الحمد لله وبعد ،
صدر عن دار الثبات للنشر والتوزيع بالرياض كتاب بعنوان " فتاوى حول بعض الكتب " ، والفتاوى لكل من : اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - .
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - .
فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - .
وفكرة الكتاب جيدة ، وذلك أنه جمع فتاوى العلماء في بعض الكتب التي يحتاج فيها طالب العلم والعامي إلى آرآ العلماء ، ولكي يستنير برأيهم في تلك الكتب ، وخاصة أن كثيرا من الكتب فيها النافع وغير النافع .
وقد اخترت بعضا من هذه الفتاوى لطرحها هنا لتعم الفائدة من الكتاب ، وخاصة للذين لا يستطيعون أن يصلوا إلى الكتاب بحكم صعوبة الوصول إليه إما بسبب بعد المسافات للحصول عليه ، أو لقلة ذات اليد .
وقد اخترت من الفتاوى ما ورد مصرحا فيها بأسماء الكتب فقط .
ومع هذه الفتاوى راجيا الله أن ينفع بها .
***********
كتاب الدعاء المستجاب
هناك بعض الكتب الخاصة بالأذكار والأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مثلا كتاب " الدعاء المستجاب" وقد وجدت فيه أدعية لكل يوم من أيام الأسبوع ، فهناك أدعية وأذكار ليوم الجمعة ، وأخرى ليوم السبت ، وهكذا . فهل الالتزام بهذه الأذكار بدعة أم هو من السنة ؟
الجواب : هذا كتاب غير معتمد ، وصاحبه حاطب ليل يجمع الغث والسمين ، والصحيح والضعيف والموضوع فلا يعتمد عليه ، ولا يجوز أن يخصص أي يوم أو أي ليلة بشيء إلا بدليل عن المعصوم عليه الصلاة والسلام .
فهذا الكتاب لا يعتمد عليه ، ولكن تراجع الكتب الأخرى فما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أذكار أو أدعية تقال في الصباح أو المساء شرع ذلك ، وما لا فلا .(1/1)
وأما كتاب : " الدعاء المستجاب " فلا يعتمد عليه ، لأن صاحبه ليس بأهل لذلك ، لأنه كما قلنا يجمع بين الغث والسمين ، والصحيح والضعيف والموضوع .
وقد كتبنا في ذلك رسالة سميناها : " تحفة الأخيار بما صح من الأدعية والأذكار " فراجعها إن شئت .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - . فتاوى نور على الدرب (1/55) - في العقيدة .
إضافة :
تكلم الشيخ مشهور حسن آل سلمان على الكتاب في كتاب " كتب حذر منها العلماء " (2/209 - 210) .
***********
كتاب درة الناصحين
س : قرأت في كتاب درة الناصحين في الوعظ والإرشاد ولعالم من علماء القرن التاسع الهجري اسمه : عثمان بن حسن بن أحمد الخوبري قرأت ما نصه : عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جده أنه قال : إن الله تعالى نظر إلى جوهرة فصارت حمراء ، لم نظر إليها ثانية فذابت وارتعدت من هيبة ربها ، ثم نظر إليها ثالثة فصارت ماء ، ثم نظر إليها رابعة فجمد نصفها فخلق من النصف العرش ومن النصف الماء ، ثم تركه على حاله ومن ثم يرتعد إلى يوم القيامة .
وعن علي رضي الله عنه : أن الذين يحملون العرش أربعة ملائكة لكل ملك أربعة وجوه أقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة مسيرة خمسمائة عام .
أرجو أن تفيدوني عن صحة ما قرأت ؟(1/2)
ج : هذا الكتاب لا يعتمد عليه ، وهو يشتمل على أحاديث موضوعة وأحاديث ضعيفة لا يعتمد عليها ، ومنها هذان الحديثان فإنهما لا أصل لهما ، بل هما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي أن يعتمد على هذا الكتاب وما أشبهه من الكتب التي تجمع الغث والسمين والموضوع والضعيف ، فإن أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام قد خدمها العلماء من أئمة السنة ، وبينوا صحيحها من سقيمها ، فينبغي للمؤمن أن يقتني الكتب الجيدة المفيدة ، مثل : الصحيحين ، وكتب السنن الأربع ، ومنتقى الأخبار لابن تيمية ، ورياض الصالحين للنووي ، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر ، وعمدة الحديث ، هذه يستفيد منها المؤمن ، وهي بعيدة من الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ، وما في السنن أو في رياض الصالحين أو في بلوغ المرام من الأحاديث الضعيفة فإن أصحابها بينوه ووضحوه ، والذي لم يوضح من جهة أصحابها بينه أهل العلم أيضا ونبهوا عليه في الشروح التي لهذه الكتب ، وفيما ألف أهل العلم في الموضوعات والضعيفة .
فالحاصل أن هذه الكتب هي المفيدة والنافعة فهي أنفع من غيرها ، وما قد يقع من بعضها مثل ما قد يقع في البلوغ والمنتقى أو في السنن من بعض الأحاديث التي فيها ضعف يبينها العلماء ويوضحها العلماء الذين شرحوا هذه الكتب أو علقوا عليها فيكونون على بينة وعلى بصيرة ، أما الكتب التي شغف مؤلفوها بالأحاديث الموضوعة والمكذوبة والباطلة فلا ينبغي اقتناؤها .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - . فتاوى نور على الدرب (1/80 -81) - في العقيدة .
***********
كتاب بلوغ المرام لابن حجر
س : سئل الشيخ : انتقد بعضهم كتاب بلوغ المرام لابن حجر ، يقولون فيه أحاديث مبتورة غير كاملة وأحاديث أخرى ضعيفة فما رأيكم في هذا الكلام ؟(1/3)
ج : فقال الشيخ - رحمه الله - : يُصلح ما فيه من الخطأ ويُؤخذ بما فيه من الصواب ، ولا يمنع ما فيه من خطأ من الاستفادة مما فيه من الصواب .
الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - فتاوى ورسائل ( ص616) للشيخ عبد الرزاق عفيفي .
وللموضوع تتمة بإذن الله تعالى
والله اعلم(1/4)
كتاب أخيرا أشرقت الروح
الحمد لله وبعد .
زارني قبل أيام بعض الإخوة الذين لهم اهتمام بدعوة الرافضة إلى مذهب أهل السنة والجماعة وقد أهديا إلي كتابا بعنوان " أخيراً أشرقت الروح " لامرأة تدعى لمياء حمادة .
وبعد خروجهما بدأتُ في قراءة مقدمة هذا الكتاب فوجدت فيه عجبا وهالني ما قرأته .
أما موضوع الكتاب فإنه يتحدث عن عائشة رضي الله عنها فقد جمعت فيه المؤلفة - عليها من الله ما تستحقه - طعونات في عائشة رضي الله عنها .
فالكتاب من أوله إلى آخره كذب وافتراء على الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها .
والأمر ليس بالمستغرب بالنسبة لنا أهل السنة فنحن نعلم أن الرافضة نالوا من عائشة نيلا عظيما ولكن الذي هالني - حقيقة - مقدمة الكتاب فالمؤلفة تحكي قصتها في المقدمة عن تحولها من مذهب أهل السنة إلى مذهب الرافضة وتذكر قصتها مع هذا التحول من مذهب أهل السنة إلى الرفض وكأنه نصر عظيم بل إنها تفتخر - بزعمها - بهذا الفتح والنصر العظيم الذي حققته .
ومن شدة افتخارها بهذا الضلال أنها كتبت على طرة الكتاب من الخلف ما يلي :
المؤلفة :
- ولدت لمياء حمادة سنة 1965 م .
- تخرجت من كلية الشريعة في جامعة دمشق سنة 1987 م .
- اعتنقت مذهب أهل البيت ( ع ) عام 1985 م .
