1-بعض ما يُقال عن كيد المرأة .
(...السؤال...)
انتشر بين الناس الحديث عن مكر النساء ، وأنهن أقوى من الشيطان نفسه ، وعبارات كثيرة على هذا النمط ...
مثلا : آخر ما يموت من المرأة لسانها . والشيطان تلميذ المرأة ... وغيره الكثير ، وهي نقطة أثارها البعض في أحد المنتديات مستدلين بقوله تعالى : ( إن كيدكن عظيم ) وهذا عن كيد المرأة ، أما قوله تعالى عن كيد الشيطان : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا )
شيخنا الفاضل .......... هلا تكرمتم بتوضيح هذه النقطة الهامة للجميع ، وأن تسمح للجميع بنشرها حتى تتضح المفاهيم
(...الجواب...)
وفيك بورك نعم أختي الفاضلة هذه كلمات تنتشر بين بعض الناس : آخر ما يموت من المرأة لسانها ! والشيطان تلميذ المرأة ... ! وغيره الكثير وأذكر أن أحد الشباب يُردد مقولة أخرى : الشيطان بلع كل شيء إلا المرأة وقّفت في حَلْقِهِ !!
لا شك أُخيّتي أن المرأة شقيقة الرجل كما ثبت بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وإن قيلت تلك المقالات فقائلها لا يخلو من أمرين : إما أن يكون قالها في امرأة معيّنة .
وإما أن يكون قد أطلق اللفظ وعمّم الحُكم . فإن كان الأول فهو وارد ، إذ الآية واضحة في ذلك ، فهي قد وَرَدَتْ في حكاية قصة يوسف مع امرأة العزيز ، وكذب امرأة العزيز على يوسف عليه السلام ، بعد أن راودته عن نفسه وغلّقت الأبواب ...
قال تعالى : ( فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ) فهذا حكاية قول عزيز مصر آنذاك فمن كانت كذلك كان كيدها عظيما غلّقت الأبواب وراود ذلك الشاب وشقّت قميصه وادعت زورا وبهتانا أنه أراد بها سوءاً كما في قصة جريج وخبره في الصحيحين وكيف أن تلك البغي رمَتْه بما هو منه برئ ، فادّعت أنه زنا بها وأنها حملت منه ، حتى أظهر الله براءته .(1/1)
فمن كانت على مثل ما كانت عليه تلك النسوة فكيدها عظيم وإن كان الثاني فقد ظلم المرأة فليست المرأة تلميذة الشيطان ، ولكنها إحدى حبائله ، خاصة إذا أغواها الشيطان وأغوى بها . فما ترك النبي صلى الله عليه وسلم فتنة أضر على الرجال من النساء .
ومن النساء مَن لا يعرف الشيطان عليهن سبيلا ولا شك أن في النساء صالحات عفيفات غافلات عما يُراد بهن . ولذا قال الإمام النووي في شرح قوله صلى الله عليه وسلم " وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " : والمراد بالمحصنات هنا : العفائف . وبالغافلات : الغافلات عن الفواحش وما قُذِفْنَ به . انتهى كلامه - رحمه الله - .
فالمؤمنات في غفلة عن كل أذى ، وعن كل ما يخدش الحياء . ومن النساء : أمهات المؤمنين والصحابيات والصالحات من بعدهن ومنهن من تتلمذ على أيديهن العلماء الأفذاذ ، بل فيهن من تربى على يديها العلماء ، فلهن الفضل بعد الله على هذه الأمة . واليوم هناك من نساء الأمة الصالحات منهن من تتمنى أن تُقتل شهيدة في سبيل الله ومنهن من تحمل هم الأمة ومنهن من تحمل هم الدعوة ومنهن من هي حريصة على طلب العلم تتمنّى أن تُفني نفسها في طلبه ومنهن ،،، ومنهن ...
ولاستعراض بعض النماذج والأمثلة المعاصرة أنصح بسماع شريط : المرأة والوجه الآخر للشيخ خالد الصقعبي وفقه الله . وحكاية قول امرأة العزيز يُشبه حكاية قول بلقيس . فقد حكى الله سبحانه وتعالى قول بلقيس عندما قالت عن نبي الله سليمان ( قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ )(1/2)
ومعلوم أن الإفساد لا ينطبق على نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه ليس من المفسدين . ثم إن المكر والكيد يكون من الرجال كما يكون من النساء ولذا قال الله عز وجل : ( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ) واشترك القوم بالرأي والمكيدة ، فهو إفساد الطبقة المتنفّذة المتسلّطة ، ولذا قال سبحانه : ( قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )
والتبييت قتله ليلا فهم خفافيش الظلام التي يبهرها النور فلا تستطيع أن تتحرك وتعمل إلا تحت جُنح الظلام . وأكثر من حكى الله عنهم المكر والكيد في القرآن الكريم هم من الرجال حتى وصف الله عز وجل مكر الكُفّار بالمكر الكُبّار قال سبحانه وتعالى عن قوم نوح : ( وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا ) ثم يرد السؤال هنا : هل المرأة إلا جزء من الرجل ؟؟
فتكوينها جزء من تكوينه وطبيعتها جزء من طبيعته فإن انتقصها الرجل أو احتقرها فهي منه وإليه مِنْهُ خُلِقت ومنها خٌلِق وهل الرجل إلا وليد المرأة ؟؟ فهي أمه وهي أخته وهي زوجته وهي ابنته
والله تعالى أعلى وأعلم .
**************************
2-صِحّة الدعاء المُسمّى بالدعاء المختار
(...السؤال...)
ما صحة الدعاء المسمى بالدعاء المختاار؟؟؟؟؟؟
وهذا هونصه تقريبا _إن لم يكن فيه أي نقص_
بسم الله الرحمن الرحيم(1/3)
الحمد لله الواحد القهار العزيز الجبار الرحيم الغفار لا تخفي عليه الأسرار ولا تدركه الأبصار وكل شيء عنده بمقدار لا إله إلا الله الملك الحق المبين ، لا إله إلا الله العدل اليقين ، لا إله إلا الله ربنا ورب آبائنا الأولين ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير ، لا إله إلا الله إقرار بوحدانيته ، سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم يا نور السماوات والأرض ، يا عماد السماوات والأرض ، يا جبار السماوات والأرض ، ياديان السماوات والأرض ، يا وارث السماوات والأرض ، يا مالك السماوات والأرض ، يا عظيم السماوات والأرض ، يا قيوم السماوات والأرض ، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ، اللهم لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام ،..أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، الحمد لله الذي لا يرجي إلا فضله ولا رازق غيره ، اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي ، وتكشف بها كربي ، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري وتغني بها فقري ، وتذهب بها شري وتكشف بها همي وغمي وتشفي بها سقمي وتقضي بها ديني ، وتجلو بها حزني ، وتجمع بها شملي ، وتبيض بها وجهي ، يا أرحم الراحمين .. اللهم إليك مددت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل توبتي وارحم ضعف قوتي واغفر خطيئتي ، واقبل معذرتي واجعل لي من كل خير نصيباً والي كل خير سبيلا..اللهم لا هادي لمن أضللت ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ولا باسط لما قبضت ولا مقدم لما أخرت ولا مؤخر لما قدمت .اللهم أنت الحليم فلا تعجل ، وأنت الجواد فلا تبخل ، وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام وأنت المجير فلا تضام ،ارزقني توبة خالصة أنال بها رضاك ، وأزل(1/4)
حجاب الغفلة عن قلبي حتى أراك ، اللهم إني أعوذ بك أن أضل في هداك أو أهان في حماك أو أفقر في غناك أو أذل ولك الملك إنك علي كل شيء قدير . اللهم لا تحرمني سعة رحمتك وسبوغ نعمتك ، وشمول عافيتك وجزيل فضلك ولا تمنع عني عطاياك لسوء ما عندي ولا تجازني بقبيح عملي ولا تعاملني بما أنا أهله ولكن عاملني بما أنت أهله ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك ، ولا تخيبني وأنا أرجوك ، اللهم إني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم ويا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا ويا رحيم الآخرة ، ارحمني برحمة تغنيني بها عمن سواك .. اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر والأول والآخر والظاهر والباطن ، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين ، اللهم إني أسألك مسألة البائس الفقير وأدعوك دعاء المفتقر الذليل ، لا تجعلني بدعائك رب شقياً ، وكن بي رؤوفاً رحيماً يا بر المسئولين يا أكرم المعطين يا رب العالمين ، اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل اعصمني من فتن الدنيا ووفقني لما تحب وترضي وثبتني بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ، ولا تضلني بعد إذ هديتني وكن لي عوناً ومعيناً وحافظاً وناصراً اللهم استر عورتي وأقل عثرتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين ، اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر علي الأعداء ومرافقة الأنبياء والفوز بالجنة والنجاة من النار يا رب العالمين ، اللهم إني أسألك يا رفيع الدرجات يا منزل البركات يا فاطر الأرض والسماوات ، يا من ضجت إليك الأصوات بأصناف اللغات لا تبخل علي في دار البلاء إذا نسيني أهل الدنيا والأهل(1/5)
والغرباء ، واعف عني ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسي روحك ونجيك وبتوراة موسى وإنجيل عيسي و**ور داوود وفرقان محمد (ص) وبكل وحي أوحيته أو سائل أعطيته أو ضال هديته أسألك باسمك الطاهر المطهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر ، أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع ، سبحا ن الذي تقدس عن الأشباه ذاته ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته ، واحد لا من قلة ، موجود لا من علة ، بالبر معروف وبالإحسان موصوف ، أول بلا ابتداء وآخر بلا انقضاء ، ولا ينسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات ولا توهنه السنون ، كل المخلوقات قهر عظمته ، وأمره بين الكاف والنون بذكره أنس المخلصون ، وبرؤيته تقر العيون وبتوحيده ابتهج الموحدون هدي أهل طاعته إلي صراطه المستقيم ، وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم ويري حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم ، ويسبحه الطير في وكره ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره ، وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره وتطمئن القلوب الوجلة بذكره وكشف ضره ومن آياته أن تقوم الساعة بأمره أحاط بكل شيء علما وغفر ذنوب المسلمين كرماً وحلما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، اللهم اكفنا بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير ، يا نعم المولي ويا نعم النصير غفرانك ربنا إليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك جل وجهك وعز جاهك تفعل ما تشاء بقدرتك وتحكم ما تريد بعزتك يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين أغثنا بجاه محمد (ص) ، ارزقنا يا خير الرازقين ، استرنا يا خير الساترين، أيقظنا يا خير من أيقظ الغافلين ، أصلحنا يا من أصلح الصالحين يا قرة عين العابدين لا إله إلا أنت عدد ما(1/6)
رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه سبحان من هو محتجب عن كل عين ، سبحان من هو عالم بما في جوف البحار ، سبحان من هو مدبر الأمور سبحان من هو باعث من في القبور سبحان من ليس له شريك ولا نظير وهو علي كل شيء قدير ، اللهم صلي علي محمد واجعلنا علي الإسلام ثابتين ولفرائضك مؤيدين وبسنة نبيك محمد متمسكين وللزكاة فاعلين ولرضاك مبتغين وبقضائك راضين وإليك راغبين برحمتك يا أرحم الراحمين ، لا إله إلا أنت راحم المساكين ومعين الضعفاء ومثيب الشاكرين الحمد لله جبار السماوات عالم الخفيات منزل البركات قابل التوبات مفرج الكربات كريم مجيد ، اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصري والشياطين منهزمين عني والصالحين قرنائي والعلماء أصفيائي والجنة مأواي والفوز نجاتي ، برحمتك يا أرحم الراحمين .. اللهم اجعل صباحنا خير صباح ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت، اللهم يا كبير فوق كل كبير قيا سميع يا بصير يا خالق السماوات والأراضين والشمس والقمر المنير يا عصمة اليائس الخائف المستجير ويا رازق الطفل الصغير يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد أسألك وأدعوك دعاء البائس الفقير ودعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك ومفتاح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسني وأسرارها المتصلة أن تغفر لي وترحمني تسترني وتكشف همي وغمي وحزني وتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصةً وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شر الدنيا والآخرة وأن تفرج عني كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتفضي حوائجنا برحمتك يا أرحم الراحمين وصلي الله علي سيدنا محمد نبي الرحمة وعلي أله وصحبة وسلم .
(...الجواب...)
لا يجوز الدعاء بهذا الدعاء لِما اشْتَمل عليه مِن مَحَاذِير ، وقَوَادَح في العقيدة !وقد تضمّن هذا الدُّعَاء مِن الْمحَاذِير :
1 - السؤال بِالْمَخْلُوقِين !(1/7)
وذلك في قوله : (اللهم إني أسألك بمحمد نبيك وإبراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسي روحك ونجيك وبتوراة موسى وإنجيل عيسي وزبور داوود وفرقان محمد (ص) وبكل وحي أوحيته أو سائل أعطيته أو ضال هديته)
فلا يَجوز أن يُسأل الله بأحَدٍ مِن خَلْقِه ، لا نَبِيّ مُرْسَل ولا مَلَك مُقرَّب . قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) .
وتَمَعَّن في هذه الآية حيث لم تُجْعل الإجَابة فيها للرَّسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فقد ورد قبلها آيات وبعدها آيات سُئل فيها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسئلة جاءته الإجابة مُصدّرة ـ ( قل ) ، أما هذه الآية فصُدِّرت بـ ( فَإِنِّي قَرِيبٌ ) ؛ وما ذلك إلاَّ لأنَّ الدُّعَاء عِبادةٌ مَحْضَة ، لا يَجُوز صَرْفها لغير الله ، وحتى لا يُتوهّم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم واسِطَة بَيْن الْخَلْق والْخَالِق في ذات العبادة ، فََجاء الْجَوَاب بِالتَّأكِيد : ( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) ولَم يَقُل سبحانه وتعالى : فَقَل ، أي يا محمد .
2 - السؤال بِجاه محمد صلى الله عليه وسلم
وذلك في قوله : (أغثنا بجاه محمد)وهذا قد سبق الجواب عنه وتفصيل القول فيه هنا :
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=&ref=833
وسبق الجواب عن :ما صحة حديث : أن آدم عليه السلام قد تَوَسَّل بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ؟
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=&ref= 832
3 - اختِصار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بِحرف ( ص ) ! وهذا مكروه لا يُتقرَّب به إلى الله ؛ فإنَّ الله أمَر بالصلاة والسلام عليه .
وهذا سبق التنبيه عليه هنا :(1/8)
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=&ref= 407
4 - تَسْمِيَة مَلَك الموت بـ (عزرائيل) ولا يصح في تسميته حديث ، وجاءت تسميته في الكِتاب والسنة بـ ( مَلَك الموت ) .
5 - التَّكَلُّف الواضِح في طُول هذا الدعاء ، وكان مِن هَدْيِه صلى الله عليه وسلم عَدَم التَّكَلُّف في الدعاء .
قالت عائشة رضي الله عنها : كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يَسْتَحِبّ الْجَوَامِعَ مِنَ الدّعَاءِ ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِك . رواه أحمد وأبو داود .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الدُّعاء ليس كلّه جائزاً ، بل فيه عُدوان مُحَرَّم ، والْمَشْرُوع لا عدوان فيه ، وأنَّ العُدوان يَكُون تارة في كَثرة الألفاظ ، وتَارة في المعاني . اهـ .
وهذا فيه رسالة هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat= 14&book= 8
والله تعالى أعلم .
[هذا على وجه الإجمال .. لأني لَم أتتبّع الدعاء تتبُّعا دقيقا ! ]
******************************
3-حول حديث [ أُمِرت أن أُقاتِل الناس حتى يأتوني مسلمين ]
(...السؤال...)
أنا دائما ما اتحدث عن سماحة الدين الاسلامى حتى مع غير المسلمين، ودائما ما اقول اننا غير مامورين بمقاطعتهم والاساءة لهم طالما لم يسيئو لنا
ثم فوجئت ان اخى يقول لى ان هناك حديث فى البخارى يقول: امرت ان اقاتل الناس حتى ياتونى مسلمين، فهل هذا صحيح؟؟
انا لا اصدق ان هذا الكلام صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتقد انه حديث مكذوب، لانه ينافى ثوابت فى القران، ويخالف العديد من الآيات
فهل كلامي صحيح؟ أم أن هذا الحديث صحيح؟ بالله عليكم أفيدوني
(...الجواب...)
صحيح أن الإسلام دِين يُسْر وسَماحَة ، ولكنه ليس دِين خُضُوع وخُنُوع ! دِين يُسر وسَماحة وإحسان إلى الْخَلْق - بما في ذلك البهائم - لكن هذا مَع غير الْمُحارِبين .(1/9)
وهذا التفريق جاء في القرآن وفي السنة . قال تعالى : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) .
وفي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : قدمت عليّ أمي وهي مُشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصِل أمي ؟ قال : نعم ، صِلي أمك .رواه البخاري ومسلم .
كما أنَّ مِن أهل الزكاة ( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ) وهم من يُرجى إسلامهم فيُعطون رجاء إسلامهم ، أو دفعًا لشرّهم .
ويجوز أن يُهدي المسلم الهدية للكافر، فقد رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حلة سيراء عند باب المسجد ، فقال : يا رسول الله لو اشتريت هذه ، فلبستها يوم الجمعة ، وللوفد إذا قدموا عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة . ثم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حلل ، فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حلة ، فقال عمر : يا رسول الله كسوتنيها ، وقد قلت في حُلّة عطارد ما قُلت . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أكْسُكَها لِتَلْبَسها ، فَكَسَاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخًا لَه بِمكة مُشْرِكا . رواه البخاري ومسلم .
وأما مَن حَارب الإسلام ووقف في وجه أسْلَمة الناس وتَعْبِيد العِبَاد لِربِّهم فقد اخْتَار قرار الْحَرْب بِنفسه ، فصار مُحارِبا .(1/10)
والإسلام رسالة عالمية ، وهو دعوة إلى الناس كافّة ، مِن عرب وعَجم ، ومن أهل كِتاب ووثنيين ، ومِن أحمر وأسود ، بل ومِن إنْس وجِنّ . قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) .
وبعثة الأنبياء جميعا إنما كانت لأجل عِبادة الله ، وتحقيق التوحيد في الأرض . قال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) .
وهذه مهمة الرُّسُل ، فَكُلّ نبي أمَر قَوْمه بالتوحيد فقال : اعبدوا الله .
ونبينا صلى الله عليه وسلم قال : أُمِرْت أن أُقَاتِل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويُقِيموا الصلاة ، ويُؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عَصَمُوا مِنِّي دَماءهم وأموالهم إلاَّ بِحَقّ الإسلام ، وحِسَابهم على الله . رواه البخاري ومسلم .
وهذا حديث صحيح ، بل في أعلى دَرجات الصِّحَّة ، فإن أعلى درجات الصِّحَّة ما أتَّفَق على إخراجه البخاري ومسلم .
وهذا أصْل دَعوات الأنبياء ، أنهم دعوا الناس إلى عِبادة الله ، وإلى تَرْك الشِّرْك ، وأذِن الله لهم في جِدال عَدوِّهم وجِلاده . فـ " الْمُعَارِضُون الْمُدَّعُون للحَقّ فَنَوْعَان :
نَوْع يُدْعَون بِالْمُجَادَلة بِالتي هي أحْسَن ، فإن اسْتَجَابُوا ، وإلاَّ فَالْمُجَالَدَة ؛ فهؤلاء لا بُدّ لَهم مِن جِدَال أوْ جِلاد ، ومَن تَأمَّل دَعْوة القُرْآن وَجَدَها شَامِلَة لِهَؤلاء الأقْسَام، مُتَنَاوِلَة لَها كُلّها ، كَمَا قَال تَعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .
فَهَؤلاء الْمَدْعُوُّون بِالكَلام ، وأمَّا أهْل الْجِلاد فَهم الذِين أمَرَ الله بِقِتَالِهم حتى لا تَكُون فِتْنَة ، ويَكُون الدِّين كُلّه لله . كَما قال ابن القيم .(1/11)
وعلى المسلم أن لا يُسارِع ويُبادِر إلى إنْكار ما يَجهله ، فإنه قد يُنكر حَديثا صحيحا فيكون بذلك قد ردّ حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ومَن كان كذلك كان على خَطر عظيم .
قال تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
قال أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل : أتدري ما الفتنة ؟ الفِتنة الشِّرْك ، لعله إذا ردّ بعض قَوله أن يَقَع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك .( يعني إذا ردّ بعض قول النبي صلى الله عليه وسلم ) .
والله تعالى أعلم .
*******************************
4-رفع الأجهزة عن الميت دماغيًا موت ( اكلنيكي )
(...السؤال...)
سؤالي عن حكم رفع الأجهزة عن الميت دماغيا وما نسميه الموت (اكلينيكيا) ؟
صدرت فتوى هيئة كبار العلماء في السعودية 1417 هجري، نصت على الآتي: «عدم جواز الحكم بموت الإنسان الموت الذي تترتب عليه أحكامه الشرعية بمجرد تقرير الأطباء أنه مات دماغيا حتى يعلم انه مات موتا لا شبهة فيه تتوقف معه حركة القلب والنفس مع ظهور الإمارات الأخرى الدالة على موته يقينا، لأن الأصل حياته فلا يعدل عنه إلا بيقين..»
وافتى جماعة اخرى منهم المنيع انه لا ينبغي إبقاء الأجهزة عليه لما فيه من إطالة الأذى على المريض، واعتبر إبقاء الأجهزة على المتوفى دماغيا نوعا من أنواع تعذيب المريض وإبقاءه ما بين الحياة والموت مما لا يتفق مع كرامة الإنسان
انا عندي فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله بعدم الجواز وهذا ما اعمل به، بقوله رحمه الله: بحفظ الضروريات الخمس كما في قول الله عز وجل: ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)) (النساء: 29) وقوله سبحانه : ((ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)) (الأنعام : 151) فالموت هو مفارقة الروح الجسد، فمن خرجت روحه فهو الميت شرعا والمتوفي دماغيا يعتبر من الاحياء إذ ان الروح لم تفارق الجسد(1/12)
بينما وجدت بمقال الشيخ الدكتور خالد المشقيح ذاكرا.. قول أكثر الفقهاء المعاصرين بالجواز واستدلوا على ذلك بأدلة منها: أن بقاء هذه الأجهزة على مثل هذا المريض لا حاجة إليه ، لأن هذه الأجهزة أصبحت هي التي تعمل بالبدن .
وأيضاً: قالوا : هذه الآلات تطيل عليه ما يؤلمه من حالة النزع والاحتضار. وأيضاً: قالوا : هذه الأجهزة تسبب زيادة تألم أقاربه وذويه ، فتجدهم يتألمون لحاله ويحزنون لما صار إليه .
وأيضاً : قالوا : هذه الأجهزة وهذه الغرفة المجهزة وراءها تكاليف باهضة ولا طائل تحتها فتجد أنها تكون لأناس محدودين ، فلو أنه أُتي بشخص آخر تُستنقذ حياته بحيث يكون وجوده في هذا المكان فيه فائدة . بخلاف هذا الشخص الذي مهما طال به الزمن فإنه لا فائدة من بقاء هذه الأجهزة عليه .
فماذا أفعل يا شيخ,, إذ أننا بالمستشفى نختلف باختلاف أينا اخذ من قول، فأنا لا أقبل بينما المناوبة بعدي تقبل وهنا أقف بموقف منتهى الحرج
(...الجواب...)
كيف يكون القول بِالجواز هو قول أكثر الفقهاء المعاصرين ، وهيئة كِبار العلماء أفْتَتْ بِعدم الجواز ؟وقول الهيئة وقول الشيخ عبد العزيز رحمه الله هو الصواب في المسألة ، وذلك لِعِدّة اعتبارات :
الأول : أنَّ الْمُتوفَّى دِماغيًا ليس مَيّتا حقيقة .. وأعرف شخصيا رجلا حُكم عليه بالوفاة الدماغية وقرّر الأطباء ذلك ، ولم يبق إلا أن يُوافق أبناؤه على التبرّع بأعضائه !
وبعد فترة من الغيبوبة وتقرير الوفاة الدماغية شَفَاه الله وعافاه .. وهو الآن يعيش حياة طبيعية .. أسأل الله له طول العمر مع زيادة في العمل الصالح . فتقرير الوفاة في مثل هذه الحالات ليس قطعيا ..
ثانيا : أنّ نَزْع الأجهزة عن الْمُتوفَّى دِماغيًا جِناية عليه ؛ لأنّ له حقّ البقاء في الحياة ما لَم تخرُج روحه ، بل لو اعتدى عليه إنسان وقتله فقد قتل معصوم الدمّ .(1/13)
ثالثا : ما يُقال : إنّ بَقاء الأجهزة يزيد في حَسرته غير صحيح ، بل قد يَكون سَببا في شفائه .
رابعا : أن بقاء المريض على قيد الحياة يُكتب له به الأجر ، فهو مأجور في مرضه ، وقد يكون سببا في تكفير سيئاته . فإزالة الأجهزة جناية على المريض وتفويت هذه الفُرَص عليه .
وأما قولهم : أن بقاء هذه الأجهزة على مثل هذا المريض لا حاجة إليه ، لأن هذه الأجهزة أصبحت هي التي تعمل بالبدن .فهذا غير صحيح . لأن هذه الأجهزة لا تعمل على الْمَيِّت ولا تُجدي شيئا ! فإن هذه الأجهزة تعمل بالإضافة إلى ما في ذلك الإنسان مِن حياة ، أما إذا مات فليس لها أثر !
وقولهم : هذه الأجهزة تسبب زيادة تألم أقاربه وذويه ، فتجدهم يتألمون لحاله ويحزنون لما صار إليه .
فأقول : في هذا الألَم له ولِذَويه أجْر ومَثوبة ، وتكفير ذُنُوب .
وفي الحديث : ما يُصيب المؤمن مِن وَصب ولا نَصب ولا سَقَم ولا حَزَن حتى الْهَمّ يُهِمُّه إلاَّ كُفِّر بِه مِن سيئاته . رواه البخاري ومسلم .
وقولهم : إن هذه الأجهزة قد يُستنقذ بها حياة مريض آخر . فالجواب عنه : أن المريض الآخر ليس أحقّ بالبقاء من هذا المريض ! فَكما لا يجوز لمسلم أن يَقتل آخر لِضمان حياته ، فلا يَجوز رفع الأجهزة عن مريض لبقاء حياة آخر .
وقولهم : هذه الآلات تطيل عليه ما يؤلمه من حالة النَّزع والاحتضار .فأقول : هذا غير صحيح . لأن حياة الإنسان عموما مُحدّدة ، فإذا جاء أجله وحضرت الملائكة لِنَزْع روحه ، فإن هذه ألأجهزة لا تردّ قَدَر الله ، ولا تُؤخّر عمل الملائكة !
وعلى أهل الاختصاص من الأطباء ومَن في حُكمهم في المستشفيات أن يتّقوا الله في المرضى ، ولا يأخذوا بمجرد الظنّ .. ولا يرفعوا الأجهزة عن مريض إلا بعد فتوى معتبرة من دار الإفتاء ، لأن هذا الأمر يتعلّق بحياة إنسان مسلم ، فقد يحمل مَن يرفع عنه الأجهزة وِزْر قَتْل نفس مؤمنة .
والله تعالى أعلم .
***************************(1/14)
5-صحة مقولة عند وقوع الزنا فإن الشمس تتوقف عن الحركة
(...السؤال...)
سؤال من إحدى الأخوات: سمعت يوم أمس بمعلومة كانت جديدة وغريبة بالنسبة لي فأود أن اعلم مدى صحتها . ألا وهي ( عند وقوع الزنا فان الشمس تتوقف عن الحركة لذلك يظهر لنا أحيانا أن النهار طويل) !!
فما مدى صحة هذه العبارة لمن لديه المعرفة بذلك
(...الجواب...)
هذا غير صحيح .. بل هو خُرافة . والزنا يَقع كل يوم بل قد يكون كل لحظة ، خاصة في بلاد الكُفْر والعُهْر والفُجُور ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . والشمس تجري لِمستقرّ لها ، ولا يَطول النّهار ويقصر إلاَّ وفْق سُنن ربانية كونية ثابتة .
وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين خسَفَت الشمس :إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ، ثُمَّ قَالَ : يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ! وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ .
ولا شكّ أن الزنا ذَنْب عِظيم وجُرْم خِطير ، وهو سَبب مِن أسباب الْهَلاك ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا إِلاَّ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . رواه الإمام أحمد . وحسَّنه الألباني .
والزنا فِعل يستَقْبِحه الحيوان البهيم .. فكيف بالإنسان السَّوِيّ ؟ وسبق أن كتبت مقالا بعنوان :
ما هذا الفعل الذي يَسْتَقْبِحه الحيوان البهيم ؟
والله تعالى أعلم .
****************************
6-هل ندع النار مشتعلة أم ندفنها في الرحلة
(...السؤال...)
اذا كنت في رحلة برية واردنا الرحيل هل ندع النار مشتعلة أم ندفنها ؟؟ لأنه انتشرفي بعض المنتديات في المواضيع الخاصة بالرحلات(1/15)
فمنهم من يقول :يجب ترك النار وعدم دفنها ( لان معظم الجن تأكل الجمر ) وتعتبر ضيافة لمن حولك من الجن ترك النار مشتعلة
وبعضهم يقول :يجب ان تدفنها لأنها تسبب تجمع الجن في هذا المكان
(...الجواب...)
ما يُقال عن الجن هنا ليس بصحيح !فالذي جاء في الأحاديث أن مُسلِمي الجن يأكلون مِن الطّعام والعِظام ما ذُكِر عليه اسْم الله ، والشياطين يأكلون ما لَم يُذْكر عليه اسْم الله .
وفي الحديث أن الجنّ سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الزَّاد ، فقال : لكم كل عظم ذُكِر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفَر ما يكون لَحْمًا ، وكل بَعْرَة عَلَف لِدَوَابِّكم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم . رواه مسلم .
وأما تَرْك النار مُشْتَعِلَة فقد جاء النهي عن ترك النار مُشْتَعِلَة في البيوت . خَمِرُّوا الآنية ، وأوكوا الأسْقية ، وأجيفوا الأبواب ، وأكفتوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخَطفة ، وأطفئوا المصابيح عند الرُّقاد فإن الفويسقة ربما اجْتَرَّت الفتيلة فأحْرَقت أهل البيت . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي موسى قال احْتَرق بَيت على أهله بالمدينة مِن الليل ، فلما حُدِّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال : إن هذه النار إنما هي عَدُو لكم ، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم . رواه البخاري ومسلم .
وأما في البَرّ فإذا كان هناك من يتضرر بالنار مِن إنسان أو حيوان ، أو يُخشى مِن انتشارها ؛ فتُطْفأ ، والقاعدة : الضرر يُزال . وأما إذا لم يكن مِن تركها ضرر فلا بأس بتركها لأن مآلها إلى أن تنطفي بنفسها .
والله تعالى أعلم .
****************************
7-هل ندع النار مشتعلة أم ندفنها في الرحلة
(...السؤال...)
اذا كنت في رحلة برية واردنا الرحيل هل ندع النار مشتعلة أم ندفنها ؟؟ لأنه انتشرفي بعض المنتديات في المواضيع الخاصة بالرحلات(1/16)
فمنهم من يقول :يجب ترك النار وعدم دفنها ( لان معظم الجن تأكل الجمر ) وتعتبر ضيافة لمن حولك من الجن ترك النار مشتعلة
وبعضهم يقول :يجب ان تدفنها لأنها تسبب تجمع الجن في هذا المكان
(...الجواب...)
ما يُقال عن الجن هنا ليس بصحيح !فالذي جاء في الأحاديث أن مُسلِمي الجن يأكلون مِن الطّعام والعِظام ما ذُكِر عليه اسْم الله ، والشياطين يأكلون ما لَم يُذْكر عليه اسْم الله .
وفي الحديث أن الجنّ سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الزَّاد ، فقال : لكم كل عظم ذُكِر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفَر ما يكون لَحْمًا ، وكل بَعْرَة عَلَف لِدَوَابِّكم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم . رواه مسلم .
وأما تَرْك النار مُشْتَعِلَة فقد جاء النهي عن ترك النار مُشْتَعِلَة في البيوت . خَمِرُّوا الآنية ، وأوكوا الأسْقية ، وأجيفوا الأبواب ، وأكفتوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخَطفة ، وأطفئوا المصابيح عند الرُّقاد فإن الفويسقة ربما اجْتَرَّت الفتيلة فأحْرَقت أهل البيت . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أبي موسى قال احْتَرق بَيت على أهله بالمدينة مِن الليل ، فلما حُدِّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال : إن هذه النار إنما هي عَدُو لكم ، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم . رواه البخاري ومسلم .
وأما في البَرّ فإذا كان هناك من يتضرر بالنار مِن إنسان أو حيوان ، أو يُخشى مِن انتشارها ؛ فتُطْفأ ، والقاعدة : الضرر يُزال . وأما إذا لم يكن مِن تركها ضرر فلا بأس بتركها لأن مآلها إلى أن تنطفي بنفسها .
والله تعالى أعلم .
*****************************
8-تسمية صوت القرّاء بالصوت الملائكي و غير ذلك
(...السؤال...)(1/17)
إحدى الأخوات حفظها الله لفت انتباهها الوصف الذي يوصف به صوت القرّاء (قيثارة السماء)!!(الصوت الملائكي)!! (امام تبكيه المآذن العشر)!! (صوت وألحان من السماء)!! (الحنجرة الذهبية الأسطورية)
وتسأل ما الحكم في ذلك جزاك الله خير، وهل يجوز ان نقول (لحن) القرآن مع العلم الذي لدينا أن اللحن هو التحريف
(...الجواب...)
التَّشبِيه لا يقتضي مُشابهة الْمُشَبَّه بالْمُشَبَّه به ، فقد جاء في الأحاديث تشبيه الوَحْي بِصوت صَلصلة الْجَرَس ، مع أنه جاء النهي عن اتَّخاذ الْجَرَس .
وجاء تشبيه رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة برؤية القمر ليلة البدر . وعلى هذا فليس في التشبيه محذور إذا عُلِم أن الْمُشَبَّه لا يستلزِم مُاشبَهة الْمُشَبَّه به مِن كُلّ وَجْه .
ويبقى المحذور في إطلاق تلك ألأوصاف ، فمثلا قولهم : (قيثارة السماء)!! هل للسماء قيثارة ؟!
(الصوت الملائكي)!! وهل سَمِع أحد أصوات الملائكة لِيُشبِّه بها ؟ قد يتخيَّل الإنسان أصوات الملائكة ، وتبقى في حيِّز الغيب بالنسبة لنا ، أما الصحابة رضي الله عنهم فقد سَمِعوا أصوات الملائكة .
وأما قولهم : (إمام تبكيه المآذن العشر)!!هذا محمول على المجاز ، وإلا فإن المآذن لا تبكي على أحد . والذي جاءت به الأخبار أن السماء والأرض تبكي العابِد إذا مات ، كما في تفسير قوله تعالى : (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) .
وقولهم : (صوت وألحان من السماء)!! لا يُوصَف القرآن بأنه ألْحان ، وإنما الألحان للأغاني ونحوها .
والله تعالى أعلم .
****************************
9-حُكم رمي الأظافر بعد قصّها
(...السؤال...)
هل صحيح بأن من يرمي أظافره بعد قصها حرام وأنه يوم القيامة ستلتقط هذه الاظافر بأشفار الأعين ؟
(...الجواب...)
هذا غير صحيح ، ولَم يَرِد شيء صحيح بِخصوص قُلامة الظُّفْر ، لا مِن حيث دَفنها ، ولا مِن حيث أنها تُلتقط يوم القيامة .(1/18)
وقد رُوي فيها : ادفنوا دماءكم وأشعاركم وأظفاركم لا تلعب بها السحرة . وهو حديث موضوع مكذوب كما بيّنه الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع ، وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة .
وصَحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث في تقليم الأظافر ، ولم يَرِد في حديث صحيح الأمر بدفنها ولا بالْتِقاطِها .
وبناء على ذلك فيجوز أن تُرمى في النفايات ، ولا حرج في ذلك .
ويُقال مثل ذلك في ما يُقصّ مِن الشَّعر أو ما يتساقَط منه .
والله تعالى أعلم .
***************************
10-صحة قصة السجادة التي تصلي و التي تمّ تصويرها
(...السؤال...)
انتشر هذا الموضوع عن سجادة تصلي، فما تعليقكم على الموضوع
قبل فتره بسيطه انتشرت مقاطع فيديو لسجاده تصلي، يقال إن المشهد التقط لها في مدينة الفلوجة لما جو الناس يصلون الفجر ( وجدوها تصلي ) البعض قالوا تركيب ، والبعض الآخر يقولون سبحان الله
(...الجواب...)
كُنت رأيت هذه الصورة الْمُتَحَرِّكَة قبل شهر ، أي في أواخِر شهر ذي الحجة من عام 1427 هـ ، وعلّقتُ بتعليق طريف قلت فيه : تعال إلى عالم الخرافة .. وصدق كل شيء كان يُقال :حَدِّث العاقِل بما لا يُعقَل ، فإن صَدَّق فلا عَقْل له ! ننعَى على الرافضة والصوفية تصديق الخرافة .. ثم نَقَع فيما وَقَعُوا فيه !!
إن هذا لشيء عُجَاب ..وأمْر آخر .. وهو هل السجادة مُكلَّفَة حتى تُصلِّي ؟ والصلاة مِن شأن الْمُكلَّفِين . ومن جهة ثالثة رأيت أمام السجادة يقِف أكثر من شخص .. فلو كانت الصورة حقيقة وليست ألعوبة .. هل كان هؤلاء سيقِفُون أم يَهْرُبُون ؟!(1/19)
والْمُؤسِف أن مثل هذه الخرافات تُنسَب أحيانا إلى قُدْرَة الله ! فتجد من يُكثر التسبيح ! ويقول : الله قادِر ! ونحو ذلك من العِبارَات .. ويجب أن يُفرَّق بين الكرامة وبين الْخُرافة .. فالْكَرَامَة يُنَزِّلُها الله لِحُجَّة أو لِحاجَة ، كما قرَّرَه أهل العِلْم . فالْحُجَّة تُقام على أعداء الله ، والْحاجة لِتَثْبِيت أولياء الله .
وقد يَجْتَمِع الأمْرَان في الكرامة . ومثل ما يُزعَم أنه سُجادة تُصلي ليس فيه إقامة حُجّة ، وليس فيه حاجة ! وبالمناسبة فقد رأيت مِن هذا القَبِيل تُفاحة كُتِب عليها اسم الله .. فعقّبتُ على الموضوع بِقولي : أحيانا تبلغ بنا الغفْلة أن نُصدِّق كل شيء !
شجرة راكعة ! بطيخة كُتب عليها ( لا إله إلا الله ) السُّحُب تَشَكّلت على شكل صورة الشيخ ... !! اسم فلان على التمر !! لفظ الجلالة على تُفاحة .. إلى غير ذلك .. مما تُسْتَغْفل به العقول .. أو يُراد أن يُضحك بنا مِن خلالها !والْمُتَقَرِّر عند أهل السنة والجماعة أن الله يُجري الكَرَامة لِحُجَّة أو لِحاجة .
لِحُجَّة : لإقامة الْحُجّة على أعدائه
لِحَاجَة : لِتَثْبِيت أوليائه
فأي حُجّة أو حاجَة في تُفاحة أو بطيخة أو تمرة تُؤكَل ثم تذهب ؟؟ !
وهذه التفاحة يُقال إنها مِن الصِّين .. ثم رَدّ أحد الإخوة - وهو يعيش في الصِّين - ، فقال :كفاكم يا إخوان إطلاق عنان خيالكم ... الله الخالق غني عن كتابة إسمه على تفاحة .
عموما ... أخوكم أسامة مقيم في الصين منذ مايقرب 5 سنوات وقد أسترعى إنتباهي هذا الموضوع وبحكم معرفتي بالخضار والفواكه الصينية حيث يقوم المزارعون بإلصاق لصقة سوداء مكتوب عليها باللون الشفاق بالكلمات التي يريدون طباعتها على الفاكهة قبل أن تنضج ...(1/20)
وهذا ماحصل ياإخوان وأردت تأكيد ذلك فقمت فورا بمخاطبة صديق صيني أعرفه وأرسلت له الصورة وطلبت منه أن يكتب لي المعنى لتلك الكلمة والتي هي بتدخل الإنسان أي بوضع اللصقة على الفاكهة قبل أن تنضج فرد على بهذا الرد :
Dear Mr.Shaban,
The words on that apple means" SELENIUM". Selenium is a trace mineral needed in small amounts for good health, but exposure to much higher levels can result in neurological effects.
Best wishes!
أي أنه حسب المذكور أن هذه التفاحة تحتوي على نسبة كافية صحيا من معدن السيلينيوموهي بالطبع مظافة للفاكهة بطريقة ما... في السماد أم جينيا...
المهم هذا ليس هو موضوعنا وإنما الموضوع هو أن الكلمات الصينية متشابكة جدا ولو أردنا إطلاق عنان خيالنا لوجدنا الكثير والكثير من هذه الأشياء التي تؤدي إلى مفاهيم خاطئة .
**********************
11-زواج المرأة مِن النصراني .
(...السؤال...)
الإسلام أباح للرجل يتزوج من مسيحية اويهودية من اهل الكتاب يعني، طيب ليش ما اباح للمرأة كذلك ؟
راح تقولوا الولد ينسب لأبوه طيب الأم ما تاثر والرسول ذكر قي حديثه :من عاشر قوما اربعين يوما صار منهم
الأم تأثيرها كبير جدا يعني الإسلام اهتم بالناحية الإسمية فقط انه ينسب لأبوه طيب والأم وتأثيرها على عقيدة الطفل؟
(...الجواب...)
أولا : لا يُقال في حقّ النصراني ( مسيحي ) ولا يُقال في حقّ النصرانية ( مسيحية )
وهذا سبق التنبيه عليه هنا :
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/19.htm
ثانيا : الإسلام أجاز زواج المسلم مِن الكِتابية ( اليهودية أو النصرانية ) لِكون المرأة تكون تحت الرجل (اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ) ، والإسلام يَعْلُو ولا يُعلى عليه ، قال تعالى : (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا) .(1/21)
ولهذا السبب لم يُجِز الإسلام أن تكون المسلمة تحت الكِتابي ( اليهودي أو النصراني ) ؛ لأنها ستكون في موطن ضعف ، ولِكون الإسلام يَعلو ولا يُعلى عليه .
بالإضافة إلى ما يَصْبو إليه الإسلام مِن إدخال الناس في دِين الله ، وإنقاذهم مِن النار ، وغالبا الرجل يُؤثِّر على المرأة ، وتتأثّر المرأة بِقَرار الرجل ، ولذلك تجد أن الغالب أن النساء على أديان الرِّجال .
ولذلك يُعامَل النساء والصبيان على أنهم تَبَع لِوالديهم .
والْحُكم للغالب .
وإذا كان الأمر كذلك كان تأثير الأم على الطفل ضعيف ؛ لأن الطفل غالبا يتأثر بالمجتمع المحيط به ، ويتأثّر بِوالدِه ، مع أن الغالب في الكِتابية إذا عاشَتْ بين المسلمين ، وكانت في ذمّة رجل مسلم أنها تُسلِم ، فينتفي أصلا هذا الاعتراض .
كما أن الولد أصلا تَبَع للأب لو حدث انفصال بينهما ، هذا إذا اخْتَلف دِين الأبوين ، بمعنى : لو كانت الأم يهودية أو نصرانية وحصل انفصال بين الزوجين ، فالولد تَبَع لأبيه .
وتأثير الإسلام أقوى مِن تأثير تلك الأديان .
وفي بعض دول أوربا يتزّوج بعض أبناء المسلمين من بنات النصارى ، فما يلبثن أن يُسْلِمن ، مع أنهن في بلادهن ، وبِكامل حُرّيتهنّ ، وهذا هو الغالب ، وليست حالات نادرة !
فعلى مرّ التاريخ تُسلِم الأعداد الكبيرة مِن النصارى ، وهناك من يُسلِم من اليهود ، لكن من يرتدّ عن دينه من المسلمين ويتحوّل إلى اليهودية أو النصرانية أنْدَر مِن الغُرَاب الأعصَم !
ثالثا : " من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم " ليس حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يَجوز أن يُنسَب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَولاً إلاَّ بعد التأكّد مِن صِحّته .
والله تعالى أعلم .
***********************************
12-عدم الثقة بالنفس والتردد والخجل والحرج والخوف
(...السؤال...)
ماحُكم هذا الموضوع
وصية لغرس الثقة والتغلب على الخوف والخجل(1/22)
إن أكبر مشكلة تواجه الإنسان سواء كان مدرباً أو محاضراً أو خطيباً مبتدئاً هو عدم الثقة بالنفس والتردد والخجل والحرج والخوف والرهبة أمام المستمعين، لذا فإنه يمكننا أن نوصي بالوصايا الخمسين التالية:
• استعن بالله تعالى، واخلص عملك له، واسأله التوفيق والتيسير .
• اقرأ شيئاً من كتاب الله تعالى قبل المثول بين يدي المشاركين .
• صل ركعتين ثم ارفع يديك بالدعاء .
• اطلب الدعاء من والديك أو من أهل بيتك .
• تصدق قبل المحاضرة، أو امسح على رأس اليتيم، أو تقرب إلى الله بأي عمل صالح .
• استغفر الله من ذنوبك ومعاصيك .
• تبرأ من حولك وقوتك، والجأ إلى حول الله وقوته، وتوكل عليه وحده .
(...الجواب...)
ليس في النقاط الأولى ما يُلحَظ إلا القول بـ ( الثقة بالنفس ) فإن هذا محَلّ تعقّب ؛ لأن مِن لوازِم التوكّل على الله والبراءة مِن الْحَول والقوة إلى حول الله وقوّته - أن لا يَثِق الإنسان بنفسه ، وسبق التفصيل في هذه المسألة هنا :
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=239
فإن صلاة ركعتين والاستعانة بالصلاة في الثبات على الأمر أمْر وارد ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبَه أمر فَزِع إلى الصلاة .
قال ابن كثير في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) قال : إن الصلاة مِن أكبر العَون على الثبات في الأمر . اهـ .
وكذلك الصدقة مما تُفرَج به الشدائد ، ومثله المسح على راس اليتيم ، وهو مما يُستعان به على قضاء الحوائج ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : أتُحِبّ أن يَلِين قَلبك وتُدْرِك حَاجتك ؟ ارْحَم اليتيم ، وامسح رأسه ، وأطعمه مِن طعامك ، يَلِن قلبك ، وتُدْرك حَاجتك . رواه الطبراني وغيره . وصححه الألباني .(1/23)
ولِمَا رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَجلا شَكَا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه ، فقال : امسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين .
قال ابن حجر : وسَنده حَسن .
وكذلك الاستغفار والتوبة إلى الله ، فإن الإنسان إنما يُؤتَى مِن قِبَل ذنوبه ، كما قال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) .
وسبقت الإشارة إلى هذا المعنى في مقال بعنوان : إنْ لَمْ تُزِل الْحَجَر تَعَثَّرتَ به
وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/278.htm
والله تعالى أعلم .
*****************************
13-مصطلحات تنجيزى قديم او حادث صلوحى قديم
(...السؤال...)
فى دراسة علم العقيدة قابلتنى مصطلحات ارجو توضيحها لاننى وقفت عندها كثرا وهى
تنجيزى قديم اوحادث_صلوحى قديم او حادث
-ما المقصود بفرقة الحشوية او الحنابلة؟
وجزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم الاسلام والمسلمين
(...الجواب...)
هذه مُصطلحات كلامية ، وما أكثر المصطلحات الكلامية التي أدخلها المتكلِّمون في قضايا العقيدة ، وهي لا تَمُتّ لها بِصِلَة ، بل هي مما عَقَّد فهم عِلْم العقائد ، في حين يُراد تبسيط المسائل وتوضيح المقاصِد للناس ، وليس العكس .
وأما مصطلح " القديم " فهو يُراد به ما يُقابِل " الحديث " .
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية : " القديم " ليس مِن أسْمَاء الله تعالى . " وقد أدْخَل المتَكَلِّمُون في أسْمَاء الله تَعالى " القَديم " وليس هو مِن الأسْمَاء الْحُسْنَى ، فإنَّ " القَدِيم " في لُغَة العَرَب - التي نَزَل بِها القُرآن - هو الْمُتَقَدِّم عَلى غَيره " . اهـ .(1/24)
وأما " الحنابلة " فليست فِرقة ، بل هُم أتْبَاع الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، ومن كان على مذهبه ، واشْتَهَر عنهم منابذتهم لأهل البِدَع ، حتى في القرون الْمُتقدِّمَة ، ولا غرابة فالإمام أحمد رحمه الله ثَبَت يوم الْمِحنَة - بِتثبِيت الله له - وقَمَع الله بِه البِدعة ، ونصَر به السُّنَّتة ؛ فصار يُعرف بـ " إمام أهل السنة " .
وأتْبَاع المذاهب الأخرى يُنسبون إليها ، فأتباع مذهب أبي حنيفة يُقال لهم : الأحناف ، أو الْحَنَفيِة .
وأتْبَاع مذهب الإمام مالك يُقال لهم : المالِكيّة .
وأتْبَاع مذهب الإمام الشافعي يُقال : الشافعية .
وأما وصْف " الحشوية " فهو مما وصَفَتْ به الْمُبْتَدِعَة أهلَ السنة !
ويَعنون به أنهم حَشْو وزيادة في الوجود !
وهذه طريقة أهل الجاهلية الذين كانوا يُسمّون مَن أسْلَم " صابئا " !
قال ابن القيم :
ومن العجائب قولهم لمن اقتدى = بالوحي مِن أثَر ومِن قُرآن
حَشَوية يَعنون حَشْوًا في الوُجو = د وفَضْلة في أمة الإنسان
ويظن جِاهلم بأنهم حَشْوًا = رَبّ العباد بِداخل الأكوان
إذ قولهم فوق العباد وفي السما = ء الرب ذو الملكوت والسلطان
ظن الحمير بأن (في) للظرف والـ = رحمن مَحْوِيّ بِظَرْف مَكان
كم ذا مُشَبِّهة وكَم حَشوية = فالبُهْت لا يَخفى على الرحمن
يا قوم إن كان الكتاب وسُنة الْـ = مُختار حَشْوًا فاشهدوا ببيان
إنا بحمد إلهنا حَشوية صِرف = بلا جَحْد ولا كتمان
تَدْرُون مَن أولى بهذا الاسم = وهو مناسب أحواله بِوزان
مَن قَد حَشَى الأوراق والأذهان مِن = ِدع تُخَالِف مُوجب القرآن
هذا هو الْحَشَويّ لا أهل الحديث = أئمة الإسلام والإيمان
قال ابن أبي عيسى في شرح النونية :(1/25)
وقد فَسَّر الناظم معنى الحشوية بِقوله : يَعْنُون حَشوا في الوجود وفَضْلة الخ ، أي : أن الْمُعَطِّلَة يَعْنُون بِقَولهم حَشَوية أن الْمُثْبِتَة حَشْو في الوجود وفَضْلة في الناس ، وجُهَّالهم يَظُنون أن معنى الحشو أنهم بقولهم أن الله سبحانه في السماء وفوق خَلقه قد حَشَوا رَب العباد بالأكوان ، وهذا معنى قوله : " ظن الحمير " الخ . اهـ .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :
وحاصل هذه الأبيات أن أعداء الحق وخُصوم السنة وأضداد الكِتاب والسُّنة يُلَقِّبون سِلف الأمة الْمُتَمَسِّكِين بالكتاب والسنة بِلَقب الحشوية ، فالخواض منهم يَقصدون بهذا الاسم أن المسمى به حَشْو في الوجود وفَضْلة في الناس ، لا يُعبأ بهم ولا يُقام لهم وَزن ! إذ لم يَتبعوا آراءهم الكَاسِدة وأفكارهم الفاسِدة .
وأما العوام منهم فيظنون أن تسمية السلف بالحشوية لقولهم بالفوقية ، وكون الإلة في السماء ، بمعنى أنهم اعتقدوا - وحاشاهم - أن الله تعالى حَشْو هذا الوُجود ، وأنه داخل الكون - تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا - وهذا بهتان عظيم على أهل الحديث ، على أن هدا القول لم يَقُل به أحَد ، وأعداء الحق في عصرنا هذا على المسلك الجاهلي ، فَتَرَاهم يَرْمُون كُلّ مَن تَمَسَّك بالكتاب والسنة بِكُلّ لَقب مَذموم بين المسلمين ، والله المستعان على ما يَصفون . اهـ .
والله تعالى أعلم .
تعقيب مِن صاحب السؤال
ولكنى لم افهم جيدا ما تفضلت وذكرته بالنسبة للتنجيزى والصلوحى
لان هذين المصطلحين يظهران مثلا عند التحدث عن الصفات فيقال مثلا ان صفة القدرة لها تعلقان
صلوحى قديم:وهو صلاحية القدرة فى الازل للايجاد والاعدام فيما لا يزال
تنجيزى حادث:وهو ايجاد الممكن واعدامه بالفعل فيما لايزال(1/26)
وبالنسبة للحشوية فالنص فى الكتاب الذى امامى عند الحديث عن صفة الكلام(اما الحشوية ومن سموا انفسهم حنابلة فقد قالو ان كلام الله هو الحروف والاصوات المتوالية المترتبة وهى فى رايهم قديمة لانها صفة الله القديم)
ارجو زيادة التوضيح وجزاكم الله خيرا وارجو الا اكون اثقلت على سيادتكم
ملحوظه: التوضيح مهم لانى اقوم بتدريس مادة العقيدة فى المدارس الثانوية والطلاب يستفسرون عن هذة المصطلحات التى لم تقابلنى ابدا عن دراستى
جواب الشيخ ..
هذه كما أسلفت مُصْطلحات كلامية ، والمطلوب - حفظك الله - تقريب العقيدة وتبسيطها للناس ، وليس العكس .
وتلك المصطلحات الكلامية لا تُعطِي المتعلِّم سوى فلسفة ، وآراء عفا عليها الزمن !
أما عقيدة أهل السنة والجماعة فهي واضحة ، لا لَبْس فيها ولا غموض ، وهي واضِحة من غير إدخال لمصطلحات كلامية ، ومشَارِب فلسفية .
وإذا كنت تقوم بالتعليم فالمطلوب إيصال المعلومة ، وتقريب العُلوم وتبسيطها .
وعليك أن تحرص على تدريس عقيدة أهل السنة والجماعة ، وأن يفهم الطلاّب الحق قبل أن يدخلوا في متاهات الباطل ، وقبل أن يبتلِعوا شُبُهات لا يستطيعون بعد ذلك أن يتقيأوها !
وما يتعلّق بما أسموه بـ " الحشوية " سبق الجواب عنه ، وبيان المراد به ، وأنهم يَنبزون به أهل الحق للتنفير منهم ومما يحمِلون مِن حق وصِدق في المعتقد !
والله تعالى أعلم .
*****************************
14-قول عبارة (لا قدر الله) و (لا سمح الله)
(...السؤال...)
كثيرا ما نسمع ونردد هذه العبارتين ( لا قدر الله ) أو ( لا سمح الله )
فما الحكم الشرعي لاستعمالهما ؟
(...الجواب...)
قولهم : لا قَدَّر الله . يقصدون بها الدعاء أن يَصْرِف الله ذلك الشيء ولا يُقَدِّره . وهذا القول له وَجْه ، وهو سؤال الله ردّ القضاء ؛ لأن القضاء إنْفَاذ الْمُقَدَّر ، كما قال المناوي .(1/27)
وأما قول : لا سَمَح الله . فقد نَهى عنها بعض مشايخنا ، وعَللَّوا ذلك بأن لفظ السَّمَاح يُوهِم معنى فاسِدا ، ولذلك مَنعوا منها .
فقد سُئل فضيلة شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله : ما رأيكم في هذه العبارة "لا سمح الله"؟
فأجاب رحمه الله قائلا : أكْره أن يقول القائل : " لا سمح الله " ؛ لأن قوله :" لا سمح الله" ربما تُوهم أن أحداً يُجْبر الله على شيء فيقول " لا سمح الله" ، والله - عز وجل - كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا مُكْرِه له" ... والأولى أن يقول : " لا قدر الله " بَدلاً مِن قوله : " لا سمح الله" ؛ لأنه أبعد عن تَوهم ما لا يَجوز في حق الله تعالى .
وسئل رحمه الله : ما حكم قول : " لا قدر الله " ؟
فأجاب رحمه الله بقوله : " لا قدر الله " معناه الدعاء بأن الله لا يقدر ذلك ، والدعاء بأن الله لا يقدر هذا جائز، وقول : "لا قدر الله" ليس معناه نفي أن يقدر الله ذلك، إذ إن الحكم لله يقدر ما يشاء، لكنه نفي بمعنى الطلب فهو خبر بمعنى الطلب بلا شك ، فكأنه حين يقول : " لا قدر الله" أي أسأل الله أن لا يقدره ، واستعمال النفي بمعنى الطلب شائع كثير في اللغة العربية ، وعلى هذا فلا بأس بهذه العبارة . اهـ .
وقال الشيخ بكر أبو زيد -وفّقه الله - عن قول : لا سمح الله ?
قال : مِن المستعمل في الوقت الحاضر ، ولم أرَه عند مَن مضى ، وظاهر أنه تَركيب مولد ، يريدون : لا قَدَّر الله ذلك الأمر . والوضع اللغوي لمادة ( سمح ) لا يُسَاعِد عليه ، والله أعلم . اهـ .
والله تعالى أعلم .
*****************************
15-ماهو حكم المرثيات في المنتديات ؟؟؟
(...السؤال...)
أود ثانيا أن أسأل فضيلتكم ( كوني أحد المشرفين على بعض المنتديات ) عن حكم المرثيات التي
يدرجها بعض الأعضاء لرثاء أعضاء آخرين رحمهم الله ورحمنا .. فيأتون كل يوم تقريبا ( لفترات(1/28)
مطولة بعد موت العضو قد تمتد إلى أربعة أو ستة أو عشرة أشهر .. إلخ ) ويرفعون الموضوع
وكأنهم يعزون وفي نفس الوقت داعين للعضو الميت بالإسم وبشكل مسهب ، ومذيلين دعاءهم
بسطر أخير بالدعاء لموتى المسلمين ..
ألا يعتبر هذا العمل من النياحة أو كعزاء فوق ثلاث ؟؟؟
ما حكمه شرعا !!! وهل نأثم لحذفه ؟؟؟
(...الجواب...)
المرثيَّات إذا لم ترتبط بِتاريخ مُعيّن ، فلا بأس بها .
ولا تدخل ضمن النعي المنهي عنه ؛ لأن المنهي عنه في هذا الباب ما يدخل في الكذب من ذِكر مآثر وفضائل لم تكن للشخص ، فتُقلَب الحقائق !
ومن المنهي عنه والداخل في النياحة الاجتماع وتجديد الأحزان .
وسبق الجواب عن هذا السؤال :
تعزية من مات له ميت عن طريق الشبكة ( الانترنت )
هل هو مِنْ النياحة أو مِنْ النعي ؟؟
وجوابه هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/17.htm
ولا تُحدّ التعزية بثلاثة أيام ، ولا أصل لهذا التحديد .
والله تعالى أعلم .
*****************************
16- كيف أيوب عليه السلام أصبح نبي وهو به مرض منفر
(...السؤال...)
أريد أن أسأل سؤال عن سيدنا أيوب عليه السلام
فقد كان سيدنا أيوب ابتلى في جسده بأنواع البلاء ، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه
ولسانه،
يذكر الله بهما وهو بذلك كان صابر ومحتسب وطال به المرض حتى عافه الجليس ، وأوحش منه الأنيس
وأخرج من بلده ، وانقطع عنه الناس ، ولم يبق معه أحد يحنو عليه سوى زوجته ، كانت
ترعى له حقه ، وتعرف قضاء حاجته وتقوم بمصلحته ..
المعلومه
< من كتاب قصص الأنبياء لابن كثير >
ومن شروط النبوه
عدم المرض المنفر
فكيف سيدنا أيوب عليه السلام أصبح نبي وهو به مرض منفر وهو مرض الجذام ؟؟
(...الجواب...)
ذَكَر غير واحد من المفسِّرين أن الذين تَبِعوا أيوب عليه السلام قبل الابتلاء ثلاثة ، وذَكَروا أنه لَم يَكن يدعو الناس أثناء مرضه ؛ لاشتِغاله بِنفسه .
ثم عُوفي بعد ذلك ، ومَنّ الله عليه ، وعاد كَما كان .(1/29)
وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل .
وأشد الأنبياء بلاء هم أولو العزم مِن الرُّسُل .
وقد يُبتلى النبي ، ولا يَكون لذلك البلاء أثر على دعوته للناس ، ولا على تبليغهم لِدين الله عزّ وَجَلّ .
ثم إن أيوب لَم يَكن يدعو الناس أثناء البلاء ، فلا يَرِد ذلك الاعتراض وفقّك الله .
والله تعالى أعلم .
*****************************
17-هل هذا من العصبية القبلية المذمومة ؟؟
(...السؤال...)
مشكلة أعاني منها وأقلقتني، أسأل الله أن يغفر لي أشعر أن بي بقايا من جاهلية العصبية القبلية ... أتمنى أن أتخلص منها .... أشعر بحبي الشديد لقبيلتي والدفاع عنها ...
رغم أني لا أتهجم على القبائل الأخرى ولا أعيب على أحد شيئاً بلساني، لكن في قلبي أكره بعض القبائل
و أكره أن يعيب أحد قبيلتي وأدافع عنها عند حصول ذلك، هل هذا من العصبية القبلية المذمومة ؟؟
بصراحة سؤال حيرني
(...الجواب...)
ليس هذا مِن العصبية القبلية الْمَقِيتَة ، فَكَون الإنسان يُحِبّ قبيلته ، أو ينتسب إليها لا يُعتبر من العصبية المذمومة . وإنما يُذمّ في هذا الباب أحَد أمْرَين :
الأول : أن يتعصّب لِقَبِيلته بحيث يَكون معها في الخير والشرّ ، على حد قول الشاعر : وما أنا إلاَّ مِن غُزية إن غَوَتْ *** غَويت ، وإن تَرْشُد غُزية أرْشُد !
الثاني : أن يَحمِل هذا الحب للقبيلة صاحِبه على ازْدِراء الناس واحتِقارهم ؛ فهذا ضَرْب مِن الكِبر ، ونوع مِن الخيلاء ، وهو دَعْوى الجاهلية التي جاء الإسلام بِذمِّها .
فإذا كان الانتِساب للقبيلة وحُبّها يَحْمِل صاحبه على الطَّعن في أنساب الناس ، أو التفاخُر عليهم بِحيث يَتعالَى عليهم ؛ فهذا مِن أمور الجاهلية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بقائها في الناس .
قال عليه الصلاة والسلام : أربع في أُمَّتي مِن أمْر الجاهلية لا يتركونهن : الفَخْر في الأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة . رواه مسلم .(1/30)
وأما كُرْه بعض القبائل ، فإن كان لِشيء تُعاب به القبيلة مِن أمور الجاهلية ، فَلَه وَجْه . وإن كان لِغير ذلك ، فلا وَجْه له .
لأن الأصل أن تكون المحبة والموالاة والمعادَاة للمؤمنين بِغضّ النَّظَر عن أصولهم . لأن الميزان الشرعي هو التقوى ، لقوله تبارك وتعالى : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
ولقوله عليه الصلاة والسلام : لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى . رواه الإمام أحمد .
وقال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع : ألاَ كُل شيء مِن أمْر الجاهلية تحت قدمي مَوضوع . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عِبّية الجاهلية وفخرها بالآباء ، مؤمن تقي ، وفاجر شقي ، أنتم بنو آدم ، وآدم من تراب ، ليدعن رِجال فخرهم بأقوام إنما هُم فَحم مِن فَحم جهنم ، أو ليكونن أهْون على الله من الْجُعْلان التي تَدفع بأنْفِها النَّتَن . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
والله تعالى أعلم .
*****************************
18-حكم قول (فلان عايش من قلة الموت )
استفساري عن عبارة مهيب عايش من قلة الموت ؟؟ أو فلان عايش من قلة الموت .هل تجوز هذه العبارة ؟؟
(...الجواب...)
لا تجوز هذه العبارة ؛ لأن الآجال مَضروبة .
قال تعالى : (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلاً) ، وغيرها مِن الآيات الدالة على أن لكل نَفْس أجل .(1/31)
ولَمَّا قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ سَأَلْتِ اللَّهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ ؛ لَنْ يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ ، أَوْ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ ؛ كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ . رواه مسلم .
وكان مِن اعتقاد أهل الجاهلية أن المنايا تَخْبِط كَخَبْط عشواء ، ولذلك يقول شاعرهم :رأيت المنايا خَبْط عَشواء مَن تُصِب *** تُمِتْه ومَن تُخطئ يُعَمَّر فَيَهْرَم
والله تعالى أعلم .
*****************************
19-قال بأنه لا يجوز الاختلاط نهائيا في المنتديات
(...السؤال...)
أحد الأعضاء قال:
بأنه لا يجوز الاختلاط نهائيا في المنتديات وقمت بالرد عليه بما تفضلتم به وكذلك بما قاله أهل العلم ولكنه رد قولي .
فكيف أجيبه وبماذا أرد عليه
(...الجواب...)
يُجاب بأن الرّد في الأصل إلى أهل العِلْم ، وان الله أمَر بِسؤال أهل العِلْم. والرّد إلى العلماء واجِب ، كما قال الإمام القرطبي .
قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) ما نصّه :(1/32)
فأمَرَ تَعَالى بِرَدّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤال العلماء واجبا ، وامتثال فتواهم لازِماً .
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : لا يزال الناس بخير ما عَظَّمُوا السلطان والعلماء ، فإذا عَظَّمُوا هَذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا استخفوا بهذين أفسد دنياهم وأخراهم . اهـ .
وفي تفسير قوله تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ) .
قال رحمه الله : ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي يستخرجونه ، أي لَعَلِمُوا ما ينبغي أن يُفْشَى منه ، وما ينبغي أن يُكْتَم . اهـ .
والتحليل والتحريم يجب أن يحتاط فيه الإنسان ؛ لأن ذلك في حقيقته توقيع عن ربّ العالمين ، كما قرره ابن القيم في كتابه الحافل " إعلام الموقِّعِين عن رب العالمين " .
والله تعالى أعلم
*****************************
.
20-حقيقة أم شبهة تحكيم القوانين من الكفر إلاكبر وَ تكفير الحكام
(...السؤال...)
ما رأيكم وإرشادكم لمن يعتقد بهذا الكلام ؟
(4065 - تحكيم القوانين من الكفر إلاكبر )
(لسماحة مفتي البلاد السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم)(1/33)
ٌإن من الكفر إلاكبر المستبين تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل به الروح إلامين على قلب محمد (ص) ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين لقول الله عز وجل : (فإن تنازعتم في شيءء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله وإلىوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً" (1) وقد نفى الله سبحانه وتعالى إلأيمان عن من لم يحكموا النبي (ص) فيما شجر بينهم نفياً مؤكداًُ بتكرار أداة النفي وبالقسم ، قال تعالى " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيها شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ما قضيت ويسلموا تسليماً" (1)
ولم يكتف تعالى وتقدس منهم بمجرد التحكيم للرسول (ص) حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيءء من الحرج في نفوسهم بقوله جل شأنه : (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ) والحرج الضيق بل لابد من اتساع صدورهم لذلك وسلامتها من القلق وإلاضطراب
ولم يكتف تعالى أيضاً هنا بهذين الأمرين حتى يضموا إليهما (التسليم) وهو كمال إلأنفياد لحكمه (ص) بحيث يتخلوا هاهنا من أي تعلق للنفس بهذا الشيءء ، ويسلموا ذلك إلى الحكم الحق أتم تسليم ولهذا أكد ذلك بالمصدر المؤكد وهو قوله جل شأنه (تسليما) المبين أن لا يكتفي ها هنا بالتسليم . بل لابد من التسليم المطلق وتأمل ما في إلأية وهو قوله تعالى : (فإن تنازعتم في شيءء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله وإلىوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) كيف ذكر النكرة وهي قوله : شيءء) في سياق الشرط وهو قوله جل شأنه : فإن تنازعتم )المفيد العموم فيما يتصور التنازع فيه جنساً وقدراً.
ثم تأمل كيف جعل ذلك شرطاً في حصول إلأيمان بالله وإلىوم الآخر بقوله : (إن كنتم تؤمنون بالله وإلىوم الآخر) . ثم جعل شأنه : (ذلك خير) فشيءء يطلق الله عليه أنه خير لا يتطرق إليه شر أبدا بل هو خير محض عاجلاً أو آجلاً(1/34)
ثم قال : (وأحسن تأويلاً) أي عاقبة في الدنيا والآخرة فيفد الرد إلى غير الرسول (ص) عند التنازع شر محض وأسوأ عاقبة في الدنيا والآخرة .
عكس ما يقوله المنافقون (إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقاًِ) (2) وقولهم (إنما نحن مصلحون) (3) ولهذا الرد الله عليهم قائلاً (إلا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) (3) وعكس ما عليه القانونين من حكمهم على القانون بحاجة العالم بل ضرورتهم إلى التحاكم إل وهذا سؤ ظن صرف بما جاء به الرسول (ص) ومحض استنقاص لبيان الله ورسوله والحكم عليه بعدم الكفاية للنا عند التنازع وسؤ العاقبة في الدنيا والآخرة إن هذا لازم لهم.
وتأمل أيضاً ما في إلأية الثانية من العموم وذلك في قوله تعالى : ( فيما شجر بينهم ) فإن اسم الموصول مع صلته من صيغ العموم عند الأصوليين وغيرهم وذلك العموم والشمول هو من ناحية إلاجناس وإلأنواع كما أنه من ناحية القدر فلا فرق هنا بين نوع ونوع كما أنه لا فرق بين القليل والكثير .
وقد نفى الله إلأيمان عن من أراد التحاكم إلى غيرها ما جاء به الرسول (ص) من المنافقين كما قال تعالى : (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إلىك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيءطان أن يضلهم ضلإلا بعيداً) (1)(1/35)
فإن قوله عز وجل : (يزعمون) تكذيب لهم فيما ادعوه من إلأيمان فإنه لا يجتمع التحاكم إلى غير ما جاء به النبي (ص) مع إلأيمان في قلب عبد أصلاً بل أحدهما ينافي الآخر . و (الطاغوت ) مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ، فكل من حكم بغير ما جاء به الرسول (ص) أو حاكم إلى غير ما جاء به النبي (ص)فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه وذلك أنه من حد كل أحد أن يكون حاكماً ما جاء به النبي (ص) فقط لا بخلافه كما أنه من حد كل أحد أن يحاكم إلى ما جاء به النبي(ص) فمن حكم بخلافه أو حاكم أو حاكم غلي خلافه فقد طغى وجاوز حده حكماً أو تحكيماً فصار بذلك طاغوتاً لتجاوزه حد"
وتأمل قوله عز وجل : (وقد أمروا أن يكفروا به) تعرف منه معاندة القانونيين وإرادتهم خلاف مراد الله منهم حول هذا الصدد فالمراد منهم شرعاً والذي قيل لهم) (2)
ثم تأمل قوله : ( ويريد الشيءطان أن يضلهم) كيف دل على أن ذلك ضلال وهؤلاء القانونيين يرونه من الهدى ، كما دلت إلأية على أنه من إرادة الشيءطان ، عكس ما ينصر القانونيين من بعدهم الشيءطان وأن أوضاعهم مصلحة للأنسان فتكون على زعمهم مرادات الشيءطان هي صلاح الإنسان : ومراد الرحمن وما بعث به سيد ولد عدنان معزولاً عن هذا الوصف ومنحي عن هذا الشأن.
وقد قال تعالى منكراً على هذا الضرب من الناس ومقرراً ابتغائهم أحكام الجاهلية وموضحاً أن لا حكم أحسن من حكمه : (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) (3) فتأمل هذه إلأية الكريمة وكيف دلت على أنه قسمة الحكم ثنائية وأنه ليس بعد حكم الله تعالى إلا حكم الجاهلية الموضح أن القانونيين في زمرة أهل الجاهلية شاءوا أم أبوا بل هم إلاسوأ منهم حإلا وأكذب منهم مثإلا ذلك أن أهل الجاهلية لا تناقض لديهم حول هذا الصدد .(1/36)
وأما القانونيين فمتناقضون حيث يزعمون إلأيمان بما جاء به الرسول(ص) ويناقصون ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً وقد قال الله تعالى في أمثال هؤلاء : (أولئك هم الكافرون حقاًُ واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً)(1)
ثم انظر كيف ردت هذه إلأية الكريمة على القانونيين ما زعموه من حسن زبالة أذهانهم ونحاتة افكارهم بقوله تعالى عز وجل (ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ) قال الحافظ بن كثير في تفسيره هذه إلأية : ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواء من إلاراء وإلاهواء وإلاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ، كما كان أهل الجاهلية يحكمون من الضلإلات والجهإلات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم ، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم (جنكيز خان) الذي وضع لهم كتابا مجموعاً من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من إليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها ، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنية شرعاً متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسول الله (ص)فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير قال تعال: (أفحكم الجاهلية يبغون ) أي يبتغون ويريدون وعن حكم الله يعدلون (ومن أحسن من الله حكماًُ لقوم يوقنون) أي ومن أعدل من الله أحكم الحاكمين وأرحم من الوالدة بولدها فإنه تعالى هو العالم بكل شيءء القادر على كل شيءء العادل في كل شيءء .
أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إلىك"(2) وقال تعالى مخبراً نبيه محمداً (ص) بين الحكم بين إليهود وإلاعراض عنهم إن جاءوه لذلك : ( فإن جاءوك فأحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيءئاً إن حكمت فحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين)(1)(1/37)
والقسط هو العدل ولا عدل حقاً إلا حكم الله ورسوله والحكم بخلافه هو الجور والظلم والضلال والكفر والفسوق ولهذا قال تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)(2) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)(3) (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)(4).
فانظر كيف سجل الله تعالى على الحاكمين بغير ماأنزل الله بالكفر والظلم والفسوق ومن الممتنع أن يسمى الله سبحانه وتعالى بغير ما أنزل الله (كافراً) ولا يكون كافراً بل هو كافر مطلقاً إما كفر عمل وإما كفر اعتقاد.
وما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره هذه إلأية من رواية طاووس وغيره يدل أن الحاكم بغير ما أنزل الله مافراً : إما كفر إلاعتقاد فهو أنواع : "أحدها" : أن يجحد الحاكم بغير ا أنزل الله أحقية حكم الله ورسوله وهو معنى ما روى عن ابن عباس واختاره ابن جرىر أن ذلك هو جحود ما أنزل الله من الحكم الشرعي وهذا لا نزاع فيه بين أهل العلم فإن الأصول المتقررة المتفق عليها بينهم أن من من جحد أصلاً من أصول الدين أو فرعاً مجمعاً عليه أو أنكر حرفاً مما جاء به الرسول (ص) قطعياً فإنه كافر الكفر الناقل عن الملة
(الثاني) أن لا يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله كون حكم الله ورسوله حقاً لكن اعتقد أن حكم غير الرسول (ص) غير الرسول (ص) أحسن من حكمه وأتم واشمل لما يحتاجه الناس من الحكم بينهم عند التنازع أما مطلقاً أو بالنسبة إلى ما استجد من الحوادث التي نشأت عن تطور الزمان وتغير إلاحوال وهذا أيضاً لا ريب أنه كفر لتفضيله أحكام المخلوقين التي هي محض زبالة إلاذهان وصرف نحاتة إلافكار على حكم الحكيم الحميد(1/38)
وحكم الله ورسوله لا يختلف في ذاته باختلاف إلازمان وتطور إلاحوال وتجدد الحوادث فإنه ما من قضية كائنة ما كانت إلا وحكمها في كتاب اللله تعالى وسنة رسوله (ص) نصاً أو ظاهراً أو استنباطاً أو غير ذلك علم ذلك من علمه وجهله من جهله .وليس معنى ما ذكره العلماء من تغير الفئوي بتغير إلاحوال ما ظنه من قل نصيبهم أو عدم من معرفة مدارك الأحكام وعللها حيث ظنوا أن معنى ذلك بحسب ما يلائم إرادتهم الشهوانية البهيمية وأغراضهم الدنيوية وتصوراتهم الخاطئة الويبة ولهذا تجدهم يحامون عليها ويجعلون النصوص تابعة لها منقادة إليها مهما أمكنهم فيحرفون لذلك الكلم عن موضعه وحينئذ معنى تغير الفتوى بتغير إلاحوال وإلازمان مراد العلماء منه ما كان مستصحبة فيه إلاص3ول الشرعية و العلل المرعية والمصالح التي جنسها مراد لله تعالى ورسوله (ص) ومن المعلوم أن أرباب القوانين الوضعية عن ذلك بمعزل وأنهم لا يعزلون إلا على ما يلائم مراداتهم كائنة ما كانت والواقع أصدق شاهد .
(الثالث) : أن لا يعتقد كونه أحسن من حكم الله ورسوله لكن اعتقد أنه مثله فهذا كالنوعيين اللذين قبله في كونه كافراً الكفر الناقل عن الملة لما يقتضيه ذلك من تسوية المخلوق بالخالق والمناقضة والمعائدة لقوله عزوجل : (ليس كمثله شيءء)(1) ونحوها من إلأيات الكريمة الدالة على تفرد الرب بالكمال وتنزيهه عن مماثلة المخلوقين في الذات والصفات وإلافعال و الحكم بين الناس فيما يتنازعون فيه
(الرابع) أن لأيعتقد كون حكم الحاكم بغير ما أنزل الله مماثلاً لحكم الله ورسوله فضلاً عن أن يعتقد كونه أحسن لكن أعتقد جواز الحكم بما يخالف حكم الله ورسوله ، فهذا كالذي قلبه يصدق عليه ما يصدق عليه لا عتقاده جواز كما علم بالنصوص الصحيحة الصريحة القطعية تحريمه(1/39)
" الخامس " وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع ومكايزة لأحكامه ومشاقة لله ولرسوله ومضاحاة بالمحاكم الشرعية إعدادا وإمدادا و أرصادا وتأصيلا
وتفريعا وتشكيلاً وتزيغا وحكما وإلزاما ومراجع مستمدات فكما أن للمحاكم الشرعية مراجع ومستعدات مرجعها كلها إلى كتاب الله وسنة رسول ( ص ) فلهذه المحاكم مراجع هي القانون الملفق من شرائع شتى وقوانين كثيرة في القانون الفرنسي والقانون الأمريكي والقانون البريطاني وغيرها من القوانين ومن مذاهب بعض المدعيين المنتسبين إلى الشريعة وغير ذلك فهذه المحاكم إلأن في كثير من أمصار الإسلام مهيأة مكملة مفتوحة إلابواب والناي إليها أسراب إثر أسراب ، يحكم بينهم بما يخالف السنة والكتاب من أحكام ذلك القانون وتلزمهم به وتقرهم وتحتمه عليهم فأي كفر فوق الكفر وأي مناقضة لشهادة أن محمداً رسول الله بعد هذه المناقضة ؟!!
وذكر أدلة جميع ما قدمنا على وجه البسط معلومة معروفة لا يحتمل ذكرها هذا الموضع
فيا معشر العقلاء ، ويا جماعات إلاذكياء وأولى النهي - كيف ترضون أن نجرى عليكم أحكام أمثالكم وأفكار أشباهكم أو من هم دونكم ممن يجوز عليهم الخطأ بل خطؤهم أكثر من صوابهم بكثير بل لا صواب في حكمهم إلا ما هو مستعد من حكم الله ورسوله نصاً أو استنباطاً تدعونهم يحكمون في في أنفسكم ودمائكم وأبشاركم وأعراضكم وفي أهإلىكم من أزواجكم وذراريكم وفي أموالكم وسائر حقوقكم ويتركون ويرفضون أن يحكموا فيكم بحكم الله ورسوله الذي لا يتطرق إليه الخطأ ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ؟!!(1/40)
وخضوع الناس ورضوخهم لحكم ربهم خضوع ورضوخ لحكم من خلفهم تعالى ليعبدوه فكما لا يسجد الخلق إلا الله ولا يعبدون إلا إياه ولا يعبدون المخلوق فكذلك يجب أن لا يرضخون ولا يخضعوا أو ينقادوا إلا الحكم الحكيم العلىم الحميد الرؤوف الرحيم دون حكم المخلوق الظلوم الجهول الذي "هسكنه الشكوك والشهوات والشبيهات واستولت على قلوبهم الغفلة والقسوة والظلمات فيجب على العقلاء أن يرباؤا بنفسوهم عنه لما فيه من إلاستبعاد لهم التحكم فيهم بإلاهواء وإلاغراض والأخطاء فضلاَ عن كونه كفراً بنص قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" (1)
(السادس) : ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر والقبائل من البوادي ونحوهم من حكايات آبائهم وأجدادهم وعاداتهم التي يسمونها "نلزمهم" يتوارثون ذلك منهم ويحكمون به ويحملون على التحاكم إليه عند النزاع، بناء على أحكام الجاهلية ؟، و إعراضاً ورغبة عن حكم الله ورسوله فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما " القسم الثاني " من قسمي كفر الحاكم بغير ما أنزل الله (1) وهو الذي لا يخرج عن الله فقد تقدم أن تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لقوله عزوجل : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) قد شمل ذلك القسم ، وذلك في قوله رضي الله عنه في إلأية : كفر دون كفر . وقوله أيضاً : ليس بالكفر الذي يذهبون إليه . أ هـ . وذلك أن تحمله شهوته وهواء على الحكم في القضية بغير ما أنزل الله مع اعتقاده أن حكم الله ورسوله هو الحق وإعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبه الهدى
وهذا وإن لم يخرجه كفره عن الملة فإنه معصية عظمى أكبر من الكبائر كالزنا وشرب الخمر والسرقة وإلىمين والغموس وغيرها فإن معصية لم يسمها كفراً . فسأل الله أن يجمع المسلمين على التحاكم إلى كتابه انقياداً ورضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
(طبعت في مجلة لواء الإسلام)
فهرس المجلد الثاني عشر (الحدود- القضاء)
و هذا أيضًا /
بسم الله الرحمن الرحيم(1/41)
الطاغوت : هو كل من تجاوز حدود العبودية في التشريع واخضاع الناس لها .
القوانين الوضعية تسمى انظمة طاغوتية ومشرعوها , هم طواغيت , والذين قبلوها وناصروها يسمون عبدة الطاغوت,والحكومات التي تتحاكم الى الامم المتحدة واعترفت بها خرجت من الاسلام لقوله تعالى:
"الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به" .
لايتحقق التوحيد الا بأشياء منها :
1- كراهية الطاغوت وبغضه في الله لقوله تعالى" ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى" . العروة الوثقى هي التوحيد و هي لا اله الا الله , فـ لا اله : كفر بجميع انواع الطواغيت اي بغضه وكراهيته.الا الله : إيمان بالله .
2- إعتزال الطاغوت وعدم نصرته وعدم التحاكم اليه لقوله تعالى:
"ولقد بعثنا في كل أمة منهم رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " .
3- عمل اجابي في ازالة الطواغيت لقوله تعالى:
" والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا اولياء الشيطان " .
الشيطان الانسي وهو الطاغوت والقتال هي الوسيلة الوحيدة لازالته .
طاغوت الحكم
" ومن لم يحكم بما أنزل الله فالئك هم الكافرون "
1- الاية تتكلم عن الكفر العملي لا الجحود القلبي , أما الجحود فهو كفر مستقل ولو لم يتبعه عمل .
2- الحكم المبدل من شرع الله كفر دون كفر مالم يتخذ هذا الحكم المبدل صفة التشريع القانوني المعلن الذي يلزم الجميع كبديل دائم لحكم الله , فعندها يصبح هذا البديل مخرج من الملة , كما فعلت اليهود في حكم الرجم , حيث أماتو حكم الرجم واتفقوا على البديل وألزموا به الشريف والوضيع ( ما يشبه القوانين الوضعية الان ).
والمشرعين للقوانين نصبوا انفسهم شركاء لله ولو لم يزعموا انهم شركاء بألسنتهم , قال تعالى : " أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله " .
طاغوت تحليل وتحريم(1/42)
" اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا اله واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون".
فما هو العمل الذي جعل احبارهم اربابا وآلهة وشركاء مع الله فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية لعدي بن حاتم الطائي ان هذا العمل هو تحليل ما حرمه الله وتحريم ما احله الله وان طاعتهم في التحليل والتحريم العملي عبادة لهم من دون الله ولو لم يقولوا بألسنتهم أننا نحل أو نحرم ...
*انظر الى الحكومات الطاغوتية , فعلى سبيل المثال انظر الى قوانين التي تحلل الربا وتحرم القتال الهجومي( الجهاد ) وقوانين الارهاب بعد تسمية الجهاد ارهاباً .
- واظن لو سمت الحكومة الصلاة بغير اسمها و قتلت كل من يؤدي فريضة الصلاة وهدمت المساجد وسمتها تسمية قبيحة مثل ما سمت الجهاد ارهابا , لوجد من علماء السلطة من يقول لك أشققت عن قلبه أنه جحد الصلاة بقلبه!؟
- لو كان الجهاد حلالا فتحريمه كفر أكبر , كيف والجهاد فرض !؟ فتجاوزت الحكومات من فرضه لا الى تحريمه بل الى عقاب المجاهدين بالقتل .
طاغوت الولاء
( نصرة الحكومات للأمريكان ردةٌ كبرى )
1- الايات من 51 - 57 من سورة المائدة "ومن يتولهم منكم فإنه منهم " .
منكم أي من المؤمنين , منهم : من اايهود والنصارى .
* فالحكام عندما دخلوا في قوله تعالى" منكم" كانت الطاعة واجبة مع وجود الظلم والمعصية مالم يكن كفراً بواحاً ' لقوله تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول و ألي الامر منكم ".
أي من المسلمين , و أما اذا ارتدوا وتحولوا من " منكم " الى "منهم " بولائهم لليهود والنصارى فلا طاعة لهم .
وقد سمى الله هذا التحول بالردة ' بقوله تعالى " ومن يرتد منكم عن دينه ........ " .
- الأيات 25 - 27 من سورة - محمد - تشير الى الردة وسببها.(1/43)
- الايات 144-145 من سورة النساء والجملة الاخيرة من اية 145 تشير الى نتيجة الولاء , وأن الموالين للكفار من دون المؤمنين منافقين من النوع الذين هم في الدرك الأسفل من النار . كما قال تعالى " فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم .." فكل من يتسابق في نصرة اليهود والنصارى يكون في قلبه مرض النفاق فهو في الباطن عدو للإسلام كما هو عدو في الظاهر بموالاته للكفار على المؤمنين.
موانع الكفر
1- عدم البلوغ .2- الجنون .3- الجهل الذي يُعذر فيه عند الله أو التأويل الخاطئ .4- الإكراه , والإكراه يكون في القول ولا يكون في العمل , ولا يكون في الولاء , أما دعوى الإكراه في الموالاة لا يكون مانعا من الكفر والقتل لقوله تعالى " فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة " مرض: الشك وهذا كفر .
يسارعون فيهم : يتسابقون في نصرة اليهود والنصارى .فدعوى الإكراه في قولهم "نخشى ان تصيبنا دائرة " ليس مانعاً من الكفر لأن " الذين في قلوبهم مرض " الشك وهو الكفر , هم الذين يتسابقون في نصرة اليهود والنصارى خوفاً من المصيبة.
و كذالك قوله تعالى: (إلا أن تتقوا منهم تقاة ) في سورة آل عمران من اية 28 .
روى البخاري عن ابي الدرداء قال (إنا لنكشر في وجوه قوم و قلوبنا تلعنهم )
وقال ابن كثير يروي عن ابن عباس رضي الله عنه قال (ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان) وقال بقول ابن عباس أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع ولعل ذالك تفسير لقوله تعالى في نفس الاية (ومن يفعل ذلك) فعل الموالاة بقلبه وجوارحه دون القول , وكذلك حديث دخول الرجل النار بذبابة والآخر دخل الجنة بذبابة الذي رواه أحمد ونقله الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد والحديث صحيح .
من دون المؤمنين : منع الله نصرة الكفار على الكفار إذا كانت هذه النصرة ليس فيها نصرة للمؤمنين فكيف إذا كانت نصرة الكفار على المؤمنين ؟! وذلك كفر على كفر .(1/44)
يتبع .
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيهات
شبهة الجحود القلبي
* قالوا لا يكفر الحاكم حتى يجحد الحكم الشرعي جحوداً بقلبه لأدلة :
1- وضع اليهودي اصبعه على اية الرجم في التوراة وجحد بلسانه.
2- سؤال النبي عليه الصلاة والسلام لحاطب بن بلتعه عن سبب ارساله الرسالة , يريد معرفة الجحود أو عدمه من قلبه .
3- قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامه رضي الله عنه : "أشققت عن قلبه ؟ " .
4- حديث البطاقة " لا اله الا الله " التي انجت صاحبها من النار".
الرد :
1- وضع الاصبع وإنكار باللسان كفر عملي أو جحود عملي لا قلبي لعلمهم بوجود آية الرجم في التوراة مثل " جحدوا بها واستيقنتها انفسهم " .
2- لماذا لا يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل حاطب لمعرفة التأويل الخاطئ المانع من الكفر , حيث قال حاطب :"... ولكن كنت على يقين بان الله ناصر رسوله فهذه الرسالة لن تضره "
وهناك مانع آخر وهو عدم وجود حكم شرعي يُكفر الموالاة , حتى نزلت سورة الممتحنه في شأن حاطب .
3- أما قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسامه " أشققت عن قلبه ؟" سببه ظن أسامه أن القتيل قال لا اله الا الله خوفا من القتل , والخوف أمر قلبي فناسب رد النبي صلى الله عليه وسلم له" أشققت عن قلبه" أي: حتى تعرف الخوف حيث لا يوجد منه كفر عملي بعد قوله لا اله الا الله.
حديث البطاقة , قال ابن القيم الجوزيه رحمه الله أن سببها التوبه قبل الموت الي أحرقت جميع الذنوب, أما غيره كثير أُدخِل النار ثم يخرجون منها إذا لم يوجد ناقض من نواقض الإيمان .
4- حروب الردة تقضي على اضحوكة الجحود القلبي , حيث أن مانعي الزكاة لم يجحدوا وجوبها ! .
5-عن عبادة بن صامت رضي الله عنه قال : دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرأ بواحاً لكم من الله برهان "- رواه الشيخان -(1/45)
الأمر : الإمارة والملك , ننازع :النزع هو الأخذ بالقوة .
إلا : تدل على جواز نزع الملك بالقوة للسبب المذكور ( بعد إلا ).
ففي الحديث رد واضح على أضحوكة الجحود القلبي , حيث قال : الا ان تروا كفراً ... , لان الذي يُرى هو الكفر العملي ! .
* ولو افترضنا وجود مانع من موانع الكفر في جميع افراد الحكومة الطاغوتية لوجب قتالها ايضاً لإزالة النظام الطاغوتي لقوله صلى الله عليه وسلم : "الا ان ترو كفراً بواحاً لكم من الله برهان ".
فالقتال لأجل الكفر البواح العملي المرئي سواء كان اصحابها كفار او مسلمين في الفردوس الأعلى , حيث لم يقل " الا ان تروا كافرين او كفاراً واضحين !" بل الكفر العملي المرئي, وكذلك الحصر يدل على أنه لا يجوز الخروج على الحاكم بالسلاح لمعصيةٍ منه ولو جلد ظهرك و أخذ مالك ولو كان شيطاناً في صورة إنسان مالم يظهر منه الكفر العملي المخرج من الملة كما سبق ذكره .
شبهة ان الامريكان معاهدون
- يستدلون بحديث " من قتل معاهدأ لا يريح رائحة الجنه "
الرد :
1- معاهدات المرتدين لا يلزم المسلمين شرعاً.
2- عقد معاهدة لضرب المسلمين واحتلالهم في افغانستان أوالعراق ردة كبرى عن الاسلام .
3- ولو صح العهد فإنه منتقض باحتلال امريكا للبلاد وجعل الحكام عبيد لها , وكذلك تبطل المعاهدة باعلانهم حرب صليبية على المسلمين .
4- حكم من يتولى الكفار نفس حكم وليه الكافر في القتل والكفر .
5- المحارب يقتل أينما وجد , لقوله تعالى : " اقتلوهم حيث ثقفتموهم ".
حكم مشاركة طواغيت البرلمان
1- الديموقراطية تعتمد على الأكثرية , ومن سنة الله في البشرية أن جعل أكثر الناس فاسقين " ان تتبع أكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله " , " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون "(1/46)
"..وأكثرهم للحق كارهون " .. فهل تستطيع الجماعة الاسلامية ان تغير سنة الله ؟! ومن سنته أن الغلبة للأقلية إذا قاتلت في سبيل الله ,"وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله "
2- ان الله جعل الجلوس مع الكفار في حالة استهزائهم بآيات الله وكفرهم بها كفراً .. "اذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديثٍ غيره إنكم اذاً مثلهم " أي في الكفر .
وأي كفر أعظم من تبديل احكام الله وجعل المبدل قانونا ملزما للامة الاسلامية!!؟
3- كثيراً ما يحدث أن الجماعة الاسلامية توافق للاحزاب الاخرى وتصوّت لقوانينهم المبدلة مقابل أخذ اصواتهم لبعض القوانين الاسلامية , وهذا كفر, راجع الايات 25 - 26 من سورة محمد .
وجود اصحاب اللحى بمظهر علماء دين , فتنة للناس في العقيدة , حيث يعتقد هولاء أن الحكومة مسلمة والبرلمان ليس بكفر بل على الشعب ان يدور في لعبة ودوامة الانتخابات ولا يفكر في ازالة الطواغيت بالقتال الذي فرضه الله " وقاتلوا اولياء الشيطان "" وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين "
كتبه
عبد من عباد الله
لدي سؤال الله يثيبكم
من الذي يبوء بهذا الكفر الأكبر في حالة تحكيم غير شرع الله
هل الحاكم المسلم
أم الرعية المسلمة
أم كل عالم لايعترض على ذلك
أم الجميع , فيعم فيهم البلاء ويبعث الناس على نواياهم إن كان فيهم صالحون
أرجوا الإجابة بلامداهنة
الجواب
الأمر واضح أخي شاب حالم الذي يبوء بالإثم هو الذي حكم ثم من تواطء معه على هذا الحكم إما بالتأييد أو بالتشجع وغير ذلك من انواع التواطء ثم بعد ذالك من علم أن هذا الحاكم قد وقع في الكفر والعياذ بالله ولم يتبرأ منه فإنه يكفر
قال الله تعالى : "ولقد بعثنا في كل أمة منهم رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "(1/47)
قال تعالى : {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا}
وقوله تعالى:"الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به"ومعلوم أن الذي يبدل شرع الله يكون طاغوتاً كما ذكر العلماء.
هذا والله أعلم....
ما رأيكم وإرشادكم لمن يعتقد بكل ما ورد أعلاه ؟
(...الجواب...)
للشيخ بحث مهم عن التكفير
وتم طرحه في المنتدى
هنا
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=359
جواب الشيخ عبد الرحمن ..
وكنت قلتُ في بعض الأجوبة :
من استبدل شرع الله وحُكْمَه بقوانين غربية أو شرقية ؛ فإنه كافر . والآية صريحة في ذلك .
وفي رسالة " تحكيم القوانين " للشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - تفصيل للمسألة .
ولكن من الذي يَحكُم بِكُفْرِه ؟!
هل هو كل أحد ؟!
وهل الْحُكم لكل أحد ؟!
الجواب : لا
بل هو مَوكول لأهل العِلْم
ثم إذا حَكَم أهل العلم بذلك وقامت الحجة على ذلك الحاكم الذي استبدل شرع الله ، وحَكَم بِحُكم الجاهلية - كما سمّاه الله - فالواجب خَلْع ذلك الحاكم مِن قِبَل أهل الحلّ والعقد ، لا مِن قِبَلِ عامة الناس ورعاعهم !
فإذا ما رأى أهل العلم كُفْراً بواحاً عندهم فيه من الله بُرهان ، وَجَب عليهم عَزل ذلك الحاكم ، بل ومُحاكمته ، فإن لم يكن أهل حلّ وعقد ، أو كانوا وليس لهم شوكة ، فالخروج ليس بواجِب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بايَع أصحابه على السمع والطاعة . قال عُبادة : في مَنْشَطِنا ومَكرهنا ، وعُسرنا ويُسرنا ، وأثَرَةٍ علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تَرو كُفُراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان . رواه البخاري ومسلم .
وهذا لا يَدل على وجوب الخروج على من رُئي منه الكفر البواح ، بل يَدلّ على مشروعيته ، وفرق بين الأمرين !(1/48)
ويُنظر في هذه المسائل إلى المصالِح والمفاسِد ، ويُقدِّر ذلك أهل العِلم في كل بلد بِحسَبِه .
*****************************
21-دورة تحليل شخصيتك
(...السؤال...)
هل لك يا شيخنا تلقي نظرة على هذا الموضوع:
سأضع لكم في كل مقطع حرفين عليك اختيار احدهما
مثال ( E , I)
عليك اختيار ما يناسبك
سنخرج في النهاية بكود حرفي مثال ESFJ وكل حسب
ما يناسبه من الاحرف
وهذا الكود سيكون هو تحليل شخصيتك
===
المفتوح على العالم (E)
يكون أكثر حيوية مع الناس، وإذا جلس وحيداً يشعر بالاكتئاب والضيق
يحب أن يكون في مركز وبؤرة اهتمام الآخرين
يفكربصوت عال ومن السهل معرفة أفكاره
حلو المعشر، سهل التعامل معه... يألف الناس ويألفونه
يشارك الآخرين تفاصيل حياته الشخصية
صادق جداً مع نفسه
يبدأ الكلام دائماً... يتحدث أكثر مما يسمع ويتكلم في أكثر من
موضوع في وقت واحد
يتفاعل مع الآخرين بكل نشاط وحماس... يتفاعل مع الحدث
بسرعة قبل أن يفكر
ليس عنده هدوء... مستوى الحيوية في ارتفاع وانخفاض دائم
المنطوي الى الذات (I)
يكون أكثر حيوية عندما يجلس مع نفسه... تفاعله مع الناس محدود
يجلس في الطرف ويتجنب أن يكون تحت الأضواء
لا يبادر بالكلام أبداً بل يرد على الكلام فقط
يفكر بعمق داخل نفسه
لا يشارك الآخرين تفاصيل حياته الشخصية... غامض وقليل
الأصدقاء
يستمع أكثر مما يتكلم... عميق الفكرة عميق التركيز
له مستوى ثابت من الحيوية ويحتفظ بالحيوية لنفسه
يتفاعل مع الحدث بعد أن يفكر بعمق..لا يستعجل
يتحدث عن الأمور بعمق... ويركز في قضية واحدة
عليك اختيار احدهما
تذكر لا يوجد صفه افضل من صفه الكل يعرف ذاته من هذه
الكلمات
----------------------------
الحسي ( S )
يثق في الحقائق المؤكدة ولا يثق في الخيال
واقعي، موضوعي ومنطقي... يفضل العملي المفيد من الحقائق
يتعلم ويتقن المهارات التي يحتاجها في حياته العملية(1/49)
محدد، واضح الكلام ملتزم بكلمته، يشرح بالتفصيل... دقيق في وصفه
منظم منهجي، مرتب ولديه القدرة على التكيف مع الواقع
يعيش اللحظة الحالية
الحدسي (N)
يثق بالإلهام
والاستنتاج والاستنباط، ينظر للصورة العامة... دون الدخول في
التفاصيل
يفضل الجديد فقط لأنه جديد... ويثير إبداعه واهتمامه
مبدع يحب الخيال والابتكار... يبحث في المعاني والارتباط بين
الأمور
ينتقل من نقطة إلى أخرى... ويربط بينها ( الكليات )
يستخدم القياس والرموز... والتشبيه والمجاز
--
عليك اختيار احدهما
تذكر لا توجد صفه اجمل من صفه
-----------------------------------
المفكر ( T )
ظهره مستوى للخلف ( يسمع ويحلل ما يسمعه ) محايد
المشاعر، عقلاني ومنطقي
عادل ومنصف... ناقد يرى الخطأ والخلل دائما ولا يعجبه أي شيء
يقول الحق ولو على نفسه... صادق جداً وليس لديه أي نوع من
الدبلوماسية
يراه الآخرون بلا قلب وهذا غير صحيح... فهو يرى المشاعر مهمة
فقط إذا كانت منطقية
متحمس ولديه طاقة كبيرة للعمل
يفضل أن يكون المرء صادقاً على أن يكون بارعاً
المشاعري ( F )
ينحني للأمام كأنه يقول أنا أحتويك في قلبي... يحب أن يسعد الآخرين ويشكرهم ويثنى عليهم
دبلوماسي ومناور ولا يتضايق منه أحد... لين ويقدر مشاعر الآخرين
عاطفي مرهف الحس صاحب أخلاق عالية... يحب أن يشكره الناس ويمدحونه
المشاعر عنده مهمة سواء كانت منطقية أم لا... الانسجام والجمال هو الهدف الأسمى لديه
يتحمس إذا نال رضا الناس من حوله
يفضل أن يكون المرء بارعاً على أن يكون صادقاً
اختر واحده فقط التى هي انسب الى شخصيتك
تذكر دائما وابدا لا توجد صفه اجمل من صفه
--------------------------
الحكم ( J )
يحب أن يحسم الأمور .. ويشعر بسعادة كبيرة بعد اتخاذ القرارات
العمل أولاً ثم الراحة والاستجمام... يصنع الأهداف ثم يسعى
إلى تحقيقها
حاسم لا يتردد كثيراً... يرى الوقت ضيق باستمرار، صارم في مواعيده(1/50)
يحب معرفة تفاصيل الأحداث
بيته مخفر ، الأطفال ينامون الساعة 8 يعني الساعة 8 !
لا يغير قراراته ويجد صعوبة كبيرة في ذلك
المدركـ بحواسه ( P )
يترك الاختيارات مفتوحة دائماً... يحب التحري وأخذ المعلومات
غير حاسم ويغير من أهدافه كلما حصل على معلومات جديدة
مبدؤه: استمتع أولاً ثم قم بالعمل لاحقاً فالوقت طويل أمامك
تلقائي مرن... يتكيف بسرعة مع الظروف المحيطة ومع أي وضع
جديد
يهتم بمراحل التنفيذ وليس النتيجة النهائية للعمل
بطيء في التنفيذ... يستمتع بأن يبدأ في المشروعات لا أن ينهيها
يترك حياته مرنة لكل الاحتمالات... المواعيد مرنة جداً
يحب المفاجآت ويؤخر كل شيء لآخر لحظة... تلقائي وعفوي
اختر صفه واحده من الاثنتين
تذكر دائما لا توجد صفه اجمل من الاخرى انما هي شخصيتك
ستتكون لك الان كلمه من اربع حرووف مثال
ISTJ
ISTP
INFJ
الخ .....................
اكتب لي الكود
وسوف اخبرك بالتحليل الشخصي لك
للامانه دوره مؤخوذه من احدى الكتب مع اجتهاد كبير
(...الجواب...)
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اليهود والنصارى لو دخلوا جحر ضب لكان من هذه الأمة من يدخله !
فقال عليه الصلاة والسلام : لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . قلنا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ رواه البخاري ومسلم .
وقد بُلِيت الأمة قديما بترجمة تراث اليونان بِقضِّه وقضيضه ! بخيره وشرِّه ، بِحُلْوِه ومُرِّه .
وهذا ما حصل في هذا الزمان حينما تهافت أقوام على موائد الغرب فجلبوا منها الغث والسمين ، والطيب والخبيث دون رويّة وتثبّت .
فجُلِبت البرمجة العصبية مِن الغرب بِحذافيرها !
والدراسات التحليلية ، والأشياء التخيّلية ، وبناء نتائج على أوهام !
ومثل ما يُقال هنا ، وما ينتج من تلك الأحرف الأجنبية !
ماذا لو قُدِّم حرف على آخر ؟(1/51)
كأن تُقدَّم صِفَة على صِفَة ..
وماذا لو استبدلت تلك اللغة بِلغة أخرى ؟
ولماذا جُعِل وصف المفتوح على العالم ( E ) والمنغلِق ( I ) ؟
وهكذا .. في بقية الأحرف !
فليست ترمز لحقائق بل لأوهام !
كل هذا يدلّ على أنها خيالات وأوهام لا حقيقة لها ، وهي أقرب إلى طُرُق السَّحرة والمشعوذين منها إلى طرائق المسلمين .
فكفى أيها الناس انخداعا بالغرب ، وانبهارا بحضارته ..
وكَفى هزيمة نفسية ، تجعلنا نتقبّل ونتلقّى كل ما يأتي مِن الغرب .
ليكن عندنا مِن صفاء الذهن وحُسن الْحِسّ وجودة الأذهان ما نقبل به النافع ، وندفع به الضار ، ونُلقِي بالأوهام جانبا !
والله المستعان .
*****************************
22-حُكم الإجبار على إرسال رسالة بصيغة القَسم
(...السؤال...)
هناك رساله انتشرت كثيرا في المنتديات وحتى الايميلات
واريد ان اعرف جزاك الله خير هل هي من البدع ؟
وهذه هي الرساله باختصار:
(اقسموا بأن تنشروا هذه الرساله لمعارفكم
استغفر الله وسبحان الله عدة مرات
لاتنسى بأنك اقسمت على نشرها
واذا كان نشرها سيرهقك فلاتنشرها لانك لاتستحق اجرها فأجرها عظيم)
(...الجواب...)
لا يجوز إلْزام الناس بما لم يُلزمهم به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
بل هذا مِن إيجاب ما ليس بواجب .
ولا يجوز إرسال مثل هذه الرسالة ، ولا وَضْعها أمانة في أعناق الناس !
والناس في سَعة مِن أمْرِهم فَلِماذا يُضيَّق عليهم ؟
ومن هذا الباب جاء النَّهْي عن النَّذْر ، لِمَا فيه مِن إلْزَام الإنسان نفسه بِمَا ليس بِلازم .
والله تعالى أعلم .
*****************************
23-نشر هذا ولك الملايين من الحسنات
(...السؤال...)
ما حكم هذا الموضوع
اقرأ 3 مرات والله يستجيب بإذن الله، وأرسل ل 3 من الزملاء، خلال ساعة (يدعو به 3 مليون) شوف خلال ساعة فقط ما مكسب صحيفتك(1/52)
"يا ودود يا ودود ، ياذا العرش المجيد ، يا مبدئ يا معيد، يا فعالا لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملئ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك و أسألك برحمتك التي و سعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني ، ثلاث مرات "
وكمان نصلي على الحبيب 10 مرات ونرسل ل 10. اللهم صلي علي حبيبك ونبيك ورسولك محمدا صلاة ترضي بها عنا وترفع بها من شأننا وتزيد بها في أيماننا وتعز بها قدرنا وترحمنا بها من عذاب النار وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبيه وسلم عدد خلقك ورضاء نفسك وزنت عرشك ومدد كلماتك وعدد ما وسع علمك
خلال ساعة بإذن الله تكون 10 مليون صلاة على الحبيب في صحيفتك، إلا إذا وقفت عندك.. فانتبه.. إلا رسول الله
جزا الله معدها ومرسلها وناشرها خير الجزاء
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
خسرت حاجه ؟؟؟؟
والآن مره ثانيه قول
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه
استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه(1/53)
أبشر أخي الطيب... فإن الله يفرح بتوبة عبده ... اذا دعنا معا نتوب اليه قبل فوات الأوان ...شكرا لك ..أعانك الله ووفقك
(...الجواب...)
أولاً : الدعاء لا يُقرَن بالمشيئة ، فلا يُقال : جزاه الله خيرا إن شاء الله . ونحو ذلك .وقد قال عليه الصلاة والسلام : لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت . اللهم ارحمني إن شئت . لِيَعْزم في الدعاء ، فإن الله صانعُ ما شاء ، لا مُكْرِه له . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلِ : اللّهُمّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ ، وَلََكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ، وَلْيُعَظّمِ الرّغْبَةَ ، فَإنّ اللّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ .
وذلك لأنَّ مَن دَعا وقَرَنَ دعاءه بالمشيئة فهو بَين أمْرَين :
إما أن يكون الداعي غير محتاج لِمَا سأل { .
وإما أن يكون المسؤول غير مُقتدر على تَلبية السؤال ، فيخشى أن يُوقعه في { الْحَرج ، فيقول : أعطني كذا إن شئت .وكل مِن الأمْرَين مُنْتَفٍ في حق الله تبارك وتعالى .
قال القرطبي : قال علماؤنا : قوله : " فليعزم المسألة " دليل على أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء ، ويكون على رَجاء من الإجابة ، ولا يَقنط مِن رحمة الله ؛ لأنه يدعو كَريما . اهـ .
ثانيا : يُخطئ بض الناس عندما يَكون همّه هو حِسَاب الْحَسَنات دُون الالتفات لِمَا هو أهَمّ ، وهو القَبُول . وهذا هو الذي أهَمّ السلف .
لم يكن هذا من هدي السلف ؛ لأن الذي كان يشغل سلف هذه الأمة أمْر أهمّ مِن العَمل وما يترتب عليه مِن أجْر ، وهو القبول .
هل تقبّل الله ذلك العمل أوْ لا ؟
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعْطِه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله مِنك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يَقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .(1/54)
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبل مِني صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يَقع عليه ، وإن الفاجر يَرى ذنوبه كَذُبَابٍ مَرّ على أنفه ، فقال به هكذا . رواه البخاري .
وقال الحسن البصري في وصف خير القرون : عَمِلُوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها ، وخافوا أن تُردّ عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا .
فالمؤمن أشدّ حرصا على قَبُول العَمَل مِنه على كثرة العمل . ولذلك قال الله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) .
قال الفضيل بن عياض في هذه الآية : أخْلَصُه وأصْوَبه ، فإنه إذا كان خَالِصا و لم يكن صَوابا لَم يُقْبَل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خَالِصا لم يقبل حتى يكون خَالِصا ، والْخَالِص إذا كان لله ، والصَّوَاب إذا كان على السُّنَّة .
ثالثا : ليس كُل دُعاء يُقبَل ، وذلك لأنَّ الداعي إذا دَعا لا يَخلو مِن حالَين :
الأول : أن يَكون دعاؤه خالصا ، ويَخلو مِن الموانع .
والثاني : أن لا يَكون الدعاء خالصا ، أو يَكون لدى الداعي ما يَمنع استجابة لِوجود مانِع ، أو وُجود الأمرين معا .
فأما ألأول فإنَّ الداعي إذا دعا دُعاء خالصا ، وخلا مِن الموانع فإنه أمام ثلاثة أمور :إما أن يُستجاب له ، وغما أن يُدفع عنه مِن البلاء بِقَدْره ، وإما أن يُدَّخَر له لِيوم القيامة .(1/55)
قال عليه الصلاة والسلام : ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحم إلاَّ أعطاه الله بها إحدى ثلاث : إما أن تُعَجَّل له دعوته ، وإما أن يَدَّخِرها له في الآخرة ، وإما أن يَصْرِف عنه مِن السوء مثلها . قالوا : إذاً نكثر ؟ قال : الله أكثر . رواه الإمام أحمد . وهو حديث صحيح .
قال نافع : قال ابن عمر : كان يُقال : إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره ، إما أن يُعجل له في دنياه ، أو يُدّخر له في آخرته . قال : فكان ابن عمر - رضي الله عنهما - يقول عند إفطاره : يا واسِع المغفرة اغْفر لي . رواه البيهقي في شعب الإيمان .
رابعا : مما يُنَبَّه عليه في مثل هذا المقام : ما يَنتشر بين بعض الناس عبر رسائل الجوال أو رسائل البريد ، مِن تحميل الناس أمانة نشر هذا القول ، أو ذلك الذِّكْر ، وجعله أمانة في عُنُقه إلى يوم القيامة !
فهذا لا يَجوز لِمَا فيه مِن إلْزام الناس بِما لَم يُلْزمهم به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم .
وتكليفهم بِما لم يُكلَّفُوا به .
والله تعالى أعلم .
*****************************
24-سؤال عن الإعجاز العددي في القرآن
(...السؤال...)
بغيت أتأكد من صحة هالكلام ودورته في المنتدى ما حصلته .
ذكر الله سبحانه وتعالى في آياته أشياء كثيرة ، وجاء العلماء ودققوا فيها فوجدوا توافقاً غريباً ، نعرضه كما يلي: والرقم الأول هو عدد ذكرها والثاني الأمر المتعلق به
115 الدنيا
115 الآخرة
- -
88 الملائكة
88 الشياطين
- -
145 الحياة
145 الموت
- -
50 النفع
50 الفساد
- -
368 الناس
368 الرسل
- -
11 إبليس
11 الاستعاذة من إبليس
- -
75 المصيبة
75 الشكر
- -
73 الإنفاق
73 الرضا
- -
17 الضالون
17 الموتى
- -
41 المسلمين
41 الجهاد
- -
8 الذهب
8 الترف
- -
60 السحر
60 الفتنة
- -
32 الزكاة
32 البركة
- -
49 العقل
49 النور
- -
25 اللسان
25 الموعظة
- -
8 الرغبة
8 الرهبة
- -
16 الجهر
16 العلانية
- -
114 الشدة(1/56)
114 الصبر
- -
4 محمد صلى الله عليه وسلم
4 الشريعة
- -
24 الرجل
24 المرأة
- -
5 الصلاة
- -
12 الشهر
- -
365 اليوم
- -
32 البحر
13 البر
هنا الإعجاز ُذكرت كلمة البحار (أي المياه) في القرآن الكريم 32 مرة ، وذكرت كلمة البر (أي اليابسة)في القرآن الكريم 13 مرة
فإذا جمعنا عدد كلمات البحار المذكورة في القرآن الكريم وعدد كلمات البر فسنحصل على المجموع التالي :45 وإذا قمنا بصنع معادلة بسيطة كالتالي:
1 - مجموع كلمات البحر (تقسيم) مجموع كلمات البر والبحر (ضرب) 100% س
32÷45×100%=71.11111111111% س
2 - مجموع كلمات البر(تقسيم) مجموع كلمات البر والبحر (ضرب) 100% س
13÷45×100%=28.88888888889% س
وهكذا بعد هذه المعادلة البسيطة نحصل على الناتج المُعجز الذي توصل له القرآن من
14 قرناً ، فالعلم الحديث توصل إلى أن:
نسبة المياه على الكرة الأرضية = 71.11111111111% س
ونسبة اليابسة على الكرة الأرضية =28.88888888889% س
وإذا جمعنا العدد الأول مع العدد الثاني نحصل على الناتج =100% س وهي مجموع نسبة الكرة الأرضية بالفعل ، فما قولك بهذا الأعجاز ؟ هل هذه صدفة ؟
من علّم محمد هذا الكلام كله ؟ من علم النبي الأمي في الأربعين من عمره هذا الكلام ؟ ولكني أقول لك : " وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، علمه شديد القوى"
فاسجد لربك شكراً لأنك من المسلمين ، لأنك من حملة هذا الكتاب العظيم وما هذا إلا بعض الإعجاز العددي في القرآن الكريم وليس الإعجاز كله.
(...الجواب...)
الكلام في الإعجاز العددي دحض مزلّة ، ومزلق خطير ! والملاحظ فيه كثرة التكلّف ، والتعسّف للقول بموجبه .(1/57)
ففي هذا السؤال : مُقارنة السحر بالفتنة في الأعداد ..والفتنة في القرآن ليست مقصورة على السّحر ، بل تُطلَق على الكفر وعلى الفتن الصِّغار والكبار فمن إطلاق الفتنة على الكُفر قوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ) وقوله تعالى : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) .
ومن إطلاق الفتنة في القرآن على الفِتن الصِّغار قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وقوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) .
وقد تُطلق الفتنة على ما يتعلق بالعذاب الأخروي ، كقوله تعالى : (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) .
ولا أعلم أن الفتنة أُطلِقت على السِّحر إلا في موضع واحد في قوله تعالى : (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) .
وهذا على سبيل المثال ، وإلا تتبع هذه الأشياء المذكورة يحتاج إلى وقت . كما أنهم قد يعتبرون اللفظ أحيانا دون ما يُقابِله من معنى .
كما في حساب عدد ذِكر الأيام أو اليوم ، فإنه قد يعتبرون اليوم الآخر في حساب الأيام ، وقد يعتبرون الأيام بمثابة كلمة يوم ، ثم هذا الناتج المتوصّل إليه أي إعجاز فيه ؟!
فالعدد ( 365 ) ماذا يُمثّل ؟! السنة المعتبرة عند المسلمين هي السنة الهجرية ، وهي أقل من ذلك ! وأما التكلّف والتعسّف فهو واضح في الوصول إلى نتائج بعد عمليات حسابية مُعقّدة !
كما في مسألة حساب نسبة الماء إلى اليابسة ، فإنهم لم يتوصّلوا إلى ما توصّلوا إليه إلا بعد عمليات حسابية مُعقّدة .
وهذا من التكلّف ، وقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّه صلى الله عليه وسلم : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) .(1/58)
فلا يَجوز مثل هذا التكلّف والتعسّف . كما لا يجوز ربط مثل هذه الأعداد بما لا يُقابِلها ، كما رأينا في الفتنة مع السِّحر !
وقبل سنوات حدّثني أحد الزملاء عن الإعجاز العددي عند شخص اسمه ( رشاد خليفة ) فقلت له : إن الأعداد في القرآن غير مقصودة ، خاصة أرقام السور والآيات ..
ثم بعد فترة إذا بهذا الشخص الذي يقول بالإعجاز والذي توصّل إلى إعجاز عددي بزعمه يَزعم أنه ( رسول ) ! وتوصّل إلى ذلك بموجب القيمة الرقمية لاسمه !!
وتوصّل إلى أن القرآن فيه زيادة ونقص نتيجة القول بالإعجاز العددي ..كما تبيّن أنه بهائي المعتقد ..
ولبّس على الناس بمثل هذا الكلام ليتوصّل إلى إيصال الرقم ( 19 ) الذي تُقدّسه البهائية الكافرة ، الذين يُؤلِّهون البهاء ! إلى غير ذلك مما هو موجود عند ذلك الشخص مما هو ضلال مُبين ، وكفر محض .
فليُحذر من هذا المزلق الخطير . ولِنعلم أن القرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية ودلالة وإرشاد للعباد .
كما أن حقائق العلم الحديث ليست قطعية الثبوت ، حتى تلك التي يُسمونها " حقائق عِلمية " .
يقول سيد قطب رحمه الله :
لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه . . لا يجوز أن نعلق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره .
إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .(1/59)
والله تعالى أعلم .
(...السؤال...)
ماذا تقولون في هذا الكلام الآتي:أحبابي في الله أزف إليكم أجمل خبر يفرح القلوب من سنين طويلة يعلمها الله عز وجل ..
زوال إسرائيل سنة 2022
الدليل من القران معجزة في سورة الإسراء، العدد 76 وسورة الإسراء :تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة وتسمى (فاصِلة) مثل: (وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ )
أي أن هناك (111) فاصلة . وعندما نحذف الفواصل المتكررة ، نجد أنّ عدد الفواصل هو 76 فاصلة ،
ولا ننسى أنّ هذا العدد يشير إلى عمر إسرائيل المتوقّع بالسنين القمريّة، وقد عرفنا سابقاً أنّ كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تقابل سنة . واللافت أيضاً في سورة الإسراء أنّ هناك فقط (4) آيات عدد كلمات كلٍّ منها (19) كلمة .
وعليه يكون المجموع : (19×4) = 76
الآية 76 والجذر فزز :
يخطر بالبال هنا الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء . وإليك نص الآية الكريمة: ( وإنْ كَادُوا لَيستفِزّونك مِنَ الأرضِ لِيُخرجوكَ منها وإذاً لا يلبثونَ خِلافك إلا قليلاً )
واضح أنّه يأتي بعد كلمة (قليلاً) رقم الآية ، وهو (76) . وقد يرمز هذا الرّقم إلى عدد السنين؛ فالنبوءات أحياناً تأتي على صورة رمز يحتاج إلى تأويل ، كما يحصل في الرؤيا الصادقة ؛ كرؤيا يوسف عليه السلام ، أو رؤيا الملك في سورة يوسف .
وإليك المؤشِّرات على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:
أ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الدّيار ، وعن مدّة لبث الكفار بعد هذا الإخراج . وما نحن بصدده هنا هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها في الأرض المقدّسة، وبعد إخراج أهلها منها .
ب) قد يقول البعض إنّ الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم - وهذا صحيح - ولكنّ الآية التي تليها هي : ( سُنّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنّتِنَا تَحْويلاً ). فالآية تتحدّث عن سُنّة في الماضي ، والحاضر ، والمستقبل(1/60)
ج) اشتقّ في القرآن الكريم من الجذر الثلاثي (فزز) فقط ثلاث كلمات، واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء ، الآيات : (64، 76، 103) . أمّا الآية 64:
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم...) فهي 19 كلمة ، وبالتالي تقابل - كما أسلفنا - 19 سنة .
أمّا الآية الثانية فهي الآية 76 ، والتي نحن بصدد ترجيح احتمال أنّ يكون رقمها يشير إلى عدد السنين التي ستلبثها إسرائيل في الأرض المباركة ؛ فهو تفسير رمزي لكلمة (قليلا) . أمّا الآية الثالثة فهي: " فَأرادَ أَن يَسْتَفِزّهُم مِنَ الأرضِ فَأغْرَقْنَاهُ وَمَن مَعَهُ جَميعاً " وتليها الآية (104) (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْناَ بِكُمْ لَفِيفاً ) أي قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المقدّسة، فكانت هذه السّكنى المقدّمة التي لابدّ منها ليتحقّق وعد الإفساد الأول ، الذي يحصل بسببه الشتات الأول . فإذا جاء وعد المرّة الثانية والأخيرة جمعناكم من الشّتات ، والحال أنّكم تنتمون إلى أصولٍ شتىّ ، على خلاف المرّة الأولى ، حيث كنتم تنتمون إلى أصلٍ واحد ، وهو يعقوب عليه السلام: ( فَإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاً ". واللافت هنا أنّ الكلمة الثالثة (يَستفِزّهم) تتعلق بالكلام عن الإفسادين ، وعلى وجه الخصوص الإفساد الأخير ، والذي هو موضوع هذا البحث . ولا ننسى هنا أنّ عدد الكلمات من بداية الحديث عن النبّوءة (وآتينا موسى الكتاب...) إلى آخر حديثٍ صريح عنها: ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاُ ) ، هو 1443كلمة ، ويتطابق هذا العدد مع العام 1443هـ، ويجدر التذكير هنا أنّ عدد السنين من عام الإسراء، إلى هذا العام، هو 1444 سنة قمريّة ، أي (19×76)(1/61)
على ضوء ما سبق ، وعلى ضوء أنّ كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة ، إليك هذه المعادلة العدديّة التي تحصّلت من متعلّقات الكلمات التي اشتقّت من (فزز) :
فالكلمة الأولى (واستفزز) تقع في الآية 64، والتي عدد كلماتها (19) كلمة . والكلمة الثانية (ليستفزّونك) تقع في الآية 76 والتي يُراد ترجيح احتمال أنها ترمز إلى عدد سنين . والكلمة الثالثة (يستفزهم) تقع في الآية 103 التي تتحدّث عن غرق فرعون ، ثمّ تليها الآية التي تتحدّث عن وعد الآخرة . وعليه نقول : بما أنّ عدد كلمات الآية الأولى 19 كلمة ، وكل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة ، وبما أنّنا نفترض أنّ رقم الآية 76 يشير إلى عدد سنين ، فإنّ المعادلة هي: ( 19×76 ) = 1444 والمفاجأة هنا أنّ ترتيب الكلمة الثالثة ، أي يستفزهم ، في سورة الإسراء هو (1444
فتأمّل !!
أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948م ، ولا نستطيع أن نعتبر أنّ هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل ، لأنها لم تقم عندها بالفعل ، والعبرة بالوجود الواقعيّ على الأرض . بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود، حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، وافقت عليه جامعة الدّول العربية بتاريخ 10/6/1948م ، فيما سمي : (الهدنة الأولى) ، وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل . وبعد أربعة أسابيع من هذا التاريخ ثار القتال مرة أخرى ، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار ، وافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948م . فيما سمي (الهدنة الثانية) ، وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل على أرض الواقع .
بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراءتبين لنا أنّه تاريخ10/10/621م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:
935ق.م 586 1م 2022م
722(1/62)
عرفنا أنّ البداية العمليّة لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى ، وذلك بتاريخ 10/6/1948م . وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022م .
وبما أننا لا ندري ما إذا كانت الـ 1556 سنة تزيد أشهراً أو تنقص، فلا مناص من اعتبار أنّ وفاة سليمان عليه السّلام كانت بتاريخ 10/10/935 ق.م.
عدد السنين من بداية الإفساد الأول ، وحتى الإسراء ، هو : (935 + 621) = 1556 سنة شمسية. وعدد السّنين من الإسراء، أي 10/10/621م، وحتى زوال الإفساد الثاني ، أي 5/3/2022م ، هو : (1400.4) سنة شمسية ، فكم تزيد الفترة الأولى ، أي ما قبل الإسراء، عن الثانية ، أي ما بعد الإسراء ؟ إنّها: ( 1556-1400.4) = 155.6 سنة. فما هو هذا العدد؟
عدد السنين من بداية الإفساد الأول، إلى نهاية الإفساد الثاني، هو: (1556+1400.4) = 2956.4.
وإذا قسمنا هذا العدد على (19)، يكون الناتج:
(2956.4÷19) = 155.6. وبما أنّ العدد 19 هو (10+9) فإنّ : (155.6×10) = 1556 وهو عدد السنين من بداية الإفساد الأول إلى عام الإسراء . أمّا عدد السنين من الإسراء إلى نهاية الإفساد الثاني، فإنّه:
155.6 × 9 = 1400.4.
وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً ؛ عشرة منها انقضت قبل الإسراء ، وتسعة تأتي بعد الإسراء، ووحدة البناء هنا هي 155.6، أي الفرق الزمني بين الفترتين. وهذه النتيجة تساهم في ترجيح احتمال أن تكون وفاة سليمان عليه السّلام سنة 935ق.م.
6/10 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967م ، وبذلك يكون عدد السنين من الهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967م هو (19) سنة شمسية تماماً.
ويُلحظ أنّ عدد الأيام من الهدنة الأولى إلى الهدنة الثانية هو 38 يوما، أي (19×2) .
ويُلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948م هو أيضاً 38.(1/63)
اعتمدنا ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية ، ثم قمنا بتحويل القمري إلى شمسي فكان (10/10) . وكانت المفاجأة أن هذا هو يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين .
(...الجواب...)
مسألة الإعجاز العددي فيها تكلّف واضح ، وتعسّف بيِّن ! وقد أشرت إلى هذا الجانب، وهذا الذي ورد في السؤال أقرب إلى التّكهّنات ! لا إلى طريقة القرآن وحقائقه .
وتم إقحام الرقم ( 19 ) في أكثر من موضع بتكلّف شديد !
حتى أنه إذا لم ينفع الرقم (19) قُسم إلى قسمين ، وهو قولهم (19) عبارة عن ( 9 + 10 ) !
وأخشى ما أخشاه في هذا القول وإقحام هذا الرقم أن يكون من خرافات وتكهّنات المدعو ( رشاد خليفة ) فإنه يؤمن بالبهائية - ديانة وثنية - تُقدّس الرقم ( 19 ) !!
ثم إن التكلف واضح في هذا القول، ويبدو من خلال الاضطراب ، فَمرّة يُقال بالتاريخ الهجري القمري ، ومرّة بالتاريخ الهجري الشمسي ، وثالثة بمقتضى تاريخ النصارى ( الميلادي ) !
ومما يُوهن هذا القول أن التاريخ الميلادي مُختَلف فيه حتى عند أهله ! فالنصارى مُختَلِفون في تحديد ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام .
وقد توصّل أحد علماء الْفَلَك ، وهو الشيخ محمد كاظم حبيب ، الحائز على براءة اختراع التقويم الأبدي المقارن من الولايات المتحدة ، واشنطن دي .سي - توصّل إلى أن " التقويم الميلادي خاطئ .. وأحد الأدلة ولادة المسيح صيفاً ، واحتفال النصارى به شتاء! " موقع (www.icsfp.com) وصحيفة الوطن 20 جمادى الآخرة 1425 هـ العدد (1407) .
فكل الأسس التي بَنَوا عليها هشّة خاطئة ! بل هو محض تخمين باطل من أصله ! والقول بأنه تكهّن خاطئ بُنيان تلك النتائج على رقم (19) ! دون غيره !!(1/64)
ثم الجزم بتاريخ وفاة سليمان عليه الصلاة والسلام ، وتحديده بِدقّة ، هذا يحتاج إلى يقين ، ولا يَقين ..كما اعتمدوا على كُتب أهل الكتاب ، وقد روى البخاري من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويُفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تُصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم ، وقولوا : ( آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية .
فظهر أن بناء القوم ، ودراستهم قائمة على التخمين والظنّ الكاذب ! والتواريخ الخاطئة .. والتكلّف والتعسّف .. فالنتائج من باب أولى !
ثم إن هؤلاء الذين تكلّفوا في تحديد نهاية دولة اليهود لم يَصلوا إلى النتيجة إلا بتعسّف ، وبعمليات حسابية مُعقّدة .. وما هذه طريقة أهل العلم والإيمان في الاستنباط من القرآن .
فمرّة يضربون بالعدد (19) وإذا أعياهم الأمر ضربوا بالعدد (9) وثالثة بالعدد (10) !
ومما يُضعف هذا القول أن العلماء اختلفوا في عدّ آيات القرآن ، ويَكفي أن نعلم أن القدر المتّفق عليه بين علماء القراءات أن آيات القرآن ستة آلاف آية ، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك .
ولا يعني أن هناك زيادة أو نقصاً ، وإنما يَختلفون في عدّ آية أو اعتبارها آيتين ، وهكذا .
قال الداني : أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك ، فمنهم من لم يزد ومنهم من قال : ومائتا آية وأربع آيات . وقيل : وأربع عشرة . وقيل : وتسع عشرة . وقيل : وخمس وعشرون . وقيل : وست وثلاثون . نَقَلَه السيوطي في الإتقان .
وفي مناهل العرفان ما نصّه :
قال صاحب التبيان ما نصه : وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادّون على أنه ستة آلاف ومائتا آية وكسر ، إلا أن هذا الكسر يختلف مبلغه باختلاف أعدادهم(1/65)
ففي عدد المدني الأول سبع عشرة وبه قال نافع، وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة وعشر عند أبي جعفر، وفي عدد المكي عشرون، وفي عدد الكوفي ست وثلاثون، وهو مروي عن حمزة الزيات، وفي عدد البصري خمس وهو مروي عن عاصم الجحدري
وفي رواية عنه أربع وبه قال أيوب بن المتوكل البصري وفي رواية عن البصريين أنهم قالوا تسع عشرة وروي ذلك عن قتادة، وفي عدد الشامي ست وعشرون وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري . اهـ .
فأنت ترى التفاوت الواضح والاختلاف الكبير بين عدّ العلماء لآيات القرآن الكريم .
ومن هنا فإن القول بأن أرقام الآيات مُعجِزة يلزم منه إثبات الاتفاق على أرقام الآيات أولاً ، وأننا مُتعبّدون بأرقام الآيات وعدّها ! وهذا لا يقول به عالِم !
ومن التكلّف الواضح إدخال آية في الاستفزاز ليس لها علاقة باليهود ، وإنما هي في أمر الشيطان ، وهي قوله تعالى : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)
فهذه عامة وليست في اليهود ، بل هي في حال الشيطان مع كل بني آدم . فما علاقة هذه الآية بدولة اليهود من حيث قيامها وسقوطها ؟!
وما علاقة رقم الآية بالإعجاز ؟؟؟ ثم ما الفائدة المرجوّة من هذا ؟! لو كان فيه فائدة لكُشِفت للنبي صلى الله عليه وسلم الذي حارب اليهود وأجلاهم .
فإن طريقة القرآن واضحة بيّنة ، ولذا لما أراد الله أن يُخبِر عن هزيمة الفُرس وغَلَبة الرّوم قال : (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ)
فَحُدِّد هنا في الآيات المدى الذي تكون فيه غَلَبة الروم ، وهو بضع سنين ، ما بين ثلاث إلى تسع سنين .
وهل زوال إسرائيل سيكون كذوبان الملح ؟!! وهل الأمة مُهيّأة لخوض غمار مثل ذلك ؟(1/66)
الجواب : لا، فالنصر لن يكون لأمة تُنادي بالعروبة ، ولا لأمة مُختلفة مُتناحرة ضعيفة ، وإنما يكون حينما تقوى الأمة ، وحينما تتّحد صفوفها ، وحينما يكون شعارها : الإسلام فحسب
عندها يُنادي الشجر والحجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله . وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال اليهود ، فقال : تقاتلكم اليهود ، فتُسَلّطون عليهم حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله . رواه البخاري ومسلم .
أما تعليق الآمال على رؤى وأرقام وخيالات فهذا لا يَصنع النصر ، ولا يوقظ الأمة !
وإنما يُدغدغ المشاعر ! وربما يُخدّر الأمة !
والله المستعان .
*****************************
25-استفتي قلبك ولو أفتاك الناس
(...السؤال...)
بما أرد على من تقول _أفتي قلبك ولو أفتاك الناس_
مناسبته عندما ذكرت لها أن عورة المرأة للمرأة كعورتها عند محارمها، قالت بمعنى كلامها (أنها المرأة وإنها من يحكم على الأمور التي تُفتن بها) ؟
(...الجواب...)
سبحان الله !
وأين ذَهَب أهل العِلْم واختصاصهم ؟ وقد أمَر الله بِسؤال أهل العِلْم ، ولم يَرُدّ الناس إلى ما في صُدورهم . وأين ذهب تقدير المصالح والمفاسِد ؟وأين الِكتاب والسنة ؟!
إذا كانت كل مسالة سوف نُرجعها إلى عقولنا ، ونُحكِّم عقولنا على حساب النصوص ، فسوف نستغني عن النصوص وعن العلماء !وهذا لا يَقول به عاقل !
مع أنّ العلماء نَصُّوا في شرح مثل هذا الحديث أنه لا عِبرة بأحوال الْجُهَّال .(1/67)
قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرح حديث " استفت قلبك " : وهذا إنما يكون إذا كان صاحبه ممن شرح صدره للإيمان ، وكان الْمُفْتِي يُفْتِي له بِمُجَرَّد ظَن أو مَيل إلى هوى مِن غير دليل شرعي ، فأما ما كان مع الْمُفْتِي به دَليل شرعي فالواجب على الْمُستَفْتِى الرجوع إليه وإن لم ينشرح له صدره ، وهذا كالرخصة الشرعية ، مثل الفِطر في السفر والمرض ، وقصر الصلاة في السفر ونحو ذلك مما لا يَنْشَرِح به صُدور كثير مِن الْجُهَّال فهذا لا ِعبرة به .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يأمُر أصحابه بما لا تَنشرح به صُدور بعضهم ... وفي الجملة فما وَرد النص به فليس للمؤمن إلاَّ طاعة الله ورسوله ، كما قال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)
وينبغي أن يُتَلَقّى ذلك بانشراح الصدر والرضا ، فإن ما شَرَعه الله ورسوله يجب الإيمان والرضا به والتسليم له ، كما قال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) . اهـ .
ومع ذلك فإن الأمر الْمُحرَّم أو الْمُشْتَبِه لا ترتاح إليه النفس ولا تطمئن غالبا . ومع ذلك يوجد من العُصاة والفُجَّار من تطمئن نفوسهم إلى معاصيهم ، وذلك إذا ألِفُوها وطُمِس على قلوبهم .
فتَبيَّن أن ما يَحيك في الصدر هو قيد أغلبي ، أي أنه في الغالب ، ولا عِبرة بِمن ألِف الْمُنكَر حتى صار عنده معروفا !(1/68)
وأما قول (أنها المرأة وإنها من يحكم على الأمور التي تُفتن بها) فهذا غير صحيح ؛ لأن الله أمَر بِسُؤال أهل العِلم ، والرَّد إليهم . بل جَعَل ذلك مَن مُقتضيات الإيمان ، فقال سبحانه وتعالى : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) .
والرَّدّ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرَّدّ إلى سُنَّتِه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .
*****************************
26-تُعرض الآراء الفقهية على الناس ويُتَرك الاختيار
(...السؤال...)
عن إمكانية الإنسان أن يرى الملائكة من عدمه. ولست أرى أن لهذه المواضيع العقائدية في الدين لها أهمية في شحذ همم المسلمين والإسلام الآن يتعرض لحرب ضروس من العالم كله تكالبت عليه فيها قوى الكفر والشر والعدوان وراحت تسفك الدم المسلم الطاهر جهاراً نهاراً صبحاً ومساء وليلاً. نحن ياأخي لنا دور كبير في تعضيد المسلمين قي كافة أنحاء العالم ولو بالقلم والكتابة. علينا أخي أن نكتب في الجهاد والشهادة والصبر والثبات على الدين.
نزل القرآن أول ما نزل على رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بسور وآيات العقيدة لمناسبة ذلك للزمان والمكان وعندما استتب الأمر بعد الهجرة بدأت السور والآيات في الشريعة والمعاملات تضع القواعد لدولة الإسلام مواكبة للمكان والزمان .
وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كانت كذلك تواكب ما يتعرض له المسلمون من أحداث. ليس علينا يا أخي أن نشغل المسلمين الذين يحاول الكفار أن يفتنوهم عن دينهم في هذا الزمان ، ليس علينا أن نشغلهم بالرأي في إمكانية رؤية الملائكة من عدمه فذلك ييرجم عدم مواكبتنا لأحداث المسلمين. ولا أطيل في هذا الصدد لكي أنتقل إلى الجانب العام.(1/69)
وذلك يا أخي الكريم هو مصادر الفتوى التي تفضلت بغرضها هنا وهي لعلماء أجلاء أفنوا حياتهم في خدمة الدين ولهم ما لهم من قدر وقيمة، ولكني وجدت أنهم يمثلون رأي مدرسة واحدة من مدارس الإسلام الفقهية ، وتمنيت أن يشمل بحثك آراء المدارس الفقهية الكبرى الأخرى حتى نعرض على المسلم المتلقي الآراء المختلفة لكبار الفقهاء فيتبع من يقتنع به ولا نلزمه برأي مدرسة واحدة افتنع بها أم لا.
يقول لنا تاريخ الإسلام أن تشايع المسلمون فرقاً وأتباعاً لمدارس فقهية مختلفة قد فرق شمل المسلمين وفتت من عضدهم ونمت بينهم العداوة والبغطاء كما هو كائن بين الفرق المسيحية من كاثوليكية وأنجليكية وأرثوذكسية وغيرها. ولعلك ترى في زمننا الحديث ما يحدث في العراق مثلاً دليل على ذلك . هل لنا ان نلم شمل المسلمين على كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا نتشايع بالتفاصيا . كان الأزهر على مدى ألف سنة وحتى الآن يدرس المدراس الفقهية المعتدلة جميعاً من شافعية وحنبلية ومالكية وحنفية لأن كلها تصب في الإسلام ولم يفرض على المسلمين مدرسة بعينها ولهم هم الخيار ، وترى المسلم يأخذ ما يقتنع به من هنا وهناك ، خليط من افكار الآمة بمذاهبهم المختلفة فهو أولا وأخيراً الذي سيحاسب أمام ربه ولت يستطيع الاحتجاج بأن أخذ بآراء فلان أو غيره فقد خلق الله له عقلاً مثلما خلق لغيره فلم لم يعمله وليس في الإسلام واسطة بين العبد وربه كالمسيحية وغيرها ، ودراسة الفقه الإسلام واجب على كل مسلم لكي يترسخ داخله يقينه بالإسلام ويكون إيمانه صحيحاً قوياً ولا يكون من هؤلاء الذين لا يعرفون عن دينهم شيئاً وهم مسلمون بمنطق هذا ما آلينا عليه آباءنا . أول كلمة نزلت في القرآن هي اقرأ ، وذلك واجب لاشك فيه على كل مسلم حق.(1/70)
لا أطيل أكثر من هذا أخي الكريم ، إنما هي مداخلة لست أرجو منها سوى وجه الله عز وجل وأن أرى المسلمين يوماً على قلب رجل واحد ينبذون الخلاف بينهم ولا يتشايعوا ولا يتطرفون لمذهب دون غيره بكل ما فيه فليس هناك عالماً مهما بلغ شأنه إلا وأخطأ في بعض رأيه والكمال لله وحده والله وهو مولانا ونعم النصير.
(...الجواب...)
لِمَّا قَرأتُ ما تَفضَّل به أخي ممدوح تَذَكرتُ ما جَاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مِن أنه أتاه أعرابيٌّ عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج أو مزرورة بديباج ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن صاحبكم هذا يريد أن يَرْفَع كُلّ رَاعٍ ابن رَاعٍ ، ويَضَع كُلّ فَارس ابن فارس . رواه الإمام أحمد ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح .
ولن أُناقِش أصل المسألة التي دار حولها الْخِلاف . وإنما سوف أُناقِش الفِكرة التي يُنادِي بها الأخ ممدوح
وهي أن تُعرَض الآراء الفقهية على الناس ، ويُتَرك الاختيار للناس !إذ يقول الأخ الفاضل : [وتمنيت أن يشمل بحثك آراء المدارس الفقهية الكبرى الأخرى حتى نعرض على المسلم المتلقي الآراء المختلفة لكبار الفقهاء فيتبع من يقتنع به ولا نلزمه برأي مدرسة واحدة اقتنع بها أم لا]
ويمضي الأخ قائلا : [يستطيع الاحتجاج بأن أخذ بآراء فلان أو غيره فقد خلق الله له عقلاً مثلما خلق لغيره فلم لم يعمله وليس في الإسلام واسطة بين العبد وربه كالمسيحية وغيرها]
فأقول : هذا ليس صحيحا مِن وُجوه عديدة :
أولها : أنَّ مِن شأن هذا أن يَكون الناس كلهم علماء !وأن يُرفَع شأن الجاهل ويُجَعل كَشَأن العَالِم .. وهذا ما جاءت الإشارة إليه في الحديث السابق :
إن صاحبكم هذا يريد أن يَرْفَع كُلّ رَاعٍ ابن رَاعٍ ، ويَضَع كُلّ فَارس ابن فارس . وقد قال الله تبارك وتعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ؟(1/71)
ثانيها : أن يُهمَّش ويُلغَى دَور العلماء .. وقد رَفَع الله شأن العلماء ، وأعْلى قَدْرَهم ، فقال تعالى : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) .
ثالثها : أنّ يُسأل الْجَاهِل ، لأن هذا القول مآله أن يَكون الناس كلهم فقهاء علماء !وقد أمَر الله بِسؤال أهل العِلْم والصَّدُور عنهم . قال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .
رابعها : أن العِلْم حِمْل ثقيل ، وليس بالأمر اليسير .ولذا فإن علماء الأمة قليل إذا ما قُورِنوا بمجموع الأمة .
خامسها : أنه لا يجوز الملام في الكِتاب والسنة إلاَّ عَن عِلْم .قال الإمام الشاطبي : " فإن القرآن والسنة لما كان عربيين لم يكن لينظر فيهما إلا عربي ، كما أن من لم يعرف مقاصدهما لم يَحِلّ له أن يتكلم فيهما ، إذ لا يصح له نظر حتى يكون عالما بهما ، فإنه إذا كان كذلك لم يختلف عليه شيء من الشريعة " .
سادسها : أن العلماء أعلم بِدِين الله وأعْرَف ، وقد اسْتَشْهَد الله بهم على أعظم مَشْهود ، وهو تَوحيده سبحانه وتعالى ، وقَرَن شَهادته بِشهادتهم ، فقال تبارك وتعالى : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )(1/72)
فأمَرَ تَعَالى بِرَدّ الْمُتَنَازَع فيه إلى كتاب الله وسُنة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء مَعرفة كَيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسُّنة ، ويدل هذا على صحة كَون سؤال العلماء وَاجِبًا ، وامْتثال فَتْوَاهم لازِماً .
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : لا يَزال الناس بِخير ما عَظَّمُوا السلطان والعلماء ، فإذا عظموا هَذين أصلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا اسْتَخَفُّوا بِهَذين أفْسَد دنياهم وأخراهم .
وفي تفسير قوله تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا ) .
قال القرطبي رحمه الله : ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي : يَسْتَخْرِجُونه ، أي : لَعَلِمُوا ما يَنْبَغِي أن يُفْشَى منه ، وما يَنْبَغِي أن يُكْتَم . اهـ .
سابعها : أن الناس اليوم إذا نَزَلتْ بهم نازلة ، أو حَصَلَتْ لهم مشكلة بادروا بسؤال العلماء ، ولو كان ذلك في جوف الليل !فالذي يقع في مشكلة طلاق يُبادِر بالاتصال بأهل العلم ، يسألهم ويستفتيهم .
ولا يذهب يستفتي جاره أو صاحبه ، ولا يسأل طبيبا أو مهندسا عن مسألة شرعية !وكَما لا يذهب المريض إلى النَّجار طلبًا للعِلاج ، ولا يذهب للخبّاز رغبة في إصلاح سيارته ! كذلك لا يَجوز أن يُستفتَى من ليس أهلاً لذلك .
ثامنها : أن مِن شأن هذا الصنيع أن يُجَعَل الْمُسْتَفْتِي في حيرة !فلو سأل سائل مثلا عن مسألة فقهية ، ثم سُقنا له الآراء الفقهية المتباينة ، بين قول يَقول بالوجوب ، وقول يَقول بالاستحباب وقول ثالث يَقول بالْمَنْع والْحظْر ، ثم تَركْنَاه هكذا ، لأصبح في حيرة مِن أمْرِه .(1/73)
وبعض المسائل يَكون في المذهب الواحد فيها أكثر مِن قَول .. فمثلا : بعض الأقوال في بعض المذاهب تترَدَّد بين القول بالجواز والقول بالتَّحْرِيم !وقد يَكون في المذهب الفقهي الواحد أربعة أقوال !
فبأيّ قَول يأخذ الْمُسْتَفْتِي ؟!والْمُسْتَفْتِي عادة ليس عنده مِن الفقه ما يُؤهِّله للترجيح بين الأقوال ، ولا عَرْض الأدلة ونقد الضعيف ، ومعرفة القواعد والأشباه والنظائر ، وغير ذلك مِن وجُوه الاستدلال والترجيح ..
فإذا لم يَتِمّ الترجيح له مِن قِبَل مُخْتَصّ لم يَتَبيَّن له وَجْه الصواب !ولا أقصد بذلك من كان طالبا للعِلْم وعنده زاد من الفقه يُؤهِّله لذلك .. بل أقصد عامة الناس ، وهم الأكثر ، وهم السواد الأعظم في الأمة .
وبعض المسائل الفقهية قد تصل الأقوال فيها إلى عشرين قولا !خذ على سبيل المثال : تعيين الصلاة الوسطى ، فيها ما يَقرب من عشرين قولا !و الْمُسْتَفْتِي يسأل عن الصلاة الوسطى .. فهل نَسُوق له العشرين قَولاً ، ثم نَدَع له الاخْتِيار ؟!
وهل مَن أمْضى عُمُره في طَلب العِلْم والبحث والتفتيش عن مسائله كالذي لَم يُمضِ فيه سِوى ساعات قليلة مِن يوم أو مِن بعض يوم ؟!
وقال الأخ : [علينا أخي أن نكتب في الجهاد والشهادة والصبر والثبات على الدين]أقول : هذا ليس بِجَيِّد مِن وُجوه :
الأول : أن حَصْر الكِتابات على هذا مِن شأنه إيجاد أجيال جاهلة بِدينها ، بل بِفرائض دِينها . وقد حدّثني أستاذ جامعي في دولة عربية أن بعض الْمُتَقَدِّمِين للكليات الشرعية لا يَعرف كم عدد أركان الإسلام !وهذا واقع لا يُنْكَر ! وبِقدر ما هو مُضْحِك إلاَّ أنه مؤلِم ..
الثاني : أن دِين الله كامل - كما تقدّم - ويجب ألأخْذ بِه كله ، لا أن يُجزَّأ ..
الثالث : أن أوّل ما نَزَل ( اقرأ ) كما قال الأخ .. ومِن أوّل ما نَزل ( الْمُدّثِّر ) .. وفيها البراءة مِن الأوثان والأصنام وأهلها .. وفيها الحث على الصبر على الدعوة ..(1/74)
الرابع : أنّ ذلك التدريج كان في زمن نُزول الوحي ، أما الآن فالدِّين كامل ، وليس فيه تَدرّج في التشريع ..
ولا أقصد أن لا يُكتَب في هذه المجالات ، بل هي مجالات سامية عالية ، ولكن كيف يثبت على دِين الله ، ويَطلب الشهادة من انْغَمس في ملذَّات الدُّنيا ؟!كيف يَنتصر على العدو مَن لَم ينتصر على الشيطان في المعركة الأولى ؟!
نعم .. هذه مجالات مطلوبة .. ولكنها لَبِنَة في بُنيان لا بُدّ من تكامله وقيامه ..
وأما قول الأخ [كان الأزهر على مدى ألف سنة وحتى الآن يدرس المدارس الفقهية المعتدلة جميعاً من شافعية وحنبلية ومالكية وحنفية لأن كلها تصب في الإسلام ولم يفرض على المسلمين مدرسة بعينها]
فأقول : هذا غير صحيح !
ألا ترى أن الأزهر فَرَض على الأمَّة تَيَّارَين :
الأول : تيَّار التَّصَوُّف !
والثاني : تيَّار التَّمَشْعُر ( مذهب الأشاعرة في العقيدة )
وشَهِد شاهِد مِن أهلها ، وهو الشيخ عبد الرحمن الوكيل في كِتَابه (صوفيات : خطاب مفتوح إلى حضرة السماحة شيخ مشايخ الطرق الصوفية)
وهو هنا :
والدولة العثمانية حَمَلْت الناس في الفقه والْمحاكم على المذهب الحنفي . بل لم يقتصر الأمر على الدول الْمُتأخِّرة ، فقد كان هذا في الزمن السابق .. إذ كان الناس يُحمَلُون في القرن الْمُفضَّلة على اسْتِفْتَاء عالِم بِعينه !
وكان عَطاء بن أبي رَباح مِن الْمَوالِي - كان مملوكا - ، وكان يُقال لأمّة الإسلام في زَمانه : لا يُفتي الناس إلاَّ عطاء بن أبي رباح .
قال إبراهيم بن عمر بن كيسان : أذْكُرْهم في زمان بني أمية يأمُرون في الحج مُنادِيا يَصيح : لا يُفْتي الناس إلاَّ عطاء بن أبي رباح !وقال أبو حازم الاعرج : فَاقَ عَطاء أهل مكة في الفتوى .
وقال ابن وهب : حججت سنة ثمان وأربعين ومئة وصائح يصيح : لا يُفْتِي الناس إلاَّ مَالك وعبد العزيز بن أبي سلمة .(1/75)
إلى غير ذلك من الأمثلة التي تُبين أهمية الفتوى ، وعِظَم شأنها ، وأنها لَم تُجْعَل إلى كل عالِم فضلا عن أن تُجْعَل إلى آحاد الناس !
ولستُ أدعو هنا إلى تفريق الأمة وإلى تمزيقها ، ولا إلى تهميش بعض القضايا على حساب بعض ، فدينُنا دِين كامل .. قد امْتَنّ الله على الأمة بإكمال الدِّين ، وإتْمَام النِّعْمَة .. (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) ..
وليس في دِيننا قُشور ولُبّ - كما يَدَّعي ذلك من لا فَهْم له - ! وإن كانت قضايا العِلْم الشرعي والعِبَادات مُتفاوتة ، و( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) .إلاَّ أنه مع ذلك لا يَجوز الاستهانة بشيء مِن قضايا العِلْم ، ولا بشيء من العبادات .
والله تعالى أعلم .
*****************************
27-ندخل المسجد بالقدم اليمين والخلاء بالقدم الشمال
(...السؤال...)
هل صحيح مثل هذا الكلام شيخنا الكريم؟؟ حيث نشر في منتديات، هل سأل أحد منا نفسه يوما لماذا ندخل المسجد بالقدم اليمين وندخل الخلاء بالقدم الشمال؟؟
فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ادخلوا المسجد باليمين واخرجوا بالشمال ، وادخلوا الخلاء بالشمال واخرجوا باليمين فلهذا حكمة عظيمة لأنها أتت من سيد الخلق الذي لا ينطق عن الهوى
فالفائدة من دخول المسجد باليمين انه إذا قدر الله قبض إنسان أي موته في لحظة دخوله المسجد يسقط بداخله والعكس إذا خرج بالشمال يسقط بداخله
وإذا دخل الإنسان الخلاء بالشمال وقبض أي ما ت سقط خارجه والعكس إذا خرج باليمين سقط بخارجه
جواب..
هذا ليس بصحيح .. إذ لَم يَثْبُت عنه عليه الصلاة والسلام الأمر بِدُخُول الْخلاء بالشِّمَال ، والْخُرُوج مِنه باليمين .(1/76)
إلاَّ أن العلماء استَحبُّوا ذلك لِعُموم حديث عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعجبه التيمن في تنعله ، وترجّله ، وطُهوره ، وفي شأنه كلِّه . رواه البخاري ومسلم .
وعموم حديث حفصة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يَجْعَل يَمينه لطعامه وشرابه وثيابه ، ويَجْعَل شِمَاله لِمَا سِوى ذلك . رواه أحمد وأبو داود .
وكذلك دُخُول المسجد لم يثبت أنه عليه الصلاة والسلام أمَر بِالدُّخول باليَمنى والْخُرُج باليُسرى .
قال البخاري : باب التيمن في دخول المسجد وغيره . وكان ابن عمر يَبدأ بِرِجْلِه اليمنى ، فإذا خَرج بَدأ بِرِجْلِه اليسرى .ثم أوْرَد حديث عائشة الْمُتَقَدِّم في استحباب التَّيَمُّن .
قال الحافظ ابن حجر : في المستدرك للحاكم من طريق معاوية بن قُرة عن أنس أنه كان يقول : مِن السُّنَّة إذا دَخَلْتَ الْمَسْجِد أن تَبدأ برجلك اليمني ، وإذا خَرَجْتَ أن تَبدأ بِرِجْلك اليُسرى . والصحيح أن قول الصحابي : " مِن السُّنَّة كذا مَحمول على الرَّفع . اهـ .
فقول القائل : (فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ادخلوا المسجد باليمين واخرجوا بالشمال ، وادخلوا الخلاء بالشمال ) هذا ليس بِصحيح ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لَم يَقُل ذلك بحيث يُنسَب إليه القول .
وعلى المسلم أن يَتحرَّى فيما يَقول ويكتُب ، خاصة فيما يَنْسِبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن لا يُسارِع في نشر الحديث حتى يَتَثبَّت مِن صِحَّتِه .
وأمر آخر ، وهو قوله : (فالفائدة من دخول المسجد باليمين) إلى آخره . أقول : هذا ليس بِصحيح .
لأن المقصود تَكريم اليمين وتقديمها في كل ما مِن شأنه التَّكْرِيم ، وتقديم اليسار في كل ما لم يَكن كذلك . وأما القول بأن هذه هي الحكمة ، والادِّعَاء بأنّ هذا هو سبب الأمر ، فهذا ليس بصحيح ..(1/77)
لكن لو التمس المسلم الحكمة ، ثم قال : ولعل من الحكمة كذا .. لَكان أولى به ؛ لأن هذا قد يكون صحيحا ، وقد لا يَكون صحيحا .
وتَنْبِيه أخير ، وهو قول إمام أهل السنة ، الإمام أحمد رحمه الله حيث كان يقول : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .
فَقَبْل أن يَتكلّم الإنسان في مسألة ، ويُسارع في نشرها يسأل أهل العِلْم ويَتَثبّت ، فإنه لَن يأتي بما لم تأتِ به الأوائل !
والله تعالى أعلم .
*****************************
28-بخصوص فتوي حرمانية الكرسي
(...السؤال...)
هناك فتوي منتشرة لشيخة اسمها أم أنس تقول ان الجلوس علي الكرسي حرام و انه زني بالنسبة للمرأة ... و العدين من العلمانيين و الشيعة يستخدوها لسبنا فهل هذه الفتوي فعلا صحيحة ؟؟
نص الفتوي : أن من أخطر المفاسد التى بليت بها أمتنا العظيمة ما يسمى بالكرسى وما يشبهه من الكنبات وخلافها وهو شىء عظيم، وتذكر الداعية أربعة أسباب للتحريم أولها أن السلف الصالح وأوائل هذه الأمة وهم خير خلق الله كانوا يجلسون على الأرض ولم يستخدموا الكرسى ولم يجلسوا عليه ولو فيها خير لفعله الرسول الكريم ومن تبعه بإحسان وتقول أن هذه الكراسى وما شابهها صناعة غربية وفى استخدامها ما يوحى بالإعجاب بها وبصناعها وهم الغرب، وهذا والعياذ بالله يهدم ركنا عظيما من الإسلام وهو الولاء والبراء.. وتنادى: الأمر جلل يا أمة الإسلام فكيف نرضى بالغرب ونعجب بهم وهم العدو، كما تفتى الشيخة بأن جلوس المرأة على المقعد مدعاة للفتنة، مؤكدة أنه يؤدى إلى كثير من الرذائل التى لا أستطيع ذكرها على صفحات المجلة لأنها تخدش الحياء العام، خلاصتها أن الجلوس على الكرسى رذيلة وزنى لا شبهة فيه. ومعنى هذا أن كل النساء المسلمات اللائى يستخدمن الكراسى يمارسن الزنى الذى لاشبهة فيه.. فضلا عن أنها اعتبرت أن الجلوس على الأرض يذكر المسلم بخالق الأرض وهو «الله» وهذا يزيد فى التعبد والتهجد والإقرار بعظمة الخالق(1/78)
(...الجواب...)
هذه الفتوى ليست صحيحة ، ولا صدرت عن شخص معروف ولا عن جهة موثوقة .
وهي فتوى مَن لم يَشُمّ رائحة العِلم !
وحسبك بسقوط مثل هذه الفتوى أن تُروّج لها مجلات هابطة !
وهذا الموقع ( موقع أم أنس ) نُشرت فيه فتاوى نُسبت لبعض أهل العلم بقصد تشويه سمعتهم
قال الشيخ سليمان بن صالح الخراشي :
فهذه الفتوى مصدرها موقع يسمى موقع الداعية أم أنس ، وهذا الموقع خُدِع به أناس كثيرون لأنه ينشر فتاوى مفبركة وينسبها لبعض العلماء بهدف تشويهم .
وقال حفظه الله عمّن ساءتهم كتاباته وردوده : وقد أنشأوا موقعًا ساخرًا باسم ( موقع أم أنس ) ! يحتوي على فتاوى مكذوبة على العلماء وطلبة العلم غيري . وقد أحسنت مدينة الملك عبد العزيز عندما أغلقته . وبودّي لو تتتبعه وزارة الداخلية لتُحاسِب مَن يَقِف خَلفه . اهـ .
والجلوس على الكرسي ليس فيه شُبهة تشبّه بالكُفار ، ولا علاقة لها بمسائل الولاء والبراء .
وليس فيه ما يتعلّق بالزَّنا ، وليس فيه خدش حياء ، ولا وَجْه افتتان .
والكراسي معروفة ، وكذلك الأرائك ، والسُّرُر ، كل ذلك معروف في لغة العرب ، وهي مما استخدمه العرب قبل الغَرْب !
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينام على السرير ويجلس عليه .
ففي حديث أبي موسى رضي الله عنه : فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مُرْمل وعليه فراش ، قد أثّر رِمال السرير بظهره وجنبيه . رواه البخاري ومسلم .
قالت عائشة رضي الله عنها : لقد رأيتني مُضْطَجِعة على السَّرير . رواه البخاري ومسلم .
وقال أبو جمرة : قال لي ابن عباس : أقَم عندي واجعل لك سَهْمًا في مالي . قال : فأقمت ، فكنت أتَرْجم ما بينه وبين الناس ، وكان يُقعدني معه على السرير . رواه أبو داود الطيالسي .
