مراجعتها أثناء العدة إن كان دخل بها ولم يكن قد طلقها قبل ذلك مرتين، فإن لم يكن دخل بها أو خرجت من العدة ولم يكن قد راجعها فقد خرجت من عصمته فيحل لها الزواج من غيره شرعاً، ولا يشترط لذلك أن يمضي على فسخ العقد الذي عمله بالجزائر لانتهاء العصمة بإيقاعه الطلاق ولو لم يكن ذلك عند المحكمة بالجزائر هذا من الناحية الشرعية، وأما من الناحية القانونية فمردها إلى أصحاب الاختصاص وليس هذا الموقع منهم، وللفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7561، 8622، 10423، 11820.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1427(13/1753)
هل ينتظر قريبته ذات الخلق والدين حتى يتم دراسته
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد وقعت في حب ابنة خالتي، وعندما حدث هذا أبلغت أمها ووالدي ووالدتي على الفور كي لا أفعل شيئا يغضب الله وأكون قد دخلت البيوت من أبوابها، ولكني وللأسف لم أبلغ والدها لأني لم أكن جهزت بعد وتواصلت أنا والفتاة عبر التليفون وبذلك يكون قد وقع المحظور وأنا أعلم هذا، ولا أحب هذا لأني أحب الله أكثر منها، وبفضل الله غيرت منها أشياء كثيرة للأفضل في طاعة الله، لكني لا أقول هذا لأبرر موقفي، لكن فقط للعلم بأني أريدها زوجة لي وبمرور الأيام علم أبوها الموضوع والعائلة كلها، ولكن للأسف أبوها رفض بسبب دراستي وأنه يبقى على أن أنهي دراستي عامين، مع العلم بأنها قد أنهت دراستها وهي تحبني جداً أكثر مما تحب نفسها وترفض أن تتزوج بشخص غيري، وللعلم أني أعمل وأنا أدرس، ولكن السؤال هو: ماذا أفعل حتى أنتهي من دراستي وأتقدم لها مرة أخرى وأنا أحبها جداً جداً؟ الرجاء الإفادة والرفق فى الإجابة، لكن لا أريد الحرام بالطبع.. وجزاكم الله خيراً.. ووفقكم لم يحب ويرضى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لطاعته ويباعد يبننا وإياك عن معصيته، ويغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا إنه سميع مجيب، وأما ما استرشدت فيه فنقول لك إن ارتباطك بتلك الفتاة وحديثك معها وخلوتك بها إن كانت حصلت بينكما خلوة هي أمور خاطئة لا يقرها الشرع ولا يبيحها، كما بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30194، 21582، 9360.
ولمعرفة حكم الحب في الإسلام وكيفية علاج العشق انظر الفتوى رقم: 4220، والفتوى رقم: 5707.
وننصحك بالاستخارة في خطبة هذه الفتاة، فإن كان ذلك فيه خير فسييسره الله لك وإلا فسيبعدك عنه، ولك أن تسعى لإقناع والد الفتاة وتوسيط من قد يؤثرون عليه ويقنعونه بهذا الأمر، فإن رضي انتظارك حتى تكمل دراستك واستطعت تحمل فترة الدراسة دون عنت فلا حرج عليك أن تنتظر وهو أولى ما دمت قد رضيت الفتاة خلقاً ودينا، فإن خشيت على نفسك العنت ولم يرض والد الفتاة أن يزوجك الآن فاصرف نظرك إلى غيرها من ذوات الدين والخلق، وتذكر قول الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رمضان 1427(13/1754)
الزواج من فتاة تعاني من السحر
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: أني شاب ملتزم والحمد والشكر لله، لقد تقدمت إلى خطبة فتاة ملتزمة لكن ليس بشكل رسمي، مجرد أن ذهب أهلي إلى أهلها واتفقا على الخطوبة الرسمية والمهر، ولكن اكتشف أن الفتاة فيها مرض السحر أي أنها مسحورة من شخص يريد أن يؤذيها، وبعد العلاج بالقرآن رجع هذا المرض بعد فترة، هذا الشخص الساحر لا يتركه وظل يؤذيه حتى أن أهل الفتاة أحضرو شيخا وقال إنه يمكن أن يكون العلاج عن طريق إلباس الفتاة جبني مسلم حتى يحميها من الساحر، فهل يجوز ذلك، وأنه على الفتاة ان تلبي ما يطلب الجني منها من الأمور مثل التبخر والذبح وما إلى ذلك من الأمور، أنا الآن في حيرة من أمري ولا أدري هل أرجع عن كلامي ويكون ذلك أحسن قبل أي شيء رسمي، مع العلم أني أريد الفتاة لأخلاقها الحسنة وهي أيضا، وهل إذا وافقت على ذلك أكون شريكا فيه، وأنا حريص على أن لا يكون في ذلك معصية الله أفتوني؟ جزاكم الله خيرا وما هو الحل المناسب في أسرع وقت إذا أمكن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت الفتاة ذات خلق ودين وأنت تريدها وهي تريدك فتزوجها ولعل الله يرزقك منها ذرية صالحة تقر بها عينك في الدنيا والآخرة، واستخر الله تعالى في ذلك وسيوفقك لما فيه الخير، وانظر الفتوى رقم: 57023.
وأما مسألة السحر فينبغي التثبت منها ومن أعراضها، فقد تكون مجرد وساوس وأوهام وتلفيق من السحرة يبتزون به الناس ليخدعوهم ويأخذوا أموالهم، وإن كان السحر حقيقة وواقعا فله علاجه الشرعي كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20791، 502، 10981.
ولمعرفة أعراض السحر وبعض ما يصيب المسحور انظر الفتوى رقم: 13199، ولا يجوز الذهاب للسحرة ولا التعامل معهم، والشيخ المذكور عفا الله عنا وعنه لا تجوز الاستجابة لما أشار به من تلبس المرأة بجني مسلم على حد زعمه فتلك أمور محرمة لما بيناه في الفتويين رقم: 4738، 7369، ولا سيما أن هذا الجني المسلم يطلب من المرأة الذبح لكي يحميها، ومن المعلوم أن الذبح عبادة لا تجوز لغير الله. وسبق بيان العلاج المشروع لمن أصيب بالسحر وذلك في الفتاوى المحال إليها سابقا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1427(13/1755)
من أراد الزواج فليتخير لنطفه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحل لمسلم أن يتزوج أجنبية شريطة أن تسلم، مع أن الإشكالية في إخوانها، لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اختاروا لأولادكم أخوالاً. وهم ما يزالون على دينهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك أن تتزوج من تلك الفتاة إن أسلمت، بل ويجوز لك أن تتزوج منها إن كانت يهودية أو نصرانية عفيفة، ولكن ينبغي لمن أرد الزواج أن يتخير لنطفه فلا ينكح غير ذوات الدين والخلق والشرف لئلا يسري خلق الأم أو خلق أهلها على أبنائه، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم. أخرجه ابن ماجه وحسنه الألباني.
وأما الأثر الذي ذكرته فلم نقف عليه فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة وكتب أهل العلم، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 56905، والفتوى رقم: 44969.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1427(13/1756)
الدين والخلق هما الكفاءة المعتبرة في النكاح
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى سماحة الشيخ / ... ... ...
أكرمكم الله وأدخلكم فسيح جناته.
الموضوع: (التماس فتواكم الكريمة في مسألة نكاح)
أما بعد
الطرف الأول: أنا، الشاب الذي يود الزواج.
أنا شاب عماني تعرفت على فتاة ذات خلق ودين من خلال دراستي بالجامعة، أنا خلوق متصل بديني. وكما هو معلوم لديكم فإن المرأة الصالحة هي التي تكون البيت المسلم المتين المهتدي بالله سبحانه وتعاليم رسوله الكريم. وإني لأرى في هذه الشابة الصفات التي تمكننا من أداء واجبنا الزوجي في أكمل وجه. إن شاء الله تعالى.
الطرف الثاني: الفتاة، وهي الفتاة التي أود الزواج بها.
تقدمت لخطبة هذه الشابة وأنا أريدها زوجة لي، على سنة الله ورسوله ولكن والدها رفضني. عندما تقدمت إليها طلب والدها أن أصلي أنا وهي صلاة الاستخارة، بالرغم من أني رأيت خيرا في منامي وهي رأت خيرا كذلك، رفض.
الطرف الثالث: والد الفتاة وسبب رفضه.
تأكد والدها بأنني ابن رجل لم يكن من أصحاب القبائل ولكنه تسمى باسم قبيلة، فأنا كما أسماني والدها (عبد من عبيد منطقة كذا) ، علما بأن الفتاة صلت مرتين ورأت خيرا في المرتين وكذلك بالنسبة لصاحبتها العزيزة التي هي بدورها صلت كذلك ورأت خيرا. علما بأن والدتي هندية الأصل وهي من ذوي الأنساب الهندية المسلمة المنشودة بها. والد الفتاة إنسان متدين وقال لها بأن هذا الزواج حرام شرعا لأنها سيدة وأنا عبد (كما أسماني) . أنا عبد لله لم أنشا أو أكن يوما عبدا للمجتمع بل كنت حرا مجتهد ومثابرا في حياتي.
رؤيا لها صلة بالموضوع:
أود أن أذكر بأن الفتاة التي أود الزواج بها أخبرت من قبل فتاة تدرس معنا أنها رأت شيئا في منامها أثناء دراستنا، وتأويل ذلك كان بأنني والفتاة سيتم الزواج بينا، علما بأن لم يكن بيني وبين الشابة شيء.
أضيف، الفتاة تجزم بأنها رأتني في منامها قبل أن تدخل الجامعة (أي أنها رأتني قبل أن تراني حقيقة في الجامعة حيث درسنا) ، وما رأته كالآتي: كانت في سيارة تجلس في المقعد بجانب مقعد السائق وكان بجانبها في السيارة في مقعد السائق شاب وفي المقعد الخلفي للسيارة طفل صغير يلعب، كانت السيارة متجهة إلى أعلى الشارع حين نظرت إلى الشاب ونادته باسمه الذي هو اسمي في الحقيقة كما رأتني أيضا بوضوح. وطلبت مني أن أوقف السيارة ثم خرجت من السيارة وخرجت أنا وراءها وكنا ننظر إلى أسفل التلة حيث رأت مسجدا وسرح فكرها بعد ذلك في شيء عن والدها. فما تأويل ذلك؟ وما ذنبي أنا حيث إنني أكون مزيجا من دم أبي غير القبلي ودم أمي القبلي.
أفيدوني بالحكم الشرعي في الجمع بيننا نحن الاثنين على سنة الله ورسوله إن كان الشاب كما يجزم،علما أن الوالد كان موافقا على كل شيء آخر ولم يكن له أي اعتراض آخر بالنسبة لخلق الرجل أو دينه إلى أن علم بأصل الشاب، وأود أن أؤكد لكم أن الفتاة ونفسي نريد موافقة والدها على هذا الأمر قبل الشروع فيه وأننا قد نحصل على ذلك إن رأى والدها فتوى مكتوبة، حيث إنها حاولت إقناعه ولكن من غير جدوى. أرجو فتواكم في الأمر كله وما يترتب على والد الشابة فعله؟
آجركم الله وسدد خطاكم وأدخلكم فسيح جناته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه، وأن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، إنه سميع مجيب.
وأما ما سألت عنه من خبر الفتاة ووليها.. فالجواب عنه أنه لا ينبغي لولي الفتاة عضلها ومنعها من الزواج ممن ترغب إن كان كفؤا ذا دين وخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره بإسناد حسن، وروى الإمام أحمد وأبو داود رحمهما الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن.
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام: قد صح أن بلالا نكح هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم.اهـ. ومعروف مكانة هالة القبلية فهي من أشراف قريش وساداتها، فالكفاءة المعتبرة على الراجح إنما هي في الدين كما بينا في الفتويين رقم: 998، 75991، وما دمت حرا ذا خلق ودين فيجوز لك أن تتزوج من تلك الفتاة، وليس لوليها عضلها، وإن فعل فهو ظالم، ولها رفع أمرها إن شاءت إلى السلطان.
فإن لم يتيسر ذلك فننصحك بالبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق، واعلم أن الخير فيما يسره الله وقدره. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}
ومن استخار فقد وكل أمر الاختيار إلى ربه: أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ {الملك:14}
وما دمتما قد استخرتما الله عز وجل فقرا عينا أنه لن يكون إلا ما فيه الخير لكما، سواء أكان الزواج أم عدمه، وأما الرؤى والأحلام فيستأنس بهما، ولكن لا يمكن أن يبني الإنسان عليهما أمرا أساسيا من دينه أو دنياه بحيث يعمل بمقتضاهما كفا أو امتثالا. وللفائدة انظر الفتويين: رقم: 11052، 30093.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1427(13/1757)
إجبار البنت على الزواج من قريب غير ذي دين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة من ليبيا عمري الآن 26 سنة مؤهلاتي ليسانس آداب وقريبا ماجستير إن شاء الله ومعيدة بالجامعه لدي مشكلة عمرها الآن حوالي ثلاث سنوات ولقد حاولت إيجاد حل لها ولكن دون جدوى, ولقد أرسلت بها لأكثر من موقع استفتاء ولكن دون رد, وأنا لا حول لي ولا قوة, لا أعرف ما العمل لأرتاح منها. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم لما تقدمونه وجعل الله الفرج على أيديكم إن شاء الله.
من فترة 4 سنوات ونصف تقدم لخطبتي ابن خالتي, وهو إنسان تقي متعلم وخلوق ولكنه لم يكن لديه المال الكافي للزواج في ذلك الوقت, لذا طلبت منه عدم التقدم لخطبتي إلا عندما يكون مؤهلا لذلك ماديا لئلا يقابل بالرفض ومن ذلك وهو يعمل على ذلك, لقد أحببته بكل ميزة حملها فتعرفت عليه أكثر في فترة 4 سنوات فاتت. وتقدم لخطبتي رسميا وقبله والداي لكل محاسنه وكان أجمل خبر لي وكان هذا شهر فبراير 2005 وقابلته عدة مرات لنتناقش في أمور الفرح. ولكن حدث شيء مفاجيء بعد ذلك لم يكن في البال وهو أن ابن عمي وأهله عارضوا على ذلك قائلين" سهام ما تتزوج خارج العائلة, ونريدها لابننا". والأسوء أنهم أقنعوا والدي بذلك وقد اتصلوا بأهل ابن خالتي ليقولوا لهم ذلك. وحاولت مرات عديدة أفهمهم أنها ليست رغبتي وإني راغبة بابن خالتي الذي أحببته أن يكون زوجا لي على سنة الله ورسوله. ولكن رفضوا لدرجة قالوا لي بأني لا أعرف مصلحتي ولا يوجد داعي لمعرفة رأيك. وحاولت مرارا ملاقاة ابن عمي وأخبرته بكل ما حدث ليساعدني ولكن دون جدوى قال بأنه حريص على رضا والديه. بعد فترة حاولت الانقطاع عن ابن خالتي ولكن لم أستطع. وحاولت مجاراته ومسايرته ولكن لم أحبه لأنه لم يكن بحسن ابن خالتي. وبعد أن حكيت مع ابن عمي وجدت فرقا شاسعا بينهما وكلما تعرفت على ابن عمي أكثر كلما أحببت ابن خالتي أكثر. ولقد أخبرني ابن عمي بأنه قد جامع عدة نساء من فترة ماقبل الخطبة مدعيا أنه شيء لابد أن أعرفه عنه وكلما جالسته لا يوجد حديث لديه إلا عن الجنس فقط كلما جالسته كلما نفرت منه. ولقد حاولت بعد ذلك عدة مرات أن أفهمه بأني لست راغبة به ولكن لم يتغير وكان باردا جدا معي. وحاولت تفهيم ذلك لأبي وأمي ولكن هدداني بالبقاء بالمنزل وترك الدراسة وقالا لي بأنه لا محالة ستتزوجينه الصيف القادم. وأنا لا حول لي ولا قوة فما العمل؟ جزاكم الله خيرا أريد الرد في أسرع وقت.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 14701، أن من حق المرأة أن ترفض من كان غير مقبول في دينه وخلقه، وأنه لا يلزمها طاعة والديها إن أمراها بالزواج به، وأما إذا أمراها بالزواج من كفء عدل مقبول في دينه وخلقه ففي حكم إجبارها خلاف بين أهل العلم مذكور في الفتوى رقم: 3006، والفتوى رقم: 75870، وعموما فننصح أباك وأمك بتقوى الله تعالى، وأن يختارا لبنتهم من يرضى دينه وخلقه، وأن لا يجبروك على الزوج ممن لا ترغبين في الزواج منه، ووسطي بعض أقاربك لعلهم يتمكنون من إقناع والدك بما تريدين.
وننبهك إلى أنه لا يجوز لك الخلوة بابن عمك ولا ابن خالتك، ولا الحديث معهما على نحو ما ذكر في السؤال، كما لا يجوز لك كشف حجابك أمامهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 شعبان 1427(13/1758)
هل تتزوج من مدمن خمر قبل أن يتوب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة أبلغ من العمر 25 سنة، وتقدم ابن خالتي لخطبتي وهو يكبرني بعامين، وأنا فتاة ملتزمة وأرتدي الزي الإسلامي الشرعي، سؤالي أولاً مشكلتي هي أن ابن خالتي غير ملتزم ويحتسي الخمر، لكنه يحبني كثيراً ووعدني بترك موضوع الخمر عند ارتباطنا وهو يحاول ويريد التغيير من نمط الحياة التي يعيشها ويقول لي إن تغيره نحو الأحسن يعتمد علي وعلى علاقتنا بعد الزواج وأنه سوف يصبح مسؤولا عن عائلة وأطفال وأشياء عديدة كفيلة بتغيره، علما بأنه يعرف أنني ملتزمة دينياً وأنا أحبه جداً جداً، وهو كذلك لكن ماذا أفعل في حال مثل هذه الحالة أأتركه أم أحاول التغيير، مع العلم بأنه إنسان طيب جداً ذو شهامة وغيرة شديدة، أريد جوابا منكم بسرعة رجاءً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصحك بالزواج بشارب الخمر، مهما كان فيه من الصفات الطيبة، إلا إذا تاب وأصلح حاله وحسنت توبته فلك الزواج به حينئذ، ولا يغرنك وعوده لك بترك الخمر بعد الزواج، فربما لا يفي بها، بل وربما أثر عليك، فليس من السهل على مدمن الخمر الإقلاع عنها إلا بعون من الله وتوفيق، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20714، 74865، 20268. فنرى أن تطالبيه بتركها كشرط لقبول الزواج منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1427(13/1759)
الفارق العمري بين الزوجين هل يؤثر على النكاح
[السُّؤَالُ]
ـ[بدأت تراودني فكرة الزواج، إلا أنني لا أنجذب للعاطفة، فقد أتيحت لي الفرصة الاتصال بالعديد من الفتيات كلهن يردن مني الزواج بالرغم من فارق السن بيني وبينهن؛ إحداهن قبلت بفكرة الزواج واشترطت علي شرطا هو أن أشتري لها شقة وأكتبها لها باسمها؛ وفارق السن بيني وبينها 32 سنة.
في البداية كانت فرحة مقبلة، ولم يكن لها توجس، وبعد ذلك صارحتني بأن هذا زواج المصالح، ولا بد أن تراعي مصلحتها فهل يجوز هذا شرعا؟ وهل أقبل على هذا الزواج؟ علما بأن زوجتي الأولى حينما أقترب منها أجد أنها نتنة دائما سواء في فرجها أو في فمها! ,إضافة إلى أنها لم تعد تهتم إطلاقا بالجماع، ولا رغبة لها في ذلك، وأنها مشغولة بأبناء أبنائها وبناتها. وفي حالة عدم إتمام الزواج الشرعي فهل يجوز لي زواج المتعة؛ ثم ما مفهوم زواج المتعة؟ وهل هو جائز شرعا؟ أرجوكم وجهوني الوجهة السليمة؟
والله موافقكم،]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوجود الفارق العمري بين الزوج والزوجة أمر شائع في الوجود، غير منكر في الشرع، ومدار الأمر على الاستقامة والديانة، وقد كان بين نبينا صلى الله عليه وسلم وأزواجه فروق في السن، فقد تزوج خديجة رضي الله عنها وهي أسن منه ببضع عشرة سنة، وتزوج عائشة رضي الله عنها، وهو أسن منها بكثير. والحاصل أن الفارق في السن، قليلاً كان أو كثيراً لا يعتبر مجرد وجوده عائقاً شرعياً، وليس له أثر سيئ في الحياة العملية المشاهدة، إلا عند ضعف الدين والخلق، أو قيام مانع آخر يمنع من القيام بواجبات الحياة الزوجية ومتطلباتها.
وأما مسألة المغالاة في المهر لوجود فارق السن ونحوه فلا محظور فيه، وإن كان الأولى عدمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة. رواه أحمد، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 61385، ولكن إذا تراضيتما على صداق معين قليلا كان أو كثيرا فيجب عليك دفعه كاملا ولايجوز لك أن تأخذ منه شيا إلا برضاها، قال تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {النساء:20} .
وأما نكاح المتعة فنحيلك فيه إلى الفتوىرقم: 13075، والفتوى رقم: 17083، فقد بينا خلالهما حكمه وضابطه وعواقبه وغير ذلك مما يتعلق به.
وننبهك أيها السائل الكريم إلى أنه ينبغي أن تحفظ لزوجتك الأولى حقها وتكرم عشرتها، فقد قال تعالى: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة:229} ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. ومعنى لا يفرك لا يكره ولا يبغض. رواه مسلم في صحيحه, وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المرأة خلقت من ضلع ولن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها. رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم.
فاستر من زوجتك ماساءك، وامسكها بمعروف أو سرحها بإحسان. كما ننصحها أن تطيعك فيما تريد وأن لا تمنع نفسها منك متى ما أردتها فهذا من آكد حقوقك عليها وأن تحسن لك التبعل والتجمل، وراجع الفتويين: 1263 / 33417. وأطلعها عليهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1427(13/1760)
حكم زواج الرجل بفتاة كان على علاقة معها
[السُّؤَالُ]
ـ[إني على علاقة حب بفتاة وهذه الفتاة قد رأيت جميع جسدها وهي أيضا ولقد قمت بتقبيلها ولمست جميع جسمها وهي ليست على علاقة شرعية معي فهل هي حرمت على غيري وأنا أريد الزواج بها لأكفرعن ذنبي الكبير ولو تزوجت بغيري هل زواجها بغيري حرام؟
أشكركم على قراءة أسئلتي وأرجو الرد السريع. ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليكما أولا أخي أن تتوبا إلى الله تعالى من هذا الذنب توبة نصوحا، والتوبة تكون بالندم مما فعلتما، والإقلاع عنه، والعزم الصادق على عدم العودة إليه. وزواجها منك أو من غيرك مباح، وعليك أن تستر عليها، وأن لا تخبر أحدا بما وقع بينكما. وانظر الفتوى رقم: 45125، والفتوى رقم: 75069.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1427(13/1761)
عاقبة تزويج الابن من لا يرغب فيها تكون وخيمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أود الاستفسار عن موضوع شخصي، التقيت بشاب أردني على خلق ودين في معهد للدراسة، وكان يدرسني وطلب مني موافقتي على الزواج منه، ولكن عندما طلب موافقة أهله رفضو بشده لأني من جنسية مختلفة فأنا من سوريا ولأني أدرس وأعمل أيضا رغم أني متدينة ومحجبة واستمر هذا الموضوع أربع سنوات وهم مصرون على أن يتزوج أي بنت من أقاربه وفي هذا العام وتحت ضغوط من والديه بعدم الرضا عنه تزوج من البنت التي اختاروها له وفاجأني بالخبر بعد الإجازة وأنه فعل هذا الأمر فقط لإرضائهم والآن هو يطلب مني الزواج وأنه سيطلق زوجته بعد فترة وأن أباه وافق على زواجي منه بعد أن رآه يعاني الكثير من عدم استطاعته الاقتراب من البنت ... أريد أن أعرف كيف أتصرف وهل أوافق، وما هو رأي الدين في تصرف أهله وظلمهم لي وله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الرضا بهذا الرجل وخاصة إذا كان ذا دين وخلق، وما فعله أهله ما كان ينبغي لهم فعله، بل على الأب أن يوجه ولده إلى الزواج من ذات الدين والخلق، ثم يترك له أن يختار زوجته بنفسه، لأن عاقبة تزويج الابن من لا يرغب فيها، وتزويج البنت من لا ترغب فيه عاقبة وخيمة، وتنتهي غالباً بفشل الحياة الزوجية وحدوث الطلاق، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 26708، والفتوى رقم: 56486، وفيهما بيان أنه لا يلزم الولد الزواج من المرأة التي اختارها أبواه أو أحدهما.
هذا وننبهك إلى أنه لا يجوز لك أن تزيني له تطليق زوجته ولا أن تطلبي ذلك منه، بل الأولى أن تحثيه على الجمع بينكما إن كان يستطيع الجمع بينكما، فإن طلقها بدون تزيين منك ولا طلب فلا حرج عليك، وراجعي للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 6314.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1427(13/1762)
يلزم الولي تزويج الفتاة إذا وجدت الرجل الكفء
[السُّؤَالُ]
ـ[يا شيخ أعلم أني مخطئة من البداية فقد أحببت شخصا من دون علم أهلي وهو صادق النية معي وتقدم لخطبتي 3 مرات وأمي لم ترض وأبي متوفى وإخواني لا يعصون كلمة لأمي، ومنذ فترة بسيطة ذهبت أنا وأمي لأداء فريضه العمرة وهناك بالحرم الشريف اعترفت لأمي بكل شيء بأني أحب هذا الشخص وأنه على استعداد لخطبتي وتنفيذ جميع مطالبها، كان هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة هناك لم تتكلم بالموضوع وعندما رجعنا البحرين وأبلغتني أنها رافضة لهذا الشخص بشكل قاطع وأنها تريدني أن أقطع علاقتي فيه وكلمته بالهاتف وتشاجرت معه. وهي يوميا تتشاجر معي وتعاملني أسوأ معاملة. وأنا أعلم سبب رفضها لأن هو أصله ليس بحرينيا لكنه مولود بالبحرين ويحمل الجنسية بالولادة وكلنا عبيد الله ولا يوجد فرق وإنما الإنسان بأخلاقه ودينه وليس بحسبه ونسبه وماله، يا شيخ هل أنا مظلومة؟ يا شيخ أمي إنسانه جاهلة ولا تفكر إلا بالمادة والنظر الاجتماعي ومتجاهلة أنني التي سأتزوج وأعيش مع هذا الشخص؟ يا شيخ أنا أصغر إخوتي وإخوتي لا يردون كلمة لأمي؟ فهل هم يظلموني بهذا القرار؟ مع العلم أني قد ضربت بسبب هذا الموضوع مع أني أبلغ من العمر 24 سنة خريجة بكالوريوس وأعمل. يا شيخ أرجو المساعدة والنصيحة منك؟
ودمت في حفظ الرحمن.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم في الفتوى رقم: 74609، أن الفتاة إذا طلبت من وليها تزويجها بالكفء فإنه يلزم الولي تزويجها، وإلا أثم، واعتبر عاضلا، لكن يشترط كون الرجل كفؤا لها، والمعتبر في الكفاءة الدين والخلق على الراجح من أقوال أهل العلم، وتراجع الفتوى رقم: 19166. هذا في الولي، أما الأم فليس لها ولاية.
فإذا كان هذا الرجل مرضياً في دينه وخلقه فإنه لا ينبغي للأم أن ترفضه زوجاً لابنتها، ولا ينبغي أن تحرض الأولياء على عضل البنت من التزوج، وننصح الأخت أن تحاول إقناع والدتها وأن توسط من يقنعها ممن له تأثير عليها، فإذا لم تقتنع ولم يرض أحد أوليائها بتولي عقد النكاح، فلها أن ترفع الأمر إلى القاضي ليزوجها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 9728.
أما إذا كان هذا الرجل غير مرضي في دينه وخلقه، فإن على هذه الفتاة أن تطيع أمها، وننبه إلى أنه لا تجوز إقامة علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجية، وأنه يجب قطع هذه العلاقة فوراً حتى يتم الزواج.
وأخيرا ننبه السائلة على خطورة عقوق الوالدين ونذكرها بقوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23 ـ 24} ونحيلها على الفتوى رقم: 49153.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1427(13/1763)
الشرع أمر الأولياء بقبول صاحب الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي تتلخص في أن والدي رجل غير ملتزم هو يصلي ويصوم ولكنه غير ملتزم دينيا وأنا والحمد لله قد من الله علي بالالتزام منذ 4 سنوات والحمد لله اهتديت والتزمت وأتمنى أن أكون أفضل في كل يوم وكل همي هو مرضاة ربي والشيء الآخر الذي أسعي به أيضا إلى مرضاة ربي هو الزوج الصالح تقدم لخطبتي أخوان أحدهما صاحب دين والآخر صاحب مركز اجتماعي وأنا وافقت على صاحب الدين لأنه كل همي رغم ظروفه المادية البسيطة ولكن والدي رفضه بشدة وليس ذلك فقط ولكنه تشاجر معي لمجرد أني مقتنعة به وأقسم أنه لن يزوجني شخصا ملتحيا ولن يضع يده في يد شخص ملتح أبدا وأقسم وحلف بالطلاق وتشاجر معي شجارا عنيفا جدا استمر 3 أو 4 أيام ولكني أطعته وأخمدت الأمر ونسيت أمر الخاطب وقلت إنه ليس به خير حيث أبعدني الله عنه
وطاعة له ولأمي قررت أن أقابل الآخر مرة ثانية وثالثة وبصراحة هو إنسان مستجيب ويريد أن يقترب إلى الله ويعمل على ذلك وهو إنسان محترم جدا وهادئ ومدرس بالجامعه ولكنني لم أسترح إليه شكلا ولم أتقبله وصليت استخارة كثيرا ولا أحس براحة نفسية مطلقا وهم الآن يشجبونني ويتشاجرون معي ويظنون أني أعاندهم وينكرون علي رفضي له لمجرد أن شكله لا يعجبني فهل أنا مخطئة إذا رفضته لأن شكله لا يعجبني
وهل هذا سبب وجيه في الإسلام أم أنه لا يجوز؟ وماذا أفعل مستقبلا حيال رفض أبي لأي شخص ملتزم دينيا ماذا يمكنني أن أفعل وهذا والله كل أملي بالدنيا الزوج الصالح؟
أفتوني جزاكم الله خيرا فأنا في حيرة من أمري وتعب نفسي شديد اللهم عافنا واعف عنا وخصوصا أني أرتاح كثيرا لهذا الشخص الملتزم المتقدم الذي رفضه والدي ومازال بيننا طريقة للاتصال وأنا أخشى الشيطان وأن والدي قال لي إن أردت أن أتزوجه فأتزوجه وحدي وأبعد عنهم وليس لهم صلة بي وهذا ليس له وحده ولكن لكل شخص ملتزم؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يفعله والدك من رفض المتدينين وقبول غيرهم أمر يرفضه الشرع ولا يحق له ذلك، وكراهيته للمتدينين إن كانت بسبب دينهم فهو على خطر عظيم، وإن كانت كراهيته لهم لسبب آخر كسوء خلق بعضهم أو قسوته أو نحو ذلك فهو مخطئ لأنه عمم هذا الحكم على كل المتدينين، ومفرط في الأمانة التي كلفه الله بها لأن الشرع أمر بقبول صاحب الدين فقال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. ووالله إننا لنعجب كيف يصل الحال بمسلم يشهد أن لا إله إلا الله يحرص أشد الحرص أن يكون زوج ابنته ضعيف التدين.
وننصحك بأن توسطي بعض من لهم كلمة مسموعة عند أبيك كعمك أو خالك أو غيرهما، فإن أصر والدك على موقفه فهو عاضل وتسقط ولا يته، وتنتقل إلى القاضي فيتولى القاضي تزويجك فلك رفع أمرك إليه، ولا يجوز لك أن تتزوجي بلا ولي؛ ولذا فإن نصيحتنا لهذا الأب الكريم أن يحرص على دين بنته قبل حرصه على دنياها وفقه الله لطاعته، وانظري الفتوى رقم: 57922، ففيها نصح مهم لك ولأبيك.
وأما عن رفضك للرجل الآخر بسبب شكله فهذا مما أباحه الله لك، إذ لا يجب على المرأة أن تقبل برجل معين لا ترغب فيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1427(13/1764)
إصرار الأم على عدم زواج ابنها من امرأة بعينها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عمري 19 سنة ... أبي وأمي منفصلان منذ صغري ... وطبعا الوالد تزوج وعنده أطفال.. أما أنا فعشت مع أمي.... والآن أعمل في شركه بترول ... وفي نفس الوقت أدرس بالكلية عن طريق الشركة ((بعثات)) ...
وأنا أريد أن أفتح مشاريع اقتصادية بحكم أن الراتب لا يكفي ... فحصلت رفضا كبيرا من جانب الأم بحكم ... أني أدرس ... وأنا سوف آخذ سلفة للبدء في المشروع.... أما الوالد فكان موافقا لأنه واثق من قدراتي ...
بعد كل هذا أطعتها ... ومرت الأيام. وأتى اليوم الذي زاد إيماني بالله واهتديت ... وصرت أقيم الصلوات في وقتها.... فقررت أن أكمل نصف ديني بالزواج.... لكي أحافظ على نفسي من الخطأ..
فطبعا اكتشفت أن الوالد قد وجد الفتاة المناسبة للزواج مني ... وهي تقرب لي من بعيد ... وهي خلوقة ومحافظة لدينها ... وو و....
فوافقت على هذه الفتاة.... وطبعا عند أخبار أمي بنية زواجي ((كي أقيس نبضها)) رفضت رفضا كليا ... فسألتها لماذا؟؟؟ فقالت لي أني صغير على الزواج.... واني لا أستطيع أن أحافظ على مرتبي الشهري.... فطبعا واجهتها بأني إنسان لا أستطيع إكمال حياتي الآن من غير زواج ((وفي زمننا هذا الشخص يجب عليه الزواج وهو في الـ 18 من عمره)) ليستر على نفسه....
ولكنها استمرت برفضها ... وقالت من تكون هي؟؟؟ فأجبتها أنها تقرب لي من طرف أبي ... فرفضت الآن رفضا كليا ... بحكم أنها من طرف أبي ... ((وهي تكره أبي وأهله جميعا ... بحكم أنهم تآمروا على الطلاق!!!! والله أعلم))
فقلت لها من سوف يتزوج أنا؟؟؟ أم أنت؟؟؟
فأجابت أنا التي ربيتك ولي الحق كله أني أختار لك المرأة المناسبة للزواج ... فقلت لها لماذا تخربين حياتي برفضك؟؟؟ ولماذا تدمرين حياتي بسبب مشاكل صارت من أيام زواجكم ... وأنا ماذا أفعل؟؟؟ .......
فأرجوك يا شيخ ... أنك تحصل لي على حل لهذه المشكله ... وأنا أقولها لك لأني لا أستطيع أن أمسك بنفسي عن الغلط إلى الآبد....
فأريد الحل الذي يبعدني عن الخطأ؟؟؟
والحل لإقناع أمي بالزواج؟؟؟
ملاحظة: أمي عنيدة جدا ... ((رأسها يابس))
فاعطني الحل المناسب لها ...
واسمح لي على الإطالة ... وأشكرك على قراءتك
وبارك الله فيك يا شيخ ورحم الله والديك ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تسعى في إقناع والدتك بالزواج من هذه الفتاة، وأن توضح لها أنه لا ذنب لهذه الفتاة حتى تتخذ منها أمك موقفها هذا، وأن الله تعالى يقول: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ] {الأنعام:164} ، وتقرَّب إلى أمك بالهدية والكلمة اللينة، ووسِّط من يمكن أن يؤثر على رأي أمك كخالك أو غيره.
فإن أصرت على رأيها بعد هذا كله فإن الخير لك أن تطيعها وتترك هذه الفتاة وتبحث عن غيرها، ولعل الله يعوضك خيرا منها، ولا تؤخر الزواج ما دامت عندك المقدرة، فبادر وحصن نفسك، واعلم أن الله في عون المتزوج الذي يطلب العفاف، وانظر الفتوى رقم: 67236، والفتوى رقم: 15577، والفتوى رقم: 9668.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1427(13/1765)
صلة الرحم والزواج بالقريبة ذات الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤال خاص بصلة الأرحام: لي أخوال أزورهم ولا يزورونني وأقسم بالله بأنني أودهم ولكنهم لايودونني ويتباعدون عنا لأنهم ميسورون ويخافون الحسد ونحن الحمد لله لا ننظر إلى رزق غيرنا فحاولت أن أخطب أختا لهم كبيرة وليست جميلة ولكن لصلة الأرحام تقدمت لإخوتها لخطبتها بأن يجعل أخته تصلي استخارة كما فعلت أنا وأمهلتهم وقتا ليفكروا ولكنهم لم يردوا عليَّ بالرفض أوالموافقة حتى علمت بأنه قد تم خطبتها لغيري فقلت ربما خيرنا الله وصرفت نظر عن الموضوع حتى علمت بأنها فسخت هذة الخطبة من قبل الخاطب وهم الآن في غاية الإحراج ويحاولون من بعض الأقارب أن أتقدم لخطبتها ولكن جميع من يعرف الموضوع يقولون لي إياك وهذه الناس فهل أتقدم أم لا أفيدونا أفادكم الله؟
ونأسف على كثرة الأسئلة وجعلكم الله عونا للأمة الاسلامية لما فيه الخير والصلاح.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى عليك قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاءه يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل (الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود. فكن كذلك حتى تحصل على معية الله ونصره عليهم، وأما بشأن الزواج بأختهم، فإذا كانت البنت متدينة وذات خلق، ولم تخش حصول شقاق بينك وبينها أو بين إخوتها، فننصحك بالزواج بها، وأما إذا لم تكن متدينة، أو خشيت حصول مشاكل بينك وبين قرابتك بسبب الزواج، فلا ننصحك به، وأنت أعرف بأقاربك، وعليك باستخارة الله عز وجل في هذا الأمر.
والله نسأل أن يوفقك لما فيه خير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شعبان 1427(13/1766)
الزواج ممن تابت عن غيها وصدقت في توبتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أود في هذه الرسالة أن أسال عن مسألة تواجهني وأود منكم جزاكم الله كل خير أن تنوروا لي الطريق تعرفت إلى فتاة (الفتاة تعمل معي منذ 3 سنوات أي أني أعرفها عن قرب ليست بيننا علا قة مشبوهة) الفتاة عرفت بسمعة سيئة مستهترة بينها وبين العفة باع طويل قدرني الله على أن أفتح معها موضوع العيشة التي تعيشها ألم يحن الأوان أن تغير حياتها وتتوب عن حياة الطيش والعبث وشاء الله أن تحرك قلبها لهذه الدعوة خصوصا وأن الله كان قد من عليها وأن ارتدت الحجاب عما قبل لكنها تخلت عنه تأثرت لموقفي تجاهها ولا أخفي أنها تعلقت بي وأنا لا أريد أن أقع في الحرام خصوصا وأن نيتي كانت هي دعوتها وإنقاذها مما كانت عليه لكن الأمور تطورت بعد أن عرفت أنها كانت محتجبة سلفا مما جعلني أفكر في الزواج بها إن هي كانت صادقة في توبتها رغم اعتراض الجميع على ذلك وأخشى أن يعترض أهلي إن هم علموا عما كانت عليه أرجو منكم النصح والإفادة؟
جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن ما قمت به من دعوة مباشرة لتلك الفتاة التي ذكرت من أمرها ما ذكرت يعتبر خطأ، فكان الأولى بك أن تدعوها عن طريق إحدى أخواتك أو محارمك. فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وفتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. وهذه الفتنة لا ينبغي لأحد أن يأمنها على نفسه، فلربما فتن الصالح العابد بنظرة، ولهذا جاء التحذير من النظر، والأمر بغض البصر عاما لجميع المؤمنين، دون تفريق بين صالح وطالح، ومستقيم ومنحرف، وتوجه الخطاب أولا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أنهم أعظم الناس إيمانا ويقينا وثباتا. فالحمد لله على أنه لم يقع بينك وبينها شيء أعظم مما ذكرت، ولكننا ننصحك -أيها الأخ الكريم- بالإعراض عنها، وأن تبحث عمن يقوم بدعوتها من النساء الصالحات.
وفيما يتعلق بموضوع زواجك منها، فإذا أبدت لك استعدادها التام بالالتزام إذا تزوجتها، وكنت على يقين أو ظن غالب بأن حالها سيتغير إلى الصلاح والاستقامة على الدين بما في ذلك التزامها باللباس الشرعي، كان زواجك بها إن شاء الله تعالى محمودا حيث إنك تكون سببا في التزامها بالدين، وقد صح عن النبي صلى الله عله وسلم أنه قال لعلي: لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم. رواه البخاري.
وأما إذا كنت تعلم أن المرأة لم تكن صادقة فيما أبدت، فلا ننصحك بالزواج منها، ولا سيما أن والديك قد لا يرضيان عن زواجك منها، وأن سمعتها كما قلت غير طيبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شعبان 1427(13/1767)
هل ترضخ لرأي أهلها إذا رفضوا زواجها من شاب غير سني
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم إلى خطبتي شاب ينتمي إلى طائفة من طوائف الضلال وأنا طبعا سنية وأنا أعجبت به لدرجة أنني وافقت على الزواج به لكن أهلي لم يوافقوا عليه لأنهم قالوا حرام مع أن هذا الشاب لا يفعل أعمال تلك الطائفة، بل إنه يعلم أن كل هذا من أقوال الجهل‘ إنني حقا أريده وقد صليت استخارة لا تقل عن 6 مرات، ماذا أفعل؟، هل ما قاله أهلي صحيح؟ أرجو بأن أجد حلا، وأرجو أن أعلم كيف أستطيع قراءة الفتوى. وشكرا جزيلا وجزاك الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم يتعين عليه عند ما يستخير في أمر أن يأمل من الله تعالى أنه يختار له ما هو أصلح له وأن يرضى بما يقدره الله تعالى له.
ثم إن الأهل يحبون مصالح بناتهم وقد يكون نظرهم ورأيهم أصلح وأعمق من نظر البنات، ولا شك أن إرضاءهم والاتفاق معهم في غالب الأحيان أدعى إلى حفظ البنت وتحقيق مصلحتها.
فينبغي لمن استخارت في زواج بشخص وعارضها أهلها أن توافقهم في رأيهم، ولاسيما إن كان المانع لهم الخشية عليها من التأثر بالمخالف لها في العقيدة، فحتى لو كان الشاب غير مقتنع بما عند أهله من الانحراف العقدي فإن من تتزوج به ستخالط أهله حتما، وقد تتأثر بفسادهم العقدي سلبا مع أنه لا يؤمن أنه هو يجاملها ويخفي عنها معتقده.
وننصحك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله أن يرزقك زوجا صالحا مرضي المعتقد والأخلاق، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 1449، 49283، 43003، 59677، 14947، 32981، 59293، 62548.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شعبان 1427(13/1768)
إخبار الفتاة بالرغبة في الزواج عن طريق الإيميل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب والحمد لله لا يحمد على شيء سواه مؤمن وأحاول أن أبقى على عهد الله ما استطعت لا شيء عندي يحصل مكروها أو جيدا إلا بتقدير الله، مثلي مثل كثير من الشباب المؤمن، ولكن ربما في بعض الأمور أكثر التزاما من غيري وخاصة التحدث مع من لا يحل لي من الفتيات وأحاول أن أبتعد عن المجالس المختلطة وأرفضها على الرغم من أنها كثيرة في حياتنا وخاصة الحياة العائلية، كما أن عائلتي وربما إذا قلت لكم إن أمي تستغرب من انتقادي للباس الذي يلبسه أخواتي أو قريباتي وحتى أحيانا تقول (أنني يا ابني سوف تعذبنا في جوزتك لنجد التي تريد) ، المهم أنني وخلال فترة عملي ضمن الجامعة كمعطي لإحدى المواد وعن بعد تعرفت أي عرفت فتاة تصغرني بسنتين عرفتها كطالبة فقط لا غير، وأنا من بداية أن قررت التدريس قررت أن لا أنظر إلى البنات اللواتي أدرسهن إلا كطالبات، كما أنني أمتلك مبدأ ثابتا في هذا المجال وهو أنه لا كلام مع الأجنبية ولا علاقة مع فتاة إلا بعقد، هذا مبدأ ثابت عندي لا تراجع عنه مهما كانت المغريات، وللعلم أن عائلتي لا تمانع أن أتكلم مع الفتيات أو بالأحرى أن أعشق أو يكون لي حبيبة، وفي أواخر الفصل الدراسي شعرت من الفتاة أنني أروق لها أو أعجبها فهي تحاول التحدث معي وخاصة بعدما عرفت أنني تخرجت من نفس الكلية وكنت الأول على الدفعة وأنا خلال التدريس تعاملت مع كل الطلاب والطالبات بكل الأعمار والأديان بشكل جد متساو ومتعادل، وكنت دائما أكرم المتفوقين وأحاول أن أطرح عليهم الأسئلة المميزة وأشجعهم ومن ضمنها هذه الفتاة، وعندما كنت أقوم بفحص المقابلة لهذه الفتاة حاورتها بشكل خارجي فعلمت منها أنها تحاول دراسة اللغة كما أنها تكمل حفظ القرآن وهنا كانت قمة الإعجاب بهذه الفتاة المحتشمة والتي على حد تعبير من يدرسون معها أنها لا تعطي مرونة عند التكلم مع الرجال، وفعلا أنا خلال الدراسة الجامعية كاملة لم أر إلا أعدادا قليلة من فتيات الإسلام بهذا الشكل من الالتزام والعلم والاحتشام، وفعلا أعُجبت بهذه الفتاة وطلبت منها الإيميل الخاص بها فلم تعارض وأعطتني الإيميل الخاص وأنا بدوري أعطيتها إيميلي وتواعدنا على أن أرسل لها موضوعا يخص الدراسة وانتهى هنا، بعد حوالي فترة أرسلت لها الموضوع بعد رسالة اعتذار منها بأن الإيميل الخاص بها كان غير مفعل وتقول لي إنها سترسل لي بعد أن تنتهي من امتحاناتها وفعلا أرسلت لها الموضوع، ومنذ شهرين لم أحصل على أي رد منها أنا غير حزين على ذلك والحمد لله بالتعرف على هذه الفتاة، فأنا غير نادم على معرفتها وبصراحة قرأت أحد استشاراتكم والتي تطلب منكم إحدى الفتيات طريقا للتقرب من شاب أعجبت به فقلتم لها عليك بالدعاء وبصراحة دعوت الله أن أغنم بها وخاصة بعدما لاحظت الكثير من عوامل التوافق والكفاءة بيني وبينها، والمبدأ الذي أنا عليه من أنني لا أتكلم مع فتاة إلا بعقد لازلت ثابتا عليه، ولكن لا يمكنني أن أقول لها ذلك فأنا ما زال بيني وبينها الكثير من الحواجز، وأنا لم ابعث لها إلا رسالة واحدة، ويمكنني أن أرسل لها كل يوم ولكن أحس بأن هناك رادعا يردعني وهو مخافة الله، وكذلك أنا أخاف أن أجعلها تتعلق بي ولربما لا أستطيع أن أحقق حياة زوجية قريبة، السؤال هو: هل يمكنني أن أرسل لها رسائل بموضوعات يرضاها الله سبحانه وتعالى كمواضيع صحية أو سياسية أو ما شابه بعيداً عن المواضيع التي تثير العواطف والغرائز أم أن ذلك حرام، وهل علي أن أقطع كل الاتصالات بها حتى الإيميل الشرعي وأكتفي فقط بالدعاء لله عز وجل بأن يرزقتي إياها، وهل تسمحون بأن تدعو لي بالتوفيق والارتباط بها أو بأحسن منها إن لم يقدر الله ذلك وتدعون لي بالتوفيق والرزق المادي والبشري الحلال؟ وهل تسمحون لي بأن أقدم لكم الشكر على استماعكم لكل هذه الاستفسارات والله يقويكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فندعو الله تعالى أن يثبتك على دينه، وبخاصة على هذا الأمر الشرعي الذي خالفه كثير من الشباب للأسف، وهو عدم ربط علاقات مع فتيات قبل عقد الزواج، أما عن سؤالك، فطالما أنك لست قادراً على الزواج في الوقت الحالي فلا تشغل بالك بهذه الفتاة ولا بغيرها، ومتى استطعت الباءة وهي القدرة البدنية والمادية على الزواج، فلك حينئذ أن ترسل للفتاة وتخبرها برغبتك في الزواج بها، إذ أن الكلام مع المرأة للحاجة ليس ممنوعاً، والرسالة لها نفس الحكم إذا كانت للحاجة، مع التزام الأدب، أما لغير حاجة فلا يجوز، وإرسال مواضيع صحية و.... إلخ، ليست حاجة تبيح الكلام معها، وأما مع عدم القدرة على الزواج فلا داعي للكلام معها، لما فيه من محاذير شرعية، منها: ما قد يجر إليه الكلام من أمور محرمة، ومنها: احتمال تعلق الفتاة بك كما ذكرت في حين أنك غير قادر على الزواج في الوقت الحالي.
