طرق الإنجاب
في الطب الحديث وحكمها الشرعي
لفضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد
بسم الله الرحمن الرحيم
طرق الإنجاب في الطب الحديث وحكمها الشرعي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
…أما بعد ، فمن نوازل العصر وقضاياه المستجدة في أعقاب تطور الطب الحديث – أمور جدت في علمي الأجنة والوراثة . ومنها ما يتعلق بالإنجاب سلبا أو ايجابا نحو :
1- الإجهاض .
2- منع الحمل .
3- تحديد النسل .
4- الولادة مع العقم وفيه :
جدت طرق الإنجاب التي يجمعها حمل المرأة من غير طريق الوقاع بما اكتسب اللقب :
( أ ) طفل الأنابيب .
( ب ) التلقيح الصناعي . والأول واحد من أساليبه بل تطور " التلاعب العضوى " بالخلايا الإنسانية إلى طموحات أخرى تشتعل فى : الحيوان والنبات . وبدأت تطبيقها على الإنسان في عدة مظاهر (1)
( أ ) بحث التحكم في جنس الجنين : ذكر أم أنثى ؟
( ب ) إشباع الرغبة بجهاز إلكتروني .
( ج ) تكاثر الخلايا الجسدية بتحويلها إلى خلال جنينية .
( د ) وجود إنسان مجتر بخلط خلاياه مع خلايا بهيمية .
…ومحل البحث هنا هو " طرق " الإنجاب في الطب الحديث " وقد تكاثرت فيه الدراسات وعقدت له الندوات والمؤتمرات وبهر العالم وجود هذا النوع الجديد في الجنس البشري من حيث تغير طريق الحمل بغير طريق التواصل أو الالتقاء العضوى بين الزوجين ، فثارت حوله أقاويل ، وقامت أمامه شكوك وشبهات وصار الناس منه في أمر مريج قبولا وردا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مستخلص من بحث الأستاذ أحمد شرف الدين فى : كتاب الإنجاب : 136 – 142 .
ففي الوقت الذي أبته مجموعة من الغرب ، وعللوه بغيرتهم على الجنس البشري والحفاظ عليه وسلامته من مواليد يلحق بهم علامات استفهام في شرعية سبب الحمل ؟
…تقبل آخرون لهذا ورأوا أنه سبيل لإغاثة العقيم البائس من نعمة الأولاد .(1/1)
…وبعد أن دبت إلى المسلمين في ديار الغرب أو في ديارهم نازلهم علماء الشريعة بدارسة هذه النازلة وتنزيل الحكم التكليفي الشرعي عليها كل بما وصل إليه علمه ومارسه دارسة وبحثا فألفت في ذلك وسائل وأعدت بحوث ودراسات وصدرت فتاوى وقرارات مجمعية .
…ونهض فريق من الأطباء المسلمين فأعطوا التصور الكامل عن هذه الواقعة والطبيعة الطبية لها من حين الشروع فيها وحتى المرحلة الأخيرة بشتى أساليبها وصورها بل منهم من جمع النظرة الشرعية الفقهية لدى العلماء ولجميع أولاء الأجلة : فضل السبق لفتق الرتق في هذه النازلة ، وتجسيدها واقعا وشرعا لكن لما كانت هذه الأبحاث متناثرة والآراء فيها متباينة أضحى من الضرورة بمكان تصنيف القول فيها واقعا وحكما بتصوير الواقعة وأساليبها لما هو معلوم من مبادئ العلم الأولية " الحكم فرع التصور وهذا بحكم المفروغ منه .
…وتكييفها فقها بترتيب النتيجة على البحث لا لنصرة رأى بعينه . ولهذا تصنيف البحث فيها على ما يلى :
…المبحث الأول : في بيان ما كتب في هذه النازلة .
…المبحث الثاني : قواعد شرعية أمام البحث .
…المبحث الثالث : المصطلحات الطبية في هذه النازلة .
…المبحث الرابع : تاريخها .
…المبحث الخامس : ولائدها .
…المبحث السادس : صورها .
…المبحث السابع : حكمها شرعا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الأول :
…بيان ما كتب في هذه النازلة تبعا أو استقلالا .
…حصل بالتتبع ما يلى :
أولا : الفتاوى :
1- فتاوى شيخ الأزهر محمود شلتوت ص 326 – 329 .
2- فتاوى حسنين مخلوف .
3- من حقيبة المفتي ، لأحمد العسكري ص 211 .
4- نماذج من الفتوى لعطية خميس 1/201 .
5- فتاوى المنار .
6- فتاوى معاصرة ، ليوسف القرضاوي ص / 490 – 495 .