- لديها بعض الأبحاث المخطوطة .
- تعمل على كتابة بعض الأبحاث الأخرى .
أما عنوان الكتاب كاملا فهو :
أخيرا أشرقت الروح .
تلاشتِ الظلمةُ ورحلتُ إلى مرابع الشمس .
وكان جَمَلُ الفتنة إحدى محطات استراحتي .
وأظنكم تعلمون ماذا تقصد بقولها : جَمَلُ الفتنة .
وتقول في المقدمة :
لقد جمعنا الومضات التي تكشف لنا عن سيرة أم المؤمنين عائشة ( الصحيحة ) إننا نقدم للأحرار أم المؤمنين عائشة مأخوذة من كتب الحديث والتاريخ ... دون الركون إلى كلام المقدسين لها فتقديس الأشخاص غالبا ما يكبل العقل ويعطل حركته .
أقول :(2/1)
1 - ومضات بل جمعت ظلمات كما قال تعالى : " أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ " .
2 - سيرة أم المؤمنين عائشة ( الصحيحة ) .
وتقصد بالصحيحة على مذهبها الرافضي الخبيث .
وقد سمتها أم المؤمنين سخريةً بما يطلقه أهل السنة على أمهات المؤمنين كما ذكر الله في كتابه العزيز : " وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ "
قال ابن كثير في تفسيره : وقوله تعالى : " وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ " أي : في الحرمة والاحترام والتوقير والإكرام والإعظام .
فنحن نمتثل قول الله جل وعلا فيهن وعائشة إحدى أمهات المؤمنين والطعن فيها طعن في شخص النبي صلى الله عليه وسلم .
3 - وتقول : إننا نقدم للأحرار .
أي حرية تقصدين يا مسكينة حرية الكفر !!! .
4 - وتقول : مأخوذة من كتب الحديث والتاريخ .
سنرى ما هي الكتب والأحاديث التي اعتمدت عليه هذه الباحثة !!
5 - وتقول : دون الركون إلى كلام المقدسين لها فتقديس الأشخاص غالبا ما يكبل العقل ويعطل حركته .
نعم ولكننا نقدس الصحابة كما أمرنا النبي صلى الله عليه فنحن نمتثل أمره كما أخبر في أحاديث كثيرة ومن ذلك :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ . رواه البخاري .
ولعلي أقوم بتخريج أحاديث الكتاب والأدلة التي استدلت بها ولكن بحسب ما يسمح به الوقت إن شاء الله تعالى .(2/2)
كُتبٌ سطرها الإمامُ ابنُ القيمِ في السفرِ
الحمد لله وبعد .
معلوم أن الإمام ابن القيم - رحمه الله - من العلماء الذين بلغت سيرتهم الآفاق وأكبر دليل على ذلك مؤلفات هذا العَلم - رحمه الله - والتي بلغت ( 98) كتابا كما ذكر ذلك الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - حفظه الله - في كتاب " ابن القيم . حياته . آثاره . موارده " ( ص 197 ) فقال :
وقد من الله تعالى وهو المنان بفضله فتتبعت أسماء مؤلفاته أيضا في ثنايا كتبه فتحصل لي جملة منها بلغت ( 22 ) كتابا . فصار مجموع ما جرى الوقوف عليه حسب التتبع والاستقراء هو ( 98 ) كتابا ... .ا.هـ.
ولا عجب في ذلك فهو تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - .
والذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع أن كثيرا من الناس لا يعلمون أن بعض مؤلفات الإمام ابن القيم قد ألفها في حال سفره وهذا أعجب من ذي قبل فقد كتب عددا من الكتب وهو في طريق سفره وبعيدا عن كتبه .
يقول الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله - في الكتاب الآنف الذكر ( ص 60 ) :
وأن السفر والبعد عن الأولاد والوطن لم يشغله شيء من ذلك عن التأليف والنظر فابن القيم وإن سافر لا يحمل إلا زادا ومزادة فمكتبته في صدره .ا.هـ.
وسأذكر هذه الكتب لكي تتخيلوا كيف أن الإمام ابن القيم إمام بحق وأنه يُرجع إليه في تحقيقاته وآراءه عند كثير من العلماء وطلبة العلم .
وهذه الكتب ذكرها أيضا الشيخ بكر أبو زيد ( ص 60 ) .
- أسماء الكتب التي ألفها الإمام ابن القيم في سفره :
1 - مفتاحُ دارِ السعادة ِومنشورُ ألويةِ العلمِ والإرادة .
2 - روضةُ المحبين ونزهةُ المشتاقين .
قال الإمام ابن القيم في مقدمة الكتاب ( ص 12 ) :
والمرغوب إلى من يقف على هذا الكتاب أن يعذر صاحبه فإنه علقه في حال بعده عن وطنه وغيبته عن كتبه .ا.هـ.
3 - زادُ المعادِ في هدي خيرِ العِباد ِ .
قال الشيخ بكر في كتاب " ابن قيم الجوزية " ( ص 261 ) :(3/1)
ومن المدهش أن هذا الكتاب أملاه مؤلفه رحمه الله تعالى وهو في حال سفره وغيبة عن داره ومكتبته وقد تحدث عن ذلك في فاتحة الكتاب فقال :
وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنى نعمة إلى معرفة نبيه صلى الله عليه وسلم وسيرته وهديه اقتضاها الخاطر المكدود على عُجرهِ وبُجرهِ مع البضاعة المزجاة ... مع تعليقها في حال السفر لا الإقامة والقلب بكل وادٍ منه شعبة والهمة قد تفرقت شذر مذر ... .ا.هـ.
4 - بدائعُ الفوائد .
قال الشيخ بكر أبو زيد في الكتاب المذكور آنفا ( ص 222 ) :
وهذا الكتاب العظيم الذي يزيد عن ألف صحيفة إنما كتب غالبه من حفظه حال بُعده عن مكتبته . وقد قال في جواب السؤال العاشر على قولهم " هذا بسراً أطيب منه رطبا " :
فهذا ما في هذه المسألة المشكلة من الأسئلة والمباحث علقتها صيدا لسوانح الخاطر فيها خشية ألا يعود فليسامح الناظر فيها فإنها علقت عليَّ حين بعدي عن كتبي وعدم تمكني من مراجعتها . وهكذا غالب هذا التعليق إنما هو صيد خاطر . والله المستعان .
وقال في آخر تفسير سورة الكافرون : فهذا ما فتح الله العظيم به من هذه الكلمات اليسيرة والنبذة المشيرة إلى عظمة هذه السورة وجلالتها ومقصودها وبديع نظمها من غير استعانة بتفسير ولا تتبع لهذه الكلمات من مظان توجد فيه بل هي استملاء مما علمه الله وألهمه بفضله وكرمه والله يعلم أني لو وجدتها في كتاب لأضفتها إلى قائلها ولبالغت في استحسانها ... .ا.هـ.
5 - تهذيبُ سننِ أبي داود .
قال الشيخ بكر أبو زيد ( ص 235 ) :
وقد ذكر في خاتمته للكتاب ما يفيد أن تأليفه له سنة 732 هـ وأنه فرغ منه في مكة حرسها الله تعالى وأن مدة تأليفه أربعة شهور تقريبا فقال :
ووقع الفراغ منه في الحجر - حجر إسماعيل - شرفه الله تعالى تحت الميزاب - ميزاب الرحمة في بيت الله - آخر شوال سنة اثنين وثلاثين وسبع مئة وكان ابتداؤه في رجب من السنة المذكورة .ا.هـ.
