سؤال رقم 7669- كيف تتعامل مع زوج يشاهد الأفلام الجنسية ولا يُعطيها حقّها
السؤال :
المشكلة أن زوجي يحتقرني منذ سنوات ولا يعطيني حقي الجسدي ولا حتى القبلة ويشاهد أفلاماً جنسية وعندي أبناء وأعتقد أن الطلاق ليس حلاً (بسبب الأولاد) فما الحل ؟ وأنا أشعر بالحرج أن أتكلم معه في هذه الأمور .
الحمد لله
أولاً :
لا تحرجي - أيتها الأخت المسلمة - من التحدث مع زوجك ومناصحته في هذه الأمور ؛ فإن الحديث معه أنفع وأجدى وأجدر للحل ، عظيه وقولي له في نفسه قولا بليغا ، ذكّريه بعذاب الله وسخطه وعقابه ، خوّفيه من عذاب جهنم ، ذكّريه بالأمانة والمسئولية تجاه الأهل والأولاد : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته " .
ومن حقه عليك أن تخبريه أن ما يصنعه معك إثم ومعصية ، وأن النظر إلى هذه الأفلام الخبيثة يبعده عن الله وعن ذكره ، لعلّه أن يلين أو أن يتعظ ، وكرري ذلك معه بالحكمة وتقدير المصلحة ، فإن لم يجبكِ إلى ذلك فاستعيني بمن تظنين أن حديثه إليه ينفع ويجدي كأهل العلم والدين والصلاح أو أقاربه وأصدقائه ممن لهم سلطة عليه .
ثانياً :
حاولي إسماعه بعض الأشرطة المؤثرة من الخطب والمواعظ ودروس العلم بطريق مباشر أو غير مباشر ، وقدّمي له بعض الكتيبات الإسلامية ، لعل قلبه أن يلين إلى الحق .
ثالثاً :
فإن لم ينفعه هذا كله : فاجعلي بينك وبينه حَكَماً مِن أهله وحكماً مِن أهلك ممن تظنين أن تدخلَّهم يحسِّن العلاقة ويبعده عما هو فيه من الشر والإثم والضياع وممن يكونون من أهل الصلاح ، عملا بقوله تعالى : ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً حكيماً ) ( النساء / 35 ) .
فإن أراد هذان الحكمان الإصلاح فنسأل الله تعالى أن يوفق بينكما على الخير والطاعة ، وأن يجمع بينكما بأحسن ما يجمع به بين زوجين .
رابعاً :
فإن لم يحكم الحكمان لكما بالوفاق التام فاعرضي عليه - إذا كنت تُطيقين الصّبر والتحمّل - الحلّ التالي :
أن يتزوّج بأخرى وتبقي أنت معه حتى بدون حقّ في الفراش بشرط أن يترك المعاصي وتبقي أنت مع أولادك ينفق عليكم ، ولا بأس بذلك لقوله تعالى : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير ) ( سورة النساء / 128 ) .
ومن معاني الإصلاح هنا : أن تسامحه بالمبيت عندها مقابل أن يبقيها على عصمته .
قالت عائشة : لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة " . رواه البخاري ( 4914 ) ومسلم ( 1463 ) .
وسودة رضي الله عنها : إحدى نساء الرسول صلى اله عليه وسلم .
فإن لم يتم الوفاق بينكما حتى على هذا الحلّ أو ما يشابهه ولم تستطيعي الصّبر والتحمّل ، فإنّ التفكير بالطلاق والإقدام على طلبه ينبغي أن لا يكون إلا بعد التأكّد من أنّ مساوئ البقاء معع هذا الرّجل أكثر من مساوئ الإنفصال ، وفي هذه الحالة نأتي إلى قوله تعالى : ( وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً ) ( سورة النساء/130 ) .
وصعوبة قضيّتك تحتّم عليك اللجوء إلى الله وطلب العون منه والتوفيق إلى اتّخاذ القرار الصحيح ، ونذكّرك مرّة أخرى بأنّ بذل النّصيحة لهذا الزوج ونصحه أمر واجب في كلّ الحالات والله يحفظك ويرعاك .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7669
كيف تتعامل مع زوج يشاهد الأفلام الجنسية ولا يُعطيها حقّها
الفقه > معاملات > النكاح > الحقوق الزوجية >(1/6032)
سؤال رقم 7669- كيف تتعامل مع زوج يشاهد الأفلام الجنسية ولا يُعطيها حقّها
السؤال :
المشكلة أن زوجي يحتقرني منذ سنوات ولا يعطيني حقي الجسدي ولا حتى القبلة ويشاهد أفلاماً جنسية وعندي أبناء وأعتقد أن الطلاق ليس حلاً (بسبب الأولاد) فما الحل ؟ وأنا أشعر بالحرج أن أتكلم معه في هذه الأمور .
الحمد لله
أولاً :
لا تحرجي - أيتها الأخت المسلمة - من التحدث مع زوجك ومناصحته في هذه الأمور ؛ فإن الحديث معه أنفع وأجدى وأجدر للحل ، عظيه وقولي له في نفسه قولا بليغا ، ذكّريه بعذاب الله وسخطه وعقابه ، خوّفيه من عذاب جهنم ، ذكّريه بالأمانة والمسئولية تجاه الأهل والأولاد : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته " .
ومن حقه عليك أن تخبريه أن ما يصنعه معك إثم ومعصية ، وأن النظر إلى هذه الأفلام الخبيثة يبعده عن الله وعن ذكره ، لعلّه أن يلين أو أن يتعظ ، وكرري ذلك معه بالحكمة وتقدير المصلحة ، فإن لم يجبكِ إلى ذلك فاستعيني بمن تظنين أن حديثه إليه ينفع ويجدي كأهل العلم والدين والصلاح أو أقاربه وأصدقائه ممن لهم سلطة عليه .
ثانياً :
حاولي إسماعه بعض الأشرطة المؤثرة من الخطب والمواعظ ودروس العلم بطريق مباشر أو غير مباشر ، وقدّمي له بعض الكتيبات الإسلامية ، لعل قلبه أن يلين إلى الحق .
ثالثاً :
فإن لم ينفعه هذا كله : فاجعلي بينك وبينه حَكَماً مِن أهله وحكماً مِن أهلك ممن تظنين أن تدخلَّهم يحسِّن العلاقة ويبعده عما هو فيه من الشر والإثم والضياع وممن يكونون من أهل الصلاح ، عملا بقوله تعالى : ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً حكيماً ) ( النساء / 35 ) .
فإن أراد هذان الحكمان الإصلاح فنسأل الله تعالى أن يوفق بينكما على الخير والطاعة ، وأن يجمع بينكما بأحسن ما يجمع به بين زوجين .
رابعاً :
فإن لم يحكم الحكمان لكما بالوفاق التام فاعرضي عليه - إذا كنت تُطيقين الصّبر والتحمّل - الحلّ التالي :
أن يتزوّج بأخرى وتبقي أنت معه حتى بدون حقّ في الفراش بشرط أن يترك المعاصي وتبقي أنت مع أولادك ينفق عليكم ، ولا بأس بذلك لقوله تعالى : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير ) ( سورة النساء / 128 ) .
ومن معاني الإصلاح هنا : أن تسامحه بالمبيت عندها مقابل أن يبقيها على عصمته .
قالت عائشة : لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة " . رواه البخاري ( 4914 ) ومسلم ( 1463 ) .
وسودة رضي الله عنها : إحدى نساء الرسول صلى اله عليه وسلم .
فإن لم يتم الوفاق بينكما حتى على هذا الحلّ أو ما يشابهه ولم تستطيعي الصّبر والتحمّل ، فإنّ التفكير بالطلاق والإقدام على طلبه ينبغي أن لا يكون إلا بعد التأكّد من أنّ مساوئ البقاء معع هذا الرّجل أكثر من مساوئ الإنفصال ، وفي هذه الحالة نأتي إلى قوله تعالى : ( وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً ) ( سورة النساء/130 ) .
وصعوبة قضيّتك تحتّم عليك اللجوء إلى الله وطلب العون منه والتوفيق إلى اتّخاذ القرار الصحيح ، ونذكّرك مرّة أخرى بأنّ بذل النّصيحة لهذا الزوج ونصحه أمر واجب في كلّ الحالات والله يحفظك ويرعاك .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7691
من هو ابن عربي ؟
العقيدة > مذاهب وأديان > مذاهب وفرق >(1/6033)
سؤال رقم 7691- من هو ابن عربي ؟
هل يمكن أن توضح من هو ابن عربي . لقد ارتبكت كثيراً من المصادر المتعددة فالشيخ محي الدين ابن عربي ( رحمه الله ورضي عنه ) لم يكن مهرطقاً ( زنديقاً ) فقد كان رجل يسبق زمانه وهؤلاء الذين لم يفهموا ما أوتي من الحكمة وسموه بالزندقة لكنه منها بعيد فإن لم تكن أستاذ في التصوف لكنت طلبت منك أن تكف عن تسمية خادم لله ; زنديق لقد وصل إلى درجة عالية من الفهم وتعاليمه كانت تنضح بالإسلام لكن ليس أحد يستطيع أن ينال نور حكمته حتى في أيامنا هذه هناك من يصفه بالخطأ وذلك لنقص فهمهم . للأسف فإن الناس حين لا يفهمون يحاولون أن يدمروا غيرهم . إن كان عندك وقت وقرأت كتبه فسوف تنال معرفة عظيمة ليس حسناً أن تحكم على شخص يسبق فهمه أعوامك ويضيء الطريق أمامك. لا تتبع الوهابيين أو السلفيين أو السعوديين فإنهم يكرسون الشك في كل من يفهم الحقيقة لكي يرجوا لضلالهم الشرير أن ابن عربي لم يضلل أحداً ولكنه سبق زمانه ولم يكن لابن تيميه نفس الفهم والعبقرية لكن ابن عربي كان عملاقاً ولم يكن نقص في جهل ابن تيميه الذي كان نملة يشكل رأي شخص يسبقه بأعوام ولا تظن أن ابن تيميه اقتبس هذا الكلام منه لكن ابن عربي كان عالماً بحق لقد كان ابن تيميه نفسه منحرفاً وضالاً كبيراً وكانت فتواه مصدر لجهل عظيم ؟.
الجواب :
الحمد لله
من هو ابن عربي ؟
هو الصوفي الجلد ، بل هو من غلاة الصوفية : محمد بن علي بن محمد الطائي الأندلسي ويعرفنا العلماء بحاله إجابة عن سؤال طرح عليهم ، وهذا نصه :
ما يقول السادة أئمة الدين وهداة المسلمين في كتاب أُظهر للناس ، زعم مصنفه أنه وضعه وأخرجه للناس ، بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ، في منامٍ زعم أنه رآه ، وأكثر كتابه ضدّ لما أنزل الله من كتبه المنزّلة ، وعكس وضدّ لما قاله أنبياؤه .
فمما قال فيه : إن آدم إنّما سمّي إنساناً ، لأنه من الحق بمنزلة إنسان العين من العين ، الذي يكون به النظر .
وقال في موضع آخر : إن الحقّ المنزّه ، هو الخلق المشبّه .
وقال في قوم نوح : إنهم لو تركوا عبادتهم لودٍّ وسواعٍ ويغوث ويعوق ، لجهلوا من الحق أكثر مما تركوا .
ثم قال : إن للحقّ في كلّ معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ، ويجهله من يجهله ، فالعالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حين عُبد ، وإن التفريق والكثرة ، كالأعضاء في الصورة المحسوسة .
ثم قال في قوم هود : إنهم حصلوا في عين القرب ، فزال البعد ، فزال به حر جهنم في حقهم ، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق ، فما أعطاهم هذا الذوقي اللذيذ من جهة المنّة وإنما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها ، وكانوا على صراط مستقيم .
ثم أنكر فيه حكم الوعيد في حقّ من حقّت عليه كلمة العذاب من سائر العبيد .
فهل يكفر من يصدّقه في ذلك ، أو يرضى به منه ، أم لا ؟ وهل يأثم سامعه إذا كان بالغاً عاقلاً ، ولم ينكره بلسانه أو بقلبه ، أم لا ؟
أفتونا بالوضوح والبيان ، كما أخذ الله على العلماء الميثاق بذلك ، فقد أضر الإهمال بالجهال .
" عقيدة ابن عربي وحياته " لتقي الدين الفاسي ( ص 15 ، 16 ) .
ونذكر أجوبة بعض العلماء :
قال القاضي بدر الدين بن جماعة :
هذه الفصول المذكورة ، وما أشبهها من هذا الباب : بدعة وضلالة ، ومنكر وجهالة ، لا يصغي إليها ولا يعرّج عليها ذو دِين .
ثم قال :
وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام ، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته .
وقوله في آدم : أنه إنسان العين ، تشبيه لله تعالى بخلقه ، وكذلك قوله : الحق المنزه ، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين ، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه .
وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد : فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد .
وكذلك قوله في قوم نوح وهود : قول لغوٍ باطل مردود وإعدام ذلك ، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب ، من أوضح طرق الصواب ، فإنها ألفاظ مزوّقة ، وعبارات عن معان غير محققة ، وإحداث في الدين ما ليس منه ، فحُكمه : رده ، والإعراض عنه .
" المرجع السابق " ( ص 29 ، 30 ) .
وقال خطيب القلعة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي :
الحمد لله ، قوله : فإن آدم عليه السلام ، إنما سمّي إنساناً : تشبيه وكذب باطل ، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر ، لا يقر قائله عليه ، وقوله : إن الحق المنزّه : هو الخلق المشبّه ، كلام باطل متناقض وهو كفر ، وقوله في قوم هود : إنهم حصلوا في عين القرب ، افتراء على الله وردّ لقوله فيهم ، وقوله : زال البعد ، وصيرورية جهنم في حقهم نعيماً : كذب وتكذيب للشرائع ، بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب .
وأمّا من يصدقه فيما قاله ، لعلمه بما قال : فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير إن كان عالماً ، فإن كان ممن لا علم له : فإن قال ذلك جهلاً : عُرِّف بحقيقة ذلك ، ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن .
وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد : كذب وردّ لإجماع المسلمين ، وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة ، فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة ، أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين ، ومنكر ذلك يكفر ، عصمنا الله من سوء الاعتقاد ، وإنكار المعاد . " المرجع السابق " ( ص 31، 32 ) .
قال ابن تيمية :
وقد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المسلمين ، أن من قال عن أحد من البشر : إنه جزء من الله ، فإنه كافر في جميع الملل ، إذ النصارى لم تقل هذا ، وإن كان قولهم من أعظم الكفر ، لم يقل أحد : إن عين المخلوقات هي أجزاء الخالق ، ولا إن الخالق هو المخلوق ، ولا إن الحق المنزه هو الخلق المشبّه .
وكذلك قوله : إن المشركين لو تركوا عبادة الأصنام ، لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها ، هو من الكفر المعلوم بالاضطرار بين جميع الملل ، فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام ، وكفّروا من يفعل ذلك ، وأن المؤمن لا يكون مؤمناً ، حتى يتبرأ من عبادة الأصنام ، وكل معبود سوى الله ، كما قال الله تعالى : { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتّى تؤمنوا بالله وحده } [ الممتحنة / 4 ] ، - واستدل على ذلك بآيات أخر - ، ثم قال :
فمن قال إن عبّاد الأصنام ، لو تركوهم لجهلوا من الحق بقدر ما تركوا منها : أكفر من اليهود والنصارى ، ومن لم يكفّرهم : فهو أكفر من اليهود والنصارى ، فإن اليهود والنصارى يكفّرون عبّاد الأصنام ، فكيف من يجعل تارك عبادة الأصنام جاهلاً من الحق بقدر ما ترك منها ؟! مع قوله : فإن العالم يعلم من عبد ، وفي أي صورة ظهر حين عبد ، فإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة ، وكالقوة المعنوية في الصورة الروحانية ، فما عبد غير الله في كل معبود ، بل هو أعظم كفراً من عبّاد الأصنام ، فإن أولئك اتخذوهم شفعاء ووسائط ، كما قالوا:{ ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى } [ الزمر / 40 ] ، وقال تعالى : { أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون } [ الزمر /43 ] وكانوا مقرين بأن الله خالق السماوات والأرض ، وخالق الأصنام ، كما قال تعالى : { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنّ الله } [ الزمر / 38 ] .
" المرجع السابق " ( ص 21 - 23 ) .
وقال شيخ الإسلام أيضاً :
وقال الفقيه أبو محمد بن عبد السلام ، لمّا قدم القاهرة ، وسألوه عن ابن عربي ، قال :
هو شيخ سوء مقبوح ، يقول بقدم العالم ، ولا يحرم فرجاً أ.هـ
فقوله بقدم العالم ؛ لأن هذا قوله ، وهو كفر معروف فكفّره الفقيه أبو محمد بذلك ، ولم يكن ـ بعد ـ ظهر من قوله : أن العالم هو الله ، وأن العالم صورة الله وهوية الله ، فإن هذا أعظم من كفر القائلين بقدم العالم الذي يثبتون واجباً لوجوده ويقولون أنه صدر عنه الوجود الممكن. وقال عنه من عاينه من الشيوخ : أنه كان كذاباً مفترياً ، وفي كتبه مثل "الفتوحات المكية " وأمثالها من الأكاذيب مالا يخفى على لبيب .
ثم قال:
ولم أصف عُشر ما يذكرونه من الكفر ، ولكن هؤلاء التبس أمرهم على يعرف حالهم ، كما التبس أمر القرامطة الباطنية ، لما ادعوا أنهم فاطميون ، وانتسبوا إلى التشيع ، فصار المتشيعون مائلين إليهم ، غير عالمين بباطن كفرهم. ولهذا كان من مال إليهم أحد رجلين : إما زنديقاً منافقاّ ، أو جاهلاً ضالاً هؤلاء الاتحادية ، فرؤوسهم هم أئمة كفر يجب قتلهم ، ولا تقبل توبة أحد منهم إذا أخذ قبل التوبة ، فإنه من أعظم الزنادقة ، الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، وهم الذين يبهمون قولهم ومخالفتهم لدين الإسلام ، ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ، أو ذب عنهم ، أو أثنى عليهم ، أو عظّم كتبهم ، أو عرف بمساعدتهم ومعاونتهم ، أو كره الكلام فيهم ، وأخذ يعتذر عنهم أو لهم بأن هذا الكلام لا يدرى ما هو ، ومن قال : إنه صنف هذا الكتاب ! وأمثال هذه المعاذير التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق ، بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ، ولم يعاون على القيام عليهم ، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات ؛ لأنهم أفسدوا العقول والأديان ، على خلق من المشايخ والعلماء والملوك والأمراء ، وهم يسعون في الأرض فساداً ، ويصدون عن سبيل الله ، فضررهم في الدين أعظم من ضرر من يفسد على المسلمين دنياهم ويترك دينهم ، كقطاع الطريق ، و كالتتار الذي يأخذون منهم الأموال ، ويبقون لهم دينهم ، ولا يستهين بهم من لم يعرفهم ، فضلالهم وإضلالهم أطمّ وأعظم من أن يوصف .
ثم قال :
ومن كان محسنا للظن بهم وادعى أنه لم يعرف حالهم : عُرِّف حالهم ، فإن لم يباينهم وتظهر لهم الإنكار، وإلا ألحق بهم وجعل منهم .
وأما من قال : لكلامهم تأويل يوافق الشريعة ، فإنه من رؤوسهم وأئمتهم ، فإنه إن كان ذكياً: فإنه يعرف كتاب لهم فيما قال ، وإن كان معتقداً لهذا باطناً وظاهراً : فهو أكفر من النصارى.
باختصار " المرجع السابق " ( ص 25 - 28 ) .
قال ابن حجر :
أنه ذكر لمولانا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني ، شيئاً من كلام ابن عربي المشكل ، وسأله عن ابن عربي ، فقال له شيخنا البلقيني : هو كافر .
" المرجع السابق " ( ص 39 ) .
قال ابن خلدون :
ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي ، وابن سبعين ، وابن برّجان ، وأتباعهم ، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها ، مشحونة من صريح الكفر ، ومستهجن البدع ، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها ، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة .
" المرجع السابق " ( ص 41 ) .
وقال السبكي :
ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين ، كابن العربي وأتباعه ، فهم ضلاّل جهال ، خارجون عن طريقة الإسلام ، فضلاً عن العلماء .
" المرجع السابق " ( ص 55 ) .
قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي :
لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه ، وكذلك " فتوحاته المكية " ، فإن صحّ صدور ذلك عنه ، واستمر عليه إلى وفاته : فهو كافر مخلد في النار بلا شك .(1/6034)
" المرجع السابق " ( ص / 60 ) .
وبعد ،
فهل يستطيع عاقل أن يسمي هؤلاء الجهابذة من العلماء بأنهم لم يفهموا ابن عربي فإذا لم يفهمه هؤلاء فمن يفهمه إذاً .
= حادثة فيهما عبرة
قال الفاسي :
وسمعت صاحبنا الحافظ الحجة ، القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الشافعي يقول: جرى بيني وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي ، حتى نلت منه لسوء مقالته ، فلم يسْلَ ذلك بالرجل المنازع لي في أمره ، وهددني بالشكوى إلى السلطان بمصر ، بأمر غير الذي تنازعنا فيه ، ليتعب خاطري ، فقلت له : ما للسلطان في هذا مدخل ! ألا تعال نتباهل ، فقل أن تباهل اثنان ، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب ، قال : فقال لي : بسم الله ، قال : فقلت له : قل : اللهم إن كان ابن عربي على ضلال فالعني بلعنتك ، فقال ذلك ، وقلت أنا : اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعني بلعنتك ، وافترقنا ، قال : ثم اجتمعنا في بعض متنزهات مصر في ليلة مقمرة ، فقال لنا : مرّ على رجلي شيء ناعم ، فانظروا فنظرنا فقلنا : ما رأينا شيئاً ، قال : ثم التمس بصره ، فلم يرَ شيئاً .( أي أصابه الله بالعمى )
هذا معنى ما حكاه لي الحافظ شهاب الدين بن حجر العسقلاني .
" المرجع السابق " ( ص 75 ، 76 ) .
فهذه بعض ضلالات الرجل وخزعبلاته لمن أراد الحق أو أراد أن يتبع سبيل الرشاد ، فهو مهرطق زنديق لم يسبق زمانه إلا بالضلال والكفر ، وليس له نور وحكمة بل هو في ظلمة الجهل .
وقد سقنا إليك من كلام العلماء غير ابن تيمية ما يبين كفر ابن عربي حتى لا تظن أن شيخ الإسلام انفرد بتكفيره
أما سوء أدبك مع شيخ الإسلام ابن تيمية وزعمك أنه جاء بعده بسنين فنقول : وأنت جئت بعد ابن تيمية بأضعاف ما كان بينه وابن عربي فأنت أولى بالسكوت منه .
ولا يجوز سوء الأدب مع شيخ كابن تيمية طبَّق علمه الدنيا وما فيها ، فكيف لرجل مثلك أن يصفه بأنه نملة .
من أنت حتى تصف شيخ الشيوخ وشيخ الإسلام بأنه نملة أما تخاف أن تقف بين يدي الله ويسألك لم أسأت الأدب مع العلماء .
ونحن نسألك بالله الذي لا إله إلا هو هل الذي يقول إن المخلوق جزء من الخالق هو إنسان مسلم ؟
بناء على جوابك تعرف حقيقة إسلامك ، والله الهادي إلى سواء السبيل ..
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7698
بدأت الطفلة بالاختناق والأم تصلي
الفقه > عبادات > الصلاة >(1/6035)
سؤال رقم 7698- بدأت الطفلة بالاختناق والأم تصلي
السؤال :
حدث أن كنت أصلي وبدأت طفلتي _ ذات الثلاث شهور ـ في الاختناق ولم يكن هناك أحد في المنزل فقطعت صلاتي لمساعدتها فهل فعلي هذا لهذه الطوارئ حرام ؟.
الجواب :
الحمد لله
فعلك هذا لا حرام فيه ولا إثم عليك فيه ، بل هو واجب عليك لأنه من حفظ النفس وإحيائها الذي حث عليه الشرع ، قال تعالى : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) ، وقد روي عن عن ابن عباس وعن مرة الهمداني عن عبد الله وعن ناس من أصحاب رسول الله في تفسير هذه الآية : " ومن أحياها : فاستنقذها من هلكة ، فكأنما أحيا الناس جميعا عند المستنقذ " تفسير الطبري 6 / 199 .
وإنقاذ النّفس المعصومة واجب على من قدِر عليه ، وحفظ النّفس من الضرورات الخمس التي جاءت بها الشّريعة ( وهي النفس والعقل والمال والدين والنسل ) ، وبالنسبة للصلاة فعليك إعادتها بعد مساعدة الطفلة ، والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7699
حكم ترك الجمعة
الفقه > عبادات > الصلاة > صلوات في مناسبات مختلفة > صلاة الجمعة >(1/6036)
سؤال رقم 7699- حكم ترك الجمعة
ما هي عقوبة عدم حضور صلاة الجمعة ؟ وما هي الأحاديث الدالة على ذلك؟.
الحمد لله
ترك الجمعة ممن تجب عليه من غير عذر كبيرة من كبائر الذنوب . ومن ترك ثلاث جمعٍ تهاوناً طُبع على قلبه وكان من الغافلين ، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، وابن عمر رضي الله عنهما ، أنهما سمعا النبي عليه الصلاة والسلام يقول على أعواد منبره : " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين " ، وفي حديثٍ آخر " من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع على قلبه " . وهذه عقوبة قلبية ، وهي أشدُّ من العقوبة الجسدية بالسجن أو الجلد ، وعلى وليِّ الأمر أن يعاقب المتخلفين عن صلاة الجمعة بلا عذر ، بما يكون رادعاً لهم عن جريمتهم ، فليتق الله كل مسلم أن يضيع فريضة من فرائض الله ، فيعرض نفسه لعقاب الله ، وليحافظ على ما أو جب الله عليه ليفوز بثواب الله ، والله يؤتي فضله من يشاء .
كتبه فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك.
*****
7714
تسجيل عقد النكاح في مكتب قانوني في بريطانيا
الفقه > معاملات > النكاح > عقد النكاح >(1/6037)
سؤال رقم 7714- تسجيل عقد النكاح في مكتب قانوني في بريطانيا
السؤال :
أعيش في انجلترا, بلد كان يُعرف بأنه مسيحي, لكنه الآن أصبح لا دينيا تماما, ولا توجد فيه دين للدولة؛ أضف إلى ذلك, أن جميع المراسيم تقريبا تُنفذ دون ذكر اسم الله. وسؤالي هو: إذا تزوج رجل وامرأة في إحدى مكاتب تسجيل وقائع الزواج في هذا البلد، بغرض أن يكونا معروفين في الدولة، فهل يُعتبر ذلك نكاحا مقبولا, بغض النظر عن أنه سيقوم بإثبات النكاح كاتب كافر ولن يُذكر اسم الله على العقد؟.
الجواب :
الحمد لله
_ لا بد في النكاح من أربعة أمور كما في القاعدة التالية : " أيما نكاح لا يحضره أربعة ، زوج وولي وشاهدان فهو باطل " . ولحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل " . ( أنظر السؤال رقم 2127 )
فإذا كانت المرأة مسلمة والزوج مسلما فيجب أن يكون الولي مسلما لأنه لا ولاية لكافرٍ على مسلم ، ويقوم المسئول عن المسلمين في تلك الديار مقام الولي ، ولابد أن يكون العقد وفق الشريعة الإسلامية ثم إنه لا بأس من إثبات العقد بالطرق القانونية درءاً للمشاكل ، ودفعا للحرج . وصلى الله على سيدنا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7718
العدد الذي تقوم به الجمعة
الفقه > عبادات > الصلاة > صلوات في مناسبات مختلفة > صلاة الجمعة >(1/6038)
سؤال رقم 7718- العدد الذي تقوم به الجمعة
السؤال :
ما هو أقل عدد من المصلين يلزم لإقامة صلاة الجمعة خلف إمام؟ لقد سمعت آراء مختلفة حول هذا الموضوع فقد قال بعض الإخوة أنه يلزم وجود 40 مصليا, بينما قال غيرهم 2 فقط . وقد قال مصدر آخر أن 2 يشكلون جماعة . هلا وضحت لي الأمر .
وجزاك الله خيرا.
الجواب :
الحمد لله
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي :
( كم عدد الرجال الذين يشترط وجودهم لصحة صلاة الجمعة ، من أجل أن بعض الناس قالوا : لاتصح إلا بأربعين رجلا ، فإذا نقصوا واحدا صلوها ظهرا ؟
الجواب : إقامة الجمعة واجبة على المسلمين في قراهم يوم الجمعة ويشترط في صحتها الجماعة . ولم يثبت دليل شرعي على اشتراط عدد معين في صحتها ، فيكفي لصحتها إقامتها بثلاثة فأكثر ، ولا يجوز لمن وجبت عليه أن يصلي مكانها ظهرا من أجل نقص العدد عن أربعين على الصحيح من أقوال العلماء . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم )
. فتاوى اللجنة الدائمة ج8 ص178.
*****
7721
زوجته لا ترتدي الحجاب ويخشى على ابنته الصغيرة
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > لباس المرأة >(1/6039)
سؤال رقم 7721- زوجته لا ترتدي الحجاب ويخشى على ابنته الصغيرة
السؤال :
زوجتي لا ترتدي الحجاب مع أنها شديدة الإيمان ، وتصلي جميع الفروض في وقتها ...الخ. أنا وهي مهندسان ولنا طفلتان (5 سنوات وسنتان) . ويراودني القلق من أن الطفلتين لن ترتديان الحجاب لأن والدتهما لا ترتديه . وقد حاولت مرارا إقناعها بارتداء الحجاب (لقد قرأت السور ذات العلاقة), لكني توقفت عن ذلك عندما وجدت أنها سترفض ما هي عليه الآن .