ورواه البخاري مختصرا بلفظ : كان ابن عباس يُقعدني على سَريره .(1/79)
وروى بن أبي شيبة من طريق عبد الله بن الحارث قال : دخلتُ مع ابن عباس على معاوية ، فأجلسه معاوية على السرير .
وفي صحيح مسلم نْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ
خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنْ الْأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِينَا أَبَا الْيَسَرِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ مَعَهُ ضِمَامَةٌ مِنْ صُحُفٍ وَعَلَى أَبِي الْيَسَرِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ وَعَلَى غُلَامِهِ بُرْدَةٌ وَمَعَافِرِيَّ فَقَالَ لَهُ أَبِي : يَا عَمِّ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِكَ سَفْعَةً مِنْ غَضَبٍ . قَالَ : أَجَلْ ! كَانَ لِي عَلَى فُلانِ ابْنِ فُلانٍ الْحَرَامِيِّ مَالٌ ، فَأَتَيْتُ أَهْلَهُ فَسَلَّمْتُ فَقُلْتُ : ثَمَّ هُوَ ؟ قَالُوا : لا ، فَخَرَجَ عَلَيَّ ابْنٌ لَهُ جَفْر ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيْنَ أَبُوكَ ؟ قَالَ : سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي .
قال القاضي عياض : قيل : هو السرير في الحجلة . وقال الأزهري كل ما اتُّكئ عليه فهو أريكة . والجمع أرائك ، والأول هنا أشبه . اهـ .
وقال ابن الأثير : الأريكة السرير في الحجلة من دونه سِتر ، ولا يُسَمّى مَنْفَرِدا أريكة . وقيل : هو كل ما اتُّكئ عليه مِن سرير أو فِراش أو مِنَصَّة . وقد تكرر في الحديث . اهـ .
وفي سنن أبي داود من طريق عبد خير قال : شهدت عَلِيا دَعا بِكُرْسي فَقَعَد عليه .
قال الزمخشري : الكرسي ما يُجْلَس عليه ولا يَفْضُل عن القاعد . اهـ .
أي : أن الكرسي مكان يتّسع لشخص واحد .
ومما هو معروف في لغة العرب مَنَصَّة العَروس .
قال ابن منظور في لسان العرب : نَصَصْت الشيء رَفعته ، ومنه مِنَصَّة العروس(1/80)
وفي المصباح المنير للفيومي : ونَصّ النساء العروس نَصًّا : رفعنها على الْمِنَصَّة ، وهي الكرسي الذي تَقِف عليه في جَلائها . اهـ .
والله تعالى أعلم .
*****************************
29-نصراني يثير شبهه: إذا كان القرآن كلام الله فلماذا لم يحفظ هاتين الآيتين مِن الضياع
(...السؤال...)
يقول المنصَّر:
روى ابن ماجة في سننه عن عائشة:
كان القرطاس المكتوبة فيه آيتي الرجم ورضاعة الكبير تحت سريري, فبينما أنا منشغلة بموت رسول الله دخل داجن فأكلها!
وهو يقول: والحديث صحيح,
ثم يعقب قائلاً:
إذا كان القرآن كلام الله فلماذا لم يحفظ هاتين الآيتين من الضياع في جوف البهيمة ؟!
(...الجواب...)
أولاً : لِيُعلَم أن العرب لم تكن تعتمد على الكتابة كَما تعتمد على الحفظ .
فلو قُدِّر أن شيئا ضاع مِن قرطاس أو كان مكتوبا فضاع ، فإن من يحفظ ذلك أكثر ممن يَكتُبه .
ولذلك كان مِن مصادر جمع القرآن والسُّنَّة : صُدور الرِّجَال ، أي : ما كان محفوظا في القلوب .
وهذا أحد أسباب ووسائل حفظ القرآن .
ولذلك كان جبريل عليه الصلاة والسلام يُدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ، وهو بِمَنْزِلة المراجعة .
فهل يُتصوّر أن يضيع شيئا من القرآن الذي تُعبِّد الناس به في جوف بهيمة ثم لا يكون هناك من يحفظه من أمة زادت على مائة ألف في زمن نُزول الوحي ؟!
كما أن جمع القرآن كان أول مرة في خلافة أبي بكر لما استحرّ القَتْل بالقُرّاء فخشي من ذهاب الْحَفَظَة ، وتقادم الزمان ، فتمّ جمع القرآن في زمن قريب من زمن النبوة .
ثانيا : ما يتعلّق بآيتي الرَّجم وآية الرضاع هي مما نُسِخت تلاوته وبَقِي حُكْمه .
وهو معنى قول عائشة رضي الله عنها : كان فيما أُنْزِل مِن القرآن عَشْر رَضَعَات مَعلومات يُحَرِّمن ثم نُسِخْن بِخَمْس مَعلومات ، فتوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهُنَّ فيما يُقرأ مِن القُرآن . رواه مسلم .(1/81)
قال الإمام النووي : ومعناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جِدًّا حتى أنه صلى الله عليه وسلم تُوفِّي وبعض الناس يَقرأ خمس رضعات ويجعلها قرآنا مَتْلُوًّا ، لكونه لم يبلغه النسخ لِقرب عهده ، فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رَجَعوا عن ذلك ، وأجمعوا على أن هذا لا يُتْلَى .
والنسخ ثلاثة أنواع :
أحدها : ما نُسِخ حُكْمه وتلاوته ، كعشر رضعات .
والثاني : ما نُسِخَتْ تلاوته دون حكمة كخمس رضعات ، وكالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما .
والثالث : ما نُسِخ حُكْمه وبَقِيت تلاوته ، وهذا هو الأكثر . اهـ .
ورَجْم الزاني المحصَن مما جاءت به الشرائع ، فقد جاء في التوراة ، وجاءت به شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نَجِد الرّجم في كتاب الله ، فيَضِلّوا بترك فريضة أنزلها الله ، ألا وإن الرجم حقّ على مَن زنى وقد أُحْصن إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف . قال سفيان : كذا حفظت ألا وقد رَجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده . رواه البخاري .
وفي رواية له : إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنْزَل عليه الكتاب ، فكان مما أَنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رَجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورَجَمْنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نَجِد آية الرجم في كتاب الله ، فيَضِلّوا بِتَرْك فَرِيضة أنزلها الله .
ثالثا : يُمكن الرد على النصراني من خلال الحديث نفسه الذي تقول فيه عائشة رضي الله عنها : نَزَلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري .
وذلك أن الرجم حقّ وثابت ، ولو كان ضاع لَم يكن له أثر ، ولم يُقَم حدّ الرجم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد مرّ بك قول عمر رضي الله عنه : رَجَم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورَجَمْنا بعده .(1/82)
رابعا : قد تكفّل الله بِحفظ كتابه فقال تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) .
وشواهد ذلك كثيرة جدا ..
فكل محاولة لتحريف النص أو تغيير المعنى تبوء بالفشل ، ويهتك الله ستر أصحابها .
وها هي التوراة والأناجيل بأيدي النصارى تختلف طبعاتها من دولة إلى دولة ، ومن جيل إلى جيل !
بينما لا تختلف المصاحف التي كُتِبت في زمن الصحابة قبل ألف وأربعمائة سنة ، عما كُتِب في زماننا هذا .(1/83)
روى القرطبي بإسناده إلى يحيى بن أكثم قال : كان للمأمون وهو أمير إذّ ذاك مجلس نَظَر ، فدخل في جملة الناس رجل يهودي ، حسن الثوب ، حسن الوجه ، طيب الرائحة ، قال : فتكلَّم فأحسن الكلام والعبارة ، قال : فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون ، فقال له : إسرائيلي ؟ قال : نعم . قال له : أسْلِم حتى أفعل بك وأصنع ، ووَعَدَه ، فقال : ديني ودين آبائي ، وانصرف . قال : فلما كان بعد سنة جاءنا مُسلِماً . قال : فتكلّم على الفقه فأحسن الكلام ، فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون ، وقال : ألستَ صاحبنا بالأمس ؟ قال له : بلى . قال : فما كان سبب إسلامك ؟ قال انصرفت مِن حَضْرَتك فأحْببت أن أمتحن هذه الأديان ، وأنت تَرَاني حَسَن الْخَطّ ، فَعَمِدتُ إلى التوراة فَكَتبتُ ثلاث نسخ ، فزِدتُ فيها ونقصت ، وأدخلتها الكنيسة فاشتُريت مِنِّي ، وعمدتُ إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزِدتُ فيها ونقصت ، وأدخلتها البَيْعَة فاشتُريت مِنِّي ، وعمدتُ إلى القرآن فعملتُ ثلاث نسخ وزِدتُ فيها ونقصت وأدخلتها الورَّاقِين ، فتصفحوها فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رَمَوا بها ، فلم يَشتروها ، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ ، فكان هذا سبب إسلامي . قال يحيى بن أكثم : فَحَجَجْتُ تلك السنة فلقيت سفيان بن عيينة فَذَكَرْتُ له الخبر ، فقال لي : مِصْداق هذا في كتاب الله عز وجل ! قال : قلت : في أي موضع ؟ قال : في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل : ( بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ) فَجَعَل حِفْظَه إليهم فَضَاع ، وقال عز وجل : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) فَحَفِظَه الله عز وجل علينا فلم يَضِع .
كل ذلك دالّ على أن الله تكفّل بِحفظ كِتابه .(1/84)
وقبل سنوات ليست بالبعيدة طبعت نُسخ من المصحف ونُقص منها ثلاثة أحرف ، ووزِّعت في شرق آسيا ، فاكتُشِف ذلك التحريف ، فطُلب جمعها ، فجُمِعت ، فإذا هي لم تنقص نُسخة واحدة ، ثم أُتْلِفتْ تلك النسخ المحرفة .
ويُقال لذلك النصراني : لقد عَلِم أسلافك من نصارى نجران حقيقة نوبة نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ، فرفضوا مباهلته !
ولا ريب في صِدق محمد صلى الله عليه وسلم ونُبوّته .
وقد بشّر عيسى عليه الصلاة والسلام بِمحمد عليه الصلاة والسلام .
وهذا مما يُثبته مُنصِفو النصارى ، بل هو ثابت في الإنجيل ، والبُشرى بمحمد صلى الله عليه وسلم ثابتة أيضا في التوراة .
وهنا إشارة للبشارات التي ذَكَر بعضها بعض المنصِفين من اليهود والنصارى :
http://saaid.net/mohamed/a.htm
والله غالب على أمره ، وحافِظ لِكتابه ، ولو كره الكافرون .
والله تعالى أعلم .
*****************************
30-بخصوص الأمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
(...السؤال...)
بخصوص الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .. البعض يتهمونه انه ما قام بحركته الا لمساعدة ال سعود للاستيلاء علي اراضي اكثر و الخروج عن الدولة العثمانية ... وايضا يقولوا انه عميل بريطاني جنده هينكز و هينز شيء من هذا القبيل في بغداد ..
(...الجواب...)
من عَرَف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وكان مُنصِفا لا يُمكن أن يقول ذلك القول .
والشيخ إمام مُجدِّد لِمَا اندرس مِن معالم التوحيد بشهادة الكثير من علماء الأمة ، سواء من الهند أو مِن مصر أو من الشام ، أو من غيرها من بلاد المسلمين .
يقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله :
ترى في كتب التاريخ الحديث أن لفظ ( الوهابية ) يُطلق على أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب العالم السني الشهير - الآتي ذكره - المجدد للنهضة الدينية في نجد(1/85)
وأرادت [حكومة الآستانة] أن تشوه تلك الحركة الإصلاحية فأذاعت أنها عبارة عن إحداث مذهب جديد مبتدَع في الإسلام مخالف لمذاهب أهل السنة ، وأغرت أنصارها من العلماء الرسميين والمفتِين بالرد على هذا المذهب وتضليل أهله أو تكفيرهم !
وهم [ أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ] يُنكرون كل مذهب في الأصول غير مذهب السلف الصالح ، ويَتَّبِعُون في الفروع مذهب الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه .
ولكن الدولة العثمانية والحكومة المصرية كانتا أقدر منهم على إقناع أكثر أهل بلادهما بأنهم يتبعون مذهبًا جديدًا !
ثم قال الشيخ :
نظرة في أقوال الناس في الوهابية :(1/86)
لا يزال كثير من مسلمي الحجاز ومصر وسورية والآستانة والأناضول والرومللي يظنون أن لأهل نجد مذهبًا مخالفًا لمذاهب أهل السنة ؛ لأن بعض الذين كتبوا عنهم قالوا : إنهم يُكفِّرون غيرهم من المسلمين ، ويقولون في النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ما يعد إهانةً ، وإنهم عند الاستيلاء على المدينة المنورة أخذوا الكوكب الدري من الحجرة النبوية مع غيره من الجواهر والذخائر ، وإنهم ربطوا الخيل في المسجد الشريف ، وهم لا يُحقِّقُون هذه التُّهم ، ولا ما يَصِح أن يُعَدّ منها كفرًا وما لا يُعَدّ ، وهي تُهَم خصوم سياسيين ، والسياسة تستحل الكذب والبهتان والتحريف وكل منكر يوصلها إلى غايتها ! ثم إنهم يغفلون عما في قوانين حكومتهم من المخالفة لأصول الدين وفروعه القطعية المجمع عليها ، المعلومة من الدين بالضرورة التي يكفر جاحدها باتفاق مذاهبهم ، كإباحة الزنا والربا والقتل لأسباب عسكرية وسياسية مخالفة للشرع ، وعن قول علمائهم : إن الرضا بالكفر كفر ، وعمّا يسمعون من الأقوال ويرون من الأفعال التي يَعدّها فقهاؤهم كفرًا أو فسقًا يكفر مستحله ، ولا يقولون : لعل ما يقال عن أهل نجد - إن صَحّ - يكون من جهل بعض أفرادهم لا من مذهبهم ، كما أن ما في بلادنا من أحكام القوانين وأعمال الكثير من الفُسَّاق والمرتدين هو من جهل بعض الناس بالدِّين أو ترك الاهتداء ، وليس عملاً بمذهب أبي حنيفة الذي هو مذهب الحكومة وأكثر الولايات التركية ، ولا بمذهبي مالك والشافعي اللذين ينتمي إليهما أكثر أهل هذه الولايات العربية .
إلى أن قال الشيخ رحمه الله :
وحكومة نجد لا تحكم إلا بِفِقْه الإمام أحمد ، فلا يوجد فيها قوانين غيره ، ولا أحد هنالك يعمل أو يحكم بقول للشيخ محمد بن عبد الوهاب قاله باجتهاده ، ولا يوجد أحد في تلك البلاد يُجاهِر بمعصية من المعاصي الكبائر .
ثم ذَكَر الشيخ مُتعصِّبة المذاهب ، فقال :(1/87)
وإنما أرادوا أن يَسْلِبوا أهل نجد مثل هذا الدفاع عن أنفسهم فسلبوهم اسم الحنابلة
وسَمَّوهم (الوهابية) ، وإلا فليأتوا بمسألة واحدة مما عليه جمهور أهل نجد لا أصل لها في الكتاب والسنة ولا في كتب مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، كما يأتيهم هؤلاء بكثير من المسائل المخلة بعقيدة الإسلام وأحكامه التعبدية والقضائية الفاشية في بلادهم مما ليس له أصل في الكتاب والسنة ولا كلام الأئمة .
وخَم الشيخ رشيد رضا ذلك بِقوله : تلك حقيقة من يُسَمَّون الوهابية ، والمتدينة ونسبتهم إلى غيرهم من المنتمين إلى المذاهب المشهورة لخصناها مما قرأناه في كتبهم ، ومما وقفنا عليه بالروية والاختبار انتهى كلامه رحمه الله .
ولم يكن خُروج الإمام محمد بن عبد الوهاب وظهوره في نجد خُروجا على الدولة العثمانية ، وذلك مِن وُجوه :
الأول : أن نجد لم تَكن تُحكم مِن قِبَل الدولة العثمانية حين ظَهَرت فيها دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، بل كانت تُحكم مِن قِبَل بعض القبائل ، وهي ليست سلطة شرعية ، بل ولا ولاية عامة ، فكلّ قرية لها أمير لا يَدين بالطاعة لأحد .
فقد كان في بلدة حريملاء أمير وفي " العيينة " أمير ، في " الجبيلة " أمير ، وفي " الدرعية " أمير .
ولم يَكن الْحُكم السائد هو الكِتاب والسنة ، بل كان هناك التحاكم إلى العادات وغيرها .
الثاني : أنها لو كانت كذلك فإن ما سَاد آنذاك في نجد بل وفي سائر الدول الإسلامية مِن شِرك وعِبادة للقبور وذبح ونذر لها وتعلّق بغير الله من الأشجار والأحجار ، وتحكيم القوانين ، - مما أشار إلى بعضه الشيخ رشيد رضا - يَجعل من يَخرج على الدولة العثمانية آنذاك ليس خارجيا ولا عميلا بل هو يَخرج عليها بِما دَلّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام عند رؤية الكُفر البَواح .(1/88)
قال عُبادة بن الصامت رضي الله عنه : دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه ، فكان فيما أخذ علينا أن بايَعنا على السمع والطاعة في مَنْشَطِنا ومَكرهنا ، وعُسرنا ويُسرنا ، وأثَرَةٍ علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تَرو كُفُراً بواحًا عندكم من الله فيه برهان . رواه البخاري ومسلم .
الثالث : أنه لو افتُرِض أن للدولة العثمانية سُلطة ، وكانت سُلطة شرعية وحصل ما حصل ، وخَرَج عليها من خَرَج ثم تغلّب على نواحيه أو على الدولة ، فإن سُلطته تكون سلطة شرعية إذا حَكَم الْحَأكم فيها بِما أنزل الله .
ألا ترى أن الدولة الأموية قامتْ على تغلّب عبد الملك بن مروان على ابن الزبير ومُحاربته له حتى استتبّ الأمر له ؟
وقد عَدّ المؤرِّخون حُكم ابن الزبير خِلافة .
قال ابن كثير رحمه الله : إمارة عبد الله بن الزبير ، وعند ابن حزم وطائفة أنه أمير المؤمنين آنذاك .
ثم قال :
واستفحل أمْرُ ابن الزبير بالحجاز وما والاها ، وبايعه الناس بعد يزيد بيعة هناك ، واستناب على أهل المدينة أخاه عبيد الله بن الزبير ... ثم بَعَث أهلُ البصرة إلى ابن الزبير ... وبَعَث ابنُ الزبير إلى أهل الكوفة عبد الرحمن بن يزيد الأنصارى على الصلاة ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله على الْخَراج ، واسْتَوثَق له الْمِصْران جميعا ، وأرسل إلى أهل مصر فَبايعوه ، واستناب عليها عبد الرحمن بن جحدر ، وأطاعت له الجزيرة ، وبَعَث على البصرة الحارث بن عبد الله بن ربيعة ، وبَعَث إلى اليمن فبايعوه ، وإلى خراسان فبايعوه ، وإلى الضحاك بن قيس بالشام فبايع . اهـ .
فأنت ترى أن ولاية ابن الزبير لم تكن خروجا على الحجاج ، بل هي بيعة عامة ، وخلافة شملتْ الحجاز واليمن ومصر ، وأغلب بلاد الشام ، ومع ذلك فإن تَغَلُّب عبد الملك بن مروان على الْحُكم جَعَله خليفة .
وقد انعقد الإجماع على شرعية الدولة الأموية ، وأنها دولة إسلامية .(1/89)
ولذلك يَعُدّ العلماء مِن وسائل ثبوت الولاية أن يتغلّب شخص على الْحُكم بالقوّة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : قال أئمة السلف مَن صار له قُدرة وسلطان يَفعل بهما مقصود الولاية فهو مِن أولى الأمر الذين أمَر الله بطاعتهم ما لم يأمروا بمعصية الله . اهـ .
وقال الشيخ الشنقيطي رحمه الله : اعْلَم أن الإمامة تنعقد بأحد أمور - ثم ذَكَر منها - :
الرابع أن يتغلب على الناس بسيفه ويَنْزَع الخلافة بالقوة حتى يَستتب له الأمر وتَدين له الناس، لِمَا في الخروج عليه حينئذ من شقّ عصا المسلمين وإراقة دمائهم . قال بعض العلماء : ومن هذا القَبيل قيام عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير وقتله إياه في مكة على يد الحجاج بن يوسف ، فاستتب الأمر له . كما قاله ابن قدامة في المغني . اهـ .
ثم إن الشيخ رحمه الله لم يَقُم لِمساعدة أحد ولا لِنصرة شخص بعينه ، بل قام لِنصرة الدِّين ، ثم حُورِب وعُودي ، ثم سخّر الله له ويَسّر له الإمام محمد بن سعود رحمه الله فناصره بعد ذلك .
ومن عَرَف سيرة الشيخ وكان مُنصِفا لا يُمكنه أن يقول عنه عميلا ، وذلك لأمور :
الأول : أن الشيخ رحمه الله كان يرحل في طلب العلم ، فقد رَحَل إلى مكة ثم إلى المدينة ثم إلى العراق ، كل ذلك يطلب العِلْم ، وأراد أن يرحل إلى الشام إلاَّ أن نفقته لم تُساعده على الوصول إلى الشام .
الثاني : أن الشيخ رحمه الله كان يجتهد في إثبات التوحيد وتَثبيته ، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وهذه ليست أخلاق العملاء ، بل أخلاق العلماء ورثة الأنبياء .
الثالث : أن الشيخ رحمه الله قبل أن يتَّصِل بالإمام محمد بن سعود رحمه الله كان في حريملاء ثم خرج منها لَمَّا أوذي بسبب إنكار المنكرات ، وما كان عليه الناس مِن شركيات ، وما ألِفوه من مُخالفات .
فقد خَرَج إلى بلدة العيينة ، ثم خَرَج منها إلى الدرعية .(1/90)
الرابع : أنه قام بهدم قُبّة قُرب بلدة الجبيلة يُزعم أنها على قبر زيد بن الخطاب ، وعارضه أهل الجبيلة ، إلا أن وقوف أمير العيينة " ابن معمّر " إلى جانبه ساعده على هدم القبة وإنهاء مظهر مِن مظاهر الشرك .
والعملاء يُقيمون القبب ويبحثون عما يُلهي الناس ويشغلهم ، والعلماء يهدِمون القبب ، ويُعيدون الناس إلى دِينهم .
الخامس : أن اتِّصَال الإمام محمد بن عبد الوهاب بالإمام محمد بن سعود كان بعد استفحال أمر الشيخ رحمه الله وانتشار خبره وذكِره ، خاصة بعد أن هدم القبة ولم يحصل له شيء ، كما يعتقد أرباب القباب وعُبّاد القبور !
وقد دَخل الإمام محمد بن عبد الوهاب بلدة الدرعية سِرًّا ، وأقام عند أحد علمائها ، وهو محمد العريني ، فَخاف الشيخ العريني على نفسه من محمد بن سعود ، ثم علِمت زوجة الإمام محمد بن سعود - واسمها موضي - بِخبر الشيخ فرغّبت زوجها وحثَّتْه على مُناصرة الشيخ ، وأن في ذلك عزّ الدنيا والآخرة ، فقَبِل قول زوجته ، ونصَر الله الإمام محمد بن عبد الوهاب بالإمام محمد بن سعود ، وأعَزّ الإمام محمد بن سعود بِمُناصرته للإمام محمد بن عبد الوهاب .
فأنت ترى أن الإمام محمد بن عبد الوهاب لم يَكن بينه وبين أمير الدرعية الإمام محمد بن سعود أي علاقة أو اتِّصال قبل ذلك ، ومن هنا يُعلم بُطلان القول بأن الشيخ " ما قام بحركته إلا لمساعدة آل سعود للاستيلاء على أراضي أكثر " .
السادس : أن الواقع يُكذِّب ذلك ، فقد انعقد الاتفاق بين ابن سعود والشيخ على نُصرة دِين الله ، وعلى إقامة التوحيد ، وهذا ما كان ، وهو ما تمّ بالفعل .
وقد كانت جزيرة العرب تعُجّ بالشرك ، مِن عبادة للقبور وتبرّك بالأشجار والأحجار ، ودُعاء الجن ، إلى غير ذلك ، فَزال ذلك كله بفضل الله ثم بِدعوة الشيخ الإمام الْمُجدّد ومُناصرة الإمام محمد بن سعود له .(1/91)
السابع : أن الشيخ رحمه الله لو كان عميلا لَمَا توالت الحملات المصرية المسعورة من قِبَل إبراهيم باشا ووالده محمد علي باشا وأحمد طوسون ومن لَفّ لفهّم ! لإطفاء نُور دَعوة الشيخ الذي أبْهَر خفافيش الظلام !
وكان ذلك بإيعاز من الاحتلال الفرنسي في بعض بلاد المسلمين !
لأنهم كانوا يخشون مِن قيام دعوة صحيحة تدعو إلى الإسلام الصحيح الخالي من كل شائبة شِرْك ؛ لأنهم يعلمون أن من شأن ذلك كَسْر صليبهم !
أخيرا :سؤال يَطرح نفسه :
لِماذا لم نسمع مثل هذا الكلام في حقّ من هو أولى به ؟
لِماذا لا يُقال مثل هذا القول في حق من هَدَم الدولة العثمانية وأقام على أنقاضها دولة علمانية ؟!
وأعني به صنيعة الغَرب باتِّفاق " كَمال أتاتورك " !
وهو عميل بلا خِلاف !
وهو هادم الدولة العثمانية ، والذي أقام على أنقاضها دولة علمانية كافرة !
هذا يُزَعم أنه مُصلِح !
ومن أقام التوحيد ودعا إليه ، ونَصَر الدّين يُزعم أنه عَميل !
عَجَب لا ينقضي .. ودَهشة لا تنتهي !
ولكن الأمر كما قال البارودي :
وأقْتَل دَاء رُؤية العين ظالما *** يُسيء ويُتْلى في الْمَحَافل حَمْده
وأصدق منه وأبلَغ قول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم عن السنوات الخدّاعة :
ستأتي على الناس سُنون خدَّاعة ، يُصَدّق فيها الكاذب ، ويُكَذَّب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويُخَوّن فيها الأمين . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .
والله المستعان على ما يَصِفُون .
*****************************
31-قصص المسخ والتحول التي انتشرت في المنتديات
(...السؤال...)
إنتشرت في المده الآخيرة وخاصة مع إنتشار غثاء الفضائيات من برامج الخناء والفجور كستار أكادمي وسوبر ستار ونجوم الخليج قصص يتداولها العامه بمسخ متابعين هذه البرامج وخاصه بأنهم سيتندون على حديث صحيح سأذكره بعد القصة
القصة
اقتباس:
--------------------------------(1/92)
برنامج نجوم الخليج مسخ فتاة وحولها لمسخ بين حيوان وإنسان(قصة حقيقية )
النص بلسان صاحبه الموضوع (( منقول من احد المنتديات ))
هذه القصة حديث الشارع في بلدي بداية لم اصدق ولكن الخبر تأكد والان ابني يملي علي الاحداث وانا اكتبها
فتاة كانت تتابع مسابقات وتصويتات مسابقة الخليج وامها كانت تقرأ القرآن بصوت جهري فقالت لها ابنتها اذهبي لقراءة القرآن في مكان آخر فلم ترد الام على الابنة فقامت الفتاة بسحب المصحف من يد امها وحذفته فرجع القرآن من مكانه فصفعها في وجهها ففرت الى غرفتها غاضبة ففورا سمعت امها صرختها ودخلت عليها ووجدتها مسخا بين انسان وحيوان زاحف فنقلوها للمستشفى والآن هم يتحفظون عليها ومنع تصويرها ومنعت الصحافة من نقل ذلك الخبر
فهذه نتائج سخافات السقطة المشرفون على هذه البرامج
نهاية الله اعلم فالمنطقة التي تسكن فيها الفتاة تبعد عننا 1300 كيلو متر إلا أن مصدر موثوق به أكد الخبر وهذا المصدر قريب من الاحداث
قرات هذا الموضوع المحزن وحبيت انقله الى المنتدى
لا أستبعد هذا الأمر المخيف
بين يدي آيتان من كتاب الله وحديث صحيح والله أعلم أنه يشير لما جاء في هذه القصة أختي الكريمة
ففي سورة البقرة قال الله تعالى* وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ *
فانظري أختي الكريمة اليهود المعتدين ماذا حصل لهم وانتبهي ماذا حصل لهذه الأخت بعد أن اعتدت على كتاب الله ( أسأل الله أن يعيدها كما كانت وأن يهديها الصراط المستقيم )وتمعني جيداً في هذا الحديث الصحيح(1/93)
(ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) صحيح البخاري
ولا أقول أكثر من ذلك إلا اللهم إني أسألك أن أكون من المتقين
-----------------------
الحديث (ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) صحيح البخاري
فما هو الضابط الشرعي بمثل هذا الإستدلال وما هو مذهب أئمة أهل السنة والجماعة؟
(...الجواب...)
أما القصص فلا أدري عن صحّتها ، وإن كنت أستبعد صحّة هذه القصة بهذه التفاصيل . وأما المسخ فهو وارد كما أشرت ، والمسخ يكون في هذه الأمة .
ففي الحديث الذي أوردته - حفظك الله - : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ، ولينْزِلنّ أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا : ارجع إلينا غدا ، فيبيتهم الله ، ويضع العلم ، ويَمْسَخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة . رواه البخاري .
والعَلَم هو الْجَبَل .
وللترمذي من حديث عائشة مرفوعا : يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف . قال ابن حجر : ولابن أبي خيثمة من طريق هشام بن الغازي بن ربيعة الجرشي عن أبيه عن جده رَفَعَه : يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف . اهـ .
وفي حديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف . فقال رجل من المسلمين : يا رسول الله ومتى ذاك ؟ قال : إذا ظهرت القينات والمعازف ، وشُرِبت الخمور . رواه الترمذي .(1/94)
وأما إيراد مثل هذه القصص فإن العلماء يتسمّحون في إيراد القصة ، لأنه لا يؤخذ منها حُكم ، وإنما قد يكون فيها عِبرة وعِظة .
وكثيرا ما يُورِد المفسِّرون قصصا للعِظة والعِبرَة ، وكذلك ما يُورِده كثير من المؤرِّخين ، ثم يُوكِلون عهدتها إلى ناقليها ، ولا يَجزمون بشيء في مثل هذه القصص .
والله تعالى أعلم .
(...السؤال...)
أرجور الرد على هذه الشائعة بسرعة
حول ما قيل في مسخ فتاة أهانت القرآن
(...الجواب...)
أما وقوع المسخ فهو غير مُستغرب .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوع المسخ في هذه الأمة
وأما هذه الصورة التي تناقلها الناس فلا تُصدّق حتى تثبت صحّة الخبر ، فإن الكذب كثير ، وبإمكان أصحاب التصميم العبث بالصور من خلال برامج مُعينة ، فتجعل الدِّيك فيلاً ! والرجل امرأة ! وهكذا !
وكم شاهدنا من الصور من مثل ذلك .وقد يستغل أعداء الإسلام مثل هذه الصورة خاصة إذا كانوا هم من ركّبوها ليضحكوا على المسلمين بذلك . فلا بد من التّثبّت في مثل هذه القصص والحوادث .
وأما الاستهزاء بالدين وشعائر الإسلام فهو سبب للعذاب ، وقد نقل العلماء قديما وحديثا قصص وحوادث من مثل ذلك ، فمن ذلك :
ما رواه الخطيب البغدادي من طريق سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال : سمعت أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي قال : كنا نمشي في أزقّة البصرة إلى باب بعض المحدِّثين ، فأسرعنا المشي وكان معنا رجل ماجِن مُتّهم في دينه فقال : ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها ، كالمستهزىء ! فما زال من موضعه حتى جَفّت رجلاه وسقط .(1/95)
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية حكاية ذكرها أبو سعيد بن السمعانى عن الشيخ العارف يوسف الهمدانى عن الشيخ الفقيه ابى اسحاق الشيرازى عن القاضى ابى الطيب الطبرى قال : كنا جلوسا بالجامع ببغداد فجاء خراسانى سألنا عن الْمُصَرَّاة ، فأجبناه فيها ، واحتججنا بحديث أبى هريرة ، فَطَعَنَ فى أبى هريرة ، فوقعت حية من السقف وجاءت حتى دخلت الحلقة و، ذهبت الى ذلك الاعجمى فضربته فقتلته .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ونظير هذه ما ذكره الطبرانى فى كتاب السنة عن زكريا بن يحيى الساجى قال : كنا نختلِف الى بعض الشيوخ لسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاسترعنا فى المشى ، ومعنا شاب ماجِن ، فقال : ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها ! قال : فما زال حتى جَفَتْه رجلاه . ولهذا نظائر نسأل الله تعالى الاعتصام بكتابه وسنة رسوله واتباع ما أقام من دليله . اهـ .
وذَكَر ابن كثير في البداية والنهاية حكاية عن ابن خلكان - فيما نقل من خط الشيخ قطب الدين اليونيني - قال : بلغنا أن رجلا يدعى أبا سلامة من ناحية بُصرى كان فيه مُجُون واستهتار ، فَذُكِر عنده السواك وما فيه من الفضيلة ، فقال :
والله لا أستاك إلا في الْمَخْرَج - يعني دُبُرَه - فأخذ سواكا فوضعه في مَخْرَجِه ، ثم أخرجه ، فمكث بعده تسعة أشهر وهو يشكو من ألم البطن والمخْرَج ، فَوَضَع ولداً على صِفة الجرذان له أربعة قوائم ، ورأسه كرأس السمكة ، وله أربعة أنياب بارزة ، وذنب طويل مثل شبر وأربع أصابع ، وله دُبُر كَدُبُر الأرنب ، ولما وَضَعَه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات ، فقامت ابنة ذلك الرجل فَرَضَخَتْ رأسه فمات ، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ، ومات في الثالث ، وكان يقول : هذا الحيوان قتلني وقطّع أمعائي .
وقد شاهَد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية ، وخطباء ذلك المكان ، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حياً ، ومنهم من رآه بعد موته . اهـ .
فليَكن في ذلك عِبرة .(1/96)
والله تعالى أعلم .
*****************************
32-شبهات ...حول حكم مصافحة المرأة الأجنبية
(...السؤال...)
أحد الإخوة الكرام أوقفني على كتيب صغير ل....... من مصر -هداه الله- فوجدت الرجل يستميت ليقرر قضايا هي عندنا من باب المحسوم الذي لا مجال فيه للجدل!
وهو يحاول -والله المستعان!- بشتى الطرق والتأويلات أن يجوِّز لأتباعة مصافحة النساء الأجنبيات, وتتلخص شبهاته في الآتي:
1- حديث (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له),
يقول -غفر الله له- أن الحديث غير صريح في افادة تحريم المصافحة, وأن القاعدة أن خير ما تفسَّر به السنة هو القرآن ثم السنة,
فإذا رجعنا للقرآن وجدناه يقرر في كل آياته أن المس هو الجماع كما في قوله تعالى : من قبل أن تمسوهن, بل وقد فسرها ابن عباس -حبر الأمة- بذلك وذكر أن العرب غلبوا وأن المس واللمس هو الجماع والله يكنى بما شاء عما شاء,
وإذا رجعنا للسنة وجدنا في حديث ابن عمر وطلاقه: ثم ليطلق قبل أن يمسّ, والمراد به الجماع أيضاً,
وعلى ذلك فالراجح الصحيح الموافق للقرآن وصحيح السنة هو تفسيرها بالجماع.
2- حديث (اليد زناها البطش):
يقول: البطش هو كلمة مجملة قد تحتمل الضرب وقد تحتمل القتل وقد تحتمل المعصية إجمالاً وقد تحتمل مقدمات الجماع من تقبيل ومعانقة ومباشرة ولمس بشهوة,
ويقول ابن عمر: القبلة من اللمس,
وإذا كان الحال كذلك وتحتمل اللفظة كل هذه التأويلات فلا يصح أن يعتمد عليها دليلاً في تحريم المصافحة على وجه الخصوص لأن القاعدة تقول:
الدليل إذا طرقه الإحتمال كساه ثوب الإجمال فسقط به الإستدلال.
وأما رواية اليد زناها اللمس, فضعيفة لا تصح.
3- وأما قول النبي: (لا أصافح النساء),(1/97)
يقول: هو ترك مجرد لا يدل على أكثر من الكراهة, بل لو قال أحد أنه خاص بالنبي (ص) لما أبعد النجعة, مثل قوله: لا آكل متأكاً, لا آكل الضب, لا آكل الصدقة, وغيرها من الأشياء التي تركها النبي (ص) تعففاً وتنزهاً وطلباً للأكمل, بل يدعي -غفر الله- له أن النبي (ص) خالف هذا الأمر! كما سيأتي.
4- ويستدل بحديث في الصحيحين: أن أمة سوداء كانت تأخذ بيد النبي (ص) فتذهب به حيث شاءت.
فإن قلتم (كناية عن الإنقياد) قلنا بل رواية الإمام أحمد صريحة في اللمس ونصها: فما تنزع يدها من يده حتى تذهب به حيث شاءت,
فإن قلتم: (قد قالت عائشة: والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط), قلنا لكم: هي نافية وهذا الحديث مثبت, والمثبت مقدم على النافي لأن المثبت معه زيادة علم كما تقرر عند الأصوليين.
وفي هذا الحديث ومخالفة النبي لقوله الأول: (لا أصافح النساء) دليل على خصوصية هذا القول بالبيعة ويكون المعنى (لا أصافح النساء حال البيعة), بل إن بعض الروايات يفهم منها حتى المصافحة في البيعة! كرواية: فقبضت إمرأة منا يدها, ورواية: فمد يده من داخل البيت ومددنا أيدينا من خارجه, ووجه الجمع أن البيعة قد تمت عدة مرات بعضها امتنع فيه النبي (ص) عن المصافحة ولم يمتنع في الأخرى! كما قال بذلك أحد أهل العلم.
5- يستدل كذلك بحديث أم حرام بنت ملحان والتي كان النبي (ص) يأيل في حجرها وكانت تفلي له رأسه, وهذا يستلزم اللمس الذي هو بغير شهوة طبعاً في حق رسول الله, ولم يقم دليل يفيد اختصاص النبي (ص) بهذا الأمر فهو لسائر الأمة, ولو كان حراماً لكان النبي (ص) أبعد الناس عن فعله.
وقد ثبت عن أبي بكر الصديق أنه كان يصافح العجائز, وكذا عن إبراهيم النخعي أنه كان يصافح الشابة بثوبه والعجوز حاسرا, وثبت في مصنف ابن ابي شيبة أن أحد التابعين كانت تغسل المرأة الأجنبية له رأسه وهذا يستلزم اللمس ولا يرى في ذلك حرجاً.
أما المصافحة بشهوة فهي حرام بالإتفاق.(1/98)
كيف يمكن الجواب على هذه الشبهات يا شيخنا؟
(...الجواب...)
أولاً : يجب على من يبحث مسألة عِدّة أمور
الأول : أن يكون هدفه هو الوصول إلى الحق ، وليس تقرير ما ذهب إليه مِن قول ، أو نَصْر ما يَراه مِن رأي .
الثاني : أن يَتجرّد لله عزّ وَجَلّ ، وأن لا يَلوي أعناق الأدلّة ، أو ينتصر لِقول شيخ ، أو التأثّر بِما يُسمى " مُقرر سابق " ، وهو أن يبني المسألة على ما تقرر عنده وترسّخ مِن فَهْم .
فإنه إذا بحث مسألة وهو متأثّر بِمقرر سابق أو حُكم مُعيّن جَانَب الصَّواب غالبا ؛ لأنه سوف يلوي أعناق النصوص ، ويجعل كل دليل يصبّ في ما تقرر عنده !
بِخلاف ما إذا بحث المسألة بِتجرّد ، واستدلّ بالأدلة في مواضعها ، وجَمَع بين النصوص ، فإنه يستبين له وجه الحق .
الثالث : أن لا يأتي بِقول لم يُسبق إليه ، ولذلك كان الإمام أحمد رحمه الله يقول : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .
وأن لا يتَّبِع المسائل الشَّاذَّة .
ولا يتتبّع رُخص العلماء ، فإن فَعَل الباحث ذلك فقد يَجتمع فيه الشرّ كله !
ثانيا : الجواب عمَّا استدلّ به مِن وُجوه :
الوجه الأول :
أن الحديث صحيح ، وصريح في مُجرّد اللمسّ ، ويُخاطَب به الرجل والمرأة ، ففي رواية للروياني في مسنده بلفظ : لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن تَمَسّه امرأة لا تحل له .
ويُبيِّن ذلك الوجه الثاني .
الوجه الثاني :
أن علماء السنة فسّروا الحديث بِمجرّد اللمس .
قال ابن حجر : باب ترك مُلامسة المرأة الأجنبية .. ثم أورد تحته أحاديث في ترك مبايعته صلى الله عليه وسلم للنساء مُصافحة . اهـ .
وقال المناوي : وإذا كان هذا في مُجَرَّد المس الصادق بما إذا كان بغير شهوة ، فما بَالك بما فَوقه مِن القُبْلة ؟ . اهـ .
وقد وَرَد في السنة النبوية أحاديث فيها ذِكر اللمس ويُقصد بها المصافحة ، فكان الْحَمل عليها أولى من تكلّف التأويل !(1/99)
ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه قال : ولا مَسَسْت خَزَّة ولا حريرة ألْين مِن كَفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية لمسلم : ولا مَسَست شيئا قط ديباجا ولا حريرا ألْين مَسًّا مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي صحيح ابن حبان من حديث عائشة رضي الله عنها : ما مَسَّت كَفّه كَفّ امرأة قط .
وقالتْ رضي الله عنها : عائشة قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي ، وأني لَمُعْتَرِضَة بين يَديه اعْتراض الجنازة ، حتى إذا أراد أن يُوتر مَسَّنِي بِرِجْله . رواه الإمام أحمد والنسائي ، وأصله في الصحيحين .
فهذه الأحاديث وغيرها جاء فيها ذِكْر ( الْمَسّ ) والمراد به مُجرّد اللمس ، كما هو ظاهر غاية الظهور في هذه النصوص .
وقد يكون المسّ باليد وقد يكون بالرِّجْل ، كما في الأحاديث السابقة .
بل جاء النهي عن الملامسة في البيع ، ويُراد به اللمس دون غيره من المعاني .
الوجه الثالث :
يلزم مِن قوله أن يُجيز كل ما هو دون المسيس الذي فَسَّر به الحديث ، فإذا كان السلف فَسَّروا المسيس الوارد في القرآن بالجماع ، فيلزم مِن قوله جواز كل ما دون ذلك مِن قُبْلَة وضمّ ومسّ لِجميع الجسد !
لأنه يقول : (وعلى ذلك فالراجح الصحيح الموافق للقرآن وصحيح السنة هو تفسيرها بالجماع)
فيلزمه القول بِجواز كل ما دون الجماع !
وهذا لا يقول به عاقل فضلا عن مسلم ، فضلا عن طالب علم !
مع أنه ناقض نفسه بعد ذلك بِقوله : (أما المصافحة بشهوة فهي حرام بالاتفاق) !
فكيف يقول بِحرمتها ، مع أنه رجّح أن المراد بالمس في الحديث هو الْجِماع ؟!
وإذا فَرَّق بين المسّ بشهوة وبِغير شهوة فعليه الدليل على هذا التفريق .
والصحيح أنه لا فَرْق بين أن يكون مس المرأة الأجنبية بِهوة أو بِغير شهوة .
الوجه الرابع :
أن أهل الاختصاص صَحّحوا حديث " واليد زناها اللمس" ، فقد صححه غير واحد من أهل العلم .(1/100)
قال ابن كثير في تفسيره : وفي الحديث الصحيح : واليد زناها اللمس .
وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة .
وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج أحاديث مسند الإمام أحمد .
وإذا صحّ الحديث فهو مذهبي ، كما قال الأئمة .
الوجه الخامس :
أن امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن مُصافحة النساء ، دليل على التحريم ، وليس مُجرّد ترك ، كما قال .
لأن مصافحته عليه الصلاة والسلام شَرف وفَخْر .
ألا ترى افتخار الصحابة رضي الله عنهم بِمصافحة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قال عبد الله بن بُسْر : تَرون يَدي هذه ؟ صَافَحْتُ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بايعته .
ثم ألا تَرى حرص التابعين على مُصافحة الأيدي التي صافَحْت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال أبو هرمز : قلنا لأنس : صَافِحْنا بِالكَفّ التي صَافَحْتَ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَصَافَحَنا .
فإذا كان ذلك كذلك فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحرِم نساء ذلك الجيل ذلك الشرف ، لِمجرّد التَّرْك ؟
مع أنه عليه الصلاة والسلام ما خُيِّر بين أمْرين إلاَّ اختار أيسرهما ، ما لم يَكن إثما ، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه . كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها .
ثم إنه عليه الصلاة والسلام كان يَكْره أن يُواجِه الناس بِأمْر فيه سَعَة .
فلم يكن رسول الله لِيَرُدّ أيدي نساء الأمة ويَكفّ يده عن مصافحتهن لِمُجرّد ترك الفعل ! مع ما في ذلك مِن كسر لنفوسهن ، فلو كان في المصافحة سَعة لَما كَفّ يَده عليه الصلاة والسلام عن مصافحة النساء .
مع أن بيعته صلى الله عليه وسلم للرِّجال لم تكن تثبت إلاَّ بالمصافحة ، فلو كانت مُصافحة النساء جائزة لصافحهنّ لتثبيت المبايعة .(1/101)
قال ابن عبد البر : وأما مَدّ اليد والمصافحة في البيعة ، فذلك مِن السنة المسنونة ، فَعَلَها رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون بعده ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُصَافِح النساء . اهـ .
وقال : قوله في هذا الباب : " هَلُم نبايعك يا رسول الله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لا أصافح النساء " دليل على أن مِن شَرط البيعة للرجال المصافحة ، وقد تقدم هذا في بيعة أبي بكر وعمر وسائر الخلفاء . اهـ .
فعُلِم أن تركه عليه الصلاة والسلام مصافحة النساء لم يَكن لِمجرّد الترك ، بل لأنه كان إثما .
ومن ادَّعى الخصوصية في ذلك فعليه الدليل ؛ ذلك أن الخصوصية لا تثبت بِمُجرّد الدعوى . كما قال أهل العِلم .
بل إنه عليه الصلاة والسلام معصوم من الزلل ، ولذلك يجوز له ما لا يجوز لغيره ، فلو قيل بالعكس لكان أولى .
قال المناوي عن ما رُوي من مُصافحته للنساء مِن وَرَاء ثوب : قيل : هذا مخصوص به لِعِصْمَته ، فغيره لا يجوز له مصافحة الأجنبية لِعَدم أمْن الفتنة . اهـ .
وبناء على هذا القول يُحمَل ما كان منه عليه الصلاة والسلام مَن مَقِيله عند أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها ؛ لأنه عليه الصلاة والسلام بِمَنْزِلة الأب لعموم الأمة .
وقد قال ابن عبد البر رحمه الله : قال ابن وهب : أم حرام إحدى خالات النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ؛ فلذلك كان يَقِيل عِندها ، ويَنام في حِجرها ، وتَفْلِي رأسه .
ثم قال : لولا أنها كانت منه ذات محرم ما زارها ولا قام عندها . والله أعلم . اهـ .
الوجه السادس :
الاستدلال بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كانت الأمَة مِن إماء أهل المدينة لتأخذ بِيدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت .
لا يَصِحّ الاستدلال به على جواز المصافحة لِعِدّة اعتبارات :
الاعتبار الأول : أن الأخذ باليد لا يَلزم منه المصافحة .(1/102)
ورواية الإمام أحمد التي أشار إليها قال عنها الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسنادها ضعيف . اهـ .
ومدارها على عليّ بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف .
ولو صحّت لكانت حُجة عليه وليستْ له !
وذلك لأن في رواية الإمام أحمد : إن كانت الوليدة مِن وَلائد أهل المدينة ...
فتُحْمَل الوَليدة على الصغيرة وعلى الكبيرة ، ويُستدلّ عليه بِمَا قرره هو من وُرُود الاحتمال وسُقوط الاستدلال !
قال القاضي عياض : " لا تقتلوا وليدا " يعني في الغزو ، والجمع ولدان ، والأنثى وليدة ، والجمع الولائد ، وقد تطلق الوليدة على الجارية والأمَة وإن كانت كبيرة . اهـ .
فإذا كان لفظ " الوليدة " يُطلَق على الصغيرة والكبيرة فليس فيه دليل له ، إلاَّ أن يُثبت أنها كانت كبيرة . ولو كانت كبيرة فهي أمَة ، وليست حُرَّة .
هذا لو صَحَّتْ رواية الإمام أحمد ، وإلاَّ فهي ضعيفة .
الاعتبار الثاني : أن اليد تُطلق على ما هو أعمّ مِن الكفّ ، ألا ترى قوله تعالى : (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ) ؟
وأن اليد تشمل ما بين مَفْصل الكفّ إلى أطراف الأصابع .
الاعتبار الثالث : أن ألأخذ يكون معنويا ويكون حِسِّيًّا .
فالمعنوي يُراد به الرفق والإعانة والتسديد . ومنه قول الداعي : اللهم خُذ بيدي . والأخذ على يَدِ الظالم والسَّفِيه ، ونحو ذلك .
وهذا المعنى أقرب إلى الحديث ، وإليه ذهب الشُّرَّاح .
قال العيني في شرح الحديث : والمراد مِن الأخذ بِيده لازِمه ، وهو الرفق والانقياد ، يعني : كان خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه المرتبة هو أنه لو كان لأمَة حاجة إلى بعض مواضع المدينة ، وتلتمس منه مساعدتها في تلك الحاجة ، واحتاجت بأن يمشي معها لقضائها لَمَا تَخَلَّف عن ذلك حتى يَقْضي حاجتها . اهـ .
ويُؤيِّد هذا ما جاء في رواية أحمد : فتنطلق به في حاجتها .(1/103)
وإذا كان الأخذ حِسّيا فلا يلزم منه المسّ ؛ لأن الآخِذ بِطرف الكمّ يَكون آخِذا باليد ، ولا يلزم منه مصافحة .
الاعتبار الرابع : أن الأمَة ليست مثل الْحُرَّة ، فلا يَحرم النظر إليها إلا أن تُخشى الفتنة ، ولذلك لم يُؤمَرن بالحجاب كما تُؤمر الحرائر .
الاعتبار الخامس : ما تقدّم أنه صلى الله عليه وسلم بِمَنْزِلة الأب والْمَحْرَم لِعموم الأمة ، ويُستدلّ على ذلك بأمْرَين :
الأول : قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) وفي قراءة أُبيّ وابن مسعود : وهو أبٌ لَهم . وهي قراءة تفسيرية .
الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم حُرِّمت عليه النساء بعد قوله تعالى : (لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) .
قال ابن كثير : فإن الآية إنما دَلَّتْ على أنه لا يتزوج بمن عدا اللواتي في عصمته ، وأنه لا يستبدل بهن غيرهن ، ولا يدل ذلك على أنه لا يطلق واحدة منهن مِن غير اسْتبدال . فالله أعلم . اهـ .
هذا لو حُمِل على الأخذ الحسيّ الحقيقي ، مع أنه ليس في ألأحاديث ما يدلّ صراحة على ذلك .
والواجب حَمْل الأحاديث بعضها على بعض ، وهذه طريقة أهل العلم ، وهي الجمع بين النصوص .
الوجه السابع : قوله : (بل إن بعض الروايات يفهم منها حتى المصافحة في البيعة ! كرواية : فقبضت امرأة منا يدها . ورواية : فمد يده من داخل البيت ومددنا أيدينا من خارجه) .
هذا ليس فيه حُجّة .
أما لِمَاذا ؟
فالجواب عنه مِن وُجوه :
الأول : أن هذا ليس مِن فعله عليه الصلاة والسلام ، بل هو مَروي عن عمر رضي الله عنه . وفيه ضعف .
قال ابن حجر : رواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده والطبري في تفسيره وابن مردويه وأبو يعلي الموصلي في مسنده والنسائي في كتاب الكُنى .
ثم قال الحافظ ابن حجر :(1/104)
وفي الصحيح ما يَدفع هذه الروايات ، عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبايع النساء بالكلام بهذه الآية على أن لا يشركن بالله شيئا . قالت : وما مَسَّت يده يد امرأة قط إلاَّ امرأة يملكها . اهـ .
الثاني : أنه ليس بصريح في المصافحة .
قال ابن حجر : يشعر بأنهن كُنّ يُبايعنه بأيديهن ، ويمكن الجواب عن الأول بأن مَدّ الأيدي مِن وراء الحجاب إشارة إلى وُقوع المبايعة وإن لم تَقع مُصافحة . اهـ .
الثالث : كونه خارج البيت ، وهُنّ داخل البيت ؛ لا يلزم منه وُوقع مصافحة ، هذا لو صحّ الخبر !
الرابع : أن التأويل فَرع التصحيح ، ولسنا في حاجة إلى ذلك التأويل قبل تصحيح الحديث !
وما في الصحيح أصحّ ، وهو ما ردّ به الحافظ ابن حجر تلك الرواية .
فإن تلك الرواية ضعيف ، مدارها على إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية ، وهو مقبول ، أي : عند المتابعة ، وإلاَّ فهو ضعيف .
تنبيهات :
لا يصحّ أنه عليه الصلاة والسلام كان يُصافح النساء مِن وراء ثوب أو حائل .
فقد أورد ابن عبد البر قول عائشة رضي الله عنها : لا والله ما مسََّت امرأة قط يده ، غير أنه يبايعهن بالكلام .
ثم قال :
هذا يرد ما رُوي عن إبراهيم وقيس بن أبي حازم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصافح النساء إلاَّ وعلى يَده ثَوب . اهـ .
ولا يصحّ عن أحد من الصحابة أنه كان يُصافح النساء .
قال ابن حجر :
حديث " إن أبا بكر كان يصافح العجائز " ، لم أجده أيضا
حديث : " إن عبد الله بن الزبير استأجر عجوزا لتمرضه وكانت تغمز رجليه وتفلي رأسه " ، لم أجده أيضا . اهـ .
واستغرب الزيلعي الأثَرَين .
فقول القائل : (وقد ثبت عن أبي بكر الصديق أنه كان يصافح العجائز)
هذا تلبيس ، وإلاَّ فأين ثبوت ذلك ؟(1/105)
وأما قوله : (وكذا عن إبراهيم النخعي أنه كان يصافح الشابة بثوبه والعجوز حاسرا ، وثبت في مصنف ابن ابي شيبة أن أحد التابعين كانت تغسل المرأة الأجنبية له رأسه . وهذا يستلزم اللمس ولا يرى في ذلك حرجاً)
وهذا تلبيس آخر !
فإن أفعال التابعين ليست حُجة على عباد الله .
وإذا كانت أقوال الصحابة رضي الله عنهم اخْتُلِف في حُجّيتها عند الأصوليين ، فكيف بأقوال التابعين ؟
مع أن الصحيح أن أقوال الصحابة وأفعالهم حُجّة في غير موضع النصّ ، على تفصيل في المسألة .
وإذا كان العلماء مَنعوا المرأة أن تُغسِّل الرجل الأجنبي عنها بعد وفاته ، فكيف إذا كان حيا ؟!
ولو أنصَف الرجل لَنَقل مِن مُصنف ابن أبي شيبة ما يَرُدّ قوله !
فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف عن الحسن قال : لا يحل لامرأة تغسل رأس رجل ليس بينها وبينه محرم .
وروى عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيَغْرز به في رأسي أحب إليّ من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم .
أخيرا :
مما أثبته العِلم التجريبي الحديث تأثير المصافحة بين الجنسين ، وأثَرها على كل جِنس .
وهذا ما كنت أشرت إليه في مقال بعنوان : المصافحة بين الجنسين ... أسرار وحِكم وحُكم
وهو هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/182.htm
والله تعالى أعلم .
*****************************
33-سؤال حول القول الفصل في مقاطعة السلع الأمريكية واليهودية وكذلك الدانمركية
(...السؤال...)
سؤالي لفضيلتكم حول حكم مقاطعة السلع الأمريكية واليهودية والدانمركية
فقد اشتبه الأمر عليَّ جد الإشتباه
فمن العلماء من يقول بوجوب مقاطعة سلعهم لأنهم محاربين, والأموال التي تدفع إليهم انما تمول أسلحتهم التي يقتلون بها اخواننا في فلسطين والعراق ولبنان, بل ولنا دورنا!
وأما الدانمارك فهي عن التعريف غنية, وصحفها هي من تفننت في سب نبينا وتسفيه أحلامنا,
والحجة قول الله تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم".(1/106)
وأما القائلين بعدم الوجوب فحجتهم أن الأصل في التعامل بالبيع والشراء مع أهل الكتاب هو الجواز ولا دليل على المنع, كما أن النبي (ص) كان يسمح لليهود بالمتاجرة في المدينة وهم محاربين!, وأن هذه التوكيلات الشرقية لشركاتهم كمكدونالز وبيبسي إنما هي وسيط يستخدم اسم الشركة الأم فقط مقابل مبلغ من المال يدفع لها, بينما العمالة التي تديرها مسلمون مئة بالمئة! وإذا قاطعنا هذه الشركات إنما نقطع أرزاق إخواننا المسلمين ونوقع بهم الضرر والمقابل ضعيف ألا وهو قطع المبلغ الذي تدفعه هذه الشركات الوسيطة للشركات الأمريكية واليهودية الأم.
وأن مقاطعة السلع لا تجب إلا إذا أوجبها ولي أمر المسلمين "والذي صار اليوم كالعنقاء!", فيمنع استيراد هذه السلع من الأساس, وفي هذه الحالة يأثم من يحاول أن يشتريها لأن طاعة ولي الأمر واجبة.
فما هو من وجة نظر فضيلتكم القول الفصل في هذه المسألة؟
(...الجواب...)
بالنسبة لِمقاطعة بضائع الكفار الْمُحارِبين من يهود ونصارى وغيرهم ، هو استخدام الْمُمْكِن مِن وسائل إضعاف العدو ، وأوّل من فَعَل ذلك هو ثمامة بن أثال رضي الله عنه - سيد بني حنيفة - فَعَله مع كُفار مكة .
وفَعَل ذلك ابتداء بِنْفِسه أوّل ما أسلَم دون أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم .
فَدَلّ ذلك على أن مثل هذا الفعل هو مُجرّد خِيار ، ولا يقع فيه الافْتيات على ولي أمر المسلمين .
وسبق رأي هنا :
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=719
كما سبق بيان حكم مقاطعة المنتجات الأمريكية واليهودية
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=718
أما ما يُقال عن " التوكيلات الشرقية لشركاتهم " فإنه غير صحيح .
أما لِماذا ؟
فمن وُجوه :
الأول : أن تلك الشركات تأخذ نصيبها من تلك التوكيلات .(1/107)
الثاني : أن تلك الشركات الغربية تُلزِم وكلاءها بشراء منتجاتها ، سواء كان ذلك في اللحوم أو البطاطس ، أو المواد الخام التي تدخُل في صُنع مُنتجاتها .
وقد قام المزارِعون الفرنسيين بالاحتجاج والتظاهر على إحدى الشركات الأمريكية التي تستورد منتجاتها من بِلادها الأم ! لأن ذلك يضرّ بالمزارعين الفرنسيين !
الثالث : أن بعض تلك الشركات الغربية تمنع تصرّف أصحاب التوكيلات الشرقية من التصرّف في بعض أموالها !
فقد قامت إحدى التوكيلات الشرقية بِمحاولة لِحفظ ماء الوجه بِالدعوة للتبرّع بِمبلغ بسيط لإخواننا في فلسطين ، فقامت الشركة الأم - الغربية - بِمنع الوكيل الشرقي مِن ذلك !
الرابع : ثبوت جدوى ذلك ، وأنه ليس ضعيف الأثر ، ففي بعض الْمُدن التي قوطِعت فيه بعض تلك الشركات الغربية ، تم إغلاق بعض الفروع لتلك الشركات المعادية للإسلام .
الخامس : أنه إذا لم تُقاطَع تلك الشركات بهذه الْحُجّة ، فلن يَتِم مُقاطَعة بضاعة يهودية أو صليبية بهذه الحجة !
وقد رأينا من يدعو إلى رفع المقاطعة عن بعض الشركات الدانمركية بِحجّة أنها فروع ، أو توكيلات ، أو أنه ليس لها ذَنْب !
فيَعود الأمر - كما قال بعض الفضلاء - في الأخير على مُقاطَعة الصحيفة التي نشرت الإساءات ! وهي صحيفة لم نسمع بها قبل ذلك اليوم ، وبالتأكيد لم ندفع أموالا لشرائها !
والسؤال الآن :
ماذا لو كان ذلك السبّ وقع على آبائنا ؟
وماذا لو وقع على حاكم مِن الْحُكّام ؟
كيف ستكون ردّة الفِعل ؟
وكم هي درجة المقاطَعة ؟ وأنواعها ؟!
وأما استصحاب الأصل في البضائع اليهودية والصليبية ! فهو وارد في غير حال الْحَرب وقصد إضعاف العدو .
والقول بمشروعية تلك المقاطعة هو أقلّ ما يُقال في حقّ نُصرة إخواننا وأهلينا المستعفين مما نستطيعه .
أما القول بِعدم جواز مُقاطَعة تلك البضائع فهو يُقابِل القول بِوجوب مُقاطعتها !(1/108)
وأما القول بالمشروعية فهو يُعطي كل مسلم حق المقاطعة ، ويُبيِّن له حقه في الاختيار .
وهذا الحق في الاختيار كَالْحَق في اختيار لِباس أو حِذاء أو طَعام .
فهل يُحجَر على الناس في ذلك الاختيار حتى يأذَن به ولي الأمر ؟!
والله تعالى أعلم .
*****************************
34-ما حكم مقاطعة المنتجات الأمريكية واليهودية ؟
(...السؤال...)
ظهر في الآونة الأخيرة من ينكرون علينا قيامنا بمقاطعة المنتجات الأمريكية واليهودية .. بحجة أنها بدعة .. ولكن لا نجد سوى هذه الطريقة لنتكاتف مع أحبتنا في فلسطين
(...الجواب...)
أقل ما نستطيع فعله بالنسبة لإخواننا في فلسطين وفي غيرها أن نُقاطع منتجات عدوّنا وعدوّهم المشترك ، وهذا الأمر ليس بدعاً من الأفعال ، فالحصار الاقتصادي كان معروفاً ، وأول من فرضه في الإسلام سيد بني حنيفة الصحابي الجليل ثمامة بن أثال رضي الله عنه . فقد ثبت في الصحيحين في قصة طويلة ذُكر فيها إسلامه ، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : أصبوت ؟ فقال : لا ، ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وجاء في روايات أخرى : ثم خرج إلى اليمامة فمنعهم إلى يَحملوا إلى مكة شيئا ، فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنك تأمُر بِصِلة الرحم ، فكتب إلى ثمامة أن يُخلى بينهم وبين الحمل إليهم .(1/109)
واستخدام هذا السلاح كان معروفا حتى عند أهل الجاهلية في تعاملهم مع أعدائهم ، وذلك أن المشركين لما حاصَروا النبي صلى الله عليه وسلم ومَن معه في الشِّعب ، فَحُصِروا فيه ثلاث سنين وقطع عنهم المير ( الطعام ) حتى هلك من هلك ، وكتبت قريش كتابا على بني هاشم أن لا ينكحوهم ولا ينكحوا فيهم ، ولا يبايعوهم ولا يبتاعوا منهم ، ولا يخالطوهم ، وكانوا لا يَخرجون من الشعب إلاَّ من موسم إلى موسم ، حتى بلغهم الجهد ويسمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب .
أفيكون أهل الجاهلية الذين يوالُون على الشجر والحجر والصنم أحصف مِنّا وأعقل ؟!
أفيكون أهل الجاهلية أكثر محبة لآلهتهم من أهل الإسلام لِدينهم ؟؟
أفيكون أهل الجاهلية أكثر ولاء لأصنامهم من أهل الإسلام لدينهم ولربهم ولإخوانهم ؟؟
بل أيكون عُبّاد البقر من الهندوس أكثر ولاء للبقر منا لديننا ؟؟؟!!!
لقد دعاهم حُبّهم لآلهتهم ( البقر ) وولائهم عليها أن يَدْعوا إلى إغلاق كل فروع مطاعم ( ماكدونالدز ) لأنها تستخدم لحم البقر أو مُشتقّّاته في وجباتها !!!!
انظر ولاء الهندوس للبقر !
وإن تعجب فعجب من أُناس يرون مُقاطعة بضائع اليهود من البدع !!
أفيكون شراء البضائع اليهودية والأمريكية ((( سُنّة ))) ؟؟؟؟
أفيكون شراء البضائع اليهودية والأمريكية ((( طاعة وقُربة ))) ؟؟؟؟
ولو تبيّنت حقيقة المقاطعة ، وما ينتج عنها من إضرار بالعدو لما قال من قال : لا تُجدي شيئاً ، ولما أنكرها مُنكِر .
إن خسائر بعض الشركات قُدّرت بالملايين نتيجة المقاطعة وعلى وجه الخصوص شركة مطاعم ماكدونالدز ، التي سمعتم جميعا أنها خصصت دخل يوم السبت الماضي لصالح إخوانهم ( اليهود ) !
ولَمَّا قامت الدول العربية بمقاطعة شركة فورد منذ سنوات مضت قُدّرت خسائر شركة فورد آنذاك بالمليارات .
أفلا نقاطع تلك الشركات لتقوم هي بدورها بالضغط على حكوماتها ؟؟
وقد رأيت شعارين هما أجمل ما رأيت فيما يتعلق بالمقاطعة :(1/110)
الأول : إذا كُنت لا تستطيع أن تشتري رصاصة لفلسطيني ، فلا تدفع ثمن رصاصة ليهودي .
والثاني : قاطعوهم .. إنهم يقتلوننا بأموالنا .
وقبل يومين سمعت عن قضيتين لهما صلة بالموضوع :
الأولى : لطفلة في ثاني ابتدائي اشترت أحد أنواع الحلوى الأمريكية ( شوكولاتة ) وبمجرّد أن دخلت الفصل قالت لها زميلاتها : حق اليهود ! فرجعت بسرعة وأعادتها من حيث اشترتها !
والثانية : لمعلِّمة في موقع توجيه تقول : ما أقدر أتخلى عن ( الشوكولاته ) الأمريكية !
تقديم شهوات النفس ورغباتها على نصرة إخوانها !
فأكبرت الطفلة وصغُرت في عيني ( المُعلِّمة ) ونسأل الله أن يرد كيد العدو في نحره .
*****************************
35-ما رأيكم في المقاطعة الاقتصادية لليهود والأمريكان وأي دوله تتعاون معهم بشكل سافر ؟
(...السؤال...)
ما رأيكم في المقاطعة الاقتصادية لليهود والأمريكان وأي دوله تتعاون معهم بشكل سافر ؟
خاصة وأن البعض يقول : إنه لا يجب أن نقاطع لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع اليهود ؟
(...الجواب...)
صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم تعامَل مع اليهود ، إلا أننا لا نقول بتحريم البضائع ولا بتحريم التعامل مع اليهود والنصارى ، وإنما هذا من باب استعمال ما في وِسعنا من باب إضعاف عدوّنا ، خاصة من يُسفِر عن وجه قبيح في حرب الإسلام والمسلمين .
وسبق بيان حكم مقاطعة المنتجات الأمريكية واليهودية
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=718
وأن استخدام المقاطعة سلاح عُرِف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .
كما أن أمم الأرض اليوم تستعمل هذا السلاح ضد أعدائها ، فالهندوس انتصروا لِديانتهم ولآلتهم ! ( البَقَر ) وطالبوا بإغلاق جميع المطاعم التي استخدمت ( شحوم الآلهة ) !!!
وقد صنعوا هذا وطالبوا به رغم ما بينهم وبين اليهود من علاقة حميمة !(1/111)
فهل يكون الهندوس أكثر ولاء لدينهم وعقيدتهم الباطلة أكثر من أبناء الإسلام ، في ظل الحرب السافرة على الإسلام دينا وعقيدة وشعوباً ، فالسخرية بدين الإسلام وبشعائره ، وإهانة المسلمين ، أفلا يكون هذا حاملاً على استخدام أضعف ما يُمكن استخدامه ؟!
والله المستعان .
*****************************
36-هل قصة التحكيم التي حدثت في عهد عمر بن الخطاب صحيحة ؟
(...السؤال...)
هل هذه القصة صحيحة؟
وهل المقصود هنا هو الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه؟
وبارك الله فيكم ووفقكم لفعل كل مايحبه ويرضاه
امين
اابو موسى الاشعري
________________________
الاخلاص.. وليكن ما يكون
عندما بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى البصرة, ليكون أميرها وواليها, جمع أهلها وقام فيهم خطيبا فقال:
" ان أمير المؤمنين عمر بعثني اليكم, أعلمكم كتار بكم, وسنة نبيكم, وأنظف لكم طرقكم"..!!
وغشي الانس من الدهش والعجب ما غشيهم, فانهم ليفهمون كيف يكون تثقيف الناس وتفقيههم في دينهم من واجبات الحاكم والأمير, أما أن يكون من واجباته تنظيف طرقاتهم, فذاك شيء جديد عليهم بل مثير وعجيب..
فمن هذا الوالي الذي قال عنه الحسن رضي الله عنه:
" ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه"..؟
انه عبدالله بن قيس المكنّى بـ أبي موسى الأشعري..
غادر اليمن بلده ووطنه الى مكة فور سماعه برسول ظهر هناك يهتف بالتوحيد ويدعو الى الله على بصيرة, ويأمر بمكارم الأخلاق..
وفي مكة, جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين..
وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله, ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين..
وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله, ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثر فراغه من فتح خيبر..
ووافق قدومه قدوم جعفر بن أبي طالب مقبلا مع أصحابه من الحبشة فأسهم الرسول لهم جميعا..(1/112)
وفي هذه المرّة لم يأت أبو موسى الأشعري وحده, بل جاء معه بضعة وخمسون رجلا من أهل اليمن الذين لقنهم الاسلام, وأخوان شقيقان له, هم, أبو رهم, وأبو بردة..
وسمّى الرسول هذا الوفد.. بل سمّى قومهم جميعا بالأشعريين..
ونعتهم الرسول بأنهم أرق الناس أفئدة..
وكثيرا ما كان يضرب المثل الأعلى لأصحابه, فيقول فيهم وعنهم:
" ان الأشغريين اذا أرملوا في غزو, أو قلّ في أيديهم الطعام, جمعوا ما عندهم في ثوب واحد, ثم اقتسموا بالسويّة.
" فهم مني.. وانا منهم"..!!
ومن ذلك اليوم أخذ أبو موسى مكانه الدائم والعالي بين المسلمين والمؤمنين, الذين قدّر لهم أن يكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلامذته, وأن يكونوا حملة الاسلام الى الدنيا في كل عصورها ودهورها..
أبو موسى مزيج عجيب من صفات عظيمة..
فهو مقاتل جسور, ومناضل صلب اذا اضطر لقتال..
وهو مسالم طيب, وديع الى أقصى غايات الطيبة والوداعة..!!
وهو فقيه, حصيف, ذكي يجيد تصويب فهمه الى مغاليق الأمور, ويتألق في الافتاء والقضاء, حتى قيل:
" قضاة هذه الأمة أربعة:
" عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت"..!!
ثم هو مع هذا, صاحب فطرة بريئة, من خدعه في الله, انخدع له..!!
وهو عظيم الولاء والمسؤولية..
وكبير الثقة بالناس..
لو أردنا أن نختار من واقع حياته شعارا, لكانت هذه العبارة:
" الاخلاص وليكن ما يكون"..
في مواطن الجهاد, كان الأشعري يحمل مسؤولياته في استبسال مجيد مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلمي يقول عنه:
" سيّد الفوارس, أبو موسى"..!!
وانه ليرينا صورة من حياته كمقاتل فيقول:
" خرجنا مع رسول الله في غزاة, نقبت فيها أقدامنا, ونقّبت قدماي, وتساقطت أظفاري, حتى لففنا أقدامنا بالخرق"..!!
وما كانت طيبته وسلامة طويته ليغريا به عدوّا في قتال..
فهو في موطن كهذا يرى الأمور في وضوح كامل, ويحسمها في عزم أكيد..(1/113)
ولقد حدث والمسلمون يفتحون بلاد فارس أن هبط الأشعري يجيشه على أهل أصبهان الذين صالحوه على الجزية فصالحهم..
بيد أنهم في صلحهم ذاك لم يكونوا صادقين.. انما ارادوا أن يهيئوا لأنفسهم الاعداد لضربة غادرة..
ولكن فطنة أبي موسى التي لا تغيب في مواطن الحاجة اليها كانت تستشف أمر أولئك وما يبيّتون.. فلما همّوا بضربتهم لم يؤخذ القائد على غرّة, وهنالك بارزهم القتال فلم ينتصف النهار حتى كان قد انتصر انتصارا باهرا..!!
وفي المعارك التي خاضها المسلمون ضدّ امبراطورية الفرس, كان لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه, بلاؤه العظيم وجهاده الكريم..
وفي موقعة تستر بالذات, حيث انسحب الهرزمان بجيشه اليها وتحصّن بها, وجمع فيها جيوشا هائلة, كان أبو موسى بطل هذه الموقعة..
ولقد أمدّه أمير المؤمنين عمر يومئذ بأعداد هائلة من المسلمين, على رأسهم عمار بن ياسر, والبراء بن مالك, وأنس بن مالك, ومجزأة البكري وسلمة بن رجاء..
واتقى الجيشان..
جيش المسلمين بقيادة أبو موسى.. وجيش الفرس بقيادة الهرزمان في معركة من أشد المعارك ضراوة وبأسا..
وانسحب الفرس الى داخل مدينة تستر المحصنة..
وحاصرها المسلمون أياما طويلة, حتى أعمل أبو موسى عقله وحيلته..
وأرسل مائتي فارس مع عميل فارسي, أغراه أبو موسى بأن يحتال حتى يفتح باب المدينة, أمام الطليعة التي اختارها لهذه المهمة.
ولم تكد الأبواب تفتح, وجنود الطليعة يقتحمون الحصن حتى انقض أبو موسى بجيشه انقضاضا مدمدما.
واستولى على المعقل الخطير في ساعات. واستسلم قادة الفرس, حيث بعث بهم أبو موسى الى المدينة ليرى أمير المؤمنين فيهم رأيه..
على أن هذا المقاتل ذا المراس الشديد, لم يكن يغادر أرض المعركة حتى يتحوّل الى أوّاب, بكّاء وديع كالعصفور...
يقرأ القرآن بصوت يهز أعماق من سمعه.. حتى لقد قال عنه الرسول:
" لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود"..!(1/114)
كان عمر رضي الله عنه كلما رآه دعاه ليتلو عليه من كتاب الله.. قائلا له:
" شوّقنا الى ربنا يا أبا موسى"..
كذلك لم يكن يشترك في قتال الا أن يكون ضد جيوش مشركة, جيوش تقاوم الدين وتريد أن تطفئ نور الله..
أما حين يكون القتال بين مسلم ومسلم, فانه يهرب منه ولا يكون له دور أبدا.
ولقد كان موقفه هذا واضحا في نزاع عليّ ومعاوية, وفي الحرب التي استعر بين المسلمين يومئذ أوراها.
ولعل هذه النقطة من الحديث تصلنا بأكثر مواقف حياته شهرة, وهو موقفه من التحكيم بين الامام علي ومعاوية.
هذا الموقف الذي كثيرا ما يؤخذ آية وشاهدا على افراط أبي موسى في الطيبة الى حد يسهل خداعه.
بيد أن الموقف كما سنراه, وبرغم ما عسى أن يكون فيه تسرّع أو خطأ, انما يكشف عن عطمة هذا الصحابي الجليل, عظمة نفسه, وعظمة ايمانه بالحق, وبالناس, ان راي أبي موسى في قضية التحكيم يتلخص في أنه وقد رأى المسلمين يقتل بعضهم بعضا, كل فريق يتعصب لامام وحاكم.. كما رأى الموقف بين المقاتلين قد بلغ في تأزمه واستحالة تصفيته المدى الذي يضع مصير الأمة المسلمة كلها على حافة الهاوية.
نقول: ان رأيه وقد بلغت الحال من السوء هذا المبلغ, كان يتلخص في تغيير الموقف كله والبدء من جديد.
ان الحرب الأهلية القائمة يوم ذاك انما تدور بين طائفتين من المسلمين تتنازعان حول شخص الحاكم, فليتنازل الامام علي عن الخلافة مؤقتا, وليتنازل عنها معاوية, على أن يرد الأمر كله من جديد الى المسلمين يختارون بطريق الشورى الخليفة الذي يريدون.
هكذا ناقش أبو موسى القضية, وهكذا كان حله.
صحيح أن عليّا بويع بالخلافة بيعة صحيحة.(1/115)
وصحيح أن كل تمرد غير مشروع لا ينبغي أن يمكّن من غرضه في اسقاط الحق المشروع. بيد أن الأمور في النزاع بين الامام ومعاوية وبين أهل العراق وأهل الشام, في رأي أبي موسى, قد بلغت المدى الذي يفرض نوعا جديدا من التفكير والحلول.. فعصيان معاوية, لم يعد مجرّد عصيان.. وتمرّد أهل الشام لم يعد مجرد تمرد.. والخلاف كله يعود مجرد خلاف في الرأي ولا في الاختيار..
بل ان ذلك كله تطوّر الى حرب أهلية ضارية ذهب ضحيتها آلاف القتلى من الفريقين.. ولا تزال تهدد الاسلام والمسلمين بأسوأ العواقب.
فازاحة أسباب النزاع والحرب, وتنحية أطرافه, مثّلا في تفكير أبي موسى نقطة البدء في طريق الخلاص..
ولقد كان من رأي الامام علي حينما قبل مبدأ التحكيم, أن يمثل جبهته في التحكيم عبدالله بن عباس, أو غيره من الصحابة. لكن فريقا كبيرا من ذوي البأس في جماعته وجيشه فرضا عليه أبا موسى الأشعري فرضا.
وكانت حجتهم في اختيار أبا موسى أنه لم يشترك قط في النزاع بين علي ومعاوية, بل اعتزل كلا الفريقين بعد أن يئس من حملهما على التفاهم والصلح ونبذ القتال. فهو بهذه المثابة أحق الناس بالتحكيم..
ولم يكن في دين أبي موسى, ولا في اخلاصه وصدقه ما يريب الامام.. لكنه كان يدرك موايا الجانب الآخر ويعرف مدى اعتمادهم على المناورة والخدعة. وأبو موسى برغم فقهه وعلمه يكره الخداع والمناورة, ويحب أن يتعامل مع الناس بصدقه لا بذكائه. ومن ثم خشي الامام علي أن ينخدع أبو موسى للآخرين, ويتحول التحكيم الى مناورة من جانب واحد, تزيد الأمور سوءا...
بدأ التحيكم بين الفريقين..
أبو موسى الأشعري يمثل جبهة الامام علي..
وعمرو بن العاص, يمثل جانب معاوية.
والحق أن عمرو بن العاص اعتمد على ذكائه الحاد وحيلته الواسعة في أخذ الراية لمعاوية.(1/116)
ولقد بدأ الاجتماع بين الرجلين, الأشعري, وعمرو باقتراح طرحه أبو موسى وهو أن يتفق الحكمان على ترشيح عبدالله بن عمر بل وعلى اعلانه خليفة للمسلمين, وذلك لما كان ينعم به عبدالله بن عمر من اجماع رائع على حبه وتوقيره واجلاله.
ورأى عمرو بن العاص في هذا الاتجاه من أبي موسى فرصة هائلة فانتهزها..
ان مغزى اقتراح أبي موسى, أنه لم يعد مرتبطا بالطرف الذي يمثله وهو الامام علي..
ومعناه أيضا أنه مستعد لاسناد الخلافة الى آخرين من أصحاب الرسول بدليل أنه اقترح عبدالله بن عم..
وهكذا عثر عمرو بدهائه على مدخل فسيح الى غايته, فراح يقترح معاوية.. ثم اقترح ابنه عبدالله بن عمرو وكان ذا مكانة عظيمة بين أصحاب رسول الله.
ولك يغب ذكاء أبي موسى أمام دهاء عمرو.. فانه لم يكد يرى عمرا يتخذ مبدأ الترشيح قاعدة الترشيح للحديث والتحكيم حتى لوى الزمام الى وجهة أسلم, فجابه عمرا بأن اختيار الخليفة حق للمسلمين جميعا, وقد جعل الله أمرهم شورى بينهم, فيجب أن يترك الأمر لهم وحدهم وجميعهم لهم الحق في هذا الاختيار..
وسوف نرى كيف استغل عمرو هذا المبدأ الجليا لصالح معاوية..
ولكن قبل ذلك لنقرأ نص الحوار التاريخي الذي دار بين أبي موسى وعمرو بن العاص في بدء اجتماعهما:
أبو موسى: يا عمرو, هل لك في صلاح الأمة ورضا الله..؟
عمرو: وما هو..؟
أبو موسى: نولي عبدالله بن عمر, فانه لم يدخل نفسه في شيء من هذه الحرب.
عمرو: وأين أنت من معاوية..؟
أبو موسى: ما معاوية بموضع لها ولا يستحقها.
عمرو: ألست تعلم أن عثمان قتل مظلموا..؟
أبو موسى: بلى..
عمرو: فان معاوية وليّ دم عثمان, وبيته في قريش ما قد علمت. فان قال الناس لم أولي الأمر ولست سابقة؟ فان لك في ذلك عذرا. تقول: اني وجدته ولي عثمان, والله تعالى يقول: ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا).. وهو مع هذا, اخو أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم, وهو أحد أصحابه..(1/117)
أبو موسى: اتق الله يا عمرو..
أمّا ما ذكرت من شرف معاوية, فلو كانت الخلافة تستحق بالشرف لكان أحق الناس بها أبرهة بن الصبّاح فانه من أبناء ملوك اليمن التباعية الذين ملكوا شرق الأرض ومغربها.. ثم أي شرف لمعاوية مع علي بن أبي طالب..؟؟
وأما قولك: ان معاوية ولي عثمان, فأولى منه عمرو بن عثمان..
ولكن ان طاوعتني أحيينا سنة عمر بن الخطاب وذكره, بتوليتنا ابنه عبدالله الحبر..
عمرو: فما يمنعك من ابني عبدالله مع فضله وصلاحه وقديم هجرته وصحبته..؟
أبو موسى: ان ابنك رجل صدق, ولكنك قد غمسته في هذه الحروب غمسا, فهلم نجعلها للطيّب بن الطيّب.. عبدالله بن عمر..
عمرو: يا أبا موسى, انه لا يصلح لهذا الأمر الا رجل له ضرسان يأكل بأحدهما, ويطعم بالآخر..!!
أبو موسى: ويحك يا عمرو.. ان المسلمين قد أسندوا الينا الأمر بعد أن تقارعوا السيوف, وتشاكوا بالرماح, فلا نردهم في فتنة.
عمرو: فماذا ترى..؟أبو موسى: أرى أن نخلع الرجلين, عليّا ومعاوية, ثم نجعلها شورى بين المسلمين, يختارون لأنفسهم من يحبوا..
عمرو: رضيت بهذا الرأي فان صلاح النفوس فيه..
ان هذا الحوار يغير تماما وجه الصورة التي تعوّدنا أن نرى بها أبا موسى الأشعري كلما ذكرنا واقعة التحكيم هذه..
ان أبا موسى كان أبعد ما يكون عن الغفلة..
بل انه في حواره هذا كان ذكاؤه أكثر حركة من ذكاء عمرو بن العاص المشهور بالذكاء والدهاء..
فعندما أراد عمرو أن يجرّع أبا موسى خلافة معاوية بحجة حسبه في قريش, وولايته لدم عثمان, جاء رد أبي موسى حاسما لامعا كحد السيف..
اذا كانت الخلافة بالشرف, فأبرهة بن الصباح سليل الملوك أولى بها من معاوية..
واذا كانت بدم عثمان والدفاع عن حقه, فابن عثمان رضي الله عنه, اولى بهذه الولاية من معاوية..
لقد سارت قضية التحيكم بعد هذا الحوار في طريق يتحمّل مسؤليتها عمرو بن العاص وحده..(1/118)
فقد أبرأ أبو موسى ذمته بردّ الأمر الى الأمة, تقول كلمتها وتخنار خليفتها..
ووافق عمرو والتزم بهذا الرأي..
ولم يكن يخطر ببال أبي موسى أن عمرو في هذا الموقف الذي يهدد الاسلام والمسلمين بشر بكارثة, سيلجأ الى المناورة, هما يكن اقتناعه بمعاوية..
ولقد حذره ابن عباس حين رجع اليهم يخبرهم بما تم الاتفاق عليه..
حذره من مناورات عمرو وقال له:
" أخشى والله أن يكون عمرو قد خدعك, فان كنتما قد اتفقتما على شيء فقدمه قبلك ليتكلم, ثم تكلم أنت بعده"..!
لكن أبا موسى كان يرى الموقف أكبر وأجل من أن يناور فيه عمرو, ومن ثم لم يخالجه أي ريب أوشك في التزام عمرو بما اتفقنا عليه..
واجتمعا في اليوم التالي.. أبو موسى ممثلا لجبهة الامام علي, وعمرو بن العاص ممثلا لجبهة معاوية..
ودعا أبو موسى عمرا ليتحدث.. فأبى عمرو وقال له:
" ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا.. وأقدم هجرة.. وأكبر سنا"..!!
وتقد أبو موسى واستقبل الحشود الرابضة من كلا الفريقين.
وقال:
" أيها الناس.. انا قد نظنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة, ويصلح أمرها, فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين علي ومعاوية, وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها..
واني قد خلعت عليا ومعاوية..
فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم"...
وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية, كما خلع أبو موسى عليا, تنفيذا للاتفاق المبرم بالأمس...
وصعد عمرو المنبر, وقال:
" أيها الناس, ان أبا موسى قد قال كما سمعتم وخلع صاحبه,
ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه, وأثبت صاحبي معاوية, فانه ولي أمير المؤمنين عثمان والمطالب بدمه, وأحق الناس بمقامه.."!!
ولم يحتمل أبو موسى وقع المفاجأة, فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة..
وعاد من جديد الى عزلته, وأغذّ خطاه الى مكة.. الى جوار البيت الحرام, يقضي هناك ما بقي له من عمر وأيام..(1/119)
كان أبو موسى رضي الله عنه موضع ثقة الرسول وحبه, وموضع ثقة خلفائه واصحابه وحبهم...
ففيحياته عليه الصلاة والسلام ولاه مع معاذ بن جبل أمر اليمن..
وبعد وفاة الرسول عاد الى المدينة ليجمل مسؤولياته في الجهاد الكبير الذي خاضته جيوش الاسلام ضد فارس والروم..
وفي عهد عمر ولاه أمير المؤمنين البصرة..
وولاه الخليفة عثمان الكوفة..
وكان من أهل القرآن, حفظا, وفقها, وعملا..
ومن كلماته المضيئة عن القرآن:
" اتبعوا القرآن..
ولا تطمعوا في أن يتبعكم القرآن"..!!
وكان من اهل العبادة المثابرين..
وفي الأيام القائظة التي يكاد حرّها يزهق الأنفاس, كنت تجد أبا موسى يلقاها لقاء مشتاق ليصومها ويقول:
" لعل ظمأ الهواجر يكون لنا ريّا يوم القيامة"..
وذات يوم رطيب جاءه أجله..
وكست محيّاه اشراقة من يرجو رحمة الله وحسن ثوابه.ز
والكلمات التي كان يرددها دائما طوال حياته المؤمنة, راح لسانه الآن وهو في لحظات الرحيل يرددها.ز
تلك هي:
" اللهم أنت السلام..ومنك السلام
(...الجواب...)
أولاً : قصة التحكيم مشهورة .. إلا أنه أدخِل فيها ما ليس منها ، بل بعض ما يُقال فيها كذب وباطل
قال الإمام ابن العربي في قصة التحكيم وذِكر ما قيل عن أبي موسى وعمرو بن العاص رضي الله عنهما - ما نصّه :
هذا كله كذب صُراح ، ما جَرى منه حرف قطّ ، وإنما هو شيء أخبر عنه الْمُبْتَدِعة ، ووضَعَتْه التاريخية للملوك ، فتوارثه أهل المجانة والمجاهرة بمعاصي الله والبِدَع .
وإنما الذي روى الأئمة الثقات الأثبات أنهما لَمَّا اجتمعا للنظر في الأمر - في عُصبة كريمة من الناس منهم ابن عُمر ونحوه - عَزَل عمروٌ معاوية .
ثم ذَكَر ابن العربي ما رواه الدراقطني بسنده إلى حُضَين بن المنذر ، وهو مِن خواصّ علي رضي الله عنه ، وما كان من أمْر عمرو بن العاص وأبي موسى ، وأنهما جعلا الأمر في النَّفَر الذين توفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ .(1/120)
ثم قال ابن العربي رحمه الله : فهذا كان بدء الحديث ومُنتهاه ، فأعرِضُوا عن الغاوين ، وازجروا العاوين ! وعرّجوا على الناكثين ، إلى سُنن المهتَدِين . وأمسِكوا الألسنة عن السابِقين في الدِّين .
وإياكم أن تكونوا يوم القيامة من الهالكين بِخصومة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد هَلَك من كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خَصْمه . ودَعُوا ما مضَى ، فقد قضى الله ما قضى . اهـ .
ثانيا : لا فائدة من طرح مثل تلك القصص - حتى ما ثبَت منها - ولا أن تلوكها الألسنة ؛ لأن مِن شأن ذلك إيغَار الصدور على بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد يؤدّي ذلك إلى وصف أحد منهم بالمكر والخداع ، وغير ذلك مما يُجلّ عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، و رضي الله عنهم .
قيل لعمرين بن عبد العزيز : ما تقول في أهل صِفِّين ؟ قال : تلك دماء طَهّر الله منها يدي فلا أُحِبّ أن أَخْضِب بها لساني .
وبهذا القول قال الشافعي .
وقال : وسُئل أبو حنيفة عن عليّ رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وقَتْلَى صِفِّين ، فقال : إذا قَدِمْتُ على الله يسألني عما كَلَّفَنِي ولا يسألني عن أمورهم .
وروى أنه حين سَئل عنه قال : تلك الدماء طَهّر الله منها شأننا ، أفلا نطهر منها لساننا ؟!
وقال ابن المبارك : السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة ، ولا أقول لأحد منهم هو مفتون .
قال يعقوب بن شيبة : سمعت أحمد بن حنبل سُئل عن هذا ، فقال : فيه غير حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وَكَرِه أن يتكلّم في هذا بأكثر من هذا .
يعني حينما سُئل عن حديث : " وَيحَ عَمّار تقتله الفئة الباغية " .
قال القرطبي :
وقد سُئلَ بعضهم عن الدماء التي أُرِيقَتْ فيما بينهم ، فقال : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .(1/121)
وسُئل بعضهم عنها أيضا ، فقال : تلك دماء قد طَهّر الله منها يَدِي فلا أخْضِبُ بها لساني . يعني التحرّز من الوقوع في خطأ ، والْحُكُم على بعضهم بما لا يكون مُصيباً فيه .
قال بن فورك : ومن أصحابنا من قال : إن سبيل ما جَرَتْ بين الصحابة من المنازعات كَسَبِيل ما جرى بين إخوة يوسف مع يوسف ، ثم إنهم لم يَخْرُجُوا بذلك عن حَدّ الولاية والنبوة ، فكذلك الأمر فيما جرى بين الصحابة .
وقال المحاسبي : فأما الدماء فقد أشكل علينا القول فيها باختلافهم ، وقد سُئل الحسن البصري عن قتالهم ، فقال : شَهِدَه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغِبْنَا ، وعَلِمُوا وجَهِلْنَا ، واجتمعوا فاتَّبَعْنَا ، واخْتَلَفُوا فَوَقَفْنَا . قال المحاسبي : فنحن نقول كما قال الحسَنُ ، ونعلم أن القوم كانوا أعلم بما دَخَلُوا فيه مِنّا ، ونَتَّبِع ما اجتمعوا عليه ، ونقف عندما اختلفوا فيه ، ولا نَبْتَدِع رأياً مِنّا ، ونعلم أنهم اجتهدوا وأرادوا الله عز وجل ، إذ كانوا غير مُتَّهَمِين في الدِّين ، ونسأل الله التوفيق .
فهذا هو سبيل أهل العلم .. الكفّ عما شَجَر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. وعدم الخوض فيه .
والله تعالى أعلم .
*****************************
37-هل يجوز ان يطلق المسلم على نفسه مسمى ارهابي؟
(...السؤال...)
سؤالي : هل يجوز أن يسمي المسلم نفسه بإرهابي ؟؟؟
و يبني هذا الكلام على اساس الاية الكريمة {{ و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم }}
وان يعتبر أن الارهاب واجب على كل مسلم و يستدل على ذلك بالاية الكريمة ؟؟؟ وهل هذا استدلال صحيح ؟؟؟
و اذا كان ذلك جائزا فما رأي فضيلتكم فيمن يسمي نفسه في أحد المنتديات بإسم "ارهابي" الا يعد ذلك تنفيرا من الاسلام خصوصا لمن لا يعرف عن الاسلام شي الا ما يعرفه من الاعلام المهاجم للمسلمين ؟؟؟
(...الجواب...)(1/122)
الإرهاب في الآية بمعنى الإخافة ، أي تُخيفون العدو ، كما قاله غير واحد من المفسِّرين .وذلك يكون بإعداد العُدّة ، والاستعداد لِلقاء العدوّ ، وتَعلّم الرمي وفنون القِتال ، وليس بالجعجعة والصياح !
قال الشوكاني رحمه الله :الإرهاب للعدو إنما يكون العدد والْمُدَد والعِدّة والشِّدة والسلاح الْمُعَدّ للكفاح ، ولهذا يقول الله عز وجل : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) وأي إرهاب يحصل في صدر العدو لمن تظاهر له في الْحُلَى والْحُلَل ؟! فإن هذا اللابس إنما تشبه بِربّات الْحِجَال ! وخرج من عديد الرجال ! وهل يقول عاقل إن ملابس النساء تؤثر شيئا من المهابة في صدر أحد من بني آدم ؟
وما أحسن قول أبي العتاهية في ابن معن بن زائدة :فما تصنع بالسيف إذا لم يَك قتالا *** فكسّر حلية السيف وصغ من ذاك خلخالا
فإنه ها هنا أمره أن يَنْزع الحلية المختصة بالرجال ويجعل مكانها الحلية المختصة بالنساء لمشابهته لهن ومهانته عند الناس . والحاصل أن الترهيب على العدو هو مقصد من مقاصد الشرع ، ولكنه لا يكون إلا بما عَرَّفْناك . اهـ .
فالحاصل أن الأسماء والتسميات لا تصنع بالعدو شيئا ! فالصياح والجعجعة .. لا تصنع شيئا !
وعموما .. إرهاب العدوّ مطلوب - كما قرّره العلماء - وها هو العدوّ يُرهبنا أو يُحاوِل ! بصواريخه وطائراته .. وعُدده وعتاده !
أما التسَمّي بهذا الاسم فهو خِلاف الأصل .. خاصة مع ما أُلصِق بهذه الصِّفَة إعلامياً ..وأصبح من يَخرج على الناس يَضرب برَّهم وفاجرهم يُسمى كذلك . فليس لأحد أن يتسمّى به
والله تعالى أعلم .
*****************************
38-ما توجيه عمر عن صلاة التراويح:نعم البدعة هذه؟
(...السؤال...)(1/123)
شيخنا الفاضل .. أعيش في بلد مليء بالمبتدعين وأحاول بقدر استطاعتي أن أنبه الناس لخطر البدع ولكن أحدهم قابلني بهذا الحديث فهلا أفدتنا في معناه وكيف نرد على من يقابلنا به .
الحديث هو حديث صحيح حسب الألباني وهذا نصه :
حدثنا الربيع بن سليمان المرادي نا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عبد الرحمن بن عبد القاري وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال
أن عمر خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القاري فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم عمر على ذلك وأمر أبي بن كعب أن يقوم لهم في رمضان فخرج عمر عليهم والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر نعم البدعة هي ...
(...الجواب...)
بل الحديث في صحيح البخاري ولا إشكال فيه
فقد رواه عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي ابن كعب ، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون . يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله .
وأورد قبله قول الإمام الزهري في التراويح : فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر رضي الله عنهما .
والتحقيق أنها ليست بدعة وإن تمسّك بها المبطلون ، وذلك من عِدّة وجوه :
الوجه الأول : أنه - بفضل الله - لا يُعرف في الصحابة مُبتدِعاً ، ويكفي البدعة قُبحاً أن يُبرأ منها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .(1/124)
الوجه الثاني : أن ما فعله عمر رضي الله عنه له أصل في الشرع ، بل هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد صلّى النبي صلى الله عليه وسلم بالناس جماعة في رمضان وصلّى الناس بصلاته .
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد ذات ليلة فصلّى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة فكثُر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال : قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم . قال : وذلك في رمضان .
الوجه الثالث : أن عمر رضي الله عنه لم يكن منه إلا أنه أحيا الأمر الأول ، وجَمَع الناس على إمام واحد بدل الفرقة والاختلاف .
قال ابن عبد البر : لم يَسُنّ عمر إلا ما رضيه صلى الله عليه وسلم ، ولم يمنعه من المواظبة عليه إلا خشية أن يفرض على أمته ، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما ، فلما عَلِمَ عمر ذلك مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعَلِمَ أن الفرائض لا يُزاد فيها ولا يُنقص منها بعد موته صلى الله عليه وسلم أقامها للناس وأحياها ، وأَمَرَ بها وذلك سنة أربعة عشرة من الهجرة ، وذلك شيءٌ ذخره الله له وفضّله به . اهـ .
قال ابن رجب - في قول عمر رضي الله عنه : نعم البدعة هذه - : وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع ؛ فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية ، فمن ذلك قول عمر رضي الله عنه لما جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد في المسجد وخرج ورآهم يصلون كذلك فقال : نعمت البدعة هذه . اهـ .
الوجه الرابع : ثم إن عمر رضي الله عنه ممن أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : فعليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد وغيره .(1/125)
وفي قولِه صلى الله عليه وسلم : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر . رواه أحمد والترمذي ، وهو حديث صحيح .
فأين هذا ممن يبتدع في دين الله ما لم يأذن به الله ثم ينسبه للشرع ؟؟!وأين هذا ممن يدّعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم ثم يتقدّم بين يديه عليه الصلاة والسلام ويزيد على ما جاء به ، كأنه عليه الصلاة والسلام لم يُبلّغ البلاغ المبين ؟!
وأين هذا ممن يتشبه بأعداء دينه الذين ابتدعوا رهبانية لم يأذن بها الله ؟ ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ) فما أشبه القوم بالقوم !
وأين من يبتدع في دين الله من قوله عليه الصلاة والسلام في خُطبه ومواعظه : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة . رواه مسلم . ؟؟
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : وشرّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
وهؤلاء يستدركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون : ليست كل محدثة بدعة ! ولا كل بدعة ضلالة !
والعمل الصالح لا يكون مقبولاً عند الله عز وجل إلا بموافقته لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
و تفصيل ذلك في هذا الموضوع
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=806
والله تعالى أعلى وأعلم .
*****************************
39-منصِّر يقول:أليست هذه السورة تحاكي القرآن وتبطل الحجة؟
(...السؤال...)(1/126)
يقول المنصِّر -عليه لعنة الله- أليست هذه السورة والمسماة بسورة الولاية من جنس القرآن وتحاكيه وتبطل الحجة القائلة (لإن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ما أتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) فما الذي حدث لما أتينا بهذه السورة دون حاجة لإجتماع الجن والإنس! وماذا حدث لو أتينا بسورتي الحفد والخلع وهما يحاكيان القرآن أيضاً! وأقصر سور القرآن هي الكوثر وهي ثلاث آيات, ألا يستطيع أحدٌ أن يأتي بثلاث جمل متناسقة ومسجوعة لتحاكي لفظ القرآن وتبطل الحجة (قل فأتوا بسورة من مثله)؟! بل ويمكننا أن نأتي باثنين وثلاثة وأربعة وحسبكم كتاب الفرقان الحق وبه عشرات من مثل هذه السور.
كيف يمكن الرد على هذا الزنديق يا شيخنا حفظكم الله؟ وهل يجب علينا أن نتعلم علوم اللغة العربية حتى نستطيع الرد عليه؟ وكيف يتسنى لنا الطعن في النصوص التي يأتون بها مسجوعة حتى يبطلوا حجة القرآن ككتاب (الفرقان الحق) لمؤلفه النصراني الحاقد؟
وها هي السورة المزعومة
(...الجواب...)
هذه مِن الْمُضْحِكات !
أولاً :
لقد أعجَز الله أقحاح العرب وتَحدَّاهم وأهل الفصاحة أن يأتوا بِسُورة مِن مثل هذا القرآن .
فكان كل من حاول الإتيان بِقول مسجوع جاء بْالْمُضْحِكات ..
فقبل ألف وأربعمائة سنة حاول مُسيلِمة أن يأتي بكلام مسجوع ، فجاء بِما أضحَك الناس على مرّ الأزمان !
ليس في زَمن أهل اللغة والفصاحة ، بل حتى في الأزمنة المتأخِّرة ..
اقرأ القرآن على أي إنسان يُحسِن اللغة العربية ، مُتعلِّما كان أو غير مُتعلِّم ، واقْرَأ عليه من سَجْع مُسيلِمة !
بل كذَّب مُسيلمة كلّ مَن سَمِعه ! حتى قال له عمرو بن العاص : إنك لَتعلَم أني أعْلَم أنك كاذب !(1/127)
إن قائل ذلك القول الذي يُريد مُحاكاة القرآن بِكلام مسجوع ، كَمَن يُريد مُجارة خَلْق الإنسان ، فينظر في أصل خَلْق الإنسان ، وأنه خُلِق مِن طين ، ثم يأتي بِإناء مصنوع مِن فخَّار ويَزعم أنه يُحاكي خَلْق الإنسان !
وأين هذا مِن ذاك ؟
أين خَلْق الإنسان بِسمع وبصر وجوارِح وحواسّ ، وعقل وبصيرة ، من إناء فخَّار جامد ؟!
ثانيا :
إن الله عزّ وَجَلّ لَمَّا أعْجَز العرب تَحدّاهم أن يأتوا بسورة مثله ..
بهذين القيدين :
1 – سورة .
2 – مثله .
مثل القرآن في فصاحته وبلاغته ونَظْمِه وإعجازِه ، وما تضمنته نصوص القرآن ، مما سيأتي الكلام عنه وبيانه .
ولم يَكن يُعجِز فصحاء العرب أن يسجعوا كسجع الكُهَّان !
بل كان فيهم قبل النبوة فُصحاء وبلغاء وشُعراء ، وكان فيهم خُطباء نَطَقُوا بالْحِكْمة ، مثل : قسّ بن ساعدة ، وغيره .
ولم يَكن قول أولئك يشتبه بِِماء جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن القرآن ، ولم يُعارِضُوه بمثل قول أولئك ، مع كونهم أرباب الفصاحة وأهل اللغة .
لأن التحدّي كان بسورة مِن مثل القرآن ، ولم يكن التحدّي بكلام مسجوع .
ثالثا :
لو أخذنا أقصر سورة من سُور القرآن ، وهي سورة الكوثر ، لَوجدنا أنها تضمّنت ما اتَّفَقَت عليه الشرائع السماوية ، وهي مقاصد القرآن الثلاثة – كما يقول الشوكاني – : إثبات التوحيد ، وإثبات المعاد ، وإثبات النبوّات .
فضمير التعظيم ( إنَّا ) إثبات للتوحيد ، وإثْبَات العَطاء ، وأن الله هو المعطي ، إثبات للتوحيد أيضا .
(أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) إخبار عن غيب ، وهو مُتضمّن لإثبات الْمَعاد .
(إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ) إثبات صِدق النبي صلى الله عليه وسلم الْمُسْتَلْزِم إثْبَات نُبوّته .
فكان ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الحقّ والصِّدق ، إذ كان مُبْغِضه وشأنه هو الأبتر المقطوع الذي انقطع ذِكْره .(1/128)
مع ما في هذه السورة القصيرة مِن أمْر بالعبادة (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) .
وكان القرآن يتَنَزّل في مكّة ، وكان يتضمّن أخبارا عن كُفّار قريش ، ولم يَكن بِمقدورهم تكذيبه ، ولا إثبات ضدّ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خذ على سبيل المثال : سورة الْمَسَد ، وما فيها مِن إخبار عن أبي لهب وأنه هو وزوجته في النار ..
لم يكن بِمقدور أبي لهب إثبات ضدّ ذلك ، ولا ادِّعاء الإيمان والإسلام !
ومثل ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) ..
ولم يستطع مَن عُني بها إثبات خِلاف ذلك !
رابعا :
لَمَّا تَحدّى الله أقحاح العرب وأرباب الفصاحة أن يأتوا بسورة مِن مثل القرآن ، عجِزوا عن ذلك لِعلمهم ما تضَمّنه القرآن مِن فصاحة وبيان .
وقد امتاز الأسلوب القرآني بِخصائص ليست لِغيره ، فمن ذلك :
1 – مَسْحَة القرآن اللفظية فإنها مسحة خلابة عجيبة ، تتجلى في نظامه الصوتي وجماله اللغوي .
2 - إرضاؤه العامة والخاصة . ومعنى هذا أن القرآن الكريم إذا قرأته على العامة أو قُرئ عليهم أحّسُّوا جلاله ، وذَاقوا حلاوته ، وفَهِمُوا منه على قَدر استعدادهم ما يُرضي عقولهم وعواطفهم ، وكذلك الخاصة إذا قرؤوه أو قُرئ عليهم أحّسُّوا جلاله ، وذاقوا حلاوته ، وفهموا منه أكثر مما يفهم العامة ، ورأوا أنهم بين يدي كلام ليس كمثله كلام لا في إشراق ديباجته ولا في امتلائه وثروته .
3 - إرضاؤه العقل والعاطفة . ومعنى هذا أن أسلوب القرآن يُخاطب العقل والقلب معا ، ويجمع الحق والجمال معا .
4 - جَودة سَبك القرآن وإحكام سَرْدِه . ومعنى هذا أن القرآن بلغ مِن ترابط أجزائه ، وتماسك كلماته وجُمَلِه وآياته وسُوره مبلغا لا يُداينه فيه أيّ كلام آخر ، مع طول نفسه ، وتنوع مقاصده وافتنانه وتلوينه في الموضوع الواحد .
5 - براعته في تصريف القول وثروته في أفانين الكلام .(1/129)
6 - جمع القرآن بين الإجمال والبيان ، مع أنهما غايتان متقابلتان لا يجتمعان في كلام .
7 - قَصْد القرآن في اللفظ مع وَفائه بالمعنى .
هذه ذَكَرها الزرقاني رحمه الله في كتابه النافع " مناهل العرفان " .
ويُزاد عليها :
تضمّن القرآن للأخبار المستقبلية ، سواء منها ما كان في زمن نُزوله على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو كان بعد ذلك .
فمن ذلك : الْحديث عن حرب فارس والروم ، وإخباره بِانتصار الروم في بضع سنين ، كما في فواتح سورة " الروم " .
والإخبار عن نُصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ونُصرة المؤمنين .
وكذلك الإخبار عن أخبار الأمم الماضية ، وذِكْر الأنبياء ، وما جَرى لهم مما لم يكن معلوما لِقريش ، ولذلك يأتي التذكير بهذا عقب سياق القصص .
قال تعالى : (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)
وما تضمّنه مِن الأخبار المستقبلية مما يُعلَم خبره بعد حين .
ولا يَزال العِلْم التجريبي يقف موقف المؤيِّد لَمّا جاء في القرآن مِن أخبار وحقائق ، لا يُنكرها إلاَّ جاهل أو مُعانِد ومكابر !
وما تضمّنه القرآن مِن إعجاز وبيان وفصاحة وبلاغة ، في أفصح عبارة وأرقى أسلوب ، مما أعْجَز العرب عن أن يأتوا بسورة مِن مثله .
وقد ذَكَر السيوطي ثلاثة وثلاثين وجها مِن وُجوه إعجاز القرآن ، وذلك في كِتابه " مُعتَرك الأقْران في إعجاز القرآن " .
وذَكَر الشنقيطي في مقدمة تفسيره " أضواء البيان " اثنين وعشرين نَوعا مِن أنواع البيان التي تضمّنها القرآن .
وألَّف السيوطي رسالة صغيرة في تفسير قوله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) اسْتَخْرَج منها (120) نوعا مِن أنواع البديع ، ونيّفا وعشرين مسألة مِن عُلوم شتّى .
كل ذلك مِن خلال تدبّر وتأمّل آية واحدة .
خامسا :(1/130)
ما يتعلّق بسورة " الولاية " المزعومة ! فإن دلائل سقوطها وبُطلانها كثيرة مِن وُجوه عديدة :
الوجه الأول : ما تضمنته مِن دعوة إلى الإيمان بالنبي .
فإن آيات الكتاب العزيز لَم تأتِ على هذا النَّسَق ، فلم يأت في القرآن دعوة إلى الإيمان بالنبي هكذا ، بل تكون الدعوة مقرونة بالإيمان بالله ، مع استخدام وصف الرسول دون وصف النبي .
وذلك لأن كل رسول نبي ، ولا عكس .
ومن جهة ثانية فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعو لنفسه ، وإنما كان رسولا مُرْسَلا مِن قِبَل رب العالمين ، فكانت الدعوة إلى الإيمان بِالْمُرْسِل قبل الإيمان بالرِّسُول .
الوجه الثاني : ما تضمّنته تلك السورة المزعومة مِن دعوة إلى الإيمان بـ " الوليّ " ، وهذا ليس مِن طريقة القرآن ، ولا مِن أسلوبه !
فليس في القرآن حرف واحد يدعو إلى الإيمان بالوليّ !
الوجه الثالث : زَعْم مُخْتَلقها أن الله أرسل " الوليّ " ! فإما أن يكون رسولا مع الرسول ، كما كان من شأن هارون وموسى عليهما الصلاة والسلام ، وإما أن لا يَكون رسولا .
فإن لم يكن رسولا فما فائدة إرسال وليّ ؟! ثم لا ينطبق عليه وصف الرِّسَالة ؟
الوجه الرابع : إذا كان عليّ رضي الله عنه وليًّا ، فهل اقتصرت الولاية عليه ؟
فإن قيل : نَعم ، فقد نَقَض القرآن هذه الدعوى في قول الله عزّ وَجَلّ : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) .
فضمير الْجَمْع ( أولياء ) يردّ تلك الدعوى .
وإن قيل : لا ، لم ينفرد بالولاية ، فقد ناقضوا أنفسهم ، واطَّرَحوا قولهم بأنفسهم !
فما فائدة الإيمان بِوليّ واحد ، وغيره كثير ؟!
الوجه الخامس : ركاكة أسلوب السورة المزعومة !
تأمل القول الْمُخْتَلَق (فالذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبين ، إن لهم في جهنم مقام عظيم) !(1/131)
وقولهم : (نودي لهم يوم القيامة أين الضالون المكذبون للمرسلين) !
هذا قول تَمُجّه ألأذواق !
فضلا عن افتقارِه لأبسط أساليب النَّظْم القرآني ، مما سبقت الإشارة إليه .
الوجه السادس : براءة تلك الفرقة الضالة التي اختَلقَتْ تلك السورة لِمَا فيها مِن عَيب لَهم على مرّ ألأزمان ، أن اخْتَلقُوا تلك الركاكة !
فالرافضة تتبرأ مِن تلك السورة ، وإن وُجِدَت في كُتُبهم !
وقُل مثل ذلك عن سورة " النورين " التي يَزعم الرافضة أنها من القرآن !
وفيها (قل هل يستوي الذين ظلموا وهم بعذابي يعلمون . سنجعل الأغلال في أعناقهم وهم على أعمالهم يندمون) !
لا تَجِد فيها أي فصاحة أو بلاغة ، وليس فيها ما يُشير إلى أنها من القرآن ، ولا أن مُختَلِقها عربي فصيح !
وليس فيها ما ينتظِم مع نَظْم القرآن ، ولا ما يقرب مِن أسلوبه ، ولا ما يتماشى مع فصاحته وإعجازه .
أخيرا : وَقَف أحد القساوسة أمام القرآن موقف المعانِد الذي يُريد أن يستخرج منه ما يُثبِت به تناقض القرآن ، أو عدم حفظه ، ففتح المصحف وقرأ : ( الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) .
فوقف موقف الْمُتعَجِّب .. !
كيف يُفتتح ذلك الكتاب بالتحدّي ، بأنه كِتاب لا رَيب فيه ولا شكّ .. وعادة الْمُؤلِّفِين تقديم الاعتذار عما تتضمنه كُتُبهم مِن نقص وخلل !
وكم باءت مُحاولات مُجاراة القرآن بالفشل الذريع !
قال الزرقاني :
ويَروي التاريخ أن أبا العلاء المعري وأبا الطيب المتنبي وابن المقفع حَدَثتهم نفوسهم مرّة أن يُعارضوا القرآن ، فما كادوا يبدؤون هذه المحاولة حتى انتهوا منها بتكسير أقلامهم ، وتمزيق صُحفهم ؛ لأنهم لَمَسُوا بأنفسهم وعورة الطريق واستحالة المحاولة !
وتُحَدّثنا الأيام القريبة أن زعماء البهائية والقاديانية وَضَعُوا كُتُبًا يزعمون أنهم يعارضون بها القرآن ، ثم خافوا وخجلوا أن يُظهروها للناس ، فأخْفَوها . اهـ .(1/132)
وقد تكفّل الله بِحفظ كِتابه ، فَصَانه عن كل مُحاولة للتحريف ، وحفظه من عبث العابثين ، وتحريفات الجاهلين ..
حتى أصبح من يزعم مُجاراة القرآن أضحوكة في كل زمان ومكان !
وأنّى وهيهات أن يَكون كلام المخلوق مثل كلام الْخالِق ؟
أو أن يَكون الفخّار الجامد الهامد كالإنسان السّويّ العاقل ؟
ما لكم كيف تحكمون ؟
والله المستعان على ما يصِفون .
*****************************
40-شبهة : يخون الأمة علمائها .. من منا على حق
(...السؤال...)
دخل شاب يعلو وجهه الحياء , عليه أثار الطاعة , أحد المساجد الكبيرة فوجد حلقة علم كبيرة , يتوسطها شيخ قارب الخمسين من عمره أو تجاوزها بقليل , وهو يشرح في أحد الكتب , وحوله الطلاب يكتبون عنه ما يقول , فوقف على الحلقة فأشار عليه الشيخ بأن يجلس ..
...
فقال الشاب : لم آتي لأجلس ..
فقال الشيخ : ماذا تريد ..
قال الشاب : أريد أن أسألك سؤالاً ..
فقطع الشيخ درسه , وقال : تفضل أسئل ..
فقال الشاب : ما الحل ؟ ..
فقال الشيخ : أي حل ؟ ..
قال الشاب : حل ما نحن فيه من الذل والهوان الذي نعيشه , والمآسي والجراح التي في كل بقاع الإسلام , وجموع الصليبيين نزلت في بلاد المسلمين , وبدأت الحرب الصليبية الجديدة ..
فتفاجأ الشيخ بهذا السؤال , فسكت برهة ثم قال : اعلم أن الله أرسل محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين , وأعطاه نوراً يهدي به من يشاء , وقد أمره أن يبلغ دينه بالحكمة والموعظة الحسنة , وأن يدفع بالتي هي أحسن , لكي يكسب قلوب أعداءه فيدخلون في هذا الدين و فعلينا أن نسير على طريقه في الدعوة وإيجاد طرق كثيرة لإيصال الدين لغير المسلمين ..
فقال الشاب : فأين الجهاد ؟ ..
قال الشيخ : الجهاد فريضة وشعيرة من شعائر الدين عظيمة ومن أنكرها فهو كافر ..
قال الشاب : إذاً لماذا لا نجاهد في سبيل الله وندفع العدو عن بلاد المسلمين ..(1/133)
قال الشيخ : لكن الجهاد له شروط , إذا تحققت بدئنا الجهاد , وأيضاً لابد من التكافؤ بيننا وبين أعدائنا ..
قال الشاب : لا أعرف أحدا من أهل العلم قال أنه يجب أن يكون للجهاد شروط إذا كان الجهاد دفعا للعدو الصانل المفسد للدين والدنيا , بل قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله : " أما العدو الصانل الذي يفسد الدين والدنيا ليس أوجب بعد الأيمان من دفعه " , وحالنا الآن هي جهاد دفع ومن وضع الشروط فعليه أن يثبت بالدليل أن جهاد اليوم ليس جهاد دفع , والشروط التي وضعت الآن هي في جهاد الطلب فقط , ثم من قال أنه يجب أن يكون بيننا وبين الكفار تكافؤ في العدد والعدة هذا القرآن بين أيدينا , قال تعالى : (( وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين ، وإن يكن منكم ألفاً يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين )) , وقال تعالى : (( قد كان لكم في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رئي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولى الأبصار )) , وقال تعالى : (( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين )) , وهذه سرايا النبي صلى الله عليه وسلم , وغزواته لم يتحقق فيها التكافؤ الذي ذكرت , فهذه بدر وأحد والخندق ومؤتة , وغيرها شاهدة أنه لا يجب التكافؤ , بل إن الكثرة كانت أحد أسباب الهزيمة في غزوة حنين , قال تعالى : (( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا )) فنحن نقاتل العدو بالإيمان الذي في صدورنا , وثقتنا بنصر الله لجنده , قال تعالى : (( إن تنصروا الله ينصركم )) , وقال تعالى : (( وإن جندنا لهم الغالبون )) فمن أين أتت مقولة أنه لابد من التكافؤ ..
قال الشيخ : لكن نحن لا يوجد عندنا أسلحة متطورة , ولا يوجد لدينا أماكن للتدريب ..(1/134)
قال الشاب : وهل من الضروري للجهاد أن يكون لدينا أسلحة متطورة , والله يقول : (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )) فالله لم يكلفنا مالا نطيق , بل أمرنا أن نعد للجهاد ما نستطيع , ولو كنا لا نستطيع أن نتدرب إلا على رمي الحجارة لعذرنا الله في ذلك , فالله كفيل بأن ينصرنا إذا قمنا بما أمرنا به على أكمل وجه , والله نصر موسى عليه السلام بعصا , ونصر النبي صلى الله عليه وسلم في بدر بحفنة تراب , ونصره في الخندق بالريح , المهم أن يكون عندنا صدق وإعداد بما نستطيع , ثم إذا قمنا بما نستطيع ولم نفرط في شي فالنتيجة بيد الله إن شاء نصرنا وإن شاء غير ذلك , ثم ولله الحمد كل شيء متوفر لك للإعداد من الأسلحة وغيرها , وأماكن التدريب موجودة فالصحاري والجبال كثيرة , ولا يشترط أن يكون التدريب جماعي , بل كل يقوم بما أمره الله حسب استطاعته ..
قال الشيخ : طيب .. إذا تدربت واقتنيت السلاح كما تقول فستتعرض للاعتقال والسجن , ومنع الدروس وتتعطل الدعوة وتضيع جهود سنوات ..
قال الشاب : من يعتقلك ويسجنك ويمنع الدروس ؟ ..
فسكت الشيخ قليلاً ثم قال : الحكومة ..
فقال الشاب : أي حكومة : هل هي الحكومة الأمريكية ؟ ..
قال الشيخ : لا بل هي حكومة بلدنا الذي نحن فيه ..
قال الشاب : لماذا ؟ ..
قال الشيخ : لأنها لا تريد أحدا يتدرب على هذه الأمور ..
قال الشاب : وهل لها طاعة في هذا الأمر ..
قال الشيخ : طاعة ولى الأمر واجبة ..
قال الشاب : في غير معصية الله ..
قال الشيخ : نعم في غير معصية الله ..
قال الشاب : إذا أمرك الله بأمر , وأمرتك الحكومة بأمر فمن تطيع ؟ ..
قال الشيخ : أطيع الله ..
قال الشاب : إذاً لماذا لا تطيع الله في مسألة الإعداد وقد أمرك الله به , ونهتك الحكومة عنه ، والحكومة معطلة للجهاد فهي جمعت بين المنع والتعطيل ..(1/135)
فسكت الشيخ ، ثم قال : لكن المصلحة تقتضي عدم إثارة الحكومة على الشباب المتدين ..
قال الشاب : لماذا تثور أصلاً ، إذا هم قاموا بما أمر الله به ، أم أنها تنفذ مخططات الصليبيين في منع الجهاد وتعطيله ..
قال الشيخ : ليس لهذا الكلام داعي ..
قال الشاب : هذا الأمر ليس سراً نخشى من إذاعته ، وهو معلن للجميع ، فهذه الصحف والمجلات والقنوات الرسمية وغير الرسمية تجاهر به بل تفتخر به أيضا ، فلماذا نخاف من إعلانه ..
قال الشيخ : نحن نحتاج أن نسير بخط متوازي مع الأحداث , والابتعاد عن أسلوب المواجهة , والحفاظ على مكتسبات الدعوة التي بنيت منذ سنين طويلة , فلو أثيرت هذه الأمور فستتعطل حلقات حفيظ القرآن , ودروس العلم في المساجد , وتغلق التسجيلات الإسلامية , ويمنع الدعاة من إلقاء الخطب , وبهذا نمنع الخير من أمر لا نعلم ما هي عاقبته ..
قال الشاب : أسمح لي أن أبين لك كل نقطة على حدة ..
أما قولك : أن نسير مع الأحداث في خط متوازي , فهذا لا يمكن بحال لأنه مخالف لدين الله , ومخالف لسنن الله في الأرض من المواجهة بين الحق والباطل , قال الله تعالى : (( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا )) , وفي الحديث الصحيح حينما قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم : " ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا عودي " , فلا يمكن أن يسير أولياء الله الداعين إلى الخير والهدى مع أهل الردة والفجور والفسق والزندقة بحال , إلا أن يبيع أهل الخير دينهم لهؤلاء , ويميعوا قضية الولاء والبراء ويرون التعايش مع أمم الكفر النصراني , وهذا هو الذي يجعل الدعوة تسير بخط متوازي مع الأحداث , حيث لا ولاء ولا براء ولا جهاد ولا نبذ للمعبودات من دون الله ولا مفاصلة مع الطواغيت , وهذا لا أعتقد يقوله مسلم إلا من أعمى الله بصيرته ..(1/136)
أما قولك : الابتعاد عن المواجهة , إذاً ما هي فائدة القرآن إذا لم يكن هناك صدع بالحق وتسفيهاً لأحلام الطواغيت , وعيب آلهتهم , وبيان ما هم فيه من ضلال والله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : (( واصدع بما تؤمر )) ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يصدع بالتوحيد وأن يأمر قومه بنبذ عبادة الأصنام وعبادة الله وحده , ولماذا أُُُخُرج النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين من ديارهم إلا بسبب المواجهة والصدع بالتوحيد , فلم يرضى منهم الكفار ذلك ولن يرضى الطواغيت إلا بالطرد والسجن والقتل لكل من عاب آلهتهم وسفه أحلامهم , ولست أقصد هنا المواجهة المسلحة فهذه لها شروطها , ولكن بيان العقيدة الصحيحة في الأحداث وعدم الخوف ودس الرؤوس في التراب وتحمل الأذى في سبيل الله والصدع بالحق , لأن السكوت رضا بالباطل وتلبيس على الأمة في دينها , والعلماء هم أولى من يصدع بالحق لأنهم هم ورثة النبوة ..(1/137)
أما قولك : والمحافظة على مكتسبات الدعوة , والله أني لأعجب كأن أهل العلم لم يقرؤوا القرآن , ولم يعلموا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في العهد المكي وكيف كان يصدع بالتوحيد ، وبيان بطلان عبادة الأصنام , وغالب ما نزل في العهد المكي من القرآن الكريم كان حول العقيدة والصبر على الدعوة وتحمل الأذى في سبيل الله , وبيان سير الأنبياء في الصدع بالحق , وقد تكررت قصة موسى عليه السلام مع فرعون لبيان منهج الطغاة في التعامل مع الدعاة والمصلحين , فكيف نترك طريقه الأنبياء ونحكم عقولنا , ثم ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم منكم في كيفية مواجهه الأحداث التي مرت عليه , وهو يقدر على أن يجعل له تحت ظلال الكعبة حلقه علم , ويغض الطرف عن الأصنام حول الكعبة , ويدعو صناديد قريش الصادين عن ذكر الله والقامعين للصالحين والمؤذين للمؤمنين بالحكمة وتغليب جانب المصلحة والمحافظة على مكتسبات الدعوة ولم يضطر إلى المواجهة حتى ضرب وجهه ووضع سلا الجزور على ظهره وخنق بردائه حتى كادت تزهق نفسه , وعذب أصحابه بصنوف العذاب والأذى وعندما وقفت قوافل الداخلين في الإسلام أمر من ربه بالهجرة والمفاصلة وعند استقراره في المدينة سل السيف على قومه وأرغم أنوفهم ..(1/138)
وهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هل قالوا نبقى في المدينة ونحافظ على مكتسبات الدعوة وقد جاهدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم , بل إنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم دخلوا أعظم دولتين في ذلك الوقت , ووصلوا إلى حدود الصين وأطراف فرنسا فأين نحن منهم إذا كنا ندعي أنا أتباع السلف الصالح , أم أنا نتبعهم في كل شيء إلا في هذا الأمر , والله تعالى يقول : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )) فالذين يرجون الله واليوم الآخر وما فيه من نعيم للمتقين هم الذين يضحون بكل شي في سبيل الله والجهاد في سبيله ويتحملون صنوف الأذى لتبليغ دين الله وإخراج العباد من عبادة غير الله لعبادة الله وحده , وأعظم مكسب للدعوة إنقاذ الناس من عذاب الله وفي الحديث : " يأتي النبي ومعه الرجلان ويأتي النبي وليس معه أحد " أليس إنقاذ هذين الرجلين من النار مكسب مع أن الداعي نبي وليس شخص عادي أي أنه مؤيد بالوحي ولم يسلم غيرهما من أمة ذلك النبي المذكور في الحديث ..(1/139)
ثم إن مكتسبات الدعوة ليست بأهم من الصدع بالتوحيد فأي فائدة في شريط أو كتيب أو مجلة لا تذكر توحيد الله خالصا وان دعت إليه فمن طرف خفي , وتنظيراً لا تطبيقاً, ثم إني سائلك بالله هل مكتسبات الدعوة إلي تتحدث عنها في ازدياد أم في تناقص والواقع يشهد كل يوم انتكاسه جديدة لمكتسبات الدعوة , وقلت : نمنع الخير لأمر لا ندري ما عاقبته , أقول إن الله لما أمر بالجهاد والإعداد ومواجهة طواغيت الأرض ، يعلم النتيجة مسبقاً وما ستئول إليه الأحداث , ونحن وعدنا بالنصر إذا قمنا بأمر الله , أما النتيجة فبيد الله ينصر من يشاء ويذل من يشاء , والله يعلم أن في الجهاد ومواجهة الطواغيت , القتل والدمار والأسر والسجن والتعذيب , والأمر بيده وحده , ونحن لسنا مطالبون بالنتيجة بل مأمورون بالقيام بما نستطيع , والله يقول لنبيه : (( وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب )) , وهؤلاء أصحاب الأخدود احرقوا جميعاً بالنار لما أمنوا وجعل الله ذلك العذاب فوزاً كبيراً , فنحن علينا القيام بالأمر والله المتصرف بملكه ثم نحن موعودون بإحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة ..
قال الشيخ : يبدو أنك متحمس ولا تدرك الأمور جيداً ..
قال الشاب : إذا كان حماسي منضبط بالضوابط الشرعية فهو محمود , وماذا تقول في حماس عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب , حينما قالا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في دار الأرقم بن أبي الأرقم أخرج بنا نطوف بالبيت , فخرجوا في صفين والنبي صلى الله عليه وسلم بينهما , فأما إدراك الأمور فكل سيدّعي أنه مدرك للأمور كما تدعي ولكن الضابط في ذلك ما وافق الأدلة الشرعية وكان اتقى لله وأنفع للخلق ..
قال الشيخ : أنت تطالبنا أن نخرج للجهاد , فمن يربي الناس ويعلمهم دينهم إذا خرجنا وتركنا الساحة للمنافقين والعلمانيين ؟ ..(1/140)
قال الشاب : لقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من غزواته ولم يقل كما قلت لمن نترك تربية الناس علما أن المدينة في وقته كانت مليئة بالمنافقين والمتآمرين على الدين الجديد , وكان فيها أيضا اليهود وهم يحيكون المؤامرات ضد الإسلام فهل أنتم أحرص على الدين من النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام وهم أتقى لله ممن جاء بعدهم فكيف تقولون بقول لم يقله خير القرون , ثم أن الله حافظ دينه , والجهاد متعين في هذا الوقت ولا يعقل أن تجلس تدرس والأمة تباد وتقتل وتنتهك أعراض الحرائر من المسلمات , والإسلام جاء لحفظ الضرورات الخمس , والبلد هنا مليء بالعلماء وطلبة العلم وديار المسلمين تنتشر فيها البدع والخرافات والشركيات خصوصا ما كان تحت الاستعمار الشيوعي ولا يوجد بها إلا القلة من العلماء ..
فلماذا لا تخرج وتعلم الناس هناك وتجاهد بنفسك وعلمك فيكون لك الأجر مضاعف أم أن التعليم لا يكون إلا في بلدك والصحابة تفرقوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في أطراف الدنيا يعلمون الناس أمور دينهم , أم أنهم قدوة لنا إلا في هذه والجهاد ومعلوم أنه من المتعذر قدوم أولئك المسلمين لطلب العلم في بلاد الحرمين لأسباب لا تخفى عليك , وأهل تلك البلاد متعطشون للعلم ومعرفة أمور دينهم وهذا مشاهد من واقعهم , فالنفع هناك أعظم وفي هذه الحالة التعين على العلماء أوجب من غيرهم ..
قال الشيخ : ولكني لا أستطيع أن أذهب لأني مرتبط بدروس ومحاضرات في الجامعة ولي نشاط في مكتب الدعوة وأفتي الناس عن طريق الهاتف يوميا , وأنا مشرف على أحد المواقع الإسلامية في الإنترنت , فبذهابي للجهاد ستتعطل هذه الأعمال ويحرم الناس الخير وغيري يقوم بالجهاد مع علمي بفضل الجهاد ومنزلته في الإسلام ..(1/141)
قال الشاب : لم أجد في ما ذكرت من الأعذار أنها وردت في القرآن الكريم من الأعذار الشرعية المقعدة عن الجهاد ، والأمر بسيط جدا فبإمكانك إذا ذهبت للجهاد أن تقيم دروس ومحاضرات ، وتبدأ الدعوة في بلاد المسلمين المنكوبة ، وهناك الحرية أعظم من بلدك التي تعد عليك الأنفاس , ثم هذه حجج من لا يريد الذهاب للجهاد فهل أنت أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان المعلم ، والمربي , وإمام الصلاة وخطيب المسجد ، والمصلح بين المتخاصمين , وعاقد الأنكحة , والداعية , والقاضي , وقائد الجيش , والمكاتب للملوك , والراد على حجج اليهود , وإذا نادى داعي الجهاد يكون في المقدمة , وهل أنت أفضل من أبي بكر وعمر والصحابة الكرام , فإنهم إذا سمعوا داعي الجهاد نفروا ولم يلتفتوا إلى الوراء وتضحياتهم معروفة , أم أن سيرتهم فقط للقراءة والمتعة وتقطيع الأوقات وتسلية شباب الصحوة المخدر بالحكمة والمصلحة , وهل العلماء المتعذرين بهذه الأعذار يرغبون بأنفسهم عن طريق لم يرغب به النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم بأنفسهم , بل بذلوا النفس والنفيس في هذا الطريق ..
قال الشيخ - وقد بدأ الغضب عليه وبدأ العرق يتصبب من جبينه وهو يرى أنه أحرج أمام طلابه- : أنت مجادل ..
قال الشاب : حق أم باطل ؟ ..
قال الشيخ : أشتم من كلامك أنك تنتقص العلماء وتعيب عليهم القعود ..
قال الشاب بلهجة الواثق بالله : معاذ الله أن أنتقص العلماء الصادقين المجاهدين المضحين لدينهم ..(1/142)
أما قولك أني أنتقص العلماء فليس لأحد قدسية ولا عصمة ماعدا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما غيره فمن أصاب فله منا الاحترام والتقدير , ومن أخطأ منهم فينظر إن كان عن اجتهاد منه ولم يخالف نصا شرعيا فهو معذور مأجور , أما من أخطأ منهم وحرف النصوص الشرعية لخدمة أغراضه والتلبيس على المسلمين , وترسيخ حكم الطغاة والمتجبرين في الأرض , وأصر بعد المناصحة وإقامة الحجة فلا نعمت عينيه ولا كرامة , فهو مثل علماء اليهود الذين يكتمون الحق وهم يعلمون ..
أما قولك أني أعيب على العلماء القعود عن الجهاد , فأين أنت من قول الله عز وجل للصحابة الكرام وهم خير القرون : (( يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل , إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير )) فأي الفريقين أحق بالعذاب هل هم الذين خرجوا من ديارهم وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله وبذلوا كل شيء لنصرة هذا الدين من الصحابة الكرام , أم العلماء الذين تركوا الجهاد وقعدوا مع الخوالف ورضوا بالحياة الدنيا الفانية , وهم يرون العدو الصليبي يلتهم بلاد المسلمين بلدا تلو بلد وهم لا يحركون ساكنا حتى النصرة باللسان لم يقوموا بها كأن الأمر لا يعنيهم إذا سلمت لهم دنياهم ..
قال الشيخ : هذا أنتم أيها المجاهدون متسرعون , وليس عندكم علم وأعمالكم ردود أفعال خرجتم للجهاد هرباً من واقع الحياة , وكثيرا منكم لم ينجح في حياته العملية ..
قال الشاب : هب أننا متسرعون وليس عندنا علم فأين أنت يا صاحب العلم والمعرفة والحكمة لما لم تأتي إلينا وتعلمنا وتقيم لنا الدروس , ووالله لو جئت إلينا أنت والعلماء , لوضعناكم فوق رؤوسنا بشرط أن تأتوا إلينا في ساحات المعارك وحومة الوغى لا أن تنتقدوننا وأنتم على الأرائك ..(1/143)
إن تخلي أهل العلم عن قيادة الأمة هو من أسباب هوانها ، وأنا لا أدعي أن المجاهدين ليس عندهم أخطاء ولكن هي مغمورة في بحر دمائهم التي سالت على الأرض لتروي شجرة العقيدة والدفاع عن الأعراض المستباحة , أما قولك أن أعمالنا هي ردود أفعال فأعمال المجاهدين هم أعلم بها من القاعدين لأنهم يرون ما لا يراه الآخرون , وهم الذين يقدرون المصالح والمفاسد في العمل وليس لكل قاعد أن ينتقدهم بحسب ما يرى هو أنه مفسدة وهي عند المجاهدين من المصالح والتقدير لهم دون غيرهم , وللمعلومية فإن أكثر البحوث الفقيهة في مسائل الجهاد هي من تأليف المجاهدين , ثم إن أكثر عمليات المجاهدين التي يقومون بها في كل مكان هي محاولة لصد العدو من الزحف على باقي ديار المسلمين , فهي جهد المقل , ولو وضعت الأمة يدها في يد المجاهدين لأمكن كسر شوكة العدو , ولكن لما خٌذل المجاهدون من الأمة المتخاذلة أصبحت ضرباتهم تُستنكر ويلمزون بها , وما درت الأمة أن هذه الضربات هي من أجلها وفي سبيل رفعتها , وهي أيضا انتقام لإخواننا المستضعفين في الأرض ومحاولة تخفيف الضغط عليهم ..(1/144)
وقل لي بربك عن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم , هل هي ردود أفعال أم لا, فقد غزى صلى الله عليه وسلم بني لحيان وعضل والقارة لما غدروا بالقراء من أصحابة وقتلوا منهم سبعين رجلا , ألم يكن فعله صلى الله عليه وسلم انتقاما لأصحابه وتأديبا لهذه القبائل , ألم يكن قتله لكعب بن الأشرف , ورافع بن أبي الحقيق لأنهم حرضوا على المسلمين وتشبيب ابن الأشرف بالصحابيات الفاضلات , فقد أرسل لهم من يقتلهم في بيوتهم وحصونهم دفاعا عن الإسلام وأعراض المسلمات فهل التغزل والتشبيب ووصف المسلمات ، أشد في نظرك من الاغتصاب والقتل واستباحة ديار المسلمين , وقصة قتل النبي صلى الله عليه وسلم للعرنيين الذي اخذوا لقاح النبي وقتلوا الراعي وسملوا عينيه , هي رد فعل منه صلى الله عليه وسلم للدفاع عن أصحابه , بل إن أغلب الحدود الشرعية هي ردود أفعال وعلى المنكر لهذه الأفعال أن يأتي بالدليل على حرمتها , لا أن ينتقدها بدون علم , فأفعال المجاهدين من قبيل الانتقام للمسلمات والذب عن بيضة الإسلام بما يستطيعون , وإن أخطأنا في شيء فهو خطأ مغفور بإذن الله لأننا عملنا الجهد والأمر لله من قبل ومن بعد ..(1/145)
أما قولك أننا هربنا من واقع الحياة ولم ننجح في حياتنا العملية , فنعم نحن هربنا من حياة الذل والخنوع إلى حياة العز والرفعة والتعالي عن رغبات النفس , وهل هذه الدنيا التي تدعي أنّا هربنا منها هي دار قرار أم دار ارتحال , وإذا كان الله لم يرتضيها لخليله وصفيه من خلقه , فهل نرضاها نحن لأنفسنا , وهي سجن المؤمن وجنة الكافر , وقد أمرنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن نقلل من الدنيا وأن نكون فيها كعابر السبيل , وأي فرح وسرور بهذه الدنيا والذل مضروب على رقابنا والعدو يصول ويجول في ديار المسلمين ويسومنا سوء العذاب كأننا عبيد له , لا يرفع سوطه عنا , وهل طموحات المؤمن في الحصول على مُتع الدنيا أم رغبة في الآخرة ونعيمها وقد قال تعالى : (( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما )) ..(1/146)
وعندما دل الله المؤمنين على التجارة لم يدلهم على تجارات الدنيا بل دلهم على طريق الجهاد الذي فيه التجارة مع رب العالمين (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون )) فهل الذي يبحث عن الطريق الذي دل الله عليه عباده المؤمنين يعتبر لم ينجح في حياته وهارب من الحياة ,هل الهارب من الله إليه من الفاشلين في حياتهم العملية , وقد سمى الله عز وجل الذين قد مُتع الدنيا على الجهاد من الفاسقين وعدّ هذه المُتع وان كانت من المباحات من المقعدات والمثبطات عن الجهاد قال تعالى : (( قل إن كان أباؤكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال أقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين )) فأي خير في دنيا تقعد عن الفوز بالشهادة والرفعة في الدنيا والآخرة , ثم أي نجاح تتكلم عنه هل هو أن تحصل على الدكتوراه وأن تكون في وظيفة مرموقة , فقل لي بربك ماذا قدم الناجحون في دنياهم لدينهم فكم نرى من الناجحين من لم ينجح في التعامل مع رب العلمين , فالميزان عند الله ليس بشهادة تعلق في إطار جميل في مدخل المنزل , بل بالتقوى ورب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره , والصحابة رضوان الله عليهم سطروا الملاحم في التاريخ بدمائهم وليس بشهاداتهم , بل بحثوا عن الشهادة الحقيقية وهي دمائهم التي يعبرون بها عن صدقهم مع الله ..
قال الشيخ : هذا أنتم تبحثون عن ما يؤيد أفعالكم وتنسون الأدلة الأخرى ..
قال الشاب : وهل أفعال المجاهدين خارجة عن إطار الشرع أم أنها أصل من أصوله , ثم ما هي الأدلة التي غفل المجاهدون عنها ؟ ..(1/147)
قال الشيخ : أنتم توردون أحاديث الجهاد وتنسون أو تتغافلون عن الأحاديث التي تأمر بلزوم الجماعة وطاعة ولاة الأمر ؟ ..
قال الشاب : هل خرجنا نحن عن جماعة المسلمين وحملنا السيف على أهل الإسلام , ثم نحن لا نطالبكم بالخروج على أهل الإسلام , بل نقول لكم دافعوا عن أهل الإسلام وذبوا عن أعراض المسلمات وأقيموا الجهاد حتى ينكف العدو عن بلاد المسلمين ..
قال الشيخ : الذي يبلغنا عنكم أنكم تكفرون العلماء والحكام ..
قال الشاب : قولك يحتاج إلى بينه والله يقول : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) فهل ناقل الخبر لكم ثقة ثبت ولا أعلم أحداً من أهل الجهاد يكفر المسلمين ..
قال الشيخ : لا .. إنه يوجد من يكفر المسلمين ..
قال الشاب : إن وجد فهو عدد قليل فالنادر لا حكم له , ولا يعمم الحكم على طائفة بسبب خطأ أحد أفرادها , وعليك أولا أن تثبت هل هؤلاء من المجاهدين أم لا ..
قال الشيخ : أنتم تكفرون الحكام , وتتركون كل أحاديث طاعة ولاة الأمر ..
قال الشاب : أما الحكام عليك أولاً أن تثبت أنهم باقين على الإسلام ولم يكفروا , فهم قد ارتدوا بأدلة كثيرة , حتى هم قد أثبتوا ردتهم بألسنتهم فلم نتقول عليهم كذبا أو رجماً بالغيب فالمظاهرة على المسلمين وتبديل شرع الله , وتشريع أنظمة طاغوتية وضعية في جميع بلاد المسلمين , والتحاكم إلى الأمم المتحدة الكافرة , ومحكمة العدل الدولية , وإباحة الربا والزنا , وما تركت أكثر مما ذكرت , فالواقع يشهد بكفرهم وارتكاب واحد مما ذكرت يكفي لكفرهم فكيف وقد ارتكبوها جميعاً , وعاقبوا من أنكر عليهم ذلك , ووسائل إعلامهم تنضح بما ذكرت وزيادة إلا إذا كنتم أيها العلماء لا ترون ما ذكرت من الكفر , وحاشا العلماء الربانيين من ذلك ..(1/148)
أما بالنسبة لأحاديث طاعة ولاة الأمر فئت بحاكم مسلم ولو كان جائراً ونحن نطيعه فنحن لم نجد حاكم من الحكام اليوم تنطبق عليه هذه الأحاديث , وأنتم أنزلتم أحاديث أئمة الجور التي تجب طاعتهم وإن ضرب ظهرك واخذ مالك على الحكام المرتدين , فهل تطيع أنت القذافي الذي وضع كتابا يضاهي به القرآن , أم النصيري بشار الأسد أم العلماني رئيس اليمن وحكام الخليج الذين قمعوا أهل الخير والصلاح وزجوا بهم في السجون من أجل إرضاء اليهود وعطلوا الجهاد واتخذوا اليهود والنصارى أولياء من دون المؤمنين , والله يقول : (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) وهم يعترفون يوميا في إعلامهم أنهم وقفوا مع أمريكا والتحالف الصليبي ضد المسلمين في أفغانستان والعراق والفلبين , ودعموا روسيا الملحدة على إخواننا في الشيشان وفتحوا مطاراتهم وموانئهم وأجوائهم وبنوا القواعد الصليبية على أرض الإسلام , فهل ما ذكرت ردة صريحة فيها عندنا من الله برهان أم أنها جور وظلم ..
فسكت الشيخ ولم يحر جواباً ..(1/149)
قال الشاب : إن الإمام الذي ذكرت أنه يجب طاعته يمنع الجهاد ويا ليته اكتفى بالمنع بل يعاقب كل من ذهب إلى الجهاد أو يدعوا إليه بالسجن والجلد , والحجاج بن يوسف على ظلمه وجوره وعسفه للرعية كان قائماً بالجهاد آمراً به معاقب من تخلف عنه , فهل أحق بالطاعة إمامك أم الحجاج بن يوسف , وقد خرج عليه جلة من العلماء من السلف الصالح مثل سعيد بن جبير والشعبي وغيرهم , وأين الدليل في أنه لابد من استئذان الإمام في الجهاد إذا كان الجهاد فرض عين وكان الإمام معطلا للجهاد , فلا إمام إلا بالجهاد وما أعطاه المسلمين بيعتهم وطاعتهم إلا ليدفع عنهم عدوهم ويقسم بينهم فيئهم ويقيم لهم أمور دينهم ودنياهم , وهذا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عندما أُخذت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم , خرج وحده في أثر القوم ولم يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم , بل مدحه النبي صلى الله عليه وسلم وأكرمه أن أردفه خلفه على ناقته , وهذا أبو بصير رضي الله عنه عندما هرب من المشركين التجأ إلى الجبال على ساحل البحر وبدأ يهاجم قوافل قريش التجارية ولم يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الإمام في ذلك الوقت , والأمر في هذا الوقت لا يلزم فيه إذن الأمام وقد قال الفقهاء إذا فوت الاستئذان المقصود فلا يستأذن الإمام فكيف الاستئذان مِن مَن عطل الجهاد ووالىَ أعداء الله , والحكام في هذا الزمان قد جمعوا بين التعطيل والمنع فهم أحق من تسل عليهم السيوف حتى يستقيموا على أمر الله ..
قال الشيخ : إن الرايات التي تطالبنا أن نذهب للجهاد معها غير واضحة ..(1/150)
قال الشاب : قال تعالى : (( وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالاً لاتبعناكم )) فهذه حجة من لا يريد الجهاد ولا الخروج في سبيل الله والله هو أعلم بخفايا النفوس ولذلك أنزل هذه الآية لعلمه أنه سيأتي أقوام يقولون مثل مقولة المنافقين السابقين وهل يذبح من يُذبح من البشر في الديار التي تزعم أن الراية فيها غير واضحة إلا لأنهم مسلمون والله يقول : (( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر )) فرابط النصرة هو الدين وليس الدم أو اللون أو البلد ..
قال الشيخ : الذهاب للجهاد في هذه الأيام محرقة ومهلكة للشباب , والشباب هم ثروة الأمة الحقيقية فكيف تريدنا أن نزج بالشباب في محارق رهيبة , والحرب اليوم ليست بسيف ورمح بل بطائرات وقاذفات وقنابل , ثم ألا ترى المجاهدين يباعون كما يباع الرقيق , ويوضعون في أقفاص الحديد كالحيوانات فهل نقول للشباب أذهبوا كي يكون مصيركم مثل هؤلاء ..
قال الشاب - بعد أن زفر زفرة من صدره- : والله إني أعجب منك , هل إرسال النبي صلى الله عليه وسلم لسراياه وفيها صفوة الأمة وخير القرون محرقة ومهلكة , فمعلوم لمن عنده مسكه من عقل أن الحرب ليس فيها إلا القتل والجراح والأسر ، والله يقول : (( فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة و الإنجيل والقرآن )) فأخبر المجاهدين أنهم إذا أتموا بيعهم له فإن الثمن هو قبض أرواحهم ومهجهم بالقتل في سبيل الله ..(1/151)
وهذه سرية بئر معونة حيث غُدر بالصحابة وقتلوا وقد أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم , فهل قال النبي صلى الله عليه وسلم انتهينا نوقف الجهاد لأن إرسال السرايا محرقة للصحابة وصحابتي هم ثروة الأمة , بل بعدها مباشرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سبعين من القراء من صفوة الأمة فلما نزلوا بمكان أسمه الرجيع , أحاط بهم الكفار وقتلوهم عن بكرة أبيهم , فهل توقف النبي صلى الله عليه وسلم عن إرسال السرايا , ومعلوم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده أنهم ما توقفوا عن الجهاد بسبب ما ذكرت، فكم قتل من الصحابة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم , وهو قد جرح وأدمي وجهه وكسرت رباعيته , وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أصيب جيشه في معركة الجسر في العراق وقد قتل منهم أربعة ألاف على رأسهم قائد الجيش أبي عبيد الثقفي , لم يتوقف ويقول كما قلت بل شد العزم وأخذ بالحزم , وأرمل الجيوش تلو الجيوش حتى فتح الله على يديه مملكة كسرى ..
أما قولك أن المجاهدين يباعون في الأسواق كالرقيق , فهل هم المجاهدين اليوم أكرم على الله من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة رضي الله عنهم يباعون في أسواق مكة , فخبيب أشتراه أبناء الحارث بن عامر لأنه قتل أبيهم يوم بدر ، أما زيد فقد أشتراه صفوان بن أمية , ليقتله بأبيه أمية بن خلف , وقد خرجوا بهم إلى خارج حدود الحرم وقتلوهم ثم صلبوهم على الأعواد فماذا تقول ؟ أم أن القتل والأسر محرم على شباب الأمة في هذا الوقت , وهل هناك جهاد بدون دماء وأشلاء وأسر وتعذيب , وكيف وصل لنا هذا الدين , أوصل على الأرائك والقصور الفارهة ومجالسة النساء والقعود مع الخوالف , أم وصل إلينا بالدماء والأشلاء والتضحيات وبذل المهج رخيصة في سبيل الله نصرة للحق والجهاد في سبيله ..(1/152)
أما قولك أن الحرب اليوم ليست بالسيف والرمح , فوالله إني لأجزم أنه لو كانت الحرب اليوم بالسيف والرمح ما خرجت أنت ومن يقول مقالتك , فالوسائل لا تغير الحقائق , والله يوم أفترض الجهاد على الأمة علم أنه ستأتي هذه الأسلحة الفتاكة , ولم يقل لا تجاهدوا إذا لم يكن معكم طائرات وقنابل ذرية بل أمر عباده الموحدين ببذل جهدهم والنصر بيده سبحانه , وكل شيء يتغير بتغير الزمان ماعدا التكاليف الشرعية فهي ثابتة لا تتغير , ولو قلنا بمقالتك لعطلنا الجهاد حتى نملك هذه الأسلحة الفتاكة , وهذا الذي يريده الأعداء حتى يلتهمون بلاد المسلمين بلداً تلو بلد ونحن ننتظر اليوم الذي نملك فيه هذه الأسلحة وقد انتهكت الأعراض واستبيحت الحرمات , وعُلق الصليب على رقاب كثير من أبناء المسلمين , فهل يرضى الله بكلامك وهل هو حجة لك عند الله بتركك للجهاد والقعود والتخذيل عنه فلا يعقل إذن أن نقاتل الكفار بسيف ورمح وهم بالطائرات والقنابل , بل نذهب ونعد العدة ونتعلم ما نستطيع من الأسلحة حتى نحارب أعداء الدين , والأيام بين الناس دول والله يقول : (( وتلك الأيام نداولها بين الناس )) ..
والمعارك لا تقوم على قوه السلاح بل على قوه العقيدة حتى ولو كانت الطائفتان المتحاربتان كافرتين فالفيتناميون مرغوا أنف الأمريكان في التراب وهم شعب وثني جاهل بدائي , والأمريكيون كانوا يمتلكون أضخم ترسانة أسلحة في ذلك الوقت , حتى خرجوا يجرون أذيال الهزيمة وهم أذلة صاغرون , والعهد قريب بالحرب الأفغانية الأولى وكيف يقوم شعب جاهل أمي بدائي بحرب أعظم دولة في الثمانينات ويدمرونها ويفككونها , ويجعلونها أذل دولة , والأخوة الشيشانيون يواجهون مئات الآلاف من الجنود الروس وهم لا يتجاوز عددهم سبعة آلاف مجاهد , ومع ذلك لم يستطع الجيش الروسي القضاء عليهم مع قوته الحربية الضخمة وهو كل يوم يتكبد الخسائر تلو الخسائر ..(1/153)
والمجاهدون في فلسطين والفلبين وكشمير وكردستان وإرتيريا والصومال وأوجادين وبورما وغيرها كثير يقاومون أعداء الله وهم قلة ومع ذلك لم يستطع العدو الكافر القضاء عليهم , والتعلم على أحدث الأسلحة موجود في ساحات المعارك والمجاهدون ولله الحمد اليوم أتقنوا كثير من الأسلحة المتطورة بل وصل ببعض الجماعات أن بدأت بتصنيع الأسلحة مع ما يؤخذ من الكفار من الغنائم وهى كثيرة ولله الحمد , والذي يريد أن يعد العدة لا يجلس مع النساء ويتباكى على واقع المسلمين بل ينفض عنه غبار الخور والجبن ويشمر عن ساعد الجد ويلحق بركب المجاهدين ويرى بأم عينيه كيف تسطر البطولات على صفحات التاريخ ..
ثم أيها الشيخ أين عقيدة التوكل والثقة بنصر الله أين الآيات والأحاديث الدالة على أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك أم أنها فقط للتلاوة والتدريس في حلق العلم وليس لها على أرض الواقع من نصيب أين قوله تعالى : (( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) أين قوله تعالى : (( قل لو كنتم قي بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم )) وأين (( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيده )) وأين قوله تعالى : (( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم )) , وأين حديث النبي
صلى الله عليه وسلم : " يا غلام إني أعلمك كلمات أحفظ الله يحفظك " ..(1/154)
ثم ألم تقرأ قصة البراء بن مالك رضي الله عنه ، يوم ألقى بنفسه في حديقة الموت وفيها خمسون ألف مقاتل فقاتلهم وحده حتى فتح باب الحديقة للصحابة ومع ذلك لم يقتل بل أصيب بعدة إصابات شفي منها بعد مدة فعاد إلى ساحات الجهاد حتى قتل في فتح تستر , وهذا خالد بن الوليد سيف الله المسلول خاض عشرات المعارك ولم يقتل بل مات على فراشه وهو يبكي على نفسه أنه لم يمت في ساحات المعارك وقال قولته المشهورة : " لقد خضت مئة معركة ولا يوجد في جسمي موضع شبر إلا فيه ضربة بسيف أو طعنة برمح , وها أنا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء " , فالتوكل على الله من أجل العبادات القلبية , ولو لم نؤمن بالقضاء والقدر لم يخرج الواحد منا من بيته لقضاء حوائجه وطلب رزقه ..
قال الشيخ - وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ- : اذهب عنا فقد عطلت درسنا وأضعت وقتنا ..
قال الشاب - بصوت مبحوح قد خنقته العبرة- : أسمع كلمتي وأنقلها للعلماء القاعدين عن الجهاد المخذلين بقعودهم غيرهم , إن التاريخ لا يُكتب على الأرائك , والأمجاد لا تسطر بالادعاء , والحق لا يؤخذ بالدعوات السلمية , والقنوات الفضائية , والبيانات البلاغية , إن التاريخ لا يكتب إلا بدماء الشهداء ولا يضئ صفحاته إلا بالتضحيات , والحق المسلوب لا يسترجع إلا بحد السيف وإن جماجم الرعيل الأول هي السلم الذي ارتقى عليه الدين , والله ثم والله لن تعود حقوقنا المسلوبة وتُكف أيدي الغزاة عن أعراض المسلمين إلا بدماء الأبطال من جيل اليوم , الذين باعوا الدنيا يوم رغبتم بها , وركلوها بأقدامهم يوم احتضنتموها بأجسادكم , ونفروا يوم قعدتم وصدقوا مع الله يوم كذبتم , وضحوا بكل شيء يوم بخلتم , والله لن تثنيهم ترهاتكم ودعواتكم السلمية وحملاتكم الإعلامية الإنبطاحة التي ما هي إلا طعنات في خاصرة الأمة , والشجرة لا يقطعها إلا أحد أغصانها ..(1/155)
أيها العلماء القاعدين المخذلين عن الجهاد : اتقوا الله في أمة محمد , اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله , اتقوا يوماً تسألون فيه عن علمكم ماذا فعلتم به وهل بلغتم دين الله كما يحب الله , وعن أعماركم بما أفنيتموها , وهل نصرتم أخوة لكم في الدين وهل رديتم معتدي , وأعنتم مجاهد , وقمعتم مرتد , وفضحتم دخيل زنديق , أم أنه سلم منكم الطغاة والمتجبرين والمرتدين والمبدلين لشريعة الله , وسليتم سيوفكم على المجاهدين أهل التوحيد والتضحية والصدق مع الله , أهل العزة والجهاد , ورميتموهم عن قوس واحدة , وأجلبتم عليهم بخيلكم ورجلكم ولم تنصفوهم , فهلا إذا لم تعينوهم أو تذبوا عن أعراضهم سكتم عنهم وتركتموهم يعملون في طريقهم يحملون أحزانهم في صدورهم يبذلون دمائهم لمليكهم ..
وأنتم إن كنتم كما تزعمون تقدمون لهذا الدين , فدعوا المجاهدين يقدمون للدين على طريقهم ولا تنتقدونهم , دعوهم يكتبون التاريخ بدمائهم ويسطرون الأمجاد بتضحياتهم , ويغسلون العار عن أمتهم بأجسادهم , دعوهم يرحلون بهمومهم على أكتافهم يلاقون بها ربهم , دعوهم يمسحون جراح أمتهم بهجرهم للذاتهم وأهليهم , دعوهم يقيمون الحجة على المتخاذلين والقاعدين , فهم أمل الأمة , ومشاعل الهداية , ونجوم الدجى , وتيجان الفخار ..
دعوهم يكتبون للأجيال القادمة قصة رجال رفضوا أن يعيشوا كما تعيش النعم , مطأطئي الرؤوس , خانعي الرقاب , فهم الذين سيكتبون التاريخ للأجيال ويسطرون أحرفه بدمائهم وستترحم عليهم الأجيال القادمة وتتخذهم قدوة لها كما اتخذوا هم الأبطال من الأجيال السابقة قدوة لهم , أما العلماء القاعدين عن ركب العز والفخار فسيكتبون على هوامش صفحات التاريخ , وقد لا يجدوا مكان لهم على صفحاته , فالتاريخ لا يسجل بمداده إلا قصص الأبطال ..(1/156)
وإني أقولها لكم إن العدو قادم وهو لا يفرق بين عالم وجاهل وإن لم تتحركوا الآن والعدو على أطراف بلادكم فسيأتي إليكم ويستبيح أعراضكم كما سكتم عن أعراض المسلمات , وسيبيعكم أنتم وأبنائكم في الأسواق كما تركتم أبناء المسلمين يباعون للنصارى ولم تحركوا ساكناً وقد سقطت بغداد وسيسقط غيرها , وليس خبر التتار عنكم ببعيد , فاستعدوا للتتار الجدد , وموتوا أعزة وذبوا عن أعراضكم كالرجال , أو موتوا أذلة صاغرين , كما مات العلماء الذين كانوا في بغداد يوم سقطت بيد التتار , اللهم هل بلغت , اللهم هل بلغت فاشهد , اللهم إني أبرء إليك من هؤلاء المتخاذلين القاعدين عن الجهاد , الساكتين عن الحق , الملبسين على الناس دينهم الآكلين بآياتك ثمنا قليلا ..
واستدار الشاب وتوجه إلى باب المسجد , وهو يحمل جراح أمته في صدره , تتسابق العبرات على خده , والألم يعتصر فؤاده أنه لم يجد من يعينه على طريقه المحفوف بالمخاطر , وزادت مرارة الألم أن يخون الأمة علمائها , ويكونون عقبة على طريق رفعتها وعزتها ..
السؤال من على حق الشاب أم الشيخ ؟
(...الجواب...)
لا يُمكن الْحُكم على أحدهما بأنه مُصيب في كل ما قال ، وإنما يُقال أصاب في كذا ، وأخطأ في كذا .
وعادة يكون الشيوخ وكِبار السنّ أكثر حِكمة وحِنْكَة ودِراية مِن الشباب ، وليس هذا في الإسلام فحسب ، بل حتى قبل الإسلام .
وكَانَت العَرَب تُولِي الرأي اهْتِماما ، وتَرْفع له شأنا ، ولِذا خَرَجَتْ هَوازِن بِدُريْد بن الصِّمَّة ، وكان شَيخا كبيرا ليس فيه شيء إلاَّ التَّيَمُّن بِرَأيه ومَعْرِفَتِه بِالْحَرَب ، وكان شَيْخًا مُجَرَّبًا وما ذلك إلاَّ لأهميَّة الرأي والْمَشُورَة عند العرب .
أما اتِّهَام العلماء بالخيانة فهذه جُرْأة ، بل وخيانة للأمة إذ يُتَّهَم العلماء بالخيانة والعَمَالة .
وإذا كان العلماء خَوَنة فَمن هم الثِّقَات ؟
وإذا أُسْقِطت الثقة بالعلماء ، فمن يُسأل ؟ وعمّن تصدر الأمة ؟(1/157)
وقد أمَر الله بسؤال العلماء .