7- قرارات المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة وهي : القرار الرابع عام 1402 والقرار الخامس عام 1404 هـ والقرار الثاني عام 1405 هـ(1/2)
8- فتوى شيخ الأزهر جاد الحق عام 1400 هـ باسم : التلقيح الصناعي في الإنسان " 9/3213 – 3228 رقم الفتوى / 1225 من كتاب " الفتاوى الإسلامية من دار الإفتاء المصرية " .
ثانيا : البحوث المستقلة أو في كتاب :
9 - الجنين في الإسلام ، محمد سلام مدكور . ص /129 وما بعدها .
10 - الإسلام عقيدة وشريعة لمحمود شلتوت ص / 204 ، 208 .
11 - البيان في تصحيح الإيمان لمحمد فؤاد عبد الباقي ص / 129 .
12 - الحلال والحرام ، ليوسف القرضاوي ص 162 – 163 .
ثالثا : بحوث المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بالكويت ، عام 1403 هـ ، فيها مجموع في كتاب مع أبحاث أخرى باسم : " الإنجاب في ضوء الإسلام "
وفيها ما يلى مع ما لحقها من مناقشات :
13 - أطفال الأنابيب – الرحم الظئر . الطبيب : حسان حتحوت ص 188 - 236 .
14 - الإنجاب في ضوء الإسلام للشيخ إبراهيم القطان ص / 365 – 374 .
15 - أطفال بالكتالوج ... ص / 470 – 476 .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16 - أطفال الأنابيب مشكلة أخلاقيات – أمهات بالوكالة ..." ص /467 – 469 .
17 - طفل الأنابيب للشيخ مصطفى الزرقاء ص / 477 - 482 .
18 - آراء في التلقيح الصناعي . للشيخ بدر المتولى ص 483 – 487 .
19 - آراء في التلقيح الصناعي . للشيخ على الطنطاوي ص /488 - 490 .
20 - حكم الاستنجاب في الشريعة الإسلامية والقانون . لأحمد شرف الدين ص / 391 - 406 من مجموعة أبحاث المؤتمر العالمي الثالث عن الطب الإسلامي .
…وهذا البحث دقيق وبالغ الأهمية .
رابعا : بحوث مجمع الفقه الإسلامي بجدة . وفيه :
21 - أطفال الأنابيب . للشيخ عبد الله البسام .
22 - التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب للطبيب : محمد علي البار .
23 - "أطفال الأنابيب" للشيخ رجب التميمي .
خامسا : المؤلفات المفردة :
24 – الحكم الإقناعي في إبطال التلقيح الصناعي ، وما يسمى بشتل الجنين ، للشيخ عبد الله بن زيد آل محمود.(1/3)
…هذا ما أمكن الوقوف عليه حين كتابة هذا الحبث وثمة أبحاث متناثرة في كتب : الإجهاض وتحديد النسل ، وعلاج العقم ، وكتب الطب المعاصرة .
والله الموفق .
المبحث الثاني :
… قواعد شرعية أمام البحث :
…التمهيد بين يدي البيان للحكم التكليفي والحكم الوضعي لهذه النازلة يعطي توطينا للنفس بالوقوف على الحكم الشرعي بأمان من إبعاد النجعة في الرأي .
ولهذا فهذه قواعد شرعية ومواصفات علمية تنير السبيل في هذا البحث المهم الخطير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاعدة الأولى :
…تواضع علم الناس وعملهم على أن عملية الإنجاب في سيرها الفطري والشرعي تبدأ من التقاء عضوي التناسل بين الزوجين فيعلق حيوان الزوج المنوي ببيضة زوجته أمشاجا في رحمها في ذلكم القرار المكين ، لتنمو خلال عدة مراحل حيث تتكاثر الخلايا وينفخ فيها الروح حتى تنتهي عملية الحمل بولادة المولود (1) بإذن الله تعالى :
قال تعالى { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } .
وقال تعالى { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ }
وقال تعالى { أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ } .
وقال تعالى : { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }(1/4)
…وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق فقال :
… (( أن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح )) متفق عليه.
القاعدة الثانية :
…لكل مولود بأبيه صلة : تكوين ووراثة وأصل ذلك " الحيوان المنوي " فيه . وله بأمه صلتان :
…الأول : صفة تكوين ووراثة ، وأصلها " البيضة " منها .
…الثانية : صلة حمل وولادة وحضانة وأصلها " الرحم " منها .
…فهذا هو المولود المتصل بأبويه شرعا وطبعا وعلى هذه الوصلة تترتب جميع الأحكام الشرعية التي رتبها الله تعالى على ذلك .
…فإذا كان " الحيوان المنوي " من رجل غريب متبرع لزوجة رجل ما فهذا أصبح مقطوع الصلة عقلا وواقعا وطبعا وشرعًا .
