} أحكام التهنئة {
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
التَّهْنِئَةُ : خلافُ التَّعْزِيَةِ تقول : هَنَّأَهُ بالأَمرِ والوِلايَةِ تَهْنِئَةً وتَهْنيئاً وهَنَأَهُ هَنْأً إِذا قال له ليَهْنِئْكَ ،والعربُ تقول : ليَهْنِئْكَ الفارِسُ بجزم الهمزة وليَهْنيك الفارِسُ بياء ساكنةٍ ولا يجوز ليَهْنِك كما تقول العامَّة أَي لأنَّ الياء بدل من الهمزة .
وهَنَأَه يَهْنَؤُه هَنْأً وهَنَأَهُ يَهْنِئُهُ ويَهْنُؤُه هَنْأً أَي أَطعمه وأَعطاهُ .
وهَنَأَ الطَّعَامَ هَنْأً وهِنْأً وهَنَاءةً كسحابةٍ أَي أَصلحهُ ، والهنيء والمهنأ ما أتاك بلا مشقة ولا تنغيص ولا كدر, والهنيء من الطعام السائغ, واستهنأت الطعام أي: استمرأته. وقد تدخل التهنئة في التبشير، ولها مرادفات أخرى تشترك معها في بعض المعنى مثل: التبريك, والترفئة, ونحو ذلك.......
راجع تاج العروس [ جزء 1 - صفحة 267 ]،ومختار الصحاح [ جزء 1 - صفحة 705 ]
قاعدة :الأصل في التهنئة أنها من العادات .
التهاني من حيث الأصل من باب العادات ، والتي الأصل فيها الإباحة ،حتى يأتي دليل يخصها ، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر .
قال الشيخ العلامة (عبد الرحمن ابن سعدي) (رحمه الله تعالى) في منظومة القواعد .
والأصلُ في عاداتنا الإباحةْ حتى يجيءَ صارفُ الإباحةْ
وليس مشروعاً من الأمور غير الذي في شرعنا مذكور
ثم قال (رحمه الله) معلقاً على ذلك :(1/1)
(وهذان الأصلان العظيمان ذكرهما شيخ الإسلام (رحمه الله) في كتبه ، وذكر أن الأصل الذي بنى عليه الإمام أحمد مذهبه : أن العادات الأصل فيها الإباحة ، فلا يحرم منها إلاّ ما ورد تحريمه ... إلى أن قال : فالعادات هي ما اعتاد الناس من المآكل والمشارب ، وأصناف الملابس والذهاب والمجيء ، وسائر التصرفات المعتادة ، فلا يحرم منها إلاّ ما حرّمه الله ورسوله ، إما نصّاً صريحاً ، أو يدخل في عموم ، أو قياسٍ صحيح ، وإلاّ فسائر العادات حلال ، والدليل على حلها قوله (تعالى) : ] هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً [ [البقرة : 29] ، فهذا يدل على أنه خلق لنا ما في الأرض جميعه لننتفع به على أيّ وجهٍ من وجوه الانتفاع) .
انظر المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي ، 1/143 ، انظر (الموافقات) للإمام الشاطبي ، 2/212 246 ، ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة .
وإذا كانت التهاني من باب العادات ، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع ، ولذا مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب ، بل رغب في بعضها ،وحرّم بعضها ، كالسجود للتحية .
قال العثيمين في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".
.....قال : فأولاً: ينبغي معرفة هل هذا عبادة أم عادة.(1/2)
فمثلاً لو أن رجلاً قال لصاحبه الذي نجا من هلكة: ما شاء الله، هنيئاً لك. فقال له رجل: هذه بدعة. فهذا القول غير صحيح، لأن هذا من أمور العادة وليس من أمور العبادة. وفي الشرع ما يشهد لهذا حيث جعل الناس يهنئون كعب بن مالك بتوبة الله عليه في حديثه الطويل. وكثير من التهاني التي تحدث بين الناس لا يزعم أحد أنها بدعة إلا بدليل، لأنها أمور عادات لا عبادات، وكمن قابل رجلاً نجح في امتحان فقال له: مبارك. فمن يقول : هذه بدعة غير محق في ذلك.وإذا تردد الأمر بين كونه عبادة أو عادة فالأصل أنه عادة ولا ينهى عنه حتى يقوم دليل على أنه عبادة.…… المجلد الخامس مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين
التهنئة لأهل الجنة
قال تعالى :" {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } الأعراف46"
قال النسفي في تفسيره :" ونادوا أى أصحاب الأعراف أصحاب الجنة أن سلام عليكم أنه سلام أو أى سلام وهو تهنئة منهم لأهل الجنة لم يدخلوها أى أصحاب الأعراف .[ جزء 2 - صفحة 14 ]
قال السعدي في تفسيره:" { وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ } أي: قربت بحيث تشاهد وينظر ما فيها، من النعيم المقيم، والحبرة والسرور، وإنما أزلفت وقربت، لأجل المتقين لربهم، التاركين للشرك، صغيره وكبيره ، الممتثلين لأوامر ربهم، المنقادين له، ويقال لهم على وجه التهنئة: { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } أي: هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين " . سورة ق { 31-32 } ص 806
التهنئة بالتوبة(1/3)
قال كعب بن مالك لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك ……………..ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج قال فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم قبلي وأوفى الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجل من المهاجرين غيره قال فكان كعب لا ينساها لطلحة ،قال كعب فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال فقلت أمن عندك ؟ يا رسول الله أم من عند الله ؟ فقال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعة قمر …. الحديث رواه مسلم في صحيحه [ جزء 4 - صفحة 2120 ] ( 2769 )
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم :" الرابعة والعشرون استحباب التبشير بالخير الخامسة والعشرون استحباب تهنئة من رزقه الله خيراً ظاهراً أو صرف عنه شراً ظاهراً ". [ جزء 17 - صفحة 101 ](1/4)
قال الحافظ :" وإنما انفرد طلحة لقوة المودة بينهما على ما جرت به العادة أن التهنئة والبشارة ونحو ذلك تكون على قدر المودة والخلطة بخلاف السلام فإنه مشروع على من عرفت ومن لم تعرف والتفاوت في المودة يقع بسبب التفاوت في الحقوق وهو أمر معهود ". فتح الباري [ جزء 11 - صفحة 52 ]
قال ابن القيم :" وفيه دليل على استحباب تهنئة من تجددت له نعمة دينية والقيام إليه إذا أقبل ومصافحته فهذه سنة مستحبة وهو جائز لمن تجددت له نعمة دنيوية وأن الأولى أن يقال له : ليهنك ما أعطاك الله وما من الله به عليك ونحو هذا الكلام فإن فيه تولية النعمة ربها والدعاء لمن نالها بالتهني بها". زاد المعاد [ جزء 3 - صفحة 511 ]
التهنئة بالفضائل العلية والمناقب الدينية
عن أنس قال : لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية نزلت هذه الآية { إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً } قال المسلمون يا رسول الله هنيئاً لك ما أعطاك الله فما لنا فنزلت { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً } . رواه أحمد في المسند [ جزء 3 - صفحة 122 ]12248 ،قال شعيب الأرنؤوط في التعليق : إسناده صحيح على شرط الشيخين.