6 - الفُروسية .(3/2)
رحم الله الإمام ابن القيم وجزاه الله عنا خير الجزاء .(3/3)
كِتابُ " نَهْجِ البَلاغَةِ " في مِيزانِ أهلِ السنةِ والجماعةِ
الحَمْدُ لِلَّهِ وبَعَدُ ؛
كما هو معروف شهرة كتاب " نهج البلاغة " عند أهل السنة والشيعة ، ولكن لأهل السنة رأي في نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه ، وفي المقابل يستميت الرافضة في إثبات نسبة الكتاب إليه رضي الله عنه .
وفي هذا المقال نُورد رأي أهل السنة من خلال كلام العلماء في صحة نسبة الكتاب لكي لا يغتر السني بما يزخرفه الشيعة من كثرة النقول عنه .
من هو مؤلفُ كتاب " نهج البلاغة " ؟؟؟؟
- ذكر الإمام الذهبي في السير (17/589) الاختلاف في مؤلف الكتاب فقال :
المُرْتَضى ، عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ بنِ مُوْسَى القُرَشِيُّ العَلاَّمَةُ، الشَّرِيْف ُ، المُرْتَضَى ، نَقِيْبُ العَلَوِيَّة ، أَبُو طَالِبٍ عَلِيُّ بنُ حُسَيْنِ بن مُوْسَى القُرَشِي ُّ، العَلَوِيُّ ، الحُسَيْنِيُّ ، المُوْسَوِيُّ ، البَغْدَادِيُّ ، مِنْ وَلد مُوْسَى الكَاظِم .
وُلِد َ: سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَة ٍ. وَحَدَّثَ عَن ْ: سَهْلِ بنِ أَحْمَدَ الدِّيباجِي ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ المَرْزُبَانِي ّ، وَغيرهمَا . قَالَ الخَطِيْب ُ: كَتَبْتُ عَنْهُ .
قُلْت ُ: هُوَ جَامعُ كِتَابِ ( نَهْجِ البلاغَة ) ، المنسوبَة أَلفَاظُه إِلَى الإِمَامِ عَلِيّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - ، وَلاَ أَسَانيدَ لِذَلِك َ، وَبَعْضُهَا بَاطِل ٌ، وَفِيْهِ حق ٌّ، وَلَكِن فِيْهِ مَوْضُوْعَاتٌ حَاشَا الإِمَامَ مِنَ النُّطْقِ بِهَا ، وَلَكِنْ أَيْنَ المُنْصِف ُ؟!
وَقِيْل َ: بَلْ جَمْعُ أَخِيْهِ الشَّرِيْف الرَّضي .ا.هـ.
- وقال أيضا في الميزان (3/124) : وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة .
وانظر لسان الميزان (4/256 – 258) في ترجمته .
- وقال ابن كثير في البداية والنهاية (12/56 – 57) في سنة ست وثلاثين وأربع مئة عند ترجمة الشريف المرتضى :(4/1)
قال : ويقال : إنه هو الذي وضع كتاب " نهج البلاغة " .ا.هـ.
فائدةٌ :
- ذكر الحافظ ابن كثير في ترجمة الشريف المرتضى أمورا عجيبة ومن ذلك :
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الشريف الموسوي ، الملقب بالمرتضى ذي المجدين - كان أكبر من أخيه الرضي - ذي الحسبين ، نقيب الطالبين ، وكان جيد الشعر على مذهب الإمامية والاعتزال يناظر على ذلك ، وكان يناظر عنده في كل المذاهب ، وله تصانيف في التشيع ؛ أصولا وفروعا ، وقد نقل ابن الجوزي في ترجمته أشياء من تفرداته في التشيع ، فمن ذلك أنه لا يصح السجود إلا على الأرض أو ما كان من جنسها ، وأن الاستجمار إنما يجزئ في الغائط لا في البول ، وأن الكتابيات حرام ، وذبائح أهل الكتاب حرام ، وكذا ما ولوه هم وسائر الكفار من الأطعمة ، وأن الطلاق لا يقع إلا بحضرة شاهدين ، والمعلق منه لا يقع وإن وجد شرطه ، ومن نام عن صلاة العشاء حتى انتصف الليل وجب قضاؤها ، ويجب عليه أن يصبح صائما كفارة لما وقع منه .
ومن ذلك أن المرأة إذا جزت شعرها يجب عليها كفارة قتل الخطأ ، ومن شق ثوبه في مصيبة وجب عليه كفارة يمين ، ومن تزوج امرأة لها زوج لا يعلمه وجب عليه أن يتصدق بخمسة دراهم ، وأن قطع السارق من أصول الأصابع .
قال ابن الجوزي : نقلتها من خط أبي الوفاء بن عقيل .(4/2)
قال : وهذه مذاهب عجيبة تخرق الإجماع ، وأعجب منها ذم الصحابة ، رضي الله عنهم . ثم سرد من كلامه شيئا قبيحا في تكفير عمر وعثمان وعائشة وحفصة ، رضي الله عنهم ، وقبحه وأمثاله إن لم يكن تاب ، فقد روى ابن الجوزي قال : أنبأنا ابن ناصر ، عن أبي الحسن بن الطيوري قال : سمعت أبا القاسم بن برهان يقول : دخلت على الشريف المرتضى أبي القاسم العلوي في مرضه ، وإذا قد حول وجهه إلى الجدار ، فسمعته يقول : أبو بكر وعمر وليا فعدلا ، واسترحما فرحما ، فأنا أقول : ارتدا بعد ما أسلما ؟! قال : فقمت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت الزعقة عليه .ا.هـ.
- وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان في ترجمة المرتضى :
وقد اختلف الناس في كتاب " نهج البلاغة " المجموع من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، هل هو من جمعه أم جمع أخيه الرضي ؟ .
وقد قيل : إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه ، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه .ا.هـ.
وقال القنوجي في أبجد العلوم (3/67) عند ترجمة الشريف المرتضي :
وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة ، المجموع من كلام الإمام علي بن أبي طالب ، هل هو جَمَعَه ، أم جَمْعُ أخيه الرضي ؟ وقد قيل : إنه ليس من كلام علي، وإنما الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه .ا.هـ.
- وقال محب الدين الخطيب في تعليقه على " المنتقى من منهاج السنة " ( ص 20) :
وهذان الأخوان تطوعا للزيادة على خطب أمير سيدنا علي بكل ما هو طارئ عليها وغريب منها ؛ من التعريض بإخوانه الصحابة ، وهو بريء عند الله عز وجل من كل ذلك ، وسيبرأ إليه من مقترفي هذا الإثم .ا.هـ.
- وقال أيضا ( ص 508) :
ومن المقطوع به أن أخاه علي بن الحسين المرتضى المتوفي سنة (426 هـ) شاركه في الزيادات التي دُسَّت في النهج ، ولا سيما الجُمل التي لها مساس بأحباب علي وأولياء النبي صلى الله عليه وسلم كقول الأخوين أو أحدهما : لقد تقمصها فلان ، وما خرج من هذه الحمأة .ا.هـ.(4/3)
- وقد رجح الشيخ صالح الفوزان في " البيان لأخطاء بعض الكتاب " ( ص 72) أن الكتاب من وضع الاثنين فقال :
والذي يظهر لي أنه من وضع الاثنين ... ومما يدل على أن كتاب " نهج البلاغة " إما من وضع المرتضى أو له فيه مشاركة قوية ما فيه من الاعتزاليات في الصفات ، والمرتضى كما ذُكر في ترجمته من كبار المعتزلة .ا.هـ.
آراءُ علماءِ أهلِ السنةِ في كتابِ " نهج البلاغة " :
تكلم علماء أهل السنة على كتاب " نهج البلاغة " بأدلة ظاهرة واضحة ساطعة بما لا يدع مجالا للشك أن الكتاب يستحيل أن ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وإليك بعضا من أقوالهم .
