بحوث العبدلي
المبحث الثاني
الدف مفاهيم وأحكام
إعداد
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات
1430هـ - 2009م
بحوث العبدلي
المسائل المهمة مما اختلف فيه الأئمة
إعداد
محمد بن فنخور العبدلي العنزي
المعهد العلمي في محافظة القريات
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } آل عمران : 10 ، وقال تعالى { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } النساء :1 ، وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب : 70 – 71 أما بعد(1/1)
من خلال عملي كمدرس للعلوم الشرعية في المعهد العلمي في محافظة القريات لأكثر من عشرين سنة وقبلها أربع سنوات قضيتها في ربوع كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، واختلاطي بالكثير من العلماء والدعاة وطلبة العلم على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ، ومتابعتي للأكثر منهم من خلال كتبهم ومقالاتهم وأشرطتهم ومواقعهم عبر الشبكة العالمية الإنترنت ، وبرامجهم عبر القنوات الفضائية ، لاحظت أن بعض هؤلاء وليس كلهم ، بل القليل القليل منهم من لا يعير للمسائل الخلافية بالا ، بل هداهم الله للحق وإيانا ، أنه يلزمون الطرف الآخر برأي واحد لا بديل له عندهم بحجة أن هذا هو الراجح ، علما بأن المسألة قد قال فيها كبار العلماء مثل مسألة التصفيق والدف والتصوير وغيرها ، فقد عشنا ردحاً من الزمن لا نعرف من حكمها إلا أنها حرام مطلق قولا واحدا ، ولكن مع البحث العلمي وظهور بعض المشايخ الجريئين أظهروا وأبرزوا مثل هذه المسائل على أنها خلافية وخلافها معتبر شرعا ولله الحمد ، وهذا هو المنهج الحق والسليم بأن يبين للناس الخلاف في المسألة ثم رجح ماراه أنت حقا ولكن لا تلزم الآخرين برأيك مادام أن للخلاف محل 0(1/2)
يقول أبو يوسف التواب : ينبغي أن يُعلَم أولاً أن الخلاف سنة كونية ، فكما يتباين الناس في ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم وأخلاقهم تبايناً عظيماً ، يتباينون في أفهامهم وعقولهم ومداركهم ، والخلاف هنا على نوعين : خلاف سائغ ، وخلاف مذموم ، فالسائغ هو الخلاف الناجم عن اجتهاد الفقيه بقصد الوصول للحق في المسائل التي يسوغ فيها الاختلاف ، وقد أَذِن الشرع المطهَّر بذلك ؛ ففي الصحيحين من حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ) ، وما زال العلماء يختلفون في مسائل الفروع الفقهية دون إنكار لأصل الاختلافhttp://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=34 - _ftn1 ، ويظهر ذلك جلياً حتى في عصر الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - ، ومن ذلك: اختلافهم في مكان دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واختلافهم في الخليفة من بعده ، واختلافهم في قتال مانعي الزكاة في خلافة الصِّدِّيق ، واختلف عمر وابن مسعود رضي الله عنهما في مسائل عديدة ؛ فكان ابن مسعود يطبِّق يديه في الصلاة ، وكان عمر يضعهما على الركبتين وينهى عن التطبيق ، وكان ابن مسعود يقول في رجل قال لامرأته أنتِ عليّ حرام : أنها يمين ، ويرى عمر أنها طلقة واحدة ، بل حصل الخلاف في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب: ( لا يُصَلِّيَنّ أحدٌ العصر إلا في بني قريظة ، فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلي ، لم يُرِدْ منا ذلك ، فذُكِر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يعنِّف واحداً منهم 000الخ 0(1/3)
فأين هذا من الخلاف المذموم بصوره الكثيرة ، كالاختلاف الذي مس العقائد وأصول الدين ، والاختلاف الذي مبناه إتباع الهوى والتعصب للرجال على حساب أدلة الكتاب والسنة والإجماع ، واختلاف القلوب وتنافرها بناء على آراء يسوغ فيها الاجتهاد 0
أسباب الاختلاف بين الفقهاء
من أهمها :
1- أن الدليل لم يبلغ الفقيه .
2- أن يكون الدليل غير ثابت عنده ، كأن يبلغه من طريق ضعيفة .
3- تعارض الأدلة في ظاهرها .
4- الاختلاف في فهم النص .
5- عدم وجود نص في المسألة .(1/4)
فإذا عرفنا ذلك ، فإن الاجتهاد حق لأهله المستكملين لشروطه ، وليس حِكراً على مجتهد دون آخر ، وينبغي أن يُعذَر المخالِف في مسائل الفروع الاجتهادية ، وأن لا يعنَّف أو يبدَّع لذلك ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وإن رجح بعض الناس بعضها [يعني : بعض الاجتهادات] ولو كان أحدهما أفضل ؛ لم يجز أن يظلم من يختار المفضول ولا يذم ولا يعاب بإجماع المسلمين ، بل المجتهد المخطئ لا يجوز ذمه بإجماع المسلمين ، ولا يجوز التفرق بذلك بين الأمة ) ، بل لا يجوز أن ينكر عليه ، كما قال الإمام الموفق ابن قدامة : ( لا ينبغي لأحد أن ينكر على غيره العمل بمذهبه ؛ فإنه لا إنكار على المجتهدات ) ، أما إذا ثبت الإجماع أو لاح الدليل ، ولم يكن فيه مجال للاجتهاد أو التأويل ، فالنقول عن السلف دالة على الإنكار على المخالف عندئذ ، كالمبيح لنكاح المتعة مثلاً ، قال ابن مفلح في الآداب الشرعية : ( وذكر الشيخ محيي الدين النووي أن المختلَف فيه لا إنكار فيه ، قال: لكن إن ندبه على جهة النصيحة إلى الخروج من الخلاف، فهو حسن محبوب مندوب إلى فعله برفق (1) ، ويقول الشيخ عبد الكريم الخضير الخِلافْ بَيْنَ أَهْلِ العِلْم لاشَكَّ أنَّهُ مَوْجُود ولاسِيَّمَا فِي الفُرُوعْ مِنْ عَهْدِ الصَّحَابَة رِضْوَان الله عَلَيْهِم فَالخِلافْ مَوْجُودْ ، ولَنْ يَنْتَهِي ، وسَبَبُهُ اخْتِلافْ الفُهُومْ ، فَهَذا العَالِمْ يَفْهَمْ مِنْ هَذَا النَّصْ كَذَا ، والعَالِم الثَّانِي يَفْهَمْ مِنْهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ1- موقع ملتقى أهل الحديث ( بتصرف )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95421(1/5)
غَير ذَلِك ، والاحْتِمَالاتْ قَائِمَة ، وكُل مِنْهُم مَأْجُور إذا كانَ أَهْل للاجْتِهَادْ ، فَالمُصِيبْ مِنْهُم لَهُ أَجْرَانْ والمُخْطِئ مِنْهُم لَهُ أَجْر وَاحِد ، وطَالِبُ العِلْم الذِّي لَيْسَتْ لَدَيْهِ أَهْلِيَّة النَّظَر، وكَذَلِك العَامِّي عَلَيهِ أنْ يُقَلِّدْ أوثَقُهُمَا عِنْدَهُ الذِّي يَرَاهُ أَرْجَح فِي عِلْمِهِ وَدِينِهِ وَوَرَعِهِ يُقَلِّدُهُ لأنَّ فَرْضُهُ سُؤَالْ أَهْلِ العِلْم ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) سورة النحل 43 ولَيْسَ فِي فَتْوَاهُ مُفْتٍ مُتَّبَعْ مَا لَمْ يُضِفْ لِلْعِلْمِ والدِّينِ الوَرَعْ ، فَإِذا عَرَفْتَ أنَّ هَذَا الشَّخْصَ أَعْلَم مِنْ هَذا ، وعِنْدَهُ مِن الدِّين والوَرَعْ مَا يَحْجِبُهُ مِنْ أنْ يقُول على الله بِجَهِلْ بِغَيْرِ عِلْم ، أو يَتَقَوَّل عَلَى الله ، أو مَا أَشْبَهَ ذلك ، أو يُفْتِي بِهَوَى فَمِثْلِ هذا يُتَّبَع ويُقَلَّدْ ، وأمَّا التَّعَصُّب للمشايخ فإنَّهُ أَمْرٌ لاسِيَّمَا إِذا تَرَتَّبَ عَلَيهِ هَضْمْ لِحَقِّ المَفْضُولِ عِنْدَهُ فإنَّهُ لا يَجُوز حِينَئِذٍ (1) ، ويقول شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : فإنه قد يثير هذا الموضوع التساؤل لدى الكثيرين، وقد يسأل البعض : لماذا هذا الموضوع وهذا العنوان الذي قد يكون غيره من مسائل الدين أهم منه ؟ ولكن هذا العنوان وخاصة في وقتنا الحاضر يشغل بالَ كثيرٍ من الناس ، لا أقول من العامة بل حتى من طلبة العلم ، وذلك أنها كثرت في وسائل الإعلام نشر الأحكام وبثّها بين الأنام، وأصبح الخلاف بين قول فلان وفلان مصدر تشويش ، بل تشكيك عند كثير من الناس ، لاسيما من العامة الذين لا يعرفون مصادر الخلاف ، لهذا رأيت ـ وبالله أستعين ـ أن أتحدث في هذا الأمر الذي له في نظري شأن كبير عند المسلمين ، إن من نعمة الله تبارك وتعالى على هذه الأُمَّة أن الخلاف بينها لم يكن في(1/6)
أصول دينها ومصادره الأصيلة، وإنما كان الخلاف في أشياء لا تمس وحدة المسلمين الحقيقية وهو أمر لابد أن يكون.. وقد أجملت العناصر التي أريد أن أتحدث عنها بما يأتي :
أولاً: من المعلوم عند جميع المسلمين مما فهموه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم أن الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلّم بالهدى ودين الحق ، وهذا يتضمن أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد بيَّن هذا الدين بياناً شافياً كافيا ، لا يحتاج بعده إلى بيان ، لأن الهدى بمعناه ينافي الضلالة بكل معانيها ، ودين الحق بمعناه ينافي كل دين باطل لا يرتضيه الله عز وجل، ورسول الله بُعِثَ بالهدى ودين الحق، وكان الناس في عهده صلوات الله وسلامه عليه يرجعون عند التنازع إليه فيحكم بينهم ويبيِّن لهم الحق سواء فيما يختلفون فيه من كلام الله ، أو فيما يختلفون فيه من أحكام الله التي لم ينزل حكمها ، ثم بعد ذلك ينزل القرآن مبيِّناً لها ، ولكن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم اختلفت الأُمَّة في أحكام الشريعة التي لا تقضي على أصول الشريعة وأصول مصادرها ، ونحن جميعاً نعلم علم اليقين أنه لا يوجد أحد من ذوي العلم الموثوق بعلمهم وأمانتهم ودينهم يخالف ما دلَّ عليه كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلّم عن عمد وقصد ؛ لأن من اتَّصفوا بالعلم والديانة فلابد أن يكون رائدهم الحق، ومَن كان رائده الحق فإن الله سييسِّره له ، ولكن مثل هؤلاء الأئمة يمكن أن يحدث منهم الخطأ في أحكام الله تبارك وتعالى، لا في الأصول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ http://www.khudheir.com/ref/138(1/7)
التي أشرنا إليها من قبل، وهذا الخطأ أمر لابدَّ أن يكون؛ لأن الإنسان كما وصفه الله تعالى بقوله: ( وَخُلِقَ الإِنسَنُ ضَعِيفاً ) ، الإنسان ضعيف في علمه وإدراكه، وهو ضعيف في إحاطته وشموله، ولذلك لابدَّ أن يقع الخطأ منه في بعض الأمور، ونحن نجمل ما أردنا أن نتكلم عليه من أسباب الخطأ من أهل العلم في الأسباب الآتية السبعة، مع أنها في الحقيقة أسباب كثيرة، وبحر لا ساحل له، والإنسان البصير بأقوال أهل العلم يعرف أسباب الخلاف المنتشرة، نجملها بما يأتي :
السبب الأول: أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه.
السبب الثاني: أن يكون الحديث قد بلغ الرجل ولكنه لم يثق بناقله، ورأى أنه مخالف لما هو أقوى منه، فأخذ بما يراه أقوى منه 0
السبب الثالث: أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه ، وجلَّ من لا ينسى 0
السبب الرابع: أن يكون بلغه وفهم منه خلاف المراد
السبب الخامس: أن يكون قد بلغه الحديث لكنه منسوخ ولم يعلم بالناسخ، فيكون الحديث صحيحاً والمراد منه مفهوماً ولكنه منسوخ ، والعالم لا يعلم بنسخه ، فحينئذٍ له العذر لأن الأصل عدم النسخ حتى يعلم بالناسخ 0
السبب السادس: أن يعتقد أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع ، بمعنى أنه يصل الدليل إلى المستدل ، ولكنه يرى أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع ، وهذا كثير في خلاف الأئمة وما أكثر ما نسمع من ينقل الإجماع ، ولكنه عند التأمل لا يكون إجماعاً 0
السبب السابع: أن يأخذ العالم بحديث ضعيف أو يستدل استدلالاً ضعيفاً ، وهذا كثير جداً0(1/8)
هذه الأسباب التي أحببت أن أنبه عليها مع أنها كثيرة ، وبحر لا ساحل له ولكن بعد هذا كله ما موقفنا ؟ ، وما قلته في أول الموضوع : أن الناس بسبب وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية واختلاف العلماء أو اختلاف المتكلمين في هذه الوسائل صاروا يتشككون ويقولون مَن نتبع ، فالواجب على مَن علِم بالدليل أن يتبع الدليل ولو خالف مَن خالف من الأئمة ، إذا لم يخالف إجماع الأمة، ومن اعتقد أن أحداً غير رسول الله صلى الله عليه وسلّم يجب أن يؤخذ بقوله فعلاً وتركاً بكل حال وزمان ، فقد شهد لغير الرسول بخصائص الرسالة، لأنه لا يمكن أحد أن يكون هذا حكم قوله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ولا أحد إلا يؤخذ من قوله ويُترَك سوى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ولكن يبقى الأمر فيه نظر، لأننا لا نزال في دوامة مَن الذي يستطيع أن يستنبط الأحكام من الأدلة ؟ هذه مشكلة، لأن كل واحد صار يقول: أنا صاحبها. وهذا في الحقيقة ليس بجيد ، نعم من حيث الهدف والأصل هو جيد ؛ أن يكون رائد الإنسان كتاب الله وسُنَّة رسوله ، لكن كوننا نفتح الباب لكل مَن عرف أن ينطق بالدليل ، وإن لم يعرف معناه وفحواه ، فنقول : أنت مجتهد تقول ما شئت، هذا يحصل فيه فساد الشريعة وفساد الخلق والمجتمع. والناس ينقسمون في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام :
1 ـ عالِم رزقه الله عِلماً وفهماً فله الحق أن يجتهد وأن يقول 0
2 ـ طالب علم عنده من العلم ، لكن لم يبلغ درجة ذلك المتبحِّر فلا حرج عليه إذا أخذ بالعموميات والإطلاقات وبما بلغه ، ولكن يجب عليه أن يكون محترزاً في ذلك ، وألا يقصِّر عن سؤال مَن هو أعلى منه من أهل العلم ؛ لأنه قد يخطئ ، وقد لا يصل علمه إلى شيء خصَّص ما كان عامًّا ، أو قيَّد ما كان مطلقاً، أو نَسَخَ ما يراه محكماً. وهو لا يدري بذلك 0
3 ـ عامي لا يدري شيئاً ، وهو مَن ليس عنده علم ، فهذا يجب عليه أن يسأل أهل العلم (1) 0(1/9)
من خلال ما سبق طرحه رأيت ، بل وعزمت العقد أن أبحث في المسائل الخلافية لكي أصل فيها لطرح علمي سليم ، ولأجل أن لا نكون أمام عامة الناس أحادين الفكر والرأي ، بل نعرض المسألة بخلافها وأقوالها ونناقش أدلة الخلاف لجميع الأقوال كي نصل لما هو الحق بإذن الله ، فبدأت أبحث في عدة مسائل وجعلتها بحوث متتابعة وأسميته :
بحوث العبدلي
المسائل المهمة مما اختلف فيه الأئمة
إعداد
محمد بن فنخور العبدلي العنزي
المعهد العلمي في محافظة القريات
ثم بعد هذه المقدمة يأتي البحث الرئيس وقد أسميت كل بحث باسم ملفت للانتباه ، سائل المولى أن يوفقني للصواب وأن يبعد عني الشيطان وأعوانه ، كما أتمنى ممن يخالفني الرأي أن يكون خلافنا علميا ، لا عاطفيا والله الموفق والحمد لله رب العالمين 0
وإلى
المبحث الثاني القول الدف مفاهيم وأحكام
كتبه
محمد بن فنخور العبدلي العنزي
المعهد العلمي في محافظة القريات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ – كتاب الخلاف بين العلماء أسبابه وموقفنا منه ( بتصرف )
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/cat_index_309.shtml
بحوث العبدلي
المبحث الثاني
الدف مفاهيم وأحكام
إعداد
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات
1430هـ - 2009م
المقدمة(1/10)
إن الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )(1) ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (2) ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) (3) ،،،،،أما بعد ،،،،، لقد انتشر بين الناس استخدام الدف بين الرجال والنساء ، أما انتشاره بين النساء فلا إشكال في جواز استخدامه بينهن ، قال الشيخ عبد الرحمن الجبرين : الضرب بالدف جائزٌ في الأعراس ، وقد يكون مندوباً ، كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أعلنوا النكاح ، واضربوا عليه بالدف ) ، وقال ( فرق ما بين النكاح والسفاح الضرب بالدف )(4) ، ولعل السبب فيه إظهار الفرح والسرور ، وأما إذا كان معه طبول أو أصوات موسيقية أو أغانٍ ماجنة ، أو تغنجٌ وأهازيج ونحو ذلك مما لا يحل ، فننصح بعدم حضوره للنساء (5) ، ونظرا لانتشار الدف بين البشر، وكثر الجدال حوله بين مانع له ومجيز ، فمنهم من يرى تحريمه مطلقا بالنسبة للرجال ، ومنهم من يرى الكراهة بين تنزيهية أو تحريمية ، ومنهم من يرى جوازه لعدم الدليل على تحريمه ، وبناءً(1/11)
على هذه الآراء كثر الجدل بين الناس وخصوصا في الأفراح والمناسبات قد تصل أحيانا إلى ما لا تحمد عقباه ، وكل ذلك بسبب الجهل المركب في هذه المسألة ، أو التعصب الأرعن الأهوج لرأي دون الآخر ، وكلا الفريقين مخطأ مجانب للصواب ، لأن الأصل في المسلم المؤمن تحري الدقة ، والبحث في جذور المسألة والمقارنة بين الأقوال والأدلة ، يقول الشيخ صالح بن سليمان العامر استخدام الدف في اللهو المباح - سواء في المناسبات والأعياد وفي غيرها- من المسائل التي كثر الجدال فيها والنقاش في الأزمنة المتأخرة ، خاصة بعد التفنُّن في الأناشيد ، واستخدام الأجهزة الحديثة 0000000 وقبل ذلك أود أن أبين أنَّ هذا الأمر هو من أمور العادات التي الأصل فيها الإباحة ، ومخالفة الأمر فيها أسهل عند الله من العبادات التي الأصل فيها التحريم والتوقيف ، لذلك غالب أمر الدف بل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سورة آل عمران : 122
2- سورة النساء : 1
3- سورة الأحزاب : 70 / 71
4- رواه أحمد وغيره ، وحسنه الألباني
5- تسجيلات الشبكة الإسلامية
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=145811(1/12)