وعن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال :"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال :" والله ليهنك العلم أبا المنذر. " . رواه مسلم في صحيحه [ جزء 1 - صفحة 556 ] 258 - ( 810 ) ( ليهنك العلم ) أي ليكن العلم هنيئاً لك(1/5)
وزاد أحمد في المسند[ جزء 5 - صفحة 141 ] 21315 :" والذي نفسي بيده ان لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش " . قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه : إسناده صحيح على شرط مسلم .
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم [ جزء 6 - صفحة 93 ] :" فيه منقبة عظيمة لأُبي ودليل على كثرة علمه وفيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ولم يخف عليه إعجاب ونحوه لكمال نفسه ورسوخه في التقوى".
تهنئة العروسين
فعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفأ إنسانا قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير .
رواه أحمد في المسند [ جزء 2 - صفحة 381 ] 8943 ,والترمذي في سننه[ جزء 3 - صفحة 400 ] 1091،قال الألباني في آداب الزفاف صفحة 102 قال : "رواه سعيد بن منصور وكذا أبو داود والترمذي وكذا أبو علي الطوسي وصححاه والدارمي وأحمد والحاكم والبيهقي . وقال الحاكم :" صحيح على شرط مسلم " . ووافقه الذهبي وهو كما قالا ". اهـ
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل قال تزوج عقيل بن أبي طالب فخرج علينا فقلنا بالرفاء والبنين فقال مه لا تقولوا ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم قدنهانا عن ذلك وقال قولوا بارك الله لها فيك وبارك لك فيها .
رواه أحمدفي المسند [ جزء 1 - صفحة 201 ] 1738 ،قال شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره ،ورواه النسائي في سننه[ جزء 6 - صفحة 128 ] 3371 ،وقال الألباني صحيح في صحيح ابن ماجة [ جزء 1 - صفحة 322 ] 1547 .(1/6)
قال الحافظ:"وأما الرفاء فمعناه الالتئام من رفأت الثوب ورفوته رفوا ورفاء وهو دعاء للزوج بالالتئام والائتلاف فلا كراهة فيه قال بن المنير الذي يظهر أنه صلى الله عليه وسلم كره اللفظ لما فيه من موافقة الجاهلية لأنهم كانوا يقولونه تفاؤلاً لا دعاءً فيظهر أنه لو قيل للمتزوج بصورة الدعاء لم يكره كأن يقول اللهم ألف بينهما وارزقهما بنين صالحين مثلا أو ألف الله بينكما ورزقكما ولدا ذكرا ونحو ذلك .
......ودل صنيع المؤلف على أن الدعاء للمتزوج بالبركة هو المشروع ولا شك أنها لفظة جامعة يدخل فيها كل مقصود من ولد وغيره ". فتح الباري[ جزء 9 - صفحة 222 ]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم فأتتني أمي فأدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فقلن :" على الخير والبركة وعلى خير طائر". رواه البخاري[ جزء 5 - صفحة 1979 ]4861 ومسلم[ جزء 2 - صفحة 1038 ] 69 - ( 1422 ) . أي : على أفضل حظ ونصيب وطائر الإنسان : نصيبه .
التهنئة في العيد
عن جبير بن نفير قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك .
قال الألباني في تمام المنة[ جزء 1 - صفحة 354و355 ] : قال الحافظ : إسناده حسن " ، قلت : المراد ب ( الحافظ ) عند الإطلاق ابن حجر العسقلاني ولم أقف على هذا التحسين في شئ من كتبه وإنما وجدته للحافظ السيوطي في رسالته : " للفتاوي " وقد عزاه لزاهر بن طاهر في " كتاب تحفة عيد الفطر " وأبي أحمد الفرضي ورواه المحاملي في " كتاب صلاة العيدين " ( 2 / 129 / 2 ) بإسناد رجاله كلهم ثقات رجال " التهذيب "....(1/7)
وبخاصة أن عبد الله بن بسر هذا - وهو المازني - صحابي صغير ولأبيه صحبة فيبعد أن يقول هو والتابعون المذكورون معه شيئا دون أن يتلقوه عن الصحابة فتكون الروايتان صحيحتين فالصحابة فعلوا ذلك فاتبعهم عليه التابعون المذكورون. والله سبحانه وتعالى أعلم . اهـ
قلت : قال الحافظ في فتح الباري [ جزء 2 - صفحة 446 ] : وروينا في المحامليات بإسناد حسن ..وذكره . (( رأفت ))
وعن محمد بن زياد قال: [ كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنكم] .
قال أحمد رحمه الله: إسناد حديث أبي أمامة جيد ،كما في المغني [ جزء 2 - صفحة 250 ]
وكذلك ذكره ابن حجر رحمه الله تعالى, واحتج على مشروعية ذلك بهذه الرواية التي رواها البيهقي رحمه الله, وقال البيهقي: باب ما روي في قول الناس بعضهم لبعض في يوم العيد: تقبل الله منا ومنك . ((سنن البيهقي الكبرى[ جزء 3 - صفحة 319 ]))،وساق ما ذكره من أخبار وآثار بمجموعها ترتقي إلى درجة الحسن ، وحسنه الألباني في تمام المنة [ جزء 1 - صفحة 354و355 ] .