- قال الخطيب البغدادي في الجامع (2/161) :
ونظير ما ذكرناه آنفا أحاديث الملاحم ، وما يكون من الحوادث ، فإن أكثرها موضوع ، وجُلها مصنوع ، كالكتاب المنسوب إلى دانيال ، والخُطب المروية عن علي بن أبي الخطاب .ا.هـ.
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (8/55 – 56) :
وأيضا ؛ فأكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة "كذب على علي ، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام ، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح ، فلا هي صدق ولا هي مدح ، ومن قال إن كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه ، وكلاهما مخلوق ...
وأيضا ؛ فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره ، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي ، ومنه ما يحكى عن علي أنه تكلم به ، ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر من كلام غيره .(4/4)
ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي ، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها ، فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا كذب ، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك ، ومن الذي نقله عن علي ، وما إسناده ، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد ، ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها ؛ علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها .ا.هـ.
- وقال الإمام الذهبي في الميزان (3/124) :
ومن طالع كتابه " نهج البلاغة " ؛ جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، ففيه السب الصراح والحطُّ على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة ، وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين ، جزم بأن الكتاب أكثره باطل .ا.هـ.
- وجاء في كتاب مختصر التحفة الإثنى عشرية ( ص 36) :
ومن مكائدهم – أي الرافضة – أنهم ينسبون إلى الأمير من الروايات ما هو بريء منه ويحرفون عنه ، فمن ذلك " نهج البلاغة " الذي ألفه الرضي وقيل أخوه المرتضى ، فقد وقع فيه تحريف كثير وأسقط كثيرا من العبارات حتى لا يكون به مستمسك لأهل السنة ، مع أن ذلك أمر ظاهر ، بل مثل الشمس زاهر .ا.هـ.
- وقال الشيخ الفوزان في " البيان " ( ص72) :
ثم نقل ابن حجر في لسان الميزان كلام الذهبي مقررا له .
فهؤلاء الأئمة : شيخ الإسلام ، والإمام الذهبي ، والحافظ ابن حجر ؛ كلهم يجزمون بكذب نسبة ما في هذا الكتاب أو أكثره إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأنه من وضع مؤلفه .ا.هـ.(4/5)
- وقال الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر في ضوء الكتاب والسنة " (ص 164) بعد أن نقل كلام العلماء في تكذيب نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه :
ونعم ما قاله هؤلاء العلماء رحمهم الله ، فإن الناظر في محتويات هذا الكتاب ، وفي مضمون خُطبه يجزم بأنه مكذوب على علي إلا كلمات يسيرة وردت عنه ، ويتأكد هذا الحكم بالأمور التالية : ... وذكر ثلاثة أمور .ا.هـ.
- وقال الشيخ الدكتور ناصر القفاري في " أصول الشيعة " (1/389) :
فتراهم مثلا يحكمون بصحة كتاب نهج البلاغة ، حتى قال أحد شيوخهم المعاصرين – وهو الهادي كاشف الغطاء في مدارك نهج البلاغة - : إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها متفقون متسالمون على أن ما في نهج البلاغة هو من كلام أمير المؤمنين رضي الله عنه اعتمادا على رواية الشريف ودرايته ووثاقته .. حتى كاد أن يكون إنكار نسبته ليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات وجحد البديهيات اللهم إلا شاذا منهم . وأن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم .
مع أن كتاب النهج مطعون في سنده ومتنه ، فقد جُمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف بلا سند ، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي ، وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسند خصوصا فيما يوافق بدعته فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج ، وأما المتهم – عند المحدثين – بوضع النهج فهو أخوه علي .ا.هـ.
بعض أهل السنة ينسب الكتاب إلى علي رضي الله عنه :
وبالرغم من تكذيب هؤلاء الأعلام من علماء أهل السنة نسبة الكتاب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وُجد من أهل السنة من يجزم أن الكتاب من كلام علي رضي الله عنه .
- قال الشيخ مشهور حسن في " كتب حذر منها العلماء " (2/251) :(4/6)
وقد قال محمد محيى الدين عبد الحميد في مقدمة تعليقه عليه إنه من كلام علي رضي الله عنه ، وقال : إنه يعتقد أن محمد عبده كان مقتنعا بأن الكتاب كله للإمام علي رضي الله عنه وإن لم يصرح بذلك ، وحتى إنه ليجعل ما فيه حجة على معاجم اللغة .
وذهب محمد الخضري بك إلى أنه من وضع حيدرة .ا.هـ.
ثم نقل الشيخ مشهور رد محمد العربي التباني على محمد الخضري بك بطلان نسبة الكتاب إلى علي رضي الله عنه من عشرة أوجه ، فليرجع إليها . ولولا خشية الإطالة لنقلتها بنصها .
وقد استهجن الدكتور زيد العيص في كتاب " الخميني والوجه الآخر " ( ص 166) موقف محمد عبده من الكتاب حيث قام محمد عبده بشرح ألفاظ الكتاب .
قال الدكتور : وليس بمستغرب أن يصدر هذا الافتراء عن الشريف المرتضى ، إنما المستهجن موقف الشيخ محمد عبد الذي قام بشرح ألفاظ هذا الكتاب ، وكان يمر بالعبارات التي تذم الشيخين ، والصحابة ، والنصوص التي توحي بأن عليا يعلم الغيب ، وغيرها من النصوص المستنكرة ، دون أن يعلق بكلمة واحدة ، وكأنها مسلمات عنده .
ولم يكن هم الشيخ سوى شرح الألفاظ ، وتقريب المعاني إلى القاريء بأسلوب ميسر ليحببه إلى النفوس ، ويشجع على قراءته ، والغريب أيضا أنه عبر في بعض المواضع عن أهل السنة بقوله : " عندهم " . ولا أدري أين كان يضع الإمام نفسه وقتئذ ؟! .ا.هـ.
وقد رد الشيخ صالح الفوزان في كتاب " البيان لأخطاء بعض الكُتاب " ( ص 69 – 85) على الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو الذي كتب بحثا بعنوان : " نهج البلاغة بين الإمام علي والشريف الرضي " في مجلة كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية " بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في ( العدد الخامس – عام 1395 هـ ) .
وسأفرد رد الشيخ الفوزان على الدكتور الحلو بموضوع خاص به إن شاء الله تعالى .
أرجو أن يكونَ في هذه النقولات لكلام علماء أهل السنة كفاية لبيان كذب نسبة كتاب " نهج البلاغة " .(4/7)
ومن كان عنده زيادة أو تعليق أو تعقيب فأكون له من الشاكرين .(4/8)
ما رأيكم بـ كتاب أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ
السؤال :
ما رأيكم بكتاب أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ لإبراهيم شعوط ؟؟؟؟؟؟؟
الجواب:
قال مشهور حسن في " كتب حذر منها العلماء " (2/118 - 119) عن الكتاب :
كتاب مطبوع من تأليف الدكتور إبراهيم علي شعوط ، أظهر صاحيه فيه الغيرة على التاريخ الإسلامي ، وأثار مسائل تحتاج إلى بحث وتمحيص ، وسلم من كثير من المزالق التي تورط فيها الكثيرون ، ولكنه اعتمد على منهج ضخم فيه دور " الإحساس " و " الوجدان " ، ولذا ؛ هَّون من كلام المؤرخين ، وقد نقد كتابه الأستاذ حسني شيخ عثمان بكتاب مفرد ، وطبع عن دار الصديق بالطائف ، واسمه : " أباطيل الأباطيل نقد كتاب أباطيل يجب أت تمحى من التاريخ " ، وقد أوضح الأستاذ حسني منهج الأستاذ شعوط ؛ فقال ( ص 19 - 20 ) : " ويمكننا أن نلخص منهج مؤلف الأباطيل في تأليف أباطيله بما يلي :
أولا : جعل الإحساس بالوجدان سبيلا من سبل المعرف قلما يخطىء .