ولذا ننصحك بقطع هذه العلاقة حالياً، والسعي في تحصيل القدرة على الزواج، والله نسأل أن يوفقك وييسر أمرك ويكتب لك الزواج بفتاة متدينة صالحة تكون لك قرة عين، وترزق منها الذرية الطيبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1427(13/1769)
الزواج بامرأة يعمل أبوها في تجارة المخدرات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الزواج ببنت يعمل أبوها في المخدرات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسلمة يجوز الزواج بها وإن كانت عاصية إلا الزانية قبل توبتها عند بعض أهل العلم، فإن كانت غير عاصية فأولى وأحرى، وبنت من يعمل في المخدرات لا علاقة لها بذنب أبيها، قال الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164} .
وعليها أن تسعى في الاستغناء عن الكسب الحرام الذي يسوقه إليها والدها، وأن تتخلص من المال الحرام الذي قد يكون وهبه لها أبوها إن كان من ثمن المخدرات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1427(13/1770)
لا يجوز منع الفتاة من الزواج بالكفء
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد منكم معرفة ما حكم الأخ الذي يمنع أخته من الزواج بمن ترغب وذلك بسبب أنه ليس من نفس الجنسية: أنا فتاة من بلد عربي مسلم عمري 24 تعرفت على شاب أردني الجنسية لكن أصله فلسطيني, مسلم وعلى خلق ودين بشهادة أبي , لكن أخي سامحه الله يقف عثرة أمامي وليس موافقا على هذا الزواج بحجة أن مجتمعنا لا يسمح وماذا سيقول علينا الناس أننا لم نعرف كيف نربيك (على آخر الزمن بتحطي راسنا في الطين وتتزوجي واحد غريب) ؟ أنا حائرة جدا ولا أعرف ما العمل لا أريد خسارة أهلي وفي نفس الوقت أنا والشاب كل منا يحب الآخر ومقتنع به، وقد جاءني العديد من الشباب لخطبتي وقمت برفضهم لأني لا أستطيع غصب نفسي على شيء لا أريده, وأهلي يعتبرون رفضي هذا عنادا أقوم به معهم وأني ما زلت صغيرة؟ أرجوكم ساعدوني كيف أتصرف علما بأن أبي على قيد الحياة وهو الوصي علي لكنه لا يستطيع منع أخي من شيء حتى لا يسبب المشاكل في العائلة؟ أرجوكم دلوني ما العمل وهل حرام على أخي ما يفعله هو وأبي، وهل هناك من أدعية أدعو بها الله لكي يسهل الموضوع وييسره ويتم الزواج إن شاء الله , علما بأن هذا الشاب مقتدر والحمد لله؟
وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لوالدك فضلا عن أخيك منعك من الزواج بالكفء الذي ترغبين فيه، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 74785. وسبق أن اختلاف الجنسية لا أثر له في الكفاءة في الفتوى رقم: 43123. فمنعك من الزواج بالكفء نوع من العضل المحرم، الذي يسقط ولاية الولي، بحيث تنتقل عنه إلى غيره، أما منعك من غير الولي - والأخ ليس وليا مع وجود الأب- فهذا عضل وظلم، وتحكم وجهل، ولك أن تستعيني عليه بمن ينصفك منه، ولك أن تنزلي عند رغبة عائلتك وتتركي الزواج بهذا الشاب الذي لا يرغبون فيه تفاديا لنزاع وقطيعة قد تترتب على زواجك به دون موافقتهم، وهذا ما ننصحك به، ونسأل الله عز وجل أن ييسر لك الزوج الصالح الذي يسعدك وتقر به عينك، أما الدعاء فليس هناك دعاء خاص لتيسير هذا الأمر، وراجعي الفتوى رقم: 50922، والله نسأل أن ييسر أمرك ويقضي حاجتك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1427(13/1771)
الزواج من امرأة أهلها مخالفون في المذهب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مقبل على الزواج وقد اخترت لنفسي زوجة تخالفني في المذهب حيث إني سني وهي على خلاف ذلك مع العلم أنها مؤخرا قامت بالتحول إلى المذهب السني، أريد أن أعرف هل يحبذ لي الزواج بها مع أن أهلها على غير مذهب أهل السنة وخوفي هو من أن أظلمها في حق زيارة أهلها وأن يصبح عندي خلاف معها بعد الزواج عندما يرزقني الله بأولاد منها فأقوم بمنعها من الذهاب إلى أهلها أو جعل أبنائي يخالطون أهلها خوفا من أن يصبح عندهم ريبة من الاختلاف الموجود في المذهبين. وأنا أيضا قمت بأداء صلاة الاستخارة لهذا الموضوع أكثر من مرة وراودتني أحلام مزعجة فما الواجب عليَّ فعله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه المرأة على مذهب أهل السنة فلا مانع من الزواج بها ولا سيما إذا كانت ذات خلق ودين، ولو كان أهلها -على ما ذكرت من كونهم- على غير المذهب السني، بل إن التزوج بها في هذه الحالة بقصد إنقاذها من تلك البيئة وتخليصها من ذلك المعتقد يثاب فاعله بإذن الله تعالى، وبعد الزواج يصبح لك الحق في منعها من زيارة أهلها إذا كان في زيارتها لهم إفساد لها أو إفساد لأبنائك، وتراجع الفتوى رقم: 7260، لكلام أهل العلم في حكم منع الرجل زوجته من زيارة أهلها.
والخلاصة: أنه لا مانع من الزواج بهذه المرأة، وكما أنه لا مانع منه فإنه أيضا لا يجب، شأنه شأن الزواج بأي مسلمة، ولكن لا نستطيع أن ننصحك بالإقدام عليه أو الكف عنه؛ لأن ذلك يتوقف على معرفة المصلحة المرجوة من زواجك بها وإنقاذك لها مما هي فيه، والمفسدة المتوقعة عليك وعلى أبنائك منها فيما بعد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1427(13/1772)
هل يصلح زوجا من لا يصلي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، وأسكن في دولة أوروبية تعرفت على عائلة عربية ساعدتني كثيراً في غربتي واحتضنتني في بيتها وبقيت عندهم ما يقارب الخمسة أشهر وزادت علاقتي بهم كثيراً وذات يوم فاتحني رب الأسرة بالزواج وطلب مني الزواج، مع العلم بأنه لا يلتزم بالصلاة وأخذ بيتا بالربا وحتى سيارته اشتراها بالربا والله أعلم، لكنه متمسك بي ويريد أن يسترني، مع العلم بأني مطلقة ومررت بمشاكل عديدة وأنا محتاجة لإنسان يرعاني ويسترني بغربتي لأني لا أستطيع العودة لبلدي انصحوني، ماذا أفعل مع العلم بأني الآن غير مستقرة في بيتهم لأني انتقلت للعيش مع بنت عمتي وهو يلح علي بالزواج، فماذا أفعل انصحوني، مع العلم بأنه يعرف بأن زوجته لن تقبل بهذا الشيء ولا حتى أهله ولا حتى قانون البلد الذي نسكن فيه لأنه يحق له أن يسجل زوجة واحدة فقط، فانصحوني ماذا أفعل وجزاكم الله خيراً، فهل أقبل بالزواج منه وأستغل محبتي بقلبه لهدايته، مع العلم بأن أخلاقه طيبة ولا ينقصه سوى الصلاة، أم أبتعد عنهم نهائيا وأنا بأمس الحاجة لمعرفة الناس لأنهم مسلمين وساعدوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ننصحك بالزواج بهذا الرجل الذي يظهر من حاله أنه ليس من أهل الصلاح والتقوى، وأكبر دليل على ذلك عدم التزامه بالصلاة، ومن كان كذلك فلا ننصح الفتاة بالزواج به، بل ننصحها بصاحب الدين، ومن يخاف الله ويتقه، لأنه إن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، فنخشى عليك أيتها الأخت الفاضلة من أن يظلمك بعد الزواج، لا سيما وأنك في بلد غربة، وليس لك ناصر ولا معين، حتى قانون ذلك البلد لن ينصفك ولن يقف إلى جانبك لأنك مخالفة له، ولذلك نرى أن تبتعدي عن هذا الرجل وأن تقتربي من الله عز وجل وتسأليه أن يرزقك الزوج الصالح المتدين، وينبغي لك أن لا تبقي في هذا البلد بغير محرم ولا زوج يحميانك، فحالك في هذا البلد بدون أحدهما كحال الشاة بين الذئاب، نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 شعبان 1427(13/1773)
الدين يقدم على اللون عند اختيار الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 26 سنة تعرفت على فتاة من نفس عمري ارتبطنا ببعض وأحببنا بعضا، ذهبت وقابلت والدها وأسرتها، طلعوا من النوبة وأسرتها على درجه شديدة من السمرة، بينما البنت سمرتها أنا أقبلها، الأسرة عندي لم يرحبوا بالوضع وقالوا فكر في أولادك هل ستتقبل أن يكونوا على نفس السمرة، بصراحة أنا احترت وأخاف أن لا أتقبل الأمر بعد، وأظلمها معي. صليت استخارة فحلمت بالآتي أني في مكان الوضوء في جامع ومكمل لشغلي، وأنا راجع اتصل بي مديري وقال لي لا بد أن تنهي عملا في مكان آخر قبل ما أرجع فأسرعت في خطواتي لكي أكمل العمل الجديد، فإذا أنا أبحث عن موبايلى في جيبى ولا أجده، فقلت أكيد نسيته وأنا أتوضأ، فقلت أكمل العمل وأرجع آتي به، فإذا ب الأذان يؤذن فقررت أن أرجع إلى مكان الوضوء لآتي به أولا وبعد ذلك أذهب لأكمل العمل، وأنا راجع في الطريق لاقيت موبايلات فأمسكتها فإذا هي ليست موبايلي رميتها ورحت إلى مكان الوضوء في الجامع كي أبحث عن موبايلى قبل أن يأخذه أحد وهو يتوضأ، لكن لم أجده، غضبت لأن عليه كل أرقام الناس الذين أعرفهم ومن ضمنهم رقم البنت التي أنا مرتبط بها، وصحوت من النوم. أنا أعرف أنه يحرم أن أنظر إلى لون البشرة عند الاختيار لكن خايف، وخاصة والدتي تضايقت لما عرفت أن أهلها كلهم شديدوا السمرة، وأخاف أن لا أتقبل الأمر في المستقبل، ويكون لي أولاد بشرتهم مثلهم، انا متقبل للبنت وأحببتها، ماذا أفعل وما هو تفسير الرؤية، أنا محتار جدا هل أكمل الموضوع أم أنهيه، مع العلم أن الفتاة تحبنى جدا ومستعدة أن تتحمل معي أي شيء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس اللون عائقاً عن الزواج بهذه المرأة، والمهم هو دينها وخلقها، فإن استطعت إقناع أمك بهذا الزواج فلا حرج عليك في الإقدام عليه، وإن رفضت فرضاها أولى، والنساء كثير، كما سبق في الفتوى رقم: 31475.
وننبهك إلى أن الإنسان لا يحرم عليه أن يختار المرأة السوداء ويقدمها على البيضاء، أو يختار البيضاء ويقدمها على السوداء، وليس ذلك محرماً عليه كما ذكرت في سؤالك، والمحرم هو أن يكون اللون سبب تكبر وتفاضل، فإن أكرم الناس أتقاهم، وانظر الفتوى رقم: 24158، والفتوى رقم: 52337.
ولا يفوتنا أن ننبهك إلى أن هذه البنت أجنبية عليك، والرغبة في الزواج بك وخطبتها كل ذلك لا يسوغ لك شرعا الخلوة معها أو الحديث من غير ضوابط شرعية.
ونعتذر للسائل الكريم عن تعبير رؤياه، فموقعنا مختص بالإجابة عن الأحكام الشرعية، وبإمكانه أن يرسل رؤياه إلى أهل الاختصاص، مع أن الرؤى لا ينبني عليها حكم ولا ينبغي لشخص أن يعلق فعل أمر أو تركه عليها، وإنما المطلوب هو الاستخارة وتفويض الأمر إلى الله تعالى والرضا بما يقدر بعد ذلك.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1427(13/1774)
منع الوالدين زواج ابنهما بسبب حجاب الخطيبة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة تعرفت على زميلة لي في العمل عمرها 27 سنة، واتفقنا على الزواج بإذن الله، عرضت الأمر على عائلتي ولأنه في بلادي من المفروض أن تتقدم عائلة الرجل لخطبة البنت من أهلها، في البداية لقيت بعضا من المعارضة من والدتي لكونها تكبرني بسنة ثم لما رأت أنني مصرّ قبلت، وقالت عسى أن يجعل الله فيها خيراً، والتقتها مرة وأعجبها جمال الفتاة، ووالدي متخوف لكوني متخرج من دراستي حديثا، وهو يرغب أن أكون نفسي، ويقولان إنه كان من المفروض أن أتمتع بشبابي قبل التفكير في الزواج، في الآخر تقدما معي لأهل الفتاة وقام والدي بخطبتها لي كما هو معمول به في بلدي، بعد أن سأله خال الفتاة إن كنّا قدمنا بقصد الخطبة أم فقط للتعارف، وقرأنا الفاتحة، ولكن بعد بأسبوع، قالت والدتي بأنها لا ترغب أن تكون هذه الفتاة كنّتها، والدتي تؤمن كثيرا بالأحلام، وهذه الأحلام قد تكون في الأرجح من وسواس الشيطان، وحجتها في الرفض هي كون أنّها رأت أنّ عائلة الفتاة لا تليق بها اجتماعيا، وإنها قد حلمت أن "سعدي سينكب" لو تزوجتها.
ما علمته عن رأي والدي في الأمر (المصدر إخوتي) كونه بعد عودته من الخطبة كان يظهر عليه الفرح، ووالدتي تقول العكس إنه غير فرح وأنها لما سألته عن العائلة التي سنصاهرها وقالت إنها غير فرحة، قال لها: (وأنا ما دخلي، هو ابنك الذي اختار حياته وليس لي أي دخل في هذ) ا، وهي تفسر أن كلامه هذا يدل على عدم فرحه، المشكلة هي كوني لا ألقى عائلتي إلا يوما في الأسبوع، لكون عملي في مدينة أخرى، والدتي: غير متدينة، وما أعلمه أنها غير جد مواظبة على الصلاة، ولكن تصلي، وهي تخاف كثيراً من السحر، ولا تقتنع أنه لا يضر أحدا إلا بإذن الله عز وجل، وتتصور غالبا أنه هناك من يرصدها للشر، وما يؤسفني كثيراً هو شعورها بالفخر لانتمائها لعائلة "كذا.." والشعور بالفخر، وهذا ما يجعل اختيار زوجة صعبا ولا يتلاءم مع قناعاتي، والدي، ما أعلمه عنه: كونه يرفض المرأة المتحجّبة، ولما سمع أني اتفقت مع الفتاة على التحجّب، قال إن فعلت فلن يمكثا حيث هما، ولا يأتياني فلا حاجه لي بهما، سواء هذه الخطيبة أو غيرها، استشرت إمام مسجد ثقة وما علمت عنه إلا كل خير، فيما يخص تذبذب رأي والدتي والذي يميل غالبا للرفض، ونصحني بأن لا أتراجع واستشهد بآية لا أذكرها تماما: ولا تطعهما في أن تشرك بما ليس لك به علم وصاحبهما في الدنيا معروفا. (أتمنى أن لا أكون قد أخطأت في كتابتها) ، فأرجو أن ترشدوننا إلى ما فيه الخير بإذن الله؟ بارك الله في عباده الأخيار، وجزاكم عنا إن شاء الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان والداك قد رضيا بزواجك من هذه المرأة بدليل ذهابهم معك وإتمام الخطوبة، فلا يضر ما يظهرانه من تردد بسبب كونها متدينة أو متحجبة، وينبغي لأهلك أن يكونوا عوناً لك على ترك غير المتحجبة، لأنها مخالفة لأمر الله، عاصية متبرجة، فالحجاب فرض من الله تعالى، شرعه الله تعالى حفظاً للمرأة، وصيانة لها لضعفها من المفسدين المعتدين، والمسلم هو المستسلم لأمر الله وشرعه، الُمنْقاد له ظاهراً وباطناً، قال الله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:65} ، ولمعرفة حكم الحجاب، انظر الفتوى رقم: 8287.
والمسلم يعلم أن الأمور بقدر الله تعالى، وأن النفع والضر من الله تعالى، وأن الطيرة والتشاؤم من الأمور التي نهى عنها الشرع، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 14326، والفتوى رقم: 56019.
وعموما ًفإذا كان والداك لم يمنعاك من الزواج بهذه المرأة إلا بسبب تحجبها وتشاؤمهم فلا حرج عليك في مواصلة إتمام هذا النكاح، مع محاولة إرضائهما وإقناعهما، ومن المهم أن تبذل لهما النصح فيما يتعلق بأمر دينهما بحكمة وموعظة حسنة، وخاصة أمك التي ذكرت أنها ربما تكون غير محافظة على الصلاة، وراجع في ذلك للفائدة الفتوى رقم: 40506. والفتاوى المحال عليها فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1427(13/1775)
الصادق في إرادة الحلال يأتي البيوت من أبوابها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاه عمري 26 سنة من أسرة متدينة يشهد لنا الجميع بحسن الأخلاق والسيرة الطيبة، مشكلتي باختصار أنه عرض عليَّ عمل بإحدى الشركات وكنت كارهة له إلا أننى استخرت الله أثناء أدائي للعمرة واتخذت طريقي لهذا العمل، منذ اليوم الأول أعجب بي أحد الزملاء وأخذ يلاحقني فصددته، ولكن وأعترف أن قلبي رقيق جدا فأشفقت عليه واعتذرت له، لن أطيل عليك فمرت الأيام وأعجبت به ولكنه صارحني بأنه متزوج ولديه طفلتان ولكن هناك مشاكل مع زوجته منذ 7 أشهر ويوجد احتمال كبير لأن يتركها، أخذت أقنعه بعدم تركها لأن لديه بنتين ويجب أن ينشآ بين أب وخاصة في هذا الزمن، عرض علي أن أكون زوجة ثانية، فطلبت منه التفكير وكيف سيكون رد فعل زوجته إن علمت وأيضا سيكون هناك عبء كبير تجاه إقناع أهلي، وكان رده أنه لن ييأس.
بعد فترة وجيزة والد زوجته أرجعها هي وأطفالها إليه وعرفت من نفسي أن أتركهم يعيشوا حياتهم ولكنه تارة يبعد عني وبعد فترة لا يستطيع المقاومة إلى أن تملكه الحب تجاهي تماما. كانت هناك عيوب جسيمة في هذا الشخص مثل أنه غير مكتف بزوجته وله علاقات كثيره غير شرعية مع فتيات أخريات لن تصل إلى حد الكبيرة ولكنها علاقات، أخذت أجاهد معه إلى تغييره وقطع علاقته بكل الفتيات والعلاقات المشبوهة وأصبح إنسانا سويا. إلا أنه غير سعيد مع زوجته فإنه لا يحبها ويعيش معها حياة أى زوج مع زوجته لا توجد بينهم لغة حوار، تنازلت وقلت أقبل بوضع الزوجة الثانية ولكنه قال إنه لا يقدر على ظلم الأولى لأنه سوف يحبني أكثر مع أني وجدت في بابكم كيف يعدل بين الزوجات في كل شيء ما عدا المشاعر، وكان سببه الثاني أولاده وخاصة أنه رزق بطفلة ثالثة بعد رجوع زوجته مباشرة اًو أنه إن حدث ذلك سوف تجعلهم يكرهونه وهو يحبهم جداً، إني دعوت الله كثيرا وقررت قطع سبل الحرام وحاولت تقريبه لزوجته وقررت عدم مقابلته والبعد عنه، ولكن كل ما يحيرني أنه يخاف ظلم زوجته بعدم زواجه مني ويريد أن يحبني بلا أي تقدم للشيء المفروض وهو الزواج ويقول حين أتزوج من آخر سيكون صدمة بالنسبة له، أعرف يا سيدى أن مشاعره تجاهي صادقة وأنه يحاول أن يسترني كإتيانه بجوارب لي لعدم كشف ذراعي وأشياء أخرى من هذا القبيل، وأنا أيضاً أقدم له الدعم والثقة والحماية والاحتواء والتضحيات ما لم تقدمه له أي امرأة أخرى وبدون مقابل إلا أنني أحبه ولكن تعلقت بحبال اليأس ولم أعد أقابله طالبة بذلك رضا الله وحمايته لي، فقل لي يا سيدي هل موقفي صحيح وهل موقفه هو صحيح وماذا عليه وعلي أن أفعل بعد ذلك؟
شكرا لسعة صدركم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن عليك أيتها الأخت الكريمة أن تجتنبي الحديث والخلوة مع هذا الرجل تماما، فإن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما، كما جاء بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك أن تجتنبي الاختلاط مع الرجال عموما وهذا الرجل خصوصا، واجعلي تعاملك مع الموظفين تعاملا رسميا في إطار العمل لا أن تتحدثي عن أولاده وعلاقاته الزوجية وغير ذلك مما لا يعنيك، فاتقي الله يا أختاه، واعلمي أن للشيطان خطوات، قال الله تعالى: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة: 168} وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21} فلا تنسي عداوة الشيطان الذي يريد أن يجرك إلى سخط الله والمنكر، وإذا كان الرجل صادقا في إرادة الحلال فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها ويتقدم لخطبتك والعقد عليك، ولا يكفي المشاعر الصادقة منه تجاهك، فالمهم أن تكون هذه المشاعر منضبطة بأحكام الشرع وفق أدب الإسلام، ومشاكل هذا الرجل وما يعانيه مما لا يعنيك أختنا الكريمة، ويمكنه استشارة من يجوز له الحديث معهم من قريباته أو أصدقائه الرجال، ولا تسمحي للشيطان أن يوقعك في الحرام بحجة النصيحة وإعانة الآخرين، وفقك الله وأعانك ويسر لك زوجا صالحا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1427(13/1776)
ينصح الوالد بالموافقة على زواجك من بنت خالتك
[السُّؤَالُ]
ـ[في السنة الماضية أردت الزواج من ابنة خالتي، ولكن والدي رفض ذلك أشد الرفض، مع العلم بأنها متدينة ولله الحمد، لكن سبب رفض والدي هو أن والدها منذ زمن كان مدمنا على شرب الخمر إلا أنه منذ سنوات قليلة تاب إلى الله وأدى فريضة الحج وأصبح محافظا على صلاته, لكنني لمست في نفس والدي الخوف من أن يعيرنا بعض الأقارب من جهته إذا ما تزوجتها.
فبماذا تنصحوني أثابكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى يقول: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {الزُّمر:7} ، فلا ينبغي أن يكون ما وقع فيه والد هذه المرأة وتاب منه ذنباً يلاحق التائب، فضلاً أن يلاحق عقبه وذريته، فنصيحتنا لأبيك أن يوافق على زواجك من بنت خالتك، ويمكنك أن تُوَسِّط في الأمر من له كلمة مسموعة عند أبيك، فإن وافق فالحمد لله، وإن أصرَّ على موقفه، فهل يجب عليك طاعته في ترك الزواج من هذه المرأة أم لا؟
اختلف العلماء في ذلك، وتفصيل القول في الفتوى رقم: 64445، فراجعها.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1427(13/1777)
لا تجبر البنت على نكاح من لا ترغب
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم الشريعة الاسلامية في من يريد أن يزوج ابنته من دون أن يرجع إلى رأيها وبالإكراه؟ خصوصا بعد أن أخبرته ابنته صراحة بعدم رغبتها الشديدة بالزواج من ذلك الشخص. وماذا تفعل هذه الفتاة بعد أن هددها والدها بأنه سيغضب عليها إلى يوم الدين إذا أخبرت الخاطب برفضها له مع العلم أن والدها أجبرها بأن تخفي رفضها وذلك حفاظا على كلمته التي أعطاها لخاطبها؟ لقد علمت بأنه يحرم على ولي الأمر أن يزوج ابنته بمن رفضته بعد استشارتها وبأن الزواج يعتبر باطلا.
هل تصارح الفتاة خاطبها برفضها له لكي تجنب نفسها ووالدها إثم تقصيرها في حق الرجل الذي أرغمت على الزواج منه ويغضب عليها والدها؟ أم ترضى بزواج قد يفشل وهي على علم بأنها لن تستطيع أن تعطي زوجها حقه الشرعي نظرا لعدم رغبتها الشديدة في الزواج به وتتحمل إثم تقصيرها في حقه؟
بماذا تنصحون الآباء وأولياء الأمور الذين يتخذون مثل هذه المواقف بحجة أنهم هم أدرى بمصلحة بناتهم وأن بناتهم ليس لهن الحق في اختيار شركاء حياتهن.
أليس إخفاء رفض الفتاة عن خاطبها مخالفة شرعية أخرى لما فيها أيضا من ظلم للشاب الذي بنى أحلامه على زوجة يكون ملؤها الانسجام والتفاهم بين الطرفين ليفاجأ بعد زواجه أن الفتاة رافضة له وقد تحصل مشاكل بينهما لا يعلم حجمها ومساوءها إلا الله سبحانه وتعالى؟ أرجوا الإفادة فأنا أعلم أنه قد أفتى في موضوع الإجبار ولكن سؤالي: هنا عن كيف سيكون موقف الفتاة شرعا لو خيرت بين رفض زواج لا تريده وغضب والدها عليها. هل غضب والدها محسوب عليها وتعتبر مقصرة في حق والديها أمام الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نصح الآباء بأن لا يجبروا بناتهم على نكاح من لا يرغبن، فإن مفاسد ذلك كثيرة جدا. والحياة الزوجية التي تبدأ بالبغض والنفور وعدم التفاهم لا تدوم غالبا؛ ولذا فليس بين العلماء خلاف في استحباب مشاورة الأب ابنته في أمر النكاح، لأنها هي من سيعيش مع الزوج حياة الأصل فيها الدوام والاستمرار، فإن أراد الأب إجبار ابنته على نكاح من لا ترغب فينبغي أن تبين له رأيها وتظهر له عدم رغبتها، فإن لم يستجب وسطت عمها أو خالها ونحوهم ممن له كلمة مسموعة عند أبيها، ولا حرج عليها في إخبار الخاطب بعدم رغبتها في هذا النكاح، ولتراجع الفتوى رقم: 75870.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1427(13/1778)
التفاوت بين الزوجين في قوة التدين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو رأي الدين فى زواج المرأة المنقبة من شاب متدين معتدل، ولكن ليس متعمقا كثيراً في الدين، ولكنه ملتزم بالصلاة والصيام وحسن الأخلاق، وأنا أعيش في بلد عربي بعيد عن بلدها وهي كانت زميلتي في الكلية وكنت أحس تجاهها بحب وأحس أيضا أنه متبادل ثم سافرت إلى بلاد أخرى بعيدة فسألت عنها، قالوا إنها انتقبت وقالوا لي إن المنقبات لا يتزوجن إلا داخل بلدهن وهي قبل ذلك كانت مخمرة وملتزمة أيضا، واعتقد أن والدها مصر جداً على أن تعيش معه فى نفس البلد، ولكن هذا صعب علي نظراً لظروف عملي هنا، فأنا أرغب في الارتباط بها بما يرضي الله وأكون معها أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، لأني أعتقد أنها ستعينني على ذلك إن شاء الله، فما رأيكم بهذا، وأود أن أسمع رأيكم من الناحية الشرعية، ماذا علي أن أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من زواجك بها من الناحية الشرعية، ولا يضر التفاوت بين الرجل والمرأة في قوة التدين، إن كان كل منهما قائما بما أوجب الله عليه من أركان هذا الدين وواجباته الكبرى، وينبغي أن يكون قوي الدين منهما معيناً لصاحبه على الخير والثبات.
وأما عن موافقة أبيها على انتقالها إلى بلد آخر ونحو ذلك من تفاصيل فيرجع فيه إلى وجود القناعة من الطرفين، وتوسيط من يمكن أن يقرب وجهات النظر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1427(13/1779)
الزواج بمن أسلمت فيه ثواب
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على فتاة دخلت الإسلام منذ 6 أشهر ولله الحمد، وأريد أن أتزوجها ولكن أمها تضيق عليها لدخولها الإسلام ثم الزواج من مسلم، وهي تريدني أيضا، ولكن حتى عائلتي كأخي الأكبر الذي كفلني بعد وفاة الوالدين (رحمهما الله) يمانعني من الزواج مع غير بنت البلد الأصل فماذا نفعل؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن في زواجك بهذه الفتاة المسلمة عون لها على الثبات على الدين، فزواجك بها بهذه النية تؤجر عليه، ولكن ينبغي لك الحرص على إقناع عائلتك بذلك لا سيما أخاك الأكبر الذي قام بكفالتك بعد أبويك، مع العلم أنه لا حرج عليك من الزواج بها وإن لم يقتنعوا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1427(13/1780)
حكم نكاح امرأة كثيرة المرض
[السُّؤَالُ]
ـ[هل ثبت أن حذر العلماء من الزواج من المرأة التي تمرض كثيراً، وإن كان الأمر كذلك فما الحل إن تم الزواج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم أن الشرع ورد بالنهي عن الزواج من المرأة كثيرة الأمراض، ولكنا نقول: إذا كان بالمرأة أمراض تعوق الزوج عن كمال الاستمتاع وخشي على نفسه من الانصراف عن زوجته وطيش بصره في الحرام، فإن الأفضل أن يترك نكاح من هذا حالها، لتحصين نفسه بالحلال، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 70378، والفتوى رقم: 6713.
وكذلك تراجع الفتوى رقم: 35454، فقد بينا فيها أن من تزوج امرأة مريضة فينبغي الصبر عليها والسعي في مداواتها، وفي ذلك أجر كبير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1427(13/1781)
حياء المرأة وترددها عند اختيار الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين في التردد والسكوت في القرارات، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالزواج، وكم يلزم المرء من الوقت لاتخاذ هذا القرار؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الحياء فهو شيء طبيعي، فإن المرأة بطبعها تستحي وخاصة من موضوع الزواج، ولذلك جعل سكوت البكر علامة على رضاها، وفي الحديث: الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأمر، وإذنها سكوتها. رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما أن التأني وعدم الاستعجال مطلوب وخاصة في قرار كهذا، حيث ينبغي إحسان الاختيار، والتحري والسؤال عن الخاطب، واستشارة أهل الرأي، واستخارة الله عز وجل.
أما التردد وإن كان لا إثم فيه فإنه أمر مذموم، وهو من الضعف والعجز، وفي الحديث: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا ... ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم.
فننصح الأخت بأن تترك التردد، وتستعين بالله عز وجل وتتوكل عليه، وبعد الأخذ بالأسباب من السؤال عن المتقدم، والاستشارة والاستخارة، وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:3} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1427(13/1782)
هل يفسخ الخطبة لعلمه بأن الخطيبة تراسل أجانب عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل متزوج وملتزم وعمري 46 نظرا للعلاقة الحميمة بيننا وبين جارنا، علاقة أخوة وصداقة، عنده بنت عمرها 25 عاما وكانت قد فسخت خطبتها من قريب لها عرفت أن البنت لها رغبة في الزواج مني لعلمها أنني أرغب في الزواج من الثانية وزوجتي لا مانع عندها في ذلك، فعندما علمت زوجتي بذلك تقربت منها وأصبحت ترافقها وتذهب معها إلى أي مكان وتعاملها كأنها خطيبة ابنها، وأخيرا عرفت أن البنت يراسلها شباب على النت وقد حصلت على هذه الرسائل ومنها رسالة جنسية صاحبها له علاقة نسب مع أهلها وهو متزوج أيضا، بحكم العلاقة فقد نسيت إيميلها مفتوحا فاضطلعت على هذه الرسائل والآن كرهت البنت كرها شديدا ولم أتوقع منها ذلك، سؤالي هل أخبر والدها بذلك؟ هل علي إثم عندما فتحت الرسائل؟
هل هناك إثم في التعامل معها إذا اعتذرت عن ذلك؟
أرجوكم أفيدونا وانصحونا في كيفية التصرف وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عليك أن تستر هذه المرأة ولا تخبر بما اطلعت عليه أحدا، وقم بنصحها إما مباشرة أو عن طريق رسالة تذكرها بالله تعالى وتخوفها من عقابه جل جلاله، وتخبرها بخطر هذه المحادثات والمراسلات، وأنها طريق إلى الهاوية وإلى فساد دينها ودنياها، وأن هذه المحادثات سبب لسخط رب السموات والأرض، وسبب لضياع عفتها وحشمتها وتدنيس سمعتها وكرامتها، ويمكن إرسال هذه الفتاوى إلى بريدها، 11723، و 76035، و 74042 و 44498.
ولكن إن خشيت وقوعها في الفاحشة ولم يكن ثم طريق لمنع هذا المنكر إلا إخبار أهلها بذلك وجب عليك إخبارهم منعا للمنكر وأمرا بالمعروف، وعلى كل، فإذا ظهرت توبتها وصلح حالها فلا مانع من الزواج بها بل إن ذلك قد يكون سببا لإعفافها وقطع طمعها بالرجال الأجانب فيؤجر في تزوجها بهذا القصد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1427(13/1783)
القبول بالخاطب المتمسك بالسنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو النصيحة!
تعرفت علي شاب متدين, وأراد أن يخطبني وأفكر بأن أعلم العائلة, ولكني متأكدة من رفضهم؛ لأنهم يخافون من المتدينين ولهم أفكار مغلوطة عنهم وخاصة لو رأوه ملتحيا!
السؤال: هل أأثم لو طلبت من الشاب تخفيف لحيته؛ حتى لا ترفضه العائلة من البداية?? أرجو النصيحة!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إعفاء اللحية سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: فمن رغب عن سنتي فليس مني. ورغب بمعنى: أعرض.
فالواجب على المسلمين القبول بسنته صلى الله عليه وسلم، وعليهم أن لا ينخدعوا بما توحي شياطين الإنس والجن وتزخرف من أكاذيب وأباطيل لتشويه كل من يلتزم بسنن النبي صلى الله عليه وسلم، ويسير على منهجه، قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ. {الأنعام:112}
فينبغي للأخت أن تصحح لأهلها المفهوم الخاطئ عن الالتزام باللحية وغيرها من السنن، ولتبين لهم أنه لا يجوز لهم رد الكفء المرضي في دينه وخلقه، وأن من حقها الزواج به، وأن منعهم لها يعتبر عضلا محرما، يسقط ولايتهم عليها، ويعطيها الحق أن ترفع الأمر إلى القاضي ليزوجها.
أما أن تطلب من الشاب أن يخفف لحيته فلا نرى ذلك، إلا إذا كان هو الوسيلة الوحيدة لوصوله إلى ما أباحه الله تعالى له ورغبه فيه من الزواج فحينئذ لا بأس بالتخفيف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1427(13/1784)
التمسك بالمرأة الصالحة المتمسكة بحجابها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مواطن من بلد عربي على خلق ودين والحمد لله. أشتغل موظفا بإحدى الإدارات التابعة للدولة منذ سنين، لي خطيبة متحجبة وأستعد للزواج منها هذه السنة ولكن في عملي يفرض القانون علينا أخذ ترخيص من الإدارة للموافقة على هذه الزوجة ويتم ذلك بإجراء بحث وتحقيق في سيرة الخطيبة، فإن كانت متحجبة فإن الرفض مؤكد. وفي بلدنا البطالة منتشرة بصفة مهولة وإيجاد عمل أمر صعب. بالله عليكم دلوني ماذا أفعل احترت وأرجو الرد منكم سريعا؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ولتعلم أن من ظفر بمن تصلح لأن تكون زوجة صالحة عليه أن يحتفظ بها ولا يفرط فيها، وخاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه الفساد وقل الصلاح، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. ولذلك فإننا ننصحك بما نصح به الرسول صلى الله عليه وسلم وألا تتزوج إلا من امرأة صالحة متحجبة ملتزمة بشرع الله تعالى فهي التي تجلب لك السعادة في الدنيا والآخرة بعكس غيرها فإنه يسبب الشقاء للزوج، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة. وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء. والزواج من المرأة الصالحة سبب من أسباب الغنى وسعة الرزق فقد قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32} ، ولا مانع شرعا من التحايل على هذا القانون الجائر، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى التالية أرقامها: 23057، 74203، 7863، 15577، 33101، 7758.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الثانية 1427(13/1785)
الإعراض عن خطبة من لا تريد الالتزام بالدين
[السُّؤَالُ]
ـ[سيدي أشكركم على هذا الموقع الرائع.
سيدي أنا شاب تعرفت على فتاة ووقعت معها بمقدمات الزنا ولكنه لم يحصل بحمد الله وتقدمت لخطبتها ووافق الأهل لا يعلم إلا الله بما جرى بيني وبينها ولكن ينتابني إحساس أنها فعلت مع غيري ما فعلته معي من قبل والله أعلم حيث إنها غير محجبة وألح عليها بالتحجب وتقول لي إن شاء الله وهذا الكلام له 9أشهر ولم تتحجب ويعلم الله أني لم أفعل هذا الشيء إلا معها وحلفت عليها بالطلاق إذا لم تلبسه فلبسته فقط عن يميني ثم رجعت وقلعته مرة أخرى وعندما أفتح الراديو على إذاعة القرآن الكريم في أوقات متفرقة وبعده قراءات للشيوخ عديدين أسمع الآية التي تقول الزانية لا ينكحها إلا زان، والزاني لا ينكح إلا زانية وحرم ذلك على المؤمنين والحمد لله أنا شخص ملتزم بديني وأريد إنسانة تعينني على التمسك بديني، أرشدوني ماذا أفعل أريد تركها مع العلم أنها هي من أغوتني بذلك الأمر وقد أتاني عدة هواتف تؤكد ما أشك فيه، أرجو الرد وعدم تحويلي إلى فتاوى مشابهة؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نصحح نص الآية التي أوردتها في سؤالك، وهي قول الله تعالى: الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور: 3} .
وقد أحسنت في قولك إنك تريد إنسانة تعينك على التمسك بدينك، فالمرأة ذات الدين هي التي ينبغي للمسلم أن يبحث عنها. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وما ذكرت أنك وقعت فيه مع تلك الفتاة من مقدمات الزنا، وقولك إنها هي التي أغوتك به، وأنها غير متحجبة، وأنه قد أتاك عدة هواتف تؤكد لك ما تشك فيه من أمرها، يدل كله على أن هذه الفتاة ليست هي الإنسانة التي ستعينك على التمسك بدينك.
فإذا توصلت إلى إقناعها بالتوبة وارتداء الحجاب، والابتعاد عن جميع مواطن الريب، فلا بأس بالاحتفاظ بها. لأن المرء إذا تاب من الذنب توبة صادقة كان كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف.
وإن تبين لك أنها لا ترعوي عما هي فيه، ولا تريد الالتزام بالدين، فالخير لك في الابتعاد عنها والبحث عن فتاة صالحة تعينك على التمسك بدينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1427(13/1786)
الزواج ممن زنا ثم تاب
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أسأل عن:
1- ما هو حكم الزواج ممن كان يفعل الزنا في السابق ثم تاب عنه توبةً نصوحا؟
2- هل يكون الزواج صحيحاً في حالة عدم علم الأهل بأنه كان زانياً ويُكتفى بعلم الخطيبة؟
3- ما هي شروط التوبة النصوح للزاني التائب؟
وجزاكم الله عنا كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن باب التوبة مفتوح ولله الحمد، للزاني وغيره. قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر: 53-54} . وقال تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ {البقرة: 222} . وقال سبحانه: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ {التوبة: 104} .
وروى ابن ماجه عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وشروط التوبة النصوح: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العود.
وإذا تاب الزاني من زناه فلا حرج على المرأة في أن تتزوج منه.
كما أن الزواج يعتبر صحيحا سواء علمت الخطيبة وأهلها بما كان عليه الخطيب من الزنا أو لم يعلم أي منهم بذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1427(13/1787)
هل تقبل بتارك للصلاة شريكا لحياتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب رجلا مسلما ووجدت فيه كل ما كنت أتمناه من أخلاق وأدب واحترام وتفهم ودين ولكن توجد مشكلة واحدة وهو أنه انقطع عن الصلاة لعدة سنوات. لقد كان يصلي في السابق ولكن لظروف معينة ألمت به انقطع عن الصلاة. أنا أحاول معه كل يوم أن يداوم على الصلاة والحمد الله لقد بدأ يصلي ولكنه لم يداوم ويلتزم عليها بعد وهنالك أيام لا يصلي فيها. مع العلم أنه يعرف كل الأمور الدينية وانسان جدا يخاف الله حتى أنه يدخل على مواقع الأنترنت ويجادل المسيحيين والمبشرين ويبين لهم خطأ اعتقاداتهم بل وإنه يحفظ من القرآن والحديث الكثير. فالسؤال هو 1) انصحوني بوسيلة لكي أجعل فيها هذا الرجل الذي سوف يصبح شريك عمري يداوم على الصلاة 2) أنه يمر بضائقة مالية كبيرة وهنالك أمور كثيرة في حياته متعسرة وقد تؤثر على ارتباطنا فهل هذا ابتلاء من الله له لكي يتقرب إلى الله ثانية. ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأولا نقول للسائلة إنه لا يجوز لها أن تختلي بذلك الرجل ولا أن يرى منها ما لا يراه الأجنبي من الأجنبية ما دام لم يعقد عليها، وإن الإسلام لا يعرف ما هو معروف بالحب قبل الزواج كما في الفتوى رقم: 4225، والفتوى رقم: 25517، ثم نقول إن الوسيلة لنصح تارك الصلاة هي تذكيره بأهمية الصلاة ومكانتها من الدين، وراجعي فتوانا رقم: 4307، والاستشارة رقم: http://www.islamweb.net/ver2/istisharat/details2.php?reqid=225871.
ولا ننصحك بالزواج به قبل أن يتوب إلى الله من ترك الصلاة، فإن تارك الصلاة ليس مرضيا في دينه، وكيف يوصف بأنه يخاف الله تعالى وهو قاطع للصلاة التي هي صلة بين العبد وربه جل جلاله ومن كان كذلك فلا ينبغي قبوله، وهذا ما يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.
وأما بالنسبة للسؤال الثاني:
فإن الدنيا دار ابتلاء وامتحان يبتلي الله عز وجل فيها عباده بأنواع الابتلاءات؛ قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35} ، ومن رحمته وحكمته جل وعلا أنه يوقظ العباد من غفلتهم بشتى الوسائل والطرائق ليرجعوا إليه، قال تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الأعراف:168}
فيجب على هذا الأخ أن يتوب إلى الله وأن يعلم أن ما أصابه سببه الذنوب والمعاصي، والإعراض عن ذكر الله وعن الصلاة، فما وقعت مصيبة إلا بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1427(13/1788)
هل يرضى الولي بموظف التأمينات زوجا لموليته
[السُّؤَالُ]
ـ[سيدنا الفاضل أتمنى أن تجيبني على أسئلتي لأني حائر جدا, أرسلت أسئلتي مرارا ولم أتلق جوابا، بداية أود أن أشكر لكم مجهودكم الجبار على هذه النافذة التي تنور لنا شاشة الكمبيوتر، والحمد لله على هذه المنارة الطيبة، ولكم فائق مودتي واحترامي وثقتي بفضيلتكم أسال الله عز وجل لكم ولنا الثبات على الحق.
أعمل كمحاسب في شركة تأمينات نصف حكومية معدل التأمين على الحياة فيها لا يتعدى2% من مجموع معاملاتها لا تحصل مالها من زبنائها بفوائد ربوية ولو تأخر السداد؛ مجمل عقودها مع المؤمنين مبنية على التراضي بين الطرفين إذ أن المؤمن له الخيار أن يؤمن في الشركة التي يختار وبالشروط التي يريد حسب
القوانين الجاري بها العمل, كما أنه إذا استثنينا التأمين على السيارات الإجباري من طرف الدولة ففروع التأمين الأخرى اختيارية، سؤالي: ما حكم الشرع في العمل في مثل هذه الشركات علما أنه لا يوجد في بلادنا بدائل إسلامية، الشركات في المجالات الأخرى تتعامل بشكل كبير مع البنوك الربوية, تودع وتقترض
منها بفوائد ربوية بل منها من يدفع رواتب الموظفين من هذه الفوائد وكنت سمعت بحرمة العمل في التأمين, بحثت عن عمل أقل حرمة فلم أجد حتى الآن.
المشكلة الثانية هي أني تقدمت لخطبة فتاة من والدها وبعد أن تأكد من أني على خلق ومحافظ على العبادات ورأى في شخصي الزوج الصالح (أرجو أن أكون كذلك) علق موضوع موافقته على جواز عملي شرعا من عدمه، سؤاله لكم شيخنا هو: هل يسمح له الشرع بقبولي زوجا لبنته مع أني أعمل في التأمينات أم لا؟
أفيدونا فضيلتكم ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التأمين التجاري بكل أنواعه (التأمين الصحي والتأمين على الحياة ... إلخ) كل ذلك غير جائز شرعا لأنه قائم على الغرر والميسر، وقد تقدمت لنا فتاوى مفصلة في حكم التأمين التجاري منها الفتوى رقم: 7394، وإذا تقرر ذلك فإن العمل في هذه الشركات غير جائز لأنه تعاون على الإثم وهو ما نهى الله تعالى عنه بقوله: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2} . إلا في حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها، وهذه الضرورة تقدر بقدرها، فإذا استغنى الشخص أو وجد بديلا مباحا فيجب عليه ترك هذا العمل فورا.
وأما حكم قبول ولي الفتاة للعامل في مثل هذه الشركات زوجا لوليته فالأصل الذي ينطلق منه قبولا ورفضا هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي وابن ماجه.