حتى الغناء أنه في دائرة الصغائر التي سماها ربُّنا باللمم ، التي تكفَّر بالعمل الصالح ، خلافا للغيبة والنميمة ، أو الحقد أو الحسد ، والتي ربما تنتج أثناء الحوار والنقاش في مثل هذه المسائل البسيطة ، إن عملية البحث والإفتاء تعني مناقشة المسألة من ناحية الأدلة ، والاستضاءة بآراء العلماء قديما وحديثا ، ولابد من معرفة الرجال بالحق لا معرفة الحق بالرجال ، والدليل هو الذي عليه الاعتماد ، وفي مثل مسألتنا هذه لو نظرنا إلى الرجال القائلين بقول لغلبت جانب التحريم ، لكني هنا أدعو الإخوة إلى النظر في الأدلة ووجه الاستدلال ، ومن ثم مناقشتي في ذلك ، أما أن يقال: إن الشيخ الفلاني يقول كذا، فأنا أعرفه ، وربما أذكره هنا ، يمكن تقسيم استخدام الدف قسمين ، أحدهما في المناسبات كالأعياد والحرب والنكاح ، والقسم الثاني استخدامه دون سبب ، بل في الاجتماعات وأوقات الراحة والمتعة ، ولابد من الأخذ بالاعتبار هذا التقسيم أثناء قراءة الأدلة ، واستعراض أقوال أهل العلم ، وإذا كنت من أهل العلم فالواجب البحث والنظر لا التقليد ، إما إذا كنت عامّيا فالواجب تقليد من تثق بدينه وعلمه دون الإفتاء أو التعصب لأهل الإفتاء ، فإن ذلك سبب للتفرق والاختلاف الذي يسبِّب الشقاق والنزاع ، إضافة إلى السباب والحقد والبغضاء ، وكل ذلك محرَّم بالاتفاق عند أهل العلم (1) ، وقال الدكتور عبد الرحمن الجرعي في مقدمة بحثه : فهذا بحث جمعت فيه أهم الأحكام المتعلقة بالدُف , خاصة ما تمس إليه الحاجة في هذا الوقت ، وإنما اخترت بحث (الدُف) من بين الآلات التي يضرب بها، لكثرة النصوص فيه، وقوة الخلاف فيه ، ومسيس الحاجة إلى بيان أحكامه خاصة مع اتساع المشاركة الفاعلة من قبل أهل الخير والصلاح في البرامج الإعلامية , واشتمال كثير منها على بعض الإيقاعات التي يستخدم فيها الدُف , وقد هدفت من هذا البحث إلى بيان أقوال العلماء وخلافهم في مثل هذه القضايا , حتى(1/13)
تتسع الصدور ويُعلم أن أكثر المسائل في هذا الباب خلافية ، فلا يُثرّب على مقلِّد لغيره , أو مجتهد طالما كانت المسألة من مسائل الاجتهاد ونسأل الله السداد والتوفيق ، إنه على كل شيء قدير(2) وعلى نهجه نحن نسير لكون الغالبية ممن لا يمكنهم ذلك أي البحث والمقارنة بين الأدلة والأقوال رأيت أن أبحث المسألة تأريخيا شرعيا على أجعل لها تأطيرا علميا على نهج سلف الأمة فخرجت بهذا البحث اللطيف الخفيف لعل الله أن ينفع به 0
كتبه
محمد بن فنخور العبدلي
المعهد العلمي في القريات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع بحوث ودراسات - الأحد 27 شوال 1429 الموافق 26 أكتوبر 2008
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-14530.htm
2- أحكام الدف للدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي – كتاب الكتروني – راجع موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
الجذور التاريخية للدفوف
الدفوف من آلات الطرق ذات الغشاء الواحد ، وترجع الدفوف بأنواعها تأريخيا إلى الشرق القديم ، خاصة مصر الفرعونية وقد عرفتها أيضا الحضارة الأثيوبية والبابلية والفارسية والهندية والصينية واليابانية واسيا الوسطى ، وكان لها العديد من الأشكال منها المربع والمدور ، ثم انتقلت الدفوف بعد الفتح الإسلامي إلى أوروبا عن طريق الأندلس وأطلق عليه هناك اسم الباسك والتامبورين ومنها إلى الأمريكتين 0(1/14)
والأنواع الموجودة في مصر هي ( الدف - المظهر - البندير - الطار – الرق ) ، ومصر هي البلد الوحيد التي تمتلك الكثير من أنواع الدفوف أما باقي الدول فتملك نوع أو اثنين فقط ، ( والدف آلة مصنوعة من إطار خشبي مستدير يتراوح عرضه من( 5 - 10 سم ) ، ويشد عليه رق من جلد الحيوان يكون رقيق ومرن ، وفى الأنواع كبيرة الحجم يكون لها مقبض تمسك منه الآلة وهناك نوع تثبت في إطاره بعض الصنوج ( الصاجات ) من خلال ثقوب بها تجعلها حرة الحركة ويسمع لها صليلا ويسمى المزهر، أما الأكبر حجما هو البدنير والمنتشر في جميع الأقطار العربية يصل قطره إلى 40 سم ، والدف يمسك باليد اليسرى عن الحافة ويقوم العازف بالضرب بأطراف اليد اليسرى لعزف الضغوط الحادة ( التك ) وكذلك الزخارف اللحنية ، أما اليد اليمنى تقوم بعزف الضغوط الأساسية الثقيلة وذلك عن طريق الضرب وسط الرق الجلدي ، والبندير الأكبر حجما يستخدم في الطرق الصوفية وحلقات الذكر وغيرها ، أما الدف فيشارك في نفس الاحتفاليات إضافة إلى مصاحبة الشعراء والمتخصصين في حكي الملاحم الشعبية مثل السيرة الهلالية خصوصا في الدلتا والصعيد ، ويعد الدف بأنواعه من أقدم الآلات التي استخدمت عبر التاريخ 0(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مدونة مكتوب
http://skotypon2002.maktoobblog.com/1029077/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D9%88%D9%81/
التعريف
تعريف الدف لغة(1/15)
الدف لغة : قال الفيومي : والدف الجنب من كل شيء والجمع دفوف (1) ، فهو الذي يلعب به ، وقال ابن منظور: الدف الجنب من كل شيء بالفتح لا غير ، والدف والدفّة : الجنب من كل شيء ، يقال: دفّ الطائر يدف دفاً ودفيفاً : ضرب جنبيه بجناحيه (2) ، وقال عبد الرحمن الجرعي : وقد عرفه بعض الفقهاء بالطار أو الغربال وهو المغشى بجلد من جهة واحدة ، سمي بذلك لتدفيف الأصابع عليه ، وقال بعض المالكية الدف هو: المغشى من جهة واحدة إذا لم يكن فيه أوتار ولا جرس ، وقال غيرهم : ولو كان فيه أوتار ولأنه لا يباشرها بالقرع بالأصابع ، وقد يكون له جلاجل أو صراصر أو حلق من نحاس أو غيرها توضع في خروق تفتح لها في جوانب الدف (3) ، وفي الموسوعة الحرة : الدف آلة موسيقية إيقاعية عربية قديمة الدف مكوَّن من إطار يسمى طارة يشد علية جلد رقيق على أحد وجهيه و ربما من صنوج وهي هنات مستديرة تجعله كالرِق ، الدف و الرق الدف و الرق هما آلتان من آلات الإيقاع الشرقي الرئيسية تعزف بطرق مختلفة ابتداء من الهز والشخشخة إلي الضرب بأصابع اليد بإيقاعات منتظمة (4)
تعريف الدف اصطلاحاً
الدف اصطلاحاً : قال أبو عبيد القاسم بن سلام : أما الدف فهو هذا الذي يضرب به النساء (5) ، وقال الحربي : الدف الذي يلعب به بالضم (6) ، قال ابن حجر : يجوز في الدف ضم الدال وفتحها (7) وقال ابن الأثير : والدف الذي يطبل به ويفتح ويضم (8) ، وقال المباركفوري : والدف هو ما يطبل به (9) 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المصباح المنير 1/196
2- لسان العرب 9/104 ( مادة دف )
3- موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
ونسبه للدرديري والدسوقي والشرح الكبير وحاشية الدسوقي ومغني المحتاج والرملي ونهاية المحتاج وغيرهم
4- الموسوعة الحرة
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%81(1/16)
5- غريب الحديث لابن سلام 3/64
6- غريب الحديث للحربي 1/24
7- فتح الباري 9/110
8- النهاية في غريب الأثر 3/58
9- تحفة الاحوذي 10/122
هل الدف يعد من المعازف :
الجواب : قال ابن حجر في فتح الباري : وفي حواشي الدمياطي المعازف الدفوف وغيرها مما يضرب به (1) ، وقال ابن الأثير في النهاية: العزف اللعب بالمعازف وهي الدفوف وغيرها مما يضرب وقيل إن كل لعب عزف (2) ، وقال ابن القيم في مدارج السالكين: وآلات المعازف من اليراع والدف والأوتار والعيدان (3) ، وقال المناوي في فيض القدير : والمعازف بمهملة وزاي مكسورة أي الدفوف (4)، فالدف إذاً يعد من المعازف التي ورد تحريمها (5) ، وهذا يقودنا إلى تعريف وتصنيف المعازف 0
تعريف المعازف:
المعازف هي : الملاهي ، و احدها : معزف ومعزفة ، وإذا أرد المعزف فهو ضرب من الطنابير ويتخذه أهل اليمن وغيرهم، وعزف الدفّ صوته ، والعزف : اللعب بالمعزف ، وهي الدفوف وغيرها مما يضرب ، وكل لعب عزف ، والعازف : اللاعب بها والمغني ، والعزيف صوت الرمال إذا هبت بها الرياح ، وعزف الرياح : أصواتها ، وعزيف الجن : جرس أصواتها ، وسحاب عزّاف : يّسمع منه عزيف الرعد وهو دويّه ، ومما سبق يتبين أن لفظ المعازف تطلق على : الملاهي ويطلق العزف على اللعب والغناء، وأصوات الرمال والجن والسحاب ( 6 ) 0
تعريف المعازف اصطلاحاً:
هي عبارة عن أصوات مقطعة موزونة تحدث بواسطة آلات صنعت من الجمادات ، سواء كانت بالقرع أو النفخ أو العزف عليها ، ولها لذة عند سماعها ، وقيل : أصوات لأن ما يصدر عن الآلات أو الجمادات لا يعتبر كلاماً وإنما أصوات ، وقيل : موزونة لتفترق عن الضوضاء والأصوات المتجمعة بطريقة عشوائية ، وتحدث هذه الأصوات بواسطة آلات العزف واللعب بها بطريقة فنية معينة مختلفة ( 6 ) 0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/17)
1- فتح الباري 10/55
2- النهاية في غريب الأثر 3/230
3- مدارج السالكين 1/497
4- فيض القدير 1/410
5- أحكام ضرب الدف للشيخ عمار بن عمر المفدى ص 2
6- موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
ونسبه للسان العرب مادة (عزف) ومقدمة ابن خلدون وحكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية للغزالي و فتح الباري ونيل الأوطار وغيرهم
مدى دخول الدف في مسمى المعازف شرعاً
المعنى اللغوي للمعازف يدخل جميع آلات العزف القديمة والحديثة وسماعها في جميع الأحوال وعلى جميع الهيئات ، وقد سبق في معنى العزف والمعازف في اللغة أنها تشتمل على الملاهي واللعب والغناء والكثير من الأصوات ، فهو معنى واسع يشمل أصواتا كثيرة ، لكن الشأن في المعنى الشرعي المراد بالمعازف التي ورد فيها النهي في قوله - صلى الله عليه وسلم ( يكون من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) ، هل يدخل فيها أي في المعازف الدف ، فيكون استثناءه بالنصوص من قبيل استثناء الخاص من العام فيبقى فيما عدا الاستثناء على أصل المنع أم أن الدف لا يدخل في إطلاق لفظ المعازف المنهي عنها أصلا 0( 1 )
ما الفرق بين الدف والطبل والطار(1/18)
قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين في شرحه كتاب النكاح - الصداق - أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل : الدف هو الآلة التي هي كهيئة الطار، ثم يختم أحد جانبيه بجلد لم يدبغ ، ثم يضرب فيصير له صوت ليس شديدًا، أما إذا ختم جانباه فيسمى طبلا ، الطبل هو الذي ختم جانباه يعني : وجهه من هنا ومن هنا ، فهذا يسمى الطار، ويسمى في بعض البلاد الزير، ويسمى عند بعضهم الدمام ، والأصل أن تسميته الشرعية الدف في حديث ( أن امرأة قالت: يا رسول الله، إني نذرت إن قدمت أن أضرب على رأسك بالدف فقال: أوفي بنذرك ) فالدف يضرب للفرح يعني : مثل المنخل إلا أنه ختم جانبه بدل ما أن المنخل فيه خروق ، فذلك المكان فيه جلد ليس فيه خروق ، فهذا هو الدف (2) ، وقال الشيخ علوي السقاف : والفرق بينهما ( أي الطبل والدف ) على الراجح أن الدف مفتوح من أحد طرفيه وليس له جلاجل أما الطبل فمغلق من الجهتين، قال الحافظ ابن حجر: (الدف الذي لا جلاجل فيه فإن كانت فيه جلاجل فهو المزهر) (الفتح 2/440) (3) ، وقال الشيخ ابن باز رحمه : الدف فيما ذكر العلماء أنه الطار الذي يكون له وجه واحد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
ونسبه للسان العرب مادة (عزف) ومقدمة ابن خلدون وحكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية للغزالي و فتح الباري ونيل الأوطار وغيرهم
2- موقع جامع شيخ الإسلام ابن تيمية
http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book52&f=3khwq-00016.htm&pid=1
3- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الحادي والعشرون
http://www.binbaz.org.sa/mat/1618(1/19)
والوجه الثاني مفتوح (1) ، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه : الدف ليس له إلا وجه واحد فقط (1) ، وذو الوجهين فيسمى طبلا (2) ، و قال الدكتور عمر بن عبد الله المقبل – جامعة القصيم : هناك فرق بين الطبل والدف ؟ الذي ظهر لي بعد البحث –ومن النظر في كلام أهل اللغة وأهل العلم من شراح الحديث وغيرهم- أن الدف المعروف عند العرب الذي جاءت الرخصة به في الأحاديث: هو ما كان يشبه الغربال (المنخل) ، إلا أنه لا خروق فيه ، وطوله إلى أربعة أشبار، انظر: (فتح الباري) لابن رجب (8/426) ، و(نيل الأوطار 6/188) ، و(فتاوى ابن إبراهيم 10/215) ، و(فتاوى منار الإسلام ) لشيخنا ابن عثيمين (3/836) ، وكذلك اللقاء المفتوح جـ (12) سؤال (262) ، واللقاء الشهري جـ (11) سؤال (234) ، و(القاموس المحيط 1047 - 1325)، و ( لسان العرب 9/104-107، 11/398 ) مادة : طبل ، و( المعجم الوسيط 1/289)، مادة (دفف)، و(المصباح المنير) للفيومي (75 ) ، ووقع في كلام الإمام أحمد رحمه الله- ما يدل على التفريق بين الطبل والدف ، فقد نقل ابن مفلح رحمه الله في الفروع 5/311-312) ما نصه، قال : " ونقل حنبل : لا بأس بالصوت والدف فيه –أي في العرس- وأنه قال : أكره الطبل ، وهو الكوبة، نهى عنه النبي –صلى الله عليه وسلم-، ونقل ابن منصور: الطبل ليس فيه رخصة" ، وكثير من الفقهاء حينما تكلموا عن (الطبل) فرقوا بين طبل الحرب وغيره ؛ لأن الحاجة داعية إلى طبل الحرب ، بخلاف غيره 0( 3 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8964.shtml
2- موقع الدرر السنية http://www.dorar.net/art/151
3- موقع الإسلام اليوم – خزانة الفتاوى
http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-10093.htm(1/20)
حكم استخدام الدف في الأعراس
أولا : حكم الضرب بالدف في الأعراس للنساء
أولا : الأحاديث
لقد ورد في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تدل على جواز ذلك ، ومما ورد في ذلك:
1- عن عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأةً إلى رجل من الأنصار ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو)(1)
2- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أعلنوا هذا النكاح ، واضربوا عليه بالغربال ) والغربال الدف (2)
3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فصل بين الحلال والحرام ، الدف والصوت في النكاح ) (3)
4- عن عامر بن سعد قال : دخلت على قرظة بن كعب ، وأبي مسعود الأنصاري في عرس ، وإذا جوار يغنين ، فقلت : أنتما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل بدر ، يفعل هذا عندكم ، قال: اجلس إن شئت ، فاسمع معنا ، وإن شئت اذهب ، قد رخص لنا في اللهو العرس (4)
5- قالت الرُّبيِّع بنت مُعوَّذ بن عفراء : جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل حين بُني عليّ ، فجلس على فراشي كمجلسك مني ، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويَندُبنَ من قُتلَ من آبائي يوم بدر ، إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين (5)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- رواه البخاري برقم 5126 – فتح الباري 9 / 133
2- صحيح ابن ماجه للألباني برقم 1538 – 1/ 320
3- صحيح ابن ماجه للألباني برقم 1537 – 1/ 320 ، وصحيح النسائي للألباني برقم 1100 – 1/ 316
4- رواه النسائي برقم 3168 – 2/ 712 وقال عنه الألباني حسن
5- رواه البخاري برقم 5147 راجع فتح الباري 9/ 109
ثانيا : أقوال العلماء :(1/21)
قال أحمد: يستحب أن يظهر النكاح ، ويضرب عليه بالدف ، حتى يشتهر ويعرف ، وقال أيضاً : لا بأس بالغزل في العرس كقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار : أتيناكم أتيناكم ، وأما الدف للرجال فقد قال المرداوي : ظاهر قوله – أي صاحب المقنع – والضرب عليه بالدف ، أنه سواء كان الضارب رجلاً أو امرأة ، قال في الفروع وظاهر نصوصه ، وكلام الأصحاب التسوية ، وقال صاحب الشرح : وإنما يستحب الضرب بالدف للنساء ، ذكره شيخنا رحمه الله وأما الطبل فقال أحمد: وأكره الطبل وهو المنكر وهو الكوبة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم 0(1) ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمَّته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف ، كما لم يبح لأحدٍ أن يخرج عن متابعته واتِّباع ما جاء به من الكتاب والحكمة ، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ، ولا لعامِّي ولا لخاصِّي ، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواعٍ من اللهو في العرس ونحوه ، كما رخَّص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح ، وأمَّا الرجال على عهده فلم يكن أحدٌ منهم يضرب بدفٍّ ولا يصفِّق بكفٍّ ، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنَّه قال ( التصفيق للنساء ، والتسبيح للرجال ) و ( لعن المتشبِّهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء ) ، ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف مِن عمل النساء كان السلف يسمُّون من يفعل ذلك من الرجال مخنَّثاً ويسمُّون الرجال المغنِّين مخانيثاً ، وهذا مشهورٌ في كلامهم 0 (2) ، وقال ابن حجر : والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء ، فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن 0 (3) ، وفي التسهيل : وَيُسَنُّ إِعْلَانٌ وَضَرْبُ دُفٍّ لِلنِّسَاءِ، كَمَا فِي اَلْعِيدِ، وَقُدُومِ اَلْغَائِبِ (4)(1/22)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المقنع مع شرحه 21 / 353- 354 – 355
2- مجموع الفتاوى ( 11 / 565 ، 566 )
3- فتح الباري ( 9 / 226 )
4- التسهيل في الفقه للبعلي – كتاب الصداق - راجع موقع شيخ الإسلام ابن تيمية
http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=117&t=book57&pid=1&f=tsheel00115.htm#عنوان40138
ثالثا : الفتاوى
1- الشيخ بن جبرين رحمه الله
السؤال : عندنا في مناسبات الأعراس يضربن النساء بطبل ، فهل يجوز أن أحضر هذا العرس ؟ أم لا ؟
الجواب : لا بأس بحضورها مع الحرص على تغيير المنكر، ونهي الضاربة عن استعمال الطبل، وأمرها بضرب الدف ، فهو من السُنة ، وكذا النهي عن الأغاني الفاتنة 0(1)
2- الشيخ سليمان الماجد
السؤال : ما حكم الدف المتضمن في أطرافه حلقات حديدية للنساء؟
الجواب : جائز لا حرج فيه. والله أعلم.