والعلماء أدرى وأعرف بِما يُقال وما لا يُقال .
قال البغوي في تفسير قوله تعالى : ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) يَستخرجونه ، وهم العلماء ، أي عَلِموا ما ينبغي أن يُكتم ، وما ينبغي أن يُفشى . اهـ .
قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) :
فأمَرَ تَعَالى بِرَدّ المتنازَع فيه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء معرفة كيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسنة ، ويدل هذا على صحة كون سؤال العلماء واجبا ، وامتثال فتواهم لازِماً .
قال سهل بن عبد الله رحمه الله : لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء ، فإذا عَظَّمُوا هذين أصْلح الله دنياهم وأخراهم ، وإذا اسْتَخَفُّوا بهذين أفْسَد دنياهم وأخراهم . اهـ .
والعلماء هم الذين يُقدِّرون المصالح والمفاسِد .
وكثيرا ما يَقع بعض الناس في أعراض العلماء فإذا ما وقع في ضائقة أو مُعضِلة لجأ إلى العلماء يسألهم ، وقد يكون ذلك في أوقات متأخِّرة من الليل !
وكثيرا ما يَقِف بعض الشباب على قول لأهل العِلْم فيَطيرون به ويُطيّرونه كل مَطار !
بل ويعتبرونه حّجة الله على خَلقِه ، وهو قول عالِم يُقابِله قول علماء آخرين .
وكثيرا ما يتهجّم بعض الشباب الْمُتحمِّس على العلماء بِحجّة أنهم لم يُجاهِدوا بأنفسهم في سبيل الله ، ولم يُقاتِلُوا عَدوّا !
وهذه فرية داحضة ..
فإنك لو تأمّلت في أحوال الصحابة رضي الله عنهم لَوجدت منهم من تفرّغ للعبادة في خاصة نفسه ، كعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما .(1/158)
ولَوجَدت مَن تَفرَّغ للعِلْم والتعليم ، خاصة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولوَجَدت مَن تَفرَّغ للجهاد في سبيل الله ..
وخذ على سبيل المثال العَبَادِلة مِن الصحابة ، وهم :
عبد الله بن عُمر وابن عباس وابن الزبير وابن عَمرو بن العاص رضي الله عنهم .
عُرِفوا بالعِلْم أكثر مما عُرِفوا بِغَيره ، إلاَّ ما كان مِن ابن الزبير وابن عمر رضي الله عنهم .
فابن عباس اشتغل بالعِلْم ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالفقه في الدِّين وتعليم التأويل ، وقد صدرت عنه الأمة في تفسير القرآن ، ولا تَزال تصدر عنه وتُفيد مِن علمه .
وكان له بُستان في الطائف .
وكذلك كان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، كان له بُستان كبير يُقال له : الوَهْط .
قال الذهبي في ترجمته : الوهط : بستان عظيم بالطائف غَرم مرة على عروشه ألف ألف درهم .
وقال أيضا : وَرِث عبد الله مِن أبيه قناطير مُقنطرة مِن الذهب المصري ؛ فكان من ملوك الصحابة . اهـ .
واشتغل عبد الله بن عمرو بالعبادة أكثر من أي شيء آخر ، مع أنه طَلب العِلْم ، وكان يكتب الحديث .
واشتَهر أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه بالجهاد في سبيل الله ، حتى دُفِن على حدود القسطنطينية .
وهكذا لا تجد الصحابة رضي الله عنهم على حال واحدة ، إذ قد قَسَم الله الْهِبَات كما قَسَم الأرزاق .
ولَم يَعِب الْمُجاهِد في سبيل الله على القاعد ، سواء كان القاعد عابِدا أو عالِمَا أو عامِلا في أرض أو تجارة .
ونجِد مِن الأئمة المشهورين من لا يُذكر في سيرته جهاد في سبيل الله ، ولا قِتال عدو .
وهم الأئمة الذين تَصْدُر عنهم الأمة ، بل وصدرت عنهم في مسائل الاعتقاد بل وفي الفقه ، كالأئمة الأربعة .(1/159)
وقد كَتَبَ عبد الله بن عبد العزيز العُمَريّ العابد إلى الإمام مالك يحضُّه إلى الانفراد والعمل ، ويَرْغَب به عن الاجتماع إليه في العلم ، فكتب إليه مالك : إن الله عز وجل قسم الأعمال كما قسم الأرزاق ، فَرُبّ رَجُلٍ فُتِح له في الصلاة ولم يُفتح له في الصوم ، وآخر فُتِح له في الصدقة ولم يُفتح له في الصيام ، وآخر فُتِح له في الجهاد ولم يُفتح له في الصلاة ، ونشر العلم وتعليمه من أفضل أعمال البر ، وقد رضيت بما فُتِحَ الله لي فيه من ذلك ، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه ، وأرجو أن يكون كلانا على خير ، ويجب على كل واحد منا أن يرضى بما قُسِمَ له ، والسلام . ذَكَره ابن عبد البر .
قال ابن عبد البر : ومعلوم أن من الناس من يتعذر عليه حفظ القرآن ويُفتَح له في غيره .
فقد يُفتَح لإنسان في العِلْم فلا يُؤمَر بالانصراف عنه إلى غيره ، وقد يُفتَح للناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكَر ويَكون له أثره البالغ في هذا الباب ، فلا يُؤمر بالانتقال إلى غيره .
وهكذا في سائر فروض الكِفايات ، فإن لو انصرف الناس إلى الجهاد في سبيل الله – عامتهم وعلماؤهم – لتعطّلت فروض الكِفايات ، بل وتعطّلَت الْجُمَع والجماعات .
والإمام أحمد رحمه الله – وهو إمام أهل السنة – لم يُجاهِد في سبيل الله ، وتَمَنّى في آخر حياته لو أنه جاهد في سبيل الله .
فهل كان أولئك الأئمة الأخيار قد خانوا الأمة ؟
وهل كانوا مُتَّهَمِين بالْجُبْن والْخَوَر ؟
أو كانوا مُتَّهَمين بالعَمَالة وخوف السلطان ؟
أو كانوا يَطمعون في دُنيا ؟!
كلا ، وحاشاهم ..
فهم نُجوم الدُّجَى ، ومصابيح الْهُدى لهذه الأمة .
ولِيُعْلَم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُجاهِد تارة بالسيف والسّنان ، وأخرى باللسان ،
وقد أُمِر بِجهاد الكُفار والمنافقين ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .(1/160)
بل وحتى من عُرِف عنه أنه جاهد في سبيل الله ، وقاتَل الأعداء ، لم تكن كل حياته في الجِهاد في سبيل الله بالسيف ، بل تارة بالسيف والسِّنَان ، وتارة أخرى بالعِلْم والبيَان .
وخذ على سبيل المثال من اشتهر بِجهاد الكُفار وقتالهم :
عبد الله بن المبارك رحمه الله ، ومع ذلك فقد أخذ حظًّا وافِرًا من العِلْم والرواية ، وكان يَحُجّ من خُراسان ، فهو لم يكن مُنقطِعا للجهاد في سبيل الله .
شيخ الإسلام ابن تيمية : اشتُهر عنه الجهاد في سبيل الله وقِتال العدو ، وقرر هذه المسائل كثيرا ، إلا أنه حياته كانت حافِلة بالعِلْم والتعليم ، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، فلم ينقطع للجهاد .
ومِن تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية :
ابن القيم
ابن رجب الحنبلي
ابن كثير الدمشقي
الذهبي ..
وغيرهم ..
ومع ذلك فشهرتهم في العْلِم أكثر من شُهرتهم في أي أمْر آخر ، ولا يَزال عِلْمهم وأثرهم في الأمة باقٍ وواضِح ونافع .
بل قد لا يُذكر في تراجمهم شيئا من الجهاد في سبيل الله ، مع ما كان في زمانهم مِن عُدوان الفرنج على بلاد المسلمين ، وابن كثير ذَكَر كثيرا من الحوادث والوقائع ، ولم يذكر نُفْرَة الأمة بِعَامّة ، ولا استنفارها مِن قِبَل العلماء .
فليس صحيحا أن يُطلَب من الأمة أن تنفر جمعاء ، ولا أن يتنازل العلماء عن مكانتهم ، ولا أن يتفرَّغُوا للجهاد في سبيل الله ؛ لأنهم لو فعلوا ذلك لضاعت الأمة في دياجير ظلمات الجهل .
والأمة اليوم أحوج ما تكون إلى العلماء العاملين ، والدُّعَاة الصادقين .
وكيف تَرْجو النصر أُمَّة لا تُقدِّر عُلماءها ، ولا تُجِلّ كِبارها ..
وقد قال نَبِيُّها صلى الله عليه وسلم : ليس مِن أمتي مَن لم يُجِلّ كبيرنا ، ويَرْحم صَغيرنا ، ويَعْرِف لِعَالِمِنا حَقَّه . رواه الإمام أحمد .
وكيف ترجو النصر أمَّة ترى أن خيارها هم خَوَنتها ؟!(1/161)
وليس صحيحا أن جهاد الدفع يجب على الأمة جمعاء ، بل أهل العْلِم أوجبوه على من قَرُب من العدو ، فيجب على مَن دَنا مِن العدو ، فإن لم تتم الكفاية فعلى مَن كان أقرب ، وهكذا .
وهذا يعني أنه لم تحصل الكِفاية في القريب .
وليس هذا في واقع الأمة اليوم ، بل الواقع خِلاف ذلك ، لأن أهل تلك البلاد التي دَهَمها العدو ليس فيهم قِلّة في العَدد ، وقد يَكونوا أحوج إلى العَتاد منهم إلى العَدد ، فيكون إيجاب مَدّهم بالعَتاد أوْلَى من إيجاب النفير العام على أمة الإسلام .
هذا ما يتعلّق بِكلام الشاب ، وأما ما يتعلّق بِكلام الشيخ ، فلم تُؤمر الأمة بإعداد عُدّة توازي عُدّة عدّوها ، وإنما أُمِرت أن تُعِدّ مِن العُدّة ما تستطيع ، مع توكّلها على ربها ، فهو الناصر المعين .
وليس صحيحا أنه لا يُقاتَل العدو إلاَّ إذا وُجِد التكافؤ ، فنحن لا نُقاتِل عدونا بِعَدَد و لا بِعُدّة .
ويُقال للشاب الذي يقول : (من قال أنه يجب أن يكون بيننا وبين الكفار تكافؤ في العدد والعدة)
يُقال له ويُردّ عليه بِمقولته تلك !
كيف ؟
لِماذا تُريد استنفار الأمة حتى تُخرِج العالِم من بلده ، بل وهناك من يدعو إلى خروج المرأة دون إذن زوجها ! والصغير والكبير ؟
لِماذا تُريد إخراج الجموع الغفيرة وأنت تقول : (لا يجب أن يكون بيننا وبين الكفار تكافؤ في العدد والعدة) ؟
إذًا فلنستعِن بالله ولنتوكّل على الله ، ولنقاتِل مَن كَفَر بالله ، بِمن وُجِد في أرض الجهاد ..
والله المستعان .
*****************************
41-الخروج علي الحاكم
(...السؤال...)
بخصوص من يقوموا بتكفير الحاكم .. هل لمجرد انه يحكم بقوانين وضعية يكون من الطواغيت ؟؟ وايه شروط الخروج علي الحاكم ...؟
(...الجواب...)
من استبدل شرع الله وحُكمه بقوانين غربية أو شرقية ؛ فإنه كافر . والآيات صريحة في ذلك .
وفي رسالة " تحكيم القوانين " للشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - تفصيل لهذه المسألة .(1/162)
ولكن من الذي يَحكُم بِكُفْرِه ؟!
هل هو كل أحد ؟!
وهل الْحُكم لكل أحد ؟!
الجواب : لا
بل هو موكول لأهل العِلم
ثم إذا حَكَم أهل العلم بذلك وقامت الحجة على ذلك الحاكم الذي استبدل شرع الله ، وحَكَم بِحُكم الجاهلية - كما سمّاه الله - فالواجب خَلْع ذلك الحاكم مِن قِبَل أهل الحلّ والعقد ، لا مِن قِبَلِ عامة الناس ورعاعهم !
فإذا ما رأى أهل العلم كُفْراً بواحاً عندهم فيه من الله بُرهان ، وَجَب عليهم عَزل ذلك الحاكم ، بل ومُحاكمته ، فإن لم يكن أهل حلّ وعقد ، أو كانوا وليس لهم شوكة ، فالخروج ليس بواجِب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بايَع أصحابه على السمع والطاعة . قال عُبادة : في مَنْشَطِنا ومَكرهنا ، وعُسرنا ويُسرنا ، وأثَرَةٍ علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تَرو كُفُراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان . رواه البخاري ومسلم .
وهذا لا يَدل على وجوب الخروج على من رُئي منه الكفر البواح ، بل يَدلّ على مشروعيته ، وفرق بين الأمرين !
ويُنظر في هذه المسائل إلى المصالِح والمفاسِد ، ويُقدِّر ذلك أهل العِلم في كل بلد بِحسَبِه .
وهنا تنبيه :
وهو أنه لا يجوز بِحال الرِّضا بتلك القوانين ، بل يجب أن تُكرَه وتُبغَض ، ويُبغَض من حَكَم بغير ما أنزل الله .
قال عليه الصلاة والسلام : ستكون أمراء ، فتعرِفُون وتُنْكِرون ، فمن عَرَف بَرئ ، ومن أنكر سَلِم ، ولكن من رضي وتابع . قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا . ما صَلّوا . رواه مسلم .
والله أعلم .
***********************************
42-هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟
(...السؤال...)
ما رأي فضيلتكم في هذا الموضوع؟
هل تعلم أن أول من تمنى الموت ؟
يوسف عليه السلام
هل تعلم أن أول ما يرفع من أعمال هذه الأمة ؟
الصلوات الخمسة
هل تعلم أن أول صلاة صلاها رسول الله ؟
هي صلاة الظهر
هل تعلم أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ؟
هو محمد صلى الله عليه وسلم(1/163)
هل تعلم أن أول من يقرع باب الجنة ؟
هو محمد - صلى الله عليه وسلم
هل تعلم أن أول شافع وأول مشفع ؟
هو محمد صلى الله عليه وسلم
هل تعلم أن أول أمة تدخل الجنة ؟
هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم
هل تعلم أن أول من أذن في السماء ؟
جبريل عليه السلام
هل تعلم أن أول من قدر الساعات الاثنى عشرة ؟
نوح عليه السلام في السفينة ليعرف مواقيت الصلاة
هل تعلم أن أول من ركب الخيل ؟
هو إسماعيل عليه السلام
هل تعلم أن أول من سمى الجمعة الجمعة ؟
كعب بن لؤي
هل تعلم أن أول من قال سبحان ربي الأعلى ؟
هو إسرافيل عليه السلام
هل تعلم أن أول ما نزل من القرآن الكريم ؟
اقرأ باسم ربك الذي خلق
هل تعلم أن أول من خط بالقلم ؟
هو إدريس عليه السلام
هل تعلم أن آخر ما نزل من القرآن الكريم ؟
واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله
هل تعلم أن أول ما نزل من التوراة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعلم أن أول من جاهد في سبيل الله ؟
إدريس عليه السلام
هل تعلم أن أعظم آية في القرآن الكريم ؟
آية الكرسي
السلآم عليكم:
من قال ( سبحان الله و بحمده ) مئة مره غفرت
ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
من قال (بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولآ قوة إلا بالله العلي العظيم سبعا" بعد صلآتي الصبح والمغرب كتب من السعداء ولو كان من الأشقياء .
من قال ( لآ إله إلآ إنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) و هو في شده فرج الله عنه ... كما فرج عن يونس عليه السلآم عندم قال هذه الكلمات في بطن الحوت
قال عليه الصلاة والسلام كلمتان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن
سبحان الله وبحمده
الرجاء النشر ولو لشخص واحد وجزيت خيرا
قال ابن القيم رحمه الله
أربعة أشياء تُمرض الجسم
الكلام الكثير * النوم الكثير * والأكل الكثير *الجماع الكثير
وأربعة تهدم البدن
الهم * والحزن * والجوع * والسهر
وأربعة تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته
الكذب * والوقاحة * والكثرة السؤال عن غير علم * وكثرة الفجور(1/164)
وأربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته
التقوى * والوفاء * والكرم * والمروءة
وأربعة تجلب الرزق
قيام الليل * وكثرة الاستغفار بالأسحار * وتعاهد الصدقة * والذكر أول النهار وآخرة
وأربعة تمنع الرزق
نوم الصبحة * وقلة الصلاة * والكسل * والخيانة
يقول صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية
وقد تكون بارسالك هذه الرساله لغيرك قد بلغت آيه تقف لك شفيعةً يوم القيامه
اعلم أن الله يراك
من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه إن كانت مثل زبد البحر متفق عليه
من قال سبحان الله وبحمده.
غرست له به نخلة في الجنة.
اللهم أغفر لقارئها
(...الجواب...)
1 – يوسف عليه الصلاة والسلام لَم يَتَمَنّ الموت .
قال ابن عطية في تفسيره : وذكر المهدوي تأويلا آخر - وهو الأقوى عندي - أن ليس في الآية تمني موت ، وإنما عَدّد يوسف عليه السلام نِعم الله عنده ثم دعا أن يُتِمّ عليه النِّعَم في باقي عمره . أي : توفني إذا حان أجلي على الإسلام ، واجعل لحاقي بالصالحين . وإنما تمنى الموافاة على الإسلام لا الموت . اهـ .
وقال ابن كثير : يحتمل أنه أول مَن سأل الوفاة على الإسلام .
وقال القرطبي : وقيل : إن يوسف لم يَتَمَنّ الموت ، وإنما تمنى الوفاة على الإسلام . أي : إذا جاء أجلي توفني مُسْلِمًا . وهذا قول الجمهور .
2 – أول ما يرفع من أعمال هذه الأمة هو الأمانة ، وآخر ما يُرفع الصلاة .
قال عليه الصلاة والسلام : أول ما يُرفع من الناس الأمانة ، وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة . رواه الطبراني والبيهقي في شُعب الإيمان ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الصغير، وفيه حكيم بن نافع ، وثّقه ابن معين ، وضَعّفه أبو زرعة ، وبقية رجاله ثقات .
وقال الألباني : حسن .
3 – أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر .
رواه عبد الرزاق عن الحسن البصري ، وهو مُرسَل ، والمرسَل من أقسام الحديث الضعيف .
4 – أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة .(1/165)
قال عليه الصلاة والسلام : لا تُخَيِّرُوا بين الأنبياء ، فإن الناس يُصْعَقُون يوم القيامة ، فأكون أول مَن تَنْشَقّ عنه الأرض ، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدري أكان فيمن صعق أم حُوسب بِصعقة الأولى . رواه البخاري .
5 - أول من يقرع باب الجنة .
قال عليه الصلاة والسلام : أنا أكثر الأنبياء تَبَعا يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة . رواه مسلم .
6 - أول شافع وأول مشفع .
قال عليه الصلاة والسلام : أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع وأول مشفع . رواه مسلم .
والله تعالى أعلم .
************************************
43-عجائب السجود لله من الناحية الطبية
(...السؤال...)
ما رأي فضيلتكم في هذا الموضوع؟
عجائب السجود لله من الناحية الطبية :
إذا كنت تعاني من الإرهاق أوالتوتر أوالصداع الدائم أو العصبية وإذا كنت تخشى من
الإصابة بالأورام فعليك بالسجود فهو يخلصك من أمراضك العصبية والنفسية هذا ما توصلت إليه أحدث دراسة علمية
أجراها د. محمد ضياء الدين حامد أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم تشعيع الأغذية بمركز تكنولوجيا الإشعاع .
معروف أن الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع ويعيش في معظم الأحوال وسط مجالات كهر ومغناطيسية
الأمر الذي يؤثر على الخلايا ويزيد من طاقته ولذلك كما يقول د.ضياء فإن السجود يخلصه من الشحنات الزائدة
التي تسبب العديد من الأمراض .
التخاطب بين الخلايا :-
هو نوع من التفاعل بين الخلايا وهي تساعد الإنسان على الإحساس بالمحيط الخارجي والتفاعل معه وأي زيادة
في الشحنات الكهرو مغناطيسية التي يكتسبها الجسم تسبب تشويشاً في لغة الخلايا وتفسد عملها مما يصيب
الإنسان بما يعرف بأمراض العصر مثل الشعور بالصداع والتقلصات العضلية والتهابات العنق والتعب والإرهاق إلى(1/166)
جانب النسيان والشرود الذهني ويتفاقم الأمر إذا زادت كمية هذه الموجات دون تفريغها فتسبب أوراماً سرطانية
ويمكنها تشويه الأجنة لذلك وجب التخلص من هذه الشحنات وتفريغها خارج الجسم بعيداً عن استخدام الأدوية
والمسكنات وآثارها الجانبية .
الحل ..؟؟؟
لا بد من وصلة أرضية لتفريغ الشحنات الزائدة والمتوالدة بها وذلك عن طريق السجود للواحد الأحد كما امرنا حيث
تبدأ عملية التفريغ بوصل الجبهة بالأرض ففي السجود تنتقل الشحنات الموجبة من جسم الإنسان إلى الأرض
السالبة الشحنة وبالتالي تتم عملية التفريغ خاصة عند السجود على السبعة الأعضاء ( الجبهة والأنف والكفان
والركبتان والقدمان ) وبالتالي هناك سهولة في عملية التفريغ .
تبين من خلال الدراسات أنه لكي تتم عملية التفريغ للشحنات لابد من الاتجاه نحو مكة في السجود وهو ما نفعله
في صلاتنا ( القبلة ) لأن مكة هي مركز اليابسة في العالم وأوضحت الدراسات أن الاتجاه إلى مكة في السجود
هو أفضل الأوضاع لتفريغ الشحنات بفعل الاتجاه إلى مركز الأرض الأمر الذي يخلص الإنسان من همومه ليشعر
بعدها بالراحة النفسية .
معلومة عجيبة .. سبحان الله
(...الجواب...)
مثل هذه الأمور والمسائل العلمية التجريبية الحديثة لا يُتعلّق بها ، وإنما يُستأنس بها ، وذلك لأن هذه المسائل – وإن عُدّتْ أحياناً حقائق علمية – إلا أنها قابلة للتغيّر ! فإذا تعلّق بها مُتعلِّق عرّض تصديقه للتشكيك . كما أنه وُجِد من يتكلّم في مثل هذه المسائل من أجل الاستهزاء بالصالحين .(1/167)
وهذه المسائل لا يُعوّل عليها ، لأن القصد من السجود أعظم من ذلك . فالقصد تعظيم الرّب تبارك وتعالى ، مع كون كثرة السجود من أسباب دخول الجنة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحطّ عنك بها خطيئة . رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم لربيعة بن كعب الأسلمي : فأعنى على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم .
فمقصود السجود أعظم مما ذُكِر بكثير . وإن ثبت هذا فهو مما يُستأنس به فحسب .
والله تعالى أعلم .
***********************************
44-شبهات خطيرة حول:علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الدانمارك والمسيحيين
(...السؤال...)
قرأت في أحد المنتديات المشاركة بها
علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الدانمارك والمسيحيين
بسم الله الرحمن الرحيم
يسرني مشاركتكم في هذا النوع من البحث حيث إنني قمت مؤخراً بشراء كتب الحديث للبحث فيها
فاجأتني بعض الأحاديث التي كان لها الدور الرئيسي في تغيير مسار البحث إلى البحث عن شخصية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم .
لم أبحث عن الأحكام بقدر ما بحثت عن الأحاديث التي كانت تعكس لنا شخصية الرسول تفاجأت بوجود بعض الأحاديث التي تقلل من مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما هو في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرها
تتذكرون جميعاً قبل فترة وجيزة عندما فعلت الدانمارك ما فعلت
الكل هب الى نصرة رسول الله والمقاطعة وغيرها من أساليب الانتقام التي كنا نستخدمها لنصرة رسول الله ضد أولئك الأوغاد
جميعكم يعلم أن في البالتوك غرف مسيحية تنقص وتقلل من شأن الرسول والغريب في الأمر أن لديهم جميع الأدلة والأحاديث الموجودة في كتبنا والأغرب من ذلك أنها صحيحة لا يعتريها الشك .
إليكم بعض هذه الأحاديث التي تقلل من شأن ومكانة رسول الله
رسول الله يبول قائماً :_
جاء في مسند أحمد بن حنبل(1/168)
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة وحماد عن أبي وائل عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على سباطة بني فلان فبال قائما قال حماد بن أبي سليمان ففحج رجليه
مسند أحمد بأحكام شعيب الأرنؤوط حديث رقم 18175
رسول الله ينسى القرآن :_
حدثنا موسى يعني بن إسماعيل ثنا حماد عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : أن رجلا قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن فلما أصبح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله فلانا كائن من آية اذكرنيها الليلة كنت قد أسقطتها
صحيح وضعيف سنن أبي داود للألباني حديث رقم 3970
أيضا جاء في مسند احمد في حديث طويل أن النبي حاول الانتحار :_
(فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقى نفسه منه)
مسند أحمد بأحكام شعيب الأرنؤوط حديث رقم 26001
رسول الله يتلفظ بكلمات بذيئة :_
جاء في صحيح البخاري
حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه
وأحاديث أخرى كثيرة لا يسعني الوقت لذكرها
هل يعقل أن رسول الله يبول قائماً وينسى القرآن ويحاول الانتحار ويتلفظ بألفاظ بذيئة ؟
اعتقد أن علينا القيام بمحاسبة أنفسنا قبل أن نحاسب الدانمارك والآخرين على إساءتهم لرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
وهل في مثل هذه الأحاديث الصحيحة يقدم النقل على العقل ؟ بحيث أن نأخذ الحديث دون الرجوع إلى عقولنا ؟
(...الجواب...)
هذا القول لا يَقوله إلاَّ جاهِل أو زنديق ! وما هكذا تُورَد الإبل ، ولا هكذا تُفْهم النصوص . وهو قول ساقِط من عِدّة وُجوه :(1/169)
الوجه الأول : أن علماء الأمة على مرّ العصور لم ينتقدوا الأحاديث بهذه الطريقة .مع أنه لَم يَفُتْهم انتقاد الأسانيد بل والْمُتُون التي تحتاج إلى نَقْد ، فلم يكن يخفَى عليهم ما ظَهَر لشخص لا يُرْدَى من هو بعد ألف سنة من تدوين السنة النبوية !
الوجه الثاني : أن علماء الأمة كانوا أعلم وأتقى لله عزّ وَجَلّ ، بل وأكثر تَعظيما لِشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فكان الإمام مالك رحمه الله – إمام دار الهجرة – لا يُحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ وهو على طهارة تامة ، فيتوضأ إذا أراد أن يُحدِّث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال إسماعيل بن أبي أويس : كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرّح لحيته وتمكّن مِن جلوسه بِوقار وهيبة ، وحَدّث . فقيل له في ذلك ، فقال : أُحِب أن أعَظِّم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أُحَدِّث إلاَّ على طهارة متمكنا . وكان يكره أن يُحَدِّث في الطريق ، أو وهو قائم ، أو مستعجل ، وقال : أُحِبّ أن أتفهم ما أُحَدِّث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البيهقي في المدخَل إلى السنن الكبرى .
وأخرج البيهقي عن ابن المبارك قال : كنت عند مالك وهو يُحَدِّث ، فجاءت عقرب فلدغته ست عشرة مرة ، ومالك يتغير لونه ويتصبر ، ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فَرغ من المجلس وتَفَرّق الناس قلت له : لقد رأيت منك عجبا ! قال : نعم ، إنما صبرت إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج عن مالك أن رجلا جاء إلى سعيد بن المسيب وهو مريض فسأله عن حديث وهو مضطجع ، فجلس فحدثه ، فقال له الرجل : وددت أنك لم تَتَعَنّ ، فقال له : إني كرهت أن أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع .(1/170)
وأخرج عن الأعمش أنه كان إذا أراد أن يُحَدِّث على غير طُهر تيمم . وقال الأعمش عن ضرار بن مرة قال : كانوا يكرهون أن يُحَدِّثوا على غير طُهر .وسأل رجل ابن المبارك عن حديث وهو يمشي ، فقال : ليس هذا من توقير العِلْم .
الوجه الثالث : أنه أراد أن ينتهج منهج المعتزلة ! الذين قدّموا العقل على النقل ! وأي عقل سيكون حاكما على النصوص ؟وأهل السنة حَكَّموا النقل في العقل ، والمعتزلة عَكَسُوا ذلك ! فَحَكَّموا عقولهم في نصوص الوحيين . وردّوا الأحاديث الصحيحة بهذه الطريقة !
وأي عقل سيكون حاكما على عقل محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى عقول علماء الأمة على مدى أكثر من ألف عام ؟
وكنت أشرت إلى شيء من ذلك هنا
http://saaid.net/Doat/assuhaim/47.htm
الوجه الرابع : أن تلك الأحاديث التي انتقدها ليست محلّ انتقاد .
أما لِمَاذا ؟ فلأن فعله عليه الصلاة والسلام تشريع للأمة ، والأمة قد أُمِرت أن تَقْتَدي به عليه الصلاة والسلام فيما يَدخله الاقتداء .
ولو أردنا أن نَطْرح كل ما يَرى – هو أو غيره – أن فيه مَنْقَصَة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لطرحنا جملة مِن أحاديث الطهارة ، ومِن أحاديث النكاح ، بل ومن كثير من أبواب الدِّين !فيأتي من يَرى أن الكلام عن قضاء الحاجة وعن النِّكَاح مَنْقَصَة !
وهذا منهج يَهودي !
إذ قالت اليهود – حسدا من عند أنفسها – لِسَلْمَان رضي الله عنه : قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة ! قال : أجل ! لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول ، أو أن نستنجي باليمين ، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ، أو أن نستنجي بِرَجِيع أو بِعَظْم . رواه مسلم .
وأما بيان ذلك في الأحاديث التي أوردها كما يلي :
1 – " أتى على سباطة بني فلان فبال قائما "(1/171)
هذا الحديث رواه البخاري ومسلم مِن حديث حذيفة رضي الله عنه قال : رأيتني أنا والنبي صلى الله عليه وسلم نتماشى ، فأتى سُباطة قوم خَلْف حائط ، فقام كما يقوم أحدكم فَبَال ، فانتبذت منه ، فأشار إليّ فجئته ، فَقُمْتُ عند عقبه حتى فَرغ .
وفي رواية : قُمْت عند عقبيه فتوضأ ، فمسح على خُفيه .
فهذا مِن أحاديث الأحكام ، ولو أردنا أن نقف مع ما في هذا الحديث مِن الفوائد لَطال بنا المقام
وحسبك أن في الحديث من الفوائد :
أحكام المسح على الْخُفّين .
جواز البول قائما .
قال الإمام البخاري :
باب البول قائما وقاعدا .
وقال :
باب البول عند صاحبه والتستر بالحائط .
وقال :
باب البول عند سباطة قوم .
وقال :
باب الوقوف والبول عند سباطة قوم .
وفِعله صلى الله عليه وسلم تشريع لأمّته ، وليس في هذا ما يُعاب ، فضلا عن أن يكون فيه مَنْقَصَة !
2 – " يرحم الله فلانا كائن من آية اذكرنيها الليلة كنت قد أسقطتها "
روى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : سَمِع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ في المسجد ، فقال : يرحمه الله ! لقد أذْكَرني كذا وكذا آية مِن سورة كذا .
وفي رواية له : فقال : يرحمه الله ! لقد أذْكَرني كذا وكذا آية ، كُنت أُنْسِيتها مِن سُورة كذا وكذا .
قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى) ما نصّه :
ونسيان النبي صلى الله عليه وسلم مُمْتَنِع فيما أُمِر بتبليغه ، إذ هو معصوم ، فإذا بَلَّغَه وَوُعِي عنه فالنسيان جائز على أن يَتَذَكّر بعد ذلك ، وعلى أن يَسِنّ أو على النسخ . ثم أخبر تعالى إنه يَعْلم الجهر من الأشياء وما يَخفى منها ، وذلك لإحاطته بكل شيء علما ؛ وبهذا يصح الخبر بأنه لا يَنْسى شيئا إلاَّ ذَكَّرَه الله تعالى به . اهـ .
والمقصود أنه لا ينسى نسيانا كُلِّيًّا ، كما قال القرطبي في تفسيره .(1/172)
قال سفيان بن عيينة : وليس مَن اشتهى حِفْظه وتَفَلّت منه بِنَاسٍ له إذا كان يُحَلِّل حَلاله ويُحَرِّم حَرَامه ؛ لأن هذا ليس بِنَاسٍ .
وحَمَل ابن حجر النسيان على النسيان التام ، فقال : المراد أن الْمَنْفِي بِقوله : (فَلا تَنْسَى) النسيان الذي لا ذِكْر بعده لا النسيان الذي يعقبه الذِّكر في الحال ، حتى لو قُدِّر أنه نسي شيئا فإنه يذكره إياه في الحال . اهـ .
3 – " فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقى نفسه منه "
الحديث رواه أحمد والبخاري من طريق الزهري عن عروة عن عائشة ، وفيه : وَتَر الوحي فترة حتى حَزن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يُلقي منه نفسه تبدّى له جبريل ، فقال : يا محمد إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه وتَقَرّ نفسه ، فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تَبَدّى له جبريل فقال له مثل ذلك .
ولو أنصَف مُنتقِد الأحاديث وهو قد نَقَله من مسند أحمد بأحكام الشيخ شعيب الأرناؤوط لَوَجد تضعيف هذا القَدْر من القصة ؛ لأنه مِن بلاغات الزهري ، فهو القائل : فيما بلغنا .
قال الشيخ شعيب : إسناده صحيح على شرط الشيخين . دون قوله : حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيما بلغنا – حُزنا .. فهو مِن بلاغات الزهري ، وهي واهية .
وقال : ومعلوم عند أهل العلم أن بلاغات الزهري واهية ليست بشيء . اهـ .(1/173)
أقول : ولو قُدِّر صّحة الرواية فليس فيها ما يُعتَبَر انتقاصا لِمَكَانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن سياق الروايات يدلّ على أن ذلك كان بعد مجيء الْمَلَك له أوّل مرة ، ففي رواية أحمد والبخاري أن خديجة ذهبتْ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى روقة بن نوفل ، وقال له ما قال ، ثم جاء في الرواية : ثم لم يَنْشَب ورَقة أن تُوفي وفتر الوحي فترة حتى حَزن النبي صلى الله عليه وسلم ...
فعلى هذا تكون تلك المحاولات – لو صحّت – قبل البعثة ، وهذا مثل الشكّ الذي أصابه حتى خشي على نَفْسِه آنذاك ، ففي الرواية نفسها أنه عليه الصلاة والسلام قال لخديجة : قد خَشِيت على نفسي .
ولو صَحّت الرواية فإن الله قد حَفِظ نبيّه صلى الله عليه وسلم ، فكان جبريل يَتَبدّى له ويَظهر له في كل مرّة ، لِيُثبِّتَه ، ويُخبِره أنه رسول الله حقا .
4 – " لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه "
مِن قواعد الشريعة أن الْحُدود تُدْرأ وتُدْفَع بالشُّبُهات ، حتى يُشرَع للقاضي أن يُلقِّن الْمُتَّهَم الْحُجَّة .
ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام لِمَاعِز رضي الله عنه ما قال : لعلّك قبَّلْت ؟ أو غَمَزْت ؟ أو نَظَرْت ؟
وفي حديث بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ ماعِزا مرتين ، قال : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه ، فقال : أتعلمون بِعَقْله بَأسا تُنْكِرون منه شيئا ؟ فقالوا : ما نعلمه إلاَّ وفيّ العقل مِن صَالحينا فيما نَرى ، فأتاه الثالثة ، فأرسل إليهم أيضا ، فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس بِه ولا بِعَقْلِه ، كان الرابعة حَفَر له حُفرة ثم أمَر به فَرُجِم . رواه مسلم .
وقد أعْرَض النبي صلى الله عليه وسلم عنه لَمَّا جاء أوّل مرة ، حتى جاءه مِن جميع الجهات !(1/174)
ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : فلمَّا شَهِد على نفسه أربع شهادات ، دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبك جُنون ؟ قال : لا يا رسول الله . فقال : أُحْصِنت ؟ قال : نعم يا رسول .
حتى جاء في الأحاديث أنه أمَر بِشَمِّه لعله شَرِب خمرا ، فيدرأ عنه الْحَدّ .
وعلى كُلّ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَم يُصرِّح بذلك اللفظ إلاَّ لِدفع ما يُتوهّم مِن شُبْهَة ، فقد يَكون لا يدري ما الزنا ، أو يَظُنّ أن التقبيل والغَمْز ونحو ذلك هو الزنا ، فاحتاج الأمر إلى التصريح الذي ليس معه خَفاء ولا لَبْس .
ولذلك جاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لِمَاعز حين قال : زنيت : لعلك غَمَزت ، أو قَبَّلْت ، أو نَظرت إليها ؟ قال : كأنه يخاف أن لا يَدْرِي ما الزنا . رواه الإمام أحمد .
قال ابن حجر : ويؤخذ مَن قوله : " هل أُحْصِنت " ؟ وجوب الاستفسار عن الحال التي تختلف الأحكام باختلافها . اهـ .
ولعل مُنتقِد السُّنة أغاضته ردّة الفعل العارمة التي قوبِلت بها الهجمة الدانمركية على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم !وأين ما فعلته صُحُف الدانمارك مما أورده من أحاديث ؟!
لا وجه للمقارنة ..
والله المستعان .
***********************************
45-هل الاعتكاف في الجامع (المسجد) لمده 3 أيام وترك العمل والأسرة والزوجة والأولاد
(...السؤال...)
هل الاعتكاف في الجامع (المسجد) لمده 3 أيام وترك العمل والأسرة والزوجة والأولاد
هل هذا مستحب إلى الله وهل هذا سنه عن الرسول أو كان يأمر الرسول بمثل هذه الأشياء ؟
(...الجواب...)
الاعتكاف سُنَّة ثابتة عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، وقد دلّ عليه القرآن ودَلَّت عليه الأحاديث الصحيحة .(1/175)
قال تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان . قَالَتْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ .
وقَالَ ابن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ . رواه البخاري ومسلم .
وقَالَ عُمَر رضي الله عنه :يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . قَالَ : أَوْفِ بِنَذْرِكَ . رواه البخاري ومسلم .
إلا أن المسلم مأمور بالموازنة بين الحقوق الواجبة عليه ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : قُم ونَم ، وصُم وأفطر ، فإن لجسدك عليك حقا ، وإن لعينك عليك حقا ، وإن لِزَوْرِك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا . رواه البخاري ومسلم .(1/176)
وقال سلمان رضي الله عنه لأبي الدرداء رضي الله عنه : إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ؛ فأعْطِ كل ذي حق حقه . فأتى أبو الدرداء النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صَدَق سلمان . رواه البخاري .
والله تعالى أعلم .
***********************************
46-انتشار موضوع: يوم القيامة قريب جدا
(...السؤال...)
هل يصح نشر هذا الموضوع؟
---------------------
جايبه لكم موضوع ابي اتكلم فيه وأريد الكل يقرأ ويفكر ويقتنع ويجزم ويقرر ويتوكل على الله وراح اذكر لكم يا احباب بعض من الدلا ئل :
شفتوا وسمعتوا عن الي صار بدول شرق آسيا ... وماحدث لسريلنكا وكيف انه الفنادق غرقت وهي العالية الشاهقة تدمرت ... وكيف مناطق غرقت على عمق 30 متر وكل اهاليها ماتوا ...
شفتوا كيف الاشجار انقلعت وهدمت بيوت وشفتوا كيف انقطعت عنهم الكهرباء وتهدمت المولدات ... وسكك الحديد تفتت !! كل هذا بظرف 6 دقايق من هزة ارضية ضربت ندونيسيا ومن قوتها انتقلت الهزات الي المياه واغرقت الدول المجاورة وهدمتها ..... !!!
ولا يخفى عليكم انه هالزلزال ممكن يمتد الي المحيط الهادي ومن ورا الى القارة الامريكية والاسترالية ... ويقال ان صفيحه من قشرة الأرض اصطدمت ببعضها وذلك كبدايه لدوران عكسي للأرض وبتالي طلوع الشمس من المغرب والله أعلم
ولا تنسون الزلزال الي ضرب ايران قبل فترة قصيرة جدا .... ومن علامات الساعة انه العالم يرد الى ورا والناس تقاتل على خيول وبسيوف وبنادق ... وانه جزيرة العرب الصحراوية تصبح خضراء ولها وديان وانهار .....(1/177)
وكل هذا تسببه الزلزال حيث انها تدك الارض اذا الارض تتهيأ ليوم القيامة ... ان القيامة قريبة جدا جدا جدا !وللعلم انه جميع العلامات الصغرى قدت انتهت و ولت منذ زمن... والشي الوحيد الي باقي هو ظهور المهدي وتوقع ظهوره بين ليله وضحاها !!! وبعد المهدي تتوالى العلامات الكبرى بسرعة رهيبة تم وصف سرعتها ... مثل المسبحه ( المسباح ، السِبحة )
اذا قصيت الخيط من النص وطاحت الخرز منه بسرعة ... فانه العلامات الكبرى كسرعتها !! ولا تنسون انه رمضان الي طاف كان غريب... كان يبتدأ بيوم الجمعة وانتهى بيوم الجمعة ... وكان يتخلله 5 أيام جمعة !!!!!!! كيف ذلك ؟ والشهر يحتوي على 4 جمعات .... اما هذا الشهر فاحتوى على 5 جمعات!!!!
يالله ...!!!!!!!!!! وهناك علماء في السعودية في محاضراتهم وندواتهم الدينية يوصون الناس ويقولون .. حجوا اعتمروا قولي لاهلكم وربعكم والي يعز عليكم انه يحجون يعتمرون .. قبل لا تختفي الكعبة فان القيامة قريبة !! نعم ..فمن علامات الساعة ان رجل يهدم الكعبة ......
لاتنسون قبل الاسبوع الماضي على قناة العربية اذاعوا في الاخبار انه هناك رجل في السعودية يقول انه المهدي المنتظر....وتم اعتقاله والتحقيق معه .. والله اعلم !!!!!والكل عارف انه عند ظهور المهدي يتم محاربته بكل الطرق وتخرج له جيوش لتحاربه ولكن الله يخسف بالجيش وينجي بعضا منه حتى يخبرون العالم بما حدث للجيس المنكوب .....
ولا تنسون ... قبل شهور قليلة ظهرت مذيعة على قناة الجزيرة.... تقول بانه حدث شي غريب في القدس المحتلة وهو انه 3 شبان فلسطينيين لحقوا شاب يهودي عشان يقتلونه ... بس انه اختفى عن انظارهم ... وفجأة اسمعوا صوت يقولهم انه فلان وراءي !!!!!!!! كان الصوت طالع من شجرة ... راحوا صوب الشجره عشان يلقون اليهودي مختبىء ورائها ....وكادوا يذبحونه !!!(1/178)
ومن المعروف انه لا تقوم الساعة حتى تنطق الاشجار وتقول ورائي يهودي فقتلوه !!!!!!! وهذا اخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ... وقال انه شجره وحدة الي ماراح تنطق وهي شجرة يهودية ....
وللعلم انه هذي الشجره يتم زراعتها بكثافة في اسرائيل .... يعني اليهود عارفين هالشي وقاعدين يستعدون .........
وحنا شو عملنا وشو سوينا ؟؟؟؟؟؟؟ سمعنا اغاني ؟ شفنا ستار اكاديمي؟؟ رحنا كافيهات ؟ لبسنا قصير ؟ غازلنا ؟ تركنا الصلاة ؟نسينا القران او لا تنسى يوم القيامه تنمسح اوراق القران. هذا الي سويناه !!!!! الله كريم ... يارب تهدينا الى سراطك المستقيم.... وبعدين يا أخواني هناك علامات كثيره وكثيره مثل يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال وانتشار الربا وانتشار الزنا واحتلال بغداد
وقصفها من الاعلى كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وظهور جبل من ذهب في العراق كما سمعنا عنه في الأخبار وأخبر به النبي عليه الصلاة والسلام وبا ختصار اقول ماالذي بقي من علامات يوم القيامة....؟؟؟؟ ما الذي لم يتحقق من العلامات الصغرى المنفردة ؟؟ لا شيء ..
جميع العلامات الصغرى .. حدثت والكثير منها تكرر حدوثه زيادةً للتأكيد ..مالذي بقي من العلامات الصغرى المصاحبة للكبرى ..والتي تحدث خلال وقوع الكبرى وقرب وقوعها حيث تفصل بينهم فترة من الزمان لا تكاد تذكرلعمري لم يبقى شيء ! ها نحن قد عايشنا الصغرى المنفردة .. ونعايش الصغرى المرافقة للكبرى ..بمعنى آخر ... نحن نعيش في نهاية الزمان ..أخبروني بالله عليكم مالذي بقي من هذه لم تظهر ؟! :-(1/179)
بعثةالنبي صلى الله عليه وسلم إنشقاق القمر ..موت النبي صلى الله عليه وسلم .فتح بيت المقدس- حدث ذلك في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسيحدث في عهد المهدي . كثرةالمال والاستغناء عن الصدقة .. ظهور الفتن ..انتشار الأمن ..ظهور النار بالحجاز حدث في القرن السابع الهجري - ..قتال الترك المغول - ..قتال العجم ..ضياع الأمانة ..رفع العلم وظهور الجهل ..كثرة أعوان الظالم وظهور الكاسيات العاريات !إنتشار الزنى وظهور الفاحشة .انتشار الربا ..استحلال الموسيقى والغناء والخمر ..زخرفة المساجد والتباهي بها ..التطاول في البنيان ولادة الأمة ربتها - اختلف العلماء في معنى هذا الحديث فمنهم من قال إنها تلد ربتها أو ربها نصاً .. ومنهم من قال كرواية مسلم أنه إذا ملك الرجل جارية فاستولدها كان الولد بمنزلة السيد لها . وقيل أن تبيع النساء الأمهات أولادهم ويكثرذلك فيتداول الملاك المستولد حتى يشتريها ولدها وقالوا أنه كثرة العقوق فيعامل الابن أمه معاملة السيد لأمته من الإهانة والسب ...
كثرة الهرج والمرج ( القتل ) تقارب الزمن .. تقارب الأسواق .. ظهور الشرك في الأمةالإسلامية .. ظهور الفواحش وقطيعة الرحم وسوء الجوار .. تمسك الشيوخ بمظاهر الشباب . كثرة الشح .. كثرة التجارة .. ظهور الخسف والمسخ والقذف ..كثرة الزلازل ..ارتفاع أسافل الناس : ..ذهاب الصالحين ..عدم إفشاء السلام .. التماس العلم من الأصاغر ..الرؤيا الصادقة للمؤمنين .. انتشار التعليم والكتابة ..ترك العمل بالسنن .. الاختلا في رؤية الهلال ..كثرة الكذب في نقل الأخبار .. كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق كثرة النساء وقلة الرجال كثرة الموت المفاجيء .. عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً .. كثرة المطر وقلة الزرع لم يبقى شيء بالطبع .. لأن الكبرى أوشكت في الظهور ..إن لم تكن قد بدأت !(1/180)
أولى العلامات الصغرى المصاحبة للكبرى التي بدأت في الظهور ..هي انحسار نهر الفرات عن جبل الذهب ..ستظهر هذه العلامة قرب ظهور المهدي ..وبالفعل بدأ نهر الفرات في انخفاض منسوب مياهه ..قال صلى الله عليه وسلم : "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقبل الناس عليه...من كل مائة تسعة وتسعون .. ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو " شديدة ومقتلة عظيمة .. .. وتلك فتنة قتال دائر بين الرجال من أجل أخذ الذهب .. ولا يصل إليه أحد... ومن حضر تلك العلامة فلا يأخذ من الذهب شيئاً كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم : "يوشك الفرات أن يحسر عن
جبل من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيء " ..وثاني علامة هو كلام السباع والجمادات للإنسان .. هل سُتدهش عندما تعلم أن هذه العلامة قد ظهرت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم!
في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :جاء ذئب إلى راعي الغنم فأخذ منه شاه فطلبه الراعي حتى انتزعها منه . قال :فصعد الذئب على تل فأقص جلس على أسته واستذفر أدخل ذنبه بين فخذيه - فقال : عمدت إلى رزق رزقنيه الله عزوجل وانتزعته مني ، فقال الرجل : تالله ان رأيت كاليوم ذئباً يتكلم! قال الذئب:أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم . وكان الرجل يهودياً فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وخبره .. فصدقه النبي عليه الصلاة والسلام....ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنها أمارة من إمارات بين يدي الساعة قد أوشك الرجل أن يخرج حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده " ..(1/181)
ثالث علامة : تمني الموت من شدة البلاء : قال صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبرالرجل فيقول ياليتني مكانه " .. قال ابن مسعود رضي الله عنه : سيأتي عليكم زمان لو وجدأحدكم الموت يباع لاشتراه ..إنه البلاء العظيم .. وابتعاد الناس عن شريعة الإسلام ..وكثرة القتل بين المسلمين ..وقد حدث ذلك في بعض البلاد مثل البوسنة والهرسك وغيرها .. وسيحدث قريباً ..
رابعاً : كثرة الروم وقتالهم للمسلمين ..والروم هم الغرب عموماً .. قال صلى الله عليه وسلم :" لا تقوم الساعة والروم أكثر الناس " ..أعتقد أن هذه العلامة يمكن ملاحظتها بكل وضوح !وسيغدر بنا بنو الأصفر .. وسيقاتلوننا ..قال عليه السلام : " أعدد ستاً بين يدي الساعة ..فذكر منها هدنة تكون بين بينكم وبين بني الأصفر ( الروم (فيغدرون ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية راية تحت كل غاية اثنا عشر
ألفاً "
نحن الآن نعيش نهايات عصر الهدنة مع الروم .. ولسوف يغدرون ..وستكون ملحمة عظيمةتنتهي بإذن الله بنصر المسلمين .. تحت قيادة المهدي ..خامساً : فتح القسطنطينية ..فُتحت في عهد الفاتح ..وسوف تفتح من جديد لأنها أصبحت علمانية ..وسيكون فتحها بالتكبير والتهليل ..الروم ستقاتل المسلمين أتعلمون لماذا ؟ لأن الروم يطلبون من المسلمين أن يخلوا بينهم وبين الذين أسلموا منهم فيقول المسلمون :لا والله لا نخلي بينكم وبين أخواننا ، فتكون الحرب التي تنتهي بإذن الله بنصرالمسلمين ..
أيبدو هذا الشرط مألوفاً حالياً نوعاً ما ؟؟؟!الهدف من ذكر العلامات الصغرى ليست للتسلية إنما تذكرة لأولي الألباب ..أخبروني مالذي فعلناه في الدنيا من أعمال أمرنا بها الخالق،كيف سنواجهه سبحانه وتعالى يوم الساعة .....اللهم نسألك حسن الخاتمة.." فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها "( سورة محمد آية 18 )(1/182)
ياليت الكل يهتم بالشيء هذا ويفكر ويحاسب نفسه قليلا ماذا فعلت وماذا ستفعل فكر في من سبقك الى دائر الاخره ماذا كان يعمل بدنياه ان كان خيرا سيتخطى العقاب وان كان شرا فسيلقى عذاب وفي الاخير اتمنى لجميع ابناء المسلمين الهدايه
(...الجواب...)
هذا الموضوع فيه حق وباطل ، فهو خليط ! بين صحيح وسَقيم ! أما مسألة دوران الأرض وانعكاسه فليس هذه بصحيح . لأن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أخبر أن الشمس تَطلع من مغربها ، وليست الأرض هي التي تتحرّك وتضطرب .
وسبق التنبيه على هذا هنا:
خبر عاجل وخطير : الشمس ستطلع من مغربها على المريخ طوال شهر سبتمبر 2005
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1117
وسبق التنبيه في الموضوع نفسه على ما هو أقرب من قيام الساعة ومن خراب الكعبة .. وهو الموت الذي قد يَفجأ الإنسان في أي لحظة .
لم تظهر العلامات الصغرى كلها بعد . وسبقت الإشارة إلى نبوءته صلى الله عليه وسلم حول جبل الذهب ، وذلك هنا :
نبوءات الحديث الشريف في حصار العراق وسوريا
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1118
وأما هذه (ولا تنسون ... قبل شهور قليلة ظهرت مذيعة على قناة الجزيرة.... تقول بأنه حدث شي غريب في القدس المحتلة، وهو انه 3 شبان فلسطينيين لحقوا شاب يهودي عشان يقتلونه ...)
فهذا حديث خُرافة ! هذه تصوّرات تصوّرها أحد الشباب في أحد المواقع وتخيّل ذلك ، ومن ضمن تخيّله تخيّل أن ذلك يُنشر في قناة الجزيرة .. .إلى آخره
فهذا غير صحيح بل هو محض خيال
والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك ، وهو حق لا مِرية فيه . قال عليه الصلاة والسلام : لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود . رواه البخاري ومسلم .(1/183)
وفي هذا دليل على أن القتال لا يَكون من ثلاثة أو أربعة ، بل من المسلمين عامة لليهود عامة . فهو قتال أمة لأمة ، وليس قتال شُبّان لواحِد ! وبعض ما في هذا المقال يَحتاج إلى تعقّب ، والتعقّب يَحتاج إلى وقت .
والله المستعان .
***********************************
47-خبر عاجل وخطير: الشمس ستطلع من الغرب
(...السؤال...)
نريد بيان وحكم على هذا الموضوع الذي انتشر في المنتديات الإسلامية والعربية بشكل غير متصور
خبر عاجل وخطير :الشمس ستطلع من مغربها على المريخ طوال شهر سبتمبر!! نقلاً عن الموقع الأمريكي الشهير
http://www.space.com
=====================
ذكر علماء الفلك ان كوكب المريخ قد تباطئت سرعته في الاتجاه الشرقي في الاسابيع القليلة الماضية حتى وصل الى مرحلة التذبذب ما بين الشرق والغرب ...... وفي يوم الاربعاء 30 يوليو توقفت حركة المريخ عن السير في الاتجاه الشرقي !!
وبعد ذلك في شهري اغسطس وسبتمبر تحول المريخ بالانطلاق بشكل عكسي نحو الغرب .... وذلك الى نهاية شهر سبتمبر ...... وذلك يعني ان الشمس تشرق الان من مغربها على المريخ !!
وهذه الظاهرة العجيبة تسمى : retrograde motion او الحركة العكسية ..... ويقول العلماء ان كل الكواكب سوف تحدث لها هذه الظاهرة مرة على الاقل !!! ومن بينها كوكبنا !! كوكب الارض سوف تحدث له هذه الحركة العكسية يوما ما وسوف تشرق الشمس من مغربها !!
وقد يكون هذا الامر قريبا ونحن غافلون !! لقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ان من علامات الساعة الكبرى ان تشرق الشمس من مغربها وعندما يحدث ذلك لا تقبل التوبة !!
والعجيب ان علماء الشريعة قد ذكروا ان طلوع الشمس من المغرب يحدث فقط مرة واحدة يوم الطلوع، ثم تعود إلى الطلوع من المشرق وتستمر هكذا إلى أن يشاء الله .... وهذا مشابه لما يحدث في المريخ فانه يتوقف ويعكس الاتجاه لفترة بسيطة ثم يعود كما كان !(1/184)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) رواه البخاري ومسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بادروا الأعمال ستا : ( فذكر منها ) طلوع الشمس من مغربها ) رواه مسلم
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ) رواه أحمد
وال صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع لشمس من مغربها " رواه مسلم .
ان هذا الخبر على خطورته فانه يفتح ابوابا للدعوة سواء للمسلمين الغافلين او الكفار .... فعندما نعرض هذه الاحاديث التي ذكرت تلك الظاهرة قبل 1400 سنة .... فسوف يدخل في الاسلام خلق كثير .... واما المسلمون فقد راوا ان هذا الامر حدث للمريخ وما يدرينا لعله مقدمة لما سيحدث على كوكبنا في القريب العاجل ؟!!
وهذا احد المواقع الموثوقة التي نقلت هذا الخبر الهائل والذي لا يعرف قيمته الا المسلمون :
وقد اقتطعت من الموقع السابق هذا الجزء والذي قمت بترجمته في الاعلى :
For the past few weeks, Mars has appeared to slow in its eastward trajectory, almost seeming to waver, as if it had become uncertain.
On Wednesday, July 30, that steady eastward course will come to a stop. Then, for the next two months, the planet will move backward against the star background - toward the west. On Sept. 29 it will pause again before resuming its normal eastward direction.(1/185)
All the planets exhibit retrograde motion at one time or another. Ancient astronomers were unable to come up with a satisfactory explanation for it. The motion is tricky. For one thing, while behaving in this strange manner, Mars will also appear to deviate somewhat from its normal course; the retrograde motion will appear to bring it a little below its regular orbital track.
ومن يريد الاستزادة عن ادلة طلوع الشمس من مغربها في القرآن والسنة :
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [ فصلت الآية 53] ( إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)87( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)88 وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [ النمل الآية 93]
سبحان الله وبحمده ...... سبحان الله العظيم
(...الجواب...)
أما طلوع الشمس من مغربها فقد أخبر به من لا يَنطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، وهذا حق لا مِرية فيه .
غير أن الذي لا يُمكن أن يُجزَم فيه متى يكون ذلك ، لأن طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى التي إذا رآها الناس آمنوا ، إلا أنه لا ينفعهم إيمانهم ، لأنه صار إيمان بشيء مُشاهَد لا بشيء غيبي .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا رآها الناس آمن من عليها ، فذاك حين ( لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) . رواه البخاري ومسلم . وفي رواية : فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون .(1/186)
مع العلم أن طلوع الشمس من مغربها هو أول العلامات الكُبرى المتتابِعة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا . رواه مسلم .
فهذا يدلّ على أنها أول الآيات الكُبرى ، والتي إذا خَرَجتْ أُغْلِق باب التوبة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ثلاث إذا خَرَجْنَ ( لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض . رواه مسلم .
وطلوع الشمس من مغربها يَسْبِقُه ظهور المهدي ، ونزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، وخروج الدَّجَّال ، وقَتْله على يد عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج .
فقد روى الإمام مسلم من حديث عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال : اطّلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر ، فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر الساعة . قال : إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات : الدخان ، والدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخِر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم . رواه مسلم .
والغريب اهتمام الناس بهذا الأمر الذي لن يكون فجأة ، بل قبْلَه علامات وإرهاصات ، وتركهم لما يكون فجأة ، ولما يُشاهدونه في كل حِين ؛ ألا وهو الموت .
واهتمام الناس بهذا مع كون بعثته عليه الصلاة والسلام مُقارِبة للساعة ، لقوله عليه الصلاة والسلام: بعثت أنا والساعة كهاتين . رواه البخاري .(1/187)
كما أن وفاته صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة ، لقوله عليه الصلاة والسلام : اعدد سِتا بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يَبقى بيت من العرب إلاّ دخلته ، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية أثنا عشر ألفا . رواه البخاري .
ألسنا نُشاهد الأموات في كل حِين ؟ ألسنا نُشهد الأرقام والإحصائيات عن الأموات وهم بالآلاف في بعض الدول نتيجة الحوادث ؟ و : من لم يَمُت بالسيف مات بِغيرِه *** تعدَّدت الأسباب والموت واحد
فالناس يهتمون بمثل هذه الأخبار ، وقد لا يُدركها كثير ممن اهتمّ بها ، والموت مُدرِكه لا محالة . فأول لهم أن يهتمّوا بما هو مُدرِكهم حقيقة ، وبالأمر الذي لا مَفَرّ لهم منه ، وهو الموت الْمُحتَّم .
ثم إن الإنسان قد يُؤجِّل التوبة ، ثم يُحال بينه وبينها .قال تعالى : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) .فالذي يتخوّف من قُرب طلوع الشمس مِن مغربها ثم يُحال بينه وبين التوبة ، يجب أن يَتخوّف من أن يُحال بينه وبين التوبة .
فإن التوبة قد تُتَاح للإنسان ، فإذا أعرض عنها حِيل بينه وبينها .ولذلك قال غير واحد من المفسِّرين في قوله تعالى : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) : هي التوبة .أي حِيلَ بينهم وبين التوبة ، كما هو اختيار ابن جرير في تفسيره .
فَحَريّ بالعاقل اللبيب أن يُبادِر إلى التوبة النصوح ، قبل أن يَفجأه الموت ، أو يُحال بينه وبينها .
والله تعالى أعلم .
***********************************
48-نبوءات الحديث الشريف في حصار العراق وسوريا
(...السؤال...)
تعيش الأمة الإسلامية في مرحلتها الحالية أخطر منعطفاتها العقدية والحضارية بعد قرون من الضعف .(1/188)
وفي الخضم يظهر حديث شريف ينبلج عنه خيط من الغيب , الذي يرسم لوحة نتيجة من نتائج هذا الصراع وملمح من ملامحه .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( مُنعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مُديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم )
شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه .
وعن أبي نضرة قال كنا عند جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقال : (( يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا : من أين ذلك. قال : من قبل العجم ،يمنعون ذلك، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مُدى . قلنا : من أين ذلك ؟ قال : من قبل الروم ))
هذا الحديث من صحيح مسلم , تضمن أخباراً من أنباء الغيب والمستقبل:
الأول : عن حصار العراق .
الثاني : عن حصار الشام .
23 . قوله ( ألا يجبى إليهم ) تعبير دقيق , بل هو أدق من ( الحصار العالمي للعراق ) وأصوبُ لغةً ومعنىً من تعبير الحصار . لأن الحصار يقتضي حصر البلد المحاصر داخل حدود لا يستطيع أهله الخروج منها كما يمنع غيرهم من دخولها .
كما أنه ليس تماماً , ولا كاملاً , لذا جاء التعبير عنه بقوله جابر رضي الله عنه ( .... يوشك .... ) بمعنى يكاد .
وفي قوله -صلى الله عليه وسلم -( ألا يجبى إليهم ) تعبير إعجازي , أي أنه تم بقرار مُجْمعٍ عليه من كل غير العرب ،وأنه يحظر تعامل الدول والشركات والهيئات والأشخاص عن البيع والشراء مع العراق فكان التعبير بقوله ( ألا يجبى إليهم ) من دلائل نبوته -صلى الله عليه وسلم - .
ويدل الحديث على أن الجابي قد لا تكون له نية في عدم الجباية لكنه يضطر إلى ذلك اضطراراً من طرف الأعداء الذين سماهم الحديث .(1/189)
كما في قوله ( يُجبى ) بفعلٍ مبنى للمجهول لا يخطر على بال أحد – في الزمان السابق – أنه سيأتي يوم على شعوب الأرض جميعاً و حيث تخضع الشعوب والدول لحكم واحدٍ وتستجيب لقرار من مصدر متجبرِ واحدٍ ما عدا القليل منهم , وهو من إعجاز نبوته-صلى الله عليه وسلم-.ثم قال : يوشك أهل الشام ألا يُجبَى إليهم دينار ولا مُدي )
تعبير المنع نفسه , والمُدي هو مكيال أهل الشام للطعام ، فهو إذن منع الطعام عن أهل الشام ،وكذلك منع المال عنهم . أي لا استيراد ولا تصدير فلما سألوا جابراً رضي الله عنه عن مصدر هذا المنع ( قلنا : من أين ذلك ؟ قال : من قبل الروم ) .
وكلمة الروم تعني الأمريكيين ، و كما تعني الأوربيين , فهم الذين سيفرضون هذا المنع ، وآنذاك يأخذ هذا الحصار مكانه في الصدام العقدي والحضاري , وصراع القضايا بين الأمة وأعدائها .
لهذا يتحول كسر مثل هذا الحصار إلى واجب شرعي ، في مواجهة حرب الروم أعداء الأمة منذ محمد -صلى الله عليه وسلم - وهو ما يستوجب التعبئة الشرعية للأمة في مواجهة مثل هذا الحصار ، مع العلم أن العقيدة تعدُّ أخطر عنصر وأهمه في مواجهة مثل هذه المشاريع الظالمة وإفشالها .
(...الجواب...)
علماء هذه الأمة والأئمة الكِبار لا يَجزمون بشيء تجاه مثل هذه الأحاديث فيما يتعلّق بتنْزيلها على واقِع مُعيّن .
كما أن الجزم بأن هذا هو المراد في الحديث أمر يُحجِم عنه العلماء الكبار ، فيتجرأ عليه الصِّغار ! وربما من ليس من أهل العلم !
أما الحديث الأول : " مَنَعَتِ العراق درهمها وقفيزها ، ومَنَعَتِ الشام مديها ودينارها ، ومَنَعَتِ مصر إردبها ودينارها ، وعُدتم من حيث بدأتم ، وعُدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم " شَهِدَ على ذلك لحم أبي هريرة ودمه . فقد رواه مسلم .
وقال فيه الإمام النووي رحمه الله : وفى معنى " منعت العراق " وغيرها قولان مشهوران :
أحدهما : لإسلامهم ، فتَسْقُط عنهم الجزية ، وهذا قد وُجِد .(1/190)
والثاني : - وهو الأشهر - أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين . وقد روى مسلم هذا بعد هذا بورقات عن جابر قال : يوشك أن لا يُجْبى إليهم قفيز ولا درهم . قلنا : من أين ذلك ؟ قال : مِن قِبَلِ العَجَم يمنعون ذاك . وذَكَر في منع الروم ذلك بالشام مثله . وهذا قد وُجِد في زماننا في العراق ، وهو الآن موجود .
وقيل : لأنهم يَرْتَدُّون في آخر الزمان فيمنعون ما لَزِمَهم من الزكاة وغيرها .
وقيل : معناه أن الكفار الذين عليهم الجزية تَقْوَى شوكتهم في آخر الزمان فيمتنعون مما كانوا يؤدونه من الجزية والخراج وغير ذلك . اهـ .
وضُبِطت " مَنَعَت " هكذا .قال ابن حجر : وساق الحديث بلفظ الفعل الماضي والمراد به ما يستقبل مبالغة في الإشارة إلى تحقق وقوعه . اهـ .
والرُّوم أعم من أن يكون المراد به الأمريكيين ، بل هو في نصارى العجم بِصِفَة عامة .وأما قول (كما أنه ليس تماماً , ولا كاملاً , لذا جاء التعبير عنه بقوله جابر رضي الله عنه ( .... يوشك .... ) بمعنى يكاد ) فهذا غير صحيح . لأن ( يوشِك ) من أفعال الْمُقارَبَة . وهي تَدلّ على أن هذا الأمر قريب الوقوع والحدوث ، ولذلك عُبِّر بالماضي في " مَنَعَت " .
والله تعالى أعلم .
***********************************
49-ما صحة ظهور إحدى علامات الساعة في فلسطين
(...السؤال...)
ظهور إحدى علامات الساعة في فلسطين..!!!
بثت قناة الجزيرة خبرا عن ظهور إحدى علامات الساعة في فلسطين..!!!
ــالخبر : مقتل مستوطن إسرائيلي في ظروف غامضة
توقيت الخبر : نشرة أخبار الثانية ظهرا ( توقيت الدوحة )
المذيعة : إيمان بنوره المراسلة : شيرين أبو عاقلة
نص الخبر كما ذكر :
(إيمان بنوره) : مازالت أنباء القصف الإسرائيلي على رام الله تتواصل ومازالت
أرطال الدبابات تواصل مسيرها نحو مقر القيادة الفلسطينية , وفي هذه الأثناء(1/191)
تنضم إلينا مراسلتنا في رام الله شيرين أبو عاقلة لتوافينا بآخر المستجدات من
هناك ..( شيرين ما آخر الأنباء المتوفرة لديك بعد القصف الذي شهدته رام الله
صباح اليوم ..)
(شيرين أبو عاقلة): نعم إيمان .. هناك أنباء عن توقف القصف الإسرائيلي على رام
الله وذلك بعد مقتل مستوطن إسرائيلي في ظروف غامضة اثارت مخاوف الجنود
الإسرائيليين وجعلتهم يتراجعون, بل إن بعضهم انسحب من موقعه وعاد إلى تل ابيب
...
(ايمان بنورة) : كيف وقعت الحادثة أرجو منك التوضيح اكثر , يبدو أن الموضوع
يحتاج الى تفاصيل أدق شيرين ..!!
(شيرين أبوعاقلة ): نعم ايمان ..الموضوع متشعب جدا فهو ذا صلة دينية من ناحية
وذا أبعاد سياسية من ناحية أخرى وذا تأثيرات جانبية على كافة الأصعدة..
ومن المستحسن أن أبدا بسرد القصة ..
((عند حوالي الساعة الثامنة من صبيحة اليوم خرج ثلاثة شبان فلسطينيين في طريقهم
إلى المستشفى المركزي الموجود في رام الله ليتفقدوا مصابا لهم كان قد أصيب في
قصف جوي مساء البارحة ..إلا انهم حين وصلوا إلى منتصف الطريق , رأوا مستوطنا
يهوديا يقف على أحد الأرصفة , فنظر الشبان إلى بعضهم وقرروا قتل المستوطن ,
فبدأ يقتربون منه بهدوء شديد حتى لا يشعر بهم , لكن المستوطن كان يقظا ورآهم ,
وفر منهم قبل أن يصلوا اليه , وفي ظل خلو المنطقة من السكان بسبب حظر التجول
المفروض على المنطقة وأيضا خلوها من المدرعات الاسرائيلية التي غالبا ماتتواجد
في اماكن أخرى ذات أهمية عسكرية , راح الفلسطينيون يطاردون المستوطن وظلوا خلفه
الى أن ادخلوه أحد الشوارع المغلقة ليتمكنوا من محاصرته هناك وقتله ولكنهم
حينما وصلوا الى هناك لم يجدوا أحدا وكأن المستوطن لم يدخل الى الشارع ..! فظل
الفلسطينيون يفتشون عنه حتى فشلوا في ايجاد أي اثر له وبينما هم عائدون سمعوا
صوتا يناديهم فلما التفتوا الى مصدر الصوت لم يجدوا أحدا فظنوا انهم يتخيلون(1/192)
وواصلوا مسيرهم عائدين الا أن الصوت تكرر أكثر من مرة وفي المرة الأخيرة
استطاعوا أن يحددوا مصدر الصوت وعرفوا انه يأتي من خلف أحد الأشجار القريبة
فظنوا أن احد المصابين من جراء القصف يستنجد بهم فذهبوا لانقاذه الا انهم حين
وصلوا الى مكان الشجرة سمعوا صوتا غامضا يأمرهم بالنظر خلف الشجرة لرؤية
اليهودي وقتله .. فلما نظروا الى خلف الشجرة وجدوا بالفعل المستوطن مختبأ هناك
فحاصروه وعالجه أحد الشبان بعدة طعنات بسكين كان يحمله حتى فارق المستوطن
الحياة , وفرالفلسطينيون من المكان حتى لايثيروا أي شبهة أو يراهم أحد جنود
الاحتلال .. وقرروا الذهاب الى المستشفى واخبار المسؤليين هناك بما حدث وما ان
وصلوا حتى اخبروا من كان في المستشفى وفي غضون ساعات قليلة انتشر الخبر في
أنحاء رام الله ووصل الى مسامع اليهود الذين أربكهم الخبر كثيرا ولخبط أوراقهم
..))
ماحدث اليوم موافقا لما أخبر عنه نبينا الكريم
صلوات الله وسلامه عليه في أحد أحاديثه الشريفة ...
و نص الحديث: (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود , فيقتلهم المسلمون , حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر أو الشجر , فيقول الحجر أو الشج يامسلم ياعبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله , الا الغرقد فأنه من شجرهم ))
هل هو خبر صحيح ، أرجو الرد
(...الجواب...)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم
وقد سبق ان سئل الشيخ عن انتشار موضوع عن يوم القيامة وانه قريب
وتجده هنا
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1116
***********************************
50-صحة: إذا كانت هذه صورة البنت ... فكيف أمها ؟؟
(...السؤال...)
موضوع منتشر حاليا ارجو ان تفيدنا برأيك فيه بارك الله فيك وهو :
إذا كانت هذه صورة البنت ... فكيف أمها ؟؟
هذه الصورة للشمس التي تبعد عنا 93 مليون ميل
فكيف بأمها الهاوية ( جهنّم ) التي تذوب الشمس فيها من حرّها(1/193)
(نسأل الله العافية والسلامة).
قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأحبار ياكعب أوصنا فقال :
يا أمير المؤمنين إن لجهنم يوم القيامة زفرة
لايبقى من ملك مقرب ولا نبي مرسل
حتى إبراهيم الخليل إلا ويجثو على ركبتيه ويقول :
رب نفسي لا أسألك إلا نفسي.
فكيف يا أعزائي لو طلب منا أن نجتاز الشمس سيراً على الأقدام
هل نحتمل؟؟؟
فكيف إذا طلب منك أن تجتاز الصراط على جهنم
وأنت تشاهد من يسير كالبرق
ومن يسير كالريح
ومن يسير كالفرس
سارت بهم أعمالهم في ذلك اليوم العظيم
وقد وصلوا إلى أبواب الجنة
وأنت تشاهدها وهي مزدحمة بالمؤمنين
أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن أحد أبواب الجنة :
( وليأتين عليه يوم وهو كظيظ بالزحام )
وكيف حالك وأنت تسمع أحد الملائكة يقول :
يا أهل الجنة خلود فلا موت
ويا أهل النار خلود فلا موت
أسأل الله لي ولكم أن نكون من أصحاب النعيم
ونعوذ بوجهه الكريم أن نكون من أصحاب الجحيم
(((اللهم لاتكب وجوهنا في النار من بعد السجود لك)))
فهل ثبت أن الشمس ابنة جهنم ؟؟؟
وهل يجوز ان ينشر مثل هذا الموضوع ؟؟؟
(...الجواب...)
الشمس آية مِن آيات الله ، بل هي آية عظيمة يتعلّق بها مصالح للعباد عُظْمَى ،
وقد خَلَق الله الشمس لِمصالح العباد ، والنار ليست كذلك .
ولذا امْتَنّ الله بها على عباده ، فقال تبارك وتعالى : (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى) ، وقال عزّ وَجَلّ : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته . رواه البخاري ومسلم .
والقول بأن جهنم هي أم الشمس يحتاج إلى دليل ، و لا دليل على ذلك .
وبالنسبة لهذا الموضوع فإنه إذا تم حذف ما يتعلّق بِخلق الشمس ، والقول بأنها ابنة جهنم ، فالموضوع مِن أصله فيه موعظة بليغة .(1/194)
والله تعالى أعلم .
***********************************
51-الرد على (( لماذا اختار الله تعالى عزرائيل ))
(...السؤال...)
واطرح عليك هذا الموضوع وهو منتشر جدا في المنتديات ،،،
وهو بعنوان لماذا اختار الله تعالى عزرائيل لقبض الارواح ،،،
انا اعلم بانه لم ترد تسمية عزرائيل لا في القرآن ولا في السنة وانما سمي ملك الموت ،،،
( وهذا ما استندت له في دحض هذه القصة ،،،)
وبحثت طويلا علني اجد اجابة تريحني ،،،
واستطيع ان اعتمدها في الرد ،،،
ولكنني لم اجد ،،،
مع شكي الكبير بانها من الاسرائيليات ،،،
ولكنني لا املك دليل ،،،
لذلك اطرحها عليك ،،،
وهذا نص الرواية :
لماذا اختار الله سبحانه عزرائيل لقبض الارواح ؟؟ الجواب هنا
اوحى الله عز وجل الى الأرض:اني خالق منك خليقة,منهم من يطيعني,ومنهم من يعصيني..
فمن اطاعني ادخلته الجنه,ومن عصاني ادخلته النار..
قالت الارض:اتخلق مني خلقا يكون للنار؟..
قال عز وجل:نعم...
فبكت الارض فانفجرت منها العيون الى يوم القيامه..
فبعث الله اليها جبريل,ليأتيه بقبضة منها,من أحمرها,واسودها,وطيبها ,وخبيثها...
فلما أتاها جبريل ليقبض منها قالت:أعوذ بعزة الله الذي ارسلك اليَ ,
ان لا تأخذ مني شيئا,فرجع جبريل الى مكانه ,
وقال:يارب استعاذت بكـ مني,فكرهت ان اقدم عليها...
فقال الله تعالى لميكائيل:انطلق فأتني بقبضة منها..
فلما أتاها ليقبض منها,قالت له مثل ماقالت لجبريل,فرجع الى ربه, فقال ماقالت له..
فقال عز وجل لعزرائيل: انطلق فأتني بقبضة من الارض..
فلما أتاها, قالت له الارض:اعوذ بعزة الله,الذي أرسلكـ, ان لا تأخذ مني شيئا...
فقال:وانا اعوذ بعزته ان اعصي له امرا,وقبض منها قبضة من جميع بقاعها...,
من عذبها ومالحها, وحلوها, ومرها, وطيبها ,وخبيثها..وصعد بها الى السماء...
فسأله الله عز وجل,وهو اعلم بما صنع.؟
فأخبره بما قالت له الأرض,وبما رد عليها ..(1/195)
فقال الله تعالى: وعزتي وجلالي ,لأخلقن مما جئت به خلقا,
ولأسلطنكـ على قبض ارواحهم,لقلة رحمتكـ...
(...الجواب...)
أولاً : لا يصح حديث في تسمية ملك الموت بـ " عزرائيل " بل الوارد في الكِتاب وفي السنة تسميته ملك الموت .
ثانيا : الثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله خلق آدم مِن قَبضة قَبضها مِن جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك ، والسهل والْحَزْن ، والخبيث والطيب . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وصححه الألباني .
ثالثا : لا يَصِحّ القول بأن انفجار العيون كان بسبب ذلك ، وإنما خَلَقها الله لِمصالح العباد .
قال تعالى : (إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
قال الإمام السمعاني في تفسير الآية : لَدَلائل وعِبرا ، وذلك في رفعها بغير عَمَد ، وما خلق فيها من الشمس والقمر والنجوم ، ومِن بَسْط الأرض واستقرارها بِمَن فيها ، وما نَصَب فيها من الجبال ، وأجرى فيها من الأنهار ، وخَلق مِن الأشجار ، وغير ذلك . اهـ .
وقال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) .
قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية : أي جَعلها مُتَّسِعة مُمْتَدَّة في الطول والعرض ، وأرساها بجبال راسيات شامخات ، وأجرى فيها الأنهار والجداول والعيون ليسقي ما جعل فيها من الثمرات المختلفة الألوان والأشكال والطعوم والروائح . اهـ .
رابعا : لا يُتصوّر أن تقول الأرض ذلك ؛ لأن الله أخبر عن طاعتها بقوله : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) .
خامسا : هذا مما يُروى عن وهب بن مُنَبِّه ، وهو يروي الإسرائيليات ، ولا حُجّة في ما يَرويه من مثل ذلك .
ورُوي عن أبي هريرة ، كما في " الدرّ المنثور " للسيوطي .
والله تعالى أعلم .(1/196)
***********************************
52-لماذا يتطلب اثباث فاحشة الزنا اربعة شهود؟
(...السؤال...)
انا من العراق طالبه بجامعه بريطانيه و عندي مدرسه اجنبيه لا تعرف الكثير عن الدين الاسلامي لكنها سالتني عن شهود الزنا الاربعه.. لماذا اربعه؟ لا اعرف كيف اشرح لها ان هذا لصالح و لاصلاح المجتمع و لتفادي انتشار الفساد و ما الى ذلك. دار الموضوع حول الاغتصاب ايضا لكن اعتقد ان هذا لا يتطلب اي شهود. ارجوكم ان تساعدوني و تدلوني طريق سهله لكي اشرح لها الموضوع.. قلت لها حينها ان هذا حكم الله و لا اعتراض عليه . قالت اكيد عندما كتب رسولكم كتابكم كانت عنده غايه .. فما غايته من الاربعه شهود؟
(...الجواب...)
بالنسبة للزنا - حَماكِ الله - يُتطلّب له أربعة شُهود لِتعلّقه بِشخصين ، وهما الرجل والمرأة ، بينما سائر القضايا تتعلّق بِشخص واحد ، ولذا يتطلّب إثباتها وُجود شاهِدين .
والحدود في الإسلام رحمة لِمن أُقيم عليه الحدّ وحِماية وصيانة للمجتمع .
أما بالنسبة لِمن أُقيم عليه الحدّ فهو رحمة له لأنه يُطهّر من الذنوب بذلك الحدّ ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المراة التي زَنَتْ ورُجِمَتْ : لقد تابت تَوبة لَو تَابها صاحب مَكْس لغُفر له ، ثم أمر بها فَصَلَّى عليها ودُفِنَتْ . رواه مسلم .
وإقامة الحدود حماية للمجتمع وصيانة له من الأمراض ومِن الرذيلة .
فكم هي الأموال التي أُنْفِقت في بلاد الغرب خاصة ، وفي غيرها ، للعلاج من مثل مرض " الإيدز " ؟
وقديما قيل : درهم وقاية خير من قنطار علاج .
فمن الْحِكَم في إقامة الحدود : وقاية المجتمع من الأمراض الفتّاكّة .
ولذا شُرِع إقامة حدّ الزنا بمرأى من الناس ، وذلك في قوله تعالى : (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) .
مع ما في ذلك مِن ردْع النفوس عن التعدّي على أعراض الناس وأموالهم ، فيعيش الإنسان في المجتمع المسلم في أمْن وأمَان في ظِلّ الإيمان .(1/197)
وإذا عَلِم الإنسان أنه بأمَان نام قَرير العين ، مُطمئنّ النَّفْس .
وفي المقابل إذا عَلِم الإنسان أنه إذا اعتَدَى على غيره أنه سيُقام عليه الحدّ من جلْد أو رَجْم أو قطع ؛ حجزه ذلك عن كثير من الإجرام .
فالإسلام ينظُر إلى الْمُجْرِم الذي تعدّى حدود الله على أنه عضو فاسِد ، والعضو الفاسِد يُقطَع ، ولو لم يكن ذلك لَسَرى الفساد إلى سائر الجسد ، فأدّى إلى موت الإنسان ، وهكذا المجتمع المسلم ، لا يُترك العضو الفاسد يَعيث فيه فسادا .
وللعلم فهذه الحدود جاء كثير منها في كثير من الشرائع السابقة ، وعلى سبيل المثال :
في سفر التثنية الإصحاح 13 : 8-9 وجوب قَتْل الْمُرْتَدّ
وفي سفر التثنية - الإصحاح 13 : 10 وسفر التثنية - الإصحاح 17 : 5
رَجْم الذي يَعْبُد غير الله سبحانه وتعالى حتى الموت أمام شُهود
وكذلك :
جاء ذِكْر الجهاد في سِفْر العدد - الإصحاح 31 : 1-13
وفي إنجيل مَتّى - الإصحاح 10 : 34 - 37
لا تَظُنُّوا أنِّي جِئتُ لأحمِلَ السَّلامَ إلى العالَمِ ، ما جِئتُ لأحْمِلَ سَلامًا بَلْ سَيفًا .
فإنّي جِئتُ لأُفرِّقَ بَينَ الاَبنِ وأبيهِ ، والبِنتِ وأمِّها ، والكَنَّة وحَمَاتِها .
[ الكَنَّة : زوجة الابن ]
وفي إنجيل لوقا - الإصحاح 22 : 36
أمَّا الآنَ ، فمَنْ عِندَهُ مالٌ فَلْيأخُذْهُ ، أو كِيسٌ فَلْيَحمِلْهُ . ومَنْ لا سيفَ عِندَهُ ، فَلْيبِعْ ثوبَهُ ويَشْتَرِ سَيفًا !
والله تعالى أعلم .
***********************************
53-كربلاء من النظرة السنية
(...السؤال...)
ايه هي موقعة كربلاء من النظرة السنية ...
ومن تزوجوا بنات سيدنا الحسين رضي الله عنه ... هل تزوجوا فعلا من الشيعة ؟؟
(...الجواب...)(1/198)
موقعة كربلاء سببها خُذلان الشيعة الذين دَعوا الحسين رضي الله عنه إلى الخروج إليهم وواعدوه إن هو قَدِم عليهم أن يُبايِعُوه ، فلما قَدِم حدود العراق رفضت الشيعة الخروج ، وقالوا : إنما نُبايعك وننصرك إذا دخلت علينا الكوفة ! وتركوه وخذلوه .
وهذا القول ليس تحامُلا على الرافضة ، بل شَهِدت كُتُبهم بذلك .
وكنت نقلت بعض أقوال أئمة آل البيت وأقوال بعض بنات الحسين رضي الله عنه وعنهن في خُذلان الرافضة لهم في ردّ على بعض الشبهات الرافضية ، وذلك تحت عنوان :
الإجابات الجلية عن الشُبُهات الرافضية وهو هنا
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?threadid=34297
وللعِلم فإن الرافضة أكذب الناس .. وهم يكذبون ثم يُصَدِّقُون أنفسهم !
ومما كذبوه اختلاق عداوات بين الصحابة وبين آل البيت ، خاصة بين الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم من جهة ، وبين عليّ رضي الله عنه وفاطمة رضي الله عنها من جهة أخرى .
ولا صِحّة لذلك ، فإن الثابت بالأسانيد الصحيحة ، وهو ثابت تاريخيا ، بل أثبته بعض علماء الرافضة أن عمر رضي الله عنه تزوّج أم كلثوم بنت عليّ رضي الله عنه .
وليس صحيحا أن بنات الحسين تزوجن من الشيعة الرافضة ، بل أكثر نساء آل البيت تزوجن من سادات الصحابة والتابعين .(1/199)
وعلى سبيل المثال : سكينة بنت الحسين تزوجها مصعب بن الزبير بن العوام ابتكرها ، فولدت له فاطمة ثم قُتِل عنها ، فخلف عليها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام ، فولدت له عثمان الذي يُقال له قرين وحكيما وربيحة ، فهلك عنها فخلف عليها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، فهلك عنها فخلف عليها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري كانت ولّته نفسها فتزوجها فأقامت معه ثلاثة أشهر فَكَتب هشام بن عبد الملك إلى واليه بالمدينة أن فَرِّق بينهما ففرق بينهما . وقال بعض أهل العلم : هلك عنها زيد بن عمرو بن عثمان وتزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان . ذكره ابن سعد في " الطبقات الكبرى " .
وأختها فاطمة بنت الحسين تزوجها حسن بن حسن بن علي رضي الله عنهم .
والله أعلم .
***********************************
54-هل يصح هذا " مخ الانسان يسجد لله ولوكان كافرا "
(...السؤال...)
ما رأيك في هذا الموضوع ؟
دراسة علمية غربية : مخ الإنسان يسجد لله حتى لو كان كافرا
واشنطن : كشفت دراسة طبية حديثة عن وجود مجموعة من التغيرات التي تطرأ على جسم الإنسان أثناء الصلاة أو التأمل الروحي ، موضحة أن أولى هذه التغيرات تتمثل في اندماج عقل المتطوع مع الكون تماما بعد مرور 50 ثانية فقط على بدء الصلاة أو التأمل .
وأكدت الدراسة التي أجراها الباحث الأمريكي رامشاندرن - بالاشتراك مع مجموعة من الباحثين - أن معدل التنفس واستهلاك الأوكسجين داخل جسم الإنسان ينخفض أثناء الصلاة بنسبة تتراوح ما بين 20و30 % ، بالإضافة إلى زيادة مقاومة الجلد وارتفاع تخثر الدم بصورة أكبر .(1/200)
وبينت الدراسة – حسبما نشرت مجلة " نصف الدنيا " المصرية الحكومية - أن الصور الملتقطة بالأشعة أظهرت أساليب عمل مدهشة لعمل المخ أثناء الصلاة ، مشيرة إلى أن صورة المخ قد اختلفت في الصلاة عن صورته في الأحوال الأخرى العادية ، وأن نشاط الخلايا العصبية في المخ قد انخفض وظهر بلون لامع في الأشعة .
ومن جانبه أكد رامشاندرن أن هذه النتائج والصور تعد دليلا علميا على ما يسمى بالسمو الروحي وعلى وجود الدين في المخ ، وهو ما ينسحب تأثيره على بقية الأعضاء مثل العضلات والعين والمفاصل وتوازن الأجهزة .
وأضاف أن الأعضاء كلها ترسل إشارة إلى المخ أثناء الصلاة وهو ما يترتب عليه زيادة نشاطه ، إلى أن يفقد مخ المصلى علاقته مع الجسم تماما ويصبح مجرد عقل خالص ينسحب من العالم الأرضي إلى عالم آخر .
من جانبها أكدت صحيفة " واشنطن بوست " أن مثل هذه الأبحاث والدراسات تشكل اجتهادا كبيرا من العلماء لكسر الحاجز بين الإنسان وأسرار المخ ، بينما أبدت صحيفة " ساينس " ارتياحها لهذه الأبحاث ، مشيرة إلى أهميتها في توضيح العلاقة بين الدين والعلم .
يذكر أن هذه الأبحاث فندت تماما نتائج دراسات وليم جيمس – رائد سيكولوجية الدين – حول أسرار الدين في المخ ، والتي انتهى فيها إلى أن العلم والدين ينتميان إلى عالمين مختلفين تماما
سبحان الله
(...الجواب...)
أدري عن صِحّة الدراسة ، ولكن الدِّين لا يتعارض مع العِلْم ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية فإن العبادة هدفها أسمى من صِحّة الإنسان ، وهو التَّقَرّب إلى الرحيم الرحمن ، وطلب مرضاته ، والفوز بجناته .
ومعلوم أنّ المخلوقات كلها منتظمة في هذا الكون ، خاضعة لله عزّ وَجَلّ ، إلا ما كان مِن أغبياء بني آدم !(1/201)
قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) .
فالذي يسجد لله ويخضع له وينقاد لأوامره مُنسجِم مع هذا الكون ، وهو مُكرَم مُكرّم .
ومن لم يكن كذلك فهو نشاز في هذا الكون ، مُهان قد أهان نفسه ودسّاها .
وقال عليه الصلاة والسلام : ما تستقل الشمس فيبقى شيء مِن خَلق الله إلاَّ سبح الله إلاَّ ما كان من الشياطين وأغبياء بنى آدم . قال الوليد : فسألت صفوان بن عمرو : ما أغبياء ؟ فقال : الغَباء شِرَار خَلْق الله . رواه الطبراني في مسند الشاميين . وقال الألباني : حسن .
والله تعالى أعلم .
***********************************
55-نرجو منكم الرد على شبهة حول الإمام أحمد بن حنبل
(...السؤال...)
هذه شبهة يرودها الصوفيون في منتدياتهم .. و قد أثارت حفيظتي ..
و هي عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى
اقتباس ...
... ... ...
... ...
... يقول الامام احمد رحمه الله تعالى قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله رحمه الله (يا ولدي عليك بالحديث و اياك مجالسة هؤلاء الذين سموا
انفسهم الصوفية فانهم ربما كان احدهم جاهلا باحكام دينه فلما صحب ابا حمزة البغدادي الصوفي وعرف احوال القوم اصبح يقول لولده ياولدي عليك
بمجالسة هؤلاء القوم فانهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة)
هذه الكلمات من كتاب تنوير القلوب ص 405 للعلامة الشيخ امين الكردي المتوفي في سنة 1332 ...
...
فما رأيك بالقول و الكتاب ؟ فأنا لا أعرف ما مدى مصداقية هذا الكتاب أو صاحبه ..
(...الجواب...)
رحم الله الإمام الشافعي حيث قال : صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سِوى حرفين :(1/202)
أحدهما : قولهم : الوقت سيف ، فإن لم تقطعه قطعك .
والثاني : قولهم : نفسك إن لم تشغلها بالحق وإلاَّ شغلتك بالباطل .
ولم يكن أهل العِلم يُعوِّلون على أقوال الصوفية وأحوالهم ، فقد كان الإمام أحمد يذمّ كُتُب الحارث المحاسبي .
والثابت عن الإمام أحمد رحمه الله أنه ينهى عن مُجالستهم أيضا !
قال الحاكم : سمعت أحمد بن إسحاق الصبغي سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول : قال لي أحمد بن حنبل : يبلغني أن الحارث هذا يُكثر الكَون عندك ، فلو أحضرته مَنْزِلك وأجلستني في مكان أسمع كلامه ، ففعلت ، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا وصلوا العتمة ، ثم قعدوا بين يدي الحارث وهم سكوت إلى قريب نصف الليل ، ثم ابتدأ رجل منهم وسأل الحارث ، فأخذ في الكلام ، وكأن على رؤوسهم الطير ، فمنهم مَن يبكي ، ومنهم مَن يَخِنّ ، ومنهم مَن يَزعق، وهو في كلامه فصعدت الغرفة فوجدت أحمد قد بَكى حتى غُشي عليه . إلى أن قال : فلما تفرقوا قال أحمد : ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء ، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا ، وعلى هذا فلا أرى لك صحبتهم !
قال الإمام الذهبي :
قلت : إسماعيل وثقه الدارقطني ، وهذه حكاية صحيحة السند مُنكرة ، لا تقع على قلبي ، أستبعد وقوع هذا من مثل أحمد ! [ يعني أنه يبكي ويُغشى عليه ]
قال الذهبي :
وأما المحاسبي فهو صدوق في نفسه ، وقد نقموا عليه بعض تصوفه وتصانيفه !
قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي : شهدت أبا زرعة وقد سُئل عن الحارث المحاسبي وكُتُبِه ، فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كُتب بِدع وضلالات ، عليك بالأثر ، فإنك تجد فيه ما يُغنيك . قيل له : في هذه الكتب عِبرة . فقال : من لم يكن له في كتاب الله عِبرة فليس له في هذه الكُتُب عِبرة ، بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صَنَّفُوا هذه الكتب في الْخَطَرَات والوساوس ؟ ما أسرع الناس إلى البدع !(1/203)
ثم قال الذهبي : وأين مثل الحارث ؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كـ " القوت " لأبي طالب ؟ وأين مثل القوت ؟ كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم ؟ وحقائق التفسير للسُّلَمي ؟ لَطَار لُبُّه ! كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك ، على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات ؟ كيف لو رأى الغُنية للشيخ عبد القادر ؟ كيف لو رأى فُصوص الحكم والفتوحات المكية ؟ بلى لَمَّا كان الحارث لِسان القوم في ذاك العصر كان مُعَاصِره ألف إمام في الحديث ، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهوية ، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسي وابن شحانة كان قطب العارفين كَصَاحِب الفُصوص وابن سفيان ! نسأل الله العفو والمسامحة آمين . اهـ .
وفي تاريخ بغداد من طريق أبي القاسم النصراباذي قال : بلغني أن الحارث المحاسبي تَكَلّم في شيء مِن الكلام ، فََهَجَرَه أحمد بن حنبل ، فاختفي في دار ببغداد ومات فيها ، ولم يُصَلّ عليه إلاَّ أربعة نَفَر .
والإمام أحمد لم يصحب أبا حمزة البغدادي بل كان أبو حمزة البغدادي هو الذي جالَسَ الإمام أحمد . كما ذكره أهل السير والتراجم .
قال الإمام الذهبي : ولأبي حمزة انحراف وشطح له تأويل !
وقال : ففي الحلية عن عبد الواحد بن بكر حدثنا محمد بن عبد العزيز سمعت أبا عبد الله الرملي يقول : تكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فَقَبِلُوه ، فصاح غراب فَزعق أبو حمزة : لبيك لبيك ! فنسبوه إلى الزندقة ، وقالوا : حلولي ، وشهدوا عليه وطُرِد وبِيع فَرسه بالمناداة على باب الجامع : هذا فرس الزنديق .
قال أبو نصر السراج صاحب اللمع : بلغني أنه دخل على الحارث المحاسبي فصاحت شاة : ماع ! فشهق ، وقال : لبيك لبيك يا سيدي ، فغضب الحارث ، وأخذ السكين وقال : إن لم تتب أذبحك !(1/204)
وأبو حمزة البغدادي هو الذي يُروى عنه أنه قال : إني لأستحيي من الله تعالى أن أدخل البادية وأنا شبعان ، وقد اعتقدت التوكل لئلا يكون سَعيي على الشِّبع زادًا أتَزَوّده . رواه عنه ابن عساكر في " تاريخ مدينة دمشق " .
قال ابن الجوزي رحمه الله : ذِكْر أشياء عن الصوفية لا يَجوز فِعْلها
والتاسع أنه ذكر أشياء عن الصوفية لا يجوز فعلها فربما سمعها المبتدئ القليل العِلم فظنها حسنة فاحتذاها ، مثل ما روي عن أبي حمزة الصوفي أنه وقع في بئر فجاء رجلان فطماها فلم ينطق ، حَمْلاً لنفسه على التوكل بِزَعمه ، وسكوت هذا الرجل في مثل هذا المقام إعانة على نفسه ، وذلك لا يَحِلّ ، ولو فَهِم معنى التوكل لَعَلِم أنه لا يُنافي استغاثته في تلك الحال ، كما لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من التوكل بإخفائه الخروج من مكة ، واستئجاره دليلا واستكتامه واستكفائه ذلك الأمر ، واستتاره في الغار ، وقوله لِسُراقة : أخْفِ عَنّا .
فالتوكل الممدوح لا يُنال بفعل محذور ، وسكوت هذا الواقع في البئر محظور عليه ، وبيان ذلك أن الله عز وجل قد خلق للآدمي آلة يُدَافع بها عن نفسه الضرر ، وآلة يجتلِب بها النفع ، فإذا عَطَّلَها مُدّعيا للتوكل كان جهلا بالتوكل ورَدًّا لِحِكْمة الواضِع . اهـ .
وقال الإمام القرطبي في تفسيره ردًّا على مثل ذلك القول ، حيث يَقول في قَوْلِه تَعَالى : (آَتِنَا غَدَاءَنَا) : فيه مَسْألَة وَاحِدَة ، وهو اتِّخَاذ الزَّاد في الأسْفَار ، وهو رَدّ على الصُّوفِيَّة الْجَهَلَة الأغْمَار ! الذِين يَقْتَحِمُون الْمَهَامِه والقِفَار زَعْمًا منهم أنَّ ذلك هو التَّوَكُّل على الله الوَاحِد القَهَّار ! هذا مُوسَى نَبِيّ الله وكَلِيمه مِن أهْل الأرْض قد اتَّخَذ الزَّاد مَع مَعْرِفَتِه بِرَبِّه وتَوَكُّلِه على رَبِّ العِبَاد .(1/205)
وفي قَوْله تَعالى حِكَايَة عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام : (إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) . قال القرطبي : لا يَجُوز لأحَد أن يَتَعَلَّق بِهَذا في طَرْح وَلَدِه وعِيَالِه بِأرْض مَضْيَعَة اتِّكَالاً على العَزِيز الرَّحِيم واقْتِدَاء بِفِعْل إبْراهيم الْخَلِيل ، كَمَا تَقُول غُلاة الصُّوفِيَّة في حَقِيقَة التَّوَكُّل ! فإنَّ إبراهيم فَعَل ذلك بِأمْر الله ، لِقَوْلِه في الْحَدِيث : آلله أمَرَك بِهَذا ؟ قال : نعم . اهـ .
وللقرطبي رحمه الله ردود كثيرة على الصوفية من خلال تفسيره .
مما يُؤكِّد أن أهل العلم لا يُعوِّلون على أقوال الصوفية ولا على أحوالهم ، فليسوا مِن العِلْم ولا مِن بابته !
والله تعالى أعلم .
***********************************
56-هل هناك حرج في نشر هذا الكلام ( امتحان الله وإمتحان البشر )
(...السؤال...)
هل هناك حرج في نشر هذا الكلام ولماذا ؟؟؟
*****************************************
امتحان البشر : في عدة كتب متشعبة صعبة تستهلك طاقة التلميذ وجهده
امتحان الله سبحانه : في كتاب واحد ميسّر )القرآن العظيم )
امتحان البشر : الأسئلة فيه مجهولة إلى لحظة البدء بالإمتحان
امتحان الله سبحانه : الاسئلة به معلومة واضحة قبل الامتحان وهي :
من ربك ؟؟
ما دينك ؟؟
من نبيك ؟؟
شبابك فيما أبليته ؟؟
عمرك فيما أفنيته ؟؟
مالك من أين اكتسبته ، وفيمَ أنفقته ؟؟
وعلمك ماذا عملت به ؟؟
امتحان البشر : لا يخبرونك بالإجابة قبل الإمتحان
امتحانه سبحانه : يخبرك بالإجابة النموذجية خلال الإمتحان
امتحان البشر : المعلّمون الذين تمّ اختيارهم لشرح المنهج خطاءون
امتحان الله تعالى : المعلّمون الذين اختارهم الله لنهجه معصومون
امتحان البشر : فترة الإجابه فيه لا تزيد عن ساعات
امتحان الله: فترة الإجابة على الأسئله تمتد أكثر من سبعين سنة وهو عمر الإنسان(1/206)
امتحان البشر : الدورالثاني فيه مرة واحدة والنجاح فيه غير مضمون
امتحان الله: الدور الثاني مفتوح للعبد إلى أن يغرغر قبل الموت والنجاح فيه مضمون بإذن الله
امتحان البشر : الدرجة الكبرى فيه 100 درجة
امتحانه تبارك : الدرجة الكبرى فيه 700 ويضاعف الله لمن يشاء
امتحان البشر : نتيجته للدنيا فقط
امتحان الله : نتيجته للدنيا والآخرة
امتحان البشر : ينسى بعد اجتياز الامتحان
امتحان الله : لا ينسى فهو يحفظ في كتاب مبين
امتحان البشر : جائزته من حبر و ورق
امتحان الله : جائزته جنات الخلود ( اللهم إني أسالك من فضلك)
فعجباً لمن ينجحون في امتحان البشر ويرسبون في امتحان الله !!!
(...الجواب...)
لا يجوز مثل هذا القول ، وهو مُقارنة صنيع البشر واختباراتهم بِما جاء عن الله ، وذلك لِعِدّة اعتبارات :
الأول : أنهم جَعلوا الامتحان (في كتاب واحد ميسّر (القرآن العظيم)) ، فأين سُنة النبي صلى الله عليه وسلم التي بيّنت ما في القرآن ، بل وزادت على ما فيه .
قال عليه الصلاة والسلام : ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه ، وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .
وفي رواية : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول : عليكم بالقرآن ! فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه . رواه الإمام أحمد .
الثاني : جعْلهم (فترة الإجابة على الأسئلة تمتد أكثر من سبعين سنة وهو عمر الإنسان) ، وليس كل إنسان يعرف الإجابة يُوفّق للإجابة عن تلك الأسئلة ، بل لا يُوفّق لها إلاّ المؤمن الموقِن .(1/207)
قال عليه الصلاة والسلام : ولقد أُوحي إليّ أنكم تُفتنون في القبور مثل أو قريبا مِن فتنة الدجال ، يُؤتَى أحدكم فيقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنّا واتّبعنا ، فيقال : نَم صَالِحًا ، فقد علمنا إن كنت لمؤمنا ، وأما المنافق أو المرتاب فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فَقُلْتُه . رواه البخاري ومسلم .
الثالث : أنهم جَعلوا (الدرجة الكبرى فيه 700 ويضاعف الله لمن يشاء) ، فكيف تكون درجة كُبرى ، وهي مُحتملة للزيادة ؟!
وجعلوا الحسنات بمنْزِلة الدرجات الدنيوية ، ولا مُقارنة بينهما .
الرابع : أنهم جعلوا اختبار الدنيا (نتيجته للدنيا فقط) ، وهذا ليس صحيحا على إطلاقه ، بل قد تكون نتيجته للدنيا والآخرة ، إذا قَصَد به صاحبه وجْه الله تبارك وتعالى .
وعلى كُلّ فقد سُئل شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن منشور بعنوان : " رحلة سعيدة " فيه تَشبيه رِحْلة الإنسان إلى الآخرة بِرحلات الطيران ، فكان مما قاله رحمه الله :
أرى أن هذه الطريقة مُحرّمة ؛ لأنه يجعل الحقائق العلمية الدينية كأنها أمور حسية ، ثم فيها نوع من السخرية في الواقع ، وأرى من رآها مع أحد فليُمزقها - جزاه الله خيراً - ويقول : إن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فوق رحلات الطائرة ، وفوق الاتصالات وما أشبهه . انتهى كلامه رحمه الله .
والله تعالى أعلم .
***********************************
57-عشرة أشياء لن يسألك الله عنها
(...السؤال...)
هل يجوز نشر مثل هذي المواضيع..عشرة أشياء لن يسألك الله عنها لن يسألك ما نوع السيارة التي تقودها بل سيسألك كم شخصا نقلت بسيارتك ولم تكن لديه وسيلة مواصلات لن يسألك كم مساحة بيتك بل سيسألك كم شخصا استضفت فيه لن يسألك عن الملابس في خزانتك بل سيسألك كم شخصا كسيت(1/208)
لن يسألك كم كان راتبك بل سيسألك كيف أنفقته وكيف لم تتفاخر به أمام الناس لن يسألك ما هو مسماك الوظيفي بل سيسألك كيف أديت عملك بقدر ما تستطيع لن يسألك كم صديقا كان لديك بل سيسألك لكم شخص كنت أنت صديقا مخلصا لن يسألك عن الحي الذي عشت فيه بل سيسألك أي نوع من الجيران كنت
لن يسألك عن لون بشرتك بل سيسألك عن مكنونات نفسك ونظرتك للآخرين لن يسألك كم استغرقت من الوقت لتجد السلام النفسي وتؤمن ببارئك بل سيأخذك لقصرك في الجنة وليس إلى بوابات جهنم
لن يسألك الله عن عدد الأشخاص الذين أرسلت لهم هذه الرسالة بل سيسألك إن كنت قد خجلت من إرسالها لأصدقائك وأنا بدوري قد أرسلتها لكم ،،،، هل سترسلوها لأحد ؟؟؟
في اللحظات السعيدة أثن على الله وسبحه في الأوقات العصيبة توجه إلى الله في اللحظات الهادئة الصامتة أعبد الله في الأوقات الأليمة القاسية ثق برحمة الله وفي كل وقت
(...الجواب...)
هذه الأسئلة تحتاج إلى إثبات أن الله سوف يسألك عنها .
وبعضها – إن لم يكن أكثرها – من القول على الله بغير عِلم .
ولو اقتَصَر على ما ثبت السؤال عنه لكان أولى بمن كَتَبها .
فلو اقتصر – مثلا – على السؤال عن الخمس التي لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسال عنها .
وكذلك ما جاء في الحديث :
إن الله عز وجل يقول يوم القيامة :
يا ابن آدم مرضت فلم تعدني . قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده .
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تُطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي .
يا ابن آدم استسقيتك فلم تَسقني . قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم تَسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي . رواه مسلم .
فمثل هذه الأشياء سوف يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة .(1/209)
أما قوله :
(كم شخصا نقلت بسيارتك) ؟
(كم شخصا استضفت) ؟
(كم شخصا كسيت) ؟
فالسؤال عن هذه الأشياء يحتاج إلى إثبات ودليل .. ولا دليل - فيما أعلم - .
وقوله : (سيسألك عن مكنونات نفسك ونظرتك للآخرين)
أقول : هذا غير صحيح ؛ لأن الله لا يسأل ولا يُحاسِب عن مكنون النفس إذا كان من قَبِيل : حديث النفس أو الهاجِس أو الخاطر . لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم .
ويَسأل سبحانه وتعالى عن أعمال القلوب ، لا عن مكنونات الأنفس .
وقوله : (سيسألك إن كنت قد خجلت من إرسالها لأصدقائك )
فأقول : وهل هذه الرسالة مما يَجب علينا إرساله ، حتى نُسأل عنها يوم القيامة ؟
وهل إذا خجل الإنسان من فِعلِ شيء ما ، سوف يُسأل عنه يوم القيامة ؟
نعم .. لو كان الخجل فيما يتعلّق بإنكار مُنكَر ، لوَرَد السؤال .
وحَريّ بِكل من أراد نشر شيء يتعلّق بالدِّين أن يَرجع إلى أهل الاختصاص ، فإننا لو أردنا نشر معلمة طبية أو غيرها ، لرجعنا إلى أهل الاختصاص .
ودِين الله أولى بالحفظ والصيانة عن العبث .
والله تعالى أعلم .
***********************************
58-مد الأقدام باتجاه القبلة
(...السؤال...)
يا شيخنا الفاضل و لدي سؤال أثارته قراءتي لهذا الموضوع عندما نحضر الدروس في المسجد بعد الصلاة تقوم بعض النسوة بمد أرجلهن باتجاه القبلة ؟؟ فما الحكم في ذلك ؟
و هناك أمر آخر أمي تنهاني منذ الصغر أن يمد أحدنا رجله و هو جالس في أي مجلس لأنه عيب و تقول مخالف للسنة فهل لهذا الأمر من صحة ؟
(...الجواب...)
أما الأول : فليس فيه حرج ، ولم يرد نهي عن مدّ الأرجل تجاه القبلة ، ولا حتى تجاه الكعبة حال كون المسلم في الحرم .
ولكن يُنهى المسلم عن مدّ رجله تجاه المصحف . والكعبة مُعظّمة ولها حُرمتها ، ولكن لا تصل في التعظيم إلى تعظيم القرآن ؛ لأن القرآن كلام الله وهو ليس مخلوق ، بخلاف الكعبة .(1/210)
وأما الثاني : فهذا أدب تنبغي مراعاته خاصة عند من يُكرم ويُجلّ ، كالعالم أو كبير السن ، أو الوالد . روى البخاري في الأدب المفرد عن كثير بن مرة قال :
دخلت المسجد يوم الجمعة فوجدت عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه جالسا في حلقة ماداً رجليه بين يديه ، فلما رآني قبض رجليه ، ثم قال لي : تدري لأي شيء مددت رجلي ؟ ليجيء رجل صالح فيجلس .
وكان الإمام الشافعي - رحمه الله - يقول : ما مددت رجلي إلى جليسي قط .
ولذا قال الشيخ - رحمه الله - في الفتوى المتقدمة : ولهذا لو أن رجلاً مُحتَرماً عندك أمامك ما استطعت أن تمدّ رجليك إليه تعظيماً له ، فكتاب الله أولى بالتعظيم .
والله تعالى أعلى وأعلم
***********************************
59-كيفية موت الامام محمد بن عبد الوهاب
(...السؤال...)
كيف مات الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله . حيث سمعنا من الشيعة كلام كتير عن ميته بشعة تدل علي سوء خاتمة والعياذ بالله والاغلب انها من ضلالهم
(...الجواب...)
ليس هناك أكذب من الرافضة ، وهذه عادتهم مع كل مُصلِح ، فأكثر من تكرهه الرافضة وتسبه وتنسب إليه الأكاذيب : القائد صلاح الدِّين الأيوبي ، لأنه هو الذي هَدَم دولتهم في مصر ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، لأنه أكثر مَن نقض باطلهم وكشف زيفهم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، لأنه أرسى دعائم التوحيد ، وردّ على الرافضة .
وما قيل في وفاته رحمه الله كذب باتِّفاق العقلاء الذين عرفوه ، وكُتُب التواريخ المعاصرة للشيخ شاهدة أنه مات على خاتمة حسنة .
فقد كان الشيخ رحمه الله في آخر عمره يلهج بقول الله تعالى : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .(1/211)
وكان الشيخ رحمه الله قد ثَقُل في آخر عمره ، فكان يَخرُج إلى صلاة الجماعة يُهادَى بين رَجُلين حتى يُقام في الصّف ، وله من العمر نحو اثنتين وتسعين سنة .
وعادة الله معلومة في حُسن الخاتمة لِمن كان صادقا مع الله تبارك وتعالى ، ونحسب الشيخ رحمه الله منهم .
وهنا مزيد بيان فيما يتعلّق بدعوة الشيخ رحمه الله :
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=639
والله تعالى أعلم .
***********************************
60-طفل سوداني ولد مختوما بالشهادتين على راسه
(...السؤال...)
معجزة الهية تدل على صدق قول الله في كتابه الكريم.. ( سنريهم اياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين اهم انه الحق )
(...الجواب...)
أولاً : الرابط الذي تم وضعه لموقع رافضي ! ومعلوم عند أهل العِلْم أن الرافضة أكذب الناس !
ثانيا : ليس في رأس المولود ما يُقطَع بأنه لا إله إلا الله ، والصورة تُكلِّف في إثبات أنها شهادة التوحيد .
وما في رأس الطفل نتوءات اعتبروها شهادة التوحيد !
ثالثا : لو صَحّ ذلك فأي آية في ذلك ؟
ولو كان في ذلك كرامة لكان أتقى الناس وأبرّ الناس أولى بها .
والكرامة تكون لِحُجّة أو لِحاجة .
لِحُجَّة : لإقامة حُجّة على المخالفين .
ولِحاجَة : لتثبيت أولياء الله .
وهذا غير مُتحقق في رأس صبي تكون به نتوءات يُتخيَّل أنها شهادة التوحيد !
رابعا : ليست هذه أوّل طوامّ الروافض ولا آخرها ! فقد خرجوا علينا قبل فترة برأس خروف ! أسموه ( خروف الإمام ) !
وزعموا أنها كرامة أو مُعجزة - على حدّ قولهم - ، وزعموا أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه رسم صورة سيفه على ( قَرْن الخروف ) !
وصاروا بعد ذلك يتبرّكون بذلك الخروف !
شاهد خروف الرافضة من هنا :
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/sheep3.rm
والله المستعان .
* تجب العناية بِكتابة الآيات حتى إذا نُقِلَت من موقع آخر ..
***********************************(1/212)
61-معجزهـ الاهيه في صدر كل انسان + صورهـ
(...السؤال...)
ما مدى صحة هذه الصوره
(...الجواب...)
هذه صورة الرئتين :
وليس فيها ما يُزعَم .
ثم أي فائدة في مثل هذا ؟!
وأخشى أن يكون هذا من تلاعب الزنادقة بأهل الإسلام مِن أجل السخرية بهم !
وحصل مثل هذا .
ويُقال مثل ذلك صورة تفاحة كُتِب عليها ( لا إله إلا الله ) ، أو صورة تمرة ، أو بطيخة ، أو غيرها مما يتناقله الناس عبر الشبكة ، مما لا فائدة فيه ، ومما يُعلَم بُطلان كثير منه .
والله المستعان .
***********************************
62-صحة أن الله سبحانه خلق حواء من آدم وهو نائم؟
(...السؤال...)
شيخنا الفاضل هناك موضوع منتشر في المنتديات ، بأن الله سبحانه وتعالى خلق حواء من آدم وهو نائم .السؤال :هل صحيح أن الله سبحانه وتعالى خلق حواء من آدم وهو نائم ؟
وهذا نص الموضوع
....................................
الكثير منا يجهل لماذا خلقت حواء من أدام وهو نائم هنا بأذن الله سوف تجدون الإجابة..
حين خلق الله
ادم عليه السلام كان هو أول بشري وُجد .. كان يسكن الجنة ..
و بالرغم من كل ما هو موجودٌ هناك استوحش ..
فحين نام خلق الله حواء من ضلعه ....!!!
يا تُرى ما السبب ؟؟!!...
لِما خُلقت حواء من آدم و هو نائم ؟؟!!!
لِما لم يخلقها الله من آدم و هو مستيقظ ؟؟!!
أتعلمون السبب ؟؟
يُقال إن الرجل حين يتألم يكره، بعكس المرأة التي حين تتألم تزداد عاطفةً و حباً !!...
فلو خٌلقت حواء من آدم عليه السلام و هو مستيقظ لشعر بألم خروجها من ضلعه
و كرهها، لكنها خُلقت منه و هو نائم .. حتى لا يشعر بالألم فلا يكرهها..
بينما المرأة تلد و هي مستيقظة ، و ترى الموت أمامها ، لكنها تزداد عاطفة ..
و تحب مولودها ؟؟ بل تفديه بحياتها ...
لنعدْ إلى آدم و حواء ..
خُلقت حواء من ضلعٍ أعوج ، من ذاك الضلع الذي يحمي القلب ..
أتعلمون السبب ؟؟
لأن الله خلقها لتحمي القلب .. هذه هي مهنة حواء .. حماية القلوب ..(1/213)
فخُلقت من المكان الذي ستتعامل معه ..
بينما آدم خُلق من تراب لأنه سيتعامل مع الأرض ..
سيكون مزارعاً و بنّاءً و حدّاداً و نجاراً ..
لكن المرأة ستتعامل مع العاطفة .. مع القلب .. ستكون أماً حنوناً ..
وأختاً رحيماً .. و بنتاً عطوفاً ... و زوجةً وفية ..
خرجنا عن سياق قصتنا ..
لنعدْ ...
الضلع الذي خُلقت منه حواء أعوج !!!!
يُثبت الطب الحديث أنه لولا ذاك الضلع لكانت أخف ضربة على القلب سببت نزيفاً ،
فخلق الله ذاك الضلع ليحمي القلب .. ثم جعله أعوجاً ليحمي القلب من الجهة الثانية ..
فلو لم يكن أعوجاً لكانت أهون ضربة سببت نزيفاً يؤدي – حتماً – إلى الموت ..
لذا ...
على حواء أن تفتخر بأنها خُلقت من ضلعٍ أعوج ..!!
و على آدم أن لا يُحاول إصلاح ذاك الاعوجاج ، لأنه و كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إن حاول الرجل إصلاح ذاك الاعوجاج كسرها ..
و يقصد بالاعوجاج هي العاطفة عند المرأة التي تغلب عاطفة الرجل ...
فيا ادم لا تسخر من عاطفة حواء ...
فهي خُلقت هكذا ..
و هي جميلةٌ هكذا ..
و أنتَ تحتاج إليها هكذا ..
فروعتها في عاطفتها ..
فلا تتلاعب بمشاعرها ....
و يا حواء ، لا تتضايقي إن نعتوكِ بناقصة عقل ..
فهي عاطفتكِ الرائعة التي تحتاجها الدنيا كلها ...
فلا تحزني.....
أيتها الغالية ...... فأنتِ تكادِ تكونين المجتمع كله ..
فأنتِ نصف المجتمع الذي يبني النصف الآخر
(...الجواب...)
القول بأن الله خَلَق حواء من ضِلع آدم ، هو قول جماهير الْمُفسِّرِين ، في تفسير قوله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) ، وقوله تبارك وتعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) .
وهو قول جمهور شُّرَّاح الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم : إن المرأة خُلِقَتْ مِن ضلع . رواه البخاري ومسلم .(1/214)
قال ابن عطية في قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) : قال جمهور المفسرين : المراد بالنفس الواحدة آدم عليه السلام ، بِقوله : (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) حواء ، وقوله : (مِنْهَا) يُريد ما تقدم ذِكْره مِن أنّ آدم نام فاسْتُخْرِجَت قصرى أضلاعه ، وخُلِقَت منها حواء .
واسْتَدَلّ ابن عطية بالحديث " خُلِقَتْ مِن ضلع " على كون حواء خُلِقت مِن ضِلع آدم عليه الصلاة والسلام .
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى : (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) : وهي حواء عليها السلام خُلِقَتْ مِن ضلعه الأيسر مِن خَلفه وهو نائم ، فاستيقظ فرآها فأعجبته ، فأنِس إليها ، وأنِسَت إليه .
وجاء هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما ، فقد روى عنه ابن أبي حاتم والبيهقي في شُعب الإيمان قوله : : خُلق الرجل من الأرض فَجُعِلَتْ نِهْمَته الأرض ، وخُلِقت المرأة من الرجل فجُعِلت نِهمتها في الرجل ؛ فاحْبِسُوا نساءكم .
وأما سبب خلق حواء من ضلع آدم وهو نائم ، فهو التماس حِكمة ذلك ، وليس بين أيدينا نصّ على ذلك ، ولا شكّ أن الْحِكْمَة ضالّة المؤمن ، أنّى وجدها فهو أحقّ بها ، إلاّ أنه لا يُمكن الْجَزْم بأن ما ذُكِر هو السبب ، ولذلك يُصدِّر العلماء مثل هذا القول بِصيغة تمريض وتضعيف .
قال الإمام السمعاني في تفسيره : وفي الخبر أن الله تعالى لَمَّا خَلَق آدم أُلْقِي عليه النوم ، ثم أُخِذ ضِلعا مِن أضلاعه وخُلِق منه حواء ، فجلست بجنبه ، فلما انتبه رآها جالسه بجنبه . وقيل : إنه لم يُؤذه أخْذ الضلع شيئا ، ولو آذاه لَمَا عَطف رَجُل على امرأة أبدا . اهـ .
والله تعالى أعلم .
***********************************
63-حساب سرعة الضوء!!!!!!!!
(...السؤال...)
وجدت هذا الموضوع فى احد المنتديات و ارجوا رايكم فيه:-
وهذا نصه
"السلام عليكم...
دهشت كثيرا ...
حيث قام احد العلماء المسلمين بحساب سرعة الضوء الاعتماد على القران الكريم ..(1/215)
حيث يقوم بشرح معادلة توصل إليها في ضوء أية في القران الكريم ..
وأعلن ذلك في مؤتمر صحفي شهير ...
القران الكريم كتاب نزل من الله سبحانه وتعالى علي خاتم الانبياء
محمد صلي الله عليه وسلم.
و هو يحتوي على حقائق علمية كثيرة و منها :
سرعة الضوء
جرت اول المحاوات لتقدير سرعة الضوء بواسطة العالم اولاس رومر في عام 1767
وتوصل الي انها تساوي 299792كم/الثانية .
وفي الموتمر الدولي للمعاير المنعقد في باريس عام1983 اعلن العلماء ان سرعة
الضوء تساوي :
299792.458كم/الثانية
وفي القران الكريم:
في سورة السجدة الاية 5 يقول المولى سبحانه وتعالى
(( يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَآءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي
يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ))
وبواسطة العالم الدكتور محمد دودح تم التوصل الي سرعة الضوء في القران الكريم :
توجد قاعدة عامة في الفيزياء تنص علي ان
سرعة اي جسم= المسافة / الزمن .
الزمن =زمن يوم ارضي= 86164.09966 ثانية
المسافة=مقدار الف سنة من مسيرة القمر=12000 دورة قمرية
وهي مسافة المجرة التي يقطعها القمر في مدار منعزل
= 12000 × متوسط السرعة المدارية للقمر × زمن الشهر القمري
=12000×368207× 0. 89157×655. 7198395
وبذلك تكون المسافة=25.83134723 بليون كم
و بتطبيق المعادلة :
وذلك بقسمة رقم المسافة(25831347230 كم) على رقم الزمن(86164.09966 ثانية) تكون
سرعة الضوء تساوي = 299792.458 كم/ثانية
وهو نفس الرقم الذي توصل اليه العلماء واعلن عنه في الموتمر الدولي للمعايير
المنعقد في باريس عام 1983 بعد اكثر من الف سنة
فسبحان الخالق الذي انزل هذا الكتاب علي النبي محمد وبه حقائق توصل اليها
العلماء بعد اكثر من الف سنة م ن نزوله.وهذا دليل علي صدق اياته لمن يكفر بذلك.
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"
وقمت انا بالرد عليه كما يلى:-
" السلام عليكم(1/216)
اعزك الله اخى بدينه الاسلام واعزنا به
ثانيا المعادلات والعلميه وما يسمى بالحقائق العلميه فى تغير مع الزمن ومع اكتشاف الاجهزه الحديثه ويرى الكثير من العلماء الاجلاء وطلبه العلم ان الربط بين تفسير القران الكريم والمعادلات العلميه سواء قيل بثباتها او لا ان فيه نظر
فماذا سيكون قولك انت ان تغيرت الحقيقه العلميه بعد عشرات السنين او غيرك بعد مئات السنوات وقد تم ربط تفسير القران بها"
(...الجواب...)
أولاً : القول في ذلك ما قُلْتَه أنت – حفظك الله – ، وهو أن حقائق القرآن ثابتة لا تتغيّر وحقائق العِلْم النظري التجريبي قابلة للتغيّر .
قال سيد قطب رحمه الله :
لا يجوز أن نعلق الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن أحيانا عن الكون في طريقه لإنشاء التصور الصحيح لطبيعة الوجود وارتباطه بخالقه , وطبيعة التناسق بين أجزائه .. لا يجوز أن نُعَلّق هذه الحقائق النهائية التي يذكرها القرآن , بفروض العقل البشري ونظرياته , ولا حتى بما يسميه "حقائق علمية " مما ينتهي إليه بطريق التجربة القاطعة في نظره . إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني - أيا كانت الأدوات المتاحة له - فهي حقائق غير نهائية ولا قاطعة ; وهي مقيدة بحدود تجاربه وظروف هذه التجارب وأدواتها .. فَمِن الخطأ المنهجي - بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته - أن نُعَلِّق الحقائق النهائية القرآنية بحقائق غير نهائية . وهي كل ما يصل إليه العلم البشري . اهـ .
ثانيا : ما في ذلك من التَّكَلّف في إيجاد تلك القيمة الزمنية .
ثالثا : بالإضافة إلى أن القرآن كِتاب هداية وليس كِتاب حساب وهندسة !
رابعا : ما يُعارض ذلك التفسير بأنه وَرَدت غير آية في تحديد أيام العُروج .
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب :
قوله تعالى : ( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .(1/217)
هذه الآية الكريمة تدل على أن مقدار اليوم عند الله ألف سنة ، وكذلك قوله تعالى : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) .
وقد جاءت آية أخرى تدل على خلاف ذلك ، وهي قوله تعالى في سورة سأل سائل : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ) الآية .
اعلم أولاً أن أبا عبيدة روى عن إسماعيل ابن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة أنه حضر كلاً من ابن عباس وسعيد ابن المسيب سُئل عن هذه الآيات فلم يَدْرِ ما يقول فيها ويقول : لا أدري .
وللجمع بينهما وجهان :
الوجه الأول : هو ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس من أن يوم الألف في سورة الحج هو أحد الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض ، ويوم الألف في سورة السجدة هو مقدار سير الأمر وعُرُوجه إليه تعالى . ويوم الخمسين ألفاً هو يوم القيامة .
الوجه الثاني : أن المراد بجميعها يوم القيامة وأن الاختلاف باعتبار حال المؤمن والكافر ؛ ويدل لهذا قوله تعالى : ( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) ذكر هذين الوجهين صاحب الإتقان . والعلم عند الله . اهـ .
خامسا : هل سُرعة الملائكة هي سرعة الضوء ؟!
هذا يحتاج إلى دليل ، ولا دليل على ذلك إلاّ ما قيل في هذا التّكلّف .
على أن حساب زمن يوم أرضي ليس دقيقا فيما يبدو !
***********************************
64-سؤال عما قيل عنه " ذكاء الإمام علي ( رضي الله عنه) " .
(...السؤال...)
كتب أحد الأخوة هذا الموضوع
ويحوي معلومات جديده ومهمه
ولكن لا نعلم صحة ماذكر وللأسف..
فأردت نقل الموضوع إلى شخصكم الكريم للتأكد من صحة ما ذكر
لا حرمك ربي الأجر..
وددت وضع الموضوع بمنتديات الارشاد للفتاوى
لكن حجم الموضوع كبير جدا
الموضوع..(1/218)
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا أرجو من الجميع قراءة المشاركة ولا يمل من طول الأمر ففيها معلومات يمكن البعض أول مرة يسمعها ففيها كيف الله خسف بالقرود والعقرب والثعلب والفيل. لا أطول عليكم تابع حتى النهاية ففيها كيف رد الإمام ( علي رضي الله عنه) على 46 سؤالاً ( على الرهبان )
ذكاء الإمام علي ( رضي الله عنه)
روى ابن إسحاق ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه :
لما انتقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الرفيق الأعلى ، واستقر بعده في الخلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
فينما هو ذات يوم جالس بعد صلاة الظهر في محرابه وهو يحدث بما سمعه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذ اقبل من الشام راهب ومعه ألف راهب .
فوقفت جميع الرهبان على باب المسجد وقال كبريهم الراهب : السلام عليك يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) .
أبو بكر :السلام على من اتبع الهدى , وخشى عواقب الردى ,وأطاع الملك الأعلى , وصدق نبوة محمد المصطفى , فيما أتيت يا راهب ؟
الراهب : أتيت من الشام أنا وهؤلاء الرهبان نسألك عن مسائل وجدناها في كتب آبائنا وأجدادنا , فان شرحها كما هي عندنا آمنا وصدقنا , وعلمنا آن صاحبك محمد (صلى الله عليه وسلم ) نبي كريم من اله السماء .
أبو بكر : اسأل عما شئت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
الراهب : أول ما أسألك يا خليفة محمد (صلى الله عليه وسلم ) عن :
1. مستقر اسمك من جسمك ؟
2. وعن ما أتيت به أنا ومن معي من الشام ؟
3. وأي شئ من البضائع ؟
4. وأخبرني عن الذاريات ذروا ؟
5. والحاملات وقراً؟
6. والجاريات يسراً؟
7. والمقسمات امراً ما هن ؟
8. وأخبرني عن أربعة عشر كلموا الله عز وجل ؟
9. واخبرني عن شئ يتنفس وليس له روح؟
10. وعن الطريق البيضاء التي في السماء ؟
11. وما لم ينزل من السماء ولا هو من الأرض ؟
12. وعن أول قتيل قتل على وجهه الأرض ؟
13. وعن أول شجرة هزتها الريح ؟(1/219)
14. وأخبرني عن شي خلقة الله تعالى واشتراه لنفسه ؟
15. و أخبرني عن شي خلقة الله تعالى وسئل عنه ؟
16. وعن شئ يدخل الجنة وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أن يعمل بعمله ؟
17. وعن شئ تكلم وليس له لحم ولا دم ؟
18. واخبرني عن طير لم تبضه الطيور ؟
19. وعن شئ قليلة حرام وكثيره حرام ؟
20. وعن رسول ليس من النبيين , ولا من الجن , ولا من الأنس , ولا من الملائكة ؟
21. واخبرني عن شئ حلل بعضه وحرم بعضه ؟
22. وعن رجل خاطب امرأة وليس لها ثياب؟ بل عريا نه , ولم يكن لها بمحرم , ولا بينه وبينها حجاب , ولم يلحقه إثم ؟
23. وعن شئ أن فعلته كان حرام , وان تركته كان حراماً ؟
24. واخبرني عن رضاع موسى , وكم أرضعته أمه ؟
25. وعن اليوم الذي كلم الله موسى عليه السلام فيه ؟
26. واخبرني عن ادم عليه السلام كم كان طوله ؟
27. وكم سنة عاش ؟
28. واخبرني عن نفس أوحى الله إليها ولم تكن من الأنبياء ؟
29. واخبرني عن خمسة أكلوا وشربوا ولم يكونوا من ذكر ولا أنثى ؟
30. واخبرني عن جسدين ماتا معا , حرم أحدهما وحلل الآخر ؟
31. وعن الذي أوحى الله أليهما وهما اثنان ؟
32. وعن الطير الذي ذكره الله في القران ؟
33. واخبرني عن رجل حرمت عليه زوجته ساعة من غير طلاق؟
34. واخبرني عن نفس ماتت وأحيت غيرها ؟
35. وأخبرني كم بين المشرق والغرب ؟
36. وكم بين السماء والأرض ؟
37. واخبرني ماذا يقول الكلب في نبحه ؟
38. وماذا يقول الحمار في نهيقه ؟
39. وما يقول البعير في رغائه ؟
40. وما يقول البقر في خواره ؟
41. وما يقول الفرس في صهيله ؟
42. وما يقول الضفدع في نقيقه ؟
43. وما يقوله الديك في صياحه ؟
44. وما يقول الدجاج في صراخه ؟
45. واخبرني عن المنسوخين كم كانوا ؟
46. وبأي ذنب مسخوا ؟
-----------------------------------
ولما سمع أبو بكر رضي الله عنه هذه المسائل من الراهب قال :
أبو بكر : يا أصحاب محمد : هل سمعتم ما قال الراهب ؟(1/220)
الأصحاب : نعم .
أبو بكر : في مثل هذا وأمثاله يحتاج إلى حضور الإمام علي رضي الله عنه فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول :
(أنا مدينة العلم وعلي بابها )
فبعث الإمام علي رضي الله عنه بسلمان الفارسي وقال :
علي : يا سلمان .. ألا يكون حضر إليه الراهب والرهبان معه ؟
سلمان : نعم يا ابن عم رسول الله ؟ من أعلمك بذلك ؟
علي : اخبرني رسل الله (صلى الله عليه وسلم ) بحضورهم في مثل هذا اليوم .
قال سلمان : فلما وصل الإمام علي رضي الله عنه باب المسجد , تلقاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه , وسلم عليه ,
ونهض القوم قياما , والراهب والرهبان ينظرون إلى الإمام علي ,
فسلم على القوم , وجلس في المحراب .
قال : عند ذلك نظر الإمام علي إلى الراهب وقال :
علي : أنت شرخجيل بن شر خيل الشام !! .. فبهت الراهب
وقال : الراهب : العجب من ! .. من أخبرك باسمي ؟
علي : اخبرني باسمك ابن عمي محمد (صلى الله عليه وسلم ) .
الراهب : ألا يكون أنت الطاعن بالرمحين , الضارب بالسيفين في غزوة بدر وحنين .
علي : نعم .
الراهب : اعلم يا فتى ،إنا قد وجدنا في كتبنا مسائل , ولا يشرحها إلا بن عم نبي .
علي : اسأل كما شئت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قال سلمان : فقص الراهب المسائل على الإمام علي رضي الله عنه كما قصها على أبى بكر رضى الله عنه ولما فرغ منها قال له الإمام :
علي : يا راهب إذا شرحت لك هذه المسائل ما الذي يكون لي عليك ؟
الراهب : الذي تقوله أنت يا فتى ....
علي : اطلب منك أن تشهد أن لا اله إلا الله , وان محمد رسول الله .
الراهب : لك ذلك يا فتى .
(الأجوبة على أسئلة الراهب)
1. اعلم يا راهب أن مستقر إسمك من جسمك في آذانك ,
ولان العبد إذا دعي باسمه سمع بأذنه .
2. ما أتيتم به من الشام وجئتم به فإنكم جئتم تسألون عن دين الإسلام حق أم باطل .(1/221)
3. وأما ما جاء معكم من المال فقد جاء معكم ألف أوقية من الذهب وأوقيه من الفضة .
4. وأما الذاريات ذرواً فهي الرياح الأربع : الجنوب , والشمال , والصبا , والدبور .
5. وأما الحاملات وقراً :فهي السحاب تحمل الماء من مكان إلى مكان .
6. وأما الجاريات يسراً : فهن المراكب الجارية في البحر .
7. أما المقسمات أمراً : فهن الملائكة يقسمون الأرزاق على الخلائق كل يوم.
8. وأما الأربعة عشر الذين كلموا الله عز وجل : فالسماوات والأرض.
9. (( والصبح إذا تنفس )) سورة التكوير الآية (18)
10. أما الطريق البيضاء في السماء : مجرى مدائن لوط.
11. وأما الماء الذي لم ينزل من السماء ولا نبع من الأرض : فهو عرق الخيل .
12. وأما أول قتيل قتل على وجه الأرض : فإنه هابيل.
13. وأما أول شجرة هزتها الريح : فهي شجرة الساج ومنها كانت سفينة نوح عليه السلام .
14. وأما شيء خلقه الله واشتراه لنفسه : فهي أنفس الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله .
15. وأما شيء خلقه الله تعالى وسأل عنه : فهي عصاة موسى عليه السلام ، وذلك قوله تعالى : ( وما تلك بيمينك يا موسى (17) قال هى عصاى ) سورة طه الآيتان (( 17 ، 18 )) .
16. وأما الذي يدخل الجنة وقد نهى رسول الله ( صلى الله وسلم ) أن يعمل بعمله فهو يونس عليه السلام ، وذلك قوله تعالى : ( ولاتكن كصاحب الحوت ) ( سورة القلم الآية : 48 ).
17. وأما شيء يتكلم وليس له لحم ولا دم فهي جهنم . وذلك قوله تعالى ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) سورة ق الآية (30 ).
18. وأما الطير الذي لم تبضه الطيور ، ولم تحضنه فهو الطير الذي نفخ فيه عيسى عليه السلام ، وكلم بني إسرائيل .
19. وأما الشيء الذي قليلة وكثيرة حرام فهو نهر طالوت ، وذلك قوله تعالى ( إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فإنه منى إلا من أغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلاً منهم ) سورة البقرة الآية : 249 ).(1/222)
20. وأما الرسول الذي ليس من الجن ، ولا من الإنس ، ولا من الملائكة : فهو الهدهد .
21. وأما الذي بعضه حرام وبعضه حلال : فهو الماء الذي شرب منه صاحب ثم رعف قبل أن يفرغ فقد شرب الأول حلالاً ، وصار الباقي حراماً.
22. وأما الذي كلم امرأة وهي عريانة : فهو رجل أعمى كلم امرأة عريانة.
23. أما الذي إن فعلته كان حراما وإن تركته كان حراما : فهي صلاة السكران .
24. أما ر ضاع أم موسى : فأرضعته أمه ثلاثة أشهر وثلاثة أيام ، ثم ألقته في البحر .
25. أما اليوم الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام : فهو يوم الجمعة.
26. أما آدم عليه السلام فكان طوله ستون ذراعاً .
27. وعاش ألف سنة.
28. أما الذي أوحى الله إليه وليس هو من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة : فهي النحلة ، لقوله تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل ) سورة النحل الآية 68 ).
29. أما الخمسة الذين أكلوا وشربوا ولا خرجوا من بطن ولا ظهر :
1 - آدم .
2- حواء عليهما السلام.
3- ناقة صالح.
4- وعصا موسى.
5- وكبش إسماعيل عليهما السلام.
30. وأما الجسدان اللذان ماتا معاً ، حرم أحدهما ، وحلل الآخر: فهو طير وقع في البحر ثم خرج منه ومعه سمكة فماتا معاً ، فالطير حرام ، والسمكة حلال .
31. وأما الاثنان اللذان أوحى الله إليهما فهما الحواريون.
32. أما الطير الذي ذكره الله في القرآن :
1- الغراب
2- الهدهد
3- النحل
4- الجراد
5- السلوى. ( طائر صغير ورد ذكره في سورة البقرة الآية (57) والأعراف الآية (160) وطه الآية (80)
33. سؤال الذي حرمت عليه زوجته من غير طلاق ساعة وقتها : فهو رجل أتى امرأة فأقسمت عليه الله العظيم فما له عليها سبيل في تلك الساعة .
34. أما النفس التي ماتت وأحيت غيرها : فهي بقرة بني إسرائيل .
35. أما بين المشرق والمغرب : فمسيرة يوم واحد للشمس.
36. أما بين السماء والأرض : فدعوة المظلوم .(1/223)
37. أما كلام الكلب فإنه يقول : اللهم أني محروم ، وأنت رحيم فارحم من يرحمني.
38. أما الحمار فإنه يقول : لعن الله المرابي وكسبه.
39. يقول البعير في رغائه : حسبي الله ، وكفى بالله وكيلاً.
40. أما البقرة فإنها تقول : يا غافل عن الموت وهو في شغل شاغل ستلقى غداً ما أنت له فاعل.
41. أما الفرس فإنه يقول : اللهم انصر المسلمين وأخذل الكافرين.
42. أما الضفدع فإنه يقول : سبحان من سبيله في لج البحار .
43. أما الديك فإنه يقول : يا غافلين اذكروا الله .
44. أما الدجاج فإنه يقول : الرحمن على العرش استوى .
45. أعلم أن الله تعالى مسخ أربع وعشرين طائفة من الرجال والنساء فمن ذلك :
-------------------------------------------------------------------------------------
1. الفيل .
2. الأرنب.
3. الدب.
4. العقرب.
5. الدعموش. ( ويقال الدعموص وهي دويبه تغوص في الماء )
6. الخنازير.
7. القرود.
8. العنكبوت.
9. السلحفاة.
10. الضب.
11. الخنفساء.
12. السرطان.
13. الثعلب.
14. الدبور. ( ويقال : الزنبور والزنابير)
15. الكلب.
16. الزهرة. ( هو حيوان )
17. سهيل. ( هو حيوان )
18. الغراب
19. العقيق. ( جنس من الفصيلة الغرابية)
20. العقاب.
21. والضفدع. ( حيوان بر مائي )
22. والدرة. ( هي الببغاء )
23. والفأرة.
24. والحية.
46. أما الفيل : فكان رجل يأتي البهائم فمسخه الله تعالى .
• وأما الأرنب : فكانت امرأة لا تغتسل من الجنابة والحيض .
• وأما الدب : فكان رجل مخنثاً.
• وأما العقرب : فكان رجل نماماً ذا وجهين يغتاب بغير علم.
• وأما الخنازير : فكانوا سبعمائة رجل ، وهم الذين أكلوا من مائدة عيسى بن مريم عليه السلام ، أربعين يوماً ولم يؤمنوا.
• وأما القرود : فكانوا خمسمائة رجل من اليهود وهم الذين سيروا في السبت.
• وأما العنكبوت : فكانت امرأة ساحرة سحرة زوجها حتى أذهلت عقله.(1/224)
• وأما السلحفاة : فكان رجل كيالاً يطفف الميزان إذا كال للناس.
• وأما الضب ك فكان رجل ينبش القبور ، ويأخذ أكفان الموتى .
• وأما الخنفساء : فكانت امرأة دعت زوج بنتها إلى نفسها .
• وأما السرطان ك فكان رجل متزوج بامرأتين ، وكان يميل إلى أحداهما دون الأخرى .
• وأما الثعلب : فكان رجل لصاً يسرق متاع الحاج في كل سنة.
• وأما : الدبور فكان رجل يكذب العلماء.
• وأما الكلب : فكان رجل يشهد بالزور والباطل .
• وأما الزهرة: فكانت امرأة ذات حسن وجمال ، فاغتر بها هاروت وماروت فعلماها الاسم الأعظم .
• وأما سهيل : فكان رجل من أهل اليمن ، وهو أول من ضمن المكس للسلطان وسن الربا.
• وأما الغراب: فكان رجل بخيل .
• وأما العقيق: فكان رجل يحتكر الطعام على الناس ويتمنى لهم الغلاء
• وأما العقاب: فكان رجل يحلف بالله كذباً كيف ما كان .
• وأما الدرة: فكانت امرأة جميلة لا تمنع نفسها عن الرجال.
• وأما الفأرة: فكانت امرأة متزوجة برجلين ، ولم يعلم أحداهما بالآخر ، وسماها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الفويسقة.
• وأما الحية: فكان رجل والياً ظالماً يظلم الناس بغير حق فمسخه الله تعالى .
• وأما الضفدع ..................؟ ( لم يرد شرحها بالكتاب الذي اعتمدنا عليه وربما سقط سهواً )
• وشهد الرهبان جميعاً بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ودعوا للإمام علي ( رضي الله عنه) وانصرفوا إلى الشام ، واجتمعوا بأهلهم فرحين مسرورين
(...الجواب...)
هذا مما يُعلَم كذبه شرعا وعقلا !
وهذا مما تُروّجه الرافضة !
ونحن لا نشكّ في عِلْم ولا في عقل الإمام عليّ رضي الله عنه ..
ولو كانت تلك الحادثة واقعة صحيحة لم تكن لتخفى ، بل كانت تشتهر حتى تكون كَـ نَار على عَلَم !(1/225)
وليست تلك المخلوقات المذكورة مما مسخ الله عزّ وَجَلّ ، بل هي قبل المسخ حتى القردة ، ولذلك لَمَا أراد الله مسخ تلك الفئة من بني إسرائيل قال : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) .. فعُلِم أن القِرَدة كانت مخلوقة قبل ذلك معلومة للناس .
وخَشِي النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون الفأرة مما مُسِخ ، فإنه عليه الصلاة والسلام قال : فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ ، وَلا أُرَاهَا إِلاَّ الْفَأْرَ ، أَلا تَرَوْنَهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْهُ ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْهُ ؟ رواه مسلم .
والغالب أن الأمم التي تُمسَخ لا يكون لها نسل ، لقوله عليه الصلاة والسلام : ما مُسِخَتْ أمة قط فيكون لها نَسْل . رواه الطبراني في الأوسط ، وصححه الألباني .
كما لا يصحّ ما قيل على ألسنة تلك الحيوانات ، مِما زُعِم من قول !
وقولهم " وأما الاثنان اللذان أوحى الله إليهما فهما الحواريون " ، فهذا باطل ! لأن الحواريين أكثر من اثنين !
فالله تبارك وتعالى يقول : (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ) ، فهو صيغة جَمْع ، وليس تَثْنِيَة !
وحديث : " أنا مدينة العِلْم وعليّ بابها " حديث موضوع مكذوب ، تُروّج له الرافضة !
والله تعالى أعلم .
***********************************
65-النسوة قطعن أيديهن لما رأين يوسف عليه السلام
(...السؤال...)
قرأت في أحد المقالات هذه المسأله التي أثارت فضولي لمعرفة حقيقتها هل هي صحيحه أما لا .....؟؟
7
7
7
مسألة:
من المعلوم أن النسوة قطعت أيديهم لما رأين يوسف عليه السلام إذ إنه عليه السلام أوتي شطر الحسن، فلماذا لم يحصل مثل هذا الأمر مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل يا ترى سبب ذلك أن يوسف عليه السلام كان يفوق الرسول صلى الله عليه وسلم حسناً وجمالاً؟
الجواب:(1/226)
صحيح أن يوسف عليه السلام أوتي شطر الحسن ولكنه مع ذلك ما فاق جماله جمال وحسن النبي صلى الله عليه وسلم. فلقد نال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صفات كمال البشر جميعاً خلقاً وخلقاً، فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم... إلخ هذا من جهة، ومن جهة أخرى وكما مر معنا سابقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة النور الذي كلله الله تعالى به، فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال فالطير تقف على الشيء الثابت الذي لا يتحرك. وما كان كبار الصحابة يستطيعون أن ينظروا في وجهه ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم وإنما وصفه لنا صغار الصحابة، ولهذا السبب لم يحصل ما حصل مع يوسف عليه السلام.
(...الجواب...)
وتفضيل نبينا على سائر الأنبياء لا يلزم منه أن يَكون من كل وَجْه ، فإن نبي الله سليمان أُوتي مُلكا ليس لأحد من بعده .
قال الله تبارك وتعالى على لسان سليمان عليه الصلاة والسلام : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي ) .
ولذا لَمَّا حاول الشيطان إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمكنه الله منه . قال عليه الصلاة والسلام : فَذَعَتّه ، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ، فذكرت قول سليمان عليه السلام : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي ) فرده الله خاسيا .
وفي رواية : إن عفريتاً من الجن . ومعنى ذعته : أي خنقته
ومثل ذلك اختصاص يوسف عليه الصلاة والسلام بِمزيد من الحسن والجمال .(1/227)
وفي حديث الإسراء والمعراج قوله عليه الصلاة والسلام : ثم عُرِج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم . قيل : وقد بُعِث إليه ؟ قال : قد بُعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أُعْطِي شطر الحسن . رواه البخاري ومسلم .
قال العيني : وحَمَله بعضهم على أن المراد أن يوسف أُعْطِي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه وسلم ، وفيه ما فيه . اهـ .
ولا شك أن نبينا صلى الله عليه وسلم حَسَن الوَجه ، جميل الْمُحيّا ، ولا يلزم من ذلك أن يكون أجمل من يوسف عليه الصلاة والسلام الذي أعطاه الله شَطْر الْحُسْن .
قال ابن القيم رحمه الله : ولا يلزم من كونه [ صلى الله عليه وسلم ] أحسنهم وجها أن لا يكون يوسف اختص عن الناس بِشَطْر الْحُسْن ، واشتركوا هم في الشطر الآخر ، ويكون النبي شارك يوسف فيما اختص به من الشطر وزاد عليه بِحُسْن آخر من الشطر الثاني ، والله أعلم .
وأما كون افتتان النسوة خاص بيوسف عليه الصلاة والسلام ، فلِعدّة اعتبارات :
الأول : أن يوسف عليه الصلاة والسلام في ذلك الوقت كان شابا لم ينبت له شعر ، وهو أحسن ما يكون في الشباب ، ولذلك عُبِّر عن يوسف بـ " الفتى " (تُرَاوِدُ فَتَاهَا) .
الثاني : كون تلك النسوة تهيأن لرؤية يوسف ، حيث أعدّت لهن امرأة العزيز مُتّكئا .
الثالث : ما سَمِعن عنه من جَمَال وافر ، فقد كانت نفوسهن مُشتاقة لرؤيته ، مما أدّى إلى تقطيع الأيدي وتجريحها .
ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم " صواحِب يوسف " مضرب مثل ! وهذا يعني أنهن كُنّ تشوّقن لرؤية يوسف عليه الصلاة والسلام .
الرابع : لا يَبعُد أن تكون امرأة العزيز زَيّنت يوسف عليه الصلاة والسلام لتفتتن به النسوة كما فُتِنت هي به ، فيكون ذلك قدْرًا زائدا عن جمال الصورة .(1/228)
الخامس : أن يوسف عليه الصلاة والسلام قد استُرِقّ ، فكان في بيت العزيز ، فهو اقرب إلى مُجتمع النساء آنذاك .
وأما كون نبينا صلى الله عليه وسلم لم تُفتَن به نِسوة ، فلِعدّة اعتبارات أيضا :
الأول : أن افتتان النساء بالرجل مِن البلاء ، فيكون الله تبارك وتعالى ابتلى يوسف بذلك البلاء ، وصَرَفه عن نبينا صلى الله عليه وسلم . وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم مِن فِتنة النساء .
الثاني : كونه صلى الله عليه وسلم في مُجتمع الرجال بعيدا عن مجتمع النساء .
الثالث : كون ذلك البلاء في حق يوسف في سن الشباب ، ونبينا صلى الله عليه وسلم بُعِث في الأربعين من عمره . أي : أن معرفة الناس بِنبينا صلى الله عليه وسلم واشتهار أمره كان بعد بعثته ، حتى قال أبو سفيان في قصته مع هرقل : لقد أمِر أمْر ابن أبي كبشة . رواه البخاري ومسلم .
وليس صحيحا أن من وصف النبي صلى الله عليه وسلم هم صِغار الصحابة ، فقد وصفه كِبار الصحابة أيضا ، فقد ثَبت وصف عبد الله بن سلام للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتثبّته مِن وجهه عليه الصلاة والسلام ، ثم قال : فعرفت أن وجهه ليس بوَجْه كذّاب . رواه الترمذي .
ووصفه غيره مما هو مُدوّن معلوم ، وفي شمائل الترمذي كثير من أوصافه عليه الصلاة والسلام من طُرُق عن الصحابة ، لا يختصّ ذلك بصغير دون كبير .
والله تعالى أعلم .
***********************************
66-سؤال عن العشرةالمبشرين بالجنة
(...السؤال...)
لفت انتباهي موضوع في احد المنتديات ولكنني لم استطع الرد عليه وأردت من سيادتكم الرد لأنني اشعر أن في الامر دسيسة ضد صحابه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام .
الموضوع هو نقلا كما رايته في المنتديات )
موضوع هاااااام جدا ويجب الرد عليه ::
وهم العشرة المبشرين بالجنة(1/229)
إن من أكبر الأوهام التي زرعها وعاظ وفقهاء سلاطين بني أمية وبني العباس في عقول الناس وأصبحت عندهم من البديهيات هي حكاية العشرة المبشرين بالجنة . وما أن تقول لأحد أهل السنة بأن فلان أخطأ في كذا وفلان أخطأ في كذا حتى يقول لك وبشكل فوري وبديهي : يارجل إتق الله ففلان من العشرة المبشرين . ومع كل أسف فإن أهل السنة يجترون هذه المقولة من اثني عشر قرناً إلى يومنا هذا دون تكليف أنفسهم عناء التفكير ولو لخمس دقائق فقط . فلو تمعن أي إنسان في هذه الحكاية لتبين له وبشكل واضح بطلانها وضلالها فهي تقتصر على عشرة مع أن النبي (ص) بشر خلقاً كثيراً بالجنة إما بشكل مباشر في ذكر الجنة وإما بشكل غير مباشر بنعت بعض الناس بصفات أهل الجنة . وقد أحصيت في كتب أهل السنة أكثر من مائة رجل وامرأة بشرهم رسول الله (ص) بالجنة . ومع أن كل علماء أهل السنة يقرون بهؤلاء إلا أنهم إما لجهلهم وهذا مستبعد طبعاً وإما لخبثهم وتضليل الناس يصرون على ذكر العشرة فقط . والمشكلة عند عامة أهل السنة أنهم يأخذون أقوال علماءهم با لتسليم وعدم السؤال والإستفسار .
وأنا بودي أن يسأل أحد من أهل السنة عالماً من علمائهم عندما يقول عبارة العشرة المبشرين هذا السؤال :
يا فضيلة الشيخ لماذا تقولون بأن المبشرين بالجنة عشرة فقط ؟؟
أليس سيدا شباب أهل الجنة مبشرون أيضاً ؟ فلماذا لايكونوا اثنا عشر ؟
أليس سيدة نساء أهل الجنة مبشرة أيضاً ؟ فلماذا لايكونوا ثلاثة عشر ؟
أليس عبد الله بن سلام من المبشرين أيضاً ؟ فلماذا لايكونوا أربعة عشر ؟
وهذا حديث تبشيره في الجنة
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ(1/230)
مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
{ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ }
أليس ثابت بن قيس من المبشرين أيضاَ ؟ فلماذا لايكونوا خمسة عشر ؟
وهذا حديث تبشيره في الجنة
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ أَنْبَأَنِي مُوسَى بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ فَقَالَ لَهُ مَا شَأْنُكَ فَقَالَ شَرٌّ كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ مُوسَى فَرَجَعَ إِلَيْهِ الْمَرَّةَ الْآخِرَةَ بِبِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ فَقَالَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
أليس عمار بن ياسر وأبواه مبشرون أيضاً ؟ فلماذا لايكونوا ثمانية عشر ؟
حيث قال لهم النبي (ص) صبرأ آل ياسر فإن موعدكم الجنة
أليس أباذر والمقداد وسلمان مبشرون أيضاً ؟ فلماذا لايكونوا واحد وعشرين
وهذا حديث تبشيرهم في الجنة
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ(1/231)
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَمَرَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي أَرَى شَرِيكًا قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ عَلِيٌّ مِنْهُمْ وَأَبُو ذَرٍّ وَسَلْمَانُ وَالْمِقْدَادُ الْكِنْدِيُّ
إلا إذا كان الله تعالى لايدخل الذين يحبهم الجنة !!!!!!!!
فلماذا يا أهل السنة لم تبشروا بالجنة إلا عشرة فقط ؟؟؟؟؟
أرجو المساعدة فى إعداد الرد القوى على هذا الموضوع المنتشر بشدة عن طريق الإيملات
(...الجواب...)
هذه جهالات وظُلمات بعضها فوق بعض !
أما الجهالة الأولى ، فزعم أن ذلك كان مِن وُعّاظ بني أمية ! وليس الأمر كذلك . فاشتهار ذِكر العشرة المبشّرين بالجنة لم يكن من زمن بني أمية ، بل من زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن أصحابه .
وهذا ما جاءت به الأحاديث ، فمن ذلك :ما رواه ابن ماجه من حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة ، فقال : أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وسَعد في الجنة ، وعبد الرحمن في الجنة . فقيل له : من التاسع ؟ قال : أنا .
وعند الترمذي والحاكم من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عشرة في الجنة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وسعد وأبو عبيدة بن الجراح . وهؤلاء تسعة ثم سَكَت . فقالوا : ننشدك الله ألا أخبرتنا من العاشر ؟ فقال : نشدتموني بالله ؟ أبو الأعور في الجنة . يعني نفسه .(1/232)
وعند ابن حبان من حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : عشرة في الجنة : أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة والزبير في الجنة وطلحة في الجنة وابن عوف في الجنة وسعد في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة .
وذِكر العشرة في الأحاديث مشتَهِر جدا .
وأما الجهالة الثانية ، فالزعم أن ذلك يقتضي الحصر ! وليس فيه ما يدلّ على الحصر ولا ما يقتضيه . وذِكر العشرة إنما لِشهرة أمرهم ، ولا يعني أن غيرهم لم يُبشّر بالجنة .
ألا ترى أن نتائج النجاح الدراسي تُبرَز فيها أسماء " العشرة الأوائل " ، ولا يعني أن غيرهم لم ينجح ، ولا أن غيرهم قد أخْفَق ؟!
فذِكر العشرة الأوائل في النتائج الدراسية يعني تفوّقهم ، ولا يقتضي تنقّص غيرهم ! فقد يكون من بعد هؤلاء العشرة ينزل عنهم بدرجة أو أقلّ ، ومع ذلك يكون متفوّقا ، ويكون قد نجح بدرجة " امتياز " ، ومع ذلك لا يُذكر مع العشرة الأوائل !
وقُل مثل ذلك في ذِكْر " أولي العَزْم مِن الرُّسُل " عليهم الصلاة والسلام ، فإنهم خمسة مِن مجموع عدد كبير زاد على الثلاثمائة .
فهل يُقال : لِم اختُصّ هؤلاء الخمسة دون غيرهم ؟! وهل الاقتصار على ذِكر خمسة من الأنبياء يعني أن غيرهم ليس نبيا ؟!
الجواب : لا ، وإنما اختص هؤلاء الخمسة بهذه المزيّة لِصبرهم ، ولذلك قال الله تبارك وتعالى لِنبيه صلى الله عليه وسلم : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) .
فذِكر العشرة الْمُبَشَّرِين بالجنة لا يعني أن غيرهم لم يُبشّر بالجنة . وقد ثبتت الأحاديث الصحيحة بإثبات البشارة لغير العشرة .
ولِنُعِد السؤال إلى الرافضة !
لِم قصرتم صُحْبَة النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أو أربعة أو على عشرة في أكثر الأحوال ؟! فقد حجّ مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمع الغفير ، وصَحِبَه في حياته عدد كبير ..(1/233)
والرافضة تعتقد أنهم جميعا ارتدّوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ نَفَر يسير ! ألا يُعدّ هذا فشلا ذريعا في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ؟! أن لا يثبت على دينه بعد وفاته سوى نَفَر يسير ( ثلاثة أو أربعة أو حتى عشرة ) ؟!
والرافضة تسبّ خيار الأمة وتلعنهم ! والرافضة تُسمّي أبا بكر وعمر بـ " الجبت والطاغوت " ، ويلعنونهما ، ويلعنون معهما ابنتيهما ( عائشة وحفصة ) .. في دعاء طويل يُسمونه " دعاء صنمي قريش " !
بل ويطعنون في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك بالطعن في عائشة وحفصة رضي الله عنهن . والطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفر ؟
بل إن الرافضة بِطعنها في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم تنسبه – وحاشاه – إلى الْخُبْث . فرسول الله صلى الله عليه وسلم طَيِّب لا يَقْتَرِن إلاَّ بِطيِّب ، وقد قال الله تعالى : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) .
وعائشة رضي الله عنها برّأها الله من فوق سبع سماوات . فمن رماها بالبُهتان فقد كذّب القرآن .
وهذا مما يَتهرّب منه الرافضة تحت مُسمّى ( التقيّة ) ، التي يعتبرها الرافضة تسعة أشعار الدّين ! وفيما يَروون : مَن لا تقية له ، لا دِين له !
وليست التقية التي تكون حال الخوف أو الاضطرار ، بل تقية الرافضة هي النفاق بعينه ! وهي إظهار خلاف ما يُبطِنون ، من غير خوف ولا اضطرار .
وإذا نَفى الرافضة هذه العقائد حاججناهم وجادلناهم بِما في كُتُبهم ، وما دَعا إليه عقلاؤهم من نبذ هذه العقائد الباطلة ! فلا يَحِقّ للرافضة – بِحَال – أن يتكلّموا في مثل هذه المسائل ، وعندهم من الطوامّ ما تضحك منه العجائز !(1/234)
فإن من طوامّ الرافضة اعتقادهم في مهديِّهم أنه إذا خرج أتى المدينة فأخرج جُثة أبي بكر وجثة عمر ، وأقام عليهما الْحَدّ - بِزعمهم - وصلبهما !
وهذه عقيدة انفردت بها الرافضة دون أمم الأرض مِن إنس وجِنّ !
فأي عقل يقبل إقامة الْحَدّ على ميِّت ؟ بل أي عقل يقبل مثل هذه الخرافات في حقّ أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم مَن ؟ قال : ثم عمر . وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلاَّ رَجُل مِن المسلمين . رواه البخاري .
بل وأي دِين .. ذلك لذي لا يقوم إلاّ على سبّ خيار الأمة بعد نبيِّها صلى الله عليه وسلم ؟! فإن الرافضة اتَّخَذوا اللعن والسبّ والشَّتْم دِيانة في حق خيار الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم .
