علاج الرهبة عند مواجهة الآخرين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أشكو منذ فتره من الزمن من مرض نفسي وهو أني عندما أقرأ القرآن أمام الملأ أو جمع من الناس أو في حلقه أو في دروس التجويد مثلا أحس بالرهبة وأحيانا أحس بالرعشة والخوف وتزيد دقات قلبي فيتغير صوتي وأصبح وكأني أريد أن أبكي بمعنى آخر لا أملك الجرأة لذلك وأنا أعرف أن الأمر هين ولكن لا أدري ماذا يحصل لي في تلك اللحظة مع العلم بأني عندما أنتهي من القراءة يزول كل هذا وأنا أشعر بالإحراج كثيرا من ذلك لأنه يوجد أطفال في الدرس ولا يحصل لهم كل ذلك أنا أعرف أن الأمر بديهي وعادي ولكن كما قلت لا أدري ماذا يحصل لي والآن أصبحت أتهرب من دروس التجويد وحلقات القرآن الكريم وأنا أعرف أنه خطأ ولكن تجنبا للإحراج وقد جربت بعض الأدوية مثل الدعاء والإلحاح فيه ولكن لا فائدة وإن شاء الله لن أيأس
أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي تعاني منه -وهو الرهبة عند قراءة القرآن أمام الملأ- هو رهبة خوف نفس تنتاب كثيراً من الناس خصوصاً عند عدم التعود على الحديث أمام الآخرين، وله علاج يكمن في الآتي:
1- تقوية العزيمة وإتقان ما ستلقيه للآخرين.
2- التعود والتكرار.
3- عدم تحديث نفسك بأن السامعين سينتقدونك أو يهزأون بك، بل حدث نفسك بعكس ذلك إن كان ولا بد، والأفضل أن تعودها على عدم الاكتراث والمبالاة بما قد يحصل من نقد.
4- اعرض نفسك على طبيب نفساني.
وأخيراً ننصحك بمواصلة حضور حلقات التحفيظ والعلم وعدم التهرب منها بسبب هذا الأمر العادي، فالشيطان هو الذي يضخمه لك ويبعدك به عن الخير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1425(6/2530)
الوسوسة من مكايد الشيطان لبني آدم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من قال على نفسه أنا كافر دون أن يشعر بسبب شدة الانفعال بسبب الوسوسة؟ وما حكم من تكلم مع الغير في آية قرآنية يأتيه فيها وساوس كثيرة مع العلم بأن المقصود معنى الآية قد عرفته إلا أن الوساوس استمرت والآية هي قوله تعالي ويعلم ما في الأرحام وكيف أتخلص من الشعور المرعب بأني منافق وضعيف الإيمان بسبب هذين الفعلين وكيف أتوب بعدما هداني الله من قبل ولكني عدت إلى الصغائر والكبائر وأصبحت حياتي عذابا وخوفا ويأسا من نفسي لأني كلما عدت للتوبة أبقى على نفس الحال أعصي ولا أجد حلاوة وأحس بأن نفسي ليست مع التدين آسف على تعدد الأسئلة ولكني أرجو مساعدتكم لأني أصبحت لا أقوي على الحياة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان إطلاقك للكفر على نفسك في حالة لا تعقل معها لشدة الانفعال، فأنت حينئذ بمثابة المجنون، ولا إثم عليك في ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه الترمذي في سننه، ومعناه في سنن ابن ماجه.
وللتعرف على معنى الآية التي أشكلت عليك راجع الجوابين التاليين: 36924، 3197.
وإذا كانت المحاورة بين اثنين في معنى تلك الآية من غير معرفة بمعناها الصحيح، فهذا خطأ عظيم، ويجب عليهما المبادرة إلى التوبة والإكثار من الاستغفار.
وعليه، فإن الفعل الأول إذا صدر منك حال غيبوبة العقل فلا حرج عليك، وكلامك في الآية إذا كان عن غير معرفة بمعناها، فهذا خطأ يكفيك أن تبادر إلى التوبة النصوح منه، وأن تكثر من الاستغفار، ولا داعي لما تشعر به من كونك منافقا، فإن هذه الوساوس من الشيطان الذي لا يألو جهدا في إدخال الحزن إلى قلوب المؤمنين، فقد قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا (المجادلة: 10) .
والوسوسة من مكايد الشيطان لبني آدم، ففي سنن أبي داود ومسند أحمد عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة. وصححه الألباني.
وأما ما تشعر به من يأس وقلق بسبب عدم ثبوتك على الاستقامة، فننصح في ذلك بما يلي:
1- ... ... الإكثار من الدعاء خصوصا في الأوقات التي يظن فيها استجابة الدعاء كالثلث الأخير من الليل، مع المواظبة على الدعاء المأثور الذي كان صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يدعو به.
ففي سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
2- ... ... صحبة الرفقة الصالحة التي تدعوك إلى الخير.
3- ... ... البعد عن المثيرات، كمشاهدة الأفلام التي تحض على ارتكاب المحرمات.
4- ... ... تجنب الفراغ وتعمير الوقت بما يفيد كالاشتغال بتعلم كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك.
5- ... ... المواظبة على الاستغفار والتوبة كل ما صدر منك ذنب، فقد قال تعالى: في صفات المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ (آل عمران: 135) .
وللمزيد من التفصيل عن هذا الموضع راجع الجوابين التاليين: 17308، 14440.
والله أعلم. ... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1425(6/2531)
من أسباب الاكتئاب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة متزوجة منذ عام 96 ولدي ولد وبنت، مشكلتي أنني عندما تزوجت زوجي لم أكن أعلم عنه شيئا فكل شيء تم في خلال شهر واحد فقط ولكن لا أنكر أنني ارتحت له ولذلك وافقت على الزواج بسرعة، ولكن بعد ثلاثة أيام فقط من زواجي بدأت مشاكل زوجي تظهر من ناحية الديون المالية المترتبة عليه والتي لم أكن أعلم عنها شيئا ونتيجة لهذه الديون والمشاكل الكثيرة ترتب عليها العيش بحياة كلها قلق وتوتر وخوف من المستقبل في بداية الأمر عندما كنت حاملا في ابني طلب مني والدي أن أنفصل عن زوجي ولكني رفضت ذلك حيث إنني كنت حاملا ولم أرد لطفلي أن يكون بعيدا عن والده، حاولت بكل شيء أقدر عليه أن أساعد زوجي وأتحمل معه مشاكله فاضطررت إلى الاستدانة من أشخاص عن طريقه وإعطائهم شيكات من عندي كضمان للسداد بالإضافة إلى قروض من البنوك، حيث إنني أعمل وفي مرة كدت أن أدخل السجن فيها بسبب عدم المقدرة على السداد ولكن الله سلم، بعدها حصلت على وظيفة مناسبة وبراتب جيد فتحسنت ظروفنا قليلا ولكن للأسف نحن لا نزال نعيش في نفس الدوامة من الديون والمشاكل التي لا تنتهي آخرها ونتيجة لثقة زوجي الزائدة في شخص لا يستحقها استغل هذه الثقة وورطه في قضية تزوير وأنا الآن أعيش في هم وتفكير دائم من المستقبل وبانتظار نتيجة الحكم.
نتيجة لكل ما سبق والديون المتراكمة علينا والتي أصبحت أنا هو المتورط فيها أظلمت الدنيا في وجهي وأحس بأنني قد أصبت بحالة من الاكتئاب أصبحت لا أهتم بنفسي وببيتي وبأولادي حتى زوجي لم أعد أقدر أن أقوم بواجباتي الزوجية نحوه بالرغم من طلبه المتكرر لذلك ولكن رغما عني فأنا لم أعد أستطيع لقد فقدت الرغبة في كل شيء في هذه الدنيا.
أنا الحمد لله إنسانة مؤمنة بقضاء الله وقدره ودائما أدعو إلى الله أن يفرج عني همي ولكن رغما عني فأنا لا أستطيع.
سؤالي هو هل أنا بهذه الطريقة أكون مقصرة في حق زوجي؟
هل ما فعلته من أجله وأجل أولادي خطأ؟
هل كان يجب علي أن أنفصل عنه عندما طلب مني والدي ذلك؟
أرجوكم أفيدوني فأنا أحس بأنني قد ظلمت نفسي وأنه لم يكن ضروريا مني أن أضع نفسي في مشاكل وأمور مالية وديون لا تنتهي من أجله.
آسفة على الإطالة وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن ما عند الله تعالى من الرزق لا يستجلب بمعصيته، وأنت عصيت الله تعالى عند ما اقترضت من البنوك إن كان القرض تم عن طريق البنوك الربوية بفائدة، ومعلوم أن الاقتراض بفائدة ربا محرم، لا يحل لمسلم تعاطيه، ولعل ما تتابع عليك من المعاصي الأخرى كعصيانك لزوجك عندما يطلبك لحاجته من شؤم تلك المعصية الربوية، والذي ينبغي لك فعله الآن هو التوبة إلى الله عز وجل من هذه المعاصي توبة نصوحا، والالتجاء إلى الله بصدق، ودعاؤه بالدعاء المأثور في مثل هذه الحالة وهو: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. وأكثري من قول " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين."، وراجعي الجواب: 9347، والجواب: 6898.
وأما ما ذكرته من حال الاكتئاب التي وصلت إليها، فسببها ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، فإن من قوي إيمانه بهما فلا طريق لليأس والإحباط إلى قلبه، إذ كيف يتسرب الإحباط إلى قلب المؤمن وهو يقرأ قوله تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (الطلاق: 7) . وقوله تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح:5-6) .
ورحم الله من قال:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وإذا كان الأمر كذلك، فالمطلوب من العبد صدق التوبة والإنابة وبذل الأسباب المشروعة، وليعلم أنه ما نزلت عقوبة إلى بذنب، ولا رفعت إلا بتوبة.
وأما طلبك الطلاق من زوجك بسبب ديونه فلا وجه له، إلا أن يعجز عن النفقة عليك، فلك حينئذ طلب الطلاق للضرر اللاحق بك بسبب إعساره، وراجعي الفتوى رقم: 8299.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1425(6/2532)
ادفع الهواجس الشيطانية قبل أن تستقر في القلب
[السُّؤَالُ]
ـ[قد حدثت معي حادثة حيث في يوم 26 رمضان 2001 كمنتأاستمع إلى الرقية الشرعية للعلاج من السحر عن طريق أسطوانة مضغوطة داخل الكمبيوتر عدة مرات في إحدى مرات السمع انتابني شيء غريب حيث وجدت كأن روحي سوف تخرج من جسدي وفعلاً أحسست بأن شيئاً خرج مني وأصبح بعدها كتفي خفيفين، والله العظيم أقولها بصدق أحسست كأن الذنوب التي ارتكبتها قبل هذا كأنني في غفلة وكأنها صدرت من غير إرادة مني وأصبحت محمد الأول كان تعرفه الناس في أخلاقه وتفوقه في الدراسة، مع العلم بأنني كان عندي ثقل في كتفي وبعد هذا وجدت نفسي خفيفاً قوي الإيمان وجاءتني رغبة شديدة في الصلاة، وأصبحت أقوم لصلاة الفجر وأحب قراءة القرآن وبدأت أبذل قصارى جهدي للتعويض عما فاتني من صلوات واستغفار لذنوب ارتكبتها وازددت خشوعاً شديداً في الصلاة وجاءتني غيرة كبيرة على ديني وبدأت أنفعل عندما أرى أي منكر وجاءتني طمأنينة كبيرة وراحة نفسية عالية جداً جداً، وازداد ذكائي وتركيزي ومن ذلك اليوم لم أحلم أي أحلام مزعجة، وأصبحت الأحداث تتزامن معي وأكثر الأشياء التي أقولها أجدها أمامي وبدأت أحاول في إصلاح نفسي وإصلاح من حولي وأصبحت لا أخشى في الحق لومة لائم، وجاءني حب شديد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة وخاصة عمر رضي الله عنه، وكان عندي في تلك الفترة مشروع تخرج في هندسة الحاسب الآلي وقررت أن أعمل مشروع التخرج في كيفية الاستفادة من العقول البشرية وكيفية بناء القنبلة البشرية الإيمانية عن طريق التكامل وأصبح عندي العديد من الأفكار وكنت أحاول توجيهها لخدمة الإسلام، وكل من حولي اندهش من هذا التغيير الذي طرأ علي، لكن في مرة من المرات ذهبت إلى الجامعة وبدأت أتحدث عن الفساد وعن النساء غير المتحجبات بغيرة على ديني وعن الفساد الذي يحدث في الجامعة إلى أن أمسكني الأمن الداخلي وحبست لمدة أسبوع ولم يفعلوا بي أي شيء وكنت أتكلم بصراحة تامة عن الفساد وبثقة عالية جداً داخل الأمن الداخلي وبراحة نفسية عالية وقلت لهم إنه سوف تقوم ثورة إسلامية في يوم 23/5 وتحرر الشعوب من كل الفساد وبعد أن خرجت من السجن أصبت باكتئاب ووسواس فبدأ يتضاءل خشوعي لأنني أحسست بأنني كنت حاملاً حملاً ثقيلاً ولم يعاوني فيه أحد وبدأت أعالج من هذا الاكتئاب وأصبت بوسواس شديد جداً، فأصبح يسيطر علي هذا الوسواس ومن هذا الوسواس لماذا يا أبي أنجبت الكثير من الصغار مع العلم أن عدد أفراد أسرتي 14 فرداً وأحياناً يأتيني وسواس لا أكاد أسيطر عليه الشتم والسب في الذات الإلهية، هل أنا كفرت وهل يحاسبني الله على هذا وأتشهد، وماذا أفعل أنقذوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الوساوس والخواطر التي تنتاب القلب إذا لم تستقر فيه، بل كان صاحبها يقوم بمدافعتها فإنها لا تضره، روى أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممه أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
فالواجب عليك دفع هذه الوساوس، ولا تجعلها تستقر في قلبك عقيدة، أو يترتب عليها قول أو عمل لأنها حينئذ تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
ثم إننا ننصحك بأن تكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن تكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن، ولا سيما سورة البقرة، وعليك بلزوم المسجد، ومرافقة الصالحين، والتروي وعدم التعجل، وليكن قيامك بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبنياً على أساس من الحكمة واللين والرفق والموعظة الحسنة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11752، 29135، 2082.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1425(6/2533)
الانتحار تعجل لعذاب الله
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أنا فتى في الفرقة الثالثة من كلية التربية قسم إنجليزي وقد دخلت هذه الكلية ولم تكن هذه رغبتي ولكن أختي هي التي اختارت لي ومنذ أن دخلت هذه الكلية وأنا أشعر بأني قد تغيرت لم أستطع المذاكرة مثل الثانوي وقد تعبت نفسيا منذ أن دخلت هذه الكلية وأنا آخذ أدوية للعلاج ولكني كرهت هذه الأدوية ولم آخذها بانتظام وانقطعت فترة عن أخذ العلاج وازداد بي التعب لدرجة أني حاولت الانتحار أكثر من مرة ودخلت المستشفى لمدة عشرة أيام وما زلت أتعالج، ولكني أكره العلاج، فماذا أفعل على فكرة أنا أصلي والحمد لله ولكني عندما أصلي أجد شعاع نور يخرج من يدي فما هذا الشعاع فأنا أتعذب وأعذب كل من حولي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا لك أن تعلم أن الانتحار ليس هو الحل كما يصور لك الشيطان، بل هو تعجل لعذاب الله، قال تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (النساء:29-30) .
والحل لما أنت فيه يتلخص في الآتي:
أن تغير مجال دراستك إلى مجال مباح ترغب فيه.
وأن تستعمل الوسائل الشرعية لعلاج الاكتئاب والحفظ من الشيطان من ذكر الله وتلاوة القرآن بالتدبر والخشوع والرقية الشرعية.. الخ الوسائل الشرعية المفيدة في هذا الصدد، وقد ذكرناها بالتفصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29559، 29806، 20623، 19229، 5531.
وينبغي أن تراجع بعض الأطباء الثقات المشهورين بالدين والصلاح، لأن بعض أنواع الاكتئاب يرجع سببها إلى مرض عضوي يحتاج إلى علاج.
وننصح بأن تكتب إلى قسم الاستشارات بالشبكة، وستجد عندهم إن شاء الله ما تستفيد منه.
ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يعجل لك بالشفاء التام، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 محرم 1425(6/2534)
من الإيمان مدافعة الوساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أرسلت عدة رسائل ولم يصلني الجواب إلى حد الآن، علماً بأنني مصابة بداء السرطان (أبعدكم الله عنه) وأخاف أن أموت قبل أن تجيبوا أسئلتي، فأرجوكم أرجوكم أجيبوني في أسئلتي جزاكم الله خيراً وإن شاء الله تكونون رفقاء المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في جنة الخلد إنه سميع مجيب ... ومشكلتي هي أنني أعاني من وسواس لعين لا أستطيع التخلص منه وهو يخبرني أن هناك إلهاً آخر يشبه الله في صفاته لكنه لا يشارك الله في ملك السموات والأرض ولا يشاركه أيضاً في خلق السموات والأرض، بل لديه كونه الخاص به ومخلوقاته الخاصة به، ولو فرضنا أن حدود ملك هذا الإله الآخر تبدأ بعد حدود ملك الله مثلاً؟ سؤالي هو: ما معنى (الكفؤ) في قوله تعالى (لم يكن له كفواً أحد) ؟ هل معناها المساوي فقط؟ أم معناها أنه لا يوجد أحد يناظر الله أو يشابهه، لأن المساواة هي غير المماثلة فعندما نقول لا يوجد أحد يساوي الله في صفة مثلا قدرته على الخلق غير عندما نقول لا يوجد أحد منذ الأزل يشابه الله في صفة قدرته على الخلق، فبذلك ننفي كليا صفة قدرة الآخر على الخلق بينما عندما نقول لا يوجد أحد يساوي الله في صفة قدرته على الخلق مثلاً فإننا لا ننفي صفة (قدرة الآخر على الخلق) بل نقول إن الآخر لا يساوي الله فقط في هذه الصفة ولا ننفيها عنه (أي إذا كان الله مثلاً يستطيع أن يخلق عدداً غير محدود من المخلوقات، فإن الآخر يستطيع فقط أن يخلق عدداً محدوداً من المخلوقات، وليس عدداً غير محدود مثل الله تعالى) ، فكيف نستدل من القرآن الكريم بأن الله ليس له مثيل أو شبيه منذ الأزل (أي قبل أن يخلق الله مخلوقاته) ، سؤالي الثالث هو: قوله تعالى: (وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) ، ففي تفسير هذه الآية يقول المفسرون لا يوجد وجود آخر له رب آخر لابتغى كل إله التفرد بالوجود كله ولفسد الوجود، ولكننا نعلم أن الوجود منتظم وغير فاسد فمعناه خالق الوجود واحد ورب الوجود واحد لكن السؤال المهم هنا هو: لماذا لا يكتفي كل إله بالكون الذي خلقه، لماذا يحاول أن يغزو الإله الآخر ليسلب منه الخلق الآخر لكي ينفرد بالوجود كله، لماذا لا يرضى كل إله بالكون الذي خلقه أي يكون لكل إله كونه الخاص به من غير أن يتعدى على الآخر، ونحن نعلم أنه لا يجب علينا أن نقيس الله تعالى على ما نراه في عالم المخلوقات أي بهذا نشبه الله بالبشر لأن الإنسان القوي يسيطر على الإنسان الضعيف وهذا التشبيه لا يجوز؟ أم نقول كذلك لأن من صفة الله تعالى (المهيمن) أي يجب أن يهيمن على كل شيء وما معنى قوله تعالى (لعلا بعضهم على بعض) ، سؤالي الآخير هو: ما معنى قوله تعالى (ليس كمثله شيء) هل لفظة (شيء) هنا تنطبق فقط على الأشياء التي خلقها الله فقط من بشر وشجر وسماء وإلخ ... ، أم إذا قلنا إنه يوجد إله آخر يشبه الله فبذلك نقول هذا لا يجوز لأن الله ليس كمثله شيء، والسؤال آخر هو: هل الوجود غير المتناهي لله تعالى معناه أن الله يوجد فقط في الكون الذي خلقه أي في السماوات السبع والأرضين السبع أي لا تخلو عنه ذرة في الأرض ولا في السماء، أم إذا قلنا مثلاً إنه يوجد إله آخر يشبه الله في صفاته لكنه غير مشارك لله في ملك السموات والأرضين ولا في خلقهما ولكن لديه كونه الخاص به والذي يبدأ مثلاً بعد حدود ملك الله (في المكان لا في الزمان) فبذلك نقول إن هذا غير ممكن لأن الله تعالى وجوداً غير متناه أي غير محدود أي لا ينتهي فقط في الكون الذي خلقه بل يتعداه إلى الكون الذي خلقه الإله الآخر، وبما أن الله لا يرضى بالشريك فبهذا لا يوجد إله آخر يشبه الله تعالى، ما معنى إن الله واحد بلا عدد؟ وجزاكم الله ألف خير وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أختي المسلمة أن هذه الوساوس التي تعرض لك يجب عليك دفعها وعدم الاسترسال معها أو التمادي فيها، وبذلك تنالين علامة من علامات الإيمان، ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
فادفعي هذه الوساوس، وكوني لها كارهة، واستعيذي بربك من الشيطان الرجيم، تسلمي من مكائده، ثم اعلمي أن الله عز وجل هو رب العالمين، المتفرد بصفات الجلال والكمال فهو الخالق وملك السماوات والأرض فلا رب سواه، قال الله تعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [غافر:62] ، وقال سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ [فاطر:13] ، فثبت أنه وحده المالك وأنه وحده الخالق، فكوني من ذلك على يقين ولا تلتفتي إلى الوساوس، وأما قوله تعالى: وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4] ، فهو نفي لكلا الأمرين، فهو لا شبيه له ولا مساوي له، قال القرطبي عند تفسير هذه الآية: لم يكن له شبيه ولا عدل. انتهى.
وقال ابن كثير في تفسيره: يعني هو الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا وزير، ولا نديد، ولا شبيه، ولا عديل.
وبخصوص الآية الأخرى وهي قوله تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون:91] ، فهي دليل على ربوبية الله وحده واستحقاقه للعبادة دون سواه، وقد عبر بعض العلماء عما ورد فيها بدليل التمانع، ولا شك أنه لو افترض وجود خالق آخر ولو في كون مستقل أن ذلك يقتضي نقصاً في الخالق، والحال أنه هو القاهر المهيمن على كل شيء، وقوله تعالى: وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [المؤمنون:91] ، معناه كما قال البغوي في تفسيره: أي طلب بعضهم مغالبة بعض كفعل ملوك الدنيا فيما بينهم. انتهى.
وقول الله تعالى: ِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11] ، من أقوى الأدلة على وحدانية الله تعالى، وقد وردت مطلقة غير مقيدة بزمان، فهو متفرد بالوحدانية منذ الأزل، وقد ورد لفظ "شيء" نكرة في سياق النفي فيعم كل الأشياء.
وبخصوص وجود الله تعالى فالواجب الوقوف عند ما ورد في الكتاب والسنة، دون التعمق والتكلف فيما يتعلق بالمكان والزمان ونحو ذلك، فالسلامة لك أيها الأخت الفاضلة أن لا تلتفتي إلى الوساوس أبداً وإلا أدت بك إلى الوقوع في مهاوي الردى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1425(6/2535)
المبالغة في الأمر قد تؤدي إلى حدوث الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الحديث القائل إنه (لا صلاة لحاقب أو حاقن) أو ما معناه صحيح.
وإن كان صحيحا.......فإنه أنا منذ أن سمعت هذا الحديث وأنا أحاول تطبيقه بحيث أضطر إلى إعادة وضوئي
لمرتين أو ثلاث وذلك لأنني لا أريد أن أمسك خروج الغازات.
مما يجعل العملية صعبة جدا، وأيضا إنه نتيجة لتكرار
الوضوء فإن صلاة الجماعة تفوتني في العديد من المرات،
وذلك لخوفي أن تكون صلاتي خاطئة رغم رغبتي في أداء صلاة الجماعة،
أرجو الإفادة أثابكم الله لأن هذا الموضوع يؤرقني كثيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الوارد في مدافعة الأخبثين في الصلاة حديث صحيح ونصه: لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان. رواه مسلم.
وقد بينا معناه وحكم الصلاة مع مدافعة الأخبثين ودرجات ذلك، وذلك في الفتوى رقم: 18415، ورقم: 26318.
وإننا لننصح الأخ السائل بأن يُعرض عن الوساوس، وألا يبالغ في الأمر حتى لا يصاب بمرض الوسواس الذي يفسد على المرء طهارته وصلاته، ويمكن للأخ السائل معالجة ذلك بمعرفة معنى الحاقن الذي بيناه في أحد الجوابين المشار إليهما، فما كان من هذا القبيل اعتبره وعمل به، وما كان دون ذلك، لا يلتفت إليه ولا يأبه به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو الحجة 1424(6/2536)
لا نقض للعهد مع الاستثناء
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني من وسواس قهري عنيف جداً عند تكبيرة الإحرام، وقد عاهدت الله أكثر من مرة على التخلي عنه وفشلت فى ذلك، ثم قلت إن شاء الله بعد الفشل وأحيانا أقول أعاهد الله ولا أستثني ثم أستثني بعد ذلك بعد أن يغلبني الوسواس اللعين، هل علي كفارة، وهل يمكن أيضا الاستثناء من عهد الله مثل اليمين، وهل هناك وقت محدد يجب علي الشخص أن يسثني فيه، وهل الموسوس المجنون تقريبا تنعقد أيمانه؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك من هذه الوساوس وأن يوفقك إلى ما يحبه ويرضاه، وقد سبقت لنا عدة فتاوى حول الوسواس القهري وعلاجه، راجعها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3086، 3171، 11752.
ويجب على من عاهد الله عهداً أن يفي به، قال الله تعالى: وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [النحل:91] .
فإن نقض المعاهد العهد الذي بينه وبين الله وجبت عليه في ذلك التوبة إلى الله وكفارة يمين، وقد مضى ذلك مفصلاً في الفتوى رقم: 7375.
وبناءً على هذا، فإذا كنت قد فعلت ما يعد نقضاً لعهدك مع الله بترك الوسواس، كأن تكون كررت التكبير للإحرام مثلاً أو نحو ذلك من الأفعال، فقد وجبت عليك كفارة يمين، إلا أن تكون قد استثنيت عند عهدك وقلت إن شاء الله أو ما في معنى ذلك من العبارات قاصداً الاستثناء، واتصل ذلك بعهدك دون أن يفصل عنه فاصل إلا بسعال أو أخذ نفس أو نحو ذلك.
فإن كنت قد استثنيت على هذا النحو، فلا نقض للعهد ولا كفارة، وأما إن كنت لم تفعل ما يعد نقضاً للعهد، كأن يكون الأمر لم يخرج عن حديث النفس ولم يصل إلى الفعل، فلا يعد ذلك نقضاً للعهد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. رواه مسلم، وعلى هذا فمجرد التفكير أو حديث النفس لا يترتب عليه حكم ولا يعد نقضاً للعهد.
فهذا ما يتعلق بالشق الأول من السؤال، أما الشق الثاني فمما تقدم تعلم أنه يجوز لك الاستثناء من عهد الله كاليمين، ويشترط لصحة الاستثناء أن تكون قد قصدت الاستثناء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه، ويشترط أيضاً أن يكون الاستثناء متصلاً باليمين بحيث لا يفصل بينهما كلام أجنبي ولا تسكت سكوتاً يمكنك الكلام فيه، فأما السكوت لانقطاع نفسك أو صوتك أو لعارض من عطش ونحوه فلا يمنع صحة الاستثناء وثبوت حكمه، وأما قولك: وهل الموسوس المجنون تنعقد أيمانه؟
فالجواب أن العقل هو مناط التكليف، فما دام عقله حاضراً لم يغب فهو مكلف يلزمه ما يلزم المكلفين، فإن غاب عقله فحكمه حكم المجنون، ويلحق بغياب العقل غلبة الخلل في الأقوال والأفعال.
جاء في رد المحتار في فقه الحنفية: وكذا يقال في من اختل عقله لكبر أو لمرض أو لمصيبة فاجأته، فما دام في حال غلبة الخلل في الأقوال والأفعال لا تعتبر أقواله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1424(6/2537)
البلاء نقمة من وجه ونعمة من وجه آخر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما وطالبة بكلية الهندسة قسم مدني بمصر, والحمد لله كنت في مدرسة إسلامية وأحفظ جزءا لا بأس به من القرآن الكريم, ولا تتصور أني كنت مرتبطة بالله تعالى ارتباطاً كلياً وأنا في سن صغيرة وكنت عندما أشتكي , أشتكي لله تعالى وحده فكنت لا أعتمد على أحد إلا الله تعالى, إلى أن بلغت 14
عاما وبدأت في الابتعاد عن الشعور باللذة العظيمة التي كنت أحس بها وأنا بين يديه, نظرا لفترة المراهقة......الخ
والمشكلة الآن أني أعاني من مرض لا أعرف علته وكأن المرض أوشك أن يكون موطني, بدأت مشكلتي عندما حولت من هندسة الأقاليم إلى هندسة الإسكندرية, وعندما بدأت امتحانات الفصل الأول كانت تنتابني أشياء غريبة كنت أشعر أثناء الامتحان أن روحي أوشكت على الخروج مع النبضات في قلبي السريعة ولا أتذكر أي شيء ذاكرته على الإطلاق وكنت أشعر بزغللة شديدة في العينين وأرى الأرقام على غير حقيقتها, وكل امتحان تحدث تلك المشكلة, وبدأت الأمور في التدهور فكنت أصلي وكأني لا أصلي وتشملني المثاءبة طوال الصلاة, والمهم أني رسبت في ذلك العام في السنة القبل فائتة, وكنت عندما أسمع دروسا دينية أو أحفظ قرآنا ينتابني الضيق الشديد في الصدر وكنت بلا مبالغة أحفظ القرآن وأنا أشخط لكي أحفظ, وذهبت لعدة أطباء وأجمعوا على أن عندي خوفاً شديداً وقلقاً شبيها باكتئاب, واستمررت شهورا على العلاج ولا تحسن إلى أن جاء يوم وقال لي الطبيب المعالج أني لا شيء بي وأني أتدلع!! فقررت عدم الذهاب إليه مرة أخرى وبدأت في دائرة أخرى وهي دوامة المعالجين بالقرآن أو المعالجين تحت ذلك الاسم, فأول شيخ طلب نوع بخور معين ومسك لقراءة القرآن عليه, وكنت مرتاحة أثناء العلاج بال قرآن!! ولكني دعوت الله تعالى أن يرشدني لما فيه الخير فحلمت أن أحدا يقول لي أن أقرأ سورة الفلق وسورة لقمان من الآخر للأول, فقطعت ذلك العلاج لعدم غضب الله, وبعدها تعبت أكثر من الأول بمراحل وتدهورت حالتي إلى أني وصلت لمرحلة أريد فيها شنق نفسي ولكن خوفي من الله هو الذي منعني, وطبعا أثناء الضيق الشديد في الصدر والذي من الصعب تحمله, ولم أستطع معالجة نفسي ولم أقدر على المجاهدة العصيبة, وجاء شيخ وهو آخر شيخ جاء لي, وأسمعني شرائط قرآن وطلب مني أن أغمض عيني ورأيت ثعابين ومقابر وسورة العنكبوت.... وطلب مني أقرأ آيات معينة بعد كل صلاة وقبل النوم, ولمدة 3 أسابيع وبعد أن حلل التعب بأنه سحر وحسد, ورأيت في هذه الفترة ما لم أره طوال حياتي, أول يوم تهيأ لي أن أحدا يمسكني من عنقي وفعلا لم أستطع إلا الكلام بصعوبة لمدة 6 ساعات تقريبا, وأتخيل بأشباح في الحمام أو إن كنت بحلم بأشياء لم أحلم بها من قبل وهي عبارة عن رموز: مثل مقابر كثيرة وثعابين وكلب عيونه حمراء وأصلي بطريقة غريبة جدا وأن أحدا يقرأ سورة الفتح علي, وأني أنزل من بيت صديقة لي في منطقة مهجورة نوعا ما وأنا أنزل كانت الأنوار كلها مطفأة وكنت خائفة جدا في
الظلمة وأستعيذ في داخلي وظللت أنزل وأنزل وكانني في متاهة إلى أن نزلت أخيرا ووجدت أحدا شكله فظيع وأخذ يخيفني وظللت أجري إلى أن وصلت لبيتي.
... أو أرى مقابر لا تفارق عيني, وثعابين, وبعد العلاج تعبت وأريد أن أخنق نفسي ... والحمد لله منّ الله علي بالشفاء جزئيا, ولكني كلما أذهب لحفظ القرآن (سورة البقرة) تمسكني عبرة البكاء والضيق وأشعر أن الدنيا سوداء أمامي, وأنا إلى الآن لا أشعر بأي لذة للحياة وأنا ما زلت لا أشعر بالصلاة ولا أحس بها أبدا, فدعوت الله تعالى أن يرشدني هل أنا ما زلت مريضة وكل هذا أوهام فرأيت هذه الأحلام:
رأيت أنني جالسة أشاهد القمر ولكن القمر ليس كاملاً ووراء القمر صخرة بنية منتشرة حولها النجوم وكان منظرا بديعا ولكن ما إن قلت لأقا ربي وأدعوهم لمشاهدة المنظر حتى وجدته بعدها اختفى وبعدها شاهدت البحر هائجاً جدا وشاهدت أناسا يركبون مركبة وقمت بعدها ودخلت البحر الغريق وبعد أن بلل الماء جسمي السفلي حتى خفت ورجعت إلى البر.. وبعد المجاهدة بعض الشيء والتكبير وسماع الأذان كثيرا والدعاء شاهدت:
حلمت وأنا أعالج منذ فترة بالقرآن بنفسي وأحاول مجاهدة نفسي أني أرى سيفين عكس بعض كعلم السعودية وهما في السماء وأن أنظر إليهما, وحلم آخر وكأني مصطحبة لاثنين من بنات مسيحيين وأنا لا أعرفهم في الواقع وحلمت, أن خاطباً تقدم لي مع أبيه وأن الخاطب يعمل بحمل الأخشاب أن أباه تاجر أخشاب, ومصممين على الارتباط بي وأنا في الواقع لا أعرفه وشكله مخيف فقلت لأبي قل لهم أني معجبة بأحد آخر لكي يذهبوا ... فهلا جزاك الله خيرا تعلمني ماذا أفعل وهل تعتقد أن هذه أوهام فعلا؟؟؟؟ ووالله رغم ما أنا فيه من معاناة قدرني الله تعالى لقراءة سورة البقرة كاملة فأرتاح قليلا ثم لا ألبث أن يأتيني الضيق الشديد في الصدر, وتلك الأيام وصل ذلك الضيق إلى الصدر والرقبة فلا أستطيع وقتها التحدث مع أحد والعجيب بل والمخجل جدا أني وصلت لمرحلة لا أستطيع فيها السيطرة على أعصابي فلا أستحمل أي كلمة من أهلي حتى أمي ولا أشعر حتى بنفسي أني أتحدث بعصبية وعراك كل يوم مع أني من طبيعتي الهدوء ولكن لا أدري ما حدث لي ولا أدري ما بي وهذا هو الذي يحيرني, والذي يتعبني جدا أني شاعرة ببعد عن الله فهو أحب شيء إلى قلبي, ولا تستعجب إن قلت أني لا أميل إلى الجنس الآخر لأن الله هو أحب لي من أي شيء في الوجود وكنت كلما أدعوه أرى قرآنا أو آية تصبرني على ما أنا فيه, ولكن منذ شهر وأنا أدعو الله أن يقول لي هل هو راض عني؟ وهل أنا من الصابرين أم من الضعفاء؟؟؟ ولكن للأسف لم أر أي شيء من شهر. وهذا أكثر من المرض نفسه أتعبني؟ إحساس أني مبتلاة في ديني إحساس فظيع, من أول ما أبدأ الصلاة أقسم بالله أني لا أعلم كم ركعة صليتها؟ ولا أشعر بنفسي غير وأنا في السلام؟ وكنت خاتمة البقرة حفظا وبحفظها مرة ثانية لأنها بالأخص بتعب منها جدا وينتابني البكاء وبدون سبب.
وصراحة أنا لا أشعر أني لا أطيق الحديث مع عائلتي كلما أتعب أو حتى لا أقول لهم إني تعبانة؟ فماذا أفعل إن قلت لك أني أشعر أن الله زعلان مني لعدم التقرب منه كما بالسابق وكله ليس بيدي؟؟؟
ومنذ شهر وبالتحديد في أواخر رجب كانت تنتابني نفس الحالة الهستيرية من بكاء بدون سبب وضيق فظيع في الصدر وتطورت الحالة فشملت الصدر والرقبة وشعرت أني وصلت لمرحلة لم أستطع فيها تحمل ذلك الألم الفظيع وهو فوق طاقتي فكنت أقرأ البقرة كاملة وما ألبث ان أتعب مرة ثانية واتصلت بشيخ موثوق مني لأسأله إ ن كان يعرف إذا كانت الأعراض تدل على السحر فعلا أم ماذا؟؟ وكنت في نفس الوقت أحتاج لأي أحد أن يأخذ بيدي معنويا لأن الأعراض كانت متشابهة مع أعراض الاكتئاب, المهم طلبت منه مجرد المساعدة تليفونيا فقط وأن أحاول أن أقتل ما بي بمجاهدة نفسي, فنصحني بقراءة البقرة مع وضع وريقات السدر في الماء والاغتسال منها, وجاهدت نفسي وداومت على ذلك وإلى الآن والحمد لله ولكني شعرت مع كثرة شرب الماء المقروء بغممان نفس وبمغص فظيع ونار ما بين صدري ورقبتي, وشعرت إني أعاني من سحر في المعدة وحاولت القيء بكل الطرق ولكن لم يأذن الله بذلك, ولكني من شدة الألم والصداع بت غير قادرة ووجدت نفسي أتصل بالشيخ أبلغه بقدومي لعلي أعلم أو أتأكد مما بي, ولما قرأ علي شعرت بالمثاءبة ووجع في يدي اليمنى واليسرى ووجع في المخ والمعدة ومن الأعراض قال لي إن ما بي هو سحر في المعدة وسحر مخطية عليه وطلب مني الصيام عن الأكل لمدة 6 أيام ما عدا أكل عسل مقروء عليه سورة البقرة وماء وحاولت التقيؤ مرات كثيرة وما زلت أملي في الله أكبر, والمشكلة أني في أثناء الدراسة وكل ما أذهب للكلية تنتابني المثاءبة طول المحاضرة ولا أستطيع الاستذكار أبدا كل ما أمسك شيئا لأذاكر تنتابني الحالة والضيق والبكاء المتواصل والصداع, فهل تنفع المذاكرة وأنا بهذه الحالة؟ وما يصبرني هي آية حلمت بها كهاتف (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) .
وتخيل أني منذ أيام حلمت بقطط صغيرة تعاكسني في رجلي اليمنى وأحاول طردهم ولكن بلا فائدة, وعمتي حلمت أن هناك قملا في شعري ولكنها انتشلت واحدة كبيرة وكان المتبقي في شعري الكثير من الصغار, وبعدها بيوم حلمت كأن رجلا يحاول سحب يدي...... ولكن الحمد لله حصنت نفسي بالدعاء فلم أشاهد مثل ذلك الحلم المخيف, وأنا لا أخافهم بل أخاف الله, ومشكلتي الآن في الذكر أحس كأن الذكر حمل ثقيل على قلبي ولساني؟؟؟ ودعواتكم.
سأنتظر الرد لأني أشعر أني على حافة الهاوية ... وأدعو الله لي أن يصرف عني البلاء وبدون الاستعانة بغيره, أو أن يريحني من الحياة ما كانت خيراً لي من محياي, أشعر أني أموت كل يوم ولا يشعر بي أحد غير الله تعالى, والله أنا راضية بقضاء الله وأكلمه كل يوم وأنظر إلى السماء وأبكي, فأدعو الله ألا يطيل
علي لأني أحبه, ولا أقول هذا الكلام سخطا لا والله بل أقوله لأني وصلت لمرحلة لا أستطيع تحملها, ولا أحدشاعر بي إلا الله, , وما تفسير تلك الأحلام وماذا تدل وهل سأحاسب على الصلاة التي لا أشعر بها وهل أنا ضعيفة في ديني وماذا ترى؟ أنا من كثرة الوسوسة لا أستطيع الحكم على نفسي وجزاك الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يكشف ما بك من ضر، وأن ييسر لك عاجل الشفاء، ثم اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن ما أصابك ابتلاء من الله تعالى، والبلاء وإن كان نقمة فهو من وجه آخر نعمة للمؤمن، يكفر الله عز وجل به من سيئاته، ويرفع به درجاته، روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. بل قد يكون البلاء دليلاً على محبة الله لعبده المؤمن، روى الترمذي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط له السخط. فثقي بالله تعالى واصبري على أقداره، ولا تستسلمي لأي نوع من الوساوس والأوهام في كون ذلك دليلاً على عدم رضا الله عنك ونحو ذلك.
وإن ما أصابك قد يكون نتيجة لضغوط نفسية أدت إلى نوع من الاكتئاب، لذا فإننا نرى أن تراجعي أحد الأطباء الثقات في دينهم ومن له خبرة في الطب النفسي فلعله أن يعينك في العلاج بإذن الله تعالى، وقد يكون ذلك بسبب السحر أو العين أو الحسد، لذلك لا تتوقفي عن القراءة على نفسك والإكثار من ذكر الله تعالى، ولاسيما في الصباح والمساء بالإضافة إلى التضرع إلى الله تعالى بدعائه ليكشف عنك هذا السوء، ولا بأس أن تستعيني في الرقية الشرعية بمن هو من أهل الاستقامة والصلاح، وبمن عرف بسلامة المعتقد واتباع السنة، بشرط وجود أحد محارمك، وكوني على حذر من إتيان الدجاجلة والمشعوذين، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتاوى: 1858 / 4678 / 19229.
وننبهك إلى الحذر من اتهام أحد من الناس بكونه السبب فيما أصابك دون بينة، وذلك لأن الأصل براءة الذمة. وبخصوص الأحلام فلا يلزم أن تكون دليلاً على وجود شيء من السحر أو العين، وذلك لأنها قد تكون مجرد حديث نفس بسبب ما تجدين في نفسك من وساوس، وأما ما يحدث من ذهاب للخشوع في الصلاة فلا يؤثر في صحة الصلاة إن شاء الله تعالى.
وننصحك بالكتابة إلى قسم الاستشارات النفسية في الشبكة الإسلامية فهم أكثر تخصصاً في هذا المجال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1424(6/2538)
يوسوس له الشيطان بأنه مراء
[السُّؤَالُ]
ـ[الإمام في المسجد الذي أصلي فيه أصبح يتغيّب كثيراً عن صلاة الفجر ومعظم الوقت أنا أقوم مكانه (بصفتي أحد القليلين الذين يتكلمون العربية) . أنا والحمد لله أحفظ تقريباً أول جزء من القرآن الكريم وأيضاً أحفظ بعض السور وإن شاء الله أنوي أن أحفظه كاملاً.
مشكلتي هو أنني في بعض الأحيان أقرأ آيات قمت بحفظها من خلال كثرة قراءتي لها ولم أكن قرأتها من قبل في أي صلاة بمفردي وذلك لأنني لا أحب أن أكرر الآيات التي أقرؤها خصوصاً بفترات متقاربة وأخشى أن يكون هذا رياءً. أنا كما ذكرت سابقاً أنوي بإذن الله أن أحفظ القرآن ولكن أنوي حفظه بالترتيب وأيضاً أريد أن أحفظه لكي أنال الأجر بإذن الله وليس لكي أقوم بإمامة الناس في الصلاة.
أصبحت تأتيني واسواس خلال قرآءتي القرآن مثل: لماذا لا تحفظ هذه الآيات كي تأم الناس بها؟ وأيضاً خلال إمامتي للصلاة، مثل: إقرأ هذه الآية فلم تقرأها من قبل أو أريهم أنّك تعرف أحكام التجويد ... إلخ، وهذا يزعجنني جداً وأنا والحمد لله أدعو اللهم أني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم ولكن أحياناً أشك بأنني أدعوه لكي أقنع نفسي بأنني لست مرائياً والعياذ بالله.
أرجو منكم أن تنصحونني. هل أحاول أن أتجنب إمامة الصلاة مع العلم بأنني قد لا أستطيع ذلك إلا إذا تغيبت عن الصلاة (وقد يكون هذا ما يسعى له الشيطان) أم ماذا؟
جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الشيطان لا يألو جهداً في سبيل إفساد عبادة المسلم بكل وسيلة تمكنه، وفي حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءني يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً، قال ففعلت ذلك أذهبه الله عني.
قال النووي: ومعنى يلسها علي أي يخلطها، ويشككني فيها، ومعنى حال بيني وبينها أي نكدني فيها، ومنعني لذتها، والفراغ للخشوع فيها. ا. هـ
فكن أيها الأخ الكريم كعثمان بن أبي العاص استعان بالله تعالى فأذهب الله عنه ما كان يعانيه ويكابده من الشيطان في صلاته، فاستعذ بالله من وسوسته ولا تلتفت، واستمر في الإمامة وحفظ القرآن، فإنك بهذا تقمع الشيطان وترده خاسئاً، فإنما يريد صدك عن الصلاة، وعن الإمامة وعن حفظ القرآن ويظهر مع ذلك في صورة الناصح لك، وهو عدوك الذي حذرك منه ربك بقوله: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً (فاطر: من الآية6) ، ومن كان له عدو ظاهر العداوة فإنه يحذر منه، ويهجر قوله، ويسعى جهده في مخالفته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1424(6/2539)
وساوس وأوهام علاجها الإعراض التام عنها
[السُّؤَالُ]
ـ[ينتابني شعور الهم والحزن منذ أربعة شهور عندما جرحني الحلاق بموس الحلاقة، ولم أره استبدل شفرة الحلاقة، علماً بأنه قد بخ على مكان الجرح عطراً وإني من قبل لم أكن أدقق على استبداله لها فأصبحت أخشى من مرض الإيدز وأصبحت أخشى من أن يكون ذلك عقابا من الله على تقصيري في عبادتي، ومنذ ذلك الحين وأنا يوسوس إلي فأصبحت أقرأ القرآن وأدعو في رمضان من أدعية الهم والمرض، وإني أرغب في قطع الشك باليقين وأقوم باختبار الدم، ولكنني أخشى وأخاف من ذلك المرض , فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أخي أن المسألة أهون مما تتصور، والظاهر من سؤالك عدم وجود أمراض، وإنما هي وساوس وأوهام، وعلاجها الإعراض التام عنها، وعدم الالتفات إليها، وإن أحببت أن تعرض نفسك على الطبيب فلا بأس.
وأكثر من ذكر بك وعبادته وحافظ على صلاتك وما أوجب الله عليك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو القعدة 1424(6/2540)
علاج الوسوسة الملازمة في العقيدة
[السُّؤَالُ]
ـ[كلما اقتربت إلى الله بالطاعات وخاصة الذكر الكثير، هاجمتني بشراسة وسوسة لا أعلم هل هي من شر نفسي أو من شر الشيطان، وهى العيب في الذات الإلهية بأشياء فظيعة مما يجعلني في هم وغم عظيم، أدعو الله أن يزيل عني هذه الغمة ولكنها مستمرة، مما يجعلني أكاد أجن وأفكر في أنه لا أمل لي في رحمة الله أرجو أن تعاونوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما القنوط من رحمة الله فلا ينبغي أن يكون له إلى قلبك طريق، فإنك لن تكون أعظم شراً من الكافر الأصلي الذي يسب خالقه جهاراُ، ومع ذلك فإن الله الرحيم الغفور يدعوهم إلى التوبة ويعدهم بالمغفرة، بل وأن يبدل سيئاتهم حسنات، قال الله تعالى: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ [الأنفال:38] .
وقال الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:70] .
فإذا أمنت من هذا الجانب بقيت مسألة الوسوسة هذه، وهنا نقول لك: إن الوسوسة إذا كانت مجرد خاطر يخطر لك ثم يغرب، فعلاجها أن تصرف ذهنك تماماً عنها وتشتغل بغيرها ولا تضرك.
أما إن تطورت من خواطر إلى أفكار تلازمك وتستقر في ذهنك، فإنه يجب أن تطلب لها قلعاً وإزالة، وإزالتها بالعلم والحجة، فقم بعرض هذه الأفكار التي تلازمك على أهل العلم الثقات المتخصصين، وستجد أنها تبخرت وتلاشت، فالباطل صائر إلى الزوال.
قال الله تعالى: إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا [الإسراء:81] .
وقال تعالى: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ [الرعد:17] ، وراجع الفتوى رقم: 12400، والفتوى رقم: 13369.
ونسأل الله لك الإعانة على الهداية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1424(6/2541)
من وسائل دفع وسوسة الشيطان في أمر الإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد قرأت الفتاوى المتعلقة بالقدر ولاشك أن الشيطان لا يجد أفضل من الشبهات المتعلقة بهذا الأمر حتى يدخل الشك في قلب الإنسان، وأراني أحاول حفظ القرآن والصلاة في جماعة وكذلك الدعوة إلى الله وأجتهد في رد الشبهات عن قلبي وأعلم أنها من الشيطان، ولكني أشعر بأنها قد لا تدفع بسهولة وأشعر بأن الله سيعاقبني على ذلك ولا أدري هل قد استقرت في قلبي أم أن هذا كيد الشيطان لأصاب باليأس والقنوط]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشيطان -كما ذكرت- حريص على إفساد دين المرء ودنياه، فهو قد أقسم أن يأتي بني آدم من كل سبيل، ولدفع الشبهات التي يلقيها الشيطان في قلب المرء سواء كانت في القدر أو غيره، عليه بأمرين:
الأول: التعوذ بالله من الشيطان، واللجوء إلى الله، وعدم الاسترسال مع هذه الوساوس.
والثاني: قراءة ما قاله أهل العلم في دفع هذه الشبهات، ونشير إلى أن الله تعالى لا يؤاخذ على هذه الوساوس ما لم تصل إلى حد الاعتقاد، وبما أنك تكره هذه الوساوس، فإن هذا دليل الإيمان، وراجع لمزيد من الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 19691، 31859، 34841.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1424(6/2542)
مريضة بمرض الرهاب الاجتماعي وتبحث عن علاج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة وعمري 36 سنة أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأعيش في دولة أجنبية بما أني لا أجيد اللغة لا أستطيع أن أعرض نفسي على دكتور، والمشكلة أني أذهب إلى المدرسة وفي الصف 15 طالبة وإلى أن تنتهي المدرسة أعيش في خوف وقلق واضطراب مع أني ملتزمة والحمد لله وإذا كان هناك دواء يفيدني أرجو أن تكتبوه باللغة الأجنبية؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي أن الله تعالى لم يُنزل بالناس داء إلا أنزل لهم دواء، عرفه من عرفه وجهله من جهله، فدواؤك البحث عن علاج لمرضك هذا، وإذا كانت اللغة عائقاً أمام عرض مرضك على المختصين، فتمكنك الاستعانة بمن يترجم لك.
وأما بخصوص طلبك كتابة اسم دواء نعرفه لمثل حالتك، فنحن هنا مركز فتوى للمسائل الشرعية، ولسنا مركزاً طبياً، ولكن في موقعنا هذا موقع الشبكة الإسلامية محور خاص للاستشارات الطبية، ويمكنك الدخول عليه وسؤال المختصين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو القعدة 1424(6/2543)
الإنسان غير مؤاخذ بالوسوسة وهو مؤاخذ بالشك
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أعرف كيف الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم) وبين قول العلماء في من أصابته شبهة في دينه خطيرة أن عليه سؤال أهل العلم لإزالتها أليس هذا إخراجا لما في نفسه من الحديث فيكون بذلك قد خرج من دائرة التجاوز من الله تعالى؟
أرجو التفصيل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس هناك تعارض بين الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. وبين قول العلماء: إن على الإنسان إذا طرأت عليه شبهة خطيرة في دينه أن يسأل أهل العلم لإزالتها، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
وذلك أن الشبهة الخطيرة التي تعرض للإنسان قد تصل إلى مرحلة الشك الذي هو ناقض من نواقض الإسلام التي يصير بها كافرا غير مؤمن، لأن من أركان الإيمان تصديق القلب، والشك مناف للتصديق.
وليس المراد من قوله صلى الله عليه وسلم: ما حدثت به أنفسها الشك، بل المراد الوسوسة التي تعرض للإنسان، ويؤيده الرواية التي عند البخاري: لنفس الحديث: تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل أو تتكلم.
وهناك فرق بين الشك والوسوسة.
قال الحافظ في الفتح: والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن إليه، ويستقر عنده. اهـ.
فإذا استقرت الوسوسة في القلب، صارت شكا أو عزما.
وبهذا يتبين أنه لا معارضة بين القولين، فالإنسان غير مؤاخذ بالوسوسة، وهو مؤاخذ بالشك، نسأل الله العافية والسلامة.
وإذا كان مؤاخذا بالشك، فعليه أن يسأل أهل العلم لإزالة هذه الشكوك والشبهات بالحجج والبراهين الساطعة. د
والله أعلم. ...
... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1424(6/2544)
تشعر عند النوم أنها تجامع.. ما الأسباب وما المخرج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسانة متدينة وعلى خلق، أود أن أسأل سؤالاً خاصا جداً لا أستطيع أن أسأل عنه حتى أقرب الناس إلي، فالرجاء الإجابة السريعة حتى لا أصاب بالجنون.
أشعر عند النوم ليلاً أن هناك من يجامعني وهذا منذ عام تقريباً وأنا في حيرة، علماً بأنني غير متزوجة، وإنسانة تقية، وأذكر الله كثيرا قبل النوم، وأستعيذ بالله من الشيطان، فهل هذا جان أم ماذا؟ وكيف التخلص منه؟ أفيدوني أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ما تعانيه السائلة يحدث وهي نائمة، فإن هذا فيما يظهر حلم، والمرأة تحتلم كما يحتلم الرجل، وفي الحديث: وتحتلم المرأة؟! قال: نعم. رواه البخاري، ومعنى تحتلم: ترى في منامها أنها تجامع، والاحتلام لا يؤاخذ عليه الشخص، لأنه شيء خارج عن إرادته واختياره، أما إن كان ما تجده قبل النوم، وهل هو مس من الشيطان أم أنه حالة نفسية؟ فهذا ما لا يمكننا القول فيه، ويرجع فيه إلى المتخصصين الثقات الذين يقفون على الحالة ويدرسونها دراسة وافية ليخرجوا بتشخيص سليم يقرون بعده العلاج لمثل هذه الحالة، ونحن قمنا بسؤال بعض الأطباء النفسيين الثقات، فأجاب بأنه يحتاج إلى معلومات كثيرة يستقيها من صاحبة السؤال، ورجّح أن تكون الحالة تمثل حدثا طبيعيا لإنسانة ذات شخصية قلقة متوترة، تحيا في بيئة تقبل فيها مفاهيم تفسر مثل هذه الحالة على أنها اتصال بالجن، ونصح بأن تعرض السائلة مشكلتها على المتخصصين في علم النفس حتى يضعوا لها خطة علاجية.
ونحن نقول للأخت الكريمة: إن الله تعالى لم ينزل داء إلا وأنزل له دواء، فأبشري بالفرج إن شاء الله، وما دمت تذكرين الله تعالى، فإنه جاعل لك فرجا ومخرجا، مع التنبيه إلى أنه لا تَبعة عليك في هذا الأمر ولا يلحقك إثم ولا حرج، إذ هو خارج عن إرادتك، نسأل الله تعالى أن يكشف كربك وأن يشفيك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(6/2545)
يريد أن يؤخر صلاة المغرب معتذرا بالوسوسة في الطهارة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من أخر الصلاة لعذر؟ أنا أصلي المغرب ويكون باقيا على صلاة العشاء ربع ساعة، وذلك بسب أنني أتأخر في الحمام تقريبا نصف ساعة، وأهدر كثير من المياه، وأعرف أن هذا وسواس، ولكن أحاول قدر المستطاع التخلص من هذا الشك، ولأني لو ذهبت قبل صلاة المغرب الحمام، فلازم أن أذهب أيضا في العشاء، وأهدر الكثير من المياه، فما الحكم إذا أردت أن أصلي المغرب متأخرا كي لا أهدر المياه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمسلم تأخير الصلاة عن وقتها إلا لعذر، إذ أن لكل صلاة وقتا أولا وآخرا، فاحرص على المحافظة على الصلاة في وقتها، ولا تلتفت إلى الوساوس التي تصيبك عند قضاء الحاجة، فإذا تطهرت من النجاسة فبادر إلى الوضوء وأداء الصلاة في وقتها، ولا يلزمك الاستنجاء لكل صلاة إلا أن تكون هنالك حاجة لذلك.
وراجع لمزيد من الفائدة الفتويين: 34244، 2081.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1424(6/2546)
الإعراض عن الوساوس مع اللجوء إلى الله
[السُّؤَالُ]
ـ[تحية طيبة عطرة إلى جميع العاملين بالموقع الطيب، وتحية إلى المفتي عبد الله الفقيه
قد أكون أكثرت عليكم هذه آخر رسالة أنا آسف كمثال أقول لا إله إلا الله وفي تلك اللحظة أفكر في صورة شخص وأقول لا يجوز أن يكون
ومثال آخر أقوم بالاستنجاء من البول أو الغسل
أو الوضوء وأقول بسم الله وأفكر في الله وأفكر في الزنا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيبدو من سؤالك أنك تعاني من بعض الوساوس، وعلاجها يتمثل في الالتجاء إلى الله مع الإعراض الكامل عنها، وقد سبقت لنا فتاوى في هذا الموضوع، فراجع بعضها تحت الأرقام التالية: 1406 / 2082 / 10355 13369 وبالنسبة للتفكير في الزنا راجع الفتوى رقم: 27977
ونسأل الله أن يشرح صدرك وأن يقيك نزغات الشيطان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(6/2547)
على المسلم أن يدافع الوساوس الشيطانية
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيرا. أثناء الصلاة أو قراءة القرآن تتبادر لذهني أفكار تشككني بالدين أو صور سيئة، أرجوكم ساعدوني لأ تخلص منها، وهل يعاقبني الله على هذه الأمور؟ وهل هي من النفس الأمارة بالسوء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشيطان حريص أشد الحرص على إفساد صلاة المرء وعبادته، فيوسوس له ويسعى لأن يحول بين المرء وبين صلاته، ولكن على المسلم أن يجتهد في دفع هذه الوساوس، وليتذكر أنه واقف بين يدي الله عز وجل الذي لا تخفى عليه خافية.
وقد سبق لنا أن أصدرنا فتاوى في علاج وسوسة الشيطان في الصلاة، فنحيل السائل إليها، وهي برقم: 10434.
وأما عن الشكوك ونحوها، فيمكنك الرجوع إلى الفتوى رقم: 19691، والفتوى رقم: 30039.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1424(6/2548)
الوساوس الشيطانية قد تدمر حياة الإنسان
[السُّؤَالُ]
ـ[تعقيب على الفتوى رقم 39240 ألا يعتبر السحر عذراً للعان في شرعتنا الغراء وأكيد لا يمكن لأي شخص أن يعترف بأنه فعل لي السحر ويشوه سمعته على الرغم من أنني متأكد مائة في المائة من كل كلامي وخاصة أنهم هم أنفسهم الذين عملو كل شيئ من أوله إلى آخره فماذ تنصحوني وخاصة أن في هذا الزمان قضاة في بلادنا يمكن أن يبيعوا ضمائرهم لأصحاب النفوذ والفلوس ولا حول لي ولاقوة إلا بالله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أنه لا يوجد لدينا مزيد من الناحية الشرعية على ما بيناه لك في الفتويين السابقتين' إلا أنه من باب النصيحة ندعوك إلى غلق هذا الموضوع نهائياً، وعدم السماح لوساوس الشيطان بأن تفسد عليك حياتك وتدمر أسرتك، بل عليك أن ترضى بالواقع، إذ ربما كان ما تظنه عن زوجتك من الزنا وعدم الطهر هي منه براء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1424(6/2549)
الخواطر وأحاديث النفس بين المؤاخذة والمسامحة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الغيبة والنميمة الباطنية والتفكير الباطني محرم ونحاسب عليه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه قد سبق في الفتوى رقم: 40863 والفتوى رقم: 6710 حكم الغيبة والنميمة وتعريفهما، كما سبق في الفتوى رقم: 41030 أن حديث النفس لا يعد غيبة، إلا أنه قد صرح بعض أهل العلم بحرمة التفكر في عورات المسلمين وفي محاسن ومفاتن الأجنبيات.
وأما النميمة الباطنية، فإنا لم نتصورها، وتأمل تعريف النميمة فيما سبق، وأما تفكير الإنسان في الفعل الحرام، فيحرم عند العزم عليه ويؤاخذ به، ولا يؤاخذ بمجرد حديث النفس ما لم يتكلم أو يعمل أو يعزم عزما جادا.
وراجع التفصيل في ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 10756، 28477، 12544، 8685، 20456.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شوال 1424(6/2550)
اليقين لا يزول بالشك
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من مشاكل في الإخراج، ولكي أساعد على الإخراج أستخدم يدى لأتمكن من إخراج كل ما هو موجود، وإذا فعلت ذلك أحس بأصوات تخرج مني ولا أتأكد من صلاتي بعدها وأشك في صحتها، وإذا لم أفعل أبقى طوال الوضوء والصلاة ينتابنى إحساس بأن شيئا قد خرج مني، علما بأني عند كل صلاة لا بد لي من محاولة قضاء الحاجة ويحدث ما قد ذكرته.
هل علي أن أنتظر فترة من الوقت وأعاود محاولة الإخراج والوضوء والصلاة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك العافية والشفاء، ونوصيك بالصبر والدعاء، ولا بأس بأن تعرضي أمرك على الطبيب المختص.
أما عن سؤالك: فاعلمي أن اليقين لا يزول بالشك، فحيث توضأت فأنت على طهارة، ولا تزول هذه الطهارة إلا إذا تأكدت من خروج شيء بيقين، أما مجرد الشك فلا يؤثر، وعليك بطرح الوساوس الشيطانية وعدم الالتفات إليها، ولا يلزمك أن تنتظري وقتا وتعاودي قضاء الحاجة عند كل صلاة إلا إذا احتجت إلى ذلك كما تحتاجين إليه في أي وقت.
وراجعي التفاصيل في الفتاوى التالية: 2107، 37182، 7578، 26621، 2860.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1424(6/2551)
فتاوى لعلاج الوساوس الشيطانية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة أسكن في أمريكا وأعيش في وحدة بدون أصدقاء منذ ثلاث سنوات ...
طول الوقت أشك في طهارتي وأعيد الغسل والوضوء عدة مرات حتى صرت أخاف دخول الحمام.
والآن تراودني فكرة الابتعاد عن زوجي والذهاب للعيش في بلادي.
أشيروا علي ما علي فعله؟ فقد أصبحت حياتي جحيما.
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن ما أصابك هو وسواس من الشيطان يهدف الشيطان من وراء هذا الوسواس إلى إفساد عبادتك، والتفريق بينك وبين زوجك، وعلاج هذا الوسواس لا يكون بابتعادك عن زوجك، ولكن يكون بالإعراض عن هذا الوسواس، واللجوء إلى الله تعالى بصدق وإخلاص في أن يخلصك من هذا الداء وعليك بالتحصن بالأذكار في الصباح، وفي المساء، وعند النوم، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 3086 والفتوى رقم: 7578 والفتوى رقم:
2860 ففي هذه الفتاوى الحل لمشكلتك بإذن الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1424(6/2552)
لا مانع من العلاج النفسي مع الرقية الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[بدأت بنت -عمرها 18 سنة ذكية ومتفوقة تحب دراستها بشكل غير عادي- تهذي بألفاظ رذيلة وسيئة للغاية وترد بشكل غير طبيعي وجنوني عندما يطلب أهلها أن ترتاح من الدراسة, الدكتور النفسي والعصبي يعتقد بوجود الاكتئاب, أما الأهل فيعتقدون بوجود السحر أو إصابة عين من أحد ما ويكادون يجنون من فعلها لأنها فضحتهم بصوتها، ويسألون أيضآ عن الرقية الشرعية وعن مس الجن أو أذى الجن، فماذا يفعلون؟ يرجون التفصيل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يمكننا الجزم بأن سبب مرض هذه البنت هو ما أخبر به الطبيب أو ما يعتقده أهلها، ولكن عليكم بكتاب الله الذي هو الشفاء لمرض الأبدان ومرض القلوب، ولا مانع من مواصلة علاجها مع الطبيب النفسي والرقية الشرعية مذكورة في الفتوى رقم: 30241، مع ما فيها من الإحالات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1424(6/2553)
من وسائل علاج الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعاني من وساوس الوضوء وعدم الرغبة فى مقابلة أحد من خارج المنزل، حتى أصدقائي فى الكلية وشعور بالضيق منهم ومن طريقة تفكيرهم، وأعاني من الخوف على أهلي بشدة من المرض والموت، أريد أن أعرف هل أنا مريضة وما هو مرضي وطريقة علاجي ونوعية العلاج؟ وشكراً وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع الممتاز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبداية نسأل الله تعالى لك العافية مما أنت فيه، ثم اعلمي أختي حفظك الله تعالى أن هذا الذي تجدينه قد يكون وسوسة كما ذكرت، فإن كان كذلك فاعلمي أن علاج ذلك -بعد الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان- هو عدم الالتفات إلى تلك الوسوسة والتمادي فيها، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم:
كما أنه قد يكون ما بك سببه مرض نفسي، وهنا ننصحك بالرجوع إلى طبيب مختص.
وعلى العموم فإننا نذكرك بأن دعاء الله تعالى ومداومة ذكره والحفاظ على أذكار الصباح والمساء، ومصاحبة الصالحات، أسباب كلها معينة بإذن الله تعالى على صرف هذا الداء عنك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1424(6/2554)
أنواع الوساوس وأثرها على الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[أحيانا تغلب علي الشهوات الدواوية وبعض الغرائز، وأحاول بقدر الإمكان الابتعاد عنها، ولكن أجد صعوبة في ذلك رغم أنني في أثناء الصلاة، فما حكم الدين في ذالك؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلم يتضح لنا المقصود من قول السائل: "الشهوات الدواوية، وبعض الغرائز".
والذي يفهم من السؤال عموما: هو السؤال عن الوسوسة والخطرات التي تطرأ على المصلي في أثناء الصلاة، فإن كان هذا هو المقصود، فالجواب:
ينبغي على المصلي أن يكون حاضر القلب في الصلاة خاشعا لأمره تعالى بإقامة الصلاة والمحافظة عليها.
وإقامة الصلاة إنما تكون بإقامتها ظاهرا وباطنا.
فإقامتها ظاهرا: بإتمام ركوعها، وسجودها، وسائر أركانها وشروطها.
وإقامتها باطنا: بالخشوع فيها، واستحضار القلب.
وليس للإنسان من صلاته إلا ما عقله منها، وكان حاضر القلب فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليصلي ولعله أن لا يكون له من صلاته إلا عشرها، أو تسعها، أو ثمنها، أو سبعها، حتى انتهى إلى آخر العدد. رواه أحمد من حديث عمار رضي الله عنه.
وقال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها.
قال ابن القيم في "الفوائد": وهذا بإجماع السلف.
وإذا طرأ على المصلي الوسواس، فعيله أن يجتهد في دفعه.
والوسواس نوعان:
الأول: لا يمنع التدبر في الصلاة وتدبر أعمال الصلاة، وإنما يكون بمنزلة الخواطر، فهذا لا يبطل الصلاة قولا واحدا.
الثاني: ما يمنع الفهم وحضور القلب، بحيث يصير المصلي غافلا تماما في الصلاة، فهذا يمنع الثواب، للحديث المتقدم، وليس له من الثواب إلا بقدر ما استحضر وتدبر منها، وهل تبطل صلاته بذلك؟ قولان، الثاني منهما: لا تبطل الصلاة، بل تبرأ بها ذمته وإن كان لا ثواب له، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: وهذا هو المأثور عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة.
فعليك أخي السائل أن تجتهد في دفع هذه الوساوس، وأن تستحضر في قلبك أنك واقف بين يدي علام الغيوب، خالق السماوات والأرض، الذي يقول للشيء كن فيكون.
ولمزيد من الفائدة حول دفع الوسوسة في الصلاة، راجع الفتوى رقم: 30319.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1424(6/2555)
السبل القويمة لدفع الوساوس المستديمة
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت قد سألت سؤالا حول الشكوك والوساوس الدينية، لكن سؤالي الآن ما حكم من مات وهو على هذه الحالة؟ وكذلك من استمرت معه هذه الوساوس طويلا، مسلما أم غير ذلك والعياذ بالله؟ والرجاء الدعاء، وتعريفي بما ينبغي علي أن أفعله وأقوله من أذكار، الرجاء إجابة شافية.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الوساوس إذا لم يتحدث بها الشخص بل كرهها وأبغضها بقلبه، فإنها لا تضره ولا يحاسب عليها، لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. متفق عليه.
ومن مات على هذه الحال فهو مسلم في ما يظهر لنا، وعلمه عند الله تعالى فهو سبحانه المطلع على قلوب عباده، وليس لنا نحن إلا الظاهر من أعمالهم وأقوالهم.
وننصح السائل الكريم بمراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19691، 31063، 22374، 12300، 30030.
نسأل الله لنا وله الهداية والثبات، وأن يعيذنا وإياه من همزات الشياطين وشرورهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شعبان 1424(6/2556)
مدة مؤاخذة الشرع للمريض المصاب بالوساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من جاءه تفكير بترك الإسلام والتشكيك فيه أثناء حالة مرضية شديدة من الاكتئاب النفسي والعلاج
وبعد العلاج رجع لطبيعته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالوساوس إذا لم يتكلم بها الشخص لا يؤاخذ بها، سواء كان في حالة إدراك أو عدمه، لحديث: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. متفق عليه، واللفظ لمسلم.
وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإيمان.
والمقصود بقوله "صريح الإيمان" يعني: كراهة ذلك وبغضه>
وعلى من ابتلي بهذه الوساوس أن يعرض عنها ولا يسترسل معها، وإذا غلب شيء منها مع كراهته لها فلا إثم عليه، فإن كان هذا في حق الصحيح العاقل، فلا شك أنه في حق المريض الفاقد لعقله أولى وأحق.
هذا كله على تقدير أنه لا يتكلم بما تحدثه به نفسه، فإذا كان يتكلم بذلك، فليس مؤاخذا به أيضا إذا كان في حالة مرضية لا يعي معها ما يقول، لما أخرج النسائي وأبو داود وابن ماجه والدارمي وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شعبان 1424(6/2557)
على المرء ألا يسمح للوسواس بالتسلل إليه
[السُّؤَالُ]
ـ[أصبح عندي وسواس يلازمني منذ فترة، عندما تأتيني الدورة الشهرية وتنتهي واغتسل منها أشك أنها مازالت موجودة فأذهب واغتسل مرة أخرى، وعندما أكون جالسة أو نائمة أشك أني احتلمت فأذهب وأغتسل، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الدورة الشهرية متى انتهت، اغتسلت المرأة ولم تلتفت إلى ما بعدها من صفرة وكدرة، ويعرف انتهاء الدورة برؤية علامة الطهر، وهي ظهور القصة البيضاء أو جفاف المحل، بحيث إذا وضعت فيه المرأة قطعة قطن خرجت وليس فيها شيء، والواجب على المرء ألا يسمح للوسواس بأن يتسلل إلى قلبه دون دليل يدل على ما وسوس له به، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 2860، والفتوى رقم: 15409.
ويمكن قطع الوسواس بإدخال قطعة قطن، فإذا خرجت نقية لم يبق مبرر للوسواس.
أما عن غسل المرأة من الاحتلام، فلا يجب إلا إذا رأت الماء، وقد بينا ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18396، 2148، 1049.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1424(6/2558)
الخوف من التكلم بالوسوسة صريح الإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، وأنا متحجبة، وأصلي والحمد لله، وأريد أن أتدين ولكن هناك وساوس في داخلي هي أن أتطاول على الله دون قصد، ولكن عندما تأتيني هذه الوساوس أتضايق وأخاف أني قد أخرج على ملة محمد صلى الله عليه وسلم أو أشركت.
أرجو منكم أن تعطوني النصيحة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا أولا نشكر السائلة على نيتها الحسنة في كونها تريد أن تتدين، أي تستقيم على طاعة الله عز وجل.
إلا أن النية لا بد أن يتبعها العمل، فإذا تبع العملُ النيةَ كانت هذه النية صادقة صالحة، ورجا صاحبُها الثواب من الله عز وجل.
وأما بالنسبة للوسوسة التي يلقيها الشيطان في قلب العبد، فإن الله عز وجل أخبرنا في كتابه عن عداوة الشيطان للإنسان، فقال عز وجل: إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ [يوسف: 5]
وهذا العدو المبين يحاول جاهدا أن يضل الإنسان ليكون رفيقا له في جهنم والعياذ بالله.
قال تعالى: إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر: 6] .
ومع هذا كله، فإن كيد هذا العدو المبين كيد ضعيف، كما قال تعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء: 76] .
وإذا استعان العبد بالله عز وجل وتوكل عليه في دفع هذه الوساوس، فإنه سيتغلب عليها بإذن الله، وننصح الأخت السائلة بأن تدفع هذه الوساوس بالأمور التالية:
1 الاستعاذة بالله عند ورود هذه الوساوس.
قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200] .
وقال تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [المؤمنون:97] .
2 أن تقول عند ورود الوساوس: " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم".
فقد روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إذا وجدت في نفسك شيئا، فقل: هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم".
3 الاشتغال بما يعين على طرد هذه الوساوس مثل سماع الأشرطة والمحاضرات النافعة، ولتعلمي أن النفس إذا كرهت هذه الوساوس وأبغضتها وأبتها، كان هذا دليلا على صحة الإيمان.
فقد روى مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن أناسا جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، فقال: ذاك صريح الإيمان. والمعنى أن هذه الكراهية لهذه الوساوس والخوف من التكلم بها، يدل على صحة الإيمان وصريحه، وليس المعنى أن الوسوسة هي صريح الإيمان، بل الوسوسة من الشيطان.
وأخيرا، اقرئي سورة الناس، فإنك سيذهب عنك هذا الوساوس بإذن الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1424(6/2559)
يخاف من الحيوانات هل هو ضعف إيمان؟
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أخاف من الحيوانات كثيراً، فهل يعتبر هذا ضعف إيمان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا الخوف طبيعياً كالخوف من أسد أو حيوان مؤذٍ، فإنه أمر جبلي ليس عليك فيه شيء، ولا يعتبر من ضعف الإيمان، أما إذا كان غير طبيعي كالخوف من الحيوانات الأليفة أو غير المؤذية، فإن ذلك من الوساوس الشيطانية التي عليك أن تتعوذ بالله منها وتجاهدها، وراجع لزاماً الفتوى رقم:
2649، والفتوى رقم: 11500.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رجب 1424(6/2560)
ينبغي الإعراض عن الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[كثيرا ما ينتابني الشك في نهاية اليوم حول أداء الصلاة وخاصة الفجر، فأشك هل صليتها أم لم أصلها، وأقوم بإعادتها للاحتياط، مع العلم بأنه يغلب علي الظن أني صليتها، فهل إعادتها للاحتياط هي الأصح، أم أن غلبة الظن على أدائها تكفي لعدم الإعادة، أفيدونا أفادكم الله؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهر أن هذا الشك المتكرر لا حقيقة له، وإنما هو وسوسة، ينبغي الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها.
ومما يعينك على التخلص من هذه الوسوسة أن تحافظ على أداء صلاة الفجر في الجماعة، وذلك واجب عليك إذا كنت قادراً على الذهاب إلى المسجد وتسمع النداء للصلاة، وقد سبق بيان أهمية حضور الجماعة لا سيما في صلاة الفجر، وذلك في الفتوى رقم:
12659، والفتوى رقم: 19151، والفتوى رقم: 5153.
ونوصيك بكثرة الذكر وتلاوة القرآن، وفعل النوافل، والإقلاع عن الذنوب والتوبة إلى الله تعالى منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1424(6/2561)
الوساوس في الإيمان لا أثر لها على العمل الصالح
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إذا أصيب الإنسان بحاله الشك في الإيمان رغم أنه متدين جدا ويؤدي جميع الفرائض في أوقاتها والسنن والنوافل، فهل هو مثاب على ما يقوم به من عبادات في ظل تلك الحال أم انه غير مثاب؟ وما هو الحل للتخلص من هذه الحالة؟ ولا تنسونا من صالح الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن على المسلم إذ أصيب بشيء من الوساوس أو الهواجس والشكوك ... أن يقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: فمن وجد شيئا من ذلك، فليقل: آمنت بالله.
ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئا من ذلك، فليقل: آمنت بالله.
وعلى المسلم أن يتأمل في نفسه وفي الأشياء من حوله.. فالنظر في مخلوقات الله تعالى والتفكر فيها يورث الإيمان ويزيد فيه.
كما قال تعالى: أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ* وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج* تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ* وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكاً فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ [قّ:6-9] .
وأحاديث النفس التي تعتري الإنسان والهواجس والأشياء التي تأتي بها الخواطر لا يسلم منها الإنسان، ولا يؤاخذ بها، لأنه لا دخل له فيها، فيجب عليه إذا وجد شيئا من ذلك أن يرفقه بالانشغال عنه في الأمور المفيدة، وهو مأجور على ذلك إن شاء الله تعالى وعلى سائر أعماله الصالحة ما دام متمسكا بإيمانه.
نسأل الله تعالى لنا ولك الإيمان الصادق والتوفيق للعمل الصالح.
وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتاوى رقم: 12400، 12436، 13369.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1424(6/2562)
حقائق القرآن بين الحضارات البائدة والمعاصرة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم,
أنا تقذف في قلبي شبه كثيرة, لا أدري أمن الشيطان أم من نفسي ,ولكني أكره ذلك كثيرا وأخاف أن أضعف بسببها، فقد ضعف قلبي وحزنت كثيرا, فهل أحاسب بسبب هذه الشبه,
ومن الشبه التي أرجو التفصيل فيها:
من يقول إن الحضارات السابقة مثل الفراعنة وغيرهم كان عندهم ارتقاء علمي بحيث أنهم من مكنهم أن يتوصلوا إلى ما ذكر في القرآن من العلوم الكونية؟؟ أرجو تفصيل القول في ذلك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مجرد ورود هذه الخواطر على القلب لا يؤاخذ به، ما لم يترتب عليها أمر محذور شرعًا من اعتقاد أو قول أو عمل. بل إن مدافعة القلب لهذه الخواطر علامة خير فيه. ولتراجع في هذا الفتويان: 12300، 12400.
وأما ما ذكر من أمر الحضارات السابقة للقرآن، فإن كان المقصود التوصل إلى حقائق علمية، بناء على دراسات قائمة على أسس صحيحة، ومن خلال ما بث الله عز وجل في هذا الكون من السنن، فلا شيء في ذلك. وإن كان المقصود التوصل إلى هذه الحقائق العلمية بمجرد التخرص والتخمين، فهذا باطل، وهو وإن صادف وقوع ما تخرص به، فليس بدليل على قدرة علمية أو قوة عقلية.
وأما وجه إعجاز القرآن ففي كونه يخبر عن بعض الحقائق العلمية الغيبية، فتقع وفقًا لما جاء به خبره، وذلك أن هذا القرآن وحيٌّ منزل من الله عز وجل العليم الخبير، الذي خلق هذا الكون، وهو المطلع على كل شيء فيه، ما كان وما يكون، وما لم يكن، كيف سيكون. وهذا هو مقتضى كونه العليم الخبير.
وأما الإنسان فهو ضعيف جهول، بل كلما اكتشف الإنسان شيئًا من حقائق الكون، دلَّ ذلك على جهله وضعفه، ويكفي أن نعلم أن الحضارات المعاصرة، والتي توصلت إلى كثير من الاكتشافات، مازالت تجهل كثيرًا من الحقائق التي تتعلق ببدن الإنسان نفسه، فضلاً عمَّا في غيره، بل يحدث لهم من النوازل والنوائب ما يحير عقولهم، ويذهب بألبابهم. ليثبت الله عز وجل لنا بذلك ضعفهم وجهلهم وعجزهم.
ونرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 28667، 12479، 25400.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الثانية 1424(6/2563)
حيلة شيطانية تفسد الحياة وتورث كره الناس
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أني كلما أجتهد في العمل أصاب بمرض نفسي يجعلني أكره العمل وأحس أن كل الناس أعدائي.
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما تجده إنما هو من وسواس الشيطان يريد بذلك أن يفسد عليك حياتك، فإياك أن تستسلم لهذه الوساوس. ومما يعينك على التخلص منها:
- كثرة قراءة القرآن.
- المحافظة على الأذكار.
- التعوذ بالله من الشيطان.
- وكثرة الدعاء واللجوء إلى الله بأن يذهبها.
- والتوسط في العمل بين التشدد والتساهل، فلا إفراط ولا تفريط.
- وعليك بالمشاركة في أعمال الإغاثة ومساعدة المحتاجين، فإنها تقوي مادة الحب والرحمة في القلب، وتذهب ضد ذلك من الحسد والحقد والغضب..
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1424(6/2564)
اجعل ثقتك في الله عز وجل أولا ثم في نفسك
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أما بعد:
مشكلتي تكمن في أنني أشعر بقلق وتوتر شديدين عندما أتحدث إلى الناس، وخصوصا إذا اضطررت إلى توضيح أمر معين, هذا الأمر يزعجني جدا حتى إنه يمنعني من المطالبة بحقوقي في العمل، أو حتى من إقامة حياة اجتماعيه طبيعية.
الرجاء الاهتمام برسالتي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نسأل الله تعالى العلي القدير أن يصرف عنك كل مكروه. وبخصوص ما تشعر به من قلق وتوتر عند حديثك إلى الناس، فلعله يعود إلى مرض نفسي بسيط، يمكنك أن تتخلص منه بعدة أمور منها:
1- أن تجعل ثقتك في الله عز وجل أولاً ثم في نفسك، ولا تنظر إليها نظرة استهزاء واحتقار عند حديثك لغيرك.
2- استشارة طبيب متخصص في الطب النفسي، ولتعلم أن من رحمة الله تعالى بعباده أنه ما أنزل داء إلا وأنزل له دواء، وهذا ما يتضح في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته بذلك، حيث قال: تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء، إلا داء واحد. قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم. رواه أصحاب السنن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1424(6/2565)
الأدوية الناجعة لإحباط كيد الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أشتهي الذنب الذي كنت أفعله قبل توبتي واللذة التي كنت أجدها لا تفارق خيالي.
ماذا افعل بالله عليكم لكي أتخلص مما يعلق في ذهني؟ وتكون توبتي صادقة خالصة.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك قبول التوبة والاستقامة على طاعته. ثم اعلم أخي أنه مادمت قد أخلصت في توبتك لربك جل وعلا فلا تضرك هذه الخواطر والوساوس التي تجدها، ولعلها من الشيطان ليردك بها إلى الوقوع في حبائله مرة ثانية، ولقطع الطريق عليه ننصحك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستعاذة به من كيد الشيطان.
واعلم أن الإكثار من الطاعات وخاصة تلاوة القرآن الكريم وتدبر وعده ووعيده، وصحبة أهل الخير والصلاح، أسباب كلها عظيمة لإحباط كيد الشيطان.
نسأل الله تعالى العصمة من شياطين الإنس والجن جميعًا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1424(6/2566)
الخوف الفطري والمرضي
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل الشخص حينما يصاب بخوف من بعض الأعمال التي يفعلها وقلق يكون موسوساً؟ مثل الخوف من الأمراض أو من المعاصي؟
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالخوف من الأمراض إن كان خوفاً طبيعياً، فهو أمر عادي.
أما إذا تجاوز الحد، بحيث يسيطر على الفكر، فإن ذلك من وساوس الشيطان، ومثل ذلك الخوف من المعاصي، بل إن الخوف الطبيعي من الوقوع في المعاصي، أو الخوف من عواقبها، أمر مطلوب شرعاً، ولمعرفة التفاصيل حول الخوف والقلق، وكيفية علاجهما راجع الفتاوى التالية: 11500، 17158، 27396، 10622، 3508.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 جمادي الأولى 1424(6/2567)
كيفية التخلص من الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما هي العوامل التي تؤدي إلى تجنب الشك (الوسوسة) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت إجابات كثيرة جدًّا عن الوساوس والشكوك وكيفية علاجها، يمكن الأخ السائل الوصول إليها عن طريق البحث النصي بكلمة "وساوس" أو "الوسواس" وسيجد الكثير مما يغني عن إعادة الكلام هنا، ونحن نسهل الأمر ونحيل على مجموعة من أرقام الفتاوى حول الموضوع، وهي تحت الأرقام التالية: 31063، 29312، 25898، 22055، 10355، 12986.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1424(6/2568)
الاسترسال مع الوساوس يثمر الخزي والندامة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل عملاً لا أدري هل فيه إثم أم لا وهو: في بعض الأحيان تأتيني أفكار وأنا جالس مع فلان أو فلانة وأعمل الفاحشة معه أو معها (كل هذا في تخيلات العقل فقط وليس له حقيقة) حتى تصل إلى درجة اللذة وبعدها أنبطح على بطني وأقوم بحركات على الفراش (مع تخيل الشاب أو الشابة) تحتي وأنا أتلذذ فهل هذا العمل فيه حكم شرعي؟ وهل هذا العمل له تأثير على الأعضاء التناسلية أو العقل أو الجسم؟
ملحوظة: أرجو الإجابة السريعة لأني أحس أنها أصبحت عادة تتحكم في حياتي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب أن تعلم أولاً أن هذه الخيالات والخواطر التي ترد على خاطرك إنما هي وساوس من الشيطان، فعليك أن تستعيذ بالله منه، ولا تترك لنفسك العنان في الاسترسال معها، فإنها لا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي، بل عليك أن تكرهها، وتقطعها عن نفسك، فإن في ذلك صلاح دينك وقلبك. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: كل من حدثته نفسه بذنب، فكرهه ونفاه عن نفسه، وتركه لله، ازداد صلاحًا وبرًّا وتقوى.
واعلم أن هذه الوساوس الشيطانية هي أصل كل شر، يقول عنها ابن القيم في "طريق الهجرتين": إن أصل الفساد كله من قبلها يجيء؛ لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها، تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى، حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال، ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم، فيجد العبد نفسه عاجزًا أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة، وهو المفرط إذ لم يدفعها وهي خاطر ضعيف؛ كمن تهاون بشرارة من نار وقعت في حطب يابس، فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها.
أما فعلك الذي ترتب على الاسترسال مع تلك الوساوس الشيطانية، فإنه من المعاصي التي يأثم صاحبها، وقد سبق بيان ذلك وأضراره على الجسم والنفس في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 2283.
وننصحك أيها الأخ الكريم إذا أتتك هذه الوساوس أن تتذكر اطلاع الله عليك، وعلمه بتفاصيل خواطرك، فعليك بإجلاله سبحانه، والحياء منه، والخوف من أن تسقط من عينه بالاسترسال في تلك الخواطر.
وعليك أن تشغل نفسك بخواطر الإيمان، والعمل الصالح، والعلم النافع، فلا تترك نفسك نهبًا للشيطان، فالنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل. وابتعد عن كل ما يثير شهوتك، فالزم غض البصر، واحذر رفقاء السوء.
كما ننصحك بنصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للشباب حين قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
هداك الله وأصلح بالك، ووفقك لكل خير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1424(6/2569)
محل الذكر في الصلاة عقب الشروع في الفعل
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من مشكلة في الصلاة بسبب الوسوسة في الطمأنينة وهي أنه بعد أن تثبت أعضائي في الركوع أو السجود أو الجلوس فإنني لا اقرأ الذكر مباشرة بسبب وسوسة توسوس لي أن صلاتي سوف تبطل إن قرأت الذكر مباشرة بعد ثبات الأعضاء وبذلك أمكث زمنا ما ثم أقرأ الذكر مما يؤدي إلي تأخر صلاتي هل يمكن أن أبدأ قراءة الذكر بعد ثبات الأعضاء مباشرة؟ وهل تبطل صلاتي إذا بدأت بقراءة الذكر مباشرة بعد ثبات الأعضاء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأصل في الأذكار التي في الصلاة أن تقال عقب الشروع في الفعل الذي هو محل الذكر من ركوع أو سجود أو قيام أو جلوس، إذ أن هذا هو الثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أخره عن ذلك فقد خالف السنة. وإذا كانت السنة هي قول الذكر عقب الشروع، فلا وجه للقول بكون ذلك مبطلاً للصلاة، فالتزم أخي السائل هذه السنة، ولا تلتفت إلى ما يطرأ عليك من وساوس الشيطان.
ولمزيد من الفائدة في ما يخص الوسوسة وعلاجها راجع الفتاوى: 1406، 3086، 5148.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1424(6/2570)
حول علاج الوسواس القهري
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
منذ خمس سنين وأنا أعاني من الوساوس القهرية وخاصة في العبادات ويؤدي بي ذلك إلى التطاول على الله والخوف الشديد والملل من الأعمال اليومية وضيق في القلب والحزن والقلق فأخاف من الصلاة وقراءة القرآن وهذا الإحساس يجعلني أفكر في الانتحار فأرجو من فضيلتكم أن تحلل لي حالتي وأن تصف لي دواء يساعدني على التخلص من هذه الوساوس.
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء العاجل من هذا الوسواس، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات على الخير. وقد سبق لنا أن ذكرنا علاج الوسواس القهري وما يتعلق به في الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 5344، والفتوى رقم: 13277.
وأما الانتحار فهو من كبائر الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 5671.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1424(6/2571)
الانتحارهروب من كبيرة اليأس إلى كبيرة قتل النفس
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من مشكلة تأنيب الضمير، وذلك لأنني أمارس العادة السرية، وقد حدثت لي حالة من الإحباط نتيجة عصياني لربي، وذهبت إلي كثير من الاختصاصيين النفسيين ولم أحصل علي شيء، ولم أذهب إلى امتحان الثانوية العامة هذه السنة، وذلك لأنني لم أذاكر مذاكرة جادة مما قد يجعلني لا أحصل على مجموع هذه السنة، مما قد يدفعني للإحباط مرة ثانية ولا أحصل على مجموع السنة القادمة وينهار مستقبلي، أرجو أن أجد حلا سريعاً حتى أستطيع أن أتخلص من الإحباط، مع العلم بأنني من المتفوقين طوال عمري وأنني على حافة الانتحار؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد عد العلماء القنوط واليأس من رحمة الله من كبائر الذنوب، وهو صفة من صفات الكافرين، كما قال الله تعالى: إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف:87] . وفتح الله سبحانه أبواباً واسعة للخروج من حالة اليأس والقنوط، والتي يتفرع منها الاكتئاب، والضيق، نذكر لك بعضاً من هذه الأبواب: 1- باب الاستغفار: يقول الله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53] . فهو باب مفتوح ولو تكرر الذنب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن عبداً أصاب ذنباً، فقال: يا رب أذنبت ذنباً فاغفر لي، فقال له ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً آخر فقال: يا رب أذنبت ذنباً فاغفره لي، فقال: ربه عز وجل علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء، ثم عاد فأذنب ذنباً، فقال: رب اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت قد غفرت لك. متفق عليه. وبجانب الاستغفار عليك بتجنب ما يثير شهوتك ويوقعك في هذه المعصية، فغضَّ بصرك، وابتعد عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات. 2- باب التوكل على الله عز وجل بصدق والاعتماد عليه: واللجوء إليه، وطلب العون منه، فلا تحزن على ما فاتك، ولا تخف مما هو أمامك، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: استعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم. فشدة خوفك من عدم حصولك على مجموع السنة القادمة، وقولك (ينهار مستقبلي) منافٍ لتوكلك على الله، فيجب أن تراجع نفسك في جعلك الدراسة هي أكبر همك وكل مستقبلك، وليس الأمر كذلك، فضع الأمور في نصابها، ولا تعطها أكثر من حقها. 3- باب الرضا بقضاء الله تعالى وقدره: حتى في عدم ذهابك إلى امتحان الثانوية، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. رواه البيهقي في شعب الإيمان. فعدم ذهابك ابتلاء وقدر من الله، فعليك بالإيمان بقضاء الله وقدره. 4- مساعدة الآخرين وإدخال السرور والتنفيس عنهم: خاصة الوالدين وإخوانك، فالإحسان إلى الخلق طريق لتفريج الكروب إذ الجزاء من جنس العمل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان في عون أخيه. رواه مسلم. 5- الإكثار من ذكر الله تعالى: فبه تطمئن القلوب، ويتنحى عنك الشيطان، وعليك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال. رواه أحمد بسند صحيح. وأخيراً اعلم أن هروبك بالانتحار ليس فيه راحة كما يصوره الشيطان، بل هو هروب من كبيرة اليأس إلى كبيرة أكبر تعجل بالعذاب الأليم. يقول الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً* وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً [النساء:30] ، وراجع الفتوى رقم: 5012. وفقك الله وأصلح بالك وهداك لكل خير. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1424(6/2572)
أخلص في عبادتك ولا تبال بمن ينظر إليك
[السُّؤَالُ]
ـ[الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الحمد لله الذي هداني إلى الإيمان أريد أن أسأل عن أنني عندما أذهب إلى الصلاة لأصلي أخاف أن أكون ذاهباً للصلاة من أجل أن يقول الناس إن فلاناً يصلي، مع أني بإذن الله ليس هذا الذي بنفسي، وعندما أدخل المسجد وأبدأ في الصلاة أشعر أن المصلين يتابعوني، وأنني لا أصلي بالطريقة الصحيحة، وكل مرة أنتظر أن يأتيني أحد المصلين ليقول لي يا بني إنك تصلي خطأ، ومرات أخرى أشعر أنني أصلي أفضل من جميع المصلين بالمسجد مع أني والله لست بمغرور أو متكبر، فأرجوكم أن تساعدوني وتقولوا لي حلاً لمشكلتي فإنها تؤرقني في صلاتي ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك أن تقصد بصلاتك وجه الله تعالى لأن الله تعالى أمرك بذلك، فقال: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (البينة:5) ولا يضيرك بعد ذلك هل قال الناس بأنك مخلص أو مُراءٍ، كما يجب عليك أن تؤدي الصلاة بشروطها وأركانها، ولا تبالِ بمن ينظر إليك، واعلم أن ما يحدث في نفسك كيد من الشيطان يريد أن يحجزك عن الخروج للصلاة وأدائها مع الجماعة، وعلاج ذلك في أن تعرض تماماً عما تحدثك به نفسك ويوسوس به الشيطان ليشغلك عن العبادة ويصدك عن سبيل الله.
وننصحك بمراجعة الفتوى رقم:
3086 والفتوى رقم: 10973
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1424(6/2573)
استعذ بالله من هذه الوساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[يا أهل الإسلام إني أعاني من مشكلة فى الآونة الأخيره أي لمدة أسبوع وهي بأني كلما أخرج أو أدخل يقوم الحمار بالنهيق مع العلم بأنى شاب مسلم وأتقي الله، وأعلم بأن الحمار عندما ينهق فإنه يرى شيطانا والعياذ بالله وقد دخل الخوف إلى قلبي وراجعت نفسي وطلبت من الله أن يغفر لي إن أخطأت في شيء ... والله لقد أتعبني هذا لدرجة أنني لم أعد أود الخروج.. وأرجو الإفادة منكم سريعا، والله لم أغضب الله فى شيء.وشكراً. للتاكيد:]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الذي يدور في خاطرك إنما هو من وسواس الشيطان يريد بذلك أن يفسد عليك دينك ودنياك فاستعذ بالله منه ولا تلقِ له بالاً.
واعلم أن الشياطين كثر بل إن مع كل إنسان قريناً من الشياطين، فقد يكون الحمار رأى أي شيطان أو رأى القرين فاستغل الشيطان الفرصة ليوسوس لك، فإياك أن تستسلم لهذه الوساوس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1424(6/2574)
يجب صرف النفس عن الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم على خدمتكم النبيلة لصالح المجتمع الإسلامي وبعد.
ابني يجدد الوضوء عند كل دخول وقت الصلاة ولإتقان وضوئه يكثر من الدلك والغسل، وحينما يذهب إلى المسجد ينطلق مسرعا ولكن لا يحصل إلا ركعة أو ركعتين مع الإمام هذا إن لم يجد الإمام قد أنهى الصلاة.
ما حكم الشريعة في هذا الإشكال أدامكم في خدمة هذا الدين الحنيف والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إسباغ الوضوء مطلوب شرعا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للأعقاب من النار، أسبغوا الوضوء. رواه مسلم.
لكن المبالغة فيه على وجه يترتب عليه فوات صلاة الجماعة أو بعضها، أو يترتب عليه الوقوع في الوسوسة، أمر لا ينبغي فعله، بل الأولى تجنب ذلك مع مراعاة أصل الإسباغ، وننبه السائل إلى أنه إن كان ما يراه ابنه وسوسة دائمة وجب عليه صرف نفسه عنها، ولعلاج الوسوسة في الوضوء نحيلك على الفتوى رقم: 7578. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1424(6/2575)
لا تلتفت إلى الوساوس الشيطانية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ كل عمل خير أقوم به يأتيني شعور أنه غير مقبول، فإذا تصدقت يأتيني شعور أن ذلك من الإنسانية ليس إلا أو أنه رياء وسمعة وإذا صمت أشعر أني لم أنل إلا التعب، وإذا بكيت من خشية الله أشعر أنه رقة وشفافية وليس خوفاً من الله، علما بأني ممن ذنوبه كثيرة؟
والسلام عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم مطالب بأن يجتهد في العمل والاخلاص فيه لله تعالى على وفق ما شرع الله تعالى، فإن فعل ذلك كان قد أتى بما قد كلف به شرعاً، ولا يتلفت إلى وسوسة الشيطان ومحاولة صده وتثبيطه عن القيام بأعمال الطاعة، لأن الشيطان كما هو معلوم عدو للإنسان بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6] .
فعلى المسلم الذي يجد وسوسة أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء بأن يصرف عنه ذلك، وأن يستعيذ بالله من الشيطان كلما وجد في نفسه ذلك، مع العلم بأن من تاب إلى الله تعالى تاب الله عليه، ولو بلغت ذنوبه ما بلغت.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1424(6/2576)
من فاته الدين فقد فاته الخير كله
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ ... سني 23 سنة، مغربي أدرس بفرنسا، لله الحمد أحافظ على الصلوات في المسجد، المشكلة هي تغييري الدائم للمدن التي أدرس فيها ومن ثم أضطر كل مرة للبحث عن أصدقاء صالحين والله يعلم كم هذا صعب لقلتهم، ودائما في مثل أوقات الفراغ يأتي الشيطان ليوسوس، ما زلت شابا ... انظر الشباب حولك يمرحون يلعبون، حتى أني أشك أحيانا في ديني والعياذ بالله، فماهي نصيحتكم؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن ييسر لك أمرك وأن يوفقك لرفقة صالحة تعينك على الخير، واعلم أخي أن أعظم ما تملك هو الدين، لأن من قدم على الله بالدين فقد قدم بالخير كله، ومن فاته الدين فقد فاته الخير كله، ولدحض الشكوك في شأن الإيمان تمكنك مطالعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:
12986، 12436، 13369.
ونصيحتنا هي أن تلزم الجادة وتحافظ على طاعة ربك الذي خلقك وأوجدك من العدم، ورزقك السمع والبصر والفؤاد، وهو سبحانه الذي يميتك ثم يبعثك للحساب، فتأمل حالك عندما تخرج من قبرك مسرعاً مجيباً الداعي، ولا ينفعك في ذلك الموطن إلا ما قدمت من عمل صالح، وتنتهي الشهوات والملذات وتبقى الحسرات والزفرات، عافانا الله وإياك مما يسخطه، وجمعنا وإياك في مستقر رحمته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1424(6/2577)
تشعر بأشياء غريبة تأتيها في كل صيف
[السُّؤَالُ]
ـ[صار لي ثلاث سنوات في كل صيف وأنا أحس بأشياء غريبة تحصل لي مثلا أن يوقظني أحد من النوم ولا أجد أحداً بجانبي، وأحس بخوف ولا أستطيع الجلوس لوحدي علما بأن هذا قد حصل لي بعد وفاة ولدي الصغير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنوصي السائلة الكريمة بتقوى الله تعالى والمحافظة على الطهارة والصلاة في وقتها، وأن تكثر من تلاوة القرآن وخاصة سورة البقرة أو تسنمع إليها، كما نوصيها بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وخاصة آية الكرسي، فالمحافظة على قراءتها عند النوم تحفظ من كل مكروه، كما نوصيها بالمحافظة على أدعية الدخول والخروج والتخلي، وهذه الأدعية والمأثورات موجودة في كتب صغيرة سهلة التناول بحمد الله، كما نوصيها بعدم الجلوس وحدها لغير ضرورة.
فإذا فعلت ذلك ووثقت صلتها بالله تعالى فإن ذلك سيذهب عنها إن شاء الله تعالى، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
1447.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1424(6/2578)
البلسم الشافي لوساوس الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ بدأت الالتزام بالعبادات بشكل صحيح منذ 7 سنين تقريبا وأنا أعاني وبشدة أفكاراً هدامة تراودني يمكن أن تؤدي بصاحبها إلى النار، مثلا أقول لنفسي "إذا كان هناك جن، فلم لا أراهم؟ "، وأشعر بضيق وظلمة في صدري منذ سبع سنين؟ ما تفسير كل ذلك؟ هل أنا منافقة؟ على كل حال سأصبر وأتمنى أن يثبتني الله على طاعته؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الثبات حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، واعلمي أن ما يحصل لك من وساوس الشيطان الرجيم ليس دليلاً على النفاق بل دليل على الإيمان، إنما يريد الشيطان بذلك أن يفسد عليك دينك وعقيدتك، فإذا استسلمت لذلك فقد أعطيته مراده وطلبه.
فالحل الوحيد لهذه الوساوس هو التعوذ بالله منها والإعراض عنها، وستزول بإذن الله "المهم عدم الاستسلام"، وقد تقدم تفصيل الكلام عن ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 18291، 7950، 12436، 13369، 28751.
وأما عن وسوسة الشيطان لك بأنه إذا كان الجن موجودين فلماذا لا نراهم؟ فجوابه سهل جداً وهو: أنه ليس كل ما هو موجود تمكن رؤيته، فهناك ما لا حصر له من الأشياء نؤمن بها ونصدق بها ولم نرها، ولكننا صدقنا بها لخبر الثقة، بل إننا نؤمن بالحب والرحمة والأخلاق وضدها من الصفات المعنوية مع أننا لم نر شيئاَ منها بأعيننا.
وأما عن الضيق الذي تجدينه فهو من الشيطان أيضاَ، والعلاج الأول له هو التعوذ بالله والإعراض عن هذه الوساوس.
وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن والأذكار وخصوصاً أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ.
كما أن عليك أن تكثري من مجالسة الصالحات والداعيات وطالبات العلم وتشرحين لهن ما تعانينه حتى يسدين لك النصح الدائم، نسأل الله أن يصرف عنا وعنك كيد الشيطان ووساوسه وأن يصلح حالنا وحالك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الأول 1424(6/2579)
الوسواس مرض له علاج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أبلغ من العمر33 سنة ولا تفوتني صلاة والحمد لله ولكن مشكلتي هي أني كثير الوساوس وأشك في كل شيء وأفسر الأمور والأحداث بطريقة متشائمة جداً حتى أصبحت أشك في خطيبتي هل هذا مرض نفسي أو مس أو كيف السبيل إلى التخلص مما أنا فيه؟
ولكم جزيل الشكر دلوني بالله عليكم وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الوسواس الذي تعاني منه مرض كغيره من الأمراض التي تعالج، فما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، ولعلاج الوسواس انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2081، 2082، 5344.
كما يمكنك أن تطلب من الموقع استشارة نفسية، ونسأل الله لك الشفاء والهداية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1424(6/2580)
حلق العانة لا علاقة له بالغسل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أوسوس ودائماً عندما أفكر بالاستنماء وأتراجع أقوم وأغتسل من الجنابة، فهل هذا صحيح رغم عدم نزول المذي، وهل عند الاغتسال يجب أن تحلق العانة فإنني إذا انتهيت من الاغتسال من الجنابة ووجدت القليل من شعر العانة أحس بأن اغتسالي غير صحيح فأعيد الاغتسال وأحلق شعر العانة بقوة مما يسبب لي بعض الجروح مع العلم بأني كثير الوسوسة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الوسوسة التي تشعر بها هي من كيد الشيطان ومحاولته إفساد عبادة المؤمن والتلبيس عليه، فقد أخرج الإمام أحمد في المسند قال: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " فعليك بالالتجاء إلى الله تعالى والاستغاثة به والتوكل عليه حتى لا يجعل للشيطان سبيلاً عليك قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) ، أما تفكيرك في الاستمناء فعليك أن تدفعه وتبتعد عنه، لأن الاستمناء لا يجوز، لأن فاعله يعتبر من العادين قال: (فمن ابتغى وراء ذلك فألئك هم العادون)
ولا يجب عليك الغسل من الجنابة بمجرد التفكير في الاستمناء إن لم يخرج منى بالإضافة إلى أن حلق العانة ليس بواجب عند الغسل ولا علاقة له به، فكل ما تقوم به هنا من الاغتسال وحلق العانة غير لازم ولست مطالبا به بل هو من الوسوسة، فلذا عليك أن تكثر من ذكر الله تعالى والدعاء والتضرع وخصوصاً في الأوقات التي تظن فيها استجابة الدعاء، وأن تشغل نفسك بعمل ينفعك في الدنيا والآخرة، ولتحذر من الفراغ فإنه مدعاة لورود الخواطر السيئة وعون للشيطان على المزيد من الوسوسة، والله تعالى نسأل أن يعافيك منها، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم 26863
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1424(6/2581)
عليك بالإكثار من الدعاء والاستعانة بالله
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم (أنا والحمد لله شاب ملتزم جدا أحب تلاوة القرآن وأجد نفسي في تلاوته وأغض عيني عن محارم الله مشكلتي هي عندما أخلو بنفسي يوسوس لي الشيطان لعنه الله بتصرفات يبغضها الله مع العلم بأن صلواتي الخمس بالمسجد، أريد مخرجا أريد أن أنجو من عذاب الله، أتوق شوقاً لملاقآة ربي ولكني أريد أن ألقاه نظيفا خاليا من الأعمال السيئة، هداكم الله أين المخرج؟ ساعدوني انا أعيش في قلق دآئم مع نفسي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أن تواظب على ما أنت عليه من تلاوة القرآن، وغض البصر عن الحرام والبعد عن المعاصي، مع دفع وساوس الشيطان بالإكثار من الدعاء والاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه حتى ينجيك من كيد الشيطان، قال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) وأخرج الإمام أحمد في المسند قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " ومثله في سنن أبي داود.
فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى فإنه داع إلى طمأنينة القلب وانشراح الصدر قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ، وبالانشغال بالأعمال النافعة في الدنيا والآخرة، ولتحذر من الفراغ والاسترسال مع هذه الوساوس، فإن القلب لابد أن يكون مشغولاً بشيء، فإما أن تعمره بذكر الله تعالى أو عمل نافع، أو يستولي عليه الشيطان بمختلف الخواطر الخبيثة.
ولمزيد من التفصيل يمكن الرجوع إلى الجوابين التاليين: 2081 1406
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1424(6/2582)
من تلاعب الشيطان بالمؤمن ليحزنه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أسأل ما حكم من رأى نفسه يكفر في منامه هل يغتسل ثم يصلي أم لا يغتسل ويصلي أم ماذا؟ وجزاكم الله خيرا
وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثاً وليتعوذ من الشيطان، فإنها لا تضره ...
وفي رواية لمسلم:..... ولا يخبر بها أحداً، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب.
وعلى هذا، فإن ما رأيت ليس له حكم، وإنما هو من تلاعب الشيطان بالمؤمن ليحزنه، فعليك أن تداومي على الأذكار المأثورة في الصباح والمساء وأذكار النوم وخاصة آية الكرسي وما أشبهها.
وإذا رأيت بعد ذلك ما تكرهين، فلتنفثي عن يسارك ثلاثاً، ولتتعوذي بالله من شر الشيطان، ولتتحولي عن جنبك الذي كنت عليه، ولا تحدثي أحداً بما رأيت.
وقبل ذلك وبعده عليك بتقوى الله والمحافظة على الفرائض والبعد عما حرم الله، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 11014.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الأول 1424(6/2583)
يشعر بهاتف داخلي يهتف به ألا يصلي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أصلي وأدعو الله دائماً، ودائماً عندما أذهب لأصلي أحس بداخلي شيئاً يقول لي اجلس، ولكن لا أرد على هذا الطلب وأصلي، وهذا الإحساس يأتيني دائماً فماذا أفعل لأتخلص منه؟
أرجوكم ساعدوني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك أن تعتمد على الله تعالى، وتتوجه إليه، ولا تلقي بالاً لهذه الوساوس، فإنما هي من الشيطان الذي يريد أن يشغلك ويفسد عبادتك، وقد قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6] .
والذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو المحافظة على الفرائض، والإكثار من الاستعاذة من الشيطان، وقراءة الإخلاص والمعوذتين دائماً، وأن تداوم على أذكار الصباح والمساء، والأدعية المأثورة مثل دعاء الدخول للمنزل والخروج منه، ولا تقعد عن العبادة أو تتكاسل عنها، فإن ذلك من وساوس الشيطان التي يلقيها إلى من يريد الطاعة.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والشفاء، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 2081.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الأول 1424(6/2584)
قصر الصلاة لأجل التركيز فيها مبطل لها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبدأ رسالتي هذه وأنا شديدة الحزن على نفسي وعلى دنياي وما فعلت فيها إنني أجد صعوبة بالغة في التركيز عند أداء صلاتي المفروضة ولا أعرف لذلك سبباً حاولت الكثير من أجل ذلك ولكنني أحس بأن الله لا يسامحني على أخطائي رغم إيماني الشديد به أريد أن أسأل بأنني لا أستطيع التركيز في صلاتي في حالة التفويت لذلك قمت بجعل صلاتي ركعتين فقط حتى في حالة الظهر والعصر لذلك أرجو منك إخباري عما إذا كنت أقوم بالعمل الصائب أم لا بمعنى يجوز أو لا يجوز أرجو الرد بسرعة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يصيبك في صلاتك وسواس من الشيطان يريد أن يفسد عليك صلاتك، وقد وصل إلى ذلك فعلاً حيث جعلك تصلي الرباعية والثلاثية ركعتين هروباً من عدم التركيز، ومعلوم أن قصر الصلاة في غير السفر مبطل لها، والواجب عليك هو إعادة تلك الصلوات المقصورة، ومعالجة الوسواس بالطرق الشرعية، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 10973.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1424(6/2585)
الذكر والدعاء من الأسباب المعينة على التخلص من الوساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب كنت من أصحاب المعاصي ومنّ الله علي بالهداية والحمد لله، ولكن بعد فترة وبشكل مفاجئ أصابتني أحاديث صدر وخواطر وهواجس في العقيدة والأمور الغيبيه حتى تدهورت حالتي، ولكن تمسكت بصلاتي وصيامي والنوافل ولكن فقدت الخشوع لما يأتيني من صراع مع نفسي في الصلاة وغيرها مثلاً يأتيني وسواس عن وجود الله في الصلاة وأحاول أقنع نفسي بأن الله هو الخالق وأعطي نفسي الحجج وأقتنع قليلاً ثم بعد فترة قليلة تأتيني الخواطر مرة أخرى حتى تنتهي الصلاة وأنا لم أخشع فيها وغيرها مع كل العبادات والأوقات وأنا أكثر ما يخيفني أن الإيمان يجب أن يكون في القلب واللسان والعمل وأخاف بهذا أني ضيعت القلب؟ هل صلاتي وأعمالي مقبولة؟ وكيف أجمع بين الوسواس والخواطر التي في القلب وإيمان القلب؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصح السائل الكريم بالالتجاء إلى الله تعالى، وكثرة دعائه بأن يصرف عنه ما يجد من الوساوس، ويستعين على ذلك بالوسائل التي تقوي الإيمان، ومنها تلاوة القرآن الكريم، والتأمل في الآيات التي تتناول موضوع العقيدة والإيمان، وبمجالسة الأخيار من أهل العلم والشباب الصالحين، وحضور مجالس العلم، وبالتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من أعمال الخير.
ثم عليه أن يتأمل في نفسه، وفي هذا الكون من حوله، فكل ما فيه شاهد على وجود الله عز وجل، وأنه الخالق المنفرد.
فإذا فعل ذلك بصدق وإخلاص، فإنه سيجد نتيجة ذلك، ويذهب عنه ما يجد إن شاء الله تعالى، فإن الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً يقول في محكم كتابه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69] .
ولتعلم أخي الكريم أن ما يأتيك هو من وساوس الشيطان، فلتكثر من قراءة الإخلاص والمعوذتين دائماً، ولتداوم على أذكار الصباح والمساء.
ولتعلم أن الخشوع هو روح الصلاة، فإذا خلت منه كانت مجرد حركات، فلتستعن على تحصيله بالاستعداد التام للصلاة قبل أدائها بتكميل شروطها، وأدائها في الجماعة، وأداء رواتبها. وأما صلاتك وأعمالك الصالحة، فنرجو الله تعالى الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً أن يتقبلها.
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والثبات، وللمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 2082.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1424(6/2586)
وسائل العلاج من الوساو س الشيطانية
[السُّؤَالُ]
ـ[في الحقيقه لا أعرف إذا ما كان سؤالي هذا يتعلق بالفتاوى أم لا لكني وبعد أن أجبتم ابنتي عن سؤالها قررت أن أسألكم.
سؤالي هو: أنني حين أبدأ في الصلاة أشعر أن هناك شيئا في داخلي ينهاني عنها بل إنه يقول لي إنه لا توجد جنة ولا نار، أحب أن أصلي فحين أجلس مع نفسي أشعر أنني بحاجة للصلاة وأنني أريد أن أصلي، فما هو الحل برأيكم أشعر أنني تائهة وأتمنى مساعدتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما تشعرين به هو من وساوس الشيطان وكيده وقد بينا وسائل العلاج في فتاوى سابقة كثيرة فيها الجواب الشافي إن شاء الله، وهي بالأرقام التالية: 16999، 15026، 12987، 22055، 24418، 1145، 25325، 21140.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1424(6/2587)
التعوذ من شيطان الوسوسة في الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله أبدأ
الحقيقة أني أعاني كثيراً في صلاة الجماعة، وخصوصا في صلاة العشاء والمغرب والفجر حيث أن الإمام يطيل بالقراءة فيتشتت وأخرج بفكري من الصلاة إلى غيرها والمشكلة أني أعاني من قضية النسيان حيث دائما أشعر أني أنقصت ركنا مع أني لا أنقص ولكن أشعر بذلك دائما فيعكر علي صلاتي، ما أردت السؤال عنه هو: أني في بعض الأحيان أفكر في الصلاة في كثير من الأمور حتى أني أعاني من قضية التفكير في الزواج فأصاب ببعض الشيء من الشهوة، ولكني أحاول دائما أن لا أفكر في ذلك، فهل ذلك يبطل صلاتي مع أنها ليست شهوة عارمة ولا انتصاباً، إخواني أرجو أن تسامحوني، ولكني شاب لا أنظر إلى ما حرم الله، ولكن أنتم تعلمون حالنا من فساد وغيره نحن نجبر على رؤية المفاسد والعياذ بالله. أرجو الإجابة سريعا لأني أعاني كثيراً؟
والسلام ختام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التفكير في الزواج ووجود بعض الشهوة لا يبطل الصلاة ولا الطهارة إن لم يترتب على التفكير خروج مذي أو مني، وينبغي للمسلم أن يعرض عن اللغو ويحافظ على غض البصر ويصاحب أهل الدين والاستقامة، وأن يبادر بالزواج حسب المستطاع بزوجة مؤمنة تقية تعينه على إيمانه، لما في الحديث: من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
كما ينبغي له أن يشتغل بتدبر القرآن والأذكار أثناء الصلاة ولا يذهب بفكره بعيداً عن الصلاة، وأن يستعيذ بالله من خنزب إذا صرفه عن الصلاة، ويتفل عن يساره ثلاثا من دون صوت ولا إخراج ريق.
فقد أخرج مسلم في صحيحه: أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
وينبغي أن تراجع في ترك الخشوع والوسائل المعينة عليه الفتوى رقم: 5829، والفتوى رقم: 9525.
ثم إنا ننبه الأئمة الكرام على أهمية مراعاة حال المصلين؛ لما في الحديث: قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ، فقال: (أيها الناس، إنكم منفرون، فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة) . رواه البخاري.
كما ننبه جميع المسلمين إلى أن أفضل ما تصرف فيه الأوقات وتتعب فيه الأبدان هوالاتصال بالله ومناجاته وقت الصلاة، فلا يتضجر المسلم من طولها بل يصبر متذكراً قول النبي صلى الله عليه وسلم: واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقوله في حديث آخر: الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر. رواه الطبراني في الأوسط، وقال الألباني في صحيح الترغيب معلقاً عليه: حسن صحيح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1424(6/2588)
دواء تمني الشر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مشكلتي أنني من دون ما أشعر أتمنى لنفسي الشر ولكن لا أتلفظ به وإنما في نفسي وأحاول أن أشغل نفسي ولكن لا أستطيع يعني أنا أقول لو يصير مثلاً معي كذا وكذا ويكون هذا التمني لشيء شر ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنا ننصحك بشغل فكرك بالاهتمامات النافعة ومعالي الأمور، وأن تتمنى على الله صلاح الدنيا والآخرة، فهو كريم جواد، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وفي رواية: إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعليك أن تبعد نفسك عن تمني الشر، والاسترسال في التفكير في المعاصي ومحاسن الأجنبيات.
واعلم أن الله غفور رحيم، وقد تجاوز لعبده عما حدثته نفسه به ما لم يتكلم به أو يعزم على فعله، لحديث: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه البخاري ومسلم.
وهذا محله ما دام الأمر قاصراً على مجرد تمنٍّ يمر بالخاطر من دون عزم على الفعل، كما أفاده النووي في شرح مسلم.
أما إذا عزم على الفعل كمن تمنى بقلبه عمل فاحشة وعزم على فعلها فهو زناً مجازي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تتمنى وتشتهي. رواه البخاري ومسلم.
قال الإمام النووي في شرح مسلم: إن من الناس من يكون زناه مجاز بالنظر الحرام والفكر بالقلب.
وعليه؛ فينبغي لك أن تتلهى عن هذا التفكير بالنظر في جزاء أهل الجنة وسير السلف الصالح، والإكثار من أعمال الخير، ولا تجلس كثيراً وحدك، بل أكثر من مجالسة أهل الخير، وواظب على الصلاة في الجماعة، واحذر الفراغ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1424(6/2589)
أدوية قطع الوسواس بعد قضاء الحاجة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي في الطهارة، وهو يتلخص فى أنني عند دخولي للخلاء وقضاء الحاجة أكرمكم الله تبقى قطرة ماء من البول أحس ذلك مع أنني أغسل مقدمة السروال ويحدث لدي الشك وأعيد الوضوء عدة مرات فأصبحت في هم من ذلك وإحراج وأحس أن صلاتي بغير طهارة أفيدوني مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا السائل يبدو أنه لا يخلو من الشكوك والوساوس التي تعتريه بعد انقضاء بوله، وننصحه بأن يكف عن هذه الوساوس فإنها من كيد الشيطان الذي يحاول أن يفسد عليه دينه ويُدخل الحزن إلى قلبه.
وأن يكثر من الدعاء والاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه حتى يسلم من مكائد الشيطان، كما قال الله تعالى: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [النحل:99] .
ثم بعد البول والتحقق من انقطاعه والاستنجاء منه عليه أن ينضح فرجه وسراويله بالماء، لأن ذلك سببا لقطع الوساوس بإذن الله تعالى، قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل: سألت أحمد بن حنبل: قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده، قال: إذا توضأت فاستبرئ، ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله.
وليصلِّ بذلك الوضوء ما دام لم يتحقق من نزول قطرات البول.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 صفر 1424(6/2590)
الشيطان يكيد للعبد ليلهيه عن الخشوع في الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
أكتب لكم هذا السؤال على أمل أن تساعدوني في حله، أنا شاب عندما أقرأ القرآن أو أصلي أشعر وكأن هناك شخصاً آخر يتيهني عن سبيل الله وأشكركم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا الذي تجده في صلاتك هو نوع من كيد الشيطان ومحاولته التلبيس عليك ليلهيك بذلك عن الخشوع في الصلاة.
فإذا وجدت ذلك فإن عليك أن تلهى عنه ثم الجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع ليصرفه عنك، ثم عليك بكثرة الاستغفار والاستعاذة بالله عز وجل كل ما رأيت تلك الوساوس، وفي صحيح مسلم عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
3086
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1424(6/2591)
كيف يصنع من زين له الشيطان أن يطأ محارمه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحكم في الرجل يزين له الشيطان اشتهاء المحرمات أمه أو أخته، وإن كان ذلك مرضاً فما علاجه علما بأنه يصلي ويصوم، ولكنه يعاتب نفسه كثيراً على هذا المرض لدرجة اليأس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن سول له الشيطان ممارسة الفاحشة مع إحدى محارمه فليستعذ بالله ولينته عما عرض له، وليتذكر عقاب الله تعالى وسخطه وقبح هذا الصنيع الذي لا تقبل به كثير من البهائم، فكيف بمسلم ميزه الله بالعقل ومَنَّ عليه بالإيمان والهداية.
وعليه أن يبتعد عما يسبب له الإثارة كالنظر والخلوة ونحو ذلك، ولا يؤاخذ الله تعالى الإنسان على الخواطر التي تعرض له ما لم يعزم على تنفيذها، أما إذا بلغ به الأمر إلى العزم على الفعل إلا أنه حيل بينه وبين الفعل فهو آثم، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 16574.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1424(6/2592)
خير علاج للوسواس هو الإعراض عنه بالكلية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أنا جزاكم الله خيرا مبتلي بالوسوسة حيث إني كلما اغتسلت لا أقتنع بغسلي وأثر عليّ هذا الشيء كثيراً لدرجة أن صلاتي صرت أؤديها من غير خشوع وأصبحت لا أؤدي الأذكار بعد الصلاة ولا اقرأ القرآن وقلت دراستي والآن أنا متعب جداً من هذا الشيء ... أفيدونا جزاكم الله خيراً وإذا سمحتم لي فأريد أن أسأل عن هل لغسل الجنابة علاقة بالاستجمار؟ حيث إني إذا قضيت حاجتي استجمرت من البراز أكرمكم الله ولكن أحس ببقاء النجاسة ثم أغتسل فسؤالي هو هل لو بقي شيء من البراز ثم اغتسلت فالغسل باطل لأني لم اتطهر تطهرا صحيحاً؟
جزاكم الله خيراً والحمد لله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم -شفاك الله من سائر الأمراض- أن الوسواس من أشد ما يصيب المسلم في دينه، وخير علاج له هو الإعراض عنه بالكلية، أي بترك الرجوع إلى ما شككت في فعله من العبادات، لاسيما إذا اشتد هذا الوسواس واستحكم، ولتنظر الفتوى رقم: 3087، فإن فيها طرقاً لعلاج مرضك.
أما موضوع الجنابة، فإن الغسل منها ليس له علاقة بالاستجمار، أي أنك إذا اغتسلت غسلاً صحيحاً من الجنابة، ثم خرجت نجاسة بعد الغسل أو أحسست ببقائها في المحل قبل الغسل، فإن غسل الجنابة صحيح، ولكنك تتوضأ بعد ما تستنجي من النجاسة، فقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي شيبة من طريق الأوزاعي عن الزهري في المرأة والرجل يخرج منهما الشيء بعدما يغتسلان، قال: يغسلان فرجيهما ويتوضآن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 صفر 1424(6/2593)
شرح: ذاك صريح الإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[ما معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله أصحابه وقالوا: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان" ما معنى هذا الحديث؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً لأني أعاني كثيراً من وساوس الصدر فهل هذا هو المقصود في الحديث؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يعرض للمرء من وساوس من الأمور التي لا دخل له فيها، غير مؤاخذ عليها، لكن يجب عليه ألا يسترسل معها أو يتمادى فيها، سواء كانت من الوساوس التي تتصل بالإيمان أو كانت من غيرها، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان."
والمقصود من الحديث أن كراهية هذه الوساوس وبغضها والنفور منها هو صريح الإيمان، وليس المراد أن وجودها هو صريح الإيمان، ولمعرفة المزيد عن ذلك راجع الفتاوى التالية أرقامها: 187، 17066، 12436.
ولمعرفة علاج الوساوس الشيطانية راجع الفتوى رقم: 10973، والفتوى رقم: 11752.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2594)
حكم الشرع في خطرات القلب
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أني أحب ديني إلا أنه تراودني في بعض الأوقات شكوك ووساوس حول الله وخاصة كلما عرفت الظواهر الطبيعية وتفسيرها وأيضا في بعض ما روي عن النبي مثل الإسراء والمعراج، فلا أفهم إن كان العلم نقمة أو نعمة فكلما تعرفت على بعض الأسرار تتناقض مع نفسي وأحيانا أجد الحلول لأسئلتي وأنصرف عن تلك الوساوس لكن سرعان ما تعاودني الأسئلة؟
والسلام عليكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان ما تجده من وساوس وشكوك لم يصل إلى حد القول به أو العمل فهذا من الخطرات التي تجاوز الله عنها لهذه الأمة كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم." رواه البخاري ومسلم.
وانظر الفتوى رقم: 746.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 محرم 1424(6/2595)
البلسم المضاد لوسوسة الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله
أنا أم ولا أريد أن أسأل سؤالاً بقدر ما أريد نصيحة لأنني في أزمة مع الشيطان حيث أنه تغلب علي في مواظبتي على الصلاة وتركيزي فيها بعد أن كنت وصلت لدرجة قرب كبيرة مع ربنا سبحانه وتعالى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلمي وفقك الله لطاعته أن الصلاة أمرها عظيم في دين الله، فهي عمود الدين، وركن الإسلام الركين، من ضيعها أو تهاون بها فقد ارتكب إثماً مبيناً، إن سلم صاحبه من الكفر فلا يسلم أن يكون من أكبر الفاسقين، كما هو مبين في الفتوى رقم: 6061.
والشيطان حريص على إبعاد المسلم عن عبادة ربه، فإن عجز عن ذلك وتغلب عليه المسلم بهداية الله وتوفيقه سعى الشيطان في إفساد عبادته عليه بالوسوسة لإذهاب حلاوة الطاعة ولذة مناجاة الله رب العالمين، وعلاج هذا الأمر يكون بالحرص على أداء الصلاة وعدم التفريط فيه، والأخذ بالأسباب المعينة على ذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 3830، مع الأخذ بأسباب الخشوع المبينة في الفتوى رقم: 6598، وكذلك عدم الاستسلام للوسوسة وطردها كما هو مبين في الفتوى رقم: 10355.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1424(6/2596)
مدافعة الوساوس من الإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يستطيع الشخص أن ينزع الأفكار الشيطانية من رأسه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كنت تقصد بالأفكار الشيطانية ما تجده من وساوس يحاول الشيطان من خلا لها إضعاف إيمانك، وصدك عن الحق، والحال أن قلبك يرفض هذا ويمقته، فهذا بشارة من الله تعالى على صدق إيمانك، ومصداق هذا ما في صحيح مسلم أن ناساً جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبروه أنهم يجدون في أنفسهم ما يتعظمون أن يذكروه فأخبرهم صلوات الله وسلامه عليه وسلم فقال: أو جد تموه قالوا نعم قال ذلك صريح الإيمان.
أما إن كنت تقصد شيئاً آخر وغير الذي ذكرنا فا رسل إلينا به لكي نتمكن من الرد عليه.
والله أعلم. ... ... ... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو الحجة 1423(6/2597)
اطلب اليقين واطرح الشك
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع.
بصراحة أنا عندي مشكلة في الصلاة، فعندما أدخل إلى الحمام (حاشاكم) لقضاء الحاجة وأريد أن أتوضأ، أجد بعد خروجي من الحمام أن هناك ماء بسيطا (في الفرعة وربما يكون بولا) نازلا من القضيب بدون إرادة وربما تكون هذه حالة طبيعية، فهل ذلك يبطل الوضوء والصلاة، لأني بصراحة أعاني من هذه المشكلة كثيراً وتجعلني أبقى فى الحمام لوقت طويل، فأفيدوني أفادكم الله؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الواجب عند قضاء الحاجة الاستبراء، وهو طلب البراءة من الحدث باستفراغ ما في المخرجين من الأخبثين وهما: البول والغائط. قال في مواهب الجليل نقلاً عن القباب: وهو مجمع عليه.
فمن تيقن الاستبراء فلا يلتفت إلى ما يطرأ عليه من شك؛ لأن اليقين لا يزول بالشك، لكن إذا تيقن خروج نجاسة فيجب عليه إزالتها، فإذا كثرت الشكوك فإنه لا يلتفت إليها، لما يترتب على ذلك من الوسواس في العبادة الذي يؤدي إلى السآمة والملل والانقطاع عنها.
وكذلك لا يلتفت إلى الشك بعد الفراغ من العبادة. قال الناظم:
والشك بعد الفعل لا يؤثر ... وهكذا إذا الشكوك تكثر
أو يك وهماً مثل وسواس فدع ... لكل وسواس يجي به لكع.
فعلى الأخ السائل التأكد من الاستبراء والطهارة، وما يطرأ عليه من شك بعد ذلك فلا يعتبر به.
ولمزيد من الفائدة نحيلك على الفتوى رقم: 2860، والفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو الحجة 1423(6/2598)
معالجة الوسوسة في الطهارة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إذا بلت -أعزكم الله- وتوضأت فإني أشك لأنني أرى ماء على السروال فلا أدري هل هو بول أو من الوضوء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب عليك الاجتهاد في الاستبراء من النجاسة، فإذا رأيت أن البول قد انقطع نهائياً فاغسل عضوك وانضح ثوبك بماء لتقطع الطريق على الشيطان ووسوسته، بحيث لوجدت بللاً على ثوبك حملته على الماء الذي نضحته به، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 2107.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو الحجة 1423(6/2599)
لا أثر للوسواس على ثواب العمل الصالح
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد كنت في السابق لا أقوم بعباداتي على الوجه المطلوب بسبب التكاسل والانشغال بالدنيا، أما الآن وقد هداني الله فأنني ملتزم والحمد لله بكل ما أمر به الله، ولكن بين الحين والآخر تراودني بعض الوساوس والشعور بالضيق فماذا أفعل لإبعاد تلك الوساوس وهل هذا يؤثر على ثواب أعمالي لأن ذلك خارجا عن إرادتي وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الثبات على دينه حتى نلقاه، وهنيئاً لك التوبة والاستقامة، وبشأن الوساوس والضيق نحيلك على الفتوى رقم:
17591، والفتوى رقم: 25898، والفتوى رقم: 10355.
ولا يؤثر ذلك الضيق وتلك الوساوس على ثواب أعمالك الصالحة إن شاء الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو الحجة 1423(6/2600)
بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
إني أواجه مشكلة إني أفكر في شكل الله وأحيانا أتخيل أشكال غريبة، فأرجوكم أن تساعدوني، وهل هذا حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي أوقعك في هذه المشكلة أمران:
الأول: التصور الفاسد وتشبيه الخالق بالمخلوق، وقد أبطل الله ذلك بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11] .
وقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص] .
وعلاج هذا التصور الفاسد هو أن تعتقد اعتقاداً لا يخالطه ريب أن الخالق جل وعلا لا يشبهه شيء من المخلوقات وأنه منزه عن الأشكال والأبعاض، وأنه ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وأنه تعالى لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام، قال تعالى: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً [طه:110] .
الثاني: استرسالك مع وسوسة الشيطان.. فالشيطان عندما يعجز عن صرف الإنسان عن عبادة الله يحاول أن يجره إلى الانشغال بما لم يُخْلَق له ولا يستطيع عقله المحدود الضعيف إدراكه وتصوره، وهو التفكير في ذات الله تعالى، وعلاج ذلك بالانصراف عن هذه الوساوس، والاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.
فالواجب عليك عند ورود هذه الوساوس الانصراف عنها ودفعها قدر استطاعتك، والاستعانة بمن بيده قلوب العباد، وسؤاله أن يعيذك من الشيطان ووسوسته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1423(6/2601)
الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في 17 من عمري أحاول بكل جهودي أن أرضي الله تعالى ورسوله الكريم ولكن في بعض الأحيان تأتيني وساوس لا أقدر أن أصفها لكم ولكنها تمس الله عز وجل بجلاله وملكوته ولا أعرف هل هي وساوس من الشيطان أم أنها من فعلي أنا وهل أنا محاسبة على ذلك لأنني أخاف كثيراً عقاب الله تعالى أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم وغيره عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم، واللفظ لـ مسلم قال: جاء ناسٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
قال النووي: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال: تلك محض الإيمان. وقال: ذلك صريح الإيمان.
ومعناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلاً عن اعتقاده إنما هو لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً، وانتفت عنه الريبة والشكوك.
وقيل معناه: إن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به كيف أراد.
قال العلماء: والشيء الذي استعظمه الصحابة وامتنعوا عن الكلام به هو ما يوسوس به الشيطان من نحو: مَن خلق الله؟ وكيف هو؟ ومن أي شيء؟ ونحو ذلك مما يتعاظم النطق به من الأشياء القبيحة التي تخطر في القلوب، وليس معناه أن الوسوسة نفسها هي صريح الإيمان، وذلك أنها إنما تتولد من فعل الشيطان وتسويله.
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما شكوا إليه ذلك قال: الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة. رواه أحمد وأبوداود.
وعلى هذا.. فإن كان ما تجدينه من الوسوسة مما لا تستطيعين وصفه أو التحدث به من هذا النوع، فإن استعظامك له وخوفك منه من علامات الإيمان - والحمد لله - فلتحمدي الله على ذلك وتسألينه المزيد من إنعامه والعون على شكره، وعليك أن تكثري من الأعمال الصالحة ومن دعاء لله عز وجل والالتجاء إليه والتعوذ به من الشيطان الرجيم.
وعليك أن تبتعدي عن التفكير في ذات الله عز وجل، وأن تتفكري في مخلوقاته عز وجل وفي بديع صنعه في هذا الكون.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله، فإنكم لن تقدروا قدره. رواه أبو نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
أما أحاديث النفس وما يحول في الخواطر فإن الله تعالى برحمته لا يحاسب عليها عبَاده، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم.
فعلى المسلم أن يدفع الوساوس بالإعراض عنها والاستعاذة من الشيطان وكثرة الذكر.
والحاصل أن هذه الوساوس هي من الشيطان، وعلى المسلم أن يدفعها بذكر الله تعالى والالتجاء إليه بالدعاء والاستعاذة من الشيطان.
وقد أحسن الشنقيطي حيث يقول في النوازل:
وما به يوسوس الشيطان ... والقلب يَابَاهُ هو الإيمان
فلا تُحاجِجْ عنده اللّعينَا ... لأنه يَزيدُه تَمْكِينا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1423(6/2602)
أحلام اليقظة ... رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أحلام اليقظة؟ الرجاء نشر الإجابة على صفحة فتاوى؟ وجزاكم الله خيراً ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأحلام اليقظة اسم مركب من شيئين متناقضين: حلم وهو ما يراه النائم، ويقظة وهي ضد النوم. وشاع إطلاق هذا المصطلح المحدث في زماننا على ما يدور في خلجات النفس من حديث وأماني، فالحكم على أحلام اليقظة حينئذ حكم على ما يتعلق بما يحدث الإنسان به نفسه ويتمناه.
وقد عرف علماء اللغة الأماني بما يلي: ففي لسان العرب 15/294: قال أبو العباس أحمد بن يحيى: التمني: حديث النفس بما يكون وبما لا يكون.
وقال ابن الأثير: التمني: تشهي حصول الأمر المرغوب فيه وحديث النفس بما يكون ومالا يكون.
وقد عرف علماء النفس أحلام اليقظة بأنها عبارة عن تفكير متمنٍ يحقق من خلاله الإنسان إشباعا لرغباته ودوافعه التي يعجز عن تحقيقها في الواقع، فهو عبارة عن هروب من مشاكل الواقع وقساوته إلى عالم خيالي بحت، فقد يرى المرء نفسه بطلا مشهوراً ويتمنى أن يكون كذلك في الواقع، أو زعيماً أو غير ذلك, وأحلام اليقظة تحدث في جميع مراحل العمر تقريباً.
والسؤال: هل يعاقب الإنسان أو يثاب على ما يحدث به نفسه ويتمناه من خير أو شر؟ فيه تفصيل يأتي بيانه بعون الله وتوفيقه.
يقول ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 98: فصل في ميل الطبع إلى المعصية والنية والعزم والإرادة لها وما يعفى عنه من ذلك.
قال في الرعاية: وميل الطبع إلى المعصية بدون قصدها ليس إثما فظاهر، هذا أنه لو قصد المعصية آثم، وإن لم يصدر منه فعل ولا قول.
قال الشيخ تقي الدين: حديث النفس يتجاوز الله عنه إلى أن يتكلم فهو إذا صار نية وعزماً وقصداً ولم يتكلم فهو معفو عنه.
وقال العز بن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام في مصالح الأنام 1/ 140: ولا عقاب على الخواطر ولا حديث النفس لغلبتها على الناس، ولا على ميل الطبع إلى الحسنات والسيئات، إذ لا تكليف بما يشق اجتنابه مشقة فادحة ولا بما لا يطيق فعله ولا تركه، ومبدأ التكليف العزوم والقصود، فالعزم على الحسنات حسن وعلى السيئات قبيح وعلى المباح مأذون.
وقد فصل الإمام بدر الدين الزركشي يرحمه الله الكلا م عن حديث النفس بما لا مزيد عليه فقال في كتابه القواعد الفقهية 2/ 34:
حديث النفس له خمس مراتب:
الأول: (الهاجس) وهو ما يلقى فيها ولا مواخذة به بالإجماع لأنه وارد من الله تعالى لا يستطيع العبد دفعه.
الثانية: (الخاطر) وهو جريانه فيها.