ولا يكون الشخص مرضي الدين حتى يكون مكسبه حلالا، وفي مثل حالة الأخ السائل الذي وصف نفسه بأنه محافظ على الواجبات وذو خلق تبقى مسألة تحري المكسب الحلال فإن كان مضطرا إلى هذا العمل فلا نرى بأسا في قبوله زوجا، أما إن لم يكن مضطرا فقد تقدم الإرشاد النبوي، ولا كلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1427(13/1789)
الحب والمودة يتعمقان بعد الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا خطبت (عقد قران) منذ سنة تقريباً، في البداية كانت نفسيتي مرتاحة ثم بعد ثلاثة أو أربعة شهور بدأت نفسيتي تتغير تجاه خطيبي حيث أحس أن شخصيته ضعيفة وتحمل الكثير من السلبية، وأننا غير متفاهمين، المشكلة أنه قريبي (ابن عمتي) ، وبدأت معاملتي تتغير نحوه وبدأت المقاطعة معه وقلت المكالمات واللقاءات بيننا وكلما رأيته أحس بأني غير مرتاحة ولا أريد الجلوس معه أو رؤيته، أنا الآن أشعر بالخوف والحزن والندم ولا أدري ما الحل.. ذهبت إلى المعالجين بالقرآن وقالوا أنتِ سليمة من أي عمل أو سحر، وأخيراً ذهبت إلى طبيب نفسي حتى آخذ المهدئات والمنومات.. أشعر بالهم لأن كل من حولي يقولون إن هذا كله يزول بعد الزواج ويحصل التفاهم وأنا أخاف أن تستمر حالة المقاطعة وعدم الراحة إلى الأبد.. أنا أرتاح إلى الانفصال وكل منا يذهب إلى نصيبه.. ولكنه قريبي وأنا أحمل هم العائلة والحساسيات والمشاكل التي ستحدث بسببي.. أنا دوما أقول (يارب هذه قسمتي فيما أملك ولا تلمني فيما تملك) ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن نفسي ومشاعري مع حل الانفصال وعقلي مع الاستمرار والضغط على نفسي كما يطلب مني الجميع ... ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قد تم عقد النكاح فعليك بعدم التردد، توكلي على الله وكوني عوناً لزوجك وابن عمتك، وسيجعل الله لك معه -إن شاء الله- خيراً كثيراً، والحب ينمو مع الأيام، وتتعمق المودة والألفة بعد الزواج، والإنسان لا يدوم على حال، فكم من حالات زواجٍ بدأت بأشد درجات الحب والانسجام وما دامت إلا أياماً أو أشهراً ثم انقلبت جحيماً ونكالاً.
وأما إذا كان ما تم بينكما هو مجرد خطوبة فإن هذا الرجل أجنبي عنك لا يجوز لك الخلوة به ولا محادثته إلا عند الحاجة، ولا يجوز له أن ينظر إليك، وإذا كان صاحب دين وخلق فلا نرى أن تفسخ الخطوبة إلا إذا شعرت بالنفرة التي يبعد معها الانسجام والمودة، فلا شك أن فسخ الخطوبة الآن خير من حدوث الطلاق بعد أن يكون بينكما أولاد وعشرة، وننصحك باستخارة الله تعالى، واستشارة أهل الخير ممن يعلم حالك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1427(13/1790)
منارات في الطريق إلى الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمان الرحيم
في البداية هي ليست فتوى وإنما طلب نصيحة من إخوة في الله، فأنا شاب أعزب تعرفت على فتاة أعجبني فيها تدينها وأخلاقها، وقد طلبت منها أن أتقدم لخطبتها، لكن في سياق الحديث صارحتني بأن هناك من يريد بها الشر ويقوم بأعمال السحر، وقد أعجبتني صراحتها ولكن بقيت حائرا هل أخطبها أم لا، فأرجو نصيحة اخوية قد تعينني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال تعالى: وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الرُّوم:21} .
وقال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور:33} ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. أي وقاية وستر.
وينبغي للأخ وهو يسعى في إعفاف نفسه وإحصان فرجه بما أحل الله، أن يحذر أمرين:
أولهما: أن يقع في ما حرم الله، من خلال التعرف على الفتيات بحجة البحث عن زوجة، فهذا لا يجوز، ولكن هناك وسائل أخرى من السؤال عن الفتاة، ثم التقدم لخطبتها، والنظر إليها عند الخطبة.
ثانيهما: التسرع في اختيار الزوجة، قبل التدقيق والتفكير، وإغفال جانب الدين والخلق في الفتاة، والنظر إلى أمور أخرى كالجمال ونحوه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فالزواج مشروع شراكة لبناء حياة مشتركة وعائلة فيها الذرية الصالحة، ولا شيء أضمن لتحقيق ذلك من الدين وحسن الخلق.
لذلك نصيحتنا للأخ مراعاة هذين الأمرين، مع الفتاة المذكورة أو غيرها، وليعلم أن البيت المسلم هو نواة الجماعة المسلمة، ولا يبنى هذا البيت إلا باختيار صحيحٍ للزوجة، واتخاذ الأسباب في ذلك، وإن حسن اختيار الزوجة من أولى الدعائم التي ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله تعالى الزوجة الصالحة، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.، وفي سنن ابن ماجه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله.
وبناء على هذا، فإن ثبت لديك أن هذه الفتاة ذات دين وخلق فاستخر الله تعالى وتقدم لخطبتها وتوكل على الله ولا يصدنك ما ذكرت لك من أن أحدا يريد أذيتها فإن ذلك مقدور بإذن الله تعالى على اتقاء شره بالمحافظة على الأذكار والدعاء ثم إنه لن يقع شيء إلا بقدر الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لحسن اختيار الزوجة وأن تكون من العابدات الصالحات، وحاول أن تكثر من الدعاء لتحقيق ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1427(13/1791)
حكم التنقيب عن ماضي من يريد الزواج بها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمان الرحيم
الشيوخ الأفاضل بارك الله فيكم وفي مسعاكم وجزاكم الله كل خير
لدي سؤال مطول بعض الشيء: لقد مررت بتجربة زواج فاشلة جعلت من حياتي جحيما لا يطاق فأصبحت عاجزا عن العادات والعبادات، لقد خطبت امرأة وتم عقد القران وما تبقى غير الدخول وبعد مدة تبين لي وتأكدت بأن خطيبتي كانت على علاقة غير شرعية مع رجل آخر قبل أن أخطبها ففسخت الخطبة بشكل عنيف حيث حرمتها على نفسي فراحت هي لحالها بعدما أخذت نصف المهر كما هو في الشرع وأقسمت بأن لا أتزوج من امرأة أعرف ماضيها إن كان لها ماض غير شرعي بطبيعة الحال. إلى حد الآن كل شيء عادي لكن المأساة التي وجدت نفسي فيها هي أنه كلما رغبت في الزواج وعقدت العزم على إعادة المحاولة في الزواج ينزل سيل عارم من الوساوس حيث كلما رأيت امرأة أو اقترح عليَّ أهلي أو أصدقائي امرأة يخيل لي بأنني رأيتها أو وجدتها مع رجل آخر، وأكثر من ذلك حتى قبل أن أراها يخيل لي بأنني رأيتها مع رجل آخر ويرجعني ذلك إلى القسم الذي كنت أقسمته.
هذه واحدة، والثانية هي أنني كلما كلما رأيت امرأة أو اقترح علي أهلي أو أحد من أصدقائي امرأة يخيل لي بأنني حرمتها على نفسي وتصبح لي حقيقة فأنكمش على نفسي وأتوقف عن المشروع (الزواج) .
أعرف في قرارة نفسي أنها ردات فعل لما حصل لي سابقا لكن الشيء الذي يؤرقني هو ارتباطها بالدين (مع العلم أنني متدين ولا أزكي نفسي)
بعد هذه المقدمة لدي 3 أسئلة أرجو منكم الإجابة عليها:
1 ما حكم الشرع فيما يحدث لي وهل يؤثر على صحة الزواج؟
2 ما حكم من أقسم بأن لا يتزوج من امرأة فيها صفة معينة وبعدها وجد فيها هذه الصفة؟
3 ما حكم الشرع فيمن يمر بعقله وساوس بأنه حرم امرأة على نفسه وهل يؤثر ذلك على صحة الزواج؟
أعتذر لكم على الإطالة لأنني في حيرة من أمري فأنا رجل متدين ولم أزن في حياتي ولله الحمد، ولدي سكن لائق وعمل وشيء من المال لكنني أجد نفسي مشلولا بسبب هذه الوساوس وأصبحت نفسي تحدثني بالسوء والفاحشة والعمر يمشي (37 سنة) وأرغب في الزواج؟
بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية العلاج أن تسأل الله تعالى أن ينجيك من هذه الوساوس والأوهام، وعليك أن تقدم على الزواج وأن تحسن الظن بالناس كما تحب أن يحسن الناس الظن بك، ولا تنقب عن خبايا الأمور ولا تبحث عن خفايا الماضي، ويكفيك أن تعرف عن فلانة أنها صاحبة دين وخلق، وليس عليك أن تنقب عن الأمور، وإذا تزوجت فزواجك صحيح، ولا يؤثر على صحة الزواج معرفتك بأن من تزوجتها كانت على علاقة سابقة أو لا، ولا يؤثر على صحته أيضا أن يأتي على ذهنك أنك حرمتها أو لا.
وأما قسمك فيمكنك أن تكفر عنه كفارة يمين إذا ظهر لك الخير في غيره لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه. رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ونذكرك بأن تجتنب الوساوس والأوهام والشكوك فإن الاستجابة لها توصلك إلى أمراض وضيق يعسر عليك الانفكاك منها، وفقك الله لما فيه الخير والصلاح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الثانية 1427(13/1792)
اختيار شريك الحياة عبر الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[تحية طيبة للجميع وخاصة المسؤولين عن هذا الموقع المفيد الذي نحتاج منه لنصائحكم القيمة، أنا بعد ما استخرت الله أتيت عندكم لكي أحكي لكم عن مشكلتي، أنا لا أعتبرها مشكلة بالعكس هي شيء حسن، لكن المبدأ أني لا أعرف، المهم سوف أحكي لكم عن مشكلتي: أنا تعرفت على شاب من الإنترنت، كنا مجرد أصدقاء كان يحكي لي عن غربته في السعودية وهو سوري وأنا مغربية كان يحكي لي عن أدق تفاصيل حياته عن مراهقته عن غروره عن لهوه عن أشياء لا تحكى، حكى لي عن أسرار لم يخبر حتى أخواته بها، كنا في قمة الصداقة ذات يوم طلب مني رقم تليفوني وأعطيته الرقم باعتباره صديقا لي لربما يحتاجني يوماً كنت أواسيه وكنت أحكي له عن همومي عن ظروف معيشتي عن أسرتي وعن إخوتي وسخريتهم مني، كنت أحكي له عن أصغر الأشياء في البيت، كنت أحكي له عن حال العيشة التي أعيشها، المهم الذي حدث أنه صار يحدثني صباحاً ومساء، وجاء يوما وقال لي أحبك وأريد الزواج منكِ فهل تقبلين، أجبته بأن والداي يرفضان أن أتزوج من غير ابن موطني، ولكنه أصر وطلب مني أن يتحدث مع أهلي، وحكى مع والدتي ورفضت وأصر على أن يحدث أحداً من أهلي تحدث مع زوج أختي بالإمارات وهو مغربي يتحدث معه وبدأ زوج أختي يسأله عن معيشته وهل يقدر أن تعيش ابنتنا في العز، أجابه نعم مستعد لأي شيء المهم جاء يوما وكانت أمي تود تزويجي وجلس يبكي في التليفون ورب المصحف الشريف أنه بكى وقال لي أيمكن لأمك أن تفعل هذا غداً أهلي سيتحدثون معكم وافقت ووافقت أمي المهم أن والده رفض الفكرة وحكت معنا والدته وطلع رقم سوريا في التليفون عندنا، أهلي الكل صاروا يعرفون ويعلمون بما يصير أنا والشاب، المهم أنني مرتاحة معه وقبلت أن أضحي بوطني وبأهلي لأتزوجه وقريباً سنتزوج بإذن الله، لكن أحببت أن أطلب النصح من عندكم، قبل ما أنسى أنا والشاب اتفقنا على كل شيء في حياتنا تفاهمنا على الأشياء السخيفة حتى لكي لا نفتعل مشاكل بيننا وافق على مبادئي ووافقت على مبادئه، أتمنى أن تنصحوني، ولكم جزيل الشكر.
اسألوني ما شئتم وعاتبوني كيفما شئتم أنا جئت إليكم بعد الله بأن تريحوني، أنا لست خائفة ولم يهمس الخوف بقلبي أو إحساس أنه يكذب علي لا والله لكن أطلب الشورى منكم فياليتكم لا تبخلوا علي بها؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحب أن نوضح لك أولاً أن محادثتك مع هذا الشاب عبر الإنترنت، وربط علاقة صداقة معه، أمر محرم شرعاً، ولو كان لغرض الزواج به، فإن الإسلام جعل طريقاً واحداً للعلاقة بين الجنسين وهو الزواج، وطريق الزواج أن يتقدم الرجل الراغب في الزواج إلى ولي أمر المرأة ويطلب الزواج منها، ثم نتساءل كيف سترتبطين بشخص رباطاً دائماً (الزواج) من خلال معرفتك له عن طريق الإنترنت، الذي يكثر فيه الخداع والكذب، والتلاعب بمشاعر النساء، لذلك يجب عليك أولاً التوبة من هذه العلاقة المحرمة وقطعها فوراً.
وأما الزواج بهذا الشاب، فإذا أتى البيت من بابه، ورضى والدك وتم الاتفاق على الزواج فلا بأس، ونسأل الله أن يكون فيه خير وأن يكون صادقاً معك، وإن كنا لا نحبذ أن يتم اختيار شريك الحياة بهذه الطريقة، التي لا يتم التعرف فيها على دينه وخلقه عن قرب، وممن يعرفونه، وعلى كل حال نسأل الله لك التوفيق والرشاد، وراجعي في ذلك للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 70686.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1427(13/1793)
حكم الزواج ممن لا يؤمن بوجود الله
[السُّؤَالُ]
ـ[من فضلكم أعينوني على اتخاد القرار. أنا شابة أبلغ 26 سنة من عائلة محترمة، تقدّمت إحدى العائلات من نفس المستوى لخطبتي، بدون أيّ سابق علاقة أو معرفة بيني وبين الشّاب. فوافقت شرط أن تكون في بداية الأمر علاقة تعارف فقط من دون أيّ شيء رسمي قصد التّأكّد من الانسجام والتّوافق الفكري والطّباع والسّلوك والمشاعر وغيرها،. فكان ذلك لمدّة شهرين، فكان إعجابي به كان كبيرا، فلاحظت وكذلك غيري أنّه ما شاء الله على قدر كبير من الأدب والأخلاق، الصّدق والاحترام، التّفتّح والثّقافة، الرّجولة والشّهامة، لا يحبّ الكذب ولا النّفاق ولا الخداع، وأنا متأكّدة من أنّه لم يكن يتصنّع، لكن هنا وقبل تحقيق هذا الحلم، كانت صدمتي وخيبة أملي كبيرة، حيث إنّه ونظرا لثقته بي وصدقه واحترامه للرّباط المقدّس الّذي كان سيربطنا لم يرد خداعي، وباح لي بالسّر الخطير الّذي يكتمه منذ 12 سنة، والّذي لم يبح به لأحد غيري من قبل، هو أنّه....."أستغفر الله العظيم".....يؤمن بالرّسول عليه الصّلاة والسّلام ولكنّه لا يؤمن بوجود الله جلّ شأنه، علما أنّه كان يصلّي سابقا والعجيب أنّ كلّ مبادئه هي مبادئ الإسلام، حيث إنّه يحترم الإسلام والمسلمين، يحلف بالله ويحمده، يصوم رمضان (يأكل بعضه أحيانا) ، لا يرضى الزّواج من غير مسلمة. وكان يعلم منذ أوّل يوم أنّني متمسّكة بالإسلام، لكنّه بقي جدّ متحمّسا للزّواج بي وطلب منّي قبوله كما هو، فرفضت طبعا بعد أن أفهمته أنّه زواج باطل وأنّه محرّم عليّ. لكن لم أرد قطع صلتي به، فقد قرّرت بشدّة وعمق العذاب الّذي كان يمزّق أحشائي أن أقف بجانبه في هذا الابتلاء وأقدّم له النّصيحة الّتي لم يقدّمها له أحد من قبل، وأساعده على تدارك نفسه قبل فوات الأوان، ويشهد الله أنّ ذلك لم يكن قصد الزّواج به بل لوجهه تعالى وخوفا عليه من غضبه وعقابه خاصّة وأنّه شخص مميّز وليس بعيدا كلّ البعد عن الإسلام ومبادئه، فبدى لي أنّ هنالك تناقضا كبيرا بين ما صرّح لي به وسلوكياته وأنّه يمكن استعادته، فحاولت إقناعه بطريقة لطيفة، كي لا ينفر ولا يشعر بالضّغط. لكنّ عزّة نّفسه وكبرياءه جعلاه يرفض الاستسلام، واختار بتأّسف شديد وألم كبير الانفصال بعد أن خيّرته بين الأمرين. والآن سنة قد مضت على فراقنا وأنا أدعو الله أن يهديه إلى طريق الصّواب، لكنّه لم يفارق مخيّلتي ولو للحظة وعذابي وشوقي إليه يزيد يوما بعد يوم، وعلمت منه بعدما هاتفته أنّه نفس الشّيء بالنّسبة إليه وأنّني السّبب في كلّ هذا لأنّني لم أقبل به، لكنّه لم يطلب التّصالح أو العودة لما كناّ عليه سابقا ولم يعاود الاتصال بي. وبعد أن علمتم مشكلتي وشعرتم حتما بثقلها، أسئلتي هي كثيرة: - ما العمل الآن؟، هل هنالك أمل؟ وهل الفراق هو الحلّ؟ - هل أتركه على هذه الحال؟، أو كيف لي أن أساعده وأقنعه؟ وبأيّ طريقة؟ - هل أبقى على اتّصال به؟، وهل يصحّ لي كزوج؟ - هل ... ؟، ثمّ هل ... ؟، ثمّ هل ... ؟ أطلب منكم النّصيحة في أقرب الآجال من فضلكم، والتّي قد تساعدني على إيجاد الحلّ والخروج من هذه الأزمة، فلم أعد أقوى على تحمّل هذا السّر وحدي دون فعل أيّ شيء، ولم أعد أقوى على فعل شيء آخر سوى التّفكير في هذا الأمر، فأنا جدّ منهارة. أعانكم الله وسدّد خطاكم ووّفقكم لما فيه كلّ خير مع المزيد من النّجاح والتّألّق بإذن الله. ملاحظة: من فضلكم أرجو منكم الإجابة عبر البريد الإلكتروني، لأنّه ولظروف خاصّة لا تتاح لي الفرصة دائما لمتابعة برامج التّلفزيون؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من لا يؤمن بالله تعالى كافر، فلا يغتر بأعماله وأخلاقه، وقد دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على أن ما عمله الكافر من خير لا يقبل منه ولا يثاب عليه، قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الزمر: 65} ، وقال تعالى: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {البقرة: 217} ، وقال تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {المائدة:5} ، وقال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا {الفرقان: 23} ، والآيات في هذا المعنى كثيرة، وأخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
فالإسلام شرط لقبول العمل الصالح والإثابة عليه في الدار الآخرة، قال تعالى: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ {التوبة: 54} .
ولا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر لقوله تعالى: وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ {البقرة: 221} وقوله: لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ {الممتحنة: 10} وقوله: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا {النساء: 141} وهذا محل إجماع بين أهل العلم.
ولك أن تسعي في هداية هذا الرجل بشتى السبل الشرعية وإكثار الدعاء له، واعلمي أنه أجنبي عنك لا تجوز الخلوة معه، ولكنه يمكنك إعارته الأشرطة المؤثرة والرسائل والنشرات المفيدة وإخبار من يمكنه التأثير عليه من عالم أو خطيب مسجد أو صديق ناصح ليساعد كل منهم في هداه حسب استطاعته، فيحاوروه ويجادلوه بالتي هي أحسن لعل الله يهديه بهم.
فالمرأة لها حدود يجب أن لا تتجاوزها بحجة الدعوة أو حسن النية، فلا بد من الحرص على حجابها والتزام الشرع في خطابها وكلامها، ولابأس بدعوتها رجلا للدخول في الإسلام مع الالتزام بالضوابط الشرعية خصوصا إذا خطبها، لما أخرجه النسائي عن أنس رضي الله عنه أن أبا طلحة خطب أم سليم فقالت: ما مثلك يرد، ولكن لا يحل لي أن أتزوجك يا أبا طلحة وأنت كافر، فإن تسلم فذلك مهري ولا أسألك غيره فتزوجها، قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم الإسلام، وعليك بصرف ذهنك عن التعلق بهذا الرجل والاهتمام بالزواج به ما لم يسلم، فإن الرجال سواه كثير، وأكثري من الدعاء وواظبي على صلاة أربع ركعات أول النهار، وعلى تكرار حسبي الله لا إله إلا هو سبع مرات عند المساء والصباح، ففي الحديث القدسي: يا ابن آدم: صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. رواه أحمد وابن حبان والطبراني، وقال المنذري والهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، وفي الحديث: من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني وصححه الأرناؤوط، وعليك بالمحافظة على الحجاب الشرعي والعفة والبعد عن الاختلاط فإن التعفف سبب لتحقيق العفاف لقوله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ {النور: 33} ولقوله صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله. رواه البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه، وبإمكان أبيك أو ولي أمرك أن يعرضك على أحد الشباب المستقيمين إن تيسر ويزوجك به، ولا يمنعك من ذلك كونه فقيرا فعسى أن يغنيه الله بسبب الزواج، قال الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32} وقال صلى الله عليه وسلم: من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، ورواه أحمد والترمذي وحسنه الأرناؤوط والألباني.
وعليك بالحرص على تخفيف المهر فهو من يمن المرأة كما في الحديث: إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها. رواه أحمد من حديث عائشة.
وراجعي في أسباب استجابة الدعاء، وفي عرض الرجل بنته على أهل الصلاح، وفي علاج العشق الفتاوى التالية أرقامها: 1390، 2150، 2395، 23599، 13770، 7087، 9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الثانية 1427(13/1794)
الزواج من الفتاة لإعانتها على إقامة دينها
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد الزواج من فتاة علمت بأنها تجاهد أبويها على أن تتحجب وهما يرفضان بشدة حتى أن أباها هددها بالطرد، فهل يجوز لي أن أتزوجها وأعينها على إقامة دينها ?]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في الزواج بهذه الفتاة والسعي في تخليصها من ذلك الجو الذي تعيش فيه إن علمت صدق رغبتها في الالتزام بأوامر الله عزوجل، لتنتقل إلى منزل تتمكن فيه من تطبيق فريضة الحجاب والعمل بما أوجب الله عليها، ولكن عليك أن تعزم النية على إلزامها بالحجاب الشرعي بعد الزواج والارتقاء بها للمحافظة على أوامر الله سبحانه وتعالى، وفقك الله لمرضاته ويسر لك الزوجة الصالحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الثانية 1427(13/1795)
التغلب على ما يحول دون الزواج بذات الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 29 عاما متدين أحب فتاة منذ 7 سنوات هي متدينة تحبني كثيرا كل ما أحاول الارتباط بها أجد شيئا يصدني لا أعرف ماذا أفعل؟ أرجو المساعدة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما يصدك عن الزواج هي قلَّة ما في يدك، وعجزك عن النفقة، فعليك أن تسعى في طلب الرزق وتوفير ما تحتاجه للزواج، وإن كان العائق أمر يتعلق بأهلك أو أهلها فاجتهد في إقناعهم، وإن كنت تقصد أن أمراً نفسياً وشعوراً داخلياً يدفعك إلى عدم المُضيِّ في الزواج، فنقول إن كانت المرأة صالحة محافظة على شعائر الله تعالى فلا ينبغي أن تدع للشيطان مجالاً للوسوسة، بل توكل على الله، واعزم في أمرك. وعموما فمهما كان هذا الشيء الذي يصدك عن الزواج فعليك بدعاء الله تعالى وسؤاله عز وجل التوفيق والهداية لأرشد الأمر، وعليك باستخارة الله جل جلاله واستشارة أهل الخير، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الثانية 1427(13/1796)
لا يعيب المرء زواجه ممن سبق لها الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[تزوجت منذ أكثر من عامين من امرأة مطلقة.إني أحبها كثيرا ولكني لا أحتمل التفكير كل حين وآخر إنها كانت متزوجة من رجل آخر وأن ما يحدث بيننا أثناء الجماع كان يحدث مع آخر مع العلم أنني لم أتزوج من قبلها وأن التفكير فى ذلك يجعلني أشعر بالضعف والإرهاق, أرجو منكم النصيحة؟
وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لك أن تدع هذه الأفكار, فأنت لست أول من تزوج امرأة مطلقة, فهذا أمر شائع وفي كل مكان وزمان واقع، فعله الكبار والصغار. وخير من فعل ذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم. فقد كان جميع زوجاته عدا عائشة ثيبات أي تزوجن قبله، وما كان في ذلك عيب أو نقص ولا ما يدعو للهم والحزن، ثم اعلم أن المرأة إذا أحبت الرجل أقبلت عليه بكل قلبها ومشاعرها، وانصرفت عما سواه ولم تبغ له بدلا، فما دامت زوجتك تحبك فدع عنك هذه الوساوس وأعمل فكرك في صلاح دينك ودنياك. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1427(13/1797)
الزواج من فتاة مصابة بالإيدز
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: هل يجوز أن يتزوج شخص بفتاة مصابة بمرض المناعة المكتسبة (الإيدز) ، نسأل الله السلامة، علماً بأن هذا الشخص غير مصاب، فهل يجوز هذا وأن هذه الفتاة صاحبة دين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشارع قد أمر باجتناب المجذوم ونهى عن الاختلاط بأصحاب الأمراض المعدية، كما بينا ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 49913.
والمصاب بمرض الإيدز لا يقل خطورة عن المصاب بالجذام، ولذلك فإنا نرى أنه لا يجوز الإقدام على الزواج ممن تحققت إصابته به لما فيه من مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم بالفرار منه, وانتهاك نهيه عن اختلاط المرضى بالصحاح، كما في الأحاديث التي ذكرناها في الفتوى المحال عليها، ولما فيه من تعريض النفس للهلاك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1427(13/1798)
الزواج ممن دخل السجن ظلما
[السُّؤَالُ]
ـ[يتقدم لخطبتي واحد دخل السجن خطأ وأنا أريده ومتأكدة أنه دخل السجن ظلما فما هو الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن ارتكب ذنبا، دخل بسببه السجن أو لم يدخل، ثم تاب منه، فإن الله عز وجل يقبل توبته ويمحو ذنبه، وتعود صفحته بيضاء كأنه لم يذنب من قبل، قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وغيره.
فينبغي أن ينظر إلى التائب بهذه النظرة، فإذا تقدم لخطبة فتاة، فينبغي القبول به، لأنه داخل في قوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي. هذا على فرض ارتكابه لما يوجب دخول السجن، أما إذا كان أدخل السجن ظلما، فهذا أحرى أن يقبل إذا كان ذا دين وخلق، لكن لا نرى في هذه القضية مشكلة تطرح أو تحتاج إلى حل إذ الأمر هو كما قلنا، من كان مرضيا في دينه وخلقه ينبغي أن لا يرد إذا خطب، ومن لم يكن كذلك فلا ينصح به، بل إذا كان فسقه أو سوء خلقه قد يتعدى إلى المرأة أو تتضرر به فإنه لا يجوز تزويجه ما دام كذلك، هذا وننبه هنا إلى أنه ينبغي التريث ومقابلة المصالح بالمفاسد قبل الإقدام على الزواج من شخص سجين لا يدرى متى يفك أسره، فقد يكون الزواج منه وانتظار إطلاق سراحه فيهما تضييع لبعض المصالح وتفويت لها، فليوضع ذلك في الاعتبار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1427(13/1799)
هل تتزوج ممن يترك الصلاة أحيانا
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو من فضيلتكم أن تجيبوني على سؤال يحيرني منذ ثلاث سنوات, أنا شابة قد أنعم علي الله بالتدين منذ 3 سنوات، وأنا الآن محجبة وعفيفة، ولكن المشكلة هي أنني قبل تديني كنت أعرف شابا ومع كامل الأسف وقعت معه في الزنا، وأنا والله تبت توبة نصوحا وقطعت علاقتي به عندما تدينت، وقد خطبني أكثر من 20 خاطبا ورفضت لأنني عندي مشكلة في علاقتي السابقة, والآن فإن الشاب الذي كانت لي به علاقة في السابق يريد أن يتزوجني وقد بعث أهله ليخطبوني له، فهو في إيطاليا ولكن المشكلة أنه لا يصلي إلا نادراً، ولكنه يتركها كسلاً لا إنكاراً وهو شاب طيب شديد البر بوالديه وهو الذي ينفق على أسرته، وهو يحب أن ينصت إلى دروس الدين، ولكنني متأكدة أن ماله مختلط بالحرام إضافة أن البيت الذي اشتراه ليستقر فيه عندما يتزوج مع أهله قد اقترض بعض المال من البنك الربوي، رغم أن له منزلاً آخر وأنا والله أكره الحرام، فماذا أفعل هل أتزوجه أم أتزوج أحداً غيره وأغشه أم لا أتزوج أبداً، أرجوكم أشيروا علي فقد حرت في أمري؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك أولاً بأن تهوني على نفسك، فإن الأمر يسير، وينبغي أن تستحضري ما أنعم الله به عليك من نعمة التوبة والهداية، وأن تؤدي شكرها بالإكثار من الصالحات، واعلمي أن الشرع قد حث على اختيار صاحب الدين والخلق من الأزواج. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 3145.
فإذا كان هذا الشاب على ما ذكرت من تركه الصلاة وتهاونه في أكل الحرام فهو ليس أهلاً لأن يكون لك زوجاً، وخاصة أن بعض أهل العلم قد ذهب إلى كفر تارك الصلاة ولو كان قد تركها كسلاً، وراجعي الفتوى رقم: 1145.
وإن كان هذا الشاب على ما ذكرت من كونه يحب الاستماع إلى الدروس الشرعية فهو أرجى لأن يقبل النصح، فينبغي أن يسلط عليه بعض الصالحين من الناس ليقوموا إليه النصح بأسلوب حسن، فلعله يتوب ويحافظ على صلاته، فإن فعل فالأولى أن تقبلي به زوجاً، فبزواجك منه قد يندفع به عنك ما تشعرين به من هواجس الزواج من الآخرين، فإنا قد فهمنا أن هذا التوجس بسبب ما قد يطلعون عليه من زوال غشاء البكارة، وأما حكم من اختلط ماله حلاله بحرامه فراجعي الفتوى رقم: 18124، والفتوى رقم: 6880.
ثم إنه لو قدر أن لم يتم زواجه منك، فلا ينبغي أن يكون هذا الأمر - يعني زوال غشاء البكارة - أو نحوه مما يوقع الخوف في نفسك حتى يكون سبباً لردك الخطاب. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 44914، والفتوى رقم: 41156.
وأما ترك الزواج بالكلية فليس من هدي الإسلام، فلا ينبغي للمسلم المصير إليه، لا سيما وأن الزواج قد يجب في بعض الحالات بحيث يأثم تاركه لغير عذر. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 16681.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1427(13/1800)
ترك الزواج إذا كان سيؤدي إلى خلافات بين الزوج وأهله
[السُّؤَالُ]
ـ[أحببت شابا وأحبني ولكن أهله لم يوافقوا على الزواج لرغبتهم بزواجه من ابنة عمته، وإلا سيتم حرمانه من الميراث، وغضب أبوه عليه، وقد قرر الشاب إبلاغ الفتاة الأخرى بأنه يحبني لكي تقف بجانبه ولكنها رفضت الكلام وقالت له الحب سيأتي بعد الزواج، وللعلم هذا الشاب كان غير موجود ومسافرا للعمل وتم الزواج ولكن لم يحصل أي وفاق وطلب منها أن توافق على زواجه مني ولكنها رفضت وقالت لن أتركك وإذا أردت طلاقي فإني سآتي بأهلك وهي عندها غرور وعنيدة بالمشاركة مع والدتها وذلك طمعا في الميراث وتم الجلوس معها للتفاهم والتراضي وحاول معها بكل الأساليب ولكنها ترفض بشدة، ماذا نفعل نحن الاثنين وما هو الحل ونحن متفاهمان في كل شيء، ولا نريد أن نفعل شيئا غلطا لأننا نريد أن نتزوج في الحلال، وثانيا نريد موافقة أهله حتى يأتوا معه لخطبتي، نحن نعيش على الأمل منذ خمس سنوات ولكن الآن الظروف أصحبت ضدنا وأهلي مصممون أن أتزوج لأن سني أصبح 37؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أيتها الأخت الكريمة إن كان زواجك بهذا الرجل سيؤدي إلى خصومات بين هذا الرجل وبين والديه أو إشكالات أخرى أن تصرفي ذهنك عنه وسيعوضك الله برجل دين خلوق، والحذر الحذر من الانجرار وراء شهوات النفوس ووراء تزيين الشيطان، فإن الشيطان يخيل إلى كل منكما أنه لن يستطيع أن يعيش حياته إلا مع فلان أو فلانة، وهذا تخييل فاسد، فإنه إن قدر الله على أحدهما موتا أو مرضا لبحث كل منهما عن آخر واستبدله بغيره، ولذا فعليك أن تستجيبي لطلب أهلك وتسارعي إلى الزواج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1427(13/1801)
رفض الكفء بحجة عدم إكمال البنت دراستها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عمري 18سنة. تقدم لخطبتي قريبي وهو متدين جدا وأبي يحبه كثيرا. لكن أبي رفض دون إعلامي بحجة أنني لم أتم دراستي بعد مع العلم أنه قد اعترف لخالتي أنه يحبني وأنا أيضا استخرت الله فتبين أنه سرور كما أنه يعجبني ... وقد اكتشفنا مؤخرا أن قريبتي تحبه وهو لا يريدها.. ها أنا الآن حائرة لا أعلم ماذا أفعل؟ أرجو منكم النصح لأنني أريد الشاب مع المحافظة على رضا والدي عليَّ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالفتاة إذا تقدم لها الكفء فلا ينبغي تأخير زواجها به بحجة عدم إكمال الدراسة، لأن الزواج لا يتعارض مع الدراسة، ولما فيه من المصالح الدينية والدنيوية، وقد نص الفقهاء رحمهم الله على أن الفتاة إذا طلبت من وليها تزويجها بالكفء فإنه يلزم الولي تزويجها وإلا أثم، واعتبر عاضلا إن كان منعه لها لغير مسوغ، وانتقلت عنه الولاية، وتراجع الفتوى رقم: 74027، فينبغي للأخت أن تتلطف مع والدها، وأن توسط من له تأثير عليه ليكلمه في الأمر، ويبين له أن ما فعله يعد من العضل المحرم.
وننصحها بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل أن يقدر لها الزواج بهذا الشاب إذا علم فيه الخير لها، ونحن نسأله سبحانه أن يقدر لها الخير حيث كان، وأن يوفقنا وإياها لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1427(13/1802)
هل تأثم المرأة إذا لم تتزوج ممن وعدته بالزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أتمنى الإجابة على سؤالي جزاكم الله عني كل جزاء اللهم آمين يا رب.
أنا فتاة أبلغ من العمر 34 سنة أعمل مدرسة شاءت الأقدار أن تعرفت على شاب وقامت علاقة بيننا كان هدفها شريفا عرض علي الزواج وكان هو غير ملتزم اشترطت عليه كي نتزوج أن يلتزم بالصلاة ويكون ملتحيا (مربي الذقن) وفعلا الحمد لله رب العالمين التزم وأصبح شابا ملتزما جدا لا يصلي الصلوات الخمس إلا في المسجد وحتى من شدة التزامة المفاجئ تعرض للاعتقال في بلده، المشكلة عندي أنني مقتنعة بهذا الشاب بعد علاقة سنتين تأكدت من حسن خلق هذا الشاب الخلوق بعدها قررت الارتباط به تحدثت مع الأهل هنا الأهل رفضوا هذا الموضوع نهائيا والسبب أنني من فلسطين وهذا الشاب من مصر عرفته وأنا أتابع دراسة الماجيستير في مصر.
وأنا في تشتت من قبل الأهل الذين يرفضون وأنا التي مقتنعة كل اقتناع، وضحت لهذا الشاب أن الأهل يرفضون والمشكلة أنه لا يقتنع نهائيا في هذا الموضوع ويقول لي إن تركتني أنا لا أسامحك وأنت سبب في هدايتي إلى طريق الهداية موتي أهون من بعدك، إن تركته بسبب أن أرضي الأهل ولا أريد أن يغضبوا مني لأنهم فعلا تعبوا علي وربوني وأعطوني من الحرية التي الحمد لله حافظت عليها هل أكون ظالمة له وربنا يحاسبني على هذا الشاب لأني وعدته إن التزم بدينه أتزوجه هل أكون ظالمة له (اللهم اجعلني مظلومة ولا ظالمة) وهل يجوز لي أن أزوج نفسي علما بأن الوالد متوفى رحمه الله ورحم الله كل أموات المسلمين ولم يسبق لي أن تزوجت من قبل لأني أعرف رأي الدين إذا كانت المرأة متزوجة من قبل يجوز لها أن تزوج نفسها ولكن عندي الشيء مختلف وإخواني الشباب الثلاثة هم المسؤلون عني ما هو حكم الدين وكذالك ما هو الإثم الذي يؤثم علي إذا تركت أرض الرباط أرض فلسطين التي كرمنا الله بها وهاجرت إلى مصر ما الحكم الشرعي من هذا الأمر؟ وجزاكم الله كل خير.
والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج بدون ولي، وذلك لما رواه الترمذي وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل, فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. ولا فرق عند جمهور العلماء في اشتراط الولي بين أن تكون المرأة بكرا أم ثيبا، ووليك أخوك فلا يجوز لك الزواج بدون رضاه, ولكن إذا عضلك وليك أي ترك تزويجك ورد الخطاب جاز لك أن ترفعي أمرك للقضاء ليجبره القضاء على تزويجك أو يزوجك القاضي. ولست آثمة بترك هذا الرجل لأنه لا يجب عليك الزواج برجل بعينه. والوعد الذي صدر منك له غير لا زم, كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 73544.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 جمادي الأولى 1427(13/1803)
هل يرد الخاطب لكون أمه غير صالحة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شابة أبلغ من العمر 19سنة تقدم لخطبتي شاب يبلغ 23سنة متدين وأخلاقه حسنة أحبه وهو يحبني في الله والحمد لله متفاهمان هذا كله بفضل ربي، أمي وأبي موافقان. المشكلة هنا يقال إن أمه امرأة غير صالحة أرجو أن تجيبوني؟
وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولا يعيب الشاب كون أمه غير صالحة، ولا يرد لذلك فلا تزر وازرة وزر أخرى، وعلى الجميع نصحها ودعوتها إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ويمكن للأخت أن تتجنب هذه المرأة وتتفادى شرها بأن تطلب من الزوج سكنا مستقلا، كشرط لقبول الزواج به، مع أنه حق ثابت لها، وأن تدفع سوء أخلاقها بالرفق واللين والحسنى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1427(13/1804)
الاستخارة والاستشارة قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[عفوا سامحوني فإني لا أطلب فتوى في مسألة دينية ولكنها فعلا مشكلة أتعرض لها ولم أجد من يساعدني فيها غيركم، فأفيدوني ماذا أفعل أفادكم الله، أنا فتاة مصرية تعرفت منذ فترة على شاب فلسطيني ويعلم الله كم اتقيته ولا أغضبه حتى لا يتخيل البعض أنها علاقة بالمعنى المتعارف عليه بين الشباب الآن والحمد لله، فقط بدأ يشعر كل منا في الآخر بما كان يتمنى أن يكون في شريك حياته، وفجأة صارحني بأنه يريد الارتباط بي وطلب مني أن أخبر أهلي عن ذلك حتى أعرف رد فعلهم بسبب أنه ليس من نفس جنسيتي ولما رفضت أن أخبرهم لحيائي من هذا قال إنه سوف يأتي هو ويتقدم ولم أمانع، هو يعمل الآن في مدينة دبي وبدأ يسعى قبل أن يأتي ليعرف ما هي الإجراءات التي يمكن أتخاذها لكي يأخذ لي الجنسية أو ما يسمى بلم الشمل أتمكن من دخول فلسطين في يوم من الأيام وكانت المفاجأة أنه علم أن هناك قرارا أصدرته الحكومة الإسرائيلية بمنع غير المواطنين من دخول البلد وأنه حتى الفلسطينيين أنفسهم الذين تركوا البلد منذ زمن بعيد كأهل 48مثلا لا يستطيعون دخول البلد، كانت هذه مفاجأة قاسية لي وله، أنا لن أقول أحبه لأني أعلم حكم هذا في الدين جيدا وأخشى كثيراً أن أغضب ربي مني وأنا أحمد الله على ذلك، ولكني أعلم أنه ليس هناك حرج أن أريد شخصا وأدعو الله أن يكون زوجا لي لما لمسته فيه من دين وخلق طيب، وهذا ما أفعله والله أعلم بي، هو يعمل في دبي منذ فترة قصيرة وينوي أن يبقى فيها مدة عشر سنوات أو 15 سنة على الأقل ثم في النهاية يكون مصيرة إلى بلده فإذا ارتبطنا فمعناه أنه سيبقى في غربة طيلة حياته، أحب أن أعرفكم أننا لا نتكلم حاليا أبداً لأننا نعرف حكم ذلك في الدين ولكن كل منا يدعو الله أن يكون نصيب الآخر، ماذا نفعل، هل ننتهي ونتوقف من أجل شيء مازال أمامه 10أو15 عاما إلى أن يحدث، أليس من الممكن أن تتغير الأحداث وخاصة أن فلسطين كل يوم فيها جديد، أليس من الممكن أن يتغير أي شيء من حولنا حتى يأتي هذا الوقت، هو نفسه غير متأكد تماما من صحة هذا الخبر، ولكنه في حيرة من أمره ماذا يفعل، هل هذا الخبر صحيح حقا، وإن كان صحيحا فكيف نتصرف، ما الطريق الذي نسلكه لحل هذه المشكلة، ما الجهة الحكومية التي يمكننا أن نتوجه إليها، هو آخر ما قاله لي إنه يريد أن يأتي ولكنه يخشى من المستقبل ونحن لا نتحدث حتى أعرف منه الجديد، بداخلي الكثير الذي لا أستطيع التعبير عنه، ولكني أرجو المساعدة منكم وأن أعرف رأيكم، هل نرتبط ونترك الزمن يفعل ما يريد، ماذا نفعل، يعلم الله أنني منذ أن تعرفت عليه وأنا أرى فيه زوجا لي، وقد قمت بصلاة استخارة أكثر من مرة وحلمت أحلاما أحمد الله عليها، ومنذ أن عرفته وأنا أقرب من ربي أكثر وأعرفه أكثر وأتوكل عليه أكثر من ذي قبل وعرفت معنى الدعاء والتوكل على الله وأرى في منامي ما لم أكن أره من قبل والحمد لله.. أفيدوني من فضلكم، لا تتركوني في حيرتي، جزاكم الله خيراً، انتظر منكم الرد في أقرب فرصة، جوزيتم عني وعن المسلمين جميعا خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن صاحب الدين والخلق مرغوب في الارتباط به شرعاً وطبعاً، فالرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بقبوله فيقول: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... إلى آخره.
والطبع البشري السليم يرغب فيه وينجذب نحوه لما فيه من الفوائد التي تعود على من ارتبط به ولا توجد في غيره؛ من القيام بواجباته بموجب ما يمليه عليه دينه، وبمعاملته له بالحسنى بموجب أخلاقه الفاضلة, وبعده عن الرذائل الفاضحة.
لكن قد تعرض في صاحب الدين والخلق العوارض وتحول دون الرغبة فيه حوائل تجعل الإنسان في حيرة من الإقدام على الارتباط به، ولذلك لا نستطيع أن ننصح الأخت بالزواج من الفتى المذكور ولا برفضه، لأن ذلك يحتاج إلى الموازنة بين المصلحة المرجوة من الزواج به مع احتمال تحقق ما ذكرته السائلة وبين المفسدة التي قد تعود عليها من تركه.
لكنا نقول لها إن تلك الأمور التي ذكرت في السؤال لا تحول شرعاً دون الزواج به, وأنه يمكن أن تظل في المكان الذي طاب لهما المقام به بعد الزواج وسفره هو إلى بلده والعودة إليها إن رغبت. وأخيراً نوصي بالحرص على الاستخارة واستشارة أهل الرأي والصلاح، ونرجو الله عز وجل لنا ولك التوفيق، وأخيراً لن يفوتنا التنبيه إلى أن قول السائلة (ونترك الزمن يفعل ما يريد) غير سديد لأن الزمن لا إرادة له، وإنما الله هو الفاعل لما يريد، فينبغي تجنب مثل هذه الألفاظ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1427(13/1805)
نصائح نافعة عند الشروع في الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ بارك الله فى علمكم وعملكم:
أنا شاب مصرى أبلغ من العمر 26.5 سنة، وأنا حالياً أفكر فى الزواج بشكل جدى جداً حيث جعلته أول اهتماماتى لأن من خلاله سوف أستطيع بإذن الله من تحقيق سائر أمورى خاصة طلب العلم الشرعى، وأنا منذ سنة تقريباً وأنا أبحث عن الفتاة التى تصلح لتكون زوجة لى فالاختيار صعب جداً، المهم عندما كنت فى إحدى المستشفيات الحكومية لعلاجها من الكبد وهى لم تمكث كثيراً (4 أيام) كانت هناك طبيبة تدخل لمتابعة أمى وأنا فى أول يوم تدخل هى على أمي لم أر منها شيئا إلا أنها تلبس الخمار وكذلك بيضاء اللون لأنى والحمد لله كنت أغض بصرى عنها ولكنى لاحظت تعاملها الممتاز مع سائر المرضى بخلاف جميع الأطباء فى هذا القسم من المستشفى الذين يتعاملون مع المرضى وذويهم بشيء من التعالى ووجدتها تفعل أشياء ليست مطالبة بها تتعامل مع المرضى على أنها موجودة هنا لخدمتهم وليس لمداواتهم وفحصهم، وفى اليوم الثانى الذى رأيتها فيه عند أمى كانت موجودة لفترات طويلة نظراً لأن أمى كانت تحتاج لتعليق محاليل لها وجدت نفس الصفات السابقة الذكر وزيادة على ذلك أنها هادئة جداً متواضعة وعندما كنا نجهز متعلقات أمى للخروج وكانت موجودة سألتها عن بعض التعليمات التى نلتزم بها فى حالة أمى وهذه المرة الوحيدة التى نظرت فيها إلى وجهها بدون تعمد لذلك فرأيتها تكلمنى وهى تضع عينها فى الأرض ومرتبكة وبصراحة رأيت وجهها فرأيتها حلوة المنظر، وعندما ذهبنا للمنزل وأخذت أتحدث مع أمى أخذت تشكر لى فى هذه الطبيبة وتدعو لها ثم قالت لى بعض ما دار من الحديث بينهم ومنه أنها قالت لها هل هذا الذى بالخارج وكل شوية طالع نازل هو ابنك فقالت لها أمى نعم هو ابنى وحاصل على بكالوريوس تجارة فوجدتنى أتعلق بها زيادة وتمنيتها زوجة، حتى أنى عندما نمت واستيقظت وجدت أنى أفكر فيها مرة أخرى وسرت على ذلك سائر اليوم لأنى وجدت فيها كل ما أبحث عنه فى من أريد الزواج بها من دين وظهر ذلك لى من خلال لبسها للخمار بعكس باقى الطبيبات اللاتى يلبسن البناطيل والملابس الضيقة ويتحدثون مع الأطباء الذكور ويتضاحكون وهى لا تفعل ذلك، وكذلك تواضعها وهدوئها فأنا عصبى وأريد زوجة هادئة تحتوينى بالإضافة لشكلها الذى أرتضيه جداً ولكن المشكلة تتمثل فى الآتى:
1- هى طبيبة وأنا حاصل على بكالوريوس تجارة ونظراً للشبه التى فى المهنة ففى الغالب أنى سأعمل كموظف عادى أو أقوم بفتح محل وأتاجر فى أى نشاط مباح وهذه هى أم المشاكل فسوف يكون هناك فارق كبير اجتماعياً
2- أنا من عائلة بسيطة وبعض أهلى يعمل كحرفى وأبى يملك مقهى وهو ما يعده الناس عيباً بخلال النظرة الشرعية طبعاً والتى أعلمها جيداً، وفى الغالب عندنا أن من يلتحق بكليات الطب يكون من عائلات ذي مكانة اجتماعية
3- أخشى أن تنظر إلي على أنى أقل منها مما يؤدى إلى احتقارى أو أنى لست بأهل لها سواء فى بداية الخطبة أو بعد الزواج
4- الحمد لله أنا أتحرى الحلال فى العمل الذى سوف ألتحق به مما يترتب عليه ضعف المقابل المادى للعمل فأخشى ألا أوفر لها حياة كريمة تتناسب مع مكانتها كطبيبة
5- أريد أن تكون زوجتى لا تعمل وتمكث فى البيت فى هذا الزمن الذى كثرت فيه الفتن، خاصة أنى أريد طلب العلم الشرعى والعمل بالدعوة إلى الله وهذا يحتاج زوجة بمواصفات خاصة، وأخشى ألا توافق على ترك العمل بعد هذه السنين الطويلة من المذاكرة والتعب
أرجو النصيحة واَسف لطول الرسالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصح الأخ بداية بالتأكد من كون الأخت غير مخطوبة، فربما كانت مخطوبة، فإذا كانت كذلك فلا يجوز له الإقدام على خطبتها، ثم إذا تأكد من أنها غير مخطوبة، فليتحر كونها ذات دين، فلا يكفي رؤيتها على الحال التي وصف، بل لا بد من التحري وسؤال من يعرفها من جيرانها وأقاربها وزميلاتها، ثم بعد ذلك يرسل لها من يخبرها برغبته في الزواج بها، فإذا أبدت موافقة بين لها الأمور السابقة التي يخشى منها، وشرح لها الأمر، فإن توصلا فيها إلى توافق أقدم على خطبتها، فربما كانت الأخت من النوع التي تحرص على كون المتقدم لها ذا دين وخلق ولا يهمها عمله ومستواه، وعندها استعداد في البقاء في البيت، لعلمها أن وظيفتها الأولى أن تكون زوجة وأمّا ومربية قبل أن تكون طبيبة.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه
تنبيه: قسم الفتوى يجيب عن أسئلة الأحكام الشرعية، وأما الاستشارات فيجيب عنها قسم الاستشارات في الشبكة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1427(13/1806)
اختيار الزوج عن طريق الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة متحجبة كنت متعودة على دخول منتديات والاشتراك بالمشاكل الاجتماعية لأن تخصصي علم الاجتماع إلى أن جاء يوم وتعرفت على شاب مختلف عني لا من حيث البلد ولا من حيت التفكير توطدت بيننا العلاقة الآن أصبحت أحبه وهو نفس الشيء اتفقنا على الزواج إلا أنه في هذه الأيام الأخيرة صرح لي بأنه لا يمكنه ذلك لمشاكل وصعوبة السفر إلي وأنا من الناحية المادية الحمد الله فهل يمكن مساعدته وإعطاؤه مبلغا ماديا لكي يتم زواجنا ? فما حكم الشرع في هذه العلاقة? أرجو الإجابة عن سؤالي هذا وجزاكم الله عني خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أنه يحرم على المرأة أن تقيم علاقاته مع رجل أجنبي سواء عن طريق الإنترنت أو غير ذلك، ولتعلمي أن هذا من أكبر مصائد الشيطان التي يصيد بها فرائسه ليوقعهم في شرك الرذيلة وحمئة الفاحشة، فاتق الله تعالى واقطعي هذه العلاقة التي بينك وبي الشاب فورا فإنها لا تحل لك، وانظري لزاما الفتوى رقم: 60840، والفتوى رقم: 61399، والفتوى رقم: 52674.