والله المستعان .
***********************************
67-الاسراء والمعراج..وما رآه عليه الصلاة والسلام
(...السؤال...)
لقد وجدت هذا الموضوع في احدى المنتديات ... ولقد راودني بعض الشك ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى تقرون الموضوع لانه في بعض اشياء خافية عليكم وان شا الله تستفيدون منه لانه مناسب للمناسبة....كما تعلمون ان السابع والعشرين من رجب ليلة الاسراء والمعراج
ولازم تعرفون انها بدعة لو احتفلتو بها
قال تعالى ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم . قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لايحب الكافرين..) من سورة آل عمران
يعني ان كنتو تحبون الله فاتبعو سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ويوم الرسول عليه الصلاة والسلام اسري بليلة الاسراء والمعراج لم يطالب الاحتفال به هذا الشيء.. في البعض يمكن خافي عليهم عن امور ليلة الاسراء والمعراج فحبيت اعطيكم معلومات بسيطة عنه الاسراء والمعراج(1/235)
قال تعالى( ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ..) من سورة الاسراء.
وهي ان الله اسرى بالرسول عليه الصلاة والسلام ليلا من مكة المكرمة الى المسجد الاقصى ومن ماشاهده في اسرائه وهو منقول الدنيا : رآها بصورة عجوز
2_ إبليس : رءاه متنحياً عن الطريق .
3_ قبر ماشطة بنت فرعون وشمَّ منه رائحة طيبة .
4_ المجاهدون في سبيل الله : رءاهم بصورة قوم يزرعون ويحصدون في يومين .
5_ خطباء الفتنة : رءاهم بصورة أناس تُقْرَضُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار.
6_ الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة: رءاه بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع .
7_ الذين لا يؤدّون الزكاة :رءاهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع .
8 _ تاركو الصلاة : رأى قوماً ترضخ رءوسهم ثم تعود كما كانت ، فقال جبريل : هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن تأدية الصلاة .
9_ الزناة : رءاهم بصورة أناس يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد .
10 شاربو الخمر: رءاهم بصورة أناس يشربون من الصديد الخارج من الزناة .
11_الذين يمشون بالغيبة : رءاهم بصورة قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية .
منو مايتمنى الخير لنفسه
يالله شدوو حيلكم..عشان تنالون الخير من الله بالاعمال الصالحة
وفي عروجه الى السماوات السبع رآى عليه الصلاة والسلام
1_ مالك خازن النار: ولم يضحك في وجه رسول الله .فسأل جبريل لماذا لم يرهُ ضاحكاً إليه كغيره . فقال: إن مالكاً لم يضحك منذ خلقه الله تعالى ، ولو ضحك لأحد لضحك إليك.
2_ البيت المعمور : وهو بيت مشرف في السماء السابعة وهو لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض ، كل يوم يدخُلُهُ سبعون ألف ملكٍ يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبداً .(1/236)
3 _ سدرة المنتهى : وهي شجرة عظيمة بها من الحسن ما لا يصفه أحد من خلق الله ، يغشاها فَراشٌ من ذهب ، وأصلها في السماء السادسة وتصل إلى السابعة ، ورءاها رسول الله في السماء السابعة .
4_ الجنة : وهي فوق السموات السبع فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قلب بشر مما أعدّه الله للمسلمين الأتقياء خاصة ، ولغيرهم ممن يدخل الجنة نعيم يشتركون فيه معهم .
5 _ العرش : وهو أعظم المخلوقات ، وحوله ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله . وله قوائم كقوائم السرير يحمله أربعة من أعظم الملائكة ، ويوم القيامة يكونون ثمانية .
6_وصوله إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام :انفرد رسول الله عن جبريل بعد سدرة المنتهى حتى وصل إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام التي تنسخ بها الملائكة في صحفها من اللوح المحفوظ .
7_سماعه كلام الله تعالى الذاتي الأزلي الأبدي الذي لا يشبه كلام البشر.
8_رؤيته لله عزّ وجلّ بفؤاده لا بعينه : مما أكرم الله به نبيه في المعراج أن أزال عن قلبه الحجاب المعنوي ،فرأى الله بفؤاده ، أي جعل الله له قوة الرؤية في قلبه لا بعينه ، لأن الله لا يرى بالعين الفانية في الدنيا ، فقد قال الرسول (( واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا )).
(...الجواب...)
هذا بعضه صحيح وبعضه غير صحيح .
فأما أنه أُسري به صلى الله عليه وسلم من مكّة إلى المسجد الأقصى فهذا حق لا مِرية فيه ، وهو ثابت بِنصّ القرآن ، كما في آية الإسراء .
ومن أنكَره فقد كَفَر .
وأما أن الإسراء وَقَع في شهر رجب فهذا لا يثبُت .وذلك أن التاريخ الهجري إنما عُمِل به بعد موته صلى الله عليه وسلم ، وكانت العرب تتلاعب بالأشهر !(1/237)
ولذا قال عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . رواه البخاري ومسلم .
كما أن العرب لم تَكن تُعنى بالتواريخ .
أضِف إلى ذلك أن هذا التاريخ لو كان له قُدسيّة لحفظته الأمة ، ولما جاز لها تضييع ما هو من دِينها
إلا أن المهم هو الْحَدَث ( الإسراء والمعراج ) دون وقته وتاريخه .
كما أنه لو ثَبَت التاريخ فليس مُناسَبة يُحتَفَل بها ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يَحتفِلوا بذلك لا قَبل الهجرة ولا بعدها .
ولم يُعرَف عنهم الاحتفاء ولا الاحتفال بمناسبة دينية ، لا من إسراء ولا من غزوات ولا من وِلادة ، سواء ما ثبَت تاريخه – كالغزوات – أو ما لم يثبت تاريخه كالإسراء وولادته صلى الله عليه وسلم .
وإنما حَدَث هذا في الأمة بعد انقضاء جيل الصحابة بل لم يظهر ذلك إلا حينما كشّرت البِدع عن أنيابها واستَشْرَتْ ، وذلك في القرن الثالث أو أول القرن الرابع .
وأما رؤية الدنيا على صورة عجوز فلا يصحّ .ورؤية إبليس مُتنحّياً لا يصحّ .ورؤية الذين يزرعون ويحصدون الحديث الوارد فيه ضعيف .وكذلك الحديث الوارد في ماشطة ابنة فرعون لا يصحّ ، وإن اشتهر على ألسنة بعض الوعّاظ !
وما جاء في الخطباء هو في خطباء يقولون ما لا يفعلون ! قال عليه الصلاة والسلام : أتيت ليلة أسري بي على قوم تُقْرَض شفاههم بمقاريض من نار ، كلما قُرِضَتْ وَفَتْ ، فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : الخطباء من أمتك الذين يقولون ولا يفعلون ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون .وفي رواية : يأمرون الناس بالبر و ينسون أنفسهم ، وهم يتلون الكتاب .والحديث صححه الألباني .
وبعض ما ذُكِر رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا منام لا في المعراج .
وأما :(1/238)
6 - الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة : رآه بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع .
7 - الذين لا يؤدّون الزكاة : رآهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع .
8 - تاركو الصلاة: رأى قوماً ترضخ رءوسهم ثم تعود كما كانت ، فقال جبريل : هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن تأدية الصلاة .
9 - الزناة : رآهم بصورة أناس يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد .
فهذه لا تصح ، والحديث الوارد فيها ضعيف ، وهو حديث طويل .
إلا أن عقوبة الذي ينام عن الصلاة المكتوبة صحّت عند البخاري من حديث سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم - في الرؤيا - قال : أما الذي يُثْلَغُ رأسه بالحجر ، فإنه يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة .
وفيه أيضا : وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور ، فإنهم الزناة والزواني .
فليس فيه أنه في ألإسراء ، بل هي رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ، ورؤيا الأنبياء حقّ .
وأما :
10 - شاربو الخمر : رآهم بصورة أناس يشربون من الصديد الخارج من الزناة .
فلم أقِف عليه .
و
11 - الذين يمشون بالغيبة : رآهم بصورة قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية .
فقد روى الإمام أحمد وأبو داود من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما عُرِجَ بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويَقَعُون في أعراضهم .
وصححه الألباني .
وأما الأشياء التي ذُكِرَ أن النبي صلى الله عليه وسلم رآها ، فهي ثابتة في الجملة .وتفاصيلها تحتاج إلى بسط وإلى وقت .
والله تعالى أعلم .
***********************************
68-هل الموسيقى حلال؟وهل هذه الأحاديث صحيحة ؟
(...السؤال...)
هل الموسيقى فعلاَ حرام قولاً واحداً لا شك فيه ؟ هل كان عبد الرحمن بدوي على حق عندما قال : إن الإسلام عدو للفن ؟(1/239)
لماذا تبدو آلاتنا الموسيقية بسيطة كمنتجاتنا التراثية اليدوية التي لا ترى فيها الإبداع والجمال بقدر ما ترى أنها كانت محاولة للبقاء على قيد الحياة؟ من سرق منا الجمال؟ من قتل فينا الإحساس به؟
يرى الفقيه الفيلسوف أبو محمد بن حزم صاحب المذهب السني الخامس , أن استماع الموسيقى مباح مثل التَّنَزُّه في البساتين ولبس الثياب الملونة.
أما الأحاديث التي وردت في النهي عنها فيقول ابن حزم : لا يصح في هذا الباب شيء أبداً وكل ما فيه فموضوع ومنقطع.
و احتج ابن بحديث عائشة أن جاريتين كانتا تغنيان فدخل أبو بكر فنهرهما وقال : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله فقال الرسول :" دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد". و من المعلوم أن العيد لا يحل الحرام.وقد رد بعضهم الاستدلال بهذا الحديث بأن هذا غناء بلا آلات. وهذا خطأ لقوله : أبمزمور الشيطان , إذن هي مزامير. ولو قبلنا أن المقصود هنا هو الدف لتوجب أن تحمل النصوص التي يحتج بها المحرمون على نفس المحمل.
واستدل ابن حزم بأثر صحيح الإسناد عن عبد الله بن عمر و عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أنهما استمعا للعود.
واحتج أيضاً بحديث أن ابن عمر سمع مزمارا فوضع إصبعه في أذنيه و نأى عن الطريق , وقال: يا نافع هل تسمع شيئاً ؟ قال: لا , فرفع إصبعيه وقال: كنت مع الرسول عليه السلام فصنع مثل هذا. قال ابن حزم: فلو كان حراماً ما أباح رسول الله لابن عمر سماعه ولا أباح ابن عمر لنافع سماعه.
غير أني هنا أختلف مع ابن حزم في تصحيح هذا الحديث والصحيح أنه موقوف على ابن عمر.(1/240)
وأجاب ابن حزم عن الاحتجاج بالآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال ابن حزم:هذا ليس عن رسول الله ولا ثبت عن أحد من أصحابه و إنما هو من قول بعض المفسرين ممن لا تقوم بقوله حجة, ثم لو صح لما كان فيه متعلق لأن الله تعالى يقول : ( ليضل عن سبيل الله ) و كل شيء يقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن .
وضعف ابن حزم كل أحاديث التحريم , فحديث عائشة مرفوعاً : إن الله حرّم المغنية و بيعها وثمنها و تعليمها والاستماع إليها. ضعيف في سنده سعيد بن أبي رزين وهو مجهول قاله الذهبي وابن حجر. وأما حديث عليّ : إذا عملت أمتي 15 خصلة حل بها البلاء , ذكر منها :واتخذت القينات والمعازف , ففي سنده مجاهيل و فرج بن فضالة وهو ضعيف. أما حديث معاوية :أن الرسول( ص) نهى عن تسع منهن الغناء والنوح , ففيه محمد بن مهاجر وهو ضعيف. وأما حديث أبي أمامة مرفوعاً بتحريم تعليم المغنيات وشرائهن و بيعهن بأن فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف يخلط. وأما حديث أنس : من جلس إلى قينة صب في أذنه الآنك , فإسناده فيه مجاهيل و روي مرسلاً. وأما حديث النهي عن صوتين ملعونين: صوت نائحة وصوت مغنية, ففيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وأما حديث ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب ففيه شيخ لم يسم ولا يعرف. والصحيح أنه موقوف و ابن مسعود رضي الله عنه كان يحرم حتى الدف الذي يتفق معنا مخالفونا على إباحته ويأمر بشقه. و الحق أن ابن مسعود أقرب للاتساق إذ لا فرق بين الدف وغيره من الآلات الموسيقية. ثم ما هي الآلات التي كانت موجودة في عصر النبوة ؟ فالعود لم يعرف فيها إلا بعد عصر الفتوحات الإسلامية.(1/241)
و يستمر ابن حزم في تضعيفه لهذه الأدلة فيرد الحديث الذي رواه البخاري معلقاً غير مسند : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير والخمر والمعازف. فهذا اللفظ صريح لكنه معلق أما الروايات المسندة من غير طريق البخاري ففيها : " تغدو عليهم القيان و تروح عليهم المعازف". والذي أعتقده أن ابن حزم أخطأ في تضعيف هذا الحديث , غيرأنه ليس من قبيل السنة التشريعية , فهو وصف لحال أناس يكونون في آخر الزمان ممن يستحق الخسف به في باطن الأرض.
أصحيح ما يقال إنه لم يبح الموسيقى من العلماء إلا ابن حزم ؟يقول الأوزاعي: ندع من قول أهل الحجاز : استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر.( السير 7-131)
من هم علماء الحجاز الذين تحدث عنهم هذا الرجل الذي مات سنة 157 للهجرة؟ إنهم فقهاء مكة عطاء بن أبي رباح وعكرمة وابن جريج وفقهاء المدينة السبعة الذين كانوا هم فقهاء السنة قبل نشوء المذاهب الأربعة.بل قال القفاّل أن مذهب الإمام مالك نفسه إباحة الغناء بالمعازف كما في كتاب "إبطال دعوى الإجماع على تحريم السماع" للشوكاني.وقال ابن طاهر في إباحة العود : هو إجماع أهل المدينة.
وقال الإمام الشافعي في الأم ( 6 – 209 ): ليس بمحرم بيّن التحريم. وقال أبو حنيفة : من سرق مزماراً أو عوداً قطعت يده ومن كسرهما ضمنهما. ونقل الماوردي في الحاوي ( 2 – 545) أن أبا حنيفة ومالك و الشافعي لم يحرموه.
وأباحه الأئمة الغزالي وابن دقيق العيد و سلطان العلماء العز بن عبد السلام والشوكاني.
أما ما جاء عن بعض الأوائل أن الغناء لا يفعله إلا السفهاء فليس المقصود به الكاسيت والسي دي فإنهما لم يكونا موجودين ذلك الوقت. وإنما المقصود هو مجالس الطرب وما كان يخالطها من فسق . قال البغوي في شرح السنة
( 4 –322): الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحرام و المجاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء.(1/242)
هذا هو موقف الفقهاء والأئمة المعتبرين. فهل سنزايد عليهم في التدين والتقيد بالشرع ؟ و هل سيظل موقفنا من الموسيقى الجميلة موقف الرفض والتنقص والاحتقار؟
الشيخ الفاضل/ هل هذا صحيح أن الموسيقى حلال؟؟ هل هذه الأحاديث صحيحة؟؟ هذه وصلتني فلم أجد الرد عليها لعملي أن الأغاني حرام . فهلا أتحفتني بردك جزاك الله خيرا"
(...الجواب...)
أولاً : ما من مسألة إلا وفيها خِلاف ، والخلاف قد يكون قويّاً ، وقد يكون ضعيفاً .والخلاف في هذه المسألة ضعيف .ولذا قيل :وليس كل خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا له حَظّ من النظرِ
كما أن من العلماء من لا يعتدّ أصلاً بخلاف ابن حزم إذا انفرد .
قال الإمام النووي في المجموع في مناقشة مسألة أخرى : فكأنهم لم يعتدوا بخلاف داود ، وقد سبق أن الأصح أنه لا يُعتد بخلافه ، ولا خلاف غيره من أهل الظاهر لأنهم نفوا القياس ، وشرط المجتهد أن يكون عارفا بالقياس . اهـ .وداود هذا هو ابن علي الظاهري ، مؤسس المذهب الظاهري .
ثانياً : قول القائل :هل كان عبد الرحمن بدوي على حق عندما قال : إن الإسلام عدو للفن ؟
فالجواب عنه أن الإسلام يُحرِّم الباطِل الذي ليس فيه منفعة ولا مصلحة راجحة .والغناء ضرره أكبر من نفعه !والقاعدة النبوية عندنا : لا ضرر ولا ضِرار .وأهل الغناء والطّرَب يشهدون بذلك قبل غيرهم !ويعلمون أنه لا خير فيه بوجه من الوجوه !
ولم نَرَ يوما من الأيام مُغنِّياً يدعو إلى فضيلة وإلى خُلُق فاضِل !بل عامة طربهم وغنائهم في الخمر والعشق والهوى والدعوة إلى الرذيلة !فأي خير في هذا ؟ولِمَ لا يُحارِب الإسلام ما يدعو إلى الرذيلة ؟!
ثالثاً : قول القائل : يرى الفقيه الفيلسوف أبو محمد بن حزم صاحب المذهب السني الخامس , أن استماع الموسيقى مباح مثل التَّنَزُّه في البساتين ولبس الثياب الملونة.(1/243)
أقول : هذا من الأعاجيب !فابن حزم ينفي القياس ! بل ويمنعه ! ويَرى ابن حزم أن القياس مذهب إبليس !!ثم يأتي ابن حزم ليقيس قياساً باطلاً !
فهذا فعلا من الأعاجيب – إن كان ابن حزم قالَه - !ثم إن هذا القياس مع الفارِق ، والقياس مع الفارِق قياس باطل .قاسَ السّماع على اللبس والتّنَزّه !فأي عِلة تجمع بينهما ؟!
ونَقْله عن ابن حزم قوله :أما الأحاديث التي وردت في النهي عنها فيقول ابن حزم : لا يصح في هذا الباب شيء أبداً وكل ما فيه فموضوع ومنقطع .
فالجواب عليه أن الأحاديث صحّت في تحريم الغناء ، وصححه غير واحد من أهل العِلم . بل قد ثبت في صحيح البخاري بإسناد متّصل صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .
فهل نَردّ تصحيح الإمام البخاري – أمير المؤمنين في الحديث – ونأخذ بقول ابن حزم في هذه المسألة ؟
والأحاديث في تحريم الغناء كثيرة مشهورة منها الصحيح ومنها الحسَن ، ومنها ما دون ذلك .فالشاهد هنا أن ابن حزم رحمه الله زلّ في هذه المسألة ، والعالِم لا يُتابِع على زلّته ، ولا يُتبَع في زلّته .
وهناك رسالة بعنوان : الكاشف في تصحيح رواية البخاري لحديث تحريم المعازِف ، والردّ على ابن حزم المخالِف ومُقلِّده المجازِف .للشيخ علي بن حسن الحلبي .وأما الاحتجاج بحديث عائشة رضي الله عنها فقد سبق الجواب عنه هنا :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=11&book=928
رابعاً : ذُكِر في السؤال قول القائل :استدل ابن حزم بأثر صحيح الإسناد عن عبد الله بن عمر
أقول : لا يصحّ عن ابن عمر من ذلك شيء .بل أوْرَدَ بعد ذلك مباشرة ما يُناقِض ذلك ، حيث أورَد عن ابن عمر أنه لما سمِع مزمارا وضع إصبعه في أذنيه ونأى عن الطريق .فهذا يردّ قول القائل ، ويَردّ على ابن حزم – إن كان صحح سماع ابن عمر للعود - .(1/244)
خامساً : قوله : وأجاب ابن حزم عن الاحتجاج بالآية : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله)
قال ابن حزم : هذا ليس عن رسول الله ولا ثبت عن أحد من أصحابه و إنما هو من قول بعض المفسرين ممن لا تقوم بقوله حجة, ثم لو صح لما كان فيه متعلق لأن الله تعالى يقول : ( ليضل عن سبيل الله ) وكل شيء يُقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن .
أقول هذا مردود بأن قد ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم ، كابن مسعود وابن عباس تفسير الآية بالغناء .وذكرته في هذا الرابط :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/132.htm
وفيه بيان لكلام أهل العلم في تحريم الغناء .
وقول ابن حزم هنا : وكل شيء يُقتنى ليضل به عن سبيل الله فهو إثم وحرام ولو كان شراء مصحف أو تحفيظ قرآن .مردود بأن الآية في لهو الحديث ، وقد فسّره تُرجمان القرآن – ابن عباس – بالغناء .
سادساً : قوله :لا فرق بين الدف وغيره من الآلات الموسيقية .
أقول هذا مردود أيضا بالتفريق بين الدفّ وغيره .وبيّنته في حكم الدفّ ، في الرابط الذي ذكرته أعلاه .ثم إن الدفّ جاء النص بإباحته في الأعراس دون غيره من آلات الطرب ودون بقية المعازف .
سابعاً : قوله : و يستمر ابن حزم في تضعيفه لهذه الأدلة فيرد الحديث الذي رواه البخاري معلقاً غير مسند .
وهذا مردود أيضا ؛ لأنه عند أهل الحديث ليس من باب المعلّق ، وإن زعم ابن حزم أنه مُعلّق .فالبخاري يروي الحديث عن شيخه هشام بن عمار ، فأي تعليق في الحديث ؟ومن قال إنه مُعلّق فقد قلّد ابن حزم دون بينة ولا دليل .
فالبخاري يروي الحديث عن شيخه هشام بن عمار بإسناد متّصل صحيح .فمن يرد هذا الحديث تقليدا لابن حزم فكأنه يطعن في البخاري .وقد أبان ابن حجر في كتاب النُّكت على ابن الصلاح أن هذا ليس من قسم المعلّق .(1/245)
وإن كان القائل أنصف فقال : والذي أعتقده أن ابن حزم أخطأ في تضعيف هذا الحديث , غيرأنه ليس من قبيل السنة التشريعية , فهو وصف لحال أناس يكونون في آخر الزمان ممن يستحق الخسف به في باطن الأرض.
فأقول : بغض النظر عن كونه وصف حال لأناس يأتون في آخر الزمان ، إلا أن الحديث جاء وصحّ بلفظ :ليكونن من أمتي أقوام يستحلون .فما معنى (يستحلون)؟
معناها أنه مُحرّمة فيستحلّونها أي يجعلونها حلالاً ويُصيّرونها حلالاً من عند أنفسهم ، وهذا دليل صريح في تحريم المعازف .ومن أباح المعازف فقد حلّل ما حرّم الله ! وقد استحلّ ما حرّم الله !
ثامناً : قول الأوزاعي: ندع من قول أهل الحجاز : استماع الملاهي والجمع بين الصلاتين من غير عذر
أي أن هذا القول من زلاّت العلماء التي لا يُتابَعون عليها .فأهل الحجاز زلّوا في زمن من ألأزمنة في هذه المسالة ، فلذا لم يأخذ العلماء بقولهم في هذه المسألة .
كما أن أهل الكوفة زلّوا في مسألة النبيذ ، وهو نوع من الشَّراب ، فلم يؤخذ بقولهم في هذه المسألة، ولذا لما سُئل الإمام أحمد رحمه الله عن شُرب بعض العلماء للنبيذ . ذكر أنها زلاّت علماء .
قال أبو حاتم الرازي : ذَكَرت لأحمد بن حنبل من شرب النبيذ من محدثي الكوفة ، وسَمَّيْت له عددا منهم ، فقال : هذه زلاّت لهم ولا تسقط بزلاّتهم عدالتهم .
وقال الإمام الذهبي رحمه الله : ومن تتبّع رخص المذاهب وزلاّت المجتهدين فقد رقّ دينه ، كما قال الأوزاعي أو غيره : من أخذ بقول المكيين في المتعه ، والكوفيين في النبيذ ، والمدنيين في الغناء ، والشاميين في عصمة الخلفاء ، فقد جمع الشرّ ، وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيّل عليها ، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسّع فيه ، وشِبه ذلك ، فقد تعرّض للانحلال ! فنسأل الله العافية والتوفيق . اهـ .
تاسعاً : أما دعوى أن أهل الحجاز قالوا بذلك جميعا ، بما فيهم الفقهاء السبعة ، فهذا غلط !(1/246)
عاشراً : قوله : وقال الإمام الشافعي في الأم ( 6 – 209 ): ليس بمحرّم بيّن التحريم.
أقول : من نقل عن الإمام الشافعي لا شك أنه بَتَر كلامه ، وأخذ منه ما وافق هواه ، كما أنه اقتصر على موضع واحد من كلام الشافعي رحمه الله .
قال الشافعي رحمه الله تعالى في الرجل يغني فيتّخذ الغناء صناعته يُؤتى عليه ويأتي له ويكون منسوبا إليه مشهورا به معروفا والمرأة : لا تجوز شهادة واحد منهما ، وذلك أنه من اللهو المكروه الذي يُشبه الباطل ، وأن من صنع هذا كان منسوبا إلى السَّفه وسقاطة المروءة ، ومن رضي بهذا لنفسه كان مُستخفّا ، وإن لم يكن محرما بيِّن التحريم . اهـ .
كما لا يصح نسبة القول بإباحة الغناء إلى الإمام مالك رحمه الله .قال ابن العربي المالكي : وأما الغناء فإنه من اللهو المهيج للقلوب عند أكثر العلماء ، منهم مالك بن أنس . اهـ .
وقال في قوله تعالى : (يشهدون الزور) قال :فيه ستة أقوال :
الأول : الشرك
الثاني : الكذب
الثالث : أعياد أهل الذمة
الرابع : الغناء
الخامس : لعب كان في الجاهلية يُسمى بالزور ، قاله عكرمة .
السادس : أنه المجلس الذي يُشتَم به النبي صلى الله عليه وسلم . اهـ .
وقال أيضا في قوله تعالى (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) قال : هو الغناء وما اتَّصَلَ به. اهـ .
وقال الإمام القرطبي – وهو مالكي المذهب - : وذَكَرَ إسحاق بن عيسى الطباع قال : سألت مالك بن أنس عما يُرخِّص فيه أهل المدينة من الغناء . فقال : إنما يفعله عندنا الفُسّاق ، وذَكَر أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال : أما مالك بن أنس فإنه نَهَى عن الغناء وعن استماعه ، وقال : إذا اشترى جارية ووجدها مغنية كان له ردّها بالعيب ، وهو مذهب سائر أهل المدينة إلا إبراهيم بن سعد ، فإنه حكى عنه زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأسا . اهـ .(1/247)
فأنت ترى أن هؤلاء الأئمة وهم على مذهب الإمام مالك نقلوا عنه النهي عن الغناء ، وأنه قال : لا يَفعله عندنا إلا الفسّاق ! وعدّ الغناء عيباً في الجارية .
أفبَعْدَ هذا يُقال إن مذهب الإمام مالك إباحة الغناء ؟ لو كان الغناء مُباحاً .. هل يُفسّق الإنسان بفعل المباح ؟!!
والغناء هو صوت الشيطان. قال القرطبي أيضا :قوله تعالى : ( بصوتك ) وصوته كل داع يدعو إلى معصية الله تعالى . عن ابن عباس ومجاهد : الغناء والمزامير واللهو . وقال الضحاك : صوت المزمار . اهـ .
وأما دعوى الإجماع ولو من أهل المدينة فمنقوضة بالخلاف ، بل لم يُجمِع أهل المدينة على ذلك ، فالخلاف قديم بين أهل المدينة أنفسهم ، فضلا عن غيرهم .
بل إن مذهب جماهير العلماء على تحريم الغناء .وهذا الإجماع يُقابَل بإجماع مُتقدِّم ، وهو أولى منه، قال الطبري : فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه . اهـ .
قال الإمام القرطبي : قال العلماء بتحريم الغناء ، وهو الغناء المعتاد عند المشتهرين به الذي يُحرِّك النفوس ويبعثها على الهوى والغزل والْمُجُون الذي يُحرِّك الساكن ويبعث الكامن ، فهذا النوع إذا كان في شعر يُشبّب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن وذكر الخمور والمحرمات لا يُختَلَف في تحريمه لأنه اللهو والغناء المذموم بالاتفاق . اهـ .
وقال أيضا : وأما مذهب أبي حنيفة فإنه يَكره الغناء مع إباحته شرب النبيذ ، ويجعل سماع الغناء من الذنوب ، وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة إبراهيم والشعبي وحماد والثوري وغيرهم ؛ لا اختلاف بينهم في ذلك . اهـ .
وقال أيضا : وأما مذهب الشافعي فقال : الغناء مكروه يُشبه الباطل . اهـ .
والكراهة في كلام المتقدّمين تُطلق ويُراد بها التحريم .وقد طُعِن في بعض الرواة بسبب سماع الغناء ، أو بسبب أنه سُمِع في بيوتهم صوت غناء !فقد جاء في ترجمة المنهال بن عمرو : ترك الرواية عنه شعبة فيما قيل لأنه سمع من بيته صوت غناء . أهـ .(1/248)
ولذا قال الإمام القرطبي : الاشتغال بالغناء على الدوام سَفَهٌ تُرَدّ به الشهادة . اهـ .وأما الرواية عن عكرمة في سماع الغناء فقد رُوي عنه خلاف ذلك ، كما نقله القرطبي رحمه الله ..
فقال القرطبي : في قوله تعالى ( وأنتم سامدون ) : أي لاهون معرضون عن ابن عباس رواه الوالبي والعوفي عنه ، وقال عكرمة عنه : هو الغناء بلغة حِمير ، يقال سَمّد لنا : أي غَنِّ لنا . اهـ .
وأما مسألة ضمان آلة اللهو فجمهور العلماء على أن من كسر آلة غناء أنه لا يضمن ، وعجيب أن يؤخذ قول شاذ أو مهجور ثم يُعوّل عليه دون قول العلماء سلفاً وخَلَفاً .
فوائد : سأل عبيدُ الله بن عبد الله بن عمر ، القاسمَ بن محمد : كيف ترى في الغناء ؟ فقال القاسم : هو باطل . قال : قد عرفت أنه باطل فكيف ترى فيه ؟ قال القاسم : أرأيت الباطل أين هو ؟ قال : في النار ! قال : فهو ذاك .
قال ابن سيرين : يرحم الله سليمان - يعني ابن عبد الملك - افتتح خلافته بإحياء الصلاة واختتمها باستخلافه عمر ، وكان سليمان ينهى الناس عن الغناء .
تنبيه : قد يُطلق الغناء في عُرف المتقدّمين ويُراد به الإنشاد ، دون آلة ومن غير مُتخصص .والله تعالى أعلم .
***********************************
69-الفرق السلفية:هذا قطبي وهذا سروري وهذا حزبي
(...السؤال...)
عندي سؤال يتعلق بالفرق السلفية و هو أننا اليوم نرى ثلاث جماعات كلها تقول بأنها سلفية و هي ترمي بعضها بعضاً. فهذه تقول هذا قطبي و هذا سروري و هذا حزبي, و هذه تقول إن هؤلاء يسبون العلماء و يرمونهم و أنهم خونة و أنهم أسقطوا فريضة الجهاد, و أخرى ثالثة بين الإثنين يرفضون سب العلماء و الدعاة.(1/249)
المشكلة يا شيخنا الفاضل أن كل منهم تستدل بأدلة شرعية من آيات قرآنية و أحاديث شريفة و أقوال السلف. و كل منها تقول أن ما يفعلونه هو الصواب, فتسمع هذا يقول لا يجوز الكلام في العلماء و أن لحمهم مسموم, و هذا يقول إن الكلام في أهل البدع و الحزبيين خير من الصلاة و الذكر و الصيام, و هذا يقول أنه بكلامه عن بعض العلماء يحارب الخونة و يفضحهم.
ما رأيكم بهذه الفتنة و ما النصيحة في هذه الحالة
(...الجواب...)
أولاً : هذه فتنة طهّر الله منها ألسنتنا ، فلا ينبغي الخوض فيها ، ولا قضاء الأوقات فيها ، وفي تحديد المصيب والمخطئ ، لأن الاشتغال بها يُذهب بركة العلم ، ويُقسّي القلب .
ثانياً : أعراض العلماء مسمومة ، وقد يكون العالِم معذوراً عند الله ، فإنه إذا اجتهد فأصاب فَلَه أجران ، وإن اجتهد فأخطأ فَلَه أجر واحد .
ثالثاً : طريقة ومنهج السلف بيان الخطأ دون التشنيع على قائله ، لأنه إذا كان حياً رُجي له الرجوع إلى الحق إذا كان مُخطئاً .
كما أن طريقتهم أن العالِم لا يُتْبَع في زلّته ، ولا يُتابَع عليها . إلا إذا كثُر خطؤه ، وتتابَع زلَلُه ، فإنه يُبيّن الخطأ ، وهذه طريقة القرآن والسنة ، وطريقة سلف الأمة .
قال الإمام الشاطبي : زلة العالم لا يصح اعتمادها من جهة ، ولا الأخذ بها تقليدا له ، وذلك لأنها موضوعة على المخالفة للشرع ، ولذلك عُدّتْ زَلّة ، وإلا فلو كانت معتدا بها لم يجعل لها هذه الرتبة ، ولا نُسِبَ إلى صاحبها الزلل فيها ، كما أنه لا ينبغي أن يُنسَب صاحبها إلى التقصير ، ولا أن يُشَنّع عليه بها ، ولا ينتقص من أجلها ، أو يعتقد فيه الإقدام على المخالفة بحتاً ، فإن هذا كله خلاف ما تقتضي رتبته في الدِّين .(1/250)
فإن المتأمل لكتاب الله يجد بيان الأخطاء والتحذير من الأقوال دون ذِكر قائليها في الأعمّ الأغلب . تأمل سورة التوبة تجد أنه تكرر فيها : (وَمِنْهُمْ) في غير ما آية . وفي الحديث النبوي تكرر أيضا : ما بال أقوام .
وهذا هو منهج السلف .
قال سعيد بن المسيب : ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب لا بُدّ ، ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه ؛ من كان فضله أكثر من نقصه وُهِب نقصه لفضله .
وقال الإمام الشافعي : لا نعلم أحدا أُعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية إلا يحيى بن زكريا ، ولا عصى الله فلم يَخلط بطاعة ، فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدّل ، وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرّح . اهـ .
هذا كلام جميل من إمام جليل ، فَعُضّ عليه بالنواجذ .
وقال الإمام وكيع : أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم ، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم . رواه الدارقطني ، ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عبد الرحمن بن مهدي .
وكان الإمام أحمد رحمه الله يَعلم أشياء من البِدع عن بعض شيوخه ، ولم يَحمله ذلك على الطعن فيهم ، بل لم يتكلّم فيه إلا مُجرّد إشارة خفية حينما سُئل عن بعضهم .
ومنهم : الإمام وكيع بن الجراح الرؤاسي ، وهو إمام من أئمة المسلمين ، وهو شيخ الإمام أحمد . قال فيه الإمام أحمد : ما رأيت أحدا أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع .
قال الذهبي : كان أحمد يُعظم وكيعا ويُفخّمه . وقال ابن عمار : ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع ، وكان جهبذا .وهو إمام جبل من جبال العِلم .
قال صالح بن أحمد : قلت لأبي : أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد ؟ فقال : ما منهما بحمد الله إلا ثَبْت ، وما رأيت أوعى للعلم من وكيع ، ولا أشبه من أهل النسك منه ، ولم يختلط بالسلطان .
وقد كان وكيع يشرب النبيذ، ولما سُئل عن النبيذ : هو عندي أحل من ماء الفرات !
وهل كان الإمام أحمد يعلم هذا عن وكيع ؟(1/251)
الجواب : نعم . وكان في وكيع تشيّع . ولذلك لما قيل للإمام أحمد رحمه الله : إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بقول مَنْ نأخذ ؟ فقال : نوافق عبد الرحمن أكثر و، خاصة في سفيان كان معنيا بحديثه ، وعبد الرحمن يَسلم منه السّلف ، ويجتنب شرب المسكر ، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات .
قال الذهبي في سيرة وكيع : مرّ قول أحمد إن عبد الرحمن يَسْلَم منه السلف ، والظاهر أن وكيعاً فيه تشيع يسير لا يضرّ - إن شاء الله - فإنه كوفي في الجملة ! وقد صنف كتاب فضائل الصحابة سمعناه قَدَّم فيه باب مناقب عليّ على مناقب عثمان رضي الله عنهما . اهـ .
ولما ذُكِر خلف البزار عند الإمام أحمد ، فقيل : يا أبا عبد الله إنه يشرب [ يعني النبيذ ] فقال : قد انتهى إلينا علم هذا عنه ، ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين شَرِب أو لم يَشرب .
ولما تكلّم الإمام وكيع بكلام فُهم منه غير ما أراد ، همّوا بقتلِه ، فهل تركه أئمة أهل السنة بحجة أنه ( لا يَسْلَم منه السلف ) ؟
لم يكن ذلك ، بل وقفوا معه ونصروه وذبّوا عن عِرضه
قال الإمام الذهبي : فلما حدث وكيع بهذا [ يعني الحديث ] بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صلب وكيع ، ونصبوا خشبة لصلبه ، فجاء سفيان بن عيينة فقال لهم : الله الله ! هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه ، وهذا حديث معروف . قال سفيان : ولم أكن سمعته إلا أني أردت تخليص وكيع .
ثم قال الإمام الذهبي بعد ذلك : وهذا بحث معترض في الاعتذار عن إمام من أئمة المسلمين ، وقد قام في الدفع عنه مثل إمام الحجاز سفيان بن عيينة . اهـ .
فرحم الله سلف هذه الأمة ما أرحمهم بالخلق ، وما أشد إنصافهم لغيرهم .
قال أبو حاتم الرازي : ذَكَرت لأحمد بن حنبل مَنْ شَرِب النبيذ من مُحَدِّثي الكوفة ، وسَمَّيتُ له عدداً منهم ، فقال : هذه زلاّت لهم ، ولا تسقط بزلاتهم عدالتهم .(1/252)
ومِن من شيوخ الإمام أحمد - كذلك - عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، ورحل إليه الإمام أحمد في اليمن ، وأخذ عنه وروى عنه أحاديث ، وعبد الرزاق فيه تشيّع أيضا .
وفي تاريخ بغداد وتاريخ دمشق عن أبي زكريا غلام أحمد بن أبي خيثمة قال : كنت جالسا في مجلس الجامع بالرصافة مما يلي سويقة نصر عند بيت الزيت ، وكان أبو خيثمة يصلي صلاته هناك ، وكان يركع بين الظهر والعصر وأبو زكريا يحيى بن معين قد صلى الظهر وطرح نفسه بإزائه ، فجاءه رسول أحمد بن حنبل فأوجز صلاته وجلس فقال له :
أخوك أبو عبد الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ويقول لك هو ذا تكثر الحديث عن عبيد الله العبسي ، وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان ، وقد تركت الحديث عنه . قال : فرفع يحيى بن معين رأسه وقال للرسول : اقرأ على أبي عبد الله السلام ، وقل له: يحيى بن معين يقرأ عليك السلام وقال لك : أنا وأنت سمعنا عبد الرزاق يتناول عثمان بن عفان ، فاترك الحديث عنه ، فإن عثمان أفضل من معاوية !
والإمام قتادة بن دعامة السدوسي قال عنه الإمام الذهبي : حافظ العصر قدوة المفسِّرين والمحدِّثين
قال ابن شوذب : ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحا - يعني القدر - قال ابن أبي عروبة والدستوائي قال قتادة : كل شيء بقدر إلا المعاصي .
ولا يُفهم من هذه النقول الإزراء بأئمة الإسلام ، بل هم أئمة لهم حسناتهم وعظيم أثرهم في الأمة ، ولولا أن أئمة الإسلام رضوا هذا وأوردوه في كتبهم لما أوردته ولا أشرت إليه .
ولكني أردت بيان حال السلف مع أهل البدع التي لم تُخرجهم من الإسلام، فالتّشيّع في أوله كان مصحوبا بالوقوع في السلف ، وفرق بين التشيّع وبين الرفض والغلو فيه .
ونقول في حق هؤلاء الأئمة كما قال إمام أهل السنة " هذه زلاّت لهم ولا تسقط بزلاتهم عدالتهم "(1/253)
ماذا لو كان أمثال وكيع أو عبد الرزاق أو قتادة في زماننا ؟ لا أظن إلا أنهم سيُرمون بالحجارة !!!فرحم الله علماء الأمة كانوا أهل عدل وإنصاف حتى مع المخالِف .
رابعاً : أن من يُطلِق لسانه يَفري في أعراض عباد الله ، يُزكِّي نفسه ، لأن من يتكلّم في الناس يَرى نفسه - في الغالب - أفضل منهم .كما أن المتكلِّم في الغالب يُبرز السيئات ويُخفي الحسنات أو يَطويها .
أخيراً :قال ابن القيم رحمه الله : ومَنْ له علم بالشرع والواقع يَعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قَدَم صالح وآثار حسنة ، وهو مِنْ الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلّة ، هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده ، فلا يجوز أن يُتبع فيها ، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين . اهـ .
وقال الذهبي في ترجمة إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة قال :ولابن خزيمة عظمة في النفوس وجلالة في القلوب ؛ لعلمه ودينه واتباعه السنة ، وكتابه في التوحيد مجلد كبير ، وقد تأول في ذلك حديث الصورة .
ثم قال رحمه الله : فليعذر من تأول بعض الصفات ، وأما السلف فما خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفُّوا وفوّضوا علم ذلك إلى الله ورسوله ، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخِّيه لاتِّباع الحق أهدرناه وبدّعناه لَقلّ من يَسلم من الأئمة معنا . رحم الله الجميع بمنه وكرمه . اهـ .
وأورد الإمام الذهبي في ترجمة قَوَام السُّنّة إسماعيل التيمي قوله : أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة ، ولا يُطعن عليه بذلك ، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب .
ثم نقل عن أبي موسى المديني قوله : أشار بهذا إلى أنه قلّ إمام إلا وَلَهُ زلة ، فإذا تُرك لأجل زلته تُرك كثير من الأئمة ، وهذا لا ينبغي أن يُفعل . اهـ .(1/254)
وقال في ترجمة محمد بن نصر المروزي - : ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطئاً مغفوراً له ، قُمنا عليه وبدَّعْنَاه وهجرناه ، لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ، ولا من هو أكبر منهما ، والله هو هادي الخلق إلى الحق ، وهو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة . اهـ .
وقال رحمه الله : ما كل أحد فيه بدعة أو له هفوة أو ذنوب يُقدح فيه بما يوهن حديثه ، ولا من شرط الثقة أن يكون معصوما من الخطايا والخطأ ، ولكن فائدة ذكرنا كثيرا من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة أو لهم أوهام يسيرة في سعة علمهم أن يُعرف أن غيرهم أرجح منهم وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم ، فَزِن الأشياء بالعدل والورع . اهـ . والله المستعان .
***********************************
70-ما حكم التحذير من بعض كتب العلماء ؟
(...السؤال...)
ما حكم من هو ليس بطالب علم , ولكن لديه علم يسر جدا في الدين ,, وسمع وقرا عن الاخطاء التي في كتب سيد قطب , رحمه الله ,,واصبح يحذر من يقرا في كتبه من هذه المغالطات وينصح بعدم قراءة كتب سيد قطب ,,
وخاصه للمبتدىء في طلب العلم الشرعي ,, ثم سمع عن اخطاء الجفري ,, وقرا عن اخطاء القرضاوي .. والبوطي ..واصبح بحذر من كبتهم ..
فهل يعتبر ذلك من الطعن في هولاء العلماء ؟ وان لحوم العلماء مسمومه ؟ وهل يجب عليه ان يصل الى مستوى علمهم حتى يتحدث عنهم ؟وما رايكم في كتب البوطي ؟ وتفسير الشعراوي ؟ وهل ينصح بالقراءة لهم ؟
(...الجواب...)
أما سيد قطب رحمه الله فله إشراقات ولمسات بيانية في تفسير الظِّلال ، وله فيه أخطاء رحمه الله . وليس أحد يخلو من الخطأ ، غير أن من الناس من تنغمر سيئاته في بحور حسناته .
قال سعيد بن المسيب : ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكر عيوبه . من كان فضله أكثر من نقصه وُهِب نقصه لفضله . اهـ .(1/255)
وقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى : الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلِم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يُغفر له زلله ولا نُضلله ونطرحه وننسى محاسنه . نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك . اهـ .
ويرى الشيخ الألباني رحمه الله الاعتدال في حق سيد قطب رحمه الله ، وله شريط بعنوان : الاعتدال في سيد قطب .
ومن كان مُبتدئا في طلب العلم فليحرص على التأصيل العلمي ، ويجعل القراءة في مثل هذه الكُتُب مرحلة متأخرة .
أما الجفري فليس بعالم بل هو جاهل وضال مُضلّ . وقد بُيِّنتْ حقيقته في هذا الموقع
http://www.almijhar.net/
وقد ساق أحد الأخوة بعض مصائبه وشركياته
وهي هنا
http://www.almeshkat.net/vb/search.p...der=descending
نسأل الله أن يهديه سُبل السلام .
ولا يُنصح عموما لغير المتخصص والمتمكِّن من القراءة في كُتب أهل الأهواء والبدع، كما لا يُنصح لغير المتخصص والمتمكِّن من القراءة لمثل البوطي والشعراوي والقرضاوي .
فلديهم أخطاء - غفر الله لهم - قد تلتبس على المبتدئ .
وليس صحيحاً أنه لا يُتكلّم في خطأ العالِم ، ولا يدخل الكلام فيه في مسألة " لحوم العلماء مسمومة " ، فهذا إذا كان من باب الوقيعة فيهم ، والتشفِّي بالنَّيل من أعراضهم ، كما يُلمس من كلام بعض الناس .
أما مُجرّد بيان الخطأ فهو جادة مسلوكة عند أهل العلم ، إلا أن بيان ذلك لأهل العِلم ، وليس لكل أحد . وفرق كبير وبَون شاسع بين الوقيعة في أعراض العلماء وبيان الخطأ بدليله .فالعالِم لا يُتابَع في زلته ، ولا يُتَّبَع عليها .
فيُتوسّط من عُلم عنه أنه لا يتعصّب للخطأ والبدعة ، ويُشدَّد على من كان مُتعصِّباً لبدعته ، مُنافِحاً عنها ، مُشنِّعاً على من تمسّك بالسنة .والله أعلم .
***********************************
71-شبهات متعلقة بالإمامة - بين السنة والرافضة
جواب الشيخ عن هذه الشبهات(1/256)
شبهات متعلقة بالإمامة – بين السنة والرافضة
النصوص القرآنية والأحاديث الواردة في مسألة الإمامة
تحت هذا العنوان كُتب رافضي :
النصوص القرآنيةوالأحاديث الواردة في مسألةالإمامة
أولا : رؤية نقدية لمرويات أهل السنة في هذا الموضوع ، ثانيا قراءةعقلية للنص القرآني والأحاديث الواردة في مسألة الإمامة.
فأقول – مستعينا بالله – :
أولاً : ليس للرافضة حقّ في الكلام في النصوص القرآنية حتى يُسلِّموا بِسلامة النص القرآني من التحريف .
وقد ألّف أحد علماء الرافضة ، وهو " حسين النوري الطبرسي ت 1320 هـ" كِتابا سمّاه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" ، وقد أورد فيه ما يزيد على ألفي رواية عن أئمة الرافضة بالقول بتحريف القرآن ! ومنها روايات في أصحّ كُتُب الرافضة ، وهو كِتاب " الكافي " للكليني ، الذي تُسمّيه الرافضة " حُجّة الإسلام " !
ولا يحتاج هذا الهراء إلى ردّ ، فقد أسقط كِتابه مِن عنوانه !
كيف ؟
إذا كان الكتاب – القرآن – هو كِتاب ربّ الأرباب .. فَلِم لَم يحفظه ؟!
وإن لم يكن كتابه فليس القرآن هو المقصود !
ولا يُقال : هذا رأي عالِم واحد من علماء الرافضة !
لأن أكثر علماء الرافضة يقولون بهذا القول صريحا في كُتُبهم ، إلاّ أنهم لا يُصرِّحوُن به لأمرين :
الأول : تقيّة ، والتقية عندهم تسعة أعشار الدِّين !
الثاني : لسقوط هذا القول عند جماهير المسلمين ، وبالتالي سقوط من يقول به ، واحتراق جميع أوراقه !
ولذلك يقول الجزائري في كتابه " الأنوار النعمانية " : والظاهر إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة ، منها : سَدّ باب الطعن عليها !
وأكثر علماء الرافضة على القول بتحريف القرآن ! ولذا حصر بعضهم الذين قالوا بعدم التحريف فلم يستطع تسمية سوى أربعة أو خمسة من علماء الرافضة !
كما فعل محمد جواد مغنية في محاولة ردّ القول بعدم التحريف ، فلم يستطع التمثيل سوى بأربعة علماء من علماء الرافضة لم يقولوا بالتحريف !(1/257)
ويقول الكاشاني في تفسيره : " إن القرآن ليس بِتمامه ! كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مُغيّر ومُحرّف ، وانه حُذِف منه أشياء كثيرة ، منها اسم عَلِيّ عليه السلام في كثير من المواضع ! ومنها لفظة ( آل محمد ) صلى الله عليه وسلم غير مرة ، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ، ومنها غير ذلك "
وسآتي بأمثلة على التحريف لاحقا – إن شاء الله – .
كما لا يُقال : كِتاب " الطبرسي " قد رُدّ عليه !
فأقول : الطبرسي قد انتصر لِكتابه هذا بِكتاب آخر !
وهو مُعظّم مُفخَّم عند الرافضة ! وثناء أتباعه ومؤيّديه كثير جدا !
والطبرسي هذا قد أورد سورة الولاية في كِتابه إيراد المنتصر لها !
وعلماء الرافضة – إن كان فيهم علماء – في هذه المسألة بين المطرقة والسِّنْدان !
فمن قال من علماء الرافضة بتحريف القرآن فهو مُطّرد مع نفسه ! وكفانا سُخف هذا القول لِِرَدّه !
ومن قال بعدم التحريف لَزِمه قبول إمامة مَن جَمَع القرآن ، وأمة الإسلام مُتّفقة على أن أول من جمع القرآن هو أبو بكر رضي الله عنه ، ثم كان كذلك في زمن عُمر رضي الله عنه ، ثم الجمع الأخير في خلافة عثمان رضي الله عنه .
فإما أن يُقبَل القرآن وتُقبَل إمامة من جَمَعوه ، وإلاّ يُرَدّ القرآن بِرَدّ وتكفير من جَمَعوه !
واعتقاد الرافضة أن الخلفاء الثلاثة قد كَفَروا وارتدّوا !
وكفى بِقُبْح هذا القول وسُخفه سقوطا !
وحتى الذين قالوا بِعدم وقوع التحريف في القرآن مِن علماء الرافضة – وهم قِلّة – تخبّطوا في ذلك ! لأنه اصطدموا بأمْر مُسَلَّم عندهم ، وهو : إثبات مصحف علي ، ومصحف فاطمة !
ثانيا : قول الرافضي بعد ذلك : (بيد أنقيام الثورة الإسلامية في إيران ، بقيادة آية الله العظمى روحالله الموسوي الخميني ، قد ألقى عدة أحجار في البحيرة الراكدة)
أقول : هو لم يُلق حجرا ، بل بَالَ في الماء الراكد !(1/258)
لأنه أراد إخراج الرافضة مِن رِقّ إلى رِقّ آخر ! ومن خُرافة إلى خرافة ثانية !
فالخرافة الأولى ما اعتقدوه في الإمام الثاني عشر – الذي اختَلَفُوا في ولادته أصلا – والذي يعتقدون أنه دخل سردابا في سامرّاء ! منذ أكثر من ألف سنة !
وهم ينتظرون خروجه ، إذ هو القائم ، وهو الذي تجتمع عليه الرافضة !
فلما أراد الخميني أن يُعطي نفسه الصبغة الشرعية والهيمنة الدينية على الرافضة اخترع " ولاية الفقيه " !
ثالثا : ما يتعلّق بمسألة الإمامة بين السنة والرافضة ، فأهل السنة هم الذين كانوا يجتمعون على الأئمة ، ولو كانوا أئمة جَور ، جَمعا للكلمة ، وتوحيدا للصّف .
وأهل السنة يُصلّون خَلْف كل بَرّ وفاجر جمعا للكلمة ووحدة للصَّفّ .
وأهل السنة يجتمعون في مساجدهم على إمام الصلاة ، وبالتالي فهم أفضل من يجتمعون على إمام أعظم .
وأما الرافضة فهم لا يجتمعون في صلاتهم خَلْف إمام ، ولا يجتمعون خَلْف إمام أعظم أيضا ! حتى يَخرُج " القائم " وهو الذي قد دخل سرداب سامراء قبل أكثر من ألف عام بِزعمهم !
والرافضة هم الذين ينطلقون من مُنطلقات " ثورية " ! زاعمين أن الحسين رضي الله عنه كان ثوريا !
ولذا خرجوا على الدولة العباسية ، وتآمروا على قتل الخليفة ، بل وعلى استباحة ديار المسلمين مِن قِبَل الكُفّار !
وما أخبار ابن العلقمي منا ببعيد ، وكُتُب التواريخ شاهدة بذلك .
فليس للرافضة الحقّ في الكلام في هذه المسألة ؛ لأنهم لا يجمعهم إمام ، فضلا عن عدم الإيمان بالقرآن على أنه كلام الله الْمُنَزَّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رابعا : حَمَل الرافضة على القول بالإمامة تحريف آيات القرآن الكريم لتتوافق مع مُعتقداتهم في الإمامة !
وخذ على سبيل المثال :
علي بن إبراهيم القمي .(1/259)
يقول عنه الطبرسى صاحب " أعلام الورى " : إن على بن إبراهيم من أعظم الرواة في عصر الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، ونقل عنه الشيخ يعقوب الكليني الكثير من الروايات في " أصول الكافي " . اهـ .
القمي هذا له تفسير مشهور عند الرافضة ، وهو من أقدم كُتُب تفاسير الرافضة ، وقد أورد عدة آيات حرّف لفظها ليتماشى مع القول بالإمامة !
خذ على سبيل المثال :
حرّف قوله تعالى : ( كنتم خير أمة ) إلى ( كنتم خير أئمة ) !
وقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) زاد فيها ( في عليّ ) ، لتُصبح الآية عنده هكذا (بلّغ ما أُنزل إليك من ربك في عليّ ... ) !
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا) زاد فيها (آل محمد حقّهم ) ! لتكون الآية عنده (إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقّهم ... ) !
وكذلك قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) زاد فيها (آل محمد حقهم ) ، لتكون الآية عنده (وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم ... ) !
ووزاد مثل ذلك في قوله تعالى : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ) ، لتكون الآية عنده (ولو ترى إذ الظالمون آل محمد حقهم ... )
وفي قوله تعالى : (إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ) جَعَلها في عليّ رضي الله عنه ، فتكون الآية عنده : (إن عليّ إلاّ عبدٌ أنعمنا عليه ...) !
ويَجري تلميذه الكليني على نفس المنوال !(1/260)
فقد روى الكليني في " الكافي " عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) قَالَ : عَهِدْنَا إِلَيْهِ فِي مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ فَتَرَكَ ، وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَزْمٌ أَنَّهُمْ هَكَذَا ، وإِنَّمَا سُمِّيَ أُولُو الْعَزْمِ أُوْلِي الْعَزْمِ لأَنَّهُ عَهِدَ إِلَيْهِمْ فِي مُحَمَّدٍ وَ الأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ وَالْمَهْدِيِّ وَسِيرَتِهِ وَأَجْمَعَ عَزْمُهُمْ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ وَالإِقْرَارِ بِهِ .
وروى الكليني أيضا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي قَوْلِهِ : وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ كَلِمَاتٍ فِي مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ الأَئِمَّةِ ( عليهم السلام ) مِنْ ذُرِّيَّتِهِمْ فَنَسِيَ ) هَكَذَا وَاللَّهِ نَزَلَتْ عَلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) .
وروى أيضا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه وآله ) ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قَالَ : إِنَّكَ عَلَى وَلايَةِ عَلِيٍّ ، وَعَلِيٌّ هُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ .
وروى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) هَكَذَا ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِي عَلِيٍّ بَغْياً ).(1/261)
وروى عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) بِهَذِهِ الآيَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ هَكَذَا : ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فِي عَلِيٍّ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) .
وروى عَنْ مُنَخَّلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ( عليه السلام ) عَلَى مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) بِهَذِهِ الآيَةِ هَكَذَا : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا فِي عَلِيٍّ نُوراً مُبِيناً ) .
والروايات عند الكليني في أصحّ كُتُب الرافضة كثيرة ، ولم أورِد كل ما وقفت عليه !
فأنت ترى تشدّق الرافضة بالإمامة والولاية حتى حرّفوا القرآن لأجلها ، بل جعلوها هي الكلمات التي عَهِد الله بها إلى آدم ، وأنها في حق آل البيت !
هذا ما يتعلّق بتحريف الرافضة للقرآن ، لإثبات الإمامة بزعمهم
فصار الإمامة عندهم غاية وليست وسيلة !
خامسا : إمامة أبي بكر ثابتة بالنصّ وبالإجماع .
أما النصّ فدلالة قوله تعالى : (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) .
وقوله تعالى : (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
وقوله عزّ وَجَلّ : (وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى)
فهذه الآيات نزلت في أبي بكر رضي الله عنه .
وأدلة السنة كثيرة ، منها :
تقديمه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر يؤمّ الناس ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا حضرته الوفاة قال : مُرُوا أبا بكر فَلْيُصَلِّ بالناس . رواه البخاري ومسلم .
ولذا كان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا .(1/262)
قال ابن عبد البر القرطبي : معلوم أن الصلاة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت إليه لا إلى غيره ، وهو الإمام الْمُقْتَدَى به ، ولم يكن لأحد أن يتقدم إليها بحضرته ، فلما مرض واستخلف أبا بكر عليها والصحابة متوافرون ووجوه قريش وسائر المهاجرين وكبار الأنصار حضور ، وقال لهم : مُرُوا أبا بكر يصلي بالناس . استدلوا بذلك على أن أبا بكر كان أحق الناس بالخلافة بعده صلى الله عليه وسلم ، فارتضوا لإقامة دنياهم وأمانتهم من ارتضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لِدِينهم .
ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم - والله أعلم - مِن أن يُصَرِّح بخلافة أبي بكر رضي الله عنه إلا أنه كان لا ينظر في دين الله بهواه ، ولا يشرع فيه إلاَّ بما يُوحى إليه ، ولم يُوحَ إليه في الخلافة شيء .
وكان لا يتقدم بين يدي ربه في شيء إلاَّ أنه كان يُحِبّ أن يكون أبو بكر الخليفة بعده فأراهم بتقديمه إياه إلى الصلاة موضع اختياره ، وأرَاد به .
فعرف المسلمون ذلك منه فبايعوا أبا بكر بعده ، فنفعهم الله به ، وبارك لهم فيه ؛ فقاتل أهل الرِّدَّة ، وقام بأمر الله ، وعَدل في الرَّعية ، وقَسَم بالتسوية ، وسار سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله عز وجل .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة لكلام قاله عمر بن الخطاب : أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَر أبا بكر أن يُصَلِّي بالناس ؟ قالوا : نعم . قال : فأيكم تطيب نفسه أن يَنْزِعه عن مقامه الذي أقامه فيه رسول الله ؟ قالوا : كُلُّنا لا تطيب نفسه بذلك . اهـ .
وكان الصحابة رضي الله عنهم يُقدَّمون أبا بكر ، كما فعل بلال رضي الله عنه حينما تأخّر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقام وصلّى أبو بكر رضي الله عنه .(1/263)
وقوله عليه الصلاة والسلام قبل موته : لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ . ثُمَّ قُلْتُ : يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : قالَتْ عَائِشَة رضي الله عنها : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ : ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ ، وَيَقُولُ قَائِلٌ : أَنَا أَوْلَى ! وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ .
ولَمَّا جاءت امرأة فكَلَّمَتْهُ صلى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ ، فَقَالَتْ : أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ ؟ قَالَ : إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ .
زَادَ لَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ : كَأَنَّهَا تَعْنِي الْمَوْتَ . رواه البخاري .
ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون : رضينا لِدُنيانا ما رَضِي به النبي صلى الله عليه وسلم لِدِيننا .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة لم يُقْتَل قتلاً ، ولم يَمُتْ فجأة ، مرض ليالي وأياما يأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة ، وهو يرى مكاني فيقول : ائت أبا بكر فليُصَلِّ بالناس ، فلما قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَظَرتُ في أمري فإذا الصلاة عظم الإسلام وقِوام الدِّين ، فرضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ، بايعنا أبا بكر . رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى وابن عبد البر في التمهيد وابن عساكر في تاريخ دمشق .(1/264)
وفي رواية : لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس وإني لشاهد ما أنا بغائب ، ولا في مرض ، فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .
فنحن نرضى بمن رضي به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
- وسيأتي أن عليا رضي الله عنه بايَع أبا بكر بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها -
ومما يدلّ على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بَعَثَ أبا بكر الصديق رضي الله عنه في الحجة التي قبل حجة الوداع وأمّره عليها يؤذن في الناس : ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .
فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام ، فلم يحجّ عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم مُشرِك .
فأقام النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر مقامه ، وجعله مُبلِّغًا عنه ، مُتحدِّثا باسمه .
وسيأتي أن الصحيح عند أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ثم أتبعه عَلِيًّا ، فكان عليّ رضي الله عنه تحت إمرة أبي بكر ، ولم يَرُدّ النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ، ليُبلِّغ عنه رجل من آل بيته ، فالرواية ضعيفة ، وسيأتي الكلام عنها .
ففي رواية للبخاري : ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بِعَلِيّ بن أبي طالب وأمَرَه أن يؤذن ببراءة .
وهذا يدلّ على أن علياً رضي الله عنه كان تحت إمرة أبي بكر في تلك الحجّة التي قَبْل حجّة الوداع .
فهذه أحاديث صحيحة صريحة في إثبات أخوة أبي بكر وصحبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، بل وفي النصّ على خلافته .
وعليّ رضي الله عنه أثبت خلافة أبي بكر بقوله وفِعله .
أما قوله فقد تقدّم قوله : فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا .
وأما فِعله فـ :
عَدم منازعة أبي بكر في أمر الخلافة .
قبوله لأحكام أبي بكر رضي الله عنه ، ولو كان عليّ رضي الله عنه يَرى أن أبا بكر ليس هو الخليفة ، أو يرى أنه غاصب لحق آل محمد – كما تقول الرافضة – لم يُمضِ أحكامه .(1/265)
ومن أظهر الأحكام التي أمضاها قبوله لِسَبي أبي بكر ، فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخذ جارية من سَبي بني حنيفة ، فإن أم محمد بن الحنفية من سَبْي بني حنيفة ، ومحمد بن علي يُنسب إلى أمِّه فيُقال : محمد بن الحنفية .
فلو كان علياً رضي الله عنه لا يَرى خلافة أبي بكر أكان يأخذ سبيّة من سبايا حَرب سيّرها وأمَر بها الصدِّيق رضي الله عنه ؟
ولما قَدِم خالد بن سعيد بن العاص بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهر وعليه جبة ديباج فلقي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فصاح عمر بمن يليه : مزقوا عليه جبته ، أيَلبس الحرير ؟ فمزَّقوا جبته . فقال خالد لِعليّ : يا أبا الحسن يا بني عبد مناف أغُلبتم عليها ؟ فقال عليّ عليه السلام : أمُغالبة ترى أم خلافة ؟ قال : لا يُغالب على هذا الأمر أولى منكم يا بني عبد مناف . وقال عمر لخالد : فضّ الله فاك ، والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلتَ ، ثم لا يضرّ إلاّ نفسه . ذَكَره ابن جرير الطبري في تاريخه وابن عساكر وابن كثير وغيرهم .
فخلافة أبي بكر رضي الله عنه ثابتة بالنص وبالإجماع ، فلا يُعلَم مُنازِع لأبي بكر رضي الله عنه ، وما رُوي عن عليّ رضي الله عنه فقد ثَبَت عنه أنه بايع أبا بكر بعد موت فاطمة رضي الله عنها .
قال سالم بن أبي الجعد : قلت لمحمد بن الحنفية لأي شيء قُدِّم أبو بكر حتى لا يُذكر فيهم غيره ؟ قال : لأنه كان أفضلهم إسلاما حين أسلم ، فلم يَزَل كذلك حتى قبضه الله .
ومحمد بن الحنفية هو محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه .
سادسا : دعوى الرافضي تحكيم العقل ، إذ يقول : (الأمر الذي دفعني لاستخدام المنطق العقلي في هذهالدراسة لأن ما يتناقض مع العقل هوالمستحيل بعينه وهو المرفوض دراية ومنثم رواية)
أقول : هذه مسألة اشتركت فيها الرافضة مع المعتزلة في تحكيم العقول في النصوص !
إلاّ أن المعتزلة أكثر اطِّرادا من الرافضة في هذه المسألة الْمبْتَدَعة !(1/266)
وذلك لأن الرافضة تُلغي عقولها تماما أمام ( ملاليها ) ! فهم الذين يقولون : إنا وجدنا آباءنا على أمة !
وليس معهم من بضاعة سوى التقية ! التي هي تسعة أعشار الدِّين ، كما تقدّم !
فإذا وقف العقل أمام جهالات الملالي ! سوّغوا لهم ذلك بأن ذلك التناقض في دِين الرافضة إنما كان بسبب التقية !
وخذ على سبيل المثال :
مسألة تحريف القرآن ومسألة جَمْعِه .
تصطدم الرافضة أمام هذه الحقيقة بأمرين :
الأول : كون الخلفاء الثلاثة هم الذين جَمَعوا القرآن .
الثاني : ما زعمته الرافضة أن عليًّا رضي الله عنه جَمَع مصحفا ، وسيخرج به القائم !
فإذا ما سُئلوا : لِم لَم يُخرج عليا مصحفه عندما تولّى الإمامة ؟
أجابت الملالي : بأنه فَعَل ذلك تقية !
وإذا ما سُئلوا أيضا : إذا كان الخلفاء الثلاثة اغتصبوا آل محمد حقهم – كما تزعم الرافضة – فَلِم لَم يَقُم عليّ رضي الله عنه بِمحاربتهم مع أحقّيته ؟!
أجابوك : إنما فعل ذلك تقية !
وعلى ذلك أمثلة كثيرة ..
فالرافضة في دعوى العقل غير مطّرِدة مع أنفسها !
بينما اطّردت المعتزلة في هذه المسألة ، مع بدعيّتها !
ومع ذلك فنحن أهل السنة نقول : إن العقل الصريح لا يُناقض النقل الصحيح .
فلا يُمكن أن يكون هناك تعارض إلاَّ والْمُتَّهم فيه العقل !
سابعا : زَعَم الرافضي أن الإمامة (محصورة فيالذرية والآل) !
وهذا تردّه الحقائق الشرعية .
واستدلاله بآية آل عمران أول أخطائه !
فالآية نصّ على اصطفاء الله عزّ وجلّ لآدم ونوح وآل إبراهيم .
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)
فالإصطفاء ليس لكل بني آدم ، ولذا لم يأت في الآية : آل آدم ! ولا آل نوح ! لأن من ذرية آدم من ليس أهلا لذلك الاصطفاء !
ومثله في حق ذرية نوح عليه الصلاة والسلام ، كما جاء خبر ابنه في سورة " هود " .
ولذلك لم يأت في الآية آل نوح .(1/267)
مع أن الناس من بعد نوح من ذريته ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) .
فليس الاصطفاء لِكُلّ آل إبراهيم ، كما أنه ليس لِكُلّ آل محمد صلى الله عليه وسلم .
آل النبي همو أتباع ملته **** على الشريعة من عُجم ومن عَرب
لو لم يكن آله إلا قرابته **** صَلّى الْمُصَلِّي على الطاغي أبي لهب
ومع ذلك فقد رضي آل البيت بإمامة أبي بكر وعمر – كما تقدّم النقل عنهم – ولم يُخالِف في ذلك إلاّ الرافضة بعد انعقاد البيعة بالإجماع !
ولو سلّمنا ذلك جدلا ، فهل كانت الإمامة في أبناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام فضلا عن سائر ذريته ؟!
إذا قيل : نعم
فأبناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام : إسماعيل وإسحاق .
وكانت النبوة في ذريته إلى بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وهو من ذرية إسماعيل .
فهل بقي لذرية إسحاق بعد ذلك وراثة ؟!
إذا قالت الرافضة : نعم .
فهذا يعني إثبات نبوة لغير نبينا صلى الله عليه وسلم بعد بعثته عليه الصلاة والسلام .
وقد زعمت الرافضة – ما لم تزعمه أمة من الأمم – أن الوحي كان يَنْزِل على فاطمة رضي الله عنها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم تسلية لها !
ومن ثم جَمَعوا ما أسموه " مصحف فاطمة " !
وهذا يعني أن إثبات الاصطفاء لا يعني إثبات الإمامة والخلافة في ذرية الذي اصطفاه الله عزّ وجلّ .
ألا ترى أن قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) تضمّن اصطفاء مريم بنت عمران عليها السلام ؟
ولذلك جاء في السياق القرآني : (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .(1/268)
وفي السياق أيضا خبر اصطفاء مريم صراحة في قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) .
فهل كانت ذرية مريم مما وقع عليها الاصطفاء ، وبالتالي تكون الإمامة والخلافة (محصورة فيالذرية والآل) كما يقول الرافضي ؟!
فقول الرافضي : (وهذه قاعدة عامةلم تشذ عنها أمة من الأمم ، فلماذا تشذ الأمة الإسلامية؟)
أقول : ليست قاعدة عامة كما رأيت في ذرية آدم ، وفي ذرية نوح ، وفي ذرية مريم ..
كما أنها لم تكن قاعدة عامة في ذرية إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ، ولم تكن أيضا في آل محمد صلى الله عليه وسلم ، إذ كان من قرابته صلى الله عليه وسلم من كان كافرا ، كما كان حال عمه أبي طالب ، والرافضة تزعم أن الله أحياه بعد موته ! فآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم !
وفي الصحيحين ( البخاري ومسلم ) وفاته على الكُفر ، وليس في ذلك غضاضة ولا إزراء بِمنصب النبوة ..
فالأمة الإسلامية لم تشذّ في إثبات إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم أجمعين ، بل هي مُطّردة مع نفسها ..
فأمة الإسلام ، وكل من آمن بالقرآن ، لَزِمه إثبات إمامة الخلفاء الراشدين ، لأن جَمْع القرآن تَمّ على أيدي الخلفاء الراشدين ، فمن قَبِل إمامتهم آمن بالقرآن ، ومن آمن بالقرآن قَبِل إمامتهم !
إلاّ ما كان من الرافضة التي ناقضت أنفسها ! ولم تطّرد في مسألة واحدة !
بل هي مُطّردة مع سُنن ربها .
فالله عزّ وجلّ ينصر رُسلَه والذين آمنوا ، وقد نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الرِّدَّة ، ونصر الإسلام بِعُمَر رضي الله عنه وبِعثمان وبِعليّ وأجرى الفتوح على أيديهم شرقا وغربا .
ثامنا :
الاستدلال بحديث : " من كنت مولاه فعلي مولاه" وبحديث : " أنت مني بِمَنْزِلة هارون من موسى إلا أنهلا نبي بعدي " .
فهذا حق لا مرية فيه ، ولكنه من الحق الذي أرادت به الرافضة باطلا !(1/269)
فنحن أهل السنة نتولّى عليًّا رضي الله عنه من غير غلوّ ولا جفاء .
وفي صحيح مسلم قول عليّ رضي الله عنه : والذي فَلق الْحَبَّة ، وبَرأ النَّسَمَة إنه لَعَهد النبي الأُمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يُحِبّني إلاَّ مُؤمن ، ولا يُبْغِضني إلاَّ مُنافق .
ونُثبت محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لِعليّ رضي الله عنه ، ومحبته لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
ففي الصحيحين خبر قوله يوم خيبر : لأُعْطِينّ هذه الراية رجلا يَفتح الله على يديه ، يُحِبّ الله ورسوله ، ويُحِبّه الله ورسوله. رواه البخاري ومسلم .
وكنت أفردتُ ترجمة أبي الحسن رضي الله عنه هنا :
وليس في أهل السنة مَن يُبغِض عَلِيًّا رضي الله عنه ، بل ولا في الصحابة رضي الله عنهم من يُبغِضُه ، حتى مَن وقَع بَينه وبَين عليّ قِتال أو خِلاف .
وحُبّ عليّ رضي الله عنه إيمان ؛ وهو مُنتَظِم في حُب آل البيت خاصة ، وفي حُبّ الصحابة عامة .
وهذا يعني أن عليًّا رضي الله عنه يشْتَرِك في ذلك القَدْر مِن الْمُحبّة الذي هو إيمان .
قال عليه الصلاة والسلام في الأنْصَار : لا يُحِبُّهم إلاَّ مؤمن ، ولا يبغضهم إلاَّ مُنافق ، مَن أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : آية الإيمان حُبّ الأنصار ، وآية النفاق بُغْض الأنصار . رواه البخاري ومسلم .
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
وفيه أيضا من حديث أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يُبْغِضُ الأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ .
فبُغْض الأنصار من جُملة بُغض الصحابة رضي الله عنهم ، وعليّ رضي الله عنه من جِلّة الصحابة .(1/270)
فنحن نُحِبّ عليًّا رضي الله عنه ونُحِب الأنصار ونُحِبّ الصحابة عموما ، فإن حُبّهم دِين وإيمان ، وبُغضهم نِفاق وزندقة !
وأما حديث : " أنت مني بِمَنْزِلة هارون من موسى إلا أنهلا نبي بعدي " ، فهذا قاله عليه الصلاة والسلام لِعليّ إرضاء له حينما حَزّ في نَفْس أبي الحسن رضي الله عنه – وهو البَطل الشجاع – أن يُخلّف مع النساء والصبيان .
ففي الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَج إلى تبوك واسْتَخْلَف عَلِيًّا ، فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مِنِّي بِمَنْزِلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس نبي بعدي .
وهارون عليه الصلاة والسلام خَلَف موسى عليه الصلاة والسلام حينما سار موسى إلى ميعاد ربه .
ولا يَلْزَم منه استخلاف هارون من بعده ؛ لأن هارون عليه الصلاة والسلام مات قبل موسى عليه الصلاة والسلام ، كما هو معلوم عند علماء التفسير ، بل حتى عند أهل الكِتاب .
فلا يَصِحّ الاستدلال بقوله عليه الصلاة والسلام : " ألا ترضى أن تكون مِنِّي بِمَنْزِلة هارون من موسى ؟ " على أحقيّة عليّ رضي الله عنه في الخلافة من بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد أجاب أبو إسحاق المروزي رحمه الله بجواب على وجهين مُجْمَلَين :
أحدهما : أن هارون كان خليفة موسى في حياته ، ولم يكن عليّ خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ، وإذا جاز أن يتأخّر عليّ عن خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته على حسبما كان هارون خليفة موسى في حياته ؛ جاز أن يتأخّر بعد موته زمانا ، ويكون غيره مُقَدّما عليه ، ويكون معنى الحديث القصد إلى إثبات الخلافة له ، كما ثبتت لهارون ، لا أنه استحق تعجيلها في الوقت الذي تَعَجّلها هارون من موسى عليه السلام .(1/271)
والوجه الآخر : أن هذا الكلام إنما خرج من النبي عليه السلام في تفضيل عليّ ومعرفة حقه لا في الإمامة ، لأنه ليس كل مَن وَجب حقه وصار مُفَضّلاًَ اسْتَحَقّ الإمامة ؛ لأن هارون مات قبل موسى بِزَمَان ، فاسْتَخْلَف موسى بعده يوشع بن نون ، فهَارُون إنما كان خليفة لموسى في حياته ، وقد عُلِم أن عَلِيًّا لم يكن خليفة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، ولم يكن هارون خليفة لموسى بعد موته ، فيكون ذلك دليلا على أن عليا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته .
قال ابن عبد البر : كان هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم لعلي حين استخلفه على المدينة في وقت خروجه غازيا غزوة تبوك ، وهذا استخلاف منه في حياته ، وقد شَرَكه في مثل هذا الاستخلاف غيره ، مَن لا يَدّعي له أحد خِلافة ؛ جَمَاعة قد ذكرهم أهل السنة ، وليس في استخلافه حين قال له ذلك القول دليل على أنه خليفة بعد موته ، والله أعلم . اهـ .
وقال الإمام النووي في شرح هذا الحديث : فيه إثبات فضيلة لعلي ، ولا تعرّض فيه لكونه أفضل من غيره أو مثله ، وليس فيه دلالة لاستخلافه بعده ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال هذا لعلي حين استخلفه في المدينة في غزوة تبوك ، ويؤيد هذا أن هارون الْمُشَبَّه به لم يكن خليفة بعد موسى ، بل توفي في حياة موسى وقبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة على ما هو مشهور عند أهل الأخبار والقصص . قالوا : وإنما استخلفه حين ذهب لميقات ربه للمناجاة . والله اعلم . اهـ .
ثم إن هذا منتقض بِما كان من استخلافه عليه الصلاة والسلام لِغير واحد من الصحابة في غير غزوة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخلف ابن أم مكتوم على المدينة إذا خَرَج النبي صلى الله عليه وسلم لبعض مغازيه .
فَلِم لا تقول الرافضة : إنه أحقّ بالخلافة ؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم استخلَفَه على المدينة أكثر من مرّة ؟!(1/272)
فقول الرافضي : (فالخلافة النبويةانتقلت إلى من انتقلت إليه برأي بعض المسلمين وليس بالنص)
أقول : هذا ليس بصحيح .
بل انتقلت إلى أبي بكر بالنصّ والإشارة والإجماع ، وقد تقدّم الكلام على هذه المسألة .
فأبى الله والمسلمون إلاّ من استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على صلاتهم ، ومن أنابه عليه الصلاة والسلام عنه في إمامة الصلاة تمهيدا لإمامة الناس الإمامة العظمى .
ومن أنابه عنه عليه الصلاة والسلام في تبليغ دعوته ، وفي إعلان التوحيد ، وأن لا يحجّ بعد ذلك العام مشرك .
فَزَعم الرافضة أن عليا منصوب من الله ، ليس بصحيح ، بل هو افتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فلو كان منصوبا من الله تعالى ، هل كان الله يُضيع منصوبَه أو يتخلّى عنه ؟!
وقد قال تعالى : (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) .
وقال : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
فهل أقامه الله عزّ وجلّ منصوبا عنه ، ثم تَخلّى عنه ؟!
هذا ما تقوله الرافضة !
ومما يلزم من ذلك القول اتِّهام عليّ رضي الله عنه بالْجُبْن والْخَوَر !
كيف ؟
إذا كان عليّ رضي الله عنه منصوبا لله ، وكانت خلافته رضي الله عنه منصوصًا عليها ؛ فَلِم تَخَلّف عليّ رضي الله عنه عن الأخذ بِحقّه ، وهو البطل الشجاع ؟!
لِم تَرَك الخلافة في أيدي من غَصَبوه حقه – كما زَعموا – ؟!
كل ذلك إزراء بأبي الحسن رضي الله عنه .
فالقول المطّرِد إثبات إمامة الخلفاء الثلاثة ، فأهل السنة مُضطرِدون مع أنفسهم ، ومع إثبات كِتاب ربهم ، كما تقدّم .
تاسعا : غَمْز الرافضي معاوية رضي الله عنه ، ووصفه بـ " ابن آكلةالأكباد " ، هذا كله سوء أدب مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، بل مع رجل هو بِمَنْزِلة خال المؤمنين !
إذ أنه أخو أم المؤمنين أم حبيبة ، رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها .
وهو أحد كُتّاب الوحي .(1/273)
وهو من الخلفاء الذين أجرى الله على أيديهم الفتوحات ، ونَصَر بهم الدِّين ,
وقد أقَرّ بِخلافته الحسن بن عليّ رضي الله عنهما ، وهو سِبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الإقرار ، وعن رجاحة عقل الحسن رضي الله عنه ، إذ قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ . رواه البخاري .
وخلافة الحسن بن علي ستة أشهر بعد أبيه ثم تنازل لمعاوية سنة 41 هـ ، والذي سُمّي عام الجماعة لاجتماع .
فنحن أهل السنة نُثبت رجاحة عقل الحسن بن عليّ رضي الله عنه ، وتحقق بذلك نبوءة جدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونُسمي ذلك العام : عام الجماعة ، لاجتماع الكلمة فيه ، ووحدة الصف ، بل ووحدة الإمامة .
وأما الرافضة فيُسمّون الْحسن بن علي رضي الله عنه : خاذل المؤمنين !
فهم يدّعون محبة آل البيت وأن الإمامة فيهم ، ثم يتنقّصُون بعض آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم .
ولذلك زَعمت الرافضة أن الإمام في ذرية الحسين بن عليّ رضي الله عنهما دون من سواهما ، ثم افترقت الرافضة بعد ذلك في عدم الاتفاق على ذرية الحسين رضي الله عنه ، فبعد وفاة جعفر الصادق رحمه الله افترقت الرافضة إلى : جعفرية وإسماعيلية !
وهكذا لم تتفق فرِق الرافضة على إمام من أئمة آل البيت !
وسبق أن بيّنت أن الرافضة هي التي كانت سببا في خروج الحسين رضي الله عنه من الحجاز إلى العراق ، وأن الرافضة هي التي دَعَتْه ثم خذَلَته .
ونقلت عن كُتُب القوم ذلك صريحا في إجابات شُبهات رافضية أخرى ، عنونت لها بـ " الإجابات الجلية في الشبهات الرافضية " .
وتوجد نسخة منه في مكتبة المشكاة هنا :(1/274)
عاشرا : أورد الرافضي ما رُوي عن معاوية رضي الله عنه من قوله : ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون . رواه ابن أبي شيبة .
وفي رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق : وإني لأعلم أنكم تصومون وتُصَلّون وتُزَكّون .
وليس طلب الإمارة وجَمْع كلمة الناس بأمْر يُعاب .
فالذي يَعيب على معاوية هذا الأمر يلزمه أن يَعيب على الحسين خروجه طلبا لذلك الأمر !
فالحسين رضي الله عنه لم يَخرج إلاّ لأجل أن يُبايَع على الأمر .
ولذلك قال له أخوه الحسن رضي الله عنه : يا أخي إن أبانا رحمه الله تعالى لما قُبض رسول الله استشرف لهذا الأمر ورَجَا أن يكون صاحبه ، فصرفه الله عنه ، ووليها أبو بكر ، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا فصُرفت عنه إلى عمر ، فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم ، فلم يشك أنها لا تَعْدُوه فصُرفت عنه إلى عثمان ، فلما هلك عثمان بُويع ثم نُوزع حتى جَرّد السيف وطلبها فما صَفَا لَه شيء منها ، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة ، فلا أعرفن ما استخفّك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك .
كما يلزمه أن يَعيب الخميني أشدّ العيب !
إذ خَرَج مِن رَحِم فرنسا ! ثم أتى بِما يُعرَف بِالثورة ! فهو لم يأت لإقامة الصلاة ولا لإيتاء الزكاة ! بل لإقامة دولة صفوية رافضية !
ومعلوم عند أهل العِلْم أن الذي يتغلّب على الْحُكم ثم يستقرّ له الأمر بعد ذلك أنه يُبايع حقنا لِدماء المسلمين ، وهذا ما فعله الحسن بن علي رضي الله عنهما .
حادي عشر : زَعْم الرافضي أن النصوص في كُتُب أهل السنة مبتورة !
وقد تَعَمّد الرافضي حذف بعض النصوص التي لا تخدم استدلاله ، وليس هذا بِغريب على الرافضة ! فهم قَوم بُهْت !
فالرافضة هم الذين يروون ما يَروق لهم ، وما يُوافِق أهواءهم !(1/275)
أما أهل السنة فيروون ما لهم وما عليهم .
وقد شَهِد بذلك القاصي والداني .
شَهِد به أعداؤهم وخصومهم .
وممن شَهِد بذلك جَمْع من المستشرقين ، وشَهِد به عقلاء الفِرَق ، بما في ذلك عقلاء الرافضة .
أما سبّ عليّ رضي الله عنه على المنابر فقد كان ، إلاّ انه لم يأخذ الصبغة الشرعية ، كما لم يَكن من العلماء الكِبار الأجلاّء ، بل كان يصدر من بعض الخطباء ، ومع ذلك فهو زَلّة لا تُقَرّ ، ولا تتخذ صبغة شرعية !
أما السبّ لدى الرافضة واللعن فهو قد اتَّخَذ الصبغة الشرعية ، وهو قُربة يزعمون أنهم يتقربون بها !
وكان علماء أهل السنة يَنْهَون عن سبّ عليّ رضي الله عنه .
كان عمر بن عبد العزيز يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العِلْم ، فبلغ عبيد الله أن عمر ينتقص عَلِيًّا ، فأقبل عليه فقال : متى بلغك أن الله تعالى سَخِط على أهل بَدْر بعد أن رضي عنهم ؟ قال : فَعَرَف ما أراد ، فقال : معذرة إلى الله وإليك لا أعود . فما سُمِع عُمر بَعدها ذَاكِرًا عَلِيًّا رضي الله عنه إلاَّ بِخَير .
وكان سلف هذه الأمة إذا سَمِعوا الطعن في عليّ أعرضوا عنه ، وكرهوه ، ولم يرضوه .
بل نَص ّ أهل العِلْم على أن الخطيب لو وقع في سبّ أو شتْم أنه يجوز للسامع أن يشتغل بالحديث ! مع أنه مأمور بالإنصات للخطبة .
قال ابن عبد البر : وذَكَر الزبير بن أبي بكر القاضي قال : أخبرنا مصعب بن عثمان عن مشيخته أن عبد الله بن عروة بن الزبير كان يشهد الجمعة فيخرج خالد بن عبد الملك بن الحرث بن الحكم بن أبي العاصي فيخطب ، فيستقبله عبد الله بن عروة ويُنْصِت له ، فإذا شتم خالد عَلِيا تَكَلم عبد الله بن عروة ، وأقبل على أدنى إنسان إلى جنبه . فيقال له : إن الإمام يخطب ! فيقول : إنا لم نؤمر أن نُنْصِت لهذا .
وما ذلك إلاّ لمحبتهم لعليّ رضي الله عنه ، ومعرفة قدره ، إذ نَفَوا ذلك ، وأعرضوا عنه .(1/276)
وأهل السنة يَرون أن سبّ الصحابة نِفاق ، بل واعتبره بعض العلماء كُفر !
قال الإمام مالك : ليس لمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفيء حق ، ويقول : قد قَسم الله تعالى في سورة الحشر للفقراء المهاجرين : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ) الآية .
قال : ومَن سَبّ مَن أمَرَه الله تعالى أن يَسْتَغْفِر له ، فلا حَقّ له في الفيء .
فمثل ذلك الفعل لا يُمكن اعتباره مذهبا لأهل السنة ، ولا قولا لهم .
والرافضة عابوا على من سبّ عليّ – وهو عيب عند أهل السنة – ولم يَعيبوا من سب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم قاطبة إلاّ نَفَر يسير !
فعيب الرافضة في ذلك أولى وأوجب !
والرافضة لم يقتصروا على سبّ الصحابة ، بل لعنوا خيار هذه الأمة ، وكَفروهم ، وسبوا أمهات المؤمنين !
ومع ذلك فلا يُقَرّ من سبّ عليا رضي الله عنه ، ولا من نَال منه .
ويُقال لِمَن اتَّخَذ سَبّ الصحابة دِيانة : متى بَلغك أن الله تعالى سَخِط على أهل بَدْر بعد أن رضي عنهم ؟!
وأما سؤال معاوية رضي الله عنه لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ما منعك أن تَسُبّ أبا التراب ؟
فقد أجابه سعد رضي الله عنه بذِكْر ثلاث من فضائل عليّ رضي الله عنه . كما في صحيح مسلم .
وليس في سؤال معاوية ما يُفهم منه سبّ عليّ رضي الله عنه .(1/277)
قال الإمام النووي : فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمَر سَعْدًا بِسَبِّه ، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب ؛ كأنه يقول : هل امتنعت تَوَرّعًا أو خَوفًا أو غير ذلك ؟ فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب فأنت مُصيب مُحْسِن ، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ، ولعل سعدا قد كان في طائفة يَسُبُّون فلم يَسُبّ معهم ، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال . قالوا : ويحتمل تأويلا آخر : أن معناه ما منعك أن تُخَطِّئه في رأيه واجتهاده ، وتُظْهِر للناس حُسْن رأينا واجتهادنا ، وأنه أخطأ .
ثاني عشر : ما يُدندن حوله الرافضة ويستدلّ,ن به في قوله تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وما يُورد علماء أهل السنة مما يُعرف بحديث الكساء ، وهو صحيح ، ولا إشكال فيه ، إلاّ أن الإشكال في فهم الرافضة له ، بتخصيص علي وفاطمة والحسن والحسين بهذه الآية .
إذ يقول الرافضي : (ونزول الآية في آل بيت النبوة ( ع ) خاصة من دون غيرهم) !
وهذا يَردّه ظاهر القرآن ، إذ قال الله تبارك وتعالى بعد هذه الآية مباشرة : (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) مما يَدُلّ على دُخول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الخطاب ، وأنهن داخلات في عموم أهل بيته صلى الله عليه وسلم .
فإن الله لَمَّا قال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) أعقبه بقوله : (وَاذْكُرْنَ) والخطاب لِزوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
أما حديث الكساء فليس فيه ما يقتضي حصْر آل النبي صلى الله عليه وسلم في علي وفاطمة وابنيهما .
ففرق بين أن يُقال : هؤلاء أهل بيتي .
وبين أن يُقال : ليس لي آل بيت سوى هؤلاء .
فحديث الكساء من جنس الأول .(1/278)
فقول الرجل : هؤلاء أهل بيتي ، مُحتمِل لأكثر مِن معنى ، منها :
أن يكون قصد هؤلاء أفضل أهل بيتي .
أو يكون قصد هؤلاء مِن أهل بيتي .
وهذا جارٍ على أصول لغة العرب .
وهذا الأسلوب معروف ، بل هو وارد في الكتاب والسنة .
فعلى سبيل المثال قوله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا )
وقوله : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ )
وقوله : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ )
وقوله : ( َفمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا )
وغيرها من الآيات في هذا المعنى ، والجمع بين هذه الآيات أن يُقدّر ( مِن ) فيها ؛ لأن من المعلوم أن إثم كتم الشهادة ليس كإثم افتراء الكذب على الله ، فلهذا يُمكن أن يُقال : إن كاتم الشهادة أظلم الخلق .
وجاء هذا الأسلوب في أحاديث كثيرة .
قال ابن خزيمة رحمه الله : العرب قد تقول : إن أفضل العمل كذا ، وإنما تريد " من أفضل " و " خير العمل كذا " وإنما تريد : من خير العمل . اهـ .
ومن هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام : اللهم هؤلاء أهل بيتي .
فهو ليس على سبيل الحصر ، ولا يَفهم منه أهل اللغة إفادة الحصر .
وقد دلّ القرآن على أن زوجة الرجل من آل بيته ، كما قال تعالى في خبر لوط .
قال تعالى في خبر آل لوط : (إِلاَّ آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ)
وقال تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) وغيرها من الآيات .
فلو كانت زوجته ليست من أهل بيته لم يكن ثَمّ حاجة إلى الاستثناء من آله وأهله .
والسؤال الذي يُطرح على الرافضة : لِم أخرجتم الحسن بن علي رضي الله عنه وأبناء الحسن مِن آل البيت ؟(1/279)
ولِم أخرجتم بقية أبناء عليّ رضي الله عنه من آل البيت ؟
ومثله الاستدلال بقوله تعالى : (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) .
فأين هي مودّة عليّ رضي الله عنه فضلا عن آل بيته ؟!
إن الدعاوى عريضة ، وكل دعوى تفتقر إلى بيِّنَة تُقام عليها .
أين مودّ’ عليّ رضي الله عنه وهم يُخرجونه عن حَدّ بشريته إلى الغلو فيه رضي الله عنه ، مما لا يرضاه عليّ رضي الله عنه . بل قتَل عليّ رضي الله عنه مِن غَلو فيه ، واحرقهم بالنار ، وأدّب من تعرّض لأم المؤمنين عائشة ، وقال رضي الله عنه : إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة .
فسبّ أم المؤمنين رضي الله عنها تكذيب لِعليّ رضي الله عنه !
ودعوى غصب آل محمد حقّهم ، رَمْي لعلي رضي الله عنه بالجبن والخور !
والزعم بأن عليا رضي الله عنه أخفى ما جمعه من القرآن تُهمة لأبي الحسن بأنه كتَم ما أُمِر بنشره !
كما أن المودّة عند الرافضة – على أنها على عَوَر – إلاّ أنها في بعض القربى !
ليس للحسن منها نصيب ، ولا لذريته أيضا !
وليس لبقية أبناء عليّ رضي الله عنه منها نصيب أيضا !
فضلا عن بقية آل النبي صلى الله عليه وسلم ، على أن لفظ ( آل ) أعَمّ من أن يكون في قرابته صلى الله عليه وسلم ، بل هو مُتناول لصحابته رضي الله عنهم وأتباعه على دينه ، وهذا دلَ عليه القرآن ولغة العرب .
ثالث عشر : سبق الجواب عن سؤال :
لماذا لايذكر أهل السنة حديث العترة ؟
رابع عشر :
أحاديث أوردها الرافضي وتغافل عن الصحيح عند أهل السنة !
وأورد حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها " ، وهو حديث موضوع مكذوب .
وهنا تخريج حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها
وأما الأحاديث فهم لم يلتزموا الأمانة العلمية ، فمثلا :
حديث " ولكن جبريل جاءني فقال لن يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك "
رواه الحاكم ، وقال عقبه : هذا حديث شاذ ، والْحَمْل فيه على جميع بن عمير ، وبعده على إسحاق بن بشر .(1/280)
ورواه أحمد ، وإسناده ضعيف
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده ضعيف . وقال ابن كثير في البداية : ضعيف الإسناد ، ومتنه فيه نَكَارة .
ولم يُورِدوا الصحيح عند أهل السنة في هذه القصة ، وذلك لأن الرواية الصحيحة عند أهل السنة تُدين الرافضة ! وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر وأمّره على الحجيج في تلك السنة ، وممن كان تحت إمرة أبي بكر رضي الله عنه عليّ رضي الله عنه . كما في الصحيحين .
وحديث غدير خُم ، لم يصح فيه النصّ على خلافة عليّ رضي الله عنه .
قال الشيخ الألباني عن حديث غدير خُم : أما ما يذكره الشيعة في هذا الحديث وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في علي رضي اله عنه إنه خليفتي من بعدي . فلا يصح بوجه من الوجوه . بل هو من أباطيلهم الكثيرة . اهـ .
وكذلك حديث " مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح منركبها نجا ومن تخلف عنها هلك" هو حديث ضعيف .
وصَحّ حديث الوصية بالعترة .
وسبقت الإشارة إليه .
أخيرا :
لدى الرافضة من القضايا التي تحتاج إلى تصحيح ما هو أهمّ من الإمامة ، ولدى الرافضة من القضايا الكبرى التي تحتاج إلى مراجعة ، ورمي عدة أحجار في الماء الراكد أولى وأهمّ وأكبر من قضية الإمامة !
وقد دَعا الدكتور موسى الموسوي – خريج الحوزة العلمية – إلى تصحيح أكثر من عشر قضايا كُبرى لدى الرافضة .
ومن القضايا التي استغلها علماء الرافضة في هذا المجال للتلبيس على عامة الأتْبَاع : قضية المهدي المنتظر ، الذي تزعم الرافضة أنه دَخَل سرداب سامراء ! منذ أكثر من ألف سنة !
ومع ذلك فهذا الزعم في مهدي الرافضة باطل !
وذلك لأن الرافضة اختَلَفَتْ في مولد ذلك المهدي المزعوم أصلا !
إلا أنهم اختلقوا تلك الفرية لأجل الهيمنة على الأتباع ، واستمرار الدخل القومي في الخمس ! وسائر الْجِبَايَات والإتاوات والضرائب ! المفروضة على الأتْبَاع !
مهدي الرافضة فهم قد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا !(1/281)
فجرى الخلاف هل وُلد للإمام الحادي عشر أو لا ؟
والأشهر عندهم أنه لم يولد له بدليل أنهم قسموا ميراثه لما مات ولم يُترك منه شيء !
ولكنهم كذبوا هذه الكذبة ليجمعوا الرافضة – بزعمهم – لأن من أصولهم أنه لا يخلو الزمان من إمام معصوم ، ولا يقوم الدين إلا بإمام معصوم !
ثم زعموا أن الإمام الحادي عشر - وهو الحسن العسكري - وُلد له غلام صغير اسمه محمد
وأنه دخل سرداباً في سامرّاء بالعراق منذ أكثر من ألف ومائة سنة !
وهو القائم ، وإذا ذكروه قالوا : ( عج ) يعني عجّل الله فرجه !
فأنت ترى أنه مهديهم هو محمد بن الحسن !
وأن عمره الآن يزيد على ألف سنة ! ولا يزال في السرداب !
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة ، وأنه صاحب الزمان ، وأنه صاحب السرداب بسامراء ، وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، فوددنا ذلك والله وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ! ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل ؟! والإنصاف عزيز ، فنعوذ بالله من الجهل والهوى .
ثم قال :
فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق .
وابناه الحسن والحسين فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة لو استخلفا لكانا أهلا لذلك
وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور
وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون ، وله نظراء في الشرف والفضل
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووقع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين(1/282)
وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه
وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى . انتهى كلامه رحمه الله .
ومهدي المسلمين يملأ الأرض قسطا وعدلاً
وأما مهدي الرافضة فمن إنجازاته - إذا قام - حسب زعمهم :
إخراج أبي بكر وعمر من قبريهما ! وصلبهما وإقامة الحد عليهما !!
إخراج حفصة وعائشة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وإقامة الحد عليهن !
هدم وإحراق وقتل !
هذا ما تنطق به كتب القوم !!
تنبيه :
قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرادا بعد إيراد : لا تَجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها ، فلا ينضح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزجاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشبهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بصفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشبهات . أو كما قال . فما اعلم أني انتفعت بوصية في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
وقال رحمه الله: وإنا سُمِّيت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تُلبس ثوب الحق على جسم الباطل ، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر ! فينظر الناظر فيما أُلْبِسَته من اللباس ، فيعتقد صحتها ، وأما صاحب العلم واليقين فإنه لا يغتر بذلك ، بل يجاوز نظره إلى باطنها وما تحت لباسها ، فينكشف له حقيقتها . اهـ .
فنصيحتي لإخواني أن لا يسمعوا لأهل الكُفر والزندقة ، ولا يُلقوا بأسماعهم إلى كل شُبهة .
ولا يُعيروها أدنى اهتمام ..
ممتثلين في ذلك قول الله عزّ وجلّ : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) .
والله المستعان .
72-الا لعنة الله على نساء الارض اجمعين
(...السؤال...)(1/283)
ما الحكم الشرعي في هدا الموضوع المنشور في المنتديات
000
العنوان:الا لعنة الله على نساء الارض اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم..
مرت امرأة فائقة الجمال برجل فقير بل معدم،
فنظر إليها وقلبه ينفطر شغفا بجمالها، ثم تقدم منها ودار بينهما الحوار الآتي:
الرجل: "وزيّناها للناظرين"
المرأة: "وحفظناها من كل شيطان رجيم"
الرجل: "بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون"
المرأة: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب"
الرجل: "نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا"
المرأة: "لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا"
الرجل: "وإن كان ذو عسرة"
المرأة: "حتى يغنيهم الله من فضله"
الرجل: و"الذين لا يجدون ما ينفقون"
المرأة: "أولئك عنها مبعدون"
عندها احمر وجه الرجل غيظا وقال: "ألا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين!!"
فأجابته
المرأة: "للذكر مثل حظ الأنثيين"..
ا حبائي الكرام :::
اعذروني على العنوان وخصوصا الاخوات الفاضلات الكريمات العفيفات
(...الجواب...)
أعوذ بالله من الخذلان .
هذا استهزاء واستخفاف بِكلام الله جلّ جلاله . وهذا من اتِّخاذ آيات الله هزوا . ولا يجوز نشر مثل هذا الباطل ، ولا الرضا به ، بل يجب إنكاره ، والبراءة منه .
وسبق بيان حُكم
المرأة المتكلمة بالقرآن ...
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2189
والله أعلم .
***********************************
73-هل خروج النساء مع النبى عليه الصلاة والسلام فى الغزوات يعنى مشروعية جهادهن؟
(...السؤال...)
جاء عن النبى عليه الصلاة و السلام ما يأتى :-
اجتمع علي بن أبي طالب وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فتماروا في أشياء ، فقال لهم علي بن أبي طالب : انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأله ، فلما وقفوا على النبي عليه السلام قالوا : يا رسول الله جئنا نسألك ، قال :(1/284)
إن شئتم سألتموني وإن شئتم أخبرتكم بما جئتم له ، قالوا أخبرنا يا رسول الله ، قال : جئتم تسألوني عن الصنيعة لمن تكون ؟ ولا ينبغي أن تكون الصنيعة إلا لذي حسب أو دين ، وجئتم تسألوني عن الرزق يجلبه الله على العبد ، الله يجلبه عليه فاستنزلوه بالصدقة ، وجئتم تسألوني عن جهاد الضعيف ، وجهاد الضعيف الحج والعمرة
وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة ، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها ، وجئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي وكيف يأتي ، [ أبى ] الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب. عن علي بن الحسين بن أبي طالب -حديث حسن - ابن عبدالبر المصدر: (التمهيد- 21/20 )
الا ان البعض يحتج بخروج النساء مع النبى عليه الصلاة و السلام فى غزواته انه يصلح ان يلتحقن بالقوات المسلحة كما هو موجود بأمريكا و اسرائيل أو على الأقل يقمن بعمليات استشهادية
كما يحدث الآن من استخدام بعض الجماعات للنساء و لا يخفى على الجميع المرأة التى قبض عليها بعد تفجيرات الأردن الأخيرة. فما فتياكم
(...الجواب...)
أولاً : هذا الحديث مما حَكَم عليه بعض العلماء بالوضع ، فقد حَكَم عليه ابن حبان بالوضع – أي أنه مكذوب – كما في كتابه " المجروحين " .
ومنهم مَن حَكَم عليه بالضعف ، كالسَّخَاوي في " المقاصد الحسنة " ومنهم مَن حَكَم عليه بالنَّكَارة ، كالألباني في " السلسلة الضعيفة " ولو ثَبَت الحديث لم يَكن فيه مُستمسك ولا دليل لما قِيل ، وذلك لأمور ، منها :
أولاً : أنه جاء فيه النصّ على أن جهاد المرأة الحج ، وهذا ثابت في أحاديث أُخَر .فقد استأذنتْ عائشةُ رضي الله عنها النبيَّ صلى الله عليه وسلم في الجهاد ، فقال : جهادكن الحج . رواه البخاري .
ثانياً : أنه جاء فيه أيضا أن جهاد المرأة هو في حُسْن تَبَعُّلها لزوجها ، وهذا يَدلّ عليه أيضا حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بَيْن أصحابه فقالت :(1/285)
بأبي أنت وأمي إني وافدة النساء إليك وأعلم - نفسي لك الفداء - أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي .
إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك ، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات . قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكموحاملات أولادكم
وإنكم معاشر الرجال فُضِّلْتُم علينا بالجمعة والجماعات ، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله .
وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجا أو معتمرا ومرابطا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ، ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟ فقالوا : يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا .
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ثم قال لها : انصرفي أيتها المرأة وأعْلِمي من خلفك من النساء أن حُسْن تَبَعّل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته تَعْدل ذلك كلّه .
فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا . رواه البيهقي في شعب الإيمان .وهو في تاريخ واسط .
ثالثاً : أن خروج النساء في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَكُن لِقِتال ، بل لِمداوة الجرحى ، وسَقي الماء ، ونحو ذلك .
قالت أم عطية : غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوات أُداوي الجرحى - أو الجريح - وأصنع لهم الطعام ، وأخلفهم في رحالهم . رواه الدارمي .
كما أن ذلك الخروج لم يَكن خروجا فوضويا ! بل كانت المرأة تَخرُج مع مَحرَم لها .فهذه أم حرام تُحدّث أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ يوما في بيتها ( أي نام وقت القيلولة ) فاستيقظ وهو يضحك .(1/286)
قالت : يا رسول الله ما يضحكك ؟قال : عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة . فقلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم .فقال : أنت معهم .
ثم نام فاستيقظ وهو يضحك ، فقال : مثل ذلك مرتين أو ثلاثا . قلت : يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فيقول : أنت من الأولين .
فتزوج عبادة بن الصامت بأم حرام ، فخرج بها إلى الغزو في زمن معاوية ، فركبت أم حرام بنت ملحان البحر ، فلما رجعت قُرِّبَتْ دابة لتركبها ، فوقعت فاندقّت عنقها ، فماتت . رواه البخاري ومسلم .
ولم تَكُن النساء يَخرُجن من غير مَحرَم ، لا لِجهاد ولا لِحجّ ..وتفصيل ذلك سبق في بحث بعنوان :
شبهات مُثارة حول: حول قضايا مُتعلقة بالمرأة المسلمة
رابعاً : يَرى بعض العلماء أن جهاد النساء منسوخ ، واستدلّوا بما رواه ابن أبي شيبة – ومن طريقه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني – من طريق سعيد بن عمرو القرشي أن أمّ كبشة - امرأة من عذرة ، عذرة قضاعة - قالت : يا رسول الله ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا .
قال : لا . فقلت : يا رسول الله ائذن لي ، ليس أُريد أن أقاتل ، إنما أُريد أن أُداوي الجرحى ، وأسقي المريض . قال : لولا أن تكون سنة فيُقال : فلانة خَرَجَتْ ؛ لأذنت لكِ ، ولكن اجلسي .قال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبيروالأوسط ، ورجالهما رجال الصحيح .
خامساً – وأخيراً – : أين هو الجهاد الذي يُراد للمرأة أن تُشارِك فيه ؟!والرِّجَال الأشدّاء يَعجزون عنه .. فكيف بالنساء ؟! كم يُصاب من الجنود بالأمراض النفسية بسبب الحروب . .فكيف بالنساء ؟!
ثم أين هو الأمان الذي سوف يُعطَى للمرأة إذا خَرَجتْ مع الجيوش ؟!! أليستْ – في الواقع – ألعوبة ، وأداة تسلية للجيوش الغربية ؟!!(1/287)
فلو كان جهاد المرأة وقتالها جائزاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، لَمُنِع منه اليوم ،كما قالت عائشة رضي الله عنها : لو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما مُنِعَتْ نساء بني إسرائيل . قال يحيى بن سعيد : فقلت لِعَمْرَة : أنساء بني إسرائيل مُنِعْنَ المسجد ؟ قالت : نعم . رواه البخاري ومسلم .
وإنما مُنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أحدثن وتوسعن في الأمر من الزينة والطيب وحسن الثياب . ذكره النووي في شرح مسلم .
قال ابن حجر في موضوع آخر مشابه : وفائدة نهيهن - أي النساء - عن الأمر المباح خشية أن يسترسلن فيه فيُفضي بهن إلى الأمر المحرم لضعف صبرهن ، فيستفاد منه جواز النهي عن المباح عند خشية إفضائه إلى ما يحرم . اهـ .
فلو كان الخروج إلى القتال جائزاً لوَجَب منع المرأة منه ؛ لِشدَّة الافتتان بها ، وخطورة خروجها من غير مَحرَم ..والله المستعان .
***********************************
74-هل يجوز التصويت لنصرة النبي صلي الله عليه و سلم
(...السؤال...)
انتشرت الكثير من الموضوعات التي من نوعيه
انصر نبيك - صوت لنبيك .... الخ
و هي عباره عن استفتاءات تطرحها بعض المواقع الاجنبيه حول اهم الشخصيات التي أثرت في تاريخ الشعوب و الامم
فنجد من ضمن هذه الاستفتاءات نبينا الكريم - صلاوات ربي و سلامه عليه - و يكون علي قائمة المرشحين في هذه الاستفتاءات و نجد ايضا امامه شخصيات عاديه و في الاغلب تكون كافره و العياذ بالله من امثال دارون و شي جيفارا و يوليوس قيصر ......
فهل يجوز شيخنا الفاضل مقارنه رسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم - و الذي زكاه المولي عز و جل من فوق سبع سماوات - مع تلك الشخصيات التي اتسمت بالكفر ؟(1/288)
و قد تجد في الاستفتاء مثلا ان الشخصيه الفائزه ستقوم احدي القنوات الاجنبيه ( التي ترعي الاستفتاء ) بعمل برنامج عليه لنشر سيرته عليها فهل هذا دافع كافي للتصويت في مثل هذه الاستفتاءات من باب نشر سيرة الحبيب المصطفي صلي الله عليه و سلم بين اكبر عدد من المشاهدين أو القراء ؟
و هل يجوز المشاركة بدافع ان لا يكون ترتيب رسولنا الكريم متأخر بين هذه الشخصيات الكافره ؟ و هل هذا يعتبر من نصرته حقا ؟
و اود ان الفت انتباه حضراتكم ان مصداقية هذه المواقع قد تكون ضعيفه فمنهم من يبحث عن تقدم في ترتيب الموقع عالميا و يستغل اصوات المسلمين في ذلك و منهم من يسعي الي اظهار الحق فعلا و الله اعلم بالسرائر
ارجو من سيادتكم تبيان هذا الحكم لان مثل هذه الموضوعات انتشرت بشده بين المنتديات و نود من حضرتكم معرفة الحق
(...الجواب...)
من وجهة نظري أن هذا لا يصلح لِعدّة اعتبارات :
الأول : ما أشرتَ إليه – حفظك الله – مِن وضع النبي صلى الله عليه وسلم في مُقابِل أولئك الكَفَرة ، وقد تكون أصوات الكَفَرة أكثر فيُرفَع الكافر فوق مَنْزِلة النبي صلى الله عليه وسلم !
ولو قُدِّر أن يغلب على الظن غَلَبَة أصوات المسلمين ، فإن مُجرّد مقارنة أولئك بالنبي صلى الله عليه وسلم يدخل في باب النقص ..
ألم تسمع قول الشاعر :
ألَم تَر أن السيف ينقص قَدْره *** إذا قيل إِن السيف أمضى من العصا ؟!
الثاني : ما يترتّب على ذلك من إبراز صورة غير صحيحة عن سيرته صلى الله عليه وسلم ، فإن تلك القنوات لن ترجع إلى العلماء الموثوقين لمعرفة سيرته صلى الله عليه وسلم وشمائله .
بل قد تجمع ما صح وما لم يصِحّ ، وقد تعتمد على مصادر غربية ، مثل كِتابات المستشرقين ، التي يُدسّ فيها السم بالعسل !
الثالث : ما قد يُصاحب عرض سيرته أو بعضها من صور أو إعلانات قد تتخلّل ذلك البرنامج ، مما فيه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .(1/289)
ونحن نعلم أن بعض القنوات قد تستضيف شيخ ثم تأتي بِفاصل إعلاني لا يمُتّ للحياء بِصِلَة !
فهل يُرضى ذلك لِطالب عِلْم فضلا عن أن يُرضى عنه لِسَيِّد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ؟
الرابع : أن يُمثَّل شَخْصه عليه الصلاة والسلام بمشاهِد تمثيلية ، وقد خُذِل بعض المسلمين حتى مثَّل دَور النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك جُرْم مشهود !
وقد يُجوِّز بعض من لا عِلْم له تمثيل شخصه عليه الصلاة والسلام بحجّة معرفة سيرته !
والله المستعان .
***********************************
75-كتب الامام الغزالي
(...السؤال...)
... ... ...
... ...
... بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
إخوتي الأفاضل أتمنى منكم قبل قراءة أي كتاب معرفة رأي أهل العلم في هذا الكاتب خاصة الكتب الدينية، و لا تغركم الألقاب.
فالشيخ الغزالي رجل صاحب فكر سيئ جداً أقرب إلى المعتزلة و حذر منه علماء السنة.
و سأنقل لكم هنا بعض أقوال علماء السنة في الغزالي، أرجو قراءتها بعناية فهذا الرجل عندها شطحات عقدية ضالة جداً، و تخيلوا أنه يضعف أحاديث في البخاري و مسلم لأنها لا تدخل عقله " أعتقد المشكلة في عقله و ليس في الحديث الصحيح "
قول الشيخ العلامة مفتي قطر الأخير / احمد بن حجر البوطامي البنعلي - رحمه الله تعالى - في رسالته للشيخ محمد بن صالح العثيمين : ( أرجو أن ترسلوا ما تيسر من مؤلفاتكم و أن تتفضلوا بزيارة إخوانكم في قطر لإلقاء المحاضرات الدينية ............. حيث ابتلينا ببعض المصريين عندهم من الأفكار المنحرفة و الأخطاء الواضحة خصوصا في العقيدة السلفية، و في نشر بعض الأفكار الهدامة كأفكار الغزالي و أمثاله )(1/290)
قول الإمام العلامة المحدّث / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - : ( كنا نلمس منه قبل ذلك من بعض أحاديثه و مناقشاتنا له في بعض المسائل الفقهية، و من بعض كتاباته في بعض مؤلفاته القديمة ما ينم عن مثل هذه الحيرة، و عن انحرافه عن السنة، و تحكيمه لعقله في تصحيح الأحاديث و تضعيفها، فهو في ذلك لا يرجع إلى علم الحديث و قواعده ولا إلى العارفين به و المتخصصين فيه، بل ما أعجبه صححه و لو كان ضعيفاً، وما لم يعجبه منه ضعفه و لو كان صحيحا متفقاً عليه )
وقال : ( ما فعله الغزالي في كثير من احاديث كتابه ( سيرته ) فهو مع كون قسم كبير من مادة كتابه مراسيل و معاضيل، و ما اسند منه فيه ماهو ضعيف الاسناد لا يصح و مع ذلك فإنه يتبجح تحت العنوان المذكور فيقول " اجتهدت ان الزم المنهج السوي و ان اعتمد على المصادر المحترمة " )
و قال : ( في كتابه الأخير ( السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث ) فقد تبين منه للناس أنه معتزلي المنهج، و أنه اصبح لا قيمه عنده لعلماء الحديث و جهودهم الجبارة على مر السنين في خدمته، و تمييز صحيحه من ضعيفه .......... و قد قام كثير من أهل العلم و الفضل بالرد عليه و فصلوا القول في حيرته و انحرافه و من أحسن ما وقفت عليه رد صاحبنا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي في مجلة المجاهد الأفغانية و رسالة الأخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ المسماة " المعيار لعلم الغزالي " )
قول الشيخ العلامة محدث الديار اليمنية / مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى - : ( قد يقول القائل محمد الغزالي من حطاب الليل؟ محمد الغزالي لو كان في عصر الإمام أحمد لحكم عليه بالزندقة )
وقال : ( هناك صنف آخر يظن أنه مفوض في الدين كمحمد الغزالي، فهو مستعد أن يأخذ من الدين ما يتمشى مع هواه و مع المجتمع، و ما لم يكن كذلك ضعّفه أو أوله تأويلا بعيدا، و الله المستعان )(1/291)
قول الشيخ العلامة / محمد أمان الجامي - رحمه الله تعالى - : ( لعلكم قرأتم للغزالي الجديد الذي يقول في مسألة أظن الإرث أو مسألة لا يقتل مسلم بكافر يقول هذه سوأة، يسميها سوأة!! يعني استخفاف و سب هذه الاحكام التي سماها سوأة فكرية، محل إجماع، مسألة إجماعية يسميها سوأة فكرية، فسخر من جميع النصوص التي خالفت هواه )
و قال : ( يقترح الغزالي أن تدرس كتب الروافض في جامعاتنا في الدراسات العليا و الدنيا تلك الكتب التي يقترح الغزالي كـ ( الكافي )، الكافي عند الروافض بمثابة البخاري عند اهل السنة و لكن بدون مبالغة ثمانين في المائة من المسائل التي في الكافي كفر بواح، فيها الطعن في الصديقة بنت الصديق أنها غير بريئة عما قيل فيها، منها تكفير الصحابة جميعاً ...الخ )
قول الشيخ العلامة / ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله تعالى - :
( يؤسفنا أن الشيخ محمد الغزالي قد حشر نفسه في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها السنة و أهلها في خصوم السنة بل صار حامل لواء الحرب عليها و أصبحت كتبه و أقواله تمثل مدرسة ينهل منها كل حاقد على الإسلام و السنة النبوية المطهرة، إن الغزالي في كثير من كتبه و تصريحاته يتململ من السنة و لا سيما أخبار الآحاد على حد زعمه تململ السليم. و لقد ضمن مؤلفاته الأخيرة حملات شعواء و قذائف خطيرة على كثير من أحاديث رسول الله الصحيحة و حملات شديدة على من يريد التمسك بها )
و قال : ( إني أرى فكر الغزالي خطير جداً على الإسلام فهو امتداد خطير لشتى الدعوات الرهيبة، فهو امتداد رهيب للاشتراكية و الديموقراطية، و امتداد خطير لدعوة قاسم أمين إلى تحرير المرأة و مساواتهما بالرجل في كل مجال، و امتداد لدعوات خصوم السنة من غلاة الجهمية في السابق......... و امتداد لفكر المعتزلة في القدر و رمي أهل السنة بالجبر و التهويش على الأحاديث التي تثبت القدر و في نفس الوقت تنفي الجبر )(1/292)
بعد هذه النقولات من هؤلاء العلماء الربانيون، هل نقرأ كتب الغزالي ؟!
انصحك بقراءة كتب أئمة أهل السنة و الجماعة في هذا الزمان ككتب الإمام عبدالعزيز بن باز و الشيخ محمد بن ناصر العثيمين و الشيخ محمد ناصر الدين الألباني و كتب الشيخ العلامة القطري احمد بن حجر البنعلي التي للأسف لا يلتفت إليها القطريون و هي تباع بكميات كبيرة جدا خارج قطر و يقبل عليها طلبة العلم.
و انصحكم بقراءة الردود التي رد بها العلماء عليه ففيها بيان لأخطائه العقدية و في نفس الوقت توضيح لعقيدة أهل السنة و الجماعة، كرد الشيخ ربيع بن هادي المدخلي رئيس قسم السنة في الجامعة الاسلامية سابقاً ( كشف موقف الغزالي من أهل السنة و أهلها و نقد بعض آرائه ) و رد معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية ( المعيار لعلم الغزالي ) و الله من وراء القصد. ...
...
فرد عليه أحد الأعضاء
اقتباس ...
... ... ...
... ...
... حصل الغزالي على شهادة الثانوية الأزهرية عام 1937 ثم التحق بكلية أصول الدين في العام نفسه، تخرج منها سنة 1941 حيث تخصص بالدعوة والإرشاد. حصل على درجة العالمية سنة 1943.(1)
إنضم في شبابه إلى جماعة الإخوان المسلمين وتأثر بمرشدها الاول حسن البنا.
سافر إلى الجزائر في بداية الستينيات للتدريس في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ب قسنطينة,درس فيها رفقة العديد من العلماء الأجلاء كالشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ البوطي حتى التسعينات من القرن الماضي .
نال العديد من الجوائز والتكريم فحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلامية عام 1989 م . من أهم تلاميذه الشيخ يوسف القرضاوي
اخي اتق الله فيما تكتبه يداك
بحثت كثيرا عن كتب واتجهت لكتاب الامام الغزالي جدد حياتك
ارشدني الى هذا الكتا محاظرة لاتحزن لعائض القرني
والان بحثت وعلمت ان القرضاوي من تلاميذه هل بعد ذلك
شك(1/293)
اتق الله فيما تنقل وتاكد من الماده المنتقولة ...
...
أرغب في معرفة رأيك في هذا الموضوع
(...الجواب...)
أولا : إذا أُطلِق وصف ( الإمام ) أو حُجّة الإسلام على الغزالي ، فيُراد به : أبو حامد الغزالي ، واسمه : محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي . المتوفَّى سنة 505 هـ . صاحب كتاب " إحياء علوم الدِّين " وغيره مِن الكُتب .
قال عنه الذهبي : الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان ...
وقال عنه أيضا : الغزالي إمام كبير وما مِن شَرط العَالِم أنه لا يخطئ .
ومع ذلك فقد أطال الذهبي في سيرته في " سير أعلام النبلاء " في ذِكر ما له وما عليه .
فقال عن الغزالي فيما انتقد عليه : وأخَذ في تأليف الأصول والفقه والكلام والحكمة ، وأدخله سيلانُ ذِهنه في مَضايق الكلام ، ومَزَالّ الأقدام ، ولله سِرٌّ في خَلْقِه .
ونَقَل الذهبي عن عبد الغافر قوله عن الغزالي : وكانت خاتمة أمْره إقباله على طلب الحديث ، ومُجَالَسة أهله ، ومُطَالعة الصحيحين .
ومما أُخِذ على أبي حامد الغزالي رحمه الله ما جاء في كُتُبه ، خاصة كِتاب " كيمياء السعادة " .
قال عبد الغافر : ومما نُقِم عليه ما ذَكَر مِن الألفاظ المستبشعة بالفارسية في كتاب " كيمياء السعادة والعلوم " وشرح بعض الصور والمسائل بحيث لا توافق مَراسم الشرع وظواهر ما عليه قواعد الْمِلّة ، وكان الأولى به - والحق أحق ما يُقال - ترك ذلك التصنيف والإعراض عن الشرح له .
وقد نَقَل الذهبي عن ابن العربي المالكي قوله : شيخنا أبو حامد بلع الفلاسفة وأراد أن يتقيأهم فما استطاع !
حتى بلغ الأمر بالمغرب في زمن القاضي عياض أن أُمِر بإحراق كُتُب أبي حامد الغزالي ، وأفتى الفقهاء بإحراقها والبُعد عنها .
وقال الذهبي عن كِتاب " الإحياء " للغزالي : أما الإحياء ففيه من الأحاديث الباطلة جُمْلة ، وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب ورسوم وزُهد مِن طرائق الحكماء ومُنْحَرِفي الصوفية !(1/294)
وللشيخ عبد الرحمن دمشقية كتاب بعنوان : وقفات مع كتاب " إحياء علوم الدِّين للغزالي " .
وهو مُستَلّ من كتاب له بعنوان : أبو حامد الغزالي والتصوف " .
ولأبي حامد الغزالي رحمه الله مؤلّفات أفاد فيها وأجاد .
قال الإمام الذهبي : قد ألّف الرَّجُل في ذم الفلاسفة كتاب " التهافت " وكشف عوارهم ، ووافقهم في مواضع ظنا منه أن ذلك حق ، أو موافق للملة ، ولم يكن له علم بالآثار ، ولا خبرة بالسنن النبوية القاضية على العقل ، وحُبِّب إليه إدمان النظر في كتاب " رسائل إخوان الصفا " وهو داء عضال ، وجَرَب مُرْدٍ ، وسُمّ قَتَّال !
وللغزالي كِتاب " الرد على الباطنية " ، وله كتاب " جواهر القرآن " ، وله كِتاب " فضائح الإباحية " ..
ونَقَل الذهبي عن المازري قوله : هو بالفقه أعرف منه بأصوله .
وذلك أن الغزالي شافعي المذهب ، وله كُتُب في الفقه وفي أصول الفقه ، ولا يزال العلماء يُفيدون مِن كُتُبه في الفقه وفي أصوله . ويجتنبون كُتُبه الأخرى التي فيها زلل وشطحات ، ولا ينصحون عامة الناس بقراءتها .
ثانيا : الغزالي المعاصر اسمه : محمد ، وهو الآخر له وعليه !
ومنهجه في التعامل مع السنة النبوية منهج مذموم ، بل هو أقرب إلى طريقة المعتزلة في تقديس العقل ، وتقديمه على النَّقْل .
وله كُتُب أفاد فيها وأجاد ، وله شطحات وزلل ، نسأل الله أن يغفر لنا وله .
والغزالي المعاصر قَدِم مرّة على الشيخ ابن باز رحمه الله فأكرمه الشيخ ابن باز رحمه الله .
والإنصاف عزيز ..
ولا يُنصح بقراءة كُتب الغزالي لغير البصير الناقد الذي يعرف صحيح الأخبار من سقيمها ، ويعرف منهج الرجل وطريقته ، لئلا يغترّ بِما كَتبه .
وما نُقل عن الشيخ عايض القرني لا يُؤخذ على إطلاقه ، فالشيخ نَصَح بقراءة كِتاب واحد ، ولم ينصح بقراءة جميع كُتبه .
فالشيخ عايض له كِتاب بعنوان : " الغزالي في مجلس الإنصاف " قال في مقدمته :
مقصدي هنا من هذا الكِتاب أمور ثلاثة :(1/295)
أولاً : التوصل إلى ضوابط لِلإكر الغزالي ومسارات مُحددة لِكتاباته ، لِتوزن بها كتاباته ومقالاته .
ثانيا : إنصاف الرجل الداعية ، فقد سمعت أحكاما مؤذية قاسية مريرة أُطلِقت عليه ، ووجدت طائفة من الناس قَبِلَت فِكر الشيخ بلا رويّة ولا تمحيص ، وسكتوا عن أغلاطه ، وزَكّوا أخطاءه ؛ وهذا ليس بمنهج .
ثالثا : رأيت من كَتَب عن الغزالي أوردوا ما غلِط فيه ، وذَكَروا ما أخطأ فيه ؛ وهذا جانب واحد ، فأردتُ أن أذكر الجانبين كليهما ..
وقال القرني تحت عنوان : الغزالي في سطور :
وله من تصحيح وتضعيف الأحاديث موقف عجيب ، وله في خبر الآحاد نبأ غريب ! مُطّلِع على الواقع ، وربما رضخ له ! عصراني النَّزْعة ... تُؤثِّر في منهجه المواقف الشخصية !
وكذلك للشيخ سلمان العودة كتاب بعنوان : حوار هادئ مع الغزالي ..
ونسأل الله أن يغفر لنا وله .
***********************************
76-أنزل الله ثلاث صلوات وليس خمسا
(...السؤال...)
ما هو رأيك في هذا الموضوع ؟
يقول كاتب الموضوع أن الله أنزل ثلاثة صلوات وليس خمسة أريد أن أعرف أجوبة على هذا الموضوع ألا يوجد الضهر و العصر في القران(1/296)
من الميزات التي تمتاز بها الصلاة المفروضة أن يكون الله قد عين للناس مقدارها وعين لهم وقتها في الكتاب وأول ما نزل من القرآن في الصلاة المفروضة قوله عز وجل ‘‘ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ’’ فهذه الآية ترينا بوضوح كيف عين الله لنا مقدار الصلاة ووقتها الذي تؤدى فيه بأن جعل المقدار ما يقارب نصف الليل وعين وقتها بأن تكون في الليل وهكذا صلى نبينا وطائفة من الذين آمنوا معه كما قال الله عنهم في الكتاب ‘‘ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك …’’ <المزمل> فهذه هي الصلاة التي كانت مفروضة في البداية ، ثم فرض الله مع صلاة الليل السابقة أوقاتا أخرى أي صلاة أخرى وذلك في الصباح الباكر وفي الأصيل ونزل في ذلك قرآنا يقول الله فيه ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ، ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) [ سورة الإنسان ] وهذه الآية تضم كل الصلاة التي كانت مفروضة في البداية ، صلاة في الصباح الباكر وصلاة وقت الأصيل وذلك قوله ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ) ثم الصلاة الطويلة في الليل التي تعرف بالقيام وهو قوله ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) ومر على هذه الصلاة فترة من الزمن ثم جاء التخفيف من الله فخفف عنا هذا العبء الثقيل وأنزل قرآنا يقول فيه ‘‘ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ، ونصفه ، وثلثه ، وطائفة من الذين معك ، والله يقدر الليل والنهار ، علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ، فاقرأوا ما تيسر من القرآن ’’ <المزمل> وبنزول هذه الآية أصبحت الصلاة الطويلة في الليل نافلة تصلى حسب الإستطاعة ، نزل التخفيف في صلاة الليل التي تعرف بالقيام وأبقى على الصلاة الأخرى بكرة وعند الأصيل ، ولو لم تكن هناك صلاة بكرة وعند الأصيل لما جاء التخفيف ، فالتخفيف يعرض الصلاة المخففة للإهمال كما نراه اليوم ولا بد أن تكون هناك صلاة(1/297)
أخرى مفروضة تربط الناس بربها ، ألا وهي الصلاة بكرة وأصيلا التي كانت مع القيام ، خفف الله القيام وأبقى على هذه الصلاة بكرة وأصيلا ، وظل القرآن ينزل من حين لآخر يذكر بهذه الصلاة أي بكرة وعند الأصيل ، وكلما نزل فيها قرآنا أعطاها تفصيلا أكثر إلى أن جاء الإسراء فأكد على هذه الصلاة ورسم لها الحدود النهائية حيث قال( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) فكما ذكر من قبل الصلاة في الصباح الباكر ذكرها هنا في هذه الآية بقوله
( وقرآن الفجر) وكما ذكر من قبل الصلاة في الأصيل ذكرها هنا بقوله ( لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) وكما كان القيام نافلة ذكره هنا بقوله ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) وظل القرآن يذكر نفس الصلاة أي بعد الإسراء ولم يطرأ أي تغيير ، بقيت نفس الأوقات ونفس الحدود إلى أن ختم الله القرآن وانتهت الرسالة وسأبين ذلك إن شاء الله مفصلا :
الصلاة في الصباح الباكر
وقتها : تكون هذه الصلاة في أول النهار
مقدارها من الوقت :هو مقدار طرف النهار ويبدأ من بداية النهار عند تلاشي الظلام إلى قبل طلوع الشمس .
صلاة في المساء
وقتها : تكون هذه الصلاة في آخر النهار
مقدارها من الوقت : هو مقدار طرف النهار ، ويبدأ هذا التوقيت من قبل غروب الشمس إلى آخر النهار عند بداية الظلام أي عكس ما يقع في الصباح تماما
صلاة في الليل
وقتها : تكون هذه الصلاة في أول الليل
مقدارها من الوقت : يبدأ توقيتها من أول الليل إلى غسقه أي حتى يشتد الظلام ، فالوقت الذي يضم آخر النهار وأول الليل هو الأصيل
وخلاصة القول أن الله فرض علينا ثلاثة أوقات تقام فيها الصلاة ، صلاة في أول النهار وتسمى الفجر ، وصلاة في آخر النهار وتسمى الوسطى ، وصلاة في أول الليل وتسمى العشاء ، ولم ينزل الله غير هذا(1/298)
إلا ما كان نافلة في الليل ، ومن قال غير هذا فقد افترى على الله كذبا وقال على الله ما لم ينزل به سلطانا وأني ومن اتبعني على هذا لشهيد .
واليكم الآيات التي أنزلها الله في الصلاة المفروضة :
قال الرحمان ‘‘ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ’’ <هود 114> يعني أن الصلاة تقام في أول النهار وآخره مقدار طرفيه وتأخذ أخرى جزءا من الليل وهذه الآية واضحة تمام الوضوح ومبينة الأوقات التي تقام فيها الصلاة على أنها ثلاث أوقات، ونزلت هذه الآية بعد تخفيف القيام .
آية أخرى يقول الله فيها ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) وهذه الآية تعطي تفصيلا آخر لهذه الصلاة ، إنها تبين حدود أطراف النهار الذي ذكرته الآية السابقة ، بحيث ينتهي الطرف الأول من النهار قبل طلوع الشمس ويبدأ الطرف الثاني منه قبل غروبها
وهذه الآية أيضا جاءت بعد تخفيف القيام .
وجاءت آية أخرى تبين كل الحدود للصلاة ، قال الله عز وجل ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ..) فهذه الآية توضح كل الوضوح أن الصلاة تبدأ من دلوك الشمس أي قبل غروبها بقليل وتنتهي إلى غسق الليل أي عندما تشتد ظلمة الليل ، ( وقرآن الفجر )
أي وأقم الصلاة وقت الفجر وتأخذ كل هذا الوقت حتى طلوع الشمس ، فأوقات الصلاة المفروضة في هذه الآية تتناسق جملة وتفصيلا مع الأوقات المفروضة في الآيتين السابقتين وما يأتي بعدها .
آية أخرى نزلت في سورة <ق> يذكر الله فيها الصلاة المفروضة بأنها تكون في هذه الأوقات فيقول
( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ) فالصلاة لا زالت هي نفسها تتناسق مع ما نزل من قبل .(1/299)
وأنقل لكم آية نزلت بعد الإسراء وفي المدينة حيث وقعت هناك غزوة الأحزاب التي ذكرها الله في كتابه فالآية التي نزلت في هذه السورة يبين الله فيها أن الصلاة الأولى تكون في الصباح بكرة ، والثانية والثالثة تكون عشية عند الأصيل ، يقول عز وجل في سورة الأحزاب ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) نفس الأوقات التي ذكرها من قبل ، فالآية تتناسق مع ما نزل من قبل .
إليكم آية أخرى نزلت في سورة غافر ، وهي تؤكد على هذه الأوقات ، يقول الله فيها ( فاصبر إن وعد الله حق ، واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) فهذه هي صلاة الرسول التي كان يصليها
وكذلك صلى الأنبياء من قبل هذه الصلاة ، ولنأخذ مثالا عن ذلك مما ذكره الله لنا في القرآن ، فنبي الله داوود كان يصلي هذه الصلاة بالذات ، قال الله عنه ( واذكر عبدنا داوود ذا الأيد انه أواب انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ) <ق> أي أن داوود كان يصلي بانتظام في الصباح الباكر وهو وقت الإشراق ويصلي بالعشي ، نفس الأوقات التي حثنا الله عليها ، فالصلاة لم تتغير .
وكذلك نبي الله زكريا فانه كان يصلي هذه الصلاة نفسها ، وبذلك أمره الله قائلا ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ، واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار ) < آل عمران > فالله أمره بالصلاة بالعشي والإبكار كما أمر داوود وكما أمرنا نحن بالصلاة في هذه الأوقات ، وبهذه الصلاة أمر زكريا قومه دون أن يزيد فيها أو ينقص منها ، يقول الله عنه في سورة مريم ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) <مريم> فالأنبياء لا يغيرون ولا ينقصون ولا يزيدون في دين الله ، فالصلاة من الشرائع التي وصى الله بها جميع الأنبياء ، ولا تكون إلا في هذه الأوقات ، ولم ينزل في القرآن غير هذه الصلاة ، وما نراه من الصلاة اليوم ما هو إلا من صنع الناس عبر تطاول الزمان .(1/300)
هذه هي الأوقات التي كان يصليها النبي والذين آمنوا معه <الصحابة >
قال الله عنهم ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) <الكهف> أي واصبر مع الذين يعبدون ربهم بالغداة والعشي أي يصلون في هذه الأوقات يعني الصلوات الثلاث المذكورة سابقا ، فقوله يدعون ربهم يعني يعبدون ربهم لأن كلمة الدعاء في القرآن تطلق على السؤال وتطلق على العبادة فالدعاء هنا مرتبط بوقت الصلاة فيعني العبادة ، أضف إلى ذلك أنه قال يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه فالعبادة أي الصلاة هي التي يريدون بها وجه الله أما الدعاء الذي يقصد به السؤال فالمراد به مصلحة الناس . والآيات التي يطلق الدعاء بها على العبادة كثيرة ، وأذكر منها على سبيل المثال ما هو واضح وضوح الشمس في قوله عز وجل ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ، وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ) <الجن> أي إن المساجد لله وحده فلا تعبدوا فيها أحدا مع الله فكلمة تدعوا تعني تعبدوا ، ولما قام عبد الله يدعوه يعني لما قام النبي يعبد الله أي يصلي ، فهذه هي صلاة النبي والذين أمره الله بالصبر معهم فاتقوا الله يا أولي الألباب .
الحجة الفاصلة
إلى جميع العلماء ، رؤساء الأحزاب الإسلامية ، رؤساء الأحزاب التالية :
السنة ، الشيعة ، الإباضية ، المعتزلة ، المالكية ، الحنفية ، الحنبلية ، الشافعية ، الزيدية ، الجعفرية ، الإمامية ، المهدوية ، الصوفية ، الشاذلية ، القادرية ، التيجانية ، العلوية ، ..... القرآنيين ، الباطنية ، الظاهرية .... إلى جميع الشعوب العربية والإسلامية ، تفضلوا للإجابة على الأسئلة التالية :
اذكروا لنا الصلاة التي أنزلها الله ومواقيتها ، ومن الآيات العديدة التي أنزلها الله في الصلاة إليكم الآية التالية :
ــ أنزل سبحانه يقول ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل )
ــ هل هذه الآية منسوخة ؟(1/301)
ــ هل هي فاعلة إلى يومنا هذا ؟
ــ وهل يجب أن نعمل بها أم لا ؟
ــ كم صلاة أنزل الله فيها ؟ 3 أم 5
ــ وما هي هذه الصلوات ؟ أذكر أوقاتها ، وأين هي الصلاة الوسطى في هذه الصلوات .
ــ هل قرأ النبي هذه الآية على الناس ؟
ــ هل بلغها ؟
ــ هل تلكلم بها بلسانه أم لا ؟
ــ هل عمل بها ؟
ــ وكم صلى حين عمل بها ؟
ــ وهل هو الذي شرع الظهر والعصر ؟
ــ إذا لم يكن هو فمن الذي شرعهما ؟
ــ هل صلاة الظهر والعصر فرض ؟
ــ إذا قلتم فرض فمن فرضهما ؟ وأين فرضهما ؟
ــ وما حكم الذي لم يصليهما ، هل ارتكب معصية ؟ إذا قلتم نعم ، فمن عصى ؟
ــ من الذي يشرع للعباد ؟
ــ إذا شرع آخر مع الله هل هذا شرك بالله أم لا ؟
الكاتب : بنور صالح
منقل من موقع بنور صالح
(...الجواب...)
هذا كلام ساقط متهافت ! بل هو كُفر وزندقة !
وهو يُذكّرني بما يُروى أن أعرابيا بَال في بئر زمزم في موسم الحج طَلَبًا للشّهرة !
وهذا القول أوهى وأضعف من أن يُرَدّ عليه .
ويكفي في ضعفه أنه لم يَقُل به أحد من العقلاء فضلا عن أهل العِلْم !
فالصلوات الخمس جاءت الإشارة إليها في القرآن الكريم ، وجاء تفصيلها في السنة النبوية ، وأجمعت الأمة قاطبة على أن الصلوات المفروضة خمس صلوات .
بل لو سألت طفلا من أطفال المسلمين أو عجوزا من عجائز العَجم لأجابتك بأن الصلوات المفروضة خمس صلوات ..
ومن أنكر شيئا منا فهو زنديق ، قد أنكر ما هو معلوم مِن الدِّين بالضرورة ، فيُستتاب ، فإن تاب وإلاّ قُتِل مُرتدا .
وقد دلّ القرآن والسنة على فَرض صلاتي الظهر والعصر .
قال تعالى : (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) .
وبهاتين الآيتين استَدَلّ المفسِّرون على الصلوات الخمس .(1/302)
قال ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية : جَمَعت الصلوات ؛ (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ) المغرب والعشاء ، (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) صلاة الصبح ، (وَعَشِيًّا) صلاة العصر ، (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) صلاة الظهر . رواه ابن جرير الطبري .
وروى نحوه عن الإمام مجاهد بن جبر وعن الإمام عبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
وقال الإمام السمعاني في تفسيره : وفي الآية إشارة إلى أوقات الصلاة الخمس . اهـ .
وأما الأحاديث فهي كثيرة جدا .
ففي حديث أبي هريرة المتفق عليه قال : صَلّى بِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العَشي .
قال القاضي عياض : قوله : " إحدى صلاتيّ العشيّ " يريد الظهر والعصر ، وكانوا يُصلون الظهر بعَشيّ ، والعَشيّ ما بعد زوال الشمس إلى غروبها . قال الباجي : إذا فاء الفئ ذراعا فهو أول العشيّ . اهـ .
ومنه قوله سبحانه وتعالى : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ) .
وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العَشِيّ - الظهر أو العصر - وهو حامل الحسن أو الحسين ، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كَبّر للصلاة .. الحديث . رواه الإمام أحمد والنسائي .
وفي أحاديث الإسراء والمعراج أن الله فَرَض على أمة محمد صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة . وهي مُخرّجة في الصحيحين .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُجيب من سأله عن الصلوات المفروضة بأنها خمس صلوات ، كما في حديث طلحة بن عبيد الله أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس ، يُسْمَع دَوِيّ صوته ولا يُفقه ما يقول حتى دنا ، فإذا هو يسأل عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خَمْس صلوات في اليوم والليلة . فقال : هل عليّ غيرها ؟ قال : لا ، إلا أن تطوّع . رواه البخاري ومسلم .(1/303)
وكما في غيره من الأحاديث التي أجاب فيها النبي صلى الله عليه وسلم من سأله عن الصلوات .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث أصحابه لِدعوة الناس إلى الإسلام ، فيأمرهم بأن يأمروا الناس بِخمس صلوات .
ففي الصحيحين من حديث بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن فقال : ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة .. الحديث .
وقال عليه الصلاة والسلام يوم الأحزاب : ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما حبسونا وشغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية للبخاري : ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس ، وهي صلاة العصر .
وفي حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى صلاة العصر بعدما غَربت الشمس حينما شغله المشركون عنها . كما في الصحيحين .
وصلاة العصر سّماه الله عزّ وَجَلّ الصلاة الوسطى .
قال تعالى : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى) ، وكذلك سمّاها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الأحاديث السابقة .
بل إن جبريل عليه الصلاة والسلام أمَّ النبي صلى الله عليه وسلم في خمس صلوات .
ففي حديث أبي مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نَزَل جبريل فأمَّنِي ، فَصليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه . يحسب بأصابعه خمس صلوات . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : الملائكة يتعاقبون ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : من صلَّى البَرْدِين دَخَل الجنة . رواه البخاري ومسلم .
والبَرْدان : الفجر والعصر .
وجاء التشديد والتأكيد على صلاة العصر .(1/304)
قال عليه الصلاة والسلام : الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتِر أهله وماله . رواه البخاري ومسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَن تَرك صلاة العصر فقد حَبِط عَمله . رواه البخاري .
والأحاديث كثيرة جدا في إثبات الصلوات الخمس ، وفي إثبات صلاتي الظهر والعصر ، ومن أنكرهما فقد كفَرَ ، وعليه التوبة إلى الله .
والله تعالى أعلم .
***********************************
77-أسبانية تشرح كلمة(الله) بعد أن عجز عنها العرب
(...السؤال...)
ما قولكم في هذا الموضوع الذي بات منتشرا في أكثر المنتديات (( أسبانية تشرح معني كلمة ( الله ) بعد أن عجز عنها العرب ...هذه الفتاة الإسبانية تدرس الآن ماجستير لغة عربية في جامعة اليرموك الأردنية .
وذات يوم وأثناء إحدى المحاضرات في السنة الثانية طرح الدكتور/ فخري كتانة سؤالا على طلابه : من منكم يحدثني عن لفظ الجلالة ( الله ) من الناحية الإعجازية اللغوية ومن الناحية الصوتية؟
لم يرفع أحد يده، ما عدا فتاة إسبانية تدعى "هيلين" والتي تجيد التحدث باللغة العربية الفصحى على الرغم من كونها إسبان يه مسيحية
فقالت: إن أجمل ما قرأت بالعربية هو اسم (الله) . فآلية ذكر اسمه سبحانه وتعالى على اللسان البشري لها نغمة متفردة . فمكونات حروفه دون الأسماء جميعها يأتي ذكرها من خالص الجوف , لا من الشفتين.
فلفظ الجلالة لا تنطق به الشفاه لخلوه من النقاط ..اذكروا اسم... (الله) .الآن وراقبوا كيف نطقتموها هل استخرجتم الحروف من باطن الجوف أم أنكم لفظتموها ولا حراك في وجوهكم وشفاهكم ومن حكم ذلك انه إذا أراد ذاكر أن يذكر اسم الله فإن أي جليس لن يشعر بذلك .(1/305)
ومن إعجاز اسمه انه مهما نقصت حروفه فإن الاسم يبقى كما هو . وكما هو معروف أن لفظ الجلالة يشكل بالضمة في نهاية الحرف الأخير "اللهُ" وإذا ما حذفنا الحرف الأول يصبح اسمه لله كما تقول الآية ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) وإذا ما حذفنا الألف واللام الأولى بقيت" له"
ولا يزال مدلولها الإلهي كما يقول سبحانه وتعالى( له ما في السموات والأرض)وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت الهاء بالضمة" هُ "ورغم كذلك تبقى الإشارة إليه سبحانه وتعالى كما قال في كتابه (هو الذي لا اله إلا هو)
وإذا ما حذفت اللام الأولى بقيت" إله" كما قال تعالي في الآية ( الله لا إله إلا هو) هيلين اسمها الآن "عابدة" ))
(...الجواب...)
هذا القول فيه تكلّف واضح . وهو مُتعقّب من عِدّة وُجوه :
الوجه الأول : لفظ الجَلاَلَة ( الله ) ليس الكلمة الوحيدة التي لا تنطبِق فيها الشِّفَاه ، بل كلمة التوحيد بأكملها ( لا لإله إلا الله ) لا تنطبِق فيها الشِّفَاه ، فإنك لو قلت : ( لا لإله إلا الله ) لم تنطبِق الشِّفَتَين فيها .
وكذلك كلمة ( عز وجلّ ) ، وكلمة ( الله أجَلّ ) لا تنطبِق فيها الشِّفَاه .. مع كلمات أخرى كثيرة لها نفس الصِّفَة .
الوجه الثاني : أن حروف لفظ الجلالة (الله ) ليست جوفية ، فمنها ( الهمزة والهاء ) مَخرجها من أقصى الْحَلْق .بينما ( اللام ) مَخرجها الحافّة الأمامية من اللسان .
فليس نُطق لفظ الجلالة (الله ) من باطن الجوف .
الوجه الثالث : ما يتعلق بِنقص حرف من حروفه ، وهو ظاهر التكلّف ، بل تحجير واسع !فإن الضمير ( له ) لا يقتصر على الله ، بل هو عائد على مذكور حسب سياق الكلام .
فإنك لو تحدّثت عن شخص ثم قلت : له بيت ، أو : له هيبة .. إلى غير ذلك لكان تحديد المقصود بِعَودِ الضمير سياق الكلام .ومثل ذلك لو قلت ( إله ) ، لأن الإله يُطلَق على الإله الحق سبحانه وتعالى ، ويُطلَق على الآلهة الباطلة .(1/306)
قال تعالى : (أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آَلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ) ، وقال عز وجلّ : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً) وقوله تبارك وتعالى عن قوم موسى : (قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ) وقال جلّ جلاله : (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا) وغيرها من الآيات .
وأوضح ما يكون التكلّف القول بأن بقاء ( الهاء ) المضمومة يَدلّ على الله ( هُ ) !فإنه لم يَقُل أحد بذلك إلا دراويش الصوفية ! الذين يَزعمون أنهم يَذكرون الله بما يُشبِه النِّبَاح ! ( هو .. هو .. ) !
الوجه الرابع : انفراد أعجمية بهذا القول الذي لم تُسبَق إليه !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يَسْبِقه إليه أحد منهم ، فانه يكون خطأ . اهـ .
إلى غير ذلك مما يُضعف هذا القول أو يُبطِله .والتكلّف مذموم . فقد قال الله تبارك وتعالى لِنبيِّه صلى الله عليه وسلم : (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) .والله تعالى أعلم .
***********************************
(...السؤال...)
قرأت فتوى فضيلتكم عن الفتاة الأسبانية التي تشرح لفظ الجلالة بطريقة غريبة، الفتوى على هذا الرابط
والحقيقة أن قصة هذه الفتاة ومابثته من معاني انتشر في منتديات الانترنت بشكل غريب، ومارأيت موقعا ينشر هذه القصة إلا رددت عليه بفتوى فضيلتكم
في إحدى المواقع بعد أن نسخت فتوى فضيلتكم رد على أحد الأعضاء برد هذا نصه :
إقتباس:
الأخ الكلم الطيب أرى أن هناك خطأ في كتابة شهادة التوحيد مكتوبة ( لا لإله إلا الله ) والصحيح ( لا إله إلا الله )
وقد يكون في قول هذه الأسبانية شيئا من الصحة وسأذكر آخر تعليق الشيخ (وأوضح ما يكون التكلّف القول بأن بقاء ( الهاء ) المضمومة يَدلّ على الله ( هُ ) !(1/307)
فإنه لم يَقُل أحد بذلك إلا دراويش الصوفية ! الذين يَزعمون أنهم يَذكرون الله بما يُشبِه النِّبَاح ! ( هو .. هو .. ) !
هذه الأسبانية لم تقل لنا أدعو الله وقولوا ( هو ... هو ... هو ) يعني تعليق الشيخ خاص بما يفعله الصوفية وليس بتفسير تلك الفتاة الأسبانية !!!
أليس كذلك ؟
وكلما ورد من تفسير يرجع إلى (لفظ الجلالة ) وليس إلى مدلولات تلك الألفاظ العامة ، يعني أنت الآن إذا قرأت
{ هو الحي لا إله إلا هو }
إلى أين ينصرف ذهنك ؟؟
أليس إلى الواحد الأحد الفرد الصمد ؟
كذلك ما تم تفسيره يرجع إلى الواحد الأحد الفرد الصمد !
وسأعلق في النهاية على الوجه الرابع :
(الوجه الرابع : انفراد أعجمية بهذا القول الذي لم تُسبَق إليه !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين ولم يَسْبِقه إليه أحد منهم ، فانه يكون خطأ . اهـ .)
سبحان الله وإذا انفرد أعجمي أو أعجمية بقول صحيح هل يحق لنا القدح في هذا القول إن كان صحيحا ؟
وقول الشيخ ابن تيميه رحمه الله إذا أخذناه على الإطلاق فهو غير صحيح ، ألم يقل ربنا سبحانه { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم الحق }
هناك من الأمور التي أعجزت المتقدمين وحاروا في معرفتها والوصول إلى حقيقتها ولم تُعرف إلا في عصرنا الحاصر ، سأعطيك على سبيل المثال
{ الم غلبت الروم في أدنى الأرض }
هل تعلم ما هو الإعجاز في هذه الآية ؟
أعطني تفسير المتقدمين وخذ تفسير المتأخرين
معنى أدنى الأرض يعني أخفض منطقة على سطح الأرض وهذه المعلومة لم تُعرف إلا بعد أن وجدت الأقمار الاصطناعية التي مكنت علماء الفضاء من المسح الجوي وسبحان الله ثبت لنا عيانا بأن مكان المعركة التي هُزمت فيها الروم هي أدنى وأخفض منطقة على سطح الأرض والآيات كثيرة في هذا وبالمناسبة معنى المتكلفين يعني المتقولين القرآن على الله أو المتصنعين المرائين .
(...الجواب...)(1/308)
لِيَرُدّ إذا على الأوْجُه الأولى التي سبق بيانها هنا
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2413
فإني لم أقتصر على ما ردّ عليه ، بل هو ردّ على وَجْه واحد مما رددت به ذلك القول . ومن جهة ثانية فإن بقاء ( الهاء ) وحدها مضمومة أو غير مضمومة لا يُفيد شيئا ، ولا يدلّ على الله ، كما أسلفت .
بل تكون حَرْفا واحدا لا دلالة له . فهل ( هُـ ) تدُلّ على الله ، كما قالت الأسبانية ؟! أقصد إذا كانت بِمفردها . بل لو كانت مع غيرها من الأحرف إلاّ ما دلّ عليه السياق .
ألا ترى أنك تقول : هو أمير ، هو عالِم ... وأنت تذكر شخصا تُعيد الضمير إليه . فلا يدلّ الحرف الواحد على دلالة ، بل ولا الضمير لا يدلّ على شيء إلاَّ ما دلّ عليه السياق . ويكون الاستدلال صحيحا لو لم يَرِد حرف الهاء إلا مضموما .
وما انفراد الأعجمية بهذا فهذا أبعد عن القبول ! أما ما استدلّ به فليس حُجّة ؛ إلاّ إذا انضاف إلى ذلك جريان القول على قواعد المفسِّرين .وما أورده يُستأنس به ، ولا يُعوّل عليه ؛ لأن ما يُعتبر حقائق علمية لا يُمكن أن يُفسّر بها القرآن تفسيرا قطيعا ؛ لأن حقائق القرآن ثابتة لا تتغير ، وحقائق العِلْم التجريبي قابلة للتغيّر ! كما قال " سيِّد " رحمه الله .
ومثاله الذي أوْرَده يحتاج إلى تحديد الموضع الذي غُلِبت فيه الروم ، قبل الكلام في كونه أخفض منطقة أو لا !
فقد اخْتَلَف المفسرون في تحديد ذلك الموضع .
هذا من جهة .
ومن جهة ثانية ، ما المقصود بِـ " الدّنو " في لُغة العرب ؟! هل يَدُلّ على الانخفاض ؟! وما دلالات هذا اللفظ في القرآن ؟ فقد وَرَد في مواضع كثيرة لا تُدُلّ على ما ذهبوا إليه ! ومن جهة ثالثة ، ما المقصود بالأرض هنا ؟! فإن " الأرض " تُطلق في القرآن ويُراد بها عِدة معانٍ .
قال ابن الجوزي :
الأرض تذكر ويُراد بها أرض الأردن
ويُراد بها القبر .
ويُراد بها أرض مكة .
ويُراد بها أرض المدينة .(1/309)
ويُراد بها أرض الإسلام .
ويُراد بها أرض التِّيه .
ويُراد بها الأرضون السبع .
ويُراد بها أرض مصر .
ويُراد بها أرض الْحِجر .
ويُراد بها القلب .
ويُراد بها أرض الغَرب .
ويُراد بها الجنة .
ويُراد بها أرض الروم .
ويُراد بها أرض بني قريظة .
ويُراد بها أرض فارس .
ويُراد بها أرض القيامة .
فعلى من أردا أن يتكلّم في تفسير كلام الله أن يعلم أنه يتكلّم عن مُراد الله ! والأمر ليس بالأمر الهيِّن . والله أعلم .
***********************************
78-بخصوص الانسانيه والفرح بمصائب الكفار
(...السؤال...)
عندي سؤال/ دار حوار بيني وبين احد الاشخاص، تحاورنا في موضوع الاعاصير التي ضربت امريكا ( كاترينا وريتا ) وكتبت له في بدايه الحوار
قال الله تعالى : ( فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [العنكبوت : 40]
وقلت له إن شاء الله تزيد هذه الاعاصير، وتدمر امريكا وتخسف بالكفار هناك، والله يحفظ المسلمين بينهم، ورد علي وقال
قال الله تعالى في سورة الممتحنه، بسم الله الرحمن الرحيم { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين } صدق الله العظيم
وقال ان الاسلام دين حب قبل كل شي، وقال ياخي ليش تكرهم وليش تدعي عليهم، المفروض ندعي ان الله يساعدهم، والمفروض مانفرح لمصائبهم، وين الانسانيه، المفروض تكون عندك انسانيه، وقال ان الاعاصير من غضب الطبيعه
......
ماذا نفعل يا شيخ في هذه الحاله، هل نفرح لمصائب الكفار وندعي عليهم أم ماذا
(...الجواب...)(1/310)
أولاً : هذه مما يُدندن حولها أغيلمة الصحافة ! الذين يَهْرِفون بما لا يَعرفون ! ولا تَعجب فنحن في زمن نَطَقَتْ فيه الرويبضة " الرّجل التّافِه يَتكلّم في أمر العامة " وما أكثرهم في الصحف والفضائيات !
والذين يُدندنون حول مسألة ( الآخَر ) ! وهو تعبير أحدَثوه تبديلا للحقائق الشرعية ، وقلباً للحقائق التي لا يُمكن أن تتغيّر ! فالأفعى هي الأفعى ، ولو غُيِّر مُسماها ! والصليبي هو الصليبي وإن سُمِّي الآخر ! واليهودي هو اليهودي وإن سُمي كذلك ! فتغيير الأسماء لا يُغيِّر الحقائق .
ثانياً: هذا من وضع الآيات في غير موضعها ، فإن آية الممتَحَنة في الكفار الذين لم يُحاربوا المسلمين .فهل أمريكا كذلك ؟!
أرني أرضاً سَلِمت من حرب أمريكا – حربا عسكرية أو مكيدة – ؟! أليست أمريكا من أراق دماء الأبرياء في فلسطين – بأسلحتها ودعمها – ؟أليست أمريكا من أراقَتْ دماء إخواننا في العراق وفي أفغانستان ؟ فأين هي من وصف الإنسانية فضلا عن وصف (الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) ؟!
ثالثاً : آية الممتَحَنة في مسألة إحسان المعاملة مع الكفّار الذين لم يُحارِبونا ، لا في محبّتهم ورجاء سلامتهم ، ولا في اتِّخاذهم أصدقاء !
وإنما هي مُعاملة ظاهرة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء في صِلَة أمها المشرِكة : صِلِي أمك . رواه البخاري ومسلم . فهذا إحسان معاملة ، لا دخول محبتهم إلى القلب .لأن الكافر يجب أن يُبغض شرعاً .
قال تعالى : (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) الآية .
ومسألة بغض الكافر مسألة من صميم الإيمان ، ومن مسائل العقيدة الكبرى ، لأن محبة الكافر قد تُخرِج من الملّة .(1/311)
ولأن بُغض الكافر مَبني على محادّة الكافر ومظاهرته لِربِّه تبارك وتعالى ، (وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا) ، فبُغض الكافر لما يَحمله من مبدأ وعقيدة .
وهل يُمكن أن يُحب من نَسَب الصاحبة إلى الله والوَلَد ؟ وهل يُمكن أن يُحبّ من قال في الله قولاً عظيما تكاد السماوات والأرض يتفطّرن منه وتخرّ منه الجبال ؟ وهل يُمكن أن يُحب من قال في الله قولا عظيما ؟
رابعاً : الفَرَح بما أصاب الكفّار لأنهم كُفّار ، سواء كانوا مُحارِبين لنا أو مُسالمين . والفَرَح بما أصابهم من لوازِم الإيمان، وذلك أن مُصاب الكفّار نُصرة لأهل الإيمان، كما أن مُصاب أهل الإيمان رِفعة للكفّار
وبين الإيمان وبين الفرح بانخفاض الكُفر وأهله تَلازُم . فإن انكسار شوكة الكفّار فيها رِفعة لأهل الإيمان وتقَوٍّ لهم .
خامساً : عندما تكون المسائل الشرعية مرتعا لكل مُتفيهق فإنك سوف تسمع ما تكاد تتقيأ منه ! وقد تسمع الكُفر الصريح بِحجة " حرية الفِكر " وهي حُرية الكفر !
ونِسبة الأفعال إلى الطبيعة هذا من دِين وعقائد عُباد الطبيعة ! وإلا فإن الطبيعة الجامدة الهامدة لا يُمكن أن يكون لها غضب ولا تصرّف، وأي فَرْق بين أهل الجاهلية الأولى وبين أهل الجاهلية الحديثة ؟!
فأهل الجاهلية الأولى نَسَبُوا الأفعال إلى النجوم والكواكب ! وأهل الجاهلية الحديثة نَسَبُوا الأفعال إلى الطبيعة ! فلا فرق بين جاهليتين ! والله المستعان .
***********************************
79-ما يُزعم أنه أصوات المعذّبين في نار جهنم
(...السؤال...)
هذا هو الخبر :
هذا ما قاله الدكتور أساكوف : أنا لا أومن بأي ديانة لكن آمنت بالنار بعد هذه الحادثة,كنا نحفر في احد الأراضي للتنقيب عن شيء حتى وصلنا إلى عمق ووصلت درجة الحرارة إلى 2000 فهرنايت وسمعنا أصوات وصراخ وصوت زفير أشبه بصوت النار....
(...الجواب...)(1/312)
رأيت هذا الخبر قد انتشر في أكثر من موقع عبر الشبكة وسُئلت عنه من أكثر من سائل، فقلت :أما أنا فلا أصدّق! لماذا؟
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم . قال : يأتيه ملكان فيُقعدانه ، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ قال : فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، قال : فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : فيراهما جميعا . رواه البخاري ومسلم .
زاد البخاري قال: وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس ! فيُقال : لا دريت ولا تليت ، ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه ، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين .
يعني تسمعه الدواب ويسمعه من كان قريبا من المكان إلا الإنس والجن .