وسئل : الشيخ الفاضل .. ما حكم وضع الدف المرفق بحلقات معدنية ( فقاشات ) في الزواجات ؟
الجواب : الحمد لله وبعد .. لا يظهر لنا ما يمنع من استعمال الدف المشتمل على هذه الحلقات المعدنية ؛ لأن الأصل الإباحة ولا نعلم دليلا يمنع من استعماله ، وإن كانت جرسا فهو مكروه فقط وليس بمحرم . والله أعلم.
وسئل : شيخي الفاضل هل يجوز ضرب الدف للنساء فيما يسمى (التحوالة) وهو حفل مصغر لأهل الزوج بمناسبة انتقال الزوجة لابنهم ؟
الجواب : نعم يجوز 0
وسئل أيضا : السلام عليكم .. يا شيخ .. أردت أن أسال عن الضرب على الحديد أو ما يسمى بالشكشكة ، والآن يحصل مع بعض الطقاقات ، يوضع من ضمن الدف ، ويسمى بالدارمز أو اسم يقارب له ، مع العلم أنه لا يوجد آلة عزف موسيقية (بيانو) هل هذا جائز أم لا ؟ جزاك الله خير الجزاء.(1/23)
الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. جائز لا حرج فيه ، وحيث لا يعتبر ذلك من الآلات الموسيقية ؛ فإنه من جنس الدف لأنه يقرع قرعاً ؛ فلا حرج في استعماله . والله أعلم 0 (2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7313&parent=2227
2- موقع الشيخ سليمان الماجد
http://www.salmajed.com/ar/node/6264
http://www.salmajed.com/node/3367
3- الشيخ : عبد العزيز بن أحمد الدريهم
السؤال المطلوب له إجابة واضحة أنه في الحفلات الخاصة بالنساء فقط دون الرجال، وهذه الحفلة ليست يوم نكاح ولا في عقد قران، ولكن هي اجتماع نسائي لحفلة خاصة أو وليمة لعروس تكون متزوجة من فترة سابقة، فهل يجوز فيها ضرب الدف والرقص للنساء إحياءً لهذه الفرحة دون معازف محرمة؟ وهل يجوز خروج العروس بزفة معينة حتى يعلم الحضور أن هذه هي العروس لأن عدد الضيوف كبير وهذه أيضاً حفلة بعد الزواج؟ أرجو منكم سرعة الرد ؟
الجواب: الحمد لله فقد أجاز الشارع الحكيم جواز الدف للنساء في حفلات الزواج إعلاناً له وتفريقاً بين النكاح والسفاح، وأما ضرب الدف والرقص في غير حفل الزواج فإن هذا من اللهو الذي ينبغي الترفع عنه، وأن يقتصر على ما أجازه الشارع الحكيم، وأن ينشغل المسلم بما ينفعه في دينه ودنياه، وأن تحرص النساء على أن تكون اجتماعاتهن على ذكر الله –تعالى- وما يقربهن من الله. أما لبس المرأة المتزوجة لباساً معيناً أمام النساء فلا بأس بذلك إذا كان ساتراً وليس فيه تشبه بالرجال ولا بالنساء الكافرات كما أفتت بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء(17/218) 0 (1 )
4- العلاّمة : عبد الرحمن بن ناصر البراك
السؤال : ما حكم الأغاني التي يوجد بها حب وغرام مع الدف في الأعراس عند النساء؟(1/24)
الجواب : الحمد لله ، دلت السنة على جواز الضرب بالدف في العرس للنساء، ونص الفقهاء على ذلك ، والمقصود من الضرب بالدف في العرس إعلان النكاح، وقد أوجبه بعض أهل العلم، أي الإعلان، ولما كان أهمَّ وسيلةٍ ـ فيما مضى ـ لإعلان النكاح الضربُ بالدف نُصَ عليه في الأحاديث وجرى العمل به عند المسلمين، ومما ورد في ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( فصلُ مابين الحلال والحرام الصوت بالدف )) وجاء عند ابن حبان (( أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغِربال )) أي: الدف. وإذا كان المقصود هو الإعلان، فبأي شيء كان فقد حصل المقصود، وحينئذٍ يكون الضرب بالدف جائزاً لمناسبته لطبيعة النساء في حب اللهو، والأصل أن الضرب بالدف لا يخلو عن شيء من الغناء ولكن يجب أن يكون بريئاً من الفحش والإثارة؛ كالقصائد المشتملة على ذكر الحب والغرام والهيام، والذي يليق في هذا المقام مدح الأسرتين والدعاء للزوجين والترحيب بالحضور، والضرب بالدف ليس عبادة فيقضى. نسأل الله أن يوفق المسلمين والمسلمات إلى الاستقامة وأن يجنبهم السيئات، والله مجيب الدعوات 0(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المصدر موقع إجابة
http://www.ejabh.com/arabic_article_100822.html
2- موقع شبكة نور الإسلام
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=32556&Itemid=31
5- الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله
سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله : ما حكم الغناء للنساء في العُرس مع العلم أنه داخل الصالة وليس هناك من مكبرات ؟ أفيدنا مأجورين(1/25)
الجواب لا بأس بالغناء في العرس ، وضرب الدف للنساء فقط ، بل هذا سنة ولا بأس به بشرط أن لا يحضره رجال أجانب ، وألا يسمع صوت النساء رجال أجانب ؛ فإنهن إذا كُن في محل خاص وأخذن يغنين بالغناء المعروف ولم يكن فيه تشبيه بالكفرة ولم يكن فيه شيء من دواعي إثارة الشهوة ، فهذا كله جائز ، فإن نساء الأنصار ، كن أيضاً يفعلن ذلك . ويقلن : أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم . ومادام أن العرس ليس فيه اختلاط الرجال بالنساء ولا فيه فحش في الغناء فهو جائز . كما ذكرنا . والله أعلم - فتاوى ابن حميد ص 230 0 (1)
6- موقع إجابة
السؤال : ما الحكم في استئجار من يضرب الدف للنساء في الأعراس؟ وهل حجة من يقول:"إن الإجارة مثل البيع فلا تصح ولا تجوز إلا فيما كان أصله حلالاً"، هل هذه الحجة يعتد بها بالتحريم؟ وما حكم صنع وبيع الدفوف؟
الجواب : محور جواب هذا السؤال يعود إلى أمر واحد، وهو حكم الضرب بالدف للنساء في الأعراس، وما بعده ينبني عليه، فيقال: ضرب الدف للنساء في الأعراس والأعياد ونحوها أقل أحواله الجواز، وهو في النكاح مستحب؛ لأدلة كثيرة مشهورة، يمكن الأخ السائل أن يراجع على سبيل المثال (منتقى الأخبار) للمجد ابن تيمية (2/556)، وكذلك ينظر: (الروض المربع بحاشية ابن قاسم 5/418). فإذا علم ذلك تبين الجواب عن السؤالين اللذين بعده، فاستئجار من يضرب الدف حكمه حكم الغرض منه، فإن كان في الأعراس ونحوها فمستحب، وإن كان لغرض مباح فالإجارة مباحة، وكذا الحكم في الصنعة، والله أعلم 0(2)
7- الشيخ الدكتور صالح الفوزان
سئل عن حكم ضرب النساء للدف من أجل إعلان النكاح ؟(1/26)
فأجاب : يستحب ضرب النساء للدف حتى يعرف النكاح ويشتهر ويكون ذلك بين النساء خاصة ولا يكون مصحوباً بموسيقى ولا بآلات لهو ولا أصوات مطربات ، ولا بأس بإنشاد النساء الشعر بهذه المناسبة بحيث لا يسمعهن الرجال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح ) قال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع العربي العملاق – القسم الإسلامي
http://www.bab.com/hotlines/question.cfm?id=2055&urlid=427&urlpid=24&urlgfid=7&urlrid=465&urlcatid=4
2- المصدر موقع إجابة
http://www.ejabh.com/arabic_article_89817.html
الشوكاني في نيل الأوطار : في ذلك دليل على أنه يجوز في النكاح ضرب الأدفاف ورفع الأصوات بشيء من الكلام نحو : أتيناكم أتيناكم ونحوه ، لا بالأغاني المهيجة للشرور المشتملة على وصف الجمال والفجور، ومعاقرة الخمور، فإن ذلك يحرم في النكاح كما يحرم في غيره وكذلك سائر الملاهي المحرمة 0(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- التنبيهات للفوزان ص 53
ثانيا : حكم الضرب بالدف في الأعراس للرجال(1/27)
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله : وقوله: «للنساء» ظاهره أنه لا يسن للرجال ، لكن قال في الفروع : وظاهر الأخبار، ونص الإمام أحمد أنه لا فرق بين النساء والرجال ، وأن الدف فيه للرجال كما هو للنساء ؛ لأن الحديث عام (أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال ) أي الدف ، ولما فيه من الإعلان ، وإن كان الغالب أن الذي يفعل ذلك النساء ، والذين قالوا بتخصيصه بالنساء وكرهوه للرجال ، يقولون : لأن ضرب الرجال بالدف تشبه بالنساء ؛ لأنه من خصائص النساء ، وهذا يعني أن المسألة راجعة للعرف ، فإذا كان العرف أنه لا يضرب بالدف إلا النساء ، فحينئذٍ نقول : إما أن يكره ، أو يحرم تشبه الرجال بهن ، وإذا جرت العادة بأنه يُضرب بالدف من قبل الرجال والنساء فلا كراهة ؛ لأن المقصود الإعلان ، وإعلان النكاح بدف الرجال أبلغ من إعلانه بدف النساء ؛ لأن النساء إذا دففن فإنما يدففن في موضع مغلق ، حتى لا تظهر أصواتهن ، والرجال يدفون في موضع واضح بارز، فهو أبلغ في الإعلان ، وهذا ظاهر نص الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وكلامِ الأصحاب حتى «المنتهى» الذي هو عمدة المتأخرين في مذهب الإمام أحمد ، ظاهره العموم وأنه لا فرق بين الرجال والنساء في مسألة الدف (1) ، وقال الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي في بحثه أحكام الدف اختلف الفقهاء في حكم الضرب بالدف للرجال في الأعراس ، على قولين :
القول الأول: منع الرجال من الضرب بالدف في الأعراس
وبه قال اصبغ من المالكية، وإليه ذهب بعض أصحاب الشافعي ، وقال جمهور الحنفية والحنابلة بالكراهة 0
الأدلة :
1. أن الضرب بالدف من أعمال النساء، وفي ضرب الرجال به تشبه بهن فيكون ممنوعاً 0
وقد اعترض على هذا الاستدلال: بأن الأصل اشتراك الذكور والإناث في الأحكام إلا ما ورد الشرع فيه بالفرقة بينهم، ولم يرد هنا شيء، وليس ضرب الدف مما يختص بالنساء حتى يقال: يحرم على الرجال التشبه بهن فيه 0(1/28)
2. أنه لم يحفظ عن أحد من رجال السلف أنه ضرب به، كما أن الأحاديث والآثار إنما وردت في ضرب النساء والجواري به، فقد يكون سكوت الجمهور عن بيانه لدلالة الأخبار على أنه في العادة من أعمال النساء 0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الشرح الممتع المجلد الثاني عشر – وليمة العرس
ويمكن أن يجاب عن هذا الاستدلال : بأنه لا يلزم من عدم ضرب أحد من السلف به أنه غير جائز فإن الضرب بالدف لا يفعله في العادة أهل الهيئات حتى من النساء. والله أعلم 0(1)(1/29)
فقد ذهب الحنفية إلى كراهته في حق الرجال كراهة تحريمية، جاء في رد المحتار لابن عابدين الحنفي قوله: ضرب الدف فيه –أي العرس- خاص بالنساء.... وهو مكروه للرجال على كل حال للتشبه بالنساء وقال ابن عابدين أيضاً: واستماع ضرب الدف والمزمار وغير ذلك حرام، وإن سمع بغتة يكون معذوراً، ويجب أن يجتهد أن لا يسمع.(1/30)
انتهى، وقول الحليمي يختص حله بالنساء رده السبكي انتهى 0 (2) ، و قال الشيخ يحيى بن موسى الزهراني : قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 11 / 565 ، 566 ) : وَبِالْجُمْلَةِ قَدْ عُرِفَ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَشْرَعْ لِصَالِحِي أُمَّتِهِ وَعُبَّادِهِمْ وَزُهَّادِهِمْ أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَى اسْتِمَاعِ الْأَبْيَاتِ الْمُلَحَّنَةِ مَعَ ضَرْبٍ بِالْكَفِّ أَوْ ضَرْبٍ بِالْقَضِيبِ أَوْ الدُّفِّ ، كَمَا لَمْ يُبَحْ لِأَحَدِ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ مُتَابَعَتِهِ وَاتِّبَاعِ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ لَا فِي بَاطِنِ الْأَمْرِ وَلَا فِي ظَاهِرِهِ وَلَا لِعَامِّيِّ وَلَا لِخَاصِّيِّ وَلَكِنْ رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْوَاعٍ مِنْ اللَّهْوِ فِي الْعُرْسِ وَنَحْوِهِ كَمَا رَخَّصَ لِلنِّسَاءِ أَنْ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ فِي الْأَعْرَاسِ وَالْأَفْرَاحِ ، وَأَمَّا الرِّجَالُ عَلَى عَهْدِهِ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَضْرِبُ بِدُفِّ وَلَا يُصَفِّقُ بِكَفِّ بَلْ قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ ( التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ وَالتَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ ، وَلَعَنَ الْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ ، والمتشبهين مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ) ، وَلَمَّا كَانَ الْغِنَاءُ وَالضَّرْبُ بِالدُّفِّ وَالْكَفِّ مِنْ عَمَلِ النِّسَاءِ كَانَ السَّلَفُ يُسَمُّونَ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ الرِّجَالِ مُخَنَّثًا وَيُسَمُّونَ الرِّجَالَ الْمُغَنِّينَ مَخَانِيث وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي كَلَامِهِمْ .ا.(1/31)
هـ ، وقال ابن حجر في فتح الباري ( 9 / 226 ) : وَاسْتُدِلَّ بِقَوْلِهِ ( وَاضْرِبُوا ) عَلَى أَنَّ ذَلِكَ لَا يَخْتَصّ بِالنِّسَاءِ لَكِنَّهُ ضَعِيف , وَالْأَحَادِيث الْقَوِيَّة فِيهَا الْإِذْن فِي ذَلِكَ لِلنِّسَاءِ فَلَا يَلْتَحِق بِهِنَّ الرِّجَال لِعُمُومِ النَّهْي عَنْ التَّشَبُّه بِهِنَّ 0 (3)
القول الثاني: جواز الضرب بالدف للرجال في الأعراس
وإليه ذهب جمهور المالكية، وأكثر أصحاب الشافعي، وهو ظاهر كلام أحمد وجمع من أصحابه 0
دليلهم : عموم الأحاديث الواردة في جواز الدف والأمر به وبعضها ورد الأمر فيه للرجال، كحديث (أعلنوا النكاح وأضربوا عليه بالغربال ) 0
فدل ذلك على شمول جواز الضرب للرجال والنساء 0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
2- الشبكة الإسلامية – إسلام ويب
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=43309
