بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)) ( آل عمران : 102) .
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) ( النساء : 1) .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) ( الأحزاب : 70 -71) .
أما بعد :
فإن من أكبر نعم الله علينا أن حفظ هذا الدين برجاله المخلصين، وهم العلماء العاملون ، وهم ورثة الأنبياء في أممهم وأمناؤهم على دينهم، وهم شهداء الله في أرضه، فليس في الأمة كمثلهم ناصحاً مخلصاً، يعلمون أحكام الله ويعظون عباد الله ويقودون الأمة لما فيه الخير والصلاح، فهم القادة حقاً، وهم الزعماء المصلحون، وهم أهل الخشية (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )) ( فاطر : 28) .
لهذا وغيره، كان على الأمة أن تعرف حقهم وتدعو لهم وتقوم بما يجب لهم، ومن ذلك نشر علمهم بين الأمة حتى يستفيد العام والخاص منه، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة نشر فتاوى فضيلة الشيخ خالد بن علي المشيقح حفظه الله تعالى .(1/1)
وسيرى من طالع هذه الفتاوى مقدار ما تميّز به جهد الشيخ من تحرير، وتحبير، وحسن عرض، ورسوخ في العلم، ومقدار ما كان يوليه –حفظه الله- لأسئلة السائلين من اهتمام وعناية فائقة .
وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الشيخ خالد بن علي المشيقح ، على ما بذله ويبذله من جهد عظيم لخدمة هذا الدين، وأسال الله عز وجل له حسن المثوبة والدرجات العلا، كما أسأله تعالى أن يحسن لنا وله العاقبة في الأولى والآخرة، وأن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى، وأن يجعل أعمالنا خالصة مقبولة عنده، نافعة لعباده، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
القرآن الكريم وعلومه
هل البسملة آية من الفاتحة؟
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل تعتبر البسملة التي في سورة الفاتحة آية؟ وإذا كانت تعتبر آية لماذا لا يجهر بها في الصلاة؟ وإذا كانت لا تعتبر آية فما المقصود من السبع المثاني؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/2)
البسملة ليست آية في سورة الفاتحة، ويدل لهذا ما ثبت في صحيح مسلم (395) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: قال الله – عز وجل – "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال الله: مجدني عبدي ... فلم يذكر البسملة، وهذا ما عليه جمهور أهل العلم، خلافاً لما ذهب إليه الشافعي، فإنه يرى أن البسملة آية من سورة الفاتحة، وأما هل يجهر بها أو لا يجهر بها؟ فأكثر الأحاديث الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه لا يجهر بها، انظر مثلاً ما رواه البخاري (743)، ومسلم (399) من حديث أنس –رضي الله عنه- وهذا ما عليه جمهور أهل العلم، خلافاً لما ذهب إليه الشافعي، والصواب أنه يجهر بها في بعض الأحيان، كما اختار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-، أنه يجهر بها للتأليف والمصلحة، وقد دل على هذا حديث أبي هريرة وأم سلمة – رضي الله تعالى عنهما – انظر ما رواه النسائي (905)، والدار قطني في سننه (2/312).
حمل الكافر للمصحف
السؤال: ما حكم حمل الخادمة غير المسلمة للمصحف الشريف لترتيب وتنظيف المكان.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
مس المصحف لا يجوز إلا بطهارة؛ لحديث عمرو بن حزم – رضي الله تعالى عنه- :"أن النبي - صلى الله عليه وسلم- كتب إليه: "وألا يمس القرآن إلا طاهر" الموطأ (1/191) الحديث رقم (478)، والدارمي (3/1455)، الحديث رقم (2312) وهذا الحديث ثابت إن شاء الله، وعلى هذا فلا يجوز للخادمة الكافرة أن تمسه، وقال العلماء – رحمهم الله-: حتى جلده وحواشيه، فلا يجوز أن تمسه إلا من وراء حائل.
أجر ختم القرآن(1/3)
السؤال: شهر رمضان قادم بإذن الله تعالى وأنا قرأت عدة أجزاء من القرآن، وسؤالي إذا أكملت ما تبقى لي من أجزاء في شهر رمضان فهل تعتبر ختمة كاملة؟ أم لا تحسب أجر الختمة.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم هذه تعتبر ختمة كاملة، لكنها ليست كلها في رمضان، فبعضها في رمضان، وبعضها خارج رمضان، والذي ينبغي لك أن تختم كل شهر مرة هذا هو السنة.
((لقد أوتيت مزماراً))
السؤال: إذا أعجبني صوت أحد وهو يقرأ القرآن وقلت له لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود فهل في ذلك إثم أو حرمة. وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الذي يظهر لي أنه لا إثم عليك ولا حرمة، لورود ذلك في السنة، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال ذلك لأبي موسى – رضي الله عنه- لحسن صوته أخرجه البخاري (5048) ومسلم (793)، وأبو موسى –رضي الله عنه-لم يؤت مزماراً من مزامير آل داود، وإنما لحسن صوته قال له النبي - صلى الله عليه وسلم – ذلك، فإذا قلت ذلك فإنه لا بأس عليك إن شاء الله.
بيع المصاحف
السؤال: السلام عليكم.
هل يجوز بيع نسخ من القرآن؟ كنت أرى أن هناك آية تمنع التكسب بآيات الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بيع المصاحف الذي عليه الجمهور أنه جائز ولا بأس به؛ لأنه مشتمل على شيء من المال كالجلد والمداد والورق، ونحو ذلك، وكانت المصاحف تباع في زمن ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه-. والله أعلم.
العقائد والمذاهب الفكرية
أحوال التعامل مع الجن
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.(1/4)
أورد الشيخ محمد صالح بن العثيمين في (القول المفيد) في كتاب التوحيد عن التعليق على حديث "ليس منا من تكهن أو تكهن له"، وعند الحديث عن الكهنة والعرافين نقلا عن الإمام بن تيميه أن التعامل مع الجن له ثلاثة أحوال: الأولى والثانية يقول عنها: إنها جائزة، والثالثة غير جائزة، فماذا ترون في هذه الأحوال وموقف الشرع منها. أفتونا جزاكم الله كل خير.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأحوال التي ذكرها الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وفيها ما يتعلق بالاستعانة بالجن، واستدل بقصة عمر –رضي الله تعالى عنه- عندما فقده الصحابة – رضي الله عنهم- وذهبوا إلى امرأة لها رئي من الجن... إلخ، فأخبرتهم عنه، وأنه يسم إبل الصدقة...إلخ، وفي هذا القسم تجويز الاستعانة بالجن في الأمور المباحة والمشروعة إذا كان ذلك لا يترتب عليه محذور شرعي، لكن مثل هذا في زمننا كثير من يدعي أنه يستعين بالجن في أمور مباحة أو مشروعة دون أن يكون هناك محذور شرعي، فكثر ادعاء مثل هذا الشيء وكثرته هذه تؤيد أن مثل هذه الادعاءات غير صحيحة، وأنها كاذبة؛ لأن الغالب أن هؤلاء الشياطين لا يخدمون الإنس إلا بمعصية الله – عز وجل- وقد تكون هذه المعصية شركاً أكبر مخرجاً من الملة، فالواجب الحذر من هذا وعدم التصديق لهؤلاء المدعين؛ لأن من يتأمل حالهم وسيرتهم يجد أنهم على خلاف ما كان عليه الصحابة – رضي الله عنهم- من التقى والورع...إلخ. والله أعلم.
رفع الصوت بالقرآن قبل الجمعة
السؤال: ما حكم قراءة القرآن في يوم الجمعة؟ هل له أصل في الشرع؟ وهل ورد أي حديث أو حتى آثار دلت على ذلك؟ فأنا أقصد تلك القراءة التي تقرأ بالسماعة في كل المساجد قبل الخطبة بفترة، (حيث يسمع كل الناس ولا ينصتون له)، فإذا أمكنكم أن تعطوا حديثا أو أقوالاً لعلماء تدل على ذلك فهو مناسب. وجزاكم الله خيرا.
الجواب:(1/5)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا العمل الذي أشار إليه السائل من رفع الصوت في السماعات قبل الخطبة لكي يستمع الناس إلخ.. بدعة، ولم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم-، والسنة الواردة عن النبي – عليه الصلاة والسلام- هي تعظيم هذا اليوم بكثرة العبادة كالذكر، أو الصلاة أو القراءة، بأن يتقدم الإنسان إلى المسجد من بعد طلوع الشمس، لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا حضر الإمام دخلت الملائكة تستمع الذكر" البخاري (881)، ومسلم (850).
ويستحب للإنسان التقدم من بعد طلوع الشمس، وقال بعض أهل العلم: من بعد صلاة الفجر، لكي يتفرغ للذكر والقراءة والصلاة.. إلخ..، فيفعل ما هو الأخشع لقلبه هذا هو السنة، وهذا هو الأفضل، وهذا هو هدي الصحابة –رضي الله عنهم-.
وأما العمل الذي يكون برفع الصوت بالقراءة وقد يستمع بعض الناس له وقد لا يستمع إلخ..، وقد يشوش على الناس، فهذا كله محدث ليس على هدى النبي – صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه –رضي الله عنهم-.
العلاج عند الشيخ الإدريسي
السؤال: أفيدوني، الله يجزيكم عنا ألف خير، أنا طالب سعودي أدرس في الأردن، وأنكم سمعتم عن الشيخ المسمى بالإدريسي، والذي يعالج، والعلاج الذي يعطيه للمراجعين عبارة عن ماء، وبعد الله له فضل في العلاج، لكن يا إخوة مشكوك فيه، لأنه يقال إنه يدعي الكرامة فأفيدوني، مع العلم أن نفسي مائلة له بعض الشيء، لما أراه من تدينه وحرصه على التوصية على الصلاة، ويقول من لا يصلي ليس له علاج، فأفيدوني حيث إني في حيرة من أمري فهل آثم بالذهاب إليه؟؟.
الجواب:(1/6)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
مثل هؤلاء الذين يعالجون ويوهمون الناس بالصلاح والتقى الذي يظهر من حالهم أنهم يستخدمون الشياطين، وقد يستعينون على ذلك بأمور محذورة، ويموهون على الناس بما يتعلق بالصلاح والتقى أو بقراءة بعض الآيات، أو ببعض المناصحة وغير ذلك، وعلى هذا فلا ننصحك أن تقوم بالذهاب إليه، وعليك أن تستعين بالله – عز وجل- وأن تقرأ الأوراد الشرعية صباحاً ومساء، وأن تقرأ حزباً من كتاب الله – عز وجل- كل يوم جزءاً من القرآن وأن تكثر من الدعاء، مع الرقى الواردة عن النبي – صلى الله عليه وسلم-.
توريد الغذاء للشيعة في المدينة
السؤال: فضيلة الشيخ.. أسكن في طيبة الطيبة مدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم -وسؤالي: هل تعاملي التجاري بتوريد المواد الغذائية للإيرانيين (الرافضة) –ممن يقدمون إلى المدينة للزيارة- يدخل تحت الحديث الوارد"...أو آوى محدثا ًفعليه لعنة الله والملائكة..؟" أفتونا مأجورين.
الجواب:
مثل هذا لا يظهر أنه يدخل في مثل هذا الحديث؛ لأنك لم تؤو مثل هؤلاء المحدثين، ولم تنصرهم، ولم تأذن لهم بالدخول،وإنما دخلوا، وكونك تبيع عليهم هذا جاء تبعاً، والقاعدة أنه يثبت تبعاً مالا يثبت استقلالاً.
الامتناع من الإنجاب خوفاً من الإعاقة
السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا أم لخمسة أطفال اثنان من الذكور من ذوي الاحتياجات الخاصة فهل يجوز شرعا الامتناع عن الإنجاب خوفا من وجود مولود معاق أيضا؟ وقد سبق أن أجريت لأبنائي فحوصات طبية في الولايات المتحدة الأمريكية في الجينات الوراثية ولم يتوصلوا لتشخيص. والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:(1/7)
الله –عز وجل- يقول: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" [الطلاق:3] فالواجب على الإنسان أن يحسن الظن بالله –عز وجل- وأن يتوكل عليه، وألاّ يحرم نفسه الذرية فلعل الله –عز وجل- أن يرزقه الذرية الصالحة، فقطع النسل بالكلية هذا محرم ولا يجوز، لأنه يخالف مقصداً من أهم مقاصد النكاح وهو تكثير الأمة والنبي –صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك فقال: " تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ" أخرجه أبو داود (2050) والنسائي (3227)، أما ترتيب النسل فإن هذا لا بأس به بحيث أن المرأة تلد كل سنتين أو ثلاث سنوات تنظيماً له فهذا لا بأس به. والله أعلم.
قتله أهله فهل يصلى عليه؟
السؤال: هل تصح الصلاة على الرجل الذي قتله أهله لأنه دخل سكراناً وعريانا وسب أمه وكان يصلي أحياناً ثم ترك صلاة، فهل يصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الرجل لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون صلى ثم ترك الصلاة بالكلية بحيث يظهر من حاله أنه تركها بالكلية بحيث إنه تركها لمدة أو فترة طويلة، فهذا لا يصلى عليه؛ لأن تارك الصلاة على الصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر؛ لحديث جابر – رضي الله عنه-: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه مسلم (82)، وحديث بريدة – رضي الله عنه-: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" أخرجه الترمذي (2621) وابن ماجه (1079) والنسائي (463).
الحالة الثانية: أن يكون مثل هذا الرجل صلى وخلى، يعني: يصلي ويخلي، فتجد أنه يصلي يوماً أو يومين، ويخلي بعض الأيام، فمثل هذا الذي يظهر من أقوال أهل العلم أنه لا يخرج من ملة الإسلام، يصلى عليه ويكفن ويغسل، ويقبر في مقابر المسلمين. والله أعلم.
سب الذات الإلهية دون قصد
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/8)
أختي متزوجة وأم لطفلة، في أحد الأيام تشاجرت مع زوجها، فقام والعياذ بالله بسب الذات الإلهية، -وهو لا يقصد-، وبعد أخذ ورد ندم أشد الندم، وعاهد الله على عدم تكرارها، وفي أحد الأيام شاهدوا في برنامج ديني أن ذلك يترتب عليه عدة مسائل، المهم اتصلوا بمشايخ البلد (ليبيا)، ولم يجدوا جوابا محدداً، فمنهم من يرى التوبة والاستغفار، ومنهم من يرى عقد قران جديد، وآخرون التوبة النصوح، علماً بأنها المرة الثالثة، وهو لا يعلم عاقبة ذلك، وها أنا الآن أرجو من الله ثم منكم أن تدلوني على الجواب الشافي، وإذا كان هناك عقد قران جديد، فهل لابد أن يكون كاتب العدل من المنطقة أم من أي منطقة أخرى؟ وذلك تحاشياً للإحراج، خاصة أنه عاهد الله ألا يكرر ذلك، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا ارتد الزوج فإن لزوجة تنتظر إذا انتهت عدتها إما أن تتزوج، وإما أن تنتظر زوجها لعله يعود، وهذا الزوج قد عاد ورجع فيبقيان على نكاحهما، ولا يجب تجديد العقد؛ بل عليه أن يتوب إلى الله – عز وجل- ويكثر من الاستغفار، والمحافظة على الأعمال الصالحة، وعلى أركان الإسلام من الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وأن يدعو الله – عز وجل- بالثبات على دينه. والله أعلم.
صديق والده لا يصلي مدمن راش...
السؤال: صديق والدي مسلم، لكن له المعاصي التالية: مدمن خمر، يرشي الناس بكثرة، لا يصلي أبداً، يفضل عدم تحجب بناته البالغات، وأراد هذا الرجل أن يشارك والدي على معمل مياه غازية (كازوز) ما حكم الإسلام في مصاحبة هذا الرجل ومشاركة والدي له؟ - وما حكم زيارته والأكل والشرب معه (بدون وجود مسكر؟) وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/9)
مثل هذا الرجل يعتبر مرتداً عن دين الإسلام إذا كان لا يصلي بإطلاق، وفي الحديث: " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه مسلم (82) وحديث بريدة – رضي الله عنه-: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" أخرجه الترمذي (2621) وابن ماجه (1079) والنسائي (463)، وأيضاً كونه يفضل عدم تحجب بناته إذا كان يرى كراهة سنة النبي –صلى الله عليه وسلم- لكونها سنة في الحجاب، فهذا أيضاً ردَّة؛ لأن من كره شيئاً مما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-، أو ثوابه، أو عقابه، فهذا من نواقض الإسلام، وإذا كان كذلك فالواجب في مثل هذا أن يهجر وألا يشارك، وألا يطاعم، وألا يزار، وإنما يناصح ويراجع، فإن انتصح، وإلا يهجر كما تقدم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن تارك الصلاة ينبغي هجره لإشاعة عدم صلاته، وعدم مطاعمته ومشاركته لكي يحذره الناس. والله أعلم.
قراءة سور مخصوصة قبل صلاة الجمعة
السؤال: يقوم بعض المصلين - بمنطقتنا قبل ساعة من خطبة الإمام للجمعة - بقراءة سورة الكهف ثم الملك والإخلاص والمعوذتين، وفي الختام بدعاء جماعي. فهل هذا الأمر بدعة؟. نرجو التوضيح.
الجواب:
هذا لا إشكال أنه بدعة، لأن هذه الأشياء لم ترد عن النبي – صلى الله عليه وسلم- ولم يفعلها، والأصل في العبادات أنها توقيفية.
الاهتزاز أثناء التلاوة
السؤال: السلام عليكم.
ما حكم الاهتزاز وتحريك الجسم أثناء الجلوس وتلاوة القرآن الكريم؟ البعض يقول بتحريم ذلك؛ لأن فيه تشبهاً باليهود.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بالنسبة لتحريك الجسم والاهتزاز هذا لم يرد عن النبي – عليه الصلاة والسلام- ولا عن صحابته – رضي الله عنهم- فالأحسن ترك مثل ذلك، وإن اعتقد هذا الذي يهتز أنه سنة وأنه يتقرب بذلك فهو يعد بدعة؛ لأن العبادات توقيفية، وأما القول بأن هذا من عمل اليهود فهذا لا أعرفه. والله أعلم.(1/10)
يقرأ سوراً خاصة عند قبر أبيه
السؤال: أنا شاب مسلم مقيم بفرنسا، وأواظب على زيارة المغرب سنوياً، وأثناء زيارتي أقوم بزيارة قبر أبي، وقبل أن أدعو له أقرأ سورة يس والملك والإخلاص والمعوذتين، كما أواظب على الدعاء له باستمرار وأتصدق عنه من حين لآخر،كما أقوم عند زيارتي للمغرب بإطعام جميع أهل الحي مسكينهم وغنيهم مستدعياً جماعة من حفظة القرآن، محسناً إليهم، ونيتي ما أعطيه لهم مساعدة لهم على تعلم القرآن، وليس أجراً على قراءتهم، غير أن البعض ينكر علي ما أفعله. أفيدوني جزاكم الله خيراً على مدى صحة أعمالي. وهل أنا من المبتدعين؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما ما يتعلق بقراءة القرآن عند القبر فهذا بدعة، إذ هذا لم يؤثر عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، والعبادات مبناها على التوقيف، والهدي الذي ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم- في زيارة القبور أن الإنسان يسلم عليهم فيقول ما ورد: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم...إلخ" انظر ما رواه مسلم(974) من حديث عائشة –رضي الله عنها- ولا بأس أن تدعو لأبيك، أما القراءة على القبور فهذه من البدع. وأما بالنسبة لإطعام الطعام فهذا مشروع، وهو من الحسنات التي تثاب عليها إن شاء الله – عز وجل- والأدلة على إطعام الطعام كثيرة في القرآن والسنة، كقول الله – عز وجل-: "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا"[الإنسان: 8]، وأيضاً النبي – عليه الصلاة والسلام- قال: "أطعموا الطعام وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" رواه الترمذي (2485)، وابن ماجة (3251) من حديث عبد الله بن سلام-رضي الله عنه-.
الطهارة
الاكتفاء بمسح ظاهر الأذن في الوضوء(1/11)
السؤال: ما حكم صلاة من مسح رأسه ثم مسح الأذنين مسحاً ولم يدخل السبابة إلى داخل الأذن وإنما اكتفى بمسحه مسحاً ظاهرياً.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يجب مسح ظاهر الأذنين، وكذلك أيضاً يجب مسح الصماخين؛ لثبوت ذلك في سنة النبي – عليه الصلاة والسلام - ، فمن توضأ ولم يمسح داخل صماخي أذنيه فإنه لم يصح وضوؤه، والأذنان ثبت مسحهما في السنة والقرآن ففي القرآن يقول – عز وجل – : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ"[المائدة:6]، والأذنان من الرأس ، والسنة ثابتة في ذلك، والذين وصفوا وضوء الرسول – صلى الله عليه وسلم – ما يقرب من اثنين وعشرين صحابياً – رضي الله عنهم - لم يذكر أحد منهم أنه أخل بمسح الأذنين. وانظر: الترمذي (34) والنسائي (74) وأبا داود (108) وابن ماجة (282) وغيرهم.
المسح على الأحذية للمريض
السؤال: أنا رجل مصاب بالشلل في كلتا قدميه، وأرتدي رجلاً صناعية لكي أتمكن من المشي، الموضوع هو أنني ألبس حذاء للقدمين عند بداية العمل، وهو حوالي 8 ساعات، يدخل خلالها بعض الصلوات طبعا على طهارة، ومثلا عند بداية صلاة في وقت الدوام أقوم بالوضوء كاملاً، ثم أمسح على الحذاء للصلاة الأولى لنفترض إنها صلاة العصر، بعد ذلك يأتي المغرب فأتوضأ كاملاً دون أن أمسح على الحذاء، فما الحكم في ذلك؟ وهل واجب علي عند بداية لبس الحذاء أن أتوضأ أم أغسل قدميّ فقط؟
الجواب:(1/12)
الإنسان الذي يمسح على خفين ونحوهما كشراب أو غيره، لابد له من شروط؛ أن يكون لبسه لهذين الخفين أو الشراب بعد كمال الطهارة؛ يعني وهو على طهارة كاملة، والأمر الثاني: أنه لا يخلعهما بعد المسح عليهما، فإن خلعهما بعد المسح عليهما فإنه ينتقض وضوؤه، والإنسان المقيم يمسح يوماً وليلة، والمسافر ثلاثة أيام بلياليها، ويشترط للخف أو الشراب أن يكون ساتراً لمحل الفرض، أي: للقدم إلى الكعبين، وأن يلبسهما وهو على كمال الطهارة، وما ذكره في أثناء صلاته من أنه يصلي بوضوئه العصر ثم يأتي المغرب ويتوضأ كاملاً دون أن يمسح على الحذاء.
نقول: إذا انتقض وضوء الإنسان فعليه عندما يتوضأ أن يسمح على الخفين إذا كانت الشروط التي سبق ذكرها متوفرة. وقال في آخر السؤال: هل الواجب عند بداية لبس الحذاء أن أتوضأ أم أغسل قدمي فقط؟ نقول: لا، لابد أن يكون متوضئاً ولا يكفي أن يغسل قدميه.
طهارة من لا يتحكم في خروج النجاسة
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو: أنني قد عملت عملية البواسير منذ عشر سنوات، وفي حقيقة الأمر أنها لم تنجح نجاحا فعليا؛ فكان من سلبياتها أنني دائما أرى النجاسة تخرج مني من مكان الدبر أكثر من ثلاث مرات في الغالب يومياً؛ فسؤالي: هل الصلوات التي أصليها صحيحة؟ علما أني في بعض الأحيان أتعمد عدم كشف ملابسي الداخلية لكي أتأكد من وجود هذه النجاسة، ثم إذا علمت بالنجاسة فهل يجوز لي أن أصلي مع وجود النجاسة في ملابسي وفي جسمي؟ وأنا لم أستنجِ منها، أفيدونا جزاكم الله خيرا على سؤالي هذا بالتفصيل، وبارك الله في علمكم.
الجواب:(1/13)
الأصل أن الإنسان إذا تطهر أنه طاهر ولا يجب عليه أن يتفحص وأن ينظر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا كان الإنسان يقدر على أن يتحفظ ويضع شيئاً يمنع هذا الخارج فهذا هو الواجب عليه، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم- أمر أسماء بنت عميس لما نفست أن تستثفر بثوب وأن تحرم، لما نفست في ذي الحليفة، انظر: النسائي (2762) وأبا داود (274) وابن ماجة (2913) وغيرهم والحديث صححه الألباني، وأما بالنسبة لهذا الخارج فهذا إن شاء الله لا ينقض الوضوء ما دام أنه مستمر مع الإنسان، ولكن عليه أن يتحفظ ، ولا يجب عليه أن يتطهر وصلاته صحيحة، وإذا أصاب شيئاً من الثياب فإن كان يسيراً فهذا يعفى عنه، وإن كان كثيراً ولم يعلم به فأيضا صلاته صحيحة، وأما إن علم به فإن عليه أن يزيله.
نزع العدسات اللاصقة عند الاغتسال
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يجب علي نزع العدسات اللاصقة من العين عند الاغتسال من الجنابة أو الحيض؟
الجواب:
لا يجب على المرأة إذا كانت تلبس العدسات أن تنزعها عند الاغتسال من الجنابة أو الحيض، لأن غسل داخل العينين غير واجب، الواجب هو غسل العينين فقط.
الدم بعد تركيب اللولب
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
ما حكم الدم الذي ينزل على النساء بعد تركيب اللولب؟ مع العلم أن عدد الأيام زاد عن المعدل الطبيعي ببضعة أيام، وهل يأخذ حكم دم الحيض أو النفاس؟.
الجواب:
ما زاد عن أيام الدورة، فإنه ينظر فيه إن كان هذا الدم مثل دم الدورة تماماً، فهذا تجلس فيه المرأة لا تصلي، ولا تصوم، وإن كان يختلف عن دم الدورة، فإنها تغتسل، وتصوم ولا تعتبر بهذا الزائد.
لمس الفرج هل ينقض الوضوء؟
السؤال: هل لمس الفرج أو الذكر يُنقِضُ الوضوء؟
الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:(1/14)
فالأقرب من قولي العلماء: أن لمس الفرج أو الذكر لا ينقض الوضوء، لحديث طلق بن علي –رضي الله عنه- :" سأل رجل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : أيتوضأ أحدنا إذا مسّ ذكره ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: إنما هو بضعة منك..." رواه الإمام أحمد (16286) واللفظ له وأبو داود (182) والترمذي (85) والنسائي (165) وابن ماجه (483) وغيرهم؛ ولوروده عن حذيفة وابن مسعود –رضي الله عنهما-.
ولكن يستحب لمن مسّ ذكره أن يتوضأ، لحديث بسرة بنت صفوان –رضي الله عنها- : أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : " من مس ذكره فلا يصلي حتى يتوضأ " رواه أحمد (27295) واللفظ له وأبو داود (181) والترمذي (82) والنسائي (163) وابن ماجه (479).
الوضوء وفحص الطبيب على مرضاه
السؤال: أنا طبيب، وأقوم بفحص المرضى إناثاً وذكوراً، فهل هذا ينقض وضوئي إذا كنت متوضئاً؟.
الجواب:
هذا لا ينقض الوضوء، لأن مس المرأة ليس بناقض، لكن ليعلم الأخ السائل أنه لا يجوز النظر للمرأة الأجنبية بشهوة، وإنما ينظر بقدر الحاجة، وإذا طرأت الشهوة يجب عليه أن يدافع ذلك، لأنه لا يجوز أن يستمتع بامرأة أجنبية.
النجاسة المعفو عنها
السؤال: هل صحيح أن النجاسة البسيطة معفي عنها، وكم حدها؟ وهل إذا أصاب الثوب ثلث قطرة من البول تقريباً يطهر بالنضح أو معفي عنه؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:(1/15)
عند أبي حنيفة واختيار شيخ الإسلام، أن النجاسة اليسيرة معفو عنها، وأيضاً غيرهم يعفون عن يسير النجاسات، لكن بتفصيل، ولكن شيخ الإسلام يرى أن سائر النجاسات مطلقاً يعفى عن يسيرها، والدليل على ذلك أحاديث الاستجمار؛ لأن الإنسان إذا استجمر بعد الانتهاء من البول أو الغائط فإنه يبقى أثر للنجاسة؛ لأن الحجارة ونحوها لا تزيل عين النجاسة تماماً، بل يبقى شيء، فدل ذلك على أن يسير النجاسة معفو عنه، وهذا لم يرد له حد في الشرع، ولكن يرجع في ذلك إلى العرف، فاليسير عرفاً هذا معفو عنه، ومثل ما ذكر السائل ثلث نقطة هذا من اليسير عرفاً فيعفى عنه.
بدأ لها دم الحيض بعد الجماع
السؤال : أنا امرأة متزوجة، أستخدم اللولب، ومرت بي مرحلة أرى فيها نقط دم أو لون بني، ثم تأتي الدورة الشهرية بعدها بيوم أو يومين، فعندما سألت عن حكمه قيل لي انتظري نزول الدم الصريح، في أحد الشهور رأيت لوناً بنياً ولم أهتم به بناء على الفتوى السابقة، وحصل جماع و خطر لي خاطر أثناء الجماع أنني قد أكون حائضاً و لم أعره اهتماما، ثم رأيت دم الدورة بعد الجماع، فما يجب علي وعلى زوجي؟ و الأمر كما ذكر.
الجواب:
لا شيء عليك، ولا على زوجك؛ لأن هذا الجماع حصل بناء على أنك طاهرة ولست حائضاً، وإذا كان كذلك فهو مأذون لكما في الجماع، وما ترتب على المأذون غير ممنوع، فلا شيء عليكما.
الاستنثار
السؤال: يوجد حديث فيما معناه أنه إذا قام أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثاً، فهل يعتبر الاستنثار واجباً في هذه الحالة ثلاث مرات خصوصاً في صلاة الفجر لأن الناس قبل الصلاة نيام؟ وهل إذا استنثر شخص مرة واحدة بعد قيامة من النوم لا يجزئه الوضوء؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/16)
الاستنشاق في الوضوء واجب، استنشاق الماء واجب لقول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق" [المائدة:6] فأمر الله- عز وجل- بغسل الوجه، ويدخل في غسل الوجه الأنف؛ لأن المضمضة والاستنشاق... الأنف والفم من الوجه، ولم يعهد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه أخل بالمضمضة أو الاستنشاق، فسائر من وصف وضوءه صلى الله عليه وسلم ذكر أنه كان يتمضمض ويستنشق. أما بالنسبة للاستنثار ثلاثاً إذا كان الإنسان مستيقظاً من نوم الليل فهذا مستحب، وسنة مؤكدة عند جماهير أهل العلم – رحمهم الله تعالى- لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- به في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-، والعلة كما بينها النبي –صلى الله عليه وسلم- " أن الشيطان يبيت على خيشومه" أخرجه البخاري (2395) ومسلم (238). والله أعلم.
الصلاة
كان يترك الصلاة أحياناً وجامع أهله في رمضان
السؤال: فضيلة الشيخ قبل خمس سنين كنت مهملا في الصلاة، ولم أكن أصلي جميع الفروض، وفي رمضان جامعت زوجتي مرتين أو ثلاثة مرات لا أذكر تحديدا، فماذا يجب علي عمليا إلى جانب التوبة؟ حيث إنني منذ ذلك الحين وأنا مواظب على الصلاة في الجماعة، وأصوم رمضان كاملا والحمد لله، ولكني نادم على ما حصل مني من تفريط وأريد أن أكفر عنه.جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: إذا كنت في ذلك الوقت تصلي وتترك أحياناً وتصلي وتترك وصمت رمضان وجامعت فإنه تجب عليك الكفارة، عتق رقبة فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم تستطع فتطعم ستين مسكيناً، وأما إذا كنت لا تصلي مطلقاً فإنه لا يصح صومك، وحينئذ كونك جامعت هذا لا يظهر أنه يلحقك فيه شيء.
أخَّر صلاة الفجر عن وقتها عمداً(1/17)
السؤال: استيقظت الساعة 5:33 صباحاً، أي: وقت الشروق، ولكن عدت فأكملت النوم ولم أصلِّ الفجر إلا الساعة 7:44، أفيدوني: ما الحكم؟ وهل أنا كافر؟ حيث سمعت فتوى للشيخ ابن باز بالكفر لمن يؤخر الصلاة؟ ماذا يلزمني؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يظهر –والله أعلم- أنك لا تكفر بهذا الأمر، لكنك أتيت ذنباً عظيماً، وهو تأخير الصلاة عن وقتها بلا عذر، فيجب على الإنسان أن يجاهد نفسه، والله عز وجل يقول:"إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" [النساء:103]، وقال عمر –رضي الله عنه-:"إن للصلاة وقتاً اشترطه الله لها لا تصلح إلا به"، وحديث عائشة –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" مسلم (1718)، والنبي –عليه الصلاة والسلام- بين المواقيت في أحاديث كثيرة، ومنها: حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-، انظر: مسلم (612)، وحديث أبي موسى، انظر: مسلم (614) وبريدة، انظر: مسلم (613) وأبي هريرة، انظر: مسلم (615) –رضي الله عنهم-، وإمامة جبريل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، انظر: الترمذي (151) وهو صحيح ومن حديث ابن عباس، انظر: الترمذي (149) وغيره وهو حديث حسن صحيح كما قال الألباني، وحديث جابر، انظر: الترمذي (150) وهو صحيح –رضي الله عنهم-، فعلى الإنسان أن يتقي الله عز وجل، وأن يجاهد نفسه، وأن يؤدي هذه الصلاة، وأن يتمها بشروطها وأركانها وواجباتها، والله أعلم.
الكلام في الصلاة سهواً(1/18)
السؤال: أرجو الإفادة، حيث إنني تكلمت أثناء الصلاة عندما أخطأت في آية وكنت الإمام، ولم أشعر إلا وأنا أقول أنا آسف ناسيا أنني في صلاة، وأكملت صلاتي بعد ذلك والإخوة في المسجد، لكن أحدهم قال إن الصلاة باطلة لك، صحيحة للمأمومين، فذهبت إلى مكتبتي وقرأت في كتاب المحلى لابن حزم أن الكلام سهوا في الصلاة لا يبطلها، أفيدوني لأبين الحكم الصحيح وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
من تكلم ناسياً في الصلاة، أو جاهلاً، أو مكرهاً، فإنه لا شيء عليه، وصلاته صحيحة، ويدل لهذا حديث معاوية ابن الحكم –رضي الله عنه- في صحيح مسلم (537): لما تكلم في الصلاة لم يأمره النبي – صلى الله عليه وسلم- بإعادة الصلاة، وإنما قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" والله أعلم.
قصر الصلاة
السؤال: أنا من سكان مدينة الرياض، وأذهب يومياً للعمل في مدينة الخرج، هل يجوز لي أن أقصر الصلاة؟
الجواب:
إذا كنت تذهب إلى الجامعة وترجع في اليوم نفسه فلا تقصر الصلاة ؛ لأنك لست مسافراً . وإذا كنت لا ترجع في اليوم نفسه فلك القصر إلا إذا سمعت النداء فإنك تجيب ؛ لوجوب الجماعة . وإذا صليت رباعيةً خلف من يصلي رباعية، وقد أدركت منها ركعة فأكثرهم قد أوجب عليك الإتمام، وبالله التوفيق.
إمامة الحليق
السؤال : توجد مشكلة عندنا في المسجد.
يقول بعض الناس: إنه لا يحل للرجل الحليق أن يؤذن أو يؤم الناس في الصلاة.
وهناك أشخاص ملتحون لكنهم لا يقرؤون ولا يكتبون ولا يعرفون أحكام الدين. فما الحق في ذلك؟
الجواب:(1/19)
الحق في ذلك أن الأصل أنه لا يولى الإمامة إلا رجل عدل في دينه ممتثل للأوامر مجتنب للنواهي ومثل هذا الرجل الذي يحلق لحيته هذا ليس عدلاً في دينه، فالواجب أن يولى من هو عدل في دينه في المناصب الدينية، لكن لو تولى هذا الشخص إمامة أناس فإن الصلاة صحيحة، لأن القاعدة الشرعية أن كل من صحت صلاته صحت إمامته، لكن مثل هذا الشخص كما أسلفت لا نوليه إمامة المسجد ولا نجعله إماماً راتباً، لكن لو صلى بالناس فإن الصلاة خلفه صحيحة.
(التثويب) في الأذان الأول أم الثاني؟
السؤال:السلام عليكم.
يؤلمني ما يجري من النزاع والمجادلة في مجتمعنا النيجيري بالنسبة لقول "الصلاة خير من النوم" في أذان الفجر، بعضنا يرى أن موضعها الأذان الأول، وبعضهم يرى أن موضعها في النداء الثاني، سبب هذا النزاع ضرراً بيننا حتى أصبح لا يصلي بعضنا خلف بعض، فما هي حقيقة موضع هذا القول في نداء صلاة الفجر؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/20)
المسائل الاجتهادية التي يقوم كل قول منها على دليل لا يجوز أن تكون مصدر خلاف ونزاع بين الإخوة وبين المسلمين فإن الصحابة –رضي الله تعالى عنهم- كانوا يختلفون ومع ذلك كانت قلوبهم كقلب رجل واحد يختلفون بمثل هذه الأمور الاجتهادية ولكل منهم دليل، ومع ذلك فإنه يصلي بعضهم خلف بعض ويحب بعضهم بعضاً ويوالي بعضهم بعضاً ولا يشنؤه ولا يبغضه، ومثل هذا لا يكون سبباً في التفرقة بينهم –رضي الله تعالى عنهم- وأنصح الإخوة أن يقتدوا بالسلف وأن يعذر بعضهم بعضاً في مثل هذه المسائل التي يجتهد فيها العلماء ويكون لكل منهم دليل قائم، فما دام أنه يتعبد الله –عز وجل- بالدليل وليس بالهوى ولا بالعصبية فعليك أن تعذره وأن تحسن الظن به وأن ترجع أنت وإياه إلى الكتاب والسنة كما قال الله –عز وجل-:"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" [النساء: 59]، وعلينا أن نقرأ في فقه الخلاف وأن نسترشد به وأن ننظر إلى خلاف السلف –رحمهم الله-، وأما بالنسبة لهذه المسألة الفرعية فالصواب من أقوال أهل العلم –رحمهم الله- أن موضع التثويب بقول: الصلاة خير من النوم، إنما هو في الأذان الثاني وهذا هو الذي يدل له الأثر والنظر، أما الأثر فحديث أنس –رضي الله تعالى عنه- انظر القرطبي (6/228)، وصحيح ابن خزيمة (1/202)، الحديث رقم (386)، والأحاديث المختارة (7/160)، وكذلك حديث نعيم بن النحاس –رضي الله تعالى عنه- وأما النظر فإن قول: الصلاة خير من النوم إنما يتوجه إذا كان في النداء الثاني دون الأول، لأن النداء الثاني إنما يكون عند طلوع الفجر ودخول وقت صلاة الفجر، فكان من المناسب أن يرغب في أداء هذا الفرض وأن يقوم الإنسان ويؤدي ما أوجب الله عليه، وأما ما ورد فيما يستدل به من قال إنها في النداء الأول بقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:"إذا أذنت الأول فقل الصلاة خير من النوم..."إلى آخر الحديث انظر: النسائي (633)، وأصله في مسلم (379)، فالجواب عن هذا(1/21)
بأن يقال: إن المراد بقوله: إذا أذنت الأول أن المراد هو الأذان الثاني، وإنما سمى هذا الأذان الثاني الذي عند طلوع الفجر سماه أولاً بالنظر إلى الإقامة، فإن الإقامة تسمى أذاناً كما في قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث عبد الله بن المغفل:"بين كل أذانين صلاة" البخاري (624)، ومسلم (838)، والله أعلم.
شحن الجوال من كيبلات الحرم
السؤال : فضيلة الشيخ ما حكم شحن الجوال من الكيبلات الموجودة في المسجد الحرام؟ وكذلك المساجد العامة والشركات التي نعمل فيها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بالنسبة لشحن الجوال من المسجد، فالكهرباء الموجودة في المسجد ليست ملكاً لأحد، وإنما هو لبيت المال، وبيت المال ملك لعموم المسلمين، وحينئذ يظهر أنه لا يجوز للإنسان أن يشحن الجوال منه إلا بالإذن ممن له الولاية على بيت المال، ولكن يستثنى من ذلك ما إذا كان هذا أمراً يحتاجه الإنسان، أو كان المقيم في المسجد معتكفاً يحتاج شحن الأشياء التي يحتاجها فلا بأس، فالأمور اليسيرة هذه لا بأس بها، أما ما عدا ذلك فإنه يمنع منه.
إمامة الرجل لأهله
السؤال: هل يجوز أن أصلي بزوجتي صلاة فرض؟ وإذا كان هل يكتب لي أجر الجماعة؟
الجواب:(1/22)
يجوز للإنسان أن يصلي صلاة الفرض بأهله، والنبي – عليه الصلاة والسلام- صلى ومعه أنس واليتيم والعجوز من خلفهم، انظر: البخاري (727) ومسلم (660) وصلى بابن عباس –رضي الله عنهما- انظر: البخاري (183) ومسلم (763)، وأيضاً بابن مسعود –رضي الله عنه-، انظر: البخاري (1135) ومسلم (773)، وصلى بجابر –رضي الله عنه-، انظر: مسلم (766)، لكنه لا ينال أجر الجماعة، لأن أجر الجماعة مقيد بإمامة الإمام الراتب في المسجد، إذا كان حوله مساجد لكن ينال أجر الاجتماع، والجماعة واجبة عليه، ولا يكتفي بأن يصلي في بيته، لكن إذا كان في مكان ليس حوله جماعة وليس حوله مساجد، أو أن المساجد بعيدة عنه ويلحقه مشقة في الذهاب إليها فهذا يكتب له أجر الجماعة إن شاء الله، والله أعلم.
صلاة الشروق
السؤال: السلام عليكم
(1) هل هناك صلاة ركعتين بعد طلوع الشمس للذي يصليها مثل أجر الحج والعمرة؟
(2) هل يمكن الجهر بدعاء الأوابين؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
(1) هذا ورد فيه حديث لكن كثيراًً من أهل العلم لا يثبت هذا الحديث فهو لا يثبت.
(2) لا أعرف دعاء يسمى بدعاء الأوابين؛ لكن الذي ثبت صلاة الأوابين حين ترمض الفصال، انظر: مسلم (748) صلاة الضحى هذا هو الثابت عندما يشتد حرّ الشمس هذا أفضل أوقاتها.
الصلاة البتيرا
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو عن الصلاة البتيرا ما هي؟ وهل نهى عنها فعلا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- وإن كان نهى عنها، فهل بإمكانكم أن ترشدوني أين ورد النهي عنها؟ وعن أسماء المصادر التي ورد فيها النهي؟ وما هو جزاء من يصليها؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب:(1/23)
النبي – صلى الله عليه وسلم- نهى عن البتيرا، هذا الحديث الوارد، وهو حديث ضعيف، والبتيرا هذه هي الفصل بين الشفع والوتر، يعني: يصلي ركعتين إذا أراد الوتر ثم واحدة، وهذا ضعيف، وقال به الحنفية – رحمهم الله-، والصواب أن من صفات الوتر أن يصلي ركعتين ثم ركعة، فالوتر بثلاث له صفتان: الصفة الأولى: السرد، أن يسردها سرداً، الركعة الأولى، ثم الثانية، ثم الثالثة، الصفة الثانية: أن يصلي ركعتين، ثم يسلم، ثم صلي ركعة، ثم يسلم، والله أعلم.
جمع الراتبة والوتر في سلام واحد
السؤال: ما حكم جعل السنة الراتبة والوتر بسلام واحد؟
الجواب:
السنة الراتبة لا يجوز للإنسان أن يشركها مع الوتر، بل إنها سنة مستقلة، صلاة مستقلة، والوتر صلاة مستقلة، فلا يجعل الراتبة مع الوتر، بل يصلي الراتبة مستقلة ثم يسلم، ثم يصلي الوتر مستقلاً، ثم يسلم.
هل لها أن تصلي جميع الصلوات بوضوء واحد؟
السؤال :فضيلة الشيخ.. والدتي عمرها 83 سنة، وبها سكر وضغط وقلب، ولا تستطيع الحركة، حيث إنها (تحبو) إلى دورة المياه، ومع أي مجهود مثل الوضوء فإنها لا تستطيع أن تتنفس لفترة ليست بالقصيرة. سؤالي والحال كهذه: هل يمكن لوالدتي أن تجمع الصلوات مثل الظهر والعصر والمغرب والعشاء بوضوء واحد لكي يسهل عليها أداء الصلاة؟ وهل يمكن مع الجمع أن تقصر؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما-:"أن النبي –صلى الله عليه وسلم- جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر"، وفي لفظ:"من غير خوف ولا مطر"، فسئل ابن عباس –رضي الله عنهما- فقال: أراد ألا يحرج أمته، انظر: مسلم (705) فإذا كان في ترك الجمع لأمك حرج ومشقة لكونها تحبو وتذهب إلى دورة المياه.. إلخ، فلا بأس أن تجمع بين الظهرين وبين العشائين لوجود الحرج والمشقة عليها.(1/24)
وأما القصر فإنها لا تقصر لأنها ليست مسافرة، وما دامت حاضرة فإنها لا تقصر، وإذا كانت مسافرة فإنها تقصر.
صلاة المتردد بين جدة وعفيف
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا من سكان مدينة جدة وأعمل في عفيف، وتبعد المسافة تقريباً 580 كلم، وفي يوم الأربعاء أسافر إلى جدة وأعود يوم الجمعة إلى عفيف، وفي عفيف أعمل في مكان يبعد مسافة 80 كلم، وأذهب إلى الدوام يومياً -بطبيعة الحال- وأعود إلى المنزل، فكيف أصلي؟ هل لي أن أقصر وأجمع أم ماذا؟ أفيدونا بالتفصيل جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما بالنسبة لتردده من بيته إلى عمله فلا يعتبر سفراً ولا يأخذ أحكام السفر، وإذا رجع إلى جدة لزيارة ونحو ذلك فإنه لا يترخص إلا في أثناء الطريق في ذهابه من عفيف إلى جدة.
الصلاة في صالة تحوي صوراً
السؤال : نعمل في شركة ونؤدي الصلوات جماعة في صالة تستخدم لأغراض عدة، ومعلقة على جانبي الصالة صور لأشخاص وأخرى لحيوانات مرسومة باليد، فهل تصح الصلاة في مثل هذه الصالة؟ علماً أن المدير لا يسمح لنا بالذهاب إلى المسجد لبعده عنا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الصلاة في هذه الصالة صحيحة، لكنها تكره، وعليكم مناصحة المسؤولين في هذه المؤسسة لإبعاد هذه الصور وعدم تعظيمها، لأن هذا من أعظم وسائل الشرك، وإذا لم يمكن فعلى الأقل إبعادها عن محل الصلاة.
القنوت في الوتر
السؤال :في صلاة الوتر هل الأولى الدعاء في القنوت، أم الدعاء بعد التسليم؟ وإذا داوم الشخص على الدعاء بعد التسليم وترك القنوت فهل عليه شيء؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:(1/25)
المتأمل لسنة النبي –صلى الله عليه وسلم- يجد أن أكثر الذين وصفوا صلاة النبي –صلى الله عليه وسلم- في الليل لم يذكروا أنه كان يقنت فيه، وعلى هذا يكون الإنسان أغلب أحواله لا يقنت في الوتر، ويقنت في بعض الأحيان، لورود حديث الحسن –رضي الله عنه-:"علمني رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كلمات أقولهن في قنوت الوتر..." أبو داود (1425) وابن ماجة (3830) وغيرهما والحديث صححه الألباني، وأيضاً حديث أبي بن كعب –رضي الله عنه- وإن كان فيه ضعف:"أن النبي –عليه الصلاة والسلام- قنت في الوتر" أبو داود (1427)، فنقول: الغالب على هدي الإنسان أنه لا يقنت في الوتر، لكن لو قنت في بعض الأحيان فهذا لا بأس به، ويكون القنوت بعد الركوع أو قبل الركوع، وإذا لم يقنت يجعل دعاءه في أثناء السجود، أو بعد التشهد الأخير وقبل السلام.
ما يقطع الصلاة
السؤال: السلام عليكم.
ما هي الأمور الشرعية التي توجب قطع الصلاة سواء فريضة أو نافلة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
صح من حديث أبي ذر – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "إذا قام أحدكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود" أخرجه مسلم (510)، ومن حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "يقطع الصلاة المرأة، والحمار، والكلب." أخرجه مسلم (511)، إذا مرت بين الإنسان وسترته، أو بين يديه إذا لم يكن له سترة فهذه الأشياء هي التي تقطع الصلاة، أما إذا مرت من وراء سترة، أو مرت من وراء محل السجود فهذه لا تقطع الصلاة.
صلاة الطلاب قبل الجماعة
السؤال: أنا طالب في الجامعة، وأحياناً يأتي وقت الصلاة مع وقت المحاضرة، فهل لنا كمجموعة طلاب أن نصلي في جماعة بعد دخول الوقت؟ ولكن قبل أن تقام الجماعة الكبرى.
الجواب:(1/26)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:الأصل أن تؤدوا الصلاة مع جماعة إمام المسجد الراتب، هذا هو الأصل، لكن إذا كان يلحقكم ضرر بالتأخير عن المحاضرة فلا بأس أن تصلوا قبل الناس، أو أن تصلوا بعد الخروج من المحاضرة.
الصلاة خلف الجنب
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعرف أن هناك إماماً يؤم الناس في المسجد وهو على جنابة، فيا شيخ هل الصلاة من ورائه جائزة، وما حكم من صلى وراءه؟ هل صلاته جائزة؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: إذا صلى الإمام وهو محدث فصلاته باطلة بالإجماع، وأما بالنسبة لصلاة المأمومين فنقول بأن صلاة المأمومين صحيحة؛ لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "يصلون لكم فإن أصابوا فلكم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم" رواه البخاري (694)، وعمر وعثمان – رضي الله عنهما – كل منهما صلى بالناس وهو جنب فأعاد ولم يحضر الناس الإعادة، إلا المأموم الذي علم حدثه فإنه لا يجوز له أن يأتم به، ولو ائتم به وهو يعلم حدثه ويعلم الحكم أنه لا يجوز أن يأتم به فصلاته باطلة.
إمامة من لا يحسن الفاتحة
السؤال: نحن نقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ومن فضل الله ورحمته أن هدى إلى الإسلام من أبناء هذا البلد من هم الآن يخطبون فينا الجمع, لكن ملاحظتي وسؤالي في نفس الوقت, هو أن بعض هؤلاء الإخوة لا يحسنون قراءة الفاتحة, فهل تصح صلاتهم؟ علما أن هناك من الإخوة ممن يصلى خلفهم من يحفظ القرآن أو شيئا منه, نرجو من فضيلتكم التفصيل مع ذكر الأدلة اللازمة في الإجابة حتى نستطيع أن نفيد إخواننا هنا. وجزاكم الله عنا ألف خير.
الجواب:(1/27)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: بالنسبة لهذا الإمام الذي يصلي وهو يلحن إن كان لحنه في الفاتحة يحيل المعنى فإنه لا تصح إمامته، لحديث أبي مسعود البدري – رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله" مسلم (673)، وأيضاً حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إذا كانوا ثلاثة فليأمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم" مسلم (672)، وكلا الحديثين في صحيح مسلم، وأيضاً حديث عمرو بن سلمة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه سولم – قال: يؤمكم أكثركم قرآناً" البخاري (4302)، وغير ذلك من الأحاديث، فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن مسألة القراءة مسألة مهمة، وأن الإنسان إذا كان لا يحسن قراءة الفاتحة فإنه لا يصح أن يكون إماماً، فإذا كان يلحن فيها لحناً يحيل المعنى فإنه لا تصح إمامته أو يدغم حرفاً بحرف آخر لا يدغم به، أو يبدل حرفاً بغيره فإنه لا تصح إمامته.
جلوس الكافر في المسجد
السؤال: هل يجوز للكافر الجلوس في المسجد؟ وكذلك الصلاة مع المصلين وهو كافر؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/28)
أما بالنسبة لصلاته مع المصلين فهذا لا يجوز، لأن الكافر لا تصح منه الصلاة، لفقده للأصل وهو التوحيد، والله – عز وجل – يقول في النفقات مع أن نفعها متعدد: "وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله" [التوبة:54]، فالنفقات مع أن نفعها متعدد لا تقبل منه، ولا يؤمر بها، فالصلاة من باب أولى، وأما بالنسبة لدخوله للمسجد فهذا عند المصلحة جائز، ويدل لهذا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أدخل ثمامة بن إثال إلى المسجد وربطه في سارية من سواري المسجد، انظر: البخاري (462) ومسلم (1764) فنقول: عند المصلحة هذا جائز، كما لو أراد أن يتعلم دين الإسلام، أو يسمع كلام الله، أو غير ذلك من المصالح المتعلقة به، أو المتعلقة بالمسجد فإن هذا جائز إن شاء الله.
رفع اليدين في القنوت
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فضيلة الشيخ: الإمام في صلاة الفجر يدعي جواز رفع اليدين، وشكراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم يجوز رفع اليدين، وأصلاً القنوت في صلاة الفجر كما ذهب إليه الإمام الشافعي والإمام مالك – رحمهما الله – الصواب عدمه، وكما قال: قال : أبو حنيفة وأحمد –رحمهما الله-، الصواب أنه لا يقنت إلا في النوازل، لكن الإمام مالك والإمام الشافعي يريان القنوت مطلقاً في صلاة الفجر، لحديث أنس – رضي الله عنه-: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – "لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا" رواه الدار قطني في سننه (2/39)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/201)، وقد أجاب عنه ابن القيم : بأن المراد بالقنوت هنا طول القراءة، ولكن لو أن الإمام قنت فإنك تتابعه، كما سئل الإمام أحمد – رحمه الله – أنه إذا قنت في الفجر هل يتابع؟ فأجاب الإمام أحمد بالمتابعة.
خطبة الجمعة بغير العربية(1/29)
السؤال: نحن بفرنسا أغلبية المصلين خاصة الشباب منهم لا يفهمون العربية، فهل يجوز للإمام أن يشرح بعض عناصر خطبة الجمعة باللغة الفرنسية؟ ويترجم بعض الأفكار لتعميم الفائدة. وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا بأس إذا كان الحاضرون لا يفهمون العربية أن تؤدى خطبة الجمعة بلغتهم، ويدل لهذا قول الله – عز وجل – "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ" [إبراهيم: من الآية4]، ولا تحصل الفائدة إلا بهذا.
القصر بين الموطن ومكان الوظيفة
السؤال: أنا موظف في مدينة تبعد عن سكني الأصلي حوالي 200 كيلو ولا أذهب إلى مدينتي سوى يوم الأربعاء ثم أعود يوم الجمعة، فهل يجوز لي قصر الصلاة الرباعية؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من حال السائل يظهر أنه مسافر، وإذا كان كذلك فإنه يجوز له أن يقصر الرباعية، لكن إذا كان المسافر داخل البلد فالأصل أنه يصلي الجماعة مع الناس؛ لحديث ابن عباس وأبي موسى – رضي الله عنهم – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "من سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إلا من عذر"، رواه بن ماجة (793)، وابن حبان في صحيحه (2064)، والحاكم في المستدرك (928)، وغيرهم من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما-وقال علي – رضي الله عنه - : "لا صلاة لجار مسجد إلا في المسجد"، رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/57) وغيره ولم يحفظ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه ترك الجماعة لا في الحضر ولا في السفر، لكن لو فاتتك الصلاة فلك أن تصلي هذه الرباعية التي فاتتك ركعتين، وإذا كنت داخل البلد فإنه يجب عليك أن تصلي مع الناس، وإذا صليت مع الناس فإنك إذا ائتممت بمقيم فإنه يلزمك أن تتم صلاتك؛ تصلي أربعاً إذا أدركت من الصلاة ركعة تامة.
خرج عند الإقامة متعللاً بعدم دخول الوقت(1/30)
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد حدثت عندنا حادثة وهي أن أحد الأشخاص أتى إلى المسجد لصلاة الفجر وعندما قام المؤذن ليقيم الصلاة همّ هذا الشخص بالخروج من المسجد فسألوه لماذا؟ فقال إن الفجر لم يطلع بعد، وقد أذن المؤذن حسب التوقيت الموزع على كل مساجد فلسطين من قبل الأوقاف الإسلامية، فهل هذا العمل صحيح؟
الجواب:
هذا التوقيت لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون على حسب طلوع الفجر، فإذا كان كذلك وأنه على حسب طلوع الفجر فالوقت قد دخل.
الأمر الثاني: أن يكون فيه تقدير بحسب التجربة؛ يعني يلاحظ من جرب هذا التقويم أن فيه تقديماً ، يعني خرج إلى البر ونظر إلى التقويم ونظر إلى طلوع الفجر فوجد فيه تقديماً فهنا يحتاط.
القصر لطالبي اللجوء
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
فضيلة الشيخ نحن مجموعة شباب نعيش في ملجأ بالنرويج اختلفنا في أداء الصلاة هل نصليها قصراً أم نتمها رباعية؟ مع العلم أن كل من في هذا الملجأ ينتظر الرد على طلبه للإقامة في هذا البلد، والانتظار يطول من بضعة أشهر إلى أكثر من سنة، أفتونا مأجورين مع الدليل وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فمثل هؤلاء الذين لا يدرون متى يخرجون أو أنهم يقيمون إقامة طويلة أو يستوطنون أمرهم متردد، هؤلاء لهم القصر، ويدل لهذا أن ابن عمر – رضي الله عنهما – صلى في أذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة، وكذلك ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما – سئل: إنا نطيل المقام، فهل نقصر؟ فقال: نعم، ولو وقفت عشر سنوات، وكذلك ورد عن عبد الرحمن بن سمرة وأنس وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
تقديم صلاة الجمعة جائز إذا دعت الحاجة(1/31)
السؤال: مشكلتنا في صلاة الجمعة, تزداد الساعة الصيفية هنا في أوروبا ويقع لنا إشكال في صلاة الجمعة, تصبح الخطبة مع الساعة الواحدة والنصف, وهذا وقت الدخول إلى العمل, وأصدقك القول أن جميع الإخوة رواد المسجد من العمال وتأخرهم عن مواعيد الدخول إلى الشغل دائماً يشكل لنا مشاكل مع أرباب العمل إنا لله وإنا إليه راجعون . وقد أراد الإخوة تقديم صلاة الجمعة عن موعدها بساعة إستنادا إلى بعض الفتاوى من أهل العلم وهذا سبب لنا أخذاً ورداً ومشاكل بين مسجدين كل أصبح يبدع الآخر، فالرجاء منك شيخنا الفاضل أن تفتينا في هذه الحادثة التي قد تكون سببا في فتنة لا قدر الله، والسلام عليكم ورحمة الله.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:(1/32)
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :" من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة, ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر". رواه البخاري (881) ومسلم (850)، فدل الحديث على دخول الإمام بعد الخامسة، وهذا قبل الزوال إذ الزوال لا يكون إلا بعد تمام السادسة، إذ اليوم ثنتا عشر ساعة كما في الحديث وإلى ما دل عليه الحديث ذهب إليه جمع من أهل العلم كالخرقي من أصحاب الإمام أحمد، فذهب إلى جواز فعل الجمعة قبل الزوال في الساعة السادسة، ويؤيد هذا القول جميع الأدلة التي استدل بها من جوز فعل الجمعة بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح كما هو المشهور من مذهب الإمام أحمد ، إذ ماثبت من أدلتهم لا يدل صراحة إلى ما ذهبوا إليه، وإنما يدل على جواز فعل الجمعة قبل الزوال بزمن يسير، وعلى هذا يجوز للأخوة المقيمين في مدينة " فاريزي " قرب سويسرا تقديم صلاة الجمعة قبل الزوال بساعة، لما سلف، ولما في ذلك من رفع الحرج عنهم، وقد قال سبحانه :"فاتقوا الله ما استطعتم" [التغابن:16]. ولما ثبت في الصحيحين البخاري (7288) ومسلم (1337) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم". وبالله التوفيق.
إذا انتقض وضوء الإمام
السؤال: إذا انتقض وضوء الإمام ماذا يفعل؟
الجواب:(1/33)
إذا بطلت طهارة الإمام في الصلاة بطلت صلاته؛ لحديث ابن عمر –رضي الله عنهما- في الصحيحين البخاري (6954) ومسلم (255):"لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ". وأما صلاة المأمومين فصحيحة؛ لحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- مرفوعاً:"يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم وإن أخطئوا فلكم وعليهم" رواه البخاري (694). ولأن عمر -رضي الله عنه- لما طُعن استخلف عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه-.
والأفضل للإمام أن يستخلف كما فعل عمر –رضي الله عنه-، فإن لم يفعل استخلف المأمومون، أو صلوا فرادى.
الصلاة أثناء خطبة الجمعة
السؤال: من صلى يوم الجمعة ركعتين ثم دخل الإمام. هل يقطعها؟ أم لا؟
الجواب: يظهر لي والله أعلم: أنك إذا صليت ركعة بسجدتيها أتممت صلاتك خفيفة؛ لحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة"متفق عليه البخاري (580) ومسلم (607).
أما إذا شرع الخطيب في الخطبة قبل إتمام ركعة بسجدتيها فإنك تقطع صلاتك؛ لوجوب استماع الخطبة.
القصر والجمع في رحلة الصيد
السؤال: نحن من هواة الصيد فكيف نصلي؟ أنجمع ونقصر؟ أم نقصر فقط؟ وهل هناك فرق إذا كانت رحلة الصيد مكانها مستقر أم متنقل؟ وهل هناك فرق إذا كانت أقل أو أكثر من ثلاثة أيام؟ أرجو الحل الشافي والواضح والعاجل جزاكم الله خيراً.
الجواب:
إذا ذهب الإنسان ليصيد فهذا لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن ينوي الرجوع في نفس اليوم فهذا لا يجوز له أن يجمع ولا يقصر.
الأمر الثاني: أن يقصد عدم الرجوع في نفس الليلة، بمعنى أنه يمكث ذلك اليوم وتلك الليلة، أو يمكث يومين أو ثلاثة أيام أو نحو ذلك، فهذا له أن يترخص برخص السفر، فله أن يقصر، وله أن يجمع، لكن إذا كانت المسافة دون مسافة القصر فإنه يجب أن يصلي مع الناس.
استخلاف المسبوق بركعة(1/34)
السؤال: دخل رجل ليصلي العشاء، وكان عدد المصلين الإمام وخلفه أربعة، وقد فاتت هذا الرجل ركعة فأحدث الإمام، فخرج واستخلف هذا الرجل (المسبوق بركعة)، فماذا يفعل؟ إذ أن الركعة الأولى له هي الثانية للجماعة فهل يجلس للتشهد الأوسط؟ وهل يجهر في ركعتين؟ وكيف يتم الصلاة له وللجماعة؟ حيث لو وافقته الجماعة في الركعة الأخيرة بالنسبة له ستكون الخامسة بالنسبة لهم.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
بالنسبة لهذا الرجل الذي استخلفه الإمام فإنه يصلي صلاته عادية، بمعنى أنه يصلي الركعة الثانية ويجلس للتشهد الأول، وأما بالنسبة للجماعة فإنهم لا يتابعونه على ذلك.
وقد ذكر العلماء – رحمهم الله- أن الإمام إذا مضى في مكان لا يجوز له المضي فيه أو جلس في مكان يجب عليه المضي فإنه لا يتابع، فالمأمومون يقومون ولا يتابعونه على ذلك. وأما بالنسبة للخامسة فإن المأمومين يجلسون ويقوم الإمام ويقضي ما عليه، وهم بالخيار إن شاءوا اسلموا، وإن شاءوا انتظروا الإمام وسلم بهم وهذا هو الأحسن.
كيفية صلاة الوتر
السؤال: كيف نصلي صلاة الوتر ركعات؟ هنا في الهند الناس يصلونها ثلاثاً معاً وفي الركعة الأخيرة يجعلونها مختلفة، فبعد قراءة الفاتحة وسورة قصيرة يقولون: الله أكبر بدون ركوع.
الجواب:
إذا أوتر الإنسان بثلاث ركعات فإن له صفتين: الصفة الأولى: أن يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يصلي ركعة واحدة، والصفة الثانية: أن يصلي ثلاث ركعات سرداً، يصلي الركعة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة، وأما ما يحصل عندكم في الهند من التكبير وعدم الركوع فهذا غير صحيح بل هو بدعة؛ لأن العبادة توقيفية، وهذا لم يرد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-.
صلاة التراويح أربعاً متصلة(1/35)
السؤال: ما رأي فضيلتكم في صفة صلاة التراويح الآتية، حيث إنها تؤدى في أندونيسيا (يصلون التراويح أربع ركعات ولا يجلسون إلا للتشهد الأخير يعني لا يجلسون للتشهد الأول ثم يسلمون ويدعون بعد السلام، ثم يصلون أربع ركعات متصلة يجلسون للتشهد الأخير فقط، ثم يدعون ربهم بعد السلام، ثم يصلون الوتر ثلاث ركعات متصلة، ولا يقنتون فيها بل بعد السلام يدعون ربهم) نرجو بيان الحكم بالتفصيل، حيث إن أختي قد تزوجت من أقربائنا وهو يقيم في جاكرتا أندونيسيا، وهكذا رأتهم يصلون في البيت، فهل تؤدي معهم الصلاة جماعة بالصفة المذكورة، أم تصلي بمفردها على ما تعلمته صلاة الليل مثنى مثنى والقنوت بعد الرفع من الركوع؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
بالنسبة لصلاة التراويح إذا صلاها إحدى عشرة ركعة فقد ذكر العلماء – رحمهم الله تعالى- لها صفات.
الصفة الأولى: كما ذكر الأخ السائل من أندونيسيا أن يصلي أربع ركعات سرداً ولا يجلس إلا في التشهد الأخير، ثم يصلي أربع، ثم يصلي ثلاثاً، ودليل هذا حديث عائشة – رضي الله عنها- " قَالَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلَا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا" أخرجه البخاري (1147) ومسلم (738)، فقالوا: هذا دليل على أن لا بأس على الإنسان أن يسرد أربعاً ثم أربعاً ثم بعد ذلك يصلي ثلاث ركعات.
والصفة الثانية: هي أن يسرد كل الإحدى عشرة.(1/36)
والصفة الثالثة: أن يصلي مثنى مثنى، أي يصلي ركعتين ركعتين، وهذا هو الأقرب إلى السنة، ويدل لذلك حديث ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما-، "صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ مَا مَثْنَى مَثْنَى قَالَ أَنْ تُسَلِّمَ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْن" أخرجه البخاري (472) ومسلم (749)، وحديث عائشة- رضي الله عنها- قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَة" أخرجه مسلم (736)، فالأقرب في ذلك أن يسلِّم من كل ركعتين، ولو صلى أربع ركعات فهذا لا بأس به، لكن الأحسن أن يسلِّم الإنسان من كل ركعتي،ن كما في حديث عائشة – رضي الله عنها- لأنه مفسر لحديثها الأول.
الصلاة بالبنطال
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال هو: ما رأيكم فيمن يؤم الناس ببنطلون، ومع ذلك فالبنطلون إلى تحت الكعبين؟ السؤال الثاني: هل أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى بسروال أو عن أحد من الصحابة أو السلف الصالح -رضي الله عنهم وأرضاهم- أو أمَّ الناس به؟ إذا كان الجواب نعم، فما هو الدليل.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الصلاة بالبنطال يعتريه أمران:(1/37)
الأول: أنه يحجم العورة، وقد كره العلماء – رحمهم الله – للرجل أن يلبس ضيقاً يحجم عورته. والثاني: ما ذكر السائل من الإسبال، وفي حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار" أخرجه البخاري (5787) فمثل هذا لا يتولى إمامة المسلمين، لكن لو أنه صلى إماماً وصلى الناس خلفه فإن الصلاة صحيحة؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-: " يُصَلُّونَ لَكُمْ فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِم" أخرجه البخاري (694)، وأما هل ورد أن النبي –صلى الله عليه وسلم- صلى بالسروال فقط فلا أعرف بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- اقتصر على السروال فقط، فإن الله – عز وجل- أمر بأخذ الزينة عند الصلاة فقال – سبحانه وتعالى-: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } [الأعراف:31].
الجمع بسبب المطر
السؤال: ما حكم الجمع بسبب سقوط المطر في رمضان وبالتحديد بين المغرب والعشاء؟ وهل تصلى صلاة التراويح في ذلك اليوم أم لا؟.
الجواب:
نعم، الجمع لا بأس به، حتى في رمضان بين العشائين، وإذا جمع المغرب والعشاء، فإنه يدخل وقت التراويح،ووقت الوتر بعد الجمع، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يصلي ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر إحدى عشرة ركعة أخرجه البخاري (994) ومسلم (736).
تعدد المصليات
السؤال: ما حكم تعدد المصليات في المدينة الواحدة، مع عدم ممانعة ولي الأمر؛ لأن عندنا في المكلا في المدينة مصليان داخل المدينة، ومصليان خارج المدينة يقيمهما بعض طلاب العلم من أهل السنة، وما حكم الصلاة في المصليات هذه؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:(1/38)
إقامة المصلى أو المسجد هذا متعلق بالحاجة، فإذا كان الحي يحتاج إلى مُصَلَّيَيْنِ لكثرة لناس، أو تباعدهم فلا بأس، أما إذا قصد بتكرار المصليات المضارة أو الفرقة، وليس هناك حاجة، فإن هذا غير مشروع، ولهذا حرق النبي –عليه الصلاة والسلام- مسجد الضرار، فلا ينبغي للمسلمين أن يتفرقوا، وإنما تكون المصليات بحسب الحاجة كلما احتيج إلى بناء مصلى آخر، إما لضيق المصلى الأول أو لبعده عن الناس ونحوه، فلا بأس، أما إذا لم يحتج أو كان هناك قصد سيئ كما يوجد في بعض البلاد الإسلامية من قصد الفرقة وحصول الاختلاف والتحزب، ونحو ذلك، فإن هذا لا يجوز. والله أعلم.
هم النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحريق تاركي الجماعة
السؤال: في إثر شرح حديث والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب... إلى آخر الحديث في وجوب صلاة الجماعة، قال الحافظ في الفتح عند سوقه لأدلة الاستحباب، وكونه صلى الله عليه وسلم هم بالتوجه إلى المتخلفين فلو كانت الجماعة فرض عين ما هم بتركها إذا توجه، وتعقب هذا الكلام بأن الواجب يجوز تركه لما هو أوجب منه، سؤالي هو: هل معنى هذه القاعدة أن همه للتحريق أوجب من صلاته مع الجماعة؟ وهل الاستدلال بهذه القاعدة في هذا المحل صحيح؟ -وجزاك الله خيراً-.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
همه عليه – الصلاة والسلام- بتحريق المتخلفين في بيوتهم بالنار أخرجه البخاري (644) ومسلم (651) من باب إقامة الواجب المنوط على الإمام، إذ إن الإمام راع: "وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" أخرجه البخاري (893) ومسلم (1829)، وهذا الهم من النبي – عليه الصلاة والسلام- لما هو أوجب إذ إن رعاية الجماعة وإصلاح خللهم، وما حصل فيهم من نقص هذا أهم من مجرد إمامة الصلاة، والقاعدة أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.(1/39)
فإقامة هؤلاء على الطريق المستقيم درء للمفسدة، وإمامة الناس في الجماعة جلب للمصلحة، وبهذا يتبين أن مثل هذا الإمام لوترك الجماعة أحياناً لمثل هذه الأمور العارضة أن هذا لا بأس به، والعلماء – رحمهم الله- ذكروا أن الجمعة والجماعة تترك عند العذر عند المشقة الظاهرة، ونحو ذلك. والله أعلم.
يتابعون الإمام عبر اللاقط
السؤال: نحن إخوة، نقوم بتدريس أطفال القرآن الكريم في أحد المساجد بلندن، وعند إقامة الصلاة نقوم بأداء المكتوبة بالطابق العلوي، علماً بأن الصالة الرئيسية بالمسجد الموجودة بالطابق الأرضي غير ممتلئة، وذلك خوفاً من الضجيج ولوجود أولاد وبنات، ونقوم بمتابعة الإمام عبر لاقط الصوت. هل الصلاة صحيحة؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:(1/40)
تصح الصلاة في المسجد في أي مكان منه،سواء كان في الطابق الأعلى أو في الطابق الأسفل، أو في الطابق الأرضي، أو حتى كان هناك طابق في جوف الأرض بشرط ألا يكون الإنسان منفرداً في الصف بأن يكون معه من يصافه، فلو كان هناك اثنان في الطابق العلوي واقتديا بالإمام صح، أو في الطابق الذي في جوف الأرض، والإمام في الطابق الأوسط واقتديا به صح، أما إذا كان منفرداً في الصف فهذه لا تصح؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا صلاة لمنفرد خلف الصف" أخرجه أحمد (16297) وابن ماجه (1003) وابن خزيمة (1569) ابن حبان (2202)، ولما رأى النبي – صلى الله عليه وسلم- رجلاً يصلي خلف الصف قال: "أعد صلاتك" أخرجه ابن حبان (2203)، والسنة أن تكون الصفوف متقاربة ومتوالية؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم" أخرجه مسلم (438)، وقال عليه الصلاة والسلام: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها... يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف" كما جاء في صحيح مسلم (430)، فهذه هي السنة، لكن إذا كان هناك مصلحة كما ذكر السائل من انفراد بعض المصلين كالأطفال لئلا يشوشوا على الإمام ومن معه، فإذا كان هناك مصلحة بانفراد هؤلاء عن الإمام ومن معه فإن هذا جائز، ولا بأس به.
ترك الأركان في الركعة الفائتة
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجل أدرك الإمام بعد رفعه من الركوع للركعة الأولى، فمعلوم أنه يلزمه الإتيان بركعة بعد تسليم الإمام، لكن سؤالي ما حكم تعمد ترك أقوال أو أفعال ما بعد رفع الإمام من الركوع للركعة الأولى، إلى أن يقوم للركعة الثانية على المأموم الذي فاته ركوع الركعة الأولى؟ بمعنى آخر ما حكم أقوال وأفعال من أدرك الإمام بعد رفعه من الركوع حتى الركعة التي تليها على المأموم، فيما لو ترك شيئًا منها عمدًا أو سهواً؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/41)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا دخل المأموم مع الإمام وجبت عليه واجبات الصلاة وأركانها، فما يكون بعد الركوع واجب، فإنه واجب سواء أدرك الركوع مع الإمام، أو لم يدرك الركوع معه، وما يتعلق بالواجبات من التسميع والتحميد، وكذلك الأركان من الرفع والطمأنينة،...إلخ، نقول بأن هذا كله واجب عليه أن يأتي به، وإن لم يكن قد أدرك الركوع؛ لأنه قد دخل مع الإمام في الصلاة، فوجبت عليه واجباتها، فلو ترك شيئاً منها عمداً يكون حكمه حكم من ترك واجباً وركناً متعمداً فتبطل صلاته. والله أعلم.
تأخر خطيب الجمعة وليس فيهم من ينوبه
السؤال: إذا تأخر خطيب الجمعة أو غاب وليس فيه من يستطيع أن يخطب، فماذا يفعل جماعة المسجد؟ هل يصلون ظهراً جماعة أو فرادى أو ماذا؟ وقد سمعنا من يقول: يصلونها فرادى أو ينتظرون حتى يخرج وقت الجمعة فيصلونها ظهراً جماعة استنادا لما ذكره صاحب الإقناع أن أهل القرية لو صلوا الجمعة ظهرا لم يصح. وأيضاً ما ضابط الانتظار؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا تأخر خطيب الجمعة فبإمكان أحد المأمومين أن يقوم ويخطب في الناس، فإن كان لا يحسن إلقاء الخطبة فبإمكانه أن يأخذ المصحف وأن يقرأ سورة (ق) في الخطبتين، وإن تمكن أن يشرح بعض معانيها، ويذكر بعض فوائدها فهذا حسن، أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَتْ مَا أَخَذْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إِلَّا عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ" أخرجه مسلم (873) ، فإذا قرأها الخطيب فهذه سنة حصلها وتكفي في ذلك إن شاء الله. والله أعلم.
مصلى المدرسة هل يأخذ أحكام المسجد؟
السؤال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. وبعد:(1/42)
هل المكان الذي أعد للصلاة في المدرسة مثلاًَ يعتبر مسجداً تصلى فيه تحية المسجد حتى لو كان وقت نهي أم أنه مصلى لا تصلى فيه تحية المسجد؟ وماذا علي لو رأيت أحدهم يصلي أأنهاه أم أتركه؟ خاصة وأن بعض المعلمين في المدرسة يصلون والبعض الآخر على النقيض من ذلك (هل هي مسألة مختلف فيها؟) بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب و يرضى.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المصلى الذي لم يتخذ مسجداً على سبيل الدوام وإنما اتخذ للصلاة ليس على سبيل الدوام وإنما على سبيل التأقيت وقد يُغير في يوم من الأيام، فإن هذا ليس مسجداً يأخذ أحكام المسجد، وعلى هذا فلا تصلى فيه تحية المسجد وقت النهي، وإذا صلاها أحد في وقت النهي فإنه ينهى عن ذلك؛ لأنها أصبحت من التطوع المطلق وليست من ذوات الأسباب والتطوع المطلق لا يفعل في أوقات النهي لحديث أبي سعيد- رضي الله- وغيره من الأحاديث الكثيرة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ" أخرجه البخاري (586) ومسلم (827). والله أعلم.
سد فرجة فألقى من بجواره محاضرة
السؤال: السلام عليكم.
في صلاة الجمعة رأيت أن الصف الأول يتسع لعشرة أشخاص وليس فيه سوى ستة رجال، ووجدت فجوة صغيرة في الصف الأول بين رجلين يجلسان خلف الإمام مباشرة فجلست خلف الفجوة مباشرة وأنا أرى أنه حين تقام الصلاة سيتعدل الوضع، وفعلا عندما أقيمت الصلاة دخلت في الصف بسهولة، ولكن بعد الصلاة قام الشخص الذي صلى بجانبي وألقى كلمة عن مخالفتي للحديث. أرجو التوضيح فيما إذا كنت مخطئا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(1/43)
إذا كان في الصف فجوة فلا بأس أن يتقدم المصلي لسد هذه الفجوة، بل إن هذا هو السنة، وهو تسوية الصفوف، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال: "من وصل صفاً وصله الله" أخرجه أبو داود (666) والنسائي (819)، وأيضاً أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- برص الصفوف، فقال: " سووا صفوفكم" أخرجه البخاري (723) ومسلم (433)، وقال: "سدوا الخلل" أخرجه أبو داود (681).
لكن ينبغي للمأموم أن يلاحظ الصفوف فإن كان تقدمه إلى هذه الفجوة سيسبب اختلالاً في الصفوف فإنه يتركه وإذا كان تقدمه إلى هذه الفجوة سيؤدي إلى تخطي رقاب الناس وإيذائهم فإنه يتركه ما دام فيه أذية، وأما إذا لم يكن فيه أذية فإنه لا بأس أن يتقدم، بل إن هذا هو السنة. والله أعلم.
الصلاة في مسجد بجانبه قبر
السؤال: السلام عليكم.