الثالثة: (حديث نفس) وهو ما يقع مع التردد هل يفعل أو لا؟ وهذان أيضا مرفوعان على الصحيح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها مالم تتكلم أو تعمل به.
فإذا ارتفع حديث النفس ارتفع ما قبله بطريق الأولى.
ثم نقل خلافاً عن الأصحاب قال بعده: فتحصلنا على ثلاثة أوجه، والصحيح عدم المؤاخذة مطلقاً.
قال المحققون: وهذه المراتب الثلاثة أيضاً لو كانت في الحسنات لم يكتب له بها أجره، أما الأول فظاهر وأما الثاني والثالث فلعدم القصد.
الربعة: (الهمّ) وهو ترجيح قصد الفعل وهو مرفوع على الصحيح، لقول الله تعالى: إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [آل عمران:22] . ولو كانت مؤاخذة لم يكن الله وليهما، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه. رواه مسلم وغيره.
الخامسة: (العزم) وهو قوة القصد والجزم وعقد القلب وهذا يؤاخذ به عند المحققين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟! قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه. متفق عليه.
فعلل بالحرص، وللإجماع على المؤاخذة بأعمال القلوب كالحسد, وذهب آخرون إلى أنه مرفوع كالهم لعموم حديث (التجاوز) عن حديث النفس، وأجابوا عن حديث الحرص بأنه قارنه فعل، وسبق عن العبادي ترجيحه وهذا هو ظاهر كلام الشافعي رحمه الله إلى أن قال: وإذا تعلق هذا النوع بالخير أثيب عليه. انتهى
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو الحجة 1423(6/2603)
إساءة الظن بالمسلم الظاهر العدالة منهي عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا خاطب منذ شهرين وتأتيني دائما الوساوس حول خطيبتي، هل كان لها علاقة بأحد قبلي، وحتى إلى درجة أنني لا أنام الليل من كثرة التفكير، رغم أنني على يقين من طهارتها، فهي ملتزمة وعائلتها كذلك، وأنا شخص ملتزم أقوم بالإكثار من قراءة المعوذات ولكن الوسواس ملازمني، الرجاء إفادتي بما يمكنني عمله؟ وجزاكم الله كل خير ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصحك بأن تدرك نفسك قبل أن يصبح الوسواس مرضاً عضالاً يشق برؤه، فإن الشخص إذا استرسل في الوساوس تمكنت منه وصارت حياته جحيماً لا يطاق، وهو الذي جنى على نفسه ولم يجن عليه أحد.
وبما أن الله تعالى منَّ عليك بالاستقامة فأنت أولى الناس بالبعد عن الوسواس، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201] .
فالصالحون مثلهم مثل غيرهم من البشر تخطر لهم الخواطر السيئة والظنون الباطلة، ولكنهم سرعان ما يتخلصون منها بتذكرهم أوامر الله ونواهيه.
ومن جملة ما نهى الله عنه إساءة الظن بالمسلم الظاهر العدالة كما هو حال خطيبتك هذه التي تصفها بالطهارة والالتزام، والذي يجب عليك فعله هو الانتهاء عن هذه الظنون، وصرف الفكر عنها تماماً، نسأل الله لك الهداية والتوفيق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1423(6/2604)
مدى مسؤولية الإنسان عن الهاجس والخاطر والعزم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام حفظكم الله
1- أحياناً يدور في فكري أمور ليست طيبة فكيف أستطيع أن أفرق بينها فأنا أعلم حسب علمي أن هناك حديث نفس وهناك هواجس وهناك خواطر وما هو الذي نحاسب عليه من خلال ما نفكر به ويأتي في أفكارنا من أمور سيئة
2- سؤال آخر بعد إذنكم....: نحن نعلم أن العادة السرية حرام، فهل إذا استمنت الزوجه من خلال المداعبه بيد زوجها تعتبر هذه عادة سرية وهل ينطبق عليها نفي التحريم وأنا أعتذر جداً على طرح هذا السؤال ولكنني بحاجه ماسه للإجابة عليه؟ وأسأله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لما يحب ويرضى ويمن عليكم بالسداد والقبول اللهم آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تكفل الإمام السبكي الكبير بالإجابة على سؤالك الأول حيث قال رحمه الله: الهاجس لا يؤاخذ به إجماعاً. والخاطر: وهو جريان ذلك الهاجس وحديث النفس لا يؤاخذ بهما للحديث المشار إليه - ويقصد به حديث أبي هريرة مرفوعاً: إن الله تجاوز لي عن أمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به. متفق عليه-
والهم: هو قصد فعل المعصية مع التردد لا يؤاخذ به لحديث الباب -يقصد حديث ابن عباس مرفوعاً: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هَمَّ بحسنة..... متفق عليه. -والعزم- هو قوة ذلك القصد أو الجزم به ورفع التردد، قال المحققون: يؤاخذ به، وقال بعضهم: لا. واحتج بقول أهل اللغة: همَّ بالشيء عزم عليه، وهذا لا يكفي. قال: ومن أدلة الأول حديث: إذا التقى المسلمان بسيفيهما ... الحديث، وفيه: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه. فعلل بالحرص. انتهى ما نقله عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
والحاصل أن الهواجس والخواطر وحديث النفس الذي فيه تردد ولم يصل إلى حد العزم لا شيء فيه.
أما العزم على الفعل ففيه المؤاخذة. ولا يعاقب من عزم على معصية فلم يعملها بعقاب من باشر المعصية فعملها، قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري في الذي عزم على القتل فلم يفعل: والذي يظهر أنه من هذا الجنس، وهو أنه يعاقب على عزمه بمقدار ما يستحقه ولا يعاقب عقاب من باشر القتل حساً. انتهى
أما من تجاوز حديث النفس إلى القول أو الفعل فإنه يعاقب على قدر معصيته.
فائدة: قال الحافظ ابن حجر: وهنا قسم آخر: وهو من فعل المعصية ولم يتب منها ثم هم أن يعود إليها فإنه يعاقب على الإصرار، كما جزم به ابن المبارك وغيره.
ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذوات الأرقام التالية:
187 -
746 -
12300.
أما بالنسبة لاستمناء المرأة بيد زوجها فلا نعلم أحداً من أهل العلم منع منه، إلا أننا ننصحك بتركه على سبيل الاحتياط، ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم:
17846.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو القعدة 1423(6/2605)
الشذوذ السادي والمازوكي وطرق العلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم وبعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد طرح علي أحد الإخوة سؤالا لم أجد له إجابة وهو من نوع خاص ويتعلق بزوجته التي وبعد أن أنجبت 4 أطفال أصبحت لا تسمح لزوجها بالدنو منها وممارسة حقه الشرعي إلا بعد أن يمارس عليها نوعا مما يسمى بالسادية، وعلى قلة درايتي بما يتعلق بهذه الممارسات المنحرفة فقد قلت بأنها تصرفات أناس مرضى من نوع خاص إلا أن الأمر يتعدى هذه الإجابة المتواضعة فأرجو إفادتي بجواب شاف لهذا الأخ ومن خلاله نستفيد جميعا بإذن الله تعالى وجزاكم الله خير الجزاء.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسادية شذوذ جنسي من نوع خاص، وهو عبارة عن نزعة عدوانية تتمثل في تعذيب الشريك معنوياً ومادياً كالسب والشتم والإهانة والضرب والجلد والوخز والعض والجرح والتشويه، وقد يصل إلى القتل أحياناً.
وقد ذكر بعض الأطباء النفسانيين أن سبب ذلك مرض عقلي، فكلما كان الشخص لا يهتم بالمجتمع ومعاييره الأخلاقية أكثَرَ من هذه الممارسات، وقد يكون سبب ذلك التنشئة الاجتماعية الخاطئة كالنظر إلى الأفلام التي يحصل فيها ذلك.
كما يوجد سلوك جنسي آخر شاذ يسمى -المازوكية- وهو عكس -السادية- حيث يعذب الشخص نفسه أو يطلب من يفعل به ذلك لأجل الوصول إلى النشوة الجنسية -كما هو الحال في مسألتنا- وسبب ذلك في الغالب أمور نفسية واجتماعية، وأمور قد تكون حصلت للشخص في صغره.
أما بالنسبة لحكم ذلك، فإنه لا يجوز لأن فيه أذيةَ وضرراً وشذوذاً، فلا يجوز للزوج أن يلبي طلب زوجته وعليه أن يخبرها بأن ذلك حرام، كما أن عليه أن ينصحها بما يأتي:
أولاً: اللجوء إلى الله وكثرة الدعاء بأن يذهب عنها ذلك.
ثانياً: استشارة الطبيبة النفسية المتخصصة.
ثالثاً: تنمية مشاعر الحب والحنان والرأفة والرحمة والشفقة في قلبها ومجاهدة النفس على البعد عن ضد ذلك من النزعات العدوانية والحقد و......
ورابعاً: قراءة القصص والسير التي يحمل أصحابها القلوب الرحيمة والأعمال الخيرة خصوصاً السيرة النبوية.
خامساً: البعد عن مخالطة ذوي النزعات العدوانية.
سادساً: البعد عن قراءة أو مشاهدة ما يتعلق بهذا السلوك الشاذ.
سابعاً: الاهتمام بتربية الحيوانات الأليفة الوديعة وزرع الزهور والورود.
ثامناً: مجالسة الخيرات والصالحات والهينات واللينات.
تاسعاً: قراءة القرآن الكريم وذكر الله.
عاشراً: المشاركة في إعانة المحتاجين والفقراء والأيتام ونحو ذلك.
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1423(6/2606)
السعادة والتعاسة تنبع من نفس الإنسان
[السُّؤَالُ]
ـ[قاسيت كثيراً من الزوج والأولاد حتى وقفوا على قدميهم والآن وصلت لمرحلة لم يعد أي شيء يسعدني بعدما كنت أسعد بأقل شيء والشيء الوحيد الذي يسعدني الآن هو الاستماع إلى القرآن وغير ذلك أشعر بحزن شديد فماذا أفعل غير الاستماع إلى القرآن لأسترد نفسي وبسمتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن فضل الله تعالى عليك أن حبب إلى قلبك استماع القرآن وانشراح صدرك به، وهذا من عظيم امتنان الله عليك ولطفه بك، فالله تعالى يقول: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر:23] .
فقول الله تعالى ذَلِكَ هُدَى يعني: توفيق الله لهم لهذا الفضل العظيم.
ولكننا نلمس من سؤالك الإحباط والنظرة السوداوية في الحياة إلى حد يكاد يكون مرضاً، وهذا على خلاف نظرة الإسلام إلى الحياة، فالحياة بما فيها من شمس وقمر وشجر ونهر وصحة ومال وولد.. نعم جليلة امتن الله بها على عباده وطلب منهم شكرها: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل:78] .
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ [البقرة:22] .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو فيقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، واصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير.... رواه مسلم.
فلماذا لا نفرح بما أنعم الله علينا، وكم هي النعم التي أنعم الله بها!! فما أغلى العافية التي تسري في أوصالنا، وما أشهى الثمار التي نأكلها، وما أثمن القوي التي زودنا الله بها، وما أحسن العمر يقضى في طاعة الله ونفع الناس: قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] .
وفي الحديث: من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا. رواه الترمذي وهو حديث حسن، وقال: خير الناس من طال عمره وحسن عمله. رواه الترمذي أيضاً، فهذا وغيره مما يدخل السعادة والسرور على قلب المؤمن ويجعله يشعر بالبهجة والفرح والأنس.
واعلمي أن سعادتك وشقاوتك تنبع من نفسك، فنفسك هي التي تعطى حياتك بهجتها أو شقوتها، وفي الحديث: فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي بسند صحيح.
وروى البخاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد أعرابياً به حمى فقال له مواسياً مشجعاً: لا بأس طهور إن شاء الله، فقال الأعرابي: بل هي حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور، فقال له صلى الله عليه وسلم: فنعم إذاً. رواه البخاري.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1423(6/2607)
الرؤى المخيفة من تلاعب الشيطان بالعبد
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين فيمن اعترف بفعل الزنا في شبابه ولم يقم عليه الحد وهو الآن يبلغ من العمر أكثر من 85 سنة وهو لا يستطيع النوم وكلما نام قام مفزوعا مما يراه في منامه من أشكال مخيفة ومن يقطع في جسمه رغم أنه حج منذ أكثر من 20 سنة واعتمر منذ 4 سنوات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمن زنا وتاب إلى الله تعالى وأناب فإن الله يتوب عليه، ويقربه ويدنيه ويحبه ويغفر له ذنبه ويبدل سيئته إلى حسنة، بنص قول الله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:68-70]
ولا يلزمه بعد التوبة أن يعرض نفسه لإقامة الحد بل الأولى له أن يستتر بستر الله، وإذا صدق في توبته فإن الله واسع المغفرة ويبدل سيئاته إلى حسنات.
أما ما يراه هذا الشخص في نومه من الفزع كتقطع جسمه ونحو ذلك فهو من تلاعب الشيطان به وتخويفه له، وعلاج الرؤى المفزعة مذكور في الفتوى رقم: 11014.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1423(6/2608)
الاكتئاب داء يقهره الإيمان والذكر
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يتخلص الإنسان من الاكتئاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بإمكان المسلم أن يتخلص من الاكتئاب بصدق إيمانه، وقوة يقينه بالله تبارك وتعالى، والاعتماد عليه، وعلمه بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ومن وسائل التخلص من الضيق والاكتئاب كثرة ذكر الله تعالى، فبه تنشرح الصدور وتطمئن القلوب.
ولا أقل من أن يداوم المسلم على أذكار الصباح والمساء، والدخول والخروج، والطعام والخلاء، والنوم والاستيقاظ ...
ومن الأذكار التي تفرج الهم وتكشف الغم دعاء ذي النون لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين قال الله تعالى تعقيباً على هذا الدعاء: فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننج المؤمنين ولمزيد الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم:
19229
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1423(6/2609)
ترك الصلاة لأجل الوساوس له علاج
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
عندي أخت مصابة بمرض الوسواس فقد كانت عندما تتوضأ تعيد وتكرر غسل الأعضاء أكثر من مرة، وهي إذا لمست يدها ماء (أثناء تنظيف البيت مثلا) تشعر وكأن نجاسة أصابتها فتغسل يديها مرارا وتكرارا وتدهورالأمر فأصبحت تحس باستمرار أنها غير طاهرة وللأسف انقطعت عن الصلاة بسبب هذا الشعور وقد حاولت كثيرا نصيحتها والقول لها بأن هذا من الشيطان ويجب أن تصلي فتقول لي (أنا أعرف لكن مش قادرة غصب عني فكلما أردت الصلاة أشعر وكأن شيء يمنعني أو يحدث ما يلهيني وأشعر أني غير طاهرة) فكيف يمكنني مساعدتها للتخلص من سيطرة الوسواس الخناس؟؟؟ وجزاكم الله كل خير....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى لأختك الشفاء من هذا البلاء.. وننصح بأن تعرض على أحد المشائخ الصالحين الذين يعالجون بالقرآن وبالرقية الشرعية.
ولا ينبغي لها أن تستسلم لهذه الوساوس البغيضة وما فعلته من ترك الصلاة لأجل هذه الوساوس أمر منكر لا يجوز السكوت عنه، وهذا ما يريده الشيطان، إذ هدفه أن يصد الناس عن دين الله تعالى. قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر [النور:21] .
وقال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6] .
وأما علاج ما هي فيه فقد سبق بيان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 25151 -
23687 -
18623 -
7578 -
10355.
ونسأل الله لأختكم الشفاء والعافية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1423(6/2610)
أعرض عن الوساوس ولا تعن الشيطان على نفسك
[السُّؤَالُ]
ـ[انا شاب ملتحي وأقيم كل السنن النبوية وأصلي وأصوم ولكن يخاطرني بصوت من داخلي عندما أسبح أو أسجد بسؤال (لمن تسبح ولمن تسجد فأنهار وأخرج من الصلاة أو أكف عن الحديث وما الكتاب الذي يخلصني من هذا الجحيم المستمر أرجو الرد السريع]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز لك أن تستسلم لهذه الوساوس، ولا أن تخرج من الصلاة بسببها، فإنك بذلك الفعل تعين الشيطان على نفسك، بل عليك أن تعرض عن الوساوس كل الإعراض، ولا تلتفت إليها أبداً أولعلاج الوساوس انظر الفتاوى التالية: 11752 10355 19691 10973 25325
ومن الكتب النافعة في ذلك كتاب تلبيس إبليس للإمام ابن الجوزي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1423(6/2611)
بعض الحكم التي تصاحب تقدير المكروه على العبد
[السُّؤَالُ]
ـ[يوميا قبل الاستيقاظ من النوم أشعر وكأن أحد المردة أو الشياطين يمسك بي أو يجثو فوق صدري أو يقيد حركتي على الرغم من قراءتي شبه الدائمة للقرآن ومحافظتي علي الصلاة في أوقاتها قدر المستطاع فهل هذا يدل علي أنني بعيد عن الله ومذنب أم يدل على أنني قريب من الله أم يدل علي شيء ثالث أجهله؟ جزاكم الله خيراً....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنوصي الأخ السائل بالمحافظة على الصلوات في الجماعة، والإكثار من حضور مجالس العلم والذكر، والمداومة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم بما في ذلك التعاويذ الشرعية الواردة فيها، فإنها من أسباب الحفظ من الجن بإذن الله تعالى.
وينبغي للأخ أن يستعين بكتب الأذكار التي اعتنى أصحابها باختيار ما صح من الأحاديث النبوية مثل: صحيح الكلم الطيب للألباني، ومثل الكتيب المشهور باسم حصن المسلم ونحو ذلك من الكتب النافعة.
هذا كله من أسباب اتقاء المكروه، وقد يفعله المسلم ثم يقدر الله تعالى عليه ما يكره ليس لبغضه له ولكن امتحاناً واختباراً.. إما ليبلغ درجة ما كان له أن يبلغها بعمله، وإما ليكفر الله عز وجل عنه سيئاته إلى غير ذلك من الحكم التي تصاحب تقدير المكروه على العبد، والنبي صل الله عليه وسلم يقول: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الناس على قدر دينهم. رواه ابن حبان وغيره وصححه الألباني.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1423(6/2612)
الدفاعات المدمرة لكيد الشياطين المرئية وغير المرئية
[السُّؤَالُ]
ـ[- أعاني من وسواس يلازمني دائما في كل أمور العبادة وأحاول جاهداً أن أتغلب عليه أنجح في مرات وأفشل في أخرى ما الذي أستطيع فعله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشيطان على نوعين كما قال ابن القيم: نوع يرى عياناً وهو شيطان الإنس، ونوع لا يرى وهو شيطان الجن. أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه والعفو والدفع بالتي هي أحسن، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه، قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36] والوسوسة يحاول الشيطان من ورائها أن يلبس على العبد عبادته ويفسدها عليه، وأن يحول بينه وبين ربه، كما في الحديث الذي أخرجه مسلم أن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
فعلى الموسوس أن يفعل ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم به عثمان بن أبي العاص في هذا الحديث، وأن يلهج بالذكر ودعاء الله تعالى أن يكشف عنه ما به من ضر، ويدفع عنه ما به من بلوى، وأن يطمئن قلبه، قال الله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل: 62] .
وقال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28] .
وأن يكثر من الاستغفار، وينتبه عند الشروع في العبادة، ويتدبر ما هو فيه من فعل أو قول، فإنه إن وثق من فعله وانتبه إلى قوله وعلم أن ما قام به هو المطلوب كان ذلك داعيّاً إلى عدم مجاراة الوسواس، وإن عرض له فلا يسترسل معه؛ لأنه على يقين من أمره، والله أعلم وهو الشافي لكل ضر ورافع كل بلوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رمضان 1423(6/2613)
الشك الطارئ على الطهارة لا أثر له
[السُّؤَالُ]
ـ[دائما ما أشك في طهارتي بالأخص عند خروجي من المنزل للعمل وبالتالي يترتب عليه تأخير الفرض وأحيانا يكون قضاء مع العلم أنني أجد في ملابسي الداخلية أشياء لا أقدر على أحكم على طهارتها أم توجب الاغتسال؟ وشكراً..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشك في الطهارة بعد تحققها لا أثر له على الراجح من أقوال أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما شكا إليه الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال: لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً. متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وعليه فنقول للسائل: ألغ هذا الشك وصل الصلاة لأول وقتها، ولا تلتفت إلى الوساوس والشكوك ولا تجعلها سببا لتأخير الصلاة عن أول وقتها فتفوتك فضيلة أول الوقت، أما تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها فهذا أمر لا يجوز بحال من الأحوال؛ ولو افترضنا أنك متحقق من أنك على غير طهارة فلا يكون ذلك مسوغاً لتأخير الصلاة عن وقتها وقضائها فيما بعد.
أما ما تجده في ملابسك الداخلية فإما أن يكون منياً، وأما أن يكون غيره من بول أو مذي أو نحو ذلك، فإن كان منياً فهو طاهر على الراجح، ولكنه إذا كان خرج عن شهوة ودفق فيجب عليك الاغتسال، وإن لم يخرج عن شهوة فلا اغتسال فيه لكنه كغيره من كل خارج من السبيلين يجب منه الوضوء، أما إن كان الخارج بولاً أو مذياً أو غير ذلك فيجب غسل الملابس منه، وما مسه من الجسد كما يجب غسل الذكر منه إن كان مذياً خاصة، ولمزيد من الفائدة عن التفريق بين المذي والمني تراجع الفتوى رقم:
2148.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1423(6/2614)
الاطمئنان إلى الوسواس والعمل بمقتضاه كفر
[السُّؤَالُ]
ـ[سبق أن أفتيتمونا بأن من أطمأن إلى الوساوس كفر بينه وبين الله ولكنه مسلم بين الناس حتى يظهر ذلك على لسانه. والسؤال: هل يجوز لهذا الشخص التزوج بالمسلمات وهو على تلكم الحال أم أنه يعد زنا في حقه؟ وما الحكم إذا كان متزوجا وبدر منه شيء من ذلك ثم أسلم هل يجب فسخ العقد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان حال الشخص، كما ذكرناه في الفتوى المشار إليها في سؤال الأخ السائل، وهي برقم:
22306، فلا يجوز له أن يتزوج بالمسلمة، ولا يحل لمن علم حاله تزويجه موليته، ولا يحل للمرأة قبول نكاحه.
فإن رضيا به وهو على هذه الحالة، فالنكاح باطل، والوطء يعتبر زناً والعياذ بالله، وإذا تاب هذا الشخص لزم إعادة العقد من جديد.
وأما إذا كان متزوجاً، وقد وطئ امرأته، ثم طرأ عليه ما ذكر، ففيه تفصيل سبق بيانه في الفتوى رقم:
23647.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رمضان 1423(6/2615)
تلاعب الشيطان بالشخص حتى يصل به لترك الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
عندي مشكلة خطيرة جداً وأرجو منكم حفظكم الله أن تجيبوني عليها أنا تأتيني وساوس لعينة وغير خلقية
كمثل أتخيل أنني والعياذ بالله أنني أسب الله أو أتخيل والعياذ بالله أنني أرمي المصحف لدرجة أنني كلما أرى مصحفا يخيل لي أنني والعياذ بالله أرميه فلما أرى مصحفا في مكان أتركه حتى لا تأتيني هذه التخيلات ثم أحاول أن أبعد هذه التخيلات عني فلا أستطيع فأشعر بالذنب وأن الله سوف يعاقبني على هذه الوساوس فلا أستطيع أن أصلي لأنني فعلت هذه الأفعال ثم يضيق صدري كمداً وأشعر أن الله لن يتقبل مني عملي وأشعر أنني ارتكبت ذنبا لايغفر ومهما أفعل فلن يتقبل الله مني عملي فدلني بالله عليك ماذا أفعل في تلك المصيبة أنا أشعر بالذنب طوال الوقت ولا أعرف حتى ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذا الذي أنت فيه تلاعب من الشيطان بك، فلا يجوز أن تسلم قيادك له يجرك حيث يشاء، وعليك أن تستعين بالله عز وجل لدفع وساوسه وأوهامه، ومما يعينك على ذلك أمور منها:
أولاً: أن تعلم أن الله عز وجل لا يؤاخذ العبد بحديث النفس ما لم يعمل أو يتكلم، فليس عليك إثم بمجرد أن تتخيل أنك فعلت كذا وكذا، وأنت كاره لذلك غير راضٍ به، والشيطان قد حاول أن يستغل جهلك بهذا حتى وصل بك إلى الإحباط.
والثاني: المداومة على ذكر الله تعالى، وخاصة التعاويذ والأوراد الصباحية والمسائية.
والثالث: طلب العلم، وحضور مجالس العلماء، وطلبة العلم، وقراءة الكتب النافعة.
والرابع: أن تقرأ على نفسك القرآن، أو تعرض نفسك على من عرف بالدين والصلاح ليقرأ عليك القرآن، وما تيسر من الأدعية الواردة، فلعله قد أصابك شيء.
وبالجملة، فنحن ننصحك بعدم الاستسلام لهذه الأوهام، بل خوفك من الوقوع في هذه الذنوب يدل إن شاء الله على تعظيمك لحرمات الله عز وجل، والخوف من عقابه.
وأما الصلاة، فإن كنت قد تركتها، فقد أسأت إساءة عظيمة، وبلَّغت الشيطان مناه، وأعطيته مطلوبه، فإنه لم يرد منك إلا ذلك، فسارع بالتوبة، وذلك بالندم على ما فات، والإقلاع عن هذا الذنب، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، واقض ما فاتك من الصلوات، ولو اتفق أن صدر منك ذنب أو وقعت في معصية، فعليك أن تعلم بأن علاج ذلك التوبة الصادقة التي تمحو ذلك الذنب، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "التائب من الذنب، كمن لا ذنب له" رواه ابن ماجه.
واعلم أن الله عز وجل عفو غفور يغفر الذنب، ويستر العيب، ويعفو عن الزلل، فعليك أن تحسن التوبة، وتحسن بالله الظن.
ونسأل الله يجنبنا وإياك نزغات الشيطان وإغواءه، وراجع الفتوى رقم: 3171، والفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1423(6/2616)
لا ينبغي للمسلم أن يحسد أخاه على ما أنعم الله عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كانت زوجة تتجبر على زوجها وتسيء معاملته ورزقها الله أنثى ثم طفلاً ذكرا لتزيد على تجبرها فأنا انتابني شعور بأنها لا تستحق هذا الطفل الذكر عندما ولدته وأنا نادمة على ذلك لأن الله أعلم بذلك.
أفيدوني أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان ما وقع في نفسك هو مجرد شعور أو تفكير من غير أن يستقر ذلك في الذهن، أو تتحدثي به إلى الآخرين، أو تعملي بمقتضاه، فإن هذا لا شيء فيه -ولله الحمد- فقد روى مسلم في صحيحه والبخاري تعليقاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به".
ومفهوم المخالفة هنا: أن من تكلم أو عمل بمقتضى ذلك أنه مأخوذ به، فإذا كان حصل شيء من ذلك، فعليك بالاستغفار والتوبة، وإتباع السيئة بالحسنة، فإن ذلك يبدلها حسنة، كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن: (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) [الفرقان:70] .
وننبه السائلة الكريمة إلى أن عقيدة المسلم تملي عليه ألا يعترض على شيء من قضاء الله وقدره، وقد قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر:49] .
وهو سبحانه وتعالى المقسم للأرزاق، والمقدر للآجال يعطي من يشاء، ويمنع من يشاء لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط.
ولا ينبغي للمسلم أن يحسد أخاه على نعمة مَنّ الله تعالى بها عليه، فإذا كان هذا الشخص يسيء معاملة الآخرين، أو لا يقدر هذه النعمة، ولا يؤدي شكرها، فإن عاقبة ذلك عليه وحده، قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء:35] .
وقال تعالى: (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىَ) [الأنعام:164] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1423(6/2617)
كيف تدفع الوسواس في الوضوء
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى السادة الأفاضل,
أرجو التكرم بإرشادي إلى كيفية العلاج من الوسواس, فانه يتعبني ويزعجني كثيرا, مثلا عند الاستنجاء أشعر بأني لم أطهر من الحدث الأصغر وأبقى طويلا في بيت الخلاء وعند وضوئي وعند آخر فرض من الوضوء أشعر بأنني لم أؤد الفرض الأول أو الثاني ... الخ, فأضطر إلى إعادة الوضوء, ثم بعد أدائي للوضوء أصلي, أحيانا أحاول البقاء متوضئا إلى الصلاة التالية ولكني أشعر بأني أبطلت وضوئي وإذا أردت أداء الصلاة وبدأت بها يصيبني وجع في ركبتي وأضطر الى ترك الصلاة والوضوء من جديد.
أفيدوني أفادكم الله.
... ... ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق حكم الوسواس في الطهارة وفي غيرها في الفتوى رقم 3086 والفتوى رقم 2860 فليرجع إليهما فإن فيهما الحل لمشكلتك.
ونضيف هنا للسائل فائدة وهي أنه إذا أكمل وضوءه فعليه أن يستصحب حكم الطهارة، ولا يعيد الوضوء حتى يتحقق تحققاً لا يقبل الشك أنه انتقض. وإذا دخل الصلاة ثم طرأ عليه وجع في ركبتيه يمنعه من القيام والركوع، فليتم صلاته حسب استطاعته، ولا يقطعها، وإذا خالف الحكم وقطعها فلا يعيد الوضوء.
نسأل الله عز وجل لنا ولك التوفيق والثبات على الإيمان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1423(6/2618)
الوهم غير المستند إلى قرينة لا أثر له
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
إنني أبلغ من العمر 29 سنة وإنه ينتابني في بعض الأحيان أن علي دين كنت قد اقترفته قبل عدة سنوات. المشكلة هي كوني لا أعلم المبلغ بالتحديد لكن أعلم أنه لا يفوق ألفي دينار ومما زاد في المشكلة هو نسياني للأشخاص الدائنين.
إنني أريد نزع الشك الذي يراودني بقضاء الدين لكن لا أعلم لا المبلغ ولا الدائنين.
أرجو من سيادتكم إرشادي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تأكدت أو غلب على ظنك أنه استقر في ذمتك مالاً لغيرك فإنه يجب عليك أن تبرئ ذمتك من ذلك المال برده إلى أصحابه إن عرفتهم، وإلا تصدقت به عنهم مع الاحتياط في تحديد المبلغ، وقد فصلنا ذلك في الفتويين التاليين 7153 9889 أما إن كان ما ينتابك مجرد وهم لا يستند إلى أي قرينة، فالظاهر أنه لا يلزم بذلك شيء على سبيل الوجوب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1423(6/2619)
حديث النفس ... بين المؤاخذة والتجاوز
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم رجل حدثته نفسه بشيء يؤدي إلى الكفر؟ فهل نكفره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حديث النفس، ووساوس الشيطان، والخواطر التي تمر بالقلب دون أن يطمئن إليها.. لا يؤاخذ الشخص بها شرعاً ما لم يتلفظ بها صاحبها أو يعمل بمقتضاها.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " وإن كان حديث النفس يتعلق بالعقيدة والإيمان ولكن النفس تأباه وتكره فإن ذلك هو الإيمان أو صريح الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم النبيَّ صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: " ذاك صريح الإيمان "
ونظم هذا المعنى بعض الفضلاء فقال:
وما به يوسس الشيطان والقلب يأباه هو الإيمان
فلا تحاجج عنده اللعينا فإنه يزيده تمكينا
فينبغي للمسلم إذا وجد شيئاً من ذلك أن يقطعه عن نفسه، ولا يسترسل فيه.
ولمزيد من الفائدة نحيلك إلى الفتوى رقم 12300
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شعبان 1423(6/2620)
الكوابيس وعلاجها.
[السُّؤَالُ]
ـ[أثناء النوم استيقظت على كابوس شخص غير معروف المعالم ولكنني لم أستطع أن أحرك نفسي لمدة مع أنني كنت أقرأ المعوذات وعندما سألت قالوا لي بأنه جن يعرف بأبو اللباد علما بأن الحالة متكررة ولكن بفترات ليست متقاربة؟ أرجو تفضلكم بالتفسير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الكلام عن الكوابيس وعلاجها في الفتوى رقم:
4179، والفتوى رقم:
11014.
أما كون اسم الجني الذي يأتي بالكوابيس "أبو اللباد" فهذا مما لا نعلم له دليلاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شعبان 1423(6/2621)
قلب المؤمن لا يقر الكفر والشكوك
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعرف أن حكم سب الله ورسوله سبحان الله عما يصفون وسلام على المرسلين (كفر) ولكن ما حكم كره سبهم في علم الغيب داخل النفس وقد أجبرني إبليس لعنه الله على سبهم؟؟؟ أرجو التروي في السؤال ولكنه قد عقدني ذلك نفسيا وأقول دائما لا حول ولا قوة إلا بالله ورضيت بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا واستعيذ بالله من الشيطان وهل يدخل هذا من باب الكفر مع العلم أني أحاول جاهدة؟؟؟؟ فماذا أفعل؟؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المؤمن تعرض له خواطر الكفر والنفاق والمعصية، فيكره تلك الخواطر ويردها، فيزداد بذلك إيمانًا ويقينًا، ويصرخ في وجه الشيطان أن آمنت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله وسلم نبيًا ورسولاً، فمثله ومثل ما يلقيه الشيطان في قلبه من الشك والشبهات، كما قال الله تعالى: كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ [الرعد:17] .
فقلب المؤمن لا يقر الكفر وما تعلق به، ويبقي فيه الإيمان واليقين، وفي الحديث، أن الصحابة شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه، قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
وصريح الإيمان خالصه ومحضه، والمقصود أن كراهيتكم واستبشاعكم لهذه الخواطر صريح الإيمان، فإن المنافق لا يجد في نفسه حرجاً أو بغضاً لمثل هذا، فالذي نقوله -للأخت السائلة- هو عليك أن تستعيني بالله تعالى على الشيطان الرجيم، وسيصرف الله عنك تلك الخواطر، وما لم تسترسلي فيه منها وسعيت في دفعه حال وروده، فلا شيء عليك فيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شعبان 1423(6/2622)
مصابة بالمس أم أن ما تراه مجرد وساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[آنا فتاة عمري 22 سنه غير متزوجه, قد أتممت تعليمي وأريد إكمال نصف ديني ولكن لدي مشكلة.
سؤالي هو كيف يعرف الإنسان نفسه إذا كان مرصودا عن الزواج لأني أعاني من مشكلة لا أعرف لها حلا, فأنا كلما يقرر أي أحد أن يتقدم لخطبتي لا يأتي أبداً وكل مرة يحدث شيء يمنع الموضوع.
مع العلم أنه لم يصل أحد إلى البيت فالموضوع ينتهي من الأول، إما بوفاة أحد أو لا يفتح الموضوع مرة أخرى وأنا لا يوجد لدي مشكلة، فأنا والحمد لله خلوقة وحسنة السمعة ولا يوجد لدي أعداء، فهل تعتقد أن هناك شيئاً يمنع عني الخاطبين أم أنها مصادفة، وماذا أفعل إذا كنت فعلا مرصودة وكيف أعرف ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإياك أن تستسلمي لوساوس الشيطان فإنه يريد أن يفسد عليك حياتك، فالظاهر أن الأمر طبيعي، وأن قدر الله لك بالزواج لم يحن، ومع ذلك فإنه لا بأس في أن تعرضي نفسك على من يرقي بالقرآن والأذكار والأدعية لاحتمال أن يكون هناك سحر أو عين، وعليك أنتِ بالاجتهاد في قراءة القرآن والأذكار، وخصوصًا أذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ، فإنها بأذن الله حصنٌ من الجان والشياطين.
وراجعي الفتاوى التالية:
13036
770
10981.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1423(6/2623)
نصيحة لمن تحاصرها الأوهام....
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي نفسية إلى حد ما فقد كتبت للكثير من الأطباء ولكن بلا فائدة أنا مؤمنة بالله وأريد الاستعانة به ومن ثم بكم على الشفاء من الأوهام التي تصادفني كل يوم وتؤرقني بشدة فأنا أتوهم بصورة مستمرة أنني سأتقيأ حين أخرج أو أرد على الهاتف أو أتناول الطعام مع الأسرة مع العلم أن الحالة بدأت حين مرضت بمعدتي والآن أنا شفيت منذ أكثر من شهرين ومازالت أوهامي تحاصرني.. مع العلم أن عمري 15 عاماً..كيف أتخلص منها سريعا.. وهل هناك دعاء لذلك.. مع جزيل الشكر.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أهم ما ننصح به السائلة هو أن تتقي الله في سرها وعلانيتها، وتحافظ على الفرائض وأعمال الطاعات، وتحافظ على أذكار الصباح والمساء وعلى قراءة سورة البقرة والاستماع إليها.
كما ننصحها أن تعرض نفسها على قسم الاستشارات الطبية بالشبكة الإسلامية.
ونسأل الله تعالى لها الشفاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1423(6/2624)
دواء من ابتلي بالوسوسة في الطهارة
[السُّؤَالُ]
ـ[ألسلام عليكم وبعد،
لقد التزمت منذ ما يقرب من 18سنة بإقامة الصلاة, كنت طيلة السنوات "7" الأولى أتوضأ وأصلي بصفة عادية وبدون أي حرج. ولكن منذ السنوات العشر الأخيرة أصبحت أصلي حينا وأترك أحيانا، لشدة ما ألمّّ بي من عسر وعذاب وحرج قهري وسواسي عند أداء فريضة الوضوء التي لم تعد تنته إلآ بعد ما شاء الله سبحانه وتعالى زد على ذلك أني مجبول على البطء المملّ والمكل.... وعندما تفاقم الحرج والشدة والعذاب والتعذيب والهم والغم..... إلى أن أصبحت أرتعد من نيةالقيام للوضوء، حتى اضطررت لترك الصلاة والعياذ بالله ولم أوفق إلى حد الآن من التحرر من هذا الكبت والرهب والنفور والقلق والهلع تجاه هذه الفريضة، مفتاح الصلاة. أرجوالنصيحة والمساعدة؟ ولكم كل الفضل والسلام.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أخي السائل أن الوسوسة داء يبتلى به كثير من الناس، وهناك أدوية نافعة كثيرة لعلاج تلك الوساوس، وقد سبقت عدة فتاوى في بيانها، فراجع منها الفتاوى التالية أرقامها:
2860
3086
5148
10355.
ثم لا يحملنك كونك ابتليت بهذا الداء على ترك الصلاة التي هي عماد الدين، والتي من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، والتي هي ركن ركين من أركان الإسلام، والتي من حافظ عليها كانت له نجاة وبرهانا ونوراً يوم القيامة، والتي لا حظ في الإسلام لمن تركها، والتي تركها هو الحاجز بين الرجل وبين الشرك والكفر، والتي هي أول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة، والتي هي صلة العبد بربه، وعنوان راحته، فاتق الله واقرأ كلامنا هذا ثم افزع إلى الصلاة، وحلق بروحك وقلبك إلى ربك ومولاك، وتضرع إليه أن يعافيك من هذا الداء، وأن يثبتك على الإيمان وكن مستيقناً بإذن الله أنك إذا استخدمت الأدوية الموجودة في الفتاوى التي أحلناك عليها، فستشفى بإذن الله، ونسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1423(6/2625)
الوساوس لا يعول عليها في الأحكام الشرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مصابة بالوسواس القهري وقد أتعبني كثيرا وأثر سلبيا في حياتي دينيا ودنيويا وسؤالي هو:
عندما أريد قضاء الحاجة أمسك بأطراف ملابسي وأضعها في فمي ويكون فيها في الغالب بقايا صابون الغسيل فيمتزج باللعاب في فمي (وكل هذا تحرزا من النجاسة كما سولت لي نفسي) وأنا الآن في شك دائم هل بلعت هذا الصابون في أيام رمضان الماضي أم لا؟ ثم كم عدد الأيام التي بلعته فيها؟ فهل علي قضاء 30يوما أم أن هذا من الوسواس؟ أفتوني جزاكم الله خيراً.. وأسعدكم في الدنيا والآخرة..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب عليك الإعراض، وعدم الالتفات إلى هذه الوساوس والاسترسال فيها، فإن ذلك من أعظم أسباب دفعها عنك، وعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى، والمحافظة على أوامره واجتناب نواهيه، وقد سبق أن بينا ماهية الوسواس، وعلاجه في الفتاوى التالية أرقامها:
3086
7655
11752.
أما عن شكك في وجود بقايا الصابون في الثوب الذي تمسكينه بفمك، فإن ذلك لا يعول عليه بمجرد الظن والتخمين، بل لا بد من وجود شاهد يقيني على ذلك، والظاهر أن هذا الأمر داخل ضمن ما يعتريك من وساوس، فلا التفات إليه ولا تعويل عليه، لأن إعمال ذلك يوجب عليك القضاء، والأصل براءة الذمة حتى يثبت الموجب بيقين، ونسأل الله لنا ولك العافية في الدين والدنيا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1423(6/2626)
مجاوزة حد الاعتدال في ذكر الموت يورث الوسواس
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم على هذا الموقع أرجوكم عندي سؤال ولا أعرف كيف أتصرف اسأل أهل الدين فى ذلك:
أنا أمر بلحظات خوف أفكر دائماً في الموت والآخرة أنا إنسانة مسلمة ومؤمنة بالله ورسوله أقيم جميع واجباتي الدينية والإنسان ليس معصوماً من الخطأ بصراحة أعاني من هذا الخوف ثمان سنين وكل مرة تأتي بطريقة مختلفة.
أرجوا ان تساعدونى على الخروج من هذا الخوف.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتذكر الموت والآخرة أمر مطلوب شرعاً، فقد قال صلى الله عليه وسلم: أكثروا من ذكر هاذم اللذات، يعني: الموت. رواه أحمد وابن ماجه والنسائي والترمذي وقال: حسن صحيح.
ولكن ذكر الموت والآخرة يكون باعتدال بحيث لا يتجاوز به العبد حده، ويصبح مسيطراً على عقله وتفكيره في كل وقت حتى يعيقه عن أداء واجباته الأخرى ويورثه الوسواس، لأن ذلك من كيد الشيطان كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة وإعراضاً عن كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها، وإن رأى فيه حرصاً على السنة وشدة طلب لها لم يظفر به من باب اقتطاعه عنها، فأمره بالاجتهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد فيها قائلاً له: إن هذا خير وطاعة والزيادة والاجتهاد فيها أكمل فلا تفتر مع أهل الفتور ولا تنم مع أهل النوم، فلا يزال يحثه ويحرضه حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها فيخرج عن حدها، كما أن الأول خارج عن هذا الحد فكذا هذا الآخر خارج عن الحد الآخر.
فالواجب عليك أختي العزيزة ألا تستسلمي لكيد الشيطان ووساوسه، وعليك بالالتجاء إلى الله تعالى والاستمرار على طاعته وهو بفضله سينقذك مما أنت فيه، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
11500
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رجب 1423(6/2627)
الابتلاء يستدعي الصبر والاحتساب
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما أقرأ آيات التحصين والأذكار يرتعد جسدي ويختنق صوتي وأنفجر في البكاء حتى أني أكملها بصعوبة شديدة وأرى احلاما كلها (كلاب شرسة- ثعابين- عقارب- حشرات) مع العلم أني ملتزمة بصلاتي وأنام على وضوء دائما والحمد لله.
السلام عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دمت ملتزمة بصلاتك وتنامين على وضوء فما أصابك هو ابتلاء من الله تبارك وتعالى يستدعي منك الصبر والاحتساب والاستمرار في المحافظة على قراءة القرآن والأذكار الإسلامية مع اليقين في الله تبارك وتعالى والتوكل عليه وسؤاله أن يشفيك، وعليك بالاستقامة على دين الله تعالى، وذلك بالتزام أوامره، واجتناب نواهيه، واعتقاد أنه لا ينفع ولا يضر إلا هو سبحانه وتعالى، واعلمي أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وأن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. نسأل الله تبارك وتعالى أن يعجل بشفائك إنه على كل شيء قدير، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم:
11014.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رجب 1423(6/2628)
هل يلام المريض النفسي على ألفاظه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعاني من اكتئاب بسبب ظروف عائلية وبسببه صرت أكلم نفسي كثيرا وأقول كلاماً لا يجوز مثل سب الوالدين باللسان دون القلب والدعاء على بعض أقاربي وزميلاتي بالموت مع أنهم لم يؤذوني وأنا أيضا لا أدعو من قلبي ولكن باللسان فقط ولقد توفيت إحدى زميلاتي التي كنت أدعو عليها بكثرة فهل علي شيء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك العافية والشفاء، وعليك بكثرة الدعاء وقراءة القرآن والمحافظة على الأذكار والطاعات والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وراجعي الفتوى رقم:
19229.
وننصحك بعرض نفسك على طبيب مختص أو على من يرقي بالقرآن والأذكار والأدعية.
أما بالنسبة لما تتلفظين به فإذا كنت تقولين ذلك من غير عمد منك بحيث صرت كالمكرهة فإنه لا شيء عليك، أما إذا كنت تتعمدين ما تقولين فإنك مؤاخذة على ذلك، ويجب عليك التوبة منه والكف عنه.
وعلى كل، فإن وفاة الزميلة المذكورة لن تكون -إن شاء الله- ناشئة عن دعائك عليها لأن الدعاء على غير الظالم لا يستجاب، ومع هذا فإنك آثمة في دعائك عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1423(6/2629)
أنجع دواء للوساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هوحكم الشرع في الإنسان الذي يشكو من كثرة الصور التي تغزو المخيلة والتي يكرهها مع كونها عادية عند الآخرين؟ هل هي وساوس أم جن؟ أفيدونا جزاكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنما يخيل إليك من الصور هي وساوس من الشيطان، فعليك بتقوى الله تعالى، والإكثار من ذكره، والمداومة على الطاعات، والإكثار من قراءة القرآن، والاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان الرجيم عندما تجد تلك التخيلات، ثم عليك بالإعراض والانشغال عن هذه الوساوس، وعدم الاسترسال فيها، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 10973 والفتوى رقم: 3086
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رجب 1423(6/2630)
محل المؤاخذة في أحديث النفس وخواطرها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يكفر المسلم بقوله في نفسه أنا أعلم الغيب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تبارك وتعالى يقول: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [قّ:16] .
ومن فضل الله تعالى على المسلم أنه لا يؤاخذه بهذه الوساوس وما يدور في صدره ما لم يتكلم أو يعمل، ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم. وفي رواية ابن ماجه: وما استكرهوا عليه.
والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن الشخص إليه ويستقر عنده، وهو غير الهمِّ بالشيء والعزم عليه.
فالوسوسة لا اعتبار لها كما أنه لا اعتبار للخطأ والنسيان، أما الهمُّ والعزم فيؤاخذ عليهما.
والحاصل أن أحاديث النفس وخواطر القلب لا يؤاخذ بها ما لم تصل إلى العزم أو يتحدث بها، ولهذا ينبغي للمسلم أن يدفع عنه هذه الخواطر بذكر الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رجب 1423(6/2631)
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة والحمدلله أصبت بنوبة من الحزن وكآبة والشعور باقتراب الأجل فما تفسير ذلك وماالعلاج؟ وجزاكم الله خيراً.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسلم في هذه الحياة مبتلى وممتحن بالخير والشر، والفرح والحزن، والصحة والمرض، والغنى والفقر.... كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35] .
وقال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك:2] .
ولكن المؤمن مأمور بالصبر في أوقات الضراء، وبالشكر في أوقات السراء، فهو دائماً متقلب بينهما، فإذا صبر وشكر كانت حياته كلها خيراً وربحاً، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن! إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
ولعل سبب ما أصابك هو التقصير في بعض أوامر الله تعالى أو الانتهاك لما نهى عنه سبحانه وتعالى، فاتباع أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه سبب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، قال تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى [طه:123] .
وقال تعالى: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّه [الزمر:22] .
وعليك تذكر الله تعالى ودعائه، والاستقامة على طريقه، وملازمة أذكار الصباح والمساء والأدعية المأثورة في الأحوال كلها: في الدخول والخروج والنوم ... وهي ميسرة ومطبوعة في كتب صغيرة الحجم، ومتوفرة في كل مكان.
ولتعلمى أن الأجل والرزق بيد الله وحده لا دخل لأحد في شيء من ذلك، قال تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوت [لقمان:34] .
وننصحك بكثرة تلاوة القرآن، والارتباط به، ومصاحبته في حياتك كلها، وتدبر معانيه، فبذلك تشعرين بالراحة والطمأنينة، وتزول عنك القلاقل والوساوس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رجب 1423(6/2632)
النفور من وساوس العقيدة دلالة خير
[السُّؤَالُ]
ـ[قلت في نفسي أمورا لا أذكرها تماما ولا أدري أهي من الكفر أم لا فماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يعرض للمرء من وساس، من الأمور التي لا دخل له فيها، غير مؤاخذ عليها، لكن يجب عليه ألا يسترسل معها أو يتمادى فيها، سواء كانت من الوسواس التي تتصل بالإيمان أو كانت من غيرها، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أو قد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
والمقصود من الحديث أن كراهية هذه الوساوس وبغضها والنفور منها هي صريح الإيمان، وليس المراد أن وجودها هو صريح الإيمان، ولمعرفة المزيد عن ذلك راجع الفتاوى التالية أرقامها:
187
17066
12436.
ولمعرفة علاج الوساوس الشيطانية راجع الفتوى رقم:
10973 والفتوى رقم:
11752.
وبما أنك نسيت نوع هذه الوساوس، فإن الأصل فيها العدم، لأن الأصل براءة الذمة، وحتى لو تذكرتها وثبت لك أنها من النوع المكروه فالحكم فيها ما تقدم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1423(6/2633)
وأي الناس تصفو مشاربه
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا تحدث الإنسان على شخص في نفسه وليس أمام أحد فهل في ذلك شيء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الجواب عن حديث النفس، وضوابط عدم المؤاخذة به وذلك في الفتوى بالرقم 8685
ونصيحتنا لمن يفعل ذلك أن يشغل نفسه بالتفكير في عيوبها، لأن ذلك أولى من الاشتغال بعيوب الآخرين، وأسلم له في دنياه وأخراه، وقد ثبت في مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ".
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1423(6/2634)
هل ينتقض الإيمان بحديث النفس سخرية من الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يكفر المسلم إذا سخر من الدين في نفسه أو سبه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ما يعرض له من الأحاديث النفسية القهرية التي لا دخل للإنسان فيها، ولا طاقة له بها، فلا شيء عليك، ما لم يحدث بها أو يعمل بمقتضاها، والواجب على المرء ألا يسترسل فيها، وأن يدفعها عن نفسه قدر طاقته، وراجع في هذا الفتوى رقم:
12300.
أما إن كان يستسلم لها، انقيادا لها واطمئنانا بها، ويوطن نفسه على تحديث النفس بها، فإنه يكفر بذلك، لأنه لا يسخر من الدين ولا يسبه إلا من كرهه. وكره شيء من الدين ناقض من نواقض الإسلام، هذا فيما بينه وبين الله، أما عند الناس فهو مسلم حتى يظهر ذلك على لسانه، وراجع الفتوى رقم:
20456 والفتوى رقم:
21166.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1423(6/2635)
الشكوك الكثيرة طريق لداء الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.
أنا أشكو من كثرة خروج الريح. ولهذا تجدني أتوضأ وأعيد ثلاث مرات أو أكثر لألتحق بالجماعة في المسجد. وفي بعض الأحيان ينتابني شك في صلاتي، ماذا علي أن أفعل؟ شكرا على نصيحتكم وجزاكم الله خيراً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق الجواب عن حكم من أصيب بسلس الريح، وهو خروجه المستمر، وذلك في الفتوى رقم:
8777 فراجعها.
وينبغي ألا تلتفت إلى هذه الشكوك التي تنتابك أثناء الصلاة، إذا أنها لا تأثير لها، ولأنه قد يترتب على ذلك الإصابة بمرض الوسوسة فينتج عنه أمور لا تحمد عقباها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1423(6/2636)
ترك الصلاة بسبب الوسوسة وعدم الخشوع غير مبرر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل ابتلاني الله بالعشق وهذا العشق أثر علي في الصلاة وفي الدراسة وأنا أخاف من هذه السنة التي هي آخر سنة في الدراسة وأنا كثير الهواجس والتخيل من العشق حتى أنني في الصلاة وتضيع علي نصف الصلاة وأنا ما صليت وأحاول أن أتجنب الهواجس في الصلاة ولكن بغير فائدة إلى درجة أني مرة قطعت الصلاة من القهر وأنا أعتبر أن الصلاة مع هذا الشيء لا تجوز فما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلتعلم أيها الأخ الكريم أن هذه الهواجس والتخيلات في الصلاة ابتلاء عظيم، إلا أن شأن الصلاة أعظم، فلا يجوز تركها بسبب هذه الوساوس، وإنما الواجب مدافعتها والاجتهاد في ذلك، وهنالك وسائل لعلاج وساوس الصلاة قد سبق ذكرها في الفتوى رقم:
1406.
وأما أصل الداء وهو العشق، فهو مرض خطير، يصيب قلب الإنسان، بإغواء الشيطان، ليفقد رضا الرحمن، ولكل داء دواء، ودواء هذا الداء موجود في الفتوى رقم:
9360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1423(6/2637)
فتاوى في الشك والوساوس في الإيمان والصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[عند البدء في صلاتي أو قراءة القرآن يأتي لي شك فيما أفعله ولا أستطيع مقاومة ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك العافية، ونسأل الله أن يذهب السوء عنا وعنك.
وإذا كنت تقصد بالشك، الشك في الإيمان والدين، فراجع الفتوى رقم: 12436، والفتوى رقم: 13369.
وإذا كنت تقصد به الشك في عدد الركعات، أو نحو ذلك، فراجع الفتوى رقم: 14157، والفتوى رقم: 19094.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الثانية 1423(6/2638)
لا أثر لوسوسة الشيطان على إيمان العبد الكاره لها
[السُّؤَالُ]
ـ[أتعرض لوسوسة شاقة من الشيطان حيث أسمع صوتاً يسب الله والرسول وأهل بيت الرسول بشتائم قبيحة جداً فهل أنا ما أزال على الإسلام؟
أنصحوني أثابكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه الوساوس من الشيطان، فلا تلق لها بالاً، ولا تأثير لها في إيمانك ما دام قلبك كارهاً لها، وللمزيد نحيلك على الفتوى رقم: 2093، والفتوى رقم: 12300.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1423(6/2639)
الأسلحة المضادة لوسوسة الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[ماذا يفعل المسلم وخاصة المراهق عند التعرض إلى وسوسة من الشيطان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز للمراهق ولا لغيره أن يستسلم لوسوسة الشيطان بل يجب عليه أن يستعيذ بالله منها، كما قال عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ [الأعراف:201] . وقال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ [الأعراف:200] . وقال تعالى: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون:97-98] .
إلى غير ذلك من الآيات. وعلى المسلم أن يشغل نفسه دائماً بطاعة الله، لأنها إن لم تشغل بالطاعة شغلها الشيطان بالمعصية، وإن لم يكن في التمادي في مثل هذه الوساوس إلا ضياع الوقت لكان كافياً في المنع منها، فكيف إذا كانت هذه الوساوس في أمور محرمة؟! تؤدي بدورها إلى الوقوع فيما هو أعظم من التفكير فيها.
ومما يعينك على ذلك الصحبة الصالحة والبعد عما يثير الشهوات، وقد سبق بيان حكم التفكير في النساء وتخيل صورهن في الفتاوى التالية أرقامها:
13473
5473
8510
15558.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1423(6/2640)
الاستغفار بكثرة والاستعاذة مطردة للوساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم ياربنا لك الحمد كالذي تقول وخيرا مما نقول وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله شهادة نحيا بها ونموت عليها ونبعث بها أما بعد:
فأنا شاب عمري 28 عاماً لدي مشكلة وهى أنني أعاني من الوسواس خاصة في المرض والأمراض ماذا أفعل لكي أتخلص من هذا ودائماً لدي إحساس بأني مريض وسوف أموت قريبا ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
في البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء مما أنت مصاب به من الوسواس، ثم ننصحك بالالتجاء إلى الله تعالى بالدعاء في أوقات الاستجابة وبالإكثار من الذكر وقراءة القرآن العظيم، ومن أعظم الوسائل لطرد الوسوسة كذلك كثرة الاستغفار ومداومة الاستعاذة كلما شعرت بوسوسة الشيطان، فقد ثبت أن عثمان بن أبي العاص: أَتَىَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللهِ إِنّ الشّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي. يَلْبِسُهَا عَلَيّ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزَبٌ. فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوّذْ بِاللهِ مِنْهُ. وَاتْفِلْ عَلَىَ يَسَارِكَ ثَلاَثاً". قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنّي. رواه مسلم.
وقد سبقت إجابات في الوسوسة وعلاجها فراجع منها الفتوى رقم:
3086 والفتوى رقم:
10356.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1423(6/2641)
التفكير في خلق الله ونعمه يرد وسوسة الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عندي 22 سنة أصلي فى المسجد جميع الفروض في الصف الأول بفضل الله ومتفوق في دراستي الجامعية بفضل الله ولكني للأسف عندي وساوس شيطانية عجيبة في وجود الله وهكذا من التخاريف تنتابني حتى صعبت علي عيشتي مع أمي وأبي، قرأت كثيرأ في كتب التوحيد ولكن هذه الوساوس تقتلني وأنا متأكد أن كل هذا خطأ وخرافات لا أصل لها وأنا متأكد من ذلك، الله يكرمكم ساعدوني، وجزاكم الله خيراً....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم لمن وجد مثل ذلك من أصحابه من وسوسة الشيطان قائلاً: الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة.
فاستعظامك لهذا الأمر وخوفك منه من كمال الإيمان، لكن بشرط دفع هذه الوسوسة وقطع دابرها والاستعاذة بالله من الشيطان عند وجودها.
وعليك أن تقول آمنت بالله وبرسوله، فالشيطان عندما يعجز عن صرف الإنسان عن عبادة ربه يحاول أن يجره إلى التفكير فيما لا يستطيع عقله القاصر إدراكه وتصوره، وهو التفكير في ذات الله سبحانه.
لكن على المؤمن أن يرد كيد الشيطان بأن يجر فكره وعقله إلى ما يقدر العقل على إدراكه من مخلوقات الله وآلائه.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئاً فليقل: آمنت بالله. رواه مسلم، وانظر الفتوى رقم:
12986 والفتوى رقم: 7950 والفتوى رقم:
18353 والفتوى رقم: 19691.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1423(6/2642)
فتاوى حول أسباب الوسواس وعلاجه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
إخواني أنا أحد الطلاب في أوروبا ومشكلتي هي في كيفية التخلص من الوسواس في النية في كل من الوضوء والصلاه فأنا أعلم أن النية عمل قلبي لا دخل للسان به ولكن عندما أقف للصلاه وعندما أقول: الله أكبر (تكبيرة الاحرام) أشعر أنني لم أقلها بنية الصلاة وأنني لم أبق مستحضرا لها أثناء قولي: (الله أكبر) ... إخواني.. أعلم أن سؤالي قد يكون غريبا نوعا ما ولكن يعلم الله ما أنا فيه من الضيق ... ففي بعض الأحيان أقف لربع ساعة أو أكثر وأنا أحاول البدء بالصلاة ولكن دون أن أتمكن من ذلك بسبب هذا الوسواس ... أسألكم بالله لا تتجاهلوا سؤالي ولا تستخفوا به ... فالله وحده يعلم ما هي حالي بسبب الوسواس ... وجزاكم الله كل خير....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت لنا فتاوى عن الوسواس وأسبابه وعلاجه وتلك الفتاوى تجدها تحت الأرقام التالية:
3086
2860
10355.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1423(6/2643)
الأجر والوزر يثبتان بالهم والعزم لا بمجرد الفكر
[السُّؤَالُ]
ـ[إلى فضيلة الشيخ حفظه الله وثبت قدميه على طريق الهدى دائما جزاك الله عني كل الخير والحب من المولى عز وجل لقد أعنتني كثيراً أعانك الله في الدنيا والآخرة. لقد ذكرت في الفتوى رقم: 10756 (أن الله تجاوز لأمتي ماحدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به) ثم ذكرت فضيلتكم أن ذلك ليس علي الإطلاق وأن لا يوطن به نفسه بماذا تعني على الإطلاق أو يوطن به نفسه بالمعصيه كيف ذلك أرجو التوضيح البين وجزاكم الله الخير كله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكرنا في الجواب السابق، أن مجرد التفكير في المعصية لا إثم فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به. رواه مسلم.
والمقصود بالتفكير هنا: ما مر على فكر الإنسان من غير استقرار، ولا عزم، ولا نية فعل المعصية، وهذا معنى "لم يوطن نفسه على المعصية"، قال النووي في شرح مسلم: فأما الهمُّ الذي لا يكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها، ولا يصحبها عقد ولا نية وعزم. انتهى
أما إذا فكر فيها، وعزم على فعلها أو نوى فعلها، فإنه يأثم على عزمه ونيته، لا على نفس المعصية، لأن الله تعالى، لا يعاقب الإنسان إلا على ما حصل منه فقط، والعزم والنية قد حصلا، أما نفس المعصية فلم تحصل، وقد دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو نيته، فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالاً، ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل. وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو نيته، فوزرهما سواء. قال: الترمذي هذا حديث حسن صحيح، ورواه ابن ماجه وأحمد.
فقد دل هذا الحديث على أن الأجر والوزر يثبتان بالهم والعزم، أما بمجرد الفكر فلا يثبت هذا ولا ذاك، لكننا ننبه السائلة إلى أن الاسترسال مع الأفكار السيئة يؤدي في الغالب إلى العزم عليها المؤدي بدوره إلى فعلها، وأقل ما في الأمر أنه يؤدي إلى ضياع الوقت فيما لا يفيد.
وأما الحكمة (على الإطلاق) فالمقصود بها أن الحديث المذكور أعلاه، مقيد بما ذكرناه سابقاً، من المؤاخذة بالفكر عند التمادي فيه، والعزم عليه، وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم:
12400
والفتوى رقم: 12544
والفتوى رقم: 7401
والفتوى رقم: 13184.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1423(6/2644)
شغل الفكر باللذة الحرام إهدار لنعمة العقل والوقت
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من يتفكر في أنه يمارس الجنس مع امرأة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن على المسلم ألا يستسلم لوساوس الشيطان، وينقاد للأفكار التي تقوده إلى ما لا يرضي الله عز وجل.
وقد حذرنا الله عز وجل من اتباع خطوات الشيطان، فقال جلا وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [النور:21] .
وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه".
وعلى هذا، فلا يجوز لك أخي الكريم أن تشغل فكرك بالحرام، فإن ذلك -غالباً- يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.
وعليك أن تتذكر نعمة الله عليك بالعقل والتفكير، فكم من أناس لا يملكون عقلاً ولا يفكرون، والله تعالى يقول: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل:78] .
وشكر هذه النعمة أن تستخدمها فيما ينفعك في دينك، وفي دنياك، فإن النفس إذا لم تشغلها بالخير النافع شغلتك بالشر الضار.
قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء:36] .
وإذا لم تكن متزوجاً فعليك أن تستجيب لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحص للفرج.." متفق عليه.
والخلاصة: أنه لا يجوز للمسلم أن يشغل نفسه بالتفكير في الحرام، فقد يؤدي به ذلك إلى ما لا تحمد عقباه، والعاقل لا يشغل عقله إلا بما ينفعه.
وراجع الفتوى رقم: 8685، والفتوى رقم: 8993.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1423(6/2645)
فتاوى حول الوسوسة في العقيدة والإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن الخلاص من الشكوك حول الدين (الإسلام) في أي وقت من الأوقات؟
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الخلاص من الشكوك حول الإسلام ممكن، بل هو يسير إن شاء الله، ولم تذكر لنا أخي السائل بالضبط ما هي هذه الشكوك.
ولكن على العموم، فإنه قد تقدمت لنا عدة فتاوى فيما يتعلق بالشكوك والوساوس الشيطانية حول مسائل العقيدة والإيمان، فراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2081، 12400، 12300، 12436.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1423(6/2646)
لا مؤاخذة في الوسوسة مع بذل الوسع والمجاهدة في دفعها
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً عنا وعن جميع المشتركين في الشبكة الإسلامية وأرجو المسامحة لكثرة الأسئلة ولكنكم فتحتم لنا بابا كنا بحاجة ماسة إليه فلكم جزيل الشكر والعرفان.
ياشيخ بالنسبه للفتوى رقم 17066 هل يحاسب الإنسان المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاول بكل ما أوتي من قدرة من الله على دفع ذلك وعلى التفكر والتدبر قد أفلح مرة وقد أخطأ مرات عديدة وأفشل وأحاول هل يحاسب على هذا ولا يعتبر مؤمناً وهوغير قادرعلى دفع ذلك الشعور والأفكار وهو يدعو ويستنجد بالله ويحاول جاهداً ويزيد النوافل والطاعات والتقرب إلى المولى عز وجل ويحاول باستمرار ولكن هو..هو ولكنه يستمر بالمحاولة.
أرجو النظر بعين العناية الدقيقة والإجابة بالدقة المتناهية ياشيخ أرجوك للضرورة القصوى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق وبينا لك حكم الوساوس التي تعرض للإنسان دون أن تستقر في نفسه في الفتوى رقم: 17066، ولمزيد من التفصيل راجع الفتوى رقم: 7950، والفتوى رقم: 12436، والفتوى رقم: 187.
واعلمي أنك مأجورة على جهادك لنفسك في دفع كل ما من شأنه أن يضعف الإيمان أو يؤثر في السلوك، وما دام ذلك هو أقصى ما في وسعك، فلا شيء عليك، قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا) [البقرة:286] . وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن:16] . وقال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) [الطلاق:7] .
ومن المعلوم أن المسلم لا يخرج من الإسلام إلا إذا فعل ما يناقضه، وما يحصل منك ليس من نواقض الإسلام في شيء، وللتعرف على نواقض الإسلام راجع الفتوى رقم: 10765، ففيه إحالات عديدة تفيدك في معرفتها بالتفصيل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1423(6/2647)
الوسوسة في الصلاة من نزغات الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فأنا والحمد لله من المحافظات على الصلاة ... أدعو الله أن يتقبل.... مشكلتي هي:
أنني في الآونة الأخيرة لاحظت ما أن أبدأ في الصلاة وعند قولي الله أكبر.... أدخل في حالة من التوتر والخوف حيث أنني أكرر كل آية أكثر من 10 مرات ... ولا أستطيع التركيز في صلاتي ... وأدخل في حالة التأتأة المتواصلة ... حتى التشهد فإنني أكررها أكثر من 10 مرات....وأحيانا أشعر بثقل في نطق الآيات حتى البسملة..... .... ولا أعلم ما إذا كان جائزا أم لا ...
أرجو منكم إفادتي بأسرع وقت.... وجزاكم الله خيرا......]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يعتريك في صلاتك من وسوسة الشيطان وكيده، فإنه إن رأى المسلم عصاه وأقبل على طاعة ربه فإنه يحاول أن يشككه في صحة معتقده وسلامة عبادته، ليفوت عليه حلاوة الإيمان ولذة العبادة وطمأنينة الطاعة.
فعليك بالاستعاذة منه عند شعورك به في الصلاة، كما هو مبين في الفتوى رقم:
8053.
واعلمي أن لهذه الوسوسة علاجاً على المسلم الأخذ به ولا يجوز له الاستسلام لها، وذلك مبين في الفتوى رقم:
10355.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1423(6/2648)
الغفلة عن العبادة وذكر الله تورث الوسوسة والقلق
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
إخوتي أعاني من حالة غريبة والخصها فيما يلي:
1- أنني تخليت عن الصلاة منذالصيف الماضي.
2- عدت أهمل كل أعمالي
3- لم تعد لي الرغبة في العمل ببساطة إنني أتلهف لعمل شيء جديد ثم بعد فترة أمل منه وكأنني طفل صغير يحب لعبة جديدة ويرمي القديمة.
4- هل يعني أنني أصبت بسحر يعرقلني عن العمل ويجعلني أمل منه؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم تارك الصلاة في الفتاوى التالية أرقامها:
6061
1195
3830.
فعليك أولاً وقبل كل شيء بمجاهدة النفس على المحافظة على الصلاة فإنها ستكون عونا لك على تحصيل كل خير ودفع كل شر.
ثم عليك بالمحافظة على الأذكار والمداومة على القرآن والاستماع له، فإن ذلك مطردة للشيطان وحصن وأمان بإذن الله.
ثم عليك باللجوء إلى الله بالدعاء وخاصة في أوقات الاستجابة بأن يذهب الله همك ويسهل أمرك ويشرح صدرك ويصرف عنك الشر وأهله.
وأعلم أن كثيراً ممن يشتكون من السحر إنما هم في أوهام ووساوس وليس فيهم شيء من ذلك، ولكنها الغفلة عن الطاعة والانهماك في المعصية والعياذ بالله.
ولا بأس بأن تعرض نفسك على من يرقي الرقية الشرعية ليرقيك، واحذر من المشعوذين والدجالين فإنهم لا يزيدونك إلا رهقاً، ووفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1423(6/2649)
الدواء الروحي والمادي للمريض النفسي مطلوب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة في المرحلة الثانوية حاليا أشكو من اكتئاب منذ فترة وكنت أتعالج منه بواسطة أخذ حبوب اسمها seroxat بعد ذلك توقفت عنها لنفاذها ولأني أيضا مؤمنة بأن الإنسان المؤمن لا يصيبه الاكتئاب لكني صدقا مررت بظروف صعبة المهم أني الآن أشكو من إهمال شديد في الدراسة فوق ما تتصور فضيلة الشيخ وأثناء فترة الامتحانات أصابني تعب شديد وكان عبارة عن صعوبة بالتنفس وترجيع وخفقان شديد ورجفة ليدي شديدة جداً مع ذلك كانت قدمي اليمني تنتفض بشدة وقد حاول خالي قراءة القرآن علي فرفضت والآن أمي تريد مني الذهاب لشيخ للقراءة علي اعتقادا منها أنني ملبوسة أو شيء مشابه لذلك أو سحر.
فأرجو منكم يافضيله الشيخ إعطائي رأيكم بالموضوع وفي أقرب فرصة ممكنة.
وجزاكم الله خيراً. مع العلم أني سوف أكمل 19 في شهر سبعة القادم وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصح السائلة الكريمة بأن تعتصم بحبل الله، وتلجأ إليه، وتكثر من دعائه، وخاصة في أوقات الإجابة بعد الصلوات المكتوبة، وفي أوقات السحر.
وعليها كذلك أن تتخذ ورداً من القرآن الكريم أي: تخصص وقتاً لتلاوة قدر معين من القرآن، حتى ينكشف عنها ما بها من الاكتئاب، وتحصل على الأجر، فكل حرف بعشر حسنات، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس:57] .
وقال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من كتاب الله، فله به حسنة، لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" رواه الترمذي عن ابن مسعود.
ومما ينبغي أن تحافظ عليه الأخت السائلة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار الدخول والخروج، والطعام ...
فمن حافظ على هذه الأذكار، فإن الله تعالى يحفظه من شر الشياطين والسحرة، وهذه الأذكار موجودة ومجموعة في كتيبات صغيرة يمكن لك الحصول عليها.
وقراءة سورة البقرة في البيت تطرد الشياطين، وكذلك قراءة آية الكرسي، فقد صحت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينبغي لك أن تكرري ذلك دائماً مع الأذكار، وستجدين نتيجة ذلك إن شاء الله تعالى، ولا تنسي أن تداومي على دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) . فإنه دعاء لا يدعو به مسلم في كربة إلا استجاب الله له.
ثم لا مانع من تناول الدواء، بل هو مطلوب، فقد أمرنا صلى الله عليه وسلم أن نتداوى، فقال: "تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء" رواه الترمذي عن أسامة بن شريك.
ولا مانع كذلك من أن يقرأ عليك خالك أو أي شخص آخر يحسن القراءة والرقية الشرعية، وعليك بالابتعاد من المشعوذين، فإنهم يضرونك أكثر مما ينفعونك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الأولى 1423(6/2650)
أحكام تتعلق بصلاة من أصابه الوسواس
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
أنا أعاني من الوسواس في الصلاة في كل شيء فيها فقد أشك مثلا في الفاتحة إذا قرأتها بشكل صحيح أو عدد السجدات أو عدد الركعات ... إلخ.
ولذلك ألجأ إلى مراجعة ما صليته أثناء الصلاة مثلاً في السجود حيث أمكث مدة أعيد فيها مراجعة ما صليته ثم أشك ثانية بعد القيام وهكذا أبقى في حالة مراجعة شبه دائمة مما يصيبني بالضيق الشديد سمعت أنه على الموسوس ألا يلتفت للوسواس لكن هل يجب على سجود السهو؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلاج الوسوسة بعد الاستعانة بالله تعالى ودعائه وذكره هو الإعراض عن الوسوسة وعدم الالتفات إليها، ولمزيد تفصيل ومعرفة علاج الوسوسة تنظر الفتوى رقم: 10355، والفتوى رقم: 11752.
ولا عبرة بالوسواس، ولا يعيد العبد صلاته بسببه، ولا يسجد للسهو إلا إذا غلب على ظنه نسيان ما يستحق أن يسجد له السهو.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1423(6/2651)
الخوف والقلق من كيد الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 30 سنة مشكلتي هي أنني أشعر بقشعريرة عندما أذهب بالليل لوحدي وأشعر أن أحدا يمشي خلفي وينفث في أذني وهذه منذ الصغر ولكني لم أكن أصلي والآن ولله الحمد مواظب على الصلاة في وقتها وحتى صلاة الفجر في المسجد ولكن هذه المشكلة لم تغادرني وأذكر الله ودون أن يتغير الوضع وتزداد القشعريرة إذا أحد ما تحدث على الجن أو الشياطين والعياذ بالله فما الحل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحمد لله الذي هداك للتوبة ومنَّ عليك بالصلاح والاستقامة. ونسأله سبحانه تعالى أن يثبتك على ذلك حتى الممات، ويشفيك مما تعاني منه من الخوف والقلق الذي هو من كيد الشيطان وحزبه.
وقد سبقت لنا فتوى فيها علاج الشكوك والخوف والقلق ونحو ذلك هي برقم:
11500.
وإذا كنت قد تركت بعض الصلوات بعد بلوغك الحلم فالواجب عليك قضاؤها وإذا كنت لا تضبط عددها فعليك بالتحري والاجتهاد في تحديدها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1423(6/2652)
العلاج الأوحد لطرد الهواجس وصفة النبي عليه الصلاة والسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
كل ما أسمع ذنبا وعذابا أحس أنه بي والشيء الثاني أني لم أذق حلاوة الإيمان لكثرة تفكيري بالأشياء أنه كذا ولم يفعل الله كذا وعندما أتوقف عن التفكير يقول الشيطان لي لم توقفت لأن معي الحق أليس كذلك فأحاورة حتى أتعب ويقول إنك لم تسلم إلا لأن أباك مسلم فأرد عليه حتى أتعب علما ياشيخ أريد الإجابة بسرعة لأني سأسافر جزاك الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى السائل الكريم أن ينزع الوساوس والأوهام من قلبه، وأن يداوم على أذكار الصباح والمساء وسيجدها مرتبة من القرآن والسنة في كتيبات صغيرة ميسرة.
ثم لتعلم أن المسلم لا بد أن يوازن بين الخوف والرجاء، فالآيات التي ذكر فيها الوعيد دائماً إلى جانبها آيات الوعد، وآيات الترهيب معها آيات الترغيب، فعليك أن تقرأها جميعاً وتتأمل معناها، كقول الله تعالى: حم*تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَاب [غافر:1-3] .
فشديد العقاب جاء قبلها: غافرالذنب وقابل التوب، وهكذا ... فلعل هذا ينفعك إذا أكثرت من تلاوة كتاب الله تعالى وتأملت هذه المعاني.
والذي يريد أن يذوق طعم الإيمان وحلاوته لا بد أولاً أن يقتنع ويرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، ويتقرب إلى الله تعالى بالطاعات، وأن يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يحب أهل الإيمان والصلاة ويكره أهل الكفر والفسوق.
هذه المعاني وردت في الأحاديث الصحاح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد روى الشيخان من حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرأ لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار.
فالذي يريد أن يذوق حلاوة الإيمان عليه أن يتصف بهذه الصفات، وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً رسولاً. رواه مسلم. ... ... ...
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن استعاذني لأعيذنه ولئن سألني لأعطينه.... أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
فإذا اتصفت بهذه الصفات وتقربت إلى الله تعالى بالطاعات فلا شك أنك ستجد حلاوة الإيمان كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
ولا تشغل نفسك -أخي الكريم- بالوساوس والهواجس التي يلقيها عليك الشيطان فأكبر همه أن يضلك ويشككك في الدين، وإذا وجدت شيئاً من ذلك فالجأ إلى الله تعالى بالاستعاذة من الشيطان ووساوسه.
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئاً من ذلك، فليقل: آمنت بالله. وفي رواية: فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله، ولينته. رواه مسلم.
فإذا بلغت بك الوساوس هذا الحد فاستعذ بالله تعالى وسد عنك هذا الباب وانته عن التفكير فيه كما أمرك صلى الله عليه وسلم، لأن عقلك المحدود وطاقتك الفكرية لا يمكنها أن تستوعب الأمور الغيبية البسيطة فكيف بما هو أكبر؟
والإسلام -أخي الكريم- ليس دين تقليد واتباع بالطاعة العمياء كما في النصرانية أو غيرها فلابد فيه من الاقتناع التام ولهذا تجد القرآن الكريم ينعى على الكفار والمقلدين لآبائهم: بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ [الزخرف:22] .
ولهذا قال بعض أهل العلم "لا يصح إيمان المقلد"
وباختصار: عليك بقراءة كتاب الله وتدبر معانيه فستجد ضالتك المنشودة وطلبتك المفقودة: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1423(6/2653)
ظواهر شيطانية خبيثة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من كثرة الوساس التي تنتابني على مدار اليوم وكلها وساوس لا أستطيع كتابتها أو التفوه بها تتعلق بالعقيدة وتخرج عن مُلة الإسلام حاولت كثيرا طردها وأواظب على أداء الصلاة والسنن وقراءة القرآن ماتيسر لي ولكن أنا خائفة هل أنا محاسبة عليها وأنا أعاني منها منذ طفولتي وحتى الآن أرجو إرشادي وكيف يمكن التخلص منها وهل جزء من تلك الوساوس يمكن أن يكون نفسيا معذرة للإطالة ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا ... ... ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمثل هذه الوسوسة التي تعرض الإنسان العاقل في عقيدته وإيمانه ليست من الأمراض النفسية، وإنما هي من الظواهر الشيطانية الخبيثة التي يجب على المسلم أن لا يستسلم لها، وأن يستعيذ بالله من الشيطان عند مجيئها. كما هو في الفتوى رقم:
12400، والفتوى رقم: 746، والفتوى رقم:
187، والفتوى رقم:
12436، والفتوى رقم:
17066.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1423(6/2654)
حول الكهان والوساوس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مريضة بالوسوسة أثناء الوضوء والصلاة وقد أخبرتني صديقة لي بأن تكلمني هاتفيا للحضور إلى منزلهم لأن فقيها يرقي بالقرآن وله علاقة بجن مسلم لأنها أخبرته عني واعطته اسمي فقال لها أنني اتعب عقلي وأجهده أكثر من اللازم بالدراسة وهذا ما حدث فعلا فقلت لها: أنه عراف فردت علي أن لا فما كان أبوها باعتباره متدينا يسمح لعراف بالدخول إلى منزله وأن هذا الفقيه أخبر عما فات وأنه لا يتكهن بالمستقبل وقد سبق أن رقى لها بحضرة والدها بآيات من القرآن فهل أذهب إلى منزلهم للرقيا؟ وهل هذا ذلك حلال أم لا؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما يعينك على التخلص من الوسوسة هو الإعراض عنها جملةً، وعدم الالتفات إليها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 10355.
واعلمي أنه لا ينبغي لأحد التعامل مع الجن ولو كانوا مسلمين، لما في ذلك من مفاسد ومضار تؤول بكثير ممن يتعاطون ذلك إلى الشعوذة والسحر، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 7369، والفتوى رقم: 9734.
وأما الرجل المسؤول عنه فيظهر مما قلت أنه عراف، والعراف هو الذي يخبر عن الأمور السابقة ومكان الضالة ونحوها، فلا يجوز الذهاب إليه، وعليك التحذير منه، وانصحي صديقتك ووالدها بالحذر منه لأن الإخبار بالأمور الماضية من خفايا الناس بغير أدوات العلم المحسوسة يعد من العرافة وإدعاء علم الغيب.
وانظري الفتوى رقم: 15284.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الأول 1423(6/2655)
حكم رفع الصوت بالقراءة في الصلاة لعلاج الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا كثيرة الوسوسة في الصلاة ولا أجد وسيلة للتخلص منها إلا برفع الصوت والجهر في الصلاة ما رأي فضيلة الشيخ؟ وكذلك أنا كثيرة الشك مع العلم أنني مستقيمة وقد حاولت الخلاص من هذه العادة ولكن لم أستطع فبماذا تنصحونني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان علاج الشك والوسواس في الوضوء والصلاة وغيرهما في الفتوى رقم: 10355، والفتوى رقم: 1406.
وأما رفع الصوت بالقراءة في الصلاة أو أذكارها لعلاج الوسوسة فغير مشروع، بل ينبغي أداء الصلاة كما شرعت، فتجهرين في موضع الجهر، وتسرين في موضع الإسرار، وتسألين الله تعالى أن يشفيك من هذا المرض. مع التزامك بما بيناه في ما أحلناك عليه من فتاوى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1423(6/2656)
الشك لدى قراءة القرآن مكيدة شيطانية
[السُّؤَالُ]
ـ[الشعور بالخوف والشك عند قراءة القرآن]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أخي الكريم أن تكثر من تلاوة كتاب الله وتأمُّل عظاته وتدبر آياته، ولا تلتفت ولا تبال بهذا الخوف والشك فإنه من كيد الشيطان ومكره، ليصرفك عن كتاب الله ويبعدك عن الخير، والله تعالى يقول: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل:99-100] ، ويقول الله تعالى: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً [النساء:76] .
واستشعر عظمة ربك واطلاعه عليك، وأنك في سلطانه وملكه، وأنه لا يستطيع أحد ضرك إن أراد الله نفعك، ولا يستطيع أحد نفعك إن أراد الله ضرك، وأن الله أرحم بك من نفسك، فإن استشعرت ذلك، صرف الله عنك ما تجد بإذنه. وانظر الفتوى رقم:
11500.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1423(6/2657)
حيل الشيطان لإذهاب لذة الطاعة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحس أن صلاتي غير خاشعة مع أنني أحاول كثيرا أن أخشع ولكن دون جدوى مع أنني أذكر الله كثيرا قبل وبعد الصلاة وأستعيذ من الشيطان قبل وبعد الصلاة وحتى وأنا داخل الصلاة؟
افيدوني]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه أما بعد:
فأعلم أن الشيطان يحتال على المسلم أولاً بإيقاعه في الكفر، فإن عجز حاول أن يوقعه في المعاصي والمحرمات وترك الفرائض والواجبات، فإن عجز عن ذلك وتغلب عليه المسلم بهداية الله وتوفيقه حاول الشيطان أن يفسد عليه عبادته بالوسوسة والتشكيك حتى يفوت عليه حلاوة الإيمان ولذة الطاعة.
فعليك بالأخذ بأسباب الخشوع المبينة في الفتوى رقم:
9525 6598 فإذا فعلت ذلك، فلا تلتفت بعد ذلك إلى وسوسة الشيطان وتشكيكه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الأول 1423(6/2658)
غالب وساوس الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص دائما يشعر بالوساوس في أي أمر يخص دينه ودائما يستعيذ بالله تعالى ويصل الأمر إلى حد البكاء!!!
لأن الشيطان يأتيه بأمور على حد قوله يشيب منها الشعر وفي صلاته أيضا....يحاول أن يتغلب على الشيطان ويحاول أن يخشع في صلاته ويشعر بمكابدة قوية ويشعر أنه سيبكي ...
وهو يقول كل هذا حدث لي كلما أحاول التقرب إلى الله تعالى وهذا الشخص ترك مشاهدة التلفاز وحتى أنه غيَّر تخصصه من حاسب آلي إلى دراسات إسلامية........ وبعد هذا كله رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام؟؟؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
1. فنسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منك جميع أعمالك وأن يوفقك لمزيد من الالتزام بأمر الله تعالى، ولتعلم أن الشيطان إذا وجد من العبد إقبالاً على طاعة ربه، فإنه يجتهد في إفساد ذلك عليه، وتكدير صفوه، وينبغي على العبد في هذه الحالة أن يقابل ذلك بالصبر عليه، والمواجهة الجادة لدفعه عن نفسه، وذلك بذكر الله تعالى، والبعد عن المعاصي، وملازمة أهل الصلاح والعلم، والرد على وساوس الشيطان بالأدلة الشرعية، لأن غالب وساوسه في الإيمان والطهارة والصلاة، والعبد لا يغلب وسوسة الشيطان في هذه الأمور بالذات وغيرها عموماً إلا بتقوية إيمانه وصدق توكله على الله تعالى وتسلحه بالعلم، وقد سبق الكلام عن كيفية ذلك في الفتوى رقم:
2081 والفتوى رقم 2860 والفتوى رقم 3086 والفتوى رقم 12436
2. فإن رؤية الرسول- صلى الله عليه وسلم - في المنام أمر ممكن، وهو دليل على صلاح حال الرائي إن أتاه النبي صلى الله عليه وسلم - على هيئته دون عبوس وجه أو عيب في طرف من أطرافه أو غير ذلك، كما نقله ابن حجر عن الشيخ أبي محمد بن أبي جمرة، وقد جاء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أحاديث صحيحة منها: ما رواه البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. قال ابن حجر: والذي يظهر لي أن المراد: من رآني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله، لا الباطل الذي هو الحلم، فإن الشيطان لا يتمثل بي. أهـ.
والمقصود من ذلك أنه إذا رآه ولو على غير صفته المعروفة فهي رؤيا حق يجب حملها على ظاهرها، أو تأويلها إن احتاجت إلى تأويل، لأنها إما بشرى بخير أو إنذار من شر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1423(6/2659)
ست وصفات لعلاج القلق النفسي
[السُّؤَالُ]
ـ[علاج القلق النفسي في الإسلام؟]ـ
[الفَتْوَى]
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهناك أدوية نافعة وناجعة في علاج القلق النفسي جاءت في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نذكر منها ستاً، فيه كفاية بإذن الله وهي كالتالي:
- اللجوء إلى الله تعالى: فإن من ابتلي ببلاء فلجأ إلى الله وصدق في ذلك، فسيفرج الله عنه، فهذا يعقوب نبي الله عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ابتلي بفقد أحب أولاده إليه، فلجأ إلى الله وقال: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [يوسف:86] فأحسن الله مكافأته على نحو ما جاء في سورة يوسف.
- الصلاة: وفيها راحة نفسية عظيمة، وهذا سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم يقول: "حبب إلي من دنياكم: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد والنسائي من حديث أنس.
- الذكر: وقد قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28] لا سيما دعوة ذي النون يونس عليه السلام: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وغيرها من الأذكار الثابتة عند الهم والكرب.
- قراءة القرآن بالتدبر: فلها مفعول عجيب -بإذن الله- في راحة النفس وشفائها مما ألمَّ بها من تلف أو غيره، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) [الإسراء:82] .
- الاجتهاد في الدعاء: فالعبد إذا اجتهد في الدعاء فهو بذلك يكون قد تقرب إلى الله تعالى بسبب عظيم كريم، والله تعالى كريم قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، وما فتح باب دعاء إلا فتح له باب إجابة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1423(6/2660)
المريض النفسي ... بين الطب والعلاج بالرقية والأدعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأيكم في الأدوية التي ينصح بها الطبيب النفساني للذين يعانون الإحباط ونحوه، يقولون إذا استخدمت الدواء لمدة معينة يفيدك، ولكن ماذا عن القرآن والمعوذات (الناس والفلق) ؟ وكيف يؤثر ذلك وفق ديننا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الطبيب النفسي ثقة مأموناً، لا يتضمن علاجه أمراً محرماً فلا حرج في الرجوع إليه والعلاج عنده، لأن الشرع أمرنا بالتداوي. وعلينا كذلك الا نغفل الاستشفاء بكتاب الله، فهو -ولا شك- شفاء للأرواح والأبدان، قال تعالى (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء: 82] ، وكذلك الاستشفاء بالأذكار والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن قراءة آيات الرقية الشرعية تعصم المسلم من الشيطان وتبعد عنه الواسواس ومرض النفس، وتبطل تأثير العين والسحر بإذن الله. ومن هذه الآيات: آية الكرسي، والمعوذتان، وخواتيم البقرة. وهذه الرقى هي التي كان يركز عليها في التداوي أهل التقوى والصلاح، لكن لكي تكون نافعة إن شاء الله لا بد لقارئها والمقروؤة عليه من الالتزام بفرائض وأحكام الإسلام، والاعتماد على الله في ذلك والتوكل عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 صفر 1423(6/2661)
المريض النفسي شفاؤه بالرقية والعلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من مرض نفسي جعلني أبتعد عن أهلي لسنين طويلة ثم عدت لهم وعانيت كثيراً خلال تلك الفترة التي استمرت لثلاث سنوات ثم تركتهم مجددا وأعاني كثيرا عندما أفكر في العودة لهم خوفا من المعاناة بينهم فهل يجوز لي الابتعاد عنهم لأني أحس بالراحة عندما أكون بعيدا مع العلم بأن أمي وأبي على قيد الحياة ولكنهم ينظرون لي ويعاملونني كمريض وهذا يزيد مرضي عندما أكون بينهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك الشفاء من كل داء. وما أصابك فقد يكون مرضاً نفسياً وقد يكون سحرا، أو وسواساً، وفي كل الحالات فعليك باللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء مع دوام المواظبة على الطاعات والابتعاد عن المعاصي، مع الإكثار من قراءة القرآن والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والأحوال. فاستعن بالله على البقاء عند والديك وأهلك وصبِّر نفسك على ذلك وإن عاملوك على أنك مريض. إذ لايجوز لك هجرهم بهذه الصورة مادمت تقدر على المكث عندهم. ومع الأيام تستطيع أن تتجاوز آثار المرض، وستتغير نظرة أهلك لك إلى الأحسن -إن شاء الله تعالى- هذا مع الأخذ بأسباب العلاج من الرقية الشرعية بنفسك أو عند آخر من أهل الخير والصلاح، وبالرجوع إلى أهل الطب الماهرين في علاج الأمراض النفسية، وأهم شيء هو ألا تيأس من روح الله تعالى، فإنه ما من داء إلا والله جل وعلا قادر على شفائه، وقد جعل لكل داء دواء، علمه من علمه وجهله من جهله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2662)
ندلك على ما هو أفضل من رياضة التركيز الذهني
[السُّؤَالُ]
ـ[هل حلال أو حرام ممارسة رياضة التركيز الذهني حول فكرة واحدة غير مخالفة للشرع والتجرد عن الأفكار الاخرى وذلك من أجل الاسترخاء والصفاء النفسي وتقوية النفس والإرادة والتخلص من التوتر والتعب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا بأس للمسلم أن يستفيد بكل ما هو نافع طالما أن ذلك لا يصطدم مع شرع الله تعالى.
وعليه، فلا حرج في ممارسة هذه الرياضة بهذه الصورة، ولكن ننبه إلى أن في علوم المسلمين ما هو أنفع من ذلك، فلا ينبغي للمسلم أن يلهث وراء علوم الغرب قبل أن يبحث عن علوم المسلمين المستمدة من وحي الله العظيم.
فإذا أردت أن تحصل على هذه الفوائد المذكورة وأزيد منها بما يعود عليك بالسعادة في الدنيا والآخرة، فأقبل على الله تعالى فَأدِّ له صلاة خاشعة تركز فيها على تفهم معاني القرآن العظيم، فتحصل بذلك على هذه الفوائد وفائدة أخرى قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيها نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم، فالصلاة بخشوع وقراءة القرآن بتدبر، كلٌ منهما يغني عن ذلك والحمد لله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1423(6/2663)
أخلص التوجه لله ولا تلتفت لوسوسة الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما أصلي صلاة نافلة كسنة الظهر يقول لي الوسواس ركعتين تكفي فأعانده وأصلي أربعاً حسب ما يكون بيننا من عناد، فما الحكم حيث أن الشيطان يقول لي: لا تقبل لأنك تعاندني ولا تصلي لربك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشيطان يوسوس للمسلم ليصرفه عن طاعة، ربه كما هو مبين في الجواب رقم:
2081، والجواب رقم: 2783
وإذا أخلصت القصد لله في عبادتك قبلها الله منك، فلا تلتفت إلى وسوسة الشيطان. ولمعالجة ذلك انظر الجواب رقم: 10355
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1423(6/2664)
الشعور بخروج ريح ونحوه عند الطهارة أغلبه وسوسة شيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[يحدث لي أثناء الوضوء والصلاة خروج فقاعات صغيرة من الريح وهي ليست كالفساء أو كالضراط بل هي صغيرة بحيث لا يمكنني حبسها ويشق علي إعادة الوضوء لها ويحدث لي هذا أثناء الوضوء والصلاة فقط حيث خارج وقتهما وأثناء الحيض أكون عادية وأعاني من هذه الظاهرة مند عامين حيث بداْت الصلاة علما أنني لم أكن أداوم عليها قبلا. هل أعد من ذوي الأعذار لأنه فوق طاقتي مع أني اتوضأ لكل صلاة فهل هذا كاف لقبول صلاتي مع ما يحدث لي أثناء الوضوء والصلاة وهل وضوئي يقبل مع خروج ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تحققت من خروج ريح من الدبر -سواء كانت صغيرة أو كبيرة- فأعيدي الوضوء والصلاة التي صليتها بهذا الوضوء، لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ" متفق عليه.
أما إذا كانت تلك الريح تخرج من القبل فإن انتقاض الوضوء بها محل خلاف بين العلماء، وقد ذكرنا حكم ذلك في الجواب رقم:
14328
فراجعيه.
ثم احذري من الوساوس والاسترسال فيها فهذه الفقاعات التي لا تشعرين بها إلا عند الطهارة أو الصلاة لا يستبعد أن تكون من وسوسة الشيطان، إذاً فعليك التأكد من خروج الريح ولا تعيدي الوضوء والصلاة إلا بعد التأكد من خروج الريح، وفي حالة ما إذا تحققت من خروجها وكانت تخرج بصورة مستمرة فقد سبق الحكم في ذلك في الجواب المحال عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 صفر 1423(6/2665)
خير وسيلة للتغلب على الوسواس
[السُّؤَالُ]
ـ[أستسمح فضيلتكم في طرح الإشكال التالي:
إنني أعاني من كثرة الوسوسة في الطهارة أساسا (الاستنجاء والوضوء) بشكل أضطر فيه إلى إعادة كل منهما أربع وخمس مرات للصلاة الواحدة والسبب في ذلك هو أنني أحس بأنني أحدثت سواء من قبل أو من دبر أي أنني أشعر بنزول قطرة بول أو خروج ريح رغم أنني لا أسمع له صوتا ولا أشتم له رائحة علما وأنني على هذه الوضعية منذ سنة 1986.
رجائي كل الرجاء مدي بإجابة شافية تعينني على تفريج هذا الكرب وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء من الأمراض الظاهرة والباطنة، وأن يعينك على التغلب على هذه الوسوسة، وأن يهديك سواء السبيل.
أيها الأخ الكريم إن حل المشكلة سهل بسيط، وهو يتلخص في أن تستعين بالله تعالى وحده، وتتجاهل هذه الوسوسة تماماً، ولا تلتفت إليها.
وراجع الأجوبة التالية أرقامها:
10530 6961 3086 2081
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1423(6/2666)
الالتزام بالسنة والورع لا يؤدي للوسواس
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي أنني كلما شرعت في سلوك باب السنة أو الورع في شيء تحول عندي إلى وسواس
كالمبالغة في الإسباغ والمبالغة في الوضوء أو جمع الفتات الصغير للخبز حتى بت أحسب كل شيء
فتات خبز أو أحيانا يكونا قطعة دهان أو حصاة صغيرة، كلما مشيت أحس أن شيئا من الفتات علق في قدمي
أفيدوني جزاكم الله خيرا..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك بالسنة، والتزام الورع، وعدم التبذير، ودع عنك وساوس الشيطان، وطريق ذلك كثرة ذكر الله ودعائه، ومطالعة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثال هديه وسنته. والله نسأل أن يحفظنا وإياك من وساوس الشيطان وكيده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 محرم 1423(6/2667)
تسليم الأمور لله والقرآن والذكر خير علاج للأمراض النفسية
[السُّؤَالُ]
ـ[1- ما هي الآيات القرآنية أو الأذكار التي تشفي من الأمراض النفسية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأمراض النفسية التي تنتاب كثيراً من الناس يرجع سببها في الغالب إلى أحد ثلاثة أمور:
إما إلى حزن على ماض، أو خوف من مستقبل، أو تضجر من حاضر.
والمؤمن بالله يعلم أن حزنه لا يرجع مفقوداً، وقلقه لا يؤمِّن مستقبلاً، وتضجره لا يغير حالاً، فعليك أن تسلم أمرك لله وترضى بقضائه، وتصبر على ما ينزل بك، ففي ذلك تفريج الكروب، وراحة النفس.
واعلم أن الالتزام بعبادة الله وذكره، وقراءة القرآن، واللجوء إليه من أنفع العلاج لمثل هذه الأمراض، فننصحك بذلك مع استعمال الرقية الشرعية، والأدعية المأثورة في السنة لتفريج الهم والقلق.
وانظر في ذلك الجواب رقم: 5531، والجواب رقم: 9347.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ذو الحجة 1422(6/2668)
الانتحار ... نظرة الإسلام إليه ... آثاره وأسبابه
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا تفضلتم ما هي وجهة نظر الإسلام عن الانتحار وما التجني على القدر فيه وما هي آثاره في المجتمع وما هي أسبابه؟
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت الإجابة على حكم الانتحار برقم: 10397.
وذكرنا هنالك أنه من أكبر الكبائر، وأبشع الجرائم.
وأما آثاره فهي سيئة للغاية، إذ أسهلها هو فقد المجتمع فرداً من أفراده، ولبنة من مكوناته، إضافة إلى ما قد يترتب عليه من ترميل نساء، وتيتيم أطفال، وغير ذلك مما هو مشاهد.
كما أن من آثاره - أيضاً - سهولة تأسي بعض البائسين من ضعفة العقول الذين لم تساعدهم ظروفهم الحياتية في تحقيق بعض أمنياتهم وأحلامهم، الأمر الذي يساعد على تفشي هذه الظاهرة السيئة وانتشارها.
أما أسبابه فأهمها: الجهل، وضعف الإيمان، وانعدام الثقة بوعد الله تعالى والتوكل عليه واليقين فيه، وعدم المبالاة بالوعيد الشديد في مخالفة أمر الله تعالى، وفي الإقدام على هذه الجريمة خاصة.
نسأل الله عز وجل أن يبعدنا من شرور الشياطين، ومن شرور أنفسنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو الحجة 1422(6/2669)
المثابرة على فعل هذه الأمور تطرد الشياطين
[السُّؤَالُ]
ـ[1-منذ أن سكنا بيتنا الجديد ونحن نسمع أصواتاً غريبة تأتينا من فوق السطح يوميا خلال الليل وعندما نذهب لنستعلم الأمر فوق السطح لا نجد شيئا، الأصوات تتزايد وترعبنا وأصبحت مصدر قلق لنا علما بأننا نقرأ سورة البقرة يوميا في المنزل وكذلك نضعها في المسجل، فما هو الحل لنرقي بيتنا ونخلص أنفسنا من تلك الأصوات الغريبة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصوات التي تسمعونها فوق ظهر بيتكم قد تكون من الهواء، وقد تكون من الحمام أو القطط، وقد تكون من الشياطين -وعلى افتراض أنها منهم- فعليكم بتحصين بيتكم بتلاوة القرآن عموماً، وسورة البقرة خصوصاً، وأكثروا من دعاء الله تعالى لصرفهم عنكم، وحافظوا على الأذكار عند دخول المنزل وعند الخروج منه، وعند تناول الطعام، وعند النوم والاستيقاظ، وأحيوا بيتكم بصلاة النوافل، وعليكم إخراج ما يجلب الشياطين إلى البيت، ويمنع دخول الملائكة كصور ذوات الأرواح. وتجنبوا فعل المعاصي فإنها تجلب الشياطين، وعليكم بالصبر واليقين والتوكل على الله تعالى، وعدم الخوف من الشياطين فإنها سيصرفها الله عنكم عاجلاً -إن شاء الله- وإياكم وإتيان السحرة والكهان لأخذ الحروز أو التمائم أو الذبح لهم، ونحو ذلك لطردهم عنكم فإنها لا تزيدكم إلا وهنا وخوفاً. وتزيد الشياطين تسلطاً، كما قال الله تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) [الجن:6] وقال تعالى عن الشيطان: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون*إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [99-100] وقال تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) [آل عمران:175] نسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على الحق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو الحجة 1422(6/2670)
لا تشغل نفسك بالأوهام
[السُّؤَالُ]
ـ[1-من حوالي تسع سنوات وهو يأتيني ضيق في الصدر وحزن إلى درجة البكاء وذلك بعد صلاة الفجر إلى العاشرة صباحاًمن اليوم الثاني من أيام عيد الفطر المبارك إلى اليوم السادس أوالسابع من كل عام ... فما تظنون ذلك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن العلاج في كتاب الله تعالى، قال عز وجل: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28]
ويقول سبحانه وتعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) [الاسراء:82]
وعلى الإنسان أن يجاهد نفسه على أن يعيش مع القرآن يتدبر معانيه ويتعظ بمواعظه، والشيطان يبذل جهده في صرف الإنسان عن هذا الباب العظيم من الخير، قال تعالى عن الشيطان: (وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة:91]
ولا تشغل نفسك -أخي الكريم- بالتفكير والظنون في سبب ما يحدث لك، لأن ذلك يجرك إلى الأوهام التي لا تنتهي. والذي نرشدك إليه أن تطرق باب أكرم الأكرمين، ورب العالمين، وتنزل به حاجتك، وترفع يديك بصدق ويقين تام، وسترى الفرج -إن شاء الله- ولا يمنع ذلك من أن تعرض نفسك على طبيب أو على من تثق بدينه وتقواه، وتطلب منه أن يرقيك.
وانظر الفتوى رقم:
11500 ففيها دعاء الكرب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1422(6/2671)
علاج الوسوسة في العقيدة
[السُّؤَالُ]
ـ[1-أعاني من الوسوسة الشديدة في العقيدة ولا أدري هل هذا يعد شركاً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم الجواب عن ما تدفع به الوسوسة في جواب سابق برقم:
2081 ونزيد هنا أمراً نرشد إليه الأخ السائل ليستعين به في دفع ما يلقيه الشيطان في قلبه في أمور عقيدته، وذلك هو التفكر فيما حوله من مخلوقات، فإن من أجال النظر ودققه في المخلوقات الكثيرة، صغيرها وكبيرها، توصل إلى معرفة خالقها ولا بد، فما من حدث إلا وله محدث، وما من فعل إلا وله فاعل، والعدم لا يخلق شيئاً، وفاقد الشيء لا يعطيه، فالتفكر في المخلوقات يسوق العقل سوقاً إلى التسليم بوجود الخالق سبحانه، وصدق من قال:
وفي كل شيء له آية * تدل على أنه الواحد
والنظر الدقيق في المخلوقات والتفكر فيها طريق يوصل إلى الإيمان، شهدت بذلك نصوص القرآن والسنة.
ولكن الشيطان يحاول جر الإنسان ليتفكر فيما لا يقدر على التفكر فيه، وهو ذات الله سبحانه وتعالى، ثم يقوده بعد ذلك إلى الإنكار، وعلى المؤمن أن لا يستجيب لهذا الاستدراج من عدو الله وعدوه، وعليه أن يوظف عقله في التفكير فيما يقدر عليه، وهو التفكر في الكون الفسيح، وما فيه من عجائب، ثم ليضع على نفسه هذا السؤال: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) [الطور:35] وأما عن الوسوسة هل هي من الإيمان أم من الشرك؟ فقد سبق جواب عن ذلك برقم: 7950
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ذو القعدة 1422(6/2672)
العاقل لا يشغل نفسه بالخواطر الضارة
[السُّؤَالُ]
ـ[1-هل التفكير برجل ما في الذهن بما لا يرضاه الشرع دون الاختلاط به أو التحدث إليه جائز أم حرام]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مجرد التفكير وخاطر النفس لا يأثم به الإنسان ولا يؤاخذ به ولو كان في غير مباح، ما لم يستمرئ ذلك ويستمر فيه، لقوله صلى لله عليه وسلم: " إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم" متفق عليه.
ولكن الإنسان العاقل لا ينبغي له أن يشغل نفسه بالوساوس والتخيلات التي ليس من ورائها فائدة، بل عليه أن يشغل نفسه بما يعود عليه بنفع: من استغفار وذكر وتلاوة قرآن ونحو ذلك. والمزيد من التفصيل في الجوابين:
8685 8993
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو القعدة 1422(6/2673)
حل المشاكل بالصبر لا بالانتحار
[السُّؤَالُ]
ـ[ ... بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد الأمين رسول الله.
أما بعد:
يسرني أن أكتب لكم ,مستفسرا ماحكم الانتحار؟
أنا شاب في مقتبل العمر مريض بالقلب، يائس من الحياة.
في بعض الأحيان أجد أن الحياة لا طعم لها ولا فائدة، مليئة بالبغض والقلوب السوداء أتمنى الموت..
أتمنى صديقاً مخلصاً صريحاً، كل الأصدقاء الذين أعرفهم لا أجد فيهم الصراحة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الانتحار حرام مهما كان السبب، وقد رتب الله عليه عقاباً شديداً لينفر الناس منه، وليس الانتحار حلاً للمشاكل، ولكن حل المشاكل بالصبر عليها، والتوكل على الله تعالى فيها، والاستعانة به في جميع الأمور التسليم لقضائه وقدره، والعلم بأن ما أصاب المرء لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وبالمحافظة على أمر الله ونهيه، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) [الطلاق:2،3] وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً) [الأنفال: 29] وغير ذلك من الآيات التي تدل على أن التقوى والعمل الصالح يفرجان عن الإنسان كربه، ويصرفان عنه الهموم والغموم، بدلاً من التفكير في الانتحار الذي يأتي له بوبال كبير، وعذاب شديد.
وانظر الفتوى رقم:
10397
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1422(6/2674)
وسوسة الشيطان دليل على يأسه من إضلال العبد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل من كلمة علها ترجع جنوني؟؟
لقد دخل الشك في قلبي لدرجه فظيعة فها أنا أتساءل وأقول إن لكل شيء سبباً وإذا ما كان الله خالقي وأني خلقت لأنه هو خلقني فكيف وجد الله؟ إنني أتوسل لك أن تساعدني وأن تريح قلبي رغم أنني أعرف أن الله يهدي من يشاء فهل شكي عبارة عن نخزات الشيطان التي تكلم عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أم ماذا؟ لست أعرف لماذا وصلت لهذه الحالة إنني وأنا أكتب الرسالة أخاف غضبه علي نعم أخاف أن يغضب إنني مؤمنة وإنني عندما أحتاج اليه فبسرعة ألجأ إليه ولكن مشكلتي هذه الشك فهل من كلمة علها ترجع جنوني؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد قالوا له: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: "وقد وجدتموه؟ " قالوا: نعم، قال: "ذلك صريح الإيمان" رواه مسلم.
وفي بعض الروايات قالوا: (لأن يكون أحدنا حممة أحب إليه من أن يتكلم بها) وفي بعض روايات الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة" ويتضح من خلال الحديث ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على من وقع في مثل هذه الوسوسة بشرطٍ وهو عدم انسياقه وراءها، وتصديقه لما أخبر الله به ورسوله، وشدة خوفه من الله عز وجل حتى أنه يفضل أن يحرق حتى يصير حممة، أي فحماً مسوداً، يفضل ذلك على النطق بمثل تلك الكلمات، وإنما أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك دليل على أن الشيطان قد أيس أن يضله، ويزيغه، فرجع إلى الوسوسة، وهو مع ذلك لم يستجب له، بل حاله كما رأيت من قبل.
فهذا هو الواجب في مثل هذا المقام أن يقول الإنسان: آمنت بالله وبرسوله، ويطرد عن نفسه مثل تلك الخواطر.
هذا وننبه الأخت السائلة إلى أمر يعينها على دفع وساوس الشيطان، ألا وهو التفكر في مخلوقات الله الدالة على وجوده سبحانه، وقدرته وحكمته وعلمه.
فالشيطان يحاول أن يجر الإنسان ليتفكر في شيء لا يستطيع العقل البشري القاصر إدراكه، وتصوره، وهو التفكر في ذات الله سبحانه، ولكن جرَّه أنت نفسك إلى التفكر فيما يقدر العقل على التفكر، وهو هذا الكون الفسيح بما فيه من مخلوقات.
فكل واحد منها دليل على وجود الباري سبحانه وعلى وحدانيته.
وكما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
وراجعي الجواب رقم:
12300
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1422(6/2675)
الوسوسة في الإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[كثيراً ما تأتيني وساوس عن الله وعن أمور في لب العقيدة وأنا أعلم الذي ينبغي من النفث....إلخ لكن ذات مرة وللأسف أتتني وساوس في رمضان عن القرآن وكان بين يدي وللأسف يبدو أنني أشرت عليه إشارة تعني عدم الإعجاب به ونبذه فظللت أفكر فيما حدث فتبت إلى الله واستغفرته واغتسلت وشهدت الشهادتين واستأنفت حياتي كما كنت ... فما الأحكام المترتبة على ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أحاديث النفس والهواجس التي تجول في الخاطر من الأمور التي لا دخل للإنسان فيها، ولا طاقة له بها، ولكن عليه أن لا يسترسل فيها، ولا يعمل أو يتحدث بمقتضاها، ومن فضل الله تعالى ورحمته بنا أن تجاوز للإنسان عما حدثته به نفسه ما لم يعمل به أو يتكلم.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم يتكلموا أو يعملوا به" ومعناه في البخاري وغيره.
أما ما يتعلق بالأمور العقدية مما يخطر على بال الإنسان وتحدثه به نفسه ويستعظمه خوفاً من النطق به فضلاً عن اعتقاده، فإنه دليل على كمال الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: "وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال::"ذاك صريح الإيمان" رواه مسلم.
لذا فإنا ننصح السائل بأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يشغل نفسه بالتفكر فيما يفيده في دنياه وأخراه، ولا يسترسل في أحاديث النفس وخواطرها، وإن وجد شيئاً منها يتعلق بعقيدته فليله عنه، وليقل: آمنت بالله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون، حتى يقال: هذا، خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئاً من ذلك فليقل: آمنت بالله" رواه مسلم.
أما ما صدر منك نحو المصحف، فإن كان احتقاراً واستهزاء، فلا شك أنه كفر، ولكن التوبة الصادقة تجب ما قبلها ولله الحمد. أما الآن وبعد أن تشهدت واغتسلت وتبت، فما عليك إلا أن تستمر على توبتك، ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والثبات على الإيمان، وأن يتوفنا مسلمين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1422(6/2676)
حقيقة حديث النفس
[السُّؤَالُ]
ـ[حديث النفس وكيف أعرف أنه حديث النفس.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن حديث النفس هو ما يجول بخاطر الإنسان من التفكير والهواجس، وهو أمر غالب لا يمكن الاحتراز منه في الصلاة، ولا في غيرها، لما جعل الله للشيطان من السبيل على الإنسان، ولكن الله بمنه وكرمه تجاوز للإنسان عنه ما لم يعمل به، أو يتحدث، ففي صحيح البخاري: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم".
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1422(6/2677)
دفع حديث النفس في العقيدة دليل الإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[1-حديث النفس لا أستطيع التخلص منه وقد تعبت منه لأنه يمكن أن يكون فيه أشياء تتعلق بالإيمان ماذا أفعل لأني كا ما أتذكره أخاف أن يكون به شرك وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أحاديث النفس والهواجس التي تجول في الخاطر من الأمور التي لا دخل للإنسان فيها ولا طاقة له بها، ولكن عليه أن لا يسترسل فيها، وأن لا يعمل أو يتحدث بمقتضى ما كان من ذلك غير مأذون فيه شرعاً، ومن فضل الله تعالى ورحمته بنا أن تجاوز للإنسان عما حدثته به نفسه ما لم يعمل به أو يتكلم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به" ومعناه في البخاري وغيره، أما ما يتعلق بالأمور العقدية مما يخطر على بال الإنسان، وتحدثه به نفسه، وتستعظمه خوفاً من النطق به فضلاً عن اعتقاده، فإنه دليل إيمانه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: "وقد وجدتموه؟ " قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان" رواه مسلم. لذا فإنا ننصح السائل بأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يشغل نفسه بالتفكر فيما يفيده في دنياه وأخراه، ولا يسترسل في أحاديث النفس وخواطرها، وإن وجد شيئاً منها يتعلق بعقيدته فليله عنه، وليقل: آمنت بالله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئاً من ذلك فليقل آمنت بالله" رواه مسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شوال 1422(6/2678)
هذه الأمور تعين على العلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسان موسوس جدا فلا أستطيع أن أصلى بمفردى لأنني لاأستطيع قول تكبيرة الإحرام إلا بعد جهد جهيد وكذلك فإنني عندما أختم الصلاة بالسلام لا أستطيع أن أسلم إلا بعد جهد كبير.ولكنني عندما أصلي جماعة يقل ذلك وإن كان يحدث فى بعض الأحيان فأظل واقفا بدون الدخول إلى الصلاة حتى بعد أن بدأ الإمام وركع وسجد.وتلك العادات تسبب لي ضيقا شديدا وأريد أن أتخلص منها ولكنني لاأستطيع.فماذا أفعل؟ أفتوني فى مشكلتي جزاكم الله خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبداية نسأل الله أن يشفيك ويعافيك من هذه الوساوس، ولعله من المفيد أن نذكرك بعدة أمور يمكنك اتباعها في العلاج:
1-الاعتصام بذكر الله، والالتجاء إليه، فلا بد أن تتحصن بالمعوذتين: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ، وآية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم..) وغير ذلك من الأذكار، كأذكار الصباح والمساء، والنوم، والأكل.. إلخ.
فإن المحافظة على ذكر الله تعصمك من الشيطان ووسوسته بإذن الله.
2-استعمال الرقية الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة، فإنها نافعة -إن شاء الله- في طرد الشيطان، فيمكنك أن ترقي نفسك، أو أن تطلب ذلك من المشايخ المعروفين بالتقوى والصلاح، واحذر من الدجالين والسحرة، فإن الذهاب إليهم لا يجوز.
3-الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، ولتستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وخاصة عندما تكبر تكبيرة الإحرام، وكذلك عند التسليم من الصلاة لينصرف عنك الشيطان.
4-احرص على أداء جميع الصلوات جماعة في المسجد فإن ذلك أبعد عن الوسوسة -إن شاء الله- وإياك وتأخير الصلوات عن أوقاتها، أو التخلف عن صلاة الجماعة بغير عذر، فإن المخالفات الشرعية قد تجلب لك البلاء.
5-احرص على الطاعات والأعمال الصالحة ومنها: المحافظة على كثرة الذكر، وتلاوة القرآن الكريم في بيتك، وخاصة سورتي البقرة وآل عمران فإنهما يطردان الشيطان من البيت.. إلخ.
كما نوصيك باجتناب كبائر الذنوب والمنكرات لأنها تسلط الشيطان عليك، قال الله عن الشيطان: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون*إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) [النحل:99-100]
6-عليك بالثقة بالله تعالى، والتوكل عليه حق التوكل، فإنه سبحانه عليم حكيم، يبتلي من يشاء من عباده بما شاء، وفق حكمة فلا تبتئس من ذلك، ولا تيأس من رحمته سبحانه وتعالى.
ويمكنك مراجعة الفتوى رقم:
10355 والفتوى رقم: 2081
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1422(6/2679)
البحث عن العلاج والتحصن بالأذكار
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يتم التخلص من وسوسة الشيطان التي تجعل الإنسان في السوء عن أهله بما معنى (تكرار بعض الحركات وترديد الكلمات وعدم لمس بعض الأشياء خوفا منها وذلك وسوسة من الشيطان) فأرجو أن أجد حلا لهذا الوسواس؟
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الوساوس إما أن تكون ملازمة للمرء لا تنفك عنه في جميع الأحوال، وإما أن تكون غير ملازمة له، وإنما تطرأ في بعض الأحيان، وتأثير هذه الوساوس إما أن يكون قهرياً لا يمكن للمصاب معه أن يدفعه عنه، وإما أن يكون من الممكن دفعه ومقاومته، وفي كل الأحوال لابد من البحث عن العلاج، ففي بعض الأحوال لابد من مراجعة الطبيب المختص للعلاج، وفي بعضها لا يحتاج إلى ذلك، وإنما يحتاج إلى تحصين النفس من الشيطان.
ويتبع في ذلك عدة طرق منها:
1/ الاعتصام بذكر الله، والالتجاء إليه، والتحصين بالمعوذتين (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) وآية الكرسي (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) ، وغير ذلك من الأذكار كأذكار الصباح والمساء، والنوم والأكل ... إلخ.
2/ استعمال الرقية الشرعية الثابتة من القرآن والسنة بأن ترقي نفسك، أو أن تطلب من أحد المشايخ المعروفين بالتقوى والصلاح أن يرقيك، مع الحذر من الذهاب إلى الدجالين والسحرة.
3/ الإكثار من الطاعات، والبعد من المحرمات، وخاصة كبائر الذنوب، مع الإكثار من الدعاء، والالتجاء إلى الله أن يصرف السوء، ويذهب البأس. وراجع الفتوى رقم: 3086، 11752، 10355.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شوال 1422(6/2680)
التوكل واتباع الهدي النبوي يطرد الوسواس
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص مصاب بمرض الوسواس القهري كان ملتزما جدا في الصلاة والصيام لكن منذ 3 سنوات أصبح بعض الشيء مهملا حتى الصلاة أصبح يهمل بها ومرات لا يصليها وكل ما ينوي قضاء الصلوات المتراكمة عليه لا يستطيع ويحس أن صلاته غير محسوبة ويحس أن وضوءه ناقص أو غير صحيح أو أنه غير طاهر الطهور التام ولكن في الفترة الأخيرة أصبح يحاول أن يحافظ قدر الإمكان على الصلاة ولكنه يشعر بنوع من التقصير في صلاته ماذا يفعل وهو يشعر أنه غلط غلطة كبيرة ويريد التوبة ماذا يفعل لكي يطمئن على صحة صلاته وعباداته الأخرى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن علاج الوسواس هو ذكر الله والاعتصام بحبله والتوكل عليه، وأن يحافظ المرء على أذكار الصباح والمساء، وأذكار دخول بيته والخروج منه، وبقية الأذكار فإن ذلك حصن حصين من الشيطان وكيده. وعليه أن يتعلم هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في طهوره وصلاته وصيامه وغير ذلك.
فإذا جمع بين التوكل على الله والبصيرة في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يلتفت بعد ذلك إلى شيء من وساس الشيطان. ولا يجوز للإنسان أن يقعد عن العبادة ويتكاسل عن الصلاة بحجة تأثير وساوس الشيطان عليه، فإنه بذلك القعود يعين الشيطان على نفسه، بل عليه أن يجاهد نفسه والشيطان. وراجع الجواب رقم 3086 2860 وأما حكم ترك الصلاة فسبق برقم 1195 ورقم 1846 ورقم 2081
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1424(6/2681)
التوكل على الله مع أدعية الكرب والأذكار ... طمأنينة للنفس
[السُّؤَالُ]
ـ[إنني ينتابنى شكوك دائما وشعور بالخوف والقلق فمثلا أخاف إذا سمعت صوت الرعد أو صوت الرياح أو حتى إذا كان هناك هواء يداعب الأشجار وأجدها تهتز سريعا أو إن كانت هناك أي عواصف مثيرة للأتربة أو حتى إذا كان هناك غيم فى السماء يحجب أشعة الشمس فإن كل هذه الأعراض تبعث فى قلبي الخوف لدرجة أنها تصيبني بمغص شديد يصل إلى حد الإسهال حتى إنني أصبحت أكره فصل الشتاء.
فماذا أفعل لتجنب كل هذه المخاوف؟
أفيدونى أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلاج الشكوك والخوف والقلق هو الاعتماد على الله، والثقة به، والتوكل عليه، والجزم الكامل بأن الأمور كلها بيد الله، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
وأنه سبحانه أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأنصر من ابتغي، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأوسع من أعطى.
وأنه بكل شيء محيط، وأنه سبحانه يعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب، ولا يابس إلا في كتاب مبين.
وكيف يخاف من رزق حلاوة الإيمان بالقدر، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً، وأنه لو اجتمع من في أقطار السموات والأرض على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.
كيف يخاف من يسبح الله وهو يعلم أن الرعد يسبح بحمد الله، وكذلك السموات والأرض، وكذلك الطير قد علم صلاته وتسبيحه.
كيف يخاف من يعلم أن الله هو أرحم الرحمين، فهو أرحم بك منك، وأرأف بك منك.
وكيف يخاف من يعلم أن الله هو القاهر فوق عباده، وأن ما في الكون عبيد له سبحانه، خلق من خلقه، فلا يخاف من العبيد من كان معتمدا على ربهم، ولا من المخلوقات من كان خالقها هو نصيره سبحانه وتعالى.
وقد كان هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله عندما يرى بعض التغيرات في آيات الله الكونية، ومن ذلك دعاءه عند رؤية الهلال بقوله: "اللهم أهلَّه علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله" رواه أحمد.
ويدعو عند الكرب فيقول: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله أنت رب العرش العظيم، لا إله إلا أنت رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم" رواه أحمد.
وقال الوليد بن الوليد: يا رسول الله إني أجد وحشة قال: "فإذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحرى لا يقربك" رواه أحمد.
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "اللهم صيباً نافعاً" رواه أحمد.
ونرشدك أخي إلى قراءة كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الله، فقد قال العلماء: بع الدار واشتر الأذكار. يقصدون هذا الكتاب العظيم. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1422(6/2682)
الوسواس القهري وترك الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[الوسواس القهري ماهو؟ وماعلاجه؟ وهل تسقط الصلاة عن المريض به؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوسواس القهري لا تسقط به الواجبات الشرعية، والواجب على من ابتلي به أن لا يستسلم له، ويبذل ما في وسعه في سبيل علاجه، وراجع الجواب رقم: 3086
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1424(6/2683)
التفل من وسوسة الشيطان يشمل الإمام والمأموم والمنفرد
[السُّؤَالُ]
ـ[نحن نعلم أن هناك شيطانا يفسد الصلاة على المرء واسمه خنزب وعليه يجب أن يتفل المرء 3 مرات شمالا السؤال: هذا إن كان فردا، فما الحكم إن كان مأموما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحكم الوارد في الحديث بالتفل عن اليسار يشمل الإمام، والمأموم، والمنفرد، وراجع الفتوى رقم: 10434
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شعبان 1422(6/2684)
الرؤيا المفزعة ... أسبابها ... ووسائل دفعها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما سبب من يرى أحلاما قابضة بصفة مستمرة وكلها لا تخلو من رؤية الأموات بها وذلك بالرغم من قراءة القرآن الكريم والأدعية قبل النوم مع العلم بأن من يتعرض لذلك امرأة وتعرضت بالسابق لسحر وقد تم معالجته بالقرآن الكريم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالرؤيا المفزعة والمقلقة المحزنة سببها هو الشيطان، ليحزن بها المؤمن، وليس بضاره شيئاً إلا بإذن الله عز وجل.
وقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "رأيت في المنام كأن رأسي قطع. قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدث به الناس".
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان ... ".
والعلاج في دفع مثل هذه الرؤيا هو: المحافظة على أذكار النوم، وقراءتها بتدبر وتمعن مع الجزم بنفعها، وحفظ الله لقارئها.
وإذا رأى بعد ذلك ما يكره، فليلتزم العلاج النبوي، فلا تضره تلك الرؤيا مهما كانت، فعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: إن كنت لأرى الرؤيا تمرضني قال: فلقيت أبا قتادة، فقال: وأنا كنت لأرى الرؤيا فتمرضني، متى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث بها إلا من يحب، وإن رأى ما يكره، فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شر الشيطان، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضره". رواه مسلم.
وفي رواية: "وليتحول عن جنبه الذي كان عليه".
وفي رواية عند مسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل ... ".
فمن فعل هذه الأشياء عندما يرى ما يكرهه، وهي:
1/ الاستعاذة بالله من الشيطان، ومن شر الرؤيا.
2/ النفث عن يساره ثلاثاً.
3/ التحول عن الجنب الذي كان عليه إلى جنبه الآخر.
4/ يقوم فيصلي لله تعالى ركعتين أو أكثر.
5/ لا يحدث بها أحداً.
فلن تضره الرؤيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مهما كانت مفزعة ومقلقة، ولذا روى مسلم عن أبي سلمة رحمه الله قال: "إن كنت لأرى الرؤيا أثقل علي من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها" وإذا استمرت هذه الأخت على امتثال هذه التوجيهات النبوية، فإن الله سيذهب عنها ما تعانيه إن شاء الله، نسأل الله عز وجل أن يعجل بشفائها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1422(6/2685)
الثبات والصبر وملازمة الطاعة تذهب الخواطر الشيطانية
[السُّؤَالُ]
ـ[أختى تعاني من الوسواس بعض الأحيان تحرج إلى الخارج وتشاهد كلباً ثم تقول إن الكلب قد لمسها فترجع وتغسل جيمع الثياب وتغتسل أحيانا، وأحياناً ترى ما يلف به الوجبات الخفيفة التي ليست حلالاً وتعتقد أن جسمها احتك بها فترجع إلى البيت حتى تنظف؟ تعاني من جميع أقسام الوساوس واستشارت كثيراً من العلماء كلهم نصحوها بالدعاء وبفعل بعض الأشياء، ولكنها لم تفد كما أننا نصحناها بألا تأخذها بعين الاعتبار لأنها وساوس الشيطان ولكنها لا تستمع إلى ما نقول ولذا يتدرج وضعها من سيء إلى أسوء فهل ترشدون إلى شيء آخر في مساعدتها ونقدر مشورتكم حق التقدير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوسواس من عمل الشيطان، يريد أن يفسد به دين المسلم وعبادته، وجماع علاج الوسواس هو إهماله، وعدم الالتفات إليه، وعدم الاستسلام له، وقد أطبق على هذا أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله، فينبغي للعبد أن يثبت، ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر، والصلاة، ولا يضجر، لأنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وكلما أراد العبد توجهاً إلى الله بقلبه جاء الوسواس من أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله أراد قطع الطريق عليه. ا. هـ
وقال ابن حجر الهيتمي: للوسواس دواء نافع هو الإعراض عنه جملة، وإن كان في النفس من التردد ما كان، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثير ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها. ا. هـ
وقال العز بن عبد السلام وغيره: دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني وأن، إبليس هو الذي أورده عليه، وأن يقاتله، فإن له ثواب المجاهد، لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فر منه. ا.هـ
ومما يعين المرء على طرد الوسواس علاوة على الإعراض عنه:
1-ذكر الله تعالى في كل حال، فقد روى أبو يعلى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان وضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس"
2-التعوذ بالله من الشيطان، فقد روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: يا رسول الله، إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، فقال له صلى الله عليه وسلم: "ذلك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً " قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
3-قراءة القرآن وخاصة قراء المعوذتين.
4-الدعاء واللجوء إلى الله.
5-الإكثار من الطاعات.
6-البعد عن الذنوب والمعاصي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1422(6/2686)
يأتيها النعاس عند قراءة القرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[بماذا تنصحونني في حل هذه المشكلة وهي عندما أذهب أقرأ القرآن ينتابني نعاس شديد حتى أني لا أستطيع أن أفتح عيني حتى ولو كنت صائمة.
أرجو أن تحلو مشكلتي هذه.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما لا شك فيه أن الشيطان عدو للإنسان، ويحاول بكل ما أوتي من كيد وحيلة أن يبعده عن الخير، ويوقعه في الشر. والصد عن ذكر الله تعالى - خاصة - من أهم أهدافه التي يسعى دائماً لتحقيقها، قال تعالى - بعد ذكر بعض مكايد الشيطان -: (وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة:91] .
وعليه، فهذا النعاس الذي ينتاب الشخص عندما يريد أن يقرأ كتاب ربه لا شك أنه من الشيطان، وعلاجه الالتجاء إلى الله تعالى بالاستعاذة من شر الشيطان وكيده، والوضوء والصلاة، واستشعار أن هذا النعاس من الشيطان الذي يريد أن يحرم الإنسان من الخير.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة ... إلى آخر الحديث".
وهو في صحيح البخاري وغيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1422(6/2687)
التعوذ والتفل عند وسوسة الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب فاذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
السؤال: في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا. هل يجوز فعل ذلك وسط الصلاة إذا أحس الإنسان بوسوسة الشيطان أو أنه ينتظر إلى أن ينتهي من صلاته أو أنه يفعل ذلك قبل الصلاة
أفيدونا جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا أحس المصلي بوسوسة الشيطان وهو يصلي، شرع له أن يتعوذ بالله منه، وأن يتفل عن يساره ثلاثاً، والتفل هنا معناه: النفث، وهو إخراج ريح الهواء من الفم، مع شيء من الريق، ويكون هذا حين الإحساس بالوسواس، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا أحسسته" فمتى ما أحس به المصلي فعل ذلك، ولو كان أثناء الصلاة.
وانظر الجواب رقم: 8053
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رجب 1422(6/2688)
علاج وسوسة الشيطان في الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسان موسوس والشيطان يوسوس لي كثيرا وفي الصلاة خاصة فمثلا عندما أصلي العشاء وأسرح قليلا يخيل لي أنني أصلي المغرب وعندما سألت أخي عن ذلك قال لي إن صلاتي لا تكون باطلة وإنما تبطل إذا كنت أصلى العشاء ثم نويت وقصدت داخل الصلاة أن أصلي المغرب. ومن يومها وأنا أعتقد أنني غيرت نيتى داخل الصلاة ولا أستطيع أن أركز في الصلاة فعندما أصلي العشاء مثلا وأكون منتبها في الصلاة أجد كلمة المغرب في رأسي ولا أستطيع انتزاعها منه. كذلك فإنني عندما أصلي يخطر ببالي أنني خرجت من الصلاة. فهل صلاتى باطلة وماذا أفعل؟ أفتوني في ذلك جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الشيطان حريص على إفساد العبادة على المسلم وخاصة الصلاة، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط فإذا قضي التأذين أقبل، فإذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، ويقول: اذكر كذا واذكر كذا لما لم يذكره من قبل، حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى" والمراد بالتثويب: الإقامة، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة علاج تلك الوسوسة لما اشتكى إليه عثمان بن أبي العاص أن الشيطان قد حال بينه وبين صلاته يلبسها عليه، فقال له: "ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً، قال عثمان: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني" رواه مسلم.
فنقول للسائل: افعل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص، ولا تلتفت إلى الوسواس، ولا تصدقه بل أهمله وصلاتك صحيحة، كما ننصحك بالإكثار من الدعاء والتلاوة، والمداومة على الأذكار خصوصاً أذكار الصباح والمساء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1422(6/2689)
الانتحار ... ليس علاجا
[السُّؤَالُ]
ـ[نريد أن ننتحر، مع العلم أن لنا عدة مشاكل. فهل يجوز لنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز الإقدام على قتل النفس (الانتحار) بأي سبب من الأسباب لقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) ولقوله صلى الله عليه وسلم: " من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" رواه البخاري ومسلم.
فدل ذلك على أن قتل المرء نفسه من أعظم الكبائر، وأنه سبب للخلود في نار جهنم والعياذ بالله.
وأن عذاب صاحبه يكون بنفس الوسيلة التي تم بها الانتحار، يضاف إليها دخوله جهنم والعياذ بالله، هذا وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن اليأس والقنوط، وأخبر أن ذلك من صفات الكافرين فقال: (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف:87]
وقال تعالى على لسان خليله إبراهيم: (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) [الحجر:56]
والحاصل أن الإقدام على الانتحار أمر فظيع وعواقبه وخيمة، مهما كانت المشاكل الدافعة إليه.
فعظموا رجاءكم بالله وأيقنوا برحمته سبحانه التي وسعت كل شيء، وجددوا صلتكم بالله وأكثروا من الطاعات والجأوا إليه سبحانه بالدعاء والتضرع أن يصرف عنكم السوء وأن يحبب إليكم الإيمان وأن يزينه في قلوبكم وأن يكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان وأن يجعلكم من الراشدين، واعلموا أن الحياة نعمة عظيمة أنعم الله بها عليكم وفرصة لا يمكن تعويضها فاغتنموها في العمل الصالح حيث به تحيون حياة كريمة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:97]
ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله" رواه أحمد والحاكم، والترمذي وصححه.
ولماذا الانتحار الذي يوجب غضب الله ومقته وعقوبته؟! إن عاقلاً لا يقدم على ذلك أبداً لأنه يخسر دنياه وآخرته. وأخيراً فإننا ننصح بمرافقة الصالحين الذين يحضونكم على الخير ويباعدون بينكم وبين الشر، كما نوصيكم بحضور مجالس العلم والذكر، وبالمحافظة على الصلوات في أوقاتها مع الصبر وتفويض الأمور كلها إلى الله الذي بشر الصابرين بقوله: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) . وفقكم الله للخير وصرف عنكم السوء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رجب 1422(6/2690)
الوسوسة ابتلاء من الله، لكن لها علاج
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم:
أرجو إفادتي في مشكلة الوسواس التي أعاني منها فأنا عند الوضوء يصعب علي التسمية فأشعر كأني لم أنطقها فأعيدها عدة مرات كما أني أنسى أثناء الوضوء إذا كنت غسلت الأعضاء السابقة أم لا فأعيد الوضوء من جديد.
2) عند الصلاة أشعر باني لم أنوي الفرض الذي سأصليه فأشعر بأني سأ نوي النافلة وليست الفريضة مما يجعلني آخذ وقتا طويلا قبل الصلاة لأنوي مما يجعلني أرتبك أثناء التكبير فأنطقها بتكلف كما أني أشعر بأني سأقطع الصلاة عند أي خطأ أو عند سماع صوت فهل يبطلها أم لا
أرجو إفادتي بحلول عملية للتخلص من الوسواس
وهل إذا نسيت الفرض الذي أصليه ثم تذكرته أثناء الصلاة هل يبطلها أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يستسلم لهذه الوسوسة التي تعرض له في وضوئه، أو في صلاته، أو في ذكره، أو غير ذلك. لأنها من كيد الشيطان ليصرف الصالحين عن عبادتهم، ويقطعهم عما يقربهم من ربهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره، فينبغي للعبد أن يثبت، ويصبر، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة، ولا يضجر، فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان: (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) وكلما أراد العبد توجهاً إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوساوس أمور أخرى، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق، كلما أراد العبد أن يسير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه، ولهذا قيل لبعض السلف: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس، فقال: صدقوا، وما يصنع الشيطان بالبيت الخرب؟!
وإذا استسلم الشخص للوساوس ولم يقطعها، فقد تجره إلى ما لا تحمد عقباه -والعياذ بالله- ومن أفضل السبل إلى قطعها والتخلص منها: الاقتناع بأن التمسك بها اتباع للشيطان، وقد نقل الشيخ محمد عليش المالكي عن بعض المشايخ أن الوسوسة بدعة أصلها جهل بالسنة أو خبال في العقل.
ويستعين الإنسان بدفعها بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وبالدعاء، واللجوء إلى الله، وبالانصراف عنها، وإلزام النفس بذلك.
وقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: (له داوء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية -وإن كان في النفس من التردد ما كان- فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها، وإلى شيطانها … وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليعتقد بالله ولينته.
فتأمل هذا الدواء النافع الذي علمه من لا ينطق عن الهوى لأمته.
واعلم أن من حُرِمَهُ حُرِمَ الخير كله، لأن الوسوسة من الشيطان اتفاقاً، واللعين لا غاية لمراده إلا إيقاع المؤمن في وهدة الضلال، والحيرة، ونكد العيش، وظلمة النفس وضجرها، إلى أن يخرجه من الإسلام، وهو لا يشعر أن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً … ولا شك أن من استحضر طرائق رسل الله سيما نبينا صلى الله عليه وسلم وجد طريقته وشريعته سهلة، واضحة، بيضاء بينة، سهلة لا حرج فيها، وما جعل عليكم في الدين من حرج، ومن تأمل ذلك وآمن به حق إيمانه ذهب عنه داء الوسوسة والإصغاء إلى شيطانها … وذكر العز بن عبد السلام وغيره نحو ما قدمته فقالوا: داء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني، وأن إبليس هو الذي أورده عليه، وأن يقاتله فيكون له ثواب المجاهد، لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فرَّ عنه، وأنه مما ابتلي به نوع الإنسان من أول الزمان، وسلطه الله عليه محنة له، ليحق الله الحق، ويبطل الباطل ولو كره الكافرون… وبه تعلم صحة ما قدمته أن الوسوسة لا تسلط إلا على من استحكم عليه الجهل والخبل، وصار لا تمييز له، وأما من كان على حقيقة العلم والعقل فإنه لا يخرج عن الاتباع، ولا يميل إلى الابتداع.. ونقل النووي عن بعض العلماء أنه يستحب لمن بلي بالوسوسة في الوضوء أو الصلاة أن يقول: لا إله إلا الله. فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس، أي تأخر وبعد، ولا إله إلا الله رأس الذكر) .انتهى
وأما شعورك بقطع الصلاة عند أي سهو، أو عند سماع صوت، فلا شك أنه من الوسوسة التي يجب الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، إذ أن السهو في الصلاة لا يبطلها باتفاق، وكذلك مجرد سماع الصوت وأنت فيها.