…فالولد للفرش وللعاهر الحجر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطب الإسلامي . مقال أحمد شرف الدين : 391
وإذا كانت البييضة " من امرأة غريبة متبرعة لزوجة رجل آخر لقحت فيها ، فحينئذ انفصمت إحدى الصلتين قطعا وهي " البييضة " من الزوجة ذاتها وهذا معلوم الانقطاع عقلا وواقعا . وطبعا وشرعا .
…وإذا كان مجموع الخلية الإنسانية " الحيوان المنوي " من الزوج و " البيضة " من الزوجة ، لكن زرعا أو لقحا في رحم امرأة أجنبية متبرعة فالصلة الثانية للأم وهي " الحمل والولادة " منفصمة قطعا : عقلا وواقعا وشرعا .
…وعليه :
…فإذا انقطعت الصلتان من الزوجة فهى ليست أما بأي حال من الأحوال . ولا قائل بالأمومة من المسلمين ولا من سائر البشر أجمعين .
…وإذا تحققت الصلتان كانت أما طبعا وواقعا وشرعا .
…قال الله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ }
…وبإجماع المسلمين الضروري من الدين أن القرار المكين رحم الأم الشرعية لا غير .(1/5)
…قال الله تعالى : { وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى }
…فالنطقة المحترمة من جميع الوجوه هي التي من الزوجين وهي محل الامتنان من الله على عباده .
…ولهذا قال سبحانه ممتنا على مريم عليها السلام : … { مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا }
…وقال تعالى : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا }
…وقال تعالى : { إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ }
…وقال تعالى : { يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ }
…وقال تعالى : { وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ }
…وقال تعالى : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ }
…وقال تعالى : { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }
…فالأم في هذه الآيات هي الأم الشرعية والأب المذكور في آيات كريمة وكثيرة من التنزيل هو : الأب الشرعي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فالأبوة والأمومة الشرعية هي مجموع الهيئة الحاصلة لمولود وقع لقاحه وتكوينه بماء أبويه على فراش الزوجية فحملته به أمه في بطنها مستقرا في رحمها قراره المكين ، فهذا هو المولود الذي يكتسب الأبوة والأمومة الشرعية ومتى اختلت واحدة من هذه الصلات الثلاث فالحال كما علمت قبل في صدر هذه القاعدة مفصلا .
…والله أعلم .
القاعدة الثالثة :
…التدافع بين المضار والمنافع ، فحيث وقع التغلب فالحكم للغالب منهما حلا وحرمة ، وحيث استويا صار مجال نظر الفقية .
…وعليه : فصور من التلقيح الصناعي تخضع لهذه القاعدة فيخرج عليها بالمقابلة بين سوالبه ومنافعه .
…وهذا ما ستراه بإذن الله تعالى في بعض صوره التي يمكن تخريجها على هذه القاعدة (1) .
القاعدة الرابعة :(1/6)
…تفيد النصوص أن جسد الإنسان ومنافعه مملوكة له لكن ليس له حق التصرف في هذا الملك إلا في حدود الشرع فتصرفه منوط بالمصلحة شرعا .
…فكما أن نعمة النظر مملوكة له فليس له مد نظره إلى ما يحرم النظر إليه .
…وكما أن الشهوة مركبة فيه وشرع له إطفاؤها بماء الزوجية حرم عليه إطفاؤها بماء الزنا واللواطة .
…وكما ملكه الشرع أن يطأ لطلب الإنجاب من ماء الزوجية حرم عليه الإنجاب من غير ماء الزوجية ووعاء الحمل ، فتدبر والله أعلم .
القاعدة الخامسة :
…أن مواطن الحاجات والضرورات لا يفتى بها فتوى عامة وإنما إذا ابتلي المكلف استعلم أظنها ممن تسوغ فتياه لدينه وعلمه .
القاعدة السادسة :
…المتعين إخضاع الواقع لشريعة الله وعليه فلا يجوز العكس إجماعا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطب الاسلامي : 3/ 398
القاعدة السابعة :
…حفظ النسب والعرض من مقاصد الشرع الأساسية وهما من الضروريات الخمس التي دارت عليها أحكام الشرع .
…فهذه الخلية الإنسانية من حيث دفقها بل وقبل ذلك وفي جميع مراحل تكريمها ونموها إلى استهلالها يجب أن تكون بيضاء نقية خالية من أى شيء يخدشها أو شكوك تحيط بها أو مخاطر تحف بها فهى بالغة الحساسية في التأثر بما يخل بكرامتها وقيمتها الإنسانية ذات محل للعقل وتحمل للحنيفية السمحة .
…ولهذا صار من قواطع الأحكام في الإسلام : تحريم الزنا والقذف وسد جميع الأبواب الموصلة إليهما .