عندنا مسجد، وأنا صغير كان الضريح في غرفة على يمينه ملاصقة له، هذا منذ ثلاث سنوات، ولكن بعد ترميمه وتجديده نقل الضريح بعيداً عن المسجد بستة أمتار تقريباً، وفصله عن المسجد مكتب تحفيظ القرآن الكريم، ولكن للمسجد باب من جهة الحمامات يوصل للضريح، فهل يجوز لي الصلاة فيه؟ علماً أن الضريح أصبح بعيداً وأنا لم أصلِّ فيه قبل إبعاد الضريح، أما الآن وبعد حوار مع أصدقائي وجدنا أن الطفل المولود اليوم سيكبر وهو معتقد أن المسجد منفصل، فما رأيكم؟ أفادكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(1/44)
أولاً: الذي ينبغي لمثل هذه الأضرحة أن تنقل إلى قبور المسلمين -إذا كان يمكن ذلك-، فلو نقل هذا الميت إلى قبور المسلمين لكان أحسن، وكان هو الواجب، أن ينقل إلى مقابر المسلمين وألا يفرد بقبر، وأما الصلاة في هذا المسجد فما دام أن القبر قد أزيل عن المسجد وأبعد عنه بمقدار ستة أمتار فلا بأس بالصلاة فيه، ولا يظهر لي في ذلك محذور شرعي – إن شاء الله-، وقد ذكر العلماء – رحمهم الله- أن مثل هذه المسائل تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يكون الضريح وارداً على المسجد، فالصلاة في المسجد صحيحة وينبش مثل هذا الضريح إلا إذا كان الضريح في قبلة المصلى، فإن المسلم لا يصلي فيه.
القسم الثاني: أن يكون المسجد قد بُني على هذا القبر، فهذا مسجد أسس على غير تقوى من الله فلا يُصلى فيه، بل يُهدم.
القسم الثالث: أن يشك الإنسان والأصل صحة الصلاة. والله أعلم.
مضاعفة أجر صلاة الجماعة
السؤال: بخصوص الحديث الشريف الذي ينص على زيادة الأجر 27 مرة في صلاة الجماعة، هل يكون ذلك في المسجد فقط أم في جماعة في المسجد، أم عندما نصلي في جماعة سواءً في البيت أو في أي مكان عام خارج المسجد؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الذي يظهر أن هذا خاص مع جماعة الإمام الراتب، والذي يظهر من السنة أن هذا خاص، لجماعة الإمام الراتب وليس كل جماعة، ولما في ذلك من التأكيد على حضور جماعة الإمام الراتب، وأما إذا صلى في جماعة دون جماعة الإمام الراتب فإنه ينال فضل الاجتماع لا فضل الجماعة؛ لقول النبي – عليه الصلاة والسلام-: " صَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ وَمَا كَانُوا أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" أخرجه أبو داود (843) والنسائي (554). والله أعلم.
الصلاة في محل العمل(1/45)
السؤال: أنا موظف في أحد المستشفيات وأعمل في إدارة النقل، فقد جرت العادة منذ زمن على أن نؤدي الصلاة في القسم؛ لأننا قسم خدمي على مدار الأربع والعشرين ساعة، وحيث إن وظيفتي في السابق مراقب حركة عام"رئيس وردية"، مسئول عن توزيع السائقين واستقبال الاتصالات من الإدارات الأخرى، وأيضا مسئولون عن سيارات الإسعاف التي لدينا، فلهذا يجب أن نصلي في الإدارة، ولكني الآن سكرتير القسم - ولله الحمد - فهل يجوز الصلاة في القسم والمسجد يبعد عنا بحوالي 200 إلى 300 متر، مع العلم أني أصلي بجماعة الإدارة في صلاة الظهر، وإذا تواجد المدير في صلاة العصر تقدم هو، وأنا شاب مستقيم منذ سنة ونصف، فهل تجوز الصلاة في القسم لي؟ وإذا كانت جائزة ما حكم الصلاة خلف المسبل والحليق؛ لأن المدير كذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأصل الصلاة في المساجد، ولهذا بنيت، وقال علي – رضي الله عنه-: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد"، وفي حديث أبي موسى – رضي الله عنه-: "من سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إلا من عذر" الترمذي (217) وابن ماجة (793)، وقال النبي – عليه الصلاة والسلام لابن أم مكتوم –رضي الله عنه-: "أتسمع النداء؟" قال: نعم، قال: "أجب" مسلم (653)، هذا هو الأصل أن يصلي الإنسان في المسجد، ولا يصلي في بيته ولا يصلي في مقر عمله، لكن إذا كانت الصلاة في مقر العمل ضرورة، أو تترتب عليها مصلحة بحيث إن الموظفين إذا خرجوا إلى المسجد سيكون هناك تسيب لهؤلاء الموظفين، أو ضياع لمصلحة الدائرة، أو ضياع لممتلكات وأمانات الدائرة، أو تترتب على ذلك مفسدة فإن هذه المفسدة تراعى، أو أن بعض الموظفين لا يصلي فإن ذلك يراعى، وحينئذ يصلى في الدائرة، أما إذا لم يكن شيئاً من ذلك وكان بإمكان الموظف أن يرجع، وليست هناك مفسدة مترتبة فالأصل الصلاة في المسجد.
هل تضاعف السيئة في مكة؟(1/46)
السؤال: سمعت أن عمل الحسنة في مكة المكرمة يضاعف الأجر والثواب عن غيرها إلى مائة ألف حسنة، وكذلك السيئة تضاعف إلى مائة ألف سيئة، فما مدى صحة هذه المعلومات؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما المضاعفة بمائة ألف فهذا خاص بالصلاة في المسجد الحرام، لحديث أم سلمة – رضي الله عنها- وفيه قول النبي - عليه الصلاة والسلام -: "إلا مسجد الكعبة" مسلم (1396) فخص النبي - عليه الصلاة والسلام - هذه المضاعفة بمائة ألف بمسجد الكعبة، وأما خارج المسجد في داخل الحرم فالحسنات تضاعف، لكنها لا تضاعف بهذه الكمية، ويدل لهذا فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديبية، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم- في الحديبية إذا كان وقت الصلاة دخل إلى حدود الحرم وصلى.
وأما بالنسبة للسيئة فلا تضاعف كميةً وإنما تعظم كيفيةً، فالسيئة في الحرم أعظم منها في غيره، لقول الله - عز وجل -: "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم" [الحج:25]، وقول الله - عز وجل -: "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" [الحج:32] وقول الله - عز وجل -: "ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه" [الحج:30].
جمع العصر مع الظهر ثم أدرك العصر في بلده
السؤال: صليت الظهر والعصر جمعاً وقصراً، وذلك بسبب سفري، ولما عدت إلى محل إقامتي أدركت وقت العصر، فهل صلاة العصر التي صليتها في السفر تسقط الفرض؟ أم يجب أن أعيد الصلاة؛ لأني أدركت وقتها في مكان الإقامة؟ أفيدوننا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
إذا صلى المسافر الصلاة قبل دخول البلد ولو بمسافة قريبة فإن صلاته مجزئة، وعلى هذا لو جمع الظهر والعصر ثم دخل البلد قبل أن يدخل وقت العصر فصلاته مجزئة؛ لأنه مخاطب بصلاة العصر في حال سفره فأداها، والقاعدة أن ما ترتب على المأذون غير مضمون.
بناء دورات المياه أسفل المسجد(1/47)
السؤال: ظهرت في بعض المناطق من بلادنا ظاهرة في بناء المساجد، وهي أنه يُبنى المسجد من دورين أو أكثر، ويخصص الدور الأرضي منه -أعزكم الله - لدورات المياه، أفتونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأحسن والأفضل أن تخرج دورات المياه خارج المسجد، وأن تكون منعزلة عن المصلى، فإن لم يتيسر ذلك إما لشح النفقة أو العقار، أو غير ذلك، فلا بأس أن تكون دورات المياه في الدور الأول، والمصلى يكون في الدور الثاني، والصلاة على النجاسة إذا كان هناك حائل لا بأس به؛ لأن المصلي إنما صلى على أرض طاهرة، وفي حديث جابر – رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" رواه البخاري (438)، ومسلم (521)، وحديث أبي سعيد- رضي الله عنه- أن النبي – عليه الصلاة والسلام- قال: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام" رواه الترمذي (317)، وأبو داود (492)، وابن ماجة (745)، وهذا ليس صلاة بالمقبرة، وليس في الحمام، وما ورد من النهي من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما- من الصلاة على سبعة مواضع ذكر منها الحمام، فإن هذا لا يثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم-، والصواب في ذلك صحته، وأن هذا جائز ولا بأس به، ولكن -كما أسلفت- إن وضعت دورات المياه خارج المسجد فهذا أحسن وأولى. والله أعلم.
المرور من وراء يدي المصلي
السؤال (43820): ما هي المسافة التي يمكن فيها المرور بين يدي المصلي؟ أم أنه لا يجوز المرور مطلقاً؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
هذا لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون المصلي قد اتخذ سترة فلا يجوز المرور بين المصلي وبين سترته وإنما يمر من وراء السترة.
الحالة الثانية: ألا يتخذ سترة فإنه يمر من وراء محل السجود، وقد قدره بعض العلماء بثلاثة أذرع من قدم المصلي.(1/48)
صلاة المسافر العشاء مع من يصلي المغرب
السؤال: إذا كنت مسافراً وقد صليت المغرب فكيف أصلي العشاء مع جماعة يصلون المغرب، هل أسلم بعد الركعة الثانية قبل الإمام، أم أنتظر الإمام حتى يجلس للتشهد الأخير وأسلم معه ؟
الجواب
إذا صلى المسافر رباعية خلف من يصلي ثلاثية فهو بالخيار إن شاء قصر وصلى ركعتين فإن شاء سلم بعد الركعتين، لأن انفراده لعذر تمام صلاته، وإن شاء انتظر الإمام فسلم معه. وإن شاء أتم الصلاة فيأتي بركعة بعد سلام إمامه، وهذا أحوط، وبالله التوفيق .
الزكاة
زكاة الأرض المترددة بين البيع والسكن
السؤال : لدي قطعة أرض سكنية اشتريتها قبل سنة أملاً في ارتفاع سعرها، علماً أني مستأجر ولا أملك بيتاً والآن ارتفع سعر القطعة فهل علي زكاة؟ علماً أني لم أجزم ببيعها حتى الآن، فربما إذا أعانني الله عز وجل بنيتها وسكنت فيها.
وإذا اشتريت بيتاً لأسكن فيه، فهل علي زكاة على قطعة الأرض الأولى التي اشتريتها ولم أبعها؟
الجواب:
بالنسبة لصاحب القطعة الأولى ما دام أنه ليس تاجر عقارات، وإنما تاجر أرض يبيع ويشتري فيها فيظهر لي أنه ما دام أنه يتربص ارتفاع السعر فيها أنه إذا باعها يزكيها مرة واحدة فقط.
زكاة أرض للاستثمار
السؤال : اشتريت أرضاً بمبلغ ثمانين ألف ريال بالتقسيط قبل سبع سنوات ورغبتي فيها الاستثمار دون تحديد نوع الاستثمار، فهل عليها زكاة؟ وإذا كانت عليها زكاة فهل تكون من شرائها أم من بعد الانتهاء من الأقساط؟ وإذا كنت لا أملك مبلغ الزكاة عن السنوات الماضية فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/49)
هذا الذي اشترى أرضاً يريد بها الاستثمار فنقول إن هذا يختلف فإن كان يريد الاستثمار بالبيع والشراء في هذه الأرض بأن يجعلها عروض تجارة يبيعها ثم يشتري أرضاً أخرى وهكذا قصداً للمكسب والربح فإن عليه الزكاة زكاة عروض التجارة، وإن كان قصده بالاستثمار أن يبنيها ويؤجرها فهذه ليست عروض تجارة وإنما تجب الزكاة في أجرتها إذا حال الحول على الأجرة من حين العقد، وإن كان يريد بالاستثمار أن يبنيها ثم يبيعها بعد ذلك فهذه أيضاً عروض تجارة تجب فيها الزكاة، وإن أراد بالاستثمار أن يزرعها أو أن يغرسها فهذا إذا زرع أو غرس تجب الزكاة في الخارج من الأرض، وإن أراد أن يقيم عليها مصنعاً...إلخ فهذه الأرض لا زكاة فيها وإنما الزكاة فيما ينتجه المصنع، كما هو مفصل عند أهل العلم.
زكاة أرض مترددة بين البيع وعدمه
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد اشتريت أرضاً قبل سنتين ونصف وكان الغرض هو وضع شيء للمستقبل سواء البيع أو بناء منزل ومن ذلك الوقت لم تعرض للبيع إلا مرة واحدة وبفترة بسيطة جداً ثم أقلعت عن فكرة بيعها من ذلك الوقت وإلى الآن، وأنا لا أدري هل أبيعها أو أدخرها للسكن، والسؤال: هل أخرج زكاة عليها أم لا؟ وإن كان بنعم فأنا ناوِ الحج هذه السنة –إن شاء الله- فهل أؤخر الدفع إلى وقت ميسر أم أن ذلك يؤثر على الحج؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
إذا كان الحال كما ذكر وأنه متردد في كونها للسكن أو لغيره فإنه لا زكاة فيها.
شراء أدوات التسجيل الدعوي من الزكاة
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم شراء جهاز تسجيل من أموال الزكاة لاستخدامه في نسخ الأشرطة العلمية والدعوية؟ كذلك ما الحكم في شراء مكتبة خشبية للأشرطة من أموال الزكاة؟ مع العلم بأننا نحتاج ما ذكر للدعوة في القرى المجاورة، والأموال المخصصة للدعوة لا تسد الحاجة، جزاكم الله خيراً.
الجواب:(1/50)
الزكاة، الله – عز وجل – بين مصارفها بقوله تعالى: "إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [التوبة:60]. فهذه مصارفها، أما صرفها في غير هذا فيما يتعلق بالدعوة ونحو ذلك فهذا لا يجوز.
صدقته عن نفسه وزوجته
السؤال: السلام عليكم.
إذا تصدقت بنية أن تكون الصدقة عني وعن زوجتي، هل تقبل من كلينا أم مني فقط؟ لأن المال مني، وفي الحالة الأخيرة ما الذي يجب فعله؟.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كانت هذه الصدقة تبرعاً ويراد بها التقرب إلى الله – عز وجل- والتطوع له، فإن هذا الثواب يكون لك، ويكون لزوجتك إذا شركتها في الثواب، والنبي – عليه الصلاة والسلام- ضحى، فقال: " هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي" أخرجه أبو داود (2810) والترمذي (1521)، وجاء في حديث عائشة –رضي الله عنها- في صحيح مسلم (1967) " اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ".
والقسم الثاني: أن تكون هذه الصدقة فرضاً، كزكاة، ونحو ذلك، أو تكون كنذر، أو غير ذلك من الفروض والواجبات، فإنها لا تجزئ إلا عنك، أو عن زوجتك فلا تجزئ الزكاة عن كليكما، بحيث تخرج كذا من المال زكاة عن مالك وعن مال زوجتك إلا إذا كان هذا المال يوفي زكاتك وزكاة زوجتك، أما إذا كانت زكاة مالك مائة، وزكاة مال زوجتك مائة، وأخرجت مائة واحدة عن ماليكما جميعاً فنقول: هذا لا يجوز. والله أعلم.
الصدقة عن الحي دون علمه
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..(1/51)
فضيلة الشيخ: شخص يتصدق من ماله في كل شهر، ويسأل الله أن تكون هذه الصدقة في ثواب شخص آخر، على قيد الحياة من دون علمه، علماً بأن هذا الشخص ليس من أهل الصلاح، فهل يثاب الشخص الآخر على هذه الصدقة، أفيدونا جزاكم الله خيراًً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، إهداء القربات للأحياء أو الأموات يصل أجرها للمهدي إليه إن شاء الله تعالى، ويدل لهذا حديث عائشة – رضي الله عنها- أن رجلاً قال للنبي –صلى الله عليه وسلم- أن أمي افتلتت نفسها، واُراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها، قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "نعم تصدق عنها" البخاري (2760) ومسلم (1004)، والأحاديث في هذا كثيرة جداً، فيصل ثواب القربة للمهدي إليه إن شاء الله، لكن هذا من قبيل المباح، والسنة أن يدعو له، لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة وذكر منها: أو ولد صالح يدعو له" مسلم (1631)، ولم يقل النبي – صلى الله عليه وسلم- يعمل له أو يتصدق عنه أو يصوم أو يصلي، فالخلاصة أن إهداء القربة يصل أجرها إن شاء الله لكنه من قبيل المباح، والسنة والمشروع هو الدعاء.
الزكاة على الميئوس من حياته
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شخص موكل في إيصال زكاة مال لامرأة، وكذلك هو أخرج جزءاً من زكاة ماله لهذه المرأة، لكن هذه المرأة مريضة واحتمال بقائها على قيد الحياة ضعيف، حيث إنها فاقدة للوعي.
السؤال: ماذا يجب على هذا الشخص في هذين المالين؟ هل يعطيهما لأولياء المرأة وإن كانوا لا يستحقون الزكاة؟ أو يصرفها لمستحق غيرها؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/52)
هذان المالان إن كانت هذه المرأة من أهل الزكاة فإنها تستحق هذين المالين، ويعطى هذين المالين لأوليائها لكي ينفقوهما عليها، أما إذا كانت ليست من أهل الزكاة لكونها غنية أو لوجود أحد ينفق عليها فإن هذه الأموال ترد إلى أربابها ليصرفوها على من كان مستحقاً.
هل تحسب الضريبة في زكاة المال المدخر؟
السؤال: ما الرأي في الزكاة على المال الذي أدخره أنا في حساب خاص للتقاعد؟ أقوم أنا شهرياً بوضع مبلغ من المال في حساب خاص لي أدخره للتقاعد، وأنا أستطيع سحب هذا المبلغ في أي وقت، ولكن القانون هنا لا يأخذ منك الضرائب المترتبة على المبلغ الموضوع في هذا الحساب كل شهر؛ للتشجيع على الادخار، ولكن تلك الضرائب غير معافاة، ولكن مؤخرة لحين سحب هذه المبالغ، أي أنه بإمكاني سحب المبالغ اليوم، ولكن إن فعلت هذا وجبت علي الضرائب المترتبة على هذا المبلغ وهي الضرائب المؤخرة سابقاً، ما أفعله الآن هو أنه عند حلول الحول أطرح من المبلغ الكلي الموجود في هذا الحساب المبلغ المقدر للضرائب، كأني سحبت المبلغ، لكن دون فعل ذلك عملياً، ثم أحسب الزكاة على الباقي بمعدل ربع العشر، حيث إن المبلغ الباقي هو ما أملكه ملكية تامة في الحقيقة، وليس القسم المتعلق بالضرائب. هل ما أفعله صحيح؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/53)
هذه الغرامات من الضرائب ما دام أنها لم تؤخذ من الحساب، فإنه لا يجوز خصمها؛ لأنك تملك هذا المال، وتستطيع أن تتصرف فيه، فيجب عليك أن تخرج الزكاة عن جميع المال، ولا تخصم شيئاً؛ لعموم الأدلة الدالة على وجوب الزكاة، كقول الله – عز وجل-: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم" [التوبة:34]، وقوله – سبحانه وتعالى-: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [التوبة:103]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ } [المؤمنون:4]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } [الذاريات:19]، والأدلة في هذا كثيرة من الكتاب والسنة.
وجد مبلغاً في حسابه فأنفقه
السؤال: السلام عليكم.
ذات مرة وجدت مبلغاً مالياً في حسابي بالبنك قدره 400 دولار، ولم أدر من أين جاء! وكذلك البنك لم يعرف مصدره! والشيء الوحيد الذي عرفناه عن هذا المبلغ أنه راتب، راجعت آخر شركتين عملت عندهما فلم يعلما شيئاً عن هذا المبلغ، بعد ذلك أنفقت هذا المبلغ ظناً مني أنني لا أستطيع فعل شيء للتحري عن مصدره وصعوبة الإعلان عنه بشكل عام، فهل أكون آثما بسبب إنفاق المبلغ؟ وإذا كنت آثماً فكيف أتصرف وأعيد المبلغ؟ علماً بأنني إذا وضعته في البنك قد يستولي عليه أحد الموظفين.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(1/54)
إذا كان هذا المبلغ لا تعلم مصدره فإن العلماء يقولون إن الأموال التي يُجهل صاحبها يتصدق بها، فإن كنت فقيراً فلا بأس لك أن تأخذه، وإن كنت غير فقير فإنك تتصدق بهذا المبلغ على الفقراء والمساكين، ولو صرفته في جهة خيرية، أو في مسجد، أو مدرسة إسلامية، هذا كله جائز. والله أعلم.
وجد نقوداً في سيارته
السؤال: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
يا فضيلة الشيخ: أنا كنت أركب ركاباً من النسيم إلى البطحاء وفي ذات يوم قدر الله وصدمت سيارة كانت أمامي وكان معي راكب من جنسية عربية وكان راكباً في الخلف فلما نزلت من السيارة نزل الراكب وهرب ولا أدري إلى أين ذهب ولم يدفع لي الأجرة وتسامحنا أنا وصاحب السيارة الأخرى فلما رجعت إلى سيارتي ومشيت نظرت إلى الخلف فوجدت محفظة فيها حوالي ثمان آلاف ريال سعودي وبطاقات ولكن لم التفت إلى البطاقات ووسوس لي الشيطان وأخذت الفلوس ولكن لست أدري هل هي للراكب أم أنه سرقها ولما صدمت رماها في السيارة وأنا الآن لا أدري أين أجده وهل هذه تعتبر سرقه أم تعتبر لقطة أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا المال يعتبر من الأموال التي جهل صاحبها وحينئذ عليك أن تتصدق بها ولا تكون في حكم اللقطة.
زرعت وحصدت وزكيت ثم نبتت لوحدها
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال: توجد أرض زراعية زرعها أهلها قمحاً وشعيراً، وبعد ذلك قام أهلها بحصد ذلك القمح والشعير وأخرجوا منه الزكاة، وبعد مدة أخرى بعد شهور نبت الزرع مرة أخرى لوحده أي القمح والشعير. السؤال يا شيخنا الفاضل: هل نخرج الزكاة مرة أخرى على ذلك الزرع أم لا؟ مع العلم أنه بلغ النصاب. وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(1/55)
ما دام أن الأرض أخرجت بالمطر بُراً وشعيراً فإنه يجب إخراج الزكاة فيه لعموم قول الله – عز وجل-: "وآتوا حقه يوم حصاده" [الأنعام:141]، وأيضاً قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " فِيمَا سَقَتْ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ " أخرجه البخاري (1483). والله أعلم.
زكاة الأسهم التي هبطت قيمتها
السؤال: اشتريت أسهم شركة تكنولوجيا في السوق الأمريكية بمبلغ 22 ألف ريال، شاملاً الرسوم في رمضان 1422هـ، تناقصت قيمة الأسهم إلى أن وصلت إلى ما يقارب 400ريال حالياً، هل تجب فيها الزكاة؟ وكيف أحسبها؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا اشترى الإنسان الأسهم وهو يريد بها المضاربة بيعاً وشراءً فإنها من عروض التجارة يجب عليه أن يزكيها، وهذه أموال الأسهم أو قيمة الأسهم يجب عليك أن تزكيها كل عام حسب ما تساوي عند حلول الحول فتخرج ربع العشر. والله أعلم.
زكاة المدين
السؤال: اقترضت من البنك (مائة وواحداً وسبعين ألف ريال) من أجل التخلص من قرض ربوي سابق وتحسين وضعي المالي، وكذلك المساهمة في مشروع عقاري، ساهمت بمبلغ 100 ألف ريال، وحصلت بعد عام على المبلغ كاملاً مضافا إليه الربح وقدره 30 ألف ريال. كيف أؤدي الزكاة مع العلم أنني لا أزال مدينا للبنك؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بالنسبة للمائة ألف التي دخلت بها بمساهمة تجارية يجب عليك أن تزكيها هي وربحها. والله أعلم.
هل سداد ديون الأب يدخل ضمن الزكاة؟(1/56)
السؤال: كان والدي موسراً، يعمل بالتجارة ثم نتيجة مرضه وقيام أخي الأصغر بإدارة أعماله نتيجة قلة خبرته، أفلست الشركة، وكان من نتيجة ذلك تراكم الديون على أبي، وهي نوعان:1- ديون في التجارة للعملاء، وقد قمت وأحد أعمامي بالتفاهم مع العملاء، وتم سداد معظم المبالغ وحيث إن أبي كان يتمتع بالسمعة الطيبة طوال حياته، فقد تمت التسويات والحمد لله، ولكن بعد أن التهمت كل مدخراتي خلال عملي بالخليج لمدة 7 سنوات (مما أغضب زوجتي ولكنها لم تعترض)2- يتبقى ديون لبعض الأقارب والأصدقاء الذين كانوا يستثمرون عند أبي ومازالوا يطالبون بها، فقام هو بعمل جمعيات شهرية وطلب مني ومن أخي سدادها عنه حتى يستطيع تسديد باقي ديونه،سؤالي هو: هل سدادي لهذه الجمعيات يدخل في إطار زكاة المال أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا كان والدك لا يستطيع سداد الديون بحيث إنه لا يجد مالاً، وليس عنده عقار يستطيع أن يبيعه، ويسدد منه الدين فإنه لا بأس أن تعطي والدك من زكاة مالك لكي يسدد الدين الذي عليه لدخوله في قول الله – عز وجل-: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين..." [التوبة:60] فلا بأس، ولكن بشرط أن تنوي بذلك الزكاة. والله أعلم.
زكاة الراتب المجتمع
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال: أحد أقاربي كان يعمل في مؤسسة، وقد أرسلته المؤسسة في دورة لمدة سنة، وأثناء هذه الدورة تم إيقاف الراتب من قبل المؤسسة حتى يأخذوا قرارا بمقدار الراتب الجديد، وبعد سنة ونصف أعادوا إليه جميع المستحقات المالية، فهل عليه زكاة لهذا المال إذا اعتبرنا أن هذه الأموال كانت له ولكن أخذها بعد سنة ونصف، (فهل مر عليها الحول؟)، مع العلم أنه خلال فترة انقطاع الراتب كان يعيش حياة طبيعية ولم يتدين أي نقود. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:(1/57)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه الأموال التي قبضها عليه أن يزكيها مرة واحدة، إذ أنها بمنزلة الدين على المعسر، بمنزلة المال الضائع أو المسروق أو المنتهب أو المختلس. والله أعلم.
هل يجب عليهم دفع الزكاة من التركة؟
السؤال: رجل مات ولم يدفع زكاة مدة 8 سنوات، وكان رافضاً لذلك، هل يجب على أولاده دفع زكاة عنه من تركته؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم يجب على أولاده دفع الزكاة من تركته؛ على الصحيح من أقوال أهل العلم؛ لأن هذا دين لله –عز وجل-، والنبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاء" أخرجه البخاري (1852). والله أعلم.
تعجيل الزكاة
السؤال: هل يجوز أن أدفع الزكاة مقدماً عن أربع سنوات أو أكثر، لشخص فقير لبناء منزل على أن أقوم بحساب الزكاة سنوياً، فإن كان ما دفعته أقل أخرجت الفرق، وإن كان أكثر فلا بأس فهي زيادة في الخير إن شاء الله. أفتوني مأجورين إن شاء الله.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:(1/58)
ما يتعلق بتعجيل الزكاة فقد أجازها بعض العلماء لسنتين، وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد – رحمه الله- ودليل ذلك أن النبي –عليه الصلاة والسلام- تعجل من العباس – رضي الله عنه- صدقة عامين، انظر جامع الترمذي (678)، والدارقطني (2/124)، وانظر الفتح(3/333-334)، وأيضاً يدل له ما في الصحيحين البخاري(1468)، ومسلم(983) أنه لما بعث النبي –صلى الله عليه وسلم- عمر – رضي الله عنه- على صدقة فقيل: منع العباس، وخالد، وابن جميل، - رضي الله عنهم- فقال – عليه الصلاة والسلام-: "أما العباس فهي عليه صدقة ومثلها معها" وأما الأمر الآخر وهو دفعها لهذا الفقير الذي يعمر منزلاً، فنقول: لا بأس أن تدفع لمن يعمر منزلاً يليق بحاله بشرط أن تكون في سداد الغرامات التي لحقته، فإذا لحقته ديون وغرامات بسبب أجرة البنائين، أو بسبب شراء مواد، ونحو ذلك، فإنها تُسدَّد من هذه الزكاة. والله أعلم.
الصيام
هل يعد كشف الطبيب عن المرأة من المفطرات؟
السؤال: هل الكشف على النساء مفطر للطبيب؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الكشف على المرأة من قبل الطبيب المعالج لا (يفطر) ، لأنه ليس من المفطرات التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-.
الجماع في نهار رمضان
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد قمت بمداعبة زوجتي في نهار رمضان وأثناء المداعبة تم الولوج، ولكن بدون قذف، فما حكم عملي هذا أسأل الله أن يعفو عني ويرحمني؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/59)
من لزمه الصيام فإنه يحرم عليه أن يجامع زوجته في نهار رمضان؛ لأن الله عز وجل قال:"أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ..."، والجماع يحصل بإيلاج رأس الذكر وإن لم ينزل، فإذا أولج الإنسان رأس الذكر فإنه أتى إثماً عظيماً، وفعل ذنباً كبيراً، ووجبت عليه الكفارة المغلظة، فيجب عليك يا أخي أن تقضي هذا اليوم لأنه فسد، ووجبت عليك الكفارة المغلظة أنت وعلى زوجتك عتق رقبة فإن لم تستطع أن تشتري رقبة، فإنك تصوم شهرين متتابعين.
فإذا كنت لا تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين فإنك تطعم ستين مسكيناً؛ لحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في الذي جامع في نهار رمضان. انظر: البخاري (1936) ومسلم (1111) والله أعلم.
الجمع بين صيام داود والإثنين والخميس
السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم.
أود أن أصوم كصيام داود –عليه السلام-، يصوم يوماً ويفطر يوماً، مع الحفاظ على صيام الإثنين والخميس، وأنا أعلم أن هناك أياماً منهي عن صيامها، فأود أن تخبروني ماذا أفعل؟ وأي أيام الأسبوع التي أصومها؟ وأي الأيام التي أفطرها؟
الجواب:
إذا أراد الإنسان أن يصوم يوماً ويفطر يوماً فهذا هو صيام داود –عليه السلام-، وهذا هو أعدل الصيام وأفضله، وقد أرشد النبي –صلى الله عليه وسلم- لذلك عبد الله بن عمرو، لكن إذا جاءت الأيام التي نهي عن صيامها فإنه لا يصومها كيومي العيدين وأيام التشريق.
لمسايرة الطائرة للشمس طال الوقت فأفطر(1/60)
السؤال: كنت في رحلة من بون إلى موسكو في رمضان، فأقلعت الطائرة قبل المغرب بدقائق، علماً بأن خط سير الرحلة في اتجاه الشمس، فتأخر الغروب فجاؤوا بالأكل والشمس ما تزال طالعة فأكلت عدة قطع من اللحم، فاعتقدت أنه لحم خنزير فتركته، هل أقضي هذا اليوم علماً بأنني صمت أكثر من الوقت المطلوب؟ وماذا أفعل إذا كان اللحم الذي أكلته لحم خنزير؟
الجواب:
إن كنت أقلعت قبل غروب الشمس في البلد الذي أنت فيه واستمرت الشمس طالعة عليك فوقت الصوم لم ينته عندك بعد، ولكونك أكلت فقد أفطرت في هذا اليوم، وعليك أن تقضي هذا اليوم؛ لأن الله –عز وجل– قال: " فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر " [البقرة:184]. أما بالنسبة لأكل لحم الخنزير فهذا محرم ولا يجوز إذا كنت تعلم أنه لحم خنزير أو تعلم أنه لحم ميتة ذكي بذكاة غير شرعية لقول الله – عز وجل - : "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" [المائدة:3]، فعليك أن تتوب إلى الله –عز وجل-.
الإفطار في رمضان للاختبارات
السؤال: سؤالي: كنت أيام الجامعة وفي أيام الاختبارات أستعمل نوعا من المنبهات والتي كانت تضطرني إلى الإفطار في رمضان حيث الاختبارات في رمضان، هل علي كفارة بالرغم أني مضطر للإفطار حيث أحس بدوخة إذا لم أفطر .
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الكفارة إنما تجب للإفطار بالجماع في نهار رمضان فقط، أما إذا أفطر الإنسان بالأكل والشرب أو أفطر بالحجامة أو أفطر بإخراج المني أو غير ذلك فإنه لا تجب عليه الكفارة، أو أفطر بالجماع في قضاء رمضان أو في صيام التطوع فلا تجب عليه الكفارة، وإنما تجب الكفارة بالإفطار بالجماع في نهار رمضان لن يلزمه الإمساك، وقول العلماء: لمن يلزمه الإمساك يخرج من لا يلزمه الإمساك، فلو سافر إنسان إلى مكة وجامع أهله في نهار رمضان فإنه لا كفارة عليه، وإنما يجب عليه القضاء.
هل دخان البخور مفطر؟(1/61)
السؤال: أفتى العلماء بأن دخان البخور مفطر، كيف ذلك والناس في السابق -كما أخبرتني الوالدة- يطبخون على حطب وينفخون بأفواههم ويدخل في جوفهم الدخان، وتقول والدتي بأن الدخان لا بد أن يدخل في أجوافهم ولو تجنبوا نفخه بأفواههم.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
بالنسبة للبخور فقد أفتى بعض العلماء أنه لا يفطر كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- لكن لا يستنشقه الإنسان؛ لأن له أجزاء تصعد إلى المعدة، فإذا كان كذلك فإنه إذا احتاج الإنسان إلى الطبخ والعمل في النار ونحو ذلك فلا بأس، لكن يتحرز أن يستنشق هذا الدخان. والصحيح أن هذا الدخان ليس طعاماً ولا شراباً وليس في معنى الطعام أو الشراب.
مريضة ولم تستطع صيام رمضان
السؤال: أمي أجريت لها عملية زرع كلية، فلم تتمكن من صيام رمضان الذي تلا العملية؛ لأن الصوم كان مضراً بها بحسب نصيحة الطبيب، ثم صامت السنين التي تلت العملية بعام، وأطعمت عن ذلك الشهر. فهل يلزمها قضاؤه أيضاً؟ مع العلم أن الصيام يشق عليها.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
هذه المرأة أفطرت لمرض يرجى شفاؤه، فيجب عليها أن تقضي لقول الله تعالى: "فعدة من أيام أخر" [البقرة من الآية: 184]، أما وقد أخرت القضاء حتى أصبحت لا تستطيع أو يشق عليها، فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً. والله أعلم.
لا بد لها من العمل ولا تستطيع الصيام أثناءه
السؤال: زوجة في حاجة للعمل ولا تستطيع صيام رمضان في الأيام التي تعمل فيها وهي خمسة أيام في الأسبوع، وتقول إنها لو لم تتناول وجبة الإفطار والغداء في وقتيهما قد تسقط مغشيا عليها في الطريق أو في قاعة الدرس.. فماذا يتوجب عليها فعله في كل هذه الأيام التي أفطرت فيها؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/62)
من أفطر شيئاً من رمضان فعليه قضاؤه، لقول الله – عز وجل-: "فعدة من أيام أخر" [البقرة:184]، فيجب عليها أن تقضي قبل أن يأتي رمضان الثاني، لحديث عائشة –رضي الله تعالى عنها- قالت: " كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أخرجه البخاري (1950) ومسلم (1146)، يبقى أن لهذه المريضة أن تؤخر إلى مجيء شعبان قبل مجيء رمضان التالي، فإذا كانت لا تستطيع فينظر إن كانت عدم استطاعتها دائمة، بحيث أن هذا المرض لا يرجى زواله، فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً، ويسقط عنها القضاء، وإذا كان هذا المرض يرجى زواله فإنها تنتظر حتى ولو جاء رمضان الثاني فتؤخر القضاء حتى تبرأ.
تحمل أوزاناً ثقيلة لإنزال الدورة
السؤال: أختي تبعث إليكم وتقول: إنها في الثامنة عشرة من عمرها كانت في رمضان تتعمد أن تحمل أوزاناً ثقيلة لإنزال الدورة الشهرية، وبالفعل تنزل، وهي تسأل هل هي تعمدت أن تفطر؟ وما هي الكفارة؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: إذا كانت هذه المرأة تحمل هذه الأشياء لكي ينزل عليها دم الدورة وتفطر فإنها آثمة، ولا يجوز لها ذلك لما فيه من التحيل على إبطال العبادة، وعليها أن تتوب إلى الله – عز وجل- وأن تقضي هذا اليوم.
الاعتكاف يوماً أو يومين
السؤال: نظراً لظروف عملي فإني لا أستطيع الاعتكاف طيلة العشر الأواخر، فهل يجوز لي أن أعتكف يوماً أو يومين؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/63)
نعم لا بأس أن يعتكف الإنسان يوماً أو يومين، فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة؛ كما ورد أن عمر – رضي الله عنه – سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "أوف بنذرك"، فأقل الاعتكاف يوم أو ليلة، هذا ما ورد في الشرع، لكن السنة يعتكف العشر كاملة.
هل يعتمد في رؤية الهلال على الحساب؟
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما تعرفون، إن بلدنا تعتمد على الفلكيين دون الرؤية في تعيين الأشهر القمرية, وفي رمضان الماضي انفردت بلدنا مع طائفة من العراقيين بالفطر، الكثير من الناس صاموا يوم العيد بحجة أن الرؤية لا تثبت إلا بالعين, وأن شرقنا وغربنا من دول العالم الإسلامي صائمون, وأن الهلال قد ولد على ما قال الفلكيون في الظهيرة, ولا يمكن رؤيته عند غروب يوم الشك, فهل عملهم هذا مشروع؟ أفتوني مأجورين.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الصواب أنه لا عبرة بالحساب الفلكي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا". وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ . أخرجه البخاري (1913) ومسلم(1080). وقال سبحانه وتعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة:185].
وقال عليه الصلاة والسلام: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لرؤيتِهِ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ". أخرجه البخاري (1900) ومسلم (1080). وفي لفظ: "فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ". أخرجه البخاري (1909). والأحاديث في هذا كثيرة، فالصحيح أن الشهر يدخل بأحد أمرين:
الأمر الأول: رؤية هلاله.
الأمر الثاني: إكمال عدة شعبان ثلاثين يومًا إذا لم يُر الهلال.(1/64)
ومثله– أيضًا- شهر شوال يثبت بواحد من أمرين: رؤية هلاله ممن تعتبر رؤيته، والثاني: إكمال عدة رمضان ثلاثين يومًا.
وأما بالنسبة لوضعكم، وأن بلدكم يتابعون الحساب فيظهر لي أنك تصوم وتفطر مع الناس، فإذا كان الناس يصومون ويفطرون بالحساب الفلكي فإنك تتابعهم؛ لحديث أبي هريرة، رضي الله عنه: "الصَّوْمُ يومَ تَصومُونَ، والفِطرُ يومَ تُفْطِرُونَ". أخرجه الترمذي (697) وأبو داود (2324) وابن ماجه (1660) . والله أعلم.
مات وعليه صوم
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رجل كان مريضاً لفترة طويلة وكان يقدر على الصوم ولكن في آخر سنتين من عمره اشتد عليه مرضه فلم يصم شهر رمضان في هاتين السنتين من عمره وأبنائه موجودون فذكرهم في آخر سنة من عمره أنه لم يصم ثم مات فما حكمه؟ وهل عليه شيء؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يخلو مرض هذا الرجل من أمرين:
الأول: أن يكون مرضاً لا يرجى برؤه فهذا يجب على ورثته أن يطعموا من تركته إن خلف تركة مسكيناً عن كل يوم ترك صيامه، أو يصوموا عنه وهذا مستحب أي الصيام عنه.
الثاني: أن يكون مرضاً يرجى برؤه فإن لم يقدر على القضاء لاستمرار مرضه حتى مات فلا شيء عليه لقوله تعالى: "فعدة من أيام أخرى"[البقرة:185].وهذا لم يقدر على عدة من أيام أخر. وإن قدر ولم يقض فيستحب لأوليائه أن يصوموا عنه. وبالله التوفيق.
المناسك
مبيت الحاج بمنى
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/65)
أنا شاب من الأردن، أتيت إلى السعودية للعمل بها قبل أربع سنوات، وبقيت بها خمسة شهور، وكان عملي في جدة، وقبل أن أسافر جاء موسم الحج، وقررت أن أحج، ولم يكن لدي أي وثيقة رسمية، لا جواز ولا إقامة، وسألت إمام المسجد الذي أصلي به في جدة، فأخبرني بطريقة يتبعها للحج إذا لم يكن مع قافلة، وهي بأن أذهب إلى مكة يوم عرفة وأطوف القدوم، ثم أتجه إلى عرفة، وبعد الزوال إلى مزدلفة، وأن أبقى بها إلى منتصف الليل، أو أنام – وأنا نمت بها- وفي يوم العاشر أذهب وأرمي جمرة العقبة الكبرى، وأتحلل بعدها وأعود إلى مكة، وأطوف طواف الإفاضة، وبعدها أعود إلى جدة، حيث لا يوجد مكان أنام به في مكة أو في منى، وفي اليوم التالي أعود إلى منى في الليل قبل الفجر لليوم الثاني وأرمي الحصيات عن اليوم الثاني، وبعد أذان الفجر لليوم الثالث أرمي الحصيات عن اليوم الثالث، وهكذا أكون أنهيت مناسك الحج، وأعود إلى جدة، فهل حجي صحيح؟ حيث إنني سمعت عن وجوب النوم بمنى، وإن كان علي فدية أرجو توضيح ذلك وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تركت واجبات، الواجب الأول الذي تركته الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس، الواجب الثاني: المبيت في منى، وعليك ذكر وقت رميك بالتفصيل، وهل رميت في اليوم الحادي عشر؟ وهل بت في مزدلفة إلى منتصف الليل؟.
الاقتراض للحج
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
لي نية في الحج – إن شاء الله- ولكن ليس لدي المبلغ الكافي لنفقة الحج مع العلم أن لدي راتباً ولله الحمد فهل يجوز أن أستلف المبلغ حيث أني أستطيع سداده من رواتب شهر ذي الحجة وشهر محرم بدلاً من تأخير الحج؟ علماً أن علي أقساط شهرية في شراء سيارة.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
لا بأس للإنسان أن يقترض ويحج إذا كان يستطيع تسديد القرض إذا قدم من الحج سواء كان يستطيع تسديده من راتب أو من ربح تجارة أو من غلة مزرعة.(1/66)
وإذا أراد الإنسان أن يحج وعليه دين ففيه تفصيل إن كان الدين حالاً فإنه يبدأ بتسديد الدين الذي عليه فإن فضل شيء فإنه يحج وإن لم يفضل شيء فلا يجب عليه الحج.
وإن كان الدين مقسطاً منجماً مؤجلاً فإن كان يستطيع أن يوفي القسط إذا حل الأجل فإنه يحج ولا ضير عليه –إن شاء الله-.
وإن كان لا يستطيع فإنه يوفر المال لسداد الدين، إذ الحج لا يجب إلا بعد وجود النفقات الشرعية والحوائج الأصلية وقضاء الواجبات –أي الديون- سواء كانت لله أو للآدميين.
من أين يحرمون؟
السؤال: نويت بإذن الله الحج لهذا العام أنا وأسرتي، ووالدي الذي جاء للزيارة، وسنتوجه من الرياض إلى مكة 30 ذو القعدة، أو الأول من ذي الحجة، وكنا قد حجزنا في حملة داخلية من مكة؛ لارتباطنا مع مجموعة أخرى هناك، وبالتالي ليس معنا تصريح بالحج من الرياض َوسؤالي هو:من أين نحرم؟ ولو مررنا على ميقات السيل ولم نحرم، ماذا علينا أن نفعل؟ وإذا كانت زوجتي حائضاً، هل يمكن أن تنوي الإحرام من السيل؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
إحرامكم يكون من السيل؛ لأنكم من أهل نجد، وفي حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- قال:"وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الْجُحْفَةَ وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ" أخرجه البخاري (1526) ومسلم (1181)فإهلالهم يكون من السيل الكبير، وعلى محاذاته الطائف يحرمون من ميقات الطائف وادي محرم.(1/67)
وأما بالنسبة لإحرام زوجته وهي حائض فإن هذا جائز،ولا بأس به؛ فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- أيضاً أمر عائشة – رضي الله عنها- أن تحرم بالحج وهي حائض، وأمرها أن تغتسل أخرجه البخاري (305) ومسلم (1211)، وأمر – صلى الله عليه وسلم- أسماء بنت عميس – رضي الله عنها- بأن تستثفر وأن تغتسل، وأن تحرم بالحج وهي نفساء أخرجه مسلم (1209)، فلا يشترط لصحة الإحرام الطهارة لا من الحدث الأكبر، ولا من الحدث الأصغر. والله أعلم.
الإحرام إذا حاذت الميقات
السؤال: مقيم بجدة منذ أكثر من 15 عام مع أسرتي، وبسب ظروف الدراسة للأولاد في السنوات الأخيرة كانت زوجتي تتردد في الإقامة بين مصر وجدة كل عام وستصل من مصر إلى جدة في شهر ذي القعدة، وتنوي الحج هذا العام، السؤال: هل يجب عليها الإحرام للحج قبل أن تصل جدة؟ أم يجوز أن تحرم من منزلنا في جدة؟ -وجزاكم الله خيراً-.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/68)
هذه المرأة يجب عليها إذا حاذت ميقات الجحفة، وهو ميقات أهل مصر والشام، والمغرب، أن تحرم منه؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما-: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّأْمِ مِنْ الْجُحْفَةِ وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ" أخرجاه في الصحيحين البخاري (133) ومسلم (1182) وقوله:" ويهلّ..." هذا خبر بمعنى الأمر، أي: ليهل، وفي حديث زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي مَنْزِلِهِ وَلَهُ فُسْطَاطٌ وَسُرَادِقٌ فَسَأَلْتُهُ مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ أَنْ أَعْتَمِرَ قَالَ فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الْجُحْفَةَ" أخرجه البخاري (1522)، فهذا يدل على وجوب الإحرام من هذه المواقيت ممن أراد الحج أو العمرة، فإن تجاوزت الميقات وهي مريدة للحج أو العمرة ولم تحرم من الميقات فهذا لا بأس، لكن بشرط أن ترجع إلى الميقات عند إرادتها للحج وتحرم منه، فلا بأس أن تتجاوز ما دام أنها ستأتي في شهر ذي القعدة، وتمكث، فإذا أرادت الحج ترجع إلى ميقات الجحفة وتحرم منه. والله أعلم.
يحج عن والدته قبل أن يحج عن نفسه
السؤال: والدتي –رحمها الله- توفيت وهي لم تحج، لكنني وعدتها في أيامها الأخيرة بأنني سوف أحج عنها، والآن أنا لم أحج فرضي، أي لم أحج حتى الآن، وأنوي إن شاء الله أن أوكل شخصاً للحج عن والدتي من مالي، فهل يجوز أن أوكل شخصاً آخر للحج عن والدتي لأنني لم أقضِ فرضي؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:(1/69)
أولاً: ابدأ بنفسك ثم بعد ذلك بوالدتك، فهذا المال إذا كنت تستطيع أن تحج به وليس هناك عائق يعوقك فاصرف هذا المال لحجتك وحج عن نفسك، فإذا أبرأت ذمتك فحج عن والدتك، أما إذا كان الإنسان لا يقدر على الذهاب إلى مكة لأمر يعوقه وعنده مال فلا بأس أن يدفع هذا المال لمن يحج عن والدته بشرط أن يكون قادراً على تحصيل المال إذا أراد الحج، فإذا كان يطمع أن يحصل المال من راتب أو من تجارة أو من غلة مزرعة وهو الآن لا يقدر فلا بأس أن يدفع هذا المال لمن يحج عن والدته، ويدل لذلك ما رواه ابن عباس –رضي الله تعالى عنهما- أن امرأة سألت النبي –صلى الله عليه وسلم- أن أمها ماتت ولم تحج أفأحج عنها، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"نعم حجي عنها..."الحديث أخرجه البخاري (1852) ومسلم (1149).
كذلك أيضاً حديث الخثعمية أنها سألت النبي –صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال:"نعم" البخاري (1098) ومسلم (1334).
الاستئذان في الحج عن الغير
السؤال: أنوي الحج للمرة الثانية ولي عم على قيد الحياة وغير قادر مادياً وجسدياً، هل يجوز لي أن أنوي عنه؟ وإذا جاز لي ذلك هل يجب علي أن أستأذنه؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
جاء في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- في المرأة التي سألت النبي –صلى الله عليه وسلم- أن أباها شيخ كبير أدركته فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفتحج عنه؟ قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:" حجي عنه"، انظر: البخاري (1098) ومسلم (1334) فلا بأس أن يحج هذا الرجل عن عمه؛ لما تقدم من الحديث الآنف الذكر، وأما بالنسبة للاستئذان فلا بأس أن يستأذنه بعد أن يرجع من الحج، فإذا استأذنه فأجازه فإنه يقع فرض الحج، وإن استأذنه قبل أن يذهب إلى الحج فهذا هو الأحسن والأولى.
حاضت قبل طواف الإفاضة(1/70)
السؤال: حاضت امرأة قبل طواف الإفاضة، وهي مرتبطة بالسفر مع رحلة الحج التي أتت معها قبل أن تطهر من الحيض، فماذا عليها أن تفعل؟ علماً أنها لا تستطيع التأخر عن رحلتها في العودة، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بالنسبة للمرأة التي حاضت قبل طواف الإفاضة لا تخلو من حالين:
الأول: أن تكون قادمة من بلاد بعيدة؛ كبلاد المغرب وباكستان، والهند، ونحو ذلك من البلاد البعيدة، فهذه على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – لها أن تتحفظ وأن تطوف للضرورة.
الثاني: أن تكون قادمة من بلاد قريبة؛ كأن تكون داخل المملكة العربية السعودية، أو تكون من بلاد الخليج، فهذه لا يجوز لها أن تطوف وهي حائض، بل تنتظر حتى تطهر، أو تذهب ثم بعد ذلك ترجع إذا طهرت، وإذا ذهبت فإنها لا تزال محرمة ولم تحل التحلل الثاني، فلا يجوز لزوجها أن يقربها حتى تحل التحلل الثاني، ومصر تعتبر من البلاد البعيدة.
صعود السلالم ليس من الطواف!
السؤال: كنت في الحج أنا والوالدة وفي طواف الوداع طفنا ثلاثة أشواط وأكملنا الأربع الباقية في السطح بسبب الزحام الشديد علماً أننا حسبنا صعودنا مع السلالم من الطواف ، هل فعلنا صحيح؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب: إن كان إكمال الطواف في السطح من عند منتهى الطواف في الأسفل أو قبله بحيث لم يترك شيئاً من الطواف، فالطواف صحيح، وإن ترك شيئاً من الطواف بسبب الصعود بحيث كان الطواف في السطح من بعد منتهى الطواف في الأسفل، فلا يصح هذا الطواف، لترك جزء من الطواف بالبيت، وقد قال الله تعالى:"وليطوفوا بالبيت العتيق" [الحج:29].
وإذا لم يصح الطواف فقد تُرك واجب من واجبات الحج يجب على كل واحد منكم دم عند جمهور أهل العلم يذبح في حرم مكة ويوزع على فقرائها، وبالله التوفيق.
جاءت للعمرة فحاضت
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.(1/71)
المرأة التي تحيض وهي تنوي أن تؤدي العمرة، وكانت قد حضرت من مكان بعيد، ومدة الرحلة شارفت على الانتهاء ولم تطهر بعد، فماذا تفعل؟ هل تطوف بالكعبة رغم أنها حائض؟.
الجواب:
هذه المسألة اختار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- منها بأن المرأة التي تأتي من أماكن بعيدة مثل أن تأتي من الهند ونحو ذلك، أو من المغرب ورفقتها لن ينتظروها فإنها تتحفظ وتطوف للضرورة، وهكذا يقال إذا كانت هذه المرأة قد جاءت من أماكن بعيدة خارج بلاد الخليج ويصعب عليها أن ترجع فإنه لا بأس أن تتحفظ وأن تطوف ولا شيء عليها إن شاء الله.
لم يخرج العقيقة عن أي من أولاده
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
رجل لديه خمس بنات وثلاثة أولاد ولم يخرج العقيقة عنهم جميعاً لعدم استطاعته في ذلك الوقت، وهو رجل لا يملك المال، وكان فقيراً والآن أصغر أولاده مضى من عمره خمس وعشرون سنة، السؤال : ماذا يعمل هذا الرجل الآن وهو لا يستطيع أن يخرجها عنهم كلهم؟ إنما يستطيع أن يخرجها عن القليل منهم، وهل يقوم كل واحدٍ من هؤلاء الأولاد والبنات بإخراجها عن نفسه؟ حفظكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/72)
بالنسبة لما يتعلق بالعقيقة، فالعلماء يقولون: بأن العقيقة مشروعة بحق الأب، فإذا كان الأب لم يعق عن أولاده فإنه يشرع له أن يعق عنهم حتى ولو كبروا؛ لأن الصواب أن العقيقة لا تتقيد بوقت، والسنة أن تكون في اليوم السابع، أما لو خرجت عن اليوم السابع فإن هذا جائز ولا بأس به، والعلة في ذلك والدليل فيه أن سبب العقيقة لا يزال موجوداً، وهو شكر الله – عز وجل – على نعمة الولد، قال الإمام أحمد – رحمه الله – إذا كان معسراً يقترض وأرجو أن يخلف الله – عز وجل عليه لأنه أحيا سنة، أما إذا لم يتمكن وأذن لغيره أن يعق عنه فهذا لا بأس به، وهذا جائز، فلو أن الولد كبر وعق عن نفسه فنقول بأن هذا جائز، لكن بشرط أن يكون ذلك بإذن من الوالد، وإذا أراد أن يعق عن أولاده فإنه يبدأ بالأول فالأول؛ الأكبر فالأكبر.
هل تكفي الشركاء في المال أضحية واحدة؟
السؤال: إخوة شركاء في المال، وبيوتهم متجاورة ومتلاصقة، هل تجزئ عنهم أضحية واحدة فيعتبرون أهل بيت واحد؟ وإذا كانت تجزئ عنهم واحدة فمن الذي يمتنع عن شعره وظفره؟ وكيف يعين ذلك؟ وإذا كان يمتنع الجميع فما وجهه؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا كانت نفقة هذه البيوت واحدة فهذه تجزئ عنهم أضحية واحدة، أما إذا كانت نفقة كل بيت مستقلة فإن كل بيت له أضحية مستقلة. أما بالنسبة لمن يمتنع فنقول: إذا كان المال شركة وأخرجوا أضحية واحدة فإنهم يمتنعون جميعاً، وكذلك إذا كان المال شركة وأخرجوا ثلاث أضاحي عن هذه البيوت فإنهم يمتنعون جميعاً.
هل تجزئ الغنم التي بها خراج؟
السؤال: ما يسمى بالخراج وهي روم يكون في الغنم، هل يعتبر مانعاً من الإجزاء؟ علماً أن النفس تتقزز منه، آمل أن يكون الجواب مؤصلاً علمياً دليلاً ومرجعاً. هذا، والله يحفظكم.
الجواب:
ما يتعلق بالخراج الذي يظهر في بعض الأغنام ينقسم إلى قسمين:(1/73)
القسم الأول: أن يكن حياً فهذا لا تصح معه التضحية؛ إذ هو عيب من عيوب البهائم؛ لأنه مؤثر على اللحم.
القسم الثاني: أن يكون ميتاً فهذا تصح معه التضحية؛ إذ لا يعد عيباً؛ لعدم تأثيره على اللحم.
وضابط الحي والميت: أن الخراج إذا كان ضامراً يابساً فهو ميت، وإذا كان خلاف ذلك فهو حي. وبالله التوفيق.
ذبح العقيقة من غير الأب بحضوره
السؤال: إذا ذبح أحد أقارب المولود شاة (العقيقة) وأبوه قادر ولم يرد أن يذبح شاة (العقيقة) ولا حتى يشتريها أو يساهم في شرائها فهل تقبل أو يتوجب شيء آخر؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا من باب التصرف الفضولي في هذه العبادة، والصواب من أقوال أهل العلم –رحمهم الله- أن تصرف الفضولي فيما تدخله النيابة من العبادات جائز، وصحيح بإذن من شرعت له العبادة، فمن شرعت له العبادة إذا أذن في هذا العمل وأجازه نفذ، وإذا لم يأذن ولم يجزه فإنه لا ينفذ، وحينئذ إذا أذن هذا الأب في هذا العمل فإنه ينفذ، وإن لم يأذن فإنه لا ينفذ.
اصطحاب القواعد من غير محارم للحج
السؤال: السلام عليكم.
نحن في البوسنة ولدينا حملة الحج، فهل يجوز لنا أن نصحب معنا النساء اللائي يتجاوز عمرهن 45 عاماً بدون محارمهن؟ لأن كثيرات يرغبن في الحج لكن ليس لهن محارم، إن كان هذا جائزاً لعلكم تذكرون لنا شروط ذلك. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/74)
فالمرأة التي ليس لها محرم لا يجب عليها الحج، إذ يشترط لوجوب الحج وجود المحرم، فإذا كانت لا تجده فهي غير مستطيعة وذمتها بريئة، قال الله – عز وجل-: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" [آل عمران:97]، ولا يجوز للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرم، لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ وَلَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا قَالَ انْطَلِقْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ "، وهذا في الصحيحين البخاري (1862) ومسلم (1341)، فدل ذلك على أنه لا بد من المحرم مع المرأة.
اعتمر ولم يتحلل ورجع إلى بلده
السؤال: إذا اعتمر شخص وخرج من مكة، ولم يتحلل من الإحرام، وعاد إلى بلده، ولم يكن قادراً على أن يذبح فدي في مكة وغيرها؛ وذلك لسبب فقره، فماذا يجب عليه؟ هناك من قال: إنه يأتي بعمرة جديدة، وتسقط عنه العمرة السابقة، أفيدونا، جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا أحرم الإنسان بحج أو عمرة فإنه لا يجوز له أن يرفضه، ويجب عليه أن يتمه؛ لقول الله – عز وجل-: "وأتموا الحج والعمرة لله" [البقرة:196] ولقول الله – عز وجل-: "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق" [الحج:29]، فالمحرم بالحج أو العمرة أصبح كالنذر، يجب عليه أن يوفي به، ولا يجوز له ألا يوفي به ولا يخرج من إحرامه إلا بواحد من أمور ثلاث:
1- إتمام النسك.
2- الردة – نسأل الله السلامة-.
3- الإحصار.(1/75)
وعلى هذا يجب على هذا الشخص أن يرجع إلى مكة،وأن يتحلل من عمرته بالطواف والسعي، والحلق أو التقصير، فإذا لم يتمكن من الرجوع فإنه يكون محصراً يذبح هدياً في مكة،ويتحلل، وإذا لم يجد هدياً فإنه يسقط عنه. والله أعلم.
أين يكون وجه الميت أثناء الصلاة عليه؟
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
سؤالي هو: أثناء الصلاة على الميت، هل يوجه وجهه ناحية القبلة أم لا؟ وذلك في المذهب المالكي. وجزاكم الله عني كل خير.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
المذهب المالكي لا أدري، ولكن الذي يغلب على ظني أن مذهب المالكية كغيره من المذاهب المختلفة، وأنه يكون على ظهره، وحينئذ يكون الميت على ....، ويكون وجهه تجاه القبلة، ولا يكون إلى جهة القبلة، وإنما يكون إلى جهة القبلة وعلى شقه الأيمن إذا دفن في قبره. والله أعلم.
تنشئة الأطفال على الإسلام
السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
تزوجت من سيدة مسيحية أملت في إسلامها، ولكن الله لم يرد, أنجبت منها طفلين، بنت لديها أربع سنوات، وولد لديه سنتان, اتفقنا في البداية على أن يكون الأطفال مسلمين، ولكن بعد ست سنوات من الزواج تغيرت الحال، وأصرت على إنشاء الأطفال كمسيحيين, هل لي الحق في الأطفال، وأن آخذهم وأهاجر إلى بلاد المسلمين؟ أفيدونا -أثابكم الله-.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(1/76)
أولاً: قول السائل: (سيدة مسيحية) تسمية الكافر سيد هذا لا يجوز؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "" لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدًا فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ" أخرجه أبو داود (4977)، تسمية المرأة أيضاً سيدة مخالفة للشريعة فإن المرأة مسودة، والسيد هو الزوج؛ كما قال الله – عز وجل-: "وألفيا سيدها لدى الباب" [يوسف:25] أي: زوجها، وقال – صلى الله عليه وسلم- في النساء: " إنما نهن عوان عندكم" أخرجه الترمذي (1163) وابن ماجه (1851)أي: أسيرات، وأما بالنسبة للحضانة فقد اشترط العلماء – رحمهم الله- للحاضن أن يكون مسلماً، وعلى هذا فهذه المرأة المسيحية ليس لها حق في الحضانة؛ لأن ذلك يؤثر على الأولاد، والنبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه أو يمجسانه" أخرجه البخاري (1385) ومسلم (2658)، وعلى هذا فلك الحق أن تنفرد بحضانتهم، ولو كان ذلك عن طريق الهجرة بهم.
جهاد المدين
السؤال: شخص عليه دين ما هو وضعه بالنسبة للجهاد والحساب بعد الاستشهاد في البرزخ ويوم الحساب؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الشهادة تكفر كل شيء كما جاء في الحديث إلا الدين، انظر: مسلم (1885) فنقول: إذا استشهد الإنسان، والشهيد من قتل في معركة قاتل فيها لتكون كلمة الله هي العليا، فإذا استشهد الإنسان وقد قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فإن شاء الله أنه يأخذ أحكام الشهيد في الدنيا والآخرة، لكن يبقى الدين، وكذلك أيضاً ما يتعلق بحقوق العباد الأخرى من المظالم وغيرها، وهذه لا تكفرها الشهادة.
ملك اليمين.. أصوله وأحكامه(1/77)
السؤال: كيف يمكن للمرء ملك اليمين من العبيد والجواري؟ أمن طريق غير حرب الأعداء من غير المسلمين، وهل يجب أن يعطى العبد أو الأمة حريتهم إذا دخلوا الإسلام؟ وهل يصح وطء الكافرة؟ (غير الكتابية) من ملك اليمين؟. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
أما طريق التملك في الإسلام فليس هناك إلا طريق واحد وهو طريق الجهاد، فإذا حصل جهاد وأسرنا من ذراري ونساء الكفار الذين حاربونا، فإنهم يكونون أرقاء بأسرهم، وهذا هو الطريق الأصلي والأساسي، لكن للإنسان أن يشتري يعني يتملك بشراء الأرقاء، وهذا يقال إنه يوجد في بعض البلاد.
الإجابة على الشق الثاني من السؤال: لا يكون حراً بدخوله الإسلام، بل إنه إذا ضرب عليه الرق، يبقى رقيقاً، لكن الإسلام جاء بحرية الرقيق من وجوه كثيرة جداً، فرغب في العتق ورغب في الكفارة، إلخ.. المهم أنه إذا أُسر وأصبح رقيقاً، قسمت هذه الغنائم على المسلمين، فإنه إذا دخل في الإسلام بعد ذلك لا يكون حراً.
الإجابة على الشق الثالث من السؤال: هذا الأمر موضع خلاف، عند الإمام أحمد أن هذا لا يجوز، والصواب أنه جائز وأنه لا بأس بذلك.
التهنئة بالسنة الميلادية
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرجو من فضيلتكم بيان حكم التهنئة برأس السنة الميلادية، بنية بداية سنة جديدة، وليس المقصود مشاركة النصارى أعيادهم.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تهنئة النصارى بأعيادهم تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: التهنئة بما يتعلق بالأعياد الدينية فهذا محرم؛ لأنه تهنئة بكفر ورضا به، بل يخشى على صاحبه الكفر؛ لأن الرضا بالكفر كفر.
القسم الثاني: التهنئة بالأعياد الدنيوية والمناسبات الدنيوية، فهذا لا بأس به إذا كانت تترتب عليه مصلحة.(1/78)
وأما بالنسبة للتهنئة بدخول العام دون النظر إلى أعياد النصارى وغير ذلك، وإنما لكونه عاماً دخل فهذا الأصل فيه الحل والإباحة، وقد جوز بعض علماء الشافعية التهنئة بسائر المناسبات السارة، لكن لما كانت هذه التهنئة توافق التهنئة بعيد ميلاد النصارى فأرى أن يترك ذلك؛ لئلا يتلبس الأمر، ويظن أنه تهنئة بعيد ميلاد المسيح، ولما في ذلك من التشبه بالنصارى. والله أعلم.
التبرع للكفار بالدم
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم التبرع بالدم في بلاد للكفار؟ والسلام عليكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هؤلاء الكفار لا يخلو أمرهم من حالتين:
الحالة الأولى: أن يكونوا كفاراً محاربين للمسلمين، فهؤلاء لا يجوز التبرع لهم؛ لأن هؤلاء أعداء لله ولرسوله – صلى الله عليه وسلم-، وهم محاربون للمسلمين فلا تجوز إعانتهم عليهم.
الحالة الثانية: أن يكونوا كفاراً غير محاربين وإنما هم مستأمنون أو معاهدون، فهؤلاء في حال الضرورة يجوز التبرع لهم؛ لقول الله – عز وجل-: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" [المائدة:32]. والله أعلم.
تمليك النصراني شقة سكنية
السؤال: ما حكم بيع النصراني أو تمليكه شقة سكنية بدون حق تملك بالأرض؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بيع النصراني الأصل فيه الجواز والحل؛ لقول الله –عز وجل-: "وأحل الله البيع وحرم الربا" [البقرة:275]، ما دام أنه ليس في جزيرة العرب؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" أخرجه البخاري (3168) ومسلم (1637)، وقال: " لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب" أخرجه مسلم (1767) إلا إذا تضمن هذا البيع محذوراً شرعياً، فهذا يختلف، أما إذا لم يتضمن فالأصل في ذلك الحل. والله أعلم.
حكم أكل الجمبري(1/79)
السؤال: هل أكل الجمبري حلال أم حرام؟ إذا كان حلال فهل هناك طرق طبخ تجعله حرام كأن يوضع في الماء المغلي و هو لا يزل حي، هل يصح أكله أم لا؟.
الجواب:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
أكل الجمبري حلالٌ ولا بأس به؛ لأنه من صيد البحر، وقد قال الله -عز وجل-: "أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة" [المائدة من الآية: 96]، قال ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما-: "صيد البحر ما أخذ حياً وطعامه ما أخذ ميتاً"، أما بالنسبة للجمبري فإنه ينتظر حتى يموت، أما وضعه في ماء حار فقد كرهه بعض العلماء، وقالوا: يكره شي الجراد حياً، وعليه فإنه ينتظر حتى يموت. والله أعلم.
شراب الشعير بلا كحول
السؤال: ما حكم شراب الشعير بلا كحول؟
الجواب:
الأصل في مثل هذا الشراب الحل، ويدل لذلك قول الله – عز وجل - : "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث" [الأعراف:157]، وأيضاً قول الله –عز وجل-:"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً" [البقرة: من الآية29]، وأيضاً قول الله: "والأرض وضعها للأنام" [الرحمن:10]، فهذا هو الأصل، ما لم يكن هناك محرم كخمر ونحوه.
الشوكولاتة إذا كان الخمر من مكوناتها
السؤال: هل في الشوكولاته التي يدخل في صناعتها الخمر إثم؟
الجواب:
الشوكلاته التي يدخل الخمر في صناعتها لا تخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن تكون نسبة هذا الخمر يسيرة بحيث أنها تتلاشى وتضمحل وتستهلك في المباح فهذا جائز، ويدل لهذا أن العلماء –رحمهم الله- ذكروا أن النجاسة إذا وقعت في الماء الطهور واستهلكت فيه ولم يبق لها أثر أن الماء طهور مطهر يجوز استعماله في العبادات وفي العادات، في العبادات كالصلاة ونحوها وفي العادات كالطبخ ونحوه.(1/80)
القسم الثاني: أن تكون نسبة الخمر أو الكحول في هذا الطعام كثيرة لم تستهلك فهذا محرم ولا يجوز بل إن الله تعالى لما حرم الخمر بقوله:"إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان" [المائدة:90] لم يفرق بين القليل والكثير، والعلماء –رحمهم الله- يذكرون قاعدة وهي أن النهي إذا ورد على شيء تعلق بكل أجزائه وأفراده.
إلى ماذا يؤدي أكل الحرام؟
السؤال: فضيلة الشيخ حفظه الله: أحب أن أسأل هل أكل الحرام يؤدي إلى الهلاك والخروج من رحمة الله؟
الجواب:
أكل الحرام، لا شك أنه سبب للبعد عن رحمة الله، ولهذا في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- في صحيح مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم-: "ذكر الرجل يطيل السفر أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومطمعه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك" البخاري (91) ومسلم (1015)، فهذا الرجل استكمل صفات إجابة الدعاء: أطال السفر، أشعث رأسه، واغبرت قدماه، ومد يديه، لكنه جعل بينه وبين مدد الله ورحمته حائلاً من أكل الحرام، وشرب الحرام، ولبس الحرام، فحيل بينه وبين الرحمة، ولا شك أن هذا من أسباب عدم قبول الدعاء ورده والبعد عن رحمة الله – عز وجل-.
الأموال المكتسبة بالحرام
السؤال: ما الحكم الشرعي لتلك النقود التي تكتسب أو تأتي عن طريق غير مشروعة؟ وهل مال الرجل الذي يعمل مع حزب علماني مرتد حلال؟ بحيث يكون هذا المال مصدراً وحيداً لعيشه؟ أي: هل يجوز للمسلم أن يأكل طعامه وشرابه؟ وإذا لم يجز فكيف يكون في حالة الاضطرار كالدعوة أو الزيارة؟ نرجو الجواب بالتفصيل.
الجواب:(1/81)
إذا كان الطريق غير مشروع فإن هذا محرم، والله عز وجل يقول:"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" [البقرة:188]، وإذا حرم الله عز وجل شيئاً حرم ثمنه، فهذا المال المحرم لكسبه حرام على الكاسب، أما غير الكاسب فإنه لا يحرم عليه، لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- أكل من طعام اليهود، وقد أخبر الله عنهم أنهم يأكلون الربا والسحت، لكن ذكر العلماء –رحمهم الله- كراهة ذلك، فإذا دعي الإنسان واضطر للأكل فإن هذا لا شيء فيه.
أسماك تتغذى على النجاسة
السؤال: ما حكم الشرع في أكل نوع من الأسماك يتغذى على القاذورات والنجاسة والفئران.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الأصل في حيوانات البحر الإباحة، ودليل ذلك قول الله – عز وجل - : "أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة" [المائدة:96]، حتى ولو كان يتغذى بما ذكر السائل؛ لأن مثل هذه النجاسات تستحيل وتنقلب دماً ولحماً، والنجاسة تطهر بالاستحالة، إلا إن كان أكل مثل هذه الأشياء يضر، أو ظهر أثر النجاسة في رائحة هذا السمك أو طعمه، أما إذا لم يكن هناك ضرر، ولم يظهر أثر النجاسة فالأصل الحل.
مشروبات واردة من اليابان
السؤال: انتشرت في الآونة الأخيرة مشروبات واردة من اليابان، فما حكم تناولها؟ علماً بأن الغالبية العظمى من الشعب الياباني وثني.
الجواب:الأصل في المطاعم والمشارب هو الحل لقول الله – عز وجل-: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً" [البقرة:29]، وقول الله سبحانه وتعالى: "والأرض وضعها للأنام" [الرحمن:10]، هذا من حيث الأصل، لكن بالنسبة لهذه المشروبات ينظر هل تحتوي على أمور محرمة أو لا؟ فإن كانت ليس فيها محرم فالأصل الحل كما تقدم.
بيع لحوم الضفادع
السؤال: هل يجوز بيع لحم الضفدع في المطعم؟.
الجواب:(1/82)
بالنسبة للحم الضفادع موضوع خلاف بين أهل العلم – يرحمهم الله- هل يحرم أكله أو لا يحرم أكله؟ وعند الإمام مالك – رحمه الله- أنه يباح أكله، وهذا هو الأقرب من أقوال أهل العلم – يرحمهم الله-؛ لأن الأصل في الأطعمة والمشارب الحل، ولم يثبت دليل على تحريم أكله، حينئذ يجوز بيعه.
حكم أكل فرس النهر
السؤال: ما حكم أكل فرس النهر؟ هل هو حلال؟ وما هي الأدلة على ذلك؟ أفيدونا، -آجركم الله-.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل في الحيوانات الحلّ؛ لقول الله – عز وجل-: "وأحل لكم ما وراء ذلكم"، ولقول الله – عز وجل-: "والأرض وضعها للأنام" [الرحمن:10]، وإذا كان كذلك فإن هذا النوع من الحيوان الأصل فيه الحل إلا إن دخل في حديث ابن عباس، وأبي ثعلبة الخشني –رضي الله عنهم- "أن النبي – صلى الله عليه وسلم- نهى عن كل ناب من السباع، ومخلب من الطير، فإذا كان تغذى بالحشائش والأشجار، ونحو ذلك فهذا الأصل فيه الحل. والله أعلم.
أكل لحم شاة رضعت من كلب
السؤال: شاة صغيرة كانت ترضع من كلبة لعدة أيام بعد ولادتها، فهل أكل لحم هذه الشاة أو شرب لبنها حلال أم حرام؟ وهل هناك توضيح مفصل لمثل هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
أما أكل لحم تلك الشاة جائز، ولا بأس به إلا إن كان هذا اللبن له أثر في تلك الشاة في طعم اللحم بعد الذبح، أو في طعم اللبن، أو في الرائحة، ونحو ذلك، أما إذا لم يكن له أثر فإن النجاسة على الصحيح من قولي العلماء تطهر بالاستحالة، فهذا اللبن الذي شربته تلك الشاة يكون قد استحال دماً ولحماً، فيطهر بالاستحالة. والله أعلم.
الأكل في البوفيه المفتوح
السؤال: ما حكم الأكل في مطاعم البوفيه المفتوح؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام، على رسول الله وبعد:
الأكل في البوفيه المفتوح يظهر والله أعلم، أنه جائز؛ لأن الغرر الموجود فيه يسير، والغرر اليسير جاء الشرع باحتماله، وإن كان الأحسن تركه.(1/83)
الخل
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أسألكم عن الخلّ؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الخل الأصل أنه مباح، وقد ثبت في صحيح مسلم (2051) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "نعم الإدام الخل"، إلا إن كان خمراً وخُلِّل فإنه لا يجوز.
الخل المصنع
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم .
أفتى بعض مشايخنا أن الخل المصنع في المصانع حرام لأن به نسبة من الكحول ولا أدري إن كان ذلك حقيقة أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأصل في الأطعمة أنها مباحة، لقول الله – عز وجل - : "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً" [البقرة: من الآية29]، وقوله – عز وجل-: "وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ" [الرحمن:10]، وعلى هذا فالخل الأصل أنه مباح، ولكن إن ثبت أن فيه نسبة من الكحول فلا يخلو هذا من أمرين:
الأمر الأول: أن تكون هذه النسبة يسيرة بحيث تضمحل وتستهلك في المباح فإنه مباح لأن هذه النسبة أصبح وجودها كعدمها.
الأمر الثاني: أن يكون أثرها لا يزال باقياً فإنه محرم لأن ما أسكر كثيره فقليله ولو نقطة واحدة محرم.
هل أكل لحم البقر مكروه؟
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم
ما رأيكم ورأي أهل العلم من مشايخنا في كراهية لحم البقر؟ لحديث صحيح فيه ذكره الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله- ما نصه: (إياكم ولحوم البقر فإنها داء) .. الحديث. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:(1/84)
لحوم البقر الأصل فيها الحل، لقول الله – عز وجل-: "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً"[البقرة: 29]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "والأرض وضعها للأنام"[الرحمن: 10]، وأما بالنسبة لكراهة أكلها استناداً على الحديث، فهذا الحديث موضع خلاف بين أهل العلم بين مثبت وعدم مثبت، والأظهر عدم إثباته، ويدل لذلك حديث جابر – رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- ذبح عن عائشة –رضي الله عنها- بقرة يوم النحر. رواه مسلم(1319)، وعن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ضحى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن نسائه بالبقر. رواه البخاري(5559)، ومسلم(1211)" فالذي يظهر أنه لا يُكره.
شرب حليب الجلالة
السؤال: السلام عليكم.
ما رأيكم بشرب حليب الجلالة؟ علماً بأن تحاشي ذلك سيسبب حرجاً ومشقة على المسلمين في الغرب،فالمعروف أن أكثر المزارع يطعمون الأبقار مخلفات، وبقايا لحوم حيوانات ميتة، مع أن هناك نوع آخر من الحليب ليس فيه بأس لكنه مرتفع الثمن جداً فوق طاقة الكثيرين شراؤه.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الجلالة موضع خلاف بين أهل العلم، وهي التي تأكل العذرة – النجاسة- واختلف أهل العلم – رحمهم الله- متى تحرم؟ فقال بعض العلماء: تحرم إذا كان أكثر علفها النجاسة، فإذا فرضنا أنها تطعم ثلاثة الأرباع- 75%- من الميتة، والدم المسفوح فإنه محرم، أما إذا كان أكثر علفها الطاهر بأن تطعم – مثلاً- خمسة وسبعين بالمائة من الطاهر، وخمسة وعشرين بالمائة من الميتة، ونحو ذلك فإنها جائزة، أو كان – مثلاً- النصف والنصف فإنها جائزة، هذا هو الرأي الأول.(1/85)
الرأي الثاني: أن لحم الجلالة ولبن الجلالة وحليبها لا يحرم إلا إذا كان للنجاسة أثر في اللحم أو اللبن، ونحو ذلك وهذا القول هو الصواب، فالصواب في هذه المسألة أنه إذا كان للنجاسة أثر في طعم اللحم أو رائحته، أو اللبن، أو يسبب أمراضاً، ونحو ذلك، فإنه محرم، وأما إذا لم يكن لها أثر فإنه جائز؛ لأن النجاسات تطهر بالاستحالة، وهذه الأشياء قد استحالت إلى دم، ولحم، وحليب، ونحو ذلك، هذا هو الصواب الأقرب من قولي العلماء –رحمهم الله- فيما يتعلق بالجلالة. والله أعلم.
التصبح بسبع تمرات
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سمعت أنه من تصبح بسبع تمرات لم يضره سام ولا سحر بإذن الله. هل هذا خاص بعجوة المدينة أم بالتمر عامة؟ أفيدونا من علمكم، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الأمر موضع خلاف، وذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا ليس خاصاً بعجوة المدينة، وإنما هو شامل للتمر كله لبركته، وإنما نصَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- على العجوة من قبيل التمثيل فقط، وهذا هو الأقرب. والله أعلم.
ذبح الشاة وعمرها أقل من ستة أشهر
السؤال: هل يجوز ذبح الشاة وعمرها أقل من ستة أشهر في غير الأضحية؟ وهل يجوز أكل ما وجد في بطنا بعد ذبحها؟ مع الدليل، ويشمل السؤال الماعز إن كان عمرها أقل من سنة.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/86)
ذبح الصغير من أولاد الشاة أو الماعز إذا لم يكن في أضحية ولا نذر، ولا عقيقة، ولا هدي فإن هذا جائز ولا بأس به، فلو ذبح أقل من ستة أشهر، أو الماعز أقل من سنة فإن هذا جائز ولا بأس به – إن شاء الله-، وأما بالنسبة للجنين الذي في بطن الشاة أو البقر، أو بطن الناقة، فإن هذا يباح أكله؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " ذكاة الجنين ذكاة أمه" أخرجه الترمذي (1476) وابن ماجه (3199)، فإذا ذكيت الأم الذكاة الشرعية فلا بأس. والله أعلم.
"ماء زمزم طعام طعم..."