وسؤالي: كوني زوجا ووالدا هل أجبرها على لبس الحجاب بأي طريقة حفاظا على مستقبل طفلتي أم أستمر في الصبر حتى يرشدها الله؟
والسؤال الثاني: هل نتحمل (نحن الآباء) المسؤولية أمام الله عن لبس زوجاتنا وبناتنا للحجاب أم لا؟.
الجواب :
الحمد لله
قوة الإيمان لابد أن يظهر أثرها على الإنسان في حياته وسلوكه ، وإصرار الإنسان على المعصية دليل على ضعف إيمانه .
والواجب عليك أن تسعى إلى غرس الإيمان وتقويته لديها ، والمراد بذلك الإيمان الذي يدفع صاحبه إلى العمل والسلوك الشرعي .ثم تسعى لغرس محبة الحجاب والأعمال الصالحة ، ومن ذلك بيان فوائد الحجاب ومحاسنه وإعطاؤها بعض الكتب والاشرطه الصوتية _ إن وجدت _ التي تتحدث عن ذلك ، ومن الوسائل المهمة التي تعين على هذا ربطها ببعض النساء الصالحات المرتديات للحجاب _ بطريقٍ غير مباشر _ والحرص على كثرة اللقاءات العائلية مع الأقارب الصالحين .
وبعد ذلك تكون قد هيأت الوسائل لإقناعها ، فعليك إلزامها بالطريقة المناسبة وعدم السماح لها بالخروج إلى الأماكن العامة بدون حجاب . ( ومن المهمّ أن تبيّن لابنتك وجوب الحجاب وحكم الله فيه ، ولو فهمت أن أمها مقصّرة ، وعليك أن تشرح لها بما يستوعبه عقلها ما يفسّر التناقض بين الحكم الشرعي النّظري والسلوك المخالف لأمها ومن يدري فلعلها تنصح هي أمها بالحجاب بطريقة براءة الأطفال المؤثّرة ) .
أما السؤال الثاني فلا شك أن الأباء مسؤولون عن عدم لبس زوجاتهم وبناتهم للحجاب ، والتزامهم الأحكام الشرعية كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) وكما عليه الصلاة والسلام " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته ..." .
لكن حين يفعل الإنسان الأسباب ويجتهد في ذلك ثم لا يوفّق فإن الله يعذره ولا يعاقبه ، بل يثيبه على ما فعل واجتهد ، والله لا يُضيع أجر من أحسن عملا .
كتبه الشيخ محمد الدويش.
*****
7722
أبوه عصبي المزاج وسبّاب وكثير الخصومات في البيت
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6040)
سؤال رقم 7722- أبوه عصبي المزاج وسبّاب وكثير الخصومات في البيت
والدي شخص شديد الغضب. إنه يصرخ ويحلف بشكل متواصل تقريبا. وإذا فقد أعصابه, فإنه يحطم الأشياء المحيطة بالمنزل. لقد حاول ضرب والدتي في إحدى المرات لكننا منعناه . وإذا كان غاضبا, فإنه يطلق علينا ألفاظا لا تقال إلا لأهل البغاء والشذوذ الجنسي . أما إن كان مرتاحا, فإنه يدّعي أنه مسلم جيد. لقد طبعت له نسخة عن مقالة وجدتها في موقعك تتعلق بتحكم الشخص في غضبه, لكنه لم يأخذ الأمر بالجدية اللازمة.
أنا لا أحتاج إليه وكذلك حال إخوتى. وأجد من الصعب التصديق بأن علينا، حتى في ظل هذه الظروف, أن نحترمه عندما ينزل إلى أقل مرتبة ويشتمنا. أنه قد يكون خطيرا أيضا, إنه يهدد بإلحاق الأذى بنا, وأنا أخاف أنه سيفعل ذلك يوما ما.
ما هو الحكم في بر الوالد إذا كان حاله على هذه الصورة؟ هل يمكننا الانتقال عنه؟.
الحمد لله
إذا كنتم لا تتسببون في إغضابه وإزعاجه فلا حرج
عليكم ، لكن مع ذلك يجب عليكم الإحسان إليه وبرِّه ، فالله تبارك وتعالى قد أمر
ببرِّ الوالدين ولو كانا على الشرك ، فكيف بما هو دونه؟
أما الانتقال عنه فإذا كان يرضى بذلك ، وكان الانتقال
عنه أصلح وأنفع فلا حرج ، وإلاَّ فاجتهدوا في الصبر على ما تلاقون منه ، ولن
يضيع ذلك فسوف تلقونه عند الله تبارك وتعالى .
وإذا كان الإنسان الموظف يتحمّل سوء خلق مديره
ويصبر عليه وعلى غضبه وشتائمه لأجل راتب الوظيفة والاحتفاظ بها فصبرك على أذى
والدك وشتائمه ابتغاء مرضاة الله وثوابه أحرى وأولى ، ولو مات بعدما صبرت عليه
فلن تندم وأما لو مات وأنت منابذ له وهاجرٌ ومفارق فقد تلوم نفسك وتقول يا ليتني
صبرت ويا ليتني تحملت ، وأرجو أن تبلغ والدك مني السلام وتقول له من جاهد نفسه
فلم يغضب فله الجنة كما بشّر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأبلغه أن تحطيم
الأثاث إضاعة للمال وعمل محرّم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح
عن إضاعة المال وأخبره أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان عفيف اللسان فليقتد
به كما قال الله : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وإذا غضب أبوكم فلا
تنصحوه حال غضبه فقد يتمادى وإنما قدموا له النصيحة بعد أن يسكن غضبه وتهدأ نفسه
فهو أحرى أن يستجيب ولينصرف من غضِب عليه من أمامه بهدوء حتى لا يزداد الموقف
سوءا ولا حرج عليكم في الدّفاع عن أمكم بل هو مطلوب منكم لكن لا عن طريق مصارعة
الأب وإنما أن تنصرفوا بأمكم بهدوء من الميدان ، بعد أن تذكّروا أباكم بالله
وترشدوه إلى الاستعاذة من الشيطان ، أعانكم الله ووفقنا الله وإياك لكل خير.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7726
أهمية القدس بالنسبة للمسلمين وهل لليهود حقٌّ فيها
متى تحتجب الفتاة ؟ ما ثياب الكفار التي نهينا عن لبسها ؟ مقدار الفدية التي في آية الصيام
التاريخ والسيرة > المناقب >(1/6041)
سؤال رقم 7726- أهمية القدس بالنسبة للمسلمين وهل لليهود حقٌّ فيها
السؤال :
حيث أني مسلم فإنني أسمع باستمرار أن مدينة القدس مهمة لنا . لكن ما هو السبب ؟ أعلم أن النبي يعقوب (عليه السلام) بنى المسجد الأقصى في تلك المدينة ، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء السابقين في الصلاة مما يؤكد على وحدة الرسالة والوحي الإلهي ؛ فهل يوجد أي سبب رئيسي آخر لأهمية هذه المدينة ، أم أنه بسبب أننا نتعامل مع اليهود فحسب ؟ يبدوا لي أن اليهود لهم حصة أكثر مما لنا في هذه المدينة .
الجواب :
الحمد لله
أولاً : أهمية بيت المقدس : فاعلم - يرحمك الله - أن فضائل بيت المقدس كثيرة جداً منها :
- أن الله تعالى وصفه في القرآن بأنه مبارك قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) ( سورة الإسراء / 1 ) والقدس هي مما حول المسجد وبهذا تكون مباركة .
- أن الله تعالى وصفها بأنها مقدسة في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام : ( يا قومِ ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) ( سورة المائدة /21 ) .
- فيها المسجد الأقصى والصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مِثْل شطن فرسه من الأرض حيث يَرى منه بيت المقدس ; خير له من الدنيا جميعاً " . رواه الحاكم ( 4 / 509 ) وصححه ووافقه الذهبي والألباني كما في " السلسلة الصحيحة " في آخر الكلام على حديث رقم ( 2902 ).
والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة ، فتكون الصلاة في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاة .
وأما الحديث المشهور أن الصلاة فيه بخمسمائة صلاة : فضعيف . انظر " تمام المنة " للشيخ الألباني رحمه الله ( ص 292 ) .
- أن الأعور الدجال لا يدخلها لحديث " وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس " رواه أحمد ( 19665 ) ، وصححه ابن خزيمة ( 2 / 327 ) وابن حبان ( 7 / 102 ) .
- والدجال يقتل قريباً من هناك يقتله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام كما جاء في الحديث " يَقتل ابنُ مريم الدجالَ بباب لُدّ " رواه مسلم ( 2937 ) من حديث النواس بن سمعان .
و" لدّ " : هي مكان قرب بيت المقدس .
- أن الرسول صلى الله عليه وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى قال تعالى : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) ( الإسراء /1 ) .
- أنه قبلة المسلمين الأولى ، كما جاء عن البراء رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .. رواه البخاري ( 41 ) - واللفظ له - ومسلم ( 525 ) .
- أنه مهبط الوحي وموطن الأنبياء وهذا معلوم مقرر .
- أنه من المساجد التي تُشد الرحال إليها .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى " . رواه البخاري ( 1132 ) . ومسلم ( 827 ) من حديث أبي سعيد الخدري بلفظ " لا تشدوا الرحال إلا …" .
أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء في صلاة واحدة في الأقصى في حديث طويل ".. فحانت الصلاة فأممتهم " رواه مسلم ( 172 ) من حديث أبي هريرة .
فلا يجوز السَّفر إلى بقعة في الأرض بقصد التعبّد فيها إلا هذه المساجد الثلاثة .
ثانياً :
وبناء يعقوب عليه السلام للمسجد الأقصى لا يعني أن اليهود أحق بالمسجد من المسلمين حيث إن يعقوب كان موحداً واليهود مشركون فلا يعني أن أباهم يعقوب إن بنى المسجد فهو لهم بل هو بناه ليصلي فيه الموحدون ولو كانوا غير أبنائه ، ويمنع منه المشركون ولو كانوا أبناءً له ؛ لأن الأنبياء دعوتهم ليست عرقية بل قائمة على التقوى .
ثالثاً :
أما قولك : وإن النبي صلى الله عليه وسلم أمّ الأنبياء السابقين في الصلاة مما يؤكد وحدة الرسالة والوحي الإلهي فهذا صحيح من جهة أصل دين الأنبياء وعقيدتهم لأن الأنبياء كلهم يستقون من مصدر واحد وهو الوحي وعقيدتهم جميعا هي عقيدة التوحيد وإفراد الله بالعبادة وإن اختلفت أحكام شرائعهم من جهة التفاصيل ، ويؤكد هذا نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله " أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لِعَلاَّت أمهاتهم شتى ودينهم واحد " رواه البخاري ( 3259 ) ومسلم ( 2365 )
ومعنى " إخوة لِعلاَّت " : الإخوة لأب غير الأشقاء وهم الإخوة من الضرائر .
وهنا نحذِّر من اعتقاد أن اليهود والنصارى والمسلمين على مصدر واحد الآن ؛ لأن اليهود بدلوا دين نبيهم بل إن من دين نبيهم أن يتبعوا نبينا ولا يكفروا به ، وهاهم يكفرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ويُشركون بالله .
رابعاً :
ليس لليهود حصة في القدس ؛ لأن الأرض وإن سكنوها من قبل فإنها قد صارت للمسلمين من وجهين :
1- أنّ اليهود كفروا ولم يعودوا على دين المؤمنين من بني إسرائيل ممن تابعوا وناصروا موسى وعيسى عليهما السلام .
2- أننا نحن المسلمين أحقّ بها منهم ، لأن الأرض ليست لمن يعمرها أولاً ، ولكن لمن يقيم فيها حكم الله لأن الله خلق الأرض وخلق الناس ليعبدوا الله عليها ويُقيموا فيها دين الله وشرعه وحكمه ، قال تعالى : ( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) ( سورة الأعراف /128 ) .
ولذلك لو جاء قوم من العرب ليسوا على دين الإسلام فحكموها بالكفر يُقاتلون حتى يرضخوا فيها لحكم الإسلام أو يُقتلوا .
فليست القضية قضية شعوب وأعراق وإنما قضية توحيد وإسلام .
وللفائدة ننقل ما يلي من كلام بعض الباحثين :
" يقرر التاريخ أن أول من سكن فلسطين الكنعانيون قبل الميلاد بستة آلاف سنة ، وهم قبيلة عربية قدمت إلى فلسطين من الجزيرة العربية وسميت فلسطين بعد قدومهم إليها باسمهم . " الصهيونية ، نشأتها ، تنظيماتها ، أنشطتها : أحمد العوضي " ( ص 7 ) .
: وأما اليهود فكان أول دخولهم فلسطين بعد دخول إبراهيم بما يقارب ستمائة عام ، أي أنهم دخلوها قبل الميلاد بحوالي ألف وأربعمائة عام ، فيكون الكنعانيون قد دخلوا فلسطين وقطنوها قبل أن يدخلها اليهود بما يقارب أربعة آلاف وخمسمائة عام . " المرجع السابق " ( ص 8 ) .
فيتقرر بهذا أنه لا حق لليهود بأرض فلسطين لا حقاً شرعياً دينيأً ولا حقاً بأقدمية السكنى ومُلْك الأرض ، وأنهم مغتصبون معتدون ونسأل الله أن يكون خلاص بيت المقدس منهم عاجلا غير آجل إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير ، والحمد لله رب العالمين .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
08/1426
7737
معنى كلمة ارم
القرآن وعلومه > تفسير القرآن >(1/6042)
سؤال رقم 7737- معنى كلمة ارم
السؤال :
أخبرت أن الاسم (إرم) له معنى غير جيد في القرآن فهل هذا صحيح ؟
أشكرك مسبقا لوقتك ولإجابتك...
وأسأل الله أن يرحمك…
الجواب :
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين فأجاب حفظه الله :
ذكروا أنها اسم ، إما أنها اسم لقبيلة ، أو أنها اسم للبلد ، وقد سمى الله بلاد عاد بالأحقاف ، وسميت القبيلة في الحديث باسم إرم في قوله صلى الله عليه وسلم في الخوارج : " لأقتلنهم قتل عاد وإرم " وقال الله تعالى : " إرم ذات العماد " والراجح انها اسم القبيلة . والله أعلم .
الشيخ عبد الله بن جبرين
*****
7738
هل يجوز أن ترفض مسلما جيدا لسبب شخصي
الفقه > معاملات > النكاح > الخطبة >(1/6043)
سؤال رقم 7738- هل يجوز أن ترفض مسلما جيدا لسبب شخصي
هل يعد رفضي الزواج بمسلم جيد الحال لأسباب شخصية ( لم يعجبني ) , هل يعد ذلك معصية ؟
ما هي الأمور الضارة (إن وجدت) التي قد تترتب على فعل من هذا القبيل , على المستوى الشخصي وعلى العموم ؟.
الحمد لله
لا يعتبر هذا معصية لأن القناعة النفسية لها
حظها من النظر في الإسلام ، ( والرجل قد لا يُعجب المرأة لأمر في خِلْقته وشكله –
مثلا - فليس عليها إثم إذا رفضته ) لكن إن خشيتِ أن يفوتك القطار أو ألا يأتيكِ
مثله فاتركي عنك ( المزاجية ) وحكّمي عقلك وبادري إلى الزواج .
من جواب للشيخ : إبراهيم الخضيري
والمرأة إذا اتّبعت هواها في رفض صاحب الدّين
والخُلُق فقد تعاقب ببقائها عانسا ، وصلى الله على محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
77430
محل سجود السهو ، وماذا يقول فيه ؟
الفقه > عبادات > الصلاة > السهو >(1/6044)
سؤال رقم 77430- محل سجود السهو ، وماذا يقول فيه ؟
أود السؤال عن كيفية سجود السهو في حالة النقص أو الزيادة في الصلاة ، وعندما يكون سجود السهو بعد التسليم ، هل يعيد المصلي التشهد أم لا ؟
وهل يقول في سجود السهو ( سبحان ربي الأعلى ) ثلاثا ؟ أم هناك أذكار أخرى تقال في سجود السهو ؟
وهل إذا نسي المصلي التشهد الأول وجب عليه سجود السهو أم لا ؟.
الحمد لله
أولا :
في محل سجود السهو ، هل هو قبل السلام أو بعده ، خلاف كبير بين
أهل العلم ، والأظهر من أقوالهم : أن الزيادة في الصلاة سهوا تقتضي السجود بعد
السلام ، والنقص يقتضي السجود قبل السلام ، وأما عند الشك ففيه تفصيل : فإذا ترجح
عنده أحد الاحتمالين فإنه يسجد بعد السلام ، وإن لم يترجح عنده أحد الاحتمالين فإنه
يسجد قبل السلام ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 12527 )
.
ثانيا :
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (7/8) :
" التشهد الأول في الصلاة واجب من واجباتها في أصح قولي العلماء
، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله ويقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ،
ولما تركه سهوا سجد للسهو ، فمن تركه عمدا بطلت صلاته ، ومن تركه سهوا جبره بسجود
السهو قبل السلام " انتهى .
ثالثا :
لا يشرع إعادة التشهد بعد سجود السهو سواء كان السجود قبل السلام
أم بعده ، وقد سبق بيان ذلك في سؤال رقم ( 7895 )
.
رابعا :
سجود السهو يؤدى كما يؤدى سجود الصلاة ، فيسجد على سبعة أعظم
كسجود الصلاة ، ويذكر الله بالذكر المعروف ( سبحان ربي الأعلى ) ، ويقول بين
السجدتين ( رب اغفر لي رب اغفر لي ) ، وليس هناك ذكر خاص بسجود السهو ، هذا ما
يقرره أهل العلم .
يقول المرداوي في "الإنصاف" (2/159) :
" سجود السهو وما يقول فيه وبعد الرفع منه كسجود الصلاة " انتهى .
وقال الرملي في "نهاية المحتاج" (2/88) :
" وكيفيتهما ( يعني سجدتي السهو ) كسجود الصلاة في واجباته
ومندوباته كوضع الجبهة والطمأنينة والافتراش في الجلوس بينهما " انتهى
باختصار .
وبعض الفقهاء يستحب أن يقول في سجود السهو ( سبحان من لا يسهو
ولا ينام ) ، ولكن لا دليل عليه ، فالمشروع هو الاقتصار على ما يذكر في سجود الصلاة
، ولا يعتاد ذكرا غيره .
وقد سبق نقل أقوال أخرى لأهل العلم في سؤال رقم ( 39399 )
.
والله أعلم .
*****
7747
متى نقول لا حول ولا قوة إلا بالله
الرقائق > الأذكار الشرعية >(1/6045)
سؤال رقم 7747- متى نقول لا حول ولا قوة إلا بالله
أرجو أن تبين لي:
1- معنى الجملة : "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
2- تعليق بسيط عليها.
3- متى نقولها.
الحمد لله
معناها : اعتراف العبد بعجزه عن القيام بأي أمر إلا بتوفيق الله له وتيسيره ، وأما حوله ونشاطه وقوته فمهما بلغت من العِظم فإنها لا تغني عن العبد شيئا إلا بعون الله الذي علا وارتفع على سائر المخلوقات ، العظيم الذي لايعظم معه شيء ، فكل قوي ضعيف في جنب قوة الله ، وكل عظيم صغير ضعيف في جنب عظمته سبحانه .
وتقال هذه الجملة إذا دهم الإنسان أمر عظيم لا يستطيعه ، أو يصعب عليه القيام به .
الشيخ سعد الحميّد .
ومن المواضع التي تقال فيها هذه الكلمة ما يلي :
- إذا تقلب في الليل :
فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُه ) رواه البخاري / 1086
- إذا قال المؤذن حي على الصلاة أو حي على الفلاح :
فعن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم في صحيحه / 578 ، وأبو داوود في سننه / 443 .
- إذا خرج من بيته :
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ - بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي في سننه / 3348 ، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وانظر صحيح الجامع للألباني / 6419
ورواه أبو داوود في سننه / (4431) وزاد : ( فيقول له شيطان آخر : كيف لك بِرَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ) .
- بعد الصلاة :
فعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ : ( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) وَقَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ " رواه مسلم في صحيحه / 935.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7750
تضرب زوجها عند الشجار ليصالحها
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >(1/6046)
سؤال رقم 7750- تضرب زوجها عند الشجار ليصالحها
زوجة تحب زوجها جدا، لكنها تشعر أحيانا أنه لا يهتم بها أبدا . وعندما يحدث بينهما خلاف فإنها تشعر بالخيبة وتتمنى أن لو يظهر لها زوجها شيئا من الحب وينهي الخلاف، لكنه يستمر في الصراخ عليها وكأنه لا يأبه بها، وذلك يجعلها تشعر بأنه يكرهها . وفي بعض الأحيان، يجعلها ذلك تقوم بضربه، مع أنها في الحقيقية تريده أن يأخذها بين ذراعيه منهيا بذلك كل شيء . لكنه للأسف لا يفهم ذلك ويقوم بالمقابل بضربها . وعندها وعندما تذكره بالحديث الخاص بالمعاملة الحسنة للنساء فإنه يقول "العين بالعين" وكأنها مجرد أي شخص وليست زوجته التي يجب أن يصبر عليها ويعتني بها وبحبها. أرجو أن تعلق على الموضوع..
الحمد لله
قيام الزوجة بضرب زوجها مخالفة شرعية ، وإخلال بواجبها تجاهه ، ولماذا تنتظرين
أنت المبادرة منه ، فالواجب عليك السعي لتقليل فرص الخلاف ، فبدلا من ان تطالبيه
بحسن العشرة ، الأولى أن تعتذري منه ، وتلطفي الجو ، والحياة الزوجية المستقرة
مسؤلية الزوجين كليهما وليس لأحد الطرفين دون الآخر .
الشيخ محمد الدويش .
*****
7757
لا تجوز خلوة الخاطب بالمخطوبة
الفقه > معاملات > النكاح > الخطبة >(1/6047)
سؤال رقم 7757- لا تجوز خلوة الخاطب بالمخطوبة
هل يجوز أن يخرج شاب مسلم مع فتاة في موعد قبل الزواج؟ وإذا خرجا، فما الذي يترتب على فعلهما؟ ماذا يقول الإسلام بشأن خروج الرجل والمرأة قبل الزواج؟.
الحمد لله
لا يحل للرجل أن يخلو بامرأة لا تحل له ، لأن ذلك مدعاة إلى الفجور والفساد ،
قال عليه الصلاة والسلام : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما
" . فإن كان للنظر إليها حال عزمه على الزواج ، ومع عدم الخلوة بأن يكون
بحضور والدها ، أو أخيها ، أو أمها ونحو ذلك ، ونظر إلى ما يظهر منها غالبا كالوجه
، والشعر ، والكفين ، والقدمين فذلك مقتضى السنة مع أمن الفتنة .
الشيخ وليد الفريان .
*****
7763
هل يعتبر قتال الجندي في الجيش النظامي للكفار جهادا
الفقه > عبادات > الجهاد والهجرة >(1/6048)
سؤال رقم 7763- هل يعتبر قتال الجندي في الجيش النظامي للكفار جهادا
السؤال :
إن شاء الله سوف ألتحق بالجيش في الشهور القليلة القادمة ، واحتمال - وهذا في علم الغيب ولكني أقدره أن يقع في أي وقت - أن تقوم الحرب بين المسلمين واليهود ، فإذا قدر الله لي أن أكون من جنده المقاتلين لأعدائه اليهود فكيف أقاتل اليهود ؟ بحيث إذا كتب لي الموت أن أكون شهيدا في سبيل الله ، ولا أكتب شهيدا في سبيل الوطن ، أو شهيدا في سبيل غير الله ، حيث أن القتال سوف يكون لاسترداد أرض ، أو لهوى بعض الناس ، وليس لإعلاء كلمة الله ( والعياذ بالله ) ، فكيف أقاتلهم لإعلاء كلمة الله ، وكيف تكون نيتي لكي استشهد في سبيل الله ؟ وجزاكم الله كل خير .
الجواب :
الحمد لله
إذا قدر لك أن تكون جنديا ، في جيش يقاتل اليهود أو غيرهم من الكفار ؛ فأخلص قلبك لله في قتالك إياهم ، واقصد بذلك نصرة الإسلام والمسلمين ، وأن تكون كلمة الله هي العليا ، وكلمة الكفر هي السفلى ، بهذا يكون قتالك في سبيل الله ؛ فقد ثبت أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر ، والرجل يقاتل ليرى مكانه ؛ فأي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " متفق على صحته من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه . ( البخاري 3/206 ، مسلم 3/1512-1513 ) وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 12/25.
*****
7776
حكم السائل الأصفر الذي ينزل على المرأة
الفقه > عبادات > الطهارة > إزالة النجاسة >(1/6049)
سؤال رقم 7776- حكم السائل الأصفر الذي ينزل على المرأة
السؤال :
إذا وصل السائل الأصفر الذي ينزل من المرأة إلى الملابس الداخلية, فهل عليها غسله, أم تتركه وتصلي؟
الجواب :
الحمد لله
إن كان المراد بالسائل الأصفر المني لكونه يميل إلى الصفرة عند المرأة فقد اختلف العلماء في طهارته والأرجح طهارته وذلك لحديث مسلم أَنَّ رَجُلًا نَزَلَ بِعَائِشَةَ فَأَصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّمَا كَانَ يُجْزِئُكَ إِنْ رَأَيْتَهُ أَنْ تَغْسِلَ مَكَانَهُ فَإِنْ لَمْ تَرَ نَضَحْتَ حَوْلَهُ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيه . رواه مسلم برقم 288.
قال النووي في شرح مسلم (3/198)
ذهب كثيرون أن المني طاهر روي ذلك عن علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وعائشة وداود وأحمد في أصح الروايتين وهو مذهب الشافعي وأصحاب الحديث .. انظر فتح الباري ( 2/332)
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث (5/381) وخروج المني بالاحتلام ونحوه لا ينجّس الملابس التي على المحتلم ولو أصابها لأن المني طاهر لكن المشروع إزالة ما أصاب الثياب من باب النظافة وإزالة الأوساخ.أهـ
أما إن كان المراد بالسائل الأصفر الذي يكون في الحيض وأحياناً بعده كما ورد ذلك في حديث أم عطية كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً " رواه البخاري/326 فهذا مما لا خلاف فيه إنه نجس : قال الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى (1/291) : المعروف عند أهل العلم أن كل ما يخرج من المرأة فهو نجس إلا شيئاً واحداً وهو المني فإن المني طاهر وإلا فكل شيء ذي جرم يخرج من السبيلين فإنه نجس وناقض للوضوء وبناء على هذه القاعدة يكون ما يخرج من المرأة نجساً وموجباً للوضوء هذا ما توصلت إليه بعد البحث مع بعض العلماء وبعد المراجعة ولكني مع ذلك في حرج منه لأن بعض النساء يكون معها هذه الرطوبة دائماً وإذا كانت دائماً فإن التخلص منها أن تُعامل معاملة من به سلس البول فتتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها وتصلي ثم إني بحثت مع بعض الأطباء فتبين أن هذا السائل إن كان من المثانة فهو كما قلنا وإن كان من مخرج الولد فهو كما قلنا في الوضوء منه لكنه طاهر لا يلزم غسل ما أصابه . والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7776
حكم السائل الأصفر الذي ينزل على المرأة
الفقه > عبادات > الطهارة > إزالة النجاسة >(1/6050)
سؤال رقم 7776- حكم السائل الأصفر الذي ينزل على المرأة
السؤال :
إذا وصل السائل الأصفر الذي ينزل من المرأة إلى الملابس الداخلية, فهل عليها غسله, أم تتركه وتصلي؟
الجواب :
الحمد لله
إن كان المراد بالسائل الأصفر المني لكونه يميل إلى الصفرة عند المرأة فقد اختلف العلماء في طهارته والأرجح طهارته وذلك لحديث مسلم أَنَّ رَجُلًا نَزَلَ بِعَائِشَةَ فَأَصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّمَا كَانَ يُجْزِئُكَ إِنْ رَأَيْتَهُ أَنْ تَغْسِلَ مَكَانَهُ فَإِنْ لَمْ تَرَ نَضَحْتَ حَوْلَهُ وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيه . رواه مسلم برقم 288.
قال النووي في شرح مسلم (3/198)
ذهب كثيرون أن المني طاهر روي ذلك عن علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وعائشة وداود وأحمد في أصح الروايتين وهو مذهب الشافعي وأصحاب الحديث .. انظر فتح الباري ( 2/332)
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث (5/381) وخروج المني بالاحتلام ونحوه لا ينجّس الملابس التي على المحتلم ولو أصابها لأن المني طاهر لكن المشروع إزالة ما أصاب الثياب من باب النظافة وإزالة الأوساخ.أهـ
أما إن كان المراد بالسائل الأصفر الذي يكون في الحيض وأحياناً بعده كما ورد ذلك في حديث أم عطية كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً " رواه البخاري/326 فهذا مما لا خلاف فيه إنه نجس : قال الشيخ ابن عثيمين في الفتاوى (1/291) : المعروف عند أهل العلم أن كل ما يخرج من المرأة فهو نجس إلا شيئاً واحداً وهو المني فإن المني طاهر وإلا فكل شيء ذي جرم يخرج من السبيلين فإنه نجس وناقض للوضوء وبناء على هذه القاعدة يكون ما يخرج من المرأة نجساً وموجباً للوضوء هذا ما توصلت إليه بعد البحث مع بعض العلماء وبعد المراجعة ولكني مع ذلك في حرج منه لأن بعض النساء يكون معها هذه الرطوبة دائماً وإذا كانت دائماً فإن التخلص منها أن تُعامل معاملة من به سلس البول فتتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها وتصلي ثم إني بحثت مع بعض الأطباء فتبين أن هذا السائل إن كان من المثانة فهو كما قلنا وإن كان من مخرج الولد فهو كما قلنا في الوضوء منه لكنه طاهر لا يلزم غسل ما أصابه . والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7810
ارتد عن الإسلام ثلاث مرات
الفقه > عبادات > الردة >(1/6051)
سؤال رقم 7810- ارتد عن الإسلام ثلاث مرات
السؤال :
لقد تركت الإسلام وعدت ثلاث مرات وأشعر أن هذا بسبب المعتقدات التي أشربتها فكيف أرسخ إيماني والتقوى في قلبي؟.
