س 8 : تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض ، وانتزاع آيات معينة تخص السحر وأخرى للعين ، وأخرى للجان .
ج 8 : تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية ؛ لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ، ومباشرة للنفث على المريض ، والجهاز لا يتأتى منه ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/93)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17648 )
س 1 : هل يجوز كتابة القرآن الكريم بالحروف المقطعة ، وحملها للمريض وإذابتها في الماء وشرب الماء .
ج 1 : لا بأس بكتابة القرآن كتابة واضحة على شيء طاهر ثم يمحى بماء يسقى للمريض ؛ لأن هذا فعله بعض السلف ، وهو من الاستشفاء بالقرآن . أما كتابته بحروف مقطعة فإنها لا تجوز ؛ لأن هذا تلاعب بكتاب الله عز وجل واعتقاد فاسد ، وهكذا جعل(27/93)
القرآن أو بعضه تميمة أي حرزا يعلق على المريض ، فإنه لا يجوز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منع من ذلك وقال : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له » (1) وفي رواية أخرى : « من تعلق تميمة فقد أشرك » (2) . ولا فرق بين كون التميمة من القرآن أو من غير القرآن في أصح قولي العلماء ؛ لعموم الأحاديث ، ولسد الذريعة ؛ لأن تعليق التمائم من القرآن يفضي إلى تعليقها من غيره .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) مسند أحمد (4/154).
(2) مسند أحمد (4/156).(27/94)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20515 )
س 2 : سمعنا ممن ينسب إلى العلم أن وضع وقت محدد ومكان محدد للقراءة بدعة لا تجوز ، فما صحة هذا القول ؟ حيث إن كثيرا ممن يقوم برقية الناس يضع مكانا غير بيته ، يقرأ فيه على الناس في ساعة محددة ؛ حتى لا يتأذى في منزله من أولئك الذين لا يقدرون أوقات الآخرين .
ج 2 : لا حرج على الراقي أن يجعل وقتا معينا أو مكانا معينا يقرأ فيه على الناس ، وهذا فيه مصلحة ظاهرة له ولغيره .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/94)
الفتوى رقم ( 20778 )
س : أرفق لسماحتكم نص رقية للدغة العقرب والحية يرقي بها بعض كبار السن في المنطقة ، وقد وجدها أحد الأخيار عند والده لها أكثر من أربعين سنة ، وقال : إنها تنفع إذا قرئت على المصاب ثلاث مرات ، ولم أجد لها أصلا في الكتب التي بين يدي ، ونصها : اللهم إن عزيمة العقرب عرضناها على النصارى واليهود ، وعلى سليمان بن داود ، وقلنا : يا رسول الله : ويش هذه (ما هذه) الدابة ؟ قال : هذه دابة من دواب النار ، سوداء كما الدهري ، وصفراء كما الزهري ، أما نحرها كما الديثار ، وأما ذنبها كما المنشار ، اللهم إن كان سمها في الأعضاء فأخرجه في لحمي ، وإن كان سمها في لحمي فأخرجه في الجلد ، وإن كان في الجلد فأخرجه في الشعر ، وقلنا اهبط بحيل الله وقوته ثلاث مرات .
ج : لا يجوز استعمال هذه الرقية ؛ لما فيها من الأسماء المجهولة المنسوبة إلى أهل الكتاب ونبي الله داود ، والكلام الذي لا يعقل معناه ، فقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » (1) رواه أحمد وأبو داود .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).(27/95)
الفتوى رقم ( 19010 )
س : بعض المعالجين يحددون عددا من السور القرآنية أو عددا من التسبيحات تقال بعد صلاة ركعتين ، بنية مشاهدة رؤية في المنام للمصابين بالسحر ؛ ليروا في هذه الرؤية من الذي فعل السحر وأين هو وكيف يحل ، فما مشروعية هذا الفعل ؟
وكذلك قراءة بعض السور مثل الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي مائة مرة على المسبحة ، علما بأن البعض اعترض على هذا الأمر وقالوا إنها بدعة .
وقالوا أيضا : إن من البدع قراءة القرآن على زيت حبة البركة والعسل واللبن ، ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية ، علما بأن المشاهد بالتجربة ثأثير هذه الأشياء على الجان ، وقد تؤدي بفضل الله إلى حرقه ، فهل هذه الطريقة مشروعة أم أن الاستشفاء بالقرآن من الأمور التوقيفية التي لا يجوز أن نتعداها إلا بنص ؟
ج : ما ذكر في السؤال من تحديد بعض المعالجين بالقرآن عددا من السور والتسبيحات تقال بعد صلاة ركعتين بنية مشاهدة رؤية في المنام للمصابين بالسحر ، وكذلك قراءة بعض السور مائة مرة على المسبحة . . إلخ- كل ذلك من البدع التي لا أصل لها ولا دليل عليها من كتاب الله ولا سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، والرقية(27/96)
الشرعية جائزة بشروط منها : أن تكون بكلام الله أو أسمائه وصفاته ، فيجوز الاستشفاء بالقرآن وبالسنة فيما نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ورقى به نفسه أو رقى به أصحابه ، أو بالدعوات الطيبة التي ليس فيها ما يخالف الشرع المطهر ، ويشترط أن تكون الرقية باللغة العربية أو ما يفهم معناها ، كما يشترط أن يعتقد الراقي والمرقي أن الرقية لا تؤثر بذاتها ولا بذات المسترقي ، بل بإذن الله تعالى فهو النافع الضار الشافي ، وفعل الراقي سبب والله هو الذي خلق الأسباب والمسببات ، وقراءة القرآن أو السنة على المريض مباشرة بالنفث عليه ثابتة بالسنة المطهرة من رقية الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه ولبعض أصحابه ، أما كتابة الآيات بماء الورد والزعفران ونحو ذلك ثم غمرها في الماء وشربها أو القراءة على العسل واللبن ونحوها ودهن الجسم بالمسك وماء الورد المقروء عليه آيات قرآنية- فلا بأس به ، وعليه عمل السلف الصالح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/97)
الفتوى رقم ( 21240 )
س : تجدون مرافقا له ورقة تحتوي على بعض الرقى التي يتداولها عامة الناس ، وحرصا على توثيق محتوياتها ومعرفة(27/97)
صحتها ، فقد رغب إليكم دعاة المركز إطلاع سماحتكم وإبداء رأيكم فيها .
ج : إن النموذج المذكور عن الرقية لا يسوغ العمل بما فيه من تحديد عدد معين لمرات القراءة ؛ لأنه لا دليل على ذلك ، كما أن تعيين الاغتسال بالماء قبل غروب الشمس بدقائق لا أصل له فيما نعلم ، وما عدا ذلك من القراءة والأدعية والأدوية المباحة المجرب نفعها ، فلا حرج فيها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/98)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 12808 )
س 3 : عندنا أناس مصابون بالصرع ، وقرأت كتاب (وقاية الإنسان من الجن والشيطان) ، وعرفت منه كيفية حل الصرع ، ثم قابلت مؤلفه أخانا الحبيب/ وحيد عبد السلام بالي ، وقال لي تستطع بعد قراءة الكتاب حل الصرع ، فما هو رأيكم ؟
ج 3 : يعالج المصاب بالصرع من مس الجن بقراءة القرآن على المريض من شخص موثوق بدينه وأمانته .(27/98)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/99)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 15420 )
س 3 : ما حكم اجتماع عدة أشخاص عند مريض يقرؤون عليه القرآن ، ويقرؤون عليه الختمة ؟
ج 3 : قراءة القرآن على المريض طلبا لشفائه من الله سبحانه وتعالى بأن يقرأ وينفث عليه أو على الموضع المصاب- سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي أنفع الأدوية الشافية بإذن الله ، وأنفع شيء في ذلك فاتحة الكتاب ، وآية الكرسي ، وقل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس . وكل القرآن شفاء ، كما قال تعالى : { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ } (1) الآية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة فصلت الآية 44(27/99)
الفتوى رقم ( 18569 )
س : إنا نعالج حالات الصرع واللبس والمس بالقرآن الكريم(27/99)
والأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والأذكار الصحيحة الواردة عنه أيضا ، ولكن هناك بعض الإخوة يعالجون بعدة طرق ، ومنها :
1- يرقي في حقنة من الكالاكوز وتعطى للمريض المصاب بالجان في الوريد ، ويستدل بأن الشيطان يجري في الإنسان منه مجرى الدم .
2- يرقي في الماء ويضيف عليه العطر بحجة أن الجان لا يحب العطر ويشربه المصاب .
3- ويرقي أيضا في زيت الزيتون ويسقي المريض مع الماء .
بماذا تنصح إخوانك الذين يقدمون مثل هذه المعالجة ؟
ج : الرقية الشرعية توقيفية لا يجوز الزيادة فيها على الوجه المشروع ، وقد أدخل بعض الناس في الرقية الشرعية صنوفا من المحدثات جهلا أو تأكلا ، أو من تلاعب الشيطان ببعضهم . ومنه إجراء بعضهم الرقية في حقنة ثم ضربها في الوريد من المريض المصاب بالمس ، محتجا هذا الراقي بحديث : « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم » (1) وهذه رقية بوسيلة غير شرعية ، وتطبب
__________
(1) أحمد 6\337 ، والبخاري 2\257 ، 258 ، 259 ، 4\46 ، 93 ، 7\124 ، 8\114 ، ومسلم 4\1712 برقم (2175) ، وأبو داود 2\835 ، 5\267 برقم (2470 ، 2471 ، 4994) ، والنسائي في (الكبرى) 3\358 برقم (3342 ، 3343) (ط : مؤسسة الرسالة ) ، وابن حبان 1\566 برقم (1779) .(27/100)
يضمن ما يحصل منه من جناية على المريض ، ولا حجة لهذا المتطبب بالحديث المذكور لما ذكر ؛ لأنه يدل على ملابسة الشيطان للإنسان ، فيعالج بالرقية الشرعية وهي القراءة والنفث على المصاب ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ، وقد يترتب على حقن الماء في الوريد ضرر أو تلف .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/101)
الفتوى رقم ( 16653 )
س 1 : ما حكم الاسترسال في مخاطبة الجني إذا نطق على لسان إنسان ممسوس ، وهل ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن الصحابة أنهم قاموا بمخاطبة الجني والاسترسال معه في الحديث وسؤاله مثلا عن اسمه وعن دينه وبلده ومن أرسله ، وما الدليل على أن الذي ينطق على لسان الممسوس هو جني ؟ نرجو الإجابة مع الدليل الصحيح .
ج 1 : يقع كثيرا أن الجني المخالط للإنسان يتكلم عندما يرقى الممسوس من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وحينئذ ينبغي تخويفه بالله وتحذيره من أذية المسلم . وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شيئا من هذا في رسالة (إيضاح الدلالة على عموم(27/101)
الرسالة) . فعليك بمراجعته فإنه مفيد في هذا الموضوع ، ولا ينبغي التوسع في مخاطبة الجني إلا بقدر الحاجة .(27/102)
س 2 : ما حكم من يقوم بإرسال جني نطق على لسان إنسان ممسوس ، كإرساله مثلا إلى بيت فلان من الناس لكي يرى هل يوجد في بيته سحر أم لا ؟ علما بأنني أعرف أحد الإخوة الذين يقومون بالقراءة على الممسوس ، وبعد أن ينطق الجني على لسانه يقوم بإرساله إلى منطقة معينة لكي يقوم بإحضار جني آخر قد نطق على لسان شخص آخر ، ويقوم بسؤاله عن والده ووالدته ومن أرسله ، وأين يوجد السحر ، وفي بعض الأحيان إذا كان الجني نصرانيا أو يهوديا أو بوذيا يقوم- الأخ بدعوته إلى الإسلام ، ويطلب منه أيضا أن يقوم بدعوة إخوانه من الجن .
ج 2 : لا يجوز استخدام الجني بأي نوع من الاستخدام ؛ لأن ذلك من الاستعانة بالجن والشياطين ، وهي محرمة ووسيلة من وسائل الشرك ، ولا يجوز تصديقهم فيما يخبرون به من أمور السحر والسحرة لما في ذلك من المفاسد .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/102)
الفتوى رقم ( 20223 )
س 1 : هل يجوز للإنسان أن يدهن بعض جسمه بزيت زيتون عليه قرآن الرقية ، ثم يدخل الحمام (بيت الخلاء) ؟
ج 1 : نعم يجوز للإنسان أن يدهن بزيت الزيتون المقروء عليه القرآن ، ولا بأس أن يدخل الحمام بعد ذلك .(27/103)
س 2 : هل يجوز للمعالج بالقرآن أن يعالج إنسانا غير مسلم ؟ أفادكم الله ونفعنا بعلمكم .
ج 2 : يجوز للمسلم أن يعالج بالقرآن غير المسلم إذا لم يكن حربيا على وجه ليس فيه تمكين للكافر من مس المصحف ، وذلك بالقراءة عليه والدعاء له بالشفاء والهداية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/103)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 16403 )
س 5 : لي أخت تتعرض لمس الشيطان ، بحيث تفقد الوعي وتبكي بكاء . أرجو أن تذكروا لي دعاء أدعو به حتى يذهب ما بها .
ج 5 : المريض والمصروع يقرأ عليه من القرآن الكريم ، خصوصا فاتحة الكتاب وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين وما تيسر من الأدعية الشرعية ، وعليك بمراجعة كتاب : (الأذكار)(27/103)
للنووي ، و (الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و (الوابل الصيب) لابن القيم ، رحمهم الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/104)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16388 )
س 1 : ما هو رأي الدين في اللجوء إلى القسيسين - رهبان النصارى - لعلاج بعض حالات الخوف ، أو القراءة على من عضه كلب مسعور ، سواء كان المعضوض إنسانا أو حيوانا ؟
ج 1 : لا يجوز العلاج عند الكفرة إلا في الأمور الطبية ، كالجراحة ووصف الأدوية الطبية المباحة ، أما العلاج بالقراءة بالأدعية فلا يجوز إلا على يد مسلم سليم العقيدة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/104)
الفتوى رقم ( 18392 )
س : ماذا يصنع المعالج بالقرآن لو جيء إليه بشخص من أهل الكتاب يعاني من المس الشيطاني ؟ وهل يفيد العلاج ؟ علما بأنه لا يؤمن بالإسلام .(27/104)
ج : يجوز علاج غير المسلم بالقرآن ؛ لأن ذلك من الإحسان ، والله يقول : { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } (1) ، وقال تعالى : { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (2) ، وقد يكون شفاؤه بسبب الرقية سببا لإسلامه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة البقرة الآية 195
(2) سورة الممتحنة الآية 8(27/105)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 10630 )
س 2 : بعض الأحيان يضيق صدري بدون أي سبب يذكر ، فهل يوجد آيات قرآنية تنصحني بقراءتها في ذلك الوقت لينصرف مني وسوسة الشيطان ؟
ج 2 : يقرأ على نفسه سورة الفاتحة ، ويقرأ المعوذات : (قل هو الله أحد) ، و (قل أعوذ برب الفلق) ، و (قل أعوذ برب الناس) ، يكرر المعوذات ثلاث مرات ، كل مرة ينفث في كفيه ويمسح بهما وجهه وما استطاع من بدنه ، ويدعو بدعاء الكرب : (لا إله إلا الله العظيم(27/105)
الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب العرش الكريم) ويلجأ إلى الله ويدعوه ليفرج كربه ويشرح صدره .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/106)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18416 )
س 1 : أنا امرأة عجوز مؤمنة بالله واليوم الآخر ، وملتزمة بما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أصابني مرض شديد ضيقة في نفسي لا أشوف ولدي ولا أولاد ولدي ، وعندما أشوفهم أبكي بكاء شديدا بعض أوقات ، وبعض أوقات أرضى عليهم وينتقل المرض إلى رأسي ورقبتي ، وبعض أحيان تأتيني شكوك في الصلاة ، وذهبت إلى المستشفيات وما نفعني أي شيء وأنا أخاف أن يكون علي إثم عندما أغضب على ولدي وهو مريض والحمد لله ، فماذا تنصحونني فضيلة الشيخ جزاكم الله خيرا في الضيقة التي مني ؟
ج 1 : ننصحك بتقوى الله تعالى والاستعاذة به سبحانه من الشيطان الرجيم ، وعدم الالتفات إلى هذه الوساوس والشكوك ، فإنها من الشيطان ، وقد « شكا بعض الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن أحدهم يجد في نفسه- يعرض بالشيء- لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، الحمد(27/106)
لله الذي رد كيده إلى الوسوسة » (1) أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح. وعن ابن مسعود رضي الله عنه- يرفعه والصحيح وقفه-: « إن للملك الموكل بقلب ابن آدم لمة وللشيطان لمة ، فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ورجاء صالح ثوابه ، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق وقنوط من الخير ، فماذا وجدتم لمة الملك فاحمدوا الله وسلوه من فضله ، وإذا وجدتم لمة الشيطان فاستعيذوا بالله واستغفروه » (2) .
وعليك في هذا بالإكثار من ذكر الله تعالى والاستغفار وتلاوة القرآن الكريم والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، واسترقي بفاتحة
__________
(1) رواه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أحمد 1\ 235 ، 340 ، وأبو داود 5\ 336-337 برقم (5112) ، والنسائي في (الكبرى) 9\ 249 برقم (10434 - 10436) (ط: مؤسسة الرسالة) ، وابن حبان 1\ 360 برقم (147) ، والطيالسي 4\ 422 برقم (2827) ، وابن أبي عاصم في (السنة) 1\ 457 برقم (670) (ت: الجوابرة) ، والطحاوي في (المشكل) 4\ 324- 326 برقم (1638- 1640) (ت: الأرناؤوط) ، وابن منده في (الإيمان) 1\ 473 ، 474 برقم (345 ، 346) ، والطبراني 10\ 338 برقم (10838) ، وعبد بن حميد 1\ 593 برقم (700) ، والبيهقي في (الشعب) 2\ 173 - 176 برقم (334-336) (ط: الهند) ، والبغوي 1\ 110 - 111 برقم (60).
(2) الترمذي 5\ 219- 220 برقم (2988) ، والنسائي في (الكبرى) 10\ 37 برقم (10985) ، وابن جرير في (التفسير) 5\6 ، 7 (مرفوعا وموقوفا) (ت: التركي) ، وأبو يعلى 8\ 417 برقم (4999) ، وابن حبان 3\ 278 برقم (997) ، والبيهقي في (الشعب) 8\ 420- 421 برقم (4187 ، 4188) (ط : الهند) .(27/107)
الكتاب ، وقل هو الله أحد ، والمعوذتين وهما : (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ، وبآية الكرسي ، والقرآن خير كله ، قال تعالى : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } (1) . وجاهدي نفسك بترك الغضب ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من غضب أن يطفئ جمرة غضبه بالوضوء والقعود إن كان قائما والاضطجاع إن كان قاعدا ، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، كما نوصيك بأن تقرئي أية الكرسي عند النوم ، وأن تقرئي : (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات عند النوم وفي الصباح والمساء .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الإسراء الآية 82(27/108)
تأثير العين
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 18649 )
س 6 : يوجد لدينا من يتكلم أو يصف بدون أن يذكر اسم الله ، وكثيرا ما يحدث منه أثناء كلامه مثلا : هذا جميل ومكانه لائق . وفي أثناء كلامه يحدث كسره أو تلفه ، فنحن نقول : عين ، فما هو العلاج من العين حسب السنة جزاك الله خيرا ؟
ج 6 : السنة لمن أعجبه شيء غيره من هيئة شخص أو مركوب أو مسكن أو غير ذلك أن يقول : (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) ؛ لقول الله تعالى : { وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا } (1) ، والعلاج من العين : التحصين بذكر الله بقراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، وعند النوم ، وهكذا قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين في كل صباح ومساء ثلاث مرات ، وعند النوم ثلاث مرات ، مع الثقة بالله والتوكل عليه واعتقاد أن النفع والضر بيد الله عز وجل ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وبذلك يقي الله العبد من العين وغيرها مما يضره .
__________
(1) سورة الكهف الآية 39(27/109)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/110)
الفتوى رقم ( 19822 )
س : بعض من رجال البادية يستخدمون شيئا من الخرافات الشيطانية ، ويعتقدون أنها رقية شرعية يرقى بها المصاب بالعين ، وصيغة ألفاظها كالآتي :
يجمع سبع حصيات مع قطعة من الجلد وشبة بيضاء المعروفة عند العطارين ، ثم تجمع هذه الأصناف ويدار بها على رأس المريض بالعين سبع مرات ، ويقال الكلمات التالية :
واحد بالله اثنين بالله ثلاثة بالله ، وعلى هذه الطريقة حتى يكمل سبع مرات ، ثم بعد ذلك توضع الشبة بالنار وإذا غلت تلك الشبة يقولون : إنها تظهر لهم صورة الذي أصاب بالعين في الشبة التي وضعت بالنار ، فإذا كان العائن رجلا تظهر صورة عينه بالشبة أو صورة فرجه ، وإذا كانت امرأة تظهر صورة فرجها .
فضيلة الشيخ ، نأمل الرد على هؤلاء ونصحهم .
ج : هذه الأعمال كلها أعمال شيطانية ، ومن جملة الخرافات التي يزينها الشيطان لأهلها ، وليست من الأدوية الشرعية كما يزعمون ، فيحب إنكار هذا العمل ، ومنع من يعمله ، والرفع عنه إلى ولاة الأمر ؛ لمنعه وتأديب من يفعله .(27/110)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/111)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19635 )
س 2 : سمعت بعض طلبة العلم يقول : إن مع الرقى التي يرقى بها المصاب بالعين هذا الكلام ( حبس حابس ، وحجر يابس ، وشهاب قابس ، ردت عين الحاسد إليه ) . ولما سألته عن دليله قال : إن هذا وارد عن بعض السلف . فهل هذا الكلام ثابت ويصح أن يرقى به المعيون ؟ وإذا ثبت عن بعض السلف هل يكون حجة ؟
جزاكم الله خيرا .
ج 2 : هذا الكلام المذكور لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه ، ولا نعلم له أصلا ، وألفاظه غريبة ، وعلاج الإصابة بالعين يكون بالآيات القرآنية والأدعية النبوية ، وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من استغسال العائن ، فعن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : « رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل ، فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة . قال : فلبط سهل فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه وقال : "علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت ، اغتسل له" فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه ، وأطراف رجليه ، وداخلة إزاره في قدح ، ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس » (1) رواه أحمد ومالك في (الموطأ) وابن ماجه .
__________
(1) سنن ابن ماجه الطب (3509) ، مسند أحمد (3/487) ، موطأ مالك الجامع (1747).(27/111)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/112)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 20844 )
س 5 : بعض الناس إذا أصيب هو أو أحد من أقاربه بعين أو مرض أيس منه يقولون : إنه يحفر له قبر ويشفى بإذن الله ، فهل هذا له أصل في الشرع ، وإن لم يكن كذلك فهل يأثم من يحفر القبر لهذا الغرض ؟ أفتونا مأجورين .
ج 5 : حفر القبر لمن به عين أو مرض للاستشفاء به لا أصل له في الشرع المطهر ، بل هو خرافة يجب تركها والتحذير منها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ(27/112)
الفتوى رقم ( 19885 )
س : عند قراءة القرآن على المريض (وهو مغمض العينين وفي كامل وعيه) فإنه يرى من سحره أو الساحر أو مكان السحر أو العائن . فسؤالنا : هل يعتبر هذا الأمر اطلاع على الغيب أم لا ؟
ج : رؤية المريض لمن سحره أو الساحر أو مكان السحر أو(27/112)
العائن عند قراءة القرآن عليه لا يعتبر من الاطلاع على الغيب ، ومن اعتقد أنه يعلم الغيب بسبب ذلك فهو كافر ؛ لأن علم الغيب من اختصاص الله سبحانه ، فلا يعلم به أحد من خلقه إلا ما أوحى الله به إلى من شاء من ملائكته ورسله ، قال الله تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (1) ، وقوله سبحانه وتعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } (2) ، وما يحدث للمريض من هذا النوع هو من تأثير الشياطين وخداعهم لبني آدم ، وإنما يحصل ذلك بسبب استعانة القراء بالجن ، وإن كانوا يتظاهرون بقراءة القرآن والحديث الشريف للتضليل والتلبيس على الجهلة والعوام والسذج وإيهامهم بأن قراءتهم نافعة ، فيسلبون أموالهم ويستغلونهم لمصالحهم وشهواتهم ، وهم في الحقيقة من الكهنة والعرافين ، وإن صدقوا في ذلك أحيانا وصار الواقع كما رآه المريض فلا ينبغي له أن يركن إليه وينخدع به ويعتقد صحته ويتهم الناس بمجرد ذلك ، إذ أن ذلك لا حقيقة له ولا أصل له في الشرع ، بل هو من تأثير الجن كما سبق ، وننصحك أن لا تلتفت لأوهام قد تؤثر عليك في عقيدتك وتكون سببا في قطيعة رحمك وإيذاء الناس ، وأن تلجأ إلى الله تعالى وتستغيث به وحده في كشف ضرك ، ولا
__________
(1) سورة النمل الآية 65
(2) سورة الأنعام الآية 59(27/113)
ترجو إلا الله ولا تتعلق إلا به وحده ، وأن تعالج نفسك بالرقى والأدعية الشرعية الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن تتعاطى من الأدوية المباحة ما يكون سببا في شفائك بإذن الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/114)
مس الجن
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
برقم21518 بشأن مسألة دخول الجني في بدن الإنسي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
فإجابة لما سأل عنه السائل حماد بن عبد الله الحماد ، كاتب عدل الخرج ، حول ما كتبه المدعو : محمد بن عبد الله الفوزان في جريدة الجزيرة عدد (10168) وتاريخ 29\4\1421هـ من إنكار تلبس الجني بالإنسي ، فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تقول : قد دل كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي ووقوعه ، قال الله تعالى : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ } (1) ، قال ابن جرير رحمه الله : يعني بذلك : يتخبله الشيطان في الدنيا ، وهو الذي يتخنقه فيصرعه ، (من المس) يعني من الجنون (2) .
__________
(1) سورة البقرة الآية 275
(2) ( تفسير ابن جرير الطبري ) 5\38-39 ، ت: التركي .(27/115)
وقال البغوي رحمه الله : { لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ } (1) أي : الجنون . يقال : مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا .
وقال ابن كثير رحمه الله : أي : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أن يقوم قياما منكرا . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق . رواه ابن أبي حاتم . قال : وروي عن عوف بن مالك وسعيد بن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك .
وقال القرطبي رحمه الله : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى 24 / 276-277) ما نصه : (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسول الله واتفاق سلف الأمة وأئمتها ، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ } (2) ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم » (3) ، وقال عبد الله بن
__________
(1) سورة البقرة الآية 275
(2) سورة البقرة الآية 275
(3) صحيح البخاري الاعتكاف (2039) ، صحيح مسلم السلام (2174) ، سنن أبي داود السنة (4719) ، سنن ابن ماجه الصيام (1779) ، مسند أحمد (3/156) ، باقي مسند المكثرين (3/285).(27/116)
الإمام أحمد بن حنبل : (قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل بدن المصروع . فقال : يا بني يكذبون ، هو ذا يتكلم على لسانه) . قال شيخ الإسلام : (وهذا الذي قاله أمر مشهور ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب جمل لأثر به أثرا عظيما ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله . . . ) إلى أن قال : (وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك ، فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك) انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسان يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك ، فعلى الكاتب محمد بن عبد الله الفوزان أن يرجع إلى الصواب ، ولا يعود إلى الكلام فيما ليس له به علم ، فقد قال الله تعالى : { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } (1) ، والقول على الله بلا علم في منزلة فوق الشرك في التحريم ، قال تعالي :
__________
(1) سورة الإسراء الآية 36(27/117)
{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة الأعراف الآية 33(27/118)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 25109 )
س 5 : ذهب أبي بأصغر إخوتي الثلاثة المعوقين الذين ذكرت لفضيلتكم عنهم إلى أحد الأطباء النفسيين ، وذلك لوصف دواء له ، حيث إنه شقي جدا ونعيش في قلق بسببه ، ووصف له الطبيب حبوبا مهدئة للأعصاب تجعله ينام طول اليوم ، وبهذا ينام أخي إجباريا ، فهل على أبي إثم في ذلك ، مع أنه مضطر لإعطائه الدواء ؛ لأنه يعطلنا عن قضاء حاجتنا ، مع أنه لا يؤذي أحدا ، ولكنه يريد الفرار من البيت ويذهب إلى أبعد الأماكن ، ونحن نخاف عليه من حوادث الطريق ، فهل يجوز حبسه في البيت أو نربطه بحبل حتى لا يجري بعيدا ، وحتى لا نعطيه الأدوية التي قد تسبب له أمراضا أخرى لا يعلمها إلا الله ؟
ج 5 : إذا كانت هذه الأدوية تسبب أضرارا صحية فلا يجوز(27/118)
إعطاؤها لهذا المعوق ، ويمكن كفه عن الخروج بربطه أو بحبسه في البيت ونحو ذلك . نسأل الله لكم العون والسداد والأجر والمثوبة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/119)
التمائم
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16796 )
س 1 : ما رأي الدين الإسلامي في حمل التمائم والقيام بالتعويذات ؟
ج 1 : لا يجوز حمل التمائم ولا تعليقها على الأشخاص ؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له » (1) وقوله صلى الله عليه وسلم : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » (2) والمراد بالرقى : ما كان من غير القرآن والأدعية المشروعة ، أما الرقية بالقرآن والأدعية الشرعية ، بأن يقرأ على المريض ويعوذ ، فهذا لا بأس به ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا » (3) ، والتمائم : هي الأشياء التي تحمل أو تعلق لدفع العين أو رفع البلاء أو دفعه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) مسند أحمد (4/154).
(2) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).
(3) صحيح مسلم السلام (2200) ، سنن أبي داود الطب (3886).(27/120)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 17042 )
س5 : قال صلى الله عليه وسلم : « من تقلد بوتر فان محمدا بريء منه » (1) . هل المقصود بالوتر أي نوع من السلاسل الذهبية والفضية ؛ لأنني
__________
(1) سنن النسائي الزينة (5067) ، سنن أبي داود الطهارة (36) ، مسند أحمد (4/109).(27/120)
كنت أقول هذا الحديث لطلبة المسلمين الذين وضعوا السلاسل الفضية في أعناقهم ؟
ج 5 : لبس القلادة أو الحلقة أو عقد الخيوط من أجل رفع البلاء أو دفعه - محرم وشرك ، من أي جنس كان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وتبرأ ممن فعله ؛ لأنها اعتماد على غير الله سبحانه ، والواجب الاعتماد على الله وحده ، فهو النافع الضار الشافي . وقد « رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في يده حلقة من صفر ، فقال : (ما هذا ؟ ) قال : من الواهنة- أي : الحمى- قال صلى الله عليه وسلم : (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا ، ولو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا) » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « من تعلق تميمة فقد أشرك » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن ابن ماجه الطب (3531) ، مسند أحمد (4/445).
(2) مسند أحمد (4/156).(27/121)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 18679 )
س 4 : ما حكم التمائم والتعاويذ في الإسلام ، الإمام الذي يتداوى بها هل أصلي وراءه ، وهل علي ذنب في الصلاة وراءه بعد علمي بذلك ؟
ج 4 : التمائم والتعاويذ على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : ما كان من التعاويذ والتمائم الشركية ،(27/121)
كالاستغاثة بغير الله ، ودعاء غير الله من الجن والشياطين والأولياء والصالحين ، فهذه تمائم وتعاويذ شركية لا تجوز كتابتها ولا استعمالها ، ومن كان يكتبها أو يستعملها أو يروجها بين الناس ، فإنه مشرك لا تجوز الصلاة خلفه .
القسم الثاني : التمائم المشتملة على حروف مقطعة أو طلاسم أو كلام لا يفهم معناه ، أو على شيء من الخرز والودع ونحو ذلك- فهذه تمائم محرمة ، إذا كان لا يعتقد فيها النفع والضر ، وإنما هي سبب ، وتعليقها يعتبر من الشرك الأصغر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له » (1) ، وفي رواية « من تعلق تميمة فقد أشرك » (2) . وقد يكون تعليقها من الشرك الأكبر إذا اعتقد معلقها أنها تدفع عنه البلاء بنفسها ، لا أنها سبب لذلك .
والشخص الذي يقوم بكتابة هذه التمائم الواجب نصحه وتحذيره من هذا العمل ، فإن استجاب وإلا وجب على الجهة المسئولة عزله عن الإمامة في الصلاة ؛ حتى لا يغتر به الناس ويقلدوه ، والصلاة خلفه صحيحة إذا لم يعتقد فيها النفع بنفسها . القسم الثالث : التمائم والتعاويذ التي من القرآن ، والأدعية المشروعة المكتوبة بألفاظ عربية- فهذه موضع خلاف بين العلماء على قولين :
__________
(1) مسند أحمد (4/154).
(2) مسند أحمد (4/156).(27/122)
القول الأول : بجوازها ؛ لخلوها من الشرك ووسائله .
القول الثاني : القول بتحريمها ؛ لعموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليق التمائم ، والوعيد عليها ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له » (2) . وهذا هو الصحيح ؛ لعموم الأحاديث في المنع من التمائم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).
(2) مسند أحمد (4/154).(27/123)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 14549 )
س 2 : أعاني من مرض الصرع ، وقد ذهبت إلى كثير من الأطباء ، ولكن دون جدوى ، وذهبت إلى فقيه يوجد هنا وأعطاني حجابا ، وهو عبارة عن ورقة مكتوب فيها بعض الكلمات غير مفهومة وبعض الخطوط ، وأمرني بتعليقه ، فهل يجوز هذا ؟
ج 2 : يحرم عليك تعليق الورقة (الحجاب) التي أعطاكها من ذهبت إليه للعلاج ؛ لأن ذلك من الشعوذة والسحر ؛ لما فيها من الخطوط والطلاسم والكلمات الغير مفهومة ، وينبغي لك أن تتعالج بالرقية الشرعية .(27/123)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/124)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19046 )
س 1 : بعض الناس عندنا إذا وجدوا ذئبا ميتا قطعوا جلدة وجهه وآذانه ، ووضعوها حروزا في بيوتهم ، يعتقدون أنها تطرد الشياطين . فما حكم هذا العمل ؟
ج 1 : وضع هذه الأجزاء من أعضاء الذئب وجلده في البيوت وعلى الأبواب كحروز ، واعتقاد أنها تطرد الشياطين وتمنع دخول الجان - كل ذلك عمل باطل مبتدع لا أصل له من كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، واعتقاد ذلك يقدح في توحيد العبد ؛ لأن في ذلك تعلق بغير الله ، والتجاء واعتصام بغير الله ، ووضع هذه الأشياء في البيوت وتعليقها على الأبواب فيه نوع من تعليق التمائم ، وتعليق التمائم شرك ؛ لما رواه عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له » (1) أخرجه الإمام أحمد في (المسند ج 4 ص 154) ، وفي رواية له : « من تعلق تميمة فقد أشرك » (2) ولما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » (3) أخرجه الإمام أحمد في ( المسند ج 1ص 381 ) وأخرجه أبو
__________
(1) مسند أحمد (4/154).
(2) مسند أحمد (4/156).
(3) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).(27/124)
داود وابن ماجه في (سننهما) .
فعلى المسلم أن يبتعد عن هذه الأشياء ، وأن يتعلق بالله وحده ، ويلوذ به ويتوكل عليه ويلتجئ ويعتصم بالله وحده ، فهو النافع الضار وحده ، ومن توكل على الله كفاه . ويشرع للمسلم أن يتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ؛ لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك » (1) أخرجه مسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2708) ، سنن الترمذي الدعوات (3437) ، سنن ابن ماجه الطب (3547) ، مسند أحمد (6/378) ، سنن الدارمي الاستئذان (2680).(27/125)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19595 )
س 2 : عندي يا سماحة الشيخ عمة- أخت أبي- مشكلتها أنها إذا بدأت بالحمل أو علمت أنها حامل ، تضع على صدرها حرزا ، أي كتابا صغيرا ، وهذا الكتاب داخل قماش ومخيط عليه ، فإذا أزالته أو أبعدته من صدرها يسقط الجنين الذي في بطنها ويخرج ميتا . والسؤال : ما العمل تجاه ذلك ؟ أفيدونا وجزاكم الله عنا خيرا .
ج 2 : تعليق هذه المرأة كتابا على صدرها إذا حملت ؛ لئلا يسقط جنينها والاعتقاد بأنها إذا أزالت هذا الحرز أو أبعدته عن(27/125)
صدرها سقط الجنين- هو من التمائم الشركية المنهي عنها .
فإن كانت هذه المرأة تعتقد في ذلك الحرز جلب النفع أو دفع الضر من دون الله ، فهي مشركة شركا أكبر يخرجها من الملة والعياذ بالله ؛ لاعتقادها النفع والضر في ذلك الحرز من دون الله ، وهذا ينافي التوحيد والتوكل على الله ؛ لأن النفع والضر بيد الله وحده .
أما إن اعتقدت أنها أسباب فقط ، يرتب عليها المسببات ، وأن الله هو النافع الضار ، فهي مشركة شركا أصغر ، ويدل لذلك عموم ما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » (1) رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له ، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له » (2) رواه الإمام أحمد في (المسند ) وابن حبان كما في (موارد الظمآن) والحاكم في (المستدرك) ، وفي رواية للإمام أحمد : « من تعلق تميمة فقد أشرك » (3) ، وما رواه عبد الله بن عكيم مرفوعا : « من تعلق شيئا وكل إليه » (4) رواه الإمام أحمد والترمذي .
أما ما يحصل لهذه المرأة من أنها إذا أزالت ذلك الحرز أو أبعدته عن صدرها سقط الجنين الذي في بطنها- فذلك من تأثير
__________
(1) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).
(2) مسند أحمد (4/154).
(3) مسند أحمد (4/156).
(4) ) أحمد 4\ 310 ، 311 ، والترمذي 4\403 برقم (2072) ، وابن أبي شيبة 7\371 ، والحاكم 4\216 ، والطبراني 22\385 برقم (960) ، وابن أبي عاصم في (الآحاد والمثاني) 5\37 برقم (2576) ، والبيهقي 9\351 .(27/126)
الشيطان ، وليس بسبب حفظ ذلك الحرز ، ومما يدل على ذلك ما رواه أبو داود في (سننه) « عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت : رأى عبد الله في عنقي خيطا ، فقال : ما هذا ؟ قلت : خيط رقي لي فيه . قالت : فأخذه ثم قطعه ثم قال : أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إن الرقى والتمائم والتولة شرك) ، فقلت : كانت عيني تقذف ، وكنت أختلف إلى فلان اليهودي ، فإذا رقى سكنت ، فقال عبد الله : إنما ذلك عمل الشيطان ، كان ينخسها بيده ، فإذا رقى كف عنها ، إنما يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أذهب البأس رب الناس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما » (1) رواه الإمام أحمد وابن ماجه وابن حبان والحاكم وقال : صحيح . وأقره الذهبي .
وعلى ذلك يجب على هذه المرأة ترك تعليق هذا الحرز ؛ ليسلم لها دينها وعقيدتها ، وأن تستغني عن ذلك بما ثبت في الشريعة من إباحة الرقية بالقرآن وأسماء الله الحسنى وصفاته وما صح من الأذكار والأدعية النبوية ونحو ذلك مما يفهم معناه ، ولا محذور فيه ، وأن تتوكل على الله حق توكله ، وتلجأ إليه في الرخاء والشدة ، وتسأله العافية من كل سوء ، فهو وحده النافع الضار ، ومن توكل على الله وفوض أمره إليه كفاه ويسر أمره وفرج كربه ، قال تعالى :
__________
(1) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).(27/127)
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } (1) { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الطلاق الآية 2
(2) سورة الطلاق الآية 3(27/128)
السؤال التاسع من الفتوى رقم ( 20361 )
س 9 : كتابة أوراق فيها القرآن والذكر وإلصاقها على شيء من الجسد ، كالصدر ونحوه ، أو طيها ووضعها على الضرس .
ج 9 : إلصاق الأوراق المكتوب فيها شيء من القرآن أو الأدعية على الجسم ، أو على موضع منه ، أو وضعها تحت الفراش ونحو ذلك لا يجوز ؛ لأنه من تعليق التمائم المنهي عنها بقوله صلى الله عليه وسلم : « من تعلق تميمة فلا أتم الله له » (1) ، وقوله : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) مسند أحمد (4/154).
(2) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).(27/128)
الحلف بغير الله
الفتوى رقم ( 17169 )
س : هل القسم بغير الله تبارك وتعالى من المعاني لا يكون شركا ، والقسم بغير الله تبارك وتعالى من الذوات هو الذي يكون شركا ؟
ج : الحلف بغير الله شرك أصغر ؛ لما روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (1) ، وإن قصد في قسمه تعظيم المقسم به كتعظيم الله فهو شرك أكبر ، وسواء أقسم بالذوات أو بمعانيها كل ذلك غير جائز .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3251) ، مسند أحمد (2/125).(27/129)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 17882 )
س5 : قال الأستاذ : إن الإنسان إذا حلف بغير الله ولم يقصد تعظيمه ، فيجوز له ذلك ؛ مستدلا على ذلك بأن الله يحلف بمخلوقاته كالشمس والقمر والضحى والليل . . . إلخ .
ج 5 : الله جل شأنه له أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته ، أما(27/129)
العباد فلا يجوز لهم الحلف إلا بالله عز وجل أو صفة من صفاته ؛ لما ثبت في ( الصحيحين ) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه قال : « من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت » (1) ، وفي ( مسند الإمام أحمد ) بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من حلف بشيء دون الله فقد أشرك » (2) ، وفي ( سنن أبي داود والترمذي ) بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (3) . قوله في الحديث : ( كفر أو أشرك ) شك من الراوي ، هل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( كفر ) ، أو قال : ( أشرك ) . والمعنى واضح ولكن ذلك يدل على شدة حرص الرواة على أداء ألفاظ الحديث كما سمعوها رضي الله عنهم . والمراد بالشرك هنا : الشرك الأصغر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7401) ، صحيح مسلم الأيمان (1646) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3249) ، مسند أحمد (2/20) ، موطأ مالك النذور والأيمان (1037) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2341).
(2) مسند أحمد (1/47).
(3) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3251) ، مسند أحمد (2/125).(27/130)
السؤال الأول والثالث من الفتوى رقم ( 18991 )
س1 : هل الحلف بغير الله عز وجل الأصل فيه أنه شرك أكبر إلا إذا دل شيء على كونه شركا أصغر ؟
وما معنى قوله عليه الصلاة والسلام : « من حلف باللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله » (1) ؟ وما هي درجة الحديث ؟
__________
(1) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6650) ، صحيح مسلم الأيمان (1647) ، سنن الترمذي النذور والأيمان (1545) ، سنن النسائي الأيمان والنذور (3775) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3247) ، سنن ابن ماجه الكفارات (2096) ، مسند أحمد (2/309).(27/130)
وهل أمر الحالف بغير الله بلا إله إلا الله ؛ لأنه ارتد بحلفه بغير الله ، أو أنه أمر بلا إله إلا الله على وجه التكفير لقوله أم ماذا ؟
ج1 : الأصل أن الحلف بغير الله شرك أصغر ، إلا إذا اعتقد الحالف إنزال من يحلف به منزلة الله في التعظيم والإجلال ، فإنه يكون بهذا شركا أكبر .
وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقول ( لا إله إلا الله ) لمن سبق لسانه بالحلف باللات والعزى وهما وثنان من أوثان العرب تعبد من دون الله ؛ لأن الحلف باللات والعزى يضاد كلمة التوحيد إن قصد بها تعظيم اللات والعزى كتعظيم الله ، وإن لم يقصد ذلك فحلفه بهما مناف لكمال التوحيد ، فالحالف بهما معظم لهما ، ومن حلف بالأصنام ونحوها فإن يمينه لا تنعقد ، بل عليه أن يستغفر الله ويقول : لا إله إلا الله ، ولا كفارة عليه . وكلمة التوحيد تبطل كل تعلق بغير الله ، فقائلها متبرئ من اللات والعزى ، ومن كل معبود سوى الله ، إذ حقيقتها : لا معبود بحق إلا الله ، فهي تثبت العبادة لله ، وتنفي استحقاقها لغير الله ، فإذا قالها مخلصا بها من قلبه لله مع التوبة النصوح إلى الله مما قال كفرت عنه ذلك الذنب .
والحديث المذكور في السؤال صحيح أخرجه البخاري ومسلم في ( صحيحيهما ) ، وأخرجه البيهقي في ( سننه ) ، ولفظ البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من حلف فقال في(27/131)
حلفه : باللات والعزى ، فليقل : لا إله إلا الله ، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك فليتصدق » (1) .
__________
(1) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6650) ، سنن ابن ماجه الكفارات (2096).(27/132)
س3 : هل يصح الاستدلال على من فرق بين الحلف بالذوات والمعاني بقوله عليه الصلاة والسلام : « من حلف بالأمانة فليس منا » (1) ؟ وما درجة الحديث ؟ وما حكم صاحب هذه المقالة ؟ وما حكم الداعية إليها ؟
هل يمكن اعتبار كون الرجل يحلف على شيء بالله كاذبا ، وبغيره سبحانه صادقا ، ضابطا في اعتباره أقسم بغير الله على وجه التعظيم ؟
ج 3 : الحلف بالذوات كأن تقول : والنبي أو وفلان . والحلف بالمعاني كقولك : والأمانة أو وشرفي ، لا فرق بينهما ، فكل ذلك داخل في عموم الحلف بغير الله ، والحديث المذكور في السؤال « من حلف بالأمانة فليس منا » (2) فهو ينص على تحريم الحلف بالمعاني ، كالأمانة ونحوها ، ويفهم منه تحريم الحلف بالذوات ؛ لأنه حلف بغير الله ، ويدل لتحريم الحلف بالذوات ما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « لا تحلفوا بآبائكم » (3) متفق عليه ، وحديث : « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (4) رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من حلف بشيء دون الله فقد أشرك » (5) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث عمر رضي الله عنه .
__________
(1) سنن أبي داود الأيمان والنذور (3253) ، مسند أحمد (5/352).
(2) سنن أبي داود الأيمان والنذور (3253) ، مسند أحمد (5/352).
(3) صحيح البخاري التوحيد (7401) ، صحيح مسلم الأيمان (1646) ، سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3249) ، سنن ابن ماجه الكفارات (2101) ، موطأ مالك النذور والأيمان (1037) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2341).
(4) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3251) ، مسند أحمد (2/125).
(5) مسند أحمد (1/47).(27/132)
والداعي إلى التفريق بين الحلف بالأمانة وبين الحلف بالذوات في جواز الحلف بالذوات تصوره غير صحيح ، ومقالته خاطئة غير مقبولة ، والأحاديث الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تحريم الحلف بالآباء ونحوها ، وتحريم الحلف بغير الله مطلقا ترد عليه .
أما الحالف بالله وهو كاذب فخطؤه من حيث كذبه في حلفه ، حيث إنه عظم الله على خلاف الواقع ، والكذب من كبائر الذنوب .
أما الحلف بغير الله وإن كان صادقا فإنه شرك أصغر ، وجنس الشرك أعظم من كبائر الذنوب ، ولأن حلفه بغير الله قد يصل إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد تعظيم المحلوف به كتعظيم الله .
ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا ) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/133)
التوكل
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18281 )
س1 : ما حكم من أخذ بالأسباب ولم يتوكل على الله سبحانه وتعالى ، وحكم من توكل على الله سبحانه وتعالى ولم يأخذ بالأسباب ؟
ج1 : يجب على المسلم أن يتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب النافعة ، ولا يجوز ترك الأسباب بحجة التوكل على الله ؛ لأنه لا تنافي بينهما ، ولأن الله شرع اتخاذ الأسباب مع التوكل عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/134)
الفتوى رقم ( 19700 )
س : قول بعض المسلمين ( والنبي ) ، ( وحياتك ) ، ( وأعز الناس ) أو الحلف مع الله- والعياذ بالله - هل الجهل بخطورة مثل هذا الأمر ، أم التقاليد والعادات سبب انتشار هذه الظاهرة ؟ وهل هناك أسباب أخرى ؟ وما هو دور الإعلام في التوعية حول هذه الظاهرة ؟ وما هو دور الدعاة المسلمين في(27/134)
التوعية حول هذه الظاهرة ؟
ج : لا يجوز الحلف إلا بالله تعالى أو بصفة من صفاته ؛ لأن الحلف بغير الله شرك ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من حلف بغير الله فقد أشرك » (1) ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت » (2) ؛ لأن الحلف تعظيم للمحلوف به ، والتعظيم بهذه الصورة حق لله تعالى ، فلا يجوز أن يحلف بغيره ، وسواء حلف بالنبي أو بغيره من المخلوقات كل ذلك لا يجوز ، وكذلك الحلف بشيء من المخلوقات مع الله سبحانه وتعالى ، كأن يقول : ( والله والنبي لم أفعل كذا أو فعلت كذا ) . ويجب على العلماء عموما والدعاة إلى الله خصوصا التحذير من هذا ، وبيان الحق للناس ؛ حتى يكونوا على بصيرة من أمرهم ، وأن يحذروهم من العادات الجاهلية وتقليد الآباء والأجداد على غير هدى ، وكذلك يجب على وسائل الإعلام تنبيه الناس وتحذيرهم من الوقوع في هذه العوائد الجاهلية ، وذلك بأن تنشر ما يصدر عن العلماء من بيان العقيدة وأمور الدين ، والتحذير من الشرك والمخالفات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3251) ، مسند أحمد (2/69).
(2) صحيح البخاري التوحيد (7401) ، صحيح مسلم الأيمان (1646) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3249) ، مسند أحمد (2/20) ، موطأ مالك النذور والأيمان (1037) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2341).(27/135)
الفتوى رقم ( 20432 )
س : ما صحة قول القائل : ( وحياة ربي ) مع أن ابن القيم قد أورد هذه الكلمة في النونية الشافية الكافية ؟
ج : إن قول القائل في حلفه : ( وحياة ربى ) جائز ولا محذور فيه ؛ لأنه قسم بصفة من صفات الله الثابتة له ، وللإنسان أن يقسم بأي اسم من أسماء الله أو صفة من صفاته .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/136)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 18805 )
س4 : إننا عندما نقوم بشراء شيء ما من التاجر نقول له : بكم هذه ؟ فيقول : بكذا . فنقول له : بالأمانة بكم هي ؟ أو أسألك بالله بكم هي ؟ أو بحجر الله بكم هي ؟ فما الحكم في العبارات الثلاث السابقة ؟
ج4 : لا يجوز الحلف بغير الله ، لا بالأمانة ولا بغيرها ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من حلف بغير الله فقد أشرك » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3251) ، مسند أحمد (2/69).(27/136)
الغلو في الدين
الفتوى رقم ( 13922 )
س : جار لي ، وهذا الجار توفي أبوه منذ حوالي عشر سنوات ، وكان وقت ذلك لم تبلغه الدعوة بأن البناء على القبور لا يجوز ، وقام هذا الرجل ببناء قبة على قبر أبيه ، والناس تزور هذا القبر ، ويذبحون عنده الذبائح ، ولكن في هذا الوقت انقطعت هذه العادة السيئة والعقيدة الفاسدة ، ولكن هذا الرجل- أي : ابنه - نصحته بأن يهدم هذه القبة التي على أبيه ، فقال : إن هذا أبي وأخاف يكون ذلك عقوقا لأبي ، فبماذا تنصحوننا ؟ على أن هناك أناسا إيمانهم ضعيف ، وهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون ، وإذا ترك هذا البناء على القبر سيؤدي إلى الاعتقاد الفاسد . والرجاء أن ترشدونا إلى حكم ذلك ، وكيفية الهدم ، وهل هناك أذكار أو قراءة قرآن قبل الهدم ؛ لما يخاف من شيطان في المقبرة ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : يجب إزالة البناء الذي على قبر أبي جارك ، وليس في ذلك عقوق لوالده ؛ لأن البناء على القبور محرم ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي رضي الله عنه : « ولا تدع قبرا مشرفا إلا سويته » (1) وليستعن جارك بالله ويزيل ما على القبر من البناء ، ولا يخشى
__________
(1) صحيح مسلم الجنائز (969) ، سنن الترمذي الجنائز (1049) ، سنن النسائي الجنائز (2031) ، سنن أبي داود الجنائز (3218) ، مسند أحمد (1/129).(27/137)
شيطانا ولا غيره ؛ لأن ذلك أوهام يلقيها إبليس في بعض القلوب ؛ ليخذلهم من إنكار المنكر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/138)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17070 )
س1 : في اليمن بعض الأولياء بنوا قبورا لهم كبيرة وبنوا فوق سطح القبر قفص ، وعملوا لهذا القفص قبلة مثل قبلة المسجد ، ويصلي الناس داخل هذا القفص ، فما حكم ذلك ؟
ج1 : لا يجوز البناء على القبور ؛ لأنه من وسائل الشرك ، ولا يجوز الصلاة عند القبور ، سواء بني عليها أم لا ؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، ولكون ذلك وسيلة إلى دعاء الموتى والاستغاثة بهم والتبرك بقبورهم ، وهذا شرك أكبر يخرج من الملة . وعليه فلا تجوز الصلاة في هذا المكان ، وتجب إزالة المباني التي على القبور ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - لعلي رضي الله عنه : « لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجنائز (969) ، سنن الترمذي الجنائز (1049) ، سنن النسائي الجنائز (2031) ، سنن أبي داود الجنائز (3218) ، مسند أحمد (1/129).(27/138)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16357 )
س1 : هل يجوز أن يبنى المسجد فوق القبر لأجل الضرورة أم لا ، أو يبنى المسجد في المقبرة بعد نقل الأموات ، أو أن يوضع أعمدة في المقبرة ويترك الدور الأرضي فارغا كما كان ، ويجعل المسجد في الدور الثاني ؟
ج1 : لا يجوز بناء المسجد على القبر ، ولا يجوز نبش قبور المسلمين وإقامة مسجد مكانها ؛ لأن القبور أحق بالبقعة التي وضعت فيها ، ويجب التماس مكان أخر لإقامة المسجد . ولا يجوز عمل أعمدة فوق القبور والبناء فوقها ، سواء كان مسجدا أو غيره ؛ لأن المساجد لا تقام على القبور ، ولما في ذلك من الإضرار بالمدفونين ، ولأن الصلاة فيها وسيلة إلى الشرك بأصحاب القبور والغلو فيهم ؛ ولهذا صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » (1) متفق عليه ، وخرج مسلم في ( صحيحه ) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : « نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه » (2) ، وفي ( صحيح مسلم ) أيضا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك » (3) . والأحاديث في هذا الباب كثيرة . نسأل الله أن يصلح أحوال
__________
(1) صحيح البخاري الجنائز (1390) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531) ، سنن النسائي المساجد (703) ، مسند أحمد (6/255) ، سنن الدارمي الصلاة (1403).
(2) صحيح مسلم الجنائز (970) ، سنن الترمذي الجنائز (1052) ، سنن النسائي الجنائز (2029) ، سنن أبي داود الجنائز (3225) ، مسند أحمد (3/399).
(3) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532).(27/139)
المسلمين ، وأن يمنحهم الفقه في الدين إنه خير مسؤول .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/140)
السؤال السابع من الفتوى رقم ( 15925 )
س7 : مسجد فيه قبر من الخلف ، وبينه وبين المسجد جدار . فهل تجوز الصلاة بالمسجد ؟ وهل الصلاة فيه باطلة أم لا ؟ وما حكم من يحلف بغير الله مثل النبي أو الأمانة ؟
ج7 : لا تصح الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن اتخاذ القبور مساجد ، ومعناها لا يصلى عندها ، سواء بني عليها أم لا ، وهذا إذا كان القبر متصلا بالمسجد أو المسجد مبني من أجله . أما إذا كان منفصلا عنه بشارع أو ممر فلا بأس . ولا يجوز الحلف بغير الله سبحانه ، لا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بغيره ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي النذور والأيمان (1535) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3251) ، مسند أحمد (2/125).(27/140)
الفتوى رقم ( 16076 )
س : ما حكم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ، حيث قال لنا(27/140)
بعض من سألناه : إن القبر إذا كان خارج المسجد ، ولو كان يتصل بالمسجد عن طريق باب فلا بأس ، واستدل بأن الصحابة لم ينكروا دفن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ، ولا دفن أبي بكر وعمر كذلك ، وإن كان متصلا بالمسجد ولكن ليس تجاه القبلة فمكروه ، وإن كان في قبلة المسجد ولكن منفصل عن المسجد ، ولو ببعض خطوات فصل ولا مانع . أرجو إفادتي وجزاكم الله خيرا .
ج : المقصود ببناء المساجد على القبور ، المنهي عنه في الأحاديث ، هو : إقامة المسجد عليها في أي موضع كان من المسجد ؛ لأن هذا من وسائل الشرك ، وكذا الصلاة عندها ، ولو لم يبن عليها مسجد ، فإن ذلك من اتخاذها مساجد ، أي : مصليات ؛ لأن هذا من وسائل الشرك أيضا . وأما قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبر صاحبيه رضي الله عنهما ، فقد كانا خارج المسجد في حجرة عائشة رضي الله عنها ، ولما وسع المسجد في زمان الوليد بن عبد الملك أدخلت الحجرة في المسجد بأمر الوليد ، و لم يكن ذلك بمشورة أهل العلم . والمقصود : أن مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يبن على قبر والحمد لله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/141)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16645 )
س1 : هل تمنع الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؟ قال تعالى : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (1) .
ج1 : لا تصح الصلاة في المسجد الذي فيه قبر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ذلك بقوله : « لا تتخذوا القبور مساجد » (2) ، ولعن من فعل ذلك ، ولأن هذا وسيلة إلى الشرك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة يونس الآية 62
(2) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532).(27/142)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16062 )
س2 : سألني رجل فقال : إن الحديث يقول : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد » (1) وذكر الحديث ، فقال : لو ذهبت إلى قبر الحسين أو السيدة زينب لزيارة القبور فقط ، وليس للصلاة في المسجد أو التبرك بالمقبور ، فهل هذا حرام ؟
ج2 : زيارة القبور من دون سفر مشروعة في حق الرجل خاصة ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة » (2) خرجه الإمام مسلم في ( صحيحه ) . أما مع السفر أو لقصد التبرك
__________
(1) صحيح البخاري الجمعة (1189) ، صحيح مسلم الحج (1397) ، سنن النسائي المساجد (700) ، سنن أبي داود المناسك (2033) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1409) ، مسند أحمد (2/501) ، سنن الدارمي الصلاة (1421).
(2) صحيح مسلم الجنائز (976) ، سنن النسائي الجنائز (2034) ، سنن أبي داود الجنائز (3234) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1569) ، ما جاء في الجنائز (1572) ، مسند أحمد (2/441).(27/142)
بالقبور أو بمن دفن بها ، أو الصلاة لله عندها ، فإنها تحرم ؛ لقول النبي : « لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى » (1) ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » (2) ، ولأنه - صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور من النساء ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « لعن رسول - صلى الله عليه وسلم - زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج » (3) وفي لفظ عن أبي هريرة رضي الله عنه : « لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوارات القبور » (4) وبناء على ما تقدم ، فإذا سافرت إلى زيارة قبر الحسين وزينب فلا يجوز .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الجمعة (1189) ، صحيح مسلم الحج (1397) ، سنن النسائي المساجد (700) ، سنن أبي داود المناسك (2033) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1409) ، مسند أحمد (2/501) ، موطأ مالك النداء للصلاة (243) ، سنن الدارمي الصلاة (1421).
(2) صحيح البخاري الجنائز (1390) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531) ، سنن النسائي المساجد (703) ، مسند أحمد (6/255) ، سنن الدارمي الصلاة (1403).
(3) أحمد 1\287 ، وأبو داود 3\558 برقم ( 3236 ) ، والترمذي 2\136 برقم ( 320 ) ، وابن أبي شيبة 3\344 ، وابن حبان 7\453 برقم ( 3180 ) ، والبغوي 2\416 برقم ( 510 ) .
(4) الترمذي 3\371 برقم ( 1056 ) ، وابن ماجه 1\502 برقم ( 1576 ) .(27/143)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16105 )
س2 : تقوم مجموعة من الناس بزيارة مسجد لولي يدعى ( سيدي أرواز ) ، ويتقربون منه ببعض الهدايا ، ومن بينها الأغطية(27/143)
والشموع ( وعده ) ، وكذلك يذبحون الذبائح ، وهذا اعتقاد منهم أن هذا الولي يوصل دعواتهم إلى الله سبحانه وعند استفسارنا عن هذا المعتقد ، يقولون : إن هذا الولي أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر قامت القوات الفرنسية بقذف هذا المسجد بقذائف مدفعية ، ولم تستطع هدمه ، بل ردت عليهم هذه القذائف ، فمات عدد من الفرنسين . فنرجو توضيح موقف الدين من هذا .
ج2 : زيارة قبور الأولياء بقصد التبرك والتقرب إليها بطلب قضاء الحاجات منها ، زيارة شركية لا تجوز ، ومن فعلها على هذا الوجه فهو مشرك بالله ؛ لأنه صرف العبادة لغير الله ، وقد قال تعالى : { فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الجن الآية 18(27/144)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16097 )
س 2 : ما حكم زيارة الأولياء ، حيث إن عندنا قبر اثنين من الأولياء ، يزورهم أهل القرية للتبرك والتوسل بهم إلى الله ، والدعاء عندهم ؟(27/144)
ج2 : لا تجوز زيارة الأولياء ولا غيرهم من أجل التبرك والتوسل بهم إلى الله ؛ لأن هذا شرك أو وسيلة إلى الشرك ، فطلب البركة من أهل القبور شرك بالله ؛ لأن البركة تطلب من الله لا من غيره ، وبذلك يعلم أن ما يفعله الكثير من الجهلة حول بعض القبور من الاستغاثة بأهلها ، والاستنصار بهم ، وطلب الشفاء للمرض منهم ، شركا أكبر . أما التوسل إلى الله بحقهم أو بجاههم أو بذواتهم ، فهذا من البدع المحرمة ، ومن وسائل الشرك الأكبر . نسأل الله لجميع المسلمين العافية من ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/145)
الفتوى رقم ( 17926 )
س : هل يجوز الطواف على القبور من أجل إنقاذ الآخرين ، ولم نجد وسيلة لإنقاذهم من الطواف بالقبور إلا بالطواف معهم ، وهل قال به أحد من أهل الإسلام ، وما حكم من يرى الجواز لإنقاذ الآخرين ومن أجل الدعوة ؟
ج : الطواف بالقبور يختلف حكمه باختلاف أحوال الطائف :
1- فإن كان يقصد بطوافه التقرب إلى صاحب القبر فهو شرك أكبر ؛ لأنه عبادة لغير الله ، ومن عبد غير الله بأي نوع من(27/145)
أنواع العبادة فقد أشرك .
2- وإن كان قصده بالطواف على القبر التقرب إلى الله عز وجل فهو بدعة محرمة ، ووسيلة من وسائل الشرك ؛ لأن الله لم يشرع لنا الطواف إلا بالكعبة المشرفة .
3- وإن لم يكن قصده التقرب إلى الله ولا إلى صاحب القبر ، وإنما قصده المشي معهم ودعوة الطائفين- كما يزعم - إلى الصواب ، فهذا العمل خطأ وحرام ؛ لأن فيه تشبها بهم ، وموافقة لهم في الظاهر ، وليس هو من طرق الدعوة المشروعة ، ويجب على من رآه يفعل ذلك أن ينصحه وينكر عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/146)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18149 )
س2 : يوجد قباب وسط المقابر في قريتنا ، وهي مبنية ظاهرة بارتفاع كبير حوالي 10 أقدام وأكثر ، وهذه القباب لا يدخل عليها من أهل المنطقة ، ولا يعتقدون فيها ، وقد نصحناهم بهدمها ، وقالوا : إن هذه القباب هي كآثار وداخل سور المقابر ، ولا يزورها أحد ، ولماذا نقوم بهدمها . . . ورفضوا . . . نرجو من سماحتكم التكرم بالإفتاء كتابة حتى نقوم بتقديم الإفتاء للمسئولين في(27/146)
الدولة ؟ لعمل ما تفتون به سماحتكم .
ج 2 : يجب على ولاة أمور المسلمين هدم القباب المبنية على القبور ؛ لأنها من وسائل الشرك ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « لا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته » (1) ، وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه : « نهى أن يجصص القبر ، وأن يقعد عليه ، وأن يبنى عليه » (2) خرجه مسلم في ( صحيحه ) من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما ، وقال عليه الصلاة والسلام : « لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » (3) متفق على صحته .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجنائز (969) ، سنن الترمذي الجنائز (1049) ، مسند أحمد (1/96).
(2) صحيح مسلم الجنائز (970) ، سنن الترمذي الجنائز (1052) ، سنن النسائي الجنائز (2029) ، سنن أبي داود الجنائز (3225) ، مسند أحمد (3/399).
(3) صحيح البخاري اللباس (5816) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (531) ، سنن النسائي المساجد (703) ، مسند أحمد (6/275) ، سنن الدارمي الصلاة (1403).(27/147)
الفتوى رقم ( 21019 )
س : أنا مواطن في جمهورية كازاغستان ، ويوجد في بلادي قبر لرجل اسمه أحمد اليسوي ، والناس يحجون إلى قبره ويزورونه ويقدمون عنده عبادات ، فما حكم هذا جزاكم الله خيرا ، وبما تنصحون إخواننا المسلمين في كازاغستان وجزاكم الله كل خير ؟
ج : الإسلام يقوم على خمسة أركان ، بينها النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : « بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا(27/147)
رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا » (1) ، ومعنى : ( شهادة أن لا إله إلا الله ) : لا معبود بحق إلا الله ، فيجب إفراد الله بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة من خوف ورجاء ومحبة وخشية وإنابة وصلاة وصوم وحج ونذر وذبح ودعاء واستغاثة وغيرها من العبادات ، وهذا هو التوحيد الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه ، وهو الموعود لصاحبه بدخول الجنة والنجاة من النار ، كما هو معلوم من نصوص القرآن والسنة الكثيرة ، كقول الله تعالى : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } (2) ، وقوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (3) ، وقوله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (4) ، وقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } (5) ، وقوله : { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (6) ، وقوله : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } (7)
__________
(1) صحيح البخاري الإيمان (8) ، صحيح مسلم الإيمان (16) ، سنن الترمذي الإيمان (2609) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5001) ، مسند أحمد (2/143).
(2) سورة النساء الآية 36
(3) سورة النحل الآية 36
(4) سورة الذاريات الآية 56
(5) سورة النساء الآية 116
(6) سورة النساء الآية 48
(7) سورة المائدة الآية 72(27/148)
وقوله : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (1) { لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (2) ، وقوله : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } (3) ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من مات وهو يدعو من دون الله ندا دخل النار » (4) خرجه البخاري في ( صحيحه ) ، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : « من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به دخل النار » (5) أخرجه مسلم في ( صحيحه ) .
هذا هو التوحيد الذي هو حق الله على عباده ، فمن صرف هذا الحق لغير الله ، أو صرف بعضه لغير الله ، فقد أشرك شركا أكبر ، وكفر بالله العظيم ، وذلك كمن يدعو الأموات ويستغيث بهم لجلب نفع أو دفع ضر ، ويذبح لهم وينذر لهم ، قال الله تعالى مبينا ضلال وهلاك من دعا غيره سبحانه : { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } (6) { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (7)
__________
(1) سورة الأنعام الآية 162
(2) سورة الأنعام الآية 163
(3) سورة الكوثر الآية 2
(4) صحيح البخاري تفسير القرآن (4497) ، صحيح مسلم الإيمان (92) ، مسند أحمد (1/374).
(5) أحمد 3\325 ، 374 ، ومسلم 1\94 ، برقم ( 93 ) ، وعبد الرزاق 10\ 462 برقم ( 19709 ) ، وابن خزيمة في ( التوحيد ) 2\ 852 برقم ( 567 ، 568 ) ، وابن منده في ( الإيمان ) 1\217 برقم ( 74 ، 75 ) ، وعبد بن حميد ( 3\32 ) برقم ( 1060 ) ، والبيهقي في ( الشعب ) 2\242 برقم ( 359 ) ( ط : الهند ) .
(6) سورة يونس الآية 106
(7) سورة يونس الآية 107(27/149)
وقال جل وعلا : { إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (1) ، وقال عز وجل : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } (2) { وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } (3) ، وقال سبحانه : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } (4) . وبناء على ما تقدم فما يفعله بعض أهل بلدكم عند القبر المذكور تقربا إلى الميت بشيء من العبادات هو من الشرك الأكبر المخرج من الملة ، وإن كانوا يفعلونه تقربا إلى الله ويظنون أن فعله عند القبر سبب لقبوله - فهذا توسل مبتدع ، ووسيلة إلى الشرك ، فالواجب عليهم التوبة إلى الله من هذا العمل وإخلاص الدين لله وحده .
والواجب على الجميع العناية بتعلم أركان الإسلام والإيمان كما جاءت في القرآن والسنة ، وكما بينها علماء السنة والجماعة ،
__________
(1) سورة العنكبوت الآية 17
(2) سورة الأحقاف الآية 5
(3) سورة الأحقاف الآية 6
(4) سورة النمل الآية 62(27/150)
والحذر من الوقوع في نواقض الإيمان والإسلام من الشرك وغيره ، كما يجب على من آتاه الله علما وفهما أن يدعو إلى توحيد الله تعالى بالأساليب المناسبة والطرق النافعة ، كما قال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (1) ، وكما قال سبحانه : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة فصلت الآية 33
(2) سورة يوسف الآية 108(27/151)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 21454 )
س1 : عندنا كلما تزوج شخص ، وجب عليه الذهاب إلى ولي صالح ( ميت ومبني عليه شبه غرفة ) اسمه ( سيدي محمد الصالح ) ، ويكتب على جدار الغرفة اسمه ولقبه العائلي ( اسم العريس ) ، وإشعال بعض الشموع فيه ، سألنا بعض كبار السن عن هذه العادة أخبرونا بأن هذا الولي الصالح وصى على زيارته(27/151)
كل من يتزوج ، وأخبرونا أيضا أنه توفي ليلة زفافه ( الولي ) واعتبروا ما وصى به وصية لا يجب التفريط فيها ، وقالوا : من لم يذهب إليه ويكتب اسمه بالحناء ويشعل فيه الشموع ، يحدث له ما يحدث من العجز الجنسي ليلة دخلته ، أو الجنون ، أو . . . أو . . . أو . . . وقد سمعنا على بعض العرسان أنهم لما أنكروا هذه العادة ولم يفعلوها وقع لهم بعض الذي كتبناه من عجز وجنون و . . . و . . . إلخ . ولعلمكم أن هذا الولي مدفون بمفرده في مكان ما ، وليس بمقبرة مع باقي الأموات ، فهل يجوز أن نقلدهم في هذه العادة ، مع علمنا بأن الخير والشر كله بيد الله ؟
ما معنى أن من لم يذهبوا من العرسان ليلة دخلتهم ، يقع لهم من الشر ما يقع ، ورغم بعض المحاولات الطبية لم ينجحوا في شفائهم ، ولم يشفوا حتى استجابوا وذهبوا إلى هذا الولي ، وكتبوا أسماءهم بالحناء وأوقدوا الشموع ؟
هل من يفعل هذه الأفعال يعتبر مشركا ، وكيف التصرف مع من يفعلون هذه العادة خوفا أن تصيبهم مصيبة ما ؟ أفيدونا يرحمكم الله وبارك لنا فيكم ونفع بعلمكم .
ج1 : لا يجوز الذهاب إلى قبور الأموات بقصد حصول البركة منهم ، أو حصول التوفيق في الزواج أو غيره ؛ لأن هذا شرك أكبر ؛ لأن هذه الأمور إنما تطلب من الله وحده ، فعليكم ترك هذه(27/152)
العادة السيئة والتحذير منها ، وكون العروسين يحصل لهما مقصودهما إذا فعلا هذه العادة الشركية ، وإذا لم يفعلاها لم يحصل مقصودهما لا يدل على صحة فعل هذه العادة ولا على جوازها ؛ لأن هذا من الابتلاء والامتحان والاستدراج ، والدليل إنما يكون من الشرع لا من العادات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/153)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 21394 )
س1 : هناك في مدينة سيدي خالد ، تبعد عن مدينتي حوالي 7 كلم ، يوجد قبر يدعى أنه قبر خالد بن سنان ، هناك من الناس يأتون من أماكن بعيدة للطواف حول هذا القبر ، ويستغيثون بميته ، ويجمع حوله أموال كثيرة ، وهذه الأعمال تقام في يوم 26 رمضان من كل عام ، حيث يجتمع حول المقبرة التي فيها هذا القبر بمسافة 400 م أو أقل ، حيث يتم البيع والشراء ، أي تكون هناك سوق سنوية يأتي لها الناس من كل بلاد بعيدة حوالي 600 كلم أو أكثر ، ولا نتحدث عن القريب يا فضيلة الشيخ .
والسؤال المطروح هنا هو : هل يمكن لي ولإخواني في الله أن يذهبوا إلى ذلك السوق قصد الشراء والبيع ؟(27/153)
ج1 : لا يجوز السفر لزيارة القبور ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ) ، ولأن هذا من وسائل الشرك ، ولا يجوز الطواف بالقبور ولا التمسح بجدرانها والتبرك بها ؛ لأن هذا من الشرك ووسائله ، ولا يجوز حضور السوق التي تقام للبيع والشراء حول هذا القبر ؛ لأن هذا فيه إعانة على الباطل ، وإقرارا لهذا المنكر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/154)
الفتوى رقم ( 21847 )
س : في باكستان مدينة مشهورة اسمها ( باك بتن ) وفيها ضريح لصوفي فريد الدين مسعود ، المتوفى عام 664 هـ ؛ ولضريحه بابان : باب يبقى مفتوحا طول السنة للزوار ، وباب آخر يفتح لخمسة أيام فقط في العام ، بداية من 5 شهر محرم بمناسبة عيد سنوي يقام على الضريح ، ويسمون هذا الباب ( باب الجنة ) ، ويدعون أن الصوفي نظام الدين أولياء رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الكشف يوصيه بأن هذا الباب باب الجنة ، ومن مر منه دخل الجنة ؛ ولذا يمر منه كل سنة مئات الآلاف من الأشخاص بهذا الاعتقاد ، وهذا العام لقي أكثر من 40 شخصا مصرعهم أثناء مرورهم منه(27/154)
للازدحام .
فما الحكم في هذا الباب في الإسلام ؟
وما حكم من يعتقد فيه بأنه باب الجنة ؟
وما حكم المرور من هذا الباب ؟
فأرجو من معاليكم التكرم بالإفادة في أقرب فرصة ، فجزاكم الله خيرا ووفقكم لما يحب ويرضى .
ج : نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - على البناء على القبور ، وأمر بهدم ما بني عليها ؛ لأن ذلك وسيلة إلى الشرك ، وهذا الضريح المذكور يجب هدمه على من يستطيع ذلك ، ولا تحل زيارته من أجل التبرك به أو طلب الحوائج منه ؛ لأن ذلك شرك أكبر ، وما يذكر حوله من الدعايات كلها دعايات كاذبة وخرافات باطلة . نسأل الله العافية و السلامة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/155)
الغلو في الرسول - صلى الله عليه وسلم -
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 11293 )
س1 : سمعت من بعض الناس يقولون : إن اسم أحمد ومحمد لا يدخلان إلى النار يوم القيامة ، تكريما وتعظيما لاسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وبحيث إنني أعرف بعض الناس اسمهم أحمد ومحمد يخالفون كل ما أمرنا الله به ، ونهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، لا يصومون رمضان ، ولا يؤدون فريضة الصلاة ، ومنهم من ينكر وجود الله تعالى ( أعوذ بالله ) ، كيف يمكن لهم الدخول إلى الجنة ؟
ج1 : ما ذكر في السؤال من أن من سمي محمدا أو أحمد لا يدخل النار يوم القيامة ، تكريما أو تعظيما للرسول - صلى الله عليه وسلم - غير صحيح ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عشيرته الأقربين وأنذرهم ، وأمرهم بالتوحيد ، وأن يؤمنوا ، وقال : « لا أغني عنكم من الله شيئا » (1) ، فكل نفس بما كسبت رهينة ، لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4771) ، صحيح مسلم الإيمان (206) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3185) ، سنن النسائي الوصايا (3647) ، مسند أحمد (2/519) ، سنن الدارمي الرقاق (2732).(27/156)
الفتوى رقم ( 12565 )
س : لقد سمعت شيخا يقول : إنه عندما توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - سارعوا بوضع جثمانه الطاهر في قبره في نفس اليوم ، وقاموا بالصلاة عليه جماعات وجماعات ، ثم يتوافدون على قبره لزيارة ضريحه وقراءة آيات من القرآن الكريم ترحما عليه . وأرجو من حضرتكم أن توضحوا لنا فصل الخطاب في نقطتين شملهما كلام هذا الشيخ ، وهما :
الأولى : هل دفن فعلا الرسول عليه الصلاة والسلام في نفس اليوم ، أم أنه بعد تجهيزه ترك حتى تحديد قيادة الدولة المسلمة ( الخلافة ) في يد أبي بكر رضي الله عنه ، وكم استغرق ذلك من الوقت ، ومتى دفن عليه الصلاة والسلام ؟
الثانية : هل فعل الصحابة ما ذكره هذا الشيخ بعد الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام ، وهو قراءة القرآن عليه ، وزيارة ضريحه ترحما عليه ؟
ج : لم يتم دفن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في نفس اليوم الذي توفي فيه ، وليس بصحيح ما ذكر من توافد الصحابة رضي الله عنهم لزيارة قبره ، وقراءة القرآن عند قبره .(27/157)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/158)
الفتوى رقم ( 17846 )
س : هناك مسألة أخذ يدندن حولها القبوريون والمبتدعون ، ويدعون الناس إليها ، ويهاجموننا بها ، وهي قولهم : إن الإمام أحمد رحمه الله يجيز مس المنبر والقبر وتقبيلهما بقصد التقرب لله . ويعزون ذلك إلى كتاب ( الجامع في العلل ومعرفة الرجال ) رواية عبد الله وصالح المروذي والميموني ( 2\23 ) رقم ( 250 ) ( سألته عن الرجل يمس منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتبرك بمسه ويقبله ، ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا ، يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل ، فقال : لا بأس بذلك ) .
أرجو الإفادة وإعطاء الجواب الشافي بشأنها ، فإنها قد أحدثت فتنة عجيبة بين الشباب غير الراسخين في العلم . وهل فعلا هذا من كلام الإمام أحمد رحمه الله أم لا ؟
ج : التمسح بآثار النبي - صلى الله عليه وسلم - وبقبره والمنبر لا يجوز ، وهو من وسائل الشرك ، وإذا قصد بذلك طلب البركة كان شركا . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( واتفق العلماء على أن من زار قبر النبي أو قبر غيره من الأنبياء والصالحين - الصحابة وأهل البيت(27/158)
وغيرهم- أنه لا يتمسح به ولا يقبله ، بل ليس في الدنيا من الجمادات ما يشرع تقبيلها إلا الحجر الأسود ، وقد ثبت في ( الصحيحين ) أن عمر رضي الله عنه لما قبل الحجر الأسود قال : ( والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك ) ، ولهذا لا يسن باتفاق الأئمة أن يقبل الرجل أو يستلم ركني البيت - اللذين يليان الحجر- ولا جدران البيت ، ولا مقام إبراهيم ، ولا صخرة بيت المقدس ، ولا قبر أحد من الأنبياء والصالحين . حتى تنازع الفقهاء في وضع اليد على منبر سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كان موجودا ، فكرهه مالك وغيره ؛ لأنه بدعة ، وذكر أن مالكا لما رأى عطاء فعل ذلك لم يأخذ عنه العلم ) (1) . والرواية التي عن أحمد بجواز ذلك ضعيفة ، وكذا ما روي عن ابن عمر من التمسح بالمنبر لا يجوز الاحتجاج به ؛ لأن ذلك خلاف الدليل ، وخلاف ما ثبت عن أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وما خالف الدليل لا يجوز العمل به لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا
__________
(1) ( مجموع الفتاوى ) 27\79 .(27/159)
فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد (6/270).(27/160)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17457 )
س1 : ما حكم التمسح بالجدران وقضبان الحديد عند زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؟
ج1 : المشروع عند زيارة قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - السلام عليه وعلى صاحبيه ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك ، وكذلك من جاء بعدهم من التابعين وبقية القرون المفضلة ومن سار على نهجهم من أئمة الهدى . وأما التمسح بجدران الحجرة وقضبان حديد الشبابيك ، فليس هذا من عمل المسلمين ، فهو بدعة في الدين ، ووسيلة من وسائل الشرك ، فالواجب تركه والنهي عنه والتحذير منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/160)
الفتوى رقم ( 17056 )
س : هل بركة الرسول - صلى الله عليه وسلم - انتهت بعد وفاته ؟(27/160)
ج : التبرك بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وعرقه وماء وضوئه إنما كان جائزا في حال حياته - صلى الله عليه وسلم - ، وإمكان الحصول على هذه الأشياء منه ، أما بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - فلا يمكن ذلك ؛ لانقطاع هذه الآثار بموته - صلى الله عليه وسلم - ، وانتقاله من هذه الدنيا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/161)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17248 )
س3 : ما حكم المبالغة في مدح الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وما رأي سماحتكم في قول من قال : اللهم صل على محمد طب القلوب ودوائها ، وعافية الأبدان وشفائها ، ونور الأبصار وضيائها ) معتقدا ذلك ؟
ج3 : هذا الكلام المذكور في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه غلو وإطراء ، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله : « لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم » (1) ؛ وذلك لأنه جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يشفي الأبدان ، ويعافي من الأمراض ، وهذا مختص بالله وحده ، كما قال الخليل عليه السلام : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } (2) ، فاعتقاد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3445) ، مسند أحمد بن حنبل (1/24).
(2) سورة الشعراء الآية 80(27/161)
يشفي الأمراض شرك بالله عز وجل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/162)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17468 )
س1 : جاء في العدد ( 37 ) من مجلتكم الموقرة ، وبالضبط في ركن الفتاوى ، وفي الفتوى رقم ( 5783 ) أن قراءة البردة بدعة محدثة ، واستدليتم على ذلك بالحديث الشريف ، وقلتم إنه لا ثواب في قراءتها ، بل في بعض أبياتها شرك أكبر مثل :
يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ... فضلا و إلا فقل يا زلة القدم
إلى آخر الأبيات .
والسؤال المطروح : أين يتمثل هذا الشرك الأكبر في الأبيات ، أو فيم يتمثل ؟
ج1 : الشرك في هذه الأبيات حصل لكونه استعاذ بغير الله عند حدوث الشدة يوم القيامة ، والاستعاذة بغير الله شرك ؛ لأنها نوع من أنواع العبادة لا تجوز إلا لله ، ولأنه جعل الدنيا والآخرة من جود النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا كذب وغلو وسلب للملك عن الله عز وجل ، ومن جهة ثالثة أنه جعل من علوم النبي - صلى الله عليه وسلم - علم اللوح(27/162)
والقلم ، وهذا وصف له بأنه يعلم الغيب ، وقد قال الله سبحانه : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النمل الآية 65(27/163)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 17626 )
س 4 : هناك كثير من الناس يعتقد أن الدنيا خلقت من أجل النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأنه لولاه لما كانت جنة ولا نار ، وأنه نور - أي : خلق من نور- فماذا نقول لهم ؟
ج4 : اعتقاد أن الدنيا خلقت من أجل محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنه - صلى الله عليه وسلم - خلق من نور ، كل هذا من الغلو والكذب ، فالله إنما خلق الخلق من أجل عبادته سبحانه وتعالى ، قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (1) ، وقال تعالى : { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ } (2) ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بشر خلق مما خلق منه البشر من أب وأم ، قال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ } (3) ، والجنة
__________
(1) سورة الذاريات الآية 56
(2) سورة الأنعام الآية 73
(3) سورة الكهف الآية 110(27/163)
والنار خلقتا من أجل الجزاء على الأعمال ، فالجنة دار المتقين ، والنار دار الكافرين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/164)
الفتوى رقم ( 18846 )
س : قرأت في ( مجلة الأزهر ) ، الجزء الرابع ، السنة التاسعة والستين ، ربيع الآخر 1417هـ ، في صفحة ( 540 ) قصيدة اسمها قلعة الأشواق من وحي المولد النبوي الشريف ، شعر إبراهيم عيسى ، فوقفت عند بعض أبياتها أشك فيها ، هل يصح أن تقال أم لا ؟ لأن فيها استغاثة بغير الله ، وهذه هي الأبيات :
سيدي . . يا خير خلق الله . . والنور السني
أدرك الحق فقد أوشك أن يمحوه غبي
يا نبي . . كل خير أنت فيه كل شي
يا حبيبي جد بفضل هو للظمآن ري
قلق الأشواق في صدري دعاء ودوي
فاجتبيني . . واحتويني . . فأنا قلب نجي
حن قلبي لحبيبي . . وارتوى من عبرتي
إن أنل قربك أهتف : أي قرب نلت أي(27/164)
فأرجو من سيادتكم إيضاح الصحيح والخطأ فيها ، وجزاكم الله خيرا على ما تفعلونه لمساعدة المسلمين على فهم دينهم الصحيح .
ج : هذا الشعر المذكور في السؤال فيه دعاء واستغاثة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وهذا شرك في العبادة ينافي التوحيد ، كقوله : ( أدرك الحق فقد أوشك أن يمحوه غبي ) ، ( يا حبيبي جد بفضل ) ، و ( اجتبيني واحتويني ) . فاعتقاد ذلك كفر مخرج من الملة والعياذ بالله ، يجب التوبة النصوح منه وصرف العبادة من دعاء واستغاثة ونحو ذلك من أنواع العبادة لله وحده ، والاعتقاد بأن الرازق المتفضل النافع الضار وحده سبحانه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/165)
الفتوى رقم ( 21285 )
س : لقد وجدت هذه القصيدة المرفقة معلقة ، فقرأتها فإذا بي أجد أنها تحوي أمورا شركية ، كقوله : ( أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ . . . ) والعجيب في الأمر أنها منسوبة للإمام أبي حنيفة النعمان ، فهل هذا صحيح وجزاكم الله خيرا ، وهل هذه القصيدة جائز توزيعها وقراءتها ونشرها ؟ نرجو من سماحتكم الإجابة(27/165)
بالتفصيل حول هذه القصيدة بارك الله فيكم .
ج : هذه القصيدة كذب على الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، فلا تجوز نسبتها إليه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فيها من الغلو والإطراء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هو منهي عنه ، بل فيها من التوسلات ودعاء الرسول ما لا يجوز عمله ولا اعتقاده ؛ لأنه شرك أو ذريعة إليه ، فالواجب على من وجد هذه القصيدة إتلافها والتحذير منها ، وعدم نشرها والدعاية لها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/166)
الفتوى رقم ( 20857 )
س : أرفع لسماحتكم بعض النماذج المتمثلة في صور الحجرة النبوية ، والتي تحوي قبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصاحبيه رضوان الله عليهما وعلى جميع الصحابة ، بالإضافة إلى آيات قرآنية كتب عليها من الخلف عبارة ( وقف لوجه الله تعالى على روح فلان ) والتي عادة ما يتم إرسالها للتهنئة في بعض المناسبات ، مثل الأعياد وبداية السنة الجديدة ؛ لذا نود من سماحتكم الاطلاع ، وبيان ما ترون من فتوى لتبصير الناس .
ج : لا يجوز ترويج ونشر الصور المذكورة ؛ لما يترتب على(27/166)
ذلك من المفاسد ، كالغلو والتبرك بها وتعريضها للامتهان ؛ لما فيها من آيات الله تعالى وأسمائه سبحانه ، وكذلك لا يجوز طباعة ولا ترويج البطاقات المذكورة المشتملة على آيات قرآنية ومن خلفها عبارة ( وقف لوجه الله تعالى على روح فلان ) لما يعرض لها من الامتهان ، واستعمالها للزينة ، وكلام الله أجل وأسمى من ذلك ، ولأن العبارة المذكورة لا تصح وقفا ؛ لأنه لا فائدة شرعية من البطاقات على النحو المذكور .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/167)
الفتوى رقم ( 21888 )
س : أرجو منكم التكرم ببيان الحكم الشرعي في النظر وتداول هذه الصورة التي استلمتها عن طريق البريد الإلكتروني ، وترجمة ما كتب تحتها بالمعنى التالي : ( هذه صورة روضة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والتي لا يسمح لرؤيتها أو فتحها للزائرين ، وقد لا يبلغ عدد المسلمين الذين أتيحت لهم الفرصة لرؤية هذا المنظر ( واحد من العشرة في المائة ) برجاء تمريرها إلى كل من تعرف للفوائد الروحية ، عسى الله أن يبارك فينا جميعا "آمين" ) تلك كانت ترجمة ما جاء تحت هذه الصورة ، برجاء الإفادة عنها وعن حكم النظر(27/167)
فيها وتداولها .
وسؤالي الثاني : عن كيفية تعريف الشرك لعامة الناس ، وكيفية التنبه له ومعرفته والحذر منه ، حيث إن كثيرا من الناس يعتقد بأن مثل تلك الصورة مثلا قد تنفع أو تضر بشكل ما لأنها لقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( إن كانت كذلك فعلا ) ، فبرجاء البيان باستفاضة وتفصيل عن هذا الموضوع الهام والخفي في نفس الوقت . وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء .
ج : لا يجوز تداول هذه الصورة ؛ لأن تداولها وسيلة إلى الشرك ، وذلك بالتبرك بها وتعلق القلب بها ، ويجب إتلافها والتحذير منها ؛ لأن النبي حذر من الغلو في قبره وقبر غيره ، فقال : « اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد » (1) ، وقال : « لا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي ، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم » (2) ، وقال عليه الصلاة والسلام : « لا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك » (3) ، ومعنى اتخاذها مساجد : الصلاة عندها ؛ لأن ذلك وسيلة إلى الشرك .
__________
(1) رواه بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أحمد 2\246 ، والبخاري في ( التاريخ الكبير ) 3\47 ترجمة رقم ( 177 ) ، والحميدي 2\445 برقم ( 1025 ) ، وابن سعد 2\242وابن عبد البر في ( التمهيد )5\44 .
(2) سنن أبي داود المناسك (2042).
(3) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (532).(27/168)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/169)
الفتوى رقم ( 21801 )
س : غير خاف عليكم حفظكم الله ما يكاد لهذا الدين ، ويحرص عليه لهدم العقيدة ونشر البدعة في أمة الإسلام من أعداء الله وأعداء دينه ، وربما تساهل الناس في أمر صغير ، ولكنه يكبر ويستفحل فيصعب علاجه حينئذ ، كما كان في قوم نوح وتصاويرهم ، وبين أيديكم مجموعة من النماذج التي تطورت ، حتى وصلت إلى ميزان له كفتان : كفة فيها ( الله جل جلاله ) ، وكفة فيها ( النبي - صلى الله عليه وسلم - ) ، ولا أدري ماذا يكون بعد ذلك ، وقد كتب الإخوة في لجنة متابعات منكرات العقيدة هذه المطوية الصغيرة . آمل اطلاعكم عليها وتعليقكم ؛ لعلها تسهم بإذن الله تعالى بعلاج هذا المنكر . سددكم الله ونفع بكم عباده ، ومتع بأعماركم على طاعته آمين .
ج : لا تجوز كتابة اسم الجلالة ( الله ) وكتابة ( محمد ) اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - محاذيا له في ورقة أو في لوحة أو على جدار ؛ لما يتضمنه هذا العمل من الغلو في حق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومساواته بالله ، وهذا وسيلة من وسائل الشرك ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : « لا(27/169)
تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله » (1) ، والواجب منع تعليق هذه اللوحات أو الورقات ، وطمس الكتابات التي على الجدران التي على هذا الشكل ؛ حماية للعقيدة ، وعملا بوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) صحيح البخاري الفرائض (6830) ، مسند أحمد (1/56).(27/170)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 19272 )
س3 : ما صحة القول بأن آدم عليه السلام حين أخرجه الله من الجنة ، دعا الله بجاه محمد المكتوب اسمه في الجنة أن يغفر له ، فغفر الله لآدم ، ثم دعا آدم الله أن يريه محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، فأراه الله صورة محمد - صلى الله عليه وسلم - على أظفار إبهاميه ، فقبلهما ومسح بهما عينيه ، فأصبحت هذه سنة متبعة عند الأعاجم المذكورين آنفا ، حين سماع اسم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنهم يفعلون هذه الحركة ، تقبيل الظفرين في الإبهام ، ثم مسح العينين بهما ، حيث لم نسمع بهذا من قبل .
وختاما نسأل الله أن يوفقكم لما فيه خير وصلاح هذه الأمة ، وأن يسدد خطاكم ، وأن يحفظكم لدينه إنه سميع مجيب .
ج3 : هذه الأخبار التي تذكر في توسلات آدم بمحمد عليهما الصلاة والسلام أخبار باطلة ، وما يبنى عليها من المحدثات فهو باطل .(27/170)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/171)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20269 )
س2 : ما معنى أن الذي يقرأ هذا الدعاء ( اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي القرشي ، بحر أنوارك ، ومعدن أسرارك ، وعين عنايتك ، ولسان حجتك ، خير خلقك ، وأحب الخلق إليك ، عبدك ونبيك الذي حققت به الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ) ( 12 ألف مرة ) يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟
ج2 : الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصيغة المذكورة في السؤال بدعة لا أصل لها ، ولا دليل عليها من كتاب الله ولا سنة رسوله ، فيجب على كل مسلم أن لا يعول عليها ، وأن يقتصر على ما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كيفية الصلاة عليه ، ففيها الكفاية والخير كله إن شاء الله ، مثل ما رواه مسلم والبخاري وأحمد والنسائي رحمهم الله ، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه ، أنه قال : « أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس سعد بن عبادة ، فقال له بشير بن سعد : أمرنا أن نصلي عليك ، فكيف نصلي عليك ؟ قال : فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنينا أنه لم يسأله ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على آل(27/171)
إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ، والسلام كما علمتم » (1) ، ومثل ما جاء في ( الصحيحين ) عن كعب بن عجرة رضي الله عنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سألوه عن كيفية الصلاة عليه قال : « قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الصلاة (405) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3220) ، سنن النسائي السهو (1286) ، مسند أحمد (5/274) ، موطأ مالك النداء للصلاة (398) ، سنن الدارمي الصلاة (1343).
(2) صحيح البخاري الدعوات (6357) ، صحيح مسلم الصلاة (406) ، سنن الترمذي الصلاة (483) ، سنن النسائي السهو (1289) ، سنن أبي داود الصلاة (976) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (904) ، مسند أحمد (4/244) ، سنن الدارمي الصلاة (1342).(27/172)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 20845 )
س1 : نقول : إن الميت لا ينفع الحي ، ولكن موسى - صلى الله عليه وسلم - نفع نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - بعد موته لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه بالنصيحة ليرجع إلى ربه ؛ لينقص عنه الصلاة من خمسين إلى خمس صلوات ، وهذه الفائدة العظيمة بعد موت موسى عليه الصلاة والسلام . بعد هذا كيف نقول ما ينفعنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد موته ، مع كونه أفضل المخلوقات ؟
ج1 : ما حصل بين موسى عليه السلام وبين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج ، وطلب موسى من محمد أن يسأل ربه تخفيف الصلاة(27/172)
حتى خففت إلى خمس صلوات ، وكذلك ما حصل بينه وبين الأنبياء في تلك الليلة ورؤيته لهم على هيئتهم ، مع أن أجسادهم مستقرة في قبورهم بالأرض- حالة خاصة ومعجزة من معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والله على كل شيء قدير ، والأنبياء أموات في قبورهم وحياتهم فيها حياة برزخية ، وقد حرم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم ، ولا يدل ذلك ولا غيره على أن الأنبياء في قبورهم أو غيرهم من الأموات ينفعون الحي أو يضرونه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/173)
الإسراء والمعراج
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 20530 )
س1 : جاء في القرآن الكريم أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - عرج إلى السماء في رحلته الليلية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأنه عرج من هناك إلى سدرة المنتهى ، وفي أحد الأحاديث أنه التقى بسيدنا موسى عليه السلام ، وأنه أشير عليه بأن يتضرع إلى الله سبحانه وتعالى من أجل أن يخفض عدد الصلوات اليومية من خمسين مرة إلى خمس مرات ، وفي حديث آخر أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - التقى في رحلته إلى المسجد الأقصى بسيدنا موسى عليه السلام في قبره . أعتقد أن اليهود لفقوا الحديث من أجل تعظيم سيدنا موسى عليه السلام وتفضيله على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - هلا شفيتم غليلنا بالحقيقة من معين معرفتكم الوثيقة بالإسلام ؟
ج 1 : ثبت بالقرآن والسنة المتواترة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، وأنه عرج به إلى السماء السابعة ، ورأى ما رأى من الأنبياء ، والأحوال العجيبة ، والجنة والنار ، وكلمه الله عز وجل بلا واسطة وفرض عليه سبحانه خمسين صلاة ، وما زال النبي - صلى الله عليه وسلم - يراجع ربه ويسأله التخفيف حتى خففها الرب تبارك وتعالى إلى خمس صلوات في العدد ، وخمسين في(27/174)
الأجر ولله الحمد والمنة .
وثبت في الأحاديث الصحاح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى موسى عليه السلام في السماء السادسة ، وهو الذي كان يشير عليه بمراجعة الرب تبارك وتعالى للتخفيف من عدد الصلوات ، ثبت هذا في ( الصحيحين ) و غيرهما .
وثبت أيضا في ( صحيح مسلم ) و ( مسند الإمام أحمد ) و ( سنن النسائي ) و ( صحيح ابن حبان ) ، من حديث أنس رضي الله عنه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « مررت على موسى ليلة أسري عند الكثيب الأحمر ، وهو قائم يصلي في قبره » (1) وكل ذلك حق يجب الإيمان به والتسليم له ، وإثبات أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى موسى عليه السلام في قبره يصلي ، ورآه أيضا في السماء ، والله على كل شيء قدير ، ولا يجوز إنكار ما ثبت في النصوص الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لحيرة العقول فيه ، أو قياس عالم الغيب وعالم البرزخ على عالم الشهادة ، أو دعوى أن ذلك من مختلقات اليهود ، فكل ذلك خطأ وضلال ، وانحراف عن الصراط المستقيم .
__________
(1) أحمد 3\120 ، 148 ، 248 ، ومسلم 4\1845 برقم ( 2375 ) ، والنسائي 3\215 ، 216 برقم ( 631 1 - 1637 ) ، وابن أبي شيبة 14\308 ، وأبو يعلى 6\71 ، 7\127 برقم ( 3325 ، 4085 ) ، وابن خزيمة في ( التوحيد ) 2\882 برقم ( 592 ) ، وابن حبان 1\242 برقم ( 50 ، 49 ) ، والبغوي 13\351 برقم ( 3760 ) .(27/175)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/176)
التوسل
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 13845 )
س2 : هل للإنسان أن يذكر ربه قائلا : اللهم أنت كل ، ومنك كل ، وإليك كل ، وبك كل ، وكل كل ، برحمتك يا أرحم الراحمين ؟
ج2 : هذا التوسل لا أصل له ، والمشروع : أن يتوسل العبد إلى الله سبحانه بالإيمان والأعمال الصالحة ، كما قال تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } (1) ، وفي السنن عن عبد الله بن بريدة عن أبيه : « أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك أني أشهدك أنك أنت الله لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . فقال : ( لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب » (2) ، وفي ( الصحيحين ) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2) أحمد 5\349 ، 350 ، 365 ، وأبو داود 2\167 برقم ( 1493 ) ، والترمذي 5\515 - 516 برقم ( 3475 ) ، والنسائي في ( الكبرى ) 7\126 برقم( 7619 ) ( ط : الرسالة ) ، وابن ماجه 2\1267-1268 برقم ( 3857 ) ، وابن أبي شيبة 10\ 271 - 272 ، 14\31 ، والطحاوي في ( المشكل ) 1\160 برقم( 173 ) ، وابن حبان 3\173 برقم ( 891 ) ، والحاكم 1\504 ، والبغوي 5\37 برقم ( 1259 ) .(27/177)
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم ، حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه ، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم . قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا ، فنأى بي طلب الشجر يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظمها وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، والصبية يتضاغون عند قدمي ، فاستيقظا فشربا غبوقهما . اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة . فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منه . قال الآخر : اللهم إنه كانت لي ابنة عم ، كانت أحب الناس إلي ، فأردتها عن نفسها فامتنعت مني ، حتى ألمت بها سنة من السنين ، فجاءته فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي ، وتركت الذهب الذي أعطيتها . اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه . فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها . وقال الثالث : اللهم إني(27/178)
استأجرت أجراء ، وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب ، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال ، فجاءني بعد حين ، فقال : يا عبد الله أد إلي أجري ، فقلت له : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي ، فقلت : لا أستهزئ بك . فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا . اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه . فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الإجارة (2272) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2743) ، سنن أبي داود البيوع (3387) ، مسند أحمد (2/116).(27/179)
الفتوى رقم ( 16708 )
س : ما هو الفرق بين التوسل الشركي ، والتوسل البدعي جزاكم الله خيرا ؟
ج : التوسل الشركي : هو الذي يتقرب فيه المتوسل إلى المتوسل به بشيء من أنواع العبادة ، كالذبح والنذر والاستغاثة والدعاء ، مثل ما كان أهل الجاهلية يفعلونه ، كما قال تعالى : { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ } (1)
__________
(1) سورة يونس الآية 18(27/179)
ومثل ما يفعله القبوريون اليوم حول الأضرحة من الشرك بالله ، ودعوة الأموات ، والذبح والنذر لهم .
وأما التوسل البدعي : فهو سؤال الله بجاه أو بحق أحد من الأنبياء أو الأولياء والصالحين ، دون أن يتقرب إليهم بشيء من العبادة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد و آله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/180)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17058 )
س3 : يقول بعض الناس في دعائهم : ( اللهم إنا نسألك برسلك أن ترزقنا ، وأن تشفينا ) إلى غير ذلك ، فهل يجوز مثل ذلك ؟
ج3 : لا يجوز التوسل في الدعاء بالأنبياء ولا بغيرهم ، كأن يقول : أسألك بأنبيائك ؛ لأن هذا إقسام على الله بخلقه ، وهو بدعة ووسيلة إلى الشرك ، لكن يتوسل الداعي بأسماء الله وصفاته ، وبالإيمان والعمل الصالح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/180)
الفتوى رقم ( 18461 )
س : يسأل أحد طلبة العلم في إندونيسيا عن مدى صحة جواز التوسل بجاه أصحاب القبور من الأنبياء والصالحين ، ويريد ردا على كتاب ذكر فيه مختصرا أنه يجوز التوسل بهم ، بل مندوب إليه ، وهو من فعل الأنبياء والمرسلين والسلف الصالح ، ويقول المؤلف : إنه لم ينكره أحد سوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويزعم صاحب هذا الكتاب أنه من أهل السنة والجماعة ، وقال : إنه يجوز التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل حياته وفي حياته وبعد مماته ، واستدل بأحاديث لكل فترة ، وزعم أن أحمد يتوسل بالشافعي ، وأن الشافعي يتوسل بأبي حنيفة ، واستدل بأقوال ينسبها إلى بعض العلماء والصالحين ، وذكر أن الدعاء يستجاب عند أصحاب القبور الصالحين . أرجو من فضيلتكم الرد على ذلك ، ومدى صحة الأحاديث التي ذكرها مثل حديث خطيئة آدم ، وحديث التوسل بالعباس ، وهل هو في حياة العباس أم بعد مماته ؟ علما أن هذا الأخ الإندونيسي يعمل سائقا ويصلي معي في المسجد يوميا ، وقد صور لي صفحات من هذا الكتاب ، وعددها 16 صفحة . أرجو الإفادة .
ج : أولا : التوسل إلى الله سبحانه بذوات الأنبياء والصالحين والأولياء أو جاههم - بدعة ، ومن وسائل الشرك . أما(27/181)
التوسل بدعاء الأنبياء والصالحين في حياتهم للشخص المتوسل بهم ، فهو جائز ولا بأس به ، كما توسل المسلمون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وقت الجدب ليستسقي لهم ، وكما توسل به - صلى الله عليه وسلم - الأعمى ليدعو الله له لرد بصره فدعا له فرد الله عليه بصره .
أما التوسل بالإيمان بهم ومحبتهم واتباعهم ، فهذه قربة وطاعة لله سبحانه وتعالى في حياتهم وبعد مماتهم ، وأما التوسل بطلب دعائهم بعد موتهم فهو شرك ؛ لأن الميت لا يطلب منه شيء لا دعاء ولا غيره .
وأما التوسل بجاههم أو بالإقسام بهم أو بحقهم على الله ، فهذا توسل بدعي لا يجوز ، وقد صدر منا فتوى في ذلك هذا نصها : ( هل يجوز للمسلم أن يتوسل إلى الله بالأنبياء والصالحين ، فقد وقفت على قول بعض العلماء : أن التوسل بالأولياء لا بأس به ؛ لأن الدعاء فيه موجه إلى الله ، ورأيت لبعضهم خلافا لما قال هذا ، فما حكم الشريعة في هذه المسألة ؟
وأجابت : الولي كل من آمن بالله واتقاه ففعل ما أمره سبحانه به وانتهى عما نهاه عنه ، قال تعالى : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (1) { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } (2) .
__________
(1) سورة يونس الآية 62
(2) سورة يونس الآية 63(27/182)
والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع :
1- أن يطلب إنسان من الولي الحي أن يدعو الله له بسعة رزق أو شفاء من مرض أو هداية وتوفيق ونحو ذلك - فهذا جائز ، ومنه طلب بعض الصحابة من النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما تأخر عنهم المطر أن يستسقي لهم ، فسأل - صلى الله عليه وسلم - ربه أن ينزل المطر ، فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر ، ومنه استسقاء الصحابة بالعباس في خلافة عمر رضي الله عنهم وطلبهم منه أن يدعو الله بنزول المطر فدعا العباس ربه وأمن الصحابة على دعائه ، إلى غير هذا مما حصل زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طلب المسلم من أخيه المسلم أن يدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر .
2- أن ينادي الله متوسلا إليه بحب نبيه واتباعه إياه ، وبحبه لأولياء الله بأن يقول : اللهم إني أسألك بحبي لنبيك واتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا - فهذا جائز ؛ لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح ، ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم(27/183)
الصالحة .
3- أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول : اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسين مثلا ، فهذا لا يجوز ؛ لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيما عند الله وخاصة نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، غير أن ذلك ليس سببا شرعيا لاستجابة الدعاء ، ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه - صلى الله عليه وسلم - في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس ، مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه ، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته ، وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له .
4- أن يسأل العبد ربه حاجته مقسما بوليه أو نبيه ، أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول : اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان ، أو بحق نبيك فلان - فهذا لا يجوز ، فإن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع ، وهو على الله الخالق أشد منعا ، ثم لا حق واجب لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله .
هذا هو الذي تشهد له الأدلة ، وهو الذي تصان به العقيدة الإسلامية ، وتسد به ذرائع الشرك . وصلى الله على(27/184)
نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
ثانيا : دعاء الله عند الأضرحة والقبور بدعة ، وهو من وسائل الشرك ؛ لأن تحري دعاء الله عند القبور وسيلة إلى الشرك بالله ؛ لإفضائه إلى دعاء الأموات ، ولهذا أنكر علي بن الحسين على الرجل الذي كان يأتي إلى فرجة عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - - صلى الله عليه وسلم - ويتحرى الدعاء عندها ، وساق له حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم » رواه في ( المختارة ) .
فإذا كان هذا فيمن يتحرى الدعاء عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فكيف بغيره من الناس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/185)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18604 )
س : يتردد بين الناس القول : ( يا رب بحق حبيبك المصطفى أن تعطيني كذا وكذا ) ، فهل هذا القول يتفق مع العقيدة الإسلامية ؟(27/185)
ج 2 : سؤال الله بحق المخلوق لا يجوز ، وهو من التوسل الممنوع والحلف بغير الله ، ولأنه لا يجب على الله حق لأحد ، وإنما المشروع التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته ، أو بأعمالك الصالحة ؛ كإيمانك بالله ورسوله ، وبر والديك ، ونحو ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/186)
الفتوى رقم ( 20316 )
س : تجدون برفقه دعاء وجد يوزع مع بعض الوافدين عن شهر صفر ، ومنه قوله : ( اللهم بسر الحسن وأخيه وجده وأبيه ، اكفنا شر هذا اليوم وما ينزل فيه يا كافي { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (1) ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى ، وبكلماتك التامات ، وبحرمة نبيك سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تحفظنا ، وأن تعافينا من بلائك ، يا دافع البلايا ، يا مفرج الهم ، ويا كاشف الغم ، اكشف عنا ما كتب علينا في هذه السنة من هم أو غم ، إنك على كل شيء قدير ) . فآمل من سماحتكم التكرم بالنظر فيه .
ج : هذا دعاء مبتدع من حيث تخصيصه بوقت معين ، وفيه
__________
(1) سورة البقرة الآية 137(27/186)
توسل بالحسن والحسين ، وحرمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجاهه ، وبأسماء سمي الله بها لم تثبت في القرآن ولا في السنة ، والله سبحانه لا يجوز أن يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه ، أو على لسان رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - ، والتوسل بالأشخاص أو بجاههم في الدعاء بدعة ، وكل بدعة ضلالة ووسيلة إلى الشرك . وعليه فيجب منع توزيعه وإتلاف ما وجد منه ، ويظهر أنه من دس الشيعة الضلال .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/187)
الفتوى رقم ( 21362 )
س : اطلعت على مقال في جريدة عكاظ العدد رقم ( 12320 ) في 16\2\ 1421هـ للكاتب\ مشعل السديري ، بعنوان : ( على الطائر الميمون ) ، وكان مما قرأت في هذا المقال نقله عن بعض الطالبات اللاتي يخاطبن معالي الرئيس العام لتعليم البنات : ( فإنا نتوسل إليك بالله العظيم ، وبكتابه الكريم ، أن ترحم حالنا . . . إلخ ) . أرجو من سماحتكم إفادتي عن حكم تلك العبارة ، وهل تدخل في باب : ( لا يستشفع بالله على خلقه ) الذي ذكره الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في ( كتاب التوحيد ) ، واستشهد بحديث جبير بن مطعم رضي الله عنه الذي أخرجه أبو(27/187)
داود ، الوارد في النهي عن مثل تلك العبارة ؟ فإن كان فيها محذور شرعي ، فإن رأيتم تنبيه الصحيفة والكاتب بذلك لأهمية الموضوع .
ج : نعم ، هذه الكلمة ( نتوسل إليك بالله العظيم ) مثل كلمة : ( نستشفع بالله عليك ) ، وهي الكلمة التي نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنها ، وغضب لما سمعها غضبا شديدا ؛ لأن فيها تنقصا لحق الله سبحانه وتعالى ؛ لأن المستشفع به والمتوسل به أقل درجة من المستشفع عنده والمتوسل إليه ، فالواجب على قائل هذه الكلمة : أن يتوب إلى الله عز وجل ، ولا يعود لمثل هذه العبارة البشعة ، والواجب على الصحف أن لا تنشر مثل هذه العبارة القبيحة التي تخل بالعقيدة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/188)
السحر
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18534 )
س2 : كيف يعرف الساحر ؟
ج2 : الساحر هو : من يعقد العقد وينفث فيها ، أو يرقي رقى شركية بكلام لا يعلم المراد منه ، أو كلام يشتمل على أسماء بعض الشياطين والجن ، فيفرق الساحر بعمله بين الرجل وزوجته ، وقد يتسبب في قتل من سحره ، فمن اتصف بشيء من هذه الأوصاف فهو من السحرة الذين يجب البعد عنهم ، وتحذير الناس منهم ، ومعاقبتهم من قبل ولاة الأمر بالعقوبة الشرعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/189)
الفتوى رقم ( 20520 )
س : تطالعنا بعض الصحف والمجلات بأخبار بعض اللاعبين والمهرجين الذين يزعمون أن لهم قدرات فائقة ، كتكسير الصخور على صدورهم ، والنوم على المسامير والآلات الحادة ، وثني الحديد والأسياخ بأعينهم ، وجر السيارات بأصابعهم ، إلى آخر تلك(27/189)
الحركات المدهشة ، فما هو حكم الشرع في تلك الأعمال والعاملين لها ، وما حكم استضافتهم ومشاهدتهم ؟
ج : إن ما يعمله بعض السفهاء من الناس من تكسير الصخور على صدورهم ، والنوم على المسامير والآلات الحادة ، وثني الحديد بأعينهم ، وسحب السيارات بشعورهم أو أسنانهم ، وأكل الأمواس والزجاج . . . إلى غير ذلك من الأمور الخارجة عن العادة البشرية - كل ذلك يعتبر من الدجل والشعوذة والسحر ، وهو من عمل سحرة فرعون ، كما قال الله عز وجل في سورة الأعراف : { فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } (1) ، وقال سبحانه في سورة طه : { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } (2) وبناء عليه لا يجوز فعل هذه الأعمال ، ولا تعلمها ولا نشرها ولا التشجيع عليها ، والواجب محاربتها والتبليغ عن فاعليها ومعاقبتهم . بما يردعهم ويكف شرهم عن الناس ، فألعابهم وأعمالهم تلك فيها من الدجل والشعوذة والتلاعب والاستخفاف بعقول الناس وفساد العقيدة وأكل الأموال بالباطل ما لا يخفى .
__________
(1) سورة الأعراف الآية 116
(2) سورة طه الآية 66(27/190)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/191)
الفتوى رقم ( 20564 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالغاط برقم ( 55\ 1 ) وتاريخ 25\7\1419 هـ والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم ( 4897 ) وتاريخ 9\8\1419 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
يسأل بعض الإخوة السؤال التالي : ( إذا كنت أعرف أن أحد المسلمين يذهب إلى السحرة والمشعوذين لطلب العلاج عندهم ، ويأخذ منهم العلاج ويراجعهم بين الفينة والأخرى ، فما هو الواجب علي تجاه هذا الشخص ، وهل يجوز الجلوس والأكل والشرب معه ، أم الواجب علي هجره وتحذير المسلمين منه ؟ علما أن هذا الأمر قد انتشر بصورة سريعة بين الناس . نسأل الله العافية والسلامة ) .(27/191)
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
لا يجوز الذهاب إلى السحرة والمشعوذين وسؤالهم وتصديقهم ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » (1) ، وفي حديث آخر : « من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » (2) - صلى الله عليه وسلم - ، والواجب إبلاغ ولاة الأمور عن السحرة والمشعوذين ؛ لردعهم والأخذ على أيديهم ، ومناصحة من يذهب إليهم ، وأمره بالتوبة إلى الله ، فإن لم يمتثل وجب هجره حتى يتوب إلى الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).
(2) سنن أبو داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد بن حنبل (2/429) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(27/192)
الفتوى رقم ( 21189 )
س : ما حكم الجلوس مع الساحر ، وطلب عرض شيء من سحره أمام الناس ، ثم التعليق والرد على الساحر وبيان الباطل عند السحرة ، والمقصد من هذا : أن يكون الناس على اطلاع بواقع الساحر والرد عليه ؟ وجزاكم الله خيرا .
ج : لا يجوز الجلوس مع الساحر وطلب عرض شيء من سحره ، ولو كان القصد حسنا ؛ لأجل التعليق على بطلان سحره والرد عليه ، واطلاع الناس على واقع أمره ؛ وذلك لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - :(27/192)
« من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » (1) أخرجه مسلم في ( صحيحه ) ، ولفظ : ( العراف ) يعم الكاهن والمنجم والساحر ، ولعموم قوله - صلى الله عليه وسلم - : « ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له » رواه الطبراني عن عمران بن حصين رضي الله عنه ، قال المناوي : إسناده جيد . ولأن السحر من المحرمات الكفرية المخرج لصاحبه من الملة ، وقد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - باجتنابه مطلقا ، فلا يجوز دعوة الساحر بالطريقة المذكورة ؛ لما في ذلك من الترويج لباطله والدعوة لعمله الفاسد ، وقد يكون عند الساحر من التمويه والتلبيس واللعب بالعقول والحيل الشيطانية ما ينطلي على ضعاف النفوس والجهلة ؛ لعدم اقتناعهم برد الراد عليه ، وقد لا يكون الرد في قوة أعمال الساحر الكفرية ، فيؤثر سحره حتى على الراد نفسه ، ويحصل ما لا تحمد عقباه ، فالواجب إنكار المنكر ، ومن علم بالساحر فعليه أن يحذر الناس منه ، وأن يبلغ الجهات المختصة ؛ ليأخذ جزاءه الرادع وكف شره عن الناس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).(27/193)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18365 )
س1 : ما حكم الدين في رجل عمل له عمل ( سحر ) ، وذهب إلى العرافين ( الدجالين ) ، وفكوه وعملوا له تحويطة ، فهل يجوز الاحتفاظ بها أم ماذا يجب ؟
ج1 : لا يجوز الذهاب إلى السحرة لحل السحر أو لغيره ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (1) - صلى الله عليه وسلم - ، ويجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله سبحانه والتوكل عليه ، وعدم العود لمثل ذلك ، مع إتلاف التحويطة ؛ لأنها في حكم التمائم الشركية المحرمة ، ويشرع له أن يتداوى بالأدوية المباحة والرقى الشرعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(27/194)
تعلم السحر
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 12262 )
س 6 : ما حكم تعلم السحر بقصد علاج المسحور ؟
ج 6 : لا يجوز تعلم السحر بقصد العلاج .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/195)
الفتوى رقم ( 16589 )
س : يوجد بيني وبين زوجي مشاكل كثرة ، وكذلك بيني وبين أهل زوجي ، حيث إنه يهجرني ولا يعطيني حقوقي ، ولا يعاملني بالحسنى ، وقد شككت أنه وضع له ولي سحر ، وذهبت إلى شخص وأعطاني أوراقا - أرفقت صورا منها - فيها آيات قرآنية وأدعية نبوية ، ومعها أوراق بها حروف مقطعة لا يعرف لها معنى ، وطلب مني أن أضعها في جيبي بعد أن أمر من فوقها أنا وزوجي وأطفالي لمدة أسبوع ، وحيث إني شككت في هذا العمل طلبت الفتوى .
ج : بعد تأمل اللجنة للأوراق المرفقة بالسؤال ، تبين أنها تحتوي على آيات قرآنية وأدعية نبوية على شكل أحزاب ، ومعها(27/195)
أوراق أخرى تحتوي على حروف مقطعة وطلاسم ، وبناء على ذلك فإنه لا يجوز استعمال هذه الأوراق ؛ لما فيها من الخلط بين الحق والباطل والاعتقاد الفاسد بها ، فالواجب تركها وعدم استعمالها ؛ حماية للعقيدة واجتنابا للشرك ووسائله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/196)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17785 )
س2 : كيف يتم القضاء على السحر نهائيا ، حيث إن المصابة مداومة على الأذكار والورد القرآني ، وقد خضعت لرقية ، إلا أن أثر السحر لا زال ، فالأكل والماء لا يزالان يتجمعان عند نهاية البلعوم ، وكلما قرأت آيات السحر نمل جسدها وشعرت بالحك . فأرجو أن تفيدونا ، وحبذا لو كان الجواب من إنسان راق .