مذاهب الفقهاء في حكم التهنئة في العيدين :
المذهب الحنفي
قال الطحطاوي :" والتهنئة بقوله تقبل الله منا ومنكن ولا تنكر بل مستحبة لورود الأثر بها .... والمتعامل به في للبلاد الشامية والمصرية قول الرجل لصاحبه عيد مبارك عليك ونحوه ويمكن أن يلحق هذا اللفظ بذلك في الجواز الحسن واستحبابة لما بينهما من التلازم اهـ وكذا تطلب المصافحة فهي سنة عقب الصلاة كلها وعند كل لقي" . اهـ حاشيته على المراقي [ جزء 2 - صفحة 527 ]
المذهب المالكي(1/8)
قال ابن حبيب : "سئل مالك من قول الرجل للرجل في العبد تقبل الله منا ومنك وغفر لنا و لك فقال : ما أعرفه ولا أنكره . قال ابن حبيب : أي لا يعرفه سنة ولا ينكره لأنه قول حسن ورأيت من أدركت من أصحابنا لا يبدأون به ولا ينكرونه على ما قاله لهم ويردون عليه مثله ولا بأس عندي أن يبدأ به .اهـ كذا في شرح زروق على الرسالة وفي شرح الباجي على الموطأ سئل مالك أيكره للرجل أن يقول لأخيه في العيد تقبل الله منا ومنك وغفر لنا و لك ويرد عليه أخوه مثل ذلك ؟ قال لا يكره ". اهـ أشرف المسالك [ جزء 1 - صفحة 67 ]
المذهب الحنبلي
قال ابن قدامة :" فصل : ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد تقبل الله ، قال أحمد رحمه الله : ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد : تقبل الله منا ومنك وقال حرب : سئل أحمد عن قول الناس في العيدين : تقبل الله منا ومنكم قال : لا بأس به يرويه أهل الشام عن أبي أمامة قيل : و واثلة بن الأسقع قال : نعم قيل : فلا تكره أن يقال هذا يوم العيد قال : لا .... وقال علي بن ثابت سألت مالك بن أنس منذ خمسين وثلاثين سنة وقال : لم يزل يعرف هذا بالمدينة وروي عن أحمد أنه قال : لا ابتدئ به أحدا وإن قاله رددته عليه ". اهـ
انظر المغني[ جزء 2 - صفحة 250 ] ، والإنصاف[ جزء 2 - صفحة 441 ]
قال شيخ الإسلام : "أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد تقبل الله منا ومنكم وأحاله الله عليك ونحو ذلك فهذا قد روى عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره لكن قال أحمد أنا لا أبتدىء أحدا فإن ابتدأني أحد أجبته وذلك لأن جواب التحية واجب وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهى عنه فمن فعله فله قدوة ومن تركه فله قدوة والله أعلم" . اهـ مجموع الفتاوى [ جزء 24 - صفحة 253 ](1/9)
قال الشيخ العثيمين : " لا بأس أن يقول لغيره: تقبّل الله منّا ومنك، أو عيد مبارك، أو تقبّل الله صيامك وقيامك، أو ما أشبه ذلك؛ لأن هذا ورد من فعل بعض الصحابة وليس فيه محذور". اهـ الشرح الممتع ( 5/226 )
المذهب الشافعي
قال الشربيني :" قال القمولي لم أر لأحد من أصحابنا كلاما في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة" . اهـ انظر مغني المحتاج [ جزء 1 - صفحة 314 و316]
وفي حاشية الجمل ( 3/70 ) :" ويجوز أن تطلب التهنئة في أيام التشريق وما بعد الفطر لعدم المانع ولأن المقصود منها التودد وإظهار السرور ... ويدخل وقت التهنئة بدخول الفجر لا بليلة العيد "... اهـ
سئل فضيلة الشيخ العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: هل هناك صيغة محفوظة عن السلف في التهنئة بالعيد؟ وما هو الثابت في خطبة العيد الجلوس بعد الخطبة الأولى ثم خطبة ثانية أو عدم الجلوس؟
فأجاب فضيلته بقوله: "التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الا?ن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنئ بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام.
لكن الذي قد يؤذي ولا داعي له هو مسألة التقبيل، فإن بعض الناس إذا هنأ بالعيد يقبل، وهذا لا وجه له، ولا حاجة إليه فتكفي المصافحة والتهنئة". اهـ مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين9131
و سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكم المصافحة، والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد؟(1/10)
فأجاب فضيلته بقوله: "هذه الأشياء لا بأس بها؛ لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، وإنما يتخذونها على سبيل العادة، والإكرام والاحترام، ومادامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة كما قيل:والأصل في الأشياء حل ومنع عبادة إلا بإذن الشارع ". اهـ مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين 0231]16/208-210[
التهنئة بالقدوم من السفر
فإنه قد ثبت في القدوم من السفر المعانقة والسلام، والقيام والاستقبال وصنع الوليمة وهي تسمى: النقيعة . المصباح المنير [ جزء 2 - صفحة 622 ]
فعن أنس أبن مالك رضي الله عنه قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا وإذا قدموا من سفر تعانقوا . رواه الطبراني في المعجم الأوسط [ جزء 1 - صفحة 37 ] 97ورواته محتج بهم في الصحيح ،وهو ( حسن ) كما في صحيح الترغيب والترهيب[ جزء 3 - صفحة 22 ] 2719
قال صاحب الإنصاف [ جزء 4 - صفحة 120 ]:" وقال في الفنون : وتحسن التهنئة بالقدوم للمسافر".
سئل العثيمين: فضيلة الشيخ: متى تكون المعانقة وما صفتها؟ وهل تكون عند توديع المسافر؟ وهل هي مشروعة؟
الجواب: المعانقة معناها في الأصل: التقاء العنقين؛ فهي مأخوذة من العنق، وهو أن يختلف عنق هذا وهذا، وهي من الأمور التي يتبع فيها العرف، إذا كان فيها جلب مودة فلتفعل وإلا فلا، وقد اعتاد الناس اليوم أنهم يتعانقون عند اللقاء بعد الأسفار، ويتعانقون أيضاً عند الوداع في الأسفار، فهي من الأمور التي تكون حسب العادة.