وأما قولك (وهل إذا نسيت الفرض الذي أصليه ثم تذكرته أثناء الصلاة هل يبطلها أم لا؟) فنرجو مراجعة الجواب رقم 9487.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1422(6/2691)
الصرع ... ماهيته ... وأنواعه
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو الفرق بين الصرع والشخص الذي فيه مس من الجان ولكم جزيل الشكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
... فإن من به مس الجن قد يصرع بسبب ذلك المس وقد لا يصرع، بحسب خبث الجان المتلبس به، فإذا كان الممسوس يصرع فإن ذلك أحد نوعي الصرع المعروفة، والنوع الثاني من الصرع هو ما كان سببه علة مرضية عضوية. قال الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار (الصرع -نعوذ بالله منه - علة تمنع الأعضاء الرئيسية عن استعمالها منعا غير تام، وسببه ريح غليظ تنحبس في منافذ الدماغ، أو بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاء، ويقذف المصروع بالزبد لغلظ الرطوبة.
وقد يكون الصرع من الجن، ويقع من النفوس الخبيثة منهم، إما لاستحسان بعض الصور الإنسية، وإما لإيقاع الأذية به هذا ما قاله المتقدمون، أما أهل الطب الحديث فلم يفرقوا -فيما نعلم - بين النوعين وقد عرفوا ما يحدث بأنه مرض يعرف بنوبات متكررة على فترة طويلة تسبب حركات وقتية غير طبيعة مصحوبة أو غير مصحوبة بإحساس أو سلوك غير طبيعي) انتهى
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الأولى 1422(6/2692)
الغيرة لا تعني إساءة الظن بالزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص تاب توبة نصوحة إن شاء الله واعتمر ونوى الحج ولكن تزوج وزوجته دينة مصلية طاهرة ومن عائلة مشهود لها بالتدين والحمد لله ولكن في أحد الأيام وسوس الشيطان في نفسه (مجرد وسوسة) فعاد إلى البيت ليتأكد من هذه الوساوس فشاهد كل شيئ على أحسن ما يرام طهارة وشرف رفيع والحمد لله فهل عليه كفارة مع العلم بأنه ندم ندما " شديدا" لدرجة البكاء على هذه الوساوس واستغفر ربه أفيدونا جزاكم الله خيرا (مع العلم بأن زوجته لاتعلم لماذا جاء إلى البيت في هذا الوقت ولم تسأله) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من حقوق المرأة على زوجها صيانتها وحفظها من كل ما يخدش شرفها، ويثلم عرضها، ويمتهن كرامتها، ويعرض سمعتها لقالة السوء، ولكن لا ينبغي أن يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها، ولا أن يسيء الظن بها، لما يجر له ذلك من توتر العلاقة الزوجية، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، فإن الغيرة منها ما هو محمود، ومنها ما هو مذموم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من الغيرة ما يحبه الله، ومنها ما يبغضه الله، فأما الغيرة التي يحبها الله، فالغيرة من الريبة، والغيرة التي يبغضها الله، فالغيرة من غير ريبة…" رواه أبو داود والنسائي وابن حبان.
ويقول علي رضي الله عنه: لا تكثر الغيرة على أهلك، فترامى بالسوء من أجلك.
إذا علمت هذا أخي السائل، وعلمت من زوجتك الطهارة والنزاهة فاطمئن، ولا تترك مجالاً للوساوس، فإنها من الشيطان يقذفها في قلب المرء ليباعد بينه وبين أهله، وحيث أنك قد ندمت واستغفرت، فلا شيء عليك وراء ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1422(6/2693)
قراءة القرآن الكريم والمداومة على الذكر يورث الطمأنينة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب مسلم أعاني من الشك والريب أرجو إفادتى بأسماء كل الكتب التي يمكن أن تفيدني وتساعدني في أن أكون موقنا ثابتا على دين الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيقول الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28]
ويقول سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) [الاسراء:82] .
فقراءة القرآن، والمداومة على ذكر الله خير معين على انشراح الصدر وطمأنينة النفس، والوصول إلى برد اليقين.
والشكوك والوساوس إنما مصدرها من الشيطان، ولا أثر للشيطان مع تحصن الإنسان بذكر الله تعالى. فأكثر من تلاوة القرآن، وواظب على أذكار الصباح والمساء والنوم والدخول والخروج والأكل والشرب، والذكر المطلق: تسبيحاً وتهليلاً وتكبيراً واستغفاراً وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فبذلك تذهب الهموم وتنقشع الغموم. وإن كان لديك شك في مسألة أو قضية معينة فنرجو أن تبين لنا ذلك ليتسنى لنا جوابك.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الثاني 1422(6/2694)
يصلي ويشعر أنه ينافق وأن صلاته غير مقبولة
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما أؤدي الصلاة أحس بأنني أنافق وأمن وينتابني شعور بأن صلاتي غير مقبولة مع أنني أؤديها على أحسن مايرام كما تعلمت أن تكون الصلاة. كيف أنزع هذا الشك الذي ينغص علي ويجعلني أفكر في تركها؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وجزاكم الله كل الخير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما تعانيه من شعور تجاه نفسك أنك غير صادق في صلاتك، وأنك تنافق، وأن صلاتك لذلك غير مقبولة، إن هذا كله من كيد الشيطان الذي توعد بأن يقعد على طرق الخير، والأعمال الصالحة ليصد المؤمنين عنها.
قال تعالى حاكياً قوله: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) [لأعراف:16] .
غير أن الله لم يجعل له من سبيلٍ على عباده إلا بالوسوسة، وقد علمنا وبين لنا - سبحانه - سبيل دفعها، والتخلص منها، ألا وهو بذكر الله عموماً، والاستعاذة بالله من الشيطان خصوصاً، ومن أنجع الوسائل لاتقاء وسوسة الشيطان - مع الاستعاذة والذكر - هو عدم الاسترسال مع الوساوس، وعدم الالتفات إلى ما يلقيه الشيطان، فإن ذلك مما يعين على إضعاف تأثيره على المرء.
أما قولك بأنك تفكر في الاستغناء عنها، فإن هذا هو عين ما يريده الشيطان منك ويسوقك إليه، فلو طاوعته وقد علمت عداوته وإرادته الشر بك، لوقعت في شر من الوسوسة - التي هي إخلال بالصلاة - ألا وهو ترك الصلاة بالكلية.
فالواجب عليك هو الكف عن مثل هذه الوساوس، وعدم التفكير فيها، فهي من وحي الشيطان وتلبيسه، وأقبل على صلاتك بخشوع داعياً الله حسن العمل، وحسن القبول، وكن واثقاً أنك إذا فعلت ما عليك من الأعمال الظاهرة والباطنة التي تقدر عليها، فإن الله سيقبل منك عملك، ولا يضرك كيد الشيطان، ولعل مما يفيد في ذلك أن تطلع على الفتوى رقم: 3087، ففيها تفصيل لأهم أسباب تحصيل الخشوع الذي هو لب الصلاة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الثاني 1422(6/2695)
التفكير في المعاصي....حكمه وأحواله
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أريد أن أسال عن:هل يحرم التفكير بالمعاصي كأنه يفعلهافقط؟؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد نص العلماء على أن الإنسان لا يعاقب على ما توسوس به نفسه من المعاصي ما لم يعملها أو يتكلم بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم" وفي رواية أخرى "ما حدثت به أنفسها" رواه البخاري ومسلم، ومحل التجاوز عن حديث النفس والخواطر بالقلب هو ما إذا لم تستقر، قال الحافظ ابن حجر: (المراد نفي الحرج عما يقع في النفس حتى يقع العمل بالجوارح أو القول باللسان على وفق ذلك، والمراد بالوسوسة تردد الشيء في النفس من غير أن يطمئن إليه ويستقر عنده) .
فتحصل أن التفكر في المعاصي إذا وصل إلى حد الاستقرار في النفس وعقد الضمير على فعل الحرام كان حراماً.
بخلاف الوسوسة المجردة عن اطمئنان النفس والعزم على الفعل.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الأول 1422(6/2696)
الالتزام بالدين والطاعة ... يبعد شبح الأحلام المزعجة
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ مدة وأنا أحلم بالموت والقبر ويوم القيامة وتجري محادثات بيني وبين ملك الموت ليقبض روحي فأطلب التأجيل فيعطيني فرصة.
هذا الأمر يحصل لي بعد الزواج بشكل يومي تقريبا؟ .. أفيدوني أفادكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعرف تفسيراً لما يحدث لك، لكننا ننصحك بإصلاح علاقتك بالله سبحانه وتعالى، وحافظ على أداء الفرائض والصلوات في أوقاتها جماعة في المسجد، وأكثر من الذكر وتلاوة القرآن، ورافق الصالحين وأشغل نفسك بالطاعات، وابتعد عن المعاصي وخاصة كبائر الذنوب، وتفقد أحوال زوجتك وتعاونا على الطاعة، فربما كانت مقصرة مفرطة في جنب الله غافلة عن ذكره سبحانه وتعالى، أو متهاونة بأمر الصلاة أو الطهارة ونحو ذلك، واحرص على أذكار الصباح والمساء والنوم فإنها تعصمك من الشيطان، واحرص على النوم على وضوء، وطهر البيت من المنكرات كالغناء أو الموسيقى، أو الصور والتماثيل وغير ذلك.
وإذا التزمت بذلك أنت وزوجك يرجى لكما الخير الكثير والتوفيق في الدنيا والآخرة، وربما انقطعت عنك الأحلام المزعجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 صفر 1422(6/2697)
التفل والتعوذ من الوسوسة ... أثناء الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[في حديث لا أتذكره نصا معناه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم بأن الصلاة تتلبس عليه حتى لايعرف كم صلى فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك شيطان يقال له 0000 (لا أتذكراسمه) فإذا أحسسته فانفث على يسارك وتعوذ من الشيطان، السؤال: هل ينفث الإنسان عندما يحس بوسوسة الشيطان أثناء الصلاة أم قبلها وكيف؟ أرجو الإفادة وجعل الله عملكم هذا في ميزان حسناتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك شيطان يقال له خِنْزَب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني".
ومعنى (خنزب) : قطعة لحم منتنه، فكأن اسم هذا الشيطان اشتق منها.
وأما التعوذ والتفل على اليسار ثلاثاً، فكل ذلك داخل الصلاة وقت إحساس المصلي بوسوسة الشيطان، وذلك بأن يميل برأسه شيئاً قليلاً جهة اليسار، فيتفل تفلاً هيناً، كأنه يخرج شيئاً مما علق بلسانه، ويقول بصوت خافت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يتم صلاته. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1422(6/2698)
الفرق بين الوساوس التي هي من صريح الإيمان وغيرها التي تدل على ضعف الإيمان
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف نعرف الوساوس التي هي دليل على صريح الايمان، والوساوس التي قد تكون من ضعف الإيمان أو نحوها فأنا في حيرة من أمري؟ أرجوالإفادة بالتفصيل وجزيتم خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: (وقد وجدتموه؟ " قالوا: نعم، قال: " ذاك صريح الإيمان". قال النووي في شرحه لهذا الحديث: (فقوله صلى الله عليه وسلم: " ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان،" معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك.
قال الخطابي: (المراد بصريح الإيمان هو الذي يعظم في نفوسهم إن تكلموا به، ويمنعهم من قبول ما يلقي الشيطان، فلولا ذلك لم يتعاظم في نفوسهم حتى أنكروه، وليس المراد أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، بل هي من قبل الشيطان وكيده) وبكلام الخطابي هذا يعلم أن الذي دل على صحة الإيمان هو تعاظم هذه الوساوس وردها، وأن عدم تعاظمها والسماح للنفس بالاسترسال فيها يدل على ضعف الإيمان.
أما حصول الوسوسة نفسها فلا يدل على قوة الإيمان ولا على ضعفه. وعلى ما تقدم يستطيع السائل أن يعرف الفرق وتطمئن نفسه، فمن كان ممن يستعظم أمر تلك الوسوسة، ويخاف من ورودها عليه، ومن النطق بها، ويدفعها عنه قاطعاً سبيلها إلى قلبه ومعتقده الإيماني الراسخ، رافضاً لها، متعوذاً بالله من الشيطان، فذاك صاحب إيمان صريح، له بسلفنا من الصحابة رضوان الله عليهم أسوة حسنة. ومن تابع الوسوسة، وتكلم بها، ونشرها، ووصل معها درجة الشك التي تزعزع أركان اليقين، وتخالف التوحيد، فذاك من ضعف إيمانه، وخيف عليه من الشرك، ومتابعة الشيطان فيما يلقي إليه من وسوسة.
ومن دافع الوسوسة اندفعت عنه بفضل الله وتثبيته، وخنس عنه الشيطان، ويئس منه في هذه السبيل، فقد قال تعالى: (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) [النساء:76] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1422(6/2699)
آية (ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع) وعلاقتها بالوسواس القهري
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
هل تعتبر الآية فى سورة البقرة رقم 155-157
لها علاقة بالوسواس القهري.
أفيدونى أفادكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن الوسواس القهري مرض يعتري المرء، يأتي له بصورة أفعال وأفكار تتسلط على المريض وتضطره لتكرارها، وإذا لم يكرر الفعل أو لم يتسلسل مع الفكرة يشعر المريض بتوتر، ولا يزول هذا التوتر إلا إذا كرر الفعل، وتسلل مع الفكرة. وبعد أن يطاوع الوسواس يعاوده الدافع للفعل ثانية. ولا يزول المرض بهذا بل يتمكن منه. ولا شك أن المرض نوع من البلاء، قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) [الأنبياء:35] والابتلاء بالمرض يدخل في قوله صلى الله عليه وسلم:" ما يصيب المسلم من نصب، ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" رواه البخاري ومسلم. ومعنى (الوصب) : المرض. وفي هذا الحديث بيان أن الابتلاء يكفر الله به الخطايا. وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبر في الضراء، والشكر في السراء، فقال: " عجباً لأمر المؤمن: إن أمره كله خير. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" رواه مسلم. ومن هنا فإننا ننصح من ابتلي بهذا بالمرض أو غيره بالصبر لقضاء الله وقدره، ولا يخفى أن الرضا بقضاء الله وقدره من أركان الإيمان الستة الواردة في حديث جبريل لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى" رواه البخاري ومسلم. وإذا أردت مزيداً من التفصيل حول الوسواس القهري فإننا نحيلك على رقم 3086. فارجع إليه إن شئت.
مع العلم بأن الصبر لا يتنافى مع الأخذ بأسباب العلاج والشفاء. نسأل الله لك الشفاء.
أما الآية التي سألت عنها وهي: قوله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) [البقرة:155] فقد بين الله سبحانه وتعالى فيها بعض أنواع البلاء التي يبتلي بها عباده، ثم جاء الثناء على الصابرين عند المصائب عامة الذين يقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الإمام ابن كثير رحمه الله (أخبرنا تعالى أنه يبتلي عباده: أي يختبرهم ويمتحنهم، كما قال تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) فتارة بالسراء، وتارة بالضراء من خوف وجوع… و (نقص من الأموال) أي ذهاب بعضها (والأنفس) بموت الأصحاب والأقارب والأحباب.
قال ابن كثير: وقد حكى بعض المفسرين أن المراد بنقص الأموال: الزكاة، والأنفس: الأمراض، والثمرات: الأولاد. وفي هذا نظر. والله أعلم (تفسير ابن كثير1/259) .
ولذلك فإننا اخترنا لك أدلة أخرى أصرح من هذه الآية، تبين أن المرض من البلاء الذي يكفر الله به الخطايا عند الصبر والاحتساب، كما تقدم في الجواب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 محرم 1422(6/2700)
معالجة الوسواس في الوضوء وغيره
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد قرأت مثل سؤالى ولكن أريد أن أكلمكم وبكل صراحة فقد سالت دموعى حينما قرأت من جوابكم كلمة اصبر فمشكلتي أنه يأتي في بالي أشياء لا أريد أن تأتي ولكنها تاتي رغماً عني فمثلا: عن الوضوء تأتي في بالي أشياء أخجل أن أقولها فهل لو أكملت وضوئي دون إعادته هل يكون حراماً؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يظهر لنا أن سؤالك عن الوسوسة، وما تسببه لك من أذى في الوضوء وغيره.
وإذا كان الأمر كذلك فنقول: إن أهم أمر لعلاج الوسوسة بعد الاستعانة بالله تعالى، وكثرة ذكره، والتقرب إليه بالأعمال الصالحة: عدم الالتفات إلى الوسوسة والاسترسال معها، ومخالفة ما تدعو إليه وتقتضيه، فإذا اعتراك الوسواس أثناء الوضوء، ودعاك إلى إعادة غسل عضو مثلاً، فلا تلتفت لذلك، وأكمل الوضوء، وهكذا لو جاءك الوساوس ودعاك إلى إعادة الوضوء فلا تعده، ووضوءك صحيح، وصلاتك صحيحة.
فأنجع دواء عملي في هذا هو قطع السبيل على الوساوس، والإعراض الكامل عما تأتي به، وإقناع النفس بأن هذا هو الحكم الشرعي، وأنه هو الذي ينال به رضى الله، وأن عكسه -وهو الاسترسال في متابعة الوساوس- قد يعرض المرء لسخط الله، لأنه من اتباع خطوات الشيطان.
وقد نص العلماء على أن للشيطان نزغتين: نزغة غلو، ونزغة تقصير، بأيهما ظفر قنع.
ومتابعة الوسواس من قبيل الأولى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 محرم 1422(6/2701)
لا مؤاخذة على حديث النفس
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحاسبنا الله على ما يدور فى صدورنا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يدور في صدر الإنسان مما لم يعمل أو يتكلم به، لا يحاسب عليه لقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم" متفق عليه. والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1421(6/2702)
حديث النفس والوسواس مما تجاوز الله عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[يراودني أثناء صلاتي وبدون أن أقصد معنى العبارة وهي (أنا كافر) وأنا لست قاصدا ذلك. فما معني ذلك بالله عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دام الأمر لم يتجاوز الهواجس التي تجول بخاطر الإنسان، وتحدثه بها نفسه من دون تلفظ، فهو من المعفوات التي تجاوز الله ـ تبارك وتعالى ـ عنها بمنه ورحمته، ففي الحديث المتفق عليه: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم".
وعلى المصلي أن يشغل نفسه بأذكار الصلاة وأعمالها، وأن يستشعر مراقبة الله له، بدلا من السماح للشيطان باللعب بها. والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2703)
وسائل إذهاب وساوس الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف نطرد الشيطان خارج الصلاة وفي الصلاة
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمما يطرد الشيطان خارج الصلاة الاستعاذة بالله من وساوسه وهمزاته، قال تعالى: (وقل ربّ أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك ربّ أن يحضرون) . [المؤمنون:97-98] . وروى البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد …"
فإذا ساورك الشيطان في صلاتك فادفعه أيضا بالاستعاذة والتفل عن يسارك، لما رواه مسلم في صحيحه أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك شيطان يقال له خَنزَبُ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثاً " قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
وعليك بتدبر ما يتلى وقبل ذلك إحسان الطهارة، فإنها باب عظيم لخشوع العبد في صلاته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2704)
يثاب المرء بالصبر على مرض الوسواس القهري
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل ابتلي بوسواس قهري هل يثاب على ذلك وما هو الحل للتخلص من هذا المرض أفتونى مأجورين]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أما فيما يتعلق بالتخلص من الوسواس وعلاجه فراجع الجواب رقم:
2860 ورقم: 3171
وأما سؤالك هل يثاب المرء على ذلك فالجواب: أنه لا يبتلى المسلم أي ابتلاءٍ فيصبر ويحتسب، ويتعامل معه وفق ما شرع الله تعالى إلاّ وفّاه الله أجر ذلك غير منقوصٍ كما قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين* الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) [البقر155-157] .
وقال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) . [الزمر:10]
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له".
وفي الصحيحين أنه قال: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلاّ كفر الله بها عنه، حتى الشوكة يشاكها".
والوسواس القهري مصيبة من المصائب، وبلاء يبتلي الله به من شاء من عباده. فمن صبر واحتسب فله أجر الصابرين على البلاء بإذن الله. وقد جاءت امرأة إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أصرع فادع الله لي. فقال: إن شئت دعوت الله لك، وإن شئت صبرت ولك الجنة. فقالت: يا رسول الله أصبر، ولكني أتكشف، فادع الله ألاّ أتكشف فدعا لها عليه الصلاة والسلام.
وقد يفوت العبد من مصالح الدنيا والدين ما يفوته بسبب الوسواس، وفي الصبر عوض عما يفوته من ذلك. ولهذا فمن أخذ بالأسباب الشرعية للعلاج فقد أصاب وأحسن. ومن عجز أو قصرت قدرته عن درك ذلك فصبر واحتسب فقد أصاب وأحسن، وفي كل خير. والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1422(6/2705)
الأمور المعينة على تجاوز المصائب والابتلاءات
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد إخوتي الأعزاء لم أرد أن أرسل هذا السؤال إلا لحاجتي لمعرفة ما إذا كان ربي جل جلاله سيؤجرني على ما ابتلاني من مصيبة هي التي دفعتني إلى ذلك. أعاني من مشكلة ليست جسدية والحمد لله. أنا اعلم بأن حلها بسيط جدا على الكثيرين ولكنها أثارت جميع أنواع المشاكل في حياتي. مشكلتي أنني لا أستطيع التحاور والكلام مع الآخرين. وقد زادت مشكلتي ومصيبتي وشقائي عندما أتيت إلى الولايات المتحدة فرقها الله. ولم آت هنا سوى للدراسة فقط. وأنا أحس بأن وحدتي قد زادت بستين ألف ضعف. أنا والحمد لله لا أسعى إلى شفقة أي مخلوق على وجه الأرض. إنما سؤالي هو عما إذا كان هناك من الأحاديث النبوية الشريفة أو كتاب الله عز وجل ما يساعدني ويشد من أزري. أنا آسف على الإطالة وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله جلت قدرته يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) [الأنبياء: 35] .
وعلى المؤمن أن يصبر ويرضى بأمر الله تعالى، وأن يبصر الرحمة من خلال البلاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وأنت إن شاء الله مع صبرك على تلك البلوى مأجور من المولى تبارك وتعالى، فما من عبد يبتلى ببلوى أو مصيبة فيصبر عليها إلا كان ذلك خيراً له، كما في الحديث الصحيح: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له". رواه مسلم
وعليك أخي الكريم أن تسعى في معرفة سبب هذا الأمر. أيرجع ذلك إلى ضعف في لغتك؟ أو أن ذلك بسبب عدم معرفتك لأصدقاء يساعدونك في دفع ألم الغربة أو غير ذلك من الأسباب الاجتماعية أو الثقافية ونحوها. فاسع في معرفة السبب الذي أدى إلى ذلك، وحاول معالجته واستعن بالله.
ومما يعين على مجاوزتك هذا الأمر المحافظة على أركان الإسلام وواجباته لا سيما الصلاة وأدائها جماعة بالمسجد، ومخالطة إخوانك المسلمين في المراكز الإسلامية.
وعليك باللجوء إلى الله والتضرع إليه والتوبة الصادقة، حيث أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالإنابة إليه والتوبة، قال تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور: 31] قال العباس رضي الله عنه: اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة.
وأكثر أخي الكريم من ذكر الله تعالى، فبذكره جل وعلا تطمئن قلوب المؤمنين، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:28] .
ومن الأدعية النافعة إن شاء الله.
- (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) .
- (حسبي الله ونعم الوكيل) ففي سنن أبى داود عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يلوم على العجر ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل.
- (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحَزن إذا شئت سهلاً) رواه ابن السني عن أنس بن مالك. وصححه الحافظ ابن حجر
- (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) .
هذا والله نسأل أن ييسر لك أمورك وأن يوفقك للحق والخير. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2706)
بالذكر والرقية الشرعية والعلاج تذهب الوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم رحمة الله وبركاته، وجزاكم الله عنا كل خير. امرأة مسلمة تحافظ على أداء صلواتها في أوقاتها، مرت عليها فترة كانت كثيرة الشكوك في مدى صحة وضوئها، فما تلبث أن تتوضأ وتكبر للصلاة وإذ بها تنقطع عن صلاتها وتعاود الوضوء، تكرر وضؤها أكثر من مرة في كل صلاة، والآن زادت عليها الحال فتقول إنها بمجرد أن تكبر للصلاة لا تستطيع تلاوة سورة الفاتحة وتشعر وكأن لسانها ثقيل بل إنها تنسى آياتها فلا تستطيع القراءة حتى ولو في سرها ويحدث لها هذا دائما بالركعة الأولى والثانية من صلوات الفرض فقط، أما صلوات النفل فلا يحدث معها هذا إطلاقا. فبم تنصحونها أفادكم الله وبارك لكم ولنا بعلمكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه المرأة قد ابتليت بالوسوسة التي استسلمت لها في أول الأمر، ثم زاد عليها بمرور الوقت كما ـ في السؤال ـ والظاهر من حالها أن شخصيتها قد تكون ضعيفة وليست واثقة من نفسها وتصرفاتها.
ومن كان كذلك فهو مريض عليه البحث عن العلاج، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داءً إلا وضع له دواءً، غير داءٍ واحد: الهرم". أخرجه أحمد، وأصحاب السنن.
وقد يكون المرض نفسياً فلا بأس بالذهاب إلى الطبيب أو الطبيبة المختصة بذلك، وربما كان من تسلط الشيطان ليفسد عليها وضوءها أو صلاتها، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الدواء الشافي حينما قال له عثمان بن أبي العاص: إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، فقال صلى الله عليه وسلم: "ذلك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني" رواه مسلم.
فالشيطان قد يلبّس على المرء قراءته أو يحول بينه وبين الخشوع ويوسوس له، كما جاء في الحديث. أو يوسوس له في الطهارة فليستعذ بالله منه. ولا يعد الوضوء ما دام أنه على يقين من الوضوء.
وإننا ننصح هذه المرأة بالإكثار من تلاوة القرآن، وخاصة المعوذتين، وآية الكرسي، والفاتحة، وتلاوة سورة البقرة وآل عمران في البيت، فإن قراءة سورتي البقرة وآل عمران تطردان الشيطان من البيت قطعاً، وإذا لم تستطع ذلك بنفسها، فيمكنها الاستعانة بامرأة صالحة تقرأ لها، أو برجل من محارمها، أو باستخدام جهاز التسجيل بنية إخراج الشيطان.
كما ينبغي المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، فإنها تعصم المسلم من الشيطان، فلابد منها، ولا ينفع علاج بدونها.
فإذا التزمت بأذكار الصباح والمساء، وكثرة ذكر الله، وتلاوة القرآن، وأكثرت التضرع والالتجاء لرب العالمين أن يصرف عنك الشيطان، وأن يتم عليك صلاتك وإيمانك، فلن يخيب رجاؤك ـ بإذن الله ـ أبداً، ولا تيأسي من رحمة الله ولطفه بك فإنه أرحم الراحمين (إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم) [يوسف: 100] ، وربما كان ما يحدث لك بسبب بعض المعاصي أو المنكرات في البيت، فلابد من التخلص منها، والتوبة، وكثرة الاستغفار.
ولا بأس بالاستعانة ببعض الأخوات المسلمات لتذكيرك بالله، وحضور الصلاة المفروضة في أحد المساجد في جماعة، وربما كانت الوحدة سبباً في الوسوسة أو تسلط الشيطان، وربما كان المرض لا يداوى إلا بالرقية الشرعية، فارق نفسك، أو اذهبي إلى من يرقيك بالقرآن والسنة فقط من أهل الصلاح، واحذري من السحرة والدجالين. ونسأل الله أن يعافيك ويشفيك. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2707)
لا داعي لإعادة مسح الرأس في الوضوء
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي حول الوضوء.
فكلما مسحت رأسي أعدت مسحه أكثر من مرة بدون وضع ماء جديد في يدي لكنني لا أستطيع التأكد من أن الماء مر على شعر رأسي كله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمطلوب منك شرعاً هو أن تمسح رأسك من مقدمه إلى مؤخره ومن مؤخره إلى مقدمه، كما في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه بيديه وأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، ولست ملزماً بالتأكد أن المسح جاء على شعر رأسك كله، ولا ملزماً بأن تتأكد من أن البلل قد عم جميع شعر الرأس لأن ذلك يجعله أشبه بالغسل منه بالمسح، وهما مختلفان مبنى فيختلفان أثرا، فالغسل مبني على تعميم المغسول كله، والمسح مبني على التخفيف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2708)
علاج الوسواس القهري الاشتغال بذكر الله والإكثار من قراءة القرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[يوجد لي صديق يعاني من مشكلة وهي الوسواس القهري وهوالتفكير الدائم في شتم الذات الإلهية والتفكير في الطلاق مع أنه غير متزوج فما حكم الدين في هذه المشكلة؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: ...
فهذا النوع من الوسواس خطير جداً وهو من مصايد الشيطان التي يصطاد بها الإنسان. فيجب عليك أن تبين لصديقك هذا خطره وما قد يوقعه فيه وأن تحثه على الاشتغال بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن والاشتغال بما ينفعه في أمر دينه ودنياه لئلا يفسح المجال للشيطان فيوسوس له بمثل هذه الوساوس الخطيرة. فإن الإعراض عن ذكر الله تعالى والغفلة والفراغ تجعل المجال فسيحاً للشيطان. قال الله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين) [الزخرف:36]
ولا تسقط عنه الصلاة ولا غيرها من العبادات، وهو آثم بتركها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1422(6/2709)
الوسواس القهري: ماهيته - علاجه
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو الوسواس القهري؟ وما علاجه؟ أقصد وسوسة الماء والنجاسة والوسوسة عند الصلاة وإعادة الصلاة والوضوء وتكرار الآيات في الصلاة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الوسواس القهري مرض يعتري الشخص، يأتي له بصورة أفعال وأفكار تتسلط على المريض وتضطره لتكرارها، وإذا لم يكرر الفعل أو يتسلسل مع الفكرة يشعر المريض بتوتر، ولا يزول هذا التوتر إلا إذا كرر الفعل، وتسلسل مع الفكرة. وبعد أن يتطاوع الوسواس يعاوده الدافع للفعل ثانية. ولا يزول المرض بهذا بل يتمكن منه.
فهو إذاً المبالغة الخارجة عن الاعتدال، فقد يفعل الأمر - مكرراً له - حتى يفوت المقصد منه، مثل أن يعيد الوضوء مراراً حتى تفوته الصلاة،أو يكرر آية، أو نحو ذلك حتى يسبقه الإمام بركن أو أكثر، وقد يتمكن منه الوسواس فيترك العمل بالكلية، وهذا هو المقصد الأساس من تلك الوسوسة.
الشيطان له الدور الأكبر في الوسوسة، فعن ابن عباس رضي عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه- يعرِّضُ بالشيء - لأن يكون حممة أحب من أن يتكلم به فقال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " رواه أحمد وأبو داود.
وقد يكون لعوامل أُخَر دور في إصابة المرء بالوسوسة كعامل نفسي أو تربو ي أو شيء حدث أو موقف كان له أثر قوي في نفسه من أمر ما. (وفي مثل هذه الحالة يعرض الشخص المريض على طبيب نفسي (مسلم) .
ولتغلب العبد على الوسواس الذي يصيبه في عبادته وأفكاره عليه أن يصدق في الالتجاء إلى الله تعالى: ويلهج بالدعاء والذكر ليكشف عنه الضر ويدفع عنه البلاء، وليطمن قلبه.
قال تعالى (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون) . [النمل:]
وقال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:]
ومما يندفع به الوسواس الاستغفار، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة، فأما لمة الشطيان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ (الشيطان يعدكم الفقر ويأمر كم بالفحشاء) " رواه الترمذي.
وعن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني "رواه مسلم.
وغرض الشيطان من تلك الوسوسة - كما بينها حديث عثمان - أن يلبس على العبد صلاته ويفسدها عليه، وأن يحول بينه وبين ربه، فيندفع هذا الكيد بالاستغفار والاستعاذة.
قال ابن القيم: " ولما كان الشيطان على نوعين: نوع يرى عياناً وهو شيطان الإنس، ونوع لا يرى وهو شيطان الجن، أمر سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكتفي من شر شيطان الإنس بالإعراض عنه والعفو والدفع بالتي هي أحسن، ومن شيطان الجن بالاستعاذة بالله منه " أ. هـ
قال تعالى) وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) [الأعراف: 200) قال ابن كثير في تفسيره: فأما شيطان الجن فإنه لا حيلة فيه إذا وسوس إلا الاستعاذة بخالقه الذي سلطه عليك، فإذا استعذت بالله والتجأت إليه كفه عنك ورد كيده) اهـ
ومن الأمور النافعة- كذلك في علاج الوسوسة استحضار القلب والانتباه عند الفعل وتدبر ما هو فيه من فعل أو قول، فإنه إذا وثق من فعله وانتبه إلى قوله وعلم أن ما قام به هو المطلوب منه كان ذلك داعياً إلى عدم مجاراة الوسواس، وإن عرض له فلا يسترسل معه لأنه على يقين من أمره ومن ذلك في الوضوء مثلاً: أن يتوضأ من إناء فيه قدر ما يكفي للوضوء بلا زيادة، ويجاهد نفسه أن يكتفي به، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بأقل منه. وفي باب التطهر من النجاسة يحاول رش المحل الذي يعرض له فيه الوسواس بالماء، ويقنع نفسه أن ما يجده من بلل هو من أثر الماء لا من البول. وفي الصلاة يجتهد في متابعة الإمام، حتى ولو خيل إليه أنه لم يأت بالذكر المطلوب، وإذ قرأ الإمام ينصت له، ويقرأ معه الفاتحة إن كان ممن يرى وجوب قراءتها على المأموم في الصلاة الجهرية …. وهكذا يحاول اتخاذ حلول عملية، يدرب نفسه عليها شيئاً فشيئاً. والله أعلم، وهو الكاشف لكل ضر والرافع لكل بلوى.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1421(6/2710)
اقطع الشك باليقين ولا تستسلم للوسواس
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم.. أنا كثير الوسواس ودائما ما أشكو من كثرة الوسوسة وخاصة في أمور الطهارة فماذا أفعل أفيدونا لكي أتخلص من ذلك الوسواس؟ فمثلا أوسوس دائما بخروج المني مني وأنا نائم أو مستيقظ وأجبر نفسي على تقبل ذلك مع أني لم أره فهل يمكنني أن أضع مقياسا لنفسي بأنني لو رأيته في ملابسي فإنه تجب علي الطهارة وإن لا فلا؟ وكيف أتخلص من وساوس الشيطان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن الوساوس التي تعتري العبد مردها إلى كيد الشيطان بالمؤمنين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " رواه أحمد وأبو داوود. والوسوسة من الشيطان فعلى العبد أن يبعدها عن نفسه بالذكر والاستغفار، لأن الشيطان يخنس عند الذكر ويبتعد عن العبد عند الاستعاذة. والمقياس الذي تسير عليه ولا تلقي بَالاً لغير ذلك هو رؤيتك للمني على بدنك أو ثوبك لقوله صلى الله عليه وسلم " عندما شكا إليه رجل أنه يجد في صلاته شيئاً أيقطع الصلاة " قال: " لا حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً " متفق عليه. فما دمت لم تر شيئاً فلا شيء عليك ولا يجوز لك الانسياق خلف الوساوس والأوهام،، والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1421(6/2711)
تعوذي بالله من الوسواس واعملي باليقين في الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حضرة العلماء الأفاضل أنا فتاه مسلمة والحمد لله وقد من الله علي بزيارة بيته (مكة المكرمة) . كنت في السابق غير محجبة والحمد لله بعد رجوعي من هناك التزمت بلبس الحجاب والحمد لله، وكنت أصلي قبل ذهابي لزيارة بيت الله ولكن كنت أقطع كثيراً في صلاتي ولكن منذ رجوعي التزمت بالصلاه وأحب ان اسأل بعض الاسئلة: السؤال الاول: دائماً يأتيني وسواس أن صلاتي غير كاملة او غير صحيحية في بعض المرات أعيد الصلاه ولكن هذا الوسواس يأتيني كتيراً وأحس بان صلاتي غير كاملة فارجو منكم أن تقولوا لي كيف اصلي بالطريقة الصحيحية. السؤال الثاني عند الصلاه هناك أدعية أقوم بقراءتها مثل (عند الركوع: اللهم اغفر لي) وقبل السلام: اللهم إني إعوذ بك من المسيح الدجال ومن فتنة المحيا والممات وعذاب القبر) والمشكلة أن بعض الأقوال تقول: الصلاه غير صحيحية لأنها تعتبر صلاه قنوت. أرجو منكم أن تساعدوني على تأدية الصلاه الصحيحية وخصوصاً صلاه الوتر وكيف تصلى جميع الصلاوت؟؟؟؟ ادمكم الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فيا أيتها الأخت الكريمة نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى وأن يثبتنا وإياك على الهدى والحق. أما سؤالك الأول فنقول لك إنه عليك أن ترفضي هذا الوسواس ولا تلتفتي إليه، فإن الوسواس من حيل الشطان على الإنسان، فإن الشيطان يحتال على المرء أولاً أن يكفر بالله تعالى ويشك به فإن عجز عن ذلك حاول أن يوقعه في المعاصي وارتكاب ما حرم الله وترك ما أوجب عليه. فإن غلبه وانفلت من تلك المحاولات بهداية الله تعالى وتوفيقه، فإن الشيطان يحاول أن يشككه في صحة معتقده وصحة عبادته حتى يفوت عليه حلاوة الإيمان ولذة العبادة وطمأنينة الطاعة. وعلى كل فننصحك بالإعراض تماماً عن تلك الوساوس والاستعانة والاستعاذة بالله تعالى من شر الوسواس الخناس وكثرة تلاوة القرآن والمداومة على ذكر الله تعالى، فقد روى الحافظ ابو يعلى في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس". أما السؤال الثاني فنقول لك إنه ليس كل ما يسمعه المرء صحيحاً ومن شغل نفسه بكل ما يقال تاه وحار والقول لا يكون له اعتبار إلا إذا كان له مستند من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين. وإذا أردت أن تصلي صلاة صحيحة فعليك أن تقرئي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيقها امتثالا لأمره صلى الله عليه وسلم حيث قال " صلوا كما رأيتموني أصلي ". [بخاري من حديث مالك بن الحويرث الليثي] . والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ربيع الثاني 1422(6/2712)
على الموسوس أن يطرح ما خيل إليه ويبني على ما تيقنه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ما علاج الوسواس في الصلاة مثل تخيل خروج مايشبه الريح؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
والوسواس في الصلاة أو في غيرها من العبادات هو محاولة من الشيطان أن يفسد على المسلم عبادته، أو يخيل إليه أنها فاسدة ليحرمه من لذة العبادة، وليبث في قلبه إحباطاً لعله بذلك يترك العبادة كلياً.
ودواء الوسواس هو تجاهله تماماً والإعراض عنه وعدم إصلاح ما وسوس الشيطان للإنسان أنه مفسد لصلاته أو عبادته. ومن ذلك المسألة التي ذكرتها، فلا تلتفت إلى ما يتخيل لك من خروج الريح امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين أنه شكا إليه رجل أنه يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا تنصرف حتى تسمع صوتاً أو تجد ريحاً"
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2713)
أنواع الاستهزاء وحكم كل نوع
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو تقديم نبذة عن الاستهزاء؟؟ وتبيين ما هو الكفر منه وما هو غير ذلك؟؟ أرجو التفصيل فأنا أعاني من وساوس في هذا المجال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستهزاء هو الاستخفاف والاستهانة، وليس له حكم واحد فقد يكون محظوراً يكفر به من صدر منه، وقد يكون مطلوباً. فمن المطلوب الاستخفاف والاستهزاء بالكافر لكفره والمبتدع لبدعته والفاسق لفسقه وكذلك الاستهزاء والاستهانة بكل باطل، وليس معني ذلك المطالبة بالتصريح بالاستهزاء أمام هؤلاء ولكن ذلك بمقتضى المصلحة، قال تعالى: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " فحيث جر ذلك إلى مفسدة أعظم فلا يجوز فعله لهذه الآية. والاستهزاء قد يكون بالقول والفعل والاعتقاد. وإذا كان الاستهزاء بالله تعالى أو رسوله أو كتبه أو الملائكة أو الأحكام الشرعية فإن فاعله مرتد عن الإسلام سواء أكان مازحاً أو جاداً قال تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتهم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين". وإذا كان ما يعرض لك من وساوس لا ينطوي عليها قلبك ولا تتلفظ بها بلسانك، فاعلم رحمك الله أن هذه الوساوس إنما هي من الشيطان فلا تلق لها بالاً وعليك حيث عرض لك الوساوس أن تنتهي عنها وتستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم وأن تقول: الله ربي لا أشرك به شيئاً. وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أحدث نفسي بالشئ لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به فقال ذلك محض الإيمان أو قال: ذلك صريح الإيمان. وعن ابن عباس رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إن أحدنا يحدث نفسه بالشيء لأن يكون حُمَمَهَّ (فحمة) أحب إليه من أن يتكلم به فقال: الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة. وما دام الأمر في هذا النطاق فلا يضرك إن شاء الله فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به) . رواه النسائي والترمذي. هذا والله تعالى نسأل أن يذهب عنك كيد الشيطان والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2714)
رقائق لمن ابتلي بالوسوسة
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من الوساوس في كل شيء (في الصلاة والعقيدة وكل شيء) والتي كدرت حياتي؟ أرجو تقديم كلمة لي، ثم نصحي بكتاب يتكلم عن هذا؟ وأسأل الله ألا يحرمكم الأجر والمثوية.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبداية نسأل الله أن يرفع عنك هذا الوسواس وأن يربط على قلبك وأن يثبتك على الحق. ولا ريب أن الشيطان هو الداعي إلى الوسوسة قال تعالى: "قل أعوذ برب الناس… إلى قوله "من شر الوسواس الخناس". والمؤمن إذا ابتلي بشيء من هذا فعليه أن يستعصم بالله تعالى حيث إن الشيطان يخنس عند ذكره جل وعلا. وألا تلتفت إلى هذه الوسوسة، حيث إنها لا تقطعك عن الله تعالى قال عز من قائل: "قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم من خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين". قال قتادة: (أتاك من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك) فصلتك بالله لا يستطيع إلى قطعها سبيلاً. ونرشدك إلى كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان للإمام ابن قيم الجوزيه رحمه الله. والله ولي التوفيق
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1421(6/2715)
عليك بالتعوذ وقراءة القرآن ليذهب عنك الشيطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من الوساوس في كل شيء (في الصلاة والعقيدة وكل شيء) والتي كدرت حياتي؟ أرجو تقديم كلمة لي، ثم نصحي بكتاب يتكلم عن هذا؟ وأسأل الله ألا يحرمكم الأجر والمثوية.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه " قالوا: وأنت يا رسول الله؟ قال: " نعم إلاّ أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير". وهذا يذكرنا بحديث آخر ثبت في الصحيح أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ". فالنصيحة هنا ما أسداه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروي الحافظ أبو يعلى الموصلي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس". وروي الإمام أحمد عن أبي تميمة يحدث عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم حماره فقلت تعس الشيطان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقل تعس الشيطان فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم،وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله، تصاغر حتى يصير مثل الذباب ". قال ابن كثير: فيه دليل على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغلب، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب ". وأوصيك يا أخي السائل بذكر الله تعالى، وخاصة التعوذ من الشيطان،وقراءة القرآن، وآية الكرسي، والإخلاص والمعوذتين. كما أوصيك ان تقرأ كتاب ذم الوسوسة، وتفسير المعوذتين للحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله، والله المعين والميسر لكل خير، وصلى الله على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 صفر 1422(6/2716)
ما يفعله الإنسان لعلاج الوسوسة في الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو أفضل ما يقرأ أو يدعو به الإنسان للاستعاذة بالله من وسوسة الشيطان والتخلص من الأفكار التي يشوش بها على المؤمن وخاصة خلال الصلاة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أفضل ما يطرد الوسوسة والشواغل في الصلاة:
1. الحضور مبكراً للصلاة. 2. الإحسان في الوضوء وإتمامه على الوجه المأمور به. 3. أن يأتي بالنوافل ويشتغل بقراءة القرآن والذكر قبل صلاة الفريضة.
4. أن يجتهد العبد قدر استطاعته في أن يكون ذهنه وفكره حاضراً فيما سيتلوه أو يتلوه الإمام وأن يطمئن في صلاته. 5. أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل قراءة الفاتحة في الركعة الأولى: قائلاً: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين … الخ. 6. أن يدعو الله بقلب خاشع أن يدفع عنه وسوسة الشيطان. 7. إذا ما حصلت له وسوسة في صلاته فإنه يستعيذ بالله ثم ينفث على يساره في موضع رجله اليسرى ثلاثاً فإنه يذهب ما به إن شاء الله. 8. ثم اعلم أن هذا بلاء عام وقلّ من ينجو منه، ولكن يسلم الله من شاء من عباده. حفظنا الله وإياك من كيد الشياطين. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1421(6/2717)
ماذا يفعل من طرأ عليه الشك بوجود الله تعالى؟
[السُّؤَالُ]
ـ[تراودنى هذه الأيام أفكار أعتبرها سيئة ألا وهي أننى لا أؤمن حق الإيمان بوجود الله وأحاول أن أقنع نفسي بالحق ولكني لا أصل إلى شيء. أرجو سرعة الرد. وجزاكم الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
أخي الكريم ما شكوت منه من مثل هذه الأفكار والوساوس تدل على إيمانك الصادق إن شاء الله وأن الشيطان يحاول زعزعة هذا الإيمان الذي عندك بما يلقيه عليك من وساوس. ففي صحيح مسلم أن أناساً جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم يجدون في أنفسهم ما يتعاظمون أن يذكروه فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أوجدتموه؟ قالوا: نعم قال: ذاك صريح الإيمان". فما عليك يا أخي إذا جاءتك مثل هذه الوساوس إلا أن تفعل الآتي: 1. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. 2. أن تنفث عن يسارك ثلاثاً والنفث هو التفل بغير ريق. 3. أن تقول: آمنت بالله. والله تعالى أعلم. رزقنا الله وإياكم إخلاص النية وصلاح السريرة.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2718)
لا حرج في الرجوع إلى الطب النفسي
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم ما حكم الرجوع إلى الطبيب النفسي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الطبيب النفسي ثقة مأموناً، لا يتضمن علاجه أمراً محرماً فلا حرج في الرجوع إليه والعلاج عنده.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2719)
الوساوس التي يجدها المؤمن في صدره وعلاجها
[السُّؤَالُ]
ـ[تأتي لي بعض الوساوس عن الله والرسول والقرآن ولكني لاأستطيع التحدث بها وأخشى أن أكون قد كفرت "والعياذ بالله"بسببها فمالعمل؟ الجواب بالعربيه رجاء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: ...
فمن ابتلي بشيء من هذه الوساوس فالواجب عليه أن يعرض عنه، ولا يسترسل في تدبره وما غلبه من ذلك مع كراهته له وإعراضه عنه ما استطاع ـ فهو معفو عنه لأن الله يقول: (فاتقو الله ما استطعتم) [التغابن:16] . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: أوقد وجدتموه؟ قالوا نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. وقد نص العلماء على أن مراده بـ"ذاك صريح الإيمان"هو أن كراهة ذلك وبغضه صريح الإيمان، وليس المراد وجوده. فالواجب عليك أخي الكريم أن تعرض عن ذلك ما استطعت، وما غلبك من ذلك فأنت غير محاسب عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رجب 1422(6/2720)
حكم إجراء الرجل عملية لتصغير ثدييه
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي كبر في حجم الثديين بشكل واضح جدا، وهذا الشكل يؤذيني ويحرجني كثيرا، خصوصا أنني مقبل على الزواج، هل يجوز لي عمل جراحة لإزالة هذا العيب؟ علما بأن العملية تحتاج تخديرا كليا حسب كشف الطبيب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان حجم ثدييك كبيرا كبرا زائدا عن الحد بحيث يصدق عليه أنه عيب خَلقي، فلا بأس بإجراء هذه الجراحة،
أما إذا كان حجمهما زائدا زيادة يسيرة، ولا يصدق عليه أنه عيب خلقي فلا يجوز إجراء هذه الجراحة، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 110671، وإذا تقرر جواز إجراء تلك العملية فالراجح أنه لا حرج ـ إن شاء الله ـ في إجراء التخدير الكامل لأجل ذلك، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 28553، فمناط الحكم في ذلك هو الغرض من العملية، هل هو إزالة عيب خلقي واضح أم مجرد التجميل؟ وليس المناط هو مجرد التخدير وعدمه.
وجدير بالذكر أنه إن أمكنك تصغيرهما عن طريق استعمال أدوية وعقاقير طبية غير مضرة، فلا بأس بذلك مطلقا، ولا يعتبر هذا من تغيير خلق الله تعالى، وانظر لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 61303، 12784.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1430(6/2721)
هل جراحة الليزر تعد من الكي المحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[هل العملية بالليزر تعتبر من الكي المحرم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يعتبر استعمال الليزر في أنواع العلاجات والجراحات الطبية من الكي المحرم، لاختلاف حقيقتهما.
وقد سبق التنبيه على جواز التداوي بالليزر في أنواع من الأمراض كإزالة الشعر وإصلاحه، وحب الشباب، وقصر النظر، وغير ذلك، في الفتاوى التالية أرقامها: 30932، 97894، 63554، 77562.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الثانية 1430(6/2722)
حكم استئصال رحم امرأة مجنونة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استئصال رحم المرأة الفاقدة الأهلية كالمجنونة مثلاً، وذلك خوفا عليها من أن يغرر بها ظالم أو فاسق فتحمل منه علماً بأنها لا تملك أدنى مقومات التفكير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحكم بجواز الجراحات الطبية عموماً مقيد بشروط أشار إليها الفقهاء وهي مستقاة من أصول الشرع وقواعده، منها أن تكون الجراحة مشروعة فلا يجوز للمريض أن يطلب فعل الجراحة، ولا للطبيب أن يجبيبه إلا بعد أن تكون تلك الجراحة مأذوناً بفعلها شرعاً، لأن الجسد ملك لله فلا يجوز للإنسان أن يتصرف فيه إلا بإذن المالك الحقيقي.. ومنها أن يكون المريض محتاجاً إلى الجراحة بأن يخاف على نفسه الهلاك أو تلف عضو من أعضاء جسده أو دون ذلك كتخفيف الألم، ذكر ذلك الشيخ فهد بن عبد الله الحزمي في كتابه (الوجيز في أحكام الجراحة الطبية) .. وذكر الدكتور محمد عثمان شبير في كتابه (أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي) ، ضمن القواعد الكلية الضابطة لهذا الموضوع:
1 - أن الجراحة تعذيب وإيلام للإنسان الحي، فلا تجوز إلا لحاجة أو ضرورة.
2- أن يتعين على الإنسان إجراء العملية الجراحية، بحيث لا توجد وسيلة أخرى تقوم مقام تلك العملية في سد الحاجة أو دفع الضرورة. انتهى..
ولا يخفى أن وجود أمثال هؤلاء النسوة محل السؤال لا يخلو منه زمان، وكان السبيل لتجنيبهم أمثال هذه المشكلات هو القيام بحفظهن ورعايتهن ابتداءاً بحيث لا يحصل معهن مثل هذا التغرير، فإن فعل الزنا في حد ذاته إشكالية لا بد من أخذ الاحتياطات المناسبة لتجنبها، بغض النظر عن حصول ما قد يترتب عليه من الحمل، ومن ناحية أخرى فإن مثل هذه المرأة إذا استؤصل رحمها فقد يجرئ ذلك الفسقة الفجرة لأمنهم من حصول الحمل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1430(6/2723)
هل تعالج مرضها في الرحم عن طريق المهبل أو جراحيا
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسألكم بشأن عملية لنزع اللحمية فى الرحم، وهذه العملية إما عن طريق المهبل أو تدخل جراحي، فهل تجوز عن طريق المهبل؟ سوف تتعرض لغشاء البكرة وبعد العملية سوف يتم ترقيع البكارة، ومع العلم أنه لو طالت هذه اللحمية فى الرحم فتتحول إلى ورم، هذا حسب إفادة الدكتور المختص، فأفتونا فى هذه المسألة؟ جزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرى إجراء تلك العملية عن طريق التدخل الجراحي إذا كان لا يترتب عليه ضرر ولا مشقة شديدة، وذلك لما يسببه إجراء هذه العملية عن طريق المهبل من كشف للعورة المغلظة مع عدم تعينه طريقاً للعلاج، فضلاً عما يسببه من زوال البكارة، وهذا قد يسبب لك مشاكل اجتماعية، وإذا أردت إعادة غشاء البكارة تطلب ذلك أيضاً كشفا للعورة، وإجراء عملية، وكشف العورة لمجرد إعادة غشاء البكارة غير جائز، إذا لم توجد ضرورة.
أما إذا ترتب على ذلك التدخل الجراحي ضرر أو مشقة شديدة، فحينئذ تجرى العملية بالطريقة الأخرى، وراجعي للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5047، 34199، 49021.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الثاني 1430(6/2724)
إجراء جراحة ترقيع غشاء البكارة عند الضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت عاقدا وجامعت زوجتي في فترة العقد وتم فض غشاء البكارة، ثم طلقتها لإصرار والدها على ذلك وهو لا يعلم بهذا الأمر، وهي في قسيمة الطلاق بكر، وبعد الطلاق بشهرين حاولت أن أردها لكن والدها رفض بشدة رغم تدخل العديد من الأطراف المحايدة حتى المقربة إليه، وأنا أمامى خمسة أيام لأسافر إلى بلد آخر، سألنا حوالي أربعة فقهاء لأن والدها لو عرف الأمر سيقتلها مع رفضه أن أردها، فقالوا لنا يتم إجراء عملية ترقيع لغشاء البكارة وإعطائها حقوقها الشرعية كمطلقة دخلت بها (سرًا كأن يوضع مؤخرها في حساب بالبنك) ، فهل هذا جائز منعاً لأن يقتلها والدها والذى يرفض أيضاً أن أردها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبمجرد العقد الصحيح على المرأة يكون للعاقد حق الاستمتاع بها، فهي زوجته إلا أن وليها من حقه منعه من الدخول حتى يدفع المهر، ولكن جرى العرف أنه لا يسمح له بمعاشرتها حتى تزف إليه، فينبغي احترام هذا العرف، أما إذا حدث وعاشر العاقد زوجته فلا تعد هذه المعاشرة حراماً، فهو قد عاشر زوجته التي أحلها الله له، وإذا حملت فالولد ينسب إليه، وقد أساء لمخالفته لعرف لا يخالف الشرع.
أما عن سؤالك فإن كان والد تلك الفتاة قد أصر على رفض زواجك منها ثانية على افتراض أن عدتها قد انتهت وكان ذلك لغير سبب مقبول فهو من الظلم والعضل الذي نهى الله عنه، قال تعالى: وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:232} ، وأما إن كانت عدتها لم تنته بعد فهي زوجتك ولك الحق في إرجاعها رغماً عن والدها، وإذا كان حق الفتاة في تزويجها منك أو حقك في ارتجاعها يمكن الوصول إليه ولو عن طريق المحكمة والسلطة القضائية فيجب المصير إليه، ولا يجوز اللجوء إلى ترقيع البكارة لأنه محرم ولا ضرورة تلجئ إليه.
وعليه فالحل هو أن ترفع الفتاة أمرها إلى القاضي ليزوجها منك أو يردها إليك إذا كانت عدتها لم تنته بعد، وإن كان في هذا الحل إجحاف بالفتاة أو حمل لها على مفسدة أعظم، وتحقق من إلحاق ضرر كقتل وشبهه بها لو تبين زوال بكارتها، واستحال إقناع والدها أو من سيتزوج بها بإمكان زوال البكارة بأسباب كثيرة لا مؤاخذة عليها أو بأن زوجها الأول قد دخل بها وأن له الحق في ذلك ... فالظاهر والله تعالى أعلم أنه في هذه الحالة نعني تحقق لحوق الضرر بالفتاة عند اتضاح أمرها يجوز لها إجراء العملية المذكورة تفادياً للضررالمتوقع من والدها إذ لا ضرر ولا ضرار، والضرورات تبيح المحظورات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1430(6/2725)
حكم إجراء جراحة للأم دون إذنها لإنقاذ الجنين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا استشاري مساعد توليد، فهل يجوز إجراء عملية قيصرية عنوة للحامل إذا كان الجنين في خطر محدق بإتفاق أطباء مختصين، الجنين فيه روح، العملية القيصرية ذات مخاطر قليلة جداً جداً جداً؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز إجراء جراحة للمريض إلا بإذنه، ولكن هناك حالتان يجوز فيهما للطبيب العمل الجراحي دون إذن:
الحالة الأولى: أن يكون المريض مهدداً بالموت أو تلف عضو أو أعضاء من جسده إذا لم يتم إسعافه بالجراحة الطبية اللازمة.
الحالة الثانية: أن يكون المرض الجراحي من الأمراض الوبائية التي يخشى من انتشارها في المجتمع.
والحال المسؤول عنها تعارض فيها الضرر الواقع بالجنين مع الضرر الواقع بالأم من الجراحة، وهذه المسألة شائكة وهي معروضة على المجامع الفقهية للنظر فيها.
والذي يظهر لنا فيها أنه ما دام قد ترجحت غلبة الظن بتعرض الجنين للخطر، إذا تركت الجراحة مع غلبة الظن بسلامة الأم من إجراء العملية، فإنه يجوز إجراء الجراحة في تلك الحال بدون إذن الأم، حيث إنه من القواعد المقررة في الشرع أنه إذا تعارضت مفسدتان دفعت أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1430(6/2726)
عملية التحويل للمولود الذي لديه أعضاء ذكرية وأنثوية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين الإسلامي في اختيار الوالدين إجراء عملية التحويل لطفلهما الذي ولد ولديه الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية، وهل يقعان في الحرام عن اختيارهم.
أرجو إفادتي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخنثى المشكل، وهو الذي لا يتبين حاله من الذكورة والأنوثة، يجوز أن تجرى له عملية تحويل إلى الذكورة أو الأنوثة بحسب ما يراه الأطباء أقرب إلى خصائصه الناتجة من إجراء الفحوصات اللازمة، لأن القول بعدم جواز ذلك يجعل حياته عنتا ومشقة.
أما الخنثى الذي تبين حاله فلا يجوز ذلك في حقه؛ لأنه إما ذكر فلا يجوز له أن يتحول إلى أنثى، وإما أنثى فلا يجوز لها أن تتحول إلى ذكر، ولكن يجوز عندئذ إجراء جراحة لإزالة المظاهر التي هي من غير جنسه.
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 46857، وما أحيل عليه فيها.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 محرم 1430(6/2727)
التحول من أنثى إلى ذكر إذا وجد ما يسوغه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا ولدت عام 1402 كأنثى ولكن وأنا في عمر الخمس سنوات كانت تصرفاتي كلها ذكورية وكل ما أكبر كان يصير اختلاف في الأعضاء التناسلية وصلت مرحلة البلوغ وما بلغت مثل باقي الإناث وكان تظهر علي مظاهر ذكورية، الآن أنا بعد شهر تقريبا يصير عمري 27 سنة، والشكل العام الخارجي رجل 100 % ومريض دماغيا بمرض التصلب العصبي المتعدد وفقدت البصر كليا لمدة 6 أشهر ورجع بصري الآن وأنا أكتب لك رسالتي وأنا بعين واحدة فقط ذهبت لعمل الفحوصات اللازمة لتحديد الجنس لأعيش كباقي أبناء جنسي لأني اقسم برب العالمين أني توقفت عن الدراسة وعن الخروج من المنزل طاعة للوالد ولعدم إحراجه من شكلي الآن يا شيخ طلعت النتايج والنتائج محيرة، ولا أعلم ماذا أفعل؟
أولا نتيجة الكروموسومات طلعت إنها اكس اكس ولكن على حسب الدراسات بأن أغلب من يقال عنهم خنثى تكوينهم الجيني اكس اكس.
الأعضاء الداخلية وجد بأن لدي رحم ومبايض مضمورة وأن المبايض تعمل بطريقة عكسية أي أنها تفرز هرمونا ذكوريا بدلا من الهرمون الأنثوي، أما الأعضاء الخارجية فهي أعضاء غير مكتملة فأنا أملك قضيبا طوله 7سم وبه فتحة تبول صغيرة. وأملك أعضاء أنثوية أيضا نسبة هرمون الذكورة لدي أعلى من نسبة الهرمون الذكوري الموجود لدى أي ذكر طبيعي عقليا ونفسيا أنا ذكر 100% وحتى ميولي الجنسية ذكورية فانا أتمنى الزواج من فتاة كل ما أريده منك أن تحكم علي بالعدل، أنا لا أستطيع إكمال حياتي كفتاة وذلك لعدة أسباب:
الاول: أني ويشهد علي رب العالمين وليست رغبة في نفسي لا أنتمي إلى عالم النساء أبدا لا بالشكل والمظهر ولا الإحساس ولا أي شيء ولم أبلغ كفتاة أبدا.
الثاني: المرض الدماغي الموجود عندي ينشط في حال استخدامي لأي هرمونات أنثوية وبالتالي ممكن أفقد نظري كليا أو حتى أن يصيبني الشلل أو أفقد حواسي واحدة تلو الآخرى، والسبب أن المرض عبارة عن نشاط في المناعة يهاجم الأعصاب ويتسبب في بقع كلسية على المخ والهرمونات الأنثوية تزيد وترفع المناعة وهذا يعني نشاطا للمرض وإضافة إلى ذلك الهرمونات الانثوية تضعف الجسم تقلل من العضلات وما إلى ذلك فيضعف الجسم ويتمكن منه المرض إضافة إلى ذلك بأن المرض لدي من النوع النادر والذي يصيب العينين في وقت واحد أي فقدان بصر كلي.
ثالثا: في حال قررت العيش كأنثى سوف يتم استئصال الأعضاء الانثوية الموجودة لدي لأنها وكما ذكرت مسبقا أنها تعمل على إفراز الهرمونات الذكورية فهنا تقع المشكلة ليس بإمكاني العيش كأنثى طبيعية من ناحية جنسية ولا يمكنني الإنجاب ولكن يمكنني العيش كذكر من ناحية جنسية ولكن بدون إنجاب بمعنى يمكنني الزواج والقيام بعلاقة جنسية بدون إنجاب الأطفال وفي حال قررت أن أعيش كذكر فانا الآن لا ينقصني شيء ولا أحتاج لعلاجات هرمونية أو أي شيء وأقسم بالله بأنك لو شاهدتني لا تشك لحظة بأني أنثى أو أعاني من أي شيء ذكرته ولكن في حال قررت بأن أكون أنثى فلن يتقبلني أحد أنا الآن صوتي رجل طبيعي وشعر الوجه موجود طبيعي والتكوين العظمي والعضلي ذكوري جدا يا شيخ الآن أنا أبلغ من العمر قرابة 27 عاما وأنا أشعر بذكورتي كاملة كم هو صعب تغيير عقلي ونفسيتي وكل شيء إلى أنثى حتى إن عقلي لا يتقبل الموضوع فهل يجوز لي إجراء العملية لاستئصال الأجزاء الأنثوية والعيش كذكر يا شيخ والله تعبت وصبرت وأنا أقول أكيد سيأتي يوم ويفرج الله كربتي وهمي يا شيخ يشهد على رب العالمين (بأني رضي والدين ولا عمري يوم فكرت بنفسي ولا بحالي كله عشانهم والآن هم اللي يبوني ازور الأطباء والعيش بشكل طبيعي وانا عشانهم رحت وزرت الاطباء وتأكد يا شيخ أني أهم شي عندي رضا الخالق سبحانه وتعالى اللي خلقني وخلاني أشوف قدرته وعظمته في نفسي يا شيخ رب العالمين له حكمه في ابتلائه لي بس اللي ودي أقوله لك أني صليت الاستخارة أكثر من مرة وكل مرة أحس أني رجل)
يا شيخ أتمنى أن تقول لي الحكم الشرعي بالموضوع ولا تبخل علي الله يكرمك وتأكد أني صادق معك بكل كلمة قلتها، وإذا لك رقم جوال أو شيء أنا مستعد أن أتصل فيك أقسم برب البيت الذي أنا ساكن بأرضه أني ما كذبت عليك بشيء وكل الذي أطلبه منك تريحني بأنك تفيدني بالحكم الشرعي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنرجو منك أولا أن تهوني على نفسك وأن لا تقلقيها، وعليك أن تعلمي أن هذا ابتلاء وأنك إذا صبرت عليه كان ذلك سببا لرفعة درجاتك وتكفير سيئاتك، وراجعي الفتوى رقم: 18103، وهي في فضل الصبر.
وقد صدرت لنا عدة فتاوى بخصوص عملية تحويل الجنس بينا فيها أنه في الحالات العادية أنه أمر منكر فلا يجوز الإقدام عليه، وأنه إذا ثبت بالفحوصات أن الجهاز التناسلي لدى الشخص هو جهاز أنثى وهو في الظاهر جهاز ذكر أو العكس فلا بأس عليه في إجراء عملية لتحويل الجنس، ونحيلك من هذه الفتاوى على الأرقام التالية: 22659، 55744، 46857.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 شوال 1429(6/2728)
حكم استعمال أعشاب وأدوية لتكبير (القضيب)
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشرع فى استعمال أعشاب أو أدوية أو طرق أخرى لتكبير القضيب (زيادة فى الحجم والطول) ؟
وما هو رأيكم فى كتاب النفزاوي: الروض العاطر في نزهة الخاطر, فلقد وجدت فيه شيئا من هذا القبيل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن كان يشكو من صغر آلته بصورة خارجة عن العادة بحيث يؤثر ذلك على معاشرته لزوجته فلا حرج عليه أن يستعمل الأدوية التي تساعد على ذلك إن وصفها له أهل الاختصاص، وأما فعل ذلك لمجرد زيادة الاستمتاع بالعضو المذكور فنحذر الأخ السائل منه، فلعله مدخل من مداخل الشيطان على العبد ليوقع به في الحرام.
وأما سؤالك عن كتاب الروض العاطر فهو كتاب يتحدث عن أمور الجماع وبعض الأدوية النافعة في هذا الصدد ولم يتسن لنا قراءته كاملاً ليمكننا إصدار حكم فيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 شعبان 1429(6/2729)
حكم عملية ربط القناة الدافقة بعد قطعها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوج منذ حوالي 35 سنة وقد رزقني الله بولدين وبنت وجميعهم ولدوا بعملية قيصرية
أصيبت زوجتي بنوع من الصرع منذ ما يقارب 30 سنة وهى ولا زالت تحت العلاج وتأخذ أدوية للسيطرة على المرض وقد نصحها الأطباء بعدم الحمل لأن هذه الأدوية قد تسبب تشوها للجنين. كما منعوها من أخذ أي أدوية مانعة للحمل خوفا من تعارض الأدوية.
قبل حوالي 15 سنة قرأت عن عملية ربط أو قطع القناة الدافقة Vasectomy ولكونها سهلة وتتم في عيادة الدكتور تحت تخدير موضعي قمت بعملها، هذه الأيام يساورني نوع من الذنب خوفا من ارتكاب معصية، الآن زوجتي بلغت سن اليأس وقد استشرت الأطباء عن عملية إعادة فتح القناة vasectomy reversal وأخبروني أنه نظرا لطول المدة فإن نسبة نجاح العملية ضعيفة جدا ويتم إجراؤها بتخدير كامل وهي عملية معقدة كونها تكون من خلال المجهر.
أرجو نصحي ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ف ما كان عليك هو ربط قناة فالوب لزوجتك حتى لا تحمل لما ذكرت من نصح الأطباء بعدم الحمل لما يلحق من ضرر بها وبجنينها، ونظرا لعدم تمكنها من تعاطي الأدوية المانعة للحمل كما قرر ذلك الأطباء.
أما أن تربط أنت القناة الدافقة لك فهذا لا يجوز لأن الضرر لا يدفع بالضرر، ولأنه قد ورد النهي عن التبتل والاختصاء وهو في معناه أو قريب منه، ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص: رد الرسول صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.
وإما إعادة فتح القناة فهو بحسب ما يقرره الأطباء، فان كان إزالة هذا الضرر مؤد إلى رفعه مع عدم ترتب ضرر مثله أو أكبر فهو جائز، وأما إذا كان احتمال نجاج العملية ضعيف جدا فعملها عبث وضرر فلا يقدم على ضرر متيقن لتوهم دفع ضرر، واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1429(6/2730)
حكم إجراءعملية ربط المعدة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عندي زيادة في الوزن وأتألم من شكلي وأعمل ريجيم وأصاب بالملل وكذلك الرياضة فهي مملة ومتعبة ولا يوجد نتيجة، وحاليا أفكر بربط المعدة ولا يوجد أي تغيير بالمعدة وإنما هي مجرد حلقة توضع على منتصف المعدة ويمكن إزالتها بأي وقت، ولكنى محتارة بالحكم الشرعي هل حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
العملية التي تستوجب التخدير لا تجوز في الأصل لما فيها من إذهاب العقل، فإن لم توجد وسيلة غيرها فتجوز عند الضرورة، وتتعين استشارة الأطباء في ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك باستشارة الأطباء الثقات عبر قسم الاستشارات بالشبكة أو بموقع إسلام أون لاين أو غيرهما ليفيدوك في أنواع من العلاجات التي تساعد في تحقيق هذا الأمر، ولعلك بتنويع العلاجات تعملين برنامجا مفيدا غير ممل إن شاء الله، واستعيني بالدعاء وشرب زمزم والعسل وصوم النفل، فإن لم يفدك شيء من تلك العلاجات وكانت العملية هي الوسيلة الوحيدة لعلاج مشكلتك، وشهد الأطباء بأنها ضرورة أو أن الحاجة إليها شديدة فلا مانع من هذه العملية.
وإلا فعليك أن تتركيها لأن العملية تحتاج للتخدير، والأصل في التخدير المنع إن لم تدع الضرورة إليه، لأنه يستلزم فقد العقل، وإذهاب العقل ممنوع شرعا ولذا حرمت الخمر والمخدرات.
وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 116747، 95129، 20991، 30551.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1429(6/2731)
ليس كل من مات تحت إجراء العملية سببه نقص التجهيزات
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة قريبة لي تسأل السؤال التالي: لي بنت أخت أجرت عملية في مستشفى عام فتوفيت على إثرها لأن العملية لم تنجح. وكنت قد نويت أن أدفع المبلغ المالي اللازم لإجراء العملية في مستشفى خاص، لكني تماطلت وتهاونت، مع العلم أن العملية ليست صعبة، فقدر الله لها أن تموت. والسؤال هو: هل علي من ذنب وإثم، فإني أشعر بالذنب العظيم، بل أحس أني كنت سببا في موتها، حتى أصبت بالوسواس وأصبحت لا أطيق النوم كلما تذكرت. أجيبونا جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم أنه تجب المساعدة على من رأى شخصا يحتاج لشيء ربما يحصل به إنقاذه من الهلاك، فيجب على من يستطيع إسعافه بما تيسر فإن لم يفعل أثم، ولكنا لا نرى أن هذه المرأة المذكورة في السؤال آثمة لأن المستشفى العام يفترض أن يكون مؤهلا بالتجهيزات الكافية للعملية، وأن يعلن القائمون عليه عدم استطاعتهم العملية إن كان عندهم عجز لأنه ترعاه الحكومة عادة، وأما عدم نجاح العملية فهو أمر قد يقع بسبب غير نقص التجهيزات والرعاية الطبية.
وبناء عليه.. فننصحها بإبعاد الوساوس عنها والحفاظ على أذكار النوم والأذكار المقيدة والمطلقة، وأن تحرص على الإنفاق فيما يرضي الله ولو لم يكن واجبا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1428(6/2732)
لها ولدان فهل يشرع لها عمل جراحة للإنجاب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يعتبر كشف العورة علي الطبيب المسلم الثقة للإنجاب للمرة الثالثة بعملية حقن مجهري يعتبر من الضرورات التي تجيز لي الكشف، مع العلم بأن لدي بنتين، فسؤالي هو: هل المرة الثالثة ضرورة أم لا، مع العلم بأن زوجي لديه رغبة شديدة في إنجاب المزيد من الأطفال؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الإنجاب حاجة معتبرة شرعاً ولو مع وجود شيء من الولد، فإن اقتضى إجراء عملية تكشف معها العورة فلا حرج في ذلك، ولا يجوز أن يجري هذه العملية طبيب رجل مع إمكان أن تقوم بها امرأة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز الاطلاع على العورة إلا أن تكون هنالك ضرورة أو حاجة معتبرة والإنجاب عموماً -أي ولو مع سبق وجود شيء من الولد- حاجة معتبرة شرعاً، فإن اقتضى إجراء عملية يطلع فيها على العورة فلا حرج في ذلك، ولا يجوز أن يقوم بالعملية طبيب رجل مع وجود طبيبة امرأة، ويقدم في ذلك المسلم على غير المسلم، فالذي ننصح به هنا هو السعي في الحصول على طبيبة ماهرة ولو كانت غير مسلمة تستطيع القيام بهذه العملية، فلا شك أنها إذا وجدت سيكون الضرر أخف، وإذا لم توجد وقام بالعملية رجل، فالواجب عدم تمكينه من الخلوة بالمرأة، فيحضر معه زوجها أو أمها مثلاً.
وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30384، 33886، 8107.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1428(6/2733)
الخصاء في الجاهلية والإسلام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل كان العرب قبل الإسلام يطلبون الاستخصاء؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الخصاء محرم في الإسلام في حق الآدمي إطلاقاً وفي حق البهائم إذا لم تترتب عليه مصلحة، ولم نطلع على أن العرب كانوا يطلبون ذلك في الجاهلية.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا لم نطلع على أن العرب في الجاهلية كانوا يطلبون الاستخصاء، وهو محرم في الإسلام في حق الآدمي على الإطلاق وفي البهائم إذا لم تكن فيه منفعة أو دفع مضرة، قال في كشاف القناع: (ويحرم) الخصاء (في الآدميين لغير قصاص) . انتهى.
وفي الفتاوى الهندية ما نصه: خصاء بني آدم حرام بالاتفاق، وأما خصاء الفرس فقد ذكر شمس الأئمة الحلواني في شرحه أنه لا بأس به عند أصحابنا، وذكر شيخ الإسلام في شرحه أنه حرام، وأما في غيره من البهائم فلا بأس به إذا كان فيه منفعة، وإذا لم يكن فيه منفعة أو دفع ضرر فهو حرام. كذا في الذخيرة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1428(6/2734)
حكم إجراء المرأة عملية ربط المبيضين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة وأعيش في الخارج معي من الأولاد 4 وبسبب أمراض منها انقلاب الرحم نصحني الأطباءهنا في إيطاليا بالطريقه الوحيدة وهي عن طريق ربط المبيضين، فما حكم الإسلام في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن منع الحمل ينقسم إلى قسمين، وذكرنا حكم كل حالة مع بيان ضوابط حالة الجواز، راجعي في ذلك الفتوى رقم: 79199، وبناء على تقرير الأطباء الثقات وذوي الخبرة تنزل حالتك من جهة الجواز أو عدمه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1428(6/2735)
إجراء جراحة لقطع الحيض عن المرأة المعاقة
[السُّؤَالُ]
ـ[ابنتي بلغت 17 سنة من العمر وهي معاقة عقليا، وكذلك النطق في الكلام وقد جاءتها الدورة الشهرية، وعندما ذهبوا إلى أحد الأطباء أرادوا منعها بواسطة وسائل الجراحة في الرحم حتى يمنعو هذه الدورة، فهل يصح ذلك، وإذا كان الجواب لا، ما هو الحل، علما بأن الدورة تأتيها كل شهر وهي لا تعرف الغسل من الحيض، فأفيدونا؟ ولكم الأجر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على المسؤول عن حضانة هذه البنت أياً كان أو غيره القيام بمصالحها ورعاية شؤونها والحفاظ عليها مما يضرها، لأنها لا تزال في الحضانة، ولا يجوز له أن يفعل بها ما يضرها، ولا شك أن إجراء عملية لها في الرحم لقطع دورتها الشهرية ضرره عليها أكثر من نفعه -إن كان فيه نفع- وذلك لأمرين، أولهما: أنه قد يمنعها الإنجاب في المستقبل، وإذا كان الأمر كذلك فكل ما يقطع الإنجاب قطعاً كلياً فهو محرم.
ثانيهما: أن في إجراء عملية في الرحم تعرضا للكشف عن العورة والاطلاع عليها ولا حاجة هنا تدعو إلى ذلك.
مع أن مصلحة تنظيف هذه البنت من آثار الدورة تتحقق بأشياء أخرى توقف عنها الدورة فترة، وليس فيها ضرر عليها أو اطلاع على عورتها كاستعمال الحبوب المعدة ذلك أو نحوها، مما لا يضر بها وتتحقق به المصلحة المرجوة من العملية المذكورة، علماً بأن هذه المرأة إن كانت لا تعقل فإنها غير مكلفة بالأحكام الشرعية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1427(6/2736)
حكم عملية التضييق للنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو الحكم الشرعي في عملية التضييق للنساء بعد الولادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يجري من تضييق للمرأة بعد الولادة بحسب علمنا إنما هو نوع من العلاج، فهو عبارة عن إعادة المحل إلى ما كان عليه قبل الولادة، فيجوز كغيره من العمليات الجراحية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1427(6/2737)
حكم زرع خلية حية تنتج الحيوانات المنوية
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو من سيادتكم التكرم بالإجابة عن سؤالي ولكم جزيل الشكر.
أنا وزوجي متزوجان منذ عشرين عاما ولكن الله سبحانه وتعالى لم ينعم علينا بنعمة الولد ونحن أنا وزوجي نتمنى أن ينعم الله علينا إنه قدير سميع الدعاء.
سؤالي هو هل يستطيع زوجي أن يزرع خلية حية تنتج الحيوانات المنوية في داخل خصيته لأنه يوجد لديه تليف بالخصية وهل الدين يقر هذا العمل إذا أخذ هذه الخلية الحية من أخيه وزرعها في خصيته. ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم 1500، حكم زراعة الأعضاء وشروط جواز ذلك، ومن تلك الشروط أن لا تكون أعضاء تناسلية كالخصيتين أو المبيضين لما قرره أهل الاختصاص من أن الخصية هي المخزن الذي ينقل الخصائص الوراثية للرجل ولأسرته وفصيلته إلى ذريته، وزرع الخصية في جسم إنسان ما، يعنى أن ذريته حين ينجب تحمل صفات الإنسان الذي أخذت منه الخصية، من البياض أو السواد، والطول أو القصر، والذكاء أو الغباء، وغير ذلك من الأوصاف الجسمية والعقلية والنفسية.
وهذا يعتبر لونا من اختلاط الأنساب الذي منعته الشريعة بكل الوسائل، فحرمت الزنى والتبني، وادعاء الإنسان إلى غير أبيه، ونحو ذلك، مما يؤدي إلى أن يدخل في الأسرة أو القوم ما ليس منهم.
ومثل هذا يقال: في زرع خلية واحدة من خصية رجل في خصية آخر، فمثل هذا لا يجوز لما يترتب عليه من خلط وفساد كبير. ولكن في مقابل ذلك نوصيكما بالصبر والإلحاح في الدعاء فلن يضيع ذلك عند الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1427(6/2738)
حكم إجراء عملية ربط المبايض
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي 3 أولاد وأردت أنا وزوجتي تنظيم النسل فلجأنا إلى الأطباء الثقات حيث جربوا مع زوجتي جميع الوسائل المتاحة وفشلت جميعها لأسباب طبية فأشار أحد الأطباء من ذوي الثقة إلي إجراء عملية ربط مبايض (تعقيم مؤقت) لزوجتي وبالفعل تم إجراء هذه الجراحة فهل علينا إثم في ذلك؟
وفي حالة وقوعنا في هذا الذنب فما كفارته؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لايجوز للمسلم قطع الإنجاب نهائياً، فقد نص أهل العلم على حرمة ذلك لما فيه من قطع النسل وتقليله،
أما إذا كان ذلك لمدة محددة ودعت إليه الضرورة أو الحاجة فإنه لا مانع منه شرعاً، وانظر لتفاصيل ذلك وأدلته وأقوال أهل العلم فيه الفتويين: 41962، 61674. وما أحيل عليه فيهما.
ولذلك فإذا كان ما فعلتم ليس لضرورة ولا حاجة ملحة فإن عليكم التوبة والاستغفار وعمل ما استطعتم من أعمال البر، وليس هناك كفارة محددة لهذا الفعل إلا التوبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شوال 1426(6/2739)
عملية رتق البكارة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الكرام في قسم الإفتاء في الشبكة الإسلامية وفقكم الله لكل خير ,ورفع قدركم في الدنيا والآخرة.
إخوتي الكرام أنا أحد المستفيدين من موقعكم المبارك, وخاصة قسم الفتوى, ومن خلال اطلاعي على فتاوى رتق البكارة فقد ورد في الإجابات أن من أسباب التحريم أن الرتق يحصل به النظر إلى العورة المغلظة , وقال المفتي إن هذا لا يجوز إلا للضرورة الملجئة,
وهنا لأخيكم نظرة حول المسألة وهي أن النظر إلى العورات سواء مخففة أو مغلظة من المحرم تحريم الوسائل , وما كان محرماً تحريم وسائل فإنه يجوز للحاجة, بخلاف ما كان محرما تحريم مقاصد فإنه تبيحه الضرورة فقط. هذا حسب علمي أرجو منكم النظر وإفادتي.
وفقكم الله لكل خير, وسدد خطاكم.
أخوكم / أبو عبد الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجع الفتوى رقم: 49021.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 صفر 1426(6/2740)
عمليات ترقيع البكارة في منظار الشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالبة بالجامعة وأبي رجل متدين جداً وأنا حافظة للقرآن وأعرف ديني جيدا لكني تعرفت على 15 شابا ومارست معهم الزنا وغيره ولكني تبت إلى الله ولكني تراودني أفكار للعودة فماذا أفعل؟ ومشكلتي أني فقدت أغلي شيء عندي والآن تبت إلى الله وكثير يتقدمون لي للزواج فهل يجوز لي أن أعمل عملية لكي أعود بنتاً مرة أخرى لكي أتزوج لأن الله عز وجل سترني في جميع المواقف ولا أحد بتاتا يعرف عني هذه إنما يعرفون عني أني بنت صالحة فماذا أفعل؟
أرجوكم انصحوني وردوا علي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك قد أخطأت أخطاء كبيرة وأذنبت ذنوباً عظيمة بما ذكرت أنك مارسته من الزنا وغيره، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. متفق عليه.
وعليك أن تبادري إلى التوبة وتكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة، وما سألت عنه من إجراء عملية ترقيع للبكارة فإنه لا يجوز لما يترتب عليه من المحاذير كالاطلاع على العورة المغلظة، وتشجيع النساء على الزنا، مع أن فيه غشا للزوج بإيهامه وجود البكارة وهي قد زالت.
والذي ننصحك به هو أن تستري نفسك ولا تذكري لأحد ما كنت تمارسينه من المعاصي، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم وغيره.
وإذا سألك الزوج عن أمر زوال البكارة فعرضي له بأن البكارة قد تزول بأسباب كثيرة غير الوطء، فقد تزول بالوثوب الشديد وبتكرار الحيض وبغير ذلك، وإياك ثم إياك أن تظهري ما ستره الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شوال 1425(6/2741)
حد الضرورة التي تبيح إجراء عملية استئصال الرحم
[السُّؤَالُ]
ـ[أكتب إليكم من هولندا، وليس عندي لوحة مفاتيح العربية ولكنني أقرأ وأكتب العربية جيداً، سؤالي هو: أنا أعاني كثيراً من نزيف شديد بعد كل دورة (الحيض) مع نزيف حاد يستمر أسبوعا وزيادة، وفي بعض الأشهر تمتد إلى 20 يوماً، والمشكلة الكبرى هي ما يترتب عليها من مضاعفات، فأكون مريضة طوال هذه الأيام (صداع في الرأس، التقيء، أنيميا، تعب، ضعف....) بالإضافة إلى المشاكل النفسية والعلاقة مع زوجي، استشرت أطباء كثيرين وهذا منذ 14 سنة، في هذا الصيف قال لي الأطباء بعد أخذ الصور بأنه يوجد بعض الأنسجة في رحمي وهذه الأنسجة هي السبب في مشكلتي، وبعدها استعملت كل الأدوية وكل الأساليب في إيجاد الحل، لكن بدون فائدة وبعد كل هذه المحاولات يقول الأطباء بأن هذه الأنسجة موجودة على الرحم بالضبط، ولا يمكن إزالتها لوحدها، ولهذا أنا أمام خيارين: إجراء عملية إزالة الرحم أو عملية حرق ما حوال الرحم، وفي الحالتين لا يمكنني الإنجاب، والحمد لله عندنا ثلاثة أولاد، سؤالي: هل يجوز إجراء مثل هذه العمليات، ماذا يمكن أن أفعل، أرجو أن تجيبوني بسرعة، هل يجوز إجراء عملية استئصال الرحم في هذه الحالة، أرجو الرد سريعاً لأنني عندي موعد في الأسبوع المقبل في المستشفى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما تعاني منه السائلة الكريمة بعد الحيض هو ما يسمى بالاستحاضة، وكنا قد أوضحنا في الفتوى رقم: 34192، والفتوى رقم: 4109 ما تعمله المستحاضة عند كل صلاة.
أما حكم عمل مثل هذه العمليات المذكورة في السؤال فإن الأصل أنه لا يجوز الاطلاع على العورة ولا سيما إذا كان الطبيب الذي يشرف على ذلك رجلاً، لكن إذا دعت إلى ذلك ضرورة أو حاجة معتبرة ولم توجد طبيبة فلا حرج في أن يتولى الطبيب علاج المرأة ولتفصيل، هذا الحكم يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 883.
وكذلك مسألة استئصال الرحم فإن الأصل أنه لا يجوز عمل ما يقطع الإنجاب إلا إذا خيف على المرأة ضرر محقق ربما يأتي على نفسها أو يشق بها مشقة عظيمة، وبناء على ما ذكرته السائلة من أنها استنفدت وسائل العلاج لهذا المرض وأنها تعاني منه مشقة دائمة زائدة على المعتاد، وأخبرها الأطباء العارفون بأنه لا علاج لما تعاني منه إلا باستئصال الرحم أو غيره مما يمنع الإنجاب فإنه يجوز لها أن تعمل ما يزيل عنها الضرر المزمن لأن من قواعد الشريعة أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وأن الضرورات تبيح المحظورات، وللمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 36768، 17553، 10142.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1425(6/2742)
حكم نقل عضو من جسد كافر إلى جسد مسلم
[السُّؤَالُ]
ـ[إني مسلم أعيش في الغرب ولقد أصيبت ركبتي إصابة تحتاج إلى استبدال أحد الأربطة في ركبتي برباط آخر من ما يسموه هنا (بنك الأعضاء) ، وإني في حيرة من أمري لسببين: أولهما: أني دائماً عندي ألم في ركبتي بسبب هذه الأصابة، وثانيهما: أني متردد جداً في قبول استبدال عضو من جسمي بعضو آخر من جسم إنسان آخر غير مسلم (حيث إن أجسام هؤلاء غير المسلمين، تنمو أجسادهم على أكل لحم الخنزير وشرب ما هو محرم على المسلمين) ، علما بأن الطبيب عنده بدائل أخرى بدلا من أخذ عضو من شخص آخر، ولكنه لا يريد استخدام هذه البدائل الأخرى لأنه (والله أعلم) ، غير متخصص في هذه البدائل الأخرى ولا يجيدها، مع العلم بأني لا أستطيع أن أغير هذا الطبيب بطبيب آخر، ما أفكر فيه الآن هو أن لا أعمل هذه العملية الجراحية وأبقى في هذا الألم، وذلك تجنبا من أن يدخل جسمي شيء نما وكبر على ما حرمه الله على المسلمين، رجاء الرد على أسئلتي هذه بأسرع ما يمكن لأن موعد العملية التي خصصوها لي يوم الثلاثاء (الأول من يونيو 2004) هل أقوم بقبول هذه العملية الجراحية أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان لا يمكنك تلمس العلاج عند طبيب آخر، ولو في غير المكان الذي أنت فيه، فلا بأس باستبدال الرباط الذي في ركبتك برباط من شخص آخر غير مسلم، ولا يضر كون هذا الشخص قد نما جسده من أكل الخنزير وشرب الخمر ونحو ذلك من المحرمات لاعتبارين:
الأول: أن جسدك لن ينمو على ذلك الرباط أو يتغذى به.
الثاني: أن هذا الرباط لن يمكث إلى الأبد في جسدك بل سيعود إلى صاحبه يوم البعث والنشور كما سيعود إليك الرباط الذي تمت إزالته، وراجع الفتوى رقم: 4005.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الأولى 1425(6/2743)
حكم إجراء عملية جراحية للحيوان
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أشتري قطة وسمعت من بعض الإخوة أنه من الممكن أن أجري لها عمليه لإزالة الرحم والمبيض فهل يجوز ذلك شرعا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه العملية فيها تعذيب للحيوان والأصل في تعذيب الحيوان الحرمة إلا إذا كانت هناك حاجة أوضرورة أو مصلحة راجحة، إضافة إلى مافي هذه العملية من قطع نسل الحيوان فهي داخلة في قوله تعالى (ويهلك الحرث والنسل) (البقرة: من الآية 20) وكذلك هذه العملية داخلة في قوله تعالى (ولآمرنهم فليغيرن خلق الل هـ) (النساء: من الآية 119) والخلاصة أنه لا يجوز لك أن تقدمي على هذه العملية إلا إذا كان فيها نفع لهذا الحيوان كأن يوجد في هذا الموضع مرض معين يستدعي إزالته مثلاً
ولمزيد من فائدة
راجعي الفتوى رقم 18327
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1425(6/2744)
حكم التداوي بالكي الذي قد يسبب عدم الإنجاب بالكلية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة ولدي ثلاثة أولاد وعمري 39 أعاني من نزيف شديد أثناء الحيض علما بأنني أحيض لمدة أسبوع وبعدها أبقى طاهرة لمدة أسبوعين وأحيض ثانية مما أعاني منه أيضا فقر الدم أخذت الحبوب المانعة وسببت لي آلام معدة والحل النهائي عند الطبيبة (غير المسلمة في أميركا مكان إقامتي) هو من نوع الكي لجدار الرحم وقد يسبب لعدم الإنجاب مع حيض منتظم ونزف أقل أرجوكم مساعدتي العملية تسمى ABLATION وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا احتاجت المسلمة إلى الدواء ولم تجد طبيبة مسلمة فلا حرج عليها في الذهاب إلى الطبيبة الكافرة. قال السفاريني في غذاء الألباب: مطلب: لا يكره استطباب أهل الذمة للضرورة، (لا) يكره استطباب أهل الذمة (ضرورة) أي لأجل الضرورة، لأن الحاجة داعية إليه، ولأن إدخال الضرر من استطبابه متوهم والعلة معلومة، فلا يمتنع من اتخاذ ما يزيل المعلوم من الضرر بخوف إدخال ضرر متوهم. قال شيخ الإسلام: إذا كان اليهودي أو النصراني خبيرا بالطب ثقة عند الإنسان جاز له أن يستطبه كما يجوز أن يودعه المال وأن يعامله، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يستطب الحارث بن كلدة وكان كافرا، وإذا أمكنه أن يستطب مسلما فهو كما لو أمكنه أن يودعه أو يعامله فلا ينبغي أن يعدل عنه، وأما إذا احتاج إلى ائتمان الكتابي واستطبابه فله ذلك ولم يكن من ولاية اليهود والنصارى المنهي عنها، وليس الكتابي بقيد فالمجوسي كذلك، والله أعلم.
ولكن إذا أمرتها بترك الصوم أو قطع الحمل بالكلية ونحو ذلك، مما فيه مخالفة شرعية، فلا تأخذ بقولها، بل لا بد من التأني والتحقق في هذا الأمر، لأنه خبر لزم منه فعل محرم أو ترك واجب شرعي، والكافر غير ثقة فيما يخبر به، فلزم التحري قال محمد بن مفلح المقدسي في الآداب الشرعية: قال المروذي: أدخلت على أبي عبد الله رحمه الله نصرانيا فجعل يصف وأبو عبد الله يكتب ما وصفه، ثم أمرني فاشتريت له قال القاضي: إنما يرجع إلى قوله في الدواء المباح فإن كان موافقا للداء فقد حصل المقصود وإن لم يوافق فلا حرج في تناوله، وهذا بخلاف ما لو أشار بالفطر في الصوم والصلاة جالسا ونحو ذلك، لأنه خبر تعلق بالدين، فلا يقبل. انتهى.
وعليه، فإن تيقن أن الكي المذكور يسبب عدم الإنجاب بالكلية، فلا تقدمي عليه بناء على خبر الطبيبة الكافرة، بل لا بد من الرجوع إلى طبيب مسلم ثقة، فإن أخبر بأن هذا الداء لا يزول إلا بالكي المذكور فلا حرج عليك في الإقدام عليه حينئذ، ولو تسبب في منع الحمل بالكلية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1425(6/2745)
أطفال الحقن المجهري
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم الشرع فى اطفال الانابيب او الحقن المجهرى؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب على سؤالك في الفتوى رقم: 5995
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 محرم 1425(6/2746)
حكم إجراء عملية ربط الناقل المنوي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة متزوج وزوجتي تخاف من الولادة وتصاب بحالة من الاكتئاب ودائما تحلم بأنها ستموت إذا ولدت ولقد استعملت أنواع منع الحمل ولكن تسبب لها بعض المتاعب والسؤال هل يجوز لي أن أجري عملية ربط الناقل المنوي؟ ولقد سألت الأطباء بأن يمكن لي استعادة قدرتي مرة أخرى لو أردت ذلك
واشكر لكم هذا الموقع المتميز]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت هذه العملية تؤدي إلى منع الإنجاب بشكل دائم، فيحرم فعلها لدخول ذلك في الخصاء المنهي عنه، وراجع الفتوى رقم: 16967 والفتوى رقم: 17553.
وإذا كانت لا تؤدي إلى منع الإنجاب بشكل دائم، فالذي يظهر عدم جوازها أيضا لعدة وجوه:
الأول: أن الأصل حرمة فعل الجرح بدون موجب شرعي، فإذا بلغ الإنسان مقام الاضطرار أو الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة إلى فعل هذا الجرح فإن الشرع يأذن فيه دفعا للضرورة والمشقة، قال الشيخ الحجاوي رحمه الله: ويصح استئجاره لحلق شعره وتقصيره ولختان وقطع شيء من جسده للحاجة إليه، ومع عدمها يحرم ولا يصح.
وفي الفتاوى الهنية ما نصه: لو استأجر إنسانا لقطع يده عند وقوع الأكة أو بقلع سن عند الوجع، فبرأت الأكة وزال الوجع، تنتقض الإجارة، لأنه لا يمكن الجري على موجه العقد شرعا " فهذا النص يدل على انتقاض عقد الإجارة على الجراحة إذا زالت الحاجة إليها، لأنه لا يمكن فعل تلك الجراحة شرعا مع عدم الحاجة إليها، وهذه الجراحة ليست ضرورية ولا حاجة تنزل منزل الضرورة، لأنه يمكن الاستغناء عنها بالعزل عن الزوجة عن طريق استعمال العازل الطبي إلى أن يتم علاجها من حالة الخوف من الولادة والاكتئاب.
الثاني: أنه لا يؤمن من ترتب أضرار على هذه الجراحة، ومعلوم أن الجراحة تتضمن في غالب صورها ضررا ومخاطر قد تؤدي إلى هلاك المريض، أو تلف عضو أو أعضاء من جسده أو إلحاق ضرر كبير به.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك.
ولهذا شرط العلماء في جواز الجراحة ألا يوجد البديل الأخف ضررا منها، وراجع للمزيد كتاب "أحكام الجراحة الطبية" لفضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي (ص 120) .
الثالث: أن هذه العملية قد تستلزم كشف العورة، وكشف العورة لا يجوز إلا لضرورة أو حاجة تنزل منزلتها، وليست هذه العملية كذلك، لما تقدم من الوجه الأول.
والله أعلم.
...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 محرم 1425(6/2747)
حكم استخدام المخدر عند الولادة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز استخدام بنج موضعي لتخدير النصف السفلي حتى تتم ولادة دون ألم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في استعمال المخدر هو الحرمة إلا إذا دعت الضرورة أو الحاجة لذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 28553.
وعليه؛ إذا كانت الولادة طبيعة فإننا ننصح بعدم استعمال المخدر، لكن إذا كان يصيب المرأة ما لا تطيقه، وكانت الولادة غير طبيعية، فلا بأس باستعمال المخدر، على أن تخدير النصف الأسفل من الحامل قد يفضي -في ما نتصور- إلى تثبيط عضلات الرحم التي تدفع بالجنين إلى الخارج، مما يؤدي إلى تأخر خروج الجنين لا إلى الإسراع به، فإذا ثبت أن الأمر كذلك فقد لا يفيد، والمرجع إلى أهل الاختصاص في شؤون الولادة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1424(6/2748)
الأحوال التي يكون فيها الطبيب ضامنا
[السُّؤَالُ]
ـ[س: أبي توفي نتيجة عملية جراحية وباءت هذه العملية بالفشل, نتيجة إجرائها على صورة أخذت قبل شهر من إجراء العملية، وهذا يعتبر إهمالا من الطبيب, هل يجوز لي رفع قضية ضد وزارة الصحة ويشملها الطبيب الذي قام بالعملية, وأخد تعويض مالي من هذه الوزارة.وفقكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحكم على قضية معينة أو حادثة معينة، يحتاج إلى النظر في هذه الحادثة ومُلابَساتها بشيء من التفصيل، وكون الطبيب أخذ الصورة قبل شهر من إجراء العملية، وذكرت أن هذا إهمال من الطبيب، هذا الحكم يحتاج إلى نظر، فلربما كان أخذ الصورة قبل شهر من إجراء العملية لا يختلف من حيث التشخيص عن أخذها قبل يوم، لأن الكسر موجود أو نحو ذلك.
فالحكم في هذه القضية يحتاج إلى شيء من التفصيل في ملابساتها وما صاحبها من أحوال، وقد سبق للشبكة الإسلامية أن أصدرت فتاوى تبين بعض القواعد والأحوال التي يكون فيها الطبيب ضامنا أو غير ضامن، فنحيل السائل الكريم إليها، وهي بأرقام: 24372، 5852، 5178.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1424(6/2749)
اضطرت لإجراء عملية لدى طبيب أجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك امرأة حامل وزوجها متدين جدا، وبعد إصرار منها وافق الزوج على أن تلد فى المنطقة التى يسكن أهلها وهي بعيدة عن مكان الزوج، وحين الولادة تعسرت الولادة فى هذه المستشفى فتم نقلها إلى بلدة قريبة والقابلة امرأة، ولكن الذي قام بعملية حبك الجرح (أي خياطة الرحم) دكتور بلغاري ولم تخبر الزوج خوفا منه، فهل هناك إثم وماذا تفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه المرأة مضطرة للعلاج عند الطبيب المذكور ولم تستطع المرأة القابلة إجراء العملية، فلا إثم ولا حرج إن شاء الله تعالى عليها في ذلك، لأنه من باب الضرورات تبيح المحظورات وحفظ النفس الذي هو من مقاصد الشريعة.
أما إذا كانت القابلة تستطيع القيام بما تحتاجه المريضة ولكنها تجاوزتها إلى الطبيب الأجنبي فهذا لا يجوز، وعليها المبادرة بالتوبة النصوح إلى الله تعالى والحذر من العودة إليه مرة أخرى.
وليس من الضروري أن تخبر زوجها بذلك، خاصة إذا كانت تخاف أن تترتب على ذلك مفسدة، وقد سبقت الإجابة عن مثل هذا السؤال نحيلك إليها لمزيد من الفائدة والتفصيل في الفتوى رقم: 8107، والفتوى رقم: 10410.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 شعبان 1424(6/2750)
شروط جواز الجراحة الطبية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم أريد أن أقوم بعملية نقص الشحم من الصدر لضرر في الظهر وفي الصدر، وأريد أن أعرف هل حلال أم حرام؟ وشكراً جزيلاً لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن التداوي من جميع الأمراض مباح، وقد امتدح الله من سعى في إحياء النفس وإنقاذها من الهلاك، قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32] .
وروى البخاري من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء.
وعن مسلم من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل.
ولذلك أباح العلماء الجراحة لكونها من أنواع التداوي، واشترطوا لها شروطاً هي:
1- أن تكون الجراحة مشروعة (بأن لا تؤدي إلى تغيير خلق الله) .
2- أن يكون المريض محتاجاً إليها.
3- أن يأذن المريض بفعلها.
4- أن تتوافر الأهلية في الطبيب الجراح ومساعديه.
5- أن يغلب على ظن الطبيب الجراح نجاح الجراحة.
6- أن لا يوجد البديل الذي هو أخف ضرراً منها.
7- أن تترتب المصلحة على فعل الجراحة.
8- أن لا يترتب على فعلها ضرر أكبر من ضرر المرض.
انظري أحكام الجراحة الطبية د. محمد بن محمد المختار الشنقيطي ص:102، فإذا توافرت لك هذه الشروط كان مباحاً لك القيام بالعملية التي تريدين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1424(6/2751)
حكم عملية تعديل انحراف النظر
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير على هذا الموقع الفريد
سؤالي: هل يجوز لي أن أقوم بعملية تصحيح النظر LASIK أم يعد هذا من تغيير خلق الله؟ علماً أن تكلفة العملية هي 1000 دولار ونسبة النجاح 95% وتجرى هذه العملية لتصحيح الانحرافات ثم تؤدي لعدم لبس النظارات وأنا أريد أن أقوم بالعملية للأسباب التالية:
1- أنني قد قمت بدفع مبلغ 400دولار مقابل فحص النظر والنظارة والعدسات اللاصقة وأقوم بدفع ذلك المبلغ في كل مرة تنكسر النظارة أو بعد كل سنة لأن الانحراف يزيد بعد كل سنة فعند عمل العملية سوف أوفر تلك المبالغ.
2- أجمل للشكل.
3- أنا رياضي فدائماً تسقط النظارة وتنكسر أو تتخدش فلا أرى شيئا أو عند السباحة أضطر لخلعها فلا أعود أرى شيئاً والنظارة الرياضية تكلف 200-400 دولار.
فهل يجوز لي القيام بتلك العملية؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه العملية تدخل تحت عمليات التجميل، وعمليات التجميل نوعان:
1- ما كان منها لإزالة ضرر أو عيب أو تشويه طارئ أو خلقي فهذا لا بأس به ولا حرج فيه -إن شاء الله تعالى- وذلك لما رواه الترمذي من أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعجرفة بن سعد رضي الله عنه أن يتخذ أنفاً من ذهب، وكانت أنفه قد قطعت يوم الكلاب.
2- النوع الثاني: ما لا تقصد به إزالة العيب وإنما هو لزيادة الحسن، فهذا لا يجوز.
وعلى هذا، فإن عملية تعديل انحراف النظر لا مانع منها شرعاً -إن شاء الله تعالى- إذا لم تكن فيها موانع أخرى، ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 1509.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 صفر 1424(6/2752)
لا مانع من إجراء عملية تصحيح النظر بالليزر
[السُّؤَالُ]
ـ[عملية تصحيح النظر بالليزر هل تعتبر تغييراً في خلق الله؟ وما مدى مشروعيتها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التداوي مشروع، لقوله صلى الله عليه وسلم للأعراب الذين سألوه، فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى، فقال: "تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم" رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني والأرناؤوط.
وبناء عليه، فلا مانع من هذه العملية، لأن مداواة التشويهات الخلقية لا تعتبر من تغيير خلق الله المحرم، لأن العلماء قد استثنوها نظراً للضرورة، كما هو موضح في الفتوى رقم: 17359، والفتوى رقم: 1509.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1424(6/2753)
جراحة تصغير المعدة - رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة تريد إجراء عملية جراحية لتصغير حجم المعدة لتقلل من تضخم جسدهاعن طريق الإقلال من الطعام الداخل إلى الجسد.. فهل هذا جائز شرعا؟ وجزاكم الله خيرا..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز لهذه المرأة القيام بهذه العملية لأنه لا توجد ضرورة إليها، وما دام الأمر كذلك فإن فعلها يعد محرماً شرعاً لدخوله ضمن العمليات التحسينية التي قد ذكرنا حكمها في الفتوى رقم: 11647 والفتوى رقم:
8149
وننبه هنا إلى أنه توجد أكثر من وسيلة مشروعة للتخلص من السمنة الزائدة:
1-المداومة على الصوم.
2-التقليل من الطعام والاقتصار على الحد الأدنى منه.
3-مزاولة الرياضة.
فهذه الأمور وما شابهها تساعد على بلوغ المطلوب دون الوقوع في فعل محرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1424(6/2754)
حكم زراعة الأسنان
[السُّؤَالُ]
ـ[هل زراعة الأسنان مباحة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في زرع الأسنان للضرورة، والحاجة المعتبرة شرعاً كمن سقطت سنة أو تلفت، وهو يحتاج إلى بدلها لمضغ الطعام أو تقويم الكلام ونحوه.
أما إذا كان الزرع لمجرد الزينة أو التجمل أوالتدليس على الناظر إن كان خاطباً أو مخطوبة، وشبهه مما يؤثر فيه ذلك، فإنه لا يجوز لما فيه من الغش والتدليس.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1423(6/2755)
علاج الخنازير وإجراء التجارب عليها لمصلحة راجحة أمر جائز
[السُّؤَالُ]
ـ[هل علاج الخنازير حلال أم حرام؟ أنا طبيب بيطري وسوف أسافر إلى الولايات المتحدة لإكمال دراستي العليا. وهناك من الأمور الإجبارية في التدريب العملي التعامل مع الخنازير (علاجها وإجراء العمليات لها) فما هو رأيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن علاج الخنازير وإجراء العمليات عليها، بقصد التدريب، وتحسين الخبرة يشتمل على محظور شرعي هو ما يترتب على علاجها من التعاون مع الكفرة الذين يريدون لها البقاء والنماء لأكلها المحرم، وفي هذا ما فيه من التعاون على الإثم والعدوان المنهي عنه بقوله تعالى: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة: 2] .
وقد نص العلماء على منع استئجار المسلم للكافر في الأمور المحرمة عندنا، هذا هو الأصل إذا كان المسلم أو المسلمون في حال اختيارهم.
لكن إذا اضطر المسلمون إلى مختصين في مهنة الطب، وكانت هذه الطريقة ـ التي ذكر السائل ـ هي الطريقة الوحيدة التي يتوصل بها المسلم إلى غرضه الشرعي، ومهنته التي يحتاج إليها هو، ويحتاج إليها المسلمون من حوله، فلا حرج ـ إن شاء الله ـ عليه في مثل تلك الوسائل، فقد نص العلماء على أن وسيلة الحرام تشرع إذا ما آلت إلى مصلحة راجحة، ومثلوا ذلك بدفع المال للظلمة وقاطعي الطريق مداراة لهم عن النفس والمال، والضرورات واعتبار المصالح لهما تأثير كبير في الأحكام الشرعية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1421(6/2756)
حكم زراعة شعر صدر الرجل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تجوز زراعة شعر صدر الرجل؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر الدكتور سعد الخثلان في كتابه ـ أحكام زراعة الشعر وإزالته: أن زراعة الشعر التي يقصد بها إزالة العيب ورد ما خلقه الله مختلف في جوازها، والراجح جوازها، وممن رجحه من العلماء المعاصرين الشيخ ابن عثيمين.
وأما زراعة الشعر التي يقصد بها طلب الحسن والتجمل فلا تجوز، لما فيها من تغيير خلق الله، والكتاب موجود في المكتبة الشاملة على الإنترنت فننصح بمراجعته.
ويضاف إلى ما ذكره الدكتور: أن هذه العملية تستلزم التخدير والأصل منعه لغير ضرورة أو حاجة معتبرة، لما فيه من إزالة العقل، ومن المحاذير المترتبة على العملية ـ أيضاً ـ أنها تضيع فيها أموال لغير حاجة، وقد روى البخاري في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان ينهي عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد حتى يسأل: عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ . رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1430(6/2757)
حكم تداوي المرأة عند طبيب نظرا لظروفها المادية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة، وعمري 19 سنة ونصف، وعندي 3 أطفال، استشرتكم قبل فترة عن عمليات تجميل الصدر فأجبتموني بما يلي: يجوز لإزالة تشوه.
وهو كان متشوها جدا بعد الولادة، وكان عبارة عن جلد فقط، ولا توجد به دهون أو أي انتفاخ، بل هو جلد مترهل غريب وبشع، ومنظره منفر، وكنت أخجل منه وأبكي واكتأبت، لأن زوجي ينظر إلى البنات في كل مكان وأنا أشعر بالنقص، مع العلم أنه قبل الولادة كان عاديا جدا، لكنه تشوه كثيرا واختفى بعدها فقمت بإجراء العملية وأنا مرتاحة الضمير، لأنني أعلم أن نيتي ليست طلبا لزيادة الجمال، وإنما إزالة التشوه والضرر النفسي، وأنه لو كان مقبول المنظر لما أقدمت على العملية، لكن الشيء الوحيد الذي ضايقني أن طبيبا هو الذي أجرى لي العملية، وكان هناك رجال آخرون ـ أطباء تخديرـ وكانت هناك طبيبة وممرضات، لكنني أحسست بالذنب لكشفي عندهم، والآن ـ يا شيخ ـ أنا خائفة من أن أكون أغضبت ربي بسبب كشفي عندهم، لكنني أعرف أنه يجوز الكشف عند الطبيب وأنا ذهبت لهذا الدكتور؛ لأنني علمت أنه جيد في إجراء العمليات وهو استشاري جراحة ورئيس قسم، ولأن تكاليف العملية زهيدة عنده فهو يجريها ب 6 آلاف، حيث إنه لا يأخذ أجرا على العملية، وإنما يأخذ تكاليف المادة ـ السيلكون ـ أما في المستشفيات الأخرى فالعمليات تكلف 20 ألفا وأنا ماديا لا أستطيع دفع ذلك، أرجوك ـ يا شيخ ـ فأنا من مواليد السعودية وما تعودت أن يرى وجهي شخص غريب، فما بالك بجسمي؟ والله أشعر بالذنب وأستغفر دائما، لكنني خائفة، فماذا أفعل؟ وهل أنا مذنبة؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دامت هذه التشوهات قد وصلت إلى التنفير والضرر، فقد أبيح لك إزالتها ـ سواء بما قمت به من جراحة أو بغير ذلك ـ ولكن هذا لا يسوغ التداوي عند طبيب ذكر إذا وجدت طبيبة أنثى ـ ولو كافرة ـ تقوم بهذه العملية، لأن الأصل أن المرأة لا تطببها إلا امرأة مثلها، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 19439.
ولكن طالما أن الأمر على ما ذكرت من عدم توفر فرصة لإجراء هذه العملية إلا عند طبيب ذكر نظرا لظروفك المادية، فنرجو أن لا يكون عليك بأس ولا حرج من ذلك، ما دمت قد بذلت جهدك في تحري المباح والمشروع فلم يتح لك، وراجعي فتوانا رقم: 8107، ففيها تفصيل حكم تداوي المرأة عند الرجال والشروط اللازمة لذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1430(6/2758)
حكم تكبير صدر المرأة وإضافة حبة الخال على وجهها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تكبير الصدر لإرضاء الزوج؟ وما حكم إضافة حبة الخال على الوجه؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كثر السؤال عن عمليات التجميل في ظل الإعلام الهابط الذي يعلي من قيمة الجسد، ويجعله المصدرالوحيد للجمال، فأورث ذلك في الناس سخطاً على أجسادهم وصورهم، فأصبحوا يهرولون إلى أطباء التجميل يبتغون تحسين صورهم ويتكلفون في سبيل ذلك من الآلام والأموال والمخاطر الشيء الكثير، وغفلوا أن الله سبحانه هو الخلاق العليم الذي أحسن كل شيء خلقه وهو الذي صورالناس فأحسن صورهم وقسم بينهم أشكالهم كما قسم بينهم أرزاقهم، فلو قنع كل شخص بما قسم الله له من حسن وجمال، لما انتشرت هذه الظاهرة السيئة، والعجب أنهم ـ مع ذلك ـ لا يبالون بإصلاح قلوبهم، مع أن القلوب هي محل نظر الله للعبد وليست الأبدان ولا الصور، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن، إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم. أخرجه مسلم وغيره.
أما عن سؤالك بخصوص تكبير الثديين: فيختلف الحكم في ذلك باختلاف الوسيلة المستخدمة، فإن كان ذلك عن طريق تناول بعض الأعشاب أوالعقاقيرالطبية أوالقيام ببعض الحركات الرياضية ونحو ذلك فلا حرج حينئذ بشرط سلامة العاقبة، بمعنى: أن لا يكون هناك ضرر متوقع من هذه الوسائل وأن تكون هذه العقاقير مباحة في نفسها فلا تحتوي على نجاسة ونحو ذلك، أما تكبيرالثديين لأجل التجميل عن طريق العمليات الجراحية فهذا لا يجوز وراجعي تفصيل ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 61303، 116628، 12784.
أما بخصوص ما يسمى حبة الخال: وهي علامة تجعلها المرأة في وجهها بقصد الزينة باستخدام قلم أولون ونحو ذلك، فهذا لا حرج فيه بشرط أن لا يشتمل على طريقة الوشم المحرم وأن لا تظهر بهذه الزينة أمام الأجانب، مع العلم بأنه لا بد من إزالته عند الوضوء أوالغسل إذا كان له جرم حتى يباشرالماء الوجه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1430(6/2759)
حكم إجراء عملية تجميل لتقويم عيب نتج عن عملية جراحية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم تجميل الأنف؟ علما بأن السبب هو تغيير الأنف بشكل واضح بعد عملية كسر الفك العلوي, مما جعلني أعتزل رؤية الكثير بسبب كثرة أسئلتهم عن سبب سوء شكلي عن ما كان عليه، علما بأن الطبيب ذكر لي ذلك قبل عملية الفك وذكر أن التغير بسيط جداً مما قد يؤدي إلى وضع غرز بسيطة لتصغير الاتساع الذي يحدث في آخر الأنف فقط، لكن الواقع خالف ذلك فبسبب رف الفك ونزلت عظمة الأنف وتغير تماما، لكني رضيت بإجراء ما ذكروه لي من الغرز وإن كان الأنف لن يعود بشكله السابق، لكن خوفا من التحريم ومن تغيير نظرة الناس لي ـ خصوصا الصالحين ـ إلا إن الطبيب رفض وقال لا ينفعك إلا تجميل كامل للأنف، أرجو نصحي وتوجيههي خصوصا بعد تعب نفسيتي وإصابتي بالتوتر والقلق النفسي وآلام لم أكشف عليها إلى الآن بعد تغير شكلي ورفضهم إلا تجميلا كاملا، وهذا طبعا يخلاف كلامهم قبل عملية الفك، وجزيتم خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 17718، أن عمليات التجميل منها ما لا يجوز، وهو ما كان غرضه طلب الحسن والجمال، وهذا من تغيير خلق الله تعالى، ومنها ما يجوز، وهو ما يحتاج إليه الشخص لإزالة ضرر أو ألم أو عيب مشين، سواء خلق به الشخص أو نتج عن حادث أو مرض، كما في حديث عرفجة بن أسعد: أنه قطع أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفاً من فضة فأنتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفاً من ذهب. رواه الترمذي وحسنه وأبو داود والنسائي وأحمد وحسنه الألباني.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 113708.
ومن هذا النوع الجائز -إن شاء الله- العملية التي تسأل عنها السائلة الكريمة ـ عافاها الله ـ فإنها لتقويم عيب حادث من جراء عملية جراحية للفك العلوي، كما ورد في السؤال، فهي لا تطلب حسناً زائداً وإنما تريد إزالة العيب وإرجاع أنفه لشكله السابق، ورفع الضرر المعني الكبير الذي يعانيه بعد الجراحة الأولى، وللمزيد من الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 24289.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1430(6/2760)
الفرق بين تناول الأدوية وبين إجراء العمليات التجميلية
[السُّؤَالُ]
ـ[في الفتوى رقم (61303) أبحتم أن تستخدم المرأة الأجهزة الخاصة بتكبير الصدر، وكذلك أبحتم استخدام مستحضرات شد الصدر في الفتوى (3388) ومنعتم تكبير الصدر عن طريق العمليات الجراحية. فلماذا الجواز ولماذا الحرمة إذا كانت الأفعال واحدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتاوى المشار إليها وما أحيل عليه فيها الفرق بين استعمال العقاقير والمستحضرات الطبية والحركات الرياضية التي تنشط الهرمونات وتزيد العضلات وبين العمليات الجراحية.
فالعقاقير والمستحضرات الطبية والحركات الرياضية إذا لم يترتب عليها ضرر فهي من الأدوية المأمور بها شرعا، والفرق بين تناول الأدوية وبين إجراء العمليات الجراحية واضح، والأعضاء في حال تناول العقاقير تنمو وتكبر بصورة طبيعية كما تكبر بتناول الطعام والشراب.
أما عمليات التجميل الجراحية فهي من تغيير خلق الله تعالى إذا كانت طلبا لزيادة الحسن وهو محرم شرعا -كما هو معلوم- ولا تجوز إلا في حالة الضرورة أو التشوه الخارج عن المألوف كما سبق بيانه وأدلته في الفتويين: 8185، 33999.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1430(6/2761)
حكم إجراء عملية لتجميل الثدي المتهدل
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا كان الزوج غير راغب في شكل ثديي زوجته لتهدله من الحمل والرضاع مثلا وهو متضرر من ذلك، فهل يجوز له أن يأمرها بإجراءعملية تجميلية لإعادته لطبيعته؟ مع العلم أنكم أفتيتم بعدم الجواز في فتوى أخرى ورأيت أن الزوج متضررا من ذلك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبقت الإجابة عن حكم عمليات تصغير الثديين، في الفتوى رقم: 35927.
ونقول: إذا كان هذا التهدل في حدود المعتاد المعهود حدوثه للنساء من جراء الحمل والوضع والرضاعة، ولم يصل إلى حد التشوه والخروج عن المألوف، فلا يجوز إجراء تلك العملية، وعلى الزوج أن يتقي الله وأن يأمر زوجته بالمعروف لا بالمنكر، فإنما كلفنا الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا العكس.
وننصح الزوج بأن يستعيذ بالله من نزغات الشيطان، فإن الشيطان ـ لعنه الله ـ كثيرا ما يزين للإنسان فعل المعاصي، ويحسّن المنكر ويقبح المعروف في عينيه حتى يفتنه ويوقعه في المحرمات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1430(6/2762)
حكم إجراء عملية شد الجسم لإزالة الترهلات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أريد أن أعمل عملية تجميل وهي: شد الجسم من منطقة الظهر والأرداف والصدر، وقد اضطررت لعملية الشد لأنه لاتوجد طريقة غيرها، تعبت من الرياضات لأن وزني فوق 150 ولا مجال للرياضة ولا للأجهزة، ولابد من إجراءعملية، وبصراحة شكل الترهلات فظيع ومخرب لجسمي، ومتعب له، السؤال: هل يجوز لي أن أجري عملية والذي يجري العملية دكتور وليس دكتورة؟ وفي هذا المجال لايوجد أحد متقن غير الدكاترة. فبماذا تنصحوني؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه الترهلات شديدة وملفتة لدرجة التشويه، أو كانت مؤذية وتتضرربها السائلة ضررا يشق تحمله، فلا بأس بإجراء عملية الشد، من باب الضرورة، وإلا فالأصل عدم جواز مثل هذه العملية.
وكذلك إجراء طبيب لهذه العملية الأصل فيه أنه لا يجوز، إلا إذا لم توجد طبيبة ولو كافرة تستطيع إجراءها، فعندئذ يجوز للضرورة، وليكن ذلك في غير خلوة، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 10257، 33999، 3267، 8107.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1430(6/2763)
حكم عمل عملية تجميل للجفون المنتفخة
[السُّؤَالُ]
ـ[الرجاء إفادتي عن حكم الشرع في عملية تجميل الجفون المنتفخة والمتهدلة؟
وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتجميل الأعضاء بتغيير هيئتها بالتصغير أو التكبير، أو الزيادة أو النقصان، إذا كان العضو في حدود الخلقة المعهودة الأصل فيه عدم يجواز؛ لحديث اللعن على تغيير خلق الله وفيه: لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. رواه البخاري ومسلم.
قَالَ الطَّبَرِيُّ:
لَا يَجُوز لِلْمَرْأَةِ تَغْيِير شَيْء مِنْ خِلْقَتهَا الَّتِي خَلَقَهَا اللَّه عَلَيْهَا بِزِيَادَةٍ أَوْ نَقْص اِلْتِمَاس الْحُسْن لَا لِلزَّوْجِ وَلَا لِغَيْرِهِ. انتهى
وقال ابن العربي: إن الله سبحانه خلق الصور فأحسنها في ترتيب الهيئة الأصلية، ثم فاوت في الجمال بينها، فجعلها مراتب فمن أراد أن يغير خلق الله فيها ويبطل حكمته، فهو ملعون لأنه أتى ممنوعا. انتهى من عارضة الأحوذي شرح الترمذي.
فلا يجوز الإقدام على تغيير خلق الله بقصد التجميل وزيادة الحسن، لكن إذا كان الإنسان على صورة مشوهة مشينة، وكانت الجفون منتفخة بما يخرج عن المعتاد بحيث يكون شكل المرأة مشوها بالنسبة لطبيعة عمرها وسنها، فلا بأس بالاقتصار على الضروري من عملية التجميل بحيث تجعلها في حد الاعتدال، بشرط ألا يكون في هذا تدليس وغش وخداع، فلا يجوز للمرأة العجوز إجراء عملية جراحية بقصد إظهار صغر السن.
وراجعي الفتويين: 17718، 1007. ففيهما بيان ما يجوز وما لا يجوز من العمليات التجميلية وهذا كله إذا كان العلاج بعملية جراحية.
وأما إن كان العلاج لهذه الجفون المنتفخة والمتهدلة من غير تدخل جراحي ينتج عنه تغيير للخلقة بل عن طريق حقن بعض المواد التي تزيل التجاعيد وتشد المكان الذي تحقن فيه فالظاهر أن ذلك جائز ما دام لم يترتب عليه ضرر جانبي.
وننصح بمراجعة كتاب: أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها. للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الثانية 1430(6/2764)
حكم عملية شد البطن بعد الولادة وهل تعد انتحارا
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف حكم عملية شد البطن بعد الولادة، وما حكم من ماتت وهو تجري العملية وهل يعتبر ذلك انتحارا؟
أنا بطني بعد الولادة مترهل وشكله مشوه وأحببت أن أعرف حكم عملية الشد هل تجوز شرعا أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق تفصيل القول في حكم إجراء عملية لشد البطن وذلك بالفتوى رقم: 16677، والفتوى رقم: 99736.
ومجرد الإقدام على إجراء هذ العملية لا يعتبر انتحارا على كل حال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1430(6/2765)
ضوابط جواز إجراء عملية تجميل لتكبير الثدي
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد إجراء عملية تجميل لتكبير الثدي علما بأن صدري مثل الطفلة في الخامسة من عمرها بمعنى مسطح، ونفسيتي كثيرا تعبانة ولي من العمر 25سنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما كان من عمليات التجميل لإزالة عيب مشوه للخلقة لا مانع منه شرعا إزالةً للضرر. ومن ذلك ما إذا خرج الأمر عن طوره المعتاد، وكان يسبب أذية أو تشويها أو مرضا، وما ذكرته السائلة الكريمة من هذا النوع، حيث تقول عن حالها إنها: مثل طفلة في الخامسة من عمرها. ولا شك أن هذا خارج عن المعتاد بصورة واضحة، وأنه يسبب أذية كبيرة وضيقا وحرجا. وهذا منفي في الشريعة الغراء، كما قال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78} .
فمع كون الأصل هو عدم جواز تغيير هيئة الأعضاء بالتصغير أو التكبير أو الزيادة أو النقصان، إلا أن ذلك إذا ما كان العضو في حدود الخلقة المعهودة، فإذا خرج عن ذلك استعملنا قاعدة: المشقة تجلب التيسير. وقاعدة: الضرر يزال.
وقد ذكر الدكتور محمد عثمان شبير في كتابه أحكام جراحة التجميل في الفقه الإسلامي ضمن القواعد والضوابط المتعلقة بأحكام جراحة التجميل، قال: أن لا يكون فيها تغيير للخلقة الأصلية المعهودة، فلا يجوز تغيير هيئة عضو من الأعضاء بالتصغير أو التكبير، إذا كان ذلك العضو في حدود الخلقة المعهودة. فقيَّد عدم الجواز بكون العضو في حدود الخلقة المعهودة.
ويراعى في حال السائلة إجراؤها للعملية عن طريق امرأة مهما كان ذلك ممكنا، ثم لو أمكن تحصيل المطلوب عن طريق استعمال العقاقير والأعشاب والأدوية دون عملية جراحية فهو أولى.
وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35927، 43824، 44400.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1509، 21410، 1007، 24289.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 محرم 1430(6/2766)
تكبير الثديين.. الجائز والممنوع
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة في العشرين من عمري وقد تعرضت للسخرية من قبل بعض الشباب عندما كنت أعمل في مكان ما بسبب صغر حجم الثديين حتى أفقدوني الثقة في نفسي وتدهورت حالتي النفسية جدا، فهل عملية تكبير حجم الصدر حرام أم حلال؟ مع العلم بأني لا أريد التغيير في خلق الله مع العلم بأني لست متزوجة، وهل الفتاة ذات الثدي الصغير تكون أقل ثقة في نفسها وأقل أنوثة كما يرتبط في أذهان الناس على الرغم من أنها خلقة الله التي لا دخل لأي إنسان فيها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حرمة عمليات التجميل التي لا يطلب منها إلا زيادة الحسن والجمال؛ لما في ذلك من تغيير خلق الله. وأن الجائز هو ما كان منها لإزالة ضرر أو عيب مشوه للخلقة تشويها واضحا. وذلك في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذات الأرقام الآتية: 1509، 17718، 33999، 10202.
وتكبير حجم الثديين من النوع الأول، وفيه تغيير لخلق الله عز وجل، إذ هذا الصغر ليس تشوها خلقيا يطلب إزالته حتى يقال بجوازه، وإنما هو داخل في طلب زيادة الحسن والجمال، وقد قال الله تعالى على لسان الشيطان: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا {النساء:119}
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك لتغيير خلق الله، فقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. متفق عليه.
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 8117.
أما إن كان تكبير الثدي عن طريق استعمال أدوية وعقاقير طبية غير مضرة، فلا بأس بذلك، ولا يعتبر هذا من تغيير خلق الله تعالى. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 61303. ويمكن لمزيد الفائدة الاطلاع على الفتوى رقم: 12784.
وننبه السائلة الكريمة على أن خلق الله كله حسن، كما قال تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ {السجدة: 7} .
ولهذا لما اعتذر عمرو الأنصاري عن إسباله الإزار بكونه حمش الساقين، أي دقيقهما ورفيعهما، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ. رواه أحمد، وصححه الألباني.
فعليك أختي الكريمة بالرضا بقضاء الله وقسمته؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ. رواه أحمد وصححه الألباني.
ونوصيك بأن تنظري للمحرومين ممن هو دونك حتى لا تزدري نعمة الله عليك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ. متفق عليه.
هذا، وننبه الأخت السائلة إلى أنه لا تجوز مخالطة الرجال الأجانب في العمل ولا في غيره إلا بالتزام الضوابط الشرعية للاختلاط. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 24927، 7934.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1430(6/2767)
التفريق في الحكم بين الجراحة للتجميل أو لإزالة عيب
[السُّؤَالُ]
ـ[أجرت زوجتي عملية استئصال كتل ليفية من الثديين وأثناء العملية اضطر الطبيب إلى تصغير حجم الثديين
ومن نتائج العملية خسارة الهالة والحلمة كاملتين من الثدي الأيسر وأجرت بعدها عمليه جراحيه ثانية لتعويض الهالة والحلمة ونظرا للحالة الصحية للمريضة وخوفا من مضاعفات بعد العملية لم يستطع الطبيب سوى تعويض الحلمة وأفادنا الطبيب أن الحل الوحيد لتعويض الهالة هو تحديدها من جديد عن طريق ما يسمى تاتو----الوشم
وأبلغنا الطبيب أنها مجازة شرعا بفتوى من الشيخ ابن جبرين وهي منشورة بجريدة عكاظ والطبيب يحتفظ بصورة من الفتوى وقد عرضها علينا.
أرجو الإفادة الشرعية بهذا الموضوع وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبقت لنا عدة فتاوى بخصوص إجراء مثل هذه العملية الجراحية، وخلاصة القول فيها أنه يفرق بين ما إذا كانت بقصد التحسين والتجميل فتمنع، أو يقصد إزالة عيب خلقي ظاهر فتباح، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 1509.
وعلى هذا فإن كان ذهاب الهالة يعد عيبا في عرفكم فنرجو أن لا حرج إن شاء الله في إجراء عملية الوشم لإعادتها.
وأما فتوى الشيخ ابن جبرين هذه فلا نعلم عنها شيئا، ولا يكفي في صحة نسبتها إليه مجرد وجودها في صحيفة سيارة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1429(6/2768)
عمليات التجميل إذا كانت بغرض الحسن والجمال
[السُّؤَالُ]
ـ[هل قول السيدة عائشة بمعنى "لو استطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيهما أحسن مما هما عليه" صحيح، وإن كان فهل يدل هذا على جواز عمليات التجميل للتجمل بدون وجود داع طبي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فهذا الأثر رواه ابن سعد من طريق بكرة بنت عقبة: أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء، فقالت: شجرة طيبة وماء طهور. وسألتها عن الحفاف -تعني إزالة شعر من الوجه- فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي. الطبقات الكبرى، وأورده الذهبي في ترجمة عائشة من تاريخه ومن السير (تاريخ الإسلام، سير أعلام النبلاء) .
وبكرة بن عقبة لم نجد من ذكرها إلا ابن حبان، فذكرها في الثقات بما في هذا الإسناد وحسب -الثقات- وهو معروف بتوثيق المجاهيل، ولذلك قال محقق سير أعلام النبلاء: رجاله ثقات خلا بكرة بنت عقبة فإنها لا تعرف. انتهى.
وعليه فهذا الإسناد لا يثبت.. هذا من ناحية ثبوت الأثر، وأما من ناحية فقهه فقد استدل به بعض أهل العلم على جواز تنمص المرأة تزيناً لزوجها، وحملوا حديث لعن النامصة على من فعلت ذلك للتدليس، وقد سبق ذكر ذلك في الفتوى رقم: 17609.
وقال عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي: إذا أخذت المرأة من وجهها لأجل زوجها بعد رؤيته إياها فلا بأس، وإنما يذم إذا فعلته قبل أن يراها لأن فيه تدليساً. انتهى. نقل ذلك ابن الجوزي واستدل في ما استدل بأثر عائشة هذاكما في غذاء الألباب.
ولكن الراجح خلاف هذا وهو حرمة نمص الحاجبين سواء للزوج أو غيره، وإن صح ما ورد عن عائشة رضي الله عنها يحمل على ما عدا الحاجبين، كما سبق بيانه تفصيلاً في الفتوى رقم: 75840.
وأما بالنسبة للاستدلال بهذا الأثر على جواز عمليات التجميل بالإطلاق فلا يصح، لأن ظاهر القرآن والسنة على خلافه وهو تحريم تغيير خلق الله، كما قال تعالى على لسان الشيطان: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا {النساء:119} ، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتلفلجات للحسن المغيرات خلق الله. رواه البخاري ومسلم.. هذا وقد روي عن عائشة نفسها ما يخالف عموم هذا الأثر السابق، حيث سئلت رضي الله عنها عن قشر الوجه، فقالت: إن كان شيء ولدت وهو بها فلا يحل لها إخراجه، وإن كان شيء حدث فلا بأس بقشره. عمدة القاري وغذاء الألباب. وقد سبق بيان حرمة عمليات التجميل التي لا يطلب منها إلا الحسن والجمال، لما فيها من تغيير خلق الله، وأن الجائز هو ما كان منها لإزالة ضرر أو عيب مشوه للخلقة تشويهاً واضحاً، وذلك في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1509، 17718، 33999.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ذو القعدة 1429(6/2769)
حكم وضع خصية اصطناعية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب بخصية واحدة هل يجوز لي أن أجري عملية وضع خصية اصطناعية (ليست حيوية) أفيدونا جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان إجراء هذه العملية بقصد مراعاة أمر معتبر شرعا كإزالة ضرر بين ونحو ذلك فلا حرج في إجرائها، وراجع الفتوى رقم: 1509، والفتوى رقم: 1500.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شوال 1429(6/2770)
حكم إجراء جراحة لإزالة الإصبع الزائد للطفل
[السُّؤَالُ]
ـ[ازداد عندي طفل بأصبعين ملتصقين وأصبع صغير زائد في كل يد، ما حكم الدين في تفرقة الأصبعين الملتصقين وإزالة الأصبعين الزائدين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان التصاق هذين الأصبعين أو وجود أصبع زائد لا يترتب عليه ضرر ولا تشويه يتأذى به هذا الولد فلا يجوز الإقدام على إجراء عملية جراحية لأي منهما، لما في ذلك من محاولة تغيير خلق الله تعالى، وأما مع وجود الضرر أو الأذى فلا حرج في إجراء العملية، وراجعي الفتوى رقم: 41501.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 رمضان 1429(6/2771)
وضع الغمازات في الوجه بين الجواز والمنع
[السُّؤَالُ]
ـ[حكم وضع الغمازات بالوجه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح المراد منه، لكن علمنا أن المقصود بهذه الغمازات ما يظهر من مكان غائر في طرف الخدين عند الابتسام، فإذا كان الأمر كذلك فإن مثل هذا إذا كان من أصل الخلقة فلا دخل للإنسان فيه فلا حرج فيه، وإن كان المقصود رسم ذلك فيجوز بشرط أن لا يقصد بذلك أمر محظور كخداع الخاطب أو الظهور به أمام الرجال الأجانب ونحو ذلك.
وأما إن أجرى المرء عملية لإحداثه مثلاً فهذا لا يبعد أن يدخل في تغيير الخلقة والذي هو من تسويل الشيطان، كما في قول الله تعالى عن الشيطان: وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ ... {النساء:119} ، فلا يجوز الإقدام عليه والحالة هذه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1429(6/2772)
حكم إزالة الثآليل
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم إزالة الثآليل أو وصلة لحمة زائدة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجوز نزع الثآليل وما أشبهها إذا كان مما يتأذى به.
وأما إذا كانت ليس فيها أذى ولا وجع فيتعين تركها تفاديا لحصول الضرر ولتغيير خلق الله، وراجع الفتوى رقم: 41501، والفتوى رقم: 97894.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شعبان 1429(6/2773)
حكم إجراء عملية تجميل لتسمين الساقين واليدين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم إجراء عملية تجميل تسمين الساقين واليدين؟ علما بأني محجبة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتجميل وتسمين الساقين أو اليدين إذا كان يتم عن طريق التغذية أو تناول الأقراص والعقاقير ونحو ذلك فإنه لا حرج فيه؛ لأنه في ذلك يعتبر نموا طبيعيا وليس فيه تغيير لخلق الله، وأما إن كان يتم بعملية جراحية فإنه لا يجوز إجراء هذه العملية التجميلية لتسمين الساقين واليدين، لأن ذلك ليس من باب المداواة أو إزالة التشوه الفادح أو إزالة عيب مُؤْذٍ، وإنما القصد منه التجمل وتحسين المنظر وطلب الحسن. وهذا من تغيير خلق الله الذي هو من عمل الشيطان، كما قال تعالى مخبرا عنه: وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ {النساء: 119} وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتنمصات والمتفلجات للحسن اللاتي يغيرن خلق الله. كما رواه الشيخان. فهذه اللعنة معللة بتغيير الخلقة. قال ابن حجر: " قَوْله: وَالْمُتَفَلِّجَات لِلْحُسْنِ يُفْهَم مِنْهُ أَنَّ الْمَذْمُومَة مَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ لِأَجْلِ الْحُسْن فَلَوْ اِحْتَاجَتْ إِلَى ذَلِكَ لِمُدَاوَاةٍ مِثْلًا جَازَ اهـ.
ثم ننبه السائلة الكريمة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يرضى بما قسم الله له من الدنيا، سواء في هيئته، أو في صحته، أو في ماله، أوغير ذلك.
ويمكن مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية لزيادة الفائدة: 37972، 1509، 8117
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 شعبان 1429(6/2774)
حكم إجراء عملية لإزالة انحراف النظر المشوه للمنظر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 27 سنة، ومهنتي طبيب مشكلتي أني أعاني من انحراف فى عيني (حول) وحقيقة هذا الموضوع يؤرقني من وقت إلى آخر وأستغفر الله إني أحيانا أقول لماذا أنا هكذا؟ وليس مثل باقي البشر، ومع العلم بأني الحمد لله محبوب من الناس وعلى خلق حسن ومكانتي الاجتماعية جيدة, وأنا أفكر فى إجراء عملية جراحية لتصحيح هذا الحول فهل هناك حرج في ذلك؟ وهل هو تغيير لخلق الله؟ فأفتوني في أمري بارك الله فيكم فأنا كما ذكرت أعاني نفسيا كثيراً من هذا الأمر؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الصبر على قضاء الله تعالى وقدره واجب، وإجراء العملية لإزالة انحراف النظر المشوه جائز ما لم يترتب عليه ضرر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المسلم أن يحمد الله تعالى، ويرضى بما قدر الله عليه وما قسم له، وينظر إلى من دونه وإلى أصحاب العاهات والأمراض المزمنة، ليحمد الله تعالى على حاله ويقدر نعم الله عليه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله. رواه مسلم وغيره..قال ابن القيم في مدارج السالكين: ومراتب الناس في المقدور ثلاثة: الرضا وهو أعلاها، والسخط وهو أسفلها..إلخ. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 23586، والفتوى رقم: 30794.
وأما إجراء عملية لتصحيح انحراف العين أو الحول فإنه إذا كان ظاهراً وملفتاً يصل إلى الشين والتشويه.. فإنه لا مانع من إزالته ما لم يترتب عليه ضرر، فهذا من باب العلاج المشروع، ولا يجوز إجراء العملية لما لم يصل إلى حد الشين، لأن المقصود حينئذ زيادة الحسن وتغيير خلق الله، وللمزيد من التفصيل والأدلة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 36572، والفتوى رقم: 101267 وعلى ما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1429(6/2775)
حكم إجراء المرأة عملية جراحية لإزالة الشامات
[السُّؤَالُ]
ـ[وجهي مملوء بالخال -الشامات- فأنا ولدت بخال قرب أنفي وخال آخر ليس ظاهرا، وبعد مدة بدأ يزداد عدد الخال في وجهي، في البداية لم يكن ظاهر كثيرا لكن الآن ازداد حجمه كثيرا وأصبح واضحا في وجهي وأنا أفكر في زيارة طبيب جلد فهل يجوز إجراء عملية لإزالة هذا الخال -الشامات-؟ وأترك الخال الذي ولدت به، أتمنى أن تجيبوني على سؤالي فأنا في أمس الحاجة إلى هده الإجابة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج ولا بأس في إزالة الشام الحادثة، وكذلك الشام الذي ولدت وهو في وجهك إذا كان به شيء فاحش، ويشترط أن يكون ذلك بدون إحداث ضرر، وراجعي في هذا فتوانا رقم: 10520.
