أخطاء المحررين في نص التقريب
لما رأيت كثرة الأخطاء التي حصلت للمحررين في نص التقريب عمدت إلى وضع كثير من الأخطاء والسقوطات التي وقع فيها المحرران في جداول ، وقد رتبت هذه الجداول على تسلسل تراجم الكتاب كي يستفيد منها من عنده نسخة من التحرير ، وقد أحلت إلى رقم الترجمة ، ثم الخطأ الذي وقعا فيه ، ثم الصواب ، ثم بيان سبب الخطأ ، ثم بيان موضع التصويب .
وقد وصل مجموع تلك الأخطاء إلى مئتين وواحد وثلاثين خطأً .
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
1 ... 197 ... وهم ... ووهم ... تقليد عوامة ... جميع النسخ الخطية والمطبوعة
2 ... 206 ... وقيل ست ... وقيل سنة ست ... تقليد عوامة ... جميع النسخ الخطية والمطبوعة
3 ... 235 ... وثلاثين ... وثلاثين ومائتين ... تقليد عوامة ... جميع النسخ الخطية والمطبوعة
4 ... 277 ... حرمي بلفظ النسب ... حرمي بلفظ النسب بمهملتين ... تقليد عوامة ... جميع النسخ الخطية والمطبوعة
5 ... 284 ... 4 ... د ت ق ... تقليد عوامة ... جميع النسخ الخطية والمطبوعة وتهذيب الكمال والكاشف لكن جاء في تهذيب التهذيب يؤيد الرقم 4 ؛ لأن النسائي روى له في الكبرى من رواية ابن الأحمر .
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
6 ... 359 ... جاز ... جاوز ... تقليد عوامة ... من جميع النسخ الخطية والمطبوعة والكاشف
7 ... 385 ... بفتح المهملة ... بفتح المهملة واللامين ... تقليد عوامة ... من طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف ومصطفى عبد القادر
8 ... عقيب 558 ... حصل سقط في آخر الإحالة وهي لفظة : يأتي ... من النسخ الخطية والمطبوعة
9 ... 642 ... بالموحدة ... بالموحدة المكسورة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
10 ... 655 ... بركة المجاشعي ... بركة [بفتحات] المجاشعي ... تقليد عوامة ... من النسخ الخطية والمطبوعة(1/1)
11 ... 669 ... الأصفر ... الأصفر بالفاء ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص
12 ... 731 ... أكثم ... أكثم بالمثلثة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص
13 ... 741 ... سُليم ... سليم مصغراً ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص
14 ... 810 ... ونونين ... ونونين مخففين ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص
15 ... 813 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
16 ... 825 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
17 ... 827 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
18 ... 951 ... ت س ... ت سي ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال
19 ... 978 ... بعدها مهملة ... بعدها صاد مهملة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
20 ... إحالة عقيب 1031 ... أبو هند في الكنى ... أبو هند ، يأتي في الكنى ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و ( ص )
21 ... 1056 ... بوزن عظيم ... بوزن فعيل ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص ( الورقة : 30 ب ) وأشار في الحاشية إلى أنها في نسخة ( عظيم ) وهي كذلك في نسخة الأوقاف ( الورقة : 36 أ ) ولم يتنبها إلى شيء من هذا ؛ لعكوفهما التام على طبعة الشيخ محمد عوامة ، وبهذا تظهر فائدة النسخ الخطية على خلاف قاعدة الدكتور بشار .
22 ... 1060 ... الحارث : صحابي ... الحارث غير منسوب : صحابي ... تقليد عوامة ... النسخ المطبوعة
23 ... 1081 ... س ... ص ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال ومطبوعة مصطفى
24 ... 1093 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والنسخ المطبوعة .
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح(1/2)
25 ... 1099 ... الثانية ... الثالثة ... تقليد عوامة ... من نسخة ص والنسخ المطبوعة
26 ... 1106 ... بأرمينية أميراً ... بأرمينية وكان أميراً ... تقليد عوامة ... من نسخة ص والنسخ المطبوعة
27 ... 1115 ... حبيب المعلم ... حبيب بن المعلم ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
28 ... 1217 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال والنسخ المطبوعة
29 ... 1255 ... سبع وخمسين وقد ... سبع وخمسين ومائتين وقد ... تقليد عوامة ... من نسخة ( ص ) والنسخ المطبوعة
30 ... 1297 ... من الثانية ... من الثامنة ... تقليد عوامة ... من نسخة ( ص ) والنسخ المطبوعة
31 ... 1436 ... ابن أخي أنس ... ابن ابن أخي أنس ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ( ق ) والنسخ المطبوعة
32 ... 1447 ... قيسي أو ... قيل : إنه قيسي أو ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ( ص ) ( الورقة : 40 ب ) والنسخ المطبوعة
33 ... 1500 ... بخ م 4 ... خت بخ م 4 ... تقليد عوامة ... من تصريح المزي ( 7/279 ) والنسخ المطبوعة
34 ... 1596 ... م د س ... م د ت س ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال والكاشف والنسخ المطبوعة
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
35 ... 1667 ... سأل عبد الرحمن بن خالد قثم بن العباس ... سأل عبد الرحمن بن خالد بن قثم بن العباس ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ( ص ) ( الورقة : 46 أ ) ومخطوطة ( ق ) ( الورقة : 57 ب ) والنسخ المطبوعة .
36 ... 1669 ... خباب المدني ... خباب بن المدني ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ( ص ) ( الورقة : 47 أ ) والنسخ المطبوعة
37 ... 1706 ... بوزن كبير ... بوزن كثير ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ( ص ) ( الورقة : 47 ب ) ومخطوطة ( ق ) ( الورقة : 59 أ ) والنسخ المطبوعة
38 ... 1716 ... صد ... مد ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والنسخ المطبوعة(1/3)
39 ... قبل 1840 ... حرف الذال ... حرف الذال المعجمة ... عدم الدقة والضبط ... من مخطوطة (ص) ( الورقة : 61 أ ) ومخطوطة ( ق ) ( الورقة : 63 ب ) والنسخ المطبوعة بما فيها نسخة عوامة
40 ... 1845 ... والد قبيصة ، مات ... والد قبيصة ، صحابي ، مات ... تقليد عوامة ... من مخطوطة (ص) ( الورقة : 51 أ ) ومخطوطة ( ق ) ( الورقة : 64 أ ) والنسخ المطبوعة
41 ... 1918 ... س ق ... ص ق ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال ( 7 / 146 ) ولهذا رقم له الذهبي في الكاشف ( 1 / 394 الترجمة 1557 ) بـ ( ق ) فقط ، فإن ( ص ) ليس من شرطه
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
42 ... 2013 ... ثم شدة ... ثم مشددة ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ( ص ) ( الورقة : 55 ب ) والنسخ المطبوعة
44 ... 2175 ... بلفظ الشهر ... باسم الشهر ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) الخطية
45 ... 2211 ... وتثقيلٍ ... وتثقيل الثانية ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
46 ... 2272 ... ثلاث وتسعون ... ثلاث وتسعون سنة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
47 ... 2310 ... من السادسة ... من السادسة أيضاً ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص )
48 ... 2326 ... خت م د س ... بخ م د س ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وخلاصة الخزرجي وتهذيب التهذيب
49 ... عقيب 2330 ... سليمان ... سليمان الربعي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
50 ... 2337 ... سعيد بن العاص (بالتكرار) ... ( بدون تكرار ) ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف
51 ... 2358 ... آخر أمره ... آخر عمره ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
52 ... 2365 ... تصانيف كثير ... تصانيف لكنه كثير ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح(1/4)
53 ... 2404 ... نصير بالتصغير ... نصير بضم النون بالتصغير ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص )
54 ... عقيب 2437 ... مضى في الحاء ... تقدم في الحاء ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
55 ... 2477 ... أول مشاهده ... من أول مشاهده ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
56 ... 2504 ... أبو مسلم الدمشقي ... أبو مسلمة الدمشقي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص )
57 ... 2545 ... قاضي مكة ... القاضي بمكة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
58 ... 2594 ... أبو عُمَر ... أبو عَمْرو ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف ونسخة ( ص )
59 ... 2608 ... ابن أبي نجيح ... ابن نجيح ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
60 ... عقيب 2639 ... سعد بن سنان ... سعد بن سنان تقدم ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص )
61 ... 2659 ... أبو سعيد البزار ... أبو سعيد البزاز ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والكاشف ونسخة ( ص )
62 ... 2687 ... سبع وستين ... سبع وستين ومائة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
63 ... 2710 ... يقال ... ويقال ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
64 ... 2713 ... ثمان وتسعين ... ثمان وتسعين ومائة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والكاشف
65 ... 2741 ... رزيق ... زريق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ومخطوطة ( ص ) ( الورقة : 73 ب ) ومخطوطة الأوقاف ( الورقة : 95 أ )
66 ... 2747 ... الثانية ... الثالثة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) ( الورقة : 74 أ )
67 ... 2802 ... المقدم ... المتقدم ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) ( الورقة : 75 ب )(1/5)
68 ... 2861 ... خت م 4 ... خت بخ م 4 ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب التهذيب 4 / 391 ، وتصريح المزي في تهذيب الكمال 3 / 427 ط 98
69 ... 2885 ... د ت س ق ... د ت سي ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 3 / 435 وتهذيب التهذيب 4 / 401
70 ... 2890 ... س ... د س ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب التهذيب 4 / 403
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
71 ... 2892 ... اختلط ... اختلط بأخرة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
72 ... 3005 ... د س ... د سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 3 / 493
73 ... 3020 ... يضع ... يضع الحديث ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
74 ... 3041 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 3 / 517
75 ... 3065 ... عخ 4 ... عخ د ت سي ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 4 / 11
76 ... 3066 ... جاز ... جاوز ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ومخطوطة ( ص )
77 ... 3084 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 4 / 22 وتهذيب التهذيب 5 / 60
78 ... 3095 ... أفرط ... أفرط فيه ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
79 ... 3112 ... مات ... مات قبل ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
80 ... 3116 ... قاص ... قاضي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) ( الورقة : 84 أ )
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
81 ... 3117 ... بياع الهروي … صدوق ... بياع الهروي على تقدير محذوف إما بياع القماش أو غيره ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
82 ... 3128 ... وبالتشيع ... والتشيع ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) الورقة : 84 ب )(1/6)
83 ... 3133 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من نسخة مصطفى عبد القادر وتهذيب الكمال
84 ... 3156 ... عباد السماك ... عباد بن السماك ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) ( الورقة : 85 أ )
85 ... 3195 ... 4 ... د ت سي ق ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال
86 ... 3270 ... م س ... م ص ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال
87 ... 3265 ... تسع وسبعين ... تسع وتسعين ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال ومخطوطة ( ص ) ( الورقة : 89 أ )
88 ... 3317 ... س ... ص ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال والنسخ المطبوعة وتهذيب التهذيب
89 ... 3337 ... خت م 4 ... بخ م 4 ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال والنسخ المطبوعة
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
90 ... 3396 ... ت س ق ... ت سي ق ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال
91 ... 3420 ... ت س ق ... ت سي ق ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال والنسخ المطبوعة
92 ... 3513 ... مولى ابن عباس أيضاً من الثالثة ... مولى ابن عباس أيضاً ثقة من الثالثة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
93 ... 3671 ... م د ت س ... م د ت س ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتصريح المزي في آخر ترجمته
94 ... 3867 ... م 4 ... م د ت سي ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
95 ... 3921 ... تشديد المهملة ... تشديد السين المهملة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) ( الورقة : 110 ب )
96 ... 3931 ... م س ... م سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
97 ... 3935 ... وجيم وزن ... وجيم وراء وزن ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
98 ... 3939 ... كان يفهم ... كان يهم ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) الحاشية(1/7)
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
99 ... 3942 ... سكون المهملة ... سكون السين المهملة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
100 ... 4059 ... 4 ... د ت سي ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
101 ... 4080 ... سنة سبع ... سنة سبع ومائتين ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
102 ... 4131 ... من العاشرة ... من العاشرة أيضاً ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
103 ... 4156 ... التعليق وله ... التعليق ، وليس هو معلقاً وله ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
104 ... 4185 ... بن سعد ... بن سعيد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
105 ... 4200 ... ثقة فصيح ... ثقة فقيه ... تقليد عوامة ... من مطبوعة عبد الوهاب ونسخة ( ص ) الخطية ( الورقة : 120 أ )
106 ... 4201 ... علاق ... علاف ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص ( الورقة : 120 أ )
107 ... 4213 ... مات ... ومات ... الذهول ... من جميع النسخ الخطية والمطبوعة
108 ... 4215 ... الحادية عشرة ... الحادية عشرة أيضاً ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
109 ... 4262 ... حديثاً في العباس ... حديثاً في فضل العباس ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
110 ... 4268 ... بخ ... بخ س ... تقليد عوامة ... من مطبوعة عبد الوهاب عبد اللطيف وتهذيب الكمال
111 ... 4289 ... شعيث ... شعيب ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص ( الورقة : 122 ب )
112 ... 4314 ... ثلاثة ... ثلاث تراجم ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
113 ... 4327 ... عمرو ... عمر ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص ( الورقة : 124 أ )
114 ... 4338 ... بالمعجمة ... بالخاء المعجمة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة(1/8)
115 ... 4353 ... ست وثمانون ... ست وثمانون سنة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
116 ... 4357 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال
117 ... 4390 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
118 ... 4393 ... س ... سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
119 ... 4489 ... ولي مكة ... ولي مكة من الثالثة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
120 ... 4602 ... أبو البصري ... أو البصري ... انعدام الدقة والضبط ... من جميع النسخ بما فيها طبعة عوامة وتهذيب الكمال وغيرها
121 ... 4697 ... س ق ... ص ق ... تقليد عوامة ... من تهذيب التهذيب والنسخ المطبوعة
122 ... 4717 ... بخ م 4 ... بخ مق 4 ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال والنسخ المطبوعة
123 ... 4772 ... ت س ... ت ص ... تقليد عوامة ... من تهذيب التهذيب والنسخ المطبوعة
124 ... 4785 ... د ت س ... د ت ص ... تقليد عوامة ... من تهذيب التهذيب والنسخ المطبوعة
125 ... 5254 ... أبو سعد ... أبو سعيد ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ص (الورقة : 150 أ) ومخطوطة ق (الورقة : 183 أ) والنسخ المطبوعة وخلاصة الخزرجي ص 300
126 ... 5504 ... 197 ... الرقم كتابة ... تقليد عوامة ... من جميع النسخ
127 ... 5505 ... 194 ... الرقم كتابة ... تقليد عوامة ... من جميع النسخ
128 ... 5695 ... السيلمي ... السلمي ... تقليد عوامة ... من مخطوطة ( ص ) ( الورقة : 161 أ ) ومخطوطة ( ق ) ( الورقة : 197 أ ) والنسخ المطبوعة
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
129 ... 5812 ... 56 ... الرقم كتابة ... تقليد عوامة ... من جميع النسخ
130 ... 5922 ... 91 ... كتابة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والخطية(1/9)
131 ... 5922 ... من التاسعة ... من الحادية عشرة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والخطية
132 ... 5930 ... 181 ... كتابة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف ( الورقة : 205 أ )
133 ... 5936 ... 271 ... كتابة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف ( الورقة : 205ب)
134 ... 5942 ... ثقة مرضي ... ثقة مرضي عابد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 168 ب
135 ... 6049 ... السابعة ... السادسة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 209ب
136 ... 6126 ... م ت ... مق ت ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 6 / 427
137 ... 6288 ... ابن العجمي ... العجمي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص ( الورقة : 178 ب )
138 ... 6384 ... خت م ل ... خت مق ل ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 6 / 551 ط 98 وتهذيب التهذيب 9 / 509
139 ... 6577 ... ت ... ت س ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 7 / 77 وتهذيب التهذيب 10 / 99
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
140 ... 6578 ... مري بالتصغير ... مري بلفظ النسب ابن قطري ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 226 أ
141 ... 6622 ... د ... د سي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 7 / 95
142 ... إحالة قبيل 6637 ... بن أبي عقرب في الكنى ... بن أبي عقرب أبو عقرب في الكنى ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 228 أ ، ص 188 ب
143 ... 6774 ... ابن أبي وهب ... ابن وهب ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 189ب
144 ... 6679 ... المصري ... البصري ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 189ب والأوقاف 229 أ(1/10)
145 ... 6698 ... بشير ... بشر ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 190ب والأوقاف 230 أ
146 ... 6846 ... عون ... عوف ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب التهذيب 10 / 267
147 ... 6877 ... خمس عشرة ومئة ... 215 ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 7 / 220 وتهذيب التهذيب والكاشف
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
148 ... 6903 ... سُقَير ... شقير ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 237 أ و ( ص ) 196 أ
149 ... 6960 ... مدني الأصل ... مدني كوفي الأصل ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 239 أ و ( ص ) 197 ب
150 ... 6990 ... خت د س ق ... خت بخ د س ق ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال صرح به المزي 7 / 271
151 ... 7043 ... مقبول ... سقطت من المخطوط والمطبوع ... تقليد عوامة ... لم ترد في النسخ المطبوعة والخطية ( الأوقاف 242 أ ونسخة ( ص ) 199 ب )
152 ... 7059 ... ووهل ... ووهم ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 200 أ
153 ... 7059 ... الخراز ... الخزاز ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 200 أ ونسخة الأوقاف 242ب
154 ... 7067 ... ت ... ت ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب التهذيب
155 ... 7295 ... البزار ... البزاز ... الوهم والذهول ... من النسخ المطبوعة ومحمد عوامة وتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والكاشف
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
156 ... 7314 ... هقل : لقب ... هو لقب ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 206ب
157 ... عقيب 7669 ... ابن زكريا ... ابن أبي زكريا ... الوهم والذهول ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص )
158 ... 7678 ... بينهما مهملة ... بينهما مهملة ساكنة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة(1/11)
159 ... 7767 ... من السادسة ... من السادسة أيضاً ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
160 ... 7777 ... سنة أربع ... سنة أربع وستين ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
161 ... عقيب 7943 ... أبو سعيد بن أبي ... أبو سعيد أسيد بن أبي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
162 ... عقيب 7962 ... الصفاني ... الصنعاني ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و مخطوطة ص ( الورقة : 224 ب )
163 ... 7964 ... س ... ص ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال
164 ... 4 / 165 ... العنوان : (( حرف التاء )) ... حرف التاء المثناة ... الذهول ... من جميع النسخ
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
165 ... 4 / 167 ... حرف الثاء ... حرف الثاء المثلثة ... الذهول ... من جميع النسخ
166 ... 8017 ... بخ 4 ... بخ د ت سي ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال
167 ... 8021 ... وقيل جندب بن فيروز ... وقيل : جندب بن صيرور ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 246 أ
168 ... 4 / 175 ... العنوان (( حرف الحاء )) ... حرف الحاء المهملة ... الذهول ... من جميع النسخ
169 ... 8037 ... وقتل هذا باليمامة ... وقيل هذا بالتحتانية ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والخطية
170 ... 8042 ... م 4 ... م د ت ص ق ... تقليد عوامة ... من نسخة ص وتهذيب الكمال
171 ... إحالة 8046 ... ويقال : فليت ... ويقال له : فليت ... الذهول ... من جميع النسخ الخطية والمطبوعة
172 ... إحالة 8070 ... أبو حيوة ... أبو حية ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ومخطوطة الأوقاف 279 أ ، ومخطوطة ص 228 أ
173 ... 8079 ... عن رزيق ... عن زريق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و ( ص ) 228 ب ، ومخطوطة الأوقاف 279 ب
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح(1/12)
174 ... 4 / 189 ... عمر بن سعد ... عمرو بن سعد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 228ب
175 ... 8088 ... الثانية ... الثالثة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 280 أ
176 ... إحالة 8091 ... عبيد الله ... عبد الله ... تقليد عوامة ... من مطبوعة عبدالوهاب ونسخة الأوقاف 280 أ ، و ( ص ) 229 أ
177 ... إحالة 8097 ... صوابه : ابن زرير ... صوابه : ابن رزين ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 280ب
178 ... 8104 ... وإلا فمجهول ... وإلا فهو مجهول ... الذهول ... من النسخ المطبوعة جميعها ونسخة ( ص )
179 ... 8105 ... عمارة بن رويبة ... عمارة بن روبية ... الذهول ... من محمد عوامة
180 ... 8105 ... عمارة بن رويبة ... عمارة بن رؤيبة ... الذهول ... من النسخ المطبوعة
181 ... 8105 ... عمارة بن رويبة ... عمارة بن رومة ... الذهول ... من نسخة الأوقاف
182 ... 8167 ... س ق ... ص ق ... تقليد عوامة ... من تهذيب الكمال
183 ... 8284 ... الكوفي ... الكوفي الأكبر ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
184 ... إحالة عقيب 8292 ... هو عمرو ... هو عمر ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 236 أ
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
185 ... إحالة عقيب 8293 ... مسلم بن نذير ... مسلم بن يزيد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 236 أ
186 ... 8331 ... 4 ... د ت سي ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال
187 ... 8336 ... خت د س ق ... خت م د س ق ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب الكمال 8 / 416
188 ... إحالة عقيب 8338 ... علي بن دواد ... علي بن داود ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 292 ب ونسخة ( ص ) 238 أ(1/13)
189 ... إحالة عقيب 8348 ... مخلد ... خالد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 293 أ ونسخة ( ص ) 238 أ
190 ... 8358 ... عن عمر ... عن عمرو ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 238 ب
191 ... 8359 ... ي د س ... ي د ص ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب التهذيب وتهذيب الكمال
192 ... 8360 ... صبيح ... صبح ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والأوقاف 293 ب
193 ... إحالة عقيب 8377 ... زربي ... رومي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 239 أ
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
194 ... إحالة عقيب 8379 ... ابن أبي طلحة ... ابن أبي طلحة المدني وحذف كلمة ( الذي ) ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 239 ب
195 ... إحالة عقيب 8382 ... عمرو بن أبي الحجاح ... عمرو بن الحجاج ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 239ب
196 ... 8426 ... … ودمة بن هانئ ... … ودمة ، وقيل : ابن هانئ ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 297 أ
197 ... إحالة عقيب 8433 ... بفتح الواو ... بفتح أوله ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 241ب
198 ... إحالة 8453 ... سهيل ... سهل ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 298ب
199 ... إحالة عقيب 8454 ... يعفور ... يعقوب ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 242 أ ، ونسخة الأوقاف 298ب
200 ... إحالة قبيل 8459 ... أردك ... أدرك ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 299 أ
201 ... إحالة قبيل 8459 ... عبيد ... عبد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف ونسخة (ص) 242 ب
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح(1/14)
202 ... 8460 ... ابن الحجاح ... ابن أبي الحجاح ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و ( ص ) 243 أ
203 ... إحالة قبيل 8470 ... الدؤلي ... الهذلي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و ( ص ) 244 ب والأوقاف 301 ب
204 ... عقيب 8475 ... ابن لعبدالله ... ابن عبدالله ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 245 أ .