ثانيا : اتهام كتابات العرب والمسلمين بأنها مفعمة بالأكاذيب والأغاليط .
ثالثا : رفض جميع الروايات ، ورد كل الشهود فيما إذا تعارضت روايات الرواة أو شهادات الشهود مع عقله ومنطقه ووجدانه ، ومن ذلك الروايات المتواترة أيضا .
رابعا : رفض كلام المؤرخ الإسلامي إن لم يتفق مع الإحساس بالوجدان ( وبأسلوب غير مؤدب ) ، ثم اعتماد كلام المؤرخ نفسه إذا حاز على رضى الإحساس بالوجدان .
خامسا : عدم التحقق في صحة نسبة كلام المؤرخ إليه ، والاكتفاء بنقله عن كتاب محدث يحيل على المؤرخ ، وكأن الكاتب المحدث من شهود الحادثات التاريخية .
سادسا : تفسير القرآن بالرأي أو بالإحساس بالوجدان .
سابعا : الاستدلال بما اشتهر على ألسنة الناس من الحديث وبناؤه على الضعيف على الرغم من معرفته لضعفه وإثباته لذلك .
ثامنا : إثبات رواية تاريخية وعزوها إلى كتاب ألفه صاحب الأباطيل نفسه .(5/1)
تاسعا : تعمد مخالفة ما تعارف عليه القضاة والمؤرخون والناس .
عاشرا : عد التاريخ ملكة تبيح لمن يملكها أن يرفض ما لا يعجبه من روايات التاريخ أو يقبل ما يعجبه ، ويربت على أحساسيه الوجدانية .ا.هـ.(5/2)
هل كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين أم لا ؟
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وفق الله الرحمن جهودكم في هذا المنتدى الشيق القيم و بارك فيكم و أخلص أعمالكم لوجهه الكريم
هل كتاب"تفسير الأحلام" يثبت أنه لابن سيرين أم أنه مزعوم باطلاً أو مفترى عليه؟
و هل توجد كتب نسبت خطأً أو افتريت على ابن سيرين؟
الجواب:
تكلم مشهور حسن سلمان في " كتب حذر منها العلماء " (2/275 - 284) كلاما عن صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن سيرين ، وكذلك كتاب آخر بعنوان " منتخب الكلام في تفسير الأحلام " ، وخلُص إلى عدم صحة نسبة الكتاب إلى ابن سيرين فقال (2/282 - 283) :
وخلاصة ما تبين لي هو أن ابن سيرين لم يؤلف في التعبير للأسباب التالية :
1 - أن جميع من ترجموا له خلال القلاون الثلاثة الأولى من الهجرة لم يذكروا إطلاقا أن لابن سيرين كتابا في التعبير مع أنهم ذكروا براعته فيه .
2 - إن ابن سيرين رغم معرفته بالكتابة لم يكن يكتب بنفسه ، وإنما كتب عنه بعض تلاميذه ، وإنهم إنما كانوا يقيدون المسائل لئلا تضيع بالنسيان ، وإنه كان يكره كتابة الحديث ؛ إلا ريثما تحفظه الذاكرة ، وذلك حفاظا على الرواية والسند ، ولئلا يتحول الكتاب إلى مرجع بدلا من الشيخ أو الراوي ، ولم يذكر أحد من المؤرخين السابقين أنه كتب في الحديث أو غيره أو أنه أملى شيئا في أي علم من العلوم والتقنين .
وهذا لا ينبغي أن يكون تلامذته أو أحدهم قد اهتموا بتعبيراته واستخلصوا منها القوانين ، أو أن يمون هو ذاته قد شرح لهم بعض القواعد التي يلتمسها في التعبير ؛ فتلقفوها بالتدوين ، ولا مانع أن يكون ذلك قد تم بعلمه وإقراره ، ولكن على أساس تقييد الفوائد العلمية لا التأليف فيها .(6/1)
3 - إن ابن سيرين كان شديد الورع ، وكان يحمل نفسه من ورعه الشيء الكثير كما جاء في " سيرته " ، وكما سبق تفصيل ذلك ، وأغلب الظن أن يحمله ورعه هذا على أن لا يتحمل وضع قوانين معينة في الرؤيا ، وإن كان في واقع الحال جريئا على التعبير كما يروى عنه ، ولكنها جرأة العالم المتمكن من فنه ، وهي جرأة وقتية ؛ أي أنها تتعلق بكل حالة تعرض له على حدة من حالات الرؤيا ، يواجهها بما يفتح الله عليه به وفقا للملابسات الخاصة بها ، ولكنها ليست جرأة تحمله تبعة التأليف .
4 - نقلت بعض المصادر نماذج من تعبيره ، ولكنها لم تذكر إطلاقا أنها منقولة من كتاب وضعه أو أملاه .
5 - إن إلقا أي نظرة عابرة على كتاب " تعبير المنام " المتداول في أيدي الناس منسوبا لابن سيرين ، إلقاء مثل هذه النظرة كفيل بأن يدل على أن روح التأليف وشواهد المؤلف ونسقه وتعبيره ليس مما تصح نسبته إلى القرن الأول الهجري ؛ أي : إلى عصر ابن سيرين ، أما متى خضع هذا الكتاب لدراسة جادة متأنية ، فإن الدارس سيصل إلى اليقين من العصر الذي تصح نسبته إليه إن لم تكشف هذه الدراسة عن المؤلف الحقيقي للكتاب .
6 - على أنه قد يكون أهم هذه الاستدلالات وأحقها بالتقديم أن ابن سيرين نفسه قال : " لو كنت متخذا كتابا لاتخذت رسائل النبي صلى الله عليه وسلم .ا.هـ.(6/2)
هل كِتابُ الروح لابن القيمِ أم لا ؟وما صحةُ نسبة الكتاب إليه
الحمد لله وبعد ،
كما هو معلوم عند أهل العلم المعاصرين أن الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد - عضو هيئة كبار العلماء - من العلماء الذين عملوا على كتب ابن القيم - رحمه الله تعالى - دهرا من الزمن ، وله مؤلفاتٌ نفيسةٌ في نشر علم الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - ومما ألف :
1 - ابن قيِّم الجوزية . حَياته . آثاره . موارده. - مجلد واحد .
2 - التقريبُ لعلوم ابن القيم - مجلد واحد .
3 - الحدود والتعزيرات عند ابن القيم . دراسة وموازنة - مجلد واحد .
4 - أحكام الجناية على النفس وما دُونها عند ابن قيم الجوزية . دراسة وموازنة - مجلد واحد .
وقد ذكر من ضمن مؤلفات ابن القيم في كتاب ابن قيم الجوزية ، حياته . آثاره . موارده . كتاب " الروح " ، وتطرق إلى مسألة نسبة كتاب " الروح " إلى ابن القيم - رحمه الله - فقال ما نصه :
- توثيق نسبة الكتاب إلى ابن القيم :
وقد انتشر على ألسنة بعض طلاب العلم أن كتاب " الروح " ليس لابن القيم أو أنه ألفه قبل اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
هذا ما تناقلته الألسن ومر على الأسماع في المجالس والمباحثات ولم أر ذلك مدونا في كتاب ، ولعل شيئا من ذلك قد دون ولكن لم يتيسر الوقوف عليه .
لهذا فقد اندفعت إلى قراءة الكتاب من أوله إلى آخره قراءة المتأمل الفاحص ، فتحصل لي أن هذه نتائج موهومة سبيلعا النقض ونهايتها الرفض المحض . وأنها إنما انتشرت من غير دراسة ولا تحقيق . وأن من يدرس الكتاب يظفر بالنتيجتين الآتيتين :
الأولى : أن الكتاب لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ولا شك في هذا .