( اللقاء الشهري [13] ) ليلة الأحد السابع عشر من شهر ربيع الثاني، أربعة عشر وأربعمائة وألف
وسئل: انتشرت بين المسلمين في هذه الأزمنة بعض العادات مثل المعانقة والتقبيل عند الملاقاة، فما حكم ذلك؟(1/11)
الجواب: لا أصل للمعانقة أو التقبيل عند الملاقاة، إلا إذا كان لها سبب كقدوم من سفر ونحوه، وكلنا نعلم أن أشد الناس محبة هم الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن أحق الناس بالاحترام هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا لاقوه لا يقبلونه، لا يقبلون رأسه ولا يديه ولا شيئاً من جسده -كالأكتاف مثلاً- إنما كانوا يصافحونه، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم: (سئل عن الرجل يلقى أخاه أينحني له؟ قال: لا. قالوا: أيعانقه ويلتزمه؟ قال: لا. قالوا: أيصافحه؟ قال: نعم) هذا هو المشروع.
وما ذكره السائل من أنه في عصرنا هذا أصبح الناس يتخذون التقبيل بدلاً عن المصافحة فهو حق، وما أكثر الناس الذين يقابلوننا فيأخذون برءوسنا لتقبيلها، ثم قد يصافحون وقد لا يصافحون، والسنة أن تصافح، وأما تقبيل الرأس فإن كان لسبب كما أشرنا آنفاً فهذا مما جاء في السنة كقدوم الغائب، وإن كان بغير سبب فإنه من الأمور المباحة، إذا كان الذي تقبل رأسه أهلاً لذلك؛ لكونه نافعاً للمسلمين بماله أو بعلمه فلا بأس أن تقبل رأسه، وكذلك الأب والأخ الكبير ونحو ذلك. ( لقاء الباب المفتوح [55] ) (3/199) اليوم العاشر من شهر ذي القعدة عام (1414هـ).
التهنئة بالثوب الجديد
أخرج البخاري في صحيحه[ جزء 5 - صفحة 2198 ]31 باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديداً برقم 5507
عن أم خالد بنت خالد قالت:" أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء قال ( من ترون نكسوها هذه الخميصة ) . فأسكت القوم قال ( ائتوني بأم خالد ) . فأتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فألبسنيها بيده وقال ( أبلي وأخلقي ) . مرتين فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إلي ويقول ( يا أم خالد هذا سنا )". والسنا بلسان الحبشة الحسن.قال إسحق حدثتني امرأة من أهلي أنها رأته على أم خالد .(1/12)
قال الحافظ :" وقوله أبلى : أمر بالابلاء وكذا قوله أخلقي : أمر بالإخلاق وهما بمعنى والعرب تطلق ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك أي أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق قال الخليل أبل وأخلق معناه عش وخرق ثيابك وأرقعها وأخلقت الثوب أخرجت باليه ولفقته ".. اهـ فتح الباري [ جزء 10 - صفحة 280 ]
قال الشوكاني :" قوله ( أبلي وأخلقي ) هذا من باب التفاؤل والدعاء لللابس بأن يعمر ويلبس ذلك الثوب حتى يبلى ويصير خلقا وفيه أنه يستحب أن يقال لمن لبس ثوبا جديدا ". نيل الأوطار [ جزء 2 - صفحة 96 ]
وعن عبد الله بن عمر عن أبيه قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر رضي الله عنه ثوبا أبيض فقال : أجديد ثوبك هذا أم غسيل ؟ فقال : بل غسيل ( وفي رواية : جديداً ) . فقال :[ البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً ] . زاد الدبري : ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة . قال : وإياك يا رسول الله .
رواه أحمد في المسند[ جزء 2 - صفحة 88 ] 5620 ،والنسائي في الكبرى[ جزء 6 - صفحة 85 ] 10143،و ابن حبان في صحيحه[ جزء 15 - صفحة 320 ] 6897، ابن ماجه في السنن[ جزء 2 - صفحة 1178 ]3558 ، قال في الزوائد إسناده صحيح . والحسين بن مهدي الأبلي ذكره ابن حبان في الثقات ،وروى عنه ابن خزيمه في صحيحه، وباقي رجال الإسناد لهم في الصحيحين .
وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة[ جزء 1 - صفحة 687 ] 352 : ( صحيح ).
ورجاله ثقات رجال الشيخين لكن أعله الأئمة الحفاظ ... ومع ذلك فقد صححه ابن حبان [ جزء 15 - صفحة 320 ]
6897 وحسنه الحافظ في تخريج الإذكار لأن له شاهداً .
وقوله( البس جديداً ) صيغة أمر أريد به الدعاء بأن يرزقه الله الجديد .(1/13)
وعن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه إما قميصا أو عمامة ثم يقول " اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " قال أبو نضرة فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له تبلي ويخلف الله تعالى .
رواه أحمدفي المسند[ جزء 3 - صفحة 50 ] 11487،وأبي داود في السنن [ جزء 2 - صفحة 439 ] 4020،و الترمذي في السنن[ جزء 4 - صفحة 239 ] 1767 ، قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4664 في صحيح الجامع
التهنئة بقدوم شهر رمضان
عن أبي هريرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبشر أصحابه قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم .
رواه الإمام أحمد في المسند [ جزء 2 - صفحة 385 ]8979 ،و النسائي[ جزء 4 - صفحة 129 ] 2106
قال الشيخ الألباني : صحيح 4/129 ، وهو في صحيح الترغيب 1/490 .
قال ابن رجب الحنبلي :" قال بعض العلماء : هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين من أين يشبه هذا الزمان زمان " . اهـ لطائف المعارف[ جزء 1 - صفحة 158 ]
قال صاحب مرقاة المفاتيح :"هو أصل في التهنئة المتعارفة في أول الشهور بالمباركة" .( 2/ 648 )
ويجوز التهنئة بإتمام الشهر
قيل لفضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله: بما أن هذا أول لقاء بعد شهر الصيام فإن الإخوة ببريدة يهدونك السلام جميعاً ويهنئونك وأنفسهم بإتمام شهر الصيام، ويدعون الله لك بأن تكون ممن طال عمره وحسن عمله.(1/14)
فقال الشيخ: أقول جزاهم الله خيراً، وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، ولهم التهنئة بما من الله به على الجميع من إكمال شهر الصيام بصيامه وقيامه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله منا وأن يجعله شاهداً لنا يوم نلقاه، وأن يعيده علينا وعلى الأمة الإسلامية بالإيمان والعمل الصالح والانتصار والظهور على الأعداء إنه على كل شيء قدير.