3- موقع صيد الفوائد http://saaid.net/Doat/yahia/10.htm
واعترض على هذا الاستدلال بأن الخطاب إنما كان للرجال لأنهم هم الذين بيدهم عقدة النكاح، فأمروا بإظهار النكاح ليتميز عن نكاح السر، ويكون المقصود بأمرهم بضرب الدف عليه، أن يأمروا النساء والجواري بالقيام بذلك لا أن يضربوا بأنفسهم ، ويمكن أن يجاب عن هذا الاعتراض: بأنه خلاف الظاهر، فالأصل أن النصوص عامة للرجال والنساء إلا ما دل الدليل على خلافه، ولا دليل هنا، ولو كان خاصاً بالنساء لما ترك دون بيان. والله أعلم 0(1)(1/32)
قال بجوازه ضرباً واستماعاً في حق الرجال والنساء المالكية والشافعية والحنابلة، وفي حاشية الدسوقي: فلا يكره الطبل به ولو كان الطبل به صادراً من رجل وقال ابن حجر الهيثمي في التحفة : ولا فرق بين ضربه من رجل أو امرأة ، وفي غاية المنتهى لمرعي الكرمي الحنبلي : يسن إعلان نكاح وضرب فيه بدف مباح لنساء ولرجال (2)
و قال الدكتور عمر بن عبد الله المقبل – جامعة القصيم : العلماء مختلفون في حكمه للرجال على قولين :
الأول : الجواز، وبعضهم يقول : مع الكراهة 0
الثاني : المنع – التحريم ، وهذا القول هو ظاهر اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في (الفتاوى 11/565، 22/154) ، بل نسب ابن رجب رحمه الله في (فتح الباري 8/434) القول بالتحريم إلى جمهور العلماء ، وعللوا ذلك بأمرين :
الأول : أنه من التشبه بالنساء 0
الثاني : أن الذي كان يضرب بالدفوف على عهد النبي صلى الله عليه وسل(3)0
وسئل الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح عن حكم ضرب الدف للرجال : فقال هذه مسألة خلافية بين أهل العلم ، والخلاف فيما إذا جاز ضرب الدف : هل هو خاص بالنساء ؟ هذا هو قول جمهور العلماء ، والمانع قالوا : إن ضرب الدف من عمل النساء ، وضرب الرجال للدف هو تشبه بهن ، ولكن الصحيح من أقوال أهل العلم في هذه المسالة أنه يجوز ضرب الدف للرجال إذا كان في مواطنه المباحة ؛ لأن مسألة التشبه مسألة غير مضبوطة ، وهي تختلف باختلاف العصور والأزمان ، والمسألة فيها قولان لأهل العلم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
2- الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=43309
3- موقع الإسلام اليوم – خزانة الفتاوى
http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-10093.htm(1/33)
1- جمهورهم على المنع ، وقد نص على هذا جماعة من الفقهاء 0
2- وذهب جماعة من أهل العلم إلى الجواز، وأنه قد جاءت النصوص مبيحة بضرب الدف ، والأمر به في النكاح وشبهه من المواطن والأعراس ، فما هناك مانع يمنع من جوازه 0(1)
الترجيح:
قال الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الجرعي في بحثه أحكام الدف : يظهر لي والله أعلم رجحان القول الثاني لوجاهة دليلهم ، حيث بنوا على الأصل من عموم الخطاب للرجال والنساء ، وما ذكره أصحاب القول الأول من كون الضرب بالدف من شأن النساء مطلقاً غير مسلّم ، فإن الأعراف تختلف ، وبعض البلدان لا يضرب فيها النساء بالدف ، وإنما الذي يتولى ضربه الرجال فلا تشبّه حينئذ والله أعلم 0(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- قناة المجد - الجواب الكافي ( 3 صفر 1426هـ )
2- موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
حكم استخدام الدف في غير الأعراس
قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي في بحثه أحكام الدف اختلف الفقهاء في حكم الضرب بالدف في غير الأعراس ، على ثلاثة أقوال كما يلي :
القول الأول : لا يجوز ضرب الدف في غير الأعراس
وبه قال بعض الحنفية ، وهو مشهور مذهب المالكية ، وأحد الوجهين عند الشافعية ، وقال بكراهته بعض الحنابلة 0
الأدلة :
1. ما ورد أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا سمع صوت الدف بعث فنظر، فإن كان في النكاح والختان سكت، وإن كان في غيرهما عمد بالدرة " وفي رواية " فإن كان في وليمة سكت وإن كان في غيرهما عمد بالدرة" 0
ويجاب عن هذا الاستدلال: بأنه قد ورد عن عمر - رضي الله عنه - كما في هذا الأثر عدم الإنكار على من ضرب الدف في الختان، وهو موضع آخر غير العرس، فدلّ على عدم اختصاص العرس بجواز الضرب فيه بالدُفّ.(1/34)
2. ما ورد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: " الدف حرام والمعازف حرام والمزمار حرام والكوبة حرام 0
ووجه الدلالة من هذا الأثر: أنه دل على تحريم الدف عموما ويستثنى منه ما ورد به النص الصريح وهو العرس فيبقى ما عداه على أصل التحريم 0
و أجيب : بأن هذا الأثر ضعيف ، وكذلك فإن هناك من الصحابة من خالف ابن عباس في ذلك 0
3. ما ورد عن إبراهيم النخعي : " أن أصحاب ابن مسعود كانوا يستقبلون الجواري في المدينة معهن الدفوف فيشققونها" ، و أجيب عنه بما أجيب عن الأثر الذي قبله 0
القول الثاني : يجوز ضرب الدف في غير الأعراس وذلك في مواطن إظهار السرور فقط وما عداها فلا يحل ضرب الدف فيه ومن مواطن السرور: يوم العيد، وقدوم الغائب والختان ونحوها من أسباب الفرح التي أباحها الشرع.
وإليه ذهب كثير من الحنفية، وهو القول المقابل للمشهور من مذهب المالكية، وهو الأصح عند الشافعية، وبه قال بعض الحنابلة 0
الأدلة:
1. ما ورد عن بريدة أنه قال: " لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض مغازيه ، جاءته جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني نذرت إن أرجعك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدُّف، فقال لها: إن كنت نذرت فأوف بنذرك " 0
ووجه الدلالة من هذا الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها بالوفاء بنذرها، ولو كان ضرب الدف في هذه الحالة معصية لمنعها منه، فدل على جواز ضربه في هذه الحالة وهي الابتهاج بمقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - سالماً من هذه الغزوة. وقيس على ذلك كل موضع سرور أباحه الشرع 0
2. ما روته عائشة - رضي الله عنها -: " أن أبا بكر - رضي الله عنه - دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي - صلى الله عليه وسلم - متغش بثوبه ، فأنتهرهما أبو بكر فكشف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد، وتلك الأيام أيام منى" 0(1/35)
ووجه الدلالة من هذا الحديث: إباحة الضرب بالدف وسماعه يوم العيد، وهو من مواضع السرور المباح
3. ما ورد أن عمر ابن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا سمع صوت الدف بعث فنظر فإن كان في وليمة أو ختان سكت، وإن كان في غيرهما عمد بالدرة0
ووجه الدلالة: أن هذين الموضعين العرس والختان من مواضع السرور فما ليس من مواضع السرور، فلا يصح ضرب الدف فيه ولا سماعه.
ويجاب عن هذا الاستدلال بأنه معارض بما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه أجاز للجارية أن تضرب بالدف عند قدومه، وهو أمر آخر غير العرس والختان والله أعلم
4. أن ما كان سبباً لإظهار السرور جاز الضرب عليه بالدف كالولادة والعيد وقدوم الغائب وشفاء المريض ويبقى ما عداها على المنع العام لاستعمال المعازف 0
القول الثالث : إباحة الضرب بالدف مطلقاً
وبه قال الغزالي والرافعي من الشافعية ، وهو ظاهر كلام النووي في المنهاج ، وبه قال ابن حزم 0
الأدلة:
1. ما نقل عن الغزالي أنه حكى الاتفاق على إباحة الضرب بالدفّ مطلقاً 0
و أجيب عن دعوى الاتفاق: بعدم التسليم قال ابن حجر الهيثمي " لكن حكاية الاتفاق على الإباحة معترضة بما مَرّ، أن جماعة كثيرين من أصحابنا، قالوا بحرمته في غير العرس والختان "0
أ قوله - صلى الله عليه وسلم - للجارية التي نذرت أن تضرب بالدف إن أرجعه الله سالماً " إن كنت نذرت فأوف بنذرك" 0
ووجه الدلالة: أن الضرب بالدّف لو كان محرماً لمنعها منه - صلى الله عليه وسلم - إذ لا نذر في المعصية لقوله - صلى الله عليه وسلم - " من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه " 0
ب أنه قد ورد أحاديث عدة في جواز الدف كما في العرس والأعياد والختان وقدوم الغائب فلا يبقى الدف بعد ذلك من المعازف المنهي عنها، بل يكون له حكم مستقل بالإباحة، وهذا أولى من إدخاله تحت عموم المنع من المعازف 0
الترجيح:(1/36)
أما القول الأول : فلا يسلَّم لهم بدعواهم لثبوت النصوص على خلاف قولهم 0
أما القول الثاني : فقد استدلوا بأدلة ظاهرة وصحيحة على ما ذهبوا إليه من المواضع التي يباح ضرب الدف فيها وسماعه ، لكن الشأن فيما عداها 0
والذي يظهر لي والله أعلم أن المسألة تدور بين كون الدف معزفاً، وإذا كان كذلك فالأصل فيه التحريم إلا فيما استثناه النص، وكون الدف ليس من المعازف أصلاً ، وبالتالي فله حكم خاص به ، نظراً لكثرة النصوص الواردة بحلِّه 0
ويظهر لي والله أعلم أن الأمر الثاني أرجح لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يأت دليل يمنع من ذلك ؛ لأن كثرة الاستثناء للشيء مشعر بأن له حكماً مغايراً لغيره ، ولا شك أن المناسبات التي وردت فيها النصوص أولى بالجواز من غيرها ، لكن لا يعهد في الشريعة حل أشياء في مناسبات الفرح دون غيرها والله أعلم (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع مداد http://www.midad.me/arts/view/aut/3755
الفرق بين استخدام الدف وبين سماعه
توضيح حول ضرب الرجال بالدف وسماعهم له
رقم الفتوى 112732 في 19 رمضان 1429 / 20-09- 2008(1/37)
السؤال : بحثت عن حكم الضرب بالدف واستماعه في موقعكم الفاضل الذي لا ألجأ لغيره كمرجع شرعي لي لأنكم والحمد لله لا تتساهلون في الفتاوى وكذلك تضعون أكثر من رأي للعلماء الثقات ليلجأ المسلم في النهاية إلى استفتاء قلبه وما يستريح له من هذه الآراء، فوجدت حكمين للدف في موقعكم ، الأول برقم فتوى: 14251 وهو يحرم استعمال الدف للرجال ولا يجيزه إلا للنساء في الأفراح ، والثاني برقم فتوى: 110468 وهو يجيز استعمال الدف للرجال والنساء والدليل المرأة التي ضربت بالدف وتغنت عند عودة الرسول من أحد مغازيه ودخل عليه الصحابة يستمعون للدف وأيضا لقد قالت المرأة أنها ستضرب الدف وتتغنى فهل هذا معناه جواز غناء المرأة أمام الرجال الأجانب أم أن الرسول نهانا عن الغناء ، أرجوكم أن تفيدوني في هذه المسألة لأن تعدد الفتاوى يوقع الإنسان المسلم في شك دائم فهو لا يستريح إلى فعل الشيء ولا يستريح إلى تركه أيضا ؟(1/38)
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ، أما بعد: فاعلم أولا أنه ليس بين الفتويين اللتين أشر ت إليهما تعارض ، فالفتوى الأولى إنما هي في حكم الضرب بالدف للرجال والفتوى الأخرى في حكم سماعهم له، وفي مسالة حكم ضرب الدف بالنسبة للرجال خلاف قديم بين أهل العلم وأكثرهم على الجواز، ومن أهل العلم من ذهب إلى التحريم وقد سبق تفصيل ذلك بالفتوى رقم :43309 واستدل لقول الجمهور بعموم حديث: فصل ما بين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف ، وكذا حديث الجارية وكلاهما مذكور ومخرج بالفتوى المشار إليها حتى على القول بالجواز، فإننا نرى أنه لا ينبغي للمسلم الإكثار من ذلك ضربا أو استماعا، ولو اقتصر فعل ذلك على المناسبات لكان أولى، وقد استدل بعض أهل العلم بغناء الجارية عند النبي صلى الله عليه وسلم على جواز سماع صوت المرأة بالغناء وقيد ذلك بأمن الفتنة قال المباركفوري في تحفة الاحوذي : وفي قولها: وأتغنى دليل على أن سماع صوت المرأة بالغناء مباح إذا خلا عن الفتنة. انتهى ، ومن المعلوم أن الغالب الافتتان بصوت المرأة بالغناء، إضافة إلى أن هذه الجارية قد تكون صغيرة السن بحيث يؤمن الافتتان بها، فإطلاق الاستدلال بفعل هذه الجارية على جواز سماع غناء النساء عموما محل نظر والله أعلم (1) ، و قال الدكتور عمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشبكة الإسلامية – إسلام ويب
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=112732&Option=FatwaId(1/39)
بن عبد الله المقبل – جامعة القصيم : أرجو ألا يخلط بين حكم ضرب الرجال للدف، وبين سماع الرجال لضرب الدف ، فبين المسألتين فرق ؛ لأن سماع الرجال لضرب الدف أمره واسع ، يقول الإمام مالك : إذا دعي إلى وليمة فوجد فيها دفا ً، فلا أرى أن يرجع ( فتح الباري 8/437) لابن رجب ، بل قرر ابن تيمية رحمه الله أن الرجال في عهد الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسمعون غناء الإماء في العرسات كما في الفتاوى 29/552 ، وقال ابن رجب في فتح الباري 8/434 :" فكذلك الغناء يرخص فيه للنساء في أيام السرور، وإن سمع ذلك الرجال تبعاً" ا.هـ والله أعلم (12)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الإسلام اليوم – خزانة الفتاوى
http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-10093.htm
الفتاوى في حكم استخدام الرجال للدف
أولا المحرمون
1-- فتوى الشيخ عبد الله الجبرين
السؤال أرجو تبيانًا واضحًا لحكم ضرب الدف حيث أن فضيلتكم أفتيتم من قبل بأن ضرب الدف جائز في الأعراس وثلاثة أيام العيد فقط وإذا كان ضرب الدف على أغان ماجنة وكلمات حب وعشق وفسق وغرام فإنه محرم .