الثانية : أنه إنما ألفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
وقد رأيت أن أوضح التدليل على هاتين النتيجتين على ما يلي :
أولا : توثيق نسبة كتاب " الروح " لابن القيم رحمه الله تعالى .(7/1)
1 - أن طائفة من كبار المترجمين له كابن حجر ومن بعده كما تقدم ذكروا هذا الكتاب في مؤلفاته ولم يتعقبوه بشيء .
2 - أن ابن القيم رحمه الله تعالى قد أشار إليه في كتاب " جلاء الأفهام "في الباب السادس في معرض ذكره لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (1) : " إذا خرجت روح المؤمن ... " الحديث فقال : وقد استوعبت الكلام على هذا الحديث وأمثاله في كتاب الروح .
والمؤلف قد استوفي الكلام على هذا الحديث وامثاله في كتاب الروح المطبوع (2) .
3 - أن هذا الكتاب قد شهد العلامة البقاعي (3) تلميذ الحافظ ابن حجر أنه من تأليف ابن القيم رحمه الله فإنه قد اختصره بكتاب سماه " سر الروح " بنحو نصف الأصل .
4 - أنه أشار في نفس الكتاب إلى كتابه الكبير في معرفة الروح والنفس ، وهذا الكتاب قد ذكره المؤلف أيضا في كتاب " جلاء الأفهام " .
كما ذكر فيه أيضا كتاب الروح .
وذكر كتابه الكبير في " معرفة الروح والنفس " أيضا في كتابه " مفتاح دار السعادة " ويأتي الحديث عنه إن شاء الله تعالى .
5 - أنه في نحو عشرة مواضع من الكتاب ذكر شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، مستشهدا بأقواله وذاكرا لاختيارته على عادته المألوفة في عامة مؤلفاته .
6 - كما نقل عن شيخه أبي الجاج (4) المزي . وهو من شيوخه وكثيرا ما يعتمده في عامة مصنفاته لاسيما في الفوائد الحديثية .(7/2)
7 - أن الناظر في أي مسألة من مسائل الكتاب البالغة إحدى وعشرين مسألة يلمح فيها نفس ابن القيم واسلوبه وطريقته المعهودة في البحث والترجيح والاختيار ، وسياق الأقوال ومناقشتها وحشر الأدلة ونقدها . وقد أفصح عن ذلك في ثنايا المسألة الخامسة عشر فقال : فهذا ما تلخص لي من جمع أقوال الناس في مصير أرواحهم بعد الموت ولا تظفر به مجموعا في كتاب واحد غير هذا البتة ونحن نذكر مأخذ هذه الأقوال وما لكل قول وما عليه وما هو الصواب من ذلك ، الذي دل عليه الكتاب والسنة على طريقتنا التي منَّ الله بها علينا وهو مرجو الإعانة والتوفيق .
وهذا الأسلوب له نظائره في كتبه وتقريراته .
التدليل على أنه إنما ألفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية :
والتدليل على ذلك من وجهين :
1 - ما تقدم من نقوله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بل إن في أول موضع ذكره فيه من كتابه ما يفيد أنه إنما ألفه بعد وفاة شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ يقول : وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته وسأله عن شيء كان يشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجابه بالصواب .
2 - أنه في مباحث الكتاب العقدية : في توحيد العبادة وفي توحيد الأسماء والصفات يقررها على المنهج السلفي الراشد الخالص من شوائب الشرك ووضر التأويل . وهذا هو الحد الفاصل بين السلف والخلف .
وقد هدى الله ابن القيم إلى ذلك بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية كما أوضحه في " النونية " والله أعلم .
فلعله من مجموع التدليل على هاتين النتيجتين يتبين للقارىء سلامة التوثيق لنسبة هذا الكتاب " الروح " للإمام ابن القيم والله أعلم .ا.هـ.
وبعد هذا النقل نرى أن الشيخ بكر أبو زيد - نفع الله بعلمه - يقرر صحة نسبة كتاب الروح إلى ابن القيم تقريرا قويا وذلك من خلال أسلوب ابن القيم ، وعزوه لكتاب " الروح " في مؤلفاته الأخرى .(7/3)
جزى الله الشيخ بكر ابو زيد على هذا التقرير ، ورحم الله الإمام ابن القيم رحمة واسعة .
=======
الحاشية :
1) جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ( ص647 ) ط . دار ابن الجوزي ، ت : مشهور بن حسن آل سلمان .
2) كتاب الروح ( ص 41 - 50 ) .
3) البقاعي : هو إبراهيم بن عمر بن حسن برهان الدين مؤرخ أديب مفسر له كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ، طبع الهند سنة 1396 هـ وتوفي سنة 885 هـ . انظر البدر الطالع (1/19) .
4) هكذا في الكتاب - أقصد كتاب ابن قيم الجوزية للشيخ بكر - ، وهو خطأ مطبعي ، والصحيح أبو الحجاج المزي ، وقد ذكره الشيخ بكر في نفس الكتاب من شيوخ ابن القيم ( ص 177)(7/4)
الأسباب المنجية من الكبر
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) .
)يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. (
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
أما بعد000
فإن اصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عله وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعه، وكل بدعة ضلاله، وكل ضلالة في النار0
روي الإمام مسلم فى صحيحة من حديث عبد الله بن مسعود قال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس " .(8/1)
فأول فائدة من هذا الحديث : أن اشتباه الظواهر تحتاج إلى عالم ، فكثيرا ما يشتبه الحق بالباطل لوجود الأمارات الدالة على أن هذا حق و لذلك أرسل الله عز وجل رسله ليفكوا هذا الإشكال الظاهر للناس ، فبين الشجاعة و التهور شعرة و بين الإسراف و الكرم شعرة و كثير من الناس لا يفرق بين الشجاعة مثلا و التهور و هذا يحتاج لمن يعرفه حقيقة الشجاعة و حقيقة التهور و هذا يحتاج لفضل علم ، لذلك كنا جميعا محتاجين لرسول الله صلي الله عليه وسلم ليعرفنا ما يحبه ربنا و ما يسخطه .
لما خاض الصحابة فى حديث الإفك الذي ذكر الله عز وجل قصته فى مطلع سورة النور وخلاصته ( اتهام السيدة عائشة من قبل المشركين ، فحسان بن ثابت و هو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم و لا يشك أحد فى محبته و لآل بيته للنبى صلى الله عليه وسلم ، كل الذي فعله حسان بن ثابت و حمنة بنت جحش و جماعة من المؤمنين أنهم نقلوا الخبر – فقط – لم يتهموها و لم يعتقدوا أنها متهمة .
فبماذا أدبهم الله تعالى ؟ قال لهم : " و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "
فما هو الميزان إذا ؟
فقد نحسب الشيء هينا و لكن السماوات تهتز له !!
من الذي يعرفنا أن هذا عظيم و هذا حقير ؟ العلم
لأجل هذا قال النبى هذا الكلام الخطير : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "
معنى هذا أن الذي دخل فى قلبه الكبر و لو كان مثقال ذرة ( وهى لا تري بالعين المجرده ) لا يدخل الجنة ( وهى منتهى الطلب ) .
ففى سنن أبى داود قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل كيف تقول في الصلاة قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حولها ندندن .
فالجنة هى غاية المطالب و ليس كما يدعى بعض الناس أن من يسأل الله الجنة كان يعبد الله عبادة التجار .
كيف ؟ و قد سألها رسول الله صلى الله عليه و سلم(8/2)
كيف ؟ و أعظم نعيم فى الجنة على الإطلاق هو أن تري الله عز وجل ، و لا تري الله عز وجل إلا إذا دخلت الجنه .
قال الشافعى رحمه الله فى تفسير قوله تعالى : " كلاَّ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " هذا الحجاب أعظم من النار ، لأن رويته عز وجل هي غاية المطالب .