205 ... إحالة قبيل 8484 ... ابن عَنَمة بنون اسمه ... ابن عنمة ، اسمه ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ( ص ) 245ب
206 ... إحالة عقيب 8484 ... حصن ... حصين ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 303ب
207 ... إحالة قبيل 8487 ... ويوسف ... يوسف بدون ( واو ) ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 304ب
208 ... 8487 ... لمحمد ... محمد ... تقليد عوامة ... من نسخة عبد الوهاب ونسخة ( ص ) 246 أ
209 ... عقيب 8488 ... يزيد ... زيد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 304 ب ، و( ص ) 246 ب
210 ... عقيب 8498 ... الأنباري : محمد ... الأنباري : هو محمد ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و( ص ) 247 ب
211 ... عقيب 8498 ... عبيد الله الرقي ... عبد الله الرقي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وص 248أ ونسخة الأوقاف 306 ب
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
212 ... عقيب 8498 ... براء ثم زاي ... براء وزاي ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و( ص ) 248 أ
213 ... عقيب 8498 ... سلم ... سليم ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 308 ب
214 ... عقيب 8498 ... فضيل ... فضل ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة و( ص ) 249 ب
215 ... عقيب 8498 ... نسبة ... نسب ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 309 أ ونسخة ص 249 ب(1/15)
216 ... عقيب 8498 ... شيخ ... مصبح ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 309 ب ونسخة ص 250 أ
217 ... عقيب 8498 (4 / 360) ... بريرة ... برير ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 310 أ ونسخة ص 250 ب
218 ... عقيب 8498 (4 / 364) ... ذو النورين : هو عثمان ... ذو النورين ، عثمان ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص ( الورقة : 251 أ )
219 ... عقيب 8498 (4 / 365) ... زرغونة ... زرعونة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 311 أ ونسخة ص 251 أ
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
220 ... 8503 ... بخ د ... بخ م د ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة وتهذيب التهذيب 12 / 362
221 ... عقيب 8513 ... أبو روح ... بن روح ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والخطية ونسخة الأوقاف 315 أ ، و( ص ) 254 ب
222 ... عقيب 8513 ... أبو روح ... بن روح ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة والخطية نسخة الأوقاف 315 أ و( ص ) 254ب
223 ... عقيب 8513 (4 / 388) ... عبد الله ... عبيد الله ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة
224 ... 4 / 393 ... عمر ... عمرو ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 255 أ
225 ... 4 / 395 ... اسمه ... اسم ... الذهول ... من النسخ المطبوعة ونسخة الأوقاف 317 ب و( ص ) 255 ب
226 ... 4 / 397 ... جملة : عن أبي أيوب ... ( هذه الجملة ساقطة ) ... تقليد عوامة ... سقطت من المطبوع والمخطوط نسخة الأوقاف 318 أ ، و( ص ) 256 أ
227 ... 8542 ... عنها ... عمها ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 258 أ
ت ... رقم الترجمة ... الخطأ ... الصواب ... السبب ... موضع التصحيح
228 ... 8565 ... الثالثة ... السادسة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 258 أ(1/16)
229 ... 8571 ... لها حديث ... لها حديث في الرقية ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 258 أ
230 ... 8631 ... الخامسة ... الثامنة ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 259 ب
231 ... 8761 ... عبيد ... عبيد الله ... تقليد عوامة ... من النسخ المطبوعة ونسخة ص 262 ب(1/17)
أسباب وقوع الإدراج
إن الباعث للراوي عَلَى الإدراج يختلف من شخص لآخر ، ومن حَدِيْث إلى حَدِيْث غيره ، ما بَيْنَ بيان لتفسير كلمة ، أَوْ استنباط لحكم ، أَوْ قلة ضبط .
ويمكننا أن نجمل سبب وقوع الإدراج فِيْمَا يأتي (1) :
أن يريد الرَّاوِي تفسير بعض الألفاظ الغريبة الواردة في متن الْحَدِيْث ، فيحملها عَنْهُ بعض الرُّوَاة من غَيْر تفصيل لتفسير تِلْكَ الألفاظ .
مثاله : حَدِيْث عقيل(2) ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أم المؤمنين في قصة بدء الوحي، وفيه: (( وَكَانَ يخلو بغار حراء فيتحنث فِيْهِ، وَهُوَ التعبد … )) (3) .
فقوله : (( وَهُوَ التعبد )) مدرج من كلام الزهري في الْحَدِيْث (4) .
أن يقصد الرَّاوِي إثبات حكم ويستدل عليه بالحديث المرفوع .
ومثاله ما ورد (5) في حَدِيْث أَبِي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - : (( أسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار )) .
أن يريد الرَّاوِي بيان حكم يُستَنبطُ من كلام النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - .
ومثاله ما تقدم (6) في حَدِيْث بسرة بنت صفوان رضي الله عَنْهَا : (( مَنْ مس ذكره أو رفغه أو أنثييه فليتوضأ )) .
__________
(1) انظر : تدريب الرَّاوِي 1/270 ، وفتح القادر المغيث الورقة 73-74 .
(2) هُوَ عقيل – بالضم – بن خالد بن عقيل الأيلي ، أبو خالد الأموي مولاهم : ثقة ثبت ، توفي سنة
( 144 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 142 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 141 ه ) .
تهذيب الكمال 5/205 ( 4590 ) ، والكاشف 2/32 ( 3860 ) ، والتقريب ( 4665 ) .
(3) رَوَاهُ : عَبْد الرزاق ( 9719 ) ، وأحمد 2/232 ، والبخاري 1/3 ( 3 ) و 9/37 ( 6982 ) ، ومسلم 1/97 ( 160 ) ( 252 ) و 1/98 ( 160 ) ( 253 ) ، وغيرهم .
(4) انظر : فتح الباري 1/23 ، والديباج ، للسيوطي 1/141 .
(5) انظره في رسالتي الدكتوراه أثر اختلاف الأسانيد والمتون في اختلاف الفقهاء477 .
(6) ص : 236 .(2/1)
قَالَ السيوطي : (( فعروة لمّا فهم من لفظ الخبر أن سبب نقض الوضوء مظنة الشهوة جعل حكم ما قرب من الذكر كذلك فَقَالَ ذَلِكَ ، فظن بعض الرُّوَاة أنه من صلب الخبر فنقله مدرجاً فِيْهِ ، وفهم الآخرون الحال ففصلوا )) (1) .
اختصار الْحَدِيْث والرواية بالمعنى .
الخطأ الناشئ عن عدم ضبط الرَّاوِي لمروياته .
__________
(1) تدريب الرَّاوِي 1/271 .(2/2)
أسباب القلب
مِمَّا لا شك فِيْهِ أن قابليات الرُّوَاة تتفاوت ما بَيْنَ إتقان وضبط وتعاهد للمحفوظ ، ثُمَّ إنهم مختلفون في ما ركزه الله فِيْهِمْ من العدالة أو ضدها ، وعليه فَقَد اختلفت دوافع القلب في المرويات تبعاً لهذا التفاوت ، ويمكن أن نجعل جملة الأسباب الَّتِيْ تؤدي بوقوع القلب في حَدِيْث الرُّوَاة ثلاثة ، هِيَ (1) :
1. رغبة الرَّاوِي في إيقاع الغرابة في حديثه ليُرَغِّبَ الناس
حَتَّى يظنوا أنه يروي ما ليس عِنْدَ غيره فيقبلوا عَلَى التحمل مِنْهُ . عَلَى نحو ما وقع في حَدِيْث حماد بن عمرو النصيبي الَّذِيْ سقناه قَبْلَ قليل (2) .
ولهذا السبب كره أهل الْحَدِيْث تتبع الغرائب ، قَالَ الإمام أحمد : (( لا تكتبوا هَذِهِ الأحاديث الغرائب فإنها مناكير وعامتها عن الضعفاء )) (3) .
2. الإمعان في التثبت من حال المحدِّث أحافظ هُوَ أم غَيْر حافظ ؟ وهل يفطن لما وقع في الْحَدِيْث من القلب أم لا ؟
فإن تبين لَهُ أنه حافظ متيقظ يطمئن القلب في الْحَدِيْث عَنْهُ ، أقبل عَلَى التحمل عَنْهُ ، وإن تبين لَهُ خلاف ذَلِكَ ، بأن كانت فِيْهِ غفلة أو بلادة ذهن أعرض عَنْهُ وتركه .
كَمَا وقع للبخاري والعقيلي والفضل بن دكين ومحمد بن عجلان والمزي وغيرهم – مِمَّا أسلفنا ذكرهم – (4).
3. خطأ الرَّاوِي وغلطه
بأن يقع القلب في حديثه من باب السهو لا العمد ، وهذا النوع راويه معذور فِيْهِ ؛ لأنه لَمْ يقصد إيقاعه ، إلا أنه إذا كثر في حديثه استحق الترك (5).
__________
(1) انظر : إرشاد طلاب الحقائق 1/267 ، والباعث الحثيث : 90 ، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 1/641 ، وفتح المغيث 1/256 ، وتوضيح الأفكار 2/110-111 .
(2) ص : 530 .
(3) الكامل 1/111 ، وانظر : شرح التبصرة والتذكرة 2/77 طبعتنا ، وطبعة العلمية 2/270 .
(4) الصفحة : 229 .
(5) انظر : منهج النقد في علوم الْحَدِيْث : 435 .(3/1)
مثاله : الْحَدِيْث الَّذِيْ رَوَاهُ جرير بن حازم ، عن ثابت البناني ، عن أنس قَالَ : قَالَ رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حَتَّى تروني )) (1).
فهذا الْحَدِيْث انقلب إسناده عَلَى جرير، وإنما هُوَ مشهور ليحيى بن أبي كثير ، عن عَبْد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ، هكذا رَوَاهُ الجمع ، عن يحيى بن أبي كثير مِنْهُمْ :
أبان : عِنْدَ أبي داود (2) .
حجاج بن أَبِي عثمان الصواف(3) : عِنْدَ مُسْلِم (4) ، وابن خزيمة (5)، وأبي عوانة (6)، وابن حبان (7) ، وأبي نعيم في " المستخرج " (8) .
شيبان (9): عِنْدَ البُخَارِيّ (10)، ومسلم (11)، وأبي عوانة (12)، وأبي نعيم في "المستخرج"(13).
__________
(1) عِنْدَ : الطيالسي ( 2128 ) ، وعبد بن حميد ( 6259 ) ، والترمذي في " علله " الكبير ( 146 ) ، والطبراني في " الأوسط " ( 9387 ) .
(2) في سننه ( 539 ) .
(3) هُوَ حجاج بن أبي عثمان ، واسم أبي عثمان : ميسرة ، وَقِيْلَ : سالم ، الصواف ، أبو الصلت الكندي مولاهم ، البصري : ثقة حافظ ، توفي سنة ( 143 ه ) .
تهذيب الكمال 2/62 ( 1108 ) ، والكاشف 1/313 ( 938 ) ، والتقريب ( 1131 ) .
(4) في صحيحه 2/111 ( 604 ) .
(5) في صحيحه ( 1526 ) .
(6) في صحيحه ( 1335 ) .
(7) في صحيحه ( 2242 ) .
(8) عَلَى صَحِيْح مُسْلِم ( 1341 ) .
(9) هُوَ شيبان بن عَبْد الرَّحْمَان التميمي ، مولاهم النحوي ، أَبُو معاوية البصري ، نزيل الكوفة : ثقة ، صاحب كتاب، يقال: إنَّهُ منسوب إِلَى (( نحوة )) بطن من الأزد، لا إِلَى علم النحو، توفي سنة (164 ه).
تهذيب الكمال 3/412-413 (2770) ، والكاشف 1/491 ( 2316 ) ، والتقريب (2833) .
(10) في صحيحه 1/164 ( 638 ) .
(11) في صحيحه 2/101 ( 654 ) .
(12) في صحيحه ( 1339 ) و ( 1340 ) .
(13) 1340 ) .(3/2)
علي بن المبارك (1) : عِنْدَ البخاري (2) ، وأبي عوانة (3) ، وابن حبان (4) .
معاوية بن سلام (5) : عِنْدَ ابن خزيمة (6).
معمر : عِنْدَ عَبْد الرزاق (7) ، وابن أبي شيبة (8) ، ومسلم (9) ، والترمذي (10)، وأبي عوانة (11) ، وابن حبان (12) ، وأبي نعيم في " المستخرج " (13).
هشام: عِنْدَ البُخَارِيّ (14)، والدارمي (15)، وأبي نعيم في "مستخرجه"(16)، والبيهقي(17).
همام : عِنْدَ الدارمي (18) .
__________
(1) هُوَ عَلِيّ بن المبارك الهنائي – بضم الهاء وتخفيف النون – البصري : ثقة ، كَانَ لَهُ عن يَحْيَى بن أبي كَثِيْر كتابان ، أحدهما سَمَاع والآخر إرسال .
تهذيب الكمال 5/295-296 ( 4713 ) ، والكاشف 2/45 ( 3957 ) ، والتقريب ( 4787 ) .
(2) في صحيحه 2/9 ( 909 ) .
(3) في مسنده ( 1341 ) .
(4) في صحيحه ( 1755 ) .
(5) هُوَ معاوية بن سلاّم – بالتشديد – بن أبي سلاّم – واسم أبي سلاّم ممطور الحبشي ويقال : الألهاني ، أبو سلاّم الدمشقي ، وَكَانَ يسكن حمص : ثقة ، توفي بَعْدَ سنة ( 170 ه ) .
تهذيب الكمال 7/154-155 ( 6650 ) ، والكاشف 2/276 ( 5525 ) ، والتهذيب ( 6761 ) .
(6) في صحيحه ( 1644 ) .
(7) في مصنفه ( 1932 ) .
(8) في مصنفه ( 4093 ) .
(9) في صحيحه 2/101 ( 604 ) .
(10) في الجامع الكبير ( 592 ) .
(11) في مسنده ( 1337 ) .
(12) في صحيحه ( 2223 ) .
(13) المستخرج ( 1341 ) .
(14) في صحيحه 1/164 ( 637 ) .
(15) في سننه ( 1261 ) .
(16) المستخرج ( 1340 ) .
(17) في السنن الكبرى 2/20 .
(18) في سننه ( 1262 ) .(3/3)
قَالَ الترمذي: (( سألت محمداً عن هَذَا الْحَدِيْث فَقَالَ : هُوَ حَدِيْث خطأ ، أخطأ فِيْهِ جرير بن حازم . ذكروا أن الحجاج الصوّاف كَانَ عِنْدَ ثابت البناني ، وجرير بن حازم في المجلس ، فحدّث الحجاج ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عَبْد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حَتَّى تروني )) ، فوهم فِيْهِ جرير بن حازم فظن أن ثابتاً حدّثه عن أنس بهذا )) (1) .
__________
(1) علل الترمذي : 89 عقيب ( 146 ) ، وانظر : العلل ومعرفة الرجال 2/243 ، والمراسيل : 94 ، وجامع الترمذي عقيب ( 527 ) ، والضعفاء الكبير 1/198 ، وعلل الدَّارَقُطْنِيّ 4/الورقة 21 .(3/4)
أهمية مَعْرِفَة الاختلافات في المتون والأسانيد
إذا كَانَ كُلّ علم يستمد شرفه من مدى نفعه -كَمَا قررناه آنفاً-،فإن العلم بمعرفة الاختلافات الَّتِيْ تقع في المتون والأسانيد لَهُ أهمية كبيرة ؛ لأن علم الْحَدِيْث من أشرف العلوم الشرعية ، ومعرفة الاختلافات لها أثر كبير في تمييز الْحَدِيْث الصَّحِيْح من السقيم .
ثُمَّ إن الَّذِيْ يزيد هَذَا الفن أهمية أنه من أشد العلوم غموضاً ، فلا يدركه إلا من رزق سعة الرِّوَايَة ، وَكَانَ مع ذَلِكَ حاد الذهن ثاقب الفهم دقيق النظر واسع المران كَمَا تقدم . ومعرفة الاختلافات والترجيح بينها من الأمور الَّتِيْ لا تنال إلا بممارسة كبيرة في الإعلال والتضعيف ومعرفة السند الصَّحِيْح من الضعيف ، فَمَنْ أَكْثَرَ الاشتغال بعلم الْحَدِيْث وحفظ جملة مستكثرة من المتون وعرف خفايا المتون والأسانيد ومشكلاتها استطاع أن يميز الْحَدِيْث الصَّحِيْح من الْحَدِيْث المختلف فِيْهِ، لذا قَالَ الربيع بن خُثَيْم (1): (( إن للحديث ضوءاً كضوء النهار تعرفه وظلمة كظلمة الليل تنكره )) (2) .
__________
(1) هُوَ الربيع بن خُثَيم بن عائذ النوري أبو يزيد البصري: مخضرم ثقة عابد توفي سنة (61 ه) أَوْ (63 ه).
طبقات ابن سعد 6/182 ، وسير أعلام النبلاء 4/258 ، والتقريب ( 1888 ) .
(2) الموضوعات 1/103 .(4/1)
ومعرفة العلل واختلافات المتون والأسانيد هِيَ لُبُّ القضايا في علوم الْحَدِيْث وأدقها وأغمضها ، وَقَدْ قعّد الْمُحَدِّثُوْنَ النقاد القواعد لتنقية الأحاديث النبوية وحفظها من أوهام الناقلين وأخطائهم . ومصدر اختلاف المتون والأسانيد يبقى خفياً غامضاً لا يكشفه إلا من جمع بَيْنَ الحفظ والفهم والمعرفة . ومعرفة الاختلافات في المتون والأسانيد أمر خفيٌّ غامض لا يصل إِلَيْهِ نظر الباحث إلا بالغربلة والدراسة المعمقة مع رصيد كبير من الممارسة الحديثية . ثُمَّ إنّ الخبرة وطول المذاكرة وزيادة الحفظ والملكة القوية ، وجمع الأبواب والتمرّس المستمر في ذَلِكَ هُوَ الَّذِيْ جعل الأئمة النقاد يعرفون الاختلافات بالنظر إِلَيْهَا لمخالفتها ما لديهم من صواب في المتون والأسانيد .
ثُمَّ إنّ عَلَى طالب الْحَدِيْث قَبْلَ أن يعلَّ حديثاً بالاختلاف أن يجمع طرق الْحَدِيْث ويستقصيها من المصنفات والجوامع والمسانيد والسنن والأجزاء ، ويسبر أحوال الرُّوَاة فينظر في اختلافهم وفي مقدار حفظهم ومكانتهم من الضبط والإتقان ، وعند ذَلِكَ وبعد النظر الشديد في القرائن والمرجحات والاستعانة بأقوال الأئمة نقاد الْحَدِيْث وحفاظ الأثر وإشاراتهم ؛ يقع في نفس الباحث الناقد أن الْحَدِيْث معلٌّ بالاختلاف ، كأن يَكُوْن الْحَدِيْث الموصول معلاً بالإرسالِ أَوْ الانقطاع أَوْ يَكُوْن المرفوع معلاً بالوقف (1) أو أن هناك سقطاً بسبب التدليس ، أو يجد دخول حَدِيْث في حَدِيْث أو يجد وهم واهمٍ أو ما أشبه ذَلِكَ من العلل القادحة .
__________
(1) هنا مسألة ينبغي التنبيه عَلَيْهَا : وَهي أن الإرسال ليس بمجرده معياراً لتعليل الموصول ، وكذا الوقف بالنسبة للرفع، وإنما يفسر ذَلِكَ بحسب الواقع الَّذِيْ نلمسه من عمل النقاد في التصحيح والتعليل ، وَهُوَ أن يَكُوْن الصواب في الْحَدِيْث الإرسال والوصل خطأ. وأن يَكُوْن الصواب في الْحَدِيْث الوقف والرفع خطأ.(4/2)
والنظر العميق في التعرف عَلَى الاختلافات في المتون والأسانيد لَهُ أهمية بالغة للفقيه فضلاً عَنْ المحدِّث؛ لأن الفقيه لا يستطيع أن يعرف صحة الْحَدِيْث من عدمها حَتَّى يقر في نفسه ويعتقد أنّ هَذَا الْحَدِيْث خالٍ من الخلل والوهم بسبب الاختلافات. والنظر والتنقير في الترجيح بَيْنَ الاختلافات عَلَى حسب المرجحات والقرائن المحيطة بالحديث تعطي الفقيه والمحدّث مَعْرِفَة هل أنّ الْحَدِيْث صالح للاحتجاج والعمل أم لا ؟
إنّ جهابذة الْحَدِيْث ونقاده وصيارفته وأفذاذه حثوا عَلَى مَعْرِفَة الاختلافات ، فَقَالَ الإمام أحمد بن حَنْبَل – يرحمه الله – : (( إن العالم إذا لَمْ يعرف الصَّحِيْح والسقيم ، والناسخ والمنسوخ من الْحَدِيْث لا يسمى عالماً )) (1) .
وَقَالَ قتادة (2) : (( من لَمْ يعرف الاختلاف لَمْ يشم أنفه الفقه )) (3) .
وَقَالَ سعيد بن أبي عروبة (4): (( من لَمْ يَسْمَع الاختلاف فلا تعدوه عالماً )) (5).
وَقَالَ عطاء بن أَبِي رباح (6)
__________
(1) مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث ، للحاكم : 60 .
(2) هُوَ قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي ، أبو الخطاب البصري : ثقة ثبت ، ولد أكمه ، مات سنة مئة وبضع عشرة .
تهذيب الأسماء واللغات 1/57 ، وسير أعلام النبلاء 5/269 ، والتقريب ( 5518 ) .
(3) جامع بيان العلم 2/46 .
(4) هُوَ سعيد بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم ، أبو النضر البصري ، أول من صنف في السنة النبوية : ثقة حافظ مدلس ، اختلط في أثناء عمره ، مات سنة (156 ه ) وَقِيْلَ سنة : ( 157 ه ) .
انظر : تذكرة الحفاظ 1/177 ، وسير أعلام النبلاء 6/413 ، والتقريب ( 2365 ) .
(5) جامع بيان العلم 2/46 .
(6) هُوَ عطاء بن أبي رباح ، واسم أبي رباح أسلم ، القرشي مولاهم ، المكي : ثقة فقيه فاضل ، كثير الإرسال ، مات سنة ( 114 ه ) ، في أشهر الأقوال .
الجرح والتعديل 6/330 ، وسير أعلام النبلاء 5/78، والتقريب (4591).(4/3)
: (( لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حَتَّى يَكُوْن عالماً باختلاف الناس )) (1) .
هذا وغيره من أقوال الأئمة النقاد في حثهم عَلَى تعلّم الاختلافات ودراستها حَتَّى يخرج طالب العلم فقيهاً محدّثاً ، وَقَدْ أدرك الصدر الأول من أهل العلم أهمية ذَلِكَ للفقيه والمحدِّث ، وأنَّ الفقه والحديث صنوان لا ينفكان وتوأمانِ مُتلازمان لا غِنَى لأحدهما عَنْ الآخر ، ومَنْ كَلَّ في أحدهما خيف عَلَيْهِ السقط في الآخر وَلَمْ يُؤْمَن عَلَيْهِ من الغلط، بَلْ ربما كَانَ مدعاة للوهم والإيهام . ونجد السابقين من العلماء حثوا عَلَى تعلم العلمين، نقل الكتاني (2) في " نظم المتناثر" (3) عَنْ سفيان الثوري (4) وسفيان بن عيينة وعبد الله بن سنان (5)
__________
(1) جامع بيان العلم 2/46 .
(2) هُوَ مُحَمَّد بن جعفر بن إدريس الكتاني،أبو عَبْد الله، مؤرخ محدّث ، مكثر من التصنيف ، ولد بفاس سنة (1274 ه ) ، من تصانيفه " الرسالة المستطرفة " و " سلوة الأنفاس " ، توفي سنة ( 1345 ه ) .
معجم المؤلفين 9/150 . الأعلام 6/72-73 .
(3) ص : 8 .
(4) هُوَ سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أَبُو عَبْد الله الكوفي : ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ، توفي سنة ( 161 ه ) .
طبقات خليفة : 168 ، وسير أعلام النبلاء 7/229 ، والتقريب ( 2445 ) .
(5) هُوَ عَبْد الله بن سنان الهروي نزيل البصرة ، سَمِعَ ابن المبارك وغيره ، رَوَى عَنْهُ ابن المديني وابن المثنى ، قَالَ البخاري : (( أحاديثه معروفة )) وثقه أبو داود .
التاريخ الكبير 5/112 ، والجرح والتعديل 5/68 ، وميزان الاعتدال 2/437 ( 4371 ) .(4/4)
قالوا : (( لَوْ كَانَ أحدنا قاضياً لضربنا بالجريد (1) فقيهاً لا يتعلم الْحَدِيْث ومحدّثاً لا يتعلم الفقه )).
وَقَدْ نبّه الْحَاكِم النيسابوري عَلَى أن علم الفقه أحد العلوم المتفرعة من علم الْحَدِيْث ، فَقَدْ قَالَ : (( مِنْ علم الْحَدِيْث مَعْرِفَة فقه الْحَدِيْث ،إِذْ هُوَ ثمرة هَذِهِ العلوم، وبه قوام الشريعة ، فأما فقهاء الإسلام أصحاب القياس والرأي والاستنباط والجدل والنظر فمعروفون في كُلّ عصر وأهل كُلّ بلد ، ونحن ذاكرون بمشيئة الله في هَذَا الموضع فقه الْحَدِيْث ، عَنْ أهله ليستدل بِذَلِكَ عَلَى أن أهل هَذِهِ الصنعة من تبحر فِيْهَا لا يجهل فقه الْحَدِيْث ، إِذْ هُوَ نوع من أنواع هَذَا العلم )) (2) .