وعذاب القبر مما تُدركه المخلوقات غير الإنس والجن ، لقوله صلى الله عليه وسلم - عن الكافر أو المنافق - : ثم يُضرب بمطرقة من حديد بين أُذنيه ، فيصيحُ صيحةً يسمعها من يليه إلا الثقلين . رواه البخاري وقد تقدم .
وقال صلى الله عليه وسلم : إنهم يُعذّبون عذاباً تسمعه البهائم . وهذا صريح في سماع عذاب القبر لغير الجن والإنس ، أي أن الإنس والجن لا يسمعون عذاب القبر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم إذا مُغِلَتْ إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين كالاسماعيلية والنصيرية وسائر القرامطة من بنى عبيد وغيرهم الذين بأرض مصر والشام وغيرهما ، فإن أهل الخيل يقصدون قبورهم لذلك كما يقصدون قبور اليهود والنصارى ، والجهال تظن أنهم من ذرية فاطمة وأنهم من أولياء الله ، وإنما هو من هذا القبيل ، فقد قيل : إن الخيل إذا سمعت عذاب القبر حصلت لها من الحرارة ما يذهب بالمغل . انتهى كلامه – رحمه الله – .(1/313)
أي يُذهب الإمساك من بطونها .
وقد حدّثني بعض المسلمين الذين يُقيمون في بلاد الكفار اليوم ، أن الكفار الذين يدفنون موتاهم بالتوابيت مدة معلومة ثم يجمعون عظامهم بعد ذلك في مكان واحد وتستخدم التوابيت في دفن آخرين ، وهم يجدون آثار أظفار وخدوش على جدران التوابيت ، ويظنّون أن سبب ذلك أن من الأموات من دُفِنَ حيّاً .
إذا عُلِمَ هذا فإن ما يتعلّق بالقبر من عرض وفتنة وسؤال وعذاب ونعيم ، هو من علم الغيب الذي لا نعلم كيفيّته ، ويجب علينا الإيمان به والتسليم فيه لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنؤمن به من غير سؤال عن كيفيّته ، وكيف يقع ؟ لأن عقولَنا قاصرة عن إدراك ذاتها فكيف تُدرك ما حُجِبَ عنها ؟
قال ابن القيم : أحاديث عذاب القبر ومساءلة منكر ونكير كثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن أبي العز : وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيلة العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول . اهـ .
وقد أسمع الله نبيّه وأطلعه على شيء من ذلك
فعن زيد بن ثابت قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حَادَتْ به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال : رجل أنا . قال : فمتى مات هؤلاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك فقال : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه ، ثم أقبل علينا بوجهه فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار ، قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار ، فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر . قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر . رواه مسلم .(1/314)
كما أسمعه أيضا في قصة القبرين اللذين قال فيهما : إنهما ليُعذّبان وما يُعذّبان في كبير . فهذا مما اختص به رسول الله صلى الله عليه وسلم . هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى فإن هذا الخبر الذي يُتناقل عبر بعض المنتديات رواية عن كافر ولا تُقبل رواية الكافر إلا إذا أسلم . وفي هذه المسألة لا تُقبل روايته حتى لو أسلم لأنها تُخالف ما ثبت في السنة . وهذه الأمور من الأمور الغيبية التي لم يُطلع الله عليها الإنس والجن
ثم اعترض بعض الأخوة بكلام لبعض الأفاضل نقل فيه كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيه رؤية صورة من صور العذاب ، وما ذُكر من خروج جسد برأس حمار من مقبرة من المقابر ... إلى الخبر .
فقلت: ينبغي أن يُفرّق بين رؤية بعض صور العذاب ، أو سماع الأصوات ، فالأول ممكن لأنه لم يرد به نص على المنع ، بينما الثاني وردت به نصوص كثيرة ، ومنها ما سقته أعلاه .
وبالنسبة لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد ساقه مساق الاستئناس وليس مساق التقرير كما يعلم ذلك من يتتبّع كتبه وعلِم بطريقته في التصنيف .
وعلى كلٍّ : كلٌّ يؤخذ من قوله ويُردّ إلا محمد صلى الله عليه وسلم . وقد قال عليه الصلاة والسلام : فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه . رواه مسلم ، وقد تقدّم .
وقال صلى الله عليه وسلم : إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت : قدموني ، وإن كانت غير صالحة قالت : يا ويلها أين يذهبون بها ، يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعه صعق . رواه البخاري .
وهذا يدلّ على أن سمع الإنسان له طاقة محدودة ، إلا أن الله اختص نبيّه بخاصيّة فأسمعه من عذاب القبر . وقد تقدّم هذا أيضا .
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم مُقدّم على قول كل أحد ، ولو كان القائل أفضل الناس من بعده ، ولو كان قول الشيخين الخيّرين اللذين أُمِرنا أن نقتدي بهم .(1/315)
قال صلى الله عليه وسلم : اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر . ومع ذلك لا يُعدل عن قوله صلى الله عليه وسلم إلى قولهما
وهذا من إجلال رسول الله صلى الله عليه وسلم . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُعارض بقول أحد كائن من كان .
ولا يعني هذا عدم إجلال العالم بل هذا من كمال إجلال الرسول صلى الله عليه وسلم ومن إجلال العالم أن لا يُرفع فوق قدره ، وأن يُردّ قوله إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا العكس .والله تعالى أعلى وأعلم .
***********************************
80-سؤال عن فقه الموازنات
(...السؤال...)
أريد السؤال عن فقه الموازنات ما هو وهل هو فقه باطل أم أنه قائم وصحيح ؟
(...الجواب...)
يُقصد به الموازنة بين حسنات الرجل وسيئاته .
والناس في هذه المسألة طَرَفان ووسط ؛ فَطَرَف لا يقبل ذلك المنهج ، ويَرُدّه جُملة وتفصيلا .
وطَرَف يأخذ به ويُعمِله في كل شيء !
والوسط أن لا يُعمل في كل شيء ، ولا يُرَدّ بِكلّ حال .
ولِفقه الموازنة أصل في كلام السلف ، وفي كلام علمائنا .
روى مسلم عن المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا : إنهم لأحْلم الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة ، وأوشكهم كَرّة بعد فرّة ، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة ، وأمنعهم من ظلم الملوك .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان في قريش أربعة يتحاكم الناس إليهم في المنافرات : عقيل ، ومخرمة ، وحويطب ، وأبو جهم ؛ وكان عقيل يَعُدّ المساوي ، فمن كانت محاسنه أكثر يُقِرّه على صاحبه .(1/316)
وقال الشعبي : كانت العرب تقول : إذا كانت محاسن الرجل تغلب مَساويه فذلكم الرجل الكامل ، وإذا كانا متقاربين فذلكم المتماسك ، وإذا كانت المساوئ أكثر من المحاسن فذلكم المتهتك .
وقال سعيد بن المسيب :
ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تُذكر عيوبه . من كان فضله أكثر من نقصه وُهِب نقصه لفضله .
وقال الإمام الشافعي : لا نعلم أحدا أُعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية إلا يحيى بن زكريا ، ولا عصى الله فلم يَخلط بطاعة ، فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدّل ، وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرّح . اهـ .
هذا كلام جميل من إمام جليل ، فعضّ عليه بالنواجذ .
وقال الإمام وكيع : أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم ، وأهل الأهواء لا يكتبون إلاَّ ما لهم . رواه الدارقطني ، ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عبد الرحمن بن مهدي .
قال أبو حاتم الرازي : ذَكَرتُ لأحمد بن حنبل مَن شَرِب النبيذ مِن مُحَدِّثي الكوفة ، وسَمَّيْتُ له عَدَدًا منهم ، فقال : هذه زَلاّت لهم ، ولا تَسْقُط بزلاتهم عدالتهم .
وكان الإمام أحمد رحمه الله يَعلم أشياء من البِدع عن بعض شيوخه ، ولم يَحمله ذلك على الطعن فيهم ، بل لم يتكلّم فيه إلا مُجرّد إشارة خفية حينما سُئل عن بعضهم .
ومنهم :
الإمام وكيع بن الجراح الرؤاسي ، وهو إمام من أئمة المسلمين ، وهو شيخ الإمام أحمد .
قال فيه الإمام أحمد : ما رأيت أحدا أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع .
قال الذهبي : كان أحمد يُعظم وكيعا ويُفخّمه .
وقال ابن عمار : ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع ، وكان جهبذا .
وهو إمام جبل من جبال العِلم .
قال صالح بن أحمد : قلت لأبي : أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد ؟ فقال : ما منهما بحمد الله إلا ثَبْت ، وما رأيت أوعى للعلم من وكيع ، ولا أشبه من أهل النسك منه ، ولم يختلط بالسلطان .
وقد كان وكيع يشرب النبيذ(1/317)
ولما سُئل عن النبيذ : هو عندي أحل من ماء الفرات !
وهل كان الإمام أحمد يعلم هذا عن وكيع ؟
الجواب : نعم .
وكان في وكيع تشيّع .
ولذلك لما قيل للإمام أحمد رحمه الله : إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بقول مَنْ نأخذ ؟ فقال : نوافق عبد الرحمن أكثر و، خاصة في سفيان كان معنيا بحديثه ، وعبد الرحمن يَسلم منه السّلف ، ويجتنب شرب المسكر ، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات .
قال الذهبي في سيرة وكيع : مرّ قول أحمد إن عبد الرحمن يَسْلَم منه السلف ، والظاهر أن وكيعاً فيه تشيع يسير لا يضرّ - إن شاء الله - فإنه كوفي في الجملة ! وقد صنف كتاب فضائل الصحابة سمعناه قَدَّم فيه باب مناقب عليّ على مناقب عثمان رضي الله عنهما . اهـ .
ولما ذُكِر خلف البزار عند الإمام أحمد ، فقيل : يا أبا عبد الله إنه يشرب [ يعني النبيذ ] فقال : قد انتهى إلينا علم هذا عنه ، ولكن هو والله عندنا الثقة الأمين شَرِب أو لم يَشرب .
ومِن من شيوخ الإمام أحمد – كذلك – عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، ورحل إليه الإمام أحمد في اليمن ، وأخذ عنه وروى عنه أحاديث ، وعبد الرزاق فيه تشيّع أيضا .(1/318)
وفي تاريخ بغداد وتاريخ دمشق عن أبي زكريا غلام أحمد بن أبي خيثمة قال : كنت جالسا في مجلس الجامع بالرصافة مما يلي سويقة نصر عند بيت الزيت ، وكان أبو خيثمة يصلي صلاته هناك ، وكان يركع بين الظهر والعصر وأبو زكريا يحيى بن معين قد صلى الظهر وطرح نفسه بإزائه ، فجاءه رسول أحمد بن حنبل فأوجز صلاته وجلس فقال له : أخوك أبو عبد الله أحمد بن حنبل يقرأ عليك السلام ويقول لك هو ذا تكثر الحديث عن عبيد الله العبسي ، وأنا وأنت سمعناه يتناول معاوية بن أبي سفيان ، وقد تركت الحديث عنه . قال : فرفع يحيى بن معين رأسه وقال للرسول : اقرأ على أبي عبد الله السلام ، وقل له: يحيى بن معين يقرأ عليك السلام وقال لك : أنا وأنت سمعنا عبد الرزاق يتناول عثمان بن عفان ، فاترك الحديث عنه ، فإن عثمان أفضل من معاوية !
ولما بلغ يحيى بن معين أن أحمد بن حنبل يتكلم في عبيد الله بن موسى بسبب التشيع قال يحيى : والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة ، لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر مما يقول عبيد الله بن موسى !
والإمام قتادة بن دعامة السدوسي قال عنه الإمام الذهبي : حافظ العصر قدوة المفسِّرين والمحدِّثين
قال ابن شوذب : ما كان قتادة يرضى حتى يصيح به صياحا - يعني القَدَر - قال ابن أبي عروبة والدستوائي قال قتادة : كل شيء بِقَدَر إلاَّ المعاصي .
ولا يُفهم من هذه النقول الإزراء بأئمة الإسلام ، بل هم أئمة لهم حسناتهم وعظيم أثرهم في الأمة ، ولولا أن أئمة الإسلام رضوا هذا وأوردوه في كتبهم لما أوردته ولا أشرت إليه .
ولكني أردت بيان حال السلف مع أهل البدع التي لم تُخرجهم من الإسلام
فالتّشيّع في أوله كان مصحوبا بالوقوع في السلف ، وفرق بين التشيّع وبين الرفض والغلو فيه .
ونقول في حق هؤلاء الأئمة كما قال إمام أهل السنة :
" هذه زلاّت لهم ولا تسقط بزلاتهم عدالتهم "(1/319)
ومِن أكثر الناس إنصافا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فإنه قال في شأن ابن حزم رحمه الله :
وكذلك أبو محمد بن حزم فيما صنفه من الملل والنِّحل إنما يُستحمد بموافقة السنة والحديث ، مثل ما ذكره في مسائل القدر والإرجاء ونحو ذلك ، بخلاف ما انفرد به من قوله في التفضيل بين الصحابة ، وكذلك ما ذكره في باب الصفات فإنه يُستحمد فيه بموافقة أهل السنة والحديث لكونه يثبت الأحاديث الصحيحة ، ويعظم السلف وأئمة الحديث ، ويقول إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها ، ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك ، وإن كان أبو محمد بن حزم في مسائل الإيمان والقدر أقوم من غيره وأعلم بالحديث ، وأكثر تعظيما له ولأهله من غيره لكن قد خالط من أقوال الفلاسفة والمعتزلة في مسائل الصفات ما صَرَفَهُ عن موافقة أهل الحديث في معاني مذهبهم في ذلك فوافق هؤلاء في اللفظ وهؤلاء في المعنى ، وبمثل هذا صار يذمه من يذمّه من الفقهاء والمتكلمين وعلماء الحديث باتِّباعه لظاهرٍ لا باطن له ، كما نفى المعاني في الأمر والنهي والاشتقاق ، وكما نفى خرق العادات ونحوه من عبادات القلوب ، مضموما إلى ما في كلامه من الوقيعة في الأكابر ، والإسراف في نفي المعاني ، ودعوى متابعة الظواهر ، وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ، ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره ، فالمسألة التي يكون فيها حديث يكون جانبه فيها ظاهر الترجيح ، وله من التمييز بين الصحيح والضعيف والمعرفة بأقوال السلف ما لا يكاد يقع مثله لغيره من الفقهاء . اهـ(1/320)
وقال ابن القيم رحمه الله : ومَنْ له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة ، وهو مِنْ الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلّة ، هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده ، فلا يجوز أن يُتبع فيها ، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين . اهـ .
وقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى :
الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعُلِم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يُغفر له زلله ولا نُضلله ونطرحه وننسى محاسنه . نعم ، ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك . اهـ .
لما ترجم لإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة قال :
ولابن خزيمة عظمة في النفوس وجلالة في القلوب ؛ لعلمه ودينه واتباعه السنة ، وكتابه في التوحيد مجلد كبير ، وقد تأول في ذلك حديث الصورة .
ثم قال رحمه الله : فليعذر من تأول بعض الصفات ، وأما السلف فما خاضوا في التأويل بل آمنوا وكفُّوا وفوّضوا علم ذلك إلى الله ورسوله ، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده مع صحة إيمانه وتوخِّيه لاتِّباع الحق أهدرناه وبدّعناه لَقلّ من يَسلم من الأئمة معنا . رحم الله الجميع بمنه وكرمه . اهـ .
وقال الإمام الذهبي رحمه الله : وقال في ترجمة محمد بن نصر المروزي - : ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطئاً مغفوراً له ، قُمنا عليه وبدَّعْنَاه وهجرناه ، لما سَلِمَ معنا لا ابن نصر ولا ابن مندة ، ولا من هو أكبر منهما ، والله هو هادي الخلق إلى الحق ، وهو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة . اهـ .
ومن علمائنا المعاصرين من نُقِل عنه الموازنة بين حسنات بعض الناس وبين سيئاتهم ، خاصة إذا كانوا من أهل العلم والفضل .
فشيخنا العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله صاحب عَدْل وإنصاف .(1/321)
وما نُقِل عنه رحمه الله مِن ذمّ لِما أسموه بِفقه الموازنة ، إنما هو في أحوال مخصوصة ، كأن يكون الكلام عن أحد مِن أهل البدع الذين عُرفوا بها والدعوة إليها ، فلا يكون هناك موازنة في حال ذم بدعته ، ونحو ذلك .
قال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته :
من الحيف والجور أن يتكلم الإنسان في شخص كعالم أو تاجر أو أي إنسان ، ثم يذكر مساوئه التي قد يكون معذورا فيها ، ولا يذكر محاسنه .
هل هذا من العدل ؟
يأتي إلى عالم من العلماء أخطأ في مسأله قد يكون معذورا فيها ثم ينشر هذه المسألة التي أخطأ فيها وينسى محاسن هذا العالم الذي نفع العباد بكثير من علمه .
هذا لا شك أنه تطفيف وجور وظلم .
إذا كنت تريد أن تقوم الشخص فلا بدأن تذكر محاسنه ومساوئه ، أما إذا كنت تريد أن تتكلم على خطأ معين لتحذر الناس منه ، فنعم . اذكر الخطأ لكن بقطع النظر عن قائله وقل – مثلا – سمعنا أن بعض الناس يقول : كذا وكذا ، وهو خطأ ، وتُبيّن الخطأ .
أما أن تريد أن تنشر مساوىء الآخرين دون محاسنهم فهذا ظلم وجور .
كذلك أيضا بعض الناس يتكلم في واحد من التجار ، هذا التاجر قد نفع الناس بتجارته ؛ بإقراض المحتاجين والصدقة عليهم وبناء المساجد وأشياء كثيرة ، لكن عنده معامله أخطأ فيها في نظر هذا القائل ، فيذهب يسبّه بناء على إيش ؟
بناء على هذا الخطأ الذي قد يكون هذا التاجر استند فيه على فتوى ربما يكون معذوراً ، والخطأ على من قال بالخطأ ، لكنه معذور .
فيه الآن تجار لهم خيرات كثيرة ، ومحاسن ونفقات وصدقات وغير ذالك من المحاسن ، لكن أخطأ في معاملة من المعاملات ، وربما يكون الخطأ هذا غير واقعي ، ولكنه قي نظر القائل والمتكلم ، فيذهب بض الناس ويضفي ظلالاً على هذه المحاسن ويذهب يتكلم فيه : فلان يبع في الربا . فلان يتحيّل على الربا . فلان يقول كذا وكذا . هذا ما هو صحيح .(1/322)
العدل والميزان أن تذكر هذا وهذا . استمع إلى قول الله تعالى قي الأعراب : (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
فالعدل والموازنة أمر مطلوب ، وإلا لكنت من المطففين الذين يريدون الحق لهم كاملا ، ولكنهم يهضمون غيرهم . اهـ .
قال ابن حزم رحمه الله :
ووجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه وعلى الحق وإيثاره .. وأما من طبع على الجور واستسهاله ، وعلى الظلم واستخفافه ، فلييأس من أن يصلح نفسه ، أو يُقوِّم طباعه أبداً ، وليعلم أنه لا يُفلح في دين ولا في خلق محمود . اهـ .
وقد وقفت على كلام جميل غاية في الإنصاف لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في محاضرة له بعنوان :
أسوق منه مقتطفات فيما يتعلق بالتعامل مع المخالِف ، وإن كان فيه بدعة .
قال حفظه الله :
إذا كانت المسألة متعلقة بالعقائد ، أو كانت المسألة متعلقة بعالِم من أهل العلم في الفتوى في شأنه بأمر من الأمور ، فإنه هنا يجب النظر فيما يؤول إليه الأمر من المصالح ودفع المفاسد ، ولهذا ترى أئمة الدعوة رحمهم الله من وقت الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن – أحد الأئمة المشهورين – إلى وقت الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله إذا كان الأمر متعلقا بإمام أو بعالِم أو بمن له أثر في السنة ، فإنه يتورّعون ويبتعدون عن الدخول في ذلك .
مثاله :
الشيخ صدِّيق حسن القنّوجي – الهندي المعروف – عند علمائنا له شأن ، ويُقدّرون كتابه " الدِّين الخالص " مع أنه نَقَدَ ( الدعوة ) في أكثر من كتاب له ، لكن يغضون النظر عن ذلك ولا يُصعِّدون هذا ، لأجل الانتفاع بأصل الشيء ، وهو تحقيق التوحيد ودرء الشرك .
المثال الثاني :(1/323)
الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني – المعروف – صاحب كتاب " سُبل السلام " وغيره ، له كتاب " تطهير الاعتقاد " وله جهود كبيرة في ردّ الناس إلى السنة ، والبعد عن التقليد المذموم والتعصب وعن البدع ، لكنه زلّ في بعض المسائل .
ومنها ما يُنسب إليه في قصيدته المشهورة لما أثنى على ( الدعوة )
قيل : إنه رجع عن قصيدته تلك بقصيدة أخرى يقول فيها :
رجعت عن القول الذي قد قلت في النجدي
يعني به الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ويأخذ هذه القصيدة أرباب البدع – وهي تُنسب له وتُنسب أيضا لابنه إبراهيم – وينشرونها على أن الصنعاني كان مؤيداً للدعوة لكنه رجع !
والشوكاني رحمه الله مقامه أيضا معروف .
الشوكاني له اجتهاد خاطئ في التوسل
وله اجتهاد خاطئ في الصفات ، وتفسيره فيه بعض الآيات فيها تأويل .
وله كلام في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس بالجيد
وله كلام في معاوية رضي الله عنه ليس بالجيد
لكن العلماء لا يذكرون ذلك
وألّف الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله كتبه : تبرئة الشيخين الإمامين . يعني به الإمام الصنعاني والإمام الشوكاني .
لماذا فعلوا ذلك ؟
لأن الأصل الذي يبني عليه هؤلاء العلماء هو السُّنة
فهؤلاء ما خالفونا في أصل الاعتقاد
ولا خالفونا في التوحيد
ولا خالفونا في نُصرة السنة
ولا خالفونا في ردّ البدع
وإنما اجتهدوا فأخطأوا في مسائل .
والعالِم لا يُتْبَع بزلّته ، كما أنه لا يُتّبع في زلّته .
فهذه تُترك ويُسكت عنها ، ويُنشر الحق ، ويُنشر من كلامه ما يؤيد به .
ثم قال :
وقد حدثني فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان – حفظه الله – حينما ذَكَر قصيدة الصنعاني الأخيرة :
( رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ) التي يُقال إنه كتبها .(1/324)
قال : سألت شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله عنها : هل هي له أم ليست له ؟ يقول : فقال لي الشيخ : الظاهر أنها له ، ومشايخنا يُرجّحون أنها له ، ولكن لا يُريدون أن يُقال ذلك ؛ لأنه نصر السنة ، وَرَدّ البدعة .
مع أنه هجم على الدعوة ، تكلّم في هذه القصيدة في الشيخ محمد بن عبد الوهاب .
انتهى كلامه حفظه الله .
فهذه الجادّة فاسكلها سلك الله بك سُبل الخير ، ودع التجريح والوقوع في أعراض عباد الله تحت شعار " الجرح والتعديل " !
قال ابن دقيق العيد : أعراض الناس حفرة من حفر النار وقف على شفيرها طائفتان الحكام والمحدثون
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
ليس لأحد أن يتبع زلات العلماء كما ليس له أن يتكلم في أهل العلم والإيمان إلا بما هم له أهل فإن الله تعالى عفا للمؤمنين عما أخطأوا .
وأما الطَّرَف الآخر ، وهو من أَعْمَل هذا الفقه ، فإنه بَنَى على ذلك تعظيم الرِّجال وتقديسهم ، بل والتغاضي عن الزلاَّت ، وعدم التنبيه على الأخطاء ..
وهذا خطأ ..
والأول خطأ ..
فلا تُزعَم العصمة للعلماء ..
ولا يُضرب الطبل لِزلاّتهم ..
والله أعلم .
***********************************
81-لماذا المسلمون لا يأكلون لحم الخنزير ؟
(...السؤال...)
لقد طُرِح عليّ سؤال من مسيحي قال لي : لماذا المسلمون لا يأكلون لحم الخنزير ؟ وما هي الأسباب ؟ هل لأنه حرام ، أم يوجد فيه أمراض ؟
(...الجواب...)
أولاً : الشريعة الإسلامية جاءت بتحقيق مصالح العباد في دِينهم ودُنياهم وبتكميلها ، كما جاءت بتقليل المفاسد وإعدامها .
فلا يُؤمَر بشيء في الشريعة الإسلامية إلا ومصلحته مُتحققة أو راجحة ، ولا يُنهَى عن شيء إلا ومفسدته مُتحققة أو راجحة .
والله سبحانه وتعالى أباح لِعباده الكثير من الطيبات وحرّم عليهم الخبائث .قال ربنا تبارك وتعالى في صِفة نبيِّه صلى الله عليه وسلم : ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) .(1/325)
ثانياً : بالنسبة للخنزير ، ففيه أضرار بالغة يُدركها الذين يأكلونه قبل غيرهم ! وقد حدثني بعض أبناء المسلمين الذين يُقيمون في أوربا ، قال : سألتنا مرّة مُدرِّسة : لماذا لا تأكلون لحم الخنزير ؟ قال : فقلنا لها : انظري إلى ساقيك وسوف تعرفين الجواب !
يقول : فنظرت إليهما ، ثم أطرقتْ خجلاً لما رأت آثار كثرة أكل لحم الخنزير ، وقد ظهرت بعض العروق بارزة ، وظَهَر تعرّق في عضلات ساقيها !
ثالثاً : أثبت الطب الحديث ضرر أكل الخنزير ، وذلك الضرر لا يُمكن أن يُزال ، بدليل ما توصّل إليه الطب اليوم ولا زالوا يعترفون أن لحم الخنزير ضار ، وضرره مُتحقق !
وضرره راجع إلى كونه الحيوان الوحيد الذي يأكل رجِيعه ومُخلّفاته . وكنت قرأت قبل سنوات موضوعاً عن أضرار أكل لحم الخنزير ، أسوق طرفاً منها :
وعموماً يمكن إيجاز أهم أضراره فيما يلي :
1 - كثرة الديدان في لحم الخنزير ، ومنها دودة ( تينيا سويلم ) التي تنتقل للإنسان وتسبب مغصاً وإسهالاً وقيئاً ، وأحياناً تنتابه نوبات صرعية وتشنجات عصبية قوية ، وكثيراً ما تتلف العين أو بعض أجزاء المخ فتفسدها فيحدث شلل للمريض ، والإصابة بها تنتشر في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا.
2 - لحم الخنزير ينقل مرض ( التريخينا ) الذي تنتج عنه آلام شديدة والتهابات عضلية مؤلمة تدعو إلى انتفاخ النسيج العضلي وصلابته وتكون نتيجة ذلك الأورام التي تمتد بطول العضلات ، ويصاب بهذا المرض حوالي 47 مليون شخص بالولايات المتحدة ،
ونسبة الوفاة به30%. 3 - كثيراً ما يأكل الخنزير الفئران الميتة التي غالباً ما تكون عضلاتها مكاناً لأجنة دودة تسمى ( تريكينا اسباير المن ) ، وعند انتقالها للإنسان يصاب بمرض شديد فترتفع حرارته ويعتريه إسهال وقيء وتلتهب جميع عضلاته فلا يقدر على تحريكها ، ويصير لمسها مؤلماً ولا يقوى على تحريك عينيه ، ويصعب عليه التنفس لالتهاب عضلاته ، حتى يموت.(1/326)
4 - لحم الخنزير أعسر اللحوم هضماً باتفاق العلماء ، وذلك لأن أليافه محاطة بخلايا شحمية عديدة أكثر من الحيوانات الأخرى المباح أكلها ، وهذه الأنسجة الدهنية والتي ترتفع بها الأحماض الدهنية المشبعة خاصة حمض ( البالمتيك ) تحول دون العصير المعدي فلا تسهل عليه هضم المواد الزلالية للعضلات فتعب المعدة ويصبح الهضم عسراً.
5 - يحذر الأطباء من تناول منتجات الخنزير لأنها تسبب الأمراض التالية :
أ - الالتهاب المخي السحائي وتسمم الدم : بسبب الميكروب السبحي الخنزيري الذي اكتشف عام 1967م ، ومن كتب له الإفلات من الموت بهذا المرض أصيب بالصمم الدائم وفقدان التوازن ( الترنح ) .
ب - الدوسنتاريا الخنزيرية ( البلانتديازس ) : تسبب إسهالاً للإنسان دوسنتاريا مصحوبة بمخاط ودم مع ارتفاع درجة الحرارة ، وقد يثقب القولون فتحدث الوفاة .
ج - انفلونزا الخنزير : كان أخطر وباء أصاب العالم من هذا المرض عام 1918م حيث قُتل حوالي 20 مليون نسمة ، وقد خافت أمريكا عام 1977م من هذا الوباء الذي أطل برأسه ، وصَدَرَ أمر بتطعيم كل أمريكي بالمصل الواقي من هذا المرض ، وتَكَلَّف برنامج التطعيم حوالي 135 مليون دولار.
د - التسمم الغذائي الخنزيري : يَحدُث بسبب سرعة تحلل وفساد لحم ودهن الخنزير بفعل الجراثيم إذا تُرِك ولو لمدة قصيرة من الوقت دون تبريد.
هـ - ثعبان البطن الخنزيري (الاسكارس) : اكتشفت إصابة الإنسان بهذا المرض في صيف عام 1982مفي جنوب الولايات المتحدة بسبب التعرض المباشر للخنزير أو أكل المواد الملوثة ببرازه.
و - دودة المعدة القرصية : تنتقل من الخنزير إلى الإنسان وتسبب حدوث إسهال والتهاب المصران الغليظ (40% من سكان ولاية آسام في الهند مصابون به) .
ز - دودة الرئة الخنزيرية : تعيش في رئة الخنزير وتنتقل منه للإنسان .
حـ - الدوسنتاريا الآميبية الخنزيرية : تحدث بسبب نقل العدوى للإنسان من الخنزير.(1/327)
اعتقاد خاطئ : يقول رئيس قسم التغذية والكيمياء بكلية الطب في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية :
1 - يظن البعض أنه لو طبخ الخنزير فإن خطر مرض الدودة الوحيدة (تينيا سويلم) يزول ، والحقيقة هي غير ذلك فقد أجريت عدة تجارب على 24 حالة مرضية وتبين أن 22 حالة منها كان سببها لحم الخنزير المطبوخ.
2 - يعتقد بعض الناس أن دهن الخنزير يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة ، ولذا فإنه صالح للتخلص من الكوليسترول وبالتالي فهو صالح للنوبات القلبية كما يَدّعون ، والحقيقة أنه وإن كان دهن الخنزير فيه نسبة عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة فإن هذه الأحماض موجودة على موضع واحد وثلاثة من الجلسريد ، ولذلك فإنها لا تتحول ولا تهضم واسطة العصارة البنكرياسية ولكن الجسم يمتص هذه المواد وتترسب فيه على أساس أنها دهون خنزير ولا يمكن الاستفادة منها.
3 - ومنهم من يعتقد أن لحم الخنزير مُفيد ومغذٍّ ولذلك يجب على المرء أن يستمر في أكله كمصدر للبروتين الحيواني ، والحقيقة أن لحم الخنزير يحتوي على بروتين حيواني ولكن كما يقول الدكتور (أ.س باريت ) في كتابه : (أمراض أطعمة الحيوانات) فإن لحم الخنزير هو أصعب اللحوم هضماً ، وهذا يعني أن القيمة البيولوجية والغذائية له قليلة جداً أي أن الإنسان يدفع ثمن اللحم الغالي ولا يستفيد منه .
4 - يقول بعض الناس : إن تحريم الخنزير جاء في الجزيرة العربية لأسباب صحية ! أما اليوم فإن الخنزير يعيش في بيئات وتحت شروط صحية ، لكن الحقيقة أن الخنزير بطبيعته حيوان قذر ونجس ، وهو يعيش دائماً في المناطق الموبوءة والنجسة وأماكن القاذورات ليعيش عليها ، كما أنه يتبع الماشية وبقية الحيوانات كي يأكل مما يتساقط منها دماً وبرازاً.(1/328)
5 - يقول البعض : جاء تحريم الخنزير في الجزيرة العربية لأنها صحراء قاحلة وحارة ، وهذا يعني أن الناس الذين يعيشون في الصحراء فقط يصيبهم الإسهال واضطرابات القناة الهضمية ، بينما لا يصيب الذين يعيشون خارج الجزيرة العربية أية اضطرابات
والجواب على هذا : أن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي تتداخل دهون لحمه بشكل عالٍ ، وليس هناك أية وسيلة لفصل دهنه عن لحمه ، وإن ارتفاع نسبة الدهون في الأطعمة يسبب الإسهال في الطقس الحار ولكنه أيضاً يسبب أمراضاً أخرى مثل القلاع (بثور في الفم) وفي مناطق أخرى ، خاصة انخفاض كمية الكالسيوم في الجسم حيث تصبح عظام الأسنان معرضة للإصابة بالكسر بسرعة .
رابعاً : بعد هذا كله يُعلَم حِكمة التشريع الرّباني .
كما يُعلَم معه أن هذا التشريع الذي نزل قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، ليس من عند البشر ، بل هو من عند رب العالمين ، فالخنزير لم يكن معروفا عند العرب ، ولا هو من حيواناتهم ، كما لم يكن لديهم من الطب ما يكشف هذه الحقائق ..
ومع ذلك نزل هذا التشريع في ذلك الوقت .
خامساً : حول كلمة ( مسيحي ) هذه تسمية خاطئة للنصارى ، فإن المصطلح الشرعي الذي جاء في الكتاب والسنة تسميتهم ( نصارى ) .
وهذا سبق بيانه هنا
http://saaid.net/Doat/assuhaim/19.htm
والله تعالى أعلم .
***********************************
82-من هو المهدي المنتظر يا شيخ ؟
(...السؤال...)
فضيلة الشيخ اريد ان عرف من يكون المهدي المنتظر ؟ وماذا يعمل ؟ ولماذا ورد ذكره في الأحاديث . وهل هناك فرق بين مذهب السنة والرافضة في المهدي المنتظر .
(...الجواب...)
المهدي المنتظر حق ، وقد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وبلغت أحاديثه حدّ التواتر
وهو من ولد فاطمة رضي الله عنها لقوله عليه الصلاة والسلام : المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين . رواه الإمام أحمد وأبو داود .(1/329)
وقال عليه الصلاة والسلام : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يُواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . رواه أبو داود .
وقال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة . رواه أبو داود وابن ماجه .
فعلى هذا يكون اسم المهدي : محمد بن عبد الله، ويكون معروف النّسب ، وان نسبه يرجع إلى آل البيت . وأما مهدي الرافضة فهم قد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا ! فجرى الخلاف بينهم هل وُلد للإمام الحادي عشر أو لا ؟
والأشهر عندهم أنه لم يولد له بدليل أنهم قسموا ميراثه لما مات ولم يُترك منه شيء !
ولكنهم كذبوا هذه الكذبة ليجمعوا الرافضة – بزعمهم – لأن من أصولهم أنه لا يخلو الزمان من إمام معصوم ، ولا يقوم الدين إلا بإمام معصوم !
ثم زعموا أن الإمام الحادي عشر وهو الحسن العسكري وُلد له غلام صغير اسمه محمد، وأنه دخل سرداباً في سامرّاء بالعراق منذ أكثر من ألف ومائة سنة ! وهو القائم ، وإذا ذكروه قالوا : ( عج ) يعني عجّل الله فرجه !
فأنت ترى أنه مهديهم هو محمد بن الحسن ! وأن عمره الآن يزيد على ألف سنة ! ولا يزال في السرداب !
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة ، وأنه صاحب الزمان ، وأنه صاحب السرداب بسامراء ، وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، فوددنا ذلك والله وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ! ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل ؟! والإنصاف عزيز ، فنعوذ بالله من الجهل والهوى .
ثم قال : فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق .(1/330)
وابناه الحسن والحسين فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة لو استخلفا لكانا أهلا لذلك، وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة، وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور، وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون ، وله نظراء في الشرف والفضل
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووقع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين، وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه، وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل، وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى . انتهى كلامه رحمه الله .
ومهدي المسلمين يملأ الأرض قسطا وعدلاً، وأما مهدي الرافضة فمن إنجازاته - إذا قام - حسب زعمهم :
إخراج أبي بكر وعمر من قبريهما ! وصلبهما وإقامة الحد عليهما !! إخراج خفصة وعائشة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وإقامة الحد عليهن !
هدم وإحراق وقتل ! هذا ما تنطق به كتب القوم !! ولو كان عندي من الوقت متّسع لنقلت من كتبهم .
وهذه الصفات التي ذكروها تنطبق على أفعال المسيح الدجّال، والعجب أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على أن الدجّال يتبعه أناس من إيران !
فقال عليه الصلاة والسلام : يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة . رواه مسلم . وأصبهان في إيران ! والله تعالى أعلى وأعلم .
*************************
83-عبارة انتهى الشرّ أو ما ينتهي إلا الشرّ
(...السؤال...)
ما صِحّة عِبارة " انتهى الشرّ " أو " ما ينتهي إلا الشرّ " ؟
(...الجواب...)(1/331)
هذه عِبارة غير صحيحة عند الإطلاق ، وإن كان قائلها يُريد بها التفاؤل بِوجود الخير وبُعْد الشرّ، إلا أن الشرّ لا يَنتهي بل هو بازدياد .
والساعة تَقوم على شِرار الْخَلْق .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : لا تقوم الساعة إلا على شِرار الخلق ، هم شَرّ مِن أهل الجاهلية ، لا يَدْعُون الله بِشيء إلاّ رَدّه عليهم .
وعن عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تَتَسَافَدُوا في الطريق تَسَافُد الحمير . قلت : إن ذاك لكائن ؟ قال : نعم ليكونن . رواه ابن أبي شيبة وابن حبان .
ومِن علامات الشرّ في آخر الزمان ما يَكون فيه من الفِتَن الكبار . وأكبر ما يَكون فيه فِتنة المسيح الدجّال .ومن الشرّ في آخر الزمان رَفْع العِلْم وانتشار الْجَهْل وشُرْب الخمر وفشوّ الزنا وانتشاره .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنّ مِن أشراط الساعة أن يُرْفَع العِلْم ويَثْبُت الْجَهْل ، ويُشرب الخمر ، ويَظهر الزنا . رواه مسلم .
وكذلك ما يَكون فيه من كثْرَة القَتْل من غير سبب ، حتى لا يَدْري القاتِل فيما قَتَل ولا المقتُول فيما قُتِل .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بين يدي الساعة أيامًا يُرْفَع فيها العِلْم ، ويَنْزِل فيها الْجَهل ، ويَكثر فيها الْهَرْج . والْهَرْج القَتْل . رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تَذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يَوم لا يَدري القاتِل فيمَ قَتَل ، ولا الْمَقْتُول فِيمَ قُتِل . فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الْهَرْج ؛ القاتِل والْمَقْتُول في النار . رواه مسلم .
فالشرّ في ازدياد وليس يَنتهي بِتَقَدُّم الزمان ، بل يَزداد .(1/332)
روى البخاري من طريق الزبير بن عدي قال : أتينا أنس بن مالك فَشَكَونا إليه ما يَلْقَون من الْحَجَّاج ، فقال : اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم زَمان إلا الذي بَعده شَرّ مِنه حتى تلقوا ربكم . سَمَعْتُه مِن نَبِيِّكم صلى الله عليه وسلم .والله تعالى أعلم .
***********************************
84-هل كان هارون الرشيد يشرب الخمر ؟؟
(...السؤال...)
أرجو أن تجيبني حول موضوع حقيقة هارون الرشيد، هل كان يشرب الخمر آخر حياته ؟ هل كان صالحا ؟ هل كان طالحا ؟ أم ماذا ؟
(...الجواب...)
الخليفة المظلوم هارون الرشيد .. هذا عنوان كِتاب للشيخ أحمد القطان مع آخر . وظُلِم هارون الرشيد .. وشُوِّهَتْ صورته
هارون .. كان يَحُجّ سنة ويَغزو سنة .. هارون .. هو الذي ضرب الإسلام في أيامه بأطنابه على الأرض حتى عمّ بِقاع الأرض، فخاطَب هارون السحابة : \" أمطري أنّى شئتِ .. فإن خَرَاجك سوف يأتيني \" !
هارون ظُلِم .. وممن ظلمه صاحب كتاب الأغاني \" الرافضي الشعوبي \" ! الذي يَكره العَرب .. فَشَوّه صورة هارون كما شَوّه صورة معاوية رضي الله عنه .
وهنا إيضاح موجز
http://www.algohrh.com/islam/great13.htm
***********************************
85-صورة امرأة لوط عليه السلام التي تحولت إلى حجر
(...السؤال...)
انتشرت هذه الصورة في المنتديات والقروبات
يا ليت نعرف حقيقتها للفائدة جزاكم الله كل خير، صورة امرأة لوط عليه السلام التي حولها الله إلى حجر، وهي موجودة الآن على جبل في الأردن
أمر رسل الله الملائكة الكرام نبي الله لوط عليه السلام أن يخرج من أرض قومه مع أهله ليلا قبل طلوع الشمس ، وأمروه بترك الالتفات لئلا يرى عظيم ما سينزل بقومه الكافرين من عذاب
وأن امرأته ستلتفت ويُصيبها ما أصاب قومها، فقد ذُكر أنها لَمّا خرجت مع زوجها لوط عليه السلام وسمعت هدّة وصيحة العذاب الذي نزل بقومها التفتت وقالت:
واقوماه فأصابها حجر فأهلكها مع الهالكين
(...الجواب...)(1/333)
الأول : أن الله أخْبَر نَبِيَّه أن امرأته مُصيبها ما أصاب قومها ، فقال تعالى : (قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ) .
وما الذي أصاب القوم ؟ قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) . فإنها رُمِيَتْ بالحجارة كَما رُمِي القوم .
الثاني : أين هو الإسناد الصحيح أن هذا التمثال هو لامْرَأة لوط ؟ ولو كان صحيحا فإن الله تبارك وتعالى ذَكَر امرأة نوح أيضا ، فأين تمثالها ؟!أي : لو جاء من يقول : هذا جَسَد امرأة لوط . يُقال له : ما دليلك على أنّ هذا التمثال لِتلك المرأة ؟
الثالث : أن الله عزّ وَجَلّ لَم يَعِد أن يَبْقى جَسد امرأة لوط عِبْرَة إلى قيام الساعة . ويُقال مثل ذلك فيما يُزعَم أنه جسد فرعون ! فإن الله وَعَد أن يُبْقِي جَسَده ليكون آية لِمن خَلْفَه مِن بني إسرائيل لِتطمئن قلوبهم ويزداد يقينهم بِهلاك عَدُوِّهم .
قال تعالى عن فرعون : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً) .وليس في الآية ما يَدُلّ على بَقاء جَسد فِرعون إلى يوم القيامة .
قال ابن كثير في تفسير الآية : قال ابن عباس وغيره مِن السَّلف : إنَّ بعض بني إسرائيل شَكُّوا في مَوت فِرعون ، فأمَر الله تعالى البَحر أن يُلقيه بِجَسده بلا رُوح، وعليه دِرعه المعروفة به على نَجوة مِن الأرض - وهو المكان المرتفع - لِيَتَحَقَّقُوا مَوْته وهَلاكه . اهـ .
الرابع : أنه لو كان ذلك صحيحا لأخْبَر به النبي صلى الله عليه وسلم .(1/334)
وليس في الاشتغال بمثل هذه الأمور فائدة ؛ لأنَّ إثبات مثل هذه الأشياء غير ممكِن ، والقول بِمثل هذا يُعرِّض القرآن للتكذيب ؛ لأن الصورة قد تكون مُركّبة ، أو قد يأتي مَن يُثْبِت أن هذا تمثال لشخص ما ، فَيفتح بَابًا للكُفَّار والزنادقة للطَّعن في القُرآن .
والله تعالى أعلم .
***********************************
86-لماذا لا تعد الاربعين النووية بدعة؟
(...السؤال...)
لو قال قائل ساجمع 101 حديث مثلا كالاربعين النووية او كرياض الصالحين وانسبها الي ...هل يعد ذلك ابتداع في الدين؟
واذا كان كذلك فما حكم الاربعين النووية ؟
(...الجواب...)
أما إذا قَصَد التعبّد بهذا الجمع والعَدد ؛ فلا ، لأنه يكون من باب البِدع، وأما من أراد جمع عدد من الأحاديث يدور عليها أصل الدِّين ، كما فعل الإمام النووي فلا بأس بذلك .
وهو لم يَقتصر على أربعين حديثا بل زاد حديثين . ثم جاء الحافظ ابن رجب وزاد ثمانية ، وشرحها في كتابه النافع الماتع :
جامع العلوم والحكم
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=8&book=74
والله تعالى أعلم .
***********************************
87-علاقة مثلث برمودا بالمسيح الدجال
(...السؤال...)
لي استفسار حول هذا الموضوع
هذا الموضوع للكبار وليس محل للضحك او التسلية وهذ الموضوع تم تداوله بعد اكتشاف بعض الحقائق، في هذا الموضوع ساتعرض لعلاقة مثلث برمودا بالمسيح الدجال .. حليف الشيطان حيث انه التفسير الديني الوحيد و هذا عكس التفاسير العلمية
في الاول دعونا نتعرف على مثلث برمودا : -
الموقع الجغرافي/ غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية
لماذا اطلق عليه اسم مثلث
نظرا للحادثة الشهيرة و الاولى في العصر الحديث و التي كانت ضحيتها 5 طائرات كانت تحلق فوق تلك المنطقة و تاخذ تشكيل المثلث
لماذا اطلق عليه اسم برمودا(1/335)
نظرا لان اقرب الجزر التي يستطاع الوصول اليها او التقرب من تلك المنطقة هي جزيرة برمودا " و هي من الجزر السياحية "
سوف نلاحظ انه هناك مناطق عديدة تتسم بنفس غموض مثلث برمودا و العجيب في الامر انه هناك تباين واضح جدا من حيث المقاييس و اذا دققتم اكثر فستلاحظون ان المنطقة الوحيدة التي موجودة على اليابسة موجودة في قارة افريقيا و بالتحديد في الجزائر و اذا اردتم تدقيق اكثر فهي منطقة كهوف تسيلي
فلنعرف الان من هي شخصية المسيح الدجال
هناك الكثير من النظريات التي قيلت عن ان المسيح الدجال هو السامري الذي التقاه سيدنا موسى عليه السلام و هناك بعض الايات التي تشير الى ذلك
قال الله تعالى
" فاخرج لهم عجلا جسدا له خوار "
حيث ان السامري كان المترجم الذي يقول لبني اسرائيل ما يقوله لهم العجل .... فامرهم بالركوع للعجل على انه كلامه و بالفعل ركعوا جميعا الا هارون و يوشع بن نون
و هنا اعلن السامري انه رسول لهم و انه بن الاله مثلما سيدعي الدجال
و حاول هارون ان يدعوا قومه الى الهداية فقال لهم ان موسى هو نبيكم وعليكم ان تتبعوه و لا تتبعوا هذا الشيطان ....
قال الله تعالى
" ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم انما فتنتم به و ان ربكم الرحمن فاتبعوني و اطيعوا امري "
و لكن بني اسرائيل رفضوا كل التحذيرات و استمروا في عبادة العجل
و بالطبع معروف عن نبي الله سيدنا موسى عليه السلام انه كان سريع الغضب و له قوة يحسد عليها و لهذا فقد قام بشد هارون اخيه " من ابيه و امه " من لحيته حيث انه خيب ظنه و لم يخبره في بادئ الامر عن السامري انه لم يستطع ايقاف فتنته
المقابلة بين السامري و نبي الله موسى : -
قال تعالى
" قال فما خطبك يا سامري "
فسر بعض العلماء على ان الخطب هنا هو شئ عظيم او يدل على كارثة و لكن البعض الاخر فسر هذا على انه لين في الحديث من جانب سيدنا موسى عليه السلام و هذا عكس شخصية سيدنا موسى : -(1/336)
اليس موسى من القى بالالواح عندما اتى لقومه
اليس موسى من قتل المصري
اليس موسى من اخذ بلحية اخيه و راسه و شده منها
قال تعالى
" قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء و ابينا شيخ كبير "
اذن ان اللين من سيدنا موسى تكرر من قبل عندما كان يخاطب الفتاتان اللذان كانا يريدا سقي الاغنام أي ان كلمة ما خطبك او ما خطبكما تعبر عن اللين
فلماذا هذا اللين المفاجئ من سيدنا موسى
كان رد السامري على سيدنا موسى
قال تعالى
" قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسل فنبذتها و كذلك سولت لي نفسي "
هذا يدل على انه يمتلك من الغيبات بالامور
بعد هذا الحديث ادرك موسى انه امام المسيح الدجال الذي حذره منه رب العالمين فقال موسى للسامري
قال تعالى
" فاذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس "
قال تعالى
" و ان لك موعدا لن تخلفه "
نعم المعنى صحيح فاذا كان هذا هو الدجال فلن يمسه احد في الدنيا الا سيدنا عيسى عليه السلام الذي سيقتله و هذا هو الموعد الذي ذكره سيدنا موسى عليه الصلاة و السلام
سؤال غريب يطرح نفسه علينا لماذا لا يتحالف الشيطان في صورته الاصلية مع المسيح الدجال حيث ان هدف الاثنين واحد ؟
فلنتعرف الان على ابليس " الشيطان "
الشيطان " ابليس " من الجن حيث انه لم يؤمن بادم كنبي و رفض الاعتراف بهذا
قال تعالى
"وخلق الجان من مارج من نار "
" خلقتني من نار و خلقته من طين "
" الا ابليس كان من الجن "
دلوقتي بعدمت تاكدنا من ان ابليس من الجن فيجب علينا معرفة ان الجن كانوا يسكنون الارض قبل سيدنا ادم ب الفي عام و فسدوا في الارض و قتلوا بعضهم و لهذا ارسال الله عليهم جيشا من الملائكة ليقاتلوهم و انتصرت الملائكة بمشيئة الله و بعد هذا تم طرد الجن الى الجزر في المحيطات و هذا هو موطن الجن الاساسي حتى الان(1/337)
عن بن عمر بن عباس رضي الله عنهما قالا فيما معناه : " كانت الجن تسكن الارض قبل ادم بالفي عام ففسقوا فيها و افسدوا فسادا عظيما و قتلوا بعضهم تقتيللا و سفكوا الدماء فبعث الله اليهم جندا من الملائكة لما كثر الفساد في الارض فطردوهم الى جزائر البحور و المحيطات "
اذن بما ان ابليس هو ملك الجن و هو حليف المسيح الدجال لان هدفهم واحد و بما ان موطن الجن هي الجزر في المحيطات اذن فان التفسير الامثل لظاهرة مثلث برمودا هي ان تلك المنطقة تحتوي على جزر ماهولة بالبشر و بالجن " حوادث الاختفاء من الممكن ان تكون حوادث اختطاف من اجل ان يكثر جيش المسيح الدجال "
اذا ما علاقة مثلث برمودا بالدولار الامريكي
ها هي بعض الصور التي توضح ان الدولار الامريكي القديم مرسوم عليه هرم " فرعوني " حيث ان السامري و موسى نزلوا في مصر و فلسطين " ايام العهد الفرعوني " وبالطبع فان الدجال " السامري " اعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الاهرامات و التي تدل على ان الزعيم لكل هذا يجب ان يحتل اعلى طبقة و هي راس الهرم و لهذا فالمرسوم على راس الهرم هي عين الدجال " الاعور "
الصور لم تظهر في الموضوع
لنستعرض مع بعض ما الذي تحتويه الصور من معاني غريبة و صور اغرب : -
ANNUIT COEPITS و تعني باللاتينية الملك الاوحد
MDCCLXXVI و هي اختصارات الارقام باللاتينية و مجموعهم 1776 حيث ان هذا هو تاريخ انشاء الولايات المتحدة
NOVUS ORDO SECLORUM و تعني النظام العالمي الجديد
اما الكلمة الاخيرة في قاعدة النسر فهي بالانجليزية The Great Seal و تعني الخاتم العظيم او الاعظم
و مايؤكد هذا الكلام هو وجود الهرم في الدولار على ارضية جزيرة و المعتقد ان تلك الجزيرة هي للجن و ملكهم ابليس و لحليفه المسيح الدجال و هذه الصورة توضح ذلك
الصورة لم تظهر
اعتقد ان النظام العالمي الذي تتبعه الان الولايات المتحدة و تنادي بتطبيقه موجود منذ قديم الزمان(1/338)
و بالطبع ان المسيح الدجال اكتشف قارة امريكا الشمالية قبل كولومبس بكثير فمن غير المعقول ان تبقى تلك القارة كل تلك المدة مجهولة حيث انه كانت هناك حوادث اختفاء لسفن قديمة قبل عهد كولومبس بالكثير و كان يطلق البحارة على تلك المنطقة " بحر الشيطان "
و هناك نظرية تتبع الكلام السابق و تقول بما ان المسيح الدجال هو " السامري " فهذا يعني انه قد مر بالكثير من العصور و تعلم من العلوم ما يفوق البشر هذه الايام و له خبرته في مجالات عدة و هذا مؤكد حيث كيف له ان يفتن البشر الا ان جاء بتكنولوجيا تغلب عصر التطور الحالي و هذه مجرد صورة افتراضية و ليست صحيحة انما فقط تدل على بعض مواصفات للمسيح الدجال الذي من الممكن ان يتشابه مع تلك الصورة
الصورة لم تظهر
في الختام احب اذكر ان هناك لفظ غريب جدا و US و التي تعني United States و اعتبره البعض انه اختصار وانه مأخوذ من اسم التاجر الأميركي صموئيل ويلسون Samuel Wilson المعروف تحببا ب-(العم سام ويلسون). وتفصيل الأمر أن هذا التاجر كان يزود القوات الأميركية، خلال حرب عام 1812 بلحم البقر، وكان يدمغ براميل هذا اللحم بحرفي U.S. (أي الولايات المتحدة) إشارة إلى أنها ملك الدولة. وإذ كان هذا الرمز يمثل أيضا الحرفين الأولين من كلمتي (العم سام) Uncle Sam فسرعان ما أصبح هذا اللقب مرادفا للولايات المتحدة الأميركية
و لكن الجميع تجاهل ان هذا الاسم ماخوذ في الاساس من السامري الذي هو المسيح الدجال حيث ان كلمة sam اختصار للسامري " سام "
و هذا ما تؤكده الصورة المتعلق دائما بهذا اللقب حيث ان الصورة توضح شكل رجل له قبعة عليها نجوم و له ملابس ساحر " أي انه منجم و ساحر و دجال " و لكن الصورة لا تعبر عن صاحبها انما تعبر عن المعنى الواضح لنا الان
(...الجواب...)(1/339)
هذا ضَرْب مِن التَّكَهّنَات ! بل وتضمّن القول على الله بغير عِلْم ، وأصل هذا مما أُخِذ عن بعض أهل الكِتاب ، مما لا أصل له ولا صِحّة عليه . وهو قول باطِل مِن وُجوه :
الوجه الأول : الزّعم بأن المسيح الدجال هو السامري ، وذلك باطِل لِعدّة اعتبارات :
الاعتبار الأول : أنه لم يَقُل أحد من العلماء – فيما أعلم – أن السامري هو المسيح الدجال .
الاعتبار الثاني : أن المسيح الدجال جاء في صِفته أنه أعور العين اليمنى ، ولم يأتِ ذلك في صِفة السامري .
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : ذَكَر النبي صلى الله عليه وسلم يومًا بين ظهري الناس المسيح الدجال ، فقال : إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية . رواه البخاري ومسلم .
الاعتبار الثالث : أن السامري نَال جزاءه في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة . قال تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام : (قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ) .
وجماهير المفسِّرِين على أنه نال العقاب في الدنيا بأن لا يُطيق أن يُمَسّ ولا أن يَمَسّ أحدا .
وأن الموعد الذي ينتظره ولن يُخلَفَه هو ما ينتظره من العذاب الأخروي . هذا قول جماهير المفسّرين ، فأين هي حُجة القول بأن معنى ( لا مِسَاس ) أي : أنه لا يمسّه إلاّ عيسى عليه الصلاة والسلام ؟!
الاعتبار الرابع : أن الأنبياء قد عرفوا صِفة المسيح الدجال ، وقد حَذَّرُوا أممهم فتنته ، كما قال عليه الصلاة والسلام : إن الله عز وجل لم يبعث نَبِيًّا إلاَّ حَذَّر أمته الدجال ، وأنا آخر الأنبياء ، وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة . رواه ابن ماجه مِن حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني . ورواه أحمد من حديث جابر وأبي سعيد وعائشة ، ورواه النسائي في الكبرى من حديث فاطمة بنت قيس .(1/340)
فكيف يَخفى على موسى عليه الصلاة والسلام أن السامري هو المسيح الدجال ؟! فيذهب ويتركه بين الناس ولا يُحذِّرهم فتنته ؟!
الاعتبار الخامس : أن السامري لم يَزعُم أنه إله ، كما يُقال في هذا المقال ! كما لم يزعم أنه يُحيي ويُميت ، كما سيكون من الدجال ، ولا أنه يأمر السماء فتُمطِر – بأمر الله – ولا أنه يأمر الأرض فتُنبت .
وإنما زَعَم السامري أن العِجل هو إله بني إسرائيل وإله موسى ! ، ومع ذلك لم يكن الْعِجْل يتكلّم ، وإنما كان يَصدر منه صَوْتا ، فـ " السامري صوَّر صورة على شكل العجل ، وجعل فيها منافذ ومخارق بحيث تَدْخل فيها الرياح ، فيخرج صوت يشبه صوت العجل " ،
كما قال تعالى : (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) ، فهو لا يتكلّم حتى يُزعم أن السامري كان مُترجِما لِمَا يقوله العِجل الْجَمَاد !
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا والله ما كان خواره إلاَّ أن يدخل الريح في دُبُره فيخرج من فَمِه ، فَيُسْمَع له صَوت .
الوجه الثاني : القول بـ " أنه يمتلك من الغيبات بالأمور " قول باطل ! لأن قول السامري – كما حكاه الله عنه – : (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) لا يَدُلّ على العِلْم بشيء من الغيب ، بل يدُلّ على أنه عَرَف جبريل عليه الصلاة والسلام ، فأخذ قبضة من أثر فَرَسِه ، كما قال المفسِّرُون .
وقد ناقش المفسِّرون هذه المسألة ، وهي : كيف عَرف جبريل ؟ وكيف عَرَف فرسه ؟ ورجّح غير واحد من المفسرين أن جبريل هو الذي تعاهد السامري في صِغَره ، وكان السامري اسمه ( موسى ) ، ولذا قيل :
فموسى الذي رَبَّاه جبريل كافر *** وموسى الذي رَبَّاه فِرعون مُرْسَل(1/341)
فمعرفة السامري لجبريل ليس غيبا .
بل معرفة السامري وغيره لجبريل إذا كان في صورة بشَر ليس أمرا غيبيا ، فقد كان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا على صورة بَشَر ، فجاء مرة على صورة دِحية الكلبي رضي الله عنه .
وجاء مرة في صورة رجُل لا يُعرف ، كما في حديث أبي هريرة الْمُتَّفَق عليه ، وكما في حديث عمر ، المشهور بِحديث جبريل . وهو في صحيح مسلم . وكما في حديث أبي ذر في مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لِرجل ، ثم أخبر أنه جبريل عليه الصلاة والسلام ، كما في الصحيحين .
وثبت هذا في أحاديث كثيرة . وهذا يُثبِت أن رؤية جبريل عليه الصلاة والسلام ليست غيبا ، ولا أمْرا مستحيلا .
كما أن السامري لم يَحتَجّ على فعله بأنه عَلِم ما لم يعلموا ، بل احتَجّ بأنه رأى ما لَم يَروا ، حيث قال : (بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) .
قال ابن كثير : (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) أي : رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ) أي : مِن أثَر فَرَسِه . هذا هو المشهور عند كثير من المفسرين ، أو أكثرهم . اهـ .
وذلك الذي تمسّك به السامري مِن أثر فرس جبريل مثل ما يتمسّك به دراويش المتصوّفة من التمسّك بالآثار ، والزعم أن لها قُدْرَة على الشفاء ! وأن فيها بَرَكة ، سواء كانت مما يُزعَم من آثار الأنبياء أو من آثار الصالحين !
الوجه الثالث : تفسير غموض " مثلث برمودا " بِوجود المسيح الدجال ، والْجَزْم بذلك ، ونبي الله صلى الله عليه وسلم الْمُؤيّد بالوحي لم يجزِم بشيء من ذلك ، فإنه عليه الصلاة والسلام قال في خبر الدجال : ألا أنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن . لا بل مِن قِبل المشرق ، ما هو مِن قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو ، وأومأ بيده إلى المشرق . رواه مسلم .(1/342)
بل ولا جَزَم عليه الصلاة والسلام بشأن ابن صياد من ذلك بشيء . وهذا سبق بيانه هنا :
سؤال عن ابن صياد الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=fatawa&ref=570
الوجه الرابع : القول بأن مثلث برمودا فيه إنس وجِنّ ، ضرْب من التكهّن والظنّ ، والظنّ لا يُغني من الحق شيئا ! والمسيح الدجال إذا خَرَج يكون خُروجه مِن جِهة المشرق ، ثم يتبعه سبعون ألف من يهود أصفهان ( إيران ) ثم يكثر أتباعه مما يُجري الله على يديه من الخوارق ، بلاء وفِتنة .
وقد ثبت في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام : يتبع الدجال مِن يَهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة . رواه مسلم .
الوجه الخامس : القول بأن " السامري أُعجب بفكرة الطبقات و التدرج في الأهرامات " هذا أيضا ضَرْب من الخيال ، فهو حديث عن رجل مضت عليه القرون الطويلة ، ولا أحد صادق يُخبر عنه بِخبر صِدق ، يُثبت هذا القول عنه !
وهل كانت الأهرامات في زمن موسى عليه الصلاة والسلام ؟ أم كانت بعده مِن قِبَل الفراعنة الذين أتوا بعد ذلك ؟!
الوجه السادس : القول بأن فتنة المسيح الدجال إنما هي بما تعلّمَه مِن عُلوم ! وما يحصل عليه من تكنولوجيا .. أقول : وهذا أيضا لا رصيد له من الصحة .
أما لِِمَاذا ؟
فلأن الدجال مربوط في جزيرة ، لا يُفَكّ إلاّ إذا أراد الله خروجه . وفي صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن تميما الداري أخبر أنه رأى الدجال . قال تميم الداري رضي الله عنه : فانطلقنا سِراعا حتى دخلنا الدَّير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد .
وقد صدّق النبي صلى الله عليه وسلم خبر تميم ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن هذا الخبر وافَق ما كان عليه الصلاة والسلام يُحدِّث به أصحابه .(1/343)
فالدجال مربوط مُسلسل بالحديد ، لا يستطيع حِراكا ، فكيف يُقال إنه يتعلّم ؟! ومن جهة ثانية فإن هذا القول مُصَادَمَة لِخَبَر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، فقد أخبر عن حقيقة فتنة الدجال ، وأنها فيما يُعطيه الله تعالى مما يبتلي به عباده ، ومن ذلك :
أن الدجال يأمر السماء فتُمطِر .
والأرض فتُنبت .
والخراب فتُخرِج كنوزها .
ويأتيه رجل فيقتله ويشقّه نصفين ثم يُعيده . كل ذلك بأمر الله تعالى ، وما مكّنه الله تبارك وتعالى من ذلك فتنة وابتلاء للناس . ولله عزّ وَجَلّ أن يبتلي عباده بِما شاء .
قال عليه الصلاة والسلام في خبر حقيقة فتنة الدجال : فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم ، فيصبحون مُمْحِلِين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ، ويَمُرّ بِالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك ، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك . رواه مسلم .
وفي الحديث نفسه خبر مقتل الدجال على يد مَسِيح الحقّ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام . وفي الحديث الآخر إخباره صلى الله عليه وسلم عن أشدّ رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الدجال .(1/344)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ - مَسَالِحُ الدَّجَّالِ - فَيَقُولُونَ لَهُ : أَيْنَ تَعْمِدُ ؟ فَيَقُولُ : أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ . قَالَ : فَيَقُولُونَ لَهُ : أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا ؟! فَيَقُولُ : مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ ! فَيَقُولُونَ : اقْتُلُوهُ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ ! قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ ، فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ ، فَيَقُولُ : خُذُوهُ وَشُجُّوهُ ، فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا . قَالَ : فَيَقُولُ : أَوَ مَا تُؤْمِنُ بِي ؟ قَالَ : فَيَقُولُ أَنْتَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ ! قَالَ : فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالْمِئْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ .(1/345)
قَالَ : ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : قُمْ ، فَيَسْتَوِي قَائِمًا . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : أَتُؤْمِنُ بِي ؟ فَيَقُولُ : مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلاَّ بَصِيرَةً . قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنْ النَّاسِ . قَالَ : فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ ، فَيُجْعَلَ مَا بَيْنَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا فَلا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلا . قَالَ : فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَيَقْذِفُ بِهِ ، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام عن بني تميم : هم أشد أمتي على الدجال . رواه البخاري .
الوجه السابع : ما قيل في سبب اشتقاق كلمة العم سام ، واختصارها بـ (US) جاء في " الموسوعة الحرة " ما نصه : العم سام هو رمز ولقب شعبي يطلق على الولايات المتحدة الأميركية
أصل الكلمة :
يعود اسم العم سام إلى القرن التاسع عشر إلى حرب سنة 1812 تحديدا . الاسم مأخوذ من اسم تاجر أميركي يدعى صموئيل ويلسون Samuel Wilson . كان هذا التاجر يزود القوات الأميركية المتواجدة بقاعدة تروا العسكرية بولاية نيويورك بلحم البقر ، وكان يطبع براميل هذا اللحم بحرفي U.S. (أي الولايات المتحدة) إشارة إلى أنها ملك الدولة . فأطلقوا لقب العم سام على التاجر . فحرف U استعاملوه للرمز إلى Uncle و S إلى sam .
تم عَمل أول صورة لعم سام سنة 1852 . يأخذ العم سام شكل رجل ذو شعر طويل أصابه الشيب، وسترة زرقاء، وبنطال مخطط، وقبعة عالية ذات نجوم مخططة عموديا بالأبيض و الأحمر .(1/346)
أخيرا : لا يجوز لأحد أن يتكلّم في مسائل عظيمة مُغيّبة عن الناس إلاّ بِما جاء به الشرع ، فيقف حيث وقفت النصوص ، ولا يتعدى ذلك . ولا يجوز قول : " و لكم مني خالص تحياتي "وسبق :
حُكم قول : تحياتي
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1011
والله تعالى أعلم .
***********************************
88-بكل هدوء ! إذا كنت تطلب الحق
هذا حوار دار بين شيخنا الكريم عبدالرحمن السحيم
وبين رافضي
والموضوع منقول من منتديات لكِ
باللون الأسود كلام الشيخ عبدالرحمن وباللون الأزرق رد الرافضي.
&&&&&
إلى مَن سَمَّى نفسه ( رافضي )
تفضل يا صاحبي .. لا أحِبّ التراشق بالكلام .. فإن كان القصد هو الْحَقّ .. فَتعال يا صاحبي إلى ما سألتَ عنه، سألتَ عن التوسّل ..
فقلت - وفّقك الله لِهُدَاه - : ( فقط اريد منك ان تجاوبني هل التوسل شرك ؟؟ وهل الذي يتوسل تكفره ؟؟؟ )
أقول لك يا صاح .. أنا لم أتكلّم بِكلمة واحدة عن التوسّل .. كان الكلام عن دُعاء الأموات، وقبل أن أُجيبك .. أريدك أن تضع النقاط على الحروف بِكلّ وضوح ..
هل دُعاء الأموات والاستغاثة بهم شِرْك أو لا ؟ لاحِظ أنني لم أتحدّث عن التوسّل .. لأنّ التوسُّّل شيء ، ودُعاء الأموات شيء آخر .. وأوضِّح أكثر .. التوسُّل أن تَدْعُو الله وتتوسّل بِجَاه فُلان .. كَما قُلْتَ أنت مِن قَبْل في سؤالك : (يعني عندما اقول اللهم بحق محمد وأل محمد ارزقني )
أما دُعاء الأموات أن تَدْعو مَيِّتًا مِن دُون الله .. فهل دُعاء الأموات شْرْك أو لا ؟ في اعتقادِك الصحيح .. دُون تَقِيَّة ! أرجو أن يَكون الجواب في صُلْب الموضوع ..
تفضل ..
^^^^^^^
اللهم صل على محمد وأل محمد ..
اولا الدعاء من الاموات من دون الله هذا شرك ..(1/347)
ثانيا : هل يجوز الدعاء او التوسل بلاموات ؟؟ سوف اوضح ذالك عندما اقول اللهم بحق فلان وهذا الشخص ميت اقضي حاجتي .. هل هنا شرك ام لا ؟؟ واذا كان شرك ارجو منك ان تأتيني بدليل ؟ وان لم يكن شرك اذن اتفقنا على ان التوسل بلاموات ليس بشرك ...
والسلام ..
^^^^^^^
حسنا يا صاح ..
دَعْنا في النقطة الأولى إذ هي مثار الكلام ، وهي مَحلّ اتِّفاق الآن ..
بِمَعْنَى : اتََّقْنا أن دُعاء الأموات مِن دون الله شِرْك .. أما التوسّل فأدَعُه جانِبا - الآن - لأنه ليس مَحلّ النِّقاش الآن .. إذا .. اتّفقنا أن دُعاء الأموات مِن دون الله شِرْك
السؤال الآن .. إذ اأثْبَتُ لك أن الرافضة ( الإمامية ) يَدْعُون الأموات مِن دُون الله .. فهل أكُون بَيّنْت الْمذْهَب الْحَقّ الذي ننشُده جميعا .. لِنَتَّبِعَه ؟
ولن أخرج بِك بعيدا يا صاح .. فالاستدلال سيكون من أصل الأصول ( القرآن ) ومِن كُتُب الإمامية ..
فما رأيك ؟
^^^^^^^^^^^
اللهم صل على محمد وأل محمد ..
اولا : الشيعه لا يتوسلون من دون الله ..
ثانيا : تقول اذا اثبت ن الرافضه يتوسلون الاموات من دون الله احضر لي دليل انهم يتوسلون الاموات من دون الله ...
ثالثا : ها انا رافضي لا اتوسل بلاموات من دون الله ..
رابعا : الشخص الذي يتوسل بلاموات من دون الله هذا الشخص يمثل نفسه لا الشيعه الاماميه ..
مثال عندما ارى انسان سني المذهب يجسم الله سبحانه وتعالى وهل انا اقول ان المذهب السني على خطأ بمجرد هذا الانسان يعتقد بتجسيم الله والعياذ بالله ..؟؟ وانت تعلم انا اقصد من ..
فهل هذا دليل ام لا ؟؟؟
والسلام ..
^^^^^^^^^^^^^^
حسنا .. كلام جَمِيل
لكني لن آتي بِكلام شخص لا يُمثِّل سوى نفسه ! بل بِكلام علماء وأئمة كِبار لا يُمثِّلُون أنفسهم .. بل يُفْتُون الناس بِذلك .. ويُدَيِّتنُون الناس بِهذا ..(1/348)
وأنا لا أزعُم أنهم يتوسَّلُون بالأموات .. بل أزْعُم أنهم يَدْعُون الأموات مِن دُون الله .. بل لا أُبالِغ إذا قُلْت : إنهم يَعبدونهم مِن دون الله !
فماذا أنت قائل ؟ أرجو أن يَكون الْحَقّ هو الْهَدَف المنشُود للجميع .. وليس التعصُّب للرأي ولا للرِّجَال !
^^^^^^^^^^^^^
اللهم صل على محمد وال محمد ..
احضر لي دليل على قولك انهم يعبدون الاموات من دون الله سوف انتظر دليلك ..
انتبه يا اخي العزيز عندما تقرأ من الكتاب او انك تحضر لي رواية عن ذالك يجب ان هذا الكتاب يكون عندك ولا تأتيني من المواقع وانت اعلم بهذا لكي نبحث مع بعض في هذا الامر ومن نفس الكتاب وطبعة اين وسنة الطبعة لكي نضمن ذالك.
وانت تعرف ان هذا المسئله فيها الجنه والنار ..
اي ان المسئلة فيها المذاهب ...
والسلام ...
^^^^^^^^^^^^^^
هذا ليس عَدْلاً !
فكثير ممن ينتسب للمذهب أصلا لا يَملك تلك الكُتب .. هذا من جهة، ومِن جهة أخرى فلست في بحث علمي أكاديمي حتى أُشير إلى الجزء والصفحة في كل ما أنقل ..
ولديّ - بِحمد الله - بعض كُتُب الإمامية ، فأصحّ الكُتُب لدّي .. لديّ ( الكافي ) بحواشي ومن غير حواشي .. ( طبعتين ) .. ولديّ كُتب في العقيدة .. وفي التفسير .. وبعضها حصلت عليها من عام 1409 هـ
وبعضها من عام 1412 هـ
فلستُ جديدا على قراءة كُتُب المذهب ..ودعني أنفض الغبار عن بعض ما لديّ مِن كُتُب ... لآتيك بما أردتُ قوله !والسلام
وأنت تعرف يا صاحبي .. أن أعظَم كِتاب هو كِتاب الله .. ومع ذلك ننقل الآيات كثيرا ولسنا بحاجة إلى إثبات اسم السورة ورقم الآية إلا في البحوث الأكاديمية .. والسلام
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
^^^^^^^^^^^^^^^^^
اللهم صل على محمد وأل محمد ..
اولا : يا اخي العزيز .. ولكن انا لا اثق بلمواقع لان التدليس في كل مكان ..(1/349)
وثانيا : اذن تريد ان تحج علي من المواقع صحيح المواقع لا اصل له وبأمكان اي واحد ان يكتب ويدلس او يبتر القول او الروايه .. وانت اعلم بهذاا..
وعندما تريد ان تحجني على مسئلة وتقول دليل القرأني وهو كتاب الله .. اولا اثبت ان الشيعه يعبدون القبور .. وبعدين سوف نذهب الى حكم هذا في القرأن ..
وثالثا : تسال اذا كان شيعي لديه الكتب ام لا .. هذا ليس له دخل بلموضوع .. اذا انت قريت الروايه من الكتاب وتريد ان تثبت هذا الشي يجب ان الكتاب يكون عندك لكي انا اتابعك من نفس الكتاب الذي انت تقرأه وتأتي منه الادله ولكي اوضح للعضاء اذا كان الكلام مبتور او الخ..
واذا اتيت براوية من المواقع سوف ابين للاعضاء ان الكلام والروايات مبتوره ...
والسلام ..
^^^^^^^^^^^^
لا .. لم أقُل أنني سوف أحاجك بما في المواقع .. وقلت لك إني أملك كمية لا بأس بها من الكتُب .. ولدينا - غير بعيد - مكتبة عامة فيها قسم يُسمّى ( محدود الاطِلاع ) فيه كُتب أكثر الفِرَق .. فلا تَخَف ..
هذا من جهة
ومن جهة أخرى فإن المواقع منها ما هو تابع للرافضة الإمامية ، وهي بالنسبة لهم مواقع موثوقة ، ويأخذون منها الفتوى، ومع ذلك فلن أنقل منها ! سوف أنقل من الكُتُب .. والسلام
^^^^^^^^^^^^^^^
اللهم صل على محمد وأل محمد..
اذن اتفقنا ان تنقل من الكتب الموثوقه لدينا وتقول لنا اي جزء واي صفحة ومؤلف الكتاب و سنة الطبع . وطبعة اين ..والسلام ..
^^^^^^^^^^^^^^^
سأنقل من كُتب الرافضة ..
ولكني لست في بحث أكاديمي لأنقل الجزء والصفحة والطبعة ! وهذا لن يُغيِّر من الأمر شيئا ، والحقائق الثابتة في كُتب الرافضة أو السُّنة لا يُمكن تغييرها ولو لم تُذْكَر الطبعة ولا الجزء ولا الصفحة
والسلام
^^^^^^^^^^^^^^^
اللهم صل على محمد وأل محمد ..
لا يا اخي العزيز اذن كيف تريد تريني الحق!!!(1/350)
وانت لا تريد ان تكتب وكيف تريد ان اصدقك اذا لم تأتي باسم الكتاب وصفحة وسنة الطبعه لكي اتأكد بنفسي من كلام الرافضه ولكي استفيد من الكتاب ..انا اعلم انك تريد ان تنقل لي الكلام من كتاب احسان الهي ظهير..
لهذا انت لا تستطيع ان تثبت ذالك ولا تستطيع ان تأتيني بطبعة الكتاب اين وسنة الطبع وهذا دليل انك فقط تعتمد على كتب علمائكم وانت لم تقرأ كتاب الرافضه ولاعندك اي دليل على انهم يعبدون القبور مجرد افتراء على الشيعه الاماميه ..
ولماذا لا يغير من الوضع شي وممكن يغير من الوضع وممكن الاعضاء يسفيدون منك وانا ايضا استفيد ؟؟
انظرو يا اعضاء الكرام يومان والشيخ الفاضل لا يستطيع ان ياتيني بدليل الذي انا اريده يقول لا يغير من الوضع شي ؟؟ ولماذا كتبت اسم الموضوع اذا اريد الحق ؟؟؟ وانت عاجز ان تريني الحق !!
والحمد الله رب العالمين
والسلام ..
لو كُنت سوف أناقش بحثا أكاديميا ( بحث رسالة ماجستير أو دكتوراه ) لكنت محتاجا إلى تقييد الجزء والصفحة ومعلومات كاملة عن الطبعة
أما نِقاش فعليّ إيراد النص مِن الكُتب المعتمدة في المذهب دون تقييد بطبعة دون أُخرى .. ومن أراد الحق لا يَقول مثل ما قلت .. !ولن أنقل حرفا واحدا من كُتب إحسان إلهي ظهير - رحمه الله - ..
ولدي كِتاب ( الكافي ) طبعة دار الكتب الاسلامية ..وطبعة أخرى 4 أجزاء في مجلدين مع شرح وترجمة باللغة الفارسية، وتفسير ( الجوهر الثمين ) لِعبد الله شُبَّر .. في 6 مجلدات ، طبعة مكتبة الألفين في الكويت ، ومنها اشتريتُ الكِتاب !
وكتاب ( سَلوني قبل أن تفقدوني ) في مجلدين .. للشيخ محمد رضا الحكيمي ..وكِتاب ( الحياة ) في مجلدين .. للحكيمي محمد رضا الحكيمي ومحمد الحكيمي وعلي الحكيمي
وغيرها ..
وأما كوني لم أرد فقد كنت على سَفَر .. وأنت تلتمس لي الأعذار !
من مظاهر الشرك لدى الرافضة(1/351)
1 – الغلوّ في الأئمة لِدرجة أن تُضفَى عليهم بعض صِفَات الله وما اخْتَصّ به سبحانه وتعالى .وتفضيل زيارة قبورهم على كل عَمَل صالِح !
خذ على سبيل المثال لا الحصر !
في أصح الكُتُب لدى الرافضة الإمامية ( كتاب الكافي ) عَقد الكليني بابا قال فيه :
* بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ مَتَى يَمُوتُونَ وَ أَنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ إِلاَّ بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ
وروى بإسناده إلى أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَيُّ إِمَامٍ لا يَعْلَمُ مَا يُصِيبُهُ وَإِلَى مَا يَصِيرُ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِحُجَّةٍ لِلَّهِ عَلَى خَلْقِهِ .
* الأئمة لا يَخفى عليهم شيء !
عقد الكليني بابا قال فيه :
بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) إِذَا شَاءُوا أَنْ يَعْلَمُوا عُلِّمُوا
ثم رَوى بإسناده إلى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ الإِمَامَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَعْلَمَ عُلِّمَ .
كَما عقد بابا قال فيه :
بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ أَنَّهُ لا يَخْفَى عَلَيْهِمُ الشَّيْ ءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ
* الأئمة يُوحَى إليهم !
روى الكليني في الكافي بإسناده إلى جَمَاعَة بْنِ سَعْدٍ الْخَثْعَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ كَانَ الْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَقَالَ لَهُ الْمُفَضَّلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَفْرِضُ اللَّهُ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ وَ يَحْجُبُ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ قَالَ لا اللَّهُ أَكْرَمُ وَ أَرْحَمُ وَ أَرْأَفُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ عَلَى الْعِبَادِ ثُمَّ يَحْجُبَ عَنْهُ خَبَرَ السَّمَاءِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً .
* الأئمة أفضل من الأنبياء :(1/352)
وقد ألَّف السيد علي الحسيني الميلاني كتابا بعنوان : تفضيل الأئمة ( عليهم السلام ) على الأنبياء ( عليهم السلام ) !
وعقد الكليني بابا في ( الكافي ) :
بَابُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يُعَلِّمْ نَبِيَّهُ عِلْماً إِلاَّ أَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنَّهُ كَانَ شَرِيكَهُ فِي الْعِلْمِ .
* عليّ رضي الله عنه (عَيْنُ اللَّهِ وَ يَدُ اللَّهِ وَ جَنْبُ اللَّهِ وَ بَابُ اللَّهِ)
قال الكليني في ( الكافي ) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ قَالَ حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ الْجَنْبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) يَقُولُ أَنَا عَيْنُ اللَّهِ وَ أَنَا يَدُ اللَّهِ وَ أَنَا جَنْبُ اللَّهِ وَ أَنَا بَابُ اللَّهِ .
* الأئمة يَعلمون ما يَحيك في الصُّدُور ، وما تُكِنُّه الضمائر
عقد الكليني بابا في ( الكافي ) :
بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) لَوْ سُتِرَ عَلَيْهِمْ لأَخْبَرُوا كُلَّ امْرِئٍ بِمَا لَهُ وَ عَلَيْهِ .
ثم رَوى بإسناده إلى عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) لَوْ كَانَ لأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِيَةٌ لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِئٍ بِمَا لَهُ وَ عَلَيْهِ .
ولا شَكّ أن هذا شِرْك في رُبوبيَّة الله عزّ وَجَلّ ، إذْ أن عْلْم ما في الصدور وعِلْم ما يَكون مما اخْتَصّ الله به نفسه .
قال تعالى : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) .
وقال عزّ وَجَلّ : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) .(1/353)
ومَن ادَّعى أن أحدا يَعْلَم الغَيب فقد كَفَر بالله وأشْرَك .
أما كُفرُه فمن حيث كذَّب بهذه الآيات الدالة على أنه لا أحد يعلم الغيب إلا الله .
وأما الشِّرْك فلأنه جَعَل مع الله إلهًا آخَر يَصْرِف له مثل ما يصرِف لله من اعتقاد الوحدانية
فكما أن الله واحد في ذاته واحد فهو واحِد مُتفرِّد بِعِلْم الغيب .
ومَن ادَّعَى أنَّ أحدا يَعلَم ما في غَدٍ فقد كَفَر بهذه الآية : (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) .
ومن مظاهر الغلو التي تصِل إلى حَدّ الشرِّك بل وازدراء واحتقار شعائر دِين الله :
* أنَّ زِيارة الأئمة أفضل من الحج !
ولا عَجَب أن يَقول الشيخ المفيد في مقدمة كتاب المزار :
(فإني قد اعتزمت على ترتيب مناسك زيارة الإمامين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الحسين بن علي ص و وصف ما يجب من العمل عند الخروج إليهما و يلزم من الفعل في مشهديهما و ما يتبع ذلك في منازله و يتعلق بأوصافه في مراتبه)
روى الكليني في ( الكافي ) بإسناده إلى يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السلام ) قَالَ : مَنْ زَارَ قَبْرَ وَلَدِي عَلِيٍّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ كَسَبْعِينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً قَالَ : قُلْتُ : سَبْعِينَ حَجَّةً ؟ قَالَ : نَعَمْ وَ سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ . قَالَ : قُلْتُ : سَبْعِينَ أَلْفَ حَجَّةٍ ؟ قَالَ : رُبَّ حَجَّةٍ لا تُقْبَلُ ، مَنْ زَارَهُ وَبَاتَ عِنْدَهُ لَيْلَةً كَانَ كَمَنْ زَارَ اللَّهَ فِي عَرْشِهِ .
وفي كِتاب المزار :(1/354)
سألت الجواد (ع) عن رجل حجّ حجّة الإسلام ، فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحجّ ، فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ، ثم أتى المدينة فسلّم على النبي (ص) ثم أتى أباك أمير المؤمنين (ع ) عارفا بحقه ، يعلم أنه حجة الله على خلقه وبابه الذي يُؤتى منه فسلّم عليه ، ثم أتى أبا عبد الله (ع) فسلّم عليه ، ثم أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى (ع) ، ثم انصرف إلى بلاده .
فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحجّ به ، فأيهما أفضل هذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضا فيحجّ ، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا (ع) فيسلّم عليه ؟.. قال : بل يأتي خراسان فيسلّم على أبي (ع) أفضل ، وليكن ذلك في رجب .
وأحَال على كِتاب ( العيون ) .
وفي كتاب المزار :
باب ما جاء في ثواب زيارته ع
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن صدقة عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله ع قال : من زار الحسين ع كتب الله له ثمانين حجة مبرورة .
حدثني أبو القاسم عن محمد بن جعفر عن محمد بن الحسين الزيات عن محمد بن سنان عن محمد بن صدقة عن صالح النيلي قال قال أبو عبد الله ع : من أتى قبر الحسين ع عارفا بحقه كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة و كَمَنَ حمل على ألف فرس في سبيل الله تعالى مسرجة ملجمة .
* تفضيل بعض البقاع على المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى :
قال الكليني في ( الكافي ) : باب فَضْلِ الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ بِالْكُوفَةِ وَ فَضْلِ الصَّلاةِ فِيهِ وَ الْمَوَاضِعِ الْمَحْبُوبَةِ فِيهِ .(1/355)
ثم روى بإسناده عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْكَاهِلِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( صلوات الله عليه ) وَ هُوَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ فَرَدَّ عَلَيْهِ فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَرَدْتُ الْمَسْجِدَ الأَقْصَى فَأَرَدْتُ أَنْ أُسَلِّمَ عَلَيْكَ وَ أُوَدِّعَكَ فَقَالَ لَهُ وَ أَيَّ شَيْ ءٍ أَرَدْتَ بِذَلِكَ فَقَالَ الْفَضْلَ جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ فَبِعْ رَاحِلَتَكَ وَ كُلْ زَادَكَ وَ صَلِّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ فَإِنَّ الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ فِيهِ حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ وَ النَّافِلَةَ عُمْرَةٌ مَبْرُورَةٌ وَ الْبَرَكَةَ فِيهِ عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلا يَمِينُهُ .
وروى بإسناده إلى أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : نِعْمَ الْمَسْجِدُ مَسْجِدُ الْكُوفَةِ صَلَّى فِيهِ أَلْفُ نَبِيٍّ وَ أَلْفُ وَصِيٍّ وَ مِنْهُ فَارَ التَّنُّورُ وَ فِيهِ نُجِرَتِ السَّفِينَةُ مَيْمَنَتُهُ رِضْوَانُ اللَّهِ وَ وَسَطُهُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ .
* زيارة قُبور الأئمة تَغفر ما تقدّم من الذنب وما تأخّر !
في كِتاب المزار :
قال الجواد (ع) : من زار قبر أبي بِطُوس غَفَر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وبنى له منبرا ًحذاء منبر رسول الله وعلي (ع) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق .
وأحال على كِتاب (كامل الزيارات)
وفي كِتاب المزار :
باب ما جاء في تمحيص الذنوب بزيارته ع(1/356)
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثني أبي و علي بن الحسين و محمد بن الحسن رحمهم الله عن محمد بن يحيى العطار عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن منيع بن الحجاج عن يونس بن عبد الرحمن عن قدامة بن مالك عن أبي عبد الله ع قال :
من زار الحسين بن علي ع محتسبا لا أشرا و لا بطرا و لا رياء و لا سُمْعَة مُحِّصَتْ ذُنوبه كما يمحص الثوب في الماء فلا يبقى عليه دنس ، ويكتب له بكل خطوة حَجَّة و كلما رفع قَدَمه عُمْرَة.
فعلى هذا هي أفضل من كل عمَل صالِح !
ولا عَجَب إذا كانت الرافضة الإمامية تَزْعُم أن الله تعالى يَزور أمير المؤمنين !
ففي كِتاب المزار :
منيع بن الحجاج عن يونس عن أبي وهب القصري قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله ع فقلت : جعلت فداك أتيتك و لم أزر قبر أمير المؤمنين ع قال : بئس ما صنعت لو لا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ، ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة وتزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون ؟ قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك . قال : فاعلم أن أمير المؤمنين ع أفضل عند الله من الأئمة كلهم و له ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا .
وهذه الثلاثة : (زِيارة الأئمة أفضل من الحج، تفضيل بعض البقاع ، مغفرة الذنوب )
هي داخلة في الشِّرْك .
وقد يقول قائل : كيف ؟
أقول : هذا شِرْك في التَّشْرِيع .
وقد عاب الله على من زَعَموا أن شيئا من التشريع قد أذِن به الله ، وهو لم يأذن به .
قال تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) ؟
قال الحكيمي في كتاب ( سلوني قبل أن تفقدوني ) :
فصل في ذِكْر أمور غيبية أخبر بها الإمام ثم تحققت .
واعْلَم أنه عليه السلام قد أقسَم في هذا الفصل بالله الذي نفسه بيده أنهم لا يسألونه عن أمر يَحْدُث بينهم وبين القيامة إلاَّ أخبرهم به .
وفي تفضيل زيارة قبر الحسين على الحج :(1/357)
روى الكليني عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قوله في زيارة قبر الحسين : زِيَارَتُهُ خَيْرٌ مِنْ حَجَّةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ عُمْرَةٍ وَ حَجَّةٍ حَتَّى عَدَّ عِشْرِينَ حَجَّةً وَ عُمْرَةً ، ثُمَّ قَالَ : مَقْبُولاتٍ مَبْرُورَاتٍ . قَالَ ( الراوي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ) : فَوَ اللَّهِ مَا قُمْتُ حَتَّى أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ : إِنِّي قَدْ حَجَجْتُ تِسْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي تَمَامَ الْعِشْرِينَ حَجَّةً . قَالَ : هَلْ زُرْتَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) قَالَ : لا . قَالَ : لَزِيَارَتُهُ خَيْرٌ مِنْ عِشْرِينَ حَجَّةً .
وفي الرواية التي تليها في (الكافي) : فَإِذَا زُرْتَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِهِ خَمْسَةً وَ عِشْرِينَ حَجَّةً .
وفي الرواية التي تليها عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قال : وَكَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) أَرْبَعَةَ آلافِ مَلَكٍ شُعْثٍ غُبْرٍ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ شَيَّعُوهُ حَتَّى يُبْلِغُوهُ مَأْمَنَهُ وَ إِنْ مَرِضَ عَادُوهُ غُدْوَةً وَ عَشِيَّةً وَ إِنْ مَاتَ شَهِدُوا جَنَازَتَهُ وَ اسْتَغْفَرُوا لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وفي رواية للكليني في (الكافي) عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَلْفَيْ أَلْفِ مَلَكٍ شُعْثٌ غُبْرٌ يَبْكُونَ وَ يَزُورُونَ لا يَفْتُرُونَ .
وقال الحرّ العاملي في (وسائل الشيعة) : باب استحباب التَّبَرُّك بِكَرْبَلاء .(1/358)
ثم روى عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث ثواب زيارة الحسين ( عليه السلام ) قال : والله لو أني حدثتكم في فضل زيارته لتركتم الحج رأسا ، ومَا حَجّ أحَدٌ ، ويحك أما علمت أن الله سبحانه اتَّخَذ كربلاء حَرَمًا آمِنا مُباركا قبل أن يَتَّخِذ مَكة حَرَمًا ؟!
وإن تعجب فَعَجب تفضيل كربلاء على مكة !
بل لولا مَن ضمّته كربلاء ما خَلَق الله مكة !
روى الحر العاملي في (وسائل الشيعة) عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله عليه السلام إن أرض الكعبة قالت : مَن مثلي وقد بُنِي بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق ؟ وجُعِلْتُ حرم الله وأمنه ؟ فأوحى الله إليها : كُفِّي وقَرِّي ، ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلاَّ بِمَنْزِلة الابرة غمست في البحر ، فَحَمَلَتْ مِن ماء البحر ، ولولا تُربة كربلاء ما فَضَّلَتُك ، ولو لا مَن ضَمَّنته كربلاء لَمَا خَلَقْتُك ، ولا خَلَقْتُ الذي افتخرتِ به ، فَقَرِّي واسْتَقِرِّي ! وكوني ذنبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء ، وإلاَّ مسختك وهويت بك في نار جهنم !
وروى عن أبي الجارود ، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : اتخذ الله أرض كربلاء حَرَمًا قبل أن يَتَّخِذ مكة حَرَمًا بأربعة وعشرين ألف عام .. الحديث ، وفي آخره : إنها تُزْهِر لأهل الجنة !
بهذا الاستخفاف بأفضل البِقاع بإجماع المسلمين ، فأفضل البقاع مكة والمدينة النبوية التي ضمَّتْ خير الناس ، وأبرّ الناس ، وأزكى الناس ، محمد صلى الله عليه وسلم .
والرافضة تستخِفّ بِحُرُماتِ الله بهذه الطريقة !(1/359)
بل روى الحر العاملي في (وسائل الشيعة) عن صفوان الجمال قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الله فضل الأرضين والمياه بعضها على بعض ، فمنها ما تَفَاخَرت ، ومنها ما بَغَتْ ، فما من أرض ولا ماء إلاَّ عُوقِبَت لِتَرْك التواضع لله حتى سَلَّط الله على الكعبة المشركين ، وأرسل إلى زمزم ماءا مالحا فأفسد طعمه ، وإن كربلاء وماء الفرات أول أرض وأول ماء قَدَّس الله وبارك عليه ، فقال لها : تكلمي بما فضلك الله ، فقالت : أنا أرض الله المقدسة المباركة ، الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر ، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ولا فخر على من دوني ، بل شكرا لله فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين وأصحابه .
وفي مغفرة الذنوب بزيارة قبور الأئمة :
وفي (وسائل الشيعة) للحرّ العاملي عن الريان بن شبيب ، عن الرضا ( عليه السلام ) - في حديث - أنه قال له : يا ابن شبيب إن سَرَّك أن تلقى الله عز وجل ولا ذَنب عليك فَزُر الحسين عليه السلام .
وفي (وسائل الشيعة) للحر العاملي : باب استحباب اختيار زيارة الحسين ( عليه السلام ) على جميع الأعمال .
ثم روى عن أبي خديجة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته عن زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ؟ فقال : إنه أفضل ما يكون من الأعمال .
بانتِظار ال(...الجواب...) لأستَكْمِل بقية النقاط ..
اللهم صل على محمد وأل محمد ..
اولا : لا ادري لماذا اوقفو عضويتي !!
ثانيا : انت تستخدم الكوبي بيست الخ ..اذا اردت اني انقل شركياتكم فأنا حاضر وهذا ليس دليل ونحن ليس لدينا كتاب اسمه اصح كتاب ..
وثالثا اذا اردت اني انقل بعض من شركياتكم فأنا موجود وانا اعتقد ان هذا ليس اسلوب للحوار دعنا نناقش في موضوع واحد عندما ننتهي من الموضوع ننتقل الى موضوع اخر ..(1/360)
ولماذا تقول شركيات وانتم ايضا لديكم غلوو في عمر مثال عندما تقولون انهو يصارع الشياطين ويرى خلف الجبل من بعد 500 كيلو متر ويقول يا ساريت الجبل والخ ..
وانتم ايضا لديكم شركيات عندما تقولون ان الله جسم وله خمس اصابع ويجلس على العرش ويمشي ويضحك ويحط قدميه في الجهنم وهذا كله روايات في صحيح بخاري لا اعتقد انك تستطيع ان تضعف رجال البخاري ومثال قرده قد زنت ونزول الله الى السماء الدنيا ثلث اليل الاخير والخ ..
فأرجو منك ان تكون متفتح قليلا وتريني الحق لكي اتبعه ولا تقول شركيات الشيعه بل انتم لديكم الكثير والكثير ..
ولا ايد ان اطول اذا لديك نقاش في موضوع معين اتكلم ولا تأتيني وتنتقل من موضوع الى اخر على هواك ...والسلام ..
^^^^^^^^^^^^^^^
أما مسألة النسخ واللصق اختصارا للوقت ، وإلا فإن الكُتب موجودة لدي ..
هَدَاك الله وأصلحك، هل هذا ردّ علمي وأنت كنت تقول قبل هذا (واذا اتيت براوية من المواقع سوف ابين للاعضاء ان الكلام والروايات مبتوره ) ؟
وهل هذا ردّ مُؤصَّل دامِغ ؟
وأنت القائل قبل هذا :
( وعندما تريد ان تحجني على مسئلة وتقول دليل القرأني وهو كتاب الله .. اولا اثبت ان الشيعه يعبدون القبور .. وبعدين سوف نذهب الى حكم هذا في القرأن .. )
أنت لم تذهب إلى القرآن كما قلتَ سابقا ! بل ذهبت تُلوِّح بأن هناك روايات .. وأن أهل السنة فيهم كذا وكذا ! هل هذا رَدّ على ما أوردتُه أنا ؟! أو أنَّ أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ؟!
ولا زلت معك ..
فأنت طالبتني بـ (احضر لي دليل على قولك انهم يعبدون الاموات من دون الله سوف انتظر دليلك ..)
وأقول لك سوف آتي لك بأدِلَّة .. وليس دليلا .. وأرجو أن يكون الجواب عما أُورِدُه لا عن كُتُب أهل السنة ! وما لدى أهل السنة .. فهذا ليس موضوع نقاشنا ( الآن ) لم أنقل حرفا واحدا مِن كُتب أهل السنة ، وكنت وعدتك بذلك ..
وسوف أفِي بِوعدي .. إن شاء الله ..
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة(1/361)
2 – طَلَب قضاء الحاجات مِن الأموات :
في الكافي للكليني :
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) فَزُرْهُ وَ أَنْتَ حَزِينٌ مَكْرُوبٌ شَعِثٌ مُغْبَرٌّ جَائِعٌ عَطْشَانُ وَ سَلْهُ الْحَوَائِجَ وَ انْصَرِفْ عَنْهُ وَ لا تَتَّخِذْهُ وَطَناً .
وفي (الوصايا الأربعون في الآداب الباطنية لزيارة المعصوم)
التصدق على الفقراء :
تصدق على فقراء البلد أي المستحقين منهم ، لتظهر رأفتك العملية للآخرين على أمل نظرة الإمام لك .
وفيه أيضا :
طلب المقامات العالية :
لا مانع من طلب المقامات المعنوية العالية بالإضافة إلى الحوائج الدنيوية ، فان البعض رجع بالفوز بالمقامات التي لا تخطر على البال كالانقطاع إلى الله تعالى وغيره من صور الكرامة الخاصة .. وحاول بعدها أن تطلب من المعصوم أن يتبناك تبنى الكافل لليتيم ، فان هذا خير ثمرة للزيارة لو تحققت ، ويا لها من ثمرة !!
عدم سلب العطاء :
من المناسب جدا أن يؤكد الإنسان على المعصوم في أن لا يَسْلِب منه العطاءات ، فان حفظ النعمة أولى من أصل العطاء .
الواسطة في جلب الزائرين :
حاول أن تكون مؤثرا في جلب الزوار إلى الحرم الشريف وخاصة ممن لم يوفق للزيارة أصلا ، فان الإمام سينظر إليك قطعا عندما تكون وسيطا في جلب الزوار إليه .
( طبعا المقصود بْالْحَرَم الشريف هنا " حَرَم القَبْر " ! )
وليس الْحَرَم الشريف الْمَعْرُوف عند المسلمين !
ويَدُلّ عليه ما رواه الكليني في ( الكافي ) بإسناده إلى أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ تَتِمُّ الصَّلاةُ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ : فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ حَرَمِ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ .(1/362)
وما رواه أيضا في (الكافي) عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) وَ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ وَكَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً ...
فكان مما قال :
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزُورَهُ . فَكَيْفَ أَقُولُ ؟ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ ؟ قَالَ : إِذَا أَتَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَاغْتَسِلْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ثُمَّ الْبَسْ ثِيَابَكَ الطَّاهِرَةَ ثُمَّ امْشِ حَافِياً فَإِنَّكَ فِي حَرَمٍ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ .
عَجَبًا .. صار القَبْر حَرَمًا !!
وفي (وسائل الشيعة) للحر العاملي : باب حَدّ حَرَم الحسين ( عليه السلام ) الذي يُسْتَحَبّ التَّبَرُّك بِتُرْبَتِه .
وفي آداب الزيارة :
ذكر مصائبهم :
من أفضل سبل التقرب إلى قلب الإمام (ع) ذكر مصائب آبائه وخصوص الحسين الشهيد (ع) وكذلك مصائب الإمام نفسه فان هذا من موجبات العطاء الخاص كما اتفق لدعبل الخزاعى
الصلوات الماثورة :
القيام بالركعتين – برجاء المطلوبية - من قراءة سورة يس والرحمن في ركعتين والدعاء بعدها بما شاء العبد .. وكذلك الإتيان ببعض الصلوات المعروفة كصلاة الاستغاثة بالزهراء (ع) وصلاة الحجة (ع) وصلاة جعفر الطيار يوم الجمعة . ومن المناسب جدا الإتيان بالصلاة الخاصة للمعصوم وذلك في مشهده وإهدائها إليه .
ويقول الخميني في كتاب (كشف الأسرار) :
طلب الْحَاجَة مِن الأمْوات ليس شِرْكا !ويقول : فَطَلب الْحَاجَة مِن الْحَجَر أو الصَّخْر ليس شِرْكا ، وإن يَكُن عملا باطلا ، ثم إننا نَطلُب الْمَدَد مِن الأرْواح الْمُقدَّسَة للأنبياء والأئمة ممن قد مَنَحهم الله القُدْرَة . انتهى كلامه .(1/363)
وقال الله جَلَّ جَلاله : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) .
لا زلت أنتظِر ردًّا عِلْمِيا ..
أسأل الله أن يُرينا الْحَقّ حقًّا ويرزقنا اتِّبَاعه ، وأن يُرينا البطِل باطِلا ويُوفِّقَنا لاجْتِنَابه ..
اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
اللهم اهْدِنا لِمَا اخْتُلِف فيه مِن الْحَقّ بإذنك . إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
3 – تفريج الكُروب بالأئمة ، ونُزُول الغيث بالأئمة .. وتُثْمِر الأشجار وتُورِق بالأئمة !
ومما يَتَقرَّب به زائر قبر الحسين رضي الله عنه أن يَقول مُناجِيًا الحسين رضي الله عنه :
وَ بِكُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أَشْجَارَهَا وَ بِكُمْ تُخْرِجُ الأَشْجَارُ أَثْمَارَهَا وَ بِكُمْ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ رِزْقَهَا وَ بِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ .(1/364)
جاء هذا في (الكافي ) عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) وَ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ وَ كَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً ... فَذَكَر حَديثًا طويلا وفيه :
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَزُورَهُ فَكَيْفَ أَقُولُ وَ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ إِذَا أَتَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَاغْتَسِلْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ثُمَّ الْبَسْ ثِيَابَكَ الطَّاهِرَةَ ثُمَّ امْشِ حَافِياً فَإِنَّكَ فِي حَرَمٍ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ ...
ثم قال في مُناجاة الحسين رضي الله عنه :
وَ بِكُمْ يُبَاعِدُ اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ وَ بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَخْتِمُ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَ بِكُمْ يُثْبِتُ وَ بِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقَابِنَا وَ بِكُمْ يُدْرِكُ اللَّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِهَا وَ بِكُمْ تُنْبِتُ الْأَرْضُ أَشْجَارَهَا وَ بِكُمْ تُخْرِجُ الأَشْجَارُ أَثْمَارَهَا وَ بِكُمْ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ رِزْقَهَا وَ بِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ وَ بِكُمْ تَسِيخُ الأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدَانَكُمْ وَ تَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَ تَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ .
وفي كِتاب ( الْمَزَار ) :
باب ما جاء في تفريج الكَرْب بِزِيَارَتِه ع(1/365)
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد قال حدثني حكيم بن داود عن سلمة بن الخطاب عن إبراهيم بن محمد عن علي بن المعلى عن إسحاق بن داود قال أتى رجل أبا عبد الله ع فقال : إني قد ضربت على كل شيء لي ذهبا و فضة و بعت ضياعي ، فقلت : أنزل مكة ، فقال : لا تفعل ، فإن أهل مكة يكفرون بالله جهرة . فقلت : ففي حرم رسول الله ص ؟ قال : هم شَرّ منهم . قلت : فأين أنزل ؟ قال : عليك بالعراق الكوفة ، فإن البركة منها على اثني عشر ميلا هكذا و هكذا ، و إلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قط و لا ملهوف إلاَّ فَرَّج الله عنه .
وفي الكِتاب نفسه :
باب فضل زيارة إمام الإنس والجن أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وفضل مشهده
قال الرضا (ع) : إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة ، فلا يزال فوجٌ يَنْزِل من السماء وفوجٌ يصعد ، إلى أن ينفخ في الصور ، فقيل له : يا بن رسول الله (ص) وأية بقعة هذه ؟.. قال : هي بأرض طوس ، وهي والله روضة من رياض الجنة ، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (ص) وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجّة مبرورة وألف عمرة مقبولة ، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة .
قال رسول الله (ص) : ستُدفن بضعةٌ مني بخراسان ، ما زارها مكروبٌ إلاَّ نَفّس الله كربته ، ولا مذنبٌ إلاَّ غفر الله ذنوبه .
وأحال في ذلك على كِتاب ( العيون ) وعلى ( أمالي الصدوق ) .
الأئمة يَحفَظُون الْنَّاس !
قال الإمام مُحِبّ الدِّين عباس الكاظمي :
ذهبنا في تشيع جنازة إلى النجف ، وبينما كنت أدخل إلى صحن الإمام (ع) قال لي أحد باعَة الماء – وهو يَعْرِض عليّ طاسَة ماء - : ( يحفظك الإمام ) قُلْتُ : له – وأنا أُخاطِب الجميع :
ألستُم مُسْلِمين ؟!
ألَم تقْرَأوا قول الله في القرآن : (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ؟
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة(1/366)
4 – الاسْتِشْفَاء بِتُرَاب القُبُور ! وتقديس تُرَاب القَبْر :
في (الكافي) : عَنْ يُونُسَ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ عِنْدَ رَأْسِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) لَتُرْبَةً حَمْرَاءَ فِيهَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّامَ قَالَ : فَأَتَيْنَا الْقَبْرَ بَعْدَ مَا سَمِعْنَا هَذَا الْحَدِيثَ فَاحْتَفَرْنَا عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ فَلَمَّا حَفَرْنَا قَدْرَ ذِرَاعٍ ابْتَدَرَتْ عَلَيْنَا مِنْ رَأْسِ الْقَبْرِ مِثْلُ السِّهْلَةِ حَمْرَاءَ قَدْرَ الدِّرْهَمِ فَحَمَلْنَاهَا إِلَى الْكُوفَةِ فَمَزَجْنَاهُ وَ أَقْبَلْنَا نُعْطِي النَّاسَ يَتَدَاوَوْنَ بِهَا .
وروى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُمَرَ السَّرَّاجِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ يُؤْخَذُ طِينُ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) مِنْ عِنْدِ الْقَبْرِ عَلَى سَبْعِينَ ذِرَاعاً .
وهذا الأخير رواه الْحرّ العاملي في (وسائل الشيعة) .
وفي (الكافي) أيضا :
حَنِّكُوا أَوْلادَكُمْ بِمَاءِ الْفُرَاتِ وَ بِتُرْبَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) .
وفي الكافي أيضا :
عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) عَنِ الطِّينِ ؟ فَقَالَ : أَكْلُ الطِّينِ حَرَامٌ مِثْلُ الْمَيْتَةِ وَ الدَّمِ وَ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ إِلاَّ طِينَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ ، وَأَمْناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ .
وفي كِتاب كامل الزيارات :
( باب 91) ما يستحب من طين قبر الحسين عليه السلام وإنه شفاء
وفي الفصل الرابع مِن كِتاب ( السجود ) إصدار مركز الرسالة ما نَصّه :
آثار وفوائد التربة الحسينية والسجود عليها :
للتربة الحسينية المباركة شرف عظيم ومَنْزِلة رفيعة كما أكَّدَتْ عليها الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام فهي :
1 ـ شفاء من كل داء وأمان من كلِّ خوف :(1/367)
فقد ثبت أنّ للتربة الحسينية أثراً في علاج الكثير من الأمراض التي تعسّر شفاءها بواسطة العقاقير الطبية، وقد جرّب الكثير من محبي الإمام الحسين عليه السلام ونالوا الشفاء ببركة صاحب التربة المقدسة .
روى محمد بن مسلم عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام من أن للإمام الحسين عليه السلام ثلاث فضائل مميزات ينفرد بها عن غيره من جميع الخلق مع ما له من الفضائل الأخرى والتي يصعب عدّها قال عليه السلام: «... أن جعل الإمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره . ( وأحَال على : إعلام الورى بأعلام الهدى : الطبرسي ) .
وقال الإمام الصادق عليه السلام : في طين قبر الحسين عليه السلام شفاء من كل داء وهو الدواء الاَكبر . ( وأحَال على : من لا يحضره الفقيه . باب 221 فضل تربة الحسين عليه السلام. وتهذيب الأحكام ) .
علماً أنّ الأخبار تظافرت بحرمة أكل الطين إلاّ من تربة قبر الإمام الحسين عليه السلام بآداب مخصوصة وبمقدار معين يكون أقل من حمصة وأن يكون آخذها من القبر بكيفية خاصة وأدعية معينة . ( وأحَال على : فلاح السائل : السيد ابن طاووس )
2 - اتخاذها مسبحة :
والملاحظ أن أهل البيت عليهم السلام كانوا يوصون شيعتهم بضرورة الاحتفاظ بمسبحة من طين قبر الاِمام الحسين عليه السلام واعتبارها أحد الاَشياء الاَربعة التي لابدَّ وان ترافق المؤمن في حلّه وترحاله، قال الاِمام الصادق عليه السلام : لا يستغني شيعتنا عن أربع : خُمْرَة يُصَلِّي عليها، وخاتم يتختم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قَبْر الحسين عليه السلام . ( وأحَال على : وسائل الشيعة ، وبحار الأنوار ) .
3 – السجود عليها يخرق الحجُب السبعة ...
4 ـ السجود عليها ينوّر الأرَضين السبع :(1/368)
قال الإمام الصادق عليه السلام : السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينوّر إلى الأرض السابعة . ( وأحَال على : من لا يحضره الفقيه . باب 40 ما يسجد عليه وما لا يسجد عليه ) .
ويقول الخميني تحت عنوان : ( التُّرْبَة وَاهِبَة الْحَيَاة ) مَا نَصّه :
لقد مَنَح الله للتراب القُدْرَة على إحياء الروح ، وليس في مقدور أحد أن يقول بأن الله لا يَقوى على جعل التراب الذي لا روح له سببا في إعادة الحياة ؛ لذا فإنه سبحانه لو مَنح التراب الذي أُرِيقتْ عليه دِماء الحياة الأبدية مثل هذه القُدْرَة ، فإن ذلك ليس ببعيد عن مشيئته . انتهى كلامه مِن كِتاب (كشف الأسرار) .
* كما أنّ لِقبر الحسين رضي الله عنه حَرَمًا فإنه يُستَجَار بذلك الحرم عند الرافضة الإمامية
في الكافي :
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : لِمَوْضِعِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) حُرْمَةٌ مَعْلُومَةٌ مَنْ عَرَفَهَا وَ اسْتَجَارَ بِهَا أُجِيرَ .
ورواه أيضا الحر العاملي في (وسائل الشيعة) .
وبَلَغ الغلو في وصف أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يُوصَف بِصِفَات الله تعالى الله عما يقولون .
في كتاب : ( سَلُوني قبل أن تفقدوني ) للشيخ محمد رضا الحكيمي :
قصيدة في وصف سيد الوَصِيِّين أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام
يا قَالِع الباب الذي عن هزِّها ** عجِزت أكف أربعون وأربع
ما العالَم العلوي إلاَّ تُرْبَة ** فيها لجثّتك الشريفة مضجع
ما الدهر إلاَّ عبد القِنّ الذي ** بنفوذ أمرك في البرية مُولَع
بل أنت في يوم القيامة حاكِم ** في العَالَمين وشافِع ومُشَفَّع
والله لولا حيدر ما كانت ** الدنيا ولا جَمَع البريّة مَجْمَع
مِن أجلِه خُلِق الزمان وضُوِّئت ** شهب كنسْن وجنّ ليل أدْرَع
عِلْم الغيوب إليه غير مُدافَع ** والصبح أبيض مُسفر لا يُدفَع(1/369)
وإليه في يوم المعاد حسابنا ** وهو الملاذ لنا غدا والمفزَع
هذا اعتقادي قد كشفتُ غطاءه ** سيضرّ مُعتقِدا له أو ينفع
وهذا كله يُقرِّه الشيخ محمد رضا الحكيمي .. !
حيث يقول في شرح القصيدة :
(عِلْم الغيوب إليه غير مُدافَع) حتى أن رَجلا من أصحابه قال له وهو يُخبِر بشيء من ذلك : لقد أُعطِيتَ يا أمير المؤمنين علم الغيب ، وهو أكثر من أن يُحصى ، كما لا يخفى على أولي التتبع والنُّهى .
(حسابنا) موافق لِمضمون الأخبار بأنه مَوكول إليه .
هذه نُتَف مِن عقيدة الرافضة الإمامية ..
ومِن عقائدهم تعظيم القُبور :
ففي الحديث الطويل في زِيارة قبر الحسين :
ثُمَّ تَدُورُ فَتَجْعَلُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) بَيْنَ يَدَيْكَ فَصَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ قَدْ تَمَّتْ زِيَارَتُكَ فَإِنْ شِئْتَ فَانْصَرِفْ . رواه الكليني في (الكافي) .
وفي (الكافي) أيضا في آداب زيارة الحسين رضي الله عنه :
رِواية عن أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ ( عليه السلام ) :
ثُمَّ تَضَعُ خَدَّكَ الأَيْمَنَ عَلَى الْقَبْرِ ! ... ثُمَّ قُلْ : اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ مِيثَاقاً وَ عَهْداً أَنِّي أَتَيْتُكَ أُجَدِّدُ الْمِيثَاقَ فَاشْهَدْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّاهِدُ .
وفي (الكافي) أيضا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِذَا فَرَغْتَ مِنَ السَّلامِ عَلَى الشُّهَدَاءِ فَائْتِ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَاجْعَلْهُ بَيْنَ يَدَيْكَ ثُمَّ تُصَلِّي مَا بَدَا لَكَ .
وفي (كشف الأسرار) للخميني : إذا تمّ السجود على تراب أو قبر مِن أجل الله وإطاعة أمْره فإن ذلك ليس كُفْرا ، بل هو توحيد وتعبّد للإله ! انتهى .
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
5 – التَّسَمِّي بـ ( عبد علي ) و ( عبد الحسين ) و ( عبد الزهراء ) و ( عبد الرِّضا ) و ( عبد الأمير ) وغيرها من الأسماء الْمُعبَّدَة لِغير الله .(1/370)
وهذا كثير في أسماء أبنائهم
بل في أسماء علمائهم !
ومن علماء الإمامية على سبيل المثال :
آية الله السيد عبد الحسين دستغيب . وُلِد في مدينة شيراز، مركز محافظة فارس جنوبي إيران
وله مؤلفات كثيرة ، منها :
صلاة الخاشعين .
القصص العجيبة.
الذنوب الكبيرة (مجلدان).
القلب السليم.
الثورة الحسينية.
المعاد.
التوحيد.
النفس المطمئنة.
المظالم.
العبودية سر الخلق.
الإيمان.
العدل.
الأخلاق الإسلامية.
النبوة.
ومن علمائهم :
الشيخ عبد الزهرة الكعبي
والشيخ عبد الزهراء عثمان محمد ، مؤلِّف كِتاب : هكذا تقرأ السيرة . وكِتاب : أبو طالب الصحابي المفترى عليه !
والشيخ عبد الرِّضا جعفر .
مؤلف كتاب : مقتل السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) .
ولو أردتُ تتبع أسماء علماء الرافضة الإمامية الذين أسماؤهم مُعبَّدة لِغير الله لطَال بنا المقام !
فلو كانت أسماء عامة لَقِيل : هذا فِعْل الناس ، ولا حُجّة فيه ! أمَّا أن تكون أسماء علماء تُعبّد لِغير الله ، ولا تُغيَّر فهذا إقرار على ذلك ، ورِضا به .
وإن تعجب فاعْجَب لِحال القوم عند اخْتِصار الأسماء !
قال الإمام مُحِبّ الدِّين عباس الكاظمي :
صار مِن المألوف أن يَكون في سلسلة اسم شخص اسم الرّب مُجرّدا ، واسم الْمُخْلُوق مُعبَّدا ! مثل ( كريم عبد الرضا ) عوضا عن ( عبد الكريم عبد الرضا ) ! و ( جليل عبد الحسين ) اختِصارا لـ ( عبد الجليل عبد الحسين ) !
6 – الْحَلِف بالأئمة :
كالْحَلِف بِالحسين والعبَّاس !
يقول سماحة السيد محمد الشيرازي في كِتاب (العباس والعصمة الصغرى) :
فمن مشاهداتي المتكرّرة في كربلاء هو خوف العرب والعجم والهنود والترك والكرد وغيرهم من القَسَمِ بالعبّاس (عليه السلام) ، فبعضهم يهون عليه الحلف بالله سبحانه على الحلف بالعبّاس (عليه السلام) .(1/371)
وقد استخدمتُ هذه العقيدة القويّة لدى الناس بالعبّاس (عليه السلام) في حلّ المنازعات التي كانت تنشب بينهم ، فكنت أطلب - عند الترافع إليّ - ممن أراه على باطل أن يحلف بالعبّاس ، فتراه على استعداد لأن يقرّ ويعترف بذنبه ويرجّحه على القسم بالعبّاس (عليه السلام) .
ويقول :
معرض الكلام حول القَسَم بالعبّاس (عليه السلام) أن شاه إيران ـ محمّد رضا ـ لما طرده الشعب من إيران إبان أحداث مصدّق والسيد الكاشاني جاء إلى مدينة كربلاء وذهب إلى حرم العبّاس (عليه السلام) ، وهناك أقسم بأن يعدّل من سلوكه ويحسن سيرته إذا رجع إلى إيران ، ثمّ إنّه ذهب إلى إيطاليا بعد زيارة كربلاء ثمّ عاد إلى إيران بانقلاب عسكري .
ولمّا لم يَبر الشاه بقَسَمِهِ ولم يف بالحلف الذي حلفه في حَرم العبّاس شاهدنا كيف كان مصيره ، حيث عاد إلى نهجه بمجرّد وصوله إلى إيران ، بل ازداد طغياناً وجبروتاً، فتكرّر مصيره مجدّداً حيث خرج من إيران لكنّه لم يعد في المرّة الثانية . انتهى كلامه .
أرأيت ؟
يَهُون على الرافضة الحلف بالله كاذبا ولا يَهُون على أحدهم بل ولا يَجرؤ أن يَحلِف بالعباس ولا بالحسين كاذبا ؟!أيهم أعظم في نفوس القوم ؟!!
ومن مظاهر الشرك لدى الرافضة
7 – نداء ودُعاء الأئمة في كل قِيَام وقعود !
يا علي .. يا حسين .. يا فاطمة ..
قال الإمام مُحِبّ الدِّين عباس الكاظمي :
رَكِب في سيارتي رجل فقال : ( يا علي ) ، ولما اسْتَقَرّ في مجلسه بدأت أشرح له مسألة الاستغاثة وأنها خاصة بالله ، أما أهل البيت (ع) فنحن نُحبهم ونقتدي بهم ، ولكن لا ندعوهم ، ولا يجوز أن نستعين بهم .. فوافقني على ما أقول .. لكنه حينما نَزَل ووجه إليّ كلمات الشكر قال في آخرها :
( يحفظك الرسول ) ! قلتُ في نفسي وأنا أبتسم : ما صَنَعْتُ شيئا !
ومِن عقائدهم :
عقيدة الفداء لدى الرافضة الإمامية !(1/372)
روى الكليني بإسناده إلى مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ غَضِبَ عَلَى الشِّيعَةِ فَخَيَّرَنِي نَفْسِي أَوْ هُمْ فَوَقَيْتُهُمْ وَ اللَّهِ بِنَفْسِي .
وهذه عقيدة النصارى في فداء البشرية بِعيسى عليه الصلاة والسلام .
عقيدة البَدَاء !
قال الكليني في ( الكافي ) :
بَابُ الْبَدَاءِ
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ثَعْلَبَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَحَدِهِمَا ( عليهما السلام ) قَالَ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْ ءٍ مِثْلِ الْبَدَاءِ
وَ فِي رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) مَا عُظِّمَ اللَّهُ بِمِثْلِ الْبَدَاءِ .
وهذه عقيدة يهودية .. !
عقيدة الرافضة في أهل السنة
عقيدة الرافضة في أهل السنة خصوصا ، وفي خصومهم عموما !
وقبل ذلك أُعرِّف بالناصِبِيّ في " اصْطِلاح الرافضة "
النواصِب عند الروافض يُطلَق على أهل السنة ، ويُطلَق عليهم أيضا " العامَّة " !
ويُطلَق وصْف النواصِب عند الرافضة على كُلّ مَن فضَّل الشيخين " أبي بكر وعمر " رضي الله عنهما .. بل كُلّ مَن قَدَّم علي عليّ رضي الله عنه غيره .
يقول نعمة الله الجزائري : مِن علامات الناصبي تقديم غير عليّ عليه في الإمامة . (الأنوار النعمانية 2/206-207) .
فعلى هذا كلّ أهل السنة نواصِب ؛ لأنهم يُقدِّمون الشيخين ( ابا بكر وعمر ) على عليّ رضي الله عنهم أجمعين .
وسَمَّوا أهل السنة نواصِب لأنهم – بِزعمهم - ناصبوا أهل البيت العداء !
الناس كلهم أولاد زِنا إلاَّ الشيعة الرافضة !(1/373)
روى الكليني في ( الكافي 8/285) عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَفْتَرُونَ وَيَقْذِفُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ ! فَقَالَ لِي : الْكَفُّ عَنْهُمْ أَجْمَلُ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلادُ بَغَايَا مَا خَلا شِيعَتَنَا !
السُّنِّي حَلال الدم والْمَال !
في الكافي (7/374) : عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) عَنْ مُؤْمِنٍ قَتَلَ رَجُلا نَاصِباً مَعْرُوفاً بِالنَّصْبِ عَلَى دِينِهِ غَضَباً لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَيُقْتَلُ بِهِ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هَؤُلاءِ فَيَقْتُلُونَهُ بِهِ ، وَ لَوْ رُفِعَ إِلَى إِمَامٍ عَادِلٍ ظَاهِرٍ لَمْ يَقْتُلْهُ بِهِ .
قال داود بن فرقد : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟
فقال: حلال الدم ، ولكني " أتّقي " عليك ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك فافعل . ( وسائل الشيعة 18/463) ، (بحار الأنوار 27/231) .
وعلق الإمام الخميني على هذا بِقوله : فإن استطعت أن تأخذ ماله فَخُذْه ، وابْعث إلينا بالخمس .
وقال السيد نعمة الله الجزائري: إن عليّ بن يقطين - وزير الرشيد - اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين ، فأمَر غِلمانه وهَدَموا أسْقف الْمَحْبَس على الْمَحْبُوسِين ، فماتوا كلهم ، وكانوا خمسمائة رجل . (الأنوار النعمانية 3/308).(1/374)
وأفتى الخميني بأن المسلم السني مُباح المال ، ويجوز أخذ ماله بأية طريقة إن أمِنَ الشيعي على نفسه ، نص على هذا الحكم عند حديثة عن فريضة الخمس والأصناف التي يجب فيها فقال : ( يجب الخمس فيما غنم من أهل الحرب الذين تستحل دماؤهم ، وأموالهم وتُسبى نساؤهم وأطفالهم إذا كان الغزو بأذن الأمام عليه السلام ، وأما إذا كان في حال الغيبة وعدم التمكن من الاستئذان فالأقوى وُجوب الخمس فيه ، وأما ما اغتنم منهم بالسرقة والغيلة وكذا بالربا والدعوى الباطلة ونحوها ، فالأحوط إخراج الخمس فيها من حيث كونه غنيمة لا فائدة ، ولا يعتبر في وجوب الخمس في الغنيمة بلوغها عشرين دينارا على الأصح ، نعم يعتبر فيها أن لا يكون غضبا من مسلم أو ذمي أو معاهد ونحوهم من محترمي المال ، والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به ، بل الظاهر جواز اخذ ماله أين ما وجد ، وبأي نحو كان ، ووجوب إخراج خُمْسه )
ويقول الخميني : ( ولا تجوز الصلاة على الكافر بأقسامه ، حتى المرتد ومن حُكم بِكُفْره ، ممن انتحل الإسلام كالنواصب والخوارج ) !
كما أفتى بنجاسة أهل السنة ، فقال : ( والنواصب والخوارج لعنهما الله تعالى نجسان من غير تَوقُّف ) ! (من كتاب تحرير الوسيلة للخميني)
ولعل هذا سبب تحريمه دفن أهل السنة ، في مقابر الشيعة !
السُّنِّي نَجِس :
روى الكليني في الكافي (2/650) عَنْ خَالِدٍ الْقَلانِسِيِّ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : أَلْقَى الذِّمِّيَّ فَيُصَافِحُنِي ؟ قَالَ : امْسَحْهَا بِالتُّرَابِ وَبِالْحَائِطِ . قُلْتُ : فَالنَّاصِبَ ؟ قَالَ : اغْسِلْهَا .
يَعني نجاسة الناصِب أشد من نجاسة اليهودي والنصراني !!(1/375)
وفي الكافي (3/11) : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ كَرِهَ سُؤْرَ وَلَدِ الزِّنَا وَسُؤْرَ الْيَهُودِيِّ وَ النَّصْرَانِيِّ وَالْمُشْرِكِ وَكُلِّ مَا خَالَفَ الإِسْلامَ ، وَكَانَ أَشَدَّ ذَلِكَ عِنْدَهُ سُؤْرُ النَّاصِبِ !
السُّنِّي أشَرّ عندهم مِن الكَلْب !
روى الكليني في الكافي (3/14) عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً شَرّاً مِنَ الْكَلْبِ وَ إِنَّ النَّاصِبَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْكَلْبِ .
والسُّنِّي لا يَجوز تزويجه !
عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : لا يَتَزَوَّجِ الْمُؤْمِنُ النَّاصِبَةَ الْمَعْرُوفَةَ بِذَلِكَ . (الكافي 5/348) .
وروى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : قَالَ لَهُ الْفُضَيْلُ : أَتَزَوَّجُ النَّاصِبَةَ ؟ قَالَ : لا ، وَ لا كَرَامَةَ ! قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ وَاللَّهِ إِنِّي لأَقُولُ لَكَ هَذَا وَلَوْ جَاءَنِي بِبَيْتٍ مَلآنَ دَرَاهِمَ مَا فَعَلْتُ . ( الموضع السابق ) .
وروى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) : إِنَّ لامْرَأَتِي أُخْتاً عَارِفَةً عَلَى رَأْيِنَا وَلَيْسَ عَلَى رَأْيِنَا بِالْبَصْرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ، فَأُزَوِّجُهَا مِمَّنْ لا يَرَى رَأْيَهَا ؟ قَالَ : لا وَ لا نِعْمَةَ [وَ لا كَرَامَةَ] إ، ِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : ( فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَ لا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) .
وهذا تَكفِير مِن الرافضة لِكل من لا يَرى رأيهم !
والسُّنِّي أشدّ كُفْرا مِن الذي لا يُصلي !(1/376)
في الكافي (8/101) عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَابِشِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : قُلْتُ لَهُ : إِنَّ لَنَا جَاراً يَنْتَهِكُ الْمَحَارِمَ كُلَّهَا حَتَّى إِنَّهُ لَيَتْرُكُ الصَّلاةَ فَضْلا عَنْ غَيْرِهَا . فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَأَعْظَمَ ذَلِكَ ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ !
حتى الطائفين والرُّكَع السُّجُود لم يسلموا من الرافضة !
روى الكليني في ( الكافي 8/288) عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ وَنَحْنُ عَلَى بَابِ بَنِي شَيْبَةَ ، فَقَالَ : يَا فُضَيْلُ هَكَذَا كَانَ يَطُوفُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لا يَعْرِفُونَ حَقّاً وَ لا يَدِينُونَ دِيناً ! يَا فُضَيْلُ انْظُرْ إِلَيْهِمْ مُكِبِّينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقٍ مَسْخُورٍ بِهِمْ مُكِبِّينَ عَلَى وُجُوهِهِمْ .
وفي الكافي أيضا (2/3) : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْمُؤْمِنَ مِنْ طِينَةِ الْجَنَّةِ ، وَ خَلَقَ الْكَافِرَ مِنْ طِينَةِ النَّارِ ... وَ قَالَ : طِينَةُ النَّاصِبِ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ !
ومِن العقائد التي انْفَرَد بها الرافضة دون غيرهم مِن الْخلائق ، فَلم أرَ هذه العقيدة لأمة مِن الأمم مهما بلغت في الوثنية ! بل ليست في عقائد الإنس والجن !
تلك العقيدة هي إخراج الموتى بل وإقامة الحدود على الموتى ! هل رأيتم هذا الاعتقاد في اعتقادات الإنس أو في اعتقادات الجن ؟!(1/377)
عن الإمام الصادق عليه السلام : يَرِد إلى قبر جده (ص) فيقول : يا معاشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله (ص) ؟ فيقولون : نعم يا مهدي آل محمد ، فيقول : و من معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه و ضجيعاه أبو بكر و عمر ، فيقول - و هو أعلم بهما - و الخلائق كلهم جميعا يَسمعون : من أبو بكر و عمر ؟ و كيف دُفنا مَن بَين الخلق مع جدي رسول الله (ص) ؟ و عسى المدفون غيرهما ؟ فيقول الناس : يا مهدي آل محمد (ص) ما هاهنا غيرهما ، إنهما دفنا معه ، لأنهما خليفتا رسول الله (ص) و أبوا زوجتيه ، فيقول للخَلْق بعد ثلاث : أخرجوهما مِن قَبريهما ، فَيُخْرَجَان غَضَّيْن طَرِيَّين لم يتغير خلقهما ، و لم يشحب لونهما !
بحارالأنوار ج : 53 ص : 13(1/378)
فيقول : هل فيكم مَن يعرفهما ؟ فيقولون : نعرفهما بالصِّفة و ليس ضجيعا جَدك غيرهما ، فيقول : هل فيكم أحد يقول غير هذا ، أو يشك فيهما ؟ فيقولون : لا ، فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام ثم ينتشر الخبر في الناس ، و يحضر المهدي و يكشف الجدران عن القبرين ، و يقول للنقباء : ابحثوا عنهما ، و انبشوهما ! فيبحثون بأيديهم حتى يَصِلون إليهما فَيُخْرَجَان غَضَّين طَرِيين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما و يأمر برفعهما على دوحة يابسة نَخرة ، ، فيصلبهما عليها فتحيا الشجرة و تورق و يَطول فرعها ، فيقول المرتابون مِن أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقا ، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ، و يخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حَبة مِن محبتهما و ولايتهما فيحضرونهما و يرونهما و يفتنون بهما ، و ينادي منادي المهدي (ع) : كل من أحب صاحبي رسول الله (ص) و ضجيعيه فلينفرد جانبا ، فتتجزأ الخلق جزءين أحدهما مُوالٍ و الآخر متبرئ منهما ، فيَعرض المهدي (ع) على أوليائهما البراءة منهما ، فيقولون : يا مهدي آل رسول الله ص نحن لم نتبرأ منهما و لسنا نعلم أن لهما عند الله و عندك هذه المنزلة ، و هذا الذي بدا لنا من فضلهما ، أنتبرأ الساعة منهما و قد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما و غضاضتهما و حياة الشجرة بهما ؟ بل و الله نتبرأ منك و ممن آمن بك و من لا يؤمن بهما و من صلبهما و أخرجهما و فعل بهما ما فعل ، فيأمر المهدي (ع) ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية ، ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه ، فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور و دور حتى يقص عليهم
بحارالأنوار ج : 53 ص : 14(1/379)
قتل هابيل بن آدم (ع) و جمع النار لإبراهيم (ع) و طرح يوسف (ع) في الجب و حبس يونس (ع) في الحوت و قتل يحيى (ع) و صلب عيسى (ع) و عذاب جرجيس و دانيال (ع) و ضرب سلمان الفارسي و إشعال النار على باب أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين (ع) لإحراقهم بها و ضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط و رفس بطنها و إسقاطها محسنا و سم الحسن (ع) و قتل الحسين (ع) و ذبح أطفاله و بني عمه و أنصاره و سبي ذراري رسول الله (ص) و إراقة دماء آل محمد (ص) و كل دم سفك و كل فرج نكح حراما و كل رين و خبث و فاحشة و إثم و ظلم و جور و غشم منذ عهد آدم (ع) إلى وقت قيام قائمنا (ع) كل ذلك يعدده (ع) عليهما و يلزمهما إياه فيعترفان به ، ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم مَن حَضَر ، ثم يصلبهما على الشجرة و يأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما و الشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما فِي الْيَمِّ نَسْفاً . قال الْمُفَضَّل : يا سيدي ذلك آخَر عذابهما ؟ قال : هيهات يا مفضل ! و الله ليردن و ليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله (ص) و الصديق الأكبر أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة (ع) و كل مَن مَحّض الإيمان محضا ، أو محض الكفر محضا ، و ليقتصن منهما لجميعهم حتى إنهما ليُقْتَلان في كل يوم وليلة ألف قتلة و يردان إلى ما شاء ربهما .
المرجع :
موقع القائم
http://www.alqaem.net/index.html
أرأيت ؟ كيف يَدّعي الرافضة أن مَهْدِيّهم سوف يُخرج الأموات ويُقيم عليهم الْحَدّ ؟ هل سمعت بهذا في أُمَّة مِن الأمم ؟
بل أرأيت كيف ادَّعوا في أبي بكر وعمر ما أعْمَى أبصارهم ؟ حتى زَعموا أن أبا بكر وعمر كان لهم َأثَر وفِعْل في [ قَتْل هابيل بن آدم (ع) و جمع النار لإبراهيم (ع) و طرح يوسف (ع) في الجب و حبس يونس (ع) في الحوت و قتل يحيى (ع) و صلب عيسى (ع) ] ؟؟؟!!!(1/380)
هذه عقيدة لَيست لأمّة مِن الأمم ! فليست في عقائد اليهود ولا النصارى !بل ولا في عقائد الإنس و الجنّ مِمّا عُلِم مِن عقائد الثقلين !
هذا مما انفردت به الرافضة !
بل أرأيت كيف تَجاوزوا الْحَدّ في الكُراهية والبغضاء لأبي بكر وعمر حتى زَعموا في مَهدِيِّهم أنه يقتلهما كل يوم وليلة ألف قَتْلَة ؟؟!!! [حتى إنهما ليُقْتَلان في كل يوم وليلة ألف قتلة]أرأيت كيف أن المهدي يُحيي الموتى ؟ ويأمر الريح فَتَهُبّ ؟!!
هذا مما انْفَرَدَتْ به الرافضة !
مرجع الموضوع كامل لهذا الحوار
هنا
http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=243308
والله المستعان
***********************************
89-عطر دخولك بالصلاة على النبي الكريم
(...السؤال...)
حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنتديات بصيغة( عطر دخولك بالصلاة على النبي الكريم) أو ( أذكر كفارة المجلس قبل أن تخرج)
أفتوني في أمري
اليست كالتذكير بالصلاة على الرسول؟ ما الفرق بينها و بين ما يعلق على أبواب المساجد لدعاء دخول المسجد، وعند المواضئ للتذكير بدعاء الوضوء، و عند الدخول أو الخروح من المنزل أو ما يعلق على ابواب المحلات و يقول حين يفتح الباب (أذكر الله يذكرك, و وحد الله) و عند دفن الميت (أدعوا لميتكم فأنه الآن يُسأل) و حين نذكر بعضنا عندما نقوم من مجلس بأن نقول, أذكروا دعاء المجلس
اليست كلها من التذكير؟ إذا لماذا الموجودة في المنتديات حرام و الثانيات حلال، خاصة أن الذي في المنتديات ليس فيه ذكر جماعي, كل واحد يأتي يقولها لوحده، أرجو منكم الإجابة فو الله أنه أمر يشغل بالي، و أتمنى بأن لا تتجاهلونني فانتم أقرب من لي
(...الجواب...)
الجواب في سؤالك - حفظك الله - !
كيف ؟
ما ذُكِر في السؤال مِن أمور مشروعة لا يُسيغ أن يُلْحَق بها أمورا ليست مشروعة . فإنّ إلْحَاق الأمور غير المشروعة بالأمور المشروعة وتشبيهها بها هو مِن البِدَع .(1/381)
لأن تعريف البِدعة : - كما يقول الإمام الشاطبي - مُضَاهاة الطريقة الشرعية . أي : مُشَابَهَة الطريقة الشرعية .
وهذا التعريف مُنْطَبِق على ما ها هنا مِن تسجيل الحضور بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ، أو بِغيره من الأذكار التي لم يَأتِ في السنة التقييد بها ، ولا التوقيت بِذكرها .
بينما دعاء دخول المسجد مشروع ، وثابت في السنة ، ومثله التسمية على الوضوء ، وكذلك دخول الْمَنْزِل والْخُروج منه ، والدعاء للميت ؛ كل هذه جاءت بها الأحاديث . أما دخول المنتديات أو الخروج منها وتقييد ذلك بالأذكار لم تأتِ به السنة .
وليس كل أمْر مشروع تُشْرَع آحاده . فمثلا : الصلاة مشروعة ، وليست كل صلاة تكون مشروعة !فهناك صلوات حَكَم العلماء عليها بأنها صلوات مُبتَدَعة . ولا يجوز إحداث صلوات غير ما جاءت به الشريعة .
فإن فَعَل ذلك أحد ، فقد أساء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام مالك رحمه الله : من ابتدع في الدين بدعة فرآها حسنة فقد اتَّهَم أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
ثم إن مَن قَاسَ ما لم يُشرَع على ما شُرِع ، وقاس ما لم يَرِد على ما وَرَد ؛ فقد أخطأ في القياس ؛ لأن القياس لا مَدْخَل له هنا .. إذ القياس لا يدخل في العبادات .
قال الإمام القرطبي في تفسيره : : الأصول لا يُرَدّ بعضها إلى بعض قياسا ، وهذا ما لا خلاف فيه بين علماء الأمة ، وإنما تُرَدّ الفروع قياسا على الأصول .والله أعلم .
***********************************
90-هل العادات و التقاليد تدخل في الإثم ؟؟
(...السؤال...)
قرأتُ مرة أن الإثم هو ( ما حاك في نفسك و كرهتَ أن يطلّع عليه الناس )(1/382)
لكن يا فضيلة الشيخ أحياناً يأتي للمسلم هذا الهاجس .. فيفعل فعلاً يحيك في نفسه و يكره أن يطّلع عليه الناس، ليس لأنه حرام شرعاً ,, و لكن عادات المجتمع و طبيعة الناس و التقاليد التي يتعامل بها الناس مع بعضهم في مجتمعٍ ما .
فهل الفعل الذي يُقْدِم عليه المسلم و يكره أن يطلع عليه الناس ( من باب العادات و التقاليد ) يدخل ضمن دائرة الإثم ؟؟
(...الجواب...)
روى الإمام مسلم من حديث النواس بن سمعان الأنصاري قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم ، فقال : البرّ حُسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : الإثم حوازّ القلوب .
فالذي يحزّ في النفس ويتردّد في الصدر ويجِد الإنسان معه الحرج ، ولا يجِد معه راحة النَّفس فهذا هو الإثم . ولذلك يأخذ بعض الناس – أحيانا – ببعض الفتاوى التي قد تُوافِق الهوى ، ولكنه يجد أثر ذلك في نفسه .
بمعنى أنه لو أخذ بفتوى أباحت له شيئا من الحرام فإنه لا يزال يتردد في صدره ، ويجد الحرج من هذا الفعل ، ولا أدلّ على ذلك من كثرة سؤاله فيما بعد !
وهناك أشياء ليس فعلها من باب التحريم وإنما هو من باب خوارم المروءة ، فهذه لا تَحرم ولكنه لا يليق فعلها .وهذه ترجع إلى الأعراف في كل زمان ومكان .
فقديما كان من يأكل في الأسواق يُعتبر ساقط المروءة ، وقد تُردّ شهادته أو روايته عند بعض العلماء .
والفعل قد يكون مُستساغاً في زمان ولا يكون كذلك في زمان آخر .
أورد الإمام الذهبي في ترجمة معاوية – رضي الله عنه – هذه الرواية : روى سعيد بن عبد العزيز عن أبي عبد رب قال : رأيت معاوية يخضب بالصفرة ، كأن لحيته الذهب . فعقّب عليه بقوله : كان ذلك لائقا في ذلك الزمان ، واليوم لو فُعِلَ لاستُهجِن .(1/383)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح تبويب البخاري رحمه الله : باب من لم يُسَلِّم على من اقترف ذنبا ، ومن لم يردّ سلامه حتى تتبين توبته ، وإلى متى تتبين توبة العاصي .
قال ابن حجر رحمه الله : وألحق بعض الحنفية بأهل المعاصي من يتعاطى خوارم المروءة ؛ ككثرة المزاح ، واللهو ، وفحش القول ، والجلوس في الأسواق لرؤية من يمر من النساء ، ونحو ذلك . انتهى .
ومسألة الأكل على وجه الخصوص قال فيها القرطبي رحمه الله في التفسير : ولا يأكل فيها ( يعني الأسواق ) لأن ذلك إسقاط للمروءة ، وهدم للحشمة .اهـ.
فهذه الأفعال قد يتركها الإنسان أمام الناس ، ولكنه قد يفعل بعضها في خاصّته . وعلى سبيل المثال : لا يليق برجل من أهل العلم أن يمشي مكشوف الرأس ، ولكنه قد يفعل ذلك في خاصته وبحضور بعض إخوانه .
وهذا لا يكون من الإثم، بل هو من مراعاة المروءة والتّجمّل بجميل الأخلاق وحميد العادات . والله تعالى أعلم .
***********************************
91-ما مصير عقوبة الزنا اذا تزوج الزانيين
(...السؤال...)
عندى سؤال صادفنى وأنا أكتب موضوعا عن التوبة
وهو
نحن نعلم أن الله تعالى قال :
" الزانى لاينكح الا زانية أو مشركة ....
والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك .... الآية "
ونعلم أيضا أنه اذا تزوج الرجل بمن زنا بها
فقد أصلح ما أتلف ....
ولكن.......
كبيرة الزنا نفسها ... هل تسقط العقوبة عن فاعلها
أى هل بمجرد اصلاح ماتلف تعد حينئذ توبة أم لا
أرجوا الإفادة بفتوى شرعية
(...الجواب...)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
مسألة نِكاح مَن زَنَا بها سبق فيها تفصيل هنا
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=3072
والزواج بها لا يُسقط العقوبة ، فلو قُدِّر أن البين أُقيمت عليه ، فلا تسقط العقوبة بِمجرّد الزواج بها .
وأما التوبة إلى الله والندم على ما فات ، وإصلاح ما أفسد ، فإنه يُسقط العقوبة الأخروية .(1/384)
ومن فعل ذلك فعليه أن يستتر بِسِتْر الله ، ولا يفضح نفسه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : اجتنبوا هذه القاذورات التي نَهى الله عنها ، فمن ألَمَّ فليستتر بِسِتر الله ، ولْيَتُب إلى الله ، فإنه من يُبْدِ لنا صَفْحته نُقِم عليه كتاب الله عز وجل . رواه الحاكم وصححه على شرط الشيخين ، ورواه غيره ، وصححه الألباني .
والله تعالى أعلم .
***********************************
92-سؤال عن موضوع يا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه
(...السؤال...)
شيخ عندي سؤال عن موضوع قراته
كيف تحارب النفس ..
إن كلمة ( نفس ) هي كلمة في منتهى الخطورة ، وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات
كثيرة ، يقول الله تبارك وتعالى :
في سورة ( ق )
{ ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً إسمه ( الشيطان )
والناس هنا تتسائل : نحن نؤمن بالله عز وجل ، ونذكره ، ونصلي في المسجد ، ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ..... و...... و .... الخ
وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب ! ! !
والسبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف ، يقول الله تعالى في محكم كتابه {{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا }}
إنما العدو الحقيقي هو ( النفس ) ، نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة ، واللغم الموجود في داخل الإنسان
احبتي في الله , يقول الله تبارك وتعالى :
سورة ( الإسراء ) :{ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا }
وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( غافر ) : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }}
وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( المدثر ) : { كل نفس بما كسبت رهينة }
وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( النازعات ) : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }
وقوله تبارك وتعالى :
سورة ( التكوير ) : { علمت نفس ما أحضرت }(1/385)
لاحظوا يا أيها الأحبة أن الآيات السابق ذكرها تدور حول كلمة ( النفس ) ، فما هي هذه النفس؟؟؟
يقول العلماء : أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله
(( اللات ، والعزى ، ومناة ، وسواع،وود ، ويغوث ، ويعوق ، ونسرى ))
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إله مزيف مازال يعبد من دون الله ، ويعبده كثير من المسلمين ،يقول الله تبارك وتعالى : {{ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}} , ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ ، لذلك تجده يفعل ما يريد
يقول الإمام البصري :
وخالف النفس والشيطان واعصهما
لو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم
كجريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل )
وجريمة ( امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا)
وجريمة ( كفر إبليس)
لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب
ففي جريمة ( قتل قابيل لأخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى :
{ فطوعت له نفسه قتل أخيه }
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما !!! وبعد ذلك ندم وتاب ، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف يقول لك : أغواني الشيطان ، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان فيا ترى الشيطان عندما عصى الله ، من كان شيطانه ؟؟؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان ، فإن النفس أيضاً توسوس لك ، نعم ...
( إن النفس لأمارة بالسوء )
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان ، وإما من النفس الأمارة بالسوء ، فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير ... لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :
{{ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}}
سوره يوسف(53)
(...الجواب...)(1/386)
أخشى أن يكون هذا مِن التقوّل على الله ؛ لأن المتكلِّم في تفسير القرآن يُخبر عن مراد الله تعالى بِكلامه ، ويكشف عن معنى كلام الله .
والكاتب أشار إلى ضعف الشيطان ، بل قال : إنه ضعيف جدا .
وهذا فيما يتعلق بِكيد الشيطان ؛ لأن كيده راجِع إلى الوسوسة ، كما قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه حينما شَكَوا من الوسوسة وما يجدون منها ، فقال : الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
والشيطان يَقْوى ويتقوّى إذا غفل الإنسان عن الذِّكر ، ولذلك سُمِّي " الخناس "
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الشيطان جَاثِم على قَلب ابن آدم فإذا سَهَا وغَفَل وَسْوَس ، وإذا ذَكَر الله خَنَس .
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي تميمة الهجيمي عمّن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم قال : كنت رديفه على حمار فعثر الحمار ، فقلت : تَعِس الشيطان ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، تعاظم الشيطان في نفسه ، وقال : صرعته بقوتي ! فإذا قلت : بسم الله تَصاغَرَتْ إليه نفسه حتى يكون أصغر مِن ذُباب .
وإذا عَلِمْت ذلك ، تبيّن لك خَطَر الشيطان ، ولذلك شُرِعت الاستعاذة بالله منه .
وخَطَر الشيطان فهو أعظم مِن خَطَر النَّفْس ، ولذا فإن الله شَرَع الاستعاذة بالله مِن الشيطان بِثلاث صِفات ، فقال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ) مِن أي شيء ؟ (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) .
بينما ما يتعلّق بالإنسان نفسه وبالهوام ، قال : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) مِن أي شيء ؟ (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) .
قال الرازي في تفسير سورة الناس ما نصّه :(1/387)
واعلم أن هذه السورة لَطيفة أخرى ، وهي أن الْمُسْتَعَاذ به في السورة الأولى مَذكور بِصِفة واحدة ، وهي أنه رب الفلق ، والْمُسْتَعَاذ مِنه ثلاثة أنواع مِن الآفات ، وهي الغَاسِق ، والنفاثات ، والحاسد . وأما في هذه السورة فَالْمُسْتَعَاذ بِه مَذْكُور بِصِفَات ثَلاثة ، وهي الرَّبّ ، والْمَلِك والإله ، والْمُسْتَعَاذ مِنه آفَة واحِدة ، وهي الوسوسة ، والفَرْق بَيْن الْمَوْضِعَين أن الثناء يَجِب أن يَتَقَدَّر بِقَدْر الْمَطْلُوب ، فالمطلوب في السورة الأولى سَلامة النَّفْس والبَدن ، والمطلوب في السورة الثانية سَلامة الدِّين ؛ وهذا تنبيه على أن مَضَرَّة الدِّين وإن قَلَّت أعظم مِن مَضَار الدنيا وإن عَظُمَت ، والله سبحانه وتعالى أعلم . اهـ .
والله سبحانه وتعالى قد وصف الشيطان بالعدوّ المبين ، وجاء التحذير منه في غير ما سُورة من سُور القرآن ، ومِن خُطواته وخطراته .
جواب امرأة العزيز كان اعتذارا ، وهي قد اعترَفَتْ بِما عَمِلت ، وكانت أنْكرته سابقا ، فإنها قالت : (الآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ثم قالت : (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي) .
وقالت ذلك ونسَبَتْه إلى نَفْسِها لأنه رَمَتْه بالتّهمة في أول الأمر ، حيث قالت : (مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) !
فأرادتْ تأكيد ذلك ، وتأكيد براءة يوسف عليه الصلاة والسلام وأنها لا تُبرّئ نفسها .
ثم إن النفس وحدها تضعف ، بينما هي مع الشيطان أقوى .
ألا ترى أن النفس تضعف وتضعف دواعي الشهوة فيها حال تصفيد الشياطين في حال الصيام في شهر رمضان ؟
بينما تقوى على المعصية في غير ذلك .
وهذا دالّ على أن النفس وحدها ضعيفة ، بينما هي مع الشيطان تتقوّى .(1/388)
فكيف إذا اجتمع داعي الهوى والشيطان مع النفس الأمّارة بالسوء ؟
وأما الآيات التي استدل بها صاحب الموضوع فقد وضعها في غير موضعها ، مثل : آية الإسراء (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) ، والآيات التي أوردها بعدها لا دلالة فيها على ما ذَهب إليه ، وما فهمه مِن خطورة النفس ، إلاّ أن يُقال ما جاء في آية النازعات : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) .
كما أنه ليس صحيحا أن الآلهة التي كانت تُعبد مِن دون الله قد هُدِمت ، بل لا زال هناك آلهة تُعبد مِن دون الله ، وسيعود الشرك في هذه الأمة ، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بِقوله : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ . وَذُو الْخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ . رواه البخاري ومسلم .
ومن غير اللائق ومِن خِلاف الأدب تبرئة الشيطان الذي نُسِب إليه كل شرّ وبلاء .
والذي هو العدو المبين .
والذي أمَر الله باتِّخاذه عدوا ، كما قال تعالى : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) .
بل هو أصل كل شقاء لبني آدم ، ومعلوم لكل مسلم عداوته لأبينا آدم ، وإخراجه لأبِينا آدم من الجنة .
وما استُدِلّ به على عدواة النفس لا يُواتيه كلام المفسِّرين .
كما في قوله تعالى : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ)
قال مجاهد : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) : شجعته على قتل أخيه .
وقال ابن جرير في تفسيره : يعني جل ثناؤه بقوله : (فَطَوَّعَتْ) فآتتهُ وساعدته عليه .
والنفس تتمنّى وتشتهي .. والشيطان يُساعدها ويُعينها على الباطل .(1/389)
ولذلك جاء في الحديث : مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ . رواه مسلم .
وسبب ذلك أن الشيطان قد يدفعه لارتكاب جريمة ، ولذلك جاء في رواية ما يُفسِّر هذه الرواية : لا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلاحِ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ . رواه مسلم .
كما أن النفس نَفْسَان : أمّارة بالسوء ، ولوّامة ، وهي التي أقسم الله بها ، وهي التي تلوم صاحبها .
فليست النفس شرّ في كل أحوالها .
بينما الشيطان شرّ وبلاء .
والله تعالى أعلم .
***********************************
93-إذا كان الله قدر كتب لي كل ما سأمرّ به في حياتي قبل أن يخلقني فكيف يحاسبني على ذلك ؟
(...السؤال...)
تحدثنا في القضاء والقدر ، فقالت لي صديقتي : إذا كان الله قدر كتب لي كل ما سأمرّ به في حياتي قبل أن يخلقني فكيف يحاسبني على ذلك ؟ و قالت : إنه حسب مفهومها أن الله سبق في علمه ما سيفعل الإنسان وإنما لم يكتب عليه ذلك .
وأنا في الواقع لا أحاول أن أخوض في هذا الموضوع لأنني لا أملك فيه علما واسعاً وأخشى أن أقول في هذا الموضوع ما ليس لي بِعلم .و هي في الواقع ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها لهذا السؤال و أجد حرجاً في الردّ و لا أجد ما أقول .
فأرجو سيدي الكريم إعطائي جوابا مبسطا وكافيا لهذا السؤال . و هو سؤال يسعى المشككون في ديننا إلى طرحه ما تسنّت لهم الفرصة للتشكيك في عقيدتنا والعياذ بالله. وأنا أعرف أن هذا السؤال قديم فقد طرح حتى على الأئمة أصحاب المذاهب.
أرجو أن تفيدني .
(...الجواب...)(1/390)
قال الإمام الطحاوي : وأصل القدر سرّ الله تعالى في خلقه ، لم يَطّلع على ذلك ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان ، وسُلّم الحرمان ، ودرجة الطغيان ، فالحذر كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة ، فإن الله تعالى طَوى علم القدر عن أنامه ، ونهاهم عن مرامه . اهـ .
وقال ابن عبد البرّ رحمه الله : وقال العلماء والحكماء قديما : القدر سرّ الله ، لا تنظروا فيه . فلو شاء الله ألاّ يُعصى ما عصاه أحد ، فالعباد أدق شأنا وأحقر من أن يَعصوا الله إلا بما يريد .
وقال أيضا : والقدر سرّ الله ، لا يُدرَك بجدال ، ولا يَشفي منه مَقال ، والحِجَاج مُرْتَجّة مُغْلَقَة لا يُفتَح شيء منها إلا بِكَسْرِ شيء . وقد تواترت الآثار عن السلف الصالح بالنهي عن الجدال فيه والاستسلام له والإيمان به . اهـ .
وأما أن الله علِم ما سيفعله الْخَلْق فهذا صحيح ، ولذلك فإن مراتب القدر عند أهل السنة أربع :
الأولى : الْعِلْم ؛ وهو أن الله علِم بِكلّ شيء قبل خلْق الْخَلْق .
الثانية : الكتابة ؛ وهي أن الله كَتَب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة .
الثالثة : المشيئة ؛ وهي أن الله قد شاء كل ما هو كائن ، فلا يكون شيء إلا بمشيئته سبحانه وتعالى .
الرابعة : الْخَلْق ؛ وهي أن الله خَلَق كل شيء ، والْخلْق مُتأخّر عن العِلم وعن الكتابة .
فمن علِم بهذه المراتب استبان له الحق في مسائل القضاء والقَدَر .فلو خَلَق الله الْخَلْق وكَتَب عليهم الشقاء ما كان ظالماً لهم ، لأنهم عبيده وفي مُلْكِه وتحت تصرّفه .
فكيف وهو لم يَكتب الشقاء على الأشقياء إلا وقد علِم سبحانه وتعالى ما سوف يَعمَلون . ثم أخرجهم إلى دار الابتلاء ، وأقام عليهم الْحُجج والبراهين ، وأرسل إليهم الرُّسُل ، وأنزل إليهم الكُتُب ، وأنذرهم ، وأعذَرَ إليهم .(1/391)
فاللوم إذاً يَقع على الإنسان الذي رأى الخير والشرّ ثم اختار طريق الشرّ .أرأيت لو أن إنساناً قيل له : هذا الطريق مَخْوف وخطير ، وذلك طريق آمِن ، ثم اختار لنفسه أن يسلك الطريق الْمَخُوفَة . فعلى من يقع اللوم ؟
هل يقع على الذي أخبره بأن الطريق مَخوفَة ؟ أو على الذي سَلَك الطريق الْمَخُوف ؟
وكما يُقال : بالمثال يتّضِح المقال :لو أن مُدرِّساً درّس مجموعة من الطلاّب ، ثم عَرَف مستوى الطلاّب ، ثم في آخر السنة كَتَب في ورقة وأخفاها عنده :
هؤلاء يَرسبون ( وكَتَب أسماءهم )
وهؤلاء يَنجحون (وكَتَب أسماءهم )
وكان ذلك بناء على معرفته بمستوى طلاّبِه .ثم جاءت النتيجة كما توقّع المدرِّس . فهل كتابة المدرِّس هذه لها أثر في نتائج الطلاّب ؟ وهل رسوب طالب وإخفاقه في الامتحان يَقع على المدرِّس ، أو على الطالب الْمُهمل ؟
لا شك أن العقلاء يتّفقون على أن كتابة المدرِّس ليس لها أثر على مستوى الطلاب ولا على نجاحهم ورسوبهم .ولا يَقع عليه لوم في كتابته تلك ، وإنما اللوم يقع على الطلاّب الذين أهملوا ، والذين غَفَلوا عن دراستهم .
ولله المثل الأعلى :فالله كَتَب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض مقادير كل شيء . وكَتَب على الإنسان ما سوف يَعمله ، وهو في بطن أمه ، فكُتِب : رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد . كما في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه .
فهذه الكتابة مبنية على عِلم الله السابق ، والذي أحاط علمه بكلّ شيء ، وليست مُجرّد كتابة .
ثم لما خَرَج هذا الإنسان عَرَف طريق الخير من الشرّ ، وعُرِّف إياه بالإضافة إلى ما فَطَره الله عليه من معرفة الخير والشرّ .
ثم قيل له : هذا طريق الجنة ، وهذا طريق النار .
ثم اختار طريق النار .
فلا يقع اللوم على غيره ، وإنما يَقع على من اختار لنفسه ما يضرّها وما يُهلكها .وكل إنسان مأمور بالسعي في فِكاك رقبته وعتقها من النار ، ومأمور بالسعي والجدّ والعمل الصالح .(1/392)
ولذلك لما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيمَ يعمل العاملون ؟ قال : كُلٌّ مُيَسَّر لما خُلِق له . رواه البخاري ومسلم .
وأفضل من رأيته كَتَب في هذا الباب ، وشَفى وكَفَى : ابن القيم رحمه الله في كتابه النافع الماتع :
" شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " .
والله تعالى أعلم .
***********************************
94-كيف يظن نبي أن الله لن يقدر عليه؟
(...السؤال...)
قرأت هذا السؤال في إحدى المنتديات00يقول الله تعالى عن يونس عليه السلام فظن أن لن نقدر عليه، وسؤالي كيف يظن نبي أن الله لن يقدر عليه؟
(...الجواب...)
أولاً : لا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يظنّ بِنبيّ من الأنبياء ما لا يظُنّ بآحاد المؤمنين .
لأن الأنبياء هم صفوة الله مِن خلقه .
بل إن ذلك الظنّ كُفْر .
قال القرطبي : قيل : معناه اسْتَزَلّه إبليس ووقع في ظنه إمكان ألاَّ يَقْدر الله عليه بمعاقبته . وهذا قول مردود مرغوب عنه ؛ لأنه كفر . اهـ .