فسؤال الجنة غاية المطالب لذلك كانوا حريصين على رفع كل مضاد لدخول الجنة ، و أحد هذه المضادات الخطيرة التى تبعد الإنسان عن الجنة و تدخله النار ( الكبر ) لاسيما مثقال ذرة .
فشتبه على الصحابى المعنى ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ليفصل له قال : أنه رجل هندامه جيد و يحب التعطر و يلبس حذاء جيد و غالى فهل هذا يعد من الكب ؟؟ قال : لا
اشتبه هذا المعنى بحقيقة الكبر لأنه آمارة تدل على الكبر ، و يجوز نصب الحكم على الآمارة لأن ربنا عز وجل لما ذكر بعض عباده المتكبرين قال : " ثانى عطفه " يعنى الرجل الذي ينظر إلى أكتافه .
مجرد النظر إلى الأكتاف و إلى الثوب لا يدل على الكبر لكنه آمارة ، أي من الممكن أن يكون متكبر ومن الممكن العكس .
فلما إشتبه هذا المعنى على الصحابى سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل هذا كبر ، قال : لا ثم لم ينتظر النبي المعلم الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور أن يسأله الصحابى عن حقيقة الكبر فلخص له حقيقة الكبر فى كلمتين قال : " الكبر بطر الحق وغمط الناس " .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره
أن الربيع وهي ابنة النضر كسرت ثنية جارية فطلبوا الأرش وطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص فقال أنس بن النضر أتكسر ثنية الربيع يا رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال يا أنس كتاب الله القصاص فرضي القوم وعفوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره(8/3)
أخي المسلم ... احذر مِن هذا الكتاب
هرمجدون آخر البيان ... يا أمة الإسلام !!!
انتشر كتاب بعنوان " هرمجدون آخر البيان ... يا أمة الإسلام !!! " في الأسواق وعلى الشبكة العنكبوتية " الإنترنت " والكتاب من تأليف : أمين جمال الدين .
ومع الأسف اغتر بهذا الكتاب كثير من عوام الأمة .
وتحذيرا للأمة من هذا الكتاب جمعت ما ذكره أهل العلم من فتاوى وملفات صوتية لكي يكون المسلم على بينة من خطر هذا الكتاب .
ومن أفضل من رد على الكتاب ردا تفصيليا الشيخ عادل يوسف العزازي فقد تتبع الكتاب موضعا موضعا .
أسأل الله أن ينفع بهذه الفتاوى والملفات الصوتية ولا تنسونا من دعاء في ظهر الغيب .
محبكم في الله : عبد الله زُقَيْل
1 - http://www.noon-cqs.org/harmajeddoon.htm
موجة من الكتب تجمع بين التفاهة والتضليل
2 - http://www.h-alali.net/showbook.php?id=39
تنبيه المفتون بكتاب (هرمجدون)
3 - http://www.islamway.com/arabic/images/lessons/maqsood///03TAhzir.rm
التحذير من كتاب هرمجدون
4 - http://islamweb.net/pls/iweb/FATWA.showSingleFatwa?FatwaId=19413&word=هرمجدون%20
ملاحظات حول كتاب (هرمجدون)
5 - http://www.islamway.com/arabic/images/lessons/adelazzay//003-Harmagidon/1.rm
http://www.islamway.com/arabic/images/lessons/adelazzay//003-Harmagidon/2.rm
http://www.islamway.com/arabic/images/lessons/adelazzay//003-Harmagidon/3.rm
سلسلة الرد العلمي على كتاب هرمجدون - عادل يوسف العزازي
6 - http://www.islamway.com/arabic/images/lessons//mustmuH//76hArmjidon1.rm
http://www.islamway.com/arabic/images/lessons//mustmuH//76hArmjidon2.rm
هرمجدون بين الحقيقة والأكاذيب - مصطفى محمد
---
هرمجدون والمزايدة على الخرافات
الشريف حاتم العوني - عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى في مكة(9/1)
أثار في الآونة الأخيرة كتاب : ( هرمجدون آخر بيان يا أمة الإسلام ) لمؤلفه أمين محمد جمال الدين ، اهتماماً واسعاً لدى الجماهير المسلمة بسبب ما تضمنه من آثار تحدثت عن ظهور المهدي قبل حلول العام 1430هـ ، والكتاب المذكور كتاب فيه حق قليل وباطل كثير، فضاع حقه في باطله، وشوهه المؤلف بتفسيراته وتأويلاته البعيدة .
فنحن إذ نقرر صحة بعض ما أورده الكاتب من علامات الساعة وأخبار الملاحم ، من خلال الأحاديث الثابتة في ذلك ، إلا أن القسم الأكبر من تفاصيل ذلك مما أورده الكاتب باطل مكذوب ، وقد استغل الكاتب تلك التفاصيل المكذوبة ليُنزلها على الواقع ، وليفسر بها إجمال الأحاديث الصحيحة وهذا منهج خطأ ؛ لأنه يوهم أن تلك الأحاديث لا تعني إلا ذلك المعنى الذي أخذه من الأحاديث المكذوبة ، وأنها تمثل الحديث عن واقعنا المعاصر فعلاً .
ومن أشنع ما اعتمد عليه الكاتب ذلك الكلام السمج الذي نسبه إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – نقلاً عن كتابٍ لمؤلف أفاكٍ أثيم، ادعى أنه اطلع على مخطوط في تركيا ، يتضمن الحديث عن المهدي .
ولا يشك كل من شم رائحة العلم ، أن هذا الكتاب المدَّعى كذب وإفك ، جازى الله واضعه أسوأ الجزاء ، وجلله بالفضيحة والخزي في الدنيا والآخرة .
إن أدلة وضع تلك النقول على رسولنا – صلى الله عليه وسلم – أكثر من أن تحصى :(9/2)
منها : انفراد ذلك الكاتب المجهول بها ، وانفراد ذلك المخطوط المزعوم بها ، وانفراد مؤلفه المجهول بها مع كثرة ما كتبه أئمة الإسلام في جميع عصوره عن المهدي وعلامات الساعة وجمعهم ما صح في ذلك وما ضعف وما بطل ، وليس فيها تلك النقول ، ثم أين إسناد ذلك المؤلف المزعوم أنه من علماء القرن الثالث ؟ حتى ننظر في إسناد خبره ذاك ، وهذه هي فضيلة الإسناد! إذ ( لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) ، كما كان يقول عبد الله بن المبارك وغيره من أئمة الإسلام، ثم من يخفى عليه ما تضمنته تلك النقول من الركاكة والسماجة في الألفاظ والأسلوب ، التي هي أبعد ما تكون عن بيان وجلالة الأحاديث النبوية، فمن أمثلة سماجة هذه النقول النص التالي ، وهو في كتاب هرمجدون ( ص: 22 ) : " وفي عراق الشام متجبر ... و ... وسفياني ، في إحدى عينيه كسل قليل ، واسمه من الصدام ، وهو صدام لمن عارضه ، الدنيا جمعت له في ( كوت ) صغير ، دخلها وهو مدهون ، ولا خير في السفياني إلا بالإسلام ، وهو خير وشر ، والويل لخائن المهدي الأمين " .
إلى غير ذلك من النقول ( كما في ص : 39 – 40 ) ، مما لا يخفى كذبه على عاقل ، فضلاً عن عالم !!