وننصح الأخت السائلة بأن تذهب إلى طبيبة مسلمة أولا، ولا تذهب إلى طبيب، فإن الأصل هوأن الذي يداوي المرأة يكون امرأة ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا عند التعذر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1429(6/2776)
حكم عملية تصغير الثديين للرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[أصبت بالسمنة المفرطة في صغري وعند تجاوز عمري 17 سنة خف وزني بسرعة ولكن بقي الثديان بارزان وقمت بعمل رياضة مختلفة ووضعت مشدا عليهما، ولكن لا فائدة وأنا الآن عمري 32 وهما في زيادة ولقد سمعت عن عمليات تصغير الثديين للرجال. فما حكم هذه العملية بالنسبة لحالتي، وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجراحة التجميل تنقسم إلى قسمين:
الأول:. جراحة التجميل الضرورية أو الحاجية، وهي الجراحة التي تكون لأجل حاجة أو ضرورة كإزالة العيوب الناتجة عن مرض أو حادث أو حروق أو غير ذلك، أو إزالة عيوب خَلقية وُلِد بها الشخص، فهذا النوع من العمليات جائز.
وقد جاء في السنة ما يدل على جوازه فمن ذلك:
1- حديث عرفجة بن أسعد: أنه أصيب أنفه يوم الكُلاب في الجاهلية -حرب في الجاهلية- فاتخذ أنفا من ورِق -أي فضة- فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب. رواه الترمذي، وأبو داود وغيرهما وحسنه الألباني.
2- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله. ما لي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله. رواه البخاري ومسلم.
قال النووي رحمه لله: وأما قوله: المتفلجات للحسن فمعناه يفعلن ذلك طلبا للحسن، وفيه إشارة إلى أن الحرام هو المفعول لطلب الحسن، أما لو احتاجت إليه لعلاج أو عيب في السن ونحوه فلا بأس، والله أعلم.
والقسم الثاني: جراحة التجميل التحسينية:
وهي جراحة يقصد صاحبها تحسين المظهر، مثل تجميل الأنف بتصغيره، أو تجميل الثديين بتصغيرهما أو تكبيرهما، ومثل عمليات شد الوجه، ونحو ذلك.
فهذا النوع من الجراحة لا يشتمل على دوافع ضرورية ولا حاجية، بل غاية ما فيه تغيير خلق الله، والعبث اتباعا للأهواء والشهوات، فهو محرم لا يجوز فعله، وذلك لأنه تغييرلخلق الله، قال الله تعالى: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ {النساء:117-119} . فالشيطان هو الذي يأمر الناس بتغيير خلق الله.
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
ما الحكم في إجراء عمليات التجميل؟ وما حكم تعلم علم التجميل؟.
فأجاب:
التجميل نوعان:
تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره، وهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفا من ذهب.
والنوع الثاني:
هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب بل لزيادة الحسن، وهو محرم لا يجوز، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة؛ لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب......... إلى آخر كلامه رحمه الله.
وبناء على ذلك أخي السائل فإن كان حجم ثدييك يؤذيك بأن كان يسبب لك آلاما، أو كان كبيرا زائدا عن الحد بحيث يصدق عليه أنه عيب خَلقي فلا بأس بإجراء هذه الجراحة.
أما إذا كان المقصود هو مجرد الزيادة في التجميل والحسن فلا يجوز إجراء هذه العملية.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15538، 1509، 10202.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1429(6/2777)
إزالة العيب الطارئ بالوجه بسبب جرح
[السُّؤَالُ]
ـ[أصبت بدوار برد وجرحت أنفي بسببه ثم تحول الجرح لحسنة تشوه مظهر وجهي إذا نظر لي أحد من جهة الأسفل أو إذا قمت أنا برفع وجهي، أي أن هذه الحسنة تكون مشوهة لوجهي وظاهرة من زاوية معينة لأنها أسفل أرنبة الأنف، فهل يحل لي أن أزيلها وخصوصا أنني لم أولد بها أم تعتبر تغييراً لخلق الله، فأفيدونا؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا حدث لك هذا العيب بسبب هذا الجرح فلا حرج عليك في إزالته ولا يعتبر ذلك من تغيير خلق الله، وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 1509.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 جمادي الأولى 1429(6/2778)
لا حرج في إصلاح العيب المشوه للخلقة
[السُّؤَالُ]
ـ[شكراً على اهتمامكم وآسفة على هذا الإلحاح لأني أود أن أفسر حالتي بالتفصيل.. أنا فتاة 27 سنة ونصف جبيني جلده أسود وبه شعر وهو يصل إلى الحاجب أي جانب عادي والآخر أسود ملفت للأنظار، لذا التجأت إلى فضيلتكم وأرجو من الله أن تهتموا بالتفسير لي لأني لم أفهم جيداً الفتاوى المطروحة.. جزاكم الله أفضل الجزاء.. فهل إجراء عملية التجميل في حالتي هذه فيها تغيير لخلق الله أم ماذا؟ وشكراً لكم مرة أخرى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا السواد الذي على جبينك عيباً واضحاً ومشوهاً للخلقة فلا حرج عليك في إجراء عملية التجميل، ولا يدخل مثل هذا في تغيير خلق الله، وأما إن لم يكن مشوهاً للخلقة، فلا يجوز لك إجراء عملية التجميل، لأن إجراءها والحالة هذه يدخل في تغيير خلق الله، وما ذكرناه هنا هو مضمون فتاوانا بهذا الخصوص.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الثاني 1429(6/2779)
حكم زرع الشعر الساقط بسبب المرض
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مصاب بمرض الثعلبة الكلية، فهل يجوز لي زرع الحواجب فقط وهذا لأجل الزينة؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجوز زرع الشعر لمن أصيب بمرض أسقط شعره وتشوه بذلك، ولا يجوز إذا كان لمجرد طلب الحسن.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان ما بك يترتب عليه تشويه مشين واضح، ملفت للانتباه وليس القصد منه مجرد زيادة الحسن ... فلا مانع من زرع الشعر حينئذ، بحيث يعود الأمر إلى طور الاعتدال، وليس هذا من تغيير خلق الله، بل هو علاج مباح، بدليل ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وحسنه الألباني: أن عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفاً من ورق فأنتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفاً من ذهب.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1007، 42724، 102366 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1429(6/2780)
حكم زرع الحواجب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة أريد أن أسأل هل أزرع شعر الحواجب لأن حواجبي خفيفة جدا، وأريد أن أزرع شعرا في حواجبي بغرض التزين لزوجي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام ذلك لمجرد التزين وطلب الحسن فلا يجوز، سواء أكان للزوج أو لغيره، لأنه من تغيير خلق الله المحرم لغير ضرورة. وقد بينا سابقا أن عمليات التجميل التي لا يطلب منها إلا الحسن والجمال محرمة شرعا، وانظري الفتويين رقم: 17718 و 3862.
والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1428(6/2781)
حكم إجراء جراحة تصغير الثدي
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي تعاني من كبر أحد الثديين عن الآخر وأرغب أن أجري لها عملية تجميل للثدي فما حكم ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت الزيادة في الثدي ظاهرة وتخرجه عن الحجم المعتاد بحيث يصبح مشوهاً للخلقة فلا حرج في إجراء عملية لإزالة هذا العيب، وإن كانت بقصد الحسن والجمال فلا يجوز إجراؤها.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 35927.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1428(6/2782)
حكم إجراء عملية تصغير الأنف ارضاء للزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله ألف خير وجعله في ميزان حسناتكم ... أنا أنفي كبير وزوجي يتضايق منه كثيراً أنا أعيش في الدول الأوروبية وأريد أن أعمل له تجميلا أسأل عن كيفية التجميل هل يكون بعملية جراحية أم لا، وكم تستغرق وأريد أن أعرف رأي الشرع، ولكن والله يمكن تتسبب لي في الطلاق فأرجو منكم الرد بسرعة؟ وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك فعل عملية لأنفك إلا إذا كان ما به عيباً مشيناً، بحيث ينفر منه من رآه ويستقبحه أو يسبب لك ألماً وضرراً.
وأما إن كان مجرد كبر عادي لكن زوجك لا يعجبه فلا يحل لك تصغيره؛ لما في ذلك من تغيير خلق الله، وهو محرم. وانظري بيان ذلك وتفصيله في الفتوى رقم: 1509، والفتوى رقم: 8149.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1428(6/2783)
حكم إجراء المرأة جراحة لنقل الدهون من البطن إلى الردفين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة أن تزيل الدهون الزائدة من جزء من جسمها كالبطن مثلا وتنقلها
إلى منطقة أخرى من جسمها كالردفين مثلا لتكبيرهما خاصة إذا كانا صغيرين أو غير بارزين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت إزالة الدهون من البطن ونقلها إلى منطقة أخرى من الجسم كالردفين وغيرهما تحتاج إلى إجراء عملية جراحية فإن ذلك لا يجوز لسببين:ـ
الأول: أن إجراء العملية لمجرد زيادة التجميل محرم، فلا تجري إلا عند التشوه المشين أو عند إعادة ما أزاله حادث مروري أو غيره ـ إلى وضعه الذي كان عليه قبل الحادث.
الثاني: أن هذا النوع من العمليات يتطلب الاطلاع على العورة ـ بل والمغلظة منها ـ ولا يجوز كشف العورة في حالة الاختيار إلا للزوج. ... ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 شوال 1428(6/2784)
حكم عمل المرأة جراحة تجميلية للبطن
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما كان عمري سنتين تم إجراء عملية جراحية في منطقة البطن وإلى اليوم (عمري 30) آثار العملية الجراحية موجودة وهو أنه يقسم منطقة البطن نصفين أي أنه ليس سطحا مستويا هل يجوز عمل جراحة تجميلية لهذه المنطقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجوز لك إجراء الجراحة التجميلية إن كان ببطنك تشوه تتضررين منه أو يشق تركه على حاله بغير جراحة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت تلك الجراحة قد أحدثت تشوها ظاهرا بمنطقة البطن بحيث تتضررين منه أو يشق عليك البقاء على حالك بغير جراحة فيجوز لك أن تقومي بالجراحة التجميلية على أن تتولاها طبيبة جراحة، فإن لم توجد طبيبة فلا بأس بأن يتولاها طبيب إذا كانت الحاجة لذلك حاجة شديدة، على أن تراعى الضوابط الشرعية، ومن ذلك ألا يخلو بك، وألا يرى من جسدك إلا ما تدعو إليه الحاجة مما يتعلق بالجراحة ونحو ذلك. ولمزيد فائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 17718، 33999، 42646.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 رمضان 1428(6/2785)
عمليات التجميل وعملية تصغير الأنف
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم على هذا الموقع
السؤال الأول: إذا كان الإنسان دميم الخلقة خاصة إذا كانت أنثى , وكانت دمامتها تقف عائقا أمام زواجها , بحيث لم يكن أحد يرغب بها زوجة. هل يجوز لها أن تقوم بعملية تجميل لوجهها لتحسن من مظهرها قليلا؟
السؤال الثاني: أنا أعاني من أنف كبير الحجم وهذا يؤرقني كأنثى , فهل يجوز أن أقوم بعملية لتصغيره؟ حيث إنني قرأت فتوى على الإنترنت تقول إنه من كانت لها أنف كبير فإنه ينظر , إذا كان حجمه كبيرا بالمقارنة مع مجتمع النساء فإنه يجوز أن تقوم بالعملية , أما إذا كان حجمه كبيرا كبرا طببيعيا متناسبا مع ما هو مألوف في مجتمع النساء فلا يجوز لها ذلك , وأريد أن أعرف مدى صحة هذه الفتوى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحيلك للإجابة على سؤاليك إلى الفتوى رقم: 1509، والفتوى رقم: 8149، فإن فيهما ما يكفيك إن شاء الله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 محرم 1428(6/2786)
عمليات شفط الدهون بين الإباحة والحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت في موقعكم الفتوى رقم: 63302 بعنوان: شفط الدهون واستخراجها بالجراحة تاريخ الفتوى: 06 جمادي الأولى 1426 / 13-06-2005، لقد تطور العلم وأصبح بالإمكان شفط الدهون بتخدير موضعي.. فهل هذا جائز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى التي أشرت إلى رقمها أنه لا حرج في شفط الدهون من الجسد إذا كان ذلك عن طريق التمرينات الرياضية، وتناول المواد الممتصة للدهون، واجتذاب هذه الدهون من الجسد بالإبر، ونحو ذلك من الأسباب التي ليس فيها تدخل يد الإنسان بالجراحة، وسواء كان الباعث عليها هو ضرورة أو حاجة، أو كانت بقصد التجميل.
وأما إزالتها عن طريق العمليات الجراحية، فذكرنا أنها إنما تباح إذا كانت هذه الدهون تسبب للمرء ضرراً معتبراً، لا إن كان الغرض من إزالتها هو مجرد التجميل.
وذلك أنها إذا كان الباعث عليها هو مجرد التجميل كانت داخلة في تغيير خلق الله لمجرد التجميل، وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رض الله عنه أنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله.
فبان لك من هذا أن مسألة التخدير ليست هي علة المنع، وعليه.. فلا فرق بين أن تزال الدهون عن طريق الجراحة بتخدير موضعي وبين أن تزال بتخدير كامل، وإنما تباح الجراحة إذا كان الباعث عليها هو إزالة ضرر معتبر، لا مجرد التجميل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رمضان 1427(6/2787)
حكم إجراء عملية لتعديل فتحة القضيب
[السُّؤَالُ]
ـ[فتحة قضيبي ليست في مكانها الأصلي فيجب القيام بعملية جراحية، فهل يجوز الكشف عن عورتي لإجراءهذه العملية، وثانيا أنا مستح ولا أستطيع القبول بهذه العملية. فماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل عدم جواز إجراء مثل هذا النوع من العمليات لما قد يترتب على إجرائها من محاذير شرعية، وقد سبق ذكر شيء من هذه المحاذير بالفتوى رقم: 10202، ولكن إن ثبت بتقرير الثقات وذوي الخبرة من الأطباء ضرورة إجراء مثل هذه العملية فيجوز إجراؤها للضرورة، وتراجع الفتوى رقم: 17718، ولا شك أنه من مقتضى الفطرة السليمة أن يستحيي المرء فيما يطلع فيه على عورته، ولكن إن كانت هنالك ضرورة فما عسى أن يفعل المرء؟
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1427(6/2788)
عملية القشر للمرأة وزرع الشعر للرجل
[السُّؤَالُ]
ـ[بالنسبة للعمليات التجميلية: ما الفرق بين إباحة زرع الشعر للرجل وتحريم عملية القشر للمرأة إذا أرادت التجمل للزوج، ولماذا لا تعتبر هذه العملية من باب الزينة المباحة للمرآة. أرجو بيان ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلمعرفة الإجابة عن هذا السؤال تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3568، 22216، 7452.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1427(6/2789)
حكم إجراء عملية تجميل للشفة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم إجراء عملية تجميل للشفاه, مع العلم بأن شفتي السفلية كبيرة الحجم نسبيا , وأصدقائي يسخرون مني , وبعض أفراد عائلتي أيضا, هل يجوز أن أعمل لها عملية تجميل ليصبح شكلها مقبولا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما بشفتك خارجا عن المعتاد ويصل إلى حد التشوه فيجوز لك إجراء عملية تجميلية يعود بها إلى الحالة الطبيعية، وأما إن كان لا يصل إلى ذلك فلا تجوز العملية التجميلية لما في ذلك من تغيير خلق الله تعالى من غير ضرورة، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة في الفتوى رقم: 69519، نرجو الاطلاع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1427(6/2790)
العملية التجميلية إذا كان العيب مشوها للخلفة
[السُّؤَالُ]
ـ[الإخوة القائمين على الشبكة..
بداية جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه لخدمة هذا الدين وجعله الله في ميزان حسناتكم..
حتى لا أطيل عليكم.. سؤالي ...
أنا شاب في مقتبل عمري.. عندي اختلاف بمظهر أذني بشكل مختلف عن المعهود.. وهذا الأمر يسبب لي الحرج كثيرا.. وأحيانا أفقد ثقتي بنفسي.. فينعكس على نفسيتي سلبا.. لدرجة أني أؤثر العزلة أحيانا.. فأنا أديم التفكير في هذا الأمر..
أفكر بعملية تجميل جراحية.. ولكن قبلها أحببت التأكد من شرعيتها..
تصفحت الموقع فوجدت فتاوى متعددة تهت بينها لأن الإجابات كانت معممة وليست مخصصة..
فأرجو منكم إجابتي بالجواز أو بالحرمة على حسب المعطيات التي ذكرتها آنفاً ... دون إرجاعي إلى فتاوى سابقة.. وبارك الله فيكم..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن عمل عملية تجميل لغير ضرورة شرعية فقد ارتكب إثما, واستجاب لأمر الشيطان الذي حيث قال: وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ [النساء:119] .
وأما من كان به عيب خارج عن المعتاد مشوها لخلقته فلا حرج عليه في إزالة التشويه عنه. والأصل في ذلك ما رواه أبو داود عن عبد الرحمن بن طرفة: أن جده عرفجة بن سعد قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق (فضة) فأنتن عليه, فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب.
وهذا يجري في اختلاف مظهر الأذن عن وضعها الطبيعي، فحيث وصل الانحراف إلى حد التشويه البين الواضح المشين للخلقة، فلا حرج في إزالته، ولا يعتبر ذلك من تغيير خلق الله المنهي عنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الثاني 1427(6/2791)
عملية التقشير بين الحل والحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مؤخرتي تغير لونها فأصبحت على سواد يعني لونها مختلف عن لون جسمي الدكتور يريد أن يعمل لها تقشير هل يجوز عند دكتور؟ وهل يجوز أن أعالجها بالوسائل المتاحة أمامي؟ أنا فتاه مقبلة على زواج وهذا الشيء سوف يقزز زوجي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تخلو عملية التقشير من حالتين:
الأولى: أن يكون اللون الذي شوه خلقة البشرة مرضا حادثا بعد أن لم يكن فيجوز في هذه الحالة إجراء عملية لإعادة البشرة إلى ما كانت عليه وليس في هذا تغيير للخلقة، ويلحق بهذه الحالة التشوه الخَلْقي الذي يخرج عن حدود المألوف بحيث يؤدي إلى نفور الزوج وحصول ما يؤدي إلى النفرة من الزوجة فتكون العملية هنا ضرورة.
علما بأنه لا يجوز الإقبال على هذه الخطوة إذا أمكن معالجة التشوه بالأدوية المباحة غير المضرة، وذلك بما يتاح لك من أدوية كالكريمات وغيرها، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 15538، والفتوى رقم: 17249، والفتوى رقم: 16223.
الثاني: هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب ولكن من أجل زيادة الحسن وهو محرم لا يجوز، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله. متفق عليه.
لأن ذلك كان من أجل زيادة الحسن لا لإزالة العيب فيكون من تغيير خلق الله وهو من عمل الشيطان: قال تعالى: وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ {النساء: 119}
وعليه، فإذا كانت خلقتك مشوهة بدرجة خارجة عن المعتاد وأمكن إزالة التشوه من غير إحداث ضرر في بدنك فلا حرج في إجراء عملية تزيل التشوه؛ ولكن اعلمي أن الموضوع قد يكون متخيلا لك من غير أن يكون حقيقيا فلا تتعجلي في الأمر حتى تتحققي أن خلقتك مشوهة تشويها واضحا جليا.
وفي حالة جواز هذه العملية للضرورة فالواجب أولا أن تبحثي عن طبيبة مسلمة ثقة، فإن لم تجدي فطبيبة غير مسلمة ثقة، فإن لم تجدي فطبيب مسلم ثقة. وقد قدمنا الطبيبة غير المسلمة على الطبيب المسلم لأن نظر الجنس للجنس أخف من نظر الجنس الآخر إليه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 16086
وللفائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19759، 22216، 60172.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو الحجة 1426(6/2792)
يزال التشوه بعملية تجميلية وليس بالوشم
[السُّؤَالُ]
ـ[تعاني منذ الولادة من تشوه الشفة الأرنبية ولم يكن الطب متطوراً فلا يزال التشوه واضحا ومؤلما نفسياً على الرغم من أن عمرها 37 سنة ولم تتزوج إلى الآن، ولعدم وضوح ملامح الشفة العليا ووضوح خطوط الخياطة الطولية لديها تفكر في عمل وشم المعروف بـ (التاتو) لتحديد ملامح الشفة العليا، فهل في حالتها هذه يعتبر الوشم حراما وهو لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم يجب إعادة عمله، الرجاء الإفاده فهي لا تريد عمل شيء يغضب الله، ولكنها تستعمل محدد قلم الحمرة يوميا لتصليح هذا العيب بطريقة طبيعية؟ جزاكم الله خيراً للإفادة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان العيب المذكور خارجاً عن المعتاد أو يصل إلى حد التشوه فلا مانع شرعاً من علاجه أو إزالته بعملية تجميلية، وقد سبق بيان ذلك والدليل عليه في الفتوى رقم: 16223، والفتوى رقم: 17718.
ولذلك فإن إزالة هذا التشوه بعملية تجميلية من قبل الأطباء المختصين هو الصواب، وأما العلاج بالوشم المحرم فلا يجوز، وقد سبق تعريف الوشم وبيان بعض أحكامه في الفتوى رقم: 18531، وبخصوص نوع الوشم المذكور في السؤال فإننا لا نعرفه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1426(6/2793)
الحكم الشرعي في عملية تصغير الصدر
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسال عن رأي الدين في إجراء عملية لتصغير الصدر بدون وجود داع طبي؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت عملية تصغير الصدر أو تكبيره باستعمال العقاقير والأدوية فإنه لا مانع من ذلك شرعاً ما لم يترتب عليه ضرر، أما إذا كان ذلك بإجراء عملية جراحية فإنها لا تجوز إلا إذا كان بالصدر عيب مشين أو تشوه واضح يستدعي الإزالة ويسبب لصاحبه الضيق والحرج ...
فلا يجوز إجراء العملية الجراحية لمجرد زيادة الحسن وطلب الجمال ... وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في عدة فتاوى نرجو الاطلاع عليها تحت الأرقام التالية: 33999، 61303، 8117. وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 رمضان 1426(6/2794)
جواز إجراء عملية تحسينية لإزالة تشوه بدني
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم.... أما بعد:
أنا من الجزائر وأود الاستفسار عن أمر يخصني وهو عن المظهر الخارجي حيث أستحي كثيرا من خلقي إذ أني عند سيري على الطريق ألاحظ أن هناك من يضحك على شكلي، وهذا ما يسبب لي الكثير من الإحباط وأحيانا أتحاشى الخروج من المنزل، فهل يمكنني القيام بعملية تحسينية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعمليات التحسينية نوعان:
الأول: ما كان لإزالة عيب ناتج عن حادث أو كان خلقة، فهذا لا حرج فيه حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم لرجل قطعت أنفه أن يتخذ أنفاً من ذهب.
الثاني: هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب، ولكن من أجل زيادة الحسن، وهو محرم لا يجوز، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنصمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله. متفق عليه.
لأن ذلك كان من أجل زيادة الحسن لا لإزالة العيب فيكون من تغيير خلق الله وهو من عمل الشيطان، قال الله تعالى: فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ {النساء:119} .
وعليه فإذا كانت خلقتك مشوهة بدرجة خارجة عن المعتاد، وأمكن إزالة التشوه من غير إحداث ضرر في بدنك، فلا حرج في إجراء عملية تزيل التشوه، ولكن اعلم أن الموضوع قد يكون متخيلاً لك من غير أن يكون حقيقياً، فلا تتعجل في الأمر حتى تتحقق أن خلقتك مشوهة تشويها واضحاً جلياً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1426(6/2795)
حكم عمليات التجميل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة وقصتي طويلة لا أستطيع أن أقولها كلها لكن باختصار:
أنا ملتزمة بحدود الله والحمد لله، لدي حرق قديم وزوجي متضايق منه وسوف يتزوج بأخرى بسبب هذا الموضوع ليس هذا سؤالي، ولكن أسأل عن العملية أي عملية التجميل هل أعملها أم أترك حالي على ما هو عليه، علما بأن الحرق حول العانة والحوض ولا يقوم بهذه العملية إلا الرجال، وعندما أنجب أطفالي أتعسر فى الولادة، ويقول لي الأطباء لماذا لا تعملين العملية لأن فى الموضوع خطورة عليك، وأنا أريد عمل العملية، لكن أخاف أن تكون حراما بسبب كشف العورة وعندي ندوب فى أرجلي تحتاج لعملية الليزر وما يعملها إلا الرجال!! هذا سؤالي: أتمنى أن تسعفوني بالإجابة فأنا في أمس الحاجة لها؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على التزامك بحدود الله ونسأل الله تعالى لنا ولك العافية، وأما ما سألت عنه من حكم إجراء عملية تجميلية في الحوض والأرجل فالجواب عنه ما بيناه في الفتوى رقم: 8107، والفتوى رقم: 10202، والفتوى رقم: 17718.
وخلاصته أن ما كان من ذلك لعلاج مرض أو لإزالة عيب خلقي مشين يؤذي فلا حرج فيه، وبناء عليه فإذا كان الطبيب قد أخبرك بضرورة علاج الحرق الكائن في الحوض لكونه يسبب لك ألماً أو قد يؤدي إلى مرض ونحو ذلك فلا بأس بإجراء عملية له، ولكن ينبغي الحرص على أن لا يتولى ذلك إلا النساء أن أمكن وجودهن، فإذا لم يتيسر ذلك البتة فيجوز أن يجريها طبيب ذكر مع مراعاة ضوابط ذلك، كما هي مفصلة في الفتوى رقم: 13059.
وأما عملية التجميل للأرجل فإن كانت الندوب التي بها مشينة شينا مؤذياً فلا حرج في عمل عملية لتغيير ذلك وإزالته، وأما إن كانت عادية لا تؤذي وإنما تعملين ذلك لأجل التحسين البحت وطلب الكمال فإنه لا ينبغي لما فيه من تغيير خلق الله، كما بيناه في الفتاوى المحال إليها سابقاً.
وأما ما أشرت إليه من رغبة زوجك في الزواج بثانية لتضايقه من أثر الحرق الذي بك أو غيره فلا حرج فيه، وينبغي أن تعينيه عليه فالتعدد وقبول الضرة أولى من تفكك رباط الأسرة وانفصام عراها، والتعدد مما أباحه الله سبحانه وتعالى في كتابه، حيث قال: فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً {النساء:3} ، ورضاك بذلك مما يرضيه عنك، وفي الحديث: إيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. رواه الترمذي، فلتحرصي على رضاه ولتكوني له أمة يكن لك عبداً، كما في وصية الأعرابية لابنتها يوم زفافها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1426(6/2796)
حكم تركيب أسنان بدل الأسنان الناقصة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة لدي ستة وعشرون سناً وعندما قمت بعمل أشعة على فمي وجدت أنه لن يظهر لي سوى تلك الأسنان فهل يجوز لي أن أقوم بتركيب أسنان مكان الأسنان الناقصة مع العلم أن ذلك سيستلزم تغيير المسافات بين اٍلأسنان الأصلية حتى توضع الأسنان في المكان المناسب لها ولا أخفي عليكم أن شكل أسناني الأصلية بهذه المسافات الشاسعة كان يضايقني فهل ينطبق علي في هذه الحالة حديث المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله أم أكون ممن أجاز لهم الرسول صلى الله عليه وسلم تركيب أسنان مكان أسنانهم الناقصة وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما ستقومين به هو تركيب أسنان بدل الأسنان الناقصة والتي لم تنبت كما فهمنا من السؤال، فإنه لا مانع من ذلك إن شاء الله تعالى، لأن ذلك من باب العلاج وإزالة العيب المأذون فيه شرعاً إذا لم يترتب عليه ضرر، وليس هذا من باب تغيير خلق الله تعالى المنهي عنه.
وللمزيد من التفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 17249، 3862، 51312، 11026، 34539.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الثانية 1426(6/2797)
حكم البوتكس والحمام المغربي
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الشرع في عمل حمام مغربي في الصالونات، وما حكم البوتكس الذي هو عبارة عن دواء يوضع عن طريق الإبرة لإزالة التجاعيد؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن بينا جواز اتخاذ الحمام ودخوله بشروط وضوابط بيناها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 47934، 10387، 51857 فراجعها.
وسبق لنا أيضاً تفصيل الكلام في حكم إزالة التجاعيد عن طريق الإبر في الفتوى رقم: 51646، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 8117.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 جمادي الأولى 1426(6/2798)
شفط الدهون واستخراجها بالجراحة
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت في إحدى فتاوى الموقع أنه يجوز إزالة الدهون من الجسم بواسطة عملية شفط الدهون وليس عن طريق عملية جراحية وأنا أريد أن أعرف السبب في التفرقة بينهما مع أن في كل منهما يخضع المريض للتخدير الكامل ويقوم بالعملية أخصائي في جراحة التجميل. وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإزالة الدهون من الجسد يمكن أن تحصل بطرق مختلفة، كالتمرينات الرياضية، وتناول المواد الممتصة للدهون، واجتذاب هذه الدهون من الجسد بالإبر، ونحو ذلك من الأسباب التي ليس فيها تدخل يد الإنسان بالجراحة. ويمكن أيضا أن تحصل عن طريق العمليات الجراحية، التي هي من صنع يد الإنسان.
فبالنسبة للطرق المذكورة أولا، والتي ليس فيها عملية جراحية، فلا حرج فيها، سواء فعلت لضرورة أو حاجة، أو كانت بقصد التجميل، ما لم يؤد شيء من ذلك إلى ضرر بالبدن. ولك أن تراجعي في هذا فتوانا رقم: 3267.
وبالنسبة لإزالة الدهون عن طريق العمليات الجراحية، فإنها تباح إذا كانت هذه الدهون تسبب للمرء ضررا معتبرا، لا إن كان الغرض من إزالتها هو مجرد التجميل. وراجع في هذا ما كنا قد ذكرناه في فتوانا رقم: 54959.
ولا شك أنك بهذا الجواب قد تبين لك الفرق بين طرق إزالة الدهون عن الجسد، وأنه ليس من اللازم أن يخضع المريض للتخدير الكامل في كل حالة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1426(6/2799)
التعاقد مع طبيب لإجراء عمليات التجميل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في مركز طبي، لدينا مدير من مهامه أن يتعاقد مع أطباء زائرين يأتون للمركز من الخارج لإجراء عمليات جراحية للمرضى، تعاقد مؤخرا مع د. تجميل، وبالطبع فان هذا الدكتور سيقوم بعمل عمليات تجميل مختلفة للأنف وعمليات تجميل أخرى، فهل هذا المدير عليه إثم أو لا، يرجى الإفادة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عمليات التجميل نوعان: الأول: ما كان لإزالة العيب الناتج عن حادث أو كان خلقة كأصبع زائد، أو شيء زائد، فهذا لا حرج فيه، حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم لرجل قطعت أنفه أن يتخذ أنفا من ذهب، والثاني: هو التجميل الزائد الذي ليس من أجل إزالة العيب ولكن من أجل زيادة الحسن، وهو محرم لا يجوز، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله. متفق عليه.
وعليه، فإذا كانت العمليات التي سيجريها هذا الطبيب هي من النوع المسموح به شرعا فلا حرج عليه ولا على مدير المركز، وإن كانت العمليات من النوع الثاني فإن كلا من المدير والطبيب آثم، لأن الأول مباشر والثاني متسبب. وراجع الجواب: 1509.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1426(6/2800)
حكم التخصص في الدراسة التجميلية
[السُّؤَالُ]
ـ[أود استشارتكم في موضوع حيرني كثيراً وأملي بعد توكلي على الله أن ترووا عطشي في الإجابة.
الموضوع هو التخصص في مجال غريب بعض الشيء عنا كعرب ومسلمين ولكنه يعتبر في النهاية فرعاً من فروع الطب الحديث هذا الموضوع هو الطب التجميلي الذي يتناول معالجة البشرة والجلد وأشياء أخرى وبين مطرقة الأعراف وسندان العلم أوجه مشكلتي لبحثها وفق الرؤية الإسلامية آملا من الله عز وجل الاستجابة السريعة والمنصفة والعقلانية كما عوّدونا أهل العلم عليها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان الكثير من أحكام الجراحة التجميلية مع بيان ضوابطها في الفتاوى التالية أرقامها: 1509، 3267، 3568، 7452، 8117، 10484، 11026، 15538، 19960، 20191.
والحاصل هو أننا لا نرى ما يمنع من دراسة هذا العلم، وأما عن العمل في نفس المجال فلا نرى ما يمنع منه هو الآخر، لكن بشرط أن يبقى عملك قاصرا على ما أذن الشرع فيه من عمليات. وقد مر بك في الفتاوى التي أحلنا عليها ما هو الفرق بين المباح وغيره في هذا المجال.
ولمعرفة الكلام عن قضية عمليات التجميل بالتفيصل راجع كتاب الجراحة الطبية للدكتور/ محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله- وغيره من الكتب المختصصة في هذا المجال، وهي كثيرة ضمن كتب المكتبات الإسلامية.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1425(6/2801)
استعمال تقويم الأسنان
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي سؤال عن تقويم الأسنان، أسناني والحمد لله في صحة جيدة ولكن في بعض الأسنان ليست متقاربة هل في تركيب تقويم الأسنان أي حرج، إذا ممكن ترسل الرد على الإميل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان في وضع الأسنان تشوه فلا مانع شرعا من تعديلها وتركيب مقوم الأسنان عليها لإزالة التشوه. ولمزيد من التفصيل والفائدة نرجو الإطلاع على الفتويين التاليتين: 9256، 1509.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1425(6/2802)
كشف العورة لإزالة الدهون الزائدة.. بين الجواز والحرمة
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيرا على ما تقومون به في خدمة الاسلام والمسلمين ووفقكم الله لما يحب ويرضى وأسال الله أن يعينكم في الإجابة على تساؤلات المسلمين في كل مكان، في الحياة الحديثة تشعبت الأمور وأصبح المسلمون في حيرة من أمرهم في كثير منها، ومن هنا جاءت الحاجة للإفتاء في أمور دينية ودنيوية كثيرة أسال الله لنا ولكم الهدى والتقى والعمل لما يحب ويرضى، وعندي سؤال أتمنى أن تجيبوا عليه وتتقبلوه بصدر رحب، أنا فتاة غير متزوجة عمري 31 عاما أعاني من زيادة مفرطة في الوزن بحيث أن وزني حوالي 110 كيلوجرام وقد جربت حميات كثيرة سواء بالأعشاب أو بالأدوية تحت إشراف أطباء مختصين ومارست الرياضة لكن دون فائدة فكلما كان الوزن ينزل قليلا سرعان ما يعود مرة أخرى والمشكلة أنني أعاني من الآم في الظهر رافقتني منذ كنت في العشرين من عمري تقريبا بسبب الوزن كما أنني تعرضت لكسر في القدمين منذ عدة سنوات بسبب الوزن الكبير الذي لا تتحمله قدماي الصغيرتان بالنسبة لجسمي والآن أعاني بين فترة وأخرى من مشاكل في العظام والمفاصل آخرها إصابتي بالتهاب في أسفل القدم (الكعب) مما أدى إلى ظهور ما يعرف بالمسمار والسبب من زيادة الوزن لأنه لا يصيب إلا الكبار في السن نسبيا كذلك بعد أن أجريت الحميات الغذائية ونزل وزني أصبح جسمي مترهلا كأنني عجوز في الخمسين ولم أجد له حلا والآن نصحني البعض بإجراء عملية لشفط الدهون وتخفيفها من الجسم مع العلم أن معظم الأطباء الذين يجرون مثل هذه العمليات هم من الرجال وليسوا من النساء أو السفر للخارج للعلاج في مصحات مختصة بعلاج السمنة وآثارها ويتضمن العلاج حسب علمي الرياضة والسباحة والمساج وهو ما يعني كشف الجسم أو العورة حتى لو كانت المعالجات من النساء ولذلك أرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا في جواز إجراء عملية شفط الدهون وما يرافقها من تعديل الجسم وهل هي تغيير لخلق الله وجواز السفر للخارج للعلاج في المصحات ولأنني لا أريد أن أعصي ربي ولكني أعاني كثيرا من الزيادة المفرطة في الوزن وأحاول جاهدة التخلص منها لكني أحس الآن أن ظهري بدأ بالانحناء قليلا بسبب ضغط الوزن عليه أرجوكم أفيدوني جزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء ووفقكم لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب الدعوات، بانتظار ردكم على تساؤلاتي واستفساراتي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من إزالة الدهون الزائدة زيادة مفرطة بالطريقة المذكورة ولو كان من باب تحسين الهيئة، لأنها زيادات طارئة على الجسم، وإزالة الزيادة الطارئة لا يُعد تغييرا لخلق الله تعالى، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 3267.هذا الحكم من حيث الأصل، لكن إذا أدى ذلك إلى كشف العورة أمام من لا يحل كشفها أمامه من الرجال والنساء، لم يجز حينئذ إجراء هذه العملية لأجل تحسين الهيئة فحسب، لأن تحسين الهيئة ليس من الضروريات، فإذا دعت ضرورة إلى إجراء هذه العملية كأن يكون منظر الجسم قد خرج عن المألوف المعتاد بحيث يثير غرابة الناظرين إليه وسخريتهم ونحو ذلك، أو كان لإزالة التشوهات الخارجة عن العادة، أو كان لحماية الجسم من التلف، تفادياً للكسور والالتواءات التي تحصل بسبب زيادة وزن الجسم فلا مانع من إجرائها ولو أدى ذلك إلى الوقوع في محظور كشف العورة، لأن الضرورات تبيح المحظورات، لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119} . مع وجوب تحري القيام بالعملية عند طبيبة موثوقة، فإن لم توجد فطبيب موثوق، وراجعي الفتوى رقم: 54668، والفتوى رقم: 12942، والفتوى رقم: 10410.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو القعدة 1425(6/2803)
حكم عملية التجميل لغرض التزين للزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة واقتربت من الأربعين من العمر، زوجي رغم أنه متدين إلا أنه ضعيف أمام الجمال مما يسبب لي ضيقا شديداً، أنا دائماً أذكره بغض البصر وأستخدم كل الأساليب وأهمها أنني أعتني بنفسي ونظافتي ومظهري وأحاول أن أحسن التبعل له، ولكن نفسيتي مرهقة جداً من كثرة ما أقارن نفسي بمن يشاهدهن في التلفاز خصوصا مع ما يتمتعن به من مواصفات خيالية، أعلم أنهن لسن مثالا نحتذي به، ولكن الزوج ينظر ويتمعن ويقارن، خصوصا أنني صرت في عمر بدأ فيه الترهل، فهل حرام إن لجأت إلى الجراحة التجميلية ليس لتغيير خلق الله ولكن لإصلاح ما أحدثه العمر من ترهل وتهدل، الموضوع يؤرقني ويسيطر على تفكيري، وأشعر أنني سأرتاح عندما أعيد الشباب إلى مظهري، خصوصا أنني فشلت في أن أدعو زوجي لكي يلتزم بدينه أكثر وبنفس الوقت لا أستطيع عدم الاكتراث ولا أستطيع منع نفسي من الألم الداخلي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أوضحنا في أكثر من فتوى أن عمليات التجميل التي يقصد بها مجرد التزين أو التجمل لا تجوز، وإنما الجائز هو ما كان لإزالة عيب مشوه للخلقة أو نحوه، كما سبق بيانه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10202، 1509، 8117، 17718.
وعلى هذا، فيحرم عليك الإقدام على هذا الأمر، وما تحججت به بشأن تعلق زوجك بالنساء التي يشاهدهن في وسائل الإعلام فليس موجباً لإباحة هذا الأمر، بل عليك أن تعالجي تعلقه هذا بالتجمل له بما هو مشروع، ثم بمداومة نصحه بالتخلي عن التطلع إلى النساء الأجنبيات، وخطورة إرسال البصر فيما حرم الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1425(6/2804)
قامت بعملية تجميل للأنف فازداد قبحا فهل تدعو الله أن يعود كما كان
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي مهم جداً أرجوا الإجابة عليه جزاكم الله خيرا.
أنا منذ 7 شهور عملت عملية تجميل لانفي مع العلم أنه كان جميلاً ولا يحتاج إلى عملية أبدا,,ولكن كانت وسوسة شيطان وبعض الصديقات. المشكلة الآن أن بعد العملية أصبح قبيح المنظر وأنا من7 شهور وأنا أعاني وأصبت بحالة نفسية ,, ومن 3 شهور تبت واتجهت إلى الله وأصبحت طوال الوقت أستغفر وأدعو بالمغفرة , وكذلك أدعو الله أن يرجع شكل خشمي كما كان منذ3 شهور ولم يتغير,, ولكن بعض الناس يقولون لي لايجوز بأن تدعي بمثل هذه الدعوة والبعض الآخر يقول مستحيل أن يرجع كالسابق لأن العظام بردت والغضاريف تقصقصت,,السؤال هو هل يجوز أن أدعو الله بأن يرجع شكل أنفي كالسابق؟؟ وإذا يجوز هل ممكن أن يرجع كالسابق؟؟ أنا مؤمنه بقدرة الله التي بلغت كل شيئ ولكن أقصد هل في مثل قصتي أن شيئاً في الجسم تغير ثم يرجع؟؟ مع العلم أني لا أستطيع عمل عملية أخرى هذا كلام الدكاتره..أفتوني أرجوكم جزاكم الله خيراً في أسرع وقت وادعوا لي مأجورين,, وإذا يوجد دعاء معين أقوله دلوني عليه أرجوكم فحالتي النفسية جدا تعبانة..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله جل وعلا أن يعفو عنك ويثبتك على الحق فإن ما أقدمت عليه من إجراء عملية لأنفك لأجل زيادة الجمال محرم وفيه تغيير لخلق الله وطاعة للشيطان كما قال الله عنه: ولآمرنهم فليغيرن خلق الله. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال لعن الله الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله متفق عليه.
ولعل ما أصابك هو عقوبة لهذه المخالفة وهي عبرة لك ولغيرك.
ولا حرج عليك في سؤال الله سبحانه وتعالى أن يصلح حالك ويحسن صورتك ويرجعها كما كانت أو أحسن ففضل الله واسع وهو على كل شيء قدير؛ ونوصيك بالصبر على قضاء الله وقدره وعدم التسخط.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شوال 1425(6/2805)
تتحرج من الدهون في البطن فهل تجري عملية شفط
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي استفسار بخصوص العمليات الجراحية لشفط الدهون من منطقة البطن حيث إنني أعاني من مشكلة زيادة الدهون في منطقة البطن، مما يسبب لي الإحراج، هل هذه العمليات تعتبر حراماً، علماً بأن مثل هذه العمليات تجري بواسطة دكتوره نسائية، أرجو الرد على استفساري بأسرع وقت ممكن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشفط الدهون عن طريق العمليات الجراحية إذا لم تدع إليه دوافع ضرورية أو حاجية، فإنه يعد تغييرا لخلق الله، وقد كنا بينا من قبل أنه لا يجوز لما يشتمل عليه من المحاذير، وراجعي فيه الفتوى رقم: 11647.
ولو أن زيادة الدهون هذه تسبب لك ضرراً معتبراً لقلنا بإباحة الشفط عن طريق العملية إن لم يمكن غيرها، لأن من القواعد الشرعية أن الضرر يزال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ.
أما ولم تذكري من التضرر إلا أن زيادة الدهون في البطن يسبب لك الإحراج، فإنا لا نرى هذا مبرراً كافياً لإباحة العملية، فالصواب أن تتجنبيها وتقتصري على الرياضات البدنية والتقليل من تناول المواد الدهنية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 رمضان 1425(6/2806)
ما حكم الإبر المسمنة للوجه وزراعة الوجنتين
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي عن الإبر المسمنة للوجه وعن زراعة الوجنتين إذا كان ذلك يعطي نفس مفعول الفيتامينات المسمنة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت عملية زراعة الوجنتين أو تعاطي الإبر المسمنة تتم للتصرف في بعض أجزاء الجسم بالتكبير أو التصغير لمجرد تحسين الهيئة باستخدام الحقن المكبرة للعضو ببث بعض السوائل أو الدهون في المكان المراد تغييره بحيث يكبر حجم ذلك الجزء بسبب جرم هذه السوائل أو الدهون، فإن ذلك لا يجوز، لأنه من تغيير خلق الله تعالى، وكذلك زرع بعض المواد في العضو المراد تغييره، سواء كان المزروع عضوا من إنسان أو حيوان، أو كان قطعاً من السيليكون ونحوه، لأن المعنى المنهي عنه حاصل في الحالتين وهو تغيير الخلقة.
أما إذا كانت هذه العمليات تتم لإزالة التشوهات أو لاستكمال العضو وظائفه الطبيعية فلا مانع منها، وراجعي الفتوى رقم: 37972، والفتوى رقم: 1509، والفتوى رقم: 3862.
أما إذا كانت عملية تكبير العضو (تسمينه) تتم عن طريق الإبر المغذية أو المحتوية على الفيتامينات دون أن يكون لها جرم يكبر العضو مباشرة، وإنما يحصل له ذلك بسبب النمو الطبيعي الحاصل بسبب المغذيات فلا مانع من ذلك، لأنه لا تغيير فيه للخلقة، وننبه إلى أنه في الحالة التي قلنا فيها بالجواز يحرم إجراء العملية بما يترتب عليه إضرار بالصحة أو البدن، ويتم معرفة ذلك عن طريق المتخصصين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد وغيره، وهو حديث صحيح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1425(6/2807)
حكم ادخار الأموال المتجمعة من الزكاة وعمل جراحة لتقويم الأسنان
[السُّؤَالُ]
ـ[أسئلتي هي كالتالي
1-سيدة أم لأربعة أطفال ليس لهم أب يعولهم لكنهم يعيشون من الزكاة التي تمنح لهم. هل يجوز لهم ادخار جزء من هذه الزكاة لما قد يحمله المستقبل من متطلبات؟
2-فتاة لها أسنان معوجة. فهل يجوز لها اجراء تقويم للأسنان علما أنها تسبب لها ضيقا نفسيا واحراجا أمام الناس.
وجزاكم الله عنا خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب عن السؤال الأول في الفتوى رقم: 54523. وعن السؤال الثاني في الفتوى رقم:9256
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شعبان 1425(6/2808)
حكم استخدام الحقن المخففة للتجاعيد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز استخدام الحقن من أجل إخفاء أثر التجاعيد حول العين مثلا. علما بأن الحقن تتم في دقائق دون وجود آثار جانبية لها أو القيام بالتخدير. وهي لا تغير الشكل وإنما تقوم بشد الجلد بشكل بسيط لإخفاء العيب. ولا أقصد بمن شاخت أن تتشبب وإنما أنا بالثلاثين من عمري إلا أن الضعف الشديد في وجهي يسبب التجاعيد لمنطقة ما حول العين.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كانت الحقن المستخدمة في عملية إخفاء التجاعيد غير مضرة بالبدن فلا مانع من استخدامها، مادام الهدف منها إرضاء الزوج وليس التدليس أو الغش، ومعرفة مدى ضرر هذه الحقن يُرجع فيها لأهل الخبرة، وراجعي الفتوى رقم: 33999. ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1425(6/2809)
حكم تحسين المرأة شكل جسمها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الذهاب إلى معاهد صحية متخصصة ومعترف بها من أجل تحسين شكل بعض الأجزاء في الجسم \" كالأرداف والصدر \"؟ سواء كان ذلك باستخدام أجهزة أو بعمل مساج متخصص. مع العلم بأن عدم التناسق بشكل جسمي يسبب لي الكثير من الإحراج أمام زوجي خاصة أنه بدأ يلحظ ويبدي تعليقه بهذا الشأن.
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تحسين حجم الجسم وشكله لأجل الزوج غير ممنوع شرعاً إذا كان في حدود الشرع، وبالطرق والوسائل المباحة، وذلك كالتمارين الرياضية، أو تناول الأعذية المؤدية لذلك أو عمل المساج المحسن لهيئة الأعضاء وحجمها، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 12784.
ولمعرفة ضوابط عمل المساج راجعي الفتوى رقم: 18716.
أما إذا كان ذلك بواسطة العمليات الجراحية، فلاشك أنه من تغيير خلق الله تعالى، وإنما يجوز في حالة ما إذا تضرر المرء بكبر حجم بعض أجزاء جسمه، بحيث يعيقه عن الحركة أو يخرج عن شكله المألوف الذي يُعد مشوهاً للخلقة تشويها واضحا مشينا، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 8149، ويشترط في حالة الجواز أن لا تعود الوسيلة المستخدمة بآثار جانبية تؤثر على صحة الإنسان، لأنه لا ضرر ولا ضرار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1425(6/2810)
حكم تشييد الأسنان بالسيراميك
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز عمل تلبيد للأسنان بالسيراميك بغرض التجميل؟
وجزيتم خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتجميل نوعان: نوع يكون لإزالة عيب طارئ أو كان خلقة.
وهذا النوع لا حرج فيه، وقد استدل العلماء على إباحته بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ـ للرجل الذي قطعت أنفه أن يتخذ أنفا من ذهب.
والنوع الثاني: هو ما كان من أجل الزيادة في الحسن وليس من أجل إزالة عيب، وهذا محرم لما في الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.
وبناء على هذا فإن عمل تلبيد الأسنان بالسيراميك أو غيرها لا يجوز لما فيه من تغيير خلق الله طلبا للحسن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1425(6/2811)
تريد أن تجري جراحة بسبب نقص خلقي في صدرها
[السُّؤَالُ]
ـ[عفوا لفضيلتكم رقم الإفتاء لم يحضرني في فتوى عملية التجميل (القصة الصدرية) هل يمكنني قراءة الفتوى على الإيميل الخاص بي لأني لم أسجل رقم الفتوى أو ذكر الرقم مرة أخرى عفوا لتعطيلكم لهذا الموضوع (وهو عملية التجميل في القصة الصدرية) وهو لضرورة طبية ماسة جدا وأنا أريدها للتجميل هل هو حرام أم حلال وهو عيب خلقي لتشوه في الصدر لنقص في القفص الصدري (القصة الصدري من أعلى الصدر) وقد نبه جميع الدكاترة المختصين بضرورة هذه العملية وأنا أريدها للتجميل وحفظا لحياتي
أشكركم لتجاوبكم معي للمرة السابقة
السؤال الآخر وهو كيف أقوم للصلاة وأنا لا أستطيع القيام بعد العملية لتأثير البنج على جسمي
ولنفترض على الأقل أسبوعا من قيام العملية وقد سمعت بالإيماء فكيف هو نشكركم وأعتذر منكم لتقصيري في تسجيل الرقم والموقع الذي كتب لي لم يفتح لي وهو لا يمكن العثور عليه أو بحث في مستكشف البحث للمواقع
وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في إجراء هذه العملية بل قد تجب إذا تعينت طريقا للحفاظ على حياتك، لكن لا بد أن يرعى في ذلك عدة أمور:
-أن تتوفر الأهلية في الطبيب الجراح ومساعديه.
- أن يغلب على ظن الطبيب الجراج نجاح الجراحة.
- أن لا يترتب على فعلها ضرر أكبر من ضرر المرض.
- أن لا يوجد البديل الذي هو أخف ضررا منها.
- أن تكون لإزالة العيب الخلقي وللحفاظ على حياتك، وليس مجرد التزين والتجمل.
- أن يكون المعالج امرأة إن وجدت امرأة ذات كفاءة وخبرة.
وراجعي لمزيد من التفصيل الفتوى رقم: 10202، والفتوى رقم: 8107.
وإذا كنت لا تستطيعين القيام للصلاة بعد العملية فصلي جالسة، فإن لم تستطيعي فعلى جنب، والمراد بالإيماء لغة الإشارة بالأعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب، والمراد به في الصلاة أن يشير المصلي العاجز عن الركوع والسجود برأسه للركوع والسجود ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع الإيماء برأسه أومأ بعينه، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 5585، والفتوى رقم: 43608، والفتوى رقم: 27605.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الأولى 1425(6/2812)
حكم استخدام المرأة وسائل تطويل القامة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة أعاني من قصر القامة، حيث يبلغ طولي 152سم، إذا كان هناك وسائل للطول فهل التطويل حرام أم حلال، أرجو إفادتي؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق الجواب عن هذا السؤال في الفتوى رقم: 22544.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الأول 1425(6/2813)
كفارة إجراء الجراحة التجميلية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أجريت عملية تجميل في الأنف لتصغيره ولكن ندمت عليها فلقد تشوه وجهي وصغر أنفي بدرجة كبيرة ثم علمت أنها من تغيير خلق الله وأنها محرمة وعليها لعنة الله ومن أمر الشيطان (فلآمرنهم فليغيرن خلق الله) فأنا في حالة نفسية سيئة للغاية من مدة ثلاثة شهور ولقد ذهبت إلى العمرة خمس مرات ودعوت الله أن يرجع وجهي كما كان ومع الإكثار من شرب ماء زمزم وأنفي على حاله مع العلم بأني ذهبت إلى دكتور فقال مستحيل أن يرجع أنفك كما كان في الأول ولو لفيت العالم كله وأشعر بإحباط قاتل مع العلم بأني قبل العملية صليت صلاة الاستخارة ثم استعجلت العملية ما أنتظر أخاف أنها عقوبة من الله علي مع أني أعلم أن الله على كل شيء قدير بإرجاع وجهي كما كان مع العلم بأني أفكر أن أذهب للعمرة للمرة السادسة بعد العملية لأدعو عند الكعبة.رجاء ساعدوني ماذا أفعل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حكم إجراء جراحة التجميل، وأنها لا تجوز إن كانت لمجرد الزينة، وأنها تجوز إن كانت لإزالة ضرر، وتراجع الفتوى رقم: 17718. فالواجب عليك التوبة والندم على ما فات والعزم على عدم العود في المستقبل.
ثم اعلم أن ما حدث لك ابتلاء من الله تعالى، ويحتاج إلى الصبر عليه، لتكفر عنك السيئات وترفع لك الدرجات، وأما الدعاء بمثل هذا الأمر المذكور فلا حرج فيه إن شاء الله، وذلك لأننا كما ذكرنا سابقاً أنه يجوز إجراء جراحة التجميل لإزالة الضرر، فهو دعاء بأمر ممكن عادة وجائز شرعاً، ولكن ننبه إلى أن عدم استجابة الله لما أراده العبد بعينه لا يعني عدم استجابة الدعاء، فقد روى الترمذي في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1425(6/2814)
زيادة حجم الذكر.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي سؤال وأرجو منكم أن تفيدونا، يوجد دواء يعلن عنه عن طريق شبكات الإنترنت، وهذا الدواء كما يقولون يزيد من حجم وطول عضو الذكر لدى الرجل، فهل يعتبر استعمال هذا الدواء محرماً ويدخل تحت الآية التي تقول \"فليغيرن خلق الله \"، أفيدونا بارك الله فيكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تغيير خلق الله محرم بالكتاب والسنة، فمن الكتاب قوله تعالى حكاية عن إبليس: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا [النساء:119] ، وفي الصحيحين من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.
وبتتبع المسائل التي ورد النهي بشأنها، وجدناها إما خصاء أو نمصاً أو وشماً ووشراً أو تفليجاً للأسنان أو وصلاً للشعر ونحو ذلك، فهي كلها أمور تتدخل فيها يد الإنسان، وقد أباح أهل العلم منها ما دعت إليه الضرورة.
فنستنتج إذاً أن زيادة حجم الذكر عرضاً أو طولاً إذا كان يحصل بعملية جراحية، فإنه لا يباح إلا للضرورة كأن يكون عنينا (صغير الذكر بحيث لا يتأتى منه الوطء) ، وإن كان يحصل بتناول دواء معين فإنه حينئذ يكون من باب النمو مما لا دخل ليد الإنسان فيه، وبالتالي فهو إذاً مباح ما لم يؤد إلى ضرر آخر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 محرم 1425(6/2815)
عملية تعديل الثدي إذا كان أحدهما أكبر من الآخر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة ولي ولدان. عندي ثدي أكبر من الثاني بكثير وبعد الإنجاب قد ترهل صدري أكثر والفرق ما بين الثديين صار أوضح. أنا دائما أشعر بالخجل أمام زوجي لهذا. هل تجوز لي عملية جراحية لتعديل الصدرين أم حرام؟ جزاكم الله خيرا.
أرجو الرد على البريد الإلكتروني وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان أحد الثديين أكبر من الآخر كبرا بينا، فلا حرج عليك في إجراء هذه العملية بشرط ألا يترتب عليها ضرر يفوق الضرر النفسي في إبقاء الثدي على حاله، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 35927.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو الحجة 1424(6/2816)
عمليات تجميل الثديين
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي عن حلمتي الثديين وعدم بروزهما بشكل سليم ومألوف كبقية الباقية من الفتيات، لأنني أشعر بهما في الداخل لكنهما ليستا بارزتين، فهل هذا سليم، وهل يمكن إبرازهما دون تدخل الطبيب؟
ولكم جزيل الشكر ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الثديان مشوهين في خلقتهما أو كانا يفوت بهما مصلحة الطفل في الرضاع على أحسن حال، فلا حرج إن شاء الله في العمل على إبرازهما، ولو تطلب ذلك إجراء عملية، لكن يراعى في ذلك إجراؤها عن طريق امرأة مهما كان ذلك ممكناً، ولو أمكن إبرازهما دون حاجة إلى عملية فهذا أولى.
وننبه إلى أنه لا يجوز إجراء عملية تجميل لمجرد الزينة دون مسوغ شرعي، وراجعي لمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 35927، ونشير عليك بالكتابة لقسم الاستشارات بالشبكة الإسلامية لإفادتك ببعض النواحي الطبية في هذا الأمر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو الحجة 1424(6/2817)
حكم إزالة الشحم من البطن بعد الولادة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هوحكم الشرع في إنقاص الشحم الزائد في البطن بعد الولادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فعملية إزالة الشحم من البطن بعد الولادة داخلة في عمليات التجميل، وخلاصة الحكم فيها: أن ما كان منها لغرض زيادة الحسن فإنه حرام، لأنه من تغيير خلق الله، وما كان منها لإزالة عيب ولرد المحل إلى الوضع الطبيعي، فإن ذلك جائز، وأنت أعلم بمقدار زيادة الشحم عندك هل تجاوز الحد المعتاد عند مثلك أم لا، وراجعي التفاصيل في الفتاوى التالية: 33999، 36853، 10257، 35927، 37972.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو القعدة 1424(6/2818)
زراعة الشعر في الذقن
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تجوز زراعة الشعر في الذقن؟ حيث إني أنا شاب قد منَ الله علي بالهداية، ولحيتي متقطعة ليست متصلة. هل يمكنني أن أزرع شعرا في ذقني لتحسين مظهري؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ما بك يترتب عليه تشويه مشين واضح، ملفت للانتباه جدا، بحيث يقل أن يوجد له نظير فلا مانع من زرع الشعر حينئذ، بحيث يعود الأمر إلى طور الاعتدال، وليس هذا من تغيير خلق الله، بل هو علاج مباح، بدليل ما رواه أبو داود والترمذي والنسائي في سننهم: أن عجرمة بن أسعد قطع أنفه يوم الكُلاب فاتخذ أنفا من وَرِق فأنْتَنَ عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفا من ذهب. وراجع الفتوى رقم: 1007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(6/2819)
حكم وضع ثدي مكان الثدي المستأصل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر 33سنة أصبت بسرطان الثدي منذ سنة 2000
وبعون الله تم استئصاله بواسطة عملية جراحية والحمد لله وسؤالي الآن هو هل شرعا يجوز لي إعادة ثدي أم لا يجوز لي ذلك؟
وأشكركم مسبقا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في ذلك إذا لم يؤد إلى ضرر أكبر من ضرر عدم وجود الثدي، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 1007 والفتوى رقم: 15538 والفتوى رقم: 10257
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1424(6/2820)
حك إجراء عملية لإزالة أكياس دهنية تحت العين
[السُّؤَالُ]
ـ[لدي أكياس دهنية تحت عينيّ تسبب لي الكثير من الإحراج فهي تجعلني أبدو أكبر من سني وتشعرني بعدم الراحة وعدم الثقة بالنفس، ففكرت بإزالتهما بعملية جراحية بسيطة. ولكني لا أدري إن كان هذا يعتبر من العمليات التجميلية المحرمة؟ أرجو ان تفيدوني!!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هذه الأكياس تؤثر على الرؤية، أو تحد من القدرة على التحكم في فتح العينين، فلا إشكال في جواز إجراء عملية لإزالة هذا الضرر، لأن ذلك من التداوي المباح، وكذلك يجوز إجراء العملية لتجميل الهيئة إذا كانت هذه الأكياس لا تسبب ضرراً للعين، لكنها تجعل مظهرها قبيحاً قبحاً يخرج عن العادة ويتنافى مع المألوف، أما إذا كانت هذه الأكياس لا تؤثر على العين، ولا على منظرها، أو كان التشويه الذي تحدثه مألوفاً، فلا يجوز الإقدام على مثل هذه العملية، وقد بينا ذلك بأدلته في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 37972 / 1509 / 33999 / 9132
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1424(6/2821)
العمليات التجميلية بين الحظر والإباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كنت أعاني من البدانة فقمت بعمل حمية غذائية فقدت خلالها 27-35 كيلوغراماً، وتكون عندي ترهلات (جلد زائد) يقول الطبيب إنها لن تزول إلا بعملية جراحية تجميلية، فهل تجوز شرعا، مع العلم بأن الطبيب لن يقوم بتكبير أو تصغير هذه الأجزاء، فقط إزالة الترهلات الناتجة عن فقد الشحوم وليس كبر السن، وهل تجوز للرجال والنساء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذه العملية التجميلية التي سأل عنها السائل هي من قبيل التجميل التحسيني، والمراد به تحسين المظهر، وتحقيق الشكل الأفضل والصورة الأجمل، دون وجود دوافع ضرورية أو حاجية تستلزم فعل الجراحة.
وقد تكلم أهل العلم في الجراحة التجميلية وأفتوا بحرمتها لأمور:
1- لقول الله تعالى: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119] ، ووجه الدلالة أن تغيير خلق الله من المحرمات التي يسولها الشيطان للعصاة من بني آدم، وجراحة التجميل تشتمل على تغيير خلقة الله، والعبث فيها حسب الأهواء والرغبات.
2- ما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المتنمصات والمتفلجات للحسن اللاتي يغيرن خلق الله. ووجه الدلالة أن الحديث لعن المتنمصات المتفلجات، وعلل ذلك بتغيير الخلقة، وفي رواية: المغيرات خلق الله.
3- أن هذه العملية الجراحية لا تتم غالباً إلا بفعل بعض المحظورات مثل: التخدير، ومعلوم أن التخدير في الأصل محرم شرعاً، وفعله في هذا النوع من الجراحة لم يأذن به الشرع لفقد الأسباب الموجبة للترخيص والإذن، ومثل كشف العورة كالفخذين، وليس هناك ضرورة ملحة لذلك.
فبناء على ما تقدم ننصح السائل بالابتعاد عن هذه العملية، ومحاولة علاج هذه الترهلات ببعض الوسائل الموضعية من تدليك ونحوه، وهو ما يعرف بالعلاج التحفظي، أو محاولة زيادة الوزن بنسبة خفيفة حتى تمتلىء أماكن الترهلات قليلاً، وهذا الحكم الذي ذكرنا يعم الرجال والنساء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 شعبان 1424(6/2822)
حكم عملية تجميل الجفن
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ما حكم العمليات التجميليه للجفون وأرجو وسرعة الرد؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت هناك ضرورة أو حاجة ماسة لمثل هذه العمليات فلا بأس بها وما لم تكن هناك ضرورة ولا حاجة فلا تحل لأنها من تغيير خلق الله تعالى، وراجع الفتوى رقم: 1509، والفتوى رقم: 8117.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 رجب 1424(6/2823)
حكم إزالة الخال والشامة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة أبلغ من العمر27 عاما يوجد في وجهي العديد من الحسنات يتفاوت حجمها ويميل أغلبها إلى الحجم الكبير، فهل إزالتها مسموح بها شرعاً؟ مع العلم بأنها لا تسبب لي ألماً أو مرضاً؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان المقصود بالحسنات -هو: الخيلان والشامات، فقد تقدم الكلام عن ذلك في الفتوى رقم: 10520، والفتوى رقم: 9132.
وإذا كان المقصود غير ذلك، فنرجو من السائلة أن تبينه لنا حتى تتسنى لنا الإجابة عن سؤالها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1424(6/2824)
حكم إجراء عملية تصغير الأذنين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل عمليات التجميل حرام شرعا مثل تصغير الأذنين حتى لو كانت تسبب الحرج لصاحبها؟؟؟
وماذا لو لم تسبب حرجا كبيرا؟؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق أن ذكرنا أحكام عمليات التجميل في الفتوى رقم: 1509.
وذكرنا هنالك أن عمليات التجميل منها ما هو جائز، وهو ما كان لإزالة عيب مشين أو تشوية خلقي شديد ونحو ذلك.
ومنها ما هو محرم وهو ما لم يكن لإزالة عيب ونحوه، بل لزيادة الحسن.
وذكرنا في الفتوى المحال عليها آنفا الدليل على كل من الحالتين.
وعليه، فمن كانت أذناه على حالة مشينة جدا تحرجه وتسبب له أذى نفسيا فلا حرج عليه -إن شاء الله- في إزالة ذلك العيب، ولو صبر واحتسب كان أفضل له، ففي معجم ? الطبراني ومسند الحميدي عن الشريد الثقفي قال: أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل إزاره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ارفع إزارك. فقال الرجل: يا رسول الله إني أحنف يصطك ركبتاي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارفع إزارك فكل خلق الله حسن. فما رئي ذلك الرجل بعد إلا وإزاره إلى أنصاف ساقيه.
أما من لم تصل حالته إلى حد الشين والتشويه، فلا يجوز له الإقدام على تصغير أذنيه ولا غيرهما من أعضائه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الثانية 1424(6/2825)
رفع الثديين عن طريق عملية تجميل
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
أنا مقدمة على عملية تجميل لرفع الثديين حيث إنهما ترهلا من الحمل والولادة وأني أتحرج أشد الحرج من زوجي حيث إنهما لم يكونا كذلك من قبل مع العلم بأني لن أقوم بتصغير أو تكبير لهما فقط عملية تفصيل للجلد.
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عمليات التجميل ما كان منها لإزالة عيب مشوه للخلقة، فلا مانع منه شرعًا. وأما ما ليس لإزالة العيب المشوه، بل لزيادة الحسن فإنه لا يجوز.
وعلى هذا فلتعلمي أن تدلي الثديين بسبب الحمل والولادة والرضاعة أمر طبيعي وعادي عند كثير من النساء، لا سيما مع تقدم العمر، وليس عيبًا أو تشويها، فإذا كان الأمر كذلك فإن عملية التجميل لهما تعتبر من باب طلب الحسن والزيادة فيه وتغيير خلق الله الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، كما في الصحيحين وغيرهما.
أما إذا خرج الأمر عن طور المعتاد، وكان يسبب لك أذية أو تشويها أو مرضًا، فإنه لا مانع -إن شاء الله تعالى - من إزالة الضرر.
وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة والتفصيل في الفتوى رقم: 17718.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ذو الحجة 1424(6/2826)
حكم زراعة شعر ناعم لفتاة شعرها خشن
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة ذات شعر خشن هل أستطيع أن أقوم بعملية زرع شعر ناعم؟ علماً بأنني محجبة ولن يراه سوى أهلي وزوجي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 17718 أن عمليات التجميل التي لا يطلب منها إلا الحسن والجمال لا تجوز، لما فيها من تغيير خلق الله.
وسبق أيضًا في الفتوى رقم: 3862 أنه لا يجوز تغيير شيء من خلق المرأة -الذي خلقها الله عليه- بزيادة أو نقص التماسًا للحسن لا لزوج ولا لغيره.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 جمادي الأولى 1424(6/2827)
حكم عملية تغطية البهاق
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أنا فتاة مبتلاة بمرض البهاق الذي شوه مناطق كثيرة من بدني وقد كنت أستخدم بعض المكياج والكريمات لإخفاء المناطق الظاهرة وذلك لعدم احتمالي لنظرات الناس إليّ لشدة حساسيتي من هذا الموضوع ولما يسببه ذلك لي من ضغوط نفسية هائلة انعكست على حياتي الاجتماعية فأصبحت كثيرة الانطواء حتى عن أهلي خاصة عندما كبرت وأصبحت في سن الزواج 22 سنة والآن سمعت خبرا أعاد لي شيئا من الأمل وهو وجود مكياج يخفي آثار البهاق من مناطق المواجهة الظاهرة ويبقى لفترات طويلة تصل إلى سنوات ثم يزول بعد ذلك وتعيد وضعه مرة أخرى وسؤالي: هل هذا المكياج محرم ويعتبر مثل الوشم؟ خاصة أنه يقال لابد من استعمال أجهزة خاصة لإدخاله في الجلد.
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه العملية داخلة في عمليات التجميل، وقد تقدم الكلام عن حكمها في الفتوى رقم: 17718.
والظاهر أن هذه العملية داخلة في التجميل المباح، لأنها ليست طلبًا لزيادة الجمال، وإنما هي لإعادة الأمر إلى أصل خلقته، وليست من الوشم لأن الوشم ليس إزالة عيب، بل زيادة في التجميل، وكون العملية تجري بأجهزة غير مؤثر في الحكم ما لم يكن في ذلك ضرر أو أمر محرم آخر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 جمادي الأولى 1424(6/2828)
العملية التجميلية لتحسين المظهر بين الجواز وعدمه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل القيام بعملية تجميلية لتحسين مظهر شيء في الجسم يعتبر حراماً؟ مثلا: عملية شد البطن بعد الولادة (للبطن المترهل) ، مثلا: تكبير الصدر الصغير (شبه مسطح) إلى حجمه الطبيعي، علما بأن المرأة متحجبة في اللبس ورغبتها في القيام بهذه العمليات تكون للتجمل للزوج فقط....؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القيام بعملية تجميل من قبيل ما ذكر في السؤال لا تجوز ولو كانت للزوج فقط، لأن ذلك قد يدخل في تغيير خلق الله تعالى، وإنما يجوز ذلك في حالة خروج ذلك عن حد العادة خروجاً مشوها للخلقة تشويها واضحاً، أو في حالة وقوع هذا التحسين باستعمال عقاقير طبية أو حركات رياضية لا يترتب عليها ضرر، وقد بينا هذا كله في الفتوى رقم:
8117، والفتوى رقم: 10257.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1424(6/2829)
بعض مسائل تتعلق بتغيير خلق الله
[السُّؤَالُ]
ـ[لعن رسول الله المغيرين لخلق الله وفي هذا الزمان كثر المغيرون لخلق الله، أرجو من سيادتكم التكرم بإخباري عن الأشياء التي إذا فعلها المسلم يدخل ضمن المغيرين لخلق الله حتى لا أرتكب أي معصية دون أن أعلم، أرجو الشرح بالتفصيل مع ذكر هذه الأشياء؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى يقول حاكياً عن تزيين الشيطان وأمره لأولياءه: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119] .
أي عن وجهه وصورته أو صفته التي خلقه الله عليها، وتندرج في هذا مسائل كثيرة منها: الوشم والوشر والإخصاء، ومنه اللواط والسحاق لأنه تغيير من جهة الصفة، ومنها: عبادة الشمس والقمر والأحجار والأشخاص، فإن الله لم يخلق هذه المخلوقات لعبادتها، فغيرها الكفار بأن جعلوها آلهة معبودة، وتبديل الفطرة التي فطر الله عليها الناس من تغيير خلق الله، ويمكن للسائل الرجوع إلى الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8472، 23072، 8117، 19960، 113، 1500، 3568.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1424(6/2830)
كل خلق الله حسن ولا عيب فيما ذكر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا ساقاي نحيلتان بشكل ملحوظ بالنسبة لجسدي وهذا يضايقني وسبق أن سخر مني خطيبي السابق وخطيبي الحالي يحب السيقان الجميلة فإذا قمت بعمليه تجميلية لشكلهما من دون أن أظهرهما لأحد بغرض التفاخر فأنا لا أرتدي القصير بالرغم من كوني غير محجبة أيكون تغيير شكلهما حلالاً أم حراماً؟ وجزاكم الله عني خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق بيان حكم إجراء عمليات التجميل، وضابط ذلك في الفتوى رقم: 1007، والحالة المسؤول عنها من القسم الثاني الذي لا يجوز، لأن دقة الساقين لا تعتبر عيبا، وإجراء العملية والحالة هذه يجعل الغاية منها زيادة الحسن، فاجتنابها واجب.
وإننا ننصح الأخت السائلة بالحرص على ارتداء الحجاب، إذ أن ذلك أمر قد فرضه الله على النساء، كما سبق بيانه في الفتوى رقم:
6226.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الأول 1424(6/2831)
لا بجوز عمل جراحة تجميل للصدر
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل عن عملية نقص في القفص الصدري، وهذه العملية لا تسبب لي أي معاناة ولكن حسب مراجعتي للطبيب، فإنه لا بد من هذه العملية، وأن الخطر قبل العملية وليس بعدها والنقص في أعلى الصدر وعمري 30 سنة ولا أدري ماذا علي فعله الآن ومترددة والحمد لله أنا مؤمنة بقضاء الله وقدره واستخير كلما أحسست بالتردد، وأريد العملية وذلك للتجميل لما يسبب لي بعض الإحراج
... ... ... أرجوكم أفيدوني]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإجراء عملية جراحية للصدر لمجرد التجميل محرم كما سبق بيانه في الفتوى رقم:
19960 فعليك الابتعاد عن إجراء هذه العملية والرضا بقضاء الله وقدره، فهو الذي جعلك على هذه الخلقة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 صفر 1424(6/2832)
حكم المال الناتج عن عمليات التجميل
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
زوجي جراح أنف وأذن وحنجرة وهو شريك في مشفى تخصصي وأحد الشركاء هو جراح تجميل ويقام في هذه المشفى عمليات تجميل ترميمية وتعويضية فما حكم الأموال التي تعود علينا من هذه المشفى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فحكم الأموال التي تعود على أصحاب هذه المستشفى تابع لنوع العمليات التي تقام فيه، لأن عمليات التجميل منها ما هو جائز ومنها ما هو ممنوع، وللوقوف على هذا راجعي الفتاوى التالية:
1007 -
9513 -
15538 -
16223 -
17718.
وإذا كان الأمر على ما ذكرنا فإنه ينظر في الأمر على التفصيل الآتي:
فإذا كان ما يقوم به زوجك من عمليات منفصلاً عما يقوم به غيره انفصالا تاماً بحيث يأخذ كل واحد منهم أجرة ما عمله وحده.. فما وصل إليكم من هذا المال مال مباح لأنه أخذ في مقابل عمل مباح في نفسه، ولا يؤثر على إباحته كونكم تشتركون أنتم وغيركم ممن لا يلتزم بالضوابط الشرعية في البناية والأدوات؛ وإن كنتم قد ارتكبتم بهذا الاشتراك مخالفة شرعية هي التعاون على الإثم.
أما إن كان جميع الدخل مختلطاً فإنكم آثمون من وجهين:
الوجه الأول: الأكل من الحرام.
والوجه الثاني: التعاون على الإثم وما وصل إليكم من مال في هذه الحالة ينظر فيه، فما كان منه ناتجاً عن عمليات مباحة فهو مباح، وما كان ناتجاً عن عمليات محرمة فهو محرم.
فإن تعذر تميز الحلال من غيره فاعملوا فيه بغلبة الظن.
وعلى كلٍ؛ فبادروا بالانفصال التام عمن يعمل عمليات التجميل المحرم ولو أدى ذلك إلى حل الشركة.. فلا خير في عمل يدر مالاً محرماً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2833)
حكم عملية تطويل نصف الإنسان الأسفل!
[السُّؤَالُ]
ـ[أشكركم على هذه الخدمة أنا شاب عمري 25 قامتي 1.70م مشكلتي هي أن نصفي العلوي أطول من السفلي وأريد إجراء عملية جراحية لإطالة نصف قامتي السفلى ب12 سنتيمتر، هل يجوز لي شرعا إجراء العملية الجراحية؟ ولكم جزيل الشكر.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا داخل في حكم عمليات التجميل وقد تقدم الكلام عنها في الفتاوى التالية:
1007 -
1509 -
17718 -
22544 -
8117.
وعليه، فإذا كان القصر في نصفك الأسفل واضحاً وبيناً ومشوهاً لخلقتك تشوهاً ظاهراً فإنه لا حرج عليك في إجراء عملية لتعود إلى الوضع الطبيعي الذي عليه غالب الناس، هذا من حيث الجملة، ولكن هناك أحكام أخرى لا بد من مراعاتها عند العملية وذلك بحسب نوع العملية التي تريد إجراءها، فقد يكون العضو الذي سيزرع فيك صناعياً وقد يكون من إنسان آخر وقد يكون من حيوان وقد لا يكون هناك زراعة أصلاً، ولكل حالة حكمها، ونحيلك على كتاب أحكام الجراحة الطبية للدكتور محمد المختار الشنقيطي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ذو القعدة 1423(6/2834)
حكم إجراء عملية لزيادة التحسين
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم ... ... ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هل يجوز إجراء عملية تجميلية لمثل حالتي حيث إني بعد ثلاث ولادات تشوه بطني وكذلك حجم الصدر أصبح أصغر وأصبح الأمر يزعجني أنا وزوجي فلا أشعر بالأنوثه التي تشعر بها كل امرأة حيث أن حجم الصدر أصغر من اللازم ... ؟ وجزاكم الله خيراً....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز اجراء مثل هذه العملية إلا في حالات وبشروط مبينة في الفتاوى التالية أرقامها:
8117 -
10257 -
19960.
وحالتك المذكورة لا تبرر اجراء العملية لأن مجرد زيادة التحسين لا يجيز تغيير خلق الله، ويمكنك ممارسة بعض التمارين الرياضية في بيتك لتعيد لبطنك صغره ليتناسق مع حجم جسمك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ذو القعدة 1423(6/2835)
حكم تعديل الأنف الطويل جراحيا
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل مسلم أنفي طويل وأريد أن أقوم بعملية تجميل صغيرة يقطع من خلالها جزء منه فهل هذا جائز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز الإقدام على تغيير خلق الله الذي خلق عليه الإنسان لا بزيادة فيه ولا بنقص بقصد التجميل وزيادة الحسن، لكن إذا كان الإنسان على صورة مشوهة مشينة فلا حرج عليه -إن شاء الله- في إزالة التشويه.
وراجع الجواب رقم:
1007
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شعبان 1423(6/2836)
الجائز والممنوع في علاج عضو التناسل
[السُّؤَالُ]
ـ[لدى مشكلة تؤرقتي كثيراً وهي أنني أعاني من صغر العضو التناسلي هل علي حرج إذا عرضت نفسي على الطبيب كما أرجو أن لا تبخلوا علي بالخبرة علماً بأنني مقبل على مرحلة الزواج؟ وجزاكم الله خيراً.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا النوع من العمليات أو العلاج له حالتان:
الأولى: إذا كان العضو صغيراً أو كبيراً، ولكنه يؤدي وظيفته الطبيعية، فهذا لا يجوز تغييره بعملية لأنه من التغيير لخلق الله تعالى لطلب زيادة الحسن أو الاستمتاع، ومغير خلق الله ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيحين.
الثانية: أن يكون بالعضو عيب طارئ، أو خَلْقي بحيث لا يمكن أن يؤدي وظيفته الطبيعية إلا إذا عولج، فهذا لا حرج في علاجه إن شاء الله تعالى.
ولمزيد من الفائدة والتفصيل يرجى الإطلاع على الفتوى رقم:
10202.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1423(6/2837)
حكم تطويل القامة بواسطة هرمونات أو إجراء عملية
[السُّؤَالُ]
ـ[1) هل يمكن للفتاة أن تجري عملية تطويل اذا كانت قامتها قصيرة؟
2) هل يمكن استخدام هرمونات لزيادة طول الأولاد وهم في طور النمو اذا كان طولهم المتوقع بدون الهرمونات قصيراً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا السؤال يدخل في عمليات التجميل وعلميات التجميل نوعان:
نوع ليس فيه من الفائدة إلا طلب الحسن وزيادة الجمال.. فهذا النوع لا يجوز لما فيه من تغيير خلق الله تعالى، وقد قال الله تعالى (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً* لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) (النساء:119)
وقال صلى الله عليه وسلم " لعن الله المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله " رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود.
أما النوع الثاني: فهو ما يحتاج إليه الشخص لإزالة ضرر أو ألم أو شيء مثل ذلك.. فهذا لا مانع منه شرعا، لما رواه الترمذي عن عرفجة بن سعد رضي الله عنه قال: أصيب أنفي يوم الكلاب، فاتخذت أنفاً من وَرِق فأنتن، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفاً من ذهب.
وبناء على ما تقدم، فإنه لا يجوز لهذه الفتاة أن تجري عملية جراحية لتطويل قامتها لأنه ليس في قصر القامة ولا طولها ضرر على الشخص ولا نقص.
وأما استعمال الهرمونات لزيادة القامة أو الوزن أو نقصانه فلا مانع منها شرعاً إذا لم يكن في تركيبها ما هو ممنوع شرعاً، أو يكون فيها ضرر على الشخص.
وأما إذا كان فيها ما هو حرام الاستعمال أو كانت لها تأثيرات جانبية مضرة بالشخص فهذه لا يجوز استعمالها، لقوله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1423(6/2838)
إزالة التشويهات الزائدة لا مانع منها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز عمل عملية تجميل للأنف كبير أوثدي كبيرة لسيدة مع ذكر الدليل حيث إنه كان غير واضح في فتواكم السابقة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان ما بالأنف أمراً خفيفاً، فلا يجوز تغييره لمجرد الحس، أما إذا كان به تشويه زائد، فلا مانع من إزالة الضرر.
وكذلك الثدي ... ولتفاصيل هذا الموضوع وأدلته نحيل السائل الكريم إلى الإجابة رقم:
1007 والفتوى رقم:
17718.
وحبذا لو ذكر لنا السائل الفتوى الذي ذكر أنها غير واضحة في الموضوع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الثانية 1423(6/2839)
حكم تركيب أظافر صناعية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجريت لي عملية جراحية تم فيها قلع أظفرالقدم ما هو حكم تركيب الأظافر الاصطناعية بشكل دائم..وهل تؤثر على الوضوء؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأظافر إذا قلعت لمرض أو غيره، واحتاج المسلم إلى زرع أظافر صناعية أو تركيبها، فلا مانع من ذلك شرعاً، وليس هذا من باب تغيير خلق الله تعالى المنهي عنه شرعًا، وإنما هو من باب العلاج والتداوي المأمور به شرعًا.
فقد روى الترمذي في سننه عن عرفجة بن سعد -رضي الله عنه- قال: أصيب أنفي يوم الكُلاب في الجاهلية، فاتخذت أنفا من ورق فأنْتَن عليّ، فأمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أتخذ أنفا من ذهب.
وليحذر من أن تكون طويلة أو كبيرة بحيث تغطي جزءاً من أصابعه لم تكن تغطيه الأظافر الطبيعية؛ لئلا تمنع وصول الماء إلى البشرة، كما عليه أن يحرص على أن لا تتنافى مع وضع خصال الفطرة، وأن تكون من
طاهر.
والحاصل أن تركيب الأظافر المخلوعة لمرض لا مانع منه في حد ذاته إذا لم يتضمن موانع أخرى خارجة عنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الثانية 1423(6/2840)
كفارة عملية التجميل
[السُّؤَالُ]
ـ[ما كفارة من عمل عملية تجميل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عمليات التجميل التي تغير في خلقة الإنسان التي خلقه الله عليها الأصل فيها المنع، ولا تجوز إلا في حالات إزالة العيب والتشوه المشين، كما هو مبين في الفتوى رقم:
1509 والفتوى رقم:
1007.
ومن عمل عملية تجميل لغير ضرورة شرعية فقد ارتكب إثماً واستجاب لأمر الشيطان الذي توعد بني آدم بقوله: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه [النساء:119] .
ولا يلزمه كفارة سوى التوبة الصادقة والاستغفار من هذا الفعل، والإكثار من الصالحات فالله جل وعلا يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1423(6/2841)
حكم إجراء عملية تجميل الصدر
[السُّؤَالُ]
ـ[قد قرأت ما ورد من فتوى عن عمليات التجميل واحترت في جواز أو عدم جواز ما أجريت من عملية تجميل
إليك أخي الكريم تفاصيل عمليتي وأرجوك أرجوك الإفاده لأن الموضوع صار له 10 سنوات وأنا في حيرة من وقتها والله يعلم بحالتي، فأنا أريد كلمه واضحه عمليتي ((حرام _ حلال)) باختصار: أنا سيدة نحيفه زيادة عن اللزوم يعني وزني لا يتعدى 45 مع أن طولي 172 وطبعا هذه النحافه تسبب لي إحراجا وكنت على وشك الزواج ولعلمي بما يرونه الشباب هذه الأيام في التليفزيونات من بنات وأجسام وغيره فقررت عمل عملية تجميل لصدري فقد كان صغيرا جدا جدا وما فعلته هو تكبير بحجم مقبول قليلاً وكان السبب هو زواجي
أرجو الإفاده جزاكم الله خيراً فأنا محتارة منذ 10 سنوات ويعلم الله بحالتي وجزاكم الله خيرا
أم عبد الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فبما أن السائلة لا تطلب الأدلة وقد اطلعت على الفتاوى التي نشرت في هذا الموضوع، فنقول لها باختصار: إن عملية تكبير الصدر أو تصغيره حرام لأنها من تغيير خلق الله تعالى لأنها ليست مشوهة تشوها خلقياً يطلب إزالته حتى يقال بجوازه، وإنما هو داخل في طلب زيادة الحسن والجمال....
وإذا كانت السائلة قدمت على هذا الفعل جهلا منها أو ظنا بأنه ليس بحرام فلا إثم عليها إن شاء الله تعالى هذا ما نرجوه، لأنها لم تكن منتهكة للحرام.
وننصحها بالتوبة إلى الله تعالى، والمحافظة على الفرائض، والابتعاد عن المحرمات، والإكثار من أعمال الخير.... ولا تشغل نفسها بما مضى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1423(6/2842)
ما يجوز وما لا يجوز من العمليات التجميلية
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود معرفة الحكم الفقهي لجراحة التجميل مع أراء الفقهاء في ذلك؟
وشكراً جزيلاً لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عمليات التجميل نوعان:
نوع: ليس فيه إلا طلب الحسن والجمال، فهذا النوع من العمليات التجميلية لا يجوز، لما فيه من تغيير خلق الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله". متفق عليه.
النوع الثاني: ما يحتاج إليه الشخص -امرأة كان أو رجلاً- لإزالة ضرر أو ألم أو شيء، سواء خلق به الشخص أو نتج عن حادث أو مرض وهذا جائز، ففي الحديث الصحيح أن عرفجة بن أسعد قطع أنفه يوم الكُلاب، فاتخذ أنفاً من فضة فأنتن عليه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفاً من ذهب.
ويقول ابن جرير الطبري: لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله، ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذى، كمن لها سن زائدة أو طويلة تعيقها في الأكل أو إصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك، والرجل في هذا الأخير كالمرأة.
وانظر المفصل لعبد الكريم زيدان وراجع الفتوى رقم: 1007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الثاني 1423(6/2843)
ماهية الضرر المبيحة لإجراء عملية تجميلية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم إجراء عملية فيها تغيير لخلق الله بسبب ضرر نفسي لحق بالمريض؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
يقول الله تعالى عن الشيطان وحزبه الذين يصدون عن أمره: إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً*لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً*وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً [النساء:117-119] ، فتغيير خلقة الله من امتثال أمر الشيطان، والشيطان عدو، والعدو لا يأمر إلا بالشر، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. متفق عليه من حديث ابن مسعود، ومعنى الآية وهذا الحديث صريح بأنه لا يجوز تغيير شيء من خلقة الله عن الصفة التي هي عليها تغييراً يبقى ويستمر، وقد استثنى العلماء من منع التغيير ما كان منه لإزالة عيب، كمن قطع منه عضو من أعضائه التي خلق عليها، أو بحادث أو مرض أحدثا به عيباً، فيجوز له علاج هذا العيب وإصلاحه، يقول الإمام الطبري: لايجوز للمرأة تغيير شيء من خلقتها التي خلقها الله عليها بزيادة أو نقص التماس الحسن لا لزوج ولا لغيره كمن تكون مقرونة الحاجبين فتزيل ما بينهما توهم البَلْح أو عكسه، ومن تكون لها سن زائدة فتقلعها أو طويلة فتقطع منها ... إلى أن قال: ويستثنى من ذلك ما يحصل به الضرر والأذى كمن يكون لها سن زائدة أو طويلة تعيقها في الأكل أو أصبع زائدة تؤذيها أو تؤلمها فيجوز ذلك، والرجل في هذا الأخير كالمرأة. شرح العسقلاني للبخاري 11/375.
وراجع الفتوى رقم:
1007.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الأول 1423(6/2844)
إعادة السن إلى أصل خلقته لا بأس به
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
تعرضت لحادث عندما كنت صغيرًا والذي أدى إلى تشوه أحد أسناني وتغير إلى اللون الرمادي ليس مثل الأسنان الأخرى.
استشرت طبيب أسنان وأوصى أنه يمكن أن يعمل نوع من الاستبدال لنصف هذا السن بمادّة صناعيّة.
هل هذا مقبول من وجهة النّظر الإسلاميّة علما بأنه ليس لديّ أيّ مشكلة بهذه السّنّ.
جازاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع شرعاً من تعديل لون هذا السَّن، لأنه ليس من تغيير خلق الله المنهي عنه، إذ هو مجرد إعادة للشيء إلى ما كان عليه قبل طروء هذا التغيير، وإزالة للعيب الحادث به مع العلم بأنه ينبغي التأكد أولاً من أن هذه العملية لا يترتب عليها آثار ضارة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الأول 1423(6/2845)
حكم استعمال صابون إزالة شحوم الجسم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استعمال صابون لإزالة الشحوم من بعض عضلات الجسم وهل يعد تغييرا في خلق الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في إزالة الدهون من الجسد باستخدام الصابون أو غيره ما لم يؤد إلى ضرر بالبدن.
وانظر الفتوى رقم: 3267.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ربيع الأول 1423(6/2846)
حكم إجراء عملية شد جلد البطن
[السُّؤَالُ]
ـ[بعد ولادة ثلاثة أولاد تدلى الجلد الذي فوق بطني فهل يجوز إجراء العملية لشد ذلك الجلد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان هذا التدلي بسيطاً وعادياً وكان المراد من إجراء العملية مجرد التجمل واختيار الحجم الذي يناسب الذوق، فلا ينبغي إجراء العملية، لأنه قد يكون من تغيير خلق الله تعالى، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم "المغيرات خلق الله" متفق عليه.
وإن كان التدلي شديداً أو ملفتاً أو مؤذياً أو مضراً، أو نحو ذلك، فلا بأس بإجراء العلمية لإزالته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1423(6/2847)
حكم إزالة انحراف الأنف المشوه للخلقة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنتم قد قلتم إن عملية التجميل إذا كان الأنف كبيرا لا حرج فيها فتوى رقم 1509 سؤالي هو هل عملية انحراف الأنف البسيط فيها شيء أم لا وعندي أحيانا يحدث انسداد بسيط لا يؤثر كثيرا على التنفس بسبب هذا الانحراف وجزاكم الله خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي ذكرناه في الفتوى المشار إليها والذي تقوله الآن هو أن ما كان خارجا عن المعتاد مشوها للخلقة لا حرج في إزالة التشويه عنه، بدليل حديث عرفجة الذي ذكرناه في الفتوى المذكورة، وهذا يجري في انحراف الأنف عن وضعه الطبيعي، فحيث وصل انحرافه إلى حد التشوه أو لم يصل إلى ذلك ولكنه يسبب انسداد النفس بحيث يؤثر ذلك على صاحبه فلا حرج أيضا في علاجه، وإزالة هذا الانحراف المشوه أو المؤثر سلبياً على الصحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 صفر 1423(6/2848)
علة كون الرجل أولى من المرأة في إزالة الترهل من منطقة الثدي
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك بعض من الرجال لديهم ترهلات (شحوم زائده) في منطقة الثدي (الصدر) بشكل ملحوظ جدا , حيث أنه يكون أكبر من ثدي المرأة المتوسطة الحجم. سؤالي ماحكم إزالة هذه الترهلات بعملية أو غيرذلك. وهل فيها شيء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نرى مانعاً من ذلك، وقد سبق لنا جواب مفصل عن حكم شد الصدر للمرأة لإزالة الترهلات، وبينا فيه الحكم الشرعي برقم: 10257 وحكم الرجل في ذلك حكم المرأة؛ بل هو أولى بالحكم منها، لأن تدلي الأثداء وترهل الصدر ليس من أصل خلقته كبقية الرجال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 صفر 1423(6/2849)
حكم عمليات تصغير الثدي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تعتبر عمليات التجميل لتصغيرالثدي محرمة وهل تعتبر قتلا للنفس ويخلد صاحبها في النار مع العلم أن الشحوم الموجودة فيه تسبب الآلام بسبب ثقل حجمها الزائد]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عمليات التجميل بمعنى تغيير شيء خلق الله الإنسان عليه، الأصل فيها المنع، لأن فعلها يعد تغييراً لخلق الله تعالى، لكن يستثنى من هذا الأصل بعض الحالات التي دلت عليها القواعد العامة للشريعة، ومنها أن يكون بقاء العضو على ما هو عليه فيه تعطيل لوظيفته، ففي هذه الحالة يجوز تعديله بما يتناسب مع وظيفته التي خلقه الله من أجلها، كأن يكون في أسنانه اعوجاج يؤدي إلى عدم التمكن من مضغ الطعام، فيجوز له تعديلها لأداء وظيفتها وهو ما يسميه أطباء الأسنان "التقويم". وكذلك إذا ولد أحول العينين، وتمكن الأطباء من تعديل وضعهما، فذلك جائز أيضاً، لأنه ردٌّ لهما إلى أصل الخِلقة، وكذلك كبر حجم الثديين بحيث يؤدي إلى آلام دائمة أو غالبة، فإنه يجوز الأخذ منهما بقدر ما يرفع هذه الآلام ويسكنها، ويحرم التعدي أكثر من الحاجة المطلوبة، مع العلم أنه لو وجد سبيل آخر للتخلص من هذه الآلام، فلا يجوز إجراء مثل هذه العملية لأنه لا ضرورة لها حينئذ، ومما يبيح إجراء العملية أيضاً أن يكون تضخم الثديين بسبب المرض، فيكون تصغيرهما من باب إعادة الشيء إلى أصل خِلقته بعدما تغير لأمر عارض، وقد أخذنا هذه الأحكام من عدة قواعد شرعية وهي: "المشقة تجلب التيسير" و"الضرورات تبيح المحظورات" و"الضرورة تقدر بقدرها" وقاعدة: "إذا ضاق الأمر اتسع".
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 صفر 1423(6/2850)
الضرورة تبيح الذهب للرجل
[السُّؤَالُ]
ـ[1-السلام عليكم.
حشوت طاحونتي حشوة ذهبية فهل يجوز أن تكون الحشوة للطواحين والأضراس في الفم من الذهب علماً بأن الحشوة الفضية لا تفيد في حالتي لِكِبر حجم الفراغ في الطاحونة؟
2-]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجوز حشو الأضراس وغيرها من الأسنان بالذهب، وكذلك ربطها وتغشيتها به لسبب كسرها، أو سقوطها، أوتسوسها ونحو ذلك، فقد قال ابن قدامة في المغني -بعد كلامه على آنية الذهب والفضة وإباحة التحلي بالذهب في حق المرأة- ولا يباح من الذهب إلا ما دعت إليه الضرورة كأنف الذهب، وما ربطت به الأسنان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1422(6/2851)
المحظورات المترتبة على عملية شطف الدهون من المؤخرة
[السُّؤَالُ]
ـ[1بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةعلى نبيه الامين، ولاعدوان الا على الظالمين.
ثم أما بعد:
سدد الله خطاكم،وجعلكم للعلم جنودا أوفياء أمناء، ...
ما حكم شطف الدهون-إزالتها- من المؤخره، لكل
من الرجل والمرأة، وهل هذه الطريقه من العلاج
تندرج تحت الآية { ... فليغيرن خلق الله} .؟
أفيدونا بعلم أثابكم الله ...
والسلام عليكم ورحمة الله ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عملية شطف الدهون بالجراحة من مؤخرة الرجل والمرأة لا تشتمل على دوافع ضرورية، ولا حاجية، وإنما هي عملية تحسينية، وتعد تغييراً لخلق الله تعالى، وعبثاً بها حسب أهواء الناس وشهواتهم، فهي غير جائزة لما يلي: 1- لقوله تعالى حكاية عن إبليس -لعنه الله- (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) [النساء:119] ووجه الدلالة أن هذه الآية واردة في سياق الذم وبيان المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم، ومنها تغيير خلق الله. وهذه الجراحة التحسينية تشتمل على تغير خلقة الله، والعبث فيها حسب الأهواء والرغبات، فهي داخلة في جنس المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم. 2- لا تجوز هذه الجراحة، كما لا يجوز الوشم، والوشر، والنمص، بجامع تغيير الخلقة في كلٍ طلباً للحسن والجمال.
3- أن هذه الجراحة لا يتم فعلها إلا بارتكاب بعض المحظورات ومنها التخدير، إذ لا يمكن شطف هذه الدهون إلا بعد تخدير المريض، والتخدير يحرم استعماله؛ إلا عند الضرورة أو الحاجة، وهنا لا ضرورة ولا حاجة له.
ومن تلك المحظورات أيضاً:
قيام الرجل بمهمة الجراحة للنساء الأجنبيات والعكس، وحينئذ ترتكب محظورات عديدة كاللمس، والنظر للعورة، والخلوة بالأجنبية والتي قد تكون في حالة تخدير، وإذا قام بفعلها الرجال لأمثالهم، والنساء لأمثالهن فإنه يحصل كشف العورة المحرم شرعاً. وراجع -إن شئت- كتاب أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها ص (191-198) للدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1422(6/2852)
حكم تركيب الأسنان الاصطناعية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تركيب طقم أسنان اصطناعية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في تركيب طقم أسنان صناعية للضرورة والحاجة الصحية، كمن سقطت أو تلفت أسنانه أو بعضها.
وأما إذا كان ذلك لمجرد التحمل والتزين أو التدليس، فيتوهم الناظر إليها أنها الأسنان التي خلق الله، فإن ذلك لا يجوز إذ قصد ذلك يندرج تحت تغيير خلق الله المنهي عنه في الكتاب والسنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1422(6/2853)
حكم إجراء عملية لتكبير العضو التناسلي
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا عندى 26 سنة - مهندس وعندى مشكلة وهي صغر الأعضاء التناسلية (معلومة غير قابلة للجدال) مما يجعلنى غير مستقر نفسيا ولا أستطيع تكملة أى شيئ أبدؤه، فتارة أصلي وأتوب وتارة أدخل على صفحات الشبكة الإباحية.
أنا أستطيع إخفاء هذه المشكلة عن الناس (على الأقل حتى الآن) لكني لا أستطيع أن أعمل وسط الناس لفقداني الثقة.
وشكرا على اهتمامكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي يقرره الأطباء هو أن صغر الأعضاء التناسلية ليس عرضاً مرضياً، وإنما هو أمر راجع إلى أصل الخلقة، فالأعضاء التناسلية تتفاوت بتفاوت الناس طولاً وقصراً.
لكن قد يكون الصغر فاحشاً خارجاً عن حد الاعتدال، وهنا ينصح بإجراء عملية تجميل للقضيب لإعادته إلى الحال الطبيعية على ما يقرره الأطباء المختصون. ولا ينبغي أن يؤرقك هذا الأمر، ولا أن تشعر لأجله بالنقص، ولا أن يقودك ذلك إلى فعل الحرام من دخول الشبكات الإباحية وغير ذلك.
بل على المسلم أن يرضى بما قسم الله تعالى له، وأن يعلم أن لله الحكمة التامة في خلقه، جل وعلا، ومن نظر إلى من حوله من المرضى والمبتلين ممن فقد نعمة النظر أو الكلام أو السمع أو المشي أدرك أنه محاط بجملة من النعم العظيمة التي توجب عليه الشكر والحمد.
وهب أنك قضيت حياتك على هذا الحال، صابراً محتسباً، ثم لقيت ربك راضياً عنك مكرماً لك، فما ضرك؟!
(وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) [العنكبوت:64] فاجتهد في تحصيل مرضاة ربك لتكون من الفائزين، والزم حال أهل الاستقامة، مواظباً على الصلوات، مكثراً من فعل الخيرات.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رجب 1422(6/2854)
حكم شد صدر المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: هل يجوز شرعا أن أجري عملية شد الصدر لزوجتي علما بأنه ليس لدي مانع في ذلك حيث إن زوجتي أم لأربعة أطفال وقد ترهل صدرها وأنا أرغب في ذلك أفيدوني جزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعملية شد الصدر للمرأة لها أحوال:
1/ أن تكون بالعقاقير والأدوية، فلا مانع من ذلك بشرط عدم الضرر.
2/ أن تكون بعملية جراحية، ولذلك حالتان:
- أن يكون الترهل بسيطاً وعادياً، والمراد من العملية هو مجرد التجمل واختيار الحجم الذي يناسب الذوق ليس إلا، فعندئذ لا ينبغي الشد، لأنه قد يكون من تغيير خلق الله، وقد قال الله حاكياً عن إبليس: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) [النساء:119] . "ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرات لخلق الله" رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود، ويزداد الإثم ويعظم الجرم في هذه الحالة إذا كان الذي سيجري العملية رجلاً، لما في ذلك من كشف العورات والنظر إليها.
- وإن كان الترهل شديداً وملفتاً، أو مؤذياً، أو يضر بها ضرراً يشق تحمله، أو كان في بقائه مشقة زائدة، فلا بأس بالشد، ولتقم بالعملية طبيبة إن وجدت، وإلا فرجل، وليكن ذلك في غير خلوة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الثانية 1422(6/2855)
حكم إجراء عملية تكبير العضو التناسلي
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ومن اتبعه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله، هل يجوز شرعا لرجل أن يستعمل عملية جراحية أو طرقا طبية وطبيعية لإضافة حجم لذكره أي عورته للاستمتاع مع أهله (في إطار حفظ السعادة الزوجية) ولهذه الغاية فقط.
وفقنا ووفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن قصد بوسائل التجميل الطبية ما يستعان به على عمليات معالجة العيوب المشوهة للإنسان، أو ما يؤذيه ويؤلمه، أو يسبب له إعاقة أو عاهة، فإن ذلك جائز شرعاً. سواء تم بالعمليات الجراحية، أو المعالجات الأخرى، وإن قصد بها مجرد التزين والتجمل، أو زيادة الاستمتاع بالعضو المعالج، كتكبير أو تصغير الثديين، أو الشفتين، أو الأنف، أو الفرج، أو الذكر، فإن كل ذلك لا يجوز، لكونه تغيرا لخلق الله سبحانه، واتباعاً للشيطان قال سبحانه: (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً* لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً* وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) [النساء:117-119] .
ومن غير خلق الله فهو ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " لعن الله الواشمات والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات لخلق الله. مالي لا ألعن من لعن رسول الله صلى الله عليه، وسلم وهو في كتاب الله".
فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وصوره في أحسن تقويم، ثم فاوت في الجمال بين الناس، فجعلهم مراتب فيه، فمن أراد أن يغير خلق الله في هيئته الأصلية، ويبطل حكمة الله بها، فقد استحق اللعن، وتلبس بالإثم. بل إن تكبير أو تصغير الذكر، يستدعي الإطلاع على مكان لا يجوز للطبيب الاطلاع عليه إلا لضرورة، وبهذا تنضم مفسدة أخرى إلى مفسدة تغيير خلق الله، وهي كشف العورة المغلظة من غير ضرورة، فيعظم بذلك الإثم، ويزداد الجرم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1422(6/2856)
حكم عمليات تكبير الصدر وشد الوجه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تكبير صدر المرأة بعملية تجميلية؟
وهل يجوز شد الوجه المترهل بعملية تجميلية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد كثر السؤال عن عمليات التجميل في ظل الإعلام الهابط الذي يعلي من قيمة الجسد، ويجعله المصدر الوحيد للجمال، فأورث في الناس سخطاً على أجسادهم، فمنهم من يرى في أنفه طولاً، ومنهم من يرى في عينه ضيقاً، والكل خلق الله عز وجل، فيذهب صوب جراح التجميل يبتغي لشكله تحسيناً، فيتكلف في سبيل ذلك من الآلام والأموال ما لا يمكن تحمله، ولو قنع كل شخص بما قسم الله له من حسن وجمال، لما انتشرت هذه الظاهرة، ولنا فتوى في عمليات التجميل عامةً انظرها برقم: 1509
أما تفصيل القول في شد الوجه، وتكبير أو تصغير الصدر، فنقول - وبالله التوفيق-: أما تكبير الصدر وتصغيره، فهو من تغيير خلق الله عز وجل، إذ صغر الصدر أو كبره ليس تشوهاً خلقياً يطلب إزالته حتى يقال بجوازه، وإنما هو داخل في طلب زيادة الحسن والجمال، وقد لعن الله عز وجل من يفعل ذلك لتغيير خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله" متفق عليه.
أما عملية شد الوجه، فالمقصود منها إزالة تجاعيد الوجه، وهي - أي التجاعيد- إما أن تكون ناتجة عن شيخوخة الشخص، وإما أن تكون ناتجة عن أسباب مرضية، فإن كان الأول حرم لدخوله في تغيير خلق الله عز وجل، ويقبح الجرم، ويزداد الإثم إذا كان الدافع على ذلك هو التدليس والغش لأجل الزواج.
وأما إن كانت عملية شد الوجه لإزالة التجاعيد الناتجة عن أسباب مرضية، وكانت التجاعيد مشوهة للخلقة تشويهاً واضحاً، فالظاهر - والله أعلم- أن ذلك لا يعدو أن يكون نوعاً من المداواة الجائزة لإعادة الجسم إلى وضعه الطبيعي. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1422(6/2857)
حكم تقشير البشرة
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم تقشير البشرة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمقصود بتقشير البشرة هو إزالة القشرة الخارجية للجلد، لعيب حادث في الجلد، أو ليبدو أكثر نضارة.
وتتم تلك العملية بمعالجات كيماوية، أو بالليزر، أو بالتقشير الميكانيكي بواسطة بعض الآلات الدقيقة.
وقد وردت السنة بالنهي عن تقشير الوجه، ففي المسند عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم القاشرة والمقشورة، والواشمة والموشومة، والواصلة والمتصلة" قال الهيثمي رواه أحمد وفيه من لا أعرفه. والحديث وإن قيل في إسناده ما قيل فإن الأخذ بمادل عليه من التحريم هو مذهب أكثر أهل العلم لأن في التقشير تغييرا لخلق الله
والقاشرة هي التي تقشر وجه غيرها ليصفو وجهها، والمقشورة هي التي يقشر لها وجهها ليصفو لونه.
قال السفاريني في غذاء الألباب في شرح منظومة الأداب (1/273) : قال ابن الجوزي: فظاهر هذه الأحاديث تحريم هذه الأشياء التي قد نهي عنها على كل حال، وقد أخذ بإطلاق ذلك ابن مسعود -على ما روينا- ويحتمل أن يحمل ذلك على أحد ثلاثة أشياء: إما أن يكون ذلك قد كان شعار الفاجرات، فيكنَّ المقصودات به، أو يكون مفعولاً للتدليس على الرجل فهذا لا يجوز، أو يكون يتضمن تغيير خلقة الله تعالى، كالوشم الذي يؤذي اليد ويؤلمها، ولا يكاد يستحسن، وربما أثر القشر في الجلد تحسنا في العاجل، ثم يتأذى به الجلد فيما بعد.
وإن كان بعض أرباب الجراحات التجميلية يقولون: إنه لا ضررفي التقشير، ولكن العبرة بما سبق من دليل، وما نقلنا من أقوال أهل العلم.
وقد يكون الشيء لا ضرر فيه، وينهى عنه لعلة أخرى، كالنهي عن الوصل مثلاً.
ولا حرج في إزالة كلف الوجه وتحسينه بغير التقشير، وبغير ما يضر بالوجه.
قال السفاريني: وأما الأدوية التي تزيل الكلف، وتحسن الوجه للزوج، فلا أرى بها بأساً. أ. هـ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 محرم 1422(6/2858)
حكم التصرف بالأسنان من تقصير أو تعديل بقصد التجميل
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أسأل عن حكم حف الأسنان الأمامية مع العلم بأنني أضع تقويم أسنان وقال لي الطبيب المعالج بأنه سيقوم بقص بعض الأسنان الأمامية وذلك لأن أحد الأسنان أطول من الآخر أفيدوني جزاكم الله خيراً فأنا في حيرة من أمري فمظهر السن ملفت للنظر للذي سيدقق في أسناني الأمامية فهل هذا حرام أم حلال وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذكر الطبري - ونقل ذلك عنه القرطبي كالموافق له - أن حديث ابن مسعود في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواشمات والمتوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى، فيه دلالة على أنه لا يجوز تغيير شيء من خلق المرأة الذي خلقها الله عليه بزيادة أو نقص، التماساً للحسن لزوج أو غيره، سواء فلجت أسنانها أو وشرتها أو كان لها سن زائدة فأزالتها أو أسنان طوال فقطعت أطرافها، انتهى محل الغرض منه.
وذكر الحافظ ابن حجر في الفتح أنه يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: " المتفلجات للحسن" أن المذموم من ذلك ما كان التماساً للحسن، فلوا احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلاً جاز.
وبناء على ما تقدم من كلام العلماء، فإنه لا يجوز حف الأسنان إذا كان المقصد من ذلك التجميل فقط وتحسين المنظر.
أما إن كانت هنالك حاجة أخرى تدعو إلى ذلك، كالمداواة أوإزالة التشوه الفادح فإنه يجوز.
والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 محرم 1422(6/2859)
عمليات زرع شعر الرأس مباحة
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم هل يجوز إجراء عملية زرع شعر الرأس وهي عملية جراحية حيث يؤخذ من الشعر الموجود ويوضع في مكان آخر ليس به شعر من نفس الشخص]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج شرعاً في زرع شعر الرأس، وليس هذا من الوصل المنهي عنه في الحديث المتفق عليه: "لعن الله الواصلة والمستوصلة…….." الحديث.. ولا يدخل هذا تحت تغيير خلق الله إذ هو رد لما خلق الله تعالى وهو من باب العلاج المأذون به، لأنه استنبات في محله. والأصل في ذلك ما رواه أبو داود عن عبد الرحمن بن طرفة أن جده عرفجة بن سعد قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفاً من َوِرق (فضة) فأنتن عليه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ أنفاً من ذهب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2860)
لا حرج في إزالة الدهون من الجسد بعملية الشفط لأسباب تجميلية
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو حكم عمليات شفط الدهون لأسباب تجميلية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج في إزالة الدهون من الجسد بعملية الشفط أو التمرينات الرياضية لأسباب تجميلية بشرط أن يتم ذلك دون جراحة، وما لم يؤد إلى ضرر بالبدن لأنه لم يأت دليل يمنع ذلك، ولا يدخل هذا في باب تغيير خلق الله. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2861)
يجوز إجراء عمليات التجميل بشروط
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، أولاً أحيي هذه الخطوة المباركة في فتح هذه الصفحات المميزة على الإنترنت وخدمة هذا الدين الحنيف. فهذه فسحة أمل تطلقونها في نفوس المسلمين المتمسكين بدين الله تعالى وبشرعه الحنيف، بارك الله بكم وإلى مزيد من التقدم بعون الله تعالى فأرجو أن تفتوني في هذه المسألة: استعانت بي إحدى الأخوات وهي أخت تعاني من كبر حجم أنفها مما يؤثر سلبياً على وضعها النفسي. ووعدتها بأن أسأل لها أصحاب العلم الشرعي في هذه المسألة. والسؤال: "ما حكم الشرع في إجراء عملية جراحية لتجميل أنفها والتخلص من هذه المشكلة"؟ الرجاء أن تبينوا لنا اسم فضيلة الأستاذ صاحب الفتوى مشكورين. جزاكم الله كل خير وسدد خطاكم لما فيه خير الإسلام وصالح المسلمين.]ـ
[الفَتْوَى]
... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
...
فإن عمليات التجميل نوعان: الأول: لإزالة العيب الناتج عن حادث أو كان خلقة كأصبع زائدة أو شيء زائد، فهذا لا حرج فيه حيث أذن النبي صلى الله عليه وسلم لرجل قطعت أنفه أن يتخذ أنفاً من ذهب. والثاني: هو التجميل الزائد وهو ليس من أجل إزالة العيب ولكن من أجل زيادة الحسن، وهو محرم لا يجوز، فقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنصمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله". [متفق عليه] ، لأن ذلك كان من أجل زيادة الحسن لا لإزالة العيب فيكون من تغيير خلق الله وهو من عمل الشيطان، قال تعالى: (ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) [النساء: 119] . لكن إذا كان الأنف كبيراً عن المعتاد، بحيث يشوه الخلقة، ويمكن إزالة التشوه من غير إحداث ضرر آخر، فلا حرج في إجراء عملية جراحية له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1421(6/2862)
آداب تشريح الموتى
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب أدرس بكلية الطب، ومن أساسيات الطب علم التشريح، وفي دراستنا لا بد لنا من التعامل مع جثث الموتى ولمسهم.
وأود أن أسأل الآتي:
ما هي آداب التشريح البشري في الإسلام؟
وهل يترتب علينا غسل بعد لمس الجثث؟ وإذا كان هذا اللمس غير مباشر أي باستخدام القفازات ما الذي يتوجب علينا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في بيان حكم تشريح جثة الميت لدارس الطب وهي برقم: 6777.
وأما الغسل بعد تشريح جثة الميت فلا يجب عليكم الغسل ولا الوضوء لأجل تشريح الميت سواء كان التشريح بعازل كالقفاز أو بغير عازل.
وأما آداب التشريح التي سأل عنها السائل فمنها ما يلي:
* ينبغي للمشرح أن ينوي بتشريحه لجثة الميت تحصيل العلم ونفع المسلمين.
* أن يستر عورة الميت ما استطاع إذا لم تدع الحاجة إلى كشفها.
* يمنع أن يشرح الذكر جثة امرأة، وكذا تمنع المرأة أن تشرح جثة رجل أجنبي عنها كما بيناه في الفتوى رقم: 93518.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رجب 1429(6/2863)
حكم نظر طالب الطب إلى عورة المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل النظر إلى عورة المرأة في كلية الطب داخل الكتاب من أجل العلم حرام، وهل الاستمناء بالنسبة لي مع أني لا أحبه ولكن خوفا على صحتي وأنا لست مدمنا عليه حرام.....
أريد الرد السريع، وشكرا ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالنظر إلى عورة المرأة أو الرجل لغير ضرورة أو حاجة شديدة ممنوع شرعا سواء أكان ذلك في كتاب أو على شاشة أو غيرها، فإن احتاج الطبيب أو طالب ذلك العلم إلى النظر إلى شيء من عورة المرأة أو الرجل في كتاب ونحوه فلا حرج عليه؛ لكن لا بد من مراعاة ضوابط ذلك بالاقتصار على موضع الحاجة فحسب، وكون الحاجة داعية إلى ذلك فعلا ولا يمكن الوصول إليها إلا بذلك.
وأما الاستمناء فهو حرام، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم معاشر العزاب إلى ما ينفعهم من المبادرة إلى الزواج فإن لم يستطيعوا فالصوم لهم وجاء لأنه يكسر حدة الشهوة.
ولكن إذا كان المرء بين أمرين إما الوقوع في الزنا أو الاستمناء لاستفراغ الشهوة فلا شك أن ارتكاب أخف الضررين وهو الاستمناء أهون وأولى..
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14982، 23681، 28103، 101429، 106.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1429(6/2864)
ضوابط جواز تشريح الحشرات
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الإسلام فى اصطياد الحشرات والقيام بحبسها في كيس حتى تموت لأقوم بتثبيتها ووضعها في علب للزينه، علما بأنني أدرسها في كلية العلوم أقوم بفعل نفس الفعل، ولكن للتشريح والدراسة، علما بأنني الآن انتهيت من دراستها، ولكن أفعل ذلك للتزين ووضعها في البيت لكونها فراشات جذابة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من اصطياد الحشرات وتثبيتها في العلب بغية تشريحها لأغراض تعليمية، لما يترتب على ذلك من الفوائد التي تعود على العلم بالرقي والازدهار، والواجب الاقتصار في ذلك على قدر الحاجة، أما قتلها لمجرد الزينة فإنه لا يجوز.
ثم إذا جاز القتل بغرض التعلم فإن الواجب أن تقتل بطريقة تعجل الموت لإراحتها من العذاب، ففي صحيح مسلم: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم. قال النووي: قال العلماء: صبر البهائم أن تحبس وهي حية لتقتل بالرمي ونحوه. وهو معنى: لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً.
إلا أن يكون الغرض التعليمي لا يصح إلا بقتله بتلك الطريقة، فلا بأس به حينئذ، وراجعي في أحكام تزيين البيت بالحيوانات المحنطة فتوانا رقم: 5535.
الله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شعبان 1425(6/2865)
حكم تحنيط الحيوان لإجراء التجارب عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[شيوخنا الكرام جزى الله خيرا كل من أنار الطريق أماما بإجابته عن أسئلتنا وحشره الله يوم الحشر بجوار النبي وصحابته الطاهرين
أما بعد أنا شاب أعمل في مخبر للعلوم الطبيعية وكلما اصطدت حيوانا (حيوانات زاحفة صحراوية أو طيورا ... ) أقوم بتحنيطه وذلك بإعطائها حقنة تحنيط وهو حي حتى يتجمد جسده في الحركة التي هو عليها علما وأن هذه الحيوانات فيها التي أحنطها من أجل التدريس بها وفيها التي أحنطها من أجل تزيين المخبر كما أعلمكم أني أثناء التحنيط أقول (بسم الله والله اكبر) فهل جائز قتل هذه الحيونات بهذه الطريقة؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الإجابة نريد أن تلحظ أولا أن ماتقوم به لا يعد تذكية للحيوانات المذكورة، ولو سميت حين قيامك بهذا الفعل. لأن ذكاة الحيوان المقدور عليه لا تصح إلا في المحل المعروف وبالطريقة المعروفة، قال ابن قدامة في المغني: وذكاة المقدور عليه من الصيد والأنعام في الحلق واللبة، فلا يباح إلا بالذكاة بلا خلاف بين أهل العلم.
وقتل الحيوان بالطريقة المذكورة، إذا كانت التجارب لا يمكن أن تجرى عليها إلا بها أمر لا حرج فيه، لأن إجراء تلك التجارب وما ينتج عنها من المعارف المفيدة في الطب وفي الوقاية وحماية الأنفس ونحو ذلك يعتبر غرضا شرعيا، وما كان كذلك فهو مباح، ففي الخرشى عند قول خليل: وحرم اصطياد مأكول لا بنية الذكاة.
قال:" فلو قال المؤلف إلا لغرض شرعي عوض قوله لا بنية الذكاة لأفادة ".
ولوكان في الإمكان إجراء التجارب عليها مذكات لكان ذلك أولى خروجا من الخلاف في الانتفاع بالميتة.
وأما قتلها لمجرد تزيين المختبر بها فهو أمر غير جائز فيما يظهر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1425(6/2866)
بين كرامة الإنسان وإجراء التجارب عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهي قدسية الحياة البشرية؟
وما رأي الشرع في إجراء التجارب على الإنسان وخصوصا للأغراض العلمية والطبية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى قد كرم بني آدم وفضلهم على كثير من خلقه، قال تعالى: [وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً] (الإسراء:70) . ومن كرامة ابن آدم أن سخر الله له ما في السماوات وما في الأرض، قال تعالى: [وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ] (الجاثية: 13) .
ومن كرامة الإنسان أن الشرع الإسلامي قد جعله بعد وفاته مصانا من العبث، فحرم المثلة ولو كان الميت كافرا، واعتبر الإسلام كسر عظم الميت ككسر عظم الحي.
وأما عن إجراء التجارب على الإنسان للأغراض الطبية والعلمية، فإنه لا يمكن الحكم على ذلك بحكم عام، لأن ذلك يختلف باختلاف نوع التجربة، وراجع لتفصيل ذلك الفتاوى التالية: 6777، 2375، 31734.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الأول 1425(6/2867)
حكم إجراء التجارب الطبية على الإنسان
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز إجراء التجارب على الإنسان (في الطب) ؟ وهل هناك حدود لها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحرمة المسلم بعد موته باقية، وعلى المسلمين تكريمه بالغسل والتكفين والصلاة عليه ودفنه وعدم التعرض لجثته بقطع أو تمثيل أو تشريح بعد موته إلا إذا ترتب على تشريح جثته مصلحة معتبرة أو ضرورة، فيجوز بقدر ذلك دون زيادة أو توسع، ولهذا نظائر عند فقهاء الأمة الأقدمين، فقد ذهب الحنفية وهو قول لبعض المالكية ومذهب الشافعية، واختيار الشوكاني وابن حزم إلى جواز شق بطن الميتة لإخراج الجنين إن رجيت حياته، ومن نظائر ذلك أيضا ما ذكره فقهاء الحنابلة كما في "كشاف القناع" و"المغني" بأنه إذا مات شخص في بئر فإن أمكن إخراجه بلا تقطيع أو تمثيل به، وجب لتأدية فرض غسله وتكفينه، وإن لم يمكن إخراجه بالكلية أو لم يمكن إلا مقطعا نظر، فإن لم تكن ثمة حاجة إلى البئر طمست عليه لتصبح قبرا له، ومع حاجة أهل القرية أو المارة إليها يخرج ولو أدى إلى تقطيعه، لأن فيه جمعا لحقوق كثيرة نفع المارة وأهل القرية وغسل الميت ودفنه.
وفي تشريح الجثة لأغراض التعليم مصالح عظيمة وعامة، فإنه سبب في إنقاذ حياة الناس والمحافظة على صحتهم وغير ذلك، وعليه، فيجوز للمسلم أن يتبرع بجثته لهذا الغرض، وهذا الجواز يتفق مع القواعد الإسلامية العامة، فإنها مبنية على رعاية المصالح الراجحة وتحمل الضرر الأخف لجلب مصلحة تفويتها أشد من هذا الضرر، وهذا ما جرى عليه الإفتاء في الجهات العلمية المعاصرة، وقد ذكرنا تسميتها في الفتوى رقم: 6777، كما ذكرنا فيها أيضا الضوابط المجيزة لاستخدام جثة الميت المسلم في التشريح فليرجع إليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 صفر 1425(6/2868)
حكم تبرع المسلم بجثته لغرض التعليم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
السؤال هو: هل يجوز لمسلم التبرع بجثته بعد الوفاة لأغراض خيرية مثل كلية الطب لغرض الدراسة وتعليم الطلبة؟ وشكراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمسلم بعد موته يبقى على المسلمين حق تكريمه من غسل وتكفين وصلاة عليه ودفنه وحرمة التعرض لجثته بقطع أو تمثيل أو نحو ذلك، وتشريح الجثة بعد الموت يضاد هذا الحق فلا يجوز إلا لمصلحة أو ضرورة، ولهذا نظائر في فقه الأمة الأقدمين، فقد ذهب الحنفية وهو قول لبعض المالكية ومذهب الشافعية واختيار الشوكاني وابن حزم إلى جواز شق بطن الميتة لإخراج الجنين إن رجيت حياته، ومن نظائر ذلك أيضاً ما ذكره فقهاء الحنابلة كما في كشف القناع والمغني بأنه إذا مات شخص في بئر فإن أمكن إخراجه بلا تقطيع أو تمثيل به وجب لتأدية فرض غسله وتكفينه، وإن لم يمكن إخراجه بالكلية أو لم يمكن إلا مقطعاً نظر: فإن لم تكن ثمة حاجة إلى البئر طمست عليه لتصبح قبراً له، ومع حاجة أهل القرية أو المارة إليها يُخْرَج ولو أدى إلى تقطيعه لأن فيه جمعاً لحقوق كثيرة نفع المارة وأهل القرية وغسل الميت ودفنه.
وفي تشريح الجثة لأغراض التعليم مصالح عظيمة وعامة فإنه سبب في إنقاذ حياة الناس والمحافظة على صحتهم وغير ذلك، وعليه فيجوز للمسلم أن يتبرع بجثته لهذا الغرض، وهذا الجواز يتفق مع القواعد الإسلامية العامة فإنها مبنية على رعاية المصالح الراجحة وتحمل الضرر الأخف لجلب مصلحة تفويتها أشد من هذا الضرر، ولمزيد من الفائدة يراجع الجواب رقم:
6777.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1424(6/2869)
حكم تشريح الحيوانات لغرض التعليم
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أن أشرِّح الحلزون أوالفأر أوالضفدع في المدرسة لتعليم الطلاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من تشريح الحيوانات للأغراض التعليمية، لما في ذلك من الفوائد التي تعود على العلم بالرقي والازدهار، وذلك بشرط الاقتصار على الضروري من ذلك، مع الحرص على استخدام أيسر الطرق للتخفيف على الحيوان من الآلام والتعذيب، وراجع الفتوى رقم: 9907.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ذو الحجة 1423(6/2870)
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز اقتناء الطلاب في كلية الطب لهيكل عظمي خاص بشخص ميت أو جزء من الهيكل وذلك من أجل الدراسة عليها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبقت لنا فتوى مفصلة في حكم تشريح جثة الميت لغرض التعليم، وهي برقم: 6777 فلتراجع، ففيها ما يشفي ويكفي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1423(6/2871)
حكم كشف عورة الجثة للتشريح
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
إلى شيخنا الفاضل: أولاً جزاك الله خيراً على ما تقدمه لنا من مساعدات لحل مشاكلنا
وسؤالي هو:
إنني أريد أن أدرس في جامعة في مصر وكما تعلم أن الجامعات في مصر مختلطة وأريد أن يكون تخصصي بالطب لكن المشكلة هو أنه بعض الأحيان عندما يقوم الأستاذ بالشرح فإنه يأتي لنا بجثة رجل أو امرأة وتكون هذه الجثة عارية أمام الطلبة فهل يجوز لي أن أرى مثل هذا فإذا كان لا يصح فهل يمكن أن أتخصص بالعلاج الطبيعي ولكن ربما بعض الأحيان يحتاج إلى دلك الجسم فهل يمكن أن أتعلم مثل هذه الأشياء لأن نيتي أريد أن أتعلم فما حكم الدين في هذه الدراسة وأرجو أن توضحه لي بالأدلة من القرآن والسنة وجزاك الله خيراً]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقدم حكم الدراسة في الجامعات المختلطة وحكم الاختلاط عموماً في الفتوى رقم:
3539 والفتوى رقم: 2523 وتقدم حكم تشريح الجثث، وضوابط ذلك في الفتوى رقم:
6777 والفتوى رقم: 10545 أما بالنسبة لكشف عورة الجثة -ذكراً كان صاحبها أو أنثى- فإنه إن كان مما لا بد منه فلا بأس به للمصلحة، وإذا أمكن أن يستروا العورة المغلظة أثناء ذلك فإنه يلزمهم سترها.
أما بالنسبة للعلاج الطبيعي فإن حكمه حكم الطب المعاصر، ومن ذلك جواز كشف العورة ولمسها عند الحاجة والضرورة إذا استيقن المعالج أو غلب على ظنه نفع هذه الطريقة، ولم يتمكن من العلاج بغيرها مما ليس فيه محظور.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 محرم 1423(6/2872)
الاحتفاظ بعظام الموتى لأجل الدراسة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الاحتفاظ بعظام شخص ميت (أو جزء منه) للدراسة حرام؟ وما التصرف بعد انتهاء الدراسة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز الاحتفاظ بأجزاء من الميت للغرض المذكور في السؤال، وانظر الفتوى رقم: 6777.
وبعد الانتهاء من استخدام ذلك الجزء، فإن كان لكافر فلا يغسل ولا يصلى عليه، وإنما يدفن فقط.
وإن كان لمسلم، فقد ذهب أبو حنيفة ومالك إلى أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى على جزء الميت، إلا إذا كان أكثره، وإنما يدفن.
وذهب الشافعي وأحمد إلى أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن، فجعلوا ما انفصل من أجزاء الميت - ولو قل - بمثابة الميت كاملاً.
ولعل هذا القول الأخير هو الراجح، لما رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل بسنده أن ابن عمر صلى على عظام بالشام، وكذلك أبو عبيدة صلى على رؤوس بالشام.
هذا ويجب التنبه إلى أنه لا يجوز لأحد نبش القبور، وأخذ عظام الموتى للتدرب عليها، أو لبيعها، كما لا يجوز شراؤها ممن ينبش القبور ليأخذ منها هذه العظام ليبيعها للناس، ولو كان المشتري سيستعملها لغرض مشروع، لما في ذلك من العون للنباش على ما يقترفه من إثم، والله جل وعلا يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2] .
ونعود فنكرر أن الأصل هو أنه لا يجوز المساس بأي من أجزاء الميت، وإنما أجيز ما أجيز من ذلك للضرورة، والضرورة في مثل هذا لا يقدرها شخص بذاته، بل يرجع في ذلك إلى الهيئات الشرعية مع المؤسسات العلمية الطبية في البلد، كما أنه يجب على من استخدم مثل ذلك لأجل الدراسة أن لا يمتهن تلك الأجزاء لا سيما إذا كانت لمسلم، بل يصونها ويحافظ عليها عند حملها واستخدامها، فإن حرمة الميت كرحمة الحي.
والله أعلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1422(6/2873)
حكم تشريح جثة الميت لغرض التعليم
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو توضيح الحكم الشرعي في استخدام الميت في التشريح لطلبة العلم؟
هل هناك حرج من استخدام الأطفال في التشريح علما أن ولادتهم غير طبيعية أي الطفل المجهض؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل حرمة الاعتداء على المسلم وعصمة دمه، وهذا مما هو معلوم من الدين بالضرورة، وكذلك رعاية حرمته ميتاً كرعايتها حياً، فقد أخرج أبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كسر عظم الميت ككسر عظم الحي".
قال ابن حجر: يستفاد منه أن حرمة المؤمن بعد الموت باقية، كما كانت في حياته. انتهى.
ولكن قواعد الشريعة تقتضي تحصيل المصالح ودرء المفاسد، ولهذا أجاز كثير من علماء المسلمين شق بطن الحامل الميتة لاستخراج جنينها الذي رجيت حياته، وأجازوا تقطيع الجنين لإنقاذ أمه، إذا غلب على الظن هلاكها بسببه، بل إن منهم من أجاز أكل لحم الآدمي الميت للمضطر، وجزم التاج ابن السبكي في ترجمة المزني بأن الصحيح في مذهب الشافعية: أن المضطر يأكل لحم الآدمي الميت.
ومما تقتضيه المصلحة تشريح جثة الميت كبيراً أو صغيراً، لغرض تعلم الطب، لأن تعلم الطبيب الجراحة يقصد منه إنقاذ حياة المرضى، وهذه مصلحة ضرورية، كما يقصد منه تارة أخرى دفع آلام المرض المضنية عن المريض، وهذه مصلحة حاجية. وأما ما يتعرض له الميت من انتهاك لحرمته، فإن هذا مدفوع بتحصيل أعظم المصلحتين. والقاعدة الشرعية: أنه إذا تعارضت مصلحتان قدم أقواهما، وإذا تعارضت مفسدتان ارتكب أخفهما تفادياً لأشدهما. ومصلحة دفع الأمراض وحصول السلامة للمجتمع عامة، ومصلحة الامتناع من تشريح الميت خاصة متعلقة به وحده، فوجب تقديم المصلحة العامة على الخاصة المرجوحة، ولا شك أيضا أن دفع الضرر عن الحي أولى من دفع الضرر عن الميت عند التعارض، بل إن تعليم الطب من الفروض الكفائية التي تجب على الأمة، وتحقيق هذا الآن متعلق بتعلم التشريح وغيره من فروع الطب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن إذا وجدت جثة الميت الكافر وسدت بها الحاجة للتعليم، أو وجدت وسائل لتعليم التشريح دون انتهاك حرمة الميت، فلا يجوز استخدام جثة المسلم في التشريح، لأن الضرورة تقدر بقدرها.
وقد صدرت الفتوى على وفق ما ذكرنا من الجهات العلمية التالية:
1- هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في دورتها التاسعة في قرارها رقم 47 بتاريخ 1420/8/1396هـ.
2- مجمع الفقه الإسلامي بمكة في الدورة العاشرة في صفر عام 1408هـ.
3- لجنة الإفتاء بالأزهر بمصر في تاريخ 29/2/1971م. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1421(6/2874)
هل يجوز الاعتراض على من يريد التبرع بأعضائه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة رزقني الله بزوج صالح وثلاثة ابناء والحمد لله، ولكن مشكلتي يا إخوتي أن لزوجي أختا تعاني من فشل في الكيلة- عافاكم الله- وزوجي يلح بأنه سيتبرع لها بكليته وأخشى على أطفالي لأنهم مازالوا صغارا مع العلم بأن أخت زوجي أصغر أبنائها في الثالثة عشر إني حقا في حيرة أعينوني أعانكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن شروط جواز التبرع بالأعضاء أن لّا يعود ذلك على المتبرع بضرر يخلّ بحياته، وقد سبق أن بينّا تلك الشروط وقرار المجمع الفقهي بشأن التبرع بالأعضاء في الفتوى رقم: 16814
فإذا تحقّقت تلك الشروط فلا مانع من تبرّع زوجك بكليته لأخته ولا يحقّ لك الاعتراض عليه، بل إنّ ذلك من أعمال البرّ ومن صلة الرحم التي يرجى أن تعود عليكم بالبركة والخير في دينكم ودنياكم، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ. متفق عليه.
أما إذا أضيف عدم تحقق شيء من تلك الشروط فننصحك بالترفق في إقناع زوجك بالعدول عن هذا الرأي، وأطلعيه على الفتوى المذكورة ليقتنع بأن هذا أمر محرم عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ذو القعدة 1430(6/2875)
حكم التبرع بالدم لغير المسلمين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أتبرع بدمي في المغرب وبأوروبا إلا في هده الأيام قال لي أحد الأصدقاء إنه لا يجوز التبرع بالدم لغير المسلمين وبالأخص للصليب الأحمر. فما حكم الشرع في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التبرع بالدم لمساعدة المحتاجين والمفتقرين إليه مشروع في الجملة، والأولى أن تحرص على نفع المسلمين به، ويباح كذلك مساعدة الكفار إن لم يكونوا محاربين.
وبناء عليه؛ فننصحك أن تكون لك مراجعة كل فترة معينة لمستشفى من المستشفيات ليأخذ منك من الدم ما لا يضر بصحتك ثم تحفظه في وعاء وترسله إلى بعض الجهات التي يوثق بكونها ستستخدمها في المساعدة للمسلمين المحتاجين له. وراجع للاطلاع على البسط فيما ذكرنا وعلى مسألة التعامل مع الصليب الأحمر الفتاوى التالية أرقامها: 5090، 7041، 17679، 12974.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1430(6/2876)
حكم التبرع بالقلب
[السُّؤَالُ]
ـ[التبرع بالقلب لشخص آخر أريد أن أعرف إذا كان حلالا أم حراما؟ أو له ثواب أم عقاب؟ وأريد معرفه كل شيء عن هذا الموضوع التبرع بالقلب لعيش به شخص آخر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تبرع الشخص بقلبه لغيره وقت حياته لا يجوز، لأنه لا يمكن عيشه دون قلبه، فنزع قلبه وإعطاؤه قلبه لغيره يعتبر من الانتحار.
وإما إن كان يتبرع به له بعد موته كأن يوصي له فالراجح جواز ذلك، إذا أخذ القلب بعد التحقق التام من موته.
وقد قدمنا بسط الكلام على الأمر في الفتاوى التالية أرقامها: 11667، 4388، 4005، 1500.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1430(6/2877)
حكم شراء كلية لزرعها لمريض بالفشل الكلوي
[السُّؤَالُ]
ـ[لدينا مريضة بالفشل الكلوي بالسعودية وعمرها حوالي 29عاماً وتغسل ثلاث مرات أسبوعياً منذ شهرين.
وسؤالي بكوننا ننوي زراعة كلية لها، فلقد رفضت المستشفيات إلا بمتبرع من أحد الأقارب. أو عن طريق الانتظار لقائمة المتبرعين بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء من المتوفين دماغياً، وقد يطول الانتظار لسنوات، وقد لا نحصل على كلية مطابقة.
والسؤال: أن هنالك أشخاصا سعوديين يريدون التبرع بإحدى الكليتين مقابل مبلغ مادي. ولكن لا ندري هل هذا مقبول بالمستشفيات السعودية، وماهو الحكم الشرعي في ذلك إن دفعنا لهم المبلغ المادي الذي يطلبونه مقابل التبرع لمريضنا، ومن المعلوم أنهم يتبرعون بكلاهم لظروفهم المادية، ولم نتسرع في الدفع لهم أو الرد عليهم حتى نعلم الحكم الشرعي في ذلك.
أفتونا عاجلاً أثابكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز بيع الأعضاء البشرية مطلقا؛ لعدة وجوه سبق بيانها في الفتوى رقم: 50060.
فأعضاء الإنسان لا يجوز إخضاعها للبيع بحال، لكن إذا بذل للمتبرع مكافأة أو هدية، ولم تستشرف نفسه لذلك فلا حرج عليه في أخذها.
وكذلك لا يجوز نقل الأعضاء أو التصرف في جسد من قيل: إنه مات دماغيا، ما لم ينقطع نفسه، ويتوقف قلبه، وتظهر عليه علامات الوفاة الشرعية، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1500.