ج2 : السحر يعالج بالقرآن والأدعية المشروعة والأدوية المباحة ، ويكرر العلاج بذلك على المسحور حتى يشفى بإذن الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/196)
الفتوى رقم ( 18693 )
س : أعلم علم اليقين أن الذهاب إلى السحرة لا يجوز مطلقا بل محرم ، لكن أسمع أن هناك ساحرا يضع دواء وينتفع به الناس ، فهل يجوز لي أن أستعمل هذا الدواء دون أن أذهب إليه ؟ علما أني لا أعلم محتويات الدواء .
ج : لا يجوز استعمال أدوية السحرة ولو لم تذهب إليهم ؛ لأن السحرة يعملون أعمالا شركية ، ويستعينون بالشياطين ، ولا خير فيهم ولا في أدويتهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/197)
الاستعانة بالجن في علاج مرضى الصرع والسحر
الفتوى رقم ( 16171 )
س : في البلدة التي أسكن فيها ، الشرك منتشر بكل مظاهره من الشعوذة والسحر والاستعانة بالأولياء والصالحين ، وقد وضع في يدي كتاب عنوانه : ( علاج الأمور السحرية ) ، وكتاب ( الشرك ومظاهره ) ، وجدت فيها جملة من الأحاديث الصحيحة للنبي - صلى الله عليه وسلم - تبيح الرقي بالقرآن ، فاشتغلت بالرقي ، ولكثرة المرضى خصوصا الذين بهم سحر أو صرع أصبحت أرقي ليلا ونهارا ، فهل يجوز لي أن أستعين بجني لأجل إخراج السحر ، أو آمره أن يبحث عن التمائم المخفية ؟
ج : لا يجوز الاستعانة بالجن والغائبين ؛ لأن هذا من الشرك بالله عز وجل ؛ لأن الاستعانة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله لا من الجن ولا من الإنس ولا من الملائكة ولا غيرهم ، إلا مع القادر الحي الحاضر من الإنس فيما يقدر عليه ، كالاستعانة بالإنسان الحي القادر في الزراعة والبناء وقتال الأعداء . أما الجن فحكم حاضرهم كغائبهم لا تجوز الاستعانة بهم في شيء من الأشياء ؛ لقول الله عز(27/198)
وجل : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (1) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 5(27/199)
كرامات الأولياء
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 16426 )
س4 : ما هو الفرق بين المعجزة والكرامة ، ومن هم أولياء الله ؟ أفتونا مأجورين .
ج4 : المعجزة : هي الأمر الخارق للعادة ، مما يجريه الله على يد نبي تصديقا له ويعجز عنه البشر ، كالناقة لصالح عليه السلام ، واليد والعصا لموسى ، ومعجزة القرآن لمحمد عليه السلام . والكرامة : هي الأمر الخارق للعادة ، مما يجريه الله على يد عبد صالح إكراما له ، كما في قصة مريم ، وأصحاب الكهف ، وهذه الكرامة هي معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يتبعه هذا العبد الصالح ؛ لأنه لم يحصل عليها إلا بصدق اتباعه له ، ولا يثبت أنها كرامة إلا إذا كان من جرت على يده معروفا بالاستقامة على شرع محمد - صلى الله عليه وسلم - .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/200)
الكهانة
الفتوى رقم ( 11847 )
س : مريض ذهب إلى طبيب ، وطلب الطبيب منه أن يحضر ناقة ويجمع أولاده كلهم في المنزل ويدور بالناقة عليهم في المنزل أربع دورات أو سبع ثم يذبحها ، ثم يغمس المريض في دمها مدة من الزمن هل حرام أم حلال ؟ وقد ذكر الذي ذبحها اسم الله عليها هل يؤكل من لحمها أم لا ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
ج : إن المشروع للمريض التداوي بالرقية الشرعية من قراءة آيات من القرآن الكريم ، والأدعية النبوية ، والتداوي بالأدوية المباحة .
أما الذهاب إلى الكهان ونحوهم ممن يطلب من المريض أن يذبح ناقة أو شاة أو دجاجة ونحو ذلك فلا يجوز ؛ لأن الذبح عبادة ، والعبادة لا تكون إلا لله ، قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (1) { لَا شَرِيكَ لَهُ } (2) .
ولو ذكر التسمية عند الذبح فلا يجوز الأكل منها ، لأنها مما ذبح لغير الله جل وعلا ، والذبح لغير الله من الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام .
__________
(1) سورة الأنعام الآية 162
(2) سورة الأنعام الآية 163(27/201)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/202)
الفتوى رقم ( 14746 )
س : إنني زوجة مسلمة ولله الحمد ، متزوجة منذ حوالي ثماني سنوات ، ومشكلتي هي الآن أنني أكره المجامعة مع زوجي ، وأحاول إرضاءه في كل حين خشية من ارتكاب ذنب ، وطول هذه الفترة السابقة لم نرزق إلا بمولود واحد ، ولم يحل لي النوم في فراش واحد مع زوجي ، حاولت كثيرا ولم أستطع ، وتلقيت بعض النصائح من بعض الأقارب أنني أعرض نفسي على بعض المشعوذين والكهنة ؛ لذا أرجو من سماحتكم إرشادي إلى الحل الأسلم .
ج : لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والمشعوذين والسحرة للعلاج عندهم وتصديقهم بما يقولون ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » (1) رواه مسلم ، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (2) - صلى الله عليه وسلم - ، ولكن عليك بمعالجة نفسك بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة ، مثل تلاوة سورة الفاتحة وآية الكرسي والإخلاص والمعوذتين ، وما صح من الأذكار والأدعية مما هو موجود في كتب الأذكار وفي كتاب ( زاد المعاد ) لابن القيم ،
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).
(2) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(27/202)
ويجوز لك الذهاب إلى من يرقي بالقرآن والأذكار والأدعية الصحيحة . نسأل الله لك الشفاء العاجل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/203)
الفتوى رقم ( 16694 )
س : ما هو حكم الشرع حول الاعتقاد بصدق أبراج الحظ الموجودة في الجرائد والمجلات وقراءتها ؟
ج : تعليق النحس والسعد في الأفلاك والأبراج من شرك الأوائل من المجوس ، والصابئة من الفلاسفة ، ونحوهم من طوائف الكفر والشرك ، وادعاء علم ذلك هو في الظاهر ادعاء لعلم الغيب ، وهذا منازعة لله في حكمه ، وهذا شرك عظيم ، ثم هو في حقيقته دجل وكذب وتلاعب بعقول الناس ، وأكل لأموالهم بالباطل ، وإدخال للفساد في عقائدهم والتلبيس عليهم .
وعليه فإن ( أبراج الحظ ) يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس ، ولا يجوز تصديقهم ، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد ، والواجب الحذر من ذلك ، والتواصي بتركه ، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى ، والتوكل عليه في كل الأمور .(27/203)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/204)
الفتوى رقم ( 16705 )
س : يقول السائل : إن والده يعتقد بعض الاعتقادات الجاهلية التي تسمى بالشعوذة ، التي منها الخط بالرمل الذي يدرسونه في كتاب اسمه ( علم أصول الرمل ) ، وغير ذلك مما يسمونه بطي الأرض ، وكذلك الاعتقاد في الأحراز والتمائم التي تحصلوا عليها من الكتب التي يقال عنها الكتب الصفراء ، ومن هذه الكتب كتاب ( شمس المعارف الكبرى ) ، و ( كتاب الطب والرحمة ) ، وكتاب ( الأوفاق ) ، وكتاب ( دقائق الأخيار الكبير ) ، وكتاب ( سحر الكهان ) ، وغيرها من الكتب الغريبة ، وإنه يوجد بعض منها لدى والده ، ويقرأ فيها دائما ، ويشتق منها التمائم والعزائم والطلاسم وغيرها ، ومن أعماله ما يسمى بالرياضة ، أي : رياضة الصوم الروحي كما يسمونه الذي يمتنعون به عن أكل جميع ما به روح ، ومن أعمالهم ما يسمى بالمندل الذي حقيقته البحث عن علم الغيب ، وكتاب الكف ، وتحضير الجن . . . إلخ أعمالهم ، ويسأل عن حكم أعمالهم وأكل ذبائحهم . . . إلخ .
ج : هذه الكتب المشار إليها في السؤال هي من كتب الضلال ، وفيها من الشرك والكهانة ونشر السحر والضلالة الشيء(27/204)
الكثير ، فهي كتب لا يجوز اقتناؤها ولا بيعها ولا تداولها ، وقد ضل بها أقوام فإنا لله وإنا إليه راجعون . وما ذكرته من حال من ذكر في السؤال وقراءته للكتب المذكورة ومزاولته للكهانة ، فهو مسكين ظالم لنفسه ، قد سلك بها طريق الغي والشرك والضلال البعيد ، وهذه الأعمال التي ذكرتها عنه هي من أعمال الكهنة والدجالين ، لا يرضاها مسلم لنفسه ولا لغيره ، وتدل على جهل عظيم وعدم بصيرة بدين الله تعالى ، فعليك مناصحته وتبصيره بالحق ، وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته رضي الله عنهم وأخذه بالتي هي أحسن ، فإن أقلع وتاب فالحمد لله رب العالمين ، وإن أصر وجبت عليك مقاطعته وهجره لله حتى يتوب ، إلا إذا كان الفاعل لذلك هو والدك ، فعليك أن تخبره بما ذكرنا ، وأن تنصحه لله بالأسلوب الحسن والكلام الطيب لعل الله يهديه بأسبابك ، وليس لك مقاطعته ، بل عليك أن تستمر في نصحه والدعاء له بالهداية ، ومصاحبته بالمعروف حتى يهديه الله أو يفرق بينكما الموت ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } (1) { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (2) .
__________
(1) سورة لقمان الآية 14
(2) سورة لقمان الآية 15(27/205)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/206)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17558 )
س3 : كيف نرد على الذي يزعم أنه يستطيع أن يتحكم بالجن ، وأنهم ينفذون له ما يشاء ، وينقلونه من بلد إلى بلد ، وهل يكفر من يقول مثل هذا الكلام ؟
ج 3 : الاستعانة بالجن شرك أكبر ومن أمور الجاهلية ، قال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } (1) ، وقال تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الجن الآية 6
(2) سورة الأنعام الآية 128(27/206)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 15924 )
س1 : يلجأ بعض الناس إلى استخدام الجن في شفاء المرض ، مدعين أن المرض يلبسهم الجن ويترزقون من هذا العمل ، فما رأي الدين في ذلك هل هذا حلال أم حرام ؟
ج1 : لا يجوز للمسلم أن يستخدم الجن لأي غرض ؛ لأنهم لن يخدموه إلا إذا أطاعهم في معصية الله وفعل الشرك والكفر ، كما قال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } (1) وقال تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ } (2) ، وما أخذه من الكسب في هذا العمل فهو حرام ، ومس الجن أو غيره من الأمراض يعالج بالقرآن والأدعية الشرعية والأدوية المباحة على يد الثقات من أصحاب العقيدة السليمة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الجن الآية 6
(2) سورة الأنعام الآية 128(27/207)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 18891 )
س4 : ما حكم الكهنة والعرافين الذين يدعون بالعلم بكل شيء ، حتى إن بعضنا يذهب إليهم إذا فقد شيئا ، وقد يتحقق البعض من ذلك ؟
ج4 : لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والعرافين ، ولا سؤالهم ولا تصديقهم لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد » (1) - صلى الله عليه وسلم - ، وقوله عليه الصلاة والسلام : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » (2) خرجه مسلم في ( صحيحه ) وهؤلاء الكهنة والعرافون بادعائهم الغيب قد كفروا بالله العظيم ، وخرجوا عن الإسلام ؛ لأن علم الغيب من خصائص الرب جل وعلا ، قال سبحانه : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (3) ، وقال عز وجل : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } (4) { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } (5) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).
(2) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).
(3) سورة النمل الآية 65
(4) سورة الجن الآية 26
(5) سورة الجن الآية 27(27/208)
الفتوى رقم ( 18255 )
س1 : نسأل فضيلتكم عن الأحاديث التي صحت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تخريج الجن وعن حكم الاستعانة بالجن في المباحات ، وما مدى صحة ما ينقل عن ابن تيمية رحمه الله في هذا الموضوع . جزاكم الله خيرا ؟
ج1 : لا نعلم حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصا لتخريج الجن من الإنسان ، ولكن المصاب بالجن يعالج بالقرآن وبالرقية الشرعية ، كما كان السلف يفعلون ذلك ، ولا يجوز الاستعانة بالجن والغائبين ؛ لأن ذلك من الشرك ، ولا نعلم كلاما صريحا لشيخ الإسلام ابن تيمية بجواز ذلك .(27/209)
س 2 : ونسأل أيضا حفظكم الله عن الرقية الشرعية ، وهل يجوز تخصيص بعض الآيات بعدد معين لكل حالة من الحالات أم لا ، كقولهم مثلا تقرأ الآية رقم كذا ( 2001 ) مرة ، وغير ذلك ؟
ج2 : الرقية الشرعية هي ما كانت بالقرآن والأدعية الشرعية ، وتحديد عدد المرات التي تقرأ فيها الآية أو الدعاء يحتاج إلى دليل ، ولا نعلم دليلا في ذلك إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا بدعاء كرره ثلاث مرات في بعض الأحيان ، فعن عائشة رضي الله عنها : « أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ( قل هو الله أحد ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ(27/209)
برب الناس ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات » (1) .
__________
(1) صحيح البخاري فضائل القرآن (5018) ، سنن الترمذي الدعوات (3402) ، سنن أبي داود الأدب (5056) ، مسند أحمد (6/154).(27/210)
س3 : رجل ظالم جمع ماله كله من حرام من أموال الناس ، ومنهم أخوه ظلمه بحكم القانون ، وأخذ عليه ( شيكا ) وحكمت عليه المحكمة بالسجن سنة ، وخمسة وعشرين ألف جنيه ، فترك البلد من أجل ذلك هل يجوز استخدام الجن في رد المظالم إلى أهلها جزاكم الله خيرا ؟
ج 3 : لا يجوز استخدام الجن في رد الظالم ولا غيره ؛ لأن هذا من الاستعانة بالشياطين ومن السحر ، وغيره من أنواع الأعمال الباطلة التي تخل بالعقيدة ، وعلى المظلوم أن يطلب من السلطات رده والأخذ على يده .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/210)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18615 )
س1 : يعتقد أكثر الناس عندنا بأن شجر البطم وشجر السدر يسكنه الجن ، ويقولون : إنه بمجرد قطع هاتين الشجرتين يلحقهم الأذى بمس من الجن أو إصابة في البدن ، فهل يجوز هذا الاعتقاد ، وهل يدخل في باب الشرك ، وكيف نفسر من حدثت له(27/210)
هذه الظاهرة ؟ ج1 : لا يختص سكن الجن بشجر معين ولا مكان معين ، والمشروع للمسلم أن يكثر من ذكر الله ، ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، من أجل أن يتحصن بذلك من الجن وغيرهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/211)
الفتوى رقم ( 21297 )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي \ بواسطة سعد الحصين ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم ( 16 ) وتاريخ 3\ 1\ 1421 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا نصه :
يوجد شخص في بلدة بيرين بمحافظة الزرقاء يقال له محمد إدريس الحوامدة يدعي أنه يعالج بقراءة القرآن على الماء بعد أن يشخص الداء الذي يدعي أنه يريه إياه ملك يقف على عينه ، وقد حاولنا إقناعه بأن الملائكة لا تنزل بعد محمد - صلى الله عليه وسلم - على أحد(27/211)
بالوحي ، فأصر على أن هذه كرامة له من الله ، وقال : إنه لا يتعامل مع الجن ( المسلم أو الكافر ) مطلقا ، وإنما يتعامل مع الملائكة ، فما هو الحكم فيمن يزعم هذا ؟ خاصة أنه فتن كثيرا من الناس ، وخاصة رعايا دول الخليج عامة وأهل السعودية خاصة ، وجزاكم الله كل خير .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
إن الملائكة عليهم السلام لا يعملون عملا إلا بأمر الله جل وعلا ، وليس في مقدور الإنسان التحكم فيهم كيف يشاء ، ودعوى التعامل مع الملائكة ومساعدتهم للإنسان تفتقر إلى دليل قطعي ، وهذا ما لا سبيل إليه بالنسبة لنا ؛ لأن الواقع أن كثيرا من الناس تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم ، وهي جن وشياطين ، فيظنونها ملائكة كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام . وبناء على ذلك فلا يجوز أن يدعي شخص تعامله مع الملائكة ، ولا يجوز لغيره تصديقه في ذلك ، ومن ثبت أنه يتعامل مع الجن والأرواح الخفية في علاج المرض - فلا يجوز الذهاب إليه والعلاج عنده ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما » (1) خرجه مسلم في ( صحيحه ) ، ولقوله عليه الصلاة والسلام : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (2) - صلى الله عليه وسلم - ، خرجه الإمام أحمد وأهل السنن بسند جيد وهذه
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).
(2) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(27/212)
الأحاديث وغيرها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم ، وهم الذين يدعون علم الغيب أو يستعينون بالجن ، ويوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ(27/213)
الفتوى رقم ( 21540 )
س : يوجد عندنا ظاهرة منتشرة تسمى بـ : ( الوخذة ) ، وصورتها كالتالي : أن يسرق من إنسان مثلا ذهب أو سيارة ، أو يضيع له قطيع من الغنم ، فيذهب إلى شخص معين معروف بالوخذة ، فيتكلم هذا بكلام غريب غير مفهوم ، وربما قرأ شيئا من القرآن الكريم ، فيرد له ماله المسروق أو الضائع ، وبعضهم يسأل عن طريقته في رد المال فيرفض الإخبار سماحة الشيخ : ما حكم هذه الظاهرة وحكم الذهاب إلى هؤلاء الأشخاص ؟ نرجو من سماحتكم الجواب على هذا السؤال لأهميته . هذا والله يحفظكم ويرعاكم .
ج : إذا كان الواقع كما ذكر من حال ذلك الشخص من ادعاء معرفة مكان الأشياء المسروقة وردها - فإنه كاهن وعراف ، وذلك إما بنظره في النجوم أو في كتاب ، أو بخط في الرمل ، أو استعانة بالجن ، أو نحو ذلك من الأسباب غير المشروعة ، وهذا كله(27/213)
كفر بالله لادعائه علم الغيب ، وذلك من خصائص الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (1) ، وقال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } (2) { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } (3) ، وعلى ذلك فإنه يحرم إتيان هذا الشخص ، ويحرم تصديقه فيما يدعيه من علم الغيب ؛ لورود النهي الشديد عن ذلك ، قال - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل في صلاة أربعين ليلة » (4) رواه مسلم في ( صحيحه ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (5) - صلى الله عليه وسلم - رواه الأربعة والحاكم وصححه ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : « ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو لسحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (6) - صلى الله عليه وسلم - رواه البزار بإسناد جيد . وما يتظاهر به هذا الشخص من قراءة القرآن إنما هو من باب التلبيس على الناس لإيهامهم بأن ما يقوم به حق ، بقصد ترويج باطله والاستيلاء على عقولهم وابتزاز أموالهم ، وذلك كله كذب وافتراء ، فمجرد قراءة القرآن لا يعرف به مكان الشيء المسروق ، ولا يسترجع به ، وعلى من يعلم حال
__________
(1) سورة النمل الآية 65
(2) سورة الجن الآية 26
(3) سورة الجن الآية 27
(4) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).
(5) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).
(6) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/429) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(27/214)
هذا الشخص أن يحذر الناس من الإتيان إليه أو تصديقه ، ويبين لهم حكم ذلك ، وأن ينكر على هذا الشخص عمله وينصحه ، ويبين له حكم الكهانة وعاقبة عمله ، فإن ارتدع وتاب توبة نصوحا ، وإلا رفع أمره للجهات المختصة للأخذ على يديه ، وكف أذاه عن المسلمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/215)
الفتوى رقم ( 20489 )
س : يوجد عندنا رجل يأتيه الناس ( يسمونه مطوع ) ويسألونه عن أشياء مفقودة ، فيخبرهم عنها وعن مكان وجودها ، فما قول الشرع فيمن يأتيه ويصدقه فيما يقول ، وإذا مات على ذلك فما حاله ، وهل هذا شرك يخرج صاحبه من الإسلام ، وهناك رجل متعلم لا ينكر على هذا الرجل هذا الفعل ، ويمدحه أمام الناس ولكنه لا يأتيه ، فما قول الشرع فيه وما حاله إذا مات على ذلك ، وما نصيحتكم له ؛ لأني سأقرأ جوابك عليه إذا أتى ، كلما أتيته وقلت له إن هذا لا يجوز وإتيان هذا الشخص وتصديقه شرك ، يقول لي ولكنه يعرف مكان الأشياء الغائبة ، ويساعد الناس وكلامه صحيح ، قلت له : إنه يستخدم الجن . ومع هذا لا(27/215)
يقتنع ، فما قول الشرع في استخدام الجن في الأشياء النافعة ، وكيف أرد عليه ؟
ج : الذي يخبر عن الأشياء الغائبة أو يدعي علم الغيب ، يعتبر كاهنا يتلقى عن الشياطين ، فلا يجوز تصديقه ولا الذهاب إليه ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » (1) وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (2) - صلى الله عليه وسلم - والذي يمدح هذا الكاهن أشد إثما من الذي يذهب إليه ؛ لأنه بمدحه له أجاز عمله ، وشجع الناس على الذهاب إليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).
(2) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(27/216)
الفتوى رقم ( 21364 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من المستفتي فضيلة قاضي محكمة بدر في المدينة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم ( 1132 ) في 19\2\1421 هـ فقد سأل المستفتي(27/216)
سؤالا هذا نصه : تردد مؤخرا وشاع بين أوساط العامة عن وجود شخص يقوم بعلاج الحالات المستعصية والأمراض البدنية ببلاد الشام ، وقد بلغنا عنه أنه يقوم بإخراج الناس خارج المنزل ، ثم وضع أعدادا من أواني الماء تحت صوت المسجل الذي به صوت أحد القراء يقرأ القرآن ، وبعد ذلك من كان لديه مرض بدني يحتاج إلى عملية يقوم بإدخاله غرفة مظلمة لمدة ليلة كاملة لا يدخل عليه أحد فيها ، يخرج بعدها المريض بصحة جيدة ، ومن كان لديه انسداد في القلب يخرج معافى ، وقد خرج من عنده أناس كانوا لا يبصرون فأبصروا بقدرة الله ، كما بلغنا أنه ذهب إليه عدد من أبناء هذه البلاد من طلاب العلم لدى بعض المشائخ المعروفين ، وقد شاع صيته وخبره فما حكم ذلك شرعا ، حيث طلب منا كثير من أهالي البلد إفتاءهم في ذلك ، مع العلم أن كثيرا من العامة ينتشر بينهم جواز الاستعانة بالجن في المباحات ، وعند عدم الإضرار بالغير ، وينسبون فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين حفظه الله ، وحيث إن هذا باب خطير حينما يفتح للناس ؛ لذا أحببت العرض لسماحتكم لإصدار ما ترونه من فتوى حيال هذا الأمر ، وتبصير الناس بأمور دينهم ، وإن كان ذلك عاجلا فهو ما أتمنى . شكر الله لكم سعيكم وضاعف أجركم ، والله يحفظكم ويرعاكم ؟(27/217)
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه لا يجوز الذهاب إلى هذا الرجل ؛ لأنه ساحر أو كاهن ؛ لأنه يستعين بالجن ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (1) - صلى الله عليه وسلم - وقال - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى كاهنا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » (2) ، والواجب على العلماء وطلبة العلم بيان الحق ، وتحذير الناس من سلوك المسالك الباطلة التي تخل بالعقيدة ، والاقتصار على العلاج بالطرق المباحة ، قال : « تداووا ، ولا تتداووا بحرام » (3) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : « ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله » (4) ، فالواجب على المسلم الاقتصار على ما أباحه الله وترك ما حرمه الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/429) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).
(2) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).
(3) سنن أبي داود الطب (3874).
(4) سنن ابن ماجه الطب (3438) ، مسند أحمد (1/377).(27/218)
الفتوى رقم ( 18341 )
س : توجد عادة سيئة في صعيد مصر ، وهو بعض الرجال يزعمون أنهم يخرجون الحيات والعقارب من البيوت ، فيقوم أحد الرجال ويمسك عصا بيده ويقول بعض الكلمات مثل قوله : ( مدد يا سيدي يا رفاعي ) وإلى غيرها ، فتخرج الحية أو العقرب حتى تأتي وتمشي على العصا التي يمسكها هذا الرجل ، ثم يمسك الحية(27/218)
أو العقرب بيده دون أن تؤذيه .
والسؤال : هل هناك طريقة شرعية تجعل الإنسان يمسك الحية أو العقرب بيده ، وإن كانت عملية ساحر فما هي طريقة إبطال هذا السحر . علما بأني قرأت آيات إبطال السحر ، ولم تتغير الحية أو العقرب ؟
ج : هذه الطريقة طريقة شركية ؛ لأن الذي أمسك الحية استعان بغير الله بقوله : ( يا سيدي رفاعي ) ، وليس إخراج الحيات والعقارب من علامات الإيمان والتقوى ، وقد يكون ذلك من الاستعانة بالجن ، واستعمال أعمال الشعوذة والسحر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/219)
الفتوى رقم ( 21163 )
س : يوجد شخص أردني يتجمع لديه المرضى من بلدان عديدة ، وخاصة من الخليج ، حيث إنه انتشر عندهم أنه يستطيع أن يشفي بإذن الله من أمراض مستعصية عجز الأطباء عنها ، وباختصار هو يستخدم الجن في علاج هذه الأمراض ، سواء عن طريق قراءة القرآن على الماء ، أو عن طريق أداء العمليات الجراحية بدون جرح البدن ، وإنما يحس المريض أن شيئا ما يحدث(27/219)
داخل جسمه ، ثم يشفى بإذن الله ، كما أنه ثبت بالتواتر دقته في تشخيص الأمراض وعلاجها ، وهو يشترط لكل من يأتي عنده أن يكون من المصلين ، وأن يذكر الله دائما أثناء العلاج وأثناء العملية ، ويطلب منهم أن يقرؤوا المعوذات وآية الكرسي ، وهو لا يفعل مثل المشعوذين ، فهو لا يسأل المرضى عن أسمائهم أو أسماء أمهاتهم ، وإنما يسأل فقط عن ما يشتكي منه ، ثم يقوم بتشخيص العلة بشكل دقيق جدا ، كما أنه لا يأخذ إلا أجرا بسيطا وهو ما يساوي خمسين ريالا سعوديا ، ونظرا لكون أمره محيرا ، والناس يسألون عن حكم الذهاب إليه ؛ لذا آمل منكم التكرم بالإفادة عن حكم الذهاب إليه ، وهل يجوز الاستعانة بالجن لما فيه خير البشر ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : لا تجوز الاستعانة بالجن مطلقا ؛ لأنهم عالم غائب عنا ، وقد قال تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } (1) ، وهذا على سبيل الإنكار للاستعانة بعموم الجن ، ولأجل سد ذريعة الشرك بالله عز وجل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة الجن الآية 6(27/220)
الفتوى رقم ( 19011 )
س : إنني قد سمعت عن شاب يبلغ من العمر 20 ، ويدعى بالشيخ : محمد ، يقطن بجبل المنارة بدولة الأردن الشقيقة ، الشاب يعالج الناس مذ كان صغيرا يبلغ من العمر 7 سنوات ، وقد سألت عن كيفية بدء أمره ، فقيل لي بأن ذلك الشاب أصيب في صغره بمرض لا يرجى شفاؤه ، ولكن الجن الصالحين أتوا والد هذا الشاب عندما كان صغيرا ، وقالوا له : إننا سوف نعالج ابنك وسيشفى بإذن الله ، وسيقوم هو بعلاج الناس بطريقتنا ، وتتلخص فيما يلي :
عند المراجعة الأولى يقول : أنا لا أشفي ، وإنما الذي يشفي هو الله ، والمريض الذي لا يصلي لا يستفيد من العلاج ، وأهم شيء في العلاج هو النية الصافية والاتكال على الله ثم يسأل المريض ويقول له : ما الذي تشكو منه من مرض ؟ فيفكر قليلا ويقول : إن لمرضك علاجا ، ويقصد بذلك تناول الماء المنفوث عليه أو عملية ، ثم يأخذ من المريض مبلغا رمزيا وهو خمسون ريالا ، فيعطي المريض المراجع لأول مرة ماء قد نفث هو فيه ، ويقول له : تناوله مع آذان المغرب والعشاء على ثلاث جرعات ، وقبل كل جرعة تقول : بسم الله الشافي المعافي . بعد أسبوع إذا لم يستفد المريض من العلاج ويقصد به الماء المنفوث عليه سابقا يقول له(27/221)
بأنك تحتاج إلى عملية ، وتلك العملية يرجع إليه المريض في ليلة محددة ، بحيث يكونون جماعة تمتلئ بهم تلك الغرفة التي يعالج بها المرضى ، وقبل استلقاء المرضى جميعا على ظهورهم يعطي تعليماته للمرضى ، فيقول : لا ينام أحد إلا على وضوء ، ويجب أن تذكروا الله طيلة استلقائكم على ظهوركم ، ولا تنقلبوا للجهة اليسرى ، ولكن تستطيعون الترويح على الجهة اليمنى وتمغيط أرجلكم قليلا ، ولا تتحركوا قدر المستطاع ، وعندما تسمعون أذان الفجر توضؤوا وصلوا جماعة ثم عودوا للاستلقاء ، وأهم شيء هو ذكر الله ثم يذهب عنهم ليعود لهم في صباح اليوم التالي في الساعة التاسعة صباحا ، ووقت الاستلقاء يبدأ من الساعة التاسعة ليلا ، ويكون جهاز التسجيل أتوماتيكيا يشتغل لأحد القراء المشهورين كالحصري والسديس والشريم ، يقرؤون القرآن ثم بعد ذلك يأتي في الساعة التاسعة كما أسلفت ويقول لهم الواحد تلو الآخر : أنت قم لقد شفيت ، وأنت قم لقد تحسنت بنسبة كذا ، ولكنك ليلة البارحة تكلمت في غير ذكر الله وتحركت ، ويجب أن تعود لي لأجري لك غيارات ، ويقصد بالغيارات عمليات مصغرة على شاكلة تلك العملية لا تتعدى الساعة أو الساعتين ، مع ملاحظة أن العمليات التي يجريها لا يقصد به شق بطن أو إخراج دم ، وإنما هو مجرد الاستلقاء مع ذكر الله والوضوء .(27/222)
ما هو الحكم الشرعي للذهاب إلى ذلك الشاب ، حيث تضاربت الأقوال فيه ، فمن المشائخ من كفر الذاهب وعده بأنه قد أشرك بالله ، ومنهم من قال بأنه فتنة ، حيث ثبث بالفعل تحسن أو شفاء كثير من الناس ، كما أنه يعالج كثيرا من الأمراض التي عجز الطب الحديث عن علاجها مثل العمى والشلل ؟
ج : ما في السؤال من طلب ذلك الشخص ممن يراجعه أن يستلقي على ظهره لمدة اثنتي عشرة ساعة تقريبا ، وأن لا ينقلب للجهة اليسرى . . إلخ ما ذكره ، ويكون ذلك بشكل جماعي- كل ذلك من الطرق المبتدعة والخرافية والشيطانية التي لا دليل عليها من كتاب أو سنة ولا أصل لها ، ومبتدع هذه الطريقة يريد التميز بها عن غيره لجذب السذج من العوام والجهلة ؛ لسلب أموالهم ، وهذا يدل على جهله أو خداعه للناس ، ولا يغتر بما قد يحصل على يديه من الشفاء لبعض المرضى ، فقد يكون ذلك ابتلاء وامتحانا من الله ، ويدل لذلك ما أخرجه أبو داود في ( سننه ) عن زينب امرأة عبد الله ابن مسعود ، عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » (1) قالت : قلت : لم تقول هذا ؟ والله لقد كانت عيني تقذف ، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني ، فإذا رقاني سكنت فقال عبد الله : إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده ، فإذا رقاها كف عنها ، إنما كان يكفيك أن
__________
(1) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).(27/223)
تقولي كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما » (1) انظر : ( عون المعبود ج16 ص 212 ) ، وأخرجه الإمام أحمد في ( المسند ج1 ص 381 ) ، وأخرجه ابن ماجه وابن حبان والحاكم ، وقال : صحيح . وأقره الذهبي .
والذي ننصحك به عدم مراجعة هذا الشخص ؛ لأنه يخشى منه أن يتعاطى أمورا تتنافى مع العقيدة الإسلامية قد لا يدركها المراجع له ، ولا بأس أن ترقي نفسك أو يرقيك غيرك بالرقية الشرعية الخالية من البدع والخرافات التي لا أصل لها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن أبي داود الطب (3883) ، سنن ابن ماجه الطب (3530) ، مسند أحمد (1/381).(27/224)
الفتوى رقم ( 17277 )
س : إنني رجل مريض بحالة نفسية منذ ثماني سنوات ، وأنا أتعالج وأرجو من الله الشفاء ، وقد ذكروا لي معالج شعبي في دولة الأردن وأعطوني رقم التلفون ، واتصلت به الساعة الخامسة وذكرت له الحالة التي لدي ، وهي آلام في الرأس وقرحة وقلق عند النوم ، وقال : اتصل بي في اليوم التالي في تمام الساعة الخامسة ، وقد طلب مني مبلغ ألف ريال سعودي على أن أرسله(27/224)
له في الأردن ، وقد وصف لا علاجا من الأعشاب على أن أشتريها من الرياض ، وقد عملت بطلبه واشتريتها واستعملتها في الصباح والظهر ، وقد تركت هذا الدواء وعزمت أن لا أعود إليه ، وقد استفسرت عن هذا الشخص فقالوا لي : إنه ساحر ومشعوذ . أرجو من فضيلتكم إفادتي إن كان علي إثم في ذلك ، وهل أستمر في استكمال العلاج ، علما أنه عبارة عن أعشاب طبيعية ؟
ج : إذا ثبت أن هذا الشخص ساحر فلا يجوز لك العلاج عنده ولا تصديقه ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » (1) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » - صلى الله عليه وسلم - وعليك التوبة من ذلك وعدم العمل بقوله إذا كان الذين أخبروك أنه ساحر ثقات عندك ، وفي إمكانك سؤال غيره من المعروفين بعلاج أمثال مرضك من الأطباء وغيرهم من الثقات المعروفين بالدين والاستقامة . شفاك الله وعافاك من كل سوء .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد (5/380).(27/225)
الفتوى رقم ( 18602 )
س : رجل يدعي أنه يعالج مرضاه بمجرد النظر إلى المريض(27/225)
بدون أن يعطيه شيئا من الأدوية ، وإنما يشير إليه إلى جهة اليمين ، وهو عبارة عن صحة ذلك المريض ، وإذا أشار إليه جهة اليسار فهو عبارة عن عدم صحة ذلك المريض . فهل يجوز التداوي على هذا الحال ، وهل يجوز الذهاب إليه للتداوي ؟
ج : لا يجوز الذهاب إلى هذا الشخص الذي يعالج بالإشارة ؛ لأنه كذاب مشعوذ ، وقد يكون من يستعينون بالجن ، فيكون من الكهنة ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد ) - صلى الله عليه وسلم - ، وإنما يباح العلاج عند الذين يعالجون بالرقية الشرعية أو بالطب المجرب المباح المعروف .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/226)
الفتوى رقم ( 20819 )
س : شخص لدينا في اليمن - محافظة تعز - يدعى : أحمد حسن عبد الرحمن الشرعبي ، يقول للناس في تنقلاته : إنه من تلاميذكم ، وأنكم قد أجزتموه في مجال العلاج بالرقية ، وقد لاحظ عليه الناس الآتي :
أ- إعطاء المرضى زيت أو دهان يزعم أنه يستجلبه من الهند ويبيعه للمرضى بمبالغ باهظة ، وأنها ضد المس والسحر .(27/226)
2- يأخذ من بعض المرضى ( ذهبا ) ويقول لهم : سأقرأ عليه القرآن ، بقصد طرد الجن بشرط عدم إعادته للمرضى ؛ لأن الجن أخذوه .
3- نعلمكم أنه كان سابقا مقيما في المملكة ، وفي المدينة المنورة ، وخرج إبان أزمة الخليج عام 1411 هـ الموافق 1991 م .
السؤال : ما موقفنا كطلبة علم حيال الرجل وأمثاله ؟
ج : ما ذكر من طريقة العلاج في الفقرتين السابقتين ، سواء صدرتا من الشخص المذكور أو من غيره - ليس من طرق العلاج الشرعي ، وإنما هو من باب الدجل على الناس والاستخفاف بعقولهم واستلاب أموالهم ، والواجب نحو هؤلاء مناصحتهم ، وتحذير الناس من شرورهم ، ورفع أمرهم إلى المحكمة الشرعية لتجرى عليهم أحكام الشريعة المطهرة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/227)
الفتوى رقم ( 19948 )
س1 : سمعت إماما في قريتنا يقول : إنه بإمكانه أن يظهر الحق ، مثلا : في مسألة رجلين تنازعا في أموال ، الأول يقول : إن الحق معه والآخر يقول : إن الحق معه ، يقول هذا الإمام : إنه(27/227)
بإمكانه أن يظهر الحق في هذا النزاع بطريقة معينة تسمى ( الحكمة ) ، ولما سألته كيف ذلك ؟ قال : بقراءة بعض آيات قرآنية خاصة أو أحاديث نبوية ، فإذا فعل ذلك الإمام فإن الكذاب من الرجلين ينتفخ بطنه أو يعمى أو تشل يده إلى غير ذلك ، ولكن بشرط موافقة الرجلين على ذلك ، فلما أخبرته أن يريني الطريقة ، قال : لا أقدر. قلت له : لماذا ؟ قال : هذا سر تعلمته من المشائخ ، ولكي تتعلمها يجب أن تتوفر فيك شروط ، منها : أن لا تعمل بها إلا إذا استعصت الأمور ، ومنها : العهد على أن لا يعلم الطريقة إلا لمن تتوفر فيه تلك الشروط الخاصة . هذا باختصار شديد ، فهل مثل هذه مأثورة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسلف الأمة ؟ وإن كانت فهل هي مدونة في كتب الحديث والفقه المعتمد عليها ؟ وأرجو منكم أن تبينوا لنا الحق ، فإني أشك فيها أن تكون شركا ، أعاذنا الله منه .
ج1 : هذا الذي يعمله هذا الرجل هو من الدجل والشعوذة والأعمال الشيطانية ، فلا يجوز الذهاب إليه ولا تصديقه ، ويجب على السلطة منعه وتأديبه بما يستحق شرعا .(27/228)
س2 : ( الرحمة في الطب والحكمة ) لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي . هذا الكتاب يحكي فيه عن أدوية بعضها معلوم ، والأخرى فيها شرك أو على الأقل شك ، مثال : للحمى : يكتب في ثلاثة أوراق زيتون ، في الأولى : عصب جهنم ، وفي الثانية : نحرت(27/228)
جهنم ، وفي الثالثة : عطشت جهنم ، ويبخر بها واحدة بعد واحدة في كل مرة ، ويكتب لها هذا الحرز ويعلقه المحموم في رقبته وهذا ما تكتب : قل هو الله أحد إي والله 3 ، الله الصمد إي والله 3 ، لم يلد والله 3 ، ولم يولد لا والله 3 ، ولم يكن له كفوا أحد لا والله 3 . وهذه الخواتيم تكتبها أيضا جميعا .
للحمى دائما : تأخذ جرادة ميتة واذبحها ، واحترز من أم الجنوس أو الذكر ، وشقها من ظهرها ، ويأخذ جلد شقها الأيمن مع ثلاثة أوراق من الزيتون بعد أن تكتب في الأول : أملح أبلح ، وفي الثانية : مليح قبيح ، وفي الثالثة : فلتح قمليح ، اذهبي أيتها الحمى ، وقشر من البصل أجزاء مستوية ، ثم خصصها على سبعة أجزاء ، ويكون طاهر الثوب والبدن ، فإذا جاءته النوبة يبخر بجزء ، ويغم رأسه حتى ينادي : يا سيدي معاوية بن عنق ، وسيدي عبد القادر الجيلاني ، ويقوم بعد أن يتبخر وينام وهو يسر مدد على الأشياخ ، فإنه يشفيه الله تعالى .
للحمى كذلك : يكتب في ثلاث عظام يبخر بها ، يكتب في الأولى : إجليخ بوريخ ، وفي الثانية : يا دليل ، وفي الثالثة : ياريخ ، كل يوم واحدة . هذه أمثلة بسيطة من هذا الكتاب ، وكما ترون بأن فيه شركا عظيما ، فأرجو منكم أن تبينوا لنا من هو هذا المؤلف ( جلال الدين عبد الرحمن السيوطي ) .(27/229)
ج2 : كتاب ( الرحمة في الطب والحكمة ) ، المنسوب إلى السيوطي ، كتاب لا خير فيه ؛ لأنه يشتمل على خرافات وشركيات كثيرة ، فالواجب الحذر من هذا الكتاب ، وعدم الاعتماد عليه ؛ حماية للعقيدة مما يبطلها أو يخل بها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/230)
الفتوى رقم ( 19085 )
س1 : يقول الكثير من الناس إن للجرائم التي تحدث في الأرض علاقة بالقمر إذا أصبح بدرا ، وهذا بحجة أنهم سمعوه في بعض الأحاديث النبوية الشريفة ، فهل هذا القول صحيح ؟
ج1 : ما ذكر في السؤال من أن للجرائم التي تحدث في الأرض علاقة بالقمر إذا أصبح بدرا - لا صحة له ولا أصل له من كتاب الله ولا سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا من بدع وخرافات المنجمين والمشعوذين الذين يحاولون أن يسيطروا على عقول الجهال العوام والسذج من الناس ، ويهونوا ارتكاب الجرائم والوقوع في المعاصي ، ويجب على من وقع في شيء من ذلك أن يتوب منه توبة نصوحا ، وأن يخلص العبادة لله وحده ، وأنه سبحانه مصرف الأمور وخالق كل شيء وحده لا شريك له ، ويعتقد أنه النافع الضار وحده ، وأن(27/230)
ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .(27/231)
س2 : هناك فئة من الناس يعالجون بالطب الشعبي على حسب كلامهم ، وحينما أتيت إلى أحدهم قال لي : أخبرني عن اسمك واسم والدتك ، ثم ارجع في اليوم الفلان . وحين رجعت قال لي : إنك مصاب بكذا وكذا . ويقول أحدهم : إنه يستعمل كلام المولى في العلاج . فما رأيكم في مثل هؤلاء ، وما حكم الذهاب إليهم ؟
ج 2 : هذا الرجل وأمثاله الذي يزعم أنه يعرف أن المريض مصاب بكذا وكذا بمجرد أخذ اسم المريض واسم والدته ، أو أنه يستعمل كلام المولى - هو من عمل الكهنة والمشعوذين ، تجب نصيحته وتحذيره من عمله ، وأمره بالتوبة النصوح إلى الله ، فإن تاب وإلا رفع أمره للجهات المختصة لمنع شره عن الناس . ويحرم الذهاب إلى هذا الرجل وأمثاله ؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (1) - صلى الله عليه وسلم - أخرجه أصحاب السنن والحاكم وصححه . وعلى ذلك فمن يذهب للكهنة والعرافين ويصدقهم فيما يقولونه من أخبار الغيب ، فإنه يكفر كفرا يخرجه من الملة والعياذ بالله ؛ لقول الله سبحانه :
__________
(1) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(27/231)
{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النمل الآية 65(27/232)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19146 )
س1 : هل يجوز التصديق بكلام أناس يدعون أنهم يستطيعون التكلم مع الأموات في المقابر بواسطة روحه أثناء نومه ، ويكون ذلك بغير رضائه ، إنما بقدرة الله ؟
ج1 : هؤلاء الأشخاص دجالون أفاكون متلاعبون بعقول الناس ، لا يجوز تصديقهم ولا سؤالهم ، بل الواجب الإنكار عليهم ، وتحذير الناس منهم ، ورفع أمرهم إلى السلطة ؛ لتردعهم وتكف شرهم عن الناس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/232)
التنجيم
الفتوى رقم ( 17727 )
س : تطالعنا بعض الصحف والمجلات العربية بصفحات أسمتها ( الأبراج ) تتحدث فيها عن الأبراج : الحمل والثور والجوزاء . . . إلخ ، وتقول إن المواليد القادمين في ظهور هذه الأبراج يخشى عليهم من النفور الدائم ، حيث يتغير مزاجهم ؛ وذلك بسبب - كما تقول المجلة - أن دائرة الأفلاك تكاد تصطدم من شدة التناقض . . . إلى آخر ما جاء في هذه الصفحة ، والتي يتابعها بعض شباب المسلمين ، والمرفقة لكم مع هذه الرسالة . فنرجو تبيين الحكم الشرع في هذا العمل ( الأبراج ) ، وما نصيحتكم للمسلمين وللقائمين على مثل هذه المجلات ؟
ج : هذا من التنجيم الذي يعلق عليه المنجمون السعود والنحوس ، والتفاؤل والتشاؤم ، وهو فكر ومعتقد جاهلي محرم ، لا يجوز عمله ولا تعاطيه ولا نشره ، وفي نشره في الصحف وغيرها زيادة في التضليل وإفساد معتقد المسلمين ، وادعاء لعلم الغيب مما هو من خصائص الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } (1)
__________
(1) سورة النمل الآية 65(27/233)
وقال تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } (1) ، وقد نفى الله على لسان رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - دعوى علم الغيب ، فقال تعالى : { قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ } (2) ، وقال تعالى : { وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ } (3) ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من اقتبس شعبة من النجوم ، فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد » ، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة . وهذا الحكم مما أجمع عليه المسلمون ، وعلم تحريمه من الدين بالضرورة ، فعلى كل مسلم ناصح لنفسه وأمته أن يبتعد عن هذا النوع من التلاعب بالعقول ، والعبث بالمعتقد ، وأن يتقي الله في نفسه وأمته ، وأن لا ينشر هذا التضليل بينهم ، وعلى ولاة الأمر وفقهم الله أن
__________
(1) سورة الأنعام الآية 59
(2) سورة الأنعام الآية 50
(3) سورة هود الآية 31(27/234)
يمنعوا ويعاقبوا عليه ناشره بما يستحقه شرعا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/235)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17915 )
س2 : ما حكم التصديق بالأحوال الجوية للطقس المرتقبة غدا ، مثلا الصادرة عن مصلحة الرصد الجوي ؟
وكذلك يقول الأطباء : إن المصابين بأمراض القلب وتصلب الشرايين والمخ يكونون في تقلص مستمر في حياتهم ، ويكونون أكثر الناس عرضة للموت أنصدقهم فيما يقولون ؟ وهل هو من باب علم الغيب ، والله وحده المحي المميت ؟
ج2 : الإخبار عن الأحوال الجوية توقعات مرتقبة مبنية على علامات جوية وتجارب سابقة ، وليست أشياء مقطوعا بها ، فلا يجزم بتصديقها ولا إنكارها .
وكذلك إخبار الأطباء عن المصابين بأمراض القلب مبني على تجارب سابقة ، وليس من الإخبار بالغيب . وأما الحياة والموت فبيد الله وحده .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/235)
علم الحساب والنظر في النجوم
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19169 )
س1 : نقرأ دائما في التقويم برج القوس أو برج الجدي وغيرها من الأبراج ، وكذلك بعض الأنواء مثل نوء الغفر أو نوء النعايم وغيرها من الأنواء ، ومكتوب عنها التقويم بعض الأشياء التي تتعلق بالمطر والرياح ، وأن البرد يشتد أو الحر يزداد وينبت بعض الثمار في بعضها ولا تنبت في بعضها ، وكثير من الأشياء التي تتعلق بطولي الليل وقصره وكذلك النهار . وسؤالي : هل لهذه الأبراج وهذه الأنواء ، وما يكتب عنها من ناحية المطر والرياح والبرد والحر وغير ذلك ، هل لها أساس من الصحة ؟ وما حكم تصديق هذه الأشياء ؟
ج1 : ما يذكر عن هذه الأبراج وهذه الأنواء من ناحية حصول المطر وعدمه ، والرياح والبرد والحر والنبات ونحو ذلك ، ليس من ادعاء علم الغيب في شيء ، وإنما هي ما جرت به سنة الله تعالى في هذا الكون ، وعرفه الناس بالتجربة والمعايشة ، ثم هذه أيضا لا تخرج عن كونها توقعات قد تتخلف أحيانا لحكمة لا يعلمها إلا الذي قدرها سبحانه وتعالى . وبناء على ما تقدم فالإخبار بها(27/236)
وتصديقها يجب أن لا يخرج عن حيز الظن إلى الجزم واليقين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/237)
علم توقع حالة الطقس
السؤال الخامس والعشرون والسادس والعشرون من الفتوى رقم ( 18612 )
س25 : التنبؤ بحالة الطقس حسب الدراسات المختصة لا بأس به ، فهل يكون التنبؤ بأحوال الشخص ( في المستقبل القريب ) حسب الدراسات النفسية والتربوية والعقلية ، بواسطة المختصين والاستدلال بعلامات معينة في الجسد على حوادث في طريقها للحدوث ، هل يعتبر هذا من الرجم بالغيب أم لا بأس به أيضا ، وأهل تلك الشؤون يقولون إن عملهم لا يخرج عن نطاق الدراسة البحتة والفراسة الصادقة ؟
ج25 : أولا : توقع حالة الطقس استنادا على الظواهر الكونية لا بأس به ، بشرط أن لا يعتقد أن هذه الظواهر مؤثرة فاعلة بنفسها ، بمعنى أنها هي التي تخلق الحوادث ، فإن هذا شرك أكبر ، وأن لا يجعلها سببا يدعي به علم الغيب ، وسببا لحدوث الخير والشر ، وأن لا يخرج بهذا التوقع عن حيز الاحتمال والظن استنادا على تلك الظواهر ، فلا يجزم ولا يقطع ولا يقال كما في السؤال تنبأ بذلك ، فإن هذا نظير ما(27/238)
يسمى في علم النجوم بعلم التأثير ، وهو من الشرك ، بل ظن واحتمال ، ويعلق الأمر على مشيئة الله تعالى .
ثانيا : الفراسة والحدس بأن يحتمل أن يكون للشخص مستقبل معين بناء على ما يظهر من أحواله وتصرفاته لا بأس به ، لكن على ما ذكر في الأول من قيود ، ولا يخرج في هذا عن حيز الاحتمال والظن ، ويعلق ذلك على مشيئة الله تعالى ، فيقول : أتفرس في هذا أن يكون تاجرا مثلا ، فأحواله تدل على أنه سيكون كذلك إن شاء الله تعالى .
ويجب الحذر في هذا ممن يدعون علم المغيبات ، وممن يسمون بقارئي الكفوف ، والمتنبئين بالمستقبل من الكهان والعرافين وغيرهم ، ممن يقصدهم الجهلة والسذج ، وينبئونهم كذبا ولعبا بعقولهم بأنه سيحصل لهم أو لغيرهم كذا وكذا .(27/239)
س 26 : قال تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (1) ، ونحن على يقين أن الغيب لا يعلمه إلا الله وأن هذه من عقيدة المؤمن ، ولكنا في زمن التلبيس والتزين ، ويخرج علينا من يقول طاعنا : إن المطر يمكن معرفة مواعيد نزوله بواسطة علم الإرصاد الجوي ، بل ويمكن نزول المطر صناعيا
__________
(1) سورة النمل الآية 65(27/239)
بواسطة التقنيات الحديثة ، أما ما في الأرحام فقد صار من البسيط في علم طب التوليد معرفة نوع الجينن بواسطة الموجات الصوتية ، كذلك صار من الممكن تحديد نوع المولود ( ذكر أو أنثى ) حسب طلب الوالدين في عملية التلقيح الصناعي خارج رحم الأم ، يقولون : هذا لا يتعارض مع الآية والحديث ( في اعتقادنا أن التعارض في فهمنا لا غير ) ، لكننا ننتظر توضيحا علميا من سماحتكم يعيننا ويزيل الالتباس ، أما الآية فهي 34 من سورة لقمان ، وأما الحديث : « مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ، ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت ، وما يدري أحد متى يجيء المطر » (1) ( جواهر البخاري ) .
ج26 : أولا : توقعات أهل الأرصاد الجوية لا تخرج عن الحدس والظن ، والجميع يعلم عدم وقوع كثير مما يتوقعونه ، فهم يستدلون بما يرونه في طبقات الجو ، مع النظر في الأحوال الأرضية ، ويتوقعون وقوع كذا وكذا ، وقد يقع وقد لا يقع ، وليس هذا من علم الغيب الذي استأثر الله به ، ولذا فإن الشخص إذا رأى شيئا في الأفق وتوقع منه حصول شيء كالرياح أو غيرها فلا يعتبر هذا من علم الغيب ؛ لأنه استدل بهذه الظواهر التي أطلعها الله للناس على قرب
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7379) ، مسند أحمد بن حنبل (2/24).(27/240)
وقوع الأشياء ، كأمارات بدو الصلاح أو الفساد في الثمار وغيرها ، وعلماء الأرصاد فيما ذكر على مثل هذا ينظرون في المراصد ويتوقعون ، فإن صدق قولهم فبما أطلعهم الله عليه من الظواهر والبوادر ، وإن لم يصدق قولهم ، فلأن تلك الظواهر لم تكن على ما حللوه من خبرها .
ثانيا : ما يسمى بـ : ( المطر الصناعي ) لم يثبت حسب علمنا أنه على ما يذكر عنه ، بل الأمر مبالغ فيه ، وأمره والحمد لله لا يشكل ، وذلك أن الله أطلعهم على أن المطر يحدث بقدرة الله بتفاعل أشياء ، فهم يعمدون إلى عملها ، وقد يحدث حصول بعض الأمر وقد لا يحدث ، وإن حدث فهو في حيز ضيق ، وليس كالمطر الذي ينزله الله تعالى من السحاب ؛ ولذا نعلم كما يعلم غيرنا أن الدول التي تعمد إلى تجربة ما يسمى بـ : ( المطر الصناعي ) لا تستفيد منه ، وإذا لم ينزل الله تعالى عليها المطر من السماء عاشت في قحط وفقر .
ثالثا : تحديد جنس الجنين في بطن الأم بواسطة الموجات الصوتية سبق ورود سؤال مماثل ، فأجابت اللجنة الدائمة . مما نصه : ( الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد : ثبت في الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ، وأنها المذكورة في الآية(27/241)
المسؤول عنها ، من ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله : » (2) ، وفي رواية له عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « مفاتيح الغيب خمس ، ثم قرأ : » (4) رواه الإمام أحمد عنه ، وعن ابن مسعود بمعناه ، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلت عليه الآية ، ومعنى الآية أن الله تعالى استأثر بعلم الساعة فلا يجليها لوقتها إلا هو ، فلا يعلمها لميقاتها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وقد أعلمهم الله بأماراتها ولا يعلم متى ينزل الغيث ولا في أي مكان ينزل إلا الله ، وقد يعرف ذلك أهل الخبرة عند وجود الأمارات وانعقاد الأسباب علما تقريبيا إجماليا يشوبه شيء من التخمين ، وقد يتخلف ، وقد اختص سبحانه أيضا بعلم ما في الأرحام تفصيلا من جهة تخلقه
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7379) ، مسند أحمد بن حنبل (2/24).
(2) سورة لقمان الآية 34 (1) { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
(3) صحيح البخاري تفسير القرآن (4778).
(4) سورة لقمان الآية 34 (3) { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ }(27/242)
وعدم تخلقه ، ونموه وبقائه لتمام مدته ، وسقوطه قبلها حيا أو ميتا ، وسلامته وما قد يطرأ عليه من آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره ، أو يتوقف على أسباب ، فإن مقدر الأسباب وموجدها عليم لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع ، وهو الله سبحانه ، وقد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما في الأرحام من ذكورة أو أنوثة أو سلامة ، أو إصابته بآفة أو قرب ولادة ، أو توقع سقوط الحمل قبل التمام ، لكن ذلك بتوفيق من الله إلى أسباب ذلك من كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب ، وذلك بعد ما يأمر الله الملك بتصوير الجنين ، ولا يكون شاملا لكل أحوال ما في الرحم ، بل إجمالا في بعضه ، مع احتمال الخطأ أحيانا ، ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا من شؤون دينها ودنياها ، فهذا أيضا مما استأثر الله بعلمه تفصيلا ، وقد يتوقع الناس كسبا أو خسارة على وجه الإجمال ، مما يبعث فيهم أملا وإقداما على السعي وخوفا وإحجاما بناء على أمارات وظروف محيطة بهم ، فكل هذا لا يسمى علما ، وكذا لا تدري نفس بأي أرض تموت في بر أو بحر ، في بلدها أو بلد آخر ، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده ، فإنه سبحانه له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها وغيبها ظاهرها(27/243)
وباطنها ، وجملة القول : إن علم الله من نفسه غير مكتسب من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب ، وأنه يعلم ما كان وما سيكون ، وأنه لا يشوب علمه غموض ولا يتخلف ، وأنه عام شامل لجميع الكائنات تفصيلا جليلها ودقيقها ، بخلاف غيره سبحانه. والله المستعان .
وبناء على ما سبق يتبين أن ما يقال عن هذه الأمور كلها لا يتعارض مع استئثار الله تعالى بعلم الغيب والحمد لله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/244)
الشعوذة
الفتوى رقم ( 13221 )
س : أنا مواطن مصري الجنسية مقيم بجدة ، رأيت أحد الإخوة في مصر ، وهو رجل متعلم يقرأ القرآن كثيرا ، رأيته يأتي بالمصحف الشريف بعد أن يتوضأ ويقرأ آية الكرسي ، ثم يأمر من جلس معه بالوضوء أيضا وقراءة آية الكرسي ، ثم يأتي بمقص أو حلقة ويضعها في وسط المصحف ، ويأخذ هو طرف المقص بأحد أصابعه والشخص الآخر أيضا ، ثم يسأل المصحف أي سؤال ، والمصحف يلف بين يديه يمينا وشمالا ، فمثلا يسأله : هل فلان موجود في القاهرة الآن ؟ فإذا كان موجودا لف يمينا ، وإذا كان غير موجود لف شمالا . هكذا يأمر المصحف ، والمصحف فعلا وحقيقة يلف يمينا أو شمالا على حسب الإجابة . أرجو من سماحتكم التكرم بتوضيح الحكم الشرعي لهذه الطريقة ، فأنا لست مطمئنا لها ، مع العلم أن الإجابة في أغلب الأحيان تكون مطابقة وصحيحة .
ج : الطريقة المذكورة غير جائزة ؛ لأنها تشتمل على شعوذة واستخدام للجن ، وكل ذلك محرم .(27/245)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/246)
الفتوى رقم ( 19754 )
س : أفيدكم أني أحد سكان محافظة الطائف ، وزوجتي تعاني من مرض نفسي ، وعرضتها على بعض القراء الذي أكثر سكان المحافظة يتعالجون عندهم ، ووجدت عندهم بعض الأمور التي تدعو إلى الشك والريبة ، وهي :
أولا : يوجد بعض من الإخوة الذين يقومون بالقراءة على المرضى الذين بهم مس أو سحر بوضع أصابعهم على أعين المريض امرأة أو رجلا وقراءة آية الكرسي وآية 22 من سورة ( ق ) ، وهذا ما ظهر لي منهم ، وبعد ذلك يرى المريض نوع سحره والأشخاص الذين قاموا بعمل السحر له وموقع السحر وغير ذلك من مشاهدة الثعابين والأشخاص وغير ذلك وأماكن يعرفها المريض ، والمحير في الأمر أن القارئ يعلم أنه سوف يرى شيئا من هذا القبيل ، وتسمى هذه الحركة بـ : ( الكشف ) ، وبعض القراء يقرأ وهو واقف أمام المريض بصوت منخفض ، ويمد يده جهة المريض وينفث عليها ، ويقول : إن المريض(27/246)
به سحر ، وخادم السحر رجل أو امرأة أو من نوع الطائر من الجن هذا من ناحية .
ثانيا : إن زوجتي مصابة بسحر حسب قولهم لي والله أعلم ، وعند القراءة عليها حدث أمر غريب ، وهو : أنه تستفرغ قطعا من قماش ودما ، وأحيانا قطع نبات صغير ، وأحيانا مسامير تصل إلى ثلاثة مسامير ملفوفة في قطعة قماش ، وكذلك شعر وأظافر مجموعة في كيس بلاستك ، وبعض المرضى أخرج بعد القراءة قطع جلد مكيسة مخاطة وبداخلها أظافر ومسامير وشعر ، ويفيد القراء أنها سحر وأن الذي أدخلها في بطن المريض هو الجان ؛ لذا نعرض الموضوع على فضيلتك ، نرجو توضيح هذه الأمور . وفتوانا : هل نصدق مثل هذه الأمور ، وهل نذهب لهم أم لا نذهب ، وهل هذه الرقى شرعية ، وهل ما يشاهده المريض وما يخرج منه حقيقة أم في أمرهم شيء غير ذلك ؟ والله يحفظكم .
ج : إذا كان الواقع عن هؤلاء القراء كما ذكر في السؤال ، فإنه يحرم الذهاب إليهم وما يقومون به لا يسمى رقية شرعية ، بل هو نوع من الدجل والتخرصات والظنون المتوقعة التي لا تستند إلى حقيقة ولا دليل صحيح ، وقد يكون دلالة وعلامة على من يستخدم الشياطين ويعمل عمل الكهنة والعرافين ، فيحصل بسبب(27/247)
ذلك إيهام المريض برؤية أشياء على غير حقيقتها ، وقد يأتون ببعض الأشياء المحسوسة ويوهمونه بأنها تخرج من بطنه ، مستعينين في تحقيق ذلك بالشياطين والجن ، وعلى ذلك لا يجوز لكم الذهاب إليهم ولا العلاج عندهم أو سؤالهم أو حل السحر بسحر مثله ، وعليكم التوبة النصوح مما حصل منكم في الذهاب إليهم وعدم العودة لمثله مستقبلا ، ولا يجوز تصديق ما يصدر عنهم ؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (1) صلى الله عليه وسلم رواه أصحاب السنن الأربعة والحاكم وصححه ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : « ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له » رواه الطبراني عن عمران بن حصين ، وقال المناوي : إسناده جيد ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن النشرة قال : « هي من عمل الشيطان » (2) رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد . والنشرة هي حل السحر عن المسحور بالسحر .
وننصحك بعلاج زوجتك بالرقية الشرعية من القرآن والأذكار والأدعية النبوية أو الأدوية المباحة التي لا محذور فيها ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله » (3) رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه ، ولفظ أبي داود : « فتداووا ولا تداووا بحرام » (4) . وإن عرفتم مكان السحر فإنه يجوز لكم حفره إن كان مدفونا ،
__________
(1) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).
(2) سنن أبي داود الطب (3868) ، مسند أحمد (3/294).
(3) سنن الترمذي الطب (2038) ، سنن أبي داود الطب (3855) ، سنن ابن ماجه الطب (3436) ، مسند أحمد (4/278).
(4) سنن أبي داود الطب (3874).(27/248)
واستخراج ما جعل فيه السحر وإتلافه بإحراق أو غيره ، وذلك يبطله كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سحر وعلم بمكان السحر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/249)
الفتوى رقم ( 17372 )
س : نفيد سماحتكم أنه يوجد شخص في إندونيسيا يعالج المرضى ، وقد ذهب إليه أحد الأشخاص الموثوقين إن شاء الله ، وأخبرني بما رآه أمام عينيه بأنه يضع المريض على السرير ، ويضع يده ويمسك بمنطقة الألم يقرأ ، ثم يضع شريطا لاصقا ، ويطلب من المريض العودة إليه بعد يومين أو ثلاثة ، ثم في المرة الثانية يمسك بيده موضع الألم ويقرأ بالعربية بسم الله الرحمن الرحيم ، أعوذ بالله من حر النار وشر كل عرق نعار ، يا لطيف الطف بنا ، يا لطفك الخفي . ويرددها مرارا ، ثم يقرأ باللغة التي لا أعلمها ، ثم يضغط ويخرج الألم إذا كان قبل العملية الجراحية ، لكنه في زمن 10 دقائق غدة دهنية أو حبة ، يحس المريض بالألم بعدها ، ويكون مثل الجرح بآلة حادة ، ثم يضع الشريط اللاصق ويطلب منه نزعه بعد ثلاثة أو أربعة أيام ، وينهى المريض في هذه الفترة عن اللحوم والدسم ، تكون النتيجة بعد ذلك بإذن الله نتيجة طيبة ومفيدة(27/249)
واضحة للعيان ، لا يشترط مبلغا معينا ، يقول عن نفسه : إنه يداوي بالقرآن ، وهو برتبة مقدم في الجيش ، يشرف على دار أيتام ويصرف عليها ، وهو خطيب بالمسجد . يقول الرجل الذي ذهب إليه للعلاج رابني منه أنه يشرب الدخان ، ويصافح الأجنبيات ، جاءه طفل وأنا موجود وفيه لحمة زائدة في شفته العليا تقارب 3 سم سوداء ، فقال لي : انظر باسم الله ، ثم نزعها بيده في ثانية ، ثم خرج الدم ووضع عليه الشريط اللاصق . يقال عنه من الأعداد الغفيرة التي تأتي إليه إنه يعالج حالات نادرة ، مثل الصرع والسرطان وحالات النظر ، وحيث إن أحد أقاربي وبعضا من أهالي القرية يرغبون في السفر إلى هذا الرجل للعلاج وهم في حيرة من أمرهم . أفيدونا جزاكم الله خيرا عن حكم العلاج عند هذا الرجل ، وليكن عاجلا وجزاكم الله خيرا .
ج : لا يجوز الذهاب إلى الشخص المذكور ؛ لأن الشخص لا تعرف عقيدته ، ولأنه يرقي المريض بكلام غير معروف ، ولما ذكر من تساهله في دينه بشرب الدخان ومصافحة النساء الأجنبيات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/250)
س : قرأت في كتاب قديم يدعى ( تذكرة داود للعلاج بالأعشاب ) وغيرها هذه القطعة الآية :
من تلا : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
من قرأها : 231 مرة على بضاعة راكدة يسر الله بيعها .
من قرأها : 31 على كوب من الماء وأعطاها لأي إنسان يحبه ، يلقى الله محبته في قلبه .
من قرأها : 50 بعد صلاة الفجر في خشوع وخضوع تام ، جعله الله يرى في منامه ما لا يطلع عليه بشر . . . إلخ .
السؤال :
هل القراءة بهذا الشكل حلال أم حرام ؟
هل يجوز استعمال القراءة في هذه الحالة على كوب من الماء ، وإعطائها لصديق عزيز لا يصلي ولا يعرف عن الدين إلا القليل ، بهدف أن يهديه الله ويشرح صدره للإيمان والصلاة ؟
ج : البسملة ذكر مبارك ، ويستحب قراءتها قبل كل سورة من القرآن ، ما عدا ( سورة براءة ) ، وتشرع البداءة بها أمام كل أمر مطلوب . أما التلفظ بها بهذا العدد ، وقصد الغرض المذكور في السؤال ، فهذا لا أصل له في الشرع المطهر ، فلا يجوز التعبد بهذا .(27/251)
وكتاب ( تذكرة أولى الألباب ) في الطب ، المعروف باسم ( تذكرة داود ) نسبة إلى المؤلف الطبيب داود بن عمر الأنطاكي ثم القاهري ، المتوفى بمكة سنة 1008 مملوء بمثل هذه الأشياء التي لا أصل لها شرعا ، فننصحك بعدم القراءة فيه ، وعليك بكتب السنة وكتب صالح سلف هذه الأمة ، ومنها في الطب كتاب ( الطب النبوي ) لابن القيم . والذهبي وابن مفلح رحمهم الله . والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/252)
السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم ( 14893 )
س 3 : مرضت مرضا شديدا ، وأجمعوا عائلتي وجيراني أنه يوجد لي قرينة ، ويجب معالجتها بعمل عزائم وما شاكل ذلك ، فلم أوافق ، ولكني أحب قراءة القرآن والكتب الدينية وسماع الأحاديث ، وأحب أهل بيت رسول الله ، وخاصة سيدنا الحسين والسيدة زينب ، وأحب زيارتهم ، فهل في ذلك خطأ ؟
ج3 : لا يجوز الذهاب إلى المشعوذين لعمل طلاسم أو عزائم شركية ، ولكن عالجي عند الأطباء بالأدوية المعروفة ، أو عند من يقرأ القرآن ويرقي بالآيات والأدعية الشرعية ، ولا يجوز الذهاب إلى القبور والدعاء عندها ، وأما دعاء المقبورين فيها فهو شرك(27/252)
أكبر ، وأما محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته فهي قربة إلى الله سبحانه وتعالى إذا كانت مع إتيان ما يأمر به واجتناب ما ينهي عنه ، مع العلم بأن زيارة النساء للقبور لا تجوز في أصح قولي العلماء ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن زائرات القبور .(27/253)
س4 : تقدم لخطبتي الكثيرون ولم أوفق ، والآن دارت الأقاويل أني ممسوسة ومعمول لي سحر ، فكيف يكون فك السحر والمس ، وهل هذه الأقاويل صحيحة ، علما بأنه يحدث لي بعض التشنجات عندما أكون غاضبة من شيء ، أرى في منامي أحداث أنزعج منها .
ج 4 : احذري الوساوس التي يزرعها الشيطان ليحزن الذين أمنوا ، وعليك بأداء العبادات كما أمر الله وكثرة الدعاء والذكر وقراءة القرآن والآيات والأذكار عقب الصلوات ، خاصة صلاة الفجر وصلاتي المغرب والعشاء ، ولو بحثت عن من يرقي بالقرآن والأدعية المأثورة وعالجك بها ، فلعل الله أن يشفيك ، وأكثري من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق صباحا ومساء ، واقرئي آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم ، واقرئي سورة { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } (1) ، و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } (2) ، و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } (3) بعد كل صلاة ، وكرري السور الثلاث بعد صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات ، وبذلك يزول عنك إن شاء الله ما تكرهين .
__________
(1) سورة الإخلاص الآية 1
(2) سورة الفلق الآية 1
(3) سورة الناس الآية 1(27/253)
شفاك الله من كل سوء .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/254)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 3502 )
س4 : إن بعض المصابين بالأمراض العقلية عندنا يذهبون إلى القباب المبنية على بعض القبور ، فيرجعون إلى بيوتهم مشفيين ، فما حكم هذا ؟
ج4 : إذا وجد ذلك فقد يكون مرضه من أوهام وأعمال شيطانية يصاب بها من فسدت عقيدته وتمكن منه شيطانه فوسوس له أن يذهب إلى من يعتقد فيه الولاية والصلاح فيستجيب المريض لتسويله ويذهب إلى قبره ليعافيه فيرضي بذلك شيطانه ؛ لما فيه من الشرك ويكف وساوسه وأعماله وأوهامه عنه ، فتعود إليه صحته بإذن الله ، وهذا ابتلاء منه تعالى وامتحان ، وقانا الله وإياكم وساوس الشيطان وأوهامه وفتنته ومكائده ، بحوله تعالى وقوته ، وقد يشفيه فيصادف ذلك مجيئه إلى صاحب القبر ، فيظن أن هذا الشفاء حصل له من ذهابه إلى من يعتقد فيه الولاية من أصحاب القباب . والله الهادي إلى سواء السبيل .(27/254)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/255)
الفتوى رقم ( 1635 )
س : أرفق لكم ورقة مكتوب عليها ( الدائرة النورانية ) . فهل هي حقيقة أم خرافة ، مع العلم بأن بها أسماء مثل : سقاطيم ، سقفاطيس ، وغير ذلك مما لا يفهم معناه ، كما يوجد فيها آيات قرآنية ، فما رأيكم في ذلك ؟
ج : لا يجوز استعمال الطلاسم ، ومنها الحروف المقطعة والأسماء المجهولة التي لا يعرف معناها ، وقد تكون أسماء شياطين ، وحتى لو عرف معناها لم يجز استعمالها ؛ لأن ذلك دعاء لغير الله واستعانة بغير الله ، وذلك من الشرك الأكبر إذا كان القصد الاستغاثة بهذه الأسماء ، أو وسيله إلى الشرك إذا أراد التبرك بها أو ظن أنها سبب للشفاء أو حصول المطلوب ، وكتابة شيء من الكريم معها هو من التلبيس وخلط الحق بالباطل . فالواجب مثل هذه الأوراق والكتب المشتملة على هذه الطلاسم والتحذير منها .(27/255)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/256)
تحضير الأرواح
الفتوى رقم ( 16455 )
س : نلاحظ انتشار عملية استحضار الأرواح ، خاصة في الأحياء الجامعية وعلى الشواطئ في مواسم الاصطياف ، فذات مرة دخلت على بعض الزملاء في خيمة على شاطئ البحر ، فسخرت من هذه العملية ، فتحركت الكأس وأعطت اسمي ولقبي . . . إلخ ، فآمنت بذلك مدة . فما هو التفسير العلمي لهذه الظاهرة ؟ وما هو التفسير الديني لها ؟ وما هو حكم الشرع فيها والقائم بها ؟
ج : تحضير الأرواح عمل شيطاني واستخدام للجن ينافي عقيدة التوحيد ؛ لأنه لا يتم إلا بأعمال شركية ، والذي يتكلم ويعطي المعلومات المذكورة في السؤال ليس هو الأرواح ، وإنما هم الشياطين تتكلم بهذه الأشياء تضل بني آدم ، أما الأرواح فلا يقدر أحد على إحضارها إلا الله سبحانه وتعالى ، فيجب اعتقاد بطلان هذا العمل وإنكاره ، وعدم حضوره وعدم تصديقه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/257)
الفتوى رقم ( 16764 )
س : رجل مقيم مسجدا أو زاوية للصلاة في منزله ، ويقيم الصلاة ويمر بذكر الله لكل اسم مائة ألف مرة ، وذلك لتسعة أسماء من أسماء الله الحسنى ، ويعقد جلسات للناس وينبئهم بما حدث لهم ونهايته ، ويقول : إن هذا إلهام من الله له سبحانه وتعالى ، فلما اعترضنا على هذا قال : إن ما حدث مع سيدنا موسى والعبد الصالح من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الحائط ، هل هذا يعتبر تنبؤا بالغيب ؟ لا بل هو إلهام من الله سبحانه وتعالى بذلك .
ما حكم الدين في هذا الشيء ؟
ج : إن إخبار من سمى نفسه بشيخ الزاوية هو من إيحاء الشياطين له ، وليس من الإلهام ، فإن الشياطين ينقل بعضهم عن بعض ، ثم يخبرون به أولياءهم من الإنس والشياطين لا يفعلون ذلك إلا لمن أشركهم في عبادة الله ، قال تعالى عنهم : { رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ } (1) ، ومن الاستمتاع عبادة الإنس لهم . وأما ما يتعلق بقصة موسى مع الخضر ، فهو من وحي الله عز وجل ؛ لأن الخضر نبي من أنبياء الله في أصح قولي العلماء ، ولذلك قال عليه السلام في آخر القصة { وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي } (2)
__________
(1) سورة الأنعام الآية 128
(2) سورة الكهف الآية 82(27/258)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/259)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17382 )
س1 : قرأت في (مجلة المجالس) ، العدد رقم (1168) بتاريخ 24\12\1994 م ، في الصفحة (4 ، 5 ، 6) خبرا ، يقول فيه محرر هذا الخبر : (زمن المعجزات ولى وانتهى ، ولم يعد هناك وجود إلا للحقائق العلمية التي تتحدث عن نفسها ، من أجل ذلك كنت أقدم قدما وأؤخر الأخرى ، عندما قررت الذهاب لشاب يدعي أنه قادر على علاج الإيدز في دقيقتين فقط ، ويتحدى أي طبيب أن يضيف شيئا لمرض قام هو بتشخيصه ، وكانت المفاجأة أني عندما وصلت إلى منزل هذا الشاب وجدت أناسا تركب المرسيدس- هذا الكلام في مصر - هناك سيدة عائدة من رحلة علاج فاشلة في أوروبا ، وجدت المحامي والمحاسب والمدرس أناس من كل الطبقات من مختلف البلاد ، الكل أتى تسبقه الأحلام الوردية في الخلاص من المرض ، ليس شرط على يد من تكون نهايته ، المهم النتيجة حتى لو كانت على يد شخص ندرج أفعاله ضمن قائمة الدجل والشعوذة ، عندما جلست في جلسة العلاج لم تستطع عيناي إدراك ما يحدث أمامي ، ولم يستوعب عقلي ما(27/259)
أمام أعين الجميع ، المهم أن الناس هناك تؤكد أن هذا الشاب مبروك وله كرامات ، البعض يؤكدون مرضهم في طريقه للزوال ، والبعض الآخر يؤكد أن عللهم قد غادرتهم بحجر ووضع يد الشيخ على أجسادهم ، الشيخ مجدي شاب تحول من مجرد مدرس إلى شخص تتحدث عنه مصر من الإسكندرية إلى أسوان ، مما أدى بشبكة (CNN) الأمريكية الذهاب إلى مقر إقامته لمعرفة من هو الشيخ مجدي . يقول : اسمي مجدي عبد السميع مراد ، مواليد 3\5\1965م مدرس ابتدائي ، متزوج ولي ولدان ، كنت أعيش حياتي مثل أي شاب في سني ، أمارس الرياضة وخاصة كرة القدم ، وفي أحد الأيام وبعد انتهاء اليوم الدراسي عدت إلى منزلي ، وطلبت من زوجتي إعداد وجبة الغداء ، وقمت لأداء صلاة الظهر ، وبعد الصلاة جلست لقراءة القرآن ، في تلك اللحظة شعرت أن جبلا ثقيلا دخل جسدي ، وأخذ كل جسمي يرتعش ، وأخذت التحرك دون وعي ، وظن أهلي أنني أصبت بمرض ، ولكنها كانت المفاجأة عندما خرج صوت من فمي وقال : ( أنا الملكة سالي أتيت لعلاج المرض من خلال مجدي ، ولدي (2) بليون جان مؤمن ) ، وبعد ذلك أخذت أسترد وعي ، وحكى لي أهلي ما دار ، وبعدها حدثتني الملكة سالي وجها لوجه ، وقالت : إن هدفها نبيل ، وهو علاج أخطر الأمراض من خلالي ، بواسطة(27/260)
القرآن ، وقالت لي : ( إن هناك (2) بليون جان مؤمنين تحت أمري ، مسخرين لتنفيذ أوامري من خلال القرآن ، لعلاج أخطر الأمراض التي يعاني منها البشر) . هذا كلام المحرر نصا . السؤال هو : إذا كان هذا الكلام صحيحا ، فما حكم الذهاب إلى هذا الشاب ، وما قول سماحتكم في هذا الشاب ؟
ج1 : هذا من الدجل والكذب على الناس واستغلال ضعفاء العقول ، وقد كثر هذا النوع من الناس الذين يخبرون بإجراء حوادث مع الجن ، ورحلات ومشاهدات كما في الخبر الذي نسبته إلى المجلة المذكورة ، وفي كتاب : ( حوار صحفي مع جني مسلم ) وهو كتاب مختلق لا واقع له ، وهذه قد تكون للاسترزاق واستدرار الأموال من بعض الناس ، وتكون من آخرين لبث التشكيك والأوهام ، فاحذر هذا وأمثاله ، وعليك بالتثبت في جميع أمورك وشؤونك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/261)
الفتوى رقم ( 12263 )
س : رجل ابتلي في ابنه الذي تعرض لحادث سيارة أفقده الذاكرة ، ووقع في غيبوبة طويلة ، ثم تحسنت حالته قليلا ، فبدأ(27/261)
بتحريك أطرافه ، ولكنه حجب الكلام ، ولا قدرة له على التذكر ولا تلقي المعلومات ، وقد حاول معه كل أنواع الطب ، ووقف عند هذا الحد ، ولكنه حدث أن هناك من يعالج مثل هذه الأمراض المستعصية بما يسمونه بالطب الروحي ، وهذا يمارسه كفار ومسلمون وكثيرا ما يفلح علاجهم ، ويشفى مرضى استعصى علاجهم ، فهل يجوز أن ألتجئ إلى هؤلاء ؟ علما أنني لا أعرف حقيقة الوسائل التي يستخدمونها في علاجهم .
ج : لا يجوز الذهاب إليهم ولا العلاج عندهم ؛ حتى تعرف وسائل العلاج التي يقومون بها ، وسلامتها مما يخالف الشرع المطهر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... عضو
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/262)
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ( 18891 )
س1 ، 2 : ما حكم من يقول من الناس : إنه ينزل إلى القبور ، ويعيش مع المقبورين ، وينقل عنهم أخبارا ؟ وما حكم من يأتون إلى منازلنا ، ويقولون : إنهم مرسلون من عند ابن علوان وغيره من الأولياء ؛ ليخرجوا من بيوتنا الثعابين ، وبالفعل يشترط عليه البعض بالدخول عرايا فيخرجون بها ؟(27/262)
ج 1 ، 2 : هذه الأعمال من الأمور الباطلة والخرافات الكاذبة التي يجب إنكارها والحذر منها ومعاقبة من يعملها ؟ لأنها إفساد لعقائد الناس وتلبيس عليهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/263)
الفتوى رقم ( 18730 )
س : أختي الكبرى متزوجة منذ ثماني سنوات ، وهي على حال عدم الإنجاب ، لم ترزق زينة الحياة الدنيا ، لم ينفع معها لا أطباء ولا أعشاب ولا غيرهما ، وهى الآن بصدد المداواة بشيء عجيب شككت فيه ، ويتمثل ذلك في شيء كالعجينة المطبوخة ( كالرغيف ) تسقيها أختي يوميا كما يسقى النبات ، وفي كل مرة تتولد عليها واحدة مثلها كما تتولد الثمار ( أي : عجينة أخرى ) ، وتعطيها أختي كل خمسة عشر يوما إلى امرأة تعاني من عدم الإنجاب ، و الباقية منهم عند الانتهاء من توزيعها بعد مدة معينة تبقى لها واحدة تأخذها لها ، ولا أدري ماذا تفعل بها. أيها الشيخ الجليل ، هل هذا صحيح ؟ مع العلم أن هذه العجينة أتت لها من عند أحد الناس يدعون أنهم أتوا بها من مكان الحج ، أي : من البقاع المقدسة . ما رأيك في هذه ؟(27/263)
ج : ما ذكرت من عملية العجينة التي تعملها أختك من أجل حصول الإنجاب باطل لا أصل له ، فيجب تركه والتوكل على الله سبحانه ، والدعاء ، والعلاج عند الأطباء بالعلاج المباح ، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } (1) { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } (2) ، وحصول الأولاد أو عدم حصولهم كله راجع إلى قدر الله سبحانه وتعالى وإرادته ، قال تعالى : { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } (3) { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } (4) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الطلاق الآية 2
(2) سورة الطلاق الآية 3
(3) سورة الشورى الآية 49
(4) سورة الشورى الآية 50(27/264)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18853 )
س3 : يوجد عندنا بعض الأشخاص ، يأتي عندهم المتهم في السرقة ويضع عليه حديدة محمية في النار ، فإذا اعترف فبها ، وإذا لم يعترف لم تضره النار. فهل يجوز هذا العمل في دين الله ؟
ج 3 : هذا العمل عمل باطل لا يجوز ، وهو من الشعوذة المحرمة التي تخل بالعقيدة ، فالواجب تركه واللجوء إلى الطرق(27/264)
الشرعية في استجواب المتهمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/265)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18839 )
س 2 : لي أخت ومرضت مرضا ما يسمى بالأعصاب في سنة (75) ، وطردها الطبيب من المستشفى ، فلجأنا إلى المشعوذين ، وعملنا لها الزردة ، وجاءت جارتنا إلى تلك الزردة وقالت لهؤلاء المشعوذين : إن شفيت ابنتي لكم عندي وعدة ، وبعد مدة طويلة جاءتني وأعطت لي مبلغا من المال ، وطلبت مني أن أعطي ذلك المبلغ إلى هؤلاء المشعوذين ، ولكني لم أفعل ؛ لأنهم تفرقوا ، هذا أولا . وثانيا : أي لم أبذل المجهود لإيصال ذلك المبلغ ، والآن أسأل : كيف الحل ؟
ج 2 : الواجب عليك رد المبلغ المذكور إلى صاحبه الذي دفعه إليك أو إلى ورثته ، ولا تدفعيه إلى المشعوذ المذكور ؛ لأنه لا يحل له .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/265)
الفتوى رقم ( 18987 )
س : لي أخ يعمل في وظيفة مرموقة ، وله زوجة وبنتان ، وهو صاحب منزلة يحسده عليها الكثيرون ، ولكنه - هداه الله - اتجه مؤخرا إلى جمع التراب من المقابر ، وجمع العظام القديمة والأقمشة ، وكتابة الأحجبة بحجة أنه يقدم الغائب ويفك السحر وما أشبه ذلك . مع العلم أنه يعلم أنه لا ينفع الناس ولا يضرهم ، ولكنه يفعل هذا بحجة أنه تلقى وصية من أحد الأموات من أقربائه ، وكان يعمل في نفس الأشياء مع حد علمي وعلمه ، أيضا أنه لا يفعل هذا إلا بحثا عن الثراء والغنى وجمع المال ، وهو يعلم أنه لا يفيد الناس .
فما حكم الإسلام في هذه الفعلة المريبة ؟
ج : هذه الأعمال المذكورة من أعمال المشعوذين والدجالين الذين يصرفون الناس عن رب العالمين ، ويأكلون أموال الناس بالباطل ، فالواجب على من علم حاله بذل النصيحة له وتحذيره من هذه الأعمال وتخويفه بالله العظيم ، وإن اقتضى الحال رفع أمره إلى السلطة ؛ لتردعه وتؤدبه وينال جزاءه الذي يستحقه ، فهذا هو المتحتم ؛ لينكف شره عن الناس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/266)
الفتوى رقم ( 18787 )
س : نرجو منكم الإجابة على هذا السؤال المهم ، وهو : ما حكم الحاوي ؟ علما أن الحاوي له صفات منها :
1- أن الحاوي رجل وضع له مع حليب ثدي أمه العقرب الميت ، أو يوضع العقرب الميت فوق الثدي فقط ، ويقولون :
بذلك يكتسب الطفل - وهو الحاوي - يكتسب مناعة ضد العقرب والثعبان والدود ، فلا تلدغه ولا تضره .
2- أن الحاوي لا تلدغه العقرب ولا الثعبان ولا الدود ، ولا تؤثر فيه بشيء .
3- أن الحاوي إذا تفل على اللديغ يشفى من السم بريق الحاوي فقط .
4- أن الحاوي إذا تبول أو تفل على العقرب أو الثعبان يموت مباشرة ، ولكن تسلب من الحاوي الخاصية التي فيه ، فيصبح مثله مثل باقي الناس ؛ ولذلك الحاوي لا يتفل على العقرب ولا على الثعبان ، كما أنه لا يقتل الثعبان ولا العقرب .
5- أن الحاوي إذا كان في مجلس وفيه عقرب أو حية ، فإنه يرسم في الأرض دائرة حول العقرب أو الحية ، فلا تستطيع أن تخرج منها ، حتى لو تموت داخلها .
6- أن الرجل الكبير إذا أراد أن يصبح حاويا يجب أن يذهب(27/267)
إلى حاوي لكي يحويه .
7- بعضهم يقول ذكرا فيه مخاطبة للدود ، وبعضهم والده هو الذي يقول الذكر لابنه عندما يضع له العقرب الميت عندما يكون صغيرا . ولقد ذكرت لفضيلتكم صورته كاملة بحسب ما أخبرني به من يعرفون الحاوي . فنرجو منكم الإجابة قطعا للنزاع ورفعا للإشكال .
والله يرعاكم .
ج : قد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث خولة بنت حكيم قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك » (1) أخرجه مسلم في ( صحيحه ) .
وما رواه عمران بن حصين قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « لا رقية إلا من عين أو حمة » (2) رواه أحمد والمراد بالحمة : ذات السموم من حية أو عقرب ، وما روته عائشة - رضي الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في الرقية : « بسم الله تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا » (3) رواه البخاري ، فهذه
__________
(1) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2708) ، سنن الترمذي الدعوات (3437) ، مسند أحمد (6/378).
(2) صحيح البخاري الطب (5705) ، سنن الترمذي الطب (2057) ، سنن أبي داود الطب (3884).
(3) رواه البخاري ( أحمد 6\93 ، والبخاري 7\ 24 ، ومسلم 4\ 1724 برقم (2194) ، وأبو داود 4\ 219 - 202 برقم (3895) ، والنسائي في ( الكبرى ) 7\78 ، 9\376 برقم (7508، 10795) ، وابن ماجه 2\1163 برقم (3521)(27/268)
الأحاديث تدل أن دفع شر ذوات السموم ونحوها إنما هو بالرقية الشرعية التي هي الاستعاذة بالله وحده ، والالتجاء إليه والاعتقاد بأنه هو النافع الضار دون غيره .
ويدل على ذلك ما ورد في (صحيحي البخاري ومسلم ) « عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : انطلق نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفرة سافروها ، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء ، لا ينفعه شيء . فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء . فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط : إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله ، إني لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا . فصالحوهم على قطيع من الغنم . فانطلق يتفل عليه ويقرأ فكأنما نشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة . قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه . فقال بعضهم : اقسموا فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا فقدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له ، فقال : " وما يدريك أنها رقية ؟ " ثم قال : " قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما " ، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم » (2) - وهذا لفظ
__________
(1) صحيح البخاري الطب (5749) ، صحيح مسلم السلام (2201) ، سنن الترمذي الطب (2063) ، سنن أبي داود الطب (3900) ، سنن ابن ماجه التجارات (2156) ، مسند أحمد (3/83).
(2) سورة الفاتحة الآية 2 (1) { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }(27/269)
البخاري .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين، كما ورد عنه في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - ، قال : « كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين ويقول : " إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق ، أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة » (1) رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد .
وطبيعة الحيات والعقارب وأمثالها الأذى لبني آدم ؛ ولهذا وصفها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفواسق بقوله : « خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم » (2) وذكر منها الحية والعقرب .
فعلى هذا ، فإن ما يدعيه أولئك الدجالون أنهم يتمكنون بتلك الأشياء المذكورة في السؤال إلى تحويل ذوات السموم المؤذية ، إلى كونها مستأنسة مسالمة ، وأنه يستطيع أن يتحكم فيها ويحويها بمنعها من مجاوزة مكان ما ، أو أن ريقه فقط يبرأ به من أصيب بسمها ، وأنها لا تؤذي الحاوي ولا تلدغه ، وكذلك ما يدعونه من حلب الأم لثديها على العقرب الميت ، وسقيها للطفل فيكتسب الطفل مناعة ضد العقارب والحيات ، كل هذا من الكذب والافتراء ، وضرب من الخرافات ، واستعانة بالشياطين وتعلق بالجن ، وتعاون معهم على الإثم والعدوان ، وخداع للعوام وضعاف
__________
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3371) ، سنن الترمذي الطب (2060) ، سنن أبي داود السنة (4737) ، سنن ابن ماجه الطب (3525) ، مسند أحمد (1/270).
(2) صحيح البخاري الحج (1829) ، صحيح مسلم الحج (1198) ، سنن الترمذي الحج (837) ، سنن النسائي مناسك الحج (2887) ، مسند أحمد بن حنبل (6/87) ، سنن الدارمي المناسك (1817).(27/270)
العقول ، وادعاء بعضهم الولاية بما يجري على أيديهم من تلك الأمور ، فلا ينبغي الاغترار بهم والانخداع بأقوالهم ، بل يجب الإنكار عليهم والبعد عنهم ، وتحذير الناس من شرهم ، والاعتقاد بأنهم أهل بدعة وضلالة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/271)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19172 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من مندوب الدعوة والإرشاد في ضباء برقم (135\ أ) وتاريخ 7\6\1417ه والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (3251) وتاريخ 17\6\1417ه ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
سبق منكم الإفتاء برقم (18787) في 3\5\1417 هـ بأن الحاوي حرام ، ولكن لم يقتنع بعض الناس ، خاصة الحاوي ، فهل إثمه يكون أعظم ؟ مع بيان الدليل. علما أنه ليس من طلبة العلم لكي يفتي .(27/271)
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
من تبين له الحكم الشرعي المبني على أدلة من الكتاب والسنة ، ولم يقتنع به لهوى في نفسه فهو آثم ، وعليه المبادرة إلى التوبة النصوح . وأما من استشكل شيئا أو لم يفهم الدليل ، فلا حرج عليه في تكرار السؤال لأهل العلم ؛ ليوضحوا له ما أشكل عليه ، فإذا تبين له الحق ، فيجب له الانقياد للحكم الشرعي ، وإن كان مخالفا لهوى النفس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/272)
الفتوى رقم ( 20843 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من وكيل المتوسطة الثانية بعفيف ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (7095) وتاريخ 3\12\1419 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
نتقدم إليكم بهذا الاستفتاء من متوسطة عفيف الثانية(27/272)
بعفيف ، حيث إنه انتشر بين طلاب المدرسة في الآونة الأخيرة ، ورقة ملفتة للانتباه ، تحمل عنوان (كن صديقي) ما بين مطبوعة بالكمبيوتر ، وما بين مخطوطة باليد - كما هو مرفق - وطريقة هذه الورقة على حسب ما توصلنا إليه من الطلاب كالتالي :
تختار حرف صديقك المضمر في النفس ، هل هو ذكر أم أنثى مثال :
حرف الباء يحمل رقم (6) .
تضع ورقة جانبية لجمع الأرقام الجمع النهائي .
ثم تختار لون العينين . مثال : (بنية) تحمل الرقم (4) .
ثم تختار موطنه . مثال : ( السعودية ) رقم (1) وهكذا البقية إلى آخر (أين تقابله) .
النقاط- الأرقام- التي حصلت عليها تجمع ثم تقلب الورقة للحصول على النتيجة التي يكنها صديقك ويعاملك بها ، فإن كان المجموع فرضا (33) تكون النتيجة (يكرهك كرها شديدا) وهكذا البقية .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
الورقة المذكورة التي هي بعنوان (كن صديقي) ، وفيها بيان كيفية التوصل إلى الصديق بطريقة ساذجة بواسطة الحروف والأرقام ، هي من الطرق الجديدة للمنجمين والخرافيين ، وفيها من التلاعب بالعقول والمشاعر ما هو ظاهر جلي ، وعليه فإنه لا يجوز(27/273)
العمل بهذه الورقة ، ولا يجوز نشرها ولا ترويجها بين الطلاب وغيرهم من عامة الناس ، ومن وجدت هذه الورقة في حوزته فيجب مناصحته والإنكار عليه ، وهذا من التعاون على البر والتقوى والنصيحة للمسلمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/274)
الفتوى رقم ( 21007 )
س : الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة قاضي بيش ، بكتابه رقم (160) وتاريخ 19\ 1\ 1420 هـ ، ومشفوعه الاستفتاء المقدم من إبراهيم علي محمد ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، وقد سأل المستفتي عن النشرة المرفقة التي هذا نصها : لا إله إلا الله محمد وسول الله ، فتاة تبلغ من العمر 16 عاما مريضة جدا ، الأطباء عجزوا عن علاجها ، وفي ليلة القدر بكت الفتاة بشدة ونامت ، وفي منامها جاءتها السيدة زينب - رضي الله عنها - وأرضاها ، وأعطتها شربة ماء ، ولما استيقظت من نومها(27/274)
وجدت نفسها شفيت تماما بإذن الله ، ووجدت قطعة قماش مكتوب عليها أن تنشر هذه الرسالة وتوزعها على 13 فردا ، وصلت هذه الرسالة إلى عميد بحري فوزعها فحصل على ترقية خلال 13 يوما ، ووصلت إلى تاجر فأهملها فخسر كل ثروته خلال 13 يوما ، ووصلت إلى عامل فوزعها فحصل على ترقية وحلت جميع مشاكله خلال 13 يوما . أرجو منك يا أخي المسلم أن تقوم بنشرها وتوزيعها على 13 فردا . الرجاء عدم الإهمال .
ج : وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
هذه الورقة التي يقوم بنشرها بعض الناس بين حين وآخر ، نشرة باطلة لا أساس لها من الصحة ، وهي من مفتريات الكذابين والدجالين الذين يريدون صرف المسلمين عن الاعتماد على ربهم سبحانه في جلب النفع ودفع الضر إلى غيره من المخلوقين ، وتعلقهم بالأوهام والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، والواجب على المسلم أن لا يغتر بهذه النشرة المكذوبة وأمثالها من النشرات ، والمتعين على كل أحد التحذير منها وإتلافها متى وجدها ، ومن كتبها أو قام بتوزيعها أو أعان على ذلك فهو آثم معرض نفسه لعقوبة الله العاجلة والآجلة ؛ لما تسببه هذه النشرة من فتح باب الشرك والبدع في دين الله تعالى .(27/275)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/276)
التطير
الفتوى رقم ( 13847 )
س : وجد رجل في بيته بومة . ماذا يفعل بها ؟ ما الحكم الشرعي فيها والقول بأنها شؤم ؟ وماذا يقال عند سماع صوتها ؟ وجزاكم الله خيرا .
ج : الإسلام دين عبادة لله تعالى ، وتوكل عليه ، وتوجه إلى الله ، وتفويض إليه ، وخضوع لله سبحانه ، واعتماد عليه في جلب المنافع ودفع المضار ، قال الله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } (1) وقال تعالى : { فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (2) ، فالواجب على المسلم إخلاص العبادة كلها لله سبحانه وتعالى ، وإفراد تعلق قلبه بالله جل شأنه في تحقيق ما يطلبه ، وجلب ما ينفعه ، ودرء ما يخافه ويرهبه ، ودفع ما يضره مع الأخذ بالأسباب التي شرعها الله تعالى وجعلها موصلة إلى مسبباتها . كما أن الواجب على المسلم اطراح التشاؤم بالطيور كالبوم ونحوها ؛ لأن اعتقاد التشاؤم بأنها تجلب نفعا أو تدفع ضرا
__________
(1) سورة الفاتحة الآية 5
(2) سورة هود الآية 123(27/277)
شرك ينافي التوحيد ، وقد ثبت عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر » (1) . فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما كانت تعتقده الجاهلية في هذه الأشياء من التشاؤم بها ، ونفى أن يكون لها أي تأثير . وثبت « عن معاوية بن الحكم أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ومنا أناس يتطيرون ، قال : " ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم » (2) فأخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أن التشاؤم بالطيرة إنما هو شيء يجده المتطير في نفسه بسبب توهمه وخوفه وإشراكه هو لما سمعه أو رآه ، ونهاهم أن تصدهم الطيرة عما يريدون من سفر أو عمل أو غير ذلك ، بل عليهم أن يتوكلوا على الله سبحانه ، ويمضوا فيما قصدوا من أمور حياتهم. وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - من رأى ما يكره أن يقول : « اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ، ولا يدفع السيئات إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بك » (3) رواه أبو داود .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الطب (5771) ، صحيح مسلم السلام (2220) ، السلام (2223) ، سنن أبي داود الطب (3911) ، مسند أحمد (2/434).
(2) صحيح مسلم السلام (537) ، سنن النسائي السهو (1218) ، مسند أحمد (5/447).
(3) أبو داود 4\235 برقم (3919) ، والبيهقي 8\139(27/278)
الفتوى رقم ( 14658 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من سعادة مدير الشؤون الدينية بالقوات المسلحة ، برقم (3\10\4196) ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (19 ت) وتاريخ 4\1\1412ه وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه : آمل إفادتنا حول بعض حالات الوفاة لدى المستشفى ، حيث إن بعض هذه الحالات معدية جدا ، مثل حالة نقص المناعة (مرض الإيدز) ، وبعض حالات الوفاة بمرض الكبد الوبائي ، حيث هذه الأمراض يذكر الأطباء أنها معدية ، وبعض الجثث التي يتحلل منها أجزاء وهي في الثلاجة ، والميت الذي له مدة طويلة حتى ظهر فيها الخبث . فآمل إفادتنا بشأن تغسيلها من عدمه ، أو تيممها بتراب ، وهل يفتح كيس البلاستيك على الوجه ، أو ييمم فوق البلاستيك إذا كان التيمم يجوز خشية العدوى .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
يتم تغسيل الموتى في الحالات المذكورة كغيرهم من الموتى ، والأمراض المذكورة لا تعدي بطبعها ، لأن هذا من اعتقاد الجاهلية ،(27/279)
فهم يضيفون الفعل إلى غير الله تعالى ؛ ولذلك ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر » (1) ، ولكن قد يقع بمشيئة الله تعالى ، بسب مخالطة الصحيح للمريض شيء من العدوى ، ولذلك لا مانع من اتخاذ الوسائل الواقية من التطعيم واللثام والكفوف ونحوها من الوسائل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الطب (5771) ، صحيح مسلم السلام (2220) ، السلام (2223) ، سنن أبي داود الطب (3911) ، مسند أحمد (2/434).(27/280)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 21898 )
س1 : أشفق على أمي ، وبعض النسوة لهن بعض المعتقدات الخاطئة ، وهي على سبيل المثال انقطاع اللبن من ثدي المرضعة إذا دخل عليها أحد يحمل لحما أو حالق ذقنه ، وخصوصا لو كان في الأسبوع الأول من الولادة ، ولو دخلت عليها امرأة حائض تظن أمي أن هذه المرضعة لا تحمل بعد ذلك، وينطبق هذا على المتزوجة حديثا إذا دخلت عليها حائض لا تحمل ، وتصاب حسب معتقداتها بما يسمى بالكبسة ، وتأتي بعد ذلك ، بخزعبلات منها أشياء تسمى بالكباسات ، لو تغتسل عليها هذه المرأة ثلاث مرات وقت صلاة الجمعة يحدث لها الحمل بعد ذلك ، وأقسم بالله إنني اجتهدت عليها كثيرا أنا وزوجي وكل حجتها أن لحماتي نفس(27/280)
المعتقدات ، واجتهد زوجي على أمه كثيرا ، وللعلم أن أمي تصلي وتحضر مجالس العلم ، ولكن فشلنا أن ننتزع هذا الاعتقاد منها ، ولا نعلم ماذا نفعل معهم .
ج1 : هذه معتقدات باطلة تجب التوبة منها والتوكل على الله وحده ، قال - صلى الله عليه وسلم - : « واعلم أن الخلق لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك » (1) ، وقال تعالى : { إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (2) ، وهذه الاعتقادات المذكورة تعتبر من الطيرة التي عدها النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشرك ، فتجب التوبة من ذلك وتحذير المسلمين من هذه الاعتقادات وما شابهها من الأمور الشركية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) أحمد 1\293 ، 303 ، 307 ، والترمذي 4\667 برقم (2516) ، وأبو يعلى 4\ 430 برقم (2556) ، والحاكم 3\ 541 ، والطبراني 11\ 100- 101 ، 178 برقم (11243 ، 11560) ، والآجري في (الشريعة) 829\2-833 برقم (412-414) (ت : الدميجي) ، وابن السني في (عمل اليوم والليلة) (ص 202) برقم (425) ، وعبد بن حميد 1\547 برقم (635) ، والبيهقي في (الشعب) 1\514 ، 3\284 برقم (192 ، 1043) وفي (الأسماء والصفات) 1\188- 189 برقم (126) وفي (الآداب) (ص 404) برقم (1087)
(2) سورة آل عمران الآية 175(27/281)
التصوير
الفتوى رقم ( 12337 )
س : نسأل عن الريالات الفرانسية التي تلبسها المرأة ، التي يوجد بها صورة إنسان ، فهل لبسها حرام أم حلال ؟ أفيدونا جزاكم الله عنا خير الجزاء والثواب .
ج : لا يجوز لبس الحلي التي فيها تصاوير ذوات الأرواح ؛ لما ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم أحيوا ما خلقتم » (1) ، « ولقوله - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه - : " لا تدع صورة إلا طمستها » (2) الحديث .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري اللباس (5951) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2108) ، سنن النسائي الزينة (5361).
(2) صحيح مسلم الجنائز (969) ، سنن الترمذي الجنائز (1049) ، سنن النسائي الجنائز (2031) ، سنن أبي داود الجنائز (3218).(27/282)
الفتوى رقم ( 12181 )
س : يوجد لدينا بالمدرسة لوحة نشاط خاصة بالطلبة المتفوقين دراسيا ، وحيث إن هذه اللوحة تشتمل على اسم الطالب وأمامه صورته الشمسية مقاس 4×6 ، وحيث إن هذه اللوحة الغرض منها حث الطلبة على الجد والاجتهاد ، وتولد(27/282)
التنافس بينهم من ناحية التحصيل العلمي ؛ لذا نأمل من سماحتكم التكرم بإفتائنا عن الحكم الشرعي من ناحية جواز وضع الصور من عدمها . والله يوفقنا وإياكم لما فيه خير الدنيا والآخرة .
ج : لا يجوز وضع صور الطلاب في لوحة النشاط ، ولا الإبقاء على الصورة ؛ لما ثبت من الأدلة الشرعية القاضية بمنع التصوير .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/283)
الفتوى رقم ( 14765 )
س : أخبركم علما - جزاكم الله خيرا - بأن أختي تقوم بمساعدة إحدى الجمعيات الخيرية التي تقوم بمساعدة المحتاجين ، وذلك بعمل عرائس على هيئة صور أطفال وقطط وكلاب ، أقصد تلك العرائس مرسوم عليها تلك الصور ، وهي من القماش ، وتقوم أختي بحشو تلك العرائس بالقطن حتى تبدو على هيئة عروسة ولعبة. علما بأن ربع تلك الألعاب تعود إلى المحتاجين فما رأي فضيلتكم وما حكم ذلك ؟
ج : تصوير ذوات الأرواح من بني آدم وغيرهم من كبائر الذنوب ؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن المصورين ، وأخبر أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة ، فالواجب على أختك ترك ذلك والتوبة إلى الله(27/283)
مما سلف ، وإتلاف ما لديها من الصور ، ومن تاب تاب الله عليه ؛ لقول الله سبحانه : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } (1) ، وقوله عز وجل : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (2) وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « التائب من الذنب كمن لا ذنب له » (3) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة طه الآية 82
(2) سورة النور الآية 31
(3) سنن ابن ماجه الزهد (4250).(27/284)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 15528 )
س1 : إنني أعمل في جمعية إسلامية خيرية ، وهذه الجمعية لديها مجلدات بها صور فوتوغرافية (ألبوم) ، وهذه الصور لأعمال خيرية تقوم بها الجمعية ، على سبيل المثال من ضمن الصور يوجد صور للأيتام في أفغانستان الذين تكفلهم الجمعية ، وصور لجماعة يفطرون في شهر رمضان ضمن مشروع (إفطار الصائم) وغير ذلك من الصور ؛ وهذا من أجل تعريف المحسنين من الناس بالمشاريع الموجودة في الجمعية . فسؤالي هو : هل هذه الصور حرام(27/284)
أم لا ؟
ج1 : لا يجوز التصوير لا بالآلة الفوتوغرافية ولا بغيرها من غير ضرورة ؛ لعموم النهي عن التصوير والوعيد الشديد عليه ، ولا يجوز الاحتفاظ بالصور التي لا ضرورة لبقائها ؛ لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بطمسها وإتلافها ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة » (1) متفق عليه. وإنما يجوز التصوير والاحتفاظ ببعض الصور في حالة الضرورة ، كالصور التي في حفائظ النفوس وجوازات السفر والبطاقات الشخصية ورخص القيادة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري بدء الخلق (3225) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2106) ، سنن الترمذي الأدب (2804) ، سنن النسائي الصيد والذبائح (4282) ، سنن ابن ماجه اللباس (3649) ، مسند أحمد (4/28).(27/285)
الفتوى رقم ( 15641 )
س : إنني أقوم بتلوين أوراق البردي التي تتضمن موضوعات فرعونية قديمة ، في مجالات الحياة المختلفة ، ويضطرني عملي إلى تلوين الرموز للأشخاص الذين يظهرون في أحد النماذج الورقية ، وهم يؤدون طقوس العبادة والتعظيم لأحد الآلهة الفرعونية القديمة ، الذي كان يمثل عندهم إله الأرض ، وآخر يمثل إله السماء. ومن ثم أرجو سرعة إفتائي في هذا الموضوع. علما بأني مسؤول عن تلوينه فقط ، ولا علاقة لي بطبعه أو تسويقه ، وأجهل(27/285)
أهميته لدى مشتريه من السياح وغيرهم .
ج : لا يجوز هذا العمل المذكور ؛ لأنه إظهار للشرك والكفر ، وتعاون على الإثم والعدوان ، والواجب طمس هذه الوثنية وعدم إظهارها ، وعدم التعاون مع من يقوم بطبعها أو تسويقها ؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله عنه بقوله سبحانه : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (1) ويجب عليك ترك هذه المهنة والتوبة إلى الله مما سبق ، وطلب الرزق بغيرها ، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } (2) { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } (3) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة المائدة الآية 2
(2) سورة الطلاق الآية 2
(3) سورة الطلاق الآية 3(27/286)
الفتوى رقم ( 15755 )
س : أدناه بعض رسومات ضمنتها كتابا لي عن الحياة في الصحراء ، وأرغب معرفة حكم مثل هذه الرسومات الجزئية. هل في ذلك محضور شرعي ؟ أرجو فتواكم . ج : لا يجوز رسم صورة ما فيه روح من الآدميين وغيرهم ،(27/286)
سواء رسم الجسم كاملا أو رسم الرأس والوجه فقط ؛ لأن الصورة الممنوعة هي صورة الوجه ؛ لأن فتنة الصورة في الوجه ، فعليه لا يجوز عمل ما سألت عنه من رسم وجوه الآدميين أو الحيوانات ؛ لأن التصوير منهي عنه في الأحاديث الصحيحة ، ومتوعد عليه بأشد الوعيد . وفقنا الله جميعا لما فيه الخير والاتباع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/287)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 15952 )
س3 : هل يجوز أن نتصور بآلة التصوير الحديثة ؟
ج 3 : التصوير حرام وكبيرة من كبائر الذنوب ؛ لشدة الوعيد عليه والنهي عنه في أحاديث صحيحة وكثيرة ، مثل : قوله - صلى الله عليه وسلم - : « كل مصور في النار » ، وقوله : « من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة » (1) إلى غير ذلك ، ولا فرق بين التصوير بأي وسيلة ، سواء كان باليد أو بالآلة ؛ لعموم الأحاديث .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري التعبير (7042) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2110) ، سنن الترمذي اللباس (1751) ، سنن أبي داود الأدب (5024) ، مسند أحمد (1/246).(27/287)
الفتوى رقم ( 16259 )
س1 : أهديت إلي كاميرا فوتوغرافية ، وقمت بتصوير فيلم بأكمله ، ولكني سمعت أن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة ، فماذا أفعل ؟ وهل أقوم بحرق هذه الصور ؟ وماذا علي لو صورت صورا طبيعية أي خالية من البشر ؟
ج1 : التصوير الفوتوغرافي ، ويقال : الضوئي ، لما فيه روح من إنسان أو حيوان محرم لا يجوز ، وعليك بإتلاف ما صورته من ذوي الروح. وأما تصوير ما ليس فيه روح كالشجر ونحوه ، فلا بأس به .(27/288)
س 2 : هل التصوير الذي تستخدم فيه كاميرا الفيديو يقع حكمه تحت التصوير الفوتوغرافي ؟
ج 2 : نعم ، حكم التصوير بالفيديو حكم التصوير الفوتوغرافي بالمنع والتحريم ؛ لعموم الأدلة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/288)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 16331 )
س 3 : ما حكم التصوير ؟ وهل هناك تصوير حلال مثل الذي يوجد على الأكياس والأغذية المحفوظة ، ومثل الكتب التي ،(27/288)
فيها صور عن الأشخاص القدامى ، توجد في كتب الدراسة والمراجع التاريخية ؟ ج 3 : التصوير لذوات الأرواح حرام بجميع أنواعه ، وبأي وسيلة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن المصورين ، وأخبر أن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة ؛ لشدة جرمهم وعظم ذنبهم . ولا يجوز التصوير إلا في حال الضرورة كالتصوير لحفيظة النفوس والبطاقة الشخصية وجواز السفر ، لكن ما يوجد من الصور فيما يمتهن كالوسائد والفرش التي توطأ وتمتهن لا حرج في استعماله ؛ لما ثبت « عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى عندها سترا فيه تصاوير ، فهتكه وغضب ، وقال : " إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم " . قالت عائشة - رضي الله عنها - : فجعلت منه وسادتين يرتفق بهما النبي - صلى الله عليه وسلم » (1) - . ولأحاديث أخرى وردت في ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري النكاح (5181) ، سنن النسائي الزينة (5362) ، سنن ابن ماجه التجارات (2151) ، موطأ مالك الجامع (1803).(27/289)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16659 )
س 2 : هل يجوز للمسلم أن يصور صورا تذكارية ؟
ج 2 : لا يجوز تصوير الصور التذكارية للأشخاص ؛ لما في(27/289)
التصوير من الوعيد الشديد ، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ، ولأمره بطمس الصور ؛ لأن هذا تعظيم لها وهو وسيلة إلى الشرك . أما إذا كانت الصورة مهانة ، كأن تكون في فراش يوطأ ويجلس عليه ، فلا بأس ، لزوال المحذور .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/290)
الفتوى رقم ( 16786 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ، برقم (1\ 399\ م) وتاريخ 23\10\ 1414 هـ ، ومرفقا بخطاب سعادته السؤال المقدم من الدكتور\ ك . وافتندوك من هولندا ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (4766) وتاريخ 29\10\ 1414 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نص ترجمته :
هل يمكن أن أستفسر وأطلب نصحكم حول مدى تقبل العالم الإسلامي لعلامة تجارية ننوي اختيارها. هذا الرسم يوضح(27/290)
صورة نصف إنسان رجل يفرد ذراعيه كأجنحة النسر الطائر ، إن للشركة علاقات تجارية مع دول العالم ، وتتحرى الدقة حتى لا تسيء إلى الدول الإسلامية . فهل هذا التصميم الجديد يلقى أي اعتراض من الناحية الإسلامية ؟ إن ما أراه حسب إمكانياتي أن الاعتراض يمكن أن ينشأ إذا ما أسيء لأماكن العبادة - المساجد أو الأماكن المقدسة - ولأن هذا التصميم لا زال سرا تحتفظ به الشركة ، فقد وضعنا صورة مماثلة له ، وهي لا تختلف كثيرا عن تصميمنا. أرجو أن تردوا علي بالفاكس على الرقم المذكور .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
لا يجوز وضع العلامة التجارية المشار إليها على الساعة المذكورة ؛ لسببين :
الأول : أنها صورة آدمي ، وتصوير ما له روح من آدمي وغيره محرم شرعا ، لأدلة كثيرة وردت في السنة المطهرة بلعن المصورين ، والأمر بطمس الصور .
والثاني : أن هذه العلامة التجارية لصورة آدمي هي على شكل صليب ، وهذا من شعائر النصارى الذين يعظمون الصليب ، ويعتقدون صحة صلب عيسى - عليه السلام - ، وهو إهانة لعيسى - عليه السلام - ، ويعتقد المسلمون ما جاء في القرآن الكريم أن الله لم يسلط اليهود على عيسى - عليه السلام - ، بل(27/291)
حفظه الله ورفعه إليه في السماء ، والقول بأنه قتل وصلب تكذيب للقرآن الكريم الذي هو حق وصدق ، وهو كلام الله سبحانه وتعالى ، فلا يحل للمسلم أن يحمل ما يخالف عقيدته ويصادم كلام ربه سبحانه وتعالى. كما لا يجوز لمسلم حمل شعائر الكافرين وترويجها ونشرها ؛ لما فيه من تعظيمها ، مع منابذتها للشرع الإسلامي المطهر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/292)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16916 )
س2 : أشتاق كثيرا لرؤية أبي المتوفى ، وأحس برغبة في التحدث إليه ، ولا أجد بدا من أن أجعل صورته الفوتوغرافية أمامي بصفة مستمرة ، حيث وضعتها في برواز ، ووضعتها على الحائط في غرفتي. فهل هذا حرام ؟ علما أن النية ليست تمجيدا أو تعظيما أو عبادة .
ج 2 : لا يجوز الاحتفاظ بالصورة ، سواء كانت لحي أو لمتوفى ، من أجل الذكريات ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - منع من تعليق الصور ، وأخبر أن وجودها في البيوت يمنع من دخول الملائكة ، ما عدا الصور الممتهنة ، والصور الضرورية لحفيظة النفوس وجواز السفر(27/292)
ونحو ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/293)
الفتوى رقم ( 16921 )
س : هل هناك محذور شرعي في وضع صور أشخاص أو حيوانات على الجدار ؟
ج : لا يجوز تعليق صور الآدميين وكل ذوات الأرواح على الجدران ؛ لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، وأمره بطمس الصور ، وغضبه - صلى الله عليه وسلم - لما رأى سترا فيه تصاوير وهتكه ، كما ثبت ذلك من حديث عائشة - رضي الله عنها - ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/293)
الفتوى رقم ( 17315 )
س : نحن في مكتب جاليات ، ولا يخفاكم يا فضيلة الشيخ ما يدعو إليه المكتب ، وما يطبع من كتب في سبيل الله ؛ كي يدخل في(27/293)
هذا الدين الكم الغفير ، ولكن يوجد في بعض الكتب التي تدعو للتعرف على روابط الأسرة المسلمة صور النساء والرجال في حالات الصلاة ، ودخول المساجد ، واجتماع الأسرة المسلمة. فما رأي فضيلتكم من ناحية الحكم الشرعي ؟ وهل يجوز عرض الصور في أي مجال في أمور الدعوة بشكل عام ؟
ج : تصوير ذوات الأرواح حرام مطلقا ؛ لعموم الأحاديث في ذلك ، وما ذكر ليس بضرورة ، بل هو من الأمور الكمالية لزيادة الإيضاح ، وهناك غيرها من وسائل الإيضاح التي يمكن الاستغناء بها عن الصور ، وقد مضى على الناس قرون وهم في غنى عنها في الدعوة والتعليم والإيضاح ، وصاروا مع ذلك أقوى منا وأكثر تحصينا ، وما ضرهم ترك الصور في فهمهم وإفهامهم للناس ، ولا من دقتهم وفلسفتهم في إدراك العلوم وتحصيلها ، وعلى هذا لا يجوز لنا أن نرتكب ما حرم الله من التصوير لذي روح ؛ لما يتوهم من أن ما ذكرت ضرورة ، وقد شهد الواقع أنه ليس كذلك على ما ذكر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/294)
الفتوى رقم ( 15388 )
س : لدي إبل ، وأنا في البر ، وبها إبل طيبة ، وأرغب بيعها ،(27/294)
وقد ذكرتها لأناس تجار ، وطلبوا مني أن أصورها ، حيث إنهم لا يستطيعون الحضور عند الإبل ، حيث إنها بعيدة منهم . فهل أصورها وأعرضها عليهم ؟ مع العلم بأنني لا أقصد الحرام ، بل أريد عسى أن تصلح لهم ، حيث إنها إذا صلحت لهم الصور اشتروها بما أريد .