وفى الآونة الأخيرة قد انتشرت هذه العادة في الاستراحات والتجمعات العائلية وبدأ الناس بضرب الدف ووضع أشرطة فيها ضرب دف وعلى أغانٍ وغيرها في غير عيد ولا أعراس فما حكم ذلك ؟ وجزاكم الله خيرًا 0(1/40)
الجواب : لا شك أن آلات اللهو واللعب والأغاني محرمة لأنها تصد عن ذكر الله تعالى وتفسد الأخلاق والطباع وتدفع إلى الملاهي والمنكرات والجرائم والمحرمات وأن من آلات اللهو ما يعرف بالدف والطبل والعود والطنبور والرباب ونحوها ومثلها آلات اللعب مثل الكيرم والبلوت الخ والأدلة على تحريمها كثيرة قد ذكر بعضها الإمام ابن القيم في إغاثة اللهفان وغيرها ولا عبرة بمن استباح هذه الملاهي وعلل بأن فيها تسليةً ونشاطًا وقوة الخ ، مما لا حقيقة له، فعلى هذا تحرم الأغاني مطلقًا إذا كان فيها تشبيب وتغنج وطرب وفيها ما يثير الشهوات ويدفع على المنكرات وإنما أبيح ضرب الدف في الأعراس لإظهار الفرح والسرور والاحتفال بالزواج وأبيح معه شيء من الصوت المباح كقصائد ترحيب وتحية ومديح لا مبالغة فيه وكذا أبيح اللعب في أيام العيد بما فيه فرح واستبشار بأعياد المسلمين ليعلم أن في ديننا فسحةً وسعةً وأبيح اللعب بالحراب والتدرب على السلاح لإظهار قوة المسلمين وتعلم فنون الحرب وحرم سماع الأغاني الماجنة وكل ما يثير الحب والغرام والاندفاع إلى الحرام سواء في الاستراحات أو التجمعات العائلية وسواء كانت تلك الأغاني من المغنيين مباشرة أو مسجلة على أشرطة مسموعة أو مرئية فكل ذلك حرام لما يسببه من فعل المنكرات وارتكاب الفواحش والمحرمات والله أعلم 0(1)
وقال : س: ما حكم السامري وما يُصاحبه من دف أو طبل مع ترديد بعض الأشعار، وما حكم من ينكر تحريمه أو القيام به بعد اطلاعه على الفتوى ومعرفته للحكم ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=12200&parent=2218(1/41)
الجواب : لا شك أن هذه كلها مُحرمة لأنها من اللهو الذي عاب الله أهله بقوله ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) وهو الغناء بجميع أنواعه ، فالسامري نوع من الأغاني يسمر عليه أهله ويطول بقاؤهم وتلذذهم بالسماع المُحرم والطبول والأشعار الماجنة محرمة وشاغلة عن الخير والذكر والدعاء والقراءة والعلم النافع والعمل الصالح، وهي مما يدفع إلى الجرائم أو يوقع في الفواحش، وأما الدف فيجوز في أفراح الزواج ونحوها من غير غناء ولا تشبيب ولا تمايل أو لهو أو باطل، أما من أنكر تحريم الملاهي التي ورد الشرع بالنهي عنها فإنه فاسق حتى ولو لم يحضرها لأنه أباح ما حرمه الله تعالى، ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم 0(1)
وقال أيضا : حكم الزير الطبل بالنسبة للرجال
س: يحدث في مناسبات الزواج بعض المنكرات كأن يحضر الزوج الشعراء والزير، وعند الإنكار عليهم يقولون هذا ليس بحرام، فما حكم الزير بالنسبة للرجال؟
الجواب : رجال يحضرون ولا يكون عندهم غناء ولا شعراء ولا ضرب بالزير الذي هو الطبل، بل يحضرون ويجتمعون ويسلم بعضهم على بعض ويأكلون من الطعام، ولا بأس بإلقاء نصيحة عليهم، فأما هذا الشعر بهذه الصفة فنرى أنه لا يجوز والله أعلم 0(2)
2-- موقع الإسلام سؤال وجواب
متى يجوز ضرب الدف ؟
سؤالي عن آلة المعازف المسماة بالدف ، هذه كما أعتقد هي الآلة الموسيقية الوحيدة الحلال التي يمكن للمسلمين أن يستمعوا لها ، وقرأت قريباً أن هناك محظورات أو قيوداً في الاستماع لها ، مثلاً أن النساء فقط هن من يمكنهن الاستماع لها ، وأنها يجب أن يدق عليها في الأفراح والأعياد فقط وأنها في كل ما عدا ذلك حرام ، والمواضع التي قرأت فيها هذا الكلام لم تأت بأية أدلة ، فهل هذه المحظورات صحيحة ؟ وهل هناك محظورات أخرى ؟(1/42)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=7694&parent=2218
2- موقع الشيخ الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=6127&parent=2218
الحمد لله : أولاً : روى البخاري أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، و (الْحِرَ) أي الزنا ، فهذا الحديث يدل على تحريم كل الآلات الموسيقية ومنها الدف ، وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : الدف حرام ، والمعازف حرام ، والكوبة [أي الطبل] حرام ، والمزمار حرام . رواه البيهقي (10/222) ، ولكن وردت أحاديث تدل على إباحة الضرب بالدف في بعض المواطن وهي : العيد ، والعرس ، وقدوم الغائب . وهذه أدلتها مرتبة :
أ- عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تدففان وتضربان ، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ، وتلك الأيام أيام منى ، رواه البخاري ( 944 ) – واللفظ له - ومسلم ( 892 ) 0
ب- عن الربيِّع بنت معوذ بن عفراء جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بُني علي – أي : دُخل عليها في الزواج - فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات ( أي بنات صغيرات ) لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد فقال : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين . رواه البخاري ( 4852 ) 0(1/43)
ج - عن بريدة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف ( أي : رجع ) جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله إني كنت نذرتُ إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنَّى ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنتِ نذرتِ فاضربي وإلا فلا ، فجعلت تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل عليَّ وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها ، ثم قعدت عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إنِّي كنتُ جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف ، رواه الترمذي ( 3690 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2913 ) فهذه الأحاديث تدل على جواز الضرب بالدف في هذه المواطن الثلاثة ، وما عدا ذلك فيبقى على الأصل وهو التحريم ، وتوسع بعض العلماء فقالوا يجوز الضرب بالدف في الولادة والختان ، وتوسع آخرون أكثر فقالوا بجوازه في كل ما سبب لإظهار السرور كشفاء مريض ونحوه . انظر الموسوعة الفقهية 38 / 169 ، والأولى الاقتصار على ما ورد به النص والله اعلم 0(1/44)
ثانياً : الصحيح أنه لا يجوز ضرب الدف إلا من قِبَل النساء ، ومن فعل ذلك من الرجال فقد وقع في التشبه بالنساء وهو من الكبائر ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمَّته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف ، كما لم يبح لأحدٍ أن يخرج عن متابعته واتِّباع ما جاء به من الكتاب والحكمة ، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ، ولا لعامِّي ولا لخاصِّي ، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواعٍ من اللهو في العرس ونحوه ، كما رخَّص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح ، وأمَّا الرجال على عهده فلم يكن أحدٌ منهم يضرب بدفٍّ ولا يصفِّق بكفٍّ ، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنَّه قال : " التصفيق للنساء ، والتسبيح للرجال " و " لعن المتشبِّهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء " ، ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف مِن عمل النساء كان السلف يسمُّون من يفعل ذلك من الرجال مخنَّثاً ويسمُّون الرجال المغنِّين مخانيثاً ، وهذا مشهورٌ في كلامهم . " مجموع الفتاوى " ( 11 / 565 ، 566 ) . وقال ابن حجر : والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء ، فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن . " فتح الباري " ( 9 / 226 ) . وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة ، أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها ، وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك . " مجلة الجامعة الإسلامية " بالمدينة النبوية ، العدد الثالث ، السنة الثانية محرم 1390 هـ ص 185 ، 186 .(1/45)
و قال أيضاً - رحمه الله - : أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم " التبرج وخطره " والله أعلم 0(1)
3-- فتوى الشيخ علوي عبد القادر السقاف
السؤال: ما حكم سماع الدف والطبل في المناسبات؟ وما الفرق بينهما؟ وهل هناك فرق بين الضرب بالدف وبين سماعه؟ وهل هناك فرق بين الرجل والمرأة في ذلك؟ وما حكم سماعه من أشرطة الكاسيت. نرجو الإجابة بشيء من التفصيل لأن الكلام كثر حول هذا الموضوع واختلفت فيه الآراء.
الجواب : الحمد لله ، الأصل في جميع أنواع المعازف تحريم سماعها واستخدام آلاتها للرجال والنساء معاً لحديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه مرفوعاً ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحريرَ والخَمْرَ والمَعَازِفَ ) ؛ أخرجه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم ، ولحديث عامر بن سعد البجلي قال ( دخلت على قرظة بن كعب وأبي مسعود وجوار يضربن بالدف ويغنين فقالوا قد رُخِّصَ لنا في اللهو عند العرس ) ، (حديث حسن رواه النسائي وغيره) والرخصة لا تكون إلا بعد أمر محظور أو محرم ، والدف والطبل من هذه المعازف قطعاً، قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر ( العزف: اللعب بالمعازف وهي الدفوف وغيرها مما يضرب به ) ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الإسلام سؤال وجواب http://islamqa.com/ar/ref/20406(1/46)
وقال ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 484) ، ( وآلات المعازف: من اليراع والدف والأوتار والعيدان ) ، و قال ابن حجر في الفتح (10/46) ، ( وفي حواشي الدمياطي، المعازف : الدفوف وغيرها مما يضرب به ) ، فالدف والطبل لغة وشرعاً من المعازف التي ورد النص بتحريمها ، والفرق بينهما على الراجح أن الدف مفتوح من أحد طرفيه وليس له جلاجل أما الطبل فمغلق من الجهتين ، قال الحافظ ابن حجر ( الدف الذي لا جلاجل فيه فإن كانت فيه جلاجل فهو المزهر) (الفتح 2/440) ، إذا علمت هذا الأصل فاعلم أنه قد جاءت أحاديث مستثنيةً استخدامَ الدُّفِّ للنساء والصغار فقط وبقي الرجال على الأصل ، وليس هناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اثر عن صحابي أو تابعي أن رجلاً ضرب بالدف أو ضرب أمامه رجل ، ومما يدل أيضاً على أن الأصل في الضرب بالدف التحريم إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه في نعته للدف بمزمور الشيطان عندما سمعه من الجويريات ، وهذا النعت لم يأت إلا نتيجة لما استقر في ذهن أبي بكر رضي الله عنه من التحريم العام للمعازف ، ومنها الدف ، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين له أن الدف أبيح استثناءً للجويريات في يوم العيد، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه نسبه إلى الشيطان بقوله ( إن الشيطان ليخاف منك يا عمر ) لما ألقت الجارية الدف عند مقدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلو كان في أصله مباحاً ما نسبه للشيطان ، وأما الأحاديث الوارد فيها الأمر بصيغة الجمع كحديث عائشة رضي الله عنها وفيه ( واضربوا عليه بالدف ) ، وحديث معاذ رضي الله عنه وفيه ( دففوا على رأس صاحبكم )، وحديث أنس رضي الله عنه وفيه ( اضربوا على رأس صاحبكم ) ، فكلها ضعيفة لا تقوم بها حجة ، إذاً فالدف أبيح استثناءً من الأصل وللنساء والصغار فقط كما تقدم ، وقد تتبعت جميع الأحاديث التي أباحت استخدام الدف فكانت كلها للنساء والصغار ولا تخلو من(1/47)
حالتين : العرس والعيد وهناك حالة ثالثة فيها خلاف بين أهل العلم سيأتي الكلام عنها مفصلاً وهي عند قدوم غائب ، فمن الأحاديث التي أباحته في العرس حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت ( دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُنِيَ عَلَيَّ فجلس على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدف ) رواه البخاري ، ومن الأحاديث التي أباحته في العيد : ( حديث عائشة أن أبا بكر رضي الله عنهما دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى ) رواه البخاري ، بل إنَّ جميع ما ورد في الأحاديث الصحيحة الصريحة في استخدام الدف ، إنما كان من الجويريات الصغيرات ، إلا حديث بريدة رضي الله عنه وسيأتي الكلام عنه ، ففي حديث عائشة رضي الله عنها في النكاح ( فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف ) رواه الطبراني في الأوسط ، وفي حديث الربيع بنت معوذ رضي الله عنها ( فجعلت جويريات يضربن بالدف ) رواه البخاري ، وفي حديث أنس رضي الله عنه ( فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ) رواه ابن ماجه ، وفي حديث عائشة رضي الله عنها في العيد ( وعندها جاريتان تضربان بدفين ) رواه أحمد والنسائي ، لكن هناك فرق بين حكم ضرب الرجال للدف ، وبين سماع الرجال لضرب الدف ، لأن سماع الرجال لضرب الدف إذا كان من الصغار وفي العرس أو الأعياد فهو جائز وقد وردت فيه أحاديث تقدم بعضها 0
أما ضرب الدف عند قدوم الغائب فقد ورد فيه حديثان :(1/48)
الأول : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وفيه: ( أنه صلى الله عليه وسلم مرَّ ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ) رواه ابن ماجة وليس عنده أنه قدم المدينة فلا يُستشهد به على قدوم الغائب ثم إنهن صغيرات يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في آخر الحديث: ( يعلم الله أني لأحبكن ) 0(1/49)
الثاني : حديث بريدة رضي الله عنه قال : ( خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله صالحاً – وفي رواية: سالماً- أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا ، فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها ثم قعدت عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر)) رواه الترمذي ، والذي يظهر أن هذه الحادثة واقعة عين لم تتكرر فلا عموم فيها ولا تُعارض بها النصوص ، وواقعة العين هي الحادثة الظنية التي تعارض أصلاً أو قاعدة كلية في الشريعة وتكون محتملة لأكثر من تأويل ، وقضايا الأحوال إذا تطرق إليها الاحتمال سقط بها الاستدلال ، ومن الأمثلة المشهورة في واقعات العين قصة رضاع سالم مولى أبي حذيفة من سهلة بنت سهيل رضي الله عنهم والمعروفة عند الفقهاء برضاع الكبير، وعليه فهذه الحادثة واقعة عين لا عموم لها ، وحوادث الأعيان لا يستدل بها على عموم الأحكام ، فالجارية نذرت أن تضرب فوق رأس النبي صلى الله عليه وسلم فرحاً بعودته سالماً ، وهذا لا مماثل له ليقاس عليه ، والذين أباحوا الضرب بالدف في كل مناسبة فرح وسرور وعند قدوم أي غائب غفلوا عن النهي لصريح من النبي صلى الله عليه وسلم عن الضرب بالدف ما لم تكن قد نذرت ، والنهي قد جاء في الحديث نفسه بلفظ: ( وإلا فلا ) وفي لفظ آخر: ( وإلا فلا تفعلي ) فهذا نهي صريح عن الضرب بالدف فرحاً بعودته صلى الله عليه وسلم ، والأصل في النهي أنه يقتضي التحريم واستثني من ذلك أن تكون قد نذرت أن تضرب فوق رأسه هو صلى الله عليه وسلم فالحالة المستثناة من النهي الصريح هي حالة النذر بالضرب فوق رأسه هو، فرحا بعودته هو صلى الله عليه وسلم فالخصوصية هنا واضحة ولله الحمد ،(1/50)
ولو سلمنا بأنها ليست خصوصية وأنها ليست واقعة عين فليس فيها دليل على جواز الضرب بالدف لكل قادم فما أكثر سفر الصحابة وقدومهم ومع هذا لم ترد رواية واحدة أن أحداً من النساء أو الجويريات ضرب بالدف على رأسه فضلاً عن الرجال 0
وإليك طائفة من أقوال العلماء تجلي لك الأمر بعد أن عرفت الأدلة :
1- قال الإمام أحمد: أذهب إلى حديث إبراهيم : كان أصحاب عبد الله يستقبلون الجواري في الطريق معهن الدفوف فيخرقونها(الأمر بالمعروف للخلال 1/172 ) 0
2- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( رخص للنساء أن يَضْرِبْنَ بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يَكُنْ أحدٌ منهم يضرب بدف ولا يصفق بكَفٍّ ) (مجموع الفتاوى 11/565 ) 0
3- وقال الحافظ ابن كثير: ( نقل غير واحد من الأئمة إجماع العلماء على تحريم اجتماع الدفوف و الشبابات ، ومن الناس من حكى في ذلك خلافاً شاذاً، وأما انفراد كل واحد من الدف واليراع (القصبة) ففيه نزاع في مذهب الإمام الشافعي والذي عليه أئمة الطريقة العراقية التحريم وهم أقعد بمعرفة المذهب من الخراسانيين، ويتأيد ما قالوه بالحديث المتقدم –يعني حديث ليكونن من أمتي- ولا يستثنى من ذلك إلا ضرب الدف للجواري –الصغيرات- في مثل الأعياد وعند قدوم الغائب المعظم وفي العرس كما دلت على ذلك الأحاديث كما هو مقرر في مواضع، ولا يلزم من إباحة ذلك في بعض الأحوال إباحته في كل حال) (ملحق كتاب الكلام على مسألة السماع لابن القيم ص 473) 0