( اللقاء الشهري [72] ) ليلة الأحد الثالث والعشرون من شوال حسب التقويم، أو الرابع والعشرون منه حسب رؤية الهلال عام (1420هـ)
تهنئة إبليس
عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الشيطان إذا ثوب بالصلاة ولَّى وله ضراط "فذكر نحوه وزاد "فهناه ومناه وذكره من حاجاته ما لم يكن يذكر ". رواه مسلم[ جزء 1 - صفحة 397 ] 84 - ( 389 )
( فهناه ومناه ) الأول من التهنئة خفف لأجل قرينه وهو من التمنية أي فذكره المهانئ والأماني قال ابن الأثير المراد به ما يعرض للإنسان في صلاته من أحاديث النفس وتسويل الشيطان ] النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 645)(1/15)
فصل : التهنئة فيما استجد من المناسبات
التهنئة بشعائر الكفر المختصة
قال الإمام ابن قيم الجوزية : " فصل في تهنئتهم بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهما ولكن ليحذر الوقوع فيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينه كما يقول أحدهم متعك الله بدينك أو نيحك فيه أو يقول له أعزك الله أو أكرمك إلا أن يقول أكرمك الله بالإسلام وأعزك به ونحو ذلك فهذا في التهنئة بالأمور المشتركة .
وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كان أهل الورع من اهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيرا ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك وبالله التوفيق . أحكام أهل الذمة [ جزء 1 - صفحة 441و442 ] ،و راجع فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء رقم : 26، الصفحة رقم: 410)
التهنئة بالعام الهجري الجديد
السؤال: فضيلة الشيخ! تكلمتم عن العام الجديد، فما حكم التهنئة بالسنة الهجرية؟ وماذا يجب علينا نحو المهنئين؟(2/1)
الجواب: إن هنأك أحد فرد عليه، ولا تبتدئ أحداً بذلك، هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلاً: نهنئك بهذا العام الجديد قال: هنأك الله بخير وجعله عام خير وبركة. لكن لا تبتدئ الناس أنت؛ لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد، بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
( اللقاء الشهري [44] )في آخر هذا العام (عام 1417هـ)
وسئل رحمه الله: فضيلة الشيخ: ما رأيكم في تبادل التهنئة في بداية العام الهجري الجديد؟
الجواب: أرى أن بداية التهنئة في قدوم العام الجديد لا بأس بها ولكنها ليست مشروعة بمعنى: أننا لا نقول للناس: إنه يسن لكم أن يهنئ بعضكم بعضاً، لكن لو فعلوه فلا بأس، وإنما ينبغي له أيضاً إذا هنأه في العام الجديد أن يسأل الله له أن يكون عام خيرٍ وبركة فالإنسان يرد التهنئة. هذا الذي نراه في هذه المسألة، وهي من الأمور العادية وليست من الأمور التعبدية.
( لقاء الباب المفتوح [93] )يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ذي الحجة عام (1415هـ)
وسئل رحمه الله : هل يجوز التهنئة بحلول العام الجديد؟
الشيخ: التهنئة بحلول العام الجديد ليس لها أصل من عمل السلف الصالح ، فلا تبتدئها أنت، ولكن إن هنَّاك أحد فرد عليه، لأن هذا أصبح معتاداً في أوساط الناس، وإن كان هذا بدأ يَقِل الآن، لما حصل ولله الحمد عند الناس علم، وكانوا من قبل يتبادلون الرسائل.
السائل: ما هي الصيغة التي يتبادلها الناس؟
الشيخ: أن يهنئوك ببلوغ العام الجديد، ونسأل الله أن يتجاوز عنك ما مضى في العام الماضي، وأن يعينك على ما يستقبل أو كلمة نحوها.
السائل: هل يقال: كل عام وأنتم بخير؟
الشيخ: لا، كل عام وأنتم بخير لا تقال لا في عيد الأضحى ولا الفطر ولا بهذا.
اللقاء( 202) من اللقاء المعروف بـ(لقاء الباب المفتوح) يوم الخميس هو السادس من شهر المحرم عام (1420هـ)(2/2)
قلت : كلُّ عام وأنتم بخير " الدعاء والتهنئة بذلك بضم اللام لحن صوابه : كلَّ بفتحها ، مع أننا لا نعرفها في المأثور عن من مضى . (( رأفت ))
التهنئة بعيد الجلوس
عيد الجلوس هو من طرائق اليهود والنصارى ، فإن الأعياد كلها من باب العبادة ، فإن تعظيم الزمان والأعياد المكانية ما لأهل الإسلام إلا المساجد الثلاثة وما يتبع المسجد الحرام من المشاعر ، وغيره لا .
فقد كتب الشيخ محمد بن إبراهيم إلى حضرة فضيلة الشيخ محمد البيز رئيس محكمة الطائف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقد نشرت جريدة البلاد في عددها رقم(240) الصادر يوم الجمعة الموافق12 الجاري أن المشائخ توافدوا إلى قصر الحكم في الرياض لتهنئة جلالة الملك بيوم ذكرى جلوسه .
ونقول إن هذا غلط ، فإننا وإخواننا المشايخ لا نرى ذلك سائغاً ، فضلاً عن أن نهنئ الملك به ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( الختم)
(ص ـ م ـ 1290 في 28/5/1375هـ) .
موسوعة فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله (المجلد الثالث (الجمعة ـ الجنائز) (58 ) ، وانظر فتوى لسماحته مع الشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ صالح بن عبد العزيز في هذا الموضوع في الدرر السنية جزء (4) (ص/ 239) .