ج : لا يجوز تصوير الحيوانات وكل ما فيه روح ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن المصورين ، وأخبر أنهم في النار ، وأنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة ، وتصوير الإبل من أجل الغرض الذي ذكرته لا يجوز ؛ لعموم النهي عن التصوير ، وهذا ليس من الحالات الضرورية ؛ لأنه بإمكان من يريد شراءها إذا لم يستطع مشاهدتها أن يوكل من يراها ، أو يؤتى بها إليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/295)
طمس الصور
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17548 )
س 2 : هناك بعض التحف المجسمة على هيئة أشخاص. فهل نطمس الوجه - نغير ملامحه بالنسبة للأجسام - أم نقطع رؤوس تلك الأجسام ؟
ج 2 : الواجب طمس الصور المجسمة وغيرها بإزالة رؤوسها أو إتلافها ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « لا تدع صورة إلا طمستها » (1) وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة » (2) ، ولأنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بقطع رأس التمثال حتى يكون كهيئة الشجرة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجنائز (969) ، سنن الترمذي الجنائز (1049) ، سنن النسائي الجنائز (2031) ، سنن أبي داود الجنائز (3218) ، مسند أحمد (1/87).
(2) صحيح البخاري بدء الخلق (3226) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2106) ، سنن الترمذي الأدب (2804) ، سنن النسائي الزينة (5350) ، سنن ابن ماجه اللباس (3649) ، مسند أحمد (4/28).(27/296)
تصوير الجن
الفتوى رقم ( 17773 )
س : انتشر بين العامة صورة يزعمون أنها صورة لجني بصورته الحقيقية . فهل يمكن أن يرى الجن بصورتهم الحقيقية ؟ وهلا حذرتم الناس من تداولها ؛ لأنها تسبب بين الناس ذعرا ، لا سيما الأطفال والنساء ؟
ج : الجن يتشكلون بأشكال مختلفة ؛ لأن الله أعطاهم القدرة على ذلك ، وقد يراهم بعض الناس في تلك الصور ، ولكن لا يجوز تصويرهم ، ولا تصوير غيرهم من ذوات الأرواح؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن التصوير وشدد فيه الوعيد ، ولعن المصورين ، وهذا عام في كل روح من الجن وغيرهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/297)
الفتوى رقم ( 17759 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :(27/297)
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالمذنب ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (675) وتاريخ 10\2\1416 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
مما يكثر سؤال الناس عنه ، وخاصة التجار في هذا الوقت ، ما يسمى بالمانيكان ، وهو مجسم لامرأة كاملة بدون الرأس ، يضعها أصحاب المحلات التجارية ليعرضوا عليها الملابس النسائية ، والملاحظ أن فيها فتنة للشباب ؛ لبروز شكل المرأة فيها من الصدر والخصر . فما هو رأيكم فيها ، وهل يحق لرجال الهيئة منع هذه الأشياء ؟ أفتونا مأجورين .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه إذا كان الأمر كما ذكر ، فإن عمل هذه الصورة واستعمالها حرام ؛ لما فيه من الفتنة ؛ لأنها تمثل أعضاء المرأة ومحاسن جسمها ، ولأن ذلك وسيلة إلى استعمال الصورة الكاملة ، فالواجب المنع من نصب هذه الصورة في المحل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/298)
نشر كتب فيها صورة آل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه
الفتوى رقم ( 17970 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من شركة للنشر في اليابان بواسطة الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (2370) وتاريخ 20\5\1416 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
إن شركتنا تريد نشر سلسلة كتب تعرف بالأديان المشهورة في العالم ، تضم 14 كتابا ، أحدها (تعريف بالدين الإسلامي) ، ونحاول أن تكون معلوماتها صحيحة ومبسطة ، وبلغة يابانية سلسة مع الصور ؛ حتى يسهل على القارئ الياباني استيعابها وفهمها .
إن الياباني لا يقرأ الكتب الدينية ، وإذا أراد أن يقرأها فيجب أن تكون سهلة القراءة والفهم ؛ لذا يجب أن تكون هذه الكتب مصورة وبلغة سهلة .
إن شركتنا لها شهرة عند اليابانيين في نشر مثل هذه الكتب ؛(27/299)
لذا نريد أن ننشر كتابا عن الإسلام بلغة سهلة وسلسة مع الصور ؛ حتى يستوعب اليابانيون الإسلام .
وقد راجعنا المركز الإسلامي في اليابان ، بشأن نشر صور محمد - صلى الله عليه وسلم - وزوجاته والخلفاء الراشدين ، فمنعنا من ذلك ، وحينما ظهر منا الإصرار على إعطائنا رخصة في نشر الصور ، نصحنا المركز بكتابة هذه الرسالة لنقدمها للعلماء والمفتين .
نحن نريد نشر كتاب عن الإسلام ، ونحن نقدم لكم البدائل التالية بخصوص موضوع الصور ، وعلى أية واحدة منها توافقون وترون أنه لا بأس بنشرها في كتابنا :
أ- نشر صورة محمد - صلى الله عليه وسلم - وآله وزوجاته والخلفاء الأربعة ، مع إبراز وجوههم. وقد علمنا أن هذا الشيء لا يصح في الإسلام .
2- نكتفي بنشر صورة محمد - صلى الله عليه وسلم - بجسمه من دون إظهار وجهه ، ولكننا ننشر صورا كاملة لآله وزوجاته والخلفاء الأربعة .
3- ننشر صور محمد - صلى الله عليه وسلم - وآله وزوجاته بأجسامهم ، من دون إظهار وجوههم ، ولكننا ننشر صور الخلفاء الأربعة مع وجوههم .
4- لا ننشر صور محمد ، ولكننا ننشر صورا لآله وزوجاته والخلفاء الأربعة .(27/300)
5- ننشر صورة محمد - صلى الله عليه وسلم - كاملة ، ولكننا لا نكتب تحت الصورة هذا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
6- ننشر صورة محمد - صلى الله عليه وسلم - كاملة مع الكتابة تحتها أن هذا الأمر لا يصح في الإسلام .
7- ننشر صورة محمد - صلى الله عليه وسلم - بحيث لا يرى واضحا ، ولكننا ننشر صور آله وزوجاته والخلفاء الأربعة واضحة .
إننا نرجو منكم دراسة هذا الموضوع ، والتكرم بإعطاء رأيكم فيه ، واختيار الأنسب من البدائل المذكورة ، وإن رأيتم أنها كلها غير صحيحة ، فنرجو التكرم بتوجيهنا بالرأي المناسب لظروف اليابان ، التي هي بلد غير إسلامي ، وإن اليابانيين لا يعرفون الإسلام جيدا ، ولا يعرفون البلاد العربية ، ولا بد من تقديم الإسلام لليابانيين مع سيرة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بالصور ؛ حتى يفهم اليابانيون الإسلام بصورة مبسطة وسهلة وجذابة .
ولهذا أرجو منكم منح الرخصة لنشر صورة محمد - صلى الله عليه وسلم - وآله وزوجاته والخلفاء الأربعة .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن تصوير ذوات الأرواح حرام شديد التحريم ، وكبيرة من كبائر الذنوب ؛ للوعيد عليه باللعنة والنار ، وأن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة ، وأنهم أظلم الناس .(27/301)
وتصوير النبي - صلى الله عليه وسلم - أو تصوير أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، لا سيما أزواجه وخلفائه أشد تحريما ؛ لما فيه من الفتنة وخوف الشرك بهم ، ولما فيه من امتهان شخصياتهم الكريمة بواسطة هذه الصور التي يدعى أنها تمثل شخصياتهم .
فالواجب منع ذلك والامتناع منه ؛ احتراما لمقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومكانة أصحابه - رضي الله عنهم - ، ومنعا لوسيلة الشرك ؛ لأن الشرك إنما وقع في قوم نوح لما صوروا الصالحين ونصبوا صورهم فوق مجالسهم ، والافتتان بصور النبي - صلى الله عليه وسلم - وصور أزواجه وخلفائه أشد وأخطر .
ونوصيكم بشرح الإسلام لليابانيين بالكلام ، مع بيان الآيات والأحاديث بواسطة الدعاة المبعوثين لليابان ، التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية ، وفي ذلك الكفاية والحمد لله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/302)
أقنعة على شكل وجوه حيوانات وسباع
الفتوى رقم ( 18030 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة مساعد مدير مركز الدعوة والإرشاد بجدة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (2886) وتاريخ 18\ 6\1416ه ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
تقدم إلى المركز أحد الإخوة ، طالبا الفتوى بشأن ما انتشر في بعض أسواق جدة هذه الأيام ، وهو قيام بعض التجار باستيراد أقنعة بلاستيكية تلبس على الرأس ، وهذه الأقنعة مصنوعة على أشكال رؤوس وحوش وحيوانات مخيفة ، يلبسها الإنسان فيبدو وكأنه ذئب أو قرد أو أسد ، وجسمه جسم إنسان ، وهذه الأقنعة يلبسها الناس بمناسبة قدوم عيد من أعياد النصارى ، يلبسون فيه أقنعة ويهنئون فيه بعضهم وهم متنكرون ؛ لذلك انتشرت هذه الأقنعة هذه الأيام لازدياد الطلب عليها في هذه المناسبة .(27/303)
فآمل من سماحتكم التكرم بإصدار ما ترونه حول هذا الأمر ؛ لحاجة الناس إلى معرفة حكمه ، اقترن بعيدهم أم لم يقترن ، والسعي لإزالة هذا المنكر الذي تهافت عليه بعض من انحرف عن جادة الحق .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
لا يجوز بيع هذه الأقنعة ولا شراؤها ولا استعمالها ؛ لعدة وجوه :
أولا : أنها صور محرمة تحكي وجوه حيوانات متوحشة ، وصور ما فيه روح حرام جميع أشكالها .
ثانيا : أن فيها تشبها بالحيوانات ، ولا يجوز للإنسان أن يتشبه بالحيوان ، ولا سيما السباع .
ثالثا : أن في استعمالها تشبها بما يفعله النصارى في أعيادهم كما ذكر السائل في سؤاله ، والتشبه بالكفار ومشاركتهم في أعيادهم ، كل ذلك مما حرمه الله على المسلمين .
وعليه فيجب منع استيراد هذه الأقنعة إلى بلاد المسلمين ، ومنع بيعها وشرائها ، لتجنيب الأمة من الوقوع في هذه المحاذير .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/304)
تصوير قصص القرآن بالصور المتحركة
الفتوى رقم ( 18027 )
س : بعض الشباب ينوون إنتاج أسطوانات كمبيوتر تحكي قصصا من القرآن ، وهم ينوون أن تمثل بعض هذه القصص بالصور المتحركة ، وذلك، بقصد إغناء الناشئة عما يرد في التلفاز وغيره من اللهو الباطل ، ولتعليم الناشئة أحكام الدين في صورة مبسطة . فنرجو أن تفتونا مأجورين عن حكم الصور المتحركة (الكرتون) ، وعما إذا كانت هذه الصور تشبه في حكمها صور التلفاز من حيث إنهما غير دائمين ، ويزولان ، وعما إذا كانت هذه الصور تشبه الدمى التي يلعب بها الأطفال من حيث إنها للتسلية والتعليم والتمثيل (مثل تمثيل البراق في صورة دمية ، كالقط كانت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تلعب بها) . كما نرجو أن تفتونا أيضا في حكم تقديم الشخصيات التي ترد في قصص القرآن من الصالحين ، أو غيرهم من غير الأنبياء ، أو الصحابة في شخصيات مرسومة ، كتمثيل أصحاب الكهف أو عزير أو غيرهم في صورة شخصيات مرسومة .(27/305)
ج : هذا العمل المذكور في السؤال لا يجوز لأمرين :
أولا : أنه يشتمل على رسم صور محرمة ، وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المصورين ، وأخبر أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة .
ثانيا : أن هذه الصور تجعل تفسيرا للقرآن الكريم ، وهذا من التلاعب بكتاب الله - عز وجل . وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء بمنع هذا العمل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/306)
السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ( 18098 )
س 2 : أرغب في أن أصور ما لا روح فيه ، ويكون التصوير بالكاميرا كأن أصور مثلا : المزارع والمناظر الجميلة وشروق الشمس ، أما تصوير ذوات الأرواح فلا أتجرأ عليه ؟ لأنه معصية .
فما قولكم رعاكم الله ؟
ج 2 : تصوير ما لا روح فيه كالشجر والحجر لا حرج فيه .(27/306)
س 3 : نذهب ومجموعة من الشباب إلى رحلة ترفيهية ، ثم يقوم البعض ويكون معه كاميرا فيديو ويصور الحاضرين ، ثم بعد ذلك يعرض الفيلم ويشاهد ، وقد يكون أثناء الرحلة درس أو غيره . فما حكم الشرع في نظركم لهذه المسألة ؟ وصلكم الله(27/306)
بهداه .
ج 3 : لا يجوز التصوير لذوات الأرواح ، لا بواسطة كاميرة الفيديو ولا غيرها ؟ لعموم النصوص المانعة من التصوير وشدة الوعيد عليه ، ولعن الرسول - صلى الله عليه وسلم - من فعله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/307)
الفتوى رقم ( 18828 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من نائب مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في القويعية ، برقم (5\17\خ) وتاريخ 15\1\1417 هـ ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (894) وتاريخ 9\2\1417ه ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
ما حكم رسم الصور التي تعبر عن الآيات ، مثل من يرسم الإبل ويكتب تحتها قوله تعالى : { أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } (1) وهكذا. آملين إصدار فتوى بهذا الشأن .
__________
(1) سورة الغاشية الآية 17(27/307)
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
تفسير آيات القرآن بالرسوم والصور المعبرة عن أحداث القصص من الأشخاص ، من أنبياء الله ورسله - عليهم الصلاة والسلام - والصالحين من عباده ، أو من الكفار والشياطين ، وما فيها من ذكر جماعات من شجر ونحوه ، كل هذا تفسير بدعي محرم لا يجوز فعله ، ولا طبعه ولا نشره ، ويجب الامتناع عنه ، ومنع تداوله مهما كانت نية صاحبه حسنة ، كدعوى تقريب فهم الآيات للصغار ، أو لحديثي العهد بالإسلام ، أو غير ذلك من الأسباب ؛ وذلك لما تشتمل عليه هذه الطريقة في تفسير كتاب الله تعالى من المحاذير الشرعية ، ومنها :
أ- أن هذا العمل سواء كان لرسوم ما فيه روح أو لشجر ونحوه عمل مبتدع في تفسير كتاب الله عز وجل ، يخالف منهج علماء الأمة قديما وحديثا ، وليس هو من طرق التفسير المعروفة عندهم .
2- أن هذا العمل فيه استهانة بحرمة كتاب الله عز وجل ، واستخفاف بمعانيه العظيمة .
3- أن هذا العمل وسيلة للتلاعب بتفسير كتاب الله - تعالى - بالطرق التي لم يشرعها سبحانه .
4- في هذا العمل تمثيل للأنبياء والمرسلين ، وتعريضهم للضحك(27/308)
والاستهانة والاستخفاف بهم ، ففاعله على خطر عظيم ، والاستهزاء والاستهانة بنبي كفر عظيم بنص القرآن العظيم .
5- رسم صور الأنبياء المتخيلة سبب ظاهر لفتنة الشرك بالله تعالى ونقض التوحيد ، كما قص الله علينا خبر الذين اتخذوا ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا ، فقال تعالى : { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا } (1) { وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } (2) { وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا } (3) ، فالشرك إنما وقع في قوم نوح لما صوروا هؤلاء الصالحين ، ونصبوا صورهم في مجالسهم ، فآلت بهم الحال إلى عبادتهم .
6- أن تصوير ذوات الأرواح حرام ؛ لدلالة كثير من الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصحاح والسنن والمسانيد على تحريم تصوير كل ذي روح آدميا كان أو غيره ، وهتك الستور التي فيها الصور ، والأمر بطمس الصور ، ولعن المصورين وبيان أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة ، ونحن نذكر لكم جملة من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب . ففي (الصحيحين) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :
قال رسول - صلى الله عليه وسلم - : « قال الله عز وجل : ومن أظلم ممن ذهب
__________
(1) سورة نوح الآية 23
(2) سورة نوح الآية 23
(3) سورة نوح الآية 24(27/309)
يخلق خلقا كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة » (1) وهذا لفظ مسلم .
وفيهما - أيضا - عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون » (2) ، ولهما عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، يقال لهم : أحيوا ما خلقتم » (3) هذا لفظ البخاري .
« وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل ، فلما رآه هتكه وتلون وجهه ، وقال : " يا عائشة ، أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله " . قالت عائشة : فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين » (4) . رواه مسلم وغيره من الأحاديث الكثيرة .
علما أن هذه الطريقة كما يحرم عملها في تفسير آيات القرآن العظيم ، فكذلك يحرم عملها في شرح أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ للاشتمال على هذه المحاذير الشرعية نفسها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7559) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2111) ، مسند أحمد بن حنبل (2/232).
(2) صحيح البخاري اللباس (5950) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2109) ، سنن النسائي الزينة (5364) ، مسند أحمد (1/426).
(3) صحيح البخاري التوحيد (7558) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2108) ، سنن النسائي الزينة (5361).
(4) صحيح البخاري اللباس (5954) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2107) ، سنن النسائي الزينة (5357) ، سنن ابن ماجه اللباس (3653) ، مسند أحمد (6/247).(27/310)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19332 )
س 2 : إننا نسكن في بيتنا على غرفة واحدة فقط ، وتوجد بها صور لحيوانات مجسمة . فهل تصح الصلاة في هذه الغرفة أم لا ؟
ج 2 : يجب إتلاف الصور ، ولا يجوز بقاؤها في البيت ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة » (1) أما الصلاة في الغرفة التي فيها تلك الصور فهي صحيحة مع الكراهة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري بدء الخلق (3225) ، صحيح مسلم اللباس والزينة (2106) ، سنن الترمذي الأدب (2804) ، سنن النسائي الصيد والذبائح (4282) ، سنن ابن ماجه اللباس (3649) ، مسند أحمد (4/28).(27/311)
إزالة صخرة على هيئة نسر من مدخل أحد المباني
الفتوى رقم ( 16174 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من سعادة مدير الشؤون الدينية للقوات المسلحة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (4758) وتاريخ 9\9\1413 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
تجدون برفقه قصاصة من دليل الزائر لقاعدة الملك خالد الجوية ، ويحمل صورة حجر على هيئة نسر ؛ وذلك بسبب عوامل التعرية ، حيث أتي بهذا الحجر من خارج القاعدة ، ووضع على هيئته كما تشاهدون في الصورة ؛ وذلك من أجل التفكر في خلق الله سبحانه وتعالى . ونرغب استصدار فتوى .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه يجب إزالته ؛ لأنه على صورة حيوان ، ونصب صور ذوات الأرواح من تماثيل وغيرها لا يجوز ، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر .(27/312)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/313)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18621 )
س1 : نعرف أن الإسلام حرم التماثيل والصور المجسمة من الحيوانات والإنسان والتي لها ظل ؛ لحكمة بالغة في عدم المضاهاة لخلق الله ، ولقطع الطريق على عبادة الأصنام والحيوانات ، وهذا في المنحوت من الصخر أو الخشب أو المصنوع من قوالب أعدت لذلك .
ولكن إذا كان لدى الإنسان جلد نمر ، أو جلد حمار وحشي ، أو كبش ، (وحشي) بالقش أو القطن ، وصنع له رأس وأطراف بلون جلده ، ووضع في مداخل الدار أو المجالس للزينة فقط . فهل تسري عليه الحرمة ، أم هو مباح ما دام لم يكن نحتا أو صبا في قالب ، أو لم يتخذ للتعظيم ؟
ج1 : يحرم اتخاذ ما ذكر ؛ لأنه يشبه التمثال ، ولأنه عبث لا فائدة منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/313)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18161 )
س1 : في المسجد ساعة كبيرة الحجم نوعا ما ، فيها صورة للكعبة شرفها الله ، وحولها أناس يطوفون وآخرون يصلون ، فمن راكع وساجد ، وتميز ظهورهم ولا ترى وجوههم ، وأيضا فيها لفظ الجلالة ، ومقابله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفيها أيضا آية الكرسي ، وعندما أردت أن أخرجها اعترض مؤذن المسجد ، وهو رجل كبير ، ويقول : ليس فيها صور . عنادا منه وردا للحق . وعرضتها على أشخاص في المسجد ، أسألهم : هل ترون الصور ؟ فأجابوا بالإيجاب ، وحدثت مشادة في الكلام حتى قلت له : تقبل فتاوى المشايخ . قال : كيف لا أقبل . قلت : أنا أحضرها لك إن شاء الله .
ج1 : لا يجوز تعليق الساعة التي فيها صور لذوات الأرواح من الآدميين وغيرهم ، لا في المسجد ولا في غيره ، وتعليقها في المسجد أشد تحريما ؛ لما فيه من التشبه بعباد الأصنام وإيجاد الصور في المسجد ، ولما ذكر - أيضا - في هذه الساعة من كتابة لفظ الجلالة ، وكتابة اسم الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جانبها ، وفي هذا غلو في حق الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووسيلة من وسائل الشرك ، إضافة إلى أن هذه الرسوم والكتابات تشغل المصلين فالواجب طمس هذه الصور والكتابات إذا أمكن ، أو إخراج هذه الساعة من المسجد واستبدالها بساعة(27/314)
سليمة مما ذكر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/315)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18191 )
س 3 : بعض المرات نذهب في رحلات مدرسية ، ونأخذ بعض الصور للمناظر ، ونرسلها لقسم الوسائل في قسم النشاط في إدارة التعليم ، بناء على الطلب منهم. فهل يجوز ذلك أم لا ؟
ج3 : لا بأس بتصوير غير ذوات الأرواح من المناظر ، كالجبال والأشجار والأودية والأنهار والبحار ؛ لأن ذلك لا محذور فيه .
أما ذوات الأرواح من الآدميين والبهائم والطيور والحشرات وكل ما فيه روح ، فلا يجوز تصويره للنهي الشديد عن ذلك ، والوعيد عليه باللعنة وبالنار .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/315)
الفتوى رقم ( 19319 )
س : حيث إننا مؤسسة وطنية نريد أن نسجل شعارا جديدا(27/315)
في سوق المواد الغذائية (المطاعم) ، وتكون لها شهرة عالمية ، وحرصا منا فإننا نرفع لسماحتكم نموذجا من الشعار ، وذلك لأخذ توجيهات سماحتكم حول موضوع الشعار ، والشعار عبارة عن بطاطس من أنواع الخضار ، رممت على شكل كاريكاتيري (هزلي) ، وكتبت بأحرف لاتينية . نأمل من سعادتكم التوجيه نحو الشعار . وفقكم الله لما فيه خير الإسلام والمسلمين .
ج : هذا الشعار من البطاطس رسم على صورة إنسان ، والتصوير لما فيه روح من آدمي وغيره محرم شرعا لدلالة النصوص عليه ؛ لهذا فيجب ترك هذا الشعار الذي رسم على صورة ما فيه روح . وجزاكم الله خيرا في سؤالكم للتوقي في دينكم ، ووفقكم للكسب الحلال .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/316)
الفتوى رقم ( 19557 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة مدير عام فرع وزارة(27/316)
الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة ، بخطابه رقم (1034 / 2123) وتاريخ 27\2\1418 هـ ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (1195) وتاريخ 20\ 2\1418ه ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
ما حكم عمل مجسمات للهدايا الدعائية لمادة الخزف من الآثار والمساجد .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
لا يجوز للمؤسسة المذكورة ولا لغيرها عمل مجسمات للهدايا الدعائية وغيرها من الآثار والمساجد ؛ لما في ذلك من الفتنة ، ونشر البدعة ، وفتح الذرائع إلى الشرك والوثنية ؛ ولهذا فلا يجوز الإذن للمؤسسة المذكورة ، ولا لغيرها بتصميم شيء من ذلك على مجسمات هدايا ولا غيرها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/317)
الفتوى رقم ( 19652 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :(27/317)
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من سعادة رئيس جمعية الكتاب والسنة الخيرية بالسودان ، برقم (ج\ ك\ س\ 292) وتاريخ 29\4\1418 هـ ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (916\أ\د) وتاريخ 12\5\1418 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
تعمل جمعية الكتاب والسنة الخيرية في ضمن نشاطاتها الخيرية بكفالة الأيتام ، وذلك كوسيط بينهم وبين المحسنين ، ولا يعود على الجمعية ماديا سوى شيء يسير ، لكن المقصود من العمل تقديم الخير لأبناء المسلمين الذين فقدوا والديهم ، والبلاد في حالة فقر شديد ، فلا يجدون من يكفلهم إلا أهل البر والإحسان من خارج البلاد جزاهم الله خيرا من الأفراد أو المنظمات الخيرية .
فقد اشترط علينا أكثر المنظمات التي نتوسط بينها وبين الأيتام استلام صور من كل يتيم حتى تتم الكفالة . ولقد أبدى بعض الإخوة تحفظا من هذا العمل ؛ نظرا لحرمة التصوير. فهل يجوز لنا يا سماحة الوالد أمر الأيتام بإحضار صور لأنفسهم حتى نقدمه إلى الجهات التي تتولى الكفالة. . مع العلم بأن الكفالة لا تتم إلا بهذه الصورة ، مع حاجة هؤلاء الأيتام إلى هذه المبالغ أم لا يجوز ؟ أفتونا مأجورين .(27/318)
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
الأصل الشرعي أن تصوير ذوات الأرواح لا يجوز للأدلة الثابتة من السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ويستثنى من ذلك ما دعت إليه الضرورة ، كتصوير المجرمين لضبطهم ومعرفتهم .
ومن ذلك يتبين أنه لا يجوز لكم طلب كفالة يتيم بسبب محرم ، والله سبحانه يقول : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } (1) { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } (2) ، ويقول تعالى : { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } (3) ، ويقول عز من قائل : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } (4) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الطلاق الآية 2
(2) سورة الطلاق الآية 3
(3) سورة الطلاق الآية 3
(4) سورة الأنفال الآية 29(27/319)
الفتوى رقم ( 20203 )
س : مرفق مع خطابنا لسماحتكم عينة من العبوات البلاستيكية المخصصة لتعبئة الأيسكريم ، والمطلوب منا إنتاج(27/319)
كميات منها لأحد المصانع الوطنية التي تعمل في هذا المجال ، ولما كان شكل العبوة يشير إلى حيوان الفيل ، ولكن عليه بعض التشوهات ، حيث إنها رأس فقط ، والخرطوم لاصق في الوجه ، ولا يحتوي على أنياب ، إلا أننا توجسنا خيفة أن يكون من المحرمات شرعا ، فرأينا أن نخاطب سماحتكم لإفتائنا عن إمكانية تصنيع العبوة لدينا من مادة البلاستيك من عدمه ، وكذلك : هل ذلك محرم قطعا أم مكروه فقط ؟ حيث قرأنا في هذا الباب عديدا من الآراء لم نستطع من خلالها الوقوف على حقيقة الأمر واضحة .
ج : بعد اطلاع اللجنة على السؤال أفتت بأنه لا يجوز عمل العبوة على الشكل المشار إليه في السؤال ؛ لأنه تمثال لرأس حيوان ووجهه ، وهذا هو حقيقة الصورة المحرمة ؛ لأنه لصورة الوجه ، وقد أجمع العلماء على تحريم صناعة التماثيل واقتنائها وبيعها ؛ لما في ذلك من مضاهاة خلق الله سبحانه وتعالى ، وقد صحت الأحاديث الكثيرة على لعن المصورين ، وأنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة ، وأنهم يكلفون بنفخ الروح في كل صورة صوروها في الدنيا ، وليسوا بنافخين ، ويجعل لهم بكل صورة صوروها في الدنيا نفس يعذبون بها في نار جهنم . نعوذ بالله من غضبه وعقابه . فالواجب الامتناع من هذا العمل ، وعمل عبوات لا محذور فيها .(27/320)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/321)
الفتوى رقم ( 19855 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة مدير مركز الدعوة والإرشاد بالدمام ، بخطابه رقم (22\1\1191) وتاريخ 8 \8\1418هـ ، ومشفوعه الاستفتاء المقدم من سعادة مدير عام تعليم البنات في المنطقة الشرقية ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (4744) وتاريخ 13 \8\1418 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
نفيد فضيلتكم بأننا زودنا بعض أصحاب الفضيلة المشائخ بالمركز بمجموعة من الصور من قسم الاقتصاد المنزلي ، بإدارة الإشراف التربوي بالإدارة لدينا ، هذه الصور خاصة بمادة الاقتصاد المنزلي ، والذي يتناول ضمن دروسه (التغذية) والقيمة الغذائية للخضار والفواكه ، وكنوع من وسائل الإيضاح ، فإن بعض المدارس ترسم لوحات لهذه الخضار ، وتضع للحبة الواحدة(27/321)
منها العينين والأنف والشفتين والأطراف (أيدي - أرجل) ، وربما الملابس ، مع بعض الحركة ، كنوع من التجديد في الصورة ، ومحاولة لجذب انتباه الناظر لها ، بالإضافة للإيحاء بفوائد ومميزات هذا النوع من خلال الإطار العام للصورة ، واحتياطا من الوقوع في التصوير المحرم ، أو التشبه بتصوير ذوات الأرواح . فإنا نأمل منكم توضيح ذلك بتزويدنا - عاجلا ما أمكن- بفتوى في هذا الموضوع .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
الأشكال المذكورة المشتملة على صور ذوات الأرواح لا يجوز عملها ولا إقرارها في مناهج الدراسة في بلاد المسلمين؛ لأنها داخلة في عموم أدلة تحريم التصوير ، وليس هناك ضرورة إليها للتعليم والإيضاح ، بل يمكن الاستغناء عنها ، مع حصول العلم والفائدة المرجوة ، وقد مضى على هذه الأمة قرون متطاولة وهم في غنى عنها ، وصاروا مع ذلك أقوى الأمم علما وأحسنها إدراكا وأكثرها تحصيلا ، وما ضرهم ترك الصور في دراستهم ، فليس لنا أن نرتكب ما حرم الله من التصوير لظننا أنه ضرورة ، وليس بضرورة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/322)
الفتوى رقم ( 19933 )
س : ما حكم مشاهدة وشراء أفلام الكارتون الإسلامية (الرسوم المتحركة) ، فهي تعرض قصصا هادفة ونافعة للأطفال ، مثل حثهم على بر الوالدين والصدق والأمانة وأهمية الصلاة ونحو ذلك ، والمراد منها أن تكون بديلا عن جهاز التلفاز الذي عمت به البلوى . والإشكال أنها تعرض صورا لآدميين ولحيوانات مرسومة باليد . فهل يجوز مشاهدتها ؟ أفتونا مأجورين .
ج : لا يجوز بيع ولا شراء ولا استعمال أفلام الكرتون ؛ لما تشتمل عليه من الصورة المحرمة ، وتربية الأطفال تكون بالطرق الشرعية من التعليم والتأديب والأمر بالصلاة والرعاية الكريمة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/323)
الفتوى رقم ( 20240 )
س : أوجه إلى سماحتكم عن محلات الخردوات التي انتشرت بشكل غريب ، وهى لم تراع الأشياء المحرمة شرعا ، ومن هذه المحرمات المجسمات ، سواء العرائس أو المجسمات مثل الحيوانات بأنواعها ، وفي الآونة الأخيرة انتشرت عنهم مجسمات للكعبة المشرفة ، جعلوا منها مداليات ، ومنها ما جعلوه مقلمة توضع في(27/323)
المكتب ليوضع عليها الأقلام أو الأوراق الصغيرة . السؤال :
1- هل هذه المجسمات سواء من العرائس أو الحيوانات محرمة شرعا .
2- هل مجسمات الكعبة المشرفة جائزة ، على الرغم أنها إهانة للكعبة ؛ لأن من اشترى هذه الميدالية سوف يدخلها في الخلاء ، أما إذا كانت مقلمة تهان لوضعهم عليها الأقلام وغيرها ، وربما الجهلة من البشر يتبركون بها ؟ لأنه لا يشتريها إلا الأجانب من غير هذه البلاد ... وعندما أريد أن أنصحهم قالوا لي : نحن لنا فروع في مكة وجدة ، لو كانت محرمة لمنعت المحلات التي قرب الحرم الشريف . وإنني في حيرة هل مجسم الكعبة محرم أم لا ؟ وكذلك مجسم القبة الخضراء للمسجد النبوي ، ويحيط بالمجسمين السابقين ماء ، ومع الماء خرزات صغيرة تدور حول مجسم الكعبة ، وكذلك حول القبة الخضراء .
ج : أولا : الأصل في الشريعة المطهرة تحريم التصوير لذوات الأرواح ؛ للأدلة الشرعية الواردة بتحريم الصور ، لكن الصور التي ليس فيها روح كالشجر والأبنية والسيارات ونحوها ، لا حرج في تصويرها وفي اتخاذها لعبا .
ثانيا : لا يجوز تصنيع مجسم للكعبة المشرفة وللقبة التي على قبر(27/324)
النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا التجارة فيهما ؛ وذلك لأن صناعتهما والتجارة بهما وتداولهما يفضي إلى محظورات يجب الحذر منها ، وسد كل باب يوصل إليها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/325)
الفتوى رقم ( 20522 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من جمعية دار البر بدبي الإمارات العربية المتحدة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (4591) وتاريخ 27\7\1419 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
يطيب لجمعية دار البر بدبي أن تهديكم أطيب تحياتها ، وتسأل الله لكم دوام الصحة والعافية . فضيلة الشيخ : هاهنا شركة بالإمارات العربية المتحدة ، لها فكرة في تصنيع ألعاب تثقيفية ، وهذه الألعاب عبارة عن دمى مصورة (بنات) تقوم هذه الدمية بحركات الصلاة من ركوع وسجود ونحو ذلك ، أو تقوم(27/325)
بتلاوة القرآن أو أذكار نبوية ، أو التلفظ بحروف الهجاء ، أو كلمات عربية ونحو ذلك . مع العلم أن الهدف من هذا المشروع هو ترسيخ المبادئ الإسلامية والعربية لدى الأطفال ، بالإضافة إلى إرادة التجارة في ذلك. أفيدونا مأجورين .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
تصوير ذوات الأرواح سواء كان على هيئة بني آدم أو غيرهم محرم شرعا ، بل من كبائر الذنوب ؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن المصورين ، وأخبر أنهم أشد الناس عذابا يوم القيامة ، والتصوير المجسم على شكل الدمى المذكورة أشد جرما وأعظم إثما من أنواع التصوير الأخرى ، كما أن في تصوير هذه الدمى للقيام بتمثيل حركات الصلاة وغيرها من العبادات أو قراءة القرآن وتعليم الأطفال حروف الهجاء ونحوها فيه استخفاف بأمر العبادة والقرآن ، واستهانة وتحقير لشأنهما وعرضة للاستهزاء . بما تقوم به هذه الدمى من أعمال وأقوال روتينية ، وفيه تلاعب بكتاب الله وشعائر الإسلام لما يعرض لهذه المخترعات من اضطراب وخلل في القيام بالأقوال والأعمال المسجلة بها والمبرمجة عليها ، مع أن ذلك العمل بدعة لا أصل له ، و لم يفعله السلف الصالح ، وتعليم الناس والناشئة ما يهمهم من أمور دينهم وغرس فضائل الأخلاق في نفوسهم إنما تكون بالتعليم من أمهات الكتب الشرعية الموثوقة ، وشرح ذلك(27/326)
وتلقينه لهم وتطبيقه عمليا من قبل الشخص المعلم ، كما يكون بالقدوة الحسنة ، فيتحلى الأب أو الأخ أو غيرهما بالأخلاق الحسنة ؛ ليقتدي أولاده وأهله بأعماله الصالحة ، ولا مانع من الاستعانة على ذلك بواسطة الأشرطة الإسلامية النافعة .
هذا هو التعليم الموافق لما شرعه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو الذي كان يفعله النبي - صلى الله عليه وسلم - مع صحابته ، وعمل به صحابته - رضي الله عنهم - والسلف الصالح ، وفي هذا الخير كله ، وقد مضى على الناس قرون وهم على ذلك في نشر العلم والتعليم ، وهم في غنى عن ذلك ، ولم يضرهم ترك ذلك بل كانوا أقوى إيمانا وأشد إدراكا لأمور دينهم ، وأكثر تطبيقا وامتثالا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعلى ذلك فالواجب ترك العمل بتصوير تلك الدمى المذكورة ، وإن كان القصد منها حسنا ، والاستغناء عنها بما شرع الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/327)
تصوير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 21570 )
س 2 : ما حكم إظهار صور الأنبياء - عليهم السلام - التي رسمها اليهود أو النصارى ؟
ج 2 : تصوير ذوات الأرواح حرام شديد التحريم ، وكبيرة من كبائر الذنوب ؛ للوعيد عليه باللعنة والنار ، وأن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة ، وأنهم أظلم الناس .
وتصوير الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - أشد تحريما ؛ لما فيه من الفتنة وخوف الشرك بهم ، ولما فيه من امتهان شخصياتهم الكريمة بواسطة هذه الصور التي يدعى أنها تمثل شخصياتهم ، فالواجب منع ذلك والامتناع منه ؛ احتراما لمقام الأنبياء - عليهم السلام - ، ومنعا لوسائل الشرك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/328)
الكبائر(27/329)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 17924 )
س4 : هل قاتل نفسه خالد مخلد في النار ؟ لأنه ورد في الحديث : " خالدا مخلدا فيها أبدا " . فهل يخرج منها ، وإن كان يخرج فما توجيه كلمة (أبدا) في الحديث ؟
ج 4 : صاحب الكبيرة متوعد بالعذاب كقاتل نفسه ، إلا أنه لا يخلد في النار خلود الكافر ، كغيره من أصحاب الكبائر ، وما ذكر في الحديث من الخلود فهو خلود مؤقت ؛ جمعا بين الأدلة الشرعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/331)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 10618 )
س1 : هل يجوز لمسلم أن يدعو المسلم الذي يشرب الخمر كافرا ؟
ج1 : شرب الخمر والزنا والبخل بالزكاة من كبائر الذنوب التي لا تغفر إلا بالتوبة إلى الله جل وعلا ، ومذهب أهل السنة والجماعة : أن من ارتكب شيئا من الكبائر أنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ، ولا يجوز أن يدعى من ارتكب شيئا من الكبائر كافرا إذا كان غير مستحل لها .(27/331)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/332)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18281 )
س 2 : هل يجوز لمرتكب الكبيرة إن تاب أن يكون إماما للمسلمين ؟ وهل يعذب في الآخرة إن تاب في الدنيا ولم يقم عليه الحد ؟
ج 2 : التوبة تجب ما قبلها ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، قال تعالى : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ } (1) ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « الإسلام يجب ما قبله ، والتوبة تهدم ما كان قبلها » (2) خرجه مسلم في (صحيحه)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأنفال الآية 38
(2) صحيح مسلم الإيمان (121) ، مسند أحمد بن حنبل (4/204).(27/332)
الفتوى رقم ( 13062 )
س : في المدرسة يجتمع كل طالب فيها أمام الصنم ويمدحه ويدعوه ، ويقوم له بدون حركة ، ويعاهده كل يوم عهدا جديدا ،(27/332)
وفي أكثر الدروس يكذب بما أنزل الله تعالى ، ويفتري على الله ورسوله ، ويستهزئ بحكم شرعي ، ويقول : هذا ليس العدل بل ظلم . هل يجوز للمسلمين أن يرسلوا أولادهم إلى تلك المدرسة أم لا ؟ وما الحكم الشرعي للرجل الذي يرسل ولده متعمدا إلى تلك المدرسة ؟
ج : أولا : التكذيب بما أنزل الله والافتراء على الله ورسوله والاستهزاء بالأحكام الشرعية ونسبتها إلى الظلم والجور ، كل ذلك من الأمور الكفرية المحرمة ، قال تعالى : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ } (1) ، وقال تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (2) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (3) ، وقال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (4) ، وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » (5) .
ثانيا : يحرم الوقوف أمام الصنم لمدحه ودعائه ، بل ذلك من الشرك ، قال تعالى : { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } (6)
__________
(1) سورة الزمر الآية 32
(2) سورة التوبة الآية 65
(3) سورة التوبة الآية 66
(4) سورة المائدة الآية 50
(5) صحيح البخاري الأدب (6197) ، مسند أحمد (2/519) ، سنن الدارمي المقدمة (593).
(6) سورة يونس الآية 106(27/333)
ثالثا : يحرم إرسال الأولاد إلى المدرسة التي يدرس فيها الكفر والمحادة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - .
رابعا : يجب مناصحة من يرسل أولاده لمثل هذه المدرسة ، وتبيين الحكم الشرعي له ، لعل الله أن يهديه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/334)
أحاديث الوعيد
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17867 )
س1 : ما هو القول السديد في أحاديث الوعيد ؟
ج1 : أحاديث الوعيد تمر على ظاهرها ، من غير تعرض لها بتأويل ؛ ليكون أبلغ في الزجر ، وأقوى في الردع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/335)
الشرك الأكبر
الفتوى رقم ( 13372 )
س : في حوض زراعي ببلدنا توجد شجرة ضخمة جدا لدرجة أنها تسع من الأرض قيراطا ، ومساحة جذرها ثلاثة أمتار ؛ وذلك لأنها تركت منذ القدم ولم تقطع ، حيث حاول صاحب الحوض الزراعي أن يقطعها ، ولكنه لم يستطع ، حيث إن يده كانت تشل (تقف أو تخدر) حينما يحاول قطعها ، فانتشر الخبر بأن هذه الشجرة شجرة مباركة ، ومما زاد الطين بلة أنه كان بهذا الحوض امرأة تجمع الحطب ، وحينما ذهبت إلى هذه الشجرة وربطت ربطة من أعشابها اليابسة ، فإنها لم تستطع المشي ، أو أن تحرك أي عضو من جسدها حتى وضعت تلك الأعشاب بجوار الشجرة كما كانت ، ومن هنا عرف جميع الناس قديما بأن هذه الشجرة مباركة ، فنذروا إليها النذور ، وتوسلوا بها تحت شعار معلق عليها ، مكتوب فيه شجرة سيدي أبو ناجه ، وأخذ الناس يطوفون حول هذه الشجرة ، ويتبركون بها . فهل من حقنا نحن المسلمين أن نقطع هذه الشجرة ؟ مع العلم أن هذه الشجرة أصبح ليس لها عباد إلا القليل جدا ، وأن هذه الشجرة ليست عليها(27/336)
حراسة ، وأن صاحب الحوض الزراعي الموجود به هذه الشجرة يحاول أن يقطعها ، ولم يستطع بسبب فعل الشياطين. والسبب في إرسال هذه الرسالة إلى سيادتكم هو أن بعض المسلمين قال : إن هذه الشجرة تقطع على الفور ، والبعض الآخر قال : إن هذه الشجرة لا تعبد إلا قليل جدا ، وأنه يجب أن نصرف أنفسنا عنها ، حتى نتفرغ للدعوة . وسيكون إفتاء سيادتكم هو نهاية الخلاف إن شاء الله تعالى .
ج : الواجب عليكم أن تستعينوا بالله جل وعلا ، وأن تقطعوا الشجرة المذكورة ؛ لما في ذلك من قطع دابر الشرك بالله ووسائله المفضية إليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/337)
الفتوى رقم ( 13402 )
س : أبي يقول لي : نحن نصلي ونصوم ولا نعرف شيئا سوى ذلك ، ولا نحفظ القرآن سوى { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } (1) (أي : سورة الإخلاص) ، و (سورة الناس) ، ويصلي بهما كل صلاة ، ولا ضرر إذا جاء بأمر شركي أو كفري ، طالما أنه يشهد أنه لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فما رأي فضيلتكم في هذا ، هل يعد هذا
__________
(1) سورة الإخلاص الآية 1(27/337)
من الإسلام ، مع أنه قد يأتي بناقض من نواقض الإسلام ، أو أمر كفري ، مثل التحاكم إلى الطاغوت ، أو أنه يجعل لله أندادا ؟
ج : ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله » (1) ، والتحاكم إلى غير الله معتقدا أن حكمهم أحسن من حكم الله أو مساو لحكم الله- كفر بالله ، وناقض من نواقض الشهادتين ، وكذلك جعل الأنداد والشركاء لله يدعوهم ويرجوهم لدفع البلاء وكشفه ، أو جلب النفع منهم ، كل ذلك كفر مخرج من الإسلام ، ولا ينفعه النطق بالشهادتين إذا كان مصرا على الأعمال الكفرية والشركية ؛ لأن من حق شهادة لا إله إلا الله الكفر بما يعبد من دون الله ، وقد بين ذلك الحديث الآخر ، وهو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من قال : لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله » (2) ، ، وعليك أن تبين لوالدك الحق لعل الله أن يهديه .
__________
(1) صحيح البخاري الإيمان (25) ، صحيح مسلم الإيمان (22).
(2) صحيح مسلم الإيمان (23) ، مسند أحمد (6/394).(27/338)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/339)
الفتوى رقم ( 14820 )
س : يوجد بالقرية عندنا إمام مسجد يصلي بنا كل الأوقات ، ويوجد عند هذا الإمام بالبيت حجر على شكل تمثال ، وله وجه مثل الرجل ، وتأتي إليه النساء كل يوم جمعة ، تتخطى هذا الحجر معتقدة بأن هذا الحجر سيعطيها الحمل بدلا من أزواجهن ، فطلبنا من هذا الشيخ بأن يكف عن هذا العمل ؛ لأنه حرام أو شرك بالله ، فلم يقتنع ، واقتنع منا أناس بأنه لم يشرك بالله ، وأن نيته وعقيدته في الله لم تكن في الحجر ، وناس منا لم تقتنع .
أفيدونا أفادكم الله بإجابة واضحة من القرآن والسنة ، وإذا لم يقتنع هذا الشيخ بعد الإجابة هل تكون الصلاة وراءه صحيحة أم باطلة ؟ ونحيطكم علما بأنه يأخذ من المرأة التي تتخطى فلوسا .
ج : أولا : يحرم الذهاب إلى هذا التمثال الذي في بيت الإمام لسؤاله قضاء الحاجات ؛ لأن ذلك شرك بالله جل وعلا ، ومخرج من ملة الإسلام ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ } (1) { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } (2)
__________
(1) سورة فاطر الآية 13
(2) سورة فاطر الآية 14(27/339)
وقال تعالى : { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } (1) ، وقال تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } (2) ، وثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله » (3) ... إلخ .
ثانيا : إذا لم يتب الإمام المذكور من إقرار الشرك ، وأخذ عرض الدنيا عليه - فإنه لا تجوز الصلاة خلفه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الشورى الآية 49
(2) سورة الجن الآية 18
(3) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2516) ، مسند أحمد بن حنبل (1/308).(27/340)
الفتوى رقم ( 14987 )
س : أخبركم أنه قبل 20 سنة جاء أبي برجل في مزرعتنا الواقعة في الشامية ، وهذا الرجل يقرأ القرآن ، وقرأ على شجرة سدرة في المزرعة ، وهذه السدرة بعد القراءة إذا قرص واحد أو فيه حبوب ، يضع منها على محل الإصابة فيشفى بإذن الله تعالى .(27/340)
وإنه أتى رجل من القرية في يديه حبوب ، فذهب إلى المستشفى ، فقالوا له : لا بد من بتر اليد ، فعاد إلى المزرعة فأخذ من هذه السدرة فوضعها على يديه ، فشفيت بإذن الله تعالى . فإن هذه السدرة ليست بزار أو نحو ذلك ، ولكن في أوقات الضرورة .
وإنه عندي عامل قرصته عقرب ، فذهبنا إلى هذه الشجرة فأخذنا منها ، فوضعناه على القرصة فشفي بإذن الله . وإنه لا أحد يعتقد أنها تداوي ، فإنه لا يشفي إلا الله عز وجل . أفيدونا عن وجودها في المزرعة أفادكم الله ، ووالدي متوفى هل هي من الصدقات الجارية أم لا ؟
ج : لا يجوز الإبقاء على شجرة السدرة المذكورة ، بل يجب قطعها وإزالتها ؛ لأن في إبقائها وسيلة إلى الشرك ، فقد يغتر بها بعض الجهال ، وقد أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على من سأله أن يجعل لهم ذات أنواط كما للمشركين ، فقد أخرج الترمذي « عن أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها ، وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها (ذات أنواط) ، فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (الله أكبر إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى :
__________
(1) سنن الترمذي الفتن (2180) ، مسند أحمد (5/218).(27/341)
" لتركبن سنن من كان قبلكم » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأعراف الآية 138 (1) { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }(27/342)
الفتوى رقم ( 15842 )
س : قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ } (1) هل معنى ذلك أن المشركين كانوا يحبون الله ؟
ج : المشركون كانوا يعبدون الله ، ولكنهم أشركوا غيره معه ، فيحبون الله ويحبون غيره معه ، ويدعون الله ويدعون غيره معه من الأنداد والنظراء ، وهم في الشدة يخلصون العبادة لله ، بخلاف مشركي هذا الزمان ، فإنهم يشركون في الرخاء والشدة ، قال تعالى : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } (2)
__________
(1) سورة البقرة الآية 165
(2) سورة العنكبوت الآية 65(27/342)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/343)
السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ( 19219 )
س 2 : لماذا قبح الله الشرك ، وتوعد المشرك بعدم المغفرة وبالخلود في النار ؟
ج 2 : قبح الله الشرك وتوعد المشرك بعدم المغفرة له وبالخلود في النار إذا مات عليه ؛ لأنه أعظم ذنب عصي الله به ، وأعظم ما نهى الله عنه ، ولهذا أخبرنا سبحانه أنه لا يغفره لصاحبه إذا مات على شركه ولم يتب منه ، وأن عمل صاحبه حابط ، وأنه لا أحد أضل من فاعله ، قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (1) ، وقال تعالى : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } (2) ، فمن أشرك مع الله أحدا غيره فقد ساوى الخالق بالمخلوق ، وجعل المخلوق ندا لله صرف له من أنواع العبادة ما لا يستحقه إلا الله ؛ ولهذا توعد الله فاعله بالخلود في النار ، قال تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } (3)
__________
(1) سورة النساء الآية 48
(2) سورة لقمان الآية 13
(3) سورة المائدة الآية 72(27/343)
« وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل أي الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . قيل : ثم أي ؟ قال : " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك " قيل : ثم أي ؟ قال : " أن تزاني بحليلة جارك » (1) ، فأنزل الله في ذلك قوله تعالى : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ } (2)
__________
(1) رواه من حديث عبد الله رضي الله عنه : أحمد 1\380 ، 431 ، 434 ، 462 ، والبخاري 5\148 ، 6\14 ، 7\75 ، 8\21 ، 34 ، 207 ، 210- 211 ، ومسلم 1\90 ، 91 برقم (86) ، وأبو داود 2\732 برقم (2310) ، والترمذي 5\336 ، 337 برقم (3182 ، 3183) ، والنسائي 7 \89 - 90 ، 90 برقم (4013-4015) ، وأبو يعلى 9\ 32-33 برقم (5098) ، وابن حبان 10\ 262 ، 263 ، 265 برقم (4414- 4416) ، والبيهقي 8\ 18 .
(2) سورة الفرقان الآية 68(27/344)
س3 : ما الفرق بين المشرك والمنافق .
ج3 : المشرك هو : من صرف شيئا من العبادة لغير الله ، وأعلن ذلك ، كعباد القبور ونحوهم ، وهذا هو الشرك لا يبقى مع صاحبه شيء من التوحيد ، وهذا المشرك هو الذي حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ، ولا يغفر الله له شركه إذا مات عليه و لم يتب منه ؛ لقول الله تعالى :(27/344)
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } (1) وقوله تعالى : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } (2) أما المنافق النفاق الاعتقادي ، فهو من أظهر الإسلام وأبطن الكفر ، كتكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبغضه ، أو تكذيب وبغض بعض ما جاء به ، أو السرور بانخفاض دين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكراهية انتصاره ونحو ذلك . وصاحب هذا النفاق مخلد في النار ، ومن أهل الدرك الأسفل من النار إذا مات على ذلك ، كما قال تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } (3) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 48
(2) سورة المائدة الآية 72
(3) سورة النساء الآية 145(27/345)
الفتوى رقم ( 20076 )
س : لي والدة تبلغ من العمر خمسا وثمانين سنة ، تقول : إن أمها المتوفاة قد أوصتها بالحج لها ، ولكن هذه الأم كانت ممن يتقرب للجن بالذبح اعتقادا منها أن من تقرب لهم أمن شرهم ،(27/345)
ومن جفاهم ضروه ، وذلك نتيجة جهل مطبق لأمور الدين . فهل يجوز لها تنفيذ هذه الوصية ، وهل يجوز له الدعاء لها بالرحمة والحال ما ذكر ؟
ج : إذا كان الواقع ما ذكر من أن أم أمك ماتت وهي تذبح لغير الله - فإنها تكون مشركة ، لا يجوز الحج عنها ، ولا الدعاء لها ، والاستغفار لها ؛ لقول الله تعالى : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } (1) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التوبة الآية 113(27/346)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18456 )
س 2 : هل يجوز لي في الإسلام أن أستغفر لأبي وأمي اللذين ماتا ، واللذين كانا يزوران المقبرة في بعض الأيام ، ويطبخان الطعام والدجاج ويأكلانه هناك مع أهلهم ؛ اعتقادا أن هذا الطعام صدقة على الأموات ، ويتبركون بالولي الذي بني عليه القبة في المقبرة ، وزيادة على ذلك كانوا يظنون أن شيوخ الصوفية من أولياء الله ،(27/346)
وربما ذهبوا إلى المشعوذين وصدقوهم في خرافاتهم . أبي وأمي اعتقدا أن هذا هو الإسلام ؛ لأنهما طول حياتهما لم يسمعا من أحد أن هذا لا يجوز ، كانا يفعلان هذا على جهل وغفلة لا على العناد ، فما حكم الإسلام في هذه القضية ؟ وما حكم الإسلام في الذي أشرك مع الله على جهل وغفلة ، وهو لا يدري أن ذلك شرك بالله ، ومات على شركه هل هو مخلد في النار ؟ وهل يستغفر له ؟
ج 2 : إذا كان والداك في زيارتهما لهذه القبور يستغيثان بالأموات ويدعوانهم من دون الله ويصدقان المشعوذين ، وماتا على ذلك - فإنه لا يجوز الاستغفار لهما ؛ لقوله تعالى : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } (1) أما أكلهما للطعام في المقبرة وذهابهما إلى المشعوذين من غير تصديق لهم ، فهذه الأعمال تعتبر من المعاصي ، ولا تمنع الاستغفار لهما ، ومن مات وهو يدعو غير الله فإنه يكون قد مات على الشرك ، ويعامل معاملة المشركين ، وإذا كان جاهلا فأمره إلى الله ، ولكن نحن نحكم عليه على حسب ما يظهر منه من أعمال الشرك .
__________
(1) سورة التوبة الآية 113(27/347)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/348)
الفتوى رقم (476 21)
س : أضع بين أيديكم كتيبا أسماه صاحبه ب: ( الصلاة الإلهية الكبرى ) ، وقد استغربت فيه بعض الأمور ، فآمل التكرم بمطالعته وبيان حكم هذه الطريقة ، وحكم طباعة هذا الكتيب ، وحكم توزيعه ونشره .
ج : بعد الاطلاع على الكتاب المذكور تبين أنه مشتمل على أمور شركية ، وأخرى بدعية ، فمن الأدعية الشركية قوله : اللهم صل على غيث المستغيثين . كما في ص 71 و 85 و 87 و 88 . وقوله : فرضنا يا رسول الله ، واستغفر لنا ، واشفع لنا إلى ربك . كما في ص 77 .
ومن الأدعية البدعية قوله : يا من علمه بحالي ، يغني عن سؤالي - وتكرر كثيرا - .
وقوله : صل على سيدنا ومولانا محمد بقدر عظمة (لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين) وتكرر كثيرا .
وقوله : يا من ليس يوصف بقيام ولا قعود ، ولا حركة ولا جمود . كما في ص 32 .(27/348)
وقوله : وأن تجمعني به - أي : بالرسول - صلى الله عليه وسلم - يقظة ومناما . كما في ص 64 و 84 .
وقوله : بسر أسرار الفاتحة إلى حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وآل بيته بنية القبول . كما في 68 .
وقوله : يا من إذا اعتقد فيك المحب لك بعظمة جاهك ومكانتك عند الله تعالى بصدق النية ينال كل المراد ، يا من إذا توجه بك مؤمن صادق إلى الله في إجابة دعائه وسؤاله قبله الله . كما في ص 72 .
وقوله : اللهم إني واقف أمام نبيك وحبيبك سيدي وشفيعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوجها به إليك ، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا سيدي يا رسول الله إني متوجه بك إلى ربي في حوائجي لتقضي . كما في 78-79
وقوله : ولولاك - يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يخلق الله أرضا ولا سماء ، كيف لا ولولاك لم يرسل الله الأنبياء . كما في ص 73 . وهذا غلو لا يجوز اعتقاده في حق النبي - صلى الله عليه وسلم -
وقد ألحق بآخر الكتاب المذكور بعض الصور لآثار منسوبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - منها ما هو كذب قطعا ، ومنها ما يفتقر إلى دليل لثبوته .
وبناء على ما تقدم فإنه لا يجوز الاعتماد على الكتاب المذكور ؛ لمجانبته الصواب ، واشتماله على ما هو اعتداء في الدعاء ،(27/349)
وقد قال الله تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } (1) والواجب على المسلم في هذه العبادة (الدعاء) التزام الشرع المطهر ، وعدم الابتداع فيه . وفي الأدعية الواردة في الكتاب والسنة والأدعية الجائزة الخالية من الاعتداء والابتداع غنية عن مثل هذه الكتب والنشرات .
ولما كان الكتاب المذكور مشتملا على ما سبق بيانه ، فإنه لا تجوز طباعته ولا نشره ولا بيعه ولا توزيعه ؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والضلال ، والدعوة إلى البدع والغلو في النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والله جل وعلا يقول : { وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (2) نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة الأعراف الآية 55
(2) سورة المائدة الآية 2(27/350)
الفتوى رقم ( 19603 )
س : ما حكم الكافر الذي في فراش المستشفى وهناك سمعناه يقول : لا إله إلا الله محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وافاه الأجل هل(27/350)
نحكم عليه بأنه أسلم أم لا ؟
ج : من نطق بالشهادتين قبل بلوغ الروح الحلقوم ، و لم يكن يقولها في صحته ويتعاطى أنواع الشرك الأكبر ، ثم مات فإنه يعد بذلك مسلما ، ويعامل معاملة المسلمين من حيث التغسيل والصلاة عليه ، والدفن والدعاء له بالمغفرة والرحمة ، يدل لذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - « إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » (1) رواه أحمد والترمذي وغيرهما .
وكذلك قصته عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب ، وعرضه الشهادة عليه ، وهو على فراش الموت ، لكنه أبى النطق بها كما في الصحيح . وفي الصحيح أيضا « أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد غلاما يهوديا في مرضه ، وعرض عليه الإسلام فأسلم ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار » (2) .
__________
(1) رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : أحمد 2\132 ، 153 ، والترمذي 5\547 برقم (3537) ، وابن ماجه 12\1420 برقم (4253) ، وأبو يعلى 9\462 برقم (5609) ، وابن حبان 2\395 برقم (628) ، والحاكم 4\257 ، والبيهقي في (الشعب) 12\365 برقم (6661) ، والبغوي 5\90- 91 برقم (1306)
(2) أحمد 3\ 175 ، 227 ، 280 ، والبخاري في (الصحيح) 2\97 ، 7\6 ، وفي (الأدب المفرد) ص 185 برقم (524) ، وأبو داود 3\474 برقم (3095) ، والنسائي في (الكبرى) 8\9 برقم (8534) ، وأبو يعلى 6\93 برقم (3350) ، وابن حبان 7\227 ، 11\242-243 برقم (2960 ، 4884)(27/351)
أما من كان ينطق بالشهادتين في حال صحته ، ويعبد غير الله ، كسؤال الأموات والاستغاثة بهم ، وينذر ويذبح لهم فإن هذا لا يعتبر مسلما بمجرد نطقه بالشهادتين عند الموت ، إلا إذا صرح بتوبته من شركه السابق .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/352)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18511 )
س 2 : نأمل منكم التكرم بأن تبينوا لي التبرك الممنوع (البدعي) متى يكون شركا أكبر ، ومتى يكون شركا أصغر . مع ذكر الأمثلة ؟
ج 2 : التبرك بالمخلوق قسمان :
أحدهما : التبرك بالمخلوق من قبر أو شجر أو حجر أو إنسان ، حي أو ميت ، يعتقد فاعل ذلك حصول البركة من ذلك المخلوق المتبرك به ، أو أنه يقربه إلى الله سبحانه ، ويشفع له عنده ، كفعل المشركين الأولين ، فهذا يعتبر شركا أكبر من جنس عمل المشركين مع أصنامهم وأوثانهم ، وهو الذي ورد فيه حديث أبي واقد الليثي في تعليق المشركين أسلحتهم على الشجرة ، واعتبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك شركا أكبر من المعلقين ، وشبه قول من طلب ذلك منه(27/352)
بقول بني إسرائيل لموسى : { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } (1) القسم الثاني : التبرك بالمخلوق اعتقادا أن التبرك به قربة إلى الله يثيب عليها ، لا لأنه يضر أو ينفع ، كتبرك الجهال بكسوة الكعبة ، وبالتمسح بجدران الكعبة ، ومقام إبراهيم ، والحجرة النبوية ، وأعمدة المسجد الحرام والمسجد النبوي ؛ رجاء البركة من الله ، فإن هذا التبرك يعتبر بدعة ، ووسيلة إلى الشرك الأكبر إلا ما خصه الدليل ، كالشرب من ماء زمزم والتبرك بعرق النبي - صلى الله عليه وسلم - وشعره وما مس جسده ، وفضل وضوئه - صلوات الله وسلامه عليه - ، فإن هذا لا بأس به لقيام الدليل عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأعراف الآية 138(27/353)
الشرك الأصغر(27/355)
علاج الرياء ، في الصلاة
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 14735 )
س1 : هل هناك دعاء لطرد الرياء في الإنسان ، وخاصة في الصلاة ؟
ج1 : إذا حصلت للإنسان وساوس في الصلاة ، فليستعذ بالله من الشيطان ؛ لقوله تعالى : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (1) وليستمر في صلاته ولا يلتفت إلى الوساوس والرياء ، سواء رآه أحد من الناس أو لم يره أحد ، فليشعر نفسه أنه يصلي لله كما أمر الله ، بإتمام الركوع والسجود ، ولا يلتفت إلى مخادعة الشيطان له بأن عمله رياء .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة فصلت الآية 36(27/357)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 15863 )
س1 : في بعض أعمالي شيء من الرياء (ولو قليل) ؛ وحتى(27/357)
أتفادى غضب الله علي أقوم بأعمال أحس أنها لا ترضي الله .
مثلا : أحس أني ذاهب للمسجد للصلاة رياء ، فحتى أتفادى ذلك أصلي في البيت دائما ، وبالقياس لهذا كل شيء . وهذا شيء ينغص علي حياتي . علما بأني مؤمن بالله موحد ، ولا أقطع صلاة ، ولا وجه للخير إلا مشيت فيه ، فخوفي علي! أن لا يتقبل الله مني صلاتي وصيامي وزكاتي يكاد يقتلني . أجيبوني أفادكم الله .
ج1 : الواجب على المسلم أن يعمل العمل مخلصا لله فيه ، مقتديا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، يرجو ما عند الله من الأجر والثواب في الدار الآخرة ، فلا يجوز أن يعمل العمل لأجل الناس وثنائهم ، كما أنه لا يحل له ترك العمل من أجل الناس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/358)
الفتوى رقم ( 13718 )
س : منحني الله صوتا جميلا ، وأحيانا كثيرة يثنى علي وأمدح ويروقني هذا ، لكن أخشى أن يقال : لقد قرأت القرآن ليقال عنك إنك قارئ ، فقد قيل . وإني أخشى من هذا . فهل يوجد دعاء أقوله آنذاك .
ج : يجب عليك أن لا تغتر بصوتك الجميل ولا بالثناء عليك ،(27/358)
ولا تنخدع بذلك ، ولا ينبغي أن يمنعك ذلك من الاستمرار في القراءة بصوتك الجميل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/359)
علاج الرياء السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ( 17382 )
س 2 : كيف يمكن التخلص من الرياء والسمعة ، وما هي الأدعية الواردة في ذلك ، وكيف يمكن معرفة أن هذا العمل يقصد به الرياء ؟
ج 2 : جاهد نفسك في الإخلاص لله تعالى ، والبعد عن الرياء واستعن بالله في هذا ، واحرص على التعرف على الرياء وأنواعه والحذر منها ، وتأمل في عاقبة الرياء في الدنيا والآخرة ، فإن من تأمل ذلك كره إليه الرياء ؛ لأن رياءه لن يجلب له نفع الناس ، ولن يدفع عنه ضررهم ، بل يجلب عليه سخط الله تعالى وغضبه ومقته ، فيخسر بذلك الدنيا والآخرة ، وفي (الصحيحين) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من سمع سمع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به » (1) ومما يعين على الخلاص من هذا الداء : سؤال الله تعالى العافية ، والتعوذ منه ، والتذكر أنه من
__________
(1) رواه من حديث جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - : أحمد في (المسند) 4\ 313 ، وفي (الزهد) ص 44 ، والبخاري 7\ 189 ، و مسلم 4\ 2289 برقم (2987) ، وابن ماجه 2\407 برقم (4207) ، وابن أبي شيبة13\525 ، وأبو يعلى 3\93 برقم (1524) ، وابن حبان 2\133 برقم (406) ، والطبراني 2\170 ، 171 برقم (1696- 1700)(27/360)
أعمال المنافقين المذكورة في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } (1) ، وقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاطب أصحابه قائلا : « أيها الناس اتقوا الشرك ، فإنه أخفى من دبيب النمل قالوا : وكيف نتقيه يا رسول الله ؟ قال : قولوا : اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ، ونستغفرك لما لا نعلمه » (2) رواه أحمد والطبراني عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - .
__________
(1) سورة النساء الآية 142
(2) أحمد 4\403 ، والبخاري في (التاريخ الكبير) 9\58 ، وابن أبي شيبة 10\338 ، والطبراني في (الأوسط) 4\ 284 برقم (3503) (ت : الطحان)(27/361)
س 3 : شخص كان يصلي ، فلما انتهت الصلاة إذا بجانبه أحد شيوخه ، فخاف أن يقع في الرياء ، فلم يتسنن خوفا من أن يقع في الرياء . فهل يجوز فعل هذا ، وهل عليه شيء ، وهل عمله صحيح ؟
ج 3 : هذا الفعل أقل أحواله الكراهة ، وقد عده بعض أهل العلم من الرياء ؛ لأن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس فهو مراء ؛ لأنه ترك العمل لأجل الناس ، وترك العمل خوفا من الرياء من حبائل الشيطان ، فإنه لو فعل إنسان هذا لأوشك إذا علم الشيطان بذلك أن يعترض له عند كل عمل بالخطرات(27/361)
والوساوس ، حتى يدع كل طاعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/362)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 21677 )
س5 : حسب ما أعلم فإن من الشرك ما هو أكبر (وهو المخرج من الملة بعد العناد) ، وشرك أصغر (مثل الرياء ، وهو المحبط للعمل) . فهل الشرك الأصغر يحبط كل أعمال العبد السابقة بما فيها الأعمال التي لم يخالطها شرك أصغر ، مثل الرياء ، أم الأعمال التي خالطها شرك أصغر فقط ؟
وأرجو من سماحتكم شرح - أي : إيضاح - معنى حديث الأقوام الذين يأتون يوم القيامة ولهم أعمال كالجبال ، ثم يجعلها الله عز وجل هباء منثورا وعلة حبوط أعمالهم . وأرجو من سماحتكم نصيحة لتجنب وساوس الشيطان الرجيم ، الذي عادة ما يفسد علي بعض العبادات ، كأن يحضر لي أثناء الصلاة ، ويقول لي : أحسن عملك فإن فلانا الشيخ الفقيه يراك وغيره وغيره . . .
رغم أن نيتي في البداية كانت خالصة لوجه الله تعالى . فماذا تنصحونني يرحمكم الله ؟
ج5 : الرياء يحبط العمل الذي خالطه واستمر معه ، ولم يتب(27/362)
منه صاحبه ، ولا يحبط الأعمال التي لم يخالطها ، وإنما الذي يحبط جميع الأعمال هو الشرك الأكبر ، والذين يأتون بأعمال صالحة أمثال الجبال ، ثم تذهب ولا يستفيدون منها هم الذين يأتون بمظالم للعباد ، فيقتص للمظلومين من أعمالهم حتى لا يبقى منها شيء ، ثم يؤخذ من سيئات المظلومين فتطرح عليهم ، ثم يلقون في النار ؛ كما جاء في الحديث .
أما الكافر والمشرك الذي مات على الكفر ، فليس لهم أعمال مقبولة أصلا ؛ لأن الأعمال لا تصح مع الكفر والشرك ، وعليك بترك الوساوس وعدم الالتفات إليها ، والاستعاذة بالله من الشيطان ؛ لأنك إذا فعلت ذلك فلن تضرك - إن شاء الله -
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/363)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18438 )
س 2 : أنا رجل أصلي بالناس إماما بعض الأحيان ، وبعض الأحيان أخطب بالجمع ، ولكن تأتيني نفسي في بعض الأحيان وتقول : إن هذا العمل أنت تبتغي فيه الرياء ، وأنت تريد السمعة ، وأنت تريد الرفعة والمكانة بين الناس ، حتى أرفض أن أخطب وأرفض الإمامة .(27/363)
ج 2 : ننصحك بالاستمرار بالإمامة وخطبة الجمعة ؛ لأنها عمل طاعة ، ولا تلتفت لوساوس الشيطان وتخذيله لك عن هذا العمل بحجة خوف الرياء ، وعليك بعمل الطاعة والإخلاص لله عز وجل ، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ومن هذه الوساوس المخذلة عن الخير ، وسيعينك الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/364)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19147 )
س 1 : هل هذه العبارة صحيحة من حيث المعنى : (لولا النبي - صلى الله عليه وسلم - لكانت العرب في جاهلية ) ؟
ج1 : الصواب أن يقال : (لولا الله ثم بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم ) ، أو (لولا بعث الله النبي - صلى الله عليه وسلم - ) ، ابتعادا عما يمس العقيدة من الألفاظ .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/364)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 16826 )
س 4 : هل قول الإنسان : (أشكر الله وأشكرك) ، يعتبر نوعا من أنواع الشرك بالله ؟(27/364)
ج 4 : لا يجوز العطف بالواو في قول الإنسان : (أشكر الله وأشكرك) ؛ لأن الواو للتسوية ، وإنما الواجب أن يقول : (أشكر الله ثم أشكرك)؛ لأن ثم للتراخي .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/365)
الطواغيت والحكم بغير ما أنزل الله(27/367)
التحاكم إلى العادات والأعراف القبلية
الفتوى رقم ( 16894 )
س : نرفع لسماحتكم معروضنا هذا ، ونفيدكم فيه بأن القبائل التي تستوطن الطائف وضواحيها وهم قبيلة قريش وبنو سفيان وطويرق والنمور وقبيلة هذيل التي تستوطن وادي نعمان ، تسيطر على هذه القبائل جميعا الأحكام العرفية ، وما يسمونه بالمذهب العربي ، وهو عبارة عن قوانين جاهلية لا تخضع للشريعة ، ومن أمثلة ذلك : قانون تثليث الدم ، بحيث إذا ضرب إنسان وقدر دمه بعشرة آلاف مثلا ، فإن صاحب هذا الدم لا يحصل إلا على ثلاثة آلاف فقط ، وفقا لقانون تثليث الدم السائد عندهم ، حيث يخصم منه ثلث للفراش وهي الوليمة التي يجتمعون عليها ، والثلث الثاني يهمل ويهدر حسب القانون ، والثلث الباقي يسلم لصاحب الدم .
ومن أمثلة ذلك : أنهم يحكمون بالجنابي وهي أن يضرب الرجل رأسه بالجنبية حتى يسيل الدم ، ويستمر ضرب رأسه والدم يسيل حتى يقول خصمه كلمة (أبيض) ، وفي هذه الأيام يتحايلون(27/369)
على قضية الجنابي ويقولون : نحن نحكم بثمن الجنابي ، ولا داعي للاعتراض ، كما يقولون بأننا نقدر الجنبية بألف ريال أو بأكثر أو أقل ، وعندهم أيضا ما يسمونه (بالأسية) وهو قانون سائد لديهم ، وهو أن يشرعوا لكل حادثة أحكاما ، مثل : عليك يا فلان خمس من الغنم أو ست جنابي أو ثمنها في حادثة من الحوادث ، وغدا تقبل مني مثل هذا الحكم المذكور ، ويتذرعون بأن الشرع لا يمنعهم من تطبيق عادات آبائهم وأجدادهم التي يفخرون بها ويجلونها ويعظمونها . . . وقد يلاقي المنكر عليهم نبذا وهجرا ، ولو استطاعوا أن يفعلوا الأفاعيل لما ترددوا .
ونأمل من سماحتكم إفتاءنا في هذه الأمور فتوى مكتوبة ، ولا سيما أن بعض العامة ينقلون عن سماحتكم أمورا لا ندري مدى ثبوتها .
وهذه الأمور المذكورة يا سماحة الشيخ عبارة عن واقع تعيشه هذه القبائل ، والذين يتولون التحكيم رجال ليسوا مؤهلين شرعا ، بل هم من العامة . فما حكم الإسلام في تثليث الدم وفي الجنابي أو في ثمنها أو في الأسية ، وبقية ما ذكرنا ؟ وهل يباح الحضور والأكل من وليمة الفراش المذكورة أعلاه ؟ وعندهم أيضا ما يسمى بالمنصوبة ، وهي ذبيحة أو أكثر تفرض على المخطئ ، ويذهب بها إلى بيت المخطى عليه . فهل يجوز حضورها والأكل(27/370)
منها ؟ وما حكم الرضا بما يفرضه القضاة من العامة المعروفين ؟
ج : الواجب على المسلمين أن يتحاكموا إلى الشريعة الإسلامية امتثالا لأمر الله جل وعلا في قوله تعالى : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ } (1) ، وقوله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (2) ، وقوله : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (3) ، وقوله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (4) ، وقوله تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (5) .
ويحرم على المسلمين التحاكم إلى الأحكام العرفية ، والمبادئ القبلية ، والقوانين الوضعية ؛ لأنها من التحاكم إلى الطاغوت الذي نهينا أن نتحاكم إليه ، وقد أمرنا الله بالكفر به في قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا } (6)
__________
(1) سورة المائدة الآية 49
(2) سورة المائدة الآية 44
(3) سورة المائدة الآية 45
(4) سورة المائدة الآية 47
(5) سورة النساء الآية 65
(6) سورة النساء الآية 60(27/371)
ولا يحل لمشائخ القبائل الحكم بين الناس بما تمليه الأعراف والمبادئ القبلية ، والواجب عليهم إرشاد من جاءهم بأن يذهب إلى القضاة في المحاكم الشرعية ، الذين ولاهم إمام المسلمين للحكم بين الناس بالشرع المطهر .
وما ذكر من الحكم بالجنابي أو ثمنها ، أو تثليث الدم ، أو الحكم بالأسية أو المنصوبة ، فكل هذه ليست أحكاما شرعية ، وإنما هي من الأحكام القبلية التي لا يجوز الحكم بها بين الناس ، ولا يجوز الأكل من الطعام المسمى بـ : (طعام الفراش) ؛ لأنه مبذول بغير طيب نفس ، ولا يجوز حضورها ولا الرضا بها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/372)
الفتوى رقم ( 14676 )
س : كما تعلمون عندنا في الجزائر ما يسمى بـ : (الانتخابات التشريعية) ، هناك أحزاب تدعو إلى الحكم الإسلامي ، وهناك أخرى لا تريد الحكم الإسلامي . فما حكم الناخب على غير(27/372)
الحكم الإسلامي مع أنه يصلي ؟
ج : يجب على المسلمين في البلاد التي لا تحكم الشريعة الإسلامية ، أن يبذلوا جهدهم وما يستطيعونه في الحكم بالشريعة الإسلامية ، وأن يقوموا بالتكاتف يدا واحدة في مساعدة الحزب الذي يعرف منه أنه سيحكم بالشريعة الإسلامية ، وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية فهذا لا يجوز ، بل يؤدي بصاحبه إلى الكفر ؛ لقوله تعالى : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ } (1) { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (2) ، ولذلك لما بين الله كفر من لم يحكم بالشريعة الإسلامية ، حذر من مساعدتهم أو اتخاذهم أولياء ، وأمر المؤمنين بالتقوى إن كانوا مؤمنين حقا ، فقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (3) .
__________
(1) سورة المائدة الآية 49
(2) سورة المائدة الآية 50
(3) سورة المائدة الآية 57(27/373)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/374)
الفتوى رقم ( 18838 )
س : ما يقول فقهاء الدين وعلماء المحدثين وجماعة الموحدين ، فيمن قدم العقل على النقل ، وحاج وكابر وزعم أن العقل هو مرجع كل شيء ، وإذا أتاه حديث صحيح - حتى ولو كان في البخاري ومسلم - رأيته يعرض عنه إعراضا ويلتمس له طرق تأويل فاسدة تخرج عن ظاهر الحديث ، وصاروا بذلك يطعنون في متون الأحاديث . فهل هذا هو الحق أم هو الضلال المبين ؟ أفيدونا بجواب رجاء الثواب يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها .
ج : الواجب على المسلم اتباع أدلة الشرع ونبذ ما عارضها من العقليات المزعومة ، قال تعالى : { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } (1) ، وقال تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } (2) ، والذي يقدم العقل على الشرع يكون كافرا بالله عز وجل ، قال تعالى :
__________
(1) سورة الأعراف الآية 3
(2) سورة النساء الآية 59(27/374)
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 65(27/375)
السؤال الرابع والأربعون من الفتوى رقم ( 12087 )
س 44 : حكم العمل في مجال المحاماة في بلد يحكم بالقانون ، ولو كان القانون في بعض أجزائه لا يصادم الشرع ؛ خصوصا في الأمور المبنية على العرف أو مسائل الحكومات ؟
ج 44 : إذا كان الاشتغال بالمحاماة لأجل إحقاق الحق وإبطال الباطل شرعا ، ورد الحقوق إلى أربابها ، ونصر للمظلوم - فهو مشروع ؛ لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى ، وإلا فلا يجوز لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان ، قال تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (1) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة المائدة الآية 2(27/375)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 18870 )
س 5 : بدأ بعض الناس- من الدعاة- يهتم بذكر توحيد الحاكمية ، بالإضافة إلى أنواع التوحيد الثلاثة المعروفة . فهل هذا القسم الرابع يدخل في أحد الأنواع الثلاثة أم لا يدخل ، فنجعله قسما مستقلا حتى يجب أن نهتم به ؟ ويقال : إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب اهتم بتوحيد الألوهية في زمنه ، حيث رأى الناس يقصرون من هذه الناحية ، والإمام أحمد في زمنه في توحيد الأسماء والصفات ، حيث رأى الناس يقصرون في التوحيد من هذه الناحية ، وأما الآن فبدأ الناس يقصرون نحو توحيد الحاكمية ، فلذلك يجب أن نهتم به ، فما مدى صحة هذا القول ؟
ج 5 : أنواع التوحيد ثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وليس هناك قسم رابع ، والحكم بما أنزل الله يدخل في توحيد الألوهية ؛ لأنه من أنوع العبادة لله سبحانه ، وكل أنواع العبادة داخل في توحيد الألوهية ، وجعل الحاكمية نوعا مستقلا من أنواع التوحيد عمل محدث ، لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم ، لكن منهم من أجمل وجعل التوحيد نوعين : توحيد في المعرفة والإثبات ؛ وهو توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات . وتوحيد في الطلب والقصد ؛ وهو توحيد الألوهية ، ومنهم من فصل فجعل التوحيد ثلاثة أنواع كما سبق . والله أعلم . ويجب الاهتمام(27/376)
بتوحيد الألوهية جميعه ، ويبدأ بالنهي عن الشرك ؛ لأنه أعظم الذنوب ويحبط جميع الأعمال ، وصاحبه مخلد في النار ، والأنبياء جميعهم يبدؤون بالأمر بعبادة الله والنهي عن الشرك ، وقد أمرنا الله باتباع طريقهم والسير على منهجهم في الدعوة وغيرها من أمور الدين . والاهتمام بالتوحيد بأنواعه الثلاثة واجب في كل زمان ؛ لأن الشرك وتعطيل الأسماء والصفات لا يزالان موجودين ، بل يكثر وقوعهما ويشتد خطرهما في آخر الزمان ، ويخفى أمرهما على كثير من المسلمين ، والدعاة إليهما كثيرون ونشيطون . وليس وقوع الشرك مقصورا على زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولا تعطيل الأسماء والصفات مقصورا على زمن الإمام أحمد - رحمهما الله - ، كما ورد في السؤال ، بل زاد خطرهما وكثر وقوعهما في مجتمعات المسلمين اليوم ، فهم بحاجة ماسة إلى من ينهى عن الوقوع فيهما ويبين خطرهما . مع العلم بأن الاستقامة على امتثال أوامر الله وترك نواهيه وتحكيم شريعته - كل ذلك داخل في تحقيق التوحيد والسلامة من الشرك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/377)
الفتوى رقم ( 18545 )
س : يوجد لدينا في المنطقة الجنوبية ما يسمى ب : ( أيمان الوسية ) ، وهذه الأيمان تحل وتفصل كثيرا من المشاكل والخلافات بين الأفراد والقبائل ، فمثلا عندما يحدث نزاع في أراض ، أو إصابات وجراحات ، أو اعتداء رجل على شجرة لشخص ، أو إصابة ابنه بجرح على أثر مضاربة ونحوها ، أو وقعت غنمه على مزرعة شخص فأكلت من مزرعته ، فيحلف المعتدي أو وليه أنه لو كان في محل المصاب أو المعتدى عليه أو المعتدى على ملكه أنه لا يطالب بشيء ، فيقول : (والله العظيم إنه لو كان حصل هذا الخطأ منك يا صاحب الشجر ، أو يا صاحب الغنم ، أو يا صاحب الولد ، أنني أسامحك ولا أطالبك بشيء) هذه صفة أيمان الوسية . وهناك يا فضيلة القاضي مسألة أخرى ، وهي تعزير من يحصل منه خطأ لا حد فيه من الأخطاء السابقة ، وذلك بذبح شاة أو شاتين أو أكثر للقبيلة أو الجماعة في القرية الواحدة ، وهذا أيضا يحل إشكالا كثيرا بالرضا بين أطراف النزاع . فما حكم هاتين المسألتين ؟
ج : أولا : ما يسمى بأيمان الوسية ، وصورتها : أنه إذا اعتدى شخص على آخر في نفسه أو ماله ، فيحلف المعتدي أو وليه أنه لو كان في محل المصاب أو المعتدى على ملكه أنه لا يطالبه ، هي عمل منكر ، وإلزام للناس بحكم لم يوجبه الله(27/378)
ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، فالواجب على من ابتلوا بهذه الأيمان تركها وهجرها والاعتياض عن ذلك ، بما هو مشروع من الصلح بين المتنازعين برضاهما ، أو التحاكم إلى القضاة في المحاكم الشرعية .
ثانيا : تعزير المعتدي أو المخطئ بقدر ما ارتكبه من الاعتداء أو الخطأ ؛ تأديبا له وتطييبا لخاطر المعتدى عليهم ، بذبح شاة أو شاتين للقبيلة ، هذا تأديب ممن لا يملكه شرعا ، ثم هو قدر زائد على العقوبات التعزيرية التي مردها إلى القضاء ، لا الأعراف القبلية ، فلا يجوز فعل ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/379)
الفتوى رقم ( 18533 )
س : قال الله سبحانه وتعالى : { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا } (1) سماحة الشيخ : نحن طلبة علم من إحدى قبائل الجنوب ، وكما يعلم سماحتكم انتشار الجهل وقلة الناصحين في صفوف القبائل ، الأمر الذي جعلهم يتوارثون عادات وتقاليد
__________
(1) سورة الحجرات الآية 13(27/379)
ومذاهب ، ومن ذلك مشكلة زوجية حدثت بين رجل وزوجته ، وعلى إثر نقاش وخلافات زوجية بينهما طلق الرجل زوجته طلقة واحدة ، ثم أوصلها إلى أبيها ، وبعد أيام من إيصالها إلى أبيها أرسل أناسا ليتدخلوا بالإصلاح ، وذلك في أثناء مدة الثلاثة أشهر ، إلا أن أبا البنت رفض إعادتها إليه ؛ ونظرا لجهل الزوج بأنها ترجع إليه بدون إذن أبيها ، ونظرا لجهل المصلحين بذلك وجهل أبي البنت وإصراره ، تركوا الأمر ظانين أن الطلاق قد وقع ، ولا علم لهم بأن الرجعة تحققت بإرسال أولئك المصلحين ، فبعد مضي أشهر أرسل الزوج طالبا إعادة زوجته إليه ، فتدخل مرة أخرى مصلحون ، وحكموا على الزوج بمبلغ وقدره 30.000 ثلاثون ألف ريال ، وذهبوا إلى القاضي ولم يخبروه بطلب الزوج إعادة زوجته أثناء فترة العدة ، فأخبرهم بأن الأمر يحتاج عقد نكاح جديد ومهر جديد ، فاستشار الزوج بعضا من الناس ، فأخبروه بأنه قد راجع زوجته ، وليس عليه شيء ، ثم رفعت لسماحتكم مسألتهم وأفتيتهم بأنه لا عقد عليه ولا مهر ما دام قد راجعها أثناء العدة ، ولأن الأمر يخالف عادات القبائل ويتنافى معها ، لم يرضوا بهذه الفتوى ولم يقتنع أبو البنت بإعادتها بدون مهر ، حيث قد شرط له المبلغ المدفوع أعلاه وهو ثلاثون ألف ريال من قبل المصلحين ، وعند صدور الفتوى رفض الزوج وأبوه تسليم(27/380)
ذلك المبلغ ، وطلبوا تسليم زوجتهم إليهم ، وعند ذلك استعان أبو البنت بعريف القبيلة وأعيان القبيلة وشرح لهم القضية ، فلم يعبؤوا بفصل الشرع في هذه القضية ، بل قالوا لأبي البنت : لك حق على زوج ابنتك وأبيه ، وعلى أخيك الذي له الدور الأكبر في قضية الإصلاح بالمبلغ المرقوم أعلاه . وطلبوا إليه أن يحضر هؤلاء إليهم فينفذوا فيهم تلك الأحكام التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم ، وفعلا حضر أخو أبو البنت ، وعقدت جلسة القبيلة ، وحكم عليه عريف القبيلة وأحد أعيانها أي أعيان القبيلة بمبلغ 10.000 ريال على الرجل الذي تدخل بالإصلاح ولم يوجب مهرا كاملا لأخيه على زوج ابنته ، وقالوا : هذا بمبلغ خبراء لك ؛ لأنك خنت أخاك وملت مع خصومه ولم تقف مع أخيك ضدهم حتى يأخذ المبلغ وهو ثلاثون ألف ريال . فهل هذا العمل والتصرف من أولئك القوم يعد فصل القضاء في هذه المشكلة الزوجية ؟ وهل التدخل وجيه وجائز ؟ وهل هذا المبلغ الذي حكم به على المصلح حلال أكله ؟ وهل يجوز دفع مثل هذا المبلغ لمثل هؤلاء القوم ، أم على دافعه إثم ؟ وما هذه المشكلة إلا نموذج بسيط ومثال لما يجري عند تلك القبائل والعشائر من تقديس لتلك العادات والمذاهب ، حتى إنهم يعتبرون الذي لا يحكم بها مرتكبا أمرا كبيرا وعارا ، وينتقصونه ويلمزونه بأنه لا يعرف(27/381)
المذاهب وقاطع مذهب ، فلا يجلس في مجالسهم ولا يحضر محاضرهم أي محاضر القبيلة حتى يحاكموه فيما شجر منه عليهم ، وإلى غير ذلك من سلسلة العبارات والعادات .
سماحة الشيخ : إذا كان هذا العمل والتصرفات تعتبر حكما بغير ما أنزل الله تعالى . فما حكم الذي يخضع لتلك العادات ثم يقطعه أقاربه وإخوانه . هل يعتبر قاطع رحم وهو الممتنع عن الخصوم لهذه العادات أم هم القاطعون ؟ وهل من نصيحة لعريف القبيلة كونه القدوة لهم وكبيرهم ومرشدهم كونه أحد الحكام في هذه القضية وأمثالا ؟ أفتونا في هذه القضية راجيا كتابة ذلك وتعميمه إذا أمكن ؛ حتى تعم الفائدة لعامة المسلمين . غفر الله لكم وجزاكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه مجيب الدعاء .
ج : أولا : ما دامت المرأة في العدة وطلاقها غير بائن ، فهي زوجة يحق للزوج مراجعتها بدون رضاها ، وبلا إذن وليها ، وبدون مهر جديد ، لقوله تعالى : { وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا } (1) ثانيا : ما ذكر في السؤال من العادات والأعراف القبلية هي أعمال منكرة مخالفة للشريعة الإسلامية ، لا يجوز الحكم بها ولا
__________
(1) سورة البقرة الآية 228(27/382)
الرضا عنها ، والواجب على المسلمين أن يتحاكموا إلى الشريعة الإسلامية لحل منازعاتهم وخصوماتهم لدى المحاكم الشرعية ، فهذا هو مقتضى الإيمان ؛ لقوله تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (1) وقوله سبحانه : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } (2) ، وقوله : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (3) وعلى من له حق ولم يحصل عليه : مراجعة المحكمة مع خصمه ، وفيما تراه الكفاية ؛ لأن فصل الخصومات من اختصاصها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 65
(2) سورة النساء الآية 59
(3) سورة المائدة الآية 50(27/383)
الفتوى رقم ( 18542 )
س : نحن في مجتمع قبلي قد نشأ أفراده على عادات وتقاليد(27/383)
يحكمونها في مشاكلهم ، سواء كان الاختلاف في المزارع أو في أراض سكنية ، أو مشكلات زوجية ، أو في مشاجرات تحدث بينهم ، لهم في ذلك قواعد محفوظة في أذهان كبار السن من القبائل ، يتحاكمون إليها ويحتجون بأن ذلك من إصلاح ذات البين ، وأن ما يجري من دعوى وإجابة من الخصمين وبحضرة الذين يسمون حكاما يقولون : إن هذا ترتيب لا بد منه في حالة الإصلاح ، وقد يحكمون بيمين على المنكر ، ويقولون : اليمين يحكم بها القاضي في حالة الإنكار . فهم لا يرون بأسا بطريقتهم تلك ، وبضغوطهم على من يأبى دفع المبلغ المحكوم به عليه يقولون : كل ذلك نقصد به القضاء على المشكلة . فهل هذا الأسلوب وهذه الوسيلة التي ينتهجونها يعد صلحا شرعيا ، وهل لهم في هذا أجر ؟ وإذا كان خلاف ذلك نرجو إيضاح صفات المصلحين بين الناس بالطريقة الشرعية الصحيحة ؛ حتى نكون على بينة من الأمر . مع العلم بأن بعض الذين يحكمون في مثل هذه المشاكل قد يصوم من كل شهر الاثنين والخميس ، ويظن إن كان هناك إثم فإنه بسيط ، ويستغفر الله تعالى ويكفي ، كما أن من عادات تلك القبائل أنهم يستنكرون رفع المشكلات إلى السلطات الرسمية استنكارا شديدا ، مما يجعلهم يقفون يدا واحدة ضد الذي يرفع الشكوى ضد آخر ، وأن الحق له بصرف النظر عن ذلك الذي قام بالشكوى ، فإنهم(27/384)
يعتبرونه أضاع حقه برفع الشكوى إلى السلطات ، ولا يشهدون معه ولا يسمحون له بالحضور في محافلهم مثل الزواج وغيره من المناسبات التي تقام عند القبيلة ، وكذلك إذا تعرض لحادثة من حوادث الزمان لا يقفون معه ، ومثال ذلك : لو تعرض لدهس شخص وقرر عليه دية ، لا يساعدونه فيها حتى يعود إلى القبيلة ، ثم يسلم معدال (سيف) أو مبلغا من المال ، ثم يسحب شكواه من السلطات الرسمية ، ثم يتحاكم إلى عرفاء ومشائخ القبائل ، ويحكمون عليه سلفا وحكما مغلظا في الشكوى ، سواء كان هو مخطئا أو عليه الخطأ ، ثم بعد ذلك يحكمون عليه في الشكوى ، وينظرون في المشكلة بعد أخذ حق القبيلة ، فإن كان وجده في مجلس ولم يصافحه فيحكمون عليه بألف ريال 1000 وأحيانا أكثر ، وإن كان قال له مثلا : كلمة (يا سارق) يحكمون عليه بخمسة آلاف ريال 5000 ، وهكذا ينظرون في مشاكل أفراد القبيلة ، ويحكمون فيهم حكم الأوائل من آبائهم . وأجدادهم . فهل من نصيحة لأولئك القوم ، خاصة الذين يعتبرون هذا العمل من الإصلاح بين الناس وتلافي المشاكل بينهم ، ويقولون : ذلك من لمم الذنوب ، ومما تكفره الصلوات الخمس وغيرها ؟ فنرجو من سماحتكم تبيين الجواب في هذه المشكلة .
ج : يجب الرجوع في المنازعات والخصومات إلى المحاكم(27/385)
الشرعية ، وترك الحكم بالعادات القبلية والأعراف الجاهلية ؛ لقول الله تعالى : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ } (1) ، وقوله جل وعلا : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (2) ، وقوله سبحانه : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } (3) .
وأما الإصلاح بين الناس وتسوية النزاعات بينهم ، فهذا أمر حسن ومطلوب ، لكن الإصلاح المشروع هو ما لا يكون فيه مخالفة للشرع المطهر ، ولا إلزام للممتنع ، ورضي به الطرفان من غير إجبار ولا فرض عقوبة معينة ، وحصل به حل النزاع وزوال الشحناء ، فكل ذلك داخل في قوله سبحانه : { وَالصُّلْحُ خَيْرٌ } (4) ، وقوله سبحانه : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ } (5) ، وقوله عز وجل : { لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ } (6)
__________
(1) سورة المائدة الآية 49
(2) سورة المائدة الآية 50
(3) سورة النساء الآية 59
(4) سورة النساء الآية 128
(5) سورة الأنفال الآية 1
(6) سورة النساء الآية 114(27/386)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/387)
الفتوى رقم ( 18561 )
س : نحن نواب قبائل آل وائلة بتهامة عسير ، نقوم بالنظر في بعض القضايا ، وذلك بقصد ردع أفراد القبيلة ، وسعيا في تخفيف المشاكل ، وهي كالآتي :
1- اللاذة : وهي أنه إذا حصل خصومة بين شخصين أحدهما يطلب حقه من الآخر ، فالذي عليه الحق يستليذ بشخص آخر ويقوم الأخير بردع صاحب الحق ، ويطلب منه عدم مطالبة الشخص الذي لاذ به ، وإذا عاد صاحب الحق وطالب بحقه من خصمه مرة ثانية ، فإن المليذ يثور باثني عشر رأسا من الغنم ، يسلمها للشخص الذي لاذ به ، ثم يعود المليذ فيذهب مع صاحب الحق الأول إلى النائب ويلزمه النائب بتسليم اثني عشر رأسا من الغنم للمليذ ، فلا أخذ صاحب الحق حقه وألزم بدفع اثني عشر رأسا من الغنم من جراء مطالبته بحقه .
2- عدالة : إذا حصلت قضية طعن بسكين أو إطلاق على شخص ، فإن المعتدي والمعتدى عليه يجلسون عند نائب(27/387)
القبيلة ، ويتولى النظر في قضيتهم ليفض النزاع على النحو الآتي :
يقوم النائب بقوله : أنا سأحكم بينكما بشرط أن تقبلوا حكمي ، ويمسحوا على لحاهم قابلين بحكمه مهما كان ، ثم يحكم على الطاعن أو الضارب بما يراه من عشر إلى خمسمائة رأس من الغنم ، ويقبل هذا الحكم وينفذه كل منهما .
قضايا الحدود :
السرقة : عند قيام شخص بسرقة رأس من الغنم ، فحين التعرف عليه فإنه يلزم بدفع اثني عشر رأسا من الغنم ، نكالا له وردعا لغيره .
فهل يعتبر نظرنا في مثل هذه القضايا من الحكم بغير ما أنزل الله ؟ أفتونا ووجهونا بارك الله فيكم .
ج : ما ذكر في السؤال من عادات وأعراف قبلية هي أحكام جاهلية لا يجوز التحاكم إليها والرضا بها ، والواجب على المسلمين أينما كانوا التحاكم إلى الشريعة الإسلامية ونبذ الأحكام المخالفة لها لقوله تعالى : { وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ } (1) وقوله سبحانه :
__________
(1) سورة المائدة الآية 49(27/388)
{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } (1) وقوله : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (2)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 59
(2) سورة المائدة الآية 50(27/389)
الفتوى رقم ( 19915 )
س : أتوجه إلى سماحتكم بهذا السؤال راجيا من الله أن يدلكم ويلهمكم الإجابة الصائبة عليه ، وهو : أن مجموعة من ذوي الرأي في بلد إسلامي ما لا يوجد لديهم حاكم شرعي ، فكونوا لجنة لإصلاح ذات البين لفض الخصومات والمنازعات التي تنشب بين قبيلتين أو أكثر ، ولكن من العادات السائدة والتقاليد أنهم يذهبون إلى القبيلة المظلومة أو إلى الجميع ويحملون معهم رأسا أو أكثر من الإبل أو البقر أو غيرها من بهيمة الأنعام ، فإذا وصلوا إلى الخصوم عقروها عندهم تطييبا لخواطرهم ، ولو ذهبوا بشيء من المال وإن كثر لا تقف الفتنة إلا بالفعل الذي تقدم آنفا وهو العقر . فما حكم الشرع في هذا العقر ؟ وإذا كان حراما فإن(27/389)
أصحاب هذه اللجنة قد اشتروا جملا بما يقارب خمسة وأربعين ألفا وجعلوها غرامة على كل عضو من أعضاء اللجنة ، وبعض الأعضاء فقير ، وطلبوا منا أي نحن المغتربين المساعدة مع العلم أنهم جاهلون بالحكم الشرعي في ذلك . فهل يجوز لنا مساعدتهم في قيمة هذا الجمل الذي سبق ، ونخبرهم أن تكرار هذا الفعل لا يجوز ؟ نرجو الإجابة الشافية .
ج : الله تبارك وتعالى أمر أهل الإيمان بالتعاون على البر والتقوى ، ونهاهم عن التعاون على الإثم والعدوان ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : « لا عقر في الإسلام » (1) ، وذلك لإبطال أمر الجاهلية الذين يفعلون كفعلكم ، ومن المعلوم أن فض الخصومات والإصلاح بين المسلمين من أعظم أنواع البر والإحسان ، لكن هذا العرف المذكور ، وهو الالتزام بذبح شيء من بهيمة الأنعام ، وأن ذلك هو طريق الإصلاح وإرضاء القبيلة المتنازعة ، هو عرف فاسد لا يجوز فعله ولا الاستمرار عليه ؛ لكونه من أمر الجاهلية ، ولأنه إيجاب أمر على العباد لم يوجبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد يكون وراءه اعتقاد في الذبح لغير الله ، فيكون ذريعة للشرك بالله تعالى ، كما أن هذه الالتزامات تثير البغضاء والشحناء والأحقاد بين الناس ، وبناء على ذك فيجب ترك هذه التقاليد والأعراف المخالفة للشرع المطهر .
__________
(1) سنن أبو داود الجنائز (3222) ، مسند أحمد بن حنبل (3/197).(27/390)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/391)
الفتوى رقم ( 20510 )
س : إننا من قبائل تسكن في مكة المكرمة وأطرافها ، ويجاورنا قبائل أخرى ، ويوجد لدينا عادات وأحكام قبلية نتحاكم إليها عند الخلافات والنزاعات ، وإنني ومجموعة من أفراد القبيلة في خوف ووجل من ذلك ، نخشى أن نكون بذلك نتحاكم إلى غير ما أنزل الله ، وأردنا أن ننكرها ونغيرها ، وإن أصرت القبيلة عليها نخرج عن دائرتهم ونقاطعهم ، ولكن أعدنا النظر فوجدنا في ظاهر الأمر أن في هذه العادات والأحكام مصالح وحل نزاعات ودرء لمفاسد وحقن دماء وحفظ حقوق ، هذا ما نراه في ظاهر الأمر . . والله أعلم . وخشينا أن ننكرها ونغيرها بغير علم ، فيفوت ما فيها من المصالح ، ويصعب عودة القبيلة إليها ، فقررنا أن نوضح لكم صورة هذه العادات والأحكام ، بان كانت تخالف أحكام الشرع المطهر فسنبادر إن شاء الله بالانتهاء عنها وتحذير الناس منها ، وإن وجد فيها ما فيه مصلحة ولا يخالف الشرع فنرجو توضيحه وتوضيح ما يخالف الشرع لتغييره . علما أن القبيلة تفيد بأن عدم إقبالها على التحاكم في المحاكم الشرعية الحكومية ليس اعتراضا(27/391)
على حكم الشرع ، ولكن لأسباب ، منها ما يلي :
1- البادية يشق عليهم مراجعة المحاكم والدوائر الحكومية باستمرار ، وإجراءات الروتين قد تستغرق شهورا أو سنوات .
2- الخوف من أحكام تعزير قاسية ، مثل السجن لمدة طويلة .
3- بعض الخصوم يتفنن في المماطلة والتلاعب والتحايل واستغلال ثغرات الروتين ، فتستمر القضية لفترة طويلة قد تصل إلى سنوات ، ولكن البادية والقبيلة يبتون في الموضوع في وقت قصير .
توضيح صورة العادات والأحكام القبلية : إذا حدث نزاع أو مشكلة بين طرفين يطلب المتضرر أو شيخه (الخاتمة) من المتسبب أو من شيخه ، فيدفع المتسبب أو شيخه (معدال) وهو مبلغ من المال أو شيء ثمين يبقى مع المتضرر حتى يتم (مقعد) الحق والحكم في القضية والفصل فيها ، ويعطي المتضرر أو شيخه (عاني) وهو تعهد والتزام بعدم اتخاذ أي فعل انتقام أو شكوى حكومية ، حتى يتم مقعد الحق والفصل في القضية ، وقد يكون العاني لدرء الفتنة ، وهو في حالة نشوب قتال بين أفراد أو قبائل ، وفي لحظة الاشتباك يقوم الذي يريد الخير بأخذ عان من الطرف الأول وعان من الطرف الثاني ، وهذا عبارة عن هدنة ومنع(27/392)
للحدث ووقف للقتال ، يعني كل صاحب عان مسؤول عن منع قبيلته ولو بالقوة من أي تعد بعد العاني ، وأي ضرب أو تعد بعد العاني يكون بصمة عار في حق صاحب العاني ، وبهذا يتم وقف الفتنة حتى يجتمع كبار القبيلتين للمناقشة وحل القضية .
مقعد الحق : يقوم المتضرر بتكاليف الفراش والعشاء للحكم في القضية ، ثم يدفع المتسبب التكاليف إذا ثبت أنه هو المخطئ ، يتم ترشيح قاضيين أو أكثر للحكم في القضية ليسوا من أهل العلم الشرعي ولا طلبة علم ، ولكن معروفين بالعقل والخبرة والحكمة والأمانة والفطنة . علما بأنه لا يوجد من أفراد القبيلة علماء ولا طلبة علم عرفوا بالتدخل أو المشاركة لحل مثل هذه القضايا ، يكفل المدعي والخصم ويمسحان لحيتيهما ويقول كل منهما : في وجهي ، وذلك على تنفيذ الحكم الصادر وعدم المعارضة ، إلا في حالة واحدة وهي أن يتيقن بأن الحكم غير عادل ، ففي هذه الحالة يرفض الحكم ويقدم معدال للقضاة ، ثم ترفع القضية لقضاة آخرين قد يكونون من غير القبيلة ، فيميزون في الحكم ، فإن وافقوه فيلزم بتنفيذ الحكم ، ويكلف بحكم آخر للقضاة جزاء الطعن في حكمهم ، وإن كان حكم القضاة فعلا غير عادل فيحكم بغيره ولا شيء للقضاة ، يقوم المدعي بعرض دعواه ويجيب الخصم ، ثم ينظر القضاة إن كانت الدعوى لا تستوجب(27/393)
شيئا تسقط الدعوى ، وإن كانت تستوجب حكما ، فينظرون إن كان لها قضية سابقة مماثلة ولها حكم سابق عندهم يحكمون بمثله ، وإن لم يكن لها قضية مماثلة وليس لها حكم سابق عندهم ، يحكمون بما يرونه مناسبا (ويتواسون على الحكم ، بأن لو حدث مثل هذه القضية مرة أخرى يقبلون بنفس الحكم) ويسمى ذلك (أسية) . علما بأن هناك أحكاما تم التواسي عليها والتحاكم بها ، وعندما ظهر أنها تخالف الشرع عدل عنها قضاة القبيلة لمخالفتها للشرع .
بعض الأحكام التي يحكم بها :
1- إن كانت القضية تعديا بضرب ، تقدر الإصابات بمبلغ من المال ، ويدفع للمتضرر (أرش) .
2- تؤخذ البينة من المدعي ، وإلا فاليمين على من أنكر .
3- إذا كانت القضية سبا أو شتما أو استخفافا أو إهانة ، يحكم بمبلغ من المال ، أو مبلغ وملفى ، والملفى هو : (خروف يعمل عليه وليمة يجتمع عليها الوجهاء في منزل المعتدى عليه تشريفا له ورد اعتبار) ، ولا يخطر ببال أحد الطرفين أن ذلك ذبح لغير الله ، وقد يحصل أن يقوم المسيء بأن يلفي المساء إليه تكريما له وبدون حكم ، بل من طيب نفس حتى تطيب نفس المساء إليه .
4- يضاعف الحكم إذا كان المعتدى عليه جارا أو رحيما أو(27/394)
صاحبا بالجنب .
نرجو منكم إفادتنا خطيا ؛ حتى نتمكن من التوضيح لمشائخ القبيلة وأعيانها ، عسى الله أن ينفع بها . وجزاكم الله خير الجزاء .
ج : يجب التحاكم إلى شرع الله في كل شيء ، قال تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } (1) ، وقوله سبحانه : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (2) ، وقوله سبحانه : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (3) ولا يجوز التحاكم إلى عوائد القبائل ونحوها ؛ لأن هذا من التحاكم لغير ما أنزل الله ، بل يجب عليكم التحاكم عند قضاة المحاكم الشرعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 59
(2) سورة النساء الآية 65
(3) سورة المائدة الآية 50(27/395)
الفتوى رقم ( 18543 )
س : يحصل فيما بين أفراد القبائل سوء تفاهم ، حيث يقوم بعض الأشخاص من أفراد القبيلة في حالة الغضب بالمضاربة فيما بينهم ، فيحصل بينهم دم ، وأثناء القضية يقوم الشيخ وأعيان القبيلة بما يسمى : (الملفى) على الشخص المعتدي للمعتدى عليه ، والإصلاح فيما بينهما ، وأخذ ذبيحة أو ذبيحتين لتقديمها للمصاب وجماعته ، ومعها بعض من النقود . هل هذا أي ما يسمى بالملفى جائز على القبيلة تدفعه بالتساوي ، أم على الشخص الذي عمل المضاربة ؟
ج : هذا العمل إذا كان من باب الإصلاح بين المتنازعين وبرضا واختيار المعتدى عليه فلا بأس به ، وفاعله والساعي فيه مأجور على ذلك إن شاء الله . أما إذا كان هذا العمل من باب الإيجاب والإلزام للمعتدي ، وإن لم يرض عد ذلك خرقا لعادات القبيلة ، فهذا أمر منكر ، وإيجاب لشيء لم يوجبه الله على عباده ، فلا يجوز العمل به ، بل الواجب الرجوع في كل المنازعات والخصومات إلى المحاكم الشرعية ؛ لقول الله تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } (1) ،
__________
(1) سورة النساء الآية 59(27/396)
وقوله جل شأنه : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } (1)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة المائدة الآية 50(27/397)
السؤال الثالث من الفتوى رقم (20845)
س 3 : فضيلة الشيخ : ما حكم إصلاح الناس بغير حكم القرآن والحديث ، إذا كان يسكن فتنة دم ، أو يقطع المخاصمة .
ج 3 : إذا كان الإصلاح بين الناس يترتب عليه ارتكاب محرم أو التحاكم إلى القوانين الوضعية المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ، فإن ذلك لا يجوز ؛ لقول الله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ } (1) ، فيجب على من يصلح بين الناس أن يصلح بينهم بالعدل ، ويحملهم على اتباع الحق وترك الظلم والعفو عن خصمه بأسلوب حسن وكلام طيب ، وقد يكون الإصلاح بين الناس بدفع المال لأحد المتخاصمين أو كليهما ، كدفع الزكاة للغارمين أو دفع المال لهم أو لغيرهم من غير الزكاة ، إذا رأى أن
__________
(1) سورة المائدة الآية 44(27/397)
المال أنفع وأجدى من الكلام ، وله الأجر والثواب على ذلك . وعلى من يصلح بين الناس أن يتقي الله في عمله ، ولذلك بدأ الله بالتقوى قبل إصلاح ذات البين ، فقال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } (1) ، وقال تعالى : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } (2) إلى قوله تعالى : { فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (3) { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (4)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة الأنفال الآية 1
(2) سورة الحجرات الآية 9
(3) سورة الحجرات الآية 9
(4) سورة الحجرات الآية 10(27/398)
موجبات الكفر (الردة)(27/399)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 10825 )
س 2 : ما حكم من ارتد عن الإسلام ؟
ج 2 : يستتاب ، فإن تاب وإلا قتله ولي الأمر العام الشرعي ، لردته .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/401)
الفتوى رقم ( 12597 )
س : فأسأل الله الكريم أن يمن علينا بطول حياتكم ، موفقا لكل خير وسالما من كل سوء . يهمني أن أعرض عليكم موضوعا عظيما قد افتتن به المسلمون في بلادنا بسبب صدوره من رجل يدعي العلم ، يحترمه الناس بحسن معاشرته وطيب خلقه ، وهو خطيب معروف في مسجد كبير في مدينة مرموقة اسمها ( آلواي ) ، منها : الشيخ محيي الدين آلواي ، المدرس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقا . والموضوع : أن الرجل قال لرجل من الصالحين : يا فلان ، إنك لكافر بسبب زعمك أنه يجب على المسلمين إطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم بالإطلاق ؛ لأن العبادة معناها : الإطاعة بالإطلاق ، وهي حق الله وحده ، وإفراد الله بتلك الإطاعة(27/401)
هو التوحيد ، وأن إطاعة غيره بالإطلاق هي الشرك ، وأن طائفة من المسلمين يعتقدون أن هذا العالم بسبب تكفيره للمؤمن الصالح أصبح من الكافرين . فنرجو من سماحتكم التكرم على المسلمين بجواب شاف يحسم الخلاف ، ونرجو أن المسلمين كلهم يصغون ويذعنون بجوابكم ، وأنت بفضل الله محط أنظار المسلمين في بلادنا ، أبقاكم الله ذخرا للإسلام . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقة وغير مقيدة ، لأن الله أمر بها سبحانه في محكم التنزيل في آيات كثيرة على وجه الإطلاق ، كقوله سبحانه : { قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } (1) ، وقوله سبحانه : { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } (2) وقوله عز وجل : { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (3) في آيات كثيرة ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله » (4) متفق
__________
(1) سورة النور الآية 54
(2) سورة النساء الآية 80
(3) سورة آل عمران الآية 132
(4) رواه بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : أحمد 2\252- 253 ، 270 ، 313 ، 386 ، 416 ، 467 ، 471 ، والبخاري 4\8 ، 8\104 ، ومسلم 3\1466 برقم (1835) ، والنسائي في (الكبرى) 7\187 ، 231 ، 8\73 برقم (7786 ، 7894 ، 8674) ، وفي (المجتبى) 7\154 ، 8\276 برقم (4193 ، 5510) ، وابن ماجه 1\4 ، 2\954 برقم (3 ، 2859)(27/402)
عليه . وبذلك يعلم أن ما قاله هذا الإمام خطأ محض وغلط عظيم مخالف للأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ولإجماع أهل العلم ، ولكن لا يكفر بذلك حتى يبين له غلطه ، فإن أصر على ذلك ولم يتب حكم بكفره .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/403)
الفتوى رقم ( 13641 )
س : ما حكم من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولعنه ، وشتم الرب سبحانه وتعالى ، ولم تصدر منه توبة حتى اليوم ، وحصل ذلك منه أمامنا وأمام مجلس كبير من أهل العلم والإيمان ؟
وأفادتنا زوجته بأن هذه المرة ليست الأولى ، إنما يتجرأ باستمرار على مثل هذا الشتم ، وهي اليوم تريد أن تعرف منا هل هي أمام الشرع ما زالت تعتبر زوجته ، أم أن زواجهما انتهى بعد هذا الارتداد ؟
وللعلم فإن الزوج لا يصلي على الإطلاق ، ويعمل بالغناء(27/403)
والطرب في الأعراس والحفلات المختلطة . وما هي نصيحتكم لهذه الزوجة المسكينة ؟ هذا ونسأل المولى تعالى أن يثيبكم ويبقيكم ذخرا ونورا للمسلمين في العالم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : سب الله سبحانه كفر أكبر وردة عن الإسلام إذا كان الساب ينتسب إلى الإسلام ، وهكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل العلم ، وهكذا ترك الصلاة كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها في أصح قولي العلماء ، والواجب رفع أمره إلى المحكمة الشرعية .
وأما الزوجة فعليها أن تمتنع من تمكينه من نفسها إذا كانت تعلم ما ذكرتم ، حتى ينتهي أمره من المحكمة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/404)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16487 )
س 2 : ما هي نواقض الإسلام ؟
ج 2 : نواقض الإسلام كثيرة ، وأعظمها الشرك بالله عز وجل بدعاء الأموات والاستغاثة بهم والذبح والنذر لقبورهم ، وغير ذلك من أنواع العبادات التي تفعل عند الأضرحة تقربا للأموات ، لطلب الحاجات منهم .(27/404)
ومن نواقض الإسلام : السحر ، تعلمه وتعليمه ، وادعاء علم الغيب ، واستحلال الحكم بغير ما أنزل الله ، ومنها : ترك الصلاة متعمدا ، ومنها : الاستهزاء بالدين وسب الله وسب رسوله صلى الله عليه وسلم ، والاستهزاء بالقرآن أو السنة المطهرة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/405)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16013 )
س1 : كثير من الناس - وليس كلهم - يسب الدين علنا ، وهو في هذا يزعم أنه لا يقصد سب الدين على الأخص ، بل سب الشخص الذي أمامه . فما الحكم ؟
ج1 : سب الدين ردة عن الإسلام ، قال تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2) أما سب الشخص المسلم فهو حرام وليس ردة ؛ لقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ } (3) إلى قوله تعالى : { وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } (4)
__________
(1) سورة التوبة الآية 65
(2) سورة التوبة الآية 66
(3) سورة الحجرات الآية 11
(4) سورة الحجرات الآية 11(27/405)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/406)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16502 )
س 2 : ما حكم من يستهزئ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا يقصد شيئا إلا مضايقة شخص . فهل هذا حرام ؟
ج 2 : الاستهزاء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم كفر وردة عن الإسلام ، حتى ولو كان مازحا ، أو يقصد مضايقة شخص ، قال تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التوبة الآية 65
(2) سورة التوبة الآية 66(27/406)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 17457 )
س 5 : ما حكم الاستهزاء بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج 5 : الاستهزاء بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم ردة عن دين(27/406)
الإسلام ، قال تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التوبة الآية 65
(2) سورة التوبة الآية 66(27/407)
السؤال الثالث من الفتوى وقم ( 18448 )
س 3 : قال ابن لأبيه : إن الإخوة الأشقاء يرث بعضهم بعضا دون الإخوة لأب ، فالشقيق أولى بالتعصيب من الأخ لأب بإجماع أهل العلم ، إن هذا حكم الشرع . قال الأب : (الشرع اللي كذا ما نبغيه) ما حكم هذه الكلمة التي قالها الأب ، وماذا يجب على الابن ، وماذا يجوز له تجاه أبيه ؟
ج 3 : هذا الكلام يخرج صاحبه من دين الإسلام ؛ لأنه رفض صريح له ، والواجب مناصحة المذكور وبيان عظم قوله هذا ، وأنه ردة عن الدين والعياذ بالله ، وأن عليه التوبة من ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/407)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18604 )
س 3 : بين الحين والآخر يشيع بين الناس طرائف ونكت مبنية على أمور دينية تتصل بالله عز وجل أو الأنبياء عليهم الصلوات الدائمة ، وحسب علمي وظني أن ذلك لا يجوز مطلقا ؛ لأنه من باب الاستهزاء بأمور لا يجوز المساس بها بأي شكل من الأشكال ، فكيف نحارب مثل هذه الأفكار الهدامة ؟
ج 3 : الاستهزاء بالله أو بدينه أو برسوله أو أحد من أنبيائه ردة عن دين الإسلام ، قال الله تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2) ، فيجب الحذر من ذلك ، ولو كان على وجه المزاح ؛ لأن الله ذكر عن هؤلاء أنهم يقولون : { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } (3) ومع ذلك لم يعذرهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التوبة الآية 65
(2) سورة التوبة الآية 66
(3) سورة التوبة الآية 65(27/408)
الفتوى رقم ( 19434 )
س : صديق لي قال منذ نحو خمس عشرة سنة : (إن هذا(27/408)
القرآن من وضع لجان بشرية متخصصة ) ، ثم بعد فترة قصيرة عاد وتاب عن ذلكم القول الذي لم يجاهر به أبدا ، وإنما قاله لصديق له ، ولم يعلم به أي شخص ثالث إلى هذا اليوم ، إلا الله وحده علام الغيوب ، وكان سؤالي ليس عن التوبة وقبول التوبة ، وإنما كان سؤالي هو السؤال التالي : هل عقد نكاحه تأثر بذلكم القول الذي قاله ، ويحتاج عقد النكاح إلى تجديد ، أم أن عقد نكاحه لم يتأثر وباق كما هو ولا يحتاج إلى تجديد ؟ علما بأنه لم يفرق بينه وبين زوجته ، ولم يكن يعلم أن مثل هذا القول يمكن أن يعتبر ردة يترتب عليها التفريق بينه وبين زوجته ، بل جاهل بحكم قوله شرعا وما يترتب عليه .