ثانيا : ما جاء بخصوص يونس عليه الصلاة والسلام مِن قوله تعالى : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) فهذا حمله العلماء على عِدّة معان ، أشهرها :
ظنّ أن لن نُضيِّق عليه ، وهذا معنى التقدير لُغة ، كما قال تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ) ، أي : ومن ضُيِّق عليه في رزقه . وكما قال تبارك وتعالى : (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) .
فيكون المعنى : ظنّ يونس أن لن نُضيِّق عليه .
المعنى الثاني : هو من القَدَر الذي هو القضاء والْحُكْم ، أي : فَظَنّ أن لن نقضي عليه بالعقوبة .(1/393)
والمعنى الثالث : إن معنى (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) الاستفهام . وتقديره : أفَظَن ، فَحُذف ألف الاستفهام إيجازا . ذَكَر هذه الأجوبة القرطبي في تفسيره . والله تعالى أعلم .
***********************************
95-هل تحب النبي؟؟...إختبر نفسك
(...السؤال...)
إختبر نفسك في 12 سؤالا
هـ،،،ــــــــــل تحب النبي الكريم؟؟
.
.
.
1*** هل رأيت الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام؟؟
2*** هل تصلي الصلوات الخمس في أوقاتها؟؟
3***هل تنام على جانبك الأيمن؟؟
4***هل تصوم الإثنين والخميس أو أحدهما؟؟
5***هل تصلي على النبي الكريم ولو10 مرات؟؟
6***هل تصلي الفجر في وقته؟؟
7***هل تحرص على صلاة الوتر كل ليلة قبل النوم؟؟
8***هل تسأل الله في الدعاء أن يجعلك مع النبي في الفردوس؟؟
9***هل تقرأ كتابا للسيرة ولو مرة كل أسبوع؟؟
10***هل تحرص على صلاة السنة؟؟
11***هل تصلي ركعتي قيام الليل ولو مرة كل أسبوع؟؟
12***هل تردد أ\كار الصباح والمساء وأدعية لبس الثوب وغيرها؟؟
.
.
.
.
النتاائج لكل إجابة
= دائما (3نقاط)
=غالبا (نقطتين)
= أحيانا(نقطة)
=نادرا(صفر)
.
.
.
.
% إذا كان مجموع نقاطك مابين 33و45
.
.
بشراك.أنت تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وتتبع سنته فهنيئا لك بصبحته
=
=
=
%إذا كان مجموع نقاطك مابين 20و33
.
.
أنت لازلت تبحث عن طريق محبته ، تتمنى أن تكون من المحبين لكنك تتعثر
قليلا ، جدد عزمك ولا تقلق أنت لست بعيدا عن صحبته
=
=
=
%إذا كان مجموع نقاطك أقل من 20
.
.
أنت لم تجد الطريق إليه بعد ، فإنتبه واستيقض وابحث عن الطريق .
.
.
.
(( موضوع ورد بالعديد من المنتدى وأنا حبيت أستفسر عنه
(...الجواب...)
هذا ليس صحيحا ، وليس دقيقا .
فرؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ليست شرطا في إثبات محبته صلى الله عليه وسلم .
كما أن من أعظم دلائل محبته صلى الله عليه وسلم اتِّباعه صلى الله عليه وسلم والعمل بِسُنّتِه .(1/394)
قال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله ، فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) . ذَكَرَه ابن كثير .
وكم من الناس من يُحبّ النبي صلى الله عليه وسلم حُبًّا ينطبق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ . كما في صحيح مسلم .
وربما كان منهم من هو من عامّة الناس ، ولا توجد عنده بعض تلك النقاط المذكورة في السؤال .
بل قد يُوجد من العُصاة من يُحبّ النبي صلى الله عليه وسلم مع وُقوع المخالفة ، وليس هذا تهوينا من شأن المعصية .
وفي صحيح البخاري من حديث عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا ، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُ ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَلْعَنُوهُ ، فَوَ اللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
وفي رواية : فو الله ما عَلِمْتُ إلاَّ أنه يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .
فلا يصح أن تُجعل تلك النقاط هي مقياس محبة النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .
***********************************
96-هل من أقوال للأئمة الأربعة أو شيخ الإسلام حول المسجد النبوي و قبر النبي عليه السلام
(...السؤال...)(1/395)
هل من أقوال للأئمة الأربعة أو شيخ الإسلام ابن تيمية أو ابن القيم عن قضية المسجد النبوي و قبر النبي صلى الله عليه و سلم ؟
و أقصد في ذلك توضيح أن القبر ليس من ضمن المسجد .؟ فإن كان لهم أقوال فزودنا بها جزاك الله خيرا
و ذلك لأن البعض يدعي أن القبر من المسجد و يقول أن ابن تيمية و الأئمة لم يعلقوا على هذا الأمر
(...الجواب...)
أقوال الأئمة كثيرة في هذا الباب ، وقد سبق القول في ذلك هنا :
هل قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ؟
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?s=&threadid=12667
وعُبّاد القبور يُريدون إثبات أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده ، ليتّخذوا ذلك ذريعة إلى تسويغ الشرك ! وإلى تصحيح أفعالهم !
وهذا باطل من وجوه كثيرة ، منها :
1 - أن النبي صلى الله عليه وسلم دُفِن في بيته ، وبيته لم يكن في المسجد بل كان مُلاصقا للمسجد ، ثم أُدخِل إلى ناحية المسجد حماية لجثمانه صلى الله عليه وسلم .
2 - أن ذلك لم يكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يُتّخذ قبره مسجدا ، ولذلك لم يُبرز الصحابة قبره صلى الله عليه وسلم ، ولا دفنوه صلى الله عليه وسلم في مسجده .
3 - أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يُتّخذ مطافا كما في القبور التي جُعلت في بعض مساجد المسلمين ، بل وفي بعض الأضرحة التي تُضاهَى بها الكعبة المشرفة !
4 - أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال في ناحية من المسجد النبوي ، وليس في وسط المسجد . ثم إنه لا يزال في بيته صلى الله عليه وسلم مُحاطا بالْجُدران .
والله أعلم .
***********************************
97-كيف نام أهل الكهف من الناحية العلمية
(...السؤال...)
لدي استفسار حول موضوع منتشر وهو كيف نام أهل الكهف من الناحية العلمية
نص الموضوع
بسم الله الرحمن الرحيم
حتى ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة هذه المدة الطويلة من دون تعرضهم للأذى(1/396)
والضرر وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبا لمعيشتهم فقد وفر لهم الباري عز وجل الأسباب التالية :
1- تعطيل حاسة السمع :
حيث إن الصوت الخارجي يوقظ النائم وذلك في قوله تعالى: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا) الكهف/11 والضرب هنا التعطيل والمنع أي عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي الثامن .ذلك إن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطة الخارجي .
2- تعطيل الجهاز المنشط الشبكي (ascending reticular activating system ) :
الموجود في الجذع الدماغ والذي يرتبط بالعصب القحفي الثامن أيضا (فرع التوازن)حيث إن هذا العصب له قسمان :الأول مسؤول عن السمع والثاني مسؤول عن التوازن في الجسم داخليا وخارجيا ولذلك قال الباري عز وجل (فضربنا على آذانهم) ولم يقل (فضربنا على سمعهم )أي إن التعطيل حصل للقسمين معا وهذا الجهاز الهام مسؤول أيضا عن حالة اليقظة والوعي وتنشيط فعاليات أجهزة الجسم المختلفة والإحساس بالمحفزات جميعا وفي حالة تعطيلية أو تخديره يدخل الإنسان في النوم العميق وتقل جميع فعالياته الحيويه وحرارة جسمه كما في حالة السبات والانقطاع عن العالم الخارجي قال تعالى (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ) النبأ/8 والسبات هو النوم والراحه (والمسبوت) هو الميت أو المغشى عليه (راجع مختار الصحاح ص 214).فنتج عن ذلك ما يلي :
أ-المحافظة على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم إلا إنها بقيت دائرة خارجه (كالخلايا والانسجه التي تحافظ في درجات حرارة واطئة فتتوقف عن النمو وهي حية ).
ب-تعطيل المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة بواسطة الجهاز المذكور اعلاه كالشعور بالألم أو الجوع أو العطش أو الأحلام المزعجة (الكوابيس )(1/397)
3- المحافظة على أجسامهم سليمة طبيا وصحيا وحمياتها داخليا وخارجيا والتي منها :
أ- التقليب المستمر لهم أثناء نومهم كما في قوله تعالى :-
( وَتَحْسَبُهُمْ أيقاظاً وَهُمْ رُقودٌ وَنُقلّبُهُمْ ذاتَ اليْمَين وذاتَ الشّمَالِ ) الكهف/18 لئلا تآكل الأرض أجسادهم بحدوث تقرحات الفراش في جلودهم والجلطات في الأوعية الدموية والرئتين وهذا ما يوصي به الطب ألتأهيلي حديثا في معالجة المرضى فاقدي الوعي أو الذين لا يستطيعون الحركة بسبب الشلل وغيرة .
ب- تعرض أجسادهم وفناء الكهف لضياء الشمس بصورة متوازنة ومعتدلة في أول النهار وآخرة للمحافظة عليها منعاً من حصول الرطوبة والتعفن داخل الكهف في حالة كونه معتما وذلك في قولة تعالى (وَتَرَى الشَّمس إذا طَلَعتْ تَزاورُ عن كهْفِهمَ ذاتَ الْيَمين وإذا غرَبتْ تَفْرضُهُمْ ذاتَ الشِّمال )الكهف/17 والشمس ضرورية كما هو معلوم طبيا للتطهير أولا ولتقوية عظام الإنسان وأنسجته بتكوين فيتامين د (vitamin d ) عن طريق الجلد ثانيا وغيرها من الفوائد ثالثا .
يقول القرطبي في تفسيره : وقيل ( إذا غربت فتقرضهم ) أي يصيبهم يسير منها من قراضة الذهب والفضة أي تعطيهم الشمس اليسير من شعاعها إصلاحا لأجسادهم فالآية في ذلك بان الله تعالى آواهم إلى الكهف هذه صفته لأعلى كهف آخر يتأذون فيه بانبساط الشمس عليهم في معظم النهار والمقصود بيان حفظهم عن تطرق البلاء وتغير الأبدان والألوان إليهم والتأذي بحر أو برد )القرطبي ،الجامع لأحكام القران ،ج1 ص 369،دار الكتاب العربي –القاهرة 1967 .)(1/398)
ج - وجود فتحة في سقف الكهف تصل فناءه بالخارج تساعد على تعريض الكهف إلى جو مثالي من التهوية ولإضاءة عن طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة (وهي المتسع في المكان ) في الكهف في قوله تعالى (وَهُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فهُوَ الْمُهتْدى وَمَنْ يُضْلِلْ فلَنْ تَجِدْ لَهُ ولياَ مُرْشداً ) الكهف /17 .
د -الحماية الخارجية بإلقاء الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة لا هم بالموتى ولا بالإحياء (إذ يرهم الناظر كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظون بحيث إن من يطلع عليهم يهرب هلعا من مشهدهم وكان لوجود الكلب في باب فناء الكهف دور في حمايتهم لقولة تعالى (وَكلْبُهُمْ باسِط ذِراعِيْهِ بالْوَصيدِ لَوْ اطَّلعْتَ عَلْيَهمْ لَوَلَيتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلمُلِئْتَ مِنْهُمً رُعْباَ )الكهف / 18. إضافة إلى تعطيل حاسة السمع لديهم كما ذكرنا أعلاه كحماية من الأصوات الخارجي
سبحان الله
(...الجواب...)
أولاً : على من أراد أن يتكلّم في شيء من تفسير القرآن أن يكون على وَجَل أن لا يَزِل ، فَيَضِل ويُضِل .وذلك أن المتكلِّم في تفسير القرآن يسعى للكشف عن مراد الله ، فإذا قال قولاً فهو ينسب ذلك القول إلى الله تبارك وتعالى ، ويزعم أن ذلك مُرادا لله عزّ وَجَلّ .
ثانيا : على من تكلّم في تفسير القرآن أن لا يخرج عن جادة العلماء السابقين ، خاصة الذين لهم قَدَم صِدق في العِلْم مِن أهل الرسوخ ، الذين يعلمون تأويل القرآن ومعاني اللغة ، وما تدلّ عليه . فلا يأتي بقول يُخالف فيه سلف الأمة وعلماءها إلاّ بِدليل .
ثالثا : ما جاء في هذا القول على وجه الخصوص مُتعقّب بِما يلي :(1/399)
أ – أن الضرب على آذانهم يعني إلقاء النوم عليهم ، وعلى هذا جمهور المفسرين . وقد يُعبّر بالأُذن عن السمع ، كما قال تعالى : (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا) وكما قال عزّ وَجَلّ : (وَلَهُمْ آَذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا) ، وكما قال سبحانه وتعالى : (أَمْ لَهُمْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا)
فيُعبَّر عن السمع بالأذن لأنها هي أداته .
ب – ما رُتِّب على ذلك وهو الزعم بأن الضرب على الأذان تعطيل للسمع وللأُذن ، وهذا مناقضة لقوله : (ولم يقل (فضربنا على سمعهم ) ) .
جـ - القوبل بأن (المحافظة على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم) جَعَلهم يعيشون تلك الفترة ، وهذا غير مُسلَّم به ؛ لأن قوله هذا يُشعر أن أجسادهم لم تتغير ، وان السنين لم تُؤثِّر فيهم .
وهذا يردّه قوله تعالى عنهم : (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) .
د – تفسيره السبوت بالموت أو بالغشيان ، حيث فسّر قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً) بذلك ، وهذا غير صحيح ؛ لأن الله وصف النوم بذلك ، وليس وصفا لأهل الكهف . كما أن معنى السُّبَات في اللغة هو القَطْع ، وكون النوم سُبات ، أي : قَطْعًا للأعمال ، كما يقول أهل اللغة ، وليس الكلام هنا عن " السبوت " !
هـ : زعْمه بـ : (وجود فتحة في سقف الكهف تصل فناءه بالخارج تساعد على تعريض الكهف إلى جو مثالي من التهوية ولإضاءة عن طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة (وهي المتسع في المكان )في الكهف) .
وهذا يحتاج إلى دليل ، ولا دليل عليه ، وهو ادِّعاء وُجود فتحة تهوية في سقف الكهف !(1/400)
رابعا : يُمكن إلغاء كل تلك الأقوال ، والقول بأن الله على مل شيء قدير ، وأن الله قادر أن يفعل بهم ذلك ، ويُبقيهم طيلة تلك الفترة ، كما فعل سبحانه وتعالى بِعُزير ، كما أخبر عنه تعالى في سورة البقرة (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ) الآية . والله تعالى أعلم .
***********************************
98-لون العيون على ماذا يدل ؟؟
(...السؤال...)
انتشرت بالمنتديات موضوعات حول أسرار العيون أو لون العيون على ماذا يدل
و قد قمت بالرد على أحدها استناداً على فتوى لفضيلتكم و قياساً عليها
و لكن أخشى أن مافعلته مجانب للصواب لذا سأعرض الأمر عليكم و أنتظر ردكم ليتم التصرف على اثره ..
بسم الله الرحمن الرحيم
العيون الخضراء
تدلّ على أن أصحابها ذوي شخصية قوية، ويمتازون بقوة الإرادة والعاطفة
وصلابة الرأي، يحبون مساعدة الغير إلى أقصى الدرجات، لكنهم في بعض الأحيان
أنانيون،
وهذه الأنانية نابعة من ثقتهم الزائدة بأنفسهم، لكن أهم ما يميز أصحاب
العيون
الخضراء أنهم عاطفيون للغاية ويتمتعون بالكمّ الهائل من الحنان.
العيون الزرقاء
تعطي صاحبها نظرة عميقة، فيبحر الناظر إليها بشخصية صاحبها، الذي
يكون حساساً جداً فيعامل الغير برقة وشفافية، ويفرض نفسه ورأيه على ا
لآخرين بخفة شديدة، كما أن أصحاب هذه العيون يمتازون
بالجرأة والإقدام لكنهم نرجسيون بعض الشيء وخصوصاً في
الأمور التي تتعلّق بأغراضهم
الخاصة.
ومعظم أصحاب العيون الزرقاء عندهم حس فني ملموس.
العيون السود :
أصحاب هذه العيون هم أناس حالمون يعيشون أجواء الشِعِر،
كما أنهم أناس أسخياء وكرماء للغاية، يساندون الغير حتى على
حساب أنفسهم، لكنهم يتمتعون بشخصية قوية. الغيرة ترافقهم
باستمرار ومشاعرهم الرقيقة تجعلهم(1/401)
«أرضاً خصبة« للأصحاب. فهم إجتماعيون للغاية،
لكن في حال انزعاجهم من أمر يفقدون
السيطرة على أنفسهم
العيون البنية:
هي رمز الحنان والعطف، وكلما مالت العيون إلى اللون البني
الغامق دلّت على أن صاحبها يتمتع بحنية أكبر وبعطف شديد على الغير.
أصحاب العيون البنية بالإجمال لا يكترثون للمظاهر الخارجية،
يحصلون على ما يريدون بهدوء لأنهم لبقون للغاية
ولا يعرفون معنى العصبية. ومن جهة أخرى هم أناس حالمون
يعيشون في عالم من التأمّل ويسعون إلى
الهدوء النفسي والإستقرار.
العيون الرمادية:
أصحاب هذه العيون هم على نوعين، إمّا يتمتعون بشخصية
هادئة ونفس مطمئنة وسخية، وإما يتمتعون بشخصية عصبية
وثائرة. وهم يبحثون بشكل دائم عن الهدوء لكن نادراً ما يجدونه.
كما أن طابعهم عنيف وميّالون إلى القسوة.
العيون العسلية :
رغم القلب الطيب الذي يتمتعون به، فهم أناس غير صريحين
مع أنفسهم كما مع غيرهم، يبحثون بشكل دائم عن الصحبة
لكنهم يلفّون ويدورون كما لو أنهم في دوّامة. ويعتمد
أصحاب هذه العيون على أنفسهم منذ الصغر
فلا يحبّون الإتكال على الغير أبدا
يلا كل شخص يدخل يكتب وش هو لون عيوووونة
مع خالص تحياتي
إلى هنا إنتهى الموضوع .. و إليكم ردي عليه ..
بسمـ ربـ القلمـ
لا شك أن النية الطيبة إضافة إلى المتعة و الفائدة كانت وراء طرح هذا الموضوع
و لكن بعد البحث و التحري وجدت فتوى بشأن هذا الموضوع و ما شابهه
و نصها كالأتي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي جزيتم خيراً
لاحظت في بعض المنتديات النسائية مواضيع بعنوان :
حللي شخصيتك من خلال اسمك
( أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم أن للاسم تأثير على صاحبه من خلال تغييره لأسماء بعض الصحابة
و ثبت ذلك بأفعال الصحابة كعمر بن الخطاب حينما قال لأحدهم أدرك أهلك فقد احترقوا بناء على اسم الرجل )
لكن المشكلة في تحليل الاسم تحليلاً دقيقاً مثل : ابتسام رزينة ، عاقلة , أنانية ، مرحة .(1/402)
أو من خلال لونك المفضل ، أو من خلال لون عينك ، أو من خلال لون شعرك .
و سؤالي من عدة وجوه :
حكم تصديق مثل هذه الأمور و اعتقاد صحتها ؟؟
رأيكم في كتابتها ونقلها ؟؟
رأيكم في قراءتها للتسلية , مع مشاركة كاتبة الموضوع بالتشجيع و الثناء على الموضوع ؟؟
نصيحة للأخوات اللائي يُشرن لأسمائهن أو لنتيجة شخصياتهن لاسيُما و أن المنتدى و إن حُظر دخول الرجال إليه لكن قد يطلع عليه البعض ,
فما رأيكم بذلك أي جعل شخصيتها كتاباً مفتوحا للغادي و الرائح لاسيما أن البعض يفعلنه غفلة أو تهاونا ؟؟
نسأل الله لكم التوفيق
الجواب :
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
و الله يوفقكم ويرعاكم
أخشى أن يكون هذا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ؛ لأنهم نسبوا ذلك إلى الرسول صلى الله عليه و سلم بقولهم :
( أثبت الرسول صلى الله عليه وسلم أن للاسم تأثير على صاحبه من خلال تغييره لأسماء بعض الصحابة )
و النبي صلى الله عليه و سلم إنما غيّر بعض الأسماء لما فيها من التزكية
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب كان اسمها برّة ، فقيل : تزكي نفسها ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب .
و بعض الأسماء التي غيّرها النبي صلى الله عليه و سلم لما فيها من محذور حال النداء .
فقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تسمينّ غلامك يساراً و لا رباحاً و لا نجيحاً و لا أفلح ، فإنك تقول : أثم هو ؟ فلا يكون ، فيقول : لا ) . رواه مسلم .
نعم . جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لرجل : ما اسمك ؟ فقال : جمرة . فقال : ابن من : فقال : ابن شهاب . قال : ممن ؟ قال : من الحرقة . قال : أين مسكنك ؟
قال : بحرّة النار . قال : بأيّها ؟ قال : بذات لظى ! قال عمر : أدرك أهلك فقد احترقوا . فكان كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه . رواه الإمام مالك .
و لكن مَن مثل عمر رضي الله عنه ، و هو المُحدَّث الملهَم ؟(1/403)
و لذا قال ابن عبد البر تعليقاً على هذا الحديث :
لا أدري ما أقول في هذا إلا أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : سيكون بعدي محدَّثون ، فإن يكن فعمر . اهـ .
و الحديث الذي أشار إليه في الصحيحين .
فمن مثل عمر ؟
و أما تحليل الشخصيات من خلال الأسماء فهذا ضرب من الكهانة ، و باب من أبواب الكذب ، و يشتد الأمر سوءاً إذا نُسب ذلك إلى السعادة أو الشقاوة ،
كما يزعمون ذلك في قراءة الكفّ والفنجان ! وهل يفرق فنجان عن فنجان ، أو كفّ عن كفّ ؟!
و مثله نسبة السعادة و الشقاوة و حُسُن أو سوء الصفات الشخصية إلى الكواكب و الطوالع و النجوم .
فإذا كُنت وُلدت في نجم كذا فأنت كذا و كذا ، من صفات أو سعادة و نحو ذلك مما هو رجم بالغيب ، و قول على الله بغير علم ، و افتراء على الله عز و جل .
و لذلك لا أرى أن تُكتب و لا أن تُنقل و لا أن تُشهر بين الناس .
و أخشى أن يكون باباً من أبواب الاصطياد في الماء العكر – كما يُقال – .
فنصيحتي لأخواتي المسلمات أن يتعقّلن و لا ينسقن وراء مثل هذه الترّهات .
و الله تعالى أعلى و أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم .
***************
تلك كانت فتوى الشيخ عبد الرحمن السحيم نقلتها لكم كما وجدتها دون تحريف أو تصريف صيانة لأمانتي العلمية
و إبراءً لذمتي كمشرفة قائمة على هذا القسم أولاً و كعضو منتسب للتعابير ثانياً ..
و بناءً عليها .. ( الأمر بالأمر يقاس ) .
علماً بأن :
معرفة الشخصية من خلال الاسم أمر خاطيء و يتفق الأغلب على أنه درب من الجهل لأن هذا ليس له علاقة بشخصية الإنسان إطلاقاً .
و لكن معرفة الشخصية عن طريق اللون المفضل للشخص فهذا علم يعرف بـ ( البارسيكولوجي ) أي ( علم ما وراء النفس ) و ذلك بأن يحب الشخص لوناً أو يفضله ..
و هو لم يحبه إلا بناء على ما يجده فيه من صفات .. أي أنه يحب صفات اللون و بالتالي فهذه الصفات لابد أنها توجد فيه لذا أحب هذا اللون ,,(1/404)
و ذلك تماماً مثلما يحب الإنسان شخصاً .. فهو لم يحبه إلا لصفات يحبها و يجدها فيه فيحبه لأجلها ..
إذاً فمعرفة الصفات من خلال اللون المفضل أمر له مصداقية و لكن معرفتها عن طريق الاسم أو لون العينين أو ما شابهها فهذا ليس له أصل لأن الإنسان لم يختاره أصلاً ..
هذا و الله أعلم و هو الهادي إلى سواء السبيل .
اللهم إن كان في كلامنا ما يغضبك فأعوذ بك منه و من تأثر الناس به اللهم و أغفر لنا يا رب و أعفو عنا
اللهم و أرنا الحق حقاً و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلاً و أرزقنا اجتنابه
اللهم و خذ بأيدينا في المضائق و أكشف لنا وجوه الحقائق
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله
و أختم حديثي هذا بإحقاق الحقوق مرة أخرى .. فما ذكرته من تعقيب على الفتوى هنا منقول بتصرف .
ألا هل بلغت اللهم فأشهد .
(...الجواب...)
يكون ذلك له حظّ من النظر ، وقد يكون ضربا من الكهانة !
إذ ليس الأمر على إطلاقه ..
فقد يُحبّ بعض الناس لونا أو يُحب شخصا وبين الْمُحِبّ والمحبوب تباين في الصفات !
وقد نجد أن شخصا أحب لونا فجعله الغالب على بيته وكل ما يشتري !
ثم ما يلبث أن يُغيِّر ذلك اللون الذي أحبه إلى لون آخر ..
فليس ألأمر على إطلاقه
ويُقال مثل ذلك في تحليل شخصية الشخص من خلال فصيلة دمه ، ومن خلال لون عينيه ، ومن خلال أشياء كثيرة يُتكلّم عنها في هذا الباب ، وأكثرها من ضُرُوب الكهانة والتخرّص !
والله أعلم
***********************************
99-روحانيات
(...السؤال...)
هل الروحنيات هي الجان
قالت لي صديقه اني انا بي روحانيات(1/405)
لا الاحظ على نفسي اي شي غريب الا اني ( ارى كل شي سيحدث لي في منامي ويتحقق ما رأيته خير وشر مع اني لا احدث بها احد . اقسم بالله المدرسه التي رشحت للتعيين عليها رأيتها في منامي قبل الترشيح بأسبوعيين . حتى الموجهة قبل ما تزورني في المدرسه احلم بها في الليل انها غدا تزورني . وأحينا تأتيني امرأة وتخبرني بالحدث وبعد اسبوع يتحقق ما اخبرت عنه في منامي
فهل هذا طبيعي ام انا بي حقا روحانيات
(...الجواب...)
لا علاقة لهذا بالجن .
فقد يَرى الإنسان في منامه ما يحدث له ، أو ما سوف يحدث له .
وهذا يقع لبعض الناس .
مع أنه قد تحدث له حوادث لا يعلم بها ، ولا يرى فيها شيئا !
والله تعالى أعلم .
***********************************
100-ما صحة معجزة في جسد المراة
(...السؤال...)
لقد قرأت هذا الموضوع اكثر من مرة
ما مدى صدقه ؟ وهل جائز؟
واذا فضيلة الشيخ قد سبق واجاب عليه
ليت احد من المسؤولين يرشدني اين متواجد لاني بحثت كثيرا لم اجده
بارك الله فيكم واثابكم الفردوس الاعلى
معجزة في جسد المراة
فسر العلماء فترة (العدة) للنساء ,والمحدده في القرآن ,عقب
الطلاق أو وفاه الزوج, بانها للتأكد من خلو الرحم من جنين طفل تكون فيه، وأنها
مهلة للصلح بين الزوجين، وهذا صحيح، ولكن هناك سبباً آخر
اكتشفه العلم الحديث، وهو :
أن السائل الذكري يختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف
بصمة الإصبع،وإن لكل رجل شفرة خاصة به.. وأن جميع
ممارِسات مهنة الدعارة، يصبن بمرض سرطان الرحم.. وأن
المرأة تحمل داخل جسدها ما أشبه بالكمبيوتر، يختزن شفرة
الرجل الذي يعاشرها.. وإذا دخل على هذا الكمبيوتر أكثر من
شفرة، كأنما دخل فيروس إلى الكمبيوتر، ويصاب بالخلل
والاضطراب والأمراض الخبيثة..
ومع الدراسات المكثفة للوصول لحل أو علاج لهذه المشكلة،
تم اكتشاف هذا الإعجاز في الغرب، واكتشفوا أن الإسلام يعلم مايجهلونه.. وهو
أن المرأة تحتاج نفس مدة العدة التي شرعها الإسلام، حتى(1/406)
تستطيع استقبال شفرة جديدة بدون إصابتها بأذى.. كما فسر
هذا الاكتشاف، لماذا تتزوج المرأة رجلاً واحداً، ولا تعدد أزواجا..
وهنا سئل العلماء سؤالاً : لماذا تختلف مدة العدة بين المطلقة
والأرملة؟..
أجريت الدراسات على المطلقات والأرامل، فأثبتت التحاليل : أن
الأرملة تحتاج وقتاً أطول من المطلقة لنسيان هذه الشفرة،
وذلك يرجع إلى حالتها النفسية، حيث تكون حزينة أكثر على
فقدان زوجها، إذ لم تصب منه بضررالطلاق بل توفاه الله..
فلذلك هي لا تستطيع نسيان ذلك الزوج، الذي عاش معها حياة
السعادة.. حياة الفرح.. حياة الحب.. لأن من طبع المرأة الغريزي
الوفاء والإخلاص،وأن الخيانة طبع دخيل على صاحبة القلب
الكبير.. المرأة..
فسبحان الله
(...الجواب...)
لا يكون الكلام دقيقا ، لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن عِدّة المطلقة تختلف عن عِدّة الوفاة لأسباب منها :
أ – أن المراد بِعِدّة الطلاق براءة الرَّحم مِن الْحَمل فحسب . بينما رُوعي حقّ الزوج فغي عِدّة الوفاة .
ب – أن عِدّة الوفاة حُدِّدت بأربعة أشهر وعشرة أيام ؛ لأن الروح تُنفخ في الجنين في هذه المدّة .
جـ - أن عِدّة الوفاة يتعلّق بها ما يتعلّق مِن ميراث وغيره ، فلذلك بُنيت في العِدّة على الأحوط .
الثاني : أن الله جَعَل للآيِسة والصغيرة عِدّة ، مع عدم تعلّق شيء في الرحم ، فلا علاقة للصغيرة والآيسة بما قيل أعلاه ، فليس للرحم علاقة بالحمل .
الثالث : أن المرأة لو كانت في خِصام مع زوجها ، أو كانت في هجران معه ثم مات لزمتها العِدّة ، مع عدم تعلق شيء مما قيل في الرَّحِم !
ولا علاقة له بما قيل أعلاه من أنها تتأثر لِموته ، أو تكون وفيّة ، ونحو ذلك .
فقد تكون تتمنّى موته !(1/407)
الرابع : أن الزوج إذا غاب مدّة طويلة عن زوجته ، أو فُقِد ، ونحو ذلك ، ثم مات فإن الزوجة تَعْتِدّ من حين بلوغها خبر وفاته ، ولو كانت لَم تَرَه منذ أربع سنوات ، وهذا ليس فيه شيء مما ذُكِر أعلاه ، إلاّ أنه رُوعي فيه حق الزوج .
والله تعالى أعلم .
***********************************
101-النصيحة ياشيخ والا فاني حجيجك امام الله يوم القيامة
(...السؤال...)
مأساة يمر بها اهل السنة هذه الايام الا وهي فتنة الهجر والتبديع وتحديد الموقف فاما ان تكون معنا والا فانت ضدنا ... ماهي نصيحتك للشباب والعلماء الذين انساقوا في هذا المجال وهل نحن ملزمون بتبديع وهجر بعض المشايخ امثال ابي الحسن الماربي ...
علما باننا اذا لم نهجر ونبدع فسوف يتم هجرنا وتبديعنا... فليس هناك توقف امام هؤلاء الشباب وانما اما معنا اوضدنا؟
(...الجواب...)
الهوى وحظوظ النفس أجّجت هذه الفتنة التي بَلَغتْ المشارِق والمغارب !
وقد سبق بسط القول فيها هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=2139
والله تعالى أعلم .
***********************************
102-هل يحاسبنا الله بمانقوله في داخلنا؟!!
(...السؤال...)
((هل يحاسبنا الله بمانقوله في داخلنا، مالم نتلفظ به!!! .. حيث قرأت في سورة البقره قوله تعالى (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) .. يعني نحاسب به!!
في نفس الوقت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول (( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثوا به أنفسهم مالم يعملوا أو يتكلموا به "))
أرجوا التوضيح لي ..
(...الجواب...)(1/408)
هذه الآية منسوخة ، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم لَمَّا نَزَلت هذه الآية شقّ عليهم ، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا : أَيْ رَسُولَ اللَّهِ ! كُلِّفْنَا مِنْ الأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ ؛ الصَّلاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الآيَةُ وَلا نُطِيقُهَا . فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ؟ بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ . فقَالُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
قَالَ : نَعَمْ
{( رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا )
قَالَ : نَعَمْ
( رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ)
قَالَ : نَعَمْ
(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )(1/409)
قَالَ : نَعَمْ . كما في صحيح مسلم .
وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ )
قَالَ : دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا . قَالَ : فَأَلْقَى اللَّهُ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا )
قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ
( رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا )
قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ
( وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا )
قَالَ : قَدْ فَعَلْتُ . رواه مسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم . دالّ على أن الإنسان لا يُحاسب عما في نفسه إذا كان حديث نَفْس أو هاجس أو خاطر . أما إذا كان عَزْمًا أو هَمًّا ، فإنه يُحاسب عليه .
والله أعلم .
***********************************
103-شيخنا الفاضل : ما رأيك في هذا الموضوع : "جبل أحد على شكل اسم سيدنا محمد "
(...السؤال...)
تكشف لنا الأقمار الصناعية أن شكل جبل احد
الذي يبلغ طوله حوالي 7 كلم على شكل اسم محمد كما سنريكم إن شاء الله
اُحد عليك مهابة ووقار ... وعليك من حب النبي دثار
(...الجواب...)
لا شكّ أن جَبَل أُحُد جَبَل يُحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
قال عليه الصلاة والسلام : أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ . رواه البخاري ومسلم .(1/410)
وأما هذا ففيه تَكَلُّف واضح ، وأمس وصلتني رسالة بريدية من موقع يُعنى بالإعجاز العلمي ، عنوانها : حمامة مكتوب على جناحيها ( الله – محمد ) !
وكل هذا مما لا صِحّة له ، ولا مصلحة في إثباته ، ويُخشى من تعريض القرآن للتكذيب ، لأن بعض ما يُذكر لا يشكّ عاقل أنه من صنع البشر .
والله تعالى أعلم .
تعقيب مِن السائل ::
بعد البحث عن فتوى في موضوع جبل أحد و ما يشيع بن الناس في المنتديات حول أن اسم نبينا عليه الصلاة و السلام مكتوب عليه كنت قد وجدت فتوى خاصة بسيادتكم حول الموضوع وهي كالتالي
الجواب:
لا شكّ أن جَبَل أُحُد جَبَل يُحِب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
قال عليه الصلاة والسلام : أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ . رواه البخاري ومسلم .
وأما هذا ففيه تَكَلُّف واضح ، وأمس وصلتني رسالة بريدية من موقع يُعنى بالإعجاز العلمي ، عنوانها : حمامة مكتوب على جناحيها ( الله – محمد ) !
وكل هذا مما لا صِحّة له ، ولا مصلحة في إثباته ، ويُخشى من تعريض القرآن للتكذيب ، لأن بعض ما يُذكر لا يشكّ عاقل أنه من صنع البشر .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
رابط الفتوى
من هنا
http://www.islam2all.com/dont/dont/latnshor/294.htm
لكن شيخنا الفاضل كلما وضعتها في أي منتدى يكون الرد أن الفتوى لم ينص فيها الشيخ بتكذيب الأمر وأنكم اٌكتفيتم بقولكم وأما هذا ففيه تَكَلُّف واضح
شيخا الفاضل نرجو المزيد من التفصيل إن أمكن حفظكم الله
رغم أن التكلف معناه واضح في لغتنا الغراء و هو يعني
(( التكلف هو فعل وقول ما لا مصلحة فيه بمشقة ))
كما أن الإسلام نهى عن التكلف بصريح القرآن و السنة
قال اللَّه تعالى (سورة ص: 86): {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين}.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( أنا وأتقياء أمتي برآء من التكلف).
وعن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نهينا عن التكلف. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ(1/411)
كما ان هناك من يدعي أن هناك جبال أخرى مكتوب عليها اسم الله
اسم الله على جبل حفيت في مدينة العين
من هنا
http://www.alkathiri.net/showthread.php?t=2458
لاحظوا اسم الجلاله " الله " بالثلج متشكل
على قمه احد الجبال بامريكا في ولا يه واشنطن
من هنا
http://yics.net/vb/showthread.php?t=1606
سبحان الله العظيم لفظ الجلالة (( الله )) على هذا الجبل صور من google earth
من هنا
http://wikimapia.org/1642079/ar
اسم الله يشكله الثلج على الجبل
من هنا
http://www.groupak.com/vb/showthread.php?t=2917
جواب الشيخ عبد الرحمن ..
أقول لهؤلاء : قولوا بِقَولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينّكم الشيطان !
محمد صلى الله عليه وسلم كُذب عليه في الأقوال ، وكُذب عليه في الأفعال أيضا .
ومن مظاهر الكذب في هذا العصر أن يُزعم أن جبلا تشكّل على اسمه صلى الله عليه وسلم !
أو تفاحة
أو حمامة
أو ثلجا
أو رأس جنين !
أو هيكلا عظميا !
أو غيرها
وبين فترة وأخرى تُطالعنا المواقع والصُّحف والمجلاّت بمثل ذلك ، ثم ما تلبث الحقائق أن تتكشّف !
فما الفائدة أن يكون لفظ الجلالة ( الله ) اسم النبي صلى الله عليه وسلم في تفاحة تؤكل وتذهب ، أو في رأس جنين ، أو في رأس جبل ، أو في غيرها ؟!
وما أسخف عقول بعض الناس التي تُصدِّق كل ما يُقال !
وكنا نستخفّ بعقول الرافضة الذين أظهروا لنا قرون خروف مكتوب عليها ( حيدر ) يعني ( عليّ ) رضي الله عنه !
وزعموا أن فيه الشفاء
وإذا أهل الحق يُطالعوننا بين حين وآخر بمثل ذلك !
والله المستعان .
***********************************
104-توضيح حول حكم المحادثة بين الجنسين على الماسنجر
(...السؤال...)
سؤالي : وضعت في أحد المنتديات فتوى لك عن ( حكم المحادثة على الماسنجر بين الشاب والفتاة وحتى لو كانت كتابةً ) فرد علي أحد الأخوة بما يلي :
"""""""""""""""""""""""""(1/412)
شكرا لك أختي الشركسية،على هذا الموضوع وحقيقة لهو كبير وكبير،وأشكر الشيخ عبد الرحمن السحيم،لرأيه ،ولكن فاتها شيء مهم،ألا وهو أن باب سد الذرائع،يكون عند الخوف من الحرام،كما قال عن الخمر والميسر،وهذا صحيح في الحالات التي تؤدي الى الحرام قطعا،وكذلك قاعدة درء المفاسد على جلب المصالح،وقد اعتمدت هذه القواعد فيما مضى في تحريم النظر الى التلفزيون،واستخدام الستالايت،في حين اليوم نجد بأن أغلب الشيوخ يظهرون على شاشات التلفزيون من أجل نشر الدعوة،وبالتالي،فباب سد الذرائع يطبق على حكم يفضي الى الحرام قطعا ،مثل شرب الخمر،فما اسكر كثيره فقليله حرام،أما الأنترنت ومافيه من امكانيات هائلة فهو يدخل ضمن أبواب أخرى،فهو كالتلفزيون والستالايت،وكذلك العلم،فهو سلاح ذو حدين ،فاذا اخسنا استخدامها فهي واجب علينا ،وان اسأنا استخدامها فهي تدخل في باب الحرام، وكذلم المسنجر والتشات،فعندما نحسن استخدامهما فهو واجب والعكس بالعكس،فالتشات يمكن استخدامه كأحسن وسيلة للتخاطب المباشر ونشر العوة ،وكذلك المسنجر،وعندما تستخدم ضمن المجال الصحيح فلا غبار عليه،وأما اذا استخدمت في الاتجاه الآخر ، فهذا لايجوز،وان أتينا الى التخالط بين الرجال والنساء ،فأكبر مثل لذلك هو الحج،ومافيها من مناسك،ومايتخللها من تزاحم شديد،وربما يحدث أيضا التلامس،ولكن هل من المعقول أن من يذهب الى الحج أن تكون نيته سيئة وهو بين يدي الله؟فان كان كذلك ،فكان من الأولى ومن باب سد الذرائع ،وباب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح،أن يكون للنساء مكان خاص بهم للحج أو العمرة،ولكن هذا لم يخطر ببال أحد من علمائنا،لأنه ليس من المتوقع أن تكون النوايا غير خالصة لله.(1/413)
فاذا أخذنا برأي الشيخ مع احترامي له،فمعنى ذلك بأنه توجد حالات كثيرة ،مشابهة لذلك ربما تفضي الى تقييد المرأة تقييدا مطلقا،وسجنها داخل أربع جدران،وحرمانها من كافة حقوقها الذي أعطاها أياها الاسلام،وليس القوانين الوضعية أقصد.
""""""""""""""""""""""""""""""""
فأرجو منك الرد على هذا الكلام
(...الجواب...)
مُعارضة فتاوى أهل العلم بمعقولات وآراء مُعارضة لأهل الاختصاص في اختصاصهم !
ولا أقصد نفسي بالطبع ، ولكن أقصد أن على هذا فتاوى أهل العلم
ومن ثم يُقال للقائل ذلك القول :
هذا القول أولاً باطل ؛ لأنه يستدل بأفعال الناس على أمرٍ ما .
وهذا خطأ في الاستدلال !
لأن أفعال الناس ليست حُجّة .
والدليل لا بُد فيه من أمرين :
الأول : صِحّة الدليل .
والثاني : صِحّة الاستدلال .
فقد يكون الدليل صحيحا ولا يكون الاستدلال صحيحا .
وقد لا يكون الدليل صحيحا ، بل قد لا يكون دليلا أصلا .
ففعل الناس في الحج ليس حُجّة .
وكانت النساء يُفصلن عن الرجال في الطواف فضلا عن غيره .
وهذا كنت أشرت إليه في جواب على هذا السؤال :
هل الاختلاط حرام؟؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=211
ومن جهة ثانية فإن إغلاق منافذ الشيطان مَطْلب شرعي .
فالله عزّ وجلّ حرم الوسائل الْمُفْضِيَة إلى الْمُحرَّمات ، مثل النظر والخضوع بالقول وغير ذلك مما هو معلوم من الشريعة ، التي جاءت بِتقليل المفاسد وإعدامها . كما قال ابن القيم رحمه الله .
ثم يُقال لهذا القائل : لِماذا لا تكون هذه الدعاوى إلاّ إذا كان الأمر مُتعلِّق بالمرأة ؟!
ولماذا لا يحرص بعض الناس إلاّ على إضافة الجنس الناعم في المحادثة ( الماسنجر ) ولا يحرص على غيرهن ؟!
وكم وقع من فساد جرّاء تلك الإضافات .
وكنت كتبت معاناة فتاة هنا :
http://saaid.net/Doat/assuhaim/152.htm
وما خفي كان أعظم !
ورحم الله سلف هذه الأمة الذين كانوا ينظرون فيما تهوى أنفسهم فيُخالفونه .
والله المستعان .(1/414)
***********************************
105-الأعور الدجال هل هو الحضارة الغربية ؟!
(...السؤال...)
استمعت لأحد المشائخ الفضلاء الثقات ينفي بشرية الدجال دون أن يوضح ماذا يمكن أن يكون إذن
وهل يمكن أن تشتمل نصوص الشرع على الرمزية إلى هذه الدرجة ..؟!! عذراً ولكنني أبحث عن إجابة مقنعة في رد أو اثبات ما سأنقله لفضيلتكم هنا ...وأرجو أن يكون عاجلاً ..
(...الجواب...)
قد ثبت في صحيح مسلم أن الدجال مربوط في جزيرة في البحر ، وهو مُسلسل مُصفّد بالسلاسل ، ولا يُفك ولا يخرج إلا إذا حان وقته وأذن الله في خروجه .
والدجّال يخرج من جهة المشرق ، وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه عن النبي رضي الله عنه أنه قال : يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة .
وأما خبر الجساسة فقد رواه مسلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، قالت رضي الله عنها : فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنادي :
الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : ليلزم كل إنسان مصلاه ، ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهْلَب كثير الشعر لا يدرون ما قُبله من دُبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قالوا : وما الجساسة ؟(1/415)
قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدَّير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سَمَّتْ لنا رجلا فَرِقْنَا منها أن تكون شيطانة . قال : فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدَّير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد . قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهْلَب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟
فقالت : أنا الجساسة . قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا ، وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة . فقال : أخبروني عن نخل بيسان ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يُثمر ؟ قلنا له : نعم . قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ؟
قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء . قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زُغَر ؟ قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ وهل يَزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها . قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب .(1/416)
قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم . قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه . قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم . قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عنى ، إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان عليّ كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صَلْتا يصدّني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها .
قالت فاطمة بنت قيس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة ، هذه طيبة ، هذه طيبة . يعني المدينة . ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ فقال الناس : نعم . فقال : فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا أنه في بحر الشام ، أو بحر اليمن . لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو وأومأ بيده إلى المشرق . قالت : فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا الحديث رواه مسلم ، وهو صحيح بلا ريب ..وأنكره بعض المعاصرين بحجة أن العلم اليوم توصّل إلى معرفة كل شبر على الأرض !
وأقول : هذا ليس بصحيح ، ولا يُردّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل خيالات وأوهام، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم وأجلّ في أعين أهل الإسلام أن تُعرض أقواله على عقول وأقوال الكفار ، ثم يُردّ قوله لأجل عقول قاصرة وخيالات فاسدة
وما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم حق وصِدق .
ثم يُقال لهؤلاء : أليست الاكتشافات تتابَع في كل عام ، وتُكتشف مناطق وجُزر جديدة لم يصِل إليها العلم ولا العلماء ؟ ثم إن الدجال آية من آيات الله العِظام ، ولا يمتنع عقلا ولا شرعا أن يُخفيه الله حتى يأذن بخروجه(1/417)
كما أن القوى التي تُسمى ( عُظمى ) تعجز اليوم عن الإمساك بأشخاص يسيرون على وجه الأرض ! أفلا يعجزون عن إدراك ما غيّبه الله عنهم .
وأخيرا : لا يُمكن أن يتعارض العِلم الحديث مع خبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . وإذا تعارضا ذهنيا قدّمنا قول ربنا وقول رسولنا على كل قول
ثم إن مسألة إنكار الأمور الغيبية أو قياسها قياساً عقلياً مُخالف لما عليه سلف هذه الأمة ، لأم الأمور الغيبية لا يُمكن أن يُتعامِل معها بهذه الصورة . لأن من أوّل خبراً واحداً سوف يستمر في التأويل ! ولن يَقِف عند حدّ ..
وتأويل الدجال بالحضارة الغربية مُخالِف للنصوص ، ومخالف للإيمان بالغيب ، وبما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يَفتح باب التأويل على مصراعيه .. كل من لا تَروق له قضية أو لا يُعجبه أمر ، أو لا تَدخل عقله مسألة ! سوف يقوم بتأويلها حسب مزاجه !
وهذا هو صنيع المعتزلة الذين حكّموا عقولهم في نصوص الوحيين ! ولدينا قاعدة عظيمة وضعها إمام اهل السنة – الإمام احمد – حيث يقول : إياك أن تتكلّم في مسالة ليس لك فيها إمام .
ويكفي في إسقاط وردّ هذا القول الذي يقول : إن المسيح الدجال هو الحضارة الغربية – أنه قول لم يَقُل به أحد ممن يُعتبر قوله من أهل العلم . ولا أوّل هذا التأويل أحد من السلف ، بل يُسلِّموا بهذه النصوص ويُؤمِنوا بها كما جاءت .
كما أنه لا يُتصوّر أن يستعيذ النبي صلى الله عليه وسلم دُبُر كل صلاة من فتنة المسيح الدجال ، ويأمر أصحابه أن يستعيذوا بالله منه ، ثم يكون هذا شيئا رمزيا لحضارة غربية أو تعبيرا عن إعوجاج الضمير اليهودي ! لا يُمكن تصوّر هذا أبداً .
والله تعالى أعلم .
***********************************
106-الاستدلال"الانواء المناخية "كلمة تؤدي الي الكفر بالله
(...السؤال...)
هل هذا الأستدلال صحيح بالحديث:
منذ أعصار جونو وخلال الاسبوع الاول ظهرت كلمة الانواء وأصبحت هذه الكلمة حديث الساعة(1/418)
وهي بين رافض للكلمة وبين مؤيد ’ طبعا المؤيد لانا الكلمة من الحكومة فلازم عليه التأيد وعدم الرفض وفي هذه الايام ظهرت هذه الكلمة وأنتشرت لانا منخفض ظفار على الابواب .......
اما الرفض لهذه الكلمة فهو يخاف الله ويخاف أن يقع في الكفر بسبب هذه الكلمة لانا رسول الله كراه الاستمطار بالأنواء وهذا نص الحديث :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح و أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى قال قرأ :
( صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم عز و جل ، قالوا : الله و رسوله أعلم ، قال : أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر ، فأما من قال مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، و أما من قال مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب . رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى . و أخرجه البخاري عن القعنبي و ابن ابي أويس عن مالك .
و كذلك رواه عبد العزيز الماجشون و محمد بن جعفر بن أبي كثير عن صالح بن كيسان .
و رواه الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة بمعناه ، وكأنه سمعه منهما .).
(...الجواب...)
الأصل أن لا يُنسب إلى الأنواء والنجوم شيئا حماية لِجناب التوحيد ؛ ولِمَا يكون عند بعض العامة مِن نِسبة المطر إلى الأنواء .
وأما في أصل الكلمة فإن كانت نسبة المطر إلى الأنواء على أنها هي التي فعلت ذلك ؛ فهذا شرك أكبر ، وإن كان قائلها يعتقد أن الأنواء والنجوم سبب في إنزال المطر ؛ فهذا شِرْك أصغر ، والشرك الأصغر أكبر من الكبائر ، كما قرره أهل العلم .(1/419)
وأما من نسب المطر إلى الأنواء والنجوم على أنها أزمنة لِنُزُول المطر على ما أجراه الله وقدّره ، مع اعتقاده أن الله هو الذي يُنَزِّل المطر ، وأن النجوم والطوالع ما هي إلاّ أزمنة قدَّر الله فيها نُزول المطر ؛ فهذا لا بأس به .
قال ابن الأثير رحمه الله : وإنما غلَّظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمْر الأنواء لأن العرب كانت تنسب المطر إليها ، فأما مَن جَعل المطر مِن فِعل الله تعالى وأراد بقوله " مُطرنا بنوء كذا " أي : في وقت كذا ، وهو هذا النوء الفلاني ، فإن ذلك جائز ، أي : أن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات . اهـ .
والله تعالى أعلم .
***********************************
107-لماذا ابن تيميه وابن عبدالوهاب؟
(...السؤال...)
نحن في السعوديه لا نتبع إلا منهج شيخ الإسلام ابن تيميه، ومنهج مجدد الدعوه الشيخ محمد بن عبدالوهاب؟ ماذا عن بقية المشايخ وماذا عن بقية الإئمة؟
(...الجواب...)
روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو يعطى الناس بدعواهم لادّعَى ناس دماء رجال وأموالهم .
فهذه الدعوى لا تثبت على قدم التحقيق ولا يَسندها الواقع .
فالقضاء في المحاكم – فيما أعلم – أنه يُرجَع فيه إلى المذهب ، وليس إلى رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولا إلى أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
كما أن للقاضي أن يجتهد في قضية ويأخذ برأي عالم من علماء الأمّة ، أي أنه ليس مُلزَماً برأي عالم واحد ولا هو مُقيّد بمذهب مُعيّن .
ثم إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ليست له أقوال فقهية كثيرة ، بل أكثر أقواله في العقائد والتوحيد على وجه الخصوص ، لحاجة الناس إلى ذلك ، ولانتشار الجهل والبدع والخرافة في زمانه أكثر من غيرها ، فَرَاعَى رحمه الله حاجة الناس ، ونفع الله به العباد والبلاد .(1/420)
وأما الفتوى في المملكة فليست مُقيّدة بمذهب ولا برأي عالم ، بل هي خاضعة لاجتهاد المفتي . ومن تتبّع فتاوى علماء المملكة وجدها لا تتقيّد بالمذهب فضلا عن أن تتقيّد بأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أو بأقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
وفي جامعاتنا الشرعية بل وفي مساجدنا تُدرّس العقيدة الطحاوية للإمام الطحاوي رحمه الله مع شرحها لابن أبي العز رحمه الله .والإمام الطحاوي رحمه الله حنفيّ المذهب وكذلك شارحها .
وتُدرّس كُتب الإمام النووي رحمه الله ، وهو شافعي المذهب .ويُدرّس فتح الباري لابن حجر رحمه الله في الجامعات وفي المساجد ، ومؤلِّفه شافعي المذهب . ومثله كتابه بلوغ المرام .وكُتب الصنعاني والشوكاني ، وغيرها من كُتب أهل العلم .
ولو أردنا أن نستعرض بعض فتاوى اللجنة لوجدنا أن هذه الدعوى لا تثبت على قدم ولا تقوم على ساق .وهذه نماذج من فتاوى اللجنة الدائمة في المملكة :
سؤال : أرجو توضيح الاختلاف بين السنة والشيعة وأقرب الفِرق إلى السنة ؟
جواب : الفروق بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة كثيرة فيما يتعلق بالتوحيد والنبوّة والإمامة وغير ذلك ، وقد كَتَب كثير من العلماء في ذلك كشيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية ، والشهرستاني في الملل والنِّحل ، وابن حزم في الفصل ، وغيرهم ، والخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب ومختصر التحفة الاثنى عشرية ، فراجع ذلك في الكُتُب المذكورة .
وفي سؤال عن الخلاف بين الأئمة :(1/421)
أجابتْ اللجنة : الخلاف الموجود في الفروع الفقهية بين أئمة المذاهب الأربعة يرجع إلى الأسباب التي نشأ عنها كون الحديث يصح عند بعضهم دون بعض ، أو بلوغ الحديث لِواحد دون الآخر إلى غير ذلك من أسباب الخلاف ، فيجب على المسلم أن يُحسن الظن بهم فكل واحد منهم مُجتهد فيما صَدَر منه من الفقه ، طالِب للحق ، فإن كان مُصيباً فله أجران : أجر اجتهاده وأجر إصابته ، وإن كان مُخطئا فله أجر اجتهاده ، وخطؤه معفو عنه .
وأما التقليد لهؤلاء الأئمة الأربعة فمن تمكّن أن يأخذ الحق بدليل وَجَب عليه الأخذ بالدليل ، وإن لم يتمكّن فإنه يُقلِّد أوثق أهل العلم عنده حسب إمكانه ...
ثم ذكروا ما يتعلق بالتفسير فقالوا : الطريقة السليمة لتفسير القرآن : هي أن يُفسّر القرآن بالقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، والاستعانة على ذلك بأساليب اللغة ومقاصد التشريع ...
ونُوصيك بمراجعة [ تفسير ابن جرير وابن كثير والبغوي ] وأشباهها في تفسير هذه الآية المذكورة في السؤال وأشباهها لِعرف الحق من كلام أهل التفسير المأمونين .
وقالت اللجنة في فتوى لها : ليس من علماء الحرمين ( مكة والمدينة ) ولا من سائر علماء المملكة السعودية من يذمّ أئمة الفقهاء ( مالكا والشافعي وأحمد بن حنبل ) ونحوهم من علماء الفقه الإسلامي ولا من يَزدريهم ، بل المعروف عنهم أنهم يُوقِّرونهم ويعرفون لهم فضلهم وأن لهم قَدَم صِدق في خدمة الإسلام وحفظه وفَهْم نصوصه وقواعده وبيان ذلك وإبلاغه والجهاد في نَصره والذود عنه ودفع الشبهة عنه وإبطال ما انتحله المنتحلون وابتدعه المفتَرون ، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيراً .(1/422)
يدلّ على موقف علماء الحرمين وسائر علماء المملكة السعودية من الأئمة الأربعة موقف تكريم وتقدير عنايتهم تدريس مذاهبهم ومؤلّفاتهم في المسجد الحرام بمكة المشرّفة والمدينة المنورة وسائر مساجد المملكة السعودية وفي جامعاتها ، وعنايتهم بطبع الكثير من كُتُبهم وتوزيعها ونشرها بين المسلمين في جميع الدول التي بها مسلمون . وبالله التوفيق .
سؤال : ما حكم قول : آمين ، بعد قول الإمام : (ولا الضالين) ؟
جواب : حكم قول : آمين ، بعد قول الإمام : (ولا الضالين) أنه سنة للإمام والمأموم والمنفرد ، روي ذلك عن ابن عمر وابن الزبير ، وبه قال الثوري وعطاء والشافعي ويحيى بن يحيى وإسحق وأبوخيثمة وابن أبي شيبة وسليمان بن داود وأصحاب الرأي ...
وفي سؤال عن جلسة الاستراحة في الصلاة :
اتفق العلماء على أن جلوس المصلي بعد رفعه من السجدة الثانية من الركعة الأولى والثالثة وقبل نهوضه إلى الثانية والرابعة ليس من واجبات الصلاة ولا من سننها المؤكدة، ثم اختلفوا بعد ذلك هل هو سنة فقط أو ليس من هيئات الصلاة أصلاً، أو يفعلها من احتاج إليها لضعف من كبر سن أو مرض أو ثقل بدن ،
فقال الشافعي وجماعة من أهل الحديث : إنها سنة ، وهي إحدى الروايتين عن الإمام أحمد ؛ لما رواه البخاري وغيره من أصحاب السنن عن مالك بن الحويرث أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي ، فإذا كان في وِتْر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعداً . ولم يرها أكثر العلماء ؛ منهم : أبو حنيفة ومالك ، وهي الرواية الأخرى عن أحمد .
وفي مسألة من مسائل الصلاة جاء في فتوى اللجنة الدائمة :(1/423)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " وهذا الحديث متواتر معنى فإنه ورد من طرق كثيرة عن كثير من الصحابة بألفاظ مختلفة ترجع إلى معنى هذا اللفظ الذي ذكرناه ، وبناء على ذلك فقد سبق نقل الإجماع عن الترمذي في هذه المسألة ، وحكى الحافظ ابن حجر عن ابن عبد البر أنه قال : لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه خلاف ...
وفي مسألة ثانية في الصلاة ، جاء في فتوى اللجنة الدائمة :
اختلف العلماء في مشروعية خط المصلي خطا أمامه يكون سترة له في صلاته وفي الاجتزاء بذلك إذا لم يجد عصا، فقال به سعيد بن جبير والأوزاعي وأحمد وأنكره مالك والليث وأبوحنيفة ، وقال الشافعي بالخط وهو بالعراق ، وقال وهو بمصر: لا يخط خطا إلا أن يكون فيه سنة تتبع ، ومنشأ الاختلاف في ذلك اختلافهم في صحة الحديث الوارد فيه ...
وفي سؤال ورد إلى اللجنة الدائمة :السؤال : قراءة الفاتحة والدعاء جماعة خلف الصلاة المكتوبة هل هو سنة أم بدعة ؟
الجواب : خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وقد تلقى خلفاؤه وأصحابه هديه صلى الله عليه وسلم وعملوا به ونقلوه إلى من بعدهم ، وكان هديه صلى الله عليه وسلم أنه يذكر الله ويدعوه بمفرده ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يطلب أحدا من الصحابة أن يجتمع معه ويدعو هو ومن معه جماعة، وما يفعله بعض الناس من قراءة الفاتحة والدعاء جماعة بعد الصلاة من البدع ، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . خرجه مسلم في صحيحه ،
وأصله في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، كما قال ذلك الإمام مالك بن أنس رحمه الله وغيره من أهل العلم .(1/424)
ولو تتبّعت فتاوى علمائنا لوجدت الكثير والكثير من النقل عن الأئمة ، وليست أقوالهم محصورة في المذهب ولا في أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية ولا في أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
وأقوال أئمة الدعوة إذا أُورِدت فإنما يُستأنس بها ، لا أن تُجعل هي الدليل ، كما هو الحال في مُتعصِّبة المذاهب ، أو من يُقدِّسون الأشخاص .
ومن قال قولا فعليه إثبات مصداقية هذا القول . فأنت مُطالب – حفظك الله – بإثبات مصداقية قولك هذا ، بعد أن أثبت لك خلافه .
واعلم أن الذي نعرفه عن علمائنا ومشايخنا الحرص على الحق ، والحق هو المنشود ، بغض النظر عن قائله .ولا يُظنّ بِعَالِمٍ أن يدَع السنة لقول عالم أو لرأي فقيه كائنا من كان ، ولا أن يَدع قول عالم لأنه يُخالِفه في المذهب .وإنما يكون هذا من متعصِّبة المذاهب ، ويقع من بعض الذين تقوقعوا داخل أُطُرٍ حزبية ضيقة مَقيتة .
أما السنة فهي رَحبة واسعة . ويجب أن يكون الحق هو الهدف بغض النظر عن قائله . فالحق لا يُعرف بالرِّجال ، وإنما الرِّجال هم الذين يُعرفون باتِّباع الحق . والله تعالى أعلم .
***********************************
108-شبهات حول شخصية القائد صلاح الدين
(...السؤال...)
كتبت موضوعا عن صلاح الدين فَرَدّ عليّ أحدهم بما يُشعر ذمّ صلاح الدين وذِكر أخطائه . فما رأيكم ؟ وكيف يكون الجواب ؟
(...الجواب...)
لعلك تذكر المقولة التي تُقال : خالف تُعرف ! وهذا ما بدا لي من المقال ، لأن كاتبه يقول : وهذا ما لم يُدرسوك إياه ! يعني هو وحده الذي يعرف وغيره لا !
ثم إني أتساءل : ماذا قدّم هذا الكاتب للإسلام ؟ ومن الأشياء التي ما عرفها أن صلاح الدين – رحمه الله – كان أشعرياً .
ومع ذلك مدحه علماء الإسلام وأثنوا عليه ، لسابقته في تحرير بيت المقدس وبلاءه وجهاده ويعدّونه من ملوك أهل السنة . فهل يضيع هذا بجرّة قلم أو ( باستلام لوحة مفاتيح ! ) ؟؟(1/425)
إن من يُروم تقييم الرجال لا بُدّ أن ينظر في الحسنات والسيئات . فلو لم يكن لصلاح الدين إلا جهاد الصليبيين لكفى . وما ذكره من أمور عن صلاح الدين ، هي أمور مَضَت ، وأمور تُقدّر بقدرها في ذاك الوقت ، ويتصرف فيها القائد بما يراه مناسبا ، وربما لو كان غيره في ذلك الموقف لتصرف ذلك التصرف .
فكون صلاح الدين عفا عن ( ريتشارد ) ربما لمصلحة أعظم ما علمها ذلك الجاهل . كأن يكون في الامتنان عليه إطلاق أسارى مسلمين ، وهو أعظم مصلحة . وله الخيار في الأسرى بين المنّ عليهم ، وبين فديتهم ، وبين قتلهم .
حسبما يراه القائد في حينه . وعموماً الرافضة يحقدون على صلاح الدين ؛ لأنه أطفأ نارهم وكسر شوكتهم في مصر كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : وقد عرف العارفون بالإسلام أن الرافضة تميل مع أعداء الدين ، ولما كانوا ملوك القاهرة كان وزيرهم مرة يهوديا ، ومرة نصرانيا أرمينيا ، وقويت النصارى بسبب ذلك النصراني الأرميني ، وبنوا كنائس كثيرة بأرض مصر في دولة أولئك الرافضة المنافقين ، وكانوا ينادون بين القصرين من لعن وسبّ فله دينار وإردبّ ( مكيال ) ، وفى أيامهم أَخَذَت النصارى ساحل الشام من المسلمين حتى فتحه نور الدين وصلاح الدين ، وفى أيامهم جاءت الفرنج إلى " بلبيس "
وغلبوا من الفرنج فانهم منافقون وأعانهم النصارى ، والله لا ينصر المنافقين الذين هم يوالون النصارى ، فبعثوا إلى نور الدين يطلبون النجدة ، فأمدهم بأسد الدين وابن أخيه صلاح الدين ، فلما جاءت الغزاة المجاهدون إلى ديار مصر قامت الرافضة مع النصارى فطلبوا قتال الغزاة المجاهدين المسلمين ، وجرت فصول يعرفها الناس حتى قَتَلَ صلاح الدين مقدمهم " شاور " ، ومن حينئذ ظهرت بهذه البلاد كلمة الإسلام والسنة والجماعة ، وصار يقرأ فيها أحاديث رسول الله عليه وسلم . انتهى كلامه .(1/426)
وهذا الكاتب إذا كان يذكر مساوئ صلاح الدين فلا يبعد أن يكون منهم . والمساوئ إنما تُذكر في درس عسكري أو لمختصين في هذا الباب ، أما أن تُذكر على الملأ مع إغفال محاسنه فهذا حيف وجور . والله أعلم .
***********************************
109-عام 2008 يمر بثلاث سنوات هجريه
(...السؤال...)
وجدت موضوعا في أحد المنتديات وأتمنى التأكد منه وشككت في أمره
الموضوع هو التالي:
عام 2008 يمر بثلاث سنوات هجريه
أكد الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري أن العام القادم 2008، سيشهد ثلاث
سنوات هجرية بدءاً من عام 1428 مروراً بعام 1429 وانتهاء بعام 1430هـ...
وأوضح الدكتور العجيري في تصريح لـ «الوطن» بأن الأيام الأخيرة من عام 1428هـ ستأتي في أول أيام العام 2008، ليأتي عام 1429هـ كاملاً في عام 2008، حيث يبدأ
من آخر عام 2008 في يناير، ثم يشهد العام نفسه أوائل عام1430هـ.
وفسر الدكتور العجيري ذلك بأن السنة القمرية تتكون في 354 يوماً وأكثر والسنة الميلادية 365 يوماً وأكثر ليكون الفارق بينهما 11 يوماً وهذا الفرق يؤدي إلى أن
يشهد العام 2008 ثلاث سنوات هجرية مضيفاً بأن كل 32 سنة شمسية تساوي 33 سنة
قمرية ولذلك فان هذا الوضع يتكرر ثلاث مرات كل 100 سنة.
وأشار إلى أن هذه الوضعية وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الكهف «ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعاً قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض».. وذلك يعني أن أهل الكهف لبثوا في كهفهم 300 سنة شمسية و309
سنوات قمرية
9/1/2008م أخر يوم في 1428هـ
10/1/2008 م أول يوم في 1429هـ
28/12/2008 م أخر يوم في 1429هـ
29/12/ 2008أول يوم في 1430هـ
(...الجواب...)
قد يكون هذا صحيحا بالنسبة إلى التقاويم ، إلاّ أن التقاويم قد يعتريها بعض النقص أو الخلل نتيجة اختلاف الرؤية .
وكون العام الميلادي القادم تمرّ به ثلاث سنوات هجرية لا يُغيّر من الأمر شيئا ، وليس له تأثير على شيء !(1/427)
وما جاء في تفسير آية الكهف في قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا) قد ذَكَر ذلك علماء التفسير في الحكمة من ذِكْر التِّسْع سنوات على وجه الزيادة .
قال البغوي في تفسيره : رُوي عن علي أنه قال : ، عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلاثمائة شمسية ، والله تعالى ذَكَر ثلثمائة قمرية ، والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة ثلاث سنين ، فيكون في ثلثمائة تسع سنين ، فلذلك قال (وَازْدَادُوا تِسْعًا) .
وقال القرطبي : وحكى النقاش ما معناه : أنهم لبثوا ثلاثمائة سنة شمسية بحساب الأيام ، فلما كان الإخبار هنا للنبي العربي ذُكِرَت التِّسْع إذ المفهوم عنده من السنين القمرية ، وهذه الزيادة هي ما بَيْن الْحِسَابَين ، ونحوه ذكر الغزنوي أي : باختلاف سِنِيّ الشمس والقمر ؛ لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سَنة سَنَة ، فيكون في ثلاثمائة تسع سنين . اهـ .
وهذا الاختلاف في الحساب أشار إليه بعض الفلكيين المعاصرين ، فقد أشار إليه الفلكي محمد كاظم حبيب .
والله تعالى أعلم .
***********************************
110-الحكم الشرعي فيما يخص بطاقة المرأة
(...السؤال...)
فمنذ سنوات والصحف المحلية تثير بين حين وآخر موضوع بطاقة المرأة. وفي هذه الأيام طفحت كثير من الصحف بمقالات ومقابلات عن هذا الموضوع، والملاحظ أنها تطرح من طرف واحد ، طرف المؤيد بل المتحمس لها. وهذا له خطورته من جهتين:
احداهما : ما فيه من التلبيس على الناس أن هذا هو الصواب الذي لا مرية فيه ولا مجال للنقاش فيه.
والأخرى: كونه يلقي في روع القارئ أن هذا هو رأي جميع الناس وأنه لا يمكن لأحد أن يواجهه أو يخالفه. لهذا نرجو من فضيلتكم أن تبينوا لنا ولعامة المسلمين الحكم الشرعي فيما يخص بطاقة المرأة .
(...الجواب...)
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول ما نشر في الصحف عن المرأة، التاريخ 25/ 1/ 1420هـ.(1/428)
------------------------------
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، وبعد:
فمما لا يخفى على كل مسلم بصير بدينه ، ما تعيشه المرأة المسلمة تحت ظلال الإسلام ، وفي هذه البلاد خصوصاً ، من كرامة وحشمة وعمل لائق بها ، ونيل لحقوقها الشرعية التي أوجبها الله لها ، خلافاً لما كانت تعيشه في الجاهلية ، وتعيشه الآن في بعض المجتمعات المخالفة لآداب الإسلام ، من تسيّب وضياع وظلم.
وهذه نعمة نشكر الله عليها ، ويجب علينا المحافظة عليها ، إلا أن هناك فئات من الناس ، ممن تلوثت ثقافتهم بأفكار الغرب ، لا يرضيهم هذا الوضع المشرف ، الذي تعيشه المرأة في بلادنا من حياء ، وستر ، وصيانة ، ويريدون أن تكون مثل المرأة في البلاد الكافرة والبلاد العلمانية ، فصاروا يكتبون في الصحف ، ويطالبون باسم المرأة بأشياء تتلخص في:
1- هتك الحجاب الذي أمرها الله به في قوله: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ ) ، وبقوله تعالى : ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) ، وبقوله تعالى: ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) الآية ،(1/429)
وقول عائشة رضي الله عنها في قصة تخلفها عن الركب ، ومرور صفوان بن المعطل رضي الله عنه عليها ، وتخميرها لوجهها لما أحسّت به قالت: وكان يراني قبل الحجاب ، وقولها : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن محرمات ، فإذا مر بنا الرجال سدلت إحدانا خمارها على وجهها ، فإذا جاوزونا كشفناه . إلى غير ذلك مما يدل على وجوب الحجاب على المرأة المسلمة من الكتاب والسنة ، ويريد هؤلاء منها أن تخالف كتاب ربها وسنة نبيها ، وتصبح سافرة يتمتع بالنظر إليها كل طامع ، وكل من في قلبه مرض.
2- ويطالبون بأن تمكَّن المرأة من قيادة السيارة رغم ما يترتب على ذلك من مفاسد ، وما يعرضها له من مخاطر لا تخفى على ذي بصيرة.
3- ويطالبون بتصوير وجه المرأة ، ووضع صورتها في بطاقة خاصة بها تتداولها الأيدي ، ويطمع فيها كل من في قلبه مرض ، ولا شك أن ذلك وسيلة إلى كشف الحجاب .
4- يطالبون باختلاط المرأة والرجال ، وأن تتولى الأعمال التي هي من اختصاص الرجال ، وأن تترك عملها اللائق بها والمتلائم مع فطرتها وحشمتها ، ويزعمون أن في اقتصارها على العمل اللائق بها تعطيلا لها.
ولا شك أن ذلك خلاف الواقع ، فإن توليتها عملاً لا يليق بها هو تعطيلها في الحقيقة ، وهذا خلاف ما جاءت به الشريعة من منع الاختلاط بين الرجال والنساء ، ومنع خلوة المرأة بالرجل الذي لا تحل له ، ومنع سفر المرأة بدون محرم ، لما يترتب على هذه الأمور من المحاذير التي لا تحمد عقباها.
ولقد منع الإسلام من الاختلاط بين الرجال والنساء حتى في مواطن العبادة ، فجعل موقف النساء في الصلاة خلف الرجال ، ورغب في صلاة المرأة في بيتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن " .
كل ذلك من أجل المحافظة على كرامة المرأة وإبعادها عن أسباب الفتنة.(1/430)
فالواجب على المسلمين أن يحافظوا على كرامة نسائهم ، وأن لا يلتفتوا إلى تلك الدعايات المضللة ، وأن يعتبروا بما وصلت إليه المرأة في المجتمعات التي قبلت مثل تلك الدعايات وانخدعت بها ، من عواقب وخيمة ، فالسعيد من وعظ بغيره ، كما يجب على ولاة الأمور في هذه البلاد أن يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء ، ويمنعوا من نشر أفكارهم السيئة ؛ حماية للمجتمع من آثارها السيئة وعواقبها الوخيمة ،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ، وقال عليه الصلاة والسلام : " استوصوا بالنساء خيراً " ومن الخير لهن المحافظة على كرامتهن وعفتهن ، وإبعادهن عن أسباب الفتنة. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وقد بدأت بعض القاطاعات باستخدام نظام البصمة ، وهو بلا شك أدق وأكثر فاعلية ، وابعد عن الفتنة والتصوير . ففي صحيفة الرياض – العدد العدد 14010 :
الجوازات تبدأ تطبيق نظام البصمة للتعرف على الهوية السبت القادم
وهو نظام تم تطبيقه في بعض الدول الأوربية بل والعربية . فقبل أيام تم تطبيق نظام البصمات على جوازات السفر في ألمانيا .وقبله أيضا تم تطبيقه في بعض دول الخليج . والله أعلم .
***********************************
111-رجل يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم سعودي
(...السؤال...)
رجل يقول / أن الرسول صلى الله عليه وسلم جنسيته سعودي ،، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم هم جنسيتهم سعودية ،،
فما الرد على هذا الرجل !!؟
(...الجواب...)
هذا جهل واستخفاف بِمقام النبي صلى الله عليه وسلم ، والجاهل يُعلَّم ، فإن أصَرّ فيُؤدَّب !
فالنبي صلى الله عليه وسلم فوق هذه الحدود والجنسيات التي صنعها الاحتلال !
والله تعالى أعلم .
***********************************
112-جزيئات الماء يتغير شكلها عند التلفظ بلفظ ما
(...السؤال...)
أريد الإستفسار عن هذة الموضوع ومدى صحته
وهل فيه مبالغة(1/431)
.................................................. ..............................................
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سبحان الله معلومه اول مرة اسمع فيها ..
وحبيت ((انقلكم)) هيا بالصور ..
هذه حقيقة علمية ..
مفادها أن جزيئات الماء يتغير شكلها عند التلفظ بلفظ ما ..
فإن قلت َ (حُب ) تهللت جزيئات الماء .. و فرحت ..
و إن قلت ( كره ) أو (حرب ) ضاقت و اضطربت و كأنها لا تود سماع تلك الكلمات ..
أما عن كيف تعبر جزيئات الماء عن مشاعرها ..
فعن طريق شكلها و ترتيبها ..
هذه أشكال لجزيئات الماء .. لحظة التلفظ بالكلمات الآتية ...
v
v
v
أطفال children
روح spirit
ولقد ذُكر بأن الجزئيات يصبح شكلها رائعاً جداً و مختلفاً عن البقية..
عند التلفظ بلفظ الجلالة ( الله )
و لذلك أوصانا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتسمية عند الأكل و الشرب ..
لأن جزئيات الماء تسمع لفظ الجلالة ف تترتب ..
مما يعطي أثراً غير مباشر على الصحة بالتأكيد
فسبحان الله
بالله إيش بنخسر لو قلنا بسم الله قبل مانشرب بنكون طبقنا سنة وأفدنا صحتنا
سبحان الله كل سنة عن سنة .. يوم بعد يوم تزداد الأدلة على عظمة الخالق ..
(...الجواب...)
هذا قول لا أصل له ، بل هو من الظّن ، ومن القول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بِغير عِلْم .
فالزعم أن (رسول الله صلى الله عليه و سلم أوصانا بالتسمية عند الأكل و الشرب .. لأن جزيئات الماء تسمع لفظ الجلالة ) مُجرّد ظنّ وقول بِلا عِلم .
هل أمَرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالتسمية على الشراب لأن جزئيات الماء تسمع ؟!
إذا كان الأمر كذلك فَلِم جاء الأمر بالتسمية على الطعام ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند الذبح ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند ركوب الدابة ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند نزع الثياب ؟
ولِمَ جاء الأمر بالتسمية عند دخول الخلاء ؟
وفي غيرها من المواضع التي جاء فيها الأمر بالتسمية .(1/432)
إنما يُقال ذلك من أجل أن لا يأكل الشيطان ولا يشرب ، ولا يُشارك الإنسان في سائر أحواله .
قال صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه ، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ، ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان ، فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة . رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال : أدركتم المبيت والعشاء . رواه مسلم .
وقال حذيفة رضي الله عنه : كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يستحلّ الطعام أن لا يُذكر اسم الله عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحلّ به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها . رواه مسلم .
وفي المسند وسُنن أبي داود وسُنن النسائي الكبرى عن أبي تميمة عن رجل قال : كُنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، فَعَثَرَتْ دابته ، فقلت : تَعِسَ الشيطان ، فقال : لا تَقُل تَعِسَ الشيطان ، فإنك إذا قلت ذلك تَعَاظَم حتى يكون مثل البيت ، ويقول : بِقُوّتي ! ولكن قُل : " بسم الله " فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب .
والأحاديث في الأمر بالتسمية مَنْعًا للشيطان مِن مُشاركة الإنسان كثيرة .
وليس لأن الطعام أو الشراب يسمع .(1/433)
فمن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَر بالتسمية لأن الماء يسمع فقد تقوّلأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقوّله ما لم يَقُل .
***********************************
113-صحة موضوع ماذا يحدث لك حينما تنطق لفظ الجلاله
(...السؤال...)
اردت ان اسأل عن صحة هذه المعلومات
ماذا يحدث لك حينما تنطق لفظ الجلااااله
توصل باحث هولندي في جامعة ( أمستردام) الهولنديه الى أن تكرار لفظ الجلاله يفرغ شحنات التوتر
والقلق بصورة عملية ويعيد حالة الهدوء والانتظام للنفس البشريه .
أكد الباحث أنه أجرى على مدار3 سنوات لعدد كبير من المرضى بينهم غير مسلمين ولاينطقون العربية '
وكانت النتائج مذهلة بخاصة للمرضى الذين يعانون من حالات شديدة من الأكتئاب والقلق والتوتر .
وأوضح الباحث بصورة عملية فائدة النطق بلفظ الجلاله '
فحرف الألف يصدر من المنطقه التي تعلو منطقة الصدر أي بدايات التنفس '
ويؤدي تكراره لتنظيم التنفس والاحساس بارتياح داخلي .
كما أن نطق حرف اللام يأتي نتيجة لوضع اللسان على الجزء الأعلى من الفك وملامسته '
وهذه الحركة تؤدي للسكون والصمت ثوان أو جزء من الثانيه _ مع التكرار السريع _
وهذا الصممت اللحظي يعطي راحة في التنفس .
أما حرف الهاء الذي مهد له بقوه حرف اللام '
فيؤدي نطقه الى حدوث ربط بين الرئتين
_ عصب ومركز الجهاز التنفسي _ وبين القلب '
ويؤدي الى انتظام ضربات القلب بصورة طبيعية .
(( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) سورة الرعد
(...الجواب...)
هذا ليس بصحيح ، فلا يُعرف ترديد لفظ الجلالة ( الله ) إلاّ عند دراويش الصوفية !
وترديد لفظ الجلالة ( الله ) ليس مِن الأذكار ولم تأتِ به السنة .(1/434)
وفي فتاوى اللجنة الدائمة في المملكة : تَكثُر البدع عند جماعة الطرق الصوفية عمومًا كالذكر الجماعي في صفوف أو حلقات بصوت واحد ، وذِكرهم الله بالاسم المفْرَد بصوت واحد مثل : الله الله ، حي حي ، قيوم قيوم . اهـ .
وفيها أيضا : المشروع في أسماء الله دعاؤه بها كما قال تعالى : (فادعوه بها) ، وإثبات ما تتضمنه من الصفات العظيمة لله . لأن كل اسم منها يتضمن صفة لله عز وجل ، ولا يجوز أن يستعمل في شيء من الأشياء غير الدعاء بها إلاَّ بدليل من الشرع ، والزعم بأنها تفيد كذا وكذا أو تعالج كذا وكذا بدون دليل شرعي قول على الله بلا علم .
والله تعالى أعلم .
***********************************
114-عجائب الرقم سبعة
(...السؤال...)
كثيراً مانرى في المنتديات مواضيع تتحدث عن عجائب الرقم سبعة
ويأتي فيها
السماء 7 طبقات تكررت 7 مرات في 7 أيات
القمر يمر ب7 مراحل أو أطوار
الأرض 7 قارات وأرضين..و7 محيطات..
و عجائب الدنيا 7..؟؟
العلم يتوصل الى 7 أنواع أسا سية من النجوم...!!
ويتوصل أيضا الى 7
مستويات مدارية للألكترون..!!
تلك ال7 مستويا ت حول ا لنواة...!!
وتوصل العلم ل7 ألوان للضؤ المرئي...!!
والى 7 اشعاعات للضؤ الغير مرئي...!!
وكذلك 7 أطوال لموجات تلك الاشعاعا ت...!!
توصل العلم أ يضا الى أن الانسا ن يتكون من 7
فهو يتكون من
ذرة+ جزيئه+ جين+ كروموسوم+ خلية+ نسيج+ عضو!!
المعادن الرئيسية في الأرض 7 ..!!
مضاعفة الحسنة في 7 سنابل...!!
سبحانه وتعالى خلقنا من سبع
((ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفةًً في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أ نشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أ حسن الخالقين))(1/435)
أتساءل هنا الفعل يسبح جاء ذ كره في القرآن الكريم 7 مرات في 7 أيات فما العلاقة بين ا لتسبيح والرقم 7 هو سر الهي عظيم..والأشياء ا لتي توصل ا ليها العلم ولها علاقة بالرقم 7
والتي ذكرت ا لبعض وأكرر ا لبعض منها أعلاه
تلك الأشياءتخضع لقوة جاذبية
ونحن ا لبشر عباد الله نخضع لله...
في الحج نطوف 7 مرات حول الكعبة
ونسعى 7 أ شواط.
ونرمي ا لجمار 7 مرات..وفي كل مرة
نرمي 7 جمرا ت..
مواضع السجود في القرآن سبعة .
تكبيرة العيدين سبع تكبيرات .
وقال تعالى
( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن ا لعظيم )
سبعه يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله :
1- الإمام ا لعادل .
2- شاب نشأ في عبادة الله .
3- رجل قلبه معلق بالمساجد .
4- رجلان تحابا في الله ..
اجتمعا عليه وافترقا عليه .
5- رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال
قال إني أخاف الله .
6- رجل تصدق بصدقه فأخفاها ..
حتى لاتعلم يمينه ما أ نفقت شماله .
7- رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه بالدموع
آيات سورة الفاتحة سبعة
طبقات جلد الإنسان سبعة
***وقال تعالى في سورة يوسف:"وقال الملك إني أرى سبع بقرا ت يأكلهن سبع عجاف و سبع سنبلت خضر و أخر يابسات .... .."وتتمة الآية
"يوسف أيها ا لصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأ كلهن سبع عجاف و سبع سنبلت خضر و أخر يا بسات " وللآية تتمة
موجود فيها ا لعدد سبعة حوالي ثمان مرات
**وأخيرا .. فإن شهادة التوحيد .. عدد ألفاظها سبعة ...
لا ... إله ... إلا ... الله ...
محمد ... رسول ... الله
فما حكم هذه المواضيع ؟
(...الجواب...)
صحيح أن رقم سبعة وعدد سبعة له حظ من الحضور ، وقد كَتَب الشيخ عاطي الجهني عن أسرار الأرقام ضمن " رسائل الدعوة " ، إلاّ أن الرقم سبعة ليس هو الوحيد الذي له حظّ من الحضور ، فالرقم ( 3 ) كذلك ، وكثير من الأذكار تُقال 3 مرات .
والإشكال في مثل هذه الموضوعات المبالغة بل والتكلّف في إثبات الرقم ( 7 ) !
وعلى سبيل المثال :(1/436)
القول بأن شهادة التوحيد ألفاظها سبع ، وشهادة التوحيد ( أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ) .
وليست شهادة التوحيد هي الاقتصار على قول : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
و القول بأن (مواضع السجود في القرآن سبعة) غير صحيح !
وقد اختلف العلماء في عدّ سجدات القرآن ، فقال الإمام الشافعي عددها ( 14 ) سجدة ، وقال الإمام أحمد ( 15 ) سجدة ، وقال الإمام مالك ( 13 ) سجدة .
وكذلك القول بأن (الفعل يسبح جاء ذ كره في القرآن الكريم 7 مرات) ، فالفعل يُؤخذ بتصريفاته ، ( سبّح ) ، ( يُسبِّح ) ...
وإذا أُخِذ بتصريفاته فهو أكثر من ذلك .
والله تعالى أعلم .
***********************************
115-أرجو نشر تنبيه من أجل كتاب ( الفرقان الحق )
(...السؤال...)
أما بعد/ أُريد أن أعرف كيف يُنشر كتاب خطير جدا خطير الآن ، وأكثر خطورة لمستقبل الأمة الإسلامية وخاصة في بلاد الغربة ، واسم الكتاب (الفرقان الحق) وهنا بعض العالم يتكلم عن قرآن جديد ! أعوذ بالله من شرّ هذا الكتاب .
أرجو نشر تنبيه من أجل هذا الكتاب .
(...الجواب...)
لا شك أن أعداء الأمّة الإسلامية يُدركون خطورة تمسك المسلمين بالقرآن العظيم ، وليس هذا الأمر وليد الساعة ، ولم يكن هذا حدثاً أفرزته الأحداث الأخيرة ، وإنما هو قديم قِدَم هذه الرسالة
قال الله تبارك وتعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) فهم يعلمون أن هذا القرآن ليس من كلام أحدٍ من البشر ، وإنما هو كلام العزيز الحكيم .
وهم وإن علموا أنهم لا يُمكن أن ينزعوا هذا القرآن من صدور المؤمنين إلا أنهم حاولوا التشويش واللغو وعدم السّماع لهذا القرآن .(1/437)
قال ابن عباس في الآية السابقة : يعني الغطوا فيه . وكان بعضهم يُوصي إلى بعض إذا رأيتم محمدا يقرأ فعارِضوه بالرجز والشعر واللغو . وقال مجاهد : والغوا فيه بالمكاء والصفير . وقال الضحاك : أكثروا الكلام فيختلط عليه ما يقول . وقال السُّدّي : صِيحوا في وجهه .
وقد طالَب أهل الجاهلية الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبديل القرآن ، فَرَدّ الله عليهم هذه الدعوى الفجّة .
قال تعالى : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .
وقد كان أهل الجاهلية الأولى تشمئزّ نفوسهم إذا ذُِكر الله وحده في القرآن ، قال تعالى : ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) .
وما نراه اليوم من جاهلية الألفية الثالثة هو امتداد لتلك الجاهلية ، إلا أن تلك الجاهلية كانت أقلّ وطأة ، وأخف عداوة من الصليبية الحاقدة والصهيوينة الغاشمة .
ولذلك يقول الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على احتلال الجزائر: إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ، ويتكلمون العربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم . اهـ .
ويقول غلادستون رئيس وزراء بريطانيا سابقاً : ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق . اهـ .
فلا عجب أن ترى اليوم من يُريد إزاحة هذا القرآن عن واقع المسلمين ، بدعوى العصرانية تارة ، وبدعوى التجديد أخرى ، وبدعوى مُحاربة الإرهاب ثالثة !(1/438)
وما هؤلاء إلا كالوَزَغ الذي كان ينفخ النار على إبراهيم ليُوقدها ، أو كالذي يطمع أن يحجب الشمس بالغِربال ليُطفئ نورها .
ومن تأمل قوله تعالى : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) فإنه يجد في هذه الآية البلاغة القرآنية ، في حين نُسب إطفاء نور الله إلى أفواههم !
وما تُحاوله قوى الشرّ اليوم من طمس معالم دِين الله ، وتغيير كتابه وتبديله وتحريفه ، هو هجمة شرسة ، وهمجية رعناء لا تفسير لها سوى ما تغلي به صدور أئمة الكُفر من الصليبية الحاقدة ، والصهيونية الغاشمة ، والله مُتمّ نوره ولو كره الكافرون ، ولو كره المجرمون ، ولو كرِه الكافرون .
وإن هذا الصنيع من قوى الشرّ التي تريد أن تُبدِّل كلام الله ، وتُغيِّر كتابه ، ليدلّ على أن التعايش ضربٌ من الخيال ! وعلى ما تُكنّه صدور القوم مما بدا بعضه على ألسنتهم ، وصدق الله القائل : ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) .
ويكشف هذا الفعل عن وجه الدعاوى الفجّة ، من دعاوى الديمقراطية وحُريّة الاعتقاد ، غير أن هذه الدعاوى لا يُنادى بها إلا في وجوه المسلمين ، وفي وُجوه الذين يُمسِّكون بكتاب الله .
أما إذا كانت القضية لصالح النصرانية أو اليهودية فإنه لا حُريّة ولا ديمقراطية ، بل تتبدّل بالضربة القاضية ! والهجمة الشّرسة !
كما فعلهم هذا يُسقط دعوى عدم التدخّل في شؤون الآخرين . وهذا يُعمل به إذا كان الأمر يخص اعتقاد فئة كافرة ، أما أن يخص طائفة مؤمنة فالأمر يختلف !
فيجب أن تتحرّك القوى والقوات ، ويجب أن يحصل التدخل الدولي في أقدس مقدّسات المسلمين ، بل في أعظم كتاب على وجه الأرض ، وهو القرآن ، فيرون أنه يجب تغييره وتشذيبه ليتماشى مع معتقدات القوم ! ومع رغبات الأنفس المريضة الشريرة .(1/439)
فيجب على مل مسلم أن يحذر من هذا الكتاب المزعوم ، والقرآن الموهوم . وأن يُحذِّر منه غيره . ونسأل الله أن يرد كيد الكائدين في نحورهم . وأن يُعزّ دينه وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده المؤمنين .
***********************************
116-صحة هذا الموضوع: اعمار الأنبياء والمرسلين
(...السؤال...)
اخواني انتشر كثيرا في هذه الايام في المنتديات هذا الموضوع
ولاعرف صحته ارجو اخباري هل هو صحيح ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
عاشو على هذه الأرض ,عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم,ولم يعمرو بالتأكيد,فكل من عليها فان, وهذا هو قانون
الحياة الذي فرضه المولى جلت قدرته......فلو كان هناك أحد سيبقى خالدا لضل الرسل والأنبياء الأولى والأحق
بالاستمرار حتى تقوم الساعة وتشرق الشمس من مغربها....فأبونا آدم عاش ألف عام,وهناك خلاف على موقع قبره
فيقال في الهند أو في مكة أو بيت المقدس ,اما ادريس فظل حيا يرزق (865)عاما, ولا احد يعرف مكان دفنه,ونوح
أكمل (950)منذ مولده حتى مماته,الذي لايعرف أيضا مكان دفنه,,,,أما هود فمجموع سنوات حياته(464) ودفن شرق
حضرموت,وابراهيم الذي حمل لقب ابو الأنبياء عاش(200) عام ودفن في مدينة الخليل الفلسطينيه التي تحتضن ايضا قبر
زوجته الأولى ساره....وابنه اسماعيل عاش(137)سنة ودفن كما يقل بجوار والدته هاجر في مكه, واسحاق عاش (180)
ودفن مع ابيه ابراهيم في الخليل, ويعقوب عاش (147) سنة وتوفي في مصر ,وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف الى الخليل
بعد وفاته,اما يوسف نفسه فقد عاس (110) اعوام ومات كما هو معروف في مصر ونقله اخوته تنفيذا لوصيته ايضا ودفن في مدينة نابلس,
ويقال ان أيوب عاش (93) عاما ودفن بجانب زوجته في قرية الشيخ سعد القريبه من العاصمة السورية دمشق.
وموسى وصل به العمر الى (120)سنة وتوفي في سيناء ودفن هناك وأخوه هارون عاش اكثر منه بعامين فقط ومات
ودفن في نفس المكان.(1/440)
وداود عاش مائة عام بالتمام والكمال ودام ملكه أربعين سنة,وسليمان لم يستمر أكثر من ( 52)عاما وورث ملك ابيه وعمره
(12) سنة أي انه تولى الملك (40) سنة ايضا مثل داوود, وزكرياء عاش (150) عاما ومات بطريقة بشعه وشنيعة حينما
قتله أعوان ملك ضالم بالمنشار,وكذلك كانت نهاية ابنه يحيى الذي مات مقتولا على ايديهم ايضا تحقيق لرغبة امراة
فاجرة , كما يقول التاريخ.
وعيسى عاش ( 33) سنة فقط حيث رفعه الله اليه بعد بعثته بثلاث سنوات , وكانت والدته مريم توفيت بعده بست سنوات
وكان عمرها (53) عاما,,, واخيرا خاتم الأنبياء والمرسلين وخير البشريه حبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم)توفي عن
( 63) عاما ودفن في بيت زوجته عائشة الذي اصبح فيما بعد من ضمن حرم المسجد النبوي الشريف,
وهناك الكثير من الأنبياء والمرسلين لم تذكر المصادر والكتب والروايات أي شي عن ميلادهم وسنواتهم ومماتهم
.....جمعنا الله واياهم في الفردوس الأعلى ..
(...الجواب...)
لي على هذا ملحوظات :
الأولى : قوله : " قانون الحياة " ، لو عُبٍّر بِـ " سُنّة الله " لكان تعبيرا شرعيا .
الثانية : قوله : (فأبونا آدم عاش ألف عام) هذا ليس بصحيح ، فأبونا آدم عليه الصلاة والسلام كان عمره ألف سنة ، فأعطى ابنه داود عليه الصلاة والسلام منها أربعين سنة .(1/441)
قال عليه الصلاة والسلام : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَؤُلاءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ ذُرِّيَّتُكَ . فَرَأَى رَجُلا مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، يُقَالُ لَهُ : دَاوُدُ . فَقَالَ : رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ ؟ قَالَ : سِتِّينَ سَنَةً . قَالَ : أَيْ رَبِّ زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً ، فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَقَالَ : أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ : أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ . رواه الترمذي ، وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وصححه الألباني .
الثالثة : قوله عن نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام : (ونوح أكمل (950) منذ مولده حتى مماته)
هذا ليس بصحيح أيضا ، فإن ما ذكره الله هو عُمر دعوته .
قال ابن جرير : فلبث فيهم ألف سنة إلاَّ خمسين عاما يدعوهم إلى التوحيد، وفِراق الآلهة والأوثان . اهـ .
واختُلِف في عمره عند مبعثه .
قال ابن جرير : وذُكر أنه أُرسل إلى قومه وهو ابن ثلاث مئة وخمسين سنة.
ثم روى بإسناده إلى عون بن أبي شداد، قال: إن الله أرسل نوحا إلى قومه وهو ابن خمسين وثلاث مئة سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاث مئة سنة، فأخذهم الطوفان .(1/442)
وقال القرطبي : واختلف في مبلغ عمره ؛ فقيل : مبلغ عمره ما ذكره الله تعالى في كتابه.
قال قتادة : لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة ودعاهم ثلاثمائة سنة، ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وقال ابن عباس: بعث نوح لأربعين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الغرق ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا.
وعنه أيضا : أنه بعث وهو ابن مئتين وخمسين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين، وعاش بعد الطوفان مائتي سنة.
وقال وهب : عُمْر نوح ألفا وأربعمائة سنة.
وقال كعب الأحبار : لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان سبعين عاما فكان مبلغ عمره ألف سنة وعشرين عاما.
وقال عون بن شداد: بعث نوح وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان ثلاثمائة سنة وخمسين سنة، فكان مبلغ عمره ألف سنة وستمائة سنة وخمسين سنة . ونحوه عن الحسن.
قال الحسن : لما أتى ملك الموت نوحا ليقبض روحه قال: يا نوح كم عشت في الدنيا ؟ قال: ثلاثمائة قبل أن أُبْعث ، وألف سنة إلاَّ خمسين عاما في قومي ، وثلاثمائة سنة وخمسين سنة بعد الطوفان .
قال ملك الموت : فكيف وجدت الدنيا ؟ قال نوح : مثل دار لها بابان ، دخلت من هذا وخرجت من هذا .
الرابعة : قوله عن نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام : (وورث ملك أبيه وعمره (12) سنة أي انه تولى الملك (40) سنة)
قال البغوي في تفسيره : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) نبوته وعِلمه وملكه دون سائر أولاده .
وقال ابن كثير : وقوله : ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ ) أي: في الملك والنبوة، وليس المراد وراثَةَ المال؛ إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده من بين سائر أولاد داود، فإنه قد كان لداود مائة امرأة. ولكن المراد بذلك وراثةُ الملك والنبوة؛ فإن الأنبياء لا تورث أموالهم . اهـ .(1/443)
وقال النسفي : وَرِث منه النبوة والملك دون سائر بَنِيه ، وكانوا تسعة عشر . قالوا : أوتي النبوة مثل أبيه فكأنه وَرِثه وإلاَّ فالنبوة لا تُورَث . اهـ .
فَعَلى هذا لا يصِحّ أنه ورث العِلم وأوتي النبوة وعمره ( 12 ) عاما !
فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد قال : أُعْطِي سليمان بن داود ملك مشارق الأرض ومغاربها ، فملك سليمان بن داود سبعمائة سنة وستة أشهر
والله أعلم .
الخامسة : ما جاء بخصوص دفن موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه قد دُفِن قريبا من الأرض المقدّسة .
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن موسى عليه الصلاة والسلام لَمّا حضرته الوفاة سأل ربّه أن يُدنيه من الأرض المقدسة ، وقال عليه الصلاة والسلام : لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأحْمَرِ .
قال الحافظ العراقي : الأَرْضُ الْمُقَدَّسَةُ هِيَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ .
قال ابن حجر : وذكر السُّدّي في تفسيره أن موسى لَمَّا دَنَت وفاته مشى هو وفتاه يوشع بن نون فجاءت ريح سوداء فظن يوشع أنها الساعة ، فالتزم موسى ، فانسل موسى من تحت القميص ، فأقبل يوشع بالقميص . وعن وهب بن منبه أن الملائكة تَوَلَّوا دَفْنه والصلاة عليه ، وأنه عاش مائة وعشرين سنة .
وخِتاما : أقول كما قال سعيد بن جبير رحمه الله : قَدْ أَحْسَنَ مَنْ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ .
فعلى الإنسان أن ينتهي إلى ما سمع ، وأن لا يخوض فيما لا يُحسن ، ولا يتكلّم فيما لا يعرف .
وأعني به ما يُنشر في كثير من الأمور والمسائل الشرعية التي يخوض فيها من لا يُحسنها .
والله أعلم .
***********************************
117-والله لم اقصد الاستهزاء بآل البيت
(...السؤال...)
فأخذت في الحسبان ان المقصود هو باقر الحكيم الحالي، فاخذت ارد عليهم في ذلك، وبعدها عدت وقرات الموضوع مرت اخرى فوجدت انهم يتحدثون عن الإمام الباقر عليه السلام(1/444)
وكنت سأعدل ما كتبت لكن بعد فوات الاون لان عضويتي اوقفوها لاني سنيه وهم شيعه، ماذا افعل وهل عليّ شيء علما باني والله لم اقصد الاستهزاء بآل البيت، اعلم إني أخطأت لكن أريد تصويب خطأي فماذا افعل ؟
(...الجواب...)
القاعدة الشرعية : الأمور بمقاصدها . وطالما أن القصد لم يكن سبّ إمام من أئمة المسلمين عُرِف فضله ومكانته ، ولم يُمكنك الآن تعديل ما كُتِب ، فلا شيء عليك .
قال الإمام الذهبي رحمه الله : فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، ولا نَدَّعِي عِصَمْته ولا عِصْمَة أبي بكر الصديق .
وابْنَاه الحسن والحسين فَسِبْطَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيدا شباب أهل الجنة ، لو استخلفا لكانا أهلاً لذلك .وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة .
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور، وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون ، وله نظراء في الشرف والفضل .
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووَقْع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين . وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه . وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل . وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى . انتهى كلامه رحمه الله .
فنحن أهل السنة نعرف الفضل لأهل الفضل . وإن كانت سِير أولئك الأئمة قد لطّختها الرافضة بما لا يرضاه أولئك الأئمة الأعلام . فالرافضة تدّعي عصمة الأئمة ، بل وعِلْم الغيب ، كما في كِتاب " الكافي " الذي هو أصح الكتب عندهم !(1/445)
قال الكليني في " الكافي " (1/258) : بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ مَتَى يَمُوتُونَ وَ أَنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ إِلاَّ بِاخْتِيَارٍ مِنْهُمْ. وقال (1/260) : بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ ( عليهم السلام ) يَعْلَمُونَ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ أَنَّهُ لا يَخْفَى عَلَيْهِمُ الشَّيْ ءُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .
وحسبك بهذا الغلو ! والله تعالى أعلم .
***********************************
118-كل ما زدت في الإستغفار زادت مشاكلي
(...السؤال...)
سائلة تقول :
اقتباس
(( سمعت كثيرا عن الإستغفار وفوائده، يغفر للعبد، ينمي المال، وبركة في العمر والأولاد ... إلخ، ولقد قرأت الكثير من القصص المجربه عن الإستفغار، وبحكم أني عاطلة عن العمل، ولاشغل ولامشغله ولازوج ولاشيء .. فكرت بأن أستغفر عل الله يفتح لي أبواب رحمته، والله إني لأستغفر فاليوم 100مره وأكثر من مره وصلت 1000 ، بس ماصار لي مثل ماصار للناس، ماتوظفت مارزقني الله، العكس ..
كل مازدت في الإستغفار زادت مشاكلي!!! .. ووالله لم أكمل الشهران في الإستغفار حتى حدثت مشاكل بيني وبين أمي، ومشاكل بيني وبين إخوتي، وكله أحس بحزن وبضيق وبكاء، استغربت كثيرا وقرنت كل هذا بالإستغفار !!!
ووقفت الإستغفار وعاد كل شيء إلى وضعه !!! .. ثم طاحت في عيني مره أخرى قصة عن الإستغفار، وعزمت القعد على الإستغفار مرة أخرى، واستغفرت واستغفرت وزدت في الإستغفار، وزادت مشاكلي!!!!!
أقدم على وظيفه ولاأتوفق فيها، أجد الكل متغير علي، بدون سبب، الدنيا مظلم أمام عيني!!!
لاأعرف ماأذا أفعل فقدت توازني، بدأت أخاف من الإستغفار!!!! أفيدوني ..(1/446)
لماذا يحصل معي كل هذا، لماذاااااااااااا ؟!! أكلمت الستة أشهر من الإستغفار، ووقفت بعدما حصلت لي هذه المشاكل، والآن صار لي شهرين، ووقفت مره أخرى، ساااااعدوني أفيدوني، رغم إني أستغفر من قلبي قبل لساني، ويكون استغفار صاااااادقا قبل أن يكون لأي شيء آخر.
(...الجواب...)
قد يكون هذا من باب الابتلاء .
وقد تكون الذنوب الكثيرة بِحاجة إلى مزيد من الاستغفار حتى يزول أثرها ، وهذا مثل ما جاء في أمْر النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي شكا إليه ما يجده أخوه مِن ألَمٍ في بطنه ، فقال له عليه الصلاة والسلام : اسْقِهِ عَسَلاً ، ثُمَّ أَتَى الثَّانِيَةَ فَقَالَ : اسْقِهِ عَسَلا ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ : اسْقِهِ عَسَلاً ، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ : قَدْ فَعَلْتُ ، فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ! اسْقِهِ عَسَلاً ، فَسَقَاهُ فَبَرَأَ . رواه البخاري ومسلم .
فهذا مثل هذا ، أعني قد يكون الاستغفار ابتداء لا يُذهب أثر تلك الذنوب ، فيُصاب الإنسان بِما يُصاب به مِن مُشكلات ليزول عنه بعد ذلك أثر تلك الذنوب .
وما يحدث للإنسان مِن مُشكلات وهموم هو مأجور عليها مُكفّرة بها خطاياها .
فعليك الاستمرار في الاستغفار ، وعدم الالتفات إلى ما يحدث .
وعليك بالاستغفار والإكثار مِنه ، والتَّصَدّق بِنِيّة تفريج الهموم ، وتحصيل المقصود
قال تعالى على لسان نوح : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) .(1/447)
شَكَا رَجُل إلى الْحَسَن البصري الْجُدُوبة فقال له : اسْتَغْفِر الله ، وشكا آخر إليه الفَقر ، فقال له : اسْتَغْفِر الله ، وقال له آخر : ادْع الله أن يَرزقني وَلدا ، فقال له اسْتَغْفر الله ، وشكا إليه آخر جَفاف بُستانه ، فقال له : اسْتَغْفِر الله .
فقيل له في ذلك ، فقال : ما قلت من عندي شيئا ! إن الله تعالى يقول في سورة نوح : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) .
وسبق :
الاستغفار ... فوائد عظيمة ومعاني جليلة..
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1178
والله أعلم .
***********************************
119-لماذا نسجد مرتين؟
(...السؤال...)
ما مدى صحت هذه الرواية عن السجود مرتين؟!
جزاك الله خيرا
--------------------------------
لماذا نسجد مرتين؟
سأل رجل الإمام علي عليه السلام :
لماذا نسجد مرتين؟
ولماذا لا نسجد مرة واحدة كما نركع مرة واحدة؟
قال عليه السلام : من الواضح أن السجود فيه خضوع
وخشوع أكثر من الركوع،ففي السجود يضع الإنسان
أعز أعضائه وأكرمها (أفضل أعضاء الإنسان رأسه لان فيه
عقله، وأفضل ما في الرأس الجبهة ) على أحقر شيء
وهو التراب كرمز للعبودية لله، وتواضعاَ وخضوعاً له تعالى .
سأل: لماذا نسجد مرتين مع كل ركعة ؟
وما هي الصفة التي في التراب ؟
فقرأ أمير المؤمنين عليه السلام الآية الشريفة
بسم الله الرحمن الرحيم
(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى )
صدق الله العلي العظيم
أول ما تسجد وترفع راسك يعني (منها خلقناكم )
وجسدنا كله أصله من التراب وكل وجودنا من التراب .
وعندما تسجد ثانية تتذكر انك ستموت وتعود إلى
التراب، وترفع راسك فتتذكر انك ستبعث من التراب مرة أخرى .
نسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد(1/448)
(...الجواب...)
لا أظنه يصِحّ ، ولعله مِأخوذ مِن كُتُب الرافضة ، فإن صيغة الصلاة المكتوبة في آخره مِن صِيَغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند الرافضة .
ومع ما فيه مِن رَكاكة أسلوب ، إلا أنه لا يصِحّ الاستدلال بالآية ؛ لأن ذِكْر الأرض وَرَد فيها ثلاث مرّات (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) .
1 - منها خلقناكم
2 - وفيها نُعيدكم
3 - ومنها نُخرِجكم تارة أخرى
فلو كان الأمر كذلك لَكان السجود ثلاثا .
هذا مِن جهة ، ومِن جهة أخرى فإن ما في هذا القول مُنْتَقِض بِما في صلاة الكسوف ، ففي صلاة الكسوف رُكوعان وسُجودان في كل ركعة .
وما في العبادات مِن حِكَم أكثره تَعبّدي ؛ وكثيرا ما يُعبِّر عنه العلماء بأنه غير معقول المعنى ، فصلاة الظهر والعصر والعشاء كلها أربع ركعات ، بينما المغرب ثلاث ركعات ، والفجر ركعتان .
فكل هذا مِن الْحِكَم التعبّديّة .
والله تعالى أعلم .
***********************************
120-هل يجوز تسمية فاطمة رضي الله عنها بالزهراء
(...السؤال...)
هل يجوز تسمية فاطمة رضي الله عنها بالزهراء ؟ وهل تسميتها بذلك يعتبر من غلو الروافض فيها رضي الله عنها ؟ وهل لا يوجد لذلك اللقب أصل في السنة ؟ وعن حكم تخصيص فاطمة بقول الزهراء هل يعتبر ذلك بدعة ؟
(...الجواب...)
وجزاك الله خيرا، تسمية فاطمة رضي الله عنها بـ " الزهراء " يُراد به عند أهل العِلْم معنى غير الذي تذهب إليه الرافضة !
قال سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله في شرح حديث عن عليّ رضي الله عنه : وعلي بن أبي طالب ، هو الإمام أبو الحسن الهاشمي ، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وزوج ابنته فاطمة الزهراء . اهـ .
وقال القحطاني في نونيته في ذكر الخلفاء الراشدين :
ولي الخلافة صهر أحمد بعده *** أعني عليّ العالِم الرباني
زوج البتول أخا الرسول ورُكنه *** ليث الحروب منازل الأقران
....(1/449)
أكرم بفاطمة البتول وبعلها *** وبمن هما لمحمد سبطان
ورأيت كثير من علماء الرجال إذا ترجموا للحسن أو للحسين رضي الله عنهما يقولون : ابن فاطمة الزهراء .قال الحافظ ابن حجر في ترجمة فاطمة رضي الله عنها : فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية صلى الله على أبيها وآله وسلم ورضي عنها ، كانت تكنى أم أبيها .. وتلقب الزهراء . اهـ .
وذكر هذا اللفظ ابن حبان وابن عبد البر وابن عساكر في تاريخ دمشق والمزي وغيرهم . والله تعالى أعلم .
***********************************
121-اليهود كما نرى يعفون لحاهم فكيف نخالفهم
(...السؤال...)
عندي سؤال لمن يملك الإجابه
لإقامة الحجه لدى البعض، لقد اتت الاحاديث النبويه بإعفاء اللحيه الحجه مخالفة لليهود. السؤال هنا: قابلت بعض المسلمين وعندهم تساؤل، تجاه اعفاء اللحيه الا وهو
ان اليهود الان ومن يقوم بإتباع هذا الدين، بحذافيره يعفووون لحااااهم فكيف نخالفهم، اصبحنا واياهم نصب في نهر واحد، ما الفرق الآن ؟؟
(...الجواب...)
لم تكن العِلّة مُخالفة اليهود .
فالجواب من ثلاثة أوجُه :
الوجه الأول : أن إعفاء اللحية من هدي الأنبياء . قال الله تبارك وتعالى في خبر موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام : (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) .
وقد أمَر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفاء وتوفير وإرخاء وإيفاء اللحى دون تعليل بِمخالفة أحد .
الوجه الثاني : أن الأمر جاء في الصحيحين وفي غيرهما بِمُخالفة المشركين والمجوس ، وليس بِمُخالفة اليهود ؛ لأن اليهود يُعفُون لحاهم من الأصل .
الوجه الثالث : أن لو افتُرض أن المجوس أو المشركين أعفوا لِحاهم فإن المسلم مأمور بإعفاء لحيته ، وليس له أن يتخلّى عن شِعار من شعائر دِينه لأن الكفار فعلوه ! بل لا يكون هذا إلاّ في حال قوّة الإسلام وانتصاره وتَشَبّه الكفار بالمسلمين !(1/450)
ومثل ذلك : لو تعفّفت نساء الكفار ، فلا يعني أن تتبرّج نساء المسلمين ! وكذلك لو صَلّى الكفار صلاة تُشبه صلاتنا ، فهل نتخلّى عن صلاتنا ؟!
ومع ذلك يبقى تميّز المسلم عن الكافر ، ولا يُتصوّر أن يُعفي جميع المشركين أو المجوس لحاهم على نفس طريقة إعفاء أهل الإسلام ! والله تعالى أعلم .
***********************************
122-هل متابعة صلاة الطالبات بجدول يعد بدعة ؟
(...السؤال...)
شيخنا الفاضل .إحدى الأخوات تسأل :
اقتباس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحاجة هذه الفتوى سريعا :
في إحدى المدارس الابتدائية قامت مديرة المدرسة بالتعاون مع مشرفة المصلى بالمدرسة بإعداد جدول للطالبات
لمتابعة آدائهن للصلاة ويشمل الجدول الفروض الخمسة وبذلك تتابع المدرسة صلاة الطالبة ظهرا في المدرسة أما بقية
الفروض فتتابعها الأسرة بالمنزل بوضع إشارة صح عندما تؤدي الطالبة الصلاة في وقتها وبذلك تكون المتابعة
للطالبة مستمرة في المدرسة والمنزل ومن ثم تكرم الطالبا ت المحافظات على الصلاة في نهاية الشهر .
كان التجاوب من الأهالي كبيرا والنتائج محفزة لكن هناك من ذكر لنا أن ذلك قد يكون بدعة
أي أن متابعة صلاة الطالبات عن طريق هذا الجدول طريقة جديدة في العبادات والحث عليها وقد تكون بدعية .
(...الجواب...)
سبق أن سُئلت عن شجرة الصلاة ، وهي صورة تُوضع للصغار من أجل تشجيعهم على الصلاة .
وهذه الشجرة :
فقلت آنذاك :
لَمَّا رأيت هذه الصورة خطر ببالي الحديث الذي رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال : خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال : هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب .(1/451)
ورواه أيضا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال : هذا الإنسان وهذا أجله محيط به - أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وأن أخطأه هذا نهشه هذا .
ثم سألت شيخنا الشيخ إبراهيم الصبيحي عن هذه الطريقة - وسألته هاتفياً - وشرحت له الصورة ، فقال : لا بأس بها ، وذَكَر - حفظه الله - حديث الخطّ .
ويدل عليه أيضا تشبيه الصلاة بالنهر الجاري .
وهذا ليس من تصوير وتجسيد ثواب الأعمال الذي يمنع منه العلماء ، وإنما هو لتقريب الصورة للأطفال .
إكمالاً للفائدة حول ما يتعلق بالخط في حديث ابن مسعود
قال ابن حجر :
قيل هذه صفة الخط
وأزيد هنا :
أن وضع الجدول لتشجيع الطالبات على الصلاة ليس مِن قَبِيل البِدَع ، لأنه يُقصد به حثّ الطالبات وتشجيعهن .
وهو وسيلة كغيرها من الوسائل ، مثل مُكبّرات الصوت لإسماع الناس صوت الأذان ، فإنها تتضمن حثّ الناس على المجيء إلى الصلاة دون أن يُتعبّد الناس بتلك الوسائل .
والله تعالى أعلم .
***********************************
123-عن الرحمة
(...السؤال...)
هذى احدى الاخوات تسال هالسؤال عن الرحمه ممكن اعرف الدليل منكم وجزاكم الله كل خير
يفتح الله للمتصالحين 70 بابا من الرحمة .
3 -الذي بيادر بالصلح يفتح له 69 بابا من الرحمة ، فإن قبل أخاك المبادرة فله رحمة واحدة ،
وإن لم يقبل بها فستحصل أنت على هذه الرحمة وتكتمل لك 70 رحمة .
هل ورد دليل من الكتاب أو السنة يدل على ذلك
(...الجواب...)
هذا ليس بصحيح ، والصحيح ما جاء في الصحيح ، ففي الصحيحين من حديث أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان فَيَصدّ هذا ويَصدّ هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .(1/452)
وعند أبي داود من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاث ، فإن مَرَّت به ثلاث فليلقه فليسلم عليه ، فإن رد عليه السلام فقد اشتركا في الأجر ، وإن لم يرد عليه فقد باء بالإثم ، وخَرج المسلم من الهجرة . وصححه ابن حجر في " الفتح " .
كما أن الله تبارك وتعالى أنْزَل رحمة واحدة يتراحم بها الخلق ، وقبض تسعة وتسعين عنده ليوم القيامة ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
قال عليه الصلاة والسلام : جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ . رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم : إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا ، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وعند مسلم من حديث سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ فَمِنْهَا رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ بَيْنَهُمْ ، وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ .
والله أعلم .
***********************************
124-حول تسمية دعاء تفريج الكربة بِـ ( الحبوب المسكنة)
(...السؤال...)
ماريك في هذا الموضوع وهل يصح نشره :
حبوب مسكنه
اسم الدواء:
"لا إله إلا انت ،سبحانك إني كنت من الظالمين"
التأثيرات الدوائية:(1/453)
تتميز بخواص مسكنه تبعث في النفس الطمأنيه والراحه وتطرد الهم والحزن وتبعد القلق والتوتر.
دواعي الأستعمال:
يستعمل هذا الدواء عند إحساسك بالظلم ،والقهر، والغم ،والحزن في حالات الإحباط واليأس،يستعمل ايضا لتخفيف الآلآم الناتجه عن اذى الناس وكل منغصات الحباة ومتاعبها وفي الحالات المصاحبه لضيق الصدر.
موانع الاستعمال:
قد يمنع بعضهم من استعمال هذا الدواء بسبب الجهل والغفله ،كما تؤثر كثرة الذنوب والمعاصي فتحول دون استخدام هذا الدواء ،او كمال الفائده منه.
الجرعات:
واظب على استخدام الدواء لمدة شهر على الاقل ،بكره وعشيه.
الأحتياطات:
من اللأفضل ان تكون متوضئا ،مستقبل القبله ،خاشع القلب.
التأثيرات الدوائية:
هذا الدواء مستحضر لا يأتي إلا بالخير ،وهو شاف حتما بعد مشيئة الله،وليس له أي ثأثيرات سلبيه مطلقا ،ففي حال زياده الجرعه تزداد الفائده.
لا تقطع مدة العلاج من تلقاء نفسك.
كرر الدواء الدواء بدون وصفه طبيه.
اترك هذا الدواء في متناول ايدي الجميع.
(...الجواب...)
يجوز مثل هذا ؛ لأنه يتضمّن تصوير وتجسيد الأعمال الصالحة ، ولا يجوز تجسيد الأعمال الصالحة ، ولا وصفها بمثل هذا الوصف .
وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : الدعاء عبادة ، كما في المسند وغيره ، فكيف تُجعل العبادة بمثابة الدواء الذي قد يُستغنى عنه ؟
وكيف يُصوّر الثواب وكشف الكروب بأنه مثل الدواء الذي قد يُؤثّر في المرض وقد لا يُؤثِّر ؟
وسبق :
حكم مثل هذه المواضيع: هاتفك السماوي معطل؟ اتصل بالملك ..؟ رحلة سعيدة ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=147
والله أعلم .
***********************************
125-لماذا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة؟
(...السؤال...)(1/454)
لا أقصد يا شيخ بأن أعارض حكمة الله ولا قرار الرسول_صلى الله عليه وسلم_ ولكن بسبب ما أراه وأسمعه من هجوم مُكثف من قبل الكفره العصاه على الحبيب محمد_صلى الله عليه وسلم_ وخصوصاً في هذه النقطة، والله أعلم ما راودني من قلق.
وما زادني قهراً بأنهم يقولون إن الرسول تزوجها بسن السادسه وإغتصبها في السن التاسعة!
فكيف يكون الزواجُ إغتصاب!
(...الجواب...)
أولاً : ينبغي أن يُعلَم أن الكفار لن يرضوا عن مسلم حتى يتّبع أهواءهم فضلا عن أن يرضوا عن رسول رب العالمين ، كما قال تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) .
ثانيا : زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها كان بِوَحْي من الله ، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم صورة عائشة رضي الله عنها في قطعة من حرير ، يعرضها عليه الْمَلَك ، ورؤيا ألأنبياء حقّ ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة بعد ذلك : أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلاثَ لَيَالٍ جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ ، فَيَقُولُ : هَذِهِ امْرَأَتُكَ ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ ، فَأَقُولُ : إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ . رواه البخاري ومسلم .
ثالثا : زواج النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن تشهّيًا ، بل كان لِحِكَم ، ولو كان تشهّيًا لوجد عليه الصلاة والسلام من النساء من هُنّ أجمل وأصغر سِنًّا .
والزواج الشرعي لا يكون اغتصابا إلاّ في عُرف الذين يُحرِّمون الزواج ويُبيحُون الزنا ! أو في عُرف من يعتبرون الاقتصار على الزوجات وترك الفواحش والفجور – يعتبرونه جريمة !(1/455)
لقد عاب أقوام انتكست فِطَرهم على الذين تنَزّهُوا عن الفواحش ! كما أخبر الله عن قوم لوط أنهم قالوا عن نبي الله لوط ومن معه : (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) !
ومن الْحِكم في زواجه صلى الله عليه وسلم بِعائشة رغم صِغَر سِنِّها :
1 – تقدير لأبَرّ الناس بِصحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أبو بكر ، الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام : إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا مِنْ أُمَّتِي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ وَمَوَدَّتُهُ ، لا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلاَّ سُدَّ إِلاَّ بَابُ أَبِي بَكْرٍ . رواه البخاري ومسلم .
2 – ما حَمَلته عائشة رضي الله عنها ووعَتْه مِن عِلْم نفع الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا .
ولذلك لم ينْزِل الوحي في فراش امرأة غيرها .
وكانت عائشة رضي الله عنها أفْقَه نساء الأمة على الإطلاق ، كما قال ابن القيم رحمه الله ، وقال : وكان الأكابر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يَرجعون إلى قولها ويَستفتونها .
3 – ما عاشته عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد تزوجها في السنة الأولى من الهجرة – فيما ذكره ابن القيم – ومات النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها ( 18 ) عاما ، وعاشت رضي الله عنها إلى سنة ( 57 ) من الهجرة على الصحيح في سنة وفاتها .
4 – ما رَوَته رضي الله عنها من أحاديث ، فهي من أكثر الصحابة رواية للحديث .
5 – كانت عائشة رضي الله عنها ملجأ لنساء الأمة في كثير من مسائل الفقه ، يَلْجَأن إليها ويسألنها .
والنبي صلى الله عليه وسلم دَخَل بِعائشة رضي الله عنها وهي ابنة تسع سنين .(1/456)
ومعلوم أن النساء يختلفن من حيث الكِبَر والبلوغ زمانا ومكانا ، فقد تكون ابنة تسع سنين طفلة صغيرة ، وقد تكون امرأة عاقلة ، ولذا كانت عائشة رضي الله عنها تقول : إذا بلغت البنت تسع سنين فهي امرأة .
رابعا : يشنّ بعض اليهود أو النصارى حملة على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أو على شريعة الإسلام مِن أجل تعدد الزوجات !
وقد ذكر الدكتور مصطفى السباعي أنه بلغه أن مدير مدرسة وهو يهودي يطعن في نبينا صلى الله عليه وسلم ويَعيب عليه تعدد الزوجات ، قال الدكتور السباعي رحمه الله : حين كنت في " دبلن " زرت مؤسسة الآباء اليسوعيين فيها ، وجَرَى حديث طويل بيني وبين الأب المدير لها ، وكان مما قلته له : لماذا تحملون على الإسلام ونبيِّه ، وبخاصة في كتبكم المدرسية بما لا يصح أن يُقال في مثل هذا العصر الذي تعارفت فيه الشعوب ، والْتَقَتْ فيه الثقافات ؟
فأجابني : نحن الغربيين لا نستطيع أن نحترم رجلا تزوّج تسع نساء !
قلت له : هل تحترمون نبي الله داود ، ونبيّه سليمان ؟
قال : نعم ، وهما عندنا من أنبياء التوراة .
قلت : إن نبي الله داود كان له تسع وتسعون زوجة كما هو معلوم ، ونبي الله سليمان كانت له – كما جاء في التوراة – سبعمائة زوجة من الحرائر ! وثلاثمائة من الجواري ، وكُنّ أجمل أهل زمانهن فلِمَ يستحق احترامكم من يتزوّج ألف امرأة ، ولا يستحق من يتزوّج تسعاً ؟
لماذا لا يستحق احترامكم من تزوّج تسعاً ، ثمانية منهن ثيبات وأمهات ، والتاسعة هي الفتاة البكر الوحيدة التي تزوجها طيلة عمره ؟
فسكت قليلاً وقال : لقد أخطأت التعبير ، أنا أقصد أننا نحن الغربيين لا نستسيغ الزواج بأكثر من امرأة ، ويبدو لنا أن من يُعدد الزوجات غريب الأطوار ، أو عارم الشهوة !
قلت : فما تقولون في داود وسليمان وبقية أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا جميعاً مُعددين للزوجات بدءاً من إبراهيم عليه السلام ؟
فَسَكَتَ ولم يجد جواباً ! . اهـ .(1/457)
أقول : بل إن التعدد من الأمور المقررة في الشرائع السابقة ، فقد جاء في بعض الأناجيل إباحة التعدد !
ففي سِفْر التكوين الإصحاح ( 4 : 19 ) : تزوج من امرأتين . ما زال المبشرون النصارى يتغاضون عن تعدد الزوجات في إفريقية وغيرها
وفي سفر الملوك الأول الإصحاح ( 11 : 3 ) 700 زوجة و 300 سرية لسليمان عليه السلام .
وعند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً : قال سليمان بن داود عليهما السلام : لأطوفن الليلة على لأطوفن الليلة على تسعين امرأة . وهذا يدلّ على أنه قد تزوّج بهذا العدد أو أكثر كما في بعض الروايات : لأطوفن الليلة على مائة امرأة .
وكنت كتبت مقالا بعنوان :
قضية تعدد الزوجات بأعين الأمم المعاصرة .. ( نصرانية ترى التعدد ضرورة ) !!!
http://saaid.net/Doat/assuhaim/39.htm
والله تعالى أعلم .
***********************************
126-خروج الدجال في باكستان،صورته والعياذ بالله
(...السؤال...)
لا يحترق بالنار ولا يموت بالرصاص .... ( الأعور الدجال يظهر بباكستان )
*في منطقه لاهور في باكستان ولد طفل لام فقيرة أرمله توفي زوجها في معركة بين إحدى القبائل.. وكان الطفل أعور بعين واحده بين الحاجبين ، ولما رأت الأم صوره طفلها البشعة قامت بإخفاء ولدها عن الناس حتى لا يراه أحد ، وكانت إذا أرادت الخروج تلبسه ملابس النساء وتضع على وجهه غطوه .
وكبر(معصوم) وبلغ مبلغ الرجال ، فظهر عليه الذكاء فرباه أحد الروحانيين ! فأصبح الولد يتعامل مع الجن ، وذاع صيته في باكستان ، فقد كان يعالج الأمراض الغريبة والمستعصية ، وله خوارق عدة !!ولما أكمل تعليمه في الروحانيات كشف وجهه للناس ، ففزع منه الكثيرون ومن خوارقه ..(1/458)
إنه يضع يده في النار ولا تحترق ، وكان يأكل الزجاج والحصى ، ويشرب من ماء البحر ، وعندما يشير بيده إلى جماد يحركه ليأتي إليه مسرعا ، وكان حارسه الشخصي قطاً أسودا ، وكان يضع التراب في يده ويغلقها ويتمتم ثم يفتحها ، وإذا بالتراب يتحول الى ذهب .
فلما ذاع صيته بين الناس بهذه الصورة ، قبضت عليه الحكومة ، وأودعته في السجن ، فحصل شيء غريب أفزع كل من كان موجودا في قسم الشرطة .
فقد كان كلما أُقفل عليه باب السجن يفتح وحده ، وقد تكرر هذا الأمر عده مرات ، فخافوا منه وأطلقوا سراحه , واستعان رجال الشرطة برجال الدين ، فلم يستطيعوا فعل شيء ، وحاولوا أيضا اغتياله ، ولكنه كان يخرج من الحادثة مثل الشعر من العجينة ، وقد صرّح أحد اللصوص بعد القبض عليه أنه قد دخل إلى بيت الأعور - كما أسموه - وأراد سرقته وقتله ، فلما دخل وجده بانتظاره يحدق به بعينه الواحدة , ويضحك فأشهر اللص سلاحه بوجهه فصرخ بوجهه (الدجال)قائلا انتظر حتى تموت , فأشار إلى دجاجة كانت تتمشى في فناء منزله قائلا : اقتلها إان استطعت ,
ويقول اللص : أطلقت النار على الدجاجة فأصبتها عده طلقاتK وكان ريشها يتطاير ، ولكنها لم تصب بأذى ، فاستغربت وبدأ الخوف يسري في قلبي ، وأصبحت ارتعد ، ثم قال لي : سوف ألقّنك درسا ستذكره طوال حياتك ، فأصبح يتمتم وقمت بالصراخ فوضعت المسدس على فخذي ورميت بنفسي وهربت منه إلى منزلي ، وقد أصابتني حاله فزع بضعة أيام !
لجا البعض إلى دائرة الشرطة في باكستان معبرين عن خوفهم مما يحدث ، فوقفت الشرطة مكتوفة الأيدي ، فأرسلوا إلى علماء الدين فحضروا حتى يروا قصه هذا الأعور. فقال أحد العلماء: إن هذا الرجل الأعور الدجال بعينه ! وأنه سيختفي وسيذهب إلى منطقه خراسان ليخرج آخر الزمان.
فلم يصدقه أحد .. وأجمعوا أنه ساحر ! ولابد من التخلص منه (هذا ما اتفق عليه العلماء)..(1/459)
وفي اليوم التالي من الاجتماع نشرت الصحف الباكستانية صورته وصور العلماء والمشايخ الذين توعدوا له وبعض من أحاديثهم ..فلما ذهبوا إلى بيت(معصوم) لم يجدوه ، وكان قد اختفى وذهب إلى جهة غير معلومة , فأصبح الكل يتساءل :
هل هو فعلا الأعور الدجال ؟ وهل فعلا ذهب الى خراسان؟
انتهى الخبر المنقول
(...الجواب...)
الحمد لله القائل في محكم كتابه :
( مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ )
والصلاة والسلام على رسول الله الذي ما ترك خيراً إلا دلّ أمته عليه ، وما ترك شراً إلا حذّر أمته منه .
قال حذيفة رضي الله عنه : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدّث به ، حفظه من حفظه ، ونسيه من نسيه ، قد علِمه أصحابي هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه ، فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه . رواه مسلم .
قال أبو ذر : لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما . رواه الإمام أحمد .
أما الدجال فقد وُجِد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم . يدلّ على ذلك حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها في صحيح مسلم .
قالت رضي الله عنها : فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة ، فخرجت إلى المسجد ، فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر ، وهو يضحك ، فقال : ليلزم كل إنسان مُصلاه . ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟(1/460)
قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ؛ حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهراً في البحر ، ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة ، فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر ، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر .
فقالوا : ويلك ما أنت ؟
فقالت : أنا الجساسة .
قالوا : وما الجساسة ؟
قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدَّيْر ، فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سمّت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة .
قال : فانطلقنا سِراعاً حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد .
قلنا : ويلك ما أنت ؟
قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم ؟
قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهراً ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة ، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر ، لا يُدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر . فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدَّيْر ، فإنه إلى خبركم بالأشواق . فأقبلنا إليك سراعاً ، وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة .
فقال : أخبروني عن نخل بيسان .
قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : أسألكم عن نخلها ، هل يُثمر ؟
قلنا له : نعم .
قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر .
قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية .
قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : هل فيها ماء ؟
قالوا : هي كثيرة الماء .
قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب .
قال : أخبروني عن عين زُغَر .(1/461)
قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟
قال : هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟
قلنا له : نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها .
قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟
قالوا : قد خرج من مكة ، ونزل يثرب .
قال : أقاتله العرب ؟
قلنا : نعم .
قال : كيف صنع بهم ؟
فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه .
قال لهم : قد كان ذلك .
قلنا : نعم .
قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عنى :
إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة ، فهما محرّمتان عليّ كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة - أو واحداً منهما - استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدّني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها .
قالت فاطمة بنت قيس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وطعن بمخصرته في المنبر : هذه طيبة . هذه طيبة . هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟
فقال الناس : نعم .
قال : فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن . لا بل من قبل المشرق ما هو . من قبل المشرق ما هو . من قبل المشرق ما هو . وأومأ بيده إلى المشرق .
وهذا يعني أن المسيح الدجال موجود منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه موثق بالسلاسل ، وأنه يوشك أن يؤذن له فيخرج فيعيث في الأرض فساداً .
وأنه في جزيرة في بحر من قِبل المشرق . وقد ظهر دجّال آخر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ابن صياد ، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تبيين أمره .(1/462)
روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قِبل ابن صياد ، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة ، وقد قارب ابن صياد الحلم ، فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم قال لابن صياد : تشهد أني رسول الله ؟ فنظر إليه بن صياد فقال : أشهد أنك رسول الأميين .
فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه ، وقال : آمنت بالله وبرسله . فقال له : ماذا ترى ؟ قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خلط عليك الأمر ، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : إني قد خبأت لك خبيئا . فقال ابن صياد : هو الدخّ . فقال : اخسأ ، فلن تعدو قدرك . فقال عمر رضي الله عنه : دعني يا رسول الله أضرب عنقه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن يكنه فلن تُسلط عليه ، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيّ بن كعب إلى النخل التي فيها بن صياد ، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قَبل أن يراه بن صياد ، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع يعني في قطيفة له فيها رمزة أو زمرة ، فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل . فقالت لابن صياد : يا صاف - وهو اسم بن صياد - هذا محمد صلى الله عليه وسلم ، فثار ابن صياد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو تَرَكَتْه بيّن .
وفي رواية : رمرمة أو زمزمة .
وهو كلام الكهان ، أو هو الصوت الخفيّ .(1/463)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر الكرامات : وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية ، مثل حال عبد الله بن صياد الذي ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال ، وتوقّف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال ، لكنه كان من جنس الكهان . قال له النبي صلى الله عليه وسلم : قد خبأت لك خبيئاً .
قال : الدخ الدخ . وقد كان خبأ له سورة الدخان ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اخسأ ! فلن تعدو قدرك . يعنى إنما أنت من إخوان الكهان ، والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع . انتهى .
وأما هذا الباكستاني المزعوم أنه المسيح الدجال فهو دجال من الدجاجلة ، وكذاب من الكذابين ، وساحر من السّحرة .والعجيب في مثل هذه القصص أنها تُقبل فيها روايات اللصوص !!
فقد نُقل في هذه القصة رواية لصّ دخل على هذا الدجال الباكستاني ، وفعل كيت وكيت ، وبُني عليها ما بُني من أن ما جرى على أيدي هذا الدجال من الكرامات .
وما جرى على أيدي ذلك الرجل إن صحّت الرواية فهو من الخوارق التي تجري على أيدي الدجالين من السحرة وغيرهم .
وأما العلماء الذين أُشير إليهم فلم يُذكر منهم حتى تُقبل روايتهم . وقد يكون هؤلاء من أهل الباطل الذين تروج عليهم الأكاذيب والباطل .
قال يونس قلت للشافعي : صاحبنا الليث يقول : لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء ما قبلته . قال الشافعي : قصّر ! لو رأيته يمشي في الهواء لما قبلته .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : ذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء ، فلا تصدقوه حتى تعلموا متابعته رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد كان أقوام من الدجّالين يدخلون النار في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فكان يردّ عليهم ، ويدحض شُبهاتهم ، ولا تنفذ تلك الخوارق بحضور علماء الملة الصادقين .(1/464)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله نقلاً عن بعض الفقهاء : وأما دخولهم النيران فمن لا يتمسك بالقرآن فإنه فتنة لهم ، ومضلّة لمن يراهم ، كما يفتتن الناس بما يظهر على يدي الدجال ، فإنه من ظهر على يديه خارق فإنه يوزن بميزان الشرع ، فإن كان على الاستقامة كان ما ظهر على يديه كرامة ، ومن لم يكن على الاستقامة كان ذلك فتنة ، كما يظهر على يدي الدجال من إحياء الميت ، وما يظهر من جنته وناره ، فإن الله يضل من لا خلاق له بما يظهر على يدي هؤلاء ، وأما من تمسك بالشرع الشريف فإنه لو رأى من هؤلاء من يطير في الهواء أو يمشي على الماء ، فإنه يعلم أن ذلك فتنة للعباد .
فالخلاصة : أن هذا الذي ظهر في بلاد الباكستان – إن صحّ خبره – أنه دجّال من الدجاجلة . وليس هو المسيح الدجال .
وما ظهر على يديه – إن صحّ – فهو من الفتنة والابتلاء للعباد ، وهو من الخوارق وليس من الكرامات في شيء .والله تعالى أعلى وأعلم
***********************************
127-سر الخطوط التي في الكف
(...السؤال...)
ما صحة هذا الموضوع ؟وهل يجوز نشره ؟
ألم تلاحظ الخطوط الغريبة التي بيدك .. ألم تستغرب منها مامعناها ومافائدتها ؟؟ انظر ليدك اليمنى ماذا ترى ؟ خطوطاً تشكل الرقم 18 واليسرى؟ ايضاً خطوطاً تشكل ! ولكن تشكل الرقم 81
والان اجمع الرقمين
18 + 81 = 99
هي عدد أسماء الله الحسنى
والان إطرح الرقمين
81 -18 = 63
هي عمر نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
المعنى !! إن هذهِ الارقام المكتوبة على يديك تعني عدد أسماء الله الحسنى ، إذاً مافائدتها .. يقول الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الشريف أنه يُستحب أن يلعق الانسان يديهِ بعد انتهائهِ من الأكل ..(1/465)
وقد إكتشف العلماء حديثاً يقول (بما معناه) انه بعد الأكل يقوم الجسم بفرز مادة إذا مالوعقت فإنها تقوم بتسهيل عملية الهضم ومنع حالة الخمول ..أتود أن تعلم من أين تأتي هذه المادة ؟؟ إنها من تلك الخطوط
سبحان الله
(...الجواب...)
هذه خيالات وأوهام ! ولا يجوز نشر مثل هذه الأوهام ، ولا التعلّق بها ، ولو كان في نشرها خير لَدَلّ النبي صلى الله عليه وسلم أمّتَه عليه .
والتعلّق بمثل هذه الأشياء هو شأن العرّافين والكُهّان والدّجّالين الذين يَزعمون أنهم يقرءون الأكُفّ ، ويُخبرون بأشياء لها عِلاقة بِسَعادة الإنسان وشقاوته ، أو لها عِلاقة بأمور مستقبلية .
ولا علاقة لهذه الأرقام والكفّ بِـ " لَعْق الأصابع " ؛ لأن السنة جاءت بِلَعْق الأصابع ، وليس بِلَعْق الكَفّ وراحة اليد ، فليس صحيحا أن تلك المادة مِن خطوط الكفّ بل مِن الأصابع .
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بثلاثة أصابع . والله تعالى أعلم .
***********************************
128-اعجاز القرآن في مايكروسوفت اكسل
(...السؤال...)
ارجو من فضيلتكم مطالعة الصور التالية و ما كتب تحتها و تبيين الحكم في ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً. الإسراء 88
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ . فصلت 53 صدق الله العظيم
وجه الإعجاز(1/466)
الرسم المبين أعلاه عبارة عن تمثيل بياني لسور القرآن الكريم ، حيث يمثل المحور الأفقي رقم السورة حسب ترتيب المصحف الشريف ( علما أن هذا الترتيب هو أيضا من عند الله ) والمحور العمودي يمثل عدد آيات السورة. فعلى سبيل المثال النقطة الأولى في أقصى اليمين تمثل سورة الفاتحة والتي رقمها 1 (ترتيبها في المصحف الشريف) وعدد آياتها 7 والنقطة التي تليها تمثل سوره البقرة والتي رقمها 2 وعدد آياتها 286 وهكذا.
الآن لو قمنا بوصل النقاط الخارجية فقط بخطوط بحيث يتم احتواء كافه النقاط الداخلية داخل إطار وذلك لإظهار حدود الشكل الذي تمثله النقاط، فسنحصل على كلمتي لفظ الجلالة "الله" وكلمة "محمد" متداخلتين في نفس الشكل ، ولقد قمنا بتمثيل كل منهما في شكل مستقل وذلك من اجل التوضيح فقط ، ويمكن مطابقة الشكلين أعلاه بحيث يتم مطابقة جميع نقاط الانتشار بشكل تام ومن ثم الحصول على الكلمتين في آن واحد كما هو مبين في الشكل الملون أعلاه.
ولقطع الشك باليقين دون استخدام الخطوط التي توضح حدود الشكل، يمكن قص الورقة بالمقص بحيث نبقي على النقاط جميعها ونستثني بقيه الورقة فسنحصل أيضا على نفس النتيجة.
تعليق :
1- إن الحصول على مثل هذه النتيجة بمجرد تمثيل سور القران الكريم بيانيا ببساطة متناهية لا تترك مجالا للتأويل
2- إن الحصول على كلمتي "الله" وكلمة "محمد" في آن واحد هو عبارة عن تعزيز للحقيقة التي نراها
3- إن الحصول على هذه الدقة والإبداع والجمال في شكل الكلمتين هو أيضا تعزيز بان الشكلين لم يتم إرغامهما ليكونا هكذا
4- إن التشكيل في كلمة محمد لم يكن متروكا للصدفة، وكيف يكون هناك صدفة وهناك من بيده مقاليد السماوات والأرض.(1/467)
5- طريقة التوصيل التي اتبعت تتوافق وأنظمة التعرف على الحروف التي تستخدمها برامج الحاسوب الخاصة بالمسح الضوئي للوثائق، والتي تستخدم مبادئ "الشبكات العصبية" Neural Networks في التعرف على أشكال الحروف من واقع النقاط.
6- إن استخدام التمثيل البياني لم يكن مستخدم أو معروف قبل 1400 عام إلا من قبل واحد أحد لا اله إلا هو
7- إن الله سبحانه وتعالى سيحاسب الإنس والجن دون سائر الخلق لسبب واحد، ألا وهو تميزهم بالعقل، والذي يحتم ضرورة استخدامه للوصول إلى إيمان صادق ويقين وقرب من الله سبحانه و تعالى. وكلما تمعن الإنسان بالكون وبما حوله وتدبر بما يرى من آيات فسيصل قطعا إلى انه لا اله إلا الله وحده لا شريك له واحدا أحدا منزها عاليا ليس بينه وبين احد من خلقه نسب ولم يكن له كفوا احد. وان تعطيل العقل لا يؤدي إلا إلى الضلال تماما كمثل الأعمى والبصير في المسير.
8- العلاقة الرياضية التالية ستؤكد قطعا أن هناك علاقة ما بين عدد سور القران الكريم وترتيبها الحالي والتي تعزز أيضا التمثيل البياني
حقا أن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، الإعجاز في ترتيب سور القران الكريم، سور القران الكريم
| --------- (114) ---------- |
سور عدد آياتها زوجي سور عدد آياتها فردي
|--- (60) ---| |--- (54) ---|
سور رقمها زوجي سور رقمها فردي سور رقمها زوجي
(30) (30) (27)
سور رقمها فردي
(27) (مفاجأة !)
( مجموع عدد آيات السور مضاف إليها أرقام (ترتيب) تلك السور )
سور رقمها زوجي سور رقمها فردي
(3460) (3504)
|---- (6555) ---- |
سور رقمها زوجي سور رقمها فردي
(3051) (2776)
|----------------- (6236) ----------------- |
(مفاجأة !)
تبين شجرة التوزيع أعلاه علاقة واضحة ومتوازنة بين ترتيب سور القران الكريم وعدد آياتها، نلخص النتائج فيما يلي:(1/468)
1- سور القران الكريم التي عدد آياتها زوجي تنقسم إلى قسمين متساويين !!!، 30 سورة أرقامها زوجية و 30 سورة أرقامها فردية. تأمل !!!
2- سور القران الكريم التي عدد آياتها فردي تنقسم إلى قسمين متساويين !!!، 27 سورة أرقامها زوجية و 27 سورة أرقامها فردية. تأمل !!!
3- ألان ، لو صنفنا السور إلى قسمين ، قسم سور متجانسة وهي التي عدد آياتها فردي ورقمها فردي أو عدد آياتها زوجي ورقمها زوجي. والقسم الآخر هو سور غير متجانسة وهي التي عدد آياتها مخالف لرقمها (ترتيبها) من ناحية زوجي وفردي، ثم قمنا بجمع عدد آيات السور مع أرقام تلك السور وذلك لنرى العلاقة بين ترتيب السور في القران وبين عدد آياتها، فسنحصل على النتيجة التالية:
- السور المتجانسة تعطي مجموع 6236 وهو مجموع آيات سور القران الكريم !!! ( المحور الصادي )
- السور غير المتجانسة تعطي مجموع 6555 وهو مجموع أرقام سور القران الكريم !!! ( المحور السيني )
4- لو نظرنا إلى سورة "القدر" والتي تتحدث عن نزول القران الكريم لوجدنا أن عدد كلماتها 30 كلمة وان الكلمة 27 هي كلمة "هي" والتي تعود إلى الليلة التي انزل فيه القران الكريم، فهل تمعنت بالرقمين أعلاه 30 في الجانب الزوجي و27 في الجانب الفردي !!!.
5- إن جميع الأرقام التي حصلنا عليها أعلاه هي أرقام لها علاقة مباشرة بالقران الكريم، فان 30 هو عدد أيام شهر رمضان الذي انزل في القران الكريم، 27 هي الليلة التي انزل فيها القران الكريم ، كما أشير إليها من بعض الصحابة رضي الله عنهم ( والله اعلم )، 6236 مجموع آيات القران الكريم، 6555 هو مجموع أرقام سور القران الكريم، تأمل ...!!! .
الآن لو قمنا بتغيير عدد آيات أية سورة من القران الكريم أو تغيير رقمها (ترتيبها) فلن يكون هناك هذا التوازن أو العلاقة الواضحة التي تربط ترتيب السور بعدد آياتها. سبحان الله العظيم !!!(1/469)
إن هذا دليل من الأدلة الكثيرة والتي يمكن أن يستدل بها على أن هذا القران الكريم هو كتاب الله سبحانه وتعالى ليزداد الذين امنوا إيمانا أو ليهتدي بها قوما آخرين أو يحق القول على الجاحدين. لذا فإننا نعتقد أن من يقرأها سيقف عندها متأملا متدبرا ثم بدوره يبشر بها بين الناس.
(...الجواب...)
هذا فيه تكلّف واضح .
وفيه ما لا علاقة له بالقرآن إلا بتكلّف وتمحّل ! فأرقام السُّوَر على اليمين : 20 ، 40 ، 60 ، 80 ... إلى 300 . ما هو الضابط في هذا الاختيار لأرقام سور معينة ، وبهذه الصِّفة ؟
وفي الأسفل أرقام سور القرآن حسب الترتيب، وهذا الاختيار ما الضابط فيه أيضا ؟
( 10 ، 20 ، 30 ... إلى 120 ) وعدد سور القرآن 114 سورة ، فمن أين أتو بالبقية ؟؟؟
وفي هذا الرسم عدد آيات السور، وعدد الآيات والسور ليس من مجالات الإعجاز، فإن عدد الآيات مُختلف فيه بين العلماء ، ولذلك ذكر الدوري أن العدد المتفق عليه ( 6000 ) وما زاد مُختَلف فيه .
وهذا الاختلاف ليس في الآيات نفسها ، وإنما في عدّها ، فبعضهم يعدّ الآية آيتين ، وبعضهم يجعلها آية واحدة، وهناك العد الكوفي والبصري ، والعد الآخر .
فيجب الحذر من الانجراف خلف مثل هذه الدراسات التي ربما تكون نظريات ، أو تكون لتشكيك المسلمين في دِينهم ، بأن تُثبت هذه الأشياء على أنها حقائق علمية ، ثم تُنفى بعد ذلك !
وذلك بقصد تشكيك المسلمين في القرآن .
وينبغي أيضا أن لا ننساق وراء كل جديد ونُحاول تطويع القرآن لكل دراسة، بل يجب أن يكون القرآن هو المنطلق ولا عكس . والله أعلم .
***********************************
129-حكم المظاهرات
(...السؤال...)
هو حكم المظاهرات ضد الحاكم بزعم أن هذا من باب انكار المنكر، مع العلم أن الحاكم لا يحكم بما أنزل الله
(...الجواب...)(1/470)
المظاهرات أساليب غربية ! كما أن الإنكار بهذه الصورة تهييج للناس ، مع ما يتضمّن من مفاسد ، بالإضافة إلى نشاط المنافقين في مثل هذه الأحداث ، وهم يَندسّون في الصفوف لإحداث فساد في الناس ، ولِضرب الناس بعضهم ببعض .
ولا يَعني هذا أنه لا يُنكر على الحاكم ، بل يُنكر على الحاكم ، مع مراعاة الحكمة . وفي الإسلام قد يَصِل الأمر من الإنكار على الحاكم أن يَخْلَعه أهل الحل والعَقد .
ومن بدّل دِين الله واستبدل شرع الله وحُكمه بزُبالات أفكار اليهود والنصارى والوثنيين ، فإنه يَجب على أهل الحل والعقد التنادي إلى عزله وخَلْعِه ، فإن فِعله هذا من الإفساد في الأرض .
أما إذا لم يكن لهم قوة ولا شوكة فعليهم الصبر ، ولا يَجب عليهم الخروج عليه في حال الضعف
وفي فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله : كما أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات التي تضرّ الدعوة ولا تنفعها وتسبب الفرقة بين المسلمين والفتنة بين الحكام والمحكومين .
وقال في مناقشة بعض الفضلاء : ذكرتم في كتابكم : ( فصول من السياسة الشرعية ) ص 31 ، 32 : أن من أساليب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة التظاهرات ( المظاهرة ) .
ولا أعلم نصا في هذا المعنى ، فأرجو الإفادة عمن ذكر ذلك ؟ وبأي كتاب وجدتم ذلك ؟
فإن لم يكن لكم في ذلك مستند ، فالواجب الرجوع عن ذلك؛ لأني لا أعلم في شيء من النصوص ما يدل على ذلك ، ولما قد علم من المفاسد الكثيرة في استعمال المظاهرات ، فإن صح فيها نص فلابد من إيضاح ما جاء به النص إيضاحا كاملا حتى لا يتعلق به المفسدون بمظاهراتهم الباطلة . اهـ . والله تعالى أعلم .
***********************************
130-الذي يقيمون ليلة الكريسماس؟؟
(...السؤال...)
أول يوم في السنة الميلادية يدعى( بيوم الكريسماس) ويقوم النصارى بالاحتفال بهذا اليوم ومع الأسف يقوم كثير من المسلمين في بلدنا بالاحتفال أيضاً بهذا اليوم(1/471)
فأفتى بعض المشايخ عندنا بأنهم سيقيمون الليل في هذه الليلة جماعة ومن لايريد الحضور فيقيم الليل لوحده في بيته،وعندما نصحناهم بأن قيام الليل لهذه الليلة بالذات ليس من عمل السلف فكان ردهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(عبادة في الهرج كهجرة إلي) قال النووي وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا أفراد انتهى. قالوا: ولاهرج ولا مرج يحصل ويكثر في السنة كلها كما يحصل هذه الليلة...
فما صحة فعلهم ؟ وهل دليلهم هذا في محله ؟
(...الجواب...)
هذا من البدع المغلّظة . لارتباط ذلك القيام بيوم مُعيّن في السنة تُعظّمه النصارى !
ومع ذلك فلا يجوز الاتفاق على قيام ليلة أو ليالي مُعيّنة ، ولا قيام الليل جماعة في غير رمضان، ولشيخ الإسلام ابن تيمية تفصيل في هذه المسألة . حيث قال رحمه الله :
الاجتماع على الطاعات والعبادات نوعان :
أحدهما : سنة راتبة ، إما واجب وإما مستحب ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح ، فهذا سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة .
والثاني : ما ليس بسنة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع مثل قيام الليل ، أو على قراءة قرآن ، أو ذكر الله ، أو دُعاء ، فهذا لا بأس به إذا لم يُتَّخَذ عادة راتبة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى التطوع في جماعة أحيانا ولم يُداوم عليه إلا ما ذُكِر ، وكان أصحابه إذا اجتمعوا أمَرُوا واحدا منهم أن يقرأ والباقي يستمعون ...
فلو أن قوما اجتمعوا بعض الليالي على صلاة تطوّع من غير أن يتّخِذوا ذلك عادة راتبة تُشبِه السنة الراتبة لم يُكره لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع ، ولو ساغ ذلك لساغ أن يُعمل صلاة أخرى وقت الضحى ، أو بين الظهر والعصر ، أو تراويح فى شعبان ... اهـ .(1/472)
وأما استدلالهم بالحديث فليس هذا محلّه . بل العبادة في الهرج في الفتن أو في زمان يَكثر فيه القَتْل . والله تعالى أعلم .
(...السؤال...)
أعمل في أحد الشركات الخاصة بالمملكة العربية السعودية وقد كلفني مديري المباشر بعمل خطابات تهنئة للشركات بمناسبة السنة الميلادية الجديدة ( Happy New Year ) وإرسالها للعملاء عن طريق البريد الإلكتروني والفاكس ..
وقد اقترحت عليه أن تكون خطابات التهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك بدلاً عن الكريسمس حيث أننا شركة مسلمة تعمل في بلد مسلم وتخاطب شركات مسلمة باستثناء عدد قليل من الشركات الأجنبية داخل المملكة وخارجها ، فما كان منه إلا أن أصر على هذا النوع من التهنئة ( مع العلم بأن مديري هذا ممن يدعون الإسلام فهو لا يصلي أبداً ) .
أرجو من فضيلتكم إفادتي بهذا الخصوص ، وهل تجب علي طاعته في هذا أم أحاول إقناعة بضرورة التهنئة بعيد الأضحى المبارك بدلاً عن رأس السنة الجديدة ؟؟ وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح
(...الجواب...)
لا يجوز للمسلم تهنئة النصارى لا في أعيادهم ولا في أعوامهم ..فإن التاريخ الهجري من شِعار المسلمين ، والتاريخ الميلادي من شِعار النصارى .. ومما ارتبطت به مناسباتهم وأعيادهم ..
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم تهنئة الكفّار بعيد ( الكريسمس ) ؟ وكيف نرد عليهم إذا هنؤنا به ؟ وهل يجوز الذهاب إلى أماكن الحفلات التي يقيمونها بهذه المناسبة ؟ وهل يأثم الإنسان إذا فعل شيئاً مما ذُكر بغير قصد ؟ وإنما فعله إما مجاملة ، أو حياءً ، أو إحراجاً ، أو غير ذلك من الأسباب ؟ وهل يجوز التشبه بهم في ذلك ؟
فأجاب - رحمه الله - : تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق. كما نقل ذلك ابن القيم – رحمه الله – في كتابه " أحكام أهل الذمة "(1/473)
حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات. وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية ، أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه " انتهى كلامه -رحمه الله- . وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ( ابن القيم )
لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر ، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله – تعالى- لا يرضى بذلك كما قال الله –تعالى- : (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) [ الزمر : 27 ]
وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) [ المائدة : 3 ] ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى لأنها إما مبتدعة في دينهم ، وإما مشروعة ، لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق ، وقال فيه : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [ آل عمران : 85 ] .(1/474)
وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها . وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من تَشَبَّه بقوم فهو منهم "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " انتهى كلامه – رحمه الله - .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم ، سواء فعله مجاملة ، أو تودداً ، أو حياءً ، أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
والله المسئول أن يعزّ المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . [ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ / محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ المجلد الثالث . ص 44 ]
وحول سؤالك : وهل تجب علي طاعته في هذا ؟
فالجواب: لا تجوز طاعته في مثل هذا ..
لأن هذا يُخالِف الشرع، فالشرع يَمنع من تهنئة الكفّار والفرح بأعيادهم ومناسباتهم، فالتهنئة بمثل هذا معصية ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لا طاعة في معصية الله ، إنما الطاعة في المعروف . رواه البخاري ومسلم . والله تعالى أعلم .
(...السؤال...)
إن زوجة خالي مسيحية، ولم يمر على زواجهما سنة، وهي مغتربة عن أهلها ولا تعرف غير خالي وأهله -نحن- في بلادنا، فهل يجوز أن أحتفل معها، أو أن نقيم حفلاً صغيراً لمواساتها، أو أن نبارك لها، أو أن نقدم لها هدية؟
وأقصد الإحتفال بأعيادهم المسيحية، مثلاً ( كرسمس ) الذي يصادف 25 من هذا الشهر؟
(...الجواب...)(1/475)
يجوز الاحتفال باعياد الكفار ، ولا بأعياد اليهود والنصارى ، ولا يجوز تقديم هدايا لهم بمناسبة أعيادهم ؛ لأن هذا يتضمّ، الرضا بِما هم عليه ، وموافقتهم على باطلهم .
قال ابن القيم رحمه الله : وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بِمَنْزِلة أن يُهَنِّئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفَرْج الحرام ونحوه . وكثير ممَن لا قَدْر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كُفر فقد تَعَرَّض لِمَقْت اللّه وسَخَطه .
والصواب أن يُقال نصرانية ، ولا يُقال : مسيحية .
وسبق بيان ذلك هنا :
كلمات وألفاظ في الميزان ...
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1093
والله تعالى أعلم .
(...السؤال...)
حكم شراء الشوكولاته التي تتواجد في السوق فترة أعياد النصارى؟!
حيث تكون هذه الشوكولاته عليها عروض و أسعارها أقل و أشكالها متنوعه
و لكن يكون هناك عليها رسومات الثلج و غيرها يقصد عيد الكرسماس!
(...الجواب...)
إذا كانت مما يجوز أكله ، فيجوز شراؤها ، إلاّ أن يتضمّن ذلك إظهار الفرح أو الاعتداد بأعياد النصارى ، أو يتربّى عليه الصغار ، فيُمنَع منه من باب السياسة الشرعية .
وكنت أجبت عن هذا السؤال :
ما حكم قبول هدية تتعلق بشعائر العيد البدعي
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4714
والله أعلم .
***********************************
131-ما معنى كلمة برب ...؟؟؟
هناك الكثير والكثير من الألفاظ التي تنتشر في أوساط الشباب في هذا العصر ...
وهي كثير ولا تحصى ...
المهم
سألتني أحد الأخوات عمّ وصلها بالإيميل عن كلمة منتشره بشكل كبير جداّ بين الشباب والشابات ...
وهي كلمة
برب(1/476)
والرساله التي وصلتني من الأخت هي ...
(( لاتقولين برب لانه الانجليز قالوبرب إلا عشاان يغضبون الله يغضب منا واحنا ما نبي الله يغضب علينا وتبين دليل على اللي قلتلج قل أعوذ(برب)الفلق وهااااي أكبر دليل
وإذا تحبي الله انشري هاااااااااااي ولج الأجر ))
ولقد أخبرتني الأخت أنها اصلا هي مشتقه من الكمة هي بي رايت باك ... Be right back والتي تعني باللغة العربية بروح وبرجع ......مثل ما تفضلت هي ...
فما حكم مثل هذه الألفاظ بارك الله فيكم ... وما حكم هذه الرساله ....؟؟؟
(...الجواب...)
المنع من مثل هذه الكلمة لأنها من التَّشَبُّه بالكُفّار ، ولأنها من رطانة الأعاجم !
وأما هذه الكلمة ( برب ) فإنها لا تُعطي معنى لِوحدها ، فلو قال شخص ( برب ) لم يكن لها معنى ما لم تُقرَن بِغيرها .
فليست عِلّة المنع كونها واردة في القرآن ، وإنما لكونها من لُغات الكُفّار ، وقد أُمِرنا بِمخالفتهم .
وعادة لا يتكلّم بلغة الكفار في أوساط المسلمين من غير حاجة إلاّ من كان مُعجبا بالكفار !
فإذا تشابَهت الألسِنة تشابَهت القلوب !
والله تعالى أعلم .
تعقيب مِن السائلة قالت فيه :
لقد طرح الفتوى في أحد المنتديات ... للإفادة والتنبيه ... وخاصه أنها مستخدمه من قبلهم بكثير ...
المهم
رد عليه أحد الأخوان بهذا الرد ولكن قلت لن أجاوب عليه إلا بعد أستمع لجوابك عليه ...