4- وقال الحافظ ابن القيم : (فكل متكلم بغير طاعة الله ومصوت بيراع أو مزمار أو دف حرام) ( إغاثة اللهفان 1/256) 0(1/51)
5- وقال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (6/82) : ( ولهذا كان جمهور العلماء على أن الضرب بالدف للغناء لا يباح فعله للرجال؛ فإنه من التشبه بالنساء، وهو ممنوع منه، هذا قول الأوزاعي وأحمد، وكذا ذكر الحليمي وغيره من الشافعية ... فأما الغناء بغير ضرب دف، فإن كان على وجه الحداء والنصب فهو جائز. وقد رويت الرخصة فيه عن كثير من الصحابة) 0
6- وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: (واستدل بقوله: "واضربوا" على أن ذلك لا يختص بالنساء، لكنه ضعيف والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن) فتح الباري (9/185) 0
7- وقال الفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي : ( حكى الإمام البيهقي عن شيخه الإمام الحليمي – ولم يخالفه - أنَّا إذ أبحنا الدف فإنما نبيحه للنساء خاصة 0 ( انتهى ) 0
وعبارة منهاجه : وضرب الدف لا يحل إلا للنساء لأنه في الأصل من أعمالهن وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء ) ( كف الرعاع للهيتمي ) (2/292 ) ،وقال : ( إن جماعة كثيرين من أصحابنا قالوا بحرمته – يعني الدف - في غير العرس و الختان بل اعترض تصحيح الشيخين إباحته في غيرهما بأن الذي نص عليه الشافعي رضي الله عنه وعليه جمهور أصحابه أنه حرام في غيرهما 0000 وأما الإباحة مطلقاً فلا دليل عليها والاستدلال له بلعب الجواري به ضعيف ، لأنهم سومحن بما لم يسامح به المكلفون) (كف الرعاع 2/291) ، أما الختان فلا أعلم فيه حديثاً يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أثراً عن صحابي 0(1/52)
والخلاصة : أن الطبل محرم في أي حال وعلى كل أحد لأنه من المعازف التي لم تُستثن من الأصل، وأما الدف فهو من المعازف المحرم على الرجال الضرب بها على أي حال وفي أي مناسبة ورُخِّص فيه للنساء وللصغيرات خاصة، أما سماعه للرجال من الصغيرات فهو مباح في الأعراس والأعياد فقط، وعليه فسماعه رجالاً أو نساءً من أشرطة الكاسيت أو غيرها في غير هاتين المناسبتين محرم لا يجوز والله أعلم (1)
4- فتوى الشيخ حامد بن عبد الله العلي
هل يجوز استخدام الدفوف في المناسبات والأعراس أو حتى للأناشيد، وهل هو محرم على الرجال ومباح للنساء؟(1/53)
الجواب : يجوز استعمال الدف للنساء في الأعراس والمناسبات : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين الحرام والحلال الدف والصوت ، رواه الترمذي من حديث محمد بن حاطب وقال الترمذي : وفي الباب عن عائشة وجابر والربيع بنت معوذ قال أبو عيسى حديث محمد بن حاطب حديث حسن وأبو بلج اسمه يحيى بن أبي سليم ويقال ابن سليم أيضا ومحمد بن حاطب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير ، وروى البخاري في صحيحه عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة ما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو " . قال الحافظ في رواية شريك : فقال فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني . وروى البخاري : عن عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال تشتهين تنظرين فقلت نعم فأقامني وراءه خدي على خده وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي قال ابن حجر في الفتح : قوله ( تغنيان ) :ـ زاد في رواية الزهري " تدففان " بفاءين أي تضربان بالدف , ولمسلم في رواية هشام أيضا " تغنيان بدف " وللنسائي " بدفين " والدف بضم الدال على الأشهر وقد تفتح , ويقال له أيضا الكربال بكسر الكاف وهو الذي لا جلاجل فيه , فإن كانت فيه فهو المزهر. وفي الأحاديث دليل على إباحة الضرب بالدف ، قال ابن حجر رحمه الله تعالى : ( ولا يلزم من إباحة الضرب بالدف في العرس ونحوه إباحة غيره من الآلات كالعود ونحوه كما سنذكر ذلك في وليمة العرس إن شاء الله . وعن عمرو بن شعيب عن(1/54)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الدرر السنية http://www.dorar.net/art/151
أبيه عن جده أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف قال أوفي بنذرك قالت إني نذرت أن أذبح بمكان كذا وكذا مكان كان يذبح فيه أهل الجاهلية قال لصنم قالت لا قال لوثن قالت لا قال أوفي بنذرك رواه أبو داود وغيره . قال الخطابي : ضرب الدف ليس مما يعد في باب الطاعات التي يتعلق بها النذور . وأحسن حاله أن يكون من باب المباح , غير أنه لما اتصل بإظهار الفرح لسلامة مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم من بعض غزواته وكانت فيه مساءة الكفار وإرغام المنافقين سار فعله كبعض القرب انتهى . وهذا يدل على جواز أن يضرب النساء بالدف عند الفرح بقدوم عزيز أو نحو ذلك من المناسبات . أما وضع الدف في الأناشيد ويسمعه الرجال فلا يجوز ، لان الرخصة إنما وردت للنساء خاصة فيقتصر على موضعها والله أعلم 0(1)
5- فضيلة الشيخ : الدكتور عمر بن عبد الله المقبل
السؤال : كثرت الآراء بشأن الدف وخاصة للرجال ، فما حكم الدف للرجال مع التعليل ؟
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله أما بعد : استماع الدف للرجال، أو ضربه من قِبَلهم باقٍ على المنع، إذ الأصل في المعازف التحريم إلا بدليل ظاهر، وإذا جاءت الرخصة بذلك للنساء عُلِم أن الرجال باقون على الأصل، وإن كان هناك في الأحاديث ما قد يوحي بجوازه لهم، فهذا محمول على السماع لا على الاستماع، وبينهما فرقٌ كما هو معلوم، وبهذا تجتمع الأدلة الواردة في هذا الباب، والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0(2)
6- فضيلة الشيخ : الرحمن السحيم(1/55)
ما حكم الدف للرجال وهل ثبتت رواية استقبال أهل المدينة للرسول صلى الله عليه وسلم بالدف وما موقفنا من الذين يجيزون الدف للرجال بل وشاركوا في الرقص في ما يسمى بالعرضة والله المستعان ؟
الجواب: لا يجوز الدفّ للرجال ، ولا يجوز لِمن تمتهن ذلك من النساء ، وإنما يكون ذلك في الأعراس ونحوها في أوساط النساء ، وتضرب عليه البنات الصغار ، كما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ حامد العلي
http://www.h-alali.cc/f_open.php?id=c35d79b2-dbfd-1029-a62a-0010dc91cf69
2- موقع المسلم http://www.almoslim.com/node/90334
في حديث عائشة رضي الله عنها : دخل عليّ أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت : وليستا بمغنيتين . فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا ، وهذا عيدنا . رواه مسلم . وأصله في الصحيحين . والله تعالى أعلم (1)
7- فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء
س: هل يجوز ضرب الدف للرجال البالغين ؟
ج: إعلان النكاح سنة لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعلنوا النكاح رواه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ومن وسائل إعلانه الضرب بالدف لكنه من النساء دون الرجال لثبوته معهن عملياً دون الرجال في الصدر الأول وقد وردت أحاديث بالدف في النكاح منها ما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال ) أي الدف وفي سنده عيسى بن ميمون وهو ضعيف وأخرجه ابن ماجه في إسناده خالد ابن إياس وهو منكر الحديث وروى من طرق أخرى لا تخلو من مقال . فلا يصح الاستدلال يهما على جوازه للرجال .وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم (2)(1/56)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- منتديات الإرشاد للفتاوى الشرعية
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=19046
2- موقع الرئاسة العامة للإفتاء - رقم الفتوى : 3321
http://www.alifta.com/Search/ResultDetails.aspx?lang=ar&view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=7211&searchScope=3&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=exact&bookID=&LeftVal=0&RightVal=0&simple=&SearchCriteria=allwords&PagePath=فتاوى%20اللجنة%20الدائمة%20للبحوث%20العلمية%20والإفتاء%20-%20المجموعة%20الأولى%20-%20المجلد%20التاسع%20عشر%20(النكاح%202)%20-%20إعلان%20النكاح%20والوليمة%20-%20ضرب%20الرجل%20بالدف&siteSection=1&searchkeyword=الدف#firstKeyWordFound
ثانيا : المجيزون
1- معالي الشيخ عبد المحسن العبيكان(1/57)
قال الشيخ : ومن القواعد المقررة في الشريعة أن الأصل في العادات الإباحة إلا ما دل دليل على تحريمه ، وبما أن النصوص دلت على إباحة الدف والطبل في المناسبات كالعيدين والختان والنكاح وقدوم الغائب ، قال في الروض المربع (ج 6 ص 418 ) ( وكذا ختان وقدوم غائب وولادةٌ و إملاك ) ، بل يسن ذلك كما في كلام الفقهاء الذي سيأتي ، وكما يدل عليه ظاهر الأحاديث في الأمر بذلك ، وأقل أحوال الأمر السنية ، واستحب أحمد الصوت في عرس وكذا الدف قال الشيخ : لنساء وظاهر نصوصه وكلام الأصحاب التسوية - انتهى ، أي أنه مباح للرجال والنساء وقد ذكر الحنابلة أيضاً أن الإمام أحمد أباح الطبل في الحرب وأن ابن عقيل استحبه ، انظر غذاء الألباب والإنصاف ، وفي غاية المنتهى لمرعي الكرمي الحنبلي :"يسن إعلان النكاح ويسن ضرب فيه بدف مباح لنساء ولرجال". قال الرحيباني في شرح الغاية :"والمذهب ما قاله المصنف" ا. ه، وقال في المقنع : "ويستحب إعلان النكاح والضرب عليه بالدف "قال في الإنصاف نص عليه وعليه الأصحاب واستحب الإمام – رحمه الله – أيضاً الصوت في العرس ثم قال ظاهر قوله (( والضرب عليه بالدف )) أنه سواءٌ كان الضارب رجل أو امرأة ( ج 21 / 353 - 354 ) وهو مذهب المالكية ، والشافعية (حاشية دسوقي 2/338 ) ، مواهب الجليل 4 /7 ، وأسنى المطالب / 4 / 345 والفتاوى الكبرى للهيثمي 4 / 356 ، وفي مختصر خليل : "وكره نثر اللوز والسكر لا الغربال ولو لرجل ". (ج 1/ ص 128 ) ، وفي حاشية الدسوقي : فلا يكره الطبل به ولو كان الطبل به صادراً من رجل خلافاً لأصبغ القائل بالمنع". (ج 2/ص 339 ) ، وقال الإمام النووي في المنهاج : ( ويجوز دف لعرس وختان، وكذا غيرهما في الأصح وإن كان فيه جلاجل ) وقال ابن حجر الهيتمي في التحفة : ولا فرق بين ضربه من رجل أو امرأة ، وقول الحليمي يختص حله بالنساء رده السبكي .(1/58)
انتهى ، و يلاحظ أن الخطاب في قوله ( أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف ) موجه إلى الذكور ولم يقل و(اضربن) ولو كان خاصاً بالنساء لما خوطب به الرجال ، وإذا تأملنا المسألة عرفنا أن المقصود هو حضور الضرب بالدف والاستماع وليس مجرد الضرب بالدف ؛ لأنه ليس كل النساء الحاضرات يباشرن الضرب، بل قليل منهن والأخريات يستمعن ، ولو قيل: إن المقصود مباشرة الضرب بالدف لأمكن أن يقال : يؤتى بنساء يضربن بالدفوف والرجال يستمعون ، وهذا غير مناسب ؛ بل الأولى أن يكون الرجال هم الذين يتولون ذلك للرجال ، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم حضر واستمع للجواري وهن يضربن بالدف ، ولو قيل: لم ينقل أن الرجال كانوا يباشرون الضرب بالدف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لقلت: بل وقبل بعثته لم ينقل ذلك بل كان النساء هن اللاتي يضربن بالدف للرجال في الحروب ، والسبب أن الرجال يأنفون من مباشرة الضرب بالدف كما هو الحال في الوقت الحاضر؛ فليس كل النساء ولا كل الرجال يقبلون مباشرة الضرب بالدف ، وقد كان الناس منذ زمن طويل وهم يقرون من يقيم العرضات في المناسبات ولم ينكر ذلك العلماء الربانيون الذين كانوا لا يسكتون على منكر ، قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله- :"ويحل كل لعب مباح لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الحبشة على اللعب في يوم العيد في مسجد ه ، ويحل الرجز والحداء في نحو العمارة ، والتدريب على الحرب بأنواعه ، وما يورث الحماسة فيه ، كطبل الحرب ، دون آلات الملاهي ، فإنها محرمة والفرق ظاهر ؛ ولا بأس بدف العرس ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحة ) ، وقال : ( لتعلم يهود أن في ديننا فسحه ) أنظر الدرر السنية في الأجوبة النجدية ( 1 / 239 – 240 ) ، وفي كتاب مواقف اجتماعية من حياة الشيخ ابن سعدي وفيه أن الشيخ يجيز السامري (الغناء الشعبي المصحوب بالطبل ) أنظر ص 60 ، وقد سألت سماحة الشيخ عبد(1/59)
العزيز بن باز – رحمه الله – عن الطبل للرجال وحكم العرضة فأجابني بقوله : ( الأصل الحل ولم يرد دليل على التحريم وهناك حديث أباح الدف والطبل ولعلك تبحث عن سنده ) انتهى كلامه رحمه الله ، وسئل سماحته عن حكم العرضة فأجاب بقوله : ( المشايخ يتساهلون فيها ) ، انظر ( لقاءاتي مع الشيخين القسم الأول ط مكتبة الرشد ص 84 للدكتور/ عبد الله الطيار) ، وأفتى أيضاً فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله – بجواز العرضة ، وحضر عرضة أقيمت في منطقة القصيم ونقلت عبر التلفاز ، وقال العلامة ابن عثيمين كما في (لقاءات الباب المفتوح رقم 51 ) : العرضة النجدية يجوزها بعض العلماء في المناسبات كالأعياد وشبهها ، ويستدل بفعل الأحباش في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يلعبون برماحهم أمام عين الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد أذن لعائشة أن تنظر إليهم فكان يخفيها وهي تنظر من على كتفه عليه الصلاة والسلام ، فيهَونُ هذه المسألة أنها فُعلَت في مناسبة قد تكون مبيحةً لهذا اللهو ، وقال أيضاً في (الشرح الممتع ) ( 12: 353 ) : "كذلك أيضاً في أيام العيد يجوز الدف للرجال والنساء على حد سواء؛ وذلك لأنه فرح عام ، كلٌ يفرح به، وهو يوم سرور، والدف لا شك أنه يدخل السرور على الإنسان ، وقال في (الشرح الممتع) ( 12/349 ) : إذا جرت العادة بأنه يضرب بالدف من قبل الرجال والنساء فلا كراهة ؛ لأن المقصود الإعلان ، وإعلان النكاح بدف الرجال أبلغ من إعلانه بدف النساء ، و قال وهذا ظاهر نص الإمام أحمد وكلام الأصحاب، وأباحه أيضاً عند قدوم الغائب ذي المكانة ، وسئل فضيلة الشيخ عبد الله البسام – رحمه الله- والذي كان يعمل رئيساً لمحكمة التمييز وعضواً في هيئة كبار العلماء عن الضرب بالدف للرجال والنساء فأجاب : أفيدكم بأن إقامة الأفراح لمثل المناسبات المباحة الطيبة مثل عقد القران وقدوم الغائب والختان وتشجيع النشئ على حفظ كتاب الله تعالى(1/60)
وسنة رسوله وغير ذلك مما فيه إشهار لتلك المناسبات الكريمة أنه لا بأس من ضرب الدف فيه وإلقاء الأناشيد المشجعة على مثل تلك المناسبة فليس في ذلك محذور من حيث الجهة الشرعية وإنما هي أمور داخلة في باب العادات المباحة فليست من العبادات لتدخل في نوع البدع ، وقد جرى مثل ذلك أمام النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء وأقره النبي صلى الله عليه وسلم 000000 أما إذا صاحبه الضرب بالدف والطبل في المناسبات فلا ينبغي الإنكار على فاعله لما أسلفنا، وليعلم أن دين الإسلام دين اليسر والسهولة ، قال النبي ( يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ) (رواه البخاري ومسلم ) وقال : ( إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ) (رواه البخاري) ، ودين الإسلام ليس فيه رهبانية ؛ قال أبو الدرداء : ( إني لأستجم نفسي بشيء من الباطل ليكون ذلك عوناً على الحق ) وفي لفظ آخر : ( إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوى لها على الحق )) ، انظر ( كنز العمال 8420 ) ، وذكره ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص( 274 ) ، وابن عبد البر في بهجت المجالس ( 1 / 115 ) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ( 5 / 421 ) ، وشيخ الإسلام في الفتاوى ( 28 / 368 ) (1)
2- الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح
أ- السؤال: ما حكم ضرب الدف للرجال ؟ هذه مسألة خلافية بين أهل العلم، والخلاف فيما إذا جاز ضرب الدف: هل هو خاص بالنساء؟ هذا هو قول جمهور العلماء، والمانع قالوا: إن ضرب الدف من عمل النساء، وضرب الرجال للدف هو تشبه بهن، ولكن الصحيح من أقوال أهل العلم في هذه المسالة أنه يجوز ضرب الدف للرجال إذا كان في مواطنه المباحة؛ لأن مسألة التشبه مسألة غير مضبوطة، وهي تختلف باختلاف العصور والأزمان، والمسألة فيها قولان لأهل العلم :
أ- جمهورهم على المنع، وقد نص على هذا جماعة من الفقهاء 0(1/61)
ب- وذهب جماعة من أهل العلم إلى الجواز، وأنه قد جاءت النصوص مبيحة بضرب الدف ، والأمر به في النكاح وشبهه من المواطن والأعراس، فما هناك مانع يمنع من جوازه 0(2)