ثُمَّ إنا نلاحظ أن العلماء من أهل الفقه والحديث قَدْ ألّفوا كتباً جامعة تناولوا فِيْهَا الاختلافات فأبدعوا فِيْهَا ؛ لذا نجد أن الإمام الشَّافِعِيّ ألّف فِي اخْتِلاَفِ الْحَدِيْث (3) ، ثُمَّ تبعه ابْن قتيبة (4) ، وأبو يَحْيَى زكريا بن يَحْيَى الساجي (5)
__________
(1) الجريد : الجريدة هِيَ سعفة طويلة رطبة ، والجريد : الَّذِيْ يجرد عَنْه الخوص ، ولا يسمى جريداً ما دام عَلَيْهِ الخوص وإنما يسمى سعفاً . انظر : تاج العروس 7/492 ( جرد ) .
(2) مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 63 .
(3) مطبوع في آخر كتاب الأم ، وطبع مفرداً عام 1406 ه - 1986 م عَنْ دار الكتب العلمية .
(4) هُوَ عَبْد الله بن مُسْلِم بن قتيبة الدِّينوري ، أبو مُحَمَّد ، الكاتب الثقة ، سكن بغداد ، صاحب التصانيف مِنْهَا: " عيون الأخبار " و" غريب الْحَدِيْث " و" تأويل مختلف الْحَدِيْث " وغيرها ، توفي سنة (276 ه). تاريخ بغداد 10/170-171 ، وسير أعلام النبلاء 13/296 ، وميزان الاعتدال 2/503 .
وكتابه مطبوع أكثر من مرة .
(5) هُوَ زكريا بن يحيى بن عَبْد الرحمان البصري أبو يحيى الساجي ، محدِّث البصرة وشيخها ، من كتبه :
" اختلاف العلماء " و " علل الْحَدِيْث " وغيرهما ، توفي سنة ( 307 ه ) .
سير أعلام النبلاء 14/197-200، والبداية والنهاية 11/111 ، وشذرات الذهب 2/250-251 .(4/5)
،
والطحاوي (1) ، وابن الجوزي (2). وهذه الكتب تضم اختلافات المتون والأسانيد ، وَهِيَ دراسات علمية جادة قل نظيرها تدلنا عَلَى اهتمام الْمُحَدِّثِيْنَ بالجانبين الفقهي والحديثي والتعرف عَلَى الاختلافات لذين العِلْمَين تعصم صاحبها من الزلل وتقيه من الوهم .
الدكتور
ماهر ياسين الفحل ...
العراق /الأنبار/الرمادي/ص .ب 735
... ... ... ... ... ... al-rahman@uruklink.net ... ... ... ... ... ...
__________
(1) هُوَ أحمد بن مُحَمَّد بن سلامة الأزدي المصري أبو جعفر الحنفي ، ولد سنة (239 ه) ، قَالَ ابن يونس : كَانَ ثقة ثبتاً فقيهاً عاقلاً ، لَمْ يخلف مثله، من تصانيفه: " أحكام القرآن " و " اختلاف العلماء " وغيرهما ، توفي سنة ( 321 ه ) .
تاريخ دمشق 5/367 ، ووفيات الأعيان 1/71 ، وتذكرة الحفاظ 3/808-811 .
(2) هُوَ عَبْد الرحمان بن علي بن مُحَمَّد القرشي البكري أبو الفرج البغدادي ، الحافظ المفسر الواعظ
الإمام ، من تصانيفه : "زاد المسير" و " صفة الصفوة " و " جامع المسانيد " وغيرها ، توفي سنة 597 ه . وفيات الأعيان 3/140 ، وتاريخ الإِسْلاَم وفيات سنة (597 ه) : 287 ، وغاية النهاية
1/375 .(4/6)
لما كَانَ الاتصال شرطاً للصحة فالانقطاع ينافي الصِّحَّة ، إذن الانقطاع أمارة من أمارات الضعف ؛ لأن الضَّعِيف مَا فَقَدْ شرطاً من شروط الصِّحَّة (1) .
... والانقطاع قَدْ يَكُون في أول السَّنَد ، وَقَدْ يَكُون في آخره، وَقَدْ يَكُون في وسطه، وَقَدْ يَكُون الانقطاع براوٍ واحد أو أكثر . وكل ذَلِكَ من نَوْع الانقطاع ، والذي يعنينا الكلام عَلَيْهِ هنا هُوَ الكلام عن الانقطاع في آخر الإسناد ، وَهُوَ مَا يُسَمَّى بالمرسل عِنْدَ المتأخرين ، وَهُوَ مَا أضافه التَّابِعيّ إلى النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (2)
__________
(1) انظر : مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث : 37 ، و112طبعتنا ، وإرشاد طلاب الحقائق 1/153 ، والتقريب والتيسير: 49و 93 طبعتنا ، و المنهل الروي : 38 ، و المقنع 1/103 ، وشرح التبصرة و التذكرة 1/112 ، و 1/176 طبعتنا ، وفتح الباقي 1/111-112 ، و 1/205 طبعتنا .
(2) انظر في المُرْسَل :
مَعْرِفَة علوم الحَدِيْث 25 ، والكفاية (58ت،21 ه) ، والتمهيد 1/19 ، وجامع الأصول 1/115 ، ومعرفة أنواع علم الحَدِيْث 47،و126طبعتنا و إرشاد طلاب الحقائق 1/167 ، و المجموع 1/60 ، والاقتراح 192 ، والتقريب:54،و99 طبعتنا ، والمنهل الروي 42 ، والخلاصة 65 ، والموقظة 38 ، وجامع التحصيل 23 ، واختصار علوم الحَدِيْث 47 ، والبحر المحيط 4/403 ، والمقنع 1/129 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/144،و1/202طبعتنا ، ونزهة النظر 109 ، و المختصر 128 ، وفتح المغيث 1/128 ، وألفية السيوطي 25، وشرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي 159 ، وفتح الباقي 1/144،
و1/194طبعتنا ، وتوضيح الأفكار 1/283 ، وظفر الأماني 343 ، وقواعد التحديث 133 .
ومما ينبغي التنبيه علية أن للعُلَمَاء في تعريف المُرْسَل وبيان صوره مناقشات ، انظرها في نكت
الزَّرْكَشِيّ 1/439 ومحاسن الاصطلاح 130، والتقييد و الإيضاح 70 ، وشرح التبصرة
والتذكرة 1/144 ،و 1/203طبعتنا ، ونكت ابن حجر 2/540 ، والبحر الَّذِي زخر ل 113 ، وانظر تعليقنا عَلَى مَعْرِفَة أنواع علم الحَدِيْث : 128 .(5/1)
.
لِذلِكَ فإن الحَدِيْث إذ روي مرسلاً مرة ، وروي مرة أخرى موصولاً ، فهذا يعد من الأمور الَّتِي تعلُّ بِهَا بَعْض الأحاديث ، ومن العلماء من لا يعدُّ ذَلِكَ علة ، وتفصيل الأقوال في ذَلِكَ عَلَى النحو الآتي :
القَوْل الأول : ترجيح الرِّوَايَة الموصولة عَلَى الرِّوَايَة المرسلة ؛ لأَنَّهُ من قبيل زيادة الثِّقَة (1).
القَوْل الثَّانِي : ترجيح الرِّوَايَة المرسلة (2) .
القَوْل الثَّالِث : الترجيح للأحفظ (3) .
القَوْل الرابع : الاعتبار لأكثر الرواة عدداً (4) .
القَوْل الخامس : التساوي بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ و التوقف (5) .
__________
(1) وهذا هُوَ الَّذِي صححه الخطيب في الكفاية (581ت،411ه) وَقَالَ ابن الصَّلاح في مَعْرِفَة أنواع علم
الحَدِيْث :65 ، 155 طبعتنا :((فما صححه هُوَ الصَّحِيح في الفقه وأصوله)) .وانظر: المدخل : 40 ،= =وقواطع الأدلة 1/368-369 ، والمحصول 2/229 ، وجامع الأصول 1/170 وكشف الأسرار للبخاري 3/2، وجمع الجوامع 2/126 . وَقَدْ نسب الإمام النَّوَوِيّ هَذَا القَوْل للمحققين من أهل الحَدِيْث، شرح صَحِيْح مسلم 1/145 ثُمَّ إن هَذَا القَوْل هُوَ الَّذِي صححه العراقي في شرح التبصرة 1/174 ، 1/227 طبعتنا .
(2) هَذَا القَوْل عزاه الخطيب للأكثر من أهل الحَدِيْث ( الكفاية : 580ت ، 411 ه ) .
(3) هُوَ ظاهر كلام الإمام أحمد كَمَا ذكر ذَلِكَ ابن رجب الحنبلي في شرحه لعلل التِّرْمِذِي 2/631 .
(4) عزاه الحَاكِم في المدخل : 40 لأئمة الحَدِيْث ، وانظر: مقدمة جامع الأصول 1/170 ، والنكت الوفية 136/أ .
(5) هَذَا القَوْل ذكره السُّبْكِيّ في جمع الجوامع 2/124 وَلَمْ ينسبه لأحد .(5/2)
... هَذَا ما وجدته من أقوال لأهل العِلْم في هذِهِ المسألة ، وَهِيَ أقوال متباينةٌ مختلفة ، وَقَدْ أمعنت النظر في صنيع المتقدمين أصحاب القرون الأولى ، وأجلت النظر كثيراً في أحكامهم عَلَى الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها ، فوجدت بوناً شاسعاً بَيْنَ قَوْل المتأخرين وصنيع المتقدمين ، إذ إن المتقدمين لا يحكمون عَلَى الحَدِيْث أول وهلة ، وَلَمْ يجعلوا ذَلِكَ تَحْتَ قاعدة كلية تطرد عَلَيْهَا جَمِيْع الاختلافات ، وَقَدْ ظهر لي من خلال دراسة مجموعة من الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها: أن الترجيح لا يندرج تَحْتَ قاعدة كلية ، لَكِنْ يختلف الحال حسب المرجحات والقرائن ، فتارة ترجح الرِّوَايَة المرسلة وتارة ترجح الرِّوَايَة الموصولة . وهذه المرجحات كثيرة يعرفها من اشتغل بالحديث دراية ورواية وأكثر التصحيح و التعليل ، وحفظ جملة كبيرة من الأحاديث، وتمكن في علم الرِّجَال وعرف دقائق هَذَا الفن وخفاياه حَتَّى صار الحَدِيْث أمراً ملازماً لَهُ مختلطاً بدمه ولحمه .
ومن المرجحات: مزيد الحفظ ، وكثرة العدد ، وطول الملازمة للشيخ . وَقَدْ يختلف جهابذة الحديث في الحكم عَلَى حَدِيث من الأحاديث ، فمنهم : من يرجح الرِّوَايَة المرسلة، ومنهم : من يرجح الرِّوَايَة الموصولة ، ومنهم : من يتوقف .
وسأسوق نماذج لِذلِكَ مَعَ بيان أثر ذَلِكَ في اختلاف الفُقَهَاء .
مثال ذَلِكَ : رِوَايَة مَالِك بن أنس ، عن زيد بن أسلم (1) ، عن عطاء بن يسار(2)
__________
(1) هُوَ أبو عَبْد الله، وأبو أسامة زيد بن أسلم العدوي مولى عمر : ثقة وَكَانَ يرسل ، توفي سنة (136 ه).
تهذيب الكمال 3/64 ( 2072 ) ، وسير أعلام النبلاء 5/316 ، والتقريب ( 2117 ) .
(2) أبو مُحَمَّد عطاء بن يسار الهلالي المدني ، مولى ميمونة : ثقة ، توفي سنة ( 103 ه ) .
الثقات 5/199 ، وتهذيب الكمال 5/179 ( 4535 ) ، وتاريخ الإسلام : 171 وفيات ( 103 ه ) .(5/3)
؛ أن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( إذا شك أحدكم في صلاته فَلَمْ يدرِ كم صلى أثلاثاً أم أربعاً؟ فليصل رَكْعَة ، وليسجد سجدتين وَهُوَ جالس قَبْلَ التسليم ، فإن كَانَت الرَّكْعَة الَّتِي صلى خامسة شفعها بهاتين السجدتين ، وإن كَانَتْ رابعة فالسجدتان ترغيم
للشيطان )) .
هَذَا الحَدِيْث رَواهُ هكذا عن مَالِك جَمَاعَة الرواة مِنْهُمْ :
سويد بن سعيد(1) .
عبد الرزاق بن همام(2) .
عبد الله بن مسلمة القعنبي(3).
عَبْد الله بن وهب(4).
عُثْمَان بن عُمَر(5) .
مُحَمَّد بن الحَسَن الشيباني(6) .
أبو مصعب الزُّهْرِيّ(7).
يَحْيَى بن يَحْيَى الليثي(8) .
فَهؤلاء ثمانيتهم رووه عن مَالِك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، بِهِ مرسلاً.
... والحديث رَواهُ الوليد بن مُسْلِم(9)، و يَحْيَى بن راشد(10)
__________
(1) في موطئه ( 151) .
(2) كَمَا في مصنفه (3466) .
(3) عِنْدَ أبي دَاوُد (1026) ، ومن طريقه البَيْهَقِيّ 2/338 .
(4) عند الطحاوي في شرح المعاني 1/433 ، والبيهقي في السُّنَن الكبرى 2/331.
(5) عِنْدَ الطحاوي في شرح المعاني 1/433 .
(6) موطئه (138) .
(7) في موطئه (475 ) ، ومن طريقه أخرجه البَغَوِيّ في شرح السُّنَّة ( 754 )
(8) في موطئه ( 252 )
(9) عِنْدَ ابن حبان (2659)وط الرسالة (2663)،والبيهقي2/338-339،وابن عَبْد البر في التمهيد5/19.
(10) أبو سعيد البصري يَحْيَى بن راشد المازني : ضعيف .
الثقات 7/601 ، وتهذيب الكمال 8/32 ( 7418 ) ، والتقريب ( 7545 ) .(5/4)
المازني(1) عن مَالِك ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد ، بِهِ - متصلاً - . هكذا اختلف عَلَى الإمام مَالِك بن أنس في وصل هَذَا الحَدِيْث وإرساله ، والراجح فِيهِ الوَصْل ، وإن كَانَ رواة الإرسال أكثر وَهُوَ الصَّحِيح من رِوَايَة مَالِك(2) ، لما يأتي :
وَهُوَ أن الإِمَام مالكاً توبع عَلَى وصل هَذَا الحَدِيْث :
فَقَدْ رَواهُ فليح بن سليمان(3)، وعبد العزيز بن عَبْد الله(4) بن أبي سلمة(5)،
وسليمان بن بلال(6)، و مُحَمَّد(7)
__________
(1) عِنْدَ ابن عَبْد البر في التمهيد 5/20 .
(2) انظر : التمهيد 5/21 .
(3) عِنْدَ أحمد 3/72 ، والدارقطني 1/375 .
(4) هُوَ أبو عَبْد الله ، ويقال : أبو الأصبغ عَبْد العزيز بن عَبْد الله بن أبي سلمة الماجشون المدني الفقيه ، توفي سنة ( 166 ه ) .
الجرح والتعديل 5/386 ، وتهذيب الكمال 4/520 و 521 ( 4043 ) ، وسير أعلام النبلاء 7/309 .
(5) عِنْدَ أحمد 3/84 ، والدارمي (1503)، وَالنَّسَائِيّ 3/27، وَفِي الكبرى (1162) ،وابن الجارود (241)، وابن خزيمة (1024) ، وأبي عوانة 2/210 ، والطحاوي في شرح المعاني 1/433 ، والدارقطني 1/371 ، والبيهقي 2/331.
(6) عِنْدَ أحمد 3/83 ، وَمُسْلِم 2/84 (571) (88) ، وأبي عوانة 2/192-193 ، وابن حبان (2665) وط الرسالة (2669) ، والبيهقي 2/331 .
(7) الإِمَام الحَافِظ مُحَمَّد بن مطرف بن داود أبو غسان المدني ، ولد قَبْلَ المئة ، وتوفي بَعْدَ ( 160 ه ) .
تهذيب الكمال 6/519 ( 6205 ) ، وسير أعلام النبلاء 7/296 ، وتذكرة الحفاظ 1/242 .(5/5)
بن مطرف(1)، و مُحَمَّد بن عجلان(2) خمستهم(3) رووه عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، بِهِ متصلاً . وَقَدْ خالفهم جميعاً يعقوب بن عَبْد الرحمان(4) القَارّي (5)؛ فرواه عن زيد بن أسلم ، عن عطاء ، مرسلاً . لَكِنْ روايته لَمْ تقاوم أمام رِوَايَة الجَمْع (6).
إذن فالراجح في رِوَايَة هَذَا الحَدِيْث الوَصْل لكثرة العدد وشدة الحفظ . قَالَ الحافظ ابن عَبْد البر:(( و الحَدِيْث مُتَّصِل مُسْنَد صَحِيْح، لا يضره تقصير من قصر بِهِ في اتصاله؛ لأن الَّذِيْنَ وصلوه حُفَّاظ مقبولةٌ زيادتهم(7) )) .
وَقَالَ في مَوْضِع آخر : (( قَالَ الأثرم: سألت أحمد بن حَنْبَل عن حَدِيث أبي سعيد في السهو ، أتذهب إليه ؟ قَالَ: نعم ، أذهب إِليهِ ، قلتُ: إنهم يختلفون في إسناده ، قَالَ: إِنَّمَا قصر بِهِ مَالِك ، وَقَدْ أسنده عدة ، مِنْهُمْ: ابن عجلان ، وعبد العزيز بن أبي سلمة(8))).
ثُمَّ إن هَذَا الحَدِيْث قَدْ تناوله الإمام العراقي الجهبذ أَبُو الحَسَن الدَّارَقُطْنِيّ في علله(9) وانتهى إلى ترجيح الرِّوَايَة المسندة .
الدكتور
__________
(1) عِنْدَ أحمد 3/87 .
(2) عِنْدَ ابن ماجه (1210) ، وَالنَّسَائِيّ 3/27 ، وَفِي الكبرى ( 1162) ، والطحاوي في شرح المعاني 1/433 ، وابن حبان (2663) وَفِي ط الرسالة (2667) .
(3) وَقَدْ ذكر ابْن عَبْد البر في التمهيد 5/18-19غيرهم هشام بن سعد وداود بن قيس،وَلَمْ أقف عَلَى رواياتهم
(4) هُوَ يعقوب بن عَبْد الرحمان بن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَبْد القاري المدني ، توفي سنة ( 181 ه ) .
الثقات 7/644 ، والأنساب 4/407 ، وتهذيب الكمال 8/174 ( 7690 ) .
(5) عِنْدَ أبي دَاوُد ( 1027) .
(6) عَلَى أن ابن عَبْد البر ذكر في التمهيد 5/18-19 آخرين رووه مرسلاً ، لَمْ أقف عَلَى رواياتهم .
(7) التمهيد 5/19 .
(8) التمهيد 5/25 .
(9) 11/260-263 س ( 2274 ) .(5/6)
ماهر ياسين الفحل
العراق /الأنبار/الرمادي/ص .ب 735
al-rahman@uruklink.net ... ... ... ... ... ... ... ...(5/7)
اختلاف الثقة مع الثقات
إن الاختلافات الواردة في المتن أو الإسناد تتفرع أنواعاً متعددة ، لكل نوع اسمه الخاص به ، ومن تلك الاختلافات هو أن يخالف الثقة ثقات آخرين ، مثل هذه المخالفة تختلف ، ربما تكون من ثقة يخالف ثقة آخر ، أو من ثقة يخالف عدداً من الثقات ، وإذا كان المخالف واحداً وليس جمعاً فيشترط فيه أن يكون أوثق ممن حصل فيه الاختلاف ، وهذا النوع من المخالفة يطلق عليه عند علماء المصطلح الشاذ (1)، وهو: أن يخالف الثقة من هو أوثق منه عدداً أو حفظاً .
وهذا التعريف مأخوذ من تعريف الشافعي للشاذ ، فقد روي عن يونس بن
عبد الأعلى (2)
__________
(1) انظر في الشاذ : معرفة علوم الحديث : 119 ، ومعرفة أنواع علم الحديث : 68 ، وفي طبعتنا 163 ، وجامع الأصول 1/177 ، والإرشاد 1/213 ، والتقريب : 67 ، وفي طبعتنا : 111 ، والاقتراح : 197 ، والمنهل الروي : 50 ، والخلاصة : 69 ، والموقظة : 42 ، ونظم الفرائد : 361 ، واختصار علوم الحديث : 56 ، والمقنع 1/165 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/192، وفي طبعتنا : 1/246 ، ونزهة النظر : 97 ، والمختصر : 124 ، وفتح المغيث 1/217 ، وألفية السيوطي : 39 ، وشرح السيوطي على ألفية العراقي : 177 ، وفتح الباقي 1/192 ، وفي طبعتنا : 1/232 ، وتوضيح الأفكار 1/377 ، وظفر الأماني : 356 ، وقواعد التحديث : 130 .
(2) هُوَ يونس بن عَبْد الأعلى بن ميسرة الصدفي ، أَبُو موسى المصري: ثقة فقيه، توفي سنة (264ه).
تهذيب الكمال 8/211-212 ( 7773 ) ، والكاشف 2/403 ( 6471 ) ، والتقريب ( 7907 ) .(6/1)
، قال: قال لي الشافعي -رحمه الله-: (( ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يروي غيره ، إنما الشاذ : أن يروي الثقة حديثاً يخالف ما روى الناس )) (1) .
والشاذ في اللغة : المنفرد ، يقال : شذّ يَشُذُّ ويشِذُّ – بضم الشين وكسرها – أي : انفرد عن الجمهور ، وشذَّ الرجلُ: إذا انفرد عن أصحابه. وكذلك كل شيء منفرد فهو شاذ. ومنه: هو شاذ من القياس، وهذا مما يشذ عن الأصول،وكلمة شاذة…وهكذا (2).
إذن : الشذوذ هو مخالفة الثقة للأوثق حفظاً أو عدداً ، وهذا هو الذي استقر عليه الاصطلاح (3) ، قال الحافظ ابن حجر : (( يختار في تفسير الشاذ أنه الذي يخالف رواية من هو أرجح منه )) (4) .
ثم إن مخالفة الثقة لغيره من الثقات أمر طبيعي إذ إن الرواة يختلفون في مقدار حفظهم وتيقظهم وتثبتهم من حين تحملهم الأحاديث عن شيوخهم إلى حين أدائها . وهذه التفاوتات الواردة في الحفظ تجعل الناقد البصير يميز بين الروايات ، ويميز الرواية المختلف فيها من غير المختلف فيها ، والشاذة من المحفوظة ، والمعروفة من المنكرة .
__________
(1) رواه عن الشافعي: الحاكم في معرفة علوم الحديث: 119 ، والخليلي في الإرشاد 1/176 ، والبيهقي في معرفة السنن والآثار 1/81-82 ، والخطيب في الكفاية : ( 223 ت ، 141 ه ) .
(2) انظر : الصحاح 2/565 ، وتاج العروس 9/423 .
(3) وإنما قلنا هكذا ؛ لأن للشاذ تعريفين آخرين ، أولهما : وهو ما ذكر الحاكم النيسابوري – أن الشاذ هو الحديث الذي ينفرد به ثقة من الثقات ، وليس له أصل متابع لذلك الثقة . معرفة علوم الحديث : 119 .
وثانيهما : وهو ما حكاه الحافظ أبو يعلى الخليلي القزويني من أن الذي عليه حفاظ الحديث أن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ بذلك شيخ ثقة كان أو غير ثقة ، فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل ، وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج به . الإرشاد 1/176-177 .
(4) النكت على كتاب ابن الصلاح 2/653-654 .(6/2)
ومن الأمثلة لحديث ثقة خالف في ذلك حديث ثقة أوثق منه :
ما رواه معمر بن راشد (1)، عن يحيى بن أبي كَثِيْر ، عن عبد الله بن أبي قتادة(2)، عن أبيه (3) ، قال : (( خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية ، فأحرم أصحابي ولم أحرم ، فرأيت حماراً فحملت عليه ، فاصطدته ، فذكرت شأنه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكرت أني لم أكن أحرمت ، وأني إنما اصطدته لك ؟ فأمر النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فأكلوا ، وَلَمْ يأكل مِنْهُ حِيْنَ أخبرته أني اصطدته لَهُ )) (4) .