التهنئة في حفلات الشركات السنوية
سئل فضيلة الشيخ العثيمين : رجل يوجد عنده مؤسسة وسيمر عليه فترة من الزمن بعد أيام سيحتفل بها لإظهار الأعمال التي قام بها، فما توجيه فضيلتكم له في ذلك هل يفعل أم لا؟ ولماذا؟ وما حكم تهنئته بذلك؟(2/3)
فأجاب فضيلته بقوله: أرى أن لا يفعل؛ لأني أخشى أن يتخذ ذلك عيداً، كلما حال الحول أقام احتفالاً، ولم يجعل الله لهذه الأمة عيداً يحتفل فيه إلا الفطر، والأضحى، والجمعة عيد الأسبوع، ولها خصائصها، لكن العيدان الأضحى والفطر يجوز فيهما من اللعب والدف ما لا يجوز في غيرهما، فهذه الأعياد الثلاثة الإسلامية، ولا ينبغي للإنسان أن يتخذ عيداً سواها، ولكنه لا بأس أن الإنسان إذا تم الحول على تجارته وهي مستقيمة، أن يشكر الله تعالى ويحمده عليها، بل هذا من الأمور المطلوبة، أما تخاذ احتفال، أو عيد، أو عزائم فلا. اهـ مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين 7131
تهنئة حكام الدول الإسلامية وغيرها
فقد كتب الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم : ع . ف . م . م وفقه الله لكل خير آمين
" ....أما ما ذكرتم حول إبراقي للرئيس حسني مبارك بالتهنئة والمبايعة فلا أذكر أنه صدر مني شيء في ذلك مع دعائي له بالتوفيق والإعانة على كل خير وتحكيم الشريعة الإسلامية وحث الشعب المصري على التمسك بالإسلام والاستقامة عليه وإخلاص العبادة لله وحده ، وهكذا غيره من حكام المسلمين ندعو لهم جميعا بالتوفيق والإعانة على كل خير ، وأن ينفع الله بهم عباده ، ويكفي المسلمين شرهم ، وفقكم الله لكل ما فيه رضاه وبارك فيكم ، وأعانكم على كل خير ، وثبتكم على الحق إنه خير مسئول . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ". اهـ من مجموع فتاوى ومقالات بن باز المجلد السادس
وسئل الشيخ الحوالي : ما حكم تهنئة حكام الدول الكافرة بأعيادهم وذلك بمقتضى الأعراف الدولية؟
الجواب: " لا يجوز تهنئة الدول ولا الأفراد، يقول الأخ: بمقتضى الأعراف الدولية، نضع عرفاً، ونقول: لا نهنئكم بعيدكم ولا تهنئونا بعيدنا: {إن لكل قوم عيداً} كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا تهنونا ولا نهنيكم، هذا عرف دولي لا يوجد شيء اسمه قانون دولي.(2/4)
وهناك بعض الإخوان مع الأسف الشديد يقولها، وقد أصبح عندنا قسم قانون، بل حتى فتح قسم دراسات عليا في القانون .
المهم أن أي واحد اطلع على كتب القانون الدولي، يجد أنهم يقولون وبنص القانون الدولي على كذا لا يوجد حقيقة شيء اسمه قانون دولي إنما هو مجموعة أعراف، لأنه لا يوجد سلطة ملزمة له، والسلطة أهم ركن من أركان القانون.
إذاً هي أعراف فلنقل هذا الشاهد، نقول لهؤلاء الكفار: من العرف بيننا وبينكم أن لا نهنئكم بشيء من دينكم ولا تهنونا، كما أننا نصلي ولا تصلون، نشهد أن لا إله إلا الله، وتقولون: إن المسيح هو الله، فالفوارق كثيرة جداً ". اهـ
من محاضرة للشيخ سفر الحوالي بعنوان حكم الاحتفال بأعياد الكفار
التهنئة لمن يقص شعر رأسه بقول: نعيماً
السؤال: ما رأيك في تهنئة من يقص شعر رأسه بقوله: نعيماً؟
الجواب: من حلق مثل من شرب وقيل له: هنيئاً، فينطبق عليه ما تقدم (( أن أصل التهنئة مشروع وما ثبت منه يلتزمه الإنسان ويواظب عليه، مثل التهنئة بالنكاح، فهي ثابتة بألفاظ معينة, وإذا لم يثبت فيه شيء فالأمر فيه سعة، ويهنئ الإنسان بما شاء من الألفاظ ما دام أنه لا يعتقد أنها سنة، ولا يواظب عليه مواظبته على الأذكار الشرعية, هذا بالنسبة للبشارة والتهنئة )), لكن المشكلة أن مواظبة بعض الناس على الكلمة حتى لا تكاد تفوتهم, فهم يعلمونها أولادهم الصغار كأنها سنة, حتى يعاتب الولد إذا لم يقلها, فإن تعليمهم بهذا الشكل قد يخشى من الوقوع في محظور إقرار هذه الكلمة كأنها سنة, وأن تعتبر ذكراً من الأذكار الذي لا ينبغي التخلف عنها ولا عن مقولتها، وأيضاً لا تقال لمن حلق لحيته، وبعضهم يقترح أن يقال له: جحيماً. فهذه مثل ما تقدم في مسألة الشراب. محمد صالح المنجد محاضرة بعنوان: آداب التهنئة
التهنئة بعيد الميلاد الشخصي
السؤال: ما حكم التهنئة بعيد ميلاد شخص؟(2/5)
الجواب: طبعاً لا يجوز؛ لأنها مناسبة محرمة, فأعياد الميلاد فيها تشبه بالكفار, وهم الذين ابتكروها وأدخلوها على المسلمين, ونحن المسلمين ليس عندنا إلا عيدان، الفطر والأضحى، وعيد الأسبوع الجمعة، ومن أدخل عيداً آخر فإنه يكون آثماً؛ لأن الشريعة حصرت أعياد الأمة بهذه, فإذاً عيد الأم، وعيد رأس السنة، وأعياد الميلاد كلها من الأمور المحرمة .
محاضرة بعنوان ( الصاحب في الهجرة ) للشيخ : ( محمد المنجد )
بطاقات المعايدة
السؤال: بطاقات تهنئة في العيد نستخدمها في أعيادنا؟
الجواب: لا بأس إذا لم يكن عليها شعار خاص بعيد الكفار. أي: إذا أرسل لك شخص مثلاً بمناسبة عيد الفطر بطاقة مكتوب عليها (مري كرسمس)!! . اهـ
من محاضرة ( الصاحب في الهجرة ) للشيخ محمد المنجد
سؤال رقم 782: بيع بطاقات أعياد النّصارى
السؤال: أنا أعمل محاسب. وفي العمل يوجد بطاقات عيد ميلاد المسيح عليها عبارات شركية مثل (عيسى هو الله - وهو يحبك)… الخ . إذا كان العميل يحضر لي هذه البطاقات فأبين له أنصحه) ، وأضع النقود في آلة التسجيل. فهل أنا كافر ؟ أنا أكره الشرك ، وأكره المسيحية ، وأكره المسيحيين ، فهل أنا كافر ؟(2/6)
الجواب: الحمد لله ، ما دمت مؤمنا كارها للشرك كارها لدين النّصارى فلست بكافر بل أنت مسلم ما دمت على التوحيد ولم ترتكب ما يُخرج من الدّين ، ولكن لا بدّ أن تعلم أنّه لا يجوز لمسلم أن يعين الكفار بأي وسيلة على إقامة أعيادهم والاحتفال بها ومن ذلك بيع ما يستخدمونه في أعيادهم . قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العظيم اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم : " فأمّا بيع المسلم لهم في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس والرّيحان ونحو ذلك أو إهداء ذلك لهم فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرّم . وهو مبني على أصل وهو : أنّه لا يجوز أن يبيع الكفّار عنبا أو عصيرا يتخذّونه خمرا . وكذلك لا يجوز أن يبيعهم سلاحا يقاتلون به مسلما . "
ثمّ نقل عن عبد الملك بن حبيب من علماء المالكية قوله : " ألا ترى أنّه لا يحلّ للمسلمين أن يبيعوا من النصّارى شيئا من مصلحة عيدهم ؟ لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يُعارون دابّة ولا يعاونون على شيء من عيدهم لأنّ ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم .." الاقتضاء ص: 229 ، 231 ط. دار المعرفة بتحقيق الفقي .