وإذا كان الشاب صادقا في دعواه وما أقل الصدق في أمثاله, فليتقدم لخطبتك من والدك عن طريق توكيل أحد في بلدك بذلك أو غير ذلك من السبل, واحرصي أن تتأكدي من دينه واستقامته, فإذا تمت الخطبة فلا بأس عندها من مساعدته في ثمن تذكرة السفر أو نحو ذلك مع التأكيد بوجوب قطع صلتك به قبل الخطبة وبعدها حتى يتم العقد. فالحذر الحذر أختي السائلة فإن الإنترنت ليس هو الوسيلة الصحيحة للبحث عن زوج صالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1427(13/1807)
الزواج من أسباب الرزق
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة عملت بعض المعاصي وتبت منها وأرجو الله أن يتقبل مني..تقدم لخطبتي شاب عمره 35 على دين ومن أسرة مشهود لها بالدين والأخلاق..المشكلة يا شيخ أنه لا يعمل ويسكن مع والديه وهم الذين أرادو أن يزوجوه خوفا عليه من المعاصي..أنا حائرة في أمري يا شيخ..لا أنكر أني أرغب في الزواج لتحصين نفسي من المعاصي وكذلك لم يسبق أن خطبني أي شخص وأنا أخشى العنوسة..وقد ارتحت لهذه العائلة من كثرة ما سمعت عنهم..ولكن أنا حائرة في أمري هل أتوكل على الله وأوافق لأنه ذو دين وخلق والله سبحانه قادر على أن يرزقنا من حيت لا نحتسب..أم أرفض لأنه لا يعمل ... أرجوكم ساعدوني وأجيبوني في أقرب وقت وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بقبول هذا الشاب، ما دام ذا خلق ودين، وأما كونه ليس لديه عمل، فالرزق بيد الله عز وجل، وسيرزقكم سبحانه إذا أخذتم بأسبابه، وإن الزواج من أسباب الرزق، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32} فتوكلي على الله واقبلي بهذا الشاب، بعد استخارته سبحانه، واستشارة من تثقين برأيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1427(13/1808)
هل تقبل بمن يعمل مجزرة للخنازير زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد تقدم لخطبتي شخص من أقرباء أمي ولقد وافقت عليه من كل النواحي، ولكن عندما سألته عن طبيعة عمله في الخارج أخبرني بأنه لحام ويقطع لحم خنزير فطلبت منه أن يغير عمله فوعدني بأن يفعل وأن هذه نيته من قبل، ولكن الصعوبة هي في إيجاد عمل آخر هناك، فهل ماله حرام، وهل أكون آثمة إن تزوجته قبل أن يغير عمله، فأرجوكم أفيدوني بأقرب وقت لأعرف كيف أتصرف؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتحريم أكل لحم الخنزير معلوم من دين الإسلام بالضرورة، فقد دل عليه الكتاب والسنة والإجماع، والتعاون على الحرام حرام، لقول الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2} ، وقوله صلى الله عليه وسلم في الخمر: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. رواه أبو داود والحاكم وصححه الألباني.
فلعن الله عز وجل كل هؤلاء بسبب تعاونهم على هذا المنكر، وفي معنى هذا كل من أعان على معصية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وفي معنى هؤلاء كل بيع أو إجارة أوهبة أو إعارة تعين على معصية إذا ظهر القصد, وإن جاز أن يزول قصد المعصية مثل بيع السلاح للكفار أو للبغاة أو لقطاع الطريق أو لأهل الفتنة.... إلى غير ذلك من المواضع فإن ذلك قياس بطريق الأولى على عاصر الخمر، ومعلوم أن هذا إنما استحق اللعنة وصارت إجارته وبيعه باطلاً إذا ظهر له أن المشتري أو المستأجر يريد التوسل بماله ونفعه إلى الحرام فيدخل في قوله سبحانه وتعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. انتهى الفتاوى الكبرى 6/54.
وإذا تقرر هذا فإن ما يكسبه هذا الرجال بهذا العمل حرام، فيجب عليه تركه أو الاكتفاء ببيع اللحم الحلال، ولا يجوز لك القبول به زوجاً، حتى يترك هذا العمل إذا لم يكن عنده ما يطعمك ويطعم أبناءك من غير الحرام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1427(13/1809)
هل تحرم المرأة على الرجل بمجرد تخيله أنه يستمتع بها
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاه أحبها حبا جما، والآن أريد خطبتها، لكني في يوم من الأيام قمت باشتهائها في العادة السرية فهل أستطيع الآن خطبتها والزواج منها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد تخيل الاستمتاع بالمرأة لا يحرمها على الرجل سواء كان ذلك أثناء ممارسة العادة السرية أو غيرها، وعليه فلا حرج عليك إن شاء الله في خطبة هذه المرأة والزواج منها إن لم يوجد مانع من نسب أو رضاع ونحو ذلك، وننبه إلى بعض الأمور ومنها:
الأمر الأول: أن الاستمناء محرم، وتراجع الفتوى رقم: 1087.
الأمر الثاني، أنه لا يجوز للمسلم تخيل الاستمتاع بامرأة لا تحل له، فقد عد النبي صلى الله عليه وسلم تمني القلب نوعا من الزنا، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه. ولأن في ذلك ذريعة لارتكاب المحرمات، والأولى بالمسلم أن يشغل نفسه بما يعود عليها بالنفع في الدنيا والآخرة، وليصبر حتى ييسر الله عزوجل له الزواج فيعف نفسه.
الأمر الثالث: مراجعة حكم الحب قبل الزواج بالفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1427(13/1810)
الزواج ممن ارتبط معها بعلاقة غير مشروعة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أريد أن عرف من هو ذو القرنين الذي ذكر في سورة الكهف، وفي شيء آخر أريد أن أعرفه أنا أرسلت سؤالا من قبل وهو ما يلي: قبل مدة كنت أحب فتاة وعاشرتها دون أن أفقدها عذريتها وأريد أن أتزوجها، فماذا يقول القرآن في هذا، وأنا أحبها، وأنا الحمد لله أصلي وأريد أن أعرف ما هو رأي الدين في هذا الموضوع، وأنا قطعت علاقاتي معها، وأريد الزواج منها، ولكن الأهل يرفضوني، وأنا أصر أكثر وأكثر إلى أن أعطانى الأب مهلة سنة، فماذا يقول الدين في هذا أبتعد أم أقرب، وأنا أحبها وأريد الزواج منها، ويا ليت أعرف الرد أتزوجها أم لا، وإن كان لا فلماذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما سؤالك عن ذي القرنين فقد أجيب عنه في الفتوى رقم: 7448.
وأما سؤالك عن حكم زواجك من البنت التي تربطك بها علاقة غير مشروعة, وقد ارتكبت معها بعض المحرمات غير الزنى الصريح فالجواب عنه أنه لا حرج فيه زواجك منها سيما إذا كنتما قد تبتما إلى الله من تلك الأفعال المحرمة وتريدان العفاف. وانظر الفتوى رقم: 1285.
ولكن ينبغي أن تعلم أنه يحرم على المسلم أن يتخذ خليلة من النساء الأجانب، وقد كان هذا من عادة الجاهلية وأبطله الإسلام بقول الله سبحانه: مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة:5} ، ثم إن ذلك يترتب عليه الكثير من المفاسد والشرور، إذا ثبت هذا فالواجب عليك أولاً المبادرة إلى التوبة والإقلاع فوراً عن هذه المعصية حتى لا يفاجئك الموت وأنت على هذه الحالة. وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1909، 3150، 12928.
وننبه إلى أن الزانيين إذا تابا، صح زواج الرجل ممن زنى بها، كما هومبين في الفتوى رقم: 6996.
وأما رفض الأهل لزواجك من تلك الفتاة بعينها فينبغي أن تحاول إقناعهم وتوسط في ذلك من يستطيع التأثير عليهم، فإن رضوا فبها ونعمت وإلا فطاعة الوالدين مقدمة على الزواج من امرأة بعينها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 6563.
ولا تجوز مخالفة أمرهما في ذلك إلا إذا خشيت من الوقوع في الحرام مع تلك الفتاة. والذي ننصحك به أن تحاول إقناع الأهل، فإن لم يقبلوا فابحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق لتجمع شمل الأسرة, وترضي والديك, وتقر عينك فتسعد دنيا وأخرى. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 5474، والفتوى رقم: 18095.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1427(13/1811)
رفض المرأة الزواج ممن ترفض أمه زواجه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
تقدم إلي شخص للزواج بي وهو شخص متدين جدا حيث إنه حافظ للقرآن كاملا كما أنه دارس للقراءات العشر هذا بالإضافة إلى دراسته اللغة الإنجليزية وقد جاء لرؤيتى وأبدى موافقته بل وارتياحه للارتباط بي ثم جاء مرة ثانية مع والدته لترانى ولكن لم ترتح أمي لها وفعلا لم يحضروا مرة أخرى واعتبرنا أن الموضوع انتهى وتوقعنا أن تكون والدته قد أثرت عليه للرفض بالرغم من موافقته قبل ذلك ولكن بعد مرور أكثر من شهرين رجع مرة أخرى وفى هذه المرة قمنا بسؤال أحد زملائه في العمل حيث لم نكن قد سألنا عليه وهذا الزميل موثوق برأيه كما أنه في مقام أستاذه فقال عنه أطيب الكلام ولكنه قال إن عيبه الوحيد هو والدته أي أنه لا يجرؤعلى اتخاذ أي قرار بمفرده ولابد له من الرجوع إلى والدته، وعلى هذا قمنا برفضه ثم علمنا بعد ذلك أن والده يعمل سائق أوتوبيس لإحدى المصالح الحكومية وعندما علمت والدتى بذلك حمدت الله أننا قد رفضناه لأنه لا يليق أن أتزوج بشخص والده يعمل سائقا بالرغم من أننا من عائلة عادية ولكن أمي تقول أن سبب الرفض والدته، وأنا ياشيخ أحس بالذنب بسبب أنه قد تقدم لي هذا الشاب وهو ممن نرضى بدينه وخلقه كما قال الرسول الكريم ولكني في نفس الوقت خائفة من والدته أن تتحكم في حياتنا فيما بعد. فهل لى ياشيخ أن أرفضه بسبب والدته بالرغم من أخلاقه العالية وتدينه الشديد واتباعه سنة الرسول في حياته ولقد أقرت أمى بذلك مع العلم أني قمت بعمل استخارة ولم يتضح لي شيء سواء كان خيرا أوشرا. أرجو أن ترشدوني إلى ما فيه الخير وإلى ما فيه طاعة الله ورسوله. ولكم مني جزيل الشكروالعرفان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن من أهم ما ينبغي أن يكون محل نظر المرأة ممن يتقدم لخطبتها دينه وخلقه، روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. وإن من أهم مقاصد الإسلام في تشريع الزواج تحقيق الاستقرار النفسي للأسرة المسلمة، وبما أن هذا الرجل ترفض أمه زواجه منك فلا حرج عليك في رفضك الزواج منه ومثل هذا الزواج الذي يتم بلا موافقة من الأم يغلب أن يكون عرضة لحدوث شيء من النكد، وقد يكون عرضة للفشل، مع العلم أنه لا يجوز لهذا الرجل الزواج منك إلا برضى أمه لأن طاعته لها في المعروف واجبة عليه، وأما الأمر الوارد في الحديث المذكور سابقا فليس للوجوب، قال المناوي في كتابه فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث: فزوجوه إياها وفي رواية فأنكحوه أي ندبا مؤكدا اهـ، وننبه إلى أن كون مهنة والد هذا الرجل سائقا أو نحو ذلك ليس بمسوغ شرعا لرفض الزواج منه , وعلى كل حال فالذي نوصيك به هو دعاء الله تعالى أن يقدر لك ما فيه الخير، وعليك أن تستخيري الله تعالى وأنت مفوضة أمرك إليه سبحانه، ثم عليك بعد ذلك أن ترضي بما قدر لك فإن الخير كله في ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1427(13/1812)
رفض الأبوين زواج بنتهما من رجل معين.. المشكلة والحل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ بالحديث لكن خلاصة القول أني جداً منهكة من التفكير والحيرة وهذه حكايتي: أنا الفتاة الوحيدة لأهلي لدي أخوان وأنا البكر كنت ولا أزال الفتاة التي تفانت في حب والديها وأهلها إلى درجة أني أيقنت في يوم أنه لا يمكنني أن أكون ملكا لأحد وكان المغزى من وجودي هو محبتهم إلى ذاك اليوم الذي أحببت فيه لم أكن أدري أني بدأت أنساق إلى محبة أخرى، هو رجل بمعنى كل الرجولة أحبني في الله، والله وحده يعلم ذلك تركنا لأنفسنا فترة لنتعرف على بعضنا من دون علم أهلي إلى اليوم الذي طلب مني أن أحدث أهلي في شأننا وكان مصيبة حلت بنا فبعدما كان أهلي يحبون هذا الشخص انقلبوا عليه وكأنه اقترف إثماً ورفضوا هذه الخطبة بشدة بحجة أني مازلت صغيرة (23 year now) وأنه ليس من مدينتي وهم لا يرضون بأن تعيش ابنتهم الوحيدة بعيدة عنهم وأنه سيلهيني عن دراستي وأنهم كانوا يتوقعون مني الكثير خصوصا أني متفوقة في دراستي والحمد لله، وأنه ليس مميزا على غيره، لم يكن في بيتنا أحد يصغي إلي، فهذه الأحاديث لا تطرح إلا من باب المزح حتى أمي التي من المفروض أن تكون قريبة مني وجدتها أبعد مما تتخيل فهي لا تعير اهتماما إلا لكلام الناس حتى على حساب ابنتها، أما أبي الذي كان أقرب إلي من نفسي جعلته أمي يحنق علي إلى درجة أني استغربت ردة فعله تجاه الرجل الذي أصر أن يدافع عن محبتنا، فما كان حصاده غير السب والشتم من أبي وبالرغم من ذلك ظل يقول لي إن زواجنا لن يكون إلا برضا أهلي فقررنا أن نبتعد عن بعضنا وأن نظل على نفس المحبة على أمل أن يتغير أهلي ثم شاء القدر أن يسافر إلى فرنسا هو حاليا يعيش وحيداً، الذي يؤلمني أنه منذ 3 سنوات لا شيء تغير أشعر بالذنب لما هو عليه فمن حقه أن ينعم برفيق في غربته، مع العلم بأني استخرت الله الكثير من المرات وفي كل مرة كنا نقترب أو أنه يأتي من فرنسا لرؤيتي لا أدرى والله ما العمل، أحبه والله شهيد على ذلك، لا أريد أن يزوجوني بشخص لا يعني لي شيئا، أرجوكم انصحوني ما العمل لأقنع أهلي، وأرجو منكم أن تصغوا إلي على الأقل أنتم، وأن تدعوا لي بأن يسهل الله لنا إن كنا مكتوبا لنا الارتباط والحمد الله ... من فضلكم أريد أن يكون الرد بالفرنسي إذا كان باستطاعتكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن يحقق لك بغيتك في الزواج من هذا الرجل إن كان في زواجك منه خيراً لك، واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها، فإن هذا أمر لا يقره الشرع، فالواجب عليك التوبة.
ولا ريب أن الزواج من أفضل ما يعالج به المرء مثل هذه العلاقة، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. ولا ينبغي لوالديك أن يرفضا زواجك من هذا الرجل بدعوى صغر سنك، خاصة وأن الأمر ليس كذلك -أو بدعوى إكمال الدراسة- والزواج قد لا يحول بينك وبين إكمالها، وأما كونك ستكونين بعيدة عنهم فهذه قد تكون محل اعتبار، إلا أنها غير كافية لرد هذا الفتى إن كان كفؤاً وذا دين وخلق.
وعلى كل فإن استطعت إقناع والديك بالموافقة على الزواج من هذا الرجل، ويمكنك أن تشفعي إليهما بالمقربين منهما ومن له تأثير عليهما، فإن وافقاً فبها ونعمت، وإلا فلا يجوز لك الزواج منه بغيرهما، فطاعتك لهما في المعروف واجبة، وزواجك من هذا الرجل بعينه ليس بواجب عليك، فلا ذنب عليك في كونه يعيش وحيداً ولم يتزوج منك، فالواجب عليك صرف قلبك عنه، وعدم شغل نفسك بالتفكير فيه، ولعل الله يبدلك من هو خير منه بسبب تقديمك لطاعة والديك على ما تحبين وتهوين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1427(13/1813)
اختيار شريكة الحياة والاستخارة والاستشارة قبل الخطبة
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد خطبت فتاة أحبها منذ 4 سنوات لكن حدث خلال هذه المدة قطيعة بسبب تعلقها بشاب آخر لكن هذه الفترة لم تستمر وبعد أن عدت من السفر تقدمت لخطبتها وتم القبول وبسبب تغيير طبيعة العمل خيم على شخصيتي التوتر والنكد كما يقال بالعامية وبعد قترة ليست بالقصيرة تعرفت على بعض عاداتها التي لا تنطبق مع عاداتي نهائيا وحدث خلاف معها وبعض هذه الخلافات كانت تحدث أمام أهلها أو المحيط القريب بنا لكن بشكل غير مباشر أي يلاحظون أن هنالك شيئا بيننا ولطبيعة شخصيتي كنت أظن أنهم كعائلتي وكنت أتحدث بعفوية وبصدق وإذا بي أتفاجأ أنني أكذب وأتحدث بما ليس بي وأقول الأشياء لأكبر نفسي وأنا متغطرس أمام الناس وأن لي علاقات سابقة وان لي كذا وكذا ولم أسمع يوما بمثل هذه الكلام إلا منهم ومن ثم أتفاجأ بخطيبتي تقول لي إن مشاعرها تجاهي قد ماتت وأنها تريد أن نبتعد عن بعضنا البعض نهائيا ولصدق مشاعري وليس ضعفا أو قد أصفه ضعفا قلت لها إن كانت بعض هذه الصفات بي سأغيرها وسأقوم بفتح صفحة جديدة فأجابت سأفكر بشبه قبول لكن كرامتي حينها شعرت أنها كسرت لأنني لم أتوقع مثل هذه الطريقة بالكلام وأنني تحت الاختبار إذا لم أنجح فحظ أوفر، الفتاة ليست من عائلتي بل من محافظة أخرى وتعيش بطريقة تختلف عن بيئتي لكن لحبي لها أوجدت لنفسي نقاطا مشتركة، فماذا أفعل؟ أريد حلا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج ليس أمرا عابرا، بل هو أمر يعظم خطره، ويدوم أثره، ويمتد زمنه، لذلك ينبغي للأخ أن يحسن اختيار الزوجة، ويتحرى كونها ذات دين وخلق، وأن يستشير ويستخير، قبل الإقدام على هذا الأمر.
وعلى الأخ أن يعلم أن مخطوبته لا تزال أجنبية عنه حتى يتم عقد الزواج، فلا يحل له لمس ولا خلوة ولا نظر، سوى النظر الأول عند الخطبة.
وننبه الأخ أن بالشبكة قسما مختصا بالاستشارات، يجيب على مثل رسالته، وقد اكتفينا بالإجابة على ما يدخل ضمن اختصاص قسم الفتوى وهو بيان الأحكام الشرعية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1427(13/1814)
حكم نكاح فتاة مصابة بمرض قد ينتقل للذرية
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سؤال يا شيخ؟
لقد رأيت فتاة في الإنترنت من بلد آخر وقد شدني من كتاباتها في المنتدى حسن أدبها وتدينها، وراسلتها بغرض الزواج أستفسر عنها وعن أسرتها ومكان إقامتها وحتى أعرف معلومات عنها قبل الزواج.
وقد أخبرتني بأنها حاملة لمرض وراثي يقلل مناعة الجسم لبعض الأمراض وهذا المرض من المحتمل أن يصيب بعض المواليد الذكور ويحتاج إلى استخدام دواء كل ثلاثة شهور، وهذا هو السبب الذي جعلها لم تتزوج إلى الآن.
وأيضاً يا شيخ والدتها رفضت هذا الزواج بحجة أنها قد عاهدت روح والدها بعد أن مات بأن لا تجعل بناتها يتغربن ويبتعدن عنها ما دامت حية.
والأسئلة هي:
1- هل ما فعلناه من تعارف بالتراسل الكتابي عبر الإنترنت يعتبر حراماً، علماً بأننا لم ندخل في تفاصيل مخلة وكل الكلام كان يدور عن أشياء أساسية مثل عمرها ودراستها واستعدادها لأن تتزوج من بلد آخر وكان بالكتابة وباطلاع أختها حتى نضمن عدم دخول الشيطان بيننا وليس لي غرض يا شيخ إلا أن أعف نفسي فهل تعتبر هذه المراسلة بغرض الزواج جائزة أم غير جائزة.
2- هل موافقتي على الزواج منها رغم علمي بأن الأطباء قد قرروا بأن المرض قد يصيب بعض الأبناء يعتبر إجراماً مني في حق أبنائي
3- وهل يجب على هذه الفتاة أن تبر قسم والدتها لروح جدها وتترك الزواج من أي أحد خارج مدينتها، علماً بأن الفتاة قد تأخرت في الزواج ونسبة لهذا المرض قد لا يتقدم لها أحد رغم أخلاقها وتدينها.
أفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التعارف بين الفتيان والفتيات عن طريق الأنترنت ولو كان من أجل الزواج قد يجلب كثيرا من المخاطر؛ لذا فإنا قد نهينا عنه في فتاوى كثيرة. والرجل إذا كان قصده هو مجرد معرفة المرأة من حيث العمر والدراسة والاستعداد لأن تتزوج من بلد آخر ونحو ذلك, فإن كل هذا يمكن الوصول إليه عن طريق أخته أو أمه أو قريبة له أو زوجة صديق له ثقة مع أن ما يمكن أن يصل إليه من الخبر بواسطة الإنترنت لا يلزم أن يكون هو الواقع, ومع هذا فإذا كان الأخ السائل قد اقتصر حقا على ما ذكر ولم ير من تلك الفتاة ما لا تحل رؤيته فلا نرى عليه فيما مضى إثما, لكن عليه أن يقطع ذلك نهائيا لئلا يجعل للشيطان فرصة إيقاعه فيما هو أعظم.
وفيما يتعلق بموضوع الزواج من تلك الفتاة مع ما هي مصابة به من المرض الوراثي فإنا لا نرى مانعا منه لأنه يمكن أن يتزوجها مع ترك الإنجاب بالعزل ونحوه مما لا يقطع النسل, مع أنه لا يجب عليه ترك الزواج منها ولا ترك الإنجاب لأن الإنجاب وحدوث الأمراض غيب, فقد يتزوج الرجل ولا ينجب, وقد يتزوج وينجب ولا يكون في ذريته تلك الأمراض المتوقعة, ولو افترض أنه أنجب منها وحدث لأولاده ما كان مخشيا فما عليه إلا أن يحتسب أجر ذلك عند الله تعالى, فإن المؤمن يثاب حتى بالشوكة يشاكها، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عزوجل عنه حتى الشوكة يشاكها.
وفيما يتعلق بسؤالك الأخير فقد بينا في فتاوى كثيرة أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من شخص بعينه, ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 18767، وعليه؛ فواجب الفتاة أن لا تتزوج منك إلا برضى أمها. وليس هذا من باب إبرار القسم لأنه لم يرد فيما ذكرته أن والدة الفتاة قد أقسمت, وإنما الوارد فيه أنها قد عاهدت روح والدها بعد أن مات بأن لا تجعل بناتها يتغربن ويبتعدن عنها ما دامت حية ,مع أنها لو كانت فعلا قد أقسمت على ذلك فإن إبرار القسم في هذه الحالة ليس مطلوبا؛ لأن فيه مفسدة. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 71626.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الأولى 1427(13/1815)
زوج بنتك ممن يتقي الله تعالى
[السُّؤَالُ]
ـ[فتاة مسلمة أعيش في أمريكا وعمري 20 عاماً وبفضل الله عز وجل أدرس بكالوريوس الشريعة الإسلامية عن طريق الإنترنت بالجامعة، وعن طريقها تقدم لي شاب عمره 27 عاماً بواسطة مدير شؤون الطلبة، إن هذا الشاب على خلق ودين، بار بوالديه وصاحب مسؤولية إذ يصرف على أمه وأخواته البنات من أمه لأن والدهن متوفى ويدرس ويعمل بنفس الوقت، ويبحث عن الزوجة الصالحة التي تعينه على دينه ودنياه، والتي تفهم معنى قال الله وقال الرسول على فهم الصحابة رضوان الله عليهم، (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) , وهدفه العلو بدين الله عز وجل، يعيش حالياً في أمريكا لكنه غير مستقر فيها، إذ أن إقامته محددة بفترة دراسته، فمتى أنهى دراسته يجب عليه العودة إلى بلده الأصلي مصر، ويحاول الحصول على ما يسمى بـ (الجرين كارد) ، حتى يكون مستقراً في أمريكا حتى ينهي دراسته ويحصل المال الكافي للرحيل، فهو لا يحب الاستقرار هنا ولا يريد العيش هنا، وأوافقه على هذه النقطة وكنت أرفض من يريد الاستقرار فيها من غير عذر شرعي، ولغاية الآن هو لم يحصل عليها وكما نعلم أنه يمكن الحصول عليها إن تزوج بامرأة معها أوراق، أو أن يقدم عن طريق محام للحصول عليها حتى يصبح مستقراً من ناحية الإقامة، والشاب لفضله لم يلتفت إلى هذه النقطة، إذ أنني لا أملك الجنسية ولا أستطيع مساعدته، وهذا يثبت حسن نواياه ونبل مقصده للحصول على الزوجة الصالحة، وعندما تمت الرؤية الشرعية لمسنا جميعاً أنه مثقف دينياً ودنيوياً، ويحسن فن الخطاب والإقناع ويحافظ على أداء الصلوات في الجامع، وخلال السؤال عنه أخبرونا أنه ذات يوم جعل الشقة التي يسكن بها مسجداً ليصلي فيها الناس، وثبت لنا حسن خلقه ودينه من خلال الثقات أمثال الدكتور رئيس الجامعة التي أدرس بها، وقام خالي بالسؤال عن أهله في مصر وثبت لنا أنه من عائلة طيبة ولله الحمد، ولقد أعجب به والدي واقتنع به، واتفقنا على كتابة العقد يوم 8 مايو القادم، لكن بعد أن عاد الشاب إلى الولاية التي يعيش فيها قمنا باستشارة أخوالي وإخواني وأعمامي وكانت النتيجة المعارضة الشديدة من قبلهم للأسباب التالية:
1- بعضهم قال لأنه من مصر وأنا من فلسطين والطبائع مختلفة، (وقال خالي لو كان إمام الأمة الإسلامية لما زوجته ابنتي أو أختي) .
2- وقالوا لأنه لم ينه دراسته الجامعية، إذ أنه يؤخر في إنهاء دراسته ليقيم في أمريكا أطول فترة ممكنة لتجميع بعض من المال لفتح مشروع في مصر، ويعتقدون أنه ليس مؤهلا لفتح بيت مع أن الشاب أثبت لهم أنه مستعد لفتح بيت بالمعروف وذلك كله بحول الله وقوته، ووافق على دفع المهر الذي طلبوه منه، وقال لهم إنه (لو لم أكن أملك الباءة ما كنت أطرق أبواب الناس) .
3- ومنهم من قال إنني سأعاني من الوحدة والغربة لأنه سينزل إلى مصر، ومن الطبيعي أن يستقر الإنسان في بلده، وعائلتي يفضلون العيش بجانبهم خاصة أنني البنت الوحيدة من بين خمس إخوة، ويرون أن عزة البنت بأهلها، أيضاً لا يشجعون العيش في مصر بسبب سوء الحالة المادية في مصر، وقال لهم الشاب بأنه لن يستقر في مصر إن كانت هذه المشكلة، وأن له معارف في الخليج يعرضون عليه استقباله ومعاونته في العيش هناك بعد ذلك، إخواني قالوا إنه إن تم الأمر، فنحن لن نبارك وسنتبرأ منك! وكذلك أمي قالت: إن تم هذا الأمر، فأنا لست والدتك، ولا تحدثيني واعتبريني ميتة وسأتبرأ منك إلى يوم الدين، والله المستعان.
وبسبب هذه المعارضات أصبح والدي مترددا في قبول الشاب، خاصة أنه كان يرى سابقاً أن مستقبله غامض وغير مستقر وغير معروف، وهم يريدون توفير حياة كريمة ومستقرة، بالرغم أن الشاب يعمل ويبذل ما في وسعه لتوفيرها، وبالرغم من كل هذه المعارضات، إلا أن الشاب ما زال متمسكاً بي، ويرغب بالارتباط بي لأنه وجد في نفسي الصفات التي كان يبحث عنها، ولا أنكر أنني وجدت فيه الصفات التي أبحث عنها، خاصة أنه توفر التفاهم والتوافق بيننا، وقام الشاب بمحاورة ومناقشة عائلتي بالشرع والمنطق، وقام بتوسيط رئيس الجامعة التي أدرس بها للاتصال، وتكرم مشكوراً واتصل بخالي وأبي، وبين لهما أنه لا توجد أي علة شرعية تمنع الشاب من الزواج، لكن ما زالوا عند رأيهم! فأصبحت الآن بين نارين: إرضاء أهلي، أم التمسك بالشاب وعدم التفريط فيه!
أيضاً إن والداي لديهم نظرة خاطئة في إصدار الأحكام على الشعب المصري بسبب الأعمال التي صدرت من بعض الإخوة الذين لم يلتزموا بوصايا الحبيب صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً أو لم يفهموها بالشكل الصحيح، أيضاً يعتقدون أن الملتزم متشدد في كل أمور حياته حتى مع زوجته جاف الطباع حاد المزاج وغيره الكثير، فما هو رأي الشرع وما هي النصائح التي توجهونها إلينا، وأرجو توجيه كلمة لنفسي ولأهلي وللشاب، وخاصة لأهلي لأنني سأعرضها عليهم؟ وجزاكم الله خيراً، وشكر الله لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فرأي الشرع أن الفتاة البالغة العاقلة إذا التمست من وليها تزويجها بالكفء الخاطب لها، فإنه يلزمه تزويجها تحصينا لها، فإن امتنع فإنه يأثم، ولها رفع أمرها إلى القاضي ليزوجها، قال زكريا الأنصاري في أسنى المطالب: (فرع: لو التمست البكر البالغة) العاقلة (لا الصغيرة التزويج من الأب) مثلاً (بكفء) خطبها كما في الأصل وعينته بشخصه أو نوعه حتى لو خطبها أكفاء فالتمست منه التزويج بأحدهم (لزمه الإجابة) تحصينا لها؛ كما يجب إطعام الطفل إذا استطعم، فإن امتنع أثم وزوجها السلطان) . انتهى.
وبحسب الأخت فإن الشاب المتقدم لها صاحب دين وخلق، ومن كان كذلك فإنه لا يرد، وفي الحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
فنصيحتنا للأهل أن يمتثلوا أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يزنوا بميزان الشرع في هذه القضية وغيرها، وأن يعلموا أن تزويجهم لابنتهم بمن يتقي الله ويخشاه، هو الأصلح لها ولهم، فإن من زوج ابنته فاسقاً فقد قطع رحمها، وقد استشار رجل أحد السلف فيمن يزوج ابنته، فقال زوجها ممن يتقي الله تعالى، فإن أحبها أكرمها وإن كرهها اتقى الله فيها.
ونقول للأخت: وإن كان الحق لك في هذه المسألة، إلا أن لوالديك حقوقاً عليك من جوانب أخرى لعلك إن خالفتهم في هذه المسألة تضيعين تلك الحقوق، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 73463.
فننصحك باستخارة الله عز وجل وتفويض الأمر إليه سبحانه، واعلمي أن أهلك حريصون عليك، وينظرون للأمور بنظرة أبعد، ولهم تجربة في الحياة، فلا عليك إن تنازلت عن حقك، وتركته من أجل رضاهم، فإن رضى الله سبحانه في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما؛ كما ورد بذلك الحديث، ونسأل الله أن يهدي أهلك، ويقدر لك الخير حيث كان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1427(13/1816)
الدين والخلق أساس في اختيار الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن عائلة سورية تعيش في بلد عربي آخر وأبي لا يستطيع الدخول إلى سورية لأسباب سياسية وعندما ذهبنا هذه العطلة إلى سورية تقدم ابن عمي ولكني لم أوافق لأنه لم يدخل قلبي ثم تقدم لخطبتي آخر فوافقت عليه وباعتبار أن عمي المسؤول هناك رفض استقبال هذا الخاطب وأقنع أبي أنه غير صالح بحجة أنه يعيش في ألمانيا أي في الغربة ومطلق سابقا، فهل أضغط عليهم لكي يوافقوا أم أن هذا التعسير والعرقلة إشارة من الله عز وجل بعد الاستخارة خاصة أن أبي بيده الأمر ولكنه لا يستطيع الحكم لأنه لم يره فضلا عن رأي عمي
أما أنا فأريده، أشيروا علي بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الشاب كفؤا لك، وكان مرضيا في دينه وخلقه، فلا ينبغي لوليك رده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
فإذا كان الشاب كذلك فلك التمسك به، ومحاولة إقناع والدك للقبول به، ويلاحظ أنك لم تذكري في السؤال، اتصاف هذا الشاب بالدين والخلق، ويبدو أنك لا تهتمين بهذا المعيار، فلذا ننصحك بأن يكون الدين والخلق نصب عينيك في اختيارك للزوج، فإن الزواج مما يدوم أمره ويعظم خطره.
كما ينبغي لك مراعاة رأي والدك لما له من تجربة في الحياة أكبر، ونظرة إلى الأمور أبعد، مع ما له من الحق في عدم مخالفته وعدم إهماله فيما يشق عليه، وراجعي الفتوى رقم: 73463.
ولا بأس من تكرار الاستخارة، حتى يشرح الله صدرك لأي الأمرين تختارين، قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ {القصص:68} والخير فيما اختاره سبحانه.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1427(13/1817)
الزواج ممن يتجر في مواد التجميل النسائية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشرع إذا تقدم لفتاة زوج يتاجر في مواد التجميل للنساء هل المال حرام. علما أنه في بلادنا يوجد كثير من الفتيات المتبرجات اللواتي يستعملن هذه المواد. وهناك أيضا من المتدينات اللواتي تستعملهن من اجل التزين للزوج.
أريد أن اعرف جزاكم الله خيرا هل حلال أم حرام؟ أم هذا يرجع إلى نية التاجر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التجارة في مواد التجميل النسائية تجارة مباحة لعموم قوله تعالى: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا {البقرة: 275} ولا يخرجها عن الإباحة أن بعض من يشتري هذه المواد تستعملها في التبرج والفتنة, لكن إن علم البائع أن من تشتري منه هذه المواد ستستعملها في التبرج والتزين بها للأجانب فلا يجوز له أن يبيعها لها؛ لأنه في هذه الحالة يكون معينا للمتبرجة على معصية الله عز وجل.
أما ما عدا ذلك فيبقى عل الأصل وهو الإباحة, وبالتالي لا حرج في أن توافق الفتاة المسلمة على شخص يعمل في هذه التجارة وتقدم للزواج منها إذا كان مرضي الخلق والدين لحديث: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه. رواه الترمذي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1427(13/1818)
إذا تقدم للمرأة رجلان تساويا خلقا ودينا
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي شابان واحد عمره 40 سنة والآخر 31 سنة، وأنا سنية 24 سنة، فمن أختار منهم مع العلم أنهم لهم نفس الأخلاق، أما من الناحية المالية فصاحب 40 سنة أحسن من الآخر فأنا حائرة أيهم أختار ولن أندم على قراري. أشكركم جدا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك باختيار أكثرهما ديناً، فإن من يخاف الله حقاً يرعى حقوقك، ويحفظ كرامتك، واستخيري الله تعالى في أمرك، وانظري الفتوى رقم: 4823، وأكثري الدعاء بأن يوفقك الله لما فيه خيرك في دينك ودنياك، واستشيري أقاربك ممن لهم معرفة بحالك وحال الشابين، وإذا استويا في الدين والأخلاق فإننا ننصحك بالزواج بأحسنهما وضعا فإن ذلك من دواعي الاستقرار الأسري، وقد يغنيك عن الخروج في طلب الرزق، ويعينك على التفرغ للبيت وتربية الأولاد، وفقك الله لكل خير.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1427(13/1819)
حكم نكاح المرأة لأجل المال
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الزواج من امرأة غنية المراد منه ضمان العيش الكريم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من أن يتزوج الرجل المرأة للسبب المذكور، ولكن لا ينبغي أن يكون هو السبب الأول والأخير، بل يحرص على أن تكون إضافة إلى ذلك صاحبة دين وخلق، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وانظر الفتوى رقم: 64056، وقد بيَّنا في الفتوى رقم: 35511، أن الرجل لو تزوج المرأة من أجل مصلحة كمال مثلاً أومن أجل الحصول على جواز أو أي منفعة أخرى فإن الزواج يعتبر نافذا إذا استكمل شروطه وانتفت موانعه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1427(13/1820)
المرأة التي يحرص الخاطب على الظفر بها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ بارك الله فى علمكم وعملكم ونفعكم ونفع بكم: أنا شاب مقبل بإذن الله على الزواج ووضعت بعض الشروط التي أرى أنها كافية في الفتاة التي أتزوجها وهي:
1- أن تحافظ على الصلاة فى وقتها
2- أن تكون منتقبة
3- أن تكون على خلق
4- أن تكون مقبولة الشكل
5- أن تكون أقل أو مساوية لي فى المستوى الاجتماعي
6- أن تكون لا تشاهد التلفاز ولا تسمع الأغاني، هل ترون أن هذه الشروط كافية أم هناك نصيحة يمكن أن تقدموها إلي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه هي صفات ذات الدين والخلق التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها، والفوز بوصالها، بقوله: تنكح المرأة لأربع، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
ونصيحتنا لك أن يكون الدين والخلق هو مطمح نظرك، وغاية بغيتك، ومنتهى اختيارك، قال الإمام المناوي في فيض القدير: (فاظفر بذات الدين) أي اخترها وقربها من بين سائر النساء ولا تنظر إلى غير ذلك، (تربت يداك) افتقرتا أو لصقتا بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل، قال القاضي: عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذورن، سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره، فلذلك حث المصطفى صلى الله عليه وسلم بآكد وجه وأبلغه، فأمره بالظفر بذات الدين الذي هو غاية البغية ومنتهى الاختيار، والطلب الدال على تضمن المطلوب لنعمة عظيمة وفائدة جليلة. انتهى كلامه.
ولا بأس بطلب الجمال قال في عون المعبود عند قوله (ولجمالها) : يؤخذ منه استحباب تزوج الجميلة إلا أن تعارض الجميلة الغير دينه والغير جميلة الدينة، نعم لو تساوتا في الدين فالجميلة أولى ويلتحق بالحسنة الذات الحسنة الصفات ومن ذلك أن تكون خفيفة الصداق. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1427(13/1821)
حكم الارتباط بفتاة تائبة من علاقات سابقة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب كنت أنوي الارتباط بفتاة ولكن اكتشفت أنها كانت على علاقة برجل في الماضي ولم تكن تصلي أما الآن فهي تصلي وتقرأ القرآن وتنوي الحجاب بالمختصر أنها تغيرت.. فماذا يجب أن يكون تصرفي بعد اكتشافي بعلاقتها السابقة؟؟ يجب أن أتركها أو ماذا أفعل؟؟ أريد جوابا فإنني حائر..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تأكدت من صدق توبتها فلا حرج من الارتباط بها, ولا يهمك تلك العلاقة التي تابت منها, فإن التوبة تَجُبُّ ما قبلها, والتائب من الذنب كمن لا ذنب له, بل إن التائب الصادق يكون أكثر التزاما, وأشد تمسكا, وأبعد عن المعاصي والذنوب من غيره وهذا في الغالب، نسأل الله أن يجعلنا من التائبين, وإذا خشيت من إساءة الظن بها أو كانت غيرتك شديدة بحيث لا تستطيع نسيان هذه العلاقة فلا ننصحك حينئذ بالارتباط بهذه الفتاة, مخافة أن لا تستقر حياتكما الزوجية بسبب هذه المسألة, علما بأن الخطبة مجرد وعد ولا يلزم الوفاء بها, بل لكل واحد من طرفيها فسخها, ولا يأثم بذلك, ولاسيما إن كان الفسخ لغرض صحيح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1427(13/1822)
الزواج ممن لا تنجب وإخفاء أمرها عن الأهل
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم (تقدمت لخطبة فتاة وبعدها اعترفت لي أنها غير قادرة على الإنجاب نهائيا نتيجة حادث أصيبت به وهى صغيره وأنا أحب هذه الفتاة كثيرا وأحترمها كثيرا فهي فتاة متدينة ومحترمة وعلى خلق ومثال للزوجة الصالحة فكل من يعرفها يثني عليها وعلى أخلاقها وأريد أن أتزوجها بإذن الله لكن أهلي لو عرفوا هذا الموضوع سوف يمنعوننى من الزواج منها فهل هناك إثم علي لو أني أخفيت هذا الموضوع عنهم؟ وهل هناك إثم علي لو أني تزوجتها لأني سوف أمنع نفسي من الإنجاب نتيجة ظروفها فعندما أتزوجها لن أنجب أطفالا لأن ليس لها أي علاج إني أريد أن أعرف رأي الدين في هذه الحالة وهل مثل هذه الفتاة ليس لها الحق في أن تتزوج وتحب نتيجة ما حدث لها؟ فهذا قضاء الله وأنا وهي مقتنعان وراضيان به الحمد لله دائما على كل شيء أفيدوني أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك ولا حرج في الزواج من هذه الفتاة وإخفاء أمر عدم إنجابها على أهلك, وأمر الإنجاب بيد الله تعالى, فقد يبدل الله الحال ويرزقكم من حيث لم تحتسبوا.
وليس طلب الإنجاب واجبا عليك وإن أردت الأولاد بعد ذلك فيمكنك الزواج بثانية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1427(13/1823)
حكم رد الخاطب بسبب اختلاف المذهب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة عمري 23 عاماً تقدم لخطبتي شاب ولكن والدي رفض مع أن ذلك الشاب من عائلة محترمة ومهندس ولا توجد به مشكلة سوى اختلاف المذاهب، مع أنهم لا يفرقون ولا يأبهون للتفرقة الطائفية ولا ذنب لهذا الشاب إلا المذهب، أريد حلاً لأن هذا الشاب يريد أن يتقدم مرة أخرى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المقصود بالاختلاف هو اختلاف المعتقد، فقد سبق الجواب عن زواج المرأة بالمخالف لها في الاعتقاد وذلك في الفتوى رقم: 1449 فلتراجع.
فإذا لم يكن من أهل البدع المكفرة فالزواج منه جائز؛ بل إذا كان كفؤاً مرضياً في دينه وخلقه فلا يجوز للولي رده، وللمرأة حينئذ أن ترفع أمرها إلى القاضي ليزوجها، كما في الفتوى رقم: 74027، هذا هو حكم المسألة في الجملة.
لكن في هذه القضية بالذات لا نستطيع أن نقول للسائلة: ارفعي أمرك إلى القاضي.... لأننا لا علم لنا بالسبب الذي جعل الوالد يرفض الزواج، ولا نسلم بأنه مجرد كون الشاب من طائفة مخالفة.