فهذا الحديث يتبادر إلى ذهن الناظر فيه أول وهلة أنه حديث صحيح، إلا أنه بعد البحث تبين أن معمر بن راشد – وهو ثقة – قد شذ في هذا الحديث فقوله : (( إنما اصطدته لك )) ، وقوله : (( ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له )). جملتان شاذتان شذ بهما معمر بن راشد عن بقية الرواة .
__________
(1) تقدمت ترجمته .
(2) هو عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري ، المدني : ثقة ، مات سنة خمس وتسعين .
تهذيب الكمال 4/241 ( 3475 ) ، والكاشف 1/586 ( 2915 ) ، والتقريب ( 3538 ) .
(3) هو : أبو قتادة الأنصاري ، اسمه الحارث ، ويقال : عمرو أو النعمان ، ابن ربعي ، بكسر الراء وسكون الموحدة بعدها مهملة ، ابن بُلْدُمة ، بضم الموحدة والمهملة بينهما لام ساكنة ، السَّلَمي ، بفتحتين ،المدني ، شهد أحداً وما بعدها .
أسد الغابة 5/374 ، والإصابة 4/158 ، والتقريب (8311) .
(4) رواه عن معمر عبد الرزاق في مصنفه ( 8337 ) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/304 ، وابن ماجه ( 3093 ) ، وابن خزيمة ( 2642 ) ، والدارقطني في السنن 2/291 ، والبيهقي في السنن الكبرى 5/190 .(6/3)
قال ابن خزيمة : (( هذه الزيادة : (( إنما اصطدته لك )) ، وقوله : (( ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته لك )) ، لا أعلم أحداً ذكره في خبر أبي قتادة غير معمر في هذا الإسناد ، فإن صحت هذه اللفظة فيشبه أن يكون - صلى الله عليه وسلم - أكل من لحم ذلك الحمار قبل
[أن] (1) يعلمه أبو قتادة أنه اصطاده من أجله، فلما أعلمه أبو قتادة أنه اصطاده من أجله امتنع من أكله بعد إعلامه إياه أنه اصطاده من أجله ؛ لأنه قد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قد أكل من لحم ذلك الحمار )) (2) .
هكذا جزم الحافظ ابن خزيمة بتفرد معمر بن راشد بهاتين اللفظتين ، وهو مصيب في هذا ، إلا أنه لا داعي للتأويل الأخير لجزمنا بعدم صحة هاتين اللفظتين – كما سيأتي التدليل عليه - .
وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري (3) - شيخ الدارقطني - : (( قوله : " اصطدته لك " ، وقوله: " ولم يأكل منه " ، لا أعلم أحداً ذكره في هذا الحديث غير معمر )) (4).
__________
(1) زيادة مني يقتضيها السياق .
(2) صحيح ابن خزيمة 4/181 عقيب ( 2642 ) ، قال ابن حجر – معلقاً على كلام ابن خزيمة في أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكل من اللحم قبل علمه بأنه قد صيد له : (( فيه نظر ؛ لأنه لو كان حراماً ما أقر النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأكل منه إلى أن أعلمه أبو قتادة بأنه صاده لأجله )) فتح الباري 4/30 ، وانظر : التلخيص الحبير 2/297 ط شعبان ، 2/587-588 ط العلمية .
(3) هو : الإمام الحافظ ، أبو بكر : عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل النيسابوري ، صاحب التصانيف المتقنة مِنْهَا " زيادات كتاب المزني " ، مات سنة (324 ه) .
المنتظم 6/286-287 ، وسير أعلام النبلاء 15/65 ، ومرآة الجنان 2/217 .
(4) سنن الدارقطني 2/291 ، وهو في سنن البيهقي 5/190 إذ إنه أخرجه من طريق الدارقطني .(6/4)
وقال البيهقي: (( هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه ، وقد روينا عن أبي حازم بن دينار ، عن عبد الله بن أبي قتادة في هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل منها ، وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح (1) كتابيهما دون رواية معمر وإن كان الإسنادان صحيحين )) (2) .
وقال ابن حزم : (( لا يخلو العمل في هذا من ثلاثة أوجه . إما أن تغلب رواية الجماعة (3) على رواية معمر لا سيما وفيهم من يذكر سماع يحيى من أبي قتادة (4) ، ولم يذكر معمرا ، أو تسقط رواية يحيى بن أبي كثير جملة ؛ لأنه اضطرب عليه (5) ، ويؤخذ برواية أبي حازم وأبي محمد وابن موهب الذين لم يضطرب عليهم؛ لأنه لا يشك ذو حسٍّ أن إحدى الروايتين وهم ، إذ لا يجوز أن تصح الرواية في أنه عليه السلام أكل منه ، وتصح الرواية في أنه عليه السلام لم يأكل منه ، وهي قصة واحدة في وقت واحد في مكان واحد في صيد واحد )) (6) .
وسأشرح الآن شذوذ رواية معمر ، فأقول :
__________
(1) يعني : الإمام البخاري والإمام مسلم ، وكتاباهما الصحيحان أصح الكتب بعد كتاب الله ، والرواية التي أشار إليها البيهقي سيأتي تفصيلها .
(2) السنن الكبرى 5/190 ، ومعلوم أنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن ولا من ضعف الإسناد ضعف المتن ، انظر : نصب الراية 1/347 .
(3) وهذا هو الذي نرجحه ؛ لأن الجماعة أولى بالحفظ .
(4) وإنما قال هذا ابن حزم ؛ لأن يحيى مدلس ، والمدلس لا يقبل حديثه إلا بالتصريح ، والرواية التي أشار إليها ابن حزم ، هي رواية هشام الدستوائي ، عن يحيى عند مسلم 4/15(1196)(59) ، ورواية معاوية بن سلام ، عن يحيى عند مسلم 4/16(1196)(62) .
(5) وهذا بعيد ؛ لأن شرط الاضطراب استواء الوجوه وعدم إمكان الترجيح ، وهنا لَمْ تستو الوجوه ؛
لانفراد واحد أمام الجماعة ، والترجيح هنا ممكن فرواية معمر شاذة ، ورواية الجماعة
محفوظة .
(6) المحلى 7/253 .(6/5)
خالف معمر رواية الجمع عن يحيى ، فقد رواه هشام الدستوائي (1) – وهو ثقة ثبت (2)-، وعلي بن المبارك (3) -وهو ثقة (4)-، ومعاوية بن سلام (5) -وهو ثقة (6)-، وشيبان بن عبد الرحمان (7) -وهو ثقة (8)-، فهؤلاء أربعتهم رووه عن يحيى بن أبي كثير ، ولم يذكروا هاتين اللفظتين .
__________
(1) عند أحمد 5/301 ، والدارمي (1833) ، والبخاري 3/14(1821) ، ومسلم 4/15(1196)(59) ، والنسائي 5/185 ، وفي الكبرى ( 3807 ) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136(4057) ، والبيهقي 5/188 .
(2) التقريب ( 7299 ) .
(3) عند البخاري 3/15(1822)و5/156(4149) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136(4057) .
(4) التقريب (4787 ) .
(5) عند مسلم 4/16(1196)(62) ، والنسائي 5/186 وفي الكبرى ( 3808 ) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136(4057) ، والطبراني في مسند الشاميين ( 2855 ) ، والبيهقي 5/178 .
(6) التقريب ( 6761 ) .
(7) عند أبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136(4057) .
(8) التقريب ( 2833 ) .(6/6)
كما أن الحديث ورد من طريق عبد الله بن أبي قتادة من غير طريق يحيى بن أبي كثير ، ولم تذكر فيه اللفظتان مما يؤكد ذلك شذوذ رواية معمر بتلك الزيادة ؛ فَقَدْ رَوَاهُ عثمان بن عَبْد الله بن موهب (1) – وَهُوَ ثقة (2) - ، وأبو حازم سلمة بن دينار (3)
__________
(1) عند أحمد 5/302 ، والدارمي ( 1834 ) ، والبخاري 3/16(1824) ، ومسلم 4/16(1196)(60)و(61) ، والنسائي 5/186 وفي الكبرى ( 3809 ) ، وابن الجارود ( 435 ) ، وابن خزيمة ( 2635 ) ( 2636 ) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136(4057) ، والطحاوي في شرح المعاني 2/173 ، والبيهقي 5/189، وابن عبد البر في التمهيد 21/156 ، وفي الاستذكار ( 16369 ) .
(2) التقريب ( 4491 ) .
(3) عند البخاري 3/202(2570) و 4/34(2854 ) و 7/95(5406)(5407) ، ومسلم 4/17(1196)(63) ، والنسائي 7/205 وفي الكبرى ( 4857 ) ، وابن خزيمة ( 2643 ) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136 ، وابن حبان ( 3977 ) ، والبيهقي 5/188 .(6/7)
- وَهُوَ ثقة (1) - ، وعبد العزيز بن رفيع (2) –وَهُوَ ثقة (3)- ، وصالح بن أبي حسان (4) - وهو صدوق (5) - ؛ فهؤلاء أربعتهم رووه عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، ولم يذكروا هاتين اللفظتين ، كما أن هذا الحديث روي من طرق أخرى عن أبي قتادة ، وليس فيه هاتان اللفظتان : فقد رواه نافع مولى أبي قتادة (6) -وهو ثقة (7)-، وعطاء بن يسار (8)
__________
(1) التقريب ( 2489 ) .
(2) عند أحمد 5/305 ، ومسلم 4/17(1196)(64) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136 ، وابن حبان ( 3966 ) و ( 3974 ) ، والبيهقي 5/189-190 و 9/322 .
(3) التقريب ( 4095 ) .
(4) عند أحمد 5/307 ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/136 .
(5) التقريب ( 2850 ) .
(6) عند مالك في الموطأ ( (443) برواية محمد بن الحسن الشيباني و (426) برواية عبد الرحمان بن القاسم و (570) برواية سويد بن سعيد و (1136) برواية أبي مصعب الزهري و (1005) برواية يحيى الليثي ) ، والشافعي في المسند ( 907 ) بتحقيقنا ، وعبد الرزاق ( 8338 ) ، والحميدي ( 424 ) ، وأحمد 5/296و301و306و308،والبخاري 3/15(1823)و4/49(2914) و7/115(5490) و(5492)، ومسلم 4/14(1196)(56) و 4/15(1196)(57) ، وأبي داود ( 1852 ) ، والترمذي (847 ) ، والنسائي 5/182 ، وفي الكبرى ( 3798 ) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/164 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/173 ، وابن حبان ( 3975 ) ، والبيهقي 5/187 ، والخطيب في الفقيه والمتفقه 1/224-225 ، والبغوي في شرح السنة ( 1988 ) ، وفي التفسير ، له 2/85-86(830) .
(7) هو نافع بن عباس ، بموحدة ومهملة ، أو تحتانية ومعجمة : عياش ، أبو محمد الأقرع المدني ، مولى أبي قتادة ، قيل له ذلك للزومه إياه ، وكان مولى عقيلة الغفارية : ثقة . تهذيب الكمال 7/308 ( 6956 ) ، والكاشف 2/314 ( 5780 ) ، والتقريب : (7074 ).
(8) عند مالك في الموطأ ( ( 173 ) برواية عبد الرحمان بن القاسم و ( 571 ) برواية سويد بن سعيد و(1137) برواية أبي مصعب الزهري و (1007) برواية يحيى الليثي )، والشافعي في المسند ( 908 ) بتحقيقنا ، وعبد الرزاق ( 8350 ) ، وأحمد 5/301 ، والبخاري 3/202(2570) و 4/49(2914) و7/96 عقيب ( 5407 ) و 7/115(5491) ، ومسلم 4/15(1196)(58) ، والترمذي ( 848 ) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/148 ، والطحاوي في شرح المعاني 2/173-174 ، والبيهقي 5/187، والبغوي عقيب ( 1988 ) .(6/8)
- وهو ثقة (1) - ، ومعبد بن كعب بن مالك (2) - وهو ثقة (3) - ، وأبو صالح مولى التوأمة (4) - وهو مقبول (5) - فهؤلاء أربعتهم رووه دون ذكر اللفظتين اللتين ذكرهما معمر ، وهذه الفردية الشديدة مع المخالفة تؤكد شذوذ رواية معمر لعدم وجودها عند أحدٍ من أهل الطبقات الثلاث .
والذي يبدو لي أن السبب في شذوذ رواية معمر بن راشد دخول حديث في حديث آخر ؛ فلعله توهم بما رواه هو عن الزهري، عن عروة، عن يحيى بن عبد الرحمان ابن حاطب، عن أبيه أنه اعتمر مع عثمان في ركب ، فأهدي له طائر ، فأمرهم بأكله ، وأبى أن يأكل ، فقال له عمرو بن العاص : أنأكل مما لست منه آكلاً ، فقال : إني لست في ذاكم مثله ، إنما اصطيد لي وأميت باسمي (6) .
__________
(1) التقريب ( 4605 ) .
(2) عند أحمد 5/306 .
(3) قال العجلي : (( مدني تابعي ثقة )) ، ثقاته : 2/285 (1753) . وذكره ابن حبان في ثقاته 5/432 ، وروى له الإمام البخاري والإمام مسلم ، انظر : تهذيب الكمال 7/166 .
(4) عند البخاري 7/115(5492) ، وأبي عوانة كما في إتحاف المهرة 4/164 .
(5) التقريب ( 7091 ) يعني مقبول حيث يتابع ، وقد توبع ، ورواية الإمام البخاري عنه متابعة ، فقد ساقه مقروناً : (( عن نافع مولى أبي قتادة ، وأبي صالح مولى التوأمة ، قال : سمعت أبا قتادة )) .
(6) هذه الرواية : أخرجها الدارقطني 2/292 ، وأخرجها مالك في الموطأ ( ( 417 ) برواية محمد بن الحسن الشيباني و (577) برواية سويد بن سعيد و ( 1147 ) برواية أبي مصعب الزهري و ( 1016 ) برواية يحيى الليثي ) ، والشافعي في المسند ( 909 ) بتحقيقنا ،والبيهقي 5/191 من طريق عبد الله بن أبي بكر ، عن عبد الله بن عامر ، قال : رأيت عثمان بن عفان بالعَرْجِ ، وهو مُحْرِمٌ ، في يوم صائف ، قد غطى وجهه بقطيفة أرجوان ، ثم أتي بلحم صيد ، فقال لأصحابه : كلوا . فقالوا : أو لا تأكل أنت ؟ فقال : إني لست كهيئتكم ، إنما صيد من أجلي .(6/9)
فربما اشتبه عليه هذا الحديث بالحديث السابق ، والله أعلم .
الدكتور ماهر ياسين الفحل
العراق الأنبار الرمادي ص ب 735
al-rahman@uruklink.net(6/10)
اختلاف الضعيف مع الثقات
إذا خولف الثقة في حَدِيْث من الأحاديث فهنا مسألة يأخذها النقاد بنظر الاعتبار فيوازنون ويقارنون بَيْنَ المختلفين فإذا خولف الثقة من قِبَلِ ثقة آخر فيحكم حينئذٍ لرواية من الروايات بحكم يليق بِهَا وكذا تأخذ المقابلة الحكم بالضد أما إذا خولف الثقة برواية ضعيف من الضعفاء ، فلا يضر حينئذٍ الاختلاف لرواية الثقة ؛ إذ إن رِوَايَة الثقات لا تعل برواية الضعفاء (1) ؛ فرواية الثقة معروفة ورواية الضعيف منكرة فعلى هَذَا المنكر من الْحَدِيْث هُوَ : المنفرد المخالف لما رَوَاهُ الثقات (2)
__________
(1) انظر : فتح الباري 3/213 .
(2) هكذا عرفه ابن الصَّلاَحِ في مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 170، وَهُوَ ما اشتهر وانتشر عِنْدَ المتأخرين من الْمُحَدِّثِيْنَ ، فهو عِنْدَ المتأخرين : ما رَوَاهُ الضعيف مخالفاً للثقات ، لَكِنْ ينبغي التنبيه عَلَى أن المتقدمين من الْمُحَدِّثِيْنَ لَمْ يتقيدوا بِذَلِكَ ، وإنما عندهم كُلّ حَدِيْث لَمْ يعرف عن مصدره ثقة كَانَ راويه أم ضعيفاً ، خالف غيره أم تفرد ، إذن فالمنكر في لغة المتقدمين أعم مِنْهُ عِنْدَ المتأخرين ، وَهُوَ أقرب إلى معناه اللغوي ، فإن المنكر لغة : نكر الأمر نكيراً وأنكره إنكاراً ونكراً، معناه : جهله . وجاء إطلاقه عَلَى هَذَا المعنى في مواضع من القرآن الكريم ، كقوله تَعَالَى : { وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ
مُنْكِرُونَ } (يوسف:58) ، وقوله تَعَالَى : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا } (النحل: 83) وعلى هَذَا فإن المتأخرين خالفوا المتقدمين في مصطلح المنكر بتضييق ما وسعوا فِيْهِ .
وانظر في المنكر :
الإرشاد 1/219 ، والتقريب : 69 ، والاقتراح : 198 ، والمنهل الروي : 51 ، والخلاصة : 70 ، والموقظة : 42 ، واختصار علوم الْحَدِيْث : 58 ، والمقنع 1/179 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/251 ظبعتنا ، ونزهة النظر : 98 ، والمختصر : 125 ، وفتح المغيث 1/190 ، وألفية السيوطي : 39 ، وشرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي : 179 ، وفتح الباقي 1/237 بتحقيقنا ، وتوضيح الأفكار 2/3 ، وظفر الأماني : 356 ، وقواعد التحديث : 131 ، والحديث المعلول قواعد وضوابط : 66-77 .(7/1)
قَالَ الإمام مُسْلِم : (( وعلامة المنكر في حَدِيْث المحدّث إذا ما عرضت روايته للحديث عَلَى رِوَايَة غيره من أهل الحفظ والرضا خالفت روايته روايتهم أو لَمْ تكد توافقها )) (1) .
وعليه فإن رِوَايَة الضعيف شبه لا شيء أمام رِوَايَة الثقات الأثبات ولا تعل الرِّوَايَة الصحيحة بالرواية الضعيفة ، وَقَدْ وجدنا خلال البحث والسبر أن بعض العلماء قَدْ عملوا بأحاديث بعض الضعفاء وَهِيَ مخالفة لرواية الثقات ، ومثل هَذَا يحمل عَلَى حسن ظنهم برواية الضعيف وعلى عدم اطلاعهم عَلَى رِوَايَة الثقات .
مثال ذَلِكَ :
ما رَوَاهُ أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي (2)، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن وهب (3)، قَالَ: أخبرني يحيى بن أيوب(4)، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري(5)
__________
(1) صَحِيْح مُسْلِم 1/5 .
فائدة : كتاب الحافظ أبي أحمد بن عدي المسمى بـ : " الكامل في ضعفاء الرجال " أصل في مَعْرِفَة المنكرات من الأحاديث . نكت الزركشي 2/156-157 .
(2) هُوَ يَحْيَى بن سليمان بن يَحْيَى الجُعفي ، أبو سعيد الكوفي ، نزيل مصر : صدوق يخطئ ، توفي سنة (237 ه) . تهذيب الكمال 8/49 (7437) ، والكاشف 2/367 (6181) ، والتقريب (7564) .
(3) هُوَ عَبْد الله بن وهب بن مُسْلِم القرشي ، مولاهم ، أبو مُحَمَّد المصري : ثقة حافظ عابد ، توفي سنة (197 ه) . الثقات 8/346 ، وتهذيب الكمال 4/317 ( 3633 ) ، والتقريب ( 3694 ) .
(4) هُوَ يَحْيَى بن أيوب الغافقي ، أبو العباس المصري : صدوق رُبَّمَا أخطأ ، توفي سنة ( 168 ه ) .
التاريخ الكبير 8/260 ، وتهذيب الكمال 8/17-18 ( 7387 ) ، والتقريب ( 7511 ) .
(5) هُوَ جعفر بن عَمْرو بن أمية الضمري المدني ، أخو عَبْد الملك بن مروان من الرضاعة : ثقة ، توفي سنة (95 ه) ، وَقِيْلَ : ( 96 ه ) .
التاريخ الكبير 2/193 ، وتهذيب الكمال 1/468 ( 929 ) ، والتقريب ( 946 ) .(7/2)
، عن أبيه (1) (( أن الصعب بن جَثامة (2) أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - عجز حمار وحش ، وَهُوَ بالجُحْفَة (3) فأكل مِنْهُ وأكل القوم )) (4) .
فهذا الْحَدِيْث مخالف لرواية الثقات ، وفيه راويان فيهما مقال :
الأول : يحيى بن أيوب الغافقي :
__________
(1) هُوَ الصَّحَابِيّ الجليل عَمْرو بن أمية بن خويلد ، أبو أمية الضمري ، توفي في خلافة معاوية .
أسد الغابة 4/86 ، وتجريد أسماء الصَّحَابَة 1/400 ( 4324 ) ، والإصابة 2/524 .
(2) هُوَ الصَّحَابِيّ الجليل الصعب بن جثامة واسمه يزيد بن قيس بن ربيعة الكناني الليثي ، وأمه أخت
أبي سُفْيَان ، توفي في خلافة أبي بكر ، وَقِيْلَ : توفي آخر خلافة عمر ، وَقِيْلَ : عاش إِلَى خلافة عثمان .
أسد الغابة 3/19 ، وتجريد أسماء الصَّحَابَة 1/265 ( 2792 ) ، والإصابة 2/184 .
(3) وَهِيَ قرية كبيرة ، ذات منبر ، تقع عَلَى طريق مكة ، وَكَانَ اسمها مَهْيَعة ، وسميت بالجحفة ؛ لأن السيل جَحَفها ، وبينها وبين غدير خم ميلان . انظر : مراصد الاطلاع 1/315 .
(4) رَوَاهُ البيهقي في السنن الكبرى 5/193 ، وَقَالَ : (( هَذَا إسناد صَحِيْح ، فإن كَانَ محفوظاً فكأنه رد الحي وقبل اللحم )) وَقَدْ تعقبه ابن التركماني فَقَالَ : (( هَذَا في سنده يحيى بن سليمان الجعفي عن ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب هُوَ الغافقي المصري ، ويحيى بن سليمان ذكره الذهبي في " الميزان " و" الكاشف "= =عن النسائي أن ليس بثقة ، وَقَالَ ابن حبان : ربما أغرب ، والغافقي قَالَ النسائي : ليس بذاك القوي ، وَقَالَ أبو حاتم: لا يحتج بهِ ، وَقَالَ أحمد : كَانَ سيء الحفظ يخطئ خطأً كثيراً ، وكذبه مالك في حديثين ، فعلى هَذَا لا يشتغل بتأويل هَذَا الْحَدِيْث لأجل سنده ولمخالفته للحديث الصَّحِيْح )) . الجوهر النقي 5/193-194، وانظر : الميزان 4/382 ، والكاشف ( 6181 ) ، والثقات لابن حبان 9/263 ، والجرح والتعديل 9/154.(7/3)
فهو وإن حسّن الرأي فِيْهِ جَمَاعَة من الْمُحَدِّثِيْنَ فَقَدْ تَكَلَّمَ فِيْهِ آخرون ، فَقَدْ ضعّفه أبو زرعة (1)، والعقيلي (2)، وَقَالَ أحمد : كَانَ سيء الحفظ (3)، وَقَالَ أبو حاتم :
(( محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج بِهِ )) (4)، وَقَالَ النسائي: (( ليس بذاك القوي )) (5)، وَقَالَ ابن سعد : (( منكر الْحَدِيْث )) (6)، وَقَالَ الذهبي: (( حديثه فِيْهِ مناكير ))(7)، وَقَالَ ابن القطان : (( هُوَ ممن قَدْ علمت حاله ، وأنه لا يحتج بِهِ لسوء حفظه )) (8) ، وَقَالَ :
(( يحيى بن أيوب يضعف )) (9) ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : (( في بعض حديثه اضطراب )) (10) ، وَقَدْ ضعفه ابن حزم (11) .
الثاني : يحيى بن سليمان الجعفي :
قَالَ عَنْهُ أبو حاتم : (( شيخ )) (12) ، وَقَالَ النسائي : (( ليس بثقة )) (13) .
وذكره ابن حبان في " الثقات " وَقَالَ : (( ربما أغرب )) (14).