ج : قائل هذا الكلام المذكور في السؤال إن كان قاله وهو عاقل مختار - فإنه يعتبر ردة عن الإسلام والعياذ بالله ، لكن إن كان تاب منه توبة صحيحة فتوبته مقبولة إن شاء الله ؛ لأن الله يتوب على من تاب ، وأما زوجته فإنها تبين منه بموجب الردة ، فإن تاب وهي في العدة رجعت إليه بدون عقد ، وإن انتهت عدتها قبل أن يتوب فإنها تبين منه ولا تحل إلا بعقد جديد .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/409)
الفتوى رقم ( 19663 )
س : رجل أمريكي دخل في دين الإسلام بشهادة الحق والصلاة والزكاة والصوم ، ولكنه ينكر بعض أحكام الشريعة ، كإسبال الإزار وتعدد الزوجات وقطع يد السارق ، ولقد حاولنا إقناعه بكل الأدلة الشرعية فلم نستطع ، فما حكم عمله هذا ؟
ج : من أنكر شيئا من أحكام الشريعة المجمع عليها ، وأصر على ذلك بعدما بين له ، وزال جهله بذلك - فإنه يعتبر مرتدا عن دين الإسلام ، قال تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } (1) والله الهادي إلى سواء السبيل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة محمد الآية 9(27/410)
السؤال السابع من الفتوى رقم ( 19771 )
س 7 : ما حكم الاستهزاء بالدين وأهله ؟
ج 7 : الاستهزاء بالدين وأهله ردة عن الإسلام ، قال الله تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2)
__________
(1) سورة التوبة الآية 65
(2) سورة التوبة الآية 66(27/410)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/411)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 21768 )
س 3 : من يقول : إن جبريل عليه السلام عندما أراد أن يعد أبواب الجنة تعب ، فلم يكمل الأبواب ، وإنه لما رأى نور الحور العين سجد لها ظنا منه أنها الله ، وهل يعد هذا القول من الكفر ؟
ج 3 : من يقول : إن جبريل سجد للحور العين ، فهو كافر ، لأنه وصف سيد الملائكة بالشرك بالله ، تعالى الله عن ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/411)
السؤال الثالث عشر من الفتوى رقم ( 18452 )
س 13 : ماذا يفعل الإنسان الذي يسب الدين حتى يعود لدينه ، وما مصيره إن لم يتب ، حيث إنه يجهل ما قاله وجاهل بمعناه ، سواء كان صغيرا أو كبيرا ؟(27/411)
ج 13 : من سب دين الإسلام من المسلمين فقد ارتد عن دينه ، ووجبت استتابته ، فإن تاب وإلا قتل مرتدا ، ومأواه جهنم خالدا فيها مع الكفار والمشركين والعياذ بالله .
أما توبة من سب الدين ، فتكون بالثناء على دين الإسلام ، والندم على ما سبق من مقالة الكفر ، والعزم على أن لا يعود إلى مثلها ، وأن يكثر من الاستغفار والإنابة إلى الله تعالى ، فإذا علم الله صدقه تاب عليه ، وهو سبحانه التواب الرحيم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/412)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18146 )
س 2 : إذا نقض المسلم إسلامه ، وبعد مدة قليلة استغفر ربه . فهل في هذه الحالة يشترط عليه أن يجدد توبته ويقول الشهادتين ؟
ج 2 : توبة المرتد على حسب حاله ، فإن كان بفعل شيء محرم يوجب الردة ، فبتركه مع الندم على ما مضى منه ، والعزم الصادق أن لا يعود فيه ، وإن كان بترك شيء واجب فبفعله مع الندم على ما مضى ، والعزم الصادق أن لا يعود فيه ، وإن كان بقول شيء ، فتوبته بترك ذلك مع الندم على ما مضى منه ، والعزم الصادق أن لا يعود فيه . فتارك الصلاة توبته بفعلها مع الندم على ما مضى منه ،(27/412)
والعزم الصادق أن لا يعود فيه ، والمستبيح لفعل المحرمات المجمع على تحريمها ، والمعلوم من الدين بالضرورة ، توبته باعتقاد تحريمها ، مع الندم على ما مضى منه ، والعزم الصادق أن لا يعود فيه ، وتوبة من يدعو غير الله من الأموات وغيرهم يكون بترك ذلك وإخلاص العبادة لله تعالى ، مع الندم على ما مضى منه والعزم الصادق أن لا يعود فيه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/413)
الفتوى رقم ( 21021 )
س : نرجو من سماحتكم إفتاءنا في العبارات التالية التي وردت في لقاء مجلة (مرآة الأمة) مع الدكتور\ شملان العيسى أستاذ العلوم السياسية جامعة الكويت : (النظام الإسلامي لم يخلف إلا الفساد في الدولة الإسلامية) وفي سؤال المجلة له : ما رأيك في تطبيق الشريعة الإسلامية في الكويت ؟ فأجاب : أنا ضد تطبيق الشريعة الإسلامية في الكويت . نرجو الإجابة عن هذه العبارة التي وردت في اللقاء ولكم منا جزيل الشكر .
ج : من قال : (إن النظام الإسلامي لم يخلف إلا الفساد في الدولة الإسلامية ، وأنه ضد تطبيق الشريعة الإسلامية ) . ونحو هذه العبارة مما فيه تنقص للشريعة الإسلامية ، أو تنقص بعض أحكام(27/413)
الشرع - فإنه يكون مرتدا عن دين الإسلام ، تجب استتابته ، فإن تاب وإلا قتل ؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من بدل في دينه فاقتلوه » (1) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة » (2) ، وسب الدين وتنقص الشريعة الإسلامية من ترك الدين وتبديله ، قال تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (3) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (4) ويرجع في الحكم على قائل هذا الكلام إلى المحكمة الشرعية ، وإن كان القائل ينتقد سوء التطبيق للشريعة ، فهذا ليس بردة ، لكن عليه أن يبين موضع انتقاده ولا ينسبه إلى الشريعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) صحيح البخاري الجهاد والسير (3017) ، سنن الترمذي الحدود (1458) ، سنن النسائي تحريم الدم (4059) ، تحريم الدم (4065) ، سنن أبي داود الحدود (4351) ، سنن ابن ماجه الحدود (2535) ، مسند أحمد (1/217).
(2) صحيح البخاري الديات (6878) ، صحيح مسلم القسامة والمحاربين والقصاص والديات (1676) ، سنن الترمذي الديات (1402) ، سنن النسائي القسامة (4721) ، سنن أبي داود الحدود (4352) ، سنن ابن ماجه الحدود (2534) ، مسند أحمد (6/181) ، سنن الدارمي السير (2447).
(3) سورة التوبة الآية 65
(4) سورة التوبة الآية 66(27/414)
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول كتاب (مسائل كثر حولها النقاش والجدل) لمؤلفه زين آل سميط
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه . وبعد :
اطلعت اللجنة الدائمة على كتيب بعنوان : (مسائل كثر حولها النقاش والجدل) تأليف من سمى نفسه : السيد زين آل سميط ، فوجدت أن هذا الكتيب يشتمل على أباطيل ومخالفات كثيرة للعقيدة ، زعم كاتبها أنها موافقة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، وهي في الواقع موافقة لعقيدة القبوريين المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة . ومن تلك المخالفات والأباطيل :
1- زعمه (أن التوسل بالأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم أمور جائزة في حوائج الدنيا والآخرة) .
2- زعمه (أن الميت ينفع الحي ويدعو له ويشفع له ) والصواب العكس ، وهو أن الميت هو الذي ينتفع بدعاء الحي له .
3- زعمه (أنه يجوز التبرك بآثار الصالحين بل يستحب) وهذا لا يجوز ؛ لأنه من وسائل الشرك .(27/415)
4- زعمه (أنه يجوز شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة ) وهذا مخالف للحصر الوارد في الحديث : "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد . . . ." الحديث .
5- أجاز قراءة القرآن على القبور ، وهي بدعة محدثة لا دليل عليها ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) وفي لفظ : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) .
6- أجاز التمسح بالقبور وتقبيلها ، وهو وسيلة من وسائل الشرك .
7- زعم أن البناء على القبور وتجصيصها مكروه فقط ، وعند أبي حنيفة لا يكره ، وهذا مخالف لنهي النبي صلى الله عليه وسلم المقتضي للتحريم في قوله في حديث جابر : (نهى عن تجصيص القبور) ، وحديث أم سلمة : (إن أهل الكتاب إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، أولئك شرار الخلق عند الله) .
8- ذكر أن الذبح عند القبور بقصد الإهداء إلى روح الولي جائز ، وأن نذر الذبح عند قبور الأولياء جائز ، وهذه من وسائل الشرك .
9- ذكر أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته في اليقظة جائزة ، وهذا لا دليل عليه .
إلى غير ذلك من أباطيل كثيرة مشحون بها ذلك الكتيب ،
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).
(2) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(27/416)
وعليه فإن اللجنة تحذر من هذا الكتيب ، وترى وجوب منع طبعه وتداوله ، وأنه يجب إتلافه والتحذير منه ؛ لمخالفته لعقيدة التوحيد التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/417)
تكفير المعين
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 17626 )
س 5 : ما حكم تكفير المعين ؟
ج 5 : من فعل أو قال أو اعتقد ما يقتضي الكفر حكم بكفره ، وعومل معاملة الكفار ، معينا كان أو غير معين ، لعموم الأدلة ، كمن دعا غير الله أو ذبح لغير الله أو تكلم بكلام الكفر ، كمن سب الله أو رسوله أو استهزأ بشيء من الدين ، فإنه يحكم بكفره ويستتاب ، فإن تاب وإلا وجب على ولي أمر المسلمين قتله مرتدا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/418)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17749 )
س 3 : اختلفنا نحن جماعة من الطلبة ، في مسألة إقامة الحجة على المخالف ، في مسألة أصول الدين . فقال بعضنا : إنه يعذر بالجهل كل إنسان جاهل ، وفي كل المسائل لا نفرق بين الأصول والفروع الظاهر والخفي . وقالت طائفة : بأنه يعذر بالجهل ، ولكن(27/418)
في الأمور الخفية ، أما أن نعذر بالجهل في الأصول فلا ، إذ إنه لا عذر لمن أشرك بالله تبارك وتعالى وعبد غيره من القبور والأحجار والشجر ، إذ لا يسع مسلما الجهل بهذا ، وأنه إذا فعل ليس بمسلم ، أما الأمور الخفية فنعم فيها العذر بالجهل ، حتى تقام الحجة الرسالية . فما هو الحق والصواب في المسألة ؟ أفتونا جزاكم الله خيرا .
ج 3 : الصواب أنه لا يعذر أحد في عدم معرفة أصول الإسلام وقواعده ممن بلغه القرآن وبعث الرسول صلى الله عليه وسلم لقول الله عز وجل : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } (1) وقوله سبحانه : { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ } (2) وما جاء في معناهما من الآيات ، أما المسائل الفرعية التي قد يخفى حكمها ، فهذه يعذر فيها بالجهل حتى تقام عليه الحجة ؛ لأحاديث كثيرة وردت في ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأنعام الآية 19
(2) سورة إبراهيم الآية 52(27/419)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17626 )
س 1 : هل يعذر جاهل التوحيد ؟
ج 1 : يعذر بالجهل من لم تقم عليه الحجة ، وهو من لم يبلغه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ويكون حكمه حكم أهل الفترة ، يمتحن يوم القيامة ، فإن نجح نجا ، وإن لم ينجح هلك .
أما من بلغه بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم أو سمع شيئا من الكتاب والسنة ، فإنه لا يعذر بالجهل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/420)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17592 )
س 2 : ما حكم من ذكر أمرا من أمور الآخرة على سبيل المزاح أو زلة لسان ، مثل : الطرائف التي نسمعها عن الجنة والنار وغير ذلك . فهل قائلها كافر أم أنه يعذر بجهله بحكم من استهزأ بشيء من الإسلام ؟
ج 2 : المسلم يؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله عن اليوم الآخر ؛ من البعث والحساب والميزان والصحف والصراط والجنة وما فيها من النعيم ، والنار وما فيها من العذاب ، وغير ذلك مما أخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم عن اليوم الآخر ، والاستهزاء بشيء من(27/420)
ذلك ردة عن الإسلام ؛ لأنه دليل على التكذيب . والواجب على من حصل منه شيء من ذلك المبادرة إلى التوبة النصوح والاستغفار ، لعل الله يتوب عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/421)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18646 )
س1 : جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر » (1) فكيف يجمع بينه وبين قول (الكفار) : { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ } (2) ؟
ج1 : الحديث يوافق الآية في المنع من سب الدهر ؛ لأن الآية الكريمة فيها الإنكار على هؤلاء الذين ينسبون الهلاك إلى الدهر ، والدهر ليس هو الله ، وإنما هو الليل والنهار ، ولهذا في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر ، أقلب الليل والنهار » (3)
__________
(1) صحيح البخاري الأدب (6182) ، صحيح مسلم الألفاظ من الأدب وغيرها (2247) ، سنن أبي داود الأدب (5274) ، موطأ مالك الجامع (1846).
(2) سورة الجاثية الآية 24
(3) رواه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه : أحمد 2\238 ، 272 ، والبخاري 6\41 ، 7\115 ، 8\197 ، ومسلم 4\1762 برقم (2246) (واللفظ له) ، وأبو داود 5\423 برقم (5274) ، والنسائي في (الكبرى) 10\254 ، 255 برقم (11422 ، 11423)(27/421)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/422)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19378 )
س 1 : ظهر فينا أقوام بآراء متفرقة ، وعقائد مختلفة يخالفون جماهير المسلمين فيها ، ويدعون الشباب والنساء إليها ، نجملها فيما يلي : يكفرون المسلمين الذين يعيشون تحت النظام الوضعي ، الذي يحكم بغير ما أنزل الله ، وإن كان هؤلاء المسلمون يؤمنون بالله وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطيعون الله ورسوله قدر طاقتهم واستطاعتهم ، ويكرهون كل ما يخالف الشريعة الإسلامية المطهرة .
ج1 : لا يجوز تكفير المسلمين الذين يعيشون تحت النظام الحاكم بغير ما أنزل الله ، ما داموا عاقدين قلوبهم على الإيمان بالله ورسوله ، قائمين بما أوجب الله عليهم حسب استطاعتهم ، كارهين كل ما يخالف الشريعة الإسلامية المطهرة ، والإثم العظيم والوزر الكبير على من أدخل هذه القوانين إلى بلاد المسلمين ، وروج لها وأقرها ورضي بها ، نعوذ بالله من الخذلان والطغيان .(27/422)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/423)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 12849 )
س 5 : ما حكم شخص اعتقد في بعض الناس الكفر ، وكفرهم لأسباب اتضح له فيما بعد أنه ربما لم يقصد هؤلاء الناس الكفر ، وكان إمعانا في تكفيرهم ودفعا للشك في ذلك ، يسب دينهم اعتقادا منه أنهم مرتدون خارجون عن الإسلام ، ولم ينسبوا إلى الإسلام ، ثم تبين له فيما بعد خطأ ما ذهب إليه ، ومن هذه الأسباب الكلمة ربما يقولها الشخص بعفوية ، كأن يقول : يا فلان أنت قدرك أو مقامك فوق رأسي ، فرأى فيها ذلك الشخص أنها تعظيم لغير الله ، فكفر قائلها وسب دينه ؟
ج5 : دلت الأدلة الشرعية على أن الواجب على المسلم التثبت في الأمور وعدم العجلة ، وقد أخطأ الشخص المذكور في تكفيره بعض الناس وفي سبه لدينهم ، والواجب عليه التوبة إلى الله جل وعلا ، والاستغفار مما حصل ، وطلب المسامحة ممن أساء إليهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/423)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18415 )
س 2 : هل باستطاعة أي مسلم أن يكفر شخصا ما إذا رأى أن ذلك الشخص فعل ناقضا من نواقض الإسلام ؟
ج 2 : أهل السنة والجماعة لا يكفرون أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله كما تفعله الخوارج والمعتزلة ، ما عدا من ترك الصلاة متعمدا فإنه يكفر ولو لم ينكر وجوبها على الصحيح من قولي العلماء ، لما جاء في الأدلة في كفر تارك الصلاة ، ولا يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله كما تفعله المرجئة .
وأهل القبلة هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : « من صلى صلاتنا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فهو المسلم ، له ما لنا وعليه ما علينا » (1) أخرجه البخاري وغيره من حديث أنس رضي الله عنه .
وهم أهل السنة والجماعة السائرون على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان .
لكن من عمل ناقضا من نواقض الإسلام فهو كافر ، كمن يستغيث بالأموات أو يذبح لهم أو يسب الله ورسوله أو يستهزئ بالدين ونحو ذلك ، كما أوضح ذلك أهل العلم في باب حكم المرتد .
وأهل السنة لا يشهدون على أحد معين أنه من أهل الوعيد وأنه كافر إلا بأمر تجوز معه الشهادة ، فإنه من أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ، وورد في هذا وعيد شديد .
__________
(1) صحيح البخاري الصلاة (391) ، سنن الترمذي الإيمان (2608) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4997) ، سنن أبي داود الجهاد (2641) ، مسند أحمد (3/225).(27/424)
والواجب على المسلم أن يعتني بهذا الباب العظيم ، وأن يحرص على السلامة ، ويكف عما لا يعنيه ، وفي (الصحيحين) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه » (1) .
وفيهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « من دعا رجلا بالكفر أو قال : يا عدو الله ، وليس كذلك إلا حار عليه » (2) أي : رجع عليه .
وفي (صحيح مسلم ) من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان . فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ، إني قد غفرت له وأحبطت عملك » (3) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الأدب (6104) ، صحيح مسلم الإيمان (60) ، سنن الترمذي الإيمان (2637) ، سنن أبي داود السنة (4687) ، مسند أحمد (2/47) ، موطأ مالك الجامع (1844).
(2) صحيح البخاري الأدب (6045) ، صحيح مسلم الإيمان (61) ، مسند أحمد (5/181).
(3) مسلم 4\2023 برقم (2621) ، وأبو يعلى 3\99 برقم (1529) ، والطبراني 2\165 برقم (1679) .(27/425)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 20722 )
س 3 : هل يجوز لي أن أقول لشخص معين فعل ناقضا من(27/425)
نواقض الإيمان : (يا كافر) ؟
ج 3 : من صدر منه ناقض من نواقض الإيمان والإسلام وأقيمت عليه الحجة فأصر على عمله وكابر- فإنه يطلق عليه الكفر ، ويجب رفع أمره إلى المحكمة الشرعية لتنظر فيه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/426)
الفتوى رقم ( 18152 )
س : هل نقول لليهودي أو النصراني الذي يعيش بين المسلمين ، أو الذي قد سمع كثيرا عن الإسلام والقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ، عندما يموت أنه ذاهب إلى النار ، مع أنه مات على يهودية أو نصرانية ولم يبدلها ، أو نتورع به كما نتورع في المسلم العاصي المصر على الكبائر ثم مات بعد ذلك أنه تحت مشيئة الله جل وعلا ؟ أفتونا مأجورين .
ج : مذهب أهل السنة : أنه لا يحكم على معين بأنه من أهل النار أو من أهل الجنة ، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء ، ولا يعلم الخواتيم وعواقب الأمور إلا الله سبحانه وتعالى ، مع العلم بأن اليهود والنصارى كفار ، وكل من مات على الكفر فهو من أهل النار ، كما أن كل من مات على(27/426)
الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فهو من أهل الجنة ، كما قال سبحانه : { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } (1) الآية من سورة التوبة ، وقال تعالى في شأن الكفار : { يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ } (2)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التوبة الآية 72
(2) سورة المائدة الآية 37(27/427)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17743 )
س1 : الإنسان الذي لم تصل إليه الدعوة الإسلامية ، أو سمع ولكن لم يجد من يشرح له الإسلام حتى يسلم ، ما حكم هذا الشخص ؟ هل له عذر عن هذا أم لا ؟ والمسيحي الذي لم يصل إليه أحد بالإسلام فمات على ذلك ما حكمه ؟
ج1 : من بلغته الدعوة من سائر الكفرة على وجه يفهم به ما بلغه لو أراد الفهم فقد قامت عليه الحجة ، فلا يعذر بالجهل ، قال الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : { وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } (1)
__________
(1) سورة الأنعام الآية 19(27/427)
وقال صلى الله عليه وسلم « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار » (1) رواه مسلم في صحيحه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الإيمان (153) ، مسند أحمد (2/317).(27/428)
الولاء والبراء
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 11610 )
س 2 : ما حكم القصات التي يعملها بعض الشباب الآن ، وفيها تقليد لذلك الكافر (مايكل) ، وإذا عملها أحدهم ولم ينو بها تقليده فماذا يترتب عليه ؟
ج 2 : ورد الشرع بالنهي عن التشبه بالكفار والتحذير من تقليدهم أو مشابهتهم في اللباس أو العادات أو الأخلاق ، لما في ذلك من التأثر بهم والميل إليهم ومحبتهم ، وهذا شيء محرم ، فلا يجوز عمل قصات للشعر مثل قصة (مايكل) ولو لم يرد تقليده .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/429)
السؤال السابع من الفتوى رقم ( 10825 )
س7 : إذا كان أخوك كافرا وطلبت دخوله في الإسلام ورفض ، فهل يجوز لك مصاحبته في الإسلام ؟
ج7 : إن امتنع أن يسلم فلا تتخذه صديقا لك .(27/429)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/430)
السؤال السابع والعشرون والثامن والعشرون من الفتوى رقم ( 11967 )
س 27 : هل يجوز للمسلم أن يتخذ له أصدقاء من النصارى ، وما هي حدود تلك الصحبة ؟
ج 27 : لا يجوز اتخاذ الكفار أصدقاء وأولياء ، ولكن لا تجوز معاملتهم بما يخالف الشرع المطهر ، بل يشرع لمعاملتهم الرفق والقول الحسن والجدال بالتي هي أحسن ؛ لقول الله تعالى : { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } (1) الآية من سورة البقرة ، وقوله سبحانه : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ } (2) ، وقوله تعالى : { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } (3) الآية من سورة العنكبوت .
__________
(1) سورة البقرة الآية 83
(2) سورة آل عمران الآية 159
(3) سورة العنكبوت الآية 46(27/430)
س 28 : هل يجوز مشاركة النصارى في أفراحهم وأحزانهم غير الدينية ؟ مثل الاحتفال في ميلاد أحدهم بيوم أو تقديم العزاء(27/430)
لأهل ميتهم في المقبرة أو خارجها ، أو ما شابه ذلك .
ج28 : لا يجوز ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/431)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 1591 ) (1)
س 5 : ما حكم مؤاكلة ومشاربة ومجالسة ومعاملة الكافر ، وهل تخرج من الملة ؟
ج ه : مجرد مؤاكلة الكافر ومجالسته ومعاملته بيعا عليه أو شراء منه ، ونحو ذلك من تبادل المنافع الدنيوية التي لا تعود على المسلمين بمضرة في دينهم أو دنياهم ، لا تخرج من الملة الإسلامية ، بل بر الكفار والإحسان إليهم لا يعتبر معصية ما داموا لم يقاتلونا في الدين ، ولم يكونوا حربا علينا ، قال الله تعالى : { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (2) { إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (3)
__________
(1) هذه الفتوى محلها المجموعة الأولى ، حسب المنهج المتبع ، ولكن سقطت سهوا ، ونشرت هنا للفائدة
(2) سورة الممتحنة الآية 8
(3) سورة الممتحنة الآية 9(27/431)
وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم اليهود وتبادل معهم المنافع وعاملهم بعد غزوة خيبر أن يزرعوا أرضها بشطر ما يخرج منها ، وأكل من ذراع شاة قدمتها له ولأصحابه يهودية ، ووضعت له سما في ذراعها لتضر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبل الهدية من عظيم الروم بعد غزوة تبوك وكافأه عليها ، وكان عنده خادم كافر وعرض عليه الإسلام فأسلم ، وكان يختلط بالكفار ليبلغهم دعوة الله ويناقشهم ويجيب عن أسئلتهم ، إلى غير ذلك من المعاملات والمخالطات التي لا تمس كيان الإسلام ، ولا تضر بالمسلمين في دنياهم ، وإنما تبلغ بها الدعوة الإسلامية ، وتقوم بها الحجة ، أو ينتفع بها المسلمون في دنياهم ويعود عليهم منها مصلحة ، وقد توفي عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله .
أما مجالستهم ومؤاكلتهم ومعاملتهم على وجه المودة والإخاء والمحبة والولاء الروحي - فهذا لا يجوز ، بل قد يكون كفرا يخرج به من دين الإسلام من رضي عنهم وعن دينهم وأحبهم وأخلص لهم أو ناصرهم على المسلمين أو نحو ذلك والعياذ بالله ، قال تعالى :(27/432)
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (1) { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (2) وقال تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (3) وقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (4)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التوبة الآية 23
(2) سورة التوبة الآية 24
(3) سورة المجادلة الآية 22
(4) سورة المائدة الآية 51(27/433)
السؤال الثلاثون والحادي والثلاثون من الفتوى رقم ( 12087 )
س 30 : هل يجوز بدء الكفار بالسلام ، خصوصا إذا كانوا من ذوي الهيئات ، كالأستاذ في الجامعة ؟
ج 30 : لا يجوز للمسلم أن يبدأ الكافر بالسلام ، ولو كان من ذوي الهيئات ؛ لعموم ما ثبت من أحاديث النهي عن ذلك ، كقوله صلى الله عليه وسلم : « لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام » (1) الحديث ، رواه مسلم .
__________
(1) صحيح مسلم السلام (2167) ، سنن الترمذي الاستئذان والآداب (2700) ، سنن أبي داود الأدب (5205) ، مسند أحمد (2/525).(27/434)
س 31 : هل يجوز حضور أعيادهم ؟
ج 31 : لا يجوز حضور أعيادهم ، ولا تهنئتهم بها ؛ لأن في ذلك توددا إليهم ، وإشعارا بالرضا عنهم وعن شعائرهم ، وتعاونا معهم على الإثم والعدوان ، وقد نهى الله عن ذلك كما نهى عن موادتهم ، فقال سبحانه : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (1) ، بل يجب بغضهم
__________
(1) سورة المجادلة الآية 22(27/434)
والبراءة منهم ، قال الله تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } (1)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الممتحنة الآية 4(27/435)
الفتوى رقم ( 12475 )
س : نرغب في استيراد مطاوي جيب سويسرية ، ويوجد عليها شعار العلم السويسري . فنرجو إفادتنا عن هذا الشعار ، هل هو صليب أم علامة زائد ؟ وهل هناك حرمة علينا في استيراد هذه المطاوي وعليها الشعار ؟ نرجو منكم إفادتنا عن ذلك ، وجزاكم الله خيرا .
ج : لا يجوز استيراد المطاوي للجيب التي عليها الشعار المذكور وهو الصليب ؛ لما فيه من ترويج شعار النصارى بين المسلمين ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم ، وعن إظهار شعائرهم بين المسلمين ، فقال صلى الله عليه وسلم : « من تشبه بقوم فهو منهم » (1) .
__________
(1) سنن أبي داود اللباس (4031) ، مسند أحمد (2/50).(27/435)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/436)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18441 )
س 2 : هل الأشكال والرموز الرياضية مثل الزائد والضرب تعتبر تصاليب أم لا ؟
ج 2 : الأشكال والرموز المستعملة في العلوم الرياضية مثل الزائد والضرب لا تعد من التصاليب ، وإنما هي اصطلاحات محضة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/436)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 15662 )
س 2 : ما حكم الدين في المسلم الذي يقرأ في الإنجيل ، وكذلك الذي يحلف به ؟
ج 2 : لا تجوز قراءة المسلم في الإنجيل ؛ لأنه محرف ، وغير المحرف منه قد أغنى عنه القرآن الكريم ، إلا من احتاج لقراءته من أجل الرد على أهل الكتاب ، وذلك خاص بالعلماء . ولا يجوز الحلف بالإنجيل أيضا على وضعه الحاضر ، لأن بعضه محرف(27/436)
ومبدل ، وليس المحرف والمبدل من كلام الله عز وجل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/437)
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ( 16419 )
س 1 : هناك من المسلمين من يحتفلون بأعياد غير المسلمين وأعياد ما أنزل الله بها من سلطان ، مثل عيد الأم ، عيد شم النسيم ، عيد رأس السنة . ما حكم من يحتفل بهذه الأعياد ؟
ج1 : كل هذه أعياد بدعية لا يجوز الاحتفال بها ولا اتخاذها عيدا ، وليس في الإسلام سوى عيدين : عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعليه فعلى من نور الله بصيرته بمعرفة الحق في ذلك النصح والإرشاد برفق ولين لمن يقيم الاحتفال بهذه الأعياد البدعية ، فإن أقلع عنها وإلا فهو مصر على بدعة يأثم بفعلها .(27/437)
س 2 : أنا أعيش مع أسرتي وهي غير مسلمة ، وقد من الله علي بالإسلام فأسلمت والحمد لله ، وأسرتي هذه عندما يأتي عيد الفطر وعيد الأضحى يهنئوني بالعيد ، وعندما يأتي عيدهم ولا أهنئهم يزجرون مني ويقولون لي أنت رجل متكبر . ماذا أفعل ؟ أفيدوني أفادكم الله .
ج 2 : لا يجوز لك تهنئة غير المسلمين بأعيادهم ، وإن حصل(27/437)
لك ما حصل من الزجر وقولهم لك : إنك تتكبر ، لكن يشرع لك تحبيب الإسلام إليهم ونصيحتهم بالدخول فيه بالرفق والأسلوب الحسن . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفتح على أسرتك بالدخول في الإسلام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/438)
الفتوى رقم ( 21079 )
س : لاحظنا في هذا اليوم 12\8\1420 هـ ، في اللوحات المنتشرة على الطرق في الرياض ، تهنئة مقدمة من البنك السعودي الفرنسي بمناسبة حلول عام 2000 الميلادي ، وهذا نصها :
(نحن وأنتم بـ 2000 خير) (البنك السعودي الفرنسي) ولا شك يا سماحة الشيخ بأن هذا يؤلم شعور كل مسلم ، فكيف يكون في بلاد التوحيد وبلاد الحرمين الشريفين .
فأرجو من سماحتكم بيان حكم الشرع في ذلك .
ج : يحرم على المسلم أن يهنئ الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم بأعيادهم ومناسباتهم الخاصة بهم ، لأن ذلك نوع رضا بما هم عليه من الباطل وموالاة لهم ، ويحرم كذلك أن يهنئ المسلم أخاه المسلم بأعياد الكفار ومناسباتهم ؛ لأن ذلك من التشبه بهم ،(27/438)
وقد ثبت عن الني صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من تشبه بقوم فهو منهم » (1) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم ، كما في قوله تعالى : { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } (2) انتهى .
والواجب على المسلم بغض الكفار والبراءة منهم ، وكراهية ما هم عليه من الكفر بالله ومعصيته ، كما قال تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } (3) ، وقال سبحانه : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (4) وعليه فلا يجوز لأهل الإسلام إظهار الفرح بمناسبات الكفار والتهنئة بها على أي وجه ، سواء كان عن طريق المشافهة أو اللوحات الإعلانية أو الصحف أو المجلات أو البطاقة أو غيرها ، ويجب على الجهة المختصة نزع الإعلان المذكور في اللوحات المذكورة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سنن أبي داود اللباس (4031) ، مسند أحمد (2/50).
(2) سورة المائدة الآية 51
(3) سورة المجادلة الآية 22
(4) سورة المائدة الآية 51(27/439)
السؤال الأول والثالث من الفتوى رقم ( 16426 )
س 1 : ما هو حكم الإسلام في رد السلام على النصراني وتشييع جنازته وتعزيته ؟
ج 1 : إذا سلم الكافر على المسلم فإنه يرد عليه بقوله : وعليكم . كما ورد ذلك في الحديث الصحيح ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : « إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم » (1) ، ولا يجوز للمسلم تشييع جنازة الكافر ؛ لأن ذلك من موالاته ، وموالاته حرام . وأما تعزيته فلا بأس بها ، إذا رأى المسلم المصلحة الشرعية في ذلك ، فيقول : (أحسن الله عزاءك وجبر مصيبتك) ، ولا يقول : وغفر لميتك ؛ لأن الاستغفار للمشرك لا يجوز .
__________
(1) صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6926) ، صحيح مسلم السلام (2163) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3301) ، سنن أبي داود الأدب (5207) ، سنن ابن ماجه الأدب (3697) ، مسند أحمد (3/218).(27/440)
س 3 : ما حكم مشاركة النصارى في أعيادهم ؟ أفتونا مأجورين .
ج 3 : لا تجوز مشاركة النصارى ولا غيرهم من الكفار في أعيادهم ، لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان ومن إقرار المنكر ومن موالاتهم ، وقد قال الله تعالى في وصف عباد الرحمن : { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } (1) أي : لا يحضرون المنكر من أعياد الكفار وغيرها .
__________
(1) سورة الفرقان الآية 72(27/440)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/441)
الفتوى رقم ( 16439 )
س : نحن نعمل بشركة تتضمن موظفين مسلمين وغيرهم من الديانات المسيحية والهندوكية ، وحيث إنه يوجد بعض الموظفين من الديانات الغير مسلمة يتطرق لتجميع مبلغ رمزي من بعض الموظفين مختلفي الديانات لإقامة حفلة وداع لمغادرة أحد الموظفين الأجانب ، وتتكون الحفلة من تقديم وجبة غذائية مع هدية رمزية لضيف الحفلة . فهل مشاركة المسلمين بأموالهم وأنفسهم لهذا النوع من الحفل يمس عقيدتهم الإسلامية ؟ آمل إفادتنا وزملاءنا المسلمين لنكون على بصيرة . جزاكم الله خيرا .
ج : مشاركة المسلم غير المسلمين في جمع مبلغ رمزي لإقامة حفلة لتوديع غير المسلمين - فيه نوع تكريم لهم ، ومشعر بموالاتهم ، ولا يجوز للمسلم أن يفعله ، ولا أن يشارك فيه ، والواجب دعوة غير المسلمين إلى الإسلام ، وتبيين محاسنه وتحبيبه إليهم ؛ لعل الله أن يهديهم .(27/441)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/442)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16592 )
س 1 : هل يجب علينا أن نحترم الكفار حتى أفضل من المسلمين ؟
ج1 : تجب معاداة الكفار وبغضهم ؛ لأنهم أعداء الله ، ولا تجوز محبتهم وموالاتهم ؛ لقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ } (1) وقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } (2) وقال تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } (3)
__________
(1) سورة الممتحنة الآية 1
(2) سورة المائدة الآية 51
(3) سورة الممتحنة الآية 4(27/442)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/443)
الفتوى رقم ( 17474 )
بدأ بعض شبابنا الإسلامي في مراسلة النوادي والهيئات التبشيرية المسيحية التي بدورها ترسل لهم دروسا حول الكتاب المقدس الإنجيل كما يزعمون ، وأشرطة فيديو لمحاضرات تبشيرية ، ومجلات خليعة التي انتشرت في بلادنا الإسلامية ، ومن بينها الجزائر ، ولقد أرفقت لكم نسخة طبق الأصل من رسالاتهم التي يرسلونها لنا .
س 1 : هل يجوز شرعا مراسلة مثل هذه الهيئات التبشيرية ؟ وما حكم قارئ الإنجيل ؟
س 2 : هل يجوز شرعا المشاركة في المسابقات المغرية التي تنظمها هذه الهيئات ؟
ج 1 و 2 : الإنجيل الموجود اليوم ليس هو الإنجيل كما أنزله الله عز وجل ؛ لأن فيه كثيرا من التحريف والكذب والزيادة والنقص ، وقول ما لا يليق على الله تعالى ، وقد بين الله ذلك في كتابه فقال :(27/443)
{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (1) وقال تعالى : { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } (2)
ولا ينبغي للمسلم أن ينظر في شيء من كتب اليهود والنصارى ، وقد أنكر الني صلى الله عليه وسلم على عمر لما رأى معه ورقة من التوراة ، وقال صلى الله عليه وسلم « أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية . . . ، لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني ) وفي رواية عبد الله بن ثابت : فقال عمر : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا » (3) .
وبناء على ذلك فلا تجوز مراسلة مراكز التبشير بالنصرانية ، ولا حضور دروسها ، ولا سماع أشرطتها ، ولا المشاركة في المسابقات التي تنظمها وإن كانت مغرية ؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، لكن يجوز النظر في كتب اليهود والنصارى لمن عنده المقدرة على الرد على ما فيها من الباطل ؛ إقامة للحجة وإزالة للشبهة .
__________
(1) سورة آل عمران الآية 78
(2) سورة البقرة الآية 79
(3) مسند أحمد (3/387) ، سنن الدارمي المقدمة (435).(27/444)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/445)
الفتوى رقم ( 17665 )
س : تابعت مسلسل جد سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام ، فأحببت عبد المطلب وأبا طالب لذلك ، كما يعلم الله من حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهل علي حنث في ذلك ، لأنهم ماتوا على غير الإسلام ؟ وهل علي حنث في حبهم ويصيبني على إثر هذا الحب إثم ؟ أفيدوني والله يتولاكم بعنايته . وصلى الله على سيدنا محمد وسلام الله عليكم .
ج : رعاية عبد المطلب وحماية أبي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته له لا توجب محبة لهما ، لأن عبد المطلب مات على دين الجاهلية ، وهو الشرك بالله ، وأبا طالب علم الحق ولم يعمل به ، وقد امتنع عن النطق بالشهادة عند احتضاره ، لما طلب منه النبي صلى الله عليه وسلم قولها ، وقال : (هو على ملة عبد المطلب ) ، فالواجب بغضهما في الله وعدم محبتهما .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/445)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17795 )
س 3 : إني أستمع أحيانا لبرامج مسيحية ، وهذا من أجل الاطلاع والتعرف على الفكر المسيحي ، فما موقف الشرع الإسلامي من هذا ؟
ج 3 : لا يجوز لك الاستماع إلى البرامج المسيحية ، إلا إذا كنت متمكنا من معرفة بطلانها ، بأن يكون عندك علم شرعي تعرف به الحق من الباطل ؛ لئلا تؤثر عليك في عقيدتك ودينك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/446)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17923 )
س 3 : مما لا شك فيه كفر عباد القبور والصالحين من الصحابة وغيرهم ، ومن يدعو غير الله تعالى ، لكن ما موقفي ممن ينتحل هذه النحلة ويماري فيها ويعترف باسم الفرقة التي من عقيدتها ما سبق ذكره . هل أسلم عليه ؟ وهل أرد عليه سلامه أم أتبرأ منه وأنابذه وأبين خطره للناس ؟ دلوني على الصواب في ذلك .
ج 3 : الواجب دعوة المذكورين إلى الله ، وأن تبين ما هم عليه من الضلال ، مع مناصحتهم لعل الله أن يهديهم ، فإن استجابوا فالحمد لله ، وإلا فاهجرهم ولا تبدأهم بالسلام ولا ترد عليهم ؛ لأن(27/446)
الله سبحانه قال : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } (1)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الممتحنة الآية 4(27/447)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17976 )
س 2 : هل الاستماع إلى إذاعة النصارى حرام ، مع أن المستمع يكون مؤمنا بدين الإسلام وبالله ورسوله ، ولا يستطيع أحد مهما كانت براهينه أن يغير شيئا من إيمانه ، ولكن استماعه لهذه الإذاعة ما هو إلا من باب الفضول والمعرفة بمعتقداتهم ليس إلا ؟
ج 2 : لا يجوز الاستماع لإذاعة النصارى التي تدعو إلى اتباع دينهم خشية الفتنة ، إلا لأهل العلم الذين يريدون أن يردوا على شبههم ويبطلوا دعايتهم ويحذروا المسلمين من شرهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/447)
السؤال العاشر من الفتوى رقم ( 18074 )
س 10 : مدرسونا غالبهم من المشركين أو الكتابيين ، فما حكم تهنئتهم في أعيادهم ؟ وما حكم رد تحيتهم (عندهم شيء ضروري ومهم) وما حكم إهدائهم ، سواء في أعيادهم أو غير ذلك ؟
ج 10 : أولا : لا تجوز مشاركة النصارى في أعيادهم ولا تهنئتهم بها ؛ لأن في هذا نوع رضا بما هم عليه ، ومداهنة لهم على باطلهم ، وتعاونا على الإثم والعدوان ، قال تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (1)
ثانيا : لا تجوز بداءة الكافر بالسلام ؛ لما ثبت من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام ، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه » (2) رواه مسلم ، وفي حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا : وعليكم » (3) رواه الشيخان .
فيرد عليهم بما دل عليه الحديث ، وهو أن يقال : وعليكم ، ولا بأس أن يقول للكافر ابتداء : كيف أصبحت ؟ كيف أمسيت ؟ ونحو
__________
(1) سورة المائدة الآية 2
(2) صحيح مسلم السلام (2167) ، سنن الترمذي السير (1602) ، الاستئذان والآداب (2700) ، مسند أحمد (2/266).
(3) صحيح البخاري استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6926) ، صحيح مسلم السلام (2163) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3301) ، سنن أبي داود الأدب (5207) ، سنن ابن ماجه الأدب (3697) ، مسند أحمد (3/218).(27/448)
ذلك ؛ إذا دعت الحاجة إلى ذلك ، صرح بذلك جمع من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية .
فلا بأس والحال ما ذكر أن تبدؤوا مدرسيكم الكفار بتحية غير تحية السلام ، فتقولون : كيف أصبحت ، ونحو ذلك ، وتردون عليهم التحية إذا ألقوها عليكم ، لكن لو عرفوا تحية الإسلام وألقوها عليكم ، فردوا عليهم بما جاء في الحديث السابق وهو قولكم : (وعليكم) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/449)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18604 )
س 1 : يشيع بين الناس عندنا هذا القول : (هذا الوقت النصارى أحسن من المسلمين في المعاملة) .
ج 1 : لا يجوز تفضيل الكفار على المسلمين ، لا في المعاملة ولا في غيرها ؛ لأن الله لعن المنافقين الذين يقولون للذين كفروا : { هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا } (1) ، ولو قدر أن بعض المسلمين لا يصدق في المعاملة فإن الحكم لا يعمم على المسلمين .
__________
(1) سورة النساء الآية 51(27/449)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/450)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17324 )
س 2 : ما هو حد الولاء والبراء عند المسلمين أصحاب المعاصي ، كالغناء وحلق اللحى والتدخين والسعوط والإسبال وغيرها . فهل يجب مقاطعتهم بعد عدم سماعهم للنصيحة ؟
ج 2 : أصحاب المعاصي الظاهرة لا تجوز مخالطتهم إلا بقصد مناصحتهم إذا كانت النصيحة تؤثر فيهم ، وتجب محبتهم بقدر ما فيهم من الإيمان ، وبغضهم بقدر ما فيهم من المعاصي ، فإن لم يقبلوا النصيحة فالمشروع هجرهم حتى يتوبوا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/450)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18412 )
س 1 : نعلم أن الذي يسمونه (النايروز) يحتفلون به كل سنة لا يجوز ، وهو من أعياد المجوس . سؤال : هل يجوز أكل الأطعمة التي تقدم فيه بعده بأيام ؟(27/450)
ج 1 : أولا : لا يحل للمسلم أن يقيم شيئا من شعائر الكفر والشرك ، ومن ذلك المناسبات الدينية كالأعياد وغيرها .
ثانيا : ما أعد من الطعام للأعياد والاحتفالات الشركية والبدعية لا يجوز الأكل منه ؛ لما في ذلك من المشاركة والرضا بما عليه أولئك ، والواجب على المسلم أن يحذر ويحتاط لدينه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/451)
السؤال السابع عشر من الفتوى رقم ( 18612 )
س 17 : هل يحل تناول الطعام يوم عيد الكفرة في مطعم معتادين أصلا على ارتياده . علما بأنهم يوم عيدهم ذاك يصنعون طعاما خاصا بالمناسبة ؟
ج 17 : إذا كان تناول هذا الطعام مشاركة للكفار في عيدهم فلا يجوز ، وإن لم يكن كذلك بأن حصل اتفاقا فيجوز إذا كان من طعام أهل الكتاب ، ما لم يكن فيه محرم كالخنزير مثلا ، وأما إن كان من طعام غير أهل الكتاب فلا يجوز أكل شيء من لحومهم التي ذبحوها ؛ لأن الله سبحانه لم يبح من طعام الكفار إلا طعام أهل الكتاب ، والمقصود به اللحوم التي يتولون ذكاتها .(27/451)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/452)
السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ( 18476 )
س 2 : هل يجوز تبادل التهاني بين المسيحيين والمسلمين عند كل المناسبات فيما بينهم ؟
ج 2 : لا تجوز تهنئة النصراني ولا غيره من الكفار في أعيادهم ومناسباتهم الدينية ، لأن في ذلك إقرارا لهم على الباطل ، ومشاركة لهم في الإثم ، والله تعالى يقول : { وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (1) ، إلا إذا كان ذلك لمصلحة راجحة يقتضيها الشرع المطهر .
__________
(1) سورة المائدة الآية 2(27/452)
س 3 : هل يجوز اشتراك المسلمين في حفلات ومناسبات المسيحيين بعد حصول الدعوة والعكس ؟
ج 3 : لا تجوز مشاركة الكفار في أعيادهم وحفلاتهم الدينية ، لقوله تعالى في وصف عباد الرحمن : { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } (1) وقد جاء تفسير الزور : بأنه أعياد الكفار ، وشهودها ،
__________
(1) سورة الفرقان الآية 72(27/452)
حضورها أو مشاركتهم فيها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/453)
الفتوى رقم ( 19991 )
س : أساتذتنا جميعهم من الهندوس ، ونصادف لهم أعيادا ومناسبات دينية كثرة ، ويقوم جميع الطلبة بتحيتهم والتبريك بهذه المناسبة ، ونجد إحراجا عندما لا نحييهم . فماذا نفعل هل نعمل التحية أم لا ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
ج : لا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار كالهندوس وغيرهم في أعيادهم ومناسباتهم ، أو إظهار الفرح والرضا بها ، وتقديم التحية والتبريك لهم بمناسبة ذلك ؛ لما في ذلك من مشابهة أعداء الله في أعمالهم المحرمة المخالفة لدين الإسلام ، ولما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان وإدخال السرور عليهم والتودد لهم وتكثير عددهم ورفع شأنهم ، قال الله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (1) ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من تشبه بقوم فهو منهم » (2)
__________
(1) سورة المائدة الآية 2
(2) سنن أبي داود اللباس (4031) ، مسند أحمد (2/50).(27/453)
رواه الإمام أحمد في (مسنده) وأبو داود في (سننه) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/454)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 20795 )
س 1 : هل يجوز تهنئة غير المسلمين بالسنة الميلادية الجديدة ، والسنة الهجرية الجديدة ، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ج 1 : لا تجوز التهنئة بهذه المناسبات ؛ لأن الاحتفاء بها غير مشروع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/454)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 21587 )
س 5 : هل يصح للموحد أن يشارك في عقد نكاح المشركين ويساعدهم فيه لنسب أو قرابة أو غير ذلك ؟ وكذلك حضور جنائزهم من غير صلاة عليها وحضور دفنها ؟ وهل يجلس معهم ويظهر الحزن معهم ؟
ج 5 : لا يجوز للمسلم أن يشارك المشركين في مناسباتهم(27/454)
الشركية أو البدعية ، ولا يجوز له أن يشيع جنائزهم ؛ لأن هذا من الموالاة المنهي عنها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/455)
الفتوى رقم ( 19581 )
س : ولدت في فرنسا وأعيش فيها إلى الآن ، حيث أبلغ من العمر (26) سنة ، أبواي تونسيان وأنا إلا متزوج ولي طفلان ، الأول (4 سنوات) والثاني (9 أشهر) ، أريد الهجرة إلى بلاد عربية من أجل مستقبل أبنائي خاصة ، وللحفظ على دينهم ولغتهم ، كنت أنوي الاستقرار في تونس لأن جميع عائلتي هناك ، وأبواي ينويان الرجوع إلى هناك ، لكن المشكلة أن الحجاب هناك ممنوع منعا باتا على المرأة المسلمة حتى في الشارع ، وجميع أفراد عائلتي هناك قد استكرهوا على نزع الحجاب ، كما أنه لا يجوز هناك اللقاءات أو الاجتماعات ذات الصبغة الدينية ، حتى ولو كان ضمن حفلة زواج أو غيرها ، والمسلمون هناك خاصة الشباب منهم مضطرون للغير فرادى وفي خوف دائم ، حتى لمجرد الصلاة الدائمة في المسجد .
لذلك فالعيش هناك بالنسبة لي ولزوجتي التي ترتدي(27/455)
الحجاب يعتبر مستحيلا ، لأنه حتى بالنسبة لأبنائي لا أضمن لهم أن يتعلموا دينهم هناك على قواعد صحيحة ، وعندما أرجع وأفكر في وضعي الحالي وكيف أني أعيش في بلاد الكفار أجد نفسي معلقا بين الأرض والسماء ، ولا عندي حل يريحني ؛ لأني لا أعرف هل الهجرة في هذه الحال واجبة أم لا . أرجو إفادتي جزاكم الله كل خير بأحاديث وآيات قرآنية أتخذ على أساسها القرار السليم ، حتى لا أندم بعد ذلك أو أحس أنني أخطأت .
ج : نشكرك أيها الأخ على هذا الإحساس والشعور الديني الذي هو واجب على كل مسلم يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، ونوصيك بتقوى الله تعالى في جميع أمورك ، كما نفيدك بأن الإقامة في بلاد الكفار محرمة في الشريعة الإسلامية إلا لحاجة معتبرة شرعا ، كعلاج لا يوجد عند المسلمين أو دعوة إلى الإسلام ونحو ذلك ، وعليك بالاجتهاد وبذل الأسباب التي تخلصك من البقاء في بلاد الكفار والانتقال إلى بلاد المسلمين ، ولو إلى غير بلدك التي هي مسقط رأسك ، والله تعالى يقول : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } (1) { وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } (2) وإذا كان حالك في فرنسا وتونس كما ذكرت ولم تتيسر لك الهجرة ،
__________
(1) سورة الطلاق الآية 2
(2) سورة الطلاق الآية 3(27/456)
فعليك تقوى الله في نفسك والتمسك بدينك والثبات عليه والمحافظة على شعائر الدين كالصلوات الخمس وغيرها ، ودوام الالتجاء إلى الله أن يثبت قلبك ، وعليك البعد عن مشاركة أهل السوء ومجالستهم ، وإن وجدت أحدا من المسلمين فلازم صحبته ، كما عليك الدعوة إلى الله حسب الاستطاعة . نسأل الله الكريم لك التوفيق وأن ييسر لك الخير أينما كنت إنه ولي ذلك والقادر عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/457)
الفتوى رقم ( 20175 )
س : إنني أعمل في محل طعام ، ويأتي إلينا بعض الأجانب من غير المسلمين ، فيضاعف لهم حساب الطعام . فهل ذلك يجوز ؟
ج : يعامل الكافر في البيع والشراء كغيره من المسلمين : من الصدق معه وعدم غشه ، ومن ذلك عدم مضاعفة القيمة عليه ، وهذا لا يعني حبه ومودته ، بل يجب بغضه في الله ، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان والله المستعان .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/457)
الفتوى رقم ( 20188 )
س : مسألتي تختص بزواج حماي (شقيق زوجي) المجوسي .
هل من الواجب علينا أن نسافر معه ليتم عقد قرانه على خطيبته ؟ وهل نعينه بالمال مثلا ، مع العلم أن زوجي مسلم بنفسه فقط ، وأنا مسلمة الأصول ؟ وما هي الحدود الشرعية في التعامل مع الكافر ذي النسب مثل أهل زوجي هؤلاء ؟
ج : المسلم لا يجوز له أن يوالي الكافر ، ومن ذلك حضور الاحتفالات الخاصة به والسفر معه من أجل ذلك ؛ لأن احتفالاتهم في الزواج وغيرها يصاحبها شيء من طقوسهم الكفرية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/458)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20400 )
س 2 : تقام في الهند أعياد خاصة بالهندوس (عبدة الأوثان) ، وبحكم الجوار في السكن فهم يقدمون حلويات كالتي تقدم عندنا في عيد الفطر المبارك ، واختلف البعض ، فمنهم من حلل أكلها بحجة أنه ليست دم ، ومنهم من حرمها بحجة أنها أهلت لغير الله عز وجل ، مع العلم بأن هذه الحلويات لا تصنع في المنازل ، بل تشترى جاهزة من المحلات التجارية . أرجو الإفادة .(27/458)
ج 2 : ما يقدمه عبدة الأوثان وغيرهم من الكفار للمسلمين من هدايا في أعيادهم ومناسباتهم الدينية لا يجوز قبوله والانتفاع به ؛ لما في قبولها من إقرارهم على باطلهم والرضا بما هم عليه ، فعلى المسلم أن يحذر من ذلك وأن يحتاط لدينه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/459)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 19479 )
س 5 : هل يجوز للمسلم أو المسلمة أن يشتغل في المصانع الحربية للكفار ، أو يشارك فيما يقوي جيشه من ناحية العدد والعدة ، كباحث علمي في الكمبيوتر وغيره ، أو الالتحاق بجيوشهم ؟
ج 5 : لا يجوز للمسلم أن يعمل في المصانع الحربية للكفار ، أو يشارك فيما يقوي شوكتهم ، أو يلتحق بجيوشهم ؛ لأن ذلك نوع من موالاتهم ، والله تعالى يقول : { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } (1) ويقول سبحانه : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ } (2) ، والآيات في هذا
__________
(1) سورة آل عمران الآية 28
(2) سورة المائدة الآية 51(27/459)
المعنى كثيرة ، ويخشى على من يعمل هذه الأعمال أن تصل به الحال إلى موالاة الكفار موالاة تامة ، فيصبح في عدادهم وهو لا يشعر ، فينطبق عليه قول الله تعالى : { وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } (1) ، وقوله سبحانه : { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً } (2) الآية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة المائدة الآية 51
(2) سورة آل عمران الآية 28(27/460)
الفتوى رقم ( 20235 )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة الشيخ : خالد بن علي آل شمح ، قاضي المحكمة ومدير المكتب التعاوني ببدر ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (1139) في 9\2\1419 وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :(27/460)
أحيطكم علما سماحة الوالد أنني أعمل بمحافظة بدر بالمدينة النبوية ، وقد وجدنا بها العديد من الشباب الذين من الله عليهم بمعرفة طريق الهداية ، كما وجدنا بها بعضا ممن يتقربون إلى بعض الصوفية حتى يحصلوا على مبالغ مالية أو إعانات عينية ، فيكرمون من ينتمي إلى الصوفيين ، ويعدون لهم الولائم والمناسبات بحجة أن الصوفيين يقدمون للمنطقة أو للأعمال الخيرية بها الشيء الكثير .
سماحة الوالد : لقد تفرق الشباب بين مؤيد لهذه الأفعال ، ولذلك الإكرام لمن ينتمي إلى الصوفية حتى يحصلوا على ذلك النفع ، وبين منكر للتقرب إلى الصوفيين حتى لو انقطعت المعونات أو التبرعات والمساعدات للمنطقة ، بل لقد أخذ بعض الناس في التحذير من حضور تلك المجالس ، وأن حضورها محرم ، بل أخذ البعض في مقاطعة من يقوم بتكريم الصوفيين أو التقرب لهم حتى لو كان ليس منهم وليس على منهجهم .
سماحة الوالد : لقد تفرق الشباب لدينا بين مثبت وناف ، ويرغبون التوجيه نحو ذلك . هل يجوز تكريم الصوفية أو التقرب لهم من أجل ما يقدمون من نفع للمنطقة ؟ وهل يجوز حضور مجالس التكريم تلك ؟ ما حكم مقاطعة من يكرمهم ويتودد لهم ؟ آمل أن تكون الإجابة سريعا ومفصلة حتى يشفى بها الغليل وتطمئن النفس . وفقكم الله وسدد خطاكم إلى كل خير .(27/461)
وبعد دراسة اللجنة للاستفسار أجابت بأن التصوف نحلة مبتدعة في الإسلام ، وكل بدعة ضلالة ، وقد يؤول بأصحابه إلى الشرك والكفر بالله إذا وصل إلى الغلو في المشائخ وأنهم ينفعون أو يضرون من دون الله ، أو الاستعانة بالأموات والذبح لهم ، أو اعتقاد أن أصحاب الطرق الصوفية يتلقون دينهم من الله مباشرة ، فلا حاجة بهم إلى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويشرعون لأتباعهم عبادات وأذكارا ما أنزل الله بها من سلطان ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، فلا تجوز مصاحبة الصوفية ولا حضور مجالسهم ، ولا يجوز إكرامهم وتشجيعهم ، بل يجب الإنكار عليهم ومنعهم من مزاولة أعمالهم الصوفية ونشرها بين الناس ، ويجب هجرهم والتحذير منهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(27/462)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20597 )
س 2 : تقوم بعض الجهات الأجنبية الوافدة بتوزيع علمين أحدهما للسعودية والثاني لبلادها الكافرة ، ويقوم منسوبو إحدى الدوائر العسكرية بتعليقها في صدورهم . فما حكم هذا العمل ؟
ج 2 : لا يجوز تعليق شعار الكفار من صلبان وغيرها على(27/462)
صدور المسلمين وملابسهم أو غيرها ؛ لأن في ذلك دعاية للكفر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/463)
الفتوى رقم ( 20549 )
س : الأول : هو أن السنة الماضية في المركز الإسلامي هذا وضعوا في رمضان وبعد انتهاء عيد الميلاد وضعوا على المنارة كلمة (الله أكبر) مزينة بالأنوار التي تستخدم في عيد المسيح (عليه السلام) ، وزينوا مقدمة المسجد بنفس الأنوار ، أنا أنكرت ذلك وقلت لهم : إن هذا تشبه بالكفار ، وأنه لا يجوز استخدامه في المسجد ولا في بيوت المسلمين ، فقالوا : إذا جاء الشيخ من سفره نستفتيه ، فقلت : لا داعي لفتواه ، لأن الأمر واضح جدا ، المهم لا أحد سمع مني شيئا .
فالذي حدث هو أن مجرد ما جاء الشيخ قلت له : ما رأيك بهذا الذي فعلوا في غيابك ؟ فقال : والله هذا قياس . فقلت : ولكن هذا تشبه . فقال : عليك أن تفكر أنه قبل سنوات كانوا يضعون الأنوار والشجر في البيوت وفي الشارع والآن لا . فقلت من جديد : نعم ، هذا صحيح ، أخرجوه من الشوارع ؛ لأن في كثير من البيوت ما زالت الأنوار والآن أدخلوها في المسجد ، هذا لا يجوز .(27/463)
المهم من سؤالي يا سماحة العلماء هو أمر يقلقني كثيرا جدا ، وهو أن رمضان هذه السنة يقع أكثره في الشهر الذي يحتفل به عيد الميلاد ، وكثير من الشباب يتركون الصوم من أجل الاحتفال بهذا ، وأمر يقلق أكثر هو أن السنة القادمة تتفق تقريبا يوم عيد الميلاد بعيد الفطر المبارك . الرجاء كتابة ما تحتاجه هذه البلاد من التوجيه في هذا الأمر ، لكثرة الجهل من أبناء المسلمين الذين يذوبون في المجتمع يوما بعد يوم ، ومثال هذا : منذ ثلاثة أسابيع أقمنا الدول لحفظ القران لليلة القدر والمهتمين في الأمر من 520 طالبا حوالي 30 طالبا بين أولاد وبنات ، وذلك لأننا قلنا لهم : إن في ليلة القدر توجد جوائز ، فمن هؤلاء من لا يحفظ الفاتحة ، وجاءني واحد وقال لي : أنا في حياتي ما سمعت هذا في بيتي ، وأنا أعرف أباه وهو مسلم . أفتوني أفادكم الله .
والأمر الثاني : هو أن في داخل المسجد الذي يتسع لـ 850 شخصا وضعوا أربعة كراسي في الداخل ، وكرسيين في المدخل ، وهذه الكراسي كالتي كنت أجلس عليها في الكنائس قبل أن أكون مسلما . أفتوني في هذا والله يجزيكم خير الجزاء .
ج : لا يجوز التشبه بالكفار في أعيادهم وكنائسهم وغير ذلك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من تشبه بقوم فهو منهم » (1) ، فالواجب عليكم جميعا الحذر من ذلك ونصيحة من ترونه يتشبه بهم .
__________
(1) سنن أبي داود اللباس (4031) ، مسند أحمد (2/50).(27/464)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(27/465)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 21394 )
س 5 : هل يمكن لي أن أتعامل مع الذين هم من الإباضيين ، أي أنني أشتري وأبيع معهم كالتجارة مثلا ، ومع هذا أشتري من عندهم الكتب والأشرطة التي لا بأس بها ، فهذا الأمر أنا فيه . فهل أتوقف من هذا الأمر أم أستمر ؟
ج 5 : لا بأس بشراء الكتب النافعة من أي أحد وجد عنده ، لما في ذلك من الفائدة ، أما كتب البدع والضلال فلا يجوز بيعها ولا شراؤها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/465)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 21570 )
س 1 : ظهر في الآونة الأخيرة صورة الصليب المعروفة ، وتساهل الناس بذلك ، فصرنا نرى هذه الصورة في القنوات الفضائية والمجلات الدعائية وغيرها .(27/465)
1- فما حكم تصوير الصليب عموما ؟ .
2- وما حكم إخراج صورة الصليب قي المجلات أو الإعلانات أو غيرها ؟
3- علما أننا نرى صورة الصليب في بعض المجلات الإسلامية ، وذلك من أجل تحذير الناس من أعدائهم النصارى ، وكشف خططهم التبشيرية . فما حكم ذلك ؟
4- ما حكم تصوير شعائرهم الدينية ؟
ج : أولا : لا يجوز تصوير الصلبان أو غيرها من رموز الكفر ونشرها في المجلات والإعلانات ، إلا إذا قصد من ذلك تعريف المسلمين بها للحذر منها ، حتى لا يحصل منهم احتفاء بها وتعظيم لها وهم لا يشعرون ، ويقرن نشرها ببيان يفيد ذلك .
ثانيا : لا يجوز تصوير الشعائر الدينية الكفرية ولا عرضها على المسلمين ؛ لاشتمالها على الكفر بالله ورسوله ، ومناقضة دين الإسلام ، وهذا العمل أيضا داع للتعلق والتأثر بها ، وخصوصا من ضعفاء الإيمان ، كما أن في ذلك أيضا كسرا لحاجز النفرة بين المسلم والكفر ، وما كان هذا سبيله فيجب الابتعاد عنه .(27/466)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(27/467)
الفتوى رقم ( 21413 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من عدد من المستفتين ، المقيدة استفتاءاتهم في الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (86) وتاريخ 5\1\1421 هـ ، ورقم (1326 ، 1327 ، 1328) وتاريخ 2\3\1421 هـ بشأن حكم بناء المعابد الكفرية في جزيرة العرب ، مثل : بناء الكنائس للنصارى ، والمعابد لليهود وغيرهم من الكفرة ، أو أن يخصص صاحب شركة أو مؤسسة مكانا للعمالة الكافرة لديهم يؤدون فيه عباداتهم الكفرية . . . إلخ .
وبعد دراسة اللجنة لهذه الاستفتاءات أجابت بما يلي :
كل دين غير دين الإسلام فهو كفر وضلال ، وكل مكان للعبادة على غير دين الإسلام فهو بيت كفر وضلال ، إذ لا تجوز عبادة الله إلا بما شرع سبحانه في الإسلام ، وشريعة الإسلام خاتمة الشرائع ، عامة للثقلين الجن والإنس ، وناسخة لما قبلها ، وهذا مجمع(27/467)
عليه بحمد الله تعالى .
ومن زعم أن اليهود على حق ، أو النصارى على حق ، سواء كان منهم أو من غيرهم فهو مكذب لكتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة ، وهو مرتد عن الإسلام إن كان يدعي الإسلام بعد إقامة الحجة عليه ، إن كان مثله ممن يخفى عليه ذلك ، قال الله تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا } (1) وقال عز شأنه : { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } (2) وقال سبحانه : { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } (3) وقال جل وعلا : { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } (4) وقال سبحانه : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } (5) وثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « كان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة » (6) ، ولهذا صار من ضروريات الدين تحريم الكفر الذي يقتضي تحريم التعبد لله ، على خلاف ما جاء في شريعة الإسلام ، ومنه تحريم بناء معابد وفق شرائع منسوخة
__________
(1) سورة سبأ الآية 28
(2) سورة الأعراف الآية 158
(3) سورة آل عمران الآية 19
(4) سورة آل عمران الآية 85
(5) سورة البينة الآية 6
(6) صحيح البخاري التيمم (335) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (521) ، سنن النسائي الغسل والتيمم (432) ، مسند أحمد (3/304) ، سنن الدارمي الصلاة (1389).(27/468)
يهودية أو نصرانية أو غيرهما ؛ لأن تلك المعابد سواء كانت كنيسة أو غيرها تعتبر معابد كفرية ، لأن العبادات التي تؤدى فيها على خلاف شريعة الإسلام الناسخة لجميع الشرائع قبلها والمبطلة لها ، والله تعالى يقول عن الكفار وأعمالهم : { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } (1) .. ولهذا أجمع العلماء على تحريم بناء المعابد الكفرية ، مثل : الكنائس في بلاد المسلمين وأنه لا يجوز اجتماع قبلتين في بلد واحد من بلاد الإسلام ، وأن لا يكون فيها شيء من شعائر الكفار لا كنائس ولا غيرها ، وأجمعوا على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا أحدثت في أرض الإسلام ، ولا تجوز معارضة ولي الأمر في هدمها ، بل تجب طاعته ، وأجمع العلماء رحمهم الله تعالى على أن بناء المعابد الكفرية ، ومنها الكنائس في جزيرة العرب ، أشد إثما وأعظم جرما ؛ للأحاديث الصحيحة الصريحة بخصوص النهي عن اجتماع دينين في جزيرة العرب ، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا يجتمع دينان في جزيرة العرب » (2) رواه الإمام مالك وغيره وأصله في (الصحيحين) .
__________
(1) سورة الفرقان الآية 23
(2) (الموطأ) 2\892 ، كما رواه من حديث عائشة رضي الله عنها : أحمد 6\275 ، وابن جرير الطبري في (التاريخ) 3\215 ، والطبراني في (الأوسط) 2\42 برقم (1070) (ت : الطحان)(27/469)
فجزيرة العرب حرم الإسلام ، وقاعدته التي لا يجوز السماح أو الإذن لكافر باختراقها ، ولا التجنس بجنسيتها ، ولا التملك فيها ، فضلا عن إقامة كنيسة فيها لعباد الصليب ، فلا يجتمع فيها دينان ، إلا دينا واحدا هو دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم ، ولا يكون فيها قبلتان إلا قبلة واحدة هي قبلة المسلمين إلى البيت العتيق ، والحمد لله الذي وفق ولاة أمر هذه البلاد إلى صد هذه المعابد الكفرية عن هذه الأرض الإسلامية الطاهرة .
وإلى الله المشتكى مما جلبه أعداء الإسلام من المعابد الكفرية من الكنائس وغيرها في كثير من بلاد المسلمين . نسأل الله أن يحفظ الإسلام من كيدهم ومكرهم .
وبهذا يعلم أن السماح والرضا بإنشاء المعابد الكفرية مثل الكنائس أو تخصيص مكان لها في أي بلد من بلاد الإسلام من أعظم الإعانة على الكفر ، وإظهار شعائره ، والله عز شأنه يقول : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (1)
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : (من اعتقد أن الكنائس بيوت الله ، وأن الله يعبد فيها ، أو أن ما يفعله اليهود والنصارى عبادة لله
__________
(1) سورة المائدة الآية 2(27/470)
وطاعة لرسوله ، أو أنه يحب ذلك أو يرضاه ، أو أعانهم على فتحها وإقامة دينهم ، وأن ذلك قربة أو طاعة - فهو كافر) . وقال أيضا : (من اعتقد أن زيارة أهل الذمة كنائسهم قربة إلى الله فهو مرتد ، وإن جهل أن ذلك محرم عرف ذلك ، فإن أصر صار مرتدا) انتهى .
عائذين بالله من الحور بعد الكور ، ومن الضلالة بعد الهداية ، وليحذر المسلم أن يكون له نصيب من قول الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ } (1) { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } (2) { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } (3) { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } (4) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة محمد الآية 25
(2) سورة محمد الآية 26
(3) سورة محمد الآية 27
(4) سورة محمد الآية 28(27/471)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20518 )
س 2 : لقد انتشر بين النساء المتمسكات بدينهن أمر نحب أن(27/471)
نعرف حكمه ، وهو أن الواحدة منهن تغلو في محبة صديقتها وأختها في الله غلوا فاحشا ، ومن صور ذلك الغلو أن تلبس مثل لبسها وتفديها نفسها ، وتنقش اسمها على بعض الحلي ، وتكثر من زيارتها ، ولا بد لها من الاتصال بها يوميا ، في مكالمات قد تطول وتتجاوز الساعة والساعتين ، وقد تتأثر تأثرا شديدا إن لم ترها ، وبزعمهن أن كل ذلك حب في الله تعالى . فنرجو من فضيلتكم بيان حكم ذلك ، وإيضاح حقيقة الحب في الله من غيره ، علما بأن كل ما ذكر واقع في مجتمع النساء والله المستعان .
ج 2 : الحب في الله من أوثق عرى الإيمان ، والمتحابان في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والحب في الله يعد عملا صالحا ؛ لأنه محبة لمن يحبهم الله من الناس وهم الصالحون ، والحب في الله سببه كون الشخص قائما بحقوق الله وحقوق عباده ، متمسكا بشريعة الله ، لا للحسب ولا للنسب ولا للجمال ولا للمال ولا لغير ذلك من المنافع الدنيوية ، ومن علامة صدق هذه المحبة : أنه إذا وقع المحبوب في مخالفة أمر الله نقصت المحبة بحسب تلك المخالفة ، وحل محلها البغض ؛ غضبا لله تعالى ، وتعظيما لحرماته ، وأما الغلو في محبة الشخص وتعلق القلب به لذاته حتى لا يستطيع فراقه والإعجاب به إلى حد الغرام - فهذا ليس من المحبة في الله ، بل ذلك خلل في التوحيد ، والتفات في القلب(27/472)
لغير الله تعالى ، ووسيلة إلى ما حرم الله من الفواحش ، وهو أمر منكر يجب تركه والحذر منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
تم - بحمد الله - المجلد الأول من (المجموعة الثانية) من فتاوى اللجنة ، ويليه - بإذنه سبحانه - المجلد (الثاني)
وأوله (علم الغيب)(27/473)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18645 )
س 3 : هل الجن يعلمون الغيب ؟ نرجو بيانه منكم في أقرب وقت .
ج 3 : علم الغيب من خصائص الربوبية ، فلا يعلم غيب السماوات والأرض إلا الله ، قال تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } (1) ، وقال جل جلاله : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (2) ، والجن لا يعلمون الغيب ، والدليل قوله تعالى : { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } (3) ، فمن ادعى علم الغيب فهو كافر ، ومن صدق من يدعي علم الغيب فهو كافر أيضا ؛ لأنه مكذب للقرآن .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأنعام الآية 59
(2) سورة النمل الآية 65
(3) سورة سبأ الآية 14(28/6)
الفتوى رقم ( 18723 )
س : يصدر عندنا في اليمن كتاب مطبوع في رأس كل سنة هجرية اسمه : ( نتيجة فلكي اليمن ، الشهيرة بنتيجة بيت الفقيه ) لمؤلفها المدعو\ مهدي أمين ، حيث إن المذكور قد مات ويصدرها حفيده أحمد محمد مهدي أمين ، وفي هذه المطبوعة التي تطبع منها آلاف النسخ وتوزع في جميع أرجاء اليمن المدن والقرى ، تظهر طوالع الأشخاص وحظوظهم ومستقبل طوالع المسئولين والمناطق اليمنية والدول العربية ، وماذا سيحدث في شهور السنة الهجرية ، وذلك كله للعام التي صدرت في رأسه ، ويقول صاحبها كما في نتيجته في ص 3 عام 1417 هـ : ( فلكي اليمن ينظر طالعك وحظك والمستقبل في النجوم وعلم الجفر والزيرجة وعلم الرمل . . إلخ ) ، وهذه النتيجة يصدقها ويعتز فيها خلق كثير من العوام وأنصاف المثقفين ، مرفق لكم نسخة من هذه النتيجة لمزيد من الإيضاح . والسؤال هو :
أ - هل يجوز تأليفها وإصدارها وطبعها ونشرها ؟
ب - ما حكم من يقوم بتوزيعها أو بيعها أو شرائها ؟
ج - هل تجوز قراءتها وتصديقها ، أو تصديق بعض ما جاء فيها ؟
وما الرد على من يحتج بحدوث وتحقق بعض ما جاء فيها ؟(28/7)
د - ما حكم المال العائد من إصدارها وتأليفها أو طبعها أو نشرها وتوزيعها أو بيعها ؟
ج : هذه النتيجة المذكورة لا يجوز عملها ولا نشرها ولا بيعها ولا توزيعها ؛ لأنها تتضمن كلاما باطلا وكفرا وشركا بالله عز وجل ، حيث تتضمن ادعاء علم الغيب وما يحصل في المستقبل للدول والأفراد من السعود والنحوس ، وهذا كفر بالله عز وجل ، لأنه ادعاء للمشاركة لله في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا هو ، قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } (1) { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } (2) الآية ، وقال تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (3) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد » (4) صلى الله عليه وسلم ، فالواجب إتلاف هذه النتيجة والمنع من إصدارها ومعاقبة من يصدرها أو يروجها بما يستحقه شرعا من قبل ولاة الأمور ؛ حماية لعقيدة المسلمين من الشرك والكفر ، وردعا لدعاة الباطل ، وقياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
__________
(1) سورة الجن الآية 26
(2) سورة الجن الآية 27
(3) سورة النمل الآية 65
(4) سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبي داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد (2/476) ، سنن الدارمي الطهارة (1136).(28/8)
ويجب الاقتصار على الحساب الفلكي المشهور ، ومواقيت الصلاة ، ومواقيت بذور الزراعة ، وما أشبه ذلك مما فيه مصلحة للناس ولا يخل بالعقيدة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/9)
الفتوى رقم ( 18924 )
س : هل لا يعلم ما في نفسي إلا الله ؟
ج : لا يعلم ما في النفوس وما تكنه الصدور من الخواطر والهواجس والأسرار إلا الله عز وجل ، قال سبحانه : { وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } (1) ، وقال جل وعلا : { أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } (2) ، وقال عز وجل { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } (3) ، وقال : { يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } (4) .
__________
(1) سورة طه الآية 7
(2) سورة العنكبوت الآية 10
(3) سورة النحل الآية 19
(4) سورة التغابن الآية 4(28/9)
وقال : { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } (1) ، فمن ادعى أنه يعلم ما في نفوس الناس وما تخفيه صدورهم - فقد نازع الله جل وعلا في ربوبيته ، وذلك كفر بالله العظيم ، فيجب الحذر منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة القصص الآية 69(28/10)
الفتوى رقم ( 18627 )
س : جاء في كتاب ( تنوير المؤمنات ) لمؤلفه عبد السلام ياسين ( مرشد جماعة العدل والإحسان الإسلامية بالمغرب الأقصى ) المجلد الأول الصفحة 290 الطبعة الأولى لسنة 1996 م ما نصه : ( كبار الصوفية كالغزالي ينظرون في اللوح المحفوظ فما مقامي أنا في ظلمة الجهل ، وابن تيمية يقرأ في اللوح المحفوظ وينبئ بغيب المستقبل ، كيف! لوح محفوظ! وعلم الغيب! وابن تيمية ! إي نعم(28/10)
ألا أذكر لك الصفحة والجزء لكي تقرأ كتاب ( مدارج السالكين ) لتلميذ ابن تيمية الذكي الزكي الذي قص كيف راجع شيخه حين أخبره شيخه أن المسلمين ينتصرون في معركة مع التتار ، وأخبره شيخه أنه رأى ذلك في اللوح المحفوظ ) ا هـ .
شيخنا الفاضل : إذا كان معروفا عن المتصوفة خرافاتهم وترهاتهم وخروجهم عن العقيدة الصحيحة ، فالأمر يختلف بالنسبة للأئمة الأعلام من أهل التوحيد ، وخاصة بالنسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم . شيخنا الجليل : أفيدونا هل ما نسب إلى الشيخين الجليلين ابن تيمية وابن القيم صحيح ، وأن شيخ الإسلام قرأ في اللوح المحفوظ وتنبأ بالغيب أم هي تهمة يرمي بها المتصوفة أهل التوحيد ، وهل سبق لبشر - رسل وغيرهم - أن نظر في اللوح المحفوظ ؟ شيخنا جاء في نفس الكتاب لنفس المؤلف المجلد الثاني ص 37 ما نصه : ( تلقى التلميذ النجيب آخر كتابات ابن تيمية من سجنه الذي مات فيه ، كان مما كتبه إلى تلامذته رسالة تشبه التوبيخ الشديد ، يلومهم فيها فارس المنقول والمعقول على أنهم ينقصهم الوجد ) ا هـ .
وجاء بنفس المجلد ص 40 ما نصه : ( يا ليتهم قرؤوا ( فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ) من الجزء الأول إلى دفة الجزء الخامس(28/11)
والثلاثين ليقرؤوا من عجائب الاعتقاد في الحلول الجزئي السائغ وليقرؤوا الفارس الصادق يؤنب إخوانه من داخل سجن موته على خصاصتهم في [الوجد] ) ا هـ .
شيخنا الفاضل : ما هو الوجد في اصطلاح المتصوفة ؟ وهل صحيح أن شيخ الإسلام كاتب تلامذته يخبرهم بنقصان الوجد لديهم ؟
شيخنا الفاضل : هناك طامتان في كتاب لنفس المؤلف عبد السلام ياسين ، والكتاب هو : ( نظرات في الفقه والتاريخ ) الطبعة الأولى يونيو 1989 م ، جاء في الصفحة 37 ما نصه : ( إن الله عز وجل أخبرنا أن محمدا صلى الله عليه وسلم حريص على المؤمنين ، رؤوف بهم رحيم ، وأن الله عز وجل أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على مسائل كثيرة من الغيب ، مما يقع لأمته حتى قيام الساعة ، نقل إلينا الصحابة رضي الله عنهم بعضها وأنسوا الكثير ) ا هـ .
وجاء في الصفحة 39 - 40 ما نصه : ( حديثان لمسلم يشرطان الطاعة بشرطين : أن يقود الحاكم الأمة بكتاب الله تعالى ، وأن يقيم الصلاة في الناس ، فتبقى للمؤمنين مسؤولية التقدير لتمييز الحاكم الذي يقود بالقرآن أو لا يقود ، ولتقدير إقامة الصلاة ما معناها وما مدلولها العملي ، إن كان الرسول الكريم(28/12)
على الله ، المؤيد بالوحي يشير إلى مواطن القدر التي أطلعه ربه عليها مقدما النصائح ، فما كان له أن يستبق القدر بتفصيل ما ينبغي أن يبقى مطويا ، ولا بتعيين ما يجب أن يبقى إلى زمان ظهوره مسدلة عليه أحجبة الستر ، ولا بتعريف حدود الشرطين الحاكمين ، كتم صلى الله عليه وسلم وسكت عنه ليتحمل كل مسؤوليته ، ولئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) ا هـ .
والله سبحانه وتعالى يقول في سورة المائدة الآية 67 :
{ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } (1) .
شيخنا الفاضل : هل يجوز الانتماء لهذه الجماعة وهذه أفكار وأقوال مرشدها وأميرها ( المفروض عليه الحصار والإقامة الإجبارية ) ، وما هي نصيحة شيخنا للأفراد المنتمين لهذه الجماعة الأكثر انتشارا بالمغرب ، وخاصة في وسط الشباب والطلاب ؟
ج : ما جاء في الكتاب المذكور أن أحدا من العلماء أو غيرهم يعلمون ما في اللوح المحفوظ - كله باطل ؛ لأن ما في اللوح المحفوظ من
__________
(1) سورة المائدة الآية 67(28/13)
الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (1) ، وقال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } (2) { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ } (3) . وأما الانتماء إلى الجماعات ، فالواجب الانتماء إلى الجماعات المتمسكة بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح . وأما الوجد فهو من مصطلحات الصوفية ، ومعناه : شدة الحب ، ولم يكتب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى تلاميذه ولا إلى غيرهم بهذا المصطلح الصوفي ، وإنما كان يوصي بإتباع الكتاب والسنة ، وينهى عن بدع الصوفية وغيرهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس ... نائب الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النمل الآية 65
(2) سورة الجن الآية 26
(3) سورة الجن الآية 27(28/14)
الفتوى رقم ( 19458 )
س : أفيد سماحتكم أنه نشرت دعاية بإحدى الجرائد عن ساعة تسمى ( الساعة البيولوجية ) ، وورد في الدعاية ما نصه :(28/14)
( الساعة البيولوجية مؤشر الخصوبة ، تساعدك على تنظيم أسرتك والتخطيط للحصول على جنس معين ، مصداقا للحديث النبوي الشريف : « إذا علا ماء الذكر ماء الأنثى كان المولود ذكرا ، وإذا علا ماء الأنثى ماء الذكر كان المولود أنثى » ا هـ . كما هو مرفق لسماحتكم .
وسؤالي يا سماحة المفتي : هل في هذه العبارات مخالفة شرعية ؟ وهل يجوز استخدام الساعة المذكورة ؟ وهل فعلا يمكن من خلالها اختيار الجنس المرغوب فيه ؟ آمل إفادتي . وفق الله سماحتكم لما فيه الخير والسداد .
ج : لا يجوز استعمال هذه الساعة للغرض المذكور ولا التصديق بما ذكر عنها ؛ لأن شأن الأجنة من حيث إيجادهم في الأرحام وذكوريتهم أو أنوثتهم هو من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، حتى إن الملك الموكل بالأجنة يسأل ربه عند نفخ الروح فيه : ( أذكر أم أنثى ) إلى آخر ما جاء في الحديث ، وقد قال الله تعالى : { يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } (1) { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } (2)
__________
(1) سورة الشورى الآية 49
(2) سورة الشورى الآية 50(28/15)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/16)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 21768 )
س 4 : المحافظ على مجالس الذكر فترة طويلة ويداوم عليها سوف يعرف كل شيء ، ويفهم كل شيء دون اللجوء إلى العلماء والمشائخ ، وإنه يرى علم المغيبات مرئيات .
ج 4 : من ادعى أن أحدا يعلم الغيب غير الله فهو كافر ، قال الله تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
عبد الله غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النمل الآية 65(28/16)
الفتوى رقم ( 21820 )
س : انتشر بين بعض النساء ورقة ، وهو ما يسمى " الجدول الصيني " ، وفيه تحديد نوع المولود هل هو ذكر أم أنثى ، عن طريق معرفة عمر الأم ومعرفة الشهر الميلادي ( الإفرنجي ) الذي ظهر فيه بداية الحمل ، حسب الصورة المرفقة مع السؤال . فهل هذا يمكن للأطباء تحديده ، وما حكم الشرع في نظركم في هذا الجدول وأمثاله ؟ جزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
ج : معرفة نوع المولود هل هو ذكر أم أنثى قبل تخليقه لا يعلمه إلا الله سبحانه ، وأما بعد تخليقه فيمكن ذلك بواسطة الأشعة الطبية مما أقدر الله عليه الخلق .
وأما تحديد نوعه بموجب الجدول المشار إليه ، فهو كذب وباطل ؛ لأنه من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، ويجب إتلاف هذا الجدول وعدم تداوله بين الناس .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/17)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19446 )
س 2 : في كتاب ( معارج القبول ) ذكر المؤلف رحمه الله في(28/17)
إحدى الفقرات بعد أن شرح عقيدة أهل السنة والمخالفين ، قال : ونحن نشهد الله ونشهد رسوله صلى الله عليه وسلم ، هل في مثل هذه اللفظة بأس ؟
ج 2 : هذه العبارة غلط من الشيخ عفا الله عنه ورحمه ، ولا يجوز لأحد أن يشهد الرسول على شيء من عمله بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لا يعلم الغيب ولا يدري ما فعلته أمته بعده ؛ ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « يذاد أناس من أصحابي عن حوضي يوم القيامة ، فأقول : أصحابي . فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك » (1) الحديث .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) رواه من حديث عبد الله رضي الله تعالى عنه وأرضاه : أحمد 1\ 384 ، 402 ، 406 ، 439 ، 453 ، 455 ، والبخاري 7\ 206 ، 8\ 87 ، ومسلم 4\ 1796 ، برقم ( 2297 ) ، وأبو يعلى 9\ 102 ، 126 برقم ( 5168 ، 5199 ) ، وابن أبي عاصم في ( السنية ) 1\ 514 - 515 برقم ( 780 - 782 ) ( ت : الجوابرة ) ، والآجري في ( الشريعة ) 3\ 1263 برقم ( 832 ) ( ت : الدميجي ) .(28/18)
رؤية الله في الدنيا
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 12713 )
س 1 : ما حكم الشرع الإسلامي في رجل يقول بلسانه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ، ومريم العذراء ترضع عيسى ابن مريم عليه السلام أيضا يقظة ، ورأى أرواح المؤمنين فوق القبور وقال أيضا : إنه رأى الله جل وعلا .
ج 1 : ادعاء رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يقظة دعوى كاذبة ، وكذلك ادعاؤه رؤية مريم وهي ترضع ابنها ورؤية أرواح المؤمنين فوق القبور ، ورؤية ذات الله تعالى ، كل ذلك من الدعاوى الكاذبة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/19)
الوسوسة
الفتوى رقم ( 14084 )
س : كنت منذ بضع سنوات لا أترك أمرا فيه طاعة لله إلا وأسرعت إلى عمله ، ولا نهيا عن شيء إلا وابتعدت عنه ، ثم أصابني ما أصابني ، فمثلا بعد أن كنت لا أترك صلاة إلا وصليتها في المسجد ، صرت الآن لا أجد أثقل من الصلاة في المسجد ؛ لما أجد في صدري من وساوس وأشياء أخرى أستحي أن أذكرها ، أصبحت نفسي نفسين : نفس بها خير ، وأخشى أن تكون هي ظاهري ، والنفس الأخرى كلها شر أخشى أن تكون هي ما بداخلي فأقع في النفاق ، صرت الآن لا أفعل شيئا صغيرا أو كبيرا إلا وأصابتني الوسوسة لم فعلت هذا ولم لم تفعل هذا ، حتى إنني أكلم صاحبي وأفكر ماذا يدور في رأسه هو لا ما برأسي أنا ، لا أدري هل ما بي هو ابتلاء من الله ، أم هو عقاب وعذاب ختم الله على قلبي ، أم سببه ما بي من مرض مزمن فأنا مريض بالقلب ؟
سيدي حاولت أن الجأ إلى الله بالدعاء والاستغفار لأخرج مما بي يعاقبني به الله على ذنوب فعلتها أم أعوذ بالله أن يكون هو ذلك أن يكون قد أعلم أن هذه الرسالة بها أخطاء وأشياء لا يجب(28/20)
أن تذكر ، لذلك ألتمس العذر منك ، وأوصيك في نهاية الرسالة بالدعاء لي فلعله هو العلاج .
ج : عليك بالاعتصام بالله تعالى ومجاهدة نفسك على العمل بفرائض الدين من الصلاة والصيام وغيرها ، وفعل ما استطعت من النوافل ، والإكثار من تلاوة كتاب الله تعالى بحضور قلب وتدبر وعمل به ، والإكثار من الذكر والدعاء ، لا سيما في أوقات الإجابة وآخر الليل ، فلعل الله أن يهدي قلبك ويشرح صدرك ، وأن يعفو عنا وعنك ، إنه قريب مجيب .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/21)
الفرقة الناجية(28/23)
تعلم التوحيد
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 13507 )
س 3 : ما معنى قول المؤلف في ( حاشية الأصول الثلاثة ) : يجب معرفة الإسلام بالأدلة . يقول المؤلف في نفس الحاشية : أرسل الله إلينا رسولا ، فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار . هل المقصود طاعة الرسول أم توحيد الربوبية ؟
ج 3 : معنى قول المؤلف : يجب معرفة الإسلام بالأدلة : هو أن الواجب على المكلف أن يتعلم الإسلام بأركانه من مصادره الأصلية ، وهي الكتاب الكريم والسنة الشريفة ، فيتعلم التوحيد وما ينقصه وما يضاده ، ويتعلم الصلاة وشروطها وأركانها وواجباتها وسننها من القرآن الكريم ومن أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته ، وهكذا بقية أركان الإسلام وشرائعه .
والمقصود بقوله : أرسل الله إلينا رسولا فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار : أن الله جل وعلا بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد وبقية شرائع الدين ، فمن استجاب ودخل في دين الله تعالى وامتثل ما أمره الله به ، وانتهى عما حرم الله عليه دخل الجنة ، ومن خالف وعصى الرسول ولم يدخل في دين الله فله(28/25)
النار ؛ لذلك قال تعالى : { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } (1) ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النساء الآية 80
(2) رواه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه : أحمد 2\ 361 ، والبخاري 8\ 139 ، والحاكم 1\ 55 .(28/26)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17763 )
س 1 : هل العقيدة أولا أم الحاكمية ؟
ج 1 : أول ما يجب على المسلم معرفة العقيدة الصحيحة والتمسك بها ، قال الله تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } (1) ، ولذلك كان
__________
(1) سورة محمد الآية 19(28/26)
الرسل عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدؤون في دعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال الله تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } (1) . والحاكمية جزء من العقيدة ، وليست هي العقيدة وحدها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النحل الآية 36(28/27)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 19346 )
س 4 : هل يجوز أن نقول : ( نتبرك بالقرآن ) أو ( نتبرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ) ؟ وهل يجوز أن نقول حين حلول نعمة ما ( كزيادة علم أو فقه مسألة مثلا ) : ( حصل هذا بفضل الله أولا وببركة القرآن وببركة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . ويا حبذا لو أسعفتمونا بقاعدة نفصل بها بين ما يجوز التبرك به وما لا يجوز ؟ .
ج 4 : قراءة القرآن والعمل به من أعظم أسباب أنواع البركة ،(28/27)
وكذا العمل بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ، فيه كل الخير وأعظم البركة ، قال الله تعالى : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (1) ، وقال الله جل وعلا : { وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } (2) ، وقال سبحانه : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } (3) ، ومن معاني البركة : ثبوت الخير ودوامه وكثرته وزيادته .
والقاعدة فيما يجوز التبرك به وما لا يجوز هي : الوقوف عند النصوص الشرعية ، فما شرع التبرك به تبركنا به ، وما لم يرد فيه نص فالأصل أنه لا يشرع التبرك به .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأنعام الآية 155
(2) سورة الأنبياء الآية 50
(3) سورة ص الآية 29(28/28)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 10530 )
س 1 : أسمع بالدعوة إلى تقوى الله ، ولكن لم أستطع تحديد(28/28)
كيفية تقواه ؛ لعموم هذه الكلمة ، فما هو السبيل إلى تقوى الله ؟
ج 1 : أمر الله جل وعلا بتقواه ، فقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } (1) ، وتقوى الله سبحانه تكون بإتيان المأمورات واجتناب المنهيات ، فيفعل العبد ما أمر به من الأقوال والأفعال والمقاصد ، ويترك ما نهى عنه من الأقوال والأفعال والمقاصد .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة آل عمران الآية 102(28/29)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 11414 )
س 2 : قيل : إن الجنين حين تصويره في الأرحام أن ملك الأرحام يستأذن ربه فيقول الرب : اكتب . فيقول الملك : ما أكتب ؟ فيأمره الرب جل وعلا : ( اكتب أجله ورزقه وشقيا أم سعيد وأثره ) . أرجو إفادتي عن الشقاوة ، هل هي شقاوة الدنيا أم الآخرة وكذلك السعادة .(28/29)
ج 2 : الشقاوة عامة تشمل شقاوة الدنيا والآخرة ، وكذلك السعادة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/30)
السؤال الأول والثالث من الفتوى رقم ( 17464 )
س 1: ذات مرة في درس من دروس الشريعة الإسلامية قال لنا الأستاذ : إن الخلف أحكم والسلف أعلم . هل هذا صحيح ؟
وما معنى أعلم وأحكم ؟
ج 1 : هذه مقولة باطلة يقصد بها الإساءة إلى سلف هذه الأمة بنسبتهم إلى القصور في العلم والحكمة وتمجيد علماء الكلام ، ونسبتهم إلى العلم والحكمة ، وأول من أحدث هذه المقولة علماء الكلام ، ولازمها أن أهل القرون المفضولة أعلم وأفضل من أهل القرون الفاضلة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة أن خيرها القرن الأول ، ثم الذين يلونهم ،(28/30)
ثم الذين يلونهم ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه ، وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة ، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل ، وهذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم ، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ، أولئك أصحاب محمد أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ) . وقال غيره : ( عليكم بآثار من سلف ، فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي ، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه ) .
هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم : « لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه ،(28/31)
حتى تلقوا ربكم » (1) . فكيف يحدث لنا زمان فيه الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى ؟ هذا لا يكون أبدا .
وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته : ( هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل ، وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى ، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا ) ا هـ . ( الفتاوى 4 \ 157 ، 158 ) .
__________
(1) أحمد 3 \ 117 ، 132 ، 177 ، 179 ، 261 ، والبخاري 8 \ 90 ، والترمذي 4 \ 492 برقم ( 4036 ، 4037 ) ، وأبو يعلى 7 \ 96 ، 97 برقم ( 4036 ، 4037 ) وابن حبان 13 \282 برقم ( 5952 ) ، والطبراني في ( الصغير ) 1 \ 192(28/32)
س 3 : ذات مرة قال لنا أستاذ الفلسفة : إن الشريعة الإسلامية تقوم الفلسفة . هل هذا صحيح ؟
ج 3 : الشريعة الإسلامية حاكمة على جميع الشرائع والفلسفات ، والخير كله في هديها ، فمن التمس الهدى في غيرها أضله الله ، وهذا صنيع كثير من الفلاسفة ، فلهم مقالات ونظريات في أمور الاعتقاد غالبها كفر صراح ، والناظر في كتاباتهم يجد فيها من الضلال الاعتقادي والشغب الفكري والتكلف في المنهج ما لا يتسع بيانه هنا ، وننصحك بالرجوع إلى ما كتبه شيخ الإسلام ابن(28/32)
تيمية وتلميذه ابن القيم في هذا ، فإنه يكفيك والحمد لله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/33)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17543 )
س 3 : ما هي الطريقة المثلى لدعوة الناس إلى التوحيد والتحذير من الشرك ؟
ج 3 : الطريقة المثلى للدعوة هي التي ذكرها الله تعالى بقوله :
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } (1) ، وبقوله تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } (2)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النحل الآية 125
(2) سورة يوسف الآية 108(28/33)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16596 )
س 2 : ما هي سبل تقوية الإيمان في الفتن المتراكمة ( التلفزة ، الشارع ، المجتمع الغربي ) ؟
ج 2 : سبل تقوية الإيمان كثيرة ، منها : المحافظة على الطاعات والابتعاد عن المحرمات ، ومجالسة الصالحين ، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره ، وقراءة السنة النبوية ، وملازمة ذكر الله عز وجل ، واللهج بالدعاء والافتقار إلى الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/34)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18794 )
س 1 : هل الدين الذي يولد عليه الإنسان هو الدين الحق ؟
ج 1 : الإنسان يولد على فطرة التوحيد ، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم : « كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » (1) متفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ولكن هذه الفطرة لا تكفي لمعرفة تفاصيل التوحيد ، وكيفية عبادة الله جل وعلا ، بل لا بد من التعلم والتفقه في الدين ، واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته ، لأنه المبلغ عن ربه سبحانه ما يحتاج إليه العباد
__________
(1) صحيح البخاري الجنائز (1385) ، صحيح مسلم القدر (2658) ، سنن الترمذي القدر (2138) ، سنن أبي داود السنة (4714) ، مسند أحمد (2/481) ، موطأ مالك الجنائز (569).(28/34)
من تفاصيل أمور دينهم وعباداتهم ، وبذلك يكون المسلم قد عرف العبادة التي خلق من أجلها ، المذكورة في قول الله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الذاريات الآية 56(28/35)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17114 )
س 1 : عندنا البعض يقولون : إن الصلاة ليست هي الإسلام ، إنما الإسلام هو الأخلاق .
ج 1 : الإسلام قول وعمل واعتقاد ، والصلاة ركن من أركان الإسلام ، والأخلاق الكريمة من الدين الإسلامي ، ولكن لا يجوز أن نقصر الدين على الأخلاق ونترك الأركان والواجبات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/35)
الفتوى رقم ( 16753 )
س : أريد منك الرد على أحد المسلمين الذي يقول : إن المسلم هو من أسلم وجهه لله ، ويقصد بهذا أن النصراني واليهودي يمكن أن يكونوا مسلمين ، ويقول : إن المسلم هو من أسلم وجهه لله .
ج : هذه الآية الكريمة - وكل القرآن كريم - تجمع ركني العمل المقبول ، وهما :
1 - الإخلاص وذلك معنى أسلم في قوله تعالى : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } (1) ، فالعبادة لله وحده لا شريك له .
2 - المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وذلك في قوله تعالى : { وَهُوَ مُحْسِنٌ } (2) أي : متبع فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلا يعبد الله إلا بما شرع على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولذا فإن عمل اليهود والنصارى وإن فرض إخلاصهم فيه لله تعالى غير متقبل منهم ؛ لأنه يفتقد ركنه الثاني وهو المتابعة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم التي نسخت شريعته جميع الشرائع والأديان ، وختم به الأنبياء والرسل ، وبعث إلى الناس كافة .
__________
(1) سورة البقرة الآية 112
(2) سورة البقرة الآية 112(28/36)
فكل من لم يعبد الله بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، والعمل بشرعه فليس بمسلم ، ومن لم يكن كذلك قد قال الله في حقه : { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } (1) ، وقال سبحانه : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (2) ، وقال سبحانه : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (3) ، هذا هو معنى هذه الآية الكريمة على ما قرره المفسرون ، منهم ابن كثير في ( تفسيره ) ، وابن تيمية في ( الفتاوى ج 2 ص 430 ، 431 ) و ( ج 12 ص 469 ) و ( ج 28 ص 174 ، 175 ) وفي كتابه ( قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص 41 ) .
وبه تعلم بطلان ما يقوله بعض من ذكرت ، وأن هذا من حمل كلام الله على غير المراد منه ، وتأويله بالباطل ، وتحريفه عن معناه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الفرقان الآية 23
(2) سورة الأنعام الآية 88
(3) سورة آل عمران الآية 31(28/37)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 10665 )
س 1 : ما معنى كلمة ( الدين يسر ) ؟
ج 1 : كل ما شرع الله لعباده من عقائد وأحكام في العبادات والمعاملات وكلفهم بها لا ضرر فيها ، بل هي في حدود طاقتهم ، قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } (1) ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » (2) ، ورخص في الفطر في السفر وفي المرض ، وفي الصلاة قعودا لمن لا يستطيع القيام ، وعلى جنب لمن لا يستطيع الصلاة جالسا ، إلى أمثال ذلك من الرخص التي شرعت لدفع الحرج .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التغابن الآية 16
(2) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) ، صحيح مسلم الفضائل (1337) ، سنن النسائي مناسك الحج (2619) ، سنن ابن ماجه المقدمة (2) ، مسند أحمد (2/508).(28/38)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 10955 )
س 5 : من أصول أهل السنة : عدم القطع لأحد من أهل القبلة بجنة أو نار ، بل يرجون للمحسن الثواب ، ويخافون على(28/38)
المذنب العقاب . من هم أهل القبلة ؟
ج 5 : أهل القبلة هم: المسلمون .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/39)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 17749 )
س 4 : قرأت جوابا في مجلة البحوث الإسلامية العدد ( 33 ) من الفتوى رقم ( 9234 ) فأشكل علي الجواب ، حيث فهمت أن العبارة التي استعملها مؤلف الكتاب الذي تم الاستفتاء عنه غير لائقة مع الله ، وأنها فيها سوء أدب معه سبحانه ، ولكن المعنى المراد سليم ، ولا بأس به وهي الإشكال ، حيث ظهر لي أنه فسر التوحيد بالحاكمية فقط ، وهذا تفسير ناقص ؛ لأنه ليس مراد الأنبياء والرسل من أممهم أولا . فالرجاء توضيح هذه الفتوى وبيان الحق فيها .
ج 4 : ما ذكرته من تفسير محمد قطب في الكتاب المذكور لكلمة لا إله إلا الله بالحاكمية تفسير غير صحيح ، والتفسير الصحيح لهذه الكلمة العظيمة أن يقال : لا إله إلا الله ، معناها : لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى :(28/39)
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } (1) ، وهذا الذي فسرها به أهل العلم قديما وحديثا . وأما الحاكمية فهي جزء من معناها . زادك الله علما وبصيرة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الحج الآية 62(28/40)
السؤال الأول والرابع من الفتوى رقم ( 18870 )
س 1 : كثر الحديث في هذه الأيام عن الفرق بين العقيدة والمنهج ، حتى بدأ الناس يقولون : فلان عقيدته عقيدة أهل السنة والجماعة أو ( السلفية ) ، ولكن ليس منهجه منهج أهل السنة والجماعة ، فمثلا يقولون عن بعض من ينتسبون إلى جماعة التبليغ أو الإخوان المسلمين ، أو عن بعض الجماعات الأخرى هذا الكلام . فهل هناك ضابط نعرف به منهج أهل السنة والجماعة أو السلفية ؟ وهل يصح هذا التفريق بين العقيدة والمنهج ؟(28/40)
ج 1 : عقيدة المسلم ومنهجه شيء واحد ، وهو ما يعتقده الإنسان في قلبه وينطق به بلسانه ويعمل به بجوارحه من وحدانية الله سبحانه وتعالى في الربوبية والإلهية والأسماء والصفات ، وإفراده بالعبادة والتمسك بشريعته في القول والعمل والاعتقاد على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسار عليه سلف الأمة وأئمتها ، وبذلك يعلم أنه لا فرق بين العقيدة والمنهج ، بل هما شيء واحد يجب أن يلتزمه المسلم ويستقيم عليه .(28/41)
س 4 : بناء على قوله تعالى : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } (1) ، يقال إنه يجب التعاون مع كل الجماعات الإسلامية ، وإن كانت تختلف بينها في مناهج وطريق دعوتهم ، فإن جماعة التبليغ طريق دعوتها غير طريق الإخوان المسلمين أو حزب التحرير أو جماعة الجهاد أو السلفيين . فما هو الضابط لهذا التعاون ؟ وهل ينحصر مثلا في المشاركة في المؤتمرات والندوات ؟ وماذا عند توجيه الدعوة إلى غير المسلمين ؟ حيث قد يكون هناك التباس كبير لدى المسلمين الجدد ، فإن كل جماعة من هذه الجماعات سوف توجههم إلى
__________
(1) سورة المائدة الآية 2(28/41)
مراكزهم وإلى علمائهم ، فيكونون في حيرة من أمرهم . فكيف يمكن تفادي هذه الأمر ؟
ج 5 : الواجب التعاون مع الجماعة التي تسير على منهج الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة في الدعوة إلى توحيد الله سبحانه ، وإخلاص العبادة له ، والتحذير من الشرك والبدع والمعاصي ، ومناصحة الجماعات المخالفة لذلك ، فإن رجعت إلى الصواب فإنه يتعاون معها ، وإن استمرت على المخالفة وجب الابتعاد عنها والتزام الكتاب والسنة ، والتعاون مع الجماعة الملتزمة لمنهج الكتاب والسنة يكون في كل ما فيه خير وبر وتقوى من الندوات والمؤتمرات والدروس والمحاضرات ، وكل ما فيه نفع للإسلام والمسلمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/42)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16063 )
س 2 : ما حكم تعدد الجماعات الموجودة في الساحة ، وإذا كنت مقتنعا بفكر الجماعة الإسلامية وهذا تيار من ضمن التيارات . فهل أسير في هذا الطريق رغم معارضة والدي لي في(28/42)
هذا الموضوع ، وأنهما أقسما أن لا يرضيا عني أبدا إذا سرت في هذا الطريق . فما الحل ؟ .
ج 2 : عليك بالسير على طريق أهل السنة والجماعة الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم عند ظهور الفرق ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : « وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قالوا : وما هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » (1) ، فعليك بالتزام الجماعة التي تسير على هذا الطريق .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي الإيمان (2641).(28/43)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18870 )
س 3 : يوجد هناك خلاف بين مجموعات عديدة من الإخوان السلفيين ، وهم يخالفون الجمعيات الإسلامية الأخرى في المنهج ، والقواعد العلمية التي يبنون عليها دعوتهم . فهل الخلاف الموجود بين الإخوان السلفيين يعتبر أقل شرا من الخلاف الموجود بينهم وبين الجمعيات الأخرى ، نظرا إلى أن الخلاف الموجود بين الجماعات السلفية إنما هو في التطبيق والمعاملات ، والخلاف(28/43)
الحاصل مع غيرهم إنما هو في المنهج والقواعد العلمية ؟
ج 3 : يجب تجنب الاختلاف بين المسلمين عموما والعلماء خصوصا ، فإن حصل شيء منه وجب الرجوع إلى الكتاب والسنة لمعرفة الحق والأخذ به وترك ما خالفه ، قال الله تعالى : { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } (1) الآية ، وقال الله تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } (2) ، وهذا يعم كل نزاع بين المؤمنين في العقيدة والأقوال والأعمال ، فيجب رده إلى الكتاب والسنة لأخذ الصواب وترك الخطأ ، والرضا بحكم الله ورسوله والتسليم له .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الشورى الآية 10
(2) سورة النساء الآية 59(28/44)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17776 )
س 2 : قرأت لسماحتكم عدة فتاوى ، وتحثون عليها طالب(28/44)
العلم للخروج مع جماعة التبليغ ، والحمد لله خرجنا معهم واستفدنا الكثير ، ولكن يا شيخي الفاضل رأيت بعض الأعمال لم ترد في كتاب الله ولا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، مثل :
1 - التحلق في المسجد كل شخصين أو أكثر ، فيتذاكرون العشر السور الأخيرة من القرآن ، والمواظبة على هذا العمل بهذه الطريقة في كل مرة نخرج فيها .
2 - الاعتكاف يوم الخميس بصفة مستمرة .
3 - تحديد أيام للخروج ، وهي ثلاثة أيام في الشهر ، وأربعين يوما كل سنة ، وأربعة أشهر في العمر .
4 - الدعاء الجماعي المستمر بعد كل بيان .
فكيف يا شيخي الفاضل إذا خرجت مع هذه الجماعة أتعامل مع هذه الأعمال والأفعال التي لم ترد في كتاب الله ولا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ علما يا شيخي الفاضل أنه من الصعب تغيير هذا المنهج ، وهذه هي طريقتهم فنرجو التوضيح .
ج 2 : ما ذكرته من أعمال هذه الجماعة كله بدعة ، فلا تجوز مشاركتهم حتى يلتزموا بمنهج الكتاب والسنة ويتركوا البدع في أقوالهم وأعمالهم واعتقاداتهم .(28/45)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/46)
الفتوى رقم ( 16896 )
س : أرسل إلى فضيلتكم عن ظاهرة قد حيرتني حيرة لا يعلم مداها إلا من يعلم السر وأخفى ، هذه الظاهرة اسمها ( المشاهرة ) عند النساء ، وهي واحدة من كثير ، لو أني حصرت لفضيلتكم عاداتنا وأعرافنا في المجتمع ، لوجدتنا لا نعرف من الإسلام إلا اسمه ، والمعرفة ببعض الفروع من الدين . كيف تحدث ظاهرة المشاهرة ؟
1 - إذا جاء رجل من سفر أو جاء من سوق أو غيره ودخل فجأة على امرأة وضعت حملها قريبا ، رفع منها اللبن ، ولم يجد الطفل لبنا يرضعه إلا إذا رأت هذه المرأة قفا هذا الرجل أولا .
2 - إذا دخل نفس الرجل على طفل مختون قريبا لا يبرأ جرحه إلا إذا كان في رقبته خاتم من فضة أو ذهب معلق في خيط . وإذا كانت طفلة فإنها لا تحبل في المستقبل إلا إذا رأت طفلة أخرى وهي مختونة .(28/46)
3 - إذا أرادت المرأة أن تفطم رضيعها فإنها يشترط لها أن تفطمه آخر الشهر العربي ، وقبل ذلك لا ، وإلا يصبح هزيلا ضعيفا ، ولا بد كذلك أن يكون هذا الأمر سرا .
4 - إذا أسقطت الأم جنينا ، ثم توقفت عن الحمل يقال عنها : إنها ( مشاهرة ) ، ولا بد لكي تحبل مرة أخرى أن تدخل على امرأة أسقطت حملها حديثا ، ثم تتوقف الأخيرة عن الحمل . . . وهكذا .
5 - من مظاهر المشاهرة في الزواج :
- إذا توقفت العروس عن الحمل فلا بد أن ترى القلم الذي كتب لها القاضي به وثيقة الزواج .
- يستحب أن يكون كتب الكتاب ( كتابة العقد ) آخر الشهر .
- عمل خيط به سبع عقد ، يسمى ( عقاؤا ) يعلق بها حتى هلال الشهر الجديد ، خوفا من المشاهرة .
أولا : نعتذر عن هذا الاستطراد ، بالرغم من أن غير ذلك كثير جدا عندنا .
والسؤال : هل نجد في شريعتنا الغراء شيئا من ذلك ؟ وإن كان الجواب بالنفي ، فما تفسير اطراد هذه الظاهرة اطرادا بينا واضحا وفي عدة اتجاهات مختلفة ، حتى إني عجزت عن إقناع(28/47)
الناس بأن ذلك من الأوهام التي تفت من عقيدتنا وإيماننا بالله سبحانه وتعالى - أفيدونا - رحمكم الله ؟
ج : كل هذه الأمور المذكورة في السؤال المعروفة لديكم باسم ( المشاهرة ) هي من توهمات العامة الباطلة ، لا يجوز الالتفات إليها ؛ لأنها اعتقادات باطلة وأعمال محرمة ، والواجب على المسلم أن يستعين بالله ويتوكل على الله في جميع أموره ، وتحقيق جميع طلباته ، { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } (1) . والواجب أيضا إنكار هذه الأشياء والعمل على إزالتها والمنع منها ، وبيان مخالفتها للعقيدة وبيان العقيدة الصحيحة للناس ، وفي الحديث : « لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفو زان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الطلاق الآية 3
(2) صحيح البخاري المغازي (4210) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406) ، سنن أبي داود العلم (3661) ، مسند أحمد (5/333).(28/48)
الفتوى رقم ( 18698 )
س : توجد جماعة تسمي نفسها ( جماعة المسلمين ) ، ولقد(28/48)
تناقشت مع أحد أفرادها واختلفت معه في فكرتين من أفكار هذه الجماعة :
الفكرة الأولى : فكرة التوقف والتبين . فهذه الجماعة لا تحكم على إنسان بإيمان ولا بكفر حتى يناقشوه ، ولو كان يؤدي كافة شعائر وأركان الإسلام .
الفكرة الثانية : اعتبار كافة مساجد الأرض حاليا ما عدا المساجد الثلاثة ( الحرام ، النبوي ، الأقصى ) مساجد ضرار ، لذلك فهم لا يصلون في غير هذه المساجد .
نرجو منكم التكرم بإلقاء الضوء على هاتين الفكرتين ، حتى يتبين الرشد من الغي .
ج : أولا : هذا المذهب باطل ، لأن الأصل في المسلم العدالة وصحة المعتقد ، ما لم يتبين منه خلاف ذلك ، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على أسامة بن زيد قتله للرجل الذي نطق بالشهادة ظنا منه أنه إنما نطق بها خوفا من القتل ، وقال له : « أشققت عن قلبه » (1) .
ثانيا : مساجد المسلمين في الأرض كلها مساجد محترمة ، والصلاة فيها صحيحة ، وكانت المساجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه وسائر عهود الإسلام منتشرة في الأرض ،
__________
(1) صحيح البخاري الديات (6872) ، صحيح مسلم الإيمان (96) ، سنن أبي داود الجهاد (2643) ، مسند أحمد (5/207).(28/49)
ويصلي فيها المسلمون من غير نكير ، وقد قال الله تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } (1) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة » (2) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « من سمع النداء فلم يأت ، فلا صلاة له إلا من عذر " ، قيل لابن عباس : ما هو العذر ؟ قال : خوف أو مرض » (3) . وروى مسلم في ( صحيحه ) : « أن رجلا أعمى قال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم : " هل تسمع النداء بالصلاة ؟ " قال : نعم . قال : " فأجب » (4) والأحاديث في وجوب الصلاة في المساجد وبيان فضل ذلك كثيرة معلومة .
ولكن المساجد الثلاثة التي هي أفضلها وهي التي
__________
(1) سورة الجن الآية 18
(2) رواه من حديث أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه : أحمد 1\61 ، 70 ، والبخاري 1\ 116 ، ومسلم 1\ 378 برقم ( 533 ) ، والترمذي 2\ 134 برقم ( 318 ) ، وابن ماجه 1\ 243 برقم ( 736 ) ، والدارمي 1\ 323 ، وابن خزيمة 2\ 269 برقم ( 1291 ) ، وابن حبان 4\ 488 برقم ( 1609 ) .
(3) سنن أبي داود الصلاة (551) ، سنن ابن ماجه المساجد والجماعات (793).
(4) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (653) ، سنن النسائي الإمامة (850).(28/50)
تضاعف فيها الصلاة أكثر من غيرها ، فيسافر إليها وتقصد من أجل ذلك ، فالقول بأن الصلاة لا تصح إلا في المساجد الثلاثة قول باطل مخالف للكتاب والسنة والإجماع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/51)
الفتوى رقم ( 17336 )
س : بفضل من الله تعالى وبهدايته تعلن بعض الفتيات اليابانيات إسلامهن ، ومن هنا يبدأ الصراع مع المجتمع الياباني الملحد ، الذي يفضل أهله بقاءهم على الكفر ، أو حتى تحولهم للمسيحية المشوهة الآن على أن يتحول إلى الإسلام ، وذلك لعدم وجود التزامات في مسيحيتهم المحرفة ، فيصبح الشخص شاربا للخمر آكلا للخنزير ، له صديقات في الحرام ، ولكنه مسيحي يؤمن بالرب وابن الرب والروح القدس . ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . ولكنه إذا تحول إلى الإسلام فإنه يصبح شخصا متميزا عن الآخرين ومختلفا عنهم ومعتزلا لمجتمعهم وتاركا لناديهم ، فما يكون من المجتمع إلا أن ينبذه وينظر إليه نظرة غير العاقلين ،(28/51)
وكثيرا ما يتخلص منه بالعزلة والمنع عن العمل ، فهو ياباني مثلهم ، فكيف له أن يفعل هذه الفعلة الشنيعة ، ويتحول للإسلام فيترك حفلاتهم وخمورهم وخنزيرهم ويصلي لله الذي لا يحتسبونه ربهم .
والمشكلة تكون مضاعفة مع الفتاة ، حيث قوتها أضعف وموردها المالي عادة ما يرتبط بعملها إن كان لها عمل ، أو يرتبط بأسرتها الكافرة .
ومن هذه المشكلات العديدة التي تواجه الفتاة المسلمة ، مشكلة إقامة الفرائض مثل لبس الحجاب ، ففي كثير من الأحيان يمنعها عملها من ذلك كما يمنعها من أداء الصلاة في مكان عملها ، مما يجعلها لا تستطيع أداء الصلاة على وقتها وتؤديها مجتمعة قضاء لخشيتها من فصلها من عملها ، والذي يمثل مورد رزقها الوحيد ، حيث تعيش معزولة عن أسرتها تماما ، والتي لم يسلم منها إلا هي .
وفي مشكلة أخرى لمسلمة أخرى نجدها لا تستطيع صيام شهر رمضان المبارك ، حيث إنها تخفي إسلامها عن أهلها ، وخاصة أمها المسيحية المتزمتة ، والتي تقبل الكفر لابنتها ولا تقبل لها الإسلام ، مع العلم بأن هذه الأخت عمرها 18 عاما ، وما زالت في مراحل التعليم بالجامعة والتي تتكفل أسرتها بالإنفاق عليها ،(28/52)
ولذا فهي تعيش معهم في نفس البيت تشاركهم في المأكل والمشرب والحياة كاملة ، مما قد يشتمل على كثير من المحرمات ، وهي لا تستطيع مثلا أن تصوم شهر رمضان ، وإلا ظهر ذلك غريبا على أهلها وعلموا بإسلامها وهنا سيقومون بإيذائها ومنعها بكل الوسائل من إكمال دراستها وشق طريق حياتها ، حيث سيكون ذلك هو موردها الوحيد مستقبلا ، وفي مشكلة ثالثة تتمثل في ياباني أعلن إسلامه بفضل من الله ورحمته ، ولكن زوجته ما زالت على كفرها وأولاده كذلك والعياذ بالله ، وهو لا يدري ما يفعل معهم . وهنا نسأل فضيلتكم :
أ - كيف تفعل الأخت المسلمة في وضعها السابق ذكره هنا في اليابان ؟
2 - ماذا يفعل الأخ الياباني تجاه زوجته ؟ هل تحل له إن استمرت على كفرها ؟ وماذا يفعل تجاه أولاده كذلك ؟
3 - هل تصح صلاة المرأة خارج بيتها ، وفي الأماكن العامة وهي جالسة بغرض عدم إظهار عورتها ؟ وجزاكم الله عنهن وعن المسلمين خير الجزاء .
ج : أولا : من أسلم وأخفى إسلامه خشية أن يناله ضرر من إعلانه فإنه يجتهد في عرض محاسن الإسلام على من يخشاه دون(28/53)
أن يبدي له ما يظهر دخوله الإسلام ، ويدعو الله تعالى له بالهداية لعل الله أن يشرح صدره للإسلام فيحصل الخير له بإسلامه ودفع الضرر المتوقع منه ، فإن لم يهتد والضرر لا يزال متوقعا منه ، أو كان البلد لا يسمح بإظهار شعائر الإسلام ، وجبت عليه الهجرة إلى بلاد المسلمين إن استطاع ، قال تعالى : { وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً } (1) الآية . أي : يجد متحولا يتحول إليه ومتزحزحا عما يكره ، وسعة من الضلالة إلى الهدى ، ومن الضيق إلى الفرج ، ومن الفقر إلى الغنى .
أما إذا لم يستطع الهجرة بأن كان من المستضعفين فإن الله تعالى قد عذره ، كمن يحال بينه وبين الهجرة ، أو يكون امرأة ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } (2) { إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا } (3) { فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا } (4) ،
__________
(1) سورة النساء الآية 100
(2) سورة النساء الآية 97
(3) سورة النساء الآية 98
(4) سورة النساء الآية 99(28/54)
والمعنى : لا يقدرون على حيلة ولا على نفقة ، ولا يهتدون السبيل إلى محل الهجرة لو خرجوا .