الجواب :
الحمد لله
فقد قال الله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) . وحقيقة الإسلام هي الاستسلام لله وحده بعبادته وحده لا شريك له وطاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأصل دين الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فيجب على كل مسلم أن يدين بالإسلام ، فيخلص العبادة لله ، ويتبع النبي عليه الصلاة والسلام ، فمن استقام على ذلك حتى يموت كان من أهل الجنة ، ومن لم يدخل في الإسلام حتى مات كان من أهل النار ، ومن دخل فيه ثم رجع عنه وتركه كان مرتدا كافرا ، فإن مات على كفره كان من أهل النار ، وإن تاب ورجع إلى الإسلام واستقام على ذلك حتى الممات لم تضره ردته ، وكان من أهل الجنة ، ولو وقعت منه الردة أكثر من مرة . ولكن يُخشى على من تكررت منه الردة عن الإسلام عدة مرات أن لا يوفق إلى التوبة ( وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا(137) ) . فبادر أيها الأخ السائل بالتوبة النصوح واستقم على الإسلام وحافظ على فرائضه التي فرضها الله على عباده ، وأعظم ذلك الصلوات الخمس ، واجتنب المعاصي ، وسل ربك الثبات على دينه وإذا عرض لك فتور فاستعن بالله ، واستعذ بالله من الشيطان ، وإذا عرض لك في نفسك وسواس يشكك في الإسلام أو في بعض أصوله فأعرض عنه ، واستعذ بالله من الشيطان ، وقل آمنت بالله ورسوله . وعليك بتلاوة القرآن ، وقراءة الكتب التي تحبب إليك الإسلام ، وترغبك في طاعة الله ، مثل كتاب ( رياض الصالحين للإمام النووي ) و( تفسير العلامة عبد الرحمن السعدي ، تيسير كلام الرحمن في تفسير كلام المنان ) . واحذر من الكتب التي تشكك في الإسلام ، وتزين لك المعاصي ، واحذر من قرناء السوء فإنهم من
شياطين الإنس ، وعليك بالأصحاب الذين يعينونك على الاستقامة ، واحذر من الجدال في أمور الدين فإنه يسبب القلق ، والحيرة وجاهد نفسك في طاعة الله فإنه يهدي المجاهدين إلى طريق الرشاد ، قال تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك.
*****
782
بيع بطاقات أعياد النّصارى
الفقه > معاملات > الإجارة > أعمال محرمة >
العقيدة > الولاء والبراء >(1/6052)
سؤال رقم 782- بيع بطاقات أعياد النّصارى
أنا أعمل محاسب. وفي العمل يوجد بطاقات عيد ميلاد المسيح عليها عبارات شركية مثل (عيسى هو الله - وهو يحبك)… الخ . إذا كان العميل يحضر لي هذه البطاقات فأبين له أنصحه) ، وأضع النقود في آلة التسجيل. فهل أنا كافر ؟
أنا أكره الشرك ، وأكره المسيحية ، وأكره المسيحيين ، فهل أنا كافر ؟
الحمد لله
ما دمت مؤمنا كارها للشرك كارها لدين النّصارى فلست بكافر بل أنت مسلم ما دمت على التوحيد ولم ترتكب ما يُخرج من الدّين ، ولكن لا بدّ أن تعلم أنّه لا يجوز لمسلم أن يعين الكفار بأي وسيلة على إقامة أعيادهم والاحتفال بها ومن ذلك بيع ما يستخدمونه في أعيادهم . قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العظيم اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم : " فأمّا بيع المسلم لهم في أعيادهم ما يستعينون به على عيدهم من الطعام واللباس والرّيحان ونحو ذلك أو إهداء ذلك لهم فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرّم . وهو مبني على أصل وهو : أنّه لا يجوز أن يبيع الكفّار عنبا أو عصيرا يتخذّونه خمرا . وكذلك لا يجوز أن يبيعهم سلاحا يقاتلون به مسلما . "
ثمّ نقل عن عبد الملك بن حبيب من علماء المالكية قوله : " ألا ترى أنّه لا يحلّ للمسلمين أن يبيعوا من النصّارى شيئا من مصلحة عيدهم ؟ لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يُعارون دابّة ولا يعاونون على شيء من عيدهم لأنّ ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم .." الاقتضاء ص: 229 ، 231 ط. دار المعرفة بتحقيق الفقي .
نسأل الله أن يثبتك على الحقّ ويجنبّك الباطل ويرزقك من لدنه رزقا حسنا . وصلى الله على نبينا محمد .
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
78210
حكم المال الذي يأخذه محامٍ يدافع عن تجار مخدرات
الفقه > معاملات > الإجارة > أعمال محرمة >
الفقه > معاملات > الأموال المحرمة >(1/6053)
سؤال رقم 78210- حكم المال الذي يأخذه محامٍ يدافع عن تجار مخدرات
عندنا شخصان قد ضبط بحوزتهم مخدرات وحشيش ، ثم قام أحد المحامين بإخراجهم وتبرئتهم من هذا الجرم علماً أن هذه الجريمة واضحة وضوح الشمس والتهمة ثابتة وقاطعة جدّاً بحقهم .
السؤال :
ما حكم هذه الأموال التي حصل عليها هذا المحامي لقاء إخراجهم ؟.
الحمد لله
سبق بيان حكم ممارسة مهنة " المحاماة " في فتوى في جواب السؤال
رقم ( 9496 ) ، وذكرنا هناك تحريم
حماية الشر والدفاع عن أهله من قبَل المحامين ، وأن هذا من باب التعاون على الإثم
والعدوان ، والله تعالى حرَّم هذا التعاون فقال : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .
وعليه : فالواجب على المحامي الذي دافع عن أولئك التجار الأشرار
الذين يعيثون في الأرض فساداً ببيع المخدرات المحرمة أن يتوب إلى الله تعالى من
فعله ، وعليه أن يبادر لنصح أولئك الأشرار لا أن يسلك طريق تخليصهم من العقوبات
المستحقة لهم ، ويجب عليه أن يتراجع أمام القضاء عن تلك المرافعة الآثمة إن كان في
الوقت متسع ، وأن لا يقبل الاستمرار معهم إن استؤنف الحكم ضدهم .
وأما تلك الأموال التي أخذها منهم : فهي أموال محرمة ؛ لأنه
أخذها مقابل عمل محرم ، لذا فالواجب عليه مع التوبة والاستغفار والعزم على عدم
العود لهذا الفعل : الواجب عليه أن يبادر إلى التخلص من تلك الأموال ، وتصريفها في
وجوه الخير ، وليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التائب من الذنب كمن لا
ذنب له ) ، وليعلم أنه يطهر بذلك أمواله الحلال ؛ لأن بقاء المال الحرام في يده قد
يتسبب في إهلاك الأموال الحلال التي يملكها ، ولا يجوز له إرجاعها لأولئك التجار ،
ونسأل الله أن يعوضه خيراً منها .
والله أعلم .
*****
78223
هل يجوز لها الاستماع للموسيقى أثناء التمارين الرياضية ؟
الفقه > عادات > أحكام الفنون والتمثيل > الغناء والملاهي >(1/6054)
سؤال رقم 78223- هل يجوز لها الاستماع للموسيقى أثناء التمارين الرياضية ؟
أنا أقوم بممارسة تمارين رياضية في صالة مخصصة للنساء فقط ، وقد حصل لدي الكثير من المشاكل الصحية والنفسية . ومع ممارسة الرياضة - بالإضافة إلى قراءة القرآن والأدعية - تحسنت حالتي كثيراً عن ما كنت أعانيه سابقا .
السؤال :
هل يجوز ممارسة الرياضة ( أي روبت ) علماً بأنهم يضعون الموسيقي لممارسة تمارين الرياضة بإيقاع معين حسب ما تقوم بتدريبنا المدربة أم ماذا أفعل ؟ إنني في حيرة من أمري هذا وأنا أحب الرياضة ولا يوجد قاعة أو مدربة تقوم بتدريب بدون موسيقى .
الحمد لله
لا حرج على المرأة أن تمارس التمارين الرياضية ، إذا كان ذلك في
مكان مخصص للنساء لا يطلع عليهن فيه الرجال ، على أن يكون ذلك بقدر محدود ، بحيث
لا يشغل عن شيء واجب ، فلا يؤدي إلى تضيع الصلاة ، أو تأخيرها عن وقتها ، أو تضيع
غيرها من الواجبات .
ومن الأمور المحرمة التي قد تقترن بالألعاب الرياضية من بعض
الصالات : استعمال الموسيقى وسماعها ، وقد روى البخاري عن أبي مَالِكٍ
الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه قال : قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ
وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ )
الحرَ : الزنا .
ومن الحديث يتبين حكم المعازف ، وأنها حرام ، واقترانها
بالمحرمات الأخرى : الحرير والخمر والزنا مما يؤكد حرمتها .
ولا خلاف بين الأئمة الأربعة على حرمة المعازف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فمن فعل هذه الملاهي على وجه الديانة والتقرب فلا ريب في
ضلالته وجهالته ، وأما إذا فعلها على وجه التمتع والتلعب : فمذهب الأئمة الأربعة أن
آلات اللهو كلها حرام ؛ فقد ثبت في " صحيح البخاري " وغيره أن النبي صلى الله عليه
وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم
يمسخون قردة وخنازير .
والمعازف هي الملاهي كما ذكر ذلك أهل اللغة جمع معزفة ، وهي
الآلة التي يعزف بها أي يصوَّت بها ، ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة فى آلات اللهو
نزاعاً " انتهى .
" مجموع الفتاوى " ( 11 / 576 ، 577 ) .
وفي الموسيقى إتلاف للقلب ، وإشغال للنفوس عن الحق ، وإنبات
للنفاق في القلب ، ولا يمكن لها أن تكون مهدئة للأعصاب ، ولا يمكن أن تكون علاجاً .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" الموسيقى وغيرها من آلات اللهو كلها شر وبلاء ، ولكنها مما
يزين الشيطان التلذذ به والدعوة إليه حتى يشغل النفوس عن الحق بالباطل ، وحتى
يلهيها عما أحب الله إلى ما كره الله وحرم فالموسيقى والعود وسائر أنواع الملاهي
كلها منكر ولا يجوز الاستماع إليها ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال : ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) والحر هو :
الفرج الحرام - يعني الزنا - والمعازف هي : الأغاني وآلات الطرب " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 436 ) .
وقال الشيخ – أيضاً - :
" أما العلاج بالموسيقى فلا أصل له بل هو من عمل السفهاء ،
فالموسيقى ليست بعلاج ولكنها داء ، وهي من آلات الملاهي ، فكلها مرض للقلوب وسبب
لانحراف الأخلاق ، وإنما العلاج النافع والمريح للنفوس إسماع المرضى القرآن
والمواعظ المفيدة والأحاديث النافعة ، أما العلاج بالموسيقى وغيرها من آلات الطرب
فهو مما يعودهم الباطل ويزيدهم مرضا إلى مرضهم ، ويثقل عليهم سماع القرآن والسنة
والمواعظ المفيدة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 9 / 429 ) .
وينظر – للاستزادة – جواب الأسئلة : ( 43736 ) و ( 5000 ) و ( 5011 )
وعلى هذا فعليكِ أن تنصحي هؤلاء ، وتبيني لهم تحريم سماع
الموسيقى في الإسلام وأنه لا داعي لهذا المحرم ، وهناك الكثير من هذه الصالات
يراعون ذلك ، ويمتنعون عن تشغيل الموسيقى ، مما زاد إقبال الناس عليهم ، فإن لم
يستجيبوا - فعلى الأقل - لا يستعملونها فترة وجودكِ في الصالة ، حتى لا تكوين
مشاركة لهم في المعصية ، وساكتة عن منكر يجب إنكاره .
فإن لم يمكن فلا بد من تركك هذه الصالة ، فإما أن تبحثي عن غيرها
، وإما أن تنظري حلاَّ آخر كما لو أمكن أن تشتري بعض الأجهزة ، وتمارسين عليها الرياضة
في البيت ، فذلك خير لك .
*****
78255
حكم ثقب أذن الأنثى للحلي
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الزينة >(1/6055)
سؤال رقم 78255- حكم ثقب أذن الأنثى للحلي
عندي زميلتي في العمل تسأل عن حكم ثقب أذن البنت من أجل وضع الحليّ حلال ؟ وإذا كان حلالاً هل يجوز ثقب الأذن من أعلى الأذن وليس من الأسفل ؟!.
الحمد لله
أولاً :
العمل المختلط بين الرجال والنساء محرَّم وله آثاره السيئة ، وقد
سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 50398 ) و ( 6666 ) و ( 39799 ) ، وانظر جواب السؤال رقم ( 27304 ) ففيه : بيان حكم مخاطبة
النساء في العمل .
وقد ذكرنا هذا تعليقاً على قولك أخي السائل " زميلتي في العمل "
، ونقلك لسؤالها وأنه قد دار بينكما أحاديث يوجب علينا نصحك ونصحها قبل الإجابة على
أصل سؤالك بأن يبحث كل منكما عن عمل غير مختلط ، وفيما أحلناك عليه من إجابات ما
يغني عن تكرار الكلام في موضوع الاختلاط في العمل بين الرجال والنساء .
ثانياً :
وأما بالنسبة لثقب أذن الأنثى : فقد وقع الخلاف في حكمه بين
العلماء ، فذهب الحنفية والحنابلة إلى جواز هذا الفعل ، وذهب الشافعية – ووافقهم :
ابن الجوزي وابن عقيل الحنبليان - إلى المنع منه ، ولم يستدلوا على المنع بشيء من
النصوص ، بل قالوا إنه مؤلم ، وإن الزينة في الأذن ليست ضرورة ولا مهمة حتى يباح
إيلام الأنثى من أجلها .
وبالتأمل في نصوص السنة النبوية وواقع الصحابيات رضي الله عنهن
يتبين أن القول الراجح هو القول الأول وهو القول بالإباحة ، ومن النصوص التي تدل
على ذلك :
1. عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : خَرَجَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ - وَلَمْ
يَذْكُرْ أَذَانًا وَلا إِقَامَةً - ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ
وَذَكَّرَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ إِلَى
آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ يَدْفَعْنَ إِلَى بِلالٍ ثُمَّ ارْتَفَعَ هُوَ وَبِلالٌ
إِلَى بَيْتِهِ .
رواه البخاري ( 4951 ) ومسلم ( 884 ) .
وفي رواية أخرى عندهما :
" فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ تُلْقِي الْمَرْأَةُ خُرْصَهَا
وَسِخَابَهَا " .
والخُرص : حلي الأذن ، والسِّخاب : حلي العنق والصدر .
2. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً
فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ
شَيْئًا ... قَالَتْ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ : زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو
زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ ... قَالَتْ عَائِشَةُ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ
زَرْعٍ .
رواه البخاري ( 4893 ) ومسلم ( 2448 ) .
وقد أقر النبي صلى الله عليه وسلم ما فعله أبو زرع من ملء أذن أم
زرع بالحلي حتى ثقل وتحرك .
وبالنسبة لثقب الأذن من الأعلى : فالظاهر أنه لا فرق بين أن يكون
الثقب من أسفل أو من أعلى على أن يكون هذا متعارفاً عليه في بيئتها ، وننبه إلى أنه
لا يجوز للمرأة أن تظهر هذا الحلي الذي تلبسه في يدها أو أذنها أو عنقها .
سُئل الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمه الله - :
عن حكم ثقب أذن البنت أو أنفها من أجل الزينة ؟ .
فأجاب :
الصحيح : أن ثقب الأذن لا بأس به ؛ لأن هذا من المقاصد التي
يتوصل بها إلى التحلي المباح ، وقد ثبت أن نساء الصحابة كان لهن أخراص يلبسنها في
آذانهن ، وهذا التعذيب تعذيب بسيط ، وإذا ثقب في حال الصغر صار برؤه سريعاً .
وأما ثقب الأنف : فإنني لا أذكر فيه لأهل العلم كلاماً ، ولكنه
فيه مُثلة وتشويه للخلقة فيما نرى ، ولعل غيرنا لا يرى ذلك ، فإذا كانت المرأة في
بلد يعد تحلية الأنف فيها زينة وتجملاً فلا بأس بثقب الأنف لتعليق الحلية عليه .
" مجموع فتاوى ابن عثيمين " ( 11 / السؤال رقم 69 ) .
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :
لا بأس بثقب أذن الجارية لوضع الحلي في أذنها ، ومازال هذا العمل
يفعله الكثير من الناس ، حتى كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النساء كن
يلبسن الحلي في آذانهن وغيرها من غير نكير .
وأما كونه يؤلم الجارية : فالمقصود بهذا مصلحتها ؛ لأنها بحاجة
إلى الحلي ، وبحاجة إلى التزين ؛ فثقب الأذن لهذا الغرض مباح ومرخص فيه لأجل الحاجة
، كما أنه يجوز جراحتها للحاجة وكيها للحاجة والتداوي ، كذلك يجوز خرق أو ثقب أذنها
لوضع الحلي فيه ؛ لأنه من حاجتها ، مع أنه شيء لا يؤلم كثيراً ، ولا يؤثر عليها
كثيراً .
" فتاوى الشيخ الفوزان " ( 3 / 324 ) .
والله أعلم .
*****
78289
كيفية التصرف في المال الحرام بعد التوبة
الفقه > معاملات > الأموال المحرمة >(1/6056)
سؤال رقم 78289- كيفية التصرف في المال الحرام بعد التوبة
أنا محاسب في شركة حسابات. أقوم بتحضير البيانات الحسابية وعوائد الضرائب وتقديم نصائح للعملاء حول أمورهم المالية والضريبية . وعملاؤنا في الغالب من أصحاب المطاعم الصغيرة. ولدينا أيضًا بعض العملاء في الشهر العقاري وقطاع الأعمال الخاصة . بالنسبة لأصحاب المطاعم ـ من عملائنا ـ يقومون ببيع لحم الخنزير بجانب منتجات أخرى. وكافة عملاءنا يتعاملون بالربا (دفعًا واستلامًا) . وأحيانًا يلزم عليّ كتابة خطابات تبين حالة العملاء المالية مع سابق علمي أن هذا الخطاب سيتم استخدامه في أخذ فائدة قروض ربوية . فهل عملي حلال؟ إذا لم يكن حلالاً وقمت بترك هذا العمل والتحقت بعمل آخر حلال، فهل يجوز لي الاحتفاظ بالمال الذي اكتسبته وادخرته من هذا العمل ؟ وهل يجوز لي استثمار هذا المال في أعمال أخرى ؟ وهل يجوز لي أداء الحج بهذا المال ؟.
الحمد لله
أولا :
العمل في مجال تسجيل الربا أو حسابه ، أو كتابة خطاباته ، أو نحو
ذلك مما فيه إعانة عليه ، لا يجوز ؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان ، قال
الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ
وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2
فالواجب ترك العمل في هذا المجال والاقتصار على الأعمال المباحة
، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
وانظر جواب السؤال ( 59864 )
، ففيه تحريم المعاونة على الربا ولو بكتابة خطاب تعريف.
ثانيا :
من تاب إلى الله تعالى من عمل محرم ، وقد اكتسب منه مالا ، كأجرة
الغناء والرشوة والكهانة وشهادة الزور ، والأجرة على كتابة الربا ، ونحو ذلك من
الأعمال المحرمة ، فإن كان قد أنفق المال ، فلا شيء عليه ، وإن كان المال في يده ،
فيلزمه التخلص منه بإنفاقه في وجه الخير ، إلا إذا كان محتاجا فإنه يأخذ منه قدر
الحاجة ، ويتخلص من الباقي ، وليس له أن يحج منه ؛ لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا
طيبا .
قال ابن القيم رحمه الله : " إذا عاوض غيره معاوضة محرمة وقبض
العوض ، كالزانية والمغنى وبائع الخمر وشاهد الزور ونحوهم ثم تاب والعوض بيده .
فقالت طائفة : يرده إلى مالكه ؛ إذ هو عين ماله ولم يقبضه بإذن الشارع ولا حصل
لصاحبه في مقابلته نفع مباح .
وقالت طائفة : بل توبته بالتصدق به ولا يدفعه إلى من أخذه منه ،
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أصوب القولين ... ". ا نتهى من "مدارج
السالكين" (1/389).
وقد بسط ابن القيم الكلام على هذه المسألة في "زاد المعاد"
(5/778) وقرر أن طريق التخلص من هذا المال وتمام التوبة إنما يكون : " بالتصدق به ،
فإن كان محتاجا إليه فله أن يأخذ قدر حاجته ، ويتصدق بالباقي " انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فإن تابت هذه البغي وهذا الخمار
، وكانوا فقراء جاز أن يصرف إليهم من هذا المال قدر حاجتهم، فإن كان يقدر يتجر أو
يعمل صنعة كالنسيج والغزل، أُعطي ما يكون له رأس مال. " انتهى من "مجموع
الفتاوى" (29/308).
وينظر تفصيل هذه المسألة في : "الربا في المعاملات المصرفية المعاصرة" ، للدكتور
عبد الله بن محمد السعيدي (2/779- 874).
ثالثا :
يستفاد من كلام شيخ الإسلام السابق أن التائب من الكسب المحرم إن
كان محتاجا فإنه يأخذ من المال قدر حاجته ، وله أن يستثمر شيئا منه يجعله رأس مال
في تجارة أو صناعة ، ثم يتصدق بما زاد عن حاجته .
رابعا :
حيث إن عملك منه ما هو مباح ، ومنه ما هو محرم ، فاجتهد في تقدير
نسبة الحرام ، وتخلص مما يقابلها من المال الذي في يدك ؛ فإن شق عليك التقدير ،
فتخلص من نصفه ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ... وإن اختلط الحلال بالحرام وجهل
قدر كل منهما ، جعل ذلك نصفين " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/307) .
والله أعلم .
*****
783
الفِرق في الإسلام والتأثّر بالدّيانات الأخرى
العقيدة > مذاهب وأديان > مذاهب وفرق >(1/6057)
سؤال رقم 783- الفِرق في الإسلام والتأثّر بالدّيانات الأخرى
كم عدد طوائف الإسلام ؟ وكيف يؤثر الإسلام على الأديان ؟.
الحمد لله
الدّين الذي لا يقبل الله غيره هو الإسلام وهو طريق واحد ومنهج واحد وهو الذي كان عليه نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وليس يوجد في دين الله فِرَق ولا طرائق مختلفة ولكن انحرف عدد من الناس عن دين الإسلام وكوّنوا فِرَقا كثيرة لا علاقة
لها بالإسلام كفرق الباطنية والقاديانية والبهائية وغيرها مما حذّرنا الله منه بقوله جلّ وعلا : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكمْ تَتَّقُونَ (153) سورة الأنعام
أمّا بالنسبة للشقّ الثاني من السؤال فينبغي أن تعلم
أيها السائل الكريم أنّ الإسلام وحي نزل من السماء خالصا من الله تعالى رضيه لعباده
دينا وشاء أن يختم به الأديان ويكون مهيمنا على ما سبقه ولذلك فلا يُمكن القول بأن
ّ الإسلام تأثّر بالأديان الأخرى .
نرجو أن تقرأ المزيد عن هذا الدّين ونسأل الله أن يهديك إلى طريق الحقّ والصواب .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7832
من سرق ماله الحرام هل يخرجه مرة أخرى
الفقه > معاملات > الضمان >(1/6058)
سؤال رقم 7832- من سرق ماله الحرام هل يخرجه مرة أخرى
السؤال : رجل كان يملك أسهم بنوك ربوية فباعها وكسب منها وأخذ المال ووضعه في بيته ، فدخل لص فسرق المال ، ثم تاب الرجل ، فهل يلزمه إخراج المال مرة أخرى ؟.
الجواب :
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله :
لا ، ليس عليه شيء .
سؤال :
هل لأنه تاب ؟
الجواب :
نعم .
سؤال :
إذن نقول بما أنه قد تاب فلا يلزمه إخراجه مرة أخرى .
جواب :
نعم فلا شيء عليه . أهـ . والله أعلم .
الشيخ محمد صالح العثيمين
*****
78329
علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > أشراط الساعة >(1/6059)
سؤال رقم 78329- علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى
ما هي علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى ؟.
الحمد لله
علامات يوم القيامة وأشراطها هي التي تسبق وقوع القيامة وتدل على
قرب حصولها ، وقد اصطُلح على تقسيمها إلى صغرى وكبرى ، والصغرى – في الغالب - تتقدم
حصول القيامة بمدة طويلة ، ومنها ما وقع وانقضى - وقد يتكرر وقوعه - ومنها ما ظهر
ولا يزال يظهر ويتتابع ، ومنها ما لم يقع إلى الآن ، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق
المصدوق صلى الله عليه وسلم .
وأما الكبرى : فهي أمور عظيمة يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء
زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم .
وعلامات الساعة الصغرى كثيرة ، وقد جاءت في أحاديث صحيحة كثيرة ،
وسنذكرها في سياق واحد دون ذِكر أحاديثها ؛ لأن المقام لا يتسع ، ونحيل من أراد
التوسع في هذا الموضوع مع معرفة أدلة هذه العلامات لكتب موثوقة متخصصة ، ومنها "
القيامة الصغرى " للشيخ عمر سليمان الأشقر ، وكتاب " أشراط الساعة " للشيخ يوسف
الوابل .
فمن أشراط الساعة الصغرى :
1. بعثة النبي صلى الله عليه وسلم .
2. موته صلى الله عليه وسلم .
3. فتح بيت المقدس .
4. طاعون " عمواس " وهي بلدة في فلسطين .
5. استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة .
6. ظهور الفتن ، ومن الفتن التي حدثت في أوائل عهد الإسلام :
مقتل عثمان رضي الله عنه ، وموقعة الجمل وصفين ، وظهور الخوارج ، وموقعة الحرة ،
وفتنة القول بخلق القرآن .
7. ظهور مدَّعي النبوة ، ومنهم " مسيلمة الكذاب " و " الأسود
العنسي " .
8. ظهور نار الحجاز ، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع
الهجري في عام 654 هـ ، وكانت ناراً عظيمة ، وقد توسع العلماء الذين عاصروا ظهورها
ومن بعدهم في وصفها ، قال النووي : " خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع
وخمسين وستمائة ، وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة ،
وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان ، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة
" .
9. ضياع الأمانة ، ومن مظاهر تضييع الأمانة إسناد أمور الناس إلى
غير أهلها القادرين على تسييرها .
10. قبض العلم وظهور الجهل ، ويكون قبض العلم بقبض العلماء ، كما
جاء في الصحيحين .
11. انتشار الزنا .
12. انتشار الربا .
13. ظهور المعازف .
14. كثرة شرب الخمر .
15. تطاول رعاء الشاة في البنيان .
16. ولادة الأمة لربتها ، كما ثبت ذلك في الصحيحين ، وفي معنى
هذا الحديث أقوال لأهل العلم ، واختار ابن حجر : أنه يكثر العقوق في الأولاد
فيعامِل الولدُ أمَّه معاملة السيد أمَته من الإهانة والسب .
17. كثرة القتل .
18. كثرة الزلازل .
19. ظهور الخسف والمسخ والقذف .
20. ظهور الكاسيات العاريات .
21. صدق رؤيا المؤمن .
22. كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق .
23. كثرة النساء .
24. رجوع أرض العرب مروجاً وأنهاراً .
25. انكشاف الفرات عن جبل من ذهب .
26. كلام السباع والجمادات الإنس .
27. كثرة الروم وقتالهم للمسلمين .
28. فتح القسطنطينية .
وأما أشراط القيامة الكبرى : فهي التي ذكرها النبي صلى الله عليه
وسلم في حديث حذيفة بن أسيد وهي عشر علامات : الدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج
ومأجوج ، وثلاث خسوفات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، والدخان
، وطلوع الشمس من مغربها ، والدابة ، والنار التي تسوق الناس إلى محشرهم ، وهذه
العلامات يكون خروجها متتابعا ، فإذا ظهرت أولى هذه العلامات فإن الأخرى على إثرها
.
روى مسلم عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رضي الله
عنه قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا
وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ : مَا تَذَاكَرُونَ ؟ قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ
، قَالَ : إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ
الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأَجُوجَ
وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ
وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ
تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ .
وليس هناك نص صحيح صريح في ترتيب هذه العلامات ، وإنما يستفاد
ترتيب بعضها من جملة نصوص .
وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله :
هل أشراط الساعة الكبرى تأتي بالترتيب ؟
فأجاب :
" أشراط الساعة الكبرى بعضها مرتب ومعلوم ، وبعضها غير مرتب ولا
يعلم ترتيبه ، فمما جاء مرتباً نزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج ، والدجال فإن
الدجال يبعث ثم ينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يخرج مأجوج ومأجوج .
وقد رتب السفاريني رحمه الله في عقيدته هذه الأشراط ، لكن بعض
هذا الترتيب تطمئن إليه النفس ، وبعضها ليس كذلك ، والترتيب لا يهمنا ، وإنما يهمنا
أن للساعة علامات عظيمة إذا وقعت فإن الساعة تكون قد قربت ، وقد جعل الله للساعة
أشراطاً ؛ لأنها حدث هام يحتاج الناس إلى تنبيههم لقرب حدوثه " انتهى .
" مجموع الفتاوى " ( 2 / السؤال رقم 137 ) .
والله أعلم .
*****
7833
مشكلة السرقة عند الأطفال
التربية > تربية الأولاد >
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6060)
سؤال رقم 7833- مشكلة السرقة عند الأطفال
السؤال : أنزعجت كثيراً بعد أن اكتشفت أن أحد أبنائي قام بسرقة شيء ما وأخاف أن يتحول إلى لص في المستقبل فبماذا تنصحونني ؟.
الحمد لله
يسرق الطفل الصغير لعدة أسباب :
1- يسرق لأنه لا يفرق بين الاستعارة والسرقة وأن
مفهوم الملكية الخاصة غير واضح عنده .
2- البعض يسرق بسبب الحرمان من أشياء تتوفر للآخرين
3- للانتقام من الوالدين أو لفت انتباههما .