إن اعتماد مؤلف كتاب ( هرمجدون ) على مثل هذه النقول ، يدل على أحد أمرين :
إما على جهل بالغ بالسنة ، لا يجوز معه أن يتفوه فيها إلا بما صححه الأئمة المعتبرون ، أو أنه ضم مع الجهل السابق غرضاً دنيوياً فاسداً ، أراد من ورائه الشهرة والمال ، أو إفساد دين الأمة وتصوراتها .(9/3)
المقصود أن المؤلف جاهل - ولا شك - بالسنة ، وواضح كل الوضوح أنه ليس من أهل التخصص فيها ، لا من قريب ولا من بعيد ، ومثله لا يجوز أن يقرأ له في العلم الذي يجهله ، ولا أن نسمح له أن يكتب فيه ، وأولى بالحكومة الإسلامية أن تقوم بتأديبه وردعه ، حتى لا يعود إلى مثل هذا التجرؤ على دين الأمة وإلى مثل هذا التلاعب بعقول المسلمين الجهلة بعلوم دينهم ، وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم - .
والكتاب مشحون بالأباطيل والمناكير ، مما نقله عن كتاب ( الفتن ) لنعيم بن حماد ، وإن كان نعيم بن حماد عالماً صادقاً ، لكن كتابه هذا أكثره باطل أو من الإسرائيليات وعذر نعيم بن حماد في ذكره لها : أنه كان يذكرها بأسانيدها ، ليُحيل قارئ كتابه ( من أهل العلم ) إلى تلك الأسانيد ، ليميز صحيحها من ضعيفها ، وهذا العذر غير مبسوط لمؤلف كتاب ( هرمجدون ) ؛ لأنه حذف الأسانيد ، بل تجاوز ذلك إلى إيهام القراء بصحة ما ينقله من كتاب (الفتن) ، بثنائه على نعيم بن حماد بأنه شيخ البخاري ؛ وكأن ذلك وحده كافياً لقبول كل ما أورده في كتابه دون النظر في إسناد !!! بل لقد تجاوز المؤلف ذلك كله إلى اعتماد نصوص كتاب ( الفتن ) لنعيم بن حماد، وكأنها نصوص في القرآن أو صحيح السنة .
لقد حذر العلماء من الاغترار بأحاديث الملاحم وأشراط الساعة ؛ لأن أكثرها لا يصح . كما قال الإمام أحمد "ثلاثة كتب ليس لها أصول .. وذكر منها : " الملاحم". وكتاب " الفتن " لنعيم بن حماد أوضح مثالٍ لهذا الذي ذكره الإمام أحمد .(9/4)
وأضيف على ذلك بأن أحاديث ( الرايات السود ) و( السفياني ) لا يصح منها شيء ، وأحاديث هاتين العلامتين هما ركيزتا الكتاب المسؤول عنه ، وقد جلب لها المؤلف من بواطل الروايات ومناكير الأحاديث ما استطاع جمعه ، وأظهر شأنها ، وكأنها من أصح علامات الساعة وأثبتها !! مع أن الواقع أبعد ما يكون عن ذلك ، ومن تلاعب المؤلف واستخفافه بالقراء : أنه مع إيراده للأحاديث الموضوعة المكذوبة ، فإنه ينزلها على الواقع متجاهلاً ما يبطل تنزيله وتفسيره من الرواية المكذوبة التي اعتمد عليها نفسها ، ومن ذلك اعتباره ( السفياني ) أنه حاكم العراق ، مع أنه أورد أن ( السفياني ) أموي ، وحاكم العراق لا يعرف بـ( السفياني ) ، ولا ادعى هو ولا غيره أنه من بني أمية ، هذا مع بطلان ذلك كله، كما سبق .
ولما أورد عن كعب الأحبار أنه قال : " علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة " [ ص : 35 من كتاب هرمجدون ] . يقول المؤلف : " فلما رأيت الجنرال ( ريتشارد ما يرو ) يقبل على عكازين ليعلن للشعب الأمريكي بدء عمليات القوات المشتركة ..." ونسي الكاتب أن الرجل الأعرج المذكور في النص عربي من كندة !! فما باله تجاهل هذه العلامة ؟!! هذا لو صح الخبر، وهو لا يصح !!! .
ولما أورد المؤلف ( ص : 54 – 55) أن السفياني يهزم الجماعة مرتين ، وفسر الجماعة بالجيوش الغربية ، رأى أنه لابد أن يجعل السفياني منتصراً هازما للجيوش الغربية حتى لا ينتقض عليه تنزيله السفياني على أنه حاكم العراق .
لقد جاء الكتاب بأمثال هذه البلايا التي لا تستخف بعاقل !!!
ومن بلايا الكاتب العظام : أنه عظم كتاب الكاهن اليهودي ( نوستر اداموس ) ورآه أهلاً للنقل عنه ، حتى قال مؤلف كتاب ( هرمجدون ) : " ونقول إن ما جاء به ( نوستراداموس ) هو من تراثنا المنهوب وميراثنا المسلوب ، الذي سقط منا فالتقطوه ، وجهلناه وعلموه " ( ص :14 ) .(9/5)
هذا ما يقوله مؤلف ( هرمجدون ) عن كتاب هذا الكاهن، لقد جعله مما استفاده هذا الكاهن من النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ومن الأحاديث النبوية ، التي اطلع عليها هذا الكاهن ، وغابت عن جميع علماء المسلمين !!!
أي طعنٍ في دين المسلمين أعظم من هذا الطعن ؟!! وأي تشكيك في حفظه وبقائه أشد من هذا التشكيك ؟!! ثم هو بذلك زكى كلام هذا الكاهن الدجال أجل تزكية، أو جعله متلقى من مشكاة السنة النبوية !!!
والخلاصة : أن الكتاب المذكور كتاب خطي ر، مليء بالجهل والافتراءات على نبينا – صلى الله عليه وسلم – ومنهجه مبني على الاعتماد على كل شيء ، وعلى ليِّ أعناق النصوص لتوافق الواقع ... إلى غير ذلك من أنواع الخطأ الكبيرة والضلال المبين .
ويجب الحذر من هذا الكتاب ، والتحذير من كاتبه ومقاطعة كل ما يكتبه ويؤلفه بعدم الشراء ؛ لأن ذلك يردعه هو وأمثاله من أن يتاجر بدين الأمة ، ومن أن يستخف بعقول المسلمين . والله أعلم .
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
---
كشف المكنون في الرد على كتاب هرمجدون
تأليف : مازن بن محمد السرساوي
الناشر : المكتبة الإسلامية - القاهرة
الطبعة : الأولى 1423هـ
رابط الموضوع
---
كلمة فضيلة الشيخ سفر الحوالي حول كتاب " هيرمجدون - آخر بيان يا أمة الإسلام "
س - ما تقول يا شيخ في كتاب انتشر هذه الأيام بين الناس يسمى "هيرمجدون - آخر بيان يا أمة الإسلام " يتكلم عن أمور واستشهادات كثيرة تدل على ترتيبات السنوات القادمة والتوقعات حول ما سيحدث في المنطقة مبنية على كثير من الآثار والشواهد من هنا وهناك
جواب الشيخ
منذ العهود الأولى للإسلام كان هناك من يترك دروس وحلق العلم الشرعي الصحيح من قرآن وسنة ويلتفتوا إلى مجالس والأحاديث الغريبة والضعيفة والإسرائيليات وغيرها(9/6)
ولذلك فأنه ليس بمستغرب ان نجد التفاف الناس حول هذا الكتاب وغيره لما فيه من غرابة وإثارة ولكن الكتاب مبني على آثار كلها ضعيفة ولا أساس لها فتارة يقول المخطوطة الفلانية وأخرى يقول من الإنجيل .. وهكذا
كما ان كاتب الكتاب قد ذكر في مؤلف سابق ان امة الإسلام ستنتهي في تاريخ كذا ولما مر ذلك التاريخ ولم يحدث ما قاله عاد في الكتاب الآخر وقام بتعديل الفترة وهكذا
أمور لا يقبلها العقل ولا أرى بصحتها ولا أرى باقتناء مثل هذه الكتب او تداولها او توزيعها لما تحدثه من إرجاف وتناقل خاطئ وبلبلة على الناس وانصح الجميع بالعودة للكتاب والسنة .(9/7)