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود السؤال عن ماء زمزم، حيث أشكل علي الحديث بما معناه "ماء زمزم طعام طعم وشفاء سقم"، هل معناه أنه يشفي من كل الأمراض؟ فلو افترضنا أن شخصاً مصاباً بالزائدة وعلاجها في الطب الحديث الإزالة عن طريق عملية جراحية، هل ماء زمزم يشفي منها؟ علماً أني مصدقا بالكتاب والسنة حتى لو لم يتضح لي مباشرة؛ لأن كلام الله وكلام رسوله – صلى الله عليه وسلم- صدق، والعيب والنقص فينا نحن. هذا والله أعلم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ماء زمزم سبب كغيره من الأسباب، ونحن مأمورون بفعل السبب، وإذا فعل الإنسان السبب فإن المسبب على الله، قد يحصل وقد لا يحصل. والله أعلم.
الأيمان
و النذور
اليمين بالكفر على ترك الخمر
السؤال: هو سؤال لصديق لي. كان صديقي يشرب الخمر، ولكنه أقلع عنها، ولكن والده اضطره أن يقول هذه اليمين: والله العظيم لأكونن كافراً لو شربت ثانياً. وهو الآن يعيش في دولة أجنبية، فإذا شرب في يوم ما الخمر فما هو حكم اليمين الذي قاله؟ هل سيكون كافراً أم يصوم ثلاثة أيام؟
الجواب:(1/87)
شرب الخمر محرم، ولا يجوز وهو من كبائر الذنوب، والله - عز وجل - يقول:"يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" [المائدة:90]، وأيضاً النبي –عليه الصلاة والسلام- لعن الخمر وشاربها وعاصرها ومعتصرها...، انظر: الترمذي (1295) وأبا داود (3674) وابن ماجة (3380) والإجماع منعقد على ذلك، ولهذا وجب فيها الحد على من شربها، وأنصح أخي السائل أن يقلع عن المحرم، وأن يستعين بالله، ويتوكل عليه.
أما إذا شربها فإنه لا يكون كافراً، وإنما يجب عليه أن يكفر كفارة يمين، وكفارة اليمين هي أن يطعم عشرة مساكين أو أن يكسوهم أو يعتق رقبة، فإذا لم يجد ذلك يرجع إلى الصيام فالصيام لا يكفِّر به حتى يعجز عن التكفير بالمال، يعجز عن التكفير بالإطعام أو الكسوة أو التحرير.
هل يعد العهد نذراً؟
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عاهدت الله ألا أعود لفعل شيء بقولي: أعاهد الله ألا أعود لهذا الشيء، إلا أنني فعلته، وفي نفس اللحظة كان بجواري رجل فعاهدته هو الآخر أمام الله، ألا أعود لذلك العمل، فهل هذا حلف أو نذر؟ وما العمل تجاه الله وتجاه ذلك الرجل الذي لا أعرفه؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كونه عاهد الله –عز وجل- على ألا يفعل شيئاً ثم فعله فهذا تجب عليه كفارة يمين؛ لكونه حنث، فهذا حكمه حكم اليمين، وبالنسبة للرجل هذا فيه تفصيل إن كان هذا الرجل ذا سلطة وعاهده ألا يفعل، وهذا العهد له أثر في تخفيف عقوبته، أو كان هذا العمل متعلق بهذا الرجل، بحيث إنه يؤذيه، أو يعتدي عليه، فالمهم أنه إذا كان يترتب على ذلك فعل محرم أو ترك حق فإنه لا تبرأ ذمته حتى يرجع إلى ذلك الذي عاهده، ويخبره، ويستوفي منه. والله أعلم.
نذر صيام شهر وأفطر فيه يوماً
السؤال: بسم الله. نذر شخص صيام شهر لله، ولكنه أفطر فيه يوماً عمدا،ً فهل يعيد الشهر أم يقضي اليوم الذي أفطره؟.(1/88)
الجواب:
أولاً: ينهى الإنسان عن النذر؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- "نَهَى عَنْ النَّذْرِ وَقَالَ إِنَّهُ لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ" أخرجه البخاري (6608) ومسلم (1639) فنذر المجازاة هو أن يعلق نذره على حصول محبوب أو زوال مكروه، هذا مكروه عند العلماء – رحمهم الله- لما ذكرنا من الدليل على ذلك، وهذا الرجل الذي نذر أن يصوم شهراً لا يخلو من حالتين:
الحالة الأولى: أن لا يشترط التتابع في نذره، وألا ينويه، بل قال: لله علي أن أصوم شهراً، ولم يشترط تتابعا،ً ولم ينوه، ولم يعين شهرا،ً فهذا يلزمه أن يصوم شهراً ولا يلزمه التتابع، فلو أنه أفطر في أثناء الشهر فهذا لا بأس به ولا شيء عليه.
والحالة الثانية: أن ينوي التتابع أو يشترطه أو يقول: علي صوم شهر معي،ن فهذا يجب عليه التتابع، وإذا أفطر فيه وجب عليه استئنافه من جديد، أو يبني ويكفر كفارة يمين أي يبني على ما صامه، ولا يستأنف ويكفر كفارة يمين.
عدم الوفاء بالنذر المعلق(1/89)
السؤال: عندما كان عمري عشرين عاماً كنت قد نذرت إذا فتح الله علي واشتغلت وأصبح راتبي فوق الثلاثة آلاف ريال أن أتصدق شهرياً بمبلغ 500 ريال من راتبي بمعنى أخرج من راتبي 500 ريال كل شهر، وقد كان، وقد أنعم الله علي براتب شهري يقدر بحوالي 5200 ريال منذ فترة تزيد عن الست سنوات، ولكني لم أف بالنذر طوال هذه المدة، علماً بأنني قد تزوجت منذ سنة، وعندي طفلة، وعلي ديون كثيرة، والتزامات عائلية كبيرة، سؤالي هل يعتبر نذري صحيحاً؟ خاصة أني كنت في سن لم أكن أفهم فيها متطلبات الحياة والتزاماتها بشكل واضح، ثم إذا صح نذري كيف يمكن أن أوفيه؟ خاصة أنني لم أخرجه فترة ست سنوات، مما يعني مبلغا كبيراً من المال، وأنا في حالة مالية صعبة، وأخيراً أنا كنت قد نذرت صياماً أو صلاة لا أذكرها، فكيف أوفي نذر صلاة أو صيام وأنا لا أذكركم ركعة نذرتها أو كم يوم صيام؟ أرجو إفادتي جزاكم الله خير الجزاء.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، - وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين-.(1/90)
أولاً: ينبغي أن نعلم أن النذر نهى عنه النبي – عليه الصلاة والسلام- وقال: "إنه يستخرج به من البخيل" البخاري (6608) ومسلم (1639)، فأقل أحواله الكراهة، أو نقول بأنه مكروه، وهذا النذر المعلق على حصول نعمة أو تفريج كربة، وكأن الناذر يسيء الظن بالله – عز وجل- وأن الله – عز وجل- لا يحقق له هذه النعمة أو لا يفرج هذه الكربة إلا إذا شرط لله – عز وجل- شرطاً، وأما بالنسبة لسؤال الأخ فإن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال في حديث عائشة – رضي الله عنها- في صحيح البخاري (6696) وغيره: "من نذر أن يطيع الله فليطعه"، وأنت نذرت نذر طاعة فيجب عليك أن توفي بهذا النذر وأن تتصدق من راتبك إذا كنت تقدر أن تتصدق كل شهر بخمسمائة ريال، وعليك أن تنظر في السنوات الماضية التي كنت تقدر أن تتصدق فيها، فعليك أن تخرجها إيفاء لنذرك، وأن تستمر على ذلك أيضاً، وأما الشهر الذي لا تقدر أن تفي فيه بنذرك لكونك تحتاج إلى النفقات ونحو ذلك فهذا تكفر عنه كفارة يمين، وأما بالنسبة للصلاة، أو الصيام فإذا كنت لا تدري فإنك تصوم يوماً أقل الصيام الشرعي، وتصلي ركعتين.
الصيام في النذر المعلق
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل 12 سنة قد نذرت إذا نجحت من الصف الثالث الثانوي بتفوق أن أصوم كل يوم اثنين وخميس، فطوال الفترة الماضية لم أكن مواظبا على الصيام، في الثلاثة الأشهر الماضية بدأت أواظب عليها، فما الحكم في الأيام التي لم أصمها؟ وما الحكم في بعض الأيام التي أكون فيها مدعواً على الغداء عند والدي أو غيره؟ هل أصوم ذلك اليوم أو أفطر؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة السلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:(1/91)
النبي – عليه الصلاة والسلام- نهى عن النذر، وقال: "إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل" البخاري (6608) ومسلم (1639)، فلا ينبغي للإنسان أن ينذر ويكلف نفسه ما لا تطيق، وخصوصاً هذا النذر المعلق، وكأن الناذر يسيء الظن بربه وأن الله – عز وجل- لا يفرج له كربه، ولا يزيل عنه عسراً إلا إذا شرط لله شرطاً، فهذا النذر المعلق كرهه أهل العلم، ومال بعض أهل العلم إلى تحريمه لما تقدم من الدليل على ذلك، وأما حكم ذلك فإنه كما قال النبي عليه – الصلاة والسلام- في حديث عائشة – رضي الله عنها-: "من نذر أن يطيع الله فليطعه" البخاري (6696)، فيجب عليك أن توفي بهذا النذر، وأن تصوم كما ألزمت نفسك كل يوم اثنين وخميس، وأما بالنسبة للأيام الماضية التي لم تصمها فعليك أن تجتهد في قضائها، وعليك أن تكفر كفارة يمين، وأما إذا حصل لك مناسبة في يوم من هذه الأيام ونحو ذلك فإنه لا يجوز لك أن تفطر لأن هذا الصيام صيام واجب، يجب عليك أن تفي به كرمضان، وقد قال العلماء – رحمهم الله- بأن الواجب بالنذر يلحق بالواجب بالشرع، فكما أنه لا يجوز لك أن تفطر في رمضان إذا حصل لك مناسبة، فكذلك أيضاً هنا، والله أعلم.
نذرت التبرع للمجاهدين فلم تجد من يوصل لهم المال
السؤال: امرأة نذرت مبلغاً من المال لإرساله إلى إخواننا المجاهدين في الشيشان، وعندما ذهبت للمؤسسة المخصصة لجمع التبرعات أخبرت أن المؤسسة لم تعد تقوم بمثل هذا النشاط الآن، فما كان من المرأة إلا أن أرسلت هذا المبلغ على صورة تبرع للفقراء في الشيشان، وبعد ذلك وجدت طريقة لنقل هذا المال للمجاهدين فما الحكم في النذر؟ وما الواجب عليها الآن؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/92)
يظهر والله أعلم أن هذه المرأة الآن لا شيء عليها، لأنها بذلت ثم أخبرت أنه يتعذر نقل مثل هذه الأشياء إلى المجاهدين، فصرفتها على فقرائهم، إن شاء الله لا شيء عليها؛ لأن الفقراء هؤلاء هم فقراء أهالي المجاهدين، وهذا إن شاء الله من إعانة المجاهدين.
نذرت بلبس ثوب العذراء لمدة شهر
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
قامت إحدى الفتيات بالنذر لوجه الله، وكان موضوع النذر بأن تقوم بلبس ثوب العذراء لمدة شهر.
السؤال: هل النذر صحيح من الناحية الدينية؟ وفي حال كونه صحيحاً ولا تستطيع تنفيذه ما هي كفارة هذا النذر؟. أرجو الإفاضة علينا بخبرتكم والله ولي التوفيق. وشكراً.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:
أولاً: لا ينبغي للإنسان أن ينذر، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- نهى عن النذر فقال: "إنه لا يرد القدر، وإنما يستخرج به من البخيل" أخرجه البخاري (6608) ومسلم (1640).
ثانياً: بالنسبة لهذا النذر لا يجب الوفاء به؛ لأنه ليس من نذر الطاعة، وعلى هذا تكفر كفارة يمين بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم تجد صامت ثلاثة أيام، لحديث عقبة – رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"كفارة النذر كفارة يمين" رواه مسلم (1645).
هل يُطْعِم متأخراً أم يصوم في الحال؟
السؤال: فضيلة الشيخ.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من ترتبت عليه كفارة يمين، ويمكنه أ ن يطعم من خلال منحة الدراسة التي سوف تأتيه بعد فترة ليست محددة، فهل ينتظر حتى تصله المنحة ويطعم؟ أم يصوم ثلاثة أيام؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(1/93)
وقت وجوب الكفارة عند الحنث بأن يترك ما حلف على فعله، أو يفعل ما حلف على تركه، فحينئذ تجب عليه الكفارة، فإن كان معسراً لا مال عنده يستطيع به أن يطعم عشرة مساكين، أو يكسوهم، أو يحرر رقبة، فإنه ينتقل حينئذ إلى الصيام بأن يصوم ثلاثة أيام متتابعة؛ لقول الله –عز وجل-:"لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ" [المائدة:89] ويجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام متتابعة لقراءة ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه-. والله أعلم.
كفارة اليمين المكررة
السؤال: أنا شاب، ولقد حلفت اليمين على ألا أفعل محرماً (العادة السرية)، و لكنني في كل مرة أعود إلى فعلها، وهكذا يتكرر معي هذا الأمر (الحلف ثم الحنث)، ولم أكفِّر عن هذه الأيمان (لم أقم بالإطعام ولا بالصيام) إلى يومنا هذا، تراكمت علي هذه الأيمان التي حنثت فيها) ولكنني الآن تبت توبة نصوحاً، والسؤال هو أنني قد قرأت حكم مسألة كفارة اليمين (قرأت ذلك في هذا الموقع) كالتالي:
- بعض المذاهب تقول إنه يجب عليّ التكفير عن كل يمين حنثت فيه.
- ويوجد أحد المذاهب يقول إنه يمكنني أن أقوم بكفّارة واحدة تنوب عن كل الكفاّرات.
فإذا أردت أن آخذ بالقول الثاني (كفارة واحدة تنوب عن جميع الكفارات) فهل يصح ذلك؟ وهل هذا التأخير في أداء الكفارة فيه إثم رغم أنني تبت إلى الله؟، وفي كيفية أداء الكفارة، أعلم أن إطعام عشرة مساكين أولاً, فإن لم أستطع فصيام ثلاثة أيام متتالية, والسؤال هو: لو أردت أن أصوم ثلاثة أيام متتالية رغم أنني أمتلك المال لإطعام المساكين , فهل يجوز ذلك؟ (المال الذي أمتلكه أحتاجه في قضاء أشياء أخرى).
الجواب:(1/94)
الصحيح من أقوال أهل العلم أنه يجب عليه لكل يمين حنث فيها كفارة مستقلة، والإنسان مُتعبَّد بما قال الله، وقال رسوله – صلى الله عليه وسلم-، وليس له أن يختار إذا قام الدليل، والله –عز وجل- يقول: "ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين" [المائدة:109]، وبالنسبة للإثم فإنه يأثم بالتأخير؛ لأن التكفير يجب على الفورية، وهكذا الأصل في أوامر الله، وأمر رسوله –صلى الله عليه وسلم- أنها تقتضي الوجوب والفورية، وبالنسبة للإطعام فأنت مخير إما أن تعتق رقبة أو تطعم عشرة مساكين، أو أن تكسوهم، والأرفق بك هو الإطعام، والإطعام إما أن تعطي كل مسكين كيلو من الأرز، أو أن تعشيهم، أو تغديهم، وإن أعطيتهم حَباً فالأحسن أن يكون معه إدام، كما ذهب إلى ذلك شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله- فإذا كنت تؤدم أهلك أي تعطم أهلك بإدم فإنك تطعم بإدام؛ لقول الله – عز وجل-: "من أوسط ما تطعمون أهليكم" [المائدة:89].
وأما بالنسبة للصيام فإنك لا تنتقل إليه حتى تعجز عن الإطعام أو الكسوة، أو تحرير الرقبة، فإذا كنت فقيراً لا تستطيع واحدة من الثلاث: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة تنتقل إلى الصيام؛ صيام ثلاثة أيام متتابعة.
ولا أعلم عن حاجتك للمال الذي عندك إذا كنت تحتاجه لأمور ضرورية كالنفقة أو حوائج أصلية، مثل أواني البيت أو أدوات مدرسية تحتاجها، أو ملابس تحتاجها، فهذا لا بأس فيه، أما إذا كان في أمور كمالية فليس لك ذلك. والله أعلم.
عاهدت نفسها على التصدق بذهب
السؤال : تعاهدت مع نفسها ليس بنية النذر إن سلم ابنها من مرض أن تتصدق بقطعة ذهبية ثمينة، والحمد لله سلم ابنها ولا زالت على نيتها بالتصدق بهذه القطعة، إلا أن هذه القطعة كانت هدية من أبيها المتوفى، وهي عزيزة عليها، فهل إن تصدقت بقيمتها واحتفظت بها تكون قد وفت بعهدها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم(1/95)
هذه المرأة إن كانت تلفظت وحركت لسانها فهذا نذر يجب عليها أن تتصدق بهذه الهبة، لحديث عائشة – رضي الله عنها- في البخاري (6696) أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه" وإن كانت لم تتلفظ، بمعنى أنها لم تحرك لسانها فإنه لا يلزمها شيء إن أخرجتها فلها ذلك، وإن لم تخرجها فلا شيء عليها.
الفرق بين اليمين والنذر
السؤال: ما الفرق بين اليمين والنذر في كتب الفقه؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اليمين هو توكيد المحلوف عليه بذكر اسم من أسماء الله أو صفة من صفاته وما ألحِق بذلك.
وأما النذر فهو: إيجاب المكلف على نفسه أمرًا غير واجب.
هذا هو الفرق بينهما، والنذر له أحكام، وقد يأخذ حكم اليمين إذا قصد فيه الحث أو المنع أو التصديق أو التكذيب، ولو كان بالصدقة على عباد الله، مثل لو قال: إن لم أسافر اليوم إلى مكة فعليّ أن أصوم شهرًا، أو أتصدق بألف ريال، فهذا حكمه حكم اليمين. والله أعلم.
النذر المعلق
السؤال: نذر شخص نذراً وحينها كان يجهل حكم النذر ولما عرف الحكم ندم على ذلك- والنذر هو أنه قال إن قتل شخص من العدو فسوف أتصدق بكذا، الإشكال أنه لا يحب أن يفعل شيئا مكروها وثانيا أن العدد لن يكون معروفا بالتحديد، وثالثا أن المدة لبقاء العدو مجهولة. فهل يجوز له أن يكفر كفارة يمين لتبرأ ذمته والله يحفظكم ويرعاكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/96)
أولاً: النذر مكروه، لأن النبي – عليه الصلاة والسلام – نهى عن النذر، وقال:"إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل" رواه البخاري (6608)، ومسلم(1639) من حديث عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-. وذهب بعض أهل العلم إلى تحريمه، وأما إذا نذر الإنسان طاعة، فإنه يجب عليه أن يوفي بها، لحديث عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" رواه البخاري(6696) فيجب عليه أن يوفي بذلك، وما دام أنه نذر إذا قتل أحد من الأعداء أن يتصدق، فعليه أن يتصدق حين يعلم بقتله أي عدو من الأعداء، إلا إذا خصص ذلك بمكان أو في زمان، أما إذا لم يخصص فإنه إذا علم فإنه يجب عليه أن يتصدق، أما إذا جهل فإنه لا يجب عليه؛ لأن الأصل براءة ذمته.
وأما كونه يكفر كفارة يمين فهذا ليس ظاهراً، لأن هذا نذر قربة وطاعة يجب عليه أن يوفي به، ما دام مستطيعاً.
هل ينعقد النذر مع الشك في النطق به؟
السؤال: وقعت في محنة شديدة وخفت على مال لي، فمن شدة الكرب قلت أو أظنني قلت لا أدري بلساني أم بقلبي الذي أتأكد منه أنني عقدت العزم على النذر وقلت بلسان الحال أو المقال هو لله، ثم نويت بعد ذلك ببرهة أن أقسمه جزءاً للفقراء وجزءاً لزواج أخي، وجزءاً أستبقيه لي، وفي الحقيقة فقد وقعت في عنت لكوني محتاج للمال، وأجدني في مشقة في الوفاء خاصة لو كان الحكم أن أخرجه كله ولا أقسمه كما سبق، والآن أنا أسأل:
1- هل انعقد النذر مع الشك في كوني نطقت به أو أجريته على قلبي فقط؟.
2-هل قولي هو لله نذر أم لا على فرض انعقاد النذر؟.
3-ما مدى صحة التخصيص الذي نويته من تقسيم للمال والاحتفاظ بجزء منه لي مع كونه كان بعد أن قلت هو لله على العموم، وكان الفاصل برهة قصيرة لم يتخللها كلام آخر؟.(1/97)
4- هل النذر هذا يخرج هذا المال من ملكي بحيث أعد غاصباً له لو استعملته ونويت الأداء فيما بعد، أم يجب الوفاء فوراً وعدم استعمال هذا المال؟.
5- هل لو أراد الإنسان ألا ينفذ النذر ويكفر، هل يجوز له ذلك في مثل تلك الصورة المعروضة، أم أن نذر الطاعة لا مخرج له إلا الوفاء به؟. أرجو أن يتسع صدركم لطول السؤال والإجابة عليه تفصيلاً، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هل نذر، أم لم ينذر؟ أم تحرك اللسان بالنذر، أم أن ذلك في قلبه فقط؟ فإن الأصل عدم النذر؛ لأن الأصل براءة الذمة من هذا الإيجاب حتى يتيقن، والله أعلم.
وقولك هو لله نذر، لأن النذر ليس له صيغة معينة، بل كل ما دل على أنه نذر لله –عز وجل- فهو نذر. والله أعلم.
نذر أن يطلق لحيته ولم يفعل
السؤال: استأمنني شخص على مال ليس بالقليل، ولخشية ضياعه حفظت جزءاً منه في مكان آخر ونسيته، ولما طلبت منه كشفاً بحسابه لدي اكتشفت ضياع هذا الجزء، ولا أكتمكم سراً لعب الشيطان برأسي أن المبلغ قد تمت سرقته، وأن السارق من زملائي الذين زاروني بالمنزل في خلال فترة بقاء المبلغ لدي، حاولت جاهداً أن أبعد هذا الشك لدي، ولكن أمي كانت تكبره في رأسي وكأنها تساعد الشيطان، فنذرت لله أن أطلق لحيتي ولا أحلقها، وأن أصلي لله قدراً من الصلاة إن وجدت المبلغ، وقد كان -والحمد لله- فأما عن الصلاة فقد صليتها -والحمد لله-، وأما عن اللحية فلم أستطع أن أتم ما اعتزمت عليه؛ لأنني كنت أسافر ليلا ولا أحب أن يستوقفني أحد رجال الشرطة ويضايقني بسببها، والآن وقد انتهي السبب فلم أعد لها، فما حكم الله والإسلام في ذلك؟ وماذا يتوجب علي فعله؟ وكذلك من ناحية شكي بزملائي - هل أصارحهم أم أكتم عنهم؟ معذرة للإطالة، ولكن أعذرني يا شيخ فالأمر يقلقني ويسهدني. ولكم جزيل الشكر والثواب إن شاء الله.
الجواب:(1/98)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما بالنسبة للنذر فنقول: إن النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول في حديث عائشة – رضي الله عنها-: "من نذر أن يطيع الله فليطعه" أخرجه البخاري (6696)، وترك اللحية هذا من طاعة الله –عز وجل-، فيجب عليك أن تطيع الله –عز وجل- في ذلك، وإذا حلقت لحيتك وخالفت فإنه يجب عليك أن تكفر كفارة يمين، ويجب عليك أن تعود إلى طاعة الله – عز وجل-، ولا تحلقها؛ لأن هذا واجب عليك بأمرين:
أولاً: بإيجاب الشارع عليك.
والأمر الثاني: بإيجابك له على نفسك بالنذر.
وأما بالنسبة لمصارحة الزملاء وأنك شككت فيهم، فإن هذا لا يجب عليك، ولا يترتب عليه شيء. والله أعلم.
يمين الغضبان
السؤال: السلام عليكم.
هل صحيح أن الذي يحلف بالله وهو غاضب يجوز له أن يتراجع ولا يعمل ما حلف عليه إذا كان ذلك أفضل؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا حلف الإنسان بالله وهو غاضب، فإنه لا يخلو من ثلاث حالات:
الأولى: أن يكون الغضب شديداً، بحيث يغطي على عقله ولا يشعر بما يقول، فهذا لا يترتب على يمينه شيء.(1/99)
الثانية: أن يكون الغضب في بداياته؛ بحيث إنه يتصور ما يقول، ويملك نفسه، فهذا يمينه منعقدة، فإن كان حلف على فعل محرم فلا يجوز له أن يفعله، وإن كان على ترك واجب أيضاً لم يجوز له تركه، وإن كان على مستحب، فالأولى أن يحنث فيه ولا يفعل ترك المستحب؛ لقول الله – عز وجل-: "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس" [البقرة:224]، وأيضاً قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي موسى – رضي الله عنه-: " إِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ ثُمَّ أَرَى خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ" أخرجه البخاري (6623) ومسلم (1649) ويكفر الحانث في هذه الحالة عن يمينيه كفارة يمين.
الثالثة: أن يكون الغضب متوسطاً؛ بحيث إنه يدرك ما يقول ويتصوره، لكن لا يستطيع أن يملك نفسه، فأوقع اليمين، فهذا لا ينعقد يمينه على الصواب من أقوال أهل العلم. والله أعلم.
هل ينعقد يمين الحالف هازلاً؟
السؤال : إذا حلف شخص على شيء مازحاً هازلاً، هل تنعقد يمينه؟ أرجو بيان أقوال المذاهب الفقهية في ذلك وما الراجح منها؟ وجزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا حلف مازحاً هازلاً لم يقصد عقد اليمين فإنه لا تنعقد يمينه؛ لأنه لا بد في عقد اليمين من عزم القلب، ولا أعرف خلافاً لأهل العلم في ذلك، فإن الله –عز وجل- قال: "لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان" [المائدة:89] والهازل لم يعقد اليمين. والله أعلم.
هل هذه يمين غموس؟(1/100)
السؤال: كان معي مستند مهم جداً موقع من أحد المتعاملين مع عملي، قمت بتصويره وإيداعه لدى رئيسي في العمل حفاظاً عليه، واحتفظت بصورة منه في حقيبتي، وعند حضور هذا الشخص الموقع على المستند وطلب الاطلاع على المستند قلت له إن المستند ليس معي، وعندما قال إنه رأى المستند في حقيبتي (صوره) قلت له والله العظيم المستند ليس معي وهو مع رئيسي، علماً بأنني أطلعته على الصورة بعد ذلك من حقيبتي. فهل هذا يمين غموس، وإن كان ذلك، فكيف أكفِّر عنه؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
اليمين الغموس هي التي يحلفها الإنسان على أمر ماض كاذباً متعمداً، ومن ذلك اليمين التي يحلفها على أكل مال امرئ مسلم، وهذه اليمين التي حلفتها يصدق عليها هذا الضابط، فإنك حلفت على أمر ماض عالماً كاذباً متعمداً، فتأثم، إلا إذا كان الإنسان يخاف الضرر، فالضرورات تبيح المحذورات، وعليك حينئذ أن تتوب إلى الله – عز وجل- إذا لم تخش الضرر، أما إذا خشيت الضرر فلا شيء عليك، وأما الكفارة فلا كفارة فيها. والله أعلم.
النذر لمنع النفس من المعصية
السؤال: نذرت أكثر من نذر بصوم شهرين متتابعين، وأيضاً بصوم أربعين يوماً، و بصوم عشرين يوماً إن أنا عدت لعادة التدخين, ولكن –للأسف- ضعفت نفسي وعدت إليه، وأنا مستعد لصوم عشرين يوماً، وأيضاً أربعين يوماً، و لكن الشهرين المتتابعين أجد نفسي غير قادر على صيامهما. فما هي كفارتي؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/101)
إذا نذرت صوم الشهرين، وقلت: إن أنا عدت إلى التدخين فعلي صيام شهرين متتابعين، فهذا النذر قٌصد به المنع والامتناع عن التدخين، فيكون حكمه حكم اليمين، كما ورد عن الصحابة –رضي الله عنهم-، وعلى هذا تكفِّر كفارة يمين، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم تستطع فصم ثلاثة أيام متتابعة، ومثل ذلك أيضاً بقية النذور إذا كان قصدك الامتناع بها عن التدخين، فإن حكمه حكم اليمين، تكفر كفارة يمين كما سلف، أما إذا كان النذر ليس كذلك، وإنما نذرت لله عبادة، قلت: لله عليَّ أن أصوم شهرين متتابعين، أو أصوم عشرة أيام، أو أصوم عشرين يوماً... إلخ، ففي حديث عائشة –رضي الله عنها- في البخاري(6696) أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من نذر أن يطيع الله فليطعه..." الحديث..، وأنصح الأخ السائل ألا يجعل النذر على لسانه؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- نهى عن النذر وقال: "إنه لا يرد من القدر، وإنما يستخرج به من البخيل" رواه البخاري(6609)، ومسلم(1640) من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-، وأخبر أنه لا يرد القدر.
المعاملات
ملتزم اشترى خمر لسكّير
السؤال: مسلم ملتزم عن وعي بدينه, طولب بشراء الخمر لسكير فاشتراه له. ما حكم الشرع في ذلك؟ هل يمكن إدخال هذا في حكم عبادة الطاعات أو شرك الطاعات أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
شراء الخمر لمن يشربها محرم ولا يجوز، فالله – عز وجل – يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ" [المائدة: من الآية2]، ولا شك أن هذا داخل في الإثم من اتباع الهوى، ولا شك أن اتباع الهوى نوع من الشرك بالاعتبار العام.
بيع شقة لطبيب نساء يحولها إلى عيادة نسائية
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/102)
عندي شقة للبيع، تقدم طبيب نساء لشرائها لتكون عيادة خاصة به، وكما تعلمون فإن الإجهاض مسموح به في تونس، وإني أخاف أن يقوم هذا الطبيب بمثل تلك العمليات، فهل آثم إن بعت له الشقة؟ والسلام عليكم .
الجواب:
الله – عز وجل- يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" [المائدة: من الآية2]، والله – عز وجل- إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فإذا كان هذا المسكن يباع لأجل أن يقام فيه أمر محرم كالإجهاض، وغيره، فنقول: بأن هذا لا يجوز، قال الله – عز وجل-: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من لا يحتسب" [الطلاق:2-3]، والله تعالى أعلم.
دفع عربوناً ولم يرجع
السؤال: تم اتفاق أحد موظفينا على تأجير شقة إلى أحد الزبائن، وتم استلام عربون، ولكن لم يحضر في الموعد المحدد، وقد تأخر إلى موعد موسم حيث السعر يعتبر أكثر من السعر المتفق عليه، هل لي أن ألغي الاتفاق؟ علماً أني قد طلبت مسبقاً إبلاغ الزبون عدم ضمان وجود شقة عند حضوره.
الجواب:
إذا استأجر ودفع العربون ولم يتقيد بالشروط بحيث أنه تأخر عن الاستئجار فإن للمؤجر أن يلغي هذا العقد، ويفسخه لما يترتب عليه من الضرر، وأما بالنسبة للعربون فإنه يكون للمؤجر؛ إذ إن المسلمين على شروطهم.
اشتركا في مطعم أحدهما بماله والآخر بجهده
السؤال: سؤالي حول مشروع تجاري بين رجلين: الأول جهز مطعماً من ماله والآخر يعمل في هذا المطعم على أن يدفع الفواتير ورواتب العمال وباقي المصاريف وعلى أن يدفع لصاحب رأس المال مبلغاً ثابتاً كل أسبوع، فهل هذا عقد إجارة أم عقد مضاربة؟ وهل هو جائز أم لا؟ والله يحفظكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/103)
هذا يختلف، لا أدري هل عقد معه عقد إجارة، أجره المطعم وأجره أدوات الطبخ وما يتعلق بالمطعم، أو لا، أو أنهما تشاركا، فيظهر لي من صيغة السؤال أن الرجلين تشاركا في ذلك، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز أن يختص صاحب المحل بجزء من المال بل يشتركان، إذ أن مبنى الشركة أو شرط الشركة أن تقوم على العدل، بأن يشتركا في المغنم والمغرم فيكون لكل واحد منهما جزء مشاع معلوم من الربح فيتفقان على أن هذا له النصف وهذا له النصف أو هذا له الربع وهذا له ثلاثة أرباع وهكذا بعد أن يخرجا كلاً من أجرة العمال وما يحتاجان إليه من شراء المواد وغير ذلك.
أخذ الراتب من غير عمل
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنت على وظيفة في إحدى الإدارات الحكومية، وقال لي مديري: لا تأتي للعمل، وظللت على هذه الحالة لمدة سنتين، ويصرف لي الراتب كاملاً، ثم قدمت استقالتي لعدم ارتياحي لهذه الطريقة، ما حكم المبالغ التي تقاضيتها؟ علماً أني تصرفت بجزء من الرواتب. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
بالنسبة إلى هذا العمل من قبل المدير لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون المدير قد فوض له ذلك بمعنى أنه فوض له إذا كثر العمال وقل العمل بحيث أنه لا يحتاج إليهم ونحو ذلك، أن يصرف بعض الموظفين، فإذا كان فوض له من قبل النظام فإن هذا جائز ولا بأس فيه، وتكون هذه الرواتب لا شيء فيها.
وأما القسم الثاني: ألا يكون قد فوض له وإنما هذا اجتهاد من عنده، فهذا العمل لا يصح منه وهو آثم وما أخذته من راتب أو مكافأة فإنك ترده لنفس الدائرة، وإذا لم تتمكن فإنك تصرفه في طرق الخيرات تخلصاً منه.
التأمين على السيارة والنفس
السؤال: ما حكم التأمين على السيارة وعلى النفس؟
الجواب:(1/104)
التأمين على السيارة أو الروح من الميسر، فهو داخل تحت قوله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة:90]، ولحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- :"نهى عن الغرر" رواه مسلم (1513)، والتأمين فيه غرر وميسر، إذ الداخل فيه دائر بين الغنم والغرم، وبالله التوفيق.
بيع الذهب وتأجيل جزء من ثمنه
السؤال (15984): ما حكم بيع الذهب للجمهور مع بقاء جزء من الثمن يسدد بعد فترة؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
بيع الذهب سواء كان للذكر أو للأنثى لا بد أن يكون يداً بيد؛ لحديث عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- وفيه قول النبي –صلى الله عليه وسلم-:"فإذا اختلفت هذه الأشياء فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد" مسلم (1587)، فإذا بعت الذهب بالدراهم أو بالريالات أو بالدولارات أو بالدينارات...إلخ، لا بد أن يكون يداً بيد ولا يجوز تأخير القبض.
شراء الدين بثمن أقل
السؤال: لي صديق كان عليه دين للبنك سبعة آلاف درهم، يسددها بالأقساط فقلت له: أعطني خمسة آلاف نقداً وأنا أتحمل عنك السبعة آلاف درهم، فما الحكم في هذه الصورة؟ وهل يعتبر ربا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
هذه الصورة محرمة ولا تجوز فإن حقيقتها شراء دين لشخص على شخص ثالث غير المتابعين، وهذا أمر محرم لا يجوز لأمرين:
الأمر الأول: لوجود التفاضل، ففي هذا الوقوع في ربا النسيئة إذ أن مبادلة الدراهم بالدراهم لا بد أن تكون مثلاً بمثل.(1/105)
الأمر الثاني: الوقوع في ربا النسيئة لعدم القبض، إذ إنه مع اتحاد الجنس عند مبادلة المال الربوي يشترط الشرطان: الشرط الأول: الحلول والتقابض. الشرط الثاني: التماثل؛ لحديث عبادة وحديث أبي سعيد وغيرهما من الأحاديث. انظر: البخاري (2061) ومسلم (1584).
الشركة بالجاه والجهد
السؤال: اتفق شخصان أن يفتحا محلاً باسم الشخص الأول وقال الشخص الثاني للأول: سأعطيك كل شهر عشرة آلاف ومضى عليهم ثلاث سنوات وخلالها كل سنة والشخص الثاني ينقص المبلغ وأنا أستخدم اسمك في الدوائر ووافق الطرف الأول، علماً أن الشخص الأول لم يحدد المبلغ المطلوب من الشخص الثاني، وخلال الفترة التي تم الاتفاق فيها استغل الشخص الثاني الاسم في أنه سجل إقامات باسم المؤسسة التي فتحها باسم الأول وهو بعلم الأول، السؤال: هل هذه المبالغ التي يستلمها منه سنوياً جائزة؟ وهل يجوز للأول أن يزيد المبلغ السنوي؟
الجواب:
هذه المعاملة يعتريها محذوران، المحذور الأول: الكذب فإن أحدهما فتح أو فتحت الشركة باسم أحد الشخصين وهي ليست له وإنما في الحقيقة للآخر.
والأمر الثاني: أيضاً يظهر أن فيها مخالفة للنظام فإذا كان كذلك فلا يجوز.
سرق من المال العام وتاب
السؤال: أسأل فضيلتكم عن حكم الدين في من سرق مبلغاً بسيطاً من المال من أموال عامة وليس من أفراد منذ سنوات، والآن أنا تبت إلى الله وندمت على ما فعلت وعندما هممت أن أتبرأ من هذا المال وأطهر باقي مالي تمت سرقة كل ما هو فائض عندي من أموال فهل الآن ما سرق مني يعتبر كفارة لما قد يكون قد دخل في أموالي بغير حق ولا أستطيع ردها؟ خاصة وأنه أكبر بكثير أم أبيع سيارتي أو منزلي لكي أخرج هذا المال أم أكتفي بالتوبة؟ خاصة وأنني فقدت معظم ممتلكاتي.
الجواب:
من سرق مالاً فإن هذا لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يعرف صاحبه أو يعرف وارثه إن كان ميتاً فهذا يجب أن يرده إلى صاحبه ولا تبرأ ذمته إلا بذلك.(1/106)
الأمر الثاني: إذا كان لا يعرف صاحبه أو جهله ولا يعرف وارثه، أو هذا المال ليس له مالك معين وسرقه فإنه يجب عليه أن يتخلص منه بالصدقة على فقراء المسلمين.
التوفير... والربح الثابت
السؤال : السلام عليكم
في باكستان معظم برامج التوفير تتحكم بها الحكومة وهي حسابات توفير معرضة للربح والخسارة، لكنها تعطي ربحاً بمبلغ ثابت كل سنة، هل هذا جائز في الشرع أم يعتبر ربا؟
الجواب:
بالنسبة لحساب التوفير هذا لا أدري ما هي كيفيته، فإذا كانت الكيفية أن الدولة تأخذ منهم دراهم وتضارب بها وتعطيهم ربحاً معيناً فهذا لا يجوز؛ لأن الشركة لابد أن تقوم على العدل، والعدل هو أن يشترك المتشاركان في المغنم والمغرم، وذلك بأن يكون نصيب كل واحد منهما جزءاً مشاعاً معلوماً من الربح، وأما تحديده بكذا وكذا مثلاً بعشرين ربية أو مائة ربية... إلخ، فإن هذا لا يجوز، بل لابد أن يتفقا على أن لكل واحد منهما النصف من الربح، أو هذا له الربع وهذا له ثلاثة أرباع وهكذا، مع اشتراط أن تكون المضاربة شرعية.
الاستدانة من بائعي المخدرات
السؤال : اقترضت مبلغا من المال من أحد تجار المخدرات 150 ريالاً، وقد توفي هذا الشخص وأردت الحج وأفتاني أحد الدعاة أن أحج فهل هذا يجوز؟ وما حكم هذا الدين؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الحج صحيح ولا بأس به إن شاء الله، وأما بالنسبة للدين فإنه يجب عليك أن ترده إلى أهله وهم الورثة، لأنه قد يكون من مال حلال.
إنشاء صندوق تعاوني
السؤال: بسم الله.(1/107)
سؤالي التالي: أنا مشترك مع بعض زملاء العمل في إنشاء صندوق يتكون من 13 عضواً حيث يتم دفع مبلغ رمزي من المال من جميع المشتركين للصندوق، وظيفة الصندوق المساهمة بمبلغ من الصندوق محدد مسبقا في حالات معينة مثل: وفاة المشترك أو أحد الأقرباء من الدرجة الأولى؛ وكذلك في حالة مرض أحد المشتركين، سؤالي: هل يعتبر هذا النوع من التعاون جائزاً شرعا؟ آمل إفادتي، والسلام عليكم.
الجواب:
إذا كان في هذا إلزام ومن لم يدفع لا يعط ومن دفع فإنه يأخذ، وقد يأخذ قليلاً وقد يأخذ كثيراً هذا من التأمين المحرم، وهو من الميسر، والصواب في التعاون في مثل هذا: أن يتفق أناس على أن يدفع كل واحد منهم ما تتيسر به حاله بدون إلزام، ويكون مثل هذا المال لمن أصابه حادث بلا تعدٍ ولا تفريط منه، يعني تدرس حاله بحيث لا يكون منه تعد ولا تفريط، والله أعلم.
أخذ الدية من شركة التأمين
السؤال: إني أحبكم في الله، قدر الله -وما شاء فعل- على ابن خالي عمره 12 سنة، أن صدمته سيارة عند بيتهم، وبعد 16 يوماً بالمستشفى وهو في حالة غيبوبة توفاه الله سبحانه وتعالى، قبل أسبوع من الآن جاء كفيل السائق الذي صدمه وهو أندونيسي الجنسية، وألح على خالي بأن يأخذ الدية، مع العلم أن خالي تنازل من أول ما حصل الحادث، المال الذي سوف يدفع للدية هو من شركة التأمين، لأن السائق مؤمن على رخصته، والمال سوف تدفعه شركة التأمين، قال خالي إذا أخذت المال سوف أبني به مسجداً وبئراً بإحدى الدول الإسلامية، والباقي من المال سوف يوزع على الجمعيات الخيرية، هل يجوز أخذ الدية التي سوف تدفعها شركة التأمين؟ ونحن نعلم أن التأمين حرام. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
خالك لا يخلو من أمرين:(1/108)
الأمر الأول: أن يكون تنازل عن الدية ظناً منه أنها لازمة لهذا السائق، وقصد بتنازله إبراء ذمة هذا السائق فقط، ولم يقصد التنازل مطلقاً حتى ولو كان عن شركة التأمين، فهذا لا بأس أن يأخذ الدية.
وأما إن كان قصده التنازل مطلقاً سواء كان عن السائق أو شركة التأمين، وتنازل فإنه لا يجوز له أن يأخذ شيئاً، وإذا جاز له أن يأخذ هذه الدية، فإن هذه الدية تكون ميراثاً لخالك ولزوجته، فالخال له الثلثان، وأم المتوفى لها الثلث، هذا إن كان صغيراً، أما إن كان كبيراً وله أولاد فكل منهم يأخذ من الأبوين السدس والباقي للأولاد، للذكر مثل حظ الأنثيين، وإذا أخذ خالك نصيبه فإنه لا يلزم أن يبني به مسجداً بل إن شاء أن يستهلكه، وإن شاء بنى به مسجداً.
تراهن المتخاصمين من مالهما
السؤال: تراهنت أنا وزميلي على معلومة، كل يعتقد أن رأيه صحيح، وقمنا بإعطاء زميل لنا آخر خمسمائة ريال من كل واحد منا على أن يأخذها صاحب الجواب الصحيح, فهل هذا الرهان جائز بين اثنين هما اللذان يدفعان النقود؟ أفتونا جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم.
الجواب:
هذا الرهان محرم ولا يجوز، وهو من الميسر، إذ إن الرهان الذي يكون فيه العوض من الطرفين إنما هو في آلات الحرب، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "لا سبق إلا في خف، أو نصل، أو حافر" رواه الترمذي (1700)، والنسائي (3585)، وأبو داود (2574)، وابن ماجة (2878) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، أما هذا فإنه لا يجوز، اللهم إلا إذا كانت هذه المعلومة تتعلق بالعلوم الشرعية كالحديث، والفقه، والتوحيد، ونحو ذلك، فهذا أجازه بعض أهل العلم، لأن الدين قام بالسيف والسنان، وكذا بالعلم والبيان.
التأجير لغير المسلمين(1/109)
السؤال: نملك غرفة، وجاءني شخص مسلم اسمه عبد الناصر من الجنسية الهندية يريد استئجارها لشخص آخر كان يسكن معهم أو بجوارهم، وفعلا تم الاتفاق بيني وبين الشخص الأخير وعملنا اتفاقية وتم التوقيع عليها وبعد مرور عدة أيام من ذلك سألت أناساً آخرين من نفس الجنسية عن ديانة هذا الشخص فتبين لي أنه غير مسلم (هندوسي). ولم أكن أعلم بذلك لأنني بنيت على الشخص الذي أحضره لي (عبد الناصر)، فما رأي أصحاب الفضيلة في التأجير لأناس غير مسلمين؟ سواء مساكن أو محلات تجارية؟ وكذلك ما حكم التأجير لأناس مسلمين ولكنهم يصلون أغلب الأوقات في البيوت ولا يصلون في المساجد إلا قليلا؟ وخاصة صلاة الجمعة. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
مثل هذا التأجير يظهر أنه صحيح، ويدل لهذا أن النبي –صلى الله عليه وسلم- تعامل مع الكفار وباع واشترى منهم، لكن الأحسن والأولى أن يعتني المسلم بأن يُؤجر للمسلمين المتقين، وألا يدخل بيته أو محلاته حتى ولو كان عن طريق الإيجار إلا من اتصف بالإسلام والاتباع والتقوى.
التدرب في البنك السعودي الأمريكي
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب في كلية الحاسب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، نظام الجامعة يتطلب مني قضاء فترة 8 أسابيع بالتدريب في شركة قبل التخرج. فهل يجوز التدرب هذه الفترة في البنك السعودي الأمريكي؟ علما أنني سوف أعمل في قسم الشبكات (لا علاقة لي بالأمور المالية)، وأنهم سوف يخصصون لي 2500 ريال شهرياً. وشكراً.
الجواب:(1/110)
مثل هذا العمل، عمل في مؤسسة تعمل في المحرم، وفي ذلك إعانة لهم على هذا العمل المحرم فلا يظهر أنه يجوز؛ لأن الله عز وجل يقول:"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، وفي حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-:"إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" البخاري (91) ومسلم (1015) فعلى الأخ السائل أن يبحث عن مكان آخر يتدرب فيه.
الاشتراك في الاتصالات للحصول على الخصم
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدى شركة الاتصالات اشتراك بعشرة ريالات لشهر واحد، وتحصل عند اشتراكك على خصم (25%) من مكالمات الإنترنت، ما حكم الاشتراك في هذا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا بأس بذلك، لأن الأصل في المعاملات الحل، ولوجود المنفعة من الطرفين، ولأن الغرر هنا مغتفر.
فواتير الاتصالات هل تعتبر ديناً؟
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا كنت في سنة 2002 أشتغل بمحل للطباعة، وكنت مشتركة بالإنترنت (أي فاتحة خط لي للنت)، وكنت أدفع الفاتورة شهرياً إلا أنني عندما طلعت من ذلك المحل لم أدفع للشهر الأخير إلى يومي هذا وهم أيضاً لم يتصلوا بي، فهل ذلك يعتبر أيضاً ديناً علي أم لا؟ علماً أن الخط مقطوع الآن إلى أن أسدد المبلغ، ولكنني لا أريد استرجاعه لأنه ليس لدي كمبيوتر في البيت، وأنا الآن أستعمل كمبيوتر أولاد عمي. أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:(1/111)
نقول بأن هذا دين عليك، يجب عليك أن تسدديه، لأن هذه المنافع استهلكتها أنت مقابل حق، ولم تسددي هذا الحق، فيجب عليك أن تقومي بسداده، والله عز وجل يقول:"يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1] ، وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"المسلمون على شروطهم" الترمذي (1352) وقال: حسن صحيح، وكذلك رواه أبو داود (3594) وغيره، وقد عقدوا معك على أن تسددي، فشرطوا عليك أن تسددي، فلا يجوز ترك السداد، والله أعلم.
العمل في البنوك
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم العمل في البنوك؟ فأنا كنت أعمل في بنك ببلدي السودان مما يطلق عليها البنوك الإسلامية، لكنها حقيقة الأمر ليست كذلك، فكيف أكفر عن هذا العمل الذي كنت أعمل به؟ فأرجو من فضيلتكم الإفادة، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
المال إذا كان محرماً لكسبه، فلا يخلو الكاسب من أمرين، الأمر الأول: أن يعلم وجه التحريم، وأن هذا الكسب محرم فإن عليه أن يتخلص منه بوجوه القربات، حيث يتصدق به على الفقراء والمساكين ويجعله في الجمعيات الخيرية وبناء المساجد، والمدارس الشرعية وغير ذلك.
الأمر الثاني: أن يجهل أن هذا الأمر محرم، أو يظن أنه حلال.. إلخ، ثم يتوب فهذا ليس عليه شيء.
العمل في فندق يبيع الخمر
السؤال: أعمل نائب مدير ورئيس قسم الاستقبال في فندق، فهل يعتبر عملي حراماً أم مكروهاً أو حلالاً؟ حيث أن الفندق يقوم ببيع الخمر؟ مع العلم بأنه ليس لي علاقة ببيع أو حمل الخمر.
السؤال الثاني: ما حكم الإقامة في النمسا بغرض العمل؟ حيث أن عملي في مصر لا يكفي متطلبات الحياة، وقد حاولت الحصول على عقد عمل في دولة عربية، ولكن لم أستطع فهل أعمل هناك لفترة محددة أم لا؟ وما العمل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه أجمعين، وبعد:(1/112)
لا شك أن بيع الخمر محرم ولا يجوز، والله عز وجل يقول:"إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" [المائدة:90]، وفي حديث جابر –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم-:"إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والأصنام" البخاري (2236) ومسلم (1581)، فإذا كان كذلك فلا تجوز المساعدة في بيعها بقليل أو كثير، ولا شك ولا ريب أن الذي يستقبل الساكنين في مثل هذا الفندق ويهيئ لهم السكن يكون مشاركاً في هذا الإثم وتلك المعصية، فأنصح الأخ السائل أن يبتعد عن هذا، وأن يجتهد في البحث عن عمل حلال ولو كان أقل دخلاً، "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" [الطلاق:2-3]، فيجتهد في البحث عن عمل حلال فإذا وجده انتقل إليه.
الإجابة على الشق الثاني:
الحمد لله، وبعد:
الإقامة في مثل تلك البلدان إذا كانت للإنسان مندوحة عنها بأن يقيم في بلده أو يعمل ولو كان عمله قليلاً فإنها لا تجوز له؛ لأن الإقامة في مثل تلك البلدان فيها محاذير شرعية كثيرة، تتعلق بالشبهات والتشكيك بأمور العقيدة، والاستهزاء بالدين، ومخالطة الكفار ومداهنتهم على حساب الدين، وغير ذلك، وكذلك أيضاً ما يتعلق بالشهوات، فهناك المناظر السيئة من النساء، وكذلك مخالطتهن مما هو من أسباب الرذيلة والفحش والفسق وغير ذلك مما هو مدرك ومعلوم، فإذا كان الإنسان غرضه بالإقامة هناك مجرد العمل وهو يجد عملاً في بلده ولو كان قليلاً فإن الواجب عليه العمل في بلده، وأما إذا احتسب الأجر عند الله عز وجل وجاهد نفسه، واستطاع أن يظهر دينه، ويعمل من أجل إقامة دين الله والدعوة إليه فهذا مثاب إن شاء الله.
تأجير الزوجة نفسها
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم من تعمل بالمنزل وتخفي عن زوجها المال الذي تجنيه؟ مع العلم أنه عمل شريف من طبخ وما شابهه. أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
تأجير الزوجة نفسها ينقسم إلى قسمين:(1/113)
القسم الأول: إجارة خاصة وهي التي قدر نفعها بالزمن، هذا لا يصح إلا بإذن الزوج، إلا إذا كان الزوج قد شرط عليه ذلك في العقد.
القسم الثاني: إجارة مشتركة وهي التي قدر نفعها بالعمل، وهذا مثل عمل هذه المرأة كأن تتقبل أعمالاً في بيتها، من خياطة وطبخ ونحو ذلك، فهذا لا بأس به، ويجوز للمرأة هذا الأجر بشرط ألا يُلحِق ذلك ضرراً على الزوج، ولا يشترط إذن الزوج في ذلك، فإذا لم يُلحِق ضرراً على الزوج، ولم يكن فيه أخذ من ماله أو من طعامه دون إذنه ورضاه، فإن هذا جائز ولا بأس به، والمال يكون للمرأة.
تأجير البيوت للكفار
السؤال: هل يجوز تأجير بيت سكني للكافر؟.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
تأجير البيت لمجرد السكنى للكافر لا بأس به إن شاء الله، لأن الأصل في المعاملات الحل، لكن إذا كان سيتخذه متعبداً فلا يجوز، أما إذا كان لمجرد السكنى فهذا لا بأس به، وإن كان الأحسن والأولى أن يؤجر لمسلم.
شراء الشهادات لمن يملك أهليتها
السؤال: فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: لم أستطع الانتساب إلى الجامعة، وذلك لمرور أكثر من عشر سنوات من تخرجي من الثانوية العامة، ونظام الجامعات لدينا لا يسمح بالانتساب لمن مضى عليه أكثر من خمس سنوات من تخرجه من الثانوية العامة، وقد حاولت بعدة طرق أن أنتسب ولكن لم أفلح، وحيث إني موظف في إحدى الشركات وينوون استبدال أو تقليص من يحمل الثانوية العامة بالجامعيين, وقد أفصل من عملي بسبب ذلك, فسؤالي:
هل يجوز لي شراء شهادة البكالوريوس في نفس تخصصي؟ حيث إنني ملم إلماماً ممتازاً جدا بتخصصي ووظيفتي التي أعمل بها، ولدي خبرة 8 سنوات في أداء تخصصي، وقد رفعت مستواي الوظيفي والتقني إلى أعلى من درجة من يتخرج من الجامعة. أفتونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:(1/114)
هذا لا يجوز؛ لأنه من الكذب والغش والتدليس، فإنك ستأخذ شهادة على أنك درست هذه المراحل وأنت لم تدرسها، فنقول: بأن هذا كذب وغش وتدليس، وظلم للآخرين فلا يجوز ذلك، حتى ولو كانت لديك خبرة.
التصدق بمستحقات يصعب إيصالها لذويها
السؤال: أود أن أسال الشيخ سؤالا أشغلني كثيرا: كنت أدرس في الولايات الأمريكية، وأثناء تلك الفترة اشتريت جهاز كومبيوتر ببطاقة ائتمان MASTERCARD ، وكنت أنوي دفع المبلغ الأساسي لقيمة الجهاز، كنت أدفع شهريا جزءاً من المبلغ، ثم توقفت لظروف ما، والآن أقفل حسابي لديهم ولا أستطيع الوصول إليهم، أو ضمان وصول المبلغ إليهم، السؤال: ما هو الواجب علي؟ هل يجوز أن أتصدق بالمال هنا في بلدي؟ إن لم أدفع الزيادة التي أضيفت إلى المبلغ لكونها ربا. والله أعلم. افيدونى جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الواجب عليك أن توصل هذا المبلغ لأهله وأصحابه، بأن ترسله مع أحد يقوم بإيصاله ما دمت تعرف موقعهم وتعرف الشركة، أو عن طريق المراسلة، أو غير ذلك، وأما بالنسبة للصدقة فلا تبرئ الذمة، ولا يجوز لك أن تتصدق به حتى تجهل صاحب الحق، أما إذا كنت تعرفه فإنه يجب عليك أن توصله إليه.
العمل بمصانع السيجار
السؤال: لي سؤال حول عمل الزوجة في إحدى شركات صنع السجائر، ولكنها لا تعمل في مصانع الشركة، بل تعمل في إدارة العلاقات العامة للشركة، هل هذا حرام ؟ وأمواله حرام؟ وإن كان حراماً فهل لي أن أبعد زوجتي عن هذه الشركة ببطء؟ خاصة وأنها من الممكن أن ترفض ذلك؟ لأنها تسلمت العمل منذ شهرين فقط، ونحن بحاجة لمصدر إضافي لضغوط الحياة، ولكن جاء العمل بهذه الشركة. أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:(1/115)
هذا العمل محرم، ولا يجوز؛ لأن الله – عز وجل- إذا حرم شيئاً حرّم ثمنه، وهذا من التعاون على الإثم والعدوان، والله – عز وجل- يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2].
إلغاء البنك المطالبة بالقرض هل يعفي الميت؟
السؤال: شخص توفي، وقد استلف من بنك ربوي، وهذا البنك لا يطالب بسداد القرض من وقت وفاة المدين ينهي السداد، فهل على الشخص المتوفى شيء؟ وصحيح أن القرض محرم لأنه ربا والعياذ بالله، لكني أردت أن أسال عما يخص المتوفى؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إذا كان هو صاحب الدين وقد عفا عن دينه، فلا يلزم المدين شيء، لأن ذمته قد برئت بإعفاء صاحب الدين.
الغش في تسجيل وقتي الدوام والخروج من العمل
السؤال: أعمل في مدرسة حكومية، والتوقيع هو الذي أشغل بالي، عند وصولي إلى المدرسة مثلاً الساعة 7,45 أكتب 7,30 مع العلم أن المدير قد يكون موجوداً في بعض الأحيان أو الوكيل ولا يعترض، وكذلك الخروج قد اكتب 12,30 وإن طلعت 11,30 فهل هذا جائز شرعا؟ وجهنا جزاك الله خيرا، وفي بعض الاجتماعات يطلب منا من قبل المشرفين التوقيع قبل الوقت.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نقول: هذا لا يجوز شرعاً لما فيه من الكذب.
الأموال الحاصلة من المخدرات
السؤال: أنتم تعلمون أن المخدرات تزرع في مساحة من شمال المغرب، وبثمنها يتزوج الناس ويبنون المساجد ويحجون إلى غير ذلك من الأعمال، فهل يصح زواجهم؟ والصلاة في مساجدهم والأكل من أموالهم؟
الجواب:(1/116)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أما بالنسبة للزواج فهذا صحيح، ولكن بالنسبة لبناء المساجد من المال المحرم وكذلك الصدقة من الأموال المحرمة فهذا كما ورد في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" البخاري (91) ومسلم (1015)، فيه التفصيل: أما الزواج فصحيح، وأما المهر ففاسد، فيجب على الزوج إذا أعطى زوجته هذا المال المحرم أن يعطيها غيره مالاً مباحاً بقدره، وأما بالنسبة لبناء المساجد وغيرها فهذا لا يقبل عند الله – عز وجل –، لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" (سبق تخريجه)، وأما الحج بالمال الحرام فهذا موضع خلاف، فمن أهل العلم من قال: يبرئ الذمة مع الإثم، ومنهم من قال: لا يبرئ الذمة، فالواجب على المسلم أن يتجنب المال الحرام.
تخلى عن المال ورعاً
السؤال: أنا أعيش في ألمانيا، وفي الشهر الفائت جاء إلي صديقي وتوسل إلي على أن أوقع له على ملف يثبت بأني كنت أعمل في شركة، ولقد ذهب وقدم الملف ومن بعدها حصلت على مبلغ يقدر بألف يورو، بالرغم من أني لم أعمل حقاً، فإني أدركت من بعد بأنه غش وخداع، فلقد أعطيت صديقي كل المال ولم آخذ منه شيئاً فهل علي إثم؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
كونك وقعت على هذا، لا يجوز، فلا يجوز للإنسان أن يتحيل على أخذ أموال الناس، حتى وإن كانوا كفاراً، لأن هذا من الظلم، والظلم لا يجوز، والله – عز وجل – حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرماً، فأخذ مثل هذا المال لا يجوز، والواجب أن يرد هذا المال إلى أصحابه الأساسيين.
المال المحصل من بيع الخمر بعد التوبة
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجل كان يبيع الخمر وبعد عدة سنوات تحصل على ثروة طائلة من المال الحرام، هل إذا تاب يترك كل تلك الأموال ويتخلص منها، بارك الله فيكم.(1/117)
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا كان يعلم هذا الرجل أن بيع الخمر محرم وعصى الله على بصيرة فإنه إذا تاب، يتخلص من هذا المال الحرام بأوجه الصدقات الأخرى من البر، كبناء المساجد أو المدارس أو طباعة الكتب، أو التصدق على الفقراء والمساكين، اللهم إلا إن كان فقيراً، فله أن يأخذ منه ما يغنيه، وإذا كان يجهل أن بيع الخمر محرم، ويظن أن هذا البيع حلال، فإنه إذا تاب، تاب الله عليه، وما تحصل عليه فهو له.
اعتبار الذهب سلعة كغيره
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا تاجر مجوهرات وتقابلني مشاكل كثيرة في البيع والشراء مستجدة ولا مخرج منها إلا إذا اعتبرنا أن الذهب سلعة كباقي السلع، خاصة وأن الذهب قد فقد علة الربا فيه وهي الثمنية، كما أن الدقيق إذا صنع خبزا خرج عن أحكام الربا وغيره من الأصناف الربوية، فماذا ترون؟ أرجو الإفادة، اللهم اجعل الجنة جزاء من أعانني على الوصول للحق.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/118)
الذهب يجري فيه الربا، وكونك صاحب مجوهرات هذا لا يخرجه عن جريان الربا فيه، وأما قولك إن علة الربا فيه وهي الثمنية خرجت فنقول: هذا غير صواب، بل يثبت الربا في الذهب حتى وإن كان حليا؛ بدليل حديث فضالة بن عبيد – رضي الله تعالى عنه -، فإن فضالة بن عبيد – رضي الله تعالى عنه – اشترى قلادة من ذهب فيها خرز بدنانير فقال النبي – عليه الصلاة والسلام – "لا حتى تميز بينهما" مسلم (1591)، فالذهب الآن لم يخرج عن كونه من الأموال الربوية التي يجري فيها الربا، والعمومات تدل على ذلك، كما في حديث عبادة – رضي الله عنه - ، وحديث أبي سعيد – رضي الله عنه - : "الذهب بالذهب والفضة بالفضلة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل سواء بسواء" البخاري (2176) ومسلم (1584) هذه كلها لأبي سعيد –رضي الله عنه-، أما حديث عبادة –رضي الله عنه- فقد رواه مسلم (1587)، فيجب إذا بادلت ذهباً بذهب التماثل والتماثل، بالمعيار الشرعي، وهو الوزن، وأن يكون يداً بيد، وإذا بادلت ذهباً بفضة يجب أن يكون يداً بيد، وإذا بادلت ذهباً بنقود بدراهم بعملات فإنه يجب أن يكون يداً بيد.
ضمان رأس المال مع نسبة من الربح
السؤال: يا شيخ حفظك الله. أنا رجل أبيع وأشتري بأسهم الشركات السعودية المحللة من قبل الهيئة التشريعية لدى شركة الراجحي المصرفية, وقد أعطاني أحد الإخوة مائة ألف ريال سعودي (100000) لأشتري بها أسهماً وأبيعها. وقد اتفقنا على أن يكون لي نسبة 75% من الأرباح بشرط أن أضمن له رأس المال, أي في حالة الخسارة الكاملة للمال فإني مطالب بإرجاعه في حالة طلبه مني (100000). والآن يا شيخ هل هذا حلال؟ وشكرا.
الجواب:(1/119)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: شراء أسهم الشركات يشترط فيه ألا تكون الشركة ممن يتعامل بالربا أو يأخذ فوائد ربوية، وأما قولك: اتفقنا أن أضمن له رأس المال في حالة الخسارة الكاملة، فإن هذا محرم ولا يجوز، وهو شرط باطل، والأصل في شركة المضاربة أن تكون الخسارة على رأس المال ولا تكون الخسارة على العامل المضارب، فأنت لك أن تضارب وأن تبيع وتشتري بماله وتتفقان على الربح، وأن يكون الربح جزءاً مشاعاً معلوماً، لك النصف وله النصف، أو لك الربع وله ثلاثة أرباع وإذا حصلت خسارة فإنها تكون على رأس المال، وإن كان هناك ربح فالخسارة تكون عليه أولاً ثم بعد ذلك إذا لم يكن هناك ربح أو أن الربح لم يسدد كل الخسارة فإن جبر الخسارة يكون من رأس المال، أما اشتراطك هذا فهو شرط باطل.
تعويض الساعات الإضافية التي لم يعملها
السؤال: أحبك في الله يا شيخ، سؤالي: أريد أن أسال عن الحكم في ساعات العمل الإضافية، ما يسمى (over time)، أحيانا رئيسي في العمل يعطيني إياها وتحسب مع الراتب وأنا لم أعملها ولكن كهدية منه أو مثل ذلك، وإذا كان لا يجوز أن آخذها فما الحكم فيما أخذت سابقا؟ وجزاك الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا يجوز للإنسان أن يأخذ أجراً على عمل لم يعمله، فإن هذا من أكل أموال الناس بالباطل، وقد قال الله – عز وجل -: "وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ" [البقرة: من الآية188]، وفي الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" مسلم (2564) وإذا كان كذلك فما أخذته سابقاً فعليك أن ترده للدائرة أو الشركة ونحو ذلك، وإذا لم تتمكن من ذلك فإنك تتصدق به.
إصلاح عيوب عمل العامل بنسبة من أجرته
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.(1/120)
أود أن أستشير فضيلة الشيخ في أني اتفقت مع رجل على تنفيذ عمل في بيتي، وبعد أن أنهى الرجل عمله تبين وجود عيوب في عمله، وطلبت منه الحضور لإصلاح العيوب أكثر من مرة، ولكنه يعد بالحضور ولا ينفذ. تبقى له مبلغ من المال وأريد أن أتفق مع مهني آخر لإصلاح العيوب التي قام بها الرجل الأول وذلك بالمال الذي تبقى له عندي فهل هذا جائز؟ وإذا كان غير جائز فماذا أفعل مع ذلك الرجل؟ وجزاكم الله كل خير.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: هذا الرجل الذي عمل لك عملاً وكان في عمله عيب وبقي له شيء من المال لا بأس أن تأخذ منه بقدر العيب الذي في عمله، وما زاد على ذلك فإنك ترده إليه.
الاقتراض لبناء مساكن
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدينا جهة حكومية متخصصة لإقراض الشباب المواطنين مبلغًا من المال لبناء مساكن دون أخذ فوائد، ولكن هناك رسوم مقدارها 2% من قيمة القرض ( تدفع مرة واحدة فقط) لتغطية المصاريف الإدارية على حد قول هذه الجهة، يرجى إفادتنا بالحكم الشرعيّ لأخذ هذه القروض على هذه الصفة، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه الاثنين بالمائة التي تؤخذ لأول مرة، يظهر أنها كما ذكروا تكلفة المصاريف، وعلى هذا فإن ذلك لا بأس به إن شاء الله.
التنازل عن الدور في صندوق التنمية العقاري
السؤال: أحدهم يريد أن يتنازل عن دوره في صندوق التنمية العقاري لي لعدم حاجته له, علما أنه يريد مقابل ذلك مبلغاً مالياً، فما هي الطريقة لجعل العملية شرعية؟ هل أدفع له مالا أو أعطيه سيارة أو أرضاً؟
الجواب:(1/121)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: التنازل عن دوره في صندوق التنمية العقاري مقابل مبلغ مالي لا بأس به، لأنه تنازل عن حق مالي، والحقوق المالية يجوز بيعها بعوض، لكن لابد من إذن البنك العقاري، فإذا أذن البنك العقاري واتفق الطرفان على أن يدفع له مالاً مقابل أن يقوم مقامه، فإن هذا جائز ولا بأس به.
من لا يعرف دائنه ماذا يفعل؟
السؤال: كيف أتصرف في حالة عدم وجود دائني لتسديد ديني وأنا لا أعرف أي معلومات عن هويته؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: إن كنت تعرف أقاربه فإنه يجب عليك إن كان ميتاً أن تعطي هذا المال لورثته، وإن كنت لا تعرف شيئاً عنه، ولا تعرف أقاربه، فإنك تتخلص من هذا المال بالصدقة على الفقراء والمساكين، أو تضعه في مدرسة شرعية أو مسجد ونحو ذلك.
شهادات الاستثمار محددة الربح
السؤال: هل شهادات الاستثمار في بنك مصر المحددة الربح مسبقا حلال أم حرام؟
الجواب:
هذا محرم ولا يجوز، لأن الأصل في الربح أن يقوم على العدل بين الشريكين، يشتركان في المغنم والمغرم، فتحديد الربح هذا محرم ولا يجوز، كأن يقول لك كذا وكذا، ولهذا لما سئل رافع بن خديج – رضي الله عنه – عن كراء الأرض بالذهب والورق فقال: لا بأس به، إنما كان الناس يؤاجرون على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – الماذيات وأقبال الجداول وأشياء من الزرع فيهلك هذا ويسلم هذا ، فلم يكن للناس كراء إلا هذا، فلذلك زجر عنه، فأما شيء معلوم فلا بأس، لكن إذا كانت مضاربات شرعية ويبيعون ويشترون في أشياء حلال، ويتفقان على أن هذا له جزء من الربح وهذا له جزء من الربح، وإذا حصل خسارة تكون بينهما.
التسوق في متاجر تبيع الخمر
السؤال: ما حكم المتاجر الكبيرة التي يباع فيها الخمر مع البضائع الأخرى؟ وهل يمكنني أن أتسوق فيها رغم وجود الخمر؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/122)
هذه المتاجر التي يباع فيها الخمر، ويباع فيها البضائع الأخرى، نقول: بأن بيع الخمر فيها محرم ولا يجوز، لأن الله – عز وجل – قال: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ"[المائدة: من الآية2]، وأيضاً إن الله – عز وجل – إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، والخمر محرم بإجماع المسلمين، فالمتاجرة فيه محرمة ولا تجوز، وهي إعانة على الإثم والعدوان وأكل لأموال الناس بالباطل، وأما بالنسبة للتسوق والشراء من هذه المتاجر مع وجود المحرمات فالأصل فيه الجواز، والأصل أن الإنسان إذا اشترى شيئاً مباحاً فإن هذا جائز ولا بأس به، مع أن الأولى هجر مثل هذه المحلات التي تباع فيها هذه المحرمات من خمر ونحوه.
سرقة الأخ وطلب المعيشة من الحلال
السؤال: السلام عليكم.
لدي مشكلة عويصة وجد حساسة، وكلي أمل أن أجد حلها عندكم، اختلس أخي مبلغا من المال من الشركة فاشترى به سيارة أجرة يستفيد من مداخيلها، كما اشترى سيارة أخرى، والآن هو مسجون ولا يخفى عليك يا سيدي أننا من أسرة متوسطة تريد الحلال، لكن عندما يتعلق الأمر بالسجن ومصاريف المحاميين.. إلخ يتوجب علينا الاستفادة من مداخيل التاكسي، سؤالي الآن يا سيدي هو أني لا أريد لعائلتي أن تعيش في الحرام، علما أن أبي اشترى منزلا بالتقسيط لمدة 25 سنة والدفعة الأولى كانت من مال حرام، أتوسل إليك سيدي أن ترشدني إلى الحل الصحيح لنرضي الله تعالى ونعيش في الحلال، فلا يخفى عليك أننا نعيش في هم متواصل وحزن كبير أرجو منكم الحل والنصح وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
بالنسبة للسيارة التي سرقها أخوك نقول:(1/123)
أولاً: يجب إرجاع هذه السيارة إلى أصحابها ولا يجوز الاستمرار على الإفادة منها بالتأجير أو غيره، لأن هذا حق الغير، ولا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة نفس منه، وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ...، والله – عز وجل – يقول: "وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ" [البقرة: من الآية188]، وأما بالنسبة للأموال التي اكتسبت من وراء تأجير هذه السيارة فأقرب شيء من أقوال أهل العلم أنها تكون مناصفة بينكم وبين أصحاب هذه الشركة، فلو كان عادة الناس أن مثل هذا الرجل إذا عمل مثل هذه السيارة التاكسي فإنه يكون له نصف الريع وصاحب التاكسي مالك السيارة له نصف الريع يكون لهما النصف يقتسمانه فما أخذ من مكاسب لكم النصف ولهم النصف الآخر.
شراء شقة من جهة عمل تتعامل مع بنوك ربوية
السؤال: قدمت على شراء شقة في جهة العمل التي أعمل بها؛ حيث يقومون بأخذ مقدم مالي نقداً مني ويتم خصم باقي ثمن الشقة من راتبي لفترة طويلة.....، علمت بعد ذلك أنهم يقومون بأخذ المبلغ المقدم والأقساط وإيداعها في أحد البنوك الربوية، حيث ذهبت مرة لتسديد جزء من المقدم فأرسلوني لهذا البنك الربوي لوضع المال فيه ....، فما الحكم في هذه الشقة؟ علما بأني أملك شقتي التي أعيش فيها حالياً، وجزاكم الله كل خير.
الجواب:
إذا كانوا يتعاملون بالربا فالأصل أنك لا تتعامل معهم، لأن الله – عز وجل – يقول: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ" [المائدة: من الآية2]، لكن ما دام أنك الآن قد عقدت معهم هذا العقد وانتهى إلى آخره، وفسخ هذا العقد لا يمكن، فنقول: استمر على ذلك.
تأخير بعض المصروف
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/124)
ذهب رجل إلى صاحب دكان يطلب منه أن يفك (يفرط) له عشرة دنانير إلى دنانير أردنية، فقال له صاحب الدكان ليس عندي إلا خمسة دنانير إذا أردت خذها الآن وارجع بعد وقت معين وخذ الباقي حتى يصير عندي، وأخذ الرجل الخمسة دنانير وذهب، فما هو الحكم الشرعي لهذه المسألة؟ وجزاكم الله خير جزاء عن الإسلام والمسلمين، أرجو عرض سؤالي على أكثر من شيخ واحد.
الجواب:
هذا لا يجوز، لابد إذا صرف عملة بعملة (إذا بادل عملة بعملة، فهذا لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن تتفق العملتان في الجنس مثل ريالات سعودية بريالات سعودية، دنانير كويتية بدنانير كويته ، دنانير أردنية بدنانير أردنية، جنيهات مصرية بجنيهات مصرية، دراهم مغربية بدراهلم مغربية، فهذا إذا اتحد في الجنس لابد أن يتوفر شرطان:
الشرط الأول: الحلول والتقابض أي: أن يكون يداً بيد.
الشرط الثاني: التماثل عشرة بعشرة.
الأمر الثاني: هو ما إذا اختلف الجنس مثلاً: دنانير كويتية بدنانير أردنية فهذا يشترط شرط واحد وهو : الحلول والتقابض، فلا يشترط التساوي حتى لو تفاضلا، مثلاً عشرة بعشرين عشرة دنانير كويتية بعشرين دينار أردني هذا لا يشترط فيه التساوي، وإنما يشترط أن يكون يداً بيد.
فعلى هذا فالمعاملة محرمة ولا تجوز، وهي من الربا، وعقدها باطل، وهو من ربا النسيئة، والله أعلم.
السرقة من السارق
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعمل في مجال الكمبيوتر، ويوجد شخص نصب علي وأخذ منى مبلغ ستة آلاف جنيه، ومضى وقت طويل على ذلك (قرابة سنتين ونصف) وطالبته بالمبلغ ولكن كان يتهرب منى بشتى الطرق، ولكن بلا فائدة، ولا يوجد سوى طريقة واحدة لأسترد بها نقودي ألا وهي النصب عليه، فهل لو نصبت عليه لأسترد نقودي حلال أم حرام؟ والله المستعان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:(1/125)
هذه المسألة يسميها العلماء مسألة الظفر، إذا كان للإنسان حق عند شخص ثم يتمكن من شيء من ماله، فهل له أن يأخذ حقه أم لابد أن يرفع للقاضي؟ هذا العلماء جوزوا أن يأخذ حقه في ثلاث حالات:
الحالة الأولى: الزوجة تأخذ حقها من النفقة من مال زوجها إذا لم ينفق، (امتنع من الإنفاق).
الحالة الثانية: القريب يأخذ حقه من مال قريبه إذا كانت النفقة تجب عليه وامتنع من الإنفاق.
الحالة الثالثة: الضيف يأخذ حقه من مضيفه إذا امتنع من حق الضيافة، يأخذ بقدر الضيافة.
أما ما عدا ذلك فإن العلماء لم يجوزوا ذلك لأجل ألا يؤدي ذلك إلى الفوضى .
ويشترط أن يرفع هذا الأمر إلى القاضي لكي يأخذ حقه منه، والله أعلم.
السمسرة وإضافة المكاسب
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا موجود خارج ليبيا وعملي هو كالتالي: يرسل لي الزبون من ليبيا طلب شراء لمحركات سيارات مثلا. فأبحث له عن السعر المناسب والجودة المناسبة. ثم أرسل له السعر بعد إضافة نسبة من (المكسب + مصروفات الشراء). فإذا وافق على السعر أطلب منه أن يرسل لي جزءاً من المبلغ كعربون ثم أقوم بالشراء، وبعد الشراء أطلب منه إرسال باقي المبلغ . ثم أرسل له المواد التي طلبها. فهل هذا جائز؟ علما بأنه لا يعلم بكم اشتريت البضاعة. وأحيانا أبعث له فاتورة من عندي. وأحيانا أخرى أطلب من الشركة البائعة تغيير السعر في الفاتورة حسب الزيادة التي أضفتها. فهل هذا الربح حلال أم لا؟
الجواب:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، أما بالنسبة لهذا العمل كونك تأخذ عمولة على عملك دون أن يشعر من وكلك هذا لا يجوز، إلا إذا كنت معروفاً أنك سمسار وتأخذ عمولة، أما إذا لم تعرف بذلك فلابد أن تخبر من وكلك أنك أخذت زيادة مقابل عملك.
العمل في محل يبيع بطاقة القمار
السؤال: أعمل في محل يبيع الطعام والشراب والحلويات، وغير ذلك، لكن المحل يبيع أيضاً بطاقة القمار (اليانصيب) فهل يحل العمل في هذا المحل؟
الجواب:(1/126)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إن كان العامل في هذا المحل يبيع مثل هذه البطاقات فإن هذا محرم ولا يجوز؛ لقول الله –عز وجل-:"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، ولأن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وأما إن كان العمل لا يتعلق بهذه الأمور المحرمة فإن هذا جائز ولا بأس به، لأن الأصل في المعاملات الحل.
الطريقة الشرعية في تجارة الذهب
السؤال: أنا تاجر ذهب أريد أن أقوم بتوزيع الذهب أو تسويقه لصالح تاجر الجملة إلى الجمهور في دكاني، مثلاً آخذ منه كيلو ذهب مصنع وأقوم بتوزيعه وأربح في كل جرام مبلغاً من المال، والذي لم يبع أقوم بإرجاعه إلى تاجر الجملة، فما الحكم في ذلك؟ وما هي الطريقة الشرعية لتسويق الذهب؟ علماً أن هذه الطريقة تبعدني عن المعاملة بالدين مع تاجر الجملة، أرجو الرد السريع، والسلام عليكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الطريقة الشرعية أن تشتري الذهب المُصنع من مالكه، وتشترط عليه أن الذي لا يباع أنك ترده عليه، هذا الشرط جائز؛ لعموم قول الله –عز وجل-:"يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، والإيفاء بالعقد يتضمن الإيفاء بعقد وصفه، لحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- معلقاً في البخاري (كتاب: الإجارة/باب أجر السمسرة صـ424):"المسلمون على شروطهم" وعند شرائك الذهب من المالك تدفع له الثمن فيكون يداً بيد، وتشترط عليه أنه إذا فضل شيء أنك ترده عليه، ثم تبيع فإن فضل شيء لك أن ترده عليه وتأخذ دراهمك.
تأجير المطعم على من يعرض الخمر فيه
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا لدي مطعم في بلد أوروبي ويأتي إليَّ أشخاص ويطلبون مني أن يستأجروا المحل، وفي عاداتهم توزيع الخمور في أفراحهم، وعمل بعض الأمور التي لا تخفى عليكم، علماً أني بحاجة إلى المال لسداد مستحقات المحل، وربما يصعب تأجيره إذا اشترطت شروطاً.