ماذا نصنع ؟
1- التزام الهدوء : بدلاً من التوبيخ والتعيير
حافظ على الهدوء فالموقف فرصة لأن تعلم ابنك .
2- وعظ الطفل : بيِّن له حكم السرقة في الإسلام
، وأن الله قال في كتابه العزيز : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما .. ) وأن
النبي صلى الله عليه وسلم أخذ العهد في بيعة النساء أن لا يسرقن كما قال
الله تعالى : ( ولا يسرقن .. ) . وذكِّر طفلك بمراقبة الله عز وجل . قال الله
تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم .. ) وقال عز وجل : ( والله شهيد على ما تعملون
) . وقل له إن الله يراك ولو سرقت خفية بعيداً عن نظر الناس لأنه تعالى ( يعلم
السر وأخفى ) .
3- واجه الطفل : ينبغي أن تواجه الطفل بالسبب والباعث
له على السرقة كأن تقول له أنا أعرف أنك أخذت الحلوى من السوق المركزي وأنت أخذتها
لأنك تشعر بالحاجة إليها ولكن سرْقتها ليست الحل ، المرة القادمة إذا رغبت في
شيء تحدث معي أولاً ، أنا أعرف بأنك تحب أن تكون أميناً ، وحاول أن تضع الطفل
موضع الآخرين لو كنت مكان الشخص الذي سُرقت منه الحلوى كيف ستشعر ؟
4- تشديد الجزاءات : كأن يطلب من الطفل إرجاع الشيء
المسروق مع الاعتذار ، أو تعويض قيمته في حال إتلافه مع الحرمان من الامتيازات
في المنزل .
5- مراقبة الطفل وعدم إغفاله لفترات طويلة .
والله الهادي إلى سواء الصراط .
أنظر كتاب تنوير العباد بطرق التعامل مع الأولاد لـ د. حامد نهار المطيري 27
*****
7834
حكم الدعايات التجارية
الفقه > معاملات > البيوع >(1/6061)
سؤال رقم 7834- حكم الدعايات التجارية
السؤال :
إذا كان لدي محل تجاري أو بضاعة فهل يجوز أن أقوم بحملة دعائية للسلع المباعة ؟ .
الجواب :
الحمد لله
الإعلانات والدعايات الترغيبية من المعاملات المعاصرة التي لا تخرج عن إطار الضوابط العامة للمعاملات في الشريعة الإسلامية ، لكن لما كثرت التجاوزات في استعمال هذه الوسيلة الترغيبية فلابد من ذكر ضوابط تفصيلية خاصة نراعي المقاصد الشرعية والآداب المرعيّة ، فمن ذلك ما يلي :
أولاً : أن يحسن التاجر القصد في إعلانه ودعايته ، وذلك بأن يكون مقصوده تعريف الناس بمزايا سلعهم وخدماتهم ، وأن يطلعوا على ما لا يعرفونه من ذلك وما يحتاجون من معلومات عنها .
ثانياً : أن يلتزم الصدق في إعلانه ودعايته ، وذلك بأن يخبر بما يوافق حقيقة السلعة أو الخدمة ، فالصدق ركيزة أساسية في جميع المعاملات ، لاسيما في البيع فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما ) رواه البخاري رقم 2079 (2/82-83) ومسلم رقم 1532(3/162) من حديث حكيم بن حزام . ومن لوازم تحري الصدق والعمل به تجنب الإطراء والمبالغات في وصف السلع والخدمات فإن تعاطي ذلك مجانب للصدق والبيان ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولا يُنفق بعضكم لبعض ) الترمذي رقم 1268 ( 3/559 ) أي : لا يروجها ليرغب فيها السامع فيكون قوله سبباً لابتياعها ، وقد عد بعض أهل العلم الثناء على السلعة بما هو فيها نوعاً من الهذيان الذي ينبغي التحفظ منه ، وضابط هذا أنه يحرم على البائع كل فعل في المبيع يُعْقِب لآخذه ندماً .
ثالثاً : أن يتجنب الغش والتدليس في إعلانه ودعايته ، وذلك بأن يزين السلعة أو يخفي عيوبها أو يمدحها بما ليس فيها ، فإن ذلك كله محرم كما تقدم بيانه .
رابعاً : ألاّ يكون في إعلانه ودعايته ذم لسلع غيره وخدماتهم ، أو تنّقص لهم ، أو إضرار بهم بغير حق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه البخاري رقم 13 (1/ 2 ) ومسلم رقم 45 ( 1/67 ) من حديث أنس بن مالك . والضابط في ذلك أن كل ما لو عومل به شق عليه وثقل ينبغي ألا يعامل به غيره ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا ضرر ، ولا ضرار ) رواه أحمد (5/326-327،313) وابن ماجه رقم (2340-2341) عن عبادة بن صامت
خامساً : ألا يكون في إعلانه ودعايته ما يدعو إلى الإسراف والتبذير لكونهما من المناهي الشرعية ، قال تعالى : ( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) سورة الأنعام 141 وقال تعالى : ( ولا تبذر تبذيراً ، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) سورة الإسراء /26-27
سادساً : ألا يكون فيهما هتك لحرمة الشرع المطهر ، بأن يكون ترويج للمحرمات ، أو أن يصاحبهما شيء من المنكرات ، كالموسيقى والغناء ، أو إظهار النساء أو ما أشبه ذلك من المنهيات .
سابعاً : ألا تكون الدعاية والإعلان باهظة التكاليف يتحمل عبئها المستهلك ، بل يجب أن تكون قاصراً على ما يحصل به المقصود من التعريف بالسلع والخدمات من غير زيادة تجر إلى رفع أسعارها .
والله أعلم
من كتاب الحوافز التجارية التسويقية لـ خالد بن عبد الله المصلح 209.
*****
7835
رفع قيمة الأرض مقابل التنازل عن القرض الحكومي لمشتريها
الفقه > معاملات > البيوع >(1/6062)
سؤال رقم 7835- رفع قيمة الأرض مقابل التنازل عن القرض الحكومي لمشتريها
السؤال :
هل يجوز أن يرفع قيمة الأرض عند بيعها مقابل أن يتنازل عن حقه في قرض الصندوق العقاري لصالح المشتري ؟ ( الصّندوق العقاري هو صندوق إقراض غير ربوي جعلته الحكومة لإعانة من يريد بناء مسكن خاص ) ، وإيضاح المسألة أنّ الأرض لو كانت تساوي مثلا خمسمائة ألف دون أن تكون مسجّلة في الصندوق العقاري ، فذهب فقدّم طلبا لقرض في الصندوق وأخذ رقما بالّدْور ، فيأتي دوره في القرض بعد ثلاث سنوات مثلا ، ثم قال للمشتري أبيعك الأرض بستمائة وأتنازل لك عن دوري في الصندوق )
الجواب :
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله :
هذا ( أي الزيادة على ثمن الأرض ) عوضٌ عن تنازله .
سؤال :
أليس عوضا عن تنازله عن شيء مجهول ؟
جواب :
لا . عن شيء حقٍّ له ، ( وكون القرض ) يأتي أو لا يأتي فكلهم على خطر ، هو والذي تنازل له .
سؤال :
فماذا يكون الجواب ؟
جواب :
الجواب الظاهر لي : لا بأس به إذا كانت الدّولة ( صاحبة الصّندوق العقاري ) تجيز هذا . أهـ . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
78353
ضريرة وليس عندها أحد يحميها ويخدمها فهل تقتني كلباً مدرباً لذلك ؟
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6063)
سؤال رقم 78353- ضريرة وليس عندها أحد يحميها ويخدمها فهل تقتني كلباً مدرباً لذلك ؟
هناك أخت لكم في الإسلام وهي أمريكية دخلت الإسلام قبل أكثر من سنة بعد أن تعرضت للاعتداء بالضرب من قبل زوجها مما أصابها بعوق عن الحركة وفقدان البصر ، وهذه الحادثة جعلها الله سبباً في دخول هذه المرأة للإسلام ، المشكلة أن هذه المرأة تحتاج إلى رعاية وعناية لمدة 24 ساعة ، وقد اتصلت بإمام المسجد القريب فقام بمساعدتها ، وذلك بأن أرسل لها إحدى الأخوات لتقوم بخدمتها ، ولكن هذه الأخت لن تستطيع الاستمرار لأسباب خاصة ، لذلك طلبت المساعدة من الرعاية الاجتماعية في الولاية فقالوا لها إنهم لا يستطيعون توفير شخص لرعايتها ، لكن بإمكانهم أن يوفروا لها كلباً مدرباً خصيصا على خدمة المعوقين وفاقدي البصر .
هذه المرأة تسأل وتقول : أنا أعلم أن وجود الكلب في البيت منهي عنه في الإسلام ، ولكن أنتم لا تعلمون مقدار الخدمة والمساعدة التي سيقدمها لي ، فبإمكانه أن يقودني إلى السوبر ماركت ، وكذلك أن يجلب لي الحاجات داخل المنزل وغيرها من الخدمات .
السؤال الآن :
هذه المرأة بحاجة إلى هذا النوع من الكلاب ، فهل يجوز لها اقتناؤه في البيت للضرورة ؟.
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يثبت أختنا على الإسلام ، وأن يعافيها ويكتب
لها أجرها على صبرها وتحملها .
واقتناء الكلاب محرَّم في الأصل – كما هو معلوم – وقد رخص النبي
صلى الله في اقتنائه إذا كان لحراسة زرع أو ماشية أو لصيد .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( مَنْ أمْسَكَ كَلْباً فَإنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ
قِيرَاطٌ ، إِلاَّ كَلْبَ حَرْثٍ ، أوْ مَاشِيَةٍ ) . رواه البخاري ( 2197 )
ومسلم ( 1575 ) .
وعنه رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (
مَنِ اتَّخَذَ كَلْباً إِلاَّ كَلْبَ مَاشِيَةٍ ، أوْ صَيْدٍ ، أوْ زَرْعٍ :
انْتُقِصَ مِنْ أجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ ) . رواه مسلم ( 1575 ) .
وهل يجوز اقتناء الكلب لغير ما سبق ؟
الجواب : نعم .
قال الإمام النووي رحمه الله :
" اختلف في جواز اقتنائه لغير هذه الأمور الثلاثة ، كحفظ الدور
والدروب ، والراجح : جوازه قياساً على الثلاثة ، عملاً بالعلَّة المفهومة من الحديث
، وهي : الحاجة " انتهى .
" شرح مسلم " ( 10 / 236 ) .
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
" وفي معنى هذا الحديث تدخل – عندي - إباحة اقتناء الكلاب
للمنافع كلها ودفع المضار ، إذا احتاج الإنسان إلى ذلك " انتهى .
" التمهيد " ( 14 / 219 ) .
واقتناء المرأة لهذا الكلب المدرب – مع عدم توفر من يقوم على
خدمتها ورعايتها وحراستها أولى من حراسة الزرع والماشية .
وقال الشيخ يوسف بن عبد الهادي - ناقلاً عن بعض العلماء - :
" لا شك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أذِن في كلب الصيد في
أحاديثَ متعدِّدَةٍ ، وأخبر أنَّ متَّخذَه للصيد لا ينقص مِن أجره ، وأذِن في
أحاديث أخرى في كلبِ الماشية ، وكلب الغنم ، وكلب الزرع ، فعُلم أنَّ العلَّة
المقتضية لجواز الاتخاذ : المصلحة ، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً ، فإذا
وُجدت المصلحة جاز الاتخاذ ، حتى إنَّ بعضَ المصالح أهمُّ وأعظمُ مِن مصلحة الزرع ،
وبعض المصالح مساوية للتي نصَّ الشارع عليها ، ولا شك أنَّ الثمار هي في معنى الزرع
، والبقر في معنى الغنم ، وكذلك الدجاج والأوز -لدفع الثعالب عنها- هي في معنى
الغنم ، ولا شك أنَّ خوفَ اللصوص على النَّفس ، واتخاذه للإنذار بها والاستيقاظ
لها أعظم مصلحة من ذلك ، والشارع مراعٍ للمصالح ودفع المفاسد ، فحيث لم تكن فيه
مصلحةٌ ففيه مفسدة " انتهى .
" الإغراب في أحكام الكلاب " ( ص 106 ، 107 ) .
وعليه : فلا حرج على هذه المرأة في اقتناء هذا الكلب المدرب إلى
أن ييسر الله لها مخرجاً كسكناها مع أسرة مسلمة تحتسب خدمتها ورعايتها ، أو زواجها
من مسلم يحتسب أجره على الله تعالى في رعايتها والعناية بها .
والله أعلم .
*****
7836
تحويل المرضى للفحص في مستشفى خاص مقابل نسبة
الفقه > معاملات > البيوع >(1/6064)
سؤال رقم 7836- تحويل المرضى للفحص في مستشفى خاص مقابل نسبة
السؤال :
مستشفى خاص يقول للأطباء في المستشفيات الحكومية إذا حوّلتم إليّ مرضى لإجراء فحوص لا توجد إلا عندي ، فلكم نسبة من الأجرة ، فهل هذه رشوة ؟.
الجواب :
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله
بأنّ هذه رشوة وسبيل إلى الفساد ويُمكن أن يؤدّي إلى قيام هؤلاء الأطبّاء بخداع المريض والكذب عليه وتحويله من المستشفى الحكومي المجّاني إلى المستشفى الخاص بزعم أنّه لا يوجد علاج أو أجهزة في المستشفى الحكومي مع أنّ ذلك موجود فيه . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7837
كيف نواسي إخواننا المحتاجين والمصابين
الآداب > الأخوة الإسلامية >(1/6065)
سؤال رقم 7837- كيف نواسي إخواننا المحتاجين والمصابين
السؤال : ما هو واجبنا تجاه إخواننا المسلمين الذين أُصيبوا بالمصائب والنكبات في أنحاء العالم.
الجواب :
الحمد لله
قال الله تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) وقال يصفهم : ( أشداء على الكفار رحماء بينهم )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ ) رواه الإمام أحمد
وقد لخّص ابن القيم رحمه الله أنواع مواساة المؤمن لأخيه المؤمن تلخيصا جيدا فقال : المواساة للمؤمن أنواع : مواساة بالمال ومواساة بالجاه ومواساة بالبدن والخدمة ومواساة بالنصيحة والإرشاد ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم ومواساة بالتوجّع لهم ، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة وكلما قوي قويت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له الفوائد 1/171
كان الخليل بن أحمد يمشي مع صاحب له فانقطعت نعل صاحبه فحملها ومشى حافيا فخلع الخليل نعليه فحملهما ومشى حافيا فسأله صاحبه عن فعله ذلك ؟ فقال : أواسيك في الحفاء .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
78370
هل يستمع القرآن الكريم وهو في الحمام ؟
الآداب > آداب التلاوة >(1/6066)
سؤال رقم 78370- هل يستمع القرآن الكريم وهو في الحمام ؟
بعضهم وخلال الاغتسال في الحمام أو بهدف آخر كقضاء الحاجة يدير جهاز المسجل على صوت القرآن الكريم بهدف الاستماع . هل يجوز الاستماع للقرآن والإنسان في الحمام وهو بائن العورة ؟.
الحمد لله
الذي نص أهل العلم على كراهته ، هو قراءة القرآن أو ذكر الله
تعالى في الخلاء ، لأن هذا المكان نجس ، وهو مأوى الشياطين ، فيعظم المؤمن ربه
تعالى فلا يذكره في هذا المكان .
أما استماع القرآن الكريم عند الاغتسال أو قضاء الحاجة فلا حرج
فيه ، لأنه لم يذكر الله تعالى داخل الخلاء ، وجهاز التسجيل يكون خارج الحمام .
وقد ذكرت طرائف عن السلف رحمهم الله في حرصهم على الوقت ، يمكن
استفادة هذا الحكم منها .
* الإمامان أبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن
وقد سئل عبد الرحمن عن كثرة سماعه الحديث من أبيه ، وكثرة أسئلته
له عن الأحاديث وعن رواتها ، فقال :
" كان أبي يأكل وأقرأ عليه ، ويمشي وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء
وأقرأ عليه ، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه !!" انتهى .
"سير أعلام النبلاء" (13/251) .
* المجد ابن تيمية جد شيخ الإسلام ابن تيمية
كان يأمر ابنه إذا دخل الخلاء أن يقرأ ويرفع صوته ، حتى يستفيد
بهذا الوقت ولا يضيع من غير فائدة .
ذكره ابن القيم في "روضة المحبين" ( ص 65 ) .
والله أعلم .
*****
78375
المراسلة بين الجنسين وأثرها على الصيام
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6067)
سؤال رقم 78375- المراسلة بين الجنسين وأثرها على الصيام
ما حكم إذا أنا راسلت صديقتي على النت في رمضان طالما في حدود الاحترام وهي تفتح الكاميرا وأنا أراها ؟.
الحمد لله
أولاً : من المقاصد الضرورية في الشريعة الإسلامية : حفظ النسل
والأعراض ؛ من أجل ذلك حرّم الله الزنا ، وحرم وسائله التي قد تفضي إليه ، من خلوة
رجل بامرأة أجنبية منه ، ونظرة آثمة ، وسفر بلا محرم ، وخروج المرأة من بيتها معطرة
متبرجة كاسية عارية .
ومن ذلك : حديث الرجل الخادع مع المرأة ، وخضوعها له بالقول
إغراء له وتغريراً به ، وإثارة لشهوته ، وليقع في حبالها ، سواء كان ذلك عند لقاء
في طريق ، أو في محادثة هاتفية ، أو مراسلة كتابية ، أو غير ذلك .
وقد حرم الله على نساء رسوله صلى الله عليه وسلم - وهن الطاهرات
- أن يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، وأن يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ،
وأمرهن أن يقلن قولاً معروفاً ، قال الله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ
لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32 . راجع سؤال رقم ( 10221 )
.
والمحادثات والمراسلات بين الرجل والمرأة ، عن طريق النت هي باب
من أبواب الفتنة والشر ، وذلك لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو
إلى الإعجاب والافتتان غالبا ، ولهذا فإن الواجب هو الحزم والابتعاد عن ذلك ،
ابتغاء مرضاة الله ، وحذرا من عقابه .
وكم جَرَّت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم
في عشق وهيام ، وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك . راجع سؤال رقم ( 34841 )
.
وقد سئل الشيخ ابن جبرين : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات
علما بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
فأجاب :
" لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من
فتنة ، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه
بها ، ويغريها به . وقد أمر صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يبتعد عنه ،
وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه .
ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير يجب الابتعاد
عنها وإن كان السائل يقول : إنه ليس فيها عشق ولا غرام " انتهى .
"فتاوى المرأة" جمع محمد المسند (ص 96) .
ثانياً :
الصائم مأمور بتقوى الله تعالى ، وفعل ما أمر ، واجتناب ما نهى
عنه .
فليس المقصود من الصيام مجرد الامتناع عن الطعام والشراب ، وإنما
المقصود تحقيق تقوى الله تعالى ( لعلكم تتقون ) ، وتهذيب النفس ، والتخلي عن رذائل
الأعمال ، وسفاسف الأخلاق ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس الصيام من
الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث ) رواه الحاكم ، وصححه الألباني
في صحيح الجامع (5376) .
وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 50063 )
بيان أثر المعاصي على الصوم وأنها قد تذهب ثوابه بالكلية .
والله أعلم .
*****
78376
حكم سب الشيطان في نهار رمضان
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6068)
سؤال رقم 78376- حكم سب الشيطان في نهار رمضان
ما حكم من يسب الشيطان في نهار رمضان ؟.
الحمد لله
لا ينبغي للمؤمن أن يعود لسانه على السب والشتم ، فقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا
الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ ) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
والصائم مأمور بحسن الخلق أكثر من غيره ، ولذلك يتأكد عليه ترك
السب ، ولو كان محقاً ، ولهذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصائم أن لا يقابل
العدوان بمثله ، بل إذا سبه أحد أو قاتله ، فيقول : إني صائم ، إني صائم ، متفق عليه .
مع أن من رد العدوان بالمثل جائز ، قال تعالى : ( فَمَنِ
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) البقرة/194 .
ولكن الصائم مأمور بفضائل الأعمال ، والكف عن مساوئها أكثر من
غيره .
والمؤمن إذا أصابه نزغ من الشيطان وشيء من وسوسته ، فإنه لا
ينتفع من سبه بشيء ، بل المشروع له أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/36 . وعَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ : كُنْتُ رَدِيفَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَثَرَتْ دَابَّةٌ ، فَقُلْتُ :
تَعِسَ الشَّيْطَانُ . فَقَالَ : ( لا تَقُلْ تَعِسَ الشَّيْطَانُ ، فَإِنَّكَ
إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ تَعَاظَمَ ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْبَيْتِ ، وَيَقُولُ :
بِقُوَّتِي ! وَلَكِنْ قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ
تَصَاغَرَ ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الذُّبَابِ ) رواه أحمد (20068) وأبو
داود (4982) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
والله أعلم .
*****
7838
زوجها يرغمها على الجماع وقت الحيض
الفقه > عبادات > الطهارة > الحيض والنفاس >
الآداب > آداب النكاح >(1/6069)
سؤال رقم 7838- زوجها يرغمها على الجماع وقت الحيض
السؤال : أنا امرأة مسلمة ومتزوجة والحمد لله ولكن زوجي يأتيني في أوقات الحيض فهل يجوز له ذلك أم علي أن أمنعه مع العلم أن هذا يؤذيني و يؤلمني و يكدر علي يومي وأنا أسأل هذا السؤال لأني سمعت من صديقاتي أنه لا يجوز للرجل إتيان المرأة أثناء الحيض . وجزاكم الله خيراً على هذا البرنامج الذي أتاح لي فرصة طرح مسألة محرجة كهذه مع العلم أني أعاني من هذه المشكلة ولا ادري ماذا أفعل وجعلكم الله ذخراً للإسلام والمسلمين .
الجواب :
الحمد لله
فإنّ إتيان المرأة في المحيض حرام
قال تعالى : ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) ( البقرة/222) فلا يحل له أن يأتيها حتى تغتسل بعد طهرها لقوله تعالى : ( فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله .. ) ( البقرة/222) ويدل على شناعة هذه المعصية قوله صلى الله عليه وسلم : " من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد " [ رواه الترمذي عن أبي هريرة 1/243 وهو في صحيح الجامع 5918 ]
فيجب عليك أن لا تمكّنيه من ذلك وتمتنعي منه فإن طاوعتِه فأنت شريكة له في الإثم وإذا أكرهك كان الإثم عليه . ولمزيد من المعلومات راجع السؤال رقم 2121 والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7840
مماطلة البنك بالتسديد لإسقاط الربا
الفقه > معاملات > البيوع > الربا >(1/6070)
سؤال رقم 7840- مماطلة البنك بالتسديد لإسقاط الربا
السؤال : اقترض بالربا وبعد سبع سنين إذا لم يسدد شيئا يسقطون المطالبة ( أي أن نظام البنك يعتبر هذا الدين في عداد الديون الميؤوس منها ) ، فإذا بدأ بالتسديد الآن فإنهم سيطالبونه بالربا فإذا انتظر سبع سنين فإنهم لن يطالبونه بالربا وسيطالبونه بالمال الأصلي ، فهل يجوز له أن يفعل ذلك ؟.
الجواب :
الحمد لله
عرض السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله بأنه إذا كان لو ماطلهم سبع سنين سيأخذون رأس مالهم فقط ، فلا بأس .
والله أعلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
*****
78409
كان يصلي من غير طهارة
الفقه > عبادات > الصلاة > قضاء الفوائت >(1/6071)
سؤال رقم 78409- كان يصلي من غير طهارة
عند بلوغي كنت أصلي دون غسل مع علمي بالحكم إلا أني كنت صغير السن وأتكاسل عن الغسل ، واستمريت على هذه الحال مدة 4 سنوات ، ثم بعد أن كبرت تنبهت إلى ذلك.. أنا الآن في حيرة من أمري وأحس دائما بالذنب ، فهل علي قضاء صلاة 4 سنوات أم تكفي التوبة ؟.
الحمد لله
الصلاة من غير طهارة من كبائر الذنوب ، ومن الأسباب التي يعذب
عليها العاصي في قبره .
روى الطحاوي في "مشكل الآثار" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أُمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة
جلدة ، فلم يزل يسأل الله ويدعوه حتى صارت واحدة ، فامتلأ قبره عليه ناراً ، فلما
ارتفع عنه أفاق فقال : علام جلدتموني ؟ قالوا : إنك صليت صلاة بغير طهور ، ومررت
على مظلوم فلم تنصره . حسنه الألباني في صحيح الترغيب (2234) .
وإحساسك بالذنب وندمك على ذلك : توبة ، لكن هل من توبتك قضاء تلك
الصلوات أم لا ؟
هذا مما اختلف فيه أهل العلم ، والذي يظهر أنه لا يجب عليه
قضاؤها ، لأن الصلاة عبادة مؤقتة ، فإذا ترك العبد فعلها في وقتها المحدد لها شرعا
لم تصح لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه البخاري (2697) ومسلم (1718) ، وصلاتك بغير طهارة بمنزلة تركك للصلاة ، لأن الصلاة بغير طهارة لا تصح ، فوجودها
كعدمها .
وقد سبق بيان اختلاف العلماء في حكم من ترك الصلاة حتى وقت
خروجها بلا عذر هل يلزمه قضاؤها أم لا ؟ في جواب السؤال رقم ( 13664 )
.
وعلى هذا ، فالواجب عليك :
التوبة من هذا الذنب العظيم ، والعزم على عدم العودة إليه ،
وعليك بالإكثار من النوافل فـ ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الاختيارات" ( ص 34 ) :
" وتارك الصلاة عمدا لا يشرع له قضاؤها ، ولا تصح منه ، بل يكثر من التطوع ، وهو
قول طائفة من السلف " انتهى .
والله أعلم .
*****
7841
هل تقتدي المرأة بالإمام من خيمة خارج المسجد
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة الجماعة >(1/6072)
سؤال رقم 7841- هل تقتدي المرأة بالإمام من خيمة خارج المسجد
السؤال :
في بعض المساجد توضع إضافة لمكان للنساء خارج المسجد لأن بعض النساء يأتين بأطفال يزعجون المصلين بأصواتهم العالية فيوُضع لهن خيمة في مواقف سيارات المسجد يكون بينها وبين المسجد درج وزقاق صغير وتمدد مكبرات صوت للخيمة فما حكم الصلاة في الخيمة ؟.
الجواب :
الحمد لله
عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله بأنه لا تجوز الصلاة خارج المسجد إلا للضرورة ، وهذه ليست بضرورة ويقال للنساء اللاتي معهن أطفال ( مزعجين ) ألا يأتين أصلاً ، فإنهن يؤذين الناس أو يجب أن يصلين خارج المسجد بدون ضرورة ، فلا يوضع لهؤلاء خيمة خارج المسجد . والله أعلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
*****
78416
هل يجوز الإفطار قبل سماع الأذان ؟
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >(1/6073)
سؤال رقم 78416- هل يجوز الإفطار قبل سماع الأذان ؟
هل يجوز الأكل قبل الأذان بثواني مع العلم أني لا أسمع الأذان والمنطقة شيعية يؤذنون بعد أذاننا ؟.
الحمد لله
إذا غربت الشمس فقد حل للصائم أن يفطر ، سواء أذن المؤذن أم لم
يؤذن ، فالعبرة بغروب الشمس ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَقْبَلَ
اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ، وَغَرَبَتْ
الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ) رواه البخاري (1954) ومسلم (1100) .
قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : " فِي هَذَا الْحَدِيث رَدٌّ عَلَى
الشِّيعَةِ فِي تَأْخِيرهمْ الْفِطْر إِلَى ظُهُور النُّجُوم " انتهى من
"فتح الباري" .
وبعض المؤذنين قد يتأخر في الأذان بعد غروب الشمس بفترة ، فلا
عبرة بأذانه ، وفعله هذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حثنا على
المبادرة بالإفطار بعد غروب الشمس ، فقال : ( لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا
عَجَّلُوا الْفِطْرَ ) رواه البخاري (1957) ومسلم (1098) .
ويجوز للصائم أن يفطر إذا غلب على ظنه غروب الشمس ولا يشترط حصول
اليقين ، بل يكفي غلبة الظن .
فإذا غلب على ظن الصائم أن الشمس قد غربت ، فأفطر ، فلا شيء عليه
.
ولا يجوز له أن يفطر وهو شاك في غروبها .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وسن تعجيل فطر أي : المبادرة به إذا غربت الشمس ، فالمعتبر
غروب الشمس ، لا الأذان ، لاسيما في الوقت الحاضر حيث يعتمد الناس على التقويم ، ثم
يعتبرون التقويم بساعاتهم ، وساعاتهم قد تتغير بتقديم أو تأخير ، فلو غربت الشمس ،
وأنت تشاهدها ، والناس لم يؤذنوا بعد ، فلك أن تفطر ، ولو أذنوا وأنت تشاهدها لم
تغرب ، فليس لك أن تفطر ؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال : ( إذا أقبل الليل
من هاهنا وأشار إلى المشرق ، وأدبر النهار من هاهنا وأشار إلى المغرب ، وغربت الشمس
فقد أفطر الصائم ) .
ولا يضر بقاء النور القوي ، فبعض الناس يقول : نبقى حتى يغيب
القرص ويبدأ الظلام بعض الشيء فلا عبرة بهذا ، بل انظر إلى هذا القرص متى غاب أعلاه
فقد غربت الشمس ، وسن الفطر .
ودليل سنية المبادرة : قوله صلّى الله عليه وسلّم : ( لا يزال
الناس بخير ما عجلوا الفطر ) ، وبهذا نعرف أن الذين يؤخرون الفطر إلى أن تشتبك
النجوم كالرافضة أنهم ليسوا بخير .
فإن قال قائل : هل لي أن أفطر بغلبة الظن ، بمعنى أنه إذا غلب
على ظني أن الشمس غربت ، فهل لي أن أفطر ؟
فالجواب : نعم ، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري عن أسماء بنت
أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ( أفطرنا في يوم غيم على عهد النبي صلّى الله عليه
وسلّم ، ثم طلعت الشمس ) ومعلوم أنهم لم يفطروا عن علم ، لأنهم لو أفطروا عن علم ما
طلعت الشمس ، لكن أفطروا بناءً على غلبة الظن أنها غابت ، ثم انجلى الغيم فطلعت
الشمس " انتهى .