ومع تفرد هذين الراويين بهذا الْحَدِيْث فَقَدْ خالفا الثقات في روايته قَالَ ابن القيم عن هَذِهِ الرِّوَايَة : (( غلط بلا شك ، فإن الواقعة واحدة ، وَقَد اتفق الرُّوَاة أنه لَمْ يأكل مِنْهُ، إلا هَذِهِ الرِّوَايَة الشاذة المنكرة )) (15) .
__________
(1) سؤالات البرذعي : 433 .
(2) الضعفاء الكبير 4/391 .
(3) الجرح والتعديل 9/122 ، وتهذيب الكمال 8/17 .
(4) الجرح والتعديل 9/128 .
(5) ضعفائه ( 626 ) .
(6) طبقات ابن سعد 7/516 .
(7) تذكرة الحفاظ 1/227-228 .
(8) بيان الوهم والإيهام 4/69 عقيب ( 1504 ) .
(9) بيان الوهم والإيهام 3/495 عقيب ( 1269 ) .
(10) الميزان 4/362 .
(11) المحلى 1/88 و 6/72 و 7/37 .
(12) الجرح والتعديل 9/154 .
(13) تهذيب الكمال 8/49 .
(14) الثقات 9/263 ، وانظر : تهذيب الكمال 8/49 .
(15) زاد المعاد 2/164 .(7/4)
والرواية المعروفة الصَّحِيْحة هِيَ ما وردت برواية الجم الغفير عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عَبْد الله بن عتبة بن مسعود ، عن عَبْد الله بن عَبَّاسٍ ، عن الصعب بن جثامة الليثي ، أنه أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حماراً وحشياً وَهُوَ بالأبواء (1) ، أو بودان (2)، فرده عليه، فلما رأى ما في وجهه قَالَ: (( إنا لَمْ نرده عليك إلا أنا حرم )) (3)
__________
(1) بالفتح ، ثُمَّ السكون ، وفتح الواو وألف ممدودة : قرية من أعمال الفرع من المدينة ، بينها وبين الجحفة مِمَّا يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً . مراصد الاطلاع 1/19 .
(2) قرية جامعة بَيْنَ مكة والمدينة في نواحي الفرع ، بينها وبين الأبواء ثمانية أميال . انظر : معجم البلدان 5/365 ، ومراصد الاطلاع 3/1429 .
(3) هَذِهِ الرِّوَايَة أخرجها : مالك في الموطأ ((441) برواية مُحَمَّد بن الحسن الشيباني ، و(53) برواية
عَبْد الرحمان بن القاسم ، و(571) برواية سويد بن سعيد ،و(1146) برواية أبي مصعب الزهري ، و(1015)برواية لليثي) ، والشافعي في المسند (906) بتحقيقنا، والطيالسي (1229) ، وعبد الرزاق (8322 ) ، والحميدي ( 783 ) ، وابن أبي شيبة ( 14468 ) و ( 14469 ) و ( 14471 ) ، وأحمد 1/280 و 290 و 338 و 341 و 345 و 362 و 4/37 و 38 ، والدارمي ( 1835 )و(1837 ) ، والبخاري 3/16 (1825) و3/203 ( 2573 ) و 3/208 (2596) ، ومسلم4/13( 1193)(50 ) و (51) و(52)و4/14 (1194 ) (53) و(54) ، وابن ماجه ( 3090 ) ، والترمذي ( 849 ) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته عَلَى مسند أبيه 4/71 و 72 و 73 ، والنسائي 5/183 و 184 و 185 وفي الكبرى ، له(3801) و ( 3802 ) و ( 3805 ) و (3806) ، وابن الجارود ( 436 ) ، وابن خزيمة (2637)، والطحاوي في شرح المعاني 2/170، وابن حبان(3970)و(3972)و(3973)، ... =
= ... وطبعة الرسالة (3976) و(3969) و(3970)، والطبراني في الكبير (7430)، والبيهقي 5/192-193، وانظر : الأم 8/544، والتمهيد 9/54 ، وتنقيح التحقيق 2/445-446 ، ونصب الراية 3/139 .(7/5)
.
الدكتور
ماهر ياسين الفحل
العراق / الأنبار / الرمادي ص ب 735
al-rahman@uruklink.net(7/6)
اضطراب في المتن
مَا روي عن عَمَّار بن ياسر من أحاديث في صِفَة التيمم فَقَدْ ذكر بَعْض العُلَمَاء
أنَّ هَذَا من المضطرب ، وسأشرح ذَلِكَ بتفصيل :
فَقَدْ روى الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَني عبيد الله بن عَبْد الله، عن ابن عَبَّاس، عن عَمَّار بن ياسر؛ أن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - عَرَّسَ (1) بأولات الجيش ومعه عَائِشَة فانقطع عِقدٌ لَهَا من جَزْعِ ظِفار، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذَلِكَ، حَتَّى أضاء الفجر، وَلَيْسَ مَعَ الناس ماء فتغيظ عَلَيْهَا أبو بَكْر ، وَقَالَ : حبستِ الناس ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ ، فأنزل الله تَعَالَى عَلَى رسولهِ - صلى الله عليه وسلم - رخصة التَّطَهُّرِ بالصعيد الطيب ، فقام المسلمون مَعَ رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - فضربوا بأيديهم إِلَى الأرض ، ثُمَّ رفعوا أيديهم ، وَلَمْ يقبضوا من التراب شيئاً ، فمسحوا بِهَا وجوههم ، و أيديهم إِلَى المناكب ، ومن بطون أيديهم إِلَى الآباط (2)
__________
(1) التعريس : هُوَ النزول ليلاً من أجل الراحة . انظر اللسان 6/136 مادة عرس .
(2) أخرجه أَحْمَد 4/263 ، وأبو دَاوُد (320) ، وَالنَّسَائِيّ 1/167 وَفِي الكبرى ، لَهُ (300) ، والطحاوي في شرح المعاني 1/110و111 ، و البَيْهَقِيّ 1/208 ، وابن عَبْد البر في التمهيد 19/284 من طرق عن صالح .
وأخرجه أَبُو يعلى (1609) من طريق عَبْد الرحمان بن إسحاق .
وأخرجه أبو يعلى أَيْضاً (1630) من طريق مُحَمَّد بن إسحاق .
جميعهم ( صالح ، و عَبْد الرحمان بن إسحاق ، ومحمد بن إسحاق ) رووه عن الزُّهْرِيّ قَالَ حَدَّثَني
عبيد الله ابن عَبْد الله بن عتبة ، عن ابن عَبَّاس ، عن عَمَّار . =
=وإسناده فِيهِ مقال ؛ ذَلِكَ أن أبا حاتم و أبا زرعة الرازيين غلطاها ، وذكرا أن الصَّوَاب هِيَ رِوَايَة مَالِك وسفيان بن عيينة اللذين روياه عن الزُّهْرِيّ ، عن عبيد الله ، عن أبيه عن عَمَّار . (نصب الراية 1/155-156) ، لَكِنْ النَّسَائِيّ ساق الرِّوَايَتَيْنِ في الكبرى (300) و (301) وَقَالَ: ((كلاهما محفوظ)) .
وحديث عبيد الله بن عَبْد الله بن عتبة عن أبيه عن عَمَّار :
أخرجه الشَّافِعيّ في المُسْنَد (86) بتحقيقنا وط العلمية (ص160 ) ، والحميدي (143) ، وابن ماجه (566) والطحاوي في شرح المعاني 1/111 ، من طرق عن سُفْيَان بن عيينة .
و أخرجه النَّسَائِيّ 1/168 وَفِي الكبرى ، لَهُ (301) ، والطحاوي في شرح المعاني 1/110 ، وابن حبان (1310) ، والبيهقي 1/208 . من طريق مَالِك .
وأخرجه الشَّافِعيّ في المُسْنَد (87) بتحقيقنا وط العلمية (ص 160) أَخْبَرَنَا الثِّقَة عن معمر .
ثلاثتهم (سفيان، ومالك، ومعمر) رووه عن الزُّهْرِيّ ، عن عبيد الله بن عَبْد الله بن عتبة ، عن أبيه ، عن عَمَّار ، بِهِ . وَهِيَ الرِّوَايَة المحفوظة كَمَا قَالَ الرازيان .
وله طريق آخر من حَدِيث عبيد الله بن عَبْد الله بن عتبة ، عن عَمَّار ، بِهِ .
أخرجه الطَيَالِسِيّ (637) ، وأبو يعلى (1633) ، والطحاوي في شرح المعاني 1/111 ،والبيهقي 1/208، من طريق ابن أبي ذئب .
وأخرجه عَبْد الرزاق (827) -ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (535)-،و أحمد 4/320 ، وأبويعلى (1632 ) ، وابن عَبْد البر في التمهيد 19/285 ، من طريق معمر .
وأخرجه أحمد 4/321 ، وأبو دَاوُد (318) و (319) ، وابن ماجه (571) ، من طريق يونس بن يزيد.
وأخرجه ابن ماجه (565) ، من طريق الليث بن سعد .
جميعهم ( ابن أبي ذئب ، ومعمر، ويونس ، والليث ) رووه عن الزُّهْرِيّ عن عبيد الله بن عَبْد الله بن عتبة عن عَمَّار ، بِهِ . وَهِيَ رِوَايَة محفوظة لَكِنْ عبيد الله لَمْ يَسْمَع من عَمَّار . تهذيب الكمال 5/42 .(8/1)
.
وَقَدْ ورد حَدِيث آخر لعمار في التيمم بلفظ : (( أن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - أمره بالتيمم للوجه والكفين )) ، وَفِي رِوَايَة : (( إنما يكفيك أن تَقُوْل بيديك هكذا : ثُمَّ ضرب الأرض ضربة وَاحِدَة ، ثُمَّ مسح الشمال عَلَى اليمين ، وظاهر كفيه ووجهه )) ، وَفِي رِوَايَة : ((ضرب النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض ، ونفخ فِيْهما ، ثُمَّ مسح بهما وجهه وكفيه )) ، وَفِي رِوَايَة : (( ثُمَّ ضرب بيديه الأرض ضربة وَاحِدَة )) ، وَفِي رِوَايَة : (( وأمرني بالوجه والكفين ضربة وَاحِدَة )) ، وَفِي رِوَايَة : (( يكفيك الوجه و الكفان )) (1).
فهذا الحَدِيْث يختلف عن الحَدِيْث الأول مِمَّا دعى بَعْض العُلَمَاء إلى الحكم عليه بالاضطراب ، قَالَ الإِمَام التِّرْمِذِي :(( ضعف بَعْض أهل العِلْم حَدِيث عَمَّار عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في التيمم للوجه و الكفين لما روي عَنْهُ حَدِيث المناكب و الآباط))(2).
__________
(1) أخرجه الطَيَالِسِيّ (638) ، و عَبْد الرزاق (915) ، وابن أبي شَيْبَة (1677) و (1678) و (1686) ، وأحمد 4/263 و 319 و 320 ، والدارمي (751) ، والبُخَارِيّ 1/92 (338) و 1/93(339) ، وَمُسْلِم 1/192(368)(110) ، و أبو دَاوُد (322) و(323) و(324) و(325) و(326) و(327) ، وابن ماجه (569) ، و النَّسَائِيّ 1/165 و 168 و169و 170 وَفِي الكبرى ، لَهُ ( 302 ) (303) و(304) و (305) ، وابن الجارود (125) ، وابن خزيمة (266) و (267) و (268) ، وأبو عوانة 1/305 و 306 ، والطحاوي في شرح المعاني 1/112 و 113 ، وابن حبان (1264) (1300) (1303) (1305) (1306) وط الرسالة (1267) و (1303) و ( 1306) و (1308) و (1309) ، والدَّارَقُطْنِيّ 1/183 ، وأبو نُعَيْم في المستخرج (811) ، والبَيْهَقِيّ 1/209 و 210 ، والبَغَوِيّ (308) من طرق عن عَمَّار .
(2) جامع التِّرْمِذِي عقب حَدِيث (144) .(8/2)
وَقَالَ ابن عَبْد البر : (( كُلّ مَا يروى في هَذَا الباب فمضطرب مختلف فِيهِ )) (1). إلا أن بَعْض العُلَمَاء حاولوا أن يوفقوا بَيْنَ الحَدِيْث الأول والثَّانِي باعتبار التقدم و التأخر، وباعتبار أن الأول من فعلهم دُوْنَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - . قَالَ الأثرم : (( إِنَّمَا حكى فِيهِ فعلهم دُوْنَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا حكى في الآخر أَنَّهُ أجنب ؛ فعلّمه عَلَيْهِ الصَّلاَة و السلام ))(2).
وَقَالَ ابن حبان :(( كَانَ هَذَا حَيث نزل آية التيمم قَبْلَ تعليم النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - عماراً كَيْفِيَّة التيمم ثُمَّ علمه ضربة وَاحِدَة للوجه والكفين لما سأل عمارٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن التيمم ))(3).
وذهب الحنفية إلى ترجيح روايته إلى المرفقين لحديثين أحدهما حَدِيث أبي أمامة الباهلي وحَدِيث الأسلع (4).
وَقَالَ البَغَوِيّ : (( وما روي عن عَمَّار أَنَّهُ قَالَ: تيممنا إلى المناكب ، فَهُوَ حكاية فعله ، لَمْ ينقله عن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - كَمَا حكى عن نَفْسه التمعك في حالة الجنابة ، فلما سأل النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأمره بالوجه والكفين انتهى إليه ، وأعرض عن فعله ))(5).
قُلْتُ : وما ذكر من توجيه عَلَى هَذَا النحو يشكل عَلَيْهِ أَنَّهُ ورد في الحَدِيْث
الأول :(( فقام المسلمون مَعَ رَسُوْل الله فضربوا بأيديهم ...)).
__________
(1) التمهيد 19/287 .
(2) نصب الراية 1/156
(3) الإحسان عقب حَدِيث (1307) و ط الرسالة ( 1310 ) .
(4) المبسوط 1/107 .
(5) شرح السُّنَّة 2/114 عقب (309) .(8/3)
الإدراج
المُدْرَجُ لغة – بضم الميم وفتح الراء - : اسم مفعول من ( أدرج ) ، تقول : أدرجت الكتاب إذا طويته ، وتقول : أدرجت الميت في القبر إذا أدخلته فِيْهِ ، وتقول : أدرجت الشيء في الشيء إذا أدخلته فِيْهِ وضمنته إيّاه (1) .
قَالَ ابن فارس: (( الدال والراء والجيم أصل واحد يدل عَلَى مُضِيِ الشيء والمُضِيِّ في الشيء )) (2) .
وأدَرَجَ الكتيب في الكِتَاب : جعله في درجه -أي- في طيه وثنيه (3)، ومنه : الدَّرَجة وَهِيَ المرقاة ؛ لأنها توصل إلى الدخول في الشيء حسياً أو معنوياً ، فهي من باب تسمية السبب بنتيجته .
وفي اصطلاح الْمُحَدِّثِيْنَ : هُوَ ما كانت فِيْهِ زيادة ليست مِنْهُ .
أو هُوَ الْحَدِيْث الَّذِيْ يعرف أن في سنده أو متنه زيادة ليست مِنْهُ ، وإنما من أحد الرُّوَاة من غَيْر توضيح لهذه الزيادة (4) .
العلاقة بَيْنَ المعنى اللغوي والاصطلاحي :
__________
(1) انظر : الصحاح 1/313 ، وأساس البلاغة : 185 ، وتاج العروس 5/555 (درج ) .
(2) انظر : مقاييس اللغة 2/275 .
(3) انظر : أساس البلاغة : 185 (درج) .
(4) انظر : حاشية مُحَمَّد محيي الدين عَبْد الحميد عَلَى توضيح الأفكار 2/50 ، والتعليقات الأثرية لعلي حسن علي عَلَى المنظومة البيقونية : 37 ، وقارن بـ : الاقتراح : 223 ، والموقظة : 53 .
وانظر في المدرج :
مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 39 ، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث 86 ، وطبعتنا : 195 ، والإرشاد 1/254-257 ، والتقريب : 79-80 ، والاقتراح : 223 ، والمنهل الروي : 53 ، والخلاصة : 53 ، والموقظة : 53 ، واختصار علوم الْحَدِيْث : 73 ، والمقنع 1/227 ، ونزهة النظر 124 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/246 ، وطبعتنا 1/294 ، والمختصر : 145 ، وألفية السيوطي : 73-79 ، وشرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي : 201 ، وفتح الباقي 1/246 ، وطبعتنا 1/275 ، وظفر الأماني : 238 ، وقواعد التحديث : 124 .(9/1)
وجدنا أن معنى الفعل الثلاثي المجرد ( دَرَجَ ) يدور عَلَى أمرين :
طيّ الشيء .
إدخال الشيء في الشيء .
وكأنَّ المُدْرِج طوى البيان ، فَلَمْ يوضّح تفصيل الأمر في الْحَدِيْث . أو كأنه أدخل الْحَدِيْث في الْحَدِيْث ، فالاستعمال الاصطلاحي باقٍ عَلَى الوضع اللغوي الأول ، وَلَمْ يخرج إلى المجاز .
المطلب الثاني : أنواعه
يتفق الباحثون والكتّاب في مجال علوم الْحَدِيْث عَلَى جعل المدرج عَلَى أنواع . لَكِنْ تقسيمهم لهذه الأنواع يختلف زيادة ونقصاً ، كَمَا يختلف باعتبار الحيثيات الَّتِيْ ينبني عَلَيْهَا ذَلِكَ التقسيم .
وهكذا نجد الحافظ ابن الصَّلاَحِ يصدر كلامه عن المدرج بقوله : (( وَهُوَ أقسام ، مِنْهَا ما أدرج في حَدِيْث رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - من كلام بعض رواته بأن يذكر الصَّحَابِيّ أو مَنْ بعده عقيب ما يرويه من الْحَدِيْث كلاماً من عِنْدَ نفسه ، فيرويهِ مَنْ بعده موصولاً بالحديث غَيْر فاصل بينهما بذكر قائله ، فيلتبس الأمر فِيْهِ عَلَى من لا يعلم حقيقة الحال ، ويتوهم أن الجميع عن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - ))(1) .
فنراه قيّد وقوع الإدراج بكونه عقب الْحَدِيْث ، والحق أن هَذَا التنظير خلاف الواقع ، وإذا كَانَ غالب الإدراج أن يقع عقب الْحَدِيْث ، فليس هَذَا مسوغاً لحصر الإدراج بِهِ ، فنجد أنه قَدْ يقع في أول الْحَدِيْث كَمَا يقع وسطه وآخره . زدْ على أنه يقع في الإسناد أَيْضاً لا كَمَا يوهم كلام ابن الصَّلاَحِ من انحصاره بالمتن فَقَطْ . وعلى هَذَا يدل صنيع الْخَطِيْب البغدادي في كتابه " الفصل للوصل المدرج في النقل " (2)
__________
(1) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 195 طبعتنا .
(2) انظر: نكت الزركشي 2/241، والتقييد والإيضاح: 127، والنكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ2/811 .
وكتاب"الفصل للوصل المدرج في النقل"، صنّفه الْخَطِيْب في المدرجات، ونال الشيخ عَبْد السميع الأنيس بتحقيقه درجة الدكتوراه ، وَقَدْ طبع بمجلدين بتحقيق مُحَمَّد مطر الزهراني ، كَمَا طبع بتحقيق غيره .(9/2)
.
وتأسيساً عَلَى ما مضى يمكننا أن نقسم الإدراج من حَيْثُ مكان وقوعه إلى نوعين:
النوع الأول : الإدراج في الْمَتْن .
النوع الثاني : الإدراج في السند .
النوع الأول : الإدراج في الْمَتْن :
وَهُوَ أن تقع الزيادة في متن الْحَدِيْث دون إسناده .
ويمكن تقسيم هَذَا النوع باعتبار مكان وقوعه من الْمَتْن إلى ثلاثة أقسام (1):
أن يقع الإدراج في أول الْمَتْن .
أن يقع الإدراج في وسط الْمَتْن .
أن يقع الإدراج في آخر الْمَتْن .
فمثال ما وقع الإدراج في أول الْمَتْن حَدِيْث أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - عن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( أسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار )) .
فرواه الْخَطِيْب البغدادي في كتابه " الفصل " (2) من طريق أبي قطن وشبابة
–فرّقهما– عن شعبة ، عن مُحَمَّد بن زياد ، عن أبي هُرَيْرَة ، بِهِ .
فقوله : (( أسبغوا الوضوء )) مدرج من كلام أبي هُرَيْرَة ، نص عَلَى هَذَا الْخَطِيْب وغيره فَقَالَ : (( وَهِمَ أبو قطن عمرو بن الهيثم وشبابة بن سوار في روايتهما هَذَا الْحَدِيْث عن شعبة عَلَى ما سقناه ، وذلك أن قوله: (( أسبغوا الوضوء )) كلام أبي هُرَيْرَة ، وقوله: (( ويل للأعقاب من النار )) كلام النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ))(3) .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيْث عن شعبة عامة أصحابه فبينوا أن هَذِهِ الزيادة من كلام
أبي هُرَيْرَة ، وهم :
آدم بن أبي إياس ، عِنْدَ البخاري (4) .
حجاج بن مُحَمَّد ، عِنْدَ أَحْمَد (5) .
أبو داود الطيالسي ، كَمَا في " مسنده " (6) .
عاصم بن علي(7)
__________
(1) شرح التبصرة والتذكرة 1/294 – 299 طبعتنا .
(2) الصفحة : 131 .
(3) الفصل : 131 .
(4) في صحيحه 1/53 ( 165 ) .
(5) في مسنده 2/430 .
(6) مسنده ( 2290 ) .
(7) هُوَ عاصم بن عَلِيّ بن عاصم الواسطي،أبو الحسن التيمي مولاهم:صدوق رُبَّمَا وهم، توفي سنة(221ه).
تهذيب الكمال 4/13 ( 3303 ) ، والكاشف 1/520 ( 2508 ) ، والتقريب ( 3067 ) .(9/3)
، عِنْدَ الْخَطِيْب (1) .
علي بن الجعد ، عِنْدَ الْخَطِيْب (2) .
عيسى بن يونس(3) ، عِنْدَ الْخَطِيْب (4) .
غندر(5) ، عِنْدَ أَحْمَد (6) .
معاذ بن معاذ (7) ، عِنْدَ الْخَطِيْب (8) .
النضر بن شميل (9)، عِنْدَ الْخَطِيْب (10) .
هاشم بن القاسم ، عِنْدَ الدارمي (11) .
هشيم بن بشير ، عِنْدَ الْخَطِيْب (12) .
وكيع بن الجراح ، عِنْدَ أَحْمَد (13) ، ومسلم (14) ، والخطيب (15).
وهب بن جرير ، عِنْدَ الْخَطِيْب في " الفصل " (16) .
يحيى بن سعيد ، عِنْدَ أَحْمَد (17).
__________
(1) الفصل : 132 .
(2) الفصل : 131 .
(3) هُوَ عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، كوفي نزل الشام مرابطاً: ثقة مأمون، توفي سنة (187ه)، وَقِيْلَ : ( 191 ه ) ، وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ .
تهذيب الكمال 5/566 ( 5262 ) ، والكاشف 2/114 ( 4409 ) ، والتقريب ( 5341 ) .
(4) الفصل : 133 .
(5) هُوَ مُحَمَّد بن جعفر الهذلي، أَبُو عَبْد الله البصري المعروف بغندر: ثقة صَحِيْح الكِتَاب إلا أن فِيْهِ غفلة ، توفي سنة ( 194 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 193 ه ) .
تهذيب الكمال 6/265 ( 5709 ) ، والكاشف 2/162 ( 4771 ) ، والتقريب ( 5787 ) .
(6) في مسنده 2/409 ، ومن طريقه الْخَطِيْب في " الفصل " : 132-133 .
(7) هُوَ معاذ بن معاذ بن نصر العنبري ، أبو المثنى البصري الْقَاضِي : ثقة متقن ، توفي سنة ( 196 ه ) .
تهذيب الكمال 7/143 ( 6629 ) ، والكاشف 2/273 ( 5507 ) ، والتقريب ( 6740 ) .
(8) الفصل : 132 .
(9) هُوَ النضر بن شميل المازني ، أبو الحسن النحوي البصري ، نزيل مرو : ثقة ثبت ، توفي سنة (204 ه) ، وَقِيْلَ: (203 ه). الثقات 9/212 ، وتهذيب الكمال 7/330-331 (7016) ، والتقريب (7135) .
(10) الفصل : 133 .
(11) في سننه ( 713 ) .