الجواب:(1/127)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الله –عز وجل- يقول:"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، والله عز وجل إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، ولا شك أن الخمر محرم ولا يجوز شراؤه، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز لك أن تؤجر مطعماً لأناس سيستخدمونه لهذه الأمور المحرمة "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" [الطلاق:2-3]، فيجب عليك أن تشترط عليهم ألا يبيعوا محرماً أو لا تؤجرهم.
العمل في الوظيفة الحكومية
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
شخص يعمل لدى شركة ويعلم أن أموالها ربوية، وإن عمل في الوظيفة الحكومية فكذلك الحكومة تتعامل مع البنوك الربوية، والموظفون يستلمون رواتبهم من هذه البنوك الربوية فما الحكم أفادكم الله؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
العمل في الحكومة لا بأس به حتى وإن كانت الحكومة تتعامل مع البنوك الربوية، فأنت لست مسئولاً عن عملهم، أنت مسؤول عن عملك وحدك، فعملك إذا كان مباحاً فلست مسؤولاً أن تنقب عن موارد الدولة، ولهذا في حديث عائشة –رضي الله عنها- لما ذكرت للنبي –صلى الله عليه وسلم- أن أقواماً حديثاً عهدهم بشرك يأتوننا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا؟ فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-:"اذكروا أنتم اسم الله وكلوا" البخاري (7398)، فالإنسان مسؤول عن عمله هو ليس مسؤولاً عن عمل غيره.
باع السيارة وهو لا يملكها
السؤال: اشتريت سيارة بنظام الإيجار منذ فترة، وعند انتهاء أقساطها وحلول وقت تسديد الدفعة الأخيرة لكي تنقل الملكية باسمي طلبت منهم أن يقسطوا المبلغ ففعلوا، ثم بعت السيارة لزميلي ليكمل الأقساط بدلاً مني، ولكن لا تزال السيارة مؤجرة باسمي، فهل أنا ارتكبت خطأ هنا في البيع، وإن ارتكبت خطأ فما الحل؟ أفيدوني.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/128)
هذا البيع خطأ لأنك حتى الآن لم تملك السيارة، فأنت بعت الآن سيارة لم تملكها، فيجب عليك أن تعطي هذا الزميل الأقساط التي سددها وتكون السيارة لك، فإذا ملكتها فبإمكانك أن تتصرف فيها من بيع وغيره.
ما يبقى في الصندوق
السؤال: السلام عليكم.
شيخي الفاضل.. كنت أعمل في محل مكالمات هاتفية قبل أربع سنوات، وعند المحاسبة –وكان ذلك وقت الهلل والأرباع والأنصاف- فعندما يتكلم أحد بالهاتف عندي سواء داخل الرياض أو خارجها دولياً أو محلياً فيتكلم مثلاً بستين هللة ويبقى أربعون هللة، ولا أردها للزبون، وتصير في حساب العهدة، وفي آخر الدوام أجمع العهدة، وآخذ الزيادة، السؤال: ما حكم هذه الزيادة؟ مع العلم أن هذه الهللة قد تصل في نهاية الوردية إلى عشرة ريالات، وآخذها في الغالب برضا الزبون لأنه لا يطلب الباقي.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه الهللة الباقية الأصل أنها للزبون، ولا يجوز لك أن تأخذها بلا علمه، فكان الواجب عليك أن تخبره بأنه بقي له شيء، فإن أذن بأن تأخذها فالحمد لله، وإذا لم يأذن في أخذها وأنت لم تستأذنه فإن هذا لا يجوز بل هومحرم، وإذا أذن في إبقائها فإنها أيضاً لا تختص بك فالواجب أن تخبر صاحب المحل إذا كنت مستأجراً، وتتفق أنت وإياه وإلا فإنها لصاحب المحل؛ لأن الزبون لم يتركها لك إلا إذا استأذنت الزبون أن تأخذها لك خاصة فأعطاك إياها فإن هذا لا بأس به، أما إذا تركها وقال لا أريدها فلا بد أن تتفق مع صاحب المحل، وأما إذا لم تخبره بذلك فإن هذا لا يجوز ومحرم فالواجب عليك أن تخبره، وعليه إذا كنت تعرف أصحابها يجب أن تردها عليهم، وإذا كنت لا تعرف أصحابها فتتصدق بها عنهم.
أدوات ومواد الدولة(1/129)
السؤال: هل يجوز استخدام الأدوات والمواد الخاصة بالعمل رغم أنها ملك الدولة؟ مع العلم بأن الجميع يستخدمها وهو شيء مألوف، فمثلاً استخدام آلة التصوير واستخدام السيارات للمشاوير الخاصة، وهذه تقريباً الجميع يستخدمها من مسؤول وأدنى منه.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل في هذا عدم الجواز، لأن الأصل في مال المسلم الحرمة، وهذا لعموم المسلمين فلا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه، وفي الصحيحين البخاري (2435) ومسلم (1726) ولفظه:"أن نبي الله نهى أن تحلب مواشي الناس إلا بإذنهم":"لا يحلبن أحد شاة أحد إلا بإذنه"، فما يتعلق بالسيارات وآلات التصوير هذا كله غير جائز، اللهم إلا الأشياء اليسيرة كالكتابة بالقلم ونحو ذلك، فإن هذه أمور يسيرة.
استعمال سيارة العمل
السؤال: ما هو الحكم الشرعي في استعمال سيارة العمل داخل مجال العمل وخارجه؟ علماً بأن هذه السيارة تكون من المميزات التي يحصل عليها صاحب الوظيفة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
استخدام سيارة العمل خارج نطاق العمل الأصل فيه عدم الجواز، لأنه استخدام لآلات العمل في غير ما خصصت له، والأصل أنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة نفس منه، اللهم إلا إذا كان هناك نظام يسمح بذلك، فإن هذا جائز، وإن منع ذلك فإنه لا يجوز.
بيع قسيمة الشراء بأقل من قيمتها
السؤال: فضيلة الشيخ.. أعطت الشركة التي أعمل فيها قسيمة كمكافأة بمقدار خمسمائة ريال، على أن يتم الشراء فقط من محل واحد، والقسيمة باسم ذلك المحل، السؤال: هل يجوز بيع تلك القسيمة على شخص آخر بأقل من قيمتها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: هذه القسيمة حق مالي يجوز لك أن تبيع هذه القسيمة بأقل من ثمنها ما لم يكن هناك شرط ألا تبيع هذه القسيمة وتشتري بها من ذلك المحل.
العجز عن تسديد القروض الربوية(1/130)
السؤال: أعيش في الولايات المتحدة، حيث درست فيها وحصلت على شهادة جامعية، وعليَّ قرض بأكثر من 20.000 دولار للبنك، ويضيفون عليه الفائدة، وأدفع أقساط سيارة مع الفائدة أيضاً، والآن لا أستطيع أن أدفع على تعليمي وسيارتي نقداً، فليس بمقدوري ذلك، كنت قد نسيت موضوع الفائدة في ذلك الوقت، والآن أنا قلقة وخائفة، ماذا أفعل؟ لا أستطيع تسديد الدين خاصة وإنني لا أجد عملاً في تخصصي.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الله – عز وجل – يقول: "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ" [البقرة:280]، فإذا كنت لا تستطيعين تسديد الدين فانتظري حتى تستطيعي ثم سددي بدون الفوائد الربوية، لكن إذا لم يأذنوا أو لم يرضوا إلا بالفوائد الربوية فإنك تكونين مجبرة حينئذ.
فيزا من البنك البريطاني
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
لدي بطاقة فيزا وقد حصلت عليها من موقع البنك البريطاني، وهي تسمح بالشراء بحد أعلى 4000 ريال، وسحب نقدي بقيمة 2000 ريال، وما فهمت منهم أن السحب عليه فائدة ربوية.
وقد استفتيت فضيلة الشيخ الدكتور خالد د. خالد بن علي المشيقح وأفتاني بحرمتها ولكن البطاقة عليها مبلغ ولابد من تسديده، وعندما أجد فرصة لتسديده أجد أن المبلغ الذي على البطاقة ليس كله مطلوباً بل ما مضى عليه 45 يوماً وأقل بقليل، ومع مرور الأيام أحتاجها إجبارياً لأن راتبي لا يفي بجميع متطلبات الحياة بسبب كثرة الدين، وبعد مكان الوظيفة، سؤالي ما هو الحكم في هذا الوضع علماً أنني لا أستخدمها في سحب نقدي أبداً، بل أجعلها للمشتريات وأسدد المبلغ المطلوب به قبل حلول الفائدة، والله يحفظكم.
الجواب:(1/131)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: كما سبق فإن استخدام هذه البطاقة لا يجوز، لأن من شروط منحها أخذ الفائدة الربوية، والتوقيع على عقد فيه ربا لا يجوز.
توريد السلعة على دفعات
السؤال: هل يجوز الاتفاق مع شركة على توريد سلعة معينة (مباحة) بسعر معين سارٍ لمدة شهر، وتوريد السلعة يكون متفرقاً على مدار الشهر، مع العلم شبه اليقيني بأن سعر السلعة يمكن أن يتغير صعوداً أو نزولاً، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
مثل هذا العمل جائز إن شاء الله ولا بأس به، لكن هذا مبني على خلاف أهل العلم فيما يتعلق بعقد التوريد هل هو عقد مستقل أو أنه عقد سلم، فإذا قلنا بأنه عقد سلم فإنه لابد من قبض رأس المال مقدماً، وإذا قلنا بأنه عقد مستقل وأنه ليس عقد سلم فإن ذلك لا يشترط، فإن هذا جائز.
الاستفادة من خدمة (700)
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أسأل عن (خدمة 700) هل يجوز الاستفادة من المال الذي أحصل عليه، ولكم خالص الشكر، وجزاكم الله ألف خير، وأدعو بالتوفيق والثبات للقائمين على هذا الموقع وشكراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بالنسبة لخدمة "700" إذا كان ذلك عن طريق المسابقات فالذي أعرفه من هذا أنها ميسر؛ لأن الإنسان يدخل فيها وهو إما غانم أو غارم، والله – عز وجل – يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [المائدة:90].
استلام البطاقة الجمركية هل يعد قبضاً؟
السؤال: هل يعتبر استلام البطاقات الجمركية للسيارات - المشتراة فقط - قبضاً شرعياً مع بقاء السيارات في مخزن التاجر البائع؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/132)
هذا موضع خلاف بين المتأخرين، فمنهم من اعتبره قبضاً، ومنهم من لم يعتبره قبضاً، وأنه لابد من كتابتها في الاستمارة ولابد من نقلها، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – نهى أن يبيع التجار السلع حتى يحوزوها إلى رحالهم، انظر: البخاري (2131) ومسلم (1527) (حتى ينقلوها).
فالأحوط أنه لا يكتفي بالبطاقة الجمركية، إذ المشتري لا يتصرف في السيارة بالبيع حتى يخرجها عن مكان البائع، وإذا أخرجها ثم أدخلها مرة أخرى فله أن يتصرف فيها.
شراء الأسهم بالتقسيط وبيعها
السؤال: أرغب في شراء أسهم من إحدى شركات الاستثمار الإسلامية، وسيكون شراؤها عن طريق التقسيط من الراتب، وفي نيتي أن أبقيها في ملكي ثم أبيعها متى ارتفع سعرها، وربما يتم بيعها والأقساط لم تنته بعد، وسؤالي هو عن حكم هذه المعاملة، وهل تكون داخلة في بيع الدين بالدين؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حكم هذه المعاملة جائزة ولا بأس بها إن شاء الله ، لكن بشرط أن تكون هذه الشركة لا تتعامل بالربا، فمثلاً إذا اشتريت أسهماً لمصنع من المصانع أو شركات تبيع عروضاً تجارية أو نحو ذلك، وهي لا تتعامل بالربا فإن هذا جائز ولا بأس به، ولابد أن تكون الشركة من شركات عروض التجارة أو المصانع المباحة، ونحو ذلك.
العمل في بنك الجزيرة
السؤال: ما حكم العمل في بنك الجزيرة؟ حيث اطلعت على موقع البنك ووجدت أنه في صدد التحول إلى بنك إسلامي كامل ويوجد به هيئة شرعية من العلماء الأفاضل (الشيخ بن منيع – الشيخ المطلق) وآخرون، وتقوم هذه الهيئة بمراجعة جميع معاملات البنك، وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/133)
الأصل أن العمل في البنوك الربوية محرم ولا يجوز؛ لما ثبت في صحيح مسلم (1597): "أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه" والله – عز وجل – إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فما دام أنه ربوي لا يجوز العمل فيه، لكن إن ثبت أن معاملاته أصبحت إسلامية فإن العمل فيه جائز، لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
التورق
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك تجارة عندنا وصفتها أنه عندما يريد الرجل سيولة نقدية يذهب إلى تجار يبيعون التايد (مسحوق الغسيل) فيبيعون عليه مقدار أربع آلاف مثلاً بقيمة مقصده مقدارها ثمانية آلاف يسددها الرجل الذي يريد السيولة ويتم البيع بمجرد أن يضع المشتري يده على التايد المذكور ويقول: لقد اشتريت هذا التايد ثم يدفع البائع للمشتري قيمة أربع آلاف ومن ثم يقسط المشتري ثمانية آلاف (أقساط شهرية) وبذلك يحصل المشتري على السيولة النقدية، أفتونا مأجورين وبالدليل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه تسمى بمعاملة التورق، وهي موضع خلاف بين أهل العلم –رحمهم الله- منهم من أجازها وهم أكثر أهل العلم، ومنهم من منعها كشيخ الإسلام ابن تيمية، ومنهم من أجازها للحاجة، وهذا الشخص إذا اشترى الصابون التايد فإنه يشترط أن يقبضه قبضاً شرعياً، فإذا قبضه قبضاً شرعياً ونقله من مكان البائع ثم بعد ذلك باعه على غير من باعه عليه بأقل من ثمنه فإن هذه المعاملة هي التورق كما أسلفت، فإذا كان عندك حاجة فلا بأس بها إن شاء الله، لكن لا بد أن يقبضه ويخرجه من حوزة البائع ثم بعد ذلك يبيعه على غير من باعه عليه، فإذا باعه على غير من باعه عليه فهذا لعله إن شاء الله جائز.
العمل في الفرق الموسيقية
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(1/134)
شيخي العزيز.. زوجي يعمل في إحدى الفرق الموسيقية التي تحيي الأفراح في شوارع مصر ونواديها، ويعتبر مكسبنا ومطعمنا من هذا الربح، ويعلم الله أننا لا نصرف هذا المال فيما يغضب رب العزة، أولاً: هل صحيح لا تقبل لنا صلاة ولا عمرة ولا زكاة ولا عقيقة ولا أضحية من هذا المال؟ ثانياً: إن أصر زوجي على هذا العمل أأطلب منه الطلاق؟ دلني أهل الخير على عنوانكم فأفيدوني بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما بالنسبة لقبول الصلاة فإن الصلاة والصيام وغير ذلك من الأعمال البدنية هذه مقبولة عند الله عز وجل، وأما بالنسبة لطعامكم من هذا المال المحرم فإن هذا لا بأس به، وإثمه على الكاسب وهو زوجك، وأما بالنسبة لتصدق زوجك من هذا المال فإنه غير مقبول، لأن الله عز وجل كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - الذي أخرجه مسلم (1015):"إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً"، فعليك مناصحة زوجك بالتي هي أحسن، وبيان أضرار الكسب المحرم وإثمه عند الله عز وجل، وكثرة الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل بأن يهيئ له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأما بالنسبة لصدقتك أنت من مال الزوج فإنها مقبولة عند الله –عز وجل-.
قبول هدية من ماله حرام
السؤال: أخي موظف في البنك العربي الوطني، قام أخي بشراء جهاز كمبيوتر محمول لي، مع العلم أني لا أستطيع أن أشتري لنفسي، لأني طالب وأحتاج لهذا الجهاز في دراستي، وأنا استخدم الجهاز في الأمور الشرعية التي أخدم فيها بإذن الله الإسلام بقدر استطاعتي مثل كتابة مجلة إسلامية للمسجد بهذا الجهاز، هل أرجع الجهاز ولا استخدمه أو ماذا؟ أفيدونا أثابكم الله ورعاكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/135)
استخدامك لهذا الجهاز جائز ولا بأس به وهذا الكمبيوتر الذي وصل لك من عمل أخيك هذا جائز ولا بأس به؛ لأن المال إذا كان محرماً لكسبه فإنما إثمه على الكاسب فقط، أما غيره فإنه لا يأثم، فإذا جاءتك هدية مثل هذا، ولو كانت من محرم لكسبه فهي جائزة إن شاء الله، لكن أهل العلم كرهوا ذلك كراهة دون أن يكون هناك إثم، فيظهر لي والله أعلم أن استخدامك له مع الحاجة أن هذا إن شاء الله لا بأس به، ولا يلزمك أن ترده.
العمل مع شركات النقل السريع
السؤال: هل العمل مع شركات النقل السريع في البلاد الغربية جائز، مع العلم أنه أحياناً يتطلب نقل الخمرة من مكان لآخر، سواء علم الشخص بذلك أو لم يعلم، نرجو التفصيل بالإجابة، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: هذا لا أدري ما العمل في هذه الشركات فهي لا تخلو من أمرين:
الأمر الأول: إذا كان العمل في أصله مباحاً، مثلاً: الشركات لنقل الركاب وقد يحمل بعض الركاب معهم شيئاً من الخمر، وليست هذه الشركات مخصصة لنقل الخمر فهذا جائز إن شاء الله.
الأمر الثاني: أن تكون شاملة لنقل البضائع المباحة والبضائع المحرمة فهذا محرم ولا يجوز لقول الله – عز وجل –: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2] والله أعلم.
بطاقات التخفيض
السؤال: بعض مكاتب تسويق العطور تطلب من العميل اشتراكاً يحصل بموجبه العميل على تخفيض 20% على ألا يمضي على العميل ستة أشهر دون أن يشتري، وإلا يلغى الاشتراك، فما حكم ذلك؟ جزاكم الله خيراً، مع أن الاشتراك يكون مقابل مبلغ مادي.
الجواب:
هذه ما تسمى ببطاقات التخفيض الخاصة، إذ أن بطاقات التخفيض تنقسم إلى ثلاثة أقسام:(1/136)
القسم الأول: بطاقة تخفيض عامة وهي التي تقوم بإصدارها شركات الدعاية والإعلان، أو الشركات السياحية، ويستفيد منها العملاء عند جهات تجارية عديدة، فهذه محرمة ولا تجوز، وقد أفتت بتحريمها اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، إذ إن المنفعة التي تأخذ جهة الإصدار عليها ليس مقدوراً عليها، وإنما هي عند جهة أخرى، وأيضاً قالوا بأن هذه المنفعة فيها غرر، فقد يتحصل عليها وقد لا يتحصل.
القسم الثاني: بطاقات التخفيض الخاصة وهي مثل ما ذكره السائل هنا فبعض العلماء ألحقها ببطاقات التخفيض العامة وحكم عليها بالتحريم، وقال: لأن المنفعة فيها غرر قد يشتري وقد لا يشتري، وبعض العلماء أجازها وبعضهم قيد الجواز بشرطين:
الشرط الأول: أن تكون نسبة التخفيض معلومة.
الشرط الثاني: أن تكون المشتريات محدودة السلع.
التي مثلاً من مشتريات كذا أو من مشتريات كذا فلعلها إن توفر هذان الشرطان تكون إن شاء الله صحيحة.
هذه صورة من بيع العينة
السؤال: أنا مشارك مع صاحب معرض للبيع بالتقسيط، عندما أبيع سيارة على زبون يشتريها شريكي صاحب المعرض من الزبون ويعطيه المبلغ دون علمي، هل هذا صحيح أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/137)
هذا العمل لا يجوز ومحرم، وهو من بيع العينة، إذا أن بيع العينة أن يبيع السلعة بثمن معين ثم يشتريها البائع نفسه بأقل من ثمنها نقداً، فنقول بأن هذا محرم ولا يجوز، وبيع العينة دلت على تحريمه أحاديث كثيرة منها قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد ورضيتم بالزرع سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" أبو داود (3462) وأحمد (4987) وصححه الألباني، وكذلك أيضاً قول النبي – صلى الله عليه وسلم - : "ولا شرطان في بيع" الترمذي (1234) والنسائي (4611) وأبو داود (3504)، وقال الترمذي: حسن صحيح. حمله ابن القيم على بيع العينة وأيضاً النهي عن بيعتين في بيعة حمله ابن القيم على بيع العينة، وكذلك أيضاً هذا هو الوارد عن الصحابة – رضي الله عنهم – كعائشة وغيرها ولأنه دراهم بدراهم بينهما سلعة.
الاستثمار في صالات الأفراح
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما حكم الاستثمار في إقامة صالة أفراح، علماً بأن الصالة سوف يتم استخدامها في أغراض متعددة في اليمن مثل:
حفلات الزواج بأنواعها، مثل الزواج الإسلامي، الزواج العادي والذي يصاحبه الغناء، والزواج اليمني التراثي والذي تصاحبه الأناشيد التراثية والتي يغلب عليها أناشيد الذكر والصلاة على الرسول –صلى الله عليه وسلم- والدعوات الطيبة، وهو منتشر كثيراً في اليمن، كما أنه من الممكن إقامة مناسبات العزاء والمأتم وما يصاحبها من الذكر، وكذلك يمكن أن تقام فيها أي أنشطة أو احتفالات تحتاج إلى قاعة واسعة، فأفتونا مأجورين هل يجوز الاستثمار في مثل هذه الصالة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(1/138)
الاستثمار في مثل هذه الصالات ذات الأغراض المتعددة المتنوعة التي تشمل أموراً مباحة، وأموراً محرمة وأموراً بدعية وقد تكون شركية فإن هذا محرم ولا يجوز؛ لأن هذا استخدام لمنافع هذه الصالة في أمور محرمة، والله – عز وجل – يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2].
ولأن الله – عز وجل – إذا حرم شيئاًً حرم ثمنه؛ وأيضاً قول الله – عز وجل -: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" [البقرة:188]، فهذا من أكل أموال الناس بالباطل، فأنا أنصح الذين لهم صالات أفراح ألا يمكنوا من تأجيرها إلا من يؤجرها تأجيراً شرعياً، وأما أن تؤجر للأمور الشرعية وغير الشرعية فهذا محرم ولا يجوز، فلابد أن يكون التأجير تأجيراً شرعياً، وتكون إقامة الأفراح موافقة لسنة النبي – صلى الله عليه وسلم.
بيع العقارات للبنوك الربوية
السؤال: لدي عقار يرغب أحد البنوك التجارية بشرائه لإنشاء مركز فيه، فما حكم ذلك؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
الله – عز وجل – يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2].
والله – عز وجل – إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، ومما لا يخفى أن مثل هذه البنوك تغلب عليها المعاملات الربوية، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز بيع مثل هذا العقار لمثل هذا البنك الربوي.
تعدد الإعانة (الشرهة)
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجل قدم على الشرهة (إعانة سنوية من الدولة للرجل وأولاده) مع شخصين مختلفين والهدف من ذلك خوفه ألا يطلع اسمه.
فطلع اسماه الاثنان وبدأ بأخذ شرهتين من الدولة فما الحكم في ذلك؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحكم في ذلك أنه لا يستحق إلا واحدة، وأما ما زاد على ذلك فإنه لا يستحقه ولا يجوز له أن يأخذه.(1/139)
بيع سندات المزارعين بأقل من قيمتها
السؤال: تقوم صوامع الغلال بصرف سندات للمزارعين، ويكون المزارع بحاجة إلى نقد فيذهب إلى البنك ويخصم عليه من المبلغ المؤجل ويعطيه أقل منه حالاً فما حكم هذا العمل وهو منتشر بين المزارعين؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: حكم هذا العمل لا يجوز وهو من الربا، لأن هذا شراء نقد بنقد آخر أقل منه مع عدم القبض، فهو يشتري الدراهم التي لهذا المزارع عند صوامع الغلال، هذا الشراء نقد بنقد مع التفاضل وعدم التقابض، ففيه ربا الفضل وربا النسيئة فلا يجوز مثل هذا العمل، وبيع الدين إلى غير من هو عليه، إذا كان المالان يجري بينهما ربا النسيئة فلا يجوز.
برنامج لتأجير الذهب والفساتين
السؤال: لدي مؤسسة لعمل برامج كمبيوترية، وقد طلب مني صاحب شركة عمل برنامج له، الشركة تقوم بتأجير الذهب وفساتين الزفاف للنساء، هذا هو نشاط الشركة. هل يجوز عمل برنامج للشركة بحيث يساعدهم على عملهم؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد أما تأجير الذهب فهذا لا بأس به لعدم المحذور الشرعي، فالأصل في ذلك الحل، وأما تأجير ملابس النساء للزفاف فهذا يختلف إن كانت الملابس منضبطة بالضوابط الشرعية لألبسة النساء بحيث لا تكون عارية أو قصيرة أو ضيقة تحجم أعضاء البدن فهذا جائز، وإن كانت ليست ملابس شرعية فهذا لا يجوز تأجيرها حينئذ، ولا يجوز التعامل مع شخص يؤجرها، لأن الله – عز وجل – يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2].
التوكيل والزيادة في السعر(1/140)
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: أجيد التعامل مع الكمبيوتر، ولذلك يطلب مني بعض الأشخاص شراء أجهزة لهم وأطلب منهم مثلاً كذا (2500) وأشتريه (2000) أي أكسب خمسمائة ريال في الجهاز، وأنا أقول لهم في البداية سعره كذا وهم موافقون على ذلك وليست بيننا شروط، فما الحكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا العمل لا يجوز إلا إذا كنت نصبت نفسك لبيع الكمبيوترات والناس يعرفون أنك تأخذ زيادة، أما كونهم يوكلونك على أن تشتري لهم ثم تأخذ زيادة دون أن تخبرهم فهذا لا يجوز، الوكيل لا يجوز له أن يأخذ شيئاً إلا بإذن الموكل، فلابد أن تخبرهم وأن تعلمهم أنك تأخذ عمولة على عملك وأتعابك.
بيع سلعة بعقدين لمشتر واحد
السؤال: بيع سلعة واحدة بعقدين بمجلسين منفصلين لمشتر واحد، شركة تقوم ببيع سيارة إلى مشتر وبكفالة شخص، وبعد ذلك تعقد عقد بيع آخر لنفس السلعة ولنفس المشتري الأول وبكفالة شخص آخر غير الأول، وذلك بحجة ضمان حقهم من جميع الأطراف، المشتري الكفيل الأول والكفيل الآخر، هل هذا البيع بهذه الصفة جائز للشركة؟ وإذا كان لا يجوز فهل يعتبر العقد الثاني ملغى؟ (بيع سلعة واحدة بعقدين بمجلسين منفصلين)، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا العمل هو ما يسمى بالتأجير المنتهي بالتمليك، والتأجير المنتهي بالتمليك له شروط، وله ضوابط فلابد أن ننظر إلى شروط وضوابط هذه الشركة، فإن كانت صحيحة فهو صحيح، وإلا فإنها لا تجوز.
التعامل مع شركات التأمين(1/141)
السؤال: انتشرت في الآونة الأخيرة شركات التأمين، والتي منها الشركة التعاونية للتأمين حيث تقوم هذه الشركة بتحويل الأشخاص المؤمن عليهم والذين يحتاجون النظارات الطبية إلى بعض محلات النظارات المتعاقد على أن تقوم الشركة بالتسديد آجلاً لمحل النظارات المتعاقد معه، مبلغ متفق علية أيضاً بين الشركة والمؤمن عليه فهل يجوز تعامل محل النظارات مع هذه الشركة علماً بأن الغالبية العظمى منهم مؤمن عليهم عن طريق جهات العمل؟
الجواب:
لا يجوز التعامل مع هذه الشركات في أغراضها المحرمة، وهو التأمين القائم على الميسر، لقوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " [المائدة:90]. ولما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، وهذا لا يجوز، لقوله تعالى:" وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، ولا يظهر الفرق بين كون المريض مؤمناً عليه من جهة العمل أو لا مادام أنه سيتعامل مع هذه الشركات، وبالله التوفيق.
حكم تحويل المرضى مقابل مبلغ مالي
السؤال: عرض علي أحد الأطباء الاستشاريين في طب العيون التعاون معه وذلك بأن يقوم بتحويل المرضى الذين يحتاجون إلى نظارات طبية للمحل مقابل مبلغ مالي أدفعه للطبيب في حال شراء المريض من المحل، فما الحكم في مثل هذا الاتفاق؟
الجواب:
لا يجوز لك أن تعطي هذا الطبيب شيئاً من المال مقابل إحالة بعض المرضى إليك ! لعدة محاذير: أولاً: إن كان هذا الطبيب تابع لجهة مسئولة، لحديث أبي حميد الساعدي، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:" فهلا جلس في بيت أبية وأمة فينظر هل يهدى إلية أم لا؟ رواه البخاري (2597)، فدل على أن العلة الوظيفة، وعند الإمام أحمد (23601) والبيهقي (10/138) وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"هدايا العمال غلول".(1/142)
ثانياً: أن هذا الطبيب لن ينظر إلى مريضة فإنه سيحيل المريض إلى من يعطيه شيئاً، ولو كان من هو أنفع للمريض، ومن كان خياره لغيره خيار مصلحة، لا خيار مفسدة.
ثالثاً: أن ما سيأخذه الطبيب قد يضيفه التاجر إلى ثمن السلعة .
رابعاً: أن هذا يفتح باب الطمع والجشع لذوي المهن والتجار كما أن فيه نوعا من احتكار سوق البيع ومنع الآخرين منه بسبب صاحب المهنة، ولا شك في هذا أنه منهي عنه، وبالله التوفيق .
رسوم التأمين
السؤال: السلام عليكم.
إنني أدرس ماجستير في جامعة البحرين على حسابي، هل يجوز لي القصر والجمع لصلاتي المغرب والعشاء؟ علماً أن المسافة من الدمام 70 كم، هل يجوز لي الدراسة فيها؟ حيث أنه يحظر نساء,علماً أنني أغض بصري ولا أكلم أحداً، وأبتعد من أماكنهم ما حكم دفع رسوم تأمين سيارة عند دخول البحرين؟.
الجواب:
أما دفع رسوم التأمين عند دخول البحرين فالإنسان مجبر على هذا، فإذا احتاج أن يسافر إلى تلك البلاد، وألزم بهذا التأمين فهذا يظهر – والله أعلم- أنه لا شيء عليه؛ لأنه مجبر ومكره عليه، والإنسان مرفوع عنه حكم الإكراه.
وأما بالنسبة لكونك تسافر إلى البحرين فهذا مما يسوغ الجمع والقصر إلا إذا كان هناك مساجد حولك فإنك تصلي معهم، لكن إذا أردت أن تجمع فإنك تجمع جمع تقديم، فإذا صليت المغرب لك أن تجمع العشاء.
وأما بالنسبة للدراسة في هذه الجامعة المختلطة فلا شك أن الاختلاط محرم ولا يجوز، فلا يجوز إلا عند الضرورة، والضرورات تبيح المحذورات، أما إذا لم يكن هناك ضرورة بحيث تتمكن من أنه يدرس في جامعة أخرى نظيفة من المنكرات كاختلاط وغيره فهذا هو الواجب عليك.
أخذ جهاز المكتب إلى بيته(1/143)
السؤال: أنا أعمل في شركة خاصة صرفت لي جهاز هاتف عادي، وليس جوالاً لأستخدمه في مكتبي، وكنا في تلك الأيام ننتقل من مبنى لآخر فأخبرونا أن نترك كل متعلقاتنا في المبنى القديم، ونظرا ًلأن الهاتف قد قدم لي فقد فضلت أن آخذه معي للمبنى الجديد، المهم أنني فجأة أخذت بالهاتف ونقلته لمنزلي لأستخدمه بدلا من مكتبي الجديد، والآن بعد عدة سنوات أنوي إبراء ذمتي بشراء هاتف جديد من نفس النوعية وإرجاعه للشركة لأستخدمه في مكتبي في المبنى الجديد، ويصبح الجهاز الذي أعطي لي ملكاً، ويحل استخدامي له، فهل هذا التصرف كافٍ أم ماذا علي أن أضيف لأبرئ ذمتي؟ والله يغفر لي ويسامحني.
الجواب:
هذا التصرف صحيح إن شاء الله، ولكن يبقى النظر بالنسبة للهاتف فكونك أخذته فهذا لا يجوز، وهو محرم فحكمه حكم الغصب ومنافع الغصب مضمونة فيجب عليك إذا كان الهاتف القديم في حالة جيدة أن ترده وتضمن قيمة استعمالك له هذه المدة، وتضمنه للشركة أو تتفق مع الشركة لاستبداله بهذا الهاتف الجديد ويتنازلون عن قيمة استعمالك المدة الماضية.
أخذ بدل خارج الدوام عوضاً عن مخصص الوظيفة
السؤال: أنا أعمل في إحدى الدوائر الحكومية بمسمى وظيفة كاتب، وعملي الفعلي هو ناسخ على الحاسب الآلي، وحيث أن مسمى وظيفتي ليس ناسخاًً على الحاسب الآلي فإنه لا يصرف لي البدل المخصص لوظيفة الناسخ على الحاسب الآلي، فهل يحق لي الحصول على بدل العمل خارج وقت الدوام بدون أن أعمل خارج وقت الدوام كتعويض عن البدل المستحق؟ علماً أنه سوف يكون أقل من البدل المستحق عن النسخ على الحاسب الآلي. أرجو أن أكون قد أوضحت السؤال، وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بجهودكم.
الجواب:(1/144)
هذا لا يجوز، لما فيه من الكذب، لأن المسؤول عنك سيكتب لمن فوقه أنك عملت خارج الدوام وأنت لم تعمل خارج الدوام، وفي هذا كذب، والطريق الصحيح لكي تأخذ حقك كاملاً هو: أن تطالب ببدل كاتب على الحاسب الآلي، أو أن المسؤول يعطيك أعمالاً تعملها حقيقة خارج الدوام فتقدم على غيرك بعمل إضافي لكي تستحق عليه المكافأة.
أرادت وقف أرضها فعاجلها الموت
السؤال: جدتي تملك أرضا, قررت أن تبيع قسماً منها، وتبني بالثمن مسجداً على الجزء الباقي، واتفقت مع المشتري أن يدفع كامل المبلغ ثم تعيده إليه ليبني المسجد, اقترحت عليها بعد ذلك أن تتبرع بالمبلغ للجامع الكبير الذي تقام فيه الجمعة الوحيدة بالبلدة وهو بحاجة ماسة للتوسعة وإلا تعددت الجمع، وتبقي القطعة الباقية وقفا يبنى عليها مسجد في المستقبل, فقالت سوف أشاور, ووافتها المنية قبل أن تبدأ بالأمر، فشاورنا أهل العلم بالبلدة، فقالوا إن من الصلاح وضعها كما اقترحنا، ففعلنا، والآن جاء من يقول لا يجوز. أفيدونا أفادكم الله.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الجواب على ذلك أنه تراعى المصالح إذا كان في بذل هذه الدراهم التي حبستها في بناء الجامع وتوسعته أصلح للناس وأنفع، فهذا هو الذي يقدم، وإذا كان بناء المسجد الذي حبسته أصلح فإنه يقدم وإن تساوت المصالح فإنه ينظر إلى ما وصت به، وهو بناء المسجد دون الجامع.
قرض عليه فوائد
السؤال: تقدم الحكومة في بلدنا قرضاً مدعوماً للطلاب، وفيه تقوم الحكومة بدفع الفوائد البنكية للبنك ولا يدفع الطالب إلا المبلغ الأساسي الذي اقترضه، بمعنى أن الطالب يدفع مبلغ القرض فقط والحكومة تدفع الفوائد على القرض للبنك أو أي طرف ثالث غيره، هل يجوز أخذ مثل هذا القرض؟
الجواب:(1/145)
هذا القرض في أصله محرم ولا يجوز لما يترتب عليه من الفائدة، فالعقد مع البنك حتى ولو قامت الدولة أو غيرها بدفع الفوائد فالعقد مع البنك إذا كان عقداً محرماً لا يجوز الدخول فيه، والتوقيع عليه، والله أعلم.
استيراد أدوات الصالونات
السؤال: هل يجوز لي أن أقوم باستيراد جميع احتياجات صالونات الرجال والنساء من أدوات حلاقة وأمواس ومكياج وأصباغ صناعية للشعر ورموش وأظافر اصطناعية بالإضافة إلى كل احتياجات هذه الصالونات؟ وهل هناك موانع أو نهي صريح لاستيراد بعض المنتجات المعينة في هذا المجال؟ أفيدونا مشكورين.
الجواب:
ما يتعلق باستيراد آلات الصالونات التي أشار إليها السائل، نقول الأشياء المحرمة يحرم عليه أن يستوردها، فمثلاً الأمور التي تستخدم في حلق اللحية نقول إن استيرادها محرم ولا يجوز، كما أن الأشياء التي تستخدم في قصات مشابهة لقصات أهل الكفر محرمة ولا تجوز، وما يستخدم في وصل الشعر كالرموش الصناعية أو نحو ذلك فهذا لا يجوز، إضافة إلى أن صبغات النساء التي تمنع وصول الماء إلى الشعر وتكون طبقة عليه نقول بأنها لا تجوز، وعلى هذا فقس فكل محرم لا يجوز له أن يستورد ما يعين عليه؛ لقول الله عز وجل :"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، وعليه أن يسأل أهل العلم عن الأشياء المحرمة فإذا بينوها له وجب عليه أن يجتنب كل ما يعين على هذا المحرم حتى لا يكون شريكاً في الإثم، وكما أسلفت أن الله عز وجل يقول:" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2].
يودع البنك في حسابه مبلغاً كل شهر(1/146)
السؤال: لديه حساب توفير غير ربوي في بنك ربوي، ومن ثم تحول هذا البنك لمصرف إسلامي، وبعدها قام المصرف بإيداع مبلغ كل شهر تقريباً في حسابي دون إعلامي بذلك، وعند استفساري عن الموضوع قيل لي إنهم يعتمدون نظام المرابحة فهل هذا المبلغ حلال أم هو فائدة ربوية؟ أرجو إفادتي في الموضوع.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا كانوا يعملون في هذا المبلغ الذي لهذه المرأة مرابحة شرعية إسلامية في سلع مباحة وربحت هذه المرابحة فإنه يجوز لها أن تأخذ هذا المبلغ، أما إذا كانت فوائد ربوية فإنه يجب عليها أن تتخلص منها.
قبول الهدية ممن يتعامل بـ (credit card)
السؤال: خالي قادم من أمريكا، وقال إنه جلب معه لأختي عقد ذهب قيم جداً كهدية، لكن المشكلة أن خالي يستعمل الـ credit card,وهو غير ملتزم صراحة رغم أنه خلوق، وفهمت منه أنه قد جلب بعض الحاجيات الخاصة به بالـ card credit وأنه لم ولن يسدد المستحق عليه في هذا الـcredit card ، وخاصة أنه راجع نهائياً إلى بلده، وهو يفعل ذلك نقمة من بعض المشاكل التي حدثت له هناك، وخوفي أنه من الممكن أنه يكون قد اشترى هذا العقد الذهبي بهذا الـcredit card الغير مدفوع، سؤالي: هل أسأله كيف ومن أين اشتراه؟ بالرغم أن مثل هذا السؤال قد يسبب حساسيات ومشاكل مع خالي، لكني أخاف أن أشاركه في حرام، وأنا لا أعلم هل إذا قبلته منه من غير سؤال عن مصدره أكون مذنباً بذلك؟، ماذا أفعل بالضبط؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل أن المسلم إذا جاءته هدية فإنه لا يسأل عن مصدر هذه الهدية، وإذا كان كذلك فإنك تقبل هذه الهدية، ولو جهلت مصدرها، لكن إن علمت أن هذه الهدية محرمة فإن ذلك لا يخلوا من أمرين:(1/147)
الأمر الأول: أن يكون تحريمها تحريم كسب، وليس حقاً للغير كما لو تعامل بالربا، أو باع محرمات واشترى بثمن هذه المحرمات أو بهذا الربا هدية فإن قبولها مباح إذا كان هذا محرماً لكسبه، والنبي – عليه الصلاة والسلام – قبل الشاة التي أهدتها إليه اليهودية أخرجه البخاري (2617) ومسلم (2190).
الأمر الثاني: أن يكون محرماً لحق الغير، يعني: نعلم أن هذه الأموال حق لأناس اقترضها أو سرقها، أو انتهبها، أو غير ذلك ثم اشترى بها هدية فإنه لا يجوز قبول الهدية في مثل هذه الحال.
تجاوز الضوابط القانونية
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا موظف تابع لمصلحة خدمية تابعة للدولة، بهذه المصلحة توجد سيارات منها الصالحة الاستعمال وأخرى غير صالحة للاستعمال، والقانون يجيز لرئيس هذه المصلحة التصرف بهذه السيارات والتعامل فيها مع الموظفين التابعين له بالبيع بعد مضي عشر سنوات من عمر السيارة في العمل إذا كانت صالحة الاستعمال، وأقل من هذه المدة إذا كانت غير صالحة للاستعمال، أو بها أعطال فنية وتحتاج إلى مصاريف أكثر من قيمتها عن طريق المزاد العلني، فما الحكم الشرعي فيمن تقدم بطلب إلى رئيسه بنية تمليك سيارة موديل (96)صالحة وبدون عرضها بالمزاد العلني الذي ينص عليه القانون.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا كان هذا الطلب فيه مخالفة كما هو ظاهر من السؤال لنظام بيع هذه السيارات فإن هذا محرم ولا يجوز، لقول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1] وأيضاً قول الله – عز وجل-: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" [المؤمنون:8]، ولحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- في سنن أبي داود (3594): "المسلمون على شروطهم"، وقد اشترطت الحكومة أنظمة لبيع هذه السيارات فمخالفة هذه الأنظمة مخالفة لما اشترطه المسلمون ووجوب الوفاء بالعقد.
العمل في بلاد الفسوق(1/148)
السؤال: ما حكم العمل في بلاد ينتشر بها الفسق والكفر مثل الغردقة وشرم الشيخ من بلاد المسلمين ومن البلاد الأخرى؟.
الجواب:
هذا لا يخلوا من أمرين: الأمر الأول: أن يكون عند الإنسان من الدين والعلم، من الدين والتقى الذي يمنعه من الوقوع في الشهوات، ومن العلم الذي يمنعه من الوقوع في الشبهات، فإذا كان كذلك فإنه يجوز له أن يعمل.
القسم الثاني: أن يكون الإنسان خفيف الدين أو قليل العلم، وإذا عمل هناك فإنه سيقع في الشبهات أو في الشهوات فإنه لا يجوز له أن يعمل هناك حماية لدينه، والله – عز وجل- يقول: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم" [الأنعام:108]، ففي هذا نهي عن سب آلهة المشركين لئلا يسبوا الله – عز وجل- فكل الذرائع التي توصل إلى محرم فإنها محرمة ولا تجوز، وفي حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنهما- في الصحيحين، "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام" صحيح البخاري (52) وصحيح مسلم (1599).
القسيمة والتمول
السؤال: ألا تعتبر القسيمة بمثابة المال فيكون البيع هنا مال بمال؟.
الجواب:
لا هذه ليست مالاً، وإنما هي عروض تجارية كما بينا أنها حق مالي، فهي حق مالي يمتلك بها سلعاً من هذا المحل، فهذا جائز كما أسلفنا إن شاء الله.
بيع القسيمة على شخص آخر
السؤال: فضيلة الشيخ.. أعطت الشركة التي أعمل فيها قسيمة كمكافأة بمقدار خمسمائة ريال، على أن يتم الشراء فقط من محل واحد، والقسيمة باسم ذلك المحل، السؤال: هل يجوز بيع تلك القسيمة على شخص آخر بأقل من قيمتها؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: هذه القسيمة حق مالي، فيجوز لك أن تبيعها بأقل من ثمنها ما لم يكن هناك شرط ألا تبيع هذه القسيمة وتشتري بها من ذلك المحل.
البيع لمن سيستخدم المبيع في محرم(1/149)
السؤال: هناك محل للبيع كان يباع فيه حلال الطعام، وأراد صاحباه بيعه وجاء رجل إسباني ليشتريه، وقال أنه سيبيع فيه لحم خنزير وغيره. والسؤال هو: هل يجوز البيع أم لا؟.
الجواب:
بيع هذا المحل لشخص يريد أن يبيع فيه محرمات هذا لا يجوز؛ لأن الله – عز وجل- قال: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2].
العمل في شركة (كوكا كولا)
السؤال: إني شاب أبلغ من العمر 25 سنة، متحصل على شهادة مهندس في الصناعات الغذائية، تحصلت على وظيفة في معمل (كوكا كولا)، فما هو الحكم الشرعي في ذلك؟ مع العلم أني عاطل عن العمل منذ سنة كاملة. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بالنسبة لهذا الشراب لم أسمع أحداً من أهل العلم يحرمه، وإذا كان كذلك فالعمل في مثل هذا المصنع حلال ولا بأس بذلك –إن شاء الله- لكن لو أن الإنسان حصل له وظيفة أخرى وخرج من هذا العمل لكان أحسن، لكنه لا يجب عليه، ولا يحرم عليه أن يعمل بهذا، لأن مثل هذه الشركة التي ينسب إليها أنها شركة يهودية لا شك أن العمل في غيرها أفضل.
البيع والشراء المعلق
السؤال: أنا موظف في إحدى المؤسسات المالية، ومؤسستنا تعطينا فرصة لشراء بيت نسكنه عن طريق المرابحة الإسلامية،وقد تم وضع أسس ومعايير لتحدد متى يحق للموظف الحصول على قرض، الآن جاء دوري لشراء بيت أسكنه مع زوجتي وأولادي، وتعطينا المؤسسة فرصة لمدة ثلاثة أشهر فقط لنجد البيت الذي نرغب بشرائه، وإذا لم أجد البيت المطلوب خلال مدة ثلاثة أشهر يسقط حقي من الحصول على قرض حاليا، ويتم تأجيل قرضي لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات قادمة، وأنا اسكن حاليا بلا جلاة بعيدا عن مكان عملي حوالي 30 كم.(1/150)
وسؤالي هو: أن أخي يملك بيتاً أستطيع أن أشتريه منه حاليا، لكي أحصل على القرض، واتفقت مع أخي على أن يعطيني كامل الثمن الذي سيأخذه من مؤسستي لقاء بيعه للبيت لي إذا وجدت بيتاً مناسباً لي لأشتريه أنا لي، وسأرد المبلغ الذي أعطاني إياه إلي على احتمالين: الأول إذا وجدت من يشتري البيت الذي أنا اشتريته من أخي سأبيع ذلك البيت وأرد دين أخي له، وبذلك أفي بالدين الذي بذمتي لأخي.
الاحتمال الثاني: إذا لم أجد من يشتري البيت مني سأرد لأخي البيت الذي اشتريته منه أصلا وأعيده إليه، وبذلك أكون أنا حصلت على قرضي وأخي لم يتأذ من تلك المعاملة. فهل هذا الشراء بتلك الصورة جائز أم لا؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
ما دام أن هذا العمل فيه تحيل على الشركة، بحيث أنها لا ترضى بمثل هذا العمل، وأنه ليس شراءاً حقيقياً، وإنما هو شراء صوري فإن هذا محرم، ولا يجوز، والحيل لا تبيح المحرمات ولا تسقط الحقوق والواجبات، وفي ذلك مشابهة لليهود؛لأن اليهود هم أهل الحيل على ترك الواجب وما افترضه الله – عز وجل- وعلى فعل المحرم، وهذا ظاهر في القرآن وفي السنة. والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بيع البضاعة للوسيط في شرائها(1/151)
السؤال: اشتريت مجموعة من صناديق الصابون من صاحبها بالدين، ورأيت البضاعة، وقال لي: إني مسؤول عنها بعد الشراء، حيث أصبحت ملكي، وكانت خارج المحل، وكنت مخيراً إما بأخذها أو بيعها على أي محل آخر، لكنني فضلت أن أبيعها على الشخص الذي كان مسؤولا عن إجراء البيع، لكنه لا يملك البضاعة، وذلك لضيق الوقت، حيث إنني كنت مضطرا، وقد كانت لدي الحرية أن أتجول في المحلات لعرضها للبيع، لكني فضلت أن أبيعها لهذا الشخص، لكنه ليس المالك الذي باعني إياها؛ بل كان مسؤولا عن إجراءات البيع، حيث قال لي عندما جئت إليه أن لديه عملاء يعرضون بضاعتهم لديه، والبضاعة باسم صاحبها الذي أطلق البيع علي بالموافقة وليس له,
ما حكم هذا البيع؟ وإذا لم يكن حلالا فما يجب علي فعله؟ حيث أنني ملزم بتقسيط المبلغ لمدة سنة، هل يجب علي سداد المبلغ جميعه للتخلص منه إذا كان حراماً؟ مع العلم أني في ضائقة مالية لا تسمح بسداده كليا، وأنا الآن في حيرة من أمري. غفر الله لكم.
الجواب:
نقول مثل هذا العمل ما دام أن السلعة خارج المحل قبضتها وأخرجتها من المحل، وبعتها على شخص آخر غير الشخص الذي باعها إياك فإن هذا العمل يظهر لي أنه جائز ولا بأس به إن شاء الله.
بيع الذهب يداً بيد مع زيادة
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
ما حكم بيع الذهب إذا كان مثلاً بمثل، ويداً بيد؟ لكن أحدهما يزود على صاحبه قطعة قماش أو بعض المال. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:(1/152)
هذا ربا ولا يجوز، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- في حديث عبادة عند مسلم (1587) وحديث أبي سعيد عند مسلم (1584) – رضي الله عنه- يقول: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ يَدًا بِيَدٍ فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى". وكونه يزيد قماشاً أو براً، أو طعاماً، أو نحو ذلك هذا زيادة وداخل في قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "فمن زاد أو استزاد" فلا تجوز الزيادة، هذا هو الصواب.
ترك المباح خوفاً من الحرام
السؤال: قرأت في موقعكم فتوى بخصوص شراب الشعير بلا كحول، ومن منطق عدم تحريم ما أحله الله -عز وجل- فأنا أتوجه إليكم بهذا السؤال: يوجد في فلسطين نوع من شراب الشعير بلا كحول، ولكن الشركة المصنعة له هي شركة تصنع نوعاً من أنواع الكحوليات، وهي البيرة، وللأسف فإن الشراب الذي به كحول والشراب الذي بلا كحول يحملون نفس الاسم وهو بافاريا)، وعليه فإنني لا أقوم بشراء هذا النوع من الشراب الذي بلا كحول؛ لأنني أعتبره دعماً للشركة المنتجة له، وبالتالي أعتبره دعماً للشراب الذي به كحول، هل ما أقوم به صحيح أم لا؟ علماً بأنني عندما أجد أي أحد من أصدقائي يشترونه أنكر عليهم ذلك من هذا المنطق. أرجو إفادتي أفادكم الله.
الجواب:
نقول هذا العمل الذي تعمله كونك لا تشتري هذا الشراب الذي ليس به كحول لما في شرائه من دعم لهذه الشركة نقول بأن هذا العمل طيب منك وتشكر عليه، وكذلك أيضاً كونك تنكر، أنا أرى أن تبين لإخوانك وأصدقائك أن في هذا دعماً لهذه الشركة التي تنتج المشروب المحرم.
الرجوع في الهبة(1/153)
السؤال: السؤال: لي أخ أصغر مني، اشتريت له سيارة شاحنة مند حوالي 6 سنوات، وذلك لغرض أن يعيش ويبني مستقبله منها، لم أشترط وقتها عليه شيء، ولم أطلب منه أي أجر أو ترجيع مبلغ ثمن السيارة وهو 20000 جنيه، مرت السنين وابني للأسف الشديد لم يكون نفسه، ويتعذر بأعذار واهية، فالسبب واضح وهو كسله وعدم حسن التصرف، نتيجة لذلك تزاعلت معه، وطلبت منه ترجيع السيارة، ووافق على ذلك، فهل يجوز لي أخذ السيارة منه؟ علماً أن ثمنها ربما يكون أقل من الثمن الأصلي، وعلما أنه لا يملك مالاً لترجيع المبلغ.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
العود في الهبة هذا محرم ولا يجوز، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "العائد في هبته كالكلب يقيئ ثم يعود في قيئه" أخرجه البخاري (2589) ومسلم (1622)، لكن يستثنى في ذلك ما إذا كانت الهبة مبنية على سبب ثم تبين انتفاء السبب، فإذا وهبه على أنه سيعمل بهذه الشاحنة، ويكتسب ثم بعد ذلك لم يعمل، ولم يكتسب فله أن يرجع؛ لأن الهبة ما دامت أنها مبنية على هذا السبب فهذا السبب بمنزلة الشرط، كما أنه لو اشترط عليه أن يهبه على أن يعمل بها، والنبي – صلى الله عليه وسلم- قال في الحديث الذي رواه البخاري معلقاً في كتاب الإجارة باب أجر السمسرة ووصله أبو داود (3594) يقول: "المسلمون على شروطهم".
الدورات الرياضية الرمضانية(1/154)
السؤال: هناك ما يعرف بالدورات الرمضانية الرياضية، ونظامها معروف حيث يدفع كل مشارك مبلغاً من المال ثم تعطى هذه الأموال للفائز، سؤالي هو: إذا اشتركت في إحدى هذه البطولات للعبة جماعية تتم بنفس النظام المذكور لكني أنا المشترك الوحيد الذي لن أدفع أي قدر من المال قبل البطولة، وإذا ربحت لن أحصل على أي جائزة (وهذا ينطبق علي أنا فقط؛ لأني أرفض الاشتراك بالطريقة المشهورة للدورات الرمضانية لعلمي بحرمتها، هل إذا اشتركت بهذا الوصف حيث أريد المتعة فقط لا الربح فهل يكون علي إثم؟علماً بأن بقية المشتركين سوف يدفعون في البداية قدراً من المال وتعطى هذه الأموال للفائز، وباستثنائي أنا حيث سأكون في هذه الحالة لا غانماً ولا غارماً بل سأكون سالماً...نرجو الإفادة.
الجواب:
الذي يظهر لي أن الإنسان لا يجوز له أن يلعب مع أناس يلعبون القمار، فهؤلاء عملهم محرم، فإذا كان كذلك فلا يجوز أن تصحبهم في هذا العمل المحرم، لقول الله – عز وجل-: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" [الأنعام:68]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2].
أسهم شركة الراجحي
السؤال: فضيلة الشيخ.. أنا موظف وراتبي ينزل على حسابي بشركة الراجحي المصرفية، ويوجد بالشركة أسهم تباع بالأقساط، وتسدد لهم على أقساط شهرية، وأنت مخير هل تبيعها في نفس الحال أم تكون معك حتى وقت آخر وتبيعها أو تستثمرها. سؤالي هو : ما حكم شراء هذه الأسهم؟ علماً بأنني محتاج إلى مبلغ من المال هذه الأيام ، ومن سبق وأخذ منها ماذا يفعل إذا كانت حراماً؟. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه الأسهم لا بد لها من شرطين:
الشرط الأول: لا بد أن يكونوا مالكين لهذه الأسهم.(1/155)
الشرط الثاني: ألا تكون الشركة تتعامل معاملات محرمة، وتأخذ ربا ونحو ذلك، فلا بد من التأكد من المصرف هل لهذه الشركات معاملات محرمة أو لا؟ وإذا توفر الشرطان جاز.
أخذ التعويض لغير مستحقه
السؤال: عندنا في مصر تصرف شركات التأمين تعويضات كدية لأسر ضحايا حوادث السيارات بعد أن يرفع المحامي دعوة قضائية يطالب بالتعويض، ولكن في حالة أحد أقربائي قال لي المحامي إن قريبي هذا ليس من حقه تعويض في بنود الشركة؛ لأنه كان يركب في صندوق سيارة النقل، والشركة لا تصرف تعويضاً إلا لمن يركب في مقدمة السيارة، فقال المحامي إنه تفاهم مع المسؤولين في الشركة على أن يمرروا هذا الأمر أمام القضاء؛ لأنه يتعامل مع الشركة في قضايا كثيرة. فهل يجوز لنا أخذ هذا التعويض؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
هذا لا يجوز لما في ذلك من الكذب والتزوير، وأكل أموال الناس بالباطل، والله – عز وجل- يقول: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" [البقرة:188]، ويقول عليه الصلاة والسلام: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" أخرجه مسلم (2564).
توفي أخوه قبل نهاية الأقساط
السؤال : اشتريت كمبيوتر على أقساط، وكان من ضمن الشروط أن يكون لي حساب في البنك، وما كان لي حساب في البنك فاشتريت الكمبيوتر باسمي وأخي الكفيل وقيمة الكمبيوتر يستقطعونه من حساب أخي، وأنا أسدد لأخي ولكن أخي مات والشركة لم تطالب بشيء، علماً أن الكمبيوتر صار معي أكثر من سنتين. ولكم جزيل الشكر.
الجواب:
يجب عليك أن تسدد لهذه الشركة بقية حقها؛ لقول الله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"[المائدة:1] وهذا من تمام إيفاء العقد.
وفي الحقيقة أن المشتري أنت وليس أخاك، وكون أخيك مات، يمكن أن يكون سبباً في عفو الشركة ، لكنك أنت المشتري حقيقة، فيجب عليك أن تؤدي للشركة حقها.
حكم الإقامة في شقة الشركة بعد الإحالة على المعاش(1/156)
السؤال: رجل كان موظفاً في شركة حكومية, وقد أسكنوه شقة كاستراحة له خلال مدة عمله بالشركة, وبعد إحالته إلى المعاش أبدل حق الانتفاع بالشقة إلى ابنته العاملة بالشركة حتى يظل مقيماً بها, والآن توفيت ابنته, وهو مقيم في الشقة مع ابنة أخرى مطلقة وأبنائها.
فهل يحق لهم الإقامة في الشقة؟علماً أن هناك كثيرين على هذا الوضع منذ فترة طويلة (مقيمين بدون حق انتفاع)، ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضدهم أو لصالحهم، وأن مستحقات الابنة المتوفاة موقوف صرفها بسبب عدم إنهاء إخلاء الطرف بسبب الشقة، وإن كان هناك بعض الآراء في الشركة ترى السماح لإقامة الأب دون ابنته المطلقة وأبنائها, وأنه كبير طاعن في السن قادر على إيجار شقة أخرى.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
مثل هذا يرجع إلى نظام الشركة، فإن كان نظام الشركة يسمح له بذلك فلا بأس،وإن كان لا يسمح له بذلك فلا يجوز له أن يمكث، بل يجب عليه أن يخرج، لما في ذلك من أكل أموال الناس بالباطل، قال الله – عز وجل-: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" [البقرة:188]، وأيضاً قول النبي – عليه الصلاة والسلام-: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه" أخرجه مسلم (2564). والله أعلم.
اشتراط عدم إعطاء المنتج لغيره
السؤال: لدي امتياز لتوزيع منتج معين في منطقة معينة، واشترطت عليهم ألاّ يعطوا شيئاً لأحد غيري إلا بإذني. فهل هذا جائز؟.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يظهر أن هذا شرط جائز، ولا بأس به؛ لأن الأصل في الشروط بين المسلمين الحلّ، وقد قال الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1] وإيفاء العقد يتضمن الإيفاء بأصله ووصفه، ومن وصفه الشرط فيه، وأيضاً الحديث الذي رواه البخاري معلقاً في كتاب الإجارة باب أجر السمسرة ووصله أبو داود (3594) يقول:"المسلمون على شروطهم".
الفهرس
الموضوع ... الصفحة(1/157)
المقدمة.................................................... ... 3
القرآن الكريم وعلومه ... 5
هل البسملة آية من الفاتحة؟ ................. ... 6
حمل الكافر للمصحف ....................... ... 7
أجر ختم القرآن ............................ ... 8
"لقد أوتيت مزماراً.." ....................... ... 8
بيع المصاحف ............................... ... 9
العقائد والمذاهب الفكرية ... 10
أحوال التعامل مع الجن ...................... ... 11
رفع الصوت بالقرآن قبل الجمعة ............. ... 11
العلاج عند الشيخ الإدريسي ................ ... 12
توريد الغذاء للشيعة في المدينة ............... ... 13
الامتناع من الإنجاب خوفاً من الإعاقة ........ ... 14
قتله أهله فهل يصلى عليه؟ .................. ... 15
سب الذات الإلهية دون قصد ................ ... 16
صديق والده لا يصلي مدمن راش ........... ... 17
قراءة سور مخصوصة قبل صلاة الجمعة ....... ... 18
الاهتزاز أثناء التلاوة ........................ ... 19
يقرأ سوراً خاصة عند قبر أبيه ................ ... 19
الطهارة
الاكتفاء بمسح ظاهر الأذن في الوضوء........ ... 21
المسح على الأحذية للمريض ................ ... 21
طهارة من لا يتحكم في خروج النجاسة ......... ... 23
نزع العدسات اللاصقة عند الاغتسال ....... ... 24
الدم بعد تركيب اللولب .................... ... 24
لمس الفرج هل ينقض الوضوء؟ .............. ... 25
الوضوء وفحص الطبيب على مرضاه......... ... 26
النجاسة المعفو عنها ......................... ... 26
بدأ لها دم الحيض بعد الجماع ................ ... 27
الاستنثار ................................... ... 28
الصلاة
كان يترك الصلاة أحياناً وجامع أهله في رمضان ... 29
أخرَّ صلاة الفجر عن وقتها عمداً.............. ... 29(1/158)
الكلام في الصلاة سهواً ...................... ... 31
قصر الصلاة ................................. ... 31
إمامة الحليق ................................. ... 32
(التثويب) في الأذان الأول أم الثاني؟........... ... 33
شحن الجوال من كيبلات الحرم .............. ... 35
إمامة الرجل لأهله .................. ... 35
صلاة الشروق ...................... ... 36
الصلاة البتيرا ....................... ... 37
جمع الراتبة والوتر في سلام واحد .... ... 38
هل لها أن تصلي جميع الصلوات بوضوء واحد؟ ... 38
صلاة المتردد بين جدة وعفيف ............... ... 39
الصلاة في صالة تحوي صوراً .................. ... 40
القنوت في الوتر ............................. ... 40
ما يقطع الصلاة .............................. ... 41
صلاة الطلاب قبل الجماعة ................... ... 42
الصلاة خلف الجنب ......................... ... 42
إمامة من لا يحسن الفاتحة .................... ... 43
جلوس الكافر في المسجد .................... ... 44
رفع اليدين في القنوت ....................... ... 45
خطبة الجمعة بغير العربية .................... ... 46
القصر بين الموطن ومكان الوظيفة ............ ... 46
خرج عند الإقامة متعللاً بعدم دخول الوقت.. ... 48
القصر لطالبي اللجوء ........................ ... 48
تقديم صلاة الجمعة جائز إذا دعت الحاجة ..... ... 49
إذا انتقض وضوء الإمام ..................... ... 51
الصلاة أثناء خطبة الجمعة .................... ... 52
القصر والجمع في رحلة الصيد ................ ... 52
استخلاف المسبوق بركعة .................... ... 53
كيفية صلاة الوتر ............................ ... 54
صلاة التراويح أربعاً متصلة ................... ... 54
الصلاة بالبنطال .............................. ... 56(1/159)
الجمع بسبب المطر ........................... ... 58
تعدد المصليات .............................. ... 58
هم النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحريق تاركي الجماعة............ ... 59
يتابعون الإمام عبر اللاقط .................... ... 60
ترك الأركان في الركعة الفائتة ................ ... 62
تأخر خطيب الجمعة وليس منهم من ينوبه............ ... 63
مصلى المدرسة هل يأخذ أحكام المسجد؟............ ... 64
سد فرجة فألقى من بجواره محاضرة............. ... 65
الصلاة في مسجد بجانبه قبر ................... ... 66
مضاعفة أجر صلاة الجماعة .................. ... 67
الصلاة في محل العمل ......................... ... 68
هل تضاعف السيئة في مكة؟ .................. ... 69
جمع العصر مع الظهر ثم أدرك العصر في بلده .. ... 70
بناء دورات المياه أسفل المسجد ............... ... 71
المرور من وراء يدي المصلي .................. ... 72
صلاة المسافر العشاء مع من يصلي المغرب .... ... 73
الزكاة
زكاة الأرض المترددة بين البيع والسكن.......... ... 74
زكاة أرض للاستثمار ........................ ... 74
زكاة أرض مترددة بين البيع وعدمه............ ... 75
شراء أدوات التسجيل الدعوي من الزكاة .... ... 76
صدقته عن نفسه وزوجته .................... ... 77
الصدقة عن الحي دون علمه .................. ... 78
الزكاة على الميئوس من حياته ................. ... 79
هل تحسب الضريبة في زكاة المال المدخر؟ ..... ... 80
وجد مبلغاً في حسابه فأنفقه .................. ... 81
وجد نقوداً في سيارته ........................ ... 82
زرعت وحصدت وزكيت ثم نبتت لوحدها..... ... 83
زكاة الأسهم التي هبطت قيمتها .............. ... 84
زكاة المدين .................................. ... 84
هل سداد ديون الأب يدخل ضمن الزكاة؟ .... ... 85(1/160)
زكاة الراتب المجتمع .......................... ... 86
هل يجب عليهم دفع الزكاة من التركة؟ ......... ... 87
تعجيل الزكاة ............................... ... 87
الصيام
هل يعد كشف الطبيب عن المرأة من المفطرات؟ ... 89
الجماع في نهار رمضان ....................... ... 89
الجمع بين صيام داود والإثنين والخميس.......... ... 90
لمسايرة الطائرة للشمس طال الوقت فأفطر .... ... 91
الإفطار في رمضان للاختبارات ............... ... 91
هل دخان البخور مفطر؟ ..................... ... 92
مريضة ولم تستطع صيام رمضان .............. ... 93
لا بد لها من العمل ولا تستطيع الصيام أثناءه.. ... 94
تحمل أوزاناً ثقيلة لإنزال الدورة .............. ... 95
الاعتكاف يوماً أو يومين ..................... ... 95
هل يعتمد في رؤية الهلال على الحساب؟.......... ... 96
مات وعليه صوم ............................ ... 97
المناسك
مبيت الحاج بمنى ............................. ... 99
الاقتراض للحج ............................. ... 100
من أين يحرمون؟ ............................. ... 101
الإحرام إذا حاذت الميقات ................... ... 102
حج عن والدته قبل أن يحج عن نفسه.......... ... 103
الاستئذان في الحج عن الغير .................. ... 105
حاضت قبل طواف الإفاضة ................... ... 105
صعود السلالم ليس من الطواف!............... ... 106
جاءت للعمرة فحاضت ....................... ... 107
لم يخرج العقيقة عن أي من أولاده ............. ... 108
هل تكفي الشركاء في المال أضحية واحدة؟ .... ... 109
هل تجزئ الغنم التي بها خراج؟ ................ ... 109
ذبح العقيقة من غير الأب بحضوره.............. ... 110
اصطحاب القواعد من غير محارم للحج............ ... 111
اعتمر ولم يتحلل ورجع إلى بلده ............... ... 112(1/161)
أحكام الجنائز والمقابر والتعزية
أين يكون وجه الميت أثناء الصلاة عليه؟ .......... ... 114
الجهاد ومعاملة الكفار
تنشئة الأطفال على الإسلام ................... ... 115
جهاد المدين .................................. ... 116
ملك اليمين.. أصوله وأحكامه ................. ... 116
التهنئة بالسنة الميلادية ......................... ... 117
التبرع للكفار بالدم ........................... ... 118
تمليك النصراني شقة سكنية ................... ... 119
الأطعمة والأشربة والصيد والذكاة
حكم أكل الجمبري .......................... ... 120
شراب الشعير بلا كحول .................... ... 120
الشكولاتة إذا كان الخمر من مكوناتها......... ... 121
إلى ماذا يؤدي أكل الحرام؟ ................... ... 122
الأموال المكتسبة بالحرام ..................... ... 122
أسماك تتغذى على النجاسة ................... ... 123
مشروبات واردة من اليابان .................. ... 124
بيع لحوم الضفادع ........................... ... 124
حكم أكل فرس النهر ........................ ... 125
أكل لحم شاة رضعت من كلب ............... ... 125
الأكل في البوفيه المفتوح ...................... ... 126
الخل .................................. ... 126
الخل المصنع ............................. ... 127
هل أكل لحم البقر مكروه؟ ................... ... 128
شرب حليب الجلالة ......................... ... 128
التصبح بسبع تمرات ......................... ... 130
ذبح الشاة وعمرها أقل من ستة أشهر......... ... 130
"ماء زمزم طعام طعم.." ...................... ... 131
الأيمان والنذور
اليمين بالكفر على ترك الخمر ................ ... 133
هل يعد العهد نذراً؟ ......................... ... 134
نذر صيام شهر وأفطر فيه يوماً................ ... 134(1/162)
عدم الوفاء بالنذر المعلق ..................... ... 135
الصيام في النذر المعلق ....................... ... 137
نذرت التبرع للمجاهدين فلم تجد من يوصل لهم المال .................................... ... 138
نذرت بلبس ثوب العذراء لمدة شهر........... ... 139
هل يُطعِم متأخراً أم يصوم في الحال؟........... ... 140
كفارة اليمين المكررة ........................ ... 141
عاهدت نفسها على التصدق بذهب........... ... 143
الفرق بين اليمين والنذر ...................... ... 144
النذر المعلق .................................. ... 144
هل ينعقد النذر مع الشك في النطق به؟........... ... 146
نذر أن يطلق لحيته ولم يفعل .................. ... 147
يمين الغضبان ................................. ... 149
هل ينعقد يمين الحالف هازلاً؟ ................. ... 150
هل هذه يمين غموس؟ ........................ ... 150
النذر لمنع النفس من المعصية .................. ... 151
المعاملات
ملتزم اشترى خمر لسكير ..................... ... 153
بيع شقة لطبيب نساء يحولها إلى عيادة نسائية... ... 153
دفع عربوناً ولم يرجع ......................... ... 154
اشتركا في مطعم أحدهما بماله والآخر بجهده.... ... 154
أخذ الراتب من غير عمل .................... ... 155
التأمين على السيارة والنفس................... ... 156
بيع الذهب وتأجيل جزء من ثمنه............... ... 157
شراء الدين بثمن أقل ........................ ... 157
الشركة بالجاه والجهد ........................ ... 158
سرق من المال العام وتاب .................... ... 159
التوفير.. والربح الثابت ...................... ... 160
الاستدانة من بائعي المخدرات ................ ... 161
إنشاء صندوق تعاوني ........................ ... 161
أخذ الدية من شركة التأمين .................. ... 162(1/163)
تراهن المتخاصمين من مالهما .................. ... 163
التأجير لغير المسلمين ......................... ... 164
التدرب في البنك السعودي الأمريكي.......... ... 165
الاشتراك في الاتصالات للحصول على الخصم ... 166
فواتير الاتصالات هل تعتبر ديناً؟.............. ... 166
العمل في البنوك ............................. ... 167
العمل في فندق يبيع الخمر .................... ... 168
تأجير الزوجة نفسها.......................... ... 170
تأجير البيوت للكفار ......................... ... 170
شراء الشهادات لمن يملك أهليتها.............. ... 171
التصدق بمستحقات يصعب إيصالها لذويها .... ... 172
العمل بمصانع السيجار ....................... ... 173
إلغاء البنك المطالبة بالقرض هل يعفي الميت؟... ... 173
الغش في تسجيل وقتي الدوام والخروج من العمل ....................................... ... 174
الأموال الحاصلة من المخدرات ............... ... 175
تخلى عن المال ورعاً .......................... ... 176
المال المحصل من بيع الخمر بعد التوبة........... ... 176
اعتبار الذهب سلعة كغيره .................... ... 177
ضمان رأس المال مع نسبة من الربح........... ... 178
تعويض الساعات الإضافية التي لم يعملها....... ... 179
إصلاح عيوب عمل العامل بنسبة من أجرته... ... 180
الاقتراض لبناء مساكن ....................... ... 181
التنازل عن الدور في صندوق التنمية العقاري.. ... 182
من لا يعرف دائنه ماذا يفعل؟ ................ ... 182
شهادات الاستثمار محددة الربح............... ... 183
التسوق في متاجر تبيع الخمر ................. ... 183
سرقة الأخ وطلب المعيشة من الحلال.......... ... 184
شراء شقة من جهة عمل تتعامل مع بنوك ربوية ... 185
تأخير بعض المصروف ........................ ... 186(1/164)
السرقة من السارق .......................... ... 187
السمسرة وإضافة المكاسب ................... ... 189
العمل في محل يبيع بطاقة القمار ............... ... 190
الطريقة الشرعية في تجارة الذهب.............. ... 190
تأجير المطعم على من يعرض الخمر فيه............ ... 191
العمل في الوظيفة الحكومية ................... ... 192
باع السيارة وهو لا يملكها ................... ... 193
ما يبقى في الصندوق ......................... ... 193
أدوات ومواد الدولة ......................... ... 195
استعمال سيارة العمل ........................ ... 214
بيع قسيمة الشراء بأقل من قيمتها ............ ... 214
العجز عن تسديد القروض الربوية............. ... 215
فيزا من البنك البريطاني ...................... ... 216
توريد السلعة على دفعات .................... ... 217
الاستفادة من خدمة (700).................. ... 217
استلام البطاقة الجمركية هل يعد قبضاً؟........... ... 218
شراء الأسهم بالتقسيط وبيعها................. ... 219
العمل في بنك الجزيرة ........................ ... 219
التورق ...................................... ... 221
العمل في الفرق الموسيقية ..................... ... 222
قبول هدية من ماله حرام ..................... ... 223
العمل مع شركات النقل السريع ............. ... 224
بطاقات التخفيض ............................ ... 224
هذه صورة من بيع العينة ..................... ... 226
الاستثمار في صالات الأفراح.................. ... 227
بيع العقارات للبنوك الربوية................... ... 228
تعدد الإعانة (الشرهة)........................ ... 229
بيع سندات المزارعين بأقل من قيمتها.......... ... 229
برنامج لتأجير الذهب والفساتين............... ... 230
التوكيل والزيادة في السعر ................... ... 231(1/165)
بيع سلعة بعقدين لمشتر واحد ................. ... 231
التعامل مع شركات التأمين .................. ... 232
حكم تحويل المرضى مقابل مبلغ مالي.......... ... 233
رسوم التأمين ............................... ... 234
أخذ جهاز المكتب إلى بيته ................... ... 235
أخذ بدل خارج الدوام عوضاً عن مخصص الوظيفة ..................................... ... 236
أرادت وقف أرضها فعاجلها الموت........... ... 237
قرض عليه فوائد ............................ ... 238
استيراد أدوات الصالونات .................. ... 238
يودع البنك في حسابه مبلغاً كل شهر........ ... 240
قبول الهدية ممن يتعامل بـ(credit card)........... ... 240
تجاوز الضوابط القانونية ..................... ... 242
العمل في بلاد الفسوق ...................... ... 243
القسيمة والتمول ........................... ... 244
بيع القسيمة على شخص آخر .............. ... 244
البيع لمن سيستخدم المبيع في محرم ........... ... 245
العمل في شركة (كوكا كولا)............... ... 245
البيع والشراء المعلق ........................ ... 246
بيع البضاعة للوسيط في شرائها.............. ... 247
بيع الذهب يداً بيد مع زيادة ................ ... 229
ترك المباح خوفاً من الحرام .................. ... 249
الرجوع في الهبة ............................ ... 250
الدورات الرياضية الرمضانية ............... ... 251
أسهم شركة الراجحي ...................... ... 252
أخذ التعويض لغير مستحقه ................. ... 253
توفي أخوه قبل نهاية الأقساط ............... ... 254
حكم الإقامة في شقة الشركة بعد الإحالة على المعاش ..................................... ... 255
اشتراط عدم إعطاء المنتج لغيره ............. ... 256
الفهرس ................................... ... 257
- - -(1/166)
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع المعاملات
حكم شراء الشهادة الجامعية
السؤال: فضيلة الشيخ -حفظه الله-.. سؤالي سأختصره في حكم شراء شهادة جامعية، وذلك لمن تقدم سنه وعنده الرغبة في مواصلة الدراسة؛ لأن هناك عوائق كثيرة حصلت، من بينها ظروف عائلية وقضاء سنوات في الكتاتيب، إلى غير ذلك من العوائق التي لم تساعد في الالتحاق بالمدرسة ثم الثانوية، فالمرجو إفادتي في حكم شراء هذه الشهادة الجامعية للمواصلة. ولكم مني جزيل الشكر.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
شراء الشهادة الجامعية لا يجوز؛ لما في ذلك من الكذب والتزوير، وادعاء الإنسان ما لا يملك، فلا شك أن مثل هذه الأشياء محرمة شرعاً، وأدلتها ظاهرة.
كسب مبلغاً من السرقة
السؤال: نفترض أن شخصاً سرق سيارة أحد الأشخاص، وقام بالعمل عليها، وكسب منها مبلغاً معيناً، فتم القبض عليه، فلمن يكون هذا المبلغ للسارق أم لصاحب السيارة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا المبلغ موضع خلاف بين أهل العلم، والرأي المختار ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أنه إذا غصب دراهم واتجر بها فإن له سهم المثل، بمعنى: أنه ينظر إلى هذا الشخص الذي عمل بهذه الدراهم فليأخذ عند أهل العرف والتجارة والخبرة بمثل هذه الأمور، فإن قالوا: يأخذ نصف الكسب فيعطى النصف، وإن قالوا: يأخذ الربع فيعطى الربع، والباقي يكون للمالك. فمثل هذا الذي عمل على هذه السيارة له سهم المثل فيعطى قيمة عمله، فإذا كان مثله يأخذ النصف أو يأخذ الربع، والباقي يرده على مالكه، وورد ذلك عن عمر – رضي الله تعالى عنه- في قصة ابنه لما أخذ مالاً من بيت المال، فاستشار عمر – رضي الله تعالى عنه- في ذلك فأشير عليه أن يجعله قِراض، يعني: مضاربة. والله أعلم.
بيع الرقم العسكري(2/1)
السؤال: شخص يعمل في الإدارة العامة للمجاهدين، ويريد بيع رقمه العسكري لشخص آخر مقابل مبلغ من المال، فما حكم هذا البيع؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا البيع بيع حق من الحقوق المالية، فهذا جائز، بشرط إذن النظام، فإذا كان نظام الدولة يسمح بهذا فهذا لا يظهر فيه بأس – إن شاء الله-. والله أعلم.
التعاقد على راتب ونسبة من الربح
السؤال: يجري بين الناس تعاقدٌ بين عامل ورب العمل، حيث يتم الاتفاق على أجرة معينة شهرية، بالإضافة إلى نسبة حسب مردود العمل، كأن يكون له خمسة بالمائة من الربح، بالإضافة إلى راتبه الشهري الثابت، فما هو التوصيف الشرعي لهذا العقد؟ وما هو حكمه؟ والذي أعرفه أنه لا يصح الاستئجار على العمل والزمن معاً، فهل هذه المسألة داخلة في ذلك؟ أرجو إفادتي بذكر آراء العلماء ومع شيء من الأدلة. -جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم-.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إذا كان العامل يعمل عند أناس واتفقوا معه على أن يعطوه راتباً شهرياً قدره كذا وكذا، ويعطوه خمسة بالمائة من ربح نتاج العمل، فإن هذا جائز، ولا يظهر أن فيه مخالفة شرعية حسبما فهمت.
يماطل في المرتبات للحصول على طلبات
السؤال: السلام عليكم.