"الشرح الممتع" (6/267) .
*****
7842
حكم التخفيضات التجارية
الفقه > معاملات > البيوع >(1/6074)
سؤال رقم 7842- حكم التخفيضات التجارية
السؤال :
تقوم بعض المحلات بإجراء تخفيضات على السلع كنوع من الدعاية التجارية وجذب الزبائن ، فهل يجوز لي كصاحب محل أن أفعل ذلك ؟ وما حكم الشراء من المحلات أثناء فترة التخفيضات ؟ .
الجواب :
الحمد لله
قال أكثر أهل العلم بجواز بيع السلع والخدمات بأقل من سعر مثلها .
وهذا مذهب الحنفية وقول ابن رشد من المالكية والشافعية والحنابلة ، وابن حزم من الظاهرية .
وأدلة هذا القول :
أولاً : أن النبي صلى الله عليه وسلم عدّ التدخل في تحديد الأسعار نوعاً من الظلم الذي يجب الامتناع منه فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله هو القابض الباسط المسعّر ، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطالبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال ) رواه الأمام أحمد في المسند ( 3/165) ، ( 286 ) والترمذي في كتاب البيوع رقم (1314) ( 3/597) ، وابن ماجه رقم 2200 ( 2/741) كلهم من حديث أنس رضي الله عنه .
ثانياً : أن الشريعة ندبت إلى السماحة والسهولة في البيع والشراء وسائر المعاملات ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى ، وإذا اقتضى ) رواه البخاري رقم 2076 (2/81) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما . ولا شك أن البيع بأقل من ثمن المثل داخل في ذلك ، قال ابن رشد فيمن باع بأرخص مما يبيع أهل السوق : ( بل يشكر على ذلك عن فعله لوجوه الناس ويؤجر إذا فعله لوجه الله ) البيان والتحصيل (9/306) .
ثالثاً : أن أثمان السلع والخدمات ، وأسعارها حق لأربابها ، فلا يحجر عليهما فيها ، ولا يتعرض لهم في تقديرها . ينظر تبين الحقائق (6/28) ، المغني (6/312) .
وقد قال بعض العلماء بأنه لا يجوز بيع السلع والخدمات بأقل من سعر مثلها ، وهذا مذهب المالكية .
والراجح هو القول بجواز البيع بأقل من سعر السوق لقوة الأدلة الدالة على ذلك ، ولأن المبايعات والمعاوضات مبناها على التراضي كما قال تعالى : ( إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ) النساء /29 فإذا رضي البائع أن يبيع سلعته أو خدمته بثمن دون السعر السائد ، فلا وجه لمنعه من ذلك ، كما أن الأصل في البيوع الحِل ، قال الله تعالى : ( وأحل الله البيع ) البقرة/275 فلا يمنع منها شيء إلا بدليل يعتمد عليه ولكن إن رأى ولي الأمر أن مصلحة الناس لا تتم إلا بمنعهم من البيع بدون سعر المثل لما في ترك ذلك من المفاسد ، فإن ذلك جائز لا حرج فيه لأن المقصود هو إصلاح معاش الناس واستقامة أمرهم ، فإذا كان ذلك لا يتحقق إلا بمنعهم من البيع بأقل من السعر السائد كان ذلك جائزاً ، بل قد يكون واجباً والله أعلم .
من كتاب الحوافز التجارية التسويقية لـ خالد بن عبد الله المصلح ص 171.
*****
78438
ابتلاع بقايا الطعام في فمه أثناء النهار
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >(1/6075)
سؤال رقم 78438- ابتلاع بقايا الطعام في فمه أثناء النهار
عندما يستيقظ الشخص في الصباح وهو صائم وكانت في فمه بقايا من سحوره فما الحكم إذا ابتلعه ؟.
الحمد لله
لاشك أن الأكل من مفسدات الصيام ، قال تعالى : ( وَكُلُوا
وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ
الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) البقرة/187 .
ومعلوم عند المسلمين أن الصيام هو الإمساك عن الأكل والشرب
والجماع ، وسائر المفطرات . "مجموع فتاوى شيخ الإسلام" (25/219) .
والأكل هو إيصال جامد إلى المعدة عن طريق الفم .
انظر : "حاشية ابن قاسم على الروض المربع" (3/389) .
ولا يشترط في هذا الأكل أن يكون نافعاً أو كثيراً ، بل لو ابتلع
شيئا لا ينتفع به ( خرزة مثلا ) أو ابتلع شيئا قليلا ، فإنه يكون قد أفطر وأفسد
صيامه .
وابتلاع بقايا الطعام التي تكون بين الأسنان يعتبر أكلا فيكون
مفسدا للصيام .
وهذا إذا ابتلعها الصائم مختاراً .
بحيث تمكن من إخراجها ولكنه ابتلعها عمدا ، أما إذا سبقت إلى
حلقه وابتلعها ولم يتمكن من إخراجها فلا حرج عليه وصيامه صحيح ، لأنه يشترط في جميع
مفسدات الصيام أن يفعلها الصائم مختاراً ، فإن فعلها مكرهاً بغير اختياره فصومه
صحيح ولا شيء عليه .
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم ( 22981 )
.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (3/260) :
" ومن أصبح بين أسنانه طعام ; لم يخل من حالين :
أحدهما : أن يكون يسيرا لا يمكنه لفظه , فازدرده (أي ابتلعه) ,
فإنه لا يفطر به ; لأنه لا يمكن التحرز منه , فأشبه الريق , قال ابن المنذر : أجمع
على ذلك أهل العلم .
الثاني : أن يكون كثيرا يمكن لفظه , فإن لفظه فلا شيء عليه , وإن
ازدرده عامدا , فسد صومه في قول أكثر أهل العلم ، لأنه بلع طعاما يمكنه لفظه
باختياره , ذاكرا لصومه , فأفطر به , كما لو ابتدأ الأكل " انتهى بتصرف يسير
.
وخلاصة الجواب :
أنه إذا تمكن من إخراجها ولكنه لم يفعل وابتلعها فقد أفسد صيامه
، وإذا ابتلعها بغير اختياره فصومه صحيح ولا شيء عليه .
والله أعلم .
*****
78454
هل يتناول فيتامينات بعد السحور ؟
الفقه > عبادات > الصوم > ما يباح للصائم >(1/6076)
سؤال رقم 78454- هل يتناول فيتامينات بعد السحور ؟
لقد وَصف لي الطبيب نوعاً من الفيتامينات حيث أتناول حبة كل يوم ، فهل يجوز تناولها بعد السحور في رمضان ؟.
الحمد لله
أباح الله تعالى للمسلمين أن يأكلوا ويشربوا إلى طلوع الفجر ،
فإذا طلع الفجر حرم الطعام والشراب ، ولا فرق بين كون المُتناول طعاماً أو دواء ،
قال الله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ
الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) البقرة/187 .
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ
فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ) ثُمَّ قَالَ – أي :
ابن عمر - وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى لا يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ : أَصْبَحْتَ
أَصْبَحْتَ . رواه البخاري ( 592 ) ومسلم ( 1092 ) .
وعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ
بِلالٍ مِنْ سَحُورِهِ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ وَيُنَبِّهَ
نَائِمَكُمْ ) . رواه البخاري ( 6802 ) ومسلم ( 1093 ) .
وعليه : فيجوز لك أخذ الدواء بعد السحور إذا كان ذلك قبل طلوع
الفجر ، بلا حرج ، وبقاء أثر الطعام والدواء على الجسم في نهار رمضان أحد بركات
السحور ، ولذا شرع تأخيره حتى يتقوى المسلم على صيام نهار رمضان .
ونسأل الله تعالى لكم العافية في الدين والدنيا .
والله أعلم .
*****
78459
أنواع أدوية الربو وحكم تناولها في نهار رمضان
الفقه > عبادات > الصوم > صوم أصحاب الأعذار >(1/6077)
سؤال رقم 78459- أنواع أدوية الربو وحكم تناولها في نهار رمضان
تكثر أنواع الأدوية لمرض الربو فمنها البخاخ المعروف ، وهناك أدوية على شكل كبسولة توضع داخل علبة مخصصة للشفط عن طريق الفم حيث تطحن داخل العلبة ويتم شفطها ، وهناك جهاز يوضع به دواء سائل مع الجهاز يوضع الأنبوب مع كمامة على الوجه ثم يشغل هذا الجهاز فيخرج هذا السائل مذابا بمحلول مائي على هيئة غاز ، هل هذه تعتبر من المفطرات ؟.
الحمد لله
أدوية مرض " الربو " كثيرة ، ومنها ما يفطِّر ومنها ما لا يفطِّر
، ومن أشهر هذه الأدوية والعلاجات : البخاخ ، والأكسجين ، والتبخير ، والكبسولات .
أما البخاخ فهو غاز مضغوط يستعمله المريض ويصل إلى الرئتين عن
طريق القصبة الهوائية لتوسيع الرئتين ، وهو ليس أكلاً ولا شرباً ولا شبيهاً بهما ،
وقد أفتى علماء اللجنة الدائمة بعدم الفطر باستعمال هذا الدواء ، وهو ما يفتي به
الشيخ ابن عثيمين وعامة علمائنا .
وانظر جواب السؤال رقم ( 37650 ) لتقف على فتاواهم .
وأما الأكسجين فهو أيضا ليس أكلاً ولا شرباً ، وعليه : فيمكن
استعماله أثناء الصيام دون أي حرج .
وأما التبخير : فيكون استعماله عن طريق جهاز يقوم بتحويل الدواء
- وعادة ما يكون الدواء محلولاً في ملح الصوديوم – السائل إلى بخار ورذاذ ناعم ،
ويوضع الدواء في وعاء صغير خاص بالجهاز ، وعند تشغيل الجهاز يتم ضخ هواء بسرعة
عالية مما يسبب تبخير هذا الدواء ، وبالتالي يتم استنشاقه من قبَل المريض إما عن
طريق كمَّام يوضع على الفم ، أو أنبوب صغير يمكن وضعه داخل الفم .
ووصول قطرات الماء والملح إلى الجوف عن طريق هذا الجهاز أمر شبه
حتمي ، ولا يستطيع المريض تفادي حدوثه ، وعليه : فإذا استعمل هذه الطريقة فليفطر
وليقض يوماً آخر مكانه .
وأما الكبسولات : فهي عبارة عن كبسولات يكون فيها الدواء على شكل
بودرة جافة ، ويتم إدخال هذه الكبسولات إلى جهاز خاص فيه أداة لثقب هذه الكبسولات
لتحرير جرعة الدواء ويتم شفطها من الجهاز بواسطة الفم .
واستعمال هذه الكبسولات مفسد للصيام ، لأن جزءاً من هذه البودرة
يختلط بالريق وينزل إلى المعدة .
وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله :
بعض الناس مصاب بالربو ويحتاج إلى استعمال البخاخة أثناء صيامه ،
فما حكم ذلك ؟ .
فأجاب :
" اختناق النفس المعروف بالربو يصيب بعض الناس ، نسأل الله لنا
ولهم العافية ، فيستعمل دوائين ، دواء يسمى ( كبسولات ) يستعملها فهذه تفطر ؛ لأنه
دواء ذو جرم يدخل إلى المعدة ، ولا يستعمله الصائم في رمضان إلا في حالة الضرورة ،
وإذا استعمله في حال الضرورة فإنه يكون مفطراً يأكل ويشرب بقية يومه ، ويقضي يوماً
بدله ، وإذا قدر أن هذا المرض مستمر دائماً معه فإنه يكون كالشيخ الكبير ، عليه أن
يطعم عن كل يوم مسكيناً ، ولا يجب عليه الصوم .
والنوع الثاني : من دواء الربو غاز ليس فيه إلا هواء يفتح مسام
الشرايين حتى يتنفس بسهولة : فهذا لا يفطر ولا يفسد الصوم ، وللصائم أن يستعمله ،
وصومه صحيح " انتهى .
( 19 / السؤال رقم 159 ) .
وسئل الشيخ رحمه الله :
شخص به مرض الربو ولا يستطيع قراءة القرآن إلا باستعمال الأكسجين
، فهل يستعمله في نهار رمضان ؟
فأجاب :
" إذا كان استعماله للأكسجين ليس بضروري : فالأحسن أن لا يستعمله
، والصائم لا يلزمه أن يقرأ القرآن حتى نقول : إنه يستعمله ليقرأ القرآن ، لكن بعض
المصابين بهذا المرض يقول : إنني لا أستطيع أن أدع استعماله ، وإذا لم أستعمله أخشى
على نفسي ويختنق نفسي ، فنقول : لا بأس أن تستعمل هذا الأكسجين ؛ لأنه حسبما بلغنا
لا يصل إلى المعدة ، وإنما يصل إلى أفواه العروق التي تتفتح ليسهل النفس ، وإذا كان
كذلك فلا حرج فيه .
لكنَّ هناك نوعاً من الحبوب يعطى لأصحاب الربو ، وهي عبارة عن
كبسولة فيها دقيق ... ، فهذا لا يجوز استعماله في الصيام الواجب ؛ لأنه إذا اختلط
بالريق وصل إلى المعدة ، وحينئذ يكون مفطراً فإذا كان الإنسان مضطراً إلى استعماله
فإنه يفطر ويقضي بعد ذلك ، فإن كان مضطراً إليه في جميع الوقت فإنه يفطر ويفدي
فيطعم عن كل يوم مسكيناً ، والله أعلم " انتهى باختصار .
( 19 / السؤال رقم 163 ) .
والله أعلم .
*****
78479
إذا بلع بعض أجزاء جِلده فهل يفطر ؟
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >(1/6078)
سؤال رقم 78479- إذا بلع بعض أجزاء جِلده فهل يفطر ؟
هل إذا أكلت قطعة من جلدي صغيرة أصغر من ربع الظفر فهل هذا سيفطرني ؟.
الحمد لله
لا يجوز للصائم أن يُدخل إلى جوفه شيئا من أكل أو شراب أو دواء ،
والأكل هو إدخال جامد إلى المعدة عن طريق الفم ، ولو كان ضارا أو غير نافع كحصاة أو
ظفر أو جلدة أو غير ذلك , وهذا قول الأئمة الأربعة لا يعرف بينهم خلاف .
انظر : "حاشية ابن قاسم على الروض المربع" (3/389) .
قال الشيرازي الشافعي رحمه الله :
" ولا فرق بين أن يأكل ما يؤكل وما لا يؤكل , فإن استف تراباً أو
ابتلع حصاةً أو درهماً أو ديناراً : بطل صومه ؛ لأن الصوم هو الإمساك عن كل ما يصل
إلى الجوف , وهذا ما أمسك ; ولهذا يقال : فلان يأكل الطين ويأكل الحجر " انتهى .
وعلق النووي رحمه الله عليه فقال :
" قال الشافعي والأصحاب رحمهم الله : إذا ابتلع الصائم ما لا
يؤكل في العادة كدرهم ودينار أو تراب أو حصاة ، أو حشيشاً أو حديداً أو خيطاً أو
غير ذلك : أفطر بلا خلاف عندنا ، وبه قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وداود وجماهير
العلماء من السلف والخلف " انتهى .
" المجموع " ( 6 / 340 ) .
وعليه ، فابتلاع هذه القطعة من الجلد يعتبر مفسدا للصيام ، لكن
من ابتلعها من غير قصد منه ولا تعمد ، فصيامه صحيح ولا شيء عليه .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" وإذا كان في لثته قروح أو دميت بالسواك : فلا يجوز ابتلاع الدم
، وعليه إخراجه ، فإن دخل حلقه بغير اختياره ولا قصده : فلا شيء عليه ، وكذلك القيء
إذا رجع إلى جوفه بغير اختياره فصيامه صحيح " انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " (10 / 254 ) .
والله أعلم .
*****
78494
هل يجوز لصاحب مطعم أن يبيع الطعام للمفطرين والكفار في نهار رمضان ؟
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >(1/6079)
سؤال رقم 78494- هل يجوز لصاحب مطعم أن يبيع الطعام للمفطرين والكفار في نهار رمضان ؟
أنا مقيم في دولة أجنبية ولدي مطعم صغير ، وأرى بعض المسلمين غير الصائمين - وهم كثيرون - يريدون أن يأكلوا عندي في مطعمي في وقت الظهيرة ، فما هو حكم بيع الطعام لهؤلاء المفطرين وكذلك بيعه لغير المسلمين ؟.
الحمد لله
أولاً :
سبق في كثير من الأجوبة بالموقع التحذير من الإقامة في دول الكفر
، لما في ذلك من خطورة على دين الرجل وأسرته أيضا ، فلا يستطيع الرجل أن يربي
أولاده التربية الإسلامية التي يرجوها ، وليس العمل عذراً للمسلم في إقامة في تلك
الدول ، وانظر جواب السؤال ( 38284 )
، ( 13363 ) .
ثانياً :
وأما بخصوص مسألتك : فاعلم أنه لا يجوز لك أن تقدم الطعام لأحد
ليأكله في نهار رمضان ، إلا إذا كان معذوراً في الفطر ، كمريض أو مسافر ، ولا فرق
بين مسلم وكافر في هذا الحكم ، فالمسلم المفطر مخاطب بالصوم ، وهو عاصٍ بفطره ،
وتمكينه من الطعام والشراب في نهار رمضان تعاون على الإثم والعدوان ، والكافر مخاطب
– أيضاً - بالصوم وسائر الأحكام ، ولكنه مطالب قبل ذلك بالنطق بالشهادتين والدخول
في الإسلام ، ويوم القيامة يعذب الكافر على كفره ، وعلى شرائع الإسلام التي لم يعمل
بها ، فيزداد عذابه في النار .
قال النووي رحمه الله :
" والمذهب الصحيح الذي عليه المحققون والأكثرون : أن الكفار
مخاطبون بفروع الشرع ، فيحرم عليهم الحرير ، كما يحرم على المسلمين " انتهى .
" شرح مسلم " ( 14 / 39 ) .
وسئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله :
كيف يحاسب الكافر يوم القيامة وهو غير مطالب بالتكاليف الشرعية ؟
فأجاب :
" هذا السؤال مبني على فهم ليس بصحيح ؛ فإن الكافر مطالب بما
يطالب به المؤمن ، لكنه غير ملزم به في الدنيا ، ويدل على أنه مطالب : قوله تعالى :
( إلا أصحاب اليمين . في جنات يتساءلون . عن المجرمين . ما سلككم في سقر . قالوا لم
نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين . وكنا نكذب بيوم
الدين ) فلولا أنهم عوقبوا بترك الصلاة وترك إطعام المساكين ما ذكروه ؛ لأن ذكره في
هذه الحال لا فائدة منه ، وذلك دليل على أنهم يعاقبون على فروع الإسلام ، وكما أن
هذا هو مقتضى الأثر فهو أيضاً مقتضى النظر : فإذا كان الله تعالى يعاقب عبدَه
المؤمن على ما أخل به من واجب في دينه فكيف لا يعاقب الكافر ؟ بل إني أزيدك أن
الكافر يعاقب على كل ما أنعم الله به عليه من طعام وشراب وغيره قال تعالى : ( ليس
على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيها طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا
الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ) فمنطوق الآية :
رفع الجناح عن المؤمنين فيما طعموه ، ومفهومها : وقوع الجناح على الكافرين فيما
طعموه " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / السؤال رقم 164 ) .
وعليه : فلا يجوز للمسلم أن يقدم طعاماً لغير المسلم في نهار
رمضان ؛ لأن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة .
وقد ذكر في "نهاية المحتاج" (5/274) عن العلماء أنهم حرموا بيع
الطعام للكافر في نهار رمضان .
وانظر جواب السؤال ( 49694 )
.
والله أعلم .
*****
7850
تطيب المرأة عند خروجها إلى المسجد
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام المساجد >
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الزينة >(1/6080)
سؤال رقم 7850- تطيب المرأة عند خروجها إلى المسجد
السؤال :
نلاحظ في صلاة التراويح أن عددا من النساء القادمات إلى المسجد يضعن طيبا له رائحة قويّة بحيث يشمها الرجال الذين يمشون خلفها أو بجانبها وقد قمن بنصيحة بعضهن فقلن إن وضع الطّيب عند الإتيان إلى المسجد من احترام المسجد ، فما الحكم في ذلك ..
الجواب :
يجب أن يكون المرجع في الأحكام الشرعية إلى نصوص الكتاب والسنّة وليس إلى الآراء والأمزجة والأهواء والاستحسانات ، وفي هذه المسألة بالذات وردت نصوص عديدة ومغلّظة في النهي ومن ذلك هذه الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في نهي النساء عن التطيب إذا خرجن من بيوتهن :
1-عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية "
2-عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا ".
3-عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة " .
4-عن موسى بن يسار عن أبي هريرة : " أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال : يا أمة الجبار المسجد تريدين ؟ قالت : نعم ، قال: وله تطيبت ؟ قالت : نعم ، قال : فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل ".
وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ، انظر " فتح الباري " (2/279) .
وقال ابن دقيق العيد :
وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال. نقله المناوي في "فيض القدير" في شرح حديث أبي هريرة الأول .
فلم يَعُد بعد الأدلّة الشرعية الصحيحة أي مجال للجدال والمخالفة ، ويجب على المرأة المسلمة أن تعي خطورة القضية والإثم المترتّب على مخالفة هذا الحكم الشرعي ، وأن تتذكّر أنها خرجت لطلب الأجر لا للوقوع في الإثم ، نسأل الله السلامة والعافية .
وبالمناسبة فقد قرأنا في أخبار الاكتشافات العلمية مؤخّرا أن علماء البيولوجيا قد اكتشفوا في الأنف غدّة جنسية ، بمعنى أنّ هناك ارتباطا مباشرا بين حاسّة الشمّ وإثارة الشهوة فإذا صحّ هذا فيكون آية من الآيات التي تبيّن حتى للكفّار دقّة أحكام الشّريعة الإسلامية المباركة التي جاءت بالعفّة وسدّ الطّرق المؤدية إلى الوقوع في الفحشاء .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7851
يبيعه هاتف جوالا بالأقساط ويسدّد عنه ثمن الشريحة
الفقه > معاملات > البيوع > البيوع المحرمة >(1/6081)
سؤال رقم 7851- يبيعه هاتف جوالا بالأقساط ويسدّد عنه ثمن الشريحة
السؤال : توجد بعض المؤسسات تقوم ببيع جهاز الهاتف النقال بالطريقة الآتية :
يتعاقد الطرفان على أن تقوم المؤسسة ببيع الشّخص هاتفاً جوالا وتقوم باستخراج الشريحة من شركة الاتصالات بمبلغ إجمالي مقداره خمسة آلاف ريال ، منها ثلاثة آلاف ريال يدفعها البائع إلى شركة الاتّصالات ويأخذ شريحة باسم المشتري وألفا ريال قيمة الهاتف ثم يقسّط عليه المبلغ كاملا على أقساط الشهرية .
فهل يجوز للشركة عمل إجراءات البيع بالتقسيط قبل جلب الشريحة للمشتري علماً بأنها لا تمتلك الشريحة .
الجواب :
عرض هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله أنّ الظاهر أنّ هذا لا يجوز ، لأنّ المشتري يقول للبائع أقرضني ثمن الشّريحة ثمّ أسدّد لك بزيادة وهذه الزيادة ربا . لكن يجوز أن يبيعه الهاتف فقط بالأقساط لأنّه لأنه يملكه .
سؤال : لو قال اجعلوا الزيادة على الجوال ؟
جواب : لا ينفع ، لأنّ الزيادة على الجميع ، فهذا عقد محرم ، ولكن يشتري الشريحة من ماله ( أي المشتري ) .
سؤال : هل هذا يدخل في مسألة عقدين في عقد ، وهل يمكن أن تكون العلاقة بين المشتري والبائع ( في شأن الشّريحة ) وكالة بأجرة ؟
جواب : لا ، لأن كل عقد لوحده فالعقد الأول مع شركة الاتصالات والآخر مع الشركة ، فهذا ممنوع ، فكأنهم أقرضوه وأعطوا شركة الاتصالات ثم زادوا عليه . والله أعلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
*****
7852
هل للحائض أن تصوم
الفقه > عبادات > الطهارة > الحيض والنفاس >
الفقه > عبادات > الصوم > صوم أصحاب الأعذار >(1/6082)
سؤال رقم 7852- هل للحائض أن تصوم
السؤال : هل للمرأة إذا حاضت أن تفطر في رمضان وتصوم أياماً مكان الأيام التي أفطرتها ؟ .
الجواب :
لا يصح صوم الحائض ولا يجوز لها فعله فإذا حاضت أفطرت وصامت أياماً مكان الأيام التي أفطرتها بعد طهرها .
فتاوى اللجنة الدائمة .
*****
7853
دفع الزكاة لأهل الشيشان
الفقه > عبادات > الزكاة > مصارف الزكاة >(1/6083)
سؤال رقم 7853- دفع الزكاة لأهل الشيشان
السؤال :
هل يجوز دفع الزكاة لأهل الشيشان في ظل الظروف الحاضرة من الغزو الروسي ؟ .
الجواب :
نعم يجوز دفع الزكاة للمسلمين في الشيشان سواءاً كانوا من المدنين العزل في مخيمات اللاجئين وغيرها ما داموا من الفقراء والمساكين ، بل إن كثيراً منهم يدخلون كذلك في ابن السبيل أو سواءاً كانوا من المقاتلين للروس الكفرة لأنهم يدخلون في قوله تعالى : ( وفي سبيل الله ) ، نسأل الله أن ينصر المسلمين ويذل الكفار ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
78546
هل يجوز أن يتعالج عند من يزعم أنه يتعامل مع طبيب من الجن المسلم ؟
العقيدة > الشرك وأنواعه >
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >(1/6084)
سؤال رقم 78546- هل يجوز أن يتعالج عند من يزعم أنه يتعامل مع طبيب من الجن المسلم ؟
إذا تعالجت عند رجل عنده أطباء مسلمون من الجن ، فهل يفسد صومي ؟.
الحمد لله
أولاً :
لا يجوز الاستعانة بالجن في العلاج أو غيره ، ولا يجوز الذهاب
لمن يزعم ذلك .
ولا ينبغي لمسلم أن يغتر بنجاح علاج أحد ورؤية أثر ذلك في الواقع
، فها هو الدجال يقول للسماء أمطري فتمطر ، وللأرض أخرجي كنوزك فتخرج ، فهل يغتر
المسلم به ويصدقه في دعواه ؟! فقد يكون فتنة واستدراجاً من الله تعالى لهم (
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) .
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله عن حكم
استخدام الجن من المسلمين في العلاج إذا لزم الأمر ؟
فأجاب :
" لا ينبغي للمريض استخدام الجن في العلاج ولا يسألهم ، بل يسأل
الأطباء المعروفين ، وأما اللجوء إلى الجن فلا ؛ لأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم ؛
لأن في الجن من هو كافر ، ومن هو مسلم ، ومن هو مبتدع ، ولا تعرَف أحوالُهم ، فلا
ينبغي الاعتماد عليهم ، ولا يسألون ، ولو تمثلوا لك ، بل عليك أن تسأل أهل العلم
والطب من الإنس ، وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ
مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/6 ؛
ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك ، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم ،
وذلك كله من الشرك " انتهى .
" مجلة الدعوة " ( العدد 1602 ، ربيع الأول 1418 هـ ، ص 34 ) .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" لا يستعان بالجان ، لا المسلم منهم ولا الذي يقول إنه مسلم ؛
لأنه قد يقول مسلم وهو كذاب من أجل أن يتدخل مع الإنس ، فيُسد هذا الباب من أصله ،
ولا يجوز الاستعانة بالجن ولو قالوا إنهم مسلمون ؛ لأن هذا يفتح الباب .
والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيّاً أو غير جني ، وسواء
كان مسلماً أو غير مسلم ، إنما يستعان بالحاضر الذي يقدر على الإعانة ، كما قال
تعالى عن موسى : ( ... فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ
عَدُوِّهِ ... ) القصص/15 ، هذا حاضر ويقدر على الإغاثة فلا
مانع من هذا في الأمور العادية " انتهى .
" السحر والشعوذة " ( ص 86 ، 87 ) .
ثانياً :
وأما الصوم فصحيح إن شاء الله ولا يفسد بذلك ، وإن كان ثواب
الصيام يقل وقد ينعدم بالكلية بارتكاب المعاصي ، وانظر جواب السؤال رقم ( 50063 )
.
والله أعلم .
*****
7855
يُدعى للذهاب مع الكفّار إلى أماكن
العقيدة > الولاء والبراء >(1/6085)
سؤال رقم 7855- يُدعى للذهاب مع الكفّار إلى أماكن
السؤال :
أعيش في مجتمع كافر وأظن أن المسلمين من عمري لا يطبقون الإسلام كما يجب ، بعض الأحيان أُدعى للذهاب لأماكن وفعل أشياء مع غير المسلمين ولست أدري هل هذا تصرف صحيح أم لا ؟.
الجواب :
ذهابك مع غير المسلمين وصنعك معهم أشياء لا تدري ما حكمها نقول لك فيه ما يلي :
لا يجوز لك أن تفعل شيئاً يختص بالكفار ، وأن تشاركهم به ، وإذا كنت تقول الآن إنك لا تدري ما الحكم : فنقول لك إنك قد تشارك في بعض الأشياء عندهم وهي في شرعنا من الكفر ، وذلك مثل المشاركة في أعيادهم وصومهم ، وإن سلمْتَ من الكفر فلا تسلم من الوقوع في كبائر الإثم ، كذا قرر الأئمة أمثال ابن القيم في كتابه " أحكام أهل الذمة " ، وشيخه ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " .
= بل وحتى لو كنت تعلم ثم فعلت مثل هذه الأفعال مجاملة أو تودداً : فإنك لا تسلم من الإثم .