وقد سبق أن أوردنا في الفتوى رقم: 4388. نص قرار المجمع الفقهي بمنظمة المؤتمر الإسلامي بخصوص نقل وزراعة الأعضاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1430(6/2878)
حكم التبرع بالأعضاء بدون رغبة الوالدين
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني لدي سؤال محيرني منذ بعض الوقت.. أريد أن أعرف هل يجوز التبرع بأعضاء الجسم مقابل حياة إخواني المسلمين، أنا لا أريد ترك أمي ... ولا التخلص من هذه الحياة ... فأنا أعيش بهدوء الحمد لله ... لكن أشعر أن هناك من يحتاج العون وأشعر أني مكتوف اليدين وأنا قادر أن أساعدهم..... أرجوكم أرشدوني.. منكم نستفيد....على فكرة أنا عمري 19 سنة ولدي طموحات في هذه الحياة، لكن هذا أعظم طموح أراه مناسبا ويكفي أن تكون حسن الخاتمة لأجل إخواني المسلمين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
التبرع بالأعضاء ليس على درجة واحدة، فهناك التبرع بعضو تتوقف الحياة عليه، وهناك تبرع بما لا تتوقف عليه الحياة، فإن كان التبرع بعضو تتوقف عليه الحياة كالقلب والكبد فلا يجوز التبرع به بإجماع العلماء، لأنه قتل للنفس، وأما إن كان العضو لا تتوقف عليه الحياة كالكُلية والشرايين، فقد اختلف العلماء المعاصرون في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: لا يجوز نقل الأعضاء الآدمية.
القول الثاني: يجوز نقل الأعضاء الآدمية.
وقد صدرت فتاوى بالجواز من عددٍ من المؤتمرات والمجامع والهيئات واللجان منها: المؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد بماليزيا، ومجمع الفقه الإسلامي بالأغلبية، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، ولجنة الفتوى في كل من الأردن والكويت ومصر والجزائر، وهو قول طائفة من العلماء والباحثين ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن سعدي. وقد اختار بعض العلماء جواز النقل بشروط.
فقد قرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة ربيع الآخر 1405 هـ بشأن زراعة الأعضاء، أن أخذ عضو من جسم إنسان حي وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر إليه لإنقاذ حياته أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية هو عمل جائز ومشروع وحميد، إذا توافرت فيه الشروط الآتية:
1- أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع ضرراً يخل بحياته العادية.
2- أن يكون إعطاء العضو من المتبرع طوعاً دون إكراه.
3- أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر.
4- أن يكون نجاح كل من عمليتي النزع والزرع محققاً في العادة أو غالباً ...
فنقول للأخ السائل: نسأل الله العظيم أن يجزيك خير الجزاء على نيتك هذه ومدى حبك لإخوانك المسلمين، فإذا توفرت فيك هذه الشروط، فإنه يجوز لك التبرع، مع التنبيه إلى أن التبرع بالأعضاء ولو للكبير لا يجوز إن كان فيه مخالفة لأمر الوالدين، لأن التبرع غير واجب، وطاعة الوالدين واجبة ما لم تصادم الشرع، ولأنه لا يجوز الخروج للجهاد إذا كان فرضاً كفائياً بدون موافقتهما لما ينالهما من الحزن والأسى على الولد، وما قد ينالهما من تبرعه بأعضائه لا يقل عن ذلك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 16814، والفتوى رقم: 4005.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1429(6/2879)
حكم التبرع بالكلية بدون علم الخطيب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مخطوبة وأريد التبرع بإحدى كليتي لمريض ما، هل يجب أن أخبر خطيبي؟ مع العلم أني أعلم مسبقا أنه سيرفض خشية علي. وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتبرع بالأعضاء إذا كان فيه منفعة للغير فهو مشروع بل هو من جنس القربات إن قصد صاحبه بذلك التقرب إلى الله سبحانه، بشرط تحقق عدة أمور:
1- أن يكون الشخص المتبرع أهلا للتبرع وذلك بأن يكون بالغا عاقلا رشيدا، فلا يجوز أن يتبرع صبي ولا مجنون ولا سفيه، ولا يجوز للولي أن يتبرع عنهم.
2- ألا يجلب ضررا حاليا أو مستقبليا للمتبرع، فلا يجوز لأحد أن يتبرع بالأعضاء التي يهلك الإنسان بفقدها، كالقلب والرأس ونحوهما، ولا يجوز أن يتبرع بشيء يشوهه أو يسبب له المرض مستقبلا. لأن الضرر لا يزال بالضرر ولا يزال بمثله.
3- أن لا يتبرع بالأعضاء ذات الحساسية المعينة كالأعضاء التناسلية أو أجزائها سدًا للذرائع، ومنعا لاختلاط الأنساب، وحفاظًًا على العفة والطهارة، إنما يتبرع بالأشياء الداخلية التي يمكن للإنسان أن يعيش ببعضها، كالكلية مثلا.
4- أن يغلب على ظن الأطباء استفادة المريض بهذا العضو.
5- أن يكون نقل العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر.
والذي نراه أيتها السائلة أن الأولى والأفضل أن تصارحي خطيبك بما تنوين القيام به من أمر التبرع بالكلية، وذلك حفاظا منك على المصارحة والشفافية وأنتما في بداية طريق الزواج، وسداً لما قد يثور في المستقبل من مشاكل وأضغان إذ لو اكتشف الزوج هذا الأمر وعلم به - وهذا متوقع جدا- فلربما أوغر هذا صدره وكدر نفسه وأفسد علاقته بك، ولا شك أن هذه مفسدة كبيرة تدخل على الأسرة – عافانا الله وإياكم – ومن المعلوم أن الشرع الحكيم أمر بسد الذرائع الموصلة إلى الشر والفساد، ولا شك أنك لو كنت أنت مكانه فإنك ما كنت ترضين إلا بالمصارحة في أمر عظيم كهذا.
ولذا فإن ما ننصحك به في هذا المقام هو مصارحة خطيبك بهذا الأمر، وأن تأتمروا فيه بينكم بالمعروف – مع مراعاة أن يكون الكلام في وجود محرم لك – لأن الخاطب ما زال أجنبيا عن المخطوبة – فإن وافق على الأمر فبها ونعمت، وإن لم يوافق فأنت بالخيار إما أن تختاري أمر نقل الكلية إذا كان المريض منك بمكانة كبيرة وتفسخي الخطوبة، وإما أن تختاري الإبقاء على خطوبتك وتتركي أمر نقل الكلية. ونوصيك باستخارة الله سبحانه في كل أمورك، ونسأل الله أن يهديكِ سواء السبيل.
وللفائدة تراجع الفتويين رقم: 69289، 16814.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1429(6/2880)
التبرع بالأعضاء بعد الموت
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم التبرع بالأعضاء البشرية أثناء الحياة وبعد الموت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجع المزيد من الفائدة في حكم التبرع بالأعضاء في الفتاوى التالية أرقامها: 4005، 11667، 62360.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 جمادي الثانية 1429(6/2881)
حكم التبرع بالدم في بلد أجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل إعطاء الدم في بلد أجنبي حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من سؤالك أنك تقصد السؤال عن حكم تبرع المسلم بدمه للكافر، فإذا كان الأمر كذلك فقد سبق أن بينا أنه لا حرج في تبرع المسلم بدمه للكافر، وكذا العكس، فراجع في ذلك الفتوى رقم: 17679.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الثاني 1429(6/2882)
هل الإنسان حر في التصرف في أعضائه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل جسد الانسان ملك له بإرادة الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤال غير واضح ولكن إذا كان المقصود منه هو هل يملك الإنسان حرية للتصرف في أعضائه التي وهبها الله له وخصه بها، فقد سبق الجواب على ذلك في الفتوى رقم: 50060.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الأول 1429(6/2883)
مسألة حول إذن الشخص بأخذ أعضائه بعد موته
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب في مرحلة الماجستير، وموضوع رسالتي يتعلق بالتصرف في الأعضاء البشرية، وحين جئت أطالع قرارات المجامع الفقهية؛ لمعرفة موقفها من تصرف الحي في أعضائه بعد موته، وجدت هذه المجامع تستعمل مصطلح (الإذن) بدلاً من الوصية. فخذ على سبيل المثال:
- قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الرابعة.... (يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو.... بشرط أن يأذن الميت ... ) وهكذا.. تجد حتى بعض الفقهاء من يستعمل هذا المصطلح عوضاً عن الوصية.
جوهر سؤالي هو الآتي: ما هو مدلول الإذن ههنا بدقة، وهل يعد (الإذن) وصية وفق مفهوم الوصية الاصطلاحي، وقبل ذلك: هل يعد الإذن تصرفاً من التصرفات كالبيع والهبة ... ، وإذا كان الإذن تصرفاً فما أركانه.....؟
الحقيقة إنني أفترض كينونة الإذن وصيةً، من جهة التأصيل بحسبان أن المتعين في إطار عمليات نقل الأعضاء البشرية وزراعتها وجوب وجود مريض مشرف على الهلاك حتى يمكن أن يوصى له بعضو ما.
لكن هل من الممكن أن تجد من يأذن بأخذ أعضائه بعد مماته دون أن يحدد المستفيد، فيكون إذنه مطلقاً، بحيث يزرع هذا العضو في جسد أي مريض دون تحديد له، أم لا؟
لعل الجواب بالإثبات يفتح الباب للقول بجواز أن تكون هناك (بنوك) لأعضاء الموتى، رغم ما في هذا من منافاة للكرامة الآدمية فيما أرى والله أعلم.
ما أرجوه من حضرتكم ((إجابة دقيقة مؤصلة بعناية)) ، فالحق أقول أنني فقير إلى إجابة شافية دقيقة، حتى تسهموا معي –بارك الله تعالى فيكم- في تقديم رسالة محكمة يمكنني أن أخدم بها ديني ووطني الإسلامي.
والله تعالى أسأله أن يوفقكم على ما فيه الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
الإذن بالشيء هو إباحته، والوصية بالشيء إذن فيه. والإذن تصرف له أركان كالهبة. ولا مانع من وجود إيصاء مطلق بالشيء. ولا يصح القول بوجود بنوك لأعضاء الموتى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لقد وردت أسئلتك على النحو التالي:
1. ما مدلول الإذن؟
2. الإذن هل يعد وصية؟
3. هل يعد الإذن تصرفا من التصرفات كالبيع والهبة؟
4. إذا كان الإذن تصرفا فما أركانه؟
5. هل من الممكن أن يوجد من يأذن بأخذ أعضائه بعد مماته دون أن يحدد المستفيد، فيكون إذنه مطلقا، بحيث يزرع هذا العضو في جسد أي مريض دون تحديد له؟
6. كون الجواب بالإثبات يفتح الباب للقول بجواز أن تكون هناك بنوك لأعضاء الموتى.
وبما أن الأسئلة تتداخل فيما بينها فإن الجواب عليها سيكون مجملا، فنقول: إن الإذن في الشيء هو إباحته والسماح به. جاء في لسان العرب: أذن له في الشيء إذنا: أباحه له. واستأذنه: طلب منه الإذن. وأذن له عليه: أخذ له منه الإذن. يقال: ائذن لي على الأمير ...
وجاء في لسان العرب أيضا: أوصى الرجلَ ووصاه: عهد إليه.. وأوصيت له بشيء وأوصيت إليه إذا جعلته وصيك. وأوصيته ووصيته إيصاء وتوصية بمعنى ... والاسم الوصاة والوصاية. والوصية أيضا: ما أوصيت به ... اهـ
هذا في المعنى اللغوي للوصية، وأما في الاصطلاح الفقهي فالوصية في عرف الفقهاء نوعان: أحدهما عقد يوجب حقا في ثلث عاقده يلزمه بموته, والثاني عقد يوجب نيابة عن عاقده بعد موته.
والأولى وصية بجزء من المال على وجه التقرب، والثانية وصية برعاية شؤون من هم تحت رعاية الموصي شرعا.
ولا شك أنه لا يوجد في واحد من التعريفين الاصطلاحيين ما يشمل الوصية بالأعضاء.
وأما إذا أخذنا بالمدلول اللغوي للكلمة فإنا نجد أن الإذن والوصية يتفقان في بعض مدلول كل منهما ويختلفان في البعض الآخر.
ولو كان إذن الميت في نقل أعضائه هو المعتبر في المسألة وحده لكان لفظ الوصية أولى من الإذن.
ولكن الأمر بخلاف ذلك، فالمنصوص في كلام أهل العلم والذي في المجامع الفقهية وفي فتاوانا هو أنه يشترط في نقل الأعضاء أن يأذن الميت قبل موته أو ورثته بعد موته أو ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له ...
وهذا يفيد أن لفظ الإذن أولى من لفظ الوصية؛ لأن الوصية لا يليق أن تطلق إلا في خصوص صاحب الأعضاء المنقولة، والإذن يصلح أن يطلق على جميع هؤلاء.
ولا شك في أن الإذن يعد تصرفا كالهبة وما أشبهها، وأركانه هي الآذن والمأذون له والمأذون فيه والصيغة.
وأما تشبيهه بالبيع فهو غير ظاهر.
ولا مانع –عقلا أو عادة أو شرعا- من أن يأذن المرء في الانتفاع بأعضائه بعد موته دون أن يحدد المستفيد، فيكون إذنه مطلقا، بحيث يزرع هذا العضو في جسد أي مريض دون تحديد له.
وهذا الجواب لا ينبغي أن يفتح الباب للقول بجواز أن تكون هناك بنوك لأعضاء الموتى؛ لأن نقل الأعضاء يجب أن لا يتجاوز فيه القدر المأذون به، ولأن القائلين بإباحته قد اشترطوا لذلك شروطا وضيقوا فيه تضييقا، ولأنه أيضا –كما قرره أهل الطب- لا يصح بعد الموت النهائي، وإنما يمكن الاستفادة من أعضاء الميت إذا أخذت منه وفي جسده بقية من الحياة، بأن يصل إلى ما يسمى في الطب بالموت الاكلينيكي أو الدماغي أو السريري ...
ومن هنا يفتح موضوع آخر هو: هل يصح نقل الأعضاء التي تتوقف عليها حياة الانسان وصحته قبل الموت النهائي؟ وقد اختُلف في الجواب على هذا السؤال، والذي نقول به وهو ما يؤيده الدليل هو أن نقل الأعضاء في هذه الحالة لا يجوز! ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 محرم 1429(6/2884)
منع الأب ابنته من التبرع بعضو منها لزوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة منذ سبع سنوات، زوجي مريض بفشل كلوي ولم ننجب أطفالا وقد أقر الأطباء أن هذا المرض يمنعه بنسبة كبيرة من الإنجاب وقد طلبوا منه زرع كلية ليتمكن من الشفاء كليا فقمت بإجراء التحليل لأتبرع له فكانت النتيجة إيجابية, لكن والدي منعني خوفا على صحتي, وحاورته مرارا وتكرارا كي يسمح لي بإجراء العملية لكنة أصر علي الرفض وأنا الآن أمر بأزمة نفسية وحيرة بين إرضاء أبي المريض وخوفه على صحتي خاصة إن رزقني الله بالحمل وخوفي من غضبه وعقوق الوالدين وبين طاعة زوجي الذي أوصاني به الله سبحانه وتعالى والرسول عليه الصلاة والسلام وخاصة أنه قد تغير من ناحيتي ... أصبح يتجاهلني ويمارس معي نوعا من الضغط النفسي كي لا أقول (تهديد) أن أقرر إما أن أتبرع له خاصة أنه لم يجد متبرعا غيري أو أن ننفصل إن لم ألبي طلبه وهو الآن يتجاهلني، أخاف إن كان التبرع بعضو من أعضاء الجسم غير جائز حكما وشرعا في الإسلام، فهل أكون قد أذنبت إن لم أتبرع له، وهل أكون قد أذنبت إن تبرعت له وعصيت والدي، فما حكمي في الإسلام إن رفضت التبرع له ووافقت على الطلاق، مع العلم بأني أبلغ من العمر ثلاثا وعشرين سنة، أطلب من حضراتكم إفادتي في ما حل بي بما يرضي الله ولا يوقعني في معصيته ولا في عقوق الوالدين ولا في غضب زوجي.... فأرجوكم أريحوني من تعذيب الضمير؟ شكراً لكم وحفظكم الله سبحانه وتعالى ... جزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل في التبرع بالأعضاء التي لا يتضرر المتبرع بزوالها أنه جائز، فإذا منع الوالدان من ذلك فتجب طاعتهما، ولا تقدم عليهما طاعة الزوج، ولا تأثمين بترك التبرع بالكلية، ولو أدى ذلك إلى طلاقك، لأن طاعة الزوج التي تقدم على الوالدين إنما هي طاعته فيما هو حق له من المعاشرة وما أشبهها، وأما ما تملكه الزوجة من مال أو أعضاء فلا يجب عليها أن تعطيه له إذا طلبها.
ونوصيك بسؤال الله أن يوفقك للرشاد ويعطيك خيراً من هذا الزوج إن طلقك، ولا بأس إن كنت ترين أنك محتاجة لهذا الزوج وكنت توقنين أنه لا ضرر عليك من العملية أن توسطي بعض من يمكنهم التأثير على والدك حتى يقنعوه بما في الأمر من مصلحة حتى يوافق على الموضوع، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11667، 62360، 16814، 4388، 93340، 69289، 64358.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الثانية 1428(6/2885)
حكم التبرع بالدم لجهة تبيعه
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز التبرع بالدم، مع العلم بأن المستشفيات تبيعه للمرضى حكومة وقطاع خاص والله أعلم، فأرجو الإجابة على السؤال؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدم المسفوح محرم، فلا يجوز بيعه أو شراؤه إلا لضرورة، لأن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فمن ثبت عنده أن جهة معينة تبيع الدم فلا يجوز له التبرع به لهذه الجهة لما في ذلك من إعانتها على الإثم، والله عز وجل يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2} ، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 5090، والفتوى رقم: 7041.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الثاني 1428(6/2886)
حكم نقل الخلايا الجذعية وزراعتها في إنسان آخر
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم زراعة الخلايا الجذعية في الدين الإسلامي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا فرق في الدين الإسلامي بين زراعة الخلايا الجذعية وبين زراعة سائر خلايا الإنسان الأخرى، كما أنه لا فرق بين زراعة الخلايا وبين زراعة أعضاء الإنسان، لأن أعضاء الإنسان ما هي إلا مجموعات من الخلايا، والخلية هي الوحدة التركيبية والوظيفية للكائن الحي، ومن المعلوم أنه يحرم الاعتداء على أعضاء الإنسان في حياته، أو التصرف فيها بعد موته إلا بإذن الورثة فيما فيه إنقاذ حياة إنسان آخر، أو الحفاظ على أعضائه من التلف، وبهذا جاء نص قرار المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته المنعقدة بتاريخ 18 جمادى الآخرة 1408 الموافق 6 فبراير 1988، وفيه: سادساً: يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك، بشرط أن يأذن الميت أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة ولي المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له. وللمزيد من التفاصيل راجع الفتوى رقم: 4388.
وعليه فلا حرج في نقل الخلايا الجذعية من إنسان وزراعتها لإنسان آخر، بشرط أن يأذن الحي في نقلها منه، وأن لا يكون عليه في ذلك ضرر، أو يأذن فيها الورثة أو من له الولاية إذا كان المنقول منه ميتاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 محرم 1428(6/2887)
حكم نقل الأعضاء من المحكوم عليه بالقصاص
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم نقل الأعضاء من المحكوم عليه بالقصاص، وذلك من ناحية نقل الأعضاء التي لا يعيش بدونها ومن ناحية نقل الأعضاء التي يعيش بدونها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا من قبل حكم نقل الأعضاء من الإنسان وزراعتها لإنسان آخر، والشروط التي يباح بها ذلك، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 4388.
ولا فرق في هذا بين المحكوم عليه بالقصاص وبين غيره، لأن المحكوم عليه بالقصاص معصوم الدم إلا من ولي المقتول، قال الشيخ خليل بن إسحاق رحمه الله: إن أتلف مكلف ... معصوماً للتلف والإصابة.. إلى قوله: كالقاتل من غير المستحق فالقود عينا ...
وحتى ولي الدم نفسه لو قطع عضواً من القاتل بعد أن سلم إليه فمن حق القاتل أن يقتص له منه، قال الشيخ خليل بن إسحاق رحمه الله تعالى: وإن فقئت عين القاتل أو قطعت يده، ولو من الولي بعد أن أسلم له فله القود..
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 محرم 1428(6/2888)
حول نقل الأعضاء والتبرع بها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الشرع في نقل الأعضاء البشرية من الميت إلى الحي أو من الحي إلى الحي مع عرض آراء الشيخ ابن باز وابن عثيمين علماً أني دكتور في العراق أرجوا التفضل بالإجابة؟
ولكم من الله الأجر والثواب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فراجع بعض ما كتبناه سابقا في هذا الموضوع وبعض ما صدر عن المجمع الفقهي في شأنه في الفتاوى التالية أرقامها: 4005، 1500، 4388، وراجع موقعي الشيخين للاطلاع على آرائهما في الموضوع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الأول 1427(6/2889)
حكم زراعة آلة بول للمجبوب
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين في تركيب الأجهزة التعويضية للرجل في الجهاز التناسلي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان يحصل لهذا الرجل انتفاع شرعي بهذه الأجهزة ولا يترتب عليه ضرر فلا حرج في ذلك، فيمكن للمجبوب أن يزرع آلة يبول بها، إذ لا فرق بين تركيب هذا الجهاز لتعويض هذا العضو وبين تركيب الأنف من الذهب الذي أذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ل عرفجة بن سعد كما في حديث الترمذي، وقد استدل أهل العلم بهذا الحديث على تركيب الأسنان ونحوها مما يحتاج إليه، وراجع الفتوى رقم: 17718، والفتوى رقم: 1500، والفتوى رقم: 4388، والفتوى رقم: 12107 في أحكام نقل عضو من شخص لآخر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شعبان 1426(6/2890)
كلام العلماء الأقدمين عن نقل الأعضاء
[السُّؤَالُ]
ـ[فقد ورد سؤال عن الفقه الافتراضي وقمتم مشكورين بالإجابة عنه بإشراف مركز الفتوى برقم36424 وقد قام المفتي جزاه الله خيراً بذكر نماذج من الافتراضيات مثل التلقيح الصناعي ونقل الأعضاء وتحديد الجنس وأرجو بيان المصادر لهذه الأمثلة من أجل الإفادة وأتمنى عدم التأخير عن الرد وأحبكم في الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول لك: أحبك الله الذي أحببتنا فيه.
واعلم أنه ليس من المتصور أن يطرح أهل العلم القدامى قضايا لا يمكن تصورها في العصر الذي هم فيه، كالتلقيح الصناعي وتحديد الجنس، وغيرها من القضايا التي حظيت بالبحث عند المتأخرين من أهل العلم.
والذي كنا قد ذكرناه في الفتوى التي أشرت إلى رقمها هو أنه قد وجد في كتب الأقدمين الحديث عن مسائل مفترضة، وقد وقعت في زماننا، فاستفاد المعاصرون من فقههم فيها، كتحويل الجنس، والتلقيح الصناعي ... إلى غير ذلك، لا أن الأقدمين قد طرحوا هذه المسائل بعينها.
ومعنى ذلك أن بعض الأقدمين قد افترضوا مسائل يمكن حصولها في عصرهم، ونظروا فيها بحسب مقاصد الشريعة المعروفة، واستخلصوا من ذلك حلولاً لتلك المسائل لو وجدت، وهذه الحلول التي توصل إليها الأقدمون قد استفاد منها المتأخرون في مسائل أخرى حدثت في العصر الحاضر، كتحويل الجنس، والتلقيح الصناعي ...
وأما موضوع نقل الأعضاء، فقد وجد الكلام عنه في كتب الأقدمين، ففي حاشيتي الشرواني وابن القاسم العبادي على تحفة المحتاج قال: ولفظ نص المختصر: ولا يصل إلى ما انكسر من عظمه إلا بعظم ما يؤكل لحمه ذكياً، ويؤخذ منه أنه لا يجوز الجبر بعظم الآدمي مطلقاً ...
وقال في موضع آخر: ... يفهم أنه لو لم يجد إلا عظم آدمي وصل به، وهو ظاهر وينبغي تقديم عظم الكافر على غيره، وأن العالم وغيره سواء، وأن ذك في غير النبي....
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1426(6/2891)
رفض إجراء عملية زرع كبد خوفا على المتبرع
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق أصيب بمرض في كبده والأطباء أخبروه أنه يجب استئصال الكبد وإيجاد متبرع لزراعة الكبد
وقد تقدم للتبرع ابنه وحسب الأطباء أنه لن يتأثر المتبرع لأنهم سيأخذون جزءا من كبده وبعد العملية سينمو بشكل طبيعي، أما المريض فهو لا يرغب ضمنيا بإجراء العملية لأسباب عائلية ومالية، الأسباب العائلية هي أنه لا يريد تعريض ابنه لأي خطر ولو بسيط، والأسباب المالية هي كلفة العملية الباهظة حيث إنه لديه أطفال قصر، السؤال هو: هل يأثم إذا رفض إجراء العملية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان أن الراجح في مسألة نقل الأعضاء من الأحياء هو الجواز بشرط عدم تضرر المتبرع، وأن يكون طالب العضو في حالة اضطرار له، وأن يغلب على الظن نجاح عملية الزرع، فراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1500، 36345، 11667.
وعليه؛ فإذا كان المريض يخشى على ابنه من الضرر جراء التبرع، ورفض إجراء العملية لذلك، فإنه لا يأثم إن شاء الله تعالى، خاصة إذا علمنا أن مذهب جمهور العلماء في حكم التداوي هو الإباحة، كما فصلنا ذلك في الفتوى رقم: 27266.
ولكننا ننصح الأخ المريض باستشارة الثقات من الأطباء، فإن أكدوا على أنه لا ضرر على ابنه، فليتوكل على الله تعالى ويجري العملية، فقد يكون ذلك سبباً في شفائه، وأما بخصوص الكلفة المالية للعملية، فبإمكانه الاستعانة بأهل الإحسان والجمعيات الخيرية، وأن يدعو الله تعالى ويلجأ إليه ويكثر من ذلك، ولا ييأس من رحمته عز وجل عسى أن يجعل له من ضيقه مخرجا ولكربه فرجاً، نسأل الله تعالى له ولمرضى المسلمين الشفاء والعافية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1426(6/2892)
نقل مبيض امرأة إلى أخرى.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم نقل مبيض امرأة إلى امرأة أخرى؟؟ ومن هي أم الأولاد الذين سوف تنجبهم المرأة الأخرى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز نقل مبيض امرأة إلى امرأة أخرى لما قرره أهل الاختصاص من أن ذلك يوجب انتقال الصفات الوراثية من الشخص المتبرع إلى أبناء الشخص المنقولة إليه، وما ينتج عن ذلك من اختلاط الأنساب، وتراجع الفتوى رقم: 12107.
وإذا حدث ذلك فلمن الأولاد ومن هي أمهم الحقيقية؟ طرح هذا التساؤل ضمناً في كتاب دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة للدكتور عمر سليمان الأشقر وآخرين وقاموا بالرد عليه. فتحت عنوان الأم البديلة أو الرحم المستأجرة وعرف بأنه (استخدام رحم امرأة أخرى لحمل لقيحة مكونة من نطفة رجل وبويضة امرأة، وغالبا ما يكونا زوجين، وتحمل الجنين وتضعه، وبعد ذلك يتولى الزوجان رعاية المولود، ويكون ولدا قانونيا لهما) بحث موضوع من هي الأم الحقيقية للمولد حيث جاء فيه "إن صور الرحم المستأجر – مع القول بتحريمه – إذا وقعت فعلا، ونتج عنها مولود، فلمن ينسب هذا المولود؟ للزوجين مصدر اللقيحة؟ أم لصاحبة الرحم المستأجر وزوجها؟ أيهما الأم الشرعية التي لها حق الميراث والنفقة والحضانة وغير ذلك؟ هل هي الأم صاحبة البويضة؟ أم هي صاحبة الرحم؟ أيهما الأم الأصلية؟ وأيهما الأم التقليدية؟.
هل الأم هي الأم البيولوجية صاحبة الجينات الوراثية التي تنقل الصفات والملامح والشيات إلى الوليد؟ أو هي التي تحمله وتغذيه من دمها وتضعه بعد تسعة أشهر؟ هنا حصل خلاف بين الباحثين وانقسموا إلى فريقين:
الفريق الأول: يرى أن الأم النسبية والحقيقية والتي ترث هي صاحبة البويضة، أما صاحبة الرحم المستأجر التي حملته وولدته فهي مثل أم الرضاع فهي أم حكمية أي نحكم لها بأنها أم باعتبار الحضانة والتغذية، ولا يثبت لها النسب، وإنما يثبت لها حكم الرضاع ... ثم ذكر أدلة القائلين بهذا القول.
الفريق الثاني: وقد ذهب هؤلاء إلى أن الأم الحقيقية التي ترث هي الأم صاحبة الرحم التي حملت وولدت، أما صاحبة البويضة فهي أم حكمية مثل أم الرضاع ... ثم ذكر أدلة القائلين بهذا القول وخلص البحث بترجيح القول الأول وهو أن المرأة صاحبة البويضة هي الأم الحقيقية ويثبت لها جميع أحكام الميراث والنفقة والحضانة وغيرها، وذلك باعتبار البويضة، ولأن الطفل يأخذ من صاحبة البويضة كل الصفات الوراثية، أما المرأة صاحبة الرحم المستأجر – الأم البديلة – فهي أم حكمية، لا يثبت لها النسب؛ وإنما لها حكم الرضاع " انتهى من المصدر السابق. وإذا كان هذا في البويضة الواحدة فالقول كذلك في المبيض.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1426(6/2893)
التبرع بالأعضاء.. الجائز والمحرم
[السُّؤَالُ]
ـ[أود أن أسأل فضيلتكم عن موقف الإسلام من التبرع بالأعضاء سواء أكان إنسانا (الشخص الذي يرغب بالتبرع لغيره) ، على قيد الحياة أم توفي، وهل يشترط إذا توفي أن يكتب في وصيته، هل يحق للأهل أن يتصرفوا هم بها إذا كان متوفى ولم يوص بها هو قبل مماته، وما هي مدى حرية الفرد في التصرف في جسده -يقول بعض الفلاسفة إن الإنسان يمتلك الحرية في التعامل مع جسده إذا لم يكن في ذلك ضرر على غيره أي أن يمتلك الحرية في الانتحار، أو أن يموت في سبيل شيء يعتقد أنه قيمة أسمى من حياته، أو حتى اختيار شريك الحياة المناسب من أي جنس هو يريد (والله المستعان) - إذا أود معرفة مدى الحرية في التعامل مع الجسد بناء على ديننا الحنيف، وكيف يمكن أن نردهم؟ الرجاء إرسالها بأسرع وقت ممكن.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرد على الفلاسفة فيما ذكرت أن يقال: إن الإنسان ليس حراً في التعامل مع جسده، بل ثمت ضوابط لذلك، وضعها الله الذي خلقه والذي هو المالك الحقيقي لجسده، ومن هذه الضوابط أنه يحرم عليه أن ينتحر، أو يتصرف في أعضائه كيفما شاء، أو يختار أن يتزوج بمثله، بل فعل ذلك كما أنه معصية لله فهو أيضاً انسلاخ عن الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، وإذا تقرر هذا فالتبرع بالأعضاء إذا كانت مما تتوقف حياة المتبرع عليه، كالقلب والرأس ونحوهما لا يجوز، لأن التبرع بها في معنى الانتحار، وإلقاء النفس في التهلكة، وهو أمر محرم شرعا.
ففي المسند والصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجاً بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبداً، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبداً.
ومثل هذا في المنع ما إذا كان نقل العضو يسبب فقدان وظيفة جسمية، أو يؤدي إلى تعطيل عن واجب، مثل التبرع باليدين أو الرجلين، مما يسبب للإنسان العجز عن كسب عيشه، والقيام بواجبه.
وأما العضو الذي لم يكن في نقله ضرر على صاحبه المنقول منه، وتحققت المصلحة والنفع فيه للمنقول إليه، واضطراره له، فلا حرج -إن شاء الله تعالى- في التبرع به في هذه الحالة، بل هو من باب تفريج الكرب، والإحسان، والتعاون على الخير والبر.
وإذا كان التبرع بالعضو هو على أن ينقل بعد الموت، فالراجح عندنا جوازه، لما فيه من المصالح الكثيرة التي راعتها الشريعة الإسلامية، وقد ثبت أن مصالح الأحياء مقدمة على مصلحة المحافظة على حرمة الأموات.
وبما أننا رجحنا جواز التبرع بالأعضاء من الأحياء لمثلهم، فإن الوصية بها صحيحة، لأنه إذا جاز له التبرع بها حال حياته، جازت له الوصية بها بعد وفاته، ولا يشترط أن يوصي الميت قبل موته بأعضائه لشخص ما، بل يكفي إذن ورثته في ذلك أو موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية، أو لا ورثة له، وراجع للمزيد من الفائدة فتوانا رقم: 4388.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1426(6/2894)
ثواب التبرع بالدم
[السُّؤَالُ]
ـ[أولا نشكركم على حسن تعاونكم في موضوع الاستشارات والأسئلة المطلوبة والإجابة عليها
وجزاكم الله خيرا ووفقكم إلى ما يحبه ويرضاه وإلى ما فيه الخير والصالح العام وشكرا:-
وبعد
(الموضوع)
هل يعد التبرع بالدم نوعا من أنواع الجهاد, أيضا التبرع بالدم إذا كان بنية التبرع الخالص لوجه الله مع الاطمئنان العام على الصحة الجسدية. وكذلك حكم التبرع بالأعضاء]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدم المسفوح نجس حرام الانتفاع به بلا خلاف بين أهل العلم، قال القرطبي: اتفق العلماء على أن الدم حرام، نجس، لا يؤكل، ولا ينتفع به. قال تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ {البقرة: 173} . وقال تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ {المائدة: 3} . إلا أنه في حالة الاضطرار، كالمريض الذي يحتاج إلى دم لإنقاذ حياته، أو لعلاجه من مرض ونحوه، فإنه يجوز له الانتفاع بالدم، لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119} . وقال ابن عابدين في حاشيته: يجوز للعليل شرب البول، والدم والميتة للتداوي، إذا أخبره طبيب مسلم أن منه شفاءه، ولم يجد من المباح ما يقوم مقامه. انتهى.
وبناء عليه.. فيجوز التبرع بالدم إذا كان لا يلحق ضررا بالإنسان المتبرع، كما لا حرج في طلبه من مسلم أو غيره، لأجل إنقاذ حياة المضطرين -مسلمين أو غير مسلمين- ممن هم معصومو الدم.
وبالنسبة لمسألة التبرع بالأعضاء فقد فصلنا القول فيها تفصيلا في أجوبة سابقة، ويمكنك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 11667.
وانطلاقا مما ذكر فإن التبرع بالدم أو بالأعضاء في الحالات التي يباح فيها يعد صدقة، ولا يستطيع أن يحدد مقدار أجرها، ولا يبعد أن يكون المتبرع بذلك له أجر المجاهد أو أكثر أجرا خصوصا إذا كانت حياة المتبرع له بالدم في خطر، لقول الله تعالى في إحياء النفس: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا {المائدة:32} .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1426(6/2895)
هبة المسلم جسده للبحث العلمي
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم مسلم في بلد غير مسلم وهب جسده للبحث العلمي بعد وفاته إذا كان يصلى عليه ولكن من غير المعروف إن كان سيدفن بعد ذلك أم لا.؟
وجزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 6777 والفتوى رقم: 10505 جواز تشريح جثة المسلم إذا دعت حاجة التعلم إلى ذلك وتعينت جثته لذلك، وإذا كان الأمر كذلك فيجوز أن يتبرع المسلم بأعضائه للانتفاع بها بعد موته وبعد ذلك يجب أن يغسل ويكفن ويصلى عليه ثم يدفن.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 محرم 1426(6/2896)
حكم أخذ خلايا من عظم سقط
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم أخذ خلايا من عظم فخذ الجنين الذي أسقط من عملية إجهاض على أن تزرع لدى مريض كسر عظمه كون عملية زراعة هذه الخلايا تسرع في نمو العظم الذي كسر وبشكل عام حبذا شيخنا الفاضل أن تعطونا الحكم الشرعي في (زرع جينات أخذت من إنسان لتزرع في إنسان آخر حي لعلاج أمراض معينة عنده- زرع خلايا في أعصاب شاب تعرض لشلل ويمكن أن يحرك بعض أطرافه من خلال زرع أعصاب تؤخذ من أجنة أسقطت من إجهاض لتزرع في النخاع الشوكي عنده؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسقط يختلف حكمه باختلاف الوقت الذي حصل فيه الإسقاط، فإن كان السقط قد تبين فيه خلق إنسان، كان له من الحرمة ما لسائر بني آدم، فيشرع تغسيله، وتكفينه، والصلاة عليه، ويحرم الاعتداء على أعضائه، أو التصرف فيها إلا بإذن الورثة فيما فيه إنقاذ حياة إنسان آخر، أو الحفاظ على أعضائه من التلف، وبهذا جاء نص قرار المجمع الفقهي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورته المنعقدة بتاريخ 18 جمادى الآخرة 1408 الموافق 6 فبراير 1988 وفيه: سادساً: يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك، بشرط أن يأذن الميت أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة ولي المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له. ولمزيد من التفاصيل راجع الفتوى رقم: 4388.
ولمعرفة المدة التي يحصل فيها التخلق للجنين راجع الفتوى رقم: 2491، والفتوى رقم: 54418.
وبناء على ذلك، فلا مانع من نقل الخلايا والأعضاء من السقط إن كان متخلقاً بالشروط التي ذكرناها، وإنما قيدناه بالتخلق لنص العلماء على أن ديته تلزم من أسقط جنيناً متخلقاً، وهذا يدل على أن حرمة الجنين تبدأ من تخلق الأعضاء على شكل إنسان، قال البهوتي: وهو ما تبين فيه خلق إنسان ولو خفيا بجناية. انتهى، فإن لم يتبين فيه خلق إنسان جاز ذلك مطلقاً لأن السقط قبل التخلق لا حكم له.
وأخذ الجينات من إنسان لزرعها في إنسان آخر جائز ما لم يؤد ذلك إلى تغيير خلق الله، أو التأثير على حياة الشخص المتبرع أو على سلامة أعضائه، وقد بينا حكم نقل الأعضاء بالتفصيل في الفتوى رقم: 4388، وما قيل في الفتوى المشار إليها من جواز نقل الأعضاء أو عدم جوازها يُقال في نقل الجينات، فكل منها تبرع بجزء من جسم الإنسان حياً كان أو ميتاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 محرم 1426(6/2897)
علة عدم صحة قياس نقل الدم على نقل الأعضاء
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا لا يقاس نقل الدم على نقل الأعضاء في التحريم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقل الأعضاء جائز بشروط ذكرناها في الفتوى رقم: 11667 كما أن نقل الدم جائز بشروط ذكرناها في الفتوى رقم: 5090.
أما لماذا لا يقاس نقل الدم على نقل الأعضاء؟ فذلك لوجهين:
الأول: أن القياس إنما يكون على ما فيه نص أو إجماع، ونقل الأعضاء ليس كذلك.
الثاني: أن هناك فرقا بين الدم والأعضاء، فالدم يتجدد تلقائيا في الجسم، أما الأعضاء فإنها لا تتجدد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رجب 1425(6/2898)
يشترط كون المتبرع له بالأعضاء معصوم الدم
[السُّؤَالُ]
ـ[معروف أنه \"من أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعاً\" سؤالي هو: هل أستطيع أن أوقع على وثيقة تبرع بالأعضاء في حالة الموت، علماً بأن هذه الأعضاء قد تصل إلى مرضى يهود يحتاجونها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 11667 بيان حكم التبرع بالأعضاء وشروط ذلك.
وذكرنا هناك أنه يشترط أن يكون المتبرَع له معصوم الدم أي أن يكون مسلماً أو ذمياً، أما الكافر المحارب فلا يجوز التبرع له بالأعضاء، ولا يخفى أن الصهاينة المحتلين لفلسطين محاربون لأهل الإسلام ومغتصبون لأرضهم، فكيف يعقل أن يتبرع لهم المسلم بعضو من أعضائه؟!.
وعليه؛ فإذا كان المسلم متأكداً من أن المستفيد من أعضائه مسلمون أو من أهل الذمة فلا مانع من توقيعه على مثل هذه الوثيقة، وأما إذا أمكن أن يستفيد منها محارب فلا يجوز له فعل ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رجب 1425(6/2899)
شروط جواز زراعة القلب
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو الله لكم الصحة والعافية الدائمة كما ندعوه تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، أخي الكريم قد تشرفت بزيارتكم قبل أشهر في الدوحة (قطر) واستفدت من مجلسكم وندعو الله أن يجمعنا بالخير والعافية في الدنيا والآخرة، أخي العزيز قد وصلنا استفتاءات حول المسائل التالية: زرع القلب، زراعة أجزاء من الخنزير للإنسان وبما أن هذه المسائل قد حدثت في العالم وأن المسلمين يراجعون المراكز الدينية والعلمية لحل مشكلاتهم فالمرجو من سماحتكم الإفادة التامة في هذا الموضوع الهام، نريد رأي الشيخ عبد الله الفقيه في هذا الموضوع؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
1- فجزاك الله خيراً على هذه الأدعية والعواطف الطيبة، والثقة بنا، وأما عن ما سألت عنه فإن زراعة القلب تجوز بشروط هي:
أولاً: أن يرجى من زراعته للإنسان نفع أرجح من الضرر الذي سيترتب على إجراء العملية.
ثانياً: أن لا يكون منقولاً من شخص حي، لأن نقله من الحي يسبب موته.
ثالثاً: أن يأذن صاحبه فيه قبل موته أو يأذن ورثته بعد موته، أو يوافق ولي المسلمين إن لم يكن للميت ورثة، أو كان مجهول الهوية، هذا مجمل ما صدر عن مجمع الفقه في الموضوع، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 4388.
2- لا يجوز زراعة أجزاء من الخنزير للإنسان إلا أن تدعو لذلك حاجة معتبرة ولم يجد ما يقوم مقام الجزء المراد من حيوان طاهر، وراجع في هذا الفتوى رقم: 8494.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الأولى 1425(6/2900)
حكم بيع الكلى والتبرع بها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما مشروعية التبرع أو شراء وزرع الكلى، وما هو رأي الشيخ ابن باز والألباني رحمهما الله في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فانظر لمعرفة حكم بيع الكلى أو شرائها أو التبرع بها الفتوى رقم: 9409، والفتوى رقم: 13522، والفتوى رقم: 1500.
ونعتذر عن إيراد رأي الشيخ ابن باز والشيخ الألباني رحمهما الله لعدم علمنا بذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1425(6/2901)
تبرع بالدم فأعطوه مالا.. حكمه.. وهل ينقص ثوابه
[السُّؤَالُ]
ـ[تبرعت بدم فأعطوني مبلغا من المال. فما حكم الدين في هذا وهل هذا ينقص من أجري عند الله]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا المبلغ قد أعطي لك على أنه عوض عما تبرعت به من الدم، فلا يجوز أخذه، ويجب رده لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ثمن الدم، رواه البخاري.
أما إذا كان قد أعطي لك هدية على سبيل التشجيع ولم تكن مستشرفا له ولم يكن عوضا عن تبرعك بالدم، فنرجو ألا حرج فيه، وراجع لتفصيل ذلك الفتوى رقم: 7020.
وأما سؤالك هل ينقص أخذ هذا المبلغ الأجر أم لا؟ فالجواب عنه أن ذلك فيه تفصيلا، فإن كان ثمنا عن الدم، فلا أجر في ذلك، لأنه ليس بتبرع كما هو ظاهر، بل إن صاحبه موزور غير مأجور، وإن كان هدية، فإنه ينقص الأجر، كما تنقص الغنيمة أجر الغانمين، قال صلى الله عليه وسلم: ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم. رواه مسلم.
قال النووي رحمه الله: فالصواب الذي لا يجوز غيره أن الغزاة إذا سلموا أو غنموا يكون أجرهم أقل من أجر من لم يسلم ولم يغنم، وأن الغنيمة هي في مقابلة جزء من أجر غزوهم، فإذا حصلت لهم فقد تعجلوا ثلثي أجرهم المترتب على الغزو، وتكون هذه الغنيمة من جملة الأجر، وهذا موافق للأحاديث الصحيحة المشهورة عن الصحابة كقوله: منا من مات ولم يأكل من أجره شيئا، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها، أي يجتنيها.
وقال السندي: هذا فيمن لم ينو الغنيمة بغزوه، وأما من نوى، فقد استوفى أجره كله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1425(6/2902)
يريد أن يتبرع بكليته لأبيه
[السُّؤَالُ]
ـ[أبي مريض جدا، ويحتاج لعملية جراحية مستعجلة لزرع الكلى، هل يجوز شرعا أن أعطي أبي كليتي كي يزرعها?]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله أن يمن على والدك بالعافية والشفاء، ولا بأس بتبرعك بإحدى كليتيك، بل إن ذلك من البر به، ولكن لذلك ضوابط ذكرناها في الفتوى رقم: 9409، والفتوى رقم: 4388.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1424(6/2903)
زراعة عضو قطع في حد أو قصاص
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم زراعة أو الاستفادة من عضو يستأصل من شخص أقيم عليه الحد أو القصاص، هل جائز شرعا، وهل تنتفي عنه نجاسة الجرم أو الكبيرة التي اقترفها صاحبها؟ جزاكم الله عنا خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما عن زراعة العضو الذي استؤصل في حد أو قصاص فإن لمجمع الفقه الإسلامي قراراً في ذلك وإليك نصه:
إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره السادس بجدة في المملكة العربية السعودية من 17 إلى 23 شعبان 1410هـ الموافق 14-20 آذار (مارس) 1990م.
بعد اطلاعه على البحوث الواردة إلى المجمع بخصوص موضوع: "زراعة عضو استؤصل في حد أو قصاص"، واستماعه للمناقشات التي دارت حوله، وبمراعاة مقاصد الشريعة من تطبيق الحد في الزجر والردع والنكال، وإبقاء للمراد من العقوبة بدوام أثرها للعبرة والعظة وقطع دابر الجريمة، ونظراً إلى أن إعادة العضو المقطوع تتطلب الفورية في عرف الطب الحديث، فلا يكون ذلك إلا بتواطؤ وإعداد طبي خاص ينبئ عن التهاون في جدية إقامة الحد وفاعليته.
قرر:
1- لا يجوز شرعاً إعادة العضو المقطوع تنفيذاً للحد، لأن في بقاء أثر الحد تحقيقاً كاملاً للعقوبة المقررة شرعاً، ومنعاً للتهاون في استيفائها، وتفادياً لمصادمة حكم الشرع في الظاهر.
2- بما أن القصاص قد شرع لإقامة العدل وإنصاف المجني عليه، وصون حق الحياة للمجتمع، وتوفير الأمن والاستقرار، فإنه لا يجوز إعادة عضو استؤصل تنفيذاً للقصاص، إلا في الحالات التالية:
أ) أن يأذن المجني عليه بعد تنفيذ القصاص بإعادة العضو المقطوع.
ب) أن يكون المجني عليه قد تمكن من إعادة العضو المقطوع منه.
3- يجوز إعادة العضو الذي استؤصل في حد أو قصاص بسبب خطأ في الحكم أو في التنفيذ.
هذا إذا كان المستفيد من العضو هو صاحبه، أما عن استفادة شخص آخر من هذا العضو، فيقول الشيخ بكر أبو زيد كما في أبحاث المجمع الفقهي 3/2164: جرى الخلاف في بدن الإنسان هل هو ملك له؟ أم لله؟ أم مشترك فيه حق لله وحق للعبد؟ والذي استقرت عليه كلمة التحقيق اجتماع الحقين، حق الله في الاستعباد وحق العبد في الاستعمال والانتفاع في حدود الشرع، لكن هذا العضو المقطوع بحد تمحض حقاً لله تعالى، والمقطوع بقصاص تمحض حقاً لله وحقاً لعبد آخر، وبهذا ارتفعت حقوق المقطوع منه عن ذلك العضو شرعاً. انتهى.
والذي نراه هنا في مركز الفتوى هو أن العضو المقطوع بحد يجوز زرعه لشخص محتاج إليه بعد إذن سلطان المسلمين بذلك، لأنه هو الذي يتولى الحقوق العامة كإقامة الحدود وجمع الزكوات وتوزيعها وسد حاجة المحتاج ... إلى غير ذلك.
وأما العضو المقطوع بقصاص، فالظاهر أن الحق في الأذن بزرعه يعود إلى السلطان والمجني عليه معا، فإن أذنا فيه زرع وإلا فلا، وراجع أيضاً الفتوى رقم: 1500.
وأما عن تطهير هذا الحد للذنب الذي ارتكبه صاحبه، فقد تقدم الكلام عن ذلك في الفتوى رقم: 2677.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 شوال 1424(6/2904)
هل تنطبق أحكام نقل الدم على أحكام الرضاع
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم من تبرعت له بالدم عند مولده نتيجة لضعفه وكان يحتاج إلى مركب معين من فصيلة دمي لتغذيته، مع العلم بأني خالته، فهل يعتبر ابني بالرضاعة ويحرم على من أنجبهن من البنات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يصير ذلك الولد ابنا لك من الرضاع بنقل دم من دمك إليه، ولا يحرم عليه أن يتزوج من بناتك، لأن الشارع علق أحكام الرضاع بتغذي الرضيع بلبن المرضعة، ولا يصح قياس الدم على اللبن، لأنه قياس مع الفارق، فالدم بذاته ليس مغذيا، وإنما هو ناقل للغذاء، واللبن في أصله غذاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شعبان 1424(6/2905)
الوصية بالتبرع بالأعضاء هل يجب تنفيذها
[السُّؤَالُ]
ـ[تركت أمي وصية لنا قبل موتها، وهي التبرع بكليتيها للمستشفى، لم نفعل ذلك لأسباب، فما حكم الشريعة في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن نقل الأعضاء من الأحياء والأموات مسألة اختلف فيها العلماء، فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه، والراجح -والله أعلم- هو جواز نقل الأعضاء من الأحياء بشرط ألا يتضرر المتبرع، وأن يكون طالب العضو في حالة اضطرار له، بحيث يتحقق له نفع حقيقي بنقل هذا العضو، أما نقل العضو من الميت فالراجح جوازه أيضا، لما فيه من المصالح الكثيرة التي راعتها الشريعة، وقد ثبت أن مصالح الأحياء مقدمة على المحافظة على حرمة الأموات، وبما أننا رجحنا جواز التبرع بها من الأحياء لمثلهم، كانت الوصية بها مباحة أيضا، لأنه إذا جاز له التبرع به حال حياته، جازت له الوصية به بعد وفاته، وكان من الواجب عليكم أيها السائلون أن تنفذوا وصية أمكم لأنها وصية مشروعة، وبما أنكم لم تفعلوا ذلك.. فإن كان عدم فعلكم له لأسباب خارجة عن إرادتكم، فلا شيء عليكم -إن شاء الله- وإن كنتم تمكنتم من ذلك، ولكن لم تفعلوه، فإن عليكم التوبة، وعلى كل، فإنه لا يلزمكم تعويض المستشفى المذكور بشيء، لأن الأعضاء ليست محلا قابلا للمعاوضة.
ونسأل الله تعالى لأمكم المغفرة والرضوان، وأن يثيبها على قدر نيتها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1424(6/2906)
عدم انعقاد الإجارة على محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[الإخوة الكرام أرجو مسامحتي في الإطالة لأهمية السؤال:
أنا سوداني أعمل سكرتيراً في مستشفى حكومي بالرياض والقسم الذي أعمل فيه يختص بعمليات زراعة وجراحة الكبد، ويتم أحياناً أخذ بعض الأعضاء كالكبد والكلى من (المتوفين دماغيا) وهناك عدد من الفتاوى في مسألة موت الدماغ وأخيراً قابلت أحد المشايخ قد أكمل الآن رسالة الدكتوراة في مجال زراعة الأعضاء وأخبرني أنه قد خلص إلى أن المتوفى دماغياً يعتبر حياً وليس ميتاً ولذا لا يجوز نقل الأعضاء منه؟ وبحكم وظيفتي يطلب مني القيام بإعداد وكتابة الرسائل ومخاطبة الجهات ذات الاختصاص بالعمل في مجال زراعة الأعضاء؟ هل يعتبر عملي مشروعاً وراتبي حلالاً أم أترك العمل في المستشفى؟ أم استمر في العمل حتى يتهياأ لي عمل آخر. وجزاكم الله خيراً، وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم:
1500 موضوع زراعة الأعضاء وأنها جائزة بشروط، وفيها منع زرع أعضاء من مات دماغياً ما لم يتأكد من موته حقيقة.
فعليك أن تنصح إدارة المستشفى وأن تبين لهم الحكم من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا استجابوا فبها ونعمت؛ وإلا فأخبرهم أن الإجارة -كما عرفها الفقهاء- عقد على منفعة معلومة مباحة، ومن هذا التعريف يعلم عدم انعقاد الإجارة على محّرم، والإعانة على المحرم محرمة. قال تعالى: وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] .
ومما يدل لمنع الإعانة لعن كاتب وشاهد الربا ولعن ساقي الخمر وعاصرها وحاملها؛ كما في الحديث: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه. رواه أبو داود وصححه الألباني.
وفي الحديث: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه. وقال: هم سواء.
وبناء عليه فاطلب منهم إعفاءك من مكاتبة الجهات في هذا الموضوع ما لم يتعهدوا لك بالبعد عن نقل أعضاء من لم يُتأكد من موته، ويمكن أن تستفتي هيئة كبار العلماء بالممكلة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1424(6/2907)
التبرع بالأعضاء لا يدخل في باب الصدقة الجارية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل التبرع بالأعضاء وخاصة الكلية حلال أم حرام؟ وإن كان حلالاً فهل هو صدقة جارية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فسبق بيان حكم التبرع بالأعضاء في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 4005، 9409، 11667.
وليس التبرع بالكلية من الصدقات الجارية، ولكنه لا شك من أعمال البر العظيمة، قال تعالى: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً [المائدة:32] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1424(6/2908)
حكم التبرع اأجهزة التناسل
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز التبرع ببويضة أو بمبيض. وما هو حكم الشرع في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز التبرع بشيء من الأعضاء التناسلية من شخص لآخر، لما يترتب على زراعة هذه الأعضاء من انتقال الصفات الوراثية من الشخص المنقولة منه إلى أبناء الشخص المنقولة إليه. وقد سبق بذلك جواب مفصل في الفتوى رقم: 12107 فلتراجع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 رجب 1423(6/2909)
نقل أعضاء المتوفى دماغيا لشخص آخر ... نظرة طبية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز نقل الأعضاء من شخص إلى آخر وخاصة إذا كان الذي يؤخذ منه قد توفي دماغياً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يعرف اليوم بموت الدماغ.. هل يعتبر وفاة بحيث تجري على صاحبها أحكام الوفاة الشرعية أم لا يعتبر وفاة وتجري على صاحبها أحكام الحياة؟
أختلف العلماء المعاصرون في ذلك.. فذهب إلى اعتباره وفاة بعض العلماء وبرأي هؤلاء أخذ مجمع الفقه الإسلامي حيث قرر اعتباره وفاة شرعية، بشرط تعطل جميع وظائف الدماغ تعطلاً نهائياً، وبشرط أن يحكم الأطباء الاختصاصيون الخبراء بأن هذا العطل لا رجعة فيه، ويأخذ دماغه في التحلل ففي هذه الحالة يسوغ رفع أجهزة الإنعاش المركبة على الشخص، وإن كان بعض الأعضاء كالقلب لا يزال يعمل آلياً بفعل الأجهزة المركبة.
وذهب بعض العلماء المعاصرين إلى عدم اعتباره وفاة شرعية لبقاء نبض قلبه وجريان النفس فيه، وهذا القول الراجح عندنا لأن حالات كثيرة شخصت على أن صاحبها قد مات موتاً دماغياً، وعاش بعد ذلك واستمرت به الحياة، فقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط في نسختها الإلكترونية بتاريخ 30 يونيو 2001 أن عالماً بريطانياً متخصصاً بدراسة المصابين بالنوبات القلبية توصل إلى أنه هناك دلائل تدل على استمرار وعي الإنسان حتى بعد توقف الدماغ وذكر أنه درس حالات اعتبر الأطباء أصحابها ماتوا سريرياً ثم عادوا للحياة، ونقل العلامة محمد محمد مختار الشنقيطي في كتابه الجراحة الطبية عن العلامة بكر أبي زيد أنه قال: حَكَم جمع من الأطباء على شخصية مرموقة بالوفاة لموت جذع الدماغ لديه وأوشكوا على انتزاع بعض الأعضاء منه، لكن ورثته منعوا من ذلك، ثم كتب الله له الحياة ومازال حيا إلى تاريخه. انتهى
ونشرت جريدة "المسلمون" في عددها رقم: 232 بتاريخ 11/12/1409هـ
أن طفلاً ولد بدون مخ وقرر الأطباء أنه لا يعيش أكثر من أسبوعين وبلغ إلى وقت الخبر خمس سنوات.. ثم ذكرت حالتين أخريين الأولى: بلغ صاحبها على وقت نشر الخبر اثنتي عشرة سنة، والثانية يبلغ عمره ثلاث سنوات.
ومعلوم عند الأطباء أن الجسد يقبل الدواء والغذاء وتظهر عليه آثار النمو عندما يحكمون بوفاته دماغياً، والأعضاء البشرية لا تستجيب لوسائل الحياة إذا كانت قد ماتت.
والكتاب والسنة لا يرتبان أحكام الوفاة إلا على الموت النهائي في معلومنا، والأصل بقاء الحياة فلا تزول إلا بيقين.
والأطباء الذين يعتبرون موت الدماغ يسلمون بوجود أخطاء في التشخيص في مثل هذه الحالات مما يجعل اعتبار هذه العلامة موجبة للحكم بالوفاة يؤدي إلى خطر عظيم وتعدٍ على الأرواح التي من ضرورات الشريعة حفظها وصيانتها.
وقد ذكر الفقهاء للموت علامات منها: شخوص البصر، وانقطاع النفس، وانفراج الشفتين، وسقوط القدمين، وانفصال الزندين، وميل الأنف، وامتداد جلدة الوجه، وانخساف الصدغين، وتقلص الخصيتين مع تدلي جلدتيهما.
وقد نصوا على أن من مات بحادثة يحتمل معها بقاء حياته فلا يتعجل بتجهيزه حتى يتيقن موته، قال الشافعي بعد أن ذكر بعض علامات الوفاة السابقة: فأما إن مات مصعوقاً أو غريقاً أو حريقاً أو خاف من حرب أو سبع أو تردى من جبل أو في بئر فمات فإنه لا يبادر به حتى يتحقق موته..... فيترك اليوم واليومين والثلاثة حتى يخشى فساده لئلا يكون مغمى عليه أو انطبق حلقه أو غلب المرار عليه.
ومما تقدم يعلم أن الراجح هو أنه لا يجوز نقل الأعضاء أو التصرف في جسد من يقولون: إنه مات موتاً دماغياً لأن في ذلك اعتداء على حي لم تفارق روحه جسده. أما إذا مات، وانقطع نفسه، وتوقف قلبه، وظهرت عليه علامات الوفاة الشرعية، فيجوز نقل الأعضاء منه إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك بشرط أن يأذن الميت قبل موته أو ورثته بعد موته أو بشرط موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الأولى 1423(6/2910)
يجوز للزوجين التبرع للآخر بالدم
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله
هل يجوز للأزواج التبرع لبعضهما بالدم أو بأحد الأعضاء؟
وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لكل من الزوجين أن يتبرع للآخر بالدم، وانظر الفتوى رقم: 5090.
وكذا التبرع بالأعضاء لا فرق فيه بين الأزواج وغيرهم، ولمزيد من التفصيل انظر الفتاوى رقم: 4005، 9536، 4388.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1423(6/2911)
من أحكام التبرع بالدم
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم أخذ دم للكافر وإعطاءه للمسلم له لغرض العلاج؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز للمسلم أن يتبرع بالدم لمسلم أو لكافر معصوم الدم مضطر إليه للعلاج، كما يجوز طلبه من الغير للضرورة سواء كان المطلوب منه مسلماً أو كافراً، وينبغي لمن طُلب منه الدم أن يتعاون مع الطالب، ويحرم عليه أخذ مال مقابل الدم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم كما في حديث أبي جحيفة الذي رواه البخاري وإذا قدر أن الذي طلب منه الدم امتنع عن إعطائه إلا بمقابل ولم يجد غيره فلا حرج على المريض في دفع مال مقابل الدم، والإثم على الآخذ.
وإذا امتنع عن إعطائه بالكلية ولم يكن عليه ضرر في أخذه منه، وتوقف إنقاذ حياة المريض على أخذ الدم منه لأنه لا يوجد من يتوافق مع المريض في فصيلة دمه إلا هذا الشخص، فإنه حينئذ يؤخذ منه -جبراً- ما لا يضر به هو وتتم به إنقاذ حياة المريض، ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
5090 والفتوى رقم:
7020
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1423(6/2912)
جواز التبرع بالدم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم التبرع بالدم للانتفاضة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتبرع بالدم جائز إذا دعت ضرورة لذلك، ولا فرق في ذلك بين التبرع به للانتفاضة، أو التبرع به لآحاد الناس، ولكنه يكون في بعض الأوقات آكد من بعضها الآخر، وذلك كما في حالات كثرة الجرحى، وزيادة الحوادث، ولا شك أن واقع الأمر الآن في فلسطين من هذا القبيل، وراجع الفتوى رقم:
5090.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1423(6/2913)
التبرع بالأعضاء دون موافقة الأبوين ... رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز التبرع بالأعضاء من دون علم الوالدين وموافقتهما علما بأنهما لو علما لرفضا بسبب صغر السن وغير ذلك من الأسباب التي لديهما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة ربيع الآخر 1405هـ بشأن زراعة الأعضاء، أن أخذ عضو من جسم إنسان حي وزرعه في جسم إنسان آخر مضطر إليه لإنقاذ حياته أو لاستعادة وظيفة من وظائف أعضائه الأساسية هو عمل جائز ومشروع وحميد، إذا توافرت فيه الشروط الآتية:
1- أن لا يضر أخذ العضو من المتبرع ضرراً يخل بحياته العادية.
2- أن يكون إعطاء العضو من المتبرع طوعاً دون إكراه.
3- أن يكون زرع العضو هو الوسيلة الطبية الوحيدة الممكنة لمعالجة المريض المضطر.
4- أن يكون نجاح كل من عمليتي النزع والزرع محققاً في العادة أو غالباً.
فإذا توفرت فيك هذه الشروط،، وكنت من أهل التبرع بأن بلغت الحلم وكنت رشيداً، جاز لك التبرع وصح منك.
أما إذا لم تكن قد بلغت، فإن تبرعك بعضو من أعضائك أو بغير ذلك يعتبر لاغياً، لأن تبرع الصغير كالعدم.
مع التنبيه إلى أن التبرع بالأعضاء ولو للكبير لا يجوز إن كان فيه مخالفة لأمر الوالدين، لأن التبرع غير واجب، وطاعة الوالدين واجبة ما لم تصادم الشرع، ولأنه لا يجوز الخروج للجهاد إذا كان فرضاً كفائياً بدون موافقتهما لما ينالهما من الحزن والأسى على الولد، وما قد ينالهما من تبرعه بأعضائه لا يقل عن ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الأول 1423(6/2914)
زراعة الأعضاء التناسلية ... رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[1- هل يجوز نقل الأعضاء التناسلية بين شخص وشخص؟ وهل يتسبب في اختلاط الأنساب؟.
2- يقوم البعض بزراعة أشياء بغير حجمها الطبيعي مثلا عن طريق علم يسمى الهندسة الوراثية فهل هذا الشيء جائز وهل يجوز استخدام علم الاستنساخ على الحيوانات؟.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جماعة من العلماء المعاصرين والباحثين إلى عدم جواز نقل الأعضاء التناسلية من إنسان إلى آخر، وإليك بعض ما عللوا به ذلك:
قال الدكتور خالد رشيد الجميلي: إذا أبيح نقل العضو من إنسان إلى إنسان آخر، فهذا جائز بشرط عدم تأثير المنقول منه إلى المنقول إليه، وبناءً على ذلك فلا يجوز البتة الإفتاء بنقل الخصيتين أو المبيضين، لأن الخصيتين والمبيضين فيها سر الوراثة، وفيها سر الإمناء، فالوليد الذي يأتي من المنقول إليه يعد آتياً من المنقول منه، وهذا يؤثر على الإنسان تأثيراً مباشراً، ولا فرق بينه وبين الزنى والبغاء، إذ العلة ذاتها بين الزاني وبين المنقول إليه، وكذلك الحال الإفتاء بحرمة نقل المبيض لأن المبيض فيه سر الخلق والوراثة، إذ الجنين لا يتكون إلا من اجتماع "الحيمن" والبيضة التي تكون أمشاجاً بعد اختلاطها بالحيامن المنوية، فكأن البيضة التي خرجت من المنقول إليها قد خرجت من المنقول منها، وهي أجنبية لا زوجة، ولهذا يتحقق الزنا والبغاء بسبب اختلاط الأنساب، ومن هنا قلنا بتحريم نقل الخصيتين والمبيضين تحريماً قطعياً، وقد سرني بحث الأستاذة الفاضلة الدكتورة صديقة العوضي، وبحث الفاضل الدكتور كمال محمد نجيب: إذ أثبتا بأسلوب علمي أثر الخصيتين والمبيضين على اختلاط الأنساب إذا نقلت هذه الأعضاء من شخص لآخر، وجعلت بحثيهما من الأدلة العلمية التي اعتمدتها في إثبات حرمة نقل الأعضاء التناسلية، إذ ليس كل عضو يمكن أن نفتي بنقله لأن الأحكام الشرعية تتعلق بعللها، إذ حيثما تحققت العلة تحقق المعلول.. ونشكر الأستاذ الفاضل الدكتور: محمد علي البار: إذ أكد خلط الأنساب بعد نقل الخصية بقوله: إذ زرع الخصية من شخص لآخر يعني: انتقال الحيوانات المنوية من المتبرع إلى المتلقي. نقلاً عن مجلة مجمع الفقه الإسلامي الدورة السادسة العدد السادس، الجزء الثالث (1985-1997) كما ذهب الدكتور محمد سليمان الأشقر - وهو باحث بالموسوعة الفقهية الكويتية - إلى نفس ما تقدم: من عدم جواز نقل تلك الأعضاء لما في ذلك من محاذير شرعية كثيرة، وأضاف أموراً أخرى تتعلق بنقل الذكر، أو الفرج، ومما قاله بخصوص ذلك: المحذور الرابع: في حال نقل الذكر أو الفرج يكون الوطء اللاحق لذلك من قبيل الوطء المحرم، شبيهاً بالزنا المحرم، فإنه في حالة زرع الفرج يكون الرجل قد وطيء فرجاً لا يملكه لكونه فرج غير امرأته، وفي حالة زرع الذكر تكون المرأة قد وطئت بذكر غير زوجها ... مجلة مجمع الفقه الإسلامي (2001-2012) وقد تكلم الدكتور محمد المختار الشنقيطي عن نقل الخصيتين خاصة، وذهب إلى حرمة ذلك لعدة أمور منها:
1/ أن جواز النقل يؤدي إلى اختلاط الأنساب، وهو أمر محرم شرعاً.
2/ ان المعتبر قوله في هذه المسائل من الناحية الطيبة هم أهل الاختصاص والمعرفة من الأطباء، وقد شهدوا بأن نقل الخصيتين يوجب انتقال الصفات الوراثية الموجودة في الشخص المنقولة منه إلى أبناء الشخص المنقولة إليه الخصية، وهذه شبهة موجبة للتحريم.
3/ أن الخصية إذا نقلت من الحي أو الميت لابد من بقاء قدر من الحيوانات المنوية فيها، ومن ثم يختلط الماء القديم والماء الجديد، وعند جماع الرجل الثاني وإنزاله لا ندري أي الماءين أنزل، ونحن على يقين باشتراكهما، ولا يدرى بعد ذلك هل الحمل متخلق من ماء الأول، أم من ماء الثاني؟ وهذا خلط للأنساب ظاهر، فوجب تحريمه والمنع منه ... إلخ. أحكام الجراحات الطبية والآثار المترتبة عليها (392-398) .
ونكتفي بما ذكرنا، وإذا أردت المزيد فيمكنك الرجوع إلى ما ذكرناه من مصادر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1422(6/2915)
حكم التبرع بالأعضاء
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل التبرع بالدم وأعضاء الجسم حلال أم حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
سبقت الإجابة على حكم التبرع بالدم برقم:
5090 فلتراجع، أما التبرع بالأعضاء فلا يخلو صاحبه من واحدة من صورتين:
الأولى: أن يكون تبرع في حياته بعضو منه لينقل منه هو حيا.
الثانية: أن يكون تبرع به حيا، ولكن لينقل بعد ما يموت هو.
أما في الصورة الأولى: فإذا كان هذا العضو مما تتوقف حياة المتبرع عليه، كالقلب والرأس ونحوهما، فلا يجوز التبرع به، لأن التبرع به في معنى الانتحار، وإلقاء النفس في التهلكة، وهو أمر محرم شرعاً، ومثل ذلك ما إذا كان نقل العضو يسبب فقدان وظيفة جسمية، أو يؤدي إلى تعطيل عن واجب، مثل التبرع باليدين أو الرجلين، مما يسبب للإنسان العجز عن كسبه عيشه، والقيام بواجبه، أو كان التبرع بالعضو يضر بصاحبه بإحداث تشويه في خلقه، أو بحرمانه من عضوه لإزالة ضرر مثله في آخر، كالتبرع باليد أو قرنية العين من حي سليم لآخر يفقدهما، وذلك لعدم توفر حالة الاضطرار في المتبرع إليه، فكم من شخص على وجه الأرض بدون يد أو رجل، وكم من أعمى يعيش في هناء. ولو سلمنا بأن فاقد اليد أو العين مضطر، فإن تضرر صاحبهما المتبرع بفقدهما أولى بأن ينظر إليه، ومن القواعد: أن الضرر لا يزال بمثله. مع أن الأصل أن جسم الآدمي محترم، ومكرم، فلا يجوز الاعتداء عليه ولا إهانته بقطع أو تشويه، يقول الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) [الإسراء:70] ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه" أخرجه مسلم.
أما العضو الذي لم يكن في نقله ضرر على صاحبه المنقول منه، وتحققت المصلحة والنفع فيه للمنقول إليه، واضطراره له، فلا حرج -إن شاء الله تعالى- في التبرع به في هذه الحالة، بل هو من باب تفريج الكرب، والإحسان، والتعاون على الخير والبر.
وأما في الصورة الثانية: وهي التبرع بالعضو على أن ينقل بعد الموت، فالراجح عندنا جوازه. لما فيه من المصالح الكثيرة التي راعتها الشريعة الإسلامية، وقد ثبت أن مصالح الأحياء مقدمة على مصلحة المحافظة على حرمة الأموات. وهنا تمثلت مصالح الأحياء في نقل الأعضاء من الأموات إلى المرضى المحتاجين الذين تتوقف عليها حياتهم، أو شفاؤهم من الأمراض المستعصية.
مع العلم بأن في المسألة أقوالاً أخرى، ولكنا رجحنا هذا الرأي لما رأينا فيه من التماشي مع مقاصد الشريعة التي منها التيسير، ورفع الحرج، ومراعاة المصالح العامة، وارتكاب الأخف من المفاسد، واعتبار العليا من المصالح.
والتبرع بما ذكر في الحالتين مشروط بأن يكون المتبرَّع له معصوم الدم، أي أن يكون مسلماً أو ذمياً، بخلاف الكافر المحارب.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1422(6/2916)
حكم التبرع بالدم مقابل عوض
[السُّؤَالُ]
ـ[هل التبرع بالأعضاء بعد الموت حلال أو حرام، وهل التبرع بالدم مقابل بعض من المادة حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز التبرع بالدم لمن احتاج إليه وقد سبق بيان ذلك برقم 5090 وأما أخذ مقابل عوضاً عنه فلا يجوز، لأنه يكون بيعاً حينئذ، ولا يجوز للمسلم أن يبيع دمه أو جزءاً من أعضائه، إلا إذا كان هذا العوض على سبيل الهدية، ولم يشترطها المتبرع ولم تَتُق إليها نفسه. وأما التبرع بالأعضاء فقد سبق بيانه برقم 4005
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الأولى 1422(6/2917)
أخذ الهدية في مقابل التبرع بالكلى
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز التبرع بالكلى لمريض بدون مقابل؟ وإذا كان بمقابل مادي هل يجوز في حالة أصر المريض على الدفع تحت اسم هدية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ذهب جمع من أهل العلم إلى جواز التبرع بالكلية إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وقرر الأطباء: أنه لا خطر على صاحبها في نزعها منه، وأنها صالحة لمن نزعت من أجله.
ولايجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال من الأحوال.
فمن أقدم على التبرع بالكلى - بشرطه - فلينو بذلك الإحسان إلى أخيه، وتنفيس الكرب عنه، مبتغياً في ذلك الثواب من الله تعالى، غير متطلع إلى ثناء أو مكافأة في الدنيا، وليحرص على إخفاء هذه الصدقة قدر إمكانه حذراً من حبوط أجره بالمراءاة.
فإن جاءه بعد ذلك شيء من المال أو المكافأة - ولم تتشوف نفسه له - فلا حرج عليه في أخذه.
ولمزيد من الفائدة يراجع جواب الفتوى رقم: 4005، والفتوى رقم: 4388.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1422(6/2918)
حكم زرع شريان خنزير في بدن آدمي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز زرع شريان خنزير لمسلم مريض بالقلب في حالة عدم وجود بديل الرجاء الإجابة فورا لأن المريض بألمانيا للعلاج وينتظر الإجابة]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يخلو الحيوان المراد نقل العضو منه إلى الإنسان من أن يكون طاهراً أو يكون غير طاهر.
فإن كان طاهراً - مثل بهيمة الأنعام المذكاة ذكاة شرعية- فلا حرج في التداوي به بأي جزء من أجزائه، ولا حرج في زرع عضو منه في الإنسان، لعموم الأدلة المبيحة للتداوي بكل مباح. قال صلى الله عليه وسلم: "تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له شفاء غير داء واحد الهرم" رواه الأربعة إلا النسائي، ولأبي داود: "إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تتداووا بحرام".
وأما إن كان الحيوان غير طاهر - كالخنزير وميتة بهيمة الأنعام- فإن الأصل هو حرمة الانتفاع به في زراعة الأعضاء لنجاسته التي يوجب وضعها في البدن بطلان الطهارة ومن ثم بطلان الصلاة ونحوها من العبادات التي يشترط لها الطهارة، فإن لم يجد المريض إلا عضو حيوان نجس ولا يجد ما يقوم مقامه من الطاهر وقد دعت
الحاجة إلى ذلك فلا حرج في زراعته. قال تعالى: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) [البقرة:173] .
قال النووي رحمه الله: (إذا انكسر عظمه فينبغي أن يجبره بعظم طاهر قال أصحابنا: ولا يجوز أن يجبره بنجس مع قدرته على طاهر يقوم مقامه فإن جبره نُظر -إن كان محتاجاً إلى الجبر ولم يجد طاهراً يقوم مقامه فهو معذور. وإن لم يحتج إليه ووجد طاهراً يقوم مقامه أثم ووجب نزعه إن لم يخف منه تلف نفسه ولا تلف عضو)
وبناء على ذلك فلا حرج في زرع شريان أو بنكرياس خنزير للمسلم مع حاجته إليه وعدم وجود البديل الطاهر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1422(6/2919)
حكم الانتفاع بالدم وبيعه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز إعطاء الدم مقابل النقود والتبرع بهذه النقود للمساكين (إعطاء الدم يحصل هنا في المانيا مقابل كمية من النقود، والله أعلم لمن يستعمل هذا الدم) والله يجزيكم خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا خلاف بين أهل العلم في نجاسة الدم المسفوح، وحرمة الانتفاع به، قال القرطبي: اتفق العلماء على أن الدم حرام، نجس، لا يؤكل، ولا ينتفع به.
قال تعالى: (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) [البقرة: 173] .
وقال تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم) [المائدة: 3] .
إلا أنه في حالة الاضطرار، كالمريض الذي يحتاج إلى دم لإنقاذ حياته، أو لعلاجه من مرض ونحوه، فإنه يجوز له الانتفاع بالدم، لقوله تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) [الأنعام: 19] .
قال ابن عابدين في حاشيته: يجوز للعليل شرب البول، والدم، والميتة للتداوي، إذا أخبره طبيب مسلم أن منه شفائه، ولم يجد من المباح ما يقوم مقامه. انتهى.
وقد روى عبد الرزاق في مصنفه: أن عطاءً جاءه إنسان نُعت له أن يشترط على كبده (أي: يستخرج دما من جسده فوق موضع الكبد بمشرط أو غيره) فيشرب ذلك الدم من وجع كان به، فرخص له فيه. قلت ـ القائل ابن جريج ـ له: حرمه الله تعالى، قال: ضرورة، قلت له: إنه لو يعلم أن في ذلك شفاء، ولكن لا يعلم. انتهى.
فيجوز التبرع بالدم إذا كان لا يلحق ضرراً بالإنسان المتبرع، كما لا حرج في طلبه من مسلم أو غيره، لأجل إنقاذ حياة المضطرين مسلمين أو غير مسلمين ممن هم معصومو الدم.
أما بيع الدم فلا خلاف بين أهل العلم في حرمته؛ لأن الله سبحانه وتعالى حرم الدم، وأكد على تحريمه بإضافته إلى عينه، فيكون التحريم عاماً يشمل سائر وجوه الانتفاع بأي وجه كان، وبيعه انتفاع به فيكون حراماً.
وأخرج البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها".
فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود بيع ما حرم الله، فصح أنه إذا حرم الشرع شيئاً حرم بيعه وأكل ثمنه، إلا أن يأتي نص بتخصيص شيء من ذلك فيتوقف عنده.
وقد أخرج أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله إذا حرم على قوم أكل شيء حرم عليهم ثمنه" صححه النووي، كما في المجموع.
بل قد جاء النهي عن ثمن الدم بنص خاص، فقد أخرج البخاري عن أبي جحيفة أنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الدم، وثمن الكلب، وكسب الأمة، ولعن الواشمة والمستوشمة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصور".
قال ابن حجر: واختلف في المراد به ـ أي ثمن الدم ـ فقيل: أجرة الحجامة، وقيل: هو على ظاهره، والمراد تحريم بيع الدم. كما حرم بيع الميتة والخنزير، وهو حرام إجماعاً ـ يعني بيع الدم وأخذ ثمنه. انتهى.
لكن المنتفع بالدم إذ تعذر له الحصول عليه بلا عوض جاز له أخذه بعوض عن طريق الشراء لأنه مضطر أبيح له المحرم، فوسيلته أولى بالإباحة.
وعليه فلا يجوز لك بيع الدم سواء كان ثمنه تنتفع به أنت، أو تنفقه على المساكين ونحوهم. لكن إن أعطي المتبرع بالدم هدية على سبيل التشجيع، وهو غير مستشرف لها، ولم تكن عوضاً عما تبرع به من الدم فنرجو ألا حرج فيها.
كما ينبغي أن لا يتبرع الإنسان بالدم، إلا إذا علم أنه سيستخدم لمسلم، أو لغيره ممن هو معصوم الدم، ووجود الضرورة إلى استخدامه والانتفاع به، لأن الأصل الحرمة في الانتفاع به. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1421(6/2920)
حكم التبرع بالدم وشروطه
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بصفتي كاتبا عاما لجمعية نود القيام بحملة التبرع بالدم. فهل يجوز ذلك لغير المسلم؟ وجزاكم الله خيرا ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقرر للسائل أولاً أن الأصل في التداوي أن يكون بما أبيح شرعاً، ومن المعلوم أن استعمال الدم المسفوح حرام بنص القرآن الكريم قال الله تعالى: (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) [البقرة: 173] .
وقال أيضا: (حرمت عليكم الميتة والدم) [المائدة: 3] . لكن إذا اضطر الإنسان إلى دم غيره، وكان هو الطريق الوحيد لإنقاذه من المرض أو الضعف، وغلب على ظن أهل المعرفة انتفاعه به فلا بأس بعلاجه به وتخليصه من مرضه، لقوله تعالى بعد ذكر تحريم الدم وما معه: (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه) [البقرة: 173] .
وقوله تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه) [الأنعام: 119] .
ولهذا نرى أن التبرع بالدم إذا كان لا يلحق ضرراً بالإنسان المتبرع فلا حرج فيه، كما لا حرج في طلبه من مسلم أو غيره لأجل إنقاذ حياة المضطرين، مسلمين أو غير مسلمين، إذا كانوا غير محاربين. والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2921)
زراعة الأعضاء جائزة بشروط
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز نقل وزرع الأعضاء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فقد صدر عن المجمع الفقهي بمنظمة المؤتمر الاسلامي قرار بهذا الخصوص، في دورته المنعقدة بتاريخ 18 جمادى الآخرة 1408 هـ، الموافق 6 فبراير 1988 م بعد الاطلاع على الأبحاث المقدمة، وإليك نص القرار:
أولا: يجوز نقل العضو من مكان من جسم الانسان إلى مكان آخر من جسمه، مع مراعاة التأكد من أن النفع المتوقع من هذه العملية أرجح من الضرر المترتب عليها، وبشرط أن يكون ذلك لإيجاد عضو مفقود أو لإعادة شكله أو وظيفته المعهودة له، أو لإصلاح عيب أو لإزالة دمامة تسبب للشخص أذى نفسياَّ أو عضوياً.
ثانياً: يجوز نقل العضو من جسم إنسان إلى جسم إنسان آخر. إن كان هذا العضو يتجدد تلقائياً، كالدم والجلد، ويراعى في ذلك اشتراط كون الباذل كامل الأهلية، وتحقق الشروط الشرعية المعتبرة.
ثالثاً: تجوز الاستفادة من جزء من العضو الذي استؤصل من الجسم لعلة مرضية لشخص آخر، كأخذ قرنية العين لإنسان ما عند استئصال العين لعلة مرضية.
رابعاً: يحرم نقل عضو تتوقف عليه الحياة كالقلب من إنسان حي إلى إنسان آخر.
خامساً: يحرم نقل عضو من إنسان حي يعطل زواله وظيفة أساسية في حياته ـ وإن لم تتوقف سلامة أصل الحياة عليها ـ كنقل قرنية العينين كلتيهما، أما إن كان النقل يعطل جزءًا من وظيفة أساسية فهو محل بحث ونظر كما يأتي في الفقرة الثامنة.
سادساً: يجوز نقل عضو من ميت إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك، بشرط أن يأذن الميت أو ورثته بعد موته، أو بشرط موافقة وليّ المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له.
سابعاً: وينبغي ملاحظة أن الاتفاق على جواز نقل العضو في الحالات التي تم بيانها، مشروط بألا يتم ذلك بواسطة بيع العضو، إذ لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال ما. أما بذل المال من المستفيد ـ ابتغاء الحصول على االعضو المطلوب عند الضرورة أو مكافأة وتكريماً ـ فمحل اجتهاد ونظر.
ثامناً: كل ما عدا الحالات والصور المذكورة ـ مما يدخل في أصل الموضوع ـ فهو محل بحث ونظر، ويجب طرحه للدراسة والبحث في دورة قادمة على ضوء المعطيات الطبية الشرعية. والله أعلم.) انتهى قرار المجمع الفقهي.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 جمادي الأولى 1422(6/2922)
حكم نقل الأعضاء والتبرع بها.
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم هل يجوز التبرع بأعضاء الجسم بعد الموت؟ وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء المعاصرون في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
1- لا يجوز نقل الأعضاء الآدمية مطلقاً، سواء أكانت أعضاء كافر أم كانت أعضاء مسلم".
2- يجوز نقلها مطلقاً.
3- القول بالتفصيل، وهو أنه يجوز نقل الأعضاء الآدمية من الحي والميت، ولكن بشرط ألا يكون الشخص المنقول منه العضو مسلماً، وعلل القائلون بهذا القول ذلك بما يلي:
ا-أن الحاجة أو الضرورة -إذا وجدت- يمكن دفعها بغير المسلمين خصوصاً أنهم لا يمانعون في ذلك، فقوانينهم تبيحه بضوابط معينة.
ب- أن الأصل يقتضي حرمة المساس بجسد المسلم بالجرح أو القطع حياً كان أو ميتاً فوجب البقاء على الأصل حتى يوجد الدليل الموجب للعدول والاستثناء منه، إذ الأدلة المانعة من النقل كلها تتعلق بالمسلم، وأما الكافر فلا.
وعلى هذا فلا يجوز للمسلم التبرع بأعضائه بعد الموت، لأن من شرط صحة التبرع أن يكون الإنسان مالكاً للشيء المتبرع به، أو مفوضاً في ذلك من قبل المالك الحقيقي، والإنسان ليس مالكاً لجسده، ولا مفوضاً فيه، لأن التفويض يستدعي الإذن له بالتبرع وذلك غير موجود، وأيضاً فإنه لا يجوز بيع أعضاء الآدمي.
بقيت الإشارة إلى مسألتين: التبرع بالكلية حيث أجاز الكثير من العلماء التبرع بالكلية إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وقرر الأطباء المختصون أنه لا خطر على صاحبها في نزعها منه، وأنها صالحة لمن نزعت من أجله، كما أجازوا نقل القرنية (قرنية العين من إنسان بعد التأكد من موته، وزرعها في عين إنسان مسلم مضطر إليها، وغلب على الظن نجاح عملية زرعها، مالم يمنع أولياء الميت ذلك، وكأن هاتين المسألتين استثناء حيث لم يشترطوا في الشخص المنقول منه أن يكون كافراً _فيما أعلم_ بل يمكن أن يكون مسلماً، ويمكن للسائل الكريم أن يرجع إلى رسالة دكتوراة بعنوان: أحكام الجراحات الطبية، للدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2923)
إذا زرع قلب إنسان كافر في جسد إنسان مسلم فهل أحواله تتغير؟
[السُّؤَالُ]
ـ[لي سؤال لطالما فكرت فيه. يقول تعالى" ولكن تعمىالقلوب التي في الصدور" وفي الحديث إن في الجسد مضغة" إلى آخره. لو قمت بزرع قلب كافر مكان قلب مؤمن لما تغير الشخص المؤمن.هذا على حسب ظاهر النصوص الشرعية. وجهونا هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم..... وبعد: ...
فالقلب سمي قلبا لتقلبه في الأمور، أو لأنه خالص ما في البدن، وخالص كل شيء قلبه، أو لأنه وضع في الجسد مقلوباً. وهو أمير البدن وبصلاحه يصلح البدن وبفساده يفسد البدن كذلك. قال الله تعالى: " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور". [الحج:46] وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". فبالقلب يفقه العبد وبه يتوجه، فإذا صلح بنور الهداية أفلح صاحبه ونجح وإذا أظلم بالضلال خاب وخسر. وما جال في نفسك من خاطر أو فكر إنما غاب عنك فيه ـ أيها السائل الكريم ـ أن الجسد لم يتغير والذي تغير إنما هو القلب، وما تغير الشخص نفسه إنما تغير جزء منه وإن كان جزءاً مهما. ولكن بقي ذات الشخص ومسماه الذي تعلقت به التكاليف. ومعلوم أن إظلام قلب الكافر أو المنافق إنما يكون بالمواد التي تمده وتؤثر فيه فهو مثل ماكينة السيارة التي سبب عطبها ما يدخلها من مواد فاسدة فإذا تغيرت تلك المواد الفاسدة المسببة لعطب تلك الماكينة بمواد تصلح بها فإنها تصلح. فهذه الماكينة كان يمدها صاحبها ببعض المواد الفاسدة ففسدت السيارة كلها. فإذا نقلت تلك الماكينة لسيارة أخرى واعتنى بها صاحبها عناية تامة ووضع فيها ما يصلح لها ويكون سبباً في سيرها على التمام سارت السيارة كلها كذلك. وهذا لايعني أن القلب لادخل له ولا أثر، ولكن أثره نسبي، فقد يقع أن القلب المنقول إلى شخص ما ينقل إلى هذا الشخص بعض الصفات التي كانت عند الشخص المنقول منه. وقد ذكر د/ على الخطيب رئيس تحرير مجلة الأزهر السابق أن طبيبا للقلب مشهوراً قد اعتزل مهنة جراحة القلب، ذلك لأن الأشخاص الذين قد نقلت لهم قلوب من أشخاص آخرين وجدهم قد تغيرت بعض تصرفاتهم وطرأت عليهم أشياء لم يكونوا يفعلونها قبل إجراء العملية مما حدا به إلى اعتزال المهنة. ومما ينبغي أن يعلم أن علاقة القلب بالبدن لها جانبان: جانب عضوي، وهذا معروف ويمكن تفسيره طبياً لأنه أمر مادي. والجانب الآخر معنوي وهذا أمر غيب لا يمكن تكييفه على وجه الدقة، لكنا نعلم - بدلالات النصوص الشرعية ـ أن السعادة والشقاوة مقدرة على هذا الشخص - صاحب البدن ـ أو ذاك، وهي مرتبطة بكسبه وعمله، والقلب ما هو إلا مستودع ومركز انطلاق وتوجيه، يتكيف بما يحيط به ويقدرعلى صاحبه، وعلى هذا فما قدر لشخص ما فإنه مرتبط بعموم بدنه وليس بخاصة قلبه. والقلب الجديد يقوم بوظائفه المعنوية ضمن علاقة غيبية وتقدير إلهي محكم. وهو يصلح في صاحبه الجديد حسب المادة التي تمده. كما أنه والحالة هذه قلب معار سوف يعود ـ حسب ظواهر الأدلة ـ إلى صاحبه فيعذب أو ينعم معه في الآخرة، فلا الكافر يمكن أن يسلم بمجرد نقل قلب مسلم إليه ولا العكس، لما بينا، والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شوال 1421(6/2924)
يجوز زرع الأعضاء بشروط
[السُّؤَالُ]
ـ[هل عمليات زراعة الأعضاء البشرية عملية شرعية؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ...
فلعمليات زراعة الأعضاء صورتان:
الصورة الأولى: أن ينقل الشخص عضواً أو جزءاً منه من مكان من جسمه إلى مكان آخر منه، والنقل في هذه الصورة جائز – إن شاء الله – بثلاثة قيود:-
1- أن تكون هنالك حاجة ماسة إلى هذا وليس مجرد التزيين.
2- أن يؤمن حدوث خطر على الحياة خلال نزع العضو أو تركيبه.
3- أن يغلب على الظن نجاح زراعة الأعضاء هذه.
الصورة الثانية: أن ينقل العضو من شخص إلى آخر، ولها حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون الشخص الذي أخذ منه العضو ميتاً، وجواز النقل هنا مقيد بما إذا كانت حياة الشخص المنقول إليه العضو في خطر داهم إن لم ينقل إليه، أو كانت هنالك حاسة مفقودة عنده كحاسة البصر، بالإضافة إلى غلبة الظن على نجاح العملية، وأن يوصي الميت بذلك أو يأذن الورثة في نقل العضو المراد زراعته.
الحالة الثانية: أن يتبرع الإنسان الحي - بغير عوض - بعضو منه أو جزئه إلى مسلم مضطر إلى ذلك وهذا جائز، بشرط غلبة الظن بنجاح عملية الزرع وعدم حصول ضرر على الشخص المنقول منه العضو، لأنه في ذلك كله إنقاذ معصوم وإزالة ضرر واقع، وهذه من المقاصد الشرعية المرعية، وليس له أن يتبرع بعضو تتوقف عليه الحياة كالقلب، أو عضو يترتب على فقدانه زوال وظيفة أساسية في حياته كنقل قرنية العين، لأن الضرر لا يزال بمثله.
وهناك أمور عامة لا بد من مراعاتها في عملية نقل وزرع الأعضاء وهي:
أولاً: لا يجوز إخضاع أعضاء الإنسان للبيع بحال، وإذا بذل للمتبرع مكافأة أو هدية ولم تستشرف نفسه لذلك فلا حرج عليه في أخذها.
ثانياً: لا يجوز نقل الأعضاء التناسلية كالخصيتين أو المبيضين من إنسان إلى آخر، كما قرره أهل الاختصاص من أن ذلك يوجب انتقال الصفات الوراثية الموجودة في الشخص المتبرع إلى أبناء الشخص المنقولة إليه الخصية، كما يوجب انتقال الحيوانات المنوية المتبقية في خصية المتبرع إلى المتلقي.
ثالثاً: لا يجوز نقل الأعضاء أو التصرف في جسد من قيل إنه مات دماغياً، ما لم ينقطع نفسه، ويتوقف قلبه، وتظهر عليه علامات الوفاة الشرعية.
رابعاً: يشترط في المتبرع أن يكون أهلاً للتبرع، وذلك ببلوغه ورشده.
خامساً: تجوز الاستفادة من جزء من العضو الذي استؤصل لعلة مرضية لشخص آخر، كأخذ قرنية العين لإنسان ما عند استئصال العين لعلة مرضية.
وما أشرنا إليه هنا فيما يتعلق بالموت الدماغي قد بيناه في الفتوى رقم: 19923 وهذا نصها:
السؤال: هل يجوز نقل الأعضاء من شخص إلى آخر وخاصة إذا كان الذي يؤخذ منه قد توفي دماغياً؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما يعرف اليوم بموت الدماغ.. هل يعتبر وفاة بحيث تجري على صاحبها أحكام الوفاة الشرعية أم لا يعتبر وفاة وتجري على صاحبها أحكام الحياة؟
أختلف العلماء المعاصرون في ذلك.. فذهب إلى اعتباره وفاة بعض العلماء وبرأي هؤلاء أخذ مجمع الفقه الإسلامي حيث قرر اعتباره وفاة شرعية، بشرط تعطل جميع وظائف الدماغ تعطلاً نهائياً، وبشرط أن يحكم الأطباء الاختصاصيون الخبراء بأن هذا العطل لا رجعة فيه، ويأخذ دماغه في التحلل ففي هذه الحالة يسوغ رفع أجهزة الإنعاش المركبة على الشخص، وإن كان بعض الأعضاء كالقلب لا يزال يعمل آلياً بفعل الأجهزة المركبة.
وذهب بعض العلماء المعاصرين إلى عدم اعتباره وفاة شرعية لبقاء نبض قلبه وجريان النفس فيه، وهذا القول الراجح عندنا لأن حالات كثيرة شخصت على أن صاحبها قد مات موتاً دماغياً، وعاش بعد ذلك واستمرت به الحياة، فقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط في نسختها الإلكترونية بتاريخ 30 يونيو 2001 أن عالماً بريطانياً متخصصاً بدراسة المصابين بالنوبات القلبية توصل إلى أنه هناك دلائل تدل على استمرار وعي الإنسان حتى بعد توقف الدماغ وذكر أنه درس حالات اعتبر الأطباء أصحابها ماتوا سريرياً ثم عادوا للحياة، ونقل العلامة محمد محمد مختار الشنقيطي في كتابه الجراحة الطبية عن العلامة بكر أبي زيد أنه قال: حَكَم جمع من الأطباء على شخصية مرموقة بالوفاة لموت جذع الدماغ لديه وأوشكوا على انتزاع بعض الأعضاء منه، لكن ورثته منعوا من ذلك، ثم كتب الله له الحياة ومازال حيا إلى تاريخه. انتهى
ونشرت جريدة "المسلمون" في عددها رقم: 232 بتاريخ 11/12/1409هـ
أن طفلاً ولد بدون مخ وقرر الأطباء أنه لا يعيش أكثر من أسبوعين وبلغ إلى وقت الخبر خمس سنوات.. ثم ذكرت حالتين أخريين الأولى: بلغ صاحبها على وقت نشر الخبر اثنتي عشرة سنة، والثانية يبلغ عمره ثلاث سنوات.
ومعلوم عند الأطباء أن الجسد يقبل الدواء والغذاء وتظهر عليه آثار النمو عندما يحكمون بوفاته دماغياً، والأعضاء البشرية لا تستجيب لوسائل الحياة إذا كانت قد ماتت.
والكتاب والسنة لا يرتبان أحكام الوفاة إلا على الموت النهائي في معلومنا، والأصل بقاء الحياة فلا تزول إلا بيقين.
والأطباء الذين يعتبرون موت الدماغ يسلمون بوجود أخطاء في التشخيص في مثل هذه الحالات مما يجعل اعتبار هذه العلامة موجبة للحكم بالوفاة يؤدي إلى خطر عظيم وتعدٍ على الأرواح التي من ضرورات الشريعة حفظها وصيانتها.
وقد ذكر الفقهاء للموت علامات منها: شخوص البصر، وانقطاع النفس، وانفراج الشفتين، وسقوط القدمين، وانفصال الزندين، وميل الأنف، وامتداد جلدة الوجه، وانخساف الصدغين، وتقلص الخصيتين مع تدلي جلدتيهما.
وقد نصوا على أن من مات بحادثة يحتمل معها بقاء حياته فلا يتعجل بتجهيزه حتى يتيقن موته، قال الشافعي بعد أن ذكر بعض علامات الوفاة السابقة: فأما إن مات مصعوقاً أو غريقاً أو حريقاً أو خاف من حرب أو سبع أو تردى من جبل أو في بئر فمات فإنه لا يبادر به حتى يتحقق موته..... فيترك اليوم واليومين والثلاثة حتى يخشى فساده لئلا يكون مغمى عليه أو انطبق حلقه أو غلب المرار عليه.
ومما تقدم يعلم أن الراجح هو أنه لا يجوز نقل الأعضاء أو التصرف في جسد من يقولون: إنه مات موتاً دماغياً لأن في ذلك اعتداء على حي لم تفارق روحه جسده. أما إذا مات، وانقطع نفسه، وتوقف قلبه، وظهرت عليه علامات الوفاة الشرعية، فيجوز نقل الأعضاء منه إلى حي تتوقف حياته على ذلك العضو، أو تتوقف سلامة وظيفة أساسية فيه على ذلك بشرط أن يأذن الميت قبل موته أو ورثته بعد موته أو بشرط موافقة ولي أمر المسلمين إن كان المتوفى مجهول الهوية أو لا ورثة له.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ذو القعدة 1423(6/2925)
الكي.. معناه.. مدى مشروعيته.. والتعذيب به
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو تعبير الكي في الشرع (مثلا سمعت من فلان عقابك الكي)
ما المقصود من الكي]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالكي معروف، وهو: إحراق الجلد بحديدة ونحوها. قال في لسان العرب: كواه كيا، وكوى البيطار وغيره الدابة وغيرها بالمكواة، يكوي كيًّا وكيَّة، وقد كويته فاكتوى هو، وفي المثل: آخر الطب الكي. اهـ
ثم قال: الكي بالنار من العلاج المعروف في كثير من الأمراض، وقد جاء في أحاديث كثيرة النهي عن الكي، فقيل: إنما نهي عنه من أجل أنهم كانوا يعظمون أمره، ويرون أنه يحسم الداء، وإذا لم يكو العضو عَطِب وبطل، فنهاهم عنه إذا كان على هذا الوجه، وأباحه إذا جُعل سببًا للشفاء لا علة له، فإن الله عز وجل هو الذي يبرئه ويشفيه لا الكي ولا الدواء، وهذا أمر يكثر فيه شكوك الناس، يقولون: لو شرب الدواء لم يمت، ولو أقام ببلده لم يقتل، ولو اكتوى لم يعطب. وقيل: يحتمل أن يكون نهيه عن الكي إذا استعمل على سبيل الاحتراز من حدوث المرض وقبل الحاجة إليه، وذلك مكروه، وإنما أبيح التداوي والعلاج عند الحاجة إليه. ويجوز أن يكون النهي عنه من قبيل التوكل، كقوله: الذين لا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. والتوكل درجة أخرى غير الجواز. والله أعلم. انتهى كلام صاحب اللسان.
وانظر في حكم العلاج بالكي الفتوى رقم: 28323.
وليس في الشرع عقاب بالكي، بل قد جاء النهي عن التعذيب بالنار، والإخبار بأن ذلك لله وحده، كما روى أحمد وأبو داود عن حمزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّره على سرية، قال: فخرجت فيها. وقال: إن وجدتم فلانًا فأحرقوه بالنار. فوليت، فناداني، فرجعت إليه فقال: إن وجدتم فلانًا فاقتلوه ولا تحرقوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الأولى 1424(6/2926)
لا يترك مطلقا بل يستعمل عند تعينه
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم العلاج بالكي (بالنار) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعلاج بالكي في نفسه جائز للأحاديث الواردة في ذلك، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه: أنه كوى من ذات الجنب والنبي صلى الله عليه وسلم حي.
وقد كوى النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ، واكتوى غير واحد من الصحابة.
وقد جاء في بعض الأحاديث ما يدل على كراهة الكي والنهي عنه.. فمن ذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الشفاء في ثلاث: شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار. وأنهى أمتي عن الكي.
وفي البخاري أيضاً عن جابر رضي الله عنه من قوله صلى الله عليه وسلم: ما أحب أن أكتوي.
فهذه الأحاديث لا تدل على تحريمه ما دام صاحبه يعتقد أن الشفاء بيد الله. وقيل: إنما نهى عنه لما فيه من الألم الشديد، وقيل: غير ذلك.
وقال الحافظ ابن حجر: ويؤخذ من الجمع بين كراهته واستعماله أنه لا يترك مطلقاً بل يستعمل عند تعينه. وقال أيضاً: وأما قوله: ما أحب أن أكتوي. فهو من جنس تركه أكل الضب مع تقريره على مائدته واعتذاره بأنه يعافه.
وقال الإمام ابن القيم: قد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع أحدها: فعله، الثاني: عدم محبته، والثالث: الثناء على من تركه، والرابع: النهي عنه، ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى.. فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته لا يدل على المنع منه، وأما الثناء على تاركه فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهة أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه بل يفعل خوفاً من حدوث الداء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1423(6/2927)
حكم ولادة المرأة على يد طبيب ذكر
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤال آخر: ما حكم ولادة المرأة لدى طبيب ذكر رغم وجود طبيبات توليد نساء، مع العلم أن الطبيبات النساء لم يكن بنفس كفاءة الرجال فأنا أعمل بمستشفى وأعرف إمكانيات كل طبيب جيداً ولكني فى حيرة بين الشرعية والكفاءة. الرجاء الإفادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبالنسبة لولادة المرأة على يد طبيب ذكر، فهذا لا يجوز إلا في حال الضرورة المبيحة للمحظور، كأن تستدعي حالة المرأة وجود طبيب، ولا يوجد إلا طبيب ذكر أو وجدت طبيبة ليس عندها كفاءة لمثل حالة المرأة فيخشى منها الإضرار بها، كما تقدم بيان ذلك في الفتويين: 13756، 47114.
فإنه لا يخفى أن ولادة النساء تختلف يسراً وعسراً، وسلامة وخطراً، فلا بد من تقدير الأمر حق قدره، فلا ينتقل عن أصل الحرمة إلا في الضرورة المعتبرة، وهكذا الحكم عموماً في كشف الطبيب الذكر على المرأة وقد سبقت بعض الفتاوى في حكم كشف الطبيب على المرأة، وبيان حد الضرورة المبيحة لذلك، فراجع منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 20549، 23240، 8107، 19439.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1430(6/2928)
تأخير الحمل لخطورته على صحة الأم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة من سنة، وحملت مرتين، والطفل توفي في الشهورالأولى، وأنا عندي كلية واحدة فقط ـ خلقة ربناـ واكتشفت بعد نزول الطفل للمرة الثانية أن الكاريتين في الكلية عال وصل إلى 3,5 وأنا آخد علاجا للكلى في هذاالوقت، لأن الكلية الموجودة حاليا نصفها فيه تليف ونسبه الزلال عندي كانت فوق 2000 ومع العلاج يقل بقى حاليا 800 فقط، والكاريتين يزيد ولاينقص، بقى حاليا 4,5 وأنا أريد أن أحمل والدكتور يقول لي إن النسبة هذه عالية جدا، ولو حملت فإن الكلية ستتدمر ويقول لي انتظري، فمن الممكن أن تقل النسبة، وأنا الذي أراه أنها مع الوقت تزيد ولاتقل، ولاأعرف ماذا أعمل؟ وخائفة أن أنتظروترتفع أكثر. أرجو الإفادة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يأجرك على سقطيك خيرا.
أما الحمل فإن كان ـ في رأي الأطباء الأمناء الثقات ـ سيؤدي إلى ضرر بك قد يؤدي إلى الهلاك قطعا أو بظن غالب، فيجب عليك السعي في منعه، لقوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً {النساء: 29} . وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني.
ومن المعلوم أن حفظ النفس من الضرورات الخمسة التي جاءت الشرائع كلها بحفظها، والكلية من الأعضاء الضرورية لحياة الإنسان.
فعليك أختي الكريمة أن تنتظري بحملك الوقت المناسب كما يوصي الأطباء، واعلمي أن الشفاء بيد الله تعالى، فألحي بالدعاء عليه، وأحسني الظن به، واصدقي في التوكل عليه، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات في الشبكة للفائدة في الناحية الطبية والنفسية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 شعبان 1430(6/2929)
الجنين قد يولد لأقل من تسعة أشهر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا صاحب الفتوى رقم 107746، وقد وضعت بالفعل المرأة التي قد أخطأت معها ولكن تمت الولادة بعد ثمانية أشهر وثلاثة عشر يوما أي بعد حوالي 34 أسبوعا والمعروف أن الولادة تتم بعد 40 أسبوعا وسألتها عن والد الطفل الحقيقي فحاولت التهرب من السؤال أكثر من مرة وأنا أسأل فقط من باب أن يستريح ضميري فأنا أحترق مما اقترفته من ذنب ولم يحرك ذلك ساكنا عندها والآن كلما حاولت الاتصال بى لا أرد عليها ولا يوجد بيننا الآن أي نوع من الاختلاط وأريد أن أعرف هل أنا والد الطفل فعلا أم أن هذه المرأة تتلاعب بي وذلك كي يستريح ضميري.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنؤكد لك ما ذكرنا بالفتوى السابقة من أن هذه المرأة ما دامت ذات زوج فإن هذا الطفل ينسب إلى زوجها ولا ينتفي عنه إلا إذا نفاه بلعان، ولا ينسب هذا الطفل إليك بحال.
روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
فلا تشغل نفسك بالتفكير في هذا الأمر وعليك بالحرص على ما ينفعك والحذر من كل وسيلة قد تقودك للوقوع في الفاحشة مرة أخرى.
ونوصيك بالابتعاد عن هذه المرأة والحزم في التعامل معها ومع غيرها من النساء الأجنبيات إذا احتجت إلى التعامل معهن، وعليك بالحرص على مصاحبة الأخيار واجتناب مصاحبة الفجار، واعلم أن الطفل قد يولد لستة أشهر؛ كما قال تعالى: وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا {الأحقاف:15} .
فإذا أخذت من هذه الأشهر الثلاثين مدة الرضاع وهي الحولان أي أربعة وعشرون شهرا بقيت ستة أشهر هي فترة الحمل،هكذا استنبط هذا الحكم علي رضي الله عنه من هاتين الآيتين، فليس بلازم أن يكمل الجنين تسعة أشهر، فقد يولد لأقل من ذلك كما ذكرنا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الأول 1430(6/2930)
الولادة المبكرة للجنين الذي به تشوهات خلقية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا حامل في الشهر السابع ومنعني الأطباء من الحمل نظراً لارتفاع ضغط الدم ولكن حملت بدون إرادتي وقد اكتشف الأطباء خلال التصوير التلفزيوني أن الجنين يعاني من ضمور في الدماغ وثقوب في القلب مع احتمال وجود مشاكل أخرى في القلب بالإضافة إلى الشفة الأرنبية وأنا الآن أعاني من ألم نفسي ودائمة التفكير في مستقبل هذا الطفل وكذلك أنا منهكة فأنا أم لستة أطفال آخرين طبيعين فالمسؤولية تقع على عاتقي في المصروف والتدريس والاهتمام بهم فوالدهم غائب عن الاهتمام بهم حيث يُحملني المسؤولية عن كل ما يصيبهم من إهمال، فهل يجوز لي شرعاً عمل ولادة مبكرة لهذا الجنين حيث إن هذا الطفل يحتاج إلى عناية خاصة وأنا غير قادرة على ذلك ومواعيد مستشفيات ... إلخ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لك ذلك ما لم يثبت بإخبار الطبيب الثقة أن في بقائه ضرراً وخطراً على حياتك، وإلا فاتق الله واصبري واحتسبي، وسيجعل لك من أمرك يسراً، ومن ضيقك مخرجاً. وللمزيد انظري الفتوى رقم: 42037.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الأول 1429(6/2931)
حكم الولادة القيصرية بدون حاجة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الولادة القيصرية دون حاجة لذلك، وذلك لتجنب آلام الولادة العادية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعروف لنا أن الذي يقرر كيفية الولادة هم الأطباء، وأنهم لا يلجأون إلى الولادة القيصرية إلا عند لزوم ذلك، فإن لم تكن الحالة تستدعي ذلك فإنهم يفضلون الولادة الطبيعية , ومن ثم ننصحك بترك الأمر لهم، فإن اختاروا الولادة القيصرية فقد قضي الأمر، وأما دون الحاجة إلى ذلك فالذي يظهر عدم الجواز، وذلك لما يترتب عليه من مفاسد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1429(6/2932)
كشف العورة للضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[بالاشارة الى فتواكم الخاصة بتحريم تركيب اللولب لما فيه من كشف العورة، أود أن أسألكم ما حكم تركيبه بدون كشف للعورة ... من قبل دكتورة حاذقة.
ثانيا: ما حكم القابلة، وطبيبة الولادة وهي تطلع أيضا على هذه العورة أثناء الوضع؟؟؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
تركيب اللولب لمنع الحمل جائز للضرورة ولو كان تركيبه لا يحصل إلا بكشف العورة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتركيب اللولب جائز إذا دعت إليه حاجة، ولم يكن هناك بديل يخلو مما يشتمل عليه من محاذير، وفي هذه الحالة إذا أمكن للمرأة تركيبه لنفسها أو يقوم زوجها بذلك فهذا أفضل، بل هو واجب إذا كان يترتب على الغير كشف العورة أو لمسها، وإن لم يمكن ودعت ضرورة إلى تركيبه جاز ذلك ولو ترتب عليه كشف العورة، وراجعي الفتوى رقم: 4219، والفتوى رقم: 25831.
والقابلة يجوز لها عند التوليد كشف العورة للضرورة وليس لكونها امرأة، بل قد يجوز ذلك للطبيب في حال عدم وجود امرأة تقوم بذلك، وراجع الفتوى رقم: 47114، والفتوى رقم: 11250.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شعبان 1428(6/2933)
لا بأس بتأخير الحمل لصحة الأم أو الطفل
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد رزقني الله بمولودة والحمد لله، ولكن نتيجة ما عانيت أثناء الولادة من خياطة وغيره فقد أصبح لدي خوف من الولادة حيث إنني أرغب في الولادة ولكن بعد أن تكبر ابنتي وأستعيد عافيتي إن شاء الله ولكن نتيجة لفضول بعض النساء عندما يلاحظن علي تغيرا يقلن هل أنت حامل فأجيب لا الحمد لله، فهل أنا آثمة لهذا الرد مع أن في نيتي أنني أحمل إن شاء الله ولكن بعد فترة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تأخير الإنجاب لمصلحة شرعية معتبرة كمراعاة صحة الأم أو الطفل ونحو ذلك أمر لا بأس به، وانظري الفتوى رقم: 9339، وعليه فإجابتك بعبارة: لا والحمد لله في هذا المقام لا حرج فيها إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رجب 1428(6/2934)
تجب الدية كاملة على الطبيب المتسبب في قطع نسل شخص
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عملت عملية في بطني قبل خمس سنوات من أجل قطع للوراثة مؤقت لأني كنت أمرض لما تأتيني حالة الولادة وأخبرتني الدكتورة أنه في أي وقت يمكنني أن أعمل عملية أخرى لفتح الربط وأستطيع أن أنجب مرة أخرى وكان هذا الكلام في الماضي.
أما في الوقت الحاضر فقد أردت أن أعاود الإنجاب ولكن للأسف أخبرتني دكتورة أخرى أنه لا يمكن أن أفعل ذلك لأن العملية كانت عملية قطع وليس ربط ولكني أصررت على العملية وعملتها ولكن من دون فائدة.
خلاصة الموضوع تبدأ أن الدكتورة التي عملت لي العملية (وهي من جنسية صينية) قد كذبت علي.
سؤالي هو:هل توجد أي كفارة أو أي عمل أقوم به أم هل توجد لديكم أي حلول؟
أفيدوني أفادكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المسلم أن يعلم حكم الله تعالى ويستخير ويتثبت من أي عمل يريد القيام به وخاصة في مثل هذه العمليات التي يكون لها ما بعدها من تأثير على النفس والجسم والحياة بصفة عامة.
فإجراء العمليات التي تؤدي إلى قطع النسل لا يجوز إلا في حالة تحقق الخطر على حياة أم لا يمكن دفع الخطر عنها بغير القطع.
وتقدم ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 36768، نرجو أن تطلعي عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
والطبيب الذي تسبب في قطع نسل شخص بغير إذنه أو علمه عليه الدية كاملة كما بيناه بالتفصيل مع ذكر أقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 67663، بإمكانك أن تطلعي عليها، وعلى ضمان الطبيب في الفتوى رقم: 60476.
وأما إقدامك على العملية اعتمادا على قول الطبيبة وجهلا منك أنها تقطع النسل فإنه يرفع عنك الإثم إن شاء الله تعالى، ولا كفارة عليك في ذلك. وسبق بيانه في الفتوى: 62544.
والذي نوصيك به هو تقوى الله تعالى والاعتماد عليه وتفويض الأمر إليه، وعمل ما استطعت من أعمال الخير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 رجب 1428(6/2935)
درجة حديث: إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرا بإذن الله.
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت جزءا من حديث شريف يقول: إذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان ذكراً. فهل هذا صحيح وهل هناك شيء مذكور على لسان رسولنا الكريم الذي قد يساعد في المحاولة للحصول على ولد؟ وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث المذكور صحيح فقد أخرجه الإمام مسلم ولفظه: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله.
أما إمكانية التذكير أو التأنيث بفعل الإنسان وإرادته فلم يرد فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم حسب علمنا، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7888، 77653، 68054، 80814، 75568، 13174.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رجب 1428(6/2936)
مدى علاقة التذكير والتأنيث بين عمر المرأة أو الأشهر الميلادية
[السُّؤَالُ]
ـ[وصلني عبر الإيميل جدول وجد في مقبرة أحد ملوك الصين حينما كانت امبراطورية قبل 700 سنة، وكان علماء الصين حينها قد ابتكروها لمعرفة جنس المولود (ذكر أو أنثى) ، يوضح الجدول العلاقة بين عمر المرأة بالتاريخ الميلادي وبين أشهر السنة الميلادية، فعلى سبيل المثال، إذا حدث التلقيح في شهر يناير وكان عمر المرأة 20 سنة فإن المولود سيكون ذكراً، وهكذا في بقية الجدول، فهل هذا من باب العلم {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} ، أم أنها من باب الدجل والعرافة والخرافات، علما بأن من ابتكرها هم علماء وتم بناء الجدول على أسس علمية هم اكتشفوها وعلى دراية بها، وما الحكم في حالة استخدام الجدول في كلا الحالتين (سواء كانت إجابتكم: علم أم دجل وخرافة) ؟ وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في الشرع الحنيف أن الولد يكون ذكراً إذا علا مني الرجل مني المرأة، وبالعكس يكون أنثى بإذن الله، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه وغيره من حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله. الحديث.
كما ثبت علمياً أن التذكير والتأنيث في المولود يخضع لما يقدره الله من التقاء الكوروموزومات التي تحمل جميع الصفات الوراثية للكائن الحي، والإنسان تحوي كل خلية من خلاياه على ثلاث وعشرين زوجاً من الكوروموزومات، كلها من نوع xx إلا الكوروموزوم المتعلق بالجنس فإنه بالنسبة للمرأة يكون: xx وللرجل: xy.
ومن المعلوم أن نصف الكوروموزومات من كل جهة يلتقي مع النصف الآخر من كوروموزومات الجهة الأخرى، وينعزل النصفان الآخران، وإذا التقى في كوروموزوم الجنس الذي هو: x من المرأة مع: x من الرجل، فإن المولود يكون أنثى، وإذا التقى x من المرأة مع y من الرجل كان المولود ذكراً، أي أن التذكير والتأنيث يتبعان لنوع الكوروموزوم الذي يأتي من الرجل، وليس لكوروموزوم المرأة فيه دور، لأنها لا تعطي إلا xx ومن هذا تتبين الحكمة البالغة في قول الله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ {الأحزاب:5}
وليس بين هذه الحقائق العلمية تناقض مع ما ورد في الحديث الشريف الذي تقدم ذكره، وإذا ثبت شرعاً أن التذكير والتأنيث لا علاقة بينهما وبين عمر المرأة أو الأشهر الميلادية، وثبت مثل ذلك علمياً، لم يبق إلا أن يكون الجدول المذكور داخلاً في باب الدجل والعرافة والخرافات، وبالتالي يكون استخدامه غير جائز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 محرم 1428(6/2937)
مذاهب الأئمة في أكثر مدة الحمل
[السُّؤَالُ]
ـ[هنالك في عدة أماكن من القوانين الشرعية نجد بأن أكثر مدة الحمل هي عامان هل لكم التفضل والإجابة على تفسير ذلك شرعا أو غيره. ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأكثر مدة الحمل عند المالكية والشافعية والحنابلة هي أربع سنوات، وفي قول للمالكية أنها خمس سنوات، ومذهب الحنفية وهو رواية عن الحنابلة أنها سنتان.
وهذا أخذه العلماء من استقراء أحوال النساء في عصرهم، فحكي عن مالك رحمه الله أنه قال: جارتنا امرأة محمد بن عجلان امرأة صدق، وزوجها رجل صدق، حملت ثلاثة أبطن في اثنتي عشرة سنة، تحمل كل بطن أربع سنين.
ولمزيد من الفائدة في هذا الموضوع تراجع الفتوى رقم: 18395، والفتوى رقم: 63274.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1427(6/2938)
توليد الراهبة للمسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[شرعية التوليد من طرف راهبة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسبق بيان حكم توليد الكافرة للمسلمة في الفتوى رقم: 32594، فلا يجوز الذهاب إلى هذه الكافرة الراهبة للتوليد إلا إذا لم توجد مسلمة تقوم بالعمل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ربيع الثاني 1427(6/2939)
ثواب الحمل والوضع والإرضاع
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي بخصوص فضل المرأة الحامل والمرضع, يوجد إجابة على مثل هذا السؤال لكنه ليس بالتفصيل والأحاديث المذكورة غير صحيحة، فهل ممكن لو سمحتم أن تشرحوا لنا بالتفصيل عن أجر المرأة الحامل أثناء الوضع، وهل صحيح أن كل دعواتها مستجابة في هذا الوقت أي وقت الولادة ... وأن ذنوبها تمحى جميعا بعد الوضع، بارك الله فيكم أرجو ذكر الأدلة بالتفصيل لكي يكون لنا أنيسا ويصبر قلوبنا أثناء الولادة وخاصة التي لم تلد من قبل وهذه التجربة تكون مخيفة ومرعبة جداً بالنسبة لها؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا ثواب الحمل والوضع والإرضاع في الفتوى رقم: 21797، والفتوى رقم: 9924، وذكرنا بعض الأحاديث الواردة في ذلك، وبينا كلام أهل العلم فيها وإن كان في أسانيدها مقال إلا أنها كلها صالحة للاحتجاج سيما في فضائل الأعمال، كما أن الحامل في ساعة الوضع تعتبر في عسر واضطرار فلها دعوة مستجابة، كما بينا في الفتوى رقم: 51839.
وتعد الحامل إذا ماتت في الحمل من الشهداء لما رواه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما من حديث جابر بن عتيك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله؛ المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد. قال ابن حجر: التي تموت وفي بطنها ولد. وقال النووي: وإنما كانت هذه الموتات شهادة يتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها.
وقال ابن التين: هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصاً لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1426(6/2940)
استعجال نزول الجنين بالطلق الصناعي
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي فضيلتكم بالطلق الصناعي أو ما يسمى بتحريض المخاض، حيث إنني متعبة جدا بهذا الحمل الذي بقي له حسب الطبيبة حوالي 20يوماً، ولقد سألت الطبيبة عن رأيها، قالت هو أحسن لي ولكنه ليس بضرورة ملحة؟ بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرتِه في سؤالك يحتمل وجهين، الوجه الأول: أن يكون قصدك هو إنزال الجنين بعد مضي عشرين يوماً من الحمل، وهو ما يُعرف بالإجهاض، وهو محرم لغير ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، ولا نرى أن حاجتك إلى ذلك تبلغ مبلغ الضرورة لما ذكرت من كلام الطبيبة أن إجهاضك لحملك ليس ضرورة ملحة، وكلام الطبيبة المأمونة في هذا هو المعتبر لأنها أدرى بما ينفعك وما يضرك.
ولتحمدي الله تعالى على نعمة النسل، فإن كثيراً من الناس يتمنون حملاً واحداً ولا يستطيعون إليه وصولاً ولا له تحصيلاً، وراجعي الفتوى رقم: 13606، والفتوى رقم: 12351.
الاحتمال الثاني: أن يكون قد بقي على تمام الأشهر التسعة للحمل عشرون يوماً، لكنك تريدين استعجال نزوله قبل حصول الطلق الطبيعي، وهذا لا شيء فيه إذا لم يَعُد بالضرر عليك أو على الجنين، ما دامت المصلحة تقتضي ذلك ولو لم تكن ضرورة، ورأي الطبيبة الثقة هو المعتبر في مثل هذا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1426(6/2941)
الحمل بعد الولادة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة حامل والحمد لله وأريد أن أحمل بعد وضعي مباشرة إن شاء الله ... لكن أخاف إذا تم الحمل أن لا أستطيع إرضاع طفلي الأول ... مع العلم بأن الأطباء قالوا لي أن الجنين ضعيف ويخشى عليه.. وأنا الآن أتناول خمس أنواع من الدواء لكي ينمو الجنين ... سؤالي هو: هل يجوز أن أحمل فور وضعي للطفل الأول أم لا يجوز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإسلام يرغب في كثرة النسل، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. رواه أبو داود.
فلا بأس بالحمل بعد الولادة مباشرة، لكن إذا قرر طبيب موثوق به أن الحمل في فترة إرضاع الطفل الأول يشكل خطراً على حياة الرضيع، فيجب تأخير الحمل في هذه الحالة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ.
وأما إذا لم يشكل خطراً على حياته فيجوز الحمل مباشرة، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 11479.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 شعبان 1426(6/2942)
لا طاعة للزوج في المعصية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا حامل للمرة الثانية وفي حملي الأول ولدت ولادة قيصرية ولم يتبق لي إلا فرصة واحدة للولادة طبيعيا
المشكلة أن زوجي يريد أن أتابع حملي عند زوج أخته طبيب نساء وعند رفضي لشعوري بالإحراج من أن أتكشف على أي رجل خاصة قريب لنا كانت حجته أنه ماهر ويتقي الله ولن ينظر إلي أي منفعة مادية لتوليدي قيصريا وأنه يثق به ولكني غير راضية حيث إني أعرف طبيبات أيضا ماهرات صديقاتي يمدحونهن، أريد أن أعرف رأي الدين وكيف أتصرف مع زوجي إن أصر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم في فتاوى سابقة كالفتاوى ذات الأرقام التالية: 19439، 16086، 28611، 47114، 55187، 56196.
عدم جواز تداوي المرأة المسلمة عند طبيب غير محرم لغير ضرورة، مع وجود طبيبات من النساء، لا سيما في عملية التوليد، لما فيها من كشف للعورة المغلظة.
وعليه فلا يجوز للسائلة العلاج عند الطبيب المذكور، وحجة زوجها لا تبيح لها ذلك، ولا يجوز لها طاعة الزوج في المعصية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1426(6/2943)
فقد الولد والإقدام على الحمل مع خطورته
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التحية
سيدي الفاضل: بودي وألتمس من فضيلتك الرأي السديد والجواب الشافي الكافي في قضيتي المعروضه عليك وأود أن يكون الجواب واضحا محكما ورأيك الشخصي في القضية، وهي كالآتي: أنا امرأة متزوجة وأم لبنتين وولد مع العلم بأنني في سن 28 ولا أستطيع أن أصف لك مدى حبي في الإنجاب، حبا ورغبة شديدة خاصة في رعاية الأطفال وهم في بداية أعمارهم فحملت بعد هؤلاء الأطفال حملا رابعا ولكن قدر الله أن يولد ذكرا في شهره الثامن عن طريق العملية القيصرية، عاش الولد سبعة أيام ومات مخلفا لي أثرا كبيرا في حياتي، ونظراً للعملية التي أجريتها قال لي الأطباء يمنع الإنجاب لمدة عامين، فمرالعامان بعناء وصبر شديد منتظرة حملا آخر، حملت حملا آخر وإذا بالقدر يقدر أن تموت البنت قبل الولادة بساعتين فكانت الصدمة شديدة فرضيت بقدر الله حامدة الله على كل شيء قدره لي.
فمشكلتي بالضبط هي انتظاري الشديد للمولود وإذا به يفقد، ذلك الشيء خلف لي فراغا كبيرا في حياتي فأصبحت أعاني من القلق الشديد في بيتي إلى درجة أنني أظل أبكي وأبكي لأنني أحس بأنني في حالة قلق كبير، مع العلم بأن سبب وفاة الأول والثاني هو ارتفاع ضغط الدم المفاجئ أثناء الولادة فيسبب اختناقا للجنين أو نزيفا للأم لدرجة الموت أو ولادة مبكرة كما سبق بسبب النزيف، ومع كل هذه المخاوف وخاصة موت الأم، إلا أنني أجد الرغبة الشديدة في الإنجاب، مع الخوف الشديد وذلك للأسباب السالفة الذكر.
سيدي الكريم: أستحلفك بالله أن تدعو لي الله بأن يرحمني ويرحم ضعفي ويرزقني خيرا وأن تعطيني رأي الشرع في قضية الإنجاب، ورأيك الخاص فيها، وبماذا تنصحني، مع العلم بأنني خائفة جدا ومع ذلك لا أستطيع الامتناع عن الإنجاب لأنها رغبة لا يعلمها إلا الله، وهل أنا آثمة في الحمل مرة أخرى أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الحق سبحانه أن يشفيك ويبارك لك فيما أعطاك من الذرية ويرزقك المزيد، ثم إننا نرجو أن يثيبك الله تعالى على هذه الرغبة الطيبة وهي تكثير النسل، إذ قد ورد في فضل ذلك جملة من الأحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
وعلى هذا فما دمت سعيت إلى تحقيق هذا المقصد ورغبت فيه ولم يقدره الله تعالى لك بعد، فعليك بملازمة الصبر لأنه شأن المؤمن في كل مصيبة تحل به، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكه يشاكها. متفق عليه، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته.
أما فيما يتعلق بحكم إقدامك على الحمل من عدمه فهذا ينظر فيه، فإن قرر أهل الاختصاص من الأطباء أنه يخشى منه إهلاك نفسك فهذا لا يجوز لك الإقدام عليه، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة:195} .
أما إن لم يصل إلى تلك المرحلة وإنما فيه مجرد جهد وتعب أو خوف على جنين فليس في الإقدام عليه إثم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الأول 1426(6/2944)
الطبيب المحرم والطبيب الأجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحق لطبيب النساء الرجل أن يقوم بتوليد المرأة المسلمة؟ وهل يجوز لخال المرأة الحامل أن يولدها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحل للطبيب الرجل أن يقوم بتوليد امرأة إلا إذا لم توجد طبيبة أو قابلة تقوم بذلك، وخشي على المرأة أن يصيبها ضرر لا تحتمله. وقد سبقت الإجابة على مثل هذا السؤال في عدة فتاوى، فانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 13756، 19439، 23681، 31419، 47114، 55187. وعند الاضطرار إلى توليد الطبيب الرجل للمرأة، فلا شك أن الطبيب المحرم مقدم على الطبيب الأجنبي، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 4385. فراجعها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ربيع الأول 1426(6/2945)
إشراف الطبيب على الولادة من بعيد
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي أنجبت ولدا بكندا قبل ستة أشهر، قبل الولادة أخبرناهم أننا مسلمون وأننا نرغب بأن تكون الدكتورة المشرفة على الولادة امرأة، لكن الذي حدث أن التي أشرفت على الولادة دكتورة، ولكن كان هناك دكتور حضر لفترة وأشرف من بعيد، فما حكم ذلك أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنتم في الحرص على تداوي المرأة عند دكتورة، لأن الأصل أن العلاج يتعين أن تعمله النساء عند النساء، ولا يذهبن إلى الرجال إلا عند الاضطرار حفاظاً على النساء من نظر الرجال إليهن ومسهن، وهو محرم في الأصل ما لم تلجئ الضرورة إليه.
وإذا أشرف الدكتور من بعيد وكانت الدكتورة تستشيره ولم يكن منه نظر ولا مس للمرأة لا حرج في ذلك، كما أنه لا حرج في مباشرته للتداوي بقدر الحاجة إن اضطر إليه مع مراعاة عدم الخلوة وعدم مس أو نظر ما لا يحتاج إليه، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13756، 883، 2561، 7764، 8107، 20549.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1426(6/2946)
الضرورة التي تبيح للمرأة الكشف عند طبيب
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجتي حامل فكنت قد أمرتها أن لا تكشف أمام دكتور أمراض نساء ولكنها عصت وكشف وأنا غير راض عنها وهي الآن حامل مرة ثانية وتتابع مع دكتورة وفي بعض الأحيان يدخل عليهن دكتور رجل لأنها تراجع في مستشفى حكومي وليست خاصة ويمكن أن تتعرض أن تلد على يد طبيب فما الواجب عليها فعله مع العلم أنها تعلم تماما العلم أنني غير راض أنها تكشف أمام طبيب أفيدونا عن ذلك جزاكم الله خيرا مع العلم أن المستشفى الحكومي تعج بالطبيبات]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز للمرأة أن تكشف عن شيء من عورتها لرجل لا يحل لها، ومن المعلوم أن عمليات التوليد وما يسبقها من الفحوص لا تتم إلا بعد تعرية المرأة والكشف عن عورتها المغلظة، وهذا لا يجوز إلا لضرورة محققة. قال الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ {البقرة: 173} . وقال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن: 16} .
والضرورة هنا إنما تتحقق بأمرين:
الأول: أن تحتاج المرأة إلى العلاج حاجة حقيقية، ولا يكون ثم دافع آخر.
والثاني: أن لا تجد المرأة طبيبة تقوم لها بالعملية والفحص، أو كانت الطبيبة غير ماهرة.
وبما أنك ذكرت أن المستشفى يتوفر فيه طبيبات فإنه لا يحل لزوجتك أن تكشف عن عورتها أمام طبيب ذكر ولو كنت أنت راضيا، ولكن اعلم أن المرأة الحامل تكون عادة ضعيفة بدنيا ونفسيا، فحاول أن تقنعها بالعدول عن خطئها هذا دون قسوة وشدة لئلا يؤدي شيء من ذلك إلى إصابتها والإضرار بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رمضان 1425(6/2947)
الأجر على قدر المشقة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إمرأة حامل في الشهر التاسع وأريد أخذ إبرة لإزالة الألم تماماً، فأود أن أعرف إذا كانت الولادة بدون ألم مثل أجر الولادة بألم، فكما تعلم أن المرأة بعد الولادة تمسح جميع ذنوبها.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك مسألتين:
المسألة الأولى: حكم استخدام الإبر لإزالة الألم عند الولادة، وقد سبق بيان حكم أخذها إذا كان الدواء مخدرا وذلك بالفتوى رقم: 43960، وإن لم يكن الدواء مخدرا فلا حرج في استخدامها إن لم يترتب على ذلك ضرر أعظم.
المسألة الثانية: الولادة بدون ألم من حيث الأجر، وهل تساوي في ذلك الولادة بألم؟ فنقول: إن من المقرر شرعا أن الأجر على قدر المشقة، وأصل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها بشأن عمرتها من التنعيم: ولكنها على قدر نصبك، أو قال: نفقتك. ولا شك أن وجود الألم يجعل الولادة أكثر مشقة. وراجعي الفتوى رقم: 21797.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 جمادي الأولى 1425(6/2948)
حكم متابعة الحمل لدى طبيب
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد حملت زوجتي بعد ستة أشهر من زواجنا، وخلال الفترة الأولى للحمل، قمنا بالبحث عن طبيبة مسلمة تكون خبيرة بشؤون الحمل والولادة، ولكن معظم من عرفت من عائلتي وعائلة زوجتي نصحوني بالذهاب إلى طبيب وليس طبيبة، بدعوى أن كل الطبيبات في بلدنا لا يملكن الخبرة الكافية لمتابعة الحمل بشكل صحيح ومواجهة المشاكل التي قد تطرأ أثناء الحمل المهم، لقد قمت بأكثر من استشارة على مواقع مختلفة وقد نصحني بعض المشايخ الأفاضل بأن ترتيب الأطباء المباح لهم الكشف على المرأة المسلة بالترتيب، هو طبيبة مسلمة فإن لم توجد فطبيبة غير مسلمة فإن لم توجد فطبيب مسلم ثقة، وبالفعل بعد بحث مضني قمنا باختيار طبيبة مسلمة وملتزمة لمتابعة الحمل، ولكن بعد مرور عشرة أسابيع على حمل زوجتي، سقط حملها، ولا أدري حتى الآن ما إذا كانت هذه الطبيبة هي المتسببة في ذلك أم لا، ولكن بعد أن علمنا بالخبر وحينما كنا في حالة انهيار لامني معظم أقربائي بعدم التوجه إلى طبيب، كما نصحوني من قبل، وذكروا لي عدة أسماء لأطباء خبراء وثقاة وذوي دين، وذلك لإجراء عملية تنظيف للرحم من الجنين، وقد قمت بالبحث عن طبيبة للمرة الأخيرة لكي تقوم بتلك العملية، ولكنهن قمن بوضع شروط تعجيزية لإجراء تلك العملية، كان من نتيجتها أن ذهبت أنا وزوجتي إلى طبيب، وقام بإجراء أشعة تليفزيونية على جزء من بطنها، ومرة أخرى باستخدام جهاز يدخل في المهبل، ثم قرر الطبيب إجراء العملية في اليوم التالي صباحاً، وبالفعل قام بإجرائها ولكن منذ ذلك الحين (حوالي أسبوع) وأنا لا أستطيع النوم أو الأكل، وكل ما يدور في مخيلتي هو المشهد الذي رأيته بعيني وهو قيام هذا الطبيب أمامي بالكشف عن عورة زوجتي لكي يقوم بإجراء الأشعة وكلما أسرح بخيالي للحظات فأتخيل زوجتي وقد تعري جزئها السفلي ليقوم هذا الطبيب بإجراء العملية، أفزع وقد تعرضت حالتي الصحية للتدهور وأصبت باكتئاب شديد، وفقدت شهيتي تماما وما أسأل عليه الآن هو ما حجم الذنب الملقي على عاتقي من جراء هذا القرار الذي اتخذته بعرض زوجتي على طبيب وإجراء عملية حساسة لها، وما الشيء الذي يمكن عمله لكي يخف عني هذا الإحساس القاتل بالذنب، وما الذي استطيع فعله، إذا ما حملت زوجتي مرة أخرى، فواقع الطبيبات في بلدنا فعلا مر، ولا توجد طبيبات عندهن أي خبرة كافية لمتابعة مثل تلك الحالات، وهل هذا عذر كافي للجوء إلى طبيب بدلا من طبيبة، وآسف على الإطالة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأمر على ما ذكرت في ترتيب من له الحق في علاج المرأة فيما يحتاج فيه إلى الاطلاع على العورات، ولكن ذلك مقيد بوجود من له الخبرة والمهارة الكافية من الأطباء، وإلا جاز الانتقال إلى من بعده في الترتيب المذكور حسبما تقتضيه الضرورة أو الحاجة، وتراعى في هذا الضوابط التي سبق بيانها بالفتوى رقم: 8107.
إذا ثبت هذا فلا حرج - إن شاء الله - عليك فيما أقدمت عليه، ولو تكرر ذلك في المستقبل، ما دام الحال على ما ذكرنا من الحاجة أو الضرورة، واعلم أن ما أقدمت عليه ما دام مشروعاً فادفع الحرج عن نفسك ولا تهلكها بالهم والحزن، وادفع عنها هذه الأوهام ووساوس الشيطان، لأن الاسترسال في هذا قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من أمراض نفسية.
وننبهك إلى أن ما قمت به من عرض زوجتك على هذا الطبيب للضرورة لا ينافي غيرتك على دينك وعرضك، بل إن ما وقع منك من التحري والبحث، ومن الحرص على معرفة الجوانب الشرعية دليل على غيرتك على دينك وعرضك، فننصحك مرة أخرى بالإعراض عما تجد في نفسك من حرج، واستأنف حياتك كأن لم يكن شيء من ذلك.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 20549.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 ربيع الثاني 1425(6/2949)
شروط جواز توليد الطبيب المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[دخلت حجرة العمليات دون حجاب لطلب الممرضة ذلك ودخل علي الطبيب ليقوم باجراء عملية الولادة
فهل علي وزر في ذلك]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعروف أن عمليات الولادة لا تتم إلا بعد تعرية المرأة من كل ثيابها إلا اللباس الخاص بالعمليات، وهو ثوب واحد مفتوح من الخلف، وكشف العورة أمام الرجال الأجانب لا يجوز إلا لضرورة، والضرورة في هذه العملية تتحقق بشرطين:
الأول: أن تحتاج المرأة فعلاً لها، فلا يكون الدافع لها غير الحاجة.
الثاني: ألا تجد المرأة طبيبة تقوم لها بالعملية، أو تجد طبيبة لكنها غير ماهرة، بحيث يخشى منها الإضرار بها.