نسأل الله أن يثبتك على الحقّ ويجنبّك الباطل ويرزقك من لدنه رزقا حسنا . وصلى الله على نبينا محمد .
من موقع الإسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد(2/7)
فصل :ذكر ضعيف أحكام التهنئة .
التهنئة بتمام الحج
عن عروة بن مضرس قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فقال :أفرخ روعك يا عروة .
رواه البزار هكذا والطبراني في حديث طويل تقدم فيمن أدرك عرفات كما في مجمع الزوائد [ جزء 3 - صفحة 582 ] 5612 قال صاحب النهاية ما معناه : أفرخ روعك : إذا ذهب عنك الحزن .
وفيه داود بن يزيد الأودي قال ابن عدي : لم أر له حديثا منكرا جاوز الحد إذا روى عنه ثقة وضعفه جماعة .
وفي السلسلة الضعيفة : "أوحى الله تعالى إلى آدم عليه السلام أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث الموت . قال : وما يحدث علي يا ربي ؟ قال : ما لا تدري وهو الموت . قال : وما الموت ؟ قال : سوف تذوقه . قال : من أستخلف في أهلي ؟ قال : اعرض ذلك على السماوات والأرض والجبال فعرض على السماوات فأبت وعرض على الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم عليه السلام من أرض الهند حاجا فما نزل منزلا أكل فيه وشرب إلا صار عمرانا بعده وقرى حتى قدم مكة فاستقبلته الملائكة بالبطحاء فقالوا : السلام عليك يا آدم بر حجك أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام .
قال أنس رضي الله عنه : قال رسول الله ( : والبيت يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان من يطوف يرى من في جوف البيت ومن في جوف البيت يرى من يطوف فقضى آدم نسكه فأوحى الله إليه : يا آدم قضيت نسكك ؟ قال : نعم يا رب قال : فسل حاجتك تعط . قال : حاجتي أن تغفر لي ذنبي وذنب ولدي . قال : أما ذنبك يا آدم فقد غفرناه حين وقعت بذنبك وأما ذنب ولدك فمن عرفني وآمن بي وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه . [ جزء 11 - صفحة 168 ] 5164 - ( موضوع )
من حقوق الجار إن أصابه خير هنأه(3/1)
وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس ذلك بمؤمن وليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه .أتدري ما حق الجار إذا استعانك أعنته وإذا استقرضك أقرضته وإذا افتقر عدت عليه وإذا مرض عدته وإذا أصابه خير هنأته وإذا أصابته مصيبة عزيته وإذا مات اتبعت جنازته ولا تستطيل عليه بالبنيان فتحجب عنه الريح إلا بإذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك إلا أن تغرف له منها وإن اشتريت فاكهة فأهد له فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها . رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف ،انظر مجمع الزوائد[ جزء 8 - صفحة 302 ]، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 84 ]1523 : ( ضعيف جدا )
التهنئة بالعافية من المرض
عن خوات بن جبيرقال : مرضت فعادني النبي صلى الله عليه و سلم فلما برأت قال : صح جسمك يا خوات ف لله تعالى بما وعدته قلت و ما وعدت الله شيئا قال : إنه ليس من مريض يمرض إلا نذر شيئا أو نوى فف لله عز و جل بما وعدته ".
رواه الحاكم في المستدرك[ جزء 3 - صفحة 467 ] 5750 ، وسكت عنه الذهبي في التلخيص
سؤال: ما حكم قول: هنيئاً لك العافية بعد الشفاء من المرض؟
الجواب: أيضاً لا بأس به, دعاؤه طيب. أو: الحمد لله على سلامتك, فقد ورد حديث عند الحاكم وهو حديث خوات بن جبير -وأظن أن السيوطي ذكره أيضاً في مسألة التهنئة في العافية من المرض- قال: أخرج الحاكم عن خوات بن جبير قال: (مرضت فعادني النبي صلى الله عليه وسلم فلما برئت قال: صح جسمك يا خوات ) وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن مسلم بن يسار , لكن أظن في هذا الحديث علة.
أجاب عنه محمد صالح المنجد محاضرة بعنوان: آداب التهنئة
التهنئة بالقدوم من الغزو(3/2)
عن عروة قال : لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من أهل البادية و هو يتوجه إلى بدر لقيه بالروحاء فسأله القوم عن خبر الناس فلم يجدوا عنده خبرا فقالوا له : سلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : أوفيكم رسول الله قالوا : نعم قال الأعرابي : فإن كنت رسول الله فأخبرني ما في بطن ناقتي هذه فقال له سلمة بن سلامة بن وقش و كان غلاما حدثا لا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أخبرك نزوت عليها ففي بطنها سخلة منك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فحشت على الرجل يا سلمة ثم أعرض رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الرجل فلم يكلمه كلمة حتى قفلوا و استقبلهم المسلمون بالروحاء يهنئونهم فقال سلمة بن سلامة : يا رسول الله ما الذي يهنئونك و الله إن رأينا عجائز صلعا كالبدن المعلقة فنحرناها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن لكل قوم فراسة و إنما يعرفها الأشراف . رواه الحاكم في المستدرك[ جزء 3 - صفحة 472 ] 5767 ،صحيح الإسناد و إن كان مرسلا و فيه منقبة شريفة لسلمة بن سلامة ،قال الذهبي في التلخيص : صحيح مرسل
وعن أبي طلحة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير ولا كلب فقال زيد بن خالد الجهني لأبي طلحة : مر بنا إلى عائشة نسألها عن هذا فأتيا عائشة فسألاها فقالت : أما هذا فلا أحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له فتحينت قفلته فكسوت عرش البيت نمطا فلما دخل استقبلت فأخذت بيده فقلت : الحمد لله الذي نصرك وأعزك وأكرمك فنظر إليه فرأيت الكراهية في وجهه وذكر الحديث بتمامه .