ب- السؤال: ما حكم ضرب الدف للرجال ؟
الجواب: اختلف أهل العلم في ضرب الرجال الدف على قولين :
الأول: يباح ضرب الرجال بالدف في الأعراس ونحوها وهو الذي ظهر لي من مذهب المالكية ، والشافعية ، وهو ظاهر نصوص أحمد وكلام أصحابه 0
الثاني: كراهية ضرب الرجال بالدف في الأعراس ونحوها وهذا مذهب أبي حنيفة ، وقول عند المالكية والشافعية والحنابلة 0
ودليل الجمهور الأحاديث التي فيها الندب إلى ضرب الدف في النكاح دون تخصيص كحديث عائشة ( أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالدف ) وحديث محمد بن حاطب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- كتاب بعنوان حكم العرضة والطبول – موقع الشيخ
http://www.al-obeikan.com/books/artha.pdf
2- موقع قناة المجد الفضائية – الجواب الكافي - 3 صفر 1426 هـ
( فصل ما بين الحلال والحرام الضرب بالدف ) وغيرهما ، وأما القائلون بتخصيص ذلك بالنساء فاستدلوا بأن ما ورد من ضرب الدف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو للنساء فقط ، قال ابن حجر في فتح الباري 9/226 : والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء ، فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن 0(1/62)
والذي يظهر لي أن وروده للنساء لا يمنع من إباحته للرجال لا سيما وأنه يجوز للرجل سماعه في حال جواز الضرب به كما روى الترمذي (3690) من حديث بريدة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالماًُ أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نذرت فاضربي و إلا فلا ، فجعلت تضرب ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب ، أما ما ذكر من محذور التشبه فهذا مما يختلف فيه العرف اختلافاً كبيراً زماناً ومكاناً، والله أعلم 0(1)
3- مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية – إسلام ويب
أ- هل يجوز للرجال سماع الدف
رقم الفتوى : 110468 في 17 رجب 1429 / 21-07-2008
السؤال : هل سماع الدف للرجال حرام ، وإن كان كذلك , فما تعليقكم على حديث دخول أبي بكر الصديق يوم العيد بيت رسول الله فوجد نساء النبي يضربون الدف ، أما كان الرسول يسمعهن وهو معهم في البيت؟
الجواب : خلاصة الفتوى : سماع الدف جائز للرجال والنساء 0(1/63)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن سماع الدف ليس بحرام ؛ فقد وردت الأدلة بجوازه للرجال والنساء ، ومن ذلك ما رواه الترمذي وغيره- وصححه الألباني- قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله صالحا أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا، فجعلت تضرب, فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب. الحديث ، علما بأن ضرب الدف يوم العيد لم يكن من نساء النبي- صلى الله عليه وسلم- وإنما كان من جاريتين من الأنصار جاءتا إلى عائشة- رضي الله عنها- في بيت النبي- صلى الله عليه وسلم- يوم العيد كما في صحيح البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الشيخ خالد المصلح
http://www.almosleh.com/almosleh/article_485.shtml
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما, فلما غفل غمزتهما فخرجتا، قالت: وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما قال: تشتهين تنظرين، فقلت نعم، فأقامني وراءه خدي على خده، ويقول: دونكم بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك، قلت نعم، قال فاذهبي والله أعلم 0(1)
ب- أقوال العلماء في سماع وضرب الدف للرجال والنساء
رقم الفتوى : 43309 في 26 ذو القعدة 1424 / 19-01-2004(1/64)
السؤال : ما حكم الزواج من شاب مؤمن طيب مثقف، ولكن يحب سماع الأناشيد الدينية، وخاصة للمنشد عماد رامي، ماذا أفعل؟ هل أوافق أم أرفض؟
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان الرجل كما ذكرت فأقدمي على الزواج ولا تترددي، وليس سماعه للأناشيد بقادح فيه ما لم يكن فيها ما هو محرم كالمزمار ونحوه، وأما الدف فمباح للرجال والنساء استماعاً وضرباً ، لقوله صلى الله عليه وسلم: فصل ما بين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف ، رواه أحمد والنسائي والبيهقي والحاكم في المستدرك ، وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص صحيح وحسنه الترمذي، ولما رواه الترمذي والبيهقي وغيرهما عن بريدة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه ، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله صالحاً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا، فجعلت تضرب 0000 الحديث ، وإلى جوازه ضرباً واستماعاً في حق الرجال والنساء ذهب المالكية والشافعية والحنابلة ، وذهب الحنفية إلى كراهته في حق الرجال كراهة تحريمية ، جاء في رد المحتار لابن عابدين الحنفي قوله: ضرب الدف فيه – أي العرس- خاص بالنساء....(1/65)
وهو مكروه للرجال على كل حال للتشبه بالنساء ، وقال ابن عابدين أيضاً: واستماع ضرب الدف والمزمار وغير ذلك حرام، وإن سمع بغتة يكون معذوراً، ويجب أن يجتهد أن لا يسمع ( انتهى ) ، في مختصر خليل: وكره نثر اللوز والسكر لا الغربال ولو لرجل ، وفي حاشية الدسوقي: فلا يكره الطبل به ولو كان الطبل به صادراً من رجل ، خلافاً لأصبغ القائل بالمنع ، وفي غاية المنتهى لمرعي الكرمي الحنبلي: يسن إعلان نكاح ، وضرب فيه بدف مباح لنساء ولرجال ، قال الرحيباني في شرح الغاية: والمذهب ما قاله المصنف ، وقال الإمام النووي في المنهاج: ويجوز دف لعرس وختان، وكذا غيرهما في الأصح وإن كان فيه جلاجل ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الشبكة الإسلامية – إسلام ويب
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=110468&Option=FatwaId
وقال ابن حجر الهيثمي في التحفة : ولا فرق بين ضربه من رجل أو امرأة، وقول الحليمي يختص حله بالنساء رده السبكي ( انتهى ) ، هذا ما ذهب إليه الشافعية من جواز ضرب الدف مطلقاً في المناسبات وغيرها ، وذهب المالكية: في المشهور إلى قصر جواز ضرب الدف على العرس، قال الدسوقي في حاشيته : وأما في غير العرس كالختان والولادة ، فالمشهور عدم جواز ضربه ، ومقابل المشهور جوازه في كل فرح للمسلمين.( انتهى ) ، وذهب الحنابلة إلى جوازه في الختان والولادة وقدوم الغائب والعرس ، قال البهوتي في كشاف القناع: وضرب الدف في الختان وقدوم الغائب ونحوهما، كالولادة (كالعرس) لما فيه من السرور والله أعلم 0(1)
ج- الدف المباح لا يشبه ما ذكر في السؤال
رقم الفتوى : 73569 في 18 ربيع الأول 1427 / 17-04-2006(1/66)
السؤال : ما حكم استخدام الطبل (لا أقصد الطبل المقفل من الجهتين ) ، وإنما أقصد الطبل الذي يكون مفتوحا من أحد جوانبه (لا أقصد الدف)، ربما لا أستطيع وصفه، ولكنه يكون طويلا وضيقا في المنتصف ثم يتسع وهو مفتوح من أحد جهاته، فهل يعتبر محرما كالطبل، قرأت في إحدى الصحف أن أحد المشايخ أباح استخدام الطبل وأنه لا يوجد دليل على تحريمه، وقال إن الشيخ ابن عثيمين قد حضر مناسبة استخدم فيها الطبل ولم ينكر وأوضح أن هذا دليل على إباحة استخدام الطبل؟ وشكراً لكم 0 الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد : فإن كل آلات اللهو والموسيقى ممنوعة إلا ما ورد الدليل باستثنائه وهو الدف، وقد سبق بيان ذلك في عدة فتاوى منها: 11319، 33031، 515، كما سبق بيان وصف الدف المباح في الفتوى رقم: 8122 ، وما وصفت السائلة الكريمة يختلف عن وصف الدف المباح الذي ذكرنا في الجواب المحال إليه، ولعله من آلات اللهو والموسيقى التي قال أهل العلم بعدم جوازها ، وأما القصة المذكورة عن فضيلة العلامة ابن عثيمين رحمه الله فلم نطلع عليها, وإن كانت صحيحة فلعل ما سمع الشيخ كان دفاً والله أعلم (2)
د- حكم الضرب على الدف المصنوع من الزجاج أو البلاستيك
رقم الفتوى : 8122 في 23 صفر 1422 / 17-05-2001
السؤال :ما حكم الدف المصنوع من الزجاج أو البلاستيك مع الحفاظ على شكل الدف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الشبكة الإسلامية – إسلام ويب
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=43309
2- الشبكة الإسلامية – إسلام ويب
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=73569&Option=FatwaId(1/67)
الأصلي ؟ الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : فالدف آلة من آلات العزف، وهو مستثنى من آلات اللهو المحرمة. فعن الربيع بنت معوذ قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُنِيَ على فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر. حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تقولي هكذا، وقولي ما كنت تقولين" رواه البخاري. وللترمذي عن محمد بن حاطب الجمحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت". والدف مستدير الشكل، ويصنع على هيئة إطار من الخشب خفيف مشدود عليه جلد رقيق، يصدر منه صوت إذا ضرب على وسطه، ويصدر صوت آخر إذا ضرب على حرفه ولا أثر لاستبدال الزجاج بالجلد الرقيق المشدود في الحكم، ما دام ما يصدر من الصوت هو نفس الصوت الذي يصدر من الدف المعروف والله أعلم (1)
4- الشيخ محمد العثيمين رحمه الله(1/68)
قال الشيخ في الممتع : وقوله: «للنساء» ظاهره أنه لا يسن للرجال، لكن قال في الفروع: وظاهر الأخبار، ونص الإمام أحمد أنه لا فرق بين النساء والرجال، وأن الدف فيه للرجال كما هو للنساء؛ لأن الحديث عام: «أعلنوا النكاح واضربوا عليه بالغربال» أي الدف، ولما فيه من الإعلان، وإن كان الغالب أن الذي يفعل ذلك النساء، والذين قالوا بتخصيصه بالنساء وكرهوه للرجال، يقولون: لأن ضرب الرجال بالدف تشبه بالنساء؛ لأنه من خصائص النساء، وهذا يعني أن المسألة راجعة للعرف، فإذا كان العرف أنه لا يضرب بالدف إلا النساء، فحينئذٍ نقول: إما أن يكره، أو يحرم تشبه الرجال بهن، وإذا جرت العادة بأنه يُضرب بالدف من قبل الرجال والنساء فلا كراهة؛ لأن المقصود الإعلان، وإعلان النكاح بدف الرجال أبلغ من إعلانه بدف النساء؛ لأن النساء إذا دففن فإنما يدففن في موضع مغلق، حتى لا تظهر أصواتهن، والرجال يدفون في موضع واضح بارز، فهو أبلغ في الإعلان، وهذا ظاهر نص الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ وكلامِ الأصحاب حتى «المنتهى» الذي هو عمدة المتأخرين في مذهب الإمام أحمد، ظاهره العموم وأنه لا فرق بين الرجال والنساء في مسألة الدف (2)
وسئل رحمه الله : السؤال: ذكرت -يا شيخ- في كتيب ما أدري ما اسمه فرضت شروط حكم الدف فهم منه بعض الناس أنه يجوز للرجال،حتى أن بعض الشباب قريبا التزم هكذا قال ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الشبكة الإسلامية – إسلام ويب
http://www.islamweb.net.qa/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=8122
2- الشرح الممتع المجلد الثاني عشر – وليمة العرس(1/69)
الشيخ: قل لمن فهم منه ذلك يسألني فأخبره ، السائل: في العرضة - يا شيخ – ما أظن يختلط الرجال بالنساء ؟ الشيخ: العرضة لا بأس بها؛ لأنها أيام عيد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة أن تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد0 السائل: وإذا كان فيها طبل يا شيخ ومزمار؟ الشيخ: الطبل والمزمار لا يجوز، لا في العرس ولا في أيام العيد ولا غيرها ، السائل: بعض المناطق عندنا في الجنوب ما يعرضون إلا بالطبل والمزمار ، الشيخ: لا يجوز هذا؛ لأن الأصل في آلات اللهو والمعازف المنع، فيقتصر في الجائز على ما جاءت به السنة وهو الدف (1) 0
وسئل : فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرا ما حكم استعمال الدف في العَارْضات والمناسبات للرجال؟ وما حكم التصفيق لهم ؟ ، الجواب: أما الدف فلا بأس به للرجال عند قدوم غائب كبير ، أو لمناسبات كالأعياد وشبهِها. وفي الأعراس فتستعمله النساء فقط ، أما الطبل فلا يجوز مطلقاً ، والفرق بين الدف والطبل أن الدف مفتوح من أحد الجانبين، وأما الطبل فهو مقفول من الجانبين. وأما التصفيق فلا فائدة منه ،، فلا نرى أن يصفق الرجال، بل ولا النساء أيضاً في الأعراس، إذ يكفي ما جاءت به السنة من اللهو (2)
ثالثا المتوسطون
1- أجاب عليها اللجنة العلمية بموقع المسلم(1/70)
السؤال : ما حكم استخدام الدف في الأفراح بالنسبة للرجال ، وإذا كان من السنة كما هو في الحديث "واضربوا عليه بالدف"، فكيف لم يفعله الصحابة ولم يرد عنهم، وهذه هي السنة الفعلية ، الجواب : قد ثبت جوازه للنساء في أحاديث صحاح كحديث الربيع بنت معوِّذ وغيرها، أما حديث "أعلنوا النكاح واضربوا عليه الدف" فقد ضعفه غير واحد من أهل العلم لا سيما زيادة ( واضربوا عليه الدف ) ، ولذا فإن قياس الرجال على النساء في مشروعية ضرب الدف محل نظر، والأصل ثبوته في حق النساء، وقد نقل هذا عملياً عنهن في غير ما حديث صحيح كما تقدم، أما الرجال فلا نعلم حديثاً يصح فيه الاستدلال بجوازه لهم، وبذلك أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية في فتواها رقم (3321) ، إلا أنه لا ينبغي الاختلاف الواسع والمشاكل لأجل هذه المسألة لأنها اجتهادية حيث قال بعض العلماء بالجواز للرجال قياساًً على النساء والله أعلم (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الباب المفتوح - 8
2- الباب المفتوح 70 / س 3
3- موقع المسلم - 17/10/1426هـ
http://almoslim.net/node/58722
استخدام الدف عند قدوم غائب أو مهم أو عيد ونحو ذلك(1/71)
لقد جاء في موقع فرسان السنة : وقد نص الفقهاء على جواز الدف والضرب به لعرس وختان وقدوم غائب وولادة وعيد وشفاء مريض وغير ذلك وان كان فيه جلاجل لإطلاق الخبر ودعوى أنه لم يكن فيه جلاجل تحاج إلى إثباته ، ومن قال بالكراهة فقوله مردود وسواء ضرب به رجل أو أنثى وتخصيصه بالنساء مردود أيضا كما أفاد العلامة السبكي في كتاب نيل الأوطار للشوكاني ، وقال الإمام الغزالي في الإحياء : يباح في العرس والعيد وقدوم الغائب وكل سرور حادث وهنا الدليل واضح بقوله صلى الله عليه وسلم اضربوا فالواو لجمع المذكر السالم ولو كان القصد فقط للنساء لقال اضربن عليه بالدفوف ) فهذا ظاهر في الجواز للرجال والله اعلم ، وسئل أبو يوسف رحمه الله تعالى عن الدف أتكرهه في غير العرس قال : لا أكرهه ( كتاب الفتاوى الهندية ص352 ) ، وقال الإمام الجليل بهاء الدين الرواس رحمه الله : نعم إن السماع قد تكاثرت فيه الأقوال وتباينت عليه الأحوال إثباتا ونفيا فمنهم من يلحقه بالفسق ومنهم من يشهد انه واضح الحق فيتجاذبون بين الإفراط والتفريط والحق والاقتصاد وهو التفصيل في المسموع ، أما أصوات الملاهي فغير ما هو من شعار أهل الشرب منها مثل الدف ونحوه ، فعند الإمام الشافعي رضي الله عنه فسحة وللقول فيها تفاصيل حررتها بقصيدة لي وهي :
اضرب الدف وجانب جاهلا حكمة الشرع لغي ما درى
قد أباح الدف قدما مالك وعن الأصحاب يروي الخبرا
والإمام الشافعي المنتقى تبع القول وقوى الأثرا
وكذا النعمان قد قيده لنكاح أو لعيد وجرى
وأتى عن أحمد بينهما خبر خذ نصه معتبرا
إن يكن في العيد أو في مثله من دواعي الخير زين لا مرا
وحكى فيه ثوابا بينا لطباق جاء عن خير الورى
نكتة الإجماع أن جاءت على حكم نص أبدا لن تنكرا
هذه الأخبار عن أربعة لبقاء الدين أفنوا العمرا(1/72)
وقال الشيخ عبد الغني النابلسي : وأما ضرب الدف والرقص فقد جاءت الرخصة في إباحته للفرح والسرور في أيام الأعياد والعرس وقدوم الغائب والوليمة والعقيقة وقد ثبت جواز ذلك بالنص ( إيضاح الدلالات ص66 ) ، ويقول الدكتور وهبة الزحيلي في كتابه الفقه الإسلامي : يجوز الغناء المباح وضرب الدف في العرس والختان بقوله صلى الله عليه وسلم ( أعلنوا النكاح واضربوا عليه الغربال ) ، وتحرم الأغاني المهيجة للشرور والمشتملة على وصف الجمال والفجور ومعاقرة الخمور في الزفاف وغيره ، وقال الشيخ كريم راجح حفظه الله تعالى : قلت للشيخ ملا رمضان البوطي رحمه الله لماذا لا نحرم الدف ؟ فقال الشيخ ملا رحمه الله كيف نحر م شيئا أحله الشرع ؟ هذا سمعته من الشيخ كريم راجح حفظه الله 0(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع فرسان السنة
http://www.forsanelhaq.com/archive/index.php/t-703.html
وقال صالح بن سليمان العامر : خلاصة ما ذكروه ، بدءاً من الأئمة الأربعة ، والعلماء المعتبرين ، إلى أقوال علمائنا الأفاضل كما يلي :
1- مذهب الحنفية : إباحة ضرب الدف في العرس و الأعياد ، وكراهيته في غير ذلك ، وقال ابن عابدين ( وعن الحسن : لا بأس بالدف في العرس ليشتهر ) ، وقال شارح كنز الدقائق ( وفي الذخيرة وغيرها : لا بأس بضرب الدف في العرس و الوليمة والأعياد ) ، وسئل أبو يوسف رحمه الله تعالى عن الدف أتكرهه في غير العرس ؟ قال : لا أكرهه (كتاب الفتاوى الهندية ) 0(1/73)