وبما أن الأخت السائلة لم تطلب طبيبا وإنما فوجئت به، فكان الواجب عليها أن ترفض الطبيب وتطلب إحضار طبيبة، فإن تعذر ذلك، فلا شيء عليها إن شاء الله، وإن وجدت الطبيبة لكنها فرطت في طلبها، فالواجب عليها التوبة والاستغفار، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13756، 23681، 19439، 31419.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 صفر 1425(6/2950)
حكم تعاطي دواء لتعجيل الولادة
[السُّؤَالُ]
ـ[أود معرفة الحكم الشرعي في امرأة حامل وتأخرت في الولادة، وأردت باستشارة طبيبة غير مسلمة متخصصة في التوليد تناول أدوية تساعد على سرعة الولادة خشية أن يكبر حجم الجنين فما الحكم؟
مع خالص شكري وتقدير لكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم مانعا من تعاطي المرأة التي طال حملها عن الفترة المعتادة دواء يعجل ولادتها إذا رأى الطبيب الثقة الخبير ولو كان غير مسلم أن ذلك هو الحل، لكن بشرط ألا يكون في تناول هذا الدواء ضرر عليها أو على الجنين، ويشترط ألا يكون هذا الدواء محرما في ذاته، كأن يكون من المسكرات أو المخدرات، وراجع الفتوى رقم: 30645 والفتوى رقم: 43960.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1425(6/2951)
هل يتشوه من حملت به أمه في الثمانية الأيام الحسوم
[السُّؤَالُ]
ـ[قال تعالى \" وثمانية أيام حسوماً\" في أي شهر هي؟ يقول بعض الناس من كبار السن إنه في هذه الأيام إذا حملت المرأة يصيب حملها تشوه خلقي..... وجزاكم الله كل الخير]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيقول تعالى: سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (الحاقة:7) ، وقد ذكر القرطبي رحمه الله تعالى متى بدأت هذه الأيام، وفي أي شهر هي فقال: واختلف في أولها، فقيل: غداة يوم الأحد، قاله السدي، وقيل: غداة يوم الجمعة، قاله الربيع بن أنس، وقيل: غداة يوم الأربعاء، قاله يحيى بن سلام، قال وهب: وهذه الأيام هي التي تسميها العرب أيام العجوز، ذات برد وريح شديدة، وكان أولها يوم الأربعاء، وآخرها يوم الأربعاء، ونسبت إلى العجوز لأن عجوزاً من عاد دخلت سربا فتتبعها الريح فقتلتها في اليوم الثامن. وقيل: سميت أيام العجوز، لأنها وقعت في عجز الشتاء. وهي في آذار من أشهر السريانيين. ا. هـ
وقال الألوسي في روح المعاني: وكانت هذه الأيام من آخر شباط. انتهى.
وقال الإمام ابن الجوزي في زاد المسير: وفي أول هذه الأيام ثلاثة أقوال: أحدها: غداة يوم الأحد قاله السدي، والثاني: يوم الجمعة، قاله الربيع بن أنس، والثالث: يوم الأربعاء، قاله يحيى بن سلام. انتهى.
وأما ما يذكره الناس من تشوه من حملت به أمه في هذه الأيام فغير صحيح، وإنما كانت هذه الأيام عقاباً على قوم عاد كما أخبر الله تعالى في كتابه.
والله أعلم,
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 محرم 1425(6/2952)
عملية قطع النسل
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أنا امرأه أبلغ من العمر 44 عاما ولدي 6 اطفال وحامل في السابع..وأعاني الأمرين طيلة فترة الحمل خصوصا هذه المرة وفي هذا العمر فقد بلغ بي التعب أن شلت رجلي تقريبا وأصبحت أمشي بعكاز..بشق الأنفس ولم أشأ أن أسقط الحمل من أوله لما ورد فيه من الحرمة والكراهه
سؤالي هو
هل يجوز لي أن أقوم بعد هذه الولادة إن شاء الله بعملية ربط لمنع الحمل مرة أخرى..
فالحمل بعد هذا العمر كما تعلمون يزداد خطورة
ولا أطيق أن أحمل مرة أخرى..ليس خوفا على الرزق أو خشية الإملاق بل خوفا على نفسي..
ملا حظة
زوجي ليس لديه مانع من إجراء العملية..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحرم إجراء عملية لقطع النسل مطلقا، لكن إذا ثبت طبيا عن طريق طبيب مسلم ثقة حاذق أن الحمل يشكل خطر على حياتك أو ضررا كبيرا، فلا حرج في القيام بعملية ربط لمنع الحمل، على أن تجريها امرأة لا رجل، وراجعي الفتوى رقم: 16524، والفتوى رقم: 10410.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ذو الحجة 1424(6/2953)
حضور ولادة الزوجة
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم وجود الرجل مع زوجته أثناء الولادة لغير حاجة؟ وهل هناك حديث يدل على حرمة ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم حديثاً يدل على منع وجود الرجل مع زوجته أثناء ولادتها أو في أي حالة أخرى، ولو لغير حاجة، لكن الأدب وحسن الخلق وحرص الإسلام على الاحتراز من تتبع العورات، وحثه على اجتلاب ما يقتضي دوام الألفة وزيادة المحبة بين الزوجين يقتضي أن يتجنب الرجل أهله في مثل تلك الحالة، إذا لم تدع إلى حضوره حاجة، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً -أي عشاء- لكي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة." متفق عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1423(6/2954)
مراحل خلق الجنين الإنساني ووقت نفخ الروح فيه
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد معرفة متى يبعث الله الروح في جنين الإنسان ومعرفه أطوار الجنين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ.... الحديث
قال الحافظ ابن حجر: رحمه الله وحديث ابن مسعود بجميع طرقه يدل على أن الجنين يتقلب في مائة وعشرين يوماً في ثلاثة أطوار، كل طور منها في أربعين ثم تكملتها ينفخ فيه الروح، وقد ذكر الله تعالى هذه الأطوار الثلاثة من غير تقييد بمدة في عدة سور......، إلى أن قال رحمه الله: وزاد في سورة (قد أفلح) بعد المضغة: فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً [المؤمنون:14] .
ويؤخذ منها ومن حديث الباب أن تصير المضغة عظاماً بعد نفخ الروح.
وخلاصة القول في هذا المبحث أي في مراحل تكوين الإنسان أنه يمر بخمس مراحل:
الأولى: مرحلة النطفة وهي أربعون يوماً.
المرحلة الثانية: مرحلة العلقة وهي قطعة دم جامد وتستمر أربعين يوماً.
المرحلة الثالثة: مرحلة المضغة وهي قطعة لحم صغيرة وتستمر أربعين يوماً.
وبعد هذه المدة وهي مائة وعشرون يوماً تنفخ فيه الروح.
وقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، اتفاق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر. نقل ذلك عن الفاضل علي بن المهذب الحموي الطبيب.
المرحلة الرابعة: مرحلة العظام وقد ورد في بعض الروايات التي أشار إليها الحافظ ابن حجر في شرحه للبخاري أن هذه المرحلة تستمر أربعين يوماً.
المرحلة الخامسة: وهي التي قال الله عنها: فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً [المؤمنون:14] .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رجب 1423(6/2955)
إشارات حصول المخاض
[السُّؤَالُ]
ـ[متى نعرف أن يحصل مخاض عند المرأة ولكم جزيل الشكر]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المخاض عند المرأة هو أن يأتيها الطلق، وهو الوجع عند الولادة، قال في المحلى: قوله: "مخاضها" يريد أن يضربها الطلق.
وفي المبسوط للسرخسي:والطلق اسم لوجع الولادة.
إذن يعرف حصول المخاض عند المرأة بحدوث وجع عند الولادة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1423(6/2956)
ولادة بدون آلام
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا حامل ولقد ولدت طفلي الأول بقيصرية وأريد هذه المرة طبيعياً ولكن بدون آلام أي بالمخدر فهل هذا جائز؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل عدم إباحة التخدير لأن فيه إزالة للعقل الذي هو مناط التكاليف الشرعية، وهذه العلة هي التي من أجلها حرم شرب الخمر، ولكن إذا دعت الضرورة إلى ما ذكرت فلا حرج فيه، غير أنه لا سبيل إلى تحديد هذه الضرورة إلا بالرجوع إلى الأطباء المتخصصين، فإن أخبروا بتوقف الولادة العادية على التخدير فالأمر واسع -كما قلنا- وإلا فلا يجوز.
ودليل الإباحة هو أن هذا الدين أسس في الأصل على رفع الحرج والضرر عن العباد، قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج:78] . ولقوله صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: الدين يسر. وللقاعدة الفقهية الشهيرة: الضرورات تبيح المحظورات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1423(6/2957)
هل يجوز للطبيب القيام بتوليد المرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[أعيش بالخارج وتحديدا باليابان وحملت ووضعت طفلتي الثانية هنا وأثناء الحمل كنت أتابع مع طبيبة بأحد المستشفيات وعند الولادة لم يتسن لهذه الطبيبة الحضور ولم توجد طبيبة أخرى فتمت الولادة على يد طبيب فهل علي إثم في ذلك]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا اضطرت المرأة اضطراراً حقيقياً إلى أن يباشر توليدها رجل، فلا حرج في ذلك، لعموم قول الله تعالى: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) [البقرة:173] .
ولقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن:16] .
وراجعي الفتويين، فإن فيهما مزيداً من التفصيل لحكم تداوي المرأة عند طبيب وضوابط ذلك: 883، 8103.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2958)
لا يصح دخول الأخ ليحضر ولادة أخته ولو كان طبيبا إلا لضرورة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تستطيع المرأة أن تدخل أخاها الطبيب لمساعدتها في الولادة معنوياً أو عملياً، وذلك للمخاطر العديدة التي تصيب المرأة في هذه الأيام، وان وُجد أطباء غيره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يجوز للمرأة أن تمكن طبيباً رجلاً من علاجها أو توليدها والكشف على عورتها إلا عند عدم وجود امرأة تصلح لذلك.
وحيث وجدت الطبيبة أو القابلة لم يجز العدول عن ذلك إلى الطبيب الذكر.
وإذا وجدت الضرورة كعدم وجود الطبيب فلا شك أن الطبيب المحرم يقدم على الطبيب الأجنبي. فإذا لم يوجد طبيب محرم جاز تداويها عند الطبيب الأجنبي
وإذا اندفعت الضرورة بطبيب واحد مع من يساعده من النسوة لم يجز إشراك طبيب ثان، لما تقرر من أن الضرورة تقدر بقدرها، وعليه فيلزم المرأة البحث عن طبيبة تقوم بتوليدها، فإذا وجدت لم يجز لأخيها الحضور لمساعدتها لا معنوياً ولا عملياً.
فإن احتاجت إلى المساعدة المعنوية فزوجها أولى الناس بذلك. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 محرم 1422(6/2959)
لا حرج في معرفة جنس المولود بطريق الجهاز الطبي
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم الطب الحديث يوفر إمكانية التعرف على جنس المولود (ذكر أم أنثى) خلال أشهر الحمل, فما حكم ذلك شرعا مع الدليل هل هو (حرام, مكروه, جائز) ؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فلا حرج في معرفة المولود ذكراً هو أم أنثى؟ ولا يعارض ذلك قوله تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) [لقمان:34] فإن الله تعالى يعلم ما في الأرحام أذكر هو أم أنثى؟ أصبيح أم قبيح أصالح أم طالح شقي أم سعيد وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله تعالى (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار) [الرعد: 8] وروى البخاري ومسلم عن ابن مسعود مرفوعا: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي وسعيد ثم ينفخ فيه الروح" فعلم الله تعالى بخبر المولود سابق على قرار الجنين في بطن أمه وقد قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) [الأنعام: 59] قال: وكذلك قول الطبيب إذا كان الثدي الأيمن مسود الحلمة فهو ذكر وإن كان في الثدي الأيسر فهو أنثى وإن كانت المرأة تجد الجنب الأيمن أثقل قالوا أنثى وادعى ذلك عادة لا واجبا في الخلقة لم يكفر ولم يفسق أهـ. ومع تقدم الطب في علمه وآلاته ثبت أن الحالة التي يمكن فيها معرفة نوع الجنين هي حالة الازدياد، لأن النطفة تمر بمرحلتين: مرحلة الغيض ومرحلة الازدياد، قال تعالى: (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار) [الرعد:8] والذي احتفظ الله بعلمه هو حالة النطفة في مرحلة الغيض، ودليل ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مفاتيح الغيب خمسة، لا يعلمها إلا الله، لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " والمحجوب عن علم غير الله هو الغيض، وهذا ما ذكره قديما الإمام ابن كثير وأقره الطب اليوم، وللشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله كلام قيم، وما ذكرناه هو خلاصة له.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2960)
لا يجوز قتل الطفل المعاق لعدم القدرة على العلاج أو غير ذلك
[السُّؤَالُ]
ـ[بعد طفلين أصحاء ربنا يحرسهم رزقت بطفلة عندها ضمور ومياه كثيرة في المخ وعمرها الآن شهران والدكاترة أجمعوا أنه ليس هناك أمل وأنها سوف تكون معاقة ذهنيا والمصاريف عالية جداً، فأفتوني؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكأنك -أيها الأخ- تسأل عما إذا كان يباح لكم التخلص من هذه الطفلة، والجواب على هذا أن التخلص من هذه البنت هو من قتل العمد الذي قال الله تعالى عنه: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا {النساء:93} ، وروى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال المؤمن معنقاً -ومعنى معنقاً: خفيف الظهر سريع السير- صالحاً ما لم يصب دماً حراماً، فإذا أصاب دماً حراماً بلح. أي أعيا وانقطع.
فإذا كان الحال على هذا القدر من الخطورة فابتعد عن التفكير فيه، واعلم أن الإعاقة التي يبتلى بها الأولاد فيها حكم كثيرة، منها: اختبار قوة إيمان الأسرة التي يكون فيها المعاق، ومنها: إظهار قدرة الله تعالى على خلقه، ومنها: اعتبار الأصحاء واتعاظهم عند رؤيته، وغير ذلك ... وإذا كان هذا هو قضاء الله وقدره فالرضا به واجب، ولعل الله أن ييسر لها الشفاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ذو الحجة 1428(6/2961)
مهمة الطبيب علاج المريض لا إزهاق روحه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طبيب ولا بد أنك سمعت بقضية المرأة التي فازت قضيتها في المحكمة بأن لها الحق أنت تختار الموت، وأصدر القاضي القانون بأن للمريض الحق بين أخذ العلاج وعدمه، وإذا رغب المرضى بالموت لا يحق للأطباء أن يقنعوهم بتغيير رأيهم.
والمريضة هذه كانت تستخدم رئة اصطناعية وهي جهاز تهوية، وإذا أزيل هذا الجهاز ستموت والأطباء يرون أن نسبة احتمال تحسنها واحد في المائة فقط والمريضة التي شهد عليها طبيبان أنها مؤهلة عقلياً عزمت على أن تموت وربحت القضية.
وأنا كطبيب مسلم ماذا ينبغي أن أفعل إذا طرأت قضية مثل هذه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مهمة الطبيب المسلم أن يكون داعياً إلى الله بأفعاله وأقواله، ولذا عليه أن يتزود من العلوم الشرعية بما يمكنه من القيام بهذه المهمة العظيمة، فيجمع بين الخيرين: بين علاج القلوب وإرشادها إلى الله علام الغيوب، وبين علاج الأبدان.
ولا يجوز للطبيب أن يعين المريض على معصية من المعاصي، فكيف بالمعصية العظمى وهي: قتل النفس؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً متفق عليه.
ولا يجوز للطبيب أن ينتزع من بدن المريض شيئاً يكون فيه ضرر عليه أو مؤد إلى موته، وعليك أن تبين للمرضى خطر ذلك فإن لم يقتنعوا بقولك، فلا يجوز لك أنت فعل ذلك بهم، وإن أمكنك أن تحول بينهم وبين ما فيه الضرر عليهم فافعل، وإلا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الأولى 1423(6/2962)
حكم رفع الأجهزة عن الميت دماغيا
[السُّؤَالُ]
ـ[طفل في العناية المركزة في المستشفى، ميت دماغيا على حسب تقرير الأطباء ونبضات قلبه وتنفسه يعملان بالأجهزة الطبية فقط، بمعنى أن رفع هذه الأجهزة عنه يؤدي إلى توقف نفسه ونبضات قلبه، وبقاؤه على هذه الحال قد يدوم طويلا ربما يدخل في مدة أكثر من عام ويكلف بقاؤه في المستشفى يوميا 500 دينار أردني وهو مالاطاقة لنا به.
فهل رفع الأجهزة عنه واعتباره ميتا حسب التقارير الطبية جائز أم يجب الانتظار حتى يتوقف نبض قلبه تماما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإذا لم يكن هنالك أمل في عودة الطفل إلى حالته الطبيعية لموته دماغيا، وإنما يعيش - فقط - بالأجهزة التي تعمل على بقاء أعضائه دون تلف. فلا حرج في نزع هذه الأجهزة منه لأنه في حكم الميت، لأن هذه الأعضاء التي لا تزال تعمل إنما تعمل بفعل الأجهزة المركبة، وقد وافق المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي في دورته العاشرة المنعقدة بمكة 1408 هـ وافق على رفع أجهزة الإنعاش، وإيقافها متى تبين بالفحوصات الطبية المؤكدة من قبل المختصين بأن هذا الشخص قد مات دماغيا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ربيع الثاني 1422(6/2963)
لا يجوز التسبب في قتل نفس محترمة بدعوى اليأس
[السُّؤَالُ]
ـ[ ... ما حكم الشرع في طفل عمره شهران مصاب بمرض نقص المناعة في جسمه منذ ولادته، وهو الآن بالمستشفى وعليه الأجهزة الطبية التي تعينه على الحياة، وقد قرر الأطباء بأن الشفاء من حالته ميؤوسً منها نهائياً. ... والسؤال هل يجوز للأطباء أن يرفعوا الأجهزة الطبية عن جسم الطفل بالتالي تنتهي حياته، أو إبقاء الأجهزة الطبية إلى ما شاء الله؟. ... ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فاعلم وفقك الله للخير أن الحياة نعمة من نعم الله ومنة منه سبحانه وتعالى قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2] . ولا يجوز لأحد أن يكون سبباً في إزهاق نفس محترمة خلقها الله ولذلك أوجب العلماء شراء ما فيه حفظ النفس من الهلاك وذلك في حال الاضطرار إلى الطعام أو الشراب. ما دام في مقدور المرء الحصول على ذلك. وحيث إن هذا الطفل منوم في المستشفى وعليه الأجهزة الطبية التي تساعده على الحياة وفي مقدورهم الاستمرار على ذلك وإن كان يكلفك المال اللازم لذلك ـ فلا يجوز شرعاً نزع هذه الأجهزة عن هذا الطفل بل يجب المحافظة على حياته قدر المستطاع ما دام في وسعكم ذلك. ... ولا شك أن السائل الكريم يعلم أن الله جل وعلا قادر على شفاء هذا الطفل قال تعالى: (وإذا مرضت فهو يشفين) [الشعراء: 80] والمرض الذي لم يعلم له أحد علاجاً اليوم قد ييسر الله تعالى معرفته غدا. أو يجري الله تعالى أسبابا لا نعلمها للشفاء، فعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله" [رواه البخاري] . ولأبى داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: "نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا. قالوا يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم". وعليك أخي السائل الكريم الإكثار من الدعاء لهذا الطفل أن يعافيه الله تعالى وأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ومن الاستغفار والتمس دعاء الصالحين وتحين أوقات الإجابة والله نسأل أن يعافي هذا الطفل وأن يشفيه إنه سميع الدعاء.
هذا والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/2964)
يحرم على الطبيب مساعدة المريض على إنهاء حياته، المسمى ب (القتل الرحيم)
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو رأي الإسلام في ما يلي: قيام بعض الأطباء بمساعدة المرضى على إنهاء حياتهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: ...
فما يقوم به بعض الأطباء من مساعدة المرضى على إنهاء حياتهم أو ما يسمونه بالقتل الرحيم هو أمر مخالف لتعاليم الإسلام، لأنه قتل للنفس التي حرم الله.
والحامل على ذلك هو اليأس من الشفاء وهو قنوط من رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) [الحجر: 56] . وقال تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) [يوسف: 87] .
بل لا يجوز للإنسان أن يتمنى الموت لضر نزل به، فكيف أن يقتل نفسه، أو يساعد على ذلك، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي".
وكون الإنسان يصاب بالضرر الشاق لا يعد مبرراً للسعي في قتل نفسه، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام: "هذا من أهل النار"، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله! الرجل الذي قلت له آنفا: "إنه من أهل النار" فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إلى النار" فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحاً شديداً، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: "الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله".
وفي الصحيحين عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: "بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة".
قال ابن حجر في الفتح: وفي الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أم غيره، وقتل الغير يؤخذ تحريمه من هذا الحديث بطريق الأولى. وفيه الوقوف عند حقوق الله، ورحمته بخلقه حيث حرم عليهم قتل نفوسهم، وأن الأنفس ملك الله.. وفيه تحريم تعاطي الأسباب المفضية إلى قتل النفس. انتهى.
والمؤمن يعلم أن المرض الذي أصابه وإن كان مزمنا لا يرجى زواله إنما هو ابتلاء من الله تعالى يكفر الله به من خطاياه. قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه". متفق عليه. وللترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح] . وأجمع أهل العلم أن من طلب من شخص أن يقتله لا يجوز له الإقدام على ذلك وإن فعل كان قتل عمد. والمرء الذي أقدم على هذا الطلب يخشى أن يكون قلبه قد عري من الإيمان بالله تعالى. قال عز من قائل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ومن يدري؟ فلعل ما يعجز عنه الطبيب يكون شفاؤه من عند الله بلا سبب، أو بسبب له دواء لا يعلمه المريض أو الطبيب المعالج، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من داء إلا أنزل الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله" [أخرجه النسائي] ولمسلم عن جابر يرفعه: "ما من داء إلا وله دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله".
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 محرم 1422(6/2965)
حكم الاحتفاظ بالمني وتخصيب بويضة الزوجة به
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي عن الإخصاب الاصطناعي، فأنا شاب عمري 25 عاما لم أتزوج بعد، تم استئصال كلتا خصيتي لمرض أصابني، ذهبت إلى ما يسمى ببنك المني قبل العملية الجراحية وقمت بتجميد عينة من الحيوانات المنوية، الآن أنا أرغب في الزواج وأطمع في أن يهبني الله بالذرية الصالحة. فما حكم استخدام هذه العينة في تخصيب بويضة من زوجتي المستقبلية علما بأن جسمي الآن لا ينتج حيوانات منوية أبداً، أي أن هذه العينة من الناحية العلمية الملموسة هي سبيلي الوحيد للإنجاب والله تعالى أعلم؟ شكراً لكم وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاحتفاظ بالحيوانات المنوية مما اختلف فيه العلماء ما بين مجيز ومانع، بناء على اختلافهم في مدى الاطمئنان لبقاء الحيوان المنوي أو البويضة الملقحة في بنوك الأجنة، دون تعرضها لاختلاط أو عبث أو انتفاع الغير بها، مما يوقع الإنسان في الإثم، أو يعرض نسبه للاختلاط. فإذا انتفت تلك المحاذير فلا مانع من تخصيب الزوجة بها، وانظر تفصيل الحكم في ذلك وضوابطه في الفتوى رقم: 5995.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 ذو القعدة 1430(6/2966)
حكم إسقاط الأجنة الزائدة في عملية التلقيح الصناعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أريد أن أجري عملية حقن للسائل المنوي لزوجي ضمن رحمي، ولكن قال الأطباء أنه إذا حصل حمل بأكثر من جنين أو اثنين-ثلاثة، أربعة، خمسة، الخ- فإنهم يقومون بسحب هذه الأجنة من الرحم والإبقاء على جنين واحد أو اثنين، ويكون ذلك في الأسبوع الحادي عشر حصراً، ذلك أن حدوث هذه التوائم قد يجهض الحمل أو تكون ولادة مبكرة تنتهي بموت الأجنة، أو حدوث عاهات دائمة لها بسبب عدم اكتمال مدة الحمل.
فهل يجوز سحب هذه الأجنة مع ذكر آراء العلماء حول ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حكم التلقيح الصناعي وضوابطه وما يتعلق به، في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 4380، 1458، 5995، 20830.
وأما مسألة سحب الأجنة الزائدة من الرحم، فهي مسألة الإجهاض، وقد أجمع أهل العلم على حرمة الإجهاض إذا أتم الجنين مائة وعشرين يوما ونفخ فيه الروح، إلا إذا كان في استمرار الحمل خطر محقق على حياة الأم، ولم يكن هناك سبيل آخر لإنقاذ حياتها إلا الإجهاض. أو مات الجنين في بطنها، وأما قبل أن ينفخ فيه الروح فيحرم أيضا لأنه إفساد للنسل، إلا إذا كان ثم مصلحة شرعية أو دفع ضرر متوقع، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 8781. وقد سبق في الفتوى رقم: 65114. ذكر أقوال أهل العلم في ذلك.
والذي نراه أن ما ذكرته السائلة من أن استمرار هذه التوائم قد يجهض الحمل وينتهي بموت الأجنة أو حدوث عاهات دائمة لها، عذر شرعي يبيح لها إسقاط الأجنة الزائدة عن القدر المحتمل كاثنين مثلا، أو كما يقرره الأطباء المتخصصون.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1430(6/2967)
حكم تخصيب بويضة الزوجة بماء رجل أجنبي
[السُّؤَالُ]
ـ[عندما يكون الرجل عقيما فهل يجوز للزوجة أن تخصب بويضاتها خارج الرحم بماء رجل آخر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قرر مجمع الفقه الإسلامي تحريم هذه الصورة من صور التلقيح الصناعي، وقد بينا قرراه في الفتوى رقم: 36557.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1430(6/2968)
أدخلت ماء رجل أجنبي إليها فحملت
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجة لقحت نفسها بمني رجل أجنبي لعدم قدرة زوجها على الإنجاب وهي الآن حامل في الشهر الأول (34 يوم) واعترفت لزوجها بذلك. ما حكم هذا الجنين ولمن ينسب؟ وهل يجوز إنزاله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته تلك المرأة جريمة منكرة، وكبيرة من الكبائر تعرضّها لغضب الله، فقد تعدت حدود الله واجترأت على حرماته، وخانت زوجها بهذا الفعل الشنيع، فهو وإن لم يكن الزنا الذي يوجب الحد، إلا أنه في معنى الزنا، جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية: غير أن هناك صوراً يتحقق بها ما يتحقق بالزنا أو تقاربه إلى حد كبير منها إدخال المرأة ماء رجل أجنبي عنها في فرجها. انتهى من فتاوى دار الإفتاء المصرية.
أما نسب هذا الجنين فهو بلا شك ينسب لزوج هذه المرأة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ متفق عليه، وإذا كان الزوج متيقناً من كون هذا الجنين ليس منه، فعليه أن ينفيه باللعان، ولمعرفة اللعان وكيفيته راجع الفتوى رقم: 1147.
وأما عن إجهاض هذا الحمل، فقد اختلف العلماء في حكم الإجهاض قبل بلوغ الجنين أربعين يوماً، والراجح عندنا أنه غير جائز إلا لضرورة كما لو كان في بقائه خطر على حياة الأم، وراجع الفتوى رقم: 35536 والفتوى رقم: 44731.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1430(6/2969)
أحكام من لقحت نفسها بماء رجل أجنبي عنها وحملت
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة غير متزوجة لقحت نفسها بحيوان منوي محفوظ غير معروف صاحبه في مركز طبي لتحمل بطفل وولدت الطفل، فما حكم المرأة هل هي زانية، وما هو حكم الطفل المولود بهذه الطريقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد
فما فعلته تلك المرأة جريمة منكرة، وهو وإن لم يكن الزنا الذي يوجب الحد، إلا أنه في معنى الزنا، جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية: غير أن هناك صوراً يتحقق بها ما يتحقق بالزنا أو تقاربه إلى حد كبير منها إدخال المرأة ماء رجل أجنبي عنها في فرجها. .
ويقول الشيخ محمود شلتوت: إذا كان التلقيح بماء رجل أجنبي عن المرأة فإنه يزج بالإنسان دون شك في دائرتي الحيوان والنبات، ويخرجه عن المستوى الإنساني، وهو في نظر الشريعة جريمة منكرة وإثم عظيم، يلتقي مع الزنا في إطار واحد جوهرهما واحد ونتيجتهما واحدة.
ويقول الشيخ مصطفى الزرقا في أحكام الجنين في الفقه الإسلامي: لا يمكن القول باستحقاق عقوبة حد الزنا التي لم يوجبها الشرع إلا في حالة الزنى بمعناه الحقيقي، وإنما تستوجب هذه العملية المحظورة من التلقيح الصناعي عقوبة تعزيرية بما يكفي الزجر. .
وهذا الذي ذكرناه هو مذهب جمهور أهل العلم خلافاً للمالكية الذين يرون وجوب الحد لمن بان بها حمل ولم تكن ذات زوج، كما هو مبين في الفتوى رقم: 54129.
وأما حكم الطفل فهو ينسب إلى تلك المرأة بلا شك، قال الشيخ بدر المتولي عبد الباسط: إذا كانت هذه المرأة التي لقحت بهذا الماء الغريب غير متزوجة فالولد ينسب إليها كولد الزنى، ولا ينسب إلى صاحب الماء لأن ماءه هدر. ..
وللفائدة تراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 60234، 5995، 4380.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 صفر 1430(6/2970)
اللجوء إلى التلقيح الصناعي لتجنب ولادة طفل معاق
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لدي ثلاث بنات وولد وإحدى بناتي معاقة وأريد أن أحمل عن طريق طفل الأنابيب وذلك لسببين الأول أرغب بإنجاب الولد والثاني لتقليل احتمال تكرار التشوه الذي عند بنتي المعاقة (حسب كلام الأطباء) فهل يجوز ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أن بينا أن التلقيح الصناعي يجوز عند الضرورة أو الحاجة المعتبرة شرعا، وبضوابط شرعية، فراجعي الفتوى رقم: 5995، وكذا سبق بيان أن تحديد جنس المولود لا مانع منه شرعا بضوابط، وذلك بالفتوى رقم: 6469.
والذي يظهر والله أعلم أن الحاجة إلى نوع معين من المواليد، وكذا تجنب إنجاب مولود معاق إن ثبت إمكانية ذلك طبيا يعتبر حاجة معتبرة شرعا للجوء إلى الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي. فلا حرج عليك والحالة هذه في اللجوء إلى ذلك مع أمن الوقوع في المحذور الشرعي والضرر الطبي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 محرم 1430(6/2971)
حكم تحديد جنس المولود بالطريقة المخبرية
[السُّؤَالُ]
ـ[أتمنى من الله أن أكون ممن يجتهد لتحري الحلال والحرام. ولي سؤال أطلب إجابتكم عليه.
حيث إنني متزوج وأب لفتاتين لم تتجاوزا الخامسة وأسعي دائما لمرضاة الله عز وجل ما استطعت, ولكن فضيلتكم تعرف ضعف النفس الإنسانية وأرغب في إنجاب أبناء ذكور وعلمت أنه الآن بواسطة الطب يمكن تحديد جنس الجنين مسبقا عن طريق أخذ مني الرجل (بالاستمناء) وفصل حيوان منوي ذكري منه وتخصيبه في بويضة زوجته (في المعمل) ثم يعاد وضعه في رحم الزوجة (بواسطة قسطرة أو ما شابه) لتكون النتيجة في النهاية أن تحمل الزوجة بذكر.
والسؤال: هل في حالتي هذه وبنفس الطريقة أعلاه يوجد أي مانع شرعي أو إيماني كعدم الرضا والإيمان بقضاء الله وقدره والسعي نحو تغيير ذلك أو عدم تهذيب مع الله أم هو ضعف إيمان مني لخوفي أن يأتي (بإرادة الله وليس بقوتي وإرادتي وقد لا يأتي) الحمل الجديد بأنثي أيضا.
ولكني أقف عند قوله تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ - أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ. الشورى 49-50
وقوله: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا. الكهف 46
وقوله: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا. الكهف 28
ومع هذا أيضا اطمع في رحمة الله في قوله تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. الأعراف 32
فقلبي ووجداني يتنازعه القولان:
الأول: أن الله أباح لعبادة الطيبات والزينة ما دامت في حدود الأحكام الشرعية فلا ضير في لجوئي إلي هذه العملية الطبية علما بأن ترتيب نيتي في موضوع إنجاب الذكر.
1) إنجاب الذكر كعادتنا لحفظ الاسم والعائلة.
2) أن أربيه تربية إسلامية بكل ما أوتيت من مقدرة.
3) أن يكون ذخيرة للإسلام والمسلمين ويرعى أخواته في المستقبل.
الثاني: أن هذا وإن حكم بحله شرعا ولكن قد يكون فيه عدم تهذيب مع المولي عز وجل وان شئت سميته ضعف إيمان وعدم ثقة بقدر الله، ومع ذلك أخاف من قضاء وقدر ومكر الله وأن لا أستطيع فعليا تنفيذ ذلك وينشأ عكس ذلك, ف يكون الحساب يا عبد سعيت خلف ما أردت أنت ولكن لم يكن إلا ما أردته أنا وبقي لك حسابي على اعتراضك علي قضائي.
بالله عليك دلني علي القول الصواب, وإن كان فيه ما أخشى وهو ضعف الإيمان فماذا أفعل ليعفوا عني الله ويزداد يقيني وإيماني بالله؟
وجزاكم الله خيرا وجعلكم ذخرا للإسلام والمسلمين.
وصل اللهم علي نبينا محمد وعل آله وصحبه وسلم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في بعض الفتاوى أنه لا حرج في تحديد جنس المولود إن روعيت في ذلك الضوابط الشرعية، وذكرنا أن هذا لا ينافي الرضا بالقضاء، ولا ينافي قول الله تعالى: يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَأَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ {الشورى:49-50} .
بل إن كل ما يوجد من ذلك سواء كان بالطريقة المعتادة، أو بالطريقة المخبرية إنما هو بإرادة الله وقدره.
فراجع الفتويين: 6469، 25100.
ولا حرج على المسلم في أن يطلب شيئا من زينة الحياة الدنيا ما دام من سبيل مشروع، وإنما يتوجه ذم طلب الدنيا في بعض الآيات في حق من يطلبها بطريق غير مشروع أو يغله ذلك عن الآخرة.
وقد ذكرنا أن الأفضل للمسلم أن يصبر ويترك الأمر لله فهو أدرى بمصالح عباده، بل قد يعطى الرجل من الذكور من يكون سببا لشقائة ونكده، ويعطى من الإناث ما فيه كثير من الخير والبركة.
وراجع الفتوى رقم: 80326.
وتجدر الإشارة أن الاستمناء إذا دعت إليه الحاجة فإنه يجب أن يكون بيد الزوجة ونحو ذلك، ولا يجوز أن يكون بوسيلة أخرى.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ذو الحجة 1429(6/2972)
حكم تبرع الضرة ببويضة لضرتها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة من 22 سنة عمري الآن 38 سنة حملت 5 مرات وسقط الحمل في أشهر مختلفه من الحمل والآن لي 14 سنة لم أحمل أبداً قال لي الأطباء إنه لا يوجد عندي بويضات أبداً وقالوا يجب أن تجدي من تتبرع لكي ببويضة وهذا حرام، ولكن أنا عندي زوجة زوجي تريد التبرع، فهل يجوز بما أنها ضرتي ولنا نفس الزوج وأنا أعيش في أمريكا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز لأي امرأة كانت أن تتبرع لك ببويضة سواء في ذلك ضرتك التي يجمعك معها زوج واحد أم غيرها، فقد قرر مجمع الفقه الإسلامي حرمة هذه الحالة، كما تقدم بيان ذلك في الفتوى رقم: 36557.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1429(6/2973)
يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لإجراء عملية أطفال الأنابيب
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب متزوج ولدي من الأبناء ثلاثة أطفال ابنتان وولد، بعد قدوم ابني الصغير اكتشف الأطباء بأنه يعاني من مرض الثلاسيميا الكبرى، وهذا المرض من أمراض فقر الدم المزمنة ويحتاج المريض إلى إجراء نقل دم شهري بالإضافة إلى أدوية تقليل الحديد في الجسم وذلك طوال حياته، والعلاج الوحيد لهذا المرض هو زراعة النخاع (الخلايا الجذعية) وقد قمنا بالتنسيق مع المستشفيات المختصة بدولة الإمارات وبعض المراكز الدولية بالبحث عن خلايا تتطابق مع ابني فلم نجد حتى الآن، كما أننا لم نجد له متبرعا من العائلة نفسها، وعلمياً فإن فرص الحصول على خلايا متطابقة من خارج العائلة أمر ضعيف جداً، ومع ذلك فقد أعطانا الأطباء أملاً جديداً وهو إمكانية أن نجد المتبرع من خلال إنجاب طفل جديد ولكن هذه المسألة فيها خطورة أيضاً، فإنجاب طفل جديد قد يصاحبه إصابة الطفل بنفس المرض، أو أن يكون سليماً ولكن خلاياه لا تتطابق مع أخيه المريض، ولكن مع تطور الطب استطاع الأطباء الآن إيجاد طريقة لضمان قيام الحمل بجنين سليم من المرض ومطابق لخلايا أخيه المريض أيضاً، ويتم ذلك من خلال التلقيح بالأنابيب، وفي أحد مستشفيات الإمارات ومن خلال طبيب مسلم، وسؤالي هل تعتبر الحالة المرضية لابني، من حالات الضرورة التي يجوز بموجبها إجراء عملية تلقيح بالأنابيب، وعليه أرجو إفادتي بحكم الشرع في هذا الموضوع جزاكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفى ابنكم هذا، ونوصيكم بكثرة الدعاء له، ورقيته بالرقية الشرعية فهي نافعة بإذن الله، وإذا ثبت أن الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي يمكن من خلاله الحصول على جنين سليم من هذا المرض كانت هذه حاجة معتبرة شرعا للإنجاب بهذا الطريق، والحاجة في بعض حالاتها تنزل منزلة الضرورة، وهذه من ذلك فيما نرى، وهذا من باب علاج ذلك الجنين، ولا داعي لتبرير ذلك بما يحتاجه أخوه، ثم إذا ولد الجنين سليما، وكانت العملية الأخرى لا تضره هو وتنفع أخاه فلا حرج فيها، وننبه إلى أنه يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة في عملية التلقيح، والتي قد سبق التنبيه عليها في بعض الفتاوى السابقة نحليلك منها على الفتويين: 30384، 5995.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو الحجة 1429(6/2974)
ضوابط التلقيح الصناعي وحكم إجرائه في دولة غير مسلمة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا وزوجي متزوجان منذ 3 سنوات نقيم بفرنسا. ونريد بإذن الله الإنجاب. عندما ذهبنا إلى الطبيبة قالت لنا يجب أن نقوم بعملية التلقيح المجهري، والله أعلم يجوز هذا ولكن بشرط أن تكون البويضة مني والمني من زوجي، وهذا محقق إن شاء الله, لكن تراودني بعض الشكوك في إجراء هذه العملية, مثلا وقوع خطأ في الأنابيب، أو القيام بتبرع البويضة الملقحة،.... وكذلك لا توجد فرقة طبية مكونة من نساء فقط؛ مع العلم أن الطبيبة قالت لنا إن هذا الأمر جد شخصي. أنا جد حائرة، أفيدوني بارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقكما إلى الإنجاب وأن يرزقكما ذرية صالحة إنه سميع الدعاء، ونوصيكما بالإكثار من الدعاء والاستغفار فهما من أعظم الأسباب التي تستجلب بها الذرية.
ونقول ابتداء إن إجراء عملية التلقيح الاصطناعي جائزة عند الضرورة أو الحاجة الشديدة إلى ذلك بشروط معينة سبق ذكرها بالفتوى رقم: 5995.
ومن هذه الشروط أن يكون المني من الرجل والبويضة من زوجته، وتنقل البويضة من أنبوب الاختبار إلى رحم المرأة نفسها والواجب الاحتياط والبحث عن جهة تؤتمن في هذا الجانب ولو كانت جهة كافرة فإذا خشي عدم المبالاة لدى الجهة التي ستقوم بالعملية فلا يجوز إجراؤها عندها، ويجب مراعاة الترتيب الذي ذكره الفقهاء في أمر المعالج فلا يجوز أن يكون المعالج طبيبا ذكرا عند وجود الأنثى أو كافرا مع وجود المسلم، إلا لضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، وراجعي الفتوى رقم: 12942.
وننبه إلى أنه توجد في بلاد المسلمين جهات تقوم بإجراء مثل هذه العملية فيمكنكم البحث عن سبيل لإجرائها في بلد مسلم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 ذو القعدة 1429(6/2975)
صاحبة البويضة هي الأولى بالأمومة
[السُّؤَالُ]
ـ[بعد التحية فأرجو توجيه سؤالي للشيخ أبي إسحاق الحويني ولكم جزيل الشكر، ما حكم نقل بويضة من زوجة لا تستطيع الحمل إلى زوجة الرجل الثانية للتلقيح في رحمها، من تكون الأم، وما هي تبعات المواريث في ذلك، الأب واحد وزوجتان واحدة تحمل والأخرى لا تستطيع الحمل لأسباب طبية؟ جزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا من قبل أن هذه الطريقة من التلقيح تدخل في طرق التلقيح الصناعي المنهي عنها، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 36557.
وفي حال ما إذا أجري التلقيح بالطريقة المذكورة فإن تحديد الأم من المرأتين محل نظر، وذلك لكون الحمل والولادة في الأصل لا يكونان إلا من الأم، وقد قال الله تعالى: إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ {المجادلة:2} ، وقال تعالى: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف:15} ، وغير ذلك من الآيات التي تفيد أن الأمومة تابعة للحمل والولادة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن البويضة الملقحة هي البذرة التي نشأ عنها الجنين، وهي تشكل دوراً تكاملياً مع مني الرجل، وبالتالي فصاحبتها هي الأولى بالأمومة.
والذي نميل إلى رجحانه هو هذا الرأي الأخير، لأن البويضة الملقحة هي الحاملة لكافة الخصائص الوراثية التي سيكون عليها الجنين، ولأن المرأة الحامل إنما هي مجرد وعاء في هذا المقام، وهي تغذي الجنين وتنميه، لكن ليس لها دور في وجوده، بل في تنميته كما هو الحال في المرضعة والحاضنة ... وليس في الآيتين دليل أنها هي الأحق بالأمومة، لأنهما لم تساقا في معرض إثبات الأمومة، ولا يبعد أن يستأنس لهذا الرأي بما قرره المجمع الفقهي في دورته المنعقدة بتاريخ 28/1/1985م، حيث جاء في قراره: ... إن نسب المولود يثبت من الزوجين مصدري البذرتين، ويتبع الميراث والحقوق الأخرى ثبوت النسب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1429(6/2976)
حكم حفظ النطفة بالطرق الطبية ليستعملها لاحقا في الإنجاب
[السُّؤَالُ]
ـ[اكتشفت بأني مريض بسرطان الدم وقال لي الأطباء: إنه بعد بداية العلاج ستصاب بالعقم, فلذا يجب أن نخرج منك المني ونحتفظ به بالطرق العلمية, وعندما تنوى الإنجاب نقوم بزرعه فى رحم زوجتك، فأجيبونا يرحمكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشفيك شفاء تاماً لا يغادر سقماً، وهذا الذي قاله لك الأطباء هو ما يسمى بالتلقيح الصناعي، والتلقيح الصناعي له صور عدة منها ما هو مشروع ومنها ما هو محرم، ومنها ما هو متردد بين الحل والحرمة، فأما المشروع فهو أن يؤخذ مني الزوج وتلقح به نطفة المرأة في رحم المرأة من غير اتصال جسدي، وكذلك أن يؤخذ مني الزوج ونطفة المرأة فيلقحا خارج الرحم ثم يعاد ذلك إلى رحم المرأة فلا حرج في الصورتين المذكورتين إذا دعت الضرورة لذلك، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 5995.
وقد علمت من هذا أن الصور المسؤول عنها داخلة فيما اختلف فيه أهل العلم، لكن تجب الإشارة إلى أن هذا الموضوع تكتنفه مخاطر كثيرة، ولا ينبغي التساهل فيه فمن الممكن أن يلتبس المني المحفوظ مع غيره، ومن الممكن أن يتعمد زرعه في محل لا يشرع أن يزرع فيه، وعليه فإنه لا يسوغ الأخذ بقول من أباحه إلا بقيد بأن يغلب على الظن أن الأمر لن يسلك فيه مسالك الفساد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1429(6/2977)
حكم استعانة المرأة بحيوانات منوية لرجل مجهول
[السُّؤَالُ]
ـ[إذا استعانت امرأة مسلمة متزوجة من رجل مسلم عنده عجز في الحيوانات المنوية بحيوانت منوية من بنك الحيوانات المنوية مجهولة المصدر فهل هذا يعتبر زنا أم لا وإذا كان لا يعتبر زنا فما حكمه؟
أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في حرمة ذلك وهو يفضي إلى اختلاط الأنساب وهو علة من علل تحريم الزنى كما قرر ذلك الفقهاء ولذا قالوا إنه إذا حدث حمل بذلك فإن الولد لا يعد ابنا شرعيا.
وللفائدة راجع الفتوى رقم: 25561.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1429(6/2978)
إجراء عملية تلقيح صناعي عند طبيب غير مسلم
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوج منذ 4 سنوات ولم يحدث حمل عند زوجتي لوجود مشاكل عندي وعند زوجتي
فأنا لا يوجد عندي حيوانات منوية لوجود خلل في الغدة المسؤولة في الدماغ وزوجتي لديها مبيض واحد.
وقد أجرينا 3 محاولات طفل أنابيب عند أطباء مسلمين ولم تنجح أي محاولة. وآخر ما قاله لنا الطبيب إن نوعية البويضات أيضا سيئة.
سؤالي هو أنني وجدت طبيبا نصرانيا سمعت أنه طبيب جيد، فما حكم إجراء العملية القادمة عنده؟
طبعا أنا أعلم أن كل شيء بيد الله ولكن من باب الأخذ بالأسباب فقط.
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 5995، أحكام التلقيح الصناعي ومن تلك الأحكام، أن انكشاف المرأة المسلمة على غير زوجها لا يجوز، إلا لغرض مشروع، ومتى كان الغرض مشروعا – كحال زوجة السائل- فيجب أن يكون المعالج امرأة مسلمة إن أمكن ذلك، وإلا فامرأة غير مسلمة، وإلا فطبيب مسلم ثقة، وإلا فغير مسلم، بهذا الترتيب.
ولا تجوز الخلوة بين المعالج والمرأة التي يعالجها إلا بحضور زوجها، أو امرأة أخرى.
وبناء عليه فلا يجوز إجراء العملية عند هذا الطبيب غير المسلم، مع وجود من سبق ذكرهم، وعند عدم وجودهم أو كونهم أقل علما وخبرة من هذا الطبيب، فلا بأس بإجراء العملية عنده بالشرط المذكور وهو عدم خلوته بالمرأة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الثاني 1429(6/2979)
إباحة اللجوء إلى أطفال الأنابيب لا يعني إلزام الزوج بذلك
[السُّؤَالُ]
ـ[متزوجة منذ عشرة أعوام ولم أنجب لعله في زوجي طلبت منه أن نلجأ لأطفال الأنابيب لكنه رفض متعللا بأنه لا يريد أطفالا وهو معوق نتيجة لحادث حركة وهذا لا يمنعه من اللجوء لأطفال الأنابيب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإنجاب مقصد من مقاصد ديننا الحنيف، وقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزواج بالمرأة الولود فقال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. رواه أحمد وصححه ابن حبان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه. ولك أن تراجعي لمزيد الفائدة في هذا فتوانا رقم: 32175.
كما أن أطفال الأنابيب قد ذكر أهل العلم إباحتها في حدود معينة، ولك أن تراجعي في أحكام التلقيح الصناعي فتوانا رقم: 5995.
وبناء على ما ذكر، نقول إنه من المباح لك ولزوجك أن تلجآ إلى أطفال الأنابيب إذا لم تتمكنا من الإنجاب العادي.
ولكن إباحة اللجوء إلى أطفال الأنابيب ليس معناه إلزام الزوج بذلك، فإن أهل الاختصاص في هذا المجال قد ذكروا أن احتمال نجاح عملية أطفال الأنابيب لا يتعدى 50، وأن تكلفتها باهظة جدا.
وعليه، فننصح زوجك بأن يساعدك في تحقيق رغبتك إذا كان ذلك في استطاعته؛ فسعي كل من الزوجين لتحقيق رغبة الزوج الآخر أدعى إلى الألفة ودوام العشرة.
وقد علمت مما ذكرنا أنه ليس ملزما بأن يحقق لك هذه الرغبة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الأول 1429(6/2980)
يريد الإنجاب عن طريق أطفال الأنابيب وزوجته ترفض
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 39 عاما متزوج ولم أنجب لوجود عقم عندي وليس لي أمل في الإنجاب كما قال الأطباء سوى في عملية أطفال الأنابيب، وقد قمت بعملها العام الماضي ولم تنجح العملية ولله الحمد في كل الأحوال ونظرت لما واجهته زوجتي من تعب شديد من هذه العملية فهي ترفض أن تقوم بها مرة أخرى، وأنا تقدم بي العمر وأتمني من الله أن أرزق الذرية الصالحة، وأحاول كثيرا مع زوجتي لتكرر العملية وهي ترفض ذلك فقلت لها صلي الاستخارة لعل الله يهدي قلبك للخير وهي أيضا ترفض يعني هي رافضة تماما مبدأ تكرار العملية مرة أخرى.
أرجو منكم توجيه نصيحة لزوجتي ويعلم الله أني مقدر للألم والمتاعب التي حدثت لها في العملية السابقة
ولله الأمر من قبل ومن بعد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال سبحانه: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا {الشورى:49-50} ، فكل ذلك بحكمته وعلمه وقدرته، والخير فيما اختاره وقدره، فقد يكون الولد خيرا، وقد يكون عدمه خيرا، قال سبحانه: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216} .
لكن لا حرج عليكما في طلب الولد وابتغائه بالسبل المشروعة، ولا ينبغي لكما القنوط واليأس، فقد وهب الله خليله إبراهيم على كبره وكبر زوجته حتى قالت: يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ {هود:72} ، فالذي وهبهما الذرية قادر على أن يهبكما إياها، فلا تقنطا ولا تيأسا.
وأما التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب فكثير من طرقها ووسائلها غير مشروعة، لكن إذا عملت بالضوابط الشرعية فلا حرج فيها، وننصح زوجتك بها وفقا لتلك الضوابط الشرعية تحقيقا لرغبتك واستجابة لطلبك، لكن إن كان ذلك يضرها أو يرهقها إرهاقا شديدا، فلا ينبغي أن تلجئها إلى ذلك لما يلحقها جراءه من تعب وإرهاق، ويستحب لها أن تستخير الله عز وجل في ذلك، وسيسر لها ما فيه خيرها وصلاح أمرها من إقدام أو إحجام.
وللمزيد انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1458، 2646، 36557، 5995، 94659.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 محرم 1429(6/2981)
حكم حفظ البويضات لاستخدامها بعد الزواج
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن لفتاة تأخرت في الزواج أن تقوم بعملية خاصة بحفظ البويضات معمليا حتى تقوم باسترجاعها إذا ما تيسر لها الزواج.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حفظ البويضات في بنوك خاصة لتلقح فيما بعد يعتبر فعلا ينطوي على كثير من المخاطر، فلا يجوز الإقدام عليه، ويمكن أن تراجع في هذا الفتوى رقم: 5995، وعلى هذه المرأة أن تكل أمرها إلى الله تعالى وتسأله أن ييسر لها زوجا صالحا، وأن يرزقها منه ذرية طيبة إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 رجب 1428(6/2982)
التخلص من البويضات الملقحة ليس إجهاضا لأنها لم تستقر في الرحم
[السُّؤَالُ]
ـ[أجريت لي عملية تلقيح اصطناعي وبقيت عند المخبر بُويضات مُلقحة وهو يحفظها لي مقابل مبلغ من المال أدفعه سنوياً وفي كل مرة يقترحون علي أن أتخلص منها بالإتلاف أو أن أتبرع بها لغيري أو أن أحتفظ بها عندهم لعلي أحتاج إليها يوماً من الأيام، في هذه السنة حملت بفضل الله بصورة طبيعية، ماذا أفعل بهذه البويضات الملقحة، هل يعتبر إتلافها نوعاً من الإجهاض إذا كان لا يجوز التبرع بها، فهل يجب علي أن أحتفظ بها حتى أستخدمها في حمل مقبل، أريد من فضلكم أن تعطوني جميع الأحكام التي تتعلق بالتلقيح الاصطناعي، ما هو جائز منه وما هو محرم؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بحث الفقهاء المعاصرون مسألة التلقيح الصناعي في عدة مؤتمرات فقهية، واشترك في تلك المؤتمرات الفقهية مع العلماء الأطباء المختصون، وخلاصة ما تقرر في ذلك هو ما يلي: إن عملية التلقيح الاصطناعي تتم على طرق سبع، وأن جميع الطرق محرمة في الفقه الإسلامي ولا يجوز للمسلم أن يلجأ إليها لما فيها من الاختلاط في الأنساب إلا طريقتين هما:
الطريقة الأولى الجائزة: أن تؤخذ النطفة من الزوج، والبويضة من زوجته، ويتم التلقيح خارجياً ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة.
الطريقة الثانية الجائزة: أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحاً داخلياً.
فرأى مجلس المجمع الفقهي أنه لا حرج في اللجوء إلى هاتين الصورتين عند الحاجة، مع التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة.
وبهذا تعلم الأخت السائلة أنه لا يجوز التبرع بالبويضة لامرأة أخرى لأن هذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب وما يترتب على ذلك من محاذير، ويرى المجمع أيضاً أنه في حال التلقيح يجب الاقتصار على العدد المطلوب في كل مرة تفادياً لوجود فائض من تلك البويضات الملقحة، ولا يعد هذا من الإجهاض لعدم استقرار النطفة في الرحم أصلاً، بل يرى بعض العلماء عدم جواز الاحتفاظ بالبويضة الملقحة الزائدة بعد إجراء عملية التلقيح حيث هناك احتمالات قوية لاختلاطها أو العبث بها، أو الأخذ منها لينتفع بها الغير، مما يوقع الإنسان في الإثم، أو يعرض نسبه للاختلاط، ولذا فإننا ننصح الأخت السائلة بالتخلص من تلك البويضة وليس هذا من الإجهاض لأن النطفة لم تستقر في الرحم ولا يجوز لها أن تعطيها لامرأة أخرى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1428(6/2983)
ضوابط جواز تلقيح نطفة الزوج ببويضة زوجته في وعاء الاختبار
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مصاب بمرض وراثي الأطباء يقولون 50 بالمائة من الأبناء سيتعرضون لهذا المرض فهل يجوز أن يتم تلقيح بويضات زوجتي مني في المختبر واختيار السليمة للرحم كي لا يعاني أحد من أبنائي في المستقبل مثلي.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 5995، بيان أن تلقيح نطفة الزوج ببويضة زوجته في وعاء الاختبار، ثم بعد أن تأخذ اللقيحة بالانقسام والتكاثر تنقل في الوقت المناسب من أنبوب الاختبار إلى رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة، لتعلق في جداره، وتنمو وتتخلق ككل جنين قد أجازه أكثر أهل العلم وفق بعض الضوابط الشرعية، وقد أشار إلى هذه الضوابط المجمع الفقهي، وهي:
(أ) إن انكشاف المرأة المسلمة على غير من يحل شرعا بينها وبينه الاتصال الجنسي لا يجوز بحال من الأحوال، إلا لغرض مشروع يعتبره الشرع مبيحا لهذا الانكشاف.
(ب) إن احتياج المرأة إلى العلاج من مرض يؤذيها أو من حالة غير طبيعية في جسمها تسبب لها انزعاجا، يعتبر ذلك غرضا مشروعا يبيح لها الانكشاف على غير زوجها لهذا العلاج، وعندئذ يتقيد ذلك الانكشاف بقدر الضرورة.
(ج) كلما كان انكشاف المرأة على غير من يحل بينها وبينه الاتصال الجنسي مباحا لغرض مشروع، يجب أن يكون المعالج امرأة مسلمة إن أمكن ذلك، وإلا فامرأة غير مسلمة، وإلا فطبيب مسلم ثقة، وإلا فغير مسلم، بهذا الترتيب.
ولا تجوز الخلوة بين المعالج والمرأة التي يعالجها إلا بحضور زوجها، أو امرأة أخرى.
وقرر المجمع أيضا: أن حاجة المرأة المتزوجة التي لا تحمل، وحاجة زوجها إلى الولد تعتبر غرضا مشروعا يبيح معالجتها بالطريقة المباحة من طرق التلقيح الصناعي.
كما صدر قرار لمجمع الفقه بمنظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1407هـ يتضمن جواز هذا الأسلوب من أساليب التلقيح الصناعي.
وعليه؛ فإذا كان التلقيح الصناعي سيتم في جو من الأمن، بحيث لا يلتقي مني الرجل بغير بويضة زوجته، فلا مانع أن يتم فرز المنويات المحملة بالمرض الوراثي لتعزل، ويتم التلقيح بالمنوي الخالي من المرض.
مع اليقين التام بأن المرض والشفاء كله بيد الله تعالى، وإنما هذا من باب تعاطي السبب المفضي إلى مصلحة.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ربيع الأول 1428(6/2984)
الحمل عن طريق بويضة من امرأة أجنبية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي كفارة الحمل عن طريق بويضة امرأة أجنبية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما يسمى بالأم البديلة التي تحمل الجنين من بويضة امرأة أخرى، قد أفتى علماء الإسلام بحرمته، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 4380، والفتوى رقم: 5995، والفتوى رقم: 10282.
وعلى من فعلت ذلك أن تتوب إلى الله عز وجل، وليس هناك كفارة محددة لهذه المعصية. وأما الطفل فقد رجحنا في الفتوى رقم: 62377، أن أمه الحقيقية هي صاحبة البويضة، وأما صاحبة الرحم فهي أم حكمية، كالأم من الرضاع.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1427(6/2985)
التخوف من إنجاب الأطفال
[السُّؤَالُ]
ـ[أختكم في الله,
أنا امرأة متزوجة منذ. 3 أعوام من أروبي مسلم الحمد لله, مشكلتي هو أني أخشى أن أرزق بأطفال لسببين
-هو أن عمري 42 عاما وأعيش في بلد الكفر, وتعلمون أن تربية الأطفال في هذه البلاد ليس سهلا وأخشى أن لا يتبعوا الطريق المستقيم.
- هو أن زوجي عنده عدد قليل من الحيونات المنوية وليست سريعة ونضطر للجوء لأطفال الأنابيب. زوجي متخوف من trisomie 21 التي تظهر مع تقدم السن. فهل يجوز هذا التخوف.
أما بالنسبة لي, فأنا حائرة جدا ,هل يجوز لي شرعا أن أتخوف.هذا التخوف يجعلني في بعض المرات أرتاح عندما تأتيني الدورة الشهرية. هل أنا آثمة لأن الغيب لا يعلمه إلا الله علام الغيوب.
صليت صلاة الاستخارة وأقول أفوض أمري إلي الله, ولكن هذا التخوف يألمني كثيرا.....لأنني لو فوضت أمري إلى الله ما تخوفت
أفيدوني أفادكم الله
جزاكم الله كل خير.
السلام عليكم]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك إن شاء الله في التخوف من الإنجاب إن كان الحال ما ذكرت من كون سبب هذا التخوف ما تخشين على عقيدة وأخلاق الأولاد بالإقامة في بلاد الكفر وإنجاب هؤلاء الأولاد عن طريق التلقيح الاصطناعي فإن الإقامة في بلاد الكفر لا تخلو من مخاطر وكذا التلقيح الاصطناعي وراجع الفتويين: 2007، 5995.
ومع هذا، فلا مانع شرعا من إنجاب أطفال عن طريق التلقيح الاصطناعي إن لم يكن هناك سبيل آخر مشروع إن كان هذا التلقيح عن طريق بعض الصور التي أجازها مجمع الفقه الإسلامي، وروعيت الضوابط الشرعي في ذلك، وراجع هذه الصور الجائزة وضوابطها بالفتوى المذكورة آنفا: 5995.
وإذا قدر وجود أطفال فينبغي الاجتهاد وبذل الحيلة في الحفاظ على دينهم وأخلاقهم ومن سبل تحقيق ذلك الهجرة إلى بلد مسلم إن أمكن وتعليم هؤلاء الاولاد وتوجيههم في أمور دينهم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1427(6/2986)
عمليات طفل الأنابيب لا تنجح إلا بقدرة الله ومشيئته
[السُّؤَالُ]
ـ[جزكم الله خير الجزاء لما تقومون به من جهود أسأل الله أن يجعلها لكم في ميزان حسناتكم وبعد فقد جاءت لي وساوس لا أستطيع أن أتخلص منها وهي:1-قال تعالى (ويجعل من يشاء عقيما) صدق الله العظيم فقد فكرت في هذه الآية وخطر في نفسي موضوع العمليات التي تجرى اليوم وثبت نجاحها وهي ما يسمى عمليات [أطفال الأنابيب] فهل من كان في زمننا هذا عقيماً يستطيع إجراء هذه العملية {أطفال الأنابيب} وبالتالي يكون لهذا أطفال مع إن هذا الشئ في قدرة الله فقط؟
2-قال تعالى (ويعلم ما في الأرحام) عندما نظرت في هذه الآية تذكرت أن العلم الحديث استطاع معرفه ما في رحم الأم أكان ذكراً أم أنثى وذلك في الشهر السابع أو الثامن وعندما طرحت هذا الموضوع على أصدقائي وأخبروني أن الطبيب لا يعرف ما في رحم الأم أكان ذكراً أم أنثى إلا بعد أربعين يوما فلم أقتنع بكلامهم لأن الآية واضحة وتفسيرها أن الأشياء الخمس المذكورة في الآية هي خاصة بالله ولا يعلمها إلا هو، فبم أن الجنين في رحم المرأة منذ أن كان نطفه حتى يوم ولادته فكيف يعلمون اليوم ما في رحم المرأة أكان ذكراً أم أنثى وهذا الشئ خاص بعلم الله؟؟ 00
أفيدونا أثابكم الله فو الله ما سألتكم إلا بعد ما ضقت ذرعاً من هذا الذي أصابني وأرجو تبيانه للناس لكي لا يصيب أحداً منهم ماأصابني0
وجزاكم الله عنا ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجوز إجراء هذه العملية مع الالتزام بالضوابط الشرعية ولن ينجح ذلك إلا بقضاء الله وقدره، وراجع في ذلك وفي مسألة العلم بحال الجنين الفتاوى التالية أرقامها: 1458، 5995، 36557، 36924.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ذو الحجة 1426(6/2987)
الإجهاض وحكم التخلص من البويضات الملقحة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما مدى حل أو حرمة عمليات الحمل الصناعي (أطفال الأنابيب) من الناحية الشرعية؟
هل يجوز التخلص من الأجنة التي يتم تحضيرها في المختبر ولا تتم زراعتها في رحم الأم؟
هل الإجهاض حلال إذا ما أعلمت الحامل من قبل الطبيب أن الجنين به تشوهات خطيرة أو أن حياتها ستكون في خطر إذا استمرت في الحمل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم التلقيح الصناعي في الفتوى رقم: 4380، والفتوى رقم: 1458، كما بينا حكم الإجهاض لأجل تشوه الجنين وذلك في الفتوى رقم: 17413، والفتوى رقم: 21215.
أما عن الإجهاض خوفا على حياة الأم فقد بيناه في الفتوى رقم: 2016.
ولا مانع من التخلص من البويضات الملقحة التي يتم حفظها في المختبر، فقد نص العلماء على جواز استخراج النطفة بعد استقرارها في الرحم وقبل التعلق بالرحم.
قال القرطبي في تفسيره: النطفة ليست بشيء يقينا ولا يتعلق بها حكم إذا ألقتها المرأة إذا لم تجتمع في الرحم فهي كما لو كانت في صلب الرجل، فإذا كان هذا في النطفة بعد وصولها إلى الرحم فجوازها خارج الرحم أولى، وراجعي الفتوى رقم: 22784.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1426(6/2988)
حملت من مني زوجها المجمد بعد أن انفصلت عنه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سيدة متزوجة وقبل فترة قمت بعمل زراعة أنابيب حتى أحمل وأرزق بولد والحمد لله تم ذلك ولكن قمت بحفظ بعض الحيوانات المنوية لزوجي وتجميدها في المستشفى وساءت الظروف وانفصلت عن زوجي وأحببت قبل فترة أن يكون أخ لابني وبالفعل ذهبت للمستشفى وتم تلقيحي ورزقت بولد وأخ لابني وعلم زوجي بعد ذلك ولم يقل شيئا هل هذا حرام أم حلال؟ علما بأن زوجي لم يمانع في ذلك ولكن ما رأي الشريعة الإسلامية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم 5995 خلاف العلماء في تخزين الحيوانات المنوية للزوج في ما يعرف ببنوك المني ثم تلقيح بويضة الزوجة بها لاحقا.
وبينا في الفتوى رقم 32748 أن الراجح عدم جواز ذلك، هذا إذا كان التلقيح سيتم في حياة الزوج وفي حال قيام الزوجية وبحضوره. أما في حال عدم قيام الزوجية، فهذا محل اتفاق على عدم جوازه، وهل ينسب الولد لصاحب المني؟
كلام العلماء يدل على أنه ينسب له، لأن العبرة بوقت خروج المني وقد خرج في حال قيام الزوجية، لا بوقت إدخال المني أو تلقيح البويضة به
سئل الإمام الرملي عما لو استدخلت امرأة مني سيدها المحترم بعد موته فحبلت منه فهل يلحق به ويرث منه أم لا؟ وهل تصير أم ولد بذلك أم لا لكونها بموته انتقلت لوارثه وهل فيها نقل أم لا؟ فأجاب: بأنه يثبت نسب الولد منه ويرث منه لكون منيه محترما حال خروجه ولا يعتبر كونه محترما أيضا حال استدخاله خلافا لبعضهم، فقد صرح بعضهم بأنه لو أنزل في زوجته فساحقت بنته فحبلت منه لحقه الولد وكذا لو مسح ذكره بحجر بعد إنزاله فيها فاستنجت به امرأة أجنبية فحبلت منه. اهـ.
والله أعلم
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رجب 1426(6/2989)
حكم التلقيح الصناعي للحصول على توأم
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد معرفة رأي الشرع في التلقيح الخارجي بين بذرتي الزوجين بغية الحصول على توأم في حمل واحد، مع العلم بأننا ليس لدينا أي مانع في الحمل الطبيعي، فقط هي رغبتنا في الحصول على توأم في وقت واحد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن التلقيح الصناعي لا يجوز إلا عند الضرورة وبضوابط شرعية، سبق إيضاحها في الفتوى رقم: 5995.
وبما أنه لا توجد ضرورة لما ذكرت فلا يجوز لك الإقدام على هذا العمل، إذ الرغبة في التوأم ليست ضرورة ولا حاجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1426(6/2990)
استفادة العلماء المعاصرين من قضايا كتحويل الجنس مما كتبه الأقدمون
[السُّؤَالُ]
ـ[تحية مباركة وبعد فقد قمتم مشكورين بالرد على سؤالنا عن مسألة الافتراض برقم (63698) في المسائل الطبية كنقل الأعضاء وذكرتم المصادر القديمة في ذلك ولكن لم يرد في الإجابة ذكر المصادر في مسألتي تحويل الجنس والتلقيح الصناعي وأتمنى أن تعاودوا مأجورين بذكر مصادر الافتراض في هاتين المسألتين عند كلام الأقدمين عنهما وذلك لأنني أقوم ببحث في المسائل الافتراضية عند الأئمة الكرام في الدراسات العليا كلية الإمام الأعظم بغداد ونفعنا الله بنفائس أنفاسكم وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت قرأت ما أجبنا به في الفتوى التي أشرت إلى رقمها، فقد وضحنا فيه أنه ليس من المتصور أن يطرح أهل العلم القدامى قضايا لا يمكن تصورها في العصر الذي هم فيه، كالتلقيح الصناعي وتحديد الجنس، وغيرها من القضايا التي حظيت بالبحث عند المتأخرين من أهل العلم.
ولكنه قد وجد في كتب الأقدمين الحديث عن مسائل مفترضة، وأن المعاصرين قد استفادوا منها في البحث عن أحكام أمور مستجدة، كتحويل الجنس، والتلقيح الصناعي ... إلى غير ذلك، لا أن الأقدمين قد طرحوا هذه المسائل بعينها.
ومعنى ذلك أن بعض الأقدمين قد افترضوا مسائل يمكن حصولها في عصرهم، ونظروا فيها بحسب مقاصد الشريعة المعروفة، واستخلصوا من ذلك حلولاً لتلك المسائل لو وجدت، وهذه الحلول التي توصل إليها الأقدمون قد استفاد منها المتأخرون في مسائل أخرى حدثت في العصر الحاضر، كتحويل الجنس، والتلقيح الصناعي ...
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 جمادي الثانية 1426(6/2991)
الآثار السلبية لأدوية زراعة طفل الأنبوب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل إجراء عملية زرع طفل أنابيب جائز شرعا، علما بأن المرأة عليها تناول كميات كبيرة من الهرمونات أثناء فترة الزرع وهذه الأدوية غالبا لها آثار سالبية على جسدها، فهل يدخل هذا ضمن الذي يهلك نفسه ويؤذيها، أفيدوني؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعملية التلقيح الصناعي أو ما يسمى (طفل الأنبوب) سبق بيان ما يجوز منها وما لا يجوز، في الفتوى رقم: 1458، والفتوى رقم: 4380.
فإذا كانت العملية من النوع الذي أجازها أهل العلم فيبقى النظر في مسألة الضرر الحاصل من تناول الأدوية خلال فترة العملية فالقاعدة الفقهية (إذا تعارضت مفسدتان روعي أعظمهما ضرراً بارتكاب أخفهما) ، فمفسدة الآثار السلبية والضرر الناشئ من تناول الأدوية معارضة بمفسدة العقم أو عدم الإنجاب فينظر إلى مدى تأثير هذه الأدوية على الأم فإن كان ضررها أكبر من نفعها كأن يخاف على المرأة ضرر محقق ربما يأتي على نفسها أو يشق بها مشقة عظيمة، فتحرم حينئذ، وإذا كان ضررها ومفسدتها أخف من مفسدة العقم وعدم الإنجاب فترتكب هذه المفسدة الأخف مراعاة للمفسدة الأعظم.
أما إذا كانت المفسدتان متساويتين فهنا تأتي قاعدة أخرى وهي (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) ، أو قاعدة (الضرر لا يزال بمثله أو بأعظم منه) ، فيحرم حينئذ تناول هذا الدواء، ويرجع تقدير الضرر اللاحق بالأم إلى الطبيب المختص.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ربيع الثاني 1426(6/2992)
حكم تكرار عملية طفل الأنابيب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل تكرار عملية أطفال الأنابيب في حالة فشلها عدة مرات يعد من التبذير وهل هذا حرام؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 5995 حكم أطفال الأنابيب، وعلى هذا فإذا توفرت الضوابط الشرعية للحمل عن طريق الأنابيب ولم يغلب على ظن الطبيب المختص الثقة عدم نجاح ذلك فلا مانع من تكرارها عدة مرات، ولا يعد ما يصرف في ذلك من أموال تبذيرا لأمرين:
1- أن طلب الولد مشروع في الأصل مادامت الوسيلة إليه مشروعة.
2- أن ذلك يدخل ضمن التداوي المشروع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا، قالوا يا رسول الله: ما هو؟ قال: الهرم. رواه الترمذي. وفي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1426(6/2993)
طفل الأنابيب وتحديد نوع الجنين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا لا أحمل إلا عن طريق قدرة الله وأطفال الأنابيب ولا ألد إلا عن طريق قيصرية والحمد لله
هل يجوز لي إذا عملت أطفال الأنابيب أن أختار نوعية الجنين مع العلم أن الطب تطور؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 5995 والفتوى رقم: 7888 حكم التلقيح الصناعي وتحديد نوع الجنين فنرجو من السائلة مراجعتهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1426(6/2994)
حكم ما يجد من طريق لتحسين تكاثر الحيوانات
[السُّؤَالُ]
ـ[استحدثت طريقة جديدة لتلقيح الأغنام للتكاثر وهي: يقوم صاحب الأغنام بوضع سفنجة طبية معقمة داخل رحم الشاة لفترة قصيرة لتنظيف الرحم وبعدها يحضرون الكبش لهذه الشاة ويقوم الكبش بتلقيحها، وبعد ذلك يقومون بضربها بأبرة تسمى ثنائية، وبعد هذا التلقيح تنجب هذه الشاة بتوأم بدلا من واحد، السؤال: هل هذه الطريقة شرعية أم فيها حرام، أفيدونا؟ جزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في ذلك إذا ثبت طبياً خلو هذه العملية من آثار ضارة على الغنم أو السلالة الناتجة، أو الإنسان الذي يأكل لحم هذه الأغنام أو يشرب ألبانها، وراجع الفتوى رقم: 50008.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1425(6/2995)
مسألة حول طفل الأنابيب
[السُّؤَالُ]
ـ[إنني أعمل في مستشفى في عمان وأعمل كأخصائي مختبر أطفال أنابيب, وطبيعة عملي هي خلط الحيوانات المنوية بالبويضات ومن ثم نقلها إلى الأم سؤالي أنه يأتينا في بعض الأحيان أزواج يرغبون في الحصول على أبناء ذكور وهذا ممكن عمليا وعلميا في المختبر حيث إن لديهم عددا من الإناث فهل يجوز أن نقوم باختيار الذكور من الأجنة ونقلها إلى الأم وإتلاف الأجنة الأنثوية.
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز الإقدام على إجراء هذا النوع من العمليات، لما فيها من المفاسد والتي من جملتها احتمال اختلاط الأنساب والنظر إلى عورة الغير لكن إن دعت ضرورة إلى ذلك وروعيت الضوابط الشرعية، فإنه لا حرج إن شاء الله تعالى على الطبيب في فعلها، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 54961.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1425(6/2996)
حفظ الحيوانات المنوية في بنوك التلقيح ينطوي على مخاطر
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد اطلعت على الفتوى رقم 46617 عنوان الفتوى: حكم التلقيح الصناعي لزوجة المسافر وحيث أنني وزوجتي سوف نجري هذه العملية في القريب العاجل نظراً لعدم إنجابنا منذ تزوجنا مدة ثلاث سنوات، ولكن نظراً لظروف عملي فإنني لا أستطيع أن أجلس في بلدي أكثر من أسبوعين وقد طلبت زوجتي من الطبيبة المعالجة لها أن تخبرها عن الموعد المفترض أن أكون متواجدا هناك لأخذ عينة الحيوانات المنوية مني لتلقيحها، ولكن الطبيبة أخبرتها بأنه يمكن تحديد موعد ولكنه ليس موعدا دقيقا بمعنى يمكن أن يستلزم ذلك مكوثي في بلدي فترة أكثر من أسبوعين، فهل يمكن لي في حالة لا قدر الله أن تتطلب الأمر ذلك أن أترك عينة من الحيوانات المنوية ويتم حفظها ثم بعد ذلك يتم وضعها في بويضة زوجتي بعد سفري مع العلم بأننا لا ننوي الاحتفاظ بأي حيوانات أو بويضات بعد انتهاء العملية؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأن حفظ الحيوانات المنوية في بنك خاص للتلقيح ينطوي على مخاطر ذكرنا بعضا منها في الفتوى رقم: 5995.
وعلى هذا فإذا كنت بحاجة إلى فعل هذا الأمر فلا بد من تواجدك خلال تلك المدة والإشراف على سير مراحلها حتى تضمن أن الأمر سار فيها بصورة دقيقة لا لبس فيها ولا غموض.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1425(6/2997)
حكم عملية التلقيح المجهري لتحديد نوع الجنين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما رأي الشرع فى عملية تحديد جنس الجنين بالتلقيح المجهري إذا كان لدينا عدد من البنات ولا يوجد أى ذكر لدينا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعملية التلقيح المجهري يترتب عليها كشف العورة المغلظة ولمسها والنظر إليها، مع ما يحتمل مع ذلك من اختلاط في الحيوانات المنوية في حالة إيداعها في بنوك وكذا البويضات، مما يمكن أن يترتب عليه اختلاط للأنساب، فلهذه المحاذير وغيرها لا نرى إباحة مثل هذه العمليات لمن هو قادر على الإنجاب بصفة طبيعة، وكنا قد بينا من قبل إباحة التلقيح الصناعي بضوابط وشروط يمكنك أن تراجع فيها الفتوى رقم 7888.
وليعلم السائل الكريم أن الله تعالى يجعل الخير في الإناث مثلما يجعله في الذكور، ويجعل الشر في الذكور مثلما يكون في الإناث، فعليه أن يرضى بما قسمه الله له: وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 رمضان 1425(6/2998)
حكم الاستمناء في نهار رمضان لإجراء عملية الحقن المجهري
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا عندي مشكلة في الأنجاب ولكن من الممكن أن أقوم بعملية حقن مجهري وهذا سيؤدي إلى إفطار يوم في رمضان هل يعتبر هذا إفطارا عن عمد أم يكون في حكم من كان مريضا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحقن المجهري إن كان يترتب عليه إخراج المني في رمضان، فإن ذلك من مبطلات الصيام. فإذا أمكن تأخيره إلى الليل أو بعد رمضان فإنه يجب إلى أحدهما، وإن لم يمكن تأخيره عن النهار بحيث تترتب على ذلك مشقة معتبرة شرعا، فتعتبر بمثابة المريض المتصف بعذر مبيح للفطر. وراجع تفصيل الأعذار المبيحة للفطر في رمضان ضمن الفتوى رقم: 25543. وما أفطرته من رمضان بسبب ذلك يجب عليك قضاؤه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1425(6/2999)
صورتان جائزتان لطفل الأنابيب
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أطفال الأنابيب حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عملية أطفال الأنابيب لا مانع شرعاً من اللجوء إليها عند الحاجة بشرط أن يكون الحيوان المنوي من الزوج والبويضة من زوجته ويزرع الجنين في رحم الزوجة، أو يؤخذ الحيوان المنوي من الزوج ويحقن في رحم زوجته فهاتان الصورتان جائزتان وما عداهما لا يجوز، ولمزيد من التفصيل عن هذا الموضوع نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 1458.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شعبان 1425(6/3000)
ليس من الخيانة أن ترضى بمن فسخ خطبته بصديقتها
[السُّؤَالُ]
ـ[كانت لي إحدى الصديقات وكانت مخطوبة لشخص وحلت هذه الخطبة وبعدها بستة أشهر تقدم هذا الخطيب ليخطبني فوافقت بعد إلحاح من الأهل، علماً بأن هذه الصديقة قد خطبت لشخص آخر في خلال الستة أشهر وحلت الخطبة مرة أخرى، وأنا أيضاً بعد الموافقة بثلاثة أشهر حللت هذه الخطبة وتزوجت من شخص آخر ولكني أشعر بتأنيب تجاه هذه الفتاة بالرغم من أنها أيضا تزوجت من شخص آخر فهل ما فعلته سابقاً يعتبر خيانة، علماً بأنها قد اعتبرته كذلك، سؤال آخر: لقد تزوجت منذ أربعة سنوات ولم أنجب حتى عملت عملية أنابيب وبالفعل نجحت ولكني أجهضت في الشهر الخامس ثلاثة إناث ولكني كنت وقت عملية الإجهاض تحت تأثير المخدر وحين طلبت رؤيتهم لم أكن مدركة فلم أحملهم أو ألمسهم وحين أفقت من تأثير المخدر كانوا قد دفنوا وأنا الآن أشعر بتأنيب كبير وأريد أن أذهب لزيارتهم في المقبرة لمرة واحدة على الأقل فهل هذا حلال أم حرام؟ أفتوني جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الصدق والوفاء بالوعد عدم الإقدام على فسخ الخطبة لغير عذر شرعي، ففسخها لغير مبرر شرعي يعتبر من إخلاف الوعد الذي هو صفة من صفات المنافقين، وللمزيد عن هذا الموضوع راجعي الفتوى رقم: 18857.
وقبولك لخطبة الرجل الذي سبق له خطبة صديقتك ليس خيانة ما دامت الخطبة قد فسخت، وبالتالي فلا داعي لشعورك بالحرج، علماً بأن الزواج من الرجل المتزوج أو الركون إليه في الخطبة لا يعد خيانة، إذ الرجل له الجمع بين امرأتين أو ثلاثاً أو أربعاً، والمنهي عنه إنما هو خطبة المرأة المخطوبة.
وأما الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي أو ما يسمى بأطفال الأنابيب فله عدة حالات منها ما هو جائز، ومنها ما هو محرم، وراجعي التفصيل في هذه المسألة في الفتوى رقم: 5995.
وإجهاض الجنين المتعمد لا يجوز إلا عند تحقق الضرر المعتبر شرعاً أو الخوف على حياة الأم أو ظنه ظناً قوياً، وراجعي التفصيل في الفتويين التاليتين: 2385، 2844.
ثم لا داعي لشعورك بالحزن والقلق، فأنت لم تفرطي في فعل أمر مطلوب اتجاههن، وإنما المطلوب المسارعة بدفنهن ما دمن قد ولدن ميتات، وقد حصل ذلك، وزيارتهن في المقبرة جائزة على الراجح من أقوال أهل العلم بالشروط المطلوب توفرها، والتي هي مفصلة في الفتوى رقم: 3592.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 جمادي الثانية 1425(6/3001)
حكم التلقيح الصناعي لزوجة المسافر
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحالات التي يمنع فيها إجراء أطفال الأنابيب (الإخصاب الاصطناعي) ، وهل يجوز إذا كان الزوج مسافراً أن تقوم الزوجة بإجراء الإخصاب الاصطناعي (من مني الزوج نفسه) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن عملية الإخصاب الاصطناعي أو ما يسمى بأطفال الأنابيب وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5995، 17105، 30384.
وذكرنا فيها الحالات التي يجوز إجراء هذه العملية فيها، وأما عن قيام المرأة بهذه العملية لعذر سفر الزوج فإن هذا مما لا يجوز، لأن هذه العملية إنما أجيزت للضرورة ولا ضرورة هنا حيث يمكن للزوج أن يرجع من سفره للتلقيح، أو تسافر هي إليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 صفر 1425(6/3002)
استفسارات حول أطفال الأنابيب
[السُّؤَالُ]
ـ[Subject: أطفال الأنابيب عملية خاطئة
name: كاوه شفيق
message: إن عملية أطفال الأنابيب والتي يتم فيها تلقيح البويضة للمرأة (الزوجة) بواسطة النطفة للرجل (الزوج) خارج جسم المرأة في أنابيب الاختبار المعملية والبب في هو أنه في خلال هذه العملية يتم تعرض البويضة للمرأة والنطفة للرجل وكذلك البويضة الملقحة هذه التراكيب الثلاثة سوف تتعرض إلى الضوء (النور) light وإن هذا الضوء سوف يؤثر جدا على المحتويات الحية الموجودة في هذه التراكيب مثل الجينات الوراثية المحمولة على الكروموسومات وبقية التراكيب الحية الموجودة في البويضة والنطفة والزايكوت مثل السايتوبلازم. النواة. ,, الخ من التراكيب الحية وهذه التأثيرات سوف تظهر على الجنين وطفل الأنبوب في المستقبل بعد الولادة أو بعد البلوغ أو بعد الزواج أو في الجيل الثاني أي أبناء وأحفاد أطفال الأنابيب وولانه في حالة التلقيح الطبيعي المباشر أي الجامع بين الرجل والمرأة (الزوجين) فإن عملية التلقيح للبويضة بواسطة النطفة تتم داخل الرحم وفى مكان مظلم لا يصله الضوء (النور) أبدا. وفى هذا يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم - في سورة - الزمر - الآية رقم 6 (( (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم..)) ) صدق الله العظيم.
لهذا فإن عملية أطفال الأنابيب هي عملية خاطئة لأن المولد سوف يتأثر وهو في مرحلة أو طور النطفة وهو خارج الحم بالضوء (النور) لأن للضوء تأثيرات كبيرة على المادة الحية مثل السايتوبلازم والنواة والجينات الوراثية الموجودة في النطفة والبويضة والبويضة الملقحة (الزايكوت
> ...
>الأخ الدكتور سلام يسعدني أن أقول لكم أولا تغير اسمكم من سلام إلى عبد السلام لأن السلام هو من أسماء الله الحسنى ولا يجوز للعبد أن يسمى بها بدون ذكر كلمة عبد ... وعبد السلام هي الأصح يا أخي.
وبعدها أقول لكم إن أهم أسباب مرض جنون البقر الذي يصيب الماشية
هي عمليات التلقيح الاصطناعي والتي يتم فيها أخذ السائل المنوي من الذكر - الثور - بواسطة الاستمناء أو المهبل الاصطناعي وبعدها يتم إضافة المواد المخففة والحافظة لهذا السائل المنوي المجمع من الذكر بواسطة المهبل الاصطناعي ويتم تلقيح البقرات بهذا السائل المنوي المخفف والمضاف إليه المواد الحافظة ويكون خلال هذه العملية قد تعرض السائل المنوي إلى الضوء - النور - ونحن نعلم بأن الضوء إذا سقط على أية مادة سوف يؤثر على محتويات هذه المادة وخاصة الجينات الوراثية المحمولة على الكزوموسومات.ولأن العضو التناسلي الذكري أو القضيب عندما يكون مستعدا لعملية الاتصال الجنسي يزداد في الطول والحجم مرات متعددة والحكمة في هذا لكي يوصل السائل المنوي إلى أبعد نقطة في الرحم للبقرة ولكي يبعد هذا السائل المنوي من الملوثات ومنها الضوء وبعد إتمام الجماع والاتصال الجنسي يرجع القضيب إلى حجمه الاعتيادي بل إنه يختفي داخل جسم الذكر - الثور - كليا حيث يكون أدى هذه العملية بكل كفاءة وكمال ويكون السائل المنوي قذف إلى أبعد نقطة إلى الرحم بعيدا عن الضوء - النور - نفس عملية الانتصاب تحصل للرجل قبل وأثناء الجماع والاتصال الجنسي مع الزوجة حيث ينتصب القضيب ويصل إلى طول يزيد عن عشرة سنتمترات في أقل تقدير وهذا ليس لإعطاء المتعة للزوجة بل الغرض من هذا الانتصاب والزيادة في الطول القضيب هو قذف السائل المنوي إلى أبعد نقطة داخل رحم المرأة لكي يبعد هذا السائل المنوي من الملوثات ومن هذه الملوثات الضوء - النور - لأن داخل الرحم للمرأة مكان مظلم جدا وكما جاء في الآية السادسة من سورة \\ الزمر \\ من القران الكريم \\ في قوله سبحانه وتعالى......... = يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث..... =
والظلمات هي جمع ومفردها هي كلمة ظلمة وهى عكس كلمة نور
وبما أن عملية تلقيح البويضة للمرأة تتم في خارج الرحم بواسطة نطفة الزوج الشرعي فإن البويضة والنطفة والبويضة الملقحة سوف تتعرض إلى الضوء -النور - وهو ضوء المصباح الكهربائي وضوء الغرفة والضوء له تأثيرات كبيرة.. ففي تلفزيون قناة اقرأ الفضائية ظهر طبيب من المستشفى السعودي الألماني في جدة في المملكة العربية السعودية وقال إن البويضة بعد سحبها من الرحم إلى الخارج يتم فحصه تحت المجهر أو الميكروسكوب
وخلال عملية الفحص سوف يتعرض إلى الضوء الموجود في المجهر أو الميكروسكوب وحتما إن هذا الضوء سوف يؤثر على محتويات البويضة من جينات وغيرها من التراكيب الحية الموجودة داخل البويضة. لأن البويضة في الحالة الطبيعية تكون داخل الرحم وهو مكان مظلم جدا فهو داخل ثلاث ظلمات وكما جاء ذلك واضحا في الآية السادسة من سورة الزمر \\ القران الكريم
وكما أود أن أقول للأخ الدكتور عبد السلام....... هذه المفهومة ...
وهو إن النطفة المنوية (الحيوان المنوي) للرجل يكتمل نضوجه ليس بعد خروجه من القضيب أي بعد القذف لا بل يكتمل نضوجه ونموه في داخل رحم المرأة أي بعد أن يقذف في الرحم ويختاط بالسوائل الرحمية للمرأة وخلال حركته نحو قناة الرحم (فالوب) خلال هذه الفترة يكتمل نضوجه إلى أعلى درجات التمام والكمال وذلك أن لهذه السوائل الرحمية الدور الكبير في اكتمال نضج النطفة المنوية للرجل وكما أذكر لكم بأنه في كثير من حالات الاغتصاب الجنسي التي تتعرض لها النساء لا يحدث الحمل لدى هذه المرأة المغتصبة رغم كونها غير عقيم وولود ومخصبة والسبب في ذلك إن الحالة النفسية والمزاجية للمرأة المغتصبة جنسيا تكون غير طبيعية وغير سليمة لهذا فان السوائل الرحمية لها تفرز إفرازات غير طبيعية وهى تؤدى إلى قتل الحيامن أو النطف المنوية وإلى إصابتها بالشلل وعدم القدرة على تلقيح البويضة وإحداث الحمل لدى المرأة المغتصبة لهذا فإن الحالة النفسية للمرأة قبل وأثناء وبعد الجماع لها دور كبير في نوع السوائل الرحمية المفرزة في الرحم وبالتالي على نشاط واكتمال نضوج الحيوان المنوي للرجل وهذا هو السبب في عدم حدوث الحمل لدى المرأة المغتصبة جنسيا رغم أنها غير عقيم ومخصبة وولود وحيث إن التلقيح يتم في الأنبوب الرحمي - قناة فالوب - لهذا فإن الحيوان المنوي يحتاج إلى وقت كي يصل إلى هناك حيث إن البويضة تكون جاهزة للتلقيح وهذه المدة الزمنية تساعد على اكتمال نضج الحيوان المنوي إلى أرقى المراحل في الاكتمال وقبل تلقيحه البويضة وابتداء رحلة خلق الإنسان الذي سوف يعيش على هذا الأرض التي جعلها الله سبحانه وتعالى في أكمل خلق وهندسة وسخر له كل شيء لمنفعته وفائدته من أنعام وحرث وماء وينابيع وأنهار وبحار..... وليل ونهار ولهذا يجب ابتداء رحلة هذا الإنسان الأولية بخطوات سليمة وصحيحة وكاملة.... وربما هذه الخطوات لم تتحقق في عملية أطفال الأنابيب وللأسباب المذكورة أعلاه
ملاحظة -
الدكتور سلام عمر ميكائيل هو اختصاصي بأمراض العقم وأطفال الأنابيب وله عيادة خاصة وهو من بلد اليمن
المهندس الزراعي
كاوه شفيق صابر
بلد العراق - مدينة أربيل
بلدية أربيل قسم الحدائق]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن عملية التلقيح الصناعي أو ما يسمى بأطفال الأنابيب، وذلك في الفتاوى التالية: 1458 4380 5995.
وخلاصة ما فيها أن هذه العملية تجوز في حالات معينة بضوابط معينة.
أما عما ذكره الأخ السائل من أن تعرض البويضة الملقحة للنور سيؤثر على الجنين في المستقبل، وكذا على الأجيال، فإن ثبت هذا عند أهل الاختصاص وكان التأثير المتوقع ضررا ممنوعا شرعيا، فإن هذه العملية لا تجوز حينئذ، ولكن ينبغي أن يكون في الحسبان أن المجمع الفقهي عندما قرر ما ذكرناه في الفتاوى المشار إليها كان من جملة الحضور في مناقشاته أطباء كبار متخصصون في مجال الجينات الوراثية، فلا بد من التحقق من وجود الضرر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1425(6/3003)
حكم إجراء تلقيح صناعي لإنجاب توأم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو رأي الشرع في أن يقوم الزوج والزوجة بعملية زراعة من أجل إنجاب توأم, مع العلم بأنهما يستطيعان الإنجاب بشكل طبيعي, ومع العلم أيضا بأن المني يكون من الزوج والبويضة من زوجته, إنما يريدان إنجاب توأم, فما رأي الشرع في هذا الموضوع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن عملية زراعة البويضة، أو ما يسمى بالتلقيح الصناعي وما يسمى أيضاً بـ (أطفال الأنابيب) ، الأصل فيها الحرمة إلا في حالة الضرورة، وذلك لما فيها من المحاذير الشرعية، وقد تقدم تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 5995.
وعليه؛ فإنه لا يجوز اللجوء لهذه العملية لأجل إنجاب توأم لأن ذلك ليس من الضرورات، بل ولا من الحاجات، وليحمد الله وليشكر من تلد زوجته واحداً في كل حمل، وليتذكر من ابتلاهم الله بالعقم، وراجع أيضاً الفتوى رقم: 14063.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 صفر 1425(6/3004)
أنواع التلقيح الصناعي وأحكامها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم التلقيح الصناعي ببويضه من الزوجة الأولى وزرعها في رحم الزوجة الثانية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن هذا النوع من التلقيح يدخل ضمن الأقسام الخمسة التي قرر مجمع الفقه الإسلامي تحريمها في دورته الثالثة، المنعقدة بالأردن لعام 1986م، وإليك نص قرار المجمع في هذا، حيث جاء فيه ما يلي:
بعد استعراضه البحوث المقدمة في موضوع التلقيح الصناعي (أطفال الأنابيب) ، والاستماع لشرح الخبراء والأطباء، وبعد التداول الذي تبين منه للمجلس أن طرق التلقيح الصناعي المعروفة في هذه الأيام هي سبعة، قرر ما يلي:
أولاً: الطرق الخمسة التالية محرمة شرعاً، وممنوعة منعاً باتًّا لذاتها، أو لما يترتب عليها من اختلاط الأنساب، وضياع الأمومة، وغير ذلك من المحاذير الشرعية.
الأولى: أن يجري التلقيح بين نطفة مأخوذة من زوج وبييضة مأخذوة من امرأة ليست زوجته، ثم تزرع تلك اللقيحة في رحم زوجته.
الثانية: أن يجري التلقيح بين نطفة رجل غير الزوج وبييضة الزوجة، ثم تزرع تلك اللقيحة في رحم الزوجة.
الثالثة: أن يجري تلقيح خارجي بين بذرتي زوجين ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة متطوعة بحملها.
الرابعة: أن يجري تلقيح خارجي بين بذرتي رجل أجنبي وبييضة امرأة أجنبية وتزرع اللقيحة في رحم الزوجة.
الخامسة: أن يجري تلقيح خارجي بين بذرتي زوجين ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة الأخرى.
ثانيًا: الطريقان السادسة والسابعة لا حرج من اللجوء إليهما عند الحاجة، مع التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة، وهما:
السادسة: أن تؤخذ نطفة من زوج وبييضة من زوجته، ويتم التلقيح خارجيًّا، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة.
السابعة: أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحًا داخليًّا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الثانية 1424(6/3005)
هذا النوع من الحمل محرم
[السُّؤَالُ]
ـ[تطالعنا الصحف عن الأم البديلة التي تحمل بدلاً عن الزوجة الشرعية، فهل هذا يحرم شرعاً ويعتبر زنا حتى ولو بمجرد وضع بويضة ملقحة بحيوان منوي لكل من الزوج والزوجة وهذه الأم البديلة ما هي إلا مجرد وعاء لنمو هذا الزيجوت، وإذا كانت تحرم شرعاً فلماذا لا تنوه في الصحف قسم الفتاوى لتحذر المسلمات حتى لا يقعن في المحظور ويرتكبن المعاصي بدون قصد..
أشكر لجنة الفتاوى وجعلكم الله زخراً للمسلمين.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يسمى بالأم البديلة التي تحمل الجنين الملقح من زوجين لا يجوز سواء كان ذلك تبرعاً منها أو بأجرة، وقد أفتى علماء الإسلام بحرمة هذا النوع من التلقيح، تجد ذلك مفصلاً على هذا الموقع في الفتوى رقم:
4380، والفتوى رقم: 5995، والفتوى رقم: 10282.
وقد أصدرت المجامع الفقهية بيانات بتحريم هذا النوع من الحمل وحذرت المسلمين من استخدامه، كما أصدر كثير من العلماء فتاوى بتحريمه ونشر ذلك وأذيع عبر وسائل الإعلام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 جمادي الأولى 1424(6/3006)
حكم زرع بويضة من امرأة لأخرى
[السُّؤَالُ]
ـ[السلام عليكم
ماهو الحكم الشرعي لمسألة استقبال رحم امرأة مسلمة بويضة آدمية من امرأة متبرعة لعدم الإنجاب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يحل لامرأة أن تأخذ بويضة من امرأة أخرى وتزرعها فيها لتنجب، وقد سبقت لنا فتوى عن هذا الموضوع تحت الفتوى رقم:
5995.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1424(6/3007)
حكم التلقيح بمني الزوج بعد موته
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز تخزين نطف الرجل، وإذا تم تخزينها ومات الرجل هل يجوز لزوجته استخدام هذه النطف في التلقيح الاصطناعي بعد موت الزوج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد فصلنا حكم التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب في فتوى لنا سابقة برقم: 5995.
وقد ضمناها قرار المجمع الفقهي بهذا الخصوص، وذكرنا في هذه الفتوى خلاف العلماء في تخزين الحيوانات المنوية للزوج في ما يعرف ببنوك المني ثم تلقيح بويضة الزوجة بها لاحقا.
ونضيف هنا أن الراجح هو عدم جواز ذلك كما هو منصوص في القرار المشار إليه، هذا إذا كان التلقيح سيتم في حياة الزوج وفي حال قيام الزوجية وبحضوره.
أما التلقيح بتلك الحيوانات بعد موت الزوج سواء كان ذلك في العدة أو بعدها، فهذا مما لا ينبغي أن يختلف في منعه لانقطاع الزوجية بالموت فهو كانقطاعها بالطلاق البائن الذي لا يخالف أحد في عدم جواز التلقيح بعده، ومما يدل على انقطاع الزوجية بالموت أنه لو ماتت الزوجة جاز لزوجها أن يتزوج أختها أو عمتها بمجرد موتها.
أما جواز تغسيل كل من الزوجين الآخر بعد موته فهذا أمر من آثار الزوجية كالإرث والسكنى لمن تستحقه، وليس دليلاً على بقاء الزوجية نفسها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 ربيع الثاني 1424(6/3008)
علة تحريم إدخال مني الأجنبي إلى الرحم
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمرأة إدخال المني من الرجل الغريب في رحمها؟ (مع استئذان من زوجها) ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لا يجوز القدوم على هذا الأمر لما فيه من المخالفة الواضحة للشرع والأخلاق، ولو أذن جميع الأطراف، وذلك لأن هذا يؤدي إلى اختلاط الأنساب، وهذا من أكبر العلل التي حرم من أجلها الزنا، إذ من المعروف أنه إذا اختلط مني الرجل بمني المرأة في الرحم كان ذلك سبباً بإذن الله تعالى لتخلق الإنسان، قال الله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ [الطارق] .
وراجع الفتوى رقم:
4380 - والفتوى رقم:
5995.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رمضان 1423(6/3009)
سبيل الإنجاب المشروع
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يستطيع الرجل أن ينجب بدون عاهة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا لم نفهم وجه السؤال بالتحديد.. إلا أننا نقول: إن الإسلام يسعى إلى تكثير الأمة بتشجيع الزواج والإنجاب، فعن معقل بن يسار الأشجعي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم. وفي رواية: فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة. رواه أبو داود والنسائي وأحمد.
وسبيل الإنجاب هو الزواج إذا كان الشخص طبيعياً وسليماً، وإذا لم يكن كذلك فعليه أن يعرض نفسه على الطبيب المختص، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء؛ غير داء واحد الهرم. رواه أبو داود والترمذي عن أسامة بن شريك رضي الله عنه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 جمادي الثانية 1423(6/3010)
حكم الاحتفاظ بالحيوانات المنوية والبويضة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم ما بقي من بويضات وحيوانات في أنبوبة أطفال الأنابيب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التلقيح الصناعي الخارجي المعروف بـ (أطفال الأنابيب) قد سبق بيان حكمه في الفتوى رقم: 5995.
أما ما يبقى من حيوانات منوية وبويضات، فإنه لا مانع من الاحتفاظ بها لإجراء عملية أخرى للتلقيح صناعياً لصاحب النطفة أو صاحبة البويضة، أو لإجراء الفحوصات التي قد يحتاج إليها صاحب النطفة أو صاحبة البويضة، بشرط أمن وقوع بعض التجاوزات، فيجب أن يعلم أن الاحتفاظ بهذه الأشياء في الأماكن المخصصة لها يؤدي في أحيانٍ كثيرة إلى تلاعب بعض عادمي الوازع الديني والأخلاقي من الأطباء.
على أن التخلص من هذه النطفة أو البويضة فور انتهاء عملية التلقيح أولى وأسلم على كل حال.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الأول 1423(6/3011)
حكم إجراء عملية إدخال مني الزوج لزيادة فرصة الحمل
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا متزوجة ولدي ولد عمره أربع سنوات ونريد ولدا آخر وبسبب عمري أواجه مشكلة في الحمل وأشار علي الطبيب أن أستخدم الدواء وأجري عملية (IUI) وهذا يعني إدخال منيِّ زوجي في رحمي حتى تزداد فرص الحمل، هل هذا يجوز أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كانت هذه العملية لا تتم إلا بكشف عورة المرأة لغير زوجها فإن ذلك لا يجوز، سواء كان المكشوف له رجلاً أو امرأة لأننا مأمورون بحفظ العورات كما صح بذلك الحديث احفظ عورتك رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.
ويستثنى من ذلك من رخص له الشرع في الاطلاع على العورة، أو حالات الضرورة الملحة أو الحاجة التي في معناها.
وليس طلب الحمل في مثل حالتك مما هو مستثنى حتى يستباح من أجله المحرم، وذلك لسببين:
الأول: أنك لست عقيماً فقد رزقت بولد ولله الحمد.
الثاني: أن احتمال حملك حملا طبيعياً لا يزال احتمالاً قائما، ً فأكثري أنت وزوجك من الالتجاء إلى الله تعالى أن يرزقكما الذرية الصالحة إنه هو الوهاب وهو على كل شيء قدير.
وأما إن كانت العملية قد تتم بين المرأة وزوجها فقط فلا بأس بذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1423(6/3012)
الشك في طفل الأنابيب ... هل يترتب عليه شيء؟
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص لم ينجب مدة16 سنة ولكن بعد ذلك قام بعملية زراعة وتم الحمل والإنجاب وبعد 8شهور تم عمل تحليل للمولود وتبين أنه ليس من الحيوانات المنوية للزوج على الرغم أن الزوج متدين (ماجستير شريعة) وأن الزوجة أيضا من حفظة القرآن وقد حاربت أهلها الذين كانوا يريدون طلاقها من زوجها بسبب عدم الإنجاب وبعد هذه المشكلة يريد الزوج الطلاق ما هو الحكم وماذا يعتبر المولود؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصحك أن تمسك عليك زوجك فإنها لا ذنب لها في الأمر، وليس هناك ما يدعو إلى فراقها وطلاقها خاصة أنها قد عانت ما عانت من أجلك، وما ذاك إلا بسبب محبتها لك، ولعلك إن طلقتها لا تعوض بمثلها، وقد ذكرت أنها حافظة للقرآن، وهذه نعمة عظيمة وصفة عز وجودها في الرجال ناهيك عن النساء. أما الجنين فالأصل أنه ولدك وينسب إليك، ولا يخرج عن هذا الأصل إلا إذا ثبت ثبوتاً قطعياً لا يقبل الشك من خلال التحاليل الطبية الصادرة من الأطباء الموثوق بهم أنه ليس منك، فعندئذ يلحق هذا الجنين بأمه نسباً ولا يلحق بك، وقد كان حرياً بك أن تتحرى فيمن يقوم بعملية التلقيح أن يكون معروفاً بالصدق والأمانة، منضبطاً في مزاولة هذا العمل بالضوابط الشرعية، ولمعرفة هذه الضوابط ينظر الفتوى رقم 5995 والفتوى رقم
3480
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شعبان 1422(6/3013)
حكم تأجير الرحم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الاسلام في تأجير الرحم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتأجير الرحم أسلوب من أساليب التلقيح الصناعي، وهو أن تؤخذ نطفة من زوج، وبويضة من زوجته، ثم توضعا في أنبوب اختبار طبي حتى يتم التلقيح، ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة أخرى نظير مال يدفع لها، وقد تفعل ذلك تطوعاً.
وهذه الطريقة يلجأ الأطباء إليها حين تكون الزوجة غير قادرة على الحمل لسبب في رحمها، ولكن مبيضها سليم منتج، أو تكون غير راغبة في الحمل ترفهاً.
وقد صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العلم الإسلامي في دورته الخامسة سنة 1402هـ بتحريم هذا الأسلوب من أساليب التلقيح.
كما صدر قرار من مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في دورة مؤتمره الثالث سنة: 1407هـ بتحريمه أيضاً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الثانية 1422(6/3014)
طريق تحديد جنس المولود ... وحكمها
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف يمكن التحديد لإنجاب ذكر أو أنثى؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتحديد جنس الجنين ذكراً، أو أنثى، يتم الآن عن طريق فصل الحيوان المنوي قبل تلقيح البويضة، وهذا يقدم عليه من لا يستطيع الإنجاب بالطريقة المعتادة، وإنما عن طرق التلقيح الصناعي.
ونظراً لكون هذه العملية يكتنفها الخطر والمحذور من جهة الاطلاع على العورة، واحتمال اختلاط الحيوانات المنوية وغير ذلك، فإننا لا نرى جواز عملية التلقيح الصناعي، وتحديد الجنين لمن كان قادراً على الإنجاب بالطريقة المعتادة، وإنما يجوز التلقيح الصناعي وفق ضوابط وشروط سبق بيانها تحت الفتوى رقم 5995
وثمة أبحاث تشير إلى أن تناول الأم بعض المأكولات قد يكون له أثر في تحديد جنس المولود، وهذا يرجع فيه إلى أهل الاختصاص، والذي ننصح به هو أن يرضى الإنسان بما قسم الله تعالى له، وأن يسأله الذرية الصالحة، وقد يكون في وجود الأنثى أضعاف ما في وجود الذكر من الخير والسعادة، حسبما يقدره الله تعالى، فما في كل ذكر خير، ولا في كل أنثى شر. والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 صفر 1422(6/3015)
حكم فصل المني لتحديد جنس الجنين
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل الدكتور القرضاوي ما حكم الإسلام في عزل وفصل المني لتحديد جنس الولد؟ والإ أخبرني في اسم المجيب؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننبه السائل الكريم أن هذا الموقع تشرف عليه وزارة الأوقاف القطرية، وأنه لا يتبع لفضيلة الدكتور القرضاوي، وليس له عليه أي إشراف. ويقوم بالإجابة عن أسئلة واستفسارات القراء لجنة شرعية متخصصة. وأما تحديد جنس الجنين بفصل الحيوان المنوي المسئول عن الذكورة أو الأنوثة ومن ثم تلقيح البويضة. فلا مانع شرعاً منه إذا كان ثَمَّ حاجة داعية إلى ذلك: كأن يكون الغرض من ذلك تجنب بعض الأمراض الوراثية في الذكور، أو الإناث، أو يكون غالب أولاد الرجل من نوع، فيحب أن يكون له ولد من النوع الآخر. وكان ذلك بصورة فردية، وليس دعوة جماعية تتبناه الدول والمنظمات.
وليس ذلك من الاعتداء على مشيئة الله ولا من ادعاء علم ما في الأرحام، إذ الأخذ بالأسباب مما شاء الله، وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم العزل فقال: "اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قدر لها" رواه مسلم. فإذا كان أجاز العزل، وبين له أنه لا ينافي قدرة الله وإرادته، مع أن فيه منعاً للذكورة والأنوثة معاً. فجواز ما فيه أحدهما من باب أولى.
وليس في ذلك ادعاء علم ما في الأرحام، قال تعالى: (ويعلم ما في الأرحام) [لقمان: 34] . لأن حصر علم ما في الأرحام في كونه ذكراً أو أنثى لا دليل عليه ألبتة لأن المعنى أعم وأشمل من ذلك، فهو يتعلق بعلم ما في الأرحام من ذكورة وأنوثة، وصلاح وفساد، وحياة وموت، وشقاء وسعادة، وقوة وضعف، ونحو ذلك مما لا يعلمه إلا الله، فحصر ذلك في الذكورة والأنوثة لا دليل عليه. وقد كان في العرب من يعلم من حال الأنثى نوع الجنين الذي تحمله، ولم يكفر ولم يفسق، قال القرطبي رحمه الله: (قال ابن العربي: وكذلك قول الطبيب: إذا كان الثدي الأيمن مسود الحملة فهو ذكر، وإن كان في الثدي الأيسر فهو أنثى، وإن كانت المرأة تجد الجنب الأيمن أثقل فالولد أنثى، وادعى ذلك عادة لا واجباً في الخلقة لم يكفر ولم يفسق) أ. هـ.
وطلب جنس معين من الولد له أصل في الشرع، قال تعالى: (فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) [مريم: 5/6) ، وقال تعالى: (قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى) [آل عمران: 36] .
_ والذهاب إلى الطبيب ـ للعلاج من العقم ـ جائز شرعاً، وهو من الأخذ بالأسباب فلا ينافي التوكل على الله تعالى، وهو من باب السعي في إنشاء جنين، ولا خلاف في جوازه، فكذا تحديد جنسه جائز من باب أولى.
- وقد يظن بعض المانعين من جواز تحديد جنس المولود أن هذا من باب تغيير خلق الله، وهو قول ليس في محله، لأنه لم يأت بخلق جديد، ولم يغير في خلق الله شيئاً، لأن الحيوان المنوي هو نفسه، والبويضة هي ذاتها لم يطرأ عليهما أي تغيير في خلقتهما، ومن المعلوم أن البويضة لا يخترقها إلا حيوان منوي واحد، وغاية الأمر أنهم فصلوا هذا الحيوان (مع تحديد نوعه) ولقحوا به البويضة.
- ولا يؤدي جواز ذلك إلى اختلال التوازن البشري فيطغى نوع على آخر لأن إباحة ذلك مقيدة بالحاجة، وبأن تكون على مستوى الأفراد، ولا تتبناها الدول أو المنظمات.
ونحن إذ نقرر ذلك نقول: إن من احتاج إلى هذا وأمن عدم اختلاط الحيوانات المنوية الخاصة به بحيوانات غيره، وكان ذلك بطريقة علمية مؤكدة، وليس فيها ارتكاب محرم، ولم يؤد لكشف العورة إلا ضرورة ملحة، مع توكله على الله، وعلمه أن كل شيء بأمره، وأن ما يسعى إليه إنما هو سبب من الأسباب إن شاء الله أمضاه، وإن شاء أبطله، نقول يجوز لك ذلك، ولكن الصبر على ما ابتلاه الله به، والرضا بما قسم الله له، أفضل من السعي في هذا السبيل. والله تعالى أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الأول 1423(6/3016)
أحكام تتعلق بالتلقيح الصناعي
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم الحمل بواسطة طفل الأنابيب في حالة أن أحد الزوجين لا يمكنه الحمل إلا بهذه الطريقة؟ وفي حالة أن الزوج لديه عدد محدود من الحيوانات المنوية هل يجوز حفظها في المستشفى في بنك خاص من أجل الحمل في المستقبل بمشيئة الله؟ وهل يجوز تلقيح بويضات الزوجة وحفظ البويضات الملحقة في المستشفى للحمل في المستقبل بمشيئة الله؟ وهل في حالة أن المستشفى يسأل الشخص في حالة رغبته في أكثر من ولد أو أن يكون جنس المولود ذكراً أو أنثى هل يجوز ذلك؟ على الرغم من أن الأطباء يقولون أن كل هذا يتم بمشيئة الله وأنهم يستخدمون العلم الذي سخره الله لهم.
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
1- فإن الحمل بواسطة التلقيح الصناعي أو ما يسمى بطفل الأنبوب له صور متعددة، منها الجائز ومنها المحرم، ومن ذلك: أن تؤخذ نطفة من زوج، وبويضة من مبيض زوجته فتوضعا في أنبوب اختبار طبي ـ بشروط فيزيائية معينة ـ حتى تلقح نطفة الزوج بويضة زوجته في وعاء الاختبار، ثم بعد أن تأخذ اللقيحة بالانقسام والتكاثر تنقل في الوقت المناسب من أنبوب. الاختبار إلى رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة، لتعلق في جداره، وتنمو وتتخلق ككل جنين.
فهذه الصورة أجازها كثير من أهل العلم وفق بعض الضوابط الشرعية، يأتي ذكرها، وصدر بذلك قرار من مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته السابعة 1404هـ، ومما جاء فيه: (إن الأسلوب الثالث ـ الذي تؤخذ فيه البذرتان الذكرية والأنثوية من رجل وامرأة زوجين أحدهما للآخر، ويتم تلقيحها خارجياً في أنبوب اختبار، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة نفسها صاحبة البويضة، هو أسلوب مقبول مبدئياً في ذاته بالنظر الشرعي، لكنه غير سليم تماماً من موجبات الشك فيما يستلزمه، ويحيط به من ملابسات. فينبغي ألا يلجأ إليه إلا في حالات الضرورة القصوى، وبعد أن تتوفر الشرائط العامة الآنفة الذكر) .
وهذه الشرائط هي ما جاء في نص القرار:
(أ) إن انكشاف المرأة المسلمة على غير من يحل شرعاً بينها وبينه الاتصال الجنسي لا يجوز بحال من الأحوال، إلا لغرض مشروع يعتبره الشرع مبيحاً لهذا الانكشاف.
(ب) إن احتياج المرأة إلى العلاج من مرض يؤذيها أو من حالة غير طبيعية في جسمها تسبب لها انزعاجاً، يعتبر ذلك غرضا مشروعاً يبيح لها الانكشاف على غير زوجها لهذا العلاج، وعندئذ يتقيد ذلك الانكشاف بقدر الضرورة.
(ج) كلما كان انكشاف المرأة على غير من يحل بينها وبينه الاتصال الجنسي مباحاً لغرض مشروع، يجب أن يكون المعالج امرأة مسلمة إن أمكن ذلك، وإلا فامرأة غير مسلمة، وإلا فطبيب مسلم ثقة، وإلا فغير مسلم، بهذا الترتيب.
ولا تجوز الخلوة بين المعالج والمرأة التي يعالجها إلا بحضور زوجها، أو امرأة أخرى) .
وقرر المجمع أيضا (أن حاجة المرأة المتزوجة التي لا تحمل، وحاجة زوجها إلى الولد تعتبر غرضاً مشروعاً يبيح معالجتها بالطريقة المباحة من طرق التلقيح الصناعي) . كما صدر قرار لمجمع الفقه بمنظمة المؤتمر الإسلامي سنة 1407هـ يتضمن جواز هذا الأسلوب من أساليب التلقيح الصناعي.
وأما المانعون من إجراء هذه العملية، فقد انبنى موقفهم على أمرين:
الأول: الخوف من إنجاب أطفال مشوهين، أو أن يكون للعملية آثار على المولود والحمل والأم.
الثاني: هو إمكانية الشك الكبيرة في نسبة الولد، والتي سيجعل أمرها تابعاً لقول الطبيب الذي سيقرر أنه أجرى التلقيح بين بذرتي الزوجين، وهذا يفسح مجالاً للشك بأن الطبيب قد غلط بين وعاء وآخر، أو أنه قد ساير رغبة المرأة الراغبة في الأمومة لأمر ما، فيهيئ لها الجنين المطلوب في المختبر من بويضة سواها، أو من نطفة ليست للزوج.
ولهذا لابد من البحث عن طبيبة موثوق بها.
2- إذا كان الزوج لديه عدد محدود من الحيوانات المنوية، وأراد حفظها في المستشفى في بنك خاص من أجل التلقيح بها في المستقبل، فهل يجوز له ذلك؟ هذا مما تنازع فيه العلماء، فمنهم من رأى جواز ذلك على أن يتم التلقيح في حياة الزوج فقط، ومنهم من أجاز التلقيح بعد وفاة الزوج وقبل انتهاء العدة، ومنهم من منع الاحتفاظ بالحيوانات المنوية مطلقاً، ورأى التخلص من الفائض بعد التلقيح.
وهذا الخلاف جار أيضا في الاحتفاظ ببويضات الزوجة قبل تلقيحها وبعده، ووجه المنع هو: عدم الاطمئنان لبقاء الحيوان المنوي أو البويضة الملقحة في بنوك الأجنة، فثمة احتمالات قوية لاختلاطها، أو العبث بها، أو الأخذ منها لينتفع بها الغير، مما يوقع الإنسان في الإثم، أو يعرض نسبه للاختلاط.
وقد صدر من مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي قرار بهذا الخصوص عام 1410هـ ـ 1990م وهذا نص القرار:
1- في ضوء ما تحقق علمياً من إمكان حفظ البويضات غير ملقحة للسحب منها، يجب عند تلقيح البويضات الاقتصار على العدد المطلوب للزرع في كل مرة، تفادياً لوجود فائض من البويضات الملقحة.
2- إذا حصل فائض من البويضات الملقحة ـ بأي وجه من الوجوه ـ تترك دون عناية طبية إلى أن تنتهي حياة ذلك الفائض على الوجه الطبيعي.
3- يحرم استخدام البيضة الملقحة في امرأة أخرى، ويجب اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بالحيلولة دون استعمال البيضة الملقحة في حمل غير مشروع) انتهى.
وعلى المسلم أن يحسن الظن بالله، وأن يرجو شفاءه ومعافاته، وأن يعلم أن الفرج من عنده، وكم من أناس لجأوا إلى التلقيح الصناعي ثم عافاهم الله، ورزقهم من فضله دون حاجة إلى التلقيح.
4- ولا حرج في طلب الزوج أو الزوجة أن يوضع في رحمها أكثر من بييضة ملقحة، رغبة في الحمل بأكثر من ولد.
كما أنه لا حرج في تحديد جنس المولود إن أمكن ذلك، لكن الأولى ترك هذا التحديد والرضا بما قسمه الله تعالى، فإن بعض الناس تلهيه هذه الأسباب المادية المتقدمة عن مسببها وموجدها وهو الله تعالى، ويتعلق قلبه بالمخلوق، وينسى الخالق، ويظن أنه تمكن من التغلب على العقم، بل واستطاع تحديد نوع الجنين، وقد يبتلى هذا الصنف من الناس، بالحرمان من هدفه ومقصوده، فلندع أمر الجنين ونوعه إلى الله الحكيم العليم الخبير سبحانه وتعالى، فقد يكون في الأنثى من الخير ما لا يكون في الذكر، وقد يكون العكس، وإنما يسأل العبد ربه أن يرزقه الذرية الصالحة، كما قال تعالى: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) [الفرقان: 74] .
وليعلم أن من أسباب الحصول على الولد طاعة الله تعالى وكثرة الاستغفار، كما قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) [نوح: 10-12] . والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1422(6/3017)
يجوز تلقيح بويضة الزوجة بنطفة زوجها صناعيا
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الدين في عملية التلقيح الصناعي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
قال تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً) [الفرقان: 54] . ... فقد امتن الباري جل وعلا على عباده بالنسب والصهر وعلق بعض الأحكام عليهما ورفع قدرهما، ومن أجل هذه المنة وتلك النعمة كانت المحافظة على النسل من المقاصد الضرورية التي استهدفتها أحكام الشريعة الإسلامية. ومن أجل ضرورة المحافظة على النسل شرع الله النكاح وحرم السفاح، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21] . وقال تعالى: (ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) [الإسراء: 32] . ذلك لأن الولد ثمرة الزواج الصحيح ينشأ بين أبويه يبذلان في سبيل تربيته النفس والنفيس، أما ولد الزنا فإنه عار لأمه إذ لا يعرف له أب وبذلك ينشأ فاسداً مفسداً مهملا ويصبح آفة في مجتمعه، وإن كان الفقهاء رحمهم الله قد تعرضوا لهذا النوع من الأولاد تحت عنوان باب اللقيط، وحثوا على العناية به وتربيته لأنه إنسان محترم لا يسوغ إهماله وتحرم إهانته ويجب إحياؤه وذلك ارتقابا لخيره واتقاء لشره. وإذا كان النسب في الإسلام بهذه المنزلة فقد أحاطه كغيره من الأمور بما يضمن نقاءه وطهره ويرفع الشك فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الولد للفراش وللعاهر الحجر" متفق عليه. المراد بالفراش أن تحمل الزوجة من زوجها الذي اقترن بها برباط الزواج الصحيح فيكون ابنا لهذا الزوج، والمراد بالعاهر الزاني وبهذا الحديث تقررت قاعدة أساسية في النسب تحفظ حرمة عقد الزواج الصحيح فيكون الثبوت أو نفيه تبعاً لذلك. ومن وسائل حماية الأنساب أيضا تشريع الاعتداد للمرأة المطلقة بعد الدخول بها أو حتى بعد خلوته معها خلوة صحيحة شرعاً. كما حرم الإسلام التبني بمعنى أن ينسب الإنسان إلى نفسه إنساناً آخر نسبة الابن الصحيح مع أنه يعلم يقيناً أنه ولد غيره وذلك صونا للإنسان ورعاية لحقوق الأسرة التي رتبتها الشريعة على جهات القرابة. ولا تتخلق نطفة الرجل إلا إذا وصلت إلى رحم المرأة المستعد لقبولها وقد يكون هذا الوصول عن طريق الاختلاط الجنسي الجسدي، وقد يكون عن طريق إدخال نطفة الرجل في رحم امرأة بغير اتصال. وهذا عرف حديثا. عن طريق أخذ نطفة الرجل ونطفة المرأة وتلقيحها خارج رحم المرأة ثم إعادة ذلك إلى رحم المرأة نفسها، أو إلى امرأة أخرى وهو ما يعرف بالأرحام المستأجرة. قال تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج) [الإنسان: 2] . وقد قرر الأئمة رحمهم الله أن استدخال المرأة مني زوجها في فرجها من غير اتصال جسدي يترتب عليه الآثار الشرعية من عدة ونسب. ومن ذلك نخلص إلى أن التلقيح الصناعي له صور عدة منها ما هو مشروع ومنها ما هو محرم قطعاً ومنها ما هو متردد بين الحل والحرمة. فأما المشروع فهو أن يؤخذ مني الزوج وتلقح به نطفة المرأة في رحم المرأة من غير اتصال جسدي، وكذلك أن يؤخذ مني الزوج ونطفة المرأة فيلقحا خارج الرحم ثم يعاد ذلك إلى رحم المرأة فلا حرج في الصورتين المذكورتين. إذا دعت الضرورة لذلك. وأما أخذ المني من رجل غير زوج المرأة أو نطفة المرأة من غير زوجة الرجل أو أخذ مني الزوج ونطفة الزوجة ووضعهما في رحم امرأة أخرى غير زوجته فلا شك في حرمة ذلك لأنه يفضي إلى اختلاط الأنساب وهو في معنى الزنا، وذلك لانتفاء الحرث في الصور السابقة قال تعالى: (نساؤكم حرث لكم) [البقرة:223] . فإذا حدث حمل بإحدى الطرق المذكورة سلفاً فإن الولد لا يعد ابنا شرعيا ولا يجوز تبنيه. أما إذا كان للرجل زوجتان وإحداهما لا تحمل فأخذت نطفتها ولقحت بمنيه ووضعت في رحم زوجته الأخرى فإن هذه الحالة محل نظر. والعلم عند الله تعالى.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 رجب 1422(6/3018)
ضوابط لإجراء عملية طفل الأنابيب.
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف سنجد طبيباً نثق به في مسألة أطفال الأنابيب؟ وهل هناك ثقة مطلقة بالأشخاص (الدكتور) وإن كان هناك دكتور محل ثقة وأجرى أكثر من عملية بأمانة وفي يوم من الأيام ثبت أن هذا الشخص غير أمين كيف سيكون نظرة الآباء لأبنائهم الذي تمت عمليتهم عند هذا الدكتور والشعور الذي سوف ينتابهم بعد سماع حقيقة هذا الدكتور وما هو ذنب هذا الطفل أن يخرج إلى الدنيا لا يعرف من أبوه وما حكم الشرع في مثل هذا الطفل وكيف يجب أن يعامل من ناحية شرعية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالدكتور الذي يوثق به هو الذي يخاف الله تعالى ويلتزم بشرعه، ولديه الخبرة الكافية في مهنته، واعلم أنه لا يقدم على هذه العملية إلاّ عند الحاجة الشديدة، وبعد أخذ سائر الاحتياطات اللازمة. فالتساهل في هذا الباب خطير والوازع الديني معدوم عند بعض من يتعاطون مهنة الطب. فإن تمت عملية بعينها بتلك الضوابط، فلا داعي بعد ذلك لقلق الأب لو تبين أنه حصل تلاعب في عملية أخرى لم يؤخذ لها سائر الاحتياطات اللازمة، وكذا الحال إذا تساهل الآباء ولم يضعوا الضوابط الشرعية في الاعتبار عندما قرروا اللجوء إلى تلك العملية، لأن الأصل هو السلامة من الغش، وإن كان الإقدام على العملية خالية من تلك الضوابط محرماً تحريماً شديداً.
وأما الطفل فلا ذنب عليه على كل حال، ولا ينبغي أن يعلم بشيء مما حصل لئلا يسبب له ذلك بعض المضايقات، مما ينعكس على تعامله مع والديه ويؤثر على سلوكه وتصرفاته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/3019)
يحرم التلقيح الاصطناعي إلا بإحدى طريقتين
[السُّؤَالُ]
ـ[ما مدى شرعية أطفال الأنابيب؟ أفيدونا ... جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد بحث الفقهاء المعاصرون هذه المسألة في عدة مؤتمرات فقهية، واشترك في تلك المؤتمرات الفقهية مع العلماء الأطباء المختصون، وخلاصة ما تقرر في ذلك هو ما يلي: أن عملية التلقيح الاصطناعي تتم على طرق سبع، وأن جميع الطرق محرمة في الفقه الإسلامي ولا يجوز للمسلم أن يلجأ إليها لما فيها من الاختلاط في الأنساب الا طريقتين هما: 1. أن تؤخذ النطفة من الزوج، والبويضة من زوجته، ويتم التلقيح خارجياً، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة. 2. أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحاً داخلياً. ... فرأى مجلس المجمع الفقهي أنه لا حرج في اللجوء إلى هاتين الصورتين عند الحاجة، مع التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة، ولمزيد من العلم في هذه المسألة نرشدك إلى الإطلاع على قرار المجمع الفقهي الخاص بهذه المسألة ضمن كتاب (الاقتصاد الإسلامي) للدكتور علي السالوس. أستاذ الفقه الإسلامي والأصول بكلية الشريعة جامعة قطر.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 صفر 1420(6/3020)
حكم أخذ مجموعة من الجينات ووضعها في جنين واحد
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز أخذ مجموعة من الجينات المتعددة من أشخاص مختلفين ووضعها في جنين واحد؟؟ وهل في هذا نوع من اختلاط الأنساب؟؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ليس من المتاح أخذ مجموعة من الجينات من أشخاص مختلفين ووضعها في جنين واحد، إلا إذا كان ذلك عن طريق الاستنساخ، واستنساخ الانسان لا يجوز.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكيفية التي يتم بها تكوين الجنين ليست بالهينة. ذلك أنه إذا حصلت المعاشرة الزوجية وتم قذف السائل المنوي داخل قناة المهبل، فإن الحيوانات المنوية تنطلق في رحلة خلال عنق الرحم ثم التجويف الرحمي وتصل إلى قناة فالوب حتى تلتقي بالبويضة. ولا يلقح البويضة إلا حيوان منوي واحد؛ إذ إن الجدار الشفاف المحيط بالبويضة يمنع دخول أي حيوانات أخرى بعد اختراق الحيوان المنوي.
فإذا عرفت هذا علمت أنه ليس من المتاح أخذ مجموعة من الجينات من أشخاص مختلفين ووضعها في جنين واحد.
اللهم إلا إذا كنت تقصد موضوع الاستنساح، واستنساخ الانسان لا يجوز لما فيه من العبث بكرامة الإنسان والمخالفة لسنن الله تعالى في هذه الحياة.. وقد بينا بعض الحكم من تحريم استنساخ البشر في الفتوى: 31734. فلك أن تراجعها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 ربيع الأول 1429(6/3021)
تحريم استنساخ الإنسان من الحيوان
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يحدث تجنيس بين إنسان وبقرة أو أي حيوان، أفيدونا أفادكم الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل السائل الكريم يقصد أو يسأل عن حكم الاستنساخ من بين الإنسان والحيوان، فاستنساخ الإنسان لا يجوز أصلاً من بين إنسان وإنسان لما فيه من العبث بكرامة الإنسان والمخالفة لسنن الله تعالى في هذه الحياة.. وقد بينا بعض الحكم من تحريم استنساخ البشر في الفتوى: 31734.
ومن باب أحرى تحريم استنساخ الإنسان من الإنسان والحيوان فلا شك أن هذا أشد تحريماً وأعظم خطراً على الجنس البشري، ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 2375.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1426(6/3022)
الحكم الجلية من تحريم الاستنساخ
[السُّؤَالُ]
ـ[ما الحِكَم التي تتجلى في تحريم الاستنساخ؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالاستنساخ طريقة شاذة في تكاثر البشر، وخروج سافر على ناموس الله في الكون، وتغيير ظاهر لخلق الله عز وجل، قال تعالى: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [النساء:119] .
وفيه تعرض الأجنة المستنسخة للبيع والتشويه، فإن الاستنساخ يفضي إلى وجود أجنة فائضة ليس أمامها إلا الموت أو الاستزراع في أرحام نساء أخريات، فإن تركت للموت كان مؤدى هذه الطريقة هو التسبب في إنشاء حياة تم تركها تموت، وإن أودعت في أرحام أخريات غير الأم كان مؤدى ذلك أن تحمل هذه الأرحام أجنة غريبة عنها، وكل ذلك لايجوز شرعاً وخُلُقاً وعقلاً.
والاستنساخ كذلك يؤدي إلى الاستغناء عن الزواج، ويشجع عمليات الإجهاض، ويهدم المجتمعات، ويجرد الإنسان من إنسانيته، إلى غير ذلك من الأضرار والمفاسد.
ولهذه الأسباب وغيرها كان القول بتحريم الاستنساخ البشري الحديث، هو القول المتعين الذي تقتضيه قواعد الشريعة ومقاصدها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ربيع الأول 1424(6/3023)
الاستنساخ عبث بكرامة الإنسان
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف رأي الدين في موضوع الاستنساخ؟؟ مع تعريف علمي للاستنساخ ولكم شكري وتقديرى..]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما يسمى بالاستنساخ لا يجوز شرعاً لأنه عبث بكرامة الإنسان، وفساد في الأرض.
ولتعريف حقيقته، وتفاصيل ما عمله علماء الأحياء للحصول على مخلوق نحيلك إلى الفتوى رقم:
2375.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 جمادي الثانية 1423(6/3024)
عملية الاستنساخ عبث بكرامة الإنسان لا يجوز
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف الرأي الديني في عمليه الاستنساخ؟ وبعض المعلومات العلمية]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثارت ضجة كبيرة في الآونة الأخيرة عندما طلع علينا علماء الأحياء فقالوا إنهم استطاعوا أن يخلقوا (يستنسخوا) شاة من شاة أخرى وأن الطريق أصبح مهيئا لاستنساخ البشر حسب الطلب. وحقيقة الأمر أن علماء الأحياء عبثوا ببويضة ملقحة وانتزعوا منها النواة وحقنوها بخلية حية من شاة أخرى، فظنوا أن الخلية الحية انقسمت ونشأ الجنين منها وتخلقت الشاة من هذه الخلية. والذي حدث هو الآتي. -الحصول على بويضة من شاة واستخرجت منها النواة -الحصول على خلية أخرى عادية من شاة واستخرجت منها النواة -وضع نواة الخلية العادية في البويضة -وضع البويضة في رحم الأم فتم تكاثرها إلى أن أنجبت الأم شاة. وتمت هذه العملية بعد إجراء أكثر من ثلاثمائة عملية دمج للحمض النووي المأخوذ من خلايا ضرع مع بويضات مخصبة من نعاج وكلها قد فشلت وربما أنتجت مسوخاً لم يعلن عنها. يقول الدكتور عبد الخالق محمد: إن استنساخ خلايا آدمية بالغة باستخدام التقنية آنفة الذكر لا يزال مستحيلا والمحاولات التي أجريت كلها باءت بالفشل وهي في مهدها والمحاولات القليلة التي نجحت كانت نتيجتها مخلوقات بالغة التشويه. وهناك طريق آخر للاستنساخ غير الطريق السالفة: وهي طريق التوائم وذلك أن الإنسان في البداية خلية واحدة تنقسم إلى خليتين ثم إلى أربع وقد تمكن العلماء من فصل الخلية التي نتجت عن انقسام الخلية الأم إلى اثنين وعزلهما إلى آخر هذه العملية التي بآت بالفشل أيضاً. وهذا العبث في الأجنة بالطريقتين ليس خلقا ولا استحداثاً للإنسان أو الحيوان ولن يكون شأن الإنسان شأن النبات يتكاثر بجزء من أعضائه أو نسيجه أو براعمه لأن شأن الحيوان شأن آخر. وعندما يشاء الله فإن البويضة الملقحة وحدها هي التي تنقسم فيها الخلايا إلى مجموعات عاملة كل مجموعة تعرف طريقها ومكانها وهذا التحول إنما هو من صنع الله تعالى: (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء) [آل عمرآن: 6] وهو تعالى الذي يتقل بالخلق من طور إلى طور قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقن العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) [المؤمنون:12/14] وهذا السعي الحثيث لخلق الإنسان والحيوان من غير الطريق الذي وضعه الله تعالى سعي قديم عبثي إفسادي وهو نتاج للمعتقد المدون في التوراة المحرفة مأخوذ عن كفار الرمان الأقدمين الذي يقول: إن صراعاً بين الإنسان والإله منذ القدم وإن الإله قهر الإنسان لأنه حاز العلم وأن الإنسان استطاع أن يسرق شعلة المعرفة من الإله وبذلك أصبح كإلاله عارفاً الخير والشر. ولن يستطيعوا أن يخلقوا نوعاً جديداً فهو مستحيل لأنه ليس من اختصاص البشر بل محاولة الاستغناء بالذكر عن الأنثى والأنثى عن الذكر لن يكون. (فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) [الأنعام: ٍ144] ولن يخلقوا نوعاً جديداً من النباتات ولا الفاكهة، فقد حاول بعض الباحثين في علم النباتات الخلط بين جينات البطاطس والطماطم فأخرجوا ثمرة سامة. إنه العبث والفساد. قال تعالى: (أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون) [الواقعة:59] (أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون) [الواقعة:64] إن العبث بخلق الإنسان جريمة كبرى لن تبوء إلا بالفشل والخسران. والعلم عند الله.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 رمضان 1422(6/3025)
حكم سحب الممرضة الدم من الرجال وهي تلبس قفازين
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل في شركة قامت بإحضار فريق ممرضات لسحب الدم لعمل شهادة صحية في مقر الشركة، عند دخولهن لمقر الشركة عرفت أنه لا يوجد ممرض رجل مع الفريق، وكانت عندي 15 دقيقة للتفكير ولم أعرف التصرف الصحيح عندها، وعندما سألت المسؤول عن إحضار هذا الفريق هل يوجد ممرض رجل قال لي إن الممرضة تلبس القفازين مما جعلني أدخل لتسحب مني الدم كارها لذلك، مع العلم أنه لا يوجد خلوة، هل فعلي هذا صحيح؟ وهل القفاز يكفي؟ مع العلم أني تعرضت سابقا لهذا الموقف عند طبيب رجل ومعه ممرضة وعندما طلب مني الكشف جهة البطن والعانة طلبت باحترام عدم حضور الممرضة، وقد نصرني الله عندها وخرجت الممرضة؟ ولكن الموقف هنا يختلف. كما أود أن أسأل عن النية حيث إني عادة أرفض هذا الموقف رجولة وفطرة وعنادا، خاصة أني منذ الصغر أعاني من محاولة فرض القبول بولاية المرأة والاختلاط ومنافسة الإناث ومحاولة تطبيع هذا الأمر مما جعل عندي حساسية من الإناث، وظللت فترة طويلة كارها ومتحسسا من النساء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن يقوم الرجال بتطبيب الرجال، والنساء بتطبيب النساء، ما لم يكن هناك حاجة تدعو إلى خلاف ذلك، وانظر الفتوى رقم: 8972.
وأمّا عن سؤالك فلا حرج عليك فيما فعلته ما دمت قد سألت عن وجود ممرض ولم تجد ولم تحدث خلوة، ولا سيما إذا كانت الممرضة تلبس القفازين.
وكونك ترفض مثل هذه الأمور بدافع الفطرة والرجولة فهو أمر محمود، لكن ينبغي ألّا يحملك بغضك لدعوات أهل الباطل على الغلو في شأن النساء، وإنما الواجب أن تلزم حدود الشرع وآدابه، وأن يكون قصدك من أفعالك مرضاة الله عز وجلّ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ذو القعدة 1430(6/3026)
حكم استعمال الرجال الكريمات المرطبة للبشرة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 27 مجتهد والحمد لله في القيام بواجباتي الدينية، ومتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. سؤالي يتمثل في أني كنت أعاني منذ طفولتي من جفاف وحساسية في البشرة حيث لم أكن قادراً على تحمل أشعة الشمس الحارقة التي تتسبب لي في ظهور بقع سوداء.. كما لم أكن قادراً كذلك على تحمل شدة البرد ... ذهبت إلى طبيبٍ مختص فوصف لي بعض الكريمات والدهون، وقال لي إن حالتي مرتبطةٌ بالعمر، وإني حين أتجاوز 20 سنة سأتخلص من المشاكل الجلدية ... استعملت يومياً ما وصف لي الطبيب فتخلصت والحمد لله من المشاكل الجلدية ... غير أنه وبمرور الزمن تعودت على هذه الدهون وصرت أخاف أن تعود المشاكل الجلدية بمجرد عدم استعمالها.
لكن المشكل النفسي الأكبر هو إحساسي بأن هذه الدهون لا تليق برجل متدين..كما أن بعض أصحابي قالوا لي إن استعمال تلك الدهون فيه والعياذ بالله تشبه بالنساء، وإنه يفسد العبادة، وإن الأصل في الرجل أن يتحمل قساوة الطبيعة حتى إن أثرت سلباً على بشرته.