شيخي الفاضل: أعمل بمؤسسة حكومية، و هناك موظف بالمؤسسة المركزية المسؤول عن مرتباتنا،كلما طالبناه بمرتباتنا ماطل وتحجج بأعذار في الحسابات، ولكن مؤخراً أصبح يطلب مني أن أخبر المدير بصفتي السكرتيرة بما وعده به مثل كميات من الوقود مقابل عمله على تسديد رواتبنا في أوقاتها، خاصة وأننا نتأخر أحياناً لأكثر من شهرين سؤالي : هل هذه رشوة؟ وإن كانت كذلك هل أُعتبر الواسطة بين الراشي و المرثشي؟ وهل إن امتنعت عن إخبار المدير بطلبات ذلك الموظف أكون قد قصرت في عملي؟ -جزاكم الله خيرا عنا-.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/2)
الوقود الذي سيدفعه مدير هذه المؤسسة للموظف يظهر أنه على حساب هذه المؤسسة الحكومية، وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز للموظف أن يطلب شيئاً لا يستحقه في هذه المؤسسة، ويؤخر أعمال المؤسسة بناء على ذلك، بل يجب عليه أن ينفذ العمل في وقته؛ لقول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" [المعارج:32]، وإذا كان كذلك فإن هذه السكرتيرة لا تكون واسطة بين هذا الموظف وبين المدير؛ لأنه يطلب شيئاً لا يستحقه. والله أعلم.
سرق ميراث إخوته
السؤال: ما حكم من يسرق ورث أخواته، ثم بعد سنوات يتوب، ويريد أن يرجع الورث لكل واحدة منهن، هل يرجع الورث كما أخذ، أو يرجعه مع الفوائد التي مرت في السنين السابقة؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه الأموال التي سرقها وعمل فيها تجارة حتى ربحت، فإنه يجب عليه أن يرد أصل المال، وأما الربح فله سهم المثل بمعنى: إذا كان مثل هذا الشخص يعمل بهذا المال، وله نصف الربح، أو الربع، أو الثلث فإنه يأخذ النصف، أو الربع، أو الثلث، والباقي يردّه على صاحب المال؛ لورود ذلك عن عمر – رضي الله تعالى عنه-، والواجب عليه إذا كان لم يعمل بها أنه يرجع الأصل، وأن يستحل أهلها، هذا الواجب عليه، ولكن لو اصطلح على أن يعوضهم على شيء فهذا حسن وطيب. والله أعلم.
الخصم مقابل التأخر في التسليم(2/3)
السؤال: قمت ببناء منزل قبل ثماني سنوات، من خلال عقد مع أحد المقاولين، وكان من ضمن العقد شرط جزائي يتم من خلاله خصم مبلغ خمسمائة درهم عن كل يوم تأخير في تسليم المنزل حسب المدة المحددة بالعقد، وذلك بمعرفة مكتب الاستشاري، وحدث أن تأخر التسليم عن الموعد بمدة تزيد على حوالي 3 أشهر، وبالفعل تم الخصم، وقد حاول المقاول (علماً بأن المقاول مذهبه شيعي) أن يطلب مني ألا أقوم بالخصم، ولكن لظروفي المادية لم أتمكن من ذلك، وقمت بالخصم، هل ما فعلته جائز شرعاً، وذلك حسب ما جاء بالعقد المتفق عليه؟ وماذا علي إذا لم يكن ذلك جائزاً وأنا لا أملك حالياً المبلغ؟ وهل إذا رزقني الله –تعالى- في المستقبل القدرة على الدفع يجب علي أن أدفع. أفيدوني -أفادكم الله-، علماً بأن هذا الموضوع مضى عليه حوالي ثماني سنوات.
الجواب:
الشرط الجزائي جائز من حيث الأصل؛ لعموم قول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، وأيضاً حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "المسلمون على شروطهم" أخرجه أبو داود (3594)، لكن يقيد بأمرين:
الأول: أن يكون الخصم بقدر الضرر الذي حصل، أي: أن يكون الشرط الجزائي بقدر الضرر الذي حصل له التأخير.
الثاني: ألا يتضمن ذلك محذورا شرعياً، كما لو كان ذلك في الدين.
توفير تعويض التأمين
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحد زملائي وقع له حادث مروري، وكان له الحق 100%، وقام بتقييم إصلاح السيارة، وكذلك أسعار القطع الأصلية من الوكيل، ثم سلم التقارير لشركة التأمين؛ بحكم أن المخطئ مؤمِّن على الرخصة، وتم تعويضه بمبلغ 6000 ريال تقريباً، وعندما استلم المبلغ وأصبح في ملكه استغنى عن بعض القطع الأصلية بقطع تجارية، فوفر مبلغ ما يقارب من 1300 ريال من 6000 المصروفة له على ضوء التقييم. فما الحكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/4)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
إذا كانت قطعة أصلية وهي تساوي ذلك القدر، ثم اعتاض عنها بقطع تجارية، وأخذ فرق فيما بينهما، فإن هذا لا شيء عليه؛ لأنه أخذ الأدنى مقابل الأعلى، وأخذ شيئاً يجبر ذلك الأدنى. والله أعلم.
شرط جزائي مقابل المماطلة بالدين
السؤال: رجل باع سلعة بيع تقسيط بمبلغ 15000ريال مثلاً، وعمل له المشتري استقطاعاً من راتبه، وتعلمون أن الاستقطاع غير ملزم، فمقابل ذلك جعل البائع شرطاً جزائياً في حالة إيقاف المشتري للاستقطاع، فكتب عليه البائع كمبيالات بمبلغ 30000 ريال، ولو انتظم في السداد ولم يوقف الاستقطاع تحسب 15000 فقط، فما حكم ذلك؟ بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حكم الشرط الجزائي مقابل المماطلة بالدين هذا محرم، ولا يجوز؛ لدخول ذلك في ربا النسيئة.
استخلاص الحق بعوض
السؤال: شخص حصل على شيك بمبلغ معين من أحد التجار، وعندما ذهب ليصرفه من البنك قيل له: إن الحساب لا يغطي، ومضت الآن مدة أكثر من شهر، ولم يحصل على المبلغ, فجاءني وعرض علي موضوعه، فقلت له: ما رأيك أن أذهب إلى ذلك التاجر ومن خلال علاقاتي ومتابعتي للموضوع سوف أستخرج لك المبلغ المذكور في الشيك من ذلك التاجر على أن آخذ نسبة معينة من المبلغ وأعطيك حقك بعد أن آخذ النسبة التي نتفق عليها؟ فوافق على ذلك وبرضا منه، فهل تجوز مثل هذه العملية المذكورة؟ علماً أنني لن أشتري الشيكات، أي لن أشتري الدين.
الجواب:
نعم، هذه أخذ أجرة على استخلاص الحق فهذا جائز – إن شاء الله- فكون صاحب هذا المال لا يستطيع أن يخلص حقه وأناب شخصاً على أن يخلصه بعوض فإن هذا جائز، ولا بأس به – إن شاء الله-.
ملكه الأرض للحصول على قرض
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/5)
زميل لي قال: خذ هذه الأرض وسجلها باسمك، ثم اذهب إلى بنك التنمية العقاري؛ لكي تحصل على قرض، أي أن الأرض لزميلي نقلت ملكيتها لغرض طلب قرض من البنك العقاري فقط ثم رجعت ملكيتها لصاحبها. فما الحكم؟.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مثل هذا العمل محرم ولا يجوز؛ لما فيه من الكذب؛ لأن هذا الزميل سيكذب عند كتابة العدل فيقول: بأنني بعت هذه الأرض على فلان ابن فلان بكذا وكذا... إلخ.
وهذا سيقول: نعم، ويكون هناك شهود أيضاً يشهدون على هذا الكذب، وتكتب باسمه، ثم بعد ذلك يرجع مرة أخرى، ويكتبها باسم الأول، إلخ، هذا كله محرم، ولا يجوز. والله أعلم.
شرط براءة السلعة من كل عيب
السؤال: ما حكم البراءة من كل عيب في السلعة عند البيع؟ مثل أبيعك هذه السيارة بشرط البراءة من كل عيب فيها.
الجواب:
البراءة من العيوب المجهولة هذا فيه خلاف بين أهل العلم – رحمهم الله تعالى- وأصوب الأقوال ما ذهب إليه شيخ الإسلام بن يتيمة –رحمه الله – أنه إذا كان البائع يعلم بالعيب فإن ذمته لا تبرأ، وإن كان لا يعلم فإن ذمته تبرأ، والدليل على ذلك:
أولاً: أن هذا هو الوارد عن الصحابة – رضي الله تعالى عنهم-.
الثاني: أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "من غش فليس مني" أخرجه مسلم (102)، وهذا فيه غش وتدليس؛ لكونه كتم هذا العيب. والله أعلم.
هل يبرأ البائع من العيوب التي بالسلعة؟
السؤال: ما حكم قول البائع عند البيع: أبيعك هذه السيارة( مثلا) كومة حديد؟ أو هذا البيت كومة تراب؟ وهل يبرأ البائع من العيوب التي توجد في السلعة بعد ذلك؟ أرجو التفصيل في ذلك.-والله يحفظكم ويرعاكم-.
الجواب:
البراءة من العيوب المجهولة هذا فيه خلاف بين أهل العلم – رحمهم الله تعالى- وأصوب الأقوال ما ذهب إليه شيخ الإسلام بن يتيمة –رحمه الله – أنه إذا كان البائع يعلم بالعيب فإن ذمته لا تبرأ، وإن كان لا يعلم فإن ذمته تبرأ، والدليل على ذلك:(2/6)
أولاً: أن هذا هو الوارد عن الصحابة – رضي الله تعالى عنهم.
الثاني: أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "من غش فليس مني" أخرجه مسلم (102)، وهذا فيه غش وتدليس؛ لكونه كتم هذا العيب. والله أعلم.
إنشاء برنامج محاسبي لمن يبيع الخمور
السؤال: أعمل مبرمج كمبيوتر، أعمل الآن برنامجاً محاسبي لأحد الفنادق السياحية التي تباع فيها الخمور، فهل عملي حلال أم حرام؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وعملك برنامجاً لهذا الفندق الذي يرتكب أمور محرمة هذا داخل في التعاون على الإثم والعدوان، والله – عز وجل- يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]. والله أعلم.
محل يبيع الألعاب المجسمة
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي محل لبيع القرطاسية ولعب الأطفال، وهذه الألعاب عبارة عن مجسمات لحيوانات لا تشبه كثيراً الحيوانات الحقيقية حيث إنها مصنوعة من القماش، ويوجد عليها ملابس، فهل يجوز بيعها أم لا؟ وتوجد أيضاً نفس الألعاب، ولكن على هيئة ميداليات تستخدم لحفظ المفاتيح. وهل يجوز بيع الدفاتر والأقلام أو القرطاسية عموما وعليها صور حيوانات؟ أو مثلاً قلم يحتوي في أعلاه على مجسم لحيوان على شكل مضحك؟ علماً بأن البضاعة أساساً للأطفال، ولكن هناك فتيات كبيرات يشترينها، وقد يحتفظن بالألعاب.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/7)
وردت النصوص الكثيرة في ذم التصوير وبيان شدة العقوبة المترتبة على هذا الأمر، فجاء في الصحيحين أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون" أخرجه البخاري (5950) ومسلم (2109)، وجاء أيضاً: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ" أخرجه البخاري (2225) ومسلم (2110)، ولذا فلا يجوز بيع صور ذوات الأرواح سواء كانت هذه الصور صور مجردة أو صور مركبة على أشياء. والله أعلم.
هل لأمي الحق في تلك الهبة؟
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد توفيت امرأة ذات طرف قرابة لأمي, وكتبت لأمي بيتها بيعاً وشراءً, وأعطتها جواهرها؛ لأن أمي كانت بمثابة الابنة لها، ولقد فعلت هذا لرغبتها في ذلك كهبة، مع العلم أن ليس لها أبناء إناثاً أو ذكوراً وليس لها أية إخوة، ولا أب، ولا أم، وزوجها قد مات، لكن لها أبناء عم، هل تحل لأمي تلك الهبة؟ مع العلم أن أبناء العم سوف يُحرمون من تلك الأملاك. أفيدوني أحلال أم حرام؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن كانت هذه الهبة في مرض موت تلك المرأة، فإنها في حكم الوصية يكون لأمك الثلث،ثلث تركة تلك المرأة، والباقي يكون لورثتها من أبناء عمها، وإن كانت تلك الهبة في حال الصحة، فهذه الهبة صحيحة، ولا يترتب عليها شيء، إلا إذا كان ذلك تحايلاً على حرمان الورثة من أبناء عمها، فإذا كان ذلك تحايلاً على حرمان الورثة من أبناء عمها فإن حكمها حكم الوصية، كما تقدم لا ينفذ من ذلك إلا الثلث فقط؛ لأن هذا هو الذي تملك أن تتبرع به بعد الموت، وما عدا ذلك فإنها لا تملكه، ويكون هذا للورثة؛ لأن القاعدة أن الجزاء من جنس العمل، فَتُعَامَلُ بنقيض قصدها. والله أعلم.
هل يسدد القرض الربوي عن أبيه المتوفي؟
السؤال: السلام عليكم.(2/8)
أبي توفي وعليه قرض من المصرف، هل يجوز لي أن أحول القرض على حسابي علماً بأن القرض ربوي، ماذا علي أن أفعل؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
إن كان أبوك خلف تركةً فيجب عليك أن توفي هذا القرض من التركة دون الربا، فلا يجب عليك أن توفي الربا، أي ما أُخذ ربا على أبيك من الزيادة لا يجوز لك أن توفيه، لكن إذا أُجْبِرتَ على ذلك أن توفيه فإنك توفيه من تركته.
أما إذا كان أبوك لم يخلف تركة فإنه لا يجب عليك أن توفي هذا القرض من حسابك، وإنما يستحب لك أن توفيه من حسابك، ولا يجب دون الربا، فإنه لا يجب عليك أن توفيه إلا إذا أجبرت عليه فإنك توفيه. والله أعلم.
الشركة باعت الأرض لاثنين وباعها أحدهما الثالث
السؤال: أنا اشتريت أرضاً من شركة بثلاثمائة ألف ريال على دفعات سنوية، مقدم مائة ألف ريال، وكل سنة خمسين ألف ريال، على أن يكون الإفراغ بعد اكتمال الدفعات، ثم بعت الأرض بعد شهرين إلى شخص آخر بمكسب عشرة آلاف ريال، بنفس الطريقة على أن يسدد هو للشركة، وقد أعطيته وكالة عامة يتصرف في كل ما يرغب لنفسه، وبعد سنة باعت الشركة الأرض على رجل آخر بعد أن قبضت الشركة مائة وخمسين ألف ريال من الشخص الذي اشترى مني، وهو الآن يطالبني بالمكسب، وحل المشكلة مع الشركة، فهل يلزمني إرجاع المكسب؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/9)
بالنسبة لهذه القضية لا أدري هذه الشركة اشترطت عليك أن تقوم بالتسديد، وألا تتصرف في الأرض، ثم بعد ذلك خالفت، أو أنه لم يشترط عليك ذلك، وكذلك لا أدري كيف باعت الشركة هذه الأرض، وقد باعتها عليك، فإذا كانت الشركة قد اشترطت عليك ألا تتصرف في هذه الأرض بنقل الملكية حتى تنتهي من تسديد الأقساط، ثم خالفت الشرط ففسخت الشركة، ثم باعتها،فإن تصرفك مع الآخر تصرف باطل؛ لكونك خالفت هذا الشرط، وحينئذ ما يترتب على هذا العقد كله باطل، وإن كانت الشركة لم تشترط عليك ذلك، وتصرفت، والشركة تقوم بالبيع، وقد باعتها عليك، فهذا تصرف من الشركة باطل، لا يلزمك له شيء، وتصرفك مع الآخر تصرف صحيح. والله أعلم.
تأجير المحل المستأجر
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، مات والدي وترك لي محلاً، ولكنه إيجار وقام أخي بتأجيره لمستأجر جديد، وقبض منه مبلغاً، وأخذ صاحب الملك مبلغاً بالتراضي بين الأطراف كلها علما بأن هذا هو العرف في بلدنا، فهل يجوز هذا العمل؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تأجير العين المستأجرة هذا جائز، ولا بأس به؛ لأن الأصل في المعاملات والشروط في المعاملات الحل والصحة؛ لعموم قول الله – عز وجل-: "وأحل الله البيع وحرم الربا" [البقرة:275]، لكن يشترط أن يكون تأجيره لمن يستأجره بمثل الضرر أو أقل منه فإن كان أكثر فلا يجوز إلا برضى المالك، فمثلاً إذا استأجر هذا المحل لكي يبيع فيه أقمشة فليس له أن يؤجره لمن يعمل فيه حدادة، لأن الضرر هنا أكثر، لكن لو أجره لمن يبيع فيه أقمشة، أو أواني منزلية، ونحو ذلك مثل الضرر أو أقل فإن هذا لا بأس به. والله أعلم.
أقرضه مبلغاً بصابون(2/10)
السؤال: طلب رجل من رجل آخر مبلغ ثلاثين ألف ريال، فوافق صاحب المال، بشرط أن يعيدها ستمائة كرتون صابون تايد بعد سنة، فوافق المدين، وعند الأجل طلب المدين من الدائن إعفاءه من الصابون، واستلام المبلغ المذكور آنفاً، فرفض الدائن واحتج بأن المال لأيتام وهو وكيل عنهم، فهل يجوز للوكيل حق الإعفاء عن المدين في الصورة المذكورة.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
الأصل في مال اليتيم الاحتياط له، وعدم قربانه إلا بالتي هي أحسن؛ كما قال الله –عز وجل-: "ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن" [الأنعام:152]، وعلى هذا فولي الأيتام لا يملك أن يسقط شيئاً من دينهم أو أن يتبرع؛ لأن هذا ليس من قربانه بالتي هي أحسن، فيجب عليه أن يأخذ السلع التي اتفق عليها مع المدين، أو أن يأخذ ثمنها وقيمتها أي ثمن مثلها. والله أعلم.
البرمجة للفنادق التي تبيع الخمور
السؤال: أعمل كمبرمج كمبيوتر في إحدى شركات الكمبيوتر، وأقوم الآن بتجهيز برنامج محاسبي لأحد الفنادق السياحية، وأنا على علم بعد إعطاء البرنامج إلى الفندق، أنه سيقوم بوضع جميع مشترياته، ومنها بالطبع الخمور والسجائر في البرنامج ليعلم حساباته، فهل يوجد وزر علي؟ مع العلم أن نشاط الشركة التي أعمل فيها كله في مجال السياحة، (القرى السياحية- الفنادق)، إذا كان يوجد وزر فما هو الحل؟ مع العلم أنه ليس من السهل الحصول على وظيفة أخرى، بالإضافة أن علي التزامات. ولكم جزيل الشكر.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:(2/11)
الأصل أن الله – عز وجل- يقول: "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2] ولا شك أن الإنسان إذا عمل مبرمجاً لهذا الفندق، أو المكان السياحي، ووضع في ذلك الخمور والسجائر، وغير ذلك من الأمور المحرمة أن في هذا دعوة وإعانة على فعل هذا الإثم، والمبرمج سيكون شريكاً في هذا الإثم، ومعيناً في هذا الإثم، والنبي – عليه الصلاة والسلام- لما لعن الربا، لعن آكله وكاتبه، وشاهديه، وقال: "هم سواء" أخرجه مسلم (1598)، فأنا أنصح أخي السائل أن يتقي الله – عز وجل- وأن يجد، ويجتهد في البحث عن مكان آخر غير هذا المكان. والله أعلم.
باعوا تركة أخيها دون استشارتها
السؤال: توفي أخي، ولم يكن له زوجة أو أولاد، أو أم أو أب، وورثه أخواته، وكان له وقتها أخ وثلاث أخوات، وكان ضمن الميراث أثاث خشب، وبعض الأجهزة الكهربائية، وكان غالبية الأثاث جديداً، فاقترح الأخ الأكبر أن نبيعه، فرفضت أنا وأختي، وكان على خلاف مع أخته الثالثة، فلم يستشرها، وتم تقدير ثمنه النقدي، وقمت أنا وأختي بشرائه دون الأخت الثالثة، ثم تم توزيع ثمنه النقدي بالميراث الشرعي للذكر مثل حظ الأنثيين، وأعطيتها نصيبها النقدي، و أخبرتها أن الأثاث تم بيعه، وهذا نصيبها منه، وقد توفيت بعد ذلك، و لم أخبرها أنني وأختي الأخرى اشترينا هذا الأثاث. فهل ما فعلناه صحيح؟.
الجواب:
إذا كان هذا البيع بثمنه دون محاباة للأختين ونقص، فإن هذا لا بأس به – إن شاء الله-.
وإن كان هناك نقص من الثمن ومحاباة للأختين فلا بد من إرجاع النقص إلى ورثة الأخت الثالثة. والله أعلم.
موظف أمن متطوع في مسجد
السؤال: السلام عليكم.(2/12)
أنا موظف أمن متطوع في أحد المساجد، لدينا موقفان للسيارات، الأول قريب من المسجد، والثاني مقابل المسجد، ونتبع نظاماً في يوم الجمعة، حيث نسمح للسيارات التي فيها ثلاثة أشخاص أو أكثر بالدخول للموقف الأول، أما الآخرون فيذهبون للموقف الآخر. هل يقع علي إثم في تأخر الذين يذهبون إلى الموقف الآخر عن صلاة الجمعة؟.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا، ليس عليك إثم؛ لأنهم هم الذين رضوا لأنفسهم بالتأخر، وأنت إنما اتبعت النظام الذي رُتِّب للمصلحة العامة. والله أعلم.
شرط المضارب لرب العمل نسبة
السؤال: ما الحكم في ما إذا شرط المضارب لرب العمل نسبة معينة إن ربحها أو أقل منها و ما زاد فهو للمضارب؟ مثلاً رأس المال مائة، والمشروط عشرة بالمائة، فمتى ما ربح عشرة أو أقل فهو لرب المال، وإن ربح ثلاثين مثلاً فعشرة لرب المال، وعشرين للمضارب، وهكذا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/13)
من أهم شروط الشركة أن تقوم على العدل، وذلك بأن يشترك الشريكان في المغنم والمغرم، وطريق ذلك أن يكون لكل واحد منهما جزء مشاع معلوم من الربح، فيكون لأحدهما النصف، وللآخر النصف الباقي من الربح، أو هذا له الثلث، والآخر له الثلثان، وهكذا، ودليله حديث رافع بن خديج – رضي الله تعالى عنه- في صحيح مسلم (1547): " كَانَ النَّاسُ يُؤَاجِرُونَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَاذِيَانَاتِ وَأَقْبَالِ الْجَدَاوِلِ وَأَشْيَاءَ مِنْ الزَّرْعِ فَيَهْلِكُ هَذَا وَيَسْلَمُ هَذَا وَيَسْلَمُ هَذَا وَيَهْلِكُ هَذَا فَلَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ كِرَاءٌ إِلَّا هَذَا فَلِذَلِكَ زُجِرَ عَنْهُ فَأَمَّا شَيْءٌ مَعْلُومٌ مَضْمُونٌ فَلَا بَأْسَ بِهِ" أما كونه في مثل هذا السؤال يقال عشرة بالمائة إن ربحت فجميعا لصاحب المال، والمضارب ليس له شيء، وإن زاد على ذلك فالعشرة للمضارب العامل والزائد يكون لصاحب المال... إلخ، فهذا لا يجوز، والصحيح ما تقدم. والله أعلم.
ما يستفاد جراء السحب على الحساب
السؤال: قمت بفتح حساب في أحد البنوك لحفظ مبلغ من المال، وهو (حساب غير جاري) ولا يترتب عليه أي التزامات مالية جراء فتح هذا الحساب، ولا يوجد أي فوائد بنكية على هذا المبلغ، يقوم البنك كل شهر بإجراء سحب على هذا النوع من الحساب الذي ذكرناه سابقاً، وقد يحالفك الحظ في الفوز بمبلغ نتيجة هذا السحب، السؤال: ما حكم الاستفادة من هذا المبلغ؟ أرجو الإفادة بشكل واضح، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:(2/14)
الاستفادة من هذا المبلغ لا تجوز؛ لأن هذا داخل في هدايا المقترضين، والهدية من المقترض محرمة، ولا تجوز للمقرض؛ لأن القرض يراد به الإرفاق والإحسان دون المعاوضة، وهكذا ورد عن الصحابة –رضي الله تعالى عنهم- كابن عباس، وعبد الله بن سلام وغيرهم من الصحابة – رضي الله عنهم- بأن هدايا المقترض محرمة، ولا تجوز. والله أعلم.
فصلوه وعنده ولهم مال
السؤال: أعمل في شركة أصحابها كوريون منذ ثلاثة عشر سنة، وقد قاموا بفصلي عن العمل بدون سبب، وأنا الآن بصدد قضيه ضدهم، والقانون في صفي، ويلزمهم التعويض المادي، ولهم عندي مبلغ من المال، عبارة عن خطأ في الحسابات لم يكتشفوه، وقد كنت قبل الفصل بصدد إرجاعه، فلما تم فصلي ظلماً أمسكت هذا المبلغ لأني إن أعطيته لهم فأنا أصبح بدون مال؛ لأني لم أستطع أن أوفر من مرتبي ما أستعين به على نوائب الدهر، وأنتم تعلمون الحال في مصر، فهل أتصرف في هذا المال في الوقت الحاضر، على أن أرده لهم من مبلغ التعويض الذي ستحكم به المحكمة أم أرجعه؟ وهناك من قال إن هذا المال في هذه الحالة حل لك من هؤلاء الملحدين الذين ظلموك بخلاف التعويض. أفتوني بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
هذا المبلغ يجب عليك أن ترده؛ لأن الله – عز وجل- قال: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، وقال – سبحانه-: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" [المؤمنون:8]، فمقتضى ذلك أن ترد هذا المبلغ، وما تقضي به المحكمة الشرعية لك مقابل ظلمهم، فإنك تأخذه، "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" [الطلاق:2-3]. والله أعلم.
منح حين غير جهة التزكية(2/15)
السؤال: إني من بلدان معسكر سوفيتي سابقا, وقد حصلت على شهادة الثانوية دون أن أكمل المدرسة ثم حصلنا التزكية من الجهة المختصة الإسلامية المعروفة وغيرنا الجهة المرسلة إليها التزكية, وأرسلنا أوراقنا إلى إحدى الجامعات الإسلامية وحصلنا علي المنحة الدراسية, والآن أنا على وشك التخرج. فما حكم المنحة التي أخذناها, وهل يصح لي أن أواصل دراستي في الدراسات العليا؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله الله، وبعد:
فيما يظهر – والله أعلم – أنه لا شيء عليك وأنك تواصل، وحكم المنحة هذه الجواز، فتواصل في دراستك، وتعوض ذلك بما ينفع أمتك بالدعوة إلى الله – عز وجل - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمل بالعلم، وإرشاد الناس وتوجيههم.
نسبة من الإيراد للساعي
السؤال : هنا في كندا نوع من العمل يجري على النحو التالي: يقوم شخص بالسعي في تحصيل عقود نظافة للمباني . وعندما يحصل على عقد ما يعطيه لشركة نظافة مقابل نسبة مستمرة مثل 3% من الإيراد الشهري للعقد حتى نهاية مدة العقد. فهل يجوز للشخص أن يأخذ مثل هذه النسبة؟ جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يجوز له أن يؤجر غيره وهو مستأجر بشرطين:
الأول: ألا يكون هناك شرط بألاّ يؤجّر أحداً غيره.
الثاني: ألا يختلف الغرض بحيث من استأجره يقوم بمثل العمل الذي يقوم به أو أكثر. فإذا توفر هذان الشرطان فالأصل في ذلك الحل.
فصل عداد السيارة
السؤال: ما حكم فصل عداد الكيلومتر الخاص بالسيارة إذا كان عمداً أو كان عطلاً، وترك ولم يتم إصلاحه؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فصل عداد السيارة لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: ألا يريد الإنسان بيع السيارة فهذا وشأنه.(2/16)
الأمر الثاني: أن يريد بيعها فإنه لا يجوز له أن يفصل العداد؛ لما في ذلك من التدليس، والتدليس محرم، وهو من الغش؛ وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "من غشنا فليس منا" أخرجه مسلم (101)، فيجب عليه عند بيع السيارة أن يخبر بذلك. والله أعلم.
هل له الخصم دون علم الشركة؟
السؤال: السلام عليكم.
أعمل في شركة خاصة، وللأسف فإن إدارة الشركة تقوم في كثير من الأحيان بأكل أموال الموظفين بالباطل، كأن تخصم من عمولاتهم الشهرية بدون وجه حق، وقد وصل الأمر أن الموظف يدفع خلال الشهر بعض المصاريف الضرورية للعمل، والتي لا يمكن أن يتم العمل بدونها، كمصاريف الهاتف الجوال، وقد كانت الشركة تدفع هذه المصاريف، وهي الآن ترفض دفعها، والموظف مجبر على الاتصال بالعملاء وبعض الموظفين لإنجاز العمل، ومن خلال العمل هناك أموال للشركة يتعامل بها الموظف، فهل يحق له: أن يقوم بدفع فواتير الجوال الخاصة بالشركة فقط من أموال الشركة دون علمها. هل يحق له استرداد ما تخصمه الشركة دون وجه حق من راتبه وعمولاته دون علمها، ودون أن يتجاوز حقه. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مثل هذا يسميه العلماء بمسائل الظفر، فأولاً أحب أن أنبه أن الشركة يستبعد أن تقوم بظلم موظفيها؛ لأن إدارة الشركة تمثل المساهمين وليس لها مصلحة بظلم موظفي الشركة، فيظهر- والله أعلم- أن هذا بعيد، وأن الشركة إنما تخصم على بعض الموظفين لأمر أو آخر، إما لكونهم فرطوا في العمل أو تعدوا أولهم أخطاء أو غير ذلك، لكن لو فرضنا – وهذا بعيد عندي- أن الشركة خصمت شيئاً بغير حق، وأكلت مال الموظف بغير حق، فظفر الموظف بشيء من المال، فهل له أن يأخذ حقه، أو لا؟ هذا موضع خلاف بين أهل العلم، فبعض العلماء جوز الظفر أنه يجوز للإنسان أن يأخذ حقه في ثلاثة مسائل:(2/17)
الأولى: الضيف له أن يأخذ حقه من المضيف إذا لم يعطه حق الضيافة.
الثاني: الزوجة لها أن تأخذ قدر النفقة من الزوج.
الثالث: الأولاد لهم أن يأخذوا قدر النفقة من والدهم؛ لقول النبي – عليه الصلاة والسلام-: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" أخرجه البخاري (5364) ومسلم (1714) ولقول النبي –صلى الله عليه وسلم- في الصحيح في حق الضيف: " إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ " أخرجه البخاري (6137) ومسلم (1727)، وأما ما عدا ذلك فإنه لا يجوز إلا أن يرافعه إلى الحاكم – القاضي- لأن الله – عز وجل- قال: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" [المؤمنون:8]، ولأن الإنسان لا يخون من خانه، وإنما يرافعه إلى القاضي.
وقال بعض العلماء بأن مرافعته إلى القاضي فيها مشقة...إلخ، فله أن يأخذ حقه منه إذا تيقن ذلك. والله أعلم.
هل يستلم المبلغ عن مستحقاته؟
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد :
فضيلة الشيخ: -سلمه الله- أنا أعمل في إحدى الوزارات، وتم نقلي من مدينة (القنفذة) إلى مدينة الرياض، وأنا أعمل فعلياً في مدينة الرياض، وتم صرف بدل لي ترحيل وانتداب ثلاثة أيام، ولي عمل إضافي سابق لم أستلم مستحقاته، هل أجعل مبلغاً بدل الترحيل عن عملي الإضافي الذي لم أستلمه، أو أستلم المبلغ وأتصدق به؟. والسلام عليكم ورحم الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كنت نظاماً لا تستحق هذا المبلغ فإنه يجب عليك أن ترده إلى المؤسسة الحكومية التي تعمل بها، وإذا كنت لا تتمكن من ذلك فإنك تشتري به أغراضاً لهذه المؤسسة، وإذا كنت لا تتمكن من أن تصرفه في المؤسسة فإنك تتصدق به، وليس لك أن تأخذه بدلاً عن حقك السابق. والله أعلم.(2/18)
يتملكون بعضاً من عينات الفحص
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
أعمل في هيئة الميناء ببلدي، وفي المعمل الكيماوي بالفرع الذي أعمل به تدخل لدينا الرسائل المستوردة والمصدرة للفحص، ونقوم بفحص جزء من العينة المسحوبة وليس كلها، ومن المفروض أن ترد بواقي العينات إلى المستورد، ولكن الجزء المتبقي ضئيل جداً بحيث يمكن للمستورد التنازل عنه ولا حتى يسأل عن هذا الجزء المتبقي، ونقوم بتوزيع هذا المتبقي من كل العينات على بعضنا البعض، فهل هذا التوزيع حلال أم حرام أفادكم الله؟ مع العلم أن التوزيع يتم على من بالمعمل فقط دون باقي الزملاء بالفرع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل في مال المسلم الحرمة؛ لقول الله – عز وجل-: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" [البقرة:188]، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا يحلبن أحد شاة أحد إلا بإذنه" أخرجه البخاري (2435) ومسلم (1726)، وفي الحديث – أيضاً-: "لا يحلُّ مال امرئ إلا بطيب نفس منه" أخرجه أحمد (20695)، وإذا كان كذلك فإنه يجب ردّ هذا المتبقي إلى صاحبه وإن كان ضئيلاً لا يمكن رده فإنه يجب أن يستأذن في صرفه في وجوه الخير، وأما إذنه لكم بأن تأخذوه – لو أذن بذلك- فإن هذا لا يجوز؛ لأنه داخل في هدايا العمال، وقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: "هدايا العمال غلول" أخرجه أحمد (23601). والله أعلم.
السلم..وبيع ما لا يملك
السؤال: ما الفرق بين بيع السلم وبيع ما لا يملك؟ وشكراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السَّلم هو: بيع موصوف في الذمة بثمن مقبوض في مجلس العقد.
وأما بيع ما لا يملك فهو أن يبيع سلعة لا يملكها؛ كأن يبيع سيارة زيد من الناس. والله أعلم.
يستورد بموجب اعتماد مستندي(2/19)
السؤال: رجل استورد بضاعة من شركة مصنعة بموجب اعتماد مستندي معزز عن طريق أحد المصارف على فترة سماح مدتها ثلاثة أشهر يسدد خلالها المستورد قيمة البضاعة كاملة لكن المصرف الوسيط الذي فتح له الاعتماد له شروط وهي: 1- يلزم المستورد بإيداع قيمة 50% من الاعتماد المستندي تحجز لصالح الشركة المستوردة. 2- دفع عمولة للمصرف بقيمة ثلاثة في المائة 3×100. 3- إضافة مبلغ 20 دولار مصاريف بريدية بالإضافة إلى 300 دينار ما يعادل 250 دولار لتأمين البضاعة بالإضافة إلى مصاريف مستند يثبت أن الشركة المستوردة لا تتعامل مع العدو الصهيوني. 4- في حالة عجز المستورد عن الدفع بعد فترة السماح يقوم المصرف بالدفع عنه نظير فوائد تحسب على القرض، فهل يجوز مثل هذا التعامل شرعاً أم لا؟ مع العلم بأن الفوائد لا تحتسب إلا في حالة العجز عن الدفع ودفع المصرف عنه.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا التعامل لا يجوز وهو شرعاً محرم، وفيه محاذير كثيرة؛ أذكر واحداً منها فقط، وهو المحذور الأخير، وهو الدخول في عقد الربا، ويكفي هذا، فإن المستورد دخل مع المصرف على أن يقرضه المصرف إذا لم يستطع السداد بفوائد، وهذا ربا ولا يجوز، وأدلة تحريم الربا ظاهرة. والله أعلم.
العمل في شركة تعرض المعتقدات الفرعونية
السؤال: أعمل في مجال قريب الصلة بالسياحة، طبيعة عملي في الأجهزة الإلكترونية، ومصدر دخل الشركة بالأساس يعتمد على طبيعة ما تعرضه الأجهزة، وهي مادة تاريخية لكنها تتحدث عن المعتقدات الفرعونية القديمة بما فيها من شرك بيّن فضلا عن المؤثرات البصرية والسمعية كالموسيقى وخلافه. فأرجو الفضل بالإجابة عن استفساري بشأن مدى مشروعية هذا العمل.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/20)
الذي يظهر لي أنه لا يجوز العمل بمثل هذا لعدة محاذير شرعية منها إظهار الشرك ونشره وبيانه، وهذا مما لا شك فيه أنه يناقض دعوة التوحيد، وفيه دعوة إلى الشرك بالله – عز وجل- والشرك أعظم ذنب عصي الله – عز وجل- به، والمحذور الثاني ما ذكره الأخ السائل من الموسيقى الموجودة في مثل هذه الآلات، وهذا أمر لا يجوز؛ لحديث أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه-.
المحذور الثالث: أن مثل هذه الأشياء لا تخلو من اختلاط الرجال والنساء السياح.
المحذور الرابع: أن في مثل هذا إضاعة للوقت، ولا يترتب عليه كثير فائدة، بل يترتب عليه كثير مضرة كما تقدم. والله أعلم.
هل هو حق للآباء أم للشركة؟
السؤال: تقوم بعض الشركات والمؤسسات الخاصة والحكومية بسداد الرسوم الدراسية المالية المطلوبة عن أبناء الموظفين العاملين لديهم والذين يدرسون لدينا، وقد يحصل بعض هؤلاء الطلاب على منح دراسية أو تخفيض خاص كمكافأة لتفوقهم الدراسي، ويطالب الآباء بتزويدهم بمطالبة بالرسوم الدراسية بدون الحسومات إلى جهة عملهم لتسديد المبلغ كاملاً للمدارس، ومن ثم يطالبون المدارس بتسديد الفرق في المبلغ لكونه مكافأة لأبنائهم . فهل هو حق لهم بناء على ذلك، ويجوز للمدارس إعطاؤهم مطالبة بالرسوم كاملة؟ أم هو حق للشركة التي دفعت الرسوم ويجب إعادتها لها؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/21)
الذي يظهر لي أن هذا ليس حقاً لهؤلاء الآباء، وأن ما حصل من تخفيض في رسوم الطلاب الذين يدرسون في هذه المدارس تفاد به الشركة، فإن أذنت بدفع الفرق لهؤلاء الآباء بناء على أنه مكافأة لطلابهم جاز ذلك، وإلا فإنه لا يحق للآباء أن يطالبوا بهذا التخفيض، وإنما يكون هذا من نصيب الشركة؛ لأن الشركة هي التي تبرعت ووهبت لهم ذلك، وبإمكان الآباء أن يطالبوا المدرسة التي تدفع هذه المكافآت أن تكون مكافآت الطلاب المتميزين أشياء عينية أو أموالاً نقدية لا تتعلق بتخفيض شيء من الرسوم. والله أعلم.
هل هو آثم بوجود الدش على سطحه؟
السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استأجرت دوراً علوياً من منزل، وجاري الذي يسكن تحتي يضع (الدش) في السطح -الذي يعتبر تابعاً لي- دفعت الإيجار وأنا الآن في مرحلة التأثيث، ونصحني أخ بأن أذهب للرجل وأطلب منه أن يزيل الدش من السطح؛ لأنني آثم بوجود الدش في السطح التابع لي، علما بأنني لا أضع التلفاز في بيتي، وقال إن لم يستجب جارك بالحسنى فارم بالدش في الشارع، وأنا والله يا شيخ في حيرة عظيمة من أمري، فهل أنا آثم بوجود هذا الدش في سطحي؟ وهل يعتبر ذلك من الإعانة على الإثم والمعصية؟ أنا أعلم يا شيخ أنه يجب علي نصح جاري ومناصحته، لكن إن لم يستجب لذلك، فهل سأحاسب على وجود هذا الجهاز في سطح بيتي المستأجر؟ أرجو يا شيخ أن تجيب عن تساؤلي وتنصحني بماذا أتصرف؟ وجزاك الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا السؤال يحتاج إلى تفصيل فإنه إذا كان استئجارك للدور الثاني يجعلك مالكاً لمنفعة السطح المتصرف فيها، فإنه يجب عليك أن تأمر هذا الشخص الذي جعل الدش في هذا السطح أن يزيله؛ لأن لك السلطة، وأنت مالك المنفعة.(2/22)
أما إذا كان استئجارك لهذا الدور الثاني لا يمكنك من ذلك فإنه لا يجب عليك؛ وهذا يرجع إلى أعراف الناس وما تقتضيه العقود. والله أعلم.
غرامات شركة الكهرباء
السؤال: عندنا شركة الكهرباء تخصم 10% لمن يدفع خلال أسبوعين من تاريخ الفاتورة، وتضع غرامة مقدارها 10% على المتأخرين عن الدفع لعدة شهور، فهل هذه الغرامة جائزة أم هي زيادة ربا...؟
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أماّ بالنسبة للخصم فهذا لا بأس به إذا بادر بالتسديد وبعد ذلك خصمت فإن هذا لا بأس به.
وأما بالنسبة للغرامة فيظهر أنها لا تجوز لأن الشرط الجزائي إذا كان محله الدين فهو غير جائز، لأن الشارع حرم الزيادة مقابل التأخير في الديون.
باعوا بزيادة من غير علم البائع
السؤال (45894): أعمل سمسار أراض، وكلني سمسار آخر ببيع أرض بسعر 25 ريالاً للقدم، ولكنني بأسلوبي الخاص بعته بسعر 27 ريالاً، وقمنا أنا والسمسار بشراء الأرض وإعطاء صاحبه قيمتها بسعر 25 ريالاً عن طريق شيك مؤجل حتى نتمكن من استلام الشيك من المشتري الأصلي وتسديد المبلغ، وقبل صاحب الأرض بالبيع ولم نعلمه بأن هناك مشتر بسعر 27 ريالاً، حيث ذهب مع زميلي إلى الجهات المختصة ووقع على الأوراق الثبوتية للبيع، ومن ثم قمنا بتغيير الاسم إلى المشتري الحقيقي وأتممنا البيعة ولم ندفع حتى رسوم الدولة عن الاتفاق الأول، إلا أن المشتري علم بذلك فيما بعد وطالبنا بالفرق قائلا إنني قبلت منك شراء الأرض ولم أظن أنك تكذب علي لأنك ظاهرياً ملتزم ومصلٍ، وتعمل في شركة إسلامية فلم أتعامل معك كدلال آخذا في الاعتبار أنك صادق في كلامك والآن عرفت بأنكم قمتم بالاحتيال علي وصاحب الأرض أراد فيها 25 ريالاً للقدم وليس 27 ريالاً والمبلغ الإضافي حرام عليكم إلى يوم القيامة. أفيدوني؛ يرحكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:(2/23)
الوكيل أمين، وقد قال الله – عز وجل-: "فليؤد الذي أؤتمن أمانته" [البقرة:283]، وكان الواجب عليه أن يبين للبائع الأول أنه باع بسبع وعشرين، ووكله أن يبيع بخمس وعشرين على أن هذا هو الثمن، وأنه ليس هناك زيادة، وأما الآن فقد حصل زيادة فيجب عليه أن يبين ذلك ويكون فرق الزيادة للبائع الأول، وهو له عمولة والذي يعطيه إياه من وكله. والله أعلم.
يضيفون أموالاً بعد التأخير
السؤال (45851): بسم الله الرحمن الرحيم.
أشتغل بتجارة الأجهزة الهاتفية عن طريق البيع بالتقسيط وأبيع على أشخاص الجهاز بالنسبة لهم لزوم الترف والتباهي بكل ما هو جديد، والدليل على ذلك أنهم ينشدون الأغلى رغم أنه يوجد في السوق أجهزة تؤدي الغرض وبسعر رخيص، ولكنهم يتركونها إلى الأغلى وعلى ذلك نحن نبيع أقساطاً فقط وبسعر مضاعف مرتين أحياناً، وعند التخلف عن التسديد نضيف بعض المبالغ المالية على الأصل وكل ذلك بعلم المشتري حيث نبلغه قبل الشراء علما أن الغالبية العظمى من المشترين لا يسددون إلا عن طريق المحاكم وأحيانا تضيع بعض أموالنا لعدم تمكن المحاكم من التحصيل لأسباب شتى أرجو إفادتي أفادكم الله سبحانه.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
كونكم تشترطون الزيادة على المشتري إذا لم يسدد أو أنكم تقومون بإضافة زيادة فإن هذا محرم ولا يجوز؛ لأن هذا هو ربا النسيئة الذي حرمه الشارع وكان عليه أهل الجاهلية، وقد قال عليه الصلاة والسلام من حديث أسامة- رضي الله عنه- في الصحيحين البخاري (2179) ومسلم (1596): "إنما الربا في النسيئة" فهذا غير جائز، وأنت عليكم أن تحتاطوا لأنفسكم بغير هذه الطريقة. والله أعلم.
مبلغ عن طريق اليانصيب
السؤال (42648): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/24)
قامت إحدى الشركات بأخذ عنوان البريد الإلكتروني العائد لنا ودخلوا فيه بمسابقة اليانصيب (اللوتري) وبدون علمنا ثم أخبرونا برسالة إلكترونية فيما بعد بأننا قد ربحنا مبلغاً من المال. هل يجوز الانتفاع من هذا المبلغ أم أنه حرام. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
لا يجوز لمثل هذه الشركة أن تنتفع بهذا المال لعدة أمور:
الأول: لأن مثل هذا المال مبني على كسب محرم وهو الميسر، والله –عز وجل- يقول: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" [المائدة:90]، والنبي –عليه الصلاة والسلام-كما في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في صحيح مسلم (1513): "نهى عن بيع الغرر"، واليانصيب هذا داخل في الغرر، وأيضاً هؤلاء أو هذه الشركة لم تدخل بنفسها المسابقة وإنما غيرها فهي لم تبذل في ذلك جهداً مالياً عينياً ولا منفعة، والله أعلم.
هل تقرض زميلتها؟
السؤال (45101): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زميلة لي في العمل طلبت أن أقرضها مبلغاً من المال حيث أنها سبق لها أن اقترضت من المصرف مبلغاً من المال لمساعدة أخيها في مصاريف الزواج وهي الآن تريد أن تقترض مبلغ آخر من المصرف لكي ترد ديوناً لبعض الناس لنفس السبب لكن السلفة الأولى لم يتم تسديدها كاملة حتى الآن فطلبت أن أقرضها بعض المال لتقوم بتسديد السلفة الأولى لتتمكن من أخذ سلفة أخرى، وقالت بأنها سترد المال عندما تستكمل تلك السلفة أقصد الثانية حسب ما فهمت من نقود السلفة عندما تستلمها علمًا بأن المصارف عندنا تتعامل بالربا وأنا من ناحية محرجة منها ومن ناحية أخرى أخاف أن أكون بذلك إنما أشارك في عملية الربا فماذا أفعل؟ بارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/25)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
الأولى بهذه المرأة أن تقرض أختها دون أن تشترط عليها أن تسدد من السلفة، بل عليها، أن تشترط عليها أن تقرضها بشرط ألاّ تأخذ سلفة فإذا فعلت ذلك فإن فيه تفريج لكربة أختها وتنفيس لأسرتها، وأمّا إذا أقرضتها وهي تعلم أنها ستأخذ سلفة أو اشترطت عليها ذلك أن تأخذ سلفة تسدد لها حقها من هذه السلفة فإن هذا محرم ولا يجوز لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله –عز وجل-: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]. والله أعلم.
يعمل في البنك في دائرة المعلوماتية
السؤال (47651): السلام عليكم.
أنا أعمل في بنك منذ 5 سنوات، أما الدائرة التي أعمل فيها فهي دائرة أنظمة المعلومات (الكمبيوتر)، أعمل هناك على تطوير وكتابة برامج تخدم أنظمة البنك التي تخدم بدورها عملاء البنك، ما هي مشروعية عملي؟ ما علي أن أفعل؟ أنا في قلق وحيرة شديدين لشكي في طيب مالي. أفيدوني أكرمكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
العمل في البنوك الربوية الذي يظهر لي أنه محرم؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، والله – عز وجل- يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2] فلعل الأخ السائل يبحث عن مكان آخر يسترزق منه؛ لأن مثل هذه البنوك قائمة على الربا، والربا محرم وكبيرة من كبائر الذنوب. والله أعلم.
هل يعفى المحامي عن الشركة من المحاسبة
السؤال (46026): بسم الله الرحمن الرحيم.(2/26)
أرجو إفادتي من الوجه الشرعي والنظامي في الآتي: وكالة أصدرها رئيس مجلس إدارة شركة مساهمة بصفته صاحب الحق في توكيل الغير لمحام غير موظف، وبعد فترة من الزمن أقيمت دعوى على تلك الشركة، وخلال مداولات تلك الدعوى وصل لعلم المدعي بأن الموكل كان في غيبوبة تامة قبل إقامة الدعوى ومن ثم توفي أثناء المداولات (أي رئيس مجلس إدارة الشركة المدعى عليها)، حيث قام المدعي بإبلاغ اللجنة القضائية التي تنظر الدعوى وكانت إجابة ذلك المحامي وتبريره بأنه وكيلا ً عن الشركة وليس عن الموكل، والسؤال هو: هل يكون ما دفع به ذلك المحامي مقبولا ً شرعا؟, وهل يعفى ذلك المحامي من المحاسبة؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما يتعلق بالأمور القضائية التي ينظر فيها القضاء، الأحسن للمفتين ألا يتعرضوا لها، وأن تكون استشاراتهم لأمور لا تتعلق بالمحاكم والقضاء لئلا يحدث في ذلك تشويش واضطراب؛ ولأن المفتي والمسؤول يكون بعيداً عن ملابسات القضية وما يجب أن تكون عليه وما هي الدعوى وأقوال المدعين والشهود والبيانات، إلى آخر ذلك. والله أعلم.
دفع مبلغ للمناقلة
السؤال (46128): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
لدي سؤالين آمل الإجابة عليهما السؤال الأول: لي زميل بنفس الاختصاص بمنطقة وأنا في أخرى، وأرغب مناقلته، فطلب مني مبلغاً من المال حتى يوافق، فهل يجوز لي إعطاؤه هذا المبلغ ليوافق لي أم لا؟.
السؤال الثاني:هل يجوز بيع السيارة بعد إخراج البطاقة الجمركية بما أن إكمال إجراءات التمليك كاستخراج الاستمارة تنقص القيمة مع أن البطاقة تعطيني حق التصرف الكامل في السيارة فلو أردت إحراقها أو إتلافها أو غير ذلك فليس لأحد أي اعتراض.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/27)
1- لا بأس أن تعطيه مبلغاً من المال مقابل أن يناقلك في مكان عملك؛ لأن هذا من الحقوق التي تعتاض عنها الأموال، لكن بشرط أن ترضى المؤسسة سواء كانت حكومية أو غير حكومية بهذه المناقلة.
2- هذه المسألة موضع خلاف، فبعض أهل العلم قال: يكتفى بتقييد السيارة في الأوراق الجمركية ولا حاجة لنقل الملكية في الاستمارة، وبعض المتأخرين قال: إنه لا بد من النقل في الاستمارة، ويظهر والله أعلم أن هذا ليس شرطاً ما لم يتضمن ضرراً على الغير، فإن تضمن ضرراً على الغير فلا يجزئ، والأحسن والأبرأ للذمة مع تقييدها كتابة أن تُخرج، إذا أراد أن يبيعها المشتري أن يخرجها من المحل الذي اشتراها منه. والله أعلم.
عمولة عند شراء النظارة
السؤال (35592): بسم الله الرحمن الرحيم.
زوجي يعمل أخصائي بصريات في مراكز المغربي، ويأخذ عمولة عندما يرسل المريض لشراء النظارة من المغربي بنسبة عشرين ريالاً على كل حالة، ويأخذ عمولة على العدسات اللاصقة كلما زادت نسبة مبيعاتها عند شركة العدسات التي يتعامل معها، بحيث أنه يصف العدسة التي تناسب المريض، ولكن من الشركة التي يتعامل معها، سؤالي هو: هل هذه العمولة حلال أم حرام؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه العمولة ترجع إلى نظام الشركة التي يعمل عندها، فإذا كانت هذه الشركة قد أذنت له في ذلك فالذي يظهر أنه لا بأس بشرط أن ينصح للمريض و ألا يضره بحيث تكون مصلح المريض في غير الشركة التي كتب له إليها. الشرط الثاني ألا تؤخذ هذه العمولة من المريض بحيث إن الشركة التي تبيع هذه النظارات أو العدسات اللاصقة تزيد في أسعارها على المرضى لكي تعطي هذا الطبيب، فنقول:
أولاً: لابد من إذن الشركة التي يعمل عندها.
ثانياً: إذا أذنت الشركة فلا بد من شرطين:(2/28)
الشرط الأول: ألا يكون هناك ضرر على المريض بحيث أن تكون مصلحته في غير هذه الشركة التي كتب إليها الطبيب.
الشرط الثاني: ألا تكون هذه العمولة على حساب المريض بحيث إن الشركة التي كتب إليها وتقوم ببيع هذه النظارات والعدسات تزيد في أسعارها لكي تعطي هذه الطبيب، والله أعلم.
هل يقترض من البنك أو من تاجر المخدرات؟
السؤال: أنا أقيم في دولة أوروبية، لي صديق لديه محل تجاري، أراد مؤخراً أن يشتري محلاً تجارياً ثانياً بعد ما أصبح المحل الثاني صغيراً، أو لأنه يعتقد أن المحل الثاني سيدر أرباحاً أكثر، وبما أنه ليس لديه القدر الكافي من المال من أجل شراء المحل الثاني هذا، أمامه خياران حسب قوله: إما أن يقترض المبلغ المتبقي وهو كبير من البنك عن طريق التسديد الشهري كما هو معروف في البلدان الأوروبية، أو اقتراض المبلغ من صديقه الذي اختلطت أمواله بالحرام لأنه يتاجر في المخدرات (الحشيش) بدون أية فائدة تذكر. أفيدونا يرحمكم الله، ما العمل؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما الخيار الأول وهو الاقتراض من البنوك الربوية بفوائد، فإن هذا محرم ولا يجوز؛ لأن هذا ربا، والربا من كبائر الذنوب، وقال الله – عز وجل-: "وأحل الله البيع وحرّم الربا" [البقرة:275]، وقال الله – سبحانه وتعالى-: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة" [آل عمران:130] وفي صحيح مسلم (1598): أن النبي – صلى الله عليه وسلم- "لعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه، وشاهديه..." الحديث...
وأما الخيار الثاني وهو الاقتراض من شخص له كسب حلال وكسب محرم، فإن هذا جائز لا بأس به، والإثم إنما هو على الكاسب. والله أعلم.
تجارة أعشاش الطيور
السؤال (48218): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/29)
عندنا في ماليزيا تجارة أعشاش نوع من الطيور وهو (السنونو)، وذلكم لما لها من فوائد صحية وطبية كما يقولون، فهذا العش مصنوع من لعاب الطير وريقه، فهل أكل هذا العش المنسوج من لعاب الطير جائز؟ وما حكم التجارة بها؟ والله يجزيكم عني خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا العش لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون مصنوعاً من لعاب طير يحرم أكله، فإنه لا يجوز أكله؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- " نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ" أخرجه مسلم (1934) فكل ذي مخلب من الطير لا يباح أكله فلعابه أيضاً غير مباح، ومثل ذلك أيضاً الحدأة؛ لأن الشارع أمر بقتلها أخرجه البخاري (1829) ومسلم (1198) فلا يجوز أكلها ولا لعابها، ومثل ذلك أيضاً الغراب الأبقع أخرجه البخاري (3314) ومسلم (1198)، وغير ذلك، المهم إذا كان الطير لا يباح أكله، فلعابه غير مباح.
الأمر الثاني: أن يكون من لعاب طير يباح أكله كسائر الطيور التي لم يرد لها تحريم في الشريعة؛ لأن الأصل في الأشياء الحلّ، فمثل هذا يباح أكله. والله أعلم.
يعمل في بنك ربوي فماذا يفعل؟
السؤال (47270): أعمل في بنك، وتمر علي معاملة ربوية واحدة كمتوسط في الأسبوع، أريد أن يكون عملي حلالاً، راتبي الآن بحدود ثلاثين ألف ريال، أمامي ثلاثة خيارات:
1- ترك العمل في البنك بالرغم من عدم وجود بديل حتى بثلث الراتب.
2- البقاء في نفس الوظيفة.
3- تغيير الوظيفة إلى قسم آخر مثل العلاقات العامة أو شؤون الموظفين في نفس البنك. آمل التوجيه للخروج من الحيرة التي أنا فيها. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/30)
الحقيقة أن سؤال الأخ يدل على وجود الإيمان في قلبه، وأنه جاد في التخلص من هذا العمل، ولكن قد تكون هناك أمور أخرى تنازع الرغبة في التخلص مثل كثرة أو ارتفاع الراتب، ومثله قد يكون الإنسان قد تربى على أمور لا يستطيع أن يتركها، وقد لا يجد عملاً...إلخ، لكن حتى وإن ذكرت أن الأخ السائل أنه ينتقل إلى قسم آخر، فإن الحرج لا يزال يراوده، فإن كان سيأخذ بنصيحتي فنقول: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ" أخرجه مسلم (2553)، وقال أيضاً "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" أخرجه الترمذي (2518) والنسائي (5711) وقال أيضاً " مَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ" أخرجه البخاري (52) ومسلم (1599)، فأنصح – أخي السائل- أن يجتهد في التخلص من هذا العمل، وأن يعمل بالتجارة فيهيئ نفسه للعمل بالتجارة، و"من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب" [الطلاق:2-3]، لأننا لو قلنا له: أن يتوظف قد لا يجد وظيفة شاغرة كما هو الحال الآن، لكن إن لم يجد حتى ولو بِخُمس المبلغ أو ربعه، أو نحو ذلك فنقول: هذا خير وأبقى وأبرك، لكن إذا لم يتمكن فكونه يصير إلى عمل تجاري؛ لعل الله – عز وجل- أن يفتح عليه ويخلصه. والله أعلم.
التورق والشراء من أجل البيع
السؤال (47930): بسم الله الرحمن الرحيم.
ما الفرق بين التورق، وشراء التاجر سيارة نقداً ليبيعها بالتقسيط؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/31)
التورق ليس من جهة التاجر، وإنما هو من جهة المشتري من التاجر، فالمشتري من التاجر هو الذي يأتي إليه ويأخذ السلعة، وهو بحاجة إلى ثمنها، فيأتي إليه ويأخذ السلعة ويشتريها ثم يبيعها بأقل من ثمنها نقداً هذا هو التورق.
أما التاجر إذا اشترى سلعاً وبدأ يبيعها بالتقسيط فإن هذا لا بأس به، ولكن بعض الناس لا يكون عنده سلع ثم يأتيه من يريد المال فيقول: اشتر لي سيارة أو سلعة لأبيعها عليك بثمن مؤجل، ثم هذا يذهب ويبيعها بأقل من ثمنها نقداً لكي يستفيد من مالها، فمثل هذه المسألة موضع خلاف، بعض العلماء يحرم ذلك؛ لأن هذا تحيل على الربا، والأقرب والصواب في ذلك أن التاجر يشتري السلع ويحبسها عنده، فإذا أراد شخص أن يشتري منه بثمن مؤجل باعها له ليبيعها بأقل من ثمنها نقداً، وأيضاً بالنسبة للتورق لا ينبغي الإقدام عليه إلا عند الحاجة؛ لأنه موضع خلاف بين أهل العلم – يرحمهم الله-. والله أعلم.
الغبن في البيع
السؤال (48208): الغبن من أنواع البيع المحرمة، ما هو الغبن؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الغبن في اللغة: الخبيئة، وأما في الاصطلاح فهو: أن يغبن في ثمن المبيع غبناً يخرج عن العادة، وعلى هذا نفهم أن الغبن ينقسم إلى قسمين:
الأول: أن يغبن غبناً لا يخرج عن العادة، وإنما يتغابنه التجار عادة، كأن يشتري ما يساوي تسعة ريالات بعشرة ريالات، فهذا غبن لا يخرج عن العادة يعود إلى مماكسة المشتري وحذقه فهذا جائز.
الثاني: أن يغبن غبناً خارجاً عن العادة، كأن يشتري ما يساوي عشرة بثلاثة عشر، أو بأربعة عشر، فهذا غبن يخرج عن العادة لا يجوز ويثبت به الخيار. والله أعلم.
بطاقة تحصل بموجبها على كوبونات
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:(2/32)
سؤالي: تقدم بعض النوادي (المسبح، صالة ألعاب القوى، السونا... إلخ) إضافة إلى البطاقة يعطى المشترك كوبونات لا أدري كم عددها يحصل بها المشترك على خصومات من عدة محلات، بل البعض منها مجاناً وتتنوع هذه الكوبونات بين محلات ملابس ومأكولات ومطاعم، ومحلات ملابس نسائية وصوالين حلاقة، وكوافيرات، وتجميل للنساء، ومناسبات حفلات الزفاف وغيرها كثير مما يصعب حصره، الجدير بالذكر أن البطاقة إذا انتهت مدتها تصبح الكوبونات لاغية، فما حكم الاشتراك في هذه العضوية؟ وما حكم الاستفادة من هذه البطاقات؟ أفيدونا مأجورين وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يظهر لي أن هذه البطاقة محرمة ولا تجوز؛ لاشتمالها على الغرر والميسر. والله أعلم.
يكتب عقود الرشوة
السؤال (47820): السلام عليكم.
أنا أعمل في شركة مقاولات، وفي أغلب الأوقات يكون على الشركة غرامات مالية من جهات حكومية كالبلدية مثلاً، وقد عوضنا المخالفة بفواتير بنزين, أي نحن متعاقدون مع إحدى المحطات بتعبئة البنزين عن طريق فواتير، وفي آخر الشهر تسدد الشركة قيمة الفواتير للمحطة،علماً بأنني أنا المسؤول عن صرف فواتير (كوبونات) البنزين لموظفي الشركة، وجاء إلي مدير الشركة وقال لي أكتب 5000 لتر بنزين على شكل كوبونات كل كوبون يحتوي على 45 لتر، ومن ثم إرسال هذه الكوبونات إلى شخص في الجهة الحكومية التي تطلب الشركة الغرامة، ومن ثم يتم إلغاء الغرامة المالية، وهناك أحداث كثيرة حصلت لعدد من الجهات كرشوة لإلغاء مخالفة ما، فما هو موقفي أنا من هذا الشيء؟ علماً بأنني أنا الذي كتبت هذه الفواتير وأنا أعلم أنها سوف تكون رشوة، لكنني موظف أفعل ما يقوله المدير. أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/33)
أعتقد بأن هذا العمل محرم؛ لأنه وسيلة إلى محرم، والله – عز وجل- يقول: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، ولا شك أن الرشوة محرمة، وملعون صاحبها، ملعون الراشي والمرتشي والرائش انظر مسند أحمد (22399) وسنن أبي داود (3580) والترمذي (1337) وابن ماجه (2313)، والرائش هو الساعي بينهما، فيجب عليك ألا تقدم على مثل هذا العمل، وأن تتوب إلى الله – عز وجل-، وألا تطيع المدير؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. والله أعلم.
يعمل في شركة تتعامل مع البنوك الربوية
السؤال (47836): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا أعمل مهندس كمبيوتر في إحدى شركات الزيوت، ولدي سؤالان: س1: الشركة التي أعمل بها تقوم بأخذ فوائد بنكية من البنك الذي تضع أموالها فيه، مع أن صنعتها الأساسية هي الزيوت، فما حكم الراتب الذي أتقاضاه؟ حيث إنني أعمل في قسم الحاسب الآلي لهذه الشركة، وهل علي حرج في إصلاح أعطال كمبيوتر الإدارة المالية في شركتنا والتي هي الإدارة المكلفة بالمعاملات مع البنوك? س2: جاءني عرض وظيفي في شركة الاتصالات، وكما تعلمون أن هذه الشركة تقدم الخدمات لكل المملكة ومن ضمن عملائها طبعاً البنوك، فهل علي حرج لو قبلت هذه الوظيفة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما السؤال الأول وهو عملك في هذه الشركة التي أعمالها مباحة لكنها تأخذ قروضاً بنكية، فهذا عمل مباح؛ لأنك لا تباشر المحرم ولا تسعى إليه، وإنما تعمل أعمالاً مباحة، لكن بالنسبة لإصلاح أجهزة الإدارة المالية التي تقوم بالاتصال بالبنوك إذا كنت تظن أن هذه الأجهزة ستكون سبباً في هذا العمل المحرم، فإنك لا تقدم عليه؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان.(2/34)
وأما بالنسبة للسؤال الثاني: فالعمل في شركة الاتصالات، هذا العمل مباح؛ لأن أعمالها مباحة، لكن إن طلب منك أن تعمل في البنك، أي تعمل ما يتعلق باتصالات البنك من مد أجهزة للبنك أو خطوط هاتفية، ونحو ذلك، فإنك تمتنع؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان. والله أعلم.
شركات عقارية تبيع محلات تجارية
السؤال (48949): تقوم بعض الشركات العقارية ببيع محلات تجارية على أرض مملوكة لها مع تأجيل تسليمها بعد الانتهاء من بنائها مع بيان الصفات لتلك المحلات وتاريخ التسليم، ويكون الدفع بالتقسيط. فما الحكم في هذه المسألة؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحكم في هذه المسألة أنها من باب عقد الاستصناع وعقد الاستصناع اختلف فيه أهل العلم وفي شروطه، فبعض أهل العلم اشترط قبض رأس المال مقدماً، والذي يظهر لي- والله أعلم- أنه عقد مستقل بنفسه، وأنه لا يشترط قبض رأس المال مقدماً، وأنهما إذا اتفقا على هيئة العمل وكيفيته وصفته، وأن المستصنع يعطي الصانع بالأقساط الشهرية أو حسب ما يتفقان عليه أن هذا جائز؛ لأن الأصل في المعاملات الحل. والله أعلم.
بيع التمر قبل اكتمال نضجه
السؤال (51176): ما حكم بيع التمر قبل أن يحمر أو يصفر وهو في النخل لمن يستفيد منه؟ علماً أنه راض بذلك ويرغب بذلك ليشرف هو بنفسه على سقيه وريه حتى ينضج.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بيع الثمار قبل بدو صلاحها هذا محرم ولا يجوز، وبيع باطل؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحها" أخرجه البخاري (2194) ومسلم (1534)، و "نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُزْهِيَ قَالَ حَتَّى تَحْمَارَّ" أخرجه البخاري (1488) ومسلم (1555)، ولكن يستثنى من ذلك ما إذا باعها مع أصلها، فإنه لا بأس، فإذا باع النخيل وعليه ثمار، أو باع الأرض مع النخيل وعليها ثمار فإنه يجوز له ولا بأس به.(2/35)
والمسألة الثانية إذا باعها لمن يقطعها وينتفع بها في الحال فنقول: بأن هذا جائز ولا بأس به، كأن يقطعها ويجعلها علفاً للبهائم فيقطعها في حالها فإن هذا جائز ولا بأس به. والله أعلم.
بيع التمر قبل نضجه
السؤال (51351): ما حكم بيع التمر وهو في النخيل قبل احمراره أو اصفراره برضا المشتري؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بيع التمر قبل بدو صلاحه هذا محرم ولا يجوز، ولو رضي المشتري، إذ رضى العاقد بما يخالف الشرع رضى باطل ولا عبرة به، وإلا لقلنا بإباحة الربا؛ لأن المتعاقدين يتراضيان على ذلك، والنبي – عليه الصلاة والسلام- نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها أخرجه البخاري (2194) ومسلم (1534)، وسئل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن بدو الصلاح، فقال: "أن تحمار أو تصفار" وفي رواية " نَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُزْهِيَ قَالَ حَتَّى تَحْمَارَّ" أخرجه البخاري (1488) ومسلم (1555)، وفي رواية "حَتَّى تُشَقِّحَ فَقِيلَ وَمَا تُشَقِّحُ قَالَ تَحْمَارُّ وَتَصْفَارُّ" أخرجها البخاري (2196). والله أعلم.
جزء من الرواتب لصندوق العاملين
السؤال (49658): بسم الله الرحمن الرحيم.
السؤال: أعمل في إحدى الشركات، ويستقطع جزء من رواتب جميع العاملين لحساب صندوق العاملين والذي يساهم بدوره في مصروفات العلاج والعمليات الجراحية، وتيسير الحج والعمرة، سؤالي عن الحج والعمرة، فالصندوق يساعد بنسبة 50 % من أعباء الحج والعمرة لعدد عشرة فقط للحج ومثلهم للعمرة، مع أن عدد العاملين بالشركة يفوق الألف، فهل يجوز الاستفادة من هذا الصندوق للحج؟ وهل مساهمة الصندوق حلال؟ مع أن جميع العاملين لا يستفيدون منها لحالات الحج نظراً لارتفاع تكاليف الحج بمعنى أن الـ50 % الأخرى التي يتحملها الحاج من جيبه مبلغ لا يستطيع عليه جميع العاملين. أفيدونا أفادكم الله وجعل الإجابة وعشرة أضعافها في ميزان حسناتكم.
الجواب:(2/36)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الصندوق لا أدري هل هو إجباري أو اختياري، والذي يظهر لي أنه اختياري من قِبل العاملين، فإذا كان كذلك فلا يجوز الدخول فيه، والذي يظهر لي أنه من الميسر؛ لأن الإنسان يدخل وهو إما غانم أو غارم وهذا هو الميسر والله – عز وجل- يقول: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" [المائدة:90]، وبإمكان الإنسان أن يصنع لنفسه تأميناً ذاتياً لنفسه بحيث يدخر من مرتبه كل شهر جزءاً من المال، ويستفيد به لأموره العارضة من أقدار الله –عز وجل- أو من الواجبات الشرعية. والله أعلم.
الدخول في سحب مسابقة سيارة
السؤال (49721): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم من استخدم بطاقة الائتمان لدفع الفواتير للدخول في سحب مسابقة سيارة ومبلغ كبير من المال؟ علماً بأنه يشترط أن أدفع عن طريق البطاقة مبلغ 500 إلى 1000 درهم شهرياً للدخول شهرياً في السحب.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا ميسر؛ والله –عز وجل- يقول: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" [المائدة:90] إذ إن هذا الداخل إما غانم أو غارم. والله أعلم.
هل يغرم أجير النقل تلف المنقول؟
السؤال (51029): السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
سؤالي هو: ناقل البضاعة من مكان إلى آخر بأجر، هل يغرم إذا تلفت البضاعة ولم يكن هو السبب كأن يقع حادث أو سرقت مثلاً. جزاكم الله كل خير.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/37)
من استؤجر على نقل البضاعة من مكان إلى آخر فهذا الأجير أمين، والقاعدة في الأمين أنه إن تعدى أو فرط فإنه يضمن، وإن لم يتعد ولم يفرط فلا ضمان عليه، والتعدي هو فعل ما لا يجوز، والتفريط هو ترك ما يجب، فإن كان ترك شيئاً يجب عليه، أو فعل شيئاً لا يجوز له من مقتضيات الحفظ والنقل، فإنه يضمن وإلا فلا ضمان عليه.
أحيا أرضاً وملكها من غير صك
السؤال (50950): السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
سؤالي يا شيخ: رجل يملك أرضاً بدون صك، وأحياها، ويبني الآن عليها بيتاً ولم ينته بعد، وشخص سامحه الله في البلدية يهدده بهدم البيت، مع العلم أن هذا الشخص يقبل الرشوة والعياذ بالله، فهل يعطيه أم لا؟ وما حكمها؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان هذا الرجل قد أحيا هذه الأرض، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أحيا أرضاً ميتاً فهي له" أخرجه أبو داود (3073) والترمذي (1378)، فهو ملكها بالإحياء، وحينئذ فله أن يبني عليها، وله أن يزرعها، وأن يغرس فيها، إلى آخره، وكون الموظف الذي في البلدية يهدده بهدم البيت هذا محرم ولا يجوز، وليس له ذلك ما دام أنه أحياها، فقد ملكها بالإحياء، وإذا لم يتمكن من الخلاص من شره إلا بأن يعطيه شيئاً من المال فله ذلك؛ استنقاذاً لحقه، أما إن تمكن فإنه لا يجوز له، وذلك بأن يرهبه ويذكر له تحريم الرشوة، وما رتب عليها من اللعن إلى آخره، وأنها سحت ومحرمة، أو يبعث له من يناصحه، فإذا لم يتمكن إلا بأن يعطيه شيئاً من المال فله ذلك. والله أعلم.
استدانت من امرأة ثم علمت بوفاتها(2/38)
السؤال (50269): امرأة استدانت من امرأة (200) ريال، وبعد فترة طويلة أرادت المُدِّينة تسديد المبلغ فاكتشفت أنَّ الدائنة توفيت، وأن هذه الدائنة ليس لها أولاد ولكن لديها زوجها في السعودية، وأختها في البحرين، وأبناء أخيها في الفلبين، فماذا تفعل حتى تقضي الدين الذي عليها؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا الدين يعتبر ملكاً للورثة، وعلى هذا يجب عليها أن تؤديه إلى الورثة كلهم أو بعضهم ممن تثق به، وتبين أن هذا ملك للمتوفى وأنه يجب قسمته حسب القسمة الشرعية. والله أعلم.
العمل في مدينة شرم الشيخ
السؤال (50961): أنا أشتغل صيدلياً في مدينة شرم الشيخ، وهي بلدة سياحية بها من المنكرات الكثير، فما حكم عملي؟ خاصة أن معظم تعاملي مع الأجانب و لكني أحاول مراعاة ربي. ثانياً نحن نبيع للسياح بأسعار أغلى من المصريين، هل هناك حرج في ذلك؟. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذه المنكرات إذا كانت بمرأى من الشخص أو مسمع، فإنه يجب عليه أن ينكرها؛ لقول الله – عز وجل-: "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره" [الأنعام:68]، وقوله: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" [النساء:140]، فيجب عليه أن ينكرها، فإن لم يتمكن فإنه يفارقها، أما إن كانت هذه المنكرات لا يراها ولا يسمعها فإنه لا بأس أن يقيم في ذلك المكان، لبعده عن المنكر، ولكن إذا علم المنكر في المكان فإنه يجتهد في إزالته والمناصحة بما يقدر عليه؛ لحديث أبي سعيد –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه" أخرجه مسلم (49)، وأما بالنسبة لرفع السعر فهؤلاء الأجانب لا يخلون من أمرين:(2/39)
الأمر الأول: أن تكون نفوسهم معصومة كالمعاهدين والمستأمنين، فأموالهم معصومة لا يجوز بخسها أو الاستيلاء عليها بغير حق.
الأمر الثاني: أن تكون نفوسهم غير معصومة كالحربيين المحاربين للإسلام فهذا جائز ولا بأس به. والله أعلم.
غش في الامتحانات فهل راتبه حلالٌ؟
السؤال (53062): السلام عليكم.
سبق أن بعثت سؤالاً ملخصه أنني قمت بالغش في امتحانات الثانوية، ولولا ما أخذته ما دخلت كليتي، فهل يجب علي تركها؟ وهل راتبي بعد التخرج حرام؟ وهناك فتاوى للشيخ عطيه صقر تقول حرام، وفتاوى منشورة على موقع مركز الفتوى تقول إنه مع التوبة يكون حلالاً، وقد لاحظت تناقضاً كبيراً أيضاً على موقعكم، البعض يقول حلال والبعض يقول حرام، أرجو إجابة أحد علماء الدين الموثوق برأيهم بحيث لا أسأل أو أسمع بعده فتوى في هذا الأمر الذي أوشك أن يطير صوابي.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه المسألة موضع خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يحرم، ومنهم من يجيز بما أنه تاب، ومنهم من يفصِّل فقال: إذا كان الغش في الصفوف النهائية لا يجوز له الشهادة، وما يترتب عليها، وإن كان في غير المرحلة النهائية جاز، وما دام أنه تعلم واجتهد وذاكر إلى آخره، ثم بعد ذلك حصل له غش في بعض الأسئلة فلعله – إن شاء الله- لا شيء عليه. والله أعلم.
وقف من لم يكن يصلي أو يصوم
السؤال (50712): توفي والدي منذ عشرين سنة، وله منزلان، أحدهما يسكن فيه إخوتي من والدتي ومن زوجة أبي المطلقة، والمنزل الآخر مؤجر، وقد أوصى:
1- ألا يباع هذا المنزل (وقف).
2- أن يضحى له ولوالديه من إيجاره.
3- باقي الإيجار يوزع بين أبنائه للذكر مثل حظ الأنثيين دون الزوجة (والدتي).
4- يسكن فيه من له عذر شرعي من أبنائه. والآن:
1- المنزل قديم يأخذ أكثر مما يعطي(في الترميم والصيانة ).
2- صار مصدر شقاق بين الإخوة عند الإيجار ومن يتولى أمره.(2/40)
3- لا ندري ما سيؤول إليه أمر هذا المنزل بعد سنين... لذلك أرى وبقية الورثة بإجماع بيع المنزل وتوزيعه عليهم وإخراج الأضحية كل عام كما أوصى رحمه الله. وهناك ملاحظة لا أحب ذكرها ولكن طلب الورثة مني ذلك وهي: أن والدي لم يكن يصلي أو يصوم. وما حكم بيع المنزل والتصرف فيه لحسم هذا الخلاف؟ وجّّّّّّّّّّّهوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا العمل محرم ولا يجوز؛ لأنه يؤدي إلى إبطال الوقف وإبطال هذه الصدقة الجارية، والوقف كما في حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَصَابَ أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْمِرُهُ فِيهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ فَمَا تَأْمُرُ بِهِ قَالَ إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا قَالَ فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ أَنَّهُ لَا يُبَاعُ وَلَا يُوهَبُ وَلَا يُورَثُ..." أخرجه البخاري (2737) ومسلم (1633)وهؤلاء الورثة يريدون أن يرثوا هذا البيت، يقتسمونه بينهم قسمة ميراث، وهذا كما ذكرت حرام، مخالف؛ لما عليه الوقف ولأصله، وإبطال هذه الصدقة الجارية التي حبسها والدهم. والله أعلم.
اشتراط رد قيمة الدين(2/41)
السؤال (55201): قرأت فيما يخص رد الديون أنه هنالك ثلاثة آراء في كيفية الرد، أحد هذه الاتجاهات لأبي يوسف صاحب أبي حنيفة أنه يجب رد الديون بقيمتها عند السداد لا بكميتها، فهل أكون على خطأ، أو آثم إذا اتبعت هذا الرأي واشترطت على من أعطيه قرضاً مبلغ من المال سواء كان شخصاً أو هيئة أو حكومة أن يرد لي المبلغ الذي استدانه بقيمته عند السداد منسوبا لقيمة الذهب أو إلى عملة أجنبية، أو معدل التضخم، وأيضاً إن كان هنالك متسع، كيف يزكى هذا المال كل سنة، أو حين قبضه عن كل السنين؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا القول خلاف ما عليه جمهور أهل العلم، وأن جمهور أهل العلم لا يجب ردّه بقيمته، وإنما يجب بكميته؛ لأن القرض يراد به الإحسان والإرفاق، وإرادة وجه الله – عز وجل-، ولا يراد به المعاوضة، وكون المقرض يشترط على المقترض أن يرد عليه القرض بقيمته لا بكميته، أخرجه عن موضوعه، وهو الإرفاق والإحسان، وقصد به الكسب والمعاوضة، وحفظ قيمة ماله، فهذا هو الصواب في هذه المسألة، اللهم إلا إذا كان نزول السلعة نزل كثير جداً، بحيث إنه يكون وجود السلعة كعدمها أو قريباً من ذلك، فهذا ممكن أن يصادر إلى القيمة لا الكمية، والله أعلم، وزكاة الدين تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن يكون الدين على معسر، أو مماطل، فهذا يزكيه مرة واحدة إذا قبضه.
القسم الثاني: أن يكون الدين على غني باذل، فهذا يجب عليه أن يزكيه كل عام. والله أعلم.