2- مذهب المالكية : جواز ضرب الدف في العرس و العيدين ، وكرهه مالك ، أما ابن العربي المالكي فيرى جوازه على الإطلاق ، وقال الشيخ عبد الغني النابلسي : وأما ضرب الدف والرقص فقد جاءت الرخصة في إباحته للفرح والسرور في أيام الأعياد والعرس وقدوم الغائب والوليمة والعقيقة ، وقد ثبت جواز ذلك بالنص ( إيضاح الدلالات)0
3- مذهب الشافعية: جواز ضرب الدف في العرس والختان ، ويحرم في غيرهما ، قال النووي في الروضة : أما الدف فضربه مباح في العرس والختان ، وقد اختلفوا في غيرهما ، فمنهم من أباحه ، ومنهم من حرّمه ، وقال الإمام الغزالي في الإحياء : يباح في العرس والعيد وقدوم الغائب ، وكل سرور حادث ، وهنا الدليل واضح بقوله صلى الله عليه وسلم ( اضربوا ) ؛ فالواو لجمع المذكر السالم ، ولو كان القصد فقط للنساء لقال : اضربن عليه بالدفوف ، فهذا ظاهر في الجواز للرجال 0
4- مذهب الحنابلة: هو إباحة ضرب الدف في العرس و في الختان ، ويباح لقدوم غائب. ويكره فيما عدا ذلك ، قال محمد ابن مفلح ( قال أحمد: يستحب أن يظهر النكاح ، ويضرب عليه بالدف حتى يشهر ويعرف 0
5- مذهب ابن حزم الظاهري و أبي بكر ابن العربي من المالكية ، و ابن القيسراني : حيث قالوا بإباحة الضرب بالدف مطلقا ، وبدون مناسبة ، واستدلوا بأدلة الجمهور والتي ورد فيها جواز الدف في مناسبات ، فقالوا : إنها تفيد الإباحة مطلقا دون تخصيص لمناسبة 0(1/74)
6- العلماء المعاصرون: أولهم الدكتور وهبة الزحيلي في كتابه الفقه الإسلامي ، حيث قال: يجوز الغناء المباح وضرب الدف في العرس والختان ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ( أعلنوا النكاح ، واضربوا عليه الغربال ) ، وتحرم الأغاني المهيجة للشرور، والمشتملة على وصف الجمال والفجور ومعاقرة الخمور في الزفاف وغيره ، ومثله شيخنا المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني ، وكذلك الإمام عبد العزيز ابن باز، والعلامة شيخنا عبد الله بن جبرين ، أما شيخنا ابن عثيمين رحمه الله فإنه يجيز ذلك ، وأكثر منه ، فإنه أجاز العرضة النجدية أو السعودية إذا لم يكن هناك اختلاط ، ولا تحتوي على منكر أو محرم 0(1/75)
والخلاصة أن استخدام الدف في النكاح والأعياد والحرب سنة ، ويكون مباحا في كل مناسبة أو غير مناسبة ، هذا الذي دلَّت عليه الأحاديث السابقة والله تعالى أعلم ، وليس ذلك ملزما لأحد ، فالمسألة خلافية ، والأمر سهل وبسيط ، ومن الطبيعي أن نختلف ، لذلك الجميع يتفق على أن الجدال والبغضاء والحقد واختلاف القلوب محرم إجماعًا، وإذا رأى الإنسان أن سماع الدف محرم يحرم عليه ، ولا يحرم على من يرى جوازه تقليدًا أو بحثا والله أعلم بالصواب (1) ، وسئل الشيخ خالد الرفاعي : ما حُكْمُ الضَّرب بالدُّفِّ في الزوارة حيثُ إنَّ الزواج كان عائليًّا ولم يكنْ إلا أهلُه وأهلها فقطْ في ليلةِ الزَّواج ؟ فأجاب : فقدِ اتَّفق الفُقهاءُ على مشروعية الضَّرب بالدُّفِّ الخالي من الجلاجل ، والاستماعِ إليه في الجملة في العيدين والعرس ، واخْتَلَفُوا في إلْحاقِ غَيْرِهما ، قال ابن رُشدٍ : اتَّفق أهل العلم على إجازة الدُّفِّ؛ وهو الغربال في العُرس ، وأمَّا في غير العرس، فالمشهورُ عند المالكيَّة، ووجه ضعيف عند الشافعيَّة : عدمُ جواز ضربه ، والأصحُّ عند الشّافعيَّة وهو الرَّاجح عند الحنفية الحنابلة : جوازُه في كلِّ فرحٍ للمسلمين ؛ كولادة وختان وقُدوم غائبٍ وشفاء مريضٍ , قال في المبدع شرح المقنع : ويُستَحَبُّ إعلانُ النكاح والضرب ، وفي رواية المرُّوذي : ما ترى للنَّاس اليوم تَحرُّك الدُّفِّ في إملاك أو بناء بلا غناء فلم يكره ذلك ، وختان وقدوم غائب مثله، نص عليه ، وقال ابن الهمام الحنفي في فيض القدير : والنوع الثاني مباح وهو الدف في النكاح ، وفي معناه ما كان من حادث سرور ، ويكره غيره لما عن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا سمع صوت الدف بعث ينظر ، فإن كان في وليمة سكت ، وإن كان في غيره عمد بالدرة ، وقال في حاشية رد المحتار : جواز ضرب الدف فيه – يعني العرس - خاص بالنساء لما في البحر عن المعراج بعد ذكره أنه مباح في النكاح وما في(1/76)
معناه من حادث سرور ، قال : وهو مكروه للرجال على كل حال للتشبه بالنساء ، وهو قولٌ غيْرُ مشهور عند المالكيَّة ، قال الحطَّاب المالكي: كالعيد وقدوم الغائب وكلِّ سرورٍ حادث ، والراجح هو قول الجمهور بجواز الضَّرب بالدُّفِّ في كل مناسبة مُباحة ؛ لِما رويَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لمَّا رجع من بعض مغازيه قالتْ له جارية سوداء : يا رسولَ الله ، إني كُنْتُ نذرتُ إِنْ ردَّك اللهُ سالِمًا أن أضْرِبَ بَيْنَ يديْكَ بالدُّفِّ وأتغنَّى ، فقال لها رسولُ الله - صلَّى الله عليْهِ وسلَّم ( إنْ كُنْتِ نذَرْتِ فاضْرِبي وإلاَّ فلا ) ، فجعلتْ تضربُ ، فدَخَلَ أبو بكرٍ وهِيَ تضرِبُ ، ثُمَّ دخل عليٌّ وهى تضرِبُ ، ثُمَّ دخل عثمانُ وهى تضرب ، ثُمَّ دخل عمر فألقَتِ الدُّفَّ تَحت اسْتِها ثُمَّ قعدتْ عليه ، قال العلامة ابْنُ عُثيمين في الشَّرح الممتع تعليقًا على قول صاحب الروض ( وكذا ختان ، وقدوم غائب ، وولادة ، وإملاك ) وهل نطرد هذا في كلِّ مناسبة فرح ؟ الظاهر أنَّنا لا نُطرده إلا في فرحٍ يَكون عامًّا ؛ كالأعياد ، وقدوم الغائب الذي له شأن في البلد ، وما أشبهَ ذلك ، وإلا فيقْتَصَرُ على ما ورد ، وكذلك الولادة ، إذا ولد للإنسان ولدٌ أو بنتٌ يضربون بالدُّفِّ ، وكذلك الإملاك وهو عقد المِلكة ، وقد يكون داخلاً في قول المؤلف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع نوافذ
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-14530.htm(1/77)
( النكاح ) ؛ لأنَّ النِّكاح كما يكون بالدُّخول يكون بالعقد ، وكون صاحب الروض يرى هذا من باب الاستحْباب فيه نظرٌ، والصوابُ أنَّه لا يَتجاوَزُ الإباحة ؛ لأنَّ النِّكاح له شأنٌ خاصٌّ ، وقد أمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بإعلانه ، وأمَّا هذه الأمورُ فغايةُ ما هُنالك أن نقولَ : للنَّفس أن تطربَ بعضَ الطرب بِهذه الأشياء اهـ 0(1)
استخدامه في العيد(1/78)
ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب : ولكن وردت أحاديث تدل على إباحة الضرب بالدف في بعض المواطن وهي : العيد ، والعرس ، وقدوم الغائب (2) ، فعن عائشة أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى ( في عيد الأضحى ) تغنيان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه وقال : دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد صحيح أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأحمد انظر الشرح الطويل في الرد على إباحة الغناء مطلقا (3) ، وفي رواية أخرى عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تدففان وتضربان ، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد ، وتلك الأيام أيام منى (4) ، وعن عائشة قالت دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ( صحيح ) مقدمة الآيات البينات 45 - 46 : وأخرجه البخاري ومسلم (5) ، وعن أبي الحسين اسمه خالد المدني قال كنا بالمدينة يوم عاشوراء والجواري يضربن بالدف ويتغنين فدخلنا على الربيع بنت معوذ فذكرنا ذلك لها فقالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرسي وعندي جاريتان يتغنيتان وتندبان آبائي الذين قتلوا يوم بدر وتقولان فيما تقولان وفينا نبي يعلم ما في غد فقال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع الألوكة - راجع الفتوى الشيخ سعد الحميد
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2755(1/79)
2- موقع الإسلام سؤال وجوابhttp://www.islam-qa.com/ar/ref/20406
3- صحيح صححه للألباني برقم 399- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام 1405 ص 225الطبعة الثالثة 1405 هـ - 1985 م
4- رواه البخاري ( 944 ) – واللفظ له - ومسلم ( 892 )
5- صحيح ابن ماجة للألباني رقم الحديث 1540 ص 320 الطبعة الثالثة1408 هـ - 1988 م
أما هذا فلا تقولوه ما يعلم ما في غد إلا الله ( صحيح ) _ الروض 830 ، الآداب 93 - 94 (1) ، عن الربيِّع بنت معوذ بن عفراء جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بُني علي – أي : دُخل عليها في الزواج - فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات ( أي بنات صغيرات ) لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن : وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال : دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين (2) 0
استخدامه عند قدوم غائب
عن بريدة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف ( أي : رجع ) جاءت جارية سوداء فقالت : يا رسول الله إني كنت نذرتُ إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنَّى ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنتِ نذرتِ فاضربي وإلا فلا ، فجعلت تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل عليَّ وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها ، ثم قعدت عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إنِّي كنتُ جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب ، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف (3)
استخدامه عند قدوم شخص مهم(1/80)
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ! ما حكم استعمال الدف في العَرْضات والمناسبات للرجال؟ وما حكم التصفيق لهم ؟ الجواب: أما الدف فلا بأس به للرجال عند قدوم غائب كبير، أو لمناسبات كالأعياد وشبهِها ، وأما في الأعراس فالذي تستعمله النساء فقط ، أما الطبل فلا يجوز مطلقاً ، والفرق بين الدف والطبل أن الدف مفتوح من أحد الجانبين ، وأما الطبل فهو مقفل من الجانبين ، وأما التصفيق فلا نرى هذا ؛ لأن التصفيق لَهْوٌ لا فائدة منه ، فلا نرى أن يصفق الرجال ، بل ولا النساء أيضاً في الأعراس ، ويكفي ما جاءت به السنة من اللهو (4) ، وسئل : حكم ضرب الدف للنساء في غير العرس؟ الجواب: إذا كان لسبب فلا بأس ؛ لأن امرأة أتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ( إني نذرتُ إن ردك الله سالماً أن أضرب بالدف بين يديك، فقال لها: أوفي بنذرِكِ ) ، أما مجرد اللهو فهذا لا يجوز؛ لكن إذا كان لسبب كقدوم غائب مثلاً أو ما أشبه ذلك فلا حرج (5) ، وسئل : ما حكم الدف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- صحيح ابن ماجة للألباني رقم الحديث 1539 ص 320 الطبعة الثالثة1408 هـ - 1988 م
2- رواه البخاري برقم 4852
3- رواه الترمذي ( 3690 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2913 )
4- لقاء الباب المفتوح 70
5- لقاء الباب المفتوح 134(1/81)
وما حكم الاستماع للأشرطة في غير الاحتفال مثلاً في المناسبات أو غيرها ؟ الجواب: أولاً: اعلم بارك الله فيك أن الأصل في المعازف التحريم هذا الأصل، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) يعني: يستحلون الفرج الحرام ، ولبس الحرير، والخمر، والمعازف ، فالأصل في جميع المعازف من دفوف وطبول وزمور وغيرها فيها التحريم ، وإذا كان الأصل فيها التحريم فإننا لا نخرج من هذا العموم وهذا الأصل إلا ما دل الدليل على جوازه ، والذي دل الدليل على جوازه هو الدف في المناسبات إما الزواج أو العيد أو قدوم غائب ، فهذا له قيمته في المجتمع ، أما الزواج فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك أن يدف فيه ويغنى ، وأما يوم العيد فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الجاريتين اللتين تغنيان في أيام العيد فزجرهما أبو بكر فقال: (دعهما فإنها أيام عيد) وأما قدوم غائب فلأن امرأة أتت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد قدومه المدينة وقالت: (يا رسول الله إني نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك فقال لها: أوفي بنذرك) ولو كان حراماً لم يأمرها أن توفي بنذرها ، ما عدا ذلك لا يجوز، وعليه فإذا استعمل الإنسان الدف في المسجل في غير مناسبة فإنه لا يجوز (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- لقاء الباب المفتوح 229
استخدامه عند قدوم الأمراء
استخدامه عند الختان
استخدامه عند المولود للن
استخدامه عند الوليمة
الخاتمة ( خلاصة البحث )
الدكتور عبد الرحمن بن أحمد الجرعي توصل للنتائج التالية:
1- الضرب بالدف في العرس مستحب0
2- الضرب بالدف في العرس للرجال جائز وكذلك سماعه0
3- جواز الاستئجار للدف الذي يُضرب به , وكذلك الاستئجار للضارب0(1/82)
4- ليس هناك صفة معينه يلتزم اشتراطها في الضرب بالدف ما لم يصل إلى تشبه محرم , ولا بأس بتعلم القدر المحتاج إليه في الضرب بالدف لاستعماله فيما يحل مع مراعاة عدم المبالغة في صرف الأموال والأوقات ، حتى لا يخرج الأمر إلى السرف والتبذير0
5- يجوز الضرب بالدف في غير الأعراس ومناسبات السرور, لأن النصوص عامة في إباحة الدف ، وبالتالي فلا بأس بسماع الدف في الأناشيد الإسلامية ونحوها من البرامج الإعلامية ، مع مراعاة الضوابط التالية :
أ ألا تتخذ هذه الأناشيد المصحوبة بالدف عبادة كشأن الغناء الصوفي ، بل تكون من باب الترويح عن النفس وإدخال السرور عليها.
ب ألا يكثر منها حتى تطغى على كثير من الأوقات فتشغل الإنسان عن واجباته, وأعماله, وما يطلب منه إنجازه, وكذلك لا يصح أن تلهي الإنسان عن الاستزادة من العلم والإنتاج المعرفي .
ت يمنع أداؤها على صفة التكسر والتثني, وألحان أهل الفسوق والخلاعة, لأن ذلك من التشبه الممنوع.
ث ألا تشتمل كلمات النشيد على معانٍ محظورة في الشرع, بل ينبغي أن تتضمن معانٍ حسنة، وفضائل مندوب إليها فإن تأثير الأناشيد والبرامج الإعلامية كبير، بل قد تكون من أنجع الأساليب وأنجحها في نشر الخير والدعوة إلى الفضيلة.
ج ألا يضايق بسماعها من لا يرى الاستماع إليها فإن مضارة المسلم ممنوعة خاصة إذا كان من لا يرى جوازها زميلاً أو جاراً, يشق عليه الانتقال ويتحرج من السماع (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- موقع نوافذ
http://www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-86-8872.htm
الفهرس
المقدمة
الجذور التاريخية للدفوف
التعريف
تعريف الدف لغة
تعريف الدف اصطلاحاً
هل الدف يعد من المعازف :
تعريف المعازف:
تعريف المعازف اصطلاحاً:
مدى دخول الدف في مسمى المعازف شرعاً
ما الفرق بين الدف والطبل والطار(1/83)
حكم استخدام الدف في الأعراس
أولا : حكم الضرب بالدف في الأعراس للنساء
أولا : الأحاديث
ثانيا : أقوال العلماء :
ثالثا : الفتاوى
1- الشيخ بن جبرين رحمه الله
2- الشيخ سليمان الماجد
3- الشيخ : عبد العزيز بن أحمد الدريهم
4- العلاّمة : عبد الرحمن بن ناصر البراك
5- الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله
6- موقع إجابة
7- الشيخ الدكتور صالح الفوزان
ثانيا : حكم الضرب بالدف في الأعراس للرجال
القول الأول: منع الرجال من الضرب بالدف في الأعراس
القول الثاني: جواز الضرب بالدف للرجال في الأعراس
الترجيح:
حكم استخدام الدف في غير الأعراس
القول الأول : لا يجوز ضرب الدف في غير الأعراس 0
القول الثاني : يجوز ضرب الدف في غير الأعراس وذلك في مواطن إظهار السرور فقط وما عداها فلا يحل ضرب الدف فيه ومن مواطن السرور: يوم العيد، وقدوم الغائب والختان ونحوها من أسباب الفرح التي أباحها الشرع.
القول الثالث : إباحة الضرب بالدف مطلقاً
الترجيح:
الفرق بين استخدام الدف وبين سماعه
توضيح حول ضرب الرجال بالدف وسماعهم له
الفتاوى في حكم استخدام الرجال للدف
أولا المحرمون
1-- فتوى الشيخ عبد الله الجبرين
2-- موقع الإسلام سؤال وجواب
3-- فتوى الشيخ علوي عبد القادر السقاف
4- فتوى الشيخ حامد بن عبد الله العلي
5- فضيلة الشيخ : الدكتور عمر بن عبد الله المقبل
6- فضيلة الشيخ : الرحمن السحيم
7- فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء
ثانيا : المجيزون
1- معالي الشيخ عبد المحسن العبيكان
2- الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح
3- مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية – إسلام ويب
4- الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
ثالثا المتوسطون
1- أجاب عليها اللجنة العلمية بموقع المسلم
استخدام الدف في المناسبات العامة
استخدامه في العيد
استخدامه عند قدوم غائب
الخاتمة ( خلاصة البحث )(1/84)