(12) الفصل : 133 .
(13) في مسنده 2/471 .
(14) في صحيحه 1/213 ( 29 ) .
(15) الفصل : 133 .
(16) الفصل : 131 – 132 .
(17) في مسنده 2/430 .(9/4)
يزيد بن زريع(1) ، عِنْدَ النسائي (2) .
وَقَدْ رَوَاهُ البخاري –كَمَا مضى– من طريق آدم بن أبي إياس ، عن شعبة ، عن مُحَمَّد بن زياد (3) ، عن أبي هُرَيْرَة ، قَالَ : أسبغوا الوضوء ، فإن أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :
(( ويل للأعقاب من النار ))
فهؤلاء خمسة عشر نفساً من أصحاب شعبة اتفقوا عَلَى جعل قوله : (( أسبغوا الوضوء )) من كلام أبي هُرَيْرَة، في حين أخطأ أبو قطن وشبابة فأدرجاه في الْحَدِيْث (4).
وهذا القسم أقل الأقسام وروداً ، وَهُوَ قليل جداً ، الأمر الَّذِيْ دفع الحافظ ابن حجر لأن يقول: (( وفتشت ما جمعه الْخَطِيْب في المدرج، ومقدار ما زدت عليه مِنْهُ فَلَمْ أجد لَهُ مثالاً آخر إلا ما جاء في بعض طرق حَدِيْث بسرة الآتي من رواية مُحَمَّد بن
دينار (5)، عن هشام بن حسان )) (6) .
وهذا يناقض قَوْل ابن الجلال المحلي وَهُوَ يتحدث عن الإدراج في أول الْحَدِيْث :
__________
(1) يزيد بن زريع البصري ، أبو معاوية : ثقة ثبت ، توفي سنة ( 182 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 181 ه ) .
الثقات 7/632 ، وتهذيب الكمال 8/123-124 ( 7582 ) ، والتقريب ( 7713 ) .
(2) في المجتبى 1/77 .
(3) هُوَ مُحَمَّد بن زياد القرشي الجمحي مولاهم ، أبو الحارث المدني ، نزيل البصرة : ثقة ثبت رُبَّمَا
أرسل . تهذيب الكمال 6/311-312 (5812) ، والكاشف 2/172 (4854) ، والتقريب (5888).
(4) انظر : فتح الباقي 1/356 .
(5) هُوَ مُحَمَّد بن دينار الأزدي ثُمَّ الطاحي ، أبو بكر بن أبي الفرات البصري : صدوق سيء الحفظ ، ورمي بالقدر ، وتغير قَبْلَ موته .
تهذيب الكمال 6/303 ( 5793 ) ، والكاشف 2/169 ( 4839 ) ، والتقريب ( 5870 ) .
(6) النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/824 . وَقَدْ وردت هَذِهِ الزيادة (( أسبغوا الوضوء )) مرفوعة في
" الصحيحين " من حَدِيْث عَبْد الله بن عمرو بن العاص . صَحِيْح البخاري 1/53 (165) ، وصحيح مُسْلِم 1/148 (242) (29).(9/5)
(( وَهُوَ أكثر مِمَّا في وسطه ؛ لأن الرَّاوِي يقول كلاماً يريد أن يستدل عليه بالحديث فيأتي بلا فصل ، فيتوهم أن الكل حَدِيْث )) (1) .
ومثال ما وقع الإدراج في وسطه ما رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ في " سننه " (2) من طريق
عَبْد الحميد بن جعفر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن بسرة بنت صفوان ، قالت : سَمِعْتُ رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( مَنْ مَسّ ذَكَرَهُ ، أو أنثييه أَوْ رفغه فليتوضأ )) .
فَقَدْ أدرج عَبْد الحميد بن جعفر ذكر (( الأنثيين والرفغ )) في الْحَدِيْث المرفوع، قال الدَّارَقُطْنِيّ : (( والمحفوظ أن ذَلِكَ من قول عروة غَيْر مرفوع )) (3) .
وَقَالَ الْخَطِيْب البغدادي : (( وذكر الأنثيين والرفغين ليس من كلام رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنما من قول عروة بن الزبير فأدرجه الرَّاوِي في متن الْحَدِيْث وَقَدْ بيّن ذَلِكَ حماد بن زيد وأيوب السختياني في روايتهما عن هشام )) (4) .
فوهم عَبْد الحميد بن جعفر وأدرج كلام عروة في الحديث، في حين اقتصر الثقات من أصحاب هشام عَلَى ذكر (( الذَّكَر )) ، وهم :
أبو أسامة حماد بن أسامة، وروايته عِنْدَ الترمذي (5)، وابن خزيمة (6)، وابن الجارود(7)، والطبراني (8) .
إِسْمَاعِيْل بن عياش، عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ (9).
أنس بن عياض(10)
__________
(1) فتح القادر المغيث الورقة 72/ب ، وَهُوَ مقلد في ذَلِكَ السيوطي . انظر : تدريب الرَّاوِي 1/370 .
(2) 1/148 ، وكذا أخرجه الطبراني في " الكبير " 24/157 ( 511 ) ، والبيهقي 1/137 ، والخطيب في " الفصل " : 233 .
(3) سنن الدَّارَقُطْنِيّ 1/148 .
(4) الفصل للوصل : 233-235 .
(5) في جامعه ( 83 ) .
(6) في صحيحه ( 33 ) .
(7) في المنتقى ( 17 ) .
(8) في الكبير 24/159 ( 520 ) .
(9) في سننه 1/147 .
(10) هُوَ أنس بن عِيَاض بن ضمرة الليثي ، أبو ضمرة المدني : ثقة ، توفي سنة ( 200 ه ) .
تهذيب الكمال 1/288 ( 558 ) ، والكاشف 1/256 ( 476 ) ، والتقريب ( 564 ) .(9/6)
، عِنْدَ البيهقي (1) .
أيوب السختياني ، وسيأتي التفصيل في طريقه .
حماد بن زيد ، عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ (2)، والطبراني (3) ، والحاكم (4) ، والخطيب (5).
حماد بن سلمة ، عِنْدَ الطبراني (6) .
ربيعة بن عثمان (7) ، عِنْدَ ابن حبان (8) ، والطبراني (9) ، والحاكم (10) .
سعيد بن عَبْد الرَّحْمَان (11) ، عِنْدَ البيهقي (12) .
سفيان بن سعيد الثوري ، عِنْدَ ابن حبان (13) ، والدارقطني (14) ، والطبراني (15) .
شعيب بن إسحاق (16)، عِنْدَ ابن حبان (17) ، والدارقطني (18) ، والحاكم (19) ،
والبيهقي (20).
__________
(1) في الكبرى 1/129 .
(2) في سننه 1/148 .
(3) في الكبير 24/156 ( 507 ) .
(4) في المستدرك 1/136 .
(5) في الفصل : 234 .
(6) في الكبير 24/157 ( 509 ) .
(7) هُوَ ربيعة بن عثمان بن ربيعة التيمي ، أبو عثمان المدني : صدوق لَهُ أوهام ، توفي سنة ( 154 ه ) .
تهذيب الكمال 2/471 ( 1868 ) ، والكاشف 1/393 ( 1552 ) ، والتقريب ( 1913 ) .
(8) في صحيحه ( 1111 ) .
(9) في الكبير 24/158 ( 517 ) .
(10) في المستدرك 1/137 .
(11) هُوَ سعيد بن عَبْد الرَّحْمَان الجمحي ، من ولد عامر بن حِذيم ، أبو عَبْد الله المدني ، قاضي بغداد : صدوق لَهُ أوهام ، توفي سنة ( 176 ه ) .
تهذيب الكمال 3/180 ( 2296 ) ، والكاشف 1/440 ( 1919 ) ، والتقريب ( 2350 ) .
(12) في الكبرى 1/128 .
(13) في صحيحه ( 1113 ) .
(14) في سننه 1/146-147 .
(15) في الكبير 24/158 ( 514 ) .
(16) هُوَ شعيب بن إسحاق بن عَبْد الرَّحْمَان الأموي ، مولاهم ، البصري ، ثُمَّ الدمشقي : ثقة ، رمي بالإرجاء ، توفي سنة ( 189 ه ) .
تهذيب الكمال 3/393 ( 2728 ) ، والكاشف 1/486 ( 2281 ) ، والتقريب ( 2793 ) .
(17) في صحيحه ( 1110 ) .
(18) في سننه 1/146 .
(19) في المستدرك 1/136 .
(20) في سننه الكبرى 1/129 .(9/7)
عَبْد الله بن إدريس ، عِنْدَ ابن ماجه (1) ، والطبراني (2) .
علي بن المبارك (3) ، عِنْدَ ابن حبان (4).
علي بن مسهر ، عِنْدَ الطبراني (5) .
عنبسة بن عَبْد الواحد (6) ، عِنْدَ الْحَاكِم (7) ، والبيهقي (8) .
المنذر بن عَبْد الله (9) ، عِنْدَ الْحَاكِم (10) .
وهيب بن خالد ، عِنْدَ الطبراني (11).
يحيى بن سعيد القطان ، عِنْدَ الطبراني (12) .
يزيد بن سنان (13) ، عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ (14) .
فهؤلاء ثمانية عشر نفساً من أصحاب هشام رووه عَنْهُ مقتصرين عَلَى (( الذَّكَر )) من غَيْر إدراج للرفغ والأنثيين في المرفوع مِنْهُ .
__________
(1) في سننه ( 479 ) .
(2) في المعجم الكبير 24/156 ( 506 ) .
(3) هُوَ عَلِيّ بن المبارك الهنائي : ثقة ، كَانَ لَهُ عن يَحْيَى بن أبي كَثِيْر كتابان ، أحدهما سَمَاع والآخر إرسال . الثقات 7/213 ، وتهذيب الكمال 5/295-296 (4713) ، والتقريب (4787) .
(4) في صحيحه ( 1112 ) .
(5) في المعجم الكبير 24/156 ( 506 ) .
(6) هُوَ عنبسة بن عَبْد الواحد بن أمية الأموي ، أبو خالد الكوفي الأعور : ثقة عابد .
تهذيب الكمال 5/503-504 ( 5126 ) ، والكاشف 2/100 ( 4304 ) ، والتقريب ( 5207 ) .
(7) في المستدرك 1/137 .
(8) في السنن الكبرى 1/129 .
(9) المنذر بن عَبْد الله بن المنذر الأسدي الحزامي المدني : مقبول ، توفي سنة ( 181 ه ) .
التاريخ الكبير 7/359 ، وتهذيب الكمال 7/225 ( 6776 ) ، والتقريب ( 6888 ) .
(10) في المستدرك 1/137 .
(11) في المعجم الكبير 24/158 ( 515 ) .
(12) في المعجم الكبير 24/159 ( 518 ) .
(13) هُوَ يزيد بن سنان بن يزيد التميمي ، أبو فروة الرهاوي : ضعيف ، توفي سنة ( 155 ه ) .
الكامل في الضعفاء 9/152 ، وتهذيب الكمال 8/130 ( 7596 ) ، والتقريب ( 7727 ) .
(14) في سننه 1/147 .(9/8)
أما رِوَايَة أيوب الَّتِيْ أرجأنا الكلام عَنْهَا ، فَقَدْ رَوَى الْحَدِيْث عن أيوب يزيد بن زريع ، واختلف عَلَى يزيد في روايته وأكثر الرُّوَاة عَنْهُ يروونه عَنْهُ ، عن أيوب ، عن هشام من غَيْر إدراج وهم :
أَحْمَد بن عبيد الله العنبري (1) ، عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ (2) .
أَحْمَد بن المقدام (3) ، عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ (4) .
عبيد الله بن عمر (5) القواريري (6) .
عمرو بن علي ، عِنْدَ الْخَطِيْب (7) .
لذا عدَّ الْخَطِيْب أيوب ممن بَيّنَ الإدراج في الْحَدِيْث (8) .
في حين أن أبا كامل الجحدري رَوَاهُ عن يزيد بن زريع ، عن أيوب مدرجاً ، كَمَا أخرجه الطبراني (9) ، فعاد الْخَطِيْب فعدّ أيوب ممن أدرج الْحَدِيْث (10) .
فالذي يترجح رِوَايَة الجمع عن أيوب ، فيعدّ أيوب ممن بيّن الإدراج ، وبالتالي فتترجح رِوَايَة الجمع ممن بَيّنَ الإدراج في روايتهم عن هشام بن عروة ، ويؤيد هَذَا قَوْل الْخَطِيْب : (( رَوَى كافة أصحاب هشام بن عروة عَنْهُ حَدِيْث الوضوء من مس الذكر خاصة ، وَلَمْ يذكر أحد مِنْهُمْ الأنثيين والرفغين في روايته )) (11) .
وَقَدْ حكم الْخَطِيْب البغدادي عَلَى عَبْد الحميد بن جعفر بتفرده بالإدراج عن
__________
(1) ذكره ابن حبان في ثقاته 8/31 .
(2) في سننه 1/148 .
(3) هُوَ أحمد بن المقدام ، أبو الأشعث العجلي ، بصري : صدوق صاحب حَدِيْث ، توفي سنة ( 253 ه ) .
تهذيب الكمال 1/82 ( 107 ) ، والكاشف 1/204 ( 89 ) ، والتقريب ( 110 ) .
(4) في سننه 1/148 .
(5) هُوَ عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري ، أبو سعيد البصري ، نزيل بغداد : ثقة ثبت ، توفي سنة (235 ه) . تهذيب الكمال 5/56 (4258) ، والكاشف 1/685 (3577) ، والتقريب (4325) .
(6) ذكره ابن حجر في " نكته " 2/830 .
(7) في الفصل : 235 .
(8) الفصل : 234 .
(9) في المعجم الكبير 24/157 ( 510 ) .
(10) الفصل : 233 .
(11) الفصل : 235 .(9/9)
هشام بن عروة (1). واعترض عليه الحافظ العراقي برواية أبي كامل الجحدري (2) الَّتِيْ مضى الكلام عَلَيْهَا ، وبرواية ابن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن مروان ، عن بسرة بلفظ : (( إذا مس أحدكم ذكره أو أنثييه )) (3).
والذي يبدو أن حكم الْخَطِيْب حكم مقيد لا مطلق ، والمقيد ذهني إِذْ أنه عنى التفرد من طريق يعتد بِهَا ، أما هاتان الطريقان فلا اعتماد عليهما لما يأتي :
أما رِوَايَة أبي كامل فَقَدْ بينا أنه خالف فِيْهَا جمهور الرُّوَاة عن أيوب ، فلا يلتفت إِلَيْهَا . وأما رِوَايَة ابن جريج فَقَدْ حكم الدَّارَقُطْنِيّ والحافظ ابن حجر عَلَيْهَا بالإدراج
أَيْضاً (4) .
وهناك طريقان آخران عن هشام بن عروة ورد فيهما الإدراج (5) :
فَقَدْ رَوَى مُحَمَّد بن دينار ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن بسرة هَذَا الْحَدِيْث مدرجاً ، وروايته أخرجها : الطبراني (6) ، والدارقطني (7) .
ومحمد بن دينار ليس ممن يعتمد عَلَى حفظه (8) .
وروى هشام بن حسان ، عن هشام بن عروة ، عن أَبِيْهِ ، عن بسرة مدرجاً. وَقَدْ رَوَاهُ عن هشام هكذا مدرجاً اثنان من أصحابه هما (9) :
عَبْد الأعلى بن عَبْد الأعلى ، حَيْثُ رَوَاهُ ابن شاهين في كتاب " الأبواب " من طريق ابن أبي داود ويحيى بن صاعد –كلاهما– عن مُحَمَّد بن بشار ، عن عَبْد الأعلى ، عن ابن حسان (10) .
__________
(1) الفصل للوصل : 233 .
(2) انظر : شرح التبصرة والتذكرة 1/404 .
(3) أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ في " سننه " 1/148 .
(4) انظر : النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/830 .
(5) انظر : النكت عَلَى كتاب ابن الصَّلاَحِ 2/830 .
(6) في الكبير 24/158 ( 517 ) .
(7) في العلل 5/الورقة 196 أ .
(8) انظر : ميزان الاعتدال 3/541 .
(9) انظر : شرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي : 207 .
(10) نقله ابن حجر في " نكته " 2/831 .(9/10)
ورواه الدَّارَقُطْنِيّ في " العلل " (1) من طريق عَبْد الله بن بزيع ، عن هشام بن حسان ، بِهِ .
والظاهر أن هشام بن حسان لَمْ يضبط الْحَدِيْث جيداً ، إِذْ رَوَاهُ يزيد بن هارون عَنْهُ بلفظ: (( إذا مس أحدكم ذكره ، أو قَالَ : فرجه ، أو قَالَ : أنثييه ، فليتوضأ )) رَوَاهُ ابن شاهين(2) في كتاب " الأبواب " (3) ، والدارقطني في " العلل " (4) .
قَالَ ابن حجر : (( فتردده يدل عَلَى أنه ما ضبطه )) (5) .
وَقَدْ رَوَاهُ عمار بن عمر ، عن هشام بن حسان ، من غَيْر إدراج ، وروايته أخرجها الطبراني في " الكبير " (6) ، والدارقطني في " العلل " (7) .
فانتهت نتيجة البحث إلى ضعف المتابع الأول ، وعدم ضبط الثاني (8) .
وَقَدْ كَانَ لهذا الْحَدِيْث أثر في اختلاف الفقهاء تقدم الكلام عَنْهُ في الفصل الثاني المبحث الثالث : ما تعم بِهِ البلوى ، ولا نريد إعادته بغية عدم الإطالة .
ومثال ما وقع الإدراج في آخر الْحَدِيْث: ما رَوَاهُ زهير بن معاوية، عن الحسن بن الحر (9)
__________
(1) 5/الورقة 201 أ .
(2) هُوَ الشَّيْخ الواعظ عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين أبو حفص البغدادي ، صاحب التصانيف مِنْهَا "التفسير " و " الناسخ والمنسوخ " ، ولد سنة ( 297 ه ) ، وتوفي سنة ( 385 ه ) .
المنتظم 7/182-183 ، وسير أعلام النبلاء 16/431 ، والعبر 3/29-30 .
(3) كَمَا نقله ابن حجر في " نكته " 2/831-832 .
(4) 5/الورقة 201 أ .
(5) النكت عَلَى كتاب ابن الصلاح 2/832 .
(6) 24/158 ( 512 ) ووقع في المطبوع مِنْهُ (( عثمان بن عمر )) !!
(7) 5/الورقة 201 أ .
(8) انظر : شرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي : 208-209 .
(9) هُوَ الحسن بن الحر بن الحكم الجعفي أو النخعي الكوفي أبو مُحَمَّد ، نزيل دمشق : ثقة فاضل ، توفي
( 133 ه ) .
تهذيب الكمال 2/110 ( 1197 ) ، والكاشف 1/322 ( 1019 ) ، والتقريب ( 1224 ) .(9/11)
، عن القاسم بن مخيمرة (1)، عن علقمة ، عن عَبْد الله بن مسعود أن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - علّمه التشهد في الصلاة ، فَقَالَ : (( قل : التحيات لله .. فذكر الْحَدِيْث )). وفي آخره : (( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رَسُوْل الله ، فإذا قلت هَذَا فَقَدْ قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم ، وإن شئت أن تقعد فاقعد )) (2) .
فزيادة : (( فإذا قلت هَذَا … )) إلى نهاية الرِّوَايَة ، مدرجة من قَوْل ابن مسعود ، أدرجها زهير بن معاوية في روايته عن الحسن بن الحر ، نصَّ عَلَى هَذَا جمع من الحفاظ مِنْهُمْ : الدَّارَقُطْنِيّ (3) ، والحاكم (4) ، والبيهقي (5)، والخطيب البغدادي (6)، ونقل النووي في " الخلاصة " اتفاق الحفاظ عَلَى إدراجها (7) .
__________
(1) هُوَ القاسم بن مخيمرة ، أبو عروة الكوفي الهمداني ، نزيل الشام : ثقة فاضل ، توفي سنة
(100 ه) . تهذيب الكمال 6/87 (5414) ، والكاشف 2/131 (4532) ، والتقريب (5495) .
(2) رَوَاهُ من هَذَا الطريق : الطيالسي في " مسنده " ( 275 ) ، وأحمد 1/422 ، والدارمي ( 1347 ) ، وأبو داود ( 970 ) ، وابن حبان ( 1961 ) ، والدارقطني 1/353 .
(3) في السنن 1/353 ، وفي العلل ( 1275 ) .
(4) مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 39 .
(5) السنن الكبرى 2/174 .
(6) الفصل للوصل : 104 .
(7) الخلاصة : ورقة 61/ب نسختنا الخطية الخاصة مصورة عن النسخة السعيدية .(9/12)
واستدل الحافظ ابن الصلاح عَلَى الإدراج بقوله : (( ومن الدليل عليه أن الثقة الزاهد(1) عَبْد الرحمان بن ثابت بن ثوبان (2) ، رَوَاهُ عن راويه الحسن بن الحر كذلك ، واتفق حسين الجعفي(3)
__________
(1) كَذَا قَالَ ابن الصَّلاَحِ !! أما زهده فلا خلاف في أنه كَانَ نهاية في الزهد والعبادة . وأما كونه ( ثقة ) فلعل ابن الصلاح اجتهد في توثيقه ، وإلا ففي توثيقه خلاف ، إِذْ لَمْ يوثقه إلا قلة ، وَقَدْ ساق الحافظ المزي أقوال أئمة الجرح والتعديل فِيْهِ في كتابه " تهذيب الكمال " 4/381 : (( فقال الأثرم عن أحمد : أحاديثه مناكير ، وَقَالَ الوراق عن أحمد : لَمْ يَكُنْ بالقوي في الْحَدِيْث . وَقَالَ ابن الجنيد عن ابن معين : صالح ، وَقَالَ مرة : ضعيف ، وهكذا نقل عن ابن معين كُلّ من : معاوية بن صالح والدارمي والصابوني ، وَقَالَ الدوري عن ابن معين : ليس بِهِ بأس ، وكذا قَالَ ابن المديني والعجلي وأبو زرعة ، وَقَالَ ابن أبي خيثمة عن ابن معين : لا شيء ، ونقل عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم : ثقة يرمى بالقدر . وَقَالَ أبو حاتم : ثقة ، وَقَالَ مرة : يشوبه شيء من القدر وتغير عقله في آخر حياته ، وَهُوَ مستقيم الْحَدِيْث . وَقال أبو داود : كَانَ فِيْهِ سلامة وَكَانَ مجاب الدعوة وليس بِهِ بأس وَكَانَ عَلَى المظالم ببغداد . وَقَالَ النسائي : ضعيف ، وَقَالَ مرة : ليس بالقوي ، وَقَالَ أخرى : ليس بثقة . وَقَالَ صالح جزرة : شامي صدوق . وَقال ابن خراش : في حديثه لين ، وَقَالَ ابن عدي : لَهُ أحاديث صالحة )) . وحاول الحافظ ابن حجر أن يجمع بَيْنَ كُلّ هَذِهِ الأقوال في " التقريب " ( 3820 ) فَقَالَ : (( صدوق يخطئ ورمي بالقدر وتغير بأخرة )) .
(2) هُوَ عَبْد الرَّحْمَان بن ثابت بن ثوبان العنبسي الدمشقي، الزاهد: صدوق يخطئ ورمي بالقدر وتغير بأخرة، توفي سنة(165ه).تهذيب الكمال4/380(3763) ، والكاشف1/623(3158) ، والتقريب(3820) .
(3) هُوَ الْحُسَيْن بن عَلِيّ بن الوليد الجعفي ، الكوفي المقرئ : ثقة عابد ، توفي سنة (203 ه) أو(204 ه).
تهذيب الكمال 2/196 ( 1308 ) ، والكاشف 1/334 ( 1098 ) ، والتقريب ( 1335 ) .(9/13)
وابن عجلان وغيرهما في روايتهم عن الحسن بن الحر عَلَى ترك ذكر هَذَا الكلام في آخر الْحَدِيْث ، مع اتفاق كُلّ من رَوَى التشهد عن علقمة – وعن غيره – عن ابن مسعود عَلَى ذَلِكَ ، ورواه شبابة ، عن أبي خيثمة ففصله أَيْضاً )) (1) .