وعليه؛ فنقول للسائلة: إذا رفض والدك أن يزوجك منه فنرى أن تصرفي النظر عنه وتلجئي إلى الله عز وجل أن ييسر لك أمرك ويرزقك الرجل الصالح الذي يرضيك ويرضي ولي أمرك، فالغالب أن الوالد لا يرد من خطب عنده إلا لمبرر شرعي أو عادي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1427(13/1824)
للأب رفض الخاطب لمبرر شرعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب من العراق تقدمت لخطبة فتاة ولكن والدها رفض لاختلاف المذاهب علما أن والدها مقتنع بي لولا المذهب علما أنه نحن عائله مسلمة ولانأبه للتفريق الطائفي لأننا جميعا الإسلام ديننا والله ربنا والقران كتابنا ومحمد رسولنا ماذا أفعل وأنا أحب الفتاة وارغب بالزواج منها وأرغب بالتقدم للمرة الثانية والفتاه أيضا ترغب بالزواج بي ومقتنعة مع جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن بينا حكم زواج المرأة بمن يخالفها في المعتقد في الفتوى رقم: 1449، فلتراجع، كما ذكرنا أيضا في المسألة في جواب السؤال رقم: 74417 وأما السائل فإنه لا يملك إلا أن يحاول إقناع أبي الفتاة ويوسط من يقنعه فإذا لم يقتنع وكان لرفضه له ما يبرره شرعا, فليس أمامه إلا الانصراف عن هذه المرأة والبحث عن غيرها, ولا يجوز له الزواج بها بغير ولي، ولا يصح ذلك الزواج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1427(13/1825)
تزوج بها وتوكل على الله
[السُّؤَالُ]
ـ[سني 28سنة أريد الزواج من ابنة عمي التي عمرها 15 سنة والتي آنست منها دينا وخلقا وألفة ولكن بعض الناس اعترض على ذلك بشيئين أرجو منكم أن تجيبوني عليهما وتوضحوا لي مدى صحة ما قالوا
الأول: قولهم إنها لا تصلح للزواج في هذا السن يعنون من ناحية الإنجاب حيث إنهم يرون أن الأسلم للمرأة أن تنجب فوق ال17 (أنا شخصيا لا أرى ذلك لأن الواقع يكذبه وخير مثال على ذلك كما قلت له جدتي وجدتك ونساء الأجيال السابقة فإنهن كن يتزوجن كذلك بل وقبله ولم نسمع أن إحداهن أصابها ضرر بسبب هذا الزواج المبكر)
الثاني: إنهم يقولون إنها أيضا لا تصلح لأنها غير ناضجة عقليا وهل إن كانت كذلك فهل يمكن معالجة هذا الأمر؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكر في السؤال لا يعد مانعا من الزواج وبنت عمك ما زالت في سن مبكر يمكنك توجيهها وتقويمها وإصلاح ما قد يكون عندها من عادات غير مرغوبة, فتزوج بها وتوكل على الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الثاني 1427(13/1826)
هل يتمسك بمن يريدها بالرغم من معارضة والديه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا والحمد لله رجل ملتزم بديني ومحافظ على صلاتي، وقد نويت الزواج من فتاة مسلمة طالبة في كلية الصيدلة وهي أيضآ محافظة على دينها وأخلاقها على عكس أهلها، وقد أحببتها وأحبتني كثيرآ، إلى درجة أننا أصبحنا لانستطيع أن نفترق عن بعض, وقد واجهت معارضة شديدة على زواجي من هذه الفتاة من قبل الأهل والأصدقاء، علمآ أنهم غير معارضين على الفتاة ولكن السبب هو أخلاق أهلها، لا أريد أن أطيل عليكم. سؤالي؟
1-هل يقع علي إثم إذا بقيت من غير زواج لأنني لا أستطيع أن أتصور نفسي أنني أعيش مع غيرها.
2-هل يقع علي إثم إذا بقيت على اتصال معها عن طريق الهاتف فقط أسأل عن أحوالها، لأنها هي أيضآ ترفض أن ترتبط بغيري؟
أرجو أن تجيبوني على هذه الأسئلة جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك أخي الكريم بأن تفكر في الأمر تفكيرا متأنيا- ولا تغلب عاطفتك- كيف سيكون تصرفك لو تزوجت هذه المرأة أو ماتت، هل كنت ستفكر في غيرها، وكذا إن قدر الله عليك شيئا فستبحث هي عن زوج غيرك، فلا حاجة أخي الكريم إلى تعظيم القضية. فاجتهد في إقناع أهلك بهذا الزاوج وذكرهم بقول الله سبحانه وتعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الزمر:7} فإن اقتنعوا فذلك المطلوب، وإلا فابحث لنفسك عن زوجة أخرى وسيعوضك الله عزوجل بطاعتك لوالديك خيرا، وإذا بقيت تنتظرها وأمنت على نفسك الفتنة والوقوع في المحرمات، فلا إثم عليك، أما إذا خشيت الفتنة أو الوقوع في المحرمات فيحرم عليك ترك الزواج مع قدرتك عليه، وانظر الفتوى رقم: 3011، وتواصلك معها كتواصل أي أجنبي مع أي أجنبية، فلا يجوز أن يكون إلا عند الحاجة المعتبرة شرعا وبالمعروف والحشمة وعدم الخضوع بالقول، وما عدا ذلك فلا يجوز، ولا شك أن الكلام بينك وبينها لا ينطبق عليه شيء مما ذكر، فعليك أن تقطع العلاقة بها بتاتا حسما لمادة الفتنة وصيانة لأنفسكم من وساوس الشيطان وخطواته، وفقك الله لما فيه خيرك في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1427(13/1827)
عدم قبول الخاطب المكذب بالسنة
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي في الله، تقدم شخص متدين لخطبة أختي غير أني احترت بين القبول والرفض وسبب حيرتي مأتاه أن ذلك الشخص عرف عنه في حين بأنه لا يعمل بالأحاديث القولية والفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول دائماً أنه يؤمن برسول الله، لكن لا يعمل بسنته معتقداً بأن القرآن الكريم لم يفرط في صغيرة أو كبيرة إلا وتطرق لها ليس من الضروري الالتجاء إلى الأحاديث النبوية التي تحوم حولها الشكوك فيما يتعلق بمصداقيتها، فهل يجوز لي إخبار أختي المتدينة بالأمر، وهل يحتم علي الشرع رفض هذا الشخص؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الرجل يرد السنة جملة وتفصيلاً فهو كافر قال الله جل جلاله: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا {النساء:65} ، وسبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 25570.
ومن ادعى أنه يعمل بالقرآن فقط ولا يعمل بالسنة فهو مناقض لنفسه لأنه كذب آيات القرآن التي فيها الأمر باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، والأمر بأخذ ما جاء به. ومن ادعى أنه لا يأخذ إلا بالقرآن فهو لا يمكن أن يعرف الصلاة ولا الزكاة ولا الحج، لأن تحديد الصلوات بخمس، وأعداد الركعات، وأن الفجر ركعتان, والعصر أربع، وأن نصاب الذهب كذا, ونصاب الفضة كذا، وأن أركان الحج كذا ... إلخ، كل هذا في السنة، فرد السنة رد للدين وكفر بالله العظيم، وهو كافر بالقرآن وإن ادعى أنه مؤمن به، ولذا فعلى من يقول ذلك أن يتقى الله تعالى، فإن كان جاهلاً فليتعلم.
ومن كان هذا حاله من رد السنة فلا يجوز تزويجه، ويجب عليك أن تخبر أختك بحال هذا الرجل، وإن كنت أنت وليها وجب عليك أن تحول دون هذا الزواج، وأما من رد حديثاً ثابتاً من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لشبهة قامت عنده أو تأويلٍ ونحو ذلك فليس بكافر، وينصح ويبين له وجه الحق، ولا مانع من تزويجه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1427(13/1828)
والده لا يريد أن تعمل زوجة ابنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة موظفة في إدارة حكومية أتى لخطبتي شخص له كل الصفات الحميدة والكمال لله وهو يعيش عند عمته التي ربته منذ ولادته فهي بمثابة والدته لكن المشكلة أن والده لا يريد زوجة ابنه أن تعمل على عكس ابنه وافق أنني أعمل فطلب من عائلتي أن لا يخبروا والده بالأمر ويتم العرس ونضعه عند الأمر الواقع فما حكمكم في ذلك مع العلم أنا وعائلتي رفضنا ذلك جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل الذي تقدم لك صاحب دين وخلق، ورضي بعملك، وكان عملك لا مفسدة فيه كالاختلاط أو الخلوة أو النظر المحرم، فننصح بالقبول به، وبعدم إخبار والده بعملك، لأنه والحالة هذه لا سبب يدفع الأب لمنع ابنه من هذا الزواج، ولكن نرى أن توجهوا النصح لهذا الرجل أن يخبر والده ويحاول إقناعه بالوضع، ويبين له أنه لا مفسدة تخشى من عمل من يريد الزواج منها، حتى لا يقدم الرجل على الزواج ثم يكون والده غاضبا عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1427(13/1829)
الاستخارة والاستشارة قبل الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي عن صلاة الاستخارة في الزواج فإني أرتبط بزميل لي في العمل منذ خمس سنين وطول هذه الفترة أستخير وقبل ثلاث سنوات بدأنا في شراء التزامات الزواج وفجأة توقفنا وأصبح يتحجج كل يوم بحجة يوم لا يستطيع ولا يعرف لماذا؟ ومرة أن أهلى لا يشبهونني شكلاً؟ وهكذا كل يوم هو في حال؟!!! وأنا مازلت أستخير وأشعر بالراحة معه وأرفض كل من يتقدم لي وهو يحبني ويريدني وأهله أيضاً ولكني لا أعرف لماذا التأخير؟ هل بإمكانكم نصيحتي وهو ذو خلق ودين ويخاف الله ولم يخطئ في حقي أبداً ويتعامل معي بما يرضي الله ورسوله، والحمد لله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستخارة والاستشارة مطلوبتان، وما دمت قد استخرت الله تعالى فينبغي أيضا أن تستشيري ثقة وتسأليه عن هذا الرجل، فإن أشار بخير واطمأنت نفسك إليه فلا مانع من قبوله زوجا ما دام ذا خلق ودين وله رغبة فيك، أما لو رفض هو فلا حيلة لك لأن الأمر ليس بيدك ولا تغني عنك الاستخارة والاستشارة حينئذ شيئا، وينبغي أن تقبلي بغيره زوجا حتى لا تحرمي الزواج بعد ذلك بسبب التأخر من أجل هذا الرجل الذي يظهر أنه لا يرغب فيك. وننبهك إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تخلو بخطيبها وتذهب معه وتجيئ لأنه أجنبي عنها، وقد تساهل الناس في هذا الأمر فتنبهي له، ولا يخدعنك الشيطان وعادات السوء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1427(13/1830)
قناعة المرء بما رزقه الله من زوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أقدمت على خطبة فتاة وعقد قراني عليها في مدة لا تتجاوز عشرة أيام من غير حصول تعارف كاف لأن مجتمعنا منغلق ومحافظ لا يسمح بالتعارف المباشر وكان تعارفي بها مجرد نظرات عابرة من بعيد......والآن بعد عقد القران وبعد مرتين من اللقاء ظهر لي أشياء لم أكن أعرف وجودها فيها مثل أن لديها أعمامها وأقاربها في مدينة أخرى وعاداتنا الاجتماعية تحتم الزيارات والتواصل وهذا ما لا أستطيعه لبعد المسافة ولضعفي وقلة حيلتي كما أني عفت فيها سمات خلقية كقبح وشذوذ اسنانها وهذا ما لم أكن أستطيع العلم به قبل الارتباط مع ضعف بنايتها وجسمها ... الخلاصة أني بعد اللقاءين شعرت بالصدود تجاهها وأنا الآن في ضغط نفسي لا أدري ما أفعل حيث استمر لدى هذا الشعور من النفور والتردد في إتمام الزفاف من عدمه إلى كتابة هذه الرسالة كما أن مجتمعنا محافظ ولم أستطع مصارحة أبي وأمي بهذا النفور والصدود لأني متأخر في سن الزواج فعمري حوالي 36 سنة وعرضا سابقا علي الزواج من قريبات ورفضت....ثم اخترت بنفسي ويا ليتني أحسنت الاختيار أو رضيت به أو طابت نفسي له مع العلم أن الفتاة ذات خلق حسن حسب الأقوال ولكنها ليست ملتزمة دينيا بشكل تام فهي ليست منقبة ولها اهتمام بالتصوير في أمور الزفاف.......المهم أنى الآن أعافها هل يصح أن أقدم على الزواج بهذه النفسية غير المنشرحة وغير المتقبلة للزوجة أم أطلق وأفارق.......أمران أحلاهما مر..... ففي مجتمعنا سيؤدى ذلك إلى أذى نفسي للفتاة وأهلها كما سينغص على والدي اللذين ارتاحت أنفسهما لإقدامي وقبولي على الزواج.....هل أضحى بسعادتي أول الزواج عسى أن تتغير الأمور بعد الزواج وتنشرح النفوس أم أحجم أرجو النصح والدعاء وبشكل عاجل........................ ولكم خالص الشكر والتقدير والآن بعد مرور 6شهور على الزواج لم يتغير شعوري بل إني أصبحت كئيبا كما أن زواجي أحدث أثرا عكسيا فبدلا من أن يساعدني على غض البصر أصبحت أطلق بصري إلى النساء وأقارن بين زوجتي والنساء مع العلم أني قبل الارتباط كنت أغض بصري، إلا أني قد فرضت عليها النقاب ورضيت بها وكما أنها تحافظ على الصلاة إلا أن الجانب الديني والأخلاقي فيها لم يعد يقنعني فهناك الكثيرات أفضل منها دينا وجمالا وهذا ما بدأت أراه، الخلاصة أني دخلت في حالة من الاستغراق في التفكير في هذا الزواج والمراجعة لما حصل معي وإني لو كنت فعلت كذا أو كذا، وأصبح هذا الأمر وسواسا مسيطرا علي مما أدى إلى عدم خشوعي وإلى استغراق هذا الأمر لعقلي فضعف ذكرى لله وزاد قلقلي مما أدى إلى أثر سلبي على مجمل حياتي فلم يعد لدي حافز ولا طموح لتطوير حياتي أخوكم في الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أخي الكريم أن القناعة كنزٌ لا يفنى، فاقنع بما رزقك الله تعالى من مالٍ وزوجةٍ وغير ذلك، ولا تتطلع إلى ما في أيدي الناس، واعلم أن نظرك إلى النساء محرم، سواء كنت متزوجاً أم غير متزوج، وسواء كنت متزوجاً بجميلة أو قبيحة، قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} .
ولا نرى ما ذكرت من كلام سبباً يدفع إلى تطليق زوجتك، ولكن إن كنت قادراً على النفقة فلا مانع من الزواج بأخرى مع العدل بين الزوجتين، ولكن إن رأيت في إبقاء زوجتك ظلماً لها لأنك لن تقوم بحقوقها ونحو ذلك فلا حرج في تطليقها، مع تذكيرنا لك بأن الطلاق ينبغي أن يكون آخر الحلول وقد بينا في الفتوى رقم: 38197، أنه لا يلجأ إلى الطلاق إلا بعد فشل الحلول كلها، ولمعرفة حكم الطلاق يرجى مراجعة الفتوى رقم: 72603، والفتوى رقم: 12963.
ونذكرك أخي الكريم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة, إن كره منها خلقا رضي منها آخر. كما في صحيح مسلم, ومعنى لا يفرك لا يبغض ويكره. وهذا إرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للأزواج أن لا ينظروا إلى المساوئ فقط ويغفلوا عن المحاسن، وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 4580.
والله أعلم. ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الثاني 1427(13/1831)
الكفاءة المعتبرة في النكاح
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق عزيز لديه مشكلة وهي تتعلق بأختة البالغة من العمر 32 عاما حيث إنها خدعت في غفلة من أهلها بشاب من جيرانها وحدث أن حملت منه وأنجبت طفلا هو اليوم في السابعة من عمره وذلك في حياة والدها المتوفى قبل 3 سنوات، وتمت محاسبة الشاب وهو في السجن اليوم بعد إدانته بانتهاك العار والسرقة أيضا، المشكلة اليوم أن هناك شابا تقدم للزواج من هذة الفتاة وهو أصغر سنا منها ب 9 سنوات وتعرف عليها من خلال مهنتة كسائق تاكسي حيث تستخدمه العائلة لذلك، حاليا الأم والأخ وكافة أفراد الأسرة ترفض هذا الزواج للأسباب المتقدمة وأيضا لعدم أهلية المتقدم، بينما البنت تصر على الموافقة، نرجو إفادتكم هل تتم الموافقة بالزواج علما بأن المتقدم طامع في مال الفتاة وهي من أسرة غنية وتكبره ب 9 سنوات، وكيف يمكن منع الفتاة من الزواج بهذا الشاب الذي يعلم بماضي الفتاة لكونه يعيش في نفس الحي. وهل يجوز استخدام القوة والاستعانة بالجهات الأمنية في التبليغ عن هذا الشاب لكونه مستمرا في توصيل الفتاة رغم رفض أهلها لذلك، وكيف يمكن إقناع الفتاة بالعدول عن هذا الزواج، وكيف يمكن ترتيب حياتها فيما بعد؟
نرجو استلام فتواكم في ذلك، ولكم جزيل الأجر والثواب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لأهل الفتاة المذكورة الحرص على زواجها وإعفافها، فمتى تقدم لها كفء فلا يجوز لهم منعها من الزواج به، والمبادرة بتزويجها، لا سيما وأنها في هذا السن المتأخر، ولا يشترط كفاءته لها في غير الدين، وتراجع الفتوى رقم: 19166، فلا يضر كونه سائقا وهي ذات مال، وكونها أكبر منه سنا لا يؤثر في الزواج بها، وأما الظن بالشاب أنه طامع في مالها، فلا يعدو عن كونه ظنا، والظن لا يغني من الحق شيئا، ولا يبرر رفض الشاب، فالفتاة عاقلة رشيدة ولها حرية التصرف في مالها فلو وهبت الشاب مالها قبل الزواج لما كان لأحد منعها من ذلك، فكيف تمنع من الزواج به لهذا.
وعلى الشاب أن يتأكد من توبتها من الزنا، وذلك للخلاف في صحة الزواج بالزانية، وينبغي له أن تكون نيته إحصان نفسه وإعفاف تلك المرأة، وأن لا يكون نيته مالها، وعلى الفتاة أن تتوب إلى الله، ولا يجوز لها الركوب مع الشاب دون محرم، وإذا لم يرض أولياؤها بتزويجها من هذا الشاب إن كان كفؤا فلها الحق في رفع قضيتها إلى القاضي ليزوجها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الثاني 1427(13/1832)
حكم الارتباط بشخص أحد والديه على غير مذهب أهل السنة
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديقة وفقها الله وجاء شاب يطلب يدها. ولكن هناك مشكلة أن أحد والدي الشاب لا أذكر بالضبط إما الأب أو الأم ليس سنيا بل شيعيا، وّإذا كان كلا الطرفين أو من طرف واحد، مع العلم إن الفتاة سنية فأفتوني- وهو عاجل - هل يجوز الزواج من هذا الشاب أم لا؟ ولكن الشاب أكد للفتاة ووالديها بأنه سني ولا يتبع الشيعة من أي من نواحيها؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج من زواج الفتاة بهذا الشاب ولا سيما إذا كان صاحب دين وخلق، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي.
وأما عن حكم زواج المرأة من مخالف لها في الاعتقاد فتراجع الفتوى رقم: 1449.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الأول 1427(13/1833)
هل تطيع والدها إذا أراد فسخ خطبتها وتزويجها من آخر
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ أنا فتاة في سن الزواج وقد تقدم لي شاب من حوالي عام وقد وافقنا عليه ووافق والدي عليه أيضاً، ولكن طلبنا منه تأخير الإجراءات من كتب كتاب وزواج حتى أنهي دراستي الجامعية وهو ينتظرني حتى أنهي الدراسة، ولكن الآن والدي يريد أن يزوجني بشاب غيره ليس أفضل منه لا ديناً ولا خلقاً بعد أن التزمنا بكلمة مع ذلك الشاب الذي ارتضينا دينه وخلقه وأنا صراحة لا أريد إلا الزواج بمن خطبني أولاً ووافقنا عليه، فما عساي أن أفعل الآن، وهل علي طاعة أمر والدي في هذا الأمر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الإجابة على السؤال نذكر هذه المقدمات:
- تحرم الخطبة على خطبة المسلم بعد ركون الفتاة ووليها إلى الأول، وتقدم في ذلك الفتوى رقم: 25922.
- فسخ الخطبة جائز من الولي ومن الفتاة، ولكن ينبغي الوفاء بها ديانة إذا لم يكن هناك سبب شرعي يدعو إلى الفسخ.
- ليس للولي أن يمنع الفتاة من الزواج بالكفء.
- لا يجب على الفتاة طاعة والدها في أمر زواجها بمن لا ترضاه، وسبق في الفتوى رقم: 31582 أنه لا يحق للولي أن يجبر الفتاة على الزواج من رجل غير راغبة فيه.
- الزواج بغير ولي باطل، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 5855.
وعليه نقول يجب على الخاطب الثاني أن يتقي الله ولا يخطب مخطوبة الغير، ما لم يدع الخطبة، وينبغي للوالد أن يفي بوعده للخاطب الأول لا سيما وأنه قد ركن وانتظر، ولا يجوز للوالد إجبار ابنته على نكاح من لا ترضاه، أما الفتاة فينبغي لها أن تسعى في إقناع والدها بالشاب الأول الذي ركنت إليه وتراه أفضل، فإذا أصر والدها على تزويجها بالثاني، فننصحها بطاعته، فلعل الله أن يجعل لها الخير فيه جزاء طاعتها لوالدها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1427(13/1834)
ما يفعله من أبت أمه زواجه بمن عاهدها على الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 34 عاما تعرفت على فتاة وأحبها وتحبني وقد أعطى كل واحد للآخر العهد على ألا يتزوج غير الآخر وقد مضى على هذا تقريبا عامان 2 وفي تلك الفترة جاء 3 رجال إلى تلك الفتاة ليتزوجوا بها ورفضتهم على أن توفي بعهدها لي. فلما أخبرت أنا أمي بالأمر رفضت وقالت لن أقبل أن تتزوج بتلك الفتاة بدون أي مبرر ماعدا أنها أن تلك الفتاة من قبيلة ونحن من قبيلة أخرى فماذا أفعل أفيدوني رحمكم الله هل أوفي بوعدي وأتزوج بتلك الفتاة، أم أتبع ما قالته لي أمي؟ مع العلم أني قد خطبتها من أمها دون علم والدتي بالأمر أنا في حيرة أجيبوني؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاجتهد في إقناع أمك بالأمر حتى لا تقدم على هذا الزواج إلا وهي راضية، وبين لها أن كون المرأة من قبيلة أخرى لا يستدعي رفضها وعدم قبول الزواج منها فإن أصرت على رأيها بعد ذلك فهل يلزم طاعتها أم لا؟ سبق جواب ذلك في الفتوى رقم: 71134.
وأما عن معاهدة هذه المرأة على الزواج مع اعتراض أمك فانظر خاتمة الفتوى رقم: 54225، وكذا الفتوى رقم: 57942، ففيهما جواب ما سألت، وفقك الله لمرضاته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1427(13/1835)
يعمل في محل تقدم فيه الخمور.. هل تقبله زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة فى الخامسة والعشرين من عمري تم خطبتي على إنسان محترم ذي خلق، ولكن المشكلة يا شيخنا أنه يعمل فى محل تقدم فيه الخمور لقد قام بالبحث الكثير عن عمل آخر، ولكنه لا يجد فموعد زواجنا قد اقترب، فأنا لا أرضى بهذا العمل وقلت له إنني لن أتزوجك وأنت بهذا العمل اتركه أولا فقال لي ومن أين نعيش وأنا قد بحثت عن عمل كثير، فماذا أفعل هل أتركه، ولكننى أرتاح له وأحس أن هذا الإنسان سيصونني ويحافظ علي أم أتزوجه على هذا وأنني إذا تزوجته فأنا آخذ معه نفس الوزر وأنه يحضر لي بعض الهدايا من هذه النقود، فماذا أفعل، أنا أريد الحلال ولا أريد أن أبدأ حياتي بالحرام، فأنا والحمد الله على خلق وأخاف الله جداً، فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان عمله لا علاقة له بالخمر لا بيعاً ولا عرضاً ولا إعانة، فلا يحرم عليه العمل في تلك الشركة أو المحل، وما يحصل عليه من أجرة فهي حلال، ويجوز له أن ينفق عليكم من ذلك المرتب، وإن كان يباشر بيع الخمر أو عرضه أو الإعانة عليه فيحرم عليه العمل في ذلك المكان، وما يحصل عليه من أجرة مال خبيث لا يجوز له الانتفاع به، ولا يجوز لك قبول النفقة أو الهدية منه، وتفصيل ذلك في الفتوى رقم: 72614.
وكلامنا هذا إذا كان جميع دخله من الحرام، أما إذا كان له سبب رزق حلال يحصل منه على مال فيكون ممن اختلط ماله، وهذا سبق بيان حكم التعامل معه في الفتوى رقم: 6880، والفتوى رقم: 71592 فلتراجع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1427(13/1836)
لا ترد الفتاة لعدم تعلم والديها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب بالسنة النهائية لكلية الطب أبلغ من السن 22 عاما، أحب زميلة لي في نفس سنتي الدراسية، تعرفت عليها عند التحاقي بالكلية، اعترض أهلي كثيرا عند طلبي الارتباط بها، ونزولا على رأيهم انفصلت عنها منذ السنة الثالثة من الدراسة، والآن هي تنتظرني وأنا لا أستطيع الابتعاد عنها لأني أحبها، اعتراض أهلي أن أهلها غير متعلمين أفيدوني أفادكم الله، هل هذا يمنع زواجي بها؟
أبي وأمي أساتذة بالجامعة، قامت أمي كثيرا بمحاولة إبعادي عنها ونزلت على رغبتها وابتعدت، والآن نحن في سنتنا النهائية وأطلب من الله أن يعينني على الارتباط بها، هل في ذلك عائق؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تمكنت يا أخي من إقناع والديك بالسماح لك بالزواج بهذه المرأة فهو الأفضل والأحسن حتى تجمع بين طاعة والديك والزواج بمن تحب، وليس في عدم تعلم والدي الفتاة عيب تستحق الفتاة أن ترد به، وأما إذا أصر والداك على رأيهما فتجب طاعتهما، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 6563، والفتوى رقم: 17763.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1427(13/1837)
الإلحاح على الوالدين للموافقة على الزواج بمن يريد
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أيها العلماء الكرام جزاكم الله عنا خير الجزاء لما تقدموه لنا من العلم وبعد إذن حضرتكم لدي سؤال،
أنا على علاقة مع بنت عمتي ولكن تواجهنا الأمور وأنا على علاقة شديدة بها ولكن والدي رافضان زواجي منها تماما ولا أدري لماذا وفي يوم ما استيقظت من نومي على أذان الفجر فقمت إلى الصلاة وأنا في صلاة دعوت الله ان يهديها وان يجعلها زوجة لي صالحة وأن يجعلها من نصيبي بعد الصلاة أخذتني سنة من النوم فرأيت في نومي أن بنت عمتي ووالدتي وأختها في شجار مع بعضهم البعض ولا أدري أهذا الذي رأيته رؤية من الله أم حلم من الشيطان وأنا أريد أن أتزوجها وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت بنت عمتك مقبولة في دينها وخلقها فاجتهد في إقناع الأسرتين أعني أسرتك وأسرتها بهذا الزواج ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الزوجة الصالحة، وأما بشأن الرؤية فنعتذر عن تفسيرها لأنه لا يوجد لدينا مختص بذلك، ويراجع الجواب رقم: 936.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1427(13/1838)
العلاقة المحرمة عبر وسائل الاتصال
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا في حاجة إليكم.
تعرفت على شاب من السعودية إلى حد الآن سنة من أول يوم للتعارف ولم يتعد هذا إلى مكالمات بالهاتف وعدني بالمجيء. ولكنه دائما يجد الأعذار تعلقت به أريد أن أكون زوجته وهو كذلك لذلك صليت صلاة الاستخارة وحلمت بأني في مكان واسع أحسست أني محبوسة في ذلك المكان أحسست بالخوف أردت الهروب وفعلا تمكنت من ذلك وعندما خرجت كنت شبه عارية وفي الخارج كان المطر ينزل هممت بالهروب تحت المطر ولكن وجدت امرأة في جوار المنزل فأعطتني لحافا لأحمي نفسي فأخذت اللحاف وركضت تحت المطر الغزير أحسست وكأني تخلصت من خطر وعند الهروب رن علي على الهاتف أحسست وكأنه هو من كان يحبسني ولم أفتح الخط وهربت.
أرجو تفسير هذا مع العلم أنه أتعبني نشكه لي ويقول عندما يعتذر أن ذلك بسبب البعد.
شكرا وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق والسعادة في الدارين ولتعلمي أن الإسلام حرم علاقة المرأة برجل أجنبي عنها إلا إذا كان ذلك في ظل الزواج الشرعي.
ومن المنكرات الشائعة في هذا العصر بين الشباب تكوين العلاقات والاتصالات المحرمة عبر وسائل الاتصال, ولهذا فإن عليك أن تقطعي علاقتك بهذا الشاب لأنها علاقة محرمة وربما تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، فإن كان يريد الزواج منك حقيقة فليتقدم لأهلك مباشرة وينفذ ما يريد.
ونرجو أن تطلعي على الفتويين: 66415، 11507، وما أحيل عليه فيهما.
وبخصوص الرؤيا التي ذكرت فإننا نعتذر عن تفسيرها, وبإمكانك أن تسألي عنها أهل الاختصاص. فهذا الموقع خاص بالرد على الأسئلة الشرعية، وبإمكانك أن تعيدي صلاة الاستخارة مرة أو مرات، وما تفعلي بعد ذلك ففيه لك الخير إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1427(13/1839)
الزواج ممن يعمل في بنك ربوي
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي الشيخ
سأدخل في الموضوع مباشرة:
أنا فتاه في ال24 من العمر، على قدر متواضع من الجمال، كرمني الله عز وجل بنعمة العقل فدخلت مدارس المتفوقين وحصلت علامات جيدة ودرست تخصص الهندسة الكهربائية والحمد لله أبدعت فيه وتخرجت بمعدل جيد جدا والآن أعمل في الجامعة حيث أدرس الطلاب. من ناحية الدين الحمد لله أنا محجبة وألبس لبسا طويلا ومحتشما وأصلي وأقرأ القرآن وأحفظ منه ودائما فاتحة على مواقع الإسلامية ومواقع الدعوة والدعاة حيث أجد نفسي في تلك المواقع وأتعلم أمورا وأنشرها عن طريق الإيميلات.
قبل فترة تقدم لخطبتي شاب كان قد رآني في الجامعة وأعجب بي حيث إن سمعتي والحمد لله طيبة بين الجميع، مواصفاته كلها كانت جيدة من حيث العمر والتعليم والالتزام إلا في موضوع العمل حيث إنه يعمل في بنك هو مدير فرع.
طرحت الموضوع على أهلي وتشجعوا كثيرا لأنه-الحمد لله على كل حال- لا يأتيني خطاب كثير وإنني لست جميلة جدا وعمري متقدم وأنهم يريدون أن يزوجوني لأني الكبيرة إلى آخره. عندما لاحظت فرحة أهلي قررت أن أوافق فرضى الله من رضى الوالدين وبدأت أصلي الاستخارة على نية التوفيق. كل مرة أصلي الاستخارة أشعر بعدم الراحة وغصة في القلب لماذا؟ لأنه يعمل في البنك وليس أي بنك بل بنك ربوي المهم زارني هذا الشاب وتكلمت معه وقلت له إن عمله كله حرام وإن هذا هو اعتراضي الوحيد، جاوبني بأنه حاول ينتقل على بنوك ثانية وما قدر ويريد تشجيع من شخص قريب عليه..... وطبعا يقصدني أنا. المهم قررت أني أرفض
فكل ما أصلي الاستخارة أو أسمع القرآن أبدأ بالبكاء ولم أعد آكل ولا أنام لمدة أسبوع. ذهبت إلى والدي وقلت له إن هذا الشاب يعمل في بنك ربوي وإنني غير مرتاحة للارتباط به فأنهالت علي أكوام من البهادل والشتائم وإنني كل حياتي غلط بغلط ولأنه أحسن لي آخذ واحدا له لحية ومتزوج ثلاثة وأنا الرابعة وما إلى ذلك ثم أصابته حاله من ضيق التنفس والانهيار (شبه أعراض الجلطة) لحظتها كدت أن أنهار عندما شاهدت والدي على هذه الحالة واضطررت تحت الضغط والإلحاح للموافقة. بالرغم من ذلك بقيت أبكي ولم أكن سعيدة أبدا فكل ما اتخيل أنني سأرتبط به أشعر كما لو أن هنالك حبلا ملفوفا حول رقبتي يكاد يخنقني وبقيت أستغفر الله وأدعو"من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". البارحة كان موعد الاتفاق على تفاصيل الطلبة والجاهة وما إلى ذلك، طبعا حالتي النفسية كانت سيئة للغاية أتى إلينا خالي وهو شخص متحضر للغاية حتى والدي شخص
دبلوماسي ومتحضر جدا ولكني لا أعلم لماذا كل هذا النكد؟ المهم سألوني ما الذي أريده وعلى ماذا يتفقون مع الناس؟ عندها أصابتني حالة من البكاء الصامت أي أن دموعي تنهمر وأنا جالسة بلا حراك وقلت لهم مثلما تريدون اطلبوا ايش ما بدكم أنا سأتزوجه لأجلكم وانا غير سعيدة ولا مبسوطة المهم بالطول بالعرض انتهت القصة امبارح دون دخول بتفاصيل أكثر. ما أريد الاستفسار عنه/:
- هل تصرفي كان صحيحا؟
- كيف تقييمك لتصرف أهلي وهل يأثمون على استهزائهم؟
-هل أنا فتاة معقدة لأنني لم أصاحب ولم أخرج مع شباب ولا أعطي أحدا منهم عينا وأوازن الأمور كلها بمنظور الحلال والحرام.
-هل وصلنا للزمن الذي يتقي فيه الله يكون ((أهبل وعبيط وبده يغضب أهله)) أرجو منكم النصح والإرشاد والدعوة لأهلي وإخواني فأمي الوحيدة الملتزمة بالصلاة والباقي لا. وكلما أحاول أشجعهم يبقون يستهزئون علي وكأني فتاة صغيرة.
وأرجو أن تدعو لي أن يهبني الله زوجا صالحا تقيا نقيا أجد فيه حلاوة ديني ودنياي واعتذر عن الإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لأختنا الثبات على تمسكها بحجابها، وتحريها للحلال والحرام، فيما تأتي وتذر، وأن يثيبها على ما تقوم به من جهود في مجال الدعوة إلى الله.
وأما عن زواجها بهذا الشاب الذي يعمل في بنك ربوي، فإن العمل في بنك ربوي لا يجوز، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 7011، 25004، فكان الأولى أن تشترط عليه ترك هذه العمل، ولكن إذا كان الأمر ليس بيدها، وأجبرت عليه، فلا حرج عليها من الزواج به، وعليها أن تناصحه بترك هذا العمل، وأن تبين له حرمته وحرمة هذا المال الحاصل، وضرره عليه في دينه وآخرته، وعليها أن تتجنب الأكل من هذا المال المحرم، وتراجع الفتوى رقم: 6880.
وأما الاستهزاء بها من أجل تدينها، ونظرها للأمور من منظور الشرع، فهذا ذنب كبير، وقد يصل إلى حد الكفر والعياذ بالله وسبق بيانه في الفتوى رقم: 26193.
ونحن في هذا الزمان الذي ذكرته الأخت، وما ذلك إلا لغربة هذا الدين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. رواه مسلم وغيره.
جعلنا الله وإياك منهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1427(13/1840)
هل تستمر مع زوجها غير الملتزم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا بنت مكتوب كتابي لزوج غير ملتزم ولكن اتفقنا على حياة ترضي الله ولكن هذه الأيام يحدث بيننا مشاجرات بسبب اختلافنا علي أمور دينية مثل الفرح فأهله يريدونه فرح بغناء واختلاط وهو يقول إنه حائر بيني وبين أهله أشعر بالخوف هل أستمر معه أم أظل في حالة شجار وفي النهاية لا أنفذ أي شيء حرام. لكن أنا لا أدري ماذا سيحدث؟ هل أطلب الانفصال أم أستمر مع العلم أنه صعب على نفسيتي الانفصال لكن إذا كان هذا مايرضي الله سأقوم به؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب محافظا على الواجبات كالصلاة والصيام ومجتنبا لكبائر الذنوب فلا ننصح بالابتعاد عنه، وما عنده من نقص وتقصير فكوني عونا له على تداركه والتوبة منه، ولا يجوز له أن يوافق أهله على أن يكون في الحفل الغناء المحرم والموسيقى غير الدف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وانظري الفتوى رقم: 35466، والفتوى رقم: 1094، والفتوى رقم: 69978.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1427(13/1841)
الطريق الأمثل لاختيار الزوجة الصالحة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الذهاب إلى صالات الأعراس التي أصبحت مكانا لانتقاء عروس المستقبل؟ علما بأنها للنساء فقط وفيها معازف؟
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للرجال الذهاب إلى صالات الأعراس الخاصة بالنساء؛ لما في ذلك من الاختلاط بالنساء الأجنبيات والتعرض للفتنة والفساد، ويزداد الأمر منعا إذا كان فيها معازف ومزامير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة، مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة. صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
ولا يبرر الحضور إلى هذه الأماكن المحرمة كون الشخص يريد الحصول على زوجة، فهذا ليس الطريق الأمثل لاختيار الزوجة الصالحة التي حث الشرع على طلبها، فبإمكان الشاب أن يوكل اختيار زوجته لبعض قريباته الصالحات اللواتي يعرفن مجتمع النساء، أو غير ذلك من الوسائل المشروعة بدلا من الذهاب إلى أماكن الفساد، ثم بعد أن تحدد له قريبته امرأة يذهب هو ينظر إليها في عدم خلوة، وانظر مزيد من الفائدة عن ذلك في الفتوى رقم: 28893.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1427(13/1842)
هل يزوج من يفعل المنكر ويرضى به
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ، ما حكم من أراد الزواج من أختي ومن صفاته يأخذ أهله لأماكن عامة وفيها يشربون الشيشة وهم (كاشفين الوجه فقط) ، وأيضاً عنده أخته متزوجة من رجل يجعلها تجلس مع الرجال وهو كأخ لها لا يمانع، أنا في حيرة أبي موافق وأمي، أنا سعودي من قبائل المملكة، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن من كان هذا حاله فترك تزويجه هو الأفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
ولكن إن عجزت عن إقناع والدك وأختك برفضه، فاقنع أختك بالتمسك بالأخلاق الفاضلة، وحرمة الاختلاط بالأجانب، وبحرمة نظرها إليهم ونظرهم إليها، وأنه لا يجوز لها طاعة زوجها في معصية خالقها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 صفر 1427(13/1843)
حكم الزواج بمن يعمل في محل تقدم فيه الخمور
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أريد أن أسأل سؤالا بالنسبة لخطيبي فهو حالياً يبدأ في افتتاح كوافير رجالي، فهل هذا حرام أم حلال، أنا أريد أن أعرف الإجابة، وهو حالياً يعمل في مكان يقدم فيه خمور، فهل هذا حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعمل في محل كوافير رجالي جائز من حيث الأصل، وقد تقدمت لنا فتوى في شروط جواز فتح صالون حلاقة للرجال نرجو مراجعتها بالرقم: 11093.
أما العمل في محل تقدم فيه الخمور ففيه تفصيل، فإذا كان خطيبك هذا يباشر بيع الخمر أو تقديمه فإن عمله محرم شرعاً، وما اكتسبه من وراء ذلك من مال فهو مال خبيث يجب عليه أن يتخلص منه بصرفه في مصالح المسلمين العامة، وفي الحديث: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحموله إليه. رواه أبو داود.
أما إذا لم يكن يقدم الخمر ولا يباشره وإنما يعمل في مجال آخر مباح فعمله جائز، وينبغي له أن يبحث عن عمل آخر لا توجد فيه مثل هذه المنكرات، هذا وينبغي أن تعلم السائلة أن معيار قبول الشخص زوجاً هو الدين والورع عن المحرمات، لحديث: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي، ومن يعمل في المحرمات أو يغشى أماكنها غير مرضي الدين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1427(13/1844)
لا حرج في تزوج هذه المرأة مع إمساك الأولى
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي في الإسلام سأطرح سؤالي وإن شاءالله أجد الإجابة عندكم، أنا شاب ومتزوج والحمد لله وعندي أولاد والحمد لله، قبل أن أتزوج من زوجتي كانت لي علاقة مع فتاة وكانت علاقاتنا يداخلها الشك وكانت مصدر أعين الناس لما كان لها من أثر قوي علينا نحن الاثنان في الالتزام والحج، وكانت هي الفتاة التي أبحث عنها ولكن لدخول الأهل لم تدم طويلاً لأنني بادرت بالتقدم بالزواج منها ولكن أهلها رفضوا الزواج وكانت الأعذار مادية وتقدمت مرتين وكانت نفس النتيجة ولأني لا أريد الحرام فقررت أن نفترق وبعدها تزوجت ولكن وجدت الفرق بينها وبين زوجتي الحالية وهي فروق كبيرة من جميع الأشياء، أهم اهتماماتها الناس ونظرتهم لنا وغيرها من الأشياء التي تنفرني منها وأهمها عدم الاحترام لي أمام الناس، المهم مرت السنوات وبدأت زوجتي وكأنها شيء من الماضي وتخيلت أنها ماتت مع العلم أنني ضحيت من أجلها وتغربت إلى بلدها وبلا تقدير وشاء القدر أن نلتقي أنا والفتاة صاحبة القصة بصدفة وهي من أحلى الصدف والغريب أنني وجدتها غير متزوجة مع العلم أنها لا ينقصها من المال ولا الجمال ولا المنصب أي شيء ولكن أنا النقص الوحيد في حياتها وزادتها فترة الفراق 5 سنوات تمسكا بالله ولله الحمد وهنا حصل عندي المقارنة ما بينهما والآن أنا محتار هل أتزوجها؟ أم أطلق الأولى لأن هذه الفكرة التي تراودني من قبل ما ألتقي بالفتاة الأولى؟
أفيدوني أفادكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالاستخارة أولاً فيما تنوي الإقدام عليه، ونشير عليك بأن تتزوج هذه المرأة التي أحببتها والتي تتصف بصفة الدين بحسب وصفك إن أمكن ذلك، كما ننصحك بعدم طلاق زوجتك الأولى التي رزقك الله منها الأبناء، لعل الله أن يهديها، ولأجل الأولاد الذين ستكون خسارتهم كبيرة بطلاق أمهم، وننبهك على وجوب قطع العلاقة مع المرأة الأجنبية والابتعاد عنها حتى تتزوجها لما في الاتصال بها ومخالطتها من مدخل للشيطان. وفي الحديث: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم، وعند مسلم: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1427(13/1845)
طاعة الوالدين في عدم الزواج من رجل بعينه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة من المغرب لدي مشكلة معقدة وقد تبدو لك غريبة لكن أرجو من الله أن أجد النصح السديد لديك..لكن أستحلفك بالله أن تهتم بما ستقرأ فو الله إني صادقة في كل ما سأقول ... ... ... ... ... ...
كنت سيئة السلوك لا أحسب حسابا لكلامي ولا لأفعالي ... عن غير قصد.. رغم أني متحجبة وأصلي ولا أسيئ إلى أحد أبدا..أول ما جنيت من هذا السلوك أني فقدت عذريتي..لم يعلم أحد بهذا الأمر إلى يومنا هذا..تقدم لي بعدها شبان كثر ولم أستطع القبول خوفا من ان يكشف أمري..إلى أن التقيت شابا على خلق ودين كبيرين جدا جدا غير حياتي كلها كان لي نعم الصديق أطلعني على عيوبي وساعدني على إصلاحها أعادني إلى طريق الصواب ... تشجعت وحكيت له عن أمري..التمس لي الأعذار وقبل بوضعي وتقدم لي خاطبا لكن أهلي رفضوه بشدة وخاصة أمي والسبب أنه معاق ويمشي بكرسي متحرك..بعدما تعرض لحادث سيارة أفقده حتى رجولته فلم يعد قادرا على ممارسة غريزته مع المرأة بشكل طبيعي الشيء الذي سيمنعه أيضا من الإنجاب.. كما أنه شرح لي هو شخصيا أنه لا يتحكم في الأخبثين بل إنه يستعمل أجهزة طبية لمنع التسرب إلى الخارج..أما باقي حياته فإنه يمارسها بشكل طبيعي جدا بل إنه يتحرك أكثر من أي شخص طبيعي ... لم أكن مهتمة بإعاقته وكنت متمسكة به إلى أقصى حد إلى أن علمت بوضعه الصحي فأصبحت عندي بعض التخوفات من أن لا أستطيع التحمل إن أنا تزوجته ... احتار أمري والله ما عدت أعرف كيف أتصرف.. لقد كان له فضل كبير علي. كما أني أحببته وما زلت أحبه إلى درجة لا تصدق ... نظرت إلى المسالة نظرة دينية وليس دنيوية.... فماذا أفعل هل أتزوجه وأستحمل وضعه رغم ما سيترتب على ذلك من مشاكل مع أهلي لكنه سيسترني من أمر لا يعلمه أهلي أم أتراجع إلى أن تفرج من الله عز وجل
أرجو من الله أن أجد لديكم الجواب الذي ينقذني من الوقوع في الإثم أو المعصية سواء مع أمي أو مع هذا الشخص الذي قطعت معه وعدا أن أفعل المستحيل لكي توافق أسرتي عليه
جزاكم الله عني كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك إن قصدت القبول بهذا الشخص لدينه وخلقه والقيام بشؤونه فأنت مأجورة على ذلك، وعليك أن تجتهدي في إقناع والديك بتمام هذا الزواج، فإن وافق والدك فذلك, وإن أصرا على الرفض فننصحك بطاعتهما, وهما حريصان بالطبع على مصلحتك وغالبا ما يكون الوالدان أدرى بمصلحة الابن أو البنت لاسيما في مسائل النكاح، فلا تعارضي والديك في رفضهما لهذا الشاب المعوق, ولعل الله أن ييسر له من تقوم بشؤونه غيرك, وأن ييسر لك من يقدر الظرف الذي حصل لك وهو فقد البكارة, ولعل طاعة الوالدين فيما أمراك به تكون سببا في تيسر الأمور وسيرها على ما يرضي نفسك ويسترك من الفضيحة ففي طاعة الوالدين وبرهما من البركة والخير ما لا يعلمه إلا الله عز وجل.
ولمعرفة حكم طاعة الوالدين إذا عضلا ابنتهما راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 50233، 23339، 48766.
علما بأنه لا يجب عليك أن تخبري من يتقدم لخطبتك بذلك, فإن المرأة ليس عليها أن تخبر خاطبها بأنها غير بكر إذا لم يشترط ذلك، ولتكتفي بالتوبة ولتستري على نفسك قال صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله. رواه الحاكم. وصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله, فمن أتى من هذه القاذورات شيئا فليستتر ستر الله, فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب........ رواه الحاكم عن ابن عمر, ورواه مالك مرسلا.
بل لو سألك زوجك بعد الدخول عن سبب زوال بكارتك إن علم به فينبغي أن لا تخبريه بما فعلت, ولتلجئي إلى التورية فإن البكارة قد تزول بأسباب كثيرة غير الوطء كالوثبة والركوب على شيء حاد ونحو ذلك.
وراجعي لزاما الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22413، 20880، 23177، 20941، 21798، 32540 ... .
والله أعلم.