وحيث أنني وجدت في رده شيء من المعارضة أو ما شابه من ذلك الله أعلم
المهم
رد الأخ الفاضل ,,,
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 10055
يعني بعد اللغة الانجليزية و غيرها حرام لانها من الاجانب صح؟
حتى الاكل و السيارات و غيرها حرام لانها من الاجانب ؟
انا بشرحلج اكثر:
الظاهر متاثرين من قصة بيكمون يوم قالوا انه الاسامي الي فيها اساءه لله
و الانجليزي يستعملونها كالغة اختصارات و نحن العرب نستعملها بس بشكل قليل مثال بسيط
أ.ع.م = الامارات العربية المتحدة(1/477)
ty= thank you ( اخاف بعد حرام )
برب يوم نتكلم عربي لحظي عربي هب انجليزي يعني معنتها ربك
لكن الانجليزي brb هم يوم ينطقونها ما يقولون brb يقولونها be right back لو انها تنكتب brb و هم يستعملونها للاختصارات و عندهم مليون اختصار للمحادثة
انزين انا اتفق معاك , بس شو تتوقع اذا اخوي الصغير صف اول يدرس كل المواد بالانجليزي ؟؟؟
بس يدرس عربي + تربية اسلامية بالعربي !؟
صدقني راح يتكلم انجليزي احسن من العربي للاسف و اكيد راح يستعمل هالاختصارات و غيرها مب السبب اعجاب فيهم لاء لانه اصلاً اتعلم لغتهم بالمدرسة غصبن عنه !! و بيكون الروتين ماله انجليزي ... لانه متعود من طفولته ...
طبعاً هذا مجرد رايي يمكن يمكن يكون غلط و الله اعلم
(...الجواب...)
أما قوله : (يعني بعد اللغة الانجليزية و غيرها حرام لانها من الاجانب صح؟
حتى الاكل و السيارات و غيرها حرام لانها من الاجانب ؟)
فهذا دالّ على جهل !
كيف ؟
الاستفادة من الصناعات أمر دنيوي ، فلا يقع فيه التشبه ، كما لا يُمكن أن يُقال عن مُختَرع من المخترعات : إنه بدعة ؛ لأنه مُتعلّق بأمر دنيوي وليس دينيا .
والكلام برطانة الأعاجم منع مه العلماء ، وكرهه جماعة من السلف ، فقد كان عمر رضي الله عنه يقول : لا تعلّموا رطانة الأعاجم .
وسبقت الإشارة إلى شيء من ذلك هنا :
شيّك على الإيميل ... وشوف المسج على الموبايل !
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1039
ونحن إذا تكلّمنا بلغتهم أدّى ذلك إلى هجر لغة القرآن واستبدالها بِلُغَات القوم !
وليست المسألة كَهَجْر رُكوب الجَمَل إلى ركوب السيارة !
بل هي مسألة شرعية ، لها علاقة وثيقة بقرآننا وسُنة نبينا صلى الله عليه وسلم .
مع ما في التحدّث بها والتشدّق بمعرفتها من الإعجاب الكامن في الغَرْب !
والغَرْب غُراب ! ومتى كان الغراب دليل قوم دَلّهم على جِيَف الكلاب !!(1/478)
وإن تعجبي فاعجبي لحال أقوام يعتزّون بِلُغتِهم ، رغم اتّفاقهم مع غيرهم في ديانتهم !
وأكثر الناس تعصبا لِلُغتِهم هم الألمان ! فلا يُمكن أن يتحدّثوا بِلُغة أخرى في بلادهم !
بل إن أحد رؤساء فرنسا انسحب من أحد المؤتمرات حينما ألقى المقدِّم له تقدِمته تلك باللغة الإنجليزية !
وقال البروفيسور ( روي قلوبر ) الحائز على جائزة نوبل : من الخطأ أن تعتقدوا أنكم ستتقدّمون علميا إذا درّستوا أبناءكم بغير لُغتهم الأم !
( قال ذلك في الرياض .. )
فلم يقل هؤلاء : هذا روتين ! ولا هذه لُغة عالمية !
بل اعتدّوا كثيرا بِلُغاتِهم ..
فعلينا أن نعي هذا الأمر .
والله المستعان .
تعقيب آخر مِن السائلة ::
لقد طرح الفتوى في أحد المنتديات ... للإفادة والتنبيه ... وخاصه أنها مستخدمه من قبلهم بكثير ...
وسأل أحد الأخوان وقال:
بصراحة فتوى قوية
يعني القصد من هذي فتوى انك ماتتكلم لغة الكفار الا وقت الضرورة او الحاجة
والي يستعملها لان اصدقائه او زملائه في شغل يتكلمون هذي لغة ماهو حكمة
اشوف الفتوى فيها اجحاف نوعا ما
وخاصة ان الوقت الراهن الشغل يعتمد على مانسبة 80 في مئة من لغة الكفار فماذا نحن فاعلون ؟؟!!
ورديت عليه بما يلي:
صدقت أخي في ما قلت ... حيث أن الرسولنا الكريم أمرنا بمخالفتهم ... بارك الله فيك ...
أخي أنا سوف اسأل لك ..
ولكن من رائي أنه في وقت الضروره لا ضير في ذلك .. ولكن إذا كنتم عرب فليس هناك داعي لكي تتكلم بلهجة الكفار ..
أخي حاول بقدر ما تستطيع ان لا تستخدم لهجة الكفار إلا وقت الضروره ..
وجزاك الله خيراً .. وبارك الله فيك ..
في حفظ الرحمن ووداعته
فما هو ردكم ياشيخ على تسأل الأخ الفاضل ...؟؟...
(...الجواب...)
ردك صحيح .
ولي إضافة ، وهي :
هل الكفار إذا أتوا إلينا يُحاولون أن يتحدّثوا بِلُغتنا ؟
وهل هم يلبسون مثل لباسنا ؟
وهل يُحاولن أن يُكلِّمونا بِلُغتنا إذا ذهبنا إلى بلادهم ؟!(1/479)
فما بالنا إذا ذهبنا إليهم تكلّمنا بِلُغتهم ؟ وإذا ذهبنا إلى بلادهم تكلّمنا بِلُغتهم ؟
ونلبس لباسهم في بلادنا وفي بلادهم ؟
كل هذا يُؤكِّد أن المسألة ليست مسألة لُغة ، بل مسألة انهزامية أمّة !
عندما كان الإسلام قويا كان أبناء النصارى يُحاولون التحدّث بِلُغتنا !
بل كان أحدهم يفرح إذا تعلّم اللغة العربية !
في حين قويت شوكة النصارى انعكس الأمر ، مما يُؤكِّد أن المسألة – كما قلت – انهزامية وضعف يتلوه ضعف !
ووالله لو كان عندنا اعتداد بِلغة القرآن لَمَا رضينا بالتحدث باللغات الأجنبية ..
والعجيب أن فرنسا جارة لألمانيا ، وليس بينهما حدود الآن ، وفرنسا ترفض الثقافة الألمانية ! وألمانيا ترفض الثقافة الفرنسية !
رغم ما بينهما من اتِّفاق في الديانة والجوار !
والله المستعان .
***********************************
132-الأنبياء كلهم ذكور؟!! مالدليل ..
(...السؤال...)
سائلة تسأل : (( مالدليل على أن جميع الأنبياء ذكورا، حيث أن ليس كل الأنبياء ذكروا في القرآن الكريم، فماهو الدليل . ))
(...الجواب...)
قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) .
قال ابن كثير : الذي عليه الجمهور أن الله لم يبعث نبيًا إلاَّ من الرجال ، وقد حكى الشيخ أبو الحسن الأشعري - رحمه الله - الإجماع على ذلك .
والله أعلم .
***********************************
133-في بحث حكم الدف بالنسبة للرجال
(...السؤال...)
شيخنا الفاضل :
في البحث الذي وضعته في الموقع عن حكم الضرب في الدف ذكرت فيه أدلة وأحكام على أنكم لا ترون ضربه بالنسبة للرجال ولا سماعه أيضاً سواءً عن طريق الأشرطة أو غيرها ..هذا الذي فهمته من هذا البحث .. ولكن سؤالي عن أحاديث لم تتطرق إليها وهي :(1/480)
الحديث الأول : في سنن أبي داوود أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ قَالَ أَوْفِي بِنَذْرِكِ"، قَالَتْ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا مَكَانٌ -كَانَ يَذْبَحُ فِيهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ - قَالَ لِصَنَمٍ؟ قَالَتْ لا، قالَ لِوَثَنٍ؟ قَالَتْ: لا، قَالَ أَوْفِي بِنَذْرِكِ".
الحديث الثاني : وروى الترمذي وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع المدينةَ من بعض مغازيه جاءته جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني نذرت إن ردك الله سالمًا أن أضرب بين يديك بالدف، فقال لها :"إن كنتِ نذرت فأوفي بنذرك"
ومعلوم أن النذر لو كان في محرم لم يجز الوفاء به. أفلا يكون هذا دليل على جواز سماع الدف بالنسبة للرجال ؟.. وإن كان فهمي قاصراً أو غير الذي في البحث فأرجو أن توضح ما استشكل وجزاك الله خيرا .؟
وما حكم لو كان في الدف جلاجل ؟..هل يجوز الضرب فيه بالنسبة للنساء ؟
(...الجواب...)
أولاً : قلتُ في البحث المذكور :وعليه فلا يجوز ضرب الدُفّ لا للرجال ولا للنساء إلا في إعلان النكاح فإنه يجوز ضربه للنساء خاصة ، بل للبُنيّات والتي عُبّر عنهن بـ " الجواري "
وضرب الدفّ رُخصة رُخِّص بها للنساء دون الرجال . فتعبير الصحابة بـ ( رخّص ) يُشعر بأن الأمر قبل الترخيص محظور . كما ذكرت الآثار عن بعض الصحابة من أنهم كانوا يُنكرون ضرب الدفّ إلا في المواضع التي ذكرتها .(1/481)
ثانياً : ما يتعلّق بالنذر بالضرب بالدفّ ، فقد جاء في رواية للإمام أحمد والترمذي عن بريدة رضي الله عنه قال : رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض مغازيه ، فجاءت جارية سوداء ، فقالت : يا رسول الله إني كنت نذرت إن رَدَّك الله تعالى سالما أن أضرب على رأسك بالدف ، فقال : إن كنت نذرتِ فافعلي ، وإلا فلا . قالت : إني كنت نذرت . قال : فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فَضَرَبتْ بالدف .
وفي رواية : أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من بعض مغازيه ، فقالت : إني كنت نذرت إن ردّك الله صالحا أن أضرب عندك بالدف . قال : إن كنت فعلت فافعلي ، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي . فَضَرَبَتْ ، فدخل أبو بكر وهى تضرب ، ودخل غيره وهى تضرب ، ثم دخل عمر قال : فجعلت دُفَّها خلفها وهى مقنعة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليفرق منك يا عمر أنا جالس ها هنا ودخل هؤلاء فلما أن دخلتَ فَعَلَتْ ما فَعَلَتْ !
فهذا يُقيِّد الروايات المطلَقَة من أنه أمرها بالوفاء بنذرها ، وإنما أذن لها إن كانت نَذّرَتْ أن تفعل ، وإن كانت لم تنذر فلا تفعل .
وهذا يقوي القول بالمنع ، إذ لو كان الضرب بالدف مُباحاً على إطلاقه لما كان بتقييده بالنذر فائدة .
كما أنه عليه الصلاة والسلام لم يَطلب ذلك ابتداء . ولم يستمع إليه إصغاءً
ولم يكن هذا شأنه في كل مُناسبة وفي كل عِيد، كما أن هذا الضرب لم يكن ممن عُرف بهذا العمل ، أي أنه لم يكن هناك من يتخصص في ضرب الدفّ ولا في الغناء ، وإنما يتخصص فيه الفُسّاق ، كما كان السلف يُطلقون ذلك على من عُرِف عنه . وفَرق بين سماع الدفّ في عيد أو نِكاح ، وبين طَلَبه والأمر به .
وهناك قاعدة عند أهل العِلم ، وهي : أن الفعل إذا دار بين الحظر والإباحة قُدِّم الحظر ، وهو المنع . ودليل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . ثم هو أسْلم وأبرأ للذِّمَّة .(1/482)
لأن ضرب الدف رُخصة ، وهناك من قال بالمنع إلا للجواري ، فهو مُضيّق وليس بموسّع . فإذا ضَرَب أحد الدفّ في غير هذا ، فجمهور العلماء على أنه يأثم . وإذا لم يضرب الدف لم يأثم . فإذا دار الأمر بين الإثم وعدمه فالسلامة لا يعدلها شيء . بمعنى أن الإنسان لن يُسأل يوم القيامة لِمَ لَمْ تضرب الدفّ ؟ ولِم لَمْ تستمع إليه ؟
وأما ضرب النساء على الدفّ الذي فيه جلاجل أو حِلق ، فقد نص الفقهاء على أن الدفّ الذي يُضرب عليه في النِّكاح لا تكون فيه هذه الأشياء .
قال الشيخ مرعي الحنبلي في الدليل : ويُسنّ إعلان النِّكاح والضرب عليه بِدُفٍّ لا حِلق فيه ولا صُنوج . اهـ . والله تعالى أعلم .
***********************************
134-كيف تتساوى المرأة مع الرجُل في العقوبة
(...السؤال...)
من المعلوم ان المرأة ليست كالرجل في الإسلام
شهادتها بنصف شهادة الرجل
وإرثها = نصف ارث الرجل
.
.
والحجة في ذلك : انها عاطفية ومشاعرها تتحكم بها
طيب .... ألا يعني ذلك أنها اكثر عرضة للزلل ( فطريًا )؟
وإذن !!
فكيف تتساوى مع الرجل في العقوبة ؟؟
السارق والسارقة
الزاني والزانية
القاتل والقاتلة ... الخ
.
.
كيف تتساوى مع الرجل في العقوبات ؟
(...الجواب...)
تتساوى المرأة مع الرجل في العقوبة لِمُقْتَضى الْحُريَّة ، وإلا لو كانت مملوكة لم تحصل المساواة . كما أن المرأة تتساوى مع الرجل في العقوبات لأنها تتساوى معه في الثواب والعقاب . والحدود عقوبات .
وأما تفضيل الرَّجُل عليها في الميراث فهذا مَبْنِيّ على العدل ، والله يأمر بالعدل . ومقتضى العدل أن يَفضُل الرجل المرأة في الميراث .
كيف ؟
القاعدة : الغُنْم بالغُرْم . أي أن الذي يَغنَم ويَكسب يَغرَم ويخسَر ، فيكون عُرضة لهذا وعُرضة لذاك .
فالرَّجُل في الإسلام مُلْزَم بالنفقة ، والمرأة لا
والرجل في الإسلام مُلْزَم بالسُّكْنَى ، والمرأة لا
والرجل في الإسلام مُلْزَم بدَفْع المهر للمرأة ، والمرأة لا(1/483)
والرَّجُل في الإسلام مُكلّف بالدِّية في العَقْل ، والمرأة لا .. بمعنى أن دِية القتل الخطأ تتحمّلها عاقِلة الرّجل مِن الرِّجال دون النساء .
والرجل مأمور بالجهاد في سبيل الله ، والمرأة لا
من أجل ذلك وغيره يَفضُل الرجل المرأة في الميراث .
وأما الشهادة ، فشهادة المرأة على النصف مِن شهادة الرجل ، وذلك رَحمة بالمرأة لِرقّتِها وضعفها، وذلك أمْر جِبلّي في المرأة لا يَعيبها . كما أن المرأة أصلا خُلِقَت مِن ضعْف مُركّب ! فالإنسان أصلا خُلِق من ضعف ، ثم خُلِقت المرأة من هذا الضعف !
وقُدِّمَتْ المرأة في عقوبة الزِّنا لأنه بها أضرّ ، وعليها أعَرّ ، وهي إن لم تُجِب الداعي إلى الزنا ، لم يَقَع .بينما قُدِّم السارق في عقوبة السَّرِقة ؛ لأن السرقة أظهر في الرِّجال وأكثر .
والله تعالى أعلم .
***********************************
135-لماذا جُعِلت مكانة الرجل عالية جداً في حياة المرأة، بينما مكانة المرأة ليست كذلك
(...السؤال...)
لدي سؤال هام يحيرني؛ لماذا جُعِلت مكانة الرجل عالية جداً في حياة المرأة، بينما مكانة المرأة ليست بهذه الرفعة في حياة الرجل؟! لا أعني عاطفياً ولكن من ناحية الواجبات.
كل ما على الرجل عمله هو توفير الملبس والمأكل لها مثلما يوفره لنفسه، أن يكون طيباً معها، ولا يضربها على وجهها (مما يعني أنه يستطيع ضربها على أي مكان آخر!)، الجماع على الأقل مرة في الشهر. بينما المرأة يجب أن تطيع زوجها (وهذا صعب لامرأة مثلي).
إن ظننت أن رأي زوجي خاطئ وأنه سيسبب مشكلة بدلاً من الحل، بكل بساطة، لن أتمكن من طاعته، مثل عدم الخروج من المنزل بلا استشارته (هذا شيء يسبب قهراً وقلة ثقة بالنفس)، وعلي أن أكون مهتمة بأن أجعله سعيداً جداً، ليس فقط أن أكون طيبة معه مثلما هو الأمر من ناحية الرجل، لأنه طريقي إلى الجنة، وعلى المرأة تقريباً (حسب الحديث) أن تعبده.. أليس هذا شبيهاً باتخاذ آلهة للتقرب إلى الله؟(1/484)
هذا فعلاً يضايقني لأنه يذكرني بفترة ما قبل الإسلام عندما ظن الناس أنهم لا يستطيعون إرضاء الله إلا عن طريق آلهة أخرى.
كما أن المرأة عليها دائماً أن تكون جاهزة لإشباغ غرائز الزوج حتى لو كانت كارهة، بينما الزوج بإمكانه اختيار عدم إشباع رغباتها كعقاب أو تأديب، وهي لا تستطيع تطبيق نفس الشيء. كما أن هذا يجعل المرأة جسداً بلا مشاعر عندما تعطي نفسها لزوجها بلا رغبة أو ربما كرهاً.
أضف إلى هذا، رعاية المنزل والأطفال وهذا شيء غير بسيط، فأكثر الناس يعرفون صعوبة تربية الأطفال وبأنه أصعب من أي عمل آخر. حتى لو كانت عاملة، عليها أن تقوم بهذه الأمور.
كما أنه بإمكانه ضربها وكأنها طفلة لكونها زوجة سيئة (أي نعم أن هذه الخطوة بعد الكلام معها وهجرها في المضجع وإلى آخره ...) ولكن ماذا تعني الزوجة السيئة؟ من الممكن أن تعني ذهابها إلى السوق بلا إخباره، أو ربما تكون رفضت فراشه بسبب إرهاقها، أو لأنها لم تطعه لسبب آخر، ربما لأنها ترى أن رأيه طفولياً وغير منطقي.
ما الذي يجعل من رأي الرجل حكمة أكثر من المرأة؟ ماذا لو كانت المرأة مدرسة في الجامعة وليس لديه شهادة جامعية؟ هل من الممكن أن يأمر خريج الثانوية امرأة بدرجة دكتوراه لمجرد أنه رجل وهي امرأة؟ إذا لم نثق برأي المرأة بشكل عام، فكيف نثق بها كمربية أجيال؟ أم أن الطاعة فقط لمجرد أن نسعد الرجل مهما كان رأيه وهذا للحفاظ على العائلة؟!
ربما تقولون أن المرأة التي تحب زوجها ستفعل أي شيء في سبيل هذا الحب، ولكن كل فرد منا لديه طريقة تختلف عن الآخر للتعبير عن هذا الحب، ولا أرى هذا يتم بالطاعة ولكن بالتنازل كل منهما للآخر. أرى أن هذه واجبات على الزوجة سواء كانت موجهة بالحب أم لا.
هل لدى أحد منكم الإجابة؟ هل المرأة أقل من الرجل؟ هل يجب أن تبيع المرأة شخصيتها في سبيل أن يصرف عليها الرجل؟ هل هناك مقدار من المال كاف لبيع نفسها لزوجها؟(1/485)
رأيي الشخصي أنه لا بد من وجود أحاديث عن قواعد لم تصلنا وهي التي تضع المرأة بنفس مستوى الرجل من حيث الاحترام الجملة التالية ليست واضحة المعنى
really reach us that puts the woman at the same level of respect by deeds and not by words only as a man in their husband/wife life.
والقول أن الزوج هو الطريق للجنة أو النار، أعتقد أنه بسبب أن المرأة بتعاملها مع زوجها يعبر عن طريقة تعاملها مع الآخرين عادة. في هذا الوقت والزمن، المرأة تتعامل مع الناس مثل الرجال، وهذا يعني أن التعامل مع هؤلاء الناس هو السبيل إلى الجنة أو النار حيث يعبر عن الأخلاق بشكل عام.
تذكروا أن امرأة ذهبت إلى النار لإسائتها لقطتها. هذا يبين أن التعامل مع الناس بشكل عام وليس فقط الوزج هو الأساس. ربما أتمكن من إيجاد تحليلات منطقية عن طريق هذا المنطق وثقتي بالله أنه لا يشاء التقليل من شأن المرأة، إذن لا بد أن هناك شيء مفقود، وأرجو أن أجد الإجابة لديكم.
(...الجواب...)
أولاً : ما معنى أن أكون مُسلِماً ؟ أن أُسلِّم أمري لله وأستسلم له وأنقاد ، ولا أعترض على حُكمه وقدره. واعلم بأنك عبدٌ لا فِكاك له *** والعبد ليس على مولاه يعترضُ
وإذا فتحنا باب الاعتراض اعترض الرجل أيضا ، لماذا هو الكاسب والمرأة لا يُطلب منها ذلك في الإسلام ولا تُطالب به ، ولا يلزمها الإنفاق على بيتها وزوجها ؟لماذا تقعد المرأة في بيتها وتنام - أحياناً - والرجل هو الذي يؤمر بالخروج والتكسّب ؟!
لماذا المرأة لا تؤمر بالخروج للجمعة والجماعة ؟ لماذا المرأة لا تُجاهِد ولا يجب عليها الجهاد ، في حين أن الرجل هو المعرّض للخطر ؟! إلى غير ذلك من الاعتراضات !
ثانياً : لا بُدّ من التسليم لقضاء أحكم الحاكمين، فالرجل لم يكن رجلا باختياره ، بل هذا قضاء الله له، والمرأة لم تكن كذلك باختيارها بل بقضاء الله وتقديره .(1/486)
ولنتذكر قول أحكم الحاكمين ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )
ثالثاً : أحكام الشريعة لا تُبنى على تعامل شخص أو عدّة أشخاص ، بل هي على العموم الغالب ، وما شذ عنها لا عبرة له ، فالشاذّ من الحالات لا حُكم له ولا عِبرة به .
فوجود رجل يقسو في معاملة زوجته لا يُنسب ذلك إلا الإسلام ، بل لا تجوز نسبته إلى الإسلام ، وإن كان الزوج مُسلِماً .وإذا وُجِد عديم المشاعر أو من يُعامِل المرأة معاملة جاهلية فهذه معاملته هو وليست هي المعاملة الإسلامية
وكنت أشرت إلى هذا الموضوع هنا
وقول الأخت : ( حتى لو كانت عاملة ) أقول : الإسلام لا يُلزم المرأة بالعمل ، وكونها هي اختارت العمل ، وربما العمل المرهق كما هو حال كثير من الأعمال ، فهي التي اختارت هذا الاختيار وعليها تحمل تبعات اختيارها .
هي لا تُلزم بالعمل، وشرعاً لا يجب عليها أن تعمل لتتكسّب ، بل هي مكفولة الكرامة ، زوجة كانت أو بنتاً أو أختا أو أماً .
رابعاً : لم تُكرّم المرأة بمثل ما كُرِّمت في الإسلام ، وبهذا شهد عقلاء الغربيين . يقول " غوستاف لوبون " : .. وأن الإسلام حسّن حال المرأة كثيراً ، وأنه أول دِين رفع شأنها ، وأن المرأة في الشرق أكثر احتراماً وثقافة وسعادة منها في أوروبا على العموم . اهـ .
خامساً : لا يجوز خروج المرأة من بيتها دون إذن زوجها ، وما ذلك إلا لِعِظم حق الزوج على زوجته، وقد سبق التفصيل في عِظم حق الزوج ، ولماذا عظُم حق الزوج على زوجته ، في هذا الموضوع على هذا الرابط :
اضغطِ هنا
ولا يعني هذا أن تكون المرأة كقطعة أثاث في البيت ولا تُهدر كرامتها ، ولا تذهب قيمتها ، بل هي مُعززة مُكرّمة ، ولكن لكل شيء قيود وضوابط .
ولذا قيل :
لا يصلح الناس فوضى لا سَراة لهم
ولا سراة إذا جهّالهم سادوا(1/487)
أليس الناس ينقادون للأنظمة والتعليمات في جميع شؤونهم ، ولا يرون الخروج عن نظام بشري ، فكيف بشريعة أحكم الحاكمين الذي خلق الخلق وشرع لهم الدين القويم ؟
سادساً : مسألة الهجر في المضجع ليست مزاجاً للزوج ، بل هي مقيدة بضوابطها ، فلا يضرب الوجه ولا يُقبِّح ، أي لا يقول : قبحك الله .
ولا يهجر إلا في المضجع، وهذا الهجر لا يكون ابتداء من قِبل الزوج بل الزوجة هي التي تجلبه لنفسها ! كيف ؟
إذا ترفعّت وتعالت ونشزت أو عصَت، ولذا قال سبحانه وتعالى : ( وَاللاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )
وأما مسألة الضرب فليست هي الأخرى تتبع مزاج الزوج وانتقامه ، بل هي مضبوطة بضوابطها، فلا يلجأ الزوج إلى الضرب إلا بعد استنفاد وسائل الموعظة بالتي هي أحسن والهجر في المضجع
ثم إذا لجأ إلى الضرب فلا تُطلَق يده ليضرب كيف شاء، بل هذا الضرب بقيود ، منها :
1 - أن لا يكون في الوجه
2 - أن لا يكون مُبرِّحا ( شديداً )
3 - أن يكون بنحو عود السِّواك ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية السابقة .
كما أن ترك الضرب أفضل ، ولذا جاء الحث على ترك الضرب ، ووُصِف الضارب بأنه ليس من خيار المسلمين !
وهذا ذكرته هنا
http://saaid.net/Doat/assuhaim/223.htm
أخيراً : هذه الكلمة [ وعلى المرأة تقريباً (حسب الحديث) أن تعبده.. أليس هذا شبيهاً باتخاذ آلهة للتقرب إلى الله؟ ]
خطيرة
بل وخطيرة جدا
كيف يُقال بأن الإسلام أمر بهذا ؟ من قال : إن المرأة تعبد الرجل ؟ إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد ؛ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها . ونسأل الله العفو والعافية .
139-نريد الرد علي الطعن باحاديث بخاري ومسلم
(...السؤال...)(1/488)
هذه ضلالات شيعي ونريد الرد عليها ... لتعم الفائدة لأنه ينشرها في التجمعات السنية والصراحة لا علم لنا بالرد للاسف
وهذه هي
بما انكمش لا تقبلوا المساس بمدراسكم التى تذكرها البخاري ومسلم وغيرها ممن تعتبروه قدس الاقداس وغير قابل للتحريف فاليك بعضا واكرر بعضا من ما مذكور في هذه الكتب
النموذج الاول
(1)
صحيح البخاري، الحديث رقم: 583: كتاب الاذان- حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صل
لأهمية هذا الحديث فقد ورد ذكره في اربع مواضع. وهي الاحاديث ذات الارقام – 1222، 1231، 1233، 3285 لنتأمل هذا الحديث المفترى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم
الله تعالى أرسل جبريل عليه السلام ليوحي للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم، بإن للشيطان ضِراطاً..
لله تعالى أرسل الروح القدس جبريل - عليه السلام ليوحي للرسول الكريم، أن الشيطان لا يحب سماع ألآذان.. وأن الشيطان سوف يصدر ضٍراطاً حتى لا يسمع ألآذان!
فهل هذا الحديث وحي من الله تعالى لرسوله الكريم ومساوٍ لما جاء في كتاب الله؟ والرسول عليه الصلاة والسلام مامورٌ بتبليغه لنا؟؟ يقول الله تعالى في كتابه العزيز
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا – الكهف 27
(2)(1/489)
صحيح البخاري، الحديث رقم 618: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء
هل هذا وحي من الله تعالى لرسوله الكريم يأمره بحرق بيوت الناس؟؟ ماذا عسانا فاعلون مع قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ - آل عمران 159 ووصفه سبحانه وتعالى
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - القلم 5
(3)
صحيح البخاري، الحديث رقم 659: حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال أما يخشى أحدكم أو ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار
هل هذا الحديث أيضاً وحي من الله جلَّ وعلا؟ هل من المعقول أن يتلفظ رسول الله – صلى الله عليه وسلم يهذه الالفاظ مع الرُكع السجود، وهو صاحب الخُلق العظيم وعلى المسلمين تقديس هذا الحديث المفترى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة؟؟ هل أخبر الله تعالى رسوله الكريم أنه سبحانه وتعالى سيجعل من رأس المصلي راس حمار ويجعل صورته صورة حمار إذا رفع رأسه قبل الامام؟ كثيرون رفعوا رؤسهم قبل الامام فهل حدث ذلك ولو مرة واحدة على مدى أربعة عشرّ قرنا؟؟(1/490)
أنا على يقين تام بأن قائل هذا الحديث إنسان حاقد على الإسلام والمسلمين وعلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم، ويريد أن يشوه الدين بمثل هذه الاحاديث التي ظاهرها الدين والتدين وباطنها الحقد الدفين على ألأسلام والمسلمين. لقد كان رسول الله كان يدعوا إلى سبيل ربه بالحكمِة والموعظةِ الحسنة ولا يمكن أن يلجأ إلى مثل هذا الاسلوب المنفِر
(4)
صحيح البخاري، الحديث، رقم 619: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة
صحيح البخاري، الحديث رقم 619: حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا الليث حدثني بن الهاد عن عبد الله بن خباب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة
روايتان متناقضان (لنفس الراوي) عبدالله بن يوسف؟؟؟ ولكن من مصدرين مختلفين (عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم) عبدالله بن عمر يقول أنه سمعّ رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرون درجة، وأبي سعدٍ سمعّ من رسول الله أن صلاة الجماعة أفضل بخمس وعشرين درجة.!! هل هذا الحديث الظني (إن صحَ ) مساوٍ لكتاب الله تعالى؟ مرة أخرى أقول (لو صحَ) هذا الحديث المنسوب إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم فإنه عند الله لا يساوي شيئاً، مصداقاً لقول الحق: وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ - يونس 36
(5)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3097 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير؟؟؟ عن منصور؟؟؟ عن أبي وائل؟؟؟ عن عبد الله؟؟؟ رضى الله تعالى عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه(1/491)
أوضح لنا القرآن الكريم خصائص الشيطان وحذرنا المولى سبحانه وتعالى من حبائله في ستةٍ وخمسون آية كريمة، وخصائصه كما وردت في كتاب الله هي:-
عدو مبين: إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ - البقرة 209 –( يعدُ بالفقر ويأمر بالفحشاء) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ - البقرة 268
يوقع العداوة والبغضاء: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ -المآئدة 91
تزين الاعمال: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ - الانعام 43
وسوسة الشيطان للنا س: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا – الاعراف 29 فتنة الشيطان: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ - الاعراف 27
النسيان: وَقَال لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ يوسف 42
إفساد الروابط الإنسانية: مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ - يوسف 100
الإضلال عن ذكر الله: لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا – الفرقان 29(1/492)
ما على القارئ الفطن إلا أن يقارن بين وحيَ الله تعالى وبين الكلام المفترى على رسول الله – صلى الله عليه وسلم، فهل هذا الحديث المزعوم وحيَ من الله تعالى؟ أم هو من الاوهام والاباطيل والظنون التي إستسلم لها المسلمون لثلاثة عشر قرنا؟
(6)
صحيح البخاري، الحديث رقم 3056 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن سمي؟؟؟ عن أبي صالح؟؟؟ عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإنه من (وافق قوله قول الملائكة) غفر له ما تقدم من ذنبه
هل هذا وحيَ من الله تعالى أيضاً؟ يبدوا جلياً في هذا الحديث من أن المفتري على رسول الله – صلى الله عليه وسلم ليس من المسلمين ولا يعلم أن الله سبحانه وتعالى وحده الذي يغفر الذنوب، والمغفرة ليست منوطةٌ بموافقة الملائكة، ثم ماذا عسانا فاعلون مع قول الحق سبحانه وتعالى:
وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ (بِإِذْنِهِ) وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ - البقرة 221 وقوله سبحانه وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ (مِّن رَّبِّكُمْ) وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ - آل عمران 133
(7)
صحيح البخاري، الحديث رقم 4805 حدثنا إسماعيل؟؟؟ قال حدثني مالك؟؟؟ عن بن شهاب عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشؤم في المرأة والدار والفرس
صحيح البخاري، الحديث رقم 4806 حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع حدثنا عمر بن محمد العسقلاني عن أبيه عن بن عمر قال ذكروا الشؤم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس(1/493)
هل هذا الحديث ينطبق أيضاً على أزواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم وبناته، فهل أزواجه وبناته، رضوان الله عليهم جميعاً ووالدة الرسول الكريم كانوا مصدر شؤم له؟ وهل كانت السيدة مريم عليها السلام والتي إصطفاها الله تعالى وطهرها على نساء العالمين مصدر شؤم؟؟؟ وهل على المسلم أن يطبق هذا الحديث على أنه سُنَة من سُنن رسول الله؟ كيف لنا أن نتباهى أمام العالم ونقول أن الاٌسلام كرّمّ المرأة وأنصفها، ورسول الإسلام يعتبرها مصدر شؤم؟ هل هذه حقاً نظرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم للمرأة؟ أم هذا ما أوحيّ إليه؟؟ أم هو إفتراء على رسول الله
لنقارن بين الوحيَ الحقيقي وما دُلس به على رسول الله – صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ - آل عمران 42
وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ - التوبة 71
يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ - الحديد 12(1/494)
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا – الاحزاب 35
(8)
صحيح البخاري، الحديث رقم 185 حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثنا الحكم قال سمعت أبا جحيفة يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة وقال أبو موسى دعا النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه (ومج فيه) (أي بَصقَ) ثم قال لهما اشربا منه وأفرغا على وجوهكما ونحوركما
هل ما فعله الرسول الكريم في هذا الحديث المفترى وحي من الله تعالى؟ وأن الله تعالى أمر رسوله الكريم بأن يأمر الناس بان يتوضؤا من فضل وضوئه، وأوحى إلى رسوله بأن يبصقَ في الماء ليفرغا من هذا الماء (الممزوج بالبصاق) على وجوهما ونحورِهما؟؟
هل هذا الحديث والاحاديث المشابهه له هي من نفس الوحيَ الذي نزل بالقرآن على رسول الله أم من وحيَ آخر، حيث أنني لا أجد تشابهاً ولا تطابقاً بين هذين الوحيين؟!! يا عباد الله إتقوا الله وكفاكم وهماً وتسامحاً مع من يسيئ إلى رسول الله
هل ازيد ام تكفي هذه الادله وارجو ممن يعارض هذا ان يرجع الى مصادره وقد ذكرتها بالارقام وهي ثابته لجميع الطبعات
(...الجواب...)(1/495)
أولاً : هذا نداء لكل سُنيّ يرتاد الشبكة ( الإنترنت ) أن لا يُصغي بِسمعه إلى صاحب هوى ، فكيف إذا كان يُصغي بِسَمْعِه إلى زنديق يطعن في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ولا غرابة أن تطعن الرافضة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد طعنوا في القرآن الكريم وادّعوا بأنه مُحرّف ، ففي كُتُب الرافضة أكثر من ألفيّ رواية تنصّ على أن القرآن مُحرّف !
وسبب ذلك أن ابتداء جمع القرآن بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كان على يد أبي بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم أجمعين ، وهؤلاء ألَدّ أعداء الرافضة !
ثانيا : هذا الطعن قديم ، وهذا التشكيك ليس وليد الساعة ، ولا نِتاج العصر .
بل هو قديم يُراد من ورائه التشكيك في الدِّين ، وهدم دين الإسلام لبنة لبنة .
فلم يستطع بعضهم – أو كثر منهم – أن يُجاهر بالزندقة والطّعن في الدِّين ، وإنما بالطّعن الخفيّ .
قال الإمام أبو زرعة : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .
ثالثا : كُنا نقول : إن الرافضة صنيعة يهودية ! فنُتّهم بالمبالغة !
وإلاّ فأي فَرْق بين قول اليهود لسلمان رضي الله عنه : قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخراءة ! قال : أجل ! لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول ، أو أن نستنجي باليمين ، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ، أو أن نستنجي بِرَجِيع أو بِعَظْم . رواه مسلم .
وبَيْن قول الرافضي وطعنه في هذه الأحاديث ؟!
الكُلّ حَسَدَة ، والفرع يَعود لأصله !(1/496)
ومذهب الرافضة صنيعة يهودية ، كان ابتداء أمرهم على يد ابن السوداء ، وهو عبد الله بن سبأ اليهودي ، الذي كان أصله من يهود اليمن !
وماذا يقول الرافضي عما جاء بالكتاب والسنة مما يتعلّق بالطهارة وأحكامها ؟
ولعله يطعن فيها كما طَعن أسلافه !
ولا غرابة أن تُعدّ الطهارة والترفّع عن القبائح نقيصة وعيب وجُرْم !
فقد قال قوم لوط عن آل لوط (أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) !
ففي القرآن من أحكام الطهارة قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) .
فهل سيقول الرافضي : هذا ليس من القرآن ؟!
أم سيقول : هل أرسل الله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم ليقول له ما يقول عن الجنابة والاغتسال منها ، أو إتيان الغائط أو مُلاسمة النساء ، وهي الجماع ؟
هل سيطعن الرافضي أيضا في القرآن ؟!
إن فعل ، فلا غرابة ؛ لأن هذا قول أكثر أسلافه من أئمة الرافضة !
ومثله ما جاء في الأحاديث الصحيحة في أحكام الطهارة وأحكام الزواج ، وغيرها مما اعتبره الرافضي نقيصة في ألأحاديث النبوية .
رابعا : كيف يجرؤ رافضي أن يطعن في كُتُب أهل السنة وأئمة الرافضة تروي الأحاديث عن ( الْحَمِير ) [ جَمْع حِمَار ] ؟!!!
ففي كِتاب " الكافي " للكليني – وهو أصح كُتُب الرافضة – ! ( المجلد الأول – ص 236 ، 237 - طبعة طهران ) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) – ثم ذكر وصية النبي صلى الله عليه وسلم قُرب وفاته – وفيه :(1/497)
ثُمَّ قَالَ يَا بِلَالُ عَلَيَّ بِالْبَغْلَتَيْنِ الشَّهْبَاءِ وَ الدُّلْدُلِ وَ النَّاقَتَيْنِ الْعَضْبَاءِ وَ الْقَصْوَاءِ وَ الْفَرَسَيْنِ الْجَنَاحِ كَانَتْ تُوقَفُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ لِحَوَائِجِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) يَبْعَثُ الرَّجُلَ فِي حَاجَتِهِ فَيَرْكَبُهُ فَيَرْكُضُهُ فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ حَيْزُومٍ وَ هُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ وَ الْحِمَارِ عُفَيْرٍ فَقَالَ : اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي . فَذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) أَنَّ أَوَّلَ شَيْ ءٍ مِنَ الدَّوَابِّ تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) قَطَعَ خِطَامَهُ ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتَّى أَتَى بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ بِقُبَا فَرَمَى بِنَفْسِهِ فِيهَا فَكَانَتْ قَبْرَهُ . وَ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السلام ) قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ فَمَسَحَ عَلَى كَفَلِهِ ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هَذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَ خَاتَمُهُمْ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذَلِكَ الْحِمَارَ .
فهل رأيتم إهانة للنبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الإهانة في أصح كُتُب الرافضة ؟
أن يقول الحمار لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي " .
قبّح الله تلك العقول .. وتلك الأفهام ..
ثم لم يكتفوا بذلك بل زادوا الطين بِلّة !
حيث زعموا أن الْحِمَار حدّث عن أبيه عن جدّه عن أبيه الذي كان ركب في سفينة نوح !(1/498)
فهذه الرواية عن حمار والحمار يروي عن أبيه عن جدّه عن أبيه أيضا !
فهل رأيتم مثل هذا السُّخْف ؟!
وكم بين زمن النبي صلى الله عليه وسلم وزمن نوح عليه الصلاة والسلام ؟
ما أطول أعمار هذه الحمير الرافضية !
فليس بين ذلك الحمار ( الراوي ) وبين الحمار الذي ركب في سفينة نوح إلاّ أربعة حَمِير !!
سُحقا وبُعدا للزندقة الرافضية ولِسُخف العقول .. التي تطعن في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي في أعلى درجات الصِّحَّة ، ثم تروي أحاديثها عن سلسة من الحمير !
أتَعِيب علينا الرافضة نقل ما يتعلق بِبُصاق النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بِما شَرِب منه عليه الصلاة والسلام ، وهو بَرَكة وحق لا يُنكر ..
وهم ينقلون جواز التبرّك بِبُراز الأئمة وأبوالهم !!!
روى الكليني في " الكافي (الجزء الأول – ص 388 ) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : لِلإِمَامِ عَشْرُ عَلامَاتٍ يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ، وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتِهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَ لا يُجْنِبُ ، وَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لا يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَ لا يَتَثَاءَبُ وَ لا يَتَمَطَّى ، وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ ، وَ نَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ .
النجو : الغائط !!!
فمن هو الآن الذي أساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أهُم أهل السنة أم الرافضة التي تروي أن الحمار فَدّى النبي صلى الله عليه وسلم بآبائه ؟!!
أهم أهل السنة الذين يرون بركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم وفَضْلَة ما شَرِب منه أم الرافضة الذين يرون بركة البول الغائط الصادر عن الأئمة ؟!!!
خامسا : يُقال في هذه الشُبُهات مثل ما قيل في تلك الشُبُهات حول الأحاديث النبوية ، والتي سبقت الإجابة عنها هنا :
شبهات خطيرة حول : علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الدانمارك والمسيحيين(1/499)
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1015
تنبيه :
الرافضة أكثرت الكذب على الأئمة ، فلا يُفهم من حكاية قول أو إيراد رواية رواها الرافضة أنها ثابتة عن الأئمة .
لأن أئمة آل البيت براء من تلك الأكاذيب ، وهم أئمة أجلاّء ، فلا يجوز اعتقاد نسبة ذلك إليهم .
وإنما نوردها لأن الرافضة تحتج بها في أصح الكُتب عندهم ، وهو الكافي .
وتنبيه آخر :
أن عقيدة الرافضة تقوم على " التقيّة " وهي تسعة أعشار الدين عندهم ، ومن لا تقية له لا دِين له ! هكذا يروون !
وهي إظهار خلاف ما يُبطنون !
فلا يغترّ سِنّي إذا ما قال له رافضي هذه روايات غير صحيحة ، أو نحن لا نعتقد صحّتها ، أو غير ذلك .. لأنهم يقولون ذلك كذبا وتقيّة !
والله أعلم .
***********************************
140-( اقتربت الساعة وانشق القمر) بالدليل العلمي
(...السؤال...)
آية (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)
هي حقيقه بالدليل العلمي وكانت مدخلي لقبول الاسلام دينا، في مقابلة تلفزيونية مع عالم الجيولوجيا المسلم الأستاذ الدكتور / زغلول النجار، سأله مقدم البرنامج عن هذه الآية : ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) : هل فيها إعجاز قرآني علمي ؟
فأجاب الدكتور زغلول قائلا: هذه الآية لها معي قصة. فمنذ فترة كنت أحاضر في جامعة (كارديف/Cardif ) في غرب بريطانيا ، وكان الحضور خليطا من المسلمين وغير المسلمين ، وكان هناك حوار حي للغاية عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وفي أثناء هذا الحوار ، وقف شاب من المسلمين وقال : يا سيدي هل ترى في قول الحق تبارك وتعالى : ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في القران الكريم ؟(1/500)
فأجابه الدكتور زغلول قائلا : لا . لأن الإعجاز العلمي يفسره العلم ، أما المعجزات فلا يستطيع العلم أن يفسرها ، فالمعجزة أمر خارق للعادة فلا تستطيع السنن أن تفسرها . وانشقاق القمر معجزة حدثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشهد له بالنبوة والرسالة ، والمعجزات الحسية شهادة صدق على من رآها ، ولولا ورودها في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما كان علينا نحن مسلمي هذا العصر أن نؤمن بها ولكننا نؤمن بها لورودها في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولأن الله تعالى قادر على كل شيء . معجزة نبوية : ثم ساق الدكتور زغلول قصة انشقاق القمر كما وردت في كتب السنة فقال :
وفي كتب السنة يُروَى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بخمس سنوات جاءه نفر من قريش وقالوا له : يا محمد إن كنت حقا نبيا ورسولا فأتنا بمعجزة تشهد لك بالنبوة الرسالة ، فسألهم : ماذا تريدون ؟ قالوا : شق لنا القمر ، على سبيل التعجيز والتحدي . فوقف المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن ينصره في هذا الموقف فألهمه ربه تبارك وتعالى أن يشير بإصبعه الشريف إلى القمر ، فانشق القمر إلى فلقتين ، تباعدتا عن بعضهما البعض لعدة ساعات متصلة ، ثم التحمتا . فقال الكفار : سحرنا محمد ( صلى
الله عليه وسلم ) ، لكن بعض العقلاء قالوا إن السحر قد يؤثر على الذين حضروه ، لكنه لا يستطيع أن يؤثر على كل الناس ، فانتظروا الركبان القادمين من السفر، فسارع الكفار إلى مخارج مكة ينتظرون القادمين من السفر، فحين قدم أول ركب سألهم الكفار : هل رأيتم شيئا غريبا حدث لهذا
القمر؟(2/1)
قالوا : نعم ، في الليلة الفلانية رأينا القمر قد انشق الى فلقتين تباعدتا عن بعضهما البعض ثم التحمتا . فآمن منهم من آمن وكفر من كفر . ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز : اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر . وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر ... إلى آخر الآيات التي نزلت في ذلك .
قصة واقعية : يقول الدكتور زغلول : وبعد أن أتممت حديثي وقف شاب مسلم بريطاني عرف بنفسه وقال : أنا داوود موسى بيتكوك رئيس الحزب الإسلامي البريطاني، ثم قال : يا سيدي ، هل تسمح لي بإضافة؟ قلت له : تفضل قال : وأنا أبحث عن الأديان ( قبل أن يسلم ) ، أهداني أحد الطلاب المسلمين ترجمة لمعاني القرآن الكريم ، فشكرته عليها وأخذتها الى البيت ، وحين فتحت هذه الترجمة ، كانت أول سورة أطلع عليها سورة القمر، وقرأت : اقتربت الساعة وانشق القمر ، فقلت : هل يعقل هذا الكلام ؟ هل يمكن للقمر أن ينشق ثم يلتحم ، وأي قوة تستطيع عمل ذلك ؟ يقول الرجل : فصدتني هذه الآية عن مواصلة القراءة ، وانشغلت بأمور الحياة ، لكن الله تعالى يعلم مدى إخلاصي في البحث عن الحقيقة ، فأجلسني ربي أمام التلفاز البريطاني وكان هناك حوار يدور بين معلق بريطاني وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين وكان هذا المذيع يعاتب هؤلاء العلماء على الإنفاق الشديد على رحلات الفضاء ، في الوقت الذي تمتلئ فيه الأرض بمشكلات الجوع والفقر والمرض والتخلف ، وكان يقول : لو أن هذا المال أنفق على عمران الأرض لكان أجدى وأنفع وجلس هؤلاء العلماء الثلاثة يدافعون عن وجهة نظرهم ويقولون : إن هذه التقنية تطبق في نواحي كثيرة في الحياة ، حيث إنها تطبق في الطب والصناعة والزراعة ، فهذا المال ليس مالا مهدرا لكنه أعاننا على تطوير تقنيات متقدمة للغاية ..(2/2)
في خلال هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل على سطح القمر باعتبار أنها اكثر رحلات الفضاء كلفة فقد تكلفت أكثر من مائة ألف مليون دولار ، فصرخ فيهم المذيع البريطاني وقال : أي سَفَهٍ هذا ؟ مائة ألف مليون دولار لكي تضعوا العلم الأمريكي على سطح القمر ؟
فقالوا : لا ، لم يكن الهدف وضع العلم الأمريكي فوق سطح القمر كنا ندرس التركيب الداخلي للقمر ، فوجدنا حقيقة لو أنفقنا أضعاف هذا المال لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد. فقال لهم : ما هذه الحقيقة ؟ قالوا : هذا القمر انشق في يوم من الأيام ثم التحم . قال لهم : كيف عرفتم ذلك ؟ قالوا : وجدنا حزاما من الصخور المتحولة يقطع القمر من سطحه إلى جوفه إلى سطحه ، فاستشرنا علماء الأرض وعلماء الجيولوجيا ، فقالوا لا يمكن أن يكون هذ1 قد حدث إلا إذا كان هذا القمر قد
انشق ثم التحم.
يقول الرجل المسلم ( رئيس الحزب الاسلامي البريطاني ) : فقفزت من الكرسي الذي أجلس عليه وقلت : معجزة تحدث لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) قبل ألف واربعمائة سنة ، يسخر الله تعالى الأمريكان لإنفاق أكثر من مائة ألف مليون دولار لإثباتها للمسلمين ؟ ؟ ؟ لا بد أن يكون هذا الدين حقا . يقول : فعدت إلى المصحف ، وتلوت سورة القمر ، وكانت مدخلي لقبول الاسلام دينا
(...الجواب...)
أخي الكريم :
أستأذنك في الوقوف بعض الوقفات مع هذا الخبر
الوقفة الأولى : أنه لا ينبغي الانسياق وراء النظريات أو الاكتشافات العلمية التي لا يسندها الدليل العلمي والعملي معاً .والسبب في ذلك .
أنه ربما جاء من ينقض تلك النظرية التي تشبّث بها هذا أو ذاك ، فيعود النقض على ما أُلحِق به مما له صِلة بالإعجاز أو المعجزات .
ثانياً : تلك المعجزة كانت لأقوام ، وقد رأوها ، وليس من شرط المعجزة أن تبقى حتى يراها آخر الخلق ! إلا القرآن فهو مُعجزة خالدة ، باقية محفوظة بحفظ الله .(2/3)
فأكثر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كانت في وقته ، بل أكثر معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت في وقتهم وزمانهم .
ثالثاً : مسألة نزول روّاد الفضاء على سطح القمر محل استهزاء وسُخرية من بعض الكتاب والمفكرين والخبراء الأمريكيين قبل غيرهم .
وعللوا ذلك بعدة تعليلات ، منها :
1 - أن المركبة لما نزلت كان هناك مَن صوّرها عن بُعد ، فكيف تم ذلك ؟!
2 – أن العلم الأمريكي لما رُكِز كان يُرفرف ! مع انعدام الجاذبية ؟!
3 – عزا بعض الكُتّاب ذلك إلى موقع مُعدّ مُسبقاً لذلك الغرض !
وهذه انتقادات كُتّاب وخبراء أمريكيين، فإذا أثبتنا صعودهم وهبوطهم على سطح القمر ، ثم نفوا ذلك فكيف يكون موقف المسلم الذي تشبّث بهذا ؟
رابعاً : ذُكِر في الخبر أن : " القمر انشق في يوم من الأيام ثم التحم " أقول : وهل هذا الانشقاق والالتحام مِن صُنع البشر حتى يبقى له أثر ؟أهي عملية جراحية حتى يبقى لها أثر ؟ أو هي رأب صدع حتى يبقى أثر الصدع ؟
إن الله سبحانه وتعالى خلق فأبدع ، وصنع فأتقن ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ) وإن إعادة الخلق عند الله سبحانه وتعالى أهون عليه ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) وهو تبارك وتعالى يُعيد الخلق كما بدأه وقال جل شأنه : (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ )
وهذا الخبر قد وصلني قبل أيام عبر البريد ، ثم رأيته هنا فكانت هذه الوقفات . إن صواباً فمن الله ، وإن خطأ فمني ومن الشيطان . والله تعالى أعلى وأعلم .
***********************************
141-كثرة التفكير بالموت وقد يصل إلى حد الوسوسة
(...السؤال...)
بصراحه أنا دائمًا أفكر بهذا الشيءولا أعرف إن كان هذا التفكير صحيحًا أم لا ...وهو أني أفكر بأني سأموت بهذا اليوم فألتزم بالأذكار والسنن وقراءة القرآن الكريم ...(2/4)
فإن مر اليوم أقول سأموت الليلة فلا أنسى أن أقرأ الأذكار وأستعد للموت في هذه الليلة حتى أمي وأبي أذهب لأسلم عليهم ولكن لا أخبرهم بماذا أفكر وإن مرت الليلة ويأتي الغد أقول سأموت هذا اليوم وهكذا ....
ولكن هذا الشعور معي في كل وقت وفي كل مكان وإن قلت لنفسي " أن أنسى هذا الموضوع والتفكير في الموت أخاف أن أغفل ويأتيني الموت بغته وأنا لم أستعد له " ....
فهل يجوز أن يفكر الإنسان بهذا التفكير وأن يكون في ذهني بكل وقت ؟؟ أسأل الله العظيم أن يحسن ختامنا،
(...الجواب...)
الجواب/ إذا كان هذا التفكير من باب محاسبة النفس وتذكّر الموت ليكون دافعا على إحسان العمل فهو مطلوب .
ولذا جاء الحث على تذكّر الموت ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة . رواه ابن ماجه والنسائي .وفي قوله : أكثروا ذكر هادم اللذات يعني الموت .
وأما إذا كان هذا التذكّر سوف يُقعد الإنسان عن العمل ويصل به إلى حد الوسوسة أو القنوط فلا .
لأن المقصود من التذكّر هو عدم الاغترار بالدنيا ، ولأجل أن لا ينسى الإنسان أنه سوف يرحل عن هذه الدنيا فليستعد لما بعد الموت . والله تعالى أعلى وأعلم
***********************************
142-تسأل أحد الأخوان عن لغة الكفار التي أصبحت مستخدمة في دول الإسلام ...؟؟؟
(...السؤال...)
شيخنا الفاضل أحد الأخوان يتسأل عن .....
نقطة الانهزامية ماذا يفعل شخص ولا شخصين اذا كانت الدولة كلها تعتمد على اللغة الانجليزية في كل أعمالها وأمورها الحياتية ... واذا لم نتحدث لغة الكفار فكيف نستطيع ادخالهم الاسلام ان هذي لغة سهلة على الكثير من الاجانب التعرف على الاسلام والتخاطب معهم وتوضيح مايدور في بالهم من اسئلة...؟؟؟(2/5)
وهل يهجر الدولة ...او ماذا يفعل ...ام يجلس في البيت احتجاجا لما يحدث ام يكلم المسؤليين الذين هم من وضعوا واعتمدو هذي اللغة ان هذي اللغة تعتبر لغة عالمية اذ ان عندما تذهب الى اي دولة اجنبية ولاتعرف التحدث بلغتهم فتستيطع عن طريق هذي اللغة ان يفهمونك وتفهم لهم وصل الحد الان بان من يفهم اللغة هذي فيعتبر جاهل في كثير من التكنلوجيا ومن علوم العصرالذي تعتمد على لغة الكفار )...
فإذا بنقارن وضع حياتنا قديما وحياتنا الحالي فهذا صعب جدا الوضع سابقا عن ايام الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تجاورهم دول مثل الروم والفرس ورغم ذالك لم يتكلمو لغتهم لماذا لانهم كانو معزولين نوع ما وكانو في وقتها اقوياء ومشغولين في الفتوحات وكان تنقلهم محدود جدا وكان الوضع سابقا كما تعلمون كانت هناك عداوات وكانت هناك قوميات وكانت كل قومية متعصبه بلغتها وعاداتها
اما الان فهناك الامور جعلت هناك تواصل كبير مابين الامم والشعوب وبهذا التواصل دخل الكثير من الاجانب في دين الاسلام فاذا لم نتكلم لغة العالمية هذي فبالله عليكم كيف سوف يعرفون الاسلام ومن الذي راح يستطيع ان يوصل الاسلام لهم....
(...الجواب...)
وهذا أيضا من الانهزامية !
أن نرى أن لغة القوم أفضل من لغة القرآن ، قولا أو فعلا ، بِلسان الحال أو بِلسان المقال .
أنا لم أقل لا نتعلّم لغة القوم ، ولم أقل نهجر اللغات العالمية !
وإنما الكلام في تحدّث بعض أبناء المسلمين بها من غير حاجة ، وما أكثر التحدّث باللغات الأجنبية من غير حاجة .
ما الدافع إلى أن يُكلّمني شخص عربي بلغة أجنبية ؟!
وأنا وهو نتحدّث لغة القرآن ؟
ليس من داعٍ سوى الإنهزامية ! والاعتداد بلغة الأجنبي الكافر !
بل حتى الوافد إلى بلادنا .. لندعه يتعلّم لُغتنا كما نتعلّم لُغتهم .
ولم أقل لا نتعلّم لُغة أجنبية لندعو بها من لا يعرف اللغة العربية .(2/6)
وهناك فرق بين أن نتعلّم لغة أجنبية لندعو بها وبين أن نتعلّمها لنعتَدّ بها ونلوي بها ألسنتنا !
فالأول مطلوب والثاني ممنوع !
وأعرف بعض الأساتذة الجامعيين يعرفون اللغة الإنجليزية كما يعرفون لُغتهم الأم ، ومع ذلك لا تظهر على ألسنتهم أي كلمة أجنبية ، لأنهم يَعتَدّ,ن بِلغتهم الأم .
وكنت قد ذكرت أمثلة من الأمم المعاصرة ، مثل الألمان والفرنسيين ، فإنهم يعتدّون كثيرا بُلغاتهم ، سواء كانوا في بلادهم ، أو في بلاد لا تتحدّث سوى الإنجليزية .
هذا وهم على قدر مُشترك معهم في الأصول والديانة ، ومع ذلك لديهم اعتداد بلغتهم الأم .
وهذا ما أدعو إليه وما أريده .
أن يكون لدينا اعتداد واعتزاز بِلُغتنا الأم ، والتي هي أفضل اللغات ، وهي التي اختارها الله لِكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .
***********************************
143-رد الشبهه المجيزة للخروج على ولي الأمر؟
(...السؤال...)
أنا أعيش في أحد البلدان الإسلامية وتقوم جماعة الإخوان المسلمين بعمل مسيرات سلمية ويرفعون بها شعارات "لا للفساد" "ولا لإضاعة أموال البلاد" "لا للتزوير في الانتخابات" وكأن فيها عتاباً على ولي الأمر.
وعندما أنصحهم أن هذا ليس من منهج أهل السنة والجماعة وأنه تجب نصيحته الولاة سراً لاعلناً، رد علي قائلاً:
1-" أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج في صفين على رأس أحدهم عمر وعلى الآخر حمزة علنا وجهراً في مكة"
2-"عندما قال عمر بن الخطاب للناس ماذا تفعلون لو أن أميركم لم يكن على الحق فقام رجل فقال نعدله بالسيف فسر به عمر وقال الحمد الله الذي جعل فيكم مثل هذا ولم ينكر عليه قوله"
3-أن عبد الله بن الزبير قد خرج مع بعض الصحابه على قتال الحجاج .
4-أن هؤلاء الحكام لايحكمون بما أنزل الله ولايطبقون الشريعة الإسلامية كأحكام القصاص والسرقة مثلاً لاتطبق والله تعلى يقول :"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولآئك هم الكافرون".(2/7)
5-أن هذا من "قول كلمة الحق عند سلطان جائر".
6-أن هذا قد قال به بعض أهل العلم كأبي حنيفة عندما استأذنه يزيد(من آل البيت)إلى الخروج فاذن له ودعى الناس للخروج أيضاً وكان ذلك سبباً في محنه الإمام أبو حنيفة رحمه الله.
7-أن هذا الولي هو الذي فرض نفسه علينا ولم نرض نحن به ولم ننتخبه.
*علماً بأن جماعة الإخوان يبايعون أحدهم على السمع والطاعة ويأمروه. فأرجو من فضيلتكم الرد المفصل على تلك الشبهة وبيان حقائقها، لأنه قد كثر الجدال والمناقشة على هذا الأمر حتى انخدع كثير من الشباب لكلامهم وانساقوا خلف أدلتهم.فأردنا رداً شافياً لعل الله أن يهديهم سبيل الرشاد.
(...الجواب...)
1 – ما جاء " أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج في صَفَّيْن على أحدهم عمر ، وعلى الآخر حمزة " لا يصحّ ولا يثبت . ولو صَحّ لم يكن فيه مُستمسك لمن يستدلّ به على المظاهرات ، لِعدّة أسباب :
أ – أن الذي في الأثر إظهار قوّة أهل الإسلام لأهل الشِّرك ، وهذا مشروع ، ويَدلّ عليه أصل مشروعية الرَّمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القُدوم .
ففي الصحيحين من حديث عباس رضي الله عنهما قال : قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فقال المشركون : إنه يَقْدُم عليكم ، وقد وَهَنَتْهم حُمّى يثرب ! فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يَرْملوا الأشواط الثلاثة ، وأن يَمْشوا ما بين الرُّكنين ، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يَرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم . فهذا من باب إظهار قوة المسلمين وشوكتهم في أعين الكفّار ؛ لِيَرْهَبُوهم .
ب – أن الذي في هذا الأثر ليس فيه مُطالبات ! كما هو الحال في المظاهرات ، فإنها تُثار وتُسيَّر للمطالبة بأشياء وإصلاحات ، أو بِحقوق ونحوها ، وهذا ليس في هذا الأثر – لو صحّ – .(2/8)
بل هذا الأسلوب مُخالِف لأمره عليه الصلاة والسلام بالصَّبْر ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ستكون أثَرَة ، وأمور تنكرونها . قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : تُؤدّون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم . رواه البخاري ومسلم .
جـ - أن المظاهرات المعروفة اليوم هي أسلوب غربيّ ! فأقلّ ما فيها مُشابهة المشركين ! فأين هي ودِين محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
2 – الاستدلال بالإنكار على الولاة ، وإنكار الصحابة على الأمراء ، ليس فيه دليل على المظاهرات ، وقد تقدّم التفصيل فيها . والإنكار على الوالي مشروع بضوابطه .
وأما
3 – قولهم : " إن عبد الله بن الزبير قد خرج مع بعض الصحابة على قتال الحجاج "
فهذا باطل وافتراء ! تَردّه شواهد التاريخ ! فإن الحجاج هو الذي جاء ليُقاتِل ابن الزبير رضي الله عنه ، والحجاج ظالم ، وابن الزبير خليفة ، وقد بُويِع له ، وكان أحق بالخلافة ، وهم الذين خَرَجوا على ابن الزبير ، لا أنه هو الذي خَرَج عليهم ! فإنه قد بُويِع له بالحجاز وما والاها ..
قال ابن كثير رحمه الله : إمارة عبد الله بن الزبير ، وعند ابن حزم وطائفة أنه أمير المؤمنين آنذاك .
ثم قال تحت هذا العنوان : قَد قَدّمْنا أنه لما مات يزيد أقلع الجيش عن مكة ، وهم الذين كانوا يُحاصِرون ابن الزبير ، وهو عائذ بالبيت ، فلما رجع حصين بن نمير السكونى بالجيش إلى الشام واستفحل أمْرُ ابن الزبير بالحجاز وما والاها ، وبايعه الناس بعد يزيد بيعة هناك ، واستناب على أهل المدينة أخاه عبيد الله بن الزبير ...(2/9)
ثم بَعَث أهلُ البصرة إلى ابن الزبير - بعد حروب جرت بينهم وفتن كثيرة يطول استقصاؤها - غير أنهم في أقل من ستة أشهر أقاموا عليهم نحوا من أربعة أمراء من بينهم ، ثم اضطربتْ أمورهم ، ثم بعثوا إلى ابن الزبير ... وبَعَث ابنُ الزبير إلى أهل الكوفة عبد الرحمن بن يزيد الأنصارى على الصلاة ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله على الْخَراج ، واسْتَوثَق له الْمِصْران جميعا ، وأرسل إلى أهل مصر فبايعوه ، واستناب عليها عبد الرحمن بن جحدر ، وأطاعت له الجزيرة ، وبَعَث على البصرة الحارث بن عبد الله بن ربيعة ، وبَعَث إلى اليمن فبايعوه ، وإلى خراسان فبايعوه ، وإلى الضحاك بن قيس بالشام فبايع . اهـ .
فأنت ترى أن ولاية ابن الزبير لم تكن خروجا على الحجاج ، بل هي بيعة عامة ، وخلافة شملتْ الحجاز واليمن ومصر ، وأغلب بلاد الشام .
4 – هذا صحيح ، فإن من استبدل شرع الله وحُكمه بقوانين غربية أو شرقية ؛ فإنه كافر . والآية صريحة في ذلك . وفي رسالة " تحكيم القوانين " للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – تفصيل للمسألة .
ولكن من الذي يَحكُم بِكُفْرِه ؟!
هل هو كل أحد ؟!
وهل الْحُكم لكل أحد ؟!
الجواب : لا
بل هو موكول لأهل العِلم، ثم إذا حَكَم أهل العلم بذلك وقامت الحجة على ذلك الحاكم الذي استبدل شرع الله ، وحَكَم بِحُكم الجاهلية – كما سمّاه الله – فالواجب خَلْع ذلك الحاكم مِن قِبَل أهل الحلّ والعقد ، لا مِن قِبَلِ عامة الناس ورعاعهم !(2/10)
فإذا ما رأى أهل العلم كُفْراً بواحاً عندهم فيه من الله بُرهان ، وَجَب عليهم عَزل ذلك الحاكم ، بل ومُحاكمته ، فإن لم يكن أهل حلّ وعقد ، أو كانوا وليس لهم شوكة ، فالخروج ليس بواجِب ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بايَع أصحابه على السمع والطاعة . قال عُبادة : في مَنْشَطِنا ومَكرهنا ، وعُسرنا ويُسرنا ، وأثَرَةٍ علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تَرو كُفُراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان . رواه البخاري ومسلم .
وهذا لا يَدل على وجوب الخروج على من رُئي منه الكفر البواح ، بل يَدلّ على مشروعيته ، وفرق بين الأمرين ! ويُنظر في هذه المسائل إلى المصالِح والمفاسِد ، ويُقدِّر ذلك أهل العِلم في كل بلد بِحسَبِه .
وهنا تنبيه : وهو أنه لا يجوز بِحال الرِّضا بتلك القوانين ، بل يجب أن تُكرَه وتُبغَض ، ويُبغَض من حَكَم بغير ما أنزل الله .
قال عليه الصلاة والسلام : ستكون أمراء ، فتعرِفُون وتُنْكِرون ، فمن عَرَف بَرئ ، ومن أنكر سَلِم ، ولكن من رضي وتابع . قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا . ما صَلّوا . رواه مسلم .
5 – هذا ليس من قول الحق عند السلطان الجائر ! بل قول الحق عند السلطان الجائر ما تقدّمتْ الإشارة إليه من فِعل الصحابة رضي الله عنهم ، ومثله ما كان يفعله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فإنه كان يذهب إلى الولاة ، بل ربما سافر من قُطْرٍ إلى قُطر ، ومن مصْرٍ إلى مِصْر ؛ لِيُنكِر على الولاة !
فيقف أمام الوالي ويصدع بِكلمة الحق إذا رأى أن المصلحة في ذلك ! أما المظاهرات فأين هي من ذلك ؟!
6 – أقوال أهل العلم يُستَدلّ لها ولا يُستَدَلّ بها ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ! فالقول الذي يُنسَب على العالِم ليس بِحجّة على غيره ، بل الحجة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة وفي القياس ، هذه الأدلة المتّفق عليها . وهي مصادر التشريع .(2/11)
أما قول العالِم الواحد الذي قد يَنفرِد به ، فإنه بحاجة إلى أن يُستَدَلّ له ، لا أن يُسْتَدَلّ به ! لأن العصمة ليستْ لأحدٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل يُؤخَذ من قوله ويُترَك ، إلا محمد صلى الله عليه وسلم ، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ومُجاهِد .
7 – قولهم : " إن هذا الولي هو الذي فرض نفسه علينا ولم نرض نحن به ولم ننتخبه " لو كان الحاكِم مُسلِما قد تَغلّب على البلاد وَجَبتْ له الطاعة ، وإن لم يَرضَ الناس ببيعته ! وقد نَصّ أهل العلم على أن الحاكم إذا تغلّب على البلاد وَجَبتْ طاعته ، جَمْعاً للكلِمة ، ودرءا للفتنة ، وحَقْناً لِدماء المسلمين .
قال الشيخ الشنقطي في الأضواء : فاعلم أن الإمامة تنعقد له بأحد أمور :
الأول : ما لو نَصّ صلى الله عليه وسلم على أن فلانا هو الإمام ، فإنها تَنْعَقِد له بذلك . وقال بعض العلماء : إن إمامة أبي بكر رضي الله عنه من هذا القَبيل ؛ لأن تقديم النبي صلى الله عليه وسلم له في إمامة الصلاة - وهي أهم شيء - فيه الإشارة إلى التقديم للإمامة الكبرى ، وهو ظاهر .
الثاني : هو اتفاق أهل الحل والعقد على بيعته . وقال بعض العلماء : إن إمامة أبي بكر منه لإجماع أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار عليها بعد الخلاف .
الثالث : أن يَعْهَد إليه الخليفة الذي قبله ، كما وقع من أبي بكر لعمر رضي الله عنهما . ومن هذا القبيل جَعْل عمر رضي الله عنه الخلافة شورى بين ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو عنهم راض .
الرابع أن يتغلّب على الناس بسيفه ، ويَنْزع الخلافة بالقوة حتى يستتب له الأمر ، وتَدِين له الناس ، لما في الخروج عليه حينئذ من شقّ عصا المسلمين ، وإراقة دمائهم .
قال بعض العلماء : ومن هذا القبيل قيام عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير وقتله إياه في مكة على يد الحجاج بن يوسف ؛ فاستتب الأمر له ، كما قاله ابن قدامة في المغني . اهـ .(2/12)
وأما قولك – رعاك الله – : " وأنه تجب نصيحته الولاة سِراً لا علنا "
أقول : هذا مُتعقّب بأنه ليست كل نصيحة للولاة تكون سِراًّ ، بل منها ما يكون سِرا ، ومنها ما يكون عَلَناً ، حسبما يقتضيه الحال والمصلحة .
ومن هذا الباب إنكار الصحابة على الولاة جهراً ، فقد أنكر عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه على بشر بن مروان لما رآه على المنبر رافعاً يديه ، فقال عمارة : قبح الله هاتين اليدين ! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا ، وأشار بإصبعه المسبحة . رواه مسلم .
وفي صحيح مسلم من طريق طارق بن شهاب قال : أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان ، فقام إليه رجل فقال الصلاة قبل الخطبة ، فقال : قد تُرك ما هنا لك ، فقال أبو سعيد : أما هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان .
وفي صحيح مسلم أيضا من طريق الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال : أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن شرّ الرّعاء الحطمة ، فإياك أن تكون منهم ، فقال له : اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال : وهل كانت لهم نخالة ؟! إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم !
وفعل السلف أكثر وأشهر من أن يُحصر في الإنكار العلني على الحكّام والولاة . وسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حافلة مليئة بالإنكار العلني على حُكّام عصره .
ويُنظر : " الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون " جَمْع : محمد عزيز شمس ، وعلي بن محمد العمران . وتقديم الشيخ بكر أبو زيد . والله تعالى أعلم .
***********************************
144-صحة الجرائم الوهابية في حق الآثار النبوية ؟
(...السؤال...)(2/13)
سؤالي هذا مجموعة من الشبهات حول الوهابيين التي أصبحت متداولة في بلدنا المغرب، حيث يأخذونها بابا للطعن في مجموعة من العلماء الأفاضل. فهل من جواب يوحد صفوف المسلمين و يبين الحق و يرد الباطل و لا يخاف في الله لومة لائم؟
يقولون في شبههم:
( هذه احدى جرائم الوهابية الذي هدم الآثار الاسلامية في مكة والمدينة والبقيع وحولها الى اتربة بحجة محاربة البدعة والشرك فيفعلوا مثل اليهود في محاولتهم لهدم الاقصى ولعلهم يعاونهم في الهدم لمحاربة الشرك
و استباحوا نبش قبر النبي عليه افضل الصلاة والسلام كما قالها ابن عثميين
انه يجب اخراج قبر الرسول صلى الله عليه وسلم من المسجد
و نسوا بل تناسوا ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال
"أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف الى المنبر فقال (إني فرطكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر الى حوضي الآن وإني قد أعطيت مفاتيح الأرض وإني والله لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني أخاف عليكم أن تتنافسوا فيه"
ياتي الرسول صلي الله عليه وسلم ويقول لا اخاف عليكم وياتي الوهابية بقول جديد من عندهم وعند مولاهم محمد بن عبدالوهاب باهم يخافوا علي الامة من الشرك اي قول هذا انسمع قولكم وقول وليكم ونترك قول خير البشر
يقول بعضهم : رسول الله يقول إني لا أخاف عليكم الفقر , مع ذلك هناك فقر , نقول : إن الفقر من أمور الدنيا التي لا يخافها لكن الشرك كيف لا يخافه إذا كان سيقع .
{ إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب }
جاء في سند صحيح رجاله رجال الصحيح كما أورده نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد أن جابر الأنصاري رضي الله عنه سُئل : أترمي أحداً من أهل القبلة بالشرك ؟
قال : معاذ الله أيكون ذلك ؟
أترميه بالكفر ؟
قال : لايكون ذلك أبداً(2/14)
فإذا كان الصحابة استنكفوا وثقل عليهم أن يُرمى مؤمن مسلم من أهل القبلة بالشرك , فنحن أحوج إلى هذا الورع في المعاملة
ولكن من تحدث فالوهابية لا تعقل ما يقولون ولا يزنوا حديثهم وكلماتهم قبل القائها علينا لتصدمنا والان لنري اعمالهم الاجرامية في حق الاثار النبيوية والاثار الاسلاميه
و هدم الآثار الإسلامية بالمملكة العربية السعودية)
فهل من رد على هذه الشبهات و كذا الرد على الأدلة التي أوردوها في شبههم؟
(...الجواب...)
أولاً : نحن أمة لا تُعظِّم إلاَّ ما عظّمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
والأصل في ذلك نَهْيُه عليه الصلاة والسلام عن زخرفة المساجد ، وقوله عليه الصلاة والسلام : مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ . رواه أبو داود بإسناد صحيح .
ونحن نقْتَدِي ولا نبتدي ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه .
أي : نتّبِع ولا نبتدِع .
ولم تأتِ الشريعة بتعظيم الآثار ولا بِتعظيم القبور ، بل ولا بالغلو بالْمخلوقين ، وإنما جاءت الشريعة بالنهي عن تعظيم القبور ، ومن ذلك بناء المساجد عليها ، وكذلك بناء القبب والأضرحة .
قال الإمام القرطبي المالكي ( المتوفَّى سنة 671 هـ ) : اتِّخَاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها ، إلى غير ذلك مما تضمنته السنة من النهى عنه ممنوع لا يجوز ، لِمَا رَوى أبو داود والترمذي عن ابن عباس قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوَّارَات القبور والْمُتَّخِذِين عليها المساجد والسُّرُج . قال الترمذي : وفى الباب عن أبى هريرة وعائشة . حديث ابن عباس حديث حسن .
وقال أيضا : يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد .
وروى الأئمة عن أبى مرثد الغنوي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها " . لفظ مسلم .(2/15)
أي : لا تتخذوها قِبلة فتُصُلُّوا عليها أو إليها كما فعل اليهود والنصارى ، فيؤدى إلى عبادة من فيها ، كما كان السبب في عبادة الأصنام .
فَحَذَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك ، وسَدّ الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال : " اشْتَدّ غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ". اهـ .
وعلى هذا دَرَج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ، رغم شدّة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وصِدْقها ، ومع أنهم فَدَوه عليه الصلاة والسلام بالنّفس والنفيس ، إلاّ أنهم لم يغلو في شيء من آثاره .
وقد كان منهم من يحتفظ بشيء من أثر النبي صلى الله عليه وسلم مِن شَعْر أو لِباس تبرّكًا به ، أما ما عدا ذلك فلم يُعظِّموه ، كالأماكن التي مرّ بها عليه الصلاة والسلام ، أو المنازل التي نَزَلها ، أو الأماكن التي صلّى فيها أثناء سفره عليه الصلاة والسلام ، كما سيأتي عن الصحابة رضي الله عنهم ، وعن الإمام مالك رحمه الله .
ولقد حرص الصحابة رضي الله عنهم على اقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم واتِّبَاع سُنّته ؛ لأن ذلك هو دليل محبته صلى الله عليه وسلم في حقيقة الأمر ، دون الدعاوى !
ومن هذا المنطلق فإن عمر رضي الله عنه لَمَّا بَلَغه أن الناس يأتون الشجرة التي بُويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، أمَر بِقطعها ، قَطعًا للفتنة ، وسَدًّا للذريعة .
فقد روى ابن أبي شيبة من طريق نافع قال بلغ عمر بن الخطاب أن ناسا يأتون الشجرة التي بُويع تحتها . قال : فأمر بها فَقُطِعَتْ .
وهذه الشجرة التي بُويع تحتها بيعة الرضوان في غزوة الحديبية .
قال الإمام أبو بكر الطرطوشي : أرْسَل عمر فَطَمَس موضع الشجرة التي بايَع تحتها أصحاب الشجرة .(2/16)
روى عبد الرزاق في " باب ما يقرأ في الصبح في السفر " من طريق المعرور بن سويد قال : كنت مع عمر بين مكة والمدينة فصلى بنا الفجر فقرأ (ألم تر كيف فعل ربك) و (لئيلاف قريش) ثم رأى أقواما يَنْزِلون فيُصَلُّون في مسجد ، فسأل عنهم ، فقالوا : مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنما هلك من كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بِيَعًا ، من مَرّ بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليُصَلّ ، وإلا فَلْيَمْضِ .
ورواه سعيد بن منصور في سننه من طريق المعرور بن سويد قال : خرجنا معه [ يعني مع عُمر ] في حجة حَجَّها ، فقرأ بنا في الفجر بـ ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) و ( لإِيلافِ قُرَيْشٍ ) في الثانية ، فلما رجع من حجته رأى الناس ابتدروا المسجد فقال : ما هذا ؟ قالوا : مسجد صَلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم ، اتخذوا آثار أنبيائهم بِيَعًا ، من عَرَضَت له منكم فيه الصلاة فليُصَلّ ، ومن لم تَعْرِض له الصلاة فليمضِ .
وفي رواية عنه : أنه رأى الناس يذهبون مذاهب فقال : أين يذهب هؤلاء؟ فقيل : يا أمير المؤمنين ، مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهم يُصَلُّون فيه فقال : إنما هلك من كان قبلكم بمثل هذا ، كانوا يتبعون آثار أنبيائهم ويتخذونها كنائس وبِيَعًا ، فمن أدركته الصلاة منكم في هذه المساجد فليصل ، ومن لا فليمض ولا يتعمدها .
ولم يُعظِّم الصحابة قبور الشهداء ، ولا آثار وأماكن الغزوات ، فأعظم نصر كان في أول الإسلام هو ما كان في يوم بدر ، ومع ذلك لم يُعرف عن أحد من الصحابة تعظيم مكان الغزوة ، ولا زيارته أو تعاهده .
وكذلك ما كان من آثار الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام .
وكذلك فَعَل الصحابة رضي الله عنهم مع قبر النبي دانيال عليه السلام .(2/17)
فقد روى ابن أبي شيبة من طريق أبي عمران الجوني عن أنس أنهم لَمَّا فتحوا تستر قال : كانوا يستظهرون ويستمطرون به ، فكتب أبو موسى إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب عمر إنّ هذا نبي من الأنبياء ، والنار لا تأكل الأنبياء ، والأرض لا تأكل الأنبياء ، فكتب : أن انظر أنت وأصحابك - يعني أصحاب أبي موسى - فادفنوه في مكان لا يعلمه أحد غيركما . قال : فذهبت أنا وأبو موسى فَدَفَنَّاه .
ورواه أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في كتاب " الأموال " وتمام الرازي من طريق قتادة قال : لَمَّا فُتِحَت السوس وعليهم أبو موسى الأشعري وجدوا دانيال ، وإذا إلى جنبه مالٌ موضوع من شاء أن يستقرض منه إلى أجل ، فإن أتى به إلى ذلك الأجل وإلاَّ بَرِص . قال : فالتزمه أبو موسى وقَبَّلَه وقال : دانيال ورب الكعبة ، ثم كتب في شأنه إلى عمر ، فكتب إليه عمر : أن كفنه وحَنّطه وصَلّ عليه ، ثم ادفنه كما دُفِنت الأنبياء ، وانظر ماله فاجعله في بيت مال المسلمين . قال : فَكَفَّنَه في قباطي وصَلى عليه ودفنه .
فلم يجعلوا مَالَه ولا شيئا من آثاره للناس ، بل دَفنوا جُثمانه وجَعلوا مَالَه في بيت مال المسلمين .
وفي رواية لابن أبي شيبة وابن عساكر في " تاريخ دمشق " من طريق مطرف بن مالك أنه قال : شهدت فتح تستر مع الأشعري قال : فأصبنا دانيال بالسوس قال : فكان أهل السوس إذا أسنّوا أخرجوه فاستقوا به ! ... قال : وأصبنا معه رَبْطَتَيْن مِن كِتَّان .
فماذا ترى فعل الصحابة ومن معهم بأثر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قال مُطرّف : وكان أول رجل وقع عليه من بلعنبر يقال له حُرقوص قال : أعطاه الأشعري الرَّبطتين وأعطاه مائتي درهم قال : ثم إنه طلب إليه الربطتين بعد ذلك فأبى أن يَرُدّهما وشَقّها عمائم بين أصحابه !(2/18)
قال ابن كثير في تفسيره : وقد رُوينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لَمَّا وَجَد قبر دانيال في زمانه بالعراق أمَر أن يُخْفَى عن الناس ، وأن تُدْفَن تلك الرقعة التي وجدوها عنده فيها شيء من الملاحم وغيرها .
وروى أبو يعلى ومن طريقه الخطيب البغدادي في " تقييد العلم " والضياء في " المختارة " ، وروى ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق خالد بن عرفطة قال : كنت عند عمر ابن الخطاب إذ أُتِي برجل من عبد القيس مسكنه بالسوس ، فقال له عمر : أنت فلان ابن فلان العبدي ؟ قال : نعم . قال : وأنت النازل بالسوس ؟ فضربه بقناة معه ، فقال العبدي : ما لي ؟ فقرأ عليه : (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) إلى قوله : (وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) ، فقرأها عليه ثلاث مرات ، فَضَرَبَه ثلاث مرات ! ثم قال له عمر : أنت الذي انْتَسَخْتَ كِتاب دانيال ؟ قال : نعم . قال : اذهب فامْحُه بِالحميم والصوف الأبيض ، ولا تَقْرأه ولا تُقْرئه أحدًا مِن الناس .
ورواه عبد الرزاق من طريق إبراهيم النخعي قال : كان بالكوفة رجل يطلب كتب دانيال وذاك الضَّرْب ، فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يُرْفَع إليه ، فقال الرجل : ما أدري فيما رُفِعْت ؟ فلما قَدِم على عمر عَلاه بالدِّرَّة ، ثم جعل يقرأ عليه (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) حتى بلغ : (لَمِنَ الْغَافِلِينَ) قال : فعرفت ما يريد ! فقلت : يا أمير المؤمنين دعني ، فو الله ما أدع عندي شيئا من تلك الكتب إلاَّ حَرقته . قال : ثم تركه .
قال ابن حجر : وهذه جميع طرق هذا الحديث وهي وإن لم يكن فيها ما يُحْتَجّ به لكن مجموعها يقتضي أن لها أصلا . اهـ .(2/19)
وتعظيم آثار الصالحين كان سبب الشرك في الأرض ، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عن " وُدّ ، وسُواع ، ويَغوث ، ويَعُوق ، ونسر " : أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ ، فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ .
قال القرطبي المالكي ( المتوفّى سنة 671 هـ ) : قال علماؤنا: ففعل ذلك أوائلهم ليتأسَّوا برؤية تلك الصور ، ويتذكروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ، ويعبدون الله عز وجل عند قبورهم ، فَمَضَت لهم بذلك أزمان ، ثم أنهم خلف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم ، ووسوس لهم الشيطان أن آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها ، فحذر النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل ذلك . وشدد النكير والوعيد على من فعل ذلك ، وسد الذرائع المؤدية إلى ذلك فقال : اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد . وقال : اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " . اهـ .
ومما وقعت به بنو إسرائيل وضلّت بسببه : تعظيم الآثار !
ألا ترى إلى فعل السامري وما الذي حمله على ما فعل حتى جَعَل لِبني إسرائيل إلهًا يُعبد من دون الله ؟
وما كان سبب ذلك إلاّ تعظيم الآثار ، كما قال تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام مع السامري : (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) .
قال الإمام السمعاني في تفسيره : يعني : مِن تُراب حَافِر فَرَس جِبريل .(2/20)
وتعظيم الآثار مما أطبقت الأمة على إنكاره ، فقد أنكره علماء الأمة عامة ، وعلماء المالكية خاصة ، سواء في المغرب أو في الأندلس .
روى الإمام مالك بن أنس – صاحب المذهب المتبوع المشهور - عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اللهم لا تجعل قبري وَثَنا يُعْبَد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .
قال الإمام ابن عبد البر المالكي ( المتوفّى سنة 463 هـ ) : وليس فيه حُكم أكثر من التحذير أن يُصَلّى إلى قبره ، وأن يُتَّخَذ مَسْجِدًا . وفي ذلك أمْر بأن لا يُعْبَد إلاَّ الله وحده . وإذا مُنِع من ذلك في قبره فسائر آثاره أحْرَى بذلك .
قال : وقد كَرِه مَالك وغيره من أهل العلم طلب موضع الشجرة التي بُويع تحتها بيعة الرضوان ، وذلك - والله أعلم - مُخَالَفَة لِمَا سَلَكه اليهود والنصارى في مثل ذلك . اهـ .
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي ( المتوفَّى سنة 530 هـ) ، وهو في الأصل من علماء الأندلس ، ومن فقهاء المالكية :
وروى محمد بن وضاح أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمَر بِقَطْع الشجرة التي بُويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الناس كانوا يَذْهَبُون إليها ، فَخَاف عُمَر رضي الله عنه الفتنة عليهم .
قال : وكان مالك وغيره من علماء المدينة يكرهون تلك المساجد وتلك الآثار التي في المدينة ما عدا قباء وأُحُدًا .
ودخل سفيان الثوري رحمه الله تعالى ببيت المقدس فصلى فيه ولم يتَّبِع تلك الآثار والصلاة فيها .
وكذلك فعل غيره أيضا ممن يُقْتَدى به .
قال محمد بن وَضَّاح : كم مِن أمْرٍ هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان مُنْكَرًا عند من مَضى ، وكم مُتَحَبِّبٍ إلى الله تعالى بما يُبْغِضُه الله تعالى عليه ، ومُتَقَرِّب إلى الله تعالى بما يُبْعِده منه ، وكل بدعة عليها زِينة وبَهْجَة . اهـ .(2/21)
ونَقَله أبو شامة الشافعي ( المتوفَّى سنة 665 هـ) في " كتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث " .
وابن وضّاح مالكي المذهب ، وهو مُحدِّث الأندلس في زمانه . توفِّي سنة 287 هـ .
ولم يكن من شأن الصحابة تعظيم الآثار ، ولَمَّا لم يكن لتلك الآثار مَنْزِلة في الشريعة لم يتكفّل الله بِحفظها .
فقد روى البخاري في صحيحه من طريق طَارِق بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : انْطَلَقْتُ حَاجًّا فَمَرَرْتُ بِقَوْمٍ يُصَلُّونَ قُلْتُ : مَا هَذَا الْمَسْجِدُ ؟ قَالُوا : هَذِهِ الشَّجَرَةُ حَيْثُ بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ سَعِيدٌ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ . قَالَ : فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ نَسِينَاهَا فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهَا فَقَالَ سَعِيدٌ : إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْلَمُوهَا وَعَلِمْتُمُوهَا أَنْتُمْ ؟ فَأَنْتُمْ أَعْلَمُ .
قال ابن حجر : قال سعيدٌ هذا الكلام مُنْكِرا ، وقوله : " فأنتم أعلم " هو على سبيل التَّهَكُّم . اهـ .
وهذا مما يدلّ على أن الصحابة رضي الله عنهم لم تكن لهم عناية بالآثار من الأماكن وغيرها .
فقد روى البخاري من طريق سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ الشَّجَرَةَ ثُمَّ أَتَيْتُهَا بَعْدُ فَلَمْ أَعْرِفْهَا .
فإذا كانت تلك الآثار قد اندرست منذ زمن الصحابة رضي الله عنهم فما بالك بها بعد ذلك ؟
وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم قد حرصوا على إزالة تلك الآثار التي يفتتن بها بعض الناس ، فهل ترى لها باقية ؟!(2/22)
وهل نحن أشدّ حرصا من الصحابة رضي الله عنهم على آثار النبي صلى الله عليه وسلم ، مع شِدّة محبّتهم له عليه الصلاة والسلام ؟
ومع ذلك لا يُعرف عنهم تعظيم لتلك الآثار ولا الأماكن التي نَزَلها النبي صلى الله عليه وسلم ، أو حتى التي صلّى فيها يومًا على الطريق ، بل عُرِف عنهم ضِدّ ذلك كما تقدّم عن عمر رضي الله عنه وعن غيره من إنكار قصد تلك الأماكن وتقصّد إتيانها .
هذا مع عدم غُلوّ الصحابة رضي الله عنهم بتلك الآثار ، إنما كان منهم النَّزول حيث نَزَل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو الصلاة حيث صلّى فَحَسب ، ومع ذلك أنكره عمر والأئمة من بعده ، فكيف لو رأى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ما وقع بعدهم من الغلو في آثار الصالحين فضلا عن آثار الأنبياء ؟
وقد نَقَل قال أبو شامة الشافعي ( ت 665 هـ ) عن الإمام الْحَلَيمي رحمه الله أنه نقل عن بعض أهل العلم أنه نَهى عن إلْصَاق البطن والظهر بِجدار القبر ومسحه باليد ، وذَكَر أن ذلك مِن البِدَع .
فإذا كان العلماء منعوا ذلك في قبره صلى الله عليه وسلم وفيه جسده الشريف الطاهر صلى الله عليه وسلم ، فكيف بغيره من آثاره صلى الله عليه وسلم ؟
ومن هنا فإن العلماء يرون إزالة وإتلاف الأشجار التي يَعْتَقِد فيها العوام مهما كانت نسبتها .
قال أبو شامة الشافعي رحمه الله : وُجوب قَطْع الشجرة التي يعتقد فيها العوام !
ثم نَقَل عن أبي بكر الطرطوشي المالكي رحمه الله ( ت 530 هـ ) قوله : فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سِدرة أو شجرة يَقصدها الناس ، ويُعَظِّمُون مِن شأنها ويَرجون البُرء والشفاء مِن قِبَلِها ، ويَنوطُون بها المسامير والْخِرَق ! فاقطعوها ؛ فهي ذات أنواط !
قال أبو شامة :(2/23)
قلت : ولقد أعجبني ما صنعه الشيخ أبو اسحق الجبيناني رحمه الله تعالى - أحد الصالحين ببلاد إفريقية في المائة الرابعة - حَكَى عنه صاحبه الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي العباس المؤدب أنه كان إلى جانبه عين تسمى عين العافية ! كانت العامة قد افتتنوا بها ، يأتونها من الآفاق ، مَن تَعَذَّر عليها نكاح أو ولد ! قالت : امضوا بي إلى العافية ! فتعرف بها الفتنة . قال أبو عبد الله : فأنا في السحر ذات ليلة إذ سمعت آذان إساحق نحوها ، فخرجت فوجدته قد هَدَمَها وأذَّن الصبح عليها ، ثم قال : اللهم إني هدمتها لك فلا ترفع لها رأسا ! قال : فما رُفِع لها رأس إلى الآن . اهـ .
فهل كانت أفعال أولئك الأخيار في نظر هؤلاء جرائم ؟!
سبحانك هذا بُهتان عظيم !
ثانيا : ما يُزعم أنه جرائم في حق الآثار النبوية ، إنما هو تهويل وكذب !
ومثله ما نُسِب على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، فإنه لم يَدْع هو ولا غيره إلى نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما دعا إلى أن يكون بيت النبي صلى الله عليه وسلم كَما كان في زمن الصحابة ، فإنه لم يكن داخل المسجد ؛ وذلك لأن بيته عليه الصلاة والسلام كان بِجوار المسجد ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما دُفِن في بيته ولم يُدفَن في المسجد ابتداء .
وفرق بين أن يُدْعى إلى نبش القبر وإخراج الجثمان ، وبين أن يُدْعَى إلى إخراج القبر وإبقائه كما كان في زمن الصحابة رضي الله عنهم .
فالأول ممنوع ، ولم يقُل به أحد ، والثاني يُقال به من باب حماية جناب التوحيد .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :(2/24)
وها هو النبي عليه الصلاة والسلام يموت من أصحابه من يموت من أهل العلم والإيمان والجهاد ولم يكن يدفنهم إلا في المقبرة مع المسلمين ، ولولا أنه عليه الصلاة والسلام خَشِي أن يُتَّخَذ قبره مسجداً لدُفِن في البقيع ، ولكنه عليه الصلاة والسلام دُفِن حيث قُبض في بيت عائشة رضي الله عنها ، ولم يكن إذ ذاك داخل المسجد بل كان خارجاً منه ، ولم تدخل بيوت الرسول عليه الصلاة والسلام في المسجد إلاَّ في حدود السنة الرابعة والتسعين من الهجرة حيث زِيد في المسجد فأُدْخِلَت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وبقي بيت عائشة رضي الله عنها الذي فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وقبر عمر رضي الله عنهما بَقِي على ما هو عليه بناية مستقلة ، فهي مستثناةٌ من المسجد لكونها مستقلة سابقة على إدخالها إلى المسجد ، ولم يُبْنَ المسجد عليها . اهـ .
وعلى ذلك فمن قال بِتجريم من أزال الآثار يلزمه تجريم الصحابة فمن بعدهم من أهل العلم الذين أمروا بإزالة تلك الآثار ! سواء كانت من آثار الأنبياء أو من آثار الصالحين .
ثالثا : ما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يَخَف على أمته الشرك ، ليس بصحيح على إطلاقه ، ونصوص الوحيين دالة على خلاف ذلك القول .
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) الآية .
قال ابن كثير : أي : يَرْجِع عن الحق إلى الباطل .(2/25)
ونَقَل البغوي عن الحسن قوله : عَلِم الله تبارك وتعالى أن قومًا يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم صلى الله عليه وسلم ، فأخبر أنه سيأتي بقوم يُحِبُّهم الله ويحبونه . واختلفوا في أولئك القوم من هم ؟ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن وقتادة : هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الرِّدة ومَانِعي الزكاة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لَمَّا قُبِض ارتد عامة العرب إلاَّ أهل مكة والمدينة والبحرين من عبد القيس ، ومنع بعضهم الزكاة ، وهَمَّ أبو بكر رضي الله عنه بقتالهم فَكَرِه ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال عمر رضي الله عنه : كيف نُقَاتِل الناس ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أُمِرْت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عَصَم مِنِّي ماله ونفسه إلاَّ بِحَقِّه وحِسَابُه على الله عز وجل ؟ فقال أبو بكر : والله لأقاتلن مَن فَرَّق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كَرِهَت الصحابة قتال مانعي الزكاة ، وقالوا : أهل القبلة ، فَتَقَلَّد أبو بكر سيفه وخرج وحده فلم يجدوا بُدًّا من الخروج على أثره .
قال ابن مسعود : كَرِهنا ذلك في الابتداء ثم حَمْدِناه عليه في الانتهاء . اهـ . وقد ذَكَر البغوي بقية الأقوال في الآية في المراد بالأقوام الذين يأتي الله بهم .
وقال الإمام القرطبي المالكي في تفسيره : وهذا من إعجاز القرآن ، والنبي صلى الله عليه وسلم إذ أخبر عن ارتدادهم ولم يكن ذلك في عهده ، وكان ذلك غَيْبًا ، فكان على ما أخبر بعد مدة ، وأهل الردة كانوا بعد موته صلى الله عليه وسلم . اهـ .
وسيأتي مزيد بيان حول الرّدّة وحُكمها .(2/26)
وقال سبحانه وتعالى : (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
قال ابن كثير في تفسيره : تشديد لأمر الشرك ، وتغليظ لشأنه ، وتعظيم لملابسته . اهـ .
وهذا دالّ على أن الشِّرْك مما يُخشى ويُحاذَر ، وانه واقع في هذه الأمة .
وقال عزّ وَجَلّ : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
قال الإمام البغوي في تفسيره : وهذا خطاب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد منه غيره . وقيل : هذا أدب من الله عز وجل لِنَبِيِّه وتهديد لغيره ؛ لأن الله تعالى عَصَمه مِن الشِّرك . اهـ .
وماذا عساهم يقولون عن الآيات التي جاء فيها ذِكر الكُفر بعد الإيمان ؟
كقوله تعالى : (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ)
وكقوله سبحانه وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)
وكقوله عزّ وَجَلّ : (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وماذا عساهم أن يقولوا عن الآيات التي جاء فيها وصف الشِّرْك ،وذِكر الشّرْك والتحذير منه ؟
كقوله : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)(2/27)
وكقوله عزّ وَجَلّ : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا) .
وكقوله سبحانه وتعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) .
وقوله عزّ وَجَلّ : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) .
وقوله جَلَّ جَلاله : (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : من أراد أن ينظر إلى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الآيات : (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) إلى قوله : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
وهذه الآيات من سورة الأنعام قال عنها ترجمان القرآن – ابن عباس رضي الله عنهما - : مُحكمَات ، أي : أنه لم يُنسخ منها شيء .
وهو في معنى قول ابن مسعود السابق ، أي : كأن النبي صلى الله عليه وسلم مات وقد أوصى بهذه الوصايا التي في الآيات من آخر سورة الأنعام ، وأنه لم يُنسخ منها شيء ، مع أن مسائل الاعتقاد لا تُنسخ .
فقد نصّ الإمام القرطبي المالكي في تفسيره على أن الأخبار لا يدخلها النسخ .
فأنت ترى هذه الآيات تنصّ على أن الشرك والرِّدّة مما يُخاف ، ولذلك جاءت فيه النصوص على سبيل التهديد .(2/28)
وحَفلَت السنة بالنصوص الصحيحة الصريحة في أن الشرك مما يُخاف ، ومثله النفاق .
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِر أن يقول : يا مقلب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك وطاعتك . فقيل له : يا رسول الله ! إنك تُكْثِر أن تقول : يا مقلب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك وطاعتك . قال : وما يُؤمِّنني ؟ وإنما قلوب العباد بين أصبعي الرحمن ، إنه إذا أراد أن يُقَلِّب قَلْب عَبْد قَلَبه . قال عفان : بين إصبعين من أصابع الله عز وجل . رواه الإمام أحمد .
وكيف لا يخاف صلى الله عليه وسلم على أمته الشرك ، وهو قد أخبر أن أخوف ما يخاف على أمته الشرك ؟
قال عليه الصلاة والسلام : إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر . قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء . إن الله تبارك وتعالى يقول يوم تُجَازَى العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تُراءون بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ؟ رواه الإمام أحمد .
وكيف لا يخاف صلى الله عليه وسلم على أمته الشرك ، وهو قد أخبر أن الشرك واقع في هذه الأمة حتى تعبد فِئام منها الأصنام ؟!
ففي الصحيحين من حديث أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ . وَذُو الْخَلَصَةِ طَاغِيَةُ دَوْسٍ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ .
وهذا الحديث بوّب عليه الإمام البخاري في صحيحه : بَاب تَغْيِيرِ الزَّمَانِ حَتَّى تُعْبَدَ الأَوْثَانُ .
وكيف لا يخاف النبي صلى الله عليه وسلم الشرك على أمته وقد كان يُبايع أصحابه رضي الله عنهم على أن لا يُشركوا بالله شيئا ؟(2/29)
ففي موطأ الإمام مالك من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا ؛ يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ، وَأَنْ تَنَاصَحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ .
وهو في صحيح مسلم بِلَفْظ : إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا ؛ فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ .
وفي حديث عَوْف بن مَالِكٍ الأَشْجَعِيّ أن الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : فَعَلامَ نُبَايِعُكَ ؟ قَالَ : عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ . رواه مسلم .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يَخَف على أمته الشرك فَلِم كان يُبايِع أصحابه على أن لا يُشرِكوا بالله شيئا ؟
وأما ما استدلّوا به من قوله عليه الصلاة والسلام : " وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي " .
فليس فيه مُسْتَمْسَك لهم ؛ لأنه محمول على مجموع الأمَّة ، كما نصّ عليه شُرّاح الحديث .
قال النووي في شرح هذا الحديث : وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُعْجِزَات لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَإِنَّ مَعْنَاهُ الإِخْبَار بِأَنَّ أُمَّته تَمْلِكُ خَزَائِن الأَرْض ، وَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ ، وَأَنَّهَا لا تَرْتَدُّ جُمْلَة ، وَقَدْ عَصَمَهَا اللَّه تَعَالَى مِنْ ذَلِكَ .(2/30)
وقال ابن حجر في شرح هذا الحديث :
قَوْله : " مَا أَخَاف عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا " أَيْ : عَلَى مَجْمُوعكُمْ ، لأَنَّ ذَلِكَ قَدْ وَقَعَ مِنْ الْبَعْض أَعَاذَنَا اللَّه تَعَالَى . اهـ .
أقول : ويُمكن حمله على الْمُخاطَبِين به ، وهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم ؛ لأن الله قد زكّاهم وزكّاهم رسوله صلى الله عليه وسلم ، ووعدهم الله المغفرة ، كما قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) إلى أن قوله : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
" وقد يُخَصَّص أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بِوَعْد المغفرة تفضيلاً لهم ، وإن وَعَد الله جميع المؤمنين المغفرة " ، كما قال القرطبي .
ومثله قوله عليه الصلاة والسلام : " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ "
فليس لهم فيه أدنى استدلال على أن الشرك لا يقع في هذه الأمة ، وذلك من عدة أوجه :
الأول : أن أمة الإسلام لا تحصرها جزيرة العرب ، ونص الحديث " أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " ، وهذا لا يعني أن لا يقع الشرك في غيرها .
الثاني : أن هذا خاص بالْمُصَلِّين ، وهذا أيضا دالّ عليه نص الحديث : " أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ " ، ومعنى هذا أن غير الْمُصَلِّين ليسوا في أمان من الشرك ، وهذا يتوافق مع قوله عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر تَرْك الصلاة . رواه مسلم .
فتارك الصلاة واقع في الشرك أو في الكفر ، وسأذكر بعد قليل بعض أقوال الصحابة في ذلك .
الثالث : أن إياس الشيطان من أن يُعْبَد في جزيرة العرب لا يمنعه من المحاولات حتى يقع ما أراد !(2/31)
وقد تقدّم خبره عليه الصلاة والسلام عن ذلك بقوله : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ . رواه البخاري ومسلم .
وكيف يُمكن القول بأن الشرك لا يقع في الأمة والنصوص معلومة مشهورة في إثبات الشرك والكفر في الأقوال والأفعال ؟ نحو قوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ، وأصله في الصحيحين .
وقوله عليه الصلاة والسلام : من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك . رواه الإمام أحمد .
ونحو قوله عليه الصلاة والسلام : لا تشرك بالله شيئا وإن قُطِّعْت أو حُرِّقْت ، ولا تتركن الصلاة المكتوبة متعمدا ، ومن تركها متعمدا برئت منه الذمة . رواه ابن ماجه .
ونحو قوله عليه الصلاة والسلام : من أتى كاهنا أو عَرَّافًا فَصَدَّقه بما يقول فقد كَفَر بما أُنْزِل على محمد صلى الله عليه على وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .
وقوله صلى الله عليه على آله وسلم : من أتى كاهنا فَصَدَّقه بِمَا يقول ، أو أتى امرأته في دُبُرِها ، فقد برئ مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه على وسلم . رواه الإمام أحمد وغيره .
وقوله عليه الصلاة والسلام : أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ . رواه البخاري ومسلم .
فلو كان لا يُخشى الشرك على هذه الأمة لكان هذا القول لا معنى له !
وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول قولا لا معنى له ، أو يتكلّم بكلام غير مفهوم .
فمن هو الأحقّ بهذا القول : (أي قول هذا ؟ أنسمع قولكم ، ونترك قول خير البشر) ؟؟
فهذه أقوال خير البشر صلى الله عليه وسلم الكثيرة الْمُْثْبِتة أنه خاف على أمته الشرك ، وما تمسّكوا به ليس لهم فيه دليل .
والخوف من الشرك مما يقول به الصحابة الكرام رضي الله عنهم .(2/32)
فقد تأول ابن عباس على ذلك قوله تعالى : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُون ) قال : إن أحدهم يُشْرِك حتى يُشْرِك بِكَلْبِه : لولا الكَلب لَسُرِقْنا الليلة ! قال تعالى : ( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) .
وخَطَب أبو موسى الأشعري رضي الله عنه فقال : يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل . فقام إليه عبد الله بن حزن وقيس بن المضارب فقالا : والله لتخرجن مما قلت أو لنأتين عُمر ، مأذون لنا أو غير مأذون ! قال : بل أخرج مما قلت ، خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل ، فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه ، وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله ؟ قال : قولوا اللهم إنا نعوذ بك من أن نُشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لِمَا لا نَعْلم . رواه الإمام أحمد .
وهذا كالإجماع بين الصحابة رضي الله عنهم .
قال التابعي شقيق بن عبد الله البلخي : كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يَرون شيئا من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : مَن تَرك الصلاة فلا دِين له .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : لا إيمان لمن لا صلاة له ، ولا صلاة لمن لا وضوء له .
وقال أيوب السختياني : تركُ الصلاةِ كُفْرٌ لا يُخْتَلَف فيه .
وجاء مثل هذا عن الصحابة رضي الله عنهم في تارك الفرائض ، كالزكاة والحج .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ما تارك الزكاة عندي بمسلم . رواه ابن أبي شيبة .
قال ابن رجب : ويُحتملُ أنَّه كان يَراه كافراً بذلك ، خارجاً من الإسلام . اهـ .
وقال عمر رضي الله عنه : من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا.
قال ابن كثير : وهذا إسناد صحيح إلى عمر رضي الله عنه .(2/33)
وروى سَعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال : قال عمر بن الخطاب : لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جَدةٌ فلم يَحُجّ ، فيضربوا عليهم الجِزْية ، ما هم بمسلمين . ما هم بمسلمين .
قال ابن رجب : والظَّاهرُ أنّه كان يعتقد كُفْرَهم ، ولهذا أراد أنْ يَضْرِبَ عليهمُ الجزيةَ يقول : لم يدخُلوا في الإسلامِ بعدُ ، فهم مُستمرُّون على كتابِيّتِهم . اهـ .
وكذلك اعتقاد الصحابة رضي الله عنهم في السِّحْر والسَّحَرَة أنهم كُفّار .
فقد روى الإمام مالك في الموطأ عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أنه بلغه أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها ، وقد كانت دَبَّرَتها ، فأمَرَت بها فَقُتِلَت .
وروى ابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر أن جارية لحفصة سحرتها ، ووجَدُوا سِحْرها واعترفتْ به ، فأمر عبد الرحمن بن زيد فَقتلها ، فبلغ ذلك عثمان فأنكره واشتدّ عليه ، فأتاه ابن عمر فأخبره أنها سحرتها واعترفت به ، ووجدوا سِحْرها ، فكأن عثمان إنما أنكر ذلك لأنها قُتِلَتْ بِغَير إذنه .
وفي رواية عبد الرزاق فأنكر ذلك عليها عثمان ، فقال ابن عمر : ما تُنْكِر على أم المؤمنين من امرأة سَحَرت واعترفتْ ؟ فَسَكَت عثمان .
وكَتَب عمر رضي الله عنه إلى الآفاق : أن اقتلوا كل ساحر وساحرة .
قال بَجَالة : فقتلنا ثلاث سواحر . رواه أبو يعلى وعبد الرزاق وابن أبي شيبة ، وأصله في صحيح البخاري .
ومذهب الإمام مالك رحمه الله أن تعلّم السحر وتعليمه كُفْر .
ففي " مختصر خليل " ( فقه مالكي ) : باب الرِّدَّة . قال : الرِّدَّة كُفْر المسلم بصريح ، أو لفظ يقتضيه ، أو فعل يتضمنه كإلْقَاء مصحف بِقَذَر ، وشَدّ زنار ، وسِحْر ، وقول بِقِدم العالم أو بقائه ، أو شك في ذلك ، أو بتناسخ الأرواح ، أو في كل جنس نذير ، أو ادّعى شِرْكا مع نبوته عليه الصلاة والسلام ، أو بمحاربة نبي .(2/34)
قال الخرشي في شرح مختصر خليل :
وَالْمَشْهُورُ أَنَّ تَعَلُّمَ السِّحْرِ كُفْرٌ ، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ ، قَالَهُ مَالِك .
ثم قال :
وَإِذَا حُكِمَ بِكُفْرِهِ فَإِنْ كَانَ مُتَجَاهَرًا بِهِ فَيُقْتَلُ إلاَّ أَنْ يَتُوبَ ، وَمَالُهُ فَيْءٌ ، وَإِنْ كَانَ يُخْفِيهِ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الزِّنْدِيقِ يُقْتَلُ بِلا اسْتِتَابَةٍ . اهـ .
وقال الخرشي أيضا : وَتَصْغِيرُ الْمُصْحَفِ كُفْرٌ إنْ قَصَدَ اسْتِهْزَاءً ، وَإِلاَّ فَلا .
وقال أيضا : وَكَذَلِكَ مَنْ جَوَّزَ الْقَوْلَ بِمُحَارَبَةِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ ؛ لأَنَّ مُحَارَبَتَهُمْ مُحَارَبَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَمَنْ حَارَبَ اللَّهَ تَعَالَى فَقَدْ كَفَرَ .
وماذا عسى هؤلاء أن يقولوا في حدّ الرِّدّة الذي أجمعت عليه الأمة ؟
فالمرتد مُسلم خرج من دائرة الإسلام إلى الكفر . كما سيأتي تعريفه في كُتُب المالكية .
وإذا كانت الرِّدَّة وَقَعَت في القرون الفاضلة ، فكيف لا يُخاف الكفر والشرك على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
ووقوع الرِّدّة في هذه الأمة أمرٌ لا يُنكر ، فقد ارتد من ارتد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فمنهم من مات على الكُفر ، كـ عبيد الله بن جحش ، حيث ارتَدّ في الحبشة ، ومات على غير ملّة الإسلام .
ومنهم من ارتدّ ثم عاد إلى الإسلام كـ طليحة بن خويلد ، وكان طليحة ارتد وادعى النبوة وقَتَل ، ثم أسلم وحَسُن إسلامه ، وكذلك عبد الله بن أبي سرح رضي الله عنه .
وإذا لم يُخش الشرك والكفر على الأمة لِمَ عَقَد الأئمة فُصُولاً وكُتُبا وأبْوابًا في كُتُبهم عن الرِّدَّة وأحكامها ؟
وهل الرِّدَّة إلاَّ في حق مُسلم خَلَع رِبْقَة الإسلام مِن رَقَبَته ؟!
وأشهر صُور الرَّدّة ما كان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ما عُرِف بـ " حروب الرِّدَّة " .(2/35)
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : لَمَّا تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارْتَدَّتِ العَرَب . رواه النسائي .
وفي الصحيحين من حديث أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال : لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ : يَا أَبَا بَكْرٍ ! كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَمَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاّ بِحَقِّهِ ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : وَاللَّهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا .
قَالَ عُمَرُ : فَوَ اللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ .
وحُمل على الرّدّة قوله عليه الصلاة والسلام : " يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ : أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ "
ويُبيِّن هَذا مَا أعْقَب بِه البُخاري رِوَايته لِهذا الْحَدِيث بِقوله : قال محمد بن يوسف الفربري : ذُكِر عن أبي عبد الله عن قَبيصة قال : هُم الْمُرْتَدُّون الذين ارْتَدّوا على عهد أبي بكر ، فَقَاتَلَهم أبو بَكر رضي الله عنه .(2/36)
ولَمَّا بلغ ابن عباس رضي الله عنهما أن عَلِيًّا رضي الله عنه حَرّق المرتدين أو الزنادقة قال : لو كنت أنا لم أحرقهم ولقتلتهم ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن بَدَّل دِينه فاقْتُلُوه . رواه الشافعي .
وفي رواية للبخاري : أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَرَّقَ قَوْمًا ، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ : لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ ، وَلَقَتَلْتُهُمْ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ .
ولَمَّا بعث النبي صلى الله عليه وسلم أَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ ثُمَّ اتَّبَعَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَلْقَى لَهُ وِسَادَةً قَالَ : انْزِلْ ، وَإِذَا رَجُلٌ عِنْدَهُ مُوثَقٌ قَالَ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ تَهَوَّدَ . قَالَ : اجْلِسْ ، قَالَ : لا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ - فَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ . رواه البخاري ومسلم .
وقال الإمام مالك بن أنس رحمه الله في الموطأ : باب القضاء فيمن ارْتَدّ عن الإسلام .(2/37)
ثم قال الإمام مالك رحمه الله : وَمَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا نُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - : " مَنْ غَيَّرَ دِينَهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " أَنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ ، مِثْلُ الزَّنَادِقَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ ، فَإِنَّ أُولَئِكَ إِذَا ظُهِرَ عَلَيْهِمْ قُتِلُوا وَلَمْ يُسْتَتَابُوا ؛ لأَنَّهُ لا تُعْرَفُ تَوْبَتُهُمْ ، وَأَنَّهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ الْكُفْرَ وَيُعْلِنُونَ الإِسْلامَ ، فَلا أَرَى أَنْ يُسْتَتَابَ هَؤُلاءِ ، وَلا يُقْبَلُ مِنْهُمْ قَوْلُهُمْ ، وَأَمَّا مَنْ خَرَجَ مِنْ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلاَّ قُتِلَ ، وَذَلِكَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا كَانُوا عَلَى ذَلِكَ رَأَيْتُ أَنْ يُدْعَوْا إِلَى الإِسْلامِ وَيُسْتَتَابُوا ، فَإِنْ تَابُوا قُبِلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا قُتِلُوا ، وَلَمْ يَعْنِ بِذَلِكَ فِيمَا نُرَى - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - مَنْ خَرَجَ مِنْ الْيَهُودِيَّةِ إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ ، وَلا مِنْ النَّصْرَانِيَّةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ ، وَلا مَنْ يُغَيِّرُ دِينَهُ مِنْ أَهْلِ الأَدْيَانِ كُلِّهَا إِلاَّ الإِسْلامَ ؛ فَمَنْ خَرَجَ مِنْ الإِسْلامِ إِلَى غَيْرِهِ وَأَظْهَرَ ذَلِكَ ، فَذَلِكَ الَّذِي عُنِيَ بِهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . اهـ .
وفي " الْمُدَوّنة " : سُئل الإمام مالك : إذَا ارْتَدَّ وَقَدْ حَجَّ ثُمَّ رَجَعَ إلَى الإِسْلامِ ، أَيُجْزِئُهُ ذَلِكَ الْحَجُّ ؟ قَالَ : لا ، حَتَّى يَحُجَّ حَجَّةً مُسْتَأْنَفَة . اهـ .
وهذا يُؤكِّد أنه يَرى أن ردّته وكُفره بعد إسلامه قد أحبطت ما عمله من أعمال قبل ذلك .
وقال الإمام عبد الرزاق الصنعاني ( المتوفَّي سنة 211 هـ ) : باب المرتدين(2/38)
ثم روى عن معمر عن عمرو عن الحسن قال : إذا ارتد المرتد عن الإسلام ، فقد انقطع ما بينه وبين امرأته ، فقال الثوري : والرجل والمرأة سواء .
وروى عبد الرزاق عن الثوري قال : إذا ارْتَدَّتِ المرأة ولها زوج ولم يَدخل بها ، فلا صداق لها ، وقد انقطع ما بينهما ...
وبوّب عبد الرزاق (باب كُفْر المرأة بعد إسلامها)
وقال البخاري ( توفِّي سنة 256 هـ ) : كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
ثم عقد أول باب في هذا الكتاب ، وهو :
باب إثم مَن أشْرك بالله وعقوبته في الدنيا والآخرة . قال الله تعالى : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )
، ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) .
وعقد بابا في " قَتْلِ مَنْ أَبَى قَبُولَ الْفَرَائِضِ ، وَمَا نُسِبُوا إِلَى الرِّدَّةِ " .
وبوّب أيضا " بَاب قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ ، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ ، وَقَالَ : إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " .
قال الإمام البخاري :
وقال جرير والأشعث لعبد الله بن مسعود في الْمُرْتَدِّين : اسْتَتِبْهم وكَفِّلهم ، فتابوا وكَفلهم عشائرهم .
بل جرى الخلاف في قبول توبة الْمُرْتَدّ ، فَمِن الصحابة من كان لا يَرى قبول توبة مَن ارتدّ .
قال الإمام الطحاوي ( متوفّى سنة هـ 321 هـ) : وقد رُوي في استتابة المرتد وفي تركها اختلاف عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .(2/39)
ثم روى بإسناده إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : أخذ بالكوفة رجال يُفْشُون حديث مسيلمة الكذاب ، فكتب فيهم إلى عثمان بن عفان ، فكتب عثمان أن أعرض عليهم دين الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فمن قبلها وتَبَرّأ من مسيلمة فلا تَقتله ، ومَن لَزِم دِين مُسيلِمة فاقتله ، فقبلها رجال منهم فَتُرِكُوا ، ولَزِم دين مسيلمة رجال فَقُتِلُوا .
وروى الإمام مالك عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القارئ عن أبيه أنه قال : قَدِم على عمر بن الخطاب رَجلٌ مِن قِبَل أبي موسى الأشعري ، فسأله عن الناس فأخبره ، ثم قال له عمر : هل كان فيكم مِن مَغْرَبة خَبَر ؟ فقال : نعم ، رجل كَفَر بعد إسلامه . قال : فما فعلتم به ؟ قال : قَرَّبْنَاه فَضَرَبْنا عُنُقه ، فقال عمر : أفلا حبستموه ثلاثا ، وأطعمتموه كل يوم رغيفا ، واستتبتموه لعله يتوب ويُراجع أمْر الله ، ثم قال عمر : اللهم إني لم أحضر ولم آمر ولم أرضَ إذ بَلغني .
ورواه الطحاوي من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن أبيه عن جده قال : لَمَّا افتتح سعد وأبو موسى تستر أرسل أبو موسى رسولاً إلى عمر - فَذَكَر حديثا طويلا - قال : ثم أقبل عمر على الرسول فقال : هل كانت عندكم مَغْرَبة خَبَر ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين أخذنا رجلا من العرب كفر بعد إسلامه ، فقال عمر : فما صنعتم به ؟ قال : قدمناه فضربنا عنقه ! فقال عمر : أفلا أدخلتموه بيتا ثم طَيّنْتُم عليه ، ثم رميتم إليه برغيف ثلاثة أيام لعله أن يتوب ، أو يراجع أمر الله ؟ اللهم إني لم آمر ولم أشهد ولم أرْضَ إذ بلغني .
ثم قال الإمام الطحاوي : فهذا سعد وأبو موسى رضي الله عنهما لم يستتيباه ، وأحب عُمر أن يُستتاب ، فقد يحتمل أن يكون ذلك لأنه كان يرجو له التوبة ، ولم يوجب عليهم بِقَتْلِهم شيئا ؛ لأنهم فعلوا ما لهم أن يَروه فيفعلوه ، وإن خالف رأي إمامهم .(2/40)
قال ابن عبد البر المالكي ( ت 463 هـ ) : وروى داود بن أبي هند عن الشعبي عن أنس بن مالك أن نَفَرًا من بكر بن وائل ارتدوا عن الإسلام يوم تستر ، فلحقوا بالمشركين ، فلما فُتحت قُتلوا في القتال ، قال : فأتيت عُمر بِفَتْحها ، فقال : ما فعل النفر من بكر بن وائل ؟ فعرضت عن حديثه لأشغله عن ذِكرهم ! فقال : لا ، ما فعل النفر من بكر بن وائل ؟ فقلت : قُتِلوا . قال : لأن أكون كنت أخذتهم سِلما أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس من صفراء وبيضاء . قلت : وهل كان سبيلهم إلا القتل ؟ ارتدوا عن الإسلام ولَحِقُوا بالمشركين . قال : كنت أعرض عليهم أن يَدخلوا في الباب الذي خَرجوا منه ، فإن قبلوا قَبِلْت منهم وإلاَّ استودعتهم السجن .
قال أبو عمر ابن عبد البر : يعني : استودعتهم السجن حتى يتوبوا ، فإن لم يتوبوا قُتِلُوا . هذا لا يجوز غيره ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن بَدَّل دِينه فاضْرِبُوا عُنقه .
ثم قال : ولا أعلم بين الصحابة خِلافا في استتابة المرتد ، فكأنهم فَهِمُوا مِن قول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَن بَدّل دِينه فاقتلوه " أي : بعد أن يُسْتَتَاب . والله أعلم .
إلاَّ حديث معاذ مع أبي موسى ، فإن ظاهره القتل دون استتابة ، وقد قيل : إن ذلك المرتد قد كان اسْتُتِيب . اهـ .(2/41)
وروى الإمام الدارمي والطحاوي من طريق ابن معيز السعدي قال : خرجتُ أطْلب فَرَسًا لي بالسَّحَر فَمَرَرْتُ على مَسجد من مساجد بني حنيفة ، فسمعتهم يشهدون أن مسيلمة رسول الله ! قال : فَرَجَعْتُ إلى عبد الله بن مسعود ، فذكرتُ له أمرهم ، فبعث الشُّرَط فأخذوهم ، فَجِئ بهم إليه ، فتابوا ورجعوا عما قالوا ، وقالوا : لا نعود ، فَخَلّى سَبيلهم ، وقَدّم رجلا منهم يقال له عبد الله بن النواحة فضرب عنقه ، فقال الناس : أخذت قوما في أمر واحد فَخَلَّيْتَ سبيل بعضهم وقَتَلْت بعضهم ؟ فقال : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا فجاء ابن النواحة ورجل معه يقال له : حجر بن وثال وافدين من عند مسيلمة ، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهدان أني رسول الله ؟ فقالا : أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله ؟ فقال لهما : آمنت بالله وبرسوله ، لو كنت قاتلا وافدا لقتلتكما . فلذلك قَتَلْتُ هذا .
قال الطحاوي : فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قد قَتل ابن النواحة ولم يَقْبل توبته إذْ عَلِم أن هكذا خُلُقَه يُظْهِر التوبة إذا ظُفِر به ، ثم يعود إلى ما كان عليه إذا خُلِّي .
وفي رواية الدارمي : وَأَمَرَ بِمَسْجِدِهِمْ فَهُدِمَ.
ورواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة والإمام أحمد وأبو داود مُختصَرا .
قال الإمام ابن عبد البر القرطبي المالكي ( ت 463 هـ ) في استتابة المرتد : قال بعضهم يُستتاب مرة واحدة في وقت واحد ساعة واحدة ، فإن تاب وانصرف إلى الإسلام وإلاَّ قُتِل .
وقال آخرون : يُستتاب شهرا .
وقال آخرون : يُستتاب ثلاثة أيام ، على ما رُوي عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود - رحمه الله عليهم .
ولم يَستتب ابن مسعود ابن النواحة وَحْده ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه من عند مسيلمة : " لولا أنك رسول لقتلتك " ، فقال له ابن مسعود : إذ أظهرت الرِّدة أنت اليوم لست برسول ، فقتله ، واستتاب غيره . اهـ .(2/42)
وروى عبد الرزاق والطحاوي من طريق أبي الطفيل أن قَوما ارْتَدّوا وكانوا نصارى ، فبعث إليهم علي بن أبي طالب معقلَ بن قيس التيمي ، فقال لهم : إذا حَكَكْتُ رَأسي فاقتلوا الْمُقَاتِلة واسْبُوا الذرية ، فأتى على طائفة منهم فقال : ما أنتم ؟ فقالوا : كُنّا قَومًا نصارى فَخُيّرنا بين الإسلام وبين ديننا ، فاخترنا الإسلام ، ثم رأينا أن لا دِين أفضل مِن دِيننا الذي كنا عليه ! فنحن نصارى ، فَحَكّ رأسه ، فَقُتِلَتْ الْمُقَاتِلَة وسُبِيَت الذّرية .
وروى عبد الرواق من طريق أبي عمرو الشيباني قال : أُتِيَ عليّ بشيخ كان نصرانيا فأسلم ، ثم ارتد عن الإسلام ، فقال له علي : لعلك إنما ارتددت لان تُصيب ميراثا ، ثم تَرجع إلى الإسلام ؟ قال : لا ، قال : فلعلك خطبت امرأة فأبوا أن يزوجوكها ، فأردت أن تَزوجها ثم تعود إلى الإسلام ؟ قال : لا ، قال : فارجع إلى الإسلام ! قال : لا ، أما حتى ألقى المسيح ، فلا ، فأمَرَ به ، فَضُرِبَتْ عُنُقه .
وبهذا يتبيّن أن الصحابة رضي الله عنهم لم يتورّعوا عن تكفير من كَفَر بالله ، إذ لو تورّعوا عن ذلك لَمَا حاربوا أهل الرِّدّة ، ولَمَا حَكموا عليم بالرِّدَّة أصلا .
ولو تورّعوا عن تكفير من كفر بالله لَمَا قَتَلوا السحرة .
ولو تورّعوا عن تكفير من كفر بالله لَمَا حكموا على أحد بالرَّدَّة ثم قَتَلوه بعد رِدّته ، كما صحّت بذلك الأخبار مما تقدّم بعضها .
ولا يُقال إن الصحابة رضي الله عنهم يَحْكُمُون على سبيل العموم ؛ لأن ما وقع لأشخاص مُعيّنين لا يُمكن أن يكون على سبيل العموم ، بل هو في حق أشخاص مُعينين حَكم الصحابة رضي الله عنهم بِكُفرهم ثم أقاموا عليهم حدّ الرَّدَة .
فهل (الصحابة استنكفوا وثقل عليهم أن يُرمى مؤمن مسلم من أهل القبلة بالشرك) ؟(2/43)
الجواب : ما تقدّم من النصوص الصحيحة الصريحة في تكفير تارك الصلاة ، وهو كالإجماع بين الصحابة ، وتكفير تارك الزكاة ، وتارك الحج إذا كان مُستطيعا .
وقِتال الْمُرتدِّين ، وما سُمِّيت به تلك الحروب ، فإنها مشهورة بِحروب الرِّدَّة .
فكيف قاتلهم الصحابة رضي الله عنهم إذا كانوا لم يحكموا بِكُفْرِهم ؟!
وكيف سَمّوهم ( مُرْتدِّين ) واستباحوا دمائهم وأموالهم ؟!
وهذه عقيدة السلف الصالح من لدن الصحابة إلى زمان الأئمة الأربعة ، إلى الأزمنة المتأخِّرة .
فقد روى عبد الرزاق أن محمد بن أبي بكر كتب إلى عليّ يسأله عن مسلمين تزندقا ، فكتب إليه : إن تابا ، وإلاَّ فاضرب أعناقهما .
وروى عبد الرزاق أيضا أن عروة كتب إلى عمر بن عبد العزيز في رجل أسلم ثم ارتد ، فكتب إليه عمر : أن سَلْه عن شرائع الإسلام ، فإن كان قد عَرفها فاعْرِض عليه الإسلام ، فإن أبى فاضْرِب عُنقه ، وإن كان لم يعرفها فغلّظ الجزية ، ودَعْه .
قال سفيان بن عيينة : المرجئة سمَّوا ترك الفرائض ذنباً بمنزلة ركوب المحارم وليس سواء ؛ لأن ركوب المحارم متعمدا من غير استحلال معصية ، وترك الفرائض من غير جهل ولا عذر هو كُفْر
قال ابن رجب رحمه الله : وقد استدل الإمام أحمد وغيره على كُفْر تارك الصلاة بِكُفْر إبليس بترك السجود لآدم ، وترك السجود لله أعظم . اهـ .
فمن ترك الصلاة فبِه شَبَهٌ من إبليس لأنه ترك السجود لله والخضوع له والانقياد لأمره .
وقال إسماعيل بن سعيد : سألت أحمد بن حنبل عن من ترك الصلاة متعمداً ، فقال : لا يكفر أحدٌ بَذَنبٍ إلاَّ تارك الصلاة عمداً ، فإن تَرَكَ صلاةً إلى أن يدخل وقت صلاةٍ أخرى يُستتاب ثلاثا .
وقال أبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي : يُستتاب إذا تركها متعمداً حتى يذهب وقتها ، فإن تاب وإلا قُتل ، وبه قال أبو خيثمة .(2/44)
وقال وكيع بن الجراح عن أبيه في الرجل يحضره وقت صلاة فيُقال له : صَلِّ ، فلا يُصلى . قال : يؤمر بالصلاة ويُستتاب ثلاث صلوات ، فإن صلى وإلا قُتل .
وقال محمد بن نصر المروزي : سمعت إسحاق يقول : قد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر ، وكذلك كان رأى أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتُها كافِر .
ورأي الإمام مالك بن أنس رحمه الله أن القَدَرِيّة يُقتَلون بعد أن يُستتابوا .
فقد روى الإمام مَالِك في الموطأ عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ : مَا رَأْيُكَ فِي هَؤُلاءِ الْقَدَرِيَّةِ ؟ فَقُلْتُ : رَأْيِي أَنْ تَسْتَتِيبَهُمْ ، فَإِنْ تَابُوا وَإِلاّ عَرَضْتَهُمْ عَلَى السَّيْفِ ! فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : وَذَلِكَ رَأْيِي . قَالَ مَالِك : وَذَلِكَ رَأْيِي .
وكان الإمام مالك بن أنس رحمه الله يرى أنهم أشركوا بِما ذهبوا إليه من مُعتقد فاسد في القَدَر .
قال أبو الوليد الباجي في المنتقى : وَقَدْ رَوَى أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ قُلْت لِمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ : خَطَبَ إلَيَّ رَجُلٌ مِنْ الْقَدَرِيَّةِ أَفَأُزَوِّجُهُ ؟ فَقَالَ : لا . قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ)
وأبو الوليد الباجي مالكي المذهب ، وهو شارح موطأ الإمام مالك في شرحه المشهور بـ " الْمُنْتَقَى " ، وتُوفِّي سنة 474 هـ .
فهل تورّع أيضا الأئمة عن رَمْي مسلم بالشرك أو بالكُفْر إذا كان واقعا فيه مُتّصِفًا به ؟
قال الإمام ابن العربي القاضي المالكي ( متوفّى سنة 543 هـ) :
وكُلّ مَن اتَّهَم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الْحُكْم فهو كَافِر .(2/45)
وقال رحمه الله : فَكُلُّ مَنْ قَالَ : إنَّهُ يَنْزِلُ الْغَيْثُ غَدًا فَهُوَ كَافِر .
وقال : وَمَنْ قَالَ : إنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي الرَّحِمِ فَهُوَ كَافِر .
وقال : مَنْ ادَّعَى عِلْمَ الْكَسْبِ فِي مُسْتَقْبَلِ الْعُمْرِ فَهُوَ كَافِر.
وقال : فَكُلُّ مَنْ أَنْكَرَ وُجُودَ اللَّهِ فَهُوَ كَافِر .
وقال : فَإِذَا أَنْكَرَ أَحَدٌ الرُّسُلَ ، أَوْ كَذَّبَهُمْ فِيمَا يُخْبِرُونَ عَنْهُ مِنْ التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ ، وَالأَوَامِرِ وَالنَّدْبِ ، فَهُوَ كَافِر .
وقال : فَمَنْ أَنْكَرَ شَيْئًا مِنْ الشَّرِيعَةِ فَهُوَ كَافِر .
وقال : إنَّ أَهْلَ الإِفْكِ رَمَوْا عَائِشَةَ الْمُطَهَّرَةَ بِالْفَاحِشَةِ ، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ ، فَكُلُّ مَنْ سَبَّهَا بِمَا بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ فَهُوَ مُكَذِّبٌ لِلَّهِ ، وَمَنْ كَذَّبَ اللَّهَ فَهُوَ كَافِرٌ . فَهَذَا طَرِيقُ قَوْلِ مَالِكٍ . اهـ .
وتَبِعه الإمام القرطبي المالكي ( متوفّى سنة 671 هـ ) فإنه قال في تفسيره :
من قال إنه يَنْزِل الغيث غَدا وجَزَم فهو كَافِر .
وكذلك من قال إنه يعلم ما في الرحم فهو كَافِر.
وزاد القرطبي :
ومن أنكر أن يكون أبو بكر رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كَافِر ؛ لأنه رَدّ نصّ القرآن .
وقال : فمن قال إن هناك طريقا آخر يُعرف بها أمْره ونهيه غير الرسل بحيث يُستغنى عن الرُّسُل فهو كَافِر ، يُقْتَل ولا يُستتاب ، ولا يحتاج معه إلى سؤال ولا جواب !
وقال : ولا نعلم بين أهل التفسير اختلافا أن الكفر ها هنا قولهم : " مطرنا بنوء كذا وكذا " وأن نظيره فَعَل النجم كذا ، َوأن كل من نَسب إليه فِعلا فهو كَافِر .
فهل كان الإمام مالك رحمه الله وأتباعه على مذهبه لا يتورّعون عن رمي أحد من أهل القبلة بالشِّرْك إذا كان مُستحقًا للوصف به ؟
وهل كانوا يتسرّعون في أحكامهم على الناس بأن ذلك الفعل أو القول شِرك ؟!(2/46)
وذلك ما يُرمَى به الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ويُتَّهَم به !
وأنت ترى سبيل أهل السنة ، خاصة علماء المالكية ..
رابعا :
ما ذكروه عن جابر رضي الله عنه من أنه سُئل (أترمي أحداً من أهل القبلة بالشرك ؟
قال : معاذ الله أيكون ذلك ؟
أترميه بالكفر ؟
قال : لا يكون ذلك أبداً)
واستدلالهم به متضمّن لِجهالات !
أولها : أنهم عزو الحديث إلى مجمع الزوائد ، وهو ليس كِتاب رواية بِقَدْر ما هو كتاب تخريج .
ثانيها : أنهم لبّسوا على الناس بذلك ، وذلك أن الهيثمي أورد الحديث تحت عنوان :
باب لا يَكْفُر أحد مِن أهل القبلة بِذَنْب .
ولم يَفْهَم منه أحد مِن علماء الأمة أنه لا يُمكن أن يقع أحد في الشرك ولا في الكُفر .
ثالثها : نَصُّه عند الهيثمي – الذي أحالوا عليه – كما يلي : وعن أبي سفيان قال : سألت جابرا وهو مجاور بمكة وهو نازل في بني فهر ، فسأله رجل : هل كنتم تدعون أحدا من أهل القبلة مشركا ؟ قال : معاذ الله ، ففزع لذلك . قال : هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا ؟ قال : لا . قال الهيثمي : رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح . اهـ .
رابعها : أخذ ما يوافق أهواءهم وترك ما دلّ على خلافه ، وهذه عادة أهل الأهواء في الاستدلال .
فقد روى من الإمام اللالكائي طريق سليمان اليشكري قال : قلت لجابر بن عبد الله : أكنتم تَعُدّون الذَّنب شِرْكا ؟ قال : لا ، إلاَّ عبادة الأوثان ؟
وروى أبو يعلى من طريق أبي سفيان عن جابر رفعه قال : كان يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . فقلنا : يا رسول الله ، تخاف علينا وقد آمنا بما جئت به ؟ فقال : إن القلوب بين - وأشار الأعمش بإصبعين - .
فهذا صريح في أن المقصود أنه لا يُرمَى مسلم بِشِرْك أو كُفْر لأجل الوقوع في الذنب .(2/47)
خامسها : أن ما جاء في قول جابر رضي الله عنه مُطابق لاعتقاد أهل السنة في أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بِذنب ، أي : في ارتكابها ، وليس في استحلالها ، فإن الإجماع مُنعقد على كُفر من استحل ما حرمّ الله .
ولذلك رواه الإمام اللالكائي في اعتقاد أهل السنة من أكثر من طريق .
وهذا هو اعتقاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب واعتقاد علماء المملكة أيضا .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته إلى أهل القصيم ما نصّه : ولا أشهد لأحَدٍ من المسلمين بِجَنّة ولا نار إلاَّ مَن شَهِد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني أرجو للمحسن وأخاف على المسيء ، ولا أُكَفِّر أحَدًا من المسلمين بِذَنْب ، ولا أُخْرِجُه مِن دائرة الإسلام . اهـ .
وهذا ما نصّ عليه الإمام الطحاوي في عقيدته التي تُدرّس في أكثر جامعات المملكة ، إذ يقول الإمام الطحاوي الحنفيّ ( المتوفّى 321 هـ) : ولا نكفر أحدًا من أهل القبلة بِذَنْب ما لَم يَسْتَحِلّه ... ونرجو للمحسنين من المؤمنين أن يَعفو عنهم ، ويدخلهم الجنة برحمته ، ولا نأمن عليهم ، ولا نشهد لهم بالجنة ، ونستغفر لمسيئهم ، ونخاف عليهم ولا نُقَنّطهم . اهـ .
سادسها : أنه لا يُعرف عن الصحابة رضي الله عنهم التورّع في تكفير من كَفَر بالله ، بل جاءت عنهم النصوص الصحيحة والكثيرة في تكفير من كَفَر بالله ، وكم كان عمر رضي الله عنه يقول : دعني أضرب عُنقه ! في غير حادثة ، وقد تقدّمت أفعال الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب .
فهذه النصوص والنقول عن أئمة الإسلام ، وأكثر ما نقلت عن أئمة المالكية رحمهم الله ؛ لأن السؤال ورد من المغرب ، والمذهب الفقهي السائد في المغرب هو مذهب الإمام مالك رحمه الله .
وكم هم الذين يتمذهبون بمذهب إمام في الفقه ، يُخالفونه في العقائد وأصول الدّين !(2/48)
وإني على يقين أنه لو خرج فيهم الإمام مالك أو من سار بِسَيْرِه كابن عبد البر أو ابن العربي أو القرطبي أو غيرهم من أئمة المالكية ، لَرَمَوْهم بـ " الوهابية " !
فمن هو الأولى بالوصف بِقِلّة العِلْم والعقل ؟!
أليسوا هم الذين قالوا : (ولكن من تحدث فالوهابية لا تعقل ما يقولون ولا يزنوا حديثهم وكلماتهم قبل القائها علينا لتصدمنا) ؟
فهل الذين تمسّكوا بما كان عليه الأئمة من زمن الصحابة فمن بعدهم إلى زمن الأئمة الأربعة إلى الأزمنة المتأخِّرة هم الذين لا يعقلون ؟ وهم الذين لا يَزِنُون حديثهم وكلماتهم ؟!
سبحان الله ! ما أشبه الليلة بالبارحة !
أمَا رُمِي خير البشر صلى الله عليه وسلم بأنه كاهن ومجنون ؟
وصدق ورقة بن نوفل حينما قال للنبي صلى الله عليه وسلم : لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ . رواه البخاري ومسلم .
أمَا إنه ما مِن دعوة إلى نبذ الشرك وترك ما كان عليه الآباء من باطل ؛ إلا قُوبِلت بالعداوة والبغضاء !
وكذلك كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، فإنه لم يدعُ إلى نفسه ، ولا إلى مذهب جديد ، ولا إلى دعوة يُخالف بها ما كان عليه أهل العلم ، إنما دعا إلى نبذ الشرك والخرافة ، وترك ما يُعبَد من دون الله .
ثم إن الشيخ رحمه الله لم ينتسب إلى غير السنة ، وإنما نَسَبه أعداؤه !
وأهل السنة لا يرضون بِنِسبَة إلى غير السُّنَّة .. بينما أصحاب الدعوات والأحزاب ينتسبون إلى دعواتهم وأحزابهم !
خِتاما :
سبقت الإجابة عن سؤال بخصوص دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وهل كان خارجيا ؟
وعن سؤال آخر :
ما رأيكم بمن يقول : الأمة ليس فيها مشركين ، وأن جميع من فيها يدخلون الجنة ؟ وأن كل من أسلم يدخل الجنة ؟
وهنا .. تتمة الجواب
http://www.almeshkat.com/index.php?pg=qa&ref=1007
والله تعالى أعلم .
***********************************
145-قضية تجديد الدين وتقسيمه لقشر ولب(2/49)
(...السؤال...)
أرجو من الله يا شيخنا الفاضل ان تفتينا فيما انتشر بين الناس، من تقسيم الدين الى قشر ولب، وكمثال حى على ذلك هو مجموعة من الدعاة الذين انتشروا فى ارجاء العالم الاسلامى يدعون الى اسلام معاصر والى تجديد الخطاب الدينى
بمعنى ان يتمسك المسلمون بجوهر الاسلام كالصلاة والصيام و الزكاة و ما الى ذلك....و يترك المسلمون القشور من الدين على حد زعمهم...كعدم اطلاق اللحية و عدم تقصير الثياب وجواز الاستماع الى الاغانى و ان نميع مسائل الولاء و البراء و أن نكون (مسلمين كاجوال و مودرن) كما يريدون ولا شك ان فضيلتكم قد سمعتم عن هذا الاتجاه ....
فما فتواكم يا شيخنا للمسلمين، هل فى الدين قشر ولب.....ام هو كله وحى مأمورون به، ونسأل الله عز وجل ان يثبتنا على عقيدة و خطا السلف الصالح و ينجينا من المحدثات، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(...الجواب...)
هذه الدعاوى إنما هي لِهدم الدِّين ، ولإضعاف الأمة لا لِتجميعها ولا لِوحدتها – كما يَزعمون – فإن هذه الدعاوى من شأنها تمزيق دِين الأمة ، وبالتالي تمزيق الأمة ، لأنه لا عِزّة للأمة إلا بِدِينها ، والتمسّك بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
وهذا المسْلَك إنما هو مَسْلَك بني إسرائيل ، مَسْلَك اليهود الذين جاء التحذير منهم ومن أفعالهم في القرآن الكريم .
قال تعالى : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
فهذه الدعاوى من شأنها حصول الخزي والهزيمة في الدنيا ، ومِن شأنها أن يُردّ صاحبها إلى أشد العذاب يوم القيامة ، كما في الآية السابقة .وهؤلاء الأدعياء أرادوا ترقيع دُنياهم ! بتمزيق دِينهم !
قديما قيل :(2/50)
نُرَقِّعُ دنيانا بتمزيق دِيننا *** فلا دِيننا يبقى ولا ما نَرَقِّعُ
وقد حذّر العلماء من هذه الدعاوى ، بل قد تَصِل بصاحبها إلى الكُفر – عياذا بالله – فقد سُئل الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله/ ما حكم الشرع فيمن يقول إن حلق اللحية وتقصير الثوب قشور ، وليست أصولا في الدِّين ، أو فيمن يضحك ممن فعل هذه الأمور ؟
فأجاب رحمه الله : هذا الكلام خطير ومنكر عظيم ، وليس في الدين قشور بل كله لب وصلاح وإصلاح ، وينقسم إلى أصول وفروع ، ومسألة اللحية وتقصير الثياب من الفروع لا من الأصول . لكن لا يجوز أن يسمى شيء من أمور الدين قشورا ويخشى على من قال مثل هذا الكلام متنقصا ومستهزئا أن يرتد بذلك عن دينه لقول الله سبحانه : (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) الآية .
والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بإعفاء اللحية وإرخائها وتوفيرها وقص الشوارب وإحفائها ، فالواجب طاعته وتعظيم أمره ونهيه في جميع الأمور . اهـ .
وسئل شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن تقسيم الدين إلى قشور ولب ، (مثل اللحية) ؟
فأجاب رحمه الله بقوله : تقسيم الدين إلى قشور ولب ، تقسيم خاطئ ، وباطل ، فالدين كله لب ، وكله نافع للعبد ، وكله يُقَرِّبه لله - عز وجل - وكله يُثاب عليه المرء ، وكله ينتفع به المرء ، بزيادة إيمانه وإخْبَاتِه لِرَبِّه - عز وجل - حتى المسائل المتعلقة باللباس والهيئات ، وما أشبهها ، كلها إذا فعلها الإنسان تقرباً إلى الله - عز وجل - واتِّباعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم ، فإنه يُثاب على ذلك ،(2/51)
والقشور كما نعلم لا ينتفع بها ، بل ترمى ، وليس في الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية ما هذا شأنه ، بل كل الشريعة الإسلامية لُبّ يَنتفع به المرء إذا أخلص النية لله، وأحسن في اتِّباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى الذين يُرَوِّجُون هذه المقالة ، أن يُفَكِّروا في الأمر تفكيراً جدياً ، حتى يعرفوا الحق والصواب ، ثم عليهم أن يَتَّبِعُوه ، وأن يَدَعُوا مثل هذه التعبيرات ، صحيح أن الدين الإسلامي فيه أمور مهمة كبيرة عظيمة ، كأركان الإسلام الخمسة ، التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام ".
وفيه أشياء دون ذلك ، لكنه ليس فيه قشور لا َُنْتَفِع بها الإنسان ، بل يَرميها ويطرحها .
وأما بالنسبة لمسألة اللحية : فلا ريب أن إعفاءها عبادة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به ، وكل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فهو عبادة َُتَقَرّب بها الإنسان إلى ربه بامتثاله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ، بل إنها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسائر إخوانه المرسلين ، كما قال الله تعالىعن هارون أنه قال لموسى: (يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إعفاء اللحية من الفِطرة التي فطر الناس عليها ، فإعفاؤها من العبادة ، وليس من العادة ، وليس من القشور كما يزعمه من يزعمه . اهـ .
والله المستعان .
***********************************
146-ما حكم ما يفعله الارهابين ؟؟؟
(...السؤال...)
كثرة الشبهات حول الارهابين، وهل نسميهم ارهابيين؟ ومن أين جاءت هذه التسميه؟؟ هل من كتاب الله " ترهبون به ...." ؟؟ أم أنها من تسمية البشر ؟؟(2/52)
وهل صحيح درء مفسده أفضل من جلب مصلحه حديث؟؟ وما صحته ؟؟ وهل يطبق عليهم هذا الحديث؟؟ وهل مايفعلونه يوافق للدين ؟؟ ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
وما موقفنا منهم ومن تفجيراتهم في الأسواق والأماكن العامه وقتلهم للأطفال والأبرياء ؟؟ وهل هم بهذه الطريقه يطيعون الله؟؟ وهل الارهاب مما يتقرب به العبد إلى ربه ؟؟
(...الجواب...)
أولاً :من حيث التسمية فليس لها أصل شرعي . فإن المصطلح الشرعي لمن يخرج على الحاكم لا يتجاوز أحد أسمين : البُغاة ، وهم الذي يخرجون على الحاكم ظُلماً وعُدواناً ، ويدخل في هؤلاء قُطّاع الطريق . والخوارج ، وهم الذين يكون لهم شوكة ويصدرون عن فكر وعقيدة .
وهذه التسمية تسمية غربية الأصل .
فالأَوْلى استخدام المصطلحات الشرعية . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : قال الفقهاء في البغاة : إن الإمام يراسلهم ، فإن ذَكروا شُبهة بيّنها ، وإن ذكروا مظلمة أزالها ، كما أرسل عليٌّ ابنَ عباس إلى الخوارج فناظرهم حتى رجع منهم أربعة آلاف ، وكما طلب عمر بن عبد العزيز دعاة القدرية والخوارج فناظرهم حتى ظهر لهم الحق وأقرُّوا به . اهـ .
وقد قرّر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن العلماء المتقدّمين كانوا يذكرون الرّدة والأهواء ، ويَدخل في الأهواء كل الفرق ، سواء كان القتال عن عقيدة ، أو كان فساداً في الأرض .
وقد فرّق العلماء بين البُغاة والخوارج ، فالذين قاتَلوا علياً رضي الله عنه سُمُّوا خوارج ، والذين قاتَلوا عثمان رضي الله عنه سُمُّوا بُغاة .
وأما قوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) فهذا في إعداد العُدّة ابتداء في قتال الكفّار .(2/53)
وأما قول " درء المفاسد مُقدَّم على جلب المصالح " فهي قاعدة أصولية ، وليست حديثاً نبوياً ، إلا أنه ينبغي أن يُعلم أن مُعظم القواعد الأصولية مُستمدة ومُستنبطة من الكتاب والسنة . وأصل هذه القاعدة قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) .
وما يفعله هؤلاء ليس من الدِّين في شيء ، وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم . فترويع الآمنين ، وقتل الأطفال والنساء والصبيان ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كَفَرَ بالله ، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ، ولا تُمَثِّلوا ، ولا تقتلوا وليدا . رواه مسلم .
وهذه الأفعال ليست مما يُتقرّب به إلى الله .
والله أعلم .
***********************************
147-الإسبال : شبهة وجوابها
(...السؤال...)
ذكر أحد الشيوخ أن حديث " ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار " مطلق يُقيّد بحديث " من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " وبحديث " إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء " وقال : إن إسبال الإزار لغير خيلاء غير داخل في النهي وذلك بحمل المطلق على المقيد...
فما رأيكم في هذا التأصيل لهذه الأحاديث ؟
(...الجواب...)
هذا التنظير غير صحيح ، وهو مُخالف لقواعد أصول الفقه . فقواعد الأصول في هذا الجانب تنصّ على :
أنه إذا اختلف الحكم واتحد السبب لا يُحمل المُطلق على المقيّد .
وأحاديث الإسبال لم يتّحد فيها السبب ، وهو الإسبال ، بل اختلف السبب والحُكم . فالسبب ليس هو الإسبال فحسب ، بل السبب في بعض الأحاديث هو : الإسبال، وفي بعضها السبب : هو الخيلاء والبَطَر مع الإسبال .(2/54)
والحكم مختلف أيضا : فالأحاديث التي فيها الإسبال فيها الوعيد بالنار . والأحاديث التي فيها الخيلاء فيها الوعيد بالإعراض عن فاعله وعدم النظر إليه . فاختلف الحكم والسبب ، فلا يُحمل المُطلق على المقيد قولا واحداً .
ثم لو فرضنا أن السبب هو الإسبال فقط ، فإن الحُكم مختلف ، لأن أحاديث الإسبال المجرّد جاء فيها الوعيد بالنار ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار . رواه البخاري .
والأحاديث التي جاء فيها ذِكر الخيلاء جاء فيها تشديد العقوبة ، كما في قوه صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . رواه البخاري . وقوله صلى الله عليه وسلم : لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ إزاره بطرا . رواه البخاري .
وفقه الإمام البخاري في تبويبه ، ولذا بوّب على أحاديث الإسبال بقوله : باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار . وبوّب على الأحاديث الأخرى التي فيها التشديد بقوله : باب من جر ثوبه من الخيلاء .
ولو كان يُحمل المطلق على المقيّد هنا لما فرّق بين الأحاديث . والحديث الذي استدلّ به على جواز الإسبال ليس فيه مستمسك له لعدة اعتبارات :
الأول : أن الحديث رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه ، بلفظ : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . فقال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء .
ثانياً : هذه تزكية من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ، فمن يُزكِّي غيره على أنه لا يفعله خيلاء ؟
ثالثاً : فرق بين من يتعمّد إرخاء ثوبه وإطالة ثيابه أو سراويله تحت الكعبين ، وبين من يسترخي إزاره ، ثم يتعاهده ويرفعه .
وأبو بكر رضي الله عنه إنما حصل ذلك منه لأنه كان نحيل الجسم فلا يتماسك الإزار على حقويه ، وهو مع ذلك يتعاهد إزاره ، كلما استرخى رفعه .(2/55)
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : موضع الإزار إلى أنصاف الساقين والعضلة ، فإن أبَيْتَ فأسفل ، فإن أبَيْتَ فمن وراء الساق ، ولا حقّ للكعبين في الإزار . رواه الإمام أحمد والنسائي .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن سليم وقد أسلم لتوّه : وإياك وإسبال الإزار ، فإن إسبال الإزار من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى .
فالنبي صلى الله عليه وسلم يُخبر أن إسبال الإزار من الخيلاء ، فمن يقول إنه لا يفعله خُيلاء فهو يردّ على النبي صلى الله عليه وسلم قوله هذا ، فليُتنبّه .
كما أن من يُسبل إزاره ويقول : لا أفعله خيلاء ، فيه تزكية لنفسه بقوله هذا ، والله عز وجل يقول : ( فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) مع ما فيه من مخالفة قول النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تقدّم .
وابن عمر رضي الله عنهما وهو سيد من سادات المسلمين وعالِم من علماء الأمة يخاف على نفسه الخيلاء .
روى الإمام الذهبي بإسناده إلى هلال بن خباب عن قزعة قال : رأيت على ابن عمر ثيابا خشِنة أو جَشبة ، فقلت له : إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقرّ عيناي أن أراه عليك . قال : أرنيه ، فلمسه ، وقال : أحرير هذا ؟ قلت : لا ، إنه من قطن . قال : إني أخاف أن ألبسه ، أخاف أكون مختالا فخورا ، ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) .
ثم عقّب الإمام الذهبي رحمه الله بقوله : كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخراً فتركه متعيّن ولو كان من غير ذهب ولا حرير ، فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية الصوف بِفَرْوٍ من أثمان أربع مئة درهم ونحوها ، والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر ، فإن نصحته ولُمْتَه بِرِفْقٍ كابر ،(2/56)
وقال : ما فيَّ خيلاء ولا فخر ! وهذا السيد ابن عمر يخاف ذلك على نفسه ، وكذلك ترى الفقيه المترف إذا لِيمَ في تفصيل فرجية تحت كعبيه ، وقيل له : قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار .
يقول : إنما قال هذا فيمن جرّ إزاره خيلاء ، وأنا لا أفعل خيلاء ، فتراه يُكابر ويُبرّىء نفسه الحمقاء ! ويَعمد إلى نص مستقل عام فيخصّه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء ، ويترخّص بقول الصديق : إنه يا رسول الله يسترخي إزاري ، فقال : لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء .
فقلنا : أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشدّ إزاره مسدولا على كعبيه أولاً ، بل كان يشدّه فوق الكعب ، ثم فيما بعد يسترخي ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين . ومثل هذا في النهي لمن فصّل سراويل مغطّياً لِكعابه .
ومنه طول الأكمام زائداً ، وتطويل العَذَبَة . وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس ، وقد يُعذر الواحد منهم بالجهل ، والعالِم لا عذر له في تركه الإنكار على الجَهَلَة ... فرضي الله عن ابن عمر وأبيه وأين مثل ابن عمر في دينه وورعه وعلمه وتألهه وخوفه. اهـ .والله تعالى أعلى وأعلم .
***********************************
148-هل هذه الابيات من الشعر تجوز
(...السؤال...)
هل يجوز هذا الشعر ؟؟؟؟
ائتي لكم بابيات من الشعر هل هي تجوز ام لا ؟؟؟؟
ملاحظه : الكلمات التي اقصدها اللونها باللون الاحمر .
البيت الاول :
لاتلعن الفقر يالشاعر ولاتشره = رسول الامة فقير ومنهجه سامي
وبيت اخر من قصيده ثانيه :
والثنى والحمد للي كل مسلم يستجيره = واللي مافيه غيره في السماء والارض والي
وابيات من قصيده اخرى :
من يقنع القبار ما يحفر قبر = قلوبنا قبرك ياليت تشوفها
الارض لو تملك احاسيس ونظر = كان استحت ماتدفنك في جوفها
والشمس لو تكسف على موت البشر = في يوم موتك صار يوم كسوفها(2/57)
لكن نؤمن بالقضاء وبالقدر = وماجابت الدنيا لنا بصدوفها
(...الجواب...)
أما قول : (رسول الأمة فقير) ، فهذا وإن كان معناه صحيحا ، إلاّ أنه مُشعر بعدم التأدّب مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاّ إذا قيل على سبيل التسلية للفقير ، فيُقال له مثلا : رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كرامته على الله عزّ وَجَلّ عاش فقيرا ومات فقيرا ..
وأما قول : (واللي مافيه غيره في السماء والارض والي) فمعناه صحيح على الإجمال إذا قصد بذلك الولاية ، لقوله تعالى : (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) .
قال ابن كثير في تفسير الآية : والمعنى: لا أتَّخِذ وَلِيًّا إلاَّ الله وحده لا شريك له . اهـ .
ولقوله عزّ وَجَلّ : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)
قال ابن جرير في تفسير الآية : يَعْنِي تَعالى ذِكْرُه بقوله : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) نَصيرهم وظهيرهم ، يَتولاّهم بِعَونه وتَوفيقه . اهـ .
وقال البغوي : قوله تعالى : (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا) ناصِرهم ومُعينهم . وقيل : مُحِبّهم . وقيل : مُتَوَلّي أمورهم لا يَكِلُهم إلى غيره . وقال الحسن : ولي هِدايتهم . اهـ .
ونَقَل القرطبي عن الخطابي قوله : الولي الناصر يَنصُر عباده المؤمنين .
ولقوله تبارك وتعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ) .
ولِمَّا قال أبو سُفيان يوم أُحُد : إن لنا العُزّى ولا عُزّى لكم ! قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابه : ألا تجيبونه ؟ قالوا : يا رسول الله ما نقول ؟ قال : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم .
وأما قول الشاعر :
(الارض لو تملك احاسيس ونظر = كان استحت ماتدفنك في جوفها
والشمس لو تكسف على موت البشر = في يوم موتك صار يوم كسوفها )(2/58)
هذا غلو غير مرضيّ ، وما أكثر ما يقع الشعراء في غلو الممدوحِين !
وهل هذا الممدوح أفضل من رُسُل الله وأنبيائه ؟!
وأحسن الشاعر في صدر البيت الأخير ، وأساء في عَجْزه !
حيث قال :
(لكن نؤمن بالقضاء وبالقدر = وماجابت الدنيا لنا بصدوفها )
فأحسن إذ سلّم بالإيمان بالقضاء والقَدَر ، وأساء حينما نَسَب الحوادث والمصائب إلى الدنيا !
ولذلك النهي عن سب الدّهر لِمَا يتضمّن من محاذير .
قال ابن القيم رحمه الله : في هذا ثلاث مفاسد عظيمة :
إحداها : سَبّه مَن ليس بأهل أن يُسَبّ ، فإن الدهر خَلْق مُسَخّر مِن خَلْق الله ، مُنْقَاد لأمْرِه ، مُذَلّل لتسخيره ؛ فَسَابّه أولى بالذم والسب منه .
الثانية : أن سَبّه مُتَضَمّن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يَضُرّ وينفع ، وأنه مع ذلك ظالم قد ضَرّ مَن لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحَرَم مَن لا يستحق الحرمان ، وهو عند شاتميه مِن أظلم الظَّلَمة . وأشعار هؤلاء الظلمة الخونة في سَبّه كثيرة جدا ، وكثير مِن الْجُهّال يُصَرّح بِلَعْنِه وتَقْبِيحِه .
الثالثة : أن السبّ منهم إنما يَقَع على مَن فَعل هذه الأفعال التي لو أتبع الحق فيها أهواءهم لَفَسَدَتِ السماوات والأرض ، وفي حقيقة الأمر فَرَبّ الدهر تعالى هو المعطي المانع ، الخافض الرافع ، الْمُعِزّ الْمُذِلّ ، والدهر ليس له من الأمر شيء ؛ فَمَسَبّتهم للدهر مَسَبّة لله عز وجل . اهـ .
والله تعالى أعلم .
***********************************
149-اشتمال بعض الأعمال على الخير والشر
(...السؤال...)
اتمنى ان توضح هذه المسألة من واقعنا المعاصر ليسهل لنا توضيحها
وحتى لا يفهم ان ترك انكار المنكر أولى دائماُ
اقتباس
اشتمال بعض الأعمال على الخير والشر في آن واحد وفيه كلام غريب!