ثانيا : المرأة إذا ضعفت حيلتها فإنها تتصل بالمراكز الإسلامية في بلدها إن وجدت ، لعلها تجد ما يعينها ويحل مشكلتها ، وإلا فعليها الصبر وانتظار الفرج من الله ، وسؤال الله تعالى أن يجعل لها من أمرها يسرا ، وهي مأجورة في ذلك كله ، مع التزامها بالإسلام وأحكامه وفرائضه حسب طاقتها ؛ لقول الله سبحانه : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } (1) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » (2) متفق على صحته .
ثالثا : إذا دخل الزوج في الإسلام وبقيت زوجته على الكفر فإنها إن كانت كتابية وهي اليهودية أو النصرانية جاز له الاستمرار
__________
(1) سورة التغابن الآية 16
(2) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) ، صحيح مسلم الفضائل (1337) ، سنن النسائي مناسك الحج (2619) ، سنن ابن ماجه المقدمة (2) ، مسند أحمد (2/508).(28/55)
معها ؛ لأن الأصل أنه يجوز للمسلم الزواج من الكتابية المحصنة ؛ لقوله تعالى : { الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ } (1) الآية .
أما إذا كانت غير كتابية فلا يجوز له الاستمرار معها ؛ لقوله تعالى : { وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ } (2) .
أما إذا دخلت الزوجة في الإسلام ، وبقي زوجها على الكفر ، فإنها تحرم عليه ؛ لقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ } (3) الآية .
فإن أجبرت عليه ولم تستطع فراقه فإنها تصبر عليه
__________
(1) سورة المائدة الآية 5
(2) سورة الممتحنة الآية 10
(3) سورة الممتحنة الآية 10(28/56)
حتى يأتيها الفرج ولا حرج عليها ، كما صبر نساء المسلمين في الصدر الأول من الإسلام ، ومنهن زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنها بقيت بعد إسلامها مع زوجها أبي العاص بن الربيع قبل أن يسلم لما لم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أن يفرق بينهما حتى لحقت بعد ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وفارقت زوجها ثم أرجعها النبي صلى الله عليه وسلم إليه بعد إسلامه .
رابعا : أما الأولاد فإنهم يتبعون خير الأبوين دينا ، فإذا أسلم أحد الزوجين حكم بإسلام جميع الأولاد القاصرين ؛ لأن الصغير يتبع خير أبويه دينا .
خامسا : يجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب وتبتعد عن كل ما فيه إظهار لزينتها ، وتحرص على لزوم بيتها ، ولا تخرج منه إلا لحاجة مع الستر والحشمة ، وإذا وجبت عليها الصلاة وهي خارج بيتها فإنها تبتعد عن الرجال وتصلي ، وما ذكر في السؤال لا يبيح تركها القيام ، فإن القيام مع القدرة ركن من أركان الصلاة وهي تستطيعه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/57)
التصوف(28/59)
الفتوى رقم ( 12143 )
س 1 : يدعي شيخ الطريقة الصوفية بأن لديه نورا يتطلع به على أمور الغيب من الأخبار والأحوال ، وهو واثق فيه إلى حد كبير بأن ليس فيه دخل للشيطان ، وليست فيه واسطة لجبرائيل عليه السلام ، والأمور المقضية عنده بهذا التحقيق يسميه : ( أمرا ) وفي كل معاملة عادته أن يقول : إذا جاء الأمر سأعمل كذا ، وإن لم يأت فلا أعمل . ويعني : بأنه أمر من الله وأساس حياته هو هذا التحقيق وهذا الأمر ، ومن لم يذعن لهذا الأمر ولا يؤمن بحقيقته ، فيقول الشيخ بأنه منافق ومطرود ويخرجه من مجلسه ؟
ج 1 : لا يعلم الأمور الغيبية إلا الله جل وعلا ، قال تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (1) ، وتسميته ما يدعيه من علم الغيب أمر من التلبيس على الناس ، حتى يقبلوا ما يقول من الباطل ، وإطلاقه النفاق على من لم يصدقه فيما يدعيه ليس بصحيح ، بل الواجب تكذيبه في دعواه علم الأمور الغيبية ، وقد صدر منا فتوى برقم ( 189 ) في حكم مدعي الغيب
__________
(1) سورة النمل الآية 65(28/60)
هذا نصها : ( الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها ، قال الله تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } (1) ، وقال تعالى : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } (2) ، لكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب ، قال الله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } (3) { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } (4) ، وقال تعالى : { قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ } (5) ، وثبت في حديث طويل « من طريق أم العلا أنها قالت : " لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه ، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : رحمة الله عليك
__________
(1) سورة الأنعام الآية 59
(2) سورة النمل الآية 65
(3) سورة الجن الآية 26
(4) سورة الجن الآية 27
(5) سورة الأحقاف الآية 9(28/61)
أبا السائب شهادتي عليك لقد أكرمك الله عز وجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يدريك أن الله أكرمه " . فقلت : لا أدري بأبي أنت وأمي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما هو فقد جاءه اليقين من ربه ، وإني لأرجو له الخير . . والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي " ، فقلت : والله لا أزكي بعده أحدا أبدا » (1) رواه أحمد وأورده البخاري في ( كتاب الجنائز ) من ( صحيحه ) . وفي رواية له : « ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به » (2) ، وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة ، وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند البخاري ومسلم ، « أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة ، فقال : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل » (3) ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها ، فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دون ما سواه من المغيبات وأخبره به عند الحاجة ) .
__________
(1) صحيح البخاري التعبير (7004) ، مسند أحمد (6/436).
(2) صحيح البخاري التعبير (7018) ، مسند أحمد (6/436).
(3) صحيح مسلم الإيمان (8) ، سنن الترمذي الإيمان (2610) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، سنن أبي داود السنة (4695) ، سنن ابن ماجه المقدمة (63) ، مسند أحمد (1/52).(28/62)
س 2 : أحيانا يسكت خلال خطبته ويقول : منعت من الخطبة بعد هذا القدر ( والأمر ) كذلك ، وأحيانا يقول : الآن جاء إلي ( الأمر ) لهذا الكلام ، ويسمي هذا التحقيق بـ : ( الاستخارة النورانية ) .
ج 2 : سكوت الرجل المذكور أثناء الخطبة وقوله : إني منعت أو(28/62)
جاء الأمر بكذا يتضمن دعوى أنه يوحى إليه ، وأنه يدعي النبوة ، وإن لم يصرح بذلك ، ومما لا شك فيه أن ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم كذب وكفر وضلال ؛ لأن الله ختم النبوة والرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } (1) ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أنا العاقب الذي ليس بعده نبي » (2) .
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 40
(2) صحيح البخاري تفسير القرآن (4896) ، صحيح مسلم الفضائل (2354) ، سنن الترمذي الأدب (2840) ، مسند أحمد (4/84) ، موطأ مالك الجامع (1891) ، سنن الدارمي الرقاق (2775).(28/63)
س 3 : كثيرا يحلف الشيخ ويقول : أنا أقول بالتحقيق الذي عندي أن الحديث الذي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم : « قد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر » (1) أن هذا ليس بحديث قطعا ، وقال : في تحقيقي أن في الحديث تغييرا وتبديلا ، وهذا الحديث أدخله اليهود في ذخيرة الأحاديث ، مع أن ذلك الحديث موجود في كتب الصحاح مثل البخاري وغيره .
ج 3 : الله أخبر في القرآن الكريم أنه قد غفر لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قال الله تعالى : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا } (2) { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا } (3)
__________
(1) صحيح البخاري الإيمان (20) ، موطأ مالك الصيام (641).
(2) سورة الفتح الآية 1
(3) سورة الفتح الآية 2(28/63)
وثبت « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا » (1) ، وفي هذا تشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإظهار لفضله ، وهو أفضل البشر وسيد الأولين والآخرين ، فمن أنكر ذلك بعد أن أقيمت عليه الحجة فهو كافر ؛ لأنه ينكر شيئا مقطوعا به ويخالف القرآن الكريم والسنة المطهرة .
__________
(1) رواه من حديث عائشة رضي الله عنها : أحمد 6\ 115 ، والبخاري 6\ 44 ، ومسلم 4\ 2172 برقم ( 2820 ) ، والطبراني في ( الأوسط ) 4\ 484 برقم ( 3822 ) ( ت : الطحان ) وفي ( الصغير ) 1\ 71 ، والبيهقي 2\ 497 ، 7\ 39 .(28/64)
س 4 ، 5 : أمر الشيخ بكتابة البشارة على جدار المجلس المنسوبة إلى خليفته ( حاجي إبراهيم ) أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى الخليفة وقال : لا يضيع أحد من منتسبي الشيخ لا في الدنيا ولا في الآخرة ، إلا من لم يصاحبه بإخلاص ، أما الخليفة فهو ينكر نسبة البشارة إليه ويقول : ما جاءني النبي صلى الله عليه وسلم وما شاهدته ، ولا قال لي(28/64)
النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام ، وغضب الشيخ كثيرا على هذا الإنكار ، وقال جاء في تحقيقي أن حزب الشياطين ( اسمه أهل الدبلي ) قد سيطروا على هذا الخليفة ( حاجي إبراهيم ) وسلبوا ذاكرته وجن الخليفة ، فلهذا ينكر الآن البشارة ، وينكر مشاهدته للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أعلن الشيخ من منبره أمام الناس أني لم آمر بكتابة البشارة على قول الخليفة فقط ، بل طرحت البشارة على نور التحقيق وحققته مائة مرة من ماء النور ، فوجدت البشارة حقا ، وألفاظ البشارة كلها صحيحة ، ثم بعد هذا الاطمئنان أمرت بكتابة البشارة ، وأحيانا أشار الشيخ بيمينه إلى البشارة المكتوبة على جدار مجلسه وكرر ألفاظها وفي الآخر قال : أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
قال الخليفة ( حاجي إبراهيم ) : كل المشاهدات برؤية النبي صلى الله عليه وسلم التي بينتها على المنبر أمام الناس بأمر الشيخ وجبره وإكراهه كلها كاذبة لا أصل لها ، وفيها أن جبرائيل عليه السلام جاء في المجلس بتاج من ذهب ذات طوابق ثلاثة ، والرسول صلى الله عليه وسلم جالسا في المجلس ، ثم وضع النبي عليه الصلاة والسلام بيديه هذا التاج على رأس الشيخ ، وفيها أن آية الكرسي قد نزلت من السماء ودخلت في قلب الشيخ .
ج 4 ، 5 : أولا : ادعاء أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى الخليفة بالبشارة وأنه(28/65)
وضع التاج على رأس الشيخ ، وأن آية الكرسي نزلت ودخلت قلب الشيخ من الكذب الصريح ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه ، وأنه ليس كالكذب على غيره ، فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » (1) .
ثانيا : تضارب أقوال الشيخ والخليفة في البشارة ، حيث يثبت الأول وينفي الثاني البشارة ، دليل على أنه كاذب وأنه يخادع السذج من الناس لأكل أموالهم بالباطل وليصرف وجوه الناس إليه .
__________
(1) صحيح البخاري الأدب (6197) ، مسند أحمد (2/519) ، سنن الدارمي المقدمة (593).(28/66)
س 6 ، 7 : أولا : كذلك مرة قال في بيانه : إن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر كثيرا في بيته وفي بيوت ابنه وبناته ، ويقبل جبهته وقلده مرة بقلادة ذهب ، ومرة أخرى قلد النبي الخليفة كذلك .
ثانيا : مرة أعلن الشيخ في مجلسه أمام الناس بأن النبي صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كلهم موجودون في هذا المجلس ، وبهذا يقصد الشيخ أن يظهر قداسة مجلسه ومكانة شخصه أمام الناس ليتأثروا به .
ج 6 ، 7 : النبي صلى الله عليه وسلم توفي في المدينة المنورة ، ودفن في حجرة عائشة رضي الله عنها ، وهو لا يخرج من قبره إلا يوم القيامة ، قال(28/66)
تعالى : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } (1) { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } (2) ، وقال تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } (3) إلى قوله : { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ } (4) { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } (5) ، وهكذا جميع الأنبياء قد ماتوا ما عدا عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فقد رفع إلى السماء ، فادعاء الشيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء يحضر مجلسه أو يحضر في بيته أو بيوت ابنه أو بناته - كذب وافتراء ومن القول الباطل الذي يستجلب به الجهلة من الناس وضعفاء البصيرة في الدين ، ليروج بذلك ما عنده من المعتقدات الفاسدة ، وليحقق أغراضه التي يرمي إليها .
__________
(1) سورة الزمر الآية 30
(2) سورة الزمر الآية 31
(3) سورة المؤمنون الآية 12
(4) سورة المؤمنون الآية 15
(5) سورة المؤمنون الآية 16(28/67)
س 8 ، 10 : أولا : يقول الخليفة بأني ما رأيت شيئا من عيوني ، ولكن كلما قلت للشيخ بأني لا أرى شيئا فكان يقول : كيف تنكر المشاهدة ؛ لأنها جاءت في تحقيقي وفي الاستخارة النورانية بأنك شاهدت ذلك كله ، وكان يصر علي ويجبرني أن أبين أمام الناس عند حضوره ، وأما(28/67)
في غيابه فما بينت أي مشاهدة من نفسي ؛ لأني أخاف الله رب العالمين ، وما علمت شيئا من الشوق والرضا .
ثانيا : قبل عدة أعوام حسب تحقيق الشيخ كان أحد أتباعه الذي كان يرى الرؤيا الصادقة كثيرا ، ويشاهد النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ، وعندما كان يبين هذه المشاهدات أمام الشيخ فالشيخ كان يصدق هذه المشاهدات بتحقيقه ، ولكن بعد قليل من الزمان عندما أنكر هذا الرجل من هذه المشاهدات والرؤيا فقال الشيخ في حقه : أنا أقول بالتحقيق أن هذا الرجل صار منافقا ومردودا وقال على المنبر وهو مات في مرض سرطان الكبد ، ولكن هو إلى الآن حي وله أولاد ، فهذا حال لتحقيق الشيخ واستخارته النورانية وفراسته ومشاهدته التي هي مجموعة من التضاد والكذب والخداع .
ج 8 ، 10 : إلزام هذا الشيخ خليفته بأن يبين للناس المشاهدات وهو لم يرها من الباطل والافتراء والتمويه على ضعفاء الناس حتى يضلهم في معتقداته الباطلة ، وكذلك افتراؤه على بعض أتباعه بأنه مات في مرض السرطان ؛ لأنه أنكر المشاهدات كل ذلك من الكذب على الناس والتغرير بهم .(28/68)
س 11 : بعض من المنتسبين يقبلون يدي الشيخ ورجليه(28/68)
ويلصقون جباههم بيدي الشيخ ورجليه ، وتصير هيئتهم كهيئة السجدة ، وأحيانا عندما يكون الشيخ واقفا هم يسقطون على رجليه ويقبلونها على هيئة السجود ، وتعطى لهم الإجازة للبيعة والخلافة بعده ، ويقول الشيخ لهؤلاء بأنهم أذلوا أنفسهم أمام الجميع بالسقوط على رجلي ، فلهذا أتى الأمر أن تعطى لهم الخلافة ، وكان من المعروف عنده أن الذي يقبل يديه ورجليه كثيرا وقت البيعة فيقال إن في قلبه نورا ، ولو هو يخالف أوامر الله تعالى في ظاهر حياته .
ج 11 : ما ذكر من تقبيل يدي الشيخ ورجليه وسقوطهم عليها للتقبيل وهو واقف ، وإلصاق جباههم بأيدي الشيخ - من الغلو في تعظيم المخلوق ، ولم يعرف ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا مع الخلفاء الراشدين ، وقد يكون ذلك ذريعة إلى الشرك الأكبر ، بل نفس السجود لغير الله من أنواع الشرك الأكبر .(28/69)
س 12 ، 13 ، 14 : أولا : ومن تحقيقه أخرج بعضا من المنتسبين من مجلسه بأنهم منافقون ومطروحون وأذلهم وأخزاهم كثيرا ، ومرة قال بأن الفقيه المفتي ( وما ذكر اسمه ) كتب إلى أن الذي أخرجته من مجلسي يموت بدون إيمان كالكلب ، ومع هذا اتهم بتحقيقه العالم الكبير بأنه ساحر وأرسل إليه جماعة في أمارة خليفته للقتال معه ، وقال بأن(28/69)
قلبه أسود ومرة نسب هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الآن هو ينكر هذا القول والتحقيق .
ثانيا : وكان الشيخ يقول لخليفته : ( حسب تحقيقي أن هذا الخليفة قد وصل إلى مقام الغوثية ومقام الفرد في الأمة والقطب ، وهو مقبول عند الله تعالى ، ولكن الآن يقول لهذا الخليفة بأنه منافق وقلبه أسود ومطرود ، لأنه يخالف الشيخ وينكر دعواه الباطلة .
ثالثا : ويهدد الشيخ كثيرا لمنتسبيهم بأن الشيخ سيسلب كسبهم وحسناتهم ووظائفهم وأموالهم ونور قلوبهم ، ويقول : الذي تركني صار مطرودا ويموت موت الكلب ، فالمريدون كلهم خائفون من هذا التهديد .
فنرجو نحن منتسبو الشيخ ، من العلماء الأفاضل أن يبينوا لنا في ضوء الشريعة الغراء حقيقة ما يدعيه من الأمور الكثيرة التي تخالف القرآن والسنة المطهرة ، كي نأخذ طريق الحق والصواب . والله هو الموفق لكل خير .
ج 12 ، 13 ، 14 : أولا : ادعاء الشيخ بأن تحقيقه أوصله إلى إخراج بعض أتباعه وأنهم أصبحوا منافقين ، وكذلك ادعاؤه أن العالم الكبير صار ساحرا ، وادعاؤه أن خليفته أصبح منافقا مطرودا أسود القلب - كل ذلك من الخرص والتخمين(28/70)
واتباع الهوى في تقريب من يريد وإبعاده من لا يريد .
ثانيا : قول الشيخ : إن خليفته وصل مقام الغوثية ومقام الفرد هذا من البدع والغلو في الشخص يجر إلى الشرك الأكبر ؛ لأن العوام إذا قيل لهم : إن فلانا غوث في الشدائد والملمات اعتقدوا ذلك فيه ، وأخذوا يستغيثون به ويقربون له القرابين وينذرون له الذبائح وغيرها ، وهذا هو عين الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام ، فإن الاستغاثة في الأمور المعنوية من كشف المرض والفقر وطلب الرزق والولد من خصائص الله لا يطلب فيها غيره .
ثالثا : تهديد الشيخ كثيرا من أتباعه بأنه سيسلب كسبهم وحسناتهم ووظائفهم وأموالهم ونور قلوبهم - هذا كذب وكفر وقول باطل ؛ لأن المتصرف والمنفرد بالخلق والتدبير هو الله جل وعلا ، قال تعالى : { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (1) ، وقال : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ } (2) ، فالخلق جميعا تحت ملكه وقهره تصرفا وملكا وإحياء
__________
(1) سورة المائدة الآية 120
(2) سورة الأعراف الآية 54(28/71)
وإماتة ، وأما العباد فليس بأيديهم ضر ولا نفع ، قال تعالى : { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (1) ، وإنما الشيخ محتال ومخادع ومغرر بالناس . نسأل الله لنا ولكم وله الهداية والتوفيق والثبات على صراطه المستقيم ، وأن يعيذنا من مضلات الفتن إنه خير مسؤول .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة يونس الآية 107(28/72)
الفتوى رقم ( 17391 )
س : ما حكم قول بعض الناس : عبادتي لك يا الله حبا في ذاتك ، وإن كنت أعبدك خوفا من نارك فأدخلني نارك ، وإن كنت أعبدك حبا في جنتك فأدخلني نارك ؟
ج : عبادة الله بالحب فقط هي منهج الصوفية الضالة ، وهو(28/72)
منهج مبتدع . ومحبة الله هي أعظم منازل العبادة ، وليست هي كل العبادة . ومنهج أهل السنة هو عبادة الله بالحب والخوف والرجاء والخشية وغير ذلك من أنواع العبادة ، قال تعالى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً } (1) ، وقال تعالى عن أنبيائه : { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } (2) ، وقال تعالى عن الملائكة : { وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } (3) ، وقال تعالى : { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } (4) ، إلى غير ذلك من الآيات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأعراف الآية 55
(2) سورة الأنبياء الآية 90
(3) سورة الأنبياء الآية 28
(4) سورة النحل الآية 50(28/73)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16098 )
س 2 : ما حكم الدين في العهد الذي نأخذه من شيخ(28/73)
الطريقة ، هل هذا العهد إذا خالفناه نكون قد خالفنا الكتاب والسنة ؟
ج 2 : لا تجوز البيعة إلا لولي أمر المسلمين ، ولا تجوز لشيخ طريقة ولا لغيره ، لأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والواجب على المسلم أن يعبد الله بما شرع من غير ارتباط بشخص معين ، ولأن هذا من عمل النصارى مع القساوسة ورؤساء الكنائس ، وليس معروفا في الإسلام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/74)
الفتوى رقم ( 16011 )
س : بشأن جماعة من النساء في الكويت يقمن بنشر الدعوة الصوفية على الطريقة النقشبندية ، والتي كان يتزعمها أحمد كفتارو مفتي سوريا السابق ، وهن يعملن تحت إطار رسمي جمعية نسائية ، ولكنهن يمارسن هذه الدعوة في الخفاء ويظهرن ما لا يبطن . وقد حصل أن اطلعنا على كتاباتهن وبعض كتبهن واعتراف بعضهن من كونهن في هذا التنظيم ، وذلك يتمثل بالآتي :
يقلن من لا شيخ له فشيخه الشيطان ، ومن لم ينفعه أدب(28/74)
المربي ، لم ينفعه كتاب ولا سنة ، ومن قال لشيخه : لم ، لم يفلح أبدا ، ويقلن بالوصل ، ويقمن بعملية الذكر الصوفي مستحضرات صورة شيختهن الآنسة أثناء الذكر ، ويقبلن يد شيختهن والتي يطلقن عليها لقب الآنسة ، وهي من سوريا ، ويتبركن بشرب ما تبقى في إنائها من الماء ، ومن كتبهن التي بها السحر كتاب ( اللؤلؤ والمرجان في تسخير ملوك الجان ) ، ويقمن بتأسيس المدارس الخاصة بهن لاحتواء الأطفال على طريقتهن ، ويعملن في مجال التدريس مما يعطيهن مجالا لنشر هذه الدعوة في صفوف بنات المدارس الحكومية المتوسطة والثانوية ، وقد فارقت بعض من هؤلاء النسوة أزواجهن وطلبن الطلاق عن طريق المحاكم عندما أمرهن هؤلاء الأزواج بالابتعاد عن هذا الطريق الضال .
السؤال :
1 - ما هو الحكم الشرعي في عقيدة هؤلاء النسوة مع إصرارهن على هذه الطريق ؟
2 - هل يجوز الزواج منهن ؟
3 - ما حكم عقد النكاح القائم بإحداهن الآن ؟
4 - النصيحة لهن وترهيبهن من هذا الطريق ؟
وجزاكم الله عنا كل خير .(28/75)
ج : الطرق الصوفية ومنها النقشبندية ، كلها طرق مبتدعة مخالفة للكتاب والسنة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (1) ، بل إن الطرق الصوفية لم تقتصر على كونها بدعة مع ما في البدعة من الضلال ، ولكن داخلها كثير من الشرك الأكبر ، وذلك بالغلو في مشائخ الطرق والاستغاثة بهم من دون الله ، واعتقاد أن لهم تصرفا في الكون ، وقبول أقوالهم من غير نظر فيها ، وعرضها على الكتاب والسنة ، ومن ذلك ما ورد في السؤال من قولهم : من لا شيخ له فشيخه الشيطان ، ومن لم ينفعه أدب المربي لم ينفعه كتاب ولا سنة ، ومن قال لشيخه : لم لم يفلح أبدا ، وهذه كلها أقوال باطلة مخالفة للكتاب والسنة ؛ لأن الذي يقبل قوله مطلقا بدون مناقشة ولا معارضة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لقول الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } (2) ، وقوله تعالى : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى } (3) { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (4)
__________
(1) سنن ابن ماجه المقدمة (46).
(2) سورة الحشر الآية 7
(3) سورة النجم الآية 3
(4) سورة النجم الآية 4(28/76)
أما غيره من البشر مهما بلغ من العلم فإنه لا يقبل قوله إلا إذا وافق الكتاب والسنة ، ومن زعم أن أحدا تجب طاعته بعينه مطلقا غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ارتد عن الإسلام ، وذلك لقوله تعالى : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } (1) ، وقد فسر العلماء هذه الآية بأن معنى اتخاذهم أربابا من دون الله : طاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال ، كما جاء في حديث عدي بن حاتم عند الطبراني وابن جرير والترمذي قال : « أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب ، فقال : يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك ، فطرحته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة ، فقرأ هذه الآية : حتى فرغ منها . فقلت : إنا لسنا نعبدهم . فقال : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله
__________
(1) سورة التوبة الآية 31
(2) الطبراني 17\ 92 برقم ( 218 ) واللفظ له ، والترمذي 5\ 278 برقم ( 3095 ) ، وابن جرير الطبري في ( التفسير ) 14\ 209 - 211 برقم ( 16631 - 16633 ) ( ت : شاكر ) ، وعزاه ابن كثير في تفسير الآية المذكورة إلى الإمام أحمد .(28/77)
فتحلونه ؟ قلت : بلى . قال : فتلك عبادتهم » (1) .
فالواجب الحذر من الصوفية ومن يتبعها رجالا ونساء ، ومن توليهم التدريس والتربية ، ودخولهم في الجمعيات النسائية وغيرها ، لئلا يفسدوا عقائد الناس ، والواجب على الرجل منع موليته من الدخول في تلك الجمعيات أو المدارس التي يتولاها الصوفية أو يدرسون فيها حفاظا على عقائدهن ، وحفاظا على الأسر من التفكك وإفساد الزوجات على أزواجهن ، ومن اعتنق مذهب الصوفية فقد فارق مذهب أهل السنة والجماعة ، وإذا اعتقد في شيوخ الصوفية أنهم يمنحون البركة ، أو ينفعون أو يضرون فيما لا يقدر عليه إلا الله من شفاء الأمراض وجلب الأرزاق ودفع الأضرار ، أو أنهم تجب طاعتهم في كل ما يقولون ولو خالفوا الكتاب والسنة - من اعتقد ذلك فقد أشرك بالله الشرك الأكبر المخرج من الملة ، لا تجوز موالاته ولا مناكحته ؛ لقوله تعالى : { وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ } (2)
__________
(1) سورة التوبة الآية 31 (2) { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ }
(2) سورة البقرة الآية 221(28/78)
إلى قوله : { وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا } (1) .
والمرأة التي تأثرت بالتصوف ولم تصل إلى حد الاعتقاد المذكور لا ينبغي التزوج بها ابتداء ، ولا إمساكها ممن تزوجها إلا بعد مناصحتها وتوبتها إلى الله ، والذي ننصح به للنسوة المذكورات هو التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق ، وترك هذا المذهب الباطل ، والحذر من دعاة السوء ، والتمسك بمذهب أهل السنة والجماعة ، وقراءة الكتب النافعة المشتملة على العقيدة الصحيحة ، والاستماع للدروس والمحاضرات والبرامج المفيدة التي يقوم بإعدادها العلماء المستقيمون على المنهج الصحيح ، كما ننصح لهن بطاعة أزواجهن وأولياء أمورهن في المعروف .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة البقرة الآية 221(28/79)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 10701 )
س 3 : يدعي بعض رجال الصوفية أن هناك رجالا يسمون : ( أهل الخطوة ) . ما معنى هذا وما مدى صحته من جهة الشرع ، مستدلين على كلامهم بالحديث الصحيح : " عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا " ؟
ج 3 : معنى أهل الخطوة : أنهم يقطعون المسافة البعيدة في الزمن القصير خرقا للعادة وسنة الله الكونية ، وزعمهم ذلك غير صحيح ؛ لعدم قيام دليل عليه وما استدلوا به لم يثبت .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/80)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 11056 )
س 3 : كنت دون البلوغ في السن ، وذهبت إلى أحد مشايخ الطرق الصوفية ، وقلت له : أريد أدخل طريقة الشيخ عبد القادر الجيلي . فقال : خذ العهد . وأخذت العهد على يديه ، يدي في يده ، وقال لي : ردد معي العهد . . بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، إنني نويت الدخول في طريقة الشيخ عبد القادر الجيلي ، وقد بعت نفسي لهذا شيخي(28/80)
ويذكر اسمه .
أولا : هل هذا العهد صحيح وأنني قد تبت لله ؟
ثانيا : هل هو ملاذ حتى الموت ؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا .
ج 3 : ما ذكرته من العهد غير صحيح ، وقد أحسنت في توبتك إلى الله ، وعليك أن تتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عقيدة وقولا دون أخذ عهد على طريقة شيخ ما من مشايخ الطرق ، وبع نفسك على الله بدلا من بيعها على الشيخ التزاما بشريعته سبحانه ، ولا يلزمك الاستمرار على هذا العهد الذي أخذته من الشيخ ، لأنه بدعة تجتنب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) خرجه الإمام مسلم في ( صحيحه ) ، وهذه البيعة ليس عليها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنص هذا الحديث ، فتكون مردودة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/81)
السؤال السابع من الفتوى رقم ( 7316 )
س 7 : ما حكم النخامة التي تلقاها الصحابة الكرام بأيديهم(28/81)
فمسحوا بها وجوههم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكيف كان توجيه الرسول لهم أثناء تلك الحادثة ، وهل يعد توجيهه لهم لصدق الحديث نهيا من أن يعودوا لمثلها ، لأن مشايخ اليوم يريدون من مريديهم التبرك بماء الوضوء وغيره ، ويرون ذلك أمام أعينهم ولا ينكرونه ؟
ج 7 : إن ما ذكر في الحديث من أن الصحابة عندما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدعوا نخامته حتى تسقط بالأرض ، بل يبادرون إلى أخذها ، وأنهم يتمسحون بماء وضوئه . . إلخ - من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لم يعمل الصحابة مثله مع غير النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم أعلم منا بمقاصد الشريعة ، وأعظم اقتداء به صلى الله عليه وسلم ، ولو كان مشروعا مع غيره وعاما في المشايخ ونحوهم من الوجهاء - لبادروا إلى الاقتداء به في ذلك . وعلى هذا لا يصح الاستدلال بهذه الواقعة وأمثالها على التبرك ببصاق مشايخ الطرق ونحوهم ، ولا التبرك بسؤرهم وماء وضوئهم ، وبهذا يتبين أن ما يتبعه المريدون مع مشائخهم من البدع المحدثة . وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) متفق على صحته .
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/82)
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/83)
الفتوى رقم ( 16300 )
س : ما حكم إطلاق لقب ( قطب ) أو ( غوث ) على بعض الأولياء والصالحين ؟ وهل يجوز ذلك ؟
ج : هذان اللفظان ( القطب والغوث ) لا أصل لهما في الشرع المطهر ، وهما من مصطلحات غلاة المتصوفة الحادثة ، وإطلاقهما على بعض الأولياء لا يجوز ؛ لأنها من الألفاظ التي تجري على ألسنة أهل الضلال ، ويقصدون بها : أن هذا القطب والغوث له تصرف في الكون ، وأنه يقضى حوائجهم ، وهذا كفر يضاد التوحيد ؛ لأن الله جل وعلا أنزل الكتب ، وأرسل الرسل ؛ لعبادته وحده لا شريك له ، وأمر الخلق بالالتجاء إليه ودعائه وحده لجلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم ، قال تعالى : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } (1)
__________
(1) سورة النمل الآية 62(28/83)
وقال تعالى : { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (1) ، وقال سبحانه : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة يونس الآية 107
(2) سورة النمل الآية 65(28/84)
الفتوى رقم ( 16862 )
س : أبعث إليكم قصائد بعثتها لي امرأة تقول إن زوجها على طريقة من طرق الصوفية - محمد الفيتوري حموده - وتريد أن تعرف الحق ، وقد رددت عليها واقتنعت ، ولكن لم أستطع أن أرد على زوجها وأبيه ، وقد قالا لي : إنهم على حق ، وطلبوا أن آتي بدليل من عالم معروف وليس مني . أرجو الرد على هذه(28/84)
القصائد المرفقة ، والتي ألفها ( محمد حموده ) المذكور .
ج : الطرق الصوفية طرق مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، والواجب الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته والابتعاد عما خالف هديه وسنته ؛ لأنه بدعة وكل بدعة ضلالة ، وبتأمل الأوراق المرفقة بالسؤال وجد فيها ألفاظ بدعية ومدائح فيها غلو وإطراء للرسول صلى الله عليه وسلم . فالواجب ترك التصوف وطرقه ، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله ، والعمل بما عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، قال صلى الله عليه وسلم : « وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " . قلنا : من هي يا رسول الله ؟ قال : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » (1) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » (2) . وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما فيه الخير والصلاح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي الإيمان (2640) ، سنن أبي داود السنة (4596) ، مسند أحمد (2/332).
(2) سنن أبي داود السنة (4607) ، سنن ابن ماجه المقدمة (42) ، مسند أحمد (4/127) ، سنن الدارمي المقدمة (95).(28/85)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17558 )
س 2 : ما هي الصوفية ، وهل هي خطر على الدين ، وما حكم مجالسة الصوفيين ؟
ج 2 : الغالب على الصوفية في هذا الزمان أنها طائفة ضالة ، لها منهج في العبادة يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهم يتلقون دينهم عن رؤساء طرقهم ومشائخهم ، ويعتقدون فيهم أنهم ينفعون ويضرون من دون الله ، ولا تجوز مجالستهم ولا مصاحبتهم إلا لمن يدعوهم إلى الله ويبصرهم بالسنة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/86)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 16099 )
س 3 : هنا في بعض المساجد توضع قطعة من القماش الأبيض يجتمع الناس حولها ويرددون لفظ : الله الله . ما قيمة هذا القماش الأبيض في الإسلام ؟
ج 3 : وضع قطعة القماش في المسجد واجتماع الناس حولها وترديد كلمة : الله الله - هذا كله من البدع المضلة ، ومن عمل الصوفية المنحرفة عن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز فعل هذا ولا(28/86)
حضوره ، ويجب منعه وإنكاره وصيانة المساجد عن هذه الأعمال البدعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/87)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 18068 )
س 5 : يقال : إن السيد البدوي يرجع نسبه إلى أهل البيت ، فهل هذا صحيح ، وهل هو من الأولياء والصالحين ، وهل يجوز الاحتفال بمولده أو غيره بأي صورة ، أو التحدث عن ذكراه وإظهار مناقبه وأعماله الصالحة بالإذاعة والتلفزيون ؟
ج 5 : ما يعرف بالسيد البدوي هو أحمد بن علي بن إبراهيم الحسيني أحد المتصوفة المغاربة في القرن السابع ، غلا فيه كثير من الجهلة والمبتدعة من الصوفية وغيرهم غلوا يخرج صاحبه في أحيان كثيرة عن دين الإسلام ، وذلك كمن يدعوه ويستغيث به أو يطلب منه المدد أو يطوف على ما يذكر أنه قبره ، أما الاحتفال بذكرى مولده أو مولد غيره فلا يجوز ، لأنه من البدع المحدثة ، على أن الناظر في سيرة البدوي المذكور لا يجد فيها ما يستحق الوقوف عندها . والواجب على المسلم أن يحذر في هذا من أن يدخل عليه(28/87)
في دينه من قبل السذج والمبتدعين وأصحاب الأغراض والأهواء ، وأن يعتصم بالكتاب والسنة ففيهما النجاة والفوز في الدنيا والآخرة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/88)
الفتوى رقم ( 19521 )
س : أرجو من سماحتكم التكرم بالكتابة إلينا باختصار عن : الصوفية والصوفيين ، وما هي الصوفية ، وما هي عقيدتهم ، وما رأي أهل السنة والجماعة فيهم ، وماذا ينبغي لمن كان من أهل السنة والجماعة أن يعمل أو كيف ينبغي أن يتعامل معهم إن كان هؤلاء الصوفيون مصرين على عقيدتهم ، وأنهم يرون أنهم على حق حتى بعد أن ظهرت واتضحت أمامهم الحقائق ؟
وإني لأرجو من الله أن ينفع بعلمكم هذا كثيرا من الناس الذين هم بحاجة ماسة إلى تبيين هذا الأمر من قبل فضيلتكم خاصة . ووفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى . وجزاكم خير الجزاء .
ج : الصوفية نسبة إلى الصوف ؛ لأنه كان شعارا لهم في اللباس ، وهذا أقرب إلى اللغة وإلى واقعهم ، أما ما قيل إن الصوفية نسبة إلى(28/88)
الصفة لشبههم بفقراء الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يأوون إلى صفة بالمسجد النبوي ، أو نسبة إلى صفوة لصفاء قلوبهم وأعمالهم ، فكل ذلك خطأ وليس بصحيح ، لأن النسبة على صفة صفي بتشديد الفاء والياء ، والنسبة إلى صفوة صفوي ، ولأن هذين المعنيين لا ينطبقان على صفاتهم ، لما يغلب عليهم من فساد العقيدة وكثرة البدع عندهم .
والطرق الصوفية جميعها أو ما يسمى بالتصوف الآن يغلب عليها العمل بالبدع الشركية والذرائع الموصلة إليها والمعتقدات الفاسدة ومخالفة الكتاب والسنة ، كالاستغاثة بالأموات والأقطاب بقولهم : مدد يا سيدي ، مدد يا سيدة زينب ، مدد يا بدوي أو يا دسوقي ، ونحو ذلك من الاستغاثة بالمشائخ والأقطاب واعتقادهم أنهم جواسيس القلوب يعلمون الغيب ، وما تكنه القلوب وأن لهم أسرارا يتصرفون بها وراء الأسباب العادية ، وكتسمية الله بما لم يسم به نفسه ، مثل : هو هو وآه آه آه .
والصوفية لهم أوراد مبتدعة وأدعية غير مشروعة ، فهم يأخذون العهد على مريديهم بأن يذكروا الله في نسكهم وعبادتهم بأسماء مفردة معينة من أسماء الله بشكل جماعي ، كالله وحي وقيوم ، يرددونه كل يوم وليلة ولا يجاوزونه إلى غيره من الأسماء إلا بإذن(28/89)
مشايخهم ، وإلا كان عاصيا يخاف عليه من خدم الأسماء ، كل ذلك مع الترنح والركوع والرفع منه والرقص والنشيد والتصفيق وغير ذلك مما لا أصل له ولا يعرف في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . فيجب على كل مسلم أن لا يجلس في مجالسهم ، وأن يبتعد عن مخالطتهم ؛ حتى لا يتأثر بمعتقداتهم الفاسدة ويقع فيما وقعوا فيه من الشرك والبدع ، وأن يقوم بمناصحتهم وبيان الحق لهم لعل الله أن يهديهم على يديه ، مع إقرارهم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة ، وننكر عليهم ما خالفوا فيهما مع لزوم منهج أهل السنة والجماعة ليسلم له دينه ، ومن أراد معرفة أحوال الصوفية ومعتقداتهم بالتفصيل فليقرأ كتاب ( مدارج السالكين ) لابن قيم الجوزية ، وكتاب ( هذه هي الصوفية ) لعبد الرحمن الوكيل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/90)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18422 )
س 2 : هناك من الصوفية من يزعمون أنهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم في رؤيا منامية ، وأنه يأمرهم أن يؤلفوا كتبا ، وهذه الكتب نجدها تحتوي على كثير من البدع والمخالفات الشرعية ، فكيف يكون(28/90)
الرد على أمثال هؤلاء ؟
ج 2 : هذه الأمور من جملة ضلالات الصوفية ولعب الشيطان بعقولهم ، فإن هذه الأشياء من وساوس الشيطان وإغوائه ونزغاته التي فتنهم وأضلهم بها .
ولا يخفى أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأمره بفعل شيء أو ترك شيء أنه لا يبني على ذلك ، لأن الله تعالى قد أكمل دينه وأتم نعمته فلم يبق من أمر الشريعة المطهرة ما يحتاج إلى إكمال ، ليؤخذ مثلا من الرؤى والمنامات ، وإن كان ما رآه موافقا للشريعة فهو تأكيد للأمر الشرعي وإعانة له عليه إن كان رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته .
أما إن رآه على غير صورته فإنها رؤيا غير صحيحة ، بل هي من الشيطان ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي » (1) ، فدل ذلك على أن من رأى النبي
__________
(1) رواه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه : أحمد 1\ 400 ، 2\ 232 ، 261 ، 342 ، 410 ، 411 ، 425 ، 463 ، 472 ، 5\ 306 ، والبخاري 1\ 36 ، 8\ 71 ، ومسلم 4\ 1775 برقم ( 2266 ) ، وأبو داود 5\ 285 برقم ( 5023 ) ، والترمذي 4\ 537 برقم ( 2280 ) ، وابن ماجه 2\ 1284 برقم ( 3901 ) ، وابن حبان 13\ 416 ، 417 برقم ( 6051 ، 6052 ) .(28/91)
صلى الله عليه وسلم على غير صورته فإنه رأى شيطانا ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم . والواجب نصح أولئك وتبصيرهم ، وإخبارهم أن هذه الأمور التي يرونها من وساوس الشيطان ومداخله ، والتحذير من أصحاب تلك المنامات ؛ لئلا يغتر بهم الجهلة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/92)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18440 )
س 2 : كثير من المسلمين يتغنون بمبعث الرسول صلى الله عليه وسلم مع استخدام الموسيقى ، كما يفعله اليهود والنصارى ، فهم يذكرون الله مع استخدام الموسيقى فما حكم ذلك ؟
ج 2 : محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون باتباعه والاقتداء بسنته والاهتداء بهديه ، قال تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (1) .
وأما التغني بمبعثه مع الموسيقى فليس من المحبة ، وإنما هو من
__________
(1) سورة آل عمران الآية 31(28/92)
اللهو والصد عن ذكر الله ، ومما يقسط القلب ويبعد عن الله وعن صراطه المستقيم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/93)
الفتوى رقم ( 18466 )
س : شاهدت بعض المشايخ يدعون أنهم شيوخ ، ويضربون أنفسهم في الشيش وغيرها من الأشياء التي معهم ، ويقولون في جلد الرفاعي . ما حكم ذلك ، وهل هذا العمل حرام أم لا ؟ أفيدوني أفادكم الله .
ج : هؤلاء فرقة من فرق الصوفية الضالة ، وما ذكرته من وصف حالهم هو بعض من أعمالهم المبتدعة ، وخطر هؤلاء وأمثالهم على الإسلام عظيم ، فعليك الحذر منهم والتنبيه عليهم ونصحهم إن استطعت ذلك بأن هذا العمل عمل ضال متلقى عمن يسمون بالأقطاب من الصوفية المبتدعة ، وأن المضي في هذا السبيل يؤذن بخطر عظيم ، وأن الطريق والمسلك الصحيح عقيدة أهل السنة والجماعة ، وهى الفرقة الناجية والطريق الهادية لأقوم سبيل ، قال تعالى : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } (1)
__________
(1) سورة الأنعام الآية 153(28/93)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/94)
الفتوى رقم ( 19433 )
س : قرأت في كتاب : ( هذه الصوفية ) أنها فرقة ضالة منحرفة عن العقيدة والسلوك مبتدعة في العبادات ، ثم قرأت في مجلد ( التصوف ) لشيخ الإسلام ابن تيمية و ( مدارج السالكين ) لابن القيم كلاما دل على أن الصوفية فيهم من أهل العلم والزهد والتقوى ومن هم على منهج السلف الصالح ، وأن منهم من يقول : إن طريقنا هو العمل بالكتاب والسنة .
فأرجو من فضيلتكم أن تفيدوني هل يجوز أن نقول : الصوفية على الإطلاق فرقة ضالة منحرفة ، أو نقول : الأمر على التفصيل أو ماذا نقول فيهم ؟ أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله عنا خيرا .(28/94)
ج : كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في الصوفية ، وأن منهم أناسا معتدلين ، يعني : القدامى منهم ، وأما المتأخرون فيغلب عليهم الانحراف والضلال ، وعلى كل حال فالتصوف مبتدع في الإسلام ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (1) . والواجب على المسلم التمسك بالكتاب والسنة والسير على منهج السلف في الاعتقاد والعمل . وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/371) ، سنن الدارمي المقدمة (206).(28/95)
السؤال الأول والثاني والرابع من الفتوى رقم ( 20116 )
س 1 : ذكر لي أحد الإخوان من أبناء اليمن الشقيق ، وهو إمام وخطيب مسجد قرية الحبيقي ، وهذه القرية من ضواحي مكة المكرمة ، أنه يوجد في مناقب صفي الدين بن أحمد أبيات شعرية ، وهي تقال بكثرة في مدينة صبر باليمن في الأعياد والموالد ، وهي :
أنا أحمد من نسل حيدر ... وجدي المصطفى له الزيارة
ولي في الجنة الفردوس منبر ... ولي في العرش كرسي وإمارة
أنا قدامهم دقيت خيبر ... فتحت الباب وكسرت العمارة(28/95)
هل هذا البيت من الإلحاد والافتراء على الله عز وجل ؟
ج 1 : ما ذكر في هذه الأبيات فيه غلو شنيع وادعاء مشاركة الله سبحانه في عرشه وسلطانه ، وهذا كفر بالله عز وجل ، فلا يجوز إنشاد هذا الشعر ويجب منعه وإنكاره .(28/96)
س 2 : يقول الإمام المذكور بأنه في يوم من الأيام مر صفي الدين بن أحمد على الطريق في تلك المدينة ، ووجد صخرة ثم قام بتقسيمها بسواكه على أربعة أقسام ، قسم منها قال له : اذهب إلى العراق ، والأقسام الأخرى وزعها على مناطق أخرى في نفس المدينة ، وبقط جزء منها موجود على جبل بمدينة صبر حسب ما يقول ، فهل هذا من كرامة الأولياء كما يزعم بعض الناس ، أو أنه من استخدام الجن ؟
ج 2 : ما ذكر في السؤال هو من الخرافات الباطلة التي لا يجوز تصديقها ، لأنها من وسائل الشرك .(28/96)
س 4 : يقول الإمام المذكور بأنه يوجد في مناقب عبد القادر الجيلاني بيت شعر يقول فيه :
أنا عبد القادر وأرض الله ... في قبضتي كما فرخ الحمامي
وكل عبد طائف بالبيت سبعا ... وأنا طائف به في خيامي
فما معنى أرض الله في قبضتي كما فرخ الحمامي ، وما(28/96)
معنى أنا طائف به في خيامي . والسائل يريد منشورة رسمية تحت إفتائكم ليقوم بتوزيعها على أهالي تلك المنطقة ، لعل الله أن ينير بهذه المنشورة بصيرة هؤلاء المسلمين . نسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم وعلى طريق الخير يسدد خطاكم ، وأن ينفع بكم المسلمين .
ج 4 : هذا الشعر يتضمن كلاما باطلا وكفرا صريحا ، والشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله بريء منه ، وهو مكذوب عليه . عامل الله من كذبه على الشيخ بما يستحق .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/97)
الفتوى رقم ( 20234 )
س : أنا رجل مسلم أعيش في بريطانيا ، أرغب في اتباع منهج أهل السنة والجماعة في جميع أمور حياتي ، وبناء على هذا أحاول قراءة كتب دينية بالأردية ، وأثناء قراءتي لبعض الكتب الدينية المؤلفة من العالم الشهير والبارز الهندي والمنتسب إلى جماعة التبليغ الديوبندية ، اسمه : الشيخ ( محمد زكريا كاندهلوي شيخ الحديث ) ، وجدت في كتابه المسمى : ( تبليغي نصاب ) على(28/97)
الصفحة رقم ( 113 ) في الفصل الخامس ، قصة نقلها المؤلف من كتاب اسمه ( رونق المجالس ) ، حيث ذكر قصة التاجر الذي مات وقسم ميراثه بين ابنيه ، وقد ترك المتوفى إلى جانب المال الكثير شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الابن الأصغر شعر رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتنازل عن ماله الذي كان يستحقه من وراثة أبيه في حق أخيه الكبير ، والذي حصل أن الذي أخذ المال قد أفلس بعد قليل ، والذي أخذ الشعر صار غنيا ، وبعد وفاة الأخ الصغير الذي لديه شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، رأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في منامه ، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : ( من له حاجة فعليه أن يذهب إلى قبر هذا الأخ الصغير ويدعو الله سبحانه وتعالى عند قبره لاستجابة دعائه ) نقلا عن كتاب ( تبليغي نصاب ) ، وكذلك قرأت كتابا آخر اسمه ( تاريخ مشائخ جثت ) للمؤلف السالف ذكره الشيخ : محمد زكريا في صفحة رقم ( 232 ) ، حيث ذكر في هذا الكتاب ، مرة الشيخ حاجي إمداد الله مهاجر مكي كان في مرض موته فزاره أحد معتقديه وحزن على حاله التي كان هو فيها ، فعرف الشيخ حزنه عليه ، فقال : ( لا تحزن إن الزاهد العابد لا يموت ، بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر ، وإنه يقضي حاجة الناس وهو في قبره ، كما كان يقضي حاجتهم في حياته ) ، نقلا من كتاب : ( تاريخ(28/98)
مشائخ جثت ) . والمطلوب أحب أن أسمع عن آرائكم الرشيدة في حق كل من ذكر . وكذلك :
أ - هل هو يبقى مسلما أي المؤلف وراوي القصة بعد هذه العقيدة التي ظهرت لنا من خلال كتبه وكلامه ، بينوا لنا مستدلين بالكتاب والسنة ؟
ب - إذا لم يبق مسلما ، فما الدليل من الكتاب والسنة على خروجه من الملة ؟
ج : ما نقل في هذه الكتب مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية ، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا يقول بذلك ولا يعتقده إلا من انتكست فطرته وعميت بصيرته وضل سواء السبيل . وادعاء أن شعر الرسول لا يزال موجودا وأن من حازه سبب له الغنى ، وادعاء رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالدعاء عند قبر هذا الرجل - كل ذلك كذب وافتراء لا دليل عليه ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الشيطان لا يتمثل بي » (1) فكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بدعاء الله عند القبور وقد نهى عن ذلك في حياته وحذر منه أشد التحذير ونهى عن الغلو في الأنبياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم ، ولم يمت صلى الله عليه وسلم إلا وقد أتم الله به الدين وأكمل به النعمة ، فلا يزاد على ما
__________
(1) صحيح البخاري العلم (110) ، صحيح مسلم الرؤيا (2266) ، سنن الترمذي الرؤيا (2280) ، سنن أبي داود الأدب (5023) ، سنن ابن ماجه تعبير الرؤيا (3901) ، مسند أحمد (5/306).(28/99)
شرعه ولا ينقص منه ، واعتقاد أن الدعاء يستجاب عند القبور بدعة لا أصل لها في الشرع المطهر ، وقد تؤول بصاحبها إلى الشرك الأكبر إذا دعا المقبور من دون الله أو معه ، أو اعتقد النفع والضر في المقبور ، فإن النافع الضار هو الله سبحانه . وكذلك اعتقاد أن الزاهد العابد لا يموت بل ينتقل من مكان إلى مكان أخر ، وأنه يقضي حاجات الناس في قبره ، كما كان يقضي حاجاتهم في حياته ، اعتقاد فاسد من معتقدات الصوفية المنحرفة ، ولا دليل على ذلك ، بل دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على أن كل إنسان في هذه الدنيا يموت ، قال الله تعالى : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } (1) ، وقال تعالى : { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } (2) { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } (3) الآية . كما دلت الأحاديث الصحيحة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية ، وأن الميت في قبره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يملك ذلك لغيره من باب أولى ، ولا يجوز طلب قضاء
__________
(1) سورة الزمر الآية 30
(2) سورة الأنبياء الآية 34
(3) سورة الأنبياء الآية 35(28/100)
الحاجات إلا من الله وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله ، وطلبها من الأموات شرك أكبر ، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر كفرا أكبر يخرجه من الملة والعياذ بالله ، لإنكاره الأدلة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك ، وعليه أن يتوب من ذلك توبة نصوحا ويعزم على عدم العودة لذلك العمل السيئ ، وأن يتبع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة ليفوز برضا الله وجنته ويسلم من عذابه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/101)
الفتوى رقم ( 20232 )
س : أرجو النظر في هذه الكتب ، ( أدعية الصالحين ) للشيخ أحمد الرفاعي ، رسالة ( كشف الأكنة عما قيل إنه بدعة وهو سنة ) للمؤلف الجزائري أبو محمد عبد الوهاب مهية ، وأن تفيدونا بصحتها أو بطلانها بارك الله فيكم .
ج : الكتاب المسمى ( كشف الأكنة عما قيل فيه بدعة وسنة ) سبق صدور فتوى بشأنه رقم ( 19185 ) نصها ما يلي : ( بالاطلاع على هذا الكتاب تبين أن مؤلفه ليس من أهل العلم والتحقيق الذين(28/101)
تؤخذ عنهم الأحكام الشرعية ، وقد ذكر أشياء على أنها سنن وهى من البدع ، والواجب الرجوع إلى كتب العلماء المحققين المشهود لهم بالديانة والأمانة والرسوخ في العلم ) . وأما الكتيب الثاني وهو : ( أدعية الصالحين وأذكارهم وأورادهم اليومية ، وبها أوراد أحمد الرفاعي ) فإن طريقة أحمد الرفاعي من طرق المتصوفة المبتدعة ، وهذا الكتيب كتاب أذكار جملتها مخترعة لا أصل لها في الشرع المطهر ، مع ما تحتوي عليه من التكلف والعبارات المسجوعة المتكلفة ، والألفاظ الغامضة ، والعبارات والتوسلات البدعية ، والتقييد لهذه الأوراد بهذه الكيفيات في زمان أو مكان أو حال ، وكل ذلك لا دليل عليه من كتاب أو سنة وفيه صرف للناس عن الأدعية والأذكار الشرعية الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم . والواجب على كل مسلم هو التأسي والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم المعصوم ، وإحياء سنته والعمل بها في الأذكار وغيرها ، فهي الطريق المأمون الموصلة إلى رضوان الله وجنته بإذنه سبحانه ، وأن يحذر المسلم طرق الردى ومسالك المبتدعين ومخالفاتهم لهدي خاتم الأنبياء والمرسلين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/102)
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 20236 )
س 6 : جماعة من أهل الخير والصلاح والورع يجتمعون في وقت فينشد لهم أبياتا في المحبة وغيرها ، فمنهم من يتواجد فيرقص ومنهم من يصيح ويبكي ، ومنهم من يغشاه شبه الغيبة عن إحساسه . فهل يكره لهم هذا العمل أم لا ؟
ج 6 : التواجد والرقص من أعمال الصوفية المبتدعة ، فلا يجوز للمسلم مشاركتهم فيه والتشبه بهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/103)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 20530 )
س 4 : تردد المصادر أسماء ( غوث ) و ( قطب ) و ( العمود ) . . إلخ ، ويحتل اسم ( غوث ) أعلى الدرجات في هذا السلم ، وأما أسفله فيحتله القطب والعمود . . إلخ ، هؤلاء يجتمعون أيام الحج ويخططون لنشاطات العام المقبل ، وحتى سيدنا إلياس عليه السلام يحضر هذه اللقاءات ، وتشير الدراسات إلى أن يهود بلدة اسمها سلمية ( موجودة في العراق ) أسسوا جمعية سرية في عام ( 70 ) قبل الميلاد ، من أجل استرداد أرض محتلة من قبل المجوس ، إلا أنه ليس(28/103)
هناك أي ذكر لهؤلاء الأشخاص ( غيث ) و ( قطب ) . . إلخ في أي من المصادر الإسلامية حتى عام 800 هجرية ، ولكن هذه الأسماء عادت للظهور في الكتب منذ ذلك التاريخ ، نحن نعتقد أن الله عز وجل خلق الملائكة بأعداد وفيرة من أجل تنفيذ أوامره ، كما نعلم أن هناك أربعة ملائكة كبار فضلاء عن العمل المحدد لكل منهم ، عندما خلق الله الملائكة . هل بقيت هناك حاجة للغوث والقطب . . إلخ ، وهم كلهم من البشر الفانين ؟
ج 4 : لا يجوز الاعتقاد بأن أحدا من المخلوقين يكون له تصرف وتدبير في الكون مع الله تعالى ، سواء سمي ذلك المخلوق غوثا أو قطبا . . إلخ ، ومن اعتقد شيئا من ذلك فهو كافر مشرك ، وما يذكره المتصوفة وغيرهم من اجتماع الأقطاب وإلياس والخضر وغيرهم ، كل ذلك باطل وخرافة وضلال وهو من تلبيس الشيطان عليهم نعوذ بالله من الضلال وأهله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/104)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 21025 )
س 3 : بعض جهال المتصوفة يتبعون مشايخهم في ضلالهم(28/104)
وفسقهم ، بل الواحد منهم أمام شيخه كالميت بين يدي مغسله يقلبه كيف يشاء ، ظنا منهم أن الشيخ ولي تجب متابعته ، لقوله : { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } (1) ، والأدهى وأمر من ذلك يعتقدون أنهم يعلمون الغيب ، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } (2) . كيف نرد عليهم ؟ وما التفسير الصحيح لهاتين الآيتين ؟
ج 3 : الواجب على المسلم اتباع ما أنزل الله عز وجل على نبيه من الكتاب والسنة وفيهما الهدى والنور ، والحرص على تفهم معانيهما والعمل بذلك ، وتحمل الأذى في سبيل الاستمساك بصراط الله المستقيم الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، قال الله جل وعلا : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } (3) ، وقال سبحانه وتعالى : { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } (4)
__________
(1) سورة لقمان الآية 15
(2) سورة البقرة الآية 255
(3) سورة الأنعام الآية 153
(4) سورة الأعراف الآية 3(28/105)
والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة ، وعلى المسلم أن لا يلتفت إلى المخذلين عن اتباع الوحي المنزل والمنحرفين عنه من أهل البدع والخرافات والفجور والموبقات ، وهذا هو معنى قوله سبحانه : { وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } (1) يعني طريق المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله المستسلمين لربهم المنيبين إليه ، واتباع سبيلهم : أن يسلك مسلكهم في الإنابة إلى الله تعالى التي هي انجذاب دواعي القلب وإرادته إلى الله ، ثم يتبعها سعي البدن فيما يرضي الله ويقرب منه سبحانه ، ومن هذا يعلم أن تقليد شخص منحرف عن الوحي المنزل الذي هو الصراط المستقيم سواء باعتقاده أو عبادته أو سلوكه أنه ضلال مبين ، وتنكب عن الصراط المستقيم نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين .
ومعنى قول الله تعالى : { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } (2) ، هذا خبر عن علم الله الواسع المحيط وأنه يعلم ما بين أيدي الخلائق من
__________
(1) سورة لقمان الآية 15
(2) سورة البقرة الآية 255(28/106)
الأمور المستقبلة التي لا نهاية لها ، وما خلفهم من الأمور الماضية ، وأنه لا تخفى عليه خافية ، وأن الخلق لا يحيط أحد بشيء من علم الله ومعلوماته إلا بما شاء منها ، وهو ما أطلعهم عليه من الأمور الشرعية والقدرية ، وهو جزء يسير جدا في علم الله سبحانه ، كما قال أعلم الخلق به وهم الرسل والملائكة : { سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا } (1) ، فادعاء علم الغيب الذي استأثر الله به كفر بالله العظيم ؛ لأنه منازعة لله في ربوبيته ، قال تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ } (2) ، وقال سبحانه : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } (3) ، وقال جل وعلا : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } (4) { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا } (5) ، فدلت هذه الآيات على أن الله سبحانه منفرد بعلم الغيب دون خلقه ، ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم ، وجعله
__________
(1) سورة البقرة الآية 32
(2) سورة الأنعام الآية 59
(3) سورة النمل الآية 65
(4) سورة الجن الآية 26
(5) سورة الجن الآية 27(28/107)
معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم ، وأما غيرهم فادعاؤهم علم الغيب كذب وافتراء على الله نعوذ بالله من ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/108)
الفتوى رقم ( 21119 )
س : اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الخطاب الوارد لسماحة المفتي ، ومعه النشرة التي هي بعنوان : ( موقف السلف الصالح من الصوفية ) ، فيقول : وجدتها تشتمل على دفاع عن الصوفية وتضليل للأفهام حول الصوفية المنحرفة وتزكية لها دون نظر إلى ما فيها من الضلالات والشطحات والشركيات الفظيعة ، فكان لا بد من بيان ما تضمنته تلك النشرة من المغالطات والتضليلات ، مع العلم بأن التصوف بدعة محدثة في الإسلام ودخيل عليه من النصرانية .
ج : ونبين ذلك فيما يلي :
أولا : ما نقل فيها من أقوال بعض العلماء والعباد والزهاد المتقدمين الذين هم ليسوا من المتصوفة لا يستفاد منه تزكية الصوفية المحدثة ؛ لأن المتصوفة قد انحرفوا عن الكتاب(28/108)
والسنة ، وأحدثوا طرقا مبتدعة خالفوا فيها منهج هؤلاء العلماء المنقولة أقوالهم في النشرة ، ومن تلك المناهج المحدثة وحدة الوجود ، والقول بالحلول ، واتباع مشائخ الطرق فيما يشرعونه للمريدين من غير اعتراض عليهم ، وزعمهم أنهم يتلقون عن الله مباشرة وليسوا بحاجة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عندهم جاء للعامة دون الخاصة ، ومثل عبادتهم للقبور بالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة بالأموات ، وكل هذه الفضائح موجودة في كتبهم ويمارسونها في أفعالهم وعباداتهم ، كما هو مشاهد من أحوالهم الآن .
ثانيا : قوله : وبناء على ذلك أن كل ما يخالف الإسلام في شيء فلا تصح نسبته إلى الصوفية والتصوف ، وإنما هو ضلالات المدعين الذين انتسبوا للتصوف زورا وبهتانا ، أو من الأمور المدسوسة على كتبهم بقصد الطعن في هؤلاء القوم ، وتشويه صورتهم ونهجهم ، كما حدث في كتب التفسير من الإسرائيليات التي تتنافى مع ما عرف عن هؤلاء المفسرين من حرص على بيان الحق . . إلخ .
والجواب عنه أن نقول : هذه الضلالات المذكورة ليست صادرة عن المدعين للتصوف ، بل هي صادرة عن أئمة(28/109)
الصوفية المنحرفين ، كابن عربي والحلاج والرفاعي وابن الفارض والشعراني في ( طبقاته ) والسهروردي في ( عوارفه ) ، وعبد الكريم الجيلي في ( الإنسان الكامل ) ، وغيرهم من أقطاب الصوفية ، كما هو موجود في كتبهم ودعوى أنها مدسوسة عليهم دعوى بلا دليل ، وكيف تكون مدسوسة عليهم ، وأتباعهم الآن يطبعون هذه الكتب ويتداولونها ويطبقونها في أعمالهم التعبدية ليلا ونهارا ، والكلام الآن عن الواقع لا عن الكتب ، وقياس ذلك على الإسرائيليات التي في كتب التفسير قياس باطل ؛ لأنه قياس مع الفارق المؤثر ؛ لأن الإسرائيليات ليست كلها كذب ، بل فيها حق مقبول ، وهو ما وافق شرعنا الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وباطل وهو ما خالف الشرع .
ثالثا : تفسيره لكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وهو قوله لما ذكر العلم والفقه والعبادة وطلب الآخرة ، ثم قال رحمه الله : ( فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين ) . قال صاحب النشرة مفسرا للنوعين بأنهما الفقه والتصوف تفسيرا لكلام الشيخ بغير معناه الصحيح ، وهو أن النوعين هما الهدى ودين الحق ، كما في الآية الكريمة : { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ } (1)
__________
(1) سورة التوبة الآية 33(28/110)
و كما قال الشيخ في أول كلامه : ( اعلم أرشدك الله أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح ) . ومعلوم أن الشيخ رحمه الله يحارب البدع والشركيات ومن أعظمها التصوف المنحرف .
وعليه ترى اللجنة منع توزيع هذه النشرة وإتلافها والتحذير منها ؛ حفاظا على عقيدة المسلمين من انتشار البدع والشركيات عن طريق هذه النشرة وأمثالها . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/111)
الفرق(28/113)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17641 )
س 1 : عندنا في المغرب جماعة تسمى بجماعة العدل والإحسان ، يجتمعون في أحد بيوتهم ويقيمون الليل جماعة ، ثم يطفؤون الأضواء ويستقبلون القبلة ويذكرون الله في الظلام . من أهدافهم محاربة الحاكم والحصول على الحكم ، مقتدين في ذلك بالخميني الرافضي ، حيث صرح بذلك شيخهم في كتبه ، ومن كلامه : الشيعة إخواننا . وهم يكنون عداءا قويا للسلفيين ، حيث يصرحون بذلك في كتبهم وأشرطتهم ، فيسمونهم بالسفليين أو التلفيين فيستحوذون على عقول الناس باسم تغيير الواقع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فما حكم الشرع فيهم ؟
ج 1 : هذه الجماعة إذا كان حالها كما ذكر في السؤال ، فهي مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وموالية لأهل البدع والزيغ ، والواجب مناصحتها وبيان الحق لها ؛ لعل الله أن يهدي أصحابها أو بعضهم بالرجوع إلى الصواب . وصلاة الليل جماعة بصفة دائمة بدعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/115)
فتوى رقم ( 19040 )
س : لقد ذكر الداعية أحمد ديدات في كتابه : ( القرآن معجزة المعجزات ) أن القرآن من مضاعفات العدد ( 19 ) ، وضرب لذلك أمثلة نذكر بعضها .
- وورد كلمة اسم في القرآن 19 مرة .
- وورد كلمة الله في القرآن 2698 ( 19 × 142 ) .
- وورد كلمة الرحيم في القرآن 114 مرة ( 19 × 6 ) .
- وورد حرف ( ن ) في سورة القلم 133 ( 19 × 7 ) .
ثم استدل أيضا بالدراسة التي أجراها المدعو : ( الدكتور رشاد خليفة ) في كتابه : ( القرآن تقديم مرئي لمعجزة ) نذكر كذلك بعض الأمثلة التي استدل بها منه .
- أول وحي قرآني 19 كلمة ، وهذه الكلمات تتألف من 76 حرفا ( 19 × 4 ) .
- السورة الأولى من القرآن : 19 آية ، وفيها : 285 حرفا ، أي : ( 19 × 15 ) . . إلخ .
وطلبه الفتوى فيها .
ج : هذه الدراسة من مفتريات وترهات الفرقة الباطنية البهائية ، وهي قائمة على تقديس رقم تسعة عشر ، ولا شك أنها باطلة ، إذ هي تلاعب بالقرآن العظيم وصرف للناس عن تدبره(28/116)
ومعرفة معانيه الصحيحة ، ولهذه الطائفة الخبيثة عقائد فاسدة كثيرة ، منها : ادعاء بعض دعاتها النبوة وقولهم بالحلول والاتحاد وتحريم الجهاد والدعوة إلى وحدة الأديان وغير ذلك . فالواجب على المسلمين جميعا الحذر والتحذير من الوقوع في شباك هذه النحلة الكافرة ، والتأثر بأفكارهم وكتبهم . نسأل الله جلت قدرته أن يبطل كيدهم ، وأن يكف عن المسلمين شرهم إنه على كل شيء قدير .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/117)
الفتوى رقم ( 21168 )
س : إن منظمة ( طلوع إسلام ) والتي تصدر مجلة باللغة الأردية باسم ( طلوع إسلام ) ، وهم من أتباع المدعو / غلام أحمد برويز - أحد أئمة الضلال - منكر للسنة وللعقائد الإسلامية وللدين ، كما يتضح لكم ذلك من الورقة المرفقة ، وهذه بعض عقائده الخبيثة ، وبما أن لهم نشاطا في الكويت ، وقد سمعنا أن لهم نشاطا في بعض دول الخليج الأخرى وفي باكستان وبلاد أخرى أيضا .
لذا نرجو التكرم بإصدار فتوى شرعية حتى يعرف عامة(28/117)
المسلمين حقيقتهم ولا ينخدعوا بهم ، لأنهم ينشرون الأفكار المعادية لكتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والآراء الكفرية ، وباسم الإسلام مع الأسف الشديد .
وإن فتواكم الكريمة سيكون لها أعظم الأثر في إماتة هذه الفتنة الخبيثة وإحقاق الحق وإزهاق الباطل إن شاء الله . ويجزيكم الله الكريم على ذلك خير الجزاء .
كما نرجو أن تشمل فتواكم حكم الشرع في النحلة القاديانية ؛ لأن لهم أيضا بعض الأنشطة في الكويت وغيرها . وجزاكم الله خير الجزاء .
ج : بعد الاطلاع على عقائد وآراء الطائفة التي تسمى بـ ( طلوع إسلام ) مما نشره مؤسسها ( غلام أحمد برويز ) وأتباعه من كتب ومقالات ، وما صدر في هذه الطائفة من فتاوى من كثير من علماء المسلمين في عدد من أقطار العالم الإسلامي ، تبين أن هذه الطائفة جمعت ضلالات كثيرة ، منها :
1 - جحد طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنكار حجية السنة ، والزعم بأن مصدر التشريع هو القرآن فقط .
2 - تحريف أركان الإسلام بما يخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة ، فالصلاة والزكاة والحج عندهم لها معان خاصة ،(28/118)
كتفسيرات الفرق الباطنية المارقة من الإسلام .
3 - تحريف أركان الإسلام بما يخالف القرآن والسنة وإجماع الأمة ، فالملائكة عندهم ليسوا عالما حقيقيا وإنما هم القوى المودعة في الكائنات ، والقضاء والقدر عندهم مكيدة مجوسية .
4 - جحد الجنة والنار وأنها ليست أمكنة حقيقية .
5 - إنكار وجود آدم أبي البشر عليه السلام ، وأن قصته تمثيلية لا حقيقة .
6 - تفسير القرآن الكريم بالرأي والهوى ، والقول بأن أحكام القرآن الكريم مؤقتة لا أبدية .
إلى غير ذلك من العقائد والآراء الزائغة التي تبنتها هذه الجماعة ودعت إليها ، وإن واحدة من هذه العقائد كافية بمروق هذه الجماعة من الإسلام ولحوقها بالمرتدين ، فكيف باجتماع أنواع من المكفرات عندها . إن من تأمل هذه العقائد والآراء من عامة المسلمين واتباعها غير سبيل المؤمنين وتحريفها لما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وبناء على ما تقدم : فمن اتبع هذه الجماعة أو دعا إليها أو زين للناس آراءها بأية وسيلة من وسائل الإعلام فهو كافر مرتد عن دين الإسلام ، يجب على الوالي المسلم استتابته فإن تاب وأقلع ورجع إلى الإسلام الحق وإلا قتل كافرا .(28/119)
ويجب على جميع المسلمين الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة وغيرها من الفرق المنحرفة عن الإسلام ، كالقاديانية والبهائية ونحوها ، ونوصي إخواننا المسلمين بالاعتصام بالقرآن والسنة وإتباع الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المهديين المشهود لهم بالعلم والدين . ونسأل الله أن يكبت أعداء الإسلام أينما كانوا ، وأن يبطل كيدهم إنه على كل شيء قدير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، والحمد لله رب العالمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/120)
الفتوى رقم ( 20417 )
س : الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة مدير مركز الدعوة والإرشاد بالدمام ، بكتابه رقم ( 22\ 1\ 103 ) وتاريخ 27\ 1\ 1418 هـ ، وبرفقه الاستفتاء المقدم من أبي محمد الباكستاني ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار(28/120)
العلماء ، برقم ( 689 ) وتاريخ 4\ 2\ 1418 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه : عندنا جماعة في الباكستان تسمي نفسها ( جماعة التوحيد ) ، وعندهم عقائد خاصة ، فهم يكفرون المسلمين جميعا إلا من انضم إلى جماعتهم ، ولا يصلون مع الجماعة أو خلف إمام من المسلمين ، ولا يلقون السلام على أحد إلا على بعضهم ، ولا يؤمنون أو يصدقون حديث الرسول إلا ما وافق هواهم ويصفون الكتب الفقهية بأنها مملوءة بالشرك والخرافات والضلال ، وهي كتب الأئمة الأربعة ، وينكرون على الإمام أخذ الأجرة ؛ لأن الأنبياء رعوا الغنم ولم يأخذوا أجرة إمامتهم وهدايتهم للناس . وبعد نقاش طويل أصروا على أنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة ولا من أهل الحديث ولا على أي المذاهب الأربعة ، وينكرون عذاب القبر ويسألون عن كيفية عذاب الغريق والحريق ، وإذا كان لهم عذاب فأين عذاب البوذيين ولا يدخل في العقل أن الإنسان يحيا في القبر لصغر القبر ، وكيف يعذب من يؤخذ جسمه لتدريب طلاب الطب ويقولون : إذا كان هناك عذاب في القبر فهو للروح فقط ، ويتكلمون كالشيوعيين في هذا الأمر ويستدلون على ذلك من الآية ( 28 ) في سورة البقرة ، والآية رقم ( 11 ) في سورة غافر ، والآيتين ( 49 ، 50 ) سورة(28/121)
الإسراء ، وبعد نقاش استمر فترة طويلة أحضرت لهم الكتب التالية :
1 - كتاب ( الروح ) لابن القيم .
2 - ( أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور ) .
3 - ( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) ( العقيدة ) مجلد 3 .
4 - ( فتاوى ورسائل ابن عثيمين ) ( فتاوى العقيدة ) مجلد 2 .
وأنكروا ما في هذه الكتب ، والأحاديث كلها ضعيفة أو موضوعة ، وأشد الإنكار ؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث » (1) . . إلخ " ، وهم يصلون ويصومون ويقرؤون القرآن ويحدثون الناس ويفسرونه حسب هواهم ، ويقولون : إن القرآن ليس شفاء للبدن إنما هو شفاء للقلوب فقط ، ويتبعهم بعض الناس لجهلهم .
نطلب من أصحاب الفضيلة إبداء الرأي في هذه الجماعة ، وهل يجوز لنا صلة الرحم معهم أو الأكل والشرب معهم أو الجلوس معهم . وجزاكم الله خير الجزاء عنا وعن المسلمين جميعا .
وقد كتب لوزارة الشؤون الإسلامية تقرير جواب معالي الوزير مرفقا به تقرير عن هذه الجماعة جاء فيه ما يلي : ( أشير إلى
__________
(1) صحيح مسلم الوصية (1631) ، سنن الترمذي الأحكام (1376) ، سنن النسائي الوصايا (3651) ، سنن أبي داود الوصايا (2880) ، مسند أحمد (2/372) ، سنن الدارمي المقدمة (559).(28/122)
خطابكم ذي الرقم ( 3\ 8\ 167 ) المؤرخ في 14\ 5\ 1418 هـ ، بشأن الإفادة بالمعلومات المتوفرة عن الجماعة التي تسمي نفسها ( جماعة التوحيد ) .
عليه أفيد سعادتكم بالآتي :
- الجماعة المستفسر عنها كانت تسمي نفسها حزب الله في أول أمرها ، وزعيمها هو الدكتور\ مسعود الدين العثماني .
- تخرج في كلية الطب لكنو الهند عام 1934 م ، ونال شهادة ( M . B . B . S) منها .
- اشتغل طبيبا في الجيش ثم أحيل إلى التقاعد ، وكان لديه اهتمام بالمسائل الدينية ، وفي أول أمره كان ينتمي إلى الجماعة الإسلامية ثم تركها ، وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ \ محمد يوسف البنوري أحد كبار علماء الديوبندية الأحناف في حينه .
- وكان متحمسا في إثبات توحيد الألوهية والإنكار على الشرك ومظاهره والاستغاثة بأصحاب القبور ، حتى ابتلي بالتطرف الذي جره إلى تكفير كل من يقول بسماع الموتى ، وإعادة الروح إلى الجسد في القبر ، وإنكار الأحاديث الواردة في عرض أعمال الأمة على المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذا بنى(28/123)
فتواه في تكفير إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمة الله عليه احتجاجا على ما أورده الإمام في كتابه الصلاة الذي نصه : ( والإيمان بالحوض والشفاعة ، والإيمان بمنكر ونكير ، وعذاب القبر ، والإيمان بملك الموت الذي يقبض الأرواح ثم ترد في الأجساد في القبور ، فيسألون عن الإيمان والتوحيد ) .
وقد رد عليه الدكتور \ عاصم إبراهيم القريوتي أحد الدعاة الرسميين في باكستان سابقا ، وأحد الباحثين في مجلس خدمة السنة النبوية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حاليا في كتيب صغر ردا علميا .
وأفتى غير واحد من العلماء بأنه ضال مضل لا يحل النظر في كتبه ، ولا الصلاة وراءه ، وعزله كثير من أعضاء جماعته التي كانت تسمى حزب الله ، وعلى رأسهم ابن عمه الدكتور \ كمال الدين عثماني ، ثم حل جماعته وادعى أننا ما زلنا في العهد المماثل العهد المكي للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز لنا تشكيل جماعة ، ويجب علينا العمل لنشر التوحيد .
هذا وقد توفي قبل حوالي خمس سنوات ، وانكسرت شوكة حزبه بعد وفاته إلى حد كبير .
ج : وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن هذه الجماعة(28/124)
المسؤول عنها التي أطلقت على نفسها ( حزب الله ) أو ( جماعة التوحيد ) هي جماعة منحرفة عن السنة ، واسمها غير مطابق لمسماها ، فهي غالية في التكفير فتكفر بما لا يجوز التكفير به ، وترد بعض ما ثبت في السنة من أمور الغيب التي لا مدخل للعقل فيها ، وكل ذلك ضلال وانحراف عن الصراط المستقيم الذي دل عليه الكتاب والسنة وسار عليه صالح سلف هذه الأمة ، فالواجب على هؤلاء التوبة إلى الله تعالى ، والرجوع إلى جماعة المسلمين ( أهل السنة والجماعة ) ، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل . نسأل الله لنا ولهم الهداية والرشاد .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/125)
انتشار عقيدة الإرجاء والدعوة إليها
الفتوى رقم ( 21436 )
س : الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من عدد من المستفتين المقيدة استفتاءاتهم بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم ( 5411 ) وتاريخ 7\ 11\ 1420 هـ ورقم ( 1026 ) وتاريخ 7\ 2 \ 1421 هـ ، ورقم ( 1016 ) وتاريخ 7\ 2\ 1421 هـ ، ورقم ( 1395 ) وتاريخ 8\ 3\ 1421 هـ ، ورقم ( 1650 ) وتاريخ 17\ 3\ 1421 هـ ، ورقم ( 1893 ) وتاريخ 25\ 3\ 1421 هـ ورقم ( 2106 ) وتاريخ 7\ 4\ 1421 هـ .
وقد سأل المستفتون أسئلة كثيرة مضمونها : ظهرت في الآونة الأخيرة فكرة الإرجاء بشكل مخيف ، وانبرى لترويجها عدد كثير من الكتاب ، يعتمدون على نقولات مبتورة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ، مما سبب ارتباكا عند كثير من الناس في مسمى الإيمان ، حيث يحاول هؤلاء الذين ينشرون هذه الفكرة أن يخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ، ويرون نجاة من ترك جميع الأعمال ، وذلك(28/126)
مما يسهل على الناس الوقوع في المنكرات وأمور الشرك وأمور الردة إذا علموا أن الإيمان متحقق لهم ، ولو لم يؤدوا الواجبات ويتجنبوا المحرمات ، ولو لم يعملوا بشرائع الدين بناء على هذا المذهب ، ولا شك أن هذا المذهب له خطورته على المجتمعات الإسلامية وأمور العقيدة والعبادة ، فالرجاء من سماحتكم بيان حقيقة هذا المذهب وآثاره السيئة وبيان الحق المبني على الكتاب والسنة ، وتحقيق النقل عن شيخ الإسلام ، حتى يكون المسلم على بصيرة من دينه .
ج : وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي : هذه المقالة المذكورة هي مقالة المرجئة الذين يخرجون الأعمال عن مسمى الإيمان ، ويقولون : الإيمان هو التصديق بالقلب ، أو التصديق بالقلب والنطق باللسان فقط ، وأما الأعمال فإنها عندهم شرط كمال فيه فقط وليست منه ، فمن صدق بقلبه ونطق بلسانه فهو مؤمن كامل الإيمان عندهم ، ولو فعل ما فعل من ترك الواجبات وفعل المحرمات ، ويستحق دخول الجنة ولو لم يعمل خيرا قط ، ولزم على ذلك الضلال لوازم باطلة ، منها حصر الكفر بكفر التكذيب والاستحلال القلبي ، ولا شك أن هذا قول باطل وضلال مبين مخالف للكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا ، وأن هذا يفتح بابا لأهل الشر والفساد للانحلال من الدين وعدم التقيد بالأوامر والنواهي والخوف والخشية من الله سبحانه ، ويعطل جانب الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،(28/127)
ويسوي بين الصالح والطالح والمطيع والعاصي والمستقيم على دين الله ، والفاسق المتحلل من أوامر الدين ونواهيه ، ما دام أن أعمالهم هذه لا تخل بالإيمان كما يقولون ، ولذلك اهتم أئمة الإسلام قديما وحديثا ببيان بطلان هذا المذهب والرد على أصحابه ، وجعلوا لهذه المسألة بابا خاصا في كتب العقائد ، بل ألفوا فيها مؤلفات مستقلة كما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره ، قال شيخ الإسلام رحمه الله في ( العقيدة الواسطية ) : ( ومن أصول أهل السنة والجماعة : أن الدين والإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ) . وقال في كتاب ( الإيمان ) : ( ومن هذا الباب أقوال السلف وأئمة السنة في تفسير الإيمان ، فتارة يقولون : هو قول وعمل ، وتارة يقولون : هو قول وعمل ونية ، وتارة يقولون : قول وعمل ونية واتباع السنة ، وتارة يقولون : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح . وكل هذا صحيح ) . وقال رحمه الله : ( والسلف اشتد نكيرهم على المرجئة لما أخرجوا العمل من الإيمان ، ولا ريب أن قولهم بتساوي إيمان الناس من أفحش الخطأ ، بل لا يتساوى الناس في التصديق ولا في الحب ولا في الخشية ولا في العلم ، بل يتفاضلون من وجوه كثيرة ) . وقال رحمه الله : ( وقد عدلت المرجئة في هذا الأصل عن بيان الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، واعتمدوا على رأيهم وعلى ما تأولوه بفهمهم للغة ، وهذه طريقة أهل البدع ) انتهى .(28/128)
ومن الأدلة على أن الأعمال داخلة في حقيقة الإيمان وعلى زيادته ونقصانه بها ، قوله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (1) { الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } (2) { أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا } (3) ، وقوله تعالى : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } (4) { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } (5) { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } (6) { وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ } (7) { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } (8) { إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } (9) { فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } (10) { وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } (11) { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } (12) ، وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : « الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » (13) . قال شيخ الإسلام رحمه الله في
__________
(1) سورة الأنفال الآية 2
(2) سورة الأنفال الآية 3
(3) سورة الأنفال الآية 4
(4) سورة المؤمنون الآية 1
(5) سورة المؤمنون الآية 2
(6) سورة المؤمنون الآية 3
(7) سورة المؤمنون الآية 4
(8) سورة المؤمنون الآية 5
(9) سورة المؤمنون الآية 6
(10) سورة المؤمنون الآية 7
(11) سورة المؤمنون الآية 8
(12) سورة المؤمنون الآية 9
(13) أحمد 2\ 379 ، 414 ، 445 ، والبخاري 1\ 8 ، ومسلم 1\ 63 برقم ( 35 ) ، وأبو داود 5\ 56 برقم ( 4676 ) ، والترمذي 5\ 10 برقم ( 2614 ) ، والنسائي 8\ 110 برقم ( 5004 ، 5005 ) ، وابن ماجه 1\ 22 برقم ( 57 ) ، والبيهقي في ( الشعب ) 1\ 98 برقم ( 1 ) ( ط : الهند ) .(28/129)
( كتاب الإيمان ) أيضا : ( وأصل الإيمان في القلب وهو قول القلب وعمله ، وهو إقرار بالتصديق والحب والانقياد ، وما كان في القلب فلا بد أن يظهر موجبه ومقتضاه على الجوارح ، وإذا لم يعمل بموجبه ومقتضاه دل على عدمه أو ضعفه ؛ ولهذا كانت الأعمال الظاهرة من موجب إيمان القلب ومقتضاه ، وهي تصديق لما في القلب ودليل عليه وشاهد له ، وهي شعبة من الإيمان المطلق وبعض له ) . وقال أيضا : ( بل كل من تأمل ما تقوله الخوارج والمرجئة في معنى الإيمان علم بالاضطرار أنه مخالف للرسول ، ويعلم بالاضطرار أن طاعة الله ورسوله من تمام الإيمان ، وأنه لم يكن يجعل كل من أذنب ذنبا كافرا ، ويعلم أنه لو قدر أن قوما قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : نحن نؤمن بما جئتنا به بقلوبنا من غير شك ونقر بألسنتنا بالشهادتين ، إلا أنا لا نطيعك في شيء مما أمرت به ونهيت عنه ، فلا نصلي ولا نصوم ولا نحج ولا نصدق بالحديث ولا نؤدي الأمانة ولا نفي بالعهد ولا نصل الرحم ولا نفعل شيئا من الخير الذي أمرت به ، ونشرب الخمر وننكح ذوات المحارم بالزنا الظاهر ، ونقتل من قدرنا(28/130)
عليه من أصحابك وأمتك ونأخذ أموالهم ، بل نقتلك أيضا ونقاتلك مع أعدائك . هل كان يتوهم عاقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لهم : أنتم مؤمنون كاملو الإيمان ، وأنتم أهل شفاعتي يوم القيامة ويرجى لكم أن لا يدخل أحد منكم النار ، بل كل مسلم يعلم بالاضطرار أنه يقول لهم : أنتم أكفر الناس بما جئت به ويضرب رقابهم إن لم يتوبوا من ذلك ) انتهى .
وقال أيضا : ( فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ البر وبلفظ التقوى وبلفظ الدين كما تقدم ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - بين أن الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، فكان كل ما يحبه الله يدخل في اسم الإيمان ، وكذلك لفظ البر يدخل فيه جميع ذلك إذا أطلق وكذلك لفظ التقوى ، وكذلك الدين أو دين الإسلام ، وكذلك روي أنهم سألوا عن الإيمان فأنزل الله هذه الآية : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ } (1) . إلى أن قال : ( والمقصود هنا : أنه لم يثبت المدح إلا على إيمان معه العمل ، لا على إيمان خال عن عمل ) . فهذا كلام شيخ الإسلام في الإيمان ، ومن نقل عنه غير
__________
(1) سورة البقرة الآية 177(28/131)
ذلك فهو كاذب عليه .
وأما ما جاء في الحديث أن قوما يدخلون الجنة لم يعملوا خيرا قط ، فليس هو عاما لكل من ترك العمل وهو يقدر عليه ، وإنما هو خاص بأولئك لعذر منعهم من العمل ، أو لغير ذلك من المعاني التي تتفق مع مقاصد الشريعة .
هذا واللجنة الدائمة إذ تبين ذلك ، فإنها تنهى وتحذر من الجدال في أصول العقيدة ؛ لما يترتب على ذلك من المحاذير العظيمة ، وتوصي بالرجوع في ذلك إلى كتب السلف الصالح وأئمة الدين المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف ، وتحذر من الرجوع إلى الكتب المخالفة لذلك ، وإلى الكتب الحديثة الصادرة عن أناس متعالمين لم يأخذوا العلم عن أهله ومصادره الأصيلة ، وقد اقتحموا القول في هذا الأصل العظيم من أصول الاعتقاد ، وتبنوا مذهب المرجئة ونسبوه ظلما إلى أهل السنة والجماعة ، ولبسوا بذلك على الناس ، وعززوه عدوانا بالنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- وغيره من أئمة السلف بالنقول المبتورة ، وبمتشابه القول وعدم رده إلى المحكم من كلامهم ، وإنا ننصحهم أن يتقوا الله في أنفسهم ، وأن يثوبوا إلى رشدهم ، ولا يصدعوا الصف بهذا المذهب الضال ، واللجنة أيضا تحذر المسلمين من الاغترار والوقوع في شراك(28/132)
المخالفين لما عليه جماعة المسلمين أهل السنة والجماعة . وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والفقه في الدين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/133)
الفتوى رقم ( 20212 )
س : نحن في هذه البلاد\ المملكة العربية السعودية في نعم عظيمة ، ومن أعظمها نعمة التوحيد ، وفي مسألة التكفير نرفض مذهب الخوارج ومذهب المرجئة .
وقد وقع في يدي هذه الأيام كتاب باسم ( إحكام التقرير في أحكام التكفير ) بقلم : مراد شكري الأردني الجنسية ، وقد علمت أنه ليس من العلماء ، وليست دراسته في علوم الشريعة ، وقد نشر فيه مذهب غلاة المرجئة الباطل ، وهو أنه لا كفر إلا كفر التكذيب فقط ، وهو فيما نعلم خلاف الصواب وخلاف الدليل الذي عليه أهل السنة والجماعة ، والذي نشره أئمة الدعوة في هذه البلاد المباركة ، وكما قرر أهل العلم في أن الكفر يكون بالقول وبالفعل وبالاعتقاد وبالشك .
نأمل إيضاح الحق حتى لا يغتر بهذا الكتاب الذي أصبح(28/133)
ينادي بمضمونه الجماعة المنتسبون للسلفية في الأردن . والله يتولاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : بعد الاطلاع على الكتاب المذكور ، وجد أنه متضمن لما ذكر من تقرير مذهب المرجئة ونشره ، من أنه لا كفر إلا كفر الجحود والتكذيب ، وإظهار هذا المذهب المردي باسم السنة والدليل ، وأنه قول علماء السلف ، وكل هذا جهل بالحق وتلبيس وتضليل لعقول الناشئة بأنه قول سلف الأمة والمحققين من علمائها ، وإنما هو مذهب المرجئة الذين يقولون : لا يضر مع الإيمان ذنب ، والإيمان عندهم هو التصديق بالقلب ، والكفر هو التكذيب فقط ، وهذا غلو في التفريط ، ويقابله مذهب الخوارج الباطل الذي هو غلو في الإفراط في التكفير ، وكلاهما مذهبان باطلان مرديان من مذاهب الضلال ، ويترتب عليهما من اللوازم الباطلة ما هو معلوم ، وقد هدى الله أهل السنة والجماعة إلى القول الحق والمذهب الصدق والاعتقاد الوسط بين الإفراط والتفريط من حرمة عرض المسلم وحرمة دينه ، وأنه لا يجوز تكفيره إلا بحق قام الدليل عليه ، وأن الكفر يكون بالقول والفعل والترك والاعتقاد والشك ، كما قامت على ذلك الدلائل من الكتاب والسنة ؛ لما تقدم : فإن هذا الكتاب لا يجوز نشره وطبعه ، ولا نسبة ما فيه من الباطل إلى الدليل(28/134)
من الكتاب والسنة ، ولا أنه مذهب أهل السنة والجماعة ، وعلى كاتبه وناشره إعلان التوبة إلى الله فإن التوبة تغفر الحوبة ، وعلى من لم ترسخ قدمه في العلم الشرعي أن لا يخوض في مثل هذه المسائل ؛ حتى لا يحصل من الضرر وإفساد العقائد أضعاف ما كان يؤمله من النفع والإصلاح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/135)
الفتوى رقم ( 21435 )
س : يسأل السائل عن كتاب بعنوان : ( حقيقة الإيمان بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة ) لعدنان عبد القادر ، نشر جمعية الشريعة بالكويت .
ج : هذا الكتاب ينصر مذهب المرجئة الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان وحقيقته وأنه عندهم شرط كمال ، وأن المؤلف قد عزز هذا المذهب الباطل بنقول عن أهل العلم تصرف فيها بالبتر والتفريق وتجزئة الكلام ، وتوظيف الكلام في غير محله والغلط في العزو كما في ( ص9 ) إذ عزا قولا للإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وإنما هو لأبي جعفر الباقر ، وجعل عناوين لا تتفق مع ما يسوقه(28/135)
تحتها ، منها في ( ص 9 ) إذ قال : ( أصل الإيمان في القلب فقط من نقضه كفر ) ، وساق نصا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لا يتفق مع ما ذكره ، ومن النقول المبتورة بتره لكلام ابن تيمية ( ص 9 ) عن ( الفتاوى 7\ 644 ، 7\ 377 ) ، ونقل ( ص 17 ) عن ( عدة الصابرين ) لابن القيم وحذف ما ينقض ما ذهب إليه من الإرجاء ، وفي ( ص 33 ) حذف بعض كلام ابن تيمية من ( الفتاوى 11\ 87 ) ، وكذا في ( ص 34 ) من ( الفتاوى 7\ 638 ، 639 ) ، وفي ( ص 37 ) حذف من كلام ابن تيمية في ( الفتاوى 7\ 494 ) ، وفي ( ص 38 ) حذف تتمة كلام ابن القيم من ( كتاب الصلاة ص 59 ) ، وفي ( ص 64 ) حذف تتمة كلام ابن تيمية في ( الصارم المسلول 3\ 967-969 ) ، وفي ( ص 67 ) حذف تتمة كلام ابن تيمية في ( الصارم المسلول 3\ 971 ) . إلى آخر ما في هذا الكتاب من مثل هذه الطوام مما ينصر مذهب المرجئة ، وإخراجه للناس باسم مذهب أهل السنة والجماعة ؛ لهذا فإن هذا الكتاب يجب حجبه وعدم تداوله ، وننصح مؤلفه أن يراجع نفسه وأن يتقي الله بالرجوع إلى الحق والابتعاد عن مواطن الضلالة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/136)
الفتوى رقم ( 21517 )
س : يسأل بعض السائلين عن كتابي ( التحذير من فتنة التكفير ) و ( صيحة نذير ) لجامعهما : علي حسن الحلبي ، وأنهما يدعوان إلى مذهب الإرجاء من أن العمل ليس شرط صحة في الإيمان ، وينسب ذلك إلى أهل السنة والجماعة ، ويبنى هذين الكتابين على نقول محرفة عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، والحافظ ابن كثير وغيرهما رحم الله الجميع ، ورغبة الناصحين بيان ما في هذين الكتابين ليعرف القراء الحق من الباطل . . . إلخ .
ج : بعد دراسة اللجنة للكتابين المذكورين ، تبين للجنة أن كتاب ( التحذير من فتنة التكفير ) جمع علي حسن الحلبي فيما أضافه إلى كلام العلماء في مقدمته وحواشيه يحتوي على ما يأتي :
1- بناه مؤلفه على مذهب المرجئة البدعي الباطل الذين يحصرون الكفر بكفر الجحود والتكذيب والاستحلال القلبي ، كما في ( ص 6 حاشية 2 ص 22 ) ، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من أن الكفر يكون بالاعتقاد وبالقول وبالفعل وبالشك .
2- تحريفه في النقل عن ابن كثير - رحمه الله تعالى- في ( البداية والنهاية 13\ 118 ) ، حيث ذكر في حاشية ص 15 نقلا(28/137)
عن ابن كثير : ( أن جنكز خان ادعى في الياسق أنه من عند الله ، وأن هذا هو سبب كفرهم ) وعند الرجوع إلى الموضع المذكور لم يوجد فيه ما نسبه إلى ابن كثير - رحمه الله تعالى- .
3- تقوله على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- في ص 17 - 18 إذ نسب إليه جامع الكتاب المذكور أن الحكم المبدل لا يكون عند شيخ الإسلام كفرا إلا إذا كان عن معرفة واعتقاد واستحلال . وهذا محض تقول على شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- فهو ناشر مذهب السلف أهل السنة والجماعة ، ومذهبهم كما تقدم وهذا إنما هو مذهب المرجئة .
4- تحريفه لمراد سماحة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله- في رسالته : ( تحكيم القوانين الوضعية ) ، إذ زعم جامع الكتاب المذكور أن الشيخ يشترط الاستحلال القلبي مع أن كلام الشيخ واضح وضوح الشمس في رسالته المذكورة على جادة أهل السنة والجماعة .
5- تعليقه على كلام من ذكر من أهل العلم بتحميل كلامهم ما لا يحتمله كما في الصفحات ( 108 حاشية 1 ، 109(28/138)
حاشية 21 ، 110 حاشية 2 ) .
6- كما أن في الكتاب التهوين من الحكم بغير ما أنزل الله ، وبخاصة في ( ص5 ح1 ) ، بدعوى أن العناية بتحقيق التوحيد في هذه المسألة فيه مشابهة للشيعة- الرافضة - وهذا غلط شنيع .
7- وبالاطلاع على الرسالة الثانية ( صيحة نذير ) وجد أنها كمساند لما في الكتاب المذكور- وحاله كما ذكر- . لهذا فإن اللجنة الدائمة ترى أن هذين الكتابين لا يجوز طبعهما ولا نشرهما ولا تداولهما ؛ لما فيهما من الباطل والتحريف ، وننصح كاتبهما أن يتقي الله في نفسه وفي المسلمين ، وبخاصة شبابهم ، وأن يجتهد في تحصيل العلم الشرعي على أيدي العلماء الموثوق بعلمهم وحسن معتقدهم ، وأن العلم أمانة لا يجوز نشره إلا على وفق الكتاب والسنة ، وأن يقلع عن مثل هذه الآراء والمسلك المزري في تحريف كلام أهل العلم ، ومعلوم أن الرجوع إلى الحق فضيلة وشرف للمسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/139)
الفتوى رقم ( 18265 )
س : هناك في أمريكا جماعة إسلامية أفضل حاليا عدم ذكر اسمها أو إمامها . الحاصل : أن إمام هذه الجماعة تكررت منه مقالات كفرية ، مثالها أنه قال : إن عيسى بالفعل صلب ، والله لم يفرق لموسى البحر ، وأنه يجوز للمسلمة أن تتزوج من النصراني ، وأن النصراني خير من المسلم ، ولما سمع عن آية الرجم قال : إنها همجية وإنه لا يجب تطبيقها ، وقال عن المذاهب الأربعة إنها مذاهب للعرب خاصة ، وأنشأ لنفسه مذهبا خاصا يلائم الأمريكان ، وكان يقول عن نفسه : إنه المسيح وإنه المهدي ، ثم ترك ذلك . وهذا كثير في هذا الباب ، وقد جاءنا رجل من جماعته كان في بلده إماما منذ ما يقرب من عشرين سنة ، وتعلم لما جاء هنا أن هذه مقالات كفرية وبالتدريج تعلم عن السلفية ويحلف بالله أنه ما سمع عن السلفية إلا هنا . وبعد أن تبين له كفر هذا الإمام طلبنا منه التبرؤ منه ، قال : إنه يعلم أنه كافر ، ولكن لا يريد أن يترك ولاءه للجماعة لكي يصلحها من الداخل .
السؤال : ما حكم هذا الرجل ؟ وهل يجوز له أن يدخل لي تلك الجماعة بقصد الإسلام أم أنه عليه أن يتبرأ من الإمام ؟ وهل إذا رفض ذلك يجب هجره ؟
ج : هذه المقالات المذكورة مقالات كفرية ، لأنها مخالفة(28/140)
للكتاب والسنة وإجماع المسلمين ، ومن قالها أو اعتقدها أو صدق من يقولها أو لم يتبرأ منه فهو كافر ، ولا يجوز أن تنسب هذه الجماعة التي تعتنق هذه المقالات أو بعضها إلى الإسلام ، ولا يجوز الدخول في هذه الجماعة إلا على وجه الإنكار ودعوتهم إلى التوبة والدخول في الإسلام ، فإن امتنعوا من ذلك وجب هجرهم والابتعاد عنهم والتحذير منهم ، قال تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } (1) ، وقال تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة المجادلة الآية 22
(2) سورة الممتحنة الآية 4(28/141)
العلمانية والحرية الدينية
الفتوى رقم ( 18396 )
س : إن العقيدة الحنيفية في بعض البلاد تتعرض لخطر تحديات العلمانية وما ينبعث منها من ضلالات متنكرة في لباس تفسير ماكر ، على أنها ليست إلا اجتناب عن التعصب الديني ، واعتراف بحرية العقيدة لكل إنسان إن شاء آمن وإن شاء كفر .
أما في الحقيقة فإن مفهوم العلمانية لا ينحصر في هذا القدر فحسب ، وإن كان ينطوي على إفساد العقيدة بمحض هذا المضمون ، بل يتجاوز إلى تأويلات مختلفة يمكن أن نقول فيها بالإيجاز : إن العلمانية مذبذبة بين كل ما يمكن أن يضاف إليها من معان شتى على حد ما يقوله المدافعون عنها وما يبدون فيها من آراء ، وهي لا تقل عن خمسة حدود :
أولا : أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع انتماء المعترف بها إلى دين معين واعتبار دينه حقا وما سواه باطلا ، وهذا يعني أنه لا مانع من ارتداد المسلم عن دينه ، وأن ذلك حق له يتصرف فيه .
ثانيا : أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع الانتماء إلى دين معين ، ولكن عدم تفضيل أي منها على(28/142)
الآخر .
ثالثا : أنها اعتراف بالحرية الدينية لكل إنسان على الإطلاق مع خلو الربقة تماما من كل دين ، وحياد كامل أمام كافة الأديان والمعتقدات .
رابعا : أنها عدم اعتراف بأي دين وموقف محايد وعدم تدخل في شأن أي دين من الأديان ، وحياد كامل أمام المواقف المتباينة من الديانات .
خامسا : أنها عدم اعتراف بأي دين أو عقيدة مع اتخاذ الموقف السالب منها ومناصرة كل موقف مضاد للأديان .
هذا ونلتمس من كرمكم الإجابة بنص لحكم الإسلام في العلمانية ومن يعتنقها على ضوء هذه التأويلات ، كل على حدة وإرساله بوجه سريع ، نظرا لظروف المسلمين وما يواجهون من عجز في جدال المشركين والمرتدين من أهل بلادنا ، ومزاحمة الكفار منهم لإحباط أعمال المسلمين في هذه الأيام .
ج : ما يسمى بالعلمانية التي هي دعوة إلى فصل الدين عن الدولة ، والاكتفاء من الدين بأمور العبادات ، وترك ما سوى ذلك من المعاملات وغيرها ، والاعتراف بما يسمى بالحرية الدينية ، فمن أراد أن يدين بالإسلام فعل ، ومن أراد أن يرتد فيسلك غيره من المذاهب والنحل الباطلة فعل ، فهذه وغيرها من معتقداتها الفاسدة(28/143)
دعوة فاجرة كافرة يجب التحذير منها وكشف زيفها ، وبيان خطرها والحذر مما يلبسها به من فتنوا بها ، فإن شرها عظيم وخطرها جسيم . نسأل الله العافية والسلامة منها وأهلها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/144)
التيجانية
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18068 )
س1 : قرأت فتوى بالحكم على الفرقة التيجانية بالكفر والضلال . أرجو إيضاح الأسباب التي بني عليها الحكم ؟
ج1 : الطريقة التيجانية طريقة منكرة لا تتفق مع هدي الإسلام ، لما فيها من البدع والمنكرات والشركيات التي تخرج من يعتقدها عن ملة الإسلام ، من ذلك :
1- غلو أحمد بن محمد التيجاني مؤسس الطريقة وغلو أتباعه فيه غلوا جاوز الحد ، حتى أضفى على نفسه خصائص الرسالة ، بل صفات الربوبية والإلهية وتبعه في ذلك مريدوه .
2- إيمانه بالفناء ووحدة الوجود ، وزعمه ذلك لنفسه ، بل زعم أنه في الذروة العليا من ذلك ، وصدقه فيه مريدوه فآمنوا به واعتقدوه .
3- تصريحه بأن المدد يفيض من الله على النبي - صلى الله عليه وسلم - أولا ، ثم يفيض منه على الأنبياء ، ثم يفيض من الأنبياء عليه ، ثم منه يتفرق على جميع الخلق من آدم إلى النفخ في الصور ، ويؤمن مريدوه بذلك ويعتقدونه .(28/145)
4- تهجمه على الله وعلى كل ولي لله ، وسوء أدبه معهم إذ يقول : قدمي على رقبة كل ولي .
5- دعواه كذبا أنه يعلم الغيب وما تخفي الصدور ، وأنه يصرف القلوب ، وتصديق مريديه بذلك وعده من محامده وكراماته .
6- إلحاده في آيات الله وتحريفها عن مواضعها بما يزعمه تفسيرا إشاريا .
7- زعمه أن كل من كان تيجانيا يدخل الجنة دون حساب ولا عذاب ، مهما فعل من الذنوب .
هذه بعض أفكار التيجانية ملخصة من أوسع كتبهم وأوثقها في نظر علمائهم ، مثل كتاب : ( جواهر المعاني ) لعلي حرازم ، وكتاب : ( رماح حزب الرحيم ) لعمر بن سعيد الفوتي .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/146)
الصلاة خلف التيجاني
الفتوى رقم ( 18674 )
س : نعاني الآن في الكميرون مشكلة الصلاة خلف مبتدع ( من طريقة التيجانية ) ؛ لأنها هي الطريقة الوحيدة عندنا منذ زمن بعيد ، وهذه القضية أدت إلى التشتت والتفرق في صفوف الدعاة بهذا البلد ؛ إذ إن أغلبهم يرون عدم جواز الصلاة خلفهم ، وذلك اعتمادا على فتوى رقم 2089 من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، ولا ندري هل الفتوى عامة أو خاصة . لذا نريكم في هذا السؤال واقع الناس في البلد حتى تصدروا لنا فتوى تناسب واقعنا حسما للفتنة .
أولا : عاش الناس40 سنة لا يعرفون غير هذه الطريقة ، وأنها الإسلام الصحيح الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعدم الدعوة السلفية والسلفيين ، لذا عندما ظهرت كانت شيئا جديدا أو بدعة .
ثانيا : هؤلاء الجهلاء لا يفهمون اللغة العربية ولا يمكن فهم الإسلام إلا بها ، إذ إن منهم الذين يقولون : الله أكبر . دون أن يعرفوا المعنى ، ولو معنى فاتحة الكتاب إلا قليلا ،(28/147)
وهم أئمة المساجد .
ثالثا : عدم العلاقة بينهم وبين علماء الأمة والدعاة الأكفاء .
رابعا : هم في دولة الكفر ولا يوجد العلماء الربانيون ، إذن الحق بعيد عنهم جدا .
خامسا : الذين وفقهم الله لفهم هذه الدعوة السلفية كلهم شباب ، والآباء لا يثقون في علمهم ، بل يرونهم جهالا يجب أن يعلموا ، ولكن للأسف الشديد بسبب الفتوى رقم 2089 كفرهم شبابنا ، وأنه لا تجوز الصلاة خلفهم ، ويؤدي هذا إلى عديد من المشاكل ، ويترتب عليه عدم القبول لما عندهم من الحق .
نرجو من سماحتكم أن تفيدونا مع مراعاة ضوابط وقواعد التكفير ، واهتموا بهذه الدولة حتى تتحد صفوف الدعاة ، وتأخذ الدعوة مجراها الصحيح ، ونعلم كيفية التعامل مع هذه الطريقة أو غيرها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : ما صدر منا من فتاوى بعدم صحة الصلاة خلف التيجانية هو الحق الموافق لقواعد الشرع ، وعليكم أن تدعوا إلى الله على بصيرة وعلم ، وأن تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ،(28/148)
كما قال تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } (1) ، وقال سبحانه : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } (2) .
وعليكم أن تبينوا العقيدة الصحيحة لمن تدعونهم إلى الله ، وأن تبدؤوا بتوحيد العبادة ، موضحين ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة . ومسألة التكفير ترجئونها إلى أن ترسخ العقيدة الصحيحة في نفوس من تدعونهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة يوسف الآية 108
(2) سورة النحل الآية 125(28/149)
الرافضة
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 12849 )
س1 : ما حكم من يدعي أن جبريل عليه السلام ينزل على بعض الأشخاص بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وكما يقولون : إنه ينزل على فاطمة ليواسيها ؟
ج1 : ادعاء نزول جبريل على بعض الأشخاص بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - - ليس بصحيح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/150)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 10733 )
س5 : ما حكم جماعات الشيعة الموجودة الآن ، هل نحكم بكفرهم ، مع أن البعض منهم يعتقد بأن جبريل عليه السلام أخطأ في الرسالة ، ونزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بدلا من سيدنا علي كرم الله وجهه .
ج5 : من كان من الشيعة يعتقد ما ذكر فهو كافر ، لطعنه في(28/150)
ربه وفي جبريل ومحمد عليهما الصلاة والسلام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/151)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 11056 )
س4 : هل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنزل عليه ثلاثة علوم : الأول : أمر أن يبلغه عامة الناس ، وهو العلم الشرعي ، والثاني : خير فيه وعلمه علي ابن أبي طالب ، وهو علم الحقيقة ، والثالث : لنفسه فأمره الله أن يكتمه . هل يوجد دليل لهذه الأقاويل جزاكم الله خير الجزاء ؟
ج4 : تقسيم ما نزل على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الثلاثة المذكورة ليس من أقسام الوحي ، وأما ما يزعمه بعض الناس أنه علم الحقيقة وأنه خير فيه وأنه علم علي بن أبي طالب - لم يثبت ذلك بدليل من كتاب الله ولا من سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، بل هو باطل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/151)
الفتوى رقم ( 13139 )
س : متى ظهرت الديانة الشيعية والديانة القاديانية ؟
ج : أول ما ظهر التشيع لأهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في خلافة علي رضي الله عنه ، وقد أنكر عليهم علي رضي الله عنه ذلك ، وحرق جماعة منهم لما ادعوا أنه إله . وظهرت القاديانية في آخر القرن الثالث عشر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/152)
الباطنية
القرامطة والباطنية
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 18952 )
س6 : ما رأي سماحتكم بالقرامطة والباطنية ، هل هم من فرق الإسلام أم هم من الكفار ؟ نرجو من سماحتكم أن تزودونا ببعض المعلومات حولهم وحول غيرهم من الفرق .
ج6 : القرامطة والباطنية ليسوا من الإسلام في شيء ، بل هم كفار زنادقة ، وقد بين العلماء بطلان مذاهبهم وسوء معتقداتهم في كتب خاصة فارجع إليها ، مع العناية بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/153)
المكارمة
السؤال الرابع عشر والخامس عشر من الفتوى رقم ( 20308 )
س14 : إن من على منهج المكرمي يقولون بأن علي بن أبي طالب هو الخليفة الأول ، ويسبون الحلفاء والصحابة ، وكذلك يتهمون أم المؤمنين عائشة .
ج14 : دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولكنه - صلى الله عليه وسلم - لم ينص على ذلك نصا صريحا ، ولم ينص به وصية قاطعة ، ولكنه أمر بما يدل على ذلك ، حيث أمره أن يؤم الناس في مرضه ، ولما ذكر له أمر الخلافة بعده ، قال عليه الصلاة والسلام : « يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر » (1) ؛ ولهذا بايعه الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ومن جملتهم علي رضي الله عنه ، وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم ،
__________
(1) أحمد في ( المسند ) 6\ 47 ، 106 ، 144 ، وفي ( فضائل الصحابة ) 1\ 191 ، 205- 206 ، 395 برقم ( 205 ، 226 ، 600 ) ، والبخاري 7\ 8 ، 8\ 126 ( بمعناه ) ، ومسلم 4 \ 1857 برقم ( 2387 ) ، والنسائي في ( الكبرى ) 6\ 382 برقم ( 7044 ) ، وابن حبان 14\ 564- 565 برقم ( 6598 ) .(28/154)
وثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - : « خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ، ويقرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك » (1) . وتواترت الآثار على علي رضي الله عنه أنه كان يقول : ( خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ) ، وكان يقول رضي الله عنه : ( لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري ) ، ولم يدع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة ، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوصى له بالخلافة ، ولم يقل : إن الصحابة رضي الله عنهم ظلموه وأخذوا حقه ، ولما
__________
(1) أحمد في ( المسند ) 2\ 14 ، وفي ( فضائل الصحابة ) 1\ 86- 94 برقم ( 53- 64 ) ، والبخاري 4\ 191 ، 203 ، وأبو داود 5\ 25-26 برقم ( 4627 ) ، والترمذي 5\ 630 برقم ( 3707 ) ، وابن أبي عاصم في ( السنة ) 2\ 801- 804 برقم ( 1224- 1230 ) ( ت : الجوابرة ) ، وأبو يعلى 9\ 454- 456 ، 10\ 161 برقم ( 5602-5604 ، 5784 ) .(28/155)
توفيت فاطمة رضي الله عنها بايع الصديق بيعة ثانية تأكيدا للبيعة الأولى وإظهارا للناس أنه مع الجماعة ، وليس في نفسه شيء من بيعة أبى بكر رضي الله عنهما جميعا . ولما طعن عمر رضي الله عنه جعل الأمر شورى بين ستة من العشرة المشهود لهم بالجنة ، ومن جملتهم على رضي الله عنه ، ولم ينكر على عمر ذلك لا في حياته ولا بعد وفاته ، ولم يقل إنه أولى منهم جميعا ، فكيف يجوز لأحد من الناس أن يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول إنه أوصى لعلي بالخلافة ، وعلي نفسه لم يدع ذلك ولا ادعاه أحد من الصحابة له ، بل قد أجمعوا على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، واعترف بذلك علي رضي الله عنه ، وتعاون معهم جميعا في الجهاد والشورى وغير ذلك ، ثم أجمع المسلمون بعد الصحابة على ما أجمع عليه الصحابة ، فلا يجوز بعد هذا لأي أحد من الناس ولا لأي طائفة لا الشيعة ولا غيرهم أن يدعوا أن عليا هو الوصي ، وأن الخلافة التي قبله باطلة ، كما لا يجوز لأي أحد من الناس أن يقول : إن الصحابة ظلموا عليا وأخذوا حقه ، بل هذا من أبطل الباطل ومن سوء الظن بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ومن جملتهم علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
وقد نزه الله هذه الأمة المحمدية وحفظها من أن تجتمع على(28/156)
ضلالة ، وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الكثيرة أنه قال : « لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة » (1) ، فيستحيل أن تجتمع الأمة في أشرف قرونها على باطل وهو خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ولا يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الآخر ، كما لا يقوله من له أدنى بصيرة بحكم الإسلام .
وسب الصحابة رضي الله عنهم منكر وضلال ومشاقة لله ورسوله ، فقد بين الله جل وعلا في كتابه المبين أنه رضي عنهم في مواضع كثيرة ، كقوله سبحانه : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (2) ، وقال تعالى : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ } (3) ، فمن مات على سب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو على تهمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها- فقد مات كافرا على غير ملة الإسلام ؛ لأنه مكذب لله سبحانه ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنه سبحانه قد
__________
(1) سنن الترمذي الفتن (2229) ، سنن أبي داود الفتن والملاحم (4252) ، سنن ابن ماجه الفتن (3952).
(2) سورة التوبة الآية 100
(3) سورة الفتح الآية 18(28/157)
أثنى على الصحابة ورضي عنهم وبرأ عائشة من التهمة في كتابه الكريم .(28/158)
س15 : إن أهل منهج المكرمي في الحج لا يحجون إلا معهم واحد من المفسوحين من قبل المكرمي ، وفي أثناء الطريق يطلب من كل شخص هذا أول حج له ذبيحة نذر ، وكذلك يلزمون من معهم يطوف سبعة أشواط بالبيت بنية أنه طواف النساء غير طواف العمرة والحج .
ج15 : قولهم : إنه لا بد أن يكون بصحبة الحاج منهم أحد المكارمة شرط لا أساس له من الصحة ، بل هو شرط باطل مخالف للشرع المطهر ، فيجب اطراحه وعدم اعتباره ، لكن يجب على كل مسلم أن يتفقه في دينه ، وأن يعرف أحكامه في الحج وغيره ، حتى يؤدي عباداته من الحج وغيره على بصيرة ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين » (1) متفق على صحته . وأما طلب
__________
(1) رواه من حديث أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه وأرضاه : أحمد 4\ 12 ، 93 ، 95 ، 96 ، 97 ، 98 ، 99 ، 101 ، والبخاري 1\ 26 ، 4\ 49 ، 8\ 149 ، ومسلم 2\ 718 برقم ( 1037 ) ، وابن ماجه 1\ 80 برقم ( 221 ) ، والدارمي 1\ 74 ، وابن حبان 1\ 291 ، 2\ 8 ، 8\ 194 ، برقم ( 89 ، 310 ، 3401 ) .(28/158)
المكرمي في طريق الحج من كل شخص يحج لأول مرة ذبيحة نذر ، وكذلك إلزامه من معه بطواف سبعة أشواط بالبيت بنية طواف النساء ، فكل ذلك من البدع ولا صحة له في دين الله ، بل هو تشريع دين لم يأذن الله به . نسأل الله أن يوفق الجميع للحق والصواب ويحميهم من الزيغ والضلال .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/159)
البدع
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17522 )
س1 : ما معنى البدعة ، نريد منكم تعريفها وتوضيحها ، فهناك أناس يقولون : إن كل شيء لم يكن على عهد الرسول وأصحابه بدعة ، فماذا نقول لهم ؟
ج1 : البدعة في أصل اللغة مأخوذ من البدع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق ، ومنه قوله تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } (1) ، أي : خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سابق ، وقوله تعالى : { قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ } (2) ، أي : ما أنا أول من جاء بالوحي من عند الله وتشريع الشرائع ، بل أرسل الله تعالى الرسل قبلي مبشرين ومنذرين ، فأنا على هداهم .
والابتداع قسمان :
الأول : ابتداع في العادات ، كاختراع الآلات الحديثة ، وهذا مباح ؛
__________
(1) سورة البقرة الآية 117
(2) سورة الأحقاف الآية 9(28/160)
لأن الأصل في العادات الإباحة .
الثاني : ابتداع في الدين ، وهذا حرام ؛ لأن الأصل في الدين التوقيف ، فلا يؤخذ إلا عن الله تعالى ، أو عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
وبدعة الدين قسمان :
الأول : بدعة اعتقادية ، كبدعة الفرق الضالة مثل الجهمية والمعتزلة وغيرهما من فرق الضلال .
الثاني : بدعة تعبدية ، وهي أنواع كثيرة ، مثل أن يشرع شخص عبادة لم يشرعها الله تعالى ، أو شرعها الله لكن زاد فيها المبتدع أو نقص ، أو أحدث في هيئتها صفة لم تشرع ، وكل بدعة في الدين حرام ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها ، ولمسلم عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) ، وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : « كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم » (3) ، ويقول : « بعثت أنا والساعة كهاتين » (4) ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى ، ويقول : « أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).
(2) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(3) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45) ، مسند أحمد (3/371).
(4) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45).(28/161)
الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة » (1) ، ثم يقول : « أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي » (2) .
وهذا التحريم تتفاوت درجاته ، فمنها ما يدخل في حد الكفر ، كالطواف بالقبور عبادة لأهلها والذبح والنذر لها ، ومنها ما هو وسيلة للكفر والشرك ، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها ، ومنها ما هو فسق اعتقادي كما ذكرنا ، ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والخصاء لقطع الشهوة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/371) ، سنن الدارمي المقدمة (206).