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1427(13/1846)
جمال الباطن أولى من جمال الظاهر
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
هل الأفضل أن يختار الإنسان الفتاة التي يريد أن يتزوجها بحيث تكون أقل منه في الدين أو مكافأة له في ذلك خاصة إذا كانت تتمتع بمميزات أخرى كالجمال، فأنا حديث عهد بالالتزام منذ حوالي 3.5 سنوات ولكن الحمد لله عرفت خلالها الكثير من أمور ديني، وأحاول أن أطبقها أم أن الأفضل اختيار صاحبة الدين التي تفوقني بكثير، فهي تدرس في كلية الدراسات الإسلامية في الأزهر، وأهلها كلهم ملتزمون جداً نحسبهم كذلك، وأنا أخاف إن أقدمت على الزواج من تلك الفتاة أن تنظر إلي زوجتي بعين الانتقاص وكذلك أخاف أن أشعر بالتصاغر أمامها وأمام أهلها، فضلا ًعن شرط الجمال لأنها ليست جميلة، ولكن عقلي يميل إليها وقلبي فيه شيء من ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمال الباطن أهم وأولى من جمال الظاهر، ولذا فننصحك باختيار ذات الدين التي تكرمك في حضورك وتحفظك في غيابك، وتطيعك في أمرك، وتربي أولادك، ولا بأس في زواج الأخرى إن كانت قائمة بما أوجب الله عليها منتهية عما نهاها الله عنه وخاصة إن كنت ترى أن الزواج بمن هي أقل جمالاً لن يقطع عليك باب الفتنة، وإلا فالأصل هو طلب الأحسن والأكمل في الدين والخلق، وصاحبة الدين لن تنظر إلى زوجها بنقص وازدراء، بل ستكون عونا له على الطاعة والخير والصلاح، وستكون أشد طاعة له من غيرها، وأي تدين وعلم يدعو المرأة إلى أن تتعالى على زوجها وتخالف أمره، أو تحقر من شأنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1427(13/1847)
تزوج من أحببتها لدينها ولا تترك الأولى
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي في الإسلام سأطرح سؤالي وإن شاء الله أجد الإجابة عندكم، أنا شاب ومتزوج والحمد لله وعندي من الأولاد والحمد لله، قبل الزواج بزوجتي كانت لي علاقة مع فتاة وكانت علاقتنا لا يدخلها الشك وكانت مصدر أعين الناس لما كانت لها من أثر قوي علينا نحن الاثنين في الالتزام ومحبة الله والحج وكانت هي الفتاة التي أبحث عنها ولكن العلاقة لم تدم طويلاً لأنني بادرت بالتقدم بالزواج منها، ولكن أهلها رفضوا الزواج، وكانت الأعذار مادية وتقدمت مرتين وكانت نفس النتيجة، ولأنني لا أريد الحرام فقررت أن نفترق وبعدها تزوجت، ولكن وجدت الفرق بينها وبين زوجتي الحالية، وهي فروق كبيرة من جميع الأشياء أهم اهتماماتها بماذا يقولون الناس ونظرتهم لنا وغيرها من الأشياء التي تنفرني منها وأهمها عدم الاحترام لي أمام الناس وعدم اهتمامها لأهلي، المهم مرت السنوات وبدأت زوجتي وكأنها شيء من الماضي وتخيلت أنها ماتت، مع العلم بأنني ضحيت من أجلها وتغربت إلي بلدها وبلا تقدير وشاء الله أن نلتقي أنا والفتاة صاحبة القصة بالصدفة وهي من أحلي الصدف، وهي أيضاً من بلد آخر والغريب أنني وجدتها غير متزوجة، مع العلم بأنها لا ينقصها من المال ولا الجمال ولا المنصب أي شيء، ولكن كنت أنا النقص الوحيد في حياتها وزادتها فترة الفراق 5 سنوات تمسك بالله ولله الحمد وهنا حصلت عندي المقارنة ما بينهما والآن أنا محتار هل أتزوجها، أم أطلق الأولى لأن هذه الفكرة التي تراودني من قبل ما ألتقي بالفتاة الأولى، فأفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
" cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100 " border=0 UNSELECTABLE="on">
" UNSELECTABLE="on" width="100 "> " background="" height=250 UNSELECTABLE="off">
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالاستخارة أولاً فيما تنوي الإقدام عليه، ونشير عليك بأن تتزوج هذه المرأة التي أحببتها والتي تتصف بصفة الدين بحسب وصفك، كما ننصحك بعدم طلاق زوجتك الأولى التي رزقك الله منها الأبناء، لعل الله أن يهديها، ولأجل الأولاد الذين ستكون خسارتهم كبيرة بطلاق أمهم.
وننبهك إلى عدم جواز العلاقة مع المرأة الأجنبية خارج نطاق الزوجية، لما فيها من مدخل الشيطان، وفي الحديث: ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم. وعند مسلم: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. والله الموفق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1427(13/1848)
مدى اعتبار الكفاءة في النكاح
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم ابن خالتي لخطبة أختي, هي معلمة في الرابعة والعشرين من عمرها, وهو أمي يعمل في دولة غربية كعامل أو سائق، اختلفت الآراء ضمن الأسرة حيث أبدت أختي رغبة في القبول وأيدتها والدتي (الوالد متوفى) وبعد صلاة الاستخارة كانت الإجابة بالرفض، أختي الآن منزعجة وتبدو حزينة, هل أنا آثم في ذلك، وهل من نصيحة تقدمها لي وكذلك لأختي؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زواج الفتاة إذا تقدم لها الكفء ينبغي أن لا يؤخر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤاً. رواه الترمذي وأحمد. والأيم: المرأة التي لا زوج لها.
فإذا تقدم لأختك الكفء، وأبدت رغبتها فيه، فلا يجوز لك منعها من الزواج به، وعليك أن تكون عوناً لأختك على إعفافها وصونها، ولا تكن عائقاً لها عن ذلك، وإذا كان رفضك زواجها من أجل عدم الكفاءة، لكونه سائقاً وأمياً، وهي معلمة، وقد جرى العرف أن السائق والأمي لا يكون كفؤاً للمعلمة بحيث يعد عاراً بالنسبة إليك، فلا بأس برفضه.
قال ابن حجر في تحفة المحتاج: ولا يبعد أن من نسب أبوها لعلم يفتخر به عرفاً لا يكافئها من ليس كذلك. وقال أيضاً: وإنما نعتبر ما يطرد به الافتخار عرفاً بحيث يعد ضده عاراً بالنسبة إليه. انتهى.
وأما إذا كان لغير ذلك مما لا عبرة به شرعاً فتأثم لمنعك إياها من حق شرعي لها من غير مسوغ.
وأما الأخت فنقول لها: إذا كان الأمر قد فات فلا تحزني فلعل في فواته خير، وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ {البقرة:216} ، واعلمي أن الأرزاق مكتوبة، ومن ذلك الزوج، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها، قال الله تعالى: لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {الحديد:23} .
قال أبو السعود في تفسيره: أي أخبرناكم بذلك لئلا تحزنوا على ما فاتكم من نعم الدنيا، ولا تفرحوا بما آتاكم أي: أعطاكم الله تعالى منها، فإن من علم أن الكل مقدر، يفوت ما قدر فواته، ويأتي ما قدر إتيانه لا محالة، لا يعظم جزعه على ما فات ولا فرحه بما هو آت. انتهى، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1427(13/1849)
عضل البنت عن الزواج بالرجل الكفء
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أتزوج من بنت خالتي لكن زوج خالتي رافض لأنه طلق خالتي منذ 6سنوات، وأنا حاليا أعمل في دولة الإمارات وحاصل علي بكالريوس علوم الحاسب وأحفظ من كتاب الله 15جزءا والحمد لله، وأنا شاب متدين وكنت من طلبة الشيخ محمد حسان قبل السفر للخارج، أما بنت خالتي فهي في الجامعة السنة الثالثة ونحن يحب كل منا الآخر منذ الصغر، المهم أن زوج خالتي يرفض لأني من أقارب طليقته، أفيدوني بالله عليكم ماذا أفعل؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إ ني لا أرى للمتحابين إلا النكاح.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من حق الولي أن يمنع موليته من الزواج بالكفء، لمجرد أنه قريب من مطلقته ونحو ذلك من الأسباب الواهية، لما في ذلك من الفتنة والفساد في الأرض، لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي
وهذا من العضل المحرم، وتقدم بيانه في الفتوى رقم: 25815.
فننصحكما بالتلطف إلى هذا الولي، وإقناعه بالموافقه على زواجكما، وإرضائه ولو بالهدايا والهبات، وتوسيط أهل الخير لإقناعه، وبيان عدم جواز عضل ابنته، فإن لم يقتنع فللفتاة رفعه إلى القاضي ليزوجها، لقوله صلى الله عليه وسلم: فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. أخرجه أحمد وأصحاب السنن إلا النسائي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 محرم 1427(13/1850)
المرأة التي تتعامل بالسحر لا تصلح زوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ -ابني يريد الزواج من ابنة أختي وكان لي اعتراض لأن والدها يتعاطى بأمور السحر ويتعامل مع الجن وعلى حد قول أختي إنه لا يفعل ما يضر بالناس حتى أنها غارقة معه في هذه الأمور ونصحتهم كثيراً، ولكنهم يؤكدون أنهم لا يغضبون الله فهل أطيع ابني بهذا الزواج لأنني غير مرتاحة لهذه الأمور لمعرفتي الحكم الشرعي فيها؟ وكيف أفعل حتى لا أخل بالروابط العائليه أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت بنت أختك لا تتعامل بالسحر، وإنما الذي يتعامل بالسحر أبوها، فلا مانع من الزواج بها إن كانت صاحبة دين وخلق، وقد بينا أن فساد الوالد لا تأثير له إن كانت البنت صالحة، وانظري الفتوى رقم: 36660، والفتوى رقم: 31926.
أما إن كانت قليلة الدين أو سيئة الأخلاق أو تتعامل بالسحر فلا خير فيها، وليبحث لنفسه عن زوجة صالحة تعينه على الطاعة والخير، وتربي أبناءه على أخلاق الإسلام، وتغرس فيهم تعظيم شرع الله تعالى. ولمعرفة حكم تعلم السحر أو العمل به راجعي الفتوى رقم: 30043، والفتوى رقم: 54894.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 محرم 1427(13/1851)
لا تنبغي المبالغة في اشتراط صفات الأزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[كان يتقدم لي العديد من الشباب، ولكني لم أجد منهم الشاب الملتزم الذي يعينني وأيضاً أحس بالغيرة المحمودة من البنات مثيلاتي عندما يتقدم إليهن أحد وأشعر بأن البنات لا يتزوجن الملتزمين ويتم الاختيار بشكل عشوائي، وأحس الآن بقلة المتقدمين لي، هل هذا بسبب ذنب أو غضب الله مني، أم أن الله يدخر لي الخير وأنا صابرة وواثقة بأن الخير سيأتيني ... أرشدوني إلى كيفية الصبر والثقة بالله؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلى بتوبة، قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30} ، وقال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12} ، ولذا فعلى المسلم أن يتوب إلى الله سبحانه في كل وقت وحين، فإذا ما تاب واستغفر فليبشر، فإن له ربا كريماً، لا ينسى أحداً من خلقه، ولا يرد سائلاً عن بابه، وإذا تأخر ما يرجوه المؤمن، وبَعُدَ ما يأمله، فلا يقنط أو ييأس كيف ذلك؟ وهو مؤمن، ومن أركان إيمانه الإيمان بالقدر خيره وشره، ولعل تأخير ما يرجوه خير له، فقد قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} .
فسلمي أمرك له سبحانه، وارضي بما قضاه واختاره لك واصبري، واعلمي أن الصبر مفتاح الفرج، وأنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، ومتى تقدم لك الكفء المناسب فلا ينبغي رده، ولا تأخير الزواج، روى الترمذي وأحمد وغيرهما عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفئا.
فطلب الأفضل والأكمل لا بأس به، والحرص على إحسان اختيار الزوج أمر مطلوب، إلا أنه ينبغي عدم المبالغة في ذلك فالكمال لله وحده، وليس هناك إنسان كامل مطلقاً، فلا بد في كل إنسان من عيوب، وإذا أردت زوجاً كاملاً ليس به عيب فإنك لن تتزوجي، فإذا تقدم رجل صحيح الاعتقاد، محافظ على الصلوات مؤدٍ للفرائض، مجتنب للكبائر، مشهور بحسن الأخلاق والسيرة، فاقبلي به، فهذا هو الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتزويجه، بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.... نسأله سبحانه أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه ويغنيك بفضله عن من سواه، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 61068، 62611، 51334، 23867.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو الحجة 1426(13/1852)
حائرة بين حب زوجها الثاني وحب أولادها
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي هو: تزوجت من زوجي الأول وأنا في سن مبكرة وعشت معه خمسه عشر سنه معي منه ثلاثة أبناء ثم حدث بيننا الطلاق فتزوجت للمرة الثانية وقد أحببت الثاني أكثر من زوجي الأول ولكن محبتي لأبنائي وشوقي لهم ازدادت لأنهم يعيشون مع والدهم دفعني لأن أطلب منه الطلاق فطلقني ولكن ما زلت أنا وهو على صلة في الهاتف لأنني لم أتحمل بعدي عنه وهو كذلك وليس لي أبناء منه وزوجي الأول يريد أن يرجعني وقد تزوج من أمرأة أخرى وزوجي الثاني يريد أن يرجعني وقد حملني مسئولية عذابه لأنه يريدني وقد ظلمته بطلب الطلاق ولكن حالته المادية تحت المستوى فأرجو أن تعطوني وتساعدوني في اختياري هل أختار أبا أبنائي لأجلهم أم أختار من أحببته وهو زوجي الثاني؟
المقدمة / أم عبد الرحمن]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحن نشير عليك بالرجوع للثاني، وهو من تحبينه، خشية أن تتزوجي بالأول وقلبك مع الثاني، فتقعي في ما حرم الله معه، أو تقصري في حق الزوج بسبب التفكير في الثاني، ولأنك واقعة بين حبين، حب الزوج الثاني، وحب الأولاد، فإن اخترت الأولاد بالزواج من أبيهم فقد حرمت من الزواج الثاني، حيث لا يجوز لك البقاء ولا الكلام معه، فهو أجنبي عنك، أما إن اخترت الزوج الثاني فلن تحرمي من أبنائك حيث يمكنك زيارتهم والاتصال بهم، ونحذرك من طلب الطلاق لغير حاجة فقد ورد الوعيد الشديد لمن تفعل ذلك وسبق بيانه في الفتوى رقم: 1114، وننبهك إلى أن الزوج بعد الطلاق وانتهاء العدة لا يجوز البقاء معه على اتصال أو لقاء أو غير ذلك لأنه أجنبي. وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو الحجة 1426(13/1853)
الصفات المرغبة في نكاح المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[بما أني بإذن الله مقبل على الزواج وعمري 21 سنة وأنا لا أريد إلا ذات الدين عملا بوصية الحبيب صلى الله عليه وسلم. السؤال هو ما هو مقياس الدين في البنت التي أريد الزواج منها؟ بمعنى آخر هل أنها تكون طالبة علم تدرس شريعة في الجامعة أم أنها تحب الخير وتعينني عليه ومحبة لوالدي ومطيعة لزوجها في كل شيء أم أن الدين الذي يضبط الأخلاق مع تكامل جانب العبادات أم كيف؟
وأستشيركم فيما لو خيرت بين طالبة علم تعينني على العلم وبين امرأة ملتزمة بالدين قليلة علم محبة للخير تحب الناس ووالدي (الأمر الذي يهمني كثيرا بعد طاعة الله عز وجل برا بهما) أيهما أختار في رأيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على ذات الدين عملا بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأما سؤالك عن مقياس الدين الذي أوصى النبي صلى الله عليه وسلم به؟ فالمراد به الطاعات والأعمال الصالحات والعفة عن المحرمات. قاله الخطيب الشربيني في مغني المحتاج، وقال السفاريني الحنبلي في شرح منظومة الآداب: الزم أيها الأخ المريد النكاح (بـ) نكاح (ذات) أي صاحبة (الدين) أي الدينة من بيت دين وأمانة وعفة وصيانة , إذ الديانة تقتضي ذلك كله.انتهى.
وأما استشارتك لنا في الفتاتين المذكورتين أيهما تختار؟ فنذكر لك الصفات التي يسن اتصاف المرأة بها، وبناء عليها تنظر أي الفتاتين أكثر اتصافا بها، فتقدمها على الأخرى، (نص على هذه الصفات جمع من العلماء كابن قدامة المقدسي في المغني، وابن حجر الهيتمي في شرح المنهاج وغيرهما) من هذه الصفات كون المرأة:
1- شابة لأنها المحصلة لمقاصد النكاح فإنها ألذ استمتاعا -الذي هو مقصود النكاح- وأحسن عشرة، وأفكه محادثة، وأجمل منظرا، وألين ملمسا، وأقرب إلى أن يعودها زوجها الأخلاق التي يرتضيها.
2- كونها ودودا ولودا ويعرف في البكر بأقاربها.
3- كونها وافرة العقل حسنة الخلق.
4- كونها بالغة وفاقدة ولد من غيره إلا لمصلحة.
5- كونها حسناء أي بحسب طبعه -كما هو ظاهر- لأن القصد العفة.
6- كونها خفيفة المهر.
7- أن لا يكون في حلها له خلاف أو شك؛ كمن زنى بأمها فرعه أو أصله، أوبنحو رضاع.
ولو تعارضت تلك الصفات فالذي يظهر أنه يقدم الدين مطلقا - على العلم وغيره - ثم العقل وحسن الخلق، ثم الولادة، ثم أشرفية النسب، ثم البكارة، ثم الجمال، ثم ما المصلحة فيه أظهر بحسب اجتهاده. انتهى نقلا من كتاب تحفة المحتاج شرح المنهاح لابن حجر الهيتمي باختصار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو الحجة 1426(13/1854)
لا داعي للخوف من الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[عمري35 سنة, أنا أستاذة في الثانوية وأحضر لرسالة الدكتوراة, وأنا ناجحة فى حياتي العملية والدراسية إلا أنني حتى اليوم لم أستطع اختيار الزوج بالرغم من تقدم الكثيرين لخطبتي, فأنا أخاف كثيرا من الرجال: أخلاقهم وطريقة معاملتهم, وهذا الخوف يلزمني منذ الصغر؛ لأنني تربيت في بيت ملتزم وأخاف الزواج بشخص غير ملتزم, لذا أفضل عدم الزواج في ظروف كلها مجون في بلدي ,أرجو منكم النصيحة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تدعي الخوف جانباً، وأن تسعي في قبول من تقدم لك إن كان مقبولاً في دينه وخلقه، ونوصي أيضاً بعدم التعنت في طلب المواصفات، فمن غير الصحيح أن تظل المرأة ترفض من تقدم إليها في انتظار رجل قائم الليل صائم النهار حافظ للقرآن عالم بالشرع، فمثل هذه الشروط قلَّ أن تتوفر إلا في العدد القليل من الناس، فإذا تقدم لك رجل محافظ على صلاته، قائم بالواجبات تارك للمحرمات حسن الخلق فاقبلي به وإن كان فيه تقصير وذنوب، وكم من النساء كانت هي السبب في صلاح زوجها وحسن استقامته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1426(13/1855)
الاستشارة سبب من أسباب نجاح الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لي أحدهم وهو يسكن بإمارة غير الإمارة التي أقيم فيها وأهلي لا يعرفون أي شخص أو أي أحد للسؤال عنه وكلما وجدنا أحدا يستطيع المساعدة في السؤال عنه يرجع لنا بدون أي فائدة أو يرجع لنا بمعلومات بسيطة أو معروفة لنا منذ 3 شهور ونحن نحاول دون جدوى.
فهل في هذه الحالة صلاة الاستخارة تفي بالغرض وأتوكل على الله دون السؤال عنه علما بأنه جاء لخطبتي بمفرده دون أهله لأنه وعلي حسب ما أخبرنا انه لا توجد أخوات لديه ووالده متوفى وأمه مريضة لا تستطيع التنقل من إمارة لإمارة ومنفصل عن إخوانه الذكور بسبب مشاكل بينهم. فما رأيك يا شيخ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحياة الزوجية قد يمتد أمدها بين الزوجين لفترة طويلة يعتريها فيها من الأحوال ما قد يجلب السرور بينهما وما قد يكدر صفوها ولذا، فينبغي قبل الإقدام على اختيار الأزواج التروي والأناة وعدم التعجل، وكذا تحصيل الأسباب التي قد تعين على استمرار الحياة الزوجية وتجاوز ما قد يعتريها من هنات، ومن هذه الأسباب اختيار صاحب الدين والخلق، وراجعي الفتوى رقم: 23255.
ولا ريب أن في الاستخارة جماع الخير، ولكن قد جعل الشرع الاستشارة سببا من أسباب نجاح الأمور، فينبغي أن تجتهدوا في معرفة أمر هذا الشاب ولو باختباره من قبل وليك أو غيره فإن غلب على ظنكم صلاحه في دينه وخلقه فينبغي الرضى به زوجا، وإلا فالأولى الإعراض عنه، ولعل الله تعالى ييسر لك من هو خير منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1426(13/1856)
ذات الخلق والدين لا تخرج مع الأجانب ولا تخالطهم
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد الزواج وأنا مستعد، وخاطب لفتاة أحبها وكذلك هي، لكنها تفاجئني دائما بما لا يحمد عقباه، التقيت مع فلان (من المعارف) دعاني لشرب عصير، مسك بيدي، وقبلها، يغازلني....... لكن شتمته وتركته في مكانه السبب أنه لم يثق أنها مخطوبة، مع العلم بأننا تعودنا على الصراحة، لا يكذب أحد على الآخر، أريد رأس فكرة، لأتصرف؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سبب ظهور مثل هذه السفاهات والمنكرات بين أبناء وبنات المسلمين هو تقليدهم الأعمى للغرب، وإلا فمتى كان عند المسلمين أن تخرج المرأة مع غير محرم إلى سوق أو منتزه بقطع النظر بعد ذلك عما إذا كان قد تعدى عليها أم لا!! فحسبنا الله ونعم الوكيل، فعليك أخي أن تبين لهذه الأجنبية عنك التي تعزم على الزواج بها أن ما تقوم به حرام لا يجوز، وعليها أن تتوب إلى الله تعالى منه، وأن تصون نفسها عن الاختلاط بالرجال الأجانب، ونوصيك بالحذر من الخروج معها أو الخلوة بها، فإنك لا تزال أجنبياً عنها حتى يتم عقد الزواج.
وخلاصة القول أن عليك أن تنصحها وتذكرها بالله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فإن صلح حالها فذلك المطلوب، وإلا فإننا ننصحك بالبحث عن ذات الدين والخلق، والتي يصونها دينها عن هذه السفاهات والمنكرات، وتكون زوجة صالحة تعينك على الطاعة، وتربي أبناءك على أخلاق الإسلام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو الحجة 1426(13/1857)
مضرات الزواج عن طريق الإنترنت
[السُّؤَالُ]
ـ[الحمد لله على كل شيئ
عاجل جداجدا أرجوك الإجابة بسرعة
أنا فتاة كنت قبل أن أتزوج غير ملتزمة ولكني أخاف الله وقلبي مفعم بالإيمان وعندما تزوجت رجلاً ولا أعرف كيف تزوجته وذلك عندما كنت أعمل مشروع التخرج دخلت على الأنترنت على موقع الزواج وكنت والله غير جدية فقط لمجرد التسلية ولكن كان هناك شخص واتصلت به وقد قال إنه مطلق ولديه 5 أولاد , 2 بنت و3 أولاد وبدأت بالكلام معه وبعثت له بمواصفاتي وبعث بمواصفاته وقد كان إنسانا ملتزما دينيا وهذا ما جعلني أتمسك به لأنني أرغب بيني وبين نفسي برجل ملتزم وقد ترك بلده خوفا من الاعتقال وغيره لأنه ملتزم وفي زمننا صعب ماتجد رجلا ملتزما وأنا كنت أعمل وأدرس وقد ربتنا والدتنا التي ترملت ونحن صغار وأمي إنسانة تقية ومتدينة وطاهرة هذا للعلم ونحن 3 بنات وولد واحد وهو أصغرنا وعشنا الحمد لله وتربينا على حسن الخلق ولكن لم أكن محجبة وأخواتي تزوجن قبلي وهن أصغر مني وكذلك أخي وبقيت مع أمي لأرد لها ولو جزءا مما فعلت لنا وبقيت بدون زواج لتربينا وقد عشنا في بلد غير بلدنا الأصلي وأختي الأصغر مني ذهبت إلى إحدى الدول لتدرس بالجامعة وهناك رأها شاب وقد حضر وطلبها وافقنا لأنه إنسان على خلق وبعدها نحن ذهبنا إلى تلك البلد وعشنا معها إلى أن تزوجت وبقينا هناك وأخي هاجر إلى دولة أجنبية وبقيت أنا وأمي وكما قلت سابقا بأنني أعمل وأدرس وتعرفت على هذا الرجل على الأنترنت وسبحان الله لقد رفضت الكثير الكثير وهذا وافقت عليه لقد عملت استخارة عدة مرات والأمور قد تمت بأسرع مما تتصور وهو أيضا يعيش في دولة أجنبية وذهب لأخي وعقد القران وأخذت التأشيرة وذهبت إليه وأنا لا أعرفه والتقينا بالمطار وذهبت إلى بيته وعشنا مع بعض ولكن بالنكدة لقد نكد علي أتعرف لماذا أنا في وجهي بعض الحبوب وقد تركت آثارا قليلة ولكني وبش هادة الكثيرين بأنني جميلة بيضاء وقوام رشيق وملامح جميلة ولكن الحبوب من الله وليست مني وأصبح يقول أنا لا أعرف بأن بوجهك حبوبا وقد صدمت مع أن أهله أتوا إلينا لأنه من نفس البلد التي نعيش فيها وشاهدوني وقد قالوا له وسألني وقلت له حبوب تذهب وتروح ولكن إذا أراد ليغير رأيه ولكن تم الزواج وقد تحجبت والتزمت وعاش عندي أولاده أكبرهم ولد 10 سنوات والبنت 9 والولد الثالث 7 والأصغر 5 وبنت مع أمها التي ذهبت إلى بلدها وهي مريضة نفسيا مرض الفصام ومعها بنت 3 سنوات وهي مسلمة من دولة أوروبية مسلمة والأولاد كانوا يعانون كثيرا خلال وجودها أنت تعرف المريض النفسي وإليك ما حصل لقد حملت في الشهر الثاني من الزواج ولكن تأشيرتي انتهت وعدت إلى أهلي بعد 5 شهور من الزواج وبقيت هناك إلى أن تحصلت على تأشيرة أخرى وقد عادت زوجته السابقة التي يدعي بأنه طلقها بابنته الصغرى إلى بريطانيا وبقيت معه قبل أن آتي بأيام سافرت ولم التق بها بقيت شهرين وقد قلت له كيف مطلقة وتعيش معك قال هي مريضة وأين ستذهب ليس لها أحد ومن هذا الكلام ولكن عقلي لم يستوعب وسكت لأنني كنت على وشك الولادة وبالفعل ولدت بعد عودتي بأسبوعين ولادة مبكرة والمفاجئة بالنسبة لي وهي القاتلة بأنه تحرش بابنته ذات ال9 سنين جنسيا وقد نام معها وقد قالت لي ذلك ولم أعرف كيف أتصرف وسكت وقلت لها لو حاول مرة أخرى قولي له سأخبر الناس وما لأنه يقولون لي ما وسوف أصرخ ولكنه لم يحاول معها مرة أخرى وقد أنجبت ولدا وحملت مرة أخرى بعد 5 شهور وأنجبت بنتا ولكن دائما مكشر مع أنني والله شهيد أعمل ما بوسعي لإسعاده وأولاده هم أولاد لي بكل ماتملك الكلمة من معنى وأعاملهم معاملة الأم لأولادها والله شهيد وهو دائما يقول لي بأنني خدعت بك ويهينني والآن لي سنتان ونصف معه لم أسمع منه كلمة واحدة حتى الشكر لا أسمعها ولكنني صابرة وقد قلت له مرارا وتكرارا ليذهب كل واحد فينا في طريق ويعلم الله بأني خائفة على الأولاد ولكنني أسكت لخوفي الشديد عليهم وذنبهم ودائما يقول لي زوجتي السابقة كانت جميلة ويعني أنا لا نعم هي جميلة جدا ولكن الإنسان ليس بشكله وأنا أعرف هذا وأنا أحمل شهادة جامعية متعلمة وهو لا ولا يعمل يأخذ مساعدات من الدولة ورغم ذلك صابرة أحيانا أكره حياتي معه ولعلمك لا أحد يعرف عني أي شيئ حتى أهلي فأهلي كانوا معارضين على الزواج منه وأنا صممت وأنا أعيش معه الآن بما يرضي الله وصابرة ولكن هذا الإثنين ابنته أصبح عمرها الآن قريب 12 سنة دخلت المشفى لعمل جراحة فهي محروقة وعمرها 5 سنوات ولديها تشوهات وبين فترة وأخرى تعمل عمليات تجميل ودخلت المشفى وعملت عملية ونمت معها تلك الليلة بالمشفى ولكنه عندما عدت للبيت شعرت بشعور بأنه عمل شيئا لابنته الصغرى وبالفعل وبعد الكلام والسؤال معها عرفت بأنه تحرش بها جنسيا أيضا وعمرها 5 سنوات بالله عليكم ماذا أفعل أواجهه أم ماذا أفعل فأنا أستطيع ترك البيت والعودة إلى أهلي ولكن خائفة على البنات وأنا لست أمهم لن يذهبوا معي إذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل من المناسب أن نذكر أولاً أن الزواج عن طريق الأنترنت قلما يخلو من محاذير، فلا ينبغي أن يتخذ التعارف عبر الأنترنت وسيلة يكتفي بها لإتمام الزواج دون إتخاذ الأسباب الأخرى والتي يغلب معها نجاح الحياة الزوجية من نظر كل من الخاطب ومخطوبته للآخر نظراً يتحقق به المقصود، إضافة إلى معرفة دينه وخلقه، وتراجع الفتوى رقم: 10103، أما ما ذكرت عن هذا الرجل الذي هو زوجك من عدم حترامه مشاعرك واستفزازه لك، فإن ثبت ذلك عنه فهو قد أساء وخالف ما أمر الله تعالى به الزوج من حسن عشرة زوجته، وعلى كل فإننا نوصيك بالصبر عليه ومناصحته بأسلوب طيب، وأن تكثري من دعاء الله تعالى أن يصلح حاله، ولك أن تستعيني بمن ترين أنه أرجى لأن يكون لقوله تأثير عليه من فضلاء الناس وعقلائهم، فلعل الله تعالى يصلحه فتقر به عينك لا سيما وقد رزقك الله منه بعض الأولاد.
وأما إذا استمر أمره معك على ذلك الحال من السوء، فلك أن تطلبي منه الطلاق لأجل الضرر، ولكن لا تعجلي إلى طلب الطلاق حتى يتبين لك أنه أصلح لك من بقائك في عصمته. وراجعي الفتوى رقم: 7981.
وبخصوص ما ذكرت من تحرش هذا الرجل ببعض بناته فاعلمي أنه لا يجوز لك أن تكلفي البحث عن ذلك ولا تظني بهذا الرجل ذلك الظن السيئ من غير بينة لأن الأصل في المسلم السلامة، ولكن إذا ثبت عنه هذا الفعل فهو قبيح منه ومخالف للفطرة السليمة، وينبغي أن يهدد برفع أمره إلى من يستطيع ردعه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو الحجة 1426(13/1858)
علاج تعلق القلب بأجنبي تحول التقاليد دون الزواج منه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة غير متزوجة، أحببت شابا من جنسية غير جنسيتي وهو يحبني لكن لا يستطيع الزواج بسبب العادات الاجتماعيه لقبيلته الآن هو يحاول الابتعاد عني بهدوء وبالتدريج حتي يستطيع الزواج والاستقرار، أعلم أن هذا من حقه ولكني أحبه بشدة وقلبي يتقطع كل يوم حاولت أن أقضي وقتي في الصلاة وقراءة القرآن، لكن لا فائدة حاولت الصبر لم ينفع معي أدعو الله أن يزوجني حتي أنشغل بحياتي عنه، لكن لا فائدة، وصلت لمرحلة لم أعد أشعر فيها بأن للحياة معني حتي صلاتي وعبادتي من غير إخلاص، أخاف أن أخسر الدنيا والآخرة، الأيام تمر وعمري يمضي بلا هدف ولا معني، المشكلة الآن أنني أشعر بأنني منافقة فجميع عباداتي وحتى علاقتي بربي لا يصبح لها معني ألا إذا تكلم معي وأشعرني بحبه إذا غاب عني عاد لي الغضب وقلة الصبر.... وعدم توكلي على الله ولا أشعر بعبادتي أخاف كثيراً من مصيري فحياتي عذاب بسبب هذا الحب وأخاف أن أدخل النار فيه، في هذه الأيام لا يخفف عني سوى الدعاء عليه في الليل والنهار مع أني في داخل قلبي أتمني أن يرجع إلي ويبقي معي، أرجوكم ساعدوني ضاقت علي الدنيا بما رحبت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشفيك ويعافيك من هذا الداء، فإن ما بك هو داء العشق، واعلمي أن ما من داء إلا وخلق الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، فاطلعي على فتوانا رقم: 9360 ففيها علاج لهذا الداء.
واعلمي أن داء العشق من الأمراض القلبية التي تصيب من خويت قلوبهم من محبة الله وأعرضوا عن ذكره، وتنكبوا طريقه، فعليك بالتوبة إلى الله من سبب هذا المرض، وهو علاقتك بهذا الشاب الذي لا يجوز لك ربط علاقة معه، وننصحك بكثرة ذكره سبحانه، وبأن تملئي قلبك بحبه سبحانه، يكفيك شر هذا المرض، ويملأ قلبك فرحا وسروراً.
ثم اعلمي أنه من ضعف العقل التعلق بما لا قدرة عليه، فما دام الزواج بهذا الشاب غير ممكن، فعليك أن تيأسي منه، وتقطعي كلا علاقة به وتتناسي كل ذكرى معه.
واعلمي كذلك أن الفراغ وعاء للتفكير في هذا الشاب، فاملئي وقتك بعمل نافع ديني أو دنيوي، ولا تدعي للشيطان ووسوسته سبيلاً عليك، وعليك بدعاء السميع المجيب، من يجيب المضطر ويكشف السوء، أن يكشف عنك السوء، ويصلح بالك، ويشفيك من هذا المرض، ولا تتأخري عن الزواج إذا تقدم لك من ترضين دينه وخلقه.. وفقك الله لما يحبه ويرضاه، وراجعي فيما يجوز ويمنع من الدعاء على الغير فتوانا رقم: 20322.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1426(13/1859)
المرأة الصالحة لا تعدل عن صاحب الخلق والدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة متخرجة من الجامعة وأعمل موظفة في شركة بالقاهرة وظروف البيت عندي هي أنني أصغر واحدة في البيت وأنا الحمد لله أرعي الله في كل شيء أصوم كثيراً وأصلي كثيراً ربنا يتقبل مني ذلك والحمد لله على هذا، المهم إن إخوتي سيئون في معاملتهم دائما يقولون أنت الصغيرة وأنت ليس لك رأي وهم مثل إخوة يوسف يكرهون لي الخير دائما أنا في صراع معهم المهم أني عندما كنت في الجامعة طلب مني زميل الارتباط وهو يعمل منذ الصغر في محلات لكي يصرف على نفسة وكان وقتها معة 6 آلاف جنية ممكن أن يأتي إلي وقدم شبكة، ولكن أنا رفضته لأني لم أفكر في هذا الموضوع من الممكن أن يكون السبب أني أرغب في شاب يتوافق مع البيت وراعيت الله وبعد التخرج لم أعرف أني سوف أتمنى من الله رؤية هذا الشاب ودعوت الله في ليلة القدر منذ عام وبعدها جاء إلي في مكان عملي لزيارتي وعلى أن نكون أصدقاء، ولكن أنا بعد فترة رفضت كل الزمالة بيني وبين أي ولد لأنها حرام، وبعد ذلك طلبت منه أن لا نكون أصدقاء وأنا كل مرة أصلي الاستخارة وأدعو الله كثيراً، ولكن الله يجمعني به والمهم منذ فترة شعرت واعترفت بيني وبين نفسي أني أحبه ولكن لا يوجد معه أي إمكانيات للتقدم مرة ثانية ومن أغرب المواقف أني كان مرة نفسي أشوفه ودعوت الله في مسجد عمر مكرم بالقاهرة وبعد الصلاة خرجت ورأيته أمامي بعد فترة، هل معني ذلك أن الله يجمع بيننا أم هو ليس من قسمتي ونصيبي، أنا دعوت الله بأن لا يجمعني معه أبداً إلا في الحلال وكل مرة هو يغيب ويعود بأي حجة أنا أريد معلومة أو استفسار منك وهكذا وخصوصا أنني وهو في مجال عمل واحد، ولكن ليس في شركة واحدة، السؤال بعد ذلك: هل أنا أحبه بجد، ماذا أفعل عندما يعود على الرغم أني أريد أن لا أغضب الله وأحاول أن أدعو دعوة واحدة هي يا رب إن كان هذا الموضوع سيغضبك مني فاصرفه عني لأني لا أريد أن أخسر الله، ولكن كل مرة يعود إلي وأحبه في ظل ظروف بيت لا يوجد به حب وتقارب من الله فكل واحدة تفعل ما تشاء ويكرهونني أو بالأصح لا يوجد ترابط بيننا، نعم أنا أحبه وأخشى إن جاء إلي خاطب هل أوافق أم أرفض، أنا أريد أن أعرف هل عندما يعود للسؤال علي هل هذا من عند الله ورأفة بحالي أم أنا من الذين يقول الله عنهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، وهل مجرد التفكير به حرام وهل الحب حرام من شخص لا يقرب إلي بأي شيء على الرغم من أني واقعية وأخشي الله ومن كثرة التفكير تعبت كثيراً لا أريد أن أعمل شيئا وأندم عليه أنا في دوامة أحاول أن أنساه، ولكني لم أقدر بحبه وأدعو من الله أن يجمعني به في الحلال والله أنا أرفض أن أعمل شبكة وفرحا وأتمنى أن يكون أول يوم من زواجي أمام الكعبة والله أنا أحب الله وأحاول البعد عن المعاصي، أريد أن أعرف ممكن أن أكتفي أنه يسأل علي من الفترة إلى فترة مجرد أن أنا أعرف أخباره وأتكلم معه في هذا اليوم ونترك بعضا حتى نعود مرة ثانية أم أنتهي عن هذا أم ماذا أفعل، على الرغم من أني عندما أكون مخنوقة لا أفكر في شخص غيره، لكي أرتاح معه وعلى الرغم من أنه يحبني بجد ليس في ذلك جدال وهو يصلي وجاد وكل الناس تحترمه وأنا أعلم أن الزواج قسمة ونصيب وآخر مرة كنت أتكلم معه أقول له ذلك وكان غرضي أني ممكن أتركه ولو بعد ملايين السنين لو في نصيب لنا سنرجع لبعض ولكن أنا غير قادرة، أنا أعلم أن الله سيظل في يوم لا ظل إلا ظله عبدا دعته امرأة للمعاصي ولم يستجب إليها مثل سيدنا يوسف عليه السلام وأنا أحب أن أكون مع الله لأنه سبحانه وتعالى يقول فيما معناه الآية أنه من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى.. اللهم احفظني، أرجوكم أفيدوني في الله وأن كل الذي تقولونه سوف أفعله والله، أني أحبه ولكني أحب الله فوق كل شيء والله شهيد على ذلك؟ والله ولي التوفيق، برجاء عدم إظهار أي معلومة عني حتى لا يعرفني أي أحد، ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت فيما ذكرت من حرصك على الاهتمام بأمر دينك وحذرك من الوقوع فيما يغضب الله تعالى، واعلمي أنه لا يجوز للمرأة أن تكون على علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها؛ لأن هذه من وسائل الوقوع في الفتنة، فلا يجوز لك أن تمكني هذا الشاب من مقابلتك ومحادثتك على الحال الذي ذكرت، وإذا أراد أن يعرف حالك فليستشر من هم أعرف بك، وإن أراد الزواج منك فينبغي أن يأتي البيوت من أبوابها وليتقدم إلى أهلك.
وأما من جهتك أنت فإذا تقدم هذا الشاب للزواج منك فينبغي أن لا تعجلي للموافقة على ذلك حتى تستخيري الله تعالى، وتستشيري من يعرفه من الثقات، فإن تبين أنه صاحب دين وخلق فينبغي أن تقبلي به زوجاً وإلا فالأولى صرف النظر عنه، ولعل الله تعالى يبدلك من هو خير منه، وراجعي الفتوى رقم: 1753، ولمعرفة السبيل لعلاج العشق نحيلك على الفتوى رقم: 9360، ولمعرفة حكم الحب في الإسلام نحيلك على الفتوى رقم: 5707.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1426(13/1860)
الدين والخلق هما المعيار الأساسي في اختيار الأزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد تقدم لي شاب لخطبتي وهذا الشاب غير متدين بشكل كبير لكنني والحمد لله فتاة إن شاء الله متدينة ومن أهل السنة والجماعة لذا رفضته زوجا لذلك قرر الشاب أن يصبح سنيا وأن يلتزم بتعاليم الدين فبدأ يصلي ويصوم هذا ما أخبر به أهلي لكنني لازلت حائرة هل أوافق أم لا؟ هل يجوز لي شرعا أن أتزوج من هذا الشاب بهذه المواصفات؟؟
وهل أعتبر هذا من مسألة (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) ؟
أم لا أدخل نفسي للعيش مع إنسان هكذا؟
أفتونا مأجورين رحمكم الله وبارك فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الزواج رابطة بين الزوجين وبداية لمشوار طويل في هذه الحياة، فلذا ينبغي الحرص على قيامه على أسس متينة وأصول راسخة من التوافق بين الزوجين، ولاسيما في أمر الاعتقاد. ومن هنا جعل الإسلام الدين والخلق المعيار الأساسي في اختيار الأزواج. روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. فلا يجوز للمرأة ولا لأوليائها الرضا بمن هو مخالف في الاعتقاد زوجا إن كان من جملة اعتقاداته الباطلة ما هو مكفر وتراجع الفتوى رقم: 1449، فالذي نراه هو التريث والتأني في الموافقة على زواجك من هذا الشاب, وربما كان في ذلك امتحان له إن كان صادقا في استقامته على المنهج الحق أم لا، إذ ربما حدث منه مثل هذا التغيير بقصد الزواج منك، فكوني على حذر والمؤمن كيس فطن.
ومع هذا كله فإن غلب على ظنك وظن أهلك فيما بعد صدق هذا الشاب في توبته من خلال استشارة من هم أعرف به من ثقات الناس ونحو ذلك فنرى الموافقة على زواجه منك بعد استخارة الله تعالى في أمره. وراجعي الفتوى رقم: 4823.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو القعدة 1426(13/1861)
المعيار الذي على أساسه تختار الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو:
هل يجوز الاستخارة في اختيار العلماء لكثرة اللقط هذه الأيام ومعرفة العلماء ذوي عقيدة صحيحة صعب جدا لما يخفوه من شوائب لأن في حديث جابر بن عبد الله قال كان يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاستخارة في الأمر كله ونظرا لما فيها من استشارة للخالق؟
وهل الزواج من أهل الكتاب أو سوداء اللون أو من أصل سيء علما بأن الصنفين الأخيرين مسلمين جائز
وأرجو ذكر الأدلة من السيرة النبوية؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 64980، والفتوى رقم: 18328، بعض صفات من ينبغي أن يؤخذ عنه، وبينا أن المتعلم أو المستفتي ينبغي أن يختار الأكثر اتصافاً بالعلم والورع والتقوى، فإذا لم يتضح له أفضلهم فلا مانع من أن يؤدي صلاة الاستخارة لاختيار من يأخذ عنه، وراجع الفتوى رقم: 51236، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 11280، والفتوى رقم: 22256.
والمسلم يجوز له نكاح الحرة الكتابية العفيفة بدليل قوله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ {المائدة: 5} وللفائدة راجع الفتوى رقم: 25840، والفتوى رقم: 8674، ويجوز الزواج من المرأة السوداء بدليل زواج زيد بن حارثة رضي الله عنه بأم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت سوداء قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وقد أخرج عبد الرزاق من طريق ابن سيرين أن أم أسامة وهي أم أيمن مولاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت سوداء فلهذا جاء أسامة أسود، وقد وقع في الصحيح عن ابن شهاب أن أم أيمن كانت حبشية وصيفة لعبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال كانت من سبي الحبشة الذين قدموا زمن الفيل، فصارت لعبد المطلب فوهبها لعبد الله. انتهى
كما يجوز الزواج من المرأة التي ترجع إلى أصل خبيث وقد ضعف أهل العلم الحديث الوارد في النهي عن الزواج من خضراء الدمن كما تقدم في الفتوى رقم: 26288، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 62284. واعلم أن معيار الفضل عند الله تعالى هو التقوى والعمل الصالح بغض النظر عن اللون أو الجنس أو غيرهما قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات: 13} كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المعايير التي ينبغي اختيار الزوجة على أساسها حيث قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه
ولم نقف على دليل من السيرة النبوية يخص هذه المسألة الأخيرة، وفي هذا الحديث الشريف كفاية فالمرأة التي ترجع إلى أصل سيئ إذا كانت متصفة بالاستقامة على دين الإسلام لا يضرها ما بأصلها من خبث لقوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الزمر: 7} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1426(13/1862)
التردد في اختيار ذي الخلق والدين
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين مع أنني منذ البداية أكرر الاستخارة ولعدة مرات أعتقد أنني استخرت أكثر من عشرين مرة، ولكنني كنت مترددة كثيراً لدرجة كبيرة ولمدة طويلة، ولكن دينه وخلقه كانا يجعلاني لا أستطيع أن أقول لا وكل من هم حولي شديدو الإعجاب به.. تأخر بزيارته لنا بسبب عمله الذي أصبح فجأة يجعله في كثير من الأحيان يسافر إلى بعض المناطق القريبة.. وعندما جاء لزيارة أهلي وخطبتي وجدته وكأنه شديد الرغبة بالزواج بيد أني أعجبت بطيبته ومع هذا لربما هوى نفسي جعلني لم أقرر بعد ثم استخرت الله عدة مرات بعد مجيئه فوجدت نفسي فجأة، وكأنني لا أريد أن أفكر إلا به وبطيبته الواضحة من كلامه، ولكنه لم يعاود الاتصال بأهلي ولكنه أرسل لي أحداً منذ أسبوع تقريبا ليسألني عن انطباعي عنه، ورأيي به ومن ثم عاود الغياب ولا أعلم هل هذا ما يسمى بتعسير الأمر أم تيسيره، وهل اطمئناني لهذا الشخص هو تيسير للأمر أم ماذا.. أرجو منكم الإفادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل كما ذكرت قد رزق دينا وخلقا ومحبة الناس وإعجابهم، فلا نرى مبرراً لرده أو التردد في قبوله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
وما ذكرت في سؤالك من تردده لطلبك، واطمئنانك إليه هو إن شاء الله من نتيجة الاستخارة، وفقك الله لمرضاته، ويسر لك الزوج الصالح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1426(13/1863)
طاعة الإخوة في اختيار الزوجة غير واجبة
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ عندي موضوع
أنا شاب أريد أن أتقدم للزواج علماً بأنني تقدمت للمرة الأولى ولكن لم يتم ذلك بسبب أخي الأكبر لأنه عارض علي بشدة ووالدتي موافقة في البداية عندئذ حصلت خلافات بين إخوتي الكبار ما بين معارض وموافق ووالدتي عندئذ تركت الأمر لي فأنا رفضت في تقدم خطبة الفتاة بسبب الخلافات الحاده بين إخوتي ولكن هذه المرة أنا اخترت الفتاة المناسبة لي وعلماً أنها مطلقة وقد تم ذلك بعد ثلاثة أشهر من زواجهما ولقد مر عن ذلك منذ سنة كاملة من الطلاق وهي على خلق ودين وعلماً القصد في زواجها هو الستر عليها وحياة أفضل وسعيدة وعلماً هي ليست من مجتمع عربي إنها من آسيا وبالتحديد من إندونيسيا نسبة الإسلام هناك نسبة كبيرة والحمدلله وأنا قادر على تكاليف الزواج إذا ما تنصحونني في ذلك؟
وجزاكم لله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت المرأة على خلق ودين فلا مانع من الزواج بها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم. وإن كان من إخوانك من يرى أن تتزوج من هي خير منها فينبغي أن تستخير الله تعالى وتعمل بمشورة إخوانك، وإن كان لا يجب عليك طاعة أحد منهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1426(13/1864)
الحصاد المر.. الزواج ممن تربت على قيم غربية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوج من امرأة لا تعرف عن الإسلام سوى الاسم كونها تربت في محيط غربي يعني بفرنسا لديها عادات لم أستطع تحملها إني أسعى جاهدا لإصلاحها بعون الله ولكن في أغلب الأحيان لا تتقبل نصائحي ومع هذا تهينني كثيرا وهذا أمر صعب علي تقبله لأن هنا في الغرب كما تعلمون القوانين تحمي المرأة ولا نستطيع فعل شيء وإلا سأفقد كل حقوقي وربما الطرد كثيرا من المرات تطلب الطلاق علما ليس هناك أولاد وأود أن أتزوج من امرأة أخرى أحس معها بالطمأنينة وراحة البال ولأرزق بأولاد إن شاء الله سؤالي: هل أستطيع الزواج ولكن أتركها في بلدي مع أهلي وأزورها كلما وجدت الفرصه ويكون ذلك برضاها؟
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في الزواج بأخرى والتصالح معها على البقاء عند أهلك في بلدك وتأتيها كلما أمكنك ذلك، فهذا حق من حقوقها لها التنازل عنه، غير أن حقها لا يسقط حيث يمكنها المطالبة به في أي وقت، وتراجع الفتوى رقم: 20775. هذا بشأن السؤال، غير أننا نوجه للسائل الكريم نصيحة تتضمن أمرين:
الأول: ترك الإقامة في تلك البلاد التي يفقد فيها الرجل القوامة والولاية على زوجته وأبنائه، مما يؤدي إلى تضييع رعيته التي استرعاه الله إياها، وكفى بهذا إثماً، وكفى به دافعاً لترك تلك البلاد، هذا ما لم تدع حاجة ماسة للإقامة بها.