التأجير المنتهي بالتمليك(2/42)
السؤال (54643): سؤالي عن التأجير المنتهي بالتمليك، هل هو مثل بيع المضاربة وصورته، الشخص الذي يريد المال يشتري البضاعة من الشركة، والشركة تتعامل مع شركة مالية، وإذا وافقت الشركة المالية على الشخص سيدفعون للشركة المال ويضعون على الزبون مبلغاً من المال، وهذا المبلغ يدفعه الذي سيشتري البضاعة على أقساط لمدة سنتين أو ثلاثة، هل هذا جائز؟ وهل فيه خلاف بين العلماء؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الإجارة المنتهية بالتمليك فيها خلاف بين أهل العلم – رحمهم الله- وفيها مؤلفات مستقلة، ويظهر لي أنها جائزة بشرطين:
الشرط الأول: أنه إذا فُسخ عقد هذه التجارة أن الشركة لا تطالب المستأجر بأكثر من أجرة المثل لما مضى من الوقت.
الشرط الثاني: فإن الشركة لا تعامل المستأجر معاملة المالك والمستأجر جميعاً، بحيث تحمله تبعات المالك وتبعات المشتري، وعلى هذا فيعامل المستأجر على أنه مستأجر للسيارة، وأن السيارة باسمه يد أمانة، وأنه لا يضمن إلا إذا تعدى أو فرط، والتعدي فعل ما لا يجوز، والتفريط ترك ما يجب، وعلى هذا فلا يحمل تبعات المستأجر من الضمان، فلو أن السيارة حصل عليها خلل أو في إطاراتها احتاجت إلى إصلاح، أو احتاجت إلى إبدال، أو ماكينة السيارة احتاجت إلى صيانة، ونحو ذلك.. فهذا كله تتحمله الشركة؛ لكي لا يُجمع على المستأجر أنه يعامل معاملة المشتري والمستأجر جميعاً، فيحمل تبعات الأمرين. والله أعلم.
بيع الرطب بالتمر
السؤال (55785): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل عن القاعدة الشرعية، والتي ذكرها أحد المشايخ الفضلاء، وأسأل الله أن يجزيه عنا أفضل الجزاء، حيث قال في باب الربا: (لا يجوز بيع الرطب الشيء بيابسه ولا خالصه بمشوبه)، فهل يدخل في عدم بيع الذهب 21 مع الذهب 18، ولو تفضلوا لنا بإعطائنا فائدة من عندكم تناسب هذه المسألة. وبارك الله فيكم.
الجواب:(2/43)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المال الربوي إذا بيع بجنسه فإنه يشترط التساوي، ولا يتحقق التساوي إلا إذا بيع الرطب بالرطب، واليابس باليابس، ولهذا نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن المزابنة أخرجه البخاري (2171) ومسلم (1542)، والمزابنة هي: بيع الرطب على رؤوس النخل بالتمر اليابس، وفي حديث سَعْدٍ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ التَّمْرِ بِالرُّطَبِ فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ قَالُوا نَعَمْ فَنَهَى عَنْهُ" أخرجه أبو داود (3359) والترمذي (1225) وابن ماجه (2264) والنسائي (4545)، وكذلك – أيضاً- الخالص بالمشوب لا يجوز، فلو كان عندنا برّ خالص، وبرّ مشوب بشعير، فإن هذا غير جائز، أما بالنسبة لبيع الذهب بالذهب فهذا من باب بيع الجنس بالجنس، عيار إحدى وعشرون مع عيار ثمانية عشر، أو أربعة وعشرون، هذا الجنس واحد، وإنما اختلف النوع، فيصح البيع، لكن لا بد أن يكون مثلاً بمثل بالوزن يداً بيد، فالقاعدة أنه إذا اتحد الجنس الربوي، يعني: بادلنا ربوياً مثل الذهب بجنسه، مثل الدولارات بجنسها، مثل الريالات السعودية بجنسها مثل الشعير بجنسه، مثل اللبن الحليب بجنسه...إلخ، فإنه يشترط شرطان: الشرط الأول: التساوي، والشرط الثاني: الحلول والتقابض، أما بالنسبة لما هو الجنس الربوي الذي إذا بودل بجنسه اشترط الشرطان السابقان، فنقول المال الربوي يشمل على أمرين:
الأول: ما كان ثمناً للأشياء.
الثاني: كل مطعوم مكيل، وكل مطعوم موزون. والله أعلم.
التأجير لمن سيبيع المحرمات
السؤال (56000): بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أردت أن تعطي عقاراً سيفتتح بقالة، وعلمت أن المستأجر سيبيع بعض المحرمات فيه، فما هو حكم الشرع في المضي بتأجير العقار؟. ولكم جزيل الشكر.
الجواب:(2/44)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حكم الشرع أنه لا يجوز؛ لأن الله –عز وجل- قال: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، فيجب التعاون على البر والتقوى، ولا يجوز التعاون على الإثم والعدوان، وهذا يشمل القليل والكثير، وإذا أجرته لكي يبيع محرماً سواء كان قليلاً أو كثيراً فإنه داخل في التعاون على الإثم والعدوان. والله أعلم.
التورق في الأسواق العالمية
السؤال (55525): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد أخذت قرضاً من إحدى البنوك ضمن برنامج التورق في الأسواق العالمية، وبعد ذلك عرفت أنه لا يجوز، وإنما التورق في السلع المحلية، وذلك عن طريق الشيخ المنيع، والآن ماذا أفعل، هل أسدد القرض الذي علي وآخذ قرضاً بالتورق في الأسواق المحلية؟ أفيدونا رحمكم الله وضاعف أعمالكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
العقد الفاسد إذا أمكن إبطاله فإنه يجب إبطاله، أما إذا لم يمكن إبطاله فإنه يستمر في ... مع التوبة إلى الله – عز وجل-. والله أعلم.
هل هذا من الاحتكار؟
السؤال (13056): السلام عليكم.
ما هو الحكم في خزن القمح والمحاصيل الأخرى لبضعة أشهر؟ وما هو حكم قيام الشخص بخزن محصوله من القمح لكي يبيعه في وقت لاحق؟ أرجو التفصيل. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
خزن السلع واحتكارها لكي يبيعها الإنسان بعد فترة وترقب ارتفاع السعر هذا جائز ولا بأس به، ما لم يؤد ذلك إلى الاحتكار المنهي عنه، وذلك بأن يحبس كل الطعام عن السوق حتى ترتفع الأسعار، أمّا إذا لم يكن في ذلك حبس لكل الطعام فإن هذا جائز ولا بأس به. والله أعلم.
هل تخول له صلاحياته الاستفادة من القطع؟(2/45)
السؤال (52402): أعمل في محل للكمبيوتر، مسؤول عن قسم الصيانة فيه, ولي صلاحية تحديد السعر حسب المشكلة، وصلاحية الخصم أو عدم تغريم الزبون أي مبلغ, وغيرها من صلاحيات إدارتي لقسم الصيانة, هل تخولني صلاحيتي هذه في أن أستفيد شخصياً من بعض القطع التي يتم استبدالها من طرف العميل بغرض التطوير دون أن أرجع في ذلك إلى رب العمل أو مدير المعرض أم لا؟ وما هو الحكم الشرعي في العمل الخاص الذي أقوم به لحسابي وذلك خارج أوقات الدوام؟ مع مراعاتي لخصوصية المحل من ناحية أن العميل الذي استلم جهازه داخل المحل يكون أجرته للمحل.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ليس لك ذلك؛ لأن العمل هنا للشركة، فما حصل من ربح فهو لها، وأنت تابع للشركة، وأمّا العمل خارج الدوام ولم يكن في ذلك استفادة من الشركة في العمل، فإن هذا جائز، بشرط ألا تكون منعت من ذلك، إذ أن المسلمين على شروطهم. والله أعلم.
قام شريكه بوضع دش في المحل
السؤال (51439): سؤالي هو أني تشاركت مع أحد الإخوة في محل تجاري، ولكن شريكي قام بوضع جهاز الدش في هذا المحل، وقد نصحته عدة مرات، وأزال هذا الجهاز ولكن بعد مدة، و لقلة حضوري للمحل لانشغالي قام بوضعه، فنصحته فأزاله مرة أخرى، وقد حصل هذا عدة مرات، فهل إذا وضعه بدون علمي يكون علي إثم، وماذا علي، هل النصح فقط أم إجباره حتى ولو وصل الأمر لفض الشراكة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما إذا وضعه بدون علمك فهذا لا شيء عليك؛ لأنك معذور بالجهل، أما إذا كنت تعلم أنه وضعه فإن هذا لا يجوز؛ لأنك تكون شريكاً له في الإثم إذ مكنته من وضع هذا الجهاز في شيء مما تملكه، فعليك أن تنكر ذلك ولو أدى إلى فض الشركة. والله أعلم.
بيع التصريف
السؤال (49307): ما الحكم الشرعي في مسألة بيع التصريف المنتشر في الآونة الأخيرة، وهل يدرج من البيوع الفاسدة؟.(2/46)
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بيع التصريف هذا يقول المشتري إن ذهبت السلعة وإلا أردها عليك، هذا شرط باطل عند العلماء؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "الخراج بالضمان" أخرجه أبو داود (3508) والترمذي (1285) وابن ماجه (2243) والنسائي (4490)، ومقتضى ذلك أن من له خراج شيء عليه ضمانه، وقال العلماء: الغنم بالغرم، فكما أن المشتري له خراج السلعة من الربح والنماء كالولد، واللبن، والصوف، وغير ذلك، فعليه الضمان من الخسارة وعدم نفاقها عند الناس ورواجها عندهم، والأمر في هذا سهل، فيمكن للمشتري أن يشرط على البائع أن يكون وكيلاً له فيأخذ منه سلعة ويبيعها، ويعطيه البائع شيئاً من المال يتفقان على أن له واحدا في المائة مثلا، وأن هذا له اثنين في المائة أو لا يحسب عليه بعض الشيء ... إلخ، فإذا كان المشتري كصاحب البقالة مثلاً وكيلاً لصاحب الشركة أو المؤسسة أو المصنع، ويبيع له كونه بعد ذلك يعطيه بعض الشيء، فإن هذا جائز ولا بأس به – إن شاء الله-. والله أعلم.
إعطاء جوائز مسابقات غير علمية...
السؤال (54398): ما حكم إعطاء الجوائز من خارج المتسابقين على المسابقات في الأمور المباحة التي لا تعين على الجهاد وليست من المسابقات في أبواب العلم؟ مثل ما يحدث في المراكز الصيفية في بعض المسابقات الحركية، هل يمنع منها حديث "لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر؟"، وإن كان لا يمنع، فلماذا؟ أنا رجعت لأقوال أهل العلم فلم أجد أحدا يجيزها، لكن المشكلة أن بعض المعاصرين يجيزونها، فما حجة من أجازها، وهل له سلف؟ وسمعت من يقول هو حرام إن سمى الجائزة وحددها، وإن لم يسمها ولم يحددها فجائز، فهل هذا صحيح؟ وما مستنده؟ أرجو الجواب بجواب واف واضح؛ لأن المسألة أشكلت علي.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/47)
بالنسبة للجائزة على هذه المسابقات التي ليست من أمور الجهاد، ولا تعين عليه، هذه إن كانت من الطرفين الجائزة، فهذا من الميسر، وهو محرم ولا يجوز؛ لقول الله –عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والمسير والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" [المائدة:90]، وأيضاً حديث: "لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر" أخرجه ابو داود (2574) والترمذي (1700) وابن ماجه (2878) والنسائي (3586).
أما إن كانت الجائزة من الإمام الأعظم أو من ينوب منابه من المؤسسات الحكومية، فإن هذا جائز؛ لأن حكم الحاكم يرفع الخلاف، وإن كانت الجائزة من طرف ثالث أجنبي فيظهر أيضاً الجواز، وإن كانت الجائزة من أحدهما، قال: إن سبقتني أعطيتك كذا، وإن سبقتك لا آخذ منك، فهذا موضع خلاف، وبعض أهل العلم يحرم ذلك كابن القيم، وبعضهم يرى الجواز؛ لأن الأصل في ذلك الحل، وشبهة الميسر هنا غير موجودة، وهنا ليس ميسرا؛ لأن أحدهما يدخل وهو إما غانم أو سالم، بخلاف الآخر وشبهة الميسر هنا غير موجودة. وهذا يظهر لي جوازه، وإن ترك فهو أحوط، وأما القول بأنه إن سمى جائزة ... إلخ، فهذا غير صحيح؛ لأن تسمية الجائزة لا أثر لها في الحكم. والله أعلم.
هل لهم المتاجرة في مكان عام؟
السؤال (51895): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نريد أن نقوم بتجارة مع أحد الأشخاص في مكان عام، ولكن المشكلة أن المكان الذي نريد أن نتاجر فيه كان يتاجر فيه أناس آخرون، وأخذ منهم غصباً من طرف أحد الأشخاص وتركه لنا، الآن بعد ما تاجر فيه لمدة سنة، فهل يجوز لنا أن نتاجر فيه مع العلم أن صاحبه الأصلي لا نعرفه، مع العلم أن المكان عام من أملاك الدولة؟. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/48)
ما دام أن المكان عام وهم لا يعرفون من سبقهم فلهم أن يتاجروا فيه، لكن متى علموا من سبقهم بأحقية المتاجرة به، فعليهم أن يردوه إليه؛ لأن من سبق إلى ما لم يسبق إليه فهو أحق به. والله أعلم.
هل يعفيه شطب الشركة للدين؟
السؤال (51795): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخي الفاضل: علي دين نتيجة معاملات تجارية مع شركة مواد غذائية منذ عام 2000م، وطلبت مراراً من المدير المسئول الحضور لتسوية هذا الدين مرات عديدة، ولكنه يوعد بالحضور ويخلف، وأنا أعترف وأسرتي بهذا الدين، ولكن من الواضح أن الشركة قامت بإعدام الدين في دفاترها، أي شطبت الدين من دفاترها. هل بذلك تكون برئت ذمتي؟ أفيدونى أثابكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان مجلس الإدارة قد خوله الشركاء لإبطال دين الشركة، فإن ذمته تبرأ، أما إذا كان مجلس الإدارة إنما أبطل الدين لكونه تعذر عليه سداد الدين من قبل المدين، إما لغيبته أو لمماطلته، أو لكون الشركاء لم يأذنوا بهذا، فإن ذمته لا تبرأ. والله أعلم.
تعريف السلم
السؤال (55786): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سؤالي يا شيخنا هو: ذكر علماؤنا الأفاضل في باب الربا أنه إذا اختلفت العلة جاز عدم التقابض وعدم التماثل، واستدلوا بحديث عن نبيينا -عليه الصلاة والسلام- حيث قال: "من أسلم في شيء فليسلم في كيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم"، وعرف العلماء السلم بأنه عقد موصوف بالذمة مؤجل بثمن مقبوض في مجلس العقد، فأشكل علي هذا التعريف، إذ كيف استدلوا بجواز عدم التقابض في مجلس العقد، والعلماء في تعريفهم يقولون بثمن مقبوض في مجلس العقد. بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/49)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نعم، السَلَم عقد خاص، والربا عقد خاص، كل منهما عقد خاص مستقل عن الآخر، وإذا اختلفت العلة في المال الربوي، فإنه يجوز التفرق قبل التقابض، فمثلاً: عند مبادلة برّ بذهب فالبر مال ربوي، والذهب مال ربوي، واختلفت العلة يجوز التفرق قبل التقابض، ويجوز أيضاً التفاضل، ولا يشترط شيء، فالذهب علته الثمنية، والبر علته على الصحيح الطعم والكيل، فلا نشترط شيئاً، وإذا اتفقت العلة واختلف الجنس الربوي، فإنا نشترط شرطاً واحداً فقط وهو التقابض؛ لقول النبي – عليه الصلاة والسلام- في حديث أبي عبادة- رضي الله عنه-: "فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد" أخرجه مسلم (1587)، مثال ذلك الدولارات مع الجنيهات العلة واحدة وهي الثمنية، لكن الجنس اختلف، فلا نشترط التساوي، وإنما نشترط التقابض فقط.
أما بالنسبة للسلم فهو عقد مستقل بذاته يشترط الجمهور هنا لصحته أن يكون مقبوضاً في مجلس العقد؛ لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من أسلف في شيء فليسلف..." أخرجه البخاري (2241) ومسلم (1604)، قال الشافعي – رحمه الله-: أي: فليعط. والله أعلم.
بيع الأراضي من غير صكوك
السؤال (54406): يقوم بعض البدو الساكنين في بعض الأماكن الصحراوية والجبلية ببيع أراضيهم بوثائق وبدون صكوك، وتتم المبايعة في المكاتب العقارية، ويكتب صاحب الأرض في نهاية العقد بأنه يحمي المشتري من أي أحد بعد الله إلا الحكومة، فهل يصح بيع وشراء الأراضي منهم وبيعها؟ وإذا كان الجواب بالمنع، فماذا يفعل من باع واشترى منهم؟ أسأل الله أن يبارك فيكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/50)
إذا كان البائع قد ملك السلعة، إما بشراء أو إرث، أو إحياء، ونحو ذلك، ثم بعد ذلك باعها، فإن هذا بيع صحيح؛ لأن الأصل في المعاملات الحل، ما لم يخالف هذا البيع النظام؛ لأنه يشترط أن تكون السلعة موثقة بصك ونحو ذلك. والله أعلم.
الفرق بين الربا والمال المسروق
السؤال (12979): ما هو الفرق بين الثروة المحرمة بنفسها مثل المال المسروق، وبين الثروة المحرمة بسبب طريقة تجميعها مثل الربا؟ قرأت كثيراً من الفتاوى تبيح أخذ الهدية أو الصدقة من الشخص الذي ماله من الربا، لكنهم يقولون إن المسألة تختلف إذا كان مال هذا الشخص من السرقة، فهم يقولون إن المال المسروق محرم بنفسه، بينما الآخر الربوي محرم بطريقة تجميعه. أرجو بيان الفرق بين النوعين.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الفرق بين النوعين أن المسروق محرم لحق الغير، فيجب على السارق أن يرده إلى صاحبه، أو إذا علم المهدى له أنه مسروق فإنه لا يمكنه أن يقبله لما تقدم أنه يجب على السارق أن يرده على صاحبه.
وأما الربا فإنه محرم لكسبه، والنبي – عليه الصلاة والسلام- أكل من مال اليهود انظر مسند أحمد (13201)، وقد قال الله –عز وجل- عنهم: "وأكلهم الربا وقد نهوا عنه" [النساء:161]. والله أعلم.
المتاجرة بالمال المؤمَّن
السؤال (29865): هل تجوز المتاجرة بأموال الناس؟ حيث إني أمين عليها، وهي لمصالحهم، ولكنها تبقى لفترة طويلة في الخزنة لدي، وأنا زعيم بإرجاعها حين طلبها، حيث أنها –نظاماً- لا تطلب في وقت واحد، ويكون الرصيد يغطي نظاماً لا تبقى الخزنة فارغة بل تغطي الطلب.
الجواب:(2/51)
المتاجرة بأموال الناس لا تجوز إلا بإذنهم، فإن أذنوا لك جاز، وإن لم يأذنوا فالتصرف بالأمانة بالبيع والشراء بلا إذن حكمه حكم الغاصب، والغاصب يقول العلماء -وهو المشهور من مذهب الإمام أحمد-: إذا اتجر بالمال المغصوب يكون الربح كله لمالكه، والغاصب لا شيء له)، ومن العلماء كشيخ الإسلام: ابن تيمية – رحمه الله- من يجعل الربح كالمضاربة على قدر النفس، فمثل هذا الرجل لو ضارب في هذا المال يأخذ نصف الربح، أو ربع الربح، أو ثلث الربح، والباقي للمالك.
شراء شهادة الخبرة
السؤال (30096): صديق حكى لي مشكلته، ذهب ليقدم إلى امتحان درجة علمية، فطلبوا منه - ليتمكن من دخول امتحان هذه الدرجة - شهادة خبرة من جهات معينة، ووجد صعوبة في الحصول عليها، وبعد ذلك عرف أن الزملاء كلهم يشترون هذه الشهادة بالمال، ورغم أنها لا تدل على مستوى الطبيب في شيء، والذي يحدد مستواه للنجاح هو درجة الامتحان الذي سيخوضه، وإذا لم يحصل على هذه الشهادة فلن يدخل الامتحان، فهل شراء هذه الشهادة حرام؟ وإذا كانت حراماً فهل التخلي عنها أفضل؟ وما حكم من حصل على هذه الشهادة بهذه الطريقة؟.
الجواب:(2/52)
شراء هذه الشهادة حرام؛ لأنه كذب وخيانة، فإن هذا الرجل سيكتب في هذه الشهادة أن لديه خبرة مدة سنة أو سنتين أو ثلاث، وسيكذب على من سيتقدم إليهم لدخول الامتحان، وهذا كله لا يجوز، والله – سبحانه وتعالى- يقول: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" [التوبة:119]، وأيضاً قول الله –عز وجل-: "والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون" [المؤمنون:8]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، والإيفاء بالعقد يتضمن الإيفاء بأصله ووصفه، ومن وصفه الشرط فيه، ومن ذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "المسلمون على شروطهم" الترمذي (1352) وأبو داود (3594) وقال الترمذي حسن صحيح، وقد شرط عليك أن تأتي بخبرة وهذه ليست خبرة، وإنما مجرد ورقة، وأيضاً قول النبي – صلى الله عليه وسلم- في حديث حكيم بن حزام – في الصحيحين البخاري (2079) ومسلم (1532): "فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما"، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
شفاعة صاحب المنصب
السؤال (30372): أنا في منصب رفيع، وأخدم بعض الأصحاب، أتشفع لهم في بعض الأمور بلا ضرر على أحد، كتسجيل أو نقل، وطلبت من أحد الأشخاص أسماء رؤساء في الجهة التي أرغب في تسجيلهم فيها، لكنه رفض ذلك، وقال حرام لا تستغل منصبك واتق الله، حيث إني لا أضر أحدًا، ما الحكم في ذلك؟.
الجواب:
الحكم أن الإنسان إذا شفع لغيره ليسجل أو أن ينقل أو نحو ذلك، وليس فيه ضرر على الآخرين، فإن هذا من المعروف والإحسان، والنبي – صلى الله عليه وسلم- يقول: "اشفعوا تؤجروا ويكتب الله على لسان نبيه ما شاء"، رواه البخاري (1432)، ومسلم (2627)، لكن إذا كان هناك ضرر بحيث إذا شفعت لشخص سيقدم على غيره في النقل، وهناك من هو أحق منه فينقل، ولكن بسبب شفاعتك أخرج المستحق، وقدم من شفعت له، فهذا لا يجوز؛ لما فيه من الظلم والعدوان، ومثل ذلك يقال في التسجيل ونحو ذلك.(2/53)
السَّلَم من غير تحديد قيمة المثمن
السؤال (25553): طلب الفلاح مني مبلغاً معيناً ليدفع لي بدله قطناً عند الحصاد، إلا أنه اشترط تعيين قيمة الكيلو من القطن يوم الحصاد، وقال إنه سيعطيني القطن بأقل من سعره يوم الحصاد، مثلاً: لو كان السعر يوم الحصاد الكيلو بعشر سيعطيني بثمانية، وإن كان بستة عشر سيعطيني بأربعة عشر، والسبب في عدم تعيين السعر أن الأسعار غالباً تكون في يد أصحاب المصانع، فهم يلعبون بالأسعار كيفما يريدون، فإذا اتفق على سعر معين ربما يتضرر الفلاح أو المسلف، والسؤال: هل تجوز السلف في مثل هذه الحال بدون تعيين السعر؟ و لا شك أن الكيلو الذي يعطيه الفلاح لا يكون كيلا معلوماً إذا لم يتفق على سعر معين، وهذا العقد يكون برضا الطرفين الفلاح والمسلف. أفيدونا أفادكم الله.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/54)
في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قدم المدينة فوجدهم يسلفون في الثمار السنة والسنتين،فقال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "من أسلف في شيء فليسلف في كيل معلوم، ووزنٍ معلوم، إلى أجلٍ معلوم" البخاري (2241)، ومسلم (1604) ، فإذا كان كذلك فلا بد أن يكون الثمن معلوماً وأن يكون المسلم فيه معلوماً، وأن يكون الأجل معلوماً ، وعلى هذا يعطيه كذا وكذا من الدراهم المُسلِم يعطي الُمسلَم إليه – وهو الفلاح- كذا وكذا من الدراهم بكذا وكذا من القطن، أما كونه لا يحدد القيمة فإن الثمن لا يكون معلوماً بل يكون مجهولاً وفي هذا غرر، والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن بيع الغرر كما في صحيح مسلم (1513) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، فلا بد أن يتفقا على ثمن معلوم،وكيل من القطن معلوم، وإذا حل الأجل واتفقا على شيء فالواجب أن يتفقا في العقد على كيلٍ معلوم، ووزنٍ معلوم، وثمنٍ معلوم، لكن إذا حل الأجل وأرادا أن يتفقا على شيء وتنازل أحدهما للآخر عن شيء من حقه فهذا راجع إليهما، لكن العقد الذي يجب امتثاله لا بد أن يكون بيناً في أول العقد.
دفع متبقي الأقساط دفعة واحدة
السؤال (32251): اشتريت سياره بالتقسيط عن طريق البنك باسم أحد الأصدقاء، وأنا أقوم بدفع الأقساط الشهرية، وتبقى الآن نصف المدة وأريد أن أدفع كامل المستحقات، فهل يجوز أن أدفع باقي المبلغ إلى صديقي ويتولى هو تسديد باقي الأقساط؟ مع العلم أن البنك سيلغي الزيادة عن باقي المدة لصالحي. وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب:
مثل هذا العمل لا يجوز لما فيه من بيع الدراهم بالدراهم مع عدم التقابض، وهذا هو ربا النسيئة. والله أعلم.
هل هذه عمولة مقابل السمسرة؟
السؤال (38246): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/55)
أعمل محاسباً بإحدى الشركات، ولدى الشركة مشاريع ترغب في تنفيذها من الباطن، من خلال مقاولين، وقمت بإحضار مقاولين، وتعاقدوا على المشاريع مقابل نسبة لي، علماً بأن العرض الذي أحضرته من أفضل العروض، وقد استفادت الشركة منه كثيراً، والسؤال: لقد اتفقت مع من أحضرته على الحصول على نسبة مقابل إنهاء هذا الأمر، فهل هذه العمولة حلال أم حرام؟ علماً بأنني أخبرت صاحب العمل بأنني سأحصل على عمولة، ولم يعترض، ولكنني لم أعرفه بمبلغ العمولة بالضبط. -وجزاكم الله خير الجزاء-.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: ما يتعلق بمخالفة الشركة التي تعمل أنت فيها لمقتضى العقد فإنه محرم، ولا يجوز، فإن كانت الشركة قد خالفت مقتضى العقد بأن تقوم– هي بنفسها- بتنفيذ هذا المشروع ثم تتعاقد سراً مع شركات أخرى أصغر منها، دون علم صاحب المشروع الذي تعاقد مع الشركة، فإن هذا محرم، ولا يجوز؛ لأنه مخالف لمقتضى العقد، والله – عز وجل- يقول: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، وعلى هذا كونك تعمل ساعياً على ذلك ، وتأخذ نسبة من المال يكون محرماً، ولا يجوز، وأما بالنسبة لكونك أخذت عمولة من الشركات الأخرى التي تعاقدت مع شركتك، فهذا إن كانت الشركة التي تعمل فيها لا ترضى بهذا؛ لأنها تعطيك مرتباً أو عمولة على عملك، فهذا أيضاً محرم من جهة أخرى، وهي أخذك لهذه العمولة دون رضا من تعمل عندهم، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "هدايا العمال غلول" رواه أحمد (23090) وغيره من حديث أبي حميد الساعدي – رضي الله عنه - ، وإن كانت الشركة التي تعمل بها ترضى بأخذك لهذه العمولة، فإن هذا جائز، لكن يبقى ما تقدم في المحذور الأول الذي ذكرته. والله أعلم.
يقرضهم على نضج زرعهم(2/56)
السؤال (37178): أعمل في تجارة الحبوب، ويأتيني المزارعون في طلب الأموال لحين نضج زرعهم، وبعضهم يشترط على نفسه أن يعطيني بسماحة نفس حبوبه بأقل من السعر في وقت حصاده بعض الشيء، فهل هذا حلال أم حرام؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
الطريق الصحيح في هذا هو طريق السَّلم، وذلك بأن تعطيهم مالاً على أن يعطوك كذا وكذا من الزرع، فتتفق أنت وإياهم على أن تعطيهم كذا وكذا من النقود، على أن يعطوك كذا وكذا، من الزروع حتى ولو كانت هذه الزروع زائدة على ما يشترى به بهذه النقود، ولو كان هذا الزرع حاضراً هذا هو الطريق الصحيح؛ لحديث ابن عباس –رضي الله تعالى عنهما-: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من أسلف في شيء فليسلف في كيل معلوم، ووزن معلوم إلى أجل معلوم" رواه البخاري (2241) ومسلم (1604) ، وأما كونك تعقد على زروع معينه لم يبد صلاحها وتشتريها منهم فنقول بأن هذا محرم ولا يجوز؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم- "نهى عن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه" رواه البخاري (1487) ومسلم (1536) من حديث جابر – رضي الله عنه – وفي لفظ "نهى عن بيع الحب حتى يشتد" رواه أبو داود (3371) والترمذي (1228) وابن ماجة (2217) من حديث أنس – رضي الله عنه -. ولكن عليك العقد على قدر معين من الحبوب مقدر بنوعه وكيله أو وزنه يسلمونه لك مقابل المال الذي تدفعه. والله أعلم.
الاقتراض الربوي بنية عدم تسديد الفوائد
السؤال (40885): السلام عليكم. أريد أخذ قرض من بنك، علما أن هناك نية لتسديد البنك رأس المال دون الفوائد حتى لو أدى ذلك للمماطلة في دفع رأس المال المدين دون الفائدة هل هو حلال أم حرام؟ علما أني مدين وطرقت أبواب كثيرة هل يجوز أم لا؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/57)
العقد على الربا محرم ولا يجوز، وكون الإنسان يوقع على عقد الربا حتى وإن كان يريد ألا يعطي الفوائد، فأصلاً هذا محرم ولا يجوز، مع أنه أيضاً سيكذب في هذا، ولن يوفي عقده، فإنه دخل مع البنك على أنه سيعطيه الفوائد وهو سيكذب عليه، فهذا تعتريه هذه المحاذير.
أولاً: أصل الدخول في عقد الربا محرم ولا يجوز التوقيع عليه.
ثانياً: الكذب على الآخرين، وهو محرم ولا يجوز، وحتى لو كان السائل مدين فإنه لا يجوز، وإنما عليه أن يسلك الطرق المباحة.
استخراج رخصة تجارية باسم الغير
السؤال (40771): ما حكم فتح محل واستخراج رخصة تجارية باسمي لشخص آخر؟ لأنه غير مسموح له أن يفتح باسمه محلاً تجارياً؟
على سبيل المثال يسمح عندنا بفتح محل تجاري للمواطن أما الوافد فإنه على أقسام أبناء دول الخليج نشاط واحد فقط، مثلا بيع الذهب ولا يستطيع أن يفتح نشاطاً آخر, أبناء الدول العربية والمسلمة والكافرة الأخرى يمكنهم فتح استثمار، ويدفعون ضرائب ومعاملة طويلة إلخ, فإذا ساعدت أحد إخواني المسلمين بفتح محل باسمي أكون آثماً لمخالفتي ولي الأمر أم ماذا؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
هذه الأنظمة التي يضعها ولاة الأمر والمسؤولون إنما قصدوا بها تنظيم أمور الناس، وترتيب معايشهم، وإذا كان هذا هو المقصد، وأن المصلحة مترتبة على ذلك، وأنها ليس فيها أمر بمنكر، فالواجب الطاعة؛ والله – عز وجل- يقول: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..." الآية، [النساء:59]، وليس المراد بقوله: "وأولي الأمر منكم" طاعتهم فيما يتعلق بأمور العبادات من الصلاة والزكاة، وإذا أمروا بالصلاة والزكاة، ونحو ذلك؛ لأن هذا داخل في طاعة الله وطاعة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وحينئذ يكون قوله: "وأولي الأمر منكم" ليس له فائدة، ولا يترتب عليه فائدة.(2/58)
فظهر لهذا أن المراد طاعتهم فيما يتعلق بأمور الدنيا، التي يضعونها ويرتبونها لمصالح الناس، دون أن يترتب على ذلك عمل بمنكر وفي الحديث: أن النبي – صلى الله عليه وسلم-قال: "من يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني" رواه البخاري (2957) ومسلم (1835) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-. وعلى هذا لا تجوز المخالفة. والله أعلم.
عمولة الوكيل بين البائع والمشتري
السؤال (40863): لدي مكتب في إحدى دول الشرق وظيفته كوكيل بين البائع والمشتري، يأتي المشتري من أي دولة، فأساعده على الشراء والشحن ،ومقابل هذا عمولة متفق عليها، هل هذه العمولة حلال أم حرام؟ لو أخذت من المصنع عمولة بعد كتابة العقد وموافقة المشتري عليه، لكن هذه العمولة بدون علم المشتري؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ما تأخذه من عمولة هذه أجرة سمسرة ودلالة، وهذه الأجرة جائزة في الأصل؛ لقوله الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "وأحل الله البيع وحرم الربا" [البقرة:275]، وأيضاً قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "المسلمون على شروطهم" رواه الترمذي (1352) وأبو داود (3594) وغيرهما من حديث عمرو بن عوف المرني – رضي الله عنه - إلا إذا تضمن ذلك محذوراً شرعياً، كمخالفة نظام يضربه أهل البلد، أو نظام يكون عليه المتعاقدان البائع والمشتري ....إلخ، المهم إن كان هناك مخالفة لما تعارف عليه المتعاقدان، أو اتفق عليه المتعاقدان، أو ما تُعورف عليه في ذلك البلد، وأنه ليس له أن يأخذ عمولة من المصنع إذا أخذ عُمولة من المشتري، وهكذا، فإنه لا يجوز، أما إذا لم يكن شيء من ذلك فالأصل في ذلك الإباحة.
التفاوت في الربح بين رب المال والمضارب
السؤال (41362): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(2/59)
هل يجوز اختلاف النسبة المتفق عليها بين رب المال والمضارب مثلاً على حسب وقت معين أو مناسبة معينة أو أي أمر آخر يتفق عليه الطرفان برضى تم جداً منهما طبعاً النسب على الأرباح، وليس رأس المال لأنه حق لصاحبه؟ وهل هناك وقت محدد للمضاربة أو على حسب ما تتيسر الأمور بوجه العموم وبرضى من جميع الأطراف المعنيين؟ وجزاكم الله خير.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا بأس أن تختلف النسبة بين المضارب ورب المال؛ فمثلاً يكون للمضارب الثلثان ولرب المال الثلث؛ أو له ثلاثة أرباع والآخر له الربع؛ لأن توزيع الربح مبني على قدرة المضارب وخبرته وأيضاً على كثرة المال، والأصل في المعاملات، والشروط في المعاملات الحل.
ولو اتفقا على أن يكون لكل واحد منهم النصف إلا في شهر رمضان – مثلاً – فتختلف النسبة؛ فإن هذا جائز ولا بأس به؛ لما ذكرنا من أن الأصل في العقود، والشروط في العقود في المعاملات الحل والصحة.
وليس هناك وقت محدد للمضاربة بل حسب ما يتفقان عليه رب المال والمضارب، هل يضارب في شهر معين أو في كل السنة؛ فهذا راجع إليهما.
بيع أوامر المنح
السؤال (47681): أنا أعمل سمسار عقار، أي وسيطًا بين البائع والمشتري, ومن ضمن المبيعات التي أقوم بها بيع أوامر المنح, ويكون دوري وسيطًا بين البائع والمشتري, يعني أبيع أمر منحة في أي مدينة، ومن ثم المشتري يطبق بعد شرائه الأمر على أرض لاحقًا، فما رأيكم في ذلك؟, وإن كان هناك خلل فما حكم الأموال التي جنيتها من هذا العمل؟. وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/60)
بيع مثل هذه الحقوق جائز، بشرط أن يكون المشتري قادرًا على تحصيل السلعة، فإذا كان قادرًا على ذلك، فإن هذا جائز – إن شاء الله- لأن الأصل في مثل هذه المعاملات الحل، وما تأخذه من سمسرة على ذلك فهو مباح، وإن كان المشتري غير قادر، أو كان سيخاطر ربما يستطيع أن يحصل على السلعة التي اشتراها أو لا يستطيع، فإن هذا لا يجوز؛ لحديث أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الغرر. أخرجه مسلم (1513). والله أعلم.
الوالد يوقف جميع أملاكه
السؤال (47660): بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما الحكم فيمن يوقف كل أمواله وقفًا خيريًّا، مع أن له ذرية، وأمواله تتكون من عقارات مختلفة، وأسهم في كثير من الشركات، وقد وضع أحد أبنائه ناظرًا على هذا الوقف، وآخر مشرفًا، وهما يقومان بتنفيذ ما أوصى به الوالد، من خلال صكوك وقفية صادرة من المحكمة الكبرى بمكة. أفيدونا مأجورين في ما يجب أن نفعله لإقناع الناظر والمشرف في هذا الأمر، وهل يحق لنا الاعتراض؟ أفيدونا مأجورين. وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان هذا وصية، فإذا أوصى الوالد بوقف عقاراته فإنه لا ينفذ من ذلك إلا الثلث بإجازة الورثة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد، رضي الله تعالى عنه، لما ذكر أنه ذو مال، وأنه لا يرثه إلا ابنة له فقال: أُوصِي بالمالِ كلِّه؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لا". قال: فالثلثان؟ قال: "لا". قال: فالنصف؟ قال: "لا". قال: فالثلث؟ قال: "والثُّلُثُ كَثِيرٌ". انظر صحيح البخاري( 3936) وصحيح مسلم (1628). فلا ينفذ إلا الثلث، إذا كان هذا وصية. أما إذا كان أوقفه وقفًا منجزًا في حال حياته مع صحته قبل أن يموت فهذا وقف نافذ. والله أعلم.
شبهة جريان الربا في العملات الورقية!(2/61)
السؤال (46154): طرح أحد الإخوة هذا الموضوع، وأتمنى أن أجد توضيحًا؛ جزاكم الله خيرًا، هل هناك ربا في العصر الحالي؟ أنا أرى أنه لم يعد هناك ربا بالمعنى الديني، وبالتالي أرى أن من حق أي إنسان أن يستفيد من إيداعاته بالبنك، وأن يتقاضى أرباحها حلالًا زُلالًا، وأرجو من علماء الدين مناقشة هذا الرأي، وإليكم التوضيح:حرم الربا عندما كانت العملة ذات سعر ثابت، حيث كان الدينار يشتري لك مثلًا عشرة من الإبل، الآن أو بعد 50 عامًا، وذلك لأن الدينار كان مسكوكًا من الذهب أو الفضة، وقيمته ثابتة لا تتغير، كما أن الدينار كان عملة لا سلعة تتداول في الأسواق، أما اليوم فقد أصبحت جميع العملات تشترى وتباع في الأسواق مثل الخضار والفواكه والملابس، وبالتالي وكما يحق لتاجر الخضار أن يضع الربح المناسب لبضاعته، يحق لرجل أودع نقوده في بنك يمارس بيع العملة أن يحصل على أرباح بضاعته.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:
الرأي أن حديث أبي سعيد وحديث عبادة – رضي الله عنهما- أخرجهما مسلم (158، 1587) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الذَّهَبُ بالذَّهبِ، والفِضَّةُ بالفضةِ، والبُرُّ بالبُرِّ، والشَّعِيرُ بالشَّعِيرُ، والتَّمْرُ بالتَّمْرِ، والمِلْحُ بالمِلْحِ مِثْلاً بِمِثْلٍ، سَوَاءً بسَوَاءٍ، فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى".
وقولك في السؤال: بأن الدينار قيمته ثابتة لا تتغير، فهذا غير صواب، بل الدينار يتغير من قديم الزمن، وكذلك درهم الفضة، ولو فرضنا أنه لا يتغير فإن الشارع أثبت الربا فيه: "الذهبُ بالذهبِ والفضةُ بالفضةِ..." إلى أن قال صلى الله عليه وسلم: "مثلاً بمثلٍ، سواءً بسواءٍ".(2/62)
وأما قولك: إن العملات أصبحت الآن تباع وتشترى، فكذلك – أيضًا- في الزمن السابق كانت الدنانير والدراهم تباع وتشترى، ولهذا ورد في حديث ابن عمر –رضي الله عنهما-: كنتُ أبيعُ الإِبلَ بالبَقِيعِ فأبيعُ بالدَّنانيرِ وآخُذُ الدراهمَ، وأبيعُ بالدراهمِ وآخُذُ الدنانيرَ. أخرجه أحمد (6427) ، وأبو داود (3354). يعني: يبيعون بالدراهم ويبدلون بالدراهم دنانير، "ونبيع بالدنانير ونأخذ عليها الدراهم". والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة.." إلى أن قال: "مثلا بمثل سواء بسواء". وهذا المضروب وغير المضروب، فثبوت الربا في الذهب والفضة (الدراهم والدنانير)، وما ذكره السائل- من شبهتين، هذا غير مسلَّم كما ذكرنا، وإذا ثبت هذا في الذهب والفضة، فإن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات، فالعلة – كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وغيره- في الذهب هي كونه ثمن الأشياء، وهذا يرد الآن على العملات الورقية، أنها ثمن للأشياء فيسري فيها الربا. والله أعلم.
العمل في تحصيل ضريبة الدخل
السؤال (49001): هل يجوز العمل كمحاسب ومحصل في ضريبة الدخل؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الضرائب والمكوس التي تؤخذ من الناس بغير حق محرمة ولا تجوز؛ لقول الله عز وجل: (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ)[البقرة: 188]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ". أخرجه أحمد (20695). وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يَحْلُبَنَّ أَحَدٌ شَاةَ أَحَدٍ إِلاَّ بإِذْنِهِ". أخرجه البخاري (2435) ومسلم (1726). وإذا كان كذلك فإنه لا يجوز العمل بمثل هذه المكوس والضرائب التي تؤخذ بغير حق. والله أعلم.
هل يعد هذا تمليكًا؟(2/63)
السؤال (48868): لي إخوة في المهجر منذ فترة طويلة من الزمن، وكنت الوحيد من إخواني الذي يعيش في بلدي مع والدي وأخواتي، وفي سنة من السنوات منذ فترة ليست بالقليلة اشترى إخوتي الذين في المهجر منزلاً، وطلبوا من الشخص الموكل بالشراء إثبات ملكية البيت باسمي؛ لكوني أقوم برعاية والدي الذي كان كبير السن وأخواتي، وبعد فترة من الزمن-خمسة عشر عامًا تقريبًا- فوجئت بطلب من إخوتي بالتنازل عن المنزل، حينها كنت قد بلغت رشدي وتزوجت، ولهذا قابلت طلبهم بالرفض، وكان ذلك من منطلق العقل فحسب، فلا يعقل بعد هذه الفترة الطويلة من الزمن أن أبقى أنا وأولادي من غير منزل، وهم كانوا في المهجر مغتربون، وقاموا ببناء منازل لهم في بلدنا، فهل لي حق الرفض في التنازل؟ وما المخرج المناسب في ذلك شرعًا؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هؤلاء الإخوة إن كانوا قد وهبوك هذا المنزل فإنه لا يجوز لهم الرجوع فيه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "العَائِدُ في هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ في قَيْئِهِ". أخرجه البخاري (2589) ومسلم (1622). وقوله صلى الله عليه وسلم: "العَائِدُ في صَدَقَتِه كَالْكَلْبِ يَعْودُ في قَيْئِهِ". أخرجه البخاري (1490) ومسلم (1620)، ولأن الإنسان إذا أخرج لله عز وجل فإنه لا يجوز له أن يرجع، وأما إن كان قصدهم إعارتك هذا المنزل تسكن فيه حتى يرجعوا، أو حتى يطالبوا فلهم الحق. والله أعلم.
نظام التأجير للتملك
السؤال (45255): بسم الله الرحمن الرحيم.(2/64)
لقد اشتريت سيارة من أحد الوكالات بنظام تأجير للتملك وليس تأجير منتهي بالتمليك (هذا ما قاله لي موظف هذه الوكالة , وأوضح لي أن هناك فرق). وقد قال انه إذا انتهيت من المدة المتفق عليها سيكون هناك عقد آخر هو عقد البيع , وهذا العقد ليس له علاقة بالأول. وقد اتفقت أنا وموظف الوكالة على أن أدفع الإيجار الشهري ومعه جزء من الدفعة الأخيرة بحيث أنني إذا استوفيت المدة كاملة لا يصبح علي دفعة أخيرة, وإن تبقى مبلغ فيكون مبلغاً يسيراً أستطيع دفعه. أفتوني في ذلك أثابكم الله .
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
حكم هذه المعاملة هو مثل حكم التأجير المنتهي بالتمليك والتأجير المنتهي بالتمليك أكثر أهل العلم على تحريمه وإذا كان كذلك فأنصح الأخ بترك هذه المعاملة. علماً بأن التأجير المنتهي بالتمليك له صور فلو أورد السائل الصور والشروط التي تسلكها هذه المؤسسة لكان أكثر وضوحاً.
قرض وعقد إيجار
السؤال (45288): عقد رهن استأجرت بيت لأسكن فيه على النحو التالي: دفعت مبلغ 80000 ليرة سورية لصاحب البيت ليستثمرها ويعيدها لي عند خروجي من البيت .ادفع أجرة شهرية 1500 ليرة سورية ، مع العلم أن الأجرة الطبيعية لهذا البيت هي 4000 ليرة سورية شهريا ولكن تسليمه ال 80000 خفضت الأجرة إلى الـ 1500مدة الإيجار غير محددة ممكن أن تكون سنتين .هل هذا العقد حلال أم حرام . وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
هذا العقد محرّم ولا يجوز، لأنه قرض بفائدة فأنت تقرضه هذه الدراهم بشرط أن يخفض لك من أجرة البيت وهذا محرم ولا يجوز والنبي – عليه الصلاة والسلام- يقول: "لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع" أخرجه أبو داود (3504) والترمذي (1234) والنسائي (4611) وأيضاً ورد عن الصحابة –رضي الله عنهم- "أن كل قرض جرّ نفعاً فهو ربا" والله أعلم.
وكيل في تجارة الفنادق(2/65)
السؤال (44134): أحد الأغنياء التجار يعمل بماله في التجارة والصناعة والفنادق، وغير ذلك من أعماله التي تضم الحلال والحرام، وأقام هذا الغني وكيلا له على بعض أمواله وأعماله ومنها تجارة الفنادق وما فيها من مخالفات شرعية لا يقرها هذا الوكيل ولا يرضى عنها، ويتمنى أن تكون كل أموال وأعمال موكله حلالاً ولا يشترك معه في حرام أبداً، ولكن ماذا يفعل؟ هل يترك عمله أم يستمر فيه وهو كاره غير راض عنه؟ وهل دخله ومرتبه من هذه الوكالة حرام أم حلال؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ما كان من أعمال موكله محرماً فإنه لا يجوز أن يعمل فيه مثل الفنادق التي فيها مخالفات شرعية؛ لأن الله –عز وجل- إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، والله – عز وجل- يقول: "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" [المائدة:2]، وأما الأمور المباحة فله أن يعمل فيها، والأصل في ذلك الحل، فلو أنه –مثلاً- عمل في تأجير عقاره أو في بيع أو شراء له في عقارات، أو في مواد غذائية أو في سيارات، أو نحو ذلك؛ فإن هذا جائز ولا بأس به. والله أعلم.
هل هذا استغلال أم تجارة؟
السؤال (47029): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
نحن مجموعة من الشباب ننوي عمل صندوق تكافلي، حيث نضع فيه لمدة سنة مبلغاً معيناً ولا يستخدم تلك الفترة، وبعد فترة من الزمن نقوم بقسمة المبلغ نصفه للقروض الحسنة لأعضاء الصندوق فقط، والنصف الآخر للاستثمار بالصيغة التالية: يأتي أحد الأشخاص ويقول: أريد مثلا ثلاجة، فنذهب معه للمحل، ويقول أريد هذه الثلاجة، فيأتي دورنا نحن كصندوق، نقول لصاحب المحل بكم هذه الثلاجة؛ فيقول مثلاً بـ100 دينار نقداً،فنقول لصاحبنا نبعك هذه الثلاجة بمبلغ 130 ديناراً بالتقسيط. فما حكم هذا الأسلوب من البيع، هل هو استغلال أم تجارة؟ وبارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/66)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما بالنسبة للصندوق فلم يرد السؤال عن حكمه؛ لأن مثل هذه الصناديق كل صندوق اشتمل على عقد وشرط فإنه غير جائز؛ لأنه يدخل في التأمين.
أما بالنسبة لمسألة التبايع فهذه مسألة المرابحة للآمر بالشراء، وهذه موضع خلاف بين أهل العلم، منهم من أجازها ومنهم من منعها، والذي يظهر لي المنع؛ لأنها حيلة على الربا، وبدلاً من أن يقرض هذا الشخص مائة دينار بمائة يذهب إلى صاحب المحل ويشتري له سلعة ويقسطها عليه بزيادة، فهي زيادة على القرض بأجل. والله أعلم.
إعطاء الشيك مقابل ضمان التسديد
السؤال (47169): ما حكم إعطاء شيك مقابل سلعة على سبيل ضمان تسديد قيمة تلك السلعة؟ مع العلم أن القيمة أو الثمن يبقى على ما هو عليه بدون زيادة، مع العلم أنها الوسيلة الوحيدة التي تحمي التاجر من التلاعب أو التملص من الأداء في المغرب، أما الكمبيالات أو (الطريطات) فيها زيادة عند عدم التسديد في الأجل المحدد، مع العلم أنه لا وجود لبنوك إسلامية هنا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أما ما يوجد فيه زيادة بسبب التأجيل فهذا محرم ولا يجوز؛ لأنه من ربا النسيئة، وأما إعطاء الشيك قيمة الثمن المؤجل دون أخذ زيادة بعد التأخير فإن هذا جائز ولا بأس به، فمثلاً إذا اشترى منه سيارة بعشرة آلاف ريال مؤجلة لمدة سنة، ثم أعطاه شيكاً بهذه العشرة فإن هذا جائز ولا بأس به؛ لعدم ترتب محذور شرعي على ذلك. والله أعلم.
هل تعم أحكام الشريك بقية الشركاء؟
السؤال (47269): السلام عليكم.
أسأل حفظكم الله، هل الحكم على الشريك حكم على بقية الشركاء، وهل هناك كتب أو بحوث في هذه المسألة؟ وأين أجدها؟ أفيدوني؛ أفادكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/67)
أحكام الشريك في الشريعة -سواء كان ذلك في شركة المضاربة أو شركة العنان أو شركة الوجوه، أو شركة الأبدان، أو المفاوضة- أحكام الشركاء فيها واحدة، إلا إذا كانت شروط تخص أحد الشركاء دون الآخر، ولم تخالف هذه الشروط الشرع فإن هذا جائز؛ لقول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود"، والأمر بامتثال العقود يتضمن إيفاء أصله ووصفه، ومن وصفه الشرط فيه، وأيضاً حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- في البخاري معلقاً ووصله أبو داود (3594) : "المسلمون على شروطهم".
أما بالنسبة لأحكام الشركات والشركاء ونحو ذلك فهذه يبحثها العلماء – رحمهم الله- في باب الشركة، وباب الشركة يوجد في كل كتب الفقه الإسلامي، وقد أفرد بعض العلماء أحكام شركة المضاربة في كتب مستقلة، وأحكام شركة الأبدان. والله أعلم.
تأجير المحل دون إخبار مالكه
السؤال (47684): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
كان والدي -رحمه الله- يستأجر محلاً ويديره بنفسه، وأحياناً بعد أن تخرجت كنت أساعده في المحل، ثم بعد ذلك وجدت عملاً مناسباً، وفي مجال تخصصي، ومستقبله جيد، وبعد ذلك حدثت وفاة والدي -رحمة الله عليه- حاولت أن أدير هذا المحل، فتركت عملي، وقررت أن أدير هذا المحل؛ وذلك لعدم وجود إخوة ذكور، ولكن بعد فترة لم أستطع أن أديره بالشكل الذي يدر علي بالمال اللازم لمتطلبات المنزل واحتياجات أخواتي، وهن في مراحل التعليم المختلفة، فرأيت أن أؤجر هذا المحل لمن يستطيع أن يديره، وأعود أنا إلى عملي مع مبلغ من المال يعود علي شهرياً من هذا الإيجار، سؤالي هو: ما حكم ما قمت به من إيجار للمحل؟ مع العلم بأنني أقول لكل من يسألني بأنني شريك بالمحل فقط، وصاحب الملك لا يعلم بأنني مؤجر المحل من الباطن ولكنني شريك فقط. أرجو الإفادة.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/68)
إذا كان المحل يشتمل على سلع وبضائع، ويقوم بتأجير هذه السلع والبضائع، فإن هذا لا يجوز؛ لأن هذه الأشياء لا تبقى، بل تفنى، والإجارة إنما تكون الأعيان باقية، وإن كان التأجير لعين المحل التجاري فهو استأجر المحل التجاري لمدة سنة أو سنتين، ثم أجره شخصاً، فإن هذا في الحكم الشرعي جائز، إلا إذا كان هناك شرط من قِبل المالك الأصلي ألا يؤجره، فالمسلمون على شروطهم. والله أعلم.
أخذ الأجرة على الحجامة
السؤال (46254): أقوم بعمل حجامة، وكذلك أرقي بالرقية الشرعية أثناء عمل الحجامة، فهل يجوز أخذ أجر مادي على ذلك؟ لأني قرأت أن كسب أو كف الحجام خبيث (معني حديث نبوي) وبفضل الله يشفى الكثير من الأمراض نتيجة ذلك.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بالنسبة لمعنى قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "كسب الحجام خبيث" أخرجه مسلم (1568) لا يقتضي ذلك تحريم أخذ الأجرة على الحجامة، فقد روى البخاري (2279) ومسلم (1202) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَلَوْ عَلِمَ كَرَاهِيَةً لَمْ يُعْطِهِ"، فكون الإنسان يحجم ويأخذ الأجرة على ذلك فهذا لا بأس به، وأيضاً كون الإنسان يرقي ويأخذ الأجرة على ذلك، فالصواب أنه لا بأس بذلك؛ لحديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- لقصة النفر الذين بعثهم النبي –صلى الله عليه وسلم- في سرية ثم بعد ذلك استضافوا قوماً فلم يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك القوم وأتوا إليهم وطلبوا منهم راقياً، فقالوا: نعم لا نرقي لكم إلا بجُعل، فجعلوا لهم قطيعاً من الغنم، فذهب أحدهم ليرقيه، فقرأ عليه سورة الفاتحة فكأنما نشط من عقال، فأقرهم النبي –صلى الله عليه وسلم- على ذلك، انظر صحيح البخاري (2276) ومسلم (2201). والله أعلم.
تحويل المسجد لمركز لتحفيظ القرآن الكريم(2/69)
السؤال (44279): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي هو لدينا مسجد نصلي فيه، ولكن سوف نبني مسجداً جديداً في موقع آخر، وسوف نحوِّل هذا المسجد القديم إلى مركز لتحفيظ القرآن الكريم، وصالة للمناسبات والتعزية -كما هو معروف في بلدنا- سؤالي: هل يجوز هذا العمل؟، أرجو الرد في أسرع وقت ممكن؛ لأننا سوف نقوم ببدء المشروع قريباً جداً، وجزاكم الله ألف خير.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تغيير الوقف لما هو أصلح منه هذا جائز ولا بأس به؛ لحديث عائشة- رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " لَوْلَا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ فَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ وَبَابٌ يَخْرُجُونَ" أخرجه البخاري (126) ومسلم (1333)، وفي رواية " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ قَوْمَكِ لَمَّا بَنَوْا الْكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَرُدُّهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لَوْلَا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ لَفَعَلْتُ" أخرجها البخاري (1583) ومسلم (1333) فالنبي –صلى الله عليه وسلم- همّ أن يهدم الكعبة ويبنيها على قواعد إبراهيم- عليه السلام-.(2/70)
فإذا كان المسجد الذي سيبنى ينوب عن المسجد القائم الموجود، بحيث يكون قريباً ويؤدي ما يؤديه أو أكثر، فإن هذا جائز ولا بأس به، وأما كونه يجعل المسجد الأول مركزاً لتحفيظ القرآن فهذا طيب، أما صالة للمناسبات والتعزية فلا أرى مثل هذا، لكن يجعل المسجد لتحفيظ القرآن وتدريس العلوم الشرعية، وأما التعزية فلا يكون ذلك؛ وإنما يعزى الإنسان في المقبرة أو في المسجد أو في الطريق أو يُذهب إليه في بيته، أما إقامة أماكن للتعزية فهذا ليس من السنة. والله أعلم.
بيع الاسم التجاري
السؤال (46592): ما هو حكم بيع الاسم أو الأصل التجاري؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بيع مثل هذه الأسماء التجارية، -يظهر لي- أنه جائز، بشرط ألا يتضمن ذلك تدليساً وغرراً بالنسبة للمستهلك، وأما الجواز فإن الأصل في المعاملات الحل، وأما التدليس والغرر فإن كلاً منهما مزموم شرعاً ويندرجا تحت الغش؛ وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: "من غش فليس منَّا" أخرجه مسلم (101). والله أعلم.
شراء أسطوانة وأخذ مكافآت
السؤال (47352): بسم الله الرحمن الرحيم.
هناك شركة تقوم على بيع أسطوانات حاسب آلي بقيمة 500 ريال، ثم يحق للمشتري الدخول في نظام يسمى السعي والمكافآت حيث يوزع على المشترين أرباح على مرحلتين: المرحلة الأولى دورية شهرية ومدتها من شهر إلى ثلاث أشهر حيث يمنح المشترك 600 ريال، والمرحلة الثانية دورية سنوية ومدتها من سنة إلى ثلاث سنوات يحصل المشترك على 42500 ريال، فهل هذه الطريقة جائزة؟ مع أنهم يجزمون أن هذه المبالغ عبارة عن هدايا ومكافآت وليست مساهمة أو استثمارات. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لقد صدر فيها فتوى وأنها محرمة لدخول ربا الفضل وربا النسيئة فيها. والله أعلم.
هل يقترض ربا لدفع مفسدة؟(2/71)
السؤال (47377): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي سؤال: أحد المعارف يستفسر عن أنه لديه ابن أخ وقد بلغ، وهذا الرجل لديه بنات وابن أخيه لا زال يدخل على البنات؛ وذلك بطلب وإصرار من والدي (جد ابن أخي)، وحاولت مراراً أن أمنعه ولكن دون جدوى، والطريق أمامي مغلق، فكلمني أخي الأكبر وقال لي عليك بقرض من المصرف، أخبرته بأنه فيه فائدة وهي محرمة - أي ربوية - فقال لي بأنه هو يتحمل دفع الزيادة - أي المبلغ المضاف على القرض، فهل يجوز لي ذلك لكي أتخلص من مشكلة ابن أخيه وإصرار والده؟ وهل أقبل القرض لأن غيري سيتحمل الفائدة.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الدخول في القرض بفائدة هذا محرم ولا يجوز؛ لأنه من ربا الفضل، والربا محرم؛ بقول الله –عز وجل-: "وأحل الله البيع وحرم الربا" [البقرة:275]، وأيضاً قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله آكل الربا ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه"، وقال : "هم سواء" أخرجه مسلم (1598) وعلاج ابن الأخ وما يتعلق بدخوله على بنات عمه لا يكون عن طريق محرم. والله أعلم.
أثر الاستخارة(2/72)
السؤال (30482): استعجلت في مسألة طلبي لخطبة فتاة دون الاستخارة، مع العلم أني أرغب فيها، والبارحة استخرت، ودعوت بعد الركوع الثاني لا بعد السلام، ولم أشعر بشيء أكيد أو ربما شعرت بميل لها لأني أرغب بها كما قلت سابقاً، ثم هاتفتها وكان الحديث طيباً بيننا، ثم بعد الهاتف تشاددت أنا وأبي على هذا الهاتف لتكلفته الباهظة، وقوله بأني يجب علي أن أقلل من تلهفي عليها بالرغم من أن أبي من أكثر المشجعين لي على هذه الفتاة، لما نعرفه عنها وعن أهلها من حسن خلق، وقد شعرت باستياء كبير لما جرى في تلك الليلة، وفي صباح اليوم التالي كان علي إلقاء محاضرة فكانت من أسوأ ما قدمت في حياتي من المحاضرات إن لم تكن الأسوأ، فأنا لا أعلم إن كانت هذه الأحداث لها علاقة بالاستخارة أم لا، وهل علي أن أكمل هذا الطريق؟، طريق الخطبة والزواج معها أم لا؟. أرجو أن تفتوني في ذلك وأجركم عند الله .
الجواب:
هذه الأحداث يا أخي ليست لها علاقة بما يتعلق باستخارتك، وهذه من أمور الحياة الطبيعية، وما دام أن هذه الفتاة ذات خلق ودين، وقد مال إليها قلبك فاعزم الأمر وتوكل على الله.
وأما ما يتعلق بالمحادثة والمخاطبة فأنا أنهاك عن ذلك؛ لأنها لا تزال امرأة أجنبية، وقد تسبب مخاطبتك لها ومحادثتك لها شيئاً من ثوران الشهوة فتكون استمتعت بكلام امرأة أجنبية وهذا لا يجوز، مع أن أباك ينهاك عن ذلك، ولا شك أن بر الوالد واجب.
بر الوالدين بتسمية الأحفاد عليهما
السؤال (23770): هل تسمية المولود أو المولودة باسم الأب أو الأم خاصة وأنهما قد توفاهما الله إلى رحمته (يعتبر براً بالوالدين)؟
الجواب:
هذا لم يرد فيه شيء في الشرع ولا في السنة النبوية عن النبي – صلى الله عليه وسلم –، لكن لا شك أن كون الإنسان يسمي باسم والده أو والدته قد يكون ذلك أدعى إلى أن يتذكر والديه وأن يقوم بالدعاء لهما، فإن كانت تترتب عليه هذه المصلحة فالأولى أن يسمي باسميهما. والله أعلم.(2/73)
إنفاق الفتاة على أهلها
السؤال (23246): هل تكلف الفتاة شرعا بالإنفاق على أسرتها؟ (الأسرة في حالة مادية جيدة)، ولا تنطبق عليها أصناف الزكاة المذكورة في الآية القرآنية، وهل يأثم الأب في حال أخذ من ابنته مالا وأعطاه لإخوتها الذكور؟ (حتى ولو كانوا محتاجين) للعمل مثلا، الحقيقة أن الفتاة تضرب من قبل أبيها وتؤخذ منها أموالها قصرا وتعطى للإخوة العاطلين عن العمل، والسؤال هل في الحديث (أنت ومالك لأبيك تنويه للذكور والإناث معاً؟ وإذا كان الأب مقتدرا هل يعاقب أمام الله - عز وجل - لفعله هذا؟ وشكرا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بالنسبة للقريب لا يجب عليه أن ينفق على قريبه، إلا إذا كان المنفق عليه فقيراً والمنفق غنياً، فإذا كان المنفق عليه غنياً فإنه لا يجب أن ينفق عليه، وأما بالنسبة لتملك الوالد من مال ولده فجائز حتى وإن كان غير محتاج؛ لحديث عائشة – رضي الله تعالى عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "أنت ومالك لأبيك" ابن ماجة (2291) وأحمد (6560) وصححه الألباني، فيجوز للوالد أن يتملك من مال ولده سواء كان الوالد محتاجاً أو غير محتاج، لكن بشروط:
الشرط الأول: ألا يتملك ما يحتاجه الولد، أو يلحقه ضرر بتملكه، فإذا كان هناك سيارة يستعملها الولد أو بيت يسكنه هو وعائلته فليس للأب أن يتملكه، أو ملابس يلبسها أو نحو ذلك، المهم ما تعلقت به حاجة الولد أو اضطر إليه فإنه لا يجوز للوالد أن يتملكه.
الشرط الثاني: ألا يكون التملك في مرض الموت المخوف لأحدهما، فإذا كان في مرض الموت المخوف لا يجوز للوالد أن يتملك من مال ولده.
الشرط الثالث: ألا يتملك من ماله ويعطيه ولداً آخر، أي: أحد إخوانه، فيأخذ من مال هذا الولد ويعطيه لولد آخر، فإن هذا غير جائز .
متى تتحفظ الأم من ولدها في ملبسها؟(2/74)
السؤال (19901): عندي طفل عمره 11 شهراً، وأحياناً أبدل ملابسي أمامه، فهل يجوز ذلك؟ وكم يجب أن يكون عمر الطفل الذي لا يجوز أن أخلع ملابسي أمامه؟ وكذلك لبس القصير في البيت مع زوجي أمامه، أفيدوني أفادكم الله.
الجواب:
الطفل إذا كان يعقل العورة، فإنه لا يجوز للمرأة أن تكشف عورتها أمامه، أما إذا كان لا يعقل لصغره، فإن هذا جائز، ويظهر لي أن من عمره أحد عشر شهراً لا يعقل، لكن الطفل إذا كان له أربع سنوات أو خمس سنوات فإنه قد يعقل هذه المعاني، فالمهم أن العبرة في ذلك أنه إذا كان يعقل ويستقر في ذهنه مثل هذه الأعمال فلا يجوز للمرأة أن تكشف العورة المغلظة أمامه.
ما يجوز نظره من زوجة الأب
السؤال (17857): هل يجوز لزوجة الأب أن تظهر مفاتنها لأبنائه؟
الجواب:
المرأة لا يجوز لها أن تظهر مفاتنها، لا لمحرمها ولا لغيره، لأن ذلك يسبب الفتنة، والله – عز وجل- قال: "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" [الأحزاب:32]، لزوجات النبي – صلى الله عليه وسلم- وهن محرمات على المؤمنين، وقال الله – عز وجل- : "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" [الأحزاب:33]، فيجب على المرأة أن تستتر، وتستر كل ما يدعو إلى الفتنة.
التعدد والاندفاع وراء الشهوة
السؤال (17503): هل يجوز للمسلم أن يتزوج متعدداً؟ وكذلك أن يطلق ويتزوج لعدة مرات بلا أسباب سوى الرغبة في الاستمتاع والتغيير (أي الشهوة فقط)، وشكراً.
الجواب:
الحمد لله، - والصلاة والسلام على رسول الله- وبعد..(2/75)
أما التعدد فهذا مشروع بإجماع العلماء، فالإنسان له أن يتزوج إلى أربع، قال ابن عباس – رضي الله عنهما-: "خير هذه الأمة أكثرها نساء"، في صحيح البخاري (5069)، وأما كونه يتزوج ويطلق وقصده أن يتلذذ ويستمتع فنقول هذا مما يسمى بالزواج بنية الطلاق والصواب أنه محرم، ولا يجوز، وألحقه بعض أهل العلم بالزنى، والأدلة على ذلك كثيرة جداً، ويكفي من ذلك أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" البخاري (13) ومسلم (45)، ولا أعتقد أن أحداً يحب لموليته أن يتزوجها شخص لمدة أسبوع أو أسبوعين، أو شهر، أو شهرين، ثم بعد ذلك يطلقها، ولذلك نقول إن هذا محرم ولا يجوز، والنكاح لم يشرع لأجل الطلاق، ولهذا جاء الإسلام بإبطال بعض الأنكحة التي كان عليها أهل الجاهلية مما لا تتحقق فيها مصالح النكاح العظيمة.
كشف الطبيب على المرأة
السؤال (18556): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي سؤال: وهو أن زوجي طبيب، وإخوانه أحياناً يأتون بزوجاتهم إليه للكشف عليهن، وأحياناً يقوم بنفسه بضرب الإبر لهن (لزوجات إخوانه) سؤالي هل يجوز أن يقوم زوجي الطبيب بفحصهم وضرب الإبر لهم؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
كشف الطبيب على المرأة المسلمة له شروط:
الشرط الأول: أن يكون هناك حاجة.
الشرط الثاني: أن يكون بلا خلوة.
الشرط الثالث: ألاَّ يكون النظر واللمس إلا لموضع الحاجة فقط.
الشراط الرابع: اشترطه أيضاً علماء الحنفية، ألاَّ يكون هناك امرأة تقوم بمثل هذا العمل وتحسن هذا العمل، فإذا توفرت هذه الشروط فهذا جائز.
نظر المرأة للرجال
السؤال (19911): ما حكم النظر للرجال في التلفاز إذا كانت العورة مستورة؟ وهل هناك علماء أحلوا ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:(2/76)
النظر للرجال من قبل المرأة لا بأس به ما لم تكن فيه فتنة، أو تحريك شهوة، فإذا أدى إلى شيء من ذلك فإنه يجب عليها أن تغض بصرها؛ لقول الله عز وجل:"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" [النور: 32].
لبس المرأة الجنز واللباس الضيق عند أطفالها
السؤال (22704): السلام عليكم فضيلة الشيخ زوجتي تلبس الجنز واللباس الضيق عند أطفالها الصغار، أكبر ولد عمره 12 سنة، هذا اللباس تلبسه فقط داخل البيت، وأنا أحب أن تلبس زوجتي هذا اللباس . هل يجوز أن تلبس هذه الألبسة عند أطفالها الذين لم يبلغوا الحلم؟ إذا كان ذلك يجوز فهل يجوز بعد البلوغ؟ وشكرا لكم ودمتم ذخرا للأمة الإسلامية.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لباس الملابس التي تحجم العورة عند المحارم لا يجوز، لأن النبي – عليه الصلاة والسلام – كما ثبت في صحيح مسلم (2128) يقول: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: "وذكر منهما: "نساء كاسيات عاريات"، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وغيره: أن من صفة الكاسية العارية أن تلبس ثوباً تكتسي به لكنه ضيق في نفس الوقت أو أنه عار لكونه خفيفاً أو قصيراً ونحو ذلك، ومثل من له عمر المراهقة فإنه يجب ستر العورة عنه، يجب ستر العورة هيئة حجماً وكذلك لوناً.
توفير المرأة من المصروف الذي يدفعه زوجها
السؤال (23776): أشكر موقع الإسلام اليوم على وجود هذه النافذة للفتاوى، السؤال هو إذا أعطى الرجل زوجته مصروف المنزل ووفرت هي منه مائة ريال شهريا واشتركت بها في جمعية مع أخواتها ثم تصرفه في بعض شؤون المنزل أو شؤونها الخاصة أو تصدقت منه بدون أن تخبر زوجها بذلك لأنها تخجل منه، وهو عنده زوجة أخرى ويدفع لها مصروفها هي وأبناؤها أيضا، فما حكم هذا التصرف؟ ولكم منى الشكر الجزيل.
الجواب:
أما كونها توفر هذا لا يخلو من أمرين:(2/77)
الأمر الأول: أن تقوم بالواجب في المنزل ولا تقصر فيه فهذا جائز.
الأمر الثاني: أن تقصر في بعض شؤون المنزل لكي توفر فهذا لا يجوز إلا بإذن الزوج.
اشتراط إذن الزوج للخروج
السؤال (25094): عندما تريد أمي الخروج من المنزل لزيارة الأقارب أو غيرهم، تستأذن من الوالد ولكنه يرفض بدون سبب، وإذا خرجت إلى أي مكان ولم تخبره لا يبدو عليه زعل ولا يناقشها في عدم استئذانها وكأن شيئاً لم يكن، يعني: (إذا استأذنت يرفض، وإذا لم تستأذن وخرجت لم يقل لها شيئاً)، أرجو تبيين الأمر، وماذا أفعل مع أبي ومع أمي؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل أن الزوجة لا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها؛ لقول الله – عز وجل -: "وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ" [يوسف: من الآية25]، فسمى الله – عز وجل – الزوج سيداً، والمسود تحت إمرة سيده، وأيضاً قول الله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ" [النساء: من الآية34]، ومقتضى القوامة الاستئذان، وأيضاً ما ثبت في الصحيح أن أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم– لما أردن الاعتكاف استأذنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم -، فدل ذلك على أنه لا بد من الإذن انظر ما رواه البخاري (2033)، ومسلم (1173) من حديث عائشة –رضي الله عنها- وأيضاً يدل لهذا قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: "إنهن عوان عندكم" يعني: أسيرات، والحديث رواه الترمذي (1163)، وابن ماجة (1851) من حديث عمرو بن الأحوص.
وإذا كان كذلك فإنه لابد من الاستئذان، وهذا هو الأحوط، وأما قوله: إذا كان لا يأذن، فأما إذا كان عدم إذنه ليس جاداً وإنما يعرف من القرائن أنه يرضى بذلك وأنه لا يكرهه ولكنه يأذن، ولكن إذن لم يرض عنه تمام الرضا، فإذا كان يفهم من القرائن أنه لا يُكرهه ذلك ولا يُضيقه وأنه يأذن بذلك فإنه لا بأس، والأحوط مع ذلك هو الاستئذان.
ضوابط خروج المرأة من بيتها(2/78)
السؤال (26290): ما هي حدود خروج المرأة من البيت؟ وهل هناك استثناءات مثل خروجها لشراء متطلبات منزلية لمسافة قريبة جداً من البيت؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الأصل أن المرأة لا تخرج من البيت إلا بإذن زوجها؛ لقول الله – عز وجل -: "وألفيا سيدها لدى الباب" [يوسف:25] فسمى الزوج سيداً، وأيضاً قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: "وإنهن عوان عندكم" رواه الترمذي (1163) وابن ماجة (1851) من حديث عمرو بن الأحوص –رضي الله عنه- يعني: أسيرات، فلا تخرج المرأة إلا بإذن زوجها، إلا إذا كان هناك إذن لفظي أو إذن عرفي؛ يعني تعارف الناس أن المرأة لها أن تخرج إلى الأشياء القريبة ونحو ذلك والزوج يرضي بذلك فهذا لا بأس به ، أما إذا لم يكن هناك إذن لفظي ولا إذن عرفي فإنه لا يجوز للمرأة أن تخرج إلا بإذن زوجها، ويدل لهذا أيضاً حديث عائشة – رضي الله عنها – في استئذان أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف، انظر ما رواه البخاري (2033)، ومسلم (1173) فهذا يدل على أن المرأة لا تخرج إلا بإذن زوجها.
الشك في عدد الطلقات
السؤال: ما الحكم في الشخص غير المتأكد هل طلق زوجته مرتين أو ثلاثاً؟ فماذا عليه أن يعمل في هذه الحال؟
الجواب:
إذا شك الزوج في وقوع أصل الطلاق أو شك في عدده فليبن على اليقين، وعلى هذا إذا شك هل طلق أولا، فالأصل عدم وقوع الطلاق لأن النكاح أمر متيقن والطلاق مشكوك فيه ومن القواعد المقررة : أن اليقين لا يزول بالشك وإذا شك هل طلق واحدة أو اثنتين فليجعلها واحدة لأن هذا هو المتيقن.
صفات المَحرم
السؤال: هل يُعدُّ ولدي البالغ من العمر عشر سنوات ونصف مَحْرماً؟
الجواب:
المحرم الشرعي هو من جَمَع صفاتٍ هي:(2/79)
الذكورة، والبلوغ، والأمانة، والقوة على حفظ المرأة؛ لقوله تعالى:"إنَّ خيرَ من استأجرتَ القويُّ الأمين" [القصص:26]. وغير البالغ بحاجة إلى من ينظر له، فلا ينظر لغيره، وفاقد الشيء لا يعطيه.
وليُعلمْ أنَّ المحْرم شرطٌ حالَ السفر فقط؛ لحديث ابن عباس –رضي الله عنهما-: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم" البخاري (1862) ومسلم (1341) فاشتراط المحرم إنما ورد في السفر فقط.
أما في غير السفر فيشترط عدم خلوِّ الرجل بالمرأة الأجنبية.
أثاث البيت من حق من؟
السؤال (28115): سؤالي عن امرأة ترملت ولها ابنة واحدة وكانت تسكن هي وزوجها في منزل والد الزوج، ولكن كل ما في المنزل اشتراه الزوج باختيار الزوجة، وعندما أرادت الزوجة الانتقال في منزل قريب من أهلها بعد وفاة الزوج رفض والد الزوج أن تأخذ أي شيء، وقال إنه ليس من حقها، فهل أثاث منزل الزوجية من حق الزوجة فقط أو هو للورثة؟ وإن كان كذلك فهل يحق للوالد أن يمنع الزوجة من أخذ نصيب ابنتها بحجة أن يحفظه لها حتى تكبر؟ مع العلم أنه عندما يحين هذا الوقت يكون قد فات أكثر من عشرين سنة على سبيل المثال، وليس له أي فائدة، ما حكم الإسلام في هذا الوالد؟ وماذا على الزوجة أن تعمله وبما يرضي الله؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الأثاث الذي اشتراه الزوج يعتبر ميراثاً للزوجة ثمنه وللبنت النصف والباقي فإن كانت أم الزوج موجودة فلها السدس والباقي لأب الزوج.
فلا بد أن يقدر هذا الأثاث كسائر الميراث وتأخذ الزوجة الثمن والبنت يكون لها النصف.
استرداد ما أعطي المطلقة قبل الدخول(2/80)
السؤال (31339): هناك من أعطى خطيبته بعد أو قبل العقد حلياً من الذهب ثم أراد الإنفصال هل يحق للمرأة أن تحتفظ بالذهب في كلا الأمرين؟ أي إذا كان جزءاً من المهر أو كهدية؟ علماً بأنه لم يدخل عليها، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
إذا أعطى مخطوبته هدية ثم أراد أن ينفصل قبل العقد فإنه ليس له أن يرجع إذا لم يكن السبب من المرأة أو من أهلها، وإنما هو الذي عدل عن ذلك ، فليس له أن يرجع في هذه الهبة، لعموم قول النبي –صلى الله عليه وسلم-:" العائد في هبته كالكلب يقيئ ثم يعود في قيئه" أخرجه البخاري (2589) ومسلم (1622).
لا يريد الإنجاب فهل ترفض المعاشرة؟
السؤال (31397): هل يسقط عن الزوجة التي يرفض زوجها الإنجاب بعد عدد من الأولاد واجب تلبية طلب المعاشرة؟ وبالمقابل يسقط حق الزوج في المعاشرة؟ علماً بأن السبب فقط للضغط الذهني والعصبي للحمل والإنجاب.
الجواب:
الأصل أن كل واحد من الزوجين يعاشر صاحبه بالمعروف، فمعاشرة المرأة حق للزوج وليس لها أن تمتنع من المعاشرة إذا أرادها وإذا أراد ما يباح له من أهله فليس للزوجة أن تمتنع من ذلك؛ لقول الله عز وجل:"وعاشروهن بالمعروف" [النساء:19] وقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:" إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ" أخرجه البخاري (3237) ومسلم (1736)، وأما بالنسبة للإنجاب فمنعه بالكلية هذا لا يجوز، لأنه يخالف مقصداً من أعظم مقاصد النكاح، ويخالف سنة الله عز وجل في خلقه، ولما يترتب على الذرية من المصلحة العظيمة، وأما بالنسبة لتنظيم الإنجاب فإن كانت المرأة تتضرر من كثرة الحمل فهذا لا بأس به شرعاً إن شاء الله حسب ما يحصل للمرأة من الراحة وعدم الكلفة والمشقة والضرر.
حقوق زوجة الأب
السؤال (30949): بسم الله الرحمن الرحيم.(2/81)
السؤال: ما هي حقوق زوجة الأب غير الأم؟ وما حكم معصيتها؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
من حقوق زوجة الأب برها وصلتها، إذ هي زوجة أبيك وبرها من بر أبيك وصلتها من صلة أبيك، قال الله عز وجل: "وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً"[النساء:22]، فيدخل في ذلك الإنفاق عليها من الكسوة والسكنى والطعام والشراب إذا كانت محتاجة لذلك، وكذلك فيما يتعلق بزيارتها والسلام عليها، وتفقد أحوالها. وبالله التوفيق.