أجيبوني جزاكم الله خيراً حتى أرتاح نفسياً مع العلم أني مستعدٌ أن أنقطع عن أي شيء فيه إثم أو عصيانٌ لأوامر الله ورسوله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدهون والكريمات منها ما هو خاص بالنساء يستعمل للتزين والتجمل للنساء خاصة فهذا لا يليق برجل استعماله، وإن استعمله دخل في باب التشبه بالنساء، وقد ورد النهي الشديد عن تشبه الرجل بالمرأة وتشبه المرأة بالرجل فيما يختص بكل واحد منهما مما ورد به الشرع، أو جرى به عرف غير مخالف للشرع، ومن أدلة تحريم هذا التشبه: ما رواه البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.
قال ابن حجر في فتح الباري: قال الطبري: المعنى: لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس انتهى.
ومن هذه الدهون والكريمات ما لا يختص بالنساء كالعلاجات وما هو من قبيل التداوي، وما يحسن البشرة ويرطبها، فهذا لا حرج على الرجل في استعماله إذا كان من المواد الطاهرة، ولا يترتب عليه ضرر؛ فالأصل في هذه الأشياء الإباحة.
والتدواي والتجمل أمران مطلوبان شرعا، والادهان وترطيب البشرة داخلان في ذلك.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والدارمي وصححه الألباني أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِالزَّيْتِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ.
والمقصود بالزيت هنا: زيت الزيتون، وقال المناوي في فيض القدير: (وَادَّهِنُوا) أي اطلوا به بدنكم بشرا وشعرا. انتهى.
وعليه، فلا يحرم استعمالك لهذه الدهون بالشروط التي تقدم ذكرها، ولا يعد هذا من قبيل التشبه بالنساء.
وأما عن أثر هذه الكريمات أو الدهون على العبادة فلا يصح أن يقال هكذا بإطلاق أنها تفسد العبادة، بل في هذه المسألة تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 1726، والفتوى رقم: 24287، فراجعهما.
هذا وينبغي التفريق بين الترفه الخارج عن حد الاعتدال وبين استعمال ما يصلح البشرة ويقوي البدن، ويظهر المسلم بالمظهر الحسن بلا مبالغة، وراجع للمزيد في هذا الفتوى رقم: 27609.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ذو القعدة 1430(6/3027)
التداوي بالماء المقروء عليه وكيفيته
[السُّؤَالُ]
ـ[أسمع دائما بقراءة القرآن على الماء ومن ثم شربه للاستشفاء به. فكيف يكون ذلك؟
الرجاء التوضيح بالشرح لأني لم أفهمها كيف أقرأ على الماء؟ أي ما هي الكيفية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان القراءة على الماء صفتها أن يقرب الراقي فمه من الإناء الذي فيه الماء ثم يقرأ ما تيسر من القرآن ثم ينفث على الماء.
قال ابن القيم في المدارج: كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط. جربت ذلك مرارا عديدة وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء ... اهـ
وفي الآداب لآداب الشرعية لابن مفلح: قال صالح (يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى) ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي اشرب منه واغسل وجهك ويديك.
ونقل عبد الله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصب على نفسه منه. قال عبد الله: ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم فيستشفي به ويمسح به يديه ووجهه.
وقال يوسف بن موسى: إن أبا عبد الله كان يؤتى بالكوز ونحن بالمسجد فيقرأ عليه ويعوذ ...
ويكره التفل بالريق والنفخ بلا ريق وقيل في كراهة النفث في الرقية وإباحته مع الريق وعدمه روايتان.
وذكر السامري أن أحمد رحمه الله كره التفل في الرقى وإنه لا بأس بالنفخ. قال ابن منصور لأبي عبد الله يكره التفل في الرقية قال أليس يقال إذا رقى نفخ ولم يتفل؟ قال إسحاق بن راهويه كما قال.
وجزم بعض متأخري الأصحاب باستحباب النفخ والتفل؛ لأنه إذا قويت كيفية نفس الراقي كانت الرقية أتم تأثيرا وأقوى فعلا ولهذا تستعين به الروح الطيبة والخبيثة فيفعله المؤمن والساحر، وفي شرح مسلم أن الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم استحبوا النفث قال القاضي عياض: وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه. اهـ.
وفي مجلة البحوث الإسلامية أن الشيخ محمد إبراهيم مفتي المملكة أرسل لمن استفتاه فقال: قد وصل إلي كتابك المتضمن السؤال عن النفث في الماء ثم يسقاه المريض استشفاء بريق ذلك النافث وما على لسانه حينئذ من ذكر الله تعالى أو شيء من الذكر كآية من القرآن ونحو ذلك.
فأقول وبالله التوفيق: لا بأس بذلك فهو جائز، بل قد صرح العلماء باستحبابه.
وبيان حكم هذه المسألة مدلول عليه بالنصوص النبوية، وكلام محققي الأئمة. وهذا نصها: قال البخاري في صحيحه: ((باب النفث في الرقية)) ثم ساق حديث أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ ثلاثا ويتعوذ من شرها فإنها لا تضره. وساق حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده. وروى حديث أبي سعيد في الرقية بالفاتحة - ونص رواية مسلم: فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل. ...
وقال النووي: فيه استحباب النفث في الرقية، وقد أجمعوا على جوازه، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
وتكلم ابن القيم في ((الهدي)) في حكمة النفث وأسراره بكلام طويل قال في آخره: وبالجملة فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة وتزيد بكيفية نفسه وتستعين بالرقية والنفث على إزالة ذلك الأثر، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها. وفي النفث سر آخر فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان. اهـ.
وفي رواية مهنا عن أحمد: في الرجل يكتب القرآن في إناء ثم يسقيه المريض. قال: لا بأس به. وقال صالح: ربما اعتللت فيأخذ أبي ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك.
وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله في زوال الإشكال الذي حصل لكم فيما يتعاطى في بلدكم من النفث في الإناء الذي فيه الماء ثم يسقاه المريض. وصلى الله على نبينا محمد.
والله أعلمِ.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو القعدة 1430(6/3028)
التداوي بماء زمزم
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من الحساسية في عيني ودائماً تؤلمني، ففكرت بتقطير ماء زمزم فيها ـ لعلها تشفى ـ فهل في ذلك شيء؟.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ماء زمزم لما شرب له. رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي، وحسنه الحافظ ابن حجر.
وقال أيضًا: خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم وشفاء السقم. رواه الطبراني، وصححه ابن حبان، وحسنه الألباني.
فإذا شربتِ ماء زمزم بنية الشفاء والتداوي مع يقينك بالله وبما ثبت عن رسول الله في فضل زمزم، فإن الله تعالى ينفعكِ بذلك، ولو قرئ على الماء قرآنٌ لكان أرجى لاجتماع شفاءين: القرآن والماء، وانظري الفتوى رقم: 117842.
وأما التقطير من زمزم في العين لعلاجها فلم نقف فيه على أمر أو نهي فهو ـ إذن ـ باق على الأصل من الإباحة ما لم يثبت أن له ضررا على العين.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 شوال 1430(6/3029)
حكم استخدام المرأة حقنة لتكبير الصدر
[السُّؤَالُ]
ـ[بالنسبة لسؤالي رقم: 2240374، لقد أحلتموني على فتاوى أخرى حيرتني، ومنها رقم: 33999 ورقم: 114240، وهما تتكلمان عن عملية تجميل جراحية، ورقم: 12784، والتي تتحدث عن بروتينات تجميلية، وأنا لا أتحدث عن بروتينات ولا أتحدث عن عمليات جراحية تجميلية، إنما أتحدث عن حقنة بها مادة يحقن فيها الصدر بغرض التكبير ولها عمر زمني معين، أي ربما سنة أو بضع شهور، وهذه المادة آمنه ولا تسبب أي أضرار للمرأة، هل الحقن داخلة ضمن التجميل المحرم؟ وللعلم أن هذه الحقنة ليست البوتكس، لأن البوتكس عبارة عن نوع من أنواع السموم توضع في الجسم، أما الحقن التي أستفسرعنها عبارة عن نوعين: نوع مادة سائلة عبارة عن ماء ملحي، والنوع الآخرعبارة: عن مادة سائلة اسمها: السيليكون، لأنه سابقا كانت هناك عمليات جراحية تقوم بزرع السيليكون، أما الآن بعد تطورالطب وجدت مثل هذه المواد على شكل حقن، وهما لا يؤثران على المرأة ولا الرضاعة، ولأن الأخوات أحدثن ضجة في الموضوع فمنهن من تحلل هذه الحقن ومنهن من تحرمه، فأحببت أن أقطع الشك باليقين، لأن الاختلاف وارد طالما كلمة ـ حقنة ـ تدخل في هذا الموضوع مما سبب بعض الشك ـ حتى ممن تخاف على نفسها الوقوع في الحرام، لأنهن يقلن طالما أن الحبوب ـ وهو دواء ـ والرياضة تحللان أي تغيير في خلق الله، فكذلك الحقن، لأنها مثل دواء يوضع في الجسم وله فترة زمنية معينة؟ فما رأي سيادتكم في هذا الأمر؟ وـ إن شاء الله ـ بكم نبين الحق للنساء ويتبين الحق لي، لأنني الآن شبه مقتنعة بالحقن.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الفتاوى التي أحلناك عليها متضمنة للجواب على سؤالك، ونحن نلخص لك هذه الإجابة بما يلي:
لا حرج على المرأة في استخدام شيء من الأمور الطبيعية كالعقاقيرأوالحقن أوالحركات الرياضية على وجه لا يترتب منه ضررعليها، ومن أجل أغراض مشروعة كالتزين للزوج ونحو ذلك، وعلى هذا فإن كانت هذه الحقنة مشتملة على مواد مباحة شرعا ولا يترتب عليها ضرر ويتحقق بها المقصود فيجوز استعمالها، وهي ليست داخلة فيما يسمى بعمليات التجميل وإنما هي نوع من العلاج، والأصل في التداوي الإباحة ما لم يوجد ما يقتضي المنع، روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أسامة بن شريك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير فسلمت ثم قعدت، فجاء الأعراب من ها هنا وها هنا، فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواءغير داء واحد الهرم.
وأما ما يتعلق بعمليات التجميل فأمر زائد على ما يتعلق بسؤالك، ولكن الإجابة على السؤال الذي أحلت عليه كانت تقتضي ذكرها وهي فيها زيادة فائدة بالنسبة لك.
وأما أثر عائشة رضي الله عنها، فقد أحلناك فيه على الفتوى التي بينت أنه لم يثبت من جهة السند.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 رمضان 1430(6/3030)
أحكام تعاطي البنج
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يعتبر البنج والتخدير من السكر؟ وهل مادة التخدير تعتبر نجسة لأنها مادة تسكر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الموسوعة الفقهية خلال الحديث عن البنج: يرى جمهور الفقهاء أنه يحرم تناول القدر المسكر من هذه المادة، ويعزر بالسكر منه بغير عذر، ويجوز عندهم التداوي به واستعماله لإزالة العقل لقطع عضو متآكل. أما الحنفية فقد اختلفت آراؤهم في حكم تناول البنج لغير التداوي ووجوب إقامة الحد على السكران منه.
ويعرف الفقهاء ما يحرم تناوله ويترتب على تعاطيه الحد بأنه: كل شراب مسكر. وبناء على هذا التعريف ذهب معظم الفقهاء إلى عدم إقامة الحد على السكران من البنج ونظائره من الجامدات، وإن كان مذابا وقت التعاطي، ولكنه يعاقب عقوبة تعزيرية.
وأما عن طهارته فقد: اتفق الفقهاء على أن البنج طاهر؛ لأنهم يشترطون لنجاسة المسكر أن يكون مائعا. اهـ.
وقد سبق لنا في الفتوى رقم: 117251. حكم استعمال الجامد المسكر في الدواء، مع نقول عن أهل العلم في ذلك.
كما سبق لنا في الفتوى رقم: 120228. الحديث عن طهارة المخدرات.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 رمضان 1430(6/3031)
حكم تناول دواء خلط بالكحول المسكرة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: أنا طبيب أسنان جراح، ومركب الكحول مركب أساسي في عديد من الأدوية المستعملة في طب الأسنان والجراحة مثل التعقيم والتطهير حتى إنه يوجد بكميات قليلة في معظم الغسول للفم المتوفرة بالصيدليات التي نصفها للمرضى لتساعدهم على التخلص من الالتهابات، أو حتى للاستعمال اليومي للحفاظ على نظافة وطهارة الأسنان. ونسبة الكحول في هذه الأدوية قليلة ومخففة جدا مثل 0.092% كمثال لمحلول واسع الانتشار والاستخدام، ويستخدم مضمضة بعد التنظيف بالفرشاة. فهل يجوز شرعا استخدامها كانت مخففة أو غير مخففة نسبة الكحول في العلاج؟ وهل هناك مراقبة لمثل هذه الأدوية والعقاقير؟ علما أن معظم المرضى وحتى كثير من الدكاترة لا يعلمون بتراكيب هذه الأدوية والغسول. الرجاء الرد بالتفصيل حتى نحفظ على المسلمين دينهم ودنياهم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المعلوم أن الكحول المسكرة خمر, والخمر نجسة في قول جمهور أهل العلم لقول الله تعالى: ي اأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. {المائدة: 90} .
ولا يجوز خلط الدواء بالنجاسة, ولكن إذا كانت نسبة الكحول في الدواء قليلة ولا أثر لها في طعم الدواء ولا لونه ولا ريحه فقد أفتى أهل العلم بجواز استخدام ذلك الدواء.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز خلط الأدوية بالكحول المسكرة، لكن لو خلطت بالكحول المسكرة جاز استعمالها إذا كانت نسبة الكحول قليلة لم يظهر أثرها في لون الدواء ولا طعمه ولا ريحه، وإلا حرم استعمال ما خلط بها. اهـ.
ومثله ما جاء في فتوى مجمع الفقه الإسلامي وقد نقلناه في الفتوى رقم: 118067.
وأما هل هناك مراقبة لمثل هذه الأدوية، فإن كنت تعني رقابة شرعية فلا علم لنا بوجود مراقبة شرعية على الأدوية، ولا يخفى أن كثيرا من بلاد المسلمين تدخلها المحرمات المتفق على تحريمها وتباع جهارا من غير نكير ولا مراقبة! فمن باب أولى أن يدخل الدواء من غير مراقبة, ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين , وانظر للفائدة الفتوى رقم: 45510.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 رمضان 1430(6/3032)
حكم وضع الدواء المقوي جنسيا في الطعام بدون علم الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[زوجها ضعيف جنسياً ولا يريد الذهاب للطبيب للمعالجة. فهل يجوز أن تضع الدواء المقوي جنسياً في الطعام أو الشراب بدون علمه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز مداواة الإنسان البالغ العاقل إلا بإذنه، لأن التداوي في الأصل ليس واجباً، والإنسان مخير بين فعله وتركه، إلا إذا كان في تركه خطر محقق على حياة المريض، فحينئذ يكون واجباً، والحالة المذكورة في السؤال ليس فيها ما يشكل خطراً على حياة الزوج، فلا يجوز مداواته بدون علمه. ويراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 107865.
لكن إن كانت المرأة لا تتحمل ذلك فلها أن تطلب فراق زوجها إما بطلاق أو بخلع، كما سبق بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 113898، 56738، 76091.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 شعبان 1430(6/3033)
لا حرج في استعمال والترويج لمادة الجلوتاثيون ما لم يكن فيها ضرر
[السُّؤَالُ]
ـ[للضرورة القصوى أسأل عن بيع وشراء مادة الجلوتاثيون- تسمى بأم الفيتامينات- على شكل كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، وتعرف هذه المادة أساساً وأولاً بأنها تحوي أحماض أمينية ضرورية لجسم الإنسان وأنها من أقوى مضادات الأكسدة وطاردة للسموم، وتزيد من مناعة الجسم، وتأخّر الشيخوخة وغيرها من الفوائد العظيمة للإنسان.
وثانياً: لها تأثير جانبي وهو أنها تنضّر وتنقّي وتفتّح البشْرة وتوحِّد لونها بسبب التأثيرات الإيجابية على خلايا الجسم من الجلوتاثيون. والناس في استخدامهم لهذه المادة على قسمين: فقسم يستخدمونها على أساس الفائدة الأساسية والأولى منها وأغلبهم من المجتمعات الغربية. وقسم وهم المجتمعات الشرقية-العربية والآسيوية ذات البشْرة الحنطية أو السمراء- يستخدمونها لسبب التأثير الجانبي المذكور آنفا. فما الحكم الشرعي في تداول وترويج هذه المادة وهل هناك تفصيل في الحكم؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس في استعمال وترويج المادة المذكورة، سواء كان الغرض من استخدامها فائدة الجسم أو تأثيرها على البشرة، ما لم يكن في استعمالها ضرر أكبر من منفعتها، فالقاعدة أن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد ما يفيد التحريم، وراجع في ذلك الفتاوى التالية: 19759، 41090، 34009.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 شعبان 1430(6/3034)
خذ بأسباب الإنجاب المشروعة ومنها الصدقة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن علاج العقم بالصدقة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الإنجاب مطلب فطري، ومقصد من أعظم مقاصد الزواج، فإذا امتنع الإنجاب لمرض جاز الأخذ بأسباب العلاج المشروعة، فعن أسامة بن شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أبو داود وصححه الألباني.
ومن الأسباب المشروعة للعلاج الصدقة، فعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: داووا مرضاكم بالصدقة. رواه أبو الشيخ وحسنّه الألباني، والحديث إن كان كثير من أهل العلم ضعّفوه إلّا أنّ أدلة الشرع تشهد بمشروعية هذا الأمر، وانظري الفتوى رقم: 95127.
كما ننبّه إلى أنّ من أهم أسباب العلاج الدعاء والاستغفار مع التوكلّ على الله وإحسان الظنّ به، ثمّ الرضا بما يختاره الله، فإنّ كلّ ما يصيب العبد إنما هو بقدر من أقدار الله التي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. {البقرة:216} .
قال ابن القيم: والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. الفوائد.
وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 15268.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 شعبان 1430(6/3035)
كشف العورة للتداوي عند طبيب غير مسلم أقل مفسدة منه عند طبيبة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة. في الحقيقة أنا منذ كان سني 5 سنوات وأنا أعالج من نقص النمو ومن عدة أمراض لدى طبيبة متبرجة ومن ضمن العلاجات: الكشف عن عورتي المغلظة، مع العلم أنني لم أبلغ إلا قبل سنة واحدة بعد تلقي حقن ساعدتني على البلوغ وذكري صغير حيث لا يتجاوز 6 أو 7 سنتمتر عند الانتصاب، والآن انقطع عني خروج المني.
سؤالي هو: هل يجوز لي أن أتداوى عند هذه الطبيبة من مرض انقطاع المني وصغر الذكر؟ وهذا يؤدي طبعا إلى كشف عورتي المغلظة، لأني مقبل على زواج بعد سنة، وقد قمت بعقد شرعي ولم أخبر زوجتي بهذا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تداوي الرجال لما تقتضيه المعالجة من النظر واللمس والمخالطة والاطلاع على العورة – كما في حالتك - وهذه الأمور ذريعة قوية للشر والفساد، فإذا انضم إلى ذلك كونها متبرجة فقد عظمت الفتنة وزاد الفساد.
فعليك بتركها فورا، والبحث عن طبيب مسلم يقوم بعلاجك، فإن لم يتيسر فابحث عن طبيب غير مسلم، فإن مفسدة التداوي عنده دون مفسدة التداوي عند المرأة.
قال البجيرمي في تحفة الحبيب: ويشترط عدم رجل يمكنه تعاطي ذلك في رجل، أي إذا كان المداوَى رجلاً والمداوي امرأة يشترط عدم رجل يداويه. انتهى.
ولا يخفى كثرة الأطباء الذكور المتخصصين في هذا المجال وغيره.
وأما بخصوص مرضك هذا فقد سبق أن بينا ضابط المرض الذي يجب الإخبار به، وذلك في الفتويين رقم: 53843 , ورقم: 97026.
والظاهر أن ما عندك من مرض مما يجب الإخبار به، لأن عدم إنزال الرجل يمنع المرأة كمال اللذة، ولذا فقد نص فقهاء المالكية على أن الرجل إذا كان مقطوع الأنثيين وينزل منه المني فإنه لا خيار للمرأة، أما إذا كان لا ينزل فإنه يثبت لها الخيار لفوات لذتها بإنزاله، جاء في منح الجليل أثناء حديثه عن عيوب الرجل: وبخصائه أي قطع الذكر مطلقا والأنثيين إن كان لا يمني وإلا فلا رد به. قاله في الجواهر لتمام لذتها بإمنائه. انتهى.
فعليك بإخبارها، فإن رضيت بذلك فلا حرج في إتمام الزواج، وإن لم ترض فلها الحق في فسخ النكاح.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 رجب 1430(6/3036)
أصيب بداء بعد تناوله طعام شخص بخيل
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أصبت بداء من تناولي طعام شخص بخيل، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: طعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء. فكيف الشفاء من الداء الذي أصبت به؟ أفيدوني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المذكور ضعيف كما بيناه في الفتوى رقم: 101687.
وأما الداء الذي أصبت به فيمكن أن تراجع فيه بعض الأطباء فما من داء إلا له دواء. ففي الحديث: تداووا، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء. رواه الترمذي والحاكم وصححاه ووافقهما الذهبي والألباني.
وننصحك باستعمال العلاجات الربانية.
فأكثر من الدعاء، وواظب على الصلاة والصدقة وشرب زمزم والعسل، واستعمال الحبة السوداء.
وراجع الفتوى رقم: 93185.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
13 رجب 1430(6/3037)
حكم كشف الرجل عورته المغلظة أمام خالته للعلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 20 سنة. خالتي تعمل طبيبة أمراض جلدية، وظهرت لي بعض الأعراض على الجلد في منطقة ما حول العانة (العورة المغلظة) فهل يجوز لي أن أجعلها تفحصني؟ (علما بأنها غير متزوجة وأنا كذلك) أم أذهب الى طبيب لا أعرفه؟ وأنا أيضا لا أعرف طبيب أمراض جلدية مناسبا، وإني أتحرج كثيرا من سؤال الناس (عن طبيب أمراض جلدية مثلا) (لأني مصاب بالتأتأة أثناء النطق منذ الولادة) أرجو الدعاء لي بالشفاء.
هل يجوز إظهار العورة على المحارم؟ هل أجعلها تفحصني أم لا؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك. أما بالنسبة لكشف خالتك عليك واطلاعها من أجل ذلك على عورتك المغلظة، أو غير المغلظة لا يجوز إلا لضرورة معتبرة شرعا لا تدفع إلا بارتكاب ذلك المحظور، وليست في حالتك هذه ضرورة تبيح ذلك، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 63965، 10631.
واعلم أخي الكريم أن علاجك عند طبيب كافر أولى من أن تكشف عند طبيبة أنثى ولو كانت مسلمة، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 69767.
ويمكن أن تدلك خالتك هذه بحكم مهنتها على طبيب ماهر في هذا التخصص، وإلا فأي شخص من أهلك بإمكانه أن يسأل نيابة عنك عن طبيب موثوق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 رجب 1430(6/3038)
حكم العلاج بتدوير اليد فوق المريض مع قراءة المعوذات
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك بعض الأشخاص يقال إن أجسادهم بها كهرباء، ويأتي إليهم أناس لعلاج بعض الأمراض الجسمانية، وهؤلاء المعالِجون يدوّرون أيديهم فوق جسد المريض بدون مماسة ويقرؤون المعوذات، ويقال إنه يحصل التعالج، فهل يصح مثل هذا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نسمع عن مثل هذا الأمر، ولكنا ننصح بعدم طلب العلاج من أمثال هؤلاء، إذ لا يؤمن أن يكونوا من المشعوذين، فالمعالجة بتدوير اليد فوق الجسد من دون مماسة ليست من العلاج المعروف طبياً، وليست من العلاجات الربانية المعروفة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين والسلف الصالح.. وكون الشخص يقرأ بعض المعوذات لا يكفي إذ قد يخلط معها بعض الأمور الأخرى ويقرؤها سراً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 جمادي الثانية 1430(6/3039)
تناول دواء بدون استشارة الطبيب فتدهورت صحته
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم من تسبب لنفسه في تدهور حالته الصحية باستعمال دواء لم يصفه له الطبيب. هل يعتبر ذلك قضاء وقدرا؟ وهل يثاب على ذلك البلاء إن صبر؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يتسبب لنفسه أو لغيره فيما يضره في دينه أو بدنه أو عقله أو ماله. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ وغيره.
وتناول الشخص للدواء هو من قدر الله تعالى وقضائه، وكل ما يجري في هذا الكون هو بقدر الله تعالى وقضائه؛ كما قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. {القمر:49} .
وعلى هذا الشخص الذي تسبب في تدهور صحته أن يتداوى مما أصابه وذلك لا يتنافى مع القدر، فالتداوي من الأسباب التي هي من الشرع ونتيجة ذلك هي من قدر الله تعالى وقضائه، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى استعمال الدواء بقوله: عباد الله تداووا، فإن الله ما وضع داء إلا وضع له دواء إلا داء واحدا، فسئل عنه فقال: الهرم. رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي والحاكم.
ولا شك أن من صبر على ما أصيب به من أمراض وغيرها إيمانا واحتسابا أثيب على ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم
وللمزيد عن التداوي وحكمه نرجو الاطلاع على الفتويين: 30645، 27266.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 جمادي الأولى 1430(6/3040)
حكم لبس الأسورة المغناطيسية لعلاج الكهرباء الزائدة بالجسم
[السُّؤَالُ]
ـ[أشعر بماس كهربى عندما ألمس الأشياء المعدنية، وكذلك السيارة عادة في كل مرة أنزل منها، أشعر بهذا الماس الكهربى، فما علاج هذا؟ ونصحني أحد الصيادلة بارتداء الأسورة المغناطيسية، وقال إنها تفرغ الشحنات الكهربائية الزائدة بالجسم، فهل هذا صحيح؟ وما حكم الدين في ارتداء هذه الأسورة المغناطيسية؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما معرفة كيفية علاج مثل هذا الماس الكهربي فيرجع فيه إلى أهل الاختصاص، فهم من يمكنهم إرشادك بهذا الخصوص.
وأما ما ذكره لك هذا الصيدلاني، فإن كان مبنيا على أساس علمي صحيح وواقعي فلا حرج في استعمال مثل هذا السوار، وأما إن كان قائما على مجرد أوهام وخيالات فلا يجوز لبسه، ويتأكد النهي عنه فيما إذا ارتبط الأمر بخرافات جاهلية. وإن اشتبه الأمر فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ونود أن ننقل لك فتويين بخصوص مثل هذه الأسورة عن الشيخين ابن باز وابن عثيمين.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: والذي أرى في هذه المسألة هو ترك الأسورة المذكورة - أسورة نحاسية يراد بها علاج بعض الأمراض - وعدم استعمالها سدا لذريعة الشرك وحسما لمادة الفتنة بها، والميل إليها.
وتعلق النفوس بها، ورغبة في توجيه المسلم بقلبه إلى الله سبحانه وتعالى ثقة به واعتمادا عليه، واكتفاء بالأسباب المشروعة المعلومة إباحتها بلا شك وفيما أباح الله ويسر لعباده غنية عما حرم عليهم وعما اشتبه أمره.... إلى أن قال رحمه الله تعالى:
ولا ريب أن تعليق الأسورة المذكورة يشبه ما تفعله الجاهلية في سابق الزمان، فهو إما من الأمور المحرمة الشركية، أو من وسائلها، وأقل ما يقال فيه: إنه من المشتبهات. فالأولى بالمسلم والأحوط له أن يترفع بنفسه عن ذلك، وأن يكتفي بالعلاج الواضح البعيد عن الشبهة، هذا ما ظهر لي ولجماعة من المشايخ والمدرسين. اهـ.
وأما الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – فقد قال: سؤالكم عمن أعطاه الصيدلي دواء للروماتزم على شكل سوار يلبسه في اليد إلى آخر ما ذكرتم.
جوابه:
أن تعلم أن الدواء سبب للشفاء، والمسبِّب هو الله تعالى، فلا سبب إلا ما جعله الله تعالى سببا، والأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا نوعان:
أسباب شرعية كالقرآن والدعاء: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفاتحة:
وما يدريك أنها رقية؟!، وكما كان صلى الله عليه وسلم يرقى المرضى بالدعاء لهم فيشفي الله تعالى بدعائه من أراد شفاءه به.
والنوع الثاني: أسباب حسية كالأدوية المادية المعلومة عن طريق الشرع، كالعسل أو عن طريق التجارب مثل كثير من هذه الأدوية، وهذا النوع لابد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال، فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس، صح أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى.
أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض، فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال، ويهون عليه المرض، وربما ينبسط السرور النفسي على المرض فيزول، فهذا لا يجوز الاعتماد عليه، ولا إثبات كونه دواء، لئلا ينساب الإنسان وراء الأوهام والخيالات، ولهذا نهى عن لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع المرض أو دفعه، لأن ذلك ليس سببا شرعيا ولا حسيا، وما لم يثبت كونه سببا شرعيا ولا حسيا لم يجز أن يجعل سببا، فإنّ جعْله سببا نوع من منازعة الله تعالى في ملكه وإشراك به، حيث شارك الله تعالى في وضع الأسباب لمسبَّباتِها. اهـ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 جمادي الأولى 1430(6/3041)
حكم استخدام حيوان مباح أكله كعلاج بعد تذكيته
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استخدام الحيوانات المباح أكلها بعد ذبحها على الطريقة الإسلامية مثل الدجاج في العلاج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في استخدام الحيوان المباح أكله للعلاج إذا ذكي ذكاة شرعية كالدجاج أو غيره، والتداوي مشروع بالمباحات وبكل ما لا تعلم حرمته، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 4214.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1430(6/3042)
الصبر على البلاء والاجتهاد في البحث عن الدواء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شخص عمري 27 سنة، بدأت معاناتي قبل 3 سنوات، كنت عائدا من العمل أصابتني دوخة وأنا في السيارة، ووقفت دقيقة، ذهبت عني وأكملت طريقي، جاءتني نفس الدوخة لكن بشكل أقوى عندما كنت ذاهبا مع أصحابي نتمشي، فذهبت إلى المستوصف فقالوا لي: لا مرض لديك، إرهاق يمكن إعطاؤك فيتامين وأدويه ثانية عادية.
المهم في يوم ربما بعد أسبوعين تقريبا من الحادثه الثانية كنت أصلي الفجر وفي الركعه الثانية جاءتني دوخة أقوى من اللتين قبل، وكان قلبي يضرب ورجلاي لم تعد تحملاني، وكدت أن أسقط أمام الناس، قطعت صلاتي وبالكاد وصلت لباب المسجد فسقطت أرضا، لكن لم يغش علي، بقيت دقيقتين، وقمت وخرجت، ومن ذلك اليوم كل ما أدخل مسجدا تصيبني نفس الحالة، وزادت مع الوقت، أصبحت في الأ سواق أيضا، والمناسبات وفي العمل يعني بكل محل، في قيادة السيارة أيضا. قلت لابد أن أرى حلا. ذهبت إلى مستشفي ولم يبق فحص إلا وقمت به، قلب وأذن ودم وتخطيط مخ وضغط كلها سليمة، قلت هذا يحتاج لشيخ، ذهبت لثلاثة شيوخ يقرؤون علي وبقيت مثل ما كنت، الشيخ الأخير قال ياولدي ليس بك شيء تحتاج لطبيب نفسي، قلت طيب أذهب، ذهبت لأحسن مستشفي وأحسن دكتور ليس دكتورا فقط بل برفسورا أيضا، المهم بعد ما قمت بفحوصات جديدة ودخلت فيها باطنية، ذهبت للدكتور النفسي وقلت له ما أحس به، قال لي: هذه حالات هلع، قلت: طيب، قال لي خذ هذا الدواء وإن شاء لله تتحسن، العلاج يأتي بنتيجة بعد ثلاثة أسابيع، قلت الله يعطيك العافية، وخرجت مسرورا، واشتريت العلاج: قرص بالصبح وقرص بالظهر وقرص بالليل، ويوم وأسبوع وشهر والوضع مثلما ماهو، ورجعت له ققلت له مرة ما أحسست بتحسن ولا واحد في المائة، قال لي خلاص اترك العلاج، وخذ نوعا جديدا، وشهرين ولا فائدة، وأرجع له ويترك الأدوية ويعطيني أخرى جديدة، قلت لنفسي هذا يجرب علي أدوية، المهم تركت كل العلاجات، قلت أعالج نفسي بنفسي والله جلست سنة والوضع يزيد، خروجي أصبح قليلا بالسيارة، أذهب فقط للدوام وأرجع وقت الصلاة إن شاء الله ربي يغفرلنا أدور بالسيارة حتى الركعة الاخيرة، وأدخل أسواقا يعني لا أعيش حياة الله المستعان ماذا أقول؟ جلست مرة قلت لابد أن أبحث عن شيخ أذهب له لكن يكون جيدا، ويخاف الله ويراعي ظروف المرضى الذين عنده، ذهبت لواحد، المهم دخلت عنده وسؤال وجواب، قلت له علي كل شي، قال لي اصبر سوف تتحسن معي،
قرأ علي، لما انتهى قال لي يا ولدي عندك حسد يعني عين، والله إني كنت أقبل يده، أخيرا عرفت ماذا عندي، قال لي تذهب بالقراءة والأذكار إن شاء الله، قلت إن شاء لله، اذهب إلى البيت واقرأ القرآن والأذكار ورجعت له ثلاث مرات، وفي الثلاث مرات لم يطرأ لي تغيير مثلما كنت، المرة الرابعة قال لي:يبدو ياولدي أن هذا ليس عينا، ما يصيبك سحر مشروب، قلت له سحر ياشيخ أهلي وأصحابي وجماعتي كلهم يخافون الله ماذا بك أنت؟ قال لي ليس شرطا يمكن من مطعم أو أي محل شربت منه أو أكلت، قلت له طيب قال: سهل، احمد ربك ليس مدفونا، السحر المشروب ينزل بزيت الخروع وعصير البرتقال علي الريق كل صباح والله كنت أتمنى أن يمد يده التي كنت أقبلها لأعضها، المهم خرجت ورأسي تعبان من التفكير: هلع، أو عين أو سحر مشروب، قلت أجرب الخروع ودخلت المنتديات أشوف أعراض السحر لقيتها مختلفه 180 درجة عن الأعراض التي عندي.
وأنا والله ضايع لاأدري ماذا أفعل؟ أبين للناس أنني سليم وأنا في حالة الله وحده يعلمها حتي أهلي لا يعرفون ما بي ولا أصحابي، ولا أحد، كل ذهابي لوحدي، من أجل ذلك كتبت لكم وإن شاء الله ألقى عندكم بعد الله حلا لمرضي المجهول.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله بأسمائه الحسنى أن يرزقك الشفاء والسلامة مما تعاني منه، ونفيدك أنه ليس من اختصاصنا في قسم الفتوى الإفادة عن الأمراض هل هي نفسية أو من السحر أو مرض عضوي، فيمكنك أن تراجع في هذا قسم الاستشارات النفسية والطبية بالموقع، ثم إنا نوصيك بمواصلة البحث عن الدواء فإن كل داء له دواء، فواصل البحث مع الالتزام بالشرع والبعد عن الدجالين والمشعوذين، لأن سؤالهم والإتيان إليهم محرم، وفي الحديث: إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بمحرم.
وفي حديث مسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى.
وأكثر من الدعاء والصدقات، وشرب زمزم والعسل، وراجع الفتوى رقم: 93185، ففيها كثير من النصائح والعلاجات الربانية المفيدة بإذن الله تعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1430(6/3043)
الاستشفاء بالقرآن والرقية النبوية من مرض متلازمة داون
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي لفضيلتكم هو: هل هناك قراءة من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف لشفاء طفل مريض من متلازمة داون منغولي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ. {الإسراء:82}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
وعلى العموم فالقرآن الكريم كله شفاء وهدى ورحمة، وقد يهدي الله تعالى بعض عباده لآيات خاصة بشفاء مرض معين، ومرد ذلك إلى ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وتجربة الصالحين، كما بينا في الفتوى رقم: 98362.
وبخصوص المرض المذكور فلم نقف على آيات أو حديث خاصة لرقيته، ولذلك فإن على أهل الطفل المصاب أن يطلبوا له العلاج، ويقرأوا عليه ما تيسر من القران، وخاصة الفاتحة، وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، والإخلاص، والمعوذتين.
نسأل الله تعالى له الشفاء، ولمعرفة الرقية الشرعية بشروطها، راجع الفتوى رقم: 4310، وانظر الفتوى رقم: 104557، للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1430(6/3044)
الرقية والتداوي بالأدوية العادية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مصاب بزكام، وأريد أن أعرف وصفة للعلاج، ولا أريدها أن تكون بالمواد الكيماوية كأدوية الصيدلية، وإنما تكون وصفاة قرآنية أو من الحديث؟
وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن القرآن الكريم شفاء كله وخير وبركة. ولكن العلاج به لا يمنع من العلاج بالأدوية الأخرى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي ويرقى، ويتداوى، ويأمر الناس بالتداوي والعلاج بالأدوية العادية، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله. وفي رواية: فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء. الحديث رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني.
ولذلك فالذي ننصحك به أن تقرأ على نفسك ما تيسر من كلام الله تعالى، ومن غيره من الأدعية المأثورة في الرقية كقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم رب الناس مذهب الباس أشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقماً.
وأن تستعمل الأدوية المعروفة والمجربة لعلاج مثل ما هو بك.
نسأل الله تعالى لك الشفاء التام.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1430(6/3045)
علاج أم الصبيان وهل يسببه مس الجان
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي، هل هناك دعاء أو علاج لأم الصبيان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم علاجًا محددًا ثبت في القرآن أو السنة لما يسمى بأم الصبيان، ولكنه داء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً. رواه البخاري.
وقَالَ: لكل دَاء دَوَاء، فَإِذا أُصيب دَوَاء الدَّاء برأ بِإِذن الله عَزَّ وَجَلَّ. رواه مسلم.
قال ابن القيم في كتابه الداء والدواء: وهذا يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها. انتهى.
وسواء أكان مسًا من الجن، أو هو داء الصرع الناتج عن خلل في دماغ الإنسان، فإن دواءه هو الإلتجاء إلى الله والتوكل عليه، مع الأخذ بالأسباب المشروعة كاستعمال الرقية الشرعية، وتعويذ الصغير، والذهاب إلى الأطباء الموثوقين. ونسأل الله المعافاة لكل مبتلى.
هذا وإن أم الصبيان هذه ورد ذكرها في حديث واحد، ولا يصح وهو: من ولد له فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان. رواه أبو يعلى الموصلي في المسند وغيره، وهو حديث موضوع كما في السلسلة الضعيفة للألباني، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أبو يعلى وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك، وفي إسناده أيضًا: يحيى بن العلاء وهو وضاع كذاب.
وأما الأذان في أذن المولود فهو سنة ثبتت في حديث آخر، وقد تكلمنا على ذلك في فتاوي أخرى هذه أرقامها: 9118، 21114، فلتراجع.
وقد اختلفوا في المراد بأم الصبيان:
1- فقيل: هي الريح التي تَعْرِضُ لهم فربما يُغشى عليهم، قاله ابن الجوزي في غريب الحديث، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر، وابن منظور في لسان العرب، وبعض من تكلم في الطب من القدامى كابن البيطار في كتابه الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، وكذا ذكر ابن سينا في كتابه القانون في الطب أنها نوع من الصرع عند بعضهم.
2- وقال بعضهم: هِيَ التَّابِعَةُ من الْجِنِّ، وهذا مذكور في كثير من كتب الفقهاء والمحدثين.
3- "وقال بعضهم: أعنى بعض الرّواة: أُمّ الصِّبْيان: الغُول، وهي عند العرب ساحرة الجن. ذكره ابن سيده في المخصص
4- وقال الدمير ي في كتابه حياة الحيوان الكبرى: واختلف في أم الصبيان فقيل: البومة كما تقدم، وقيل: التابعة من الجن.
ولم نجد دليلًا معتبرًا يدل على أن ما يسمى بـ: أم الصبيان ناتج عن مس الجن، أو هو التابعة من الجن، أو ساحرة الجن كما ذكر البعض، وليس هذا نفيًا لوجود الجن، بل وجود الجن وقصدهم إيذاء الأطفال أو الكبار، ومس الجن للإنسان أمر أثبته الشرع وأقره، وشهد به الواقع، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 3352، 34682، 2566.
أما علاج من أصيب بالجن فينظر فيه الفتوى رقم: 607 ورقم: 6281.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1430(6/3046)
التداوي بالقطع النحاسية الصينية المنقوش عليها ما لايفهم معناه
[السُّؤَالُ]
ـ[هناك بعض القطع النحاسية والمعدنية تعارف عليها الناس عن طريق الطب الصيني توضع في المعصم أو أقراط بالأذن الغاية منها العلاج وإزالة الكهرباء الزائدة بالجسم أو تخفيف الوزن وخلافه، فهل تعتبر هذه من التمائم؟ لأنها مفروزة أو عليها نقوش وكتابات لا نفهم معناها.
وقد توصف من بعض الأطباء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يلبسه الإنسان مما ثبت بالحس والتجربة المبنيين على أساس علمي أو بخبر الأطباء الثقات أن له نفعا فلا بأس به.
وأما ما يلبس مما يحتوي على كتابة شرك أو طلاسم لا تفهم، أو لا يحتوي على هذه الكتابة إلا أن الأطباء الثقات يحكمون بعدم جدواه طبيا، فهذا يدخل في حكم تعليق التمائم، وصاحبها يدور بين الوقوع في الشرك الأكبر والوقوع في الشرك الأصغر. كما سبق في الفتوى رقم: 27391.
وقد سبق أيضا تعريف التمائم والنهي عنها في الفتوى رقم: 4137.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 52789.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ربيع الأول 1430(6/3047)
ذهاب المرأة إلى طبيب إذا لم توجد امرأة تحسن التطبيب
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي إليكم أنا كنت حاملا في الشهر الثاني وأتابع عند طبيبة في مستوصف فعندما ذهبت إليها وعمر الجنين تقريبا 8 أسابيع قالت لي لا يوجد نبض به والرحم به مشاكل ونصحتني أن أتأكد من ذلك بالذهاب إلى مختص أشعة ودلتني على مختص رجل في مركز آخر وقالت لي توجد عنده أجهزة متطورة، فذهبت وقال لي لا يوجد نبض بالفعل والرحم طبيعي، أنا من شدة قلقي ذهبت إلى طبيبة أخرى فقالت لي نفس كلامه، وأخبرتني أنه إذا لم ينزل لوحده خلال أسبوع علي الذهاب إلى المستشفى فذهبت إلى إحدى المستشفيات التي يعملون بها عمليات الإجهاض بأقل ثمنا نظرا لوضعنا المادي حيث لا يوجد تأمين، فكان أغلب الطبيبات مسيحيات فخفت منهن لأنهن غير مسلمات وكانت طبيبة مسلمة ذهبت إليها قبل الحمل للعلاج فلم أرتح لها وشعرت أنها تستخف في المرضى وكان أيضا في المستشفى استشاري طبيب رجل مسلم نظرا لحالتي وما أخبرتني به إحدى الطبيبات من وجود ورم في الرحم وحيرتي من كلام الطبيبتين أيهما أصح بشأن وجود ورم ولمعرفة سبب موت الجنين اخترت أن أذهب إليه لكونه استشاريا وعرضت عليه الفحوصات السابقة (علما أنني ذهبت إليه أنا وزوجي) فقرر لي عملية إجهاض وهو الذي أجراها واكتشف فيما بعد أنه حمل غير طبيعي ولحد الآن أتابع فحوصات معينة عنده وقلت في نفسي إذا حملت مرة ثانية بإذن الله سأتابع عنده ولو الشهور الأولى لأنه عرف حالتي فهل علي إثم فيما فعلت وما سأفعل وإذا كان حراما الذهاب إلى الطبيب الرجل في حالتي هذه ماذا سأفعل وما الكفارة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحل للمرأة المسلمة أن تتعالج عند رجل إلا إذا لم توجد امرأة تحسن التطبيب، فإذا لم توجد وخشيت المرأة أن تهلك أو يهلك جنينها أو يصيبها وجع لا تحتمله جاز أن يعالجها رجل فيمس وينظر إلى ما تدعو الحاجة إليه من جسدها مع عدم الخلوة بها.
وعلى هذا فلا يجوز لك أن تتابعي حملك القادم بإذن الله مع هذا الطبيب الذي ذكرته الإ إذا لم تجدي الطبيبة التي تفي بالغرض. وراجعي في ذلك الفتويين: 19439، 31419.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 ربيع الأول 1430(6/3048)
حكم التداوي بأعشاب مخلوطة بخمر
[السُّؤَالُ]
ـ[أختي مريضة بمرض الربو من زمان، ولقد وصفت لها عقدة من أعشاب ولكن تختلط مع خمر، يعني يطبخ الخمر طبخا جيدا حتى ينزع منه الكحول كاملا، ثم تشرب منه كل صباح. فما حكم الشرع في استعمال هذه الخمرة؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا. ولا تحيلوني إلى أجوبة أخرى. وشكرا لكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالصحيح الذي عليه جمهور العلماء أنه لا يجوز التداوي بالخمر، وأنها داء وليست بدواء، فعن طارق بن سويد الجعفي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه أو كره أن يصنعها، فقال: إنما أصنعها للدواء؟ فقال: إنه ليس بدواء ولكنه داء. رواه مسلم.
وقال البخاري في صحيحه: قال ابن مسعود في السكر: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم اهـ.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث، رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام. رواه الطبراني، وصححه الألباني. وقد سبق لنا بيان ذلك مع بيان أنه لا يجوز التداوي بالخمر حتى عند الضرورة، وذكر وجه ذلك في الفتوى رقم: 6104.
وجاء في الموسوعة الفقهية: ذهب جمهور الفقهاء إلى تحريم الانتفاع بالخمر للمداواة، وغيرها من أوجه الانتفاع، كاستخدامها في دهن، أو طعام، أو بل طين ... وذهب الشافعية إلى أن التداوي بالخمر حرام في الأصح إذا كانت صرفا غير ممزوجة بشيء آخر تستهلك فيه ويجب الحد. أما إذا كانت ممزوجة بشيء آخر تستهلك فيه، فإنه يجوز التداوي به عند فقد ما يقوم به التداوي من الطاهرات، وحينئذ تجري فيه قاعدة الضرورة الشرعية. وإذا يجوز التداوي بذلك لتعجيل شفاء، بشرط إخبار طبيب مسلم عدل بذلك، أو معرفته للتداوي به، وبشرط أن يكون القدر المستعمل قليلا لا يسكر. وذهب الإمام النووي إلى الجزم بحرمتها فقال: المذهب الصحيح تحريم الخمر للتداوي اهـ. وهذا هو الصواب الموافق للأدلة.
وننبه السائل الكريم إلى أن خلط الأعشاب بالخمر ينجسها، وطبخهما بعد ذلك لا يفيد الطهارة. وإنما ذلك يكون إذا استحالت الخمر استحالة تامة إلى ما لا يسكر قبل خلطها بغيرها، فإنها تطهر بذلك لأن اسم الخمر لم يعد يطلق عليها لزوال وصف الإسكار عنها. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 76997.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 صفر 1430(6/3049)
الإسعافات الأولية.. رؤية شرعية طبية
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني في الله أنا أدرس الطب وسؤالي هو: ما موقف الإسلام من ال (سي بي أر) والإنعاش بصفة عامة، آخذين بعين الاعتبار جميع طرق الإنعاش، ولماذا بعض الدول تمنعه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإسعافات الأولية هي العناية الفورية التي تقدم للمصاب في حادث، أو مرض مفاجئ، أو أي طارئ طبي آخر.
وبإمكان الإسعافات الأولية الملائمة إنقاذ حياة المصاب خاصة إذا كان ينزف بغزارة، أو توقف عن التنفس أو أصيب بالتسمم. وهي يمكنها أن تمنع حدوث مشكلات صحية إضافية قد تنتج عن الإصابة بجرح أو مرض.
والأصل في هذه الإسعافات الإباحة، لأنها نوع من التداوي، والأصل في التداوي الإباحة، ولكل نوع من أنواع المرض طريقة خاصة للإسعافات الأولية، وليس بإمكاننا تتبع كل حالة والحكم عليها، ولكن الواجب عموما أن تراعى الضوابط الشرعية في العلاج، ومن ذلك أن تقوم المرأة بإسعاف المرأة، ويقوم الرجل بإسعاف الرجل، وإذا وجدت حالة ضرورة قد تقتضي ارتكاب شيء من المحظور فينبغي أن يتعامل معها بقدر الضرورة.
ويجب أن يقوم بإجراء هذه الإسعافات من يتمتع بالمعرفة الجيدة في مجال الإسعافات الأولية.
ويجب أن يستمر العلاج حتى تتوافر للمصاب المساعدة الطبية المتخصصة، وقد ذكر المختصون أن الإسعافات الأولية تتضمن أيضا إعادة الطمأنينة إلى المصاب، وتخفيف الآلام ونقل المصاب إلى مستشفى أو عيادة، إن كان ذلك ضروريا.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 صفر 1430(6/3050)
حكم أدوية تقوية الحيوانات المنوية
[السُّؤَالُ]
ـ[قمت بإجراء عملية طفل أنابيب في الفترة الماضية، ولم تنجح ويريد الأطبّاء هذه المرّة إضافة أدوية لتقوية الحيوان المنوي، فما هو رأي الشرع في هذه الأدوية، يقوم الأطبّاء بإعطاء أدوية إلى الزوجة لتقوم بإنتاج أكثر من بويضة، ثم يقومون بتلقيحهم ويستعملون واحدة ثم يجمّدون بقيّة البويضات الملقحة لمدة عامين يمكن استعمالها إذا أراد الزوجين الإنجاب في المرّة ثانية أو ثالثة ... وذلك لغرض تقليل التكلفة الباهظة عند الإنجاب مرّة أخرى. فما هو رأيكم في عمليّة التجميد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تقدم الكلام عن أطفال الأنابيب (التلقيح الصناعي) وضوابطه، وذكر خلاف العلماء في تخزين الحيوانات المنوية للزوج وتخزين بويضات الزوجة، ثم إجراء التلقيح لاحقاً.. وذلك في الفتوى رقم: 5995.
وبينا في الفتوى رقم: 32748 أن الراجح عدم جواز ذلك التخزين، هذا إذا كان التلقيح سيتم في حياة الزوج وفي حال قيام الزوجية وبحضوره، أما في حال عدم قيام الزوجية فهذا محل اتفاق على عدم جوازه.. ولزيادة الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 65512.
وأما الأدوية التي تضاف لتقوية الحيوانات المنوية فلا حرج فيها، وحكمها كحكم بقية أنواع الدواء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1430(6/3051)
معالجة المريض بالسرطان
[السُّؤَالُ]
ـ[أختي عافاكم الله مصابة بمرض السرطان، ما هي الأدعية النبوية الشريفة في علاج ذلك المرض، وهل من علاج له في الطب النبوي، وما هي الآيات القرآنية التي تساعد في شفائه؟ وماذا وجب علي أن أفعل في مساعدتها نفسيا لتخطي ذلك المرض الخبيث؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى الشفاء لهذه الأخت، ونفيدكم أن أهل الاختصاص في أمور الرقية وأمور العلاج الطبي الطبيعي يذكرون إمكانية علاج السرطان، ويدل لصحة هذا الأمر ما ثبت في الحديث: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد الهرم. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني والأرناؤط.
فعليك أن تسعى في البحث عن علاج الأخت، وحاولي مساعدتها نفسيا بتبشيرها بالأحاديث المفيدة لاستجابة دعاء المريض ودعاء العواد، وإمكانية برء المريض عند القيام بالعلاج والرقية الشرعية والدعاء له والصدقة وشرب زمزم والعسل واستعمال الحبة السوداء، إضافة إلى ما يناله المبتلى من الأجور العظيمة وتكفير الذنوب، ونرجو منكم استشارة أصحاب الاختصاص في أمور الرقية والطب النفسي والعلاج الطبيعي.
وراجعي في حكم التداوي وفي الأدعية النبوية والرقى والوسائل الشرعية المفيدة في هذا المجال الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13277، 19900، 74165، 93185، 99798، 116773، 64214.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 صفر 1430(6/3052)
حكم قراءة القرآن على الماء من خلال الكاسيت
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يمكن قراءة القرآن على الماء من خلال الكاسيت، أم أقرأ من المصحف للعلاج بهذا الماء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لا نرى في العلاج بالماء الذي يقرأ عليه القرآن أنه يكفي فيه الكاسيت، وذلك أن المطلوب أن يقرأ القارئ على الماء، أو ينفث فيه فيصل الماء شيء من أثر القارئ، وقد بوب البخاري وغيره على النفث في الرقية وذكر فيه حديث أبي سعيد الخدري وفيه: فجعل يتفل ويقرأ.
وقد ذكر النووي في شرح مسلم في شرح قول عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات. فيه استحباب النفث في الرقية ... انتهى. وهذا لا يحصل بالكاسيت.
وإنما يذكر بعض أهل العلم أنه يجوز تشغيل الشريط بالقرآن، لرقية المريض بسماع القرآن فقد ذكره الشيخ وحيد عبد السلام بالي.
وقد خالف جماعة من أهل العلم في كون تشغيل جهاز التسجيل يكفي في رقية المريض بسماع القرآن.
وقد جزم بعدم الاكتفاء بالشريط اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وعللوا ذلك بأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ومباشرة للنفث على المريض، والجهاز لا يتأتى منه ذلك.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 22104، 13188، 45335، 80694.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 صفر 1430(6/3053)
حكم حرق الآيات بالفحم وتبخير المريض بها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شابة مسلمة أعاني مرضا نفسيا ولقد أخذني خالي لاستشارة شيخ يعرف بالفكي هنا في السودان ... وهو يبخرني بآيات قرآنية بالفحم ويسقيني ما يعرف بالمحاية وهي آيات قرآنية مذوبة بالماء المبارك، وهو يصر أن في داخلي جنيا كافرا، والشيخ يأخذ مالاً لعلاجي، فهل هذا حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك العافية والشفاء مما تعانين منه، ونفيدك بأنه يشرع للمسلم أن يرقي نفسه بالرقية الشرعية أو يسترقي أحداً من المعروفين بسلامة المعتقد والاتباع للسنة، ويجوز للراقي المعروف بالاتباع للسنة وسلامة المعتقد أن يأخذ أجراً من المرقي، كما يدل له حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه البخاري، ويمكنك أن تراجعي فيه الفتوى رقم: 6125.
ولا حرج في كتابة القرآن ثم يمحى ويشرب الماء الذي محي به القرآن إذا كان القرآن كتب كتابة صحيحة، وغسل بماء طاهر، وقد نص على جواز ذلك ابن القيم.
وأما حرق الورقة التي كتب بها القرآن والتبخير بها فليس معروفاً عن السلف، وإنما هو معروف عن المشعوذين والدجالين، فلماذا يعدل عن التلاوة للقرآن التي هي هدي السلف إلى التبخر، ثم إنه لا يؤمن المشعوذ أن يبخر المصاب بأشياء أخرى كتب عليها أشياء من عمل المشعوذين.
وبناء عليه فننصح بالبعد عن مراجعة هذا الرجل واسترقائه، وأن ترقي نفسك أو يرقيك أحد أهلك أو من هو معروف من شيوخ أهل العلم المعروفين بالصلاح والاستقامة..
هذا وننبه إلى أنه إذا تؤكد من كون الورقة التي تحرق ليس بها شيء مكتوب سوى القرآن فلا يمنع التبخر بها لأن الأصل في حرق القرآن هو الجواز كما يدل له تحريق الصحابة للمصاحف بعد جمع عثمان للقرآن، وإذا جاز حرقه فلا حرج في شم رائحته أو التبخر به.
وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 45956، 6125، 107160، 80694، 6347.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 صفر 1430(6/3054)
حكم استخدام كريم لتبييض الجسد
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مصابة بمرض البهاق وهو عبارة عن فقد الجلد للون ليصبح أبيض مثل الحليب، ولم تفد معه العلاجات حيث إنه منذ 19 سنة.
نصحني الأطباء بتييض الجسم بالكامل حيث يستخدم كريم يقوم بنزع لون الجلد ليصبح الجسم أبيض كاملا.
أرجو إفادتي عن رأي الدين في ذلك. حيث إنه بعد تغيير اللون لا يمكن استعادة اللون الطبيعي مرة أخرى.
أنا على مذهب الإمام مالك.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج في إزالة العيب والتشويه وكلف الوجه وتحسينه بغير التقشير، وبغير ما يضر، وقد بينا هذا مفصلا في عدة فتاوى منها: 106974، 18994، 16417.
ولذلك، فإذا كان في اختلاف لون الجلد المذكور أذية وتشويه، ولا يمكن إعادته إلى لونه الطبيعي فلا مانع شرعا- إن شاء الله تعالى- من علاجه بغير التقشير المنهي عنه شرعا، حتى يكون لونه واحدا ما لم يترتب على ذلك ضرر أكبر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطإ
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 محرم 1430(6/3055)
العزوف عن مهنة الطب لملابسات النظر للعورات.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[شيخنا الفاضل تحية طيبة وبعد:
فأنا طالب بالسنة الخامسة بكلية طب جامعة القاهرة، أصابني تيه شديد وتخبط لا أريد أن أطيل في عرضه حتى يصل مقصودي مباشرة.
أنت تعرف حال الطب في كل مكان حتى في بلاد الحرمين وما ينطوي عليه من مخالفات جسيمة أساسها ومنشؤها الاختلاط وعدم وضوح وتطبيق الضوابط الشرعية ونقطتي هي: إذا كان الطبيب ليس مخيرا في أن يكشف على المريضة من عدمه، وإلا عوقب لامتناعه عن العمل ... حيث إن رفضه يعتبر تجاوزا إداريا حتى وإن كانت الحالة لا تستدعي السرعة في اتخاذ القرار أو أي شبهة للاضطرار، فهل يكشف ويفحص على كل من تدخل إليه حيث إن هذا عمله؟ هذه الأولى وهي شرعية فقهية بالمقام الأول، وقد تجيب علي فيها بتوضيح الضوابط الشرعية من وجود محرم، وعدم تعدي مكان الشكوى فقط، وغض البصر، وألا أزيد فوق الوقت اللازم للفحص والتشخيص...... ولكن أريد هنا أن أسأل سؤالا وهذه النقطة قلبية إيمانية:يا شيخ إذا تكرر مني فحص المريضات- ولو بالضوابط- ولنقل مثلا خمس أو سبع حالات في اليوم في أي تخصص كان (باطنية-صدرية-عظام-قلب وغيره) فالكل يتضمن كشفا -فهل يا شيخ تكرار الكشف وإن كان بضوابطه الشرعية سيؤدي للتساهل فيما بعد، حيث إن كثرة المساس تفقد الإحساس، وإن من رأى كتفا أو ظهرا أو بطنا أو فخذا فإنه يقينا بعد فترة لن يبالي إن وقعت عيناه على وجهها أو يدها، ولن ينكر ذلك بقلبه-مع انتفاء الحاجة للنظر- ومع تكرار الأمر وطول السنين سيصبح الأمر عادة ومألوفا-وهذا والله موجود ومشاهد ومن إخوة ملتزمين، كأن الأمر مسلم به وأنهم طبيعيون هكذا-َ وخصوصا أن هناك دائما ممرضة معينة لكل طبيب تساعده في الكشف، ومقرها داخل العيادة دوما، فإن قلنا إنه سيغض بصره عن المريضة، فكيف بممرضة ملازمة، ولا تسأل عن الحجاب في مصر، فالأمر على العلن وأبين من أن أقول فيه شيئا..والذي جعلني أفكر في هذا أني وجدت في كثير من المستشفيات إخوة ملتزمين يكلمون الممرضات هكذا وجها لوجه، وربما ضاحكها والظاهر أنه ملتزم، وتكرر هذا الأمر أمامي، فقلت لنفسي إنه الاعتياد والمعاشرة جعلته يألف ويتغافل، فخفت أن أصل لهذا لأني بشر وأعتاد وآلف كما يألف البشر، فقد وجدت نفسي بعد أربعة سنين في الكلية أن الإنكار الذي كان بقلبي خفتت حدته بعد أن كنت أجد ضيقا شديدا إذا اضطررت أن أجلس في قاعة مختلطة، أو إذا تجاور مقعدي ومقعد فتاة عن غير عمد، أو إذا سمعت ضحكات ومزاحا ماجنا ... أجد نفسي الآن وقد خف الأمر كثيرا، وأقسم ومع ذلك فأنا في سقوط عجزت عن قيام الليل، وسقطت النوافل والذكر والصدقة، ولم يبق إلا صورة اللحية وصلوات مفروضة أنا فيها كالحاضر الغائب ... أبعد كل ذلك سيكون هناك اختلاط أشد وتعامل أقرب، وتواصل غير مراقب وما أخافه أن من سبقوني ممن هم أكبر مني سنا، وهم إخوة ملتزمون أصبح الأمر عندهم مسلما به أن يكلم الممرضة، وينظر إليها على ما تلبسه، ويخاطب المريضة كذلك وينظر إليها حتى قبل أو بعد الفحص، وقد حرمت عليه كل نظرة خلا مكان الألم والفحص فقط.....وأسألك بالله أن لا تقول لي الرد المعهود: أنتركها لليهود والنصارى؟ طيب وهل أنا مسؤول عن وضع لم أصنعه وليس بيدي تغييره ... احترت والله ما أدري ما أفعل؟ وهل إذا سرت في هذا الأمر هل سيصلح قلبي لمعاملة الله، وأنا انظر للنساء بهذه الكيفية- يا شيخ أقسم بالله ثم أقسم بالله ثم أقسم بالله أن الشهوة ليست هي محركي للكتابة إليك، ولكن خوفي من أن أقع فيما يزيدني عن الله بعدا مثلي كمثل من يربأ بنفسه عن مجلس الغيبة مثلا لم يدفعه إلى ذلك إلا أنه لا يريد أن يغضب الله- وقد أصبحت نفسي مصدودة بشدة عن الدراسة فما أدري، هل أتركها وأضيع كل تلك السنوات، أم سوف أكمل وأقبل الأمر كما هو ... ويغيظني أن هناك ملايين سبقتني، وما أنا بأتقاهم ولا أخوفهم لله ولا أورعهم، فلم لم أسمع ذلك عن أحد منهم؟ وهل أنا أضخم الموضوع وأعطيه أكبر من حجمه؟ بالله عليك هي استشارة واستدلال على ما يرضي الله مني، فان علمته فقل هذا هو ما يرضي الله فافعله واستقم عليه، ولو كان في ترك الكلية أو الاستمرار وهي الأصعب على نفسي؟
وألخص لك استفساري:
هل يجوز لي أن أكشف على كل مريضة تدخل حتى لو كنت أنا لا أريد ذلك، فهذا هو عملي أو كانت هي لا تريد، وليس من حقها رفض الطبيب.
والآخر: أنا خائف من أن يضمحل إنكار المنكر في قلبي شديدا، وأعتاده وآلفه حيث إنه لا سبيل إلى تفاديه-أنا لم أقصد خوف شهوة في المقام الأول، وإن كان واردا، ولكن أن يصبح حالي أسوأ مما هو عليه، فإني لا أجد نفسي أغضب لله إن رأيت المخالفة مع علمي دليلها، ولذلك لكثرة المساس وتعود رؤية المنكر، فإن استمر أمري عليه هذا والله ما أظن إلا أني سأنتهي خارج هذا الدين أو أكون ممن يتبعونه اسما؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله العظيم أن يتم عليك نعمته، ويعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، ثم لا شك أن دين المؤمن وآخرته آثر عنده من الدنيا، فإذا تعارضت الدنيا مع الآخرة على وجه لا يمكن الجمع بينهما، فإنه لا يتردد في تقديم ما ينفعه في دينه ويرفعه في آخرته، وإن ترتب على ذلك نقص في دنياه وضيق في معيشته؛ فإن الآخرة خير وأبقى، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، فهذه مقدمة ينبغي أن نتوفر على تقريرها وتحقيقها.
ولا شك أن السائل الكريم تحوم نفسه حول هذا المعنى، فهو يبحث ويسأل عما هو خير له عند ربه ليلتزمه، وهذه علامة خير بلا ريب، ويبقى النظر بعد ذلك في تحديد ما هو الأفضل.
ولابد من ملاحظة أن الدنيا دار ابتلاء ومحنة، وامتحان وفتنة، وإنما خلقها الله تعالى لتكون كذلك، كما قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا {الملك:2} .
ومن صور هذا الابتلاء أن يُزين في النفس حب الشهوات، ثم يؤمر العبد فيها بحد لا يتعداه، ومن ذلك الأمر بغض البصر، والزجر عن الاختلاط المحرم بين الرجال والنساء، فهذا في الحقيقة امتحان ليعلم الله من يخافه بالغيب، فيؤثر ما يحبه الله ويرضاه على مراده وهواه.
وعلى ذلك فإن تعارضت ـ أخي السائل ـ دراستك وعملك بمهنة الطب من كل وجه، مع امتثالك لأحكام الشريعة وحفظك لحدود الدين، ولم يمكن الجمع بينهما بحال، فلتؤثر دينك على دنياك.
وقد سبق لنا الكلام على مسألة الكشف على النساء والاختلاط بهن، والأصل في ذلك ـ كما تعلم ـ المنع والحظر، ولا يحل من ذلك ـ سواء من ناحية الطبيب أو المريضة ـ إلا ما تبيحه الحاجة الملحة والضرورة المعتبرة، بالضوابط التي أشرت إليها في سؤالك، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 2523، 8107، 5310.
ولكن الذي نراه أن الجمع بين الاستقامة وبين إكمال الدراسة أمر ممكن بإذن الله، فينبغي للأخ السائل أن يجتهد ويبذل كل ما في وسعه ليجمع بين مصلحة حفظ دينه، ومصلحة إكمال دراسته، بقدر طاقته، فإن ذلك أيضا من القربات، وهذا بحمد الله موجود، فقد رأينا من الأطباء من يتصف بالتقوى والورع، فتجده يحفظ نفسه ويغض بصره، ويبذل وسعه في النوافل بعد الفرائض، ويشارك باجتهاد في الدعوة إلى الله، وله فيها دور بارز.
ولا يخفى أن الحاجة إلى غض البصر لا تقتصر على الأطباء، وإن كانوا إليها أحوج، فليس معنى ترك تعلم الطب وامتهانه أن الفتنة قد زالت.
ولا يخفى أيضا أن مهنة الطب من أهم ما يخدم به المسلم دينه، ومن أنجح وسائل الدعوة والتأثير؛ ولذلك استغلها دعاة التنصير والباطل، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 57735، هذا مع ما يمكن أن يحتسبه الطبيب المسلم في مهنته من إغاثة الملهوف وإحياء النفوس، فهذه مصالح ينبغي أن تعتبر، فتحمل السائل الكريم على بذل الاجتهاد في حفظ نفسه وأداء ما يريده من أنواع العبادات الأخرى، مع إكمال دراسته.
ويجب أن ينتبه السائل الكريم إلى أن شكواه من ضعف الإيمان وسفول الهمة في الطاعات، ينبغي ألا يعلقها على مسألة النظر والاختلاط فحسب، فقد تكون هناك مخالفة أخرى هي أولى بتعليق الجناية بها، كالتقصير في حقوق الناس لا سيما الوالدين مثلا. فلا بد من التفتيش في النفس، والحال مع الله ومع الناس، فلعلك أن تجد آفة خفية أو حقا مضيعا، فتصلح ذلك منك، فيعود أثره عليك.
والأمر ـ أخي الكريم ـ يحتاج إلى جهد جهيد حفظا للدين وتحقيقا للمصلحة، واعلم ـ بارك الله فيك ـ أن ما تشكو منه من الفتن التي تحيط بك، يمكن أن تكون من أعظم أسباب رفعتك في الدنيا والآخرة، وذلك بتقواك لله ومراقبته وحفظ حدوده، فكراهة قلبك للمحرمات واجتناب جوارحك لها، مما يرفعك في الآخرة، وينفعك في الدنيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين؛ على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه. رواه مسلم، ولذلك فإن تخوف السائل من ضعف إنكار المنكرات في قلبه مع كثرة الاحتكاك، يمكن معالجته بملازمة وسائل التذكير بالله وحقوقه وحدوده، واكتساب الحسنة تلو الحسنة، واجتناب السيئة تلو السيئة، فإن ذلك ينور القلب ويشرح الصدر وييسر الأمر.
ونوصيك أخي الكريم بتقوى الله والاستقامة على طاعته، وجهاد نفسك في ذات الله، والصبر والمصابرة والمرابطة، ولترتب لنفسك جدولا من الطاعات التي تتناسب مع ظروفك وإمكاناتك، يكون فيها نصيب وفير للقرآن الكريم تلاوةً وحفظا وفهما، وللعلم النافع التي تزكو به النفس، والعمل الصالح الذي ينشرح به الصدر. وعليك بالإلحاح في الدعاء وكثرة الاستغفار وملازمة الأذكار.
ولتحتسب في دراستك ومذاكرتك أن تنفع بذلك أمتك، وتقر أعين والديك، وتدعو إلى الله بسلوكك ولسانك. لا سيما ولم يبق لك إلا سنة واحدة، وتجتهد بعد التخرج في أن تتخصص في المجالات الأبعد عن كشف العورات كالرمد والأطفال.
ولتنتبه أخي الكريم أنه لا يجوز للمسلمين عموما أن يعزفوا عن مهنة الطب لهذه المخالفات التي ذكرتها، بل عليهم أن يتقوا الله ما استطاعوا ويسددوا ويقاربوا. وراجع الفتوى رقم: 46349، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة. متفق عليه.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 محرم 1430(6/3056)
الرقية الشرعية للمريض بالفصام وحكم تركه الصلاة
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي مريض بمرض الفصام أود أن أعرف هل هو مبطون ب أمراض باطنة لو مات وهو بهذا المرض هل هو شهيد؟؟ هو يعي ويفهم لكنه كسول جدا بسبب المرض ومنعزل جدا وشكاك لا يخرج إلا نادرا لو كان مأجورا على مرضه فهو لا يصلي فهل يؤجر أيضا؟؟ هل هذا المرض يعالج بالرقية الشرعية أم بالعلاج النفسي أيهما؟ قال الدكتور إن مرضه سيقلب معه بتلف في الخلايا المخية ويموت فما جزاؤه؟؟ هل يغفر له؟؟ هو يفهم ويعي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
وبعد فإن الرقية الشرعية والعلاجات الربانية كالدعاء والصدقات وشرب زمزم لها أثر قوي على جميع الأمراض بإذن الله تعالى، ثم إن مرض الفصام لا يعتبر صاحبه مبطونا، ولكنه يؤجر إذا صبر على البلاء الذي أصيب به.
وأما مسألة الصلاة فيترتب حكمها على مدى إدراكه وعقله، فإن كان عاقلا فيجب عليه القيام بها على الوجه الذي يستطيعه فإن لم يفعل أثم بتركها، بل من أهل العلم من يقول بكفر تارك الصلاة.
وراجع للاطلاع على البسط في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها: 116732، 102910، 93185 , 30794، 80694.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1430(6/3057)
تداوي المرأة عند الطبيب له مراتب تسبقه
[السُّؤَالُ]
ـ[جزاكم الله خيراً على هذا الموقع، أريد منكم أن تفيدوني بالإجابة على سؤالي: هل يجوز أن يفحصني دكتور عربي مسلم بوجود دكتورة أجنبية نصرانية (فحص نسائي) لأني في بلد أجنبي (كندا) وأنا أستطيع أن أفهم على دكتور مسلم أكثر من الأجنبية لأنه يتكلم بلغتنا، شكراً لكم وأنتظر ردكم فأنا مضطرة أن أعرف الجواب الشرعي؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجب على المرأة إذا احتاجت إلى التداوي والعلاج مما يستلزم معه اطلاع المعالج على عورتها أن يكون ذلك عند طبيبة مسلمة، فإن لم توجد الطبيبة المسلمة فطبيبة غير مسلمة، فإن لم توجد فطبيب مسلم. فلا يسوغ لك أن تتعدي الترتيب السابق وتذهبي إلى طبيب مع وجود طبيبة يمكنها العلاج على وجه تام، ولا نرى مسألة اللغة عذراً يبيح لك مخالفة الترتيب المذكور، لأن ذلك يمكن التغلب عليه، إما بالاستعانة بمن يحسن اللغة ليشرح لك سواء كان ذلك بواسطة الطبيب المذكور أو غيره. وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 883، 55187، 69767، 77552، 111763.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 محرم 1430(6/3058)
مسائل في ترك التداوي
[السُّؤَالُ]
ـ[أخت متزوجة منذ 16عامًا تكرر حدوث الحمل عندها ولكن دائما كان ينتهي بالإجهاض، أو ولادة طفلها ميت، وحاليًا بعد مراجعة أحد الأطباء قال إن حالتها سببها عدم توافق البذرة مع زوجها، وأن رحمها مجهد من كثرة تكرار الحمل والإجهاض لذلك فأن أي عملية حمل أخرى ستؤدي بذلك لا قدر الله إن حدث إجهاض إلى استئصال الرحم، لذلك قرر الطبيب أن عليها أن تأخذ دواء منع الحمل ومنع الحمل عنها بتاتًا.
الأخت مؤمنة بقدرة الله عز وجل ولا تود تناول هذه الحبوب، بل كل رغبتها أن يرزقها الله عز وجل حملا ثابتًا وذرية صالحة تكون ذخرا لها بالدارين، ولكن زوجها رأيه من رأي الطبيب في منع الحمل عنها.
فهل عليها إثم في عدم تناول هذه الحبوب مع توكلها على الله وبذل جميع الأسباب من الدعاء والإكثار من الصدقة لحدوث هذا الحمل الذي هو بيد الله لا بيد سواه؟ وهل هي آثمة إن كذبت على زوجها وقالت إنها تناولت هذه الحبوب وهي لم تتناولها؟
أفتونا مأجورين ولا تنسوها من دعوة صادقة بظهر الغيب أن يرزقها الله بذرية صالحة طيبة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الإنجاب مطلب فطري، ومقصد من أعظم مقاصد الزواج، وإذا امتنع الإنجاب لمرض جاز الأخذ بأسباب العلاج المشروعة، فعن أسامة بن شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد: الهرم. رواه أبو داود، وصححه الأ لباني في صحيح الجامع.
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم وجوب التداوي، وأن تركه مع التوكل على الله أفضل.
لكن إذا كان الدواء يغلب على الظن نفعه وتحقق التلف بتركه، فالراجح أنه يجب حينئذ، ولا يجوز تركه، قال ابن عثيمين في حكم التداوي: فالأقرب أن يقال ما يلي: أن ما عُلم أو غلب على الظن نفعه مع احتمال الهلاك بعدمه، فهو واجب. الشرح الممتع على زاد المستقنع.
وعلى ذلك فإن كان الطبيب الذي نصحها بأخذ دواء لمنع الحمل موثوقاً، فلا يجوز لها ترك الدواء، لما فيه من تعرض للضرر.
وأما عن الكذب على الزوج في أخذ الدواء، فهو غير جائز بلا شك، اللهم إلا إذا كانت تستخدم المعاريض.
ونوصي السائلة بالرضا بما قدره الله، واليقين بأنه أعلم بما يصلح العبد، وهو أرحم الراحمين، نسأل الله أن يعافيك ويرزقك الذرية المباركة التي تقر بها عينك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 محرم 1430(6/3059)
ترك العلاج ولم ينجب ويؤنبه ضميره لحرمان زوجته من الأطفال
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل متزوج منذ حوالي 27 سنة ولم أنجب والسبب مني لأني لم أساعد زوجتي في كل المعاملات الطبية كنت لا أريد الذهاب إلى أي طبيب بعد أن قال لي إن عليك بعملية الدوالي، مع العلم بأن زوجتي تستطيع الإنجاب والآن ضميري يؤنبني لحرمانها من الأطفال ولا أستطيع فعل شيء الآن لأن بلغت 46 سنة، وهي دائما حزينة وباكية كيف يسامحني الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنه قد كان الأولى بك الأخذ بأسباب العلاج المشروعة للإنجاب، فعن أسامة بن شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد الهرم. رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع.
فالإنجاب مقصد شرعي ومطلب فطري للرجل والمرأة، وحق مشترك للزوجين، لكن ترك العلاج ليس حراماً، وقد كان من حق زوجتك أن تطلب الطلاق أو الخلع منك لتضررها من عدم الإنجاب.
وأما وقد صبرت فقد أحسنت، وعليك أن تحسن صحبتها وتعوضها عن ذلك بحنان الزوج، وتعينها على طاعة الله والتقرب إليه والرضا بقدره والثقة به، وشغل فراغها بما ينفعها في دينها ودنياها، وإن أمكن تدارك العلاج كان ذلك أولى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو الحجة 1429(6/3060)
حكم تداوي الفتاة من الهالات السوداء حول العين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز ذهاب فتاة في 16 من العمر لطبيب جلدية لتخفيف الهالات السوداء حول العين وليس إزالتها خصوصيا وإن كانت ظاهرة وتعطي الآخرين إحساسا بمرض صاحبها أو أنه مصاب بالأرق وتضفي السنين إلى عمره؟؟
وهل يعتبر هذا تغييرا في خلق الله علما بأن هذه الهالات كانت أخف في السنين القليلة الماضية وكانت غير موجودة تقريبا في سنين تسبقها.
أرجو الإجابة عن سؤالي في أقرب فرصة ممكنة لأهمية الإجابة.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لهذه الفتاة أن تعرض نفسها على الأطباء وتتعالج عندهم؛ فهذا ليس من تغيير خلق الله وإنما هو من باب التداوي المأمور به شرعا.
فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: تداووا-عباد الله- فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم. رواه أصحاب السنن وصححه الألباني.
وعليها أن تذهب إلى طبيبة مسلمة أولا، ولا تذهب إلى طبيب، فإن الأصل هو أن الذي يداوي المرأة يكون امرأة ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا عند التعذر.
وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى رقم: 110842، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1429(6/3061)
حكم مخالفة دواعي استعمال الدواء
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أسأل هل يجوز لي أن أخالف دواعي الاستعمال الموجودة في الورقة مع الدواء، وهل أعتبر خائنة للأمانة.. وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن من ملك الدواء جاز له استعماله إذا علم أو غلب على ظنه أن فيه منفعته، فإذا كانت مخالفة الورقة المشتملة على ذكر دواعي الاستعمال يترتب عليها حصول ضرر على مستعمل الدواء فمخالفتها غير جائزة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه ابن ماجه وغيره.
وأما إذا كانت مخالفتها لا تؤدي إلى ضرر، ولكن لم تكن الحاجة داعية إلى الاستعمال فالقول بكراهة الاستعمال حينئذ متجه، لأنه وضع للدواء في غير موضعه وفيه نوع من الإسراف.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 ذو القعدة 1429(6/3062)
حكم حقن الجانب السليم مع الجانب المريض من الوجه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا صاحبة السؤال رقم2203074 أشكركم على الاهتمام والإجابة ولى من فضلكم استفسار آخر يتعلق بسؤالي وهو أن الطبيب عند حقن الجانب الأيسر فقط من الوجه قد لا يستطيع ضبطه مع الجانب الايمن السليم وبالتالي يقوم بحقن الجانبين حتى يستطيع توازن الجانبين مع بعض فهل هذا يجوز؟ أرجو سرعة الإجابة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنؤكد أولا أن الحكم في هذه المسألة من الجواز وعدمه مبني على التفصيل الذي بالفتويين اللتين سبقت إحالتك عليهما، وفي حالة الجواز فلا حرج في أن يقوم الطبيب بحقن الجانبين إن استدعى العلاج ذلك، ولم يترتب على ذلك ضرر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شوال 1429(6/3063)
حكم التداوي بمشيمة المرأة والحبل السري
[السُّؤَالُ]
ـ[يقال إن أخذ المشيمة والحبل السري من امرأة نفساء ووضعهما في الملح ثم تنشيفهما وطحنهما تم تناولهما من قبل مريض السرطان يشفيه من هذا المرض، سؤالي: ما حكم تناول هذه الوصفة بغرض الشفاء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الآدمي محرم أكله كما نص على ذلك الفقهاء، فلا يحل أكل شيء منه مشيمة أو غيرها، لا للتداوي ولا لغيره، ولم يجعل الله تعالى شفاء هذه الأمة فيما حرم عليها، كما ورد في الحديث الشريف، وقد ذكر ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد في هديه صلى الله عليه وسلم في المنع من التداوي بالمحرمات جملة من الأحاديث بهذا الخصوص، ومنها الحديث الذي رواه ابن ماجه وغيره عن طارق بن سويد الحضرمي رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، إن بأرضنا أعنابا نعتصرها فنشرب منها، قال: لا، فراجعته، قلت: إنا نستشفي للمريض، قال: إن ذلك ليس بشفاء ولكنه داء.
ثم قال ابن القيم عقب ذلك: المعالجة بالمحرمات قبيحة عقلا وشرعا، أما الشرع فما ذكرنا من هذه الأحاديث وغيرها، وأما العقل، فهو أن الله سبحانه إنما حرمه لخبثه، فإنه لم يحرم على هذه الأمة طيبا عقوبة لها، كما حرمه على بني إسرائيل بقوله: فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا، وإنما حرم على هذه الأمة ما حرم لخبثه، وتحريمه له حمية لهم، وصيانة عن تناوله، فلا يناسب أن يطلب به الشفاء من الأسقام والعلل، فإنه وإن أثر في إزالتها، لكنه يعقب سقما أعظم منه في القلب بقوة الخبث الذي فيه، فيكون المداوى به قد سعى في إزالة سقم البدن بسقم القلب.
وأيضا فإن تحريمه يقتضي تجنبه والبعد عنه بكل طريق، وفي اتخاذه دواء حض على الترغيب فيه وملابسته، وهذا ضد مقصود الشارع، وأيضا فإنه داء كما نص عليه صاحب الشريعة، فلا يجوز أن يتخذ دواء.
وأيضا فإنه يكسب الطبيعة والروح صفة الخبث، لأن الطبيعة تنفعل عن كيفية الدواء انفعالا بينا، فإذا كانت كيفيته خبيثة، اكتسبت الطبيعة منه خبثا، فكيف إذا كان خبيثا في ذاته، ولهذا حرم الله سبحانه على عباده الأغذية والأشربة والملابس الخبيثة، لما تكسب النفس من هيئة الخبث وصفته.
وأيضا فإن في إباحة التداوي به، ولا سيما إذا كانت النفوس تميل إليه ذريعة إلى تناوله للشهوة واللذة، لا سيما إذا عرفت النفوس أنه نافع لها مزيل لأسقامها جالب لشفائها، فهذا أحب شيء إليها، والشارع سد الذريعة إلى تناوله بكل ممكن، ولا ريب أن بين سد الذريعة إلى تناوله، وفتح الذريعة إلى تأوله تناقضا وتعارضا.
وأيضا فإن في هذا الدواء المحرم من الأدواء ما يزيد على ما يظن فيه من الشفاء، ولنفرض الكلام في أم الخبائث التي ما جعل الله لنا فيها شفاء قط، فإنها شديدة المضرة بالدماغ الذي هو مركز العقل عند الأطباء، وكثير من الفقهاء والمتكلمين. قال أبقراط في أثناء كلامه في الأمراض الحادة: ضرر الخمرة بالرأس شديد. لأنه يسرع الإرتفاع إليه. ويرتفع بارتفاعه الأخلاط التي تعلو في البدن، وهو كذلك يضر بالذهن. انتهى.
ومن أراد المزيد فليراجع كلامه في الهدي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1429(6/3064)
حكم تكبير الرجل ثديه بالعقاقير أو الجراحة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للرجل أن يكبر ثديه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان مراد السائل تكبير ثديه بعقاقير وأعشاب وأدوية فلا بأس في ذلك على أصل الحل، ما دام في إطار الشكل المعروف للرجل بعيدا عن التشبه بالنساء.
وإن كان المراد فعل ذلك بعملية جراحية بغرض تعديل الشكل وطلب الحسن، فلا يجوز ذلك، وهو داخل في تغيير خلق الله المنهي عنه؛ إذ صغر الصدر أو كبره ليس تشوهاً خلقياً يطلب إزالته حتى يقال بجوازه، وإنما هو داخل في طلب زيادة الحسن والجمال، وقد لعن الله عز وجل من يفعل ذلك لتغيير خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: لعن الله الواشمات، والمستوشمات، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. متفق عليه. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 8185.
هذا بخلاف عمليات التجميل التي تكون لأجل حاجة أو ضرورة كإزالة العيوب الناتجة عن مرض أو حادث أو حروق أو غير ذلك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 110671.
ويمكن مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية لزيادة الفائدة عن العمليات التجميلية: 8117، 19960، 33999، 37972.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شوال 1429(6/3065)
تطبب المرأة عند طبيب مسلم بوجود طبيبات أقل كفاءة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم أن تتابع المرأة حملها وولادتها عند دكتور رجل مسلم في حين توفر أخريات من النساء قد لا يكن بنفس الكفاءة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل أن المرأة إنما تتولى معالجتها طبيبة مسلمة، ولا يجوز أن ترى منها المرأة الكافرة أو الرجل الأجنبي مسلماً كان أو كافراً، لا يجوز لهؤلاء أن يروا منها ما لا تجوز لهم رؤيته، إلا عند الضرورة أو الحاجة الشديدة.
جاء في الموسوعة الكويتية: قد اتفق الفقهاء على جواز نظر الطبيب إلى العورة ولمسها للتداوي، ويكون نظره إلى موضع المرض بقدر الضرورة، إذ الضرورات تقدر بقدرها، فلا يكشف إلا موضع الحاجة.. وينبغي قبل ذلك أن يعلم امرأة تداوي النساء، لأن نظر الجنس إلى الجنس أخف. وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه إذا كان الطبيب أجنبياً عن المريضة فلا بد من حضور ما يؤمَن معه وقوع محظور، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، واشترط الشافعية عدم وجود امرأة تحسن التطبيب إذا كان المريض امرأة ولو كانت كافرة.. . .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز أن يعالج المرأة رجل غير محرم لها إلا عند الضرورة، إذا لم يوجد غيره من الطبيبات.
ومع توفر طبيبة مسلمة -ولو كانت كفاءتها أقل- فلا توجد ضرورة.. اللهم إلا في الحالات الخاصة التي تشكل خطراً على الحياة أو يترتب عليها ضرر بالغ الأثر.
وقد سبقت بعض الفتاوى في حكم كشف الطبيب على المرأة، وبيان حد الضرورة المبيحة لذلك، انظرها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20549، 23240، 19439.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شعبان 1429(6/3066)
حكم كشف العورة المغلظة عند الطبيب الكافر
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مقيم بفرنسا عند زيارة الطبيب أكتشف أن جهاز بول ابني ضيق وطلب مني أن أقوم له بعملية جراحية وهي عملية ختان ولا أعلم من سيقوم بها طبيب أم طبيبة وهم ليسوا مسلمين، هل يجوز أم أنتظر حتى أرجع إلى وطني.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الإجابة:
لا داعي لتأخير العلاج فقد أباح الشرع العلاج عند غير المسلمين ولوأدى إلى نظر العورة المغلظة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعا من التداوي والعلاج عند الأطباء غير المسلمين إذا لم يوجد أطباء مسلمون ولو أدى ذلك إلى النظر إلى العورة المغلظة، فقد نص أهل العلم على جواز ذلك، كما سبق بيانه بالتفصيل وأقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 69767، فنرجو أن تطلع عليه.
ولا داعي للانتظار حتى ترجع إلى بلدك لأن تأخير العلاج ربما يؤدي إلى زيادة المرض أو تأخير برئه، ولذلك فنحن ننصحك بتعجيل العلاج حتى لا تحصل مضاعفات بسبب التأخير، والواجب أن تعالج ابنك عند طبيب ذكر إذا كان ذلك ممكنا، ولا يجوز علاجه عند طبيبة إلا إذا تعذر وجود طبيب، وقد بينا ذلك في الفتوى السابقة، مع ملاحظة أن هذا إنما يعتبر إذا كان الابن قد بلغ سبع سنين فما فوق، وأما إذا كان دون ذلك فلا اعتبار لعورته وبالتالي فلا حرج أن تتولى علاجه امرأة.
نسأل الله لابنك الشفاء العاجل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 شعبان 1429(6/3067)
تدليك المرأة للرجال
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد معرفة حكم الشرع في أن زوجتي تعمل في مركز للتجميل مختلط نساء ورجال مثلا في بعض الأحيان تقوم بعمل بما يسمى بالمساج لزبون رجل من أجل الصحة والراحة لا غير وبدون كشف أي عورة للأرجل فقط الظهر والأرجل من الركبة إلى الأسفل. وأشير إليكم أننا متحابان ومتفاهمان وزوجتي تصلي كل أوقاتها. وشكرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن عملية التدليك (المساج) لا تكون إلا بالمس، ولا يجوز للمرأة أن تمس الرجل الأجنبي عنها؛ فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم زنا اليدين في اللمس، فقال صلى الله عليه وسلم: كُلُّ ابْنِ آدَمَ أَصَابَ مِنْ الزِّنَا لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ.. رواه أحمد، وصححه الألباني.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. قال المنذري: رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح اهـ. وقال الألباني: حسن صحيح.
وقد سبق ذكر أن لمس المرأة لرجل أجنبي عنها حرام في الفتوى رقم: 47024، 16271، وأن عمل المرأة في مجال فيه اختلاط بين الرجال والنساء أمر لا يجوز في الفتوى رقم: 27050.
وبناء على ما ذكر فإنه لا يباح لزوجتك أن تعمل في المركز المذكور، وكونها تصلي كل أوقاتها ينبغي أن يكون حاجزا لها عن الحرام، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ كما في الآية الكريمة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 شعبان 1429(6/3068)
حكم تداوي المسلمة عند الكافر
[السُّؤَالُ]
ـ[إخوتي في الله أود أن أسأل ما حكم العلاج عند خوري مسيحي، أعاني من آلام في المفاصل والروماتيزم وأتعالج عند طبيب مشهور وأتعاطى الكثير من الأدوية والعقاقير ولا أشعر بتحسن، وقد دلني الناس على خوري يعالج الناس ولا يتقاضى النقود، وأنا لا أدري هل هو طبيب أم لا، فهو يعالج بالأعشاب وأنا قلقة من التعامل معه، فهل من مانع ديني شرعي لذلك، خاصة وأنني أعاني من أوجاع كبيرة في قدمي، فأرجو الإفادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تتطبب عند الكافر إلا مع الضرورة القصوى، وعدم الطبيبة المسلمة والطبيب المسلم، فقد اشترط الشافعية عدم وجود امرأة تحسن التطبيب إذا كان المريض امرأة ... كما شرطوا أن لا يكون غير أمين مع وجود أمين، ولا ذمياً مع وجود مسلم، أو ذمية مع وجود مسلمة. ورد ذلك في الموسوعة الفقهية.. فإن حصلت ضرورة حقيقية وغلب على الظن حذقه وصدقه وأمانته جاز، قال الخطيب الشربيني في المغني: يجوز استيصاف الطبيب الكافر واعتماد وصفه كما صرح به الأصحاب. وقال الخادمي في بريقة محمودية: لا فرق بين كون الطبيب عادلاً وفاسقاً، بل مؤمناً وكافراً، بعد أن سبق ظن المريض إلى صدقه وحذاقته..اهـ
ولكن السائلة تقول: إنها لا تدري أهو طبيب أم لا!! فلتحذر أن يكون من المشعوذين أو المبشرين الذين يحاولون التأثير على عقيدة المسلمين وجرهم إلى النصرانية عن طريق إدعاء علاج الأمراض المستعصية، ولتعلم أن الأصل في هؤلاء التهمة، قال ابن الحاج في المدخل: أشنع ما ارتكبه بعض الناس في هذا الزمان من معالجة الطبيب والكحال الكافرين اللذين لا يرجى منهما نصح ولا خير، بل يقطع بغشهما وأذيتهما لمن ظفرا به من المسلمين.. فإن القاعدة عندهم في دينهم أن من نصح منهم مسلماً فقد خرج عن دينه ... فإذا كان هذا أصل دينهم والمعول عليه عندهم فكيف يسكن إلى قولهم أو يرجع إلى وصفهم. انتهى.
وقال أيضاً: يتعين على المريض وعلى وليه أن لا يستعملا من الأطباء إلا من كان متصفاً بالدين والثقة والأمانة لأنه يتصرف بما يصفه في مهج المرضى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1429(6/3069)
حكم علاج الأسنان بالحشو والتلبيس بالبلاتين وغيره
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم معالجة الأسنان طبياً وذلك بحفر السن واستعمال حشو داخله أو استعمال البلاتين أو الخزف لتلبيس السن أو الضرس؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بأس بعلاج الأسنان بالحشو والتلبيس والتركيب وما أشبه ذلك، والأصل في ذلك ما رواه عرفجة بن أسعد قال: أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفاً من ذهب. رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
وقد روى غير واحد من أهل العلم أنهم شدوا أسنانهم بالذهب، وفي الحديث حجة لهم.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: وبه أباح العلماء اتخاذ الأنف من الذهب، وكذا ربط الأسنان بالذهب.
وقال الخطابي كما في عون المعبود: فيه استباحة استعمال اليسير من الذهب للرجال عند الضرورة كربط الأسنان وما جرى مجراه مما لا يجري غيره فيه مجراه. انتهى.
وقال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود: اتخاذ الذهب في الأسنان في حق الرجال ممنوع منه إذا كان للزينة، وأما إذا كان للإصلاح وللتعويض عن ضرس أو سن وأتى بشيء من الذهب مكانه فهذا لا بأس به، أما إذا كانت الأسنان سليمة ثم يقوم بتلبيسها بذهب من أجل التجمل فإن ذلك لا يجوز، لأن الجواز إنما جاء للحاجة، والزينة ليست حاجة.
ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11026، 23571، 49680، 9256، 57237، 65049، 17249، 51312.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 رجب 1429(6/3070)
حكم تطبيب الممرضة للرجال بحقنهم في مواضع العورة وغيرها وقياس الضغط والسكري لهم إلخ
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو منكم توضيح حكم حقن الممرضة الإبر للرجال وقياس الضغط والسكر, وهذا مما ابتلينا به في هذا الزمن, ففي المستشفيات الحكومية لا تجد غير ممرضة تقوم بذلك للرجال والنساء على حد سواء, ولقد قرأت إجاباتكم على الأسئلة في الموقع, ولكن حصل خلاف كبير بيني وبين زوجي, مع أنه ملتزم ويعرف الأحكام الشرعية, وهو يرى أن هذا مباح مع أنه يرى حرمة إعطاء الممرض الحقن للنساء, مع العلم أنه يوجد من يقوم بإعطائه الإبر في المستشفيات الخاصة وليست غالية الثمن، والإبرة عبارة عن مسكن، ولم تكن ضرورية, لأنه ألم يحتمل جدا, ولكن من حيث المبدأ لا يرى حرجا في إعطاء الممرضة الحقن للرجال في مكان العورة إذا لم يوجد ممرض في نفس المستشفى.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن يتولى علاج الرجل والمرأة من كان من جنس كل واحد منهما، إلا عند الضرورة، فلا حرج في علاج أحدهما للآخر.
جاء في الإقناع للشربيني في فقه الشافعية: الخامس: النظر للمداواة كفصد وحجامة وعلاج ولو في فرج فيجوز إلى المواضع التي يحتاج إليها فقط لأن في التحريم حينئذ حرجا فللرجل مداواة المرأة وعكسه وليكن ذلك بحضرة محرم أو زوج أو امرأة ثقة إن جوزنا خلوة أجنبي بامرأتين وهو الراجح ولو لم نجد لعلاج المرأة إلا كافرة ومسلما فالظاهر أن الكافرة تقدم، لأن نظرها ومسها أخف من الرجل. اهـ
وعلى ما سبق فإنه لا يجوز لزوجك تمكين إحدى الممرضات من الاطلاع على عورته لحقن أو غيره إلا إذا اضطر إلى ذلك.
وأما قياس الضغط والسكر فالأمر فيهما أخف لعدم الاطلاع على عورة الرجل، لكن يلزم الممرضة لبس ما يحول بين لمسها لجسده من قفاز ونحوه حال القياس.
وإن كان القياس من الرجل للمرأة فلا يجوز إلا عند الضرورة كما سبق لأن جسد المرأة كله عورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1429(6/3071)
حكم أكل لحم القط والغراب للعلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ فترة كانت توجد جارةلأحد أصدقائي أولادها مصابون بمرض وهو صعوبة الكلام من (زغوته) لا تفارقهم طوال الوقت وذهبت بهم إلى جميع المستشفيات ولا يوجد حل لهذا المرض حتى تجاوز عمرهم من بين 10 إلى 18 سنة وهم أربعة: بنت وثلاثة أولاد.. فقالت لها سيدة عجوز جداً بذبح قط وتقديمه طعاما لهم.. ففعلت هذا وحصل شيء مدهش أمام صديقي هذا وهو الشفاء التام.. فأرجو توضيح هذا الأمر من حيث الشرع، وهل يجوز أكل القطط.. وسمعت عن حالة شبيهة لذلك لكن كان غرابا وتم الشفاء أيضا.. مع العلم بأن صديقي هذا ثقة ومعلوم؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الأصل في التداوي بالمحرمات والنجاسات الحرمة، لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الجامع: تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم. رواه أحمد والحاكم. وفي رواية: لا تداووا بحرام. والقطط مما يحرم أكلها فقد روى الترمذي وأبو داود من حديث جابر وغيره قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الهر وثمنه. قال صاحب عون المعبود: فيه أن الهر حرام وظاهره عدم الفرق بين الوحشي والأهلي، ويؤيد التحريم أنه من ذوات الأنياب.اهـ
وأما الغراب فعامة الفقهاء على تحريم ما يأكل الجيف وهو الأبقع، وكذلك الغداف عند الأكثر وهو العقعق وأباحوا غراب الزرع.. قال في المبسوط في ذكر الغراب المحرم أكله: والمراد به ما يأكل الجيف، وأما الغراب الزرعي الذي يلتقط الحب فهو طيب مباح، لأنه غير مستخبث طبعاً، وقد يألف الآدمي كالحمام. انتهى.
وفي فتح الباري لابن حجر: وقد اتفق العلماء على إخراج الغراب الصغير الذي يأكل الحب من ذلك ويقال له غراب الزرع ويقال له الزاغ، وأفتوا بجواز أكله، فبقي ما عداه من الغربان ملتحقاً بالأبقع.
وفي الموسوعة الفقهية الكويتية: وحجة من استثنى إباحة بعض الأنواع من الغربان أن الأحاديث التي ورد فيها وصف الغراب بالأبقع أشعرت أن الغراب المذكور هو المتصف بصفة توجب خبثه، وقد لوحظ أن هذه الصفة هي كونه لا يأكل إلا الجيفة غالباً، فحملت الأحاديث المطلقة عليه، ثم ألحق بالأبقع ما ماثله وهو الغداف الكبير. واختلفوا في العقعق تبعاً لاختلاف أنظارهم في كونه يكثر من أكل الجيفة أو لا يكثر. انتهى.
هذا وقد أجاز كثير من الفقهاء عند الضرورة التداوي بالمحرم غير المسكر، وذلك لقوله سبحانه: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119} ، قال العز بن عبد السلام رحمه الله: جاز التداوي بالنجاسات إذا لم يجد طاهراً يقوم مقامها، لأن مصلحة العافية والسلامة أكمل من مصلحة اجتناب النجاسة. انتهى.
وقال النووي في المجموع: (وأما) التداوي بالنجاسات غير الخمر فهو جائز سواء فيه جميع النجاسات غير المسكر هذا هو المذهب والمنصوص وبه قطع الجمهور وفيه وجه أنه لا يجوز لحديث أم سلمة ... إلى أن قال: وإنما يجوز التداوي بالنجاسة إذا لم يجد طاهراً يقوم مقامها، فإن وجده حرمت النجاسة بلا خلاف، وعليه يحمل حديث: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم. فهو حرام عند وجود غيره، وليس حراماً إذا لم يجد غيره، وإنما يجوز ذلك إذا كان المتداوي عارفاً بالطب يعرف أنه لا يقوم غير هذا مقامه، أو أخبره بذلك طبيب مسلم عدل ويكفى طبيب واحد. انتهى.
وبناء على هذا فإذا ثبت طبياً أن في أكل لحم القط أو الغراب المحرم أكله علاجاً لهذا المرض أو غيره ولم يكن هنالك ما يغني عن ذلك فلا حرج في التداوي بهما إن شاء الله، وأما الغراب غير المحرم فلا إشكال في التداوي بالأكل منه، وتجدر ملاحظة أن القطط مكروهة عند المالكية وليست محرمة، وأما الغراب فهو مباح عندهم وقيل بكراهة الجلالة منه، ورغم أن هذا المذهب مرجوح فإن الأخذ به للضرورة سائغ وهو أولى من الأخذ بقول التحريم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 رجب 1429(6/3072)
طبيب أعطى ابنه المريض دواء فمات فماذا عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طبيب, مرض ابني مرضا مزمنا ونصحني أحد الزملاء الأطباء ـ بناء على دراسة طبية حديثة ـ أن أعطيه جرعة محددة من دواء معين، وأقنعني أنها سوف تفيد ابني وتساعد على شفائه، وحرصا مني على شفاء ابني أعطيته الجرعة الدوائية التي وصفها لي زميلي، علما بأني كنت أعلم أن جرعة كبيرة بهذا المستوى ضارة، ولكن أقدمت عليها بناء على إقناع زميلي لي بجدواها استنادا إلى البحث العلمي. الحاصل أني أعطيت ابني هذه الجرعة ثم توفاه الله ولم أعرف بالضبط سبب وفاته فقد كان مصابا بعدة أمراض كلها يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، منها: مرض الفشل الكلوي المزمن. فهل يعتبر ما فعلته من باب قتل الخطإ؟ وهل علي دية وكفارة في هذا؟ وإذا كانت علي الدية فلمن أعطيها؟
أفتوني مأجورين مشكورين.....]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنك أخطأت بإعطاء الابن جرعة كبيرة تعلم أنها ضارة، فإن غلب على ظنك أنها كانت سبب موت الولد فإن هذا يعتبر من القتل الخطأ، وبناء على ذلك فعليك صيام شهرين متتابعين وذلك بحساب الشهور الهجرية، والواجب دفع الدية من العاقلة تؤدى إلى ورثة ابنك، وليس لك أنت حق في الدية ولا في الميراث عند الجمهور خلافا للمالكية في قولهم: إن القاتل خطأ يرث من المال دون الدية، والعاقلة هم عصبة الجاني من جهة الأب كالأبناء والآباء والإخوة وبنيهم والأعمام وبنيهم، والقاتل فرد من أفرادها.
وإن شككت في كون الجرعة سببا للوفاة فالأصل براءة ذمتك لاسيما أنه يعاني من أمراض مزمنة كلها تؤدي إلى الموت على ما ذكرته.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 57180، 5914، 5852، 5178، 50129، 22750.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رجب 1429(6/3073)
حكم من كانت عنده طيور مريضة فرماها وهي حية
[السُّؤَالُ]
ـ[عندي طيور فمرض عدد من الطيور فقمت بأخذ هذه الطيور فرميتها وهي حيه, فما حكم هذا التصرف، وجزاكم خيرا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من ملك طيرا وحبسه عنده فيجب عليه نفقته والرفق به، فإن لم يفعل ذلك وأخرج الطير من عنده إذا كان يقدر على الحركة والمشي مع توفر ما يمكن أن يقتات منه في الأرض، فلا نرى حرجا في ذلك لأن التخلية عن الحيوان تفيد البراءة في حقه، كما يفيده حديث الصحيحين في الهرة.
ولا شك أنه لو أمكنه علاجها فهو من الإحسان المرغب فيه شرعا، وأما إذا كان الطير لا يقدر على المشي والحركة فلا يجوز رميه حيا، بل يتعين إمساكه ورعايته أو ذبحه، فقد ذكر الدسوقي أن من عنده هرة عميت وانقطعت عنده ولم تقدر على الانصراف يجب عليه نفقتها، فإن قدرت على الانصراف لم يجب نفقتها لأن له أن يطردها.
ومحل ما تقدم هو ما إذا كانت هذه الطيور قد مرضت بمرض عادي لا يخشى من انتقاله، وإلا فإنها إذا كانت مريضة بمرض معدي يخشى منه الضرر على الناس مثل مرض انفلونزا الطيور فقد كان الواجب عليك إبلاغ السلطات المختصة لتتخذ الإجراءت المناسبة التي تحول دون انتشار المرض كما هو مبين في الفتوى رقم: 73701.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى التالية: 2993، 47435، 55488، 7305، 29078، 30944.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 رجب 1429(6/3074)
حكم معالجة غير المتزوجين من العقم
[السُّؤَالُ]
ـ[لي صديق يعمل كاستشاري عقم في إحدى البلاد الغربية فهل يجوز له عمل الآتي:
1 معالجة شخصين غير متزوجين من العقم..
2 معالجة غير المسلمين باستخدام حيوانات منوية أو بويضات أو أجنه من متبرعين.
جزاكم الله كل الخير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما بالنسبة إلى المعالجة بالتلقيح بالحيوانات المنوية أو نقل البويضات ونحو ذلك فقد سبق في الفتوى رقم: 1458، خلاصة ما تقرر في هذه المسألة وهو أن عملية التلقيح الاصطناعي تتم على طرق سبع، وأن جميعها محرمة لما يترتب عليها من اختلاط في الأنساب إلا طريقتين:
الأولى: أن تؤخذ النطفة من الزوج والبويضة من زوجته ويتم التلقيح خارجياً، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة.
الثانية: أن تؤخذ بذرة الزوج وتحقن في الموضع المناسب من مهبل زوجته أو رحمها تلقيحاً داخلياً.
فرأى مجلس المجمع الفقهي أنه لا حرج في اللجوء إلى هاتين الصورتين عند الحاجة، مع التأكيد على ضرورة أخذ كل الاحتياطات اللازمة..
وفي هذه الحالة لا فرق بين أن يكون المعالَجان مسلمين أو غير مسلمين.
وأما حكم معالجة غير المتزوجين من العقم فان كان المقصود بذلك مَن بينهما علاقة غير شرعية فلا شك أن ذلك لا يجوز لما فيه من إعانة على هتك الأعراض والوقوع في الفواحش وإقرار المنكر، وان كان المقصود علاج من يتهيآن لعلاقة شرعية بالزواج كالمخطوبين مثلا فلا حرج.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1429(6/3075)
حكم العلاج رجل عند طبيبة غير مسلمة لعدم وجود طبيب في خبرتها
[السُّؤَالُ]
ـ[اكتشفت منذ عشر سنوات إصابتي بمرض عيني يسمى القرنية المخروطية وقد تكيفت مع هذا بفضل الله ومنّه، وأنا أتابع عملي كمهندس بنجاح والحمد لله، وقد اكتشف المرض بعد حيرة الأطباء الحاذقين طبيبة غير مسلمة، وأنا ما زلت أتابع حالتي عندها، ولكن تعرفت حديثاً على طبيب مسلم ملتزم، ولكن الناس لم يتفقوا على خبرته وحذاقته في هذا المجال ... وأنا الآن في حيرة من أمري ... هل أستمر بالمعالجة عند الطبيبة ... أم أتابع معالجتي عند ذلك الطبيب وخصوصاً أنه مسلم ملتزم ويتقي الله كما خبرته ولكني أخشى من الندم بسبب خوفي من عدم خبرته ... فأفتوني بإجابة شافية ... أريد مشورتكم والتوكل على الله؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يكن لهذا الطبيب المسلم من الخبرة ما يكفي، ولم تجد من يعالجك غير هذه الطبيبة لما لها من مهارة وكفاءة فلا حرج عليك في العلاج عندها للحاجة، وللمزيد من الفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 106218، 56196، 10410.
والواجب عليك أن تتقي الله تعالى فتغض من بصرك، وتتعامل مع هذا الأمر بقدر الحاجة حذراً من أسباب الفتنة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الثانية 1429(6/3076)
هل للصلع علاج في السنة النبوية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يوجد علاج في السنة النبوية والقرآن للصلع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم في السنة النبوية علاجا للصلع، وربما يكون عند الأطباء علم من ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 جمادي الثانية 1429(6/3077)
حكم زرع الشعر والرموش للمرأة التي تعاني من تساقط الشعر
[السُّؤَالُ]
ـ[مشكلتي هي أني أعاني من الصلع الظاهر منذ ولادتي لدرجة أني لا أحب أن أحدا يراني بهذا المنظر، وقلة شعر حاجبي وشعر رموشي لدرجة أنها لا تبين، وأعاني من قلة الشعر في جسدي جداً فهل بإمكاني تركيب شعر طبيعي (دائم) ، وهل يمكنني أن أركب رموشا (دائمة) تقريبا 40 رمشا في كل عين نظراً للعيب الذي أعاني منه، مع العلم بأن عمري 19 سنه وكل سنة يسقط شعر رأسي.. أنتظر الرد بأسرع وقت لو سمحت؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا حرج إن شاء الله في تركيب الشعر لإزالة التشوه الخلقي الذي تعانين منه.. وننصحك بالسعي في علاج تساقط الشعر عند الأطباء المتخصصين مع الاستعانة بالدعاء والحفاظ على الطاعات، ويمكنك استشارة الإخوة في قسم الاستشارات بالشبكة.
وراجعي لفتاوى ذات الأرقام التالية: 1007، 613، 23923، 59015، 8518، 108478.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الثانية 1429(6/3078)
حكم زراعة المرأة الشعر في منطقة الجبهة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا امرأة متزوجة، وأرغب بزراعة الشعر في منطقة الجبهة، ما حكم الشرع في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يقصد به التزين والحسن من تغيير الخلقة بزرع شعر في غير محله من غير ضرر مشين فهو محرم لأنه في معنى الوصل المحرم، وقد قال الله عن إبليس: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا
{النساء:119} .
إلا أن ما ذكرته السائلة من زرع شعر في الجبهة إن كان في مقدمة الرأس لأجل أن الشعر ذهب أو تساقط فلا مانع لأنه مداواة وعلاج ليس فيه تغيير للخلق، أما إن كان نازلا عن مقدمة الرأس ومحل منبت الشعر فهذا من المثلة المحرمة والتغيير المنهي عنه شرعا، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرات لخلق الله لأجل الحسن.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 102366.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 جمادي الأولى 1429(6/3079)
حكم الاستمناء لغرض الفحص الطبي
[السُّؤَالُ]
ـ[مشايخنا الأفاضل: أنا أعيش في الولايات المتحدة ولي صديق مسلم هنا ذهب لكي يعمل فحصا طبيا شاملا وطلب منه الطبيب بأن يحصل على عينة منيّ وذلك عن طريق الاستمناء، فما حكم فعل ذلك، وما هو البديل، علما بأن صديقي غير متزوج؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاستمناء محرم كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7170. وعليه فلا يجوز لصديقك هذا الاستمناء ولو لغرض الفحص الطبي إلا أن تكون هنالك حاجة معتبرة لهذا الاستمناء، وتعين سبيلاً للحصول على المني، وللمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الفتوى رقم: 107447.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1429(6/3080)
حكم تقويم الأسنان وتركيب الأسنان الاصطناعية
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله.. ما هو الحكم الشرعي في صناعة وتركيب الأسنان، فهل يعتبر ذلك من المماثله لخلق الله وهل تقويم الأسنان هو تغيير لخلق الله؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في عمليات تغيير شيء خلق الله الإنسان عليه هو المنع، لقول الله تعالى: وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ {النساء:119} ، ووجه الدلالة أن تغيير خلق الله من المحرمات التي يسولها الشيطان للعصاة من بني آدم، ولما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن المتنمصات والمتفلجات للحسن اللاتي يغيرن خلق الله. ووجه الدلالة أن الحديث لعن المتنمصات المتفلجات وعلل ذلك بتغيير الخلقة، وفي رواية: المغيرات خلق الله. لكن يستثنى من هذا الأصل بعض الحالات التي دلت القواعد العامة للشريعة على إباحتها للضرورة أو الحاجة، فلا حرج في تركيب أسنان اصطناعية للضرورة، والحاجة المعتبرة شرعاً كمن سقطت سنه أو تلفت، وهو يحتاج إلى بدلها لمضغ الطعام أو تقويم الكلام ونحوه، والدليل هو ما ثبت عن عرفجة بن أسعد رضي الله عنه قال: أصيب أنفي يوم الكلاب في الجاهلية فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفاً من ذهب. رواه الترمذي والنسائي وأبو داود.
فأمره صلى الله عليه وسلم لعرفجة باتخاذ أنف بدل أنفه الأصلي دليل على جواز تركيب الأسنان، وأما تقويم الأسنان فإذا كان في وضع الأسنان تشوه فلا مانع شرعاً من تعديلها وتركيب مقوم الأسنان عليها لإزالة التشوه.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم عمليات تقويم الأسنان؟ فأجاب بقوله: تقويم الأسنان على نوعين:
النوع الأول: أن يكون المقصود به زيادة التجمل فهذا حرام ولا يحل، وقد لعن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المتلفجات للحسن المغيرات لخلق الله هذا مع أن المرأة مطلوب منها أن تتجمل وهي من يُنشأ في الحلية، والرجل من باب أولى أن ينهى عن ذلك.
النوع الثاني: إذا كان تقويمها لعيب فلا بأس بذلك فيها، فإن بعض الناس قد يبرز شيء من أسنانه إما الثنايا أو غيرها تبرز بروزاً مشيناً بحيث يستقبحه من يراه ففي هذا الحال لا بأس من أن يعدلها الإنسان، لأن هذا إزالة عيب وليس زيادة تجميل، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أمر الرجل الذي قطع أنفه أن يتخذ أنفاً من ورق أي فضة ثم أنتن فأمره أن يتخذ أنفاً من ذهب. لأن في هذا إزالة عيب، وليس المقصود زيادة تجمل. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 جمادي الأولى 1429(6/3081)
إعطاء الدواء للمريض بدون علمه.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز إعطاء المريض الدواء من غير علمه أو الكذب عليه فيما يخص علاجه؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز الكذب على المريض العاقل البالغ وإعطاؤه الدواء بغير علمه إلا إذا خيف عليه التلف فيجب علاجه حفظا للنفس.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المريض بالغا رشيدا عنده عقله ويمتنع من تناول الدواء باختياره فالظاهر- والله أعلم- أنه لا يجوز الكذب عليه وإعطاؤه الدواء بدون علمه؛ لأن تناول الدواء في الأصل جائز أو مستحب وليس واجبا؛ فللمريض أن يتداوى كما يشاء وله أن يرفض الدواء، إلا إذا كان في تركه للدواء خطر محقق على حياته وتعريض نفسه للهلاك؛ كمن ينزف أو ما أشبه ذلك فيجب حفظ حياته بعلاجه بدون علمه أو بالكذب عليه حفظا للنفس التي جاءت الشرائع بحفظها بعد الدين مباشرة، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29} . وقال تعالى: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ {البقرة: 195}
وقد نص أهل العلم على وجوب التداوي عند خوف التلف؛ كما سبق بيانه في الفتوى: 94710.
وللمزيد انظري الفتاوى: 62685، 6498، 77188، 75538، 64983.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
02 جمادي الأولى 1429(6/3082)
وضع الملفوف على الأرداف لامتصاص الدهون من الجسم
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت زوجتي عن طريقة فعالة لامتصاص الدهون من الجسم وهي سلق ورق الملفوف ووضعه على الأرداف
فهل في هذه الطريقة أي حرج وهل فيها أي ازدراء لنعم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا حرج في استخدام الملفوف أو غيره من المأكولات لامتصاص الدهون من البدن على النحو المذكور، وليس في ذلك ازدراء بنعم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في امتصاص الدهون من الجسم بالطريقة المذكورة، ولا نرى في ذلك شيئا من الازدراء بنعم الله.
فالله تعالى جعل الملفوف وغيره من المأكولات غذاء للبدن، وإذا احتاج الإنسان إلى استعمال شيء من ذلك في شيء آخر ليس بنجس كالعلاج، فلا مانع منه، لقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً {البقرة:29}
فهذه الأمور يراد منها نفع الإنسان على أي وجه من الأوجه المشروعة، واستخدامها في امتصاص الدهون هو من الانتفاع المباح لما فيه من العلاج المأمور به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 ربيع الثاني 1429(6/3083)
المرء ب بأسباب التداوي المشروعة ويفوض الأمر بعد ذلك لله
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من حالة عدم الإنجاب مع أني متزوج منذ عشر سنوات وحاولت مع الأطباء كثيراً بدون فائدة مع ضياع الكثير من المال في العلاجات والتحاليل والأدوية ولكن بدون نتيجة، ولكن الآن نصحوني بطبيب أعشاب يقال إنه ممتاز وكل الحالات المشابهة التي تعالجت عنده نحجت والحمد والفضل للهوذهبت إليه وأعطاني خلطة أعشاب بالإضافة إلى عسل وطلع النخل يعني كلها أعشاب طبيعية 100%، ولكن أعطاني أيضاً ورقة صغيرة مربعة ومغلقة بشريط لاصق شكلها (حجاب) على ما أعتقد وأصر أنه لا بد من وضعها في الملابس دائماً وعندما سألته ما هذا قال إنها عبارة عن أذكار لإبعاد العين والحسد، فأرجو إفادتي لأنني حتى الآن لم أبدأ في العلاج بسببها وأنا غير متأكد من حكم حمل هذا الحجاب فأرجو الإفادة؟ أصلحكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنظرا لشيوع الشعوذة والدجل عند المعالجين فإنه لا بد من النظر فيما في الورقة.. فإن كان مما لا يعقل معناه أو ما فيه شركيات فيحرم تعليقه في الملابس اتفاقاً لأنه من التمائم الشركية، وأما إن كان قرآناً كتب بالطريقة العادية دون تقطيع للحروف ولم يخلط معه غيره، فإن تعليقه إذا كان في حرز قد اختلف فيه أهل العلم، والأولى هو البعد عن تعليقه والاستغناء عنه بقراءة القرآن والأذكار والأدعية والتحصينات الربانية، فليكثر من الاستغفار وليدع بدعوات الأنبياء في الإنجاب وليتعوذ بالمعوذتين ويحافظ على الأذكار المقيدة والمطلقة، وعلى المسلم أن يتيقن أن ما عند الله من الرزق لا ينال بمعصية الله، فالركون إلى المشعوذين والدجالين لا يجلب رزقاً لم يقدره الله تعالى بل يفسد الدين والدنيا، فليأخذ المرء بالأسباب المشروعة من التداوي وليفوض الأمر بعد ذلك إلى الله تعالى.
وراجع لبيان أقوال أهل العلم وأدلتهم في الموضوع وفي بعض أسباب العلاج للعقم الفتاوى ذات الأرقام التالية: 63291، 5531، 71590، 6029، 44534، 39792، 12505، 73010، 80694.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 ربيع الثاني 1429(6/3084)
قراءة الرقية على الطعام والشراب
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية الرقية على الطعام والأشياء هل هي نفس الرقية التي تقال على المرء أم غير ها، وماذا يقال؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيشرع أن تقرأ القرآن والأذكار على الطعام وتنوي به الرقية، فقد قال ابن القيم رحمه الله في المدارج: كنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء. انتهى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ربيع الثاني 1429(6/3085)
آداب وحدود تعامل الممرض مع المرضى
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هي حدود التعامل بين الممرض والمرضى (خاصة النساء) ؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
تعامل الممرض مع المريض يجب أن تحكمه الضوابط الشرعية، وأن يكون برحمة ورفق وحسن خلق وإتقان للعمل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتعامل الممرض مع المريض يجب أن يكون مضبوطاً بالضوابط الشرعية من عدم النظر إلى عورته أو لمسها إلا في حالة الضرورة ... وحسن الخلق معه والقيام بالعمل على أكمل وجه والمحافظة عليه وحسن رعايته ومراعاة نفسيته مع وجوب الالتزام التام بما يقرره أهل الاختصاص في هذا المجال مما تقتضيه المصلحة.
هذا من حيث العموم ... وبخصوص تعامل الممرض مع المريضات، فالأصل أن يتولى الممرض تمريض الرجال، وأن تتولى الممرضة تمريض النساء، وحدود تعامل الرجل الممرض أو الطبيب أو غيرهما مع المريضات الأجنبيات يتلخص في الانضباط بالضوابط الشرعية عموماً؛ وخاصة غض البصر وعدم الخلوة أو اللمس لغير ضرورة ملجئة أو حاجة شديدة، فقد قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30} ، وفي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء. وفيهما عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم..
وللمزيد من الفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 55271، 96147، 1734.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1429(6/3086)
حكم تخصيص اسم من الأسماء الحسنى للاستشفاء من مرض معين
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز الدعاء باسم معين بأسماء الله مثلاً للقوة تكرار القوي أو للغنى تكرار يا غني أو للأمن من الخوف والقلق والإحباط اسم السلام لأن هذه الطريقة أخذتها عن شخص ثقه يعالج بالقرآن عبد الدائم كحيل، وفي المقابل سمعت فتوى للشيخ الحيدان أنه لا يجوز (معنى الفتوى) تخصيص اسم من أسماء الله لمرض معين لأنها كلها شافية، وفي المقابل سمعت محاضره للشيخ العريفي يقول الدعاء بأسماء الله مثلاً يا شافي اشفني فأفيدوني فأنا فعلاً في حيرة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج على الداعي أن يختار من أسماء الله الحسنى عند الدعاء ما يناسب مسألته ودعاءه، وهذه الطريقة دل عليها الكتاب والسنة، ففي الكتاب: وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {البقرة:128} ، وقوله تعالى: وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {آل عمران:8} ، وكذا: وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {المائدة:114} ، وكذا: رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ {الأعراف:89} ، وقوله تعالى: وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ {المؤمنون:109} .
وهذا كثير في القرآن، وفي السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ... اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. رواه ابن ماجه.
ولكن تخصيص اسم من أسماء الله تعالى للاستشفاء من مرض معين كأن يقال مثلا اسم (الرحيم) للاستشفاء من مرض كذا، واسم الرؤوف للاستشفاء من مرض كذا، هذا التخصيص لا يجوز من غير دليل شرعي، ولعل هذا هو مراد الشيخ اللحيدان حفظه الله.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 40097 والفتوى المرتبطة بها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1429(6/3087)
البرص له علاج
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو: هل علاج البرص معجزة خاصة بسيدنا عيسى عليه السلام، وبالتالي لا يمكن علاجه وما الدليل على أنه ليس خاصا بعيسى عليه السلام إن كان كذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن علاج البرص ليس خاصاً بعيسى عليه السلام، ويدل لذلك أنا نشاهد الآن من عولج بإذن الله كما ثبت حصول ذلك سابقاً، ففي صحيح مسلم أن الغلام صاحب الأخدود كان يبرئ الأكمه والأبرص، وفي صحيح مسلم أيضاً أن أويسا القرني كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، ويضاف إلى هذا أنه يدخل في عموم الحديث: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. رواه أحمد.
وقد بينا في الفتوى رقم: 107267 أن اختصاص عيسى عليه السلام بعلاج الأبرص أنه كان يداويه بمجرد الدعاء؛ إذ كان يدعو فيستجاب له.
وراجع للفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54286، 14081، 73010.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1429(6/3088)
الرقية الشرعية والعلاج عند الطبيب المختص
[السُّؤَالُ]
ـ[أما بعد عندي مشكلة تتمثل فيما يلي:
1- أشم رائحة المسك على شكل موجات.
2 -ألم في البطن رغم الفحوصات الطبية.
3 اشم رائحة كريهة في بعض الأحيان عندما أكون مع الأصدقاء.
4 استعملت الرقية الشرعية عند بعض الرقاة إلا أنه كان الجواب عندك سحر
5 أرجو المساعدة والنصيحة.
6 مدة هذه الحالة عام وثلاثة أشهر ودمتم في خدمة الدين والمسلم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك العافية، ونفيدك أنه ليس عندنا متخصصون في بيان ما ذكرت وعلاجه.
وننبهك إلى أنه يشرع القيام بالرقية الشرعية، سواء كان المرقي مصابا أم لا، كما نص عليه النووي، ويشرع كذلك العلاج عند الأطباء المتخصصين، وننصحك بقراءة الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها ففيها كثير من النصائح المفيدة إن شاء الله: 80694، 62872، 79707، 106032، 100855.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الثاني 1429(6/3089)
حكم استعمال طقم من الأسنان البيضاء
[السُّؤَالُ]
ـ[أود الاستفسار عن طقم الأسنان:
قيل بأنه من يضع طقم الأسنان أبيض تماما يعتبر حراما. وعلى من يضعه أن يضع ضمنه سنا أو أكثر مصنوعة من ذهب أو من فضة.
فهل هذا صحيح؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن يضع الطقم بسبب سقوط أسنانه أو ما شابه ذلك لا حرج عليه في وضع أسنان بيضاء، ولا يلزمه أن يضع خلاله أسنان ذهب، ولا يجوز استعمال الذهب للرجال إلا للحاجة، ومن الحاجة ربط السن. وأما من كانت أسنانه طبيعية فلا يسوغ أنه يضع الطقم عليها بشكل الأسنان الطبيعية لما فيه من التدليس وتغيير الخلق. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 11026، 51312، 3862، 17359.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1429(6/3090)
علاج البرص هل هو خاص بعيسى عليه السلام
[السُّؤَالُ]
ـ[أود السؤال عن معجزة سيدنا عيسى عليه السلام حيث ورد في القرآن الكريم أن من الآيات التي أيده الله بها علاج الأكمه والأبرص، والسؤال هل علاج البرص معجزة خاصة بسيدنا عيسى وبالتالي لا يمكن علاج البرص وإن كان مرض البرص يمكن أن نجد له علاجا أو يمكن البحث في ذلك، فهل ذلك يتعارض مع القرآن وبالتالي المريض بالبرص عليه الصبر والدعاء لله ولا يبحث عن علاج لأنه لا يمكن ذلك لأنه معجزة خاصة بنبي الله عيسى عليه السلام فأفيدوني بسرعه الرد مع ما يدلل ذلك؟ وجزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
معجزة عيسى عليه السلام هي مداواة البرص بالدعاء دون علاج، ولا يمنع ذلك أن يستجيب الله لغير عيسى أو أن يعالج البرص بالدواء؛ لأنه ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء، ولأن الله تعهد باستجابة الدعاء لمن دعاه إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس علاج البرص خاصاً بعيسى عليه السلام فقد ثبت في حديث مسلم أن الغلام صاحب الأخدود كان يبرئ الأكمه والأبرص، وقد شوهد في الواقع معالجة الأطباء له في بعض الأحيان، وأما معجزة عيسى عليه السلام فهي في مداواته له بالدعاء دون علاج ولا عقاقير فبهذا بهر الأطباء، قال الرازي في تفسيره: وأما عيسى عليه السلام فهو وجيه في الدنيا بسبب أنه يستجاب دعاؤه ويحيى الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص بسبب دعائه. انتهى.
وهذا لا يمنع أن يجيب الله دعاء غير عيسى عليه السلام في بعض الأحيان كما حصل لصاحب الأخدود، وبناء عليه فإنه لا حرج في البحث عن علاج البرص لدخوله في عموم الأمراض التي شرع الله التداوي منها، كما يدل له حديث الصحيحين: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. وفي حديث المسند: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء غير دواء واحد، قالوا: ما هو؟ قال: الهرم. وعليك بإكثار الدعاء.. وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14081، 31887، 49953، 65491، 73010.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الثاني 1429(6/3091)
التداوي بالعسل والأعشاب وماء المحو
[السُّؤَالُ]
ـ[أخي مريض نفسيا منذ خمس عشر سنة، وتعالج عند عدة شيوخ واستقر بنا الأمر عند دكتور أمراض نفسية وطيلة هذه الفترة كان يشفى فترة وينتكس فترة أخرى وكان معظم الوقت ينام ولا يستطيع أن يفارق الفراش ولا أن يصلي نتيجة الأدوية والحبوب النفسية التي سببت له الخمول والكسل ومنعته من ممارسة حياته اليومية رغم أنه متزوج وله ثلاثة أبناء وقد صبر هو وزوجته وأمه على هذا المرض الذي أرهقنا وما زال يرهقنا والحمد لله على كل شيء ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد سمعنا بالشيخ الهاشمي وقد اتصلنا به وقد وصف لنا علاجا وهو عبارة عن عسل وأعشاب وماء محو ورقية شرعية، ولكن أخي المريض أصر أن يسأل عن شرعية هذا العلاج، وهل يجوز التداوي به؟ وجزاكم الله عنا كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
فالعلاج بالرقية الشرعية والعسل أمر مشروع، ولا حرج في العلاج بالأعشاب إن لم يترتب عليها ضرر، وأما ماء المحو فإن قصد به كتابة القرآن مثلاً ومحوه بالماء ثم شرب هذا الماء فلا بأس بذلك، ولا تسقط الصلاة عن أخيكم ما دام عاقلاً، فيجب عليه أداؤها حسب استطاعته، ويجب عليه قضاء ما ترك منها بالنوم أو بالكسل، مع التوبة مما ترك منها كسلاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لأخيكم الشفاء التام وأن يجعل هذا المرض كفارة لذنوبه، وأولى ما نوصيه به الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
وأما العلاج بالرقية والعسل فأمر مشروع، وانظر لذلك الفتوى رقم: 62287، والفتوى رقم: 31155.
ولا حرج في العلاج بالأعشاب إن لم يترتب عليها ضرر؛ كما هو موضح في الفتوى رقم: 62287.
وأما ماء المحو فإن قصد به كتابة القرآن مثلاً ومحوه بالماء ثم شرب هذا الماء فلا بأس بذلك؛ كما بينا في الفتوى رقم: 5531، والفتوى رقم: 45956.
ولكن على المسلم الحذر من الوقوع في شراك الكذابين الدجالين الذين يدعون ما ليس لهم، وليتوجه إلى من يثق بدينه ممن يزكيه أهل الخير والصلاح، ولا تسقط الصلاة عن أخيكم ما دام عاقلاً، فيجب عليه أداؤها حسب استطاعته، ويجب عليه قضاء ما ترك منها بالنوم أو بالكسل، مع التوبة مما ترك منها كسلاً، وراجع الفتوى رقم: 99203..
ونوصيكم في الختام بكثرة الدعاء له، فما خاب من كان رجاؤه معلقاً بالله سبحانه وتعالى.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ربيع الثاني 1429(6/3092)
حكم تخدير الطبيب المرأة عند الولادة
[السُّؤَالُ]
ـ[أرجو الرد على سؤالي للأهمية بارك الله فيكم ... السؤال هو أن زوجتي حامل وبحثت كثيراً عن طبيبة تخدير فلم أجد فهل عندكم حل لهذا أم جائز دكتور التخدير فهل من الطبيعي أن أتابع مع طبيبة طوال الحمل وأجد زوجتي تتعرى فى الولادة أمام دكتور تخدير أرجو أجابتي ولو تعلمون طبيبة تخدير أرجو أن تنصحونى بمكانها؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
يجوز للمرأة أن تتعالج عند الطبيب إذا كانت مضطرة لذلك ولم تجد بديلاً من بنات جنسها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن المرأة لا يجوز أن تتعالج إلا عند امرأة، وأن الرجل لا يجوز أن يتعالج إلا عند رجل؛ وذلك للاحتياط في حفظ العورات، والابتعاد عن مظان الفتنة ومواطن الريبة.. فإذا اضطرت المرأة إلى أن يباشر علاجها رجل فلا حرج في ذلك، لعموم قول الله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {البقرة:173} ، وقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119} ، وعلى ذلك فإذا كنت بحثت عن طبيبة تخدير ولم تجدها وكانت زوجتك مضطرة للتخدير، فإن عليك أن تترك الطبيب يعالجها وتحضر معه بنفسك أو تحضر معه امرأة أخرى لمنع الخلوة ... ولا يجوز لك أن تمنعها إذا كانت مضطرة ولم تجد بديلاً، وسبق بيان ذلك بتفصيل في عدة فتاوى، بإمكانك أن تطلع عليها وهي تحت الأرقام التالية: 20549، 13756، 883، 8107.
وبخصوص سؤالك عن طبيبة تخدير في القاهرة فإننا لا نعلمها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 ربيع الأول 1429(6/3093)
حكم التداوي بخلط الخشخاش بعصير البرتقال
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال عن خلط الخشخاش بعصير البرتقال واستعماله أو شربه بغرض الفائدة منه مثل العلاج من مشاكل جنسية أو جسدية مختلفة. والمقصود بالخشخاش هو نفسه النبات الذي يستخرج منه عقار الأفيون المخدر. هل هذا التعاطي أو التداوي حلال أم حرام؟
أرجو التوسع في الموضوع وسرد أي فتوى سابقة مرت بكم وذلك للفائدة حيث إن هناك أكثر من شخص في طرفنا يسأل عنها.
ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز استعمال الخشخاش، لا منفردا ولا مخلوطا بغيره؛ لاشتماله على الأفيون. والتداوي مأمور به ولكنه لا يباح بالحرام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد وقفنا على الطريقة التي يتم بها استخراج الأفيون من الخشخاش، وتبينا أنه يتم شق الزهرة بالسكين، ثم يستخرج منها الأفيون مباشرة.
فالخشخاش -إذا- مشتمل بنفسه على مادة الأفيون، ومعلوم أن الأفيون مخدر، وبالتالي فهو حرام، كما بينا من قبلُ. ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 1994.
وإذا تقرر هذا علم أنه لا يجوز استعمال الخشخاش، لا وحده ولا مخلوطا بعصير البرتقال أو غيره.
وكون هذا الفعل يراد به التداوي لا يبيحه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: إن الله جعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تتداووا بمحرم. رواه أبو داود. وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها. رواه ابن حبان.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1429(6/3094)
هل يجوز ذهاب المرأة إلى الطبيب إذا كانت خبرة الطبيبة لا تكفي
[السُّؤَالُ]
ـ[قمت بسؤالكم من قبل عن حكم الولادة عند أطباء رجال والحمد لله لم تلد زوجتى عند رجال ولكن حدثت مشكلة متعلقه بالولادة وهو خطأ من الدكتورة التى قامت بالعملية (الخياطة التى قامت بعملها قد فتحت) ولا أعلم ماذا أفعل هل أقوم بعرضها على طبيب ذكر مع العلم أن كثير من الناس قاموا بنصحى بعدم ذهابي لطبيبة لانهن ليست جيدات وأجد بداخلى لوما أنني قمت بعرضها على طبيبة وليس طبيبا؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوز أن تتعالج المرأة عند طبيب إذا أمكن علاجها عند طبيبة. وإن كانت خبرة الطبيبة لا تكفي للعلاج فلتذهب إلى الطبيب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نفتي به دائما في هذا الشأن هو أن المرأة إذا احتاجت إلى التداوي والعلاج مما يستلزم معه اطلاع المعالج على عورتها أن يكون ذلك عند طبيبة مسلمة، فإن لم توجد الطبيبة المسلمة فطبيبة غير مسلمة، فإن لم توجد فطبيب مسلم، فإن لم يمكن فطبيب غير مسلم.
وليس من شك في أن الخبرة والمهارة مطلوبان في جانب المعالجة، ولكن المعالج إذا كان على قدر من الخبرة يؤهله للقيام بالعمل المطلوب، فلا يسوغ وجود من هو أمهر منه أن تتعدى المرأة الترتيب السابق وتذهب إلى طبيب مع وجود طبيبة يمكنها العلاج على وجه تام.
وأما إذا كانت خبرة الطبيبة لا تكفي للمسألة المراد علاجها فالذهاب إلى من له ذلك القدر من الخبرة هو الصواب ولو كان طبيبا.
ومن هذا تعلم أنك -فعلا- قد أخطأت في ذهابك إلى الطبيبة حينما نصحك الكثير من الناس أن الطبيبات لا يملكن من الخبرة ما يكفي لهذا الأمر.
وأما الآن، فإذا لم يكن ثَم من الطبيبات من لها الخبرة الكافية لعلاج ما أصيبت به زوجتك، فمن الواجب أن تذهب بها إلى الطبيب الذي يمكنه علاجها.
ونسأل الله أن يشفي زوجتك.
ونرجو أن لا يكون عليك لوم في ترك الذهاب إلى الطبيب من أول مرة؛ لأنك فعلت ذلك عن اجتهاد وحسن نية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ربيع الأول 1429(6/3095)
حكم كشف العورة للعلاج لدى طبيبة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا قد راجعت قبل أكثر من خمسة أشهر لطبيبة جلدية وكشفت علي كشفا داخليا على الشرج والقضيب ولا أعلم ما الحكم في ذلك؟]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
إن كان ذلك لضرورة وعدم وجود طبيب قادر على القيام بالمهمة فلا حرج فيه، وإلا فهو حرام وعليك بالتوبة منه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أنه لا يجوز لأحد الجنسين الكشف على الآخر إلا في حال الضرورة أو عدم وجود من يكشف عليه من جنسه
ولذلك فإن كان ما حصل منك من غير ضرورة أو إمكان حصوله من طبيب فإنه يعتبر حراما، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى منه، وتحذر من العودة إليه. فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأما إن كان لضرورة فلا حرج فيه لأن الضرورات تبيح المحظورات والله تعالى يقول " وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119}
وللمزيد انظر الفتاوى: 44677، 63965، 31769.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1429(6/3096)
حكم تسمين الوجه
[السُّؤَالُ]
ـ[أولاً أشكركم جزيل الشكر على مساعدتكم جعلها الله في ميزان حسناتكم، لقد سبق لي أن سألتكم عن استعمال وصفات طبيعية لتسمين الوجه وأقصد بتسمين الوجه تكبير حجمه أي يصبح مملوءا وسمينا وليس ضعيفا والوصفة مكونة من زيت خروع وزيت حلبة ورقم الإجابة 426074 والتي لم تكن واضحة، فهل يجوز تسمين الوجه أم لا، أتمنى إجابة محددة؟ وجزاكم الله ألف خير؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن المقرر شرعاً أن الأصل في الأشياء الإباحة فلا يحرم منها إلا ما ثبت دليل على تحريمه، وعلى هذا فلا حرج في تسمين الوجه واستخدام هذه الوصفة لأجل ذلك ما لم يترتب على هذا الفعل محظور شرعي، كأن يكون في هذه الوصفة مادة يحرم استعمالها كشحم الخنزير والمواد النجسة، أو يترتب على استخدامها ضرر ونحو ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 محرم 1429(6/3097)
الاستشفاء بالأدعية والآيات
[السُّؤَالُ]
ـ[طرق علاج ثقل اللسان وشلل اليد اليسرى بعد الإصابة بالجلطة وهل يفيد تخصيص آيات أو أدعية لعلاج الأمراض؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن طرق العلاج من هذه الأمراض وغيرها يراجع فيها الأطباء المختصون لأن هذا القسم من الموقع خاص بالفتاوى الشرعية، وبالإمكان طرح السؤال على قسم الاستشارات في الشبكة الإسلامية.