الثاني: نصح زوجته الحالية ودعوتها إلى الالتزام بالإسلام والخضوع لشرع الله تعالى فإن استجابت لذلك فالحمد لله، وإن لم تستجب لذلك فالذي نراه هو أن يترك تلك الزوجة التي لا تعرف عن الإسلام شيئاً، ولا عن حقوق الزوج، لا سيما أنه لا يوجد أبناء يخاف عليهم فتركها من الآن خير، وليبحث له عن امرأة ذات دين يطمئن معها ويرزق منها ذرية طيبة، والله تعالى نسأل أن يوفقه ويلهمه رشده ويرزقه الزوجة الصالحة والذرية الطيبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1426(13/1865)
ترك الزواج رغبة في الشخص المرفوض من الأهل
[السُّؤَالُ]
ـ[قد أحببت شخصا ورفض أهلي زواجي منه بالرغم من أنه ذو خلق ودين ولكن ذلك لم يغير من حبه في قلبي شيئا وقد قررت الامتناع عن الزواج من شخص آخر لأني أشعر بأني سأظلم من سيكون زوجي كوني لا أحبه بل أحب آخر، علاوة على أنني أرى بزواجي من شخص وأنا أفكر بغيره خيانة لزوجي فما حكم امتناعي عن الزواج في هذه الحالة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن قرار أهلك برفض الشاب صاحب الدين والخلق غير صحيح وسبق بيانه في الفتوى رقم: 9728، وفي المقابل فإن قرارك الامتناع عن الزواج قرار غير صحيح، فإن الزواج سنة الله في الحياة، ويكون واجباً إذا خاف المسلم على نفسه أن يقع في محظور، فينبغي لك المحاولة وعدم اليأس من موافقة أهلك على ذلك الشاب الذي ترضينه، فإن تعذرت موافقتهم ويئست منها فاعلمي أن الرجال كثير وما أحببت في ذلك الرجل من الصفات ففي غيره مثلها وربما خير منها، ثم اعلمي أن الله سبحانه هو العالم بما يصلح للعبد فثقي به سبحانه وارضي بما قدر، فربما كان الخير فيما تكرهين وكان الشر فيما تحبين قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}
فينبغي لك الرجوع عن هذا القرار ومحاولة نسيان الشاب، والنظر إلى المستقبل ودعاء الله عزوجل أن يرزقك الزوج الصالح.
وأما شعورك بأنك ستظلمين زوجك لكونك تحبين غيره، نقول: إن الأمور القلبية لا يؤاخذ عليها الإنسان، فإذا اتقيت الله في زوجك وأديت ما يجب له عليك بحسب استطاعتك، وحفظته في نفسك فلم تتكلمي ولم تعملي بما في قلبك من حب ذاك الرجل، فلا تؤاخذين لمجرد الشعور القلبي والذي هو من حديث النفس الذي عفي عن هذه الأمة، ولا يعد من الخيانة شريطة عدم الاسترسال في التفكير في ذلك الرجل، بل كلما خطر على بالك حاولت دفع ذلك الخاطر والانشغال عنه، مع دعاء الله عز وجل أن يصرف قلبك عنه ويحبب إليك زوجك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1426(13/1866)
من كان قاسيا مع أمه حري أن يقسو مع غيرها.
[السُّؤَالُ]
ـ[خطيبي يعامل والدته بقساوة وليس دائماً، ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الابن حسن التعامل مع والديه، ولا يجوز له أن يقسو في تعامله معهما، بل يجب عليه أن يعاملهما برفق ورحمة كما أمر الله في كتابه، بقوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24} ، وبقوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف:15} .
وعليه.. فخطيبك بحاجة إلى من ينصحه، ولذا ينبغي لك أن تكلمي أحداً من محارمك، أو امرأة من محارمه، يبين له عدم جواز ما يفعله، وبيان خطورة عقوق الوالدين، وحضه على حسن التعامل مع والدته، وأما زواجه منك فنرى أن تستخيري الله تعالى أولاً وقبل كل شيء في أمره، وتستشيري العقلاء من أهل العلم والصلاح، فإن من كان قاسياً في تعامله مع أمه حري أن يقسو مع غيرها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1426(13/1867)
الرتبة الاجتماعية ليست معيارا لقبول الزوج أو رده
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في الحادية والثلاثين من العمر خريجة جامعية ومتدينة ومن عائلة معروفة وميسورة الحال، ولكن أفراد عائلتي غير متدينين وهذا يشكل لي الكثير من المشاكل والخلاف في وجهات النظر تقدم لخطبتي شاب يصغرني بثلاث سنوات (لأنه أعجب بثباتي على الطاعة رغم وجودي بين أفراد أسرتي) ، جامعي ومتدين وممدوح السيرة، ولكنه من أسرة فقيرة ومغمورة اجتماعيا وقد أبديت لوالدي أنني أقبل الزواج به، لأنني أريد تكوين أسرة متدينة إن شاء الله ولا يهمني إن كانت فقيرة، ولكن والدي لا يريدان لي هذا الزواج ويتذرعان بالوضع المادي والاجتماعي ويهددانني بأنني إذا قبلت وتزوجت به فلن يزوروني أبداً (لأنني سأصبح لست قد المقام بنظرهم) ويريدان أن أكون أنا صاحبة هذا القرار الرافض، وأنا الآن في حيرة شديدة من أمري ولا أدري ماذا أفعل فهل أخالف قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : إن جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه.
وأرفض هذا الشخص لمجرد أنه فقير كي لا أغضب أهلي، أم أقبل به وأتحمل ما سيصبح عليه الوضع في المستقبل ومقاطعة أهلي لي، وفي كلا الحالتين أجد نفسي الطرف الخاسر، أفيدوني بالنصح؟ جزاكم الله عني كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا رفض الوالدان زواجك من هذا الشاب بعينه، ولم يكونا عاضلين لك من الزواج بغيره، فيجب عليك طاعتهما، وتقدم أن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج بشخص بعينه في الفتوى رقم: 18767.
وعسى الله أن يجزيك على طاعة والديك ويعوضك أفضل مما فاتك، وإذا كنت قد رغبت في الزواج بهذا الشاب فاجتهدي قدر الاستطاعة في إقناع والديك وذكريهما حاجتك إلى الزواج وقلة الشباب المتدين الراغب في الزواج وتقدمك في السن وغير ذلك من الأسباب الداعية لتعاطفهما معك.
وأما إن ردا الأمر إليك وحملاك مسؤولية نفسك فنوصيك بالاستخارة، والاستشارة، ونحن نشير عليك بقبول هذا الشاب المتدين حسن الخلق، وكونه دونك في الرتبة الاجتماعية، فذلك ليس مانعاً من الاقتران به، وأما كونه فقيراً فقد وعد الله سبحانه وتعالى الناكح الذي يطلب العفاف بالعون والغنى، قال الله تعالى: إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32} ، وراجعي الفتوى رقم: 7863.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1426(13/1868)
استخيري وتزوجي بعد موافقة أهلك
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لخطبتي رجل على خلق وعلى أبواب التدين وعمري 19 ومتدينة منذ4 سنوات غير أني أحب رجلا آخر وهو أيضا متدين ولكن المشكل أنه لا يستطيع التقدم لخطبتي لأنه مازال يدرس فما الحل هل أنتظر الذي أحبه أم لا مع أنه غير مستعد تماما للزواج وبالنسبة لي أفضل الزواج لأنه يحميني من الفتن ثم هناك مشكل آخر أخاف أن لا يوافق أهلي على الرجل الذي تقدم لي بتعلة أني مازلت أدرس وأنا أعيش في بلد منع الحجاب يعني سيكون هذا الزواج أمنا لي من معصية خلع الحجاب لأني مخيرة بين الدراسة وخلع الحجاب أرجوك مدني بجواب مفصل وكاف لأني أعيش في حالة صراع وكيف أقنع والدي بهذا الزواج أرجو من فضيلتكم الجواب على أسئلتي في أقرب وقت ممكن.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن ييسر أمرك ويقدر لك الخير حيث كان، وننصحك بكثرة الدعاء واستخارة الله سبحانه، في أن يختار لك ما فيه صلاحك في دينك ودنياك، وبعد استخارته سبحانه، ننصحك بالزواج من الشاب المتقدم لك ما دام متدينا وعلى خلق، ففي الزواج حماية لك -كما ذكرت- من الفتن التي تحيط بك، وحاولي إقناع والدك بالأمر، فإنه إن اقتنع والدك ووافق على زواجك منه فعسى أن يكون ذلك، يعني أنه سبحانه قد اختار لك هذا الأمر ويسره وقدره، وإن لم يوافق فالخير فيما قدره الله وقضاه، وعليك الرضى بقضاء الله وقدره سبحانه، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ {البقرة: 216} ، وعليك أن تتقي الله سبحانه، ولا تخلعي حجابك حتى لو أدى إلى تركك للدراسة. وراجعي الفتوى رقم: 30735.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1426(13/1869)
حكم رفض الأبوين زواج ابنهما من قريبتهم بسبب الشحناء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب من الجزائر (25سنة) أردت الزواج من فتاة لي قرابة منها. (عمتي جدتها) .لكن الوالدين رفضا ذلك بحجج مختلفة.فالأب رفض باعتبار أنه يكره جدها -زوج عمتي- مع العلم أن جدتها (عمتي) توفيت منذ زمن. أما الأم فرفضت باعتبار أن لها صلة بأبي. مع العلم كذالك أن الأب منفصل عن الأم (طلاق) منذ 20 سنة.
وكذلك إن هذه الفتاة أمها مطلقة منذ15 سنة أي انا وهي في حال واحد. ولم أر منها أي شيء يدعو إلى هذا الرفض وأرى أن كل الحجج تدعو إلى قطع صلة الرحم.أفيدونا الرأي والفتوى الصالحة جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بمحاولة إقناع والديك بالموافقة على هذا الزواج، وبأن البنت لا علاقة لها بفعل غيرها، فلا يصح أن تتحمل وزر من بينكم وبينه شحناء أو بغضاء سواء كان جدها أم غيره، ثم إن تصرفهم هذا لا يحل الإشكال بل يزيد في الفرقة والجفوة الحاصلة، ويؤدي إلى مزيد من قطيعة الرحم.
فإن أصرا على موقفهما من الرفض وكان في الزواج بهذه المرأة غضب والديك، فننصحك بترك هذا الزواج والبحث عن زوجة أخرى، كما قد سبق في الفتوى رقم: 17763.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1426(13/1870)
المغالاة في المهور وإثقال كاهل الزوج بالشروط
[السُّؤَالُ]
ـ[كل عام وحضراتكم بخير
إن شاء الله أنا مقبل على الزواج بعد اأشهر قليلة، وبعد الاتفاق مع والد العروس على كل شيء من شقة وشبكة وأثاث وغيرها من أمور الزواج، فاجأني بأنه يريد أن تكون الشقة مناصفة بينى وبين خطيبتي، وأن يتم هذا الأمر قبل العقد وإلا فلا زواج بالمرة. أي أنه يريد أن أكتب الشقة باسمي أنا وهي لكي يضمن حق ابنته ويجعل ذلك أسلوبا للضغط عليّ حتى لا أفكر في الطلاق مستقبلا، وناهيك عن المبالغة المستفزة في المهر وما يسمى بقائمة العفش، مع العلم بأنني المتكفل بثمن الشقة وتجهيزها ولم يدفع هو مليم واحد في ثمنها ولا تجهيزها، وعند سؤال خطيبتي عن سر طلبه هذا قالت: إنه سمع من أحد أقاربنا أنك قد تبيع الشقه بعد إتمام الزواج انتقاما منه نتيجة لكثرة طلباته وضغطه عليك وإلزامك بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان. وأنا لن أبيعها وليس في نيتي، ولكن الأمر فيه إهانة لكرامتي ولقوامتي في بيتي كرجل. وقلت له: إنني مستعد أن أكتب لها الشقة بكاملها ولكن بعد الزواج وعن طيب خاطر لكن ليس قبل الزواج، ولكنه رفض مع علمه ويقينه بمدى حبي لابنته ومدى حبها لي، ولذلك أنا أيضا رفضت.. فبالله عليكم ما مدى أحقية والدها في طلبٍ كهذا من الناحية الشرعية أولا، ومن الناحية الاجتماعية ثانيا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لوالد الزوجة أن يثقل كاهلك بالشروط؛ فذلك مما يسبب النفرة بينكما كما قد يسبب كره الزوجة وبغضها، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: أعظم النساء بركة أيسرهنَّ مؤونة. رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
فكلما خفت مؤونة المرأة كان ذلك أدعى للألفة بينها وبين زوجها، وما أكثر الفساد والعنوسة بين النساء إلا مغالاة أوليائهنَّ في مهورهنَّ وتبعات ذلك، فالواجب على الأولياء أن يتقوا الله تعالى ويمتثلوا أمر رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وغيره.
ولكن إذا اشترطت الزوجة أو والدها شروطًا ورضيتَ بها فيجب عليك الوفاء بها لقوله صلى الله عليه وسلم: أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج. متفق عليه.
فلها ولوليها أن يشترطا ما شاءا ما لم يكن محرمًا، فإن قبلتَ به وجب عليك الوفاء على الراجح، كما بينا في الفتوى رقم: 1357. وإن كان الأولى عدم ذلك كما ذكرنا. فإن كانت الزوجة ذات خلق ودين فينبغي أن تحرص عليها وأن تستجيب لما اشترطت عليك إن كان في مقدورك وطاقتك، وإن كانت غير ذات خلق ودين أو اشترط عليك وليها ما ليس في طاقتك ولا تستطيع الوفاء به فينبغي أن تتركها وتبحث عن غيرها من ذوات الخلق والدين، وقد قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} .
وللاستزادة انظر الفتوى رقم: 49227، 2069، 33981.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1426(13/1871)
عفة المرأة وصبرها إذا لم تنكح من أحبت
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أحب رجلا متزوجا ولديه ثلاثة أطفال، يعمل معي في نفس المكتب، إنه رجل متدين يخاف الله، بدأت العلاقة بيني وبينه فى إطار العمل، أحسست أنه رجل مختلف، شخصيته قوية، متحمل المسئولية، المهم وصلنا إلى درجة الحب، وصارح كل منا الآخر، دخلت في هذا الموضوع ولا أعرف نهايته، ارتبطت به ارتباطا لا أحد يتخيله، وفجأة بدأ يحس أن العلاقة بيني وبينه لا نستطيع أن نكملها لأنه متزوج والظروف لا تسمح له بالزواج بأخرى، مع أنه يستطيع أن يفتح أكثر من بيت. أنا لا أستطيع أن أبتعد عنه، حاولت ولقيت نفسي أصابتني كثير من الأمراض، أنا أتمنى اليوم الذى أتزوجه فيه. أنا عندي 28 سنة ومستواي الاجتماعي جيد، وممكن أرتبط بإنسان جيد من كل النواحي، لكني لا أتخيل نفسي إلا معه، لدرجة أني أشعر أني سأصاب بحالة نفسية، أرجوك كلمه، وقل له إذا كان يحبني حرام يعذبني كل هذا العذاب، وقل له إن الزواج الثاني ربنا حلله، وأنا عمري ما أظلم زوجته ولا أولاده، أنا أريد فقط جزءا منه، المهم يكون موجودا في حياتي لأني غير قادرة أن أعيش من غيره، وهو خائف من كلام الناس عليه لو حصل، وأعتقد أنه مازال يحبني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بتقوى الله، وأن تتجنبي مخالطة الرجال الأجانب في عملك وفي غيره، وأن تلتزمي بالحجاب الشرعي، وحيث قد ابتليت بحب هذا الرجل ووقعت في عشقه، فليس هناك سبيل أفضل من الزواج به؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
فإن كان قادرًا على زواج الثانية وأنس من نفسه العدل ننصحه بذلك، حيث إن الله سبحانه قد أباح الزواج مثنى وثلاث ورباع، ويؤجر على إحصان امرأة مسلمة لا سيما وقد تعلقت به هذا التعلق، وعليه أن يراعي العدل بين زوجاته.
وإن لم يكن هناك نصيب وأبى الزواج بك، فارضي بما قسم الله، واكتمي وعفي واصبري، واحتسبي الأجر عنده سبحانه؛ فقد ورد في الأثر: من عشق وكتم وعف فمات فهو شهيد. وفي سنده ضعف. لكن معناه صحيح. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتقدم في الفتوى رقم: 38015.
واصرفي تفكيرك عن هذا الرجل وتجنبيه، فإن تعلق القلب بما ليس في الإمكان الوصول إليه من ضعف العقل، وإن تطلب الأمر ترك العمل فافعلي لاسيما إذا لم تكوني مضطرة إليه، وإذا تقدم لك صاحب دين وخلق فتزوجي به فورًا لتحصني فرجك وتحمي نفسك من مزالق الهوى والشيطان.
وفي الختام ننصحك بتقوى الله وتجنب الاختلاط بالرجال الأجانب، وبوجه خاص هذا الرجل، وشغل نفسك بما ينفعك، والإكثار من الدعاء بأن يعافيك الله من هذا البلاء. واعلمي أن ما وصلت إليه من عشق هذا الرجل داء عليك طلب العلاج منه. وتقدم في الفتوى رقم: 9360 علاج داء العشق فيلزم مراجعته.
فنسأل الله سبحانه أن يعافيك وأن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شوال 1426(13/1872)
الزواج بمن تستمع إلى الأغاني
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي الكريم بداية أحب أن أبين لك بأنني ترددت كثيرا في طرح هذا السؤال, ولكن رأيت الضرورة في طرحه ليقيني بأنني سأجد منكم العون والنصح بإذن الله.. فيا أخي الكريم أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما, وتبين لي بأن إحدى بنات أقاربي تحبني وترغب في الزواج مني وهي أصغر مني بسنة وأنا لا أحمل أي شعور تجاهها, وهي فتاة جميلة وأبوها صاحب مال وصاحبة خلق كما تقول لي والدتي فهي تمدحها لي وحتى أخواتي أيضا يمدحنها, ولكن هناك نقطة لديها وهي أنها تستمع إلى الأغاني.. فهذه النقطة استوقفتني كثيرا هل سماع الأغاني يقف مانعا من تحقيق رغبتها في الزواج! ولا أدري ماذا أفعل تجاهها فقد توقف التفكير لدي, فانصحوني؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسماع الأغاني وإن كان محرما وذنبا إن اشتمل على آلات الملاهي أو كان الكلام ماجنا إلا أنه لا يقف عائقاً عن إتمام الزواج، ومن المعلوم أن المرأة سريعة التأثر بزوجها وخاصة إن كانت تحبه، فلعل تركها لهذا الذنب يكون على يديك فنحن نشجعك على الزواج بها إن كانت محافظة على صلاتها وصيامها وبقية أمور الدين، وانظر في حكم الغناء الفتوى رقم: 5282.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رمضان 1426(13/1873)
الزواج ممن فرط في صيام رمضان ثم تاب
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ أريد أن أسأل عن شخص كان يفطر في شهر رمضان المبارك دون عذر لمدة من الزمان وكان يفعل المنكر ولكنه تاب إلى الله وأصبح يصوم وابتعد عن المنكر، فما حكمه إذا أرد الارتباط بامرأة تخاف الله وتريد زوجا مثلها، ولكن تعرف أنه تاب منذ زمان بعيد، صرح لها عن حاله لكي يكون عندها علم، ويريد أن تساعده أكثر، وما أراد أن يرتبط بها إلا للستر والمغفرة من الله. وشكرا لكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب مقبول عند الله فأحرى أن يكون عند خلقه، فننصح إن علمت توبته بقبوله، وأن تكون المرأة عونا له على الخير والصلاح والطاعة.
وكان الأولى بهذا الرجل أن لا يعلم أحدا بما وقع فيه من المعاصي بل يتوب ويستر على نفسه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم والبيهيقي وصححه السيوطي وحسنه العراقي. والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رمضان 1426(13/1874)
أساس اختيار الزوجين
[السُّؤَالُ]
ـ[قال النبي صلى الله عليه وسلم:تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، فلماذا يزاد على الدين والخلق صفات الحسب والجمال والمال في حالة اختيار المرأة فقط.أما ينظر لهذه الصفات عند اختيار الرجل أيضا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل من الحديثين أمر أو أرشد إلى اختيار صاحب الدين سواء كان رجلا أو امرأة.
وفي الحديث الأول ذكر واقعا وهو أن الرجال يرغبون في النساء لتلك الصفات، الجمال، الحسب..... ثم أرشد الرجال إلى اختيار صاحبة الدين. قال في فتح الباري: قال القرطبي: معنى الحديث أن هذه الخصال الأربع هي التي يرغب في نكاح المرأة لأجلها، فهو خبر عما في الوجود من ذلك لا أنه وقع الأمر بذلك.
أما الحديث الثاني فهو موجه إلى أولياء أمور النساء، وفيه أمرهم بتزويج صاحب الدين والخلق، وأن رفضه والرغبة عنه في صاحب المال والجاه العاري عن الدين والخلق يؤدي إلى الفتنة والفساد.
ولا يدل ذكر الحسب وما معه في الحديث الأول ورغبة الرجال فيه أن ذلك خاص بهم، بل النساء كذلك يرغبن في جمال الرجال وحسبهم، بل إن رغبتهن في مال الرجل وجماله قد تكون أشد لأن استفادتهن من مال الرجل قد تكون أكثر من استفادة الرجل من مال المرأة، لأن في ماله نفقتها وكسوتها، وليس للرجل نفقة ولا كسوة في مال المرأة، وقد تهبه لأهلها أو لمن شاءت فلا ينتفع به هو ولا أولاده، كما أن دمامته قد تتأذى منها ولا تتمكن من فراقه، والرجل إن لم تعجبه المرأة أمكنه تطليقها، ولعل عدم ذكر الحسب وما معه في الحديث الأخير والله أعلم، هو أن ما رتبه الشارع فيه على رفض صاحب الدين والخلق من الفساد الكبير والفتنة لا يترتب على رفض صاحب المال وما معه المجرد من الأخلاق والدين، فجاء الحديث آمرا بقبول صاحب الدين زاجرا عن رفضه مبينا ما يترتب عليه، ولا داعي لذكر ما لم يؤمر به ولم يترتب على رفضه مفسدة من اعتبار صفة الجمال أو المال أو غيرهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رمضان 1426(13/1875)
ترك نكاح المعوق طاعة للوالدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أحبك في الله يا سيدي وأشهد الله على ذلك، فضيلة الشيخ تقدم لي شاب على خلق كبير ودين للزواج ولكنه معاق ويمشي بكرسي متحرك، أنا وافقت لما رأيت فيه من حسن الخلق، ولكن أهلي رفضوه بشدة وخاصة أمي والسبب الشكل الاجتماعي، فماذا أفعل لأن الشاب لا زال ينتظر جوابا مني، هل أوافق رغم أن ذلك سيترتب عليه بعض المشاكل وسيغضب علي أسرتي وأمي خاصة، أم أرفض وأتخلى عن الشاب الذي وعدته أن أبذل المستحيل لكي توافق أسرتي.. وهل سيكون لي أجر عند الله عز وجل إن أنا تزوجته وبررت به أفيدوني؟ جزاكم الله عني كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنك إن قصدت القبول به لدينه وخلقه والقيام بشؤونه فأنت مأجورة على ذلك، فإن وافق والداك فذاك، وإن أصرا على الرفض فننصحك بطاعتهما، وهما حريصان بالطبع على مصلحتك وغالباً ما يكون الوالدان أدرى بمصلحة الابن أو البنت لاسيما في مسائل النكاح، فلا تعارضي والديك في رفضهما لهذا الشاب المعوق، ولعل الله أن ييسر له من تقوم بشؤونه غيرك، وفقك الله لمرضاته، ويسر لك الخير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1426(13/1876)
عدم رضا الأم عن الفتاة التي اختارها ولدها للزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي شائكة تحتاج إلى نظرة حاذقة تمزج بين الدين والدنيا وتحسب المصلحة العامة والمنفعة السائدة وتتوسع لتشمل كل الأركان ولاتكون حصرا لقاعدة أو مكان ولهذا لجئت أليك لأسئلك فأأستحلفك بالله العلي العظيم الذي أن سئل أعطى كأجود من أجود كريم وله الأمر والقضاء وله التسليم , سبحانه العليم الحكيم , اختار من عباده الأنبياء وجعل من ورتثهم العلماء , نورا يستدل به في الظلماء , جعلك الله منهم , وحشرك في زمرتهم , وأسعدك برفقتهم , اللهم أمين , أن تجيب على سؤالي وأن لاتهمل مقالي فالأمر جد عاجل ولايحتمل التأجيل وأرجو المعذرة للتطويل ولكن الأمر يحتاج التفصيل لتكون عندك الرؤية واضحة كأنك قد شاهدت ما قيل
أما بعد:- والمشكلة كما يلي.....
بعدما طلب أخي من أمي ذات مرة أن تبحت له عن عروس وكما هو معلوم وملموس , قدمت له أمي بعض الأسماء على افتراض أنه سيبدأ بالإنتقاء , ولكن بعد فترة جاء وقال إنه أحب فتاة سمراء , تعمل معه في نفس المجال وأنه أحب فيها حلو الكلام وعذاب المقال و...... و..... وغيره مما يقال , وكما تفعل كل أم في مثل هذه الحال ,سئلته عنها وهي مرتاحة البال , فكان مما قال أنها أكبر منه ب 3 أو 4 سنين في العمر ولكن هذا لايؤذي ولايضر , فأعترضت أمي في البداية , ثم بعد ذلك سلمت في النهاية , فليس هذا بالأمر الذي يعيبه الإسلام فها هو خير الآنام عليه أفضل الصلاة والسلام تزوج سيدة النساء , من حياها رب السماء , وهم في العمر ليسوا سواء , وكلنا وقفنا معه من هذا الباب وعتبنا على أمي ذاك الإعتراض , فوافقت أمي مع قليل من الامتعاض , لعلمها بمزاج أخي المقلاب وأنه بعد فترة قد يملها , ويضع بعد ذلك العمر كأحد الأسباب ويتحجج بأننا لم ننصحه وأسقيناه مآء السراب , ولكن بعد جدال وسجال أقنعته أمي أن هذا هو قراره ولا بد أن يتحمل تبعاته وأضراره.
ولكن ما بدأ في الظهور والبيان وأعظم من أن يكون في الحسبان
* فأولا:- الفتاة ليست محجبة , وقد تحججت بأن أمها منعتها من الحجاب وبأنها بمجرد أرتباطها بأخي سيكون أمرا مجاب , فقلنا لا بأس يكسب فيها ثواب.
ولكن بعد فترة عندما أحست بتمسك أخي بها وميله إليها , قالت إنها لن ترتدي الحجاب وأن يغلق عليها نقاش هذا الباب , فغضب أخي وأنهى الخطاب , فعادت وقالت لابأس أنها ستفعل ذلك ولكن بعد الزواج وكتب الكتاب , ولاندري أصادقة هي فيما تقول أم هو كلام ليل يلفه ضباب.
* وثا نيا:- عندما سئلنا عن عائلتهم بعض الأحباب , وذهبنا لمقابلتهم للتمحيص والاستجواب وجدنا أن عماد البيت (الأم) ليست متحجبة والأسوأ من ذلك هو أنها تعتقد أنها متمدنة ولاتجد في ذلك عيبا أو خطأ.
فهي دكتوراة جامعية ترتدي ملابس شبابية وهي قد بلغت من العمر عتيا!!
سروايل جينز على تسريحات شعر أوربية من غير ذكر البلوزات المحصورة والعصرية , تحل المشاكل النفسانية وسبحان الله علاقتها بأهل زوجها شبه مقطوعة بالكلية!! فما أعجب ما نسمع من قصص مروية!!.
والطامة الكبرى أن القطيعة أمتدت لدرجة أن زوجها لم يقف في عزآء أخيه ولم يزر بيت أبيه , وهذا الكلام أكدته الفتاة ولم نفتريه , والحجة أن أهله أثاروا معها المشكل فأختارت الانعزالية ولكن هل هذا يصوغ قطيعة الرحم ويجعلها سوية!!.
وسيد الدار ليس له الا الطاعة ولايملك أي قرار!!
وكذلك هم لا صلة وثيقة لهم مع أهل أبيهم بأستنتاء فقط أخيهم.
* وثالثا:- كل من سألناهم من أهل الخبرة والاستشارة ومن لهم مع هذه العائلة جوار أو سابق عهد من صداقة وجوار أفتونا بأن نتراجع عن هذا الاختيار وأنها ليست كفؤا لااجتماعيا ولا ماديا ولا دينيا , فشتان بين الأمصار.
والمشكلة أن بعد هذا كله أخي لم يقتنع ومازال يصر على أن يكمل المشوار وأنه هي أو الانتحار وأنه ليس له عنها بديل أو خيار , ولايهمه إن كانت أمها غير محجبة والأمور الأخرى التي ذكرتها لك آنفا في الحوار.
وهو مقتنع تماما بأنها مظلومة وأن كل الذين تكلموا حقودين وحسودين وكرههم لها واضح كضوء النهار!!
والبلوى أن أبي أقسم بالله أن لا يشترك في شئ لايرضاه الله , وخيره بين الإرتباط بها وبين البقاء في البيت والسكن معنا , فهو لايريد رؤيتها , ولايرضى لابنه الإرتباط بمثيلتها , فاختار أخي وللأسف الخروج من البيت والفرار وطلب من أمي ماله لشراء الشقة وأصر على القرار , فبكت أمي حرقة على ولد عقدت عليه الأمال ووربته وسهرت عليه لسنين الطوال, ليبدلها في آخر الأمر بقرار اتفقنا جميعا أنه أساء فيه الاختيار.
وماهو أسوأ من هذا كله أنه بدء الأن يتهم أمي بأنها ظالمة وأنها السبب في كل ما جرى وصار وأنها لاتريد له أن يعيش سعيدا مع المرأة التي اختار وذلك بزعمه لآن أمي تحب التملك والسيطرة وإن سمع كلامها فإنه أبدا لن يتزوج وينعم بالاستقرار , فبكت أمي حرقة لإحساسها بالظلم والانقهار ورفعت يديها داعية العزيز الجبار ثم طلبت مني أن أسئلك يا شيخي الكريم بعد أن أسرد على مسامعك هذا الواقع الأليم من ناحية الشرع والدين هل هي حقاً ظالمه لأنها لم توافق ابنها على اختياره وهو يتحمل مسؤليته أمام الله وهي بريئة منه يوم القيامة لأنها نصحت وأرشدت، وهل تعتبر آثمة إن رفضت أن تدعمه مادياً ومعنوياً في عرسه لأنها لم يعجبها اختياره كما وضحت؟ أم أنه كان عليها أن توافقه بعد أن أرشدته وهو يتحمل المسؤولية فهو بالغ عاقل راشد ولكن لا يواظب على الصلاة؟ متى تكون أمي حقاً ظالمة من الناحية الشرعية إن وافقت وذهبت معه وأقنعت أبي بالذهاب لتلم شمل العائلة الذي بدأ بالتمزق منذ تمرده وإعلانه العصيان والخروج من البيت وهو يتحمل مسؤولية قراره لوحده أمام الله؟؟ أم العكس تكون ظالمة إن أصرت على رأيها وأبي بعدم الذهاب وعدم دعمه لا مادياً ولا معنويا فيما اختار؟ أفتني يا شيخي الكريم، كفاك الله شر كل حاقد ولئيم وجزاك الله عنا كل خير بعد صلى الله على السيد الأمين افضل الصلاة وأتم التسليم خاص وشكراً أتوسل إليكم بالله أتوسل إليكم بالله أن لا تهملوا رسالتي أستحلفكم بالله.
,]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى الوالدة أن تنصح ولدها بذات الدين والخلق، ولا يجوز للابن مخالفتها وعصيانها في الزواج بفتاة معينة، كما تقدم بيانه في الفتوى رقم: 6563. وإذا لم توافق الأم على امرأة ترى أنها غير مناسبة، وليست ذات دين وخلق فلا تكون ظالمة لولدها بل ناصحة له، ولا تأثم إذا لم تدعمه مادياً أو معنوياً ولا تكون ظالمة أو آثمة أيضاً إذا وافقت نزولاً عند رغبة ولدها، جلباً لمصلحة أعظم، وهي جمع شمل العائلة من التفرق، ودفعاً لمفسدة أشد، وهي تفرق العائلة وخروج الولد من البيت مع زواجه بتلك الفتاة، فالأم ليست ظالمة في كلا الحالتين مع أننا ننصح بالخيار الأخير لأنه قد يكون أقرب لجمع الشمل ونبذ الفرقة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1426(13/1877)
حكم رفض الخاطب الذي فيه عيب في الخلقة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن أن أرفض الرجل إذا تقدم لي لأن فيه عرق عبيد؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعيار الشرعي في اختيار الأزواج هو: الدين والخلق، فلا ينبغي للفتاة أن ترفض رجلاً على دين وخلق على أي صفة كان هذا الرجل، ولعل الله تعالى يجعل في زواجه منها خيراً. وتراجع الفتوى رقم: 4074 والفتوى رقم: 2494.
ولكن إذا خشيت المرأة عدم دوام العشرة لوجود بعض الصفات التي لا تعجبها، فلا بأس بأن تلتمس صاحب دين سالماً مما لا يعجبها، إذ أن حسن العشرة ودوامها أمران مقصودان للشرع. وتراجع الفتوى رقم: 11179 والفتوى رقم: 10223.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1426(13/1878)
بائع الخمر لا يصلح قبوله زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[لي خالة تقدم إليها أحد الرجال ليتزوجها، وهي تعلم أنه يعمل في حانة لبيع الخمور.
المرجو أن تبينوا لنا حكم الزواح المترتب على هذا العلم من طرف الزوجة؟ ثم إذا وعد الزوج بتغيير مهنته في المستقبل فهل يحل لخالتي التزوج به في الحال على أمل أن يغير مهنته آجلا؟ وماذا لو أصر الزوج على مهنته ورفض تغييرها؟
وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم الإعانة على شرب الخمر بأي نوع من الإعانة وإلا كان آثما، وتراجع الفتوى رقم: 5816، ومثل هذا الرجل لا ينبغي أن يقبل زوجا ما دام مصرا على هذا العمل إذ إنه قد يطعم أهله وأولاده من هذا الكسب المحرم، وفي ذلك من الضرر ما لا يخفى، ولا ينبغي الاغترار بوعده بالتوبة من هذا العمل، وتراجع الفتوى رقم: 63566، ولو قدر أن تم النكاح وكان هذا النكاح مستوفيا شروط النكاح الصحيح ومن أهمها وجود الولي كان النكاح صحيحا، وترتبت عليه آثاره، ولكن ينبغي أن تنصح هذه المرأة بعدم الإقدام على الموافقة على زواج هذا الرجل منها، إذ قد تكون لذلك عواقب سيئة.
ولا بأس بأن يبحث لهذه المرأة عن زوج صالح وتراجع الفتوى رقم: 7682 بل يجوز لها أن تعرض نفسها على من ترغب في الزواج منه من الصالحين ما دام ذلك في حدود الأدب والشرع، وتراجع الفتوى رقم:
9990.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1426(13/1879)
منع المرأة من الزواج بحجة طمع المتقدم بمالها لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخت مريضة بمرض نفسي وقاربت 39 سنة لم تتزوج ونحن ولله الحمد بحالة مادية جيدة، وهي تملك بعض المال وتقدم لخطبتها رجل فقير يكبرها وهو متزوج ويعلم حالتها وهو ملتزم دينيا حالياً عكس ما كان عليه ماضيه وقد أبدى رغبته بأن تبقى عندي في بيتي وحين يكون في بلدنا يقيم عندي وهو يقيم في بلد قريب من بلدنا، ملاحظة: الدولة توفر لها إعانة شهرية رعاية لها، وبزواجها وفقا للقانون ستتوقف هذه الرعاية الاجتماعية، وهذا يدعي رعايتي لها وله، السؤال: هل أزوجها به رغم شكي بطمعه في مالها، وهل أأثم إن لم أزوجها به، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان الرجل المتقدم مرضياً في دينه وكفؤاً لأختك فاقبل به؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولا يجوز لك منع أختك من الزواج، لأن هذا يدخل في العضل المنهي عنه، ويجب على الزوج نفقة زوجته وسكناها، ويحق لزوجته ووليها طلب الطلاق بعجزه عن ذلك، وإذا كنت تشك في طمع الرجل في مال أختك، وكانت أختك غير رشيدة في التصرف في المال، فيمكنك الحجر عليها، وذلك برفع الأمر إلى القاضي لينصبك قيماً على أموالها، وراجع الفتوى رقم: 54950، وبهذا تحول بينه وبين مالها، وسيتبين لك إن كان لا يريد إلا المال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1426(13/1880)
اختلاف البلد هل يبرر رفض الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة خليجيه تعرفت على شاب خليجي عن طريق أحد المنتديات، وقدر الله أن يحب أحدنا الآخر، وكلانا لدينا الرغبة بالزواج ولكن العائق أن أهلي لا يقبلون بالزواج من خارج البلد حتى وإن كان خليجيا، فهل يجوز أن يمنعني أهلي عن الزواج برجل يرغب بي واختار سنة الله ورسوله لتكليل الحب الذي بيننا، حيث إن كثيرا من الشباب يخدعون الفتيات وهو قد اختار الزواج ولكن العقبة العادات والتقاليد الراسخه في عقل أهلي، وهل يجوز للإنسان تجاهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: إن جاءكم من ترضون دينه فزوجوه) باسم العادات والتقاليد، ما هو الحل، وهل ما أفعله محرم رغم أننا كلانا جادان في الزواج، والسؤال الآخر: أنه يرغب برؤيه صورتي من باب أن الخاطب لا بد أن يرى مخطوبته، ولكننا حائران في رأي الشرع هل يرى صورتي بحجاب أو بدونه، فهل أجد لديكم الإجابة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 12065، والفتوى رقم: 2494 أنه لا يجوز لولي المرأة أن يمنعها من الزواج إذا تقدم لها الكفء، وأن اختلاف القبيلة أو البلد ليس مبرراً كافياً للرفض إلا أن يكون الدافع لرفض الولي النكاح هو مصلحة ظاهرة تعود على المرأة فله حينئذ الرفض، وبينا في الفتوى رقم: 30003 أنه لا يجوز للمسلمة أن تربط علاقات غرام بدون الطريق الشرعي ولو كان القصد من وراء ذلك الزواج.
ونريد أن ننبه إلى أن الحب عن طريق المنتديات ومواقع الإنترنت حب مبني على سراب ولا يؤمن فيه الخداع، وما الذي يؤمنك أيتها الأخت الكريمة من أن تجدي صورتك بعد أيام منشورة في المواقع من قبل سفيه يتاجر بالمشاعر، فلا ننصح بإرسال صورتك أبداً، فإن كان عازماً على خطبتك مؤملا موافقة ولي أمرك فليأت البيوت من أبوابها، وينظر الخاطب إلى الوجه والكفين من المخطوبة فقط، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 30801.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1426(13/1881)
هل تتزوج شخصا يريد السفر بها لديار الكفر
[السُّؤَالُ]
ـ[إني أعيش في بلاد تمنع ارتداء الحجاب ومن فضل ربي فإني أرتديه، ولكن نحن المتحجبات نتعرض للكثير من المشاكل من مشاكسات أو سب أو شتم ومرات تصل إلى الضرب والتهديد، وأنا أدرس بالجامعة في السنة الثانية من شعبتي ولي أم وأخ، وأبي قد توفي، وقد جاء لخطبتي رجل صالح أعجبت به ويريدني أن أبقى بالحجاب وأمي راضية عنه وأخي فهل يا شيخ حرام علي أن أتزوجه ولا أهاجر من بلادي، أبلغ من العمر 20 ولا أريد العيش في بلاد الكافرين بالزواج برجل عربي يقطن مثلا في فرنسا وأمي غير راضية أن أسافر إلى فرنسا وأتركها وحدها في البلاد علما أنها هي أيضا محجبة وأنا أريد الزواج بهذا الشخص وإن تم كل شيء بإذن الله فإني سأتزوج صيف 2006 فماذا أفعل هل أبقى مع أمي وأجاهد على حجابي ويكتب لي حق الجهاد أم لا؟
وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشخص المتقدم لك صاحب دين وخلق، وكنت تأمنين على دينك وعرضك في بلاد الكفار فاقبليه زوجا، ولكن اجتهدي في إقناعه بأن تبقي مع أمك وأن لا تسافري عنها، فإن أصر على السفر، فاجتهدي في إقناع أمك، وبيني لها خطر العنوسة على دينك ودنياك، وقلة الشباب الدين الخلوق، واستخيري الله تعالى قبل كل عمل، وانظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2852، 3145، 51334، 971.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1426(13/1882)
العلاقة الهاتفية بين الأجنبيين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أبلع 20 عاما تعرفت على شاب التقيت به واتفقنا على الخطوبة بعد شهر ولكن شاءت الظروف أن ترك عمله وبدأ يبحث عن آخر، بقيت علاقتنا مستمرة لم أخرج معه قط، بل كانت علاقتنا فقط على الهاتف كنا نتحدث لوقت طويل وبأمور كثيرة، الشاب على خلق ودين قربني جدا من الدين التزمت بالصلاة بشكل أكبر وقراءة القرآن أنا محجبة لكن لم أكن أرتد العباءة طلب مني ارتداءها ولم أتردد في ذلك، مضت الآن 4 شهور من تعارفنا وقبل أسبوعين حصل على عمل بقينا معاً وتحملت معه كل الضغوطات النفسية التي مر بها وساعدته معنوياً كثيراً لكن بعد حصوله على العمل الجديد أخبرني بأنه لا يستطيع أن يتقدم لخطبتي وطلب مني قطع العلاقة لأنه متعب نفسياً من مشاكل حصلت معه بالماضي أنا أعرف هذه المشاكل وساعدته بها أيضاً، نحن الآن لا نتحدث مع بعض لكنني متعبة لأني بحاجة إليه فهو خلوق وطيب وحنون وبه مزايا كثيرة أفكر به كثيرا وأتمناه زوجا لي وهو أخبرني كذلك بأنه يريدني زوجة له لكن بعدما يرتاح من كل مشاكله النفسية لا أدري ماذا أفعل هل أحاول إقناعه بأن نبقى معاً لأنني أساعده في هذه المشاكل أم أقطع علاقتي به كما طلب مني. أنا أعرفه جيدا فهو واع وعلى دين وخلق لكن مشاكله أثرت عليه وعلى سلوكه بشكل كبير مما أدى إلى قطع علاقته بي أخاف أن تكون الفترة طويلة، تقدم لخطبتي في هذه الفترة أكثر من شاب ورفضت لأني متوكلة على الله بأن يعيد إلي هذا الشاب وتتم الخطوبة هل أستمر في رفض من يتقدمون إلي وأنتظره أم أقبل بالذي أرضى دينه وخلقه، أنا أتمنى هذا الشاب وأحبه كثيراً بكل جوارحي لا أريد أن أخطب على آخر وأنا أفكر به فلا ذنب للشخص الذي سيخطبني بأني أحب آخر، أدعو الله دائماً أن يعيده إلي الله يعلم كم هو إنسان جيد وبه مزايا كثيرة أقسم بالله أنني أتمناه زوجاً ليس لأنني أحبه فقط ولكنه لدينه لأنه متمسك بالدين بشكل كبير وشباب هذه الأيام غير ملتزمين بالدين، أنا متوكلة على الله بأن يقرب الخير مني فأنا أدعو الله دائماً أن يكون بهذا الشاب خير ويقربه مني صليت الاستخارة أكثر من مرة والحمد لله كنت أشعر بالراحة بشكل كبير، أعلم انه أجنبي ولا يجوز أن أتحدث معه لكن الأعمال بالنيات فنية كل واحد منا الخير والحلال والله يشهد على ذلك. أتمنى منكم أن تنصحوني ماذا افعل وجزاكم الله ألف خير وشكرا على ما تفعلونه من خير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعله هذا الشاب من قطع العلاقة الهاتفية بينكما هو الصواب، لأنه أجنبي عنك، وحسن النية في هذه الأمور غير كاف، وخطوات الشيطان في إغواء عباد الله تبدأ باليسير من المباح ثم ينقلهم إلى المكروه ثم إلى المحرم وهكذا، نسأل الله العافية، ونرى أيتها الأخت الكريمة أن لا تعلقي نفسك بهذا الرجل غير الراغب في الزواج، فإن عزم على الزواج واستدعى الأمر بعض التأخر الذي لا تتضررين به ولا تخشين على نفسك بسبب الانتظار فتنة فلا مانع من انتظاره، وإلا فمتى تقدم إليك من يرضى دينه وخلقه فاقبليه وتوكلي على الله تعالى وسيعوضك الله خيرا منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1426(13/1883)
لا علاقة بين رفض الفتاة لخاطب ما وإصابتها بمكروه
[السُّؤَالُ]
ـ[نرجو إفادتنا بأعراض السحر والحسد والعمل وكيفية معرفة إذا كان الشخص مسحورا، وهل صحيح أنه أحيانا يكون شخص يتمنى أن يتزوج بفتاة معينة ولا يحدث نصيب فإذا ظل يتمناها ولم يستطع الزواج منها فإنه يصيبها مكروه إذا تزوجت أو ربما لا تتزوج أبدا نرجو الإيضاح وإذا هذا فعلا حقيقة نرجو معرفة العلاج ولكم مني الشكر الجزيل وبارك الله فيكم والرجاء الرد بسرعة إذا أمكن.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما العمل والسحر فهما شيء واحد، وقد بينا أعراض وعلامات المسحور في الفتوى رقم: 27789، والفتوى رقم: 13199. كما بينا كيفية علاجه في الفتوى رقم: 5433، والفتوى رقم: 502.
والحسد داء قلبي يصيب بعض الناس فلا يريد أن يرى نعمة عند غيره؛ كما قال تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ {النساء: 54} .
وقد بينا علامات وأعراض المحسود والمصاب بالعين وكيفية علاج ذلك في الفتوى رقم: 7151، والفتوى رقم: 5557.
ولا شك أن كلاً من الحسد والعين قد يؤثر سلباً على المحسود والمعين بإذن الله تعالى، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة وكما هو متواتر، وعلاج ذلك ذكرناه في الفتاوى المحال عليها.
علماً بأن من حق المرأة أن ترفض من لا تحب الزواج به كائناً من كان، ولا يعاقبها الله على ذلك، ولا يصيبها مكروه لأجل رفضها، وإذا حدث لها مكروه بعد زواجها بسبب الحسد أو العين أو غيرهما فليس بسبب الشخص، وإنما قضاء وقدر، أو بسبب ما كسبت يداها من التقصير في طاعة الله عز وجل، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ {النساء: 79} . وقوله: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى: 30} .