أرضعته ثلاث نساء تحت رجل واحد
السؤال (30636): إذا كان الرجل متزوج بثلاث نساء، وأرضعت الأولى طفلا مرتين، وأرضعت الثانية هذا الطفل مرتين، وأرضعته الثالثة مرتين، هل يكون هذا الرجل أبا لهذا الطفل في الرضاعة بأن اللبن من مجموع النساء منه مع أن أي من النساء لا تعد أما له.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذا الابن يكون ولداً لصاحب اللبن، ولا يكون ولداً لإحدى هؤلاء النسوة، لأن هذا الابن رضع من هذا الرجل خمس رضعات فانتشر التحريم بالنسبة له، أما بالنسبة لهؤلاء النسوة فلا تكون واحدة منهن أماً له؛ لأنها لم ترضعه خمس رضعات.
حلف بالطلاق أكثر من مرة(2/82)
السؤال (31163): حصل مني أن حلفت يمين الطلاق أكثر من مرة، وفي عدة أماكن متفرقة، وذلك بقولي (عليّ الطلاق أني ما أحضر زواجك)، وقد قلتها بعدة صيغ مختلفة بالمفرد والجمع، وذلك لكي أتمكن من الوقوف في وجه أحد إخواني من أن يتزوج من عائلة لا نريدها، وذلك نزولا عند رغبة والدي ووالدتي، وقد تلفظت بيمين الطلاق بداية بنية الحلف، وبعد أن دار بيني وبين أخي أكثر من نقاش في هذا الموضوع أصبحت إذا حلفت يمين الطلاق يكون بنية الطلاق الفعلي وليس بنية اليمين، فهل أستطيع أن أحضر زواج أخي؟ علما بأنها أصبحت رغبة عند والدي، وماذا يترتب على ذلك؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أولاً: الحلف بالطلاق حلف غير مشروع، وثبت عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- أنه قال: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" صحيح البخاري (2679) وصحيح مسلم (1646)، فهذه هي السنة وهذا هو المشروع.
ثانياً: بالنسبة لحكم حلفك من حيث وقوع الطلاق وعدمه، فأقول إن كان قصدك أنك إذا حضرت أن زوجتك تطلق عليك فهذا يقع عليك طلقة، وإذا لم يكن قصدك ذلك وإنما قصدك منع أخيك من أن يتزوج من هذه المرأة فهذا عليه كفارة يمين.
المدة المباحة لهجر الزوجة
السؤال (33127): ما المدة المباحة للهجر في حالة غضب الزوج على زوجته؟.
الجواب:(2/83)
الله -عز وجل- يقول: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن..." [النساء: 34]، فمراحل تأديب الزوجة أولاً: الوعظ والإرشاد، فإن لم يجد هذا فالهجر، والهجر يكون في المضجع؛ لأن الله -عز وجل- قال: "واهجروهن في المضاجع" [النساء: 34]، وليس هجر عن المضجع أو هجر عن البيت، وإنما يضاجع زوجته ويهجرها بحيث لا يتلفت إليها ولا يكلمها ..إلخ، وهذا ليس له حد بل هو معلق بالمصلحة، فإذا كان ردعها يكون بهجر يومين أو ثلاثة أو أربعة.... فإنه كما سلف معلق بالمصلحة.
زوجت ابنتيها بأخوين وتريد طلاقهما
السؤال (33175): امرأة تقول: إنها زوجت ابنتيها بأخوين، وبعد فترة بدأ الأخ الأكبر يعاكس زوجة أخيه، وحاول مراراً اغتصابها لدرجة أنه تعرى أمامها، واستنجدت بزوجها وعمها مراراً فكالمستجير من الرمضاء بالنار، فهربت إلى بيت أهلها وأخبرتهم أنها لم تعد تطيق زوجها وأخاه وعمها أيضاً، وتريد الطلاق، بيد أن الزوج طالب بخسائر الزواج كلها وإلا سيلجأ إلى المحكمة، والأم طالبت ابنتها الكبرى بمفارقة زوجها الخائن. أفيدونا جزاكم الله خيراً هل للأم أن تقبض ابنتيها عندها وتطلب طلاقهما؟ أم تقبض الصغرى وتطالب بطلاقها؟ وهل يعيدون لهم مهرها؟ وما حكم الشرع في المسألة كلها من جميع جوانبها أفيدونا.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أرى في مثل هذه المسائل أن تنفرد ببيت مستقل ما دام أن أخا زوجها يتعرض لها درءاً للفتنة وبعداً عن الشر، وإذا لم يمكنها زوجها من الانفراد ببيت مستقل فإنه لا يجب عليها أن ترجع ولها أن تطالب بفسخ النكاح، وإذا فسخ النكاح فإنه لا يجب عليها أن ترد شيئاً من المهر الذي دفعه لها.
الإيلاء والظهار والقذف بالكناية
السؤال (34058): إذا آلى الرجل من امرأته، أو ظاهر، أو قذف بلفظ كناية، وأقر بأنه قصد ذلك فما الحكم؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/84)
بالنسبة للإيلاء أو الظهار، أو القذف فالأمر يختلف، فإذا قذف كناية وكان قصده الرمي بالزنى أو اللواط إذا كان هذا لزوجته فهذا عليه البينة أو حدّ في ظهره، أو يسقط ذلك باللعان، لقول النبي –عليه الصلاة والسلام- لهلال بن أمية لما قذف امرأته: "البينة أو حدّ في ظهرك" أخرجه البخاري (2671)، فأنزل الله – عز وجل- اللعان، فالزوج إما أن يأتي بالبينة أربعة شهود على ما ذكر، أو أنه يقام عليه حدّ القذف، أو أنه يسقط حدّ القذف باللعان بينه وبين زوجته.
وأما بالنسبة للإيلاء والظهار فلا بد أن يوضح الصيغة، فبالنسبة للإيلاء إذا كان حلف على عدم وطء زوجته أبداً أو مدة أكثر من أربعة أشهر فهذا يجب عليه أن يفيء بعد مدة التربص، فإن لم يفئ فإنه يطلق عليه الحاكم، أو يفسخ، وإذا فاء قبل مدة التربص – قبل أربعة أشهر- قبل مضيها فعليه كفارة يمين، وإذا فاء بعد مضيها فلا كفارة عليه.
والظهار لا يقع إلا إذا شبه وطء زوجته بوطء أمه، وهذا هو الظهار المحرم الذي تجب فيه الكفارة المغلظة.
قائمة عفش الزوجية بعد وفاة الزوجين
السؤال (32489): توفي أخي وزوجته في حادث في نفس الوقت، وطالب أهل الزوجة بقائمة العفش، وهي تحتوي على أشياء لم تحضرها الزوجة على الإطلاق، وهذه الأشياء ليست موجودة، بالرغم من توقيع أخي المتوفى على القائمة. فما حكم الشرع في ذلك؟ هل هذه الأشياء دين في حق أخي؟ ويجب علينا سدادها؟ أم هي أغراض لم تحضرها الزوجة وبالتالي ليست حقاً لورثتها؟.
الجواب:
بالنسبة للأمتعة التي يدعيها أهل الزوجة ولم تكن موجودة في بيت الزوج، وأهل الزوجة يدعون أن الزوجة اشترتها وأحضرتها، لا يظهر أنه يطالب ورثة الزوج بأن تؤخذ من التركة؛ لأنه لا يُعلم أن الزوج قد استهلكها بالاقتراض أو البيع، أو نحو ذلك، والأصل براءة الذمة.
العدل بين الزوجات(2/85)
السؤال (36366): زوجة تزوج عليها زوجها، وقبل زواجه وعدها بأن يعطيها من المصاريف بمثل ما ينفق على زوجته الثانية، وأن يفرش لها البيت، ولكن بعد زواجه انقلب، حتى أصبح يقتر عليها جداً في المصاريف، خاصة وأن لديها ثمانية أولاد، علماً بأن زوجته الثانية موظفة وينفق عليها الكثير لدرجة تحمله الدين الكثير بسببها.
السؤال: هل يلزمه الوفاء بما وعد به زوجته الأولى؟ وهل يلحقه الإثم إذا رفض.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:
الواجب على الزوج أن يعدل بين زوجاته؛ لقول الله- عز وجل-: "وعاشروهن بالمعروف"، والعدل بين الزوجات ينقسم إلى قسمين:
الأول: ما يتعلق بالنفقة، وهو: أن يعطي كل زوجة ما تحتاجه، فقد تكون الزوجة ذات أولاد، فيجب عليه أن يعطيها ما يكفيها ويكفي أولادها، وقد تكون ليست ذات أولاد فيعطيها ما يكفيها فقط، وهكذا.
الثاني: ما يتعلق بالهبة، وهي: الزائدة على الحق الواجب من النفقة، فيجب عليه أن يعدل بينهما، فإذا أعطى هذه شيئاً – مالاً- يعطي هذه مثلها. والله أعلم.
ضابط في الجمع بين القريبتين
السؤال (37885): يوجد بند في القانون اليمني يقول: يحرم الجمع بين امرأتين إذا كان أحدهما ذكراً حرمت عليه الأخرى من الطرفين أفيدونا -أفادكم الله-.
الجواب:
هذا جزء من ضابط ذكره العلماء – رحمهم الله – في التحريم من جهة المصاهرة، وهو أنه لو كانت إحدى المرأتين ذكراً –افتراضاً - لا يحل لها أن تتزوج بالأخرى، فإنه يحرم الجمع بينهما. والأحسن من هذا أن الله – عز وجل- نهى عن الجمع بين الأختين؛ في قوله –تعالى-: "وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف" [النساء:23]، والنبي – عليه الصلاة والسلام- نهى أن يجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها أخرجه البخاري (5109) ومسلم (1408). والله أعلم.
هل يدلك الطبيب جسم المرأة للأشعة(2/86)
السؤال (37708): امرأة في سن اليأس، ذهبت عند طبيب مختص في تشخيص الأمراض بالأشعة، وقبل استعمال الأشعة يستعمل مرهم على الجلد حيث يدلكه بيده، وعلى كل الظهر من الرقبة إلى العجز (الدبر) تقريباً مع حضور محرم وممرضة. هل فيه حرج؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل أن المرأة تتعالج عند امرأة مثلها إذا كان يوجد طبيبة تستطيع أن تقوم بعلاجها؛ لأن مس الذكر للمرأة محرم ولا يجوز، لكن إذا لم تجد طبيبة فإن هذا جائز، أو لم تجد إلا بأجرة، وهي ليس معها أجرة، أو بأجرة فاحشة، ولم تتمكن منها، أو يلحقها بذلك حرج ومشقة، فإنه لا بأس في مثل هذا للضرورة وفي مثل هذه الحالة يمكن للممرضة القيام بهذا العمل. والله أعلم.
طلق ثم حاضت
السؤال (37041): السلام عليكم.
إذا طلق الرجل زوجته، وبعد خمس ساعات تقريباً من الطلاق وجدت دم حيض، فهل تعتبر طالقاً منه؟.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا طلقها قبل نزول دم الحيض فالطلاق واقع باتفاق العلماء –رحمهم الله-، أما إذا طلقها في الحيض فهذا موضع خلاف بين أهل العلم، هل يقع أو لا يقع؟ فجماهير أهل العلم على الوقوع، وعند شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –أنه لا يقع؛ لأنه عملٌ ليس عليه أمر الله، وأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم-، والنبي – عليه الصلاة والسلام- لما طلق ابن عمر – رضي الله عنهما- زوجته أمره بمراجعتها، وإن كانت المرأة تشك هل وقع الطلاق في زمن الحيض أو في طهر؟ فالأصل أنه وقع قبل نزول دم الحيض فيقع الطلاق.
تزوجا في الكفر ثم أسلما
السؤال (38982): فضيلة الشيخ.. شخص تزوج من امرأة، وبعد فترة من الزواج أسلما، فهل عقد الزواج صحيح أم عليهما عقد جديد؟ وماذا عن الأبناء؟. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:(2/87)
إذا أسلم الزوجان فالعقد صحيح ولا حاجة إلى أن يجدد مرة أخرى؛ بدليل أن النبي –صلى الله عليه وسلم- رد ابنته زينب على زوجها أبي العاص- رضي الله عنهما- دون تجديد العقد أخرجه أحمد (1876) وأبو داود (2240) والترمذي (1143) وابن ماجه (2009)، والصحابة – رضي الله عنهم- أسلم جمع منهم، فمنهم من أسلم قبل زوجته، ومنهم من أسلمت زوجته قبله، ولم يرد أن النبي –صلى الله عليه وسلم- جدّد لهم عقد النكاح، وأما بالنسبة للأولاد فأولادهم شرعيون ينسبون إليهم. والله أعلم.
زواج من غير ولي
السؤال (39018): السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
هذا السؤال عن مدى صحة زواج تم في إحدى مدن الكاميرون، والإشكال أن الزوجين لم يتفاهما قبل الزواج، ويوم الزواج لم تكن البنت على علم بأنهم كانوا يزوجونها في المسجد في ذلك اليوم، أما أخوها فلم يخبر إلا في نفس الوقت، وطلبوا منه أن يكون ولي أخته إلا أنه اعتذر؛ لأنه لم يخبر إلا في وقت العقد، وفي الحال طلبوا من أحد المصلين أن يكون ولياً لهذه البنت محل أخيه، وابن أخ الزوج هو الذي حدد قيمة المهر، وبادر إلى عقد زواج عمه عند غيابه، والآن يعيش الرجل مع هذه البنت، هل هذا الزواج صحيح؟ أم يلزمهما إعادة العقد من جديد؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/88)
هذا الزواج باطل لا يصح؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل" أخرجه أبو داود (2083) والترمذي (1102) وابن ماجه (1879) فالولي شرط لصحة عقد النكاح، فكونه يتولى تزويجها أحد المصلين هذا غير صحيح، فيجب إعادة النكاح، أيضاً إذا كان هذا النكاح بغير رضى من الزوجة أو الزوج فهو أيضاً عقد باطل؛ لحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تنكح البكر حتى تستأذن، ولا الثيب حتى تستأمر" أخرجه البخاري (6968) ومسلم (1419) فلا بد من الرضى.
عدد عليها فساءت العلاقة بينهما
السؤال (37858): والدي كان متزوجاً بابنة عمه قبل خمسة وثلاثين سنة، وعندما تزوج والدتي خفت العلاقة فيما بينهم، وتوفيت والدتي قبل 22سنة، وحاول أكثر من مرة إرجاعها ولكنها رفضت، وحالياً تسكن مع أخي من أبي الذي هو ولدها، فلا هي مطلقة ولا متزوجة حسب الشرع والعرف، ماذا أفعل أنا لتبرئة ذمة والدي وخالتي التي هي بالأصل ابنة عمه أخي أبيه. جزاكم الله خيراً.
الجواب:
عليه أن يستحل زوجة أبيه من أخطاء أبيه عليها، ويجتهد في ذلك، وأن يرغبها بالثواب، والأجر عند الله – عز وجل- وأن من عفا وأصلح كما قال الله – عز وجل-: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" [الشورى:40]، ويذكر لها ما ورد من أدلة العفو والتجاوز، وإلا خصوصاً أنه قد مات، ومن ذلك ما تقدم من قول الله – عز وجل-: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" [الشورى:40]، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "وأن تعفوا أقرب للتقوى" [البقرة:237]، وأيضاً قول النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم (2588): " مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا". والله أعلم.
هل تشرك الورثة في الأرض؟
السؤال (39295): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/89)
هذا السؤال يخص صديقتي، قام والد زوجها المتوفيين -رحمة الله عليهما- بكتابة قطعة أرض باسم زوجها، وهذه الأرض تقع وسط المدينة، وتساوي الكثير، بعد أن توفي زوجها ووالده انتقلت ملكية الأرض لكل من صديقتي وابنتها، ولكن البعض قالوا لها: بأن كتابة الأرض باسم زوجها فيه ظلم كبير لإخوته الآخرين، وهي تعتبر وريثة، وليس من حق زوجها وحده، صديقتي لا تعرف ماذا تفعل، وهل ما يقولونه صحيح؟ هل عليها أن تتنازل عن الأرض وتضعها في الورثة؟ أم أن الأرض من حقها ولا ذنب على والد زوجها، ولا عليها هي نفسها. أفتونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
في حديث النعمان بن بشير أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" أخرجه البخاري (2587)، ومسلم (1623)، فإذا خصَّ الوالد أحد أبنائه بهبة دون بقية الأولاد فإن هذا التخصيص محرم، ولا يجوز، فيجب عليه أن يعدل بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين، وحتى ولو مات فيجب على الولد أن يردها في التركة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- وتقتسم على كتاب الله – عز وجل- للذكر مثل حظ الأنثيين، أما إذا عوض الأب بقية الأولاد بعقار آخر أو بمال مساو، فإن الولد يكون له ضعف ما يكون للبنت، فإن هذا جائز، ولا بأس به.
(تزوجي فلانا) لزوجته
السؤال (39000): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي: إذا قال الزوج لزوجته: تزوجي بفلان، يقصد هو برجل ما, وهو لا يعرف أن بهذا اللفظ يقع الطلاق, ويعتقد بأن الطلاق يقع بلفظ طلقتك فقط، هل يعذر ذاك الزوج بجهله أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/90)
إذا كان الزوج لا يعرف أن هذا اللفظ يحل به عقد النكاح فإنه يعذر بالجهل إذ أن المنهيات من المحرمات والمكروهات، لكي يترتب عليها أثرها لا بد لها من ثلاثة شروط:
الشرط الأول: الذكر.
الشرط الثاني: العلم.
الشرط الثالث: الاختيار.
اشترك مع ابنه فنازعه
السؤال (40829): تقدمنا إلى صندوق التنمية العقارية باسم ابني والأرض مني، وكذلك بقية النفقة الزائدة عن القرض، وكانت قيمة القرض تقارب الثلث من تكلفة المبنى كاملاً بما فيها الأرض ثم قمنا بتسديد القرض كاملاً إلى الصندوق على أقساط، وانتهينا من الصندوق تماما،ً وعندما طلبت من الابن إفراغ المبنى لي وإعادته إلي رفض، وطالبني بما يقابل استخدام اسمه وبعض أتعابه ما يقارب (15ـ20%)من قيمة القرض، فرفضت ذلك، علماً أننا لم نتفق على أي شيء في البداية، ولي أبناء غير هذا الابن وزوجات غير والدته، كما أن حالتي المادية أغنى من ابني بكثير، الذي هو أيضا بحاله مادية جيدة، السؤال: هل يجوز لابني مثل هذه المطالبة؟ وفي حالة رفضي وإصراره على موقفه ما هو الحكم الشرعي المرضي؟ لأننا لا نود الوصول إلى المحاكم. أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
رجوع الابن على أبيه إذا عمل معه أو بذل شيئاً من حقوقه له، هذا ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن ينوي الابن الرجوع بهذا العمل وباستخدام الاسم على أبيه، فله أن يرجع.
القسم الثاني: أن ينوي التبرع لأبيه، فهذا ليس له أن يرجع ويحرم عليه؛ لأن هذا شيئاً أخرجه لله – عز وجل-.(2/91)
القسم الثالث: أن يطلق، فهذا موضع خلاف بين أهل العلم، والصواب أن له أن يرجع وفي حالة استحقاق الابن أن يرجع على أبيه، فإن الأب له أن يتملك هذا الحق؛ لحديث عائشة –رضي الله عنها-: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "أنت ومالك لأبيك" أخرجه أبو داود (3530) وابن ماجه (2292) ما دام أن هذا لا يتعلق بحاجة الابن ولا ضرورته.
خطب على خطبة أخيه وتزوج
السؤال (34061): ما حكم من خطب على خطبة أخيه وتزوج من هذه الخطبة؟.
الجواب:
حكم الخطبة على خطبة الأخ محرم ولا يجوز؛ لحديث ابن عمر – رضي الله عنهما- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "ولا يخطب على خطبة أخيه" أخرجه البخاري (2140) ومسلم (1408)، وهذا إذا خطب على خطبة أخيه فإنه فعل محرماً، فإن تزوج فحكم العقد هذا موضع خلاف، فجمهور أهل العلم على أن العقد صحيح، وذهب بعض أهل العلم إلى إبطال العقد، والذي يظهر – والله أعلم- أنه صحيح، لكن عليه التوبة ويأثم، وإن تمكن من إرضاء من خطب على خطبته فهذا هو الواجب، وإذا لم يتمكن من ذلك فعليه أن يكثر له من الدعاء والاستغفار لعل الله أن يعفو، وإنما قلت: إن العقد لا يفسد لأنه لا يعود إلى نفس العقد وإنما يعود إلى أمر خارج.
اختلى بمطلقته قبل الدخول
السؤال (8952): السلام عليكم.
كنت قد سألتكم قبل فترة عن حكم من طلق زوجته قبل الدخول بها ولكنه اختلى بها مراراً، وحدثت بينهما علاقات حميمة، وقد قلتم إن غالبية العلماء يرون أن عليها العدة وتستحق كامل المهر، كما أذكر.
أرجو بيان الدليل على هذا الحكم، كنت أعتقد أن الآية التي في القرآن تذكر الجماع سبباً يجعل للزوجة الحق في أخذ كامل المهر، لكنني سمعت أن هذا هو رأي الإمام الشافعي.
أرجو أن توضحوا لي هذه المسألة بالتفصيل. هذا مع الإشارة إلى أنه حسب رأي الغالبية من العلماء أكون لم أفعل أي خطأ بإرجاع زوجتي خلال العدة بدون عقد جديد.
الجواب:(2/92)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الدليل هو الوارد عن عمر وعلي – رضي الله عنهما- أنه إذا أرخيت الستور وأغلقت الأبواب، فإن العدة تجب، فما دام أن هذا الأمر ورد عن الصحابة –رضي الله عنهم- فإنه يتقيد بالوارد ويُصار إليه. والله أعلم.
رفضت التعدد فرفض الطلاق
السؤال (44643): هل يجوز للرجل الذي تزوج من امرأة ثانية وزوجته لم ترض أن تبقى معه أن يجبرها على البقاء في عصمته ويرفض الطلاق؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل أن المرأة لا يجوز لها أن تسأل زوجها الطلاق من غير ما بأس، أي: من غير نقص في دينه وخلقه؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ" أخرجه أبو داود (2226) والترمذي (1187) وابن ماجه (2055)، وأما كونه يتزوج عليها فهذا تؤمر فيه المرأة بالصبر والاحتساب؛ وكما قال الله –عز وجل-: "وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" [النساء:19]. والله أعلم.
ماذا يفعل في مؤخر الصداق؟
السؤال (45757): لقد تزوجت امرأة وتم الاتفاق على تحديد المهر، وبعد استلام المهر من الوالدين طلب الأب بكتابة مؤخر كبير في العقد، وعندما رفضت وطلبت استرجاع المهر رفض إعطاء المهر حيث إنني تزوجت من خارج المملكة وعندها وافقت على المؤخر الذي يطلبه وعندما تم الزواج لم أكن أعلم أن البنت مريضة عقليا إلا بعد الزواج، فصبرت عليها وحاولت معالجتها عند طبيب نفسي ولكن دون فائدة. وعندها طلقتها وأرسلتها إلى أهلها، والسؤال: هل لها حق في المؤخر الذي كتب في العقد مع عدم موافقتي عليه لأن العقد تم في خارج المملكة ولعدم معرفتي بأن المرأة كانت مريضة إلا بعد الزواج. أفتونا جزاكم الله كل خير.
الجواب:(2/93)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
بالنسبة إذا كانت المرأة التي تزوجتها مريضة مرضاً عقلياً فإن هذا عيب من عيوب النكاح التي يفسخ بها عقد النكاح فلك حق فسخ عقد النكاح ما دمت أنك لم تعلم لما في ذلك من الغش والتدليس، ولك أن ترجع بمهرك كاملاً. والله أعلم.
هل يجوز لها الزواج الصوري؟
السؤال (45380): أنا فتاة مسلمة، أعيش في بلد غربي، ولكي أفرح والدي قررت الزواج، لكن زواجي صوري فقط (بالاسم) هل هذا جائز؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
هذا غير جائز؛ لما فيه من الكذب على الوالدين، وقد قال الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" [التوبة:119]، وقال صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب..." أخرجه البخاري (33) ومسلم (59)، وقد يترتب أيضاً على هذا النكاح الصوري محاذير شرعية أخرى، فلا يجوز هذا، بل يجب عليكِ أن تتوكلي على الله، وأن تتزوجي وأن تكوني صادقة مع والديك. والله أعلم.
علق طلاقها بالثلاث
السؤال (45095): رجل قال لامرأته إن ذهبتِ إلى أهلك فأنت بالثلاث وذهبت المرأة إلى أهلها ولكن الرجل عندما جاء إلى والد المرأة قال إنه لم يقل ذلك وأقسم بالله أنه لم يقل ذلك الكلام وزوجته تقول إنه قال ذلك ولم يصدق والد المرأة كلام الزوج ورفض أن يعيدها إلى زوجها والمرأة رفضت أن تعود إلى زوجها. فما حكم ذلك الرجل؟ وماذا يجب على كل من الزوج ووالد المرأة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
أولاً: لابد أن يسأل الرجل عن قصده بهذه اليمين فإن كان قصده المنع ولم يقصد إيقاع الطلاق فعليه كفارة يمين، وإن كان قصده إيقاع الطلاق فعليه طلقة.
ويجب على ولي المرأة سواء كان هناك طلقة أو لم يكن أن يرجع المرأة إلى زوجها ليتمكن الزوج من المراجعة.(2/94)
فالطلقة الواحدة إذا قلنا إن الطلاق واقع فللزوج مهلة أن يراجع.
والمرأة يجب عليها أن ترجع إلى زوجها.
كتابة شقة لابنتهم الوحيدة
السؤال (46581): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منَّ الله علينا أنا وزوجي بطفلة بعد سنوات من الانتظار أنا وزوجي ميسورون، ولنا إخوة ذكور وبنات، ونريد أن نكتب لابنتنا الوحيدة شقة باسمها في حياتنا. هل هذا حلال؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الأمر حلال ولا بأس به؛ فالإنسان له أن يعطي ولده شيئاً من المال في حياته ما دام أن الوالدين في حال صحتهما وليسا في حال مرض الموت، فلهما أن يهباها؛ لأن الأصل في ذلك الحل، والإنسان له أن يتبرع بما شاء من ماله. والله أعلم.
زواج المسلم الأعجمي من المسلمة العربية
السؤال (47667): هل الرسول –صلى الله عليه وسلم- عربي الأصل أم مستعرب؟ وهل يجوز زواج المسلم العجمي الأصل من مسلمة عربية الأصل؟ حيث الكثير من أولياء الأمر يرفضون هذا التزاوج بحجة أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- أوصى بالنسب.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
النبي – صلى الله عليه وسلم- عربي الأصل؛ ويدل لهذا قول الله – عز وجل-: "لقد جاءكم رسول من أنفسكم" [التوبة:128] يعني: من جنسكم، وكما قال سبحانه و- تعالى-: "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه" [إبراهيم:4] يعني: بلغتهم، والنبي – عليه الصلاة والسلام- أرسل إلى العرب.(2/95)
وأما بالنسبة لزواج الأعجمي من المرأة العربية، فهذا غير صحيح، وليس في الإسلام هذا، وإن ذكره بعض العلماء – رحمهم الله- فالقاعدة في الإسلام التي دل عليها القرآن والسنة هي الخلق والتقوى، كما قال سبحانه وتعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [الحجرات:14]، وكما في الحديث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" أخرجه الترمذي (1084) وابن ماجه (1967)، والنبي –صلى الله عليه وسلم- أمر فاطمة بنت قيس أن تنكح أسامة بن زيد- رضي الله عنهم- أخرجه مسلم (1480)، وأبو حذيفة –رضي الله عنه- زوج سالماً مولى من الموالي ابنة أخيه عتبة، وهي من قريش أخرجه البخاري (4000). والله أعلم.
يأمر زوجته بالاستدانة له
السؤال: ما حكم زوج يأمر زوجته أن تستدين من أجله، ويسيء معاملتها.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/96)
يجب على الزوج أن يصرف على زوجته، ولو كانت غنية بوظيفة أو تجارة أو مال ورثته، وغير ذلك؛ ويدل لهذا قول الله –عز وجل-: "أسكنوهن من حيث سكنتم من وُجْدِكُم" [الطلاق:6]، وأيضاً أن الله – عز وجل- قال: "وإن كن أُولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن" [الطلاق:6]، وهذا في المطلقات فغيرهن من باب أولى، ومن السنة قول النبي – عليه الصلاة والسلام-لزوجة أبي سفيان –رضي الله عنهما-"خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" أخرجه البخاري (5364) ومسلم (1714)، وأيضاً قول النبي –عليه الصلاة والسلام-: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" أخرجه مسلم (1218)، وهذا باتفاق العلماء- رحمهم الله-، وإذا كان قادراً فيجب عليه أن ينفق على زوجته، وأما ترك النفقة فهذا ترك واجب، يأثم عليه الزوج، وأما إلزامها أن تتحمل الدَّين من أجله – أيضاً- هذا غير جائز، وهو محرم؛ لقول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" [البقرة:188] وقوله -عليه الصلاة والسلام-:"لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه" أخرجه أحمد (20695) وقوله -عليه الصلاة والسلام-: " لا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه" أخرجه البخاري (2435) ومسلم (1726). والله أعلم.
هل يتكرر عقاب الزوجة؟
السؤال (47381): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي: لقد قلت لزوجتي (طلاق لو عاد مسكتي الجوال لوريكي) بمعنى أعاقبك، ولكن عادت ومسكته بعد أيام، وعاقبتها، ورجعت مرة أخرى وأمسكته، هل يستمر عقابي لها ما دام هي تقوم بمسك الجوال؟ علما بأنني تلفظت بهذا القول وأنا لم أكن غضبان.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا لا يستمر العقاب؛ لأنك لم تأت بحرف يدل على التكرار، وعلى هذا إذا أمسكت امرأتك الجوال ثم عاقبتها، ثم مسكته مرة أخرى فإنه لا يلزم أن تعاقبها مرة أخرى. والله أعلم.
جامعها من غير قصد الإرجاع(2/97)
السؤال (43812): بسم الله الرحمن الرحيم.
شخص تزوج من فتاة ومن ثم طلقها طلقة واحدة وبعد أسبوع جامعها وهو عازم على مجامعتها من دون أن يردها، أي: فقط أن يزني بها وجامعها وهو عازم على هذا الأمر، فهل جامعها كزوجة أم أنه يعد زنا بها؟ مع العلم أنه جامعها أكثر من مرة وهو عازم على هذا الأمر، وإذا أراد بعد جماعها أن يردها كزوجة فهل يحتاج إلى عقد جديد؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
المراجعة تحصل بالقول وبالفعل، أما القول فإنه يقول: راجعتك، ونحو ذلك. وأما الفعل فأن يجامعها، وهل تشترط نية المراجعة أو لا تشترط نية المراجعة؟ هذا موضع خلاف بين أهل العلم. فقال بعض العلماء: بأن تحصل المراجعة بمجرد الجماع وإن لم ينو، وقال بعض العلماء: بل لا بد من النية وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وعلى هذا فلا يجوز، ويحرم عليه أن يجامعها وهو لا يريد مراجعتها. وتصحيح ذلك أنه إما أن ينوي المراجعة وإلا فلا يجوز له أن يجامعها. وعلى هذا إذا أراد أن يراجعها الآن فعليه أن يتوب إلى الله -عز وجل- من عمله الماضي ويراجعها قبل خروج عدتها.
اعتبار النسب في الزواج
السؤال (43645): بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا مطلقة وتقدم لخطبتي رجل قمة في الأخلاق والعلم ولكن الأهل حالوا بيني وبينه، والعيب كما قالوا أنه ليس قبيلياً، وأنا طلقت مرتين والأهل لا يستطيعون تهيئة الرجل المناسب وهمهم أن يكون صاحب مركز، وأنا أجد نفسي هزيمة لتصرفاتهم وقد سألوا عنه وكان العيب كما قالوا أنه ليس قبيلياً لقد رأيته بالمنام عدة مرات ولا زلت متمسكة فيه وأخته لا زالت تتواصل معي وأحببتهم كثيراً أرجو أن ترشدوني وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:(2/98)
الكفاءة بين الرجل والمرأة في الخلق والدين، لقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- :"فاظفر بذات الدين تربت يداك" أخرجه البخاري (5090) ومسلم (1466)، وأيضا قول الله -عز وجل- :"إن أكرمكم عند الله أتقاكم" [الحجرات:13] وأيضا حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :"إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" أخرجه الترمذي (1084) وابن ماجه (1967) هذا الأصل الذي ينبغي أن يحتكم إليه، وما عدا ذلك من النسب والمال والصناعة والوظيفة وغير ذلك فهذه الصحيح أنه لا اعتبار لها. وفي قصة الواهبة نفسها قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل وكان فقيراً لا يجد إلا إزاره فقط يستر أسفل بدنه، زوجه النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "زوجتكها بما معك من القرآن" أخرجه البخاري (5029)، ومسلم (1425). لكن إذا كانت مخالفة الأهل ستؤدي إلى فتنة وشر فنقول: عليها أن تصبر وتحتسب وأن تكثر من دعاء الله، فلعل الله -عز وجل- أن يهيئ لها خيراً منه، وهي أيضاً عليها أن تجتهد في إقناع أهلها، أو تكلم أناساً من أهل العلم ليقنعوا الأهل.
أما ما ذكرته السائلة من قولها: أنها لا زالت تتواصل مع أخته... الخ. فأقول: الأحسن للسائلة ترك مثل هذا الأمر، وأن تعمل على إقناع أهلها بأي طريق فإن لم تتمكن فتترك هذا الأمر وتلجأ إلى الله -عز وجل- فإنه يعوضها خيراً منه.
سباحة المسلمة مع الكافرات
السؤال (45720): السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نحن كمهاجرين في بلاد الغرب (هولندا)، وزوجتي قررت أن تذهب إلى المسبح من أجل ممارسة بعض الحركات الرياضية؛ لأنها تعاني شيئاً ما من ثقل وزنها، وهذا المكان هو خاص بالنساء فقط، لكن يبقى السؤال مطروح:هل يمكن لها أن تسبح مع أجنبيات غير مسلمات، وأتمنى من الشيخ أن ينصح زوجتي بما فيه خير -إن شاء الله- وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/99)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الذهاب إلى المسبح من قِبل النساء يظهر لي عدم جوازه، ولو كان ذلك خاصاً بالنساء؛ لأن المرأة لا يخلو: إما أن تلبس ثياباً عارية لكونها قصيرة، أو نحو ذلك، وهذا محرم ولا يجوز، أو لا تلبس ثياباً عارية وتكون فضفاضة، فإنها إذا صارت في الماء فإن هذه الثياب ستضم بدنها، وحجم البدن، وهذا كله داخل في قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: وذكر منهما: نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات" أخرجه مسلم (2128)، ومن صفات المرأة الكاسية العارية، كما ذكر العلماء أن تلبس ثوباً تكتسي به، ولكنه قصير أو شفاف، أو أنه يضم البدن، ويحجم أعضاء العورة، مع المحاذير الأخرى التي توجد في مثل هذه المسابح من الاختلاط بالكفار، وكذلك ما يوجد فيها من أغاني وموسيقى، وقد يكون فيها مشروبات محرمة كالخمر، وغير ذلك، ففيها مشاكل كثيرة، وعلى هذا فالذهاب إلى هذا المسبح محرم، وأما نصيحتي لهذه المرأة فأقول: أولاً عليها أن تتقي الله –عز وجل- في ربها، وأن تتقي الله في نبيها – صلى الله عليه وسلم-، وأن تتقي الله في زوجها، ونفسها، وأن تطيع الله، وتعمل بسنة النبي –صلى الله عليه وسلم-، وتأخذ بقول زوجها، وإذا فعلت ذلك فإن الله – عز وجل- سيؤجرها ويحقق لها ما تريد، وما تصبوا إليه، وحق الله، وحق الرسول – صلى الله وعليه وسلم-، هذا دليله كثير ومعروف، فعليها ذلك، والحمد لله، أما يتعلق بأمور تخفيف الوزن فبإمكان المرأة أن تجتلب من الآلات والأجهزة ما يؤدي إلى تخفيف الوزن، وإذا اتقت الله – عز وجل- فإن الله سيعينها على ذلك. والله أعلم.
حلف بالطلاق ألا تزور أختها
السؤال (47383): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/100)
متزوج منذ أربع سنوات، كنت أذهب بزوجتي لأختها للزيارة، وبعد نقاش بيني وبين زوجتي قلت (طلاق ما تروحي لأختك إلا إذا جاتك هي أولاً وزارتك)، وفعلا فعلت ذلك ولم أدعها تذهب لأختها، وبعد مرور عدة أشهر مرضت عمة أختها والتي هي أم الزوج، وسكنت عندهم، وقامت زوجتي بزيارة عمة الأخت في بيت أختها بإذن مني. علماً بأن نية الزيارة للعمة وليس لأختها؟ أفيدوني جزاكم الله ألف خير.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أنت أخطأت عندما قلت: طلاق عليك ألا تذهبي إلى أختك حتى تزورك؛ لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" أخرجه البخاري (2679) ومسلم (1646)، وكونك تحلف بالطلاق هذا خطأ، ولا ينبغي لك ذلك، بل الذي ينبغي لك أن تتجنب ذلك، وأن تحفظ لسانك؛ لأن الحلف بالطلاق ليس بالأمر الهين، وكونك أذنت لزوجتك بالزيارة، فالإذن هنا لا يخلو من أمرين: إن كنت أذنت لزوجتك أن تزور العمة ولم تزر إلا العمة في بيت العمة، فإنه لا شيء عليك، وأما الأمر الآخر: إن كنت أذنت لها أن تزور وقامت بزيارة أختها في بيتها فيظهر لي أن لا تخلو، إما أن تكون نويت المنع فيكون عليك كفارة يمين، وإما أن تكون لم تنو المنع وإنما نويت أنها تطلق عليك، فإذا فعلت ذلك فعليك طلقة. والله أعلم.
عدم إنفاق الزوج على زوجته
السؤال (47471): ما الحكم إذا كان الزوج لا ينفق على زوجته الموظفة ويجبرها على أن تتحمل الديون من أجله وإلا فإنه يهينها ويرفض طلاقها ويخونها.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/101)
يجب على الزوج أن يقوم بحق زوجته من النفقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: " ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" أخرجه مسلم (1218)، وأيضاً حديث هند –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" أخرجه البخاري (5364) ومسلم (1714)، لما ذكرت أن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيها ما يكفيها وولدها بالمعروف، وحتى لو كانت المرأة غنية بعمل أو تجارة، أو ميراث، أو نحو ذلك فإنه يجب على الزوج أن ينفق عليها من الطعام والكسوة، وأما إهانتها إذا لم تعطه مالاً، أو تتحمل الدين من أجله فهذا أيضاً محرم ولا يجوز، وهو أكل لمال الناس بالباطل، وقد قال الله – عز وجل- : "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" [البقرة:188]، والإهانة – أيضاً- محرمة، ولا تجوز، يجب على كل واحد من الزوجين أن يقوم بحق الزوج الآخر، ويجب على الزوجة أن تقوم بحق الزوج، وألا تكلفه ما لا يطيقه، وتعنف عليه وتخطئ عليه، بل عليها أن تصبر وتحتسب. والله أعلم.
الكفاءة في الزواج
السؤال (47323): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
دائماً يا شيخ يحصل للمقبلين على الزواج إذا تقدم لعائلة أن يسألوا ما هي قبيلته؟ فإذا كان خضيري وهم من قبيلة كذا أو كذا رفضوا؛ لأنه خضيري فقط، وهذا هو ما يعيب المتقدم، وهناك الكثير من الزيجات التي أجبر الزوجان فيها على الانفصال بسبب ضغوط عائلتهم، بسبب أنت قبيلي وأنا خضيري، حتى أنني أصبحت في شك من أن ما يطلبونه أمر شرعي؛ وذلك لكثرته، وأيضاً يحصل من بعض العوائل المعروفة بالخير والصلاح، فما هو حكم ذلك؟ حفظكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/102)
الكفاءة بين الزوجين إنما تكون بالخلق والتقوى؛ لقول الله – عز وجل-: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم* إن الله عليم خبير" [الحجرات:13]، وورد في حديث أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه-: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه" أخرجه ابن ماجه (1967) والترمذي (1084)، وفي حديث عائشة – رضي الله عنها-أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "تنكح المرأة لأربع..." إلى أن قال: "فاظفر بذات الدين تربت يداك" أخرجه البخاري (5090) ومسلم (1466)، وفي صحيح مسلم (1467): أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "الدنيا متاع وخير، متاع الدنيا المرأة الصالحة"، فدل ذلك على اعتبار الدين في الزوج، وكذلك الزوجة وهذا هو الأصل فينبغي أن يصار إلى مثل هذا، وأن يعتد به، وأن تترك العادات المخالفة لما دلت عليه النصوص، وإذا خشي الإنسان من الزواج بخلاف ما هو عليه وقبيلته بانشقاق أو خلاف، أو نحو ذلك فعليه أن يتقي الله في مثل هذه الأمور. والله أعلم.
الكفاءة في النكاح
السؤال (50611): ما أسس الكفاءة بين الزوج والزوجة؟ وهل ضروري أن تكون هناك كفاءة في مستوي التعليم؟ وهل يمكن أن أرتبط بزوج لا يصلي؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/103)
أسس الكفاءة بين الزوجين هي الدين والخلق، كما قال الله عز وجل: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الحجرات:13]. وكما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ". أخرجه البخاري (5090) ومسلم (1466). وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنهن أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَه ودِينَهُ فَزَوِّجُوهُ". أخرجه ابن ماجه (1967) والترمذي (1084). هذه الكفاءة، أما ما عدا ذلك من أمر الصناعة أو النسب، أو الحرية، أو الغنى، فهذا كله لا اعتبار له بميزان الله سبحانه وتعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا إذا تزوج الرجل امرأة، وكان أحدهما لا يصلي فإن النكاح لا يصح؛ لأن الذي لا يصلي خارج من الإسلام مرتد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّرْكِ والكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ". اخرجه مسلم (82). ولحديث بريدة: "العَهْدُ الذي بينَنَا وبَيْنَهم الصَّلاةُ، فمَن ترَكَها فقَدْ كفَر". أخرجه ابن ماجه (1079) والترمذي (2621) والنسائي (463). وكذلك الأمر الثاني: إذا تزوج الرجل امرأة زانية، أو كان هو زانيًا لم يتب من الفواحش، من الزنى واللواط، فإن هذا العقد لا يصح؛ لقول الله عز وجل: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ )[النور:3].
الأمر الثالث: إذا تزوج المرأةَ رجلٌ خفيف الدين، وخفة هذا الدين تضرها، كما لو كان يتعاطى الخمر أو المسكرات والمفتِّرات، فالعقد صحيح إذا كان عفيفًا مصليًا، لكن إذا كانت تتضرر فلها الفسخ. والله أعلم.
انتشار الحرمة بالرضاعة(2/104)
السؤال (48163): بسم الله الرحمن الرحيم.
لي ابن أخ، وفي نفس الوقت هو أخي من الرضاعة، هل ما يحرم عليه من النساء يحرم علي؟ وهل ما يحرم علي يحرم عليه؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم، ما دام أنهما أخوان من الرضاع فإنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، وعلى هذا ما يحرم على أحدهما من النسب يحرم على الآخر. والله أعلم.
هل يجب عليها برور أبيها؟
السؤال (48160): بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا فتاة بالغة، منذ صغري وأنا أعيش في بيت أختي، وزوجها هو الذي يصرف علي، ويعاملني كأحد أبنائه، وبعد أن طلق أبي أمي أصبحت أنا وهي نعيش مع أختي، وأنا كنت قبل أن تطلق أمي أقضي يومي كله في بيت أختي، أما أبي فكان لا يسأل عني ولا يصرف علي حتى قبل أن يطلق أمي، وأنا أود أن أسال بعض الأسئلة: 1-هل علي أن أبر أبي الذي لا أراه إلا نادراً عندما أذهب أنا لأراه خصوصاً أنه لا يصلي، كما أنه لا يصرف علي ولا حتى يسأل عني؟.
2- هل يجوز أن أسافر مع عائلة أختي ولا يوجد لدي محرم إلا زوجها الذي هو في مقام أبي حيث إنه هو الذي يصرف علي ويقوم بحاجاتي كلها؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بر الوالد مشروع حتى ولو كان كافراً، ولهذا أسماء – رضي الله عنها- لما سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عن صلة أمها وهي راغبة، أي كافرة؟ قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "صليها" أخرجه البخاري (3183) ومسلم (1003)، فعليك أن تقومي بصلة أبيك وبره، والإحسان إليه، والدعاء له بالهداية والرجوع إلى الله – عز وجل-، والإنابة إليه، حتى ولو كان لا يصلي أو كان قد قصر في حقوقك الواجبة.(2/105)
الإجابة عن السؤال الثاني: هذه المرأة إن لم يكن لها أحد يقوم بشؤونها من إخوانها أو أعمامها، أو أبناء إخوانها، أو أبناء أخواتها، ونحو ذلك، فيظهر أن سفرها للضرورة، فإذا كان سفرها ضرورة فإن هذا جائز ولا بأس به؛ ففي الضرورات تباح المحذورات، أما إذا كان هناك من يقوم بشؤونها ويسافر بها، أو أنها إذا سافرت أختها تقوم عندهم إلى أن ترجع، فإنه لا يجوز سفرها؛ لأن المرأة لا يجوز لها أن تسافر إلا مع ذي محرم، كما في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: " لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم" أخرجه البخاري (1862) ومسلم (1341). والله أعلم.
تزوج نصرانية قبل انقضاء عدتها
السؤال (47687): أنا مسلم متزوج من نصرانية أصبحت مسلمة لكنني تزوجتها قبل أن تنقضي عدتها.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الله – عز وجل- يقول: "ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله" [البقرة:235]، فهذا الزواج زواج باطل يجب على الأخ السائل أن يجدده الآن. والله أعلم.
تزوجها عرفاً وطلقها ثلاثاً فهل له أن يتزوجها؟
السؤال (48852): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/106)
شيخي الفاضل: سؤالي عن زواج عرفي قد تم بيني وبين رجل منذ حوالي أربع سنوات، وكان عمري في ذلك الوقت حوالي خمسة وأربعين عاماً، وعمره سبعة وعشرون عاماً، وقد تم هذا الزواج في وجود شاهدين للعقد، وقد تم التوقيع على العقد في وجودنا نحن الأربعة، ولكن دون ذكر لصيغة الإيجاب أو القبول، وكذلك عدم حضور أو موافقة ولي، هذا وقد أخبرت أختي وزوج أختي وابني من زوج سابق بهذا الزواج، وقد أخبر هو أخته وأمه فقط، وظل الزواج فيما عدا ذلك سراً ولم نبح به لأحد من زملائنا بالعمل ذلك بالرغم من أننا نعمل في مؤسسة واحدة، ولم يكن لنا مسكن خاصٌ طوال هذه المدة، بل كنا نلتقي خلسة، باختصار أستطيع أن أقول إنه كان زواجاً سرياً، فلا أستطيع أن أرث منه إذا هو مات في ذلك الوقت، وكذلك هو لا يستطيع أن يرث مني، وكنا حريصين أشد الحرص على عدم الإنجاب؛ خوفاً من عدم القدرة على مواجهة أهلي بهذا المولود، وفي تلك الفترة قد قام بتطليقي ثلاث مرات، وأنه الآن يريد أن يتزوجني زواجاً شرعياً على يد مأذون، وبموافقة الولي، وشهادة الشهود والإعلان الكامل عن هذا الزواج. فهل لي أن أفعل ذلك شرعاً أم لا؟ أرجو الإفادة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/107)
أما النكاح الأول فهذا نكاح فاسد لا يصح؛ لأنه خلا من الولي، والله – عز وجل- قال: "ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن" [البقرة:232]، وقال تعالى: "وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم" [النور:32]، فالخطاب هنا توجه للأولياء، فدل ذك على أن المرأة ليس لها أن تزوج نفسها، وأيضاً في حديث عائشة – رضي الله عنها-: "أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل" أخرجه أبو داود (2083) والترمذي (1102) وابن ماجه (1879)، وفي سنن ابن ماجه (1882) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ وَلَا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا" إلى آخره.. فما تقدم كله نكاح فاسد، وما ترتب عليه فهو فاسد، فالطلاق الذي ترتب عليه هذا طلاق غير معتبر، وعليه فعليكم التوبة إلى الله – عز وجل- والرجوع إليه، وعدم المعاودة إلى مثل هذا الشيء، ومناصحة من أراد معاودة ذلك، ويباح الآن الزواج بشروط النكاح من الولي والرضا، وإعلان النكاح إذ لا بد من إعلانه، والمهر، وغير ذلك. والله أعلم.
علق الوطء في الدبر بالظهار
السؤال (48977): رجل خشي من وقوعه في وطء زوجته في دبرها فأراد أن يمنع ذلك بقوله لها إذا حصل هذا الأمر فأنت تحرمين علي مثل أمي حتى يصعب الأمر عليه وعلى زوجته رغبة في عدم حصوله ولكنه وبعد مرور الزمن وقع فيه. فما الحكم؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: المشروع للمسلم أن يحلف بالله – عز وجل- أو باسم من أسمائه، أو بصفة من صفاته، لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" أخرجه البخاري (2679) ومسلم (1646)، ولا يحلف بالظهار كما في هذا السؤال، أو بالطلاق أو العتاق، أو النذر هذا كله خلاف المشروع.(2/108)
وأما حكم هذه المسألة فما دام أن قصد السائل الامتناع وليس قصده إيقاع الظهار، فإنه تلزمه كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم يجد انتقل إلى الصيام، وعليه التوبة إلى الله – عز وجل- من ذلك، فإنه لا يجوز للإنسان أن يطأ زوجته في دبرها، ولا يجوز أيضاً للزوجة أن تطاوعه على ذلك. والله أعلم.
الصداق وشروط النكاح
السؤال (50701): بسم الله الرحمن الرحيم.
صداق المرأة ليس من شروط النكاح وإنما هو سنة فلماذا نصدقها إذاً؟ وما معنى (وإن أصدقها مالاً مغصوباً؟) يعلمانه أو أصدقها (خنزيراً ونحوه) كخمر صح النكاح، ولا يصح إن أصدقها تعليم قرآن. والله الموفق.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/109)
الصداق ليس سنة فقط وإنما هو واجب، لأن الله – عز وجل- اشترط في الحل أن يبتغيه الإنسان بماله، فقال: "أن تبتغوا بأموالكم" [النساء:24] ولهذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- إلى أنه إذا شرط نفيه، فإن هذا شرط فاسد مفسد للعقد. أما قول الفقهاء: إذا أصدقها مالاً مغصوباً وهما يعلمان المال المغصوب، فإن هذه تسمية باطلة، وإذا بطل المسمى وجب مهر المثل، فلو أصدقها مالاً مغصوباً والزوج والزوجة كل منهما يعلمان أن هذا المال مغصوب كسيارة مغصوبة- مثلاً-، فنقول: بأن هذه التسمية باطلة ويجب مهر المثل ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ وَلَهَا الْمِيرَاثُ فَقَامَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ فَقَالَ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ امْرَأَةٍ مِنَّا مِثْلَ الَّذِي قَضَيْتَ فَفَرِحَ بِهَا ابْنُ مَسْعُودٍ " أخرجه أبو داود (2114) والترمذي (1145) وابن ماجه (1891) والنسائي (3354)، أما إن أصدقها تعلم قرآن، فالصواب في ذلك أن الصداق صحيح، وهذا خلاف ما ذهب إليه بعض الفقهاء – رحمهم الله- من عدم صحته، فنقول: الصواب إن هذا صحيح، ويدل لهذا حديث سهل بن سعد الساعدي في قصة الواهبة نفسها، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال للرجل: "زوجتكها بما معك من القرآن" أخرجه البخاري (5029)، ومسلم (1425) يعني: أن يعلمها ما يعلمه من كتاب الله – عز وجل-. والله أعلم.
ادخر منيه لإنجاب أولاد بعد مماته
السؤال (50280): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/110)
ماذا يقول العلماء في رجل ادخر منِّيه لدى الجهات المختصة في المستشفيات لتستعين به زوجته وتنجب له أولادا بعد وفاته؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا لا يصح وباطل؛ لأن هذا يؤدي إلى اختلاط المياه وضياع الأنساب، وقد ينسب للإنسان ما ليس منه. والله أعلم.
الزواج بامرأة تتنازل عن النفقة والسكن
السؤال (50689): السلام عليكم.
أنا طالب، وأخشى على نفسي من الوقوع في الزنا، وقد رفض والداي زواجي؛ لأني غير قادر على توفير النفقة والسكن، فهل يجوز لي الزواج من امرأة تتنازل عن حق النفقة والسكن بدون علم الأهل لرفضهم ذلك؟ وهل يجوز استخدام موانع الحمل خوفاً من المشاكل عند علم الأهل بالزواج وعدم القدرة على التواجد الكافي لتربية الأبناء من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما ما يتعلق بإسقاط النفقة والسكن من قبل المرأة فإن هذا جائز ولا بأس به؛ لقول الله – عز وجل-: "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" [المائدة:1]، والأمر بإيفاء العقد يتضمن الإيفاء بأصله ووصفه، ومن وصفه الشرط فيه، ولحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- معلقاً في البخاري ووصله أبو داود (3594): "المسلمون على شروطهم"، ويشترط ألا يكون هذا النكاح بنية الطلاق، فإن النكاح بنية الطلاق فيما يظهر لي أنه محرم ولا يجوز؛ لما فيه من الغش والتدليس.
أما ما يتعلق باستخدام الموانع التي تمنع من الحمل فهذا ينقسم إلى قسمين: إن كانت هذه الموانع لمنع النكاح بالكلية فإن هذا لا يجوز، فإن من أعظم مقاصد النكاح تحصيل الولد.(2/111)
أما إن كان هذا لفترة ثم بعد ذلك تزول، كتنظيم النسل ونحو ذلك فإن هذا جائز؛ لحديث جابر –رضي الله عنه- قال: "كنا نعزل والقرآن ينزل" أخرجه البخاري (5209) ومسلم (1440) فالصحابة – رضي الله عنهم- كانوا يعزلون والقرآن ينزل، وقال: "لو كان شيئاً يُنهى عنه لنهينا عنه" أخرجه مسلم (1440) يعني: العزل، فدل ذلك على أن اجتناب الحمل لفترة مؤقتة جائز ولا بأس به.
وأيضاً كما ذكرنا أن هذا النكاح يشترط له شرطان: الشرط الأول: ألا يكون بنية الطلاق.
الشرط الثاني: ألا يكون سراً، بحيث يتواصوا على كتمانه، فإنه لا بد من إعلان النكاح، فإعلان النكاح هذا أمر واجب.
النشوز.. ومبيت المرأة خارج بيت زوجها
السؤال (51975): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما هو النشوز؟ وهل ترك المرأة لبيت زوجها أيام الخميس والجمعة والمبيت عند أهلها وهو يوافق مكرهاً يعتبر نشوزاً؟ علماً أن المرأة تذهب لأنها لا ترتاح كثيراً لزوجها وعندها أولاد منه. بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
النشوز في اللغة: الارتفاع، وأما في الاصطلاح فهو: معصية الزوجة زوجها فيما يجب عليها، وخروج المرأة من بيتها هذا لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يكون برضى الزوج، فإن هذا جائز ولا بأس به؛ لأن الزوج هو الذي له القوامة، والله – عز وجل- يقول: "الرجال قوامون على النساء" [النساء:34]، وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إنما هن عوان عندكم" أخرجه الترمذي (1163) وابن ماجه (1851) يعني النساء يعني أسيرات، والأسير في حكم من أسره، وأيضاً أمهات المؤمنين لما أردن الاعتكاف استأذن النبي –صلى الله عليه وسلم- انظر صحيح البخاري (2033) وصحيح مسلم (1173) فدل على أنه لا بد من إذن الزوج.(2/112)
القسم الثاني: أن يكون خروج المرأة بغير إذن الزوج، أو هو مكره لهذا، فهذا لا يجوز ويعتبر نوعاً من النشوز لما تقدم من إذن الزوج بالرضى، فلا يجوز لها أن تخرج حتى يأذن لها زوجها، وتتفق معه عليه مع ذلك، وألا تطيل الخروج، فهذه المدة طويلة وإنما تكون المدة مناسبة للزوج كيوم، أو نصف يوم ونحو ذلك. والله أعلم.
يعضل بناته الأربع
السؤال (50639): بسم الله الرحمن الرحيم.
ما هو الحل في أب عاضل بناته الأربع، ورافض الزواج رفضاً تاماً ولا يريد لهن العفة مع توافر الأزواج الصالحين -والرفض من غير أي سبب- وقال: إنه يريدهن راهبات يصرفن عليه وعلى المنزل، مع العلم أنه قادر على الصرف لأربع منازل. أفيدوني أفادكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا العمل محرم ولا يجوز؛ لأن الله – عز وجل- قال: "ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن" [البقرة:232]، ولما في ذلك من تضييع حق هذه المرأة وعدم العمل لمصلحتها، فالولاية في النكاح إنما شرعت من أجل مصلحة المرأة، وعلى هذا تسقط ولايته وتصير الولاية إلى من بعده من الأولياء فالأقرب فالأقرب، فعلى هؤلاء البنات أن يراجعن القاضي، وأن يجعل الولاية فيمن بعده كالجد إن كان موجوداً، فإن لم يوجد فالابن، فإن لم يكن فإخوانهن. والله أعلم.
هل له الحق في أخذ شيء من صداقها؟
السؤال (52086): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة سعودية متزوجة، وقد حصل لي مع زوجي خلافات كثيرة الله بها عليم، ولم أرزق منه بأطفال، وأخيراً برغبة مني اتفقت أنا وإياه على الطلاق، فهل يحق له أن يأخذ شيئاً من المهر الذي أعطاني إياه رغم أنه حصل دخول؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخذ الزوج لشيء من المهر بعد استقراره بالدخول أو الخلوة، أو غير ذلك مما ذكره أهل العلم – رحمهم الله- لا يخلو من أمرين:(2/113)
الأمر الأول: أن يكون سبب الفراق من الزوجة، إما عيبها، وإما رغبتها في الفراق لسبب أو آخر من غير رغبة من الزوج، فهذا الزوج له أن يأخذ من المهر.
الأمر الثاني: ألا يكون هناك سبب من الزوجة وإنما هو من الزوج، ويرغب في الفراق فإنه لا يجوز له أن يعضل المرأة لتفدي نفسها لقول الله – عز وجل-: "ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة" [النساء:19]. والله أعلم.
زواج عاقده يكتب التمائم
السؤال (51526): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم عقد الزواج إذا كان أجراه شخص ظهر من بعد أنه يكتب التمائم غير الشرعية، ويرقي بغير الرقى الشرعية، ربما فيها أمور شركية؟ مع العلم الآن العقد تم وفق الصيغة الشرعية الصحيحة, فهل أفعال هذا الشخص تؤثر على العقد ومن خلال ذلك لابد من إعادة العقد أم لا؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لا أدري هل الذي عقد ولي أو والد الزوجة؟ إذا كان العاقد والد الزوجة، ويعمل هذه التمائم والأعمال الشركية، فإن كان شركاً أكبر مخرجاً عن الملة فإنه لا بد من إعادة العقد، وإن كان شركاً أصغر لا يخرج من الملة، فإنه لا تلزم إعادة العقد. وأما إن كان الوالد معتقده سليم، والزوج أيضاً معتقده سليم، وأما المأذون فقد مشعوذاً فإن هذا لا يؤثر. والله أعلم.
الزواج من الثانية رغم معارضة الوالدين
السؤال (52662): هل يأثم المسلم إذا تزوج امرأة ثانية رغم معارضة والديه؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا يختلف، فإن كان يحتاج إلى مثل هذه الزوجة لكي تعفه، ونحو ذلك، ووالداه لا يلحقهما ضرر، فإنه لا يأثم، وإن كان لا يحتاجها، أو كان والداه يلحقهما ضرر، فإنه لا يجوز له ذلك، بل يقدم طاعتهما على مراده. والله أعلم.
تفاوت العدد(2/114)
السؤال (54303): لماذا تتفاوت أشهر العدة للمرأة؟ أي أن المرأة التي يتوفى عنها زوجها ليست كالمرأة المطلقة؟ وكذلك لماذا تلتزم المرأة المطلقة بالعدة مادامت الدورة الشهرية تأتيها بانتظام بعد الطلاق؟ مع العلم أن العلم في هذه الأيام باستطاعته أن يثبت ما إذا كانت المرأة حائلاً أم لا.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
اختلاف مدّة العدّة تترتب عليه حِكم كثيرة، فمن الحِكم التي تترتب على ذلك تطويل زمن المراجعة، فما يتعلق بالنفقة والسكنى، وكذلك تعظيم خطر عقد النكاح، أيضاً تعظيم حق الزوج، أيضاً اختلاط المياه والأنساب، وغير ذلك.. فليس المقصود هو مجرد الحمل فقط، وإنما هناك حِكم كثيرة حق الله – عز وجل-، وحق المخلوق، وحق الولد. والله أعلم.
تزوجت رجلاً كافراً صورياً
السؤال (55139): السلام عليكم.
ما الحكم في امرأة مسلمة تزوجت رجلاً كافراً على الورق (صورياً) للحصول على الجنسية الغربية، وهناك مسلم يرغب الزواج منها، وهي في عصمة الكافر (أمام قانون الدول الكافرة؟)، وهل صحيح أن هناك فتاوى للناس الذين لديهم إرادة قوية وفتاوى أخرى لمن لهم إرادة ضعيفة؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحصول على الجنسية نقول هذا محرم ولا يجوز؛ لأن هذا يقتضي ولاء هؤلاء الكفار، ونحو ذلك، خصوصاً أن هذا فيه تحيل على هؤلاء، فنقول إنه محرم ولا يجوز، وما دام أن الزواج ليس زواجاً حقيقياً وإنما هو (صوري) فنقول بأن هذا جائز ولا بأس به. والله أعلم.
تحريم زيارة الأخوات
السؤال (51171): ما حكم قول الرجل عند حصول خصام مع أخواته زياراتكم أو كلامكم علي حرام كحرمة أمي علي إلى الأبد؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/115)
هذا منكر من القول وزور، ويجب عليه أن يتوب إلى الله –عز وجل-؛ لما يترتب على ذلك من تحريم ما أحل الله، وقطيعة الرحم، ويجب عليه أن يكلم أهله، وأن يصلهم، وأن يكفِّر كفارة يمين؛ لقول الله – عز وجل-: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ*قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" [التحريم:1-2]. والله أعلم.
هل يلزم العدل بين الزوجات في نفقات السفر وتوابعه؟
السؤال (37957): رجل متزوج من امرأتين، لأولى من بلده والأخرى من بلد آخر، وبطبيعة الحال يضطر الزوج أن يسافر برفقة زوجته الأخرى لزيارة أهلها، وكما هو معروف يتبع هذه الزيارة شراء هدايا ومصاريف أخرى للزوجة والرحلة، هل يحق للزوجة الأولى المطالبة بمثل تلك النفقات؟.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
العدل يكون بين الزوجات في أمور:
الأول: في النفقة، وهذا يكون بحسب الحاجة، فهذه قد تكون زوجة لها أولاد فتحتاج إلى نفقة أكثر، وهذه قد لا يكون لها أحد فلا تحتاج إلى نفقة أكثر، أو هذه قد تلف ثوبها وتحتاج إلى ثوب،والأخرى لم يتلف... إلخ.. المهم أن ضابط العدل في النفقة يكون على حسب الحاجة.
الثاني: العدل في القسم، وذلك بأن يكون لكل واحدة ليلة، أو بحسب ما يتراضى الزوجان، أو الأزواج عليه، فإذا تراضوا على ليلتين و أكثر فإن هذا جائز، والسنة أن يكون كهدي النبي –صلى الله عليه وسلم-.(2/116)
الثالث: العدل في الهبة، والعدل في الهبة هل هو واجب أو ليس بواجب، هذا موضع خلاف بين أهل العلم، والصواب ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- وأنه يجب على الزوج أن يعدل بين زوجاته، في الهبة، فإذا أعطى كل واحدة ما تحتاجه من الهبة، فإنه ليس له أن يزيد على ذلك هبة إلا أن يسوي بين الزوجات.
ومثل ما يتعلق بحوائج السفر ... إلخ، داخل في القسم الأول، فمن كانت محتاجة إلى سفر وتحتاج إلى نفقة فيه، فإنه يعطيها بقدر حاجتها.
القسم الرابع: العدل في المحبة، وميل القلب، وما يتبع ذلك من جماع واستمتاع، ونحو ذلك، فهذا لا يجب العدل فيه؛ لأن هذا أمر قلبي، ولا يتمكن منه الإنسان، والله – عز وجل- قال: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" [النساء: 129]، وأيضاً النبي – عليه الصلاة والسلام- سُئل: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة" رواه البخاري(3662)، ومسلم(2384) من حديث عمرو بن العاص- رضي الله عنه-، وعائشة –رضي الله عنها- ذكرت أنها كانت أحظى زوجات النبي –صلى الله عليه وسلم- عنده؛ كما جاء ذلك في صحيح مسلم (1423).
هل للزوجة الخروج وحدها؟
السؤال (42616): هل يجوز لي أن أطلب من زوجي الخروج بمفردي بحجة الترويح عن النفس، أو زيارة الصديقات، أو زيارة والدتي؟ مع العلم أن زوجي يرفض ذلك، ويقول لي إنه لا بد أن يكون هو معي في كل خروج من المنزل، وأنه سيوصلني إلى والدتي، وأنه سيخرج معي للترويح عن النفس، فهل أنا مخطئة فيما أطلبه منه؟ أفيدوني أفادكم الله، وهل يعتبر ذلك عدم ثقة من زوجي فيَّ؟!
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/117)
إذا خرجت المرأة وحدها فإنه يشترط لها أن تكون متقيدة بالحجاب الشرعي، والشرط الثاني: ألا يكون هناك محذور شرعي من خلوة برجل أجنبي، أو مزاحمة رجال، أو تعرض الرجال لها، فإن هذا جائز ولا بأس به، وكونها تخرج مع زوجها فهذا أحسن وأكمل، وأما كونها تخرج من غير إذنه منفردة، فلا يجوز، فيجب عليها أن تطيع زوجها، وما دام أن زوجك يرفض ذلك فلا يجوز لك أن تخرجي إلا بإذن زوجك؛ لأن الأصل أن المرأة يجب عليها أن تقرّ في البيت؛ لقول الله – عز وجل-: "وقرن في بيوتكن"[الأحزاب: 33] وقول الله – عز وجل-: "وألفيا سيدها لدى الباب"[يوسف: 25]، فالزوج سيد، والمرأة مسودة، وأيضاً قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إنهن عوان عندكم" أي: أسيرات، الحديث رواه الترمذي (3087)، وابن ماجة (3055) عن عمرو بن الأحوص-رضي الله عنه- فهذه الأدلة تدل على أن المرأة ليس لها أن تخرج إلا بإذن زوجها، وأيضاً قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" رواه البخاري(900)، ومسلم(442) من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-، فدل ذلك على أن الرجل له أن يمنع لكن نهى الشرع أن يمنعها من المسجد فقط. والله أعلم.
عدة المطلقة الحامل إذا أسقطت
السؤال (45780): السلام عليكم ورحمة الله.
إذا طلقت زوجتي وهي حامل، ثم سقط حملها قبل الولادة، فهل تكون بانت من زوجها وتكون عدتها انتهت؟ وهل هناك فرق في الحكم إن كان سقط الحمل قبل نفخ الروح أو بعد نفخ الروح في الجنين؟. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/118)
إذا طلق الزوج زوجته وهي حامل فهذا طلاق سنة؛ لحديث ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال له لما طلق زوجته وهي حائض، قال: "فليطلقها طاهراً أو حاملاً" أخرجه البخاري (4908)، ومسلم(1471)، فنقول بأن طلاقه طلاق سنة وهو واقع، وأما بالنسبة للعدة وانتهائها إذا أسقطت الحمل فهذا فيه تفصيل.
فإن كان الذي أسقطت تبين فيه خلق إنسان ولو خفي، كتخطيط يد أو رجل ونحو ذلك فإنه نفاس وتخرج بذلك من عدتها.
وأما إن كان لم يتبين فيه خلق إنسان كأن يكون مضغة لم يتبين فيها خلق الإنسان أو علقة دم أو نطفة فهذا لا تخرج به من العدة؛ لأنه لا يكون نفاساً، وعليها أن تعتد عدتها الشرعية وهي ثلاث حيض. فالعبرة بتبين خلق الإنسان دون ما يتعلق بنفخ الروح. والله أعلم.
الزواج العرفي
السؤال: ما رأي الشرع بالزواج العرفي الذي يتم بين الرجل والمرأة الثيب؟ تولي فيه المرأة الرجل الذي سيتزوجها ليتم الإيجاب منه كوكيل عنها في عقد الزواج فيقبل بصفته الزوج، فيكون أصيلاً عن نفسه ووكيلاً عن زوجته، وبحضور شاهدين وعلى مهر مسمى؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا لا يجوز؛ لأن من شروط صحة النكاح الولي لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل" من حديث عائشة –رضي الله عنها- في سنن أبي داود(2033) وغيره.
فيشترط الولي، ومن شروط الولي الذكورة لا بد أن يكون الولي ذكراً، فلا يصلح أن تتولى بنفسها لا بالأصالة ولا بالنيابة، فقد ورد في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- في سنن الدارقطني(3/227): "لا تزوج المرأة المرأة ولا تزوج المرأة نفسها"، والصواب أنه لا فرق بين الثيب والبكر في ذلك خلافاً لمن فرق من أهل العلم، أو لم يشترط الولاية للمكلفة الحرة.
صندوق خيري للأسرة(2/119)
السؤال (35637): فضيلة الشيخ.. نحن مجموعة من الرجال من أسرة واحدة، كوناَّ صندوق خيري للأسرة من أجل مساعدة بعضنا البعض في حالة المرض، والموت، والزواج، وكل الأعمال الخيرية، مع العلم أن كل المتعاونون في الصندوق فقراء، ليس لدينا أي أملاك غير ما نستلمه من مرتبات، فهل يجوز لنا أن نضع في هذا الصندوق زكاة الأموال وزكاة الفطر والصدقات إذا توفر لدينا ذلك؟ وهل على مال هذا الصندوق من زكاة؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
وضع الزكاة في هذا الصندوق لا يجوز؛ لأن الزكاة إنما تكون للفقراء والمساكين،وغيرهم ممن فرضها الله – عز وجل- لهم بقوله – تعالى-: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل" [التوبة:60]، وقد يكون من أهل الصندوق ليس من أهل الفقر والمسكين، وعنده كفايته لمدة عام، وأما بالنسبة هل تجب الزكاة على هذا الصندوق؟ نقول: نعم، الصندوق فيه الزكاة؛ لأن هذا الصندوق ملك لكم جميعاً ولم تخرجوه في سبيل الله – عز وجل- بل هو ملك لكم يعود نفعه عليكم، ولهذا الوارد أحد أن ينسحب فإنه يعطى المال الذي دفعه،ولو أن هذا الصندوق انفض فإن الأموال ترجع إليكم، أما بالنسبة لصدقات التطوع فلا بأس أن توضع فيه. والله أعلم.
هل يرث الأحفاد من جدهم لأم؟
السؤال (30942): بسم الله الرحمن الرحيم.
رجل لديه ولد وبنت الولد لديه أبناء ذكور وإناث، والبنت لديها أبناء ذكور وإناث ماتت البنت قبل الأب، ثم مات الأب، وبقي الولد وأبناء البنت، هل يرث أبناء البنت في التركة بعد وفاة أمهم قبل الأب؟مع العلم بأن الأب كتب كل شيء للولد في حياته، وقام الولد بتسجيل ذلك في المحكمة والشهر العقاري، ما حكم الشرع فيما كتب وسجل؟ هل يعتبر باطلاً؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/120)
ما سجل للولد وحده يعتبر باطلاً لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" أخرجه البخاري (2587)، ومسلم (1623)، وإذا ماتت البنت قبل الأب فإنها لا ترث شيئاً، وكذلك أيضاً أولادها من ذوي الأرحام لا يرثون شيئاً، وذو الرحم لا يرث إلا بشرطين، الشرط الأول عدم المعصب، والشرط الثاني: عدم صاحب الفرض، وهنا لم يتوفر الشرطان فلا يستحق أولاد البنت شيئاً وحينئذ يرث هذا المال الولد الذكر يرثه عن أبيه، وإن كانت الزوجة موجودة فإنها تأخذ نصيبها وهو الثمن والباقي للولد، وإذا كان أبواه موجودين فلكل واحد منهما السدس. وبالله التوفيق.
إرث المسلمة من المسيحي
السؤال (17979): ما حكم إرث البنت المسلمة من أب مسيحي؟ علماً أني المسلمة الوحيدة بين إخوتي، بل وعائلتي كلها، والحمد لله، أرجو الإجابة، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
النبي – عليه الصلاة والسلام- قال: "لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم" البخاري (1588) ومسلم (1614)، فليس هناك توارث بين المسلم والمسيحي، وإذا كنت مسلمة فإنك تحتسبين الأجر عند الله – عز وجل-.
منعوه من نصيبه في الميراث
السؤال (32973): توفى والدي منذ أكثر من سنتين، وإخواني قسموا الإرث ولم يطلبوا حضوري، ولم أحصل على نصيبي؛ لأنهم على خلاف معي ومقاطعتي، فهل يجوز تقسيم الإرث بدون حضور الورثة؟ وما جزاء من حبس الحق عن صاحبه ولم يمكنه من التمتع به؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/121)
يحرم على إخوتك أن يقتسموا الإرث دونك؛ لأن هذا من أكل أموال الناس بالباطل، وقد قال الله – عز وجل-: "ولا تأكلوا أموالكم بالباطل" [البقرة:188]، وقال – صلى الله عليه وسلم-: "كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه" أخرجه مسلم (2564)، فإذا كان كذلك فإنه يجب على إخوتك أن يردوا حقك إليك، فينظروا كم نصيبك بأن يعيدوا القسمة ويردوا نصيبك إليك، وذلك بأن ينظر كم ينقص على كل واحد من الورثة بعد القسمة فتجمع هذه وتردّ.
في طفولته سرق من عم والده
السؤال (50687): كنت في الحادية عشرة من عمري، وكان يسكن معنا عم والدي كبير في السن، وكان لديه خزانة لأغراضه الشخصية، وذات يوم فتحتها وأخذت منها المال وهو لم يعلم وتوفي ولم أخبره، وأنا الآن أريد أن أرجع هذا المال. فماذا أفعل؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا يعتبر تركة ملكاً للمتوفى، فيجب على السائل إن أراد أن يبرئ ذمته أن يرد هذا المال إلى ورثة المتوفى كلهم، أو بعضهم ممن يوثق به، ويقسم القسمة الشرعية بين الورثة كلهم. والله أعلم.
قتل الساحر
السؤال: في بلاد لا تحكم بالشريعة الإسلامية هناك ساحر كثر شره على المسلمين في تلك البلاد وهذا الساحر من أسرة مسلمة وأهله مسلمون وقد تم نصحه من قبل الإخوة هناك ولكنه لا يستجيب وقد ارتد عن الإسلام فهل يجوز قتله مع العلم أنه لن يتضرر أحد بقتله ولن يعرف القاتل؟
الجواب:
الحمد لله وحده الصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:(2/122)
فإن تغيير المنكر باليد ومن ذلك قتل المفسد المرتد غير معصوم الدم لا يكون لآحاد الناس بل لمن له السلطة و الولاية؛لأن ذلك قد يحدث من الفتنة أعظم من المنكر الذي ترجى إزالته، فعلى من رأى ذلك أن يسعى بالمناصحة باللسان، فإن استجيب له وإلا بلغ الأمر لمن له السلطة و الولاية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقيم الحدود ثم من بعده خلفاؤه، فإن أزيل، وإلا استدام كثرة الدعاء و التضرع إلى الله عز وجل بإزالته، وبالله التوفيق.
حكم تسمية المدينة بالمدينة المنورة
السؤال (23045): ما حكم تسمية المدينة النبوية بالمدينة المنورة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
المدينة المنورة هذه لم ترد فالأحسن تركها، ويقال المدينة النبوية.
رخص السفر في النزهة
السؤال (17592): شباب ذهبوا للنزهة في البر بمسافة تقدر بأكثر من 70كيلو، ونيتهم الجلوس والنوم لأكثر من يوم، ما حكم جمعهم وقصرهم للصلاة؟ وهل يجوز التيمم عند صلاة الفجر لشدة برودة الجو والماء في البر؟
الجواب:
لكم الجمع والقصر كما هو اختيار شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، والتيمم لشدة البرد إذا كان فيه مشقة شديدة فلا بأس بذلك، إذا كان الإنسان يخشى أن يتضرر، أو كان هناك مشقة شديدة فهذا لا بأس، له أن يتيمم، أما إن كانت المشقة محتملة، فإنه لا يجوز له أن يتيمم بل عليه أن يغسل، ثم إذا دفئ الوقت يجب عليه أن يتوضأ مرة أخرى.
الاقتصار على صفة الوضوء في القرآن
السؤال (25006): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يكفي الإنسان أن يتوضأ بالكيفية التي ذكرها القرآن فقط "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ..." الآية، دونما الرجوع للكيفية التفصيلية التي وردت في الأحاديث الشريفة؟ فهل يجزئ الإنسان الوضوء بهذه الصورة؟ وجزيتم خيراً.
الجواب:(2/123)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السنة تبين القرآن وتوضحه، وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع، وهي وحي من الله تعالى، كما قال الله – سبحانه وتعالى: "إن هو إلا وحي يوحى" [النجم:4]، فإذا كان كذلك فلابد من العمل بما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، فقد يحتاج إلى السنة في توضيح وتبيين ما أجمل في القرآن، وقد يكون هناك واجبات أو شرائط أو أركان في السنة لم ترد في القرآن، وإذا كان كذلك فإنه يجب على المؤمن أن يتوضأ بما دل القرآن أو السنة على وجوبه، فإذا نظرنا إلى ما ورد في القرآن نجده تضمن غسل الوجه، ومنه المضمضة والاستنشاق، ويدخلان في غسل الوجه، وكذلك غسل اليدين مع المرفقين وكذلك أيضاً مسح الرأس وغسل الرجلين مع الكعبين وكذلك أيضاً فيه الترتيب، ولكن تبقى الموالاة فقد دلت عليها السنة.
هل يجاري الأمور مع معارضتها للدين؟
السؤال (35858): بسم الله الرحمن الرحيم.