وهذا كلام مجمل بيانه فِيْمَا يأتي :
أولاً : رَوَاهُ عَبْد الرحمان بن ثابت بن ثوبان ، عن الحسن بن الحر ، بسند زهير بن معاوية، وفَصَل نهاية الرِّوَايَة وبيّن أنها من قَوْل ابن مسعود ، وروايته عِنْدَ ابن حبان(2) ، والطبراني (3)، والدارقطني (4) ، والحاكم (5) ، والبيهقي (6) ، والخطيب
البغدادي (7) .
ثانياً : رَوَاهُ حسين الجعفي وابن عجلان واتفقا عَلَى عدم ذكر هذا الكلام في نهاية الرِّوَايَة. ورواية حسين أخرجها ابن أبي شيبة(8)، وأحمد(9)، وابن حبان(10)، والطبراني(11)، والدارقطني (12) ، والخطيب (13) .
وأما رِوَايَة ابن عجلان فأخرجها الطبراني (14) ، والدارقطني (15)، والخطيب (16)
__________
(1) مَعْرِفَة أنواع علم الْحَدِيْث : 195-197 طبعتنا .
(2) في صحيحه ( 1912 ) .
(3) في المعجم الكبير ( 9924 ) ، وفي مسند الشاميين ( 64 ) .
(4) في السنن 1/354 .
(5) في مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 39-40 .
(6) في الكبرى 2/175 .
(7) في الفصل : 108-109 .
(8) في مصنفه ( 2982 ) .
(9) في مسنده 1/450 .
(10) في صحيحه ( 1963 ) .
(11) في المعجم الكبير ( 9926 ) .
(12) في سننه 1/352 .
(13) في الفصل : 110 .
(14) في المعجم الكبير ( 9923 ) .
(15) في سننه 1/352 .
(16) في الفصل : 110 .
ملاحظة : عنى الحافظ ابن الصَّلاَحِ بقوله : (( وغيرهما )) رِوَايَة مُحَمَّد بن أبان ، وَقَدْ ذكرها الدَّارَقُطْنِيّ في "سننه" 1/352-353 ، وَقَدْ رَوَاهُ ابن حبان أَيْضاً ( 1963 ) من طريق حسين الجعفي السابق ، وزاد في آخره : (( قَالَ الحسن بن الحر : وزادني فِيْهِ مُحَمَّد بن أبان ( كَذَا في صَحِيْح ابن حبان ، انظر : تهذيب الكمال 2/110 ، وإتحاف المهرة 10/359 ( 12929 ) ) بهذا الإسناد ، قَالَ : فإذا قلت هَذَا أو فعلت هَذَا ، فإن شئت فقم )) .
وهذا يدل عَلَى أن مُحَمَّد بن أبان كَانَ ممن يدرج هَذِهِ الزيادة في الْحَدِيْث المرفوع ، إلا أن ابن حبان عقب عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَة بقوله : (( مُحَمَّد بن أبان ضعيف ، قَدْ تبرأنا من عهدته في كتاب "المجروحين" )). وَلَمْ يشر الدَّارَقُطْنِيّ في " علله " إلى متابعة مُحَمَّد بن أبان . ولعل هَذَا الخلاف في كون رِوَايَة أبان متابعة لابن ثوبان ، أو متابعة لزهير هِيَ الَّتِيْ جعلت ابن الصَّلاَحِ يضرب عن التصريح باسمه ، واكتفى بالإشارة إلى وجودها بقوله : (( وغيرهما )) .(9/14)
.
ثالثاً : إن الرُّوَاة عن زهير بن معاوية اختلفوا عليه في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث،فرواه كُلّ من:
أحمد بن عَبْد الله بن يونس اليربوعي (1) .
أبو داود الطيالسي (2) .
عاصم بن علي (3).
عَبْد الله بن مُحَمَّد(4) النفيلي (5) .
علي بن الجعد (6) .
مالك بن إسماعيل(7) النهدي (8) .
موسى بن داود (9) الضبي (10) .
أبو النضر هاشم بن القاسم (11) .
__________
(1) عِنْدَ الطبراني في الكبير ( 9925 ) ، والخطيب في الفصل : 106 ، ووقع في الروايتين منسوباً لجده ، وانظر : تقريب التهذيب ( 63 ) .
(2) في مسنده ( 275 ) ، ومن طريقه الْخَطِيْب في الفصل : 104 .
(3) عِنْدَ الْحَاكِم في مَعْرِفَة علوم الْحَدِيْث : 39 .
(4) هُوَ عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بن نفيل ، أَبُو جعفر النفيلي الحراني : ثقة حافظ ، توفي سنة ( 234 ه ) .
تهذيب الكمال 4/277 ( 3533 ) ، والكاشف 1/595 ( 2963 ) ، والتقريب ( 3594 ) .
(5) عِنْدَ أبي داود ( 970 ) .
(6) عِنْدَ الْخَطِيْب في الفصل : 106 .
(7) هُوَ مالك بن إسماعيل النهدي ،أبو غسان الكوفي ،سبط حمّاد بن أبي سليمان : ثقة متقن صَحِيْح الكِتَاب ، عابد ، توفي سنة ( 219 ه ) .
تهذيب الكمال 7/5 ( 6319 ) ، والكاشف 2/233 ( 5239 ) ، والتقريب ( 6324 ) .
(8) عِنْدَ الْخَطِيْب في الفصل : 106 .
(9) هُوَ موسى بن داود الضبي ، أَبُو عَبْد الله الطرسوسي الخلقاني : صدوق فقيه زاهد لَهُ أوهام ، توفي سنة (217 ه) . تهذيب الكمال 7/258 (6846) ، والكاشف 2/303 (5692) ، والتقريب (6959) .
(10) عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ 1/253 ، والخطيب في الفصل : 105-106 .
(11) عِنْدَ الْخَطِيْب في الفصل : 107 .(9/15)
يحيى بن أبي بكير(1) الكرماني (2).
يحيى بن يحيى النيسابوري (3) .
عشرتهم عَنْهُ مدرجاً .
ورواه شبابة بن سوار(4) ، عَنْهُ – أعني : زهير بن معاوية – ففصله وبين أنه من قَوْل عَبْد الله بن مسعود ، وروايته عِنْدَ: الدَّارَقُطْنِيّ (5)، والبيهقي (6)، والخطيب (7).
وهذا النوع من الإدراج هُوَ الغالب من حَيْثُ وقوعه في متون الأحاديث (8) .
__________
(1) هُوَ يَحْيَى بن أبي بكير العبدي العبسي الكرماني ، كوفي الأصل ، نزل بغداد : ثقة ، توفي سنة ( 208 ه ) أو ( 209 ه ) . الثقات 9/257 ، وتهذيب الكمال 8/20 ( 7392 ) ، والتقريب ( 7516 ) .
(2) عِنْدَ الْخَطِيْب في الفصل : 106 .
(3) عِنْدَ البيهقي في السنن الكبرى 2/174 ، والخطيب في الفصل : 107 .
(4) هُوَ شبابة بن سوار المدائني ، اصله من خراسان : ثقة حافظ رمي بالإرجاء ، توفي سنة ( 204 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 205 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 206 ه ) .
الثقات 8/312 ، وتهذيب الكمال 3/307-308 ( 2669 ) ، والتقريب ( 2733 ) .
(5) في السنن 1/353 .
(6) في الكبرى 2/174 .
(7) في الفصل : 108 .
(8) انظر : شرح التبصرة والتذكرة 1/401 .(9/16)
الاختلاف بسبب خطأ الراوي
الخطأ في رِوَايَة الثقات أمرٌ وارد ، إِذْ لا يلزم من رِوَايَة الثقة أن تكون صواباً ، إِذ الأصل فِيْهَا الصواب والخطأ طارئٌ محتمل ، فالراوي الثقة مهما بلغ أعلى مراتب الضبط والإتقان فالخطأ في روايته يبقى أمراً محتملاً وليس بعيداً، والخطأ في حَدِيْث الثقة لا يتمكن من مَعْرِفَته إلا الأئمة الجامعون ، وَقَدْ يطلع الجهبذ من أئمة الْحَدِيْث عَلَى حَدِيْث ما فيحكم عليه بخطأ راويه الثقة مع أن ظاهر الْحَدِيْث السلامة من هَذِهِ العلة القادحة ، لَكِن العالم الفهم لا يحكم بِذَلِكَ عن هوى بَلْ يترجح لديه أن أحد الرُّوَاة قَدْ أخطأ في هَذَا الْحَدِيْث ، وذلك للقرائن الَّتِيْ تحيط بالحديث ، ومثل هَذِهِ الْمَعْرِفَة لا تتضح لكل أحد ، بَلْ هِيَ لِمَنْ منحه الله فهماً دقيقاً واطلاعاً واسعاً وإدراكاً كبيراً ومعرفة بعلل الأسانيد ومتونها ومشكلاتها وغوامضها ، ومعرفة واسعة بطرق الْحَدِيْث ومخارجه ، وأحوال الرُّوَاة وصفاتهم.
وما دام إدراك الخطأ في حَدِيْث الثقة أمراً خفياً لا يتمكن مِنْهُ كُلّ أحد ، ولا ينكشف لكل ناقد فإن بعضاً من أخطاء الثقات قَدْ ظن جَمَاعَة من القوم أنها صحيحة لظاهر ثقة رجالها واتصال إسنادها وظاهر خلوها من العلة ، وَقَدْ أخذوا بتلك الأحاديث وعملوا بِهَا تحسيناً لظنهم بأولئك الرُّوَاة الثقات فحصل اختلاف بَيْنَ الأحاديث مِمَّا أدى إلى اختلاف في الفقه الإسلامي .
مثال ذَلِكَ : حَدِيْث وائل بن حجر في الجهر بآمين بَعْدَ قِرَاءة الفاتحة في الصلاة .(10/1)
فَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيْث: سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل (1) ، عن حجر بن العنبس (2) ، عن وائل بن حجر ، قَالَ : (( سَمِعْتُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قرأ : { غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } فَقَالَ : آمين و مد بِهَا صوته )) (3) .
وَقَدْ أخطأ الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج ، في هَذَا الْحَدِيْث فخالف سفيان في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث إِذْ رَوَاهُ عن سلمة بن كهيل ، عن حجر أبي العنبس ، عن علقمة بن وائل ، عن وائل ، قَالَ : (( صلى بنا رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قرأ : { غَيْر المغضوب عليهم ولا الضالين } قَالَ : آمين وأخفى بِهَا صوته )) (4)
__________
(1) هُوَ سلمة بن كهيل الحضرمي ، أبو يحيى الكوفي : ثقة . التقريب ( 2508 ) .
(2) هُوَ حجر بن العنبس الحضرمي ، أبو العنبس ، ويقال : أبو السكن ، الكوفي ، ادرك الجاهلية ، رَوَى عن علي بن أَبِي طالب ، ووائل بن حجر قَالَ فيه يحيى بن معين : شيخ كوفي ثقة مشهور ، وَقَالَ الْخَطِيْب: كَانَ ثقة احتج بِهِ غَيْر واحد من الأئمة . تهذيب الكمال 2/69 ، وذكره ابن حبان في الثقات 6/234، وَقَالَ الذهبي في الكاشف 1/314 ( 950 ) : (( ثقة )) .
(3) أخرجه ابن أبي شيبة ( 7960 ) ، وأحمد 4/315 و 317 ، والدارمي ( 1250 ) ، وأبو داود
( 932 ) ، والترمذي ( 248 ) ، وفي علله الكبير : 68 ( 98 ) ، والدارقطني 1/333 و 334 ، والطبراني في المعجم الكبير 22/ ( 111 ) ، والبيهقي 2/57 ، والبغوي ( 586 ) .
(4) رَوَاهُ عن شعبة : سليمان بن حرب ، وأبو الوليد الطيالسي عِنْدَ لحاكم 2/232 ، ووكيع بن الجراح عِنْدَ الطبراني في " الكبير " 22/(112) .
واختلف عَلَى شعبة فِيْهِ .
فَقَدْ رَوَاهُ أبو داود الطيالسي ( 1024 ) – ومن طريقه البيهقي 2/57 – ويزيد بن زريع عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ 1/334 ، وأحمد بن جعفر عِنْدَ أحمد 4/316 ثلاثتهم عن شعبة ، عن سلمة ، عن حجر ، عن علقمة ، قَالَ : حدثنا وائل أو عن وائل ، بِهِ .
ورواه أبو الوليد الطيالسي عِنْدَ الطبراني في " الكبير " 22/(109) ، وحجاج بن نصير عِنْدَ الطبراني في
"الكبير" 22/(110) كلاهما عن شعبة، عن سلمة، عن حجر ، عن وائل ، بِهِ . وَلَمْ يدخلوا فِيْهِ علقمة.
ورواه وهب بن جرير ، وعبد الصمد بن عَبْد الوارث عِنْدَ ابن حبان ( 1805 ) كلاهما عن شعبة ، عن سلمة ، عن حجر أبي عنبس ، عن علقمة ، عن وائل ، بِهِ . وَلَمْ يذكروا فِيْهِ : (( إنه خفض صوته )) .
ورواه أبو الوليد الطيالسي عِنْدَ البيهقي 2/58 ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن حجر أبي عنبس ، عن وائل ، وذكر فِيْهِ : (( أنه قال آمين رافعاً بِهَا صوته )) .
فعلى هَذَا يَكُوْن خطأ شعبة في الْمَتْن ظاهرٌ إِذْ إنه رجع إلى الصواب ، وهذا معنى كلام البيهقي الَّذِيْ سنذكره بَعْدَ قليل . إن شاء الله .(10/2)
.
فَقَدْ خالف شعبة سفيان في سند الْحَدِيْث :
عندما أضاف علقمة .
أبدل حجر بن عنبس بـ : ( حجر أبو العنبس ) .
خالفه في الْمَتْن فَقَالَ : (( خفض بِهَا صوته ))
قَالَ الإمام الترمذي : (( سَمِعْتُ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيْل – البخاري – يقول :
(( حَدِيْث سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل في هَذَا الباب أصح من حَدِيْث شعبة ، وشعبة أخطأ في هَذَا الْحَدِيْث في مواضع ، قَالَ : (( عن سلمة بن كهيل ، عن حجر أبي العنبس ، وإنما هُوَ حجر بن عنبس ، عن وائل بن حجر ، ليس فِيْهِ علقمة ، وَقَالَ :
(( وخفض بِهَا صوته )) وَالصَّحِيْح أنه جهر بِهَا )) وسألت أبا زرعة فَقَالَ : (( حَدِيْث سفيان أصح من حَدِيْث شعبة ، وَقَدْ رَوَاهُ العلاء بن صالح(1) )) (2) .
وَقَدْ عقّب الحافظ البيهقي عَلَى قَوْل هذين الجهبذين فَقَالَ : (( أما خطؤه في متنه فبين ، وأما قوله : (( حجر أبو العنبس )) فكذلك ذكره مُحَمَّد بن كثير عن الثوري (3)
__________
(1) هُوَ العلاء بن صالح التيمي العبدي ، الأسدي الكوفي العطار : صدوق لَهُ أوهام .
تهذيب الكمال 5/524-525 ( 5161 ) ، والكاشف 2/104 ( 4334 ) ، والتقريب ( 5242 ) .
(2) الجامع الكبير 1/289 ، والعلل الكبير : 68 ( 98 ) ، ورواية العلاء بن صالح ستأتي .
(3) رِوَايَة مُحَمَّد بن كثير عن الثوري عِنْدَ أبي داود ( 932 ) ، والطبراني في " الكبير " 22/(111) .
ويزاد على هَذَا أن رِوَايَة وكيع بن الجراح – وَهُوَ ثقة - التقريب (7414) - ، والمحاربي : عَبْد الرحمان ابن مُحَمَّد بن زياد ، وَهُوَ ثقة – تهذيب الكمال 4/466 - ، روياه عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيّ 1/333 عن سفيان الثوري ، عن سلمة ، عن حجر أبي عنبس ، بِهِ لذا نجد المزي صدّر الترجمة بقوله : (( حجر بن العنبس الحضرمي ، أبو العنبس )) ، تهذيب الكمال 2/69 ( 1120 ) .(10/3)
، وأما قوله : عن علقمة فَقَدْ بين في روايته أن حجراً سمعه من علقمة ، وَقَدْ سمعه أَيْضاً من وائل نفسه (1) ، وَقَدْ رَوَاهُ أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رِوَايَة الثوري )) (2) .
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : (( كَذَا قَالَ شعبة وأخفى بِهَا صوته ، ويقال : إنه وهم فِيْهِ ؛ ولأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل ، وغيرهما رووه عن سلمة ، فقالوا: ورفع
صوته بآمين ، وَهُوَ الصواب )) (3).
والذي يهمنا في مجال بحثنا هُوَ خطأ الإمام شعبة بقوله : (( أخفى بِهَا صوته )) ، والمرجح هنا هُوَ رِوَايَة سفيان ، وعند الاختلاف من غَيْر مرجحات فرواية سفيان أقوى من رِوَايَة شعبة ؛ إِذْ قَالَ شعبة نفسه : (( سُفْيَان أحفظ مني )) ، وَقَالَ لَهُ رجل: وخالفك سُفْيَان قَالَ: (( دمغتني )) ، وَقَالَ يحيى بن سعيد القطان: (( ليس أحدٌ أحب إليّ من شعبة ، ولا يعدله عندي ، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان )) (4). وَقَالَ البيهقي : (( لا أعلم اختلافاً بَيْنَ أهل العلم بالحديث أن سفيان وشعبة إذا اختلفا فالقول قَوْل سفيان ))(5).
وَقَدْ احتج ابن قيم الجوزية (6) بترجيح رِوَايَة سفيان بخمس حجج :
الأولى : قَوْل العلماء السابق في ترجيح رِوَايَة سفيان .
الثانية : متابعة العلاء بن صالح (7)
__________
(1) كَمَا بينا – فِيْمَا سبق – في تخريج حَدِيْث شعبة فبعض الرُّوَاة رووا الْحَدِيْث عن حجر ، عن علقمة ، عن وائل ، أو عن وائل فيشبه أن يَكُوْن حجر قَدْ سمعه من علقمة ، ومن أبيه وائل أَيْضاً .
(2) السنن الكبرى ، للبيهقي 2/58 .
(3) سنن الدَّارَقُطْنِيّ 1/334 .
(4) انظر : تهذيب الكمال 3/220 .
(5) انظر : اعلام الموقعين 2/377-378 .
(6) انظر : اعلام الموقعين 2/377-378 .
(7) وَهِيَ عِنْدَ أبي داود ( 933 ) ، والترمذي ( 249 ) ، والطبراني في الكبير 22/(114) .
تنبيه : وقع في رِوَايَة أبي داود : (( علي بن صالح )) قَالَ الإمام المزي : (( إن أبا داود سماه في روايته ، علي ابن صالح ، وَهُوَ وهم )) . تهذيب الكمال 5/525 . وانظر : تحفة الأشراف 8/327 ، وتهذيب التهذيب 8/184 ، وبذل المجهود 5/233 .(10/4)
، ومحمد بن سلمة بن كهيل (1) لسفيان في روايتيهما عن سلمة بن كهيل (2) .
الثالث : هُوَ أن أبا الوليد الطيالسي رَوَى عن شعبة في الْمَتْن بنحو حَدِيْث الثوري ، إذن فَقَد اختلف عَلَى شعبة في روايته فَقَالَ البيهقي: (( فيحتمل أن يَكُوْن تنبه لِذَلِكَ فعاد إلى الصواب في متنه ، وترك ذكر ذَلِكَ عن علقمة في إسناده )) .
الرابع : هُوَ أن رِوَايَة الرفع متضمنة لزيادة ، وكانت هَذِهِ الزيادة أولى بالقبول .
الخامس: هِيَ أن هَذِهِ الرِّوَايَة موافقة ومفسرة لحديث أبي هُرَيْرَة : (( إذا أمن الإمام
فأمنوا )) (3).
ثُمَّ إن الْحَدِيْث ورد من طريق علقمة بن وائل (4) ، وعبد الجبار بن وائل (5) ، وكليب بن شهاب (6) ؛ ثلاثتهم رووه عن وائل بن حجر بنحو رِوَايَة سُفْيَان ، وهذا كله يدل عَلَى أن شعبة قَدْ أخطأ في هَذَا الْحَدِيْث .
__________
(1) ذكر هَذِهِ المتابعة الدَّارَقُطْنِيّ 1/334 ، والبيهقي 2/57 ، وَلَمْ نقف عَلَيْهَا مسندة .
(2) قَالَ الحافظ ابن حجر في " التلخيص الحبير " 1/253 : (( وَقَدْ رجحت رِوَايَة سفيان بمتابعة اثنين لَهُ بخلاف شعبة ؛ فلذلك جزم النقاد بأن روايته أصح ، والله أعلم )) .
(3) سيأتي تخريجه – إن شاء الله – عِنْدَ عرض المسألة الفقهية .
(4) عِنْدَ أحمد 4/318 ، والبيهقي 2/58 من طريق أبي إسحاق ، عن علقمة ، بِهِ .
(5) عِنْدَ ابن أبي شيبة ( 7959 ) ، وأحمد 4/315 ، وابن ماجه ( 855 ) ، والدارقطني 1/334 و 335 ، والطبراني في الكبير 22/ (30) و (31) و (32) و ( 34 ) و ( 35 ) و ( 36 ) و ( 37 ) و ( 38 ) و ( 39 ) و ( 40 ) ، والبيهقي 2/58 .
(6) عِنْدَ أحمد 4/318 .(10/5)
الاختلاف في اسم الراوي ونسبه إذا كان متردداً بين ثقة وضعيف
الاختلاف في الأسانيد ملحظ مهم للرجل الذي يحب الكشف عن العلل الكامنة
في الأسانيد ؛ لأن الاختلافات تومئ إِلَى عدم ضبط الروايات وتخرج الْحَدِيْث غالباً من حيّز القبول إِلَى درجات الرد. والاختلافات الَّتِي تقدح في صحة الإسناد هِيَ الَّتِي يَكُوْن مدارها واحداً ، ومصدر خروجها واحداً، فإذا حصل الاختلاف على من هذا شأنه فهو أمر يهتم به العلماء غاية الاهتمام ؛ إذ هو يدلل على خلل طارئ من الأصل الذي روى الحديث أو من الرواة عنه . فإذا توبع الرواة على اختلاف رواياتهم فالحمل إذن على من دارت عليه الأسانيد ، فهو بلا شك حدث الجميع على أوجهٍ مختلفة متباينة فهو إذن فاقد لضبط الحديث في هذا الحديث خاصة ، وإن كان من الثقات الأثبات ومن أنواع تلك الاختلافات الكثيرة : الاختلاف في اسم الراوي ونسبه .
ومما اختلف الرواة فيه اختلافاً كبيراً
ما رواه الطحاوي (1) من طريق عفان ومسدد ، عن حماد بن زيد ،
عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي صُعَيْر ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( أدوا زكاة الفطر صاعاً من تمر ، أو صاعاً من شعير ، أو نصف صاع من بر – أو قال : قمح – عن كل إنسان صغير أو كبير ، ذكر أو أنثى ، حر أو مملوك، غني أو فقير )) .
أقول : هذا الحديث هو حديث شيخ الزهري ثعلبة بن أبي صعير – كما في الرواية الآنفة - ، وقد اختلف في اسمه ونسبه اختلافاً كثيراً حتى إن بعض أهل العلم ضعّف الحديث به .
__________
(1) في شرح المعاني 2/45 ، وفي شرح المشكل ( 3410 ) و ( 3411 ) .(11/1)
قال ابن حزم : (( هذا الحديث راجع إلى رجل مجهول الحال ، مضطرب عنه ، مختلف في اسمه ، مرة : عبد الله بن ثعلبة ، ومرة : ثعلبة بن عبد الله ، ولا خلاف في أن الزهري لم يلق ثعلبة بن أبي صُعَيْر ، وليس لعبد الله بن ثعلبة صحبة )) (1) .
وَقَالَ الزيلعي في " نصب الراية " : (( حاصل ما يعلل به هذا الحديث أمران : أحدهما : الاختلاف في اسم أبي صُعَيْر، فقد تقدم من جهة أبي داود عن مسدد: ثعلبة بن أبي صُعَيْر ، أو ثعلبة بن عبد الله بن أبي صُعَيْر ، وكذلك أيضاً عن أبي داود في رواية بكر ابن وائل المتقدمة: ثعلبة بن عبد الله، أو قال: عبد الله بن ثعلبة على الشك، وعنده أيضاً من رواية محمد بن يحيى، وفيه الجزم بعبد الله بن ثعلبة بن أبي صُعَيْر، وكذلك رواية ابن جريج،وعند الدارقطني من رواية مسدد عن ابن أبي صُعَيْر، عن أبيه لم يسمه … )) (2).