(2) أحمد 3\ 310- 311 ، 319 ، 338 ، 371 ، ومسلم 2\ 592 برقم ( 867 ) ، والنسائي 3\ 188 - 189 برقم ( 1578 ) ، وابن ماجه 1\ 17 برقم ( 45 ) ، وابن خزيمة 3\ 143 برقم ( 1785 ) ، وابن حبان 1\ 186 ، 7\ 332 ، برقم ( 10 ، 3062 ) .(28/162)
السكن في قرية فيها بدع
الفتوى رقم ( 12927 )
س : يشرح السائل في سؤاله ظروفه وحال أهل بلده الذي تقيم فيه والدته ، ومطالبة والدته له بالإقامة عندها في نفس البلد . . إلخ .
ج : إذا كان الواقع من حالك وحال أسرتك كما ذكرت ؛ فإن كنت تجد عملا في قريتك تكسب منه ما يكفيك وأسرتك ، وتقوى على نصح أهل بلدك ، وترجو قبولهم لنصحك دون أن تتأثر أنت وأولادك ببدعهم - فاستجب لأمر والدتك برا بها وصلة لرحمك وأملا في أن يهدي الله على يديك أهل بلدك ، وإن كنت لا تجد هنا عملا تكسب منه ما يكفي ، أو يغلب على ظنك إعراض أهل بلدك عن نصحك وعدم قبولهم إرشادك ، أو تخشى أن يفتنوك أو يفتنوا أولادك ببدعهم- فلا حرج عليك في بقائك في الإسكندرية ونحوها ؛ حفاظا على دينك وعقيدة أولادك من الشرك وذرائعه ، مع مراعاة صلة أمك ورحمك بالمال والزيارة بقدر الاستطاعة ؛ لقول الله(28/163)
تعالى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } (1) ، وقوله سبحانه : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } (2) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » (3) الحديث . ويعتبر بعدك عن مواطن الفتنة والبدع الشركية إلى مكان تأمن فيه على دينك ، وتتعاون فيه مع أهل السنة ، وتتمكن من كسب ما تعف به نفسك وأهلك ، هجرة في سبيل الله تعالى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة البقرة الآية 286
(2) سورة التغابن الآية 16
(3) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7288) ، صحيح مسلم الفضائل (1337) ، سنن النسائي مناسك الحج (2619) ، سنن ابن ماجه المقدمة (2) ، مسند أحمد (2/508).(28/164)
الفتوى رقم ( 15213 )
س : نطلب من سماحتكم إفادتنا نحن سكان وادي قديد عن ما يسمى بـ : ( طاسة السم ) التي يقول ويعتقد البعض بأن فيها اسم الله الأعظم ، وأنها تشفي بإذن الله من السموم إذا شرب المريض الماء فيها أو إدراجها في إناء به ماء ، والتي تم إحضارها إلى سماحتكم مع كل من ( س . ز . و . ح . ي ) ، وقد فتن بها البعض بعد(28/164)
شرب الماء فيها بقولهم : لقد أشفتنا عن تجربة . هذا والسلام عليكم .
ج : بعد دراسة اللجنة للكتابة الموجودة في الطاسة المنوه عنها في الرسالة ، أفتت بمنع استعمالها لأسباب كثيرة ، منها وهو أعظمها : أن استعمالها وسيلة للشرك بها وبمن ذكر فيها من أهل البيت ، وبما صور فيها من الحيوانات والبروج . ومنها : الامتهان لأسماء الله سبحانه وتعالى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/165)
كتاب ( دلائل الخيرات ) وما فيه من البدع
الفتوى رقم ( 15880 )
س : أرجو منكم إبداء وإظهار رأيكم في هذا الذي سأذكره عما قريب ، وهل يجوز قراءته والإبقاء عليه : هنا جمل من هذا الكتاب : ( فالغرض في هذا الكتاب ذكر الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفضائلها ، نذكرها محذوفة الأسانيد ليسهل حفظها على القارئ ، وهي من أهم المهمات لمن يريد القرب من رب الأرباب ، وسميته بكتاب ( دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار ) .
( . . . وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « ليردن على الحوض يوم القيامة أقوام ما أعرفهم إلا بكثرة الصلاة علي » . . . ) .
وهذه نسخ من صفحة من صفحاته : ( بسم الله الرحمن الرحيم : إلهي بجاه نبيك سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - عندك ، ومكانته لديك ، ومحبتك له ومحبته لك ، وبالسر الذي بينك وبينه . . . إلخ ) .
( . . . وصل على محمد وعلى آل محمد الذي نوره من نور الأنوار ، وأشرق بشعاع سره الأسرار . . . ) .
ج : الكتاب الذي ذكرته وهو كتاب ( دلائل الخيرات ) ،(28/166)
معروف عند العلماء المحققين بأنه كتاب ضلالة ؛ لما يشتمل عليه من الغلو بالرسول - صلى الله عليه وسلم - والسؤال بجاهه ، وأن نوره من نور الأنوار وأشرق بشعاعه سر الأسرار . كما نقله السائل ، وكما هو موجود في الكتاب من الصلوات والمبالغات التي لا دليل عليها . فعليه لا يغتر بهذا الكتاب ، ولا تجوز قراءته إلا لمن يريد الرد عليه والتحذير منه ، وهناك من الكتب الصحيحة في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يغني عن هذا الكتاب وأمثاله ، مثل كتاب : ( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ) للعلامة ابن القيم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/167)
الفتوى رقم ( 17831 )
س : جاءتنا أشرطة مسجلة لعالمين جليلين ، هما الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني محدث الشام ، والشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي محدث اليمن ، يتحدثان فيها عن الداعية المعروف عبد الرحيم الطحان ، حيث إنهما جاءتهم رسائل واستفسارات من أهل السنة في قطر حول صحة ما يقوله الطحان من أقاويل ، منها :(28/167)
1- أنه يذهب إلى وجوب تقليد المذاهب الأربعة ، وأن نبذ تقليد هذه المذاهب ما هو إلا ضلال .
2- إنكاره لقاعدة الجرح والتعديل بالكلية .
3- تمجيده للمتصوفة واتهامه لمن يعاديهم بالضلال .
4- ذهابه إلى سماع الأموات في قبورهم ، بالإضافة إلى أنهم كذلك يصلون في هذه القبور ويرون من يأتي لزيارتهم .
5- قوله بجواز رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا في حال اليقظة ، واستشهد على ذلك بأن نور الدين زنكي قد رآه في الدنيا في اليقظة .
6- ادعاؤه بأن النظر في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - تعدل عبادة آلاف السنين ، وأن النظر في وجه الصحابة تعدل عبادة آلاف السنين ، وأن النظر في وجه الإمام أحمد تعدل عبادة سنة .
وبعض إخواننا هنا في مصر يعتذرون عنه بأنه لعله يقصد المتصوفة الذين مدحهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- في رسالة الصوفية والفقراء ، وأن رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تجوز في الدنيا ، واستدلوا على ذلك بأن عبد الله بن المبارك - رحمه الله- رآه بعض الحجاج في زمنه يحج معهم ، مع أنه لم يذهب إلى الحج ، ولما عادوا إليه قالوا له : رأيناك في الحج فسكت ولم يتكلم .(28/168)
فهل هذه القصة صحيحة ، ويستدل بها على رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا حال اليقظة ؟
وهل هذا الرجل قد تحول من منهج أهل السنة إلى منهج أهل البدع بعدما ترك الحجاز وذهب إلى قطر ؟
وهل نستطيع أن نصفه بأنه مبتدع ؟ وهل الموتى يسمعون في قبورهم ؟ وهل عدم تقليد المذاهب ضلال وزيغ عن طريق الحق ؟
وهل ما نسب إليه من أقوال صحيحة ، وقد ثبتت عنه ، وإذا ثبتت فهل ما قاله صحيح ؟
فنحن في مصر قد شغلنا أمر الطحان ، ونريد أن نعرف إلى أي أمر صار أمره ، إلى منهج أهل السنة أم إلى منهج أهل البدع ؟ لذلك نرجو من سماحتكم سرعة الرد علينا .
ج : هذه الأقوال المنسوبة إلى المدعو \ عبد الرحيم الطحان كلها أقوال باطلة يجب التحذير منها ؛ لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، فإنه لا يجب تقليد أحد من العلماء ، وإنما يؤخذ بقول العالم إذا وافق الدليل .
والواجب على الجميع اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو القدوة لجميع المؤمنين ، قال الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } (1)
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 21(28/169)
وقال الله تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } (1) . والجرح والتعديل للرواة مجمع عليه بين العلماء ؛ لأجل التوثق من صحة الحديث ، لا من أجل الطعن في الشخصيات وتنقصها ، ولكن لا يجوز الدخول في هذا الباب إلا لأهل الاختصاص من الراسخين في علوم الحديث .
والتصوف طريقة مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان ، وأغلب المتصوفة في هذا الزمان ضلال منحرفون ، لا يجوز مدحهم والثناء عليهم ، والواجب اتباع السنة . وأما سماع الموتى في قبورهم فلا يثبت إلا بدليل ، وهو من أحوال البرزخ التي لا يعلمها إلا الله ، وإذا ثبت سماع خاص لا يجوز بسببه دعاؤهم والاستعانة بهم ؛ لأن هذا من الشرك الأكبر .
ورؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في اليقظة ، أو رؤية غيره من الأموات غير حاصلة ولا ممكنة ، ولا دليل مع من أجازوها ؛ لأن الأموات لا يعودون إلى هذه الدنيا ، قال تعالى :
__________
(1) سورة الحشر الآية 7(28/170)
{ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ } (1) ، وقوله سبحانه : { ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ } (2) { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ } (3) . ودعوى أن النظر إلى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو غيره ينفع ، غير صحيح ، وقد نظر إلى وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير من الكفار والمنافقين ، ولم ينفعهم ذلك ، وإنما الذي ينفع هو الإيمان بالله ورسوله والعمل الصالح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة يس الآية 31
(2) سورة المؤمنون الآية 15
(3) سورة المؤمنون الآية 16(28/171)
السؤال الثامن من الفتوى رقم ( 18074 )
س 8 : عندنا هنا من الشركس المسلمين وغيرهم ، وعندهم من البدع الشيء الكثير ، والحمد لله أن يسر لنا الله تخصيص يوم لتدريسهم أمور الدين . فهل يجوز تدريس الفتيات ولا سيما البالغات منهن ، وما الشروط ؟ هل يجوز التغاضي عن بعض البدع ومن ثم النهي عنها تدريجيا ؟(28/171)
ج 8 : لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي منها كلها عورة ، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل .
لكن لا حرج في تعليم المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة بالنساء لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم و المتعلمات .
فتعلمون من ذكرتم من النساء وفق هذه الضوابط الشرعية ، ولكم في ذلك أجر عظيم ، فإن تفقيه الناس في دينهم وتحذيرهم من البدع والخرافات ومحدثات الأمور من أفضل الأعمال ، ومن دل على خير فله مثل أجر فاعليه من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، كما في السنة الصحيحة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا » (1) رواه مسلم .
ولا يجوز لكم التغاضي عن البدع ، ولا مداهنة أصحابها فيها ، لكن عليكم في هذا سلوك الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة
__________
(1) صحيح مسلم العلم (2674) ، سنن أبي داود السنة (4609) ، سنن ابن ماجه المقدمة (206) ، مسند أحمد (2/397) ، سنن الدارمي المقدمة (513).(28/172)
وعدم الشدة والغلظة ، وسلوك السبيل التي ترونها أنسب وأبلغ في إيصال دعوة الله تعالى إليهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/173)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18145 )
س2 : البدع التي انتشرت في زماننا هذا ، فما هي البدع التي إذا تجنبها العبد سلم من العقوبة الأخروية ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
ج2 البدع جمع بدعة ، وهي ما أحدث في الدين ، ويجب على المسلم البعد عنها والحذر منها ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(2) سنن أبي داود السنة (4607) ، مسند أحمد (4/126) ، سنن الدارمي المقدمة (95).(28/173)
بدع قراءة القرآن
الفتوى رقم ( 12707 )
س : يطلب السائل النظر في الطريقة التي تتبعها الفرقة الأحمدية لدرء المحن بقراءة سورة يس41 مرة ، وقد جاء في ترجمة خطابه ما يلي :
( يشير المرسل إلى أنهم مجموعة من أتباع طريقة تسمى الطريقة الأحمدية الإدريسية إلى اتباع المدعو أحمد بن إدريس ، وكتب المرسل هذا الخطاب بسبب ما لاحظه في دعاية ضد الإسلام من قبل أعدائه ، ويضيف أن لهم طريقة للتغلب على هذه الحملات الدعائية الكيدية ، والطريقة هي قراءة سورة يس إحدى وأربعين مرة ، ويورد المرسل حادثتين لتأكيد ما أوضحه أعلاه . الحادثة الأولى : يفيد المرسل أنه أثناء حكم الرئيس سوكارنو قبض على رئيس الشيوعيين المدعو ( أديت ) ، وحوكم نتيجة كما يفيد المرسل لقراءة أفراد هذه الطريقة لسورة يس41 مرة في كل من الخميس الأول والخميس الثاني والخميس الثالث والخميس الرابع ( في أيام خميس متتالية ) ولا حول ولا قوة إلا بالله .
الحالة الثانية : يورد المرسل أن أحد رؤساء الدول الإسلامية(28/174)
قال : سأجعل من علماء هذا البلد علماء شبيهين بعلماء تركيا . ويضيف المرسل : لقد أبعد هذا الرئيس من السلطة بسبب قراءتهم لسورة يس41 في ثلاث ليال متتالية في يوم الخميس الأول والثاني والثالث ولا حول ولا قوة إلا بالله . ولذا يطلب منكم المرسل : أن تصلوا ركعتين وتستخيروا الله في فحوى خطابه هذا . وناشدكم المرسل من أن تعالجوا خطابه هذا بجدية ، بهدف استيعاب معانيه كاملة ، حتى تتمكن المنظمات مثل الرابطة من حماية المسلمين ، ويضيف المرسل قوله : إذا كنتم تحتاجون إلى معرفة الطريقة الصحيحة لقراءة سورة يس41 مرة أرجو أن تتصلوا بي لأعلمكم طريقتها .
ج : قراءة سورة يس41 مرة بدعة لا أصل لها في الشرع ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) ومحاربة أعداء الشريعة وإبطال كيدهم يكون بالأدلة الشرعية التي تكشف باطلهم وتبطل كيدهم ، فإن لم يتوبوا وجب جهادهم إذا كانوا كفارا ، فإن كانوا عصاة وجب على ولي أمر المسلمين عقابهم بما يردعهم عن الكيد للمسلمين والإضرار بهم ، وإن كان في أعمالهم ما يوجب حدا شرعيا وجب إقامته عليهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/175)
قراءة الفاتحة عند القبر
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 15662 )
س4 : أطلب من فضيلتك أن تقرأ لي الفاتحة على قبر الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - .
ج4 : أما بخصوص طلب السائل أن تقرأ له الفاتحة عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلاهما غير مشروع ، لا قراءة الفاتحة للشخص ولا القراءة عند القبر ، لا قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا غيره ، فهما من البدع المحدثة فيجب ترك ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/176)
قول : ( صدق الله العظيم ) في القراءة
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16025 )
س2 : هل عبارة ( صدق الله العظيم ) عندما نقولها في نهاية التلاوة بدعة ، وليست من السنة في شيء ؟
ج2 : قول ( صدق الله العظيم ) في نهاية التلاوة ليس لها أصل ، فالتزامها دائما بدعة يجب تركها لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/177)
الفتوى رقم ( 16137 )
س : تنتشر كتيبات بها ما يسمى بـ : ( قراءة العدية ) وصفتها كالتالي : هي أن تتلو السورة سبع مرات ، ثم تقرأ بعدها من أول السورة إلى قوله تعالى : { فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ } (1) ، ثم يقول : ( اللهم يا من نوره في سره ، وسره في خلقه ، اخف عني أعين الناظرين ، وقلوب الحاسدين والباغتين ، واحفظني كما حفظت الروح في الجسد إنك على كل شيء قدير ) ، ثم تقرأ إلى
__________
(1) سورة يس الآية 9(28/177)
قوله تعالى : { وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } (1) ، ثم تقول : ( اللهم أكرمني بقضاء حاجتي ) ، ثم تقرأ إلى قوله تعالى : { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } (2) تكررها إحدى عشرة مرة ، ثم تقول : ( اللهم إني أسالك من فضلك السابغ وجودك الواسع أن تغنيني عن جميع خلقك ) ، ثم تقرأ إلى قوله تعالى : { سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ } (3) تكررها أربع عشرة مرة ، ثم تقول : ( اللهم سلمنا من آفات الدنيا ) ثلاث مرات ، ثم تقرأ إلى قوله تعالى : { أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى } (4) ، ثم يقول : ( والله قادر على أن يقضي لي حاجتي ) ثلاث مرات ، ثم تختم السورة وتقرأ دعاءه الذي أوله : يا عصبة الخير بخير الملل ، ولا يخفى عليك ما ورد في فضلها من قوله عليه السلام : ( كل شيء له قلب وقلب القرآن يس ، وقوله عليه السلام يس لما قرئت له ) ، ثم تختم بسورة ( الإخلاص ) و ( المعوذتين ) و ( ألم نشرح ) .
ما حكم هذه القراءة وبماذا تنصحونا ؟ وفقكم الله .
ج : القراءة المذكورة من البدع ؛ لأنها لم يكن لها أصل من الكتاب والسنة ، ولم يفعلها الخلفاء الراشدون ولا أحد من سلف هذه الأمة . وينبغي للمسلم أن يفعل في أذكاره ما ثبتت مشروعيته عن النبي صلى الله عليه وسلم .
__________
(1) سورة يس الآية 27
(2) سورة يس الآية 38
(3) سورة يس الآية 58
(4) سورة يس الآية 81(28/178)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/179)
الفتوى رقم ( 16185 )
س : قرأت في كتاب ديني أن من كانت له حاجة فليقرأ فاتحة الكتاب أربعين مرة بعد صلاة المغرب حتى يتم القراءة ، وقبل أن يقوم من مكانه ، فإن حاجته تقضى لا محالة إن شاء الله . أرجو الإفتاء في هذه المقولة هل هي صحيحة ؟
ج : قراءة الفاتحة أربعين مرة من أجل قضاء الحاجة غير مشروع ، بل ذلك من البدع المحدثة ، وليس صحيحا أن حاجة من قرأها تقضى ، وإنما ذلك من الدعاية لهذه البدعة والتلبيس على العوام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/179)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16343 )
س2 : ما حكم قراءة حزبين في المسجد جماعة كل يوم ، وهل يعتبر وردا يوميا ، وما حكم الشرع في هذه القراءة ؟
ج2 : قراءة القرآن فيها أجر عظيم مع النية الصالحة في(28/179)
المسجد وفي غيره وفي أي وقت ، لكن يقرأ ما تيسر له من القرآن ، ومن الوارد قراءة آية الكرسي عند النوم ، وبعد كل صلاة بعد الذكر المشروع ، وقراءة ( سورة الإخلاص والمعوذتين ) عند النوم ثلاث مرات ، وبعد المغرب وبعد الفجر ثلاث مرات ، وبعد الظهر والعصر والعشاء مرة واحدة ، مع الاجتهاد في أنواع الذكر والدعاء صباحا ومساء ، ومع الأذكار والدعوات الشرعية عند النوم ، وكلها موضحة في كتب الأذكار ، مثل ( رياض الصالحين ) و ( الترغيب والترهيب ) و ( الوابل الصيب ) لابن القيم . أما قراءة القرآن جماعة بصوت واحد فهذا غير مشروع ، أما على سبيل المدارسة والتعلم فهو مستحب ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض القرآن على جبريل كل سنة في رمضان مرة واحدة ، وفي السنة الأخيرة عرضه مرتين . وصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2699) ، سنن الترمذي القراءات (2945) ، سنن أبي داود الصلاة (1455) ، سنن ابن ماجه المقدمة (225) ، مسند أحمد (2/252).(28/180)
قراءة سور معينة بعد أذان العصر يوميا
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 16953 )
س6 : ما حكم الإسلام في تلاوة بعض سور القرآن الكريم يوميا بعد أذان العصر ، وقبل الإقامة على جميع المصلين ؟
ج6 : تخصيص قراءة سور من القرآن بعد أذان العصر أو غيره جهرا على جميع المصلين بدعة لا أصل لها في الدين « كل بدعة ضلالة » (1) ، والمسلم يقرأ ما تيسر من القرآن فيما بين الأذان والإقامة لنفسه ، أو يصلي نافلة ، أو يشتغل بالذكر من تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير واستغفار .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن الدارمي المقدمة (206).(28/181)
الفتوى رقم ( 17195 )
س : أرجو أن تفتونا مأجورين حول مسألة قراءة الآيات التالية على الطفل حين يراد فطامه .(28/181)
وهل لهذا العمل أصل في الشريعة، والآيات هي :
1- قوله تعالى : { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } (1) .
2- قوله تعالى : { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ } (2) .
3- قوله تعالى : { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً } (3) .
4- قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ } (4) .
وإن شاء الذي يقرأ على الطفل ختمها بقوله تعالى :
{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } (5)
__________
(1) سورة القصص الآية 12
(2) سورة الأعراف الآية 32
(3) سورة المائدة الآية 26
(4) سورة التحريم الآية 1
(5) سورة الحشر الآية 21(28/182)
ثم ينفث ثلاث مرات على الطفل . أفتونا جزاكم الله خيرا هل نعمل بها على أنها واردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أم نحذر من ذلك من باب أن ذلك ليس له أصل سابق ؟
ج : ليس لهذا أصل في الشرع المطهر ، وما كان كذلك فإن التعبد به بدعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/183)
إعطاء الأجرة على قراءة القرآن
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17861 )
س3 : ما حكم من يعطي على قراءة القرآن مبلغا من المال كنذر لأحد الأموات ؟
ج3 : إعطاء الأجرة على قراءة القرآن للميت لا يجوز ؛ لأن ذلك من البدع ، ولأنه لا يجوز أخذ الأجرة على قراءة القرآن .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/184)
السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم ( 18786 )
س3 : عندنا في المنطقة الشيوخ في المساجد يقرءون سورة تبارك ، وأول سورة البقرة ، وآية الكرسي ، والآيات الأخيرة من نفس السورة ، وكذلك المعوذات ، وسورة الفاتحة بعد أذان العشاء وقبل الصلاة . ما حكم الإسلام في ذلك ، هل ثبت هذا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج3 : قراءة هذه الآيات أو بعض السور والمعوذات أو الصلاة(28/184)
الإبراهيمية ( التشهد ) بعد أذان العشاء وقبل الصلاة ، أو بعد السلام من كل صلاة على هيئة جماعية - بدعة لا أصل لها في الشرع ، إذ ليس عليها دليل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي جاءت به السنة قراءة آية الكرسي عقب كل فريضة بعد الذكر ، لحديث أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت » ، وورد قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين دبر كل صلاة ، لما رواه أبو داود في ( سننه ) عن عقبة بن عامر قال : « أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة » (1) ، وفي رواية الترمذي والنسائي : ( بالمعوذتين ) بدل المعوذات . فينبغي أن يقرأ : ( قل هو الله أحد ) ، و ( قل أعوذ برب الفلق ) ، و ( قل أعوذ برب الناس ) دبر كل صلاة ، وأن تكرر عقب صلاة الفجر والمغرب ثلاث مرات ، يقرأها كل إنسان وحده بقدر ما يسمع نفسه . والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مشروعة كل وقت ، ولكنها لا تشرع بهذه الصفة الجماعية المذكورة في السؤال .
__________
(1) سنن الترمذي فضائل القرآن (2903) ، سنن النسائي السهو (1336) ، سنن أبي داود الصلاة (1523).(28/185)
س4 : حينما نكون في المقبرة ونحن منشغلون بدفن الميت ينزوي الشيوخ والأئمة ويقرءون سورة يس وتبارك ، وكذا سورة البقرة ، وآيات الكرسي وأواخر سورة البقرة ، والمعوذتين والإخلاص والفاتحة ، ثم ينادون بالفاتحة ، أي : الدعاء . ما حكم(28/185)
الدين في ذلك ، هل ثبت هذا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو جمهور المسلمين ، أم هو بدعة ؟
ج4 : ما يفعله هؤلاء الشيوخ والأئمة من قراءة تلك الآيات وبعض السور أثناء دفن الميت أو بعده ، كل هذا من البدع التي لا أصل لها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو كان ذلك مشروعا لبينه النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته ، فيجب على كل مسلم الحذر من ذلك ؛ لما فيه من المفاسد العظيمة ، ولما فيه من المضاهاة لعباد القبور من العكوف عندها بأنواع القرب . والمشروع لنا بعد دفن الميت أن نقوم على قبره ونستغفر الله له ، ونسأل الله له الثبات ، كما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : « كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) » (1) رواه أبو داود .
فيسن أن تقف على قبر الميت بعد دفنه ، وتقول : ( اللهم اغفر لعبدك فلان وثبته عند السؤال ) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن أبي داود الجنائز (3221).(28/186)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20321 )
س2 : هل ما يقوله الناس بعد القراءة : اللهم اجعل ثواب ذلك أو مثله إلى حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو زيادة في شرفه - صلى الله عليه وسلم - جائز أم لا ؟
ج2 : هذا أمر محدث لم يرد في السنة ، وليس من عمل سلف الأمة ، فلا يجوز ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وقوله : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (2) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار » (3) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(2) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).
(3) سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/371).(28/187)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 20794 )
س1 : ما حكم قراءة سورة ( يس ) للأموات بنية إيصال الثواب إليهم ، وهل ذلك مشروع ، وإذا كان مشروعا فما الدليل على ذلك ؟
ج1 : قراءة القرآن بنية وصول ثوابها للأموات بدعة ؛ لأنه لا دليل عليها ، وقد ورد في قراءة سورة ( يس ) عند المحتضر حديث ضعيف لا تقوم به حجة ، فلا يجوز فعل ذلك .(28/187)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/188)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 19772 )
س3 : عند ختم القرآن يكبرون ثلاث تكبيرات بين كل سورة ، وخاصة بعد سورة الضحى .
ج3 : لا يشرع التكبير في آخر سورة الضحى إلى آخر سور القرآن ؛ لضعف الحديث الوارد في ذلك ، وتركه أولى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/188)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20794 )
س2 : ما حكم قراءة القرآن في جماعة عند الدخول إلى البيت الجديد ، أو لرفع ضر أو هم ، وذلك أيضا في جماعة ؟
ج2 : المستحب عند دخول البيت أن يقول : بسم الله ويقرأ سورة البقرة ؛ لما في الصحيح : « إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة » (1) ، لكنها لا تقرأ بصوت جماعي ؛ لأن ذلك
__________
(1) صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (780) ، سنن الترمذي فضائل القرآن (2877) ، سنن أبي داود المناسك (2042) ، مسند أحمد (2/388).(28/188)
بدعة ، وأما قراءة القرآن في البيوت على الصفة المذكورة فلا نعلم له أصلا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/189)
بدع الصلاة
الفتوى رقم ( 12783 )
س : تقبيل الإبهامين عند استماع اسم سيد الأنبياء سيدنا محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ، لا سيما عند الأذان ، أهذا من السنة أم بدعة ؟ وبينوا لنا الحديث الذي روي لنا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أنه يقبل إبهاميه عند سماع الأذان وسماع الاسم وحسنه . أهذا الحديث صحيح أم لا ؟ وبينوا لنا حكم تقبيل الإبهامين عند الأذان وسماع اسمه جزاكم الله عنا أحسن الجزاء .
ج : تقبيل الإبهامين عند استماع اسم النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في الأذان وغيره- بدعة لا أصل لها ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) أي : مردود على عامله . أما ما نسب لأبي بكر الصديق رضي الله عنه فلا نعلم له أصلا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/190)
النداء بعد الأذان
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 16493 )
س3 : هل من الصواب أن ينادي بعض الناس بقول : يا أول خلق الله بعد الأذان وغيره . مع العلم بأن الرسول ليس أول خلق الله ؟
ج3 : لا يجوز أن ينادى قبل الأذان ولا بعده بأي نوع من أنواع الذكر ، والواجب الاقتصار على الأذان الذي شرعه الله ، فمن زاد عليه فهو مبتدع ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : « وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة » (2) . ثم إن هذا الكلام المذكور كلام باطل ، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس هو أول خلق الله ، فهذا الكلام كذب وغلو في حقه - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : « لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله » (3) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(2) سنن الترمذي العلم (2676) ، سنن أبي داود السنة (4607) ، مسند أحمد (4/127) ، سنن الدارمي المقدمة (95).
(3) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3445) ، مسند أحمد (1/24) ، سنن الدارمي الرقاق (2784).(28/191)
الدعاء بعد السلام من الفريضة
الفتوى رقم ( 14791 )
س : لقد كثر الجدال والشقاق في الآونة الأخيرة بين العلماء في مختلف مناطق بنغلاديش ، حول مسألة الدعاء بعد التسليم من الصلاة المفروضة ، حيث يدعو الإمام يرفع يديه مستقبلا القبلة والمأمومون بعد كل الصلوات المكتوبة الخمس على المواظبة ، ويتبعه المأمومون أيضا بقول اللهم آمين . . اللهم آمين . . فقط برفع أيديهم مع رفع الأصوات ، وفي الختام يمسحون وجوههم بأيديهم ويختمون الدعاء . وقد بدأ يحدث التضارب والقتال والفرقة بين العلماء بعضهم بعضا وبين العوام بعضهم بعضا اتباعا منهم للعلماء ، بعض يقول إنه بدعة ، وبعض يقول بقول آخر إنها جائز وسنة .
فالرجاء من سماحتكم بيان الحق في هذه المسألة بيانا مزودا بأدلة الكتاب والسنة ، ومع آراء العلماء في ذلك ، كما أرجو بيان آداب وكيفيات الدعاء ، مع ذكر المواضع التي يجوز فيها الدعاء جماعيا . ولكم مني جزيل الشكر وسيكون لفتواكم أثر بالغ في حسم الخلاف إن شاء الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : على المسلمين أن يعرفوا صحة ما يفعلونه في صلواتهم وأدعيتهم ، وهل هو ثابت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو هو بدعة استحدثت وتطاول عليها الزمن حتى ألفها الناس وظنوها من واجبات الدين(28/192)
التي يغضبون من أجلها . وينبغي أن يعلم المسلم أن هذه البدع ليست من البدع المكفرة التي تبعد المسلم عن الإسلام أو تبطل صلاة من فعلها ، بل هي من البدع التي ليس لها أصل في الدين ، ولا يؤجر المسلم على فعلها ؛ لأنها لم تثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ ولهذا فلا يجوز الاقتتال بين المسلمين من أجلها أو ترك المسجد وهجر الجماعة من أجل ذلك ، بل يصلي المسلم خلف من يفعل ذلك ، مع إبلاغه بعدم مشروعيته والإنكار عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/193)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 10665 )
س4 : ما رأي الدين في قراءة القرآن يوم الجمعة بالميكرفون ؟
ج4 : تخصيص يوم الجمعة بقراءة القرآن بدعة ، وعلى المسلم أن يتعاهد القرآن بالقراءة دون تخصيص يوم بذلك ، مع ما في رفع الصوت به في المساجد من التشويش على المصلين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/193)
بدعية المصافحة بعد الصلاة
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 16843 )
س 6 : الإمام التركي اتخذ عادة المصافحة بعد صلاة عيد الفطر ، وذلك من مدة طويلة لمدة 4 سنوات وأكثر ، يعني بعد كل من الصلوات الخمس من بعد ما تنتهي الصلاة ، فيقف الإمام في المحراب ويأتي إليه المصلون ويصافحه الأول ويقف بجانبه ، ثم الثاني ويقف بجانب الأول ، ثم الثالث ويقف بجانب الثاني ، وهكذا يتابع الواحد تلو الآخر إلى أن ينتهوا ولو كانوا بالمئات ، ثم الإمام العربي كذلك عاد يعمل هذه المصافحة في صلاة الصبح ، ولما سألناه قال : نحن رأينا إخواننا الأتراك يعملون هكذا . ونهيناه ولم ينته . فما هو جوابكم لهذا الأمر ؟
ج 6 : اعتياد المصافحة بعد صلاة الفريضة بين الإمام والمأمومين ، أو بين المأمومين بعضهم مع بعض كل ذلك بدعة لا أصل لها ، والواجب تركه ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي بأصحابه وكذلك خلفاؤه من بعده ، كانوا يصلون بالمسلمين ولم ينقل عنه التزام المصافحة بعد كل صلاة ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها ،
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/194)
وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/195)
قيام ليلة عيد الفطر
الفتوى رقم ( 17154 )
س : قيام ليلة عيد الفطر- صلاة التراويح - بالمسجد ما حكم ذلك ، وهل هي من رمضان أم من شوال ؟
ج : تخصيص ليلة العيد بقيام دون سائر الليالي يعتبر بدعة ؛ لأنه لم يكن من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، سواء قامها منفردا أو مع جماعة ، وأما من كان له قيام معتاد في سائر الليالي ، فلا بأس أن يفعله في ليلة العيد ، لكن لا يكون جماعة . وليلة عيد الفطر ليست من رمضان إذا ثبت دخول شهر شوال .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/196)
الفتوى رقم ( 18714 )
س : بعض الناس إذا انتهى من الصلاة يجلس قليلا وقبل أن يقوم من مقامه يسجد سجدة واحدة طويلة أو قصيرة من دون تسليم . فما هذه السجدة ، وما حكمها ؟(28/196)
ج : هذه السجدة لا أصل لها ، فيجب تركها ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) . والسجود المشروع إنما هو السجود للتلاوة إذا مر القارئ بآية سجدة أو للشكر عن تجدد نعمة أو اندفاع نقمة خاصة بالشخص أو عامة المسلمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/197)
الفتوى رقم ( 17633 )
س : عندنا إذا أنهى المصلون صلاة الجماعة يقول المصلي لأخيه أو للمصلي الذي قربه : ( تقبل الله صلاتك ) ، فيرد عليه قائلا : تقبل الله صلاتنا وصلاة المؤمنين جميعا . فما قولكم في ذلك ؟
ج : التزام قول المصلي بعد السلام لمن بجواره تقبل الله ليس مشروعا ، بل ذلك من البدع ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/197)
الفتوى رقم ( 17978 )
س : أرفق لفضيلتكم ثلاثة كتيبات هي : ( حرز الجوشن ) و ( مجربات الديربي ) و ( أسماء أهل بدر ) . فما حكم قراءتها والعمل بها ، وما هي نصيحتكم لمن يصر على التعامل معها ؟
ج : بعد اطلاع اللجنة على الكتب المذكورة وجد أنها تحتوي على شركيات وأدعية مبتدعة وطلاسم وتوسل بالصالحين ، وعلى هذا فهي كتب لا يجوز اقتناؤها ولا العمل بما فيها ، بل يجب إتلافها والابتعاد عنها للسلامة من شرها . وهناك - ولله الحمد - من الأدعية الصحيحة النافعة ما يكفي المسلم ، ونحيل في ذلك على كتاب ( الوابل الصيب ) لابن القيم ، و ( الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و ( الأذكار ) للإمام النووي ، وفيها الخير الكثير ولله الحمد .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/198)
الفتوى رقم ( 12607 )
س : ما هو قول السادة العلماء فيمن إذا أرادوا أن يستسقوا قاموا بشراء بقرة أو ثور ويقاسم الثمن بينهم ، ثم يصعد به على قمة جبل معين ومن طريق معين ، ثم يذبح وتصلى صلاة(28/198)
الاستسقاء ويوضع في منادى ليندى فيها ، وبعد ذلك يقسم ، مع العلم أن لكل فخذ من القبيلة منداة مخصصة يندون فيها جزأهم المخصص ، وليكن في علمكم سماحة الشيخ أنه ليس هناك طريق في الجبل لمن أراد أن يصعد ، بل إن في صعوده من المشقة ما لا يخفى عليكم ، فهو شاق على الشباب فضلا عن كبار السن الذين يصعدون مع شق الأنفس . سماحة الشيخ هل عملهم هذا جائز ، وهل له أصل في الشرع المطهر ؟ وليكن في علمكم أنهم يقولون لنا : إننا ما إن نقسم اللحم ، وفي بعض الأحيان قبل أن نقسمه إلا والمطر نازل قبل أن ننزل نحن من على الجبل ، وهذا مما يزيدهم تمسكا برأيهم وتقديمه على النصوص الشرعية . سماحة الشيخ أرجو الإجابة على هذا السؤال حتى أسمعه أهل القرية ، لعله يكون في ذلك ما ينفعهم ويقودهم إلى الحق .
ج : المشروع عند احتباس المطر صلاة الاستسقاء والدعاء والصدقة على الفقراء ونحو ذلك مما ورد ، وليس من السنة ما ذكر من ذبح البقرة . . إلخ ، بل ذلك من البدع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/199)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16128 )
س1 : ما حقيقة صلاة الأنس ، وهي صلاة تصلى يوم دفن الميت بعد صلاة المغرب . فهل صلاها - صلى الله عليه وسلم - ، وكيف ؟
ج1 : صلاة الأنس المذكورة هي من الصلوات المحدثة ، فهي بدعة لا تجوز ؛ لأن العبادات مبناها على التوقيف بالنص ، فلا يعبد الله إلا بما شرع ، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/200)
بدع الجنائز
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 10274 )
س1 : عندما يموت الميت عندهم يذبحون ذبيحتين أو أكثر ، ويسمونها : عشاء الميت ، والبعض يعزم الناس على هذه الوليمة ويقدمونها لهم بعد صلاة المغرب مباشرة ، ويقولون : عشاء الميت ما يتأخر عن المغرب ، والبعض يوزعها على الجماعة لحما . أفيدونا في ذلك .
ج1 : صناعة أهل الميت الطعام من البدع ، وكان السلف يعدون ذلك من النياحة ، والسنة : أن يصنع طعام ويهدى لأهل الميت ؛ لأنهم في حاجة إلى تخفيف المصيبة عنهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/201)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 10298 )
س2 : هناك في تشاد عندما يمرض إنسان ويجتمع الآخرون ، يذبح خروف أو عنز أو شيء فيه دم ، ويقرؤون القرآن عليها(28/201)
طالبين من رب العرش شفاء هذا الإنسان . هل يجوز أم لا يوجد وساطة بين المخلوق وخالقه ؟
ج2 : لا يجوز الاجتماع عند المريض والذبح وقراءة القرآن من أجل شفاء المريض ، وليس هناك وسائط بين الخالق والمخلوق لجلب الشفاء للمريض ، وإنما المشروع لعلاج المريض هو الرقية الشرعية ، والتسبب في علاجه بالأدوية المباحة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/202)
السؤال الرابع والخامس من الفتوى رقم ( 11057 )
س4 : عندما يموت رجل عندنا ويدفن في المقبرة يقال لابنه أو قريبه حال انصراف الناس من المقبرة : اجلس عند رأس الميت ، ربما يقول لك ( الميت ) شيئا بعد ذهاب الناس . فهل هذا من البدع أم لا ؟
ج4 : ما يطلب من قريب الميت من الجلوس عند رأسه بعد الدفن بدعة لا تجوز .(28/202)
س5 : ما حكم جلوس أحد أقرباء الميت عند قبره حال انصراف الناس من دفنه لمدة لا تجاوز النصف ساعة .(28/202)
ج5 : جلوس أحد أقرباء الميت عند قبره بعد الدفن لمدة نصف ساعة - بدعة لا تجوز .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/203)
الثاني من الفتوى رقم ( 16303 )
س2 : عندنا طرق مختلفة لإيصال الأجر والجزاء للأموات ، فمثلا بعض منا يقوم بدعوة الطلاب من إحدى المدارس الدينية لقراءة وختم القرآن الكريم في البيت ، وبعد القراءة يقوم صاحب البيت بإطعام الطلبة . فهل يصل الأجر إلى الميت المدفون بهذا الشكل ؟
والبعض الآخرون يتعاونون في بناء المدارس الدينية والمساجد ليصل الأجر إلى الميت المدفون ، أو يقوم الورثة والأقرباء بالعمل الخير لإيصال الأجر إلى الراحل . فهل يجوز كل هذا وكيف ؟
ج2 : أولا : الأصل في العبادات أنها توقيفية ، فلا يعمل عمل إلا بنص من الشارع ، وقراءة القرآن من العبادات المحضة التي يكون أجر ثوابها لمن فعلها .
وإهداء ثواب قراءة القرآن للميت لا يصل إليه على(28/203)
الصحيح من قولي العلماء ، وقد صدر منا فتوى مفصلة هذا نصها :
هل يجوز قراءة الفاتحة أو شيء من القرآن للميت عند زيارة قبره ، وهل ينفعه ذلك ؟
ج : ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يزور القبور ويدعو للأموات بأدعية علمها أصحابه ، وتعلموها عنه من ذلك « السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، نسأل الله لنا ولكم العافية » (1) ، ولم يثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ سورة من القرآن أو آيات منه للأموات مع زيارته لقبورهم ، ولو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأصحابه ؛ رغبة في الثواب ورحمة بالأمة وأداء لواجب البلاغ ، فإنه كما وصفه تعالى بقوله : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (2) ، فلما لم يفعل ذلك مع وجود أسبابه دل على أنه غير مشروع ، وقد عرف ذلك أصحابه رضي الله عنهم فاقتفوا أثره ، واكتفوا بالعبرة والدعاء للأموات عند زيارتهم ، ولم يثبت عنهم أنهم قرؤوا قرآنا للأموات ،
__________
(1) صحيح مسلم الجنائز (975) ، سنن النسائي الجنائز (2040) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1547) ، مسند أحمد (5/360).
(2) سورة التوبة الآية 128(28/204)
فكانت القراءة لهم بدعة محدثة ، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) .
ثانيا : يلحق المسلم بعد موته مما عمل بنية أن يكون ثوابه للميت ما ورد فيه دليل من الشرع ؛ كالدعاء والاستغفار والصدقة والحج والعمرة وقضاء الدين للميت ، وكذلك الصوم عنه إذا كان عليه صوم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/205)
رقم ( 16314 )
س : يوجد عندنا بوادي تهامة قحطان وخولان عادات تسمى ( الحرسية ) ، وهي إذا قتل منهم القتيل ولم يعرفوا قاتله حرسوه أول ليلة من قتله قبل تكفينه ودفنه ، ثم يحرسه رجال فيختفي ويكون بعيدا عن الناس ، وفي أثناء الحراسة يجلس المقتول ويقول : أنا فلان ابن فلان وقاتلي فلان بن فلان وبذلك تنتهي المشكلة ، ويقوم الصلح بين القبائل . فهل هذا الأمر صحيح أن المقتول يتكلم ، أم هي من أعمال الشيطان والجن ؟ نرجو الإفادة للتنبيه عن هذا الأمر ؟
ج : ما ذكر في السؤال لا أصل له في الشرع المطهر ، بل هو(28/205)
من عمل الشيطان ولا يجوز للمسلمين العمل به ، والقتل إنما يثبت بالبينة الشرعية كالإقرار ، والشهود العدول ، واللوث مع القسامة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/206)
الأول من الفتوى رقم ( 16343 )
س1 : إننا في مدينة ورقلة إذا مات لنا ميت قام أهله فذبحوا له شاة في اليوم الثاني من تركته . فما حكم الشرع في هذه الذبيحة ، وهل يصله شيء من الأجر عنها ، وما هو الشيء الذي ينتفع به الميت من الأحياء ؟
ج1 : الذبيحة للميت بعد دفنه بدعة محرمة ؛ لأنها لم يرد عليها دليل من كتاب الله وسنة رسوله ، ثم أخذها من تركة الميت ظلم للورثة ، وأكل للمال بغير حق ، والميت لا يصل إليه من هذه الذبيحة نفع ؛ لأنها غير مشروعة ومن مال غير حلال ، والشيء الذي ينتفع به الميت هو الدعاء له ، والصدقة عنه من كسب حلال ، والحج والعمرة عنه ، هذا ما وردت به الأدلة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/206)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17976 )
س1 : عندنا في الجزائر عندما يتوفى الزوج تلبس الزوجة لباسا أبيض ولا تستحم ولا تغير ثيابها إلى ليلة الأربعاء وفي الليل . هل هذا صحيح ؟ وهل لا يصح لها الخروج إلا عند الضرورة القصوى ، وإن أرادت تخرج مثلا لزيارة مريض أو عرس لكنها لا تبيت ؟
ج1 : المرأة المتوفى عنها زوجها تتجنب الزينة في بدنها وفي ثيابها زمن العدة أربعة أشهر وعشرة أيام ، وتلبس الملابس العادية التي لم تعد لزينة دون التقيد بلون معين ، وتتجنب الطيب والكحل ولا تلبس الحلي ، وتلازم البقاء في البيت الذي توفي زوجها وهي ساكنة فيه ، ولا مانع أن تستحم وتغير ملابسها إذا احتاجت إلى ذلك في أي وقت ، ولا مانع من خروجها لحاجتها أو للمحكمة أو للمستشفى ، ولا مانع من استعمالها الطيب عند طهرها من الحيض . أما الخروج لزيارة أقاربها أو غيرهم أو حضور عرس ونحوه ، فلا يجوز لها ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمتوفى عنها : « امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن النسائي الطلاق (3532) ، سنن أبي داود الطلاق (2300) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2031) ، مسند أحمد (6/370) ، موطأ مالك الطلاق (1254) ، سنن الدارمي الطلاق (2287).(28/207)
الفتوى رقم ( 19236 )
س : نرفق لسماحتكم ورقة تقدم بها أحد الإخوة من السودان يسأل عن حكم توزيعها وتعليقها في المجالس ، وذكر أنها توزع ويدعي ناشروها أنها تحمي الإنسان من الجن وتقيه من الأمراض ، ويزعمون أنها من إملاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه . نأمل من سماحتكم الاطلاع عليها وإفادة المسلمين بما ترونه حيالها ، كما نرجو إفادتنا بصورة من رأيكم . نفع الله بكم وشكر الله لكم . وقد جاء في هذه الورقة ما يلي : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار والزوار والصالحين إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن . . أما بعد : فإن لنا ولكم في الحق سعة ، فإن تك عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما أو راعيا حقا مبطلا هذا كتاب الله ينطق علينا بالحق . . إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، ورسلنا يكتبون ما كنتم تمكرون . . اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم مع الله إلها آخر . . لا إله إلا هو { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (1) ، تغلبون ( حم ) لا تنصرون { حم } (2) { عسق } (3) ، تفرق أعداء الله وبلغت حجة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } (4) .
__________
(1) سورة القصص الآية 88
(2) سورة الشورى الآية 1
(3) سورة الشورى الآية 2
(4) سورة البقرة الآية 137(28/208)
ج : هذا الكتاب المنسوب للنبي - صلى الله عليه وسلم - كتاب مكذوب مبتدع ، لا أصل له في الشرع من كتاب الله ولا سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وهو من أكاذيب وخرافات المشعوذين والدجالين للاستحواذ على عقول العوام والسذج من الناس وإشغالهم عن أمور دينهم ، وتعليق هذه النشرة في البيوت والمجالس وغيرها واعتقاد أنها تحمي الإنسان من الجن وتقيه من الأمراض- كل ذلك باطل وخرافة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/209)
الخامس والتاسع من الفتوى رقم ( 18805 )
س5 : ما هو الحكم الشرعي في الأمور التالية :
1- رجل طلب قراءة الفاتحة بنية الشفاء لطالب الشفاء عقب كل صلاة من الناس في المسجد ؟
2- قراءة سورة يس على الميت في المنزل ولمدة ثلاثة أيام ؟
3- رفع الصوت عند السير بالجنازة ؟
4- الاحتفال بالمولد النبوي والهجرة إلى المدينة في المساجد ؟
5- إقامة مولد في نهاية الأسبوع لمن مات ؟
ج5 : كل هذه الأمور المذكورة من البدع المحدثة ، ويجب(28/209)
تركها والنهي عنها ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وقوله : « كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » (2) .
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(2) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/311).(28/210)
س 9 : عندنا في اليمن عندما يريد بعض الناس أن يعرف حال الميت وقبره ، فيأتون برجل أو امرأة يطلقون عليه اسم ( المسفل ) ، أو امرأة يطلقون عليها اسم ( المسفلة ) ، فيدخل هذا الشخص في غرفة مظلمة ، ويشترط أن لا يسمع أي صوت أو حركة قريبة منه ، ويقول الناس إنه ينزل إلى قبر الميت الذي يريدونه ليعرف لهم حالة ذلك الميت ، فيخبرهم بحاله إن كان في حالة راحة أو سيئة . فما مدى هذه الأقوال ؟ علما بأنهم يقولون أشياء سليمة ، مثل : أن عنده دينا ، أو أنه سرق شيئا أو ظلم أحدا .
ج 9 : هذا عمل باطل ، وهو من عمل الشيطان .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/210)
الثاني من الفتوى رقم ( 20619 )
س2 : المؤذن قبل الأذان يقرأ هذه الآية(28/210)
{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } (1) ، والأذان مثنى مثنى وزيادة حي على خير العمل ، وكذلك الإقامة مثل الأذان الأول مثنى مثنى .
ج2 : لا يقال شيء من الأذكار قبل الأذان لا من القرآن ولا من غيره ؛ لأن هذا لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والواجب الاقتصار على ألفاظ الأذان الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أذان بلال الذي كان يؤذن به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ، وهو خمس عشرة جملة ، التكبير أربع مرات في أوله ، وشهادة أن لا إله إلا الله مرتين ، وشهادة أن محمدا رسول الله مرتين ، وحي على الصلاة مرتين ، وحي على الفلاح مرتين ، ويقول بعدهما في أذان الصبح : الصلاة خير من النوم مرتين ، والتكبير مرتين ، ولا إله إلا الله مرة واحدة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة فصلت الآية 33(28/211)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19689 )
س2 : بطاقة صغيرة فيها دعاء وصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - تم توزيعها في الحرم المكي من قبل شخص يضعها على بعض الأرفف دون توقف ، أو يسلمها لرواد المسجد الحرام ، وقد أخذت هذه النسخة بعد أن وضعها أمامي .
وقد جاء في هذه البطاقة : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم صل وسلم وبارك وتكرم على سيدنا ومولانا محمد : صلاة تشرح بها صدري ، وتسهل بها أمري ، وتيسر بها عسري ، وتقضي بها وطري ، وتغفر بها وزري ، وترفع بها ذكري ، وترفع بها ضري ، وتجبر بها كسري ، وتغني بها فقري ، وتطيل بها عمري ، وتنور بها قبري ) .
ج2 : هذه البطاقة التي ذكر فيها الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالألفاظ المذكورة - مبتدعة ، لا أصل لها من كتاب الله ولا سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، فلا ينبغي الالتفات إليها ولا التعويل عليها ، لما ورد عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) متفق عليه ، وهذا لفظ البخاري . والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء له ، والدعاء عبادة ، والعبادات مبناها على التوقيف ، فلا تشرع إلا بدليل من الكتاب أو السنة ، ومن ذلك ما ورد عن كعب بن عجرة رضي الله عنه : أن « النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سألوه عن
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/212)
كيفية الصلاة عليه قال : ( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد » (1) متفق عليه .
فينبغي للمسلم أن يقتصر على ذلك ففيه الخير الكثير ، وأن يترك ما عداه مما لم يشرع الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، فذلك أسلم لدينه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الدعوات (6357) ، صحيح مسلم الصلاة (406) ، سنن الترمذي الصلاة (483) ، سنن النسائي السهو (1289) ، سنن أبي داود الصلاة (976) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (904) ، مسند أحمد (4/244) ، سنن الدارمي الصلاة (1342).(28/213)
بدع الحج
الفتوى رقم ( 20551 )
س : لوحظ على فئام من الناس بعد غسيل الكعبة المشرفة ، أنهم يأخذون ما تبقى من ماء الغسيل بنية الشفاء والتبرك به ، وكذلك أخذ سعف المكانس ، وهناك بعض الناس يقتطعون من خيوط ثوب الكعبة بقصد التبرك . فما حكم ذلك ؟
ج : هذه الأعمال المذكورة لا تجوز ؛ لأنها لا دليل عليها ، ولأنها من وسائل الشرك ، وإنما المشروع في حق الكعبة المشرفة استقبالها في الصلاة والطواف بها واحترامها بدون غلو ولا ابتداع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/214)
الأول من الفتوى رقم ( 12712 )
س1 : الكلام حول ما يفعله بعض المسلمين في هذا الزمان عند ذهابهم إلى أداء فريضة الحج في مكة المكرمة ، يذبح المعز وغيره واصطناع الطعام قبل انتقالهم من المنزل ، وفرح من إسراف في النفقة عند رجوعهم خصوصية يوم ذهابهم إلى الجمعة الأولى(28/214)
بعد عودتهم من الحج بطبل ورقص ، مع اختلاط بين الرجال والنساء . هل هذا موافق بالشريعة الإسلامية . أفيدونا بالجواب مع الكتاب لتوزيعه بين المسلمين أيدكم الله بنصره لحماية الإسلام في كل مكان ؟
ج1 : ما ذكر في السؤال أعلاه من الاحتفال عند السفر وبعد السفر وعند القدوم على وجه يكون فيه طبول أو مزامير أو أغاني أو اختلاط بين الرجال والنساء ، كله محرم ، لما فيه من المفاسد الكثيرة والمنكرات المتنوعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/215)
رقم ( 20509 )
س : توجد لدينا في القرية بعض العادات المتعلقة بالحاج الذي يحج لأول مرة ، ويسمونه : ( سرور ) ، ويقوم أهله ببعض العادات ، منها ما يكون قبل قدومه ومنها ما يكون بعده .
فأما التي قبل قدومه :
1- اجتماع النساء من قريباته وجاراته لكي يسمرن في بيته وينشدن فيه بصوت عال قد يسمعه الرجال ، وأحيانا يحصل(28/215)
الاختلاط ، وهذا الاجتماع ليلة العيد وليلتين بعدها ، وتسمى هذه العادة بـ ( المدريهة ) أو ( الدرهة ) .
2- تجهيز سرير جديد بأثاثه خاص به لا يجلس عليه أحد غيره .
وأما التي بعد قدومه :
1- الرمي بالرصاص إعلانا للفرح بوصوله .
2- يضعون على بيوتهم علما أخضر للدلالة على أنه رجع سالما .
فما رأي سماحتكم في ذلك ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
ج : هذه الأعمال التي تعمل قبل قدوم الحاج وبعد قدومه كلها منكرات ومحرمات لا يجوز فعلها ولا إقرارها ، وهي من أفعال الجاهلية ، فالواجب منعها وترك القيام بها ؟ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/216)
بدع الدعاء
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 14464 )
س1 : هل صحيح أم لا أن يشترط عدد الركعات في دعاء التهجد من شروط الرغبات الخيرية نحو : ( اهدنا الصراط المستقيم ( 1111 ) بعد ثماني ركعات تكرر هذه الآية حتى كمال الأسبوع يجاب إن شاء الله ، أو تأتي بعشر ركعات في غسق الدجى ( الليل ) ، وبعد نهاية الركعات تكرر هذه الآية : ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ( 2000 ) مرة ونسأل الله تبارك وتعالى فيما نرغب وما رغبت عنه إن شاء الله يجاب ) ؟
ج1 : من أعظم أسباب إجابة الدعاء : تقوى الله عز وجل ، قال تعالى : { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } (1) ، ومن ذلك : المطعم والمشرب والملبس الحلال من الكسب الطيب ، فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد رضي الله عنه : « أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة » ، ومن ذلك الدعاء ورفع اليدين طالبا للإجابة وتحري
__________
(1) سورة المائدة الآية 27(28/217)
الأوقات والأمكنة والأحوال التي تكون أقرب لإجابة الدعاء . وأما تكرار الآيات التي ذكرت في السؤال بتلك الأعداد المذكورة فليس من دواعي الإجابة بل ذلك من البدع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/218)
الأول من الفتوى رقم ( 14468 )
س1 : أحد أيام الدراسة ، وبينما المعلم يشرح قال المعلم : لا إله إلا الله . فقال أحد الطلبة : حق . فقال المعلم : إن ذلك بدعة .
فهل ذلك صحيح ؟ جزاكم الله خيرا .
ج1 : ليس ذكر المعلم لله جل وعلا بدعة ، ولا إخبار الطالب بأن كلمة التوحيد حق بدعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/218)
الأول والثاني من الفتوى رقم ( 15391 )
س1 : نحن في المسجد وبعد صلاة العصر تعودنا أن نجلس(28/218)
مع شيخ يتلو القرآن ، وبعد الانتهاء من التلاوة هنالك دعاء . فما حكم هذا الدعاء ؟
ج1 : التزام الدعاء بعد الانتهاء من قراءة القرآن يعتبر بدعة ؛ لأنه لا دليل عليه . أما إذا دعا في بعض الأحيان من غير مداومة على ذلك- فلا مانع .(28/219)
س2 : ما حكم الدعاء بعد الصلاة مع الإمام ؟
ج2 : الدعاء بعد الصلاة مع الإمام بصوت جماعي ، أو الإمام يدعو والمأمومون يؤمنون على دعائه ذلك- بدعة لا يجوز . أما دعاء كل شخص لنفسه منفردا وبلا رفع صوت فلا بأس به .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/219)
رقم ( 15661 )
س : أكتب لكم هذه الرسالة لأستشيركم وآخذ بعلمكم في هذا الدعاء المرفق مع هذه الرسالة ، ولقد علمت بهذا الدعاء منذ عشر سنوات ، وكنت أقرأه على كثير من الناس ، فسألوني من قال هذا الدعاء ، ومن سنده ، ومن نقله ، ومن صححه ؟ ولقد سألت أهل العلم بهذا الدعاء فلم أجد من يعلم به أو يسنده ،(28/219)
وبعد سفري من الشام إلى أميركا عرفت صديقا من أهل الخير أوصاني بهذا الدعاء ، وأعطاني حوالي مائة نسخة كي أوزعها على المسلمين هناك ، فلم أفعل لخوفي من صحته ومن إسناده ، ولا أجد من يأخذ به ، لذلك أرسل لكم نسخة من الدعاء راجيا من المولى أن يرسل لي الجواب والإسناد والتصحيح ، ومن حدث به ومن أخذ به . راجيا من الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحب ويرضى . ونصه : ( روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان جالسا في المجلس ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد ، ربك يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ، ويقول لك : إني أريد أن أهدي إليك هدية لم أهدها إلى أحد غيرك ، لا من قبلك ولا من بعدك . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ما هذه الهدية يا أخي جبريل ؟ فقال : دعاء مبارك من قرأه مرة واحدة في عمره ، أو كتبه أو علقه عليه أو حمله معه ، كان له أجر من سبح الله تعالى تسعمائة سنة ، وغفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ، ويخرج من ذنوبه كما ولدته أمه ، ومن أراد أن يراك في منامه فليقرأه وينام ، فإنه يراك ، ومن كان مريضا وقرئ عليه فإنه يشفى بإذن الله تعالى ، ومن كان خائفا من أحد كفاه الله من شره ، ومن كان فقيرا أغناه الله من سعة فضله ، ومن كان مسافرا أمن من سفره ، ومن كتبه بمسك وزعفران في إناء(28/220)
نظيف وكان به ألم شديد وشربه شفاه الله من ذلك المرض ، إن كتبه في ورقة وجعله في كفن الميت يهون عليه رد الجواب لله في القبر ، ويأمن من عذاب القبر ، ويبعثه الله يوم القيامة ومعه ألف ملك يحملونه على الصراط ، ومن سرق له شيء أو فقد له مملوك فليتوضأ ويصلي ركعتين ويقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص وفي الثانية كذلك ، فإذا فرغ من صلاته يقرأ هذا الدعاء ، فإن الله تعالى يرد عليه ضالته ، وإن لم يكن يقرأ فيجعله بين يديه ، ويقول : اللهم بحق هذا الدعاء رد ضالتي واقض حاجتي ويذكرها ، ومن قرأه في عمره مرة واحدة تسمعه الملائكة ويسألون له من الله المغفرة ، وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قرأ هذا الدعاء ولم يحترمه ولم يؤمن به كنت أنا بريء منه ، ومن بخل به على المسلمين فإن الله يعذبه يوم القيامة عذابا أليما . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد حاجة أو قصد حربا قرأ هذا الدعاء ، ومن شك في هذا الدعاء يخشى عليه ، وقال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصينا بحفظ هذا الدعاء إذا قرأته أرى النبي في منامي . وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : من بركة هذا الدعاء ظهر الإسلام . وقال عثمان رضي الله عنه : من بركة هذا الدعاء حفظت القرآن . وقال علي بن أبي طالب رضي(28/221)
الله تعالى عنه : من حفظ هذا الدعاء يأتي يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر ، ويدخل الجنة بلا حساب . وقال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له فضل وثواب لا يحصيه إلا الله تعالى ، من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة أرسل الله تعالى له مائة ألف ملك عند نزوله القبر ، بيد كل ملك منهم طبق من نور ، وعليه من كل ما يريد ، ويقولون : يا عبد الله لا تخف نحن نؤنسك إلى يوم القيامة ، ويصير قبرك روضة من رياض الجنة ، ويقول الله تعالى : أنا أستحي أن أعذب من قرأ هذا الدعاء وحمله أو دفن معه في قبره . قال جبريل عليه السلام : هذا الدعاء مكتوب على أركان العرش قبل ما خلق الله الدنيا بخمسمائة عام ، ومن قرأه باعتقاده سواء في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره يخلق الله تعالى سبعين ألف ملك تحت العرش ، ولكل ملك ألف لسان ، ولكل لسان لغة يسبح الله تعالى ويستغفرون لمن يقرأ هذا الدعاء ، ومن قرأه على كفن الميت أرسل الله تعالى له سبعين ألف ملك وفي أيديهم أقداح من نور ملآنة من الشراب أربعة ألوان من شراب الجنة ، وعلى كل قدح منديل من النور مختوم مكتوب عليه هدية من الله تعالى إلى فلان بن فلان قارئ هذا الدعاء . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أخي جبريل أيكون لأمتي هذا الثواب كله ؟ قال(28/222)
جبريل عليه السلام : بل أكثر من ذلك . وقال جبريل : يا محمد من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة كان له مثل ثواب الأولياء والأصفياء والزهاد والعباد والصابرين والشاكرين والمستغفرين .
وهو هذا الدعاء المبارك .
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله نور ، بسم الله نور على نور ، والحمد لله الذي يدبر الأمور ، والحمد لله الذي خلق النور ، وكلم موسى على جبل الطور ، والحمد لله الذي بالمعروف مذكور ، وبالعزة والجلالة مشهور ، وعلى السراء والضراء مشكور ، والحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ، كهيعص حم عسق إياك نعبد وإياك نستعين ، يا حي يا قيوم بك أستعين ، الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز ، يا كافي ، الغني عن كل شيء بقدرتك على كل شيء اغفر لي كل شيء ، ولا تسألني عن شيء ، واصرف عني كل شيء إنك قادر على كل شيء ، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير . سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم برحمتك يا أرحم الراحمين ) .
ج : هذا الدعاء المذكور في السؤال دعاء مبتدع ، وما ذكر من(28/223)
الحث على ترويجه وما ذكر مما يترتب على الدعاء به وعلى ترويجه من الوعود كله كذب . والواجب إنكاره وعدم ترويجه . والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/224)
رقم ( 16110 )
س : نرجو من سماحتكم الاطلاع على الورقة المرفقة مع هذا الخطاب ، وبيان مدى صحة هذه الأدعية هل هي واردة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن هذه الأخت المدرسة التي كتبت هذه الورقة تريد أن تشارك مع زميلاتها بشيء من العمل تبتغي من ورائه الأجر والمثوبة من الله ( يسر الإدارة أن تهدي هذا الدعاء لمنسوباتها ، ويقال في كل ليلة من الشهر الكريم بعد صلاة الفجر . مع أجمل تمنياتنا لكن بالتوفيق والنجاح .
قراءة سورة الفاتحة مرة واحدة .
قراءة سورة الناس مرة واحدة .
قراءة سورة الفلق مرة واحدة .
قراءة سورة الصمد 100 مرة .
قراءة آية الكرسي مرة واحدة .(28/224)
ثم قراءة هذا الدعاء :
اللهم يا ذا المن ولا يمن عليك ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا ذا الطول والإنعام ، إلهي بالتجلي الأعظم في هذه الليلة من شهر رمضان المكرم ، وبحق ما تلوته من القرآن العظيم ، أن تصرف عنا البلاء والوباء والمحن والأمراض ما ظهر منها وما خفي بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير .
اللهم إني أسألك بفضلك وبفضل سر نبيك محمد ، وبالسر الذي بينك وبينه ، أن تجعل بيننا وبين كل ظالم وفاجر وعنيد وحسود حجابا .
اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يتقيك ولا يرحمنا .
اللهم اصرف عنا البلاء والوباء والمحن ما ظهر منها وما خفي بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير ، ويسر لنا كل أمر عسير ، وانصرنا على القوم الظالمين ، بفضل سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وبسر أسرار الفاتحة إلى روح النبي الكريم ، وإلى روح أزواجه الطاهرين ، وإلى أرواح أهل بيته وأصحابه أجمعين . الفاتحة : بسم الله الرحمن الرحيم : الحمد لله رب العالمين . . . حتى نهاية السورة ) نرجو من سماحتكم بيان صحة هذه الأدعية والرد على(28/225)
الفاكس رقم ( . . . . ) . لكي تتمكن زميلاتها من إقناعها بالفتوى من سماحتكم ، ولكي لا تنتشر هذه الورقة بين الناس . نسأل الله لسماحتكم طول العمر وحسن العمل وحسن الختام .
ج : الواجب على المسلم أن تكون أعماله جميعها موافقة لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والأدعية المذكورة يشتمل كثير منها على أمور مبتدعة ، كتكرار سورة : ( قل هو الله أحد ) مائة مرة ، والسؤال بفضل سر النبي والسؤال بالسر الذي بين الله وبين نبيه ، وغير ذلك من الأمور المبتدعة ، وعلى ذلك لا يجوز الدعاء بتلك الأدعية المذكورة في النشرة على الصفة المذكورة . وفيما ثبت عن النبي من الأدعية غنية عن غيرها ، وتخصيص كل ليلة من رمضان بدعاء معين ليس من السنة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/226)
الخامس من الفتوى رقم ( 16127 )
س5 : هل يجوز للإمام بعد أي صلاة أن يدعو الله لهم وهم يجيبون آمين ، ونفس الإمام جالس في المحراب ؟
ج5 : دعاء الإمام بعد الصلاة وتأمين المأمومين على دعائه بدعة ، ولكن كل واحد يدعو منفردا بدون رفع صوت وبدون رفع(28/226)
يدين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/227)
الثاني من الفتوى رقم ( 16405 )
س2 : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار » (1) . فهل يعد عمل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- عندما جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد في المسجد بدعة حسنة ، وهل هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟
ج2 : عمل عمر في جمع الناس على إمام واحد هو امتداد لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك في شهر رمضان ، حيث صلى وصلى بصلاته بعض أصحابه ، ثم كثروا في الليلة الثانية والثالثة ، ثم لم يخرج - صلى الله عليه وسلم - في الليلة الرابعة مخافة أن يفرض على الأمة ، فلما توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأمن أن تفرض على الأمة ، رأى عمر رضي الله عنه أن يجمع الناس على إمام واحد ، ويحيي تلك السنة ، وقوله رضي الله عنه في ذلك : نعمت البدعة ، بمعنى : إعادة صلاة التراويح التي فعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - لا أنها بدعة محدثة . وقد قال العلماء : إن المراد
__________
(1) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن ابن ماجه المقدمة (45) ، مسند أحمد (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206).(28/227)
بهذه الكلمة : البدعة اللغوية لا البدعة الشرعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/228)
رقم ( 17339 )
س : وجدت ورقة مصورة مكتوب فيها أن السيدة رابعة العدوية كانت تدعو بهذا الدعاء : ( اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك طمعا في جنتك فاحرمني منها ، وإن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فاحرقني فيها ) . فهل هذا الكلام جائز شرعا ، وما حكم من قال هذا الدعاء أو ردده ؟
ج : هذا الدعاء لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من صحابته رضي الله عنهم ، وإنما اشتهر عن غلاة المتصوفة ، وهو من الاعتداء في الدعاء لمخالفته مقتضى النصوص ، ومنها قوله تعالى : { أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ } (1) ، وقال سبحانه عن الأنبياء والصالحين :
__________
(1) سورة الزمر الآية 9(28/228)
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } (1) . وقد خلق الله الجنة ووعد بها المتقين ، وخلق النار وتوعد بها الكافرين ، وأخبر عن نعيم الجنة وعذاب النار في الآخرة ، ترغيبا وترهيبا لعباده . وعليه فيجب ترك الدعاء باللفظ المذكور .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأنبياء الآية 90(28/229)
رقم ( 16964 )
س : يعيش كثير من الناس في الخرافات والبدع ودياجير الجهالة ، ومنهم من يجيئون للحج ويدعون الدعاء الآتي بعد الطواف وبعد زيارة المدينة المنورة . يقول بعض العلماء : هذا الدعاء من الشرك والكفر والله أعلم . نرجو منكم إجابة صحيحة . بارك الله لكم في الدارين .
ونص الدعاء هو : ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين برحمتك(28/229)
يا أرحم الراحمين ، نحن وفدك يا رسول الله وزوارك ، جئنا لقضاء حقك والتبرك بزيارتك والاستشفاع مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوبنا ، فليس لنا شافع غيرك نأمله ، ولا رجاء لنا غير بابك نصله فاستغفر لنا واشفع لنا إلى ربك ، واسأله أن يمن علينا بسائر طلباتنا ويحشرنا في زمرة عباده الصالحين والعلماء والعاملين ، اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك سيدنا محمد نبي الرحمة يا رسول الله ، أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضيها ، اللهم فشفعه في ، وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ) .
ج : هذا الدعاء يدل على جهل كبير ، والداعي به على خطر عظيم ؛ لما فيه من ألفاظ شركية وبدعية ، فيجب هجرك هذا الدعاء وأمثاله من الأدعية المخترعة المحتوية على ألفاظ شركية وأخرى بدعية ، ولا يجوز الدعاء بها بعد الطواف ولا بعد الزيارة ولا في غيرهما ، وقد علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته كيفية الدعاء وآدابه ، وسد منافذ الشرك والبدع ، وفي ذلك غنية لمن وفقه الله وحرص على اتباع هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - والتمسك بالشرع المطهر . والرسول إنما تطلب منه الشفاعة والدعاء في حال حياته - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا ، وهكذا يوم القيامة حين يطلب منه المؤمنون أن يشفع لهم ، أما بعد الموت وقبل البعث فلا يجوز ، بل هو من الشرك . والله أعلم .(28/230)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/231)
رقم ( 18744 )
س : عندنا في مصر يقوم بعض الشباب الملتزم الذين نحسبهم على خير ، يقومون بقراءة ورد يسمى بـ ( ورد الرابطة ) ، وصفته على النحو التالي : يقرأ الأخ آية : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ } (1) الآية ، ثم يسكت برهة يستحضر فيها صورة من يحب من إخوانه من طلبة العلم والدعاة والعلماء ، ثم يقول : ( اللهم إن كنت تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على دعوتك ، فوثق اللهم رابطتها ، وأدم ودها ، واهدها سبلها ، واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك ، وأحيها بمعرفتك ، وأمتها على الشهادة في سبيلك ، إنك نعم المولى ونعم النصير ) . يقولون هذا الورد- حفظكم الله- عقب أذكار الصباح والمساء ، ويعتبرون أن هذا من حق الأخوة في الله ، وإذا قلنا : إن هذا ذكر لم يرد به نص ، وأن المداومة عليه خصوصا مع أذكار منصوص عليها يدخلها في نطاق البدعة . قالوا : هذا ذكر طيب وليس فيه إثم ولا قطيعة رحم ، وهو من باب دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب . فنرجو
__________
(1) سورة آل عمران الآية 26(28/231)
الإفادة عن حكم المواظبة على مثل هذا الورد جزاكم الله خيرا .
ج : هذا الورد مبتدع لا أصل له فيجب تركه ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، واستحضار صور الأشخاص الغائبين لا يجوز ؛ لأنه عمل شيطاني ، فالشيطان يتمثل لهم بصورة من يريدون حضور صورته من أجل أن يفتنهم عن دينهم ، فيجب ترك هذا العمل والنهي عنه . والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/232)
الحادي عشر من الفتوى رقم ( 18762 )
س11 : عندنا مصحف في إدارة تعليم البنات بشقراء في آخره مثل الختمة وفيها دعاء ( اللهم بلغ ثواب ما قرأناه هدية إلى روح نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وإلى أرواح أناس آخرين ) ، وهو حسب ما ذكر في الصفحة رقم ( 524 ) المرفقة مع هذه السؤالات ، وبعض الجماعة عندنا في الإدارة يقولون : ما يجوز إهداء دعاء إلى أرواح الميتين . نرجو الإفادة هل نستعملها أو نتركها ، ونقرأ الذي فيه دعاء للقارئ من غير أرواح الميتين ؟
ج11 : لا يجوز الدعاء بهذه الألفاظ المذكورة ، لا في ختم(28/232)
القرآن ولا في غيره ؛ لعدم وروده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فهو دعاء مبتدع ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/233)
رقم ( 18785 )
س : في أدناه ورقة مكتوب بها ( دعاء ) ، ويقوم البعض بنشرها ، فآمل النظر فيما تضمنته ، والإفادة عن صحتها من عدم صحتها والله يحفظكم .
بسم الله بابنا ، تبارك حيطاننا ، يس سقفنا ، كهيعص كفايتنا ، حم عسق حمايتنا ، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم ، ستر العرش مسبول علينا ، وعين الله ناظرة إلينا ، بحول الله لا يقدر علينا ، والله من ورائهم محيط ، بل هو قرآن مجيد ، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .
بسم الله الرحمن الرحيم ، قل هو الله أحد ، ليس كمثله أحد ، لا تسلط علينا أحد ، ولا تحوجنا لأحد ، وأغننا بالله عن كل أحد ، بفضل بسم الله الرحمن الرحيم ، قل هو الله أحد ، اللهم اكفني ما أهمني من أمور الدنيا والدين .(28/233)
سبحان الأبدي الأبد ، سبحان الواحد الأحد ، سبحان الفرد الصمد ، سبحان الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد ، سبحان الذي رفع السماء بلا عمد ، سبحان الذي بسط الأرض على ماء فجمد ، سبحان الذي خلق الخلق فأحصاهم عددا ، سبحان الذي قسم الأرزاق ولم ينس أحدا ، سبحان الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، لا تحوجنا لأحد ، ولا تسلط علينا أحد ، بفضل بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد .
ج : الدعاء المذكور غير مشروع بهذه الصيغة ، ولا أصل له ولا ينبغي الدعاء به ، إذ لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، كما أنه يشتمل على بعض المحذورات المخالفة للعقيدة ، كقوله : بسم الله بابنا ، تبارك حيطاننا ، يس سقفنا ، كهيعص كفايتنا ، حم عسق حمايتنا . . . ستر العرش مسبول علينا .
وينبغي الدعاء بأدعية مشروعة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - مما ذكره علماء السلف في كتبهم ، مثل كتاب ( الأذكار ) للنووي رحمه الله ، و ( الوابل الصيب ) لابن القيم رحمه الله ، وكتاب ( تحفة الأخيار ) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/234)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 15856 )
س1 : أرجو الإفادة عن قول كثير من الناس : يا وجه الله ، يا فزعة الله ، يا جاه الله خط الله ومحمد رسول الله . وكذلك إذا جاؤوا إلى المريض ووجدوه مرتفع السخونة وضعوا أيديهم على رأسه وقالوا : يا رسول الله .
ج1 : لا يجوز دعاء صفة من صفات الله عز وجل مثل : يا وجه الله ، وإنما يدعى الله سبحانه وتعالى ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته ، بأن يقال : يا رحمن ارحمني يا غفور اغفر لي . وأما قول القائل : يا وجه الله يا فزعة الله ، ونحو ذلك فلا يجوز ؛ لأن الصفات لا تدعى ، وإنما يدعى الموصوف وهو الله سبحانه وتعالى . وأما من زار المريض ووضع يده على رأسه وقال : يا رسول الله فهذا القول لا يجوز ، بل هو من الشرك الأكبر ؛ لأنه دعاء لغير الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/235)
الثالث من الفتوى رقم ( 16483 )
س3 : هل يجوز لنا أن ندعو الله بأسماء لم ترد في القرآن كما دعاء الإنجليز بـ ( GOD ) . معتبرين أنه ترجمة اسم الله ؟(28/235)
ج3 : قال الله تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } (1) ، فالله يدعى بأسمائه وصفاته الثابتة في الكتاب والسنة ، ولا يدعى بغيرها مما لم يرد في الكتاب والسنة ، وإذا أمكن النطق بها باللفظ العربي فهو واجب ؛ لأنها لغة القرآن والسنة ، وإن لم يمكن جاز باللغة التي يستطيعها ؛ لقوله تعالى : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2) سورة البقرة الآية 286(28/236)
رقم ( 12244 )
س : بعض المصلين بعد الصلاة وفي أي وقت يكبرون بصوت جماعي ، يقولون الله أكبر كلمة واحدة . هل هذا وارد أم لا ؟
ج : التكبير الجماعي بصوت واحد من المجموعة بعد الصلاة أو في غير وقت الصلاة - غير مشروع ، بل هو من البدع المحدثة في الدين ، وإنما المشروع الإكثار من ذكر الله جل وعلا بغير صوت(28/236)
جماعي بالتهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن ، وكثرة الاستغفار ، امتثالا لقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } (1) { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } (2) ، وقوله تعالى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } (3) ، وعملا بما رغب فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : لأن أقول : « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس » (4) رواه مسلم ، وقوله : « من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر » (5) رواه مسلم والترمذي واللفظ له ، واتباعا لسلف هذه الأمة ، حيث لم ينقل عنهم التكبير الجماعي ، وإنما يفعل ذلك أهل البدع والأهواء ، على أن الذكر عبادة من العبادات ، والأصل فيها التوقيف على ما أمر به الشارع ، وقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم -
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 41
(2) سورة الأحزاب الآية 42
(3) سورة البقرة الآية 152
(4) مسلم 4\ 2072 برقم ( 2695 ) ، والترمذي 5\ 578 برقم ( 3597 ) ، وابن أبي شيبة 10\ 288 ، والبغوي 5\ 60 برقم ( 1277 ) .
(5) أحمد 2\ 302 ، 375 ، 515 ، والبخاري 7\ 168 ، ومسلم 4\ 2071 برقم ( 2691 ) ، والترمذي 5\ 512 برقم ( 3466 ) ، والنسائي في ( عمل اليوم والليلة ) ( ص \ 479 ) برقم ( 826 ) ، وابن ماجه 2\ 1253 برقم ( 3812 ) ، وابن أبي شيبة 10\ 290 ، وابن حبان 3\ 111 ، 141 برقم ( 829 ، 859 ) .(28/237)
من الابتداع في الدين ، فقال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/238)
الأول والثالث من الفتوى رقم ( 16098 )
س1 : ما حكم الدين في الذكر الجماعي داخل المسجد واقفين بصوت مرتفع ، مع التمايل بالذكر وإطفاء الأنوار ، وهل يجوز الذكر بالاسم المفرد مثل : الله حي . قيوم . قهار . وهل هناك أحاديث واردة ؟
ج1 : الذكر الجماعي بصوت واحد من مجموعة بدعة ، سواء كان في المسجد أو غيره ، مع وجود الأنوار أو إطفائها - كله بدعة ؛ لأنه لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر بهذه الصفة ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وكذلك الذكر بالاسم المفرد بدعة ولا يعد ذكرا ؛ لأنه ليس في جملة مفيدة .
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/238)
س3 : هل هذه الصلوات واردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
أ- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ، عدد كمال الله ، وكما يليق بكماله .(28/238)
ب- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ، الفاتح لما أغلق ، والخاتم لما سبق ، والناصر الحق بالحق ، والهادي إلى صراطك المستقيم ، صلى الله عليه وآله حق قدره ومقداره العظيم .
ج- اللهم صل وسلم على سيدنا محمد ، الرؤوف الرحيم ، والخلق العظيم ، وعلى آله وصحبه وسلم .
د- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ، النور الذاتي ، والسر الساري في سائر الأسماء والصفات .
هـ- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد بطل الأبطال ؟
ج3 : الصلوات المذكورة في السؤال مبتدعة ، لم ترد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والله سبحانه قد أمرنا بالصلاة والسلام على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أمرا مطلقا في قوله سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (1) ، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - صفة الصلاة والسلام عليه في الأحاديث الصحيحة ، فالسنة : العمل بها ، والحذر من البدع التي أحدثها الناس في ذلك ، وننصح بمراجعة كتاب :
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 56(28/239)
( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ) للعلامة ابن القيم رحمه الله ؛ لكونه قد بسط الكلام في ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/240)
الأول من الفتوى رقم ( 16816 )
س1 : في منطقة الجنوب نقوم بالتكبير في يوم العيد في المسجد على النحو التالي : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا ، لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، وأعز جنده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد . ينطق ذلك نصف من في المسجد ، ثم يليهم النصف الآخر وهكذا حتى تقام الصلاة ، إلا أن الإمام ذكر أن التكبير الجماعي لا يجوز وأنه بدعة . فما حكم هذا التكبير ؟
ج1 : التكبير مشروع في ليلة عيد الفطر ويوم العيد قبل الصلاة وبعدها إلى نهاية الخطبة ، وفي عشر ذي الحجة وأيام التشريق ، وذلك بأن يكبر المسلم لنفسه منفردا . أما التكبير الجماعي(28/240)
فهو بدعة ؛ لأنه غير وارد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/241)
الثاني من الفتوى رقم ( 16396 )
س2 : في رمضان أثناء الصيام بعد صلاة الظهر والعصر والفجر ، أو أي فرض في رمضان ، خاصة بعد الإفاضة مباشرة ، نقول الدعاء التالي : أشهد أن لا إله إلا الله أستغفر الله نسألك الجنة ونعوذ بك من النار . ثلاث مرات . ونقول : اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم . ثلاث مرات . ثم سبحان الله ولك الحمد . ولكن جاء علماء العصر الأخير وقالوا : أي دعاء يكون بالجمع لا يمكن أو جهر لا يمكن ، إنما يكون كل دعاء يدعيه الشخص لنفسه ويكون الدعاء سرا .
ج2 : الدعاء الجماعي بعد الصلاة بدعة لا أصل له في الشرع ، والمشروع الذكر ، والدعاء بالوارد بعد السلام من كل مصل بمفرده . والله أعلم .(28/241)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/242)
الأول من الفتوى رقم ( 19772 )
س1 : نحن جماعة في السودان نجلس في حلقة في المسجد لتلاوة القرآن الكريم يوميا بعد صلاة الفجر ، وفي نهاية التلاوة يدعو رجل مخصص ويرفع يديه ، ونحن نرفع أيدينا معه ونؤمن على ذلك . هل يجوز هذا العمل أم لا يجوز ؟
ج1 : هذا الدعاء الجماعي بعد انتهاء الحلقة المذكورة من قراءة القرآن - بدعة يجب تركها ، ولا مانع أن كل إنسان يدعو لنفسه منفردا بعد فراغه من قراءة القرآن الكريم ، أو في غير ذلك من الأحوال ؛ لأن الدعاء عبادة ، وهو مطلوب كل وقت ، لا سيما بعد الفراغ من العبادة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/242)
المولد
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17858 )
س2 : إنني أعلم ما يؤكد عدم جواز الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولكنني دهشت عندما قرأت في كتاب بعنوان : ( الإسلام والشعائر الدينية ) لمحمد مختار تيام ، وبالتحديد على صفحة 45 من الفصل الرابع ، أن الإمام الشافعي كان يحتفل بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - . .
ج2 : كما علمت ( وفقك الله ) أن الاحتفال بما يسمى المولد النبوي بدعة محرمة ، ولم يفعلها أحد من السلف ولا الأئمة الأربعة ، ومن نسب ذلك إلى الشافعي فقد كذب ؛ لأن هذه البدعة لم تحدث إلا في المائة الرابعة من الهجرة النبوية في عهد الدولة الفاطمية ، والإمام الشافعي رحمه الله توفي عام 204 هـ .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/243)
الثاني من الفتوى رقم ( 16099 )
س2 : تحتفل بعض المؤسسات الإسلامية بمولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - .(28/243)
هل فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا أو أمر به بعد مماته - صلى الله عليه وسلم - ؟
ج2 : الاحتفال بمناسبة المولد النبوي بدعة محرمة ؛ لأن ذلك لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يعمله أحد من خلفائه الراشدين والقرون المفضلة ، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(2) سنن الترمذي العلم (2676) ، سنن أبي داود السنة (4607) ، سنن ابن ماجه المقدمة (42) ، مسند أحمد (4/126) ، سنن الدارمي المقدمة (95).(28/244)
الصلاة على الرسول - صلى الله عليه وسلم -
الفتوى رقم ( 20591 )
س : بعض المسلمين في بلدي موزمبيق رغبوا تخصيص بعد صلاة العشاء يوم الخميس من كل أسبوع للصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بصورة جماعية . فهل يشرع مثل هذا العمل ؟
ج : الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - مشروعة ومرغب فيها وفيها أجر عظيم ، ولكن لا بد أن تكون على الصفة المشروعة ، وتحديد وقت معين لها أو صفة معينة بدون دليل يعتبر بدعة محرمة ، فما ذكر في السؤال من تحديد وقت لها بعد صلاة العشاء ، أو أدائها بصفة جماعية كل ذلك بدعة محرمة ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (1) وقوله - صلى الله عليه وسلم - : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) أخرجه مسلم في ( صحيحه ) عن عائشة رضي الله عنها ، وفي لفظ آخر عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (3) متفق على صحته .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن أبي داود الخراج والإمارة والفيء (2956) ، سنن ابن ماجه الأحكام (2416) ، مسند أحمد (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206).
(2) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(3) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/245)
الفتوى رقم ( 18262 )
س : أهداني أحدهم كتابا تحت اسم ( مجموع لطيف ) يشتمل على حزب يوم الجمعة وسورة الإخلاص وسورة الفلق والناس والكهف ويس وتبارك . لعلمكم يا شيخنا أنه قد بالغ بالصلاة على الرسول وأنه قد ذكر أنه توجد صلاة على الرسول من قالها كانت له أجر حجة كاملة ، وهي اللهم صل على محمد عدد خفقات الطير وطيران الجن والشياطين ، من يوم خلقت الدنيا إلى يوم القيامة ، اللهم صل على محمد في الليل إذا يغشى ، وصل على محمد في النهار إذا تجلى . فهل يجوز العمل بهذا الكتاب ، وهل ورد عن الرسول ذلك ؟
ج : صفة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جاء بيانها في الحديث الصحيح : « اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد » (1) ، وإن اقتصر على : ( اللهم صل وسلم على محمد ) كفى ، كما في قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (2)
__________
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3370) ، صحيح مسلم الصلاة (406) ، سنن الترمذي الصلاة (483) ، سنن النسائي السهو (1287) ، سنن أبي داود الصلاة (976) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (904) ، مسند أحمد (4/244) ، سنن الدارمي الصلاة (1342).
(2) سورة الأحزاب الآية 56(28/246)
وأما الكتاب المذكور فلا نرى الاعتماد عليه ؛ لأنه غير معروف ، ولأن كيفية الصلاة التي ذكرها غير مشروعة ولا مأثورة عن السلف الصالح ، وفيما شرعه الله الكفاية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/247)
الثالث من الفتوى رقم ( 18068 )
س3 : هل توجد صلاة خاصة لرؤية الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المنام ، وما كيفيتها ؟
ج3 : ليس في الإسلام شيء من هذا ، والواجب على المسلم الحرص على تلقي دينه عن أهل العلم الموثوقين من أهل السنة والجماعة ، والحذر من علماء السوء أصحاب البدع والمنكرات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/247)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20280 )
س2 : يقال من يرغب في رؤية الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المنام يصلي ( 4 ) ركعات يقرأ في كل ركعة ( 100 مرة سورة الإخلاص ) هل هذا صحيح ؟
ج2 : هذا القول ليس بصحيح ، بل هو باطل لا أساس له من الصحة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/248)
الأول من الفتوى رقم ( 17371 )
س1 : اجتماع المسلمين بعد كل صلاة على الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، يقول واحد منهم : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وسلم ، ويقول الباقون : صلى الله عليه وسلم ، فيعود ذلك الشيخ أيضا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، ويعود الباقون لقولهم : صلوات الله على رسوله ، ثم ينطقون جميعا بقولهم جميعا : اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى آل محمد وسلم تسليما ، الحمد لله رب العالمين ، ثم يدعو ذلك الشيخ للجماعة بما شاء من الأدعية ، فإذا قلت لهم : إنه بدعة . زعموا(28/248)
أنك لا تحب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهم يصلون معنا في مساجدنا . فنطلب منكم بيان الحكم في إنكاره أو جوازه .
ج1 : الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - مشروعة ومرغب فيها ؛ لقوله تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } (1) ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا ) .
وأما الصلاة الجماعية فلم يفعلها السلف من هذه الأمة ، فدل على أنها من المحدثات ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأحزاب الآية 56(28/249)
رقم ( 17501 )
س : أيها الإخوة أريد أن أطرح بعض الأسئلة عن هذه الورقة التي بعثتها لكم حتى أعرف الجواب الصحيح منكم ، حتى لا(28/249)
أكون مخطئة . لقد تلقيت هذه الورقة كهدية ، ولكن لما سئلت عن هذه الورقة قالوا لي : لا نعرف عنها شيئا ، وأنا أريد أن أعرف الحقيقة ونصها ما يلي : ( اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الطائعين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد التائبين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الحامدين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الصالحين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الراكعين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الساجدين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد القائمين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد القاعدين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المتقين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المستغفرين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد النادمين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الشاكرين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الحافظين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الذاكرين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد العاقلين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المحسنين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد الأكرمين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المنذرين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد المبشرين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد(28/250)
سيد الطيبين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد النبيين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد العالمين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد سيد العالمين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي الزكي النقي ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد القرشي الهاشمي ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي العربي المكرمي يوم القيامة ، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد سيد أهل الجنة ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صاحب المقام المحمود ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد صاحب الصراط المستقيم ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد أفضل الأولين والآخرين ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، وعلى جميع الملائكة المقربين ، وعلى عباد الله الصالحين من أهل السماوات والأرضين ، وعلينا أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ) .
ومن دعا بهذا الدعاء في عمره مرة أو جمعة أو شهرا أدخله الله الجنة بغير حساب ، ومن كتبها وعلقها على نفسه كفاه الله شر ما يخاف ، ومن مات وجعلها في كفنه كانت له شهيدا يوم القيامة ، ويوكل الله به ملائكة يحفظونه من هول وشدة ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( بينما(28/251)
أنا أصلي خلف المقام ، فلما فرغت دعوت الله عز وجل وسألته المغفرة لأمتي إنه غفور رحيم . فنزل علي جبريل عليه السلام . فقلت يا أخي يا جبريل : أنت حبيبي وحبيب أمتي ، علمني شيئا يكون لي ولأمتي من بعدي لينالوا إحسانا لهم ورحمة بهم ، فقال جبريل عليه السلام : ما من مسلم يدعو بهذا الدعاء في عمره مرة واحدة إلا جاء يوم القيامة ووجهه يتلألأ نورا كالقمر ليلة البدر ، فيتعجب الناس منه ويقولون : هذا نبي مرسل أو ملك مقرب ، فيقال : إنه عبد دعا بهذا الدعاء مرة ) . وقال جبريل عليه السلام : ( يا محمد : ما دعا بهذا الدعاء أحد خمس عشرة مرة في عمره إلا ويهدي الله له فرسا من الجنة سرجها من الياقوت الأحمر ، فيأتونه ويقولون له : يا عبد الله ما جزاؤك اليوم إلا الجنة ، انزل في جوار النبي - صلى الله عليه وسلم - . ثم قال جبريل : يا محمد : هذا الدعاء فيه اسم الله الأعظم فمن قرأه كان آمنا يوم القيامة من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر وثواب هذا الدعاء لو كانت الأشجار أقلاما والبحار مدادا والجن والإنس كتابا ما قدروا على كتابة بعض ثواب هذا الدعاء ، وما من أحد يدعو بهذا الدعاء إلا كتب الله له ثواب أربعة من الملائكة وأربعة من الأنبياء ) .
ج : هذه الصلوات والأدعية في النشرة المذكورة جميعها صيغ(28/252)
مبتدعة ، وترتيب الثواب المذكور عليها باطل مكذوب لا أصل له في الشرع المطهر ؛ ولهذا فلا يجوز العمل بها ولا ترويجها لا بيعا ولا شراء ولا إهداء ، ويجب على من وقعت بيده إتلافها ، وفيما ورد في القرآن العظيم وثبت في السنة المطهرة غنية عن هذا وأمثاله مما يضعه الكذابون .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/253)
بدع تتعلق بالليالي والأيام
السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ( 13702 )
س2 : عندنا عادة في آخر شهر رجب تقوم النساء بلعب فرح حتى 15 من شهر شعبان ، ويلعبن على صوت الطبلة والزير ، ويغنين بصوت مستمع وهم نساء فقط ، ويكون اللعب بعد صلاة العشاء في الليل من الساعة 8 إلى الساعة 10 .
ج : هذه عادة سيئة لا يجوز إقرارهن عليها ، لما فيها من الفساد واللهو الباطل .(28/254)
س3 : في شهر محرم يحضر النساء في بيت امرأة متزوجة ، ويكون كل سنة عند امرأة متزوجة حديثا ، فيحضرن إلى هذه المرأة ويحضرن معهن كمية من الماء ، وتكون المرأة القادمات إليها لابسة لباسا قويا وثقيلا لكيلا تبرد ، ويقمن برش المرأة بهذا الماء والباقي على بعضهن البعض صغارا وكبارا من النساء لكل عام ، وننهاهم عن هذا الشيء فيقولون : هذه عاداتنا وتقاليدنا .
ج : هذه بدعة جاهلية لا يجوز فعلها ؛ لأنه ليس لها أصل في الشرع المطهر .(28/254)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/255)
الثاني من الفتوى رقم ( 11100 )
س2 : إن والدي في كل سنة في شهر صفر في يوم الأربعاء الأخير من الشهر يذبح شاة ويقول في أثناء الذبح : صدقة لوجه الله الكريم ، بيننا وبين كل سوء ، وأحيانا لا يذبحها هو بل يذبحها أحد إخوتي بأمر من والدي ، وفي هذا اليوم يتطير ولا يمشي بعيدا ويقول : هذا اليوم قد هزم فيه الصحابة . . إلخ . هل يجوز الأكل من هذه الشاة أم لا ؟
ج2 : ذبح الشاة في يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر ، والدعاء الذي يقوله والدك عند الذبح - لا نعلم له أصلا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/255)
رقم ( 18983 )
س : لدي كتاب عنوانه هو : ( وصية الإمام العارف ) راوي(28/255)
حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام : ( أبو هريرة - الصلوات العددية ودعاء ليلة النصف من شعبان و ( حزب التوسل ) للإمام الشاذلي ) . وفيه ترهات وأشياء غير منطقية وأريد رأيكم فيه . وجزاكم الله كل خير .
ج : دعاء ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيه شيء ، والتعبد بذلك والتوسل بالشاذلي- كل ذلك من البدع والمحدثات في الدين التي لا يجوز اعتقادها ولا الدعوة إليها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/256)
رقم ( 16661 )
س : إنني متعود منذ الصغر أقوم بذبح أو بمعنى أصح : صدقة في شهر شعبان في أي ليلة من هذا الشهر . هل علي في ذلك الأمر شيء أم لا ؟ أفيدوني أفادكم الله .
ج : الصدقات لا سيما الجارية منها من أعظم أنواع القربات ، لكن بشرط أن تكون على وفق الشرع المطهر ، وأن تكون من مكسب حلال ، وتدفع في وجوهها المشروعة ، مثل : الصدقة على الفقراء والمساكين ، وبناء المساجد وهكذا . وربط الصدقة بزمن لم(28/256)
يعين من جهة الشرع إن تعلق به اعتقاد فلا يجوز ، وعليه إن كان هذا العمل في شهر شعبان لاعتقاد في ذات الشهر أو في يوم منه فليست من القرب الشرعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/257)
الفتوى رقم ( 15882 )
س : 1- هل إلقاء الخطب في ليلة القدر يعتبر من شرع الإسلام أم من السنة النبوية ؟
2- هل من السنة النبوية جمع المال للاحتفال بالليالي الكريمة مثل ليلة القدر في رمضان ؟
3- هل من التقاليد توزيع أكواب الشاي على المستمعين في الليالي الكريمة ؟
4- هل من السنة توزيع الهدايا نقدا أو عينا على المتحدثين في الليالي الكريمة ودعوة خدم المسجد لحضور هذه الاحتفالات ؟
ج : لا يجوز الاحتفال بمناسبة ليلة القدر ولا غيرها من الليالي ولا الاحتفال لإحياء المناسبات ؛ كليلة النصف من شعبان ، وليلة المعراج ، ويوم المولد النبوي ؛ لأن هذا من البدع المحدثة التي لم ترد(28/257)
عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، ولا يجوز الإعانة على إقامة هذه الاحتفالات بالمال ولا بالهدايا ولا توزيع أكواب الشاي ، ولا يجوز إلقاء الخطب والمحاضرات فيها ؛ لأن هذا من إقراراها والتشجيع عليها ، بل يجب إنكارها وعدم حضورها ، وإنما المشروع قيام ليالي رمضان وإحياء ليالي العشر الأخيرة منه بالصلاة ، وقراءة القرآن وأنواع الذكر والدعاء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » (2) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » (3) ، ولقول عائشة رضي الله عنها : « كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأخيرة من رمضان شد مئزره وأحيا ليله » ، « ولقولها رضي الله عنها : يا رسول الله ، إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني » (4) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(2) صحيح البخاري صلاة التراويح (2009) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (759) ، سنن الترمذي الصوم (808) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5027) ، سنن أبي داود الصلاة (1371) ، مسند أحمد (2/529) ، موطأ مالك النداء للصلاة (251) ، سنن الدارمي الصوم (1776).
(3) صحيح البخاري صلاة التراويح (2014) ، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (760) ، سنن الترمذي الصوم (683) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5027) ، سنن أبي داود الصلاة (1372) ، مسند أحمد (2/503) ، سنن الدارمي الصوم (1776).
(4) سنن الترمذي الدعوات (3513) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3850) ، مسند أحمد (6/171).(28/258)
الفتوى رقم ( 15532 )
س : إنه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القريقعان) ، وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله ، وكان يقوم به الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ، ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليلا من النقود ، وكانت لا ضابط لها ، إلا أنه في الوقت الحاضر بدأت العناية به ، وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها ، وصار ليس للأطفال وحدهم ، وصار تجمع له الأموال .
ج : الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان - بدعة لا أصل لها في الإسلام ، « وكل بدعة ضلالة » (1) ، فيجب تركها والتحذير منها ، ولا تجوز إقامتها في أي مكان ، لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها . والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القرآن والدعاء .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، مسند أحمد (3/311).(28/259)
الأعياد
السؤال الثامن من الفتوى رقم ( 19504 )
س 8 : تقوم بعض المدارس بتقديم هدايا للأطفال بمناسبة عيد ميلاد منهم . فهل يجوز للطلاب المسلمين استلام تلك الهدايا ؟
ج 8 : تقديم الهدايا وقبولها بمناسبة أعياد الميلاد لا يجوز ؛ لأنها أعياد محرمة في الإسلام ، وما بني على محرم فهو محرم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/260)
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 20834 )
س 6 : ما حكم تعييد ميلاد الأولاد ؟ يقال عندنا : إن من الأحسن الصوم في ذلك اليوم بدلا من التعييد . ما هو الصحيح ؟
ج : عيد الميلاد أو الصيام لأجل عيد الميلاد كل ذلك بدعة لا أصل له ، وإنما على المسلم أن يتقرب إلى الله بما افترضه عليه وبنوافل العبادات ، وأن يكون في جميع أحيانه شاكرا له وحامدا له على مرور الأيام والأعوام عليه وهو معافى في بدنه ، آمنا على نفسه(28/260)
وماله وولده .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/261)
الفتوى رقم ( 17779 )
س : فنحب أن نسأل عن ظاهرة انتشرت في هذا الزمان ، وهي إقامة احتفال من بعض الناس على مرور خمس وعشرين سنة من ولادته ، وقد يسمى بـ : (العيد الفضي) أو (اليوبيل الفضي) ، وبعد مرور خمسين سنة كذلك ، ويسمى بالعيد الذهبي ، وبعد خمس وسبعين سنة عيد يسمى بالعيد الماسي وهكذا . ومثل هذا يقام أيضا على فتح بعض الأماكن مثل الإدارات أو الشركات أو المؤسسات لمرورها بمثل المجموعات الآنفة الذكر من السنين وهذه ظاهرة منتشرة . ونحن في هذا البلد الطاهر وفي رعاية حكومة التوحيد بصرها الله تعالى ، وعلماؤنا من أهل السنة والجماعة يحاربون البدعة تحت مظلة حكومة آل سعود . فضيلة الشيخ حفظكم الله أفتونا جزاكم خيرا ، هل هذه الاحتفالات سنة أم بدعة ؟ ونسألكم بالله الإجابة على هذا السؤال حتى نكون على بصيرة من أمرنا .(28/261)
ج : لا تجوز إقامة الحفلات وتوزيع الهدايا وغيرها بمناسبة مرور سنين على ولادة الشخص ، أو فتح محل من المحلات ، أو مدرسة من المدارس ، أو أي مشروع من المشاريع ، لأن هذا من إحداث الأعياد البدعية في الإسلام ، ولأن فيه تشبها بالكفار في عمل مثل هذه الأشياء ، فالواجب ترك ذلك والتحذير منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/262)
الفتوى رقم ( 21203 )
س : يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14 \ 2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (فالنتين داي) (valentine day) ويتهادون الورود الحمراء ، ويلبسون اللون الأحمر ، ويهنئون بعضهم ، وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ، ويرسم عليها قلوب ، وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم . فما هو رأيكم :
أولا : الاحتفال بهذا اليوم ؟
ثانيا : الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟(28/262)
ثالثا : بيع أصحاب المحلات (غير المحتفلة) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟
وجزاكم الله خيرا .
ج : دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة ، وعلى ذلك أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط ، هما : عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما من الأعياد ، سواء كانت متعلقة بشخص أو جماعة أو حدث أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء ؛ لأن ذلك من تعدي حدود الله ، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم ؛ لأن في ذلك تشبها بهم ونوع موالاة لهم ، وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من تشبه بقوم فهو منهم » (1) . وعيد الحب هو من جنس ما ذكر ؛ لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية ، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ به ، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ولرسوله وبعدا عن أسباب سخط الله وعقوبته ، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد
__________
(1) سنن أبي داود اللباس (4031) ، مسند أحمد (2/50).(28/263)
المحرمة بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك ؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله ورسوله ، والله جل وعلا يقول : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (1) .
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لا سيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد ، وعليه أن يكون فطنا حذرا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقارا ، ولا يرفعون بالإسلام رأسا ، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها ، فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة المائدة الآية 2(28/264)
أنواع من البدع
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17648 )
س 2 : قال الإمام النيسابوري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أسماء أصحاب أهل الكهف تصلح للطب والهرب وإطفاء الحريق ، تكتب في خرقة ويرمى بها وسط النار ولبكاء الطفل وتوضع تحت رأسه في المهد.. . وإلى آخره .
وأسماؤهم يملخا ، سكتلينا ، مثلينا ، مرتوش ، وبرتوش ، شاذنوش ، كفشططيوس ، قطمير . هل هو صحيح ويجوز حمل اسم أصحاب أهل الكهف ؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كتب يوم الجمعة هذه الآيات الخمس ، فيها خمسون قافا فشربها ، أدخل في جوفه ألف شفاء ودواء ، وألف رحمة ، وألف رأفة ، وألف يقين ، وألف قوة ، ومائة ألف نور ، ونزع عنه كل داء وغل والحزن والهم » « وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال : يا رسول الله ، منذ عمري عملت العصيان ، وكان آخر عمري ، علمني شيئا أقرؤه حتى يطول عمري ويغفر ذنبي ويحصل مرادي ، فعلمه عليه الصلاة والسلام هذه الآيات الخمس ، وقال : (من قرأ هذه الآيات(28/265)
الخمس وحمل كسر بسطها ، طال عمره وغفر ذنبه وحصل مراده . هي أربع آيات متواليات من سورة البقرة وآخر المائدة وآية في سورة الرعد » .
هل يجوز كتابة القرآن بحروف مقطعة ووضعه مع المصروع ، بشرط أن يكتب بمواد طاهرة حتى يتم شفاؤه بإذن الله ؟
لقد أعطاني الله موهبة من عنده ، وهي أنني أجلس بجوار المسحور وأضع يدي اليمنى على رأسه وأقرأ آيات الرقية الشريفة ، ثم ينظر هذا المسحور أمامه فيجد ما في داخله من سحر على الجدار ، وكأنه يجلس إلى شاشة تلفزيون . حدث هذا أكثر من ثلاث مرات . هل في ذلك حرج ؟ علما بأنني أكتب لفظ الجلالة (الله) على طبق بزعفران وأمحيه بالماء وأسقيه للمسحور ، وآخر أسكبه على رأسه هل في ذلك حرج ؟
قرأت رسالة كتبها سيدنا علي رضي الله عنه أملاه إياها سيد الأنام صلى الله عليه وسلم ، وأعطاها إلى أبي دجانة حتى يضعها في بيته حينما شكا له بأن منزله به زوار وعمار . فهل لنا أن نكتب تلك الرسالة بنفس النص أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم ونضعها في الدار التي بها عمار وزوار غير صالحين ؟
ج : ما ذكرته في أسئلتك هذه كله لا أصل له ، وهو من(28/266)
أعمال المخرفين ، فعليك بالابتعاد عنه والتحذير منه ، وعليك بالرجوع إلى الكتب الصحيحة من كتب السنة ، مثل (الصحيحين) و (السنن الأربعة) وغيرها ، وكتب العقيدة ، مثل : كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ، وكتب الإمام ابن القيم ، وكتب شيخ الإسلام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، لعل الله أن ينفعك بها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/267)
الفتوى رقم ( 16756 )
س : نرفق لسماحتكم ورقتين إحداهما بعنوان (أسماء الله الحسنى) ، والأخرى بعنوان : { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } (1) . وهاتان الورقتان قد انتشرتا بين عامة الناس . نرجو التكرم بإفتائنا فيهما .
وهذا نص النشرتين :
الأولى : { بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ } (2) الآية : { فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (3) الآية .
__________
(1) سورة الزمر الآية 66
(2) سورة الزمر الآية 66
(3) سورة الأعراف الآية 157(28/267)
{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (1) الآية . { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } (2) الآية .
قم بإرسال هذه الآيات لكي تكون لك مجلب خير وحسن طالع ، وقد تم توزيعها حول العالم تسع مرات ، ستجلب لك الخير والصلاح بعد أربعة أيام بإذن الله من وصولها إليك. . إلخ .
الثانية : أسماء الله الحسنى : هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن، العزيز ، الجبار ، المتكبر. . إلخ .
أما بعد ، فهذه سلسلة مباركة أتت بالخير على كاتبها ، نرجو تداولها بين المؤمنين ، فيجب أيها الأخ الكريم كتابة ثلاثين نسخة منها بدون وضع اسم وبدون توقيع ، وإرسالها إلى ثلاثين من معارفك وأصدقائك وإخوانك المؤمنين. . إلخ .
ج : ما ذكر من حصول النفع وتحقق الخير لكاتب هاتين الرسالتين أو إحداهما واندفاع الشر عنه ليس صحيحا ، بل ذلك من الكذب ومن نشر الخرافات بين الناس ، وصرفهم عن عبادة الله جل وعلا وإخلاص الدين له واللجوء إليه ودعائه في
__________
(1) سورة يونس الآية 64
(2) سورة إبراهيم الآية 27(28/268)
جلب النفع ودفع الضر ، فلا يجوز كتابتها ولا إرسالها لأحد من الناس ، بل يجب إتلافها ، ولو قدر حصول شيء من المطلوب فإن ذلك لا يدل على جوازه ؛ لأن ذلك من باب الفتنة والاستدراج .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/269)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 16384 )
س 3 : قرأت في كتاب (حوار صحفي مع جني مسلم) لمحمد عيسى داود من مصر ، ولا أدري ما فيه ، وهل هذا الحوار صحيحا واقعا ، وما رأيكم في مثل هذا الكتاب ، وما نصيحتكم لمن قرأ مثل هذا الكتاب ؟
ج 3 : ينبغي أن تقرأ في الكتب النافعة والمفيدة ، وتترك الكتب التي لا فائدة فيها ، أو فيها خلل في العقيدة ، والكتاب المذكور (حوار صحفي مع جني مسلم) كتاب صفة الكذب والاختلاق عليه ظاهرة ، فهو كتاب مكذوب مختلق موضوع ، وهكذا يعمل البطالون لجلب المال وتشكيك الناس في دينهم ، فيجب اجتنابه والتحذير منه .(28/269)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/270)
الفتوى رقم ( 17334 )
س : لقد انتشر في المكاتب وبين الناس كتب تتحدث عن الجن ، فعندما يصيب الإنسان مس فيذهب إلى راق ليرقاه فعندما يشرع في القراءة يتكلم المصروع بكلام فيأخذ الراقي ما يقوله المصروع وينشرونه في كتبهم ، مثل (الحوار الصحفي مع الجن المسلم) لمصطفى كنجور ، وكتاب (احذروا المسيح الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا) تأليف محمد عيسى داود ، وكتب أخرى أصبحت تغزو البيوت . فما حكم ذلك ؟
ج : سبق أن درست اللجنة هذا الكتاب (حوار صحفي مع جني مسلم) ، وتحقق لدينا أنه كتاب مبني على حوار وهمي مكذوب ؛ ولذا فلا يجوز بيعه ولا نشره لذلك ، ولما فيه من الضرر والتضليل على عقول الناس .
وأما كتاب (احذروا المسيح الدجال يغزو العالم من مثلث برمودا) فلم نطلع عليه .(28/270)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/271)
الفتوى رقم ( 17404 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من مدير متوسطة وثانوية شبيرمة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (2648) وتاريخ 26 \ 6 \ 1415 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار المنشور المرفق نسخة منه ، تحت عنوان (البطاقة المحمدية) التي نصها :
الاسم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب .
اسم الوالد : عبد الله بن عبد المطلب .
اسم الجد : عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .
اللقب : الصادق الأمين \ أبو القاسم .(28/271)
اسم الوالدة : آمنة بنت وهب بن عبد مناف .
اسم المولدة : الشفاء- أم عبد الرحمن بن عوف .
اسم المرضعة : حليمة السعدية .
تاريخ الميلاد : 20 \ 4 \ 571 ميلادية 12 ربيع أول .
محل الميلاد : مكة المكرمة .
الديانة : أول المسلمين
الوظيفة : نبي ورسول صلى الله عليه وسلم
محل العمل : مكة وما حولها من بقاع الأرض .
محل الإقامة : حي بني هاشم من قريش بمكة ثم الهجرة للمدينة .
فصيلة الدم : ن . و . ر . من الله .
الجنسية : عربي { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } (1) .
القراءة والكتابة : أمي { عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى } (2) .
الزوجات : خديجة بنت خويلد ، سودة بنت زمعة ، عائشة بنت أبي بكر .
عدد الأولاد : الذكور ( القاسم ، عبد الله ، إبراهيم ) .
تاريخ صدورها : 611 ميلادية .
رقم البطاقة : 25 (خاتم الأنبياء والمرسلين
__________
(1) سورة الشعراء الآية 195
(2) سورة النجم الآية 5(28/272)
وحيث إننا نشك فيما تتضمنه من عبارات مثل : اللقب والديانة وأنه أول المسلمين ، وعدد الأنبياء ، وفصيلة الدم ، والجنسية ، وأمين السجل جبريل ، والاعتماد من الله ، ونحو ذلك .
نأمل من سماحتكم اتخاذ ما ترونه مناسبا ، وإشعارنا بما يجب نحوها لإبلاغ الطلاب بجوازها من عدمه ، وإذا كان لا يجوز تداولها فإننا نأمل إشعار الجهات المختصة بذلك . والله يحفظكم ويمدكم بعونه وتوفيقه .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء ، وبعد الاطلاع على هذه البطاقة وقراءتها وتأملها ، أجابت بما يلي : هذه البطاقة المسماة باسم (البطاقة المحمدية) لا يجوز إقرارها ولا بيعها وشراؤها ولا ترويجها ، ويجب إتلافها ، لما اشتملت عليه من المحاذير الشرعية التي لا تليق بالله سبحانه وتعالى ولا تليق بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا بجبريل عليه السلام ، ولأنها وسيلة إلى الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم واتخاذها حرزا يعلق على الأطفال وغيرهم للتبرك بها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/273)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17789 )
س 1 : كنا في الهند نرتكب البدع ، مثل اليوم الحادي عشر ، وإعداد الطعام باسم الإمام جعفر الصادق ، وكنا نرتكب الشركيات والبدع . فلما جئنا إلى المملكة أدينا فريضة الحج . فهل صح حجنا ؟
ج 1 : من كان يرتكب شيئا من الشرك الأكبر ، مثل : دعاء الموتى والاستغاثة ثم تاب إلى الله توبة صحيحة ، وترك هذه الأعمال الشركية ، وأدى فريضة الحج بعد التوبة- فحجته صحيحة . ومن حج وهو لم يتب من دعاء الأموات والاستغاثة بهم فحجه غير صحيح ، وكذا جميع أعماله ؛ لقوله تعالى : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأنعام الآية 88(28/274)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17244 )
س 1 : توجد في بعض القرى صدقة ، وهي عبارة عن ذبح بقرة أو غيرها في زمن مخصوص ومكان مخصوص ، ولها أسماء متعددة ، فبعضهم يسميها : (النشرة) وآخرون صدقة مكان كذا وغيرها ، وظاهر عملهم أنهم لا يعتقدون فيها نفعا ولا ضرا ، وإنما صدقة لوجه الله تعالى وعادة توارثها الأبناء عن الآباء عن الأجداد ، والذي حيرنا أيضا أن بعضهم يقول : إنها نذر ويطبقون عليها قول الله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } (1) الآية . والبعض الآخر يقول : إنها شركة يدفع فيها من يريد شراء بعض لحمها بالأسهم ، فمنهم من يأخذ سهما وآخر سهمين وهكذا ، وبعد الجدل في ذلك الأمر واستنكارها من الكثير غضب البعض وعدوا ذلك قطعا للعادات ، حتى إن بعضهم قرنها بقطيعة الرحم وزيارة المريض ودفن الموتى إن لم تذبح ، فنحن محتارون أمام هذا الأمر ، علما بأن ذابحها يسمي الله ويقول : اللهم إنها صدقة في سبيلك ، فتقبلها منا . فما حكم هذا العمل .
__________
(1) سورة الإنسان الآية 7(28/275)
ج 1 : اعتياد ذبح بقرة أو غيرها في وقت معين ومكان معين غير وقت الأضحية والهدية وغير المشاعر ، واعتبار أن ذلك من الصدقة يعتبر بدعة يجب إنكارها والامتناع من فعله ، ولو كانت جارية على عادة الآباء والأجداد ، فإن العوائد المخالفة للشرع يجب تركها ، ولا يعتبر ذلك من قطيعة الرحم ، وإنما هو من ترك البدعة ، ويجب عليكم أن تبينوا لأهل بلدكم ومن يعمل مثل هذا العمل أنه محرم ، ولا يجوز الاستمرار عليه ، جزاكم الله خيرا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/276)
الفتوى رقم ( 17686 )
س : يعتقد كثير من الرجال والنساء عندنا أن المرأة إذا كانت قد وضعت أو أسقطت جنينا ، ودخلت عليها امرأة أخرى أو طفلا مختونا ، أو شخصا حضر لتوه من السوق ، أو أمور أخرى يذكرونها ، فإن هذه المرأة تتأثر بذلك ، وقد تصاب بأمراض ، مثل : العقم وعدم الإنجاب وعدم حضور الحليب لثدي المرأة ، أو تصاب بأعراض أخرى شرحها يطول . ويقسم كثير من الناس أن هذا الأمر مجرب وحدث لفلانة وفلانة .(28/276)
والسؤال هو : هل هذا الأمر صحيح ومعترف به شرعا أن النساء ممكن أن يتأثرن على هذا النحو المذكور ؟ وإن كان فما العلاج ؟ وإن لم يكن فبماذا نعالج الحالات التي تحدث ويعتقد أنها حدثت لهذا السبب ؟ لأن الناس يلجؤون إلى أساليب خاطئة ومخالفة للشرع ، كأن يؤتى للمرأة المريضة بشيء من الشخص الذي دخل عليها (كقليل من دمه أو بوله أعزكم الله) ، فتمر عليه المرأة وتشفى بزعمهم بهذا السبب المخالف للشرع . أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا .
ج : هذا الذي ذكر من تأثر المرأة إذا وضعت حملها أو سقط منها بدخول أحد ممن ذكر عليها لا أصل له ، وهو اعتقاد باطل يجب تركه وعدم الالتفات إليه ، والتوكل على الله سبحانه وتعالى . وكونه قد حصل لبعض النساء شيء من التأثر إنما هو امتحان لبعض النساء بسبب الاعتقاد الفاسد ، وتسلط من الشيطان لإضلال من يعتقد هذا الاعتقاد . والواجب على المسلم أن يتوكل على الله ، ويقول : { لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (1) .
__________
(1) سورة التوبة الآية 51(28/277)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/278)
الفتوى رقم ( 16138 )
س : أشفع لسماحتكم من طيه نموذجا لبعض اللوحات التي يعلقها بعض أصحاب العمل في أماكن البيع والشراء ، كالورش والحوانيت معتقدين فيها جلب الربح ودفع الخسارة عياذا بالله من ذلك .
ج : لا يجوز تعليق اللوحة المذكورة على الدكاكين والورش ونحوهما لقصد جلب نفع أو دفع ضر ؛ لأن اعتقاد جلبها نفعا أو رزقا أو دفعها ضرا أو خسارة من الشرك ، لكونها والحال ما ذكر في حكم تعليق التمائم ، وتعليقها من الشرك الأصغر ، وقد يكون من الشرك الأكبر على حسب ما يعتقده معلقها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/278)
الفتوى رقم ( 18673 )
س : إن أناسا افتروا عندنا دينا جديدا كاد يثير فتنة بين(28/278)
الشعب في ساحل العاج ، ويضلون الناس بكلام لا يسمن ولا يغني ، وهو : لا يصح إسلام أي مسلم حتى يحلف ويبايع أن أجتنب ستة أمور يذكرونها ، وهذه الفرقة منتشرة في نواحي ساحل العاج ، وكل من يخالفهم لا يحسبونه مسلما في ظنهم ، ويزعمون بأن دليلهم موجود في القرآن ، وهو قوله تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ } (1) إلى آخر الآيات . فهل الإسلام يصح بدون هذه البيعة أم لا ؟
ج : البيعة لا تجوز إلا لولي أمر المسلمين على السمع والطاعة ، كما كان الصحابة يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم ، وكما بايع المسلمون الخلفاء الراشدين ، أما البيعة لغير ولي الأمر فهي بدعة وباطلة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) ، وفي رواية : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (3) متفق على صحته . ومن أعلن الإسلام فإسلامه صحيح إذا التزم أحكام الإسلام ، وإن لم تحصل منه البيعة التي ذكرتم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم الناس الإسلام ويقبله منهم من دون أن يشترط عليهم البيعة في ذلك ، ومعلوم من أدلة أخرى أن الواجب على المسلم السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف وإن لم تصدر منه بيعة .