قال الشيخ محمد الصالح ابن عثيمين : ومن فعل شيئاً من ذلك - أي : المشاركة في احتفالاتهم - فهو آثم ، سواء فعله مجاملة أو تودُّداً أو حياءً ، أو لغير ذلك مِن الأسباب ؛ لأنه من المداهنة في دين الله ، ومِن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم . أ.هـ " مجموع فتاوى ابن عثيمين " ( 3/110) .
وإذا كان ذهابك معهم في غير مناسبات أعيادهم لحضور حفلات واجتماعات فيها رقص وغناء وموسيقى واختلاط وتبرّج فهذا حرام ولا يجوز .
وإن كان ذهابك مع الكفار لحضور اجتماع عاديّ كمحاضرة علميّة ليس فيه محّرم فلا بأس بذلك مع الانتباه لما قد تنجرّ إليه من وراء كثرة المخالطة للكفّار ، واحرص على الالتزام بالاجتماع إلى المسلمين الطيّبين ، وفقك الله لكل خير .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7857
ما العمل إذا وافق العيد يوم الجمعة
الفقه > عبادات > الصلاة > صلوات في مناسبات مختلفة > صلاة العيدين >
الفقه > عبادات > الصلاة > صلوات في مناسبات مختلفة > صلاة الجمعة >(1/6086)
سؤال رقم 7857- ما العمل إذا وافق العيد يوم الجمعة
إذا جاء عيد الفطر في يوم الجمعة فهل يجوز لي أن أصلي العيد ولا أصلي الجمعة أو العكس ؟.
الجواب :
إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فإنه من صلى العيد مع الإمام سقط عنه وجوب حضور الجمعة ويبقى في حقه سنة . فإذا لم يحضر الجمعة وجب عليه أن يصلي ظهراً وهذا في حق غير الإمام. أما الإمام فإنه يجب عليه أن يحضر للجمعة ويقيمها بمن حضر معه من المسلمين ، ولا تترك صلاة الجمعة نهائياً في هذا اليوم .
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
*****
78578
إمامهم يترك صلاة المغرب في المسجد ليفطر في بيته !
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة الجماعة > حكم صلاة الجماعة >(1/6087)
سؤال رقم 78578- إمامهم يترك صلاة المغرب في المسجد ليفطر في بيته !
نحن في منطقه لا يصلي فيها الإمام صلاه المغرب ؛ وذلك لأنه يذهب للإفطار ، فما الحكم هل نأثم ؟ أم نصليها في البيت وتحسب جماعة ؟.
الحمد لله
أولاً :
يجب على المسلم أن يتقي الله تعالى ويؤدي الصلوات الخمس جماعة في
المسجد ، إلا إذا كان معذوراً بنوم أو مرض أو نحو ذلك .
انظر السؤال رقم ( 8918 )
.
وبخاصة صلاة المغرب في رمضان حيث يكثر التفريط فيها من عامة
المصلين ، ويجب على الإمام أن يكون على رأس المصلين في هذه الصلاة لسبب آخر غير
وجوب الجماعة عليه ، وهو أداء الأمانة التي أوكلت له ، أو الوظيفة التي ائتمن عليها
.
وإذا كان هذا الإمام مفرطا في صلاة المغرب جماعة في المسجد ، فإن
هذا لا يعني أنكم تأثمون أو يجوز لكم أن تصلوا في البيت ، بل يجب عليكم أداءها
جماعة في المسجد ، ولو لم يحضر الإمام ، فإن كل إنسان يحاسب على عمله ، فإن أساء هو
فعليكم أن تحسنوا أنتم وتتجنبوا إساءته ، محافظة على هذه الشعيرة التي هي من أركان
الإسلام .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : مَنْ
سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاءِ
الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى ، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ
الْهُدَى ، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا
الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ
سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ
الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلا كَتَبَ
اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً ، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً
، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ
عَنْهَا إِلا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى
بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ . رواه
مسلم ( 654 ) .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
فلا أرخّص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا من عذر .
" الأم " (1/277)
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :
ومن تأمل السنَّة حق التأمل تبين له أن فعلها في المساجد فرض على
الأعيان إلا لعارض يجوز معه ترك الجمعة والجماعة فترك حضور المسجد لغير عذر كترك
أصل الجماعة لغير عذر , وبهذا تتفق جميع الأحاديث والآثار .
ثم قال ابن القيم :
فالذي ندين الله به أنه لا يجوز لأحد التخلف عن الجماعة في
المسجد إلا من عذر .
" كتاب الصلاة " ( ص 166 ) .
ثانياً :
وقد كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل هدي ؛ حيث كان يفطر
على رطب ، فإن لم يجد فعلى تمر ، فإن لم يجد شرب الماء ثم قام ليصلي المغرب .
فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ
عَلَى رُطَبَاتٍ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ ، فَإِنْ لَمْ
تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ) رواه الترمذي ( 632 )
وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
فما يفعله هذا الإمام مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ،
فعليكم بمناصحته لعله يرجع إلى الصواب .
والله أعلم .
*****
7858
هل يشترط التتابع في صيام الست من
الفقه > عبادات > الصوم > صيام النافلة >(1/6088)
سؤال رقم 7858- هل يشترط التتابع في صيام الست من
السؤال : بالنسبة لصيام ستة أيام من شوال بعد رمضان هل يُشترط أن تكون متتابعة أم يُمكن أن أفرّقها حيث أنني أريد أن أصومها على ثلاث دفعات يومين في الإجازة الأسبوعية في نهاية كل أسبوع .
الجواب :
- أنه لا يُشترط التتابع فيها فلو صامها متفرقة أو متتابعة فلا بأس بذلك وكلما بادر كان أفضل ، قال الله تعالى : ( فاستبقوا الخيرات ) ، وقال : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ) ، وقال موسى عليه السلام : ( وعجلت إليك رب لترضى ) ولما في التأخير من الآفات وإليه ذهب الشافعية وبعض الحنابلة ، لكن لا حرج في عدم المبادرة ، فلو أخرها إلى وسط الشهر أو آخره فلا بأس .
قال النووي رحمه الله :
قَالَ أَصْحَابُنَا : يُسْتَحَبُّ صَوْمُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ ، لِهَذَا الْحَدِيثِ قَالُوا : وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَصُومَهَا مُتَتَابِعَةً فِي أَوَّلِ شَوَّالٍ فَإِنْ فَرَّقَهَا أَوْ أَخَّرَهَا عَنْ شَوَّالٍ جَازَ . وَكَانَ فَاعِلا لأَصْلِ هَذِهِ السُّنَّةِ ، لِعُمُومِ الْحَدِيثِ وَإِطْلاقِهِ . وَهَذَا لا خِلافَ فِيهِ عِنْدَنَا وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ وَدَاوُد . المجموع شرح المهذب .
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7859
فضل صيام الستّ من
الفقه > عبادات > الصوم > صيام النافلة >
الرقائق > فضائل الأعمال >(1/6089)
سؤال رقم 7859- فضل صيام الستّ من
ما حكم صيام الستّ من شوال ، وهل هي واجبة ؟.
صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة وليست بواجب ، ويشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال ، و في ذلك فضل عظيم ، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر . " رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . " وفي رواية : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة " النسائي وابن ماجة وهو في صحيح الترغيب والترهيب 1/421 ورواه ابن خزيمة بلفظ : " صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة " .
وقد صرّح الفقهاء من الحنابلة والشافعية : بأن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضا ، وإلا فإنّ مضاعفة الأجر عموما ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها .
ثم إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " رواه أبو داود . والله أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
78592
أسرة تريد التنزه ثم العمرة فهل تعطى من الزكاة ؟!
الفقه > عبادات > الزكاة > مصارف الزكاة >(1/6090)
سؤال رقم 78592- أسرة تريد التنزه ثم العمرة فهل تعطى من الزكاة ؟!
عائلة متوسطة الحال تريد السفر في الإجازة الصيفية للتنزه في الطائف ومن ثم النزول إلى مكة لأداء العمرة وليس لديها ما يكفيها لهذه الرحلة ، فما حكم إعطائهم من الزكاة ؟ ولماذا ؟ وإن جاز فما مقدار ما يعطونه ؟.
الحمد لله
بيَّن الله تعالى مصارف الزكاة في قوله : ( إِنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة/60 .
وقد سبق بيان هؤلاء في جواب السؤال رقم ( 6977 ) .
والفقير والمسكين إنما يعطى من الزكاة ما يكفيه وأهله الذين ينفق
عليهم النفقات الشرعية التي لا إسراف فيها ولا تبذير ولا تضييع للأموال .
والمقصود بهذه النفقات الشرعية :
الحاجات الأساسية التي يحتاج إليها الفقير ، كالمسكن والملبس
والطعام والشراب والعلاج ....ونحو ذلك .
وليس السفر للتنزه من الحاجات الأساسية التي يعطى الفقير من
الزكاة من أجلها .
وعلى هذا فلا يجوز أن يعطى هؤلاء من الزكاة بحجة أنهم فقراء .
وكذلك لا يعطون من الزكاة من سهم ( ابن السبيل ) لأن ابن السبيل
هو الذي سافر بالفعل ، ثم لم يكف ما معه من الأموال لبلوغه مقصده ، فإنه يعطى من
الزكاة ما يبلغه مقصده ، أما هؤلاء فهم في بلادهم ولم يسافروا ، فلا يوصفون بأنهم
أبناء سبيل .
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال ( 35889 )
.
والله أعلم .
*****
78593
هل يعطى من يتطوع للجهاد في سبيل الله من الزكاة ؟
الفقه > عبادات > الزكاة > مصارف الزكاة >(1/6091)
سؤال رقم 78593- هل يعطى من يتطوع للجهاد في سبيل الله من الزكاة ؟
هل يعطى من يتطوع للجهاد في سبيل الله من الزكاة ؟.
الحمد لله
بيَّن الله تعالى مصارف الزكاة بقوله : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ
السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة/60 .
وقد سبق بيان هؤلاء في جواب السؤال رقم ( 6977 ) ، وبيَّنا أن مصرف " في سبيل
الله " هو في الجهاد في سبيل الله ، وألحق بعض العلماء الحج لحديث ورد في ذلك .
قال ابن كثير رحمه الله :
وأما ( في سبيل الله ) فمنهم الغزاة الذين لا حقّ لهم في الديوان
، وعند الإمام أحمد والحسن وإسحاق والحج من سبيل الله للحديث .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 367 ) .
وبيَّنا في جواب السؤال رقم ( 7853 ) جواز دفع الزكاة لأهل
الشيشان .
وليعلم أن قوله تعالى ( في سبيل الله ) ليست عامة في كل وجوه
الخير ، بل هي في الجهاد في سبيل الله .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
فأما تخصيصه بالجهاد في سبيل الله فلا شك فيه ، خلافاً لمن قال :
إن المراد في سبيل الله كل عمل برٍ وخير ، فهو على هذا التفسير كل ما أريد به وجه
الله ، فيشمل بناء المساجد ، وإصلاح الطرق ، وبناء المدارس ، وطبع الكتب ، وغير ذلك
مما يقرب إلى الله عزّ وجل ؛ لأن ما يوصل إلى الله من أعمال البر لا حصر له .
ولكن هذا القول ضعيف ؛ لأننا لو فسرنا الآية بهذا المعنى لم يكن
للحصر فائدة إطلاقاً ، والحصر هو : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ...) التوبة/ 60 الآية ، وهذا وجه لفظي .
أما الوجه المعنوي فلو جعلنا الآية عامة في كل ما يقرب إلى الله
عزّ وجل لحرم من الزكاة من تيقن أنه من أهلها ؛ لأن الناس إذا علموا أن زكاتهم إذا
بني بها مسجد أجزأت بادروا إليه لبقاء نفعه إلى يوم القيامة .
فالصواب : أنها خاصة بالجهاد في سبيل الله .
وأما قول المؤلف إنهم الغزاة ، وتخصيصه بالغزاة ، ففيه نظر .
والصواب : أنه يشمل الغزاة وأسلحتهم ، وكل ما يعين على الجهاد في
سبيل الله ، حتى الأدلاء الذين يدلون على مواقع الجهاد لهم نصيب من الزكاة ؛ لأن
الله قال : ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ولم يقل : للمجاهدين ، فدل على أن المراد :
كل ما يتعلق بالجهاد ؛ لأن ذلك من الجهاد في سبيل الله .
وهل يجوز أن يُشترى من الزكاة أسلحة للقتال في سبيل الله ؟
على رأي المؤلف : لا يجوز، وإنما تعطى المجاهد .
وعلى القول الصحيح : يجوز أن يُشترى بها أسلحة يقاتل بها في سبيل
الله ، لا سيما وأنه معطوف على مجرور بـ " في " الدالة على الظرفية دون التمليك ،
بل هي نفسها مجرورة بـ " في " ( وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ) .
وعلى هذا فيكون القول الراجح : أن قوله : ( َفِي سَبِيلِ اللَّهِ
) يعم الغزاة وما يحتاجون إليه من سلاح وغيره .
" الشرح الممتع " ( 6 / 241 ، 242 ) .
والله أعلم .
*****
78597
زنى بامرأة فهل له أن يتزوج بابنتها ؟
الفقه > معاملات > الزنا واللواط >
الفقه > معاملات > النكاح > أحكام النكاح >(1/6092)
سؤال رقم 78597- زنى بامرأة فهل له أن يتزوج بابنتها ؟
أنا رجل أبلغ من العمر ثلاثون عاماً ، وقد أغواني الشيطان وزنيت بامرأة ، وبفضل الله عليَّ ورحمته تبت إلى الله توبة نصوحا لعل الله يتقبلها منى ، وأنا إلى الآن لم أتزوج ، وقد قررت الزواج ، وقامت أمي بترشيح فتاة ما ، ولكن هذه الفتاه هي ابنة المرأة التي سبق وزنيت بها ( مع العلم بأن واقعة الزنا كانت منذ سنتين وأن هذه الابنة تبلغ من العمر الآن عشرون عاما) ، ولذلك أرجو الإفادة إن كان هذا الزواج محرَّما أم لا ؟ وأرجو من سيادتكم توضيح الأمر باستفاضة تامة.
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ، واحرص على أن تكون توبة صادقة
؛ لأن جريمة الزنا إثمها عظيم ، ويترتب عليها مفاسد كثيرة ، والزاني المحصن يستحق
الرجم حتى الموت ، وليس في الحدود ما هو أعظم من هذا ؛ وذلك لقبح هذه الجريمة
وشناعتها .
والنصيحة لك ألاّ تنكِح هذه الفتاة ، لا لأن نكاحها محرم ، بل
لأنك بهذا النكاح ستكون قريباً من أمها التي زنيت بها ، والقرب منها فيه تذكير لك
بتلك الفاحشة الشنيعة ، ولعل الشيطان أن يوسوس لك ثانية ، ويزين لك المعصية فتقع
فيها ، والبُعد عن مواطن الفاحشة والمعصية من تمام التوبة ، ويدل على ذلك حديث الذي قتل مائة نفس ، فإن العالِم دلَّه على ترك قريته لأن أهلها كانوا أهل شر وفساد ,
وهذا من تمام التوبة .
أما من حيث جواز نكاح تلك الفتاة : فقد وقع في هذه المسألة خلاف
بين العلماء ، فالشافعي ومالك - في إحدى الروايتين عنه - يبيحون ذلك ، وأبو حنيفة
وأحمد ومالك - في الرواية الأخرى - يحرمون هذا النكاح ، والراجح هو القول الأول .
قال ابن عبد البر :
واختلفوا في الرجل يزني بالمرأة هل يحل له نكاح ابنتها وأمها ،
وكذلك لو زنا بالمرأة هل ينكحها ابنه أو ينكحها أبوه ، وهل الزنى في ذلك كله يحرم
ما يحرم النكاح الصحيح أو النكاح الفاسد أم لا ؟
فقال مالك في " موطئه " : إن الزنى بالمرأة لا يحرم على من زنا
بها نكاح ابنتها ولا نكاح أمها ، ومن زنا بأم امرأته لم تحرم عليه امرأته بل يقتل
ولا يحرِّم الزنى شيئا بحرمة النكاح الحلال .
وهو قول ابن شهاب الزهري وربيعة ، وإليه ذهب الليث بن سعد
والشافعي وأبو ثور وداود ، وروي ذلك عن ابن عباس وقال في ذلك : " لا يحرم الحرام
الحلال " ... .
وذكر ابن القاسم عن مالك خلاف ما في " الموطأ " ، فقال : من زنا
بأم امرأته فارق امرأته وهو عنده في حكم من نكح أم امرأته ودخل بها .
وهو قول أبي حنيفة وأصحابه والثوري والأوزاعي كلهم يقولون : من
زنا بأم امرأته حرمت عليه امرأته .
قال سحنون : أصحاب مالك كلهم يخالفون ابن القاسم فيها ويذهبون
إلى ما في " الموطأ " ...
والله عز وجل إنما حرم على المسلم تزوج أم امرأته وابنتها وكذلك
إذا ملكت يمينه امرأة فوطئها بملك اليمين حرمت عليه أمها وابنتها
وكذلك ما وطىء أبوه بالنكاح وملك اليمين وما وطىء ابنه بذلك فدل
على المعنى في ذلك الوطء الحلال ، والله المستعان
وقد أجمع هؤلاء الفقهاء - أهل الفتوى بالأمصار المسلمين - أنه لا
يحرم على الزاني نكاح المرأة التي زنا بها إذا استبرأها فنكاح أمها وابنتها أحرى ،
وبالله التوفيق .
" الاستذكار " ( 5 / 463 ، 464 ) باختصار .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" القول الراجح : أن أم المزني بها ليست حراماً على الزاني ، وأن
بنت المزني بها ليست حراماً على الزاني ؛ لأن الله تعالى قال : ( وَأُحِلَّ لَكُمْ
مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ ) النساء/24 ، وفي قراءة أخرى : (
وأَحَلَّ لَكُم ما وَرَاء ذَلِكُم ) بالبناء للفاعل ، ولم يذكر الله عزّ وجل أم
المزني بها وبنتها في المحرمات ، وإنما قال : ( وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ ) النساء/23 ، ومعلوم أن المزني بها ليست من نسائه قطعاً ؛ لأن نساءه زوجاته ،
فإذا لم تكن من نسائه فإنه لا يصح أن يلحق السفاح بالنكاح الصحيح ، فإذا تاب من
الزنا جاز له أن يتزوج أم المزني بها وبنتها " انتهى
" الشرح الممتع " ( 7 / 38 ، 39 ) .
والخلاصة : أن المسألة محل خلاف بين العلماء ، وأن الراجح جواز
نكاح بنت المزني بها إذا لم تكن مخلقة من مائه ، والنصيحة لك : أن لا تتزوج لسببين
:
احتياطاً ، لأنها محرمة عليك عند كثير من العلماء .
وحتى لا يكون زواجك بها سبباً للقرب من أمها والاتصال بها ، مما قد يكون سبباً لعودتك إلى المعصية التي تبت منها .
والله تعالى أعلم .
*****
7860
متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من
الفقه > عبادات > الصوم > صيام النافلة >(1/6093)
سؤال رقم 7860- متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من
متى يُمكن أن أبدا بصيام الستّ من شوال حيث أنه يوجد لدينا إجازة سنوية الآن ؟.
يُمكن الشروع بصيام الستّ من شوال ابتداء من ثاني أيام شوال لأنّ يوم العيد يحرم صيامه ويُمكن أن تصوم الستّ في أيّ أيام شوال شئت وخير البرّ عاجله .
وقد جاء إلى اللجنة الدائمة السؤال التالي :
هل صيام الأيام الستة تلزم بعد شهر رمضان عقب يوم العيد مباشرة أو يجوز بعد العيد بعدة أيام متتالية في شهر شوال أو لا؟
فأجابت بما يلي :
لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع ، وليست فريضة بل هي سنة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 10/391 .
*****
78607
هل تجب الزكاة على ذات المحل التجاري ؟
الفقه > عبادات > الزكاة > ما تجب فيه الزكاة >
الفقه > عبادات > الزكاة > زكاة عروض التجارة >(1/6094)
سؤال رقم 78607- هل تجب الزكاة على ذات المحل التجاري ؟
اشتريت في عام 96 دكاناً ( محل تجاري ) ليعمل به أخي وبقي الدكان مغلقاً إلى الآن ، ولم يعمل به أخي ، ولم أستفد منه ، ولم يأتِ على بالي أبداً أنه يجب الزكاة عليه إلا في هذه الأيام ، كان سعر الدكان عند شرائه 400 ألف ، ثم نزلت الأسعار إلى 300 ألف في عام 2000 ، والآن يبلغ سعره بين 700 إلى 800 ألف ، في العام القادم إن شاء الله سأحاول أن أفتح المحل ليعمل به شخص ما للاستفادة منه .
الرجاء نصيحتنا إن كانت تجب الزكاة أم لا ؟ وكم تبلغ ؟ وماذا يمكن أن أفعل إذا لم يكن لدي المبلغ الواجب دفعه للزكاة ؟.
الحمد لله
ليس على المسلم في سيارته ولا في بيته ولا في دكانه زكاة ، ولو
كانت قيمة هذه الأشياء كبيرة ، وإنما الزكاة على ما يباع ويشترى بقصد الربح
والتجارة وهو ما يسمى " عروض التجارة " ، فمن كان عنده عقارات – أراض أو بيوت أو
محلات – واتخذها للتجارة يبيع ويشتري بها : فإنه يقدر قيمتها وقت الزكاة ويخرج ربع
العشر ، ومن اتخذها للسكن أو للزراعة أو للتأجير أو للبيع والشراء فيها : فليس فيها
زكاة .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" المال الذي يملكه الإنسان أنواع ، فما كان منه نقوداً : وجبت
فيه الزكاة إذا بلغ نصاباً وحال عليه الحول ، وما كان أرضاً زراعية : وجبت الزكاة
في الحبوب والثمار يوم الحصاد ، لا في نفس الأرض ، وما كان منه أرضاً تؤجر أو عمارة
تؤجر : وجبت الزكاة في أجرتها إذا حال عليها الحول ، لا في نفس الأرض أو العمارة ،
وما كان منه أرضاً أو عمائر أو عروضاً أخرى للتجارة : وجبت الزكاة فيه إذا حال عليه
الحول ، وحول الربح فيها حول الأصل إذا كان الأصل نصاباً " انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 9 / 331 ) .
وعليه ، فلا زكاة عليك عن هذا الدكان .
والله أعلم .
*****
7861
شدائد القبر تكفّر عن المؤمن من سيئاته
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > عذاب القبر ونعيمه >(1/6095)
سؤال رقم 7861- شدائد القبر تكفّر عن المؤمن من سيئاته
السؤال :
هل يستفيد المسلم من فتنة القبر بتخفيف سيئاته أو محوها ؟.
الجواب :
من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعل قبل الحساب مكفِّرات لذنوبها ، وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله عشرة مكفِّرات ، ومنها : عذاب القبر .
قال رحمه الله :
ما يحصل للمؤمن في الدنيا والبرزخ والقيامة من الألم التي هي عذاب : فإن ذلك يُكفِّر الله به خطاياه ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا حزَن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله به من خطاياه .
" مجموع الفتاوى " ( 24 / 375 ) .
قال رحمه الله :
السبب الثامن : ما يحصل في القبر من الفتنة والضغطة والروعة ، فإن هذا مما يكفّر به الخطايا . " مجموع الفتاوى " ( 7 / 500 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا في " منهاج السنَّة " ( 6 / 238 ) أن مما يكفِّر السيئات : ما يُبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة ، وفتنة الملَكين . والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7862
هل عذاب القبر مستمر
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > عذاب القبر ونعيمه >(1/6096)
سؤال رقم 7862- هل عذاب القبر مستمر
السؤال : لي أخ قد مات وهو مفرِّط يعمل المعاصي والكبائر ولكنني كنت أحبّه جدا ، وقد قرأت عن عذاب القبر أشياء مخيفة جدا فهل يستمرّ عليه العذاب في القبر ، وهل يخفّف عنه أن أعمل طاعات وأهب ثوابها لها مثل الصّدقة أو الحجّ ، أرجو إفادتي فأنا حزينة عليه جدا.
الجواب :
أمّا مصير أخيك فأمره إلى الله إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ولا يُمكن أن نقطع فيه بشيء
ولكن نتكلّم عن المسألة مجرّدة :
فأما مسألة هل عذاب القبر دائم أم منقطع ؟
فقد قال ابن القيم عن هذه المسألة :
جوابها أنه نوعان :
نوع دائم سوى ما ورد في بعض الأحاديث أنه يخفف عنهم ما بين النفختين فإذا قاموا من قبورهم قالوا { يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } ويدل على دوامه قوله تعالى { النار يعرضون عليها غدوا وعشيا } .
ويدل عليه أيضا ما تقدم في حديث سمرة الذي رواه البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة .
وفي حديث ابن عباس في قصة الجريدتين لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا فجعل التخفيف مقيدا برطوبتهما فقط .
و في حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت لا يُفتَّر عنهم من ذلك شيء ، وقد تقدم .
وفي الصحيح في قصة الذي لبس بردين وجعل يمشي يتبختر فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .
وفي حديث البراء بن عازب في قصة الكافر ثم يفتح له باب إلى النار فينظر إلى مقعده فيها حتى تقوم الساعة رواه الإمام أحمد وفي بعض طرقه ثم يخرق له خرقا إلى النار فيأتيه من غمِّها و دخانها إلى القيامة .
النوع الثاني : إلى مدة ثم ينقطع :
وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدة ثم يزول عنه العذاب .
وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو استغفار أو ثواب حج .. تصل إليه من بعض أقاربه أو غيرهم .. " الروح " ( ص 89 ) .
وفي كلامه الأخير إجابة عن الشقّ الثاني من السؤال ، نسأل الله أن يتولانا برحمته ، وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7863
هل يشرع في صيام الست وعليه قضاء من رمضان
الفقه > عبادات > الصوم > قضاء الصيام >
سؤال رقم 7863: هل يشرع في صيام الست وعليه قضاء من رمضان
هل من صام ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان إلا أنه لم يكمل صوم رمضان ، حيث قد أفطر من شهر رمضان عشرة أيام بعذر شرعي ، هل يثبت له ثواب من أكمل صيام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ، وكان كمن صام الدهر كله ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً..
تقدير ثواب الأعمال التي يعملها العباد لله هو من اختصاص الله جل وعلا ، والعبد إذا التمس الأجر من الله جل وعلا واجتهد في طاعته فإنه لا يضيع أجره ، كما قال تعالى : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ) ، والذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولا ثم يصوم ستة أيام من شوال ؛ لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان لست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى الجنة الدائمة 10/392 .
*****
7863
هل يشرع في صيام الست وعليه قضاء من رمضان
الفقه > عبادات > الصوم > قضاء الصيام >(1/6097)
سؤال رقم 7863- هل يشرع في صيام الست وعليه قضاء من رمضان
هل من صام ستة أيام من شوال بعد شهر رمضان إلا أنه لم يكمل صوم رمضان ، حيث قد أفطر من شهر رمضان عشرة أيام بعذر شرعي ، هل يثبت له ثواب من أكمل صيام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ، وكان كمن صام الدهر كله ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً..
تقدير ثواب الأعمال التي يعملها العباد لله هو من اختصاص الله جل وعلا ، والعبد إذا التمس الأجر من الله جل وعلا واجتهد في طاعته فإنه لا يضيع أجره ، كما قال تعالى : ( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً ) ، والذي ينبغي لمن كان عليه شيء من أيام رمضان أن يصومها أولا ثم يصوم ستة أيام من شوال ؛ لأنه لا يتحقق له اتباع صيام رمضان لست من شوال إلا إذا كان قد أكمل صيامه .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى الجنة الدائمة 10/392 .
*****
7864
دفن تارك الصلاة مع المسلمين
الفقه > عبادات > الصلاة > تارك الصلاة >
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6098)
سؤال رقم 7864- دفن تارك الصلاة مع المسلمين
السؤال :
في بلادنا يدفن المسلمون في مقابر خاصة بهم ، ولكن كل من يطلق عليه اسم مسلم يدفن فيها وأكثرهم ممن لا يصلي ولا يقيم حدود الدين ، فما العمل عند زيارة تلك القبور التي لا يميز فيها المسلمون حقاً وغير المسلمين ؟ وماذا علي إذا مت ودفنت مع أناس لا يصلون ، هل أوصي بأن أدفن مع أناس يصلون، أم ماذا نفعل ؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب :
الواجب أن يخصص للمسلمين مقابر، ولا يدفن فيها غيرهم ، والذي لا يصلي ويموت وهو تارك للصلاة لا يدفن في مقابر المسلمين ؛ لأن تارك الصلاة جحداً لوجوبها كافر بالإجماع ، وتاركها كسلاً كافر على الراجح من قولي العلماء ، ويشرع للمسلم أن يوصي بأن يدفن في مقابر المسلمين إذا كان في البلد مقابر لغير المسلمين ؛ خشية أن يدفن مع غير المسلمين .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 9/9 .
*****
7865
هل يلزم صيام الست من شوال كل سنة ؟
الفقه > عبادات > الصوم > صيام النافلة >(1/6099)
سؤال رقم 7865- هل يلزم صيام الست من شوال كل سنة ؟
شخص يصوم ستة أيام شوال، أتاه مرض أو مانع أو تكاسل عن صيامها في إحدى السنوات هل عليه إثم لأننا نسمع أنه من يصومها في عام يجب عليه عدم تركها.
صيام ستة أيام من شوال بعد يوم العيد سنة ، ولا يجب على من صامها مرة أو أكثر أن يستمر على صيامها ، ولا يأثم من ترك صيامها .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 10/391
*****
7866
دفن المسلمين في بلاد الكفار
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6100)
سؤال رقم 7866- دفن المسلمين في بلاد الكفار
السؤال :
يتشرف جماعة من المسلمين بمدينة بروكسل ببلجيكا بأن يطلبوا من سيادتكم فتوى فيما يخص دفن المسلمين بمقبرة نصرانية أو غيرها ، وقد قررنا إيجاد مقبرة إسلامية بهذا البلد ؛ لأن الحكومة البلجيكية طلبت منا فتوى ؛ لأنكم تبذلون جهدكم لنشر هذا الدين ، وفي انتظار جوابكم تقبلوا منا سيدي المفتي فائق احترامنا.