يقول الامام ابن تيميه :
(اعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضاً شر من بدعة وغيرها؛(2/59)
فيكون ذلك العمل خيراً بالنسبة إلى ما اشتمل عليه من أنواع المشروع وشراً بالنسبة إلى ما اشتمل عليه من الإعراض عن الدين بالكلية، كحال المنافقين والفاسقين، وهذا قد ابتلى به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة؛
فعليك هنا بأدبين:
أحدهما: أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً في خاصتك وخاصة من يطيعك، وأعرف المعروف وأنكر المنكر.
الثاني: أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى اشر منه؛ فلا تدعو إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه،
فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله r،
كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار أو نحو ذلك؛ فقال: دعهم؛ فهذا أفضل ما أنفقوا فيه الذهب. أو كما قال، مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة، وقد تأول بعض الأصحاب أنه أنفقها في تجويد الورق والخط، وليس مقصود أحمد هذا، إنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة وفيه أيضاً مفسدة كره لأجلها، فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا، وإلا؛ اعتاضوا بفساد لا صلاح فيه، مثل أن ينفقها في كتاب من كتب الفجور من كتب الأسمار أو الأشعار أو حكمة فارس والروم.
فتفطن لحقيقة الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية والمفاسد؛ بحيث تعرف ما مراتب المعروف ومراتب المنكر، حتى تقدم أهمها عند الازدحام، فإن هذا حقيقة العلم بما جاءت به الرسل، فإن التمييز بين جنس المعروف وجنس المنكر أو جنس الدليل وغير الدليل يتيسر كثيراً.
فأما مراتب المعروف والمنكر ومراتب الدليل؛ بحيث يقدم عند التزاحم أعرف المعروفين، وينكر أنكر المنكرين، ويرجح أقوى الدليلين؛ فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين.
فالمراتب ثلاث:
أحدها: العمل الصالح المشروع الذي لا كراهة فيه.(2/60)
والثاني: العمل الصالح من بعض وجوهه أو أكثرها: إما لحسن القصد، أو لاشتماله مع ذلك على أنواع من المشروع.
والثالث: ما ليس فيه صلاح أصلاً: إما لكونه تركاً للعمل الصالح مطلقاً، أو لكونه عملاً فاسداً محضاً)*.
(...الجواب...)
سبق تفصيل في ذلك حول هذا السؤال وجواب للشيخ اخي الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد والله شدني موقعكم الكريم إذ لا يستغني عنه طالب علم
و أما ما أحببت أن أستفسر عنه هو ما قرأته في بعض المنتديات عن موقف شيخ الإسلام من الاحتفال بيوم المولد النبوي ولقد وجدت الكاتب قد ذكر عنه ما استغربته مما أسمعه من شيوخنا مع أنني راجعت ما قاله الكاتب فوجته كما نقل ولذا أحببت أن أسألكم عن ذلك لعلي أجد جواباً يطمئن له قلبي والمقال هو :
موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من المولد النبوي
شيخ الإسلام ابن تيمية هو أحد الأعلام الذين جادت بهم هذه الأمة والذين نصروا الدين بكل ما رآه حقا فعلمه لا يقهر وفضله لا ينكر إلا أن بعض الناس يحاول التطاول على هذا الرجل ليس بسبه ولكن بسوء فهم لكلامه وتصويره للناس كشاب متطرف يضلل مخالفيه على كل صغيرة وكبيرة وهذا هو الباطل بعينه فإن الرجل عالم إذا تكلم حكيم إذا ناظر يحب نصرة المسلمين ووحدتهم ويعرف للخلاف حقه ويعطيه مداه ولا يزيد ولا يكبر الأمور فوق ما هي عليه ومن هذه الأمور التي لم يظهر فيها للناس رأي شيخ الإسلام على النحو الصحيح كلامه في المولد النبوي فإنه أعطى فيه للخلاف حقه ويمكن أن نلخص فيه رأيه في التالي :
1ـ يوم المولد حادثة عظيمة إلا أن عمل المولد فيها بدعة لكن من عملها قد يكون له أجر لما فيها من الخير .
2ـ من فعل المولد إما أن يكون مجتهدا متأولاً فله أجر اجتهاده أو مقلدا كان له أجر على حسن قصده وكان ما فيه من المبتدع مغفورا له إذا كان في اجتهاده أو تقليده من المعذورين . وحاصله أن من عمل المولد مأجور وخصوصاً في هذا العصر .(2/61)
3ـ أن المولد يجيء فيه ما سبق إذا كان يخلو من الرقص واختلاط الرجال بالنساء ونحوه مما يحصل في بعض البلدان ـ غير اليمن فإننا لا نرى ذلك في موالدها ـ.
وإليك من نصوصه ما يدلل على ما قلناه سابقاً :
قال رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص290 ( فإن قيل هذا يعارضه أن هذه المواسم مثلا فعلها قوم من أولي العلم والفضل الصديقين فمن دونهم وفيها فوائد يجدها المؤمن في قلبه وغير قلبه من طهارة قلبه ورقته وزوال آثار الذنوب عنه وإجابة دعائه ونحو ذلك مع ما ينضم إلى ذلك من العمومات الدالة على فضل الصلاة والصيام كقوله تعالى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى وقوله صلى الله عليه وسلم الصلاة نور وبرهان ونحو ذلك قلنا لا ريب أن من فعلها متأولا مجتهدا أو مقلدا كان له أجر على حسن قصده وعلى عمله من حيث ما فيه من المشروع وكان ما فيه من المبتدع مغفورا له إذا كان في اجتهاده أو تقليده من المعذورين وكذلك ما ذكر فيها من الفوائد كلها إنما حصلت لما اشتملت عليه من المشروع في جنسه كالصوم والذكر والقراءة والركوع والسجود وحسن القصد في عبادة الله وطاعته ودعائه وما اشتملت عليه من المكروه وانتفى موجبه بعفو الله لاجتهاد صاحبه أو تقليده وهذا المعنى ثابت في كل ما يذكر في بعض البدع المكروهة من الفائدة ............ وأقول إن إثمها قد يزول عن بعض الأشخاص لمعارض الاجتهاد أو غيره ))
قال أيضاً في نفس الكتاب ص294 : (( وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ))
وقال أيضاً في نفس الكتاب ص297 (( فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قدمته لك ))(2/62)
وقال في صفحة ص397 (( وعاما العبادات المبتدعة المنهي عنها قد يفعلها بعض الناس ويحصل له بها نوع من الفائدة وذلك لا يدل على أنها مشروعة بل لو لم تكن مفسدتها أغلب من مصلحتها لما نهى عنها ثم هذا الفاعل قد يكون متأولا أو مخطئا مجتهدا أو مقلدا فيغفر له خطؤه ويثاب على ما فعله من الخير المشروع المقرون بغير المشروع كالمجتهد المخطئ )) .
فحاصل ما تقدم أن من يفعل المولد مأجور لأعمال الخير التي فيه ومغفور له ما فيه من إثم والنتيجة أن وفاعل المولد مأجور والناس في الغالب اليوم لا يخلون من مقلدين أو مجتهدين إن وجدوا مأجورين .
فليس المولد النبوي كما يحاول البعض أن يصوره كأنه مشكلة المشاكل ومصيبة المصائب بل من يفعل المولد مأجور على لسان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ولعله ينسى أن شيخ الإسلام وحد المسلمين في حربهم على التتار صوفيهم وسلفيهم وغير ذلك ولم يشتغل بإنكار المولد بدلاً من ذلك كما يفعله بعض الجهلة اليوم والله أعلم
ينظر كتاب( اقتضاء الصراط المستقيم ) لشيخ الإسلام ابن تيمية \ طبعة مكتبة السنة المحمدية \الطبعة الثانية \لسنة 1369-1950م \تحقيق محمد حامد الفقي
جواب الشيخ عبد الرحمن / هذا الكلام اشتمل على حق وباطل ، كما اشتمل على بترٍ لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مما لبّس به على القارئ .وجعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في صف من يقول بالاحتفال بالمولد النبوي أو يؤيِّده .
وزاد الطين بِلّة أنْ فَهِمَ هو من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما فهمه من أن من احتفل بالمولد فإنه مأجور !
فإن الكاتب قال : ويمكن أن نلخص فيه رأيه في التالي :فكان مما ذَكَرَه الكاتب ( من فعل المولد إما أن يكون مجتهدا متأولاً فله أجر اجتهاده أو مقلدا كان له أجر على حسن قصده وكان ما فيه من المبتدع مغفورا له إذا كان في اجتهاده أو تقليده من المعذورين . وحاصله أن من عمل المولد مأجور )(2/63)
أقول : من رجع إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وَجَده خلاف هذا إذا وصل أوّله بآخره ، وحمل بعض كلامه على بعض ، فإن كلام العالِم يُحمل بعضه على بعض .
هذا أولاً :
وثانياً : أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله جاء في أوله ذمّ البِدع مما غضّ الكاتب الطرف عنه ، وسيأتي – إن شاء الله – .
وثالثاً : أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعضه خَرَج مخرج المقارنة ، وما كان في مجال المقارنة فلا يُمكن أن يُساوى بين شيئين في حال المقارنة .
وهذا معروف في لغة العرب، ففي الكتاب العزيز : ( أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ ) ؟ وفيه أيضا : ( أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
وفيه أيضا قوله تبارك وتعالى : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) وقال سبحانه وتعالى : ( آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ) ؟ فكل هذا في المقارنة ولا يُمكن أن يُساوى بين ما ذُكر في الآيات
ومثل هذا قول ابن عباس وقد سُئل عن الخضخضة ، فقال : نكاح الأمة خير منه ، وهو خير من الزنا . يعني بالخضخضة ( العادة السرية ) .فهو ليس من باب الإقرار لها ، ولا أنه يقول بجواز نكاح الأمة مطلقا ، ولا أن هناك مقارنة بينه وبين الزنا
كما أنه لا يُفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم : بينما كلب يطيف بركيّة كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنزعت موقها فسقته ، فغُفر لها به . رواه البخاري ومسلم .
لا يُفهم منه تهوين شأن الزنا .(2/64)
وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام : ما تقولون في الزنا ؟ قالوا : حرمه الله ورسوله ، فهو حرام إلى يوم القيامة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره . فقال : ما تقولون في السرقة ؟ قالوا : حرمها الله ورسوله ، فهي حرام . قال : لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره . رواه الإمام أحمد .
كل هذا لا يدلّ على تهوين شأن الزنا ولا السرقة .
فإذا قال مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المولد خير من كثير من البدع ، فلا يُفهم منه الموازنة أو المقارنة بينها ، ولا تخفيف شأن هذه البدعة ، بل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذمّ هذه البدعة في مواضع كثيرة من كُتُبه .
كما لا يُفهم منه تأييد هذه البدعة
ذلك أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان يمرّ على التتار وهم يشربون الخمر فينهى تلاميذه عن أن يُنكروا عليهم ! ويقول : دعوهم !
فهل يأتي من يفهم من هذا الكلام تهوين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من شأن الخمر ؟! أو يأتي من يقول : إنه لا يُنكر المنكر ؟!
لا يُفهم ذلك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أبداً، ذلك أنه ينظر إلى المصالح والمفاسد، فإن التتار إذا تركوا شرب الخمر ذبحوا المسلمين ، وهو أعظم من شرب الخمر ، وهذه نظرة فاحصة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ نظر إلى أثر المعصية ، فشرب الخمر – غالباً – أثره على شاربه ، وقتل النفوس أثره متعدٍّ ، وهو أعظم من شرب الخمر .(2/65)
ومما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المولد : فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده وتعيظمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد ، ولهذا قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء : إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك ، فقال : دعه ! فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب ، أو كما قال .
وقد ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المولد بل نصّ على أنه مشابهة للنصارى ، فقال رحمه الله : وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام ، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له ، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا
كما قال بعد ذلك : ( فحاصل ما تقدم أن من يفعل المولد مأجور لأعمال الخير التي فيه ومغفور له ما فيه من إثم والنتيجة أن وفاعل المولد مأجور والناس في الغالب اليوم لا يخلون من مقلدين أو مجتهدين إن وجدوا مأجورين )
هكذا جزم الكاتب في حين قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد .والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
***********************************
150-رد شبهة: أحمق يطعن في صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) بأثر يزعم صحته !
(...السؤال...)
هناك -شيخنا- من يطعن على صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذه الواقعة التي يزعم أن إسنادها صحيح وأن ابن جعدبة راويها هو أنس بن عياض الثقة وأن صالح بن كيسان قد سمع من ابن عمر وابن الزبير ورآهما وهما قد شهدا هذه الواقعة فرتب على ذلك صحة الإسناد ثم وجد بها تربةً خصبة ليطعن منها بعرضهم !(2/66)
والحق أني لست هنا لأسأل عن عدالة الصحابة فالنصوص من القرآن والسنة بذلك طافحة وإنما الذي يعنيني كطالب علم الحديث هو مناقشة دعواه الآنفة بصحة الإسناد ... وهذا ما أعياني بحثه ..
ونص الرواية:
قال البلاذري في "أشراف الأنساب" (1/336):
أمر الحكمين وما كان منهما
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن وهب، عن ابن جعدبة، عن صالح بن كيسان قال:
" لما تقاضوا وانصرفوا إلى بلادهم مكثوا بقية السنة التي اقتتلوا فيها بصفين؛ حتى إذا كان شهر رمضان من سنة ست - أو سبع - وثلاثين، خرج عبد الله بن عباس وعمرو بن العاص ومعهما من جندهما من أحبا، وكان ابن عباس قاضي علي - أو قال: خليفة علي - حتى نزلا بتدمر شهراً يتراجعان ويكتبان إلى صاحبيهما، ويكتب صاحباهما إليهما حتى دخلا في السنة المقبلة، ثم تحولا من تدمر إلى دومة الجندل فأقاموا بها شهراً، ثم تحولا من دومة الجندل إلى أذرح؛ وكتبا إلى صاحبيهما ومن أرادا من الناس، وأنفذا إلى علي كتاباً مع معن بن يزيد بن الأخنس السلمي، وجاء معاوية للميعاد؛ في رجال أهل الشام فيهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وحبيب بن مسلمة.
وكتبوا إلى ناس من أهل المدينة منهم: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فأبى أن يخرج إليهم، فكتبوا إلى سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الأرقم الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. ويقال إن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أتاهم من غير أن يكتب إليه.
وأتاهم أبو جهم بن حذيفة وهم بأذرح، ورجع الرسول الموجه إلى علي ولم يقدم علي معه. وقال سعد بن أبي وقاص: أنا أحق الناس بهذا الأمر لم أشرك في دم عثمان، ولم أحضر شيئاً ما من هذه الأمور الفتنة.
وقال ابن الزبير لابن عمر: اشدد لي ضبعك فإن الناس لم يختلفوا فيك. ولم يشك الناس في ابن عمر، وكان أبو موسى الأشعري مع ابن عباس.(2/67)
فتحاور الحكمان في أمرهما فدعا أبو موسى إلى عبد الرحمن بن الأسود ابن عبد يغوث الزهري فاختلفا، فقال عمرو: هل لك في أمر لا نختلف معه ؟ قال: وما هو ؟ قال: يجعل أينا ولاه صاحبه الأمر إلى من رأى، وعليه عهد الله وميثاقه ليجهدن للمسلمين. قال أبو موسى: نعم. قال عمرو: ذاك إليك بعهد الله وميثاقه ؟ قال أبو موسى: لا. قال عمرو: فهو إلي بذلك. قال أبو موسى: قد أعطيتك إياه، قال عمرو: نعم قد قبلت. ثم ندم أبو موسى فقال: ألا تدري ما مثلك يا عمرو ؟ مثلك مثل الحمار يحمل أسفاراً. يقول: إنك لا تنظر لدين ولا ترعى الذي حملت من الأمانة والعهد. فقال عمرو: مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، إن جعلت الأمر إلي أبيت، وإن جعلته إليك أبيت.
ثم خلا عمرو بعبد الله بن عمر فقال له: اجتمع أمر الناس عليك وأنت أحقهم بهذا الأمر، فإن علياً قد تخلف عنا، وترك ما افترقنا عليه، ولا بد للناس من إمام يلي أمورهم ويحوطهم ويقاتل من ورائهم.
فقال ابن عمر: ما أنا بالذي أقاتل الناس فتؤمروني عليهم، ولا حاجة لي في الإمرة، فزعموا أن عمراً قال له: أتجعلني على مصر ؟ فقال: والله لو وليت من الأمر شيئاً ما استعملتك على شيء.
قال: وأقبل معاوية حين خلا عمرو بابن عمر ليبايعه فقال له رجل بالباب: لا تعجل فإنهما قد اختلفا؛ وابن عمر يأباها. فرجع معاوية فلما أبى ابن عمر أن يقبلها تفرق الناس ورجعوا إلى أرضيهم ورجع أبو موسى إلى مكة ولم يلحق بعلي، وانصرف معاوية ولم يبايع له، وكان تفرق الناس والحكمين عن أذرح في شعبان، فقال كعب بن جعيل التغلبي:
كأنّ أبا موسى عشية أذرح ... يطيف بلقمان الحكيم يواربه
ولما التقينا في تراث محمد ... علت بابن هند في قريش مضاربه " اهـ
(...الجواب...)
أولاً : قصة التحكيم مشهورة .. إلا أنه أدخِل فيها ما ليس منها ، بل بعض ما يُقال فيها كذب وباطل ، وسبق بسط القول فيها هنا :
هل قصة التحكيم صحيحة ؟(2/68)
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=701
ثانيا : هذه الرواية لا تصح بل تُشبه أن تكون موضوعة .وهي مع ذلك مُنقطِعة . فإن صالح بن كيسان إنما طلب العلم على كِبَر ، وهو إنما وُلِد بعد الخمسين ، كما قرره الإمام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " . فإنه نقل أن صالح بن كيسان مات بعد الأربعين ومائة ، وأنه عاش نيفا وثمانين سنة .
فعلى هذا يكون عمره أقل من السِّتِّين . ويكون مولده بعد عام خمسين من الهجرة . وأمر صِفِّين إنما كان قبل الأربعين من الهجرة ، فإن ابتداء أمر صِفّين كان في سنة 36 هـ .فعلى هذا تكون كل هذه الأحداث قبل مولد صالح بن كيسان .
قال الإمام الذهبي : صالح بن كيسان ، الحافظ ، أحد علماء المدينة ، وكان مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز . رأى عبد الله بن عمر ولم يسمع منه ، وحدّث عن عروة بن الزبير ونافع وسالم ونافع مولى أبي قتادة وعبيد الله بن عبد الله والزهري وجماعة ، وكان رفيق الزهري في طلب العلم ، وإنما طلب في الكهولة ، حَدّث عنه ابن جريج ومالك وسليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد فأكثر ، وسفيان بن عيينة . اهـ .
ثم إنه في هذه الرواية يروي القصة وكأنه شَهِدها ، فإنه (قال : لما تقاضوا وانصرفوا إلى بلادهم ... ) .
وهو لم يَروِ أحداث القصة عن شيوخه ، وإنما يروي القصة وأحداثها وكأنها شَهِدها ، وقد علمت أن القصة وقعت قبل ولادته !
وقد فرّق العلماء بين الرواية الْمُعَنْعَنَة والرواية الْمُأنَّنَة !فَرْق بَيْن أن يقول الراوي عن فلان أنه قال ، وبَيْن أن يقول : أن فلانا فعل كذا وكذا . فالأول يُحكم له بالاتصال إذا لم يكن الراوي مُدلِّسًا ، وكان يروي عن شيوخه ، والثاني يُحكم له بالانقطاع .
ومثّلوا للإسناد الْمُعنن بـ :قول محمد بن الحنفيه عن عمار قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُصلي فَسَلَّمْتُ عليه فَرَدّ عليّ السلام .(2/69)
وللإسناد الْمُؤنن بـ : قول محمد بن الحنفيه أن عمارًا مَرّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي . فالأول حكموا له بالاتصال ؛ لأنه يروي عن عماّر رضي الله عنه ، والثاني حكموا عليه بالإرسال ؛ لأنه يحكي قصة حصلت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو لم يشهدها . والْمُرْسَل من قسم الحديث الضعيف .
فرواية صالح بن كيسان من قَبِيل النوع الثاني ، فإنه قال : (: لما تقاضوا وانصرفوا إلى بلادهم) فهو يُخبر عن أمر لم يشهده ، ولم يروه عمّن شَهِده ، فهو في حُكم الْمُنْقَطِع .
فالقول بأن القصة صحيحة الإسناد تلبيس على الناس ! لأن من شرط صِحّة الإسناد أن يكون مُتَّصِلا ، وهذا إسناد مُنقَطِع .
ثالثا : مما يدلّ على بُطلان القصة ما جاء فيها مما رُوي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (فكتبوا إلى سعد بن أبي وقاص ... وقال سعد بن أبي وقاص: أنا أحق الناس بهذا الأمر) ومعلوم أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة .
فقد روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال : قيل لسعد بن أبي وقاص : ألا تقاتل ؟ فإنك من أهل الشورى ، وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك ، قال : لا أقاتل حتى تأتوني بِسَيْفٍ له عينان ، ولسان وشفتان ، يعرف الكافر من المؤمن ، قد جاهدت وأنا أعرف الجهاد ، ولا أبخع بنفسي إن كان رجل خيرًا مِنِّي . رمن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في الكبير ، ومن طريق الطبراني رواه أبو نُعيم في " معرفة الصحابة " وفي " حلية الأولياء " ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح .
ورواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " من طريق أيوب عن محمد قال: نُبئت أن سعدا كان يقول : ما أزعم أني بقميصي هذا أحق مني بالخلافة ! قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد ولا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا مني ، لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان ، فيقول هذا مؤمن وهذا كافر .(2/70)
وقال عليّ رضي الله عنه على منبر الكوفة : لِلَّهِ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ سَعْدُ بن مَالِكٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن عُمَرَ ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ذَنْبًا إِنَّهُ لَصَغِيرٌ مَغْفُورٌ ، وَلَئِنِ كَانَ حَسَنًا إِنَّهُ لَعَظِيمٌ مَشْكُور . رواه الطبراني في الكبير . وسعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، وهذا دليل على أنه كان ممن اعتزل الفتنة ، وكذلك ما كان من ابن عمر رضي الله عنهما .
روى الإمام مسلم من طريق عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ قَال :كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي إِبِلِهِ ، فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ . فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ : أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ ؟ فَضَرَبَ سَعْدٌ فِي صَدْرِهِ ، فَقَالَ : اسْكُتْ ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ .
ورواه أبو يَعْلَى مُطوّلاً من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص ، أن أباه حين رأى اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرّقهم اشترى له ماشية ، ثم خرج فاعتزل فيها بأهله على ماء يقال له : قلهي ، قال : وكان سعد من أحد الناس بَصرًا ، فرأى ذات يوم شيئا يَزُول ، فقال لمن تَبعه : تَرون شيئا ؟ قالوا : نرى شيئا كالطير ، قال : أرى راكبا على بعير ، ثم جاء بعد قليل عمر بن سعد على بُخْتِيّ - أو بُخْتِيَّة - ثم قال : اللهم إنا نعوذ بك من شر ما جاء به ، فسَلَّم عُمر ، ثم قال لأبيه : أرضيت أن تتبع أذناب هذه الماشية بين هذه الجبال ، وأصحابك يتنازعون في أمر الأمة ؟(2/71)
فقال سعد بن أبي وقاص : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنها ستكون بعدي فتن - أو قال : أمور - خير الناس فيها الغني الخفي التقي ، فإن استطعت يا بني أن تكون كذلك فكن . فقال له عمر : أما عندك غير هذا ؟ فقال له سعد : لا يا بني ، فوثب عمر ليركب ، ولم يكن حط عن بعيره ، فقال له سعد : أمهل حتى نُغَدّيك ، قال : لا حاجة لي بغدائكم ، قال سعد : فنحلب لك فنسقيك ، قال : لا حاجة لي بشرابكم ، ثم ركب فانصرف مكانه .
واعتزال الفتنة أمر مشهور عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه . قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان " : " قلهي " بفتح أوله وثانيه وتشديد الهاء وكسرها ، حفيرة لسعد بن أبي وقاص ، بها اعتزل سعد بن أبي وقاص الناس لَمَّا قُتِل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأمَر أن لا يُحَدَّث بشيء من أخبار الناس حتى يَصطلحوا .
قال ابن حجر في ترجمة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ولَمَّا قُتِل عثمان اعتزل الفتنة . اهـ . وكذلك ابن عمر رضي الله عنهما ، اشتهر عنه اعتزال الفتِن .
وكنت كتبت في سيرة الإمام الزاهد مُعتزل الفتن ، وذلك هنا
رابعا : قائل ذلك القول خالف أمْر نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، وأساء الأدب مع الصحابة رضي الله عنهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : : لا تَسُبّوا أصحابي . لا تَسُبّوا أصحابي ، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نَصِيفه . رواه البخاري ومسلم .
ويجب الكفّ عما كان بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا ذكر أصحابي فأمْسِكُوا . رواه الطبراني في الكبير واللالكائي في الاعتقاد . وصححه الألباني .
وسبيل أهل العلم الكفّ عما شَجَر بين الصحابة .
قيل لعمرين بن عبد العزيز : ما تقول في أهل صِفِّين ؟ قال : تلك دماء طَهّر الله منها يدي ، فلا أُحِبّ أن أَخْضِب بها لساني .وبهذا القول قال الإمام الشافعي .(2/72)
وقال : سُئل أبو حنيفة عن عليّ رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وقَتْلَى صِفِّين ، فقال : إذا قَدِمْتُ على الله يسألني عما كَلَّفَنِي ولا يسألني عن أمورهم .وروى أنه حين سَئل عنه قال : تلك الدماء طَهّر الله منها شأننا ، أفلا نُطَهِّر منها لساننا ؟!
وقال ابن المبارك : السيف الذي وقع بين الصحابة فتنة ، ولا أقول لأحد منهم هو مفتون .وقال يعقوب بن شيبة : سمعت أحمد بن حنبل سُئل عن هذا ، فقال : فيه غير حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وَكَرِه أن يتكلّم في هذا بأكثر من هذا . يعني حينما سُئل عن حديث : " وَيحَ عَمّار تقتله الفئة الباغية " .
قال القرطبي : وقد سُئلَ بعضهم عن الدماء التي أُرِيقَتْ فيما بينهم ، فقال : (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
وسُئل بعضهم عنها أيضا ، فقال : تلك دماء قد طَهّر الله منها يَدِي فلا أخْضِبُ بها لساني . يعني التحرّز من الوقوع في خطأ ، والْحُكُم على بعضهم بما لا يكون مُصيباً فيه .
قال بن فورك : ومن أصحابنا من قال : إن سبيل ما جَرَتْ بين الصحابة من المنازعات كَسَبِيل ما جرى بين إخوة يوسف مع يوسف ، ثم إنهم لم يَخْرُجُوا بذلك عن حَدّ الولاية والنبوة ، فكذلك الأمر فيما جرى بين الصحابة .(2/73)
وقال المحاسبي : فأما الدماء فقد أشكل علينا القول فيها باختلافهم ، وقد سُئل الحسن البصري عن قتالهم ، فقال : شَهِدَه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغِبْنَا ، وعَلِمُوا وجَهِلْنَا ، واجتمعوا فاتَّبَعْنَا ، واخْتَلَفُوا فَوَقَفْنَا . قال المحاسبي : فنحن نقول كما قال الحسَنُ ، ونعلم أن القوم كانوا أعلم بما دَخَلُوا فيه مِنّا ، ونَتَّبِع ما اجتمعوا عليه ، ونقف عندما اختلفوا فيه ، ولا نَبْتَدِع رأياً مِنّا ، ونعلم أنهم اجتهدوا وأرادوا الله عز وجل ، إذ كانوا غير مُتَّهَمِين في الدِّين ، ونسأل الله التوفيق . اهـ .
فهذا هو سبيل أهل العلم .. الكفّ عما شَجَر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .. وعدم الخوض فيه .
ثم إن هذا الخائض فيما جرى بين الصحابة قد وقع في أناس من خيار الصحابة ، بل فيهم من هو من أهل بدر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة . رواه البخاري ومسلم .
وعند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعاً : إن الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غَفَرتُ لكم . و لما جاء عبدٌ لِحَاطِب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو حاطبا فقال : يا رسول الله ليدخلن حاطب النار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت ! لا يدخلها ، فإنه شَهِد بَدرًا والحديبية . رواه مسلم .
وجاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين - أو كلمة نحوها - قال : وكذلك من شهد بدرا من الملائكة . رواه البخاري .(2/74)
ورحِم الله عمر بن عبد العزيز فقد كان يَخْتَلِف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه العِلم ، فبلغ عبيد الله أن عُمر ينتقص عَليًّا ، فأقبل عليه فقال : متى بلغك أن الله تعالى سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟ فَعَرَف ما أراد ، فقال : معذرة إلى الله وإليك ، لا أعود . فما سُمِع عمر بعدها ذاكراً عليًّا رضي الله عنه إلاَّ بخير .
فإلى من يقع في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو يتنقّص أحدا منهم : متى بلغك أن الله تعالى سخِط على أصحاب نبيِّه صلى الله عليه وسلم بعد أن رضي عنهم ؟ والله تعالى أعلم .
***********************************
151-السؤال عن معنى ( جاريتين ) التي كانت تغنيان عند عائشة - رضي الله عنها –
(...السؤال...)
السؤال / عن إنشاد المرأة البالغة فقد جاء السؤال التالي:
رقم الفتوى : 101924
عنوان الفتوى : حكم استماع الرجال لصوت المنشدة البالغة
تاريخ الفتوى : 17 ذو القعدة 1428 / 27-11-2007
السؤال
سؤال / هل صوت المرأة في الأناشيد الأسلامية جائز ؟
لأنه جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة فوجد عندها جاريتين تغنيان بغناء بعاث ... إلى آخر الرواية
وهل يجوز أن يستمع الرجال لها إن كان ذلك في يوم عيد؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صوت المنشدة البالغة لا يجوز للرجال سماعه لما يخاف به من حصول الفتنة
ويشتد التحريم إذا كان معه آلة موسيقية.
وأما الجاريتان المذكورتان في حديث البخاري فكانتا غير بالغتين كما ذكره ابن القيم
فهما ليستا ممن تخشى بهما الفتنة لصغرهما
والله أعلم.
...............
تعجبت من أمرٍ ما في هذه الفتوى
لم أتعجب من الحكم ، فالحكم لا مجال للنقاش فيه ، لكن تعجبت من تفسيره لكلمة "جارية"،
حيث قال كانتا صغيرتين ،، يبدوا أن اللغة العربية باتت بعيدة عن اهتمام الجميع(2/75)
سؤالي/ هل هناك ما يثبت بأنهن جاريتين "أي لسن حرائر" ؟
فالعرب تقول جارية للفتاة أي أنها فتاة صغيرة ولم تبلغ الحلم وليست فتاة مملوكة و بقوله صغيرتين أي أنهن مملوكتين لكن لم يبلغن الحلم وهذا يترتب عليه أحكام خاصة بالأمة وأحكام خاصة بالحرة !
لذلك من البلاغة أنه ورد في القرآن الكريم "وما ملكت أيمانكم"، كي يكون الخطاب واضح و لا لبس فيه. لا أذكر أن كلمة جارية أو جواري وردت في القرآن ، هل من أحد ليفيدني في ذلك .
(...الجواب...)
أولاً : في الفتوى نُسب القول بأن الجاريتين " غير بالغتين " إلى ابن القيم .وهذا لم ينفرد به ابن القيم رحمه الله ، فقد قال القرطبي في " المفهِم " : قول عائشة رضي الله عنها : " وعندي جاريتان من جواري الأنصار " : الجارية في النساء كالغلام في الرجال ، وهما يُقالان على من دون البلوغ منهما . اهـ .
وجاء في حديث الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ رضي الله عنها قالت : جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ حِينَ بُنِيَ عَلَيَّ ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي ، فَجَعَلَتْ جُوَيْرِيَاتٌ لَنَا يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ . رواه البخاري ومسلم .
ثانيا : " الجارية " جاء في الأحاديث ويُراد به أحد معنيين :المعنى الأول : يُراد به البنت الصغيرة ، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في العقيقة : عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة .
وكما في قول عائشة رضي الله عنها عن نفسها : فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن . رواه البخاري ومسلم . وكما في قولها في خبر حجّتها وعمرتها : فَإِنِّي لأَذْكُرُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ أَنْعَسُ فَيُصِيبُ وَجْهِي مُؤْخِرَةَ الرَّحْلِ ! رواه مسلم .(2/76)
وكما في قوله عليه الصلاة والسلام : يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلامِ . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .قال الإمام البخاري : بَاب إِذَا حَمَلَ جَارِيَةً صَغِيرَةً عَلَى عُنُقِهِ فِي الصَّلاةِ .
وقد يُطلق على الفتاة البالغة التي لم تتزوّج ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم لجابر رضي الله عنه : فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ ، أَوْ قَالَ تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ ؟ رواه البخاري ومسلم .
ومنه قول عثمان رضي الله عنه لابن مسعود رضي الله عنه : أَلا نُزَوِّجُكَ جَارِيَةً شَابَّةً لَعَلَّهَا تُذَكِّرُكَ بَعْضَ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِكَ ؟ رواه مسلم .
والمعنى الثاني : يُراد به الأمَة ، وهي مُلْك اليمين . ومنه ما جاء في خبر يوم خيبر ، وفيه : فَجَاءَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ . قَالَ : اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً ، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! أَعْطَيْتَ دِحْيَةَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ سَيِّدَةَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ ، لا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ . قَالَ : ادْعُوهُ بِهَا ، فَجَاءَ بِهَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خُذْ جَارِيَةً مِنْ السَّبْيِ غَيْرَهَا . رواه البخاري ومسلم .(2/77)
ومنه قول عليّ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم : وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ . فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَالَ : أَيْ بَرِيرَةُ ، هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ ؟ قَالَتْ بَرِيرَةُ : لا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا ، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ . رواه البخاري ومسلم .
ففي هذا الحديث جرى ذِكْر الجارية مرّتين ؛ الأولى يُقصد بها الأمَة ، والثاني يُقصد بها الفتاة الصغيرة السن . فقولي عليّ رضي الله عنه : " وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ " يُقصد به بربرة ، وكانت أمَة لِعائشة رضي الله عنها ، ففي رواية لمسلم : وَلَقَدْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي فَسَأَلَ جَارِيَتِي .
وقول بريرة : " جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ " تعني بها عائشة رضي الله عنها . وعلى كُل فقد فُسِّر قول عائشة رضي الله عنها : " وعندي جاريتان " على المعنيين ، وليس فيه ما يُفهم منه أنههما كانتا حُرّتين بالغتين . والله تعالى أعلم .
***********************************
152-مذهب آل البيت بين السنة والرافضة، وهل يأخذ أهل السنة بمذهب آل البيت ؟
(...السؤال...)
طُلب منا كأهل سنه الاجابه على هذا الموضوع اتمنى ان اجد الرد القاطع على ذلك. سؤال مهم اوجهه لأهل السنة : لماذا لم تأخذوا بمذهب أهل البيت(2/78)
لماذا نأخذ عن أبي حنيفة ونأخذ عن أحمد بن حنبل ونأخذ عن عشرات الفقهاء ولا نأخذ عن الإمام علي ولا عن الحسنين ولا عن الإمام الباقر ولا عن جعفر الصادقعليهم السلام ؟ هؤلاء الأئمة الاثني عشر الذين ذكرهم الإمام البخاري كما في حديث جابر بن سمرة الوارد في مسلم وفي البخاري؟ ولماذا أهل السنة أخذوا بجميع المذاهب الأربعة ومذهب الأوزاعي ومذهب الطبري مذاهب كثيرة من المذاهب الباقية ومن المذاهب المنقرضة ولكن لم يأخذوا بمذهب أهل البيت؟ أليست آيات الكتاب وأحاديث كثيرة دلتنا على أن نأخذ بالثقل الثاني؟ ما الذي جعلهم يتركون مذهب قرناء القرآن؟!
ومن ذا الذي يرضى لنفسه من حيث يشعر أو لا يشعر بأن يأخذ عن كل فقيه كما صرح الإمام ابن تيمية إلا عن الذين هم عدل القرآن والسنة وهم الثقل الثاني؟ طرق كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً تحثّنا هذه الروايات على أهل البيت فلماذا إذن تقدِّمون كل الفقهاء ولا تأخذ عن أهل البيت؟ لماذا .. لماذا؟ وماذا سنجيب الله سبحانه وتعالى ؟ ماذا سنجيب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة يوم يسألنا ماذا صنعتم (بحديث الثقلين) >إني أوشك أن أدعى ـ سوف أغادر الحياة عما قريب ـ واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي<؟ كان الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ يعلم إنه سوف يأتي رجل يتبجّح ويقول لن نأخذ عن أهل البيت! ويعلم النبي أنه لا يتجرأ أحد أن يقول لن أأخذ بالقرآن أو يقول لن أأخذ بالسنة, ولكن سيأتي رجل ويتبجح ويتجرأ ويقول لن نأخذ من أهل البيت!!
وكيف يتسنّى لنا إقناع الله سبحانه وتعالى إذا قلنا يوم القيامة؟ في يوم مشهود أمام من يطّلع على السر وأخفى: أخذنا بجميع الفقهاء إلا الذين قرنتهم بكتابك فلم نأخذ عنهم؟ هل هذه الإجابة تقنع؟!(2/79)
لماذا ترددون في كتبكم (حديث الثقلين)؟ لماذا تقولون: كتاب الله وأهل بيتي ثم تصرحون بملء أفواهكم بأنكم لم تأخذوا عن الثقل الثاني؟ وإذا جاز أن تكون جميع المذاهب يؤخذ منها إلا مذهب أهل البيت لماذا أجزتم أن تكون المذاهب أربعة؟ ولماذا لا تقبلون أن تدخلوا مذهب أهل البيت كخامس؟ اجعلوه الخامس لا نريد أن يكون الأول كما أراد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ؟ اجعلوه خامس المذاهب آخر المذاهب. اذكروه فقط في الأخير في قاع الهرم لا نريد أن يكون أهل البيت فوق الهرم لم نعد نطالب بذلك بل نطالب فقط مجرد العدالة اعدلوا بين أهل البيت المطهرين وبين الشافعي! اعدلوا بين أهل البيت وبين الإمام مالك! اعدلوا بين أهل البيت وبين بقية الناس ..
أطالبكم فقط أن يكون الخامس هو مذهب أهل البيت. كيف يصح للمسلم أن يقول: لم نأخذ عن المذهب الذي قال النبي فيه: >تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وأهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض<؟ لا نريد منكم أن تفضِّلوا مذهب أهل البيت على المذاهب الأربعة، لكن نقول لكم: اعدلوا بين أئمة أهل البيت الاثني عشر وبين أئمة المذاهب الأربعة! والله لو زاد مذهب أهل البيت مع هذه المذاهب الأربعة لن يضركم مذهب أهل البيت. لماذا قدّمنا غير أهل البيت على أهل البيت؟ وهل هذا العمل يعتبر مخالفة صريحة لحديث الثقلين؟ وإذا لا تكن هذه مخالفة فما هي المخالفة؟
أنا أريد فقط أن تجيبوا عن هذه الأسئلة ، لماذا تركتم قرناء القرآن؟ أنتقل مئات السنة إلى الاثني عشرية وقال العالم ربيع السعودي يبين ذلك الانتقال في كتابه >حكم الإسلام في الاثني عشرية<: >سافرت إلى مصر فوجدت كثيراً من أبنائنا وكثيراً من إخواننا قد انتقلوا إلى مذهب الاثني عشرية الذي يزعم إنه مذهب أهل البيت<.(2/80)
يا إخواني لماذا المستبصرون رجحوا هذا المذهب على غيره؟ اسألوا أنفسكم يا إخواني؟ لماذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية لم يأخذ أهل السنة عن أهل البيت؟ تفكروا، تعقلوا كلام الإمام زين العابدين وهو الإمام الرابع من الأئمة الاثني عشر الذين تركتموهم واتبعتم غيرهم كما جاء عنه في روايات كثيرة والإمام زين العابدين يقول كما ذكر إمام أهل السنة ابن حجر الهيتمي في >الصواعق المحرقة< عند تفسير الآية الخامسة (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا), وهي من الآيات التي أوردها في الباب الحادي عشر إخواني أرجوكم أن تتأملوا في كلام علي بن الحسين زين العابدين وإن كنتم لا تتأملوا بكلامه لأنه من أهل البيت فتخيلوا إنه أحمد بن حنبل، تخيلوا فقط إنه الإمام أحمد بن حنبل أو شيخ الإسلام ابن تيمية لعل الإمام زين العابدين يفهم شيئاً في هذا الدين,
قال: ـ رضوان الله عليه وسلام الله عليه ـ : «وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر فينا ـ يعني: مثل حديث الثقلين, إلى أن يقول روحي فداه الإمام الرابع من الأئمة الاثني عشر هؤلاء الذين لم يأخذ عنهم أهل السنة ـ فإلى من يفزع خلف هذه الأمة؟ وقد درست أعلام هذه الملّة ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف يكفِّر بعضها بعضاً والله تعالى يقول: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات), فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكم؟ عدل الكتاب وأبناء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، الذين احتجّ الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة. هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة؟<.(2/81)
تأملوا في كلام زين العابدين ـ رضوان الله عليه ـ إخواني أرجوكم أن تتأملوا في كلام علي بن الحسين! احسبوه إنه من أئمة أهل السنة الذين أخذتم منهم ولم تتركوهم ثم انظروا في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال: >تركنا أهل البيت<!! وهناك كلمات كثيرة متواترة عن الأئمة الاثني عشر ارجعوا إليها قبل أن يأتي يوم لا مفر منه! راجعوا كلمات أهل البيت، أنتم كذَّبتم كل ما جاء عن أهل البيت من خطب ورسائل ومن فقه ومن علم وقلتم: كلها كذب!! اتقوا الله يا إخوان راجعوا كلمات أهل البيت ولا تقولوا: كل ما ورد عنهم كذب!! كذب عليهم الرافضة! لا والله إن هنالك أشياء كذبت عليهم ونسبت إليهم وهنالك أشياء متواترة عنهم لا تكذّبون كل شيء! وكل كلامهم عن مقامهم في الإسلام يعتبر شرحاً وتوضيحاً لـ (حديث الثقلين) الوارد في صحيح مسلم حيث يصرح النبي في بعض كتب الحديث إنّ الأئمة الاثني عشرهم الثقل الثاني وبأن اتباعهم واجب لأن النبي قرنهم بالقرآن والسنة فهل عملتم بما اوصاكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ام ستقولون كما قال عمر حسبنا كتاب الله ؟؟؟؟!!!!!!
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(2/82)
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ # وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ # وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ # يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ # وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ # تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ صدق الله العلي العظيم
والحمد لله رب العالمين
وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
(...الجواب...)
أولاً : أشكر لك هذا السؤال الذي أوقفني على كثير من دُرر ونفائس آل البيت في كُتُب أهل السنة ، وإن كنت لم أقصد الاستقصاء والتتبع ..
وأما هذه فهي شُبهات واهية ، قائمة على تلبيس وزَعْم كاذب .
والجواب عنها من وجوه :
الوجه الأول :(2/83)
الزعم بأن أهل السنة لا يأخذون بمذهب أهل البيت .
وهذه شَكاة ظاهِر عَنَّا عَارها !
وسيأتي بالأمثلة والأرقام أن أخذ أهل السنة -قديما وحديثا – عن أهل البيت كثير ، بل وكثير جدا ، وعلى رأس أولئك الأخيار من آل البيت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وابن عمه ابن عباس رضي الله عنهما .
وسيتبيَّن أيضا أن الرافضة لا يُجِلُّون أئمة آل البيت على الحقيقة ، وإن زعموا ذلك !
ولا أدّعي ذلك مُجرّد دعوى ، بل سآتي بالحقائق مِن كُتُب الرافضة قبل كُتُب أهل السنة !
وسأبيِّن أيضا أن أهل السنة هُم الذين يُجِلُّون أئمة آل البيت من غير تحديد بِعدد مُعيَّن ، ولا حَصْرٍ في ذرية إمام ، أو في واحد من أبنائه دون غيره ، هكذا من غير دليل على هذا التَّحكُّم !
الوجه الثاني :
الزعم بأن الأئمة الاثنا عشر هُم مَن حَدَّدتهم الرافضة بالأئمة الاثنا عشر !
وهذا باطل مِن وُجوه :
الأول : أن الرافضة أنفسهم قد اختلفوا في عدّ هؤلاء الأئمة !
فالرافضة الاثنا عشرية ( الجعفرية ) قد اختلفوا أصلا هل وُلِد الإمام الثاني عشر أوْ لا ؟
وطائفة منهم تُثبت أن الإمام العسكري لم يُولَد له أصلا ، بدليل أن ميراثه قد قُسِم بعد وفاته .
والرافضة تقصد معرفة الأئمة الاثنا عشر ، وتعني بهم :
علي بن أبي طالب
والحسن بن علي
والحسين بن علي
وزين العابدين علي بن الحسين
والباقر
والصادق
والكاظم
وعلي بن موسى الرضا
محمد بن علي بن موسى الرضا
والهادي
والعسكري
وابنه : محمد بن الحسن [ الذي تزعم الرافضة أنه غاب في سرداب سامرا سنة 329 هـ ]
وهو الذي تُسمه الرافضة ( المهدي ) و ( القائم ) .
قال الإمام الذهبي رحمه الله :(2/84)
ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة ، وأنه صاحب الزمان ، وأنه صاحب السرداب بسامراء ، وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، فوددنا ذلك والله وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ! ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل ؟! والإنصاف عزيز ، فنعوذ بالله من الجهل والهوى .
ثم قال :
فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، ولا نَدَّعِي عِصَمْته ولا عِصْمَة أبي بكر الصديق .
وابْنَاه الحسن والحسين فَسِبْطَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسيدا شباب أهل الجنة ، لو استخلفا لكانا أهلاً لذلك .
وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة .
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور
وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون ، وله نظراء في الشرف والفضل .
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووَقْع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين .
وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه .
وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل .
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى . انتهى كلامه رحمه الله .
الثاني : أن فِرق الرافضة قد اختلفوا حول تحديد الأئمة الاثنا عشر قبل غيرهم !
فبعد وفاة الإمام جعفر الصادق رحمه الله انقسمت الرافضة إلى : جعفرية وإسماعيلية !
والإسماعيلية جعلوا الإمامة في إسماعيل بن جعفر ، وإليه ينتسبون !
والرافضة جعلوا الإمامة في أخيه : موسى الرضا .
والزيدية جعلوا الإمام في زيد بن علي بن الحسين .(2/85)
وزيد بن عليّ بن الحسين رضي الله عنهم هو الذي رفضته الرافضة لَمَّا ترحّم على أبي بكر وعمر !
فأنت ترى أن فِرق الشيعة والرافضة قبل غيرهم لم يتّفقوا على إمامة اثنا عشر إماما !
الثالث : أن الرافضة تَحَكّموا في ذلك ، فجعلوا الإمامة في أبناء حسين بن علي رضي الله عنهما ولم يجعلوها في بقية أبناء علي ، كما لم يجعلوها في أبناء الحسن بن علي رضي الله عنهما ، مع أنه من أبناء عليّ ، وأمه فاطمة رضي الله عنها .
وذلك لأن الرافضة تُسمِّي الحسن بن عليّ رضي الله عنهما – خاذل المؤمنين - ! لأنه تنازل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه سنة 40 هـ ، والذي سُمِّي عام الجماعة ، وتحقق بذلك نبوءة جدِّه صلى الله عليه وسلم حينما قال : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يُصْلِح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . رواه البخاري
الوجه الثاني :
ما فعله الرافضي من تلبيس على الناس حيث زَعم أن البخاري روى حديثا في التنصيص على الأئمة الاثنا عشر ، وهذا ديدن الرافضة ودأبهم في الكذب والتلبيس ؛ لأن هذه بضاعة القوم !
والحديث رواه البخاري ومسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال أمْر الناس ماضيًا مَا وَلِيَهم اثنا عشر رجلا . ثم تَكَلَّم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خَفِيَت عليّ ، فسألت أَبِي : ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كلهم من قريش .
وفي رواية لمسلم : لا يَزَالُ الإِسْلامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً . ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا ، فَقُلْتُ لأَبِي : مَا قَالَ ؟ فَقَالَ : كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ .
وفي رواية للبخاري :
يكون اثنا عشر أميرا .
وهذا الحديث الذي ذَكَره الْمُعْتَرِض يُلزِم الرافضة الأخذ به ، ويَلزَم منه قبول إمامة مَن رَفَضُوا إمامتهم ، كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم .(2/86)
فإن هؤلاء من الأئمة ومِن الخلفاء ، وهم مِن قريش . وقد جاء التنصيص على إمارتهم وخِلافتهم وإمامتهم . " اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " ، " اثنا عشر أميرا " .
فأهل السنة – بحمد الله – عَرَفوا هؤلاء الأئمة ، وعرفوا لهم حقّهم ، وهم أكثر الناس حظّا في الأخذ بهذا الحديث الذي ذَكَره المعتَرِض .
فإن أهل السنة يعتقدون إمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ والحسن بن علي ومعاوية ، فهؤلاء ستة من الأئمة الاثنا عشر ، وكلهم من قريش .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وستكون خلفاء فتكثر . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فُوا ببيعة الأول فالأول ، وأعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم . رواه البخاري ومسلم .
فنحن أخذنا بهذا الحديث ، والبيعة الأولى كانت لأبي بكر رضي الله عنه ، فيجب الوفاء بها .
كما أن الرافضة لا تعترف بإمامة ولا بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما بل ولا تذكره كما تذكر الحسين رضي الله عنه .
ومعلوم أن ولاية الحسن بن علي رضي الله عنهما تم بها عِقد الخلافة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي .
وفي رواية لأبي داود : خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك - أو ملكه - من يشاء .
والإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما أتم بخلافته هذه الثلاثين سنة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن كثير رحمه الله :(2/87)
وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي ، فإنه نَزَل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه توفى في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وسلم تسليما ، وقد مَدَحَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صنيعه هذا ، وهو تركه الدنيا الفانية ورغبته في الآخرة الباقية ، وحقنه دماء هذه الأمة ، فَنَزَل عن الخلافة وجَعَلَ الملك بِيدِ معاوية حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد . اهـ .
فأنت ترى - أيها السُّنّيّ – أن الحديث لا ينصّ على إمامة اثني عشر إماما ، بل على ولاية اثني عشر خليفة ، وإمارة اثني عشر أميرا .
ومعلوم أن أئمة آل البيت لم يكونوا خُلفاء ، إلاّ ما كان مِن خِلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما .
فالقول بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يَزَالُ الإِسْلامُ عَزِيزًا إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً " يُراد به الأئمة يَرُدّه الواقع وتردّه أحوال أولئك الأئمة من آل البيت رضي الله عنهم .
فإن آل البيت من أبناء عليّ ومن أحفاده من أبناء الحسن والحسين هم من أئمة الْهُدّى ، ولم يكونوا من الخلفاء إلاّ ما كان من خلافة الحسن – كما تقدّم - .
قال ابن أبي العزّ الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية : ولم يأت ذكر الأئمة الاثني عشر إلاَّ على صِفة تَرُدّ قولهم وتُبْطِله ، وهو ما خرجاه في الصحيحين عن جابر بن سمرة – ثم ذَكَر الحديث - .
الوجه الثالث :
قول الرافضي : (لماذا نأخذ عن أبي حنيفة ونأخذ عن أحمد بن حنبل ونأخذ عن عشرات الفقهاء ولا نأخذ عن الإمام علي ولا عن الحسنين ولا عن الإمام الباقر ولا عن جعفر الصادق عليهم السلام ؟)
أقول : هذه دعوى ، والدعاوى ما لم يُقيموا عليها بيّنات أبناؤها أدعياء !(2/88)
فدعوى أن أهل السنة لا يأخذون بمذهب أئمة آل البيت محض افتراء ، كما أن الزعم بأن الرافضة تأخذ بمذهب آل البيت محض افتراء أيضا .
لأن أخذ الرافضة عن الحسن قليل بل نادر جدا !
وآل البيت أعمّ من أن يكونوا في ذرية عليّ رضي الله عنه ، بل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته بِنصّ القرآن ، كما قال تعالى : (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) مما يَدُلّ على دُخول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الخطاب ، وأنهن داخلات في عموم أهل بيته صلى الله عليه وسلم .
فإن الله لَمَّا قال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) أعقبه بقوله : (وَاذْكُرْنَ) والخطاب لِزوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد دلّ القرآن على أن زوجة الرجل من آل بيته ، كما قال تعالى في خبر لوط : (إِلاَّ آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ) .
وقال تعالى : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) وغيرها من الآيات .
فلو كانت زوجته ليست من أهل بيته لم يكن ثَمّ حاجة إلى الاستثناء من آله وأهله .
وقد أكثر أهل السنة الأخذ عن عليّ رضي الله عنه ، وعن الحسن والحسين وعن زين العابدين بن علي وعن ابنه محمد – المعروف بالباقر – وابنه جعفر – المعروف بالصادق – وغيرهم من أئمة آل البيت .
وقد تستغرب إذا عرفت أن رواية الإمام أحمد عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من الأحاديث أكثر من روايته عن ثلاثة من الخلفاء !
ففي مسند الإمام أحمد فقط لِعليّ رضي الله عنه (819) حديثا بالمكرر . في حين بلغت الأحاديث المروية عن كل من أبي بكر وعمر وعثمان (561) بالمكرر .(2/89)
ولعليّ رضي الله عنه في مسند بَقيّ بن مخلد (586) حديثا .
وله رضي الله عنه في الكُتُب الستة (322) حديثاً .
واتفق البخاري ومسلم على (20) حديثا ، وانفرد البخاري بـ (9) ومسلم بـ (15) حديثا .
يقول الدكتور علي الصِّلابي : ويُعتبر أمير المؤمنين عليّ أكثر الخلفاء الراشدين رواية لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا راجع إلى تأخّر وفاته عن بقية الخلفاء ، وكثرة الرواة عنه . اهـ .
وأما سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء رضي الله عنها فلم تُعمّر طويلا بل توفّيت بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم بستة أشهر ، عاشَتْ أربعاً أو خمساً وعشرين سنة .
ولذلك قَلَّتْ مروياتها ، وأحسب أن مروياتها عند أهل السنة أكثر منها عد الرافضة !
وروى الإمام مالك في الموطأ عن جعفر الصادق ، وتتلمذ عليه .
وذَكَر مُصعب الزبيري عن مالك قال : اخْتَلَفْتُ إلى جعفر بن محمد زمانا ، فما كنت أراه إلاَّ على ثلاث خصال : إما مُصَلّ ، وإما صائم يقرأ القرآن ، وما رأيته يُحَدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ على طهارة ، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله . اهـ .
وفي الموطأ للإمام مالك روايات عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه .
وخذ على سبيل المثال من موطأ الإمام مالك :
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن المقداد بن الأسود دخل على علي بن أبي طالب بالسقيا ...
عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب كان يلبي في الحج حتى إذا زاغت الشمس من يوم عرفة قطع التلبية .
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب كان يقول : (ما استيسر من الهدي) : شاة .
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَحَر بعض هَدْيه ، ونَحَر غيره بعضه .(2/90)
عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه قال : وَزَنَت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين وزينب وأم كلثوم فَتَصَدَّقَت بِزِنَة ذلك فضة .
وفي الصحيحين وغيرهما مِن كُتُب أهل السنة روايات من طُرُق عن آل البيت
ومن أشهرها عن آل البيت : الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما .
وبعضها من رواية جعفر الصادق عن أبيه الباقر .
وقد زادت مرويات الباقر عن جابر رضي الله عنه في بعض كُتب السنة عن خمسين حديثا كلها عن جابر رضي الله عنه ، كما في " إتحاف الْمَهَرة " لابن حجر .
ويروي أهل السنة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين .
بل يروي أهل السنة هذا الإسناد : علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب .
وهؤلاء أئمة عند أهل السنة ، وهم من أئمة آل البيت .
وهذا في كُتُب أهل السنة المعتمدة مِن كُتُب الصِّحاح والسُّنَن .
وقُل مثل ذلك في المرويات في التفسير .
قال ابن جزي : واعلم أنَّ الْمُفَسِّرِين على طَبَقَات :
فالطبقة الأولى : الصحابة رضي الله عنهم ، وأكثرهم كلاما في التفسير ابن عباس وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يُثني على تفسير ابن عباس ، ويقول : كأنما يَنظر إلى الغَيب مِن سِتْر رَقيق . وقال ابن عباس : ما عندي من تفسير القرآن فهو عن علي بن أبي طالب . اهـ .
وقصده أن ابن عباس رضي الله عنهما أكثر من الرواية عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
ويكاد يكون عُمدة أهل السنة في التفسير حبر الأمة وتُرجمان القرآن ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعني ابن عباس رضي الله عنهما .
وهو لا يُعتبر عُمدة في التفسير عند الرافضة ، بل العُمدة في الأئمة المعصومين – زعموا – !
وانظر إلى مرويات ابن عباس رضي الله عنهما في كُتب السنة أو في كُتب التفسير تجد أنها ليست بالقليلة بل هي كثيرة جداً .(2/91)
ومسند ابن عباس ( 1660) حديثاً ، وله في الصحيحين (75) وانفرد البخاري له بـ (120) ومسلم بـ (9) .
ولابن عباس في تفسير ابن جرير الطبري (5809) روايات .
وفي تفسير القرآن يروي أهل السنة وينقلون عن أئمة آل البيت .
وخذ على سبيل المثال : تفسير (ابن السبيل) قال ابن كثير : هو الضيف الذي يَنْزِل بالمسلمين ، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وأبو جعفر الباقر والحسن وقتادة والضحاك والزهري والربيع بن أنس ومقاتل .
وفي تفسير قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال ابن كثير : وكذا قول أبي جعفر الباقر : نحن أهل الذِّكْر . ومُرَاده أن هذه الأمة أهل الذِّكْر صحيح ، فإن هذه الأمة أعلم من جميع الأمم السالفة ، وعلماء أهل بيت رسول الله عليهم السلام والرحمة من خير العلماء إذا كانوا على السنة المستقيمة ، كَعَلِيّ وابن عباس وابنيّ علي الحسن والحسين ، ومحمد بن الحنفية وعلي بن الحسين زين العابدين وعلي بن عبد الله بن عباس وأبي جعفر الباقر وهو محمد بن علي بن الحسين وجعفر ابنه وأمثالهم وأضرابهم وأشكالهم ممن هو متمسك بحبل الله المتين وصراطه المستقيم ، وعرف لكل ذي حق حقه ، ونزل كل المنْزِل الذي أعطاه الله ورسوله واجتمعت عليه قلوب عباده المؤمنين . اهـ .
وفي تفسير قوله تعالى : (يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ) جاء تفسير الغرفة بأنها الجنة ، فقد نَقَل أهل السنة عن أبي جعفر الباقر وسعيد بن جبير والضحاك والسدي : سُمِّيَت بذلك لارتفاعها . انظر : تفسير ابن كثير .
وقال أبو الجارود : سألت محمد بن علي - يعني الباقر رضي الله عنهما - عن قول الله تعالى (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) فقال : هو الذي خَلَط عَمَلا صَالِحًا وآخَر سيئا .(2/92)
وفي قوله تعالى : (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ) قال ابن كثير : رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة وأبي جعفر الباقر رضي الله عنه وقتادة وسفيان بن عيينة أنهم قالوا : يعني الشَّيْب .
وفي تفسير قوله تعالى : (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) نَقَل أهل السنة عن أبي جعفر الباقر قوله : كانوا لا يَنَامُون حتى يُصَلُّوا العَتَمَة .
وهذه على سبيل المثال ، وإلاّ فإن حَصْر ما وَرَد عن أئمة آل البيت في كُتُب أهل السنة يطول .
وقُل مثل ذلك في قراءات القرآن ، فأهل السنة يرون عن آل البيت في القراءات .
قال ابن كثير : وقرأ بن عباس وأبو جعفر الباقر وابن عامر ( ولكل وجهة هو مولاها) .
قال ابن مجاهد في القراءات : وقرأ حمزة أيضا على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وقرأ جعفر على آبائه ، وقرءوا على أهل المدينة .
وفي الفقه يُذْكَر أئمة آل البيت كثيرا .
ولن أستطيع حصر ما رواه أهل السنة وما أوردوه من أقوال أئمة آل البيت في كُتُب الفقه والتفسير .
وحسبك من القلادة ما أحاط بالعُنُق .
خذ على سبيل المثال :
في صيام ثلاثة أيام في الحج :
وجَوَّز الشعبي صيام يوم عرفة وقَبْله يومين ، وكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير والسدي وعطاء وطاوس والحكم والحسن وحماد وإبراهيم وأبو جعفر الباقر والربيع ومقاتل .
وفي كفارة اليمين : وقال الحسن وأبو جعفر الباقر وعطاء وطاوس وإبراهيم النخعي وحماد بن أبي سليمان وأبو مالك: ثوب ثوب . يعني لكل مسكين .
وقال الشيرازي ( شافعي ) : وتَحِلّ صدقة التطوع للأغنياء ، ولبني هاشم وبني المطلب ، لِمَا رُوي عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان يشرب مِن سِقايات بين مكة والمدينة ، فقيل له : أتَشْرَب مِن الصدقة ؟ فقال : إنما حُرِّمَت علينا الصدقة المفروضة .(2/93)
قال النووي في شرحه : وأما جعفر بن محمد فهو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين . اهـ .
وفي مسألة من مسائل الطلاق : روى الإمام مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أنه كان يقول : إذا آلى الرجل من امرأته لم يقع عليه طلاق وإن مضت الأربعة الأشهر حتى يُوقَف ، فإما أن يطلق وإما أن يفيء . قال مالك : وذلك الأمر عندنا .
قال الترمذي : حدثنا هناد حدثنا وكيع عن سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان يَستحب أن يقرأ في ركعتي الطواف بِـ (قل يا أيها الكافرون ) و (قل هو الله أحد) .
وفي قطع يد السارق :
قال ابن كثير : وذهب بعض السلف إلى أنه تقطع يَد السارق في عشرة دراهم أو دينار أو ما يبلغ قيمته واحدا منهما ، يُحْكَى هذا عن عليّ وبن مسعود وإبراهيم النخعي وأبي جعفر الباقر رحمهم الله تعالى .
فأنت ترى في هذا القول ذِكْر قَول عليّ رضي الله عنه وقول حفيده أبي جعفر الباقر .
وذِكر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في كُتُب الفقه كثير جدا .
ففي كِتاب " المغني " لابن قدامة ( فقه حنبلي ) وَرَد ذِكر عليّ رضي الله عنه أكثر مِن (100) موضع.
ولم يقتصر الأمر على مسائل الفقه والتفسير والحديث ، بل أخَذ أهل السنة بأقوال أئمة آل البيت في كُتُب العقائد .
ففي شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي في " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على أن القرآن من صفات الله " ذَكَر ما جاء عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم ذَكَر ما جاء " سِياق ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق . روي عن عليّ رضي الله عنه قال يوم صفين : ما حَكّمت مخلوقا وإنما حَكّمت القرآن .
ثم روى ذلك بإسناده عن عليّ رضي الله عنه .(2/94)
وفي ذَكَر إجماع التابعين من الحرمين مكة والمدينة ، والْمِصْرَين : الكوفة والبصرة ، ذَكَر مِن أهل المدينة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( زين العابدين ) ، وابنه محمد بن علي ( الباقر ) .
ثم ساق بإسناده قول عليّ بن الحسين بن عليّ رضي الله عنهم .
وروى بإسناده إلى جعفر بن محمد ( الصادق ) ، عن أبيه ( الباقر ) ، عن علي بن الحسين ( زين العابدين ) قولَه في أن القرآن كلام الله .
كما روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ( الباقر ) قوله في ذلك .
وفي ذِكْر ما رُوي عن أتباع التابعين من الطبقة الأولى من بلدان شتى روى ما جاء عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين - الصادق - رضي الله عنه .
وتحت عنوان " ذِكْر رِجال من أهل المدينة من الطبقة الثانية من التابعين ممن قال : إنّ القرآن غير مخلوق " ذَكَر اللالكائي اعتقاد كل من : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وابنه محمد بن علي بن الحسين ، ومن بعدهما جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وابن ابنه علي بن موسى بن جعفر ، وعبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
فهؤلاء نجوم أئمة البيت تُعتمد أقوالهم ومُعتقداتهم في كُتُب أهل السنة .
وروى أيضا عن أئمة آل البيت في مسائل شتّى في العقيدة ، مثل : القَدَر ، حيث روى فيه عن :
محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم
وابنه جعفر الصادق .
وزيد بن علي .
وروى عن أئمة آل البيت الاعتقاد في الصحابة رضي الله عنهم .
فقد روى بإسناده عن جعفر بن محمد أنه كان يقول : برئ الله ممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .
وروى عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر ، قال : ولينا أبو بكر ، خير خليفة ، أرحمه بنا ، وأحناه علينا .
وروى عن ابن أبي حازم ، عن أبيه قال : قيل لعلي بن الحسين : كيف كانت مَنْزِلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كَمَنْزِلَتهما اليوم وهما ضَجِيعاه .(2/95)
وروى بإسناده عن كثير النواء ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي : جعلني الله فداك ، أرأيت أبا بكر وعمر هل ظلماكم من حقكم من شيء ، أو ذهبا به ؟ قال : لا والذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ، ما ظلمانا مِن حَقِّنا شيئا . قال : قلت : جعلني الله فداك ، فأتولاّهُما ؟ قال : ويحك تَولّهما ، لعن الله مُغيرة وبَيانا ؛ فإنهما كذبا علينا أهل البيت !
وروى من طريق سالم بن أبي حفصة ، قال : قال جعفر بن محمد : أبو بكر جَدّي ، فيسب الرجل جده ؟! لا نالتني شفاعة محمد إن لم أكن أتولاهما ، وأبرأ مِن عدوهما .
عن سالم بن أبي حفصة ، قال : دخلتُ على جعفر بن محمد ( الصادق ) وهو مريض ، فأراه قال مِن أجلي : اللهم إني أحب أبا بكر وعمر وأتولاَّهُما ، اللهم إن كان لي - يعني خلاف هذا - فلا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
أي : أنه لم يكن يقول ذلك تقيّة !
وروى عن جعفر بن غياث ، قال : سمعت جعفر بن محمد ( الصادق ) يقول : ما أرجو من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ، ولقد ولدني مرتين .
قلت : معنى هذا الكلام أن أبا بكر جده مرتين ؛ وذلك أن أم جعفر بن محمد هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وهي زوجة أبيه محمد بن علي بن الحسين ، وأم أم فروة هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، فأبو بكر جده مِن وَجْهين .
وروى عن غير هؤلاء الأئمة ، وهم من أئمة آل البيت ، إلاّ أنه لا ذِكر لهم عند الرافضة ، مثل : زيد بن علي بن الحسين بن عليّ رضي الله عنهم .
وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ رضي الله عنهم .
كما ذَكَر الإمام اللالكائي " سياق ما روي في كرامات أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن حسين رضي الله عنه "(2/96)
وفي شرح كِتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في حُكم التمائم : اعلم أن العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم اختلفوا في جواز تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته ؛ فقالت طائفة : يجوز ذلك ، وهو قول عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره ، وهو ظاهر ما روي عن عائشة ، وبه قال أبو جعفر الباقر وأحمد في رواية ، وحملوا الحديث على التمائم الشركية ، أما التي فيها القرآن وأسماء الله وصفاته فَكَالرُّقْيَة بذلك . قلت : وهو ظاهر اختيار ابن القيم . وقالت طائفة : لا يجوز ذلك . اهـ .
وسيأتي نقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن أئمة آل البيت في مسائل مِن مسائل الاعتقاد .
فأنت ترى كثرة ذِكر آل البيت عند أهل السنة ، سواء في كُتُب الحديث أو في كُتب الفقه أو في كُتُب التفسير أو في كُتُب العقائد .
وسبق الجواب عن سؤال :
لماذا لا يذكر أهل السنة حديث العترة ؟
الوجه الرابع :
كذِب الرافضي على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،حيث يقول الرافضي : (ومن ذا الذي يرضى لنفسه من حيث يشعر أو لا يشعر بأن يأخذ عن كل فقيه كما صرح الإمام ابن تيمية إلا عن الذين هم عدل القرآن والسنة وهم الثقل الثاني؟) .
ففي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : مَن نَصب إماما فأوْجَب طاعته مُطْلَقا اعتقادا أو حَالاً ؛ فقد ضَل في ذلك كأئمة الضلال الرافضة الإمامية حيث جعلوا في كل وقت إماما معصوما تجب طاعته ، فإنه لا معصوم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا تجب طاعة أحد بعده في كل شيء ، والذين عَيَّنُوهم مِن أهل البيت مِنهم مَن كان خليفة راشدا تَجب طاعته ، كطاعة الخلفاء قَبله ، وهو عليّ ، ومنهم أئمة في العلم والدين يجب لهم ما يَجب لنظرائهم مِن أئمة العِلم والدِّين ، كعلي بن الحسين ، وأبى جعفر الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق ، ومنهم دون ذلك .(2/97)
وقال في مسألة وُجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : وإيجابها محفوظ عن أبي جعفر الباقر .
وقال ابن تيمية في موضع آخر من الفتاوى : وعن أبي جعفر الباقر ونافع مولى ابن عمر : أنه أصابت عمامته بول بعير ، فقالا جميعا : لا بأس .
وقال في مسألة في الإيمان : ولهذا قال أبو جعفر الباقر وغيره من السلف : الإسلام دائرة كبيرة والإيمان دائرة في وسطها ، فإذا زَنا العبد خَرَج من الإيمان إلى الإسلام .
وقال في مسألة من مسائل الطلاق : ويروى عن أبى جعفر الباقر وجعفر بن محمد الصادق وغيرهما من أهل البيت .
وفي مسألة أخرى في الطلاق أيضا قال : ويُذْكَر مَا يَدُلّ عليه عن طائفة من السلف ، بل هو مأثور عن طائفة صريحا كأبي جعفر الباقر رواية جعفر بن محمد .
ولابن تيمية استدلال واستشهاد بأقوال أئمة آل البيت في كتابه " منهاج السنة " .
فهو ينقل عن أئمة آل البيت ويُقدِّم ذِكرهم على غيرهم .
قال ابن تيمية : وأئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم مُتَّفِقُون على القول الوسط المغاير لِقول أهل التمثيل وقول أهل التعطيل .
وقال أيضا : كلام الله غير مخلوق ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ؛ وهذا هو المتواتر المستفيض عن السلف والأئمة من أهل البيت وغيرهم .
وقال أيضا : وأما الشيعة فمتنازعون في هذه المسألة ، وقد حكينا النِّزاع عنهم فيما تقدم ، وقدماؤهم كانوا يقولون : القرآن غير مخلوق ، كما يقوله أهل السنة والحديث ، وهذا القول هو المعروف عن أهل البيت ، كَعَلِيّ بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره مثل أبي جعفر الباقر وجعفر ابن محمد الصادق وغيرهم .
وقال أيضا : فموسى بن جعفر وسائر علماء أهل البيت مُتَّفِقُون على إثبات القَدَر ، والنقل بذلك عنهم ظاهر معروف .
إلى غير ذلك مما يَردّ الكذب والافتراء والزعم بأن ابن تيمية لا يأخذ بمذهب آل البيت ، فضلا عن القول بأنه يقول : تركنا مذهب آل البيت !(2/98)
وابن تيمية رحمه الله ممن يعرف للأئمة آل البيت قدرهم ، فإنه قال في " مجموع الفتاوى " : فإن جعفرا كُذِب عليه ما لم يُكْذب على أحد ؛ لأنه كان فيه مِن العِلم والدِّين ما مَيزه الله به ، وكان هو وأبوه - أبو جعفر - وجده علي بن الحسين مِن أعيان الأئمة عِلْما ودِينا ، ولم يجيء بعد جعفر مثله في أهل البيت ، فصار كثير من أهل الزندقة والبدع يَنسب مقالته إليه حتى أصحاب رسائل إخوان الصفا ينسبونها إليه ، وهذه الرسائل صُنِّفَت بَعد موته بأكثر من مائتي سنة صُنِّفَت عند ظهور مذهب الإسماعيلية العبيديين الذين بَنوا القاهرة ، وصُنِّفَت على مذهبهم الذي رَكَّبُوه من قول الفلاسفة اليونان ومجوس الفرس والشيعة من أهل القبلة ، ولهذا قال العلماء : إن ظاهر مذهبهم الرفض ، وباطنه الكفر المحض . اهـ .
وابن تيمية هو القائل في عقيدته :
ومَحبّة القُرْبى بها أتوسَّلُ .
وقال ابن تيمية عن محبة آل البيت : مَحَبّتُهم عِندنا فَرْض واجب ، يُؤجَر عليه ، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بغدير يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة ، فقال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله - فَذَكَر كِتاب الله وحَضَّ عليه - ثم قال : وعِتْرَتِي أهل بيتي ، أُذَكِّرُكم في أهل بيتي ، أُذَكِّرُكم الله في أهل بيتي .
الوجه الخامس :
أن ما ألحقه والصَقَه الرافضة بمذهب آل البيت من الكذب كان أحد أسباب ضعف الرواية عن آل البيت ، خاصة فيما ترويه الرافضة .
وأئمة آل البيت قد لعنوا بعض الرواة الذين يروون عنهم ؛ لأنهم كذبوا عليهم !
وهذا مذكور في كُتُب الرافضة ، وليس في كُتُب أهل السنة !
وصرّح غير واحد من أئمة الرافضة أن بعض الرواة كذبوا على آل البيت .(2/99)
روى الكشّي في معرفة أخبار الرجال عن زرارة بن أعين قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ، فقال : ما رأيته عند أبي قطّ إلا مرة واحدة ، وما دَخَل عَلَيّ قطّ .
وجابر الجعفي هذا رافضي يُقال في كُتب الرافضة : إنه رَوى سبعين ألف حديث عن الأئمة !
وروى الكشي عن حماد بن عثمان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر : يا كافر ! يا مشرك ! مالك ولابني ؟ يعني إسماعيل بن جعفر .
وقد نبّه الكشي على أن المفضل بن عمر كان يكذب على جعفر الصادق يستأكل الناس !
وفي رجال الكشي عن الإمام الصادق أنه قال في حقّ زرارة : زرارة شرّ من اليهود والنصارى !
وفي المصدر المذكور عن أبي عبد الله عليه السلام : لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة .وذكر الخوئي أن مرويات زرارة تبلغ 2490 مورداً !
روى الكشي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : لعن الله بريدا وزرارة .
فهل يُريد الرافضي أن نستقي فقه أئمة آل البيت عن طريق هؤلاء الكذّابين ؟!
بل عن طريق من لا يعرفون للأئمة قَدْرا ؟!
ففي كتاب الرجال للكشي وتنقيح المقال للمامقاني في عن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . قلت : التحيات والصلوات ؟ قال : التحيات والصلوات ، فلما خرجت قلت : إن لقيته لأسألنه غدا ، فسألته مِن الغَد عن التشهد ، فقال كمثل ذلك قلت : التحيات والصلوات ؟ قال : التحيات والصلوات . فلما خرجت ضَرَطْتُ في لحيته ، وقلت لا يُفلح أبدا .
وزرارة هذا من أكثر الرواة في كُتب الرافضة ! كما تقدّم .
وهذا الأمر قد نّبّه عليه أئمة أهل السنة .
قال ابن تيمية : كُذِب على جعفر الصادق رضي الله عنه ما لَم يُكْذَب على غيره ، وكذلك كُذِب على عليّ رضي الله عنه وغيره من أئمة أهل البيت رضي الله عنهم .(2/100)
وقال أيضا عن الرافضة : يَكْذِبون على أهل البيت كَذِبا لا يُحْصِيه إلاَّ الله !
وعلماء أهل السنة قديما وحديثا يأخذون بِمَا ثبت عن أئمة آل البيت ، وأما ما كُذِب عليهم فيه ، فأهل السنة في غِنى عنه !
الوجه السادس :
قول الرافضي : (حديث الثقلين الوارد في صحيح مسلم حيث يصرح النبي في بعض كتب الحديث إنّ الأئمة الاثني عشرهم الثقل الثاني)
أقول : وهذا كذب ثاني .
فالحديث في صحيح مسلم وفيه خطبته صلى الله عليه وسلم ، وقوله : أَمَّا بَعْدُ أَلا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ - ثُمَّ قَالَ : وَأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي . فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ ؟ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ . قَالَ : كُلُّ هَؤُلاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
فأنت ترى أن الرافضي لم يُورِد النصّ ، لأنه حُجّة عليه ، إذ ليس فيه ذِكر أئمة ، ولا ذِكر عدد مِن الأئمة ، بينما يقول الرافضي : (حيث يصرح النبي في بعض كتب الحديث إنّ الأئمة الاثني عشرهم الثقل الثاني) !
فانظر كيف يكذب الرافضي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويزعم مرتين أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على الأئمة الاثنا عشر !(2/101)
فالمرَّة الأولى : في زعمه أن حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أنه نصّ على الأئمة الاثنا عشر ، وهو في الخلفاء والأمراء من بعده عليه الصلاة والسلام .
والمرَّة الثانية في كذبه في حديث الثقلين ، وأنه نصّ على الأئمة الاثنا عشر !
وأنت ترى فيه وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل بيته ، وأهل بيته أعمّ من أن يكونوا في بعض آل عليّ رضي الله عنه .
بل هُم – كما قال زيد رضي الله عنه - : آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ .
ونحن أهل السنة لنا الحظّ الأوفر من الأخذ بهؤلاء الأئمة ، والاقتداء بهم ، كما تقدّم .
وليس للرافضة نصيب من آل عقيل وآل جعفر وآل العباس رضي الله عنهم ، فضلا عن بقية آل عليّ ، بل قُل مثل ذلك عن بعض أحفاده ، كما تقدّم الكلام فيما يتعلّق بإمامة زيد بن عليّ بن الحسين بن علي رضي الله عنهم - وهو من تنتسب إليه الزيدية – فهذا وغيره من آل عليّ رضي الله عنه قد أخرجته الرافضة ، وحصرت الإمامة في واحد من أولاد الحسين ، وواحد من أحفاده ، وهكذا .. حتى تفرّقت فِرق الشيعة وفِرق الرافضة إلى فِرق بسبب الاختلاف في تعيين وريث الإمامة !
أما نحن أهل السنة فنأخذ بإمامة الجميع – كما رأيت في الأمثلة السابقة - .
الوجه السابع :
زعمه أن عمر رضي الله عنه قال : حسبنا كِتاب ربنا !
حيث قال الرافضي : (أم ستقولون كما قال عمر حسبنا كتاب الله)
ليس بغريب أن تحمل الرافضة لواء العداء لِخيار الأمة بعد نبيِّها ، وهم الخلفاء الثلاثة ، وهم أفضل هذه الأمة بعد نبيِّها صلى الله عليه وسلم بِشهادة أئمة آل البيت فضلا عن غيرهم .
ليس بغريب أن تُعادي الرافضة عمر رضي الله عنه ؛ لأن عُمر مَن هَدم دولة المجوس ، ولذا كان مقتله رضي الله عنه وشهادته على يد مجوسي !
والرافضي ينقل تلك المقولة : (حسبنا كتاب الله) ، وهو لا يَعِي معناها ، أو هو يُخفي معناها ، كما أخفى معاني ما تقدّم !(2/102)
فإن هذا كان في حال وجع النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه .
وهو إنما قال ذلك رِفقًا بِرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومما يُؤكِّد ذلك أن عمر رضي الله عنه لم يكن يعدِلّ بالسنة شيئا .
فإنه هو الذي اشتهر عنه قوله عن الحجر الأسود .
الوجه الثامن :
نُعيد السؤال إلى الرافضة : لِم لا تأخذون بالسنة التي رواها آل البيت ؟
كثيرة هي المرويات التي رواها أهل السنة بالأسانيد الصحيحة عن آل البيت ، وأنتم لا تأخذون بها !
فأنتم تُطالبون أهل السنة أن يأخذوا بمذهب آل البيت ، ثم أنتم لا تأخذون به !
مع أن أهل السنة يأخذون بمذهب آل البيت ، كما رأيت في الأمثلة السابقة .
ونُعيد السؤال الأكبر من ذلك : لِم لا تأخذ الرافضة بالقرآن ؟!
فإن الرافضة إذا أخذَت بالقرآن ، فقد اعترفت بإمامة مَن جَمَعوه ، وهم الخلفاء الثلاثة ، وإذا ردّوه فقد أعلنوا الكفر والزندقة .
وقد أعلن كثير من أئمة الرافضة القول بتحريف القرآن ، ولم يرتضوه لأنه مِن جَمْع الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم .
وقد صحّت ألأسانيد عن أئمة آل البيت أنهم أَمَروا بالأخذ بالسنن .
وروى موسى بن جعفر بن محمد ، قال : قال علي : سيأتي قوم يجادلونكم ، فخذوهم بالسنن ؛ فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله .
وإذا كنتم احتججتم بهذه الأحاديث في حق آل البيت ، فَلِماذا لا تأخذون بما هو مثلها في الثبوت والصِّحَّة ؟ سواء كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن آل البيت ؟ وأخصّ بذلك ما يتعلق بِأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وحِماية وصيانة عِرْضِه صلى الله عليه وسلم مِن السبّ والطعن .
وما يتعلّق أيضا بِمعرفة قَدْر أصحابه رضي الله عنهم ، الذين زكّاهم الله تعالى وزكّاهم رسوله صلى الله عليه وسلم .(2/103)
قال تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .
فمن غاظَه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم أو اغتاظ منهم ؛ فقد أدخل نفسه في وصف الكُفار ، بِنصّ القرآن .
والأحاديث بذلك كثيرة مُستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن آل بيته ، ومن ذلك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي ، فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نَصِيفه . رواه البخاري ومسلم .
ومَن وَقَع في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ففي قلبه غِلّ على خيار الأمة .
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .
ومن سبّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو مَلعون بِلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال عليه الصلاة والسلام : من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله . رواه ابن أبي عاصم في كتاب " السنة " وقال الألباني : حديث حسن .
ولم يُسَرّ عليّ رضي الله عنه بِقَتْل الزبير رضي الله عنه ، بل قال لحاجبه : ائذن له وبَشِّرْه بالنار !(2/104)
ونَهى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن سبّ الصحابة ، وعاقب الذي وَقَع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
فقد ذَكَر المؤرِّخون أن عليًّا رضي الله عنه بَلَغه أن بعض الغوغاء عَرّض لعائشة بالقول والإساءة ، فأمَر مَن أحْضَر له بعضهم وأوجعهم ضربا ! ثم جهزها علي إلى المدينة بما احتاجت إليه وبعثها مع أخيها محمد مع أربعين من نسوة البصرة اختارهن لمرافقتها . ثم جاء يوم ارتحالها فودعها واستعتبتْ له واسْتُعْتِب لها ، ومشى معها أميالاً وشَيَّعها بَنُوه مسافة يوم ، فذهبت إلى مكة ، فَقَضَت الحج ورَجَعَتْ إلى المدينة .
وكذلك كان أصحاب عليّ رضي الله عنه يقولون في حقّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
ولذا لَمَّا سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة بَعَث عليٌّ عمارَ بن ياسر وحَسن بن علي ، فَقَدِمَا الكوفة فصعدا المنبر ، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل مِن الحسن . قال عبد الله بن زياد الأسدي : فاجتمعنا إليه فسمعت عمارا يقول : إن عائشة قد سارت إلى البصرة ، ووالله إنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله تبارك وتعالى ابتلاكم ليعلم إياه تُطيعون أم هي . رواه البخاري .
وفي رواية : قام عمار على منبر الكوفة فذكر عائشة وذَكَر مَسيرها ، وقال : إنها زوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكنها مما ابتليتم .
قال محمد بن الحنفية ( محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ) : قلت لأبي : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم مَن ؟ قال : ثم عُمر . وخشيت أن يقول عثمان ! قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلاَّ رَجُل مِن المسلمين . رواه البخاري .
وكان أئمة أهل السنة يَرون أن سبّ الصحابة رضي الله عنه زندقة وَرِدّة عن دِين الإسلام .
قال الإمام مالك بن أنس : من سبّ الصحابة فلا سهم له مع المسلمين في الفيء .(2/105)
وروى الخلال في كتاب " السنة " عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله [ الإمام أحمد ] عن من يَشتم أبا بكر وعمر وعائشة . قال : ما رآه على الإسلام . قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم - أو قال _ : نصيب في الإسلام .
وروى عن عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : مَن شَتَم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مَرَقَ عن الدِّين .
وروى عن زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو طالب أنه قال لأبي عبد الله : الرجل يشتم عثمان ، فأخبروني أن رجلا تكلّم فيه ، فقال : هذه زندقة .
وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما أراه على الإسلام .
وليُعلَم أن من طَعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد طَعن في دِين الله .
قال أبو زرعة : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يُريدون أن يجرحُوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة .
ولَمَّا سُئل عليّ رضي الله عنه عن أهل النهروان : أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فرُّوا .
قيل : أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا
فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟
قال : إخواننا بَغَوا علينا ، فقاتلناهم ببغيهم علينا . رواه ابن أبي شيبة ، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى .
أخيرا :
قد أساء الرافضي الأدب مع الله ، كما أساء الأدب مع أوليائه ، إذ يقول الرافضي :(2/106)
(وكيف يتسنّى لنا إقناع الله سبحانه وتعالى إذا قلنا يوم القيامة؟ في يوم مشهود أمام من يطّلع على السر وأخفى: أخذنا بجميع الفقهاء إلا الذين قرنتهم بكتابك فلم نأخذ عنهم؟ هل هذه الإجابة تقنع؟! )
وهل رب العزة سبحانه وتعالى بِحاجة إلى من يُقنِعه ؟ - كما يزعم الرافضي - !
ونحن بحمد الله – كما رأيت – نأخذ بأقوال الفقهاء ومن قبلهم أقوال الأئمة من آل البيت عموما .
ونحن لم نأخذ بجميع أقوال الفقهاء ثم نترك أقوال أئمة آل البيت رضي الله عنهم .
بل أخذنا بأقوالهم في جميع العلوم الشرعية .
ففي الحديث يروي أئمتنا عن أئمة آل البيت ..
وفي العقائد ينقل أئمتنا أئمة آل البيت..
وفي التفسير يروون عن آل البيت ..
وفي الفقه تتلمذ أئمتنا على أئمة آل البيت ، وأخذوا عنهم ..
وهذا بِخِلاف الرافضة ، الذين أهَانُوا أئمة آل البيت ، وكَذَبُوا عليهم ، ولم يتأدّبوا مع الأئمة ، كما رأيت أعلاه – ولم أنقل مِن كُتُب أهل السنة – حتى لا يُقال : هذا كذب أو تجنِّي !
وأهل السنة يعرفون للأئمة قَدْرهم ، ويُنْزِلونهم منازلهم ، لا يَغلُون فيهم ، ولا يضعون مِن قدرهم
لا يزعمون أن بعض رواتهم يضرطون في " لِحى الأئمة " .. قبّح الله مَن زَعَم ذلك !
وأهل السنة لا يُقدِّمون أقوال الأئمة الأربعة على أقوال الصحابة ولا على أقوال الأئمة من آل البيت ..
فإن الرواية عنهم في العلوم الشرعية مُستفيضة معلومة ، قد سُقْتُ طرفا منها ، ولم أُرِد الاستقصاء والتتبّع ، وإلاّ لاحْتَجْتُ إلى سنوات أجمع فيها فقه أئمة آل البيت مِن كُتب أهل السنة .
وأما الزعم بأن مِن أهل السنة من انتقل إلى مذهب الاثنا عشرية ، فهذا يُضاف إلى كذب الرافضة ، إلاّ من طَمَس الله بصيرته ، وذهب غير مأسوف عليه !
فإن كان هناك من ترك السنة وانتحل الرَّفض دِينًا ، فقد وُجِد مَن كَفر وارتدّ عن دِينه ، ورضي بالكفر دينا !
والله تعالى أعلم .
***********************************(2/107)
153-لماذا لا يذكر اهل السنة حديث العترة
(...السؤال...)
الشيعة على علماءاهل السنة بانهم لايذكرون حديث النبي صلى الله عليه وسلم ((يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي))
فما شرح هذا الحديث؟
(...الجواب...)
أولاً : من يوجد من تلك الطائفة لا يُسمى ( شيعي ) بل يُسمّى ( رافضي ) !
ثانياً : الحديث يَذكره أهل السنة ويَروونه . فقد رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : إمام أهل السنة ، الإمام أحمد في مسنده ، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب " السُّنَّة " ورواه أبو يَعلى والطبراني في الكبير ، ولَفْظُه : " اني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعِترتي أهل بيتي " .
وفي صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثْنَى عليه ، ووعظ وذَكّر ، ثم قال : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأُجِيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فَخُذُوا بِكِتاب الله واستمسكوا به - فَحَثّ على كتاب الله ورَغّب فيه - ثم قال : وأهل بيتي ، أُذَكّركم الله في أهل بيتي ، أُذَكِّركم الله في أهل بيتي ، أُذَكِّركم الله في أهل بيتي . فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نِساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حُرِمَ الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كل هؤلاء حُرِم الصَّدَقة ؟ قال : نعم .(2/108)
وأما معنى الحديث فـ :قال القرطبي : وهذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يَقتضي وجوب احترام أهله وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عُذر لأحد في التخلّف عنها ، هذا مع ما عُلِمَ من خصوصيتهم بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبأنهم جزء منه ؛ فإنهم أصوله التي نشأ عنها ، وفروعه التي نشأوا عنه . اهـ .
ومن معاني الحديث :
أن تَوَدّوا قرابتي وعترتي ، وتحفظوني فيهم .
وهذا ثابت عند أهل السنة ، بل هو أصل من أصول عقيدتهم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
حبّ الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودّة القُربى بها أتوسَّلُ
قال الحكيم : والمراد بِـ ( عِتْرَتِه ) هنا العلماء العاملون ، إذ هم الذين لا يُفارقون القرآن ، أما نحو جاهل وعالم مُخَلّط فأجنبي من هذا المقام ، وإنما يُنظر للأصل والعنصر عند التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ، فإذا كان العلم النافع في غير عنصرهم لَزِمَنا اتباعه كائنا ما كان ، ولا يُعارِض حَثّه هنا على اتباع عترته ، وحَثه في خبر على اتباع قريش ، لأن الحكم على فرد من أفراد العام بِحْكم العام لا يُوجب قصر العام على ذلك الفرد على الأصح ، بل فائدته مزيد الاهتمام بشأن ذلك الفرد والتنويه برفعة قدره . نقله المناوي في فيض القدير .
ثالثاً : لا يَحِق للرافضة أن يَعترِضوا على أهل السنة ، فأهل السنة أولى بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحقيقة وليس على الدعاوى !
وذلك لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن الوصية بِكتاب الله أولى من الوصية بِغيره ، وقد بدأ بها النبي صلى الله عليه وسلم ، والرافضة تعتقد تحريف القرآن ! وهم لا يَعتنون بالقرآن ، لأنهم يعتقدون كُفر من جمعه من الخلفاء ابتداء بأبي بكر وانتهاء بعثمان رضي الله عنه .(2/109)
الثاني : أن الرافضة تتمسّح بِحُبّ آل البيت ، وهي مُجرّد دعاوى كذبها الواقع ، بل كذّبها التاريخ ، وشهِد آل البيت بِبُغْضِ الرافضة لهم ، ونَطَقتْ كُتُب الرافضة بذلك !
فهم قَتَلة الحسين على الحقيقة !
وكنت سُقْتُ طرفا من ذلك في :
الإجابات الجلية عن الشبهات الرافضية
الثالث : أن الرافضة تَطعن في عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلعن وتسبّ أزواجه صلى الله عليه وسلم . فهم يَلعنون أبا بكر وعمر وابنتيهما ( يَعنون عائشة وحفصة ) وهما لا شكّ من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بِنَصّ القرآن .
قال تعالى عن لوط : (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) .وأصرح منه قوله تعالى : (إِلاَّ آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ) فلما ذَكَر ( آل لوط ) استثنى منهم امرأته ، ولو لم تكن الزوجة داخلة في آل بيت الرجل لم يحَتج القول إلى استثناء .
الرابع : أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بأصحابه خيراً ، ونهى عن سبِّهم ، والرافضة تسبّ وتلعن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ويَعتبرونه دِيناً !! والأحاديث في مدح الصحابة كثيرة معلومة ، بل زكاهم الله وأثنى عليهم ومدحهم .
أما الرافضة فسبّوهم وخوّنوهم ولَعنوهم !
قال الشيخ القحطاني الأندلسي في نونيته المشهورة :
لا تعتقد دِين الروافض إنهم = أهل المحال وحِزْبةُ الشيطان
إن الروافض شرّ مَنْ وطئ الحصى = من كل إنس ناطق أو جان
مَدحوا النبيّ وخوّنوا أصحابه = ورموهم بالظلم والعدوان
حَبُّوا قرابته وسَبُّوا صحبه = جَدَلان عند الله منتقضان
فكأنما آل النبي وصحبه = روح يضم جميعها جسدان
الخامس : أن الرافضة لا تُعظِّم آل البيت على الحقيقة ، وإن ادَّعوا ذلك ! فَهُم بَين أمرين :(2/110)
الأول : الغلو في بعض آل البيت كَعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وابنه الحسين ومن بعده من الأئمة ، حتى زَعَموا أنهم يَعلمون الغيب ، وادّعوا لهم العصمة .. إلى غير ذلك من مظاهر الغلوّ !
الثاني : هَجر وتَرْك بقية آل البيت ، فالحسن بن عليّ رضي الله عنه من آل البيت ، وأهل السنة يُحبّونه ويُحبّون سائر آل البيت ، أما الرافضة فإنه يَصِفون الحسن بن علي رضي الله عنه بـ ( خاذل المؤمنين ) وذلك أنه تنازَل عن الخلافة لمعاوية رضي الله عنه .وقُل مثل ذلك عن آل العباس رضي الله عنهم ، فإن الرافضة لا تُقيم لهم وَزْناً !
وأما أهل السنة فإنهم يُقدِّرون ويُعظِّمون آل البيت ، والميزان عند أهل السنة هو قُربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سواء من قرابته أو من زوجاته صلى الله عليه وسلم . قال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أن أَصِلَ من قرابتي . رواه البخاري ومسلم .
وقد فَرَضَ عُمر رضي الله عنه للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه اثني عشر ألفا لِقَرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البزّار والطحاوي في شرح معاني الآثار .
وروى أهل السنة في دواوين السُّنّة عن سعيد بن جبير قال : كان ابن عباس في نَفَرٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفَر فيهم عمّار رضي الله عنه ، وكانوا يُقَّدِّمُونه يُصلي بهم لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم . رواه ابن أبي شيبة والحاكم في المستدرك وابن المنذر في الأوسط وغيرهم .
يَعني أنهم كانوا يُقدِّمون ابن عباس رضي الله عنهما لِقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهو عند أهل السنة من أكثر الصحابة رواية وحديثاً ، فهو مُقدَّم عند أهل السنة ، وليس كذلك عند الرافضة .(2/111)
وكُنت قلت في " الإجابات الجلية عن الشُّبُهات الرافضية " : بالنسبة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فإن الحقيقة أن مروياته عند أهل السنة أكثر من مروياته عند الرافضة ! قَلِّب الكافي مثلا تجد أن الرواية عن جعفر الصادق – مثلا – أكثر من الرواية عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
وقلّب الكافي فلا تكاد تَجِد رواية عن الحسن بن عليّ رضي الله عنه إلا نادراً . وأما كتب أهل السنة ففي مسند الإمام أحمد فقط لِعليّ رضي الله عنه (819) حديثا بالمكرر .
وقلت فيه أيضا : ولكي تعرف أن أهل السنة لا يتحيّزون ضد آل البيت ، بل هم محل تقدير ، أن في مسند الإمام أحمد - وهو يُعتبر من أضخم الموسوعات الحديثية - المجلد الأول منه لأحاديث الخلفاء الثلاثة ( أبي بكر وعمر وعثمان ) والمجلّد الثاني كاملا لأحاديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .
فبلغت أحاديث الخلفاء الثلاثة (561) حديثا ، في حين بلغت أحاديث علي بن أبي طالب (819) حديثا .فهل بعد هذا يُتّهم أهل السنة أنهم لا يَروون عن آل البيت ؟! وهم يَروون لعليّ رضي الله عنه أكثر من ثلاثة من الخلفاء !!
وقد عظّم أهل السُّنة قرابة النبي صلى الله عليه وسلم . روى العجلي في كتاب " معرفة الثِّقَات " عن حفص بن غياث قال : قَدِمْتُ البصرة ، فقالوا : لا تُحَدِّثنا عن ثلاثة : جعفر بن محمد ، وأشعث بن سوار ، وأشعث بن عبد الملك . قال : فقلت : أما جعفر بن محمد فلم أكُن لأدَع الحديث عنه لقرابته من رسول الله سس ولِفَضْلِه .
قال العجلي : جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم أجمعين ، ولهم شيء ليس لغيرهم : خمسة أئمة : جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب . اهـ .(2/112)
أي هؤلاء الأئمة الخمسة من نسل عليّ رضي الله عنه ، أولّهم عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم ابنه الحسين ، ثم عليّ بن الحسين ، ثم ابنه محمد – المعروف بالباقر – ثم جَعفر – المعروف بِجَعفر الصادق – كل هؤلاء يَروي عنهم أئمة أهل السنة .
وهذا الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، والإمام المعروف ، صاحب المذهب المتبوع لما وَرَدَ المنصور المدينة أراد أن يُقيده من جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، فقال : والله ما ارتفع سوط منها عن بَدَنِي إلاّ وقد جعلته في حِلّ لِقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ورَوى أبو نُعيم في الحلية من طريق عبد الله بن عبد العزيز العمري قال : قال لي موسى بن عيسى يُنْهَى إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد إنك تشتمه وتدعو عليه ، فبأي شيء اسْتَبَحْتَ ذلك يا عُمَريّ ؟ قال : فقلت له : أما شتمه فهو والله أكْرَم عليّ من نفسي لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما في الدعاء عليه فو الله ما قلت اللهم انه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا لا تطيقه أبداننا ، وقَذىً في جفوننا لا تطرف عليه جفوننا ، وشَجَىً في أفواهنا تَسُفّه حلوقنا بأكُفِّنا مَوّته وفَرّق بيننا وبينه ! ولكن قُلتُ : اللهم إن كان يُسمى بالرشيد لرشد فأرشده ، أو لغير ذلك فراجع به ، اللهم إنّ له في الإسلام بالقياس على كل مؤمن حقا ، وله بنبيك قرابة ورحم ، فَقَرِّبْه من كل خير ، وباعده من كل سوء ، وأسعدنا به ، وأصلحه لنفسه ولنا . فقال موسى بن عيسى " يرحمك الله أبا عبد الرحمن ! كذلك يا عُمريّ الظنّ بك .
والأخبار في ذلك كثيرة معلومة في تعظيم أهل السنة لآل البيت .(2/113)
وتعظيم أهل السنة بِخلاف تعظيم الرافضة الذين غَلَو في بعض آل البيت ، وأعرضوا عن كثير من آل البيت ، لِزعمهم أن آل البيت ينحصِرون في حديث الكساء ، وليس الأمر كذلك ، عند أهل العلم بل عند أهل اللغة ، فإن حديث الكساء قد رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مُرط مُرَحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) .
فهذا الحديث ليس فيه حصر آل البيت في هؤلاء ، فإن أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، وهن من أهل بيته . كما بيّنته في " الإجابات الجلية " .
كما أن الرافضة أهل ثورات ضد الخلفاء ، وإن كانوا من قرابة النبي صلى الله عليه وسلم .. فهم لا يَرون لذلك حقًّا ، ولا يَرون شرعية الدُّول التي كانت في صَدر الإسلام ، مع قرابة خلفاء تلك الدول مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .
***********************************
154-هل لبس البنطلون يعتبر من موالاة الكفار
(...السؤال...)
هل لبس البنطلون يعتبر من موالاة الكفار و هل يوبخ فاعله علما اننا في هذه البلاد عكس الخليج في كيفية اللباس
(...الجواب...)
لبس البنطال أو ملابس الكفار يُعدّ من الموالاة ، من حيث إن المُتشبِّه بالكفار لا يتشبه بهم إلا نتيجة إعجاب بهم . كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في كتابه الفريد في بابه " اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم " .
والموالاة قد تكون كُفراً وقد تكون دون ذلك .
" وذلك أن مسمى الموالاة يقع على شُعب مُتفاوتة ، منها ما يُوجب الردّة ، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرّمات " كما يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن – رحمه الله – .(2/114)
وقد ذكر الشيخ د . محمد بن سعيد القحطاني في كتابه الولاء والبراء ، عدّ الرضى بأعمالهم والتّشبّه بهم والتزيي بِزيِّهم من صور الموالاة .ولا شك أن المسلم مُطالب باستقلالية الشخصية .
ولذا كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحرص على مُخالفة أهل الكتاب حتى قالت اليهود : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . رواه مسلم .
والتّشبه لا يُشترط فيه القصد ، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الصلاة في الوقت الذي يُصلّي فيه المشركون .
فقال : صَلّ صلاة الصبح ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع ، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد لها الكفار ، ثم صلّ فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم ، فإذا أقبل الفيء فصَلّ فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس ، فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار . رواه مسلم .
ومعلوم قطعاً أن المسلم الذي يُصلّي في ذلك الوقت لا يقصد التشبه بل لا يتشبه بهم من كل وجه في ذلك الفعل ، فهو يُصلي لله ، ويُخالفهم الوجهه والقصد .
ومع ذلك يُنهى عن مُشابهة المشركين . لأن الأمر كما قال ابن مسعود – رضي الله عنه – حيث قال : لا يُشبه الزيّ الزي حتى يُشبه القلب القلب . يعني أنه لا يقع التشابه في الظاهر إلا نتيجة التشابه في الباطن .
بل أمر الله بمخالفتهم حتى في اللفظ . قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا ) لأن اليهود كانوا يقولون تلك الكلمة ويقصدون بها الرعونة . ولا يُمكن أن يقولها الصحابة ثم يقصدون بها ما يقصده اليهود والمنافقون .
وثمة شُبهة يُرددها بعضهم(2/115)
وهي قولهم إن من يلبس لباساً مُستقلا مُخالفا لِلبس الكفار يُخشى عليه، فأقول جرّبت بنفسي أن لا ألبس لباسهم ، كما أنهم إذا جاءوا إلى بلادنا لم يلبسوا لباسنا، فقد سافرت إلى أوربا بملابسي المعتادة !
وسافرت إلى أفريقيا
وإلى شرق آسيا
ولا أذكر أنني لبست لباساً إفرنجياً .
والله خير حافظ
***********************************
155-الرد على افكار تكفيرية
(...السؤال...)
اني مسؤولة عن موقع اسلامي جديد
فقد نقل اليه موضوع عنوانه:هذه عقيدتنا وهذا ديننا
لن اصفه بالشدة او التشدد ولكن يحمل في طياته بعض الافكار تميل ذلك ويتكلم عن التكفير بطريقة معمقة ويسلط الضوء على التحريض على الجهاد وهكذا
حيث ذكر فيه جملة معناها" ان اصحاب العقيدة الصحيحة لا يكفرون من يقع في الكبائر كالزنا والسرقة و..و..من امة محمد صلى الله عليه وسلم الا اذا استحلوها.."
ولفت انتباهي هذا الاسثتناء
فعلقت عليه بقولي:
ان اصحاب الكبائر لا يكفرون وان استحلوها
لان النبي عليه الصلاة والسلام اخبرنا عن قوم سيكونون من بعده يستحلون الخمر والحرير والزنا والمعازف..ولم يذكر عنهم اي تكفير ولا انهم كفارا
ولكنهم عصاة سفهاء جاهلون غافلون عن الطريق الحق يجب فيهم الحد مالم يتوبوا ويرجعوا وذلك يكون للامام النظر في امرهم وليس اي كان..وحتى وان قلنا ان النبي عليه الصلاة والسلام يقصد تكفيرهم فلننظر الى ادبه صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء القوم حيث لم يذكر اي صغة تكفيرية لهم حتى لا تعم الفتنة بين المسلمين لانهم سيكونون كثرة وهل يعقل ان نكفرهم جميعا ؟
كما انه سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة فيما معناه:"امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فان فعلوا عصموا مني دمائهم "(2/116)
وهؤلاء القوم هم من المسلمين ويفعلون تلك الكبائر والدليل على ذلك ما نراه الان من مغنيات ومغنيين وممثلات وممتلين يمارسون مهنتهم هذه بكل جراءة وعادي جدا ولا يحسون باي ذنب ولا شيء ولكنهم تراهم يتكلمون عن الله تعالى وعن الرسول صلى الله عليه وسلم بل ونجد بعضهم يقول انه يصلي وهكذا فهل هؤلاء نكفرهم ونخرجهم من الملة رغم استحلالهم لتلك المعاصي؟؟
كما ان فعل استحل الشيء معناها في اللغة اخذه حلالا ويراه حلالا ..وفعل أحل الشيء اي جعله حلالا
فاليهود مسخوا ولعنوا لانهم احلوا ماحرم الله وحرموا ما احل الله
اما ان قضية تكفير المسلمين قضية خطيرة جدا على كيان الامة الاسلامية
فما تعليق فضيلتكم على الموضوع بصفة عامة وعلى تعليقي بصفة خاصة وهل اخطأت في ردي؟؟
وحبذا يا شيخ لو تبين لنا الفرق بين احل الشيء واستحل الشيء وهل فعلا يكفر من يستحل امرا محرما رغم كونه من المسلمين ؟؟
(...الجواب...)
من عقيدة أهل السنة والجماعة أن من استَحلّ شيئا مُحرّما معلوم التحريم فهو كافر .
الإمام الطحاوي الحنفيّ ( المتوفّى 321 هـ) : ولا نُكَفِّر أحدًا من أهل القبلة بِذَنْب ما لَم يَسْتَحِلّه . اهـ .
وقال القاضي عياض المالكي ( المتوفّى سنة 544 هـ ) : وَقَعَ الإِجْمَاعُ عَلَى تَكْفِيرِ كُلِّ مَنْ دَافَعَ نَصَّ الْكِتَابِ ... وَكَذَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى تَكْفِيرِ كُلِّ مَنْ اسْتَحَلَّ الْقَتْلَ ، أَوْ شُرْبَ الْخَمْرِ ، أَوْ شَيْئًا مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ بَعْدَ عِلْمِ هَذَا بِتَحْرِيمِهِ . اهـ .
وكنت أشرتُ إلى هذه المسألة هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=4903
وإنما اعتبروا استحلال الحرام كُفرًا ؛ لأن استحلال المحرّم المعلوم تحريمه مُنازعة لله عزّ وَجَلّ في التشريع ، وذلك شِرْك . قال الله تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) ؟(2/117)
ثم إنه مُتضمّن لتكذيب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وينبغي أن يُفرّق بين استحلال الشيء المحرّم والْحُكم العام وبين الْحُكم الخاص على الأشخاص ؛ لأن الحكم الخاص يحتاج إلى إقامة الحجة على الشخص المعيّن ، وكذلك لا بُدّ من انتفاء الموانع ، كأن يكون عنده شُبهة لاستحلاله ، كما وقع من أقوام شربوا الخمر وتأوّلوا قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآَمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا) ، تأوّلوا ذلك على أن من اتّقى فلا جُناح عليه ، ودَرَأ عنهم الكُفر كونهم تأوّلوا ذلك ، فكان لدى القوم شُبهة مَنَعت من تكفيرهم ، ولكنها لم تمنع عمر رضي الله عنه من إقامة الْحَدّ عليهم .
قال ابن منظور في لسان العرب : وأَحْلَلت له الشيءَ : جعلته له حَلالاً ، واسْتَحَلَّ الشيءَ : عَدَّه حَلالاً . اهـ .
وأما الاستشهاد بقوله عليه الصلاة والسلام : " لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَام يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِير وَالْخَمْر وَالْمَعَازِف " فليس بِجيِّد .
فقد قال ابن حجر :
وَقَوْله : " يَسْتَحِلُّونَ " قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ : يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى يَعْتَقِدُونَ ذَلِكَ حَلالا ، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون ذَلِكَ مَجَازًا عَلَى الاسْتِرْسَال ، أَيْ : يَسْتَرْسِلُونَ فِي شُرْبهَا كَالاسْتِرْسَالِ فِي الْحَلال ، وَقَدْ سَمِعْنَا وَرَأَيْنَا مَنْ يَفْعَل ذَلِكَ . اهـ .
فقولك : ( إن أصحاب الكبائر لا يكفرون وان استحلوها ) خطأ ظاهر ؛ لأن الإجماع مُنعقد على أن من استحل شيئا مُحرّما فهو كافر .
وعلى الإنسان أن يتكلّم بِعِلْم أو يَسْكُت بِحَزْم .
والله تعالى أعلم .
***********************************
156-آل البيت رضي الله عنهم
(...السؤال...)
شيخنا الفاصل ,, مامدى صحة هذه المعلومات ,,(2/118)
............................
خصائص آل البيت رضي الله عنهم
لقد وردت خصائص تشمل آل البيت والصحابة رضي الله عنهم كالقطع لهم بالجنة وتحريمهم عن النار ـ فإن هذا المعنى موجود في المبشرين بالجنة من الصحابة كالعشرة وغيرهم ـ وكذلك لعن مبغضهم ووصفه بالنفاق والكفر في بعض الأحاديث الشريفة على قائلها الصلاة والسلام قد ورد مثل ذلك في حق الصحابة رضي الله عنهم.
والخصائص التي سأوردها هنا هي مما أختص به آل البيت رضي الله عنهم لا يشاركهم غيرهم فيها:
1. تحريم الزكاة عليهم: عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول عن الصدقة: {إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحلُّ لمحمدٍ ولا لآل محمد}. وكان أنس رضي الله عنه يقول: أخذ الحسين بن علي رضي الله عنهما يوماً تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {كُخْ كُخْ ارم بها أما علمت أنّا لا نأكل الصّدقة}.والتحريم عند الشافعية وبعض المالكية يشمل بنو هاشم وبنو المطلب، وقال أبو حنيفة ومالك: هم بنو هاشم خاصة.
2. كونهم أشرف الناس نسباً وأفضل الخلق حسباً. أخرج الإمام أحمد والمحاملي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { قال لي جبريل: قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد، و قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بَنِي أَبٍ أفضل من بني هاشم}. قال الحافظ ابن حجر: أنوار الصحة تلوح على صفحات متن هذا الحديث.(2/119)
3. أن كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلا سببه ونسبه صلى الله عليه وسلم. وصح أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب لنفسه أم كلثوم بنت فاطمة رضي الله عنها من أبيها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فاعتل بصغرها وبأنه حابسها لولد أخيه جعفر، فألح عليه عمر ثم صعد النبر فقال: والله ما حملني على الإلحاح على علىّ في ابنته إلا أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {كلُّ سببٍ ونسَبٍ وصِهْرٍ ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري}. فأمر بها عليّ رضي الله عنه فزينت وبعث بها إليه .. إلى آخر الرواية.
4. إطلاق اسم الأشراف عليهم دون غيرهم في العصر الأول، ثم خص منهم بالحسنيين والحسينيين فقط على ما ذكر الحافظ السيوطي في رسالته الزينبية، واصطلح في كثير من البلاد الإسلامية على إطلاق لفظ السيد على كل منهما خاصة، إلا أن أهل الحجاز اصطلحوا فيه على إطلاق الشريف على من كان حسنياً والسيد على من كان حسينياً.
5. استعمال النقباء منهم عليهم: وهذه النقابة وضعت في الأصل لصيانتهم عن أن يتولى عليهم من لا يكافئهم في النسب ولا يساويهم في الشرف. ويختار لها أجلهم بيتاً وأكثرهم فضلاً وأجزلهم رأياً لتجتمع فيه شروط الرئاسة والسياسة فيسرعوا إلى طاعته برئاسته وتستقيم أمورهم بسياسته.
6. طلب إكرام فاسقهم وتوقيره واعتقاد أن ذنبه مغفور، وأن الله تعالى متجاوز عن سيئاته، ولا بد ولو بتوفيق الله إياه للتوبة النصوح قبل الموت قال تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} (الأحزاب 33) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار}.
7. أنهم ينتفعون بنسبهم يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما بال أقوام يقولون: إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع يوم القيامة، بلى إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض}.(2/120)
8. أن وجودهم في الأرض أمان لأهلها، قال نبينا صلى الله عليه وسلم {النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض وفي الأرض}.
9. أنهم أول من يدخل الجنة، روى الثعلبي عن عليّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس فقال لي: {أما ترضى أن تكون رابع أربعة، أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتُنا خلف أزواجنا}.
10. أنهم مع كونهم أولاد بنته فاطمة رضي الله عنها يسمون أبناءه وينسبون إليه صلى الله عليه وسلم نسبة صحيحة، أخرج الطبراني قوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذُريتي في صلب عليّ بن أبي طالب}.
11. أن من صنع مع أحد منهم معروفاً كافأه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لقوله صلى الله عليه وسلم: {من أراد التّوسل وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم}.
12. أن محبتهم تطوَّل العمر وتبيض الوجه يوم القيامة، وبضد ذلك بغضهم.. قال الشيخ النبهاني: وهذا المعنى يوجد في أصحابه صلى الله عليه وسلم، فإنا نرى مبغضيهم سود الوجوه في الدنيا قبل الآخرة كما هو مشاهد لكل من في قلبه إيمان.
أغلب هذه النقول مختصرة من كتاب الشرف المؤبد لآل محمد صلى الله عليه وسلم للشيخ يوسف النبهاني رحمه الله تعالى، والقسم التالي يتعرض لفضائل الخمس أهل العباء رضي الله عنهم.
(...الجواب...)
أولاً : ينبغي أن يُعلم أن محبة آل البيت دِين يَدِين به أهل السنة ، وقُرْبَة يتقربون بها ، ووسيلة يتوسّلون بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
حُبّ الصحابة كلهم لي مذهب *** ومودّة القُرْبى بها أتوسّلُ
ولا يجوز الوقوع في أحد من آل البيت كَرَدّة فِعْل لِمَا ألصقته بهم الرافضة من خُرافات وخُزعبلات ، هم منها براء ، أعني : آل البيت .(2/121)
ثانيا : ينبغي أن يُعلم أن آل البيت أعمّ من أن يكونوا في ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما .
قال زيد بن أرقم رضي الله عنه : أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ حُصَيْنٌ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ . قَالَ : كُلُّ هَؤُلاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . رواه مسلم .
ثالثا : قوله : (وردت خصائص تشمل آل البيت والصحابة رضي الله عنهم كالقطع لهم بالجنة وتحريمهم عن النار)
هذا غير صحيح ، وليس على إطلاقه ، وإنما يُقطَع بالجنة لِمَن قَطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة .
وكذلك قوله : (طلب إكرام فاسقهم وتوقيره واعتقاد أن ذنبه مغفور، وأن الله تعالى متجاوز عن سيئاته، ولا بد ولو بتوفيق الله إياه للتوبة النصوح قبل الموت ... )
هذا غلو وُمبالغة ، ولا يجوز هذا الاعتقاد ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ . رواه مسلم .
وما استَدَلّ به في آية الأحزاب ليس فيه دليل ، ولا فَهِم أحد من المفسِّرين ذلك من الآية .
والحديث الذي استُدِلّ به حديث موضوع مكذوب ، كما سيأتي .
ومن الغلو أيضا قوله : (أن محبتهم تطوَّل العمر وتبيض الوجه يوم القيامة، وبضد ذلك بغضهم)
فلم يَرِد في النصوص أن محبتهم سبب لطول العمر .
وكذلك ما يتعلق بياض الوجه وسواده ، إلاّ أن حُبّهم من جملة الطاعات التي تكون سببا في بياض الوجه ، بُغضهم من جملة المعاصي التي تُسوّد الوجه بِحسبها .
إلا أن الفضائل لا تثبت بالقياس .
قال ابن عبد البر : الفضائل لا مَدْخَل فيها للقياس والنظر ، وإنما يُقال فيها بما صَحّ التوقيف به . اهـ .
رابعا : ما ذُكِر من أحاديث :(2/122)
1 – الأحاديث في تحريم الزكاة على آل البيت صحيحة ، والزكاة تَحرُم على بني هاشم وبني الْمُطَّلِبِ ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّمَا بَنُو الْمُطَّلِبِ وَبَنُو هَاشِمٍ شَىْءٌ وَاحِد . رواه البخاري .
وهذا لأنه فُرِض لهم نصيبهم من الخمس إِكْرَامًا لَهُمْ ، كما قال تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ،وقوله : (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) .
وفي المسألة خلاف قديم .
قال ابن عبد البر : وقال بِدُخُول بني المطلب مع هاشم مِن فقهاء الأمصار : الشافعي وأبو ثور وأحمد . وأما سائر الفقهاء فيقتصرون فيه على بني هاشم . اهـ .
واختُلِف في صدقة التطوّع على بني هاشم ؛ فقال الإمام مالك : لا تَحِلّ الصدقة لآل محمد ، ولا بأس أن تُعْطَى مواليهم ، وإنما تَحْرُم على آل محمد الصدقة المفروضة دون التطوع .
وقال الإمام الشافعي : تَحْرُم صدقة الفرض على بني هاشم وبني عبد المطلب ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم في سهم ذي القربى ،وتَحِلّ صدقة التطوع عليهم وعلى كل أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن عبد البر في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تَحِلّ الصدقة لآل محمد " :
وهذا عندنا الصدقة المفروضة ؛ لأن عبد المطلب بن ربيعة والفضل بن عباس أرادا أن يستعملهما رسول الله على الصدقة فنهاهما علي رضي الله عنه عن سؤال رسول الله فلم يقبلا منه وردا عليه قوله ، وأتيا رسول الله فسألاه ، فقال لهما : إن الصدقة أوساخ الناس ، لا تنبغي لآل محمد . وأمر لهما بما أراده من الخمس .(2/123)
وقال ابن قدامة : لا نَعْلَمُ خِلافًا فِي أَنَّ بَنِي هَاشِمٍ لا تَحِلُّ لَهُمْ الصَّدَقَةُ الْمَفْرُوضَةُ . اهـ .
وقد نصّ أهل العلم على أن آل البيت إذا مُنِعُوا سهمهم من الغنيمة فإن الصدقة تَحِلّ لفقيرهم .
2 - ما نُسب إلى جبريل عليه السلام من قوله : " قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلاً أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم ولم أر بيتاً أفضل من بيت بني هاشم " . هو حديث ضعيف .
قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه موسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف .
وقال الألباني : ضعيف جدا .
وقد صحّت الأحاديث في فضل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه سيد ولد آدم ، وأنه أفضل ولد آدم .
وسبقت الإشارة إلى ذلك هنا
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=5599
ويكفي بني هاشم فَخْرًا قوله عليه الصلاة والسلام : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ . رواه مسلم .
فهم صفوة الله من خلقه .
3 – حديث : " كلُّ سببٍ ونسَبٍ وصِهْرٍ ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري "
ورد بلفظ : " كُلّ سَبَبٍ ونَسَبٍ يَنْقَطِع إلاَّ سَبَبِي ونَسَبِي " رواه مِن حديث عُمر : عبد الرزاق والطبراني في الكبير وفي الأوسط ، ومِن طَرِيقِه الضياء في المختارة ، ورواه البيهقي في الكبرى .
وقال الهيثمي في الْمَجْمَع : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل ، وهو ثقة .
وقال الألباني في الصحيحة : صَحِيح بِمَجْمُوع طُرُقِه . اهـ .
وله شَواهِد مِن حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، ومِن حَدِيث الْمِسْوَر بن مَخْرَمَة .
وفي بعض طُرُقه سبب استشهاد عمر رضي الله عنه بهذا الحديث ، ورغبته في أن يكون له نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .(2/124)
وأطال ابن كثير في تفسيره في إيراد ما يتعلق بهذه المسألة .
6 – حديث : " إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار " رواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريقين ، ثم قال : الطريقان : على عمر بن غياث ، ويقال فيه : عمرو ، وقد ضَعَّفَه الدارقطني .
وقال كان من شيوخ الشيعة .
وقال ابن حبان : يروى عن عاصم ما ليس من حديثه، ولعله سمعه في اختلاط عاصم والاحتجاج بروايته ساقط إذا انفرد .
وقال الدارقطني: إنما حَدّث بهذا عمر عن عاصم بن زر عن النبي صلى الله عليه وسلم فرواه عنه معاوية عن هشام فأفسده ووهم فيه .
قال المصنف : قلت : ثم إن الحديث محمول على ذريتها الذين هم أولادها خاصة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وكذلك فسره محمد بن على بن موسى الرضا ، فقال هو خاص للحسن والحسين . اهـ .
7 – حديث : " ما بال أقوام يقولون: إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع يوم القيامة ، بلى إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة ، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض "
لم يُورِد بقية الحديث ، وهي : " فإذا جئتم قال رجل : يا رسول الله أنا فلان بن فلان ، وقال آخر : أنا فلان بن فلان ، فأقول : فأما النسب فقد عرفته ، ولكنكم أحدثتم بعدي ، وارتددتم القهقرى . رواه الإمام أحمد .
وفي رواية له : تَزعُمُون أن قَرَابَتي لا تَنْفَع قَومِي ، والله إن رَحِمِي مَوْصُولَة في الدُّنيا والآخِرَة ؛ إذا كان يوم القيامة يُرْفَع لي قوم يُؤمَر بِهِم ذَات اليَسَار ، فَيَقُول الرَّجُل : يَا محمد أنا فلان بن فلان ، ويَقُول الآخَر : أنا فلان ابن فلان ، فأقُول : أمَّا النَّسَب قد عَرَفْت ، ولَكِنَّكم أحْدَثْتُم بَعْدِي ، وارْتَدَدْتُم عَلى أعْقَابِكُم القَهْقَرَى .
قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل وقد وُثِّق .
وقال شعيب الأرنؤوط : صحيح لغيره .(2/125)
8 – حديث : " النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمانٌ لأهل الأرض وفي الأرض "
رواه الطبراني والحاكم .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وفيه موسى بن عبيدة الربذي ، وهو متروك .
وقال الألباني : ضعيف .
9 – ما يُروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لِعليّ رضي الله عنه : " أما ترضى أن تكون رابع أربعة ، أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتُنا خلف أزواجنا "
حديث ضعيف .
رواه الإمام أحمد في " فضائل الصحابة " بإسناد فيه ضعف .
ورواه الطبراني بلفظ : " إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا ، وأزواجنا خلف ذرياتنا ، شيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا "
وفيه يحي الحماني ، وهو ضعيف .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه يحيى بن يعلى الاسلمي ، وهو ضعيف .
ورواه الحاكم بِنحوه .
وقال الذهبي : وحَرْب أيضا متكلم فيه ، والحديث باطل بهذا الإسناد . وقال ابن عدي : هو في عداد شيعة الكوفة . اهـ .
تنبيه : لا يصح تخصيص عليّ رضي الله عنه بقول " كرّم الله وجهه " ، ولا يَصِحّ ما يُدّعى أنه انفرد بأنه لم يعبد الأصنام ، فقد ثبت هذا لغيره من الصحابة رضي الله عنهم .
وفضل عليّ رضي الله عنه معلوم معروف .
10 – حديث : " إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذُريتي في صلب عليّ بن أبي طالب "
قال الهيثمي : رواه الطبراني ، وفيه يحيى ابن العلاء ، وهو متروك .
وقال الألباني : رواه الطبراني : عن عبادة بن زياد الأسدي : حدثنا يحيى بن العلاء الرازي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعا . قلت : وهذا موضوع ، آفته يحيى بن العلاء ، كذاب يَضَع . اهـ .
يعني : أنه يَضَع الحديث ، فحديثه موضوع مكذوب .
11 _ حديث : " من أراد التّوسل وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم "
لم أره في شيء من كُتُب السنة .(2/126)
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بِعترته وأهل بيته ، إلاّ أن إثبات علاقة صِلَة أهل بيته بالشفاعة يحتاج إلى دليل صحيح .
* من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضائل آل البيت :
حديث : " إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن " قال المتّقي الهندي في " كنْز العمال " : ابن عساكر عن عمر ، وفيه عمرو بن زياد الثوباني ، قال (قط) : يضع الحديث .
ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال : هذا حديث لا يصح ، وقد ذكرنا آنفا أن اليوناني كان كذابا ، وقال الدار قطني : كان يضع الحديث .
حديث : " إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلاَّ ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم عترتي خُلِقُوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله "
روى أوله أبو يعلى والطبراني .
وقال الهيثمي : رواه الطبراني ، وفيه بشر بن مهران ، وهو متروك.
وقال عن الطريق الأخرى للحديث : رواه الطبراني ، وفيه شيبه بن نعامة ، وهو ضعيف .
وقال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج بشيبة بن نعامة .
حديث : " إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك "
قال الهيثمي : رواه البزار والطبراني في الثلاثة ، وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري ، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر ، وهما متروكان .
وقال عن الطريق الأخرى للحديث : رواه البزار والطبراني ، وفيه الحسن بن أبي جعفر ، وهو متروك .
وأورده ابن كثير من حديث أبي ذر ، ثم قال : هذا بهذا الإسناد ضعيف .
حديث : " وعدني ربي في أهل بيتي مَن أقرَّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم " رواه الحاكم من طريق عمر بن سعيد الأبح .
وقال ابن عدي في ترجمة الأبح هذا : وقوله : " في أهل بيتي " في هذا المتن مُنْكَر بهذا الإسناد .
وقال الألباني : ضعيف جدا .(2/127)
وقال ابن حجر : قال بن حبان كان ممن يخطيء كثيرا حتى استحق التَّرْك ، وقال ابن عدي : منكر الحديث .
حديث : " أول من أشفع من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب ، ثم الأنصار ... "
أورده ابن عدي في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي ، ثم قال : وهذان الحديثان عن الليث لا يرويهما عنه غير حفص .
وقال ابن الجوزي : قال الدار قطني : تَفَرَّدَ به حفص عن ليث .
ثم قال : أما ليث فغاية في الضعف عندهم ، إلاَّ أن المتهم بهذا حفص.
قال أحمد ومسلم والنسائي: هو متروك.
وقال عبد الرحمن يوسف بن خراش: متروك يضع الحديث . اهـ .
وأورد الألباني حديث " كل بني أنثى ، فإن عصبتهم لأبيهم ، ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم " ، وقال : ضعيف .
وفضائل آل البيت كثيرة ، وكنت أشرت إلى طريقة أهل السنة وتقديرهم ومحبتهم لآل البيت هنا :
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=5405
والله تعالى أعلم .
***********************************
157-يدعى الالتزام وهو ابخل من اليهود
(...السؤال...)(2/128)
هدة قصة واقعية لشخص لا اقول انة صديق لى ولكنى اعرفة حق المعرفة عاشرتة طويلا والامر الدى اريد الحديت عنة لا يشملة هو فقط ولكن اغلبية كبيرة من الدين يدعون الالتزام هدا الشخص بعتة كتب علمية تفسير ابن كتير وكتب الحديت الستة وموطا مالك وبعض الكتب الاخرى انقص من تمنهم كتيرا وماطلنى فى الدفع مع قدرتة على الدفع وقد قال علية الصلاة والسلام مطل الغنى حرام هدا الشخص وغيرة ممن يدعون الالتزام يقومون بكل شعائر الاسلام الضاهرة من صلاة وصيام بل وقيام ليل بل وعمرة وهدا السخص اعتمر مرتين وقلت لة لما تعتمر مرتين اعطى تمن العمرة التانية للفقراء والمساكين هنا وما اكترهم فى بلدنا ولكنة لم يصغى الى وقد استفتيتك فى منتدى المشكاة عن دلك المهم هعدا الشخص وغيرة الكتير يفعلون كل العبادات الضاهرة بل ويدعون االانتساب للسنة ولكن شى واحد لا يقتربون منة الانفاق الانفاق فى سبيل الله اعانة المحتاج الارملة المسكين الفقير اليتيم اطعام الطعام هنا تجدهم ينتسبون الى اليهود فى البخل والعياد بالله ترى لقد عاشرت هدا السخص اكتر من اربع سنين وهو جار سابق لم يدعونى الى طعام قط وهو يعرف انى فقير وعازب يمر رمضان وغيرة ولا يدخل الواحد منهم مسكينا الى بيتة لاطعامة اين الايات التى تحض على الانفاق اين الاحاديت افشاء السلام اطعام الطعام اليست اسوتكم الرسول علية الصلاة والسلام اليس هو اجود الناس فادا جاء ؤمضان كان كالريح المرسلة ولكن هولاء ادا جاء رمضان كانوا كاليهود فى البخل شيخنا هدا واقع عشتة هل هدا هو الاسلام هل هدة هى السنة الرجاء اتحافنا ببحت مطول عن هدة المسالة وقد قال علية الصلاة والسلام لا يجتمع الايمان والبخل فى قلب رجل مسلم او كما قال وقال اتقوا الشح الى غير دلك من الاحاديت التى تدم البخل واهلة فقد ضقت درعا بهولاء القوم
(...الجواب...)(2/129)
أولاً : لا ينبغي تعميم الأحكام ، ولا إطلاق الوصف على الأغلبية ؛ لأن الإنسان قد يُعاشر فئة من الناس تشترك في بعض الأخطاء ، ويبقى في الناس خير ، وفي أهل الدِّين والتَّدَيّن خير وبركة .
ثانيا : قد يُوجد بعض الْخَلَل في بعض الأشخاص ، ويوجد بعض النقص في بعض المُتَدَيّنين ، وذلك لأنهم لا يَنْفَكّون عن طبائع البشر .
ومن تأمّل في أحوال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وَجَد أنهم لا يَنْفَكّون عن طبائع البشر ، وعن تأثير النفس البشرية ، هذا وهم في أعلى مقامات البشر .
وإذا كان خيار الناس بعد الأنبياء ، وهم الصحابة رضي الله عنهم وُجِد في بعضهم بعض تلك الصِّفَات ، كالبُخْل ، فلئن تكون في غيرهم أوْلَى .
كما أن الإنسان قد يكون مُتدينا ويكون بخيلا ، وقد يكون مُتدينا ويكون جبانا !
وكنت أشرتُ إلى ما يقع من خلل في التّدَيّن هنا :
خَلَل في التَّدَيُّن..
http://www.al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1492
ثالثا : لا يحسن أن يفتح الإنسان عينيه على عيوب الناس وينسى عيب نفسه ، فقد تكون العيوب في الإنسان أكثر مما في الناس ، إلاّ أنه لا يراها !
وقد قيل :
أرى كل إنسان يرى عيب غيره ... ويعمَى عن العيب الذي هو فِيه
وما خير مَنْ تخفى عليه عيوبه ... ويبدو له العيب الذي لأخيه
قد يكون جفاء الناس للإنسان بسبب عيوبه هو ، لا بسبب عيوبهم هم ..
ولا يعني هذا سلامة الآخرين من العيوب .
فعلى الإنسان مراجعة حساباته قبل مُحاسبة غيره ، واتِّهَام نفسه قبل اتِّهام الآخرين ..
أخيرا :
ما مِن شكّ أن الإسلام دَعا إلى كل خُلُق فاضل ، ونبذ كل خُلُق رديء ..
وقد لَخّص النبي صلى الله عليه وسلم دعوته وبِعثته في كلمة واحدة ، فقال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . رواه البيهقي وغيره .
وقد قال عليه الصلاة والسلام : إن الله يُحبّ معالي الأمور وأشرافها ، ويكره سفسافها . رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وصححه الألباني .(2/130)
وأداء حقوق العباد مُقدّم على نوافل الصدقات والقُرُبات .
والله تعالى أعلم .
***********************************
158-كيف نردُّ على رافضي يطعن في خالد بن الوليد رضي الله عنه –
(...السؤال...)
بماذا يرد على الشيعي الذي يقول:
اقتباس
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...137&CID=194&SW =نويرة#SR1 كنز العمال للمتقي الهندي: خالد بن الوليد يقتل مسلما بعد ان اخبره ان لم يرتد وشهد ابوقتادة ان لم يرتد فيصر خالد على قتل مالك والزنا بزوجته!! وعمر يطلب من أبوبكر قتل خالد على جريمته وأبوبكر يقول: تأول فأخطأ!!
الصحابي خالد بن الوليد يقتل الصحابي مالك بن النويرة ويتزوج امراة مالك في نفس الليلة !!!! يلهذا الدين ويالهؤلاء الصحابة ويالهذه الاحكام التي قالها ((((الخليفة ابي بكر)))التي هي اعجب من قتل خالد لمالك ...
هل تعلمين من هو مالك ابن النويرة ... مالك هو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (((اذا اراد احدكم ان ينظر لرجل من اهل الجنة فلينظر الى مالك ))).... رحم الله مالك . وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا...
(...الجواب...)
أولا : لا يُقال " شيعي " وإنما يُقال رافضي ! ورحم الله فقهاء الأمة إذا كانوا يقولون من رمى غيره بألفاظ نابية أنه يُعزّر ، وعدّوا من تلك الألفاظ قول ( يا رافضي ) ! وما ذلك إلاَّ لِخُبْثَ الروافض !
وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَا ثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ ! وفي " تكلمة المجموع " : ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب .
ورَحِم الله أئمة أهل السنة إذ كانوا يَرون أن أقوال الرافضة توجِب الْحَدَث ! قال طلحة بن مصرف : لولا أني على وضوء لأخبرتك ببعض ما تقول الشيعة ! رواه الإمام اللالكائي .(2/131)
ورحم الله ابن القيم إذ قال عن الرافضة :
وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ، فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة. واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيونات وأخلاقها وأعمالها .
ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم ! كيف تراها بادية عليها ، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ، بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ، فإن لم تقرا نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين !
واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيُبادِر إليه !
فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنَطِبقًا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ، ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم ! فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين . اهـ .(2/132)
وقد قرر أئمتنا أن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عُدول ، ولا ينتقص أحدًا منهم إلاّ زِنديق . وهذا ما دلّ عليه صريح القرآن في قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) .
قال الإمام مالك : من أصبح وفي قلبه غيظٌ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية .
وعن جعفر بن محمد ابن علي عن أبيه عن جده علي بن الحسين رضي الله عنه، أنه جاءه رجل فقال له : يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما تقول في عثمان ؟ فقال له : يا أخي أنت من قوم قال الله فيهم : (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ) الآية ؟
قال : لا ! قال : فو الله لئن لم تكن من أهل الآية ، فأنت من قوم قال الله فيهم : (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ) الآية ؟ قال : لا . قال : فو الله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام ، وهي قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) الآية .(2/133)
قال الإمام البيهقي في " الاعتقاد " : فأثنى عليهم ربهم وأحسن الثناء عليهم ، ورَفَع ذِكْرهم في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ، ثم وعدهم المغفرة والأجر العظيم فقال : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) ، وأخبر في آية أخرى برضاه عنهم ورضاهم عنه ، فقال : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ، ثم بَشَّرَهم بِمَا أعَدّ لهم ، فقال :
(وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، وأمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعفو عنهم والاستغفار لهم ، فقال : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) ، وأمَره بِمُشَاوَرَتِهم تطييبا لقلوبهم وتَنْبِيهًا لِمَن بعده من الحكام على المشاورة في الأحكام ، فقال : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ونَدَب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم وأن لا يجعل في قلوبهم غِلاًّ للذين آمنوا ، فقال : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) .
ثانيا : من أراد أن يستدل على قوله فليأتِ بِصحّة ما يدّعيه ويزعمه . وأين هي الأسانيد الثابتة الدالة على أن خالدا رضي الله عنه فعل ذلك كله ؟
أيعلم هذا الرافضي فيمن يتكلّم ؟ إنه يطعن في خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي " سيف الله المسلول " !
أتدري فيمن تطعن ؟
في أقوام حطّوا رِحالهم في الجنة !(2/134)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن أبي بكر رضي الله عنه : إن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت مُتخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلاّ سُدّ إلاّ باب أبي بكر . رواه البخاري ومسلم .
وأبو بكر قد بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة . وقال عليه الصلاة والسلام في شأن خالد بن الوليد رضي الله عنه : وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا ، قَدْ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . رواه البخاري ومسلم .
وشَهِد عليّ رضي الله عنه بِفضل أبي بكر رضي الله عنه ، إذ لا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلاّ أهل الفضل ! قال محمد بن الحنفية قلت لأبي ( علي بن أبي طالب ) : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان . قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .
أما القصة المذكورة فقد ذَكرها سيف بن عمر في " الفتوحات " وسيف ليس عمدة في الرواية . ولذلك لَمَّا أورد ابن الجوزي حديث موضوعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إسناده " سيف بن عمر " ، قال ابن الجوزي : وفيه مجهولون وضعفاء ، وأقبحهم حالاً سيف ! وقال ابن حبان : يروى الموضوعات عن الأثبات .
وكذلك الهيثمي لَمَّا أورد حديثا وفي إسناده " سيف بن عمر " قال : وفيه سيف بن عمر التميمي ، وهو ضعيف . وكذلك الذهبي لََّما ذَكَر ضَعْف أبي مِخنف ، قال : وهو مِن بَابَةِ سَيف بن عمر التميمي صاحب " الردة " !
ومعلوم أن كِتاب " كَنْز العمال " كِتاب جَمَع فيه مؤلّفه من غير اشتراط صِحّة ، بل ولا أسانيد ، كهذه القصة التي نقلها الرافضي منه !(2/135)
ثم لو افترضنا صِحّة ذلك كله ، فأين هي حسنات خالد بن الوليد رضي الله عنه ؟ وأين هي أيضا حسنات أبي بكر رضي الله عنه ؟ أغَمِطَها الرافضي كلها في جرّة قَلَم ؟! أبَلَغَه أن الله سَخِط على أصحاب نبيِّه صلى الله عليه وسلم بعد أن رضي عنهم ؟!
ولو افترضنا صِحّة ذلك لَكان لِخالدٍ رضي الله عنه عُذره ، فهو آنذاك في حروب أهل الرِّدَّة ، وقد بعثه أبو بكر رضي الله عنه على حروب الْمُرْتَدِّين . وقد اعتذر خالد رضي الله عنه بِما كان يقوله مالك بن نويرة .
وكان خالد رضي الله عنه يقول : إنما أمَر بِقَتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما أخال صاحبكم إلاَّ قال كذا وكذا ! فقال له : أوَ مَا تَعُدّه لك صاحبا ؟
ومن هنا فقد اختلف المؤرِّخون حول مقتل مالك بن نويرة ، هل قُتِل على الإسلام أو قُتِل مُرتدًّا ؟ وعلى كُلّ حال فالقوم أفضَوا إلى ما قدّموا ، وليس لدينا أسانيد ثابتة تدلّ على صِحّة القصة ، ولو ثبتت القصة لم يكن لأحد أن يطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه .
كما أن القصة لم تتضمّن صراحة ذِكْر زواج خالد رضي الله عنه بها ليلة مقتل مالك بن نويرة . ومع ذلك فلو ثبت ذلك لكان خالد رضي الله عنه معذورا ، وذلك أن خالدا رضي الله عنه لم يقتل مالكا إلاّ لاعتقاده أنه ارتد عن الإسلام ، فكان حلال الدم والمال ، هذا من جهة .
ومن جهة ثانية فقد اخْتُلِف في استبراء السبايا حال سبيِهِنّ ، فقد قال بعض أهل العلم : السَّبِيَّةُ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ بِأَرْضِهَا يَسْبِيهَا الْمُسْلِمُونَ فَتُبَاعُ فِي الْمَغَانِمِ فَتُشْتَرَى وَلَهَا زَوْج قَالَوا : فَهِيَ حَلال .(2/136)
ففي المدونة على مذهب الإمام مالك : قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أَصَبْنَا سَبْيًا يَوْمَ أَوْطَاسٍ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) فَاسْتَحْلَلْنَاهُنَّ .
وهذا رواه النسائي في الكبرى .
وهذا الخلاف موجود حتى في " الفقه الشيعي " ! وعُذر ثالث أنه قد تكون حائضا فطهرت من ليلتها ، فعلى هذا رأى خالد رضي الله عنه جواز استرقاقها ، ومن ثم الاستمتاع بها .
وفي " دعائم الإسلام " (فقه شيعي) : عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال : من اشترى جارية و هي حائض فله أن يطأها إذا طهرت . اهـ . ولو افترضنا صِحّة القصة جدلاً .. أليست الرِّدَّة أعظم من القتل ؟ ومع ذلك فلو ارتد مُسْلِم ثم قَتَل ثم تاب لم يكن لِيُقْتَل ! بل تُقْبَل توبته .
ومِن عَجَب أن يطعن الرافضة في مثل أبي بكر وفي مثل خالد مع ما سبق لهم من الحسنى ، ثم نجدهم يرفعون من شأن من لم تُعرف له قَدَم في الإسلام أصلا ! كأبي لؤلؤة المجوسي ! فهو مجوسي كافر ، ومع ذلك أقاموا له الأضرحة في " إيران " ! والرافضة تُسمِّيه " بابا شجاع الدِّين " ! وما ذلك إلاّ لِكونه هو الذي قَتَل عمر رضي الله عن عُمر ..
فهذه من متناقضات الرافضة ، وما أكثرها !!
ورَحِم الله أئمة آل البيت إذ لو كان أحد منهم حيا لَضَرَب عُنُق هذا الرافضي ! قال الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم لِرَجُل مِن الرافضة : إنّ قَتْلَك قُرْبة إلى الله ! فقال : إنك تَمْزَح ، فقال : والله ما هو مِنِّي بِمِزَاح .(2/137)
وكان بحضرته رَجل ذَكَر عائشة بِذِكْر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ! فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ! فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي خبيث ؛ فهو كافر ، فاضربوا عنقه . قال القاضي عتبة بن عبد الله الهمداني : فَضَرَبُوا عُنقه وأنا حاضر . رواه اللالكائي .
وعن أبي جعفر بن الفضل الطبري أن محمد بن زيد أخَا الحسن بن زيد قَدِم عليه من العراق رجلٌ يَنوح بين يديه ، فَذَكَر عائشة بِسُوء ، فقام إليه بعمود وضرب به دماغه ! فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا وممن يتولانا ، فقال : هذا سَمَّى جَدِّي قِرْنان ، اسْتَحَقّ عليه القتل ، فَقَتَلْتُه . رواه اللالكائي .
ومِن عَجَب أن يتكلّم " الرافضة " في هذه المسائل ، وهم أكثر الناس خوضا وتخوّضا في " الجنس " !
فقد تمتّع أحد ملالي الرافضة بامرأة ! ثم تمتّع بابنتها بعد ستة عشر عاما ! وهذا يعني أنه تمتّع بامرأة فَحَمَلت منه ، ثم تمتّع بابنته من المتعة !
ومن عجب أن يتكلّم الرافضة أيضا في مسائل الفقه ، وهم يعتقدون أن فضلات الأئمة طاهرة يُتبرّك ويُتمسّح بها ! هذا هو الفقه الرافضي !(2/138)
روى الكليني في " الكافي " (الجزء الأول – ص 388 ) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : لِلإِمَامِ عَشْرُ عَلامَاتٍ يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ، وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتِهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَ لا يُجْنِبُ ، وَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لا يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَ لا يَتَثَاءَبُ وَ لا يَتَمَطَّى ، وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ ، وَ نَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ .
النجو : الغائط !!!
و" الكافي " أصح الكُتُب عند الرافضة !
* تنبيه : مِن أعجب ما رأيت في هذا القول استدلال الرافضي بقول عمر رضي الله عنه ! وعمر من ألدّ أعداء الرافضة ، وهم يلعنون أبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما )
فليس حُبًّا في عُمر بِقَدْر ما هو التشفِّي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ! وكذلك الترحّم على مالك بن نويرة ، ليس حُبًّا في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، بل من أجل الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم . والله تعالى أعلم .
***********************************
159-شيخ وعالم ورجل دين" ألقاب بحاجة إلى مراجعة
(...السؤال...)
ارجوا افادتي حول صحة هذا المقال فانا غير مقتنعه بما ذكر
البعض يقول الشيخ فلان، والآخر يقول العالم فلان، والثالث يقول رجل الدين، ناهيك عن سيل الألقاب التي تنهال على المتحدث أو الضيف، فهو العالم العلامة والبحر المدقق الفهامة، مفتي الناس وإمام الأمة، وحيد عصره وسابق أوانه.
أولاً: كلمة"شيخ" مفردة، جمعها أشياخ وشِيخان وشُيوخ ومَشايخ. والشيخ: وفق ما جاء في لسان العرب هو:منْ استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب، ويوافق هذا قوله تعالى في سورة القصص أية 23 "لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ" فضعف الشيخ الكبير"شُعيب" اضطر بناته للسقاية.(2/139)
وقال تعالى في سورة هود آية 72 " قَالَتْ يا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ".أي تتعجب أن تلد وزوجها كَبرُ وشاخ.
وقال تعالى في سورة يوسف آية 78 " قَالُواْ يأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ". وقد تُطلق كلمة "شيخ" على الشخص المتزوج جاء في الآية المنسوخة " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما".
ويقول أبي أمية الحنفي:
زعمتني شيخاً ولست بشيخ
إنما الشيخ من يدب دبيبا
ثانياً:"عالم" مفرد جمعه عُلماء، ويقول الزجاج: لا واحد لعالَمٍ من لفظه لأَن عالَماً جمع أَشياء مختلفة،فإِن جُعل عالَمٌ لواحد منها صار جمعاً لأَشياء متفقة، وعَلَم نقيضُ جَهَل، فعالم بالتجارة وعالم بالزراعة وغيره، والعالِم الذي يَعْملُ بما يَعْلَم، فعن ابن مسعود أَنه قال: ليس العلم بكثرة الحديث، ولكن العِلْم بالخَشْية، وعلى قول بن مسعود هذا فإن الخشية يعلمها الله، ولا عالم إلا منْ علمه الله واختاره يقول تعالى "إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ من عبادِه العُلَماءُ" وهو وحده سبحانه"عالِمُ الغَيْبِ والشَّهادةِ".
ثالثاً: "رجل دين" كلمة تُقال لرجل الكنيسة القائم بشؤونها ولا يجوز أن تُقال لمسلم، وترجمتها بالإنجليزية (Religion Scholars) وهي تعني رجال الأكليروس.
وقد أسس رجال الدين بالكنيسة -باطلاً- مُبرر وجودهم وهو "التوسط بين الله والخلق" وهذا مبدأ لديهم يقتضي ألاَّ يذهب الإنسان إلى رجل الدين ليعلمه كيف يعبد إله، بل ليعبد الله بواسطته وكذلك ليس للمذنب أن يتجه بتوبته إلى الله طالباً الصفح والمغفرة، بل عليه أن يتجه إلى رجل الدين مُعترفاً أمامه بذنبه ليقوم بالتوسط لدى الله فيغفر له.(2/140)
ختاما لغتنا العربية غنية بمفرداتها، وقد ضاع العامة أمثالي بين المتحدثين وضيوفهم، كما ضاع جاهلي القوم بين صفحات الشبكة العنكبوتية.
(...الجواب...)
بعض الكُتّاب حينما يقرأ حرفا أو معلومة فإنه يبني عليها أحكاما أو أقوالاً تكون خاطئة ؛ لأنه يكون حَفِظ شيئا وغابت عنه أشياء !
ومثله هذا ، مع ما فيه من الخطأ فإن فيه تعالُمًا ! باستثناء ما يتعلق بالمصطلح الثالث ، فإن مُصطلح " رجل دِين " أصله مُصطلح نصراني ، كما ذُكِر .
قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد حفظه الله في " معجم المناهي اللفظية " :
الدين في الفكر الغربي بشتى مذاهبه ودياناته يعني : العبادة المصحوبة بالرهبة أو الوحشة . ومعنى هذا أن رجل الدين لا يصلح لِفَهم أمور المعاش بسبب انقطاعه عن محبة الناس ، وليس كذلك في مفهوم الإسلام الذي لا يعترف بأن هناك رجل دين له نفوذ واختصاص ، فكل مسلم رجل دِين ودُنيا .
فالدين في المفهوم الإسلامي هو : ما شرعه الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيما ينظم صلة العبد مع ربه ومع عباده على اختلاف طبقاتهم ، وينظم أُمور معاشه وسلوكه ، من غير وجود وساطة بشرية .
ولهذا فلا تجد في المعاجم الإسلامية ما يسمى برجال الدين ، وإنما تسربت بواسطة المذاهب المادية وخاصة : العلمانية . وقد بسط الأُستاذ الحوالي عن هذه الاصطلاح في كتابه (( العلمانية )) فشفى ، ويرجع إليه . والله أعلم . اهـ .
أما ما يتعلق بِمصطلح ( شيخ ) فهذا ليس صحيحا أنه لا يُطلق إلاّ على من كَبُر سِنّه وشاخ .
قال الراغب الأصفهاني في " المفردات في غريب القرآن " :
( شيخ ) يُقال لمن طَعَن في السن : الشيخ ، وقد يُعبر به فيما بيننا عَمَّن يَكْثُر عِلْمه لما كان من شأن الشيخ أن يَكثر تجاربه ومعارفه . اهـ .
وقد يُطلق من باب التبجيل .
قال الفيروزآبادي في " القاموس " : وشَيَّخَهُ : دَعَاهُ شَيْخاً تَبْجيلاً .(2/141)
وقال ابن منظور في " لسان العرب " : وشَيَّخْته : دَعَوْتُه شَيْخاً للتبجيل .
وكذلك ما قيل في مُصطلح ( عالِم ) ، فإنه لا يلزم من الوصف بالعِلْم التزكية ، ولا الوصف بالخشية ، فقد وُصِف بالعِلْم من طلبه لأجل الدنيا .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر : إياكم والمنافق العَالِم ! قالوا : وكيف يكون المنافق عَالِمًا ؟ قال : يتكلم بالحق ، ويعمل بالمنكر .
قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِىُّ : الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ : فَرَجُلٌ عَاشَ فِى عِلْمِهِ وَعَاشَ مَعَهُ النَّاسُ فِيهِ ، وَرَجُلٌ عَاشَ فِى عِلْمِهِ وَلَمْ يَعِشْ مَعَهُ أَحَدٌ ، وَرَجُلٌ عَاشَ النَّاسُ فِى عِلْمِهِ وَكَانَ وَبَالاً عَلَيْهِ . رواه الدارمي .
وروى الدارمي أيضا عن سُفْيَان قَالَ : كَانَ يُقَالُ الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ : عَالِمٌ بِاللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لاَ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ .
وقد وَصَف النبي صلى الله عليه وسلم حَمَلة العِلْم من بعده بذلك .
فقال عليه الصلاة والسلام : إن العُلَماء هم وَرَثة الأنبياء . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه .(2/142)
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن قَبْض العِلم يكون بِقَبْض العلماء ، في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالا ، فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا . رواه البخاري ومسلم .
قَالَ ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما : هَلْ تَدْرُونَ مَا ذَهَابُ الْعِلْمِ ؟ قال قابوس : قُلْنَا : لاَ . قَالَ : ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ . رواه الإمام أحمد والدارمي .
وقال أَبِو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه : مَا لِى أَرَى عُلَمَاءَكُمْ يَذْهَبُونَ وَجُهَّالَكُمْ لاَ يَتَعَلَّمُونَ ؟ فَتَعَلَّمُوا قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ ، فَإِنَّ رَفْعَ الْعِلْمِ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ .
قال هلال بن خباب : سألت سعيد بن جبير قلت : يا أبا عبد الله ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك علماؤهم . رواه ابن أبي شيبة .
وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم مِن طَلَب العلم من أجل مُجاراة العلماء أو مماراة السفهاء ، فقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ . رواه الترمذي من حديث كَعْبِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه ، وقال الألباني : حَسَن .
ورواه ابن ماجه من حديث ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما .
قال عليه الصلاة والسلام : ليس من أمتي من لم يُجِلّ كبيرنا ، ويرحم صغيرنا ، ويَعرف لِعَالِمِنا حقه . رواه الإمام أحمد .(2/143)
ويصح إطلاق وصف ( عالِم ) على العالم بالعِلْم الشرعي ، وهو المراد عند إطلاقه في النصوص ، وفي كلام أهل العلم .
قال الراغب الأصفهاني في " المفردات في غريب القرآن " :
العِلم : إدراك الشيء بحقيقته ، وذلك ضَرْبان :
أحدهما : إدراك ذات الشيء .
والثاني : الْحُكْم على الشيء بوجود شيء هو موجود له ، أو نفي شيء هو مَنْفِيّ عنه .
فالأول : هو المتعدي إلى مفعول واحد نحو : (لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) .
والثاني المتعدي إلى مفعولين نحو قوله : (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ) .
ولا يَزال العلماء منذ أكثر من ألف عام يَصِفُون العالم بذلك ، ويصفونهم بالشيوخ أيضا .
وبناء على ذلك فإن قائل ذلك القول يلزمه تخطئة علماء الأمة منذ أكثر من ألف سَنَة ، فإنه يَصِفُون العالِم بمثل هذه الأوصاف ( شيخ ) و ( عالِم ) .
صحيح أن السلف كانوا يتحاشون مثل تلك الأوصاف التي ذُكِرت في أوّل الكلام ، مع غزارة عِلْمهم ، إلاّ أن وصف العالِم بهذا الوصف ، أو وصفه بـ " الشيخ " ليس مما يُنكَر لُغة وعُرْفا .
إلاّ أنهم كانوا يُطلِقون على العالِم وصف ( عالِم ) .
قَالَ أَبِو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه : وَمَا نَحْنُ لَوْلاَ كَلِمَاتُ الْعُلَمَاءِ ؟ رواه الدارمي .
روى الإمام مالك في الموطأ من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ حُزَابَةَ الْمَخْزُومِيَّ صُرِعَ بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ ، فَسَأَلَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ عَنْ الْعُلَمَاءِ ، فَوَجَدَ : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ ... الحديث .(2/144)
فهذا وصف شائع منذ زمن الصحابة ، يُوصَف به الواحد من أهل العلم ، وهو كما رأيت جاء في الأحاديث النبوية وفي آثار السلف ، ولا يُشكل عليه ما جاء في قوله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ، فإن العالِم بالله حقًّا هو من يخشى الله عزّ وَجَلّ .
وتقدّم قول سُفْيَان قَالَ : كَانَ يُقَالُ الْعُلَمَاءُ ثَلاَثَةٌ : عَالِمٌ بِاللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِأَمْرِ اللَّهِ ، وَعَالِمٌ بِاللَّهِ عَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْكَامِلُ ، وَعَالِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَيْسَ بِعَالِمٍ بِاللَّهِ لاَ يَخْشَى اللَّهَ فَذَلِكَ الْعَالِمُ الْفَاجِرُ .
والله تعالى أعلم .
***********************************
160-حول التسبيح بالحصى أو بالنوى
(...السؤال...)
كنتم قلتم حفظكم الله : (ولم يصح عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم ولا عن أحد من أصحابه أو عن أحد من زوجاته التسبيح بالحصى أو بالنوى أو بغيرها مما ابتدعه الناس للتسبيح ، كالسّبحة أو العداد الآلي الجديد !)
فأورد بعض الإخوة هذا التعقيب :
----
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.اما بعد:فالاصل بمشروعية السبحة:
1 - عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلمي عقد التسبيح بيده وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بالعقد بأصابعهن فقال : (عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالانامل فانهن مسؤولات ومستنطقات) ابو داود والترمذي واحمد والطبراني في الكبير وابن ابي شيبةفي المصنف وصححه الذهبي وحسنه ابن حجر في امالي الاذكار والنووي في الاذكار.(2/145)
اما القول (ولم يصح عن النبي صلى الله عليه على آله وسلم ولا عن أحد من أصحابه أو عن أحد من زوجاته التسبيح بالحصى أو بالنوى أو بغيرها مما ابتدعه الناس للتسبيح ، كالسّبحة أو العداد الآلي الجديد ! )
فقد اخرج الترمذي (3554) والحافظ والطبراني عن صفية قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة اسبح بهن فقال :ما هذا يا بنت حيي" ؟قلت :اسبح بهن قال:قد سبحت منذ قمت على راسك اكثر من هذا قلت علمني يا رسول الله قال:قولي سبحان الله عدد ما خلق من شىء).حديث صحيح
وفي حديث اخرجه ابو داود والترمذي وحسنه ,والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه عن سعد بن ابي وقاص (انه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى او حصى تسبح فقال: اخبرك بما هو ايسر عليك من هذا وافضل؟ قولي سبحان الله عدد ما خلق في السماء سبحان الله عدد ما خلق في الارض سبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله هدد ما هو خالق /الله اكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا اله الا الله مثل ذلك ولا قوة الا بالله مثل ذلك ) .
فلم ينهها عن ذلك وانما ارشدها الى ما هو ايسر وافضل ولو كان مكروها او حراما لما سكت على امر كهذا, والسبحة لا تزيد عن مضمون هذا الحديث الا بضم النوى في خيط واذا كان الحديث صحيحا فهل اضافة الخيط تؤدى الى المنع؟؟
وفي معجم الصحابة للبغوى وتاريخ ابن عساكرمن طريق معمر ابن سليمان عن ابي بن كعب عن جده بقية عن ابى صفية مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به الى نصف النهار ثم يرفع فاذا صلى الاولى اتى به فيسبح به حتى يمسى).واخرجه الامام احمد في الزهد ثنا عفان ثنا عبد الواحد بن زياد عن يونس ابن عبيد عن امه قالت: رايت ابا صفية_ رجل من اصحاب رسول الله وكان جارنا_قالت: فكان يسبح بالحصى )(2/146)
واخرج الامام احمد في الزهد عن عبد الرحمن قال:كان لابي الدرداء رضي الله عنه نوى العجوة في كيس, فكان اذا صلى الغداة اخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن.
واخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلي ان سعدا بن ابي وقاص كان يسبح بالحصى ,واخرج ابن ابي شيبة في المصنف عن مولاة لسعد ان سعدا كان يسبح بالحصى او النوى.
واخرج عبد الله بن الامام احمد في زوائد الزهد من طريق نعيم بن محرز بن ابي هريرة عن جده ابي هريرة انه كان له خيط فيه الفا عقدة فلا ينام حتى يسبح به .
وذكر الحافظ عبد الغنى في الكمال في ترجمة ابي الدرداء عويمر رضي الله عنه انه كان يسبح في اليوم مائة الف تسبيحة وذكر ايضا عن سلمة بن شبيب قال:كان خالد بن معدان يسبح في اليوم اربعين الف تسبيحة سوى ما يقرا ,ومن المحقق ان هذا العدد واقل منه بكثير لا يحصر بالانامل لذا لا بد من شىء او الة يعدان بها.
وقد ورد ان الحسن البصري كان يستعمل السبحة والبصري كان في عصر الصحابة. وفي الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي: يحل نحو الجلوس على الحرير بحائل ولو رقيقا ومن استعماله المحرم التدثر به ويحل جمع الطارز منه على الكم اذا كان بقدر اربعة اصابع وخيط السبحة وكيس المصحف.
وقال ابن الجوزي السبحة مستحبة لما في حديث صفية انها كانت تسبح بنوى او حصى وقد اقرها النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها والسبحة في المعنى اذ لا يختلف الغرض كونها منظومة او منثورة, وفي الد المختار (في مذهب ابي حنيفة) لاباس باتخاذ السبحة لغير رياء , وقال السيوطي قد اخذ السبحة سادات يشار اليهم ويؤخذ عنهم ويعتمد عليهم كابي هريرة وصفية وابي الدرداء وغيرهم ..........وقال ابن عابدين في حاشيته لا باس باتخاذ السبحة ودليل الجواز ما رواه ابو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم وقال صحيح الاسناد عن سعد بن ابي وقاص.......(2/147)