…فكم من إشارة ستكون حول هذا المواليد الصناعية وكم من تساؤل واستفهام ؟
…وقد هيأ الزوجات مجالا واسعا للخدش بالقذف والتجريح ؟
…فماذا سيكون وضع أمة مشكوك في أصل بنيتها وتكوينها ؟
…إن الشرع المطهر يوصد كل باب يوصل إلى ما هو أقل من هذا مما هو معلوم لكل من خبر الشريعة في مصادرها ومواردها . والله أعلم .
…إن هذه القاعدة سد منيع للتلاعب بالخلية الإنسانية والبنية الآدمية .(1/7)
…فلنقل : ما هو حجم الاضطرابات والشكوك ، وعوامل التجريح والخدش التي ستحدثها هذه النازلة في الآدميين . وما هي آثارها على النظام الاجتماعي وترابطه مكرما بأسباب هندسة الطب للبشر وجعله ساحة للتجارب كالأمصال للبقر ؟
…وما مدى صدمات المستقبل التي سيواجهها الإنسان ؟
…وما مدى اضطراباته العارمة الهادمة لبنيته ؟
…وما مدى سحق الطفل الأنبوبي والمولود الصناعي للمولود الطبيعي ؟
…وبالتالى ما مدى سحق هذا للأخلاق والفضائل والكرامة والتكريم من الرب الرحيم بعباده بمسار هذا الآدمي في جوهر نظيف يحمد الشرع الحنيف .
قال الله تعالى { وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ }
…وعليه :
…فإن كل ما يفضي أو يغالب حفظ الإنسان والأعراض محرم شرعا .
القاعدة الثامنة :
…واجب حملة الشرع من أهل العلم تمحيص مكتسبات العلم الحديث على ضوء التنزيل منعا للمسلمين من التلبس بشطحات وهفوات العلم الحديث (1) .
…وواجب أهل الإسلام عدم الإقدام إلا بعد الفتيا من علماء الشريعة المستضيئين بنورها.
…والتولي عن هذين الواجبين سقوط في الحظر . قال الله تعالى { فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ } .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإنجاب : 141 – 142
المبحث الثالث :
…فى تفسير مصطلحات طبية ونحوها يذكرها الباحثون في هذه النازلة .
الأمشاج :
…هى الأخلاط قال الله تعالى { إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } .(1/8)
…فيتكون من الماءين نطفة الأمشاج هذه " الزيجوت " المتكونة من التحام نواة البييضة من الأنثى بنواة الحيوان المنوي من الرجل فيتحدان وعندئذ يحصل التلاقي والتلاقح وتنتقل إلى ما حدده الله بقوله { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ } .
…وإذا ما تم هذا التلاقح بينهما بدأت هذه البييضة الملقحة تنقسم انقساماتها المعروفة المتتالية الخلية الأمشاج " الزيجوت " المكونة من التحام نواة البييضة بنواة الحيوان المنوي : تنقسم فتصبح الخلية خليتين .. والخليتان أربعا ... والأربع ثماني .
…ثم تدخل فيما يعرف باسم مرحلة ( التوتة ) وذلك في اليوم الرابع منذ التلقيح ، لأنها تشبه ثمرة التوتة المعروفة . ثم تتحول هذه التوتة إلى ما يعرف باسم " الكرة الجرثومية " في الرحم .
…وفى هذه الأمشاج يقول الطبيب / حسان حتحوت كما في كتاب الإنجاب : 217 :
…الحيوان المنوي والبويضة كزراعي المقص كل منهما لا يقص فإذا اشتبكا كان المقص وكان مكونا منهما معا .... فإذا التحما كانت خلية واحدة هي بداية الحياة الإنسانية أول دور في تكوين الإنسان . وتنقسم بعد هذا إلى 2 – 4 – 8 – 16 – 32 – 64 – 128 وهكذا وتبتدئ بالتدرج تكوين خلايا منها كبيرة قليلا وصغيرة ومتوسطة وعلى مدى شهرين يتكون إنسان صغير ثم يأخذ في النمو ..." انتهى باختصار .
… الاستدخال : ( 1 ) (1) مصطلح فقهى قديم يعني : حقن ماء الرجل في قبل المرأة وقد رتبوا عليه أبحاثا في حكمه ، وحكم طلاق من استدخلت مني زوجها .
… الأم المستعارة : وهي التي نقل إلى رحمها البييضة اللقيحة وتسمى أيضا " مؤجرة البطن " .
البييضة :
…وهى المعبر عنها لدى الأطباء بلفظ " البويضة " وتصغير بيضة في اللغة : بييضة (2) وهي هنا : مني الزوجة أو يقال : خلية الأنثى " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/9)
(1) شرح المنهاج : 3/243، 3/291 ، 3/245 ، 3/347 ، 2/248 . والطب الإسلامي : 3/393 ، 397 . والبار : /16 .
(2) الإنجاب : 488.(1/10)