رواه أبو يعلى في مسنده[ جزء 3 - صفحة 22 ] 1432 ،قال حسين سليم أسد : إسناده منقطع .(3/3)
وعن أبي سنان الدؤلي أنه : دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده نفر من المهاجرين الأولين فأرسل عمر إلى سفط أتي به من قلعة من العراق فكان فيه خاتم فأخذه بعض بنيه فأدخله في فيه فانتزعه عمر منه ثم بكى عمر رضي الله عنه فقال له من عنده لم تبكي وقد فتح الله لك وأظهرك على عدوك وأقر عينك فقال عمر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تفتح الدنيا على أحد إلا ألقى الله عز وجل { بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة } وأنا أشفق من ذلك . رواه أحمد في المسند[ جزء 1 - صفحة 16 ]93
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ،راجع ضعيف الترغيب والترهيب [ جزء 2 - صفحة 172 ] 1893 : ( ضعيف )
قال في الإنصاف:" فائدة : يستحب تشييع الغازي لا تلقيه نص عليه وقاله الأصحاب لانه تهنئة بالسلامة من الشهادة ". [ جزء 4 - صفحة 120 ]
التهنئة بالمولود
قال رجل عند الحسن : يهنيك الفارس فقال الحسن وما يهنيك الفارس لعله أن يكون بقارا أو حمارا ولكن قل شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره . رواه ابن الجعد في مسنده[ جزء 1 - صفحة 488 ] 3398
وروى الطبراني في الدعاء [ جزء 1 - صفحة 294 ]
946 باب القول عند المولود إذا ولد :
قال كان أيوب إذا هنأ رجلا بمولود قال جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد .
قال النووي :" يُستحبّ تهنئة المولود له قال أصحابنا : ويُستحبّ أن يُهَنَّأ بما جاءَ عن الحسين رضي اللّه عنه أنه علَّم إنساناً التهنئة فقال : قل : باركَ اللّه لكَ في الموهوب لك وشكرتَ الواهبَ وبلغَ أشدَّه ورُزقت برّه . ويُسْتَحَبُّ أن يردّ على المُهنىء فيقول : باركَ اللّه لك وبارَك عليك وجزاكَ اللّه خيراً ورزقك اللّه مثلَه أو أجزلَ اللّه ثوابَك ونحو هذا " . الأذكار [ جزء 1 - صفحة 648 ](3/4)
واعلم أنه لم يرد في هذا -والله أعلم- شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم, ولكن ورد أن الحسن رحمه الله تعالى كما تقدم ،وهذا على فرض ثبوته عن الحسن - فإن السند يحتاج إلى معرفة صحته- لا يعدو أن يكون دعاء وارداً عن بعض السلف , فلا يرقى إلى سنة تحفظ وتقال وتعتبر كذكر من الأذكار بهذه المناسبة, لكن إن دعا بها اتباعاً أو اقتداءً بالحسن رضي الله عنه إذا ثبت عنه ذلك, فهو أمر حسن ما دام أنه لا يعتقد أنها سنة ولا يعتقد أنها حديث مرفوع ولا أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
التهنئة بدخول الحمام
وفي كشف الخفاء[ جزء 2 - صفحة 636 ]
1647 - طاب حمامكما
قاله لأبي بكر وعمر - الحديث رواه الديلمي بلا سند عن ابن عمر مرفوعا لكن قال أبو سعيد المتولي التحية عند الخروج من الحمام بأن يقول له طاب حمامك لا أصل له
نعم روي أن علي قال لرجل خرج من الحمام طهرت فلا نجست .
وقال النووي في الأذكار :" هذا المحل لم يصح فيه شيء ولو قال إنسان لصاحبه على سبيل المودة والمؤانسة واستجلاب الوداد أدام الله لك النعيم ونحو ذلك من الدعاء فلا باس به ومما يضعف هذا الخبر كما قال السخاوي أنه لم يكن إذ ذاك حمام وكل ما جاء فيه ذكر الحمام محمول على الماء المسخن خاصة من عين أو غيرها التهنئة بعد الجمعة " . اهـ [ جزء 1 - صفحة 582 ]
وعن ابن عباس يرفعه " من لقي أخاه عند الانصراف من الجمعة فليقل تقبل الله منا ومنك فإنها فريضة أديتموها إلى ربكم " فيه نهشل كذاب . كما في تذكرة الموضوعات [ جزء 1 - صفحة 1272 ]، وراجع الفوائد المجموعة [ جزء 1 - صفحة 235 ]55
التهنئة للقادم من السفر(3/5)
قال الحافظ :" عن بن عباس قال لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم الحديث قال الذهبي في الميزان هذه الحكاية باطلة واسنادها مظلم قلت والمحفوظ عن بن عيينة بغير هذا الإسناد فأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن الأجلح عن الشعبي أن جعفرا لما قدم تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل جعفرا بين عينيه وأخرج البغوي في معجم الصحابة من حديث عائشة لما قدم جعفر استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه وسنده موصول لكن في سنده محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف ، وأخرج الترمذي عن عائشة قالت قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقرع الباب فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه فاعتنقه وقبله قال الترمذي حديث حسن وأخرج قاسم بن اصبغ عن أبي الهيثم بن التيهان أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه فاعتنقه وقبله وسنده ضعيف . فتح الباري[ جزء 11 - صفحة 59 و60]
وقال الألباني في كتابه دفاع عن الحديث النبوي [صفحة 86 ]: " قلت : إسناده ضعيف ( يعني حديث عائشة ) مسلسل بثلاثة ضعفاء على نسق واحد كما بينته في نقدي للكتاني ( ص 16 - الحديث الثامن ) ولذلك قال الذهبي : ( حديث منكر ) ". اهـ
أكتفي بها القدر ، والله أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه نافعاً لعباده ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ...
وكتب / رأفت الحامد العدني
18/ ذي الحجة / 1427هـ(3/6)