الجواب :
يجب دفن موتى المسلمين في مقبرة مستقلة لهم ، ولا يجوز دفنهم في مقابر غير المسلمين ، قال الإمام الشيرازي في المهذب : ولا يدفن كافر في مقبرة المسلمين ، ولا مسلم في مقبرة الكفار ، وقال الإمام النووي في المجموع : اتفق أصحابنا رحمهم الله على أنه لا يدفن مسلم في مقبرة كفار، ولا كافر في مقبرة مسلمين ، ومن ذلك يظهر أنه يجب تخصيص مكان لدفن موتى المسلمين في مقبرة خاصة بهم .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 9/6 .
*****
7867
تشييع جنازة عباد القبور
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6101)
سؤال رقم 7867- تشييع جنازة عباد القبور
السؤال :
يقول الله تعالى : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) .
إن ظاهر الآية السابقة يمنع الاستغفار للمشركين ولو كانوا من ذوي القرابة ، والكثير منا نحن أعراب البادية من له والدان وأقرباء وقد اعتادوا الذبح عند القبور والتوسل بأهلها ، وتقديم النذور والاستعانة بتوسيط أهل القبور في فك الكربات ، وشفاء المرضى وقد ماتوا على ذلك ، ولم يصلهم من يعرفهم معنى التوحيد ومعنى لا إله إلا الله ، ولم يصلهم من يعلمهم أن النذور والدعاء عبادة لا يصح صرفها إلا لله وحده ، فهل يصح المشي في جنائزهم ، والصلاة عليهم ، والدعاء والاستغفار لهم وقضاء حجهم ، والتصدق عليهم ؟.
الجواب :
من مات على الحالة التي وصفت لا يجوز المشي في جنازته ، ولا الصلاة عليه ، ولا الدعاء ولا الاستغفار له ، ولا قضاء حجه ، ولا التصدق عنه ؛ لأن أعماله المذكورة أعمال شركية ، وقد قال سبحانه وتعالى ، في الآية السابقة : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ) التوبة /113 ، ولما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( استأذنت ربي في الاستغفار لأمي، فلم يأذن لي واستأذنته في زيارة قبرها فأذن لي ) أخرجه أحمد 2/441، 5/355، 359، ومسلم 2/671 برقم (976)، وأبو داود 3/557 برقم (3234)، والنسائي 4/90 برقم (2034)، وابن ماجه 1/501 برقم (1572)، وابن أبي شيبة 3/343، وابن حبان 7/440 برقم (3169)، والحاكم 1/375-376، 376، والبيهقي 4/76.
وليسوا معذورين بما يقال عنهم : أنهم لم يأتهم من يبين لهم أن هذه الأمور المذكورة التي يرتكبونها شرك ؛ لأن الأدلة عليها في القرآن الكريم واضحة ، وأهل العلم موجودون بين أظهرهم ، ففي إمكانهم السؤال عما هم عليه من الشرك لكنهم قد أعرضوا ورضوا بما هم عليه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 9/12 .
*****
7869
تشيع جنازة الكافر
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6102)
سؤال رقم 7869- تشيع جنازة الكافر
السؤال :
حكم الله في حضور جنائز الكفار، الذي أصبح تقليداً سياسياً وعرفاً متفقاً عليه ؟.
الجواب :
إذا وجد من الكفار من يقوم بدفن موتاهم فليس للمسلمين أن يتولوا دفنهم ، ولا أن يشاركوا الكفار ويعاونوهم في دفنهم ، أو يجاملوهم في تشييع جنائزهم ؛ عملاً بالتقاليد السياسية ، فإن ذلك لم يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الخلفاء الراشدين ، بل نهى الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقوم على قبر عبد الله بن أُبَي بن سلول ، وعلل ذلك بكفره ، قال تعالى : ( ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ) التوبة 81 ، وأما إذا لم يوجد منهم من يدفنه دفنه المسلمون كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر، وبعمه أبي طالب لما توفي قال لعلي : ( اذهب فواره ) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
فتاوى اللجنة الدائمة 9/10 .
*****
7870
متى يكفر الساحر
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالجن والسحر والعين >(1/6103)
سؤال رقم 7870- متى يكفر الساحر
السؤال :
هل كل ساحر يعتبر كافراً ؟ .
الجواب :
الساحر هو الذي يستخدم الشياطين ، ويتقرب إلى الجن بما يحبون من الذبح لهم من دون الله ، ومن دعائهم مع الله ، ومن طاعتهم في معصية الله بالزنا ، وشرب الخمر ، وأكل الحرام ، وترك الصلاة والتلطخ بالنجاسات والبقاء في الأماكن القذرة ، حتى تجيبه الشياطين لما طلب منها من الإضرار بالمسحورين بالصرف والعطف والملاطفة ، والتفريق بين المرء وزوجه ، والإخبار ببعض المغيبات ، وبالمسروق ومكان الضالة فهذا مشرك كافر ، لأنه عبد الله وعبد الشيطان ، وهذا هو الشرك الأكبر ، فيكون كافراً لقوله تعالى : ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) البقرة/102 ولقوله تعالى : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) البقرة/102 وقد ورد الأمر بقتل الساحر لحديث ( حد الساحر ضربة بالسيف ) رواه الترمذي (1460 ) والدار قطني ( 3/114 ) والحاكم ( 4/360 ) والبيهقي ( 8/136 ) ، وانظر السلسلة الضعيفة 3/641 رقم 1446 .
فعلى هذا يكون كافراً ولو صلى وصام وقرأ ودعا ، فإن الشرك يحبط الأعمال ، والله أعلم .
اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 11 .
*****
7871
هل يمكن أن يختطف الجن إنسياً
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالجن والسحر والعين >(1/6104)
سؤال رقم 7871- هل يمكن أن يختطف الجن إنسياً
السؤال :
لقد سمعت قصصاً كثيرة عن اختطاف الجن للإنس ، وقد قرأت قصة مفادها أن رجلاً من الأنصار رضي الله عنه خرج يصلي العشاء فسبته الجن ، وفًقد أعواماً ، فهل هذا الأمر ممكن أعني اختطاف الجن للإنس ؟ .
الجواب :
من ناحية الإمكان فهذا أمر ممكن ولكنه نادر جداً ، وقد أجاب الشيخ عبد الله بن جبرين عن السؤال السابق فأجاب حفظه الله بقوله :
يمكن ذلك ، فقد اشتهر أن سعد بن عبادة قتلته الجن لما بال في جحر فيه منزلهم ، فقالوا :
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ***** ورميناه بسهم فلم نخطئ فؤاده
ووقع في زمن عمر أن رجلاً اختطفته الجن ، وبقي أربع سنين ، ثم جاء وأخبر أن جناً من المشركين اختطفوه ، فبقي عندهم أسيراً ، فغزاهم جن مسلمون فهزموهم ، وردوه إلى أهله ، ذكر ذلك في منار السبيل وغيره ( راجع منار السبيل 2/88 وقصة الرجل المخطوف رواها البيهقي (7/445-446) وصحح إسنادها الألباني في الإرواء 6/150 رقم 1709 .
عبد الله بن جبرين
*****
7872
قراءة أكثر من راقٍ في نفس القارورة
الفقه > عادات > الطب والتداوي > الرقية >(1/6105)
سؤال رقم 7872- قراءة أكثر من راقٍ في نفس القارورة
السؤال :
ما رأيكم في القراءة في زيت الزيتون ؟ وهل ممكن أن يقرأ في القارورة الواحدة أكثر من شخص ؟ .
الجواب :
لا مانع من قراءة آيات وأدعية في ماء كماء زمزم ، أو في زيت الزيتون ، ثم يدهن به المريض ، ولا مانع من قراءة أكثر من قارئ في تلك القارورة .
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين .
*****
7873
شخص يدعي علم أماكن المسروقات
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالجن والسحر والعين >(1/6106)
سؤال رقم 7873- شخص يدعي علم أماكن المسروقات
السؤال :
يزعم أحد الدجالين أنه يستطيع أن يتعرف على السارق بعد أن يسرق غيباً ، وذلك بأمور لا يعلمها كثير من الناس منها ، أنه يأمر بإحضار صحن ماء وطفل دون سن البلوغ ، ويكون قد رضع من ثدي أمه حولين كاملين ولم يخيفه كلب ، ثم يقوم بقراءة شيء من القرآن ، وبعض الكلمات التي لا يفهم معناها ، ثم يسأل الطفل هل رأيت شيئاً في الماء الذي في الصحن ؟ فيصف الطفل السارق بالتفصيل ، وأين أخفى المسروقات ، فما حكم الدين فيه ؟ وهل تجوز الصلاة خلفه ، وأن نصله في السراء والضراء ؟ علماً أنا قد نصحناه ولكن لا يقبل النصيحة ويقول : إنه على الحق .. .
الجواب :
لا شك أن هذا من السحرة ، ومن عمل الشياطين ، لأن هذا خارج عن قدرة البشر ، فإن الغيب لا يعلمه إلا الله ، والوحي إنما نزل على الرسل ، ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده ، ولا شك أن الشيطان يتصور للكهان ويصف لهم السارق ، ويبين لهم موضع السرقة ، سواء في هذا الصحن والماء أو في غيره ، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم ( ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) صحيح ، رواه أحمد (2/408) ، وأبو داود (3904) ، والترمذي ( 135 ) ، وابن ماجه (639) ، والحاكم (1/8) . وعلى هذا فلا يجوز تقديمه في الإمامة ، ولا الصلاة خلفه ، ولا صلته سراً أو جهراً ، ولا إعطاؤه ولو في حالة الضرورة حتى يتوب ، والله أعلم .
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 19.
*****
78737
تسببت مشاكله مع خاله في رسوبه فهل يطالبه بتعويض مالي ؟
الآداب > صلة الرحم >
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6107)
سؤال رقم 78737- تسببت مشاكله مع خاله في رسوبه فهل يطالبه بتعويض مالي ؟
أنا شاب عمري ( 24 ) طبيب ، مشكلتي بدأت منذ خمس سنوات مع خالي ( 45 ) ، حيث كان عمري ( 19 ) سنة حيث كان يأتي إلى بيتنا كل يوم ولمدة ساعات بدون إذن أو استئذان ( لمدة عامين متتاليين ) لغرض قضاء وقت فراغه ، وكان يحدث المشاكل والشجار بين أبي وأمي ، وكان هو سبب التوتر في العائلة ، وكلما كنت أقول لأمي لماذا لا نطرده ؟ كانت تقول : لا يجوز ذلك ، إلى أن وصل غضبي إلى أن أترك الامتحان في تلك السنة ، ورسوبي في تلك السنة ، احتجاجا على تصرفات خالي في بيتنا ، ذهب خالي ، ولكن المشاكل النفسية وذكريات ترك الامتحان ذلك اليوم لا تغادرني إلى اليوم ، وكلما أرى خالي في المناسبات ينتابني غضب شديد .
السؤال :
بماذا تنصحونني ؟ وهل لي أن أطالب بتعويض مالي من خالي - ولو يسيراً - لرد اعتباري على المشاكل النفسية الذي أصبت به لتعود العلاقة بيننا وخصوصا أني لا أريد أن أقطع صلة الرحم ؟ وما هو موقف الشريعة من هذا ؟.
الحمد لله
ننصحك بنسيان الموضوع القديم الذي بينك وبين خالك ، ونرى أنك
أعطيت الأمر أكثر مما يستحق ، وكون خالك يدخل البيت من غير استئذان لا يحل له ، ولو
كان داخلاً لبيت أخته ، فالاستئذان في حقه واجب ، ورضى والدك بزيارة خالك لبيته هو
المعتبر ، وقد رضي بذلك بدليل استمرار زيارته طيلة هذه المدة ، وتركك للامتحان في
تلك السنة ورسوبك فيها أنت تتحمل تبعاته ، فلا يخلو بيت من بيوت المسلمين – في
الغالب – من مشاكل ، والعاقل هو الذي يحسن التصرف إزاءها ، ويحرص على حلها ، أو
التقليل منها ، ولا نرى لتصرفك في ترك الدراسة للامتحان أي وجه ، فتتحمل أنت تبعاته
، ولا ينبغي لك دوام التفكير فيما مضى فتُسبب الآلام النفسية لك ولأهلك ، فانس ذلك
الأمر ، وأقبل على عملك ، واستعن بالله ، وداوم على صلة الرحم ، ونصح المخطئ ، ولا
تلتفت إلى ما يزينه لك الشيطان من رفع قضية على خالك وأخذ تعويض مالي منه ،
فبالإضافة إلى أن القضية قد تكون فاشلة في المحاكم ، فإنها ستسبب شرخاً وتصدعاً في
أسرتكم نربأ بك أن تكون سببه ، وينبغي أن يكون جانب الرحمة غالباً على جانب الغضب
والانتقام ، ونسأل الله تعالى أن يشرح صدرك ، وأن يجمع بينك وبين أسرتك جميعاً على
خير .
والله الموفق .
*****
7874
ما هي شروط الراقي
الفقه > عادات > الطب والتداوي > الرقية >(1/6108)
سؤال رقم 7874- ما هي شروط الراقي
السؤال : لقد دار جدل حول من يقرؤون القرآن ليرقوا به الناس ، فقال البعض : لا يجوز لأحد أن يرقي بالقرآن لجمهور الناس إلا أن يكون من أهل العلم الشرعي ، وقال البعض الآخر : أنه يكفي أن يكون من حفظة كتاب الله ، سليم المعتقد ، ومن أهل الصلاح والتقوى ، أرجو بيان اللبس في هذه المسألة ، والحكم الشرعي في ذلك ؟.
الجواب :
الصواب أنه يجوز استعمال الرقية من كل قارئ يحسن القرآن ، ويفهم معناه ، ويكون حسن المعتقد ، صحيح العمل ويكون مستقيماً في سلوكه ، ولا يشترط إحاطته بالفروع ، ولا دراسته للفنون العلمية ، وذلك لقصة أبي سعيد في الذي رقى اللديغ قال : وما كنا نعرف منه الرقية أو كما جاء في الحديث رواه البخاري (2276 ) ومسلم ( 2201 ) ، وعلى الراقي أن يحسن النية ، وأن يقصد نفع المسلم ، ولا يجعل همه المال والأجرة ، ليكون ذلك أقرب إلى الانتفاع بقراءته ، والله أعلم .
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 22
*****
7875
الصلاة في مسجد يلاصقه قبر من جهة القبلة
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام المساجد >(1/6109)
سؤال رقم 7875- الصلاة في مسجد يلاصقه قبر من جهة القبلة
السؤال : يوجد في قريتنا مسجد وأمامه قبر ، وبينهما جدار ، ولكن يوجد منافذ في هذا الجدار تطل على القبر ، والقبر يوجد في قبلة المسجد ، فهل تجوز الصلاة في هذا المسجد ؟ حيث أن هناك من يقول بأنها تجوز ، والبعض الآخر يقول لا تجوز ، نرجو القول الفصل في هذا الموضوع الهام ؟ .
الجواب :
لا يجوز أن يصلى في هذا المسجد المجاور للقبر ، سيما إذا كان القبر في قبلة المصلين ، وبينهم وبينه جدار فيه نوافذ تطل على القبر ، ولو لم يخطر ببالهم تعظيم القبر ، فقد ورد النهي عن الصلاة في المقبرة ، ورأى عمر رجلاً يصلي عند قبر فنهاه ، وقال القبر القبر رواه البيهقي (2/435) وعلقه البخاري في صحيحه (1/523 فتح ) ووصله عبد الرزاق ( 1/404 رقم 1581 ) .
فعلى هذا يلزم نقل المسجد إلى موضع آخر ، أو التسوير على القبر بسور خاص حاجز بينه وبين جدار المسجد ، والله أعلم .
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 24 .
*****
7876
أكل الطعام المعدّ لعيد النصارى
الفقه > عادات > الأطعمة >(1/6110)
سؤال رقم 7876- أكل الطعام المعدّ لعيد النصارى
السؤال :
ما حكم أكل الطعام الذي يعد من أجل عيد النصارى ؟ وما حكم إجابة دعواتهم عند احتفالهم بمولد المسيح عليه السلام ؟ .
الجواب :
لا يجوز الاحتفال بالأعياد المبتدعة كعيد الميلاد للنصارى ، وعيد النيروز والمهرجان ، وكذا ما أحدثه المسلمون كالميلاد في ربيع الأول ، وعيد الإسراء في رجب ونحو ذلك ، ولا يجوز الأكل من ذلك الطعام الذي أعده النصارى أو المشركون في موسم أعيادهم ، ولا تجوز إجابة دعوتهم عند الاحتفال بتلك الأعياد ، وذلك لأن إجابتهم تشجيع لهم ، وإقرار لهم على تلك البدع ، ويكون هذا سبباً في انخداع الجهلة بذلك ، واعتقادهم أنه لا بأس به ، والله أعلم .
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 27 .
*****
7877
تزوجت من غير ولي وزوجها يرفض إعادة العقد
الفقه > معاملات > النكاح > الأنكحة الباطلة >(1/6111)
سؤال رقم 7877- تزوجت من غير ولي وزوجها يرفض إعادة العقد
السؤال :
تزوجت بعد إسلامي بشهرين من رجل مسلم ولم أكن أعرف شروط الزواج ، فتزوجت في دار العدل ولم يكن لي ولي ، فهل العقد صحيح ، زوجي لا يريد إعادة العقد فماذا أعمل ؟ .
الجواب :
لا بد من إقناعه بإعادة العقد بإيجاب من الولي وقبول من الزوج ، وتحملي
تجنبه وابتعدي عنه حتى يعاد العقد ، والله مع الصابرين . ويراجع السؤال رقم 2127 و 6122 .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7878
فضائل عائشة رضي الله عنها
متى تحتجب الفتاة ؟ ما ثياب الكفار التي نهينا عن لبسها ؟ مقدار الفدية التي في آية الصيام
التاريخ والسيرة > المناقب >
سؤال رقم 7878: فضائل عائشة رضي الله عنها
السؤال :
ما هي فضائل عائشة رضي الله عنها ، هل لكم أن تعرّفونا بشيء من ذلك لعلنا نقتدي بها نحن معشر النساء ، هذا أمر يهمني وصاحباتي ونحن ندرس الدّين .
الجواب :
قال ابن القيم رحمه الله :
ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها
ومن خصائصها أيضا : أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .
ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .
ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت .
ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ...
ومن خصائصها رضي الله عنها : أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .
ومن خصائصها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .
ومن خصائصها : أن الملَك أَرى صورتَها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكن هذا من عند الله يمضه .
ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين . أ.هـ " جلاء الأفهام " ( ص 237 - 241 )
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
08/1426
78807
زكاة الرواتب الشهرية ، وكيفية زكاة من عليه دين
الفقه > معاملات > البيوع > الربا >
الفقه > عبادات > الزكاة > ما تجب فيه الزكاة >
الفقه > عبادات > الزكاة > شروط وجوب الزكاة >(1/6112)
سؤال رقم 78807- زكاة الرواتب الشهرية ، وكيفية زكاة من عليه دين
أنا أحتفظ بمالي في البنك حيث تودع فيه مباشرة من عملي رواتبي الشهرية ، وأقوم بالسحب منه لمصاريفي ، وحيث إنني لا أعرف المبلغ الذي يمضي عليه عام لكي أخرج زكاته فقد حددت أول رمضان كوقت لإخراجها وذلك باحتساب ما يوجد في حسابي البنكي حتى لو تم إيداع آخر راتب شهري فيه قبل أيام من دخول شهر رمضان .
لدى سؤالان :
الأول : هل صحيح ما أقوم به لاحتساب الزكاة ؟ .
الثاني : تحصلت مؤخراً على قرض من عملي لشراء منزل وأقوم بتسديده عن طريق الخصم الشهري من راتبي خلال السنوات القادمة فهل أخصم مبلغ القرض المتبقي من حساب الزكاة مع العلم أنه يوجد لدي رصيد في حسابي البنكي ؟ فمثلاً لو أن عندي رصيد مائة ألف ريال في البنك بحلول شهر رمضان والقرض المتبقي عليَّ سبعون ألف ريال ، فما هو الإجراء الصحيح ؟.
الحمد لله
أولاً :
لا يجوز وضع الأموال في البنوك الربوية إلا لضرورة حفظها ، على
أن لا يكون ذلك بدون فائدة ، وانظر جواب الأسئلة : ( 23346 ) و ( 22392 ) و ( 49677 ) .
ثانياً :
إذا مَرَّ الحولُ على ملك النصاب : وجب إخراج الزكاة على الفور ،
ولا يجوز تأخيرها بعد الحول مع القدرة على إخراجها ، فليس الإنسان مخيراً في تحديد
أي شهر يخرج فيه زكاة ماله ، بل ذلك الشهر يكون عند تمام السنة ، إلا إذا كان
يخرجها في رمضان معجلة قبل انتهاء الحول فلا بأس ، أما بعد نهاية الحول فلا يجوز
تأخيرها إلى رمضان .
وانظر جواب السؤال : ( 26716 ) , ( 8400 ) .
ثالثاً :
إخراجك للزكاة عن جميع أموالك حتى راتب أخر شهر ، هذا هو أسلم
وأيسر طريق لإخراج زكاة المدخر من الراتب .
وانظر جوابي السؤالين رقم ( 26113 ) و ( 50801 ) .
رابعاً :
وقد سبق بيان تحريم الربا ، وتحريمه بالنسبة لبناء البيوت
وشرائها ، فإذا كان هذا القرض ربوياً ، فعليك المبادرة بالتوبة ، والتخلص منه رغبة
فيما عند الله ، وخوفاً من عقابه .
وانظر أجوبة الأسئلة ( 45910 ) و ( 21914 ) و ( 22905 ) .
خامساً :
وأما زكاة من عليه دين ، فالصحيح من أقوال العلماء أن الدين لا
يخصم من المال التي تجب فيه الزكاة ، ففي المثال الذي ذكرته ، يجب عليك أن تزكي
المائة ألف كاملة ، ولا يخصم منها الدين الذي عليك .
وانظر أجوبة الأسئلة : ( 65763 ) و ( 22449 ) و ( 22426 ) .
والله أعلم .
*****
78833
هل للرجل أن ينام مع أخته في غرفة واحدة
الآداب > آداب النوم >(1/6113)
سؤال رقم 78833- هل للرجل أن ينام مع أخته في غرفة واحدة
هل يجوز النوم مع أختي في غرفة واحدة وكلا منا علي سرير منفرد ومتقابل أثناء الصوم بحيث قد نرى بعضنا بعض.
الحمد لله
لا حرج على الرجل أن ينام مع أخته في غرفة واحدة ، كل منهما على
فراشه ، إذا أُمن الاطلاع على شيء من عورتهما ، ولا فرق في ذلك بين حال الصوم وغيره
.
وعورة المرأة بالنسبة لأخيها وعامة محارمها : جميع بدنها إلا ما
يظهر غالبا ، كالرقبة والرأس والكفين والقدمين والساقين ، قال في "كشاف القناع"
(5/11) : " ( و ) لرجل أيضا نظر وجه ورقبة ويد وقدم ورأس وساق ( ذات محارمه ) قال
القاضي على هذه الرواية : يباح ما يظهر غالبا كالرأس واليدين إلى المرفقين " انتهى .
وعورته بالنبسة لها : ما بين السرة إلى الركبة .
قال في "كشاف القناع" (5/15) : " ( وللمرأة مع الرجل ) نظر ما
فوق السرة وتحت الركبة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس : ( اعتدي
في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فلا يراك ) ، وقالت عائشة : ( كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد
) متفق عليه ، ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبة
العيد مضى إلى النساء فذكرهن ومعه بلال فأمرهن بالصدقة ؛ ولأنهن لو منعن من النظر
لوجب على الرجال الحجاب كما وجب على النساء لئلا ينظرون إليهم " انتهى .
فيجب أن يحتاط كل منهما عند نومه ، فيلبس ما يستر عورته ، ويحفظه
من الانكشاف .
ولما كان النوم مظنة انكشاف العورة ، وثوران الشهوة جاءت الشريعة
الكاملة المطهرة بالأمر بالتفريق بين الأولاد في المضاجع . كما روى أبو داود (418)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ
أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ
وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ )
وروى الدارقطني والحاكم عن سبرة بن معبد أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : ( إذا بلغ أولادكم سبع سنين ففرقوا بين فرشهم و إذا بلغوا عشر سنين
فاضربوهم على الصلاة ) والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع" برقم 418
وقد فسر أهل العلم التفريق في المضاجع بأمرين :
الأول : التفريق بين فرشهم ، وهذا هو ظاهر الحديث الثاني .
الثاني : ألا يناما متجردين على فراش واحد ، فإن ناما بثيابهما
من غير ملاصقة جاز ذلك عند أمن الفتنة .
قال زكريا الأنصاري رحمه الله : " التفريق في المضاجع يصدق
بطريقين : أن يكون لكل منهما فراش ، وأن يكونا في فراش واحد ولكن متفرقين غير
متلاصقين ، وينبغي الاكتفاء بالثاني ; لأنه لا دليل على حمل الحديث على الأول وحده
. قال الزركشي حمله عليه هو الظاهر بل هو الصواب للحديث السابق : ( فرقوا بين فرشهم
) مع تأييده بالمعنى وهو خوف المحذور " انتهى من "أسنى المطالب" (3/113).
وقال في "كشاف القناع" (5/18) : " ( وإذا بلغ الإخوة عشر سنين
ذكورا كانوا أو إناثا , أو إناثا وذكورا فرق وليُّهم بينهم في المضاجع فيجعل لكل
واحد منهم فراشا وحده ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وفرقوا بينهم في المضاجع ) أي
حيث كانوا ينامون متجردين كما في المستوعب والرعاية " انتهى .
وقال ابن مفلح رحمه الله : " ومن بلغ من الصبيان عشرا منع من
النوم مع أخته ومع محرم غيرها متجردين ذكره في المستوعب والرعاية ، وهذا والله أعلم
على رواية عن أحمد واختارها أبو بكر. والمنصوص واختاره أكثر أصحابنا وجوب التفريق
في ابن سبع فأكثر ، وأن له عورة يجب حفظها ، والمسألة مشهورة مذكورة في كتاب
الجنائز " انتهى من "الآداب الشرعية" (3/538).
وإنما ذكرنا هذا للفائدة ، ولئلا يُظن أن الحديث يقتضي عدم نوم
الأخ مع أخته في غرفة واحدة ، وإن كان هذا هو الأولى لمن تيسر له ذلك .
والله أعلم .
*****
78842
يتاجر في بهيمة الأنعام وبعضها لا يحول عليه الحول فكيف يزكيها ؟
الفقه > عبادات > الزكاة > زكاة عروض التجارة >(1/6114)
سؤال رقم 78842- يتاجر في بهيمة الأنعام وبعضها لا يحول عليه الحول فكيف يزكيها ؟
أنا لدي نوع من الماعز نادر وهو الماعز الشامي وهو نوع غالي الثمن حيث يصل أقيام بعضها إلى أكثر من 50000 ريال أربيها وأبيع من إنتاجها وأشتري وأبيع فيها بحيث بعضها لا يحول عليه الحول وتربيتها مكلفة من علف وعلاج وهي في حوش بحيث لا تسرح لتأكل من نبات الأرض ، عليه أرجو الإفادة هل تجب عليها الزكاة ؟ وكيف تحتسب ؟ هل تعتبر بهيمة أنعام أم عروض تجارة ؟.
الحمد لله
أولا :
ذهب جمهور العلماء إلى أنه لا تجب الزكاة في بهيمة الأنعام إلا
إذا كانت سائمة ( أي : تأكل من حشيش الأرض مجاناً ) ، الحولَ كله أو أكثره ، وأما
إذا كانت معلوفة ، يتكلف صاحبها علفها فإنه لا زكاة فيها ، إلا إذا نوى بها صاحبها
التجارة – ورد كما في سؤالك - ففيها زكاة عروض التجارة .
فهذه الماعز التي عندك ، لا تجب فيها زكاة بهيمة الأنعام وإنما
تجب فيها زكاة عروض التجارة .
وانظر هذا مبينا في السؤال رقم ( 40156 )
ثانيا :
وينبغي التنبه إلى أن بعض الناس يخطئ في تحديد بداية الحول ،
ويظنه من اللحظة التي اشترى فيها عروض التجارة ، وليس ذلك صحيحا ، بل حول عروض
التجارة هو تكملة لحول النقود التي اشتريت بها إذا كانت النقود قد بلغت نصاباً .
ومعنى ذلك : أن من اشترى عروض تجارة - كالماعز المعلوفة وغيرها
–بذهب أو فضة أو نقود تبلغ النصاب ، فإن حول تجارته يبدأ من حين ملك الذهب أو الفضة
أو النقود . وكذلك لو اشترى الماعز مثلا بعروض تجارة كانت عنده ، وهذه العروض تبلغ
النصاب ، مثل أن يشتري الماعز بسيارة يتجر فيها ، فإن حول الماعز هو تكملة حول
السيارة
والعلة في ذلك : أن وضع التجارة للتقلب والاستبدال بنقد أو عروض
, فلو لم يُبن حول بعضها على بعض بطلت زكاة التجارة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله موضحا هذه المسألة : " فلو اشترى
عرْضاً بنصاب من أثمان ، كرجل عنده مائتا درهم ، وفي أثناء الحول اشترى بها عرضاً ،
فلا يستأنف الحول بل يبني على الأول ؛ لأن العروض يبنى الحول فيها على الأول .
مثال آخر : عنده ألف ريال ملكها في رمضان ، وفي شعبان من السنة
الثانية اشترى عرضاً ، فجاء رمضان فيزكي العروض ؛ لأن العروض تبنى على زكاة الأثمان
في الحول .
وكذلك أيضاً لو اشترى عرْضاً بنصاب من عروض ، أي عرْضاً بدل عرْض
.