__________
(1) سورة الممتحنة الآية 12
(2) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(3) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/279)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/280)
رقم ( 19599 )
س : جرت عادة في بلادي أنه إذا مر على الحامل سبعة أشهر احتفل بكيفية متنوعة خالفت مدينة مدينة أخرى . وكذلك بعد الولادة بقراءة مولد النبي صلى الله عليه وسلم .
السؤال : كيف رأيكم بذلك ؟ وهل هناك دليل شرعي لذلك ؟
ج : الاحتفال للحمل إذا مضى عليه مدة معينة وبعد ولادته بقراءة المولد النبوي ، كلاهما بدعة لا أصل لها ، وإنما المشروع العقيقة عن المولود بعد ولادته ، عن الذكر شاتان وعن البنت شاة واحدة ، تذبح يوم سابعه ويسمى ويحلق رأس الذكر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ، ويحلق ويسمى » (1) ، ولأنه صلى الله عليه وسلم أمر أن يعق عن الغلام شاتان ، وعن الجارية
__________
(1) أحمد 5 \ 7- 8 ، 12 ، 17 ، 22 ، وأبو داود 3 \ 259 ، 260 برقم (2837 ، 2838) ، والترمذي 4 \ 101 برقم (1522) ، والنسائي 7 \ 166 برقم (4220) ، وابن ماجه 2 \ 1057 برقم (3165) ، والدارمي 2 \ 81 ، والطيالسي 2 \ 227 برقم (951) (ت : محمد التركي).(28/280)
شاة ، فإن لم يتيسر ذلك يوم السابع فإنها تذبح متى تيسر ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/281)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20086 )
س 2 : يوجد بعض النساء تفعل وتصنع فعلا عظيما ، وهذا الأمر كالتالي : إذا أنجبت امرأة جنينا ووقع هذا الجنين ميتا تأتي امرأة أخرى وتأخذ هذا الجنين ، وتقوم بتحنيطه وتتغسل على هذا الجنين بغرض طلب الولد ، لأنها لا تنجب . فهل هذا العمل يؤدي إلى الكفر ، وما نصيحتكم وما ردكم على هذا العمل القبيح ، وهو منتشر بين النساء اللاتي قد حرمن من الولد ؟
ج 2 : هذا العمل لا يجوز ؛ لأنه عمل خرافة واعتقاد فاسد يجب تركه والنهي عنه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/281)
الفتوى رقم ( 21412 )
س : الشيخ محمد زكريا رحمه الله من أشهر العلماء في الهند وباكستان ، وخاصة في أوساط جماعة التبليغ ، وله مؤلفات عدة ، منها كتاب (فضائل أعمال) حيث يقرأ هذا الكتاب في الحلقات الدينية في جماعة التبليغ ، وأعضاء هذه الجماعة يعتقدونه مثل (صحيح البخاري ) وغيره وكنت منهم ، وأثناء قراءة هذا الكتاب وجدت بعض القصص المروية قد صعب علي فهمها واعتقادي عليها ، فلذا أرسل إلى لجنتكم كي تحل مشكلتي ، ومن هذه القصص قصة يرويها السيد أحمد الرفاعي ، حيث يقول : إنه بعد أداء فريضة الحج لما زار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأنشد الأبيات التالية قائما أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث قال :
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ... تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح قد حضرت ... فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
بعد قراءة هذه الأبيات خرجت اليد اليمنى للرسول صلى الله عليه وسلم فقبلتها ، (الحاوي) للسيوطي ، وذكر أن هناك تسعين ألف مسلم كانوا ينظرون هذا الحدث العظيم ، وتشرفوا بزيارة اليد المباركة ، ومنهم الشيخ عبد القادر جيلاني رحمه الله ، والذي كان موجودا في ذاك المكان بالمسجد النبوي الشريف (البنيان المشيد) في ضوء هذه القصة أريد أن أسألكم :(28/282)
1- هل هذه القصة لها أصل أم ليست لها حقيقة ؟
2- ما رأيكم في كتاب (الحاوي) للسيوطي ، حيث أثبتت هذه القصة فيه ؟
3- وإذا كانت هذه القصة غير صحيحة ، فهل تجوز الصلاة خلف الإمام الذي يروي هذه القصة ويعتقد أنها صحيحة ، وهل إمامته جائزة أم لا ؟
4- وهل يجوز قراءة مثل هذه الكتب في الحلقات الدينية بالمساجد ، حيث يتلى هذا الكتاب في مساجد بريطانيا لجماعة التبليغ ، وله شهرة كبيرة بالمملكة العربية السعودية ، وخاصة بالمدينة المنورة ، حيث عاش مؤلف هذا الكتاب زمنا طويلا بالمدينة المنورة .
أرجو من المشائخ الكرام أن تفيدونا بالجواب الكافي المفصل ، وحتى أترجم إلى اللغات المحلية وأوزع على أصحابي وزملائي وبقية المسلمين الذين أتحدث معهم على هذا الموضوع ؟
ج : هذه القصة باطلة لا أساس لها من الصحة ؛ لأن الأصل في الميت نبيا كان أم غيره أنه لا يتحرك في قبره بمد يد أو غيرها ، فما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج يده للرفاعي أو غيره غير صحيح ، بل هو وهم وخيال لا أساس له من الصحة ، ولا يجوز تصديقه ، ولم(28/283)
يمد يده صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ولا عمر ولا غيرهما من الصحابة فضلا عن غيرهم ، ولا يغتر بذكر السيوطي لهذه القصة في كتابه : (الحاوي) ؛ لأن السيوطي في مؤلفاته كما قال العلماء عنه : حاطب ليل يذكر الغث والسمين ، ولا تجوز الصلاة خلف من يعتقد صحة هذه القصة لأنه مصدق بالخرافات ومختل العقيدة ، ولا تجوز قراءة كتاب (فضائل أعمال) وغيره مما يشتمل على الخرافات والحكايات المكذوبة على الناس في المساجد أو غيرها ؛ لما في ذلك من تضليل الناس ونشر الخرافات بينهم .
نسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين لمعرفة الحق والعمل به إنه سميع مجيب . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/284)
السؤال الثامن من الفتوى رقم ( 21672 )
س 8 : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى » (1)
فما معنى الرحال في هذا الحديث ، وما كيفية تشديدها في المساجد الثلاثة ؟
__________
(1) صحيح البخاري الجمعة (1189) ، صحيح مسلم الحج (1397) ، سنن النسائي المساجد (700) ، سنن أبي داود المناسك (2033) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1409) ، مسند أحمد (2/278) ، سنن الدارمي الصلاة (1421).(28/284)
ج 8 : معنى هذا الحديث أي : أنه لا يجوز السفر إلى مكان بقصد عبادة الله فيه بالصلاة أو الدعاء أو قراءة القرآن ، إلا هذه البقاع الثلاث ، وهي : المسجد الحرام ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأقصى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/285)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18623 )
س 1 : تقام في منطقتنا بعض الولائم الموسمية في مجموعة من القرى ، وكل وليمة أو (وعدة) باصطلاحنا المحلي ، تأخذ اسم بعض الأولياء المعروف وغير المعروف . فما حكم من يشارك في هذه الولائم ؟
ج 1 : الوليمة الموسمية التي تقام باسم الولي والتي تتكرر في الشهر أو السنة- بدعة منكرة ووسيلة من وسائل الشرك ، فلا يجوز المشاركة فيها ولا الذهاب إليها ولا الأكل منها ؛ لأن فيها تشجيعا للبدعة ، وقد تجر الجاهل إلى عبادة غير الله من الأولياء واعتقاد النفع فيهم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) متفق على صحته ، وقال عليه الصلاة والسلام : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (2) أخرجه مسلم في (صحيحه) .
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).
(2) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).(28/285)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/286)
السؤال الثامن من الفتوى رقم ( 21264 )
س 8 : ما هو الدعاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة النصف من شعبان ، وهل من السنة إحياء هذه الليلة بالتجمع في المسجد والدعاء بدعاء معين والتقرب إلى الله ؟
ج 8 : لم يثبت في تخصيص ليلة النصف من شعبان بدعاء أو عبادة دليل صحيح ، فتخصيصها بذلك بدعة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) صحيح مسلم الجمعة (867) ، سنن النسائي صلاة العيدين (1578) ، سنن أبي داود الخراج والإمارة والفيء (2956) ، سنن ابن ماجه الأحكام (2416) ، مسند أحمد (3/311) ، سنن الدارمي المقدمة (206).(28/286)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 21437 )
س 1 : نحن مجموعة أسر في قرية واحدة وجدنا آباءنا قد نذروا على أنفسهم وعلى ذرياتهم من بعدهم أن يذبحوا كل عام سبع شياه أو أربع عشرة شاة ، ويطلقون عليها اسم صدقة (العرقوب) ، وذلك في رأس الحول ، وشرط أن تكون يوم الجمعة .(28/286)
صدقة يتقربون بها إلى الله ويذكرون عليها اسم الله ، وذلك لأنهم كانوا يصابون في الماضي ببعض الأمراض والمصائب والفتن التي تؤدي أحيانا إلى الوفاة ، فيذبحون عن كل فرد منا شاة ، سواء كان فقيرا أو غنيا ، اعتقادا منهم أنها تدفع عنهم هذه الأمراض والمصائب ، وعند تأخيرهم لهذه الذبائح عن وقتها يزورهم بعض الشك أن سبب إصابتهم بالمرض هو تأخير لهذه الذبائح ، مع أن البعض يعلم أن الأمراض لا يأتي بها إلا الله ولا يرفع الضر إلا الله، وأنها لا تحميهم من أمر الله ، ولكن يطرأ عليهم بعض الشك ، فكانوا يذبحونها كل سنة وقد يتأخر بعضهم عن صلاة الجمعة ، والبعض الآخر يحضر ويقومون بدعوة المصلين للحضور من أجل أكل الذبائح . ما حكم عملهم هذا ، وما الواجب عليهم . حفظكم الله ؟
ج 1 : ذبح الذبائح كل سنة في موعد محدد لاعتقاد أن ذبحها يحصل به دفع البلاء عن البلد - هو عمل محرم وبدعة واعتقاد فاسد ، وهو وسيلة إلى الشرك ، وإن ذكر عليها اسم الله ولو سمي صدقة .
وإن كانت تذبح لغير الله من الجن والشياطين لأجل دفع شرهم - فهو شرك أكبر يخرج من الملة ، فالواجب التوبة إلى الله وترك هذه العادة ، والتوكل على الله وحده : { قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } (1) .
__________
(1) سورة التوبة الآية 51(28/287)
ومن نذر هذا الذبح فهو نذر محرم ومعصية لا يجوز الوفاء به ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه » (1) ، والوصية بذلك باطلة لا يجوز تنفيذها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6696) ، سنن الترمذي النذور والأيمان (1526) ، سنن النسائي الأيمان والنذور (3806) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3289) ، سنن ابن ماجه الكفارات (2126) ، مسند أحمد (6/36) ، موطأ مالك النذور والأيمان (1031) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2338).(28/288)
الفتوى رقم ( 21577 )
س : نفيد سماحتكم بأن كتاب (الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ) المرفق مع هذا الخطاب لمؤلفه مصطفى أحمد البدوي ، قد انتشر في آفاق بلادنا ، واغتر به عامة المسلمين ومن يحسبهم العامة علماء ؛ لفصاحة لسانهم وتزيينهم للباطل ، فأثنوا على هذا الكتاب وطبعت منه كميات كبيرة ، ووزعت بالبلاد وخاصة الولايات الشرقية من السودان ، فالرجاء مراجعة الكتاب ، وبيان رأي الشرع فيه وإرساله لنا لنقوم بتوزيعه على الذين اغتروا بهذا(28/288)
الكتاب ، وبيان انحرافه في العقيدة والأحاديث الموضوعة والضعيفة التي في صلب الكتاب .
وجزاكم الله خيرا على خدمة المسلمين والنصح للإسلام والمسلمين ، ومحاربة الباطل وأهله بجميع مللهم . وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم عباده ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ج : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :
فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء قد اطلعت على الكتاب المذكور أعلاه- فوجدته يشتمل على الملاحظات والأخطاء العلمية الكثيرة في العقيدة ، ومن أخطرها :
1- في صفحة (8) قال : ولا يوجد بلسم شاف ولا دواء لهذا الداء ، أي : مرض الغفلة إلا الالتجاء إلى الله برسوله الأمين ، ثم قال : كما أمرنا الله عز وجل بقوله : { وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } (1) ، فهو صلى الله عليه وسلم أعظم الوسائل والوسائط .
وهذا توسل مبتدع ، ووسيلة إلى الشرك ، وتفسير للقرآن بغير
__________
(1) سورة المائدة الآية 35(28/289)
تفسيره ، فإن الوسيلة في هذه الآية المذكورة يراد بها التقرب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة .
2- في صفحة (10) يقول : إذا لولاه صلى الله عليه وسلم لما عرف الله عز وجل ، ولا عرف سماء ولا أرض ولا ليل ولا نهار ولا إنس ولا جن ولا ملك . كل ذلك من أجل الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ومنها : أن الله قال لآدم : لولاه ما خلقتك ولا خلقت سماء ولا أرضا .
وهذا غلو في حقه صلى الله عليه وسلم وإطراء يخالف قوله صلى الله عليه وسلم : « "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسوله » (1) .
3- في صفحة (21) نظم في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الحشر والنشر وطلب الإنقاذ من الكرب ، وهذا شرك بالله سبحانه ؛ لأنه لا يغيث في يوم الحشر ولا ينقذ من الكرب إلا الله سبحانه وتعالى .
4- في صفحة (59) ذكر قصيدة للنبهاني في أولها :
على رأس هذا الكون نعل محمد ... علت فجميع الخلق تحت ظلاله
وهذا غلو فضيع ، فإن الذي على رأس الكون هو عرش الرحمن ، وفوق العرش رب العالمين .
5- الكتاب مشحون بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ، والقصائد
__________
(1) صحيح البخاري الفرائض (6830) ، مسند أحمد (1/56) ، سنن الدارمي الرقاق (2784).(28/290)
المتضمنة للغلو والإطراء في حق النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه فالواجب التحذير من هذا الكتاب وعدم السماح بتداوله محافظة على عقائد المسلمين من الشرك والبدع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/291)
الفتوى رقم ( 21609 )
س : مما ابتلي به المسلمون اليوم ما ورد إليهم من الملل المختلفة ذات عقائد وعادات مخالفة لشرع الله ، ومن ذلك الأعياد المدنية والاحتفالات السنوية لمناسبات شتى ، وقد اهتم المعلمون الغيورون ، واغتموا بما ابتلوا به من الاحتفال العالمي الذي يشترك فيه كل أمم الأرض المسمى باليوم العالمي للمعلم ، فاختلف فيه المسلمون من بين مجيز ومحرم ، لأنه أصبح احتفالا سنويا في يوم محدد وموحد ، يقوم فيه الطلاب والمعلمون وآباء الطلاب وإدارة المدرسة بإلقاء الكلمات في فضل المعلم وتوزيع الهدايا من قبل الطلاب للمعلمين ، وربما كان في ذلك الاحتفال شيء من ألوان الطعام والشراب ، وربما التهاني من البعض بقول : (كل عام وأنتم بخير) ، وغير ذلك مما هو غير معهود ولا معروف شرعا . نأمل(28/291)
التكرم ببيان حكم ذلك ، وحكم المشاركة فيه .
ج : لا تجوز إقامة الأعياد البدعية ولا الاحتفال بها ، ولا مشاركة أهلها وتهنئتهم بمناسبتها ؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد ذكر الله أن من صفات عباد الرحمن أنهم { لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } (1) أي : لا يحضرون أعياد الكفار ، كما جاء في تفسير هذه الآية الكريمة ، سواء سميت أعيادا أو أياما أو مناسبات ، فالأسماء لا تغير الحقائق : وليس للمسلمين إلا عيدان كريمان : عيد الفطر وعيد الأضحى .
فالواجب ترك هذه البدع والأعياد الجاهلية ، ومنها : اليوم العالمي للمعلم . وفق الله الجميع للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك البدع والمحدثات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة الفرقان الآية 72(28/292)
الفتوى رقم ( 21507 )
س : اطلعت على كتيب بعنوان : (جامع الصلوات بأسماء أشرف البريات) إعداد وترتيب : أحمد جمهوري البنجلي ، والمرفق لكم نسخة منه .
وهذا الكتيب مفسوح من وزارة الإعلام برقم (623 \ 2 \ م) وتاريخ 16 \ 4 \ 1419 هـ ويوزع مجانا في مطعم روابي الحجاز بمكة المكرمة .
وذكر جامعه أنه لقي في بعض أسفاره شخصا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم والليلة اثني عشر ألف مرة ، ومن أجل ذلك أراد جامع الكتيب كما ذكر أن يجعل ما جمع من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مقرونة بالصلاة والسلام عليه - هكذا زعم- .
ثم بعد ذلك نظم جامع الكتيب قصيدة غريبة زعم أنها تشتمل على أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وذكر جملة كثيرة من الأسماء التي نسبها للنبي صلى الله عليه وسلم والتي ليس عليها دليل ثابت مثل : (صراط الله . ذكر الله . حزب الله . مصباح . جبار . قوي . معلوم . أجير . مهيمن . وكيل . ذي القوة . ذي حرمة . قد صدق . سائق . النجم الثاقب . صاحب القضيب . عروة الوثقى . مفتاح الجنة . مخصوص بالعز) إلى غير ذلك من الأسماء الغريبة التي تحتاج إلى مراجعة ونظر ، وإن(28/293)
رأيتم- حفظكم الله- أن من المناسب مخاطبة الجهة التي فسحت الكتاب بعدم فسح مثل هذه الكتب ، وخصوصا كتب التفسير والعقيدة إلا بعد الرجوع إلى أهل العلم الكبار أو دار الإفتاء ؛ خشية الازدواجية في نشر الكتب والمعلومات الغير صحيحة . والله المستعان .
ج : لا يجوز العمل بما في الكتيب المذكور ، ولا يجوز طبعه ولا نشره ، لاشتماله على أسماء كثيرة لا تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم المنهي عنه شرعا ، ولأن الأذكار والأوراد المجعولة على هيئة منظومات وأشعار هي من الأمور المحدثة التي لا يجوز الذكر بها ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/294)
الفتوى رقم ( 21546 )
س : تجدون برفقه صورة للرد الذي كتبه الدكتور محمد عباس جزاه الله خيرا وجعل عمله هذا في موازين حسناته ، وكتب له النجاة يوم الفزع الأكبر ، والرد موجه إلى رواية (وليمة لأعشاب البحر) للكاتب السوري حيدر حيدر . نسأل الله له(28/294)
ولكل ضال الهداية . وسيجد فضيلتكم في الرد المرفق ما قاله الكاتب السوري في ذات الله سبحانه وتعالى ، وفي القرآن الكريم ، وفي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، ما لم يقله يهودي في توراة ، ولا نصراني في إنجيل ، ليأتي هذا الفاجر الفاسق في زمان الفجور والفسق ليستغفل غفلة المسلمين علماء وعامة ، ويتجرأ ليقول كلاما ما كان ليقوله لو رأى في المسلمين مرجعا وحبا لربهم وكتابهم ونبيهم . يقول هذا الكلام في بلد مسلم ليسمع كل المسلمين رواية الغواية التي كتبها ، لقد تحدى هذا الكاتب كل المسلمين وفي مقدمتهم العلماء والهيئات والمؤسسات الدينية . فما هو جواب فضيلتكم وفضيلة علماء هذا البلد الطيب المعروف بدفاعه عن دين الله وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم . أرجو أن يكون الجواب بقدر التحدي الذي أظهره الكاتب وأقوى ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . إنني إذ أبلغ فضيلتكم هذا الأمر أضع الأمر في أعناقكم ، فأنتم أقدر ، وأبرأ إلى الله مما قاله الكاتب ويقوله المضللون ، وأبرأ إلى الله من مواقف التخاذل والضعف التي كانت عليها الهيئات والمؤسسات الدينية في بلاد المسلمين أمام الفجرة وفجورهم وحسبنا الله ونعم الوكيل .
ج : بعد الاطلاع على نصوص كافية من رواية (وليمة(28/295)
لأعشاب البحر) تأليف حيدر حيدر ، وبعد الوقوف على بعض البيانات الصادرة من جهات إسلامية بشأن هذه الرواية وما فيها من ضلالات وكفريات ، تبين للجنة اشتمال الرواية المذكورة على أمور خطيرة منها :
1- الاستهزاء بالله جل وعلا ووصفه بما لا يليق به سبحانه .
2- السخرية بالنبي صلى الله عليه وسلم والافتراء عليه .
3- إنكار اليوم الآخر والاستهزاء بالجنة والنار والثواب والعقاب .
4- الدعوة إلى الإباحية ونشر الفاحشة بين المؤمنين .
5- حمل الناس على الخروج على أحكام الإسلام وعدم الالتزام بتشريعاته.. . إلخ .
ولا يختلف المسلمون أن ما سبق ذكره كفر بالله وإلحاد في دينه وخروج عن ملة الإسلام ، لأنه استهزاء بالله ورسوله ودينه ، وتكذيب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وطعن في القرآن ورد لأحكام الإسلام ، قال الله تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) { لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } (2) ، وقال جل وعلا : { وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ } (3)
__________
(1) سورة التوبة الآية 65
(2) سورة التوبة الآية 66
(3) سورة التوبة الآية 74(28/296)
وأجمع العلماء على أن من جحد شيئا معلوما من الدين بالضرورة فهو كافر .
فالواجب على أهل الإسلام تمكين القضاء الشرعي من النظر في قضية الرواية المذكورة ليحكم فيه بحكم الله ورسوله جزاء له وردعا لغيره ممن تسول له نفسه النيل من دين الإسلام ، وليعلم كل مسلم أن هذه الرواية لا يجوز طبعها ولا نشرها ولا تداولها ويجب إتلافها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/297)
الفتوى رقم ( 21469 )
س : يعتقد بعض هواة الخواتم والأحجار الكريمة مثل (العقيق اليماني ، والفيروزج الإيراني وغيرها) أن لها خاصية ، وأن لها أسرارا ومنافع ليست لغيرها من الأحجار الأخرى ، ويروجون لذلك دعايات ، ويستدلون بأحاديث ، والأقوال التي ذكرها(28/297)
صاحب كتاب (المستطرف) ، وهي قول جعفر بن محمد ما افتقرت يد تختمت بخاتم فيروزج . وقولهم : قيل : الخواتم أربعة : الياقوت للتعطش ، والفيروزج للمال ، والعقيق للسنة ، والحديد الصيني للحرز وقيل للخوف . وذكر من خواص الفيروزج أن النظر فيه يجلو البصر ويقويه وينشط النفس ، ولا يصيب المتختم به آفة من قبل أو غرق . وقال جعفر الصادق : ما افتقرت يد تختمت بفيروزج .
أما خواص العقيق فإن التختم به وحمله يورث الحلم والأناة وتصويب الرأي ويسر النفس ، ويكسب حامله وقارا وحسن خلق ، ويسكن الحدة عند الخصومة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من تختم بالعقيق لم يزل في بركة ) . انتهى بتصرف .
وهذه الأحاديث والأقوال تصور من هذا الكتاب وتوزع ، ولما رأيت ذلك وسألت عنه قالوا : هذه أسرار وعندما ناقشتهم وقلت لهم : إن هذه الأحجار ليست أفضل من الحجر الأسود في الكعبة فيما أعلم ، « وقد قال عمر بن الخطاب : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك » (1) . قالوا : إن الله جعل فيها من الخاصية ، والتجربة أكبر دليل . وقد ذكروا بعض القصص ، منها : أنه كان يوجد عند رجل خاتم
__________
(1) صحيح البخاري الحج (1597) ، صحيح مسلم الحج (1270) ، سنن النسائي مناسك الحج (2938) ، سنن أبي داود المناسك (1873) ، سنن ابن ماجه المناسك (2943) ، مسند أحمد (1/54) ، موطأ مالك الحج (824).(28/298)
إذا لبسه الشخص وجامع لم ينزل حتى ينزعه من يده ، حيث كان يستعيره العريس ليلة زواجه . ومنها : أن رجلا ذهب إلى حلاق ليحلق رأسه فلم يستطع أن يحلقه ، فسأله الحلاق عن السبب أخرج خاتما من كمره وأبعده ثم حلقه بعد ذلك . وغير هذه الحكايات كثير والله المستعان .
والسؤال يا سماحة الشيخ : هل يصح في هذا الباب حديث صحيح أو قول يعول عليه في هذه المسألة ، وهل ما ورد في هذا الكتاب صحيح يحتج به ، وهل لهذه الأحجار ميزات تميزها على غيرها ؟ أفيدونا أفادكم الله .
ج : لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في فضل الخواتم والأحجار المذكورة ولا في خواصها ، فلا يجوز أن ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ، وقد ثبت أنه قال : « من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » (1) . كما لا يجوز أن يعتقد الإنسان في تلك الخواتم فضلا ، ولا يجوز تصديق ما ينسج حولها من قصص وخرافات . وكتاب (المستطرف) لا يجوز الاعتماد عليه في أمور العلم والدين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) صحيح البخاري الأدب (6197) ، مسند أحمد (2/519) ، سنن الدارمي المقدمة (593).(28/299)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18565 )
س 2 : تقام ببعض قرانا بعض الولائم تسمى : وليمة أو وعدة سيدي فلان وفلان ، يحضرها أناس فإذا أنكرت عليهم شد رحالهم إلى هذه القرى قالوا : إن نيتنا هي زيارة أقاربنا ، أو التسوق في الأسواق التي تقام هناك ، أو بغرض التجارة . فهل الأمر جائز ، وهل يعتبر في ذلك بالنية فقط ؟
ج 2 : الذبح للأموات بنية التقرب إليهم شرك أكبر ، وإن كان بنية الاحتفاء بمولدهم أو إحياء مناسباتهم من غير تقرب إليهم بذلك فهذا بدعة محرمة ، يجب تركه والنهي عنه ولو اعتاده الناس ، فلا يجوز الاستمرار عليه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/300)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18221 )
س 2 : لدينا في المنطقة بعد مرور عام كل سنة في أغسطس أو سبتمبر يجتمع ناس من القرية في المسجد ، ويذبحون ثورا أو خروفا ، ويقسمون اللحم في البيوت لإعداد الطعام ، وبعد أن يخرج الناس يأكلون الطعام ثم يدعون الله لكيلا يبتليهم(28/300)
بالأمراض ، ويتصدقون ويقولون هذه صدقة للعافية ، ويعتقدون أنهم إذا فعلوا هذا الفعل ، الله يصرف عنهم البلايا . ما حكم أكل هذا الطعام ؟ ما حكم من يعتقد مثل هذا الاعتقاد ؟
ج 2 : هذا الذبح بدعة ، وهذا الاعتقاد باطل لا يجوز ؛ لأنه ليس له أصل في الشرع المطهر ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » (1) ، وقال عليه الصلاة والسلام : « إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180).
(2) سنن ابن ماجه المقدمة (46).(28/301)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18365 )
س 2 : ما حكم رجلين تعاهدا على شيء وقراءة الفاتحة ، فهل يجب الوفاء بالعهد وما الكفارة ؟
ج 2 : قراءة الفاتحة عند العهد لا أصل لها ، والعهد إذا كان على فعل شيء مباح يجب الوفاء به ؛ لقوله تعالى :(28/301)
{ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا } (1) ، وقوله تعالى : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ } (2) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان » (3) متفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وفي (الصحيحين) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر » (4) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الإسراء الآية 34
(2) سورة النحل الآية 91
(3) صحيح البخاري الأدب (6095) ، صحيح مسلم الإيمان (59) ، مسند أحمد (2/536).
(4) أحمد 2 \ 189 ، 198 ، والبخاري 1 \ 14 ، 3 \ 101 ، 4 \ 69 ، ومسلم 1 \ 78 برقم (58) ، وأبو داود 5 \ 64 برقم (4688) ، والترمذي 5 \ 19 - 20 برقم (2632) ، والنسائي في (المجتبى) 8 \ 116 برقم (5020) ، وفي (الكبرى) 8 \ 76 برقم (8681) (ط : مؤسسة الرسالة) .(28/302)
بدع النكاح
الفتوى رقم ( 12317 )
س : بعض الناس إذا جاء وقت العرس أحضروا رجلا أو امرأة للعريس والعروسة ، ويعبئ أحدهم بيضا ثم يكسرها ، إما على رأس العريس أو العروسة ، ثم يرفع صحنا من فوق رأس العريس أو العروسة ، ثم يأتي أهل العروسين يهنئونهم على عرسهم ، ويرمون في هذا الصحن النقود ، فيمسك هذا الإنسان النقود ، ثم يقول : هذه 500 من فلان بن فلان . هكذا يفعلون ويربحون منها حوالي في كل عرس عشرة آلاف تقريبا ، وإذا سألت هؤلاء لماذا تفعلون هذا وتحضرون هذين الشخصين ينصبون عليكم ويأخذون منكم المبلغ الهائل ؟ فيجيبون عليك : هذه تقاليد آبائنا وأجدادنا الأولين . أو يحضرون كبشا ثم يجعلون العريس أو العروسة يعبرون من فوق هذا الحيوان الذي يرقدونه فوق الأرض ، ويعتقدون أن هذا يجعل البركة في هذا الزفاف .
ما حكم من يحضر هذين الشخصين في هذه المناسبة ؟
ما حكم من يدعي أنها من السنة وهذا صحيح ؟
ما حكم كسر البيض أو ذبح الكبش ؟(28/303)
هل هذا المبلغ الذي يدفع لهذين الشخصين حلال أم حرام ؟
بماذا تنصح هذه الأسرة الذين يعتقدون أنها من تقاليد آبائهم ، وما عليهم أن يفعلوا بعد أن يجيئهم الصواب ، وما هي الكفارة لذلك ؟
ج : 1- ليس كسر البيض على رأس العريس أو العروسة في حفل الزواج من السنة ، بل ذلك من العادات القديمة الممقوتة التي يأكل بها النصابون أموال الناس بالباطل ، فلا يجوز إحضار مثل هذا الشخص في حفل الزواج ، وكذلك الشأن في مرور العروسين من فوق الكبش في حفل الزواج .
2- لا يجوز دفع مال لمن يكسر البيضة المذكورة في حفل الزواج .
3- يجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله جل وعلا مما يحصل ويستغفره ، وأن يحذر من أن يعود إليه مرة ثانية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/304)
الفتوى رقم ( 21533 )
س : توجد بعض الأسر عندما يتم عقد زواج لبناتهم أو أبنائهم يقومون بإحضار ماء مقروء فيه من القرآن الكريم،(28/304)
وتوضع كمية من ملح الكافور الذي يغسل به الأموات ، ومخلوط بدهان الفكس ، ويغسلون به الزوج والزوجة خوفا من العين والحسد والسحر ، اعتقادا منهم بجوازه . هل هذا العمل جائز شرعا ؟ أفتونا جزاكم الله عنا كل خير والله يحفظكم ويرعاكم .
ج : قراءة القرآن على الماء ووضع كمية من ملح الكافور عليه مخلوطا بدهان الفكس بهذه الطريقة لأجل منع العين والحسد والسحر عن من أراد الزواج بدعة لا أصل لها من الشرع ، فلم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولا يجوز اعتقاد النفع والضر بسبب هذه الطريقة ، وعلى الإنسان أن يقتصر على ما ورد من الرقية الشرعية بالقرآن وأسماء الله الحسنى ، وأن يحصن نفسه بالأذكار والأدعية النبوية الواردة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/305)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 21437 )
س 2 : عندهم أيضا عادة يفعلونها عندما يتزوج أي شخص منهم ، أو قد يوصي بها ولي أمر الزوجة ، حيث إنهم يلزمون أنفسهم بذبح شاة في كل سنة باعتبارها صدقة لله عن الزوجة(28/305)
والأولاد اعتقادا بأنها تحميهم من الحسد والأمراض والمصائب وينذرونها لله ويعملونها كل عام ويسمونها (الرزبة) ، وعند الذبح يذكر عليها اسم الله ، فالبعض من الناس يشك عند تأخيرها بأنها تسبب لهم الأمراض والمصائب ، والبعض الآخر متيقن كل اليقين بأن الأمراض لا يأتي بها إلا الله ، لكنه اتخذ على نفسه نذرا . ما حكم عملهم هذا يا سماحة الشيخ ، وما الواجب عليهم ؟ بارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين .
ج 2 : ذبح شاة كل سنة بعد الزواج باعتقاد أن ذلك يحميهم من الحسد والأمراض والمصائب - عمل محرم واعتقاد باطل ، ولو سمي صدقة فإنه لا يجوز ، وهو وسيلة إلى الشرك ، فيجب تركه والتوبة منه والتوكل على الله وحده بأنه لا يدفع الضر ويجلب الخير إلا هو سبحانه وتعالى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/306)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 11906 )
س 2 : بعض أهل القرى إذا طال بهم القحط أخذوا ثورا أو جملا وساروا به مع مجرى السيل ، ويطلبون من الله الرحمة والغيث لهم(28/306)
بعد ذبح الثور أو الجمل . أفتونا مأجورين .
ج 2 : المشروع للمسلمين إذا تأخر نزول المطر وأجدبت الأرض : أن يؤمروا بالصلاة والصيام والصدقة ، والخروج من المظالم ، وترك التشاحن ، لأن الطاعة سبب للبركات ، والمعاصي سبب للجدب ، وأن يعد الإمام الناس يوما يخرجون فيه لصلاة الاستسقاء ويخرجون متواضعين متبذلين متخشعين متذللين متضرعين ويصلي بهم ركعتين . وأما ذبح الثور أو الجمل في مجرى السيل رجاء نزول الغيث - فهذا من البدع في الدين ، وقد يصل إلى درجة الشرك إذا اعتقدوا ذلك سببا حتميا لنزول المطر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/307)
الفتوى رقم ( 16626 )
س : أفيد فضيلتكم أنني أقوم بالتحضير لنيل شهادة الدكتوراه ، وقد طلب الأستاذ المشرف على الرسالة مني تغطية موضوع هام ألا وهو موقف الإسلام من المحافظة على المواقع والمباني التي لها طابع تاريخي أو معماري مميز . وهل الإسلام يحث على المحافظة على تلك المباني أو المواقع ، وهل يجوز على سبيل(28/307)
المثال المحافظة على موقع أو مبنى شهد أحداثا هامة تاريخية أو دينية ، وهل يجوز تحويله إلى متحف يزوره الناس ؟
ج : لا يجوز تعظيم المباني والبقاع الأثرية ؛ لأن ذلك يؤدي إلى الشرك ، فقد يعتقد العامة فيه البركة ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور والصلاة عندها ؛ لأن ذلك وسيلة من وسائل الشرك ، فالواجب الابتعاد عن هذا العمل وتركه والتحذير منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/308)
رقم ( 21138 )
س : يوجد في مدينة الطائف مسجد يسمى : مسجد الكوع ، يقال : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قابل فيه عداسا عند عودته من الطائف ، ويطلب منا نحن المعلمين - أحيانا - أن نأخذ الطلاب في زيارة إليه لتعريفهم بهذا الأثر ، فهل هذا جائز أم لا ؟ وإذا كان الذهاب إليه غير جائز فما حكم أخذ الطلاب إليه لمجرد تعريفهم به ؟ وما حكم من ذهب إليه ليصلي فيه ركعتين ؟
ج : ما يسمى باسم مسجد القنطرة ، وباسم مسجد الكوع بالطائف : هما مسجدان بدعيان لا أصل لهما ، وليس لهما فضل(28/308)
يخصهما ، ولم يثبت بشأنهما حديث ولا أثر ، وما يدور بين الناس بشأنهما كذب لا أصل له ؟ لهذا فلا يجوز لمسلم التعبد بزيارتهما كالشأن في المساجد المبتدعة ، ولأنه لا يجوز تخصيص مسجد بالزيارة للتعبد فيه إلا المساجد الثلاثة ، وهي : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، والمسجد الأقصى ، ومسجد قباء في المدينة النبوية ، وبه يعلم أنه لا يجوز عمل رحلة طلابية لزيارتهما ، ولما في ذلك من تضليل عقول الناشئة ، والواجب هو صيانة العقائد من البدع والضلالات .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/309)
الثاني من الفتوى رقم ( 11093 )
س 2 : هناك أناس إذا كان الواحد والده متوفى ورآه بالمنام ذبح له ذبيحة ، فهل هذه بدعة ؟
ج 2 : ذبح الذبيحة بسبب رؤية والده في المنام لا أصل له ، بل ذلك من البدع .(28/309)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/310)
الفتن(28/311)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 10511 )
س 2 : أسأل عن حديث وجدته يقول : عن الحسن البصري رحمه الله تعالى قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم ، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه ، ويصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل » (1) إن كان هذا الحديث صحيحا ما هو الذي من العمل يرد المسلم كافرا ، وما هو المخرج من ذلك ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
ج 2 : أخرج مسلم في (صحيحه) والترمذي في (السنن) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا » (2) وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
__________
(1) مسند أحمد (3/453).
(2) أحمد 2 \ 304 ، 372 ، 523 ، ومسلم 1 \ 110 برقم (118) ، والترمذي 4 \ 487 برقم (2195) ، وابن أبي عاصم في (الزهد) (ص 107) برقم (218) ، وأبو يعلى 11 \ 396 برقم (6515) ، وابن حبان 15 \ 96 برقم (6704) ، والبغوي 15 \ 15 برقم (4223) .(28/312)
هذا الحديث ذكره العلماء في أبواب الفتن ، وهي ما يقع في هذه الأمة من الاختلاف والهرج والقتل واستحلال ما حرم الله ورسوله ، والمراد من قوله : « يصبح مؤمنا ويمسي كافرا » (1) إلى قوله : "يبيع دينه بعرض من الدنيا" هو ما فسر به الحسن رحمه الله ، كما في الترمذي قال : يصبح الرجل محرما لدم أخيه وعرضه وماله ، ويمسي مستحلا له ، ويمسي محرما لدم أخيه وعرضه وماله ، ويصبح مستحلا له ، والمخرج من الفتن هو : اللجوء إلى الله واجتناب كل الفرق المتنازعة ، بأن يلزم بيته أو ينتقل إلى موضع آخر بغنمه إن كان له غنم ، أو إلى زرعه إن كان ذا زرع ، وقد أخرج البخاري بسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الإيمان (118) ، سنن الترمذي الفتن (2195) ، مسند أحمد (2/390).
(2) مالك 2 \ 970 ، وأحمد 3 \ 6 ، 30 ، 43 ، 57 ، والبخاري 1 \ 10 ، 4 \ 97 ، 7 \ 188 ، 8 \ 94 ، وأبو داود 4 \ 461 - 462 برقم (4267) ، والنسائي 8 \ 124 برقم (5036) ، وابن ماجه 2 \ 1317 برقم (3980) .(28/313)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 10575 )
س 2 : فقه الحديث والأخذ به بالنسبة لحال المسلمين الآن ، أعني حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري بكتاب الفتن تحت باب حينما لا تكون جماعة .
فما معنى الاعتزال الوارد في الحديث الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم حذيفة رضي الله عنه عندما لا يكون للمسلمين جماعة ولا إمام ؟
ج 2 : الفتن كثيرة ، والمقصود من الاعتزال : اجتناب مثار الفتن وموارد الضلال ، ولا تزال تدعو إلى الحق وتجتهد في العمل به ، فاختر لنفسك أقربها إلى الخير ، وتعاون معها على البر والتقوى رجاء الاستقامة والسلامة من الشر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/314)
الفتوى رقم ( 17320 )
س : « سيكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن نابذهم فقد(28/314)
نجا ، ومن اعتزلهم فقد سلم ، ومن خالطهم فقد هلك » (1) أو كما قال . من فضلكم هل هذا الحديث صحيح ؟ لأننا رأيناه في (صحيح الجامع الصغير وزيادته) ، فقلنا : إنه خالف ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عدة من الصحابة بلغت منزلة المتواتر في عدم الخروج على الإمام ، وأيضا نرى ذلك مذهب أهل السنة وأهل الحديث ، كما أشار الإمام الطحاوي : (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا) . وهل أصبنا أم أخطأنا ؟ وضحوا واكشفوا لنا الحقيقة ، وإن كان الحديث المذكور صحيحا ، فكيف نجمع بينهما ؟
ج : الحديث الذي ذكرته صحيح ، وليس فيه معارضة لمعتقد أهل السنة في السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف ولزوم الجماعة وعدم الخروج عليهم وإن جاروا ، ما لم يحصل منهم كفر بواح ؛ لأن المقصود بالمنابذة في الحديث : الإنكار باللسان ، كما بينه شراح الحديث .
قال المناوي في (شرح الجامع 4 \ 132) : "فمن نابذهم"
__________
(1) رواه بهذا اللفظ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ابن أبي شيبة 15 \ 243 ، والطبراني 11 \ 33 برقم (10973) .(28/315)
يعني : أنكر بلسانه ما لا يوافق الشرع "نجا" من النفاق والمداهنة ، "ومن اعتزلهم" منكرا بقلبه "يسلم" من العقوبة على ترك إنكار المنكر ، "ومن خالطهم" راضيا بفسقهم (هلك) يعني : وقع فيما يوجب الهلاك الأخروي) ا هـ .
وفي (صحيح مسلم ) ما يؤيد هذا المعنى من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن كره فقد برئ ، ومن أنكر فقد سلم ، ولكن من رضي وتابع" قالوا : يا رسول الله ، ألا نقاتلهم ؟ قال : "لا ما صلوا » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) أحمد 6 \ 295 ، 302 ، 305 ، 321 ، ومسلم 3 \ 1480 ، 1481 برقم (1854) ، وأبو داود 5 \ 119 برقم (4760) ، والترمذي 4 \ 529 برقم (2265) .(28/316)
الفتوى رقم ( 16873 )
س : نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية ، وشغلهم(28/316)
الشاغل هو الطعن في العلماء واتهامهم بالابتداع ، وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا ، ويقولون : نحن سلفية . والسؤال يحفظكم الله :
ما هو مفهوم السلفية الصحيح ، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة ؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء .
ج : إذا كان الحال كما ذكر ، فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة وخيارها ، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب والسنة ، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد ، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع والتعاون على الخير ، وجمع كلمة المسلمين على الحق ، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد ، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين ، ورميهم بالظنون الكاذبة ، ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا ، ويضرب بعضهم رقاب بعض ، قال تعالى :(28/317)
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (1) { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (2) { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } (3) ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض » (4) ، والآيات والأحاديث في ذم التفرق وأسبابه كثيرة ؛ ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين وصيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام ، فيحرم هتكها والوقوع فيها ، وتشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء ، ومن عظم نفعه للمسلمين منهم ؛ لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم ، ومنها : أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده ، فقال تعالى :
__________
(1) سورة آل عمران الآية 103
(2) سورة آل عمران الآية 104
(3) سورة آل عمران الآية 105
(4) أحمد 4 \ 358 ، 363 ، 366 ، والبخاري 1 \ 38 ، 5 \ 126 ، 8 \ 36 ، 91 ، ومسلم 1 \ 82 برقم (65) ، والنسائي 7 \ 127 - 128 برقم (4131) ، وابن ماجه 2 \ 1300 برقم (3942) ، والدارمي 2 \ 69 .(28/318)
{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (1) ، والوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا وتزهيدا فيهم- كل ذلك من أعظم الظلم والإثم ، وهو من أسباب الفتن ، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير والهدى ، وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر ؛ لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول ، وهذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء ، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله ، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به . فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه ، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء ، والتوبة إلى الله تعالى من ذلك ، والتخلص من مظالم العباد ، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم ، والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم والدين وصحة الاعتقاد ، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب ، فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر .
__________
(1) سورة آل عمران الآية 18(28/319)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/320)
الفتوى رقم ( 16872 )
س : سماحة الشيخ يدور عندنا في السودان وبين الجماعة السلفية نفسها جدل ولغط حول بعض النقاط ، فالرجاء من سماحتكم توضيحها لنا زادنا الله وإياكم علما وفقها في دينه .
جماعة أنصار السنة المحمدية جماعة معروفة لديكم ، خرج بعض الإخوة عن خط الجماعة وصاروا يهاجمونها ويصفونها بأنها (جماعة من بني جلدتكم يتكلمون بألسنتكم من أجابهم قذفوه في النار) هكذا وصف هؤلاء الإخوة هدانا الله وإياهم طريقه المستقيم هذه الجماعة بهذه الصفة ، اعتمادا على حديث حذيفة بن اليمان (حديث الفتنة) . وأسباب ابتعادهم تتلخص في الآتي :
تسمية الجماعة السلفية في السودان بأنصار السنة المحمدية يعتبرونه بدعة . جماعة أنصار السنة حزب كغيرها من الأحزاب والجماعات الضالة .
سماحة الشيخ هذا الموضوع أحدث انشقاقا في صفوف الدعوة السلفية قد عاق ويعوق مسيرة الدعوة إلى التوحيد في بلد(28/320)
عامة مواطنيه جعلوا الصوفية منهجا لهم ، بل جعلت من ينتمي إلى هذه الجماعة من الشباب يقف موقف المحتار لا يدري مع من الحق ، بل صار التساؤل إذا لم تستطع الدعوة السلفية في السودان تجميع أفرادها القليلين وانشقت على نفسها ، فكيف ستجمع المسلمين في أنحاء العالم ؟ مع اليقين التام إن شاء الله بأن الله سيظهر الحق ويدمر الباطل وأعداء الدين .
ج : جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر ثم السودان جماعة إسلامية سنية سلفية ، تدعو إلى الله على منهاج النبوة في التوحيد ، والتعبد والسلوك ، وتعتقد الولاء والبراء على الكتاب والسنة ، هذا ما هو معروف عندها - ولله الحمد - فهي تمثل جماعة المسلمين الحقة في وسط هذه المجتمعات التي تعج بأنواع الفرق والنحل ، وقد نفع الله بهم خلقا كثيرا من العلماء وطلبة العلم وعامة الناس ، وهذا الاسم ( جماعة أنصار السنة المحمدية ) إنما صار لتتميز به أمام الجماعات والفرق التي داخلتها البدع والأهواء المضلة ، وعقد الولاء والبراء ليس على هذا الاسم ، وإنما هو على الكتاب والسنة والحب في الله والبغض في الله .
ولهذا فلا يجوز تفرقهم ، ولا تفريق كلمتهم ، ومن سعى في هذا أو رماهم بالتحزب المقيت فقد اعتدى عليهم وظلم نفسه ،(28/321)
وهذا من الفتون في صدع الصف وتفريق جماعة المسلمين التي تترسم هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ونوصيكم وأنفسنا بتقوى الله في السر والعلن ، وعدم الالتفات إلى من يريد تفريق الكلمة ، والحرص على التزود من العلم النافع ونشره بين الناس ، وبخاصة توحيد الله سبحانه وتعالى في عبادته وفي أسمائه وصفاته ، والتحذير من الشرك والطرق المضلة . ثبتنا الله وإياكم على الإسلام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/322)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18072 )
س 1 : ما المقصود بإسناد الأمر إلى غير أهله ، الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه من علامات الساعة ، وهل هو خاص في الأمور الدينية أو الدينية والدنيوية على حد سواء ؟
ج 1 : المقصود بإسناد الأمر في الحديث هو : إسناد الأمر مما يتعلق بالمسلمين في أمور دينهم ودنياهم إلى غير المؤهل لذلك الأمر ؛ لأن المسؤولية أمانة ، وإسنادها إلى غير أهلها خيانة ؛ لأنه(28/322)
يترتب على ذلك إفساد الأمور وتضييع الحقوق ، وقد قال تعالى : { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (1) ، فلا بد من القوة في التنفيذ والأمانة في الأداء .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة القصص الآية 26(28/323)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18060 )
س 2 : والدتي مرضت مرضا شديدا ، وكانت في غيبوبة في المستشفى ، وعندما أفاقت وجدت نفسها لا تتحرك ، فقد جاءها شلل نصفي ، فبكت بكاء شديدا وقالت : يا رب إني لا أريد أن أعيش بهذه الحالة وطلبت من ربها الموت . وبعد يوم رجعت إلى البيت وتوفيت في صباح اليوم التالي . فهل على أمي إثم فيما قالت بأنها طلبت الموت من ربها ؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا .
ج 2 : تمني الموت لا يجوز ، إلا إذا خاف الإنسان الفتنة في دينه ، قال صلى الله عليه وسلم : « لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، وإن كان(28/323)
لا بد فاعلا فليقل : اللهم أحيني ما دامت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي » (1) ، وورد في هذا أحاديث . وما فعلت أمك غير جائز ، ولكن لعلها تعذر بالجهل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري المرضى (5671) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2680) ، سنن الترمذي الجنائز (971) ، سنن النسائي الجنائز (1822) ، سنن أبي داود الجنائز (3108) ، سنن ابن ماجه الزهد (4265) ، مسند أحمد (3/281).(28/324)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 16371 )
س 4 : ينتابني كثيرا ضيق شديد من الحياة ومن ابتعاد المسلمين عن دينهم ، وأقول مرات عديدة : ليتني لم أولد ، وأدعو الله أن يرحمني من العذاب ، فكيف أخرج من حالة الضيق ؟
ج 4 : لا يجوز للإنسان أن يقول : ليتني لم أخلق ، وإذا أصابه شيء يكرهه فعليه الصبر والاحتساب ، والقول كما قال الصابرون : { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } (1) ، ويشرع أيضا عند ذلك أن يقول : قدر الله وما شاء فعل ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، فإن أصابك شيء فلا تقل : لو
__________
(1) سورة البقرة الآية 156(28/324)
أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان » (1) أخرجه مسلم في صحيحه) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم القدر (2664) ، سنن ابن ماجه المقدمة (79) ، مسند أحمد (2/370).(28/325)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16596 )
س 2 : ما هي سبل تقوية الإيمان في الفتن المتراكمة (التلفزة ، الشارع ، المجتمع الغربي) ؟
ج 2 : سبل تقوية الإيمان كثيرة من المحافظة على الطاعات ، والابتعاد عن المحرمات ، ومجالسة الصالحين ، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم وتدبره ، وقراءة السنة النبوية ، وملازمة ذكر الله عز وجل ، واللهج بالدعاء ، والافتقار إلى الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/325)
الأول من الفتوى رقم ( 17549 )
س 1 : نحن شباب أهل سنة والحمد لله ، وتواجهنا بعض الصعوبات مع الآباء في تطبيق السنة ، وكثير من الشباب لا(28/325)
يستطيع أن يطبق السنة خوفا من والده . فما هو العمل في ذلك ؟
ج 1 : عليكم بالتمسك بالسنة وتعلم العلم النافع والصبر على ما ينالكم من الأذى في سبيل الله ، وادعوا والديكم وغيرهما إلى السنة ، لعل الله أن يهدي على أيديكم من يشاء . قال صلى الله عليه وسلم : « لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري المغازي (4210) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2406) ، سنن أبي داود العلم (3661) ، مسند أحمد (5/333).(28/326)
الفتوى رقم ( 14833 )
س : سبق أن بعثت لفضيلتكم سؤالا وجزاكم الله خيرا لحسن اهتمامكم بالإسلام والمسلمين ، وكان أول خطابي أني التزمت بالحق بعدما كنت أداوم على المعاصي ، ولكن وقفت لي عقبات في هذا الالتزام ، وجدت أول من يقف أمامي هو أبي ، وكان من المفروض أن أبي أول من يساعدني على البعد عن المعاصي ، ولكن أبي لا يعجبه أمري إذا كنت في الالتزام أو في المعاصي ، قلت له : ماذا تريد أن أفعل إذا كان هذا لا يرضيك ؟ قال لي : أن تحلق اللحية ولا تختلط بالإخوة الذين هم في بلدنا أبدا. . لماذا يا أبي هذا ؟ قال : هذا المجتمع الذي نعيش فيه ينفرهم(28/326)
ولا يرضى بهم . قلت : ما لنا داع بالمجتمع إننا لا نرجو إلا الحياة الآخرة التي فيها كل تكريم لكل عبد مؤمن ، ولا نريد من الدنيا إلا العيش فيما يرضي الله . قال : يا ابني إنهم مشبوهون ، إنني أراك على حق وهم على حق ، ولكن المجتمع لا يرضى عنهم ، إنني لا أمنعك من الجلوس في المسجد الذي يجاورنا ، ولكن اللحية أهم شيء ثم أن لا تذهب إلى دروسهم في العلم ولا تخالطهم ، وإن اعتكفت طول عمرك في المسجد الذي بجوارنا لا أمانع أبدا بشرط حلق اللحية ، ثم خذ كتبك الدينية والمدرسية واجلس في المسجد الذي بجوارنا ، ولا تتركه أبدا وأنا أرضى عليك في هذه الحال ، وإنما إن كنت في هذا الحال فأنا لا أرضى عليك أبدا . قلت له : أرضى بما يلقيه علي المجتمع . قال : إنها شيء مشين في حق إخوانك . مع العلم أن إخواني بذلت كل ما في جهدي على أن أجعلهم من المصلين فأبوا ، فكيف يكون هذا مشين في حقهم إذا كانوا مفرطين في طاعة الله ، ولا يقبلون على المساجد أبدا ؟ وإني خيرت بين طاعة والدي وطاعة الرسول وقلت : إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . وإني قلت : أعطني مهلة خمسة عشر يوما أستفسر في الأمر . مع أنني أعلم أنه لا يجب أن أطيع مخلوقا في معصية الخالق . أرجو من فضيلتكم إفادتنا .(28/327)
ج : نحمد الله الذي هداك ، ونسأله لك الثبات على الدين وحسن الاستقامة إنه سميع مجيب ، وعليك بر والديك ومعاملتهما المعاملة الحسنة ، وعدم رفع الصوت عليهما ، ومحاولة خدمتهما فيما يحتاجان إليه . وأما ما يأمرك به والدك من حلق لحيتك فلا يجوز لك ذلك ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى » (1) متفق عليه ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : « على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، وإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة » (2) متفق عليه . وأما تخوف والدك عليك من كلام الناس وازدرائهم لك إذا التزمت بالدين وجالست الصالحين ، فأخبره بأن هذا الدين جعله الله امتحانا للناس ، ليفوز من صبر وصابر برضاء الله وجنته ، وقد أوذي أشرف الخلق وسيدهم وأحبهم إلى الله محمد صلى الله عليه وسلم فعيروه بالجنون وبالسحر ، ووضعوا عليه سلا الناقة ، ورجموه بالحجارة ، وضربوا أصحابه وعذبوا بعضهم ومات بعضهم تحت التعذيب ، وصبروا على دين الله ، وفي كل يوم يدخل شخص جديد الإسلام ، حتى قوي المسلمون وانتشر دين الله وأعزنا الله بهذا الدين . وهكذا في هذا الزمن الذي أصبح الدين غريبا ، وأصبح المتدينون مطاردين ومشردين تلصق بهم جميع التهم ، فإنهم بصبرهم والتزامهم بهذا الدين ومصابرتهم على الأذى والاستهزاء والسخرية يعز الله بهم
__________
(1) صحيح البخاري اللباس (5893) ، صحيح مسلم الطهارة (259) ، سنن الترمذي الأدب (2763) ، سنن النسائي الزينة (5226) ، سنن أبي داود الترجل (4199) ، مسند أحمد (2/16) ، موطأ مالك الجامع (1764).
(2) صحيح البخاري الأحكام (7144) ، صحيح مسلم الإمارة (1839) ، سنن الترمذي الجهاد (1707) ، سنن النسائي البيعة (4206) ، سنن أبي داود الجهاد (2626) ، سنن ابن ماجه الجهاد (2864) ، مسند أحمد (2/142).(28/328)
هذا الدين ، ففي كل يوم نرى من يلتزم بهذا الدين ، ويرجع إليه من كبار القوم وصغارهم ، قال تعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } (1) ، وقال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة هود الآية 49
(2) سورة آل عمران الآية 200(28/329)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18449 )
س 1 : ما مدى صحة هذا القول : في آخر الزمان يتكلم الحديد ويقرب البعيد ويحكم العبيد أو قال ويتحرر العبيد . هل هو حديث ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أم أنه من أقوال الناس ؟
ج 1 : لا نعلم ثبوت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي ورد في هذا ما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يتقارب الزمان وينقص العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح(28/329)
ويكثر الهرج قيل : يا رسول الله : أيما هو ؟ قال : القتل القتل » (1) وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) أحمد 2 \ 233 ، 257 ، 261 ، 313 ، 428 ، 457 ، 481 ، 519 ، 525 ، 530 ، والبخاري 1 \ 29 ، 2 \ 22 ، 7 \ 82 ، 8 \ 89 ، ومسلم 4 \ 2057 وأبو داود 4 \ 454 برقم (4255) ، وابن ماجه 2 \ 1345 برقم (4052) .(28/330)
أشراط الساعة(28/331)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18645 )
س 1 : يأجوج ومأجوج هل هم من بني آدم ؟
ج 1 : يأجوج ومأجوج طائفتان عظيمتان من ذرية آدم عليه السلام ، تخرجان في آخر الزمان وتعيثان في الأرض فسادا ، فيهلكهم الله أجمعين في ليلة واحدة ، وذلك في أيام نزول عيسى ابن مريم عليه السلام ، وخروجهم هذا معدود من أشراط الساعة ، كما جاء في القرآن والسنة الصحيحة ، وخروجهم أيضا من أشراطها الكبار ، والدليل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام أحاديث ، منها : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم! يقول : لبيك ربنا وسعديك . فينادى بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار . قال : يا رب وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف (أراه قال:) تسعمائة وتسعة وتسعين . فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ، ومنكم واحد » (1) الحديث . متفق عليه ، وهذا لفظ البخاري .
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7483) ، صحيح مسلم الإيمان (222) ، مسند أحمد (3/33).(28/333)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/334)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17521 )
س 2 : ما حكم ابن صائد ، وهل هو المسيح الدجال ، ولماذا لم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هل هو المسيح أم لا ؟
ج 2 : عبد الله بن صياد ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وظن بعض الصحابة أنه الدجال ، وتوقف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال ، لكنه من جنس الكهان ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : « لقد خبأت لك خبأ" قال : الدخ ، وكان خبأ له سورة الدخان . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اخسأ فلن تعدو قدرك » (1) يعني : إنما أنت من إخوان الكهان ، والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبرهم بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع ، وكانوا يخلطون
__________
(1) رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : أحمد 2 \ 148 ، والبخاري 2 \ 96 ، 4 \ 32 ، 7 \ 113 ، ومسلم 4 \ 2244 برقم (2930) ، وأبو داود 4 \ 505 برقم (4329) ، والترمذي 4 \ 519 برقم (2249) .(28/334)
الصدق بالكذب كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب ، فتذكر الأمر قضي في السماء ، فتسترق الشياطين السمع ، فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) رواه - بهذا اللفظ - من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : البخاري 4 \ 79 ، 94 ، وابن جرير الطبري في (التفسير) (تفسير سورة الصافات) ، آية (لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ) 19 \ 504 (ط : دار هجر) ، والبغوي في (التفسير) تفسير سورة الحجر ، آية (إلا من استرق السمع ) 4 \ 373 (ط : دار طيبة) ، والطبراني في (الأوسط) 9 \ 371 برقم (8798) (ت : الطحان) .(28/335)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19926 )
س 2 : هل الجساسة التي وردت في حديث ( تميم الداري ) هي الدابة التي هي من علامات الساعة الكبرى ؟ وما الذي ستفعله هذه الدابة حين تخرج ؟ وهل هي تؤذي أم لا ؟(28/335)
ج 2 : الجساسة التي ورد ذكرها في حديث تميم الداري رضي الله عنه غير الدابة التي يخرجها الله من الأرض ، في آخر الزمان من علامات الساعة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/336)
توحيد الأسماء والصفات(28/337)
الفتوى رقم ( 12763 )
س : يقال : إن لكل اسم من أسماء الله الحسنى خادما يخدم من يواظب على ذكر هذا الاسم بعدد معين . فهل هذا صحيح رغم عدم ورود أي حديث أو آية لذلك ؟
ج : ما يقال من وجود خادم لكل اسم من أسماء الله الحسنى غير صحيح ولا أصل له .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/338)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17324 )
س 3 : في أسماء الله تعالى وصفاته هل يجوز تفصيلها للعوام ، أم يطلب منهم الإيمان بها عموما ، كأن نقول لهم نؤمن بأسماء الله وصفاته من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف ، وما المراد بقول علي رضي الله عنه : « حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله » (1) ؟
ج 3 : أسماء الله تعالى وصفاته يجب بيانها للناس ، وتعليمهم إياها ، لأنها مبينة في الكتاب والسنة ، مع وجوب الإيمان بها وإثبات
__________
(1) صحيح البخاري العلم (127).(28/338)
معانيها لله على الوجه اللائق بجلاله سبحانه من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ؛ لقول الله سبحانه : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } (1) { اللَّهُ الصَّمَدُ } (2) { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } (3) { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (4) ، وقوله عز وجل : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (5) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الإخلاص الآية 1
(2) سورة الإخلاص الآية 2
(3) سورة الإخلاص الآية 3
(4) سورة الإخلاص الآية 4
(5) سورة الشورى الآية 11(28/339)
الفتوى رقم ( 15900 )
س : هل الخليفة والصاحب من أسماء الله الحسنى ؟
ج : ليس الخليفة ولا الصاحب من أسماء الله سبحانه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : « اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل » (1) من
__________
(1) رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : أحمد 2 \ 144 ، 155 ، ومسلم 2 \ 978 برقم (1342) ، وأبو داود 3 \ 75 برقم (2599) ، والترمذي 5 \ 501-502 برقم (3447) ، والنسائي في (الكبرى) 9 \ 202-203 ، 10 \ 245 - 246 برقم (10306 ، 11402) (ط : مؤسسة الرسالة) ، وابن خزيمة 4 \ 141 برقم (2542) ، والبيهقي 5 \ 252 .(28/339)
باب الإخبار لا من باب التسمية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/340)
الفتوى رقم ( 16050 )
س : هل يجوز أن ندعو أحدا من عباد الله بـ (رحمن أو رحيم أو جبار ) بدون تعريف باللام ؟
ج : يجوز أن يسمى الإنسان بالاسم الموافق لاسم الله الذي لا يختص به مثل الملك ، وفى القرآن : { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ } (1) ، ومثل عليم وحليم ، قال تعالى : { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ } (2) ، وقال سبحانه : { وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ } (3) ، ومثل رؤوف رحيم ، قال تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (4) . مع العلم بوجود الفرق بين أسماء الخالق
__________
(1) سورة يوسف الآية 50
(2) سورة الصافات الآية 101
(3) سورة الذاريات الآية 28
(4) سورة التوبة الآية 128(28/340)
وأسماء المخلوقين ، فالله سبحانه لا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ، قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الشورى الآية 11(28/341)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 16863 )
س 5 : نسي الإمام أن يقول : سمع الله لمن حمده ، وقال بدلا منه : (الله أكبر) . فهل عليه سجود السهو ؟ وأرفق لسماحتكم كتابين لبيان حالهما .
ج5 : التسميع في الصلاة وهو قول : (سمع الله لمن حمده) من واجبات الصلاة ، لمداومة النبي صلى الله عليه وسلم على فعله ، فإذا تركه إمام أو منفرد نسيانا وجب عليه السجود للسهو جبرانا لما نقص .
أما عن الكتابين المرفقين ، وهما : (التخميسية المنظومة لأسماء الله الحسنى) ، وكتاب (وسيلة الشافي) فنخبركم أنه بدراسة(28/341)
الكتابين المذكورين تبين ما يلي :
أولا : (التخميسية المنظومة لأسماء الله الحسنى) هي منظومة رقيقة ، لكن فيها ألفاظ مجملة وتوسلات مبتدعة وإطلاقات ممتنعة ، فمنها قوله ص 4 : (تقدست يا من تمم الخلق جاهه) فهذا فيه خطر بنسبة النقص إلى الله ، تعالى عن هذا علوا كبيرا .
وقوله ص 6 : (فادع الكريم وقل : يا هو) في هذا دعاء الله تعالى بالضمير (هو) وليس من أسماء الله تعالى ، فلا يطلق على الله : (هو) ولا (الهوه) ؛ لأن أسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية .
وقوله (ص 20) : (بجودك يا من يفرج الضيق سرعة ، وبالأنبياء ثم الملائكة جملة) إلى قوله (ص 22) : (بكل توسلنا إلى جودك الذي) التوسل بذوات المخلوقين أو جاههم أو حقهم من الأنبياء والصالحين وغيرهم كل هذا محدث في الدين لا يجوز ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
وفي هذه المنظومة أشياء غير ذلك ، كما في (ص 5 ، 8) وغيرهما .(28/342)
وعليه فلا يجوز طبع هذه المنظومة وتداولها أو الاشتغال بقراءتها ؛ لما فيها من المحاذير الشرعية المذكورة .
ثانيا : أما الكتاب الثاني (وسيلة الشافي) ويليه دعاء ختم القرآن الكريم وخطبة النكاح) . فبالنسبة لكتاب (وسيلة الشافي) للنبهاني ظهر عليه ملاحظتان :
الأولى (ص 3) : (وحبذا محمد هادينا) فإن نبينا ورسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم قد هدانا الله به ، ففي هذا نوع إجمال .
الثانية : (ص 15 ، 16) : (اللهم اغفر لي ولعبدك المذنب الضعيف يوسف بن إسماعيل النبهاني مؤلف هذا الكتاب ، وأدخلني وإياه الجنة من غير سابقة عذاب ، وأوصل إلى روحه ثواب هذه الفاتحة . وبعد قراءتها يقول.. . إلخ) لا تشرع قراءة القرآن للموتى وإهداء ثوابها لهم لعدم الدليل على ذلك ، والنبهاني المتوفى سنة (1350 هـ) لديه طوام في الاعتقاد ، وعنده غلو وإسراف ومجالدة على بدع وشركيات في مؤلفات له أخرى حذر منها العلماء ، وقد رد عليه أهل العلم ، منهم الشيخ محمود شكري الآلوسي - رحمه الله - في كتابه : (غاية الأماني في الرد على النبهاني ) . فعلى المسلم أن يحتاط لدينه ، وأن(28/343)
يجتنب مؤلفات هذا وأمثاله ، لما فيها من الشرور العظيمة من الشرك والوثنية والتعلق بالأموات ، وكل هذا هدم لأصل الدين وأساس التوحيد ، وأما ما جاء في آخرها من (دعاء ختم القرآن الكريم وخطبة النكاح) ففيهما توسلات وبدع ، وحديث موضوع وهو : (ركعتان من متزوج خير من سبعين ركعة من عزب) وفيما ورد في السنة الخير العظيم والفضل العميم ، وتطلب في كتب العلماء المعتبرين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/344)
الفتوى رقم ( 14674 )
س : يوجد عندنا أحذية من تايوان ، بها مضلعات بارزة ، مكتوبة كلمة (الله) لفظ الجلالة ، لكن بطريقة ماكرة . كيف يتصرف من ابتلي بشرائها دون علمه ، هل يمتنع من استعمالها أم يطمس تلك المضلعات ؟
ج : لا يجوز استعمال الأحذية المذكورة حتى تزال المضلعات المكتوبة للفظ الجلالة ؛ لأن في ذلك امتهانا لاسم الجلالة .(28/344)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/345)
الفتوى رقم ( 15647 )
س : إن اسمي الحقيقي الذي أسماني إياه والدي هو باجد ، ومن ثم حصل خطأ في الإضافة ، وكتب بادي بدلا من باجد ، واستمر اسمي الآن بادي ، والبادي بكل شيء هو الله سبحانه وتعالى ، والآن أرغب تعديل اسمي ، وأسرتي يرغبون تعديله إلى اسمي الأول وهو باجد ، وأنا أرغب إلى تعديل اسمي إلى عبد الخالق ، والبعض يرغب في بقاء اسمي على اسمي الحالي وهو بادي . آمل من سماحتكم إفادتي عن أفضل هذه الأسماء ، ومن أطيع منهم ، وما رأي سماحتكم في اسمي الحالي وهو بادي ؟ ونرجو العفو والمغفرة من الله وجزاكم الله خيرا .
ج : لا بأس بتغيير الاسم إلى ما هو أحسن منه ، لكن إذا كان بعض الأهل يعارضون ، والاسم الذي يراد تغييره ليس هو من الأسماء المكروهة شرعا - فالأحسن عدم تغييره منعا للنزاع ، والاسم المذكور وهو بادي ليس هو من الأسماء المكروهة شرعا ، فلا داعي لتغييره . وقولك : إن البادي بكل شيء هو الله . إذا كنت تقصد أن هذا من(28/345)
أسماء الله فهذا قول خطأ ؛ لأن البادي ليس من أسماء الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/346)
الفتوى رقم ( 12800 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من مدير إدارة الترحيل وتعقيب المتخلفين بالرياض ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (1898) وتاريخ 14 \ 4 \ 1410 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
يوجد شركة مسماها شركة عزيز للمقاولات والتجارة . ونأمل من سعادتكم التكرم وإفادتنا هل أن هذه الشركة تدخل من ضمن أسماء الله عز وجل أم لا ؟ نأمل من سماحتكم إفادتنا عن ذاك ليتم إكمال اللازم من قبلنا . ولكم خالص تحياتي .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
لا حرج في هذه التسمية ؛ لأن كلمة (عزيز) ليست مختصة(28/346)
بالله سبحانه وتعالى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/347)
الفتوى رقم ( 14727 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من فضيلة رئيس هيئة مدينة الرياض ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (431 \ 2) وتاريخ 20 \ 4 \ 1412هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
نرفق لسماحتكم بطيه بلاطة تحمل اسم صاحب المصنع ، وهو اسم (النافع) ، وربما أن هذا الاسم صفة من صفات الله جل وعلا . فإننا نأمل التكرم بإحالتها إلى اللجنة المختصة ، وإفادتنا بما يتم . والله يحفظكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج : لا حرج في ذلك ؛ لأن هذا اللفظ ليس من أسماء الله المختصة به بمفرده ، وإنما يوصف سبحانه بأنه النافع الضار .(28/347)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/348)
الفتوى رقم ( 17118 )
س : في بعض مساجد هنا في ولاية بشار ، يقرأ اسم من أسماء الله الحسنى ألا وهو اسم (اللطيف) من كل جمعة ، وذلك بعد انتهاء درس الجمعة ، أي : قبل أذان الجمعة والخطبتين 129 مرة ، وقد سألت الإمام فقال لي : ليرفع الله سبحانه وتعالى غضبه عنا . إذا ما هو قولكم وتوضيحكم لهذا الأمر ؟
ج : تكرار قراءة اسم الله تعالى (اللطيف) 129 مرة قبل أذان الجمعة ، ليس من هدي النبي ، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم ، ولا من هدي سلف هذه الأمة ، بل ذلك من البدع المحدثة في الدين ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » (1) أي : مردود على صاحبه . وأما التحلق للدرس قبل أذان الجمعة والخطبتين فمنهي عنه ؛ لما روى النسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده « أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
__________
(1) صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256).(28/348)
التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن النسائي (المجتبى) 2 \ 47 - 48 برقم (714) .(28/349)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18370 )
س 1 : جاء في كتاب (سمير المؤمنين في المواعظ والحكم والقصص) ، لمؤلفه محمد الحجار ص 171 ، 172 ، الطبعة الخامسة لسنة 1406 هـ ، دار النفيس ما نصه : (وأن لله تعالى عشرين صفة ثبتت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وقسمها علماء التوحيد إلى أربعة أقسام :
1- صفة نفسية ، وهي : الوجود .
2- وصفات سلبية ، وهي : الوحدانية ، والقدم ، والبقاء ، والقيام بالنفس ، ومخالفته للحوادث .
3- وصفات المعاني ، وهي : العلم ، والإرادة ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والكلام ، والحياة .(28/349)
4- وصفات معنوية ، وهي : كونه تعالى عالما ، مريدا ، قادرا ، سميعا ، بصيرا ، متكلما وحيا . ا هـ .
والسؤال : هل صحيح أن عدد صفات الله محدودة في عشرين صفة ؟ وهذا التقسيم صحيح وثابت بالكتاب والسنة والإجماع ؟
ج 1 : حصر صفات الرب بعشرين صفة أو غيرها من الأعداد غير صحيح ؛ لأن صفات الله سبحانه كثيرة لا يعلمها إلا هو ، وكلها صفات كمال ، وكل ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله في سنته - وجب إثباته واعتقاده ، وهي تنقسم إلى صفات ذات كالوجه واليدين والسمع والبصر ، وصفات أفعال كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر والكلام والخلق والرزق والإحياء والإماتة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/350)
الفتوى رقم ( 19110 )
س : تكثر الأسئلة التي تردنا عن إحصاء أسماء الله الحسنى ، خاصة ما ورد من سردها في بعض ألفاظ حديث أبي هريرة رضي(28/350)
الله عنه ، من طريق الوليد بن مسلم وعبد العزيز بن الحصين وغيرهما ، وهل يصح الجزم بتلك الأسماء أنها من أسمائه تعالى ، وأكثرها إشكالا ما يلي : (الأبد ، البديع ، الباقي ، الباعث ، البار ، البرهان ، الجليل ، الحنان ، الدائم ، الرفيع ، الشديد ، الرشيد ، الصادق ، الصبور ، العدل ، العلام ، الفاطر ، الفرد ، القديم ، الكافي ، الكفيل ، المغني ، المحصي ، المنتقم ، المبدي ، المعيد ، المغيث ، المحيي ، المميت ، المالك ، المدبر ، النور ، الوالي ، الوفي ، الواقي ، الخافض ، الرافع ، المعطي ، المانع ، النافع ، المعز ، المذل) وهذه الأسماء توجد في كثير من الكتب ، وتتردد على كثير من الألسنة ، بل وتطبع على بطاقات صغيرة يقرؤها بعض الناس دبر الصلوات .
فآمل من سماحتكم إفادتنا بما يكون شافيا كافيا في بيان الحق في هذه الأسماء ، وهل يجوز التعبيد بها ، كعبد الباقي وعبد الدائم وعبد البديع وعبد الجليل ونحوها ؟ وجزاكم الله خيرا .
ج : أسماء الله سبحانه وتعالى كلها حسنى ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : « أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة » (1) ، ومعنى إحصائها : معرفتها ومعرفة معانيها والإيمان بها والتعبد لله بمقتضاها ، ولم يصح في تعيينها حديث . وبناء على ذلك فإنها تؤخذ من القرآن الكريم ومما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث ؛ لأنها
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7392) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3508) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3861) ، مسند أحمد (2/516).(28/351)
توقيفية فلا يثبت منها شيء إلا بدليل صحيح من الكتاب والسنة الصحيحة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/352)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19930 )
س : ما معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : « إن لله تسعة وتسعين اسما ، مائة إلا واحدا » (1) هل أنه في الحديث الشريف حفظ أسماء الله أم حفظها والعمل بها ؟
ج 1 : أولا : ليس معنى الحصر المذكور في الحديث أنه ليس لله غير هذه التسعة والتسعين ، وإنما المقصود : أن من أحصى هذه الأسماء دخل الجنة ، فالمراد : الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء .
ثانيا : معنى الإحصاء في الحديث هو : حفظ الأسماء وفهم معانيها والتعبد لله بها .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7392) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3508) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3861) ، مسند أحمد (2/516).(28/352)
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ( 20961 )
س 1 : هل الفرد اسم من أسماء الله تعالى ؟
ج 1 : أسماء الله تعالى توقيفية ، و (الفرد) لم يرد في القرآن ولم يثبت في السنة ، وعليه لا يسمى الله تعالى به ، وإنما يخبر عنه به فقط .(28/353)
س 2 : هل رضوان خازن الجنة وأين ورد اسمه ؟
ج 2 : المشهور عند العلماء : أن اسم خازن الجنة رضوان ، وجاء ذكره في بعض الأحاديث التي في ثبوتها نظر . والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/353)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18362 )
س 1 : سأل النبي صلى الله عليه وسلم جارية : "أين الله؟" فقالت : في السماء .
هل هذا الحديث صحيح أو ضعيف ، وما الحكم في السؤال عن مكان الله ، وأرجو الإثبات لي بسند من القرآن أو حديث عن هذا السؤال ؟
ج 1 : حديث سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الجارية : « أين الله؟" فقالت : في السماء . فقال : "من أنا" قالت : أنت رسول الله . قال : "أعتقها(28/353)
فإنها مؤمنة » (1) حديث صحيح رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه .
وهذا الحديث وغيره مما هو في معناه من أدلة الكتاب والسنة يدل على إثبات صفة العلو لله تعالى ، وأنه سبحانه في السماء ، كما قال تعالى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } (2) الآية . ومعنى في السماء العلو ، وأنه سبحانه فوق كل شيء وفوق العرش الذي هو سقف المخلوقات ، كما قال الله سبحانه : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (3) ، وقال سبحانه : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (4) .
أما اكتفاؤه صلى الله عليه وسلم من الجارية بذلك للحكم بإيمانها فهو دليل على أن أمر الإيمان والشهادة به يجري على الظاهر ، فالنبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن تلك الأمة بالإيمان الظاهر الذي علقت به الأحكام الظاهرة ، وذلك ما لم يحدث من جرى ظاهره على الإيمان حدثا يوجب خروجه من مسماه .
__________
(1) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن النسائي السهو (1218) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3282) ، مسند أحمد (5/449) ، موطأ مالك العتق والولاء (1511).
(2) سورة الملك الآية 16
(3) سورة طه الآية 5
(4) سورة الأعراف الآية 54(28/354)
ولذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أجرى أمر المنافقين على ظاهرهم ، فكان يحكم فيهم حكمه في سائر المؤمنين ، ولو حضرت جنازة أحدهم صلى عليها ولم يكن منهيا من الصلاة إلا على من علم نفاقه وإلا لزم أن ينقب على قلوب الناس ويعلم سرائرهم ، وهذا لا يقدر عليه بشر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/355)
الفتوى رقم ( 21164 )
س : نرجو منكم بيانا مفصلا حول ما كتبه خالد مهيوب في جريدة أخبار الخليج ، العدد (7889) ، في يوم الجمعة الموافق 29 \ 10 \ 1999 م ، بعنوان : تنزيه الله تعالى عن أضداد هذه الصفات وعن سائر النقائص ، حيث بدر منه في هذا المقال الطعن في عقيدة السلف وبالأخص شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله ، حيث رماهما بالتجسيم .
ج : الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه ، إثباتا من غير تشبيه ولا تكييف ، ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من مشابهة المخلوقين تنزيها بلا تحريف ولا تعطيل على حد قوله(28/355)
سبحانه : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (1) . فأثبت لنفسه السمع والبصر ، ونفى عنه مشابهة المخلوقين . وأما لفظ التجسيم والجوارح والأعضاء والتميز فهي ألفاظ محدثة لم يرد في الكتاب والسنة نفيها ولا إثباتها ، وأما الجهة فأهل السنة والجماعة مجمعون على أن الله سبحانه في جهة العلو فوق مخلوقاته ، مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، كما دلت على ذلك أدلة الكتاب والسنة ، ومن نفى ذلك فهو كافر بالله عز وجل . هذا هو مذهب السلف الصالح وقد سار على نهجهم أئمة الهدى كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة الشورى الآية 11(28/356)
تأويل الصفات
الفتوى رقم ( 13683 )
س : هل يجوز أن تؤول كلمة (استواء) بمعنى استقامة أم لا ؟
ج : عقيدة أهل السنة والجماعة في توحيد الأسماء والصفات :
أنهم يؤمنون بما جاء في كتاب الله عز وجل ، وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من غير تأويل ولا تمثيل ، ومن غير تحريف ولا تعطيل ، فيصفون الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد وصف الله سبحانه نفسه في عدة مواضع من القرآن الكريم بأنه مستو على عرشه ، وهو استواء يليق بجلاله ، فقال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (1) ، وقال تعالى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (2) ، وقال : { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا } (3) .
__________
(1) سورة طه الآية 5
(2) سورة الحديد الآية 4
(3) سورة الفرقان الآية 59(28/357)
وقد سئل إمام أهل السنة مالك بن أنس عن كيفية الاستواء فقال : (الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معلوم ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة) .
فيجب على المسلم أن يتبع سلف هذه الأمة ، ويؤمن بما جاء في كتاب الله تعالى من الصفات على مراد الله سبحانه ، وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصفات لله تعالى على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز أن يوصف استواء الله على عرشه بأنه استقامة أو استيلاء ونحو ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/358)
الفتوى رقم ( 11865 )
س 1 : صفات الذات التي وردت في الكتاب والسنة . هل تعني الواحدة منها معنى واحدا في كل النصوص التي وردت بها ، أم أن لكل سياق معناه الخاص به . يرجى تزويدنا بما تعنيه صفات الذات الآتية في السياق الخاص بها :(28/358)
أ- اليد : ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية : { قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } (1) ، { قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ } (2) ، « يد الله مع الجماعة » (3) ، وفي حديث آخر "يد الله مع الجماعة" ، وفي آية كريمة { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } (4) ، وما المراد بجمع اليدين في قوله (بأيد) .
ب- العين : ما المراد بها في كل نص من النصوص الآتية : { وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا } (5) ، { وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } (6) ، { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } (7) . وما الدليل على أن لله تعالى عينين ؟
ج- الوجه : ما المراد بالوجه في كل نص من النصوص الآتية : { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } (8) ، { وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ } (9)
__________
(1) سورة المؤمنون الآية 88
(2) سورة آل عمران الآية 73
(3) سنن الترمذي الفتن (2167).
(4) سورة الفتح الآية 10
(5) سورة هود الآية 37
(6) سورة الطور الآية 48
(7) سورة طه الآية 39
(8) سورة البقرة الآية 115
(9) سورة البقرة الآية 272(28/359)
{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ } (1) ، { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } (2) .
من المفيد أن تتضمن الإجابة عن هذه الأسئلة مراجع نرجع إليها لمزيد العلم المفيد .
ج 1 : أ- كلمة (يد) في النصوص المذكورة في فقرة (أ) يراد بها معنى واحد هو : إثبات صفة اليد لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله دون تشبيه ولا تمثيل لها بيد المخلوقين ، ودون تحريف لها ولا تعطيل ، فكما أن لله تعالى ذاتا حقيقية لا تشبه ذوات العباد ، فصفاته لا تشبه صفاتهم ، وقد وردت نصوص أخرى كثيرة تؤيد هذه النصوص في إثبات صفة اليد لله ، مفردة ومثناة ومجموعة ، فيجب الإيمان بها على الحقيقة ، مع التفويض في كيفيتها ، عملا بالنصوص كتابا وسنة ، واتباعا لما عليه أئمة سلف الأمة .
وأما كلمة (بأيد) في قوله تعالى : { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } (3)
__________
(1) سورة الإنسان الآية 9
(2) سورة الرحمن الآية 27
(3) سورة الذاريات الآية 47(28/360)
فهي مصدر ، فعله (آد ، يئيد ، أيدا) ومعناه القوة ، ويضعف فيقال : أيده تأييدا ، ومعناه : قواه ، وليس جمعا ليد ، فليست من آيات الصفات المتنازع فيها بين مثبتة الصفات ومؤوليها ، لأن وصف الله سبحانه بالقوة ليس محل نزاع .
وأما معنى الجمل في هذه النصوص ، فمختلف باختلاف سياقها ، وما اشتملت عليه من قرائن ، فقوله : { قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } (1) يدل على كمال قدرة الله من جهة جعل ملكوت كل شيء بيده ، ومن جهة سياق الكلام سابقه ولاحقه . وقوله : { قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ } (2) يدل على أن الفضل والإنعام إلى الله وحده . وقوله : « يد الله على الجماعة » (3) يراد به : الحث على التآلف والاجتماع
__________
(1) سورة المؤمنون الآية 88
(2) سورة آل عمران الآية 73
(3) رواه من حديث عرفجة الأشجعي رضي الله عنه : النسائي 7 \ 92-93 ، برقم (4020) ، والطبراني 17 \ 144 ، 145 برقم (362 ، 368) .(28/361)
والوعد الصادق برعاية الله لهم وتأييدهم ونصرهم على غيرهم إذا اجتمعوا على الحق . وقوله : { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } (1) يراد به توثيق البيعة وأحكامها بتنزيل بيعتهم للرسول منزلة بيعتهم لله تعالى ، وذلك لا يمنع من إثبات اليد لله حقيقة على ما يليق به ، كما لا يمنع من إثبات الأيدي حقيقة للمبايعين لرسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بهم .
ب- كلمة (بأعيننا وبعيني) في النصوص المذكورة في فقرة (ب) يراد بها إثبات صفة العين لله حقيقة على ما يليق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل لها بعين المخلوقين ، ولا تحريف لها عن مسماها في لغة العرب ، فسياق الكلام لا تأثير له في صرف تلك الكلمات عن مسماها ، وإنما تأثيره في المراد بالجمل التي وردت فيها هذه الكلمات ، فالمقصود بهذه الجمل كلها هو :
أولا : أمر نوح عليه السلام أن يصنع السفينة ، وهو في رعاية الله وحفظه .
__________
(1) سورة الفتح الآية 10(28/362)
وثانيا : أمر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أن يصبر على أذى قومه حتى يقضي الله بينه وبينهم بحكمه العدل ، وهو مع ذلك بمرأى من الله وحفظه ورعايته .
وثالثا : إخبار موسى عليه السلام بأن الله تعالى قد من عليه مرة أخرى ، إذ أمر أمه بما أمرها به ليربيه تربية كريمة في حفظه تعالى ورعايته ، ثم يدل على أن لله تعالى عينين كلمة (بأعيننا) في النصوص المذكورة في السؤال ، فإن لفظ عينين إذا أضيف إلى ضمير الجمع جمع كما يجمع مثنى قلب إذا أضيف إلى ضمير مثنى أو جمع ، كما في قوله تعالى : { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا } (1) ، ويدل على ذلك أيضا ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الله وعن الدجال من أن الدجال أعور ، وأن الله ليس بأعور ، فقد استدل به أهل السنة على إثبات العينين لله سبحانه .
ج- كلمة (وجه الله) في الجملة الأولى يراد بها قبلة الله كما ذكر
__________
(1) سورة التحريم الآية 4(28/363)
مجاهد والشافعي رحمهما الله تعالى ، فإن دلالة الكلام في كل موضع بحسب سياقه ، وما يحف به من قرائن ، وقد دل السياق والقرائن على أن المراد بالوجه في هذه الجملة (القبلة) ؛ لقوله تعالى : { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } (1) ، فذكر تعالى الجهات والأماكن التي يستقبلها الناس ، فتكون هذه الآية كآية { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } (2) ، وإذن فليس الآية من آيات الصفات المتنازع فيها بين المثبتة والنفاة ، وأما كلمة (وجه) في الجمل الباقية في السؤال ، فالمراد بها إثبات صفة الوجه لله تعالى حقيقة على ما يليق بجلاله سبحانه ؛ لأن الأصل الحقيقة ولم يوجد ما يصرف عنها ، ولا يلزم تمثيله بوجه المخلوقين ، لأن لكل وجها يخصه ويليق به .
__________
(1) سورة البقرة الآية 115
(2) سورة البقرة الآية 148(28/364)
س 2 : تسمية الخلق بأسماء الخالق ، ما الأدلة على تحريمها ؟(28/364)
وإن كانت مباحة فهل هناك قيود معينة ؟ إنني أقصد الأسماء لا الصفات ، إذ من المعلوم أنه يجوز وصف الخلق بصفات الخالق ، وقد ورد ذلك كثيرا في كتاب الله تعالى . وسؤالي عن التسمية لا الوصف . فهل لكم أن تبينوا القواعد الفاصلة في الموضوع ؟
ج 2 : أولا : الفرق بين الاسم والصفة : أن الاسم ما دل على الذات وما قام بها من صفات ، وأما الصفة : فهي ما قام بالذات مما يميزها عن غيرها من معان ذاتية ، كالعلم والقدرة ، أو فعلية كالخلق والرزق والإحياء والإماتة .
ثانيا : قد يسمى المخلوق بما سمى الله به نفسه ، كما يوصف بما وصف سبحانه به نفسه ، لكن على أن يكون لكل من الخصائص ما يليق به ، ويميز به عن الآخر ، فلا يلزم تمثيل الخلق بخالقهم ولا تمثيله بهم ، وإن حصلت الشركة في التعبير والمعنى الكلي للفظ ، لأن المعنى الكلي ذهني فقط لا وجود له في الخارج .
ومن ذلك أن الله سمى نفسه حيا ، فقال : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (1) ، وسمى بعض عباده حيا
__________
(1) سورة البقرة الآية 255(28/365)
فقال : { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ } (1) ، وليس الحي كالحي ، بل لكل منهما في الخارج ما يخصه ، وسمى أحد ابني إبراهيم حليما وابنه الآخر عليما عليهم الصلاة والسلام ، كما سمى نفسه عليما حليما ، ولم يلزم من ذلك التمثيل ؛ لأن لكل مسمى بذلك ما يخصه ويميز به في خارج الأذهان ، وإن اشتركوا في مطلق التسمية والتعبير ، وسمى نفسه سميعا بصيرا ، فقال : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا } (2) ، وسمى بعض خلقه سميعا بصيرا ، فقال : { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا } (3) ، ولم يلزم التمثيل ؛ لأن لكل مسمى ما يخصه ويتميز به عن الآخر كما تقدم إلى أمثال ذلك .
ومن ذلك أن الله وصف نفسه بالعلم ، فقال : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } (4) ، ووصف بعض عباده بالعلم فقال : { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } (5)
__________
(1) سورة الأنعام الآية 95
(2) سورة النساء الآية 58
(3) سورة الإنسان الآية 2
(4) سورة البقرة الآية 255
(5) سورة الإسراء الآية 85(28/366)
ووصف نفسه بالقوة فقال : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (1) ، ووصف بعض عباده بالقوة فقال : { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً } (2) الآية . وليست القوة كالقوة وإن اشتركا في العبارة والمعنى الكلي ، لكن لكل من الموصوفين ما يخصه ويليق به إلى أمثال ذلك من الصفات
__________
(1) سورة الذاريات الآية 58
(2) سورة الروم الآية 54(28/367)
س 3 : هل يصح ما يأتي دليلا على تحريم تسمية الخلق بأسماء الخالق ؟
أ- حيث إن تسمية المخلوق بالاسم العلم (الله) ممنوعة ، كانت تسمية المخلوق بأسماء الخالق الأخرى أيضا ممنوعة ، إذ لا وجه للتفرقة بين أسماء الله تعالى .
ب- من المعلوم في اللغة أن الجار والمجرور إذا سبق المعرفة(28/367)
أفاد القصر ، فملاحظ ذلك في قوله تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } (1) ، فتفيد الآية قصر الأسماء الحسنى على الله ، وعدم جواز تسمية الخلق بها . فهل يصح هذا دليلا ؟
ج 3 : ما كان من أسماء الله تعالى علم شخص كلفظ (الله) امتنع تسمية غير الله به ؛ لأن مسماه معين لا يقبل الشركة ، وكذا ما كان من أسمائه في معناه في عدم قبول الشركة كالخالق والبارئ ، فإن الخالق من يوجد الشيء على غير مثال سابق ، والبارئ من يوجد الشيء بريئا من العيب ، وذلك لا يكون إلا من الله وحده ، فلا يسمى به إلا الله تعالى .
أما ما كان له معنى كلي تتفاوت فيه أفراد من الأسماء والصفات ، كالملك والعزيز والجبار والمتكبر ، فيجوز تسمية غيره بها ، فقد سمى الله نفسه بهذه الأسماء وسمى بعض عباده بها ، مثال : { قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ } (2) ، وقال : { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } (3) ، إلى أمثال ذلك ، ولا يلزم
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2) سورة يوسف الآية 51
(3) سورة غافر الآية 35(28/368)
التماثل ، لاختصاص كل مسمى بسمات تميزه عن غيره ، وبهذا يعرف الفرق بين تسمية الله بلفظ الجلالة وتسميته بأسماء لها معان كلية تشترك أفرادها فيها ، فلا تقاس على لفظ الجلالة .
أما الآية : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } (1) فالمراد منها :
قصر كمال الحسن في أسمائه تعالى ؛ لأن كلمة الحسنى اسم تفضيل ، وهي صفة للأسماء لا قصر مطلق أسمائه عليه تعالى ، كما في قوله تعالى : { وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } (2) ، فالمراد قصر كمال الغنى والحمد عليه تعالى ، لا قصر اسم الغني والحميد عليه ، فإن غير الله يسمى غنيا وحميدا .
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2) سورة فاطر الآية 15(28/369)
س4 : إذا ثبت أن أسماء الله تعالى لا يجوز تسمية الخلق بها . فهل ضمن أسماء الله تعالى ما لا يجوز تسمية الخلق بها ؟ وهل يدخل ضمن هذا المنع الرحمن والقيوم ، وهل هناك أسماء أخرى لا يجوز وصف الخلق بها ؟
ج4 : تقدم في جواب السؤال الثاني والثالث بيان الضابط مع أمثلة لما يجوز تسمية المخلوق به من أسماء الله تعالى وما لا يجوز،(28/369)
وبناء على ذلك لا يجوز تسمية المخلوق بالقيوم ، لأن القيوم هو المستغني بنفسه عن غيره ، المفتقر إليه كل ما سواه ، وذلك مختص بالله لا يشركه فيه غيره . قال ابن القيم رحمه الله في النونية :
هذا ومن أوصافه القيوم ... والقيوم في أوصافه أمران
إحداهما القيوم قام بنفسه ... والكون قام به هما الأمران
فالأول استغناؤه عن غيره ... والفقر من كل إليه الثاني
وكذا لا يسمى المخلوق - بالرحمن - لأنه بكثرة استعماله اسما لله تعالى صار علما بالغلبة عليه مختصا به كلفظ الجلالة ، فلا يجوز تسمية غيره به .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/370)
الفتوى رقم ( 16064 )
س 1 : قال تعالى : { وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا } (1)
__________
(1) سورة هود الآية 37(28/370)
وقال تعالى : { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ } (1) ، وقال تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ } (2) ، وقال تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } (3) .
هل لله سبحانه عين ويد وساق ، وكيف نثبتها نحن أهل السنة والجماعة ، وماذا يقولون عليها الرافضة (الشيعة) والأشاعرة ، وكيف يثبتونها ؟
س 2 : قال تعالى : { يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } (4) .
بمناسبة هذه الآية حديث لا أذكر نص هذا الحديث ، المهم معنى هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى : ( يضع رجله في النار حتى تسكت النار ) . تقول الشيعة : كيف يضع رجله في النار ؟ وينكرون أن لله رجلا ماذا نقول لهم ؟
ج 1 ، 2 : الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من العين واليد والساق والقدم وغير ذلك على الوجه الذي يليق بجلاله ، ولا يشبه صفات المخلوقين ، قال الله سبحانه :
__________
(1) سورة القمر الآية 14
(2) سورة المائدة الآية 64
(3) سورة القلم الآية 42
(4) سورة ق الآية 30(28/371)
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (1) ، ولا عبرة بمن أنكر ذلك من المبتدعة والجهال . ومعنى قوله تعالى : { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } (2) ، أي : بمرأى منا . ووضع الرب سبحانه رجله في النار حتى ينزوي بعضها إلى بعض هذا حق ، والنار خلق من خلق الله سبحانه ، والله على كل شيء قدير وهو سبحانه لا يضره شيء ، بل هو الضار النافع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الشورى الآية 11
(2) سورة القمر الآية 14(28/372)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18959 )
س 2 : ذكر أحد المشايخ في كتابه (ردود وشبهات عند السلفية) حيث قال : السلفيون يأخذون النص على حقيقته وينكرون المجاز . فهل أخذوا هذه الآية على حقيقتها ، وهو قوله تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } (1) . وقد نص الله
__________
(1) سورة القصص الآية 88(28/372)
سبحانه وتعالى بأن له يدا وعينا وقدما وساقا وصفات تليق بذاته ، فإن أخذوها على حقيقتها قلنا لهم هلك كل شيء إذا ، اليد والقدم والساق وكل صفات الله ، ولم يبق إلا الوجه . فإن قالوا غير ذلك قلنا لهم : إذا النص يأخذ مجازا لا حقيقة وهذا بيت القصيد . نريد من فضيلتكم ردا شافيا كافيا على مثل هذه الشبهة .
ج 2 : لما نهى سبحانه عن دعاء غيره لأنه هالك ، فإنه لا يصلح أن يدعى ويعبد ، أخبر أنه هو الباقي وحده الذي يستحق أن يدعى ويعبد ، وعبر بالوجه لأنه أشرف الأعضاء ، كقوله تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } (1) { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } (2) . ففي الآيتين إثبات الوجه لله عز وجل على ما يليق بجلاله ؛ لأن الوجه يعبر به عن الذات عند العرب ، والقرآن نزل بلغتهم ، وفيهما إخبار عن فناء كل ما سواه وبقائه وحده بجميع صفاته ، فهو الحي الذي لا يموت والخلق يموتون ثم يبعثون .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الرحمن الآية 26
(2) سورة الرحمن الآية 27(28/373)
الفتوى رقم ( 16325 )
س : سمعت من أحد طلبة العلم في معرض كلامه عن الأسماء والصفات إثبات صفة اليدين لله سبحانه وتعالى ، وزاد بقوله وكلتا يديه يمين . فما هو المقصود وما هو الدليل ؟
ج : يجب إثبات صفة اليدين لله سبحانه وتعالى كما في نصوص الوحيين الشريفين ، ومن ذلك قول الله تعالى في سورة المائدة : { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } (1) ، وقوله سبحانه في سورة ص يخاطب إبليس : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } (2) ، أما الأحاديث المصرحة بذكر اليدين فكثيرة جدا ، وهي معروفة في كتب أهل السنة والجماعة ، ومنها ما ثبت من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المقسطون عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين ، وهم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا » (3) .
__________
(1) سورة المائدة الآية 64
(2) سورة ص الآية 75
(3) أحمد 2 \ 159 ، 160 ، 203 ، ومسلم 3 \ 1458 برقم (1827) ، والنسائي 8 \ 221-222 برقم (5379) ، وابن أبي شيبة 13 \ 127 ، وابن حبان 10 \ 336 ، 338 برقم (4484 ، 4485) ، والحاكم 4 \ 88 .(28/374)
ومذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته أنهم يؤمنون بما جاء في كتاب الله عز وجل ، وبما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تأويل ولا تمثيل ، ومن غير تحريف ولا تعطيل ، ولا يضاف إلى الله جل وعلا شيء من صفات النقائص . وقوله في الحديث : « كلتا يديه يمين » (1) نقل البغوي عن الخطابي رحمهما الله أن هذه صفة جاء بها التوقيف ، فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها ، وننتهي إلى حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار الصحيحة ، وهو مذهب أهل السنة والجماعة . وقال بعض أهل العلم : معنى « وكلتا يديه يمين » (2) يعني في الشرف والفضل ، وإن سميت إحداهما شمالا كما جاء في حديث ابن عمر في (صحيح مسلم ) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الإمارة (1827) ، سنن النسائي آداب القضاة (5379).
(2) صحيح مسلم الإمارة (1827) ، سنن النسائي آداب القضاة (5379).(28/375)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17924 )
س 3 : قرأت في أحد شروحات (العقيدة الواسطية) في(28/375)
" معرض الرد على من أنكر صفة اليدين لله تعالى : أن اليدين جاءت بالقبض وبالبسط وبالأصابع ، فيمتنع أن تكون مجازا عن القدرة .
فهل نقول إن أصابع الله في يديه ، وما الدليل على ذلك ؟
ج 3 : الواجب إثبات ما أثبته الله لنفسه من اليدين والقدمين والأصابع وغيرها من الصفات الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بالله سبحانه ، من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ؛ لقول الله سبحانه : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } (1) { اللَّهُ الصَّمَدُ } (2) { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } (3) { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (4) ، وقوله سبحانه : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (5) ، وهي حقيقة لا مجاز .
وأما التنطع في إثبات ما لم يرد به الكتاب والسنة فالواجب تركه
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الإخلاص الآية 1
(2) سورة الإخلاص الآية 2
(3) سورة الإخلاص الآية 3
(4) سورة الإخلاص الآية 4
(5) سورة الشورى الآية 11(28/376)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18710 )
س 2 : روى الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا » (1)
ج 2 : هذا الحديث كما ذكرت رواه البخاري في (صحيحه) ، ولا مجال للطعن فيه أو تضعيفه ، وهو من أحاديث الصفات التي يجب الإيمان بها وإمرارها كما جاءت على الوجه الذي يليق بالله سبحانه من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته ؛ لقوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (2) .
__________
(1) رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه : أحمد 3 \ 17 ، والبخاري 6 \ 72 ، 8 \ 182 ، ومسلم 1 \ 168-169 برقم (183) ، وابن جرير الطبري في (التفسير) 23 \ 193 (ط : دار هجر) ، وابن خزيمة في (التوحيد) 2 \ 423 برقم (247) (ت : الشهوان) ، وابن نصر المروزي في (تعظيم قدر الصلاة) 2 \ 297 برقم (277) ، وابن منده في (الإيمان) 2 \ 798 برقم (816) ، وفي (الرد على الجهمية) (ص 36) برقم (1) ، والطيالسي 3 \ 631 برقم (2293) (ت : محمد التركي) ، والحاكم 4 \ 582- 583 ، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 2 \ 181 برقم (745) (ت : الحاشدي) .
(2) سورة الشورى الآية 11(28/377)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/378)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16483 )
س 1 : هل تصح أقوال الناس أن لله الصفات الواجبة وهي عشرون صفة ، منها : وجود ، قدم ، بقاء ، مخالفته للحوادث ، وحدانية ، وغيرها ؟
ج 1 : الواجب إثبات جميع ما وصف الله به نفسه في كتابه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، ولا يتحدد ذلك في سبع صفات أو أربع عشرة صفة أو عشرين صفة ، لأن هذا قول الأشاعرة ، وهو قول على الله بلا علم ، فلا يجوز اعتقاده والأخذ به .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/378)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 20722 )
س 5 : ما الفرق بين التكييف والتمثيل في باب الأسماء والصفات ؟
ج 5 : معنى التمثيل والتكييف في باب الصفات متقارب ، إلا(28/378)
أن التمثيل : يكون باعتقاد أن صفات الله تعالى مثل صفات المخلوقين ، والتكييف : اعتقاد أن صفات الله تعالى على كيفية كذا وكذا ، وإن لم تكن كصفة المخلوق ، فصفة اليد إذا قال الشخص مثلا : إن يد الله تعالى كيدي ، أو كيد المخلوق الفلاني فقد مثل . وإن قال : إنها على هيئة كذا أو على شكل كذا ولم يشبهها بمخلوق معين فقد كيف . والحاصل أن ذلك كله باطل وتحريف للكلم عن مواضعه ، سواء كان بهذا المعنى أو بذاك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/379)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19898 )
س 1 : قرأت في كتاب (العقيدة الإسلامية) للشيخ عبد الحميد بن باديس ، تعليق وتحقيق محمد الحسن فضلاء ، أن الله قديم ومعنى ذلك هو الذي لم يسبق وجوده عدم ، فلا بداية لوجوده . هل هذا ثابت في الكتاب والسنة ؟
ج 1 : لفظ (القديم) ليس من أسماء الله تبارك وتعالى ، ويغني عنه اسمه (الأول) ، ولكن يجوز إطلاق (القديم) على الله تعالى من باب الوصف والإخبار ، لا من باب الأسماء ، كما نص على ذلك(28/379)
العلماء المحققون . والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/380)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19497 )
س 1 : أليس قوله تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } (1) ، دليلا على رؤية الكفار لله يوم القيامة ؟
ج 1 : قول الله تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } (2) المراد به : أن الله سبحانه وتعالى يكشف عن ساقه يوم القيامة على ما يليق بجلاله ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة ويراه المؤمنون . أما الكفار فإنهم لا يرونه ، ومنهم المنافقون ؛ لأن كفرهم أشد ؛ لقول الله سبحانه : { كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } (3) .
__________
(1) سورة القلم الآية 42
(2) سورة القلم الآية 42
(3) سورة المطففين الآية 15(28/380)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/381)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18370 )
س 2 : جاء في الصفحة 176 من كتاب (سمير المؤمنين في المواعظ والحكم) لمؤلفه محمد الحجار : (أقول : رؤية الله تعالى جائزة عقلا ، دنيا وأخرى ، يقظة ومناما ، فهو سبحانه موجود ، وكل موجود يصح أن يرى ، ولسؤال موسى إياها ، حيث سألها : { قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ } (1) . فإنها لو كانت مستحيلة ما سألها سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ، ولكنها لم تقع في الدنيا إلا لنبينا عليه الصلاة والسلام وواجبة شرعا في الآخرة ، للكتاب والسنة والإجماع . ورؤية الله تكون بقوة يجعلها الله في خلقه ، ولا يشترط فيها مقابلة ولا جهة ولا اتصال أشعة بالمرئي ؛ لأنه سبحانه يدرك بالعقل منزها ، فكذا بالبصر ، لأن كليهما مخلوق) .
السؤال : المرجو منكم شيخنا الجليل توضيح صحة أو بطلان هذه المقالة .
ج 2 : رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ثابتة بالكتاب والسنة
__________
(1) سورة الأعراف الآية 143(28/381)
وإجماع أهل السنة والجماعة . أما في الدنيا فهي غير ممكنة ، ولم تحصل لأحد لا لنبينا صلى الله عليه وسلم ولا لغيره ؛ لعدم قدرة البشر على ذلك في الدنيا ، والمؤمنون يرون ربهم يوم القيامة في الجنة في جهة العلو . وأما القول بأنه يرى لا في جهة فهو قول المبتدعة ، وهو قول باطل يخالف ما ثبت في الأدلة من علو الله على خلقه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/382)
الفتوى رقم ( 11532 )
س : أين الله سبحانه وتعالى بذاته ؟
ج : الله جل شأنه في السماء مستو على عرشه بذاته ، بائن من خلقه ، قال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (1) ، وقال عز وجل : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (2)
__________
(1) سورة طه الآية 5
(2) سورة الحديد الآية 4(28/382)
ولما ثبت في الحديث « أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية "أين الله؟" فقالت : في السماء . فقال : "أعتقها فإنها مؤمنة » (1) ، وهو سبحانه في علوه على عرشه مطلع على خلقه في الأرض وفي السماء ، يراهم ويسمعهم لا يخفى عليه شيء منهم تبارك وتعالى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن أبي داود الأيمان والنذور (3284) ، مسند أحمد (5/449) ، سنن الدارمي النذور والأيمان (2348).(28/383)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17522 )
س 2 : ما هو الدليل على أن الله في السماء ؟
ج 2 : عقيدة أهل السنة والجماعة : أن الله تعالى في السماء فوق العرش ، كما أخبر سبحانه عن ذلك بقوله : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } (1) { أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } (2) ، وقوله تعالى : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } (3)
__________
(1) سورة الملك الآية 16
(2) سورة الملك الآية 17
(3) سورة فاطر الآية 10(28/383)
وقوله : { يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ } (1) ، وقوله سبحانه في سورة طه : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (2) ، وقوله سبحانه : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (3) الآية . في سبعة مواضع من كتاب الله .
وفي الصحيح في حديث الخوارج قوله صلى الله عليه وسلم : « ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء » (4) ، « وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية : "أين الله؟" فقالت : في السماء . قال : "من أنا؟" قالت : أنت رسول الله ، قال : "أعتقها فإنها مؤمنة » (5) رواه مسلم .
وقوله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » (6) رواه أحمد وأبو داود والترمذي . وقال : هذا حديث حسن صحيح . والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي،
__________
(1) سورة السجدة الآية 5
(2) سورة طه الآية 5
(3) سورة الأعراف الآية 54
(4) صحيح البخاري المغازي (4351).
(5) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن النسائي السهو (1218).
(6) أحمد 2 \ 160 ، وأبو داود 5 \ 231 برقم (4941) ، والترمذي 4 \ 324 برقم (1924) ، وابن أبي شيبة 8 \ 338 ، والحاكم 4 \ 159 ، والبيهقي 9 \ 41 .(28/384)
وغيرها من الأحاديث .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (لكن ليس معنى ذلك أن الله في جوف السماء ، وأن السماوات تحصره وتحويه ، فإن هذا لم يقله أحد من سلف الأمة وأئمتها ، بل هم متفقون على أن الله فوق سماواته على عرشه ، بائن من خلقه ، ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ، ولا في ذاته شيء من مخلوقاته . . ثم نقل عن الإمام مالك قوله : إن الله فوق السماء ، وعلمه في كل مكان . . إلى أن قال مالك : فمن اعتقد أن الله في جوف السماء ، محصور محاط به ، وأنه مفتقر إلى العرش أو غير العرش من المخلوقات ، أو أن استواءه على عرشه كاستواء المخلوق على كرسيه - فهو ضال مبتدع جاهل ، ومن اعتقد أنه ليس فوق السماوات إله يعبد ، ولا على العرش رب يصلى له ويسجد ، وأن محمدا لم يعرج به إلى ربه ولا نزل القرآن من عنده - فهو معطل فرعوني ضال مبتدع) ا هـ . ( الفتاوى 5\ 258) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/385)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18721 )
س 1 : إني لأعلم أن الله موجود في السماء على عرشه ،(28/385)
استوى فوق سبع سماوات ، وأن الله في كل مكان بعلمه لا بذاته ، وإني لاحظت أن بعض الأشعار بدأت تنتشر عن طريق أناشيد إسلامية تلقى في المناسبات في كثير من بيوت المسلمين ، وهي تحمل عبارات مخالفة لما قلت ، مثل العبارة التالية : (وتيقن أن الله موجود بلا مكان) . فهل تصح هذه العبارة ؟
ج1 : هذه العبارة عبارة باطلة ؛ لأنها تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة من أن الله سبحانه في العلو فوق سماواته ، مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، بخلاف ما يقوله نفاة العلو من الجهمية ومن سار على نهجهم الباطل .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/386)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16376 )
س 1 : ما حكم القول بهذا الكلام : ( إن الله سبحانه موجود في كل مكان ) ؟
ج 1 : القول بأن الله موجود في كل مكان هو قول الحلولية الملاحدة ، وهو قول باطل وكفر بالله عز وجل ؛ لأن الله سبحانه وتعالى فوق سماواته ، مستو على عرشه ، منزه عن الحلول في(28/386)
مخلوقاته ، وهو غني عن مخلوقاته ، ومخلوقاته فقيرة إليه ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا } (1) ، وقال تعالى : { وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ } (2) ، وقال تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (3) الآية ، وقال تعالى : { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } (4) ، وقال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (5) . والآيات في إثبات العلو والاستواء على العرش كثيرة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة فاطر الآية 41
(2) سورة الحج الآية 65
(3) سورة الأعراف الآية 54
(4) سورة غافر الآية 12
(5) سورة طه الآية 5(28/387)
الفتوى رقم ( 17728 )
س : شخص يصلي بالناس صلاة الجمعة ، ويعتقد أن الله عز(28/387)
وجل موجود في كل مكان ، وقد بينا له بالأدلة الواضحة من الكتاب والسنة أن الله في كل مكان بعلمه ، أما ذاته تعالى فهي فوق كل شيء ، ورفض هذا الاعتقاد رفضا شديدا . السؤال : هل صلاتنا خلفه مقبولة أم لا ؟
ج : اعتقاد أهل السنة والجماعة : أن الله سبحانه في العلو فوق مخلوقاته ، مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، قال تعالى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } (1) ، وقال تعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } (2) ، وقال تعالى : { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } (3) ، « وقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية : "أين الله ؟" قالت : في السماء . فقال سيدها : "أعتقها فإنها مؤمنة » (4) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه : « وأنت الظاهر فليس فوقك شيء » (5) ، وقال تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (6) في سبعة مواضع من كتابه ، وأجمع المسلمون على أن الله بذاته فوق مخلوقاته ،
__________
(1) سورة الملك الآية 16
(2) سورة الأعلى الآية 1
(3) سورة الأنعام الآية 18
(4) صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (537) ، سنن النسائي السهو (1218).
(5) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713) ، سنن الترمذي الدعوات (3481) ، سنن أبي داود الأدب (5051) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3831) ، مسند أحمد (2/536).
(6) سورة الأعراف الآية 54(28/388)
مستو على عرشه سبحانه ، بلا كيف نعلمه ، وعلمه في كل مكان ، فمن اعتقد أنه في كل مكان فهو حلولي كافر ، لا تجوز الصلاة خلفه ولا تصح ؛ لأنه مكذب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/389)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18672 )
س 1 : قول القائل : ( الله في قلوب المؤمنين ) . هل معنى هذا أن القائل حلولي ، ومن هي الطائفة التي قالت هذه المقولة من بين الطوائف الضالة ؟
ج 1 : الأولى تجنب هذا القول : (الله في قلوب المؤمنين) ، لأنه يوهم الحلول ، ويقال بدله : المؤمنون يحبون الله ، كما قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } (1) ، وقال سبحانه : { فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } (2) ، وإذا أراد القائل بهذا الكلام أن حب الله في قلوب المؤمنين وأنهم يخشونه ويخافونه ، فلا
__________
(1) سورة البقرة الآية 165
(2) سورة المائدة الآية 54(28/389)
بأس بذلك لصحة المعنى ، كما قال تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } (1) ، وقال سبحانه : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } (2) ، وقال تعالى : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ } (3) الآية من سورة التوبة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة فاطر الآية 28
(2) سورة الرحمن الآية 46
(3) سورة التوبة الآية 18(28/390)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 21768 )
س 1 : ما حكم من يقول إن الله يوجد في كل مكان ؟
ج 1 : الله سبحانه فوق سماواته عال على مخلوقاته ، مستو على عرشه ، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع المسلمين ، فمن اعتقد أن الله حال في كل مكان فهو كافر ، لأنه مكذب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين .(28/390)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/391)
الفتوى رقم ( 21120 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد ترجمة الاستفتاء والجواب الصادر عليه ، والمنشورين في مجلة المدينة الشهرية ، الصادرة من دكا باللغة البنغالية ، العدد الخامس ، العام (35) شهر أغسطس 1999 م ، وربيع الثاني 1420 هـ . ونص السؤال من أحد أفراد الجالية البنغلاديشية في المملكة العربية السعودية : (إننا كنا نؤمن بالله موجود في كل مكان ، وهو عديم الصورة ، ولكن هنا في السعودية في أحد المكاتب التعاونية ألقى أحد المترجمين البنغلاديشيين درسا ، وقال فيه : إن الله ليس موجودا في كل مكان ، وهو موصوف بأن له يدا وعينا وغير ذلك ، ومن لم يؤمن بهذه العقيدة لا يكون مؤمنا . سؤالي : ما رأيكم في هذه المقالة ؟ أرجو توضيح ذلك في ضوء(28/391)
الكتاب والسنة . فقال المجيب : من قال مثل هذا الكلام فهو إما أن يكون جاهلا جهلا مركبا ، وإما أن يكون مجنونا ، ولا يستبعد من أن يكون عميلا لإحدى الفرق الضالة ، فإن الله تعالى عديم الصورة ، وهو موجود في كل شيء وفي كل مكان ، وقدرته تحيط بكل شيء ، وقد جاء ذكر الله تعالى موصوفا بمثل هذه الصفات في آيات كثيرة من القرآن وفي الأحاديث النبوية الشريفة ، فلا تستمع إلى مثل هذه الهراة حتى تفسد إيمانك . انتهى الجواب
وبما أن هذا الجواب جواب باطل مخالف للكتاب والسنة وإجماع أهل السنة سلفا وخلفا ، وللعقيدة الصحيحة ، لأنه يتضمن مذهب الحلول - أي أن الله حال في كل مكان حتى المواضع القذرة ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - وكذلك يتضمن هذا الجواب تعطيل الله من صفاته العظيمة التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم من علوه على خلقه ، واستوائه على عرشه ، وأنه بائن من خلقه سبحانه وتعالى ، ليس في خلقه شيء من ذاته سبحانه ولا في ذاته شيء من مخلوقاته ، وأنه موصوف بأن له يدا ورجلا وقدما وساقا ، وأن له وجها ويدين وعينين إلى غير ذلك من صفات كماله(28/392)
الذاتية والفعلية ، كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة ، قال تعالى : { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } (1) ، وقال تعالى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ } (2) { أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا } (3) ، وقال عليه الصلاة والسلام : « ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء » (4) ، وقال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } (5) في سبعة مواضع من كتابه . وقال تعالى : { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } (6) ، وقال تعالى : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } (7) ، وقال تعالى لإبليس : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } (8) ، وقال تعالى : { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } (9) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول : هل من مزيد ، حتى يضع رب العزة
__________
(1) سورة البقرة الآية 255
(2) سورة الملك الآية 16
(3) سورة الملك الآية 17
(4) صحيح البخاري المغازي (4351) ، صحيح مسلم الزكاة (1064) ، مسند أحمد (3/5).
(5) سورة طه الآية 5
(6) سورة الرحمن الآية 27
(7) سورة القصص الآية 88
(8) سورة ص الآية 75
(9) سورة المائدة الآية 64(28/393)
فيها رجله » ، وفي رواية : « قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط » . وقال تعالى لكليمه موسى عليه السلام : { وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي } (1) ، وقال تعالى : { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } (2) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن ربكم ليس بأعور » (3) ، وقال تعالى : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } (4) ، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بأن الله تعالى يكشف عن ساقه يوم القيامة ، فإذا رآه المؤمنون سجدوا لله تعالى تعظيما ، ويريد المنافقون أن يسجدوا عند ذلك فلا يستطيعون ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « رأيت ربي عز وجل في
__________
(1) سورة طه الآية 39
(2) سورة القمر الآية 14
(3) رواه من حديث أنس رضي الله عنه : أحمد 3\ 103 ، 173 ، 228 ، 233 ، 276 ، 290 ، والبخاري 8\ 103 ، 172 ، ومسلم 4\ 2248 برقم (2933) ، وأبو داود 4\ 494 برقم (4316) .
(4) سورة القلم الآية 42(28/394)
أحسن صورة » (1) ، وقال : « إن الله خلق آدم على صورة الرحمن » (2) ، إلى غير ذلك من نصوص الصفات الواردة في الكتاب والسنة ، ومذهب أهل السنة والجماعة الإيمان بها ، وإثبات ما دلت من غير تشبيه ولا تمثيل ، كما قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (3) .
وإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية إذ تبين ذلك ، فإن الواجب على رئيس تحرير (مجلة المدينة)
__________
(1) رواه بهذا اللفظ المختصر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما : ابن أبي عاصم في (السنة) 1\ 327 برقم (478) (ت : الجوابرة) . كما رواه بلفظ مطول من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضا : أحمد 1\ 368 ، والترمذي 5\ 366 ، 367 برقم (3233 ، 3234) ، وابن خزيمة في (التوحيد) 2\ 538 - 539 برقم (319) ، والآجري في (الشريعة) 3\ 1547 - 1549 برقم (1039 ، 1040 ) (ت : الدميجي) ، وأبو يعلى 4\ 475 برقم (2608) ، وعبد بن حميد 1\ 577 برقم (681) .
(2) رواه بلفظ (صورة الرحمن) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما : عبد الله بن أحمد في (السنة) 1\ 268 برقم (498) ، وابن أبي عاصم في (السنة) 1\ 362 برقم (529) (ت : الجوابرة) ، وابن خزيمة في ( التوحيد) 1\ 85 برقم (41) ، والدارقطني في (الصفات) (ص 37) برقم (48) (ت : الغنيمان) ، والآجري في (الشريعة) 3\ 1152 برقم (725) ، والطبراني في (الكبير) 12\ 329 برقم (13580) ، والبيهقي في ( الأسماء والصفات) 2\ 64 برقم (640) (ت : الحاشدي) .
(3) سورة الشورى الآية 11(28/395)
الشهرية الصادرة من دكا ببنغلاديش الشيخ محيي الدين خان أن ينشر هذه الفتوى ، وأن يطلب من صاحب الجواب المذكور أن يتراجع عنه ، ويعلن تراجعه في نفس المجلة ، فإن الرجوع إلى الحق فضيلة ، والحق ضالة المؤمنين ، ولما في ذلك من هداية الناس إلى الحق وصرفهم عن الباطل ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم « من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه إلى يوم القيامة ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) صحيح مسلم العلم (2674) ، سنن الترمذي العلم (2674) ، سنن أبي داود السنة (4609) ، سنن ابن ماجه المقدمة (206) ، مسند أحمد (2/397) ، سنن الدارمي المقدمة (513).(28/396)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18672 )
س 3 : يقول بعض الناس : ( إن الله يعرف ما في القلوب ) هل يصح هذا القول ، وهل هو معروف لدى سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ؟
ج 3 : الصواب أن يقال : الله يعلم ما في القلوب ، قال تعالى :(28/396)
{ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } (1) ، وقال تعالى : { وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة آل عمران الآية 154
(2) سورة الأحزاب الآية 51(28/397)
الفتوى رقم ( 18746 )
س : ما قول سماحتكم في بعض الناس من يقول لابنته إذا مات زوجها ومعها أطفال ، أو إذا حصل أمر مكروه لأي شخص بعبارات مثل أن يقول : ( إن الله ظلمها) أو ظلمه ، وهو يقولها بجهل منه . فهل هذا الكلام فيه شرك أو ماذا تقولون جزاكم الله خيرا ؟
ج : نسبة الظلم إلى الله مسبة وانتقاص لله تعالى ، فإن الله قد نفى الظلم عن نفسه في قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } (1) ، وفي الحديث
__________
(1) سورة يونس الآية 44(28/397)
القدسي يقول الله تعالى : « يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا » (1) ، وقضاء الله وقدره مبني على كمال حكمته وعدله ورحمته وعلمه ، وابتلاء بعض عباده بفقد الأولاد أو نقص في الأموال أو مرض في الأبدان- إنما هو ابتلاء وامتحان منه سبحانه ، ليتبين من كان صابرا راضيا بقضائه وقدره ممن كان جزوعا متسخطا ، قال تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } (2) ، ثم وعد الصابرين بقوله : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } (3) { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } (4) { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } (5) . فيجب على المسلم أن يكون معظما لله منزها له عن كل ما لا يليق به ، موقنا بأنه حكيم عليم ، يضع الأشياء في مواضعها { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } (6) ، ومن نسب الظلم إلى الله فيما يقضيه الله ويقدره على العبد واعتقد ذلك- فهو كافر كفرا ينقل عن الملة ؛ لكونه مكذبا لله فيما أخبر به من نفي الظلم عن نفسه ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
__________
(1) صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2577).
(2) سورة البقرة الآية 155
(3) سورة البقرة الآية 155
(4) سورة البقرة الآية 156
(5) سورة البقرة الآية 157
(6) سورة الأنبياء الآية 23(28/398)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/399)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 19346 )
س 3 : حديث أبي هريرة مرفوعا عند مسلم : « الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار » (1) . فكيف ينبغبي أن نفهم هذا الحديث ، وهل يجوز إضافة (الإزار) و(الرداء) إلى الله مطلقا ، وهل يلزم الصيرورة إلى التأويل فيه ؟
ج 3 : قال الخطابي - رحمه الله تعالى- في شرحه لـ (سنن أبي داود ) : معنى الحديث : أن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه ، اختص بهما لا يشركه أحد فيهما ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما ؛ لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل ، وضرب الرداء والإزار مثلا في ذلك . يقول- والله أعلم- كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد ، فكذلك لا يشركني في الكبرياء والعظمة
__________
(1) لفظ مسلم 4\ 2023 برقم (2620) : (العز إزاره والكبرياء رداؤه ، فمن ينازعني عذبته) .(28/399)
مخلوق . والله أعلم (1) . انتهى كلامه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) انظر (سنن أبي داود) ومعها (شرح الخطابي) 4\ 350 برقم (4090) .(28/400)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17923 )
س 1 : قال صلى الله عليه وسلم : « إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة » (1) الحديث . ما المراد بالرحمة التي خلقها الله ؟ هل هي الصفة- تعالى الله عن ذلك- أم رحمة مخلوقة خصت بها الأمة ، وصفة الله غيرها ؟
ج 2 : الرحمة المذكورة في الحديث رحمة مخلوقة ، خلق الله مائة رحمة أنزل منها واحدة يتراحم الخلق بينهم بها ، وأبقى عنده تسعا وتسعين رحمة ليوم القيامة ، وهذه الرحمة غير صفة الرحمة لله جل وعلا ، فإن صفات الله غير مخلوقة ، فهي من صفات ذاته سبحانه ، وهو سبحانه بصفاته خالق غير مخلوق .
__________
(1) (صحيح مسلم) 4\ 2109 .(28/400)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/401)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18776 )
س 2 : آخر أصحاب الجنة الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة هل يرون الله ، لقوله تعالى : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } (1) ؟
ج 2 : كل من دخل الجنة فإنه يرى الله عز وجل ؛ لأن رؤية الله أعظم نعيم أهل الجنة ، ولكن المؤمنين يتفاوتون في رؤية الله عز وجل ، فأعظمهم رؤية من يرى الله غدوة وعشيا ، قال تعالى : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } (2) ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية : أن الحسنى الجنة ، والزيادة : النظر إلى وجه الله عز وجل ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ، فيقولون : يا ربنا ما هو ، ألم تبيض وجوهنا ، ألم تدخلنا الجنة ، ألم تنجنا من
__________
(1) سورة يونس الآية 26
(2) سورة يونس الآية 26(28/401)
النار ؟ فيكشف الحجاب فينظرون إلى وجه الله ، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من نظرهم إلى وجه الله جل وعلا » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) رواه من حديث صهيب بن سنان رضي الله عنه : أحمد 4\ 332 ، 332-333 ، 6\ 15 - 16 ، ومسلم 1\ 163 برقم (181) ، والترمذي 4\ 687 ، 5\ 286 برقم (2552 ، 3105) ، والنسائي في ( الكبرى) 7\ 166 ، 10\ 123 - 124 برقم (7718- 11170) ، وابن ماجه 1\ 67 برقم (187) .(28/402)
الفتوى رقم ( 14919 )
س : أخرج الأئمة أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اكلفوا من العمل ما تطيقون ، وإن الله لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه وإن قل » (1) .
كيف الجواب على قوله صلى الله عليه وسلم :
__________
(1) أحمد 6\ 40 ، 51 ، 61 ، 128 ، 176 ، 180 -181 ، 241 ، 267-268 ، والبخاري 1\ 16 ، 2\ 244 ، 7\ 50 ، 182 ، ومسلم 1\ 540 ، 542 برقم (782 ، 785) ، وأبو داود 2\ 101 برقم (1368) ، والنسائي 2\ 68 ، 3\ 218 ، 8\ 123 برقم (762 ، 1642 ، 5035) .(28/402)
« فإن الله لا يمل حتى تملوا » (1) هل تمر كما جاءت ، أم أن لها تفسيرا ؟ علما أنني اطلعت على كلام الأئمة الحفاظ كابن حجر في (فتح الباري 1\ 101) و(3\ 36) ، ولم يعلقوا على كلامه بشيء ، فهل هو موافقة له أم لا ؟ وكذلك الحافظ الخطابي في (معالم السنن) ، والنووي في (شرحه على مسلم ) ، وابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث) وغيرهم ، وحيث إنني أقوم بتحقيق إحدى الرسائل ، وقد وردت فيها عبارة المؤلف (فإن الله لا يمل حتى يمل العبد ، والله لا يمل أبدا) أرجو الإجابة على سؤالي ؟ .
ج : الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء ، مع الإيمان بالصفة ، وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله ، من غير مشابهة لخلقه ولا تكييف ، كالمكر والخداع والكيد الواردة في كتاب الله عز وجل ، وكلها صفات حق تليق بالله سبحانه وتعالى على حد قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري اللباس (5862) ، صحيح مسلم الصيام (782) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5035) ، سنن أبي داود الصلاة (1368) ، سنن ابن ماجه الزهد (4238) ، مسند أحمد (6/250).
(2) سورة الشورى الآية 11(28/403)
الفتوى رقم ( 16719 )
س : هل قسم السلف صفات الباري إلى حسية ومعنوية ، أو ذاتية وخبرية ، أو ثبت عنهم أي تقسيم آخر . وهناك بعض الصفات مثل : الوجود والبقاء والقدم . هل يجوز إثباتها لله ، مع العلم أنه لم يثبت فيها نقل ، وإنما ثبت بالاستقراء للأدلة أو إعمال العقل حسب علمي . وهل يجوز اشتقاق أسماء الله تعالى من بعض أفعاله ، مثل الساتر من ستر ، ومحمل الإناث من : { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ } (1) ، وهكذا ، وإذا جاز الاشتقاق ما الدليل على ذلك ؟
ج : صفات الله تنقسم إلى ذاتية وفعلية ، فالذاتية مثل : الوجه واليدين والعلو ، والفعلية مثل : الخلق والرزق والاستواء والكلام وغيره .
والوجود والقدم ليسا من صفات الله ؛ لعدم ورود الدليل بها ، ولكن يخبر عن الله بأنه موجود وأنه قديم ، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات . وأما البقاء فجاء فيه قوله تعالى :
__________
(1) سورة فاطر الآية 11(28/404)
{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } (1) ، وقوله تعالى : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ } (2) ، وفسرهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : « أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء » (3) .
وأسماء الله توقيفية لا يسمى إلا بما سمى به نفسه ، فلا يشتق له من كل فعل اسم ، وإنما يشتق له من كل اسم صفة ، مثل الرحمن الرحيم ، يشتق منهما صفة الرحمة وهكذا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الرحمن الآية 27
(2) سورة الحديد الآية 3
(3) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713) ، سنن الترمذي الدعوات (3481) ، سنن أبي داود الأدب (5051) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3873) ، مسند أحمد (2/536).(28/405)
الفتوى رقم ( 11664 )
س : هل يصح أن نقول : إن الله مخالف للحوادث ، ونصفه بأنه قديم ؟
ج : الله جل ثناؤه يوصف بصفات الكمال ، فهو سبحانه موصوف بما وصف به نفسه ، ووصفه به رسوله عليه الصلاة(28/405)
والسلام : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (1) ، فهو سبحانه منفرد في ذاته وصفاته وفي أسمائه وفي أفعاله لا مثيل له في شيء في ذلك ، ولم يرد في أسمائه القديم ، وإنما ورد بأنه هو الأول ، كما في قوله تعالى : { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (2) ، وكما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء » (3) رواه مسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الشورى الآية 11
(2) سورة الحديد الآية 3
(3) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2713) ، سنن الترمذي الدعوات (3481) ، سنن أبي داود الأدب (5051) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3873) ، مسند أحمد (2/536).(28/406)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 17072 )
س 3 : ( مؤسس الدعوة السلفية هو الله ) هل العبارة السابقة صحيحة ؟
ج 3 : إن الدين عند الله الإسلام ، فالإسلام هو دين الله(28/406)
وشرعه الذي أنزله على رسوله وعبده محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو خاتمة الشرائع والأديان ، وأتباعه هم المسلمون الذين لم يميلوا عن صراطه المستقيم ببدعة أو ضلالة أو هوى هم جماعة المسلمين ، وفي مقابلة من غير بدل يقال لهم : (أهل السنة) و(أهل السنة والجماعة) و(أهل الحديث) و(السلفيون) .
فالسلفية : لقب صالح تعني أنهم على طريق السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم- رضي الله عن الجميع- فهو لقب يتميزون به عن أهل البدعة ممن غير وبدل وحرف ، وعليه فهذه العبارة (مؤسس الدعوة السلفية هو الله) بمعنى أن الله هو الذي شرعها ، وهي في معناها صحيحة تنزيلا لها على ما ذكر ، لكن إطلاق لفظ (مؤسس) على الله- سبحانه وتعالى- لا يجوز ؛ لعدم ورود النص به ، والقاعدة أنه لا يطلق على الله من الأسماء والصفات إلا ما أثبته - سبحانه - لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا نظير قول بعضهم : (مهندس الكون هو الله) بمعنى خالقه ، فهو صحيح المعنى ممنوع من جهة اللفظ ، وعليه فلا يجوز إطلاقهما لما ذكر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/407)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17749 )
س 1 : ما معنى تسلسل الحوادث ، وهل شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية يقول به ؟ على أنني سمعت ذلك عن بعض طلبة العلم ، وأنا أعلم باليقين أنه رحمه الله يقول : إن أول ما خلق الله العرش . أجاب بذلك رحمه الله حينما سئل عن العرش والقلم أيهما كان أولا ؟
ج : تسلسل الحوادث هي من العبارات المحدثة التي أحدثها علماء الكلام ، ويقصدون بذلك أن أفعال الله سبحانه لا بد لها من بداية وليست أزلية ؛ لئلا يلزم من ذلك تعدد القدماء ، ولا قديم إلا الله ، وهذا كلام باطل محدث في الإسلام ، لأنه لا يلزم من أزلية أفعال الله وصفاته تعدد القدماء ، فالله تعالى بأفعاله وصفاته قديم ، ليس لأفعاله بداية ، كما أنه ليس له بداية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/408)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 14110 )
س 4 : بعض من الناس يقولون عندما يرحبون بالضيف : يا ضيف الرحمن ، يا شيبة الرحمن أبقاك الله .
ج 4 : الترحيب بالضيف وغيره بقول : يا ضيف الرحمن أو يا(28/408)
شيبه الرحمن ، أو الدعاء له أبقاك الله- لا بأس بذلك ؛ لأن هذه الإضافة إضافة تكريم ، مثل بيت الله وناقة الله ونحو ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/409)
الفتوى رقم ( 19142 )
س : هناك شبهة تتردد على ذهني ، وهي قول بعضهم : (إن المسلمين يعبدون فراغا) . وخاصة عندما آتي لأصلي ، فينتابني سؤال : هل يجب علي عندما أسجد أن أتخيل أن الله سبحانه وتعالى أمامي ، وأنا أعلم يقينا وفطرة أن الله سبحانه في السماء ؟
ج : يجب الإيمان بأن الله جل جلاله في السماء ، مستو على عرشه ، ومن تمام العبودية لله سبحانه أن تعبده كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، وما ذكرته من الشبه والوساوس التي تخيل للمسلم أنه يعبد فراغا- كل ذلك من الشيطان وإغوائه ، فيجب الانتهاء عنها وعدم التمادي فيها ، وعلى المسلم الإكثار من ذكر الله تعالى ، والاستعاذة به من الشيطان الرجيم ، والاشتغال بما ينفعه في دينه ودنياه ، ولا مانع من أن يعتقد المؤمن حين الصلاة أن الله قبل وجهه ، مع أنه سبحانه فوق العرش ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا قام(28/409)
أحدكم في الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه ، فإن الله قبل وجهه ، ولا عن يمينه ، ولكن عن شماله أو تحت قدمه » (1) متفق على صحته . والبصق عن الشمال إذا كان خارج المسجد ، أما إذا كان في المسجد فإنه يبصق في طرف ردائه أو منديله ونحوه ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : « البصاق في المسجد خطيئة » (2) الحديث .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) رواه من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما : مالك في (الموطأ) 1\ 194 ، وأحمد 2\ 6 ، 29 ، 34 ، 53 ، 66 ، 72 ، 99 ، 141 ، 144 ، والبخاري 1\ 106 ، 183 ، 2\ 62 ، 7\ 98 ، ومسلم 1\ 388 برقم (547) ، وأبو داود 1\ 323 برقم (479) ، والنسائي 2\ 51 برقم (724) ، وابن ماجه 1\ 251 برقم (763) .
(2) أحمد 3\ 109 ، 173 ، 183 ، 209 ، 232 ، 234 ، 274 ، 277 ، والبخاري 1\ 107 ، ومسلم 1\ 390 برقم (552) ، وأبو داود 1\ 321 ، 322 برقم (474 ، 475) ، والترمذي 2\ 461 برقم (572) ، والنسائي 2\ 50 برقم (723) .(28/410)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 12087 )
س 1 : هل الأشعرية من أهل السنة والجماعة ؟(28/410)
ج1 : أهل السنة والجماعة هم : الذين اعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في عقائدهم وسائر أصول دينهم ، ولم يعارضوا نصوصهما بالعقل أو الهوى ، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من دعائم الإيمان وأركان الإسلام ، فكانوا أئمة الهدى ودعاة الخير والفلاح ، كالحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد وأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وأحمد والبخاري ومن سلك سبيلهم ونهج نهجهم عقيدة واستدلالا .
والأشعرية هم : أتباع أبي الحسن الأشعري وأنصار مذهبه عقيدة واستدلالا ، وهو ومن تبعه أقرب الطوائف إلى أهل السنة والجماعة ، فيحمدون على ما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة ، ويخطؤون فيما خالفوهم فيه ، ومن أتباعه أبو بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج ابن الجوزي وأبو زكريا يحيى النووي وابن حجر العسقلاني وأمثالهم ممن تأولوا نصوص صفات الله تعالى ، أو فوضوا في أصل معناها ، وهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله بهم الأمة ، فرحمهم الله وجزاهم خيرا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/411)
الفتوى رقم ( 21802 )
س : الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من المستفتي عبد الله بن محمد اللحيدان ، مدير مكتب الدعوة والإرشاد بالدمام ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (95\ س) وتاريخ 2\ 11\ 1421 هـ وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه : أرفع لسماحتكم ما وصل إلي ويتداول حاليا وخاصة بعض مدارس البنات ومكاتب التوجيه التربوي لدينا ، وهي ورقة عن موضوع ينسب لصحيفة المدينة ، يشير فيه من نسبت إليه أنه اكتشف :
أن أسماء الله الحسنى لها طاقة شفائية كبيرة لعدد ضخم من الأمراض .
- أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى طاقة تحفز جهاز المناعة للعمل بكفاءة مثلى في عضو معين بجسم الإنسان .
- ويذكر مثالا على نجاح ذلك على ابنه بترديد أسماء معينة لمدة عشر دقائق وعدد كبير من المتطوعين .(28/412)
- أن نفس أسماء الجلالة التي تعالج يمكن الاستفادة منها في الوقاية أيضا .
- أن طاقة الشفاء تتضاعف عند تلاوة آيات الشفاء بعد ذكر التسبيح بأسماء الله الحسنى .
- يطلب ناشرها من الناس التجريب والإفادة .
عليه نود من سماحتكم حفظكم الله توضيح الأمر وتجليته للناس ؛ ليكونوا على هدى من أمر ربهم .
ج : وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء ، أجابت بما يلي :
قال الله تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (1) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة » (2) ، ومنها الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى ، فأسماء الله جل وعلا لا يعلم عددها إلا هو وكلها حسنى ، ويجب إثباتها وإثبات ما تدل عليه من كمال الله وجلاله وعظمته ، ويحرم الإلحاد فيها بنفيها ، أو نفي شيء منها عن الله ، أو نفي ما تدل عليه من الكمال والجلال ، أو نفى ما
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180
(2) صحيح البخاري التوحيد (7392) ، صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2677) ، سنن الترمذي الدعوات (3508) ، سنن ابن ماجه الدعاء (3861) ، مسند أحمد (2/516) ، سنن الدارمي الرقاق (2785).(28/413)
تتضمنه من صفات الله العظيمة ، ومن الإلحاد في أسماء الله ما زعمه المدعو سيد كريم وتلميذه وابنه في الورقة التي يوزعونها على الناس من أن أسماء الله الحسنى لها طاقة شفائية لعدد ضخم من الأمراض ، وبواسطة أساليب القياس الدقيقة المختلفة في قياس الطاقة داخل جسم الإنسان ، اكتشف أن لكل اسم من أسماء الله الحسنى طاقة تحفز جهاز المناعة للعمل بكفاءة مثلى في عضو معين بجسم الإنسان ، وأن الدكتور إبراهيم كريم استطاع بواسطة تطبيق قانون الرنين أن يكتشف أن مجرد ذكر اسم من أسماء الله الحسنى يؤدي إلى تحسين مسارات الطاقة الحيوية بجسم الإنسان .
قال : والمعروف أن الفراعنة أول من درس ووضع قياسات لمسارات الطاقة الحيوية بجسم الإنسان بواسطة البندول الفرعوني . ثم ذكر جملة من أسماء الله في جدول ، وزعم أن لكل اسم منها فائدة للجسم أو علاج نوع من أمراض الجسم ، ووضح ذلك برسم لجسم الإنسان ، ووضع على كل عضو منه اسما من أسماء الله . وهذا العمل باطل ؛ لأنه من الإلحاد في أسماء الله ، وفيه امتهان لها ؛ لأن المشروع في أسماء الله دعاؤه بها ، كما قال تعالى : { فَادْعُوهُ بِهَا } (1) ، وإثبات ما تتضمنه من الصفات العظيمة لله ؛ لأن كل اسم منها يتضمن صفة لله عز وجل ، ولا يجوز أن تستعمل في شيء من
__________
(1) سورة الأعراف الآية 180(28/414)
الأشياء غير الدعاء بها إلا بدليل من الشرع ، والزعم بأنها تفيد كذا وكذا أو تعالج كذا وكذا بدون دليل من الشرع قول على الله بلا علم .
وقد قال الله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (1) ، فالواجب إتلاف هذه الورقة .
والواجب على المذكورين التوبة إلى الله من هذا العمل ، وعدم العودة إلى شيء منه مما يتعلق بالعقيدة والأحكام الشرعية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سورة الأعراف الآية 33(28/415)
الفتوى رقم ( 15742 )
س : هناك من المتحزبين الذين ينادون بالحكم الإسلامي ، ولكنهم على خلاف ذلك تماما ، إذ إنهم ميعوا الإسلام وكل من(28/415)
لا يحمل أفكارهم فهو عدو للإسلام ولو كانت خلاف الكتاب والسنة ، هذا مع ما يكنونه من الكراهية الشديدة لأهل السنة والجماعة ، وبالأحرى السلفيين ، فيسبونهم ويشتمونهم حتى إنهم لعنوا العلماء ، وقالوا : إنهم قدامى متعصبون . فهل تجوز موالاتهم ومناصحتهم ، أم زجرهم بالهجر ؟
ج : الداعية الذي لا يلزم منهج الرسل ومنهج أتباعهم في الدعوة وإنما يتبع منهج الفرق المبتدعة الضالة من الخوارج والمعتزلة - فهذا لا يجوز لكم مصاحبته ولا الانتماء إليه ، بل يجب عليكم الإنكار عليه والتحذير منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/416)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 18885 )
س 2 : قال أحد العلماء : عندنا تفسير لما يقوله النصارى بأنهم أبناء الله ، هذا القول : ( إننا نحن البشر جميعا أبناء الله ، بمعنى : أنه خالقنا الواحد ، وهو الذي يعولنا وحده ويرزقنا جميعا ؛ لقول الحديث : « الفقراء عيالي » ، وليست أبوة الله لنا التي تعرفها شهادات الميلاد ، ونحن جميعا عباد له ، ولا نسجد إلا لله وحده)(28/416)
فما رأي سماحتكم في ذلك ؟
ج 2 : لقد بين الله في كتابه أن النصارى يعتقدون اعتقادا باطلا أن المسيح ابن الله ، ينسب إليه ، قال تعالى : { وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (1) ، فهم يزعمون أن المسيح ابن الله ؛ تمييزا له عن سائر البشر ، ولهذا قال منكرا على من ادعى هذه الدعوى الباطلة : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا } (2) { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا } (3) { تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا } (4) وقال الله تعالى منكرا على اليهود والنصارى في زعمهم أنهم أبناء الله وأحباؤه تكبرا وتعاليا وتمييزا لأنفسهم عن سائر البشر : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } (5) .
أما من يظن أن النصارى أبناء الله ، بمعنى : أن الله يعولهم
__________
(1) سورة التوبة الآية 30
(2) سورة مريم الآية 88
(3) سورة مريم الآية 89
(4) سورة مريم الآية 90
(5) سورة المائدة الآية 18(28/417)
ويتكفل برزقهم وحدهم تمييزا لهم عن سائر البشر ، فهذا من الباطل أيضا ؛ لأن الله سبحانه قد تكفل برزق العباد جميعا ، وهو الذي يعولهم وحده بعنايته وتوفيقه .
أما حديث الخلق عيال الله ، فهو غير صحيح ، ومعناه لو صح أنه سبحانه هو الذي يعولهم وينفق عليهم ، كما قال سبحانه : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة هود الآية 6(28/418)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17458 )
س 1 : بعض من الاعتقادات في بلادنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان من المجسمة ، وكان يثبت لله تعالى جسما مثل الإنسان ، وكان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من المفسدين غير المصلحين ، وأفسد في بلاد العرب ، وكان ضالا مضلا- أعاذنا الله منها- ونحن نرسل إليكم مجلتين ، أي (نور(28/418)
اليقين ، والفجر الصادق) لتنظروا .
ج 1 : شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كلاهما من المجددين لما اندرس من معالم الإسلام على ضوء الكتاب والسنة ، وهما من علماء أهل السنة والجماعة ، وهما مصلحان لا مفسدان ، وممن يثبت لله سبحانه أسماءه وصفاته الواردة في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بالله سبحانه ، ومن زعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية مجسم ، فهو جاهل مركب لا يعرف عقيدة أهل السنة والجماعة ، وهكذا من زعم أن الشيح محمد بن عبد الوهاب مفسد لا مصلح فهو جاهل مركب ، لم يعرف عقيدته ولا ما دعا إليه من التوحيد الخالص والعقيدة السليمة المطابقة لعقيدة أهل السنة والجماعة ، رحمة الله عليه وعلى شيخ الإسلام ابن تيمية وعلى جميع أئمة المسلمين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/419)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 17867 )
س 5 : قال تعالى : { قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ } (1) . هل مشيئة الله أزلية أم تتجدد بتجدد الزمان ؟
وما حكم الإسلام في الخوض في آيات المشيئة أم تؤخذ على ظاهرها ؟ وهل يؤخذ من قوله تعالى : { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (2) ، على الإطلاق بأن الإيمان والكفر مباح ، بحجة أن الإنسان مخير وليس مسيرا ؟
ج5 : صفة المشيئة لله تعالى صفة فعلية قديمة النوع حادثة الآحاد ، والواجب في آيات الصفات لله جل وعلا من المشيئة أو غيرها إمرارها كما جاءت من غير تعرض لكيفيتها ، مع اعتقاد حقيقتها على ما يليق بالله تعالى ، من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تأويل ولا تشبيه ، كما قال تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (3) . وأما قوله تعالى : { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (4) ،
__________
(1) سورة يونس الآية 16
(2) سورة الكهف الآية 29
(3) سورة الشورى الآية 11
(4) سورة الكهف الآية 29(28/420)
فليس من باب التخير ، وإنما هو من باب التهديد ، لأن سبيل الإيمان والرشد قد استبان ، وطريق الكفر قد وضح ، والله عز وجل يعاقب من استبان له طريق الإيمان والهدى ، ولم ينقد بأن يصرفه عن صراطه المستقيم ، كما قال تعالى : { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ } (1) ولهذا قال سبحانه بعد قوله : { فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (2) ، متهددا ومتوعدا : { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } (3) الآية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأعراف الآية 146
(2) سورة الكهف الآية 29
(3) سورة الكهف الآية 29(28/421)
عنصر الشيطان ومصيره يوم القيامة
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16370 )
س 1 : هل إبليس من الجن أم من الملائكة ، وهل الجن من ذريته أم هو وذريته خلق منهم ؟
ج 1 : إبليس من الجن ، كما قال تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } (1) ، وليس هو من الملائكة ، وأيضا هو مخلوق من نار ، والملائكة مخلوقة من نور ، كما جاءت بذلك الآيات في خلق إبليس ، وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال : « خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف الله لكم » (2) أخرجه الإمام مسلم في (صحيحه) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الكهف الآية 50
(2) صحيح مسلم الزهد والرقائق (2996) ، مسند أحمد (6/168).(28/422)
الإيمان(28/423)
الفتوى رقم ( 11556 )
س : ما هي الأسباب التي بها يقوى إيمان المسلم جزاكم الله خيرا ؟
ج : من الأسباب التي يقوى بها إيمانك ويزيد بها يقينك ، تصديقك الجازم بأركان الإيمان الستة ، وعملك بشعب الإيمان . وأركان الإيمان هي : الإيمان بالله جل وعلا ، وملائكته ، ورسله ، وكتبه ، والإيمان باليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره .
ومن شعب الإيمان : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، والصلاة والصيام ، والزكاة ، والحج ، والجهاد في سبيل الله ، وبر الوالدين ، والإحسان إلى ذوي القربى والأيتام والمساكين وابن السبيل والجيران والعمال والخدم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولزوم الصبر في جميع الأمور ، والتواضع وعدم الكبر ، وحفظ الفم والفرج فيما لا يحل ، ورعاية الأمانة والعهد . . إلخ ؛ لما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة ، أعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق » (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري الإيمان (9) ، صحيح مسلم الإيمان (35) ، سنن الترمذي الإيمان (2614) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5004) ، سنن أبي داود السنة (4676) ، سنن ابن ماجه المقدمة (57) ، مسند أحمد (2/414).(28/424)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17558 )
س 1 : هل الإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي مع الدليل ، وما حكم من ينكر ذلك ؟
ج 1 : الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية بإجماع أهل السنة والجماعة من الصحابة رضي الله عنهم ومن سلك سبيلهم من أهل العلم والإيمان ، قال تعالى : { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } (1) ، وقال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا } (2) ، وقال تعالى : { وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } (3) ، وقال تعالى في نقص الإيمان : { هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ } (4) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال حبة من خردل من الإيمان » (5) .
__________
(1) سورة مريم الآية 76
(2) سورة الأنفال الآية 2
(3) سورة المدثر الآية 31
(4) سورة آل عمران الآية 167
(5) رواه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أحمد 3\ 12 ، 17 ، 94 ، والبخاري 1\ 11 ، 7\ 202 ، 8\ 182 ، ومسلم 1\ 170 برقم (183) ، والترمذي 4\714 برقم (2598) ، والنسائي 8\ 113 برقم (5010) ، وابن ماجه 1\ 23 برقم (60) .(28/425)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/426)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 16875 )
س 5 : ما هي أركان الإيمان مع الشرح ؟
ج 5 : أركان الإيمان ستة ، هي : الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره .
فالإيمان بالله معناه : الاعتقاد الجازم بربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته ، وأنه سبحانه هو المستحق للعبادة .
والإيمان بالرسل : هو اعتقاد رسالتهم من عند الله وتصديقهم ، واتباعهم ومحبتهم وعلى رأسهم خاتمهم وأفضلهم ونصيبنا منهم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام .
والإيمان بالملائكة : التصديق بوجودهم وأنهم عباد مكرمون ينفذون أوامر الله في خلقه ، وينزلون بالوحي منه على رسله ، ويكتبون أعمال بني آدم ويحفظونها .(28/426)
والإيمان بالكتب : هو اعتقاد أنها من الله نزلت لهداية الخلق ، وأنه يجب اتباعها والعمل بها على من نزلت عليهم ، وأفضلها وأكملها القرآن الكريم المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
والإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة : هو اعتقاد وقوعه وبعث الناس من قبورهم ، وجزاؤهم على أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر .
والإيمان بالقدر خيره وشره : هو اعتقاد أن كل ما يجري في هذا الكون من خير وشر منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة أن الله علمه وقدره وكتبه في اللوح المحفوظ ، وأن الله أراده وأوجده في وقت حدوثه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/427)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 13964 )
س 1 : هل من حقنا أو حق أية أئمة أن يؤيدوا أقوالهم بأقوال رسول الله وأفعاله ؟
ج 1 : أمر الله سبحانه بعبادته وحده ، وإخلاص الدين له ، وأن لا يعبد ولا يدعى ولا يرجى أحد سواه سبحانه وتعالى ، وأرسل(28/427)
محمدا صلى الله عليه وسلم لبيان شرائع الدين ، وأمر جل شأنه بأخذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره واجتناب ما نهى عنه ، فقال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (1) ، وهو قدوتنا وأسوة لنا في أقواله وأفعاله وتقريراته ، قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } (2) ، فواجب على المسلمين أن يجردوا المتابعة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا قول لأحد مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الحشر الآية 7
(2) سورة الأحزاب الآية 21(28/428)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 14549 )
س 1 : في بعض الأحيان يأتيني الشيطان ببعض الأفكار ، حيث يحاول أن يشكك لي في عقيدتي ، وأستحي أن أذكر هذه الأفكار والسؤال : هل أحاسب على هذا ؟(28/428)
ج1 : يجب عليك أن لا تتمادى مع الشكوك والوساوس التي يلقيها الشيطان لتشكيكك في عقيدتك الإسلامية ، فإذا خطرت ببالك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال تعالى : { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } (1) ، فإذا انتهيت عن هذه الوساوس ولم تعمل بها ولم تتكلم بها- فلا إثم عليك ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل » (2) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأعراف الآية 200
(2) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6664) ، صحيح مسلم الإيمان (127) ، سنن الترمذي الطلاق (1183) ، سنن النسائي الطلاق (3435) ، سنن أبي داود الطلاق (2209) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2040) ، مسند أحمد (2/491).(28/429)
الفتوى رقم ( 15610 )
س : ما رأيكم في قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في (فتح المجيد ص 45) : (وهذا بخلاف من يقولها : (وهي لا إله إلا الله) وهو يدعو غير الله ، ويستغيث به من ميت أو غائب لا ينفع ولا يضر ، كما ترى عليه أكثر الخلق ، فهؤلاء وإن قالوها(28/429)
فقد تلبسوا بما يناقضها ، فلا تنفع قائلها إلا بالعلم بمدلولها نفيا وإثباتا) وهل يختلف الحكم على الناس من زمان إلى زمان ، ومكان إلى مكان ، أم أن الحكم ثابت لا يحتاج لتأويل ؟
ج : كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله واضح في أن كلمة الإخلاص لا تنفع قائلها إلا إذا قالها عالما بمعناها ، عاملا بمقتضاها ، فأثبت العبادة خالصة لله تعالى . وأما من استغاث بغير الله ودعا غير الله أو اعتقد أن الأموات يسمعون دعاء من دعاهم ويشفعون له ، ويكونون وسائط بينه وبين الله ، فذبح لهم ونذر لهم واستغاث بهم والتجأ إليهم في كشف الشدائد ودعاهم من دون الله ، واعتقد النفع في دعائهم ، فإن هذا مناف لكلمة التوحيد ، وفاعله ومعتقده مشرك بالله الشرك الأكبر ، وتجري عليه أحكام الكفار في الدنيا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/430)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16021 )
س 2 : كيف تكون لدي عقيدة سليمة قائمة على أساس علمي إسلامي في الإيمان وغيره ؟
ج 2 : عقيدة التوحيد هي الأساس الذي يبني عليه المسلم(28/430)
أعماله الصالحة ، وهي العقيدة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه السلف الصالح ، وهي مبينة في الكتب الصحيحة التي ألفها أئمة الإسلام ، مثل (عقيدة الإمام الطحاوي وشرحها) للعز بن أبي العز ، و(العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و(كتاب التوحيد) للشيخ محمد بن عبد الوهاب وشرحه (فتح المجيد) . على أن تقرأ هذه الكتب على علماء محققين من أهل السنة يوضحونها لك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/431)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 15885 )
س 4 : إنني أسمع بعض الأحيان عن العقيدة ، فما هي العقيدة ، وما أهميتها ، مع العلم أنني أريد الإجابة الشافية عن عقيدة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليمه وبعض الكتب التي تتحدث عن ذلك إن وجد عندكم ، حتى أكون على بينة من ديني ، وأن أكون اقتديت بالنبي صلى الله عليه وسلم .
ج 4 : العقيدة الصحيحة هي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، على مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة ، وما كان عليه سلف الأمة وأئمتها ، والكتب التي(28/431)
تتحدث عن ذلك كثيرة ، أعظمها وأنفعها القرآن الكريم ، ففيه الهدى والشفاء ، كما قال الله سبحانه : { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } (1) ، ومنها كتب الحديث المعتمدة ، كالبخاري ومسلم وغيرهما ، ومثل (شرح العقيدة الطحاوية) لابن أبي العز الحنفي ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ، وغيرهم من العلماء المحققين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الإسراء الآية 9(28/432)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16024 )
س 1 : ما هي آثار التوحيد في الحياة ؟
ج 1 : آثار التوحيد وهو إفراد الله بالعبادة في الحياة ، قد بينها الله بقوله : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } (1) ،
__________
(1) سورة النور الآية 55(28/432)
وقوله تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } (1) أي : بشرك { أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } (2) ، فقد بين الله في هاتين الآيتين آثار التوحيد في الحياة الدنيا والآخرة ، وذلك بتوفر الأمن وحصول الهداية من الضلال ، والاستخلاف في الأرض وتمكين الدين في القلوب والأعمال .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأنعام الآية 82
(2) سورة الأنعام الآية 82(28/433)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16301 )
س 1 : من هم أولياء الله الصالحون وأولياء الشيطان ؟
ج 2 : أولياء الله هم المؤمنون المتقون ، كما قال تعالى : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } (1) { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } (2) ،
__________
(1) سورة يونس الآية 62
(2) سورة يونس الآية 63(28/433)
والإيمان والتقوى هما العمل بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله من البدع والخرافات والشركيات .
وأولياء الشيطان هم أتباعه من المشركين والمخرفين والمبتدعة ، الذين يميتون السنن ويحيون البدع والمخالفات ، قال تعالى : { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ } (1) ، فما كل من ادعى الولاية أو ادعيت له يكون كذلك ، حتى يكون موحدا لله ، عاملا بكتاب الله وسنة رسوله ، مجانبا للشرك والبدع .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة النحل الآية 100(28/434)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17923 )
س 2 : هل الإيمان في الأصل لا يتجزأ ، فإذا ذهب بعضه ذهب كله ؟ إذا كان كذلك فكيف الجمع بين ذلك وبين أن(28/434)
الإيمان يزيد وينقص .
ج 2 : الإيمان يتجزأ ، فهو يزيد وينقص ، كما قال تعالى : { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } (1) ، وقال تعالى : { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى } (2) ، وذهاب بعض الإيمان لا يكون ذهابا لجميعه ؛ لأن القول بأن ذهاب بعض الإيمان ذهاب لجميعه مذهب الخوارج ، وهو قول غير صحيح ؛ لأن الله يقول : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا } (3) ، فأثبت لهم الإيمان مع وجود القتال بينهم ، وقال تعالى : { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ } (4) ، فسماه أخاه مع أنه قاتل .
فمذهب أهل السنة أن الإنسان يجتمع فيه إيمان وفسق ، وطاعة ومعصية ، فالإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
__________
(1) سورة الأنفال الآية 2
(2) سورة مريم الآية 76
(3) سورة الحجرات الآية 9
(4) سورة البقرة الآية 178(28/435)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/436)
دعوة الرسل(28/437)
السؤال الأول من الفتوى رقم (14465)
س 1 : ما هو الفرق بين الأنبياء والرسل ؟
ج 1 : النبي : من أوحى الله إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه ، والرسول : من أوحى الله إليه بشرع وأرسله إلى الناس ليبلغهم ما أوحى إليه من الشرائع والأحكام .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/438)
السؤال الثاني والثالث من الفتوى رقم ( 18794 )
س 2 : هل هناك فرق بين الأنبياء من حيث درجة المعرفة وحجم المسؤولية والقدرة الروحية ؟
ج 2 : نعم ، تتفاوت علوم الأنبياء ودرجات معرفتهم ، فقد يكون عند أحدهم من العلم ما ليس عند الآخر ، كما في قصة موسى والخضر وداود وسليمان عليهم الصلاة والسلام ، ولكن هذا التفاوت لا يعني انتقاصا من أحدهم وتعصبا لآخر حمية وعنصرية ، بل الكل من الأنبياء والرسل مكرمون مع وجود التفاضل بينهم ، كما قال الله تعالى : { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } (1) ،
__________
(1) سورة البقرة الآية 253(28/438)
وقال جل وعلا : { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ } (1) .
أما مسؤولية تبليغ رسالات الله تعالى إلى الناس وتعليمهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، فكلهم على درجة واحدة في ذلك ، وهم مشتركون في أداء هذه الأمانة العظيمة ، لكن أفضلهم وأكملهم في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو خاتم النبيين ، كما قال الله تعالى : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } (2) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر » (3) .
__________
(1) سورة الإسراء الآية 55
(2) سورة الأحزاب الآية 40
(3) سنن الترمذي المناقب (3615) ، سنن ابن ماجه الزهد (4308).(28/439)
( س 3 : هل أن سيدنا عيسى- عليه السلام- أعلى درجة من بقية الأنبياء ؛ لأنه ولد على شاكلة لم يولد عليها غيره ، ولأنه كذلك لم يمت مثل بقية الأنبياء ؟
ج 3 : كون عيسى عليه السلام ولد من غير أب ، وأنه رفع إلى السماء ، لا يعني ذلك أنه أعلى الأنبياء درجة ، ومما يدل على ذلك(28/439)
أن خليلي الرحمن إبراهيم ومحمدا عليهم الصلاة والسلام لم يحصل لهما شيء من ذلك ، وهما أفضل منه قطعا ، بل أفضل الأنبياء جميعا صلوات الله وسلامه عليهم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/440)
الفتوى رقم ( 18971 )
س : أريد منكم أن تبينوا لي الفرق بين خاتم الأنبياء والمرسلين (محمد) صلى الله عليه وسلم ، وعيسى عليه السلام ، وميرزا غلام أحمد . فهناك مشكلة كبرى بخصوص هؤلاء هنا في بلدنا بالمنطقة الوسطى ، وأريد معرفة الحقيقة في مجلسكم عاجلا ، حتى أتمكن من تبيان الأمر لأفراد مجتمعي وهدايتهم أو إرشادهم .
ج : فيما يختص بالسؤال عن عيسى ومحمد عليهما السلام وغلام القادياني الكذاب : عيسى عليه السلام هو عيسى ابن مريم ، عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، أرسله الله إلى بني إسرائيل مصدقا لما بين يديه من التوراة ، ومبشرا ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم رسولا يأتي من بعده ، فدعا إلى الله وبلغ الرسالة ، وكفر به اليهود وحاولوا قتله وصلبه فنجاه الله منهم ورفعه إليه .(28/440)
وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين ، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما أفضل الصلاة والسلام ، بعثه الله إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، وأوجب على جميع الخلق طاعته واتباعه ، ومن لم يتبعه ويؤمن به فهو كافر مخلد في النار ، ولو كان ينتمي إلى اليهودية والنصرانية ؛ لأن الله نسخ بدينه جميع الأديان ، وأوجب طاعته على جميع الناس إلى أن تقوم الساعة ، لا يبعث بعده نبي لأنه خاتم النبيين .
وأما غلام أحمد القاديانى ، فإنه كذاب ادعى النبوة ، وتبعه بعض الناس وصدقوه في كذبه ، فحكم المسلمون بكفره وكفر من اتبعه ، وسموهم بالقاديانية ، وحكموا ببراءة الإسلام منهم ، لأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/441)
الفتوى رقم ( 18965 )
س 1 : لماذا نجد أن سلالة سيدنا إسحاق- ابن سيدنا إبراهيم الثاني- عليهما السلام ، قد تطورت حتى ميلاد المسيح(28/441)
في الإنجيل ، بينما نجد أن سلالة سيدنا إسماعيل - الابن الأول لسيدنا إبراهيم- عليهما السلام ، لم تتطور ؟
ج 1 : أنبياء بني إسرائيل كلهم من ذرية إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام ، وآخرهم عيسى ابن مريم عليه السلام ، وإسرائيل لقب ليعقوب بن إسحاق عليهما السلام ، أما ذرية إسماعيل عليه السلام وهم العرب ، فكانوا على دين أبيهم إبراهيم عليه السلام حتى حدث فيهم الشرك على يد عمرو بن لحي الخزاعي . وعند ذلك بعث الله خاتم النبيين وأفضلهم نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام ، وجعل بعثته عامة للثقلين الجن والإنس ، وشريعته ناسخة لما قبلها إلى أن تقوم الساعة .(28/442)
س 2 : لماذا لم يكن للذي جاء بعد عيسى عليه السلام اسم بدلا من روح القدس ؟
ج 2 : روح القدس اسم لجبريل عليه السلام ، وأما عيسى عليه السلام فإنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وسمي بالروح ، لأن الله خلقه بدون أب ، بل بكلمة وهي قوله سبحانه : (كن) من الروح التي نفخها الملك في مريم بدون أب .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/442)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 10947 )
س 1 : هل الأنبياء (آدم ، يحيى ، يوسف ، هارون ، إدريس ، موسى ، إبراهيم الخليل) عليهم السلام . هل لهم قبور في الأرض ، أم رفعوا جميعا إلى السماء مثل سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام ؟
ج 1 : قبور الأنبياء جميعا عليهم السلام في الأرض التي دفنوا فيها ، ما عدا عيسى عليه السلام فإنه رفع حيا إلى السماء ، وسينزل في آخر الزمان ويحكم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/443)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 19219 )
س 5 : هل تأكل الأرض أجساد الأنبياء ؟
ج 5 : إن الله حرم أجساد الأنبياء والرسل على الأرض أن تأكلها ، فهي باقية كما هي ، وهم أحياء في قبورهم حياة برزخية الله أعلم بكيفيتها ، وليست كحياتهم في الدنيا ، وأرواحهم في الجنة ، وهكذا أرواح المؤمنين وروح نبينا محمد في الرفيق الأعلى في الجنة ، لما أخرجه الإمام أحمد في (مسنده ج4 ص 8) عن أوس بن أبي(28/443)
أوس ، الذي ذكر في آخره : « إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء صلوات الله عليهم » (1) وأخرجه أبو داود وابن ماجه في (سننهما) بنحوه بإسناد صحيح . ومع هذا كله لا يجوز دعاؤهم ولا الاستغاثة والاستعانة بهم ولا النذر لهم ، بل ذلك كله شرك بالله ؛ لقول الله تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } (2) ، وقوله سبحانه : { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } (3) ، وقوله عز وجل : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ } (4) { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } (5) ، وهذه الآيات الكريمات وما جاء في معناها من الآيات والأحاديث- تعم الأنبياء والصالحين والملائكة وغيرهم ، وقد أجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
__________
(1) سنن النسائي الجمعة (1374) ، سنن أبي داود الصلاة (1531) ، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (1636) ، مسند أحمد (4/8) ، سنن الدارمي الصلاة (1572).
(2) سورة الجن الآية 18
(3) سورة المؤمنون الآية 117
(4) سورة فاطر الآية 13
(5) سورة فاطر الآية 14(28/444)
وأتباعهم بإحسان على تحريم ذلك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/445)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 17867 )
س 2 : هل سيدنا يعقوب نبي أم عبد صالح ؟
ج 2 : يعقوب عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل ، قال تعالى : { قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } (1) ، فدلت الآية الكريمة أنه أوحي إليه ، فهو نبي من الأنبياء ، وقال تعالى : { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ } (2) الآية .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة آل عمران الآية 84
(2) سورة النساء الآية 163(28/445)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18024 )
س 3 : هل لقمان نبي أم رجل من الصالحين ؟
ج 3 : لقمان عبد صالح آتاه الله الحكمة وليس نبيا ، قال تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ } (1) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة لقمان الآية 12(28/446)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 18794 )
س 4 : هل أخبر عيسى عليه السلام بقدوم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ج 4 : نعم ، بشر عيسى عليه السلام بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، كما نص الله جل وعلا في القرآن على ذلك في قوله سبحانه : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ } (1)
__________
(1) سورة الصف الآية 6(28/446)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/447)
الفتوى رقم ( 17884 )
س : وقف رجل على المنبر وقال في خطبة الجمعة : لما ولد المصطفى صلى الله عليه وسلم قال إنه تكلم بعد أن نزل من بطن أمه . ولكني لا أتذكر ما قاله . ثم قال : عندما كانت أمه حاملا به جاءها في الشهر الأول آدم عليه السلام وبشرها بأنه نبي هذه الأمة ، وفي الشهر الثاني جاء نوح عليه السلام ، ثم في الثالث إدريس ، فالرابع هود ، فالخامس صالح ، فالسادس إبراهيم ، فالسابع إسماعيل ، فالثامن موسى ، فالتاسع عيسى عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام ، ثم زاد في هذا الموضوع ، وقد تكلم عن أم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال أكثر من مرة آمنة بنت وهب رضي الله عنها ، فهل هي مؤمنة ؟
ج : النبي صلى الله عليه وسلم ولد كما يولد سائر البشر من أب وأم ، ولم يثبت أنه تكلم في المهد ، بل هذا من الكذب والافتراء ، وما ذكر من مجيء الأنبياء لأم النبي صلى الله عليه وسلم كل ذلك من الكذب والباطل .
والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أخذ الله عليهم الميثاق إن(28/447)
بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليؤمنن به ، وأخذ الأنبياء على قومهم الميثاق بذلك ، كما قال تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ } (1) ، وآخر من بشر بالنبي صلى الله عليه وسلم عيسى ابن مريم عليه السلام ، كما في قوله : { وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } (2) .
وأم النبي صلى الله عليه وسلم ماتت ولم تدرك البعثة ، وقد استأذن الرسول صلى الله عليه وسلم ربه في أن يزور أمه فأذن له ، واستأذنه في أن يستغفر لها فلم يأذن له ، وهذا يدل على أن أم الرسول صلى الله عليه وسلم ماتت على غير الإسلام . والله سبحانه أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة آل عمران الآية 81
(2) سورة الصف الآية 6(28/448)
الفتوى رقم ( 12232 )
س : لدي سؤال يتعلق بعقيدة المسلم ، وأرجو من فضيلتكم الجواب عليه . أما سؤالي فهو : أن رجلا من المسلمين حدث بينه وبين أحد النصارى مناقشة حول عقيدة المسلم والنصراني ، ومن جملة الشبهات التي أثارها هذا النصراني حول الإسلام هو قوله : إنه مذكور عندكم في القرآن أن عيسى ابن مريم بشر برسول من بعده اسمه أحمد ، ونبيكم اسمه محمد ، فهذا من التعارض في كتابكم . فما هو جواب هذا السؤال ؟ جزاكم الله خيرا ليتم الدفاع عن عقيدتنا السمحة بإذن الله والله يحفظكم .
ج : اسم أحمد من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأن له أسماء كثيرة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/449)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19272 )
س 1 : لقد وقع بين أيدينا هنا مصحف خط في الصفحتين الأوليين منه (99) اسما من أسماء الله تعالى الحسنى والمعروفة ، وأما الغريب في الموضوع ما خط في الصفحتين الأخيرتين ، حيث خط (99) اسما (أو صفة) للرسول صلى الله عليه وسلم ، وبنفس الأسلوب الذي خط(28/449)
فيه أسماء الله الحسنى ، فهل هذا جائز ، هل فعلا أن للرسول (99) اسما ؟ والمصحف طباعة باكستان . فأرجو أن توضحوا هذه المسألة ، ويا حبذا لو كان برسالة لدار النشر المسؤولة عن طبع هذه المصاحف أو نشره حتى في صحيفة ، وإيفاءنا بالرد مشكورين .
ج : أولا : ليس للنبي صلى الله عليه وسلم إلا خمسة أسماء مذكورة في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم : « لي خمسة أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب » (1) رواه البخاري في (صحيحه) . وما زاد على ذلك فهي أسماء لا تصح أو أوصاف للنبي صلى الله عليه وسلم وليست أسماء له ، ولا يجوز إثبات أسماء له صلى الله عليه وسلم سوى الخمسة إلا بحديث صحيح .
ثانيا : كتابة الأسماء المذكورة في المصحف في أوله أو آخره أمر غير مشروع ، وإنما الأمر المشروع تجريد المصحف من كل ما
__________
(1) رواه من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه : أحمد 4\ 80 ، 81 ، 84 ، والبخاري 4\ 162 ، 6\ 62 ، ومسلم 4\ 1828 برقم (2354) ، والترمذي 5\ 135 برقم (2840) ، والدارمي 2\ 317- 318 ، وأبو يعلى 13\ 389 برقم (7395) .(28/450)
سوى القرآن الكريم ، كما هو المعروف عن السلف الصالح رضي الله عنهم ، وحماية للقرآن أن يزاد فيه ما ليس منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/451)
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 16402 )
س 6 : ورد في قصة الإسراء أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى إماما بالأنبياء ، فكيف كان ذلك وهم قد توفوا قبله ؟
ج 6 : صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة الإسراء ثابتة يجب الإيمان بها ، أما كيفية حضورهم عنده فهي من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ، والله على كل شيء قدير .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/451)
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 17882 )
س 6 : قال : إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كلم الله في الإسراء والمعراج كلمه بواسطة ملك ، عن طريق إلهام جعله الله في الملك .
ج 6 : هذا الكلام غير صحيح ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أسري به إلى(28/451)
بيت المقدس ، ثم عرج به إلى السماء ، وكلم الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بدون واسطة ، وفرض عليه الصلوات ، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يراجع ربه في الصلوات حتى استقرت خمس صلوات وهي خمسون في الأجر ، وقال الله جل وعلا : « أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي » (1) ، وهذا الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل متواتر ، وهو سبحانه قد كلم موسى تكليما ، وهكذا كلم محمدا صلى الله عليه وسلم حين عرج به إلى السماء وفرضت عليكم الصلوات الخمس ، وهو سبحانه يتكلم إذا شاء كلاما يليق بجلاله ، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته ، كما قال الله سبحانه : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (2)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري المناقب (3887) ، سنن النسائي الصلاة (448) ، مسند أحمد (4/210).
(2) سورة الشورى الآية 11(28/452)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19048 )
س 1 : قرأت في (فتاوى شيخ الإسلام) رحمه الله أن من أنكر(28/452)
حرفا من كتاب الله فقد كفر ، فيستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل ، فماذا عن رجل قد أنكر حادثة الإسراء والمعراج ، وتبجح أمام الناس بقوله : هذا لا يمكن أبدا ، لا سيما والحق يقول : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } (1) ؟
ج 1 : حديث الإسراء والمعراج ثابت بالكتاب والسنة ، قال تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } (2) ، وقد تواترت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسري بروحه وبدنه ، يقظة لا مناما ، وقد ظهرت دلائل ذلك وعلامات صدقه مما لا يدع مجالا للشك ؛ ولذلك أجمع المسلمون أهل السنة والجماعة على الإيمان به وتصديق ما ورد فيه ، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون ، وأنكره كفار قريش ؛ مكابرة وعنادا ، قال الله تعالى : { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } (3) ، فمن أنكر الإسراء والمعراج فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وكذبه
__________
(1) سورة التوبة الآية 65
(2) سورة الإسراء الآية 1
(3) سورة الصف الآية 8(28/453)
فيما جاء به ؛ لأنه يستلزم من ذلك إنكار الآيات الواردة في إثباته وتكذيبها ، كقوله تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ } (1) ، وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى } (2) { عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى } (3) { عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى } (4) ، فإذا كان من أنكر آية أو كلمة أو حرفا من كتاب الله يكفر بالله ، فإن منكر قصة الإسراء والمعراج كافر من باب أولى ، ولأن إنكار الإسراء والمعراج يستلزم منه أيضا إنكار وجوب الصلوات الخمس وعدم الإيمان بها ، وذلك كفر مخرج من الملة ، لأن الصلاة فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته عندما أسري به وعرج به جبريل فوق السماء السابعة بما لا يعلمه إلا الله عز وجل ، فرضت على أمة محمد من لدن رب العالمين من غير واسطة ، كما جاء في قصة الإسراء والمعراج ، وتواترت بها الأحاديث الصحيحة . فمن أنكر ذلك فلا شك في كفره كفرا يخرج من الملة والعياذ بالله ، قال الله تعالى :
__________
(1) سورة الإسراء الآية 1
(2) سورة النجم الآية 13
(3) سورة النجم الآية 14
(4) سورة النجم الآية 15(28/454)
{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ } (1)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة البقرة الآية 85(28/455)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19346 )
س 1 : هل تتفضلون بإيراد الحديث الدال على إقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش ؟
ج 1 : لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر شيء يجب اعتقاده فيما نعلم ، وأما الأثر المروي عن مجاهد - رحمه الله تعالى- فهو أثر منكر كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم بالحديث .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/455)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20845 ) .
س 2 : فضيلة الشيخ ، إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقال : إنهم يسمعون ويبصرون بعد موتهم ، وهذا الكلام له حجة أم لا أفيدوني جزاكم الله خيرا .
ج 2 : الأموات عموما بما فيهم الأنبياء عليهم السلام لا يسمعون من يناديهم سماع قبول وامتثال فلا يمكنه إجابة الداعي ، ولا امتثال ما أمر به أو نهي عنه ، وهذا هو الذي نفاه الله بقوله تعالى : { فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } (1) ، أما ما جاء في ( الصحيحين) عن الميت إذا وضع في قبره ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه » (2) ، وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لقتلى يوم بدر من المشركين عندما سحبوا ، وألقي بهم في قليب بدر ، فقال لهم : « هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ » (3) وقال : « إنهم يسمعون الآن ما أقول » (4) ، ومثل سماع الميت للملكين عندما يوضع
__________
(1) سورة الروم الآية 52
(2) رواه من حديث أنس رضي الله عنه : أحمد 3\ 126 ، 233 ، والبخاري 2\ 92 ، 102 ، ومسلم 4\2200- 2201 برقم (2870) ، وأبو داود 3\ 556 برقم (3231) ، والنسائي 4\ 96-97 برقم (2049- 2051) ، وابن حبان 7\ 390 برقم (3120)
(3) صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2875) ، سنن النسائي الجنائز (2075) ، مسند أحمد (3/287).
(4) صحيح البخاري المغازي (3981) ، سنن النسائي الجنائز (2076) ، مسند أحمد (2/131).(28/456)
في قبره فيسألانه عن دينه ونبيه .. إلخ ، ونحو ذلك مما ورد به الشرع ، فإن الميت يسمعه سماعا برزخيا ، الله أعلم بكيفيته ، وليس سماعا دائما للميت ، بل في هذه الحالات الخاصة ، وليس سماعه كسماعه في الحياة الدنيا ، بل هو خاص بأحوال البرزخ ، ولا يعلم كيفية ذلك إلا الله ولا يترتب على هذا السمع نفع الميت أو ضره للحي ، إذ لا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه ، وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام » (1) فذلك خاص به صلى الله عليه وسلم ، ولا يترتب على ذلك نفع النبي صلى الله عليه وسلم للحي ولا ضره إلا ما يحصل من الثواب من الله سبحانه لمن صلى وسلم عليه صلى الله عليه وسلم ، ولا يطلب منه صلى الله عليه وسلم في قبره ما يطلب منه في الدنيا من قضاء الحاجات وحل المشكلات ؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يطلبون منه ذلك لعلمهم أنه لا يجوز .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
__________
(1) سنن أبي داود المناسك (2041) ، مسند أحمد (2/527).(28/457)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 20482 )
س 1 : كثيرا ما يتردد على ألسنة بعض الخطباء قولهم في وصف المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه (كشف الغمة) ، فهل(28/457)
يجوز إطلاق هذا الوصف على الرسول عليه الصلاة والسلام ؟
ج 1 : وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (كشف الغمة) وصف صحيح ، فبه أنقذ الله الناس من النار وأخرجهم من ظلمات الشرك والجهل إلى نور التوحيد والعلم ، وقد قال الله سبحانه في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم : { الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } (1) ، وقال سبحانه : { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } (2) ، وليس المراد بأنه صلى الله عليه وسلم يكشف الضر فيستغاث به لذلك من دون الله ، بل ذلك شرك أكبر يجب الحذر منه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة إبراهيم الآية 1
(2) سورة آل عمران الآية 164(28/458)
الصحابة(28/459)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 19378 )
س 2 : ظهر فينا أقوام بآراء متفرقة وعقائد مختلفة ، يسبون بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، يتنقصونهم ويزعمون أن في الصحابة رضي الله عنهم الفسقة ، وينفرون أنفسهم من العمل برواياتهم ، ويذكرون الصحابي الجليل : المغيرة بن شعبة من هؤلاء الفسقة والعياذ بالله ، ويقول قائلهم- لعنهم الله- إنه شهد عليه بالزنا أربعة من الصحابة أمام سيدنا عمر رضي الله عنه . هذا من أقبح ما يقولون ؟
ج 2 : أولا : أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير المؤمنين ، وقد أثنى الله عليهم ومدحهم في آيات من كتابه الكريم ، تتلى إلى قيام الساعة ، ومنها قوله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (1) ، وقوله سبحانه :
__________
(1) سورة التوبة الآية 100(28/460)
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } (1) وأثنى عليهم كذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثبت لهم الخيرية على جميع الناس ، فقال : « خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم » (2) متفق عليه ، وأخرج مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : « سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير ؟ فقال : " القرن الذي أنا فيه ، ثم الثاني ، ثم الثالث » (3) .
ثانيا : لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسب أو يلعن أحدا منهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في (صحيحه) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه : « لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم
__________
(1) سورة الفتح الآية 29
(2) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6695) ، صحيح مسلم فضائل الصحابة (2535) ، سنن الترمذي الفتن (2222) ، سنن النسائي الأيمان والنذور (3809) ، سنن أبي داود السنة (4657) ، مسند أحمد (4/440).
(3) صحيح مسلم فضائل الصحابة (2536) ، مسند أحمد (6/156).(28/461)
ولا نصيفه » (1) وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصفه » (2) .
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلمقام أحدهم ساعة- يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- خير من عمل أحدكم أربعين سنة) وفي رواية وكيع : (خير من عمل أحدكم عمره)
فمن لعن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم جميعا فإنه يستحق العقوبة البليغة باتفاق المسلمين ، وتنازعوا هل يعاقب بالقتل أو ما دون القتل .
ثالثا : صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول بتعديل الله لهم وثنائه
__________
(1) صحيح البخاري المناقب (3673) ، سنن الترمذي المناقب (3861) ، سنن أبي داود السنة (4658) ، سنن ابن ماجه المقدمة (161) ، مسند أحمد (3/64).
(2) صحيح البخاري المناقب (3673) ، سنن الترمذي المناقب (3861) ، سنن أبي داود السنة (4658) ، سنن ابن ماجه المقدمة (161) ، مسند أحمد (3/64).(28/462)
عليهم وتزكيته لهم ، وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم ، وما أعظمها من تزكية- قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : (كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله ، ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن- ثم ساق بعض الآيات والأحاديث في فضلهم- ثم قال : على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فيهم شيء مما ذكرناه ، لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة ، وبذل المهج والأموال ، وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين ، القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيئون بعدهم أبد الآبدين ، تم روى عن أبي زرعة - رحمه الله تعالى- أنه قال : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن رسول الله عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول(28/463)
الله - صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يخرجوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والحرج بهم أولى وهم زنادقة .
وقد نقل الإجماع على عدالتهم وصدقهم والأخذ برواياتهم جماعات كثيرة من أهل العلم ، ولله الحمد والمنة ، منهم الخطيب البغدادي وابن عبد البر وابن الصلاح والنووي وابن كثير والعراقي وابن حجر السخاوي - رحم الله الجميع- .
رابعا : قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- في (العقيدة الواسطية) : ومن أصول أهل السنة والجماعة : سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما وصفهم الله في قوله : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (1) ، وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله : « لا تسبوا أصحابي » (2) ." الحديث . ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم- إلى أن قال-
__________
(1) سورة الحشر الآية 10
(2) صحيح البخاري المناقب (3673) ، سنن الترمذي المناقب (3861) ، سنن أبي داود السنة (4658) ، سنن ابن ماجه المقدمة (161) ، مسند أحمد (3/64).(28/464)
ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل .
ويمسكون عما جرى بين الصحابة ، ويقولون : إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب ، ومنها ما قد زيد فيها ونقص وغير عن وجهه .
والصحيح منه ، هم فيه معذورون ، إما مجتهدون مصيبون ، وإما مجتهدون مخطئون والخطأ مغفور ، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم- إن صدر- حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم ، لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم ، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون ، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم ، ثم إذا كان قد صدر من أحد منهم ذنب فيكون قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بفضل سابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم(28/465)
الذين هم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين ، إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور ، ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله ، والجهاد في سبيله ، والهجرة والنصرة ، والعلم النافع والعمل الصالح ، ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم أنهم خير الخلق بعد الأنبياء ، لا كان ولا يكون مثلهم ، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله . انتهى كلامه رحمه الله .
خامسا : إذا علم ما تقدم ، فإن الواجب على المسلمين كافة اعتقاد فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومزيتهم على غيرهم ، ومحبتهم والترضي عنهم ، وذكرهم بالجميل ، وموالاتهم ومعاداة من يبغضهم أو يذكرهم بسوء ، وأن ذلك من معاقد الإيمان وصحة الإسلام . قال الإمام أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله تعالى- في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة : ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نفرط في(28/466)
حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان . انتهى .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/467)
السؤال العاشر من الفتوى رقم ( 20619 )
س 10 : من معتقدات الزيدية أن الخلافة كانت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأن الصحابة ظلموه وأخذوا حقه ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالحلافة له بعد موته .
ج 10 : الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ثم عمر تم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ، وذلك بإجماع المسلمين ، ومن خالف في خلافة واحد من هؤلاء فهو ضال مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/467)
السؤال الثامن من الفتوى رقم ( 17882 )
س 8 : قال : إن الإسلام قام على سيف علي ومال خديجة .
ج 8 : أولا : علي بن أبي طالب رضي الله عنه جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضر المشاهد كلها إلا غزوة تبوك ، وقد جاهد غير علي من الصحابة رضي الله عنهم ؛ كأبي بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد وغيرهم .
ثانيا : خديجة رضي الله عنها أول النساء إسلاما ، ولها مقامها عند الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت تسليه وتحاول أن تذهب همومه وتقف في جانبه في الحياة ، وقد أقرأها جبريل- عليه السلام- السلام من رب العالمين ، وقد بشرها النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب . والقول : إن الإسلام قام على مال خديجة غير صحيح ؛ لأن الإنفاق في سبيل الله لم يكن إلا بعد الهجرة ، وخديجة رضي الله عنها توفيت قبل الهجرة ، وقد أنفق المسلمون في سبيل الله كالصديق وعمر وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وغيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار رضي الله عن الصحابة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/468)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20530 )
س 2 : سمعنا بحديث نبوي مفاده أن جميع الذين سيذهبون إلى الجنة ستتاح لهم هذه الفرصة وهم شبان ، وذلك بصرف النظر عن أعمارهم ، ولكن كثيرا ما يكرر في صلاة الجمعة أن فاطمة ابنة نبينا صلى الله عليه وسلم ستقود نساء الجنة ، بينما سيقود الشباب الحسن والحسين رضي الله عنهما ، إذا كان هذا الحديث صحيحا ألا ترون أنه يناقض الآية القرآنية (42)- سورة آل عمران- حول مكانة مريم ؟ في تقديري أن الحديث مختلق ، وأنه من بنات أفكار الشيعة ، ما رأي فضيلتكم ؟
ج 2 : قال الله تعالى مبينا مكانة مريم عليها السلام وفضلها على النساء : { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ } (1) قال ابن كثير - رحمه الله تعالى- في (البداية والنهاية) ما نصه : { وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ } (2) يحتمل أن يكون المراد : عالمي زمانها ، كقوله لموسى : { إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ } (3) ،
__________
(1) سورة آل عمران الآية 42
(2) سورة آل عمران الآية 42
(3) سورة الأعراف الآية 144(28/469)
وكقوله عن بني إسرائيل { وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } (1)
ومعلوم أن إبراهيم عليه السلام أفضل من موسى ، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل منهما ، وكذلك هذه الأمة أفضل من سائر الأمم قبلها وأكثر عددا ، وأفضل علما وأزكى عملا من بني إسرائيل وغيرهم .
ويحتمل أن يكون قوله : { وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ } (2) محفوظ العموم ، فتكون ( مريم ) أفضل نساء الدنيا ممن كان قبلها ووجد بعدها . انتهى كلامه .
وقد جاء في السنة ما يؤيد الوجه الثاني ، وهو أن مريم أفضل نساء العالمين إلى قيام الساعة ، وليس على نساء زمانها فقط باستثناء فاطمة رضي الله عنها ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون » (3) صححه الترمذي والحاكم وغيرهما ، وأخرج النسائي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
__________
(1) سورة الدخان الآية 32
(2) سورة آل عمران الآية 42
(3) الترمذي 5\ 703 برقم (3878) ، والحاكم 3\ 157 ، 158(28/470)
رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون » (1) .
قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) : (وقال أبو القاسم البغوي : حدثنا وهب بن منبه ، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة أنها قالت لفاطمة : أرأيت حين أكببت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم ضحكت ؟ قالت : أخبرني أنه ميت من وجعه هذا فبكيت ، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع أهله لحوقا به ، وأني سيدة نساء أهل الجنة ، إلا مريم بنت عمران فضحكت . وأصل هذا الحديث في الصحيح ، وهذا إسناد على شرط مسلم ، وفيه أنهما- أي مريم وفاطمة - أفضل الأربع المذكورات ، وهكذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد ، حدثنا عثمان بن محمد ، ثنا جرير عن يزيد هو ابن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، إلا ما كان من مريم بنت
__________
(1) النسائي في (الكبرى) 7\ 388 ، 391 برقم (8297 ، 8306) (ط : مؤسسة الرسالة)(28/471)
عمران » (1) إسناد حسن وصححه الترمذي ولم يخرجوه ، وقد روي نحوه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن في إسناده ضعف ، والمقصود أن هذا يدل على أن مريم وفاطمة أفضل هذه الأربع ثم يحتمل الاستثناء أن تكون مريم أفضل من فاطمة ، ويحتمل أن يكونا على السواء في الفضيلة ، لكن ورد حديث إن صح عين الاحتمال الأول ، فقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر : أنبأنا أبو الحسن بن الفراء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا أحمد بن سليمان ، ثنا الزبير هو ابن بكار ، ثنا محمد بن الحسن ، عن عبد العزيز بن محمد ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ، ثم فاطمة ، ثم خديجة ، ثم آسية امرأة فرعون » فإن كان هذا اللفظ محفوظا بثم التي للترتيب فهو مبين لأحد الاحتمالين اللذين دل عليهما الاستثناء ، ويقدم على ما تقدم من الألفاظ التي وردت بواو العطف التي لا تقتضي الترتيب ولا تنفيه . والله أعلم .
وقد روى هذا الحديث أبو حاتم الرازي عن داود الجعفري ، عن عبد العزيز بن محمد ، وهو الدراوردي ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن كريب ، عن ابن عباس مرفوعا ، فذكره بواو العطف لا بثم
__________
(1) مسند أحمد (3/80).(28/472)
الترتيبية ، فخالفه إسنادا ومتنا فالله أعلم) انتهى كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى (1) .
والخلاصة : أن مريم عليها السلام هي أفضل النساء مطلقا ، فالآية على عمومها ، إلا في حق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيها الاحتمالان : إما أن تكون مريم أفضل ، وإما أن يكونا على السواء . والله الموفق .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) (البداية والنهاية) 2\ 428- 430 (ط : دار هجر) ، 2\60- 61 (ط : المعارف- بيروت ، وط : دار الفلاح 2\65)(28/473)
ما يتعلق بأهل الكتاب
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 13167 )
س 2 : هل يمكن كل ما نسمعه من النصارى في الإنجيل نؤمن به ؟
ج 2 : الإنجيل الموجود اليوم ليس هو الإنجيل كما أنزله الله جل وعلا ؛ لأن فيه كثيرا من التحريف والكذب والزيادة والنقص ، وقول ما لا يليق على الله تعالى ، وقد بين الله ذلك في كتابه فقال : { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (1) وقال تعالى : { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } (2) ولا ينبغي للمسلم أن ينظر في شيء من كتب اليهود والنصارى ، وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر لما رأى معه ورقة من التوراة ، وقال صلى الله عليه وسلم : « أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم
__________
(1) سورة آل عمران الآية 78
(2) سورة البقرة الآية 79(28/474)
بها بيضاء نقية ... والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني » (1) وفي رواية عبد الله بن ثابت : فقال عمر : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) مسند أحمد (3/387) ، سنن الدارمي المقدمة (435).(28/475)
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 16953 )
س 5 : ما هي الأدلة على بطلان العقيدة النصرانية ؟
ج 5 : كل الأديان من نصرانية وغيرها لا يجوز العمل بها بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجب الدخول في الإسلام واتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، كما قال الله تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } (1) ، وقال تعالى : { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (2) يضاف إلى ذلك أن دين النصارى قد حرف ودخلته الوثنية والشركيات ، كاعتقاد أن المسيح
__________
(1) سورة آل عمران الآية 31
(2) سورة الأعراف الآية 158(28/475)
ابن الله ، أو هو الله ، أو ثالث ثلاثة ، فهو دين باطل بكل حال .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/476)
عذاب القبر
السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 10719 )
س 5 : ما عذاب القبر ، وهل هو حسي أم معنوي ، والعذاب للروح والجسد أم إحداهما ؟
ج 5 : عذاب القبر حسي بالنسبة للمعذب ، وإن كان الأحياء ممن في الدنيا لا يشاهدونه ، وهو للروح والجسد جميعا ، كما يدل على ذلك ظاهر النصوص من الكتاب والسنة ، قال الله تعالى : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } (1)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة غافر الآية 46(28/477)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 11365 )
س 1 : ما هو السؤال الذي يلقى على الميت عند دخوله القبر ؟
ج 1 : تواترت الأحاديث الصحيحة مؤكدة سؤال الملكين للميت بعد دفنه عن بعض اعتقاداته ، ففي (صحيح البخاري(28/477)
ومسلم ) وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه ، وإنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقال : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، فيراهما جميعا » (1) قال قتادة : وذكر لنا أنه يفسح له في قبره ، ثم يرجع إلى حديث أنس قال : « وأما المنافق والكافر فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس . فيقال : لا دريت ولا تليت . ويضرب بمطارق من حديد ضربة ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين » .
وفي (الصحيحين) أيضا عن البراء بن عازب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « المسلم إذا سئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فذلك قوله : » (3) .
وفي (صحيح مسلم ) عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
__________
(1) صحيح البخاري الجنائز (1374) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2870) ، سنن النسائي الجنائز (2051) ، سنن أبي داود السنة (4751) ، مسند أحمد (3/126).
(2) البخاري 2 \101 ، 5\220 ، ومسلم 4\2201 برقم (2871) ، وأبو داود 5\112 برقم (4750) ، والترمذي 5\296 برقم (3120) ، والنسائي 4\101- 102 برقم (2057) ، وابن ماجه 2\1427 برقم (4269)
(3) سورة إبراهيم الآية 27 (2) { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }(28/478)
« قال : نزلت في عذاب القبر ، فيقال له من ربك ؟ فيقول : ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فذلك قوله عز وجل : » (3)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري تفسير القرآن (4699) ، صحيح مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2871) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3120) ، سنن النسائي الجنائز (2057) ، سنن أبي داود السنة (4753) ، سنن ابن ماجه الزهد (4269) ، مسند أحمد (4/292).
(2) سورة إبراهيم الآية 27 (1) { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }
(3) سورة إبراهيم الآية 27 (2) { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }(28/479)
الفتوى رقم ( 13059 )
س : يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : « والقبر إما روضه من رياض الجنة ، وإما حفرة من حفر النار » (1) فإذا كان الإنسان من أهل الجنة ، أو من أهل النار ، نرى في جميع الأحوال أن الجسد يأكله الدود وتأكله الأرض ، وأن حديث رسولنا الكريم أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ، فهل هذا بالنسبة للأنبياء ؟ فلو كان الإنسان من أهل الجنة هل تأكل الأرض جسده أم يكون مثل ما هو وينعم بريح الجنة ؟ نرجو توضيح ذلك .
ج : ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار ، فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى
__________
(1) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2460).(28/479)
القيامة » (1) وهذا لفظ البخاري ومن أصول أهل السنة والجماعة أن النعيم والعذاب يكون للروح ، والبدن تابع له في دار البرزخ ، وأن التنعيم والتعذيب يصل على الإنسان بقي جسده أم عدم ، وكيفية ذلك لا نعلمها ، لأنها من الأمور الغيبية التي لم نطلع عليها ، فيجب علينا الإيمان بذلك ، لما ورد في ذلك من الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وإجماع الأمة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) أحمد 2\16 ، 51 ، 59 ، 123-124 ، والبخاري 2\103 ، 4\85 ، 7\193 ، ومسلم 4\2199 برقم (2866) ، والترمذي 3\384 برقم (1072) ، والنسائي 4\106-108 برقم (2070- 2072) ، وابن ماجه 2\1427 برقم (4270)(28/480)
أهل البرزخ
الفتوى رقم ( 18096 )
س : أود من سماحتكم أن توضحوا لي ما قد ألبس علي فيما يلي : ثبت في الأحاديث الصحيحة أن ابن آدم عندما يتوفى تخرج روحه إلى السماء ، فتعرف مقعدها في الجنة أم النار ، ثم تعود إلى الجسد وتبقى فيه إلى يوم الحساب .
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة أنه عندما عرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء في حادثة الإسراء والمعراج شاهد أناسا في الجنة ، كما شاهد أناسا في النار ، وقد وصف لنا ما شاهد رأي العين ، فكيف يتم التوفيق ما بين هذه الأحاديث ؟ وجزاكم الله خيرا .
ج : الأصل أن أجساد الأموات في الأرض ، والروح في مقرها في نعيم أو عذاب ، ولها اتصال بالجسد .
وما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم فهذه كرامة من الله لنبيه ، حيث جعلت الأرواح له في صورة أجساد ، فقد رأى آدم وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ، كما رأى في صلاة الكسوف عمرو بن لحي يجر قصبه في النار ، وأخبر عن المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت جوعا أنها تعذب في النار .(28/481)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/482)
البعث
السؤال السادس من الفتوى رقم ( 10719 )
س 6 : ما الحساب الذي سيكون يوم القيامة ، وهل ستحاسب كل أمة بلغتها أم ماذا ، وما هي الحكمة منه والحال أن الله تعالى عليم بشؤون خلقه ؟
ج 6 : الحساب يوم القيامة : هو تعريف كل إنسان بعمله أيام الدنيا حسنات وسيئات ، بقراءته كتاب عمله إذا تناوله بيمينه أو بشماله ، وتقريره بما فيه ، ومن أنكر شهد عليه جلده وجوارحه بما عمل ، قال الله تعالى : { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (1) وقال : { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (2) ، وقال : { وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } (3) { حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (4) { وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } (5) ، والحكمة في ذلك :
__________
(1) سورة النور الآية 24
(2) سورة يس الآية 65
(3) سورة فصلت الآية 19
(4) سورة فصلت الآية 20
(5) سورة فصلت الآية 21(28/483)
إظهار كمال عدل الله تعالى ، وإقامة الحجة على العباد بما عملوا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/484)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 16062 )
س 3 : هل يحاسب الإنسان بما يدور في نفسه ؟
ج 3 : الله لطيف بعباده رحيم بهم ، ومن رحمته أنه لم يكلفهم ما لا يطيقون ، فلا يؤاخذ الإنسان بخواطر نفسه ووساوسها ؛ لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به » (1) ، وفي (المسند) قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، حدثني العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (2) اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثوا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزلت
__________
(1) صحيح البخاري الأيمان والنذور (6664) ، صحيح مسلم الإيمان (127) ، سنن النسائي الطلاق (3434) ، سنن أبي داود الطلاق (2209) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2044) ، مسند أحمد (2/474).
(2) سورة البقرة الآية 284(28/484)
عليك هذه الآية ولا نطيقها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير » (1) فلما أقر بها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } (2) فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } (3)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) أحمد 2\412 ، ومسلم 1\115-116 برقم (125) ، وابن جرير الطبري في (التفسير) 5\ 130 (ت : التركي) ، والطحاوي في (المشكل) 4\314 برقم (1629) ، وابن حبان 1\350- 351 برقم (139) ، والبيهقى في (الشعب) 2 \155-156 برقم (322) (ط : الهند)
(2) سورة البقرة الآية 285
(3) سورة البقرة الآية 286(28/485)
الفتوى رقم ( 19939 )
س : ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : « سبعة(28/485)
يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله » (1) " الحديث .
ج : المراد بالظل في الحديث : هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى ، كما جاء مفسرا في حديث سلمان رضي الله عنه في (سنن سعيد بن منصور ) ، وفيه : « سبعة يظلهم الله في ظل عرشه » الحديث . حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (الفتح 2\ 144) .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى ، في آخر شرحه لهذا الحديث من (صحيح البخاري 6\ 51) ما نصه : (وخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة » (2) . وهذا يدل على أن المراد بظل الله : ظل عرشه .
وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى في (الوابل الصيب) وفي آخر كتابه (روضة المحبين) إلى هذا المعنى .
__________
(1) صحيح البخاري الأذان (660) ، صحيح مسلم الزكاة (1031) ، سنن الترمذي الزهد (2391) ، سنن النسائي آداب القضاة (5380) ، مسند أحمد (2/439) ، موطأ مالك الجامع (1777).
(2) ''رواه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه باللفظ المذكور : أحمد 5\300 ، 308 ، والدارمي 2\262 ، وابن أبي شيبة 7\12 ، 250 ، والبيهقي في (الشعب) 2\427 برقم (10746) (ط : الهند) ، والبغوي 8 \199 برقم (2143) . كما رواه من حديت أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ : ''''من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة) أحمد 3\359 ، والترمذي 3\599 برقم (1306) ''(28/486)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/487)
أنواع الشفاعة
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 11855 )
س 2 : أريد أن أسأل عن حديث سمعته هل هو صحيح أم حسن أم موضوع أم غير ذلك ، وهو : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » (1) . وجزاكم الله عنا خير الجزاء . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ج 2 : الحديث المذكور في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من الأمة ثابت صحيح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2436) ، سنن ابن ماجه الزهد (4310).(28/488)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 15920 )
س 4 : هل يشفع الصالحون يوم القيامة ولمن ؟ وكيف تكون الشفاعة ؟
ج 4 : يشفع الصالحون يوم القيامة إذا أذن الله لهم بالشفاعة وكان المشفوع فيه من المسلمين ، قال تعالى : { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } (1) ، وقال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } (2) .
__________
(1) سورة الأنبياء الآية 28
(2) سورة البقرة الآية 255(28/488)
أما الكفار فإنهم لا تنفعهم شفاعة الشافعين .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/489)
الجنة
الفتوى رقم ( 12506 )
س : هل نلتقي مع أبنائنا في الآخرة ، وكلنا أمل في ذلك ؟ نأمل منكم شرح هذا الموضوع ، وأرشدونا إلى كل ما ترونه خيرا . فجزاكم الله خير الجزاء .
ج : الله جل وعلا أخبر أنه بفضله ومنه وكرمه يلحق ذرية المؤمنين بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا منزلتهم في العمل ، فقال جل شأنه : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } (1) وذكر ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته ، وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه) ثم ذكر الآية السابقة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الطور الآية 21(28/490)
السؤال الأولى من الفتوى رقم ( 13958 )
س 1 : في القرآن قال الله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (1)
__________
(1) سورة الذاريات الآية 56(28/490)
وجاء في الأحاديث حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل الناس يدخلون الجنة إلا من أبى) ، فقيل : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار » (1) . فنعرف أن الجن والإنس كلنا نعبد الله حيث وعد الله عباده بدخول الجنة ، ولماذا لم يذكر اسم الجن معنا ، حيث كانوا عباد الرحمن ، وعلى هذا فنطلب من سماحتكم البيان والبرهان ؟
ج : الصحيح : أن مؤمني الجن يدخلون الجنة ، قال تعالى : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } (2) فمن خاف المقام بين يدي ربه بأن آمن وعمل صالحا فهو مؤمن ، وقد وعد الله المؤمنين بدخول الجنة ، وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا } (3) وقوله تعالى : { يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } (4) صريح في أن من أجاب الداعي وآمن بالله جوزي بمغفرة الذنوب والإجارة من العذاب ، وهذا يستلزم دخول الجنة ، لأنه ليس في الآخرة إلا الجنة أو النار ، فمن أجير من النار دخل الجنة .
__________
(1) صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (7280) ، صحيح مسلم الإمارة (1835) ، مسند أحمد (2/361).
(2) سورة الرحمن الآية 46
(3) سورة الكهف الآية 107
(4) سورة الأحقاف الآية 31(28/491)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/492)
النار
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 16466 )
س 1 : ما حكم أولاد الكفار والمشركين الذين يموتون وهم صغار ، يدخلون الجنة أم النار ؟
ج 1 : حكم أولاد المشركين في الدنيا حكم آبائهم ، أما في الآخرة فالصحيح من أقوال أهل العلم في شأنهم قولان :
أحدهما : أنهم يمتحنون عن الإسلام فمن نجا من الفتنة دخل الجنة ، ومن لم ينج دخل النار ، وذلك بأن يدعى إلى الإسلام فمن أجاب دخل الجنة ومن لم يجب دخل النار"
والثاني : أنهم من أهل الجنة ؛ لما رواه البخاري في (صحيحه) من حديث سمرة بن جندب أنه صلى الله عليه وسلم رآهم في المنام مع إبراهيم عليه السلام في روضة مع أطفال المسلمين (1) ولأنهم ماتوا على الفطرة لم يهودهم آباؤهم ولم ينصروهم ولم يمجسوهم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما من مولود إلا يولد على الفطرة" وفي لفظ "إلا على هذه الملة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » (2) الحديث متفق عليه . وقد بسط العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى القول فيهم في آخر كتاب (طريق الهجرتين وباب السعادتين) فليراجع لمزيد الفائدة .
__________
(1) (صحيح البخاري) 8\85 ، 86
(2) صحيح البخاري تفسير القرآن (4775) ، صحيح مسلم القدر (2658) ، مسند أحمد (2/393).(28/493)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/494)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20814 )
س 2 : نستفسر من فضيلتكم صحة وشرح هذا الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء أعرابي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « هل أخذتك أم ملدم) " قال : وما أم ملدم ؟ قال : (حر بين الجلد واللحم) قال : لا : قال : فهل صدعت ؟ قال : وما الصداع ؟ قال : "ريح تعترض في الرأس ، تضرب العروق" قال : لا . قال : فلما قام قال : (من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار » أي فلينظر . أخرجه البخاري في (الأدب المفرد) ، رقمه في (صحيح الأدب المفرد 381) ، وصححه الألباني ، وقال فؤاد عبد الباقي : ليس في شيء من الكتب الستة . هل نأخذ من هذا الحديث أن من لم تصبه هذه الأمراض يكون من أهل النار ؟ وضحوا لنا بارك الله فيكم .
ج : هذا الحديث رواه غير البخاري في (الأدب المفرد) ، الإمام أحمد في (المسند 2\332 و366) ، والنسائي في (السنن الكبرى 4\353 برقم (749) ، وابن حبان في (صحيحه 7\178 برقم 2916) ، وأبو يعلى في (المسند 11\432 برقم 6556) ، والحاكم في ( المستدرك 1\347) والبزار كما في (كشف الأستار 1\369(28/494)
برقم 369) ، وهناد بن السري في كتاب (الزهد 1\246 برقم 426) ، والحديث صححه ابن حبان . وقال الحاكم : (هذا الحديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد 2\ 294 : (إسناده حسن) .
وقال الحافظ ابن حبان بعدما خرج هذا الحديث في (صحيحه) موضحا المراد منه : (قوله صلى الله عليه وسلم : « من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا » (1) لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء ، وقلة الصبر على ضده ، وذلك أن الله جل وعلا جعل العلل في هذه الدنيا والغموم والأحزان سبب تكفير الخطايا عن المسلمين ، فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أمته أن المرء لا يكاد يتعرى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه ، وإيجاب النار له بذلك إن لم يتفضل عليه بالعفو ، فكأن كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه ، والعلل تكفر بعضها عنه في هذه الدنيا لا أن من عوفي في هذه الدنيا يكون من أهل النار) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية مبينا الأسباب التي يدفع الله بها العقوبة عن المؤمنين : (والمؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب : أن يتوب فيتوب الله عليه ، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، أو يستغفر فيغفر الله له ، أو يعمل حسنات تمحوها ، فإن الحسنات يذهبن السيئات ، أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفرون له حيا
__________
(1) مسند أحمد (2/367).(28/495)
وميتا ، أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما يشفع الله به ، أو يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، أو يبتليه الله تعالى في الدنيا بمصائب تكفر عنه ، أو يبتليه في البرزخ بالصعقة فيكفر بها عنه ، أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفر عنه ، أو يرحمه أرحم الراحمين فمن أخطأته هذه العشر فلا يلومن إلا نفسه) (مجموع الفتاوى 10\45) .
وقال الحافظ ابن رجب في أثناء شرحه لحديث : « الحمى كير من جهنم ، فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار » (1) ما نصه : (فإذا كانت الحمى من النار ففي هذه الأحاديث السابقة أنها حظ المؤمن من نار جهنم يوم القيامة ، والمعنى والله أعلم بمراده : أن الحمى في الدنيا تكفر ذنوب المؤمن ويطهر بها حتى يلقى الله بغير ذنب ، فيلقاه طاهرا مطهرا من الخبث ، فيصلح لمجاورته في دار كرامته دار السلام ، ولا يحتاج إلى تطهير ، وهذا في حق المؤمن الذي حقق الإيمان ولم يكن له ذنوب إلا ما تكفره الحمى وتطهره ، وقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بتكفير الذنوب بالأسقام والأوصاب وهي كثيرة جدا يطول ذكرها- إلى أن قال- : وقد
__________
(1) رواه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه : أحمد 5\252 ، 264 ، والطحاوي في (المشكل) 5\468 برقم (2216) ، والطبراني 8\93 برقم (7468) ، والبيهقي في (الشعب) 17\ 364 برقم (9383) (ط : الهند) وفي (الآداب) (ص 394) برقم (1061) ، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) 70\218 حديث رقم (14817)(28/496)
جعل النبي صلى الله عليه وسلم من لا تصيبه الحمى والصداع من أهل النار ، فجعل ذلك من علامات أهل النار ، وعكسه من علامات المؤمنين ، ففي المسند والنسائي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأعرابي : "هل أخذتك أم ملدم ؟" الحديث ، وبما تقدم يزول الإشكال المفهوم من ظاهر الحديث ، ويكون الحكم بدخول النار على هذا الرجل لكونه يقترف الذنوب ما يستوجب بها النار ولا تكفر عنه في الدنيا ، وذلك بإطلاع الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على الغيب والله أعلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ(28/497)
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 18218 )
س 3 : قال تعالى في سورة هود ، في أهل النار : { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } (1) وأعقب هذه الآية بذكر أهل الجنة ، فقال تعالى : { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } (2)
__________
(1) سورة هود الآية 107
(2) سورة هود الآية 108(28/497)
نأمل الإفادة عن ذكر تلك المشيئة في الفريقين ؟
ج 3 : الاستثناء بالمشيئة في هذه الآيات لا يعني أن المؤمنين لا يخلدون في الجنة ، أو أن الكفار لا يخلدون في النار ، لكن الاستثناء فيها جاء لإثبات مشيئة الله تعالى ، وأن ثبوتها في كل حال ، فلا تتخلف في حال من حال ، ولذا عقب الله تعالى في حال الذين شقوا بقوله : { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } (1) ، ومن فعله تعالى لما يريد أن يخلد الكفار في النار ، ويخلد المؤمنين في الجنة ؛ ولذا جاء في حالهم بعد ذكر المشيئة قوله تعالى : { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } (2) الدائم المستمر الذي لا ينقطع .
وقيل : إن الاستثناء في حال الذين شقوا ، لإخراج عصاة المؤمنين الموحدين ، فإنهم لم يدخلوها إلا لشقائهم ، لكنه دون شقاء الكفار ، فجاءت المشيئة لإخراجهم ، أما آية الذين سعدوا فالنص بعدها قاطع في أن نعيمهم دائم لا ينقطع ، وهذا معنى الخلود .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة هود الآية 107
(2) سورة هود الآية 108(28/498)
أهل الفترة
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 16426 )
س 2 : هل صحيح أن أهل الفترة ناجون ، وأن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من أهل الفترة ، وأنهم ناجون من عذاب النار ، وأنهم في الجنة ؟ وإن كان غير صحيح ، فما هو الرد ؟ وما حكم الدين في هذا الكلام ؟ أفتونا مأجورين .
ج 2 : أهل الفترة فيهم خلاف بين العلماء ، والأرجح في شأنهم أنهم يمتحنون يوم القيامة ، فمن أجاب لما طلب منه نجا ، ومن أبى هلك ، كما صح بذلك حديث الأسود بن سريع التميمي السعدي وغيره . وأما أبوا الرسول صلى الله عليه وسلم فليسا من أهل الفترة ؛ لأن العرب كانوا على ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، خصوصا في أرض الحجاز ، وإنما دخل عليهم الشرك أخيرا في عهد عمرو بن لحي الخزاعي ، ولكن عندهم بقايا من دين إبراهيم ، مثل الحج وغيره ، فليسوا أهل فترة ، لأن أهل الفترة عبارة عن قوم لم تبلغهم دعوة أحد من الرسل ، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل سأله عن أبيه : « إن أبي وأباك في النار » (1) رواه مسلم في (صحيحه) . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استأذن ربه
__________
(1) أحمد 3\119 ، 268 ، ومسلم 1\191 برقم (203) ، وأبو داود 5\90 برقم (4718) ، وأبو يعلى 6\229 برقم (3516) ، وابن حبان 2\340 برقم (578) ، وابن منده في (الإيمان) 2 \871 برقم (926) ، والبيهقي في (السنن) 7\190 ، وفي (الدلائل) 1 \191 .(28/499)
أن يزور قبر أمه فأذن له ، واستأذن أن يستغفر لها فلم يؤذن له ، وقد قال الله عز وجل : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } (1) وهذه الآية نزلت في أبي طالب وأمثاله ممن مات على الشرك بعد الدعوة .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة التوبة الآية 113(28/500)
الإيمان بالقضاء والقدر
الفتوى رقم ( 14657 )
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، على ما ورد إلى سماحة المفتي العام ، من سعادة الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة ، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ، برقم (1139) وتاريخ 9\3\1411 هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه :
تقوم الغرف التجارية الصناعية بالمملكة بدور بناء وجهد مخلص في حل كثير من القضايا والمشاكل التجارية ، بالتوفيق بين أطراف النزاع دون اللجوء إلى الجهات القضائية ، انطلاقا من القاعدة الشرعية العظيمة (والصلح خير) ، ورغبة في التخفيف على القضاء من الكم الكبير من القضايا التي ترد إليهم ، وكذلك رغبة في أن تظل العلاقات التجارية بين رجال الأعمال الوطنيين أو بينهم وبين رجال الأعمال في الخارج قائمة على أسس المحبة والتراضي .
ويحدث في بعض الأحيان أن تقع حوادث تسبب خسائر مالية وأضرارا معنوية للبعض ، وقد تكون هذه الحوادث نتيجة(28/501)
فعل فاعل أو نتيجة إهمال ، وقد تكون لأسباب مجهولة أو لأسباب لا يد للإنسان فيها ، ولا يمكن توقعها ، كغرق سفينة ، أو نشوب حريق في مستودع ، أو هبوب عاصفة ، أو سقوط أمطار تؤدي على تلف البضائع .
وتعرض هذه المشاكل على الغرف أو على بعض جهات الاختصاص للاستئناس برأيها ، ويحدث أن يوضع في التقرير أو المشهد عبارة : (إن هذا الفعل قد حدث قضاء وقدرا) على اعتبار أن المشيئة الإلهية فوق كل شيء .
وسؤالي هنا الذي نود من سماحتكم إعطاءنا إجابة شافية له لتكون سندا شرعيا إزاء رفض البعض وضع مثل هذه العبارة التي ذكرناها آنفا هو : هل توضع هذه العبارة (إن هذا الفعل أو الأمر قد حدث قضاء وقدرا) فقط على الأمور التي لا يد للإنسان فيها ، أم يكون وضعها في كل الحالات ، مع ذكر السبب الظاهر أو الدنيوي بعد ذلك .
وإنا إذ نشكر لسماحتكم غيرتكم الدينية ، لنرجو من الله سبحانه وتعالى أن يثيبكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي :
كل شيء بقضاء وقدر ، كما قال سبحانه : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (1)
__________
(1) سورة القمر الآية 49(28/502)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « كل شيء بقدر حتى العجز والكيس » (1) رواه مسلم في (صحيحه) . وبناء على ذلك فلا حرج في أن يكتب كلمة : وقع ذلك بقضاء الله وقدره ، مع بيان السبب إن كان هناك سبب معلوم من الآدمي أو غيره .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) مالك في (الموطأ) 2\899 ، وأحمد 2\110 ، والبخاري في (خلق أفعال العباد) (ص 64) برقم (121) ، ومسلم 4\2045 برقم (2655) ، وعبد الله بن أحمد في (السنة) 2 \417 برقم (913) ، وابن حبان 14\17 برقم (6149) ، والفريابي في (القدر) (ص 189) برقم (299) ، والبغوي 1\134 برقم (73) .(28/503)
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 17882 )
س 4 : إن الإنسان إذا قتل أو مات في حادث أصابه فليس قدرا ، أو ضرب مثالا وقال فيه : إذا افترضنا أن إنسانا أجله مكتوب عند الله عز وجل 70 سنة ، وأصابه حادث مات على أثره وعمره 30 سنة ، فإن هذا لا يعتبر قدرا ، وإنما خرق للأجل ، وقال : لو كان يعتبر قدرا لما قيل الناس بدية المقتول خطأ أو إقامة الحد على القاتل عمدا ، وقال : وإلا ذهبت لأقتل فلانا فإذا(28/503)
سألوني عن سبب قتلي له قلت لهم : قدر وحتى أريحه من سكرات الموت .
ج 4 : الواجب على المسلم الإيمان بالقضاء والقدر ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأن جميع الأشياء قد خلقها الله وعلمها وكتبها وشاءها ، وأجل الإنسان يمر بمراحل :
أولا : ما كتب في اللوح المحفوظ .
ثانيا : ما يكون في طور النفخ في الروح وهو حمل .
ثالثا : ما يكون في ليلة القدر .
وهو الذي يوافق ما في اللوح المحفوظ ، وقول المدرس : إن موت الإنسان بحادث خرق للأجل غير صحيح ، وقتل الإنسان خطأ أو عمدا لا ينفي أن يكون مقدرا ، وإنما الله جل شأنه هو الذي قدر الأشياء كلها من قتل وغيره ، والمقتول مات بأجله ، كما قال الله سبحانه : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا } (1) ، وقال سبحانه : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (2) ، وقال سبحانه : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } (3)
__________
(1) سورة الحديد الآية 22
(2) سورة القمر الآية 49
(3) سورة الحج الآية 70(28/504)
وفي ( الصحيحين) عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « "إن الجنين يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد في بطن أمه » (1) ، وفي (صحيح مسلم ) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وعرشه على الماء » (2) .
والآيات والأحاديث في إثبات القدر كثيرة جدا ، وقد أجمع على معناها أهل السنة والجماعة ، وإنما خالف فيها المعتزلة ، ومنهم الرافضة عاملهم الله بما يستحقون .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (7454) ، صحيح مسلم القدر (2643) ، سنن الترمذي القدر (2137) ، سنن أبي داود السنة (4708) ، مسند أحمد (1/382).
(2) أحمد 2\ 169 ، ومسلم 4\ 2044 برقم (2653) ، والترمذي 4\ 458 برقم (2156) ، وابن حبان 14\5 برقم (6138) ، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 2\233 ، 234 برقم (798 ، 799) .(28/505)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 19359 )
س 1 : هل يعتبر قول المرأة العاملة أو اعتقادها : (أنها تعمل من أجل أن تؤمن مستقبلها ومستقبل أبنائها فيما لو طلقت أو(28/505)
توفي زوجها ، فهي لا تدري ما تأتي به الأيام من أمور) هل يعتبر هذا من القدح في عقيدة القضاء والقدر لدى المسلم ؟
ج 1 : المسلم يؤمن بقضاء الله وقدره ، وأن الله كتب رزقه عند نفخ الروح فيه وهو في بطن أمه ، وأن رزقه آتيه لا محالة ؛ لما ثبت عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه . إلى قوله : ثم يبعث الله ملكا بأربع كلمات ، فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد » (1) الحديث . ولما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها ، وإن أبطأ عنها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم » (2) رواه ابن ماجه في (سننه ج 2 ص 725) ، ورواه ابن حبان في (صحيحه) .
واعتقاد ذلك والإيمان به لا ينافي أن يسعى الإنسان في طلب
__________
(1) أحمد 2\ 169 ، ومسلم 4\ 2044 برقم (2653) ، والترمذي 4\ 458 برقم (2156) ، وابن حبان 14\5 برقم (6138) ، والبيهقي في (الأسماء والصفات) 2\233 ، 234 برقم (798 ، 799) .
(2) ابن ماجه 2 \425 برقم (2144) ، وابن حبان 8\32 ، 33- 34 برقم (3239 ، 3241) ، والحاكم 2\4 ، وأبو نعيم في (الحلية) 3\156 -157 ، والبيهقي 5\264- 265 .(28/506)
الرزق وبذل الأسباب المشروعة في ذلك ، مع عدم الاعتماد عليها والاعتقاد بأن الرازق والنافع والضار هو الله وحده سبحانه .
وما يجري على ألسن بعض الناس من قوله : أؤمن مستقبلي أو مستقبل أولادي ، فهذه الألفاظ التي يستعملها من يغلو في الاعتماد على النفس والمناصب والماديات وحدها .
فينبغي للمسلم أن يبتعد عن مثل هذه الألفاظ التي تقدح في كمال توكله على الله ، وفي كمال رجائه لله وخوفه منه ، وأن يلجأ إلى الله سبحانه ويتضرع بين يديه في الشدة والرخاء ، مع الأخذ بالأسباب المشروعة ، كما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(28/507)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 20109 )
س 1 : ابتليت بمرض منذ عام أو أكثر تقريبا ، كنت بين أهلي وأسرتي ، ولكنني نقلت برغبة مني من بلدتي التي أعيش فيها إلى العاصمة ( القاهرة ) ، حيث أعمل مدرس ابتدائي ، ولكنني هناك مرضت بمرض (حمى التيفود) فأدخلوني مستشفى تابع للتأمين الصحي التابع لعملي ، والذي أهمل علاجي فأصبت بجلطة بالساق اليسرى ، وجاء أهلي إلى القاهرة فأخذوني إلى بلدتي ، وعندما وصلت إلى بلدتي قابلني معظم الناس بكلام وهو (أنني(28/507)
تسببت في إيذاء نفسي ، وأنني لو مكثت في بيتي ولم أنقل نفسي إلى القاهرة لما حدث لي هذا) فأصبحت في حيرة من أمري ، ولكني أؤمن بقضاء الله وقدره . ولكن أرجو توضيح الأمر لي ، وهل فعلا أن الإنسان يكون سببا في إيذاء نفسه عندما يقدم على عمل شيء ، أم أنه مكتوب له ذلك ، وماذا أقول لهؤلاء الناس الذين يجادلون بأنني السبب فيما حدث لي ؟
ج : ما حدث لك هو بقضاء الله وقدره ، والواجب عليك الصبر وعدم الضجر ، فهذه الأمراض والمصائب خير للمؤمن ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له » (1) رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : « ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه » (2) رواه البخاري ومسلم .
وعليك الأخذ بأسباب الشفاء المباحة ، مع تعلق القلب بالله سبحانه ، وكثرة دعائه واللجوء إليه . نسأل الله لك العافية والأجر على ما أصابك .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) صحيح مسلم الزهد والرقائق (2999) ، مسند أحمد (4/333) ، باقي مسند الأنصار (6/16) ، سنن الدارمي الرقاق (2777).
(2) صحيح البخاري المرضى (5642) ، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (2573) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (3038) ، الجنائز (966) ، مسند أحمد (3/48).(28/508)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 18959 )
س 1 : يقول النبي صلى الله عليه وسلم مجيبا لجبريل عليه الصلاة والسلام ، حيث سأله عن الإيمان : « الإيمان أن تؤمن بالله . . . وتؤمن بالقدر خيره وشره » (1) رواه مسلم ، وثبت في (الصحيحين) : « احتج آدم وموسى" وفي لفظ : "تحاج آدم وموسى ... يا آدم أنت أبونا خيبتنا ، وأخرجتنا من الجنة . فقال له آدم : أنت موسى اصطفاك الله بكلامه ، وخط لك التوراة بيده ، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة ، فحج آدم موسى ثلاثا » (2) وعند أحمد : "فحجه آدم" .
كيف نوفق بين العبارتين : الأولى وهي : "وتؤمن بالقدر خيره وشره" ، وبين العبارة الثانية وهي : " أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة" ، واحتجاج آدم بالقدر في قوله : « أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة » (3) .
وظاهر الحديث عدم التسليم لقدر الله تعالى من جهة موسى عليه الصلاة والسلام وهذا ممتنع عليه ، نريد توضيحا وبيانا ، بارك الله فيكم .
ج 1 : موسى عليه السلام لام آدم عليه السلام على المصيبة التي حصلت له ولذريته ، وهى : إخراجهم من الجنة بسبب الذنب الذي ارتكبه ولم يلمه على الذنب نفسه ، لأنه قد تاب منه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، فاحتج آدم عليه السلام بالقدر السابق على حصول هذه المصيبة ، والاحتجاج بالقدر على المصائب مشروع من
__________
(1) صحيح مسلم الإيمان (8) ، سنن الترمذي الإيمان (2610) ، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4990) ، سنن أبي داود السنة (4695) ، سنن ابن ماجه المقدمة (63) ، مسند أحمد (2/107).
(2) صحيح البخاري التوحيد (7515) ، صحيح مسلم القدر (2652) ، سنن الترمذي القدر (2134) ، سنن أبي داود السنة (4701) ، سنن ابن ماجه المقدمة (80) ، مسند أحمد (2/398) ، موطأ مالك الجامع (1660).
(3) صحيح البخاري القدر (6614) ، صحيح مسلم القدر (2652) ، سنن أبي داود السنة (4701) ، سنن ابن ماجه المقدمة (80) ، مسند أحمد (2/248).(28/509)
أجل أن يمنع الجزع والتسخط ، قال تعالى : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } (1) { لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ } (2) ، وقال تعالى : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } (3) قال علقمة : (هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان » (4) أخرجه مسلم في (صحيحه) .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
تم- بحمد الله- المجلد الثاني من (المجموعة الثانية) من فتاوى اللجنة ، ويليه- بإذنه سبحانه- المجلد ( الثالث)
وأوله (التفسير ، وعلوم القرآن ، والسنة)
__________
(1) سورة الحديد الآية 22
(2) سورة الحديد الآية 23
(3) سورة التغابن الآية 11
(4) صحيح مسلم القدر (2664) ، سنن ابن ماجه الزهد (4168) ، المقدمة (79) ، مسند أحمد (2/370).(28/510)
التفسير وعلوم القرآن والسنة(29/5)
الفتوى رقم ( 17796 )
س : يقول الله في كتابه الكريم : { قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ } (1) إلى آخر الآية ، ويفهم من هذه الآية التأكيد على أنه لا يوجد حيوان حرمه الله أكلا إلا الخنزير ، وقد تكرر هذا في آيات أخرى من القرآن الكريم . وفي الحديث الشريف : « إن الله حرم كل ذي ناب من الحيوان ، وكل ذي مخلب من الطير ، ولحوم الحمر الأهلية » (2) . ألا تجد فضيلتكم تعارضا بين ما ورد في القرآن وبين ما ورد في الحديث الشريف ( إن صح ) ؟ وحيث إن القرآن لا ينسخ إلا بالقرآن ومبلغ علمي أنه لم تنسخ هذه الآيات بآيات أخرى ، والله أعلم ؛ لذا أرجو من فضيلتكم الإيضاح والإفتاء أفادكم الله وجزاكم عنا خيرا .
ج : لا تعارض بين الآية والحديث ؛ لأن الحديث فيه زيادة محرمات لم تذكر في الآية الكريمة ، وقد قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } (3) ،
__________
(1) سورة الأنعام الآية 145
(2) سنن الترمذي الصيد (1474) ، مسند أحمد (4/127).
(3) سورة الحشر الآية 7(29/6)
وفي الآية الأخرى يقول تعالى : { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ } (1) ، وليس هذا أيضا من قبيل النسخ كما توهمت ، وإنما هو من قبيل البيان والزيادة لأحكام لم تذكر في القرآن .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الأعراف الآية 157(29/7)
السؤال الأول والثاني من الفتوى رقم ( 16492 )
س1 : هناك من ينادي بتاريخية النصوص القرآنية ، أي : إن آيات القرآن قد أنزلت في مواقف ومواضع معينة ، وانتهت بانتهاء هذه المواقف ، ولا يجوز القياس عليها ، وإن كان هذا صحيحا فما موقف آيات الأحكام والشرائع ، وما موقف الإسلام فيمن يقول أو يزعم هذا الزعم ؟
ج1 : نصوص الكتاب والسنة وأحكام الشريعة عامة للناس ولجميع المشاكل إلى يوم القيامة ؛ لقوله تعالى عن القرآن الكريم : { لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } (1) ، ولقوله تعالى
__________
(1) سورة الأنعام الآية 19(29/7)
{ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } (1) ، ولقوله سبحانه : { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } (2) ، وهذا خطاب لجميع الناس إلى يوم القيامة ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وسنتي » (3) إلى غير ذلك من الأدلة . والذي قصر الشريعة على من مضى يعتبر كافرا مرتدا عن دين الإسلام .
__________
(1) سورة الأعراف الآية 158
(2) سورة إبراهيم الآية 52
(3) رواه بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : مالك في ( الموطأ ) 2\ 899 ( بلاغا ) ، والدارقطني 4\ 245 ، والحاكم 1\ 93 ، واللالكائي في ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة ) 1\ 89 برقم ( 89 ، 90 ) ، والخطيب في ( الفقيه والمتفقه ) 1\ 94 ( ط : إسماعيل الأنصاري ) ، 1\ 274 برقم ( 274 ، 275 ) ( ت : عادل العزازي ) ، وابن عبد البر في ( التمهيد ) 24\331 ، والبيهقي 10\ 114 .(29/8)
س2 : هناك من ينادي بحق كل إنسان في تأويل آيات القرآن تبعا لمدى فهمه لها ولظروفها ومواقفها ، على أساس أن النص مقدس ، ولكن الفقه أو فهم النص ليس مقدسا . ومثال على ذلك النص : آيات الكرسي والعرش ويد الله ، وإن كان هذا الزعم باطلا فمن له حق التأويل ، وما مدى قداسة هذا التأويل .
ونرجو تفسير الآية ( 7 ) من سورة آل عمران :(29/8)
{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } (1) .
ونرجو توضيح ما هي المتشابهات وما هي المحكمات ، ومن هم الراسخون في العلم الذين وكل الله إليهم تأويله أو هداهم إلى ذلك ؟
ج2 : لا يجوز تفسير القرآن إلا لأهل العلم العارفين بطرق التفسير ، ولا يجوز تفسير القرآن بالجهل والهوى ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار » (2) . رواه الترمذي . وفهم النص خاص بأهل العلم ، ليس لكل أحد أن يعتمد على فهمه وهو جاهل ؛ لأن هذا من القول على الله بلا علم ، وقد جعل الله القول عليه بلا علم فوق الشرك ، قال تعالى : { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (3)
__________
(1) سورة آل عمران الآية 7
(2) سنن الترمذي تفسير القرآن (2950) ، مسند أحمد (1/269).
(3) سورة الأعراف الآية 33(29/9)
وآيات الكرسي والعرش واليد وغيرها هذه من أمور العقيدة لا يدخلها الاجتهاد ، وإنما تثبت على معناها كما جاءت من غير تأويل ولا مدخل للأفهام فيها ، والآيات المتشابهات هنا - والله أعلم - هي : الآيات المجملة والآيات المطلقة ، والمحكمات هي الآيات المفصلة لهذه المجملة والمقيدة لها ، والراسخون في العلم هم أهل التخصص في العلم الشرعي وفهم النصوص .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(29/10)
الفتوى رقم ( 15886 )
س : كيف يمكننا التوفيق بين الحديث النبوي الشريف - على كل حال لا أدري مدى صحته - : « الاختلاف رحمة » . . . ) ، والآية الكريمة : { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } (1) ؟ جزاكم الله خيرا .
ج : الحديث غير صحيح ، والاختلاف ابتلاء وامتحان من الله لعباده ، وليس رحمة على الإطلاق ، كما قال الله سبحانه وتعالى : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } (2) ،
__________
(1) سورة الأنفال الآية 46
(2) سورة هود الآية 7(29/10)
وقال تعالى : { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } (1) ، فمن اجتهد في طلب الحق في مسائل الخلاف وكان أهلا للاجتهاد بعلمه وبصيرته فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر ، أما من تكلم في مسائل الخلاف بغير علم وتابع الهوى فيها فهو آثم وليس بمأجور ، وبهذا تجتمع الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم ، وقد قال الله تعالى : { وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } (2) { إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } (3) ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا حكم واجتهد وأخطأ فله أجر » (4) متفق على صحته .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة الكهف الآية 7
(2) سورة هود الآية 118
(3) سورة هود الآية 119
(4) رواه من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه : أحمد 4\ 198 ، 204 والبخاري 8\ 157 ومسلم 3\ 1342 برقم ( 1716 ) ، وأبو داود 4\ 6 - 7 برقم ( 3574 ) ، والنسائي في ( الكبرى ) 5\396 برقم ( 5887 ) ( ط : مؤسسة الرسالة ) ، وابن ماجه 2\ 776 برقم ( 2314 ) .(29/11)
الفتوى رقم ( 21069 )
س : يوجد في مجال عملنا قسم يتولى تدريس مجموعة من المواد ، منها : مادة التاريخ العسكري ، مادة الجغرافيا ، مادة الإدارة ، مادة المكتبة وطرق البحث . . إلخ .
ويسمى هذا القسم ( قسم العلوم الإنسانية ) ، ومن ضمن المواد المدرسة مادتي القرآن الكريم والثقافة الإسلامية . فهل يجوز إدراج مادة القرآن الكريم وهو العلم الإلهي - وحي من الله - ضمن مواد العلوم الإنسانية ؟ أرجو إفادتنا وجزاكم الله خير الجزاء .
ج : القرآن الكريم كلام الله حقيقة ، أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لهداية الناس إلى ربهم سبحانه ، قال الله تعالى : { الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } (1) ، وهو من علم الله الذي من الله به على عباده ، وعلمهم إياه ، كما في قوله جل وعلا - على أحد الوجهين في التفسير - : { لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ } (2) أي : فيه من العلوم الإلهية والأحكام الشرعية والأخبار الغيبية ما هو من علم الله تعالى الذي علمه عباده .
__________
(1) سورة إبراهيم الآية 1
(2) سورة النساء الآية 166(29/12)
وعليه فلا يجوز إدراج القرآن الكريم ضمن ( العلوم الإنسانية ) ؛ لأن ذلك مشعر بكونه من البشر ، وفيه تسوية له بغيره من علوم أهل الدنيا .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(29/13)
القول بخلق القرآن
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 11864 )
س1 : يقول بعض الناس بأن القرآن مخلوق ، والبعض يقول : كلام الله . وهذا من جدال دار بين عالمين إسلاميين ، بعضهم يقول : مخلوق ، والآخر يقول : كلام من عند الله . ولم أقتنع مما وجدته في ( كتاب الحيدة ) فأرجو توضيح ذلك .
ج1 : القرآن كلام الله بحروفه ومعانيه غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، قال تعالى : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } (1) { فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } (2) { لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } (3) { تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (4) ، وقال : { الم } (5) { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (6) ، وقال تعالى : { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (7) { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ } (8) { عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ } (9) { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } (10) ، وقال تعالى : { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } (11) ، وإنما يسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن .
__________
(1) سورة الواقعة الآية 77
(2) سورة الواقعة الآية 78
(3) سورة الواقعة الآية 79
(4) سورة الواقعة الآية 80
(5) سورة السجدة الآية 1
(6) سورة السجدة الآية 2
(7) سورة الشعراء الآية 192
(8) سورة الشعراء الآية 193
(9) سورة الشعراء الآية 194
(10) سورة الشعراء الآية 195
(11) سورة التوبة الآية 6(29/14)
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(29/15)
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 17521 )
س1 : يقول الإمام أحمد بن حنبل في كتابه ( السنة ) : ( إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، فمن زعم أنه مخلوق فهو جهمي كافر ) . أريد أن أعرف من سيادتكم لماذا من قال : إن القرآن مخلوق كافر ، ولماذا حكم عليه الإمام أحمد رحمه الله بالكفر ؟
ج1 : القرآن كلام الله تعالى حقيقة ، المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحيا ، قال تعالى : { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } (1) الآية ، وقال تعالى : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (2) ، وقال تعالى : { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } (3) ، والآيات في هذا كثيرة .
فالقرآن كلام الله منزل غير مخلوق ، ومن قال : إنه مخلوق ، فقد كفر ؛ لأن كلام الله تعالى صفة من صفاته ، ومن زعم أن صفة من
__________
(1) سورة التوبة الآية 6
(2) سورة الأنعام الآية 155
(3) سورة الإسراء الآية 106(29/15)