أرجو أن يتسع صدر مشايخنا للإجابة على سؤالي، حيث إنني في ضيق شديد ولم أعرف السبب، أولاً أنا -ولله الحمد- ميسور الحال والحمد لله، وعملت بإحدى الدول العربية حوالي 22 عاماً، ثم عدت إلى مصر عام 1999م على أن أبدأ أي عمل أو مشروع، ولكن حتى الآن لم أوفق في عملٍ؛ والسبب لعدم ملاءمة الأحوال، فعلى سبيل المثال وضع النقود في أي بنك لا يجوز شرعاً، أما التجارة فهناك أمامي عدة مشاكل، فمنها على سبيل المثال: نقص في الميزان، أو نقص في الكيل، أو غش في البضاعة، أي:لا مجال للصدق حسب ما تعودنا، ففي نظري كلهم أسوأ من بعضهم الآخر، وحينما تتكلم مع أي شخص لكي تشرح وجهة نظرك، يقول: يجب أن تتمشى مع الناس، وليس هناك غير ذلك، سؤالي: هل يصح للمسلم العاقل أن يجاري الأمور حتى لو تنافت مع الدين؟ وهل ذلك يكون حجة؟ وأنا آسف لطول الرسالة ولكن هذه هي حالنا، لا يخفى عليكم. أسأل الله العلي القدير أن يردنا إليه رداً جميلاً، وشكراً.(2/124)
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأصل في المسلم أنه لا يغش ولا يخدع، ولا يطفف، والله – عز وجل- يقول: "ويل للمطففين"، لكن يجتهد في إيفاء الناس حقوقهم، وعدم بخسها، فإذا اجتهد في ذلك وعمل على إصابة الحق فإنه لا شيء عليه -إن شاء الله- والواجب على الإنسان أن يجتهد في تطبيق الكتاب والسنة، والعمل على إعطاء الناس حقوقهم، وحينئذ لا شيء عليه –إن شاء الله-.
كيف نختار من أقوال العلماء؟
السؤال (8784): على أي أساس نقول هذا الرأي هو الأقوى أو الأصح؟ وهل يجوز اتباع رأي أحد المشايخ في يوم ورأي شيخ آخر في يوم آخر؟ بمعنى أن نصلي على المذهب الشافعي في يوم، وعلى المذهب الحنفي في يوم آخر.
الجواب:(2/125)
الأصل أن الإنسان متبع لما جاء في القرآن، والسنة، ويدل لهذا أدلة كثيرة من ذلك: قول الله – عز وجل- : "ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين" [المائدة:109]، لا يقول: ماذا أجبتم فلاناً أو فلاناً من العلماء، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" [الشورى:21]، وأيضاً من السنة حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه-، أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" أخرجه أبو داود (4607) والترمذي (2676) وابن ماجه (42)، وأيضاً ما ثبت في صحيح مسلم (867)، أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يقول في خطبته: "أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم-" وحديث عائشة – رضي الله عنها- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ " أخرجه البخاري (2697) مسلم (1718) وفي رواية أخرجها مسلم: " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"، وأيضاً قول النبي –عليه الصلاة والسلام-: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله" أخرجه البخاري (7137) ومسلم (1835)، والنصوص في هذا كثيرة جداً، وإذا اختلف العلماء – رحمهم الله- على قولين فأكثر فإن الإنسان لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يتبين له الحق من الكتاب والسنة، فهذا يجب عليه أن يتبعه؛ لما تقدم من الدليل.
الأمر الثاني: ألا يتبين له كأن يكون عامياً، أو تتكافأ عنده الأدلة، ونحو ذلك، فهذا يأخذ بقول أوثق العالمين علماً وورعاً، فإن تساوى عند العالمان في العلم والورع، قال بعض الأصوليين: بأنه يتخير من أقوالهما، وقال بعض الأصوليين بأنه يأخذ بالأشد. والله أعلم.
الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم
السؤال (38010): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/126)
في شرح منتهى الإرادات، وهو من الكتب المعتمدة عند الحنابلة حسب علمي، ذكر أن لا كفارة في الحلف بغير الله –تعالى- ولو حنث؛ لأنها وجبت في الحلف بالله –تعالى- وصفاته صيانة لأسمائه –تعالى-، وغيره لا يساويه في ذلك، وعند الأكثر من أصحابنا إلا في من حلف بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فتجب الكفارة إذا حلف به وحنث، ونص عليه في رواية أبي طالب؛ لأنه أحد شرطي الشهادتين اللتين يصير بهما الكافر مسلماً انتهى كلام الشارح، قوله نص عليه: أي الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- هل يستدل من هذا أن الإمام أحمد بن حنبل يجيز في أحد الروايتين المنقولة عنه الحلف بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؟.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كان الأمر هكذا فإنه تؤخذ منه هذه الرواية، لكنها رواية مرجوحة. والله أعلم.
ما علاقة رقم (7) بأمور الدنيا؟
السؤال (37801): ما علاقة رقم 7 بأمور الدنيا؟ علماً بأن مناسك الحج الطواف حول الكعبة 7 والسعي 7 والسماء والأرض 7 طباق، ورمى الجمرات 7، وخلق الإنسان في سورة (المؤمنون) 7 مراحل، والسبع المثاني، وسبع سمبلات، وسبع بقرات سمان، وفي سورة الكهف: "سبعة وثامنهم كلبهم"، ويسجد الإنسان على سبع، فأرجو الاستفسار المفيد عن علاقة رقم7 بالأمور الدينية والدنيوية.
الجواب:
هذا لم يرد في الشرع لا في الكتاب ولا في السنة الصحيحة بأن هذا الرقم (7) له تعلق بالأمور الدنيوية أو الدينية إلا ما ورد في الكتاب أو السنة، مثل أنه من شروط صحة الطواف في البيت أن تكون سبعة أشواط، ومن شروط صحة السعي أن يكون سبعة أشواط، ورمي الجمار يكون سبعاً والسجود يكون على الأعضاء السبعة، فيتوقف في هذا على ما ورد في الشرع فقط. والله أعلم.
احترنا بين أقوال العلماء!(2/127)
السؤال (6751): على أي أساس نقول هذا الرأي هو الأقوى أو الأصح؟ وهل يجوز اتباع رأي أحد المشايخ في يوم ورأي شيخ آخر في يوم آخر؟ بمعنى أن نصلي على المذهب الشافعي في يوم، وعلى المذهب الحنفي في يوم آخر.
الجواب:
الأصل أن الإنسان متبع لما جاء في القرآن والسنة، ويدل لهذا أدلة كثيرة من ذلك: قول الله – عز وجل- : "ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين" [القصص:65]، لا يقول: ماذا أجبتم فلاناً أو فلاناً من العلماء، وأيضاً قول الله – عز وجل-: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" [الشورى:21]، وأيضاً من السنة حديث العرباض بن سارية –رضي الله عنه-، أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" رواه الترمذي (2676)، وأبو داود (4607)، وابن ماجة (42) ، وأيضاً ما ثبت في صحيح مسلم (867) عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما - أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يقول في خطبته: "أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وسلم-" وحديث عائشة – رضي الله عنها- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"رواه البخاري (2697)، ومسلم (1718) واللفظ له، وأيضاً قول النبي –عليه الصلاة والسلام-: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله" رواه البخاري (7137)، ومسلم (1835) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -، والنصوص في هذا كثيرة جداًّ، وإذا اختلف العلماء – رحمهم الله- على قولين فأكثر فإن الإنسان لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن يتبين له الحق من الكتاب والسنة، فهذا يجب عليه أن يتبعه؛ لما تقدم من الدليل.(2/128)
الأمر الثاني: ألا يتبين له كأن يكون عامياً، أو تتكافأ عنده الأدلة، ونحو ذلك، فهذا يأخذ بقول أوثق العالمين علماً وورعاً، فإن تساوى عنده العالمان في العلم والورع، قال بعض الأصوليين: بأنه يتخير من أقوالهما، وقال بعض الأصوليين بأنه يأخذ بالأشد. والله أعلم.
هل أخذ أهل السنة من الأئمة الأربعة؟
السؤال (47281): الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
سؤالي: لماذا لم نأخذ نحن أهل السنة والجماعة من آل البيت، وأخذنا فقط من الأئمة الأربعة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ليس الأمر كما ذكر السائل، بل إن أهل السنة والجماعة متبعون لما دل عليه القرآن والسنة، فالأئمة الأربعة إنما أخذوا من القرآن والسنة وهم من أهل السنة والجماعة فيما ذهبوا إليه، فيتفقون جميعاً على الرجوع إلى القرآن والسنة، فهم كلهم قالوا: بأنه إذا صح الحديث فهو مذهبه، وإذا كان كذلك فأهل السنة والجماعة متبعون للقرآن والسنة.
وأما آل البيت فيرجع إليهم فيما دل عليه القرآن والسنة؛ لأنه كما قال الإمام مالك – رحمه الله- كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر. والله أعلم.
الترحم على والده التارك للصلاة
السؤال (47671): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رجل على اعتقاد بأن ترك الصلاة كفر مخرج من الملة, مات والده الأمّي الذي لم يره ركع لله منذ أن ولد، مع إقراره بوجوبها, عاش هذا الأب ومات في بلد يدعون المذهب المالكي الذي لا يكفر تارك الصلاة. هل يجوز لهذا الرجل الترحم على والده؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/129)
ما دام أن والده يعتقد أنه لا يكفر بتركه للصلاة وأنه مسلم، وأنه متبع لبعض العلماء في ذلك، ولم يتبين له الدليل بكفر تارك الصلاة، ثم بعد ذلك عاند، فيظهر أنه يدعى له بالرحمة والمغفرة؛ لأنه مات وهو يعتقد أنه على الإسلام. والله أعلم.
كتاب المجموع للإمام النووي
السؤال (48567): السلام عليكم.
أريد شراء مجموعة كتاب المجموع للإمام النووي - رحمه الله - فأريد من فضيلتكم إعطاء رأيكم فيه، من حيث الفائدة للقارئ إن كان غير متخصص في العلوم الشرعية، وهل هذا الكتاب يدخل في شرح مذهب الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى-ولكم كل الشكر والتقدير.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: كتاب المجموع ألفه ثلاثة من علماء الشافعية والنووي –رحمه الله- ألف جزءاً منه، لما أنهى العبادات وشرع في المعاملات توفي، ثم بعد ذلك أكمل من بعده، والمجموع من كتب الشافعية الكبار، وخصوصاً ما يتعلق بشرح النووي- رحمه الله- فهو بيان مذهب الشافعية وتحريره، وأيضاً يقوم بالحكم على الأحاديث غالباً، وهو شرح كتاب كبير من كتب الشافعية، وهو المهذب للشيرازي، فاقتناء مثل هذا الكتاب لا شك أنه مكسب فأنصح باقتنائه، وكما أنه يعنى بتحرير مذهب الشافعية والعناية بالأدلة والحكم عليها غالبا،ً أيضاً يعنى بأقوال أهل العلم فهو من كتب الخلاف العالي، فهو يورد مذاهب الأئمة والسلف، وهو أيضاً يورد التفريعات الأخرى في المسألة وآراء علماء الشافعية فيها، وكذلك أيضاً يعنى ببيان الغريب وتحرير الألفاظ، وكذلك النووي –رحمه الله- دبج مقدمة الكتاب فأوضح ما يتعلق بطلب العلم وآدابه فهو كتاب كبير ومفيد جداً. والله أعلم.
(ما عمت به البلوى)(2/130)
السؤال (50318): ما هي قاعدة (ما عمت به البلوى؟)، هل تقع ضمن باب الاجتهاد؟ وهل من الممكن ذكر أمثلة من عصرنا الحالي استفادت من هذه القاعدة الفقهية؟ هل استخدم هذه القاعدة أحد من الصحابة – رضي الله عنهم- أو التابعين؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ما يتعلق بعموم البلوى هذه ليست قاعدة، وإنما يعلل بها العلماء – رحمهم الله- لجواز الشيء، فيقولون: هذا الشيء جائز؛ لأنه مما عمت به البلوى، فمثلاً المحرمات الأصل أنها لا تبيحها إلا الضرورات، وذهب بعض العلماء إلى أن الحاجات تبيح المحرمات إذا عمت بها البلوى، يعني ابتلي بها الناس وأصبحوا يحتاجونها، فيقال عموم هذه البلوى يبيح هذا المحرم، ويضربون لذلك أمثلة، فمثل ذلك بيع التمر الرطب باليابس لا يجوز؛ لأن الأصل إذا بيع تمر بتمر أن يتحدا مثلاً بمثل، ولا تتحقق المثلية حتى يتحدا أيضاً باليبوسة والرطوبة، واستثنى من ذلك العلماء – رحمهم الله- العرايا، والعرايا بشروطها هي نوع من المزابنة، وهي: بيع التمر بالرطب على رؤوس النخل، ولكن بشروط خاصة، فقالوا: هذا أبيح للحاجة، والذي يظهر والله أعلم أن المحرمات لا تبيحها إلا الضرورات أو يتوقف على مورد النص، وهذا هو الصواب في هذه المسألة؛ لأن ضبط عموم البلوى وحاجة الناس هذا قد يعسر وقد يفتح باباً للتلاعب بالشريعة. والله أعلم.
مؤلفات أبي حنيفة
السؤال (12964): السلام عليكم.
هل هناك كتب كتبها أبو حنيفة بنفسه متوفرة بين أيدينا؟ رأيت نسخة من (الفقه الأكبر) معزوة للإمام أبي حنيفة ، فهل تصح نسبتها إليه؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
كما ذكر السائل أنها منسوبة إلى أبي حنيفة –رحمه الله-، وقد ذكر ذلك جمع من علماء الحنفية وأتباع الإمام أعلم بكتبه، ومروياته، وفتاواه. والله أعلم.
هل تقدر دية القتيل بالذهب؟(2/131)
السؤال (35180): حدث حادث سيارة وتوفي على إثره شاب مسلم، ولأن البلد لا يوجد فيه تأمين بل يعمل به بمبدأ العشائر فقد طلب أهل القتيل ما يعادل: 3000 دولار، وقد دفعتها لهم، وقد لاحظت في فتوى أن الدية 4250غم ذهباً، فهل يكفي ما تم؟ أم يجب علي سداد الباقي؟ مع العلم أنه الآن من المستحيل معرفة عنوانهم بعد الحرب، والمبلغ أكبر من أن أجمعه، ولو في عشرين سنة فماذا أفعل؟ أفيدوني بارك الله فيكم.
الجواب:
الإجابة عن الشق الأول من السؤال: الأصل في دية المسلم الحر هو الإبل، هذا هو الأصل، ومقدارها مائة من الإبل كما في حديث عمرو بن حزم – رضي الله تعالى عنه-، الذي رواه النسائي (4853) وغيره وأما بالنسبة للذهب والفضة والبقر والغنم، والحلل فهذه ليست من أصول الدية على الصحيح من أقوال أهل العلم، وعلى هذا إذا تراضى أهل المقتول والقاتل على غيرها من الذهب والفضة، أو غيرها من البقر، أو الغنم، أو الحلل، وتصالحوا عليه فإن هذا جائز ولا بأس به، لكن إذا تشاحوا فإنه يرجع إلى الإبل، وما دام أن السائل في بلد مسلم فإنه ينظر إلى حكم المحكمة، فإن كانت المحكمة حكمت فإنه يرجع إليه، وإذا لم تكن المحكمة حكمت شرعاً بشيء فإنه يرجع إلى ما ذكرت، وعلى هذا فعليه إن لم يكن هناك حكم شرعي أن يتصل بهم وأن يتراضى معهم، فإذا لم يكن يعرفهم فإنه يتصدق بما لم يدفعه لهم من الدية.
الحر والعبد أمام الأحكام الشرعية
السؤال (43415): لماذا فرَّق الإسلام بين الأحكام الفقهية المتعلِّقة بكل من الحر والعبد؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/132)
أولاً: نفهم أن الأحكام الفقهية بين الحر والعبد كثير منها لم يفرق فيها الإسلام، وإنما فرق بعض الفقهاء – رحمهم الله-، فمثلاً: في باب العبادات الأصل تساوي الأرقاء والأحرار في العبادات البدنية المحضة، ولا يفرق بينهما إلا بدليل، وما يتعلق بالعبادات المالية يفرق بينهما؛ لأن الحر يملك، والرقيق لا يملك، فالرقيق إنما هو مال فلا تجب عليه الزكاة، ولا يجب عليه الحج... إلى آخر، الأمور التي تتعلق بالمال، كما أن المعاملات الأصل فيها الصحة من الأحرار والأرقاء جميعاً؛ لأن الرقيق مكلف بالغ عاقل يصح تصرفه، لكن لا بد من إذن السيد لأن العبد لا يملك- كما تقدم- فلا فرق بينهم، وكذلك في الأنكحة فالأصل تساوي الأرقاء والأمراء فيما يتعلق بالنكاح والطلاق على الصحيح، وفي تعدد الزوجات وفي القسم، وفي الإيلاء والخلع والظهار...إلخ، هذا هو الصواب أنه لا يفرق، فنقول: المتأمل في الأدلة الشرعية يجد التساوي إلا فيما يتعلق بالمال فقط؛ لأنه لا يملك كما تقدم، وأيضاً بالنسبة للحدود والقصاص فإذا قُتل الرقيق فإنه يقتل قاتله كما يقتل قاتل الحر، وإذا قُذف يجلد قاذفه، وإذا زنى فهو الذي ورد فيه أنه على النصف من الحر، وكما ذكر الأصل في ذلك التساوي، وهذا ما ذهب إليه ابن حزم – رحمه الله- كثيراً، ويؤيده ما في المغني، ثم هو اختيار بعض المالكية-رحمهم الله – كما في كتبهم. والله أعلم.
السكوت على صالون حلاقة بالبيت رغم الالتزام
السؤال (17061): منذ أربع سنوات كان التزامي ولله الحمد، ولكن طوال هذه الفترة لم أنكر على إخوتي وجود صالون حلاقة للرجال في بيتنا نأخذ من صاحبه الإيجار، وهذا خطأ أعترف به لأني لست جريئاً، ولكن كيف أقنع إخوتي بحرمة هذا العمل.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/133)
تقنع إخوتك بحرمة هذا العمل، هذا الأمر سهل جداً، فتبين لهم أن حلق اللحية محرم ولا يجوز، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال "أوفوا اللحى" مسلم (259)، "أعفوا اللحى" البخاري (5892) ومسلم (260)، "أرخوا اللحى، خالفوا المشركين خالفوا المجوس" مسلم (260)، وأيضاً ما يتعلق بالقصات التي تكون من خصائص الكفار هذه محرمة ولا تجوز، لقول النبي – صلى الله عليه وسلم-:"من تشبه بقوم فهو منهم" أبو داود (4031) وقال الألباني حسن صحيح، فعليك أن تبين ذلك لهم، وأن تبين أن هذا المال حرام، وأنه سحت، وأنه سبب لهلاك المال، وعدم البركة فيه، لأن شيئاً قليلاً من المال الحلال خير من هذا المال المحرم ولو كثر، لأن الله يطرح البركة في المال الحلال، وأما المحرم فإن الله – عز وجل – لا يطرح فيه البركة بل يكون سبباً لهلاك المال الحلال، ويكون شؤماً على صاحبه، وأيضاً تبين له أن كل من عمل هذه الأعمال أن عليهم مثل ذنوب أصحابها، والله – عز وجل – إذا حرم شيئاً ، حرم ثمنه.
ركوب طائرات تقدم الخمور
السؤال (22388): حكم ركوب الطائرات التي تقدم الخمور لمن يرغب في حالة توفر طائرات أخرى لا تقدم الخمور.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ركوب الطائرات التي تقدم الخمور مع وجود طائرات أخرى لا تقدم الخمور هذا محرم ولا يجوز، لقول الله – عز وجل - : "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ " [النساء:140]، وأيضاً حديث أبي سعيد – رضي الله تعالى عنه – في مسلم (49) أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه"، وقد ذكر العلماء أن التغيير بالقلب ترك مكان المنكر.(2/134)
السفر في الطائرات التي تقدم عليها الخمور
السؤال (45261): سؤالي هل يجوز السفر على طائرة تقدم عليها الخمور للمسافرين؟
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
الله –عز وجل- يقول: "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" [الأنعام:68] ويقول: "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره" [النساء:140]. والنبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي سعيد الخدري يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" أخرجه مسلم (49).
فالإنسان عليه أن ينكر المنكر بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك بأن يفارقه. فإذا تمكن أن يسافر بطائرة ليس عليها خمور فهذا هو الواجب، وإذا لم يتمكن فالله –عز وجل- يقول: "فاتقوا الله ما استطعتم" [التغابن:16].
بيع العقارات في بلاد المسلمين للكفار
السؤال (47244): ما رأيكم بما يحصل حالياً في بيع العقارات للأجانب والكفار والذين يمثلون 80 بالمائة أو أكثر من سكان الدولة (الإمارات؟)، وما سوف يقوده علينا بعد عشرين أو خمسين سنة؟ وما حكم الشريعة الإسلامية في تمكين العدو أو من مكنه من بلاد المسلمين، وبهذه الطريقة عبر تملك العقار أي أنه سوف يصبح كمسمار جحا، هل هو خارج من الملة أم ماذا؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/135)
أولاً: الذي ينبغي لكم كمخلصين في بلد إسلامي أن تقوموا بحصر الأضرار المترتبة على دخول هؤلاء الأجانب، ومناصحة المسؤولين، ومن ولاهم الله شأن البلاد، وأن تذكر الأضرار والسلبيات المترتبة على ذلك، وأن تكون هناك دراسة متأنية عميقة علمية، ويشترك فيها كثير من أهل الشأن والخبرة والاختصاص، وترفع هذه الدراسة لولاة الأمر ومناصحتهم في ذلك، وتذكيرهم بالله – عز وجل-، وهذا ثانياً.
ثالثاً: أفراد الناس وعمومهم أيضاً عليكم أن تبينوا لهم مثل هذه الأضرار بعد حصرها ونشرها بين الناس والتبعات التي ستترتب على مثل هذا التملك، هذا الذي ينبغي للغيور المخلص أن يسلكه في مثل هذه الأمور. والله أعلم.
حضور زفاف به منكر
السؤال (50590): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم حضور حفل زواج أحد الأقارب الذي فيه منكر؟ مع العلم أنه بالاستطاعة أنني أحضر الحفل وأكون بعيداً (معزولاً) عن المنكر بحيث لا أسمع المنكر ولا أراه.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حضور الحفل الذي فيه منكر هذا ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: منكر يستطيع الإنسان أن ينكره، فهذا يجب عليه أن يحضر لأمرين:
الأمر الأول: لإجابة الدعوة.
الأمر الثاني: لإنكار المنكر.
القسم الثاني: ألا يتمكن وألا يستطيع إنكار المنكر، لا بيده، ولا بلسانه، ولا بقلبه، أي: بمفارقة المنكر، فهذا لا يجوز له أن يحضر اللهم إلا إذا كان قريباً يخشى من قطيعة الرحم فإنه يحضر ثم بعد ذلك يخرج ردعاً وتعزيراً لهم وتأديباً لهم على منكرهم. والله أعلم.
حقوق المسلم عل أخيه
السؤال (21066): هناك حديث عن رد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، أرجو ذكره، وهل إذا رد البعض السلام سقط عن الآخرين؟ وهل هو فرض عين أم فرض كفاية؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم(2/136)
الحديث الذي سألت عنه ثابت: عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال قال: رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "خمس تجب للمسلم على أخيه رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، رواه البخاري (1240) ومسلم (2162).
أما رد السلام فهو فرض كفاية، إذا قام به بعض الناس فإنه يسقط عن الباقين، وقد ورد في الحديث: "يجزئ عن الجماعة أن يرد أحدهم" أبو داود (5210) وصححه الألباني.
تسمية المحل (الصادق الأمين)
السؤال (17984):لي محل أسميته الصادق الأمين للأدوات الكهربائية، فأنكر علي بعضهم فهل علي إثم؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الذي يظهر ألا إثم عليك، ولكن يجب عليك أن تتقيد بهذا.
التصافح باليدين
السؤال (32184): أنا طالبة في جامعة أم القرى قسم القراءات أريد أن أسأل عن حكم التصافح باليدين علما بأنه انتشر في الجامعة من قبل عدة طالبات ملتزمات أن التصافح بدعة، وهذا الخبر انتشر بين الطالبات من باب التناصح وقالوا بأنهم قرأوا هذا الحكم من كتاب لمجموعة من هيئة كبار العلماء . وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
المصافحة سنة وفيها فضل وأجر لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " إن المسلم إذا لقي أخاه المسلم فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما تتحات الورق من الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر" أخرجه الطبراني (6150)، وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة" أخرجه أبو داود (5213)، و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَغْفَرَاهُ غُفِرَ لَهُمَا" أخرجه أبو داود (5211).(2/137)
والأحاديث في المصافحة وثبوتها وشرعيتها كثيرة، لكن الذي نهى عنه بعض العلماء هو أنه إذا دخل أحد المجلس فإنه لا يشرع له أن يصافح الناس واحداً واحدا، وإنما السنة أن يلقي السلام عليهم، ثم يجلس في المكان الذي انتهى به المجلس، أما قوله: "يصافح الناس واحداً واحدا" فهذه لم ترد، هذا هو الذي نهى عنه بعض العلماء – رحمهم الله-.
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم
السؤال (46875): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ماذا كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم؟ فهل كان فعلا ينهى عن النوم بعد الفجر؟ وهل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة -رضي الله عنها- عندما نامت بعد الفجر(أتنامين في وقت توزع فيه الأرزاق؟) وهل كان أيضا ينهى أصحابه- رضي الله عنهم- عن السهر بعد العشاء؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أما النوم بعد الفجر فهذا من العادات ولا شك، ولم يرد نهي عنه، فلا أحفظ في السنة نهي عنه، ولا شك أن البركة هي في البكور؛ وقد ورد عن عائشة – رضي الله تعالى- عنها النوم في الصبح، وأما النهي عن السهر ففي حديث أبي برزة – رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا. أخرجه البخاري (568) ومسلم (647). والله أعلم.
الخصاء لبعض الحيوانات
السؤال (47544): ما حكم الخصاء لبعض الحيوانات؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حكم الخصاء لبعض الحيوانات فيه تفصيل:
فإن كان يترتب على ذلك مصلحة فإن هذا جائز ولا بأس به، وإن كان لا يترتب على ذلك مصلحة فإنه غير جائز؛ والنبي – صلى الله عليه وسلم- ضحى بكبشين موجوئين، أي: مخصيين. والله أعلم.
(أنت أبدع من يقرأ ما تحت الجلد)
السؤال (47614): السلام عليكم.(2/138)
أرجو الجواب عن هذا السؤال المتضمن الاستفسار عن هذه العبارة وحكمها الشرعي وهي: أنت أبدع من يقرأ ما تحت الجلد! ما حكمها إذا قيلت للزوجة؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مثل هذه الألفاظ فيها نوع من الغلو والإطراء والمبالغة في الثناء، فلا ينبغي مثل ذلك، وقد ذكر العلماء – رحمهم الله- أن الغلو في المحبة الطبيعية يحولها أو يصيرها شركاً، كما أن الغلو في المحبة الشرعية أيضاً يصيرها شركاً؛ لقول النبي – عليه الصلاة والسلام-: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ" أخرجه البخاري (3445)، فينبغي ويشرع عدم المبالغة في الإطراء، وأن تكون كلمات الثناء والتقدير والمدح في حدودها الشرعية، فالأحسن أن يقال: أنت من أبدع إلى آخره... والله أعلم.
حرق الحشرات والحيوانات
السؤال (43838): بسم الله الرحمن الرحيم.
ما هو الحكم الشرعي في حرق الحيوانات والحشرات الضارة بالنار و هن أحياء؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حرق الحيوان أو الطير بالنار هذا محرم ولا يجوز، لما ورد في الحديث أنه " لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ " أخرجه أبو داود (2673).
حكم التصفير
السؤال (30032): ما حكم الصفير بالفم؟ وهل يدخل في قوله: "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية"؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:(2/139)
فالصفير موضع خلاف بين العلماء – رحمهم الله تعالى- فمن العلماء من كره الصفير واستدل – كما ذكر السائل – بالآية بقول الله – عز وجل-: "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية..."[الأنفال: 35]، فقالوا: بأن هذه الآية دليل على النهي عن التصفير والتصفيق، وذهب بعض العلماء إلى أن هذا جائز بناء على أنه من قبيل العادات، وإذا كان كذلك فإنه جائز ، وخرّجوا الآية على أنها في حال العبادة فقط، والأقرب أن الإنسان لا يصفر، فإنه ورد عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قول الله – عز وجل-: "وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية..."[الأنفال:35]،قال: (كانت قريش تطوف في البيت عراة تصفر وتصفق، والمكاء: التصفير، والتصدية: التصفيق، وكذلك أيضاً ورد ذلك عن ابن عمر – رضي الله عنهما- ومجاهد ومحمد بن كعب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والضحاك وقتادة في جمع من السلف، فابن عمر- رضي الله عنهما- كما ذكر ابن جرير قال: المكاء الصفير، والتصدية: التصفيق، وذكر ابن عمر – رضي الله عنهما- أنهم كانوا يضعون خدودهم على الأرض ويصفقون ويصفرون، وكذلك كما أسلفت ورد عن مجاهد ومحمد بن كعب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن...إلخ، فالأقرب لذلك أن الإنسان لا يصفر.
وضع القنوات الفضائية في الشقق المفروشة
السؤال (17688): لدي بعض الشقق المفروشة للإيجار اليومي، وفي بعض الأحيان يطلب المستأجرون وجود جهاز تلفاز بحجة النظر للمباريات، فهل يجوز لي أن أضع التلفاز في الشقق وذلك ترغيباً للمستأجرين؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:(2/140)
وضع جهاز التلفاز في مثل هذه الشقق لا يجوز، وأعظم منه وضع جهاز استقبال القنوات الفضائية، هذا كله محرم ولا يجوز، لما فيه من الإعانة على الإثم والعدوان، وقد قال الله – عز وجل-: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ" [المائدة: من الآية2]، والله – عز وجل- إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فمثل هذا غير جائز، حتى ولو كان ذلك لمشاهدة المباريات؛ لأن مثل هذه المباريات فيها محاذير شرعية كثيرة، منها كشف العورات، ومنها أيضاً الاستجابة لمخططات اليهود والنصارى، ومنها تضييع الأوقات، ومن ذلك أيضاً ملء القلب بمثل هذه الأشياء التوافه، والإعراض عن الجاد والمفيد في الحياة، وغير ذلك من الأشياء الكثيرة، ومن ذلك أيضاً ما تولده هذه التحزبات من فرقة، وخلاف وشحناء، وحسد إلخ.. : "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً" [الطلاق: من الآية2] وكونك تكتسب درهماً من حلال خيراً من أن تكتسب ألف درهم من حرام، والله أعلم.
قصص الأطفال المصورة
السؤال (32337): ما الحكم الشرعي في قصص الأطفال المصورة التي تتحدث عن الأئمة والعلماء مثل أحمد بن حنبل والبخاري وعمر بن عبد العزيز وفاطمة بنت عبد الملك وغيرهم، وتكون القصة لتاريخ حياتهم والمواقف التي مرت بهم وتحتوي القصة على صور تجسد هؤلاء العلماء وذلك تيسيرا لتعلم الأطفال القراءة والتعلق بهؤلاء العلماء، وتهدف إلى مخاطبة الأطفال من سن (3-10 سنوات). وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
الذي يظهر لي أن تصوير هؤلاء العلماء على شكل رسوم ونحو ذلك أنه لا يجوز لعدة أمور:
الأمر الأول: أن هؤلاء العلماء قد لا يرضون بذلك وأن تحكى صورهم على خلاف الواقع، وهذا حق آدمي لا بد من استئذانه.(2/141)
الأمر الثاني: أن هذه الصور لا تحكي الحقيقة التي كان عليها أولئك العلماء، ففيها إساءة لهم، وأيضاً فيها تصوير على خلاف ما هم عليه.
والأمر الثالث: أن عدم تصويرهم والقراءة في سيرهم وأخبارهم وتراجمهم والإفادة من ذلك أبلغ من مجرد صورة، لأنه قد تكون هذه الصورة محل ازدراء واستهانة، ونحو ذلك. فالذي يظهر لي أن هذا محرم ولا يجوز، والحمد لله سبل تعليم الأطفال لسير هؤلاء الأعلام الأفذاذ كثيرة جداً فلا حاجة لمثل ذلك.
متحف به حيوانات منقرضة
السؤال (27094): ما حكم إنشاء متحف يحتوي على عظام حيوانات منقرضة (الديناصورات) لغرض السياحة؟ أرجو التفصيل.
الجواب:
إنشاء متحف لمثل هذه الأشياء الأصل فيه الحل، لكن ترك مثل هذا أولى، فالأحسن ترك مثل هذه الأشياء لما فيها من إضاعة الوقت والاشتغال باللهو وغير المهم، وصرف الجهد في غير شيء يعود بفائدة وتضييع الأموال، فإن مثل هذه المحاذير الأحسن ترك مثلها.
تربية الأفاعي في المنزل
السؤال (42630): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم تربية الأفاعي في المنزل؟ وإذا كانت تربيتها جائزة، فما هي الضوابط التي تسمح لنا بتربيتها؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السنة في الأفاعي أن تقتل؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "خمس من الفواسق يقتلن في الحل والحرم..." وذكر منهن الحية أخرجه البخاري (3314) ومسلم (1198)، وتربيتها في البيت خلاف السنة التي أمر بها النبي –صلى الله عليه وسلم-، وعلى هذا لا ينبغي للإنسان أن يربيها، وإن رباها في بيته فإنه يجب عليه أن يحافظ عليها ألا تصيب مسلماً. الله أعلم.
خَلَّف جهاز استقبال الفضائيات(2/142)
السؤال (44188): شخص اشترى جهاز استقبال القنوات الفضائية، واستخدمه استخداماً جيداً من خلال فتح القنوات الهادفة، كقناة المجد وغيرها، وبعد فترة توفي هذا الشخص وقام أحد أولاد هذا الشخص بفتح قنوات سيئة، هل على الشخص المتوفى إثم يلحقه بعد مماته كونه هو الذي اشترى هذا الجهاز؟ مع أن مقصد الوالد سليم واستخدامه سليم، وهل نستطيع قياس هذه المسألة بشخص اشترى أكواباً لشرب الماء لبيته وقام أحد الأبناء بشرب الخمر في أحد الأكواب بعد موت والده، فهل يلحق الإثم بوالده؟ مع العلم أن تربيته لولده تربية صالحة.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا يختلف، فإن كان هذا الوالد قد ركب طبق الاستقبال وفتحه على قنوات أو جعله مفتوحاً على قنوات مباحة وقنوات غير مباحة فإنه يأثم؛ لأن من سن سنة سيئة في الإسلام فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وإن كان هذا الوالد قد ألغى القنوات السيئة، وجعل قنوات مباحة فقط، هذا لعله لا شيء عليه، مع أن الواجب أن يزال هذا الطبق؛ لكي لا يستخدم استخداماً سيئاً، فيلحق الميت شيء من تبعة وزره.
وأما قياس طبق الاستقبال على كوب الماء – كما ذكر السائل- فلا يظهر؛ لأن الكوب الغالب أنه يستخدم استخداماً مباحاً، واستخدامه الاستخدام السيئ هذا غير ظاهر لكونه نادراً، بخلاف مثل هذه الأطباق، فإن الغالب أن الناس يستخدمونها في الأمور السيئة.والله أعلم.
اقتناء المجسمات لغرض فني
السؤال (46335): ما حكم من يقتني المجسمات كالحيوان وغيره بغرض فني بحت؟ ولماذا لم يقم الفاتحون بتحطيم الأصنام المجسدة مثل ما حصل مع الصحابي عمرو بن العاص-رضي الله عنه- في مصر زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- علماً بأنه أخبره عنها فلم يأمر بإزالتها.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فإن المجسمات والتماثيل هذه محرمة شرعاً؛ والدليل على ذلك أمور:(2/143)
أولاً: أن النبي –صلى الله عليه وسلم- بعث بمحق الأوثان.
ثانياً: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- لما فتح مكة كسَّر الأوثان.
ثالثاً: عموم أدلة طمس الصور، وفيه أحاديث كثيرة جداً، منها حديث أبي الهياج أن علياً – رضي الله تعالى عنه- قال: ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلا سويته" رواه مسلم(969)، وقوله: "إلا طمستها" يشمل الصور على جميع أشكالها، وغير ذلك من الأدلة في تحريم الصور كثيرة جداً، وأول ما وقعت فتنة الشرك في العالم بسبب صور التماثيل، وأما قول السائل: لماذا بعض الصحابة – رضي الله عنهم- لم يحطم أو لم يكسِّر بعض الصور؟ فالجواب عن ذلك سهل بأن يقال: تركهم لهذا المنكر له عدة أجوبة:
الأول: أن المصلحة قد تكون في ذلك الزمن ألا يبادوا بالإنكار، وإنما ينتظروا إلى أن تتهيأ الفرصة التي لا تكون أو تنعدم فيها الفتنة، ولهذا النبي – عليه الصلاة والسلام- ترك تغيير الكعبة وقال لعائشة – رضي الله عنها-: "لولا حداثة قومك بالكفر لنقصت البيت، ثم لبنيته على أساس إبراهيم –عليه السلام-..." الحديث رواه البخاري(1585)، ومسلم(1333)، واللفظ للبخاري، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- ترك تغيير الكعبة خشية الفتنة. الثاني: أن فعل الصحابي- رضي الله عنه- لا يعارض المرفوع للنبي – صلى الله عليه وسلم-.
الثالث: قد لا يكونوا اطلعوا عليها أو خفي عليهم أمرها.
الرابع: قد تكون هناك مشقة في تغييرها وإزالتها لا يستطيعون معها القدرة على ذلك. والله أعلم.
التوبة من المال الحرام
السؤال (17145): رجل أمواله من حرام، يملك عقارات ودكاكين، أراد التوبة، فماذا يكون موقفه من هذه الأموال؟.
الجواب:
الأموال هذه لا تخلو من أمرين:
الأمر الأول: أن تكون محرمة لحق الآدميين كأموال غصبها، أو سرقها منهم، فهذه يجب أن يردها عليهم.(2/144)
الأمر الثاني: أن تكون أموال محرمة لحق الله – عز وجل- كالربا، أو الغش، أو نحو ذلك، فهذه إذا كان يعلم بالتحريم فيجب أن يتخلص منها، إذا كان تعامل بهذا العمل، وإذا كان لا يعلم التحريم فهذه حلال إذا تاب.
توحيد الدعاء في رسائل الجوال
السؤال (19013): يقوم بعض الإخوة وخاصة عند النوازل كما هو حادث الآن للعراق بإرسال رسائل عن طريق الجوال يحث بعضهم البعض الآخر على الدعاء للمسلمين، ويحمله أمانة نشرها لغيره من إخوانه، ويكون أحيانا نص الرسالة كما يلي (سنوحد الدعاء على أمريكا هذه الليلة في قيام الليل أرسلها لخمسة آخرين أمانة في عنقك)، فهل من مخالفة شرعية في ذلك؟ أرجو الإفتاء عاجلا وجزاكم الله خيراً، لأن بعض الإخوة يقول إن هذا بدعة وشرك.
الجواب:
أولاً: إرسال مثل هذا للتعاون والتذكير بالدعاء يظهر أنه لا بأس به؛ لأن هذا من التذكير بالدعاء لإخوانه المسلمين، وهو من باب نصرتهم.
لكن المحذور في هذا أن بعض الناس يوقع الآخرين في حرج بأن يقول أسألك بالله أن ترسلها، أو يقول: أمانة أن ترسلها وغير ذلك، فالأحسن إذا ذكر إخوانه بعبادة أو بنحو ذلك، بألا يأتي بمثل هذه الألفاظ.
دعا على نفسه بالموت إن فعل أمراً معيناً
السؤال (35614): السلام عليكم.
ما الحكم فيمن قال (إن شاء الله أموت) لو فعلت كذا وكذا؟ أو قال: فليحصل لي كذا وكذا لو فعلت هذا الأمر، مع العلم أنه يريد العودة إليه، وأنه قال ذلك في لحظة غضب، وهل يعامل معاملة اليمين؟ وجزاكم الله خيراً- .
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولاً: ينهى أن يدعو الإنسان على نفسه؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم-: " لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ " أخرجه مسلم (3014).(2/145)
ثانياً: أن الإنسان إذا دعا على نفسه بذلك، وهو يريد الحث أو المنع، أو التصديق، أو التكذيب، ثم حنث فإنه تلزمه كفارة يمين، - مثلاً- إن قال: إن لم أذهب فعليّ أن أمرض أو أموت، ثم لم يذهب، فعليه كفارة يمين. والله أعلم.
لوحة تتضمن بعض الأذكار
السؤال (37887): أريد تجهيز لوحة مبتكرة تتضمن استغفارات ثم أذكار الصباح والمساء على أن تنشرها إحدى الصحف الكبرى كهدية مجانية، يطلب في هامشها الدعاء للشركات التي أسهمت في إهدائها، مع وضع شعارات هذه الشركات، على أن تكون وطنية، ولا تبيع المحرمات، فهل يجوز لي أكل مال من بيعها مع رجاء أجر الآخرة قياساً على جواز التجارة مع الحج؟ خاصة وأنا أرى أن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكننا بها وضع مليون لوحة أمام خمسة ملايين مسلم أو أكثر في يوم واحد، وأريد أيضاً وضع هذا الدعاء -إن استطعت- ضمنها، اللهم أعنا على جهاد أنفسنا وأعدائنا، فما قول فضيلتكم؟ بارك الله فيكم.
الجواب:
هذا الأمر الظاهر أنه لا يجوز؛ لعدة أمور:
الأمر الأول: ابتذال الأذكار والأدعية المشروعة في مثل هذه الأعمال.
الأمر الثاني: أن هذا من إرادة الدنيا بأعمال الآخرة.
الأمر الثالث: ترويج مثل هذه الصحيفة.
الأمر الرابع: قد تكون الشركات هذه مثل هذه الصحيفة. والله أعلم.
(والله سوف أقتلك)
السؤال (48242): السلام عليكم.
فيما كنت أعمل على جهاز الحاسوب قمت بحفظ بعض التغيرات، وكان صديقي يقف بجانبي، وعندما حاولت العودة لهذا الملف فيما بعد وجدت أن المعلومات التي حفظتها غير موجودة، فقال لي صديقي أن أحاول مرة أخرى للبحث عنها، فقلت له بالحرف الواحد (والله سوف أقتلك) إذا لم أجدها، وعندما بحثت فلم أجدها، وطبعاً لن أقتل صديقي، هذا أمر طبيعي، ولكن الكلمة خرجت من فمي .فهل يجب علي الكفارة في هذه الحالة؟ أعني كفارة اليمين.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/146)
أما هذه الكلمة فإنها محرمة ولا تجوز ويجب على صاحبها أن يتوب لما في ذلك من ترويع المسلم؛ والنبي – عليه الصلاة والسلام نهى عن ذلك أخرجه أبو داود (5004)، وأيضاً لما في ذلك من اليمين على أمر محرم، فإن قتل المسلم أو قَتل النفس المعصومة محرم؛ لقول الله – عز وجل-: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً" [النساء:29]، وقوله: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق" [الأنعام:151]، وغير ذلك من الآيات.
وأما بالنسبة للكفارة فيظهر والله أعلم أنه لا كفارة عليه؛ لأنه لم يعقد قلبه على قتله وإنما أراد بذلك تهديده وإخافته، ونحو ذلك، فتكون من لغو اليمين. والله أعلم.
تمنى الموت لولده قبل موته بيوم
السؤال (48044): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مات لي طفل قبل أسبوع فجأة وهو نائم على فراشه، وقد كان يعاني من عدة أمراض منها الصرع وليونة العظام، وتأخر الكلام وغيرها من الأمراض التي لم تكن من النوع الذي يهدد الحياة كما يقولون، أنا والحمد لله مؤمن بالله وقضائه وقدره، وأدعو الله أن يكون فرطا وذخرا لي ولأمه، ولكن ما يؤرقني ويجعلني أحس بالذنب هو أنني قبل يوم من موته، وعندما رأيته يعاني من عدة نوبات صرع في وقت قصير قلت لزوجتي والله لو ذهب إلي جوار ربه كان خيراً له من هذه المعاناة، بالرغم من علمي التام بأنني سأحزن أشد الحزن لفراقه؛ لحبي الشديد له، وإنما قلت ما قلته رحمة به وشاء الله أن يقبض روحه، وعندها قالت لي زوجتي: هذا نتيجة دعائك، فقلت لها استغفري الله، وذكرتها بأن ما قالته هو من الشيطان، ولكن ظل هنالك سؤال يؤرقني، وهو: هل كلامي الذي قلته عن ابني قبل يوم من موته يعتبر دعاءً عليه أم دعاء له؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الكلام لا يعتبر دعاء عليه، وإنما هو شفقة وترحم عليه، ولا عليك – إن شاء الله-.(2/147)
هل تكفي التوبة من تعذيب الحيوان؟
السؤال (42883): السلام عليكم.
سؤالي عن تعذيب الحيوانات، فكما أعرف أن الحقوق بين العبد وخالقه تغفر بالتوبة، ولكن الحقوق بين العبد والعبد لابد لها من التوبة، مع ترجيع الحقوق إلى أصحابها، فماذا عن تعذيب الحيوانات، مثلا يضرب الحيوان لسبب ما أكثر من مرة، فكيف يستغفر الإنسان؟ وهل تكفي التوبة؟ أم أن هذه الحيوانات سوف تنتقم ممن آذاها يوم القيامة؟ وبهذا لا يكون لتعذيبها كفارة، وهل من فعل هذا وتاب يكون مثله مثل التي دخلت النار بسبب قطة؟. أرجو أن تردوا علي الرد الشافي، وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تعذيب الحيوان هذا محرم ولا يجوز؛ ويدل له قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "دخلت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض" رواه البخاري(2365)، ومسلم(2242) من حديث عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-، وعن شداد بن أوس – رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عله وسلم- قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"رواه مسلم(1955)، وتعذيبها من حقوق الله – عز وجل- فإن تاب الإنسان وأناب فإن الله –عز وجل- يتوب عليه ويبدل سيئاته حسنات، وإن مات على ذلك ولم يتب إلى الله – عز وجل-، فإن الله – عز وجل- هو الذي يعاقبه يوم القيامة أو يعفو عنه، فهو تحت مشيئة الله؛ لأن هذا حق من حقوق الله. والله أعلم.
الزنى مع أم الزوجة
السؤال (29263): أود أن أسأل فضيلة الشيخ: هل الزنا مع أم الزوجة (قبل وبعد الزواج) يحرم العلاقة مع الزوجة؟ علماً بأننا (أنا وزوجتي نعيش الآن خارج البلاد وعندنا أولاد). جزاكم الله خيراً. والسلام عليكم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:(2/148)
الزنا بأم الزوجة الصواب من أقوال أهل العلم أنه لا يحرم الزوجة فالسفاح ليس كالنكاح، والحرام لا يحرم الحلال، هذا هو الصواب في هذه المسألة فما دام أن الشخص تاب وأناب إلى الله – عز وجل- وتزوج بابنة هذه المرأة فزواجه صحيح ولا شيء عليه.
القتل الخطأ
السؤال (47285): الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
سؤالي: هل إذا وقع من بنائي حجر على رأس أحدهم يعد قتل خطأ؟ وأعطوني أمثلة على القتل الخطأ. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
هذا يعتبر من قتل الخطأ، إذا وقع على رأس أحد الأبناء من الآخر هذا يعتبر من قتل الخطأ، وهذا إذا لم يتعمد ضربه، أما إذا تعمد ضربه بما يقتل غالباً وكان بالغاً فإنه يكون قتل عمد، يعني قد يكون قتل خطأ وقد يكون شبه عمد، وقد يكون عمداً، فإذا كان الضارب مكلفاً وضربه بما لا يقتل غالباً فهذا شبه عمد، وإذا كان غير مكلف فهو خطأ، فالعلماء يقولون: عمد الصبي والمجنون خطأ. والله أعلم.
دعس هندوسياً ومات
السؤال (49386): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أسأل عن حكم من دعس (هندياً هندوسياً) ومات، والخطأ نسبة خمسين في المائة علي، وخمسين عليه سؤالي، هل يجب علي صيام شهرين لأني سألت شيخاً قال ما عليك شيء، والقاضي في المحكمة يقول عليك صيام شهرين، وأنا محتار أصوم أم لا؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/149)
الكفارة تجب بقتل النفس حتى ولو كانت كافرة إذا باشر قتلها أو تسبب في ذلك، وسواء استقل بالقتل أو شارك فيه، ولو جزءاً يسيراً، فلو شارك في القتل خطأ أو شبه عمد ولو واحد في المائة، فإنه تجب عليه الكفارة، وهي إعتاق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين بنص القرآن في قول الله –عز وجل- في سورة النساء: "فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين.." [النساء:92] والله أعلم.
طلب العلم وقرض الشعر
السؤال (35509): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
أنا شاب ملتزم ولله الحمد، ولي جدولي في حفظ القرآن الكريم، وكذلك طلب العلم ولا أزكي نفسي، ولكن لدي موهبة قرض الشعر الشعبي بالذات، وأجد في نفسي منه الشيء الكثير، خصوصاً ما يؤدى منه بالأصوات، وأحس أنني أستطيع أن أخدم ديني بنظم القصائد التي تعالج الكثير من القضايا الدينية والاجتماعية، وكذلك التسلي به في بعض الجلسات في حدود المباح مع بعض الأصدقاء، ولكن ينتابني بعض الأحيان شعور بأن ما أفعله وأقوله لا يليق بطالب علم وإنسان ملتزم، فأحجم عنه خصوصاً أنني لي مشاركتي الدعوية، وأخطب الناس، ولي طموح أكبر من ذلك، المهم أنني محتار في هذا الأمر؟ أرجو إرشادي. ولكم جزيل الشكر.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نصيحتي لهذا الأخ أن ينظم الشعر على مقتضى اللغة العربية، فإن في هذا تمسكاً بلغة القرآن، وحثاً عليها، فإن هذا القرآن الذي هو كلام الله، إنما نزل بلغة العرب كما قال سبحانه وتعالى: "بلسان عربي مبين" [الشعراء:195]، وأمّا الإعراض عن لغة العرب، فهذا يتضمن محاذير كثيرة ليس هذا مكان سردها.(2/150)
فأقول على أخي أن ينظم الشعر على مقتضى العربية وتفعيلات الشعر المعروفة عند العروضيين، فهذا فيه الخير والبركة، والشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح، فما كان في الحث على الدعوة إلى الله –عز وجل- وتعلم العلم والجهاد والرد على المشركين وغير ذلك، فهذا من الجهاد في سبيل الله؛ لأن الجهاد قد يكون بالمال، وقد يكون بالبدن، وقد يكون بالقول، والنبي – عليه الصلاة والسلام- قال لحسان بن ثابت – رضي الله عنه-: "اهجهم وجبريل معك" أخرجه البخاري (3213) ومسلم (2486)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وكان حسان- رضي الله عنه- يشعر في المسجد بحضرة النبي – صلى الله عليه وسلم- أخرجه البخاري (3212) ومسلم (2485).
حدود كتم العلم
السؤال (36452): أريد أن أعلم جزاكم الله خيراً في الدنيا والآخرة: هل لابد أن أنشر أي معلومة عرفتها؟ هل أدور على الناس أنشرها، ومنهم من يرفض قبول أحد يعلمه وهو لا يعلم أني لا أريد ذلك، ولكني سمعت حديثاً معناه من خبأ علماً لجمه الله بلجام من نار يوم القيامة، وهل هذا ينطبق علي مثلاً؟ إعداد للامتحان أو رسالة دكتوراه، ووجدت معلومات تجعلني مميزاً، والأول عليهم: هل لو سألني أحد يجب أن أقول له عنها، ولا أعتبر كاتمة للعلم، وهذا مجهودي أنا لا أنكر أن الله هو الذي رزقني إياه، ولكنه تصعب على نفسي، وهل لو صاحب صنعة مثلا محل أكل له أسرار هي معلومات أيضاً تجعل الناس يتوافدون عليه لجودة أكله هل يعطيها لمن لا يدخل محله أحد لأجل ألاّ يكون كاتماً للعلم، ويلجم بلجام من نار فإنه لو عرف هذه الأسرار-المعلومات- لكان من اليوم الثاني متفوقاً عليه، ما هو العلم الذي إذا كتمه صاحبه لجم بلجام من نار يوم القيامة؟ وما رأي فضيلتكم في المواقف التي عرضتها؟.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
العلم الذي ورد التهديد والتغليظ على كتمه هو العلم الشرعي، علم القرآن والسنة. والله أعلم.(2/151)
السفر لطلب العلم من غير إذن الوالدين
السؤال (45603): هل يجوز السفر إلى طلب العلم بدون رضا الوالدين؟
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السفر لطلب العلم أمر مستحب، ورضا الوالدين أمر واجب، فيقدم الواجب على المستحب، لكن إذا كان في السفر لطلب العلم مصلحة للولد، ولا مضرة على الوالد فيستأذن الوالد، فإن رضي فالحمد لله، وإذا لم يرض، فما دام أن هناك مصلحة للولد وعدم مضرة على الوالد يظهر أن هذا لا يعتبر من العقوق. والله أعلم.
هل الفخذ عورة؟
السؤال (24741): السلام عليكم.
أحد الإخوة يقول: إنه لا بأس بالجلوس بالبنطال القصير، وإظهار الفخذين حتى أمام النساء (مثل أخوات زوجته وأقاربه الأكثر قربة) وتبريره لذلك أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك أمام أبي بكر وعمر بن الخطاب –رضي الله عنهما-، وأيضاً انكشاف فخذ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهو يحفر الخندق قبل غزوة الخندق، والأسوأ من ذلك من يرى جواز الصلاة والفخذين مكشوفين، أرجو تبيين حكم ذلك مع الأدلة لإقناعهم بعدم جواز فعلهم، أما إذا كان جائزاً فأرجو تقديم الدليل عليه.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/152)
الفخذ عورة، ويدل على ذلك حديث جرهد ومحمد بن جحش وابن عباس – رضي الله عنهم - :"الفخذ عورة" انظر مسند أحمد (2493، 15926، 22494) وسنن أبي داود (4014) وجامع الترمذي (2796)، وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:"ما تحت السرة إلى الركبة من العورة" أخرجه أحمد (6756) وأبو داود (496)، والدار قطني (1/230). فهذه تدل على أن الفخذ عورة، وأما بالنسبة لما حصل من انكشاف فخذ النبي –عليه الصلاة والسلام-فيجاب عنه من وجوه: أولاً: أنه عارض وليس دائماً، وثانياً: أن الذي انكشف هو أوائل الفخذ يعني الركبة، وما بعد الركبة من أوائلها، وثالثاً: فإن العلماء حملوا هذا الانكشاف بالنسبة للشيخ الكبير الذي لا يتعلق بانكشاف فخذه فتنة، فهذه ثلاثة أجوبة عن هذا الحديث.
ما يؤخذ من شعر الشارب
السؤال (30457): جرى خلاف فقهي بين بعض الإخوة حول السنة في بعض سنن الفطرة، ومنها قص الشارب، ووجود أحاديث تحث على حف الشارب، ووجود أحاديث أخرى تحث على الجز وكانت النتيجة أنهم لم يتفقوا على شيء محدد، وقلنا فيما بيننا نحكم موقع الإسلام اليوم، وها نحن نحيل السؤال لكم للإجابة، بارك الله بكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين، نرجو الإجابة بالتفصيل مع الأدلة.
الجواب:
هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم – رحمهم الله – أيهما أفضل قص الشارب؟ أو حف الشارب؟ وكلاهما وردت السنة به، وفي حديث الصحيحين: "خمس من الفطرة" وذكر منها قص الشارب. صحيح البخاري (5889) وصحيح مسلم (257)، وفي الصحيحين أيضاً أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:"وأحفوا الشوارب" صحيح البخاري (5892) وصحيح مسلم (259). فاختلف أهل العلم أيهما أفضل القص أو الحف، وقد تكلم على هذه المسألة جمع من أهل العلم، وممن تكلم عليها ابن القيم - رحمه الله– في كتابه زاد المعاد، والأقرب في هذه المسألة أن الأفضل هو حف الشارب لأن الحف يشمل القص فيكون الإنسان أتى بمجموع السنة.
لبس الرجال للأحمر(2/153)
السؤال (32233): ما حكم لبس الأحمر للرجال؟.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لبس الأحمر للرجال مما اختلف فيه أهل العلم – رحمهم الله- فمنهم من كرهه، ومنهم من حرمه، وابن القيم – رحمه الله- ذهب إلى أن ما ورد من لبس النبي – صلى الله عليه وسلم- للأحمر أنه ليس أحمر خالصاً،وإنما هو معلَّم بالحمرة، أو هو أحمر معلَّم لما ورد من لبس النبي – صلى الله عليه وسلم- الحلة الحمراء وأنها ليست حمراء خالصة إنما هي حلة معلمةانظر صحيح البخاري (3551) وصحيح مسلم (2337)، فالذين قالوا بالكراهة استدلوا بأن النبي –صلى الله عليه وسلم- لبس حلة حمراء، وأيضاً بحديث أبي جحيفة قال " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ وَهُوَ بِالْأَبْطَحِ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ قَالَ فَخَرَجَ بِلَالٌ بِوَضُوئِهِ فَمِنْ نَائِلٍ وَنَاضِحٍ قَالَ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ..." أخرجه البخاري (376) ومسلم (503)، والذين قالوا بهذا جمعوا بين هذا وما ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- من النهي عن لبس المعصفر أخرجه مسلم (2078)، فإن الأحمر أبلغ حمرة من المعصفر، فقالوا يجمع بين هذه الأحاديث والنهي عن لبس المعصفر في حديث عبد الله بن عمرو – رضي الله تعالى عنهما أخرجه مسلم (2077)- بأن يقال بالكراهة، وابن القيم – رحمه الله – كما أسلفت قال إنه يجمع بينهما أن الذي ورد النهي عنه هو الحرمة الخالصة، وأما الحمرة المعلمة التي ليست خالصة فلا بأس بها.(2/154)
الخلاصة: أن الحمرة المعلمة التي ليست خالصة لا بأس بها، وأما الحمرة الخالصة سواء كانت في اللباس أو في المراكب التي يجلس عليها فإن النبي- صلى الله عليه وسلم- نهى عن الجلوس على المياثر الحمر أخرجه البخاري (5838) ومسلم (2066)، فقالوا: بأن هذه محمولة على الشيء الخالص، فإذا كان خالصاً فإنه ينهى عنه وهذا النهي يظهر- والله أعلم- أنه للكراهة وليس للتحريم.
قلم الفضة
السؤال: لقد أهدي إلي عند نجاحي في الثانوية في هذا الصيف قلم ثمين و وجدت أنه مكتوب عليه أن الفضة تدخل في صنعه فهل يجوز وضعه في الجيب؟
الجواب:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فاستعمال الذهب و الفضة لا يخلوا من أمور ثلاثة:
الأول: استعمال الذهب و الفضة في الأكل و الشرب فهذا محرم لحديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تلبسوا الحرير ولا الديباج و لا تشربوا في آنية الذهب و الفضة،و لا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا و لكم في الآخرة". رواه البخاري (5426) ومسلم (2067).
الثاني : استعمال الذهب والفضة في اللبس والتحلي، وهذا له أحكام خاصة تتعلق بالرجل والمرأة .
الثالث: استعمال الذهب والفضة فيما عدا القسمين السابقين كاستعمالهما في الكتابة،أو الطهارة كأن يتوضأ من إناء ذهب أو فضة أو يكتب بقلم ذهب أو تستعمل لحفظ الأشياء ونحو ذلك فهذا جائز في أظهر قولي العلماء، لحديث حذيفة المتقدم، فتخصص النبي صلى الله عليه وسلم الأكل و الشرب دليل عل أن ماعداهما جائز ولوروده عن أم سلمة رضي الله عنها. رواه البخاري (5634). وبالله التوفيق.
تحديد الشعر الذي عند الأذن
السؤال (32517): ما حكم تحديد الشعر أو ما يسمى بتحديد (الزلف)؟ وهو الشعر الذي يكون عند الأذن؛ لأنه بعد فترة من حلق الشعر يكثر ويكون المظهر غير لائق. فما الحكم؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:(2/155)
تحديد الشعر الذي يكون عند الأذن يظهر أنه لا بأس به ما دام أنه لا يتضمن محذوراً شرعياً من قص اللحية أو التشبه باليهود، أو النصارى، أو غير ذلك من المحاذير الشرعية. والله أعلم.
الكحل..استعماله..مصدره
السؤال (11237): السلام عليكم.
ما هو حكم الكحل الذي يوضع على العين؟ هل استعماله سنة؟ وما هو مصدره؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الكحل للمرأة فإنه مستحب لها؛ لأنه أخذ الزينة، والزينة المرأة مأمورة بها من معاشرة الزوج بالمعروف، والله – عز وجل- يقول: "وعاشروهن بالمعروف" [النساء:19]، وكذا أيضاً إن كانت المرأة غير متزوجة فيستحب لها ذلك؛ لأنه من الزينة المرغب فيها، والله – عز وجل- ذكر عن المرأة فقال: "أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين" [الزخرف:18]، وفي الحديث أيضاً أن النبي –عليه الصلاة والسلام- أمر المرأة بالخضاب أخرجه أحمد (16650)، وفي حديث أم عطية – رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- نهى الحادة عن الاكتحال أخرجه البخاري (313) ومسلم (938)، فدل ذلك على أنه من خصال المرأة.
القسم الثاني: بالنسبة للرجل فهذا موضع خلاف بين أهل العلم، منهم من استحبه مطلقاً ومنهم من فرق بين الرجل الكبير الذي لا يخشى الافتتان به، وبين الشاب الذي يخشى الافتتان به، فرخص فيه للكبير أو قال باستحبابه دون من يخشى عليه الفتنة، فإنه لا يستحب له، أو ينهى عنه إن كان يخشى الفتنة، والأصل في ذلك أن النبي – عليه الصلاة والسلام- ورد عنه الاكتحال انظر ما ورد عند أحمد (3318) وابن ماجه (3499) والترمذي (1757). والله أعلم.
هل يأخذ حقه بالكذب؟
السؤال (46348): بسم الله الرحمن الرحيم.(2/156)
أرجو إفادتي بالحكم الشرعي، حيث إنني اتفقت أنا وشخص على دفع مبلغ من المال مقابل سلعة (ذهب)، وبعد أن دفعت المبلغ أنكر علي المبلغ، حاولت معه بكل الطرق لاسترداد المبلغ ولكن دون جدوى، أخيراً ذهبت لمحام وشرحت مشكلتي له، فقال لي المحامي: أحاول استرجاع المبلغ لك، ولكن يجب أن تقول: إني دفعت المبلغ مقابل أرض أو سيارة، هل يجوز؟ وإذا حلفت يمينًا هل أحاسب؟ مع العلم لم يبق لي طريقة ألجأ لها بعد الله إلا هذا الحل . أرجو توجيهي. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: يجب على – السائل- أن يستنفذ حقه بطرقه المشروعة؛ وذلك بالرفع للجهات الشرعية والأمنية التي تتمكن من استنفاذ حقه، فإن لم يتمكن من ذلك إلا بالكذب وكان يعلم تمام العلم حقيقة، فإن هذا جائز، وأنصحه إذا تمكن من أن يُورِّي – فهذا هو المطلوب- بحيث يبطن خلاف ما يظهر ويحلف على هذا، والكذب جائز عند الضرورة. والله أعلم.
معالجة الحيوان بالخمر
السؤال (25208): بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فبما أنه لا يتوفر لدينا جهاز يعمل بالعربية إلا في أوقات نادرة فلذا سنضطر إلى حشد أسئلة في وقت واحد، فاعذرنا في ذلك، وتفضلوا مأجورين بالإجابة عليها، وهذه الأسئلة قادمة من إحدى جمهوريات روسيا. نرجو الإجابة على أسئلتنا: هل يجوز سقي الحيوان خمرا لعلاجه به؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
سقي الحيوان خمراً للعلاج لا بأس به إن شاء الله، لأن أكل البهيمة للنجاسة إذا قلنا بنجاسة الخمر لا يحرمها، بل إن البهيمة مباحة ما لم يظهر أثر النجاسة عليها، مع أن القول الصواب من أقوال أهل العلم – رحمهم الله – أن الخمر ليست نجسة، فحينئذ إذا كانت هناك حاجة ومصلحة فلا بأس إن شاء الله.
أدوية لخفض حدة الشهوة
السؤال (46422): السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(2/157)
هل يجوز تناول أدوية لخفض حدة الشهوة أو لمنع تكون الخلايا المنوية في حالة عدم تأثير الصيام أو الرياضة على هذه الشهوة؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تخفيض الشهوة الأصل فيه الجواز؛ ويدل لذلك قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أخرجه البخاري (1905) ومسلم (1400)، والوجاء هو: رض البيضتين في الخصيتين، ولا شك أن رضهما يكسر الشهوة، فالنبي – عليه الصلاة والسلام- جعل الصوم بمنزلة الوجاء. فإرشاد النبي – عليه الصلاة والسلام- للصوم دليل على أنه لا بأس للإنسان أن يأخذ ما يخفف شهوته، لكن لا بد من تقييد ذلك بأمرين:
الأمر الأول: استشارة الطبيب المختص؛ لئلا يتضمن ذلك ضرراً.
الأمر الثاني: أن يكون ذلك لفترة مؤقتة ليس على سبيل الدوام. والله أعلم.
الفهرس
الموضوع ... الصفحة
تابع المعاملات
حكم شراء الشهادة الجامعية ................. ... 4
كسب مبلغاً من السرقة ...................... ... 4
بيع الرقم العسكري .......................... ... 5
التعاقد على راتب ونسبة من الربح............ ... 6
يماطل في المرتبات للحصول على طلبات.......... ... 6
سرق ميراث إخوته .......................... ... 7
الخصم مقابل التأخر في التسليم ............... ... 8
توفير تعويض التأمين ......................... ... 9
شرط جزائي مقابل المماطلة بالدين............. ... 10
استخلاص الحق بعوض ....................... ... 11
ملكه الأرض للحصول على قرض ............ ... 12
شرط براءة السلعة من كل عيب.............. ... 12
هل يبرأ البائع من العيوب التي بالسلعة؟........ ... 13
إنشاء برنامج محاسبي لمن يبيع الخمور........... ... 14
محل يبيع الألعاب المجسمة ..................... ... 14
هل لأمي الحق في تلك الهبة؟.................. ... 15(2/158)
هل يسدد القرض الربوي عن أبيه المتوفى؟...... ... 16
الشركة باعت الأرض لاثنين وباعها أحدهما الثالث ... 17
تأجير المحل المستأجر .......................... ... 19
أقرضه مبلغاً بصابون ......................... ... 20
البرمجة للفنادق التي تبيع الخمور .............. ... 20
باعوا تركة أخيها دون استشارتها ............. ... 22
موظف أمن متطوع في مسجد ................ ... 23
شرط المضارب لرب العمل نسبة ............. ... 23
ما يستفاد جراء السحب على الحساب ....... ... 24
فصلوه وعنده ولهم مال ...................... ... 25
منح حين غير جهة التزكية ................... ... 26
نسبة من الإيراد للساعي ..................... ... 27
فصل عداد السيارة .......................... ... 28
هل له الخصم دون علم الشركة؟.............. ... 28
هل تسليم المبلغ عن مستحقاته؟ .............. ... 30
يتملكون بعضاً من عينات الفحص ............ ... 31
السلم.. وبيع ما لا يملك ..................... ... 32
يستورد بموجب اعتماد مستندي .............. ... 33
العمل في شركة تعرض المعتقدات الفرعونية.... ... 34
هل هو حق للآباء أم للشركة؟ ............... ... 35
هل هو آثم بوجود الدش على سطحه؟......... ... 36
غرامات شركة الكهرباء ..................... ... 37
باعوا بزيادة من غير علم البائع ............... ... 38
يضيفون أموالاً بعد التأخير ................... ... 39
مبلغ عن طريق اليانصيب ..................... ... 40
هل تقرض زميلتها؟........................... ... 41
يعمل في البنك في دائرة المعلوماتية ............ ... 42
هل يعفى المحامي عن الشركة من المحاسبة....... ... 43
دفع مبلغ للمناقلة ............................ ... 44
عمولة عند شراء النظارة ..................... ... 45
هل يقترض من البنك أو من تاجر المخدرات؟ ... 47(2/159)
تجارة أعشاش الطيور ......................... ... 48
يعمل في بنك ربوي فماذا يفعل؟ .............. ... 49
التورق والشراء من أجل البيع ................ ... 51
الغبن في البيع ................................ ... 52
بطاقة تحصل بموجبها على كوبونات ........... ... 52
يكتب عقود الرشوة ......................... ... 53
يعمل في شركة تتعامل مع البنوك الربوية ...... ... 55
شركات عقارية تبيع محلات تجارية ............ ... 56
بيع التمر قبل اكتمال نضجه ................. ... 57
بيع التمر قبل نضجه ......................... ... 58
جزء من الرواتب لصندوق العاملين ........... ... 58
الدخول في سحب مسابقة سيارة ............. ... 60
هل يغرم أجير النقل تلف المنقول؟ ............ ... 60
أحيا أرضاً وملكها من غير صك .............. ... 61
استدانت من امرأة ثم علمت بوفاتها ........... ... 62
العمل في مدينة شرم الشيخ ................... ... 63
غش في الامتحانات فهل راتبه حلال؟ ......... ... 64
وقف من لم يكن يصلي أو يصوم .............. ... 65
اشتراط رد قيمة الدين ....................... ... 66
التأجير المنتهي بالتمليك ...................... ... 68
بيع الرطب بالتمر ............................ ... 69
التأجير لمن سيبيع المحرمات .................... ... 70
التورق في الأسواق العالمية .................... ... 71
هل هذا من الاحتكار؟ ....................... ... 72
هل تخول له صلاحياته الاستفادة من القطع؟ ... ... 72
قام شريكه بوضع دش في المحل ................ ... 73
بيع التصريف ................................ ... 74
إعطاء جوائز مسابقات غير علمية............. ... 75
هل لهم المتاجرة في مكان عام؟ ................ ... 76
هل يعفيه شطب الشركة للدين؟ .............. ... 77
تعريف السلم ................................ ... 78(2/160)
بيع الأراضي من غير صكوك ................. ... 79
الفرق بين الربا والمال المسروق ............... ... 80
المتاجرة بالمال المؤمّن .......................... ... 81
شراء شهادة الخبرة ........................... ... 82
شفاعة صاحب المنصب ...................... ... 83
السلّم من غير تحديد قيمة المثمن .............. ... 84
دفع متبقي الأقساط دفعة واحدة .............. ... 85
هل هذه عمولة مقابل السمسرة؟ ............. ... 86
يقرضهم على نضج زرعهم ................... ... 87
الاقتراض الربوي بنية عدم تسديد الفوائد...... ... 88
استخراج رخصة تجارية باسم الغير ............ ... 89
عمولة الوكيل بين البائع والمشتري ............ ... 91
التفاوت في الربح بين رب المال والمضارب .... ... 92
بيع أوامر المنح ............................... ... 93
الوالد يوقف جميع أملاكه ..................... ... 94
شبهة جريان الربا في العملات الورقية!......... ... 95
العمل في تحصيل ضريبة الدخل ............... ... 97
هل يعد هذا تمليكاً؟ .......................... ... 97
نظام التأجير للتملك ......................... ... 99
قرض وعقد إيجار ............................ ... 100
وكيل في تجارة الفنادق ....................... ... 100
هل هذا استغلال أم تجارة؟ ................... ... 101
إعطاء الشيك مقابل ضمان التسديد .......... ... 102
هل تعم أحكام الشريك بقية الشركاء؟........ ... 103
تأجير المحل دون إخبار مالكه .................. ... 104
أخذ الأجرة على الحجامة .................... ... 105
تحويل المسجد لمركز لتحفيظ القرآن الكريم.... ... 107
بيع الاسم التجاري .......................... ... 108
شراء أسطوانة وأخذ مكافآت ................ ... 109
هل يقترض ربا لدفع مفسدة؟................. ... 109
فقه الأسرة وقضايا المرأة(2/161)
أثر الاستخارة ............................... ... 111
بر الوالدين بتسمية الأحفاد عليهما ........... ... 112
إنفاق الفتاة على أهلها ....................... ... 112
متى تتحفظ الأم من ولدها في ملبسها؟......... ... 114
ما يجوز نظره من زوجة الأب ................. ... 114
التعدد والاندفاع وراء الشهوة ................ ... 115
كشف الطبيب على المرأة ..................... ... 116
نظر المرأة للرجال ............................ ... 116
لبس المرأة الجنز واللباس الضيق عند أطفالها..... ... 117
توفير المرأة من المصروف الذي يدفعه زوجها ... ... 118
اشتراط إذن الزوج للخروج .................. ... 119
ضوابط خروج المرأة من بيتها ................. ... 120
الشك في عدد الطلقات ....................... ... 121
صفات المحرم ................................. ... 121
أثاث البيت من حق من؟ ...................... ... 122
استرداد ما أعطي المطلقة قبل الدخول ......... ... 123
لا يريد الإنجاب فهل ترفض المعاشرة؟ .......... ... 124
حقوق زوجة الأب ........................... ... 125
أرضعته ثلاث نساء تحت رجل واحد .......... ... 125
حلف بالطلاق أكثر من مرة .................. ... 126
المدة المباحة لهجر الزوجة ..................... ... 127
زوجت ابنتيها بأخوين وتريد طلاقهما.......... ... 128
الإيلاء والظهار والقذف بالكناية .............. ... 129
قائمة عفش الزوجية بعد وفاة الزوجين ........ ... 130
العدل بين الزوجات .......................... ... 130
ضابط في الجمع بين القريبتين ................. ... 132
هل يدلك الطبيب جسم المرأة للأشعة ......... ... 132
طلق ثم حاضت .............................. ... 133
تزوجا في الكفر ثم أسلما ..................... ... 134
زواج من غير ولي ............................ ... 135(2/162)
عدد عليها فساءت العلاقة بينهما ............. ... 136
هل تشرك الورثة في الأرض؟ ................. ... 137
(تزوجني فلاناً) لزوجته ....................... ... 138
اشترك مع ابنه فنازعه ........................ ... 139
خطب على خطبة أخيه وتزوج ............... ... 140
اختلى بمطلقته قبل الدخول ................... ... 141
رفضت التعدد فرفض الطلاق ................ ... 142
ماذا يفعل في مؤخر الصداق؟ ................. ... 143
هل يجوز لها الزواج الصوري؟................. ... 144
علق طلاقها بالثلاث ......................... ... 144
كتابة شقة لابنتهم الوحيدة ................... ... 145
زواج المسلم الأعجمي من المسلمة العربية..... ... 146
يأمر زوجته بالاستدانة له ..................... ... 147
هل يتكرر عقاب الزوجة؟ .................... ... 149
جامعها من غير قصد الإرجاع ................ ... 149
اعتبار النسب في الزواج ..................... ... 150
سباحة المسلمة مع الكافرات ................. ... 152
حلف بالطلاق ألا تزور أختها ................ ... 154
عدم إنفاق الزوج على زوجته ................ ... 155
الكفاءة في الزواج ........................... ... 156
الكفاءة في الزواج ........................... ... 157
انتشار الحرمة بالرضاعة ...................... ... 159
هل يجب عليها برور أبيها؟ ................... ... 159
تزوج نصرانية قبل انقضاء عدتها............... ... 161
تزوجها عرفاً وطلقها ثلاثاً فهل له أن يتزوجها؟ ... 161
علق الوطء في الدبر بالظهار ................... ... 163
الصداق وشروط النكاح ...................... ... 164
ادخر منيه لإنجاب أولاد بعد مماته .............. ... 165
الزواج بامرأة تتنازل عن النفقة والسكن ....... ... 166
النشوز.. ومبيت المرأة خارج بيت زوجها...... ... 168(2/163)
يعضل بناته الأربع ........................... ... 169
هل له الحق في أخذ شيء من صداقها؟......... ... 170
زواج عاقده يكتب التمائم ................... ... 171
الزواج من الثانية رغم معارضة الوالدين ...... ... 171
تفاوت العدد ................................ ... 172
تزوجت رجلاً كافراً صورياً .................. ... 173
تحريم زيارة الأخوات ......................... ... 173
هل يلزم العدل بين الزوجات في نفقات السفر وتوابعه؟ .................................... ... 174
هل للزوجة الخروج وحدها؟ ................. ... 176
عدة المطلقة الحامل إذا أسقطت ............... ... 177
الزواج العرفي ................................ ... 178
صندوق خيري للأسرة ....................... ... 179
المواريث
هل يرث الأحفاد من جدهم لأم؟ ............. ... 181
إرث المسلمة من المسيحي .................... ... 182
منعوه من نصيبه في الميراث ................... ... 182
في طفولته سرق من عم والده ................ ... 183
أصول الفقه
قتل الساحر ................................. ... 184
حكم تسمية المدينة بالمدينة المنورة ............. ... 184
رخص السفر في النزهة .................... ... 185
الاقتصار على صفة الوضوء في القرآن ........ ... 185
هل يجاري الأمور مع معارضتها للدين؟........ ... 187
كيف نختار من أقوال العلماء؟ ................ ... 188
الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم ............ ... 189
ما علاقة الرقم (7) بأمور الدنيا؟ ............. ... 190
احترنا بين أقوال العلماء! ..................... ... 191
هل أخذ أهل السنة من الأئمة الأربعة؟......... ... 193
الترحم على والده التارك للصلاة ............. ... 193
كتاب المجموع للإمام النووي ................. ... 194
(ما عمت به البلوى) ......................... ... 195(2/164)
مؤلفات أبي حنيفة ............................ ... 196
هل تقدر دية القتيل بالذهب؟ ................. ... 197
الحر والعبد أمام الأحكام الشرعية ............ ... 198
الدعوة الإسلامية
السكوت على صالون حلاقة بالبيت رغم الالتزام ... 200
ركوب طائرة تقدم الخمور ................... ... 201
السفر في الطائرات التي تقدم عليها خمور....... ... 201
بيع العقارات في بلاد المسلمين للكفار ......... ... 202
حضور زفاف به منكر ........................ ... 203
الآداب والسلوك والتربية
حقوق المسلم على أخيه ...................... ... 205
تسمية المحل (الصادق الأمين) ................. ... 205
التصافح باليدين ............................. ... 206
هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم ....................... ... 207
الخصاء لبعض الحيوانات ..................... ... 208
(أنت أبدع من يقرأ ما تحت الجلد)............ ... 208
حرق الحشرات والحيوانات .................. ... 209
حكم التصفير ................................ ... 210
وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل
وضع القنوات الفضائية في الشقق المفروشة..... ... 212
قصص الأطفال المصورة ...................... ... 213
متحف به حيوانات منقرضة .................. ... 214
تربية الأفاعي في المنزل ..................... ... 214
خلَّف جهاز استقبال الفضائيات .............. ... 215
اقتناء المجسمات لغرض فني ................... ... 216
المواعظ والرقائق والأذكار
التوبة من المال الحرام ......................... ... 218
توحيد الدعاء في رسائل الجوال ............... ... 218
دعا على نفسه بالموت إن فعل أمراً معيناً ...... ... 219
لوحة تتضمن بعض الأذكار .................. ... 220
(والله سوف أقتلك) .......................... ... 221(2/165)
تمنى الموت لولده قبل موته بيوم ............... ... 222
هل تكفي التوبة من تعذيب الحيوان؟ .......... ... 223
الجنايات
الزنى مع أم الزوجة .......................... ... 225
القتل الخطأ .................................. ... 225
دعس هندوسياً ومات ........................ ... 226
العلم
طلب العلم وقرض الشعر .................... ... 228
حدود كتم العلم ............................. ... 229
السفر لطلب العلم من غير إذن الوالدين ...... ... 230
العادات
هل الفخذ عورة؟ ............................ ... 232
ما يؤخذ من شعر الشارب .................... ... 233
لبس الرجال للأحمر .......................... ... 234
قلم الفضة ................................... ... 235
تحديد الشعر الذي عند الأذن ................. ... 236
الكحل.. استعماله.. مصدره ................. ... 237
القضاء
هل يأخذ حقه بالكذب؟ ...................... ... 239
الطب والصحة
معالجة الحيوان بالخمر ........................ ... 240
أدوية لخفض حدة الشهوة .................... ... 240
الفهرس ................................................... ... 242
- - -(2/166)