ولهذا الاختلاف الشديد مال الحافظ إلى التفريق وجعلهما اثنين فقال : (( هذا يقتضي أن يكون ثعلبة بن صُعَيْر غير ثعلبة بن أبي صُعَيْر ، والله أعلم )) (3) .
وقد حاولت جاهداً جمع طرق الحديث ، والتنقيب عن الاختلافات الواردة فيه ، وسأفصل ذلك ، فأقول :
الحديث سبق ذكره من رواية النعمان بن راشد ، وعنه حماد بن زيد وقد اختلف على هذا الطريق :
فقد أخرجه الإمام أحمد (4) من طريق عفان بن مسلم ، عن حماد بن زيد ، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ابن ثعلبة بن أبي صعير ، عن أبيه .
وأخرجه البخاري (5) عن مسدد عن الزهري ، عن ثعلبة بن صعير ، عن أبيه .
__________
(1) المحلى 6/121 ، وقارن مع قول ابن حزم الإصابة 1/200 .
(2) نصب الراية 2/408 . وقد ذكر اختلافات أخرى ، سوف سأتناولها في التخريج .
(3) الإصابة 1/200 .
(4) في مسنده 5/432 .
(5) في تاريخه الكبير 5/36 .(11/2)
وأخرجه أبو داود (1) ، عن سليمان بن داود ، عن حماد بن زيد ، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير ، عن أبيه .
وأخرجه الفسوي (2)، عن أبي النعمان، عن حماد بن زيد، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة ، عن أبيه .
وأخرجه ابن (3) قانع (4)، قَالَ :حدثنا : الحسن بن المثنى (5)، قَالَ:حدثنا : عفان ، قَالَ: حدثنا : أحمد بن بشر المرثدي ، قَالَ :حدثنا : خالد بن خداش (6) جميعاً ، عن حماد ابن زيد ، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي صعير ، عن أبيه.
وأخرجه الدارقطني (7) ، عن إسحاق بن أبي إسرائيل(8) ، عن حماد بن زيد ، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن صعير أو عبد الله بن ثعلبة بن صعير، عن أبيه .
__________
(1) في سننه ( 1619 ) .
(2) في المعرفة والتاريخ 1/102 الطبعة العلمية .
(3) هُوَ أبو الْحُسَيْن عَبْد الباقي بن قانع بن مرزوق الأموي مولاهم ، توفي سنة ( 351 ه ) .
تاريخ بغداد 11/88 ، وسير أعلام النبلاء 15/526 ، والعبر 2/298 .
(4) في معجم الصحابة 3/917 ( 209 ) .
(5) هُوَ أبو مُحَمَّد الحسن بن المثنى بن معاذ العنبري ، من نبلاء الثقات ، ولد سنة ( 200 سنة ه ) ، وتوفي سنة ( 294 ه ) .
الجرح والتعديل 3/39، وسير أعلام النبلاء 13/526 و527، وتاريخ الإسلام: 131 وفيات (294ه).
(6) هُوَ أبو الهيثم خالد بن خداش بن عجلان المهلبي مولاهم البصري،نَزيل بغداد:صدوق،توفي سنة(223ه) .
تاريخ بغداد 8/304 ، وسير أعلام النبلاء 10/488 و 489 ، وميزان الاعتدال 1/629 .
(7) في سننه 2/147 .
(8) هُوَ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن كامجار ، وَهُوَ ابن أبي إسرائيل ، توفي سنة ( 246 ه ) .
الطبقات ، لابن سعد 7/353 ، وتاريخ بغداد 6/356 ، وسير أعلام النبلاء 11/476 .(11/3)
وأخرجه أيضاً (1)، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد، عن النعمان بن راشد، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير أو عن ثعلبة عن أبيه .
وأخرجه أيضاً (2)، عن سليمان بن حرب (3)، عن حماد بن زيد ، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي صعير ، عن أبيه .
وأخرجه أيضاً (4) ، عن مسدد ، عن حماد بن زيد ، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ابن أبي صعير ، عن أبيه .
وأخرجه البيهقي (5) ، عن مسدد عن حماد بن زيد ، عن النعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن ثعلبة بن أبي صعير ، عن أبيه .
وأخرجه أيضاً (6) ، عن سليمان بن داود ومسدد ، عن حماد بن زيد ، عن
النعمان بن راشد ، عن الزهري -وفي رواية سليمان بن داود-، عن عبد الله بن ثعلبة ، وثعلبة بن عبد الله بن أبي صعير عن أبيه .
والحديث رواه غير النعمان بن راشد ، عن الزهري ، وحصل فيه الاختلاف عينه في اسم راويه .
فقد أخرجه البخاري (7)، وأبو داود (8)، وابن أبي(9)
__________
(1) سنن الدارقطني 2/147 .
(2) سنن الدارقطني 2/148 .
(3) هُوَ أبو أيوب سليمان بن حرب بن بجيل الواشحي الأزدي البصري : ثقة ، توفي سنة ( 224 ه ) .
الجرح والتعديل 4/108 ، وسير أعلام النبلاء 10/330 ، وشذرات الذهب 2/54 .
(4) سنن الدارقطني 2/148 .
(5) السنن الكبرى 4/167 .
(6) السنن الكبرى 4/167-168 .
(7) في التاريخ الكبير 5/36 .
(8) في سننه ( 1620 ) ، وفي إحدى روايتيه : (( عن عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله )) .
(9) هُوَ أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم قاضي أصبهان ، من مصنفاته " المسند الكبير " و " الآحاد والمثاني " ، توفي سنة ( 287 ه ) .
الجرح والتعديل 2/67 ، وسير أعلام النبلاء 13/430 ، وتذكرة الحفاظ 2/640 .(11/4)
عاصم (1) ، وابن خزيمة (2) ، والطحاوي (3) ، وابن قانع (4) ، والطبراني (5) ، والحاكم (6) ، وابن الأثير (7) ، من طريق بكر بن وائل ، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير ، عن أبيه .
وأخرجه أبو نعيم (8) ، وابن حزم (9) من طريق بكر بن وائل ، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة بن أبي صُعير ، عن أبيه .
وأخرجه أبو نعيم (10) من طريق بحر السقاء ، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة ابن صعير ، عن أبيه .
ثم إن الحديث قَدْ اختلف فيه اختلافاً غير هذا ، واضطرب في إسناده فقد أخرجه الدارقطني(11)من طريق سفيان بن عيينة،عن الزهري،عن ابن أبي صعير ، عن أبي هريرة،به .
وأخرجه عبد الرزاق (12)، وأحمد(13)، والبخاري(14)، والطحاوي في شرح المعاني (15)، والدارقطني (16) ، والبيهقي (17) عن معمر ، عن الزهري ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، به موقوفاً ثم قال - يعني : معمراً - : وبلغني أن الزهري كان يرويه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وأخرجه الدارقطني (18) ، من طريق سليمان بن أرقم (19)
__________
(1) في الآحاد والمثاني ( 629 ) .
(2) صحيح ابن خزيمة ( 2410 ) .
(3) في شرح مشكل الآثار ( 3412 ) و ( 3413 ) .
(4) في معجم الصحابة 3/919 ( 210 ) .
(5) في المعجم الكبير ( 1389 ) .
(6) في المستدرك 3/279 .
(7) في أسد الغابة 1/241 .
(8) في معرفة الصحابة ( 1367 ) .
(9) في المحلى 6/122 .
(10) في معرفة الصحابة ( 1367 ) .
(11) في سننه 2/148 .
(12) في مصنفه ( 5761 ) .
(13) في المسند 2/277 .
(14) في تاريخه الكبير 5/37 .
(15) شرح معاني الآثار 2/45 .
(16) في سننه 2/149-150 .
(17) السنن الكبرى 4/164 .
(18) في سننه 2/150 .
(19) هُوَ أَبُو معاذ سليمان بن أرقم البصري مولى الأنصار ، وَقِيْلَ مولى قريش : ضعيف .
الأنساب 5/400 ، وتهذيب الكمال 3/261 ( 2475 ) ، والتقريب ( 2532 ) .(11/5)
، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب (1) ، عن زيد بن ثابت .
وأخرجه عبد الرزاق (2) ، والبخاري (3) ، والدارقطني (4) ، من طريق ابن
جريج ، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (5) .
وأخرجه ابن أبي شيبة (6) ، من طريق سفيان بن حسين ، والبخاري (7) ، من طريق إبراهيم بن سعد الزهري ، والطحاوي (8) ، والبيهقي (9) كلاهما من طريق
عبد الرحمان بن خالد وعقيل .
أربعتهم : ( سفيان وإبراهيم وعبد الرحمان وعقيل ) ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، به مرسلاً .
هذا ما استطعت جمعه من طرق الحديث ، وهذه الاختلافات الشديدة مضعفة للحديث للإشعار بعدم ضبط راويه .
والحديث لم يقتصر على الخلاف في سنده ، بل اختلف في متنه ، قال الدارقطني : (( واختلفوا أيضاً في متنه في حديث سفيان بن حسين عن الزهري صاعاً من القمح ، وكذلك قال النعمان بن راشد عن الزهري عن ثعلبة بن أبي صعير ، عن أبيه صاع من قمح عن كل إنسان ، وفي حديث الآخرين نصف صاع قمح، وأصحهما عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب مرسلاً )) (10) .
__________
(1) قبيصة بن ذؤيب بن حلحلة الخزاعي أبو إسحاق أو أبو سعيد المدني ، من أولاد الصَّحَابَة ، وله رؤية ، ولد عام الفتح ، توفي سنة ( 86 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 87 ه ) ، وَقِيْلَ : ( 88 ه ) .
تهذيب الأسماء واللغات 2/56 ، وسير أعلام النبلاء 4/282 و 283 ، والتقريب ( 5512 ) .
(2) مصنفه ( 5785 ) .
(3) في تاريخه الكبير 5/36 .
(4) في سننه 2/150 .
(5) قال البخاري : (( عبد الله بن ثعلبة بن صعير عن النبي مرسل )) . انظر : الإصابة 1/200 .
(6) المصنف ( 10337 ) .
(7) في التاريخ الكبير 5/37 .
(8) في شرح معاني الآثار 2/45 .
(9) في السنن الكبرى 4/169 .
(10) العلل 7/40-41 .(11/6)
قال ابن المنذر : (( لا نعلم في القمح خبراً ثابتاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتمد عليه ، ولم يكن البر بالمدينة ذلك الوقت إلا الشيء اليسير منه ، فلما كثر في زمن الصحابة رأوا أن نصف صاعٍ منه يقوم مقام صاع من شعير وهم الأئمة )) (1) .
وَقَالَ البيهقي : (( وقد وردت أخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صاع من بر ، ووردت أخبار في نصف صاع ، ولا يصح شيء من ذلك ، وقد بينت علة كل واحد منهما في الخلافيات )) (2) .
وَقَالَ ابن عبد البر: (( هذا نص في موضع الخلاف، إلا أنه لم يروه كبار أصحاب ابن شهاب ، ولا من يحتج بروايته منهم إذا انفرد )) (3) .
__________
(1) فتح الباري 3/374 .
(2) السنن الكبرى 4/170 .
(3) الاستذكار 3/154 .(11/7)
الاضطراب في المتن
سبق الكلام أن الاضطراب نوعان : اضطراب يقع في السند ، واضطراب يقع في المتن ، وقد شرحت الاضطراب الذي يعتري الأسانيد . أمّا هنا فسيكون الكلام على النوع الثاني ، وهو الاضطراب في المتن ؛ إذ كَمَا أن الاضطراب يَكُوْن في سند الْحَدِيْث فكذلك يَكُوْن في متنه . وذلك إذا وردنا حَدِيْث اختلف الرُّوَاة في متنه اختلافاً لا يمكن الجمع بَيْنَ رواياته المختلفة ، ولا يمكن ترجيح إحدى الروايات عَلَى البقية ، فهذا يعد اضطراباً قادحاً في صحة الْحَدِيْث ، أما إذا أمكن الجمع فَلاَ اضطراب ، وكذا إذا أمكن ترجيح إحدى الروايات عَلَى البقية ، فَلاَ اضطراب إذن فالراجحة محفوظة (1) أو معروفة (2) والمرجوحة شاذة (3) أو منكرة (4) .
وإذا كان المخالف ضعيفاً فلا تعل رِوَايَة الثقات برواية الضعفاء (5) فمن شروط الاضطراب تكافؤ الروايات (6) .
وقد لا يضر الاختلاف إذا كان من عدة رواة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ يذكر الْجَمِيْع ، ويخبر كُلّ راوٍ بِمَا حفظه عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - (7) . وَلَيْسَ كُلّ اختلاف يوجب الضعف (8) إنما الاضطراب الَّذِي يوجب الضعف هُوَ عِنْدَ اتحاد المدار، وتكافؤ
__________
(1) وهي رواية الثقة إذا خالفها الثقة الأقل حفظاً أو عدداً .
(2) وهي رواية الثقة التي خالفها الضعيف .
(3) وهي رواية الثقة التي خالفها من هو أوثق عدداً أو حفظاً .
(4) وهي رواية الضعيف التي خالفت الثقات .
(5) فتح الباري 3/213 .
(6) فتح الباري 5/318 .
(7) انظر : طرح التثريب 2/30 .
(8) هدي الساري : 347 .(12/1)
الروايات، وعدم إمكان الجمع ، فإذا حصل هذا فهو اضطراب مضعف للحديث، يومئ إلى عدم حفظ هذا الراوي أو الرواة لهذا الحديث . قال ابن دقيق العيد : (( إذا اختلفت الروايات ، وكانت الحجة ببعضها دون بعضٍ توقف الاحتجاج بشرط تعادل الروايات ، أما إذا وقع الترجيح لبعضها ؛ بأن يكون رواتها أكثر عدداً أو أتقن حفظاً فيتعين العمل بالراجح ، إذ الأضعف لا يكون مانعاً من العمل بالأقوى ، والمرجوح لا يمنع التمسك بالراجح )) (1) .
وَقَالَ الحافظ ابن حجر: (( الاختلاف على الحفاظ في الحديث لا يوجب أن يكون مضطرباً إلا بشرطين : أحدهما استواء وجوه الاختلاف فمتى رجح أحد الأقوال قدم ، ولا يعل الصحيح بالمرجوح .
ثانيهما : مع الاستواء أن يتعذر الجمع على قواعد الْمُحَدِّثِيْن ، ويغلب على الظن أن ذلك الحافظ لم يضبط ذلك الحديث بعينه ، فحينئذ يحكم على تلك الرواية وحدها بالاضطراب ، ويتوقف عن الحكم بصحة ذلك الحديث لذلك )) (2) .
وَقَالَ المباركفوري : (( قَدْ تقرر في أصول الحديث أن مجرد الاختلاف ، لا يوجب الاضطراب، بل من شرطه استواء وجوه الاختلاف، فمتى رجح أحد الأقوال قدم )) (3).
وقد يكون هناك اختلاف ، ولا يمكن الترجيح إلا أنه اختلاف لا يقدح عند العلماء لعدم التعارض التام، مثل حديث الواهبة نفسها، وهو ما رواه أبو حازم (4)، عن سهل بن سعد ، قال : جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إني قَدْ وهبت لك من نفسي ، فقال رجلٌ : زوجنيها ، قال : ((قَدْ زوجناكها بما معك من القرآن)).
__________
(1) فتح الباري 5/318 .
(2) هدي الساري : 348-349 .
(3) تحفة الأحوذي 2/91-92 .
(4) هو :سلمة بن دينار ، أبو حازم الأعرج التمار ، المدني مولى الأسود بن سُفْيَان ،ثقة ، عابد ، مات في خلافة المنصور . تهذيب الكمال 3/244 (2434) ، و التقريب (2489).(12/2)
فهذا الحديث تفرد به أبو حازم (1) ، واختلف الرواة عنه فِيْهِ فبعضهم قال :
(( أنكحتُكها )) وبعضهم قال : (( زوجتكها )) ، وبعضهم قال : (( ملكتكها )) ، وبعضهم قال : (( مُلِّكْتَها )) وبعضهم قال: (( زوجناكها )) ، وبعضهم قال: (( فزوجه )) ، وبعضهم قال : (( أنكحتك )) ، وبعضهم قال : (( أملكتها )) ، وبعضهم قال : (( أملكتكها )) ، وبعضهم قال : (( زوجتك )) ، وبيان ذلك في الحاشية (2)
__________
(1) نص على ذلك ابن حجر في نكته على ابن الصلاح 2/808 .
(2) أخرجه مالك ( ( 411 ) برواية عبد الرحمان بن القاسم ، ( 318 ) برواية سويد بن سعيد ، ( 1477 ) برواية أبي مصعب الزهري بلفظ : (( زوجتكها )) ، و ( 1498 ) برواية الليثي بلفظ : (( أنكحتكها )) . تفرد الليثي بمخالفة أصحاب مالك .
وأخرجه الشافعي في المسند ( 1117 ) بتحقيقنا ، وفي طبعة العلمية : 246 ، وأحمد 5/336 ، والبخاري 3/132 ( 2310 ) و7/22 ( 5135 ) و 9/151 ( 7417 ) ، وأبو داود ( 2111 ) ، والترمذي (1114) ، والنسائي 6/123 وفي الكبرى ، له ( 5524 ) ،والطحاوي في شرح المعاني= =3/16 ، وابن حبان ( 4093 ) ، والبيهقي 7/144 و 236 و 242 ، والبغوي ( 2302 ) جميعهم رووه عن مالك وفيه : (( قَدْ زوجتكها )) .
أخرجه الدارمي ( 2207 ) ، والبخاري 6/236 ( 5029 ) عن عمرو بن عون وفيه (( زوجتكها )) ، والبخاري 7/24 ( 5141 ) عن أبي النعمان ، والطبراني ( 5934 ) عن أبي الربيع الزهراني وفيه
(( ملكتكها )) ، ومسلم 4/144 ( 1425 ) ( 77 ) عن خلف بن هشام وفيه (( مُلِّكتها )) .
جميعهم: ( عمرو بن عون ، وأبو النعمان ، وأبو الربيع الزهراني ، وخلف بن هشام ، رووه عن حماد بن زيد بن أبي حازم .
وأخرجه البخاري 7/21 ( 5132 ) ، والطبراني في الكبير ( 5951 ) من طرق عن الفضيل بن سليمان عن أبي حازم وفيه (( زوجتكها )) .
وأخرجه ابن أبي شيبة ( 16358 ) عن حسين بن علي ، والطبراني في الكبير ( 5980 ) من طريق ابن أبي شيبة عن حسين بن علي وفيه (( ملكتكها )) ، ومسلم 4/144 ( 1425 ) ( 77 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي وفيه (( زوجتكها )) ، عن زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي عن أبي حازم .
وأخرجه ابن ماجه ( 1889 ) عن عبد الرحمان بن مهدي وفيه (( زوجتكها )) ، والدراقطني 3/248-249 عن أسود بن عامر وفيه (( أنكحتكها )) . كلاهما ، عبد الرحمان بن مهدي ، وأسود بن عامر ، عن سفيان الثوري عن أبي حازم .
وأخرجه الحميدي ( 928 ) ، والطبراني في الكبير ( 5915 ) من طريق الحميدي ، والدارقطني 3/248-249 عن علي بن شعيب ، والبيهقي 7/144 عن ابن أبي عمر ، و7/236 عن سعدان بن نصر ، وفيه : (( زوجتكها )) ، وأحمد 5/330 ، والبخاري 7/26 ( 5149 ) عن علي بن عبد الله ، ,النسائي 6/91-92 عن محمد بن منصور ، وفيه (( أنكحتكها )) ، والنسائي 6/54-55 وفي الكبرى ، له (5308 ) و(11412) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، وابن الجارود ( 716 ) عن ابن المقرئ ، والطحاوي في شرح المشكل (2476)، عن ابن المقرئ و(2477) عن محمد بن منصور ، وفيه (( فزوجه بما معه )) ، وأبو يعلى ( 7522 ) عن إسرائيل ، والطحاوي في شرح المعاني 3/17 ، وفي شرح المشكل (2475 ) عن أسد بن موسى ، وفيه (( أنكحتك ) ، ومسلم 4/144 ( 1425 ) ( 77 ) عن زهير بن حرب وفيه (( مُلِّكْتها )) ، والنسائي في الكبرى ( 5525 ) عند محمد بن منصور وفيه : (( أنكحتها )) .
جميعهم ( الحميدي ، وعلي بن شعيب ، وابن أبي عمر ، وسعدان بن نصر ، وأحمد ، وعلي بن عبد الله ، ومحمد بن منصور ، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وإسرائيل ، وأسد بن موسى، وزهير بن حرب )، رووه عن سفيان بن عيينه عن أبي حازم .
وأخرجه البخاري 7/8 ( 5087 ) عن قتيبة و 7/201-202 ( 5871 ) عن عبد الله بن مسلمة ، والطبراني ( 5907 ) عن إبراهيم بن محمد الشافعي وفيه : (( ملكتكها )) ، ومسلم 4/143 ( 1425 ) (76) عن قتيبة وفيه: (( مُلِّكتها )) ، ثلاثتهم ( قتيبة، وعبد الله بن مسلمة، وإبراهيم بن محمد الشافعي )) . رووه عن عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم .=
=وأخرجه البخاري 7/17 (5121) عن سعيد بن أبي مريم وفيه : (( أملكناكها )) ، والطبراني
(5781) ، من طريق سعيد بن أبي مريم وفيه : (( أنكحتكها )) ، رواه سعيد بن أبي مريم عن محمد بن مطرف ( أبي غسان ) عن أبي حازم .
وأخرجه البخاري 6/237 ( 5030 ) عن قتيبة بن سعيد ، والنسائي 6/113 ، وفي الكبرى ، له (5505) و (5506) و (8061) عن قتيبة بن سعيد وفيه (( ملكتكها )) ، ومسلم 4/143 (1425) (76) عن قتيبة بن سعيد وفيه (( مُلِّكتها )) ، رواه قتيبة بن سعيد عن يعقوب بن عبد الرحمان القاري عن أبي حازم .
وأخرجه أحمد 5/334 عن عبد الرزاق ، وعبد الرزاق ( 12274 ) عن معمر ، وأبو يعلى (7521) ، والطبراني في الكبير ( 5927 ) عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق ، وفيه (( أملكتكها )) ، والطبراني ( 5961 ) عن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق وفيه (( ملكتكها )) .
* تنبيه : وقع في مسند أحمد طبعة إحياء التراث العربي 6/457-458 وفيه (( أملكتها )) ، وفي طبعة مؤسسة الرسالة 37/487 ، وفيه (( أملكتكها )) وهي كذلك في طبعة الأفكار الدولية 4/1694 .
رواه عبد الرزاق عن معمر عن أبي حازم .
وأخرجه الطبراني في الكبير ( 5750 ) عن الليث عن هشام بن سعد عن أبي حازم وفيه (( زوجتكها )) .
وأخرجه الطبراني في الكبير ( 5938 ) من طريق محمد بن أبان عن مبشر بن مكسر عن أبي حازم وفيه
(( فقد زوجتك )) .
وأخرجه مسلم 4/144 ( 1425 ) ( 77 ) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أبي حازم وفيه
(( ملكتها ))(12/3)
.
ومع هذا فلم يقدح هذا الاختلاف عند العلماء ، قال الحافظ ابن حجر: (( وأكثر هذه الروايات في الصحيحين ، فمن البعيد جداً أن يكون سهل بن سعد - رضي الله عنه - شهد هذه القصة من أولها إلى آخرها مراراً عديدة ، فسمع في كل مرة لفظاً غير الذي سمعه في الأخرى (1) .
بل ربما يعلم ذلك بطريق القطع – أيضاً – فالمقطوع به أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل هذه الألفاظ كلها في مرة واحدة تلك الساعة ، فلم يبق إلا أن يقال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفظاً منها، وعبر عنه بقية الرواة بالمعنى )) (2) .
__________
(1) القطع بذلك ظاهر لتفرد أبي حازم عن سهل ، به .
(2) النكت على كتاب بن الصلاح 2/809-810 .(12/4)