أما فيما يتعلق بالاستشفاء بالآيات والأدعية فإن ذلك مشروع وهو من أنفع العلاج - بإذن الله تعالى- لأن القرآن العظيم شفاء ورحمة للمؤمنين، وهذا الشفاء عام يشمل الأمراض الحسية والمعنوية، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية الخاصة بطلب الشفاء من الشافي سبحانه وتعالى.
وللاطلاع على ذلك تراجع الفتوى رقم: 101706، والفتوى رقم: 19134.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو الحجة 1428(6/3098)
حكم أخذ من يعمل في مستوصف خيري مجاني الدواء لنفسه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل في مستوصف خيري، العلاج مجاني والدواء مجاني، وأنا بحاجة إلى بعض الدواء أثناء المرض أحيانا، فهل يجوز لي أخذ بعض الدواء مع أني طبيبة وأحصل على راتب من المستوصف؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينظر في شروط استحقاق الشخص لهذا الدواء بالمجان، وهل تنطبق على الأخت السائلة أم لا؟ لعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أحمد. أي وقافون عندها مراعون لها إذا كانت شروطاً معتبرة شرعاً، والجهة التي تبيح شيئاً من أموالها وتشترط لهذه الإباحة شروطاً يجب التزام شروطها، ولا يباح مالها إلا لمن توفرت فيه هذه الشروط.
وعليه؛ فإذا كان المستوصف الذي تعمل فيه الأخت السائلة يصرف الدواء لمن يحتاج إليه مطلقاً، بمن فيهم الموظفون في المستوصف فلا مانع من أخذها للدواء عند الحاجة، أما إذا كان يمنع الموظفين من هذه الهبة فلا يجوز لها أخذ الدواء منه ولو كانت محتاجة إليه، ما لم تصل إلى مرحلة الاضطرار الملجئ الذي لا يمكن دفعه إلا بهذا الدواء ولم تجد وسيلة للحصول عليه غير أخذه بدون إذن، فإنه يباح لها حينئذ الأخذ بقدر الحاجة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو الحجة 1428(6/3099)
حكم التداوي بسموم الحيوانات
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز التداوي بسموم الحيوانات (سم العقرب، سم الأفعى) ]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمعروف عند أهل العلم أن السم طاهر، وأنه محرم لمخافة حصول الضرر به، فإن أمكن توقي ضرره وثبت عن طريق الأطباء الثقات أنه يحصل به التدواي مع أمن ما فيه من ضرر أو تقليله فالظاهر أنه لا حرج في التداوي به، وأما إن لم يتأكد من الأمن من ضرره كليا أو جزئيا فيحرم التداوي به، لما في الحديث: إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها. رواه ابن حبان.
وراجع في حكم أكل الحيات والعقارب الفتويين التاليين: 16083، 34876.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 ذو الحجة 1428(6/3100)
مراعاة الطبيب الضوابط الشرعية عند اختلاطه بالنساء
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طبيب خاص أعمل في عيادتي، سؤالي هو: هل ما أقوم به من عمل يوم (مع النساء) من خلوة ولمس ونظر في إطار المهنة يفسد العبادات من صلاة وصوم إلى آخره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الأصل أنه لا يجوز تطبيب الرجال للنساء ما لم تكن هنالك ضرورة أو حاجة معتبرة شرعاً، فإذا وجدت الضرورة أو الحاجة فيجب على الطبيب مراعاة بعض الضوابط الشرعية من عدم الخلوة ونحو ذلك، مما سبق بيانه في الفتوى رقم: 8107.
ولا يخفى أن التساهل وعدم مراعاة هذه الضوابط سبب من أسباب الفساد، وبخصوص تأثير الخلوة أو النظر أو اللمس على العبادات ففيه تفصيل، فمجرد الخلوة أو النظر لا ينتقض بهما الوضوء وبالتالي لا تبطل بهما الصلاة ما لم يكن إنزال للمني أو المذي، وأما لمس المرأة ففيه خلاف والراجح أنه لا ينتقض به الوضوء، وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 10045، والفتوى رقم: 13819.
وأما تأثير هذه الأفعال على الصوم فإنها لا يبطل بها الصوم ما لم يترتب على أي منها إنزال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 41032.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 ذو القعدة 1428(6/3101)
حكم كتابة الطبيب للأدوية بناء على شرح الصيدلانية
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أعمل صيدلانية فى مركز طبى ويأتى الناس للكشف فيقطعون تذكرة بـ 1جنيه وربع، ويقومون بالكشف ثم يكتب لهم الطبيب الأدوية وأصرفها لهم، فهل يجوز إن طلب منى أحد الناس أدوية أن أقطع تذكرة وأدفع ثمنها، وأطلب من الطبيب أن يكتب الأدوية بناء على شرحي للحالة دون أن يأتى ليكشف وأخذ الأدوية للشخص؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالغاية من كشف الطبيب هو معرفة علة المريض، وتحديد الدواء المناسب لذلك. وعليه، فإذا قمت نيابة عن المريض بقطع التذكرة ودفع ثمنها، وطلبت من الطبيب أن يكتب الأدوية المناسبة بناء على شرحك للحالة التي يعاني منها المريض. وكنت على يقين من أن علة المريض هي ما وصفته للطبيب، فلا حرج في أن يكتب لك الطبيب الأدوية بناء على الشرح الذي قمت به.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 ذو القعدة 1428(6/3102)
حكم ذهاب الزوجة لطبيب النساء مع اعتراض زوجها
[السُّؤَالُ]
ـ[ماحكم الدين في زيارة الزوجة لطبيب النساء، رغم اعتراض الزوج وهو في سفر، رغم أنها اصطحبت والدتها معها للطبيب؟ وهل يستوجب عليها كفارة؟ وهل إذا طلقها الزوج يكون قد ظلمها؟ مع العلم أنها زوجة صالحة وتؤدي فروض الدين والشرع ولكن ما فعلته تسبب في أزمة نفسية رهيبة لزوجها خاصة كلما تذكر أو قرأ عن طرق الفحص الطبي لتلك الحالات والمسلم الحق غيور على عرضه كما تعلمون.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمرأة إذا احتاجت إلى العلاج فإنه يتعين عليها الاقتصار على الطبيبات إن وجدن. وإذا لم تجد طبيبة واحتاجت إلى مراجعة طبيب فإن لها ذلك، بشرط عدم خلوته بها وعدم نظره ولمسه لما لم يحتج لنظره ولمسه، وينبغي اختيار أحسن الأطباء دينا وخلقاً.
وإذا اعترض الزوج على زيارتها للطبيب فمن واجبها أن تطيعه إذا وجدت ما يغنيها عنه، وأما إن كانت محتاجة إليه ولم تجد العلاج عند غيره فليس لزوجها أن يعترض على علاجها عنده حينئذ، وإن اعترض فليس عليها أن تطيعه؛ لأن طاعته إنما تجب في المعروف، وهذا ليس من المعروف.
وإذا زارت المرأة الطبيب في الحالة التي لا يجوز لها فيها ذلك، فإن كفارة ذلك هي التوبة بالندم والعزم أن لا تعود إلى مثله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو القعدة 1428(6/3103)
الرعاية الصحية للسجين المجرم
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ لدي سؤال ... ما حكم العمل في السجن، أنا أعمل طبيباً في سجن المدينة التي أسكنها فهل هذا العمل جائز شرعاً، علماً بأنه يوجد ضمن المسجونين قتلة ومجرمون، كما يوجد المظلومون فهل أأثم إذا اعتنيت صحياً بالمجرمين، فأفيدوني رحمكم الله، فقد شق علي هذا الأمر؟ ولكم جزيل الشكر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليعلم الأخ السائل أن السجن لا يمنع الحقوق، وإن كان المسجون مجرماً أو مذنباً، ومن هذه الحقوق التي لا يمنعها السجن الرعاية الصحية إن احتاج إليها المسجون، لأن ترك علاجه ورعايته صحياً يؤدي إلى هلاكه وذلك غير جائز، وإذا لم يوجد من يعالجه ويخدمه في سجنه فإنه يُخرج منه لهذا الغرض، فإذا عُولج أعيد إلى سجنه.
وما زال المسلمون منذ القديم يهتمون برعاية المرضى من المسجونين، ولقد كتب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز إلى عماله أن انظروا من في السجون وتعهدوا المرضى، وفي زمن الخليفة المقتدر خصص بعض الأطباء للدخول إلى المرضى في السجون كل يوم، وحمل الأدوية إليهم ورعايتهم وإزاحة عللهم، وفي زمن الخليفة المعتضد جعل ميزانية شهرية لكل سجين من حاجته وعلاجه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 ذو القعدة 1428(6/3104)
حكم استخدام الزيوت الطبيعية في تطويل الشعر والرموش
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم استعمال الزيوت الطبيعية لتطويل الشعر، واستخدام هذه الزيوت أيضاً لتطويل وتكثيف رموش العين، مثل زيت الخروع وغيره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج في استعمال الزيوت الطبيعية كزيت الخروع أو غيره لتطويل الشعر، ولكن بشرط أن لا يشتمل على شيء حرمه الله تعالى كشحم الخنزير أو كحول أو غير ذلك من المحرمات، وأن لا يكون في استخدامه ضرر على الشعر أو الجسد، وما قيل في الشعر في مجمله يتناول تكثيف رموش العين وغيرها، لأنه لم يرد في ذلك نهي، والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل نهي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 ذو القعدة 1428(6/3105)
التخصص الطبي والالتزام بالشرع
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طالب بكلية الطب بتونس وفقني الله، وأكملت سبع سنين الأولى طب عام، ثم نجحت في امتحان التخصص، والحمد لله
حيرتي الآن هي في اختيار التخصص، فالذي أطمح إليه هو عمل فرض كفاية كالجراحة العامة، جراحة الكلى والمجاري البولية ...
المشكلة أنني سأتعرض إلى محرمات ككشف العورات بغير ضوابط، والاختلاط، وبعض الممارسات الطبية التي اختلف علماؤنا في شرعيتها والكثير من العادات الأخرى السيئة لبعض الزملاء والممرضين أو المتربصين ... وسأضطر لأداء صلاة الظهر وربما أحيانا العصر منفردا في المستشفى [في الوقت الاختياري بالطبع] نظرا لطبيعة العمل وكثرته.
ولا يمكن لي إصلاح هذا الوضع إلا بعد أربع سنوات على الأقل أي بعد الحصول على شهادة طبيب أخصائي فأصبح متمتعا بحكم ذاتي وصاحب قرار في عملي، فأستطيع نهي شخص دون درجتي المهنية لهذه الأفعال في المستشفيات العامة، أو في القطاع الخاص وترتيب أوقات العمليات الجراحية لأداء الصلاة في المسجد.
أما قبل ذلك فأقصى ما يمكنني فعله هو الإنكار بقلبي ثم من حين إلى آخر نصح بعض الممرضين والمتربصين بحذر شديد، لأن هناك من ينقل الكلام إلى رئيس القسم أو حتى الناظر العام للمستشفى. أما الحديث إلى هؤلاء مباشرة فلا مجال إليه (كالنظام العسكري) ، وهذا ليس من باب المبالغة. (فالكثير منهم تارك الصلاة أصلا) .
وأمام هذه العراقيل، أفكر أحيانا في اختيار تخصص طبي مندوب كطب العيون أو الأنف والأذنين والحنجرة ... ،أو حتى المباح كالمخابر الطبية فأستطيع البعد عن هذه المحرمات، والمحافظة على كل الصلوات في المسجد لكن لن أضيف شيئا للمسلمين، ولن أساهم في إصلاح هذه الأمة ثم سأترك إخواني وأخواتي بين أيدي أطباء الكثير منهم جاهلون للأحكام الشرعية لمهنتهم.
مع العلم أني اطلعت على فتاوى موقعكم وفتاوى لابن باز وابن عثيمين رحمهما الله ولمواقع صديقة أخرى، ولم أجد الجواب. ...
أفيدوني يأجركم الله فيما يتعلق بشخصي أما بالنسبة للسلطات والمؤسسات وما عليها من واجبات لإصلاح الأمة فقد اطلعت عليه.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يجوزالاطلاع على العورات إلا لضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، ومن ذلك الاطلاع عليها حال التطبيب ونحو ذلك، وقد تقتضي المصلحة الراجحة أن يعمل في هذه المجالات بعض أهل الاستقامة، وعلى المسلم الذي ابتلي بمثل هذا أن يتقي الله ما استطاع فلا يكشف من العورات إلا ما تقتضي الضرورة أو الحاجة كشفه، وعليه أن يقوم بإنكار ما يرى من منكرات قدر استطاعته. وصلاة الجماعة واجبة على الراجح، فعلى المسلم أن يحرص عليها، فإن وجد عذر معتبر شرعا فلا حرج عليه في التخلف عنها، مع المحافظة على أداء الصلاة في وقتها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الأصل أنه لا يجوز للمسلم الاطلاع على العورات إلا لضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، ومن ذلك ما يحدث من الاطلاع عليها عند التطبيب ونحو ذلك. وبما أن في الأمر نوعا من التعقيد في هذا الزمن فإنه قد يحتاج إلى نوع من التأني والنظر، فإن ترك مثل هذه المجالات لبعض من لا خلاق لهم ربما كان سبيلا لانتشار الفساد بسبب عدم مراعاتهم لضوابط الشرع في مثل هذه الحالات.
ومن هنا فقد تكون المصلحة أحيانا تقتضي أن يسير في مثل هذه التخصصات أهل الاستقامة ومن يوثق بدينهم ومن يستطيع أن يجنب الأمة الكثير من المفاسد، ولذلك فإن أنست من نفسك الأهلية لتقديم ما يفيد الأمة في هذا المجال، وأمنت على نفسك الفتنة فتوكل على الله وباشر دراسة هذا التخصص، وسدد وقارب فيما يتعلق بأمر الدعوة وإنكار المنكر قدر المستطاع. ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى: 38536، 7764، 72925.
وبخصوص صلاة الجماعة فهي واجبة على الراجح، فيجب عليك الحرص عليها، وإن وجد في العمل عذر معتبر شرعا يبيح لك التخلف عنها فلا حرج عليك في التخلف عنها مع المحافظة على أداء الصلاة في وقتها المحدد لها شرعا. وراجع الفتوى رقم: 1798.
والله أعلم.
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1428(6/3106)
حكم علاج احتقان البروستاتا بالاستمناء
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما وعندي شيء ما يتسبب في نزول قطرة أو قطرات من البول بعد الانتهاء من التبول والخروج من الحمام فعلى سبيل المثال عندما أرفع قدمي أثناء الوضوء أو عندما أنحني لإحضار شيء ما من على الأرض ينزل شيء من البول غالباً ما يكون بسيطا والحمد لله، وعندما زرت الطبيب فهمت منه أن هذا الشيء هو (احتقان البروستاتا) وهو عندي لأنني شاب عنده طاقة جنسية تحتاج للإفراغ ولكنني بما أنني لست متزوجا لا يحدث تفريغ لهذه الطاقة الجنسية فإن شاء الله عندما أتزوج سأكون طبيعياً، وعلمت من الاستشارات في الشبكة الإسلامية أن من أسباب (احتقان البروستاتا) الكبت الجنسي مع التعرض لما يثير الغريزة، فكنت أريد أن أسأل: الطبيب قال لي ليس هناك مشكلة أن تستمني إذا احتجت لذلك، فهل يحل لي ذلك، في الفترة الأخيرة كنت دائماً أتخيل مشاهد جنسية بغرض المتعة ولكن مجرد تخيل فقط، فهل يحل لي أن أفعل ذلك وأنا مصاب باحتقان البروستاتا؟ أعتذر للإطالة وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الاستمناء محرم شرعاً، والله تعالى لم يجعل دواء عباده فيما حرم عليهم، وبناء عليه فإنه لا يعالج هذا الأمر بالحرام، فعليك أن تنتظر قليلاً بعد البول حتى تتأكد من خروج جميع القطرات، واستعن على خروجها بالسلت والنتر الخفيف لذكرك، وببعض الحركات من مكان جلوسك أو القيام، ثم تستنجي بعد ذلك، وانضح على سراويلك من الماء لتقطع عنك دابر الوسواس، ولا بأس أن تضع منديلاً ثم تخلعه عنك وقت الصلاة.
واحرص على الزواج إن تيسر لك، وإلا فأكثر من صوم النفل، والاشتغال بما يفيد من تعلم علم نافع أو عمل صالح أو تسلية مشروعة أو شغل مثمر، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20810، 28280، 30720، 46818، 51173، 55332، 1830، 69985، 23868، 64814.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 ذو القعدة 1428(6/3107)
التداوي بالقرآن من أمراض الأبدان
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال الأول: في برنامج (الدين القيم) الذي يقدمه الدكتور محمد هداية على القناة الفضائية (اقرأ) ذكر الدكتور أنه لا يوجد شيء اسمه العلاج بالقرآن فلا توجد آيات لعلاج الكلى مثلا أو سائر الأمراض حيث إن القرآن الكريم هو كتاب هداية وليس كتاب طب. سؤالي هو: ما مدى صحة ما ذكره الدكتور مع العلم بأنه هناك حديث نبوي شريف ما نصه (عليكم بالشفَائين القرآن والعسل) .]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حديث: عليكم بالشفاءين العسل والقرآن. صححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال المناوي في شرحه: جمع بين الطب البشري والإلهي. انتهى.
وذكر كذلك في شرح حديث: خير الدواء القرآن. ذكر أنه دواء للقلوب والأبدان.. وقد بينا أدلة الوحيين على مشروعية الاستشفاء بالقرآن لما يجد الإنسان من أمراض قلبية أو بدنية، وذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية فراجعها: 34042، 9922، 50704، 8530، 68978، 19134.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 ذو القعدة 1428(6/3108)
حكم الذهاب إلى طبيبة والانفراد بها في غرفة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم ذهاب الرجل إلى طبيبة أمراض عصبية وعقلية وفي أثناء جلسات العلاج تكون هي معه في غرفة، فهل هذه خلوة شرعية، وتوجد هناك عيادة خاصة يكون فيها الطبيب رجلا، وللعلم هذه الطبيبة ربما تتقن عملها أكثر من الرجل؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن معالجة الطبيبة للرجال لا تجوز لما تقتضيه المعالجة من النظر واللمس والمخالطة والاطلاع على العورة والخلوة في بعض الأحيان، وهذه الأمور وما يؤدي إليها لا يجوز إلا لضرورة معتبرة شرعاً لا تدفع إلا بارتكاب ذلك المحظور مثل أن يكون الرجل مريضاً مرضاً قد يؤدي إلى هلاكه، أو فقدان حاسة من حواسه، أو يوقعه في ألم ومشقة شديدين، ولا يوجد طبيب يعالج، ولا يمكن تأخير العلاج لغاية وجود طبيب.
ولا شك أن وجود الطبيبة مع المريض في غرفة منفردين فيها يعتبر خلوة، وعليه فذهاب الرجل إلى تلك الطبيبة وانفرادها معه في الغرفة على النحو المذكور لا يجوز لما ذكرته من وجود طبيب رجل في عيادة أخرى، اللهم إلا أن يكون هذا الطبيب لا يتقن علاج المرض المذكور، أو تكون تكلفة العلاج معه فوق ما يستطيع المريض بذله.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 شوال 1428(6/3109)
حكم استعمال الأدوية التي تسبب النعاس
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الأدوية التي تسبب النعاس تعتبر مخدرات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأدوية التي تسبب النعاس فيها نوع من التخدير، ولكنها ليست هي المخدرات المعروفة اليوم بهذا الاسم.
والمخدرات أنواع، منها ما يغيب العقل والحواس معا، وهو المسمى بالمرقد. والأصل أنه حرام، لكن استعماله يجوز إذا كان لرفع ضرر أكبر منه.
جاء في الموسوعة الفقهية: ويحرم أيضا المرقد وهو ما غيب العقل والحواس معا, كالأفيون والسيكران.
وفي تبصرة الحكام في أصول الأقضية وهي من كتب المالكية: فرع: والظاهر جواز ما سقي من المرقد لقطع عضو ونحوه؛ لأن ضرر المرقد مأمون وضرر العضو غير مأمون.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 شوال 1428(6/3110)
هل تؤاخذ إذا انكشف بعض عورتها عند العلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال هو: بصراحة أنا سألتكم فيه لكن لم أتلق الإجابة وأنا محتاجة.. أنا بنت تعرضت لحادث خطير وهو إ طلاق نار والإصابة كانت في صدري بجانب القلب وكان فيه مسعفون اضطروا إلى نزع قميصي لعمل الإسعافات الأولية لي أي أنهم رأووا صدري وأنا يوميا أتعذب لهذا السبب وأستغفر، فأنا سؤالي هو: هل علي حرج أي عذاب في هذه المسألة، وأنا بنت محجبة وأصوم وأصلي وألبس الجوارب ولا أحد يرى مني سوى دائرة وجهي وكفوف يدي وأنا محتاجه الجواب فأرجوكم إن كان علي عقاب ما هو، وهل زكاة أم صلاة مع العلم بأني طالبة وعمري 21 سنة، وسؤال آخر: أنا بنت جميلة هل واجب علي لبس الخمار، فأرجوكم الإجابة
لأني بأمس الحاجة لها؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
ليس عليك إثم، ولا كفارة، من انكشاف عورتك، في هذا الحادث، لأن ذلك من باب الضرورة ويجب عليك تغطية وجهك، لفساد الزمان ولكونك جميلة كما قلت.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس عليك إثم في رؤية من قام بإسعافك لصدرك، لأن هذا من باب الضرورة، والضرورات تبيح المحظورات كما هو معلوم في الشريعة وليس عليك كفارة في ذلك، وشعورك بالذنب ينم عن ورع وتقوى، وهذا أمر محمود وتؤجرين عليه إن شاء الله.
أما بالنسبة لمسألة الخمار وتغطية الوجه، فالقول الذي نرجحه في هذه المسألة هو وجوب التغطية، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 8287.
وفي هذا القول سلامة لدينك لأن فيه خروجا من الخلاف، بل إن الفتوى قد استقرت لدى المذاهب الأربعة على وجوب تغطية المرأة لوجهها إذا فسد الزمان، وإذا حصلت بها الفتنة بأن كانت جميلة فاتنة.
وفقك الله لكل خير وثبتك على دينه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 شوال 1428(6/3111)
كشف الممرض عورة الأجنبية لإنقاذها من الهلكة
[السُّؤَالُ]
ـ[السؤال لو بنت تعرضت لحادث إطلاق نار واضطر المسعفون لتمزيق ملابسها لعمل الإسعافات الأولية لها وكانت إصابتها خطيرة رصاصة بصدرها الجهة اليمنى ورصاصة بجانب القلب وكان الرصاص سام أي لا مفر هل عليها حرج وماذا تفعل إن كان عليها ذنب لأن المسعفين لها أغراب ممرضون وما شابه؟ وشكراً وأرجوكم محتاجة الإجابة ضروري.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليها في ذلك للضرورة والحاجة إليه، بل قد يجب إذا ترتب عليه إنقاذ النفس من الهلاك، كما أنه لا حرج على الطبيب في ذلك، لكن لا بد من الاقتصار على موضع الحاجة لأن الضرورة تقدر بقدرها. وللوقوف على تفصيل القول في ذلك انظري الفتوى رقم: 8107، والفتوى رقم: 25149.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
11 شوال 1428(6/3112)
حكم ترك التداوي إذا كان يفضي إلى الهلاك
[السُّؤَالُ]
ـ[أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، أخبرنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح
: (عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشهيد خمسة: المبطون، والمطعون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد) .
السؤال هنا هل ترك المبطون أو أحد هؤلاء الخمسة من دون علاج حتى يموتون مع إمكانية علاجهم خيرا ً لهم حتى يكونوا شهداء ام يجب أن يعالجوا ويتعالجوا مع العلم أن بعض العلاجات يتم فيها بتر جزء من جسم الإنسان؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ترك التداوي إن كان يؤدي للهلاك وكان الدواء محقق النفع لا يجوز لقوله تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ {النساء: 29} وقد نص على هذا النووي وجماعة من أهل العلم، وراجع في حكم التداوي على العموم وفي المزيد عما ذكرنا الفتاوى التالية أرقامها: 64214، 31887، 62685، 96539، 94710.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1428(6/3113)
الكريم الذي يعيد الشعر إلى لونه الطبيعي
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا شاب عمري 28 سنة أصابني الشيب فى شعري وقرأت إعلانا أن هناك كريماً يعيد لون الشعر مرة أخرى إلى لونه الطبيعي حتى بعد حلاقته عدة مرات ومرات حيث إنه ينشط الخلايا المسؤولة عن اللون ويتم استخدامه مرة واحدة لمدة 30 يوم بدون أثار جانبية، علما بأن لون شعري أسود، فهل يجوز لي استخدامه أم يحرم لأنه سيعتبر كأنه صبغة سوداء؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يظهر -والله أعلم- أن هذا نوع من التداوي لا علاقة له بالصبغ بالسواد، والأصل في الأشياء الإباحة، ومن ذلك التداوي بكل سبب وعلاج ثبت نفعه بالتجربة، إلا أن يكون هذا الدواء يحرم تناوله على المسلم لنجاسته مثلاً أو لاشتماله على نجس، أو لكونه يترتب على استعماله ضرر. وعليه، فلا حرج إن شاء الله في استخدام هذا الكريم إن لم يترتب على استخدامه محظور.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1428(6/3114)
استعمال الذكر لشبه الحلي النسوي للعلاج
[السُّؤَالُ]
ـ[من فضلكم لقد ظهر علاج جديد لعلاج آلام الرسغ لليد ولكن يكون طويل المدى أي بعد حوالي 6 أشهر إلى سنة المشكلة أن هذا الشيء يدعى صابونه ولكن شكله من الغويشه الحريمي تماما إلا أنه مفتوح ليناسب اليد ويضع حول الرسغ كالحلي تماما وهناك كثير من الأطباء ينصحون به وذلك لعلاج ضعف أوتار اليد، مع العلم بأن شكله ملفت للنظر ويوجد منه النحاس والذهب والفضة، فما حكم إرتدائه للعلاج وليس هناك سبيل آخر إلا العملية وأملها ضعيف، فأفيدونا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن استعمال الذكر للحلي النسوي وخصوصاً إذا كان مشتملاً على الذهب والفضة يعتبر أمراً محرماً، والأصل في التداوي بالمحرمات أنه لا يجوز لعموم الأدلة في ذلك؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام. رواه أبو داود. وقول أبي هريرة رضي الله عنه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
لكن عند الضرورة يجوز التداوي بها، والدليل على ذلك الأدلة العامة على إباحة المحرم للمضطر، كقول الله سبحانه: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام:119} ، ففي هذه الآية وغيرها دليل على إباحة تناول المحرمات عند الاضطرار.
قال العز بن عبد السلام رحمه الله: جاز التداوي بالنجاسات إذا لم يجد طاهراً يقوم مقامها، لأن مصلحة العافية والسلامة أكمل من مصلحة اجتناب النجاسة. انتهى من قواعد الأحكام.
وعليه؛ فإذا لم يكن ثمت سبيل للعلاج غير هذا الدواء، أو العملية -وقد ذكرت أن أملها ضعيف- فلا نرى حرجاً في استعماله، وإن أمكن استعمال النحاس فيتعين البعد عن الذهب والفضة، كما يجب ألا يستعمل الذهب مع إمكان استعمال الفضة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 رمضان 1428(6/3115)
حكم لبس العدسات اللاصقة الملونة
[السُّؤَالُ]
ـ[أعمل طبيب عيون وأحياناً يأتيني من يطلب عدسات لاصقة لتصحيح الإبصار ويشترط كونها ملونة، فهل هذا جائز، وهل يجوز بيع العدسات الملونة اللاصقة المستعملة للزينة فقط، حيث إنها من الممكن أن تستخدم في خداع بعض الراغبين في الزواج على أن العينين لهما لون معين وهما بخلاف ذلك؟!]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 4914، جواز استعمال العدسات الطبية الملونة إذا لم يكن فيها ضرر على العين، وسبق في الفتوى رقم: 4972، أن لبس العدسات اللاصقة بقصد الزينة جائز إذا لم يكن فيه غش لخاطب أو تزين أمام الرجال الأجانب، وعليه فلا حرج حينئذ من بيعها إلا لمن علمت أنها ستستعملها في أمر محرم كغش خاطب ونحوه، فلا يجوز بيعها حينئذ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
15 رمضان 1428(6/3116)
التداوي أفضل مادام يترتب عليه حصول الألفة بين الزوجين
[السُّؤَالُ]
ـ[امرأة تزوجت وتأخر زوجها بالدخول بها مدة8 شهور وهي لم يكن لها علم فيما يخص بضعف الرجل من أمراض وطلب منها ألا تخبر أحدا ولجهلها ما فيه من مرض وضعف لم تخبر أحدا لتلبية طلبه واستمر زواجهما11عاما وعندما بدأت تفهم وتطلب حقوقها الشرعية كزوجة وتطلب منه العلاج يرفض ويلقي عليها باللوم والتهم وحتى أنه لا يصلي وتحاول إقناعه بضرورة أن يصلي ويرفض ولا يريد أن يتعالج ليعطيها حقها ومقتنع بكونه سليما ولا يعاني من أي ضعف فما حكم زواجها منه بعد أن تبين لها أنه غشها بكونه مريضا من البداية واكتشفت ذلك بعد 9 أعوام ولم تطلب منه سوى العلاج لا الطلاق لوجود أولاد.
أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
خلاصة الفتوى:
لا يفسخ النكاح لكون الزوج ضعيفا جنسيا أو عقيما ما دام قادرا على الجماع، والأولى للزوج أن يتعالج لكن لا يلزمه ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النكاح لا يفسخ لمجرد كون الزوج ضعيفا جنسيا إلا إذا بلغ الضعف إلى حد عدم القدرة على الجماع، وتراجع الفتوى رقم: 73949، والفتوى رقم: 48190، ولا يلزم الزوج أن يخبر زوجته بما به من مرض، ولا يعد غاشا إلا إذا كان من الأمراض أو العيوب التي يثبت بها الفسخ، وقد سبق بيانها في الفتوى رقم: 19935، فراجعيها، وراجعي لمزيد فائدة الفتوى رقم: 58518، وعلى فرض أن المرض الذي بزوجك من الأمراض أو العيوب المثبتة للخيار فإن الخيار يسقط إذا علمت به المرأة سواء عند عقد النكاح أو بعده ثم رضيت. قال ابن قدامة في المغني: وفي شرط ثبوت الخيار بهذه العيوب أن لا يكون عالما بها وقت العقد ولا يرضى بها بعده، فإن علم بها في العقد أو بعده فرضي فلا خيار له. انتهى.
ولكن لا يعني لزوم هذا النكاح وعدم ثبوت الخيار فيه أنه لا يجوز طلب الطلاق منه، بل إن كانت المرأة متضررة من الاستمرار مع الزوج فإن لها عندئذ أن تطلب الطلاق منه ولو مقابل مال تختلع به منه.
وعلى أي حال فإن الأولى بالزوج أن يتداوى حرصا على حصول الألفة والمودة بينه وبين زوجته، مع العلم بأن التداوي على وجه العموم ليس واجبا بل هو إما مستحب أو مباح على خلاف بين الفقهاء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: التداوي غير واجب، ومن نازع فيه خصمته السنة. انتهى. وراجعي لمزيد فائدة الفتوى رقم: 30645، وبخصوص عدم صلاة زوجك راجعي الفتوى رقم: 39183، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 شعبان 1428(6/3117)
حكم الانتفاع بمال الوالد الطبيب للأمراض النسائية
[السُّؤَالُ]
ـ[صديق لي أبوه يعمل طبيبا لأمراض النساء والتوليد يسأل عن حكم عمل أبيه وهل ماله حلال أم حرام، وماذا عليه أن يفعل إذا كان مال أبيه حراما وهو مازال يدرس الصيدلة في الجامعة وأمامه 4 سنوات إن شاء الله
ويسأل أيضا بعد التخرج هل يجوز أن يأخذ من مال أبيه ليتزوج ويفتح بيتا.. إلخ؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العمل في الطب مشروع وما يأخذه طبيب النساء أو غيره من الأجر على عمله ضمن الأطر والضوابط الشرعية حلال، وإليك بيان ذلك.. فإن مهنة الطب من فروض الكفايات التي يجب على المسلمين أن يوفروا لها من يستطيع القيام بها على أكمل وجه، ولا مانع أن يتخصص الرجال في أمراض النساء وعلاجهن وخاصة فيما لا يمكن عادة أن يقوم به أغلب النساء المتخصصات، كالعمليات الجراحية المعقدة.
ويجب على الطبيب أن يلتزم بالضوابط الشرعية أثناء ممارسة المهنة والتي منها ألا يكشف إلا عما تدعو الضرورة إلى الكشف عنه، ولا يخلو بمريضة منفرداً، ولا يباشر من العلاج ما أمكن أن يباشره النساء الطبيبات.
وعليه، فإذا كان الطبيب المذكور ملتزماً في مهنته بالضوابط والآداب الشرعية والتي أشرنا إلى بعضها فإن ما يأخذه منها حلال، ولا حرج على صديقك في الاستعانة بما يقدم له من مساعدات مالية ... وإن كان لا يلتزم فيها بالضوابط الشرعية فإن ما نتج عن الحرام حرام، وقد بينا حكم الأكل من طعام من ماله أو كسبه حرام أو مختلط في الفتوى رقم: 6880، والفتوىر قم: 72797 نرجو أن تطلع عليهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 رجب 1428(6/3118)
حكم تناول حبوب السهر
[السُّؤَالُ]
ـ[شرب الحبوب المسهرة حرام أم حلال؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان في حبوب السهر ضرر فإنه لا يجوز تناولها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك وغيره، وكذلك لا يجوز تناولها إذا كان التناول يؤدي إلى فعل حرام أو تضييع واجب؛ كمن يسهر الليل ثم ينام عن صلاة الفجر، فمن القواعد الفقهية: ما أدى إلى الحرام فهو حرام، ووسيلة الشيء كهو. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 14199.
أما إذا خلت من ذلك وكانت للاستعانة بها على طاعة أو مباح فلا مانع منها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الأولى 1428(6/3119)
استشف بالقرآن والدعاء وراجع الأطباء المختصين
[السُّؤَالُ]
ـ[إخواني أتمنى أن تنقذوني من هذه المشكلة الصغيرة ولكن المزعجة جداً جداً، وهي الإحساس بوخز الإبر أو الإحساس بإبر في جميع أنحاء الجسم وهذا الإحساس يسبب حبوبا صغيرة تذهب عندما يتوقف هذا الشعور وهو غالبا ما يأتي في الأماكن التي تكون فيها درجة الحرارة مرتفعة وفي أيام الصيف وهي كثيرا ما تسبب لي إحراجا لما أحس به من حكة في جسمي كله ولا أعرف له حلا كما أنه يأتيني أحيانا في وقت الصلاة ويجعلني ذلك أن أنتهي من الصلاة حتى اذهب لمكان أكثر برودة ليتوقف هذا الشعور، سؤالي: ما هذا الشعور وكيف أتخلص منه وما حلوله؟ أتمنى منكم الإجابة فأنا داخل على فصل صيفي في الجامعة ولا أعرف ما الحل.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك من كل داء ويحفظك من كل مكروه، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى ولزوم طاعته أن تحافظ على الأذكار والأدعية المأثورة، وأن تقرأ على نفسك وتستشير الأطباء المختصين في أمراض الجلد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داء واحدا، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم. رواه أصحاب السنن.
وما دمت قد علمت الأمور التي تسبب لك هذا المرض فإن عليك أن تتجنبها حتى تتمكن من علاجه بالكلية، كما أن بإمكانك أن تستشير قسم الاستشارات بالشبكة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 جمادي الأولى 1428(6/3120)
حكم ترك المريض بدون علاج
[السُّؤَالُ]
ـ[جاءني طفل وعمره الآن بضعة أيام وهو مصاب باستسقاء الدماغ وقيلة سحائية وهو الآن مشلول الأطراف السفلى.... يحتاج إلى إجراء عمليتين واحدة لوضع صمام للدماغ وهي فقط لوقف تزايد الاستسقاء وأخرى للقيلة ولا تؤدي إلى شفائه من الشلل ويبقى مقعدا مشلول الأطراف السفلى وإن لم يعالج هناك احتمالية إصابته بالتهاب السحايا الدماغية مع احتمالية وفاته ... فهل يجوز تركه بدون علاج ونترك الأمر لقضاء الله؟ وجزاكم الله عني خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحياة هبة ومنَّة من الله تعالى يجب الحفاظ عليها، ولا يجوز لمن بإمكانه إنقاذها أو الحفاظ عليها أن يفرط فيها، والمرض الذي لم يعلم علاجه اليوم قد ييسر الله تعالى معرفة علاجه غداً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم. رواه أبو داود والترمذي.
ولذلك فإن عليكم أن تبادروا بعلاج هذا الولد، ولا يجوز لكم تركه للمرض مع القدرة على علاجه أو التخفيف عنه. وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية مع ما أحيل عليه فيها: 46609، 60481، 2727.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 جمادي الأولى 1428(6/3121)
حكم التطعيم بما هو نجس
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مسلمة جديدة من بلغاريا وسؤالي عن التطعيم ضد الأمراض فهل يجوز لنا أن نطعم أولادنا لأن بعض المسلمين في بريطانيا لا يطعمون أولادهم فالتطعيمات في رأيهم حرام لأنها مشتقة من الحيوانات بل ومن أنسجة الأجنة، ويدخل في تكوينها مادة الجيلاتين (المأخوذة من عظام الخنزير) ، ولذا فهم يفتون بعدم تطعيم الأطفال. فأرجو أن تنصحوني أنا والإخوة والأخوات المسلمات هنا في بلغاريا في هذا الصدد؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئاً لك الدخول في الإسلام ونسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على الثبات عليه حتى نلقاه، وزادك الله حرصاً على الخير.
وبخصوص التطعيم فقد سبق أنه من الأسباب المشروعة فلا حرج فيه إن شاء الله، وراجعي في هذا الفتويين 92651 / 85750.وإن وقع شك في مكونات الدواء الذي يكون به التطعيم فيمكن مراجعة الثقات والأمناء من الأطباء المسلمين، فإن ثبت اشتماله على شيء من النجاسات فالأصل أنه لا يجوز التطعيم به ما لم يكن هذا النجس قد استحال استحالة كاملة بحيث لم يبق له أثر، فقد نص الفقهاء على طهارة الأعيان النجسة بالاستحالة. وأما إذا لم يستحل فإن وجد عنه بديل مباح فلا يجوز استعماله هو، وإما إذا لم يوجد البديل المباح فالظاهر أن في المسألة تفصيلا، فإن كان احتمال إصابة من لم يتم تطعيمهم احتمالا راجحاً وكان المرض المخوف حصوله مرضاً خطيراً بحيث يخشى أن يسبب وفاة أو إعاقة دائمة فالظاهر أن هذه الحالة تقترب من الضرورة الملجئة والله جل وعلا يقول:"وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ " وأما إذا اختل واحد من الشرطين فالظاهر عندنا عدم جواز الإقدام على التطعيم بما هو نجس لم تتم استحالته.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 جمادي الأولى 1428(6/3122)
حكم تناول أدوية تضعف الشهوة
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للرجل أخذ أدوية مهبطة للشهوة الجنسية وإن كانت مضرة كي لا يقع في حرام، هذا إذا كان مسافراً تاركا زوجته أو إذا كان مقيما مع زوجتة وكان عليها عذر وإذا لم يكن عليها عذر، لكن نفسيتها لا تسمح له بقضاء شهوته وليس قدرتها الجسمانية ولا يستطيع الزواج من غيرها لأسباب اجتماعية ومادية؟ وجزاكم الله خير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الجواب عن هذا السؤال الذي يتعلق بتناول ما يضعف الشهوة فنقول: إن الأولى بالشباب أن يستخدموا العلاج النبوي لهذا الأمر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الزواج، وأرشد من عجز عن الزواج إلى الصيام فقال: ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.
ولا بأس إذا وجد الإنسان من نفسه شهوة عارمة وخشي الوقوع في الحرام أن يستخدم دواء يخفف ما يجد إذا كان هذا الدواء لا يضر ببدنه وقدرته على الإنجاب، وأما إذا كان لهذا الدواء مضاعفات وأضرار، فينظر هل هذه الأضرار يسيرة أم كبيرة؟ والذي يفصل في هذا الأمر هو الطبيب المسلم الثقة، فإذا كان الضرر يسيراً فيغتفر في مقابل تجنب الفاحشة، وأما إذا كان ضرره كبيراً فلا يجوز تناوله، وعلى المسلم أن يجاهد نفسه على تجنب الحرام، وأن يفارق البيئة التي توقعه في الحرام أو تشجعه عليه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 جمادي الأولى 1428(6/3123)
فلج الأسنان وعلاج اعوجاجها بالتقويم
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد أن أعرف ماذا يعني فلج الأسنان، وهل تقويم الأسنان المعوجة يعتبر فلجا، وهل حرام تقويمها?]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن فلج الأسنان الذي ورد النهي عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله. متفق عليه. وهو التفريق بين الأسنان بالنحت والبرد ... بقصد الحسن.
وأما علاج الأسنان التي بها عيب أو أعوجاج بالتقويم أو بغيره فلا يدخل في النهي كما قال أهل العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: للحسن. ولذلك فليس بحرام، وللمزيد من الفائدة والتفصيل نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3862، 64397، 49680، 57237.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الثاني 1428(6/3124)
هل يضمن الطبيب إذا مات المريض أو أصيب
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخ أكمل تعليمه في مجال الطب ولكنه أصبح لا يريد العمل بهذا المجال بعد أن سمع إحدى الفتاوى التي تلزمه بدفع تعويض للمريض في حالة ارتكابه خطئا وصيام شهرين في حالة موت المريض وخاصة أن نسبة الأخطاء مرتفعة في هذا المجال.
فمنذ 3 سنوات بقي في المنزل حتى عندما طلبنا منه العمل بمجال آخر رفض ذلك
أرجو منكم الإفادة هل هو على صواب لتركه هذا العمل مع العلم بأن أحد أساتذتهم أخبرهم أنهم لن يكتسبوا الخبرة قبل أن يتسببوا في موت عديد المرضى؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمهنة الطب من أشرف المهن لما يتوقف عليها من المصالح، وهي من فروض الكفاية، وقد تتعين إذا لم يوجد لها ما يكفي ممن يصلحون لها.
جاء في الموسوعة الفقهية: ... أما التطبيب مزاولةً فالأصل فيه الإباحة، وقد يصير مندوبا إذا اقترن بنية التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في توجيهه لتطبيب الناس، أو نوى نفع المسلمين لدخوله في مثل قوله تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، وحديث: {من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه} . إلا إذا تعين شخص لعدم وجود غيره أو تعاقد فتكون مزاولته واجبة. انتهى.
وقد بينا من قبل حدود مسؤولية الطبيب في تعاطي الطب، وقلنا إنه لا يضمن إلا إذا تعاطى الطب عن غير معرفة به أو أخطأت يده في عمله.
وأما إن كان خبيرا بالمهنة وطبق القواعد الصحيحة في المسألة ولم يخطئ في شيء منها إلا أن تطبيبه نتج عنه إصابة أو تلف، فهذا ليس عليه إثم ولا ضمان. ولك أن تراجع في جميع هذا فتوانا رقم: 50129.
وعليه، فننصح أخاك بأن لا يرفض الاشتغال بمهنة الطب إذا ثبت أنه يصلح لها. فقد يكون له فيها من الخير ما لا يجده في غيرها من المهن، ولكن عليه أن يحذر من الوقوع في الخطأ، وأن لا يمارس في التطبيب إلا ما هو موافق لقواعد الطب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1428(6/3125)
كيفية رقية العضو المصاب
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف تكون الرقية على العضو المصاب كالجرح والقروح، وما الفرق بين النفث والتفل؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كيفية الرقية الشرعية هي أن يضع الراقي يده على مكان الألم أو المصاب عند القراءة أو إيصال الرقية إليه بأي وسيلة مشروعة، ففي الصحيحين وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح، قال النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه هكذا -ووضع سفيان (راوي الحديث) سبابته بالأرض ثم رفعها- باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا. وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 4310، والفتوى رقم: 13188 نرجو أن تطلع عليهما.
وأما النفث فهو شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل.
وأما التفل فهو أقوى من النفث ويكون معه شيء من الريق، قال ابن منظور في اللسان: النفث أقل من التفل، لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، والنفث شبيه بالنفخ، وقيل هو التفل بعينه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الثاني 1428(6/3126)
يتعين إنشاء مستشفى متخصص لمعالجة المسلمات حسب الإمكان
[السُّؤَالُ]
ـ[من المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها المسلمات في لبنان عدم وجود مراكز ومستشفيات خاصة بالنساء، مما يضطر المرأة المسلمة إلى كشف ما يجب ستره أمام الأجانب حالة العلاج، أو مماطلتها في مرضها حتى تصل إلى حد الضرورة الملجئة لتطبيبها عند رجل، وحتى إن وُجدت الطبيبة لتطبيبها فإن الضوابط الشرعية لا تُراعى سواء في مكان العلاج، أو في مقدار الضرورة المبيحة لكشف العورات، لذا أتوجه إلى سماحتكم بطلب فتوى حول حكم إنشاء مستشفى متخصص لمعالجة النساء المسلمات في مختلف المجالات الطبية، تُراعى فيها أحكام الشريعة الغراء، ويقوم عليها مختصَّات يواكبن التقدم العلمي في مجال طب النساء، ويحفظ عورات المسلمات ويصون أعراضهن، ويحقق مرضاة الله تعالى في حفظ الدين وعمارة الدنيا، فهل إنشاء المستشفى يُعدُّ واجباً شرعياً أم أمراً تطوعياً، ف أفتونا بارك الله فيكم ونفع بعلمكم في الدارين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يتعين على الجماعة المسلمة أن تسعى بقدر استطاعتها في حل هذه المشكلة، وأن توفر مستشفيات للنساء وتوظف فيهن طبيبات مؤهلات، فالقيام بهذا غيرة على بنات المسلمين ومنعا لنظر الرجال إليهن ومسهن وصونا لأعراضهن أمر متعين، لأن حجاب النساء عن الرجال واجب شرعي وما لا يتم الواجب إلا به واجب، كما هو مقرر في أصول الفقه والقواعد الفقهية، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 67456، 56196، 55187، 47114، 43313.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 ربيع الأول 1428(6/3127)
هل يجب التداوي من المرض الخبيث
[السُّؤَالُ]
ـ[لو واحدة عندها مرض خبيث في الصدر والدكاترة أكدوا أن لابد من استئصال الصدر لعدم انتشار المرض في الجسم مع العلم أنني لا أستطيع أو أتحمل نفسياً أن يتم استئصال هذا الجزء وأعرف أن كثيرا من الحالات رغم استئصال الجزء المصاب انتشر المرض في الجسم فهل هنا إثم علي أن أرفض إجراء الجراحة مع العلم أن الدكاترة يحذرون من عدم إجراء العملية.
جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في التداوي أنه مشروع أو مستحب كما حكاه النووي في شرحه على مسلم عن جماهير السلف والخلف، وقد يبلغ أن يكون واجبا إذا أدى تركه إلى التلف، قال الله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً {النساء:29} ، وقال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195} .
وجاء في حاشيتي قليوبي وعميرة: إذا كان به جرح يخاف منه التلف وجب -أي التداوي-. انتهى.
وجاء في تحفة المحتاج: إذا علم الشفاء في المداواة وجبت. انتهى.
هذا هو حكم التداوي إذا علم المرء أن تركه سيؤدي إلى الهلاك، وينبغي أن تعلمي أن الأطباء هم الأولى بتقدير الأصلح في مثل هذا الموضوع؛ لأنه مجال اختصاصهم.
وعليه، فالأحوط لك في الدين هو أن تقبلي إجراء العملية؛ لأن حفظ النفس أو السعي في تطويل الحياة من الواجبات الشرعية. قال الشيخ خليل بن إسحاق –رحمه الله تعالى-: ووجب إن رجا حياة أو طولها ...
ونسأل الله أن يشفيك، ويهيئ لك من الأمر ما هو رشاد.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1428(6/3128)
من كشفت عورتها أمام الطبيب
[السُّؤَالُ]
ـ[عند بداية زواجي ظهر عندي التهابات مهبلية فذهبت وتعالجت منها بطريقة الكي لأن الدواء لم يجد وبقيت الالتهابات مستمرة، لكن غلطتي أن من كشف علي كان طبيبا أي رجل وقد أجرى لي الكي أي أنه شاهد فرجي، وأنا الآن نادمة أشد الندم على ذلك ولا أدري كيف ذهبت إليه، فهل هذا إثم كبير وهل هناك كفارة أم أن التوبة تكفي، برجاء أجيبوني لأن الموضوع يقلقني كثيراً؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك أيتها الأخت الكريمة أن تتوبي إلى الله تعالى من هذا الذنب الذي وقعت فيه، فإن هذا الفعل فيه مخالفة للشرع، وهتك للحياء، فإنه لا يجوز أن تكشف المرأة عورتها أمام الطبيب إلا في حال الضرورة الملجئة، وعند عدم وجود الطبيبة التي تقوم بالعمل. وانظري في ذلك الفتوى رقم: 66153، وليس لهذا الذنب كفارة غير التوبة، ونوصيك بكتم هذا الأمر فلا تخبري به أحداً أبداً خصوصاً زوجك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 ربيع الأول 1428(6/3129)
حكم أخذ الدواء لإطالة الدورة الشهرية
[السُّؤَالُ]
ـ[هل أخذ الدواء لإطالة عمر الدورة الشهرية جائز أم لا؟ وشكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدم الحيض دم طبيعة وغالباً ما ينزل كل شهر ستة أيام أو سبعة ولا يجاوز الخمسة عشر يوماً، فإن جاوزها فهو دم فساد، وهو أذى كما سماه الله أي نجس يمنع المرأة من الصلاة وقراءة القرآن ومعاشرة الزوج وغير ذلك. والأصل أن النساء يرغبن في التخلص منه لا جلبه، بل ذكر بعض الأطباء أن في جلبه بواسطة العقاقير ضرراً على صحة المرأة، لمخالفته لحالها الطبيعي، وإذا ثبت ضرر ذلك فإنه لا يجوز، لأن الله تعالى يقول: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا {النساء:29} ، وروى أحمد والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار. إسناده صحيح.
وإذا لم يكن هناك ضر فلا يحرم؛ كما بينا ذلك في فتاوى سابقة راجعي منها الفتوى رقم: 77934، والفتوى رقم: 55124 ففيها بيان أقوال العلماء في استنزال الحيض.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
20 ربيع الأول 1428(6/3130)
حكم علاج الضعف الجنسي بالقرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز علاج الضعف الجنسي بالقرآن؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القرآن الكريم شفاء وعلاج لكل الأمراض البدنية والنفسية ...
فقد قال الله تعالى وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82} " وقال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ {فصِّلت:44} "
فهذه النصوص وما أشبهها نصوص عامة تشمل شفاء القرآن لجميع الأمراض؛ ولذلك فلا مانع من علاج الأمرض الجنسية وغيرها بالقرآن الكريم.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1428(6/3131)
حكم التداوي بمسح الفرج بزيت زيتون
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا رجل عندي حالة ضعف في الإنجاب وقد ذهبت لمعظم الأطباء بدون فائدة واني أحمد الله سبحانه وتعالى على هذا البلاء وقد سمعت أنه من الممكن أن أقرأ آيات قرآنية علي زيت الزيتون ثم أدهن الخصية والقضيب
فهل هذا حرام أن أضع زيت زيتون مقروء عليه قران في موضع كهذا؟.
أرجو الإفادة وأرجو منكم الدعاء لي بالذرية الصالحة إن ربي سميع الدعاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يوفقك إلى الإنجاب، وأن يرزقك ذرية صالحة تقر بها عينك.
وبخصوص سؤالك فجوابه أنه لا حرج إن شاء الله في مسح الرجل ذكره وخصيته بالزيت المقروء عليه بقصد العلاج إذا كان المحل الذي سيمسح عليه طاهرا.
ونوصيك بالإكثار من الدعاء والذكر والاستغفار. قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-12}
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 صفر 1428(6/3132)
الذهاب إلى الطبيب النفساني لا يتنافى مع الدين
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من الوسواس القهري في الطهارة والصلاة وأمور أخرى منذ فترة وحاولت التخلص منه عن طريق الاستعاذة ولكني لم أستطع وفكرت في الذهاب للطبيب النفسي ولكني أرى أن بذهابي إلى الطبيب النفسي أكون مقتنعة بأن ما عندي لا يذهب بالتدين ولكن بالطب وكأني فضلت الطب على التخلص من الوسواس عن طريق الدين لأني في أوقات كثيرة أكون مقتنعة بأن علاجي يكون بالطب وليس بالدين وأطرد هذا الوسواس من بالي لكن أجد نفسي مقتنعة بذلك كثيرا.
وأخاف أن أذهب للطبيب النفسي فأكون قد أكدت هذا الاقتناع بأن علاجي هو بالطب وليس بالدين ويترتب على ذلك أن أكون كافرة أو مذنبة لأني فضلت الطب على الدين.
هل أذهب لطبيب نفسي أم لا؟
هل إذا ذهبت مع اقتناعي أن علاجي هو بالطب وليس الدين أي فضلت الطب على الدين هل أكون كافرة أم مذنبة؟
إذا كان جوابكم بالذهاب إلى طبيب نفسي فرشحوا لي واحدا مع عنوانه حيث إني أقيم في الإسكندرية وشكرا جزيلاًً الرجاء الرد بسرعة.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله جل وعلا أن يمن عليك بالشفاء العاجل، واعلمي أن ما يصيب المسلم من مرض ونحوه يكون كفارة لذنوبه إذا صبر واحتسب، وعلم أن ما أصابه من ربه.
وأما علاج المرض النفسي أو الوسواس فبشيئين:
الأول: الرقية الشرعية بأن ترقي نفسك أو يرقيك غيرك مع المحافظة على الأذكار والدعاء لله تعالى بصدق وإخلاص.
الثاني: بالذهاب إلى الطبيب النفسي وتناول الدواء المناسب وكلا الأمرين شرعي. فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الرقية وجعلها أحد طرق الشفاء من المرض لقول عوف بن مالك الأشجعي: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك. رواه مسلم.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله من داء إلا أنزل له شفاء.
وعن أسامة بن شريك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت الأعراب، فقالوا: يا رسول الله، أنتداوى؟ فقال: نعم، يا عباد الله تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داءا إلا وضع له شفاء غير داء واحد. قالوا: ما هو؟ قال: الهرم. رواه أحمد.
فالذهاب إلى الطبيب للتداوي لا ينافي الدين وعليه فلا حرج عليك في الجمع بين التداوي بالرقية الشرعية وبين الذهاب إلى طبيب النفس.
وأما ترشيح طبيب نفسي موثوق في الإسكندرية فلا نستطيع تحديد شخص بعينه، ولكن يمكنك سؤال أهل العلم والخبرة في بلدك, وهم سيدلونك بإذن الله تعالى على طبيب نفسي خبير وموثوق.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 صفر 1428(6/3133)
حكم شرب بول الآدمي للتداوي
[السُّؤَالُ]
ـ[هذا سؤال عن صديق لي حديث عهد بالإسلام, وهو يشكو من مرض في معدته, فقال لي إنه قبل اعتناقه الإسلام نصحه طبيب بأن يشرب بوله, ففعل هذا لأيام معدودة, فتحسن حاله.. فسألني إذا كان هذا يجوز لأنه لم يشف بالأدوية الأخرى، فقلت له إن ما أعرفه عن البول بأنه نجس، وعلى المسلم أن يبتعد عن النجاسة ويكون طاهراً، ما عدى بول الإبل فيجوز، لكني لا أجزم في الأمر دون علم، فرأيت أن أكاتبكم وأتمنى أن تفيدونا وتوضحوا لنا المسألة إن شاء الله؟ جزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبول الآدمي نجس باتفاق أهل العلم، وعلى المسلم الابتعاد عنه، ولا يجوز له شربه للتداوي إلا عند تعينه طريقاً إلى ذلك بقول طبيب مسلم ثقة، قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: وأما أمره صلى الله عليه وسلم العرنيين بشرب أبوال الإبل فكان للتداوي، والتداوي بالنجس جائز عند فقد الطاهر الذي يقوم مقامه. وقد فصلنا هذا الأمر بتوسع في الفتوى رقم: 6104 فراجعها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 محرم 1428(6/3134)
حكم تناول عقاقير لزيادة الوزن
[السُّؤَالُ]
ـ[هل استخدام العقاقير من أجل القضاء على النحافة أو على الجسم الرفيع حرام وما هي حدوده؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن جسم المسلم هو مطيته في هذه الحياة، فينبغي له أن يحافظ على صحته وسلامته وقوته حتى يستطيع القيام بأداء الواجبات وبذلك يسعد في الدارين، فإذا كان الجسم نحيفا أو ضعيف البنية ويحتاج إلى زيادة وزن فلا نرى مانعا شرعيا من استعمال العقاقير الطبية لتقويته وزيادة وزنه حتى يصل إلى المعتاد، وهذا من باب التداوي الذي أمر به الشرع، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام. رواه أبو داود.
ويشترط لجواز تناول العقاقير لزيادة الوزن ألا يترتب عليها ضرر أو زيادة وزن فاحش بحيث يعجز صاحبه عن أداء الواجبات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ وغيره. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 56347.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
06 محرم 1428(6/3135)
طلب التداوي أم عدمه
[السُّؤَالُ]
ـ[كنت أناقش مع فتاة من ذلك الحزب الذي كنت سألتكم عنه في المغرب عن أهمية الدراسة وقلت لها عن دور الطبيب فقالت لي إن كان الله يريد أن يبتلي شخصا حتى يكفر عنه سيئاته لماذا نريد أن نحرمه منها كانت تقصد أن لا جدوى من الطبيب ولا الشفاء فتلك نعمة ما رأيكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس صحيحا ما ذكرته الأخت المذكورة إن ثبت ذلك عنها، فإن المرض وإن كان سببا في تكفير السيئات ورفعة الدرجات فقد أرشد الشرع إلى طلب التداوي، فمن الناس من قد لا يستطيع الصبر على المرض فيفوته بذلك كثير من الخير، بل وقد يلحقه شيء من الإثم بالجزع والتسخط من هذا القدر، ومن الناس من قد يقدم على الانتحار بسبب ذلك، بل وقد يحقق بعض الناس في حال صحته وعافيته من المصالح ما قد يفوق ما يحصل عليه بصبره على المرض، ومن هنا نص بعض أهل العلم على أن طلب التداوي قد يكون أفضل في حق بعض الناس، وراجعي تفصيل ذلك بالفتاوى: 9729، 70788، 31887.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ذو الحجة 1427(6/3136)
التداوي بالحرام والنجاسات
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت في التلفاز من أحد المشايخ المصريين وهو معروف بأن الإمام الشافعي رحمة الله عليه شرع بالتداوي بالحرام مثل الكحول فما رأيكم بذلك؟
أفيدوني جزاكم الله.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل حرمة الانتفاع والتداوي بالمحرمات والنجاسات لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث رواه أحمد وأصحاب السنن عن أبي هريرة رضي الله عنه وقال صلى الله عليه وسلم: إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام. رواه أبو داود، وقال صلى الله عليه وسلم في الخمر: ليس بدواء ولكنه داء. رواه مسلم.
ولهذا فلا يجوز التداوي بالحرام ولا بالنجاسة إلا في حالة الضرورة وعدم وجود البديل المباح الطاهر وهذا في باب الضرورات التي تبيح المحظورات فقد قال الله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119} وهذا مذهب السادة الشافعية وغيرهم فقد جاء في المجموع للإمام النووي: وإنما يجوز التداوي بالنجاسة إذا لم يجد طاهرا يقوم مقامها فإن وجد حرمت النجاسة بلا خلاف. وذكر صاحب الكفاف وهو مالكي المذهب اتفاق أهل العلم على منع دواء باطن الجسد بالنجس والحرام واختلافهم في جواز ذلك في الظاهر من الجسد فقال:
وامنع دواء باط ن الأجساد * بنجس واختلفوا في البادي.
وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين التاليتين: 6104، 12265.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو القعدة 1427(6/3137)
ذهاب المرأة إلى طبيب النساء بغير إذن الزوج
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الشرع في ذهاب الزوجة إلي طبيب أمراض نساء (هذا التخصص بالتحديد لما فيه من كشف للعورة) ، مع العلم بوجود طبيبة لنفس التخصص في ذات الوقت وبنفس المكان وعلم الزوجة لغيرة زوجها الشديدة ومنعه لها من الذهاب إلا إلي الطبيبة فقط وكذب الزوجة على زوجها وذهابها إلي الطبيب دون إذنه، علماً بأن الزوجة نفساء وذهبت لفك الخياطة الخاصة بالولادة وإجراء كشف النساء للتأكد من حالتها بعد الولادة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما فعلته هذه الزوجة محرم شرعاً لأمرين هما:
أولاً: وجود طبيبة أنثى تعمل نفس العمل، ولا يجوز للمرأة أن تذهب للطبيب ليكشف عن عورتها إلا عند عدم وجود أنثى لذلك، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 56196، والفتوى رقم: 883.
والأمر الثاني: هو نهي زوجها لها عن ذلك ويحرم عليها معصيته وتجب عليها طاعته ما لم يأمرها بمعصية، وهنا قد أمرها بطاعة فعليها أن تتوب إلى الله تعالى من هذا الفعل توبة نصوحاً، ولو احتاجت المرأة فعلاً إلى طبيب ينبغي أن لا يدعها زوجها تذهب إلى الطبيب وحدها، بل يحضر معها كل تلك الأمور لئلا تحصل خلوة بينها وبين الطبيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1427(6/3138)
حكم مساعدة المرأة لمصاب بحادث سير
[السُّؤَالُ]
ـ[ما هو حكم الحالة التالية: مجموعة من السيدات الملتزمات (نحسبهن كذلك) يركبن سيارة خاصة بإحداهن وفي الطريق تحدث حادثة مرورية أمامهن ولكنها حادثة كبيرة أسفرت عن انقلاب السيارة التي اصطدمت بسور الطريق وكان بها شاب ينزف وقد استطاع أن ينزل من السيارة وكان مصابا ولكنه لم يفقد الوعي.
للأسف لم تقف له أي سيارة من السيارات المارة، فهل على هؤلاء السيدات التوقف للمساعدة؟ وماذا يفعلن للمساعدة؟ لقد اقترحت إحداهن التوقف وإعطاءه ماء مثلا أو المحمول للاتصال بأي من ذويه فهل هذا صحيح (لا إثم فيه) ؟ ما هو الحل الأمثل لهذه الحالة؟
وهل فعلا أنه يحرم قيادة المرأة وحدها لهذا السبب أو مثل هذه الحالات؟
جزآكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا حكم قيادة النساء للسيارات في الفتوى رقم: 2183.
وأما مساعدة مصاب بحادث السير بما يمكن مع الالتزام بالضوابط الشرعية فهو مشروع مرغب فيه، بل قد يكون واجبا إذا تعين عليهن، فليتصلن بالجهات الطبية لترسل له سيارة.
ويشرع أن يعطينه ماء يشربه أو جوالا يتصل به على أهله، بل قد يجب عليهن مساعدته وإنقاذه من التهلكة إن تطلب الأمر ذلك وتعين عليهن بأن لم يوجد من يقوم بذلك غيرهن، فيشرع لهن علاجه إن كن عارفات بالطب ولو استدعى ذلك مسهن له من باب الضرورة.
فقد روى مسلم عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة معها من الأنصار يسقين الماء ويداوين الجرحى.
وفي حديث مسلم أيضا: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 52323، 10021، 25149.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 رمضان 1427(6/3139)
حكم تناول المنشطات الجنسية المصنوعة من الأعشاب
[السُّؤَالُ]
ـ[لقد أرسلت لكم سؤالا ولم تصل أي إجابة ولا أعرف لماذا، بخصوص الحبوب المنشطة جنسياً والتي تكون مكوناتها من الأعشاب وبعض مواد حيوانية يعني من الحيوانات، فهل استخدامها (شربها) حرام أم ماذا، أفيدونا جزاكم الله خيراً عني وعن جميع المسلمين، مع العلم بأن نسبة كبيرة تستخدمه؟ بانتظار الرد.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 77436 بيان حكم استعمال المنشطات الجنسية المكونة من بعض الأعشاب وعظام بعض الحيوانات، كما تقدم في الفتوى رقم: 5385 حكم تناول المنشطات الجنسية عموماً.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رمضان 1427(6/3140)
عدم إنعاش الميؤوس من حياته طبيا.. رؤية شرعية
[السُّؤَالُ]
ـ[فضيلة الشيخ ... حفظك الله
أسأل الله لكم التوفيق في الدنيا والآخرة, أود أن اسأل سماحة الشيخ عن بعض الأحكام للضرورة, وهي كالتالي: ما حكم عدم إنعاش الحالة الميؤوس منها طبيا, علما بأنه لو أن المريض أنعش لربما حجز سريراً في العناية المركزة قد يحتاج إليه غيره من المرضى ممن يرجى برؤه، هل يجوز الأمر (خطيا في الملف الطبي) بعدم إنعاش المريض الميؤوس من حالته طبيا فيما لو حصل له توقف قلبي أو تنفسي مستقبلا، وهل يلزم إخبار الأهل بذلك، هل لكم أحسن الله إليكم أن ترشدونا إلى فتاوى المجامع الفقهية أو اللجنة الدائمة فيما يتعلق بالموضوع؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر -والله أعلم- أنه إذا احتاج إلى الإنعاش شخصان أحدهما ميؤوس من حياته طبياً، والآخر يرجى برؤه إذا عولج، ولم يتوفر إلا جهاز واحد للإنعاش، أن الذي يقدم فيه هو ذلك الذي يرجى برؤه، تغليباً لما هو مرجو على ما هو ميؤوس منه.
وأما لو كان يتوفر من الأجهزة ما يكفي الاثنين معا، أو أن الجهاز قد رُكب بالفعل للميؤوس منه قبل حضور من يرجى برؤه، فالذي نرجحه أنه لا يجوز ترك إنعاشه أو نزع الجهاز منه لصالح غيره، لأن ذلك قتل له.
وينبغي أن نعلم أن اليأس من الشفاء هو قنوط من رحمة الله تعالى، وقد قال تعالى: قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56} ، وقال تعالى: وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87} ، ومن يدري؟ فلعل ما يعجز عنه الطبيب يكون شفاؤه من عند الله بلا سبب، أو بسبب له دواء لا يعلمه المريض أو الطبيب المعالج، قال صلى الله عليه وسلم: ما من داء إلا أنزل الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله. أخرجه النسائي. ولمسلم عن جابر يرفعه: ما من داء إلا وله دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله.
هذا هو الذي نرى رجحانه، مع أن المسألة محل خلاف بين أهل العلم، وكنا قد بينا أقوالهم فيها وما عليه المجمع الفقهي، ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 19923.
ولم نقف للجنة الدائمة للإفتاء على شيء في هذه المسألة.
وأما أمر الطبيب (خطياً في الملف الطبي أو شفهياً) بعدم إنعاش المريض الميؤوس من حالته طبياً، فإن إباحته أو حرمته تتبعان لما يتقرر عند الإنسان من إباحة ترك الإنعاش أو عدم إباحته، ولا يلزم إخبار الأهل بذلك، إلا أنه إذا كان يعلم أن الإخبار به لا تترتب عليه مفسدة جاز له أن يخبرهم وإلا لم يجز.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 رمضان 1427(6/3141)
حقيقة الطب النبوي وحكم الأخذ به
[السُّؤَالُ]
ـ[هل هناك ما يسمى بالطب النبوي؟ وإذا كان هناك ما يسمى بذلك فلماذا لا نتحدث عن الطب لجميع الأنبياء ومنهم عيسى ابن مريم عليه السلام والذي ذكره الله في القرآن في أكثر من موضع؟ وهل يحق لأحد أن يربط بين المهنة وهي الطب بالرسالة والنبوة؟ وما حكم ذلك؟ جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطب النبوي موجود وهو مجموع ما ثبت وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم مما له علاقة بالطب، من أحاديث نبوية شريفة فيها إخبار عن منافع وخصائص لبعض المواد مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: " عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء ". متفق عليه.
أو كان متضمنا وصفات داوى بها النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، أو دعا إلى التداوي بها. كما أنه يتضمن هديه صلى الله عليه وسلم في كل ما تعلق بصحة الإنسان في أحوال حياته من مأكل ومشرب ومسكن ومنكح ...
وقد ثبت بالتجربة عند الأطباء الموثوقين مصداقية ما ثبتت نسبته إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مما لها تعلق بالطب. مع أن بعض الباحثين من المسلمين لا يرون أن الطب له تعلق بالنبوة.
يقول ابن خلدون في تاريخه: وكان عند العرب من هذا الطب كثير، وكان فيهم أطباء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره. والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل وليس من الوحي في شيء وإنما هو أمر كان عاديا للعرب. ووقع في ذكر أحوال النبي صلى الله عليه وسلم من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل. فإنه صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات. وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع فقال: أنتم أعلم بأمور دنياكم. فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنه مشروع فليس هناك ما يدل عليه اللهم إلا إذا استعمل على جهة التبرك وصدق العقد الإيماني فيكون له أثر عظيم في النفع ... وما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله معتمدا في ذلك على التجربة كغيره من الناس فهذا الإشكال في أنه يؤخذ منه ويترك وربما يصح وربما لا يصح، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عدم فائدة تلقيح النحل في الحديث الذي أشار إليه ابن خلدون.
وأما سؤالك: لماذا لا نتحدث عن الطب لجميع الأنبياء ... فجوابه أن الكتب التي أنزلت على أولئك الأنبياء قد بدلت وغيرت، مع أننا إنما أمرنا باتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- لا غيره، ولأن أولئك الأنبياء لو كانوا أحياء لاتبعوا ما جاء به هو، وشرعه ناسخ لجميع الشرائع ومهيمن عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 رمضان 1427(6/3142)
مدى مشروعية تدليك الطبيب الذكر للمرأة
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي هو عن مدى مشروعية ذهاب المرأة إلى الطبيب (رجل) الدلاك (massage) في سائر الأيام وفي رمضان علما أني ما قبلت معالجتي بالدلك (massage) إلا عندما لم ينفعني شيء آخر, أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ذهاب المرأة للطبيب الذكر لا يجوز إلا عند التأكد من عدم إمكانية وجود طبيبة النساء، وبعد أن تدعو الضرورة أو الحاجة الشديدة إليه، ولا حرج في التدليك المباح في رمضان لأن المحرم في رمضان إنما هو الأكل والشرب والاستمتاع.
وإذا تصورنا أنه لا يوجد نساء يقمن بمهمة التدليك فينبغي أن يسأل الأطباء عن مدى حاجة المرأة للتدليك ومستوى اضطرارها إليه؛ لأن مس الرجل للنساء محرم على من لم يضطر إليه لحاجة الدواء أو ما شابهها، ولو افترضنا حالة اضطرار يجوز فيها للمرأة أن يدلك جسمها رجل طبيب فإنه يجب مراعاة الضوابط الشرعية لتطبيب الرجال للنساء ومنها ستر العورة وعدم الكشف عما لا تدعو الحاجة إلى كشفه وعدم الخلوة بها إضافة إلى اختيار الطبيب الأتقى والأورع إن وجد. وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19882، 18716، 14111، 19439.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 رمضان 1427(6/3143)
تناول المنشطات الجنسية المصنوعة من عظام الحيوانات
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا إنسان أعمل ببلد كافر وأرجع على بلدي كل ستة شهور وكما تعرف أنه لما أرجع يصير جماعا بيني وبين زوجتي وأكون متوهجا لكن بعد أسبوع أحس بفتور كثير لذلك أريد أسالك هل يوجد حبوب مثل الفياغرا ما تؤثر على الجسم وهو منشط قوي ويتكون من الأعشاب وبعض من عظم الحيوانات مثل الماعز والغزال وغيرها. فهل هذه المكونات الحيوانية الموجودة في هذا المنتج حرام أرجوكم أفيدونا أفادكم الله؟
وجزاكم عني وعن المسلمين كثير الجزاء.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا من قبل حكم تناول المنشطات الجنسية، ولك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 5385. ثم ما ذكرته عن أقراص الفياغرا من أنها تتكون من الأعشاب وعظام الحيوانات مثل الماعز والغزال وغيرها، فإذا كانت هذه العظام قد عولجت كيميائيا حتى استحالت إلى عين أخرى ثم جعلت في مكونات الأقراص المذكورة فلا حرج في استعمالها، لأن الاستحالة مطهرة لهذه العظام لو فرض أنها نجسة وذلك على القول الراجح من أقوال أهل العلم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 25587. وإذا كانت قد وضعت قبل استحالتها فينظر، فإن علم أنها من حيوان بحري أو من حيوان مذكى مما تحله الذكاة فلا حرج في استعمالها، وإن لم يعلم ذلك وجب اجتنابها لأن الأصل في اللحوم والعظام ونحوها التحريم حتى يثبت دليل الإباحة. قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في منظومته في القواعد الفقهية:
والأصل في الأبضاع واللحوم * والنفس والأموال للمعصوم
تحريمها حتى يجيء الحل * فافهم هداك الله ما يحل
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 رمضان 1427(6/3144)
الضعف الجنسي له أسبابه وأعراضه وعلاجه
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي أرجو أن أجد له إجابة عندكم. أنا شاب أبلغ من العمر 31 عاما غير متزوج والآن بدأت التفكير بالزواج أسأل الله أن ييسر لي بنت الحلال لكن قد تكون مشكلة أو غير ذلك في المنام أو بالأصح عند الاحتلام أرى نفسي ضعيفا جنسيا يعني بالعربي لست كما أرى نفسي في الأيام الطبيعية لكن في الاحتلام ضعيف جدا فهل هذا يدل على أني ضعيف جنسيا أم كما يقال لي من قبل المقربين أن عدم قدرتي في الاحتلام عبارة عن بعدي عن الحرام (عبارة عن بشرى لي أني لن أقترب من الحرام) أفيدوني بارك الله فيكم وكلي أمل أن ترسلوا الإجابة إلى بريدي الالكتروني.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالضعف الجنسي مرض عضوي، وقد يكون نفسيا، له أسبابه وأعراضه وعلاجه، يعرف ذلك أهل الاختصاص في الطب، فيرجع إليهم من كان يعاني من هذا المرض، أو يخشاه.
وأما رؤية المرء أنه ضعيف جنسيا أثناء الاحتلام، فلا نعلم أن ذلك من أعراض هذا المرض أو مما يعرف به!
وأما على ماذا تدل هذه الرؤيا، هل تدل على العفة أم على غير ذلك؟
سؤال يتعلق بتفسير الأحلام، وهذا المجال ليس داخل ضمن اختصاص قسم الفتوى، ولا يوجد بالشبكة قسم يجيب عن هذا النوع من الأسئلة، ولذا نعتذر للأخ عن الإجابة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 شعبان 1427(6/3145)
حكم اقتناء الجراح جهاز شفط الدهون
[السُّؤَالُ]
ـ[السادة موقع الشبكة الإسلامية المحترمين
عناية السادة قسم الفتوى المحترمين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
الرجاء التفضل بالإجابة عن التالي:
أنا طبيب جراح وأعمل في معالجة مختلف الأمراض من الناحية الباطنية وأفكر في الوقت الحالي باقتناء جهاز لشفط الدهون علما" بأن هذا الجهاز يستعمل للرجال والنساء على حد سواء وسأحاول قدر الإمكان العمل بشكل موضعي وبتخدير موضعي للمنطقة المراد شفطها كذلك وذلك تجنبا" لعدم كشف العورات بالنسبة للنساء.
والسؤال: أرجو إفادتي فيما إذا كان اقتناء مثل هذا الجهاز حراما أو يدخله أي جانب من الحرام ذلك أنني والحمد لله متدين وأسعى لرضى الله تعالى أولا وآخرا.
والحمد لله رب العالمين. شاكرين حسن تفضلكم والإجابة ونرجو لكم دوام التقدم والسداد.
أخوكم ... حلب سورية]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن شفط الدهون إذا أدى إلى كشف أي جزء من العورة عند من لا يحل كشفها أمامه من الرجال والنساء لم يجز إلا لضرورة أو حاجة تقرب من الضرورة، وإذا دعت ضرورة إلى إجراء هذه العملية كأن يكون منظر الجسم قد خرج عن المألوف المعتاد بحيث يثير غرابة الناظرين إليه وسخريتهم ونحو ذلك، أو كان لإزالة التشوهات الخارجة عن العادة، أو كان لحماية الجسم من التلف، تفاديا للكسور والالتواءات التي تحصل بسبب زيادة وزن الجسم فلا مانع من إجرائها ولو أدى ذلك إلى الوقوع في محظور كشف العورة، لأن الضرورات تبيح المحظورات، لقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ {الأنعام: 119} .
وإذا كان من يريد شفط الدهون امرأة، فالواجب القيام بالعملية عند طبيبة موثوقة، والعكس إذا كان المريد لذلك رجلا.
ويستثنى من هذا ما إذا تعذر وجود امرأة أو رجل في الحال التي يراد فيها علاج أي من الجنسين، وعلى المعالِج حينئذ أن يحتاط في تجنب ما لم تدع الحاجة إلى رؤيته أو لمسه من جسد الشخص المعالَج.
وبناء على ما ذكر، فلا نرى مانعا من اقتنائك الجهاز المذكور، ويجب التقيد بما ذكر من أحكام معالجة النساء.
ولمزيد الفائدة يمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 54959.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
23 شعبان 1427(6/3146)
الطبيب الممارس يعلم غيره بقدر ما يعلمه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا طبيبة ممارسة أشعة وسونار من العراق عملي في ناحية من الفلوجة أذهب للدوام يوما واحدا في الأسبوع بحكم الظروف التي تعرفونها حاليا عن العراقيين ولأن أهلي في بغداد والخط يأتي يوما واحدا في الأسبوع ولا أستطيع أن أبقى في المستشفى بحكم الظروف المهم الناحية تحتاج إلى أطباء سونار مما دفع طبيبات النسائية أن يضعن في عيادتهن سونار ويفحصن النساء ويتعلمن بالخبرة ولكن هذا على حساب الناس الأبرياء ويأخذن أجور الفحص منهن وهنالك طبعا أخطاء المهم جاءتني في المستشفى طبيبات النسائية لكي أعلمهن لكن لم أعطهن مجالا للتعلم وذلك لأنني أولا ممارسة ولست أخصائية وأنا أحس نفسي باحتياج للتعلم وكثير من الأشياء لا أعرفها ولكني أرسل الناس للأخصائيين رغم أنها مناطق بعيدة عنهم وثانيا أنا حرمت العيادة على نفسي لحين أحس نفسي أني قرأت الكتاب كله وتعلمت فكيف أشجع هؤلاء الطبيبات على أن يتعلمن على حساب الناس ويأخذن أموالا منهم إضافة إلى أنه ليس اختصاصهن ولكن في الفترة الأخيرة جاءتني طبيبة علاقتي جيدة معها وتريد التعلم مع العلم أنها طبيبة نسائية وملتزمة دينيا حسب ما أرى ولست متأكدة لأنني من أهل بغداد وهي من الناحية حيث علاقتي جيدة معها ولكن علاقة سطحية وألحت علي بالتعلم وجلب أقراص كمبيوتر للتعلم فهل أعلمها علما أنني ممارسة للسونار ولست أخصائية وأحتاج الكثير للتعلم وأنتظر قبولي للدراسات لأخذ الاختصاص لأن الدورة التي دخلناها لم تعلمنا شيئا سوى الحصول على لقب ممارسة أشعة وسونار وهي تنوي وضع سونار في عيادتها كبقية طبيبات النسائية وأكيد تأخذ أموالا منهن ولكنها تقول لي إنها تختلف عن البقية وإنها إن لم تكن متأكدة من التشخيص فلن تتورط ماذا أفعل؟ هل أعلمها؟ أم أنني سوف أشارك في الحرام؟ أرجوكم أفيدوني أفادكم الله وأنا سوف أعمل بما تقولون.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن غلب على ظنك أن صديقتك لن تتورط في عمل ما لم تكن متأكدة من صحته فلا حرج عليك إن شاء الله في تعليمها ما تعلميه من هذه المهنة؛ نظرا لحاجة الناس، ولعل الله ينفع بها بعض المحتاجين. وبيبني لها خطورة خطأ الطبيب إن لم يكن متمرسا في عمله، فقد ثبت في الحديث: من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن. رواه أبو داود والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وأكدي عليها في الرجوع للأطباء الأخصائيين في هذا المجال واستشارتهم دائما حتى لا يتسبب تشخيصها في الإضرار بالناس، فقد ثبت في الحديث: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 57694، 55184، 50129، 5178، 5852.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 شعبان 1427(6/3147)
الرقية من آلام البروستات
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي يتعلق بالرقية الشرعية. علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نضع يدنا مكان الألم ونقرأ القرآن أو ندعو بما ورد عنه من رقى , ولكن لو كان مكان الألم في منطقة لا يليق فيها وضع اليد وذكر الله ماذا يفعل الشخص. معي احتقان بغدة البروستات ومعروف أنها تحت المثانة تشريحياً ويقوم الأطباء بفحصها عبر فتحة الشرج ومن المعروف أن استجابتها للمعالجة الدوائية بطيئة جداً جداً وأنا أعاني منها منذ سبع سنوات وقد سببت لي فقدان شهوة جنسية وفقدان انتصاب.الرجاء إفادتي هل يمكن قراءة الرقية الشرعية على البروستات في هذا الموضع أي منطقة العجان؟
وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بين الله تعالى أن القرآن الكريم شفاء للناس فقال سبحانه: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا {فصلت: 82} ، ففي القرآن شفاء معنوي للقلوب وشفاء حسي للأبدان، وقد روى مسلم عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. فمقتضى هذا الإطلاق أنه لا مانع من وضع اليد على الموضع الذي به الألم أيا كان ما دام طاهرا، كما أنه لا مانع من غسله بالماء المقروء فيه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
28 جمادي الثانية 1427(6/3148)
رش الجسم بالماء المقروء عليه
[السُّؤَالُ]
ـ[أمي مريضة وهي الآن بالمستشفى وجلبت ماء زمزم قرأ به شيخ به من آيات القرآن الكريم فهل يجوز مسح المنطقة التناسلية بقليل من هذا الماء لوجود بعض التسلخات الجلدية بها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أنه لا بأس برش سائر جسم المريض بالماء المذكور لأنه من باب الاستشفاء، فإن من الطرق المشروعة النافعة أن يقرأ القرءان في إناء ماء ثم يشربه المريض أو يغتسل منه وقد سبق توضيح ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 9922 / 61462 / 7195.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الثانية 1427(6/3149)
طلب الماء المقروء عليه هل هو من الاسترقاء
[السُّؤَالُ]
ـ[شخص أعرفه ذهب إلى راق ليرقيه فأعطاه الراقي ماء مقروءا فيه قرآن , وفي يوم من الأيام أحسست بألم فطلبت من هذا الشخص الذي معه هذا الماء أن يعطيني منه لأشرب منه , هل يعتبر هذا الفعل مني مثل فعل من استرقى، علما أني كما هو مبين من السؤال لم أذهب إلى الشيخ وأطلب منه الرقيا وإنما طلبت من زميلي الماء الذي قرأ فيه الشيخ؟ أرجو توضيح الجواب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أن الذي أقدمت عليه داخل في الاسترقاء لأنك إنما طلبت من ذلك الشخص بعض الماء المذكور لتشربه رقية لك مما تعانيه من ألم، مع التنبيه على أن الاسترقاء المشروع جائز وليس بمحرم ولا مكروه، ولكنه ينافي كمال التوكل كما تقدم في الفتوى رقم: 9468، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 13186، والفتوى رقم: 51215.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 جمادي الثانية 1427(6/3150)
حكم عدم إخبار المريض بحقيقة مرضه
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا صاحب السؤال رقم 2119944 لقد وصلتني إجابتكم جزاكم الله خير إلا أني أردت أن أستوضح ما ورد في إجابتكم من أنه لا حرج عليَّ في ما فعلت إن كان عن رضى منها مع العلم بأن الأطباء ألمشرفين عليها قرروا بأن لا يعلموها بنوعية مرضها وأوصوني بأن أحرص على أن لا يخبرها أحد عن مرضها الخطير هذا حتى لا تصدم وتتعذب بقية أيامها؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقصود أنها إن كانت راضية بإخراجها من المستشفى ولا تصر على البقاء للعلاج فلا حرج عليك في إخراجها عملا بمشورة من نصحوك من الأطباء بذلك؛ لأن التداوي غير واجب. فلها أن تتداوى ولها أن لا تتداوى كما بينا في الفتوى رقم: 30645، ولا حرج عليك في عدم إخبارها بمرضها عملا بنصيحة الطبيب إذ لا فائدة من إخبارها سوى ألمها النفسي, فالأولى ألا تخبر. وننصحك أن تدع الوساوس, واستعذ بالله من الشيطان الرجيم كلما عرض لك شيء من ذلك, واستغفر لأختك وترحم عليها.
ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجيرنا وإياك وجميع المسلمين من الجنون والجذام ومن سيء الأسقام, وأن يمن علينا بعفوه وعافيته ومعافاته الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 جمادي الأولى 1427(6/3151)
إخراج من أشرف على الموت من المستشفى ليموت بين أهله
[السُّؤَالُ]
ـ[لي أخت أصيبت بمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز حيث انتقلت إليها العدوى من زوجها الذي يعمل بالمهجر، وبعد أن توفي زوجها بسبب هذا المرض أجرت هي تحاليل فتبين أنها حامل للفيروس وبقيت تعيش بيننا مدة تقريبا خمسة سنوات إلى أن بدأت تظهر عليها علامات المرض فأحالها طبيبها الذي يعالجها بالبلدة إلى المستشفى المختص بالأمراض المعدية الموجود بالعاصمة حيث أقامت هناك عدة أشهر إلى أن ساءت حالتها وبلغ بها المرض المرحلة الثالثة أي آخر مرحلة حسب ما أعلمني به الطبيب المشرف عليها بحيث قد أصبحت نحيفة جدا وتبتلع الطعام بصعوبة كبيرة نتيجة التهابات في الجهاز الهضمي مع بعض الأمراض الجلدية الأخرى التي أصيبت بها بحيث كانوا يجرون لها تحاليل الدم تقريبا يوميا بحيث خربت يداها بسبب إبر سحب الدم كما كانوا كذلك يجرون لها بانتظام عملية الكشف بالمنظار للجهاز الهضمي حيث كانت تتعذب كثيرا جراء هذا الكشف لما كان يصاحبه من أوجاع وآلام وجربوا معها جميع أصناف الأدوية لكن دون جدوى لأن مناعتها تكاد تكون منعدمة حسب ما وضح لي الطبيب وكنت أنا على اتصال دائم بالأطباء لمتابعة حالتها، وفي يوم من ألأيام عندما ساءت حالتها كثيرا ولم تعد الأدوية تجدي معها نفعا اتصلت بطبيبها الذي يعالجها بالبلدة وهو طبيب سابق بالمستشفى المختص بالعاصمة وتحدثت معه عن وضعيتها فقال لي بالحرف الواحد إذا كان الموت حق فلماذا العذاب باعتبار أنها بلغت المرحلة الثالثة من المرض أي المرحلة الأخيرة فنصحني بأن أخرجها من المستشفى لتقضي بقية أيامها بالقرب من أبنائها أفضل من أن تتعذب وتبقى بالمستشفى يجرون عليها التجارب بشتى أنواع ألأدوية دون جدوى فتوجهت على الفور إلى المستشفى وتحدثت مع طبيبها المباشر هناك حيث أعلمته بما نصحني به طبيبها الذي في البلدة ألذي كان يعمل معهم سابقا بنفس المستشفى وهو يعرفه جيدا، في الأول قال لي نحن بصدد علاجها ثم صمت قليلا وبعدها وافق على إخراجها من المستشفى حيث قضت بعد ذلك قرابة ألأسبوع مع أبنائها ثم توفيت، فهل يا ترى تصرفي كان صحيحا بالعمل بنصيحة طبيبها الذي في البلدة أم كان علي تركها في المستشفى، لقد أرهقني هذا الأمر كثيرا. الرجاء أن تجيبوني وبارك ألله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك فيما فعلت إن كان عن رضى منها، ونرجو أن تثاب على عنايتك بها وشفقتك عليها، وينبغي أن تكثر من الاستغفار لها والدعاء بالرحمة والمغفرة، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 30645.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 جمادي الأولى 1427(6/3152)
الاستعانة بالأعشاب على إنجاب الذكور
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الاستعانة بالأعشاب والأدوية في إنجاب الأولاد الذكور. بمعنى أن يستعين الشخص بالوصفات ليرزق بالولد الذكر مع العلم أنه لديه خمس بنات؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعا من استعمال الأعشاب المباحة والأدوية غير المضرة للاستعانة بها على إنجاب الذكور أو الإناث، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة عليه في الفتوى رقم: 6469، نرجو أن تطلع عليه للمزيد من الفائدة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 جمادي الأولى 1427(6/3153)
الرقية بالقرآن من أعظم أسباب الشفاء
[السُّؤَالُ]
ـ[أريد منكم أن تفيدوني بارك الله فيكم لي ابن عم تزوج منذ ثلاث سنوات ولم يرزق بالخلف بعد وعندما أصررت عليه أن يذهب هو وزوجته الى الدكتور من أجل إجراء بعض الفحوصات أخبرني بأن زوجته تخاف من الجماع حتى الآن حيث إنه يوم الزفاف بقيت تتدخل عليه بأن لا يقربها وتصرخ إذا أراد الاقتراب منها حتى عشرة أيام وبعدها أجبرها إجبارا مع العلم أنها تحبه حبا كثيرا جدا كما أنه كتب عليها الكتاب قبل سنتين من الزفاف أي لم يكن غريبا عليها وكذلك حاليا عندما يجامعها تتوتر وتشد جسدها حتى في الحالة الطبيعية للجماع عندما تكون مستلقية على ظهرها حتى أنه لم يأخذ راحته منذ الزواج وهو يقول بأن هذه الحالة هي السبب في تأخير الحمل عند زوجته فما نصيحتكم بارك الله فيكم وهل يحتمل وجود سحر بينهم وما هو الحل برأيكم؟ وبارك الله فيكم.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنصيحتنا أن يسأل أهل الاختصاص في هذا الأمر، ويمكن الكتابة إلى قسم الاستشارات في الشبكة، فهناك قسم للاستشارات الطبية والنفسية، ونرجو أن يجد عندهم حلا لمشكلته، ولا بأس بقراءة الرقية الشرعية، فإن قراءة القرآن والرقية به من أعظم الأسباب للشفاء من جميع الأسقام بما فيها العقم، لأنه شفاء كما قال تعالى: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين (الاسراء: 82) .
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
22 ربيع الثاني 1427(6/3154)
التداوي بلبن الحمير
[السُّؤَالُ]
ـ[ماهو الحكم الشرعي فيمن تناول حليب الحمير كعلاج للسعال الحاد؟
جزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في حكم شرب لبن الحمير للتداوي فمنعه بعضهم وأباحه آخرون, قال ابن مفلح في الآداب: وقال في رواية حنبل في ألبان الأتن: لا تشرب ولا لضرورة، ونقل عنه ابن منصور وجماعة في مريض وصف له دواء يشربه مع ألبان الأتن: لا تشربه. وروى أبو بكر بن أبي شيبة بإسناده عن الحسن أنه سئل عن ألبان الأتن فقال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحومها وألبانها.
وذكر الحطاب في مواهب الجليل عن ابن رشد عن مالك: إنه لا بأس بالتداوي بلبن الأتان مراعاة للخلاف في جواز أكلها حكى ذلك ابن حبيب عن مالك وسعيد بن المسيب والقاسم وعطاء وروى إباحة التداوي بها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإلى إجازة ذلك ذهب ابن المواز انتهى.
قال ابن مايابي الشنقيطي في نظمه لنوازل العلوي مشيرا إلى قول مالك فيها:
ولبن الحمير للدواء * أجازه الإمام ذو اللواء
ومثله في لبن الخيول * مع البغال قاله الجزولي
وكذا أجازه الشافعية بناء على قاعدتهم في جواز التداوي بالنجس من الأبوال كما نص عليه الشربيني في مغني المحتاج, قال النووي في المجموع: وإن كان ينتفع به في التداوي حل التداوي به. أي للنجس.
واختلف الأحناف فيه فمنهم من أجازه للتداوي ومنهم من منعه, قال الحموي في غمز عيون البصائر: وفي اللآلئ التداوي بلبن الأتان إذا أشار إليه ولا بأس به. قال صدر الشهيد: وفيه نظر، لأن لبنها حرام، والاستشفاء بالحرام حرام. انتهى. قلت هذا يخالف ماذكر في التداوي بالدم والبول انتهى. ويجب حمله على ما إذا لم يوجد ما يقوم مقامه. وكذا قال الزيلعي في تبيين الحقائق.
وخلاصة القول في ذلك أن التداوي به جائز إذا تعين دواء دفعا للحرج والمشقة في تركه وما جعل عليكم في الدين من حرج ولكثرة فوائده قال ابن مفلح في الآداب: قد ذكر الأطباء أن لبن الأتن قليل الدسومة رقيق يشد الأسنان واللثة إذا تمضمض به بخلاف غيره من الألبان، جيد للسعال والسل ونفث الدم إذا شرب حليبا حين يخرج من الضرع وينفع من الأدوية القتالة والزحير وقروح الأمعاء وهو غير موافق لأصحاب الصداع والطنين والدود.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
12 ربيع الثاني 1427(6/3155)
أمور تفعل للوقاية من موت الجنين
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا أطلب العون ليهدأ بالي، كنت حاملا وأنا في الشهر الثامن توفي الجنين في بطني وحزنت كثيرا لأنه لدي 3بنات وكان المولود ذكرا ولم يعرف أحد من الأطباء سببا للوفاة غير أنه مجهول السبب لأنه لا سبب علميا لحدوث ذلك، وأنا أؤمن بأن ذلك قدري من الله وأعرف أنه لو اجتمع الكون على شيء لمضرتي لن يضروني إلا بشيئ قد قدره الله لي، لكن أنا عندما أحمل تأتي إلي امراة في المنام تريد أن تضر حملي فتركلني ليموت الجنين أول حمل لي قلت هذا مجرد حلم فنزل الحمل وأنا في الشهر الثالث وفي الحمل الثاني عاودتني فقيل لي هذه قرينة أو تابعة فذهبت وكتبت عند أحدهم آيات قرآنية وتم الحمل وفي كل حمل تأتي وكنت أكتب ولكن هذه المرة حملت وكنت بعيدة عن أهلي وكانت تأتي وقلت أنا سأتكل على رب العالمين وهذه كلها مجرد أوهام وفرحت عندما تجاوزت الشهر الثالث لأنه كما سمعت هي تقتل الجنين في هذه الفترة واستمرت تأتي في الحلم وأنا أدفعها عني إلى أن وصلت للشهر الثامن ومن دون أن يحصل أي شيء توقفت حركة الجنين وذهبت للطبيب وقال لي إن الجنين مات، وأنا الآن لا أعرف هل أصدق أن القرينة التي معي هي من قتله أعرف أنه حكم رب العالمين هل أذهب وأكتب إذا حملت وأنا أخاف أن يكون ما أفعله شرك بالله، أرجوك أرح بالي لقد كنت فرحة بهذا الولد وأنت تعرف 3بنات وأريد لهم أخا لكن فجاة تدمرت فرحتي إن لم أقل حياتي كلها وطباعي كلها تغيرت وأنا أصلي وأقرأ القرآن بحمد الله ولكن لا أستطيع أن أنسى فرحتي الكبيرة جدا التي حرمت منها ولا يمر يوم إلا ودموعي على وجهي وأدعو الله أن يؤجرني في مصيبتي ويرزقني خيرا منها
شكرا لقراءتك رسالتي وأرجو أن تفيدني ما أفعل لكي لا يكون ما أفعل شركا بالله، وكيف أقي نفسي من هذه التابعة إن كان هذا صحيحا، فاسألوا أهل الذكر فأنا لا أعرف طريق الهداية ليهدأ بالي، ولكم كل الشكر والامتنان.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أنه ما من مصيبة تصيب المرء إلا وهي بتقديرالله تعالى يبتلي بها عباده، قال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ {الحديد: 22} وقال سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11} قال قتاد ة رحمه الله: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 19686، فالذي نوصيك به الاستمرار في استحضار الإيمان بالقدر، فهو من أفضل ما تتسلى به نفسك في مثل هذا الحال، وهو أيضا من خير ما يعينك على الصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، وتراجع الفتوى رقم: 5249، واعلمي أن اختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه فلا تجزعي ولا يعظم حزنك على ما فاتك فالله عزوجل قادر على أن يعوضك خيرا منه، فأحسني الظن بالله وأعظمي الأمل والرجاء فيما عنده، فما عند الله خير، وينبغي أن تستمري في بذل الأسباب للوقاية من المكروه مع الاستعانة بالله، روى مس لم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. ومن أعظم هذه الأسباب الإكثار من الدعاء، وراجعي في فضل الدعاء الفتوى رقم: 1044، ومن هذه الأسباب أيضا الرقية الشرعية، والرقية الشرعية نافعة على كل حال، وراجعي الفتوى رقم: 4310، وحافظي على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم وأذكار دخول الخلاء والخروج منه، والواجب الحذر من إتيان الدجالين وما ذكرت من كتابة الآيات القرآنية فإن كنت تقصدين بها التمائم التي تعلق فراجعي في حكمها الفتوى رقم: 4137، ثم إنه لا بد من الاستمرار في مراجعة أهل الخبرة والاختصاص من الأطباء فقد يكون السبب مجرد مرض عضوي، وما يخفى على بعض الأطباء قد يعرفه البعض الآخر.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ربيع الثاني 1427(6/3156)
التداوي بالرقية الشرعية والحجامة
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا قمت بالحجامة لأول مرة، فهل فيها فائدة في الشفاء مع العلم أنني لدي مدة عام وأنا أقوم بالرقية الشرعية هل أنا شفيت أم لا؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الرقية الشرعية شفاء من الداء وكذا في الحجامة شفاء منه، ومن جمع بينهما فقد يحصل له الشفاء بالرقية وقد يحصل بالحجامة وقد يحصل بهما بإذن الله تعالى، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 18622،
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
09 ربيع الثاني 1427(6/3157)
العرنيون والتداوي بأبوال الإبل وألبانها
[السُّؤَالُ]
ـ[قرأت فى السنة أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر العرنيين أن يلحقوا بإبل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها.
فما الحكمة من ذلك؟ ومن هم العرنيون؟
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقصة العرنيين ثابتة في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضى الله عنه: أن ناسا أورجالا من عكل وعرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام وقالوا: يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف, واستوخموا المدينة. فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وبراع وأمرهم أن يخرجوا فيه, فيشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا حتى كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم, وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود, فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم, وأمر بهم فسمروا أعينهم, وقطعوا أيديهم, وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم. متفق عليه واللفظ للبخاري.
وللحديث روايات كثيرة في الصحيحين وغيرهما ومناط الحديث عنها هنا هو إذنه صلى الله عليه وسلم لأولئك النفر بشرب أبوال الإبل وألبانها لما استوخموا المدينة وأصابهم ما أصابهم, ففي رواية لمسلم ذكرها ابن القيم في الزاد: أنهم قالوا يارسول الله إنا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا وارتهشت أعضاؤنا ... وعند النسائي: فاجتووا المدينة حتى اصفرت ألوانهم وعظمت بطونهم ... فدل ذلك على أن أبوال الإبل وألبانها دواء لمثل ما أصابهم وهو الاستسقاء إذ نفعهم العلاج وصحوا كما في رواية البيهقي ... فلحقوا براعي الإبل فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صلحت بطونهم وألوانهم. ومما يدل على ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم. رواه أحمد والطبراني وفي سنده مقال إلا أن له شواهد تقويه. والداء الذي أصابهم هو داء استسقاء البطن كما ذكرنا. قال ابن القيم في زاد المعاد: والدليل على أن هذا المرض كان الاستسقاء مارواه مسلم في صحيحه في هذا الحديث أنهم قالوا إنا اجتوينا المدينة فعظمت بطوننا وارتهشت أعضاؤنا ـ وذكر تمام الحديث ... والجوى: داء من أدواء الجوف - والاستسقاء: مرض مادي سببه مادةغريبة باردة تتخلل الأعضاء فتربو لها إما الأعضاء الظاهرة كلها، وإما المواضع الخالية من النواحي التي فيها تدبير الغذاء والأخلاط وأقسامه ثلاثة: لحمي وهو أصعبها، وزقي، وطبلي. ولما كانت الأدوية المحتاج إليها في علا جه هي الأدوية الجالبة التي فيها إطلاق معتدل، وإدرار بحسب الحاجة وهذه الأمور موجودة في أبوال الإبل وألبانها، أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ... انتهى
ويذكر أهل الطب لألبان الإبل وأبوالها فوائد عظيمة ذكر منها ابن القيم منها جملة في زاد المعاد والطب النبوي يحسن الوقوف عليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1427(6/3158)
أحكام خاصة بمرض إنفلونزا الطيور
[السُّؤَالُ]
ـ[الأخ الفاضل: سيدي الشيخ
أسأل الله تعالى أن ينفع بكم وبعلمكم، ويجعلكم ذخراً للإسلام والمسلمين، لدي بعض الأسئلة تتعلق بموضوع انفلونزا الطيور، ولكن هذه الأسئلة من الناحية الشرعية وما يتعلق بهذا المرض من أحكام شرعية، وذلك لأغراض البحث العلمي، أسأل الله أن أجد منكم إجابة شافية ...
1- هل يجوز السفر والتنقل بين الأقطار في حال وجود إنفلونزا (الحجر الصحي) ؟
2- هل الميت بهذا الوباء يعتبر شهيداً (قياساً على الطاعون) ؟
3- نرى أنه يتم إعدام الطيور بطريقة سيئة جداً (مثل الحرق والدفن وهي حية) هل هذا يجوز، علماً بأنه يتم إبادة كل الطيور المصابة وغير المصابة؟
4- ما حكم من يفرط في التبليغ عن وجود الوباء في مزرعة أو منطقة معينة قد تتسبب في قتل أناس آخرين؟
5- هل يجوز أن لا يصلي المصاب بهذا المرض في المسجد أو يؤدي العبادات الشرعية جماعة تخوفاً من العدوى؟ أفيدوني أفادكم الله؟ وأحسن عملكم، وأطال عمركم في كل ما فيه خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمرض إنفلونزا الطيور لم يبلغ حد الوباء العام، فإنه لم يظهر في عدد كبير من البلاد، وحتى البلاد التي ظهر فيها فإن نسبة المصابين به قليلة، وقد اختلف اهل العلم في النهي الوارد عن الفرار من الأرض التي ظهر بها الوباء هل هو خاص بالطاعون فحسب أم أنه يعم سائر الأوبئة؟ والراجح لدينا أن الأوبئة غير الطاعون لا تأخذ نفس الحكم في الفرار، أو الشهادة عند الموت بها إلا إذا كانت في البطن، وراجع للتفصيل في ذلك الفتوى رقم: 31701، والفتوى رقم: 46185.
والمنهي عنه في الطاعون هو خروج الفرار من قدر الله، لكن لو خرج الإنسان بقصد التداوي فجائز، وراجع للتفصيل في ذلك الفتوى رقم: 32534.
وقد سبق أن بينا أنه لا مانع من قتل الطيور إذا علم أنها تحمل فيروساً يمكن أن يلحق بسببه ضرر على الإنسان، إلا أن قتل الطيور لا يجوز أن يكون بالحرق إذا أمكن غيره، وراجع للتفصيل الفتوى رقم: 72147.
وإذا علم مسلم بأن مكاناً ما ظهر فيه هذا المرض وجب عليه أن يبلغ الجهات المختصة لتتخذ الإجراءات المناسبة التي تحول دون انتشار المرض، وذلك من النصيحة الواجبة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه الإمام مسلم في صحيحه.
ولا يجوز للمسلم أن يترك الصلاة مع الجماعة حتى في الأماكن التي ظهر فيها خشية الإصابة بهذا المرض لأنه لم يثبت أنه ينتقل من إنسان لآخر، لكن لو ثبت ذلك، فإنه يكون عذراً في ترك الجماعة في الأماكن التي قد حصل بها فعلاً وفشى فيها دون غيرها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 32375.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
24 ربيع الأول 1427(6/3159)
التداوي بقراءة سورة البقرة
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
كثيراً ما نقرأ في المنتديات أن من الوسائل للشفاء هو قراءة سورة البقرة يومياً، واستفساري عن مدى صحة هذا التخصيص، وإن كان له أصل؟ هذا وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن القرآن الكريم شفاء وعلاج لما يجده المسلم من أمراض نفسية أو جسدية.... وهو كذلك وقاية مما يخافه ... كما قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82} ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {يونس:57} .
وبخصوص سورة البقرة فإنها تطرد الشياطين وتبطل السحر بإذن الله تعالى، وقد صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم وغيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. وقال صلى الله عليه وسلم: اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. رواه مسلم، والبطلة السحرة، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 57113.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
17 ربيع الأول 1427(6/3160)
من أدب المريض وما يقوله من ابتلي بالهم
[السُّؤَالُ]
ـ[منذ أربع سنوات ونصف بدأت حياتي فى التدهور فتصيبني الأمراض وعندما أذهب إلى الطبيب يقول لي إن مرضك هذا يمثل لغزا لنا ولا نعرف ما هو هذا المرض، ومرضا آخر يسميه كل طبيب أسما مختلفا عن الطبيب الآخر، ويعالج الدواء المرض لفترة قصيرة ثم يعود المرض ثانية، هذا بالإضافة الى مقدار الهم والغم والانقباض الذى يلازمني طول الوقت؛ مما قلب حياتي رأسا على عقب، فلا أستطيع النوم الكافي، ولا استطيع القيام بأي عمل، فما هي هذه الحالة، ولاعتقادى بأن حالتي هى عين أو حسد فإنني أصبحت أعطي أهتماما كبيراً جداً للعين والحسد وأخافهما في حياتي، فهل هذا الاهتمام والخوف فيهما مخالفة شرعية، وما هو الحل لحالتي؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرت أنه قد أصابك من الغم والانقباض الذي قلت إنه يلازمك طول الوقت فإن له علاجاً من السنة يمكنك أن تستعين به، وهو ما رواه الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً. قال فقيل يا رسول الله: ألا نتعلمها، فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
وبالنسبة للأمراض التي ذكرت أنها تمثل لغزاً عند الأطباء، ويختلفون في تسميتها، ولم تجد نفعاً للأدوية التي تأخذها لها، فنريد أن نبين لك فيها عدة أمور:
1- أن أكثر الناس يعانون من أمراض قد تكون أشد بكثير من هذه الأمراض التي تشكو منها أنت، فلا تحزن ولا تقلق.
2- أن لكل مرض دواء، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري. ولأبي داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحداً، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم.
3- أن تعلم أن خير الأدوية وأنفعها الدعاء، قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186} ، وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60} ، وعلى الداعي أن لا يغفل عن قوله تعالى: فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي.
4- أن ما ذكرته من الابتلاء تكفر عنك به الخطايا وتمحى السيئات، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب ولا نصب، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه مسلم. فعليك -أيها الأخ الكريم- بالرضا والتسليم والصبر لتفوز بهذا الخير الكثير.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
14 ربيع الأول 1427(6/3161)
الاستشارة المباشرة للطبيب أولى وأنفع
[السُّؤَالُ]
ـ[الساده المشرفين في موقع إسلام ويب أتوجه إليكم بخالص الشكر لمل تقدمونه من عون للمسلمين فى بقاع الأرض. أما بعد:
فاود أن أعرض مشكلتي التي لا أرى لها حلا وأرجو أن تعينوني في حلها , في مراهقتي كنت أقوم ببعض الأشياء التى لم أكن أدرى عواقبها فكنت كثيرا ما أعبث بجسدى وأقوم بإدخال أشياء فيه عن طريق فتحة الشرج , وكنت أقوم بذلك على سبيل التسليه , وكنت على هذا الحال طوال سنين مراهقتي وعندما كبرت أدركت أن ما كنت أفعله هو أمر خاطئ ولكن للأسف أدركت ذلك بعد فوات الآوان , فقد تضررت صحيا من هذا الأمر حيث توسعت الفتحه الشرجيه بعض الشئ مما سبب لي أذى نفسي يلازمني حتى الآن وشعور عام بالضياع وخوف متواصل من أن يعرف أهلى بالأمر فيظنون بى الظنون وينبذونني وقد زاد الأمر سوءا فقد أصبت بالبواسير ولكنى لا أستطيع الذهاب إلى الطبيب حتى لا يتهمنى باللواط وهو أمر لم أرتكبه فكيف الخروج من هذا المأزق. وأحيطكم علما بأنى قد تبت إلى الله مما كنت أفعله وأنا أواظب على صلاتي والحمد لله منذ أن كنت في الرابعة عشرة من عمرى وأصوم والحمد لله في رمضان وغير رمضان وقد دعوت الله كثيرا في صلاتى أن يغفر لي ويقبل توبتي ويسترني فهل يستجيب الله دعائي وهل من مخرج لهذه الورطة. أرجو أن تسعفوني بالإجابه فأنا أعيش عذابا مقيما لا أستطيع معه التركيز في عملي أو دراستي؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننصحك بمواصلة دعاء الله تعالى أن يصرف عنك ما أصابك فهو الشافي المفرج للكروب، ويمكنك إن كنت تستحي من عرض مشكلتك على الأطباء مباشرة أن تسأل عنها بعض المواقع التي تعنى بالأمور الطبية، إلا أن الاستشارة المباشرة للطبيب أولى وأنفع لك إن شاء الله, ولا تخف من إفشاء السر فكثير من الأطباء أمناء إذا استكتموا على الأسرار.
وراجع في الطهارة من أثر الباسور وفي مشروعية التداوي وأسباب استجابة الدعاء وعدم حصول المؤاخذة على ما فعل في الصبا الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 3028، 49953، 62212، 65491.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
26 صفر 1427(6/3162)
بخاخ الربو للصائم وتداوي مريض الربو يالقرآن
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا مريض بالربو مند الخامس من عمري وأتألم كثيرا عند النوبات. فهل هناك علاج قرآني لمرض الربو؟ وهل توجد آيات أو أذكار أتلوها إذا أتتني نوبة الربو؟ وأخيرا هل يجوز لي استعمال البخاخة وأنا صائم؟ وهل هناك دواء بالأعشاب؟ وشكرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق بيان حكم استخدام بخاخ الربو للصائم وذلك في الفتوى رقم: 43253، والفتوى رقم: 25751.
أما عن رقية علاج الربو فلا نعلم رقية مخصوصة له, لكننا لا نرى مانعا من دخول علاج الربو بالقرآن ضمن الرقية العامة للاستشفاء بالقرآن دون تخصيص آيات معينة وراجع في هذا الفتوى رقم: 9800، والفتوى رقم: 22104، والفتوى رقم: 64489.
أما عن دواء الأعشاب لعلاج المرض المذكور فيمكنك مخاطبة قسم الاستشارات الطبية بالشبكة الإسلامية، فلعلك تجد عندهم في ذلك الجواب الشافي.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
08 صفر 1427(6/3163)
كتابة القرآن بالزعفران ثم غسله بالماء وشربه
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم
كتابة القرآن بالزعفران ثم غسله وشربه.
قرأت في كتب أنه لا يجوز أن يقرأ الإنسان على ورق أو طبق ويغتسل به ويشرب للاعتقاد أنه يشفيه، فهل يجوز أن يقرأ القرآن في الماء للشرب أم أن تلكم الكيفية غير جائزة أيضاً، وأيضا ممكن تخبرونني بالمراجع أو أسماء من السلف كانوا يكتبون في الطبق آيات من القرآن وأدعية من المأثور من سنة محمد صلى الله عليه وسلم فيغسلون ذلك بماء ويشربونه، لكي أرد على من يتعرضون عن فتوى الشيخ؟ فجزاكم الله خيراً كثيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكتابة القرآن بزعفران أو غيره ثم غسله وشرب الماء أو قراءة القرآن في ماء ثم شربه للتداوي مشروع وقد وردت بعض الآثار عن بعض السلف بذلك، كما بيناه في الفتوى رقم: 7195.
وأما المراجع التي يمكنك الاستفادة منها في هذا المجال فكتاب وقاية الإنسان من الجن والشيطان للشيخ وحيد عبد السلام بالي وكتابه أيضاً الصارم البتار في التصدي للسحرة والأشرار.
الله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
05 صفر 1427(6/3164)
التداوي بتحريك سبع قطع من الملح على رأس المريض
[السُّؤَالُ]
ـ[بسم الله الرحمن الرحيم وبعد الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبدون مقدمات فلدي سؤال عقدي، هو أنه يوجد في بعض البلاد أن يكون هناك امرأة مثلا أو رجل عندما يصاب شخص بمرض ما (عين، حمى ... ) فتقوم هذه المرأة بأخذ سبع قطع من الملح المتماسك وتحركها على رأس المريض يمينا وشمالا وتقول أذكارا كآية الكرسي والمعوذات..إلخ، ثم بعد أن تنتهي من ذلك ترمي هذه القطعات في النار، فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل للنية التي يقصدها المعالج لهذا المريض أثر في تغيير أو تخفيف الحكم الشرعي؟ مع العلم أنه فيما يغلب على ظني أنه بحسن النية لا بقصد التكهن، مع العلم أيضا أنها ربما طلبت مبلغا يسيرا جدا كما يقولون (كسر نفس المعالج) هكذا يقولون.
وجزاكم الله خيرا.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله قد شرع التداوي بما ثبت بالشرع أو التجربة وعلم الطب والحس نفعه، وشرع إعطاء المعالج جعلا على علاجه، ومما ثبت بالشرع نفعه بإذن الله تعالى زمزم والعسل والحبة السوداء والرقية الشرعية إلى غير ذلك، ويرجع فيما ثبت بالتجربة وعلم الطب إلى المتخصصين من الأطباء.
وأما العلاج بما لم يثبت بالشرع أو التجربة ولم يعقل معناه فيتعين طرحه والبعد عنه إذ لا يبعد أن يكون مأخوذا من وحي الشياطين إلى أوليائهم من الدجاجلة والسحرة والمشعوذين، ثم إن اعتقاد أن هذا العمل ينفع بذاته داخل في عموم الشرك ولا يؤثر في ذلك حسن نية المعالج، وأما قراءة القرآن والأذكار المأثورة من دون عمل هذه العملية فهو مشروع. وراجع الفتوى رقم: 32494، والفتوى رقم: 4310، والفتوى رقم: 28380، والفتوى رقم: 6125، والفتوى رقم: 49953.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 صفر 1427(6/3165)
حكم حرق الطيور للوقاية من الإنفلونزا
[السُّؤَالُ]
ـ[عن موضوع إنفلونزا الطيور المنتشرة حاليا في العالم، ما حكم قتل الطيور خوفا من إصابتها وبالتالي نشر العدوى للإنسان؟
السؤال: لي جار عنده طيور وعلم بأن انفلونزا الطيور منتشرة في مصر وبدون تفكير منه قام بجمع كل ما يربي من الطيور (حوالى 25 حمامة) وقام بحرقها ثم بعد ذلك شعر بالندم الشديد لأنه قتل أرواحا ... ثم سألني ولكني لم أعرف الإجابة ... فما الحكم هنا علما بأنه أكد أن نيته كانت خيرا لعدم نشر العدوى إذا كانت الطيور مصابة وعلما بأنه كان يحب تربيتها ودائما ما كان يعتني بها فما الحكم وهل هناك كفارة؟
وشكرا (سؤال من أخ مسلم) .]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا من قبل نظرة الإسلام إلى العدوى ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 49913، وعلى ما اعتمدناه من أن الأمراض لا تعدي بطبعها ولكن الله قد جعلها سببا لما ينجر عنها من الإصابة والانتقال، فلا بأس بأن يأخذ المسلم بأسباب الوقاية منها، وبناء عليه فلا مانع من قتل الطيور إذا علم أنها تحمل فيروسا يمكن أن يلحق بسببه ضرر على الإنسان، إلا أن قتل الطيور لا يجوز أن يكون بالحرق إذا أمكن غيره، لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال: من حرق هذه؟ قلنا نحن، قال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار، رواه أبو داود وصححه الألباني، ولقوله صلى الله عليه وسلم: لا تعذبوا بعذاب الله. رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وكفارة مثل هذا الذنب هي التوبة النصوح، وشرطها الندم، والإقلاع عن المعصية، والعزم على عدم العودة إليها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
01 صفر 1427(6/3166)
حكم كتمان علوم الطب وتراكيب الدواء
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم كتم أسرار تراكيب ومكونات الأدوية التي يتعلمها الطبيب من مصدر أو شخص آخر، وهل عدم إخبارهم أو إعلامهم بتركيبة الأدوية التي يخترعها الطبيب نفسه يعتبر من باب كتم العلم، وجزاكم الله خير الجزاء، وبارك الله فيكم، وجعل جميع أعمالكم خالصة لوجه الله، وتقبلها منكم.. اللهم آمين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي الحديث: من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار. رواه الترمذي وابن ماجه، والأصل أن تنكير لفظه (علم) يفيد شمول العموم لكل علم نافع فيشمل الشرعي وغيره، إلا أن كثيرا من العلماء خص العلم الذي يحرم كتمه بالعلم الشرعي؛ كما ذكر ذلك المناوي في فيض القدير.
كما أن منهم من ذكر أن التحريم في حق من لزمه تعليم هذا العلم وتعين عليه بحيث اضطر الناس إلى هذا العلم ولا يوجد غيره ممن يعلمه، قال الخطابي: وهذا الحديث السابق في العلم الذي يتعين عليه فرضه.... وليس كذلك في نوافل العلم الذي لا ضرورة للناس إلى معرفتها. انتهى.
كما يلزم لوجوب بيان العلم أن يكون السائل من أهله لا متطفلاً عليه أو لا ينفع تعليمه، وبهذا تعلم أن علوم الطب وتراكيب الدواء ليست داخله في الحديث؛ إلا في حالة واحدة وهي أن يترتب على كتم هذا العلم ضرر يلحق بالناس ولا يجدون غير ذلك الطبيب يبين لهم تراكيب الدواء.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
30 محرم 1427(6/3167)
حكم استعمال دواء منتج في الدانمارك
[السُّؤَالُ]
ـ[نظرا لما اقترفته الدنمارك من إهانة لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فلقد قررنا أنا وزوجتي مقاطعة كل ما هو دنماركي وهذا أقل ما يجب تجاه هذه الإساءة إلا أنه فوجئنا بأن الانسولين الذى تتداوى به زوجتي نظرا لمرضها بالسكر إنتاج الدنمارك ولا يوجد بديل حيث إن زوجتي يوميا تتناول نوعين من الانسولين نظرا للارتفاع الدائم للسكر ولحملها أيضا السؤال: هل تظل زوجتي على تناول الانسولين أم تتم مقاطعتها له والشفاء بيد الله وتسلم أمرها لله إلى أن يجد الأطباء بدائل أو تظل دون علاج؟
وجزاكم الله خيرا]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن المقاطعة الاقتصادية اليوم سلاح نافع يلحق الضرر الكبير بالجهة المقاطعة، وحيث إن الدولة المذكورة قد صدرت إساءة من بعض مواطنيها إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولم تعتذر هي عن ذلك ولم تلق له بالا فإن أقل ما ينبغي لكل مسلم هو أن يقاطع منتجاتها.
ومع هذا فقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم التداوي وأمر به فقال: تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم، وصصحه الحاكم ووافقه الذهبي والأرناؤوط والألباني.
وعليه؛ فإذا لم يتيسر بديل للدواء المذكور فلا مانع من أن تتدواى به زوجتك لما هو معلوم من وجوب المحافظة على الصحة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
27 محرم 1427(6/3168)
المطلوب مد العون للمرضى
[السُّؤَالُ]
ـ[أصيب أخي بالرصاص في العراق وهو طبيب جراح عمره 36 عاما وهو على جهاز التنفس الصناعي في المستشفى الإسلامي في عمان منذ 2-11-2005 ولغاية اليوم ونفذت نقودنا وقد تحسنت حالته وهو واعي ويسمعنا ويشاهدنا ويجيبنا بعينيه لكنه لاينطق ولايتنفس وطريح الفراش، نقلناه من العراق الى عمان بسبب عجز المستشفيات العراقية، نفذت نقودنا بسبب طول فترة العلاج وفرق العملة، هل نعيده الى العراق ونحن نعرف بأنهم لن يستطيعوا عمل شيء له سوى تسليمه لقدره؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لكم إرجاع أخيكم إلى البلد إن غلب على ظنكم أنكم إن أرجعتموه فلن يجد العناية اللازمة والعلاج الذي يحتاج إليه، وننصحكم بالتقدم للجمعيات الخيرية وأصحاب القلوب الرحيمة من المحسنين، ويمكنكم الاستعانة في ذلك بأقاربكم وعشيرتكم، أو بإمام مسجدكم أو غيره من أهل الصلاح ليشفع لكم عند أهل الخير، ويمكنكم التواصل مع الجهات الخيرية عبر مواقعهم على الإنترنت أو عبر الهاتف أو عن طريق عناوينهم البريدية.
ونحن بدورنا نناشد المحسنين وأهل الخير من هذه الأمة بأن يمدوا لكم يد التعاون ونذكرهم بقول الله عز وجل: وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا {المائدة: 32} نسأل الله تعالى أن يعجل بشفاء أخيكم، وأن ييسر لكم أسباب علاجه، وأن يجزيكم خيرا على ما تبذلونه في سبيل ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
03 محرم 1427(6/3169)
قدر المرض يدفع بقدر الدواء
[السُّؤَالُ]
ـ[بعد التحية والسلام
أقدم موضوعي:-
عمتي يتجاوز عمرها 45 سنة ومنذ 6 سنوات اختلفت حيث إنها تتكلم معنا بعض الأحيان وبعض الأحيان مختلفة إلى حد أنها تشك في أولادها أو بناتها عرضناها على كثير من الأطباء والشيوخ ولم يحدث لها أي شيء حيث إن بعض الشيوخ يقرأ آيات السحر والعين والجن وجميع الذين موجودون عند الشيخ يتأثرون وهي لم تتأثر بشيء.
أفيدوني جزاكم الله ألف خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما أصاب هذه المرأة نوع من البلاء الذي ينبغي الصبر عليه وهو من أقدار الله تعالى التي ينبغي مدافعتها بأقداره أيضا، فقدر المرض يدفع بقدر الدواء، وما من داء إلا وجعل الله له دواء، روى مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل. ولا ينبغي اليأس والقنوط من رحمة الله، بل ينبغي الاستمرار في دعائه والالتجاء إليه وبذل كافة الأسباب كمراجعة أهل الاختصاص والخبرة من الأطباء.
وأما الرقية الشرعية فهي نافعة بإذن الله على كل حال سواء كان هذا المرض عضويا أو نفسيا أو سببه وجود شيء من العين أو السحر، فالاستمرار في الرقية مطلوب، وقد يتأخر الشفاء لحكمة يعلمها الله سبحانه.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
19 ذو الحجة 1426(6/3170)
التداوي بالقسط البحري
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا سائل من ليبيا وكما تعرفون قد انتشرت هذه الأيام طرق الشعوذة والسحر حتى أنه ما كاد يسلم من هذا الشر إلا من رحم الله، وقيل لي إنه من أحد طرق الوقاية بعد الأذكار وآيات الرقية وسورة البقرة هي استعمال القسط البحري، حيث إنني نصحت أحدهم بعدم استعمال ما يعرف بالفسوخ والوشق إلى ما هنالك من هذه الأسماء، فسألني عن القسط البحري، فماذا تقولون في هذا، أفتونا مأجورين؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان القصد هو السؤال عن القسط بالسين والطاء، فإن القسط نبت يتداوى به وهو ينبت في الهند وخاصة كشمير وفي الصين، وتستعمل قشور جذوره التي قد تكون بيضاء أو سوداء، وكان التجار العرب يجلبونها إلى الجزيرة العربية عن طريق البحر لذا سميت بالقسط البحري، كما كان يسمى بالقسط الهندي.
وقال فيه ابن القيم: القسط نوعان: أبيض يقال له البحري وأسود وهو الهندي، وهو أشدهما حرارة والأبيض ألينهما ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم، قاطعان للزكام، وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وقطعا وجع الجنب ونفعاً من السموم وإذا طلي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف.
وقد ورد ذكر القسط في بعض الأحاديث منها حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط. رواه البخاري.
وعن جابر قال: كانت عند أم المؤمنين عائشة امرأة معها صبي يقطر منخراه دما فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما شأن هذا الصبي، قالت: به العذرة، قال: ويحكن يا معشر النساء لا تقتلن أولادكن وأي امرأة كان بصبيها عذرة أو وجع برأسه فلتأخذ قسطاً هنديا فلتحكه ثم لتسعطه ثم أمر عائشة ففعلت ذلك بالصبي فبرأ. رواه أبو يعلى، وقال الشيخ حسين أسد: رجاله رجال الصحيح.
وقد روى البخاري عن أم قيس قالت: دخلت بابن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عليه من العذرة، فقال: على ما تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب يسعط من العذرة ويلد من ذات الجنب.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري. رواه البخاري ومسلم.
وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتداوى من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب صحيح، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
قال النووي في شرح مسلم مبينا منافع القسط: قد أطبق الأطباء في كتبهم على أنه يدر الطمث والبول وينفع من السموم ويحرك شهوة الجماع ويقتل الدود وحب القرع في الأمعاء إذا شرب بعسل ويذهب الكلف إذا طلي عليه وينفع من برد المعدة والكبد ويردهما ومن حمى الورد والربع وغير ذلك.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
18 ذو القعدة 1426(6/3171)
هل يذهب مريض البواسير إلى طبيب كافر
[السُّؤَالُ]
ـ[أعيش في فرنسا منذ مدة ومريض بالبواسير أستحي من الذهاب إلى الطبيب، هل يجوز لغير المسلم أن يرى عورتي لا يوجد طبيب عربي هنا -أنا شاب ـ ما هو الترتيب إن وجدت طبيبة مسلمة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز لك أن تعرض نفسك على الطبيب الكافر ويكشف عن عورتك للعلاج إذ يجوز كشف العورة للطبيب ولو كان كافرا بغرض التداوي باتفاق أهل العلم، علماً بأنه لا يجوز أن يكشف من العورة أكثر مما تدعو الحاجة لكشفه.
ولا يجوز لك أن تكشف عند الطبيبة الأنثى ولو كانت مسلمة مع وجود الطبيب الذكر، ولو كان كافراً، قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: واعلم أن ما تقدم من حرمة النظر والمس، هو حيث لا حاجة إليهما، وأما عند الحاجة فالنظر والمس مباحان لفصد وحجامة وعلاج، ولو في فرج للحاجة الملجئة إلى ذلك، لأن في التحريم حرجاً، فللرجل مداواة المرأة وعكسه، وليكن ذلك بحضرة محرم، أو زوج.... ويشترط عدم امرأة يمكنها تعاطي ذلك من امرأة، وعكسه ... ، ولو لم نجد لعلاج المرأة إلا كافرة ومسلماً، فالظاهر كما قال الأذرعي: أن الكافرة تقدم، لأن نظرها ومسها أخف من الرجل ...
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية: فإن مرضت امرأة، ولم يوجد من يطبها غير رجل جاز له منها نظر ما تدعو الحاجة إلى نظره منها حتى الفرجين، وكذا الرجل مع الرجل، قال ابن حمدان: وإن لم يوجد من يطبه سوى امرأة، فلها نظر ما تدعو الحاجة إلى نظره منه حتى فرجيه. قال القاضي أبو يعلى: يجوز للطبيب أن ينظر من المرأة إلى العورة عند الحاجة إليها نص عليه (أي الإمام أحمد) في رواية المروزي، وحرب والأثرم، وكذلك يجوز للمرأة. انتهى.
نسأل الله تعالى أن يعافيك ويذهب عنك الضر ويشفيك شفاء لا سقم بعده إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 ذو القعدة 1426(6/3172)
التداوي بالمطعومات وحكم استعمالها في الحمام
[السُّؤَالُ]
ـ[سؤالي يتعلق باستخدام المواد الغذائية في علاج بعض الأمراض. مثال: استخدام زيت حبة البركة في علاج البواسير والأمراض الشرجية، وهل يجوز استخدامها في الحمام؟ أفيدوني جزاكم الله خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع شرعًا في استخدام المواد المطعومة في علاج الأمراض ومرد نفعها وعدمه يرجع إلى أهل الاختصاص، وقد وردت أحاديث صحيحة في نفع الحبة السوداء وأنها شفاء من كل داء كما في الصحيحين وغيرهما. وفي حالة علاج البواسير بها أو غيرها من الأمراض التي يحتاج فيها لكشف العورة فإنه يجوز استعمالها في الحمام أو غيره حفظًا للعورة.
ونرجو أن تطلعي على الفتويين: 62318، 29161 وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
10 شوال 1426(6/3173)
القرآن نافع شاف للمؤمنين
[السُّؤَالُ]
ـ[أعاني من رعشة تبدأ من المعدة فتنتشر في جسمي كله حتى يدي ورجلي، لا أستطيع التحكم بهن (هذه الرعشة لا تأتيني إلا عندما يأتي أحد ليتشاجر معي، علماً بأنني لم أعتد على أي أحد في حياتي) ، كما أني أعاني من سحر شديد تقريباً منذ 15 سنة اكتشفته هذه السنة وهي أنثى عندما يقرأ علي القرآن عند القارئ تقول إنها مرسلة إلي عن طريق السحر وأن السحرة قد اجتمعوا علي وأنهم يريدون حرقي، حيث إنني أحاربهم وأدعو الناس إلى طردهم وعدم تصديقهم، المهم أنني مؤمن بالله وأن هذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى أرجو من الله أن يشفيني ويأجرني في الصبر على هذا الابتلاء من أعراض السحر التي أعاني منها (الخمول والكسل الشديد، حب الوحدة والهروب من الناس، أحس بأن شيئاً ما في المعدة يسبب لي ضيقا، التهاب شديد في الشق الأيسر من صدري من منطقة الثدي إلى تحت الأضلاع وشيء يمشي تحت منطقة الجلد خاصة في ظهري ورجلي ورأسي ويدي والمعدة، النفير من أولادي وبناتي وزوجتي المسكينة والتي هي تصاب بالجنون كل سنة منذ 12 سنة، محاولة تركي للصلاة، لا أستطيع حل مشاكلي كسائر الناس، عندما يشكو علي شخص همومه لا أستوعب كلامه، وهناك أشياء كثيرة جداً لا أستطيع شرحها، أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأعراض التي ذكرتها قد تكون أعراض أمراض عضوية أو نفسية أو روحية (سحر أو حسد) ولا يمكننا الجزم بأحد هذه الاحتمالات لأن الجزم بمثل ذلك متعذر.
لكننا ننصحك ببذل المزيد من الجهد في سبيل التخلص منه ولتستقيم لك حياتك ويزول عنك همك، وذلك بالتحري عن سبب اضطرابك عند أهل الخبرة بهذه الأمور الثلاثة، فأيهما ثبت أنه سبب تعبك وإجهادك عالجته عند أهله ممن يتقنون علاجه، ولا شك أن القرآن نافع شافٍ في كل الأحوال فهو رحمة وشفاء للمؤمنين، كما وصفه الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {الإسراء:82} .
لكننا نحذرك من إتيان الكهنة والعرافين الذين يزيدون الذاهب إليهم رهقاً، ولكن عليك أن تبحث عن معالج ملتزم بالكتاب والسنة عسى الله أن ينفعك به، ولمعرفة المزيد من العلاج بالقرآن راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7967، 13199، 26485، 5531، 8198، 8530، 13449.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 شوال 1426(6/3174)
التداوي بمماسة الحمام الزاجل
[السُّؤَالُ]
ـ[رجل مصاب بإلتهاب فيروسي في الكبد يصل فحصه أحيانا إلى 80000 يقول إن الطبيب ذكر له علاجا طبيعيا وهو عبارة عن الحمام الزاجل حيث إنه يحضر الحمامة حية وينتف مؤخرة ريشها فيضعها على جلده من جهة كبده ويمسك بها ملامسة لجلده من جهة كبده حتى تضعف الحمامة ولا تطير ثم تموت بعد ذلك ثم يفحص كبده بعد ذلك فيجد الالتهاب الفيروسي أصبح 40000 بدلا من 80000، فهل هذا العلاج من الأسباب المشروعة، أم أنه يعتبر شركا أصغر لأنه جعل ملامسة الحمامة من النوع الزاجل لجسمه من جهة كبده سببا للعلاج، والأسباب القدرية للعلاج يشترط فيها أن تكون ظاهرة وأن تكون مباشرة كالكي مثلا فإنه من الأسباب الظاهرة وتأثيره مباشر، نأمل التفصيل في هذه المسألة، وهل ننكر على ذلك الرجل هذا الفعل أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أخبر الطبيب العارف بأن شفاء مريض معين يكون بالتداوي بطريقة معينة، فلا معنى لاعتبار ذلك شركا أصغر أو أكبر، ذلك أن التداوي من المرض، والبحث عن أسباب الشفاء مأمور به في الشرع، وقد جعل الله لكل مرض شفاء، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. رواه البخاري.
ولأبي داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء، إلا داء واحدا، قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم.
والله تعالى قد أودع مخلوقاته أسراراً كثيرة لا يعلمها كثير من الناس، قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي: ولا ريب أن الله سبحانه خلق في الأجسام والأرواح قوى وطبائع مختلفة وجعل في كثير منها خواص وكيفيات تؤثر، ولا يمكن للعاقل إنكار تأثير الأرواح في الأجسام فإنه أمر مشاهد محسوس.
وما كان لشخص أن يتصور أن أبوال الإبل يمكن التداوي بها لو لم يثبت ذلك في السنة الشريفة، وقد أيدته التجربة، ففي صحبح البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أنس بن مالك قال: قدم رهط من عرينة وعكل على النبي صلى الله عليه وسلم، فاجتووا المدينة، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من أبوالها وألبانها، ففعلوا ... الحديث.
ولو قيل في الطريقة المذكورة للعلاج بأنها لا تباح لكونها تعذيباً للحيوان، لكان لذلك وجه من الصحة، لكن يرد على قائله بأن القاعدة أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن الله قد سخر كل ما في هذا الكون للإنسان، وعليه فلا وجه للإنكار على ذلك الرجل.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
21 رمضان 1426(6/3175)
التداوي بألبان الإبل الصحراوية وألبانها
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم شرب لبن الإبل وبولها لعلاج أمراض الكبد، وهل يشترط أن تكون الإبل صحراوية أو أي إبل وما هي فترة العلاج؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشرب لبن الإبل وبولها للعلاج جائز، وقد ذكرنا النصوص الدالة على ذلك في الفتوى رقم: 24436 فلتراجع.
وأما هل تشترط الإبل الصحراوية فلم يرد اشتراطها، ولكن ورد عن صهيب الخبر مرفوعاً: عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها. ذكره ابن السني وأبو نعيم في الطب وحسنه الأرناؤوط بشواهده.
ولا مانع أن يكون للإبل البرية خصائص صحية نتيجة لغذائها، والكلمة الفصل في ذلك لأهل الخبرة، وكذا مدة العلاج ونوع المرض الذي يتداوى له بذلك، وغير ذلك مما يتعلق بكيفية التداوي ووقته وقدره ... إلخ، فالموقع خاص بالفتاوى الشرعية والنوازل الفقهية وبعض الاستشارات الدعوية.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
29 شعبان 1426(6/3176)
التداوي بما يحوي الكحول والثوم
[السُّؤَالُ]
ـ[حكم شرب دواء (طب عربي) علماً أنه يحوي الكحول والثوم وذلك لعلاج تضيق شرايين القلب.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينَا أنه لا يجوز شرب دواء للعلاج إذا كان يحتوي على بعض الكحول إلا عند الضرورة حيث لا يوجد دواء غيره فإن وجد فلا يجوز العلاج بما فيه الكحول أو غيرها من المحرمات سواء كان ذلك الدواء عربياً أو غير عربي وانظر الفتوى قم: 17866. وأما الثوم فلا حرج في استعماله ولو لم يكن للعلاج لأنه يجوز وإنما يكره عند الصلوات لرائحته إذا لم يطبخ.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1426(6/3177)
التداوي بوضع حبة قمح في الأذن
[السُّؤَالُ]
ـ[جرى العرف في \"الجزائر\" على أنه هناك أشخاص معينون قد اختصوا بعلاج أمراض معينة مستعملين طرقا بسيطة كالأعشاب أو بوضع حبة قمح في أذن المرضى أو ما شابه ذلك، علما بأن هؤلاء الأشخاص هم أشخاص عاديون أي أنهم لا يتميزون عن الأخرين لا من حيث التقوى أو العلم، بل ربما وجدت منهم الانحراف اليسير أو الكثير في سلوكهم وهذه الخاصية \"العلاج\" كثيراً ما تتوارث أبا عن جد، وليكن في علم فضيلتكم أنه يمكن لأي شخص القيام بما يقومون به -أي ذلك العلاج- فهل هذه الطريقة من العلاج جائزة شرعا أم من الأحسن أن يقوم به الإنسان بنفسه؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما أثبتت التجربة نفعه وفائدته في العلاج، ولم يترتب عليه ضرر بالمريض، ولم يكن مما تمنع الشريعة تعاطيه، فلا حرج في استخدامه في العلاج، وانظر الفتوى رقم: 7243.
ويجب الحذر من الدجاجلة الذين يزعمون العلاج بالقرآن، وهم في الحقيقة يتعاطون السحر أو يستعينون بالجان، وانظر الفتوى رقم: 8197، وما تفرع منها.
وإذا كانت هذه الطرق التي يفعلها هؤلاء لا تنفع إلا إذا كانوا هم الذين يفعلونها فهذا يدل على أن فيها شيئاً من الشعوذة والدجل غالباً، وانظر حكم الاشتغال بالطب لغير المتأهل لذلك في الفتوى رقم: 57694.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
25 شعبان 1426(6/3178)