وليس في رفض المرأة لمن لا تحب أو عدم قدرته هو على الزواج بها ظلم منها، ولكن إذا كان الخاطب ذا خلق ودين فلا ينبغي رده، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي وغيره.
فلا ينبغي للمرأة رد الخاطب إذا كان ذا خلق ودين لذلك الحديث.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1426(13/1884)
الاعتماد على الأهل في اختيار الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[Part_1
السلام عليكم ورحمة اللة
أنا رجل أبلغ من العمر 44 عاما مستقيم ومجتهد وأخاف الله
كنت أحلم دوما بأن أتزوج بامرأة واحدة ونعيش حياة مليئة بالحب والاحترام وأن أسعدها وأن أجعلها أسعد زوجة في هذا العالم وبصراحة كنت ضد فكرة التعدد وقد تستغربون موقفي هذا ولكن ليس قبل أن تقرؤوا قصتي المحزنة متزوج من بنت تصغرني ب 20 سنة هي تحبني جدا جدا وأنا أقدرها وأحترمها جدا ولكن كيف تمت ظروف هذا الزواج
قبل 7 سنوات بعثت لي والدتي بعدة صور لبنات وقعت عيني على واحدة فسألت والدتي عليها فقالت بأن أحد أقاربنا والذي أتى بصورتها يقول إنها بيضاء كالثلج طولها فارع, عجبتني صفاتها فهو ما كنت أحلم به طول حياتي, باقي أن أتعرف عليها شخصيا فقلت لوالدتي كم عمرها فقالت 19 أو 20 فقالت لي الوالدة خذ هذا هو رقم الهاتف اتصل بهم. اتصلت بها وسألتها عن عمرها فقالت 16 شعرت بالخجل لفترة لكن سرعان ما تبدد هذا الخجل بعدما رأيت جرأتها وحنكتها في الحديث ومرت الأشهر وأنا أتصل بها كل أسبوع لمدة ساعة أو ساعتين فتعلقت بها لم أسألها عن صفاتها لأنني بصراحة خجول واعتبر الموضوع غير لائق. ولكن هي كانت تقول لي بأنها بيضاء وبعد عدة أشهر قالت لي ولكني البس النظارة الطبية فقلت لها ليست بالمشكلة وبعد أشهرا أخرى قالت بانة طولي كذا وكانت قصيرة وقلت لا مشكلة وأنا أبعث خلال هذه الأشهر بالمال والهدايا. لا أعلم ماذا عرفت والدتي من أقارب آخرين ولأني كنت سعيدا جدا لم أهتم عندما مرة قالت لي يا بني على مهلك فإن الموضوع ليس بالأكيد. سافرت خطيبتي إلى أهلي في بلد ثاني استعدادا للمجيء إلى.اتصلت الوالدة بية في فرنسا عند وصول خطيبتي عندهم وقالت لي يابني خطيبتك سوداء وقصيرة وأيضا لها مثل الحدبة الصغيرة على ظهرها ولكنها لا تظهر فقط عندما تنحني, طبعا أنا لم اسمع بذلك من قبل من أي أحد حتى ولا هي وأصبحت وخلال ثانية حياتي جحيم وحيرة. ولأنه ليست لديه الحق في السفر والتأكد بقت خطيبتي لمدة سنة عنده أهلي كانت أسوأ سنة في حياتي, حيث ترنحوا أهلي بين الإيجاب والسلب فيما يخص خطيبتي. فلم أتمكن من اتخاذ القرار. مرة تقول والدتي لا تهم الأمور بسيطة ومرة لا تقول ورطة وأبي كذلك فلم أستطع أن أقرر. بعد أن استحصلت على الموافقة بان ترافقني زوجتي خلال دراستي ورايتها ولأول مرة بعدة ثلاث سنين, لاحظت فعلا بأنها لا تطابق الصورة التي كانت في مخيلتي ولكن ماذا أفعل. أبي يقول طبعا إن الصورة لا تطابق الحقيقة فقلت له يا أبي لماذا لم تتكلم في وقتها.إذا كنت تعرف تلك الحقيقة فلماذا لم تقترح فكرة زيارة والدتي لهم كي ترى بأم عينها خطيبتي وتوفر على سنين من الحيرة كادت أن تكون أجمل سنين حياتي, فسلمت أمري إلى الله. وأعيش الآن معها ولكني غير سعيد أحاول أن لا أظهر ذلك لها وأثقل عليها في الغربة ولكن هي ذكية تعلم جيدا بأنني تغيرت حيث قالت لي مرة بأنني تغيرت عما كنت عليه في السابق ولكني أتحجج بالدراسة الصعبة, ولكن هذا ما يزيد المرارة في نفسي فلم أتوقع أن تكون العلاقة بيننا يوما هكذا بعد كل ذلك الولع عبر الهاتف. تنتابني عدة مرات حالة عصبية ولأتفه الأسباب عليها محاولة مني فك الارتباط ولكن بمجرد رؤيتي لدموعها احن واعتذر منها.
تركيزي في الدراسة قل ماذا أصنع هي في كل الأحوال بنت طيبة القلب وتحبني ولكن لا أشعر تجاهها بميل جنسي أو رغبة فقد كانت في مخيلتي صورة أخرى تماما كما أنها لا تشبه الصورة نهائيا حتى إني ومن باب المزاح أقول لها ,,,,هل أنت من في الصورة حقيقة. وها نحن اليوم شعوري بالخديعة لا يزول ولكني رجل واشعر بالمسؤولية ولا أريد أن أبين شيئا وأشعر دائما كالحسرة عندما أنام في صدري. فحلم حياتي قد تبخر لاعتمادي على غيري. وها أنا اليوم المفروض أن أكون بقمة سعادتي ولكن اشعر كالهرم أدير حياتي لكن ببطء شديد.
ببساطة لم اعد ذالك الشاب المرح المحب للحياة ولمساعدة كل الناس. ولم اعد أحب أن أتكلم مع أهلي, أنا لا أرمي كل اللوم عليهم ولكنني تأكدت بأنهم قد قصروا كثيرا في هذا الموضوع. لم يكن هناك أي مانع لا مادي ولا أي شيء يمنع أي أحد للذهاب كي يرى العروس كان المفروض أن يحترموني أكثر من نلك وقد شعرت أيضا بالقهر عندما سمعت بان جارهم اقصد جار بيت زوجتي الذي لم يكمل الابتدائية قد تزوج بملكة جمال ذات حسب ونسب وشهادة وووو. أنا أعرف بأنها قسمة ونصيب كما أني لست مغرورا ولكني أشعر بشدة بأنني قد غبنت حيث والله تتوفر لدي معظم ما تتمناه أي بنت من شهادة عالية ونقوذ وشكل مقبول جدا وفي النهاية يجب أن أعاني لأن أهلي الذين اعتمدت عليهم لم يتقدموا بشكل رسمي, ولم يحترموني بالشكل الكافي. أحاول أن أنسى وأن أعيش وأن أسعد زوجتي وأضع اللوم لا عليها بل علي أنا وكذلك أبي ولكن ------]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب على هذا السؤال، وذلك في الفتوى رقم: 67221
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1426(13/1885)
الاعتماد على الأهل في الخطبة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل أبلغ من العمر 44 عاما مستقيم ومجتهد وأخاف الله كنت أحلم دائماً بأن أتزوج بامرأة واحدة ونعيش حياة مليئة بالحب والاحترام وأن أسعدها وأن أجعلها أسعد زوجة في هذا العالم وبصراحة كنت ضد فكرة التعدد وقد تستغربون موقفي هذا، ولكن ليس قبل أن تقرأوا قصتي المحزنة، متزوج من بنت تصغرني بـ 20 سنة هي تحبني جداً جداً وأنا أقدرها واحترمها جداً ولكن كيف تمت ظروف هذا الزواج، قبل 7 سنوات بعثت لي والدتي بعدة صور لبنات وقعت عيني على واحدة فسألت والدتي عليها فقالت بأن أحد أقاربنا والذي أتى بصورتها يقول أنها بيضاء كالثلج طولها فارع, عجبتني صفاتها فهو ما كنت أحلم به طول حياتي, باقي أن أتعرف عليها شخصيا فقلت لوالدتي كم عمرها فقالت 19 أو 20 فقالت لي الوالده خذ هذا هو رقم الهاتف اتصل بهم، اتصلت بها وسألتها عن عمرها فقالت 16شعرت بالخجل لفترة لكن سرعان ما تبدد هذا الخجل بعدما رأيت جرأتها وحنكتها في الحديث ومرت الأشهر وأنا أتصل بها كل أسبوع لمدة ساعة أو ساعتين فتعلقت بها لم أسألها عن صفاتها لأنني بصراحة خجول واعتبر الموضو ع غير لائق، ولكن هي كانت تقول لي بأنها بيضاء وبعد عدة أشهر قالت لي ولكني ألبس النظارة الطبية فقلت لها ليست بالمشكلة وبعد أشهر أخرى قالت بأن طولي كذا وكانت قصيرة وقلت لا مشكلة وأنا أبعث خلال هذه الأشهر بالمال والهدايا، لا أعلم ماذا عرفت والدتي من أقارب آخرين ولأني كنت سعيدا جداً لم أهتم عندما مرة قالت لي يابني على مهلك فأن الموضوع ليس بالأكيد، سافرت خطيبتي إلى أهلي في بلد ثاني استعداد للمجيء إلي، اتصلت الوالدة بيه في فرنسا عند وصول خطيبتي عندهم وقالت لي يابني خطيبتك سوداء وقصيرة وأيضا لها مثل الحدبة الصغيرة على ظهرها، ولكنها لا تظهر فقط عندما تنحني, طبعا أنا لم أسمع بذلك من قبل من أي أحد حتى ولا هي وأصبحت وخلال ثانية حياتي جحيم وحيرة، ولأنه ليست لديه الحق في السفر والتأكد بقت خطيبتي لمدة سنة عند أهلى كانت أسوء سنة في حياتي, حيث ترنحوا أهلي بين الإيجاب والسلبي فيما يخص خطيبتي، فلم أتمكن من اتخاذ القرار، مرة تقول والدتي لا تهم الأمور بسيطة ومرة لا تقول ورطة وأبي كذلك فلم أستطع أن أقرر، بعد أن تحصلت على الموافقة بأن ترافقني زوجتي خلال دراستي ورأيتها ولأول مرة بعد ثلاث سنوات, لاحظت فعلا بأنها لا تطابق الصورة التي كانت في مخيلتي ولكن ماذا أفعل، أبي يقول طبعا أن الصورة لا تطابق الحقيقة فقلت له يا أبي لماذا لم تتكلم في وقتها، إذا كنت تعرف تلك الحقيقة فلماذا لم تقترح فكرة زيارة والدتي لهم كي ترى بأم عينها خطيبتي وتوفر على سنين من الحيرة كادت أن تكون أجمل سنين حياتي فسلمت أمري إلى الله.
وأعيش الآن معها ولكني غير سعيد أحاول أن لا أظهر ذلك لها وأثقل عليها في الغربه ولكن هي ذكية تعلم جيداً بأنني تغيرت حيث قالت لي مرة بأنني تغيرت عما كنت عليه في السابق ولكني أتحجج بالدراسة الصعبة, ولكن هذا ما يزيد المرارة في نفسي فلم أتوقع أن تكون العلاقة بيننا يوما هكذا بعد كل ذلك الولع عبر الهاتف، تنتابني عدة مرات حالة عصبية ولأتفه الأسباب عليها محاولة مني فك الارتباط ولكن بمجرد رؤيتي لدموعها أحن واعتذر منها، تركيزي في الدراسة قل ماذا أصنع هي في كل الأحوال بنت طيبة القلب وتحبني ولكن لا أشعر تجاهها بميل جنسي أو رغبة فقد كانت في مخيلتي صورة أخرى تماما كما أنها لا تشبه الصورة نهائيا حتى أني ومن باب المزاح أقول لها (هل أنت من في الصورة حقيقة) وها نحن اليوم شعوري بالخديعة لا يزول، ولكني رجل وأشعر بالمسؤولية ولا أريد أن أبين شيء وأشعر دائما بالحصرة عندما أنام في صدري، فحلم حياتي قد تبخر لأعتمادي على غيري، وها أنا اليوم المفروض أن أكون بقمة سعادتي، ولكن أشعر كالهرم فشلت في أن أدير حياتي، لكن ببطئ شديد، ببساطة لم أعد ذلك الشاب المرح المحب للحياة ولمساعدة كل الناس، ولم أعد أحب أن أتكلم مع أهلي، أنا لا أرمي كل اللوم عليهم ولكنني تأكدت بأنهم قد قصروا كثيرا في هذا الموضوع، لم يكن هناك أي مانع لا مادي ولا أي شيء يمنع أي أحد للذهاب كي يرى العروس كان المفروض أن يحترمونني أكثر من ذلك، وقد شعرت أيضا بالقهر عندما سمعت بأن جارهم أقصد جار بيت زوجتي الذي لم يكمل الابتدائية قد تزوج بملكة جمال ذات حسب ونسب وشهادة، أنا أعرف بأنها قسمة ونصيب كما أني لست مغرورا، ولكني أشعر بشدة بأنني قد غبنت حيث والله تتوفر لدي معظم ما تتمناه أي بنت من شهادة عالية ونقود وشكلا مقبولا جدا وفي النهاية يجب أن أعاني لأن أهلي الذين اعتمدت عليهم لم يتقدموا بشكل رسمي, ولم يحترمونني بالشكل الكافي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب عن هذا السؤال في الفتوى رقم: 67221.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1426(13/1886)
الزواج من فتاة مصابة بالتهاب الكبد الوبائي
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق خطب فتاه مصابة بمرض الالتهاب الكبد الوبائي سى وهذا المرض معروف عنه أن ينتقل عن طريق الدم والجماع ولكن عن طريق الجماع بنسبة صغيرة وصديقي يحب خطيبته فيسال هل لو تزوجها كان من باب إلقاء النفس إلى التهلكة وحرام مع محاولته بالمحافظة واستعمال طرق الوقاية علما بان هدا المرض ينتقل للوليد عن طريق المشيمة وأيضا بنسبة بسيطة وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على المسلم الحذر مما يضره لما في الحديث: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ. ولما في الحديث: لا يوردن ممرض على مصحح. رواه البخاري.
وإذا كان هذا الخطيب عالما بمرض السيدة راضيا بزواجه بها مع إصابتها بهذا المرض وكان يرى أنه يمكنه توقي الضرر المتوقع حصوله فالظاهر جواز زواجه منها، وليسع قدر طاقته في التعاون معها على التداوي فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء سوى الموت أو الهرم، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 49953، 41895، 6713، 16149، 35454، 41563.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شعبان 1426(13/1887)
اختيار الزوج أمر في غاية الأهمية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في 25 من عمرها وقد تم قراءة فاتحتي من قبل بعد ضغط شديد من والدتي لارتباطي بشخص يحبني بشدة وبه كل مواصفات الزوج المثالي ولكن لم أشعر بأي تغير في مشاعري بل أنا أحترمه وأقدره ولكن أشعر أنني لست سعيدة ودائما أشعره بهذا الشعور ولكني عندما طلبت الانفصال عنه لشعورى بالذنب لأني أحب شخصا آخرا تم رفضه من أهلي مسبقا وبالرغم من معرفة أمي بهذا فهي من أصرت على ارتباطي لكي أنسى الآخر لكن لشعوري بالذنب لم أشأ خداع الشخص الموجود معي وانفصلت عنه الآن، الشخص الذى أحبه يحاول مجدادا مع والدتي وأيضا الشخص الذي ارتبطت به سابقا يريد أن يعيدني مرة أخرى أنا في حيرة أنا لست نافرة منه ولكن أكن مشاعر للآخر وأيضا لن أقوم بإغضاب والدتي لذلك قلت لها إني لن أتزوج الآن هل هذا بطر على النعمة لكني أشعر براحة وأنا بعيدة عن أي موضوع زواج الآن، أفيدوني لا أريد أن أظلم أحدا معي ثانية لوجود مشاعر لشخص آخر وأخشى البطر أفيدوني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أمر اختيار الزوج في غاية الأهمية لأنه يصبح شريكاً للحياة، ورفيقا للدرب، وأباً للعيال، فإذا أحسنت المرأة اختياره كان مصدر سعادتها، وإذا أساءت الاختيار أصبح مصدر شقائها، وحسن اختيار الزوج يتطلب ترويا وتفكيراً، واستشارة واستخارة، وترك العواطف الآنية السطحية، وتقديم الأسبق في صفتي الدين والخلق.
ولتعلم الأخت أن طاعة والدتها واجبة، وأنه لا يجوز لها الزواج بالرجل المعين دون رضاها، فإذا ما وقع اختيارها على واحد، فعليها أن تقنع والدتها به، ولا ينبغي لها العزوف عن الزواج، ففي الحديث: ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا. رواه الترمذي وأحمد وغيرهما عن علي رضي الله عنه.
ولتعلم أنه لا يجوز لها ربط علاقة مع رجل أجنبي قبل الزواج، وحبها لرجل إذا اقتصر على الشعور القلبي ولم يتعده إلى قول أو فعل محرم لا تؤاخذ عليه، وليس فيه ظلم للزوج، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 58247.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1426(13/1888)
لا تقدم البنت على الزواج بغير رضا والديها
[السُّؤَالُ]
ـ[القائمون على موقع الشبكة الإسلامية حياكم الله أما بعد قد جاءتنا هذه الرسالة على بريد النادي وعجزنا عن حلها أو نعطي صاحبة الحل حلاً غير صائب ونص الرسالة يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أريد أن أعرض عليكم المشكلة وهي لشخصين عزيزين علي كثيرا وهما أختي وابن عمتي وهو يشتغل في مصبغة (دراي كلين) أختي جامعية في السنة الثانية وابن عمتي عمره 23 سنة ويحب بعضهم بعضاً وهو من الأردن ووالده طلب يدها من أبي ولكنه ورفض وكلم أخي وأيضا رفض وأمي رافضة وسبب رفضهم هو أنهم لا يريدون أن يغربوا بنتهم وتعيش مع أهله ونسوان إخوته لكن كل واحد في بيته ونحن عائلة مكونة من أنا وهي و3 أولاد أخي الكبير ليس متعلما ولا يعرف كيف يتكلم مع الناس وأمي وأبي لم يأخذوا رأيها ولكن وصلها الخبر وأيضا هي تتكلم معه بالخلوي يتصل عليها ليناقشا الموضوع وليس عندهم أمل في الارتباط ولا أعرف إذا كان ما تعمله صوابا أو خطأ وأنا أصغر منها ولكني نصحتها أنها لا تكلمه لأن أبي وأمي أنهوا كل شيء وبنت عمي متزوجة أخاه وعندي عمتان الله خلقهما لسانهما ثقيل وإني أطلب مساعدتكم في هذا الموضوع وإن شاء الله تساعدوها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
انتهت الرسالة.
إخواننا في الشبكة الإسلامية نتمنى أن تفيدونا بالحل حتى يتم إرساله لتلك الفتاة.
وحياكم الله
تحياتنا
فريق يلا شباب فلسطين
www.yallahshabab.ps]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي للفتاة صاحبة الموضوع أن تعلم شيئين: الأول: أنه يجب عليها طاعة والديها في المعروف، وليس لها أن تقدم على أمر الزواج دون رضاهما، ثانياً أن الزواج بدون ولي باطل وغير صحيح على قول جمهور العلماء، وبالتالي فينبغي لها أن تناقش والديها في الموضوع، وتعرف أسباب ومبررات الرفض، فلا شك أن لهما مبررات نابعة من شفقتهما عليها وحرصهما على مصلحتها، فربما رأيا أن الشاب لا يصلح لها، لأنه ليس ذا دين وخلق، أو غير ذلك من الأسباب، وفي نفس الوقت تعرض ما لديها وتحاول إقناعهما، وينبغي لها أن تغلب جانب العقل وتدع العاطفة جانباً، فإن أمر الزواج أمر مصيري يتطلب الكثير من العقل والحكمة والتفكير والتروي قبل الإقدام عليه والاستشارة والاستخارة وسماع نصح المجربين وأهل الخبرة وأولهما الوالدان، فإذا اقتنع الوالدان بوجهة نظرها فذاك، وإن لم يقتنعا فعليها أن تطيعهما لله الذي أوجب عليها طاعتهما وسيعوضها الله خيراً من هذا الشاب.
وعليها أن تقطع الاتصال بهذا الشاب فوراً، ولتعلم أن الخلوة معه محرمة، ففي الحديث الشريف: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم. متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1426(13/1889)
هل ترفض خاطبها بسبب شكله الخارجي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عندي مشكلة تقلقني وهي أني حاليا متملكة لشخص وهذا الشخص مقتنعة فيه من ناحية أخلاقه ودينه لكني غير مقتنعة فيه كشخص ومن ناحية شكله الخارجي حاولت أن أقنع نفسي فلم أقدر وهو طيب ومتفهم لكن شيئا رغم إرادتي ينفرني منه وأنا أخاف إن رفضته يعاقبني ربي وفي نفس الوقت أخاف إن وافقت أن أجبر نفسي على أمر غير مقتنعة به، مع العلم والحمد الله أني مستخيرة لكني في حيرة لا يعلم بها إلا الله.
أفيدوني وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرى أن تستشيري من تيسر لك من أقربائك كأبيك وأخيك وعمك وخالك، والذي نشير عليك به هو إن كان الرجل مشوه الخلقة وتخشين أن ينصرف قلبك عنه ولا تقومين بحقه، فرفضه من الآن أفضل من رفضه بعد ذلك، وأما إن كان ما تعيبينه عليه أمر طبيعي فنرى أن تتغلبي على نفسك، فإن جمال الصور لا ينتهي، والأصل هو جمال المخبر وحسن المعدن.
هذا كله إن كان ما تم بينك وبينه مجرد خطوبة، أما إذا تم عقد النكاح الشرعي فلا خيار لك، والأمر بيد الزوج، إلا أنه إن خفت أن لا تؤدي له ما يجب له من حق عليك، فلك أن تطلبي منه الطلاق بمقابل مال يرضى به. وتراجع الفتوى رقم: 3875.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1426(13/1890)
هل يقبل التائب من الزنا زوجا
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل سؤالا يتعلق بتقدم شاب لخطبتي ولقد استخرت الله والآن في حاجة لمشورتكم أحسبه على خير ولا أزكي على الله أحدا، فهو شاب الكل يتوسم به الخير وسمعته طيبة وذو عمل شريف وناجح ويتقي الله كما أراه ولكن المشكلة أنني علمت أنه كان زانيا وأكثر من مرة ومرتين وثلاثة كثيرا كثيرا وذلك كان منذ فترة كبيرة، ولقد تاب إلى الله واعتمر لبيت الله الحرام وقرأ كثيرا واستغفر كثيرا ويسأل الله أن يغفر له ذنبه ولكني متخوفة من ذلك الماضي، وفي ذات الوقت أجدني أرضى بدينه وخلقه كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أخشى أن يكون قد أثر ماضيه على سلوكه ولكني أعود وأقول إنه رجع إلى الله وتاب إليه فلا يخذله أبدا وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فإن كان رب العباد وعده بالمغفرة إن استغفره ... فها أنا وما أنا التي تعامله بذنب تاب منه فلقد أخافني تعليق من إحدى المعلمات بالمسجد بأن قالت أنه سيظل طيلة عمره يقارن بين زوجته وبين اللواتي زنا معهن وستظل عقبة طيلة حياته وخافني ما سمعت مما قالت إنه ليس ببعيد أن يكون انتقل له أحد الأمراض ومن قال إنه ستكون (عينه زائغة) أي ينظر نظرات شهوة للفتيات ولكن تحدثني نفسي لماذا الافتراء على شاب أذنب وتاب فماذا يفعل هو إذا ليتقي كلامهن هل يزني ويعود للفاحشة حتى يعف نفسه فماذا يفعل أكثر من أنه انتقى فتاة رأى بها العفاف (نسأل الله ذلك) ليعف نفسه فماذا يفعل وما المطلوب منه أن يفعل فوالله أجده إنسانا شفافا يستن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما يستطيع أن يتبع فيه السنة لا أعرف بداخلي صراعا أقبله لأعفه وأعف ذاتي وأتوكل على الله ونيتي لله ولا أسمع لكلام أحد سوى كلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال التائب من الذنب كمن لا ذنب الله أم أني أرفضه استسلاما وخوفا لتلك الهواجس والمخاوف.
أفيدونى أكرمكم الله وأعزكم وأرجو أن يكون الرد مستفيضا بالشرح والتفصيل حتى تهدأ نفسي خاصة نقطة الخوف من المقارنة بيني وبين اللواتي زنى معهن وهل يعقل أن يكون تاب إلى الله وأنه نادم ويقترف ذاته على فعلته وبعد كل ذلك يقارن بين زوجته حلالا وما فعله حراما؟
أفيدوني أقبله أم لا؟ مع العلم أني لا أخشى من ناحية الشك به آجلا بإذن الله حيث إني واثقة أنه من يتقي الله ويتوب إليه يتوب عليه الله إن شاء الله أفيدوني أكرمكم الله أقبله أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأمرك ولله الحمد بسيط ولا داعي للاستفاضة، فهذا الرجل إن كان تاب إلى الله تعالى توبة صادقة، والغالب أن ذلك لا يخفى على من يعرفه، وكان سليما من الأمراض المعدية فلا داعي لرفضه لما سبق أن ارتكبه وتاب منه، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولا سيما إذا كان ذا دين وخلق.
أما إن كان الرجل لا يزال مصراً على المعاصي أو كان تلوث بالأمراض المترتبة على الفواحش فلا نرى أن تقبليه لأنه لا يؤمَن أن يفسد عليك دينك أو يجور عليك في حقك أو يصيبك بسببه مرض من الأمراض التي تلوث بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شعبان 1426(13/1891)
الزواج ممن يؤخر الصلاة بسبب النوم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة مطلقة جاء لخطبتي شخص ذو أخلاق وتعامل حسن ولكنه يؤخر الصلاة بسبب النوم فهل يجوز لي الموافقة عليه علما أني مطلقة وفرصة المطلقة في الزواج تكون قليلة وأنا أريد أن أعف نفسي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأفضل بلا شك هو صاحب الدين والخلق، وتأخير الصلاة عن وقتها دليل على ضعف الدين، فإذا وجد من هو خير منه دينا فهو المقدم، وإن لم يوجد، وخشيت أن تفوتك فرصة الزواج، فلا بأس بالزواج بهذا الرجل، وينصح بأن يؤدي الصلاة في أوقاتها، ويحذر من تأخير الصلاة عن وقتها وليستعن بالساعة المنبهة وغيرها من الوسائل التي تعين على الاستيقاظ، وتراجع الفتوى رقم 38269.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رجب 1426(13/1892)
الزواج ممن زنا ثم تاب
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو عن حد الزنا: فكما قرأت فى فتاوى سابقة من فضيلتكم أنه يقع عليه الحد أن اعترف بنفسه إلى الحاكم أو شهد عليه أربعة شهود، وهذا ما أخافني، فأن زوج المستقبل (إن شاء الله) كان زانيا وتاب إلى الله وبدأت عليه علامات الصلاح والتقوى ولا أزكى على الله أحداً، وأعيش فى دولة لا تطبق حدود الزنا والسرقة وما إلى ذلك من الحدود الشرعية ... ولقد قرأت لديكم أيضا أن الستر أولى وألا يخبر الحاكم أولى من باب ستر ما ستره الله واطمأننت لذلك، ولكن يخوفني أن يكون قد رآه وهو يزني فى إحدى المرات التي زنى بها (غفر الله له) أربعة أشخاص خاصة وأنه كان مع أصدقاء سوء ومؤكد أن كلهم كانوا يعلمون ما يدور فى الغرفة مع الفتيات، فخائفة من أن يأتي اليوم وتطبق الحدود في الدولة ويشهد عليه أربعة منهم، أعلم أنه احتمال بعيد جداً، ولكني خائفه من أن يفتضح ما كان يفعله وتاب منه وستره الله عليه بعد ذلك، فسؤالي أولاً: ماذا عن هؤلاء الشهود فهل لا بد أن يتصفوا بصفات معينة أم أي أشخاص حتى وإن كانوا فاسدين، وماذا يجب أن يكونوا رأوا هل يجب أن يكونوا رأوا فاحشة الزنا نفسها عينا وسمعا أم يكفي أنهم يعلمون ما يدور أو يكون أخبرهم الزاني بذلك، وسؤالي الثاني: فماذا أفعل، أأقبل بزواجه ولا أتطرق لذلك الخوف، حيث إنه من الصعب تطبيق الحدود في دولتنا ومن الأصعب توافر شهادة أربعة عليه أمام الحاكم وقتما تطبق الحدود غير أن الشهود غالبا غير موثوق بشهادتهم لأنهم فاسدون.... أم أرفض زواجه خوفا من ذلك التفكير البعيد جداً جداً، فأنا أرى أن الله كما ستره وهو يعصيه فلا يفضحه إن شاء الله بعد ما تاب، فالله كريم وستير، ماذا أفعل أأقبل بزواجه أم أرفضه، أرجو الإجابة على السؤالين السابقين ولا أستطيع تفريقهما لأنهما مرتبطان بقضية واحدة؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في قبول هذا الرجل إن كان قد استقام في دينه وخلقه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وما وقع فيه ينبغي ستره وأن لا يخبر به أحداً قريباً كان أو بعيداً، والاحتمالات التي ذكرت كلها مستبعدة، وعلى افتراض وقوعها وثبوت الزنا بالشهود فليست مانعاً من قبوله زوجاً ما دام قد تاب إلى الله، وأما بشأن ما يشترط في الشهود على الزنا، فقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 57860.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1426(13/1893)
هل تعتبر اللحية معيارا لقبول الخاطب أو رفضه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً، أرجو الإجابة عن هذا السؤال، وهو هل يجوز للبنت التي ترتدي النقاب أن ترفض الزواج من رجل نحسبه على صلاح، ولكنه ليس ملتحيا لظروف خاصة به، وهل هناك حديث أو قول من أقوال السلف يحرم فيه زواج المنتقبة من الرجل حالق اللحية، وهل من تشترط الزواج من رجل ملتح فقط دون النظر هل هو صاحب خلق أم لا، ما حكم من تفعل ذلك؟ وجزاكم الله خيراً، وجعل ما تقومون به فى ميزان حسناتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على المرأة التزوج بمن تقدم لها أياً كان حاله وإن وصف بالتقى والورع، نعم يستحب لها أن تختار ذا الدين والخلق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.
ولا ريب أن ظهور الرجل باللحية أمارة على تمسكه بالدين في الأغلب، وأن تركه لها عنوان على فسقه إذا لم يكن فعل ذلك مجبراً لخوف ضرر يلحقه، وفي هذه الحالة لا يخرجه حلق اللحية عن كونه ذا دين وخلق.
وعلى العموم فما دام هذا الرجل الذي تقدم للخطبة صاحب دين وخلق كما قلت إلا أنه حالق اللحية لأمر عارض فلا مانع إن شاء الله تعالى من قبول الزواج به، ولم نقف على قول لأحد من علماء السلف أو غيرهم يمنع زواج المنتقبة بحالق اللحية على وجه الخصوص.
علماً بأن اللحية وحدها ليست هي كل ما يطلب بل لا بد لصاحبها من الأخلاق والفضائل، ولا ينبغي أن تجعل هي وحدها معياراً لقبول الخاطب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1426(13/1894)
قبول رجل بعينه ليس واجبا على المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أستشيركم في أمر ما..
تقدم أحدهم لخطبتي ونحسبه على دين وخلق إن شاء الله ... وعندما رأيته في المرة الأولى لم أجد القبول فقلت لعله بسبب أول مرة أراه فكان الشكل غير مألوف فأعطيت لنفسي فرصة أخرى لأراه فوجدت القبول ولكن ليس القبول القوي فقلت لعلي أتعود عليه وأألفه..... لا أدري إن كان هذا صحيحا أم لا
ولكن كان هناك عيب واحد فقط ولكني أعتقد أنه خطير والله اعلم.. كما يقولون لكل مقام مقال.. فعندما يأتي الشخص للتقدم إلى أسرة الفتاه لخطبتها فمن المعروف أو من العرف أن يأتي بهدية مناسبة ويكون في أحسن هيئة ولا أقول إنه يكون متكلفا في لبسه ولكن يكون مناسبا للموقف أو معتدلا فمثلا لا يلبس اللبس الذي يلعب به الكرة مثلا ...
ولكن في أول مرة أتى لزيارتنا كان يلبس بنطلون جينز وحذاء الرياضة 000 مع العلم بأنه كان يسكن في مصر ولكن قدم إلى السعودية للعمل وأهلي في السعودية فتمت المقابلة هناك 000 فالتمسنا له العذر قلنا لعله لم يرتب أموره ولكن جاء في المرة الأخرى بجلابية وغترة وهذا شئ جيد وأتمناه ولكن كان بشبشب رياضي وظل الحال على ذلك لم يتغير ... ولم نشاهد أهله بعد فقلنا لعل أن يكون سبب ذلك البيئة الاجتماعية
وأنا استخرت كثيرا وأحيانا أشعر بأنه ليس علي حرج بأن أرفضه ولن أغضب الله ولكن أشعر بعد ذلك بأنه قد يعتدل في تلك الأمور فيما بعد وليس صحيحا أن أرفضه وأتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم \" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض \"............... فأنا في تذبذب في هذا الأمر أحيانا أميل للموافقة وأحيانا أخرى للمعارضة.....
وقد استشرت أبي وأمي في ذلك فقالوا إن لم يكن لديك الموافقة الأكيدة فلا تقبلي وانتظر أبي إلى أن أدلي برأيي بالرفض حتى يقول وجهة نظره فكان جوابه بالرفض لهذه النقطة بالتحديد لأنها قد يكون لها مدلولات أخرى فيما بعد والله اعلم
ولكنني استخرت عدة مرات وفي الثلث الأخير من الليل أيضا ولكنني مرة أشعر بعدم الموافقة والراحة في ذلك جدا وأنني إن رفضته لن أغضب الله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:\" إن الله جميل يحب الجمال \" وإن جمال المظهر يتبع لجمال الدين والروح وأيضا أقول بأن ذلك قد يؤثر على التعامل فيما بعد أي أنه قد لا يكون لديه اعتبار لأحد أي يتصرف على مزاجه والله أعلم.... ولكن على العكس فبعد يوم أو يومين مثلا أشعر براحة تجاهه وأتجه وأنظر إلى الدين والخلق وأحاور نفسي وأقول أجل لماذا ملت إلى عدم الموافقة من البداية...........................
أنا في تذبذب شديد في هذا الأمر أرجوا الإفادة
أود أن تفيدوني وتشيروا علي وآسفة على الإطالة
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الشاب مرضي الدين والخلق فننصح بقبوله، وليس ذلك واجبا عليك، فإن قبول رجل بعينه ليس واجبا ولو كان فيه المواصفات المطلوبه كلها، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: فزوجوه. أمر ندب لا وجوب، وانظري الفتوى رقم 56734.
وأما بشأن ما ظهر لك من شخصيته فلعل للبيئة أثرا في ذلك، فإن أمر اللباس يختلف من مكان إلى مكان فما يعاب في بلد قد لا يعاب في بلد آخر، والمهم أن يلبس لبسا ساترا، ليس فيه تشبه بالسفلة من الناس. والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1426(13/1895)
رفض المرأة الزواج بمن لا تميل إليه نفسها
[السُّؤَالُ]
ـ[كان تقدم لي شخص ولكني لم أكن مرتاحة في الكلام معه على الإطلاق ومن ضغط الأهل كدت أقبل لمجرد الزواج، وأيضا خوفي من ألا يتقدم أحد بعده بالرغم من أن الله بشرني فى رؤيا منذ فترة بعباءة سترتني على فجاءة بعد عناء وكنت سعيدة بها في الرؤيا جداً، ولكن عندما أغلقت موضوع المتقدم لي رأيت ابن أختى الصغير جدا محمد يقول لي ليه على قل لن يصيبنا ألا ما كتب الله لنا، وعلى هذا هو اسم المتقدم وابن أختى عنده ثلاث سنوات لم يتكلم بعد، ما معنى هذا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حق المرأة رفض من لا تراه مناسباً لها، وذلك لأن الزواج علاقة يترتب عليها الكثير من الحقوق، فينبغي الحرص على اختيار من يؤمل فيه الموافقة في الطباع ومن تميل إليه النفس ويرجى معه تحقق سعادة الحياة الزوجية، ومن هنا أمر الشرع الحكيم باستئذان المرأة عند النكاح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن. رواه البخاري ومسلم.
وعلى هذا فإن رفضك لمن لا تميل نفسك إليه لا حرج فيه، وبالتالي فلا داعي للقلق، ومن يدري لعل الله تعالى أراد أن يعوضك من هو خير منه، فما عليك إلا أن تتوجهي إلى ربك سبحانه بالدعاء بتحقيق مطلبك فإنه جل شأنه وعد عباده بالإجابة حيث يقول سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60} ، على أنه لا حرج عليك في قبول من تقدم إلى خطبتك وخصوصاً إذا كان مرضياً في دينه وخلقه ولو لم تكوني تحبينه فهناك اعتبارات أخرى يرغب في الزوج من أجلها غير الحب.
أما بخصوص الرؤيا التي رأيت أو كلام الصبي الصغير فلا ندري ما هو تفسيرهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1426(13/1896)
الزواج من مخرج برامج بالتلفزيون
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي فضيلتكم في زواج الأخت الملتزمة من مخرج برامج بالتليفزيون ولا يعمل بالأفلام والمسلسلات وهو ملتزم بالصلاة ويأبى أن يتزوج من مجال عمله ويريدها محجبة ومتدينة ولكنه بحكم عمله يخالط المتبرجات. وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج صحيح ما دام الزوج مسلما، محافظا على الصلاة، ويجب على الزوجة مناصحته بترك هذا العمل إذا كان في هذه البرامج التي يخرجها محظور شرعي، وتقدم في الفتوى رقم: 7896، وباجتناب مخالطة النساء المتبرجات هذا إذا كان الزواج قد تم، فإن لم يكن قد تم الزواج، فننصح الأخت وغيرها من الفتيات الملتزمات، أن تتحرى الزوج الصالح ذا الدين والخلق، كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وتراجع الفتوى رقم: 64854.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رجب 1426(13/1897)
الزواج بمن نشأت في بيئة غير محافظة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي حول الزواج حيث إنني في 23 من عمري، أريد الزواج من فتاة أعرفها وأعرف عنها أنها خلوقة ومؤدبة وذكية، لكنها تعيش في بيئة ليست محافظة، وقد أحببتها لأخلاقها وقررت الزواج منها، لكن الذي يمنعني هو أن أفشل في بذل الأسباب في جعلها المرأة المسلمة والصالحة (بعد هداية الله لها إن شاء الله) ، ونبني معا الأسرة الصالحة، لذا فأنا متردد من هذه الناحية، فهل أتزوج منها أم لا، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم ما هي الصفات المطلوبة في المرأة في الفتوى رقم: 18781 فتراجع.
ولا مانع من الزواج بمن تعيش في بيئة غير محافظة، المهم أن يكون عندها القابلية للتغيير إلى الأصلح، والغالب أن النساء سريعات التغير بأخلاق أزواجهن، فلعل الله أن يكتب لها الخير على يديك، مع أن في الفتيات المتدينات الجميلات في خَلْقهن وخُلُقهن كفاية، وفقك الله لطلب مرضاته ودلك على ما فيه صلاحك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1426(13/1898)
لا ينبغي للوالدين رفض زواج ابنهم من امرأة لمجرد أنها مطلقة مادامت ذات دين وخلق
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مطلقة وقد خطبني شاب من أهلي وقرأ مع أبي الفاتحة بدون موافقة أهله؟ وسبب رفضهم لأني مطلقة وهو يحاول أن يرضيهم ويكسبني بنفس الوقت؟ وآخر حل هو أننا سنعمل الفرح دون موافقة أهله؟ فقط بموافقة أهلي؟ وقال لي الشاب بأن أهله مع مرور الأيام سيوافقون هل من حل يرضي الله آخر أفيدوني أثابكم الله؟ مع العلم أن رفضهم فقط لأني مطلقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن موافقة أهل الشاب ليس مما يتوقف عليه صحة عقد النكاح، والذي ننصح به أهل هذا الشاب أن لا يقفوا حجر عثرة في طريق زواج ولدهم، وليس اختياره لمطلقة مما يستدعي معارضته في اختياره، فكم من مطلقة هي خير من بكر لم تنكح، المهم أن يكون معيار الاختيار هو الدين والخلق. ولكن على هذا الشاب طاعة والده أو والدته في ترك الزواج بمن نهوه عن الزواج بها كما سبق في الفتوى رقم: 22654، هذا إذا لم يكن العقد قد تم،أما إذا كان قد تم فلا تجب عليه موافقتهما في الطلاق إن طلباه، وتراجع الفتوى رقم: 1549.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1426(13/1899)
الزواج ممن يرتكب بعض المخالفات الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم رجل لخطبتي, هذا الرجل يصلي ويصوم وذو أخلاق عالية، ولكنه يجلس في مجالس حيث يمكن أن تكون زوجات أصدقائه معهم, مع العلم بأن هذه الجلسات تكون جلسات عائلية, وهو يستمع للأغاني, وهو يقول إنه تقدم لخطبتي وهو يعلم أنا ملتزمون أكثر منه فلربما تعلم منا وأنا من عائلة محافظة وقد عودني والدي على عدم الجلوس مع الرجال وأنا أحاول قدر المستطاع أن لا أسمع الأغاني وأحس أني إذا تزوجت فإني أريد أن أتزوج شخصا يعينني على تقوى الله، وبالطبع أنا لا أعرف إن كان هذا الرجل فعلاً يريد أن يتقرب إلى الله أم يقول هذا فقط لإقناعنا وفي الوقت ذاته فإن الرجل لا يبدو كاذباً فهو الذي أعلمنا بأنه ليس ملتزما وقد سألنا عنه وجميع الناس شهدوا بأخلاقه الحميدة, فما رأيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت عن هذا الرجل من الأفعال، ليست بالقدر الذي يستدعي رده وعدم قبوله زوجاً، فإن لم يتقدم من هو أفضل حالا منه فننصح بقبوله، وكوني ثابتة على الحق وأطيعيه في غير معصية ولا تحضري معه منكراً، وكوني له ناصحة مشفقة تدلينه على الخير وأنت له فاعلة، وتنهينه عن المنكر وأنت عنه منتهية، وانظري الفتوى رقم: 64854، والفتوى رقم: 54858.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1426(13/1900)
لا ينبغي للمرأة إخبار من يتقدم لزواجها بماضيها السيء
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ 3 أعوام تعرفت على شاب وحدث بيننا أشياء حرام , والحمد لله تبت لله وقطعت صلتي به وكنت أدعو الله أن أتزوجه لما حدث بيننا وكان أحيانا كثيرة يحاول الاتصال بى وأنا أرفض حتى لا يبعدني عن التقرب إلى ربى ثم تقدم لخطبتي وسأل أهلي عنه فلم يرضوا به وصليت استخارة وأخذ الأمر يتعقد مع الوقت واكتشفت أشياء كرهتني فيه وكان ينتقدني بعد تقربي إلى الله ويقلل من شأني وأحيانا أخرى يطلب مني اللقاء ومرة أخرى طلب الحرام لما يراه من بنات يكشفن أنفسهن في المصايف فعزمت ألا أرضى به حتى لو تقدم لخطبتى ثانية وانقطعت أخباره عنى وأخباري عنه تماما
ومنذ فترة قصيرة بدأ يحاول الاتصال بي ولكن لا يتكلم مجرد أن يسمع صوتي ثم يغلق الهاتف, لا أعرف ماذا يريد مني وأنا لا أريده وأصبحت اكرهه , أنا في حيرة من أمري
أأتزوجه حتى لا أشعر بالذنب إذا تزوجت شخصا آخر يعتقد أني لم أخطئ؟! لأن كل من حولي يشهدون لي بالأخلاق والتدين مما يزيدني حسرة على ما فرطت في نفسي، أم أصر على موقفي وأظل في طريقي وأدعو ربي أن يزوجني زوجا صالحا؟
ماذا أفعل أنا في حيرة من أمري، إ ني أختنق بذنوبي وبمحاولاته للاتصال بي هل أستحق زوجا صالحا فعلا؟
أرجو الله أن تهتموا لأمري
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسال المولى جلت قدرته أن يرزقك زوجا صالحا يسعدك ويعينك على أمور دينك.
ثم اعلمي أيتها الأخت أنما فعلت من التوبة من تلك العلاقة الآثمة هو عين الصواب، وإياك أن تعودي إلى ذلك فتوقعي نفسك في حبائل الشيطان فيقودك إلى ما فيه ندامتك في الدنيا والآخرة، بل ارتفعي عن تلك المآثم وتوجهي إلى ربك بالدعاء والطاعات بأن يحقق لك مناك وليس ذلك على الله ببعيد، فهو القائل: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60} وقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي {البقرة: 186}
وبخصوص زواجك من الشاب المذكور فلا مانع منه شرعا، لكن ما دام أهلك رفضوه فلا سبيل إليه، لأن الولي شرط لصحة النكاح، والظاهر أنهم على حق لأنه يبدو من تصرفاته أنه صاحب علاقات محرمة، وبالتالي، فلا نراه مادام على ذلك الحال جديرا بأن يقبل، لأنه ينبغي في اختيار الزوج مراعاة الدين والخلق وهذا مع الأسف ما لم نلحظه في هذا الشاب.
هذا، وفي حال ما إذا تزوجت من غير هذا الشاب فلا يجوز لك إخباره بشيء من ذلك، الماضي المحرم لأن في ذلك مجاهرة بالمعصية وقد نهى الشرع عنها، وليس في هذا مخادعة له، وبالتالي، فلا داعي لأن ترهقي نفسك وتتعبيها في أمر مضى وتبت إلى ربك منه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1426(13/1901)
لا تؤاخذ البنت بذنب أبيها
[السُّؤَالُ]
ـ[تقدم لي شاب مؤدب وصاحب دين ومؤهل جامعي من كليات القمة ومن وسط أسرة محترمة ولديه شقة صغيرة مكونة من غرفتين وريسبشن اشتراها له والده ليتزوج فيها ومتوسط راتبه من 800 إلى 1000 جنيه في الشهر ويعمل في شركة خاصة ولكن والدي رفضه لأن ماديته لم تعجبه وطالبه بإحضار شقه أوسع وفي مكان آخر غير الموجود به شقته رغم أن هذا المكان ليس به أي عيب أبدا وفي حي راق وعلى هذا الأساس لم يتم قبوله، وتقدم لي بعده شاب آخر فيه كل المواصفات المادية والشروط التي يريدها والدي ووافق عليه والدي في الحال وتزوجت والحمد لله ولكن طبعه صعب جدا جدا وأنا أحاول إن أأقلم نفسي على طبعه وأتصرف جاهدة بما يتناسب مع طبعه، أنا أعلم وعلى يقين أن كل إنسان لم يتزوج إلا زوجته التي كتبها الله له والعكس ولكن بيني وبين نفسي أقول هذا ذنب فلان.... الذي رفضه والدي، وهل الإنسان يعاقب بذنب ليس له فيه دخل، للعلم أنا سعيدة بهذا الزوج والحمد لله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي لأولياء الأمور أن يقدموا من قدمه الله ورسوله في من يرضونه زوجاً لبناتهم، وهو صاحب الدين والخلق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه.... رواه الترمذي.
إلا أن رفض الولي شخصاً معيناً صاحب دين والقبول بآخر لأجل وضعه المادي الأفضل، ليس ذنباً يعاقب عليه، ما دام كفؤا للفتاة، وحتى على فرض كون هذا ذنباً فلا تؤاخذ عليه الفتاة إذا لم يكن لها يد في الأمر، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى.
وننصح الأخت بالرضا بما اختاره الله لها، ومحاولة التأقلم مع طباع زوجها، نسأله سبحانه أن يلهمنا وإياها رشدنا ويقينا شر أنفسنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1426(13/1902)