مثاله: رجل عنده سيارة ، وفي أثناء الحول أبدلها بسيارةٍ أخرى
للتجارة ، فيبني على حول الأولى ؛ لأن المقصود القيمة ، واختلاف العينين ليس
مقصوداً ، ولم يشتر السيارة الثانية ليستعملها ، ولكن يريدها للتجارة " انتهى من "الشرح الممتع" .
وبناء على ذلك ؛ فلو أنك ملكت عشرة آلاف مثلا في شهر رمضان ، ثم
اشتريت بها ماعزا في شهر ذي الحجة ، وصرت تبيع فيها أو في نتاجها ، وتشتري غيرها ،
فإن حول زكاتك يكون في شهر رمضان ، وعليك أن تقوّم ما لديك من الماعز كل سنة ، في
رمضان ، ثم تضيف إليها ما عندك من نقود ، ثم تخرج زكاة الجميع ربع العشر . وهكذا
يستمر حول زكاتك في رمضان إلا إذا انقطع النصاب أثناء الحول ، كأن يبيع الإنسان ما
لديه في شهر صفر مثلا ، ويضع ثمنه في أرض أو بيت للسكنى ، ثم يرزقه الله مالا في
شهر رجب فيشتري به ماعزا للتجارة ، فإن حول تجارته يبدأ من شهر رجب .
والله أعلم .
*****
7885
تزوج فتاة ولا يشعر تجاهها بأي انجذاب
الفقه > معاملات > النكاح >(1/6115)
سؤال رقم 7885- تزوج فتاة ولا يشعر تجاهها بأي انجذاب
السؤال :
أود إعطائي النصيحة لمشكلة تراودني في حياتي منذ فترة طويلة. أنا مسلم أطبق تعاليم الإسلام وأنفذ ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بسعادة وأتبع أوامر الله. ومنذ سنتين قررت أن أكمل نصف ديني وأتزوج وذلك لأن معيشة الإنسان أعزب في الدول الغربية تجعل الفرد أمام كل أنواع الإغراءات. وعلى أي حال فقد ذهبت إلى بلدي حيث شعرت أنني سوف أجد فيها فرصة أكبر لمقابلة الإنسانة التي تناسبني وتقدمت للعديد من البنات إلى أن صادفت امرأة أحسست أني أعرفها جيداً وبما أنني في بلاد الغرب بعيداً كان الوقت الذي أقضيه معها قليلاً. لذا فقد فعلت الأشياء التالية قبل أن أتخذ قرار الزواج منها: جلست أمي معها وأخبرتني أنها فتاة رائعة وأنها ستكون مناسبة جداً لي وسألت العديد من الناس عنها فلم أجد أي شخص يتكلم عنها بسوء. وأنا أيضاً جلست معها ووجدتها على درجة كبيرة من الخلق ومثقفة دينياً بدرجة عالية وتستحق أن تكون زوجة صالحة. وبوضوح في النهاية توكلت على الله ودعوت الله أنا وأمي أن نكون على صواب في هذا الاختيار ولقد صليت أيضاً صلاة استخارة لتعينني على أخذ هذا القرار. وبالفعل تزوجتها دون أي مشكلة وحصلت الزوجة بسهولة على تأشيرة لتأتي معي حيث أعيش اعتقدت أن كل شيء على ما يرام. والآن دعني أوضح لك شيء واحد ألا وهو حلم يحلم كل إنسان أن يعيش معه. فقد كان ليس لدي أي مشكلة معها وكان كل عائلتي يحبونها ولكن مشكلتي هي الآتي:
لم أستطع في حياتي معها أن أجد أي اهتمام أو شغف جنسي بها فقبل الزواج كنت أنظر إليها باهتمام وشغف أما الآن وبسبب مجهول حتى لم أستطع الاقتراب منها جنسياً فأنا لا أستطيع أن أصف لك إلى أي مدى وصلت درجة الإحباط. وهذا لا يقودني أنا وحدي فقط إلى الجنون بل وهي أيضاً انزعجت كثيراً بهذا.
الجواب :
الحمد لله
ثم الحمد لله على كل حال
أيها الأخ المسلم إنّ ما وصفته من الحال هو فعلا
شاق ومؤلم ولكن لا يملك المسلم إلا أن يرضى بقضاء الله ويواجه ما ينزل به من
الصعاب باتّخاذ الأسباب الشرعية .
والذي ننصحك به ما يلي :
- مراجعة
طبيبٍ نفسي مسلم تثق به .
- الإستعانة
بالرقية الشرعية بحيث ترقي نفسك ، أو تطلب من أحد الصالحين أن يرقيك .
- فإن
لم يتغيّر الحال فنوصيك بالصّبر وتقوى الله والإلحاح بالدعاء وسيجعل الله لك
فرجا ومخرجا .
- فإذا
استمر الحال مدة طويلة وحلّ الضرر بالمرأة فقد لا يكون هناك إلا الفراق وسيغن
الله كلا من سعته .
- وعليك
بحسن الظنّ بالله والتفاؤل ، وقد يكون مرور بعض الوقت من أسباب تغيّر الحال .
ونسأل الله أن يفرّج كربتك ويعجّل إعانتك والله
الموفق .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7886
الطريقة المناسبة للدعاء في الصلاة
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام الصلاة > كيفية الصلاة >(1/6116)
سؤال رقم 7886- الطريقة المناسبة للدعاء في الصلاة
أود أن أعرف الطريقة المناسبة والتي طبقها النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء أثناء الصلاة. هل هي بعد الصلاة أم بين السجدتين أم أثناء القيام أم متى؟.
الحمد لله
أولاً :
اعلم – رحمك الله – أن الصلاة ليس لها موضع واحد مخصوص فيه
الدعاء ، بل هي أماكن عدة ذكرها العلماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من
التكبير إلى التسليم .
وأيضاً فإن الدعاء بعد الصلاة سنة وله أدعية سيأتي ذكرها إن شاء
الله .
ولتعلم أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأفضل العلم
والقول ما كان موافقاً لسنّته صلى الله عليه وسلم ، وصيغة الرسول صلى الله عليه
وسلم هي خير الصيغ ؛ لأنه أعلم الناس بلغة العرب ، وأفصحهم لساناً ، وأقومهم بياناً
، بل إن الله تعالى قد وفقه إلى اختصار المعني الكثير بالكلام القليل ، وهذا يسمى
جوامع الكلم .
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (
بُعثتُ بجوامع الكلم ) رواه البخاري ( 6611 ) ومسلم ( 523 ) .
قال البخاري : وبلغني أن جوامع الكلم أن الله يجمع الأمور
الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين أو نحو ذلك .
وعليه :
إذا أردت أن تدعو في صلاتك في المواضع التي يشرع ويستحب فيها
الدعاء : فأفضل دعاء تأتي به هو صيغة الرسول صلى الله عليه وسلم .
ثانياً:
إن أعياك ذلك ولم يتيسر لك حفظ هذه الأذكار والأدعية ؛ فأحسن
الدعاء : ما كان بعيداً عن التكلف والتشدق في الكلام ، وما كان بعيداً عن السجع
بالكلام ، وجعل الدعاء خالصاً موافقاً للحاجة التي تريدها بما تيسر لك وبما فتح
الله عليك في ذلك .
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل : كيف تقول في
الصلاة ؟ قال : أتشهد ، ثم أقول : " اللهمّ إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار " ،
أما إني لا أحسن دندنتك ودندنة معاذ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حولهما
ندندن . رواه أبو داود ( 792 ) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
ثالثاً :
وأما الدعاء بعد السلام فالثابت عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أنه كان يقول إذا انصرف من الصلاة : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر
الله . ثم يقول سائر الأذكار الواردة في هذا . راجع السؤال رقم ( 7646 )
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يرفع يديه بعد
صلاة الفريضة ، ولم يصح ذلك أيضاً عن أصحابه – رضي الله عنهم – فيما نعلم وما يفعله
بعض الناس من رفع أيديهم بعد صلاة الفريضة بدعة لا أصل لها " اهـ. الفتاوى
(1/74) .
وقال ابن القيم :
وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين ،
فلم يكن ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم أصلاً ، ولا روي عنه بإسناد صحيح ، ولا حسن
، وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر ، فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه ، ولا
أرشد إليه أمته ، وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضاً من السنة بعدهما والله أعلم .
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها وأمر بها فيها
وهذا هو اللائق بحال المصلي ، فإنه مقبل على ربه ، يناجيه ما دام في الصلاة ، فإذا
سلّم منها ، انقطعت تلك المناجاة ، وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه ، فكيف
يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه ، والإقبال عليه ، ثم يسأله إذا انصرف عنه ؟!
ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلي ، إلا أن هاهنا نكتة لطيفة ، وهو أن
المصلي إذا فرغ من صلاته ،وذكر الله وهلّله وسبّحه وحمده وكبّره بالأذكار المشروعة
عقيب الصلاة ، استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، ويدعو بما
شاء ، ويكون دعاؤه عقيب هذه العبادة الثانية ، لا لكونه دبر الصلاة ، فإن كل من ذكر
الله ، وحمده ، وأثنى عليه ، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم استحب له
الدعاء عقيب ذلك ، كما في حديث فضالة بن عبيد " إذا صلّى أحدكم ، فليبدأ بحمد الله
والثناء عليه ، ثم ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثمّ ليدع بما شاء "،
قال الترمذي : حديث صحيح وصححه الحاكم ووافقة الذهبي . " زاد المعاد " ( 1 / 257
، 258 ) .
رابعاً :
أما مواضع الدعاء في الصلاة فنلخصها لك بما يلي :
1. بعد تكبيرة الإحرام وقبل البدء بالفاتحة ويسمى دعاء الاستفتاح
:
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح
الصلاة سكت هنيهة فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما تقول في سكوتك بين التكبير
والقراءة ؟ قال : أقول : " اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق
والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من
خطاياي بالثلج والماء والبرد " . رواه البخاري ( 711 ) ومسلم ( 598 ) .
2. دعاء القنوت في صلاة الوتر :
عن الحسن بن علي قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات
أقولهن في الوتر "اللهمّ اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وقني
شرما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت
ربنا وتعاليت " . رواه الترمذي ( 464 ) والنسائي ( 1745 ) وأبو داود ( 1425
) وابن ماجه ( 1178 ) . والحديث : حسَّنه الترمذي وغيره . وصححه الألباني في صحيح
أبي داود .
3. الدعاء بعد الرفع من الركوع عند حلول النوازل والكوارث العامة
، وهو قنوت النوازل ، وذلك عام في كل الصلوات المفروضة يدعو حسب الحالة والحاجة
ويؤمِّن المصلي خلفه . راجع السؤال رقم ( 20031 )
4. أثناء الركوع ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : "
سبحانك اللهمّ ربنا وبحمدك اللهمّ اغفر لي " رواه البخاري ( 761 ) ومسلم (
484 ) من حديث عائشة .
5. في سجوده ، وهو أفضل الدعاء لحديث : " أقرب ما يكون أحدكم من
ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء " رواه مسلم ( 482 ) من حديث أبي هريرة
.
وهذا الموضع فيه أحاديث كثيرة لا يمكن ذكرها في هذا المكان .
6. بين السجدتين ، يقول : " اللهمّ اغفر لي وارحمني واجبرني
واهدني وارزقني " رواه الترمذي ( 284 ) وابن ماجه ( 898 ) من حديث ابن عباس
، وهناك أدعية أخرى . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
7. بعد التشهد وقبل السلام ، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : " إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع يقول : اللهمّ
إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة
المسيح الدجال " رواه البخاري ( 1311 ) ومسلم ( 588 ) - واللفظ له - من حديث
أبي هريرة . ثم يدعو بعد ذلك بما يشاء من خير الدنيا والآخرة .
لحديث ابن مسعود " أن النبي صلى الله عليه وسلم علّمهم التشهد ثم قال في آخره ثم
ليتخير من المسألة ما شاء " رواه البخاري ( 5876 ) ومسلم ( 402 ) .
والأدعية التي تقال في الصلاة كثيرة ، لا يمكن استيعابها في هذا
الجواب ، غير أن هذه إشارة إلى بعض ما ورد منها ، والنصيحة للسائل – ولكل مسلم – أن
يكون عنده نسخة من كتاب الأذكار للنووي رحمه الله ، وهو كتاب مطوّل ، فإن أراد
الاختصار فعليه بكتاب " الكلم الطيّب " لشيخ الإسلام ابن تيمية وحققه الألباني .
رحم الله الجميع .
والله أعلم .
*****
7889
الإجراءات الإسلامية لاستقبال المولود الجديد
الفقه > عادات > العقيقة وأحكام المولود >(1/6117)
سؤال رقم 7889- الإجراءات الإسلامية لاستقبال المولود الجديد
السؤال :
ما الذي يجب أن أفعله أو أعد له لاستقبال مولود جديد بعد يوم أو يومين . هل يوجد سنة يجب أن أتبعها .
الجواب :
نسأل الله أن يبارك لك في المولود القادم وجعله من الصالحين الأتقياء لكي يكون في ميزان حسناتك فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم ( 1631 ) .
ثانياً :
ليس هناك أعمال شرعية تتجهز بها لاستقبال المولود فيما نعلم قبل يوم أو يومين أو أقل من ذلك أو أكثر إلا الأدعية الطيّبة العامة كالدعاء للمولود بالسلامة والعافية والهداية ونحو ذلك ، وقد ذكر الله تعالى في كتاب أدعية المرأة الصالحة وهي امرأة عمران لما قالت :
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36) سورة آل عمران
وفيما يلي إرشاد إلى ما تصنعه يوم مجيء المولود ، وبعد ذلك اليوم .
أ. استحباب تحنيك المولود والدعاء له
عن أبي موسى قال : " ولد لي غلام ، فأتيت به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليّ " . رواه البخاري ( 5150 ) ومسلم ( 2145 ) .
والتحنيك : وضع شيء حلو في فم الطفل أول ولادته كتمر أو عسل .
ب. وتسمية المولود جائزة في اليوم الأول ، أو السابع .
- عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وُلِد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم .. " . رواه مسلم ( 3126 ) .
- عن عائشة قالت : عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما . رواه ابن حبان ( 12 / 127 ) والحاكم ( 4 / 264 ) . وصححه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 9 / 589 ) .
ج. العقيقة والختان
1. عن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى " . رواه الترمذي ( 1515 ) والنسائي ( 4214 ) وأبو داود ( 2839 ) وابن ماجه ( 3164 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء " ( 4 / 396) .
2. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل غلام مرتهن بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه ، ويسمى فيه ، ويحلق رأسه " . رواه الترمذي ( 1522 ) والنسائي ( 4220 ) وأبو داود ( 2838 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء " ( 4 / 385 ) .
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ما ملخصه :
ومن فوائد العقيقة : أنها قربان يقرب به المولود في أول أوقات خروجه إلى الدنيا …
ومن فوائدها : أنها تفك رهان المولود ، فإنه مرتهن بعقيقته حتى يشفع لوالديه .
ومن فوائدها : أنها فدية يفدى بها المولود كما فدى الله سبحانه إسماعيل بالكبش . " تحفة المودود " ( ص 69 ) .
ولعل من فوائد العقيقة أيضاً اجتماع الأقارب والأصدقاء في الوليمة .
ج. وأما الختان فهو من سنن الفطرة ، وهو من الواجبات للصبي لتعلقه أيضاً بالطهارة وهي شرط لصحة الصلاة .
عن أبي هريرة " خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب " . رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .
ثالثاً :
ذكر العلماء في سنن المولود الأذان في أذنه اليمنى فيكون من أول ما يفتح عليه سمعه في هذه الدنيا كلمة التوحيد وفي ذلك أثر عظيم مبارك ، وأما الإقامة في أذنه اليسرى فلم تثبت . انظر " السلسلة الضعيفة " ( 1 / 491 ) .
رابعا : حلاقة شعر رأسه ودهن الرأس بعد ذلك بالزعفران وفي ذلك فوائد طبية ، ثم يُشرع التصدق بوزن الشّعر ذهبا أو فضّة ولا يُشترط أن يوزن الشّعر المحلوق ، فإذا صَعُب هذا فيكفي أن تقدِّر بالعملة النقدية ثمن الذهب أو الفضة الذي يعادله وزن الشعر المحلوق تقديرا وتتصدّق بالمبلغ في وجوه الخير ، ونسأل الله أن يحفظنا وأولادنا من كل مكروه ويرزقنا فيهم العافية في الدنيا والآخرة ، وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7889
الإجراءات الإسلامية لاستقبال المولود الجديد
الفقه > عادات > العقيقة وأحكام المولود >(1/6118)
سؤال رقم 7889- الإجراءات الإسلامية لاستقبال المولود الجديد
السؤال :
ما الذي يجب أن أفعله أو أعد له لاستقبال مولود جديد بعد يوم أو يومين . هل يوجد سنة يجب أن أتبعها .
الجواب :
نسأل الله أن يبارك لك في المولود القادم وجعله من الصالحين الأتقياء لكي يكون في ميزان حسناتك فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم ( 1631 ) .
ثانياً :
ليس هناك أعمال شرعية تتجهز بها لاستقبال المولود فيما نعلم قبل يوم أو يومين أو أقل من ذلك أو أكثر إلا الأدعية الطيّبة العامة كالدعاء للمولود بالسلامة والعافية والهداية ونحو ذلك ، وقد ذكر الله تعالى في كتاب أدعية المرأة الصالحة وهي امرأة عمران لما قالت :
إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ(36) سورة آل عمران
وفيما يلي إرشاد إلى ما تصنعه يوم مجيء المولود ، وبعد ذلك اليوم .
أ. استحباب تحنيك المولود والدعاء له
عن أبي موسى قال : " ولد لي غلام ، فأتيت به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إليّ " . رواه البخاري ( 5150 ) ومسلم ( 2145 ) .
والتحنيك : وضع شيء حلو في فم الطفل أول ولادته كتمر أو عسل .
ب. وتسمية المولود جائزة في اليوم الأول ، أو السابع .
- عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وُلِد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم .. " . رواه مسلم ( 3126 ) .
- عن عائشة قالت : عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع وسماهما . رواه ابن حبان ( 12 / 127 ) والحاكم ( 4 / 264 ) . وصححه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 9 / 589 ) .
ج. العقيقة والختان
1. عن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مع الغلام عقيقة ، فأهريقوا عنه دماً وأميطوا عنه الأذى " . رواه الترمذي ( 1515 ) والنسائي ( 4214 ) وأبو داود ( 2839 ) وابن ماجه ( 3164 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء " ( 4 / 396) .
2. عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل غلام مرتهن بعقيقته ، تذبح عنه يوم سابعه ، ويسمى فيه ، ويحلق رأسه " . رواه الترمذي ( 1522 ) والنسائي ( 4220 ) وأبو داود ( 2838 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " الإرواء " ( 4 / 385 ) .
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ ما ملخصه :
ومن فوائد العقيقة : أنها قربان يقرب به المولود في أول أوقات خروجه إلى الدنيا …
ومن فوائدها : أنها تفك رهان المولود ، فإنه مرتهن بعقيقته حتى يشفع لوالديه .
ومن فوائدها : أنها فدية يفدى بها المولود كما فدى الله سبحانه إسماعيل بالكبش . " تحفة المودود " ( ص 69 ) .
ولعل من فوائد العقيقة أيضاً اجتماع الأقارب والأصدقاء في الوليمة .
ج. وأما الختان فهو من سنن الفطرة ، وهو من الواجبات للصبي لتعلقه أيضاً بالطهارة وهي شرط لصحة الصلاة .
عن أبي هريرة " خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وتقليم الأظفار وقص الشارب " . رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .
ثالثاً :
ذكر العلماء في سنن المولود الأذان في أذنه اليمنى فيكون من أول ما يفتح عليه سمعه في هذه الدنيا كلمة التوحيد وفي ذلك أثر عظيم مبارك ، وأما الإقامة في أذنه اليسرى فلم تثبت . انظر " السلسلة الضعيفة " ( 1 / 491 ) .
رابعا : حلاقة شعر رأسه ودهن الرأس بعد ذلك بالزعفران وفي ذلك فوائد طبية ، ثم يُشرع التصدق بوزن الشّعر ذهبا أو فضّة ولا يُشترط أن يوزن الشّعر المحلوق ، فإذا صَعُب هذا فيكفي أن تقدِّر بالعملة النقدية ثمن الذهب أو الفضة الذي يعادله وزن الشعر المحلوق تقديرا وتتصدّق بالمبلغ في وجوه الخير ، ونسأل الله أن يحفظنا وأولادنا من كل مكروه ويرزقنا فيهم العافية في الدنيا والآخرة ، وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7895
هل يوجد تشهد بعد سجدتي السهو
الفقه > عبادات > الصلاة > السهو >(1/6119)
سؤال رقم 7895- هل يوجد تشهد بعد سجدتي السهو
السؤال : هل من الواجب أن أكرر التشهد بعد سجدة السهو؟.
الجواب :
الحمد لله
لا تشهد بعد سجود السهو لأن الرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعله كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة ( أنظر سؤال رقم 211) ولو فعله لبيّنه أصحابه ونقلوه ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : صلوا كما رأيتموني أصلي .
قال الشيخ الموفق بن قدامة :
.. وقال ابن سيرين ، وابن المنذر ( عن سجدتي السهو ) : فيهما تسليم بغير تشهد .
قال ابن المنذر : التسليم فيهما ثابت من غير وجهٍ ، وفي ثبوت التشهد نظر . المغني ( 2 / 431 ، 432 ) .
ومن فوائد حديث ذي اليدين قال النووي :
ومنها : إثبات سجود السهو .
وأنه سجدتان ، وأنه يكبر لكل واحدة منهما ، وأنهما على هيئة سجود الصلاة لأنه أطلق السجود فلو خالف المعتاد لبينه ، وأنه يسلم من سجود السهو ، وأنه لا تشهد له ، وأن سجود السهو في الزيادة يكون بعد السلام . " شرح مسلم " ( 5 / 71 ) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
78966
أصر على أن تخرج زوجته لصلاة العشاء والتراويح ويجلس هو بابنته
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة الجماعة >
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >
سؤال رقم 78966: أصر على أن تخرج زوجته لصلاة العشاء والتراويح ويجلس هو بابنته
أصر زوجي علي لأصلي صلاة التراويح وأن يبقى هو مع طفلتنا وبعد إلحاح منه ذهبت للصلاة وبقي هو معها ، ما حكم صلاتي وبقائه معها ؟ مع العلم أنه لم يصل العشاء جماعة لبقائه مع الطفلة ؟.
الحمد لله
أولا :
صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال في أصح أقوال أهل العلم
، لأدلة كثيرة سبق ذكرها في جواب السؤال رقم ( 120 )
.
وصلاة التراويح سنة مؤكدة ، وينبغي على الرجال فعلها جماعة في
المسجد ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال ( 45781 )
.
ثانيا :
صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد ؛ لقوله صلى الله
عليه وسلم : ( لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ
لَهُنَّ ) رواه أبو داود (567) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا
أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا ، وَصَلاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ
مِنْ صَلاتِهَا فِي بَيْتِهَا ) رواه أبو داود (570) وصححه الألباني في صحيح
أبي داود .
وهذا عام يشمل صلاة التراويح وغيرها ، وراجعي السؤال رقم ( 3457 )
.
وعلى هذا ، فما قام به زوجك عمل مستغرب لأنه ترك الواجب عليه وهو
صلاة العشاء جماعة في المسجد ، ثم ترك سنة لا ينبغي التفريط فيها ، وهي صلاة
التراويح جماعة في المسجد أيضاً ، كل ذلك من أجل أن تقومي أنتِ بشيء غاية الأمر أنه
جائز وليس واجباً ولا مستحباً .
ولكن لعله لم يكن يعلم بوجوب الصلاة في الجماعة وفعل ذلك إكراماً
لكِ ، فجزاه الله خيراً على إحسانه إليك ، لكن عليه ألا يعود إلى ذلك في المستقبل ،
وليكن إحسانه إليكِ : أن يمكنكِ من فعل الصلاة في البيت ويصرف عنك الشواغل من
الأولاد وغيرها .
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
79059
لديه نصاب المال وراتبه لا يكفيه فهل تجوز له الزكاة ؟
الفقه > عبادات > الزكاة > مصارف الزكاة >(1/6120)
سؤال رقم 79059- لديه نصاب المال وراتبه لا يكفيه فهل تجوز له الزكاة ؟
أنا وإخواني لنا ورث من والدي ونحن ست إخوة وأمنا و3 أخوات ولم تقسم التركة وأنا متخرج من الجامعة ولدي عمل وراتبه قليل وأنا متزوج ولي بنت وولد وأنا حاليا مديون في سيارة فهل أخرج نصيبي من الزكاة وأدفعه لغيري وآخذ زكاة إخواني ؟.
الحمد لله
أولا :
إذا ملكت نصابا من المال ، وحال عليه الحول ، وجب عليك إخراج
زكاته .
والنصاب هو 85 جراماً من الذهب ، أو 595 جراماً من الفضة أو ما
يعادل قيمة أحدهما من الأوراق النقدية .
ثانيا :
إذا كان راتبك لا يكفيك ، أو كنت مدينا ، وليس عندك ما تسدد به
دينك ، فأنت من أهل الزكاة ، قال الله تعالى : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ
لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ
السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة/60 .
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من لم يجد ما يكفيه فهو فقير أو
مسكين يستحق الزكاة ، ولو كان عنده نصاب من المال .
قال ابن قدامة رحمه الله وهو يذكر معنى الغنى المانع من أخذ
الزكاة : " والرواية الثانية ( يعني عن الإمام أحمد ) أن الغنى ما تحصل به الكفاية
, فإذا لم يكن محتاجا حرمت عليه الصدقة , وإن لم يملك شيئا , وإن كان محتاجا حلت له
الصدقة , وإن ملك نصابا ، وهذا قول مالك والشافعي , لأن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لقبيصة بن المخارق : ( لا تحل المسألة إلا لأحد ثلاثة : رجل أصابته فاقة حتى
يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : قد أصابت فلانا فاقة , فحلت له المسألة حتى يصيب
قواما من عيش , أو سدادا من عيش ) رواه مسلم . فمدّ إباحة
المسألة إلى وجود إصابة القوام أو السداد , ولأن الحاجة هي الفقر , فمن كان محتاجا
فهو فقير يدخل في عموم النص " انتهى من "المغني" (2/277) باختصار .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: من هو الفقير الذي يستحق
الزكاة ؟
فأجاب : " الفقير الذي يستحق من الزكاة هو الذي لا يجد كفايته
وكفاية عائلته لمدة سنة ، ويختلف بحسب الزمان والمكان ، فربما ألف ريال في زمن ، أو
مكان تعتبر غنى ، وفي زمن أو مكان آخر لا تعتبر غنى لغلاء المعيشة ونحو ذلك " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (18/339).
وسئل الشيخ ابن عثيمين أيضاً : من وجبت عليه الزكاة لوجود النصاب
، ولكنه فقير فهل تحل له الزكاة ؟
فأجاب: " ليس كل من تجب عليه الزكاة لا تحل له الزكاة ، فيكون هو
يُزَكِّي ويُزَكَّى عليه " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين"
(18/340).
ثالثاً :
ما ذكرته في سؤالك من وجود إرث من والدك لم يتم تقسيمه ، ينظر
فيه ، فإن كان أخذك له يرفع عنك صفة الفقر والمسكنة ، ويمكنك من سداد دينك ، فلست
من أهل الزكاة ، ولا حرج عليك في المطالبة بتقسيم التركة .
فمثلاً : إذا كانت التركة عقاراً زائداً عن حاجتك يمكنك بيعه
والاستفادة من ثمنه في النفقة وقضاء الدَّيْن ، فهذا واجب عليك ولا يحل لك أن تأخذ
من الزكاة لأنك لست فقيراً أو مسكيناً .
أما إذا كان عقاراً تسكنه ، أو تؤجره لتستفيد من أجرته في النفقه
فلا يلزمك بيعه ، ولا يرتفع عنك وصف الفقر مع ملكك إياه .
رابعاً :
لا حرج عليك أن تأخذ من زكاة إخوتك لقضاء ما عليك من الدين ، لأن
قضاءهم للدَّيْن الذي عليك ليس واجباً عليهم .
وأما أن تأخذ من زكاتهم من أجل النفقة ، فإن كنت ترث منهم في
حالة وفاتهم فلا يجوز أن تأخذ من زكاتهم لأنهم يجب عليهم أن ينفقوا عليك ، وإن كنت
لا ترث منهم فلا حرج عليك من أخذ الزكاة منهم لأنهم لا يجب عليهم أن ينفقوا عليك في
هذه الحالة ، وانظر تفصيل ذلك في جواب السؤال ( 50640 )
.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
79122
هل صلاة النساء بجوار الرجال مع الفاصل صحيحة ؟
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة الجماعة >
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام المساجد >(1/6121)
سؤال رقم 79122- هل صلاة النساء بجوار الرجال مع الفاصل صحيحة ؟
يوجد في بلدنا مسجد يصلي فيه النساء بجوار الرجال لكن يفصل بينهما جدار فهل هذا العمل صحيح أو لابد أن يصلي النساء خلف الرجال ؟.
الحمد لله
أولا :
إذا صلت المرأة بمحاذاة الرجل وكان بينهما حائل من جدار أو فرجة
يمكن أن يقوم فيها مصلٍ ، فالصلاة صحيحة عند عامة أهل العلم من الحنفية والمالكية
والشافعية والحنابلة . وإنما وقع الخلاف بينهم فيما إذا صلت إلى جنبه بلا حائل ،
فذهب الحنفية إلى أنها تُبطل صلاة ثلاثة من الرجال ، واحد عن يمينها ، وآخر عن
يسارها ، وثالث خلفها ، بشروط ذكروها ، وحاصلها : أن تكون المرأة مشتهاة ، وهي من
بلغت سبع سنين ، أو كانت تصلح للجماع ، على خلاف في المذهب ، وأن تدخل مع الرجل في
صلاة مطلقة أي لها ركوع وسجود ، ويشتركان في التحريمة والأداء ، وأن يكون الإمام قد
نوى إمامتها أو إمامة النساء بصفة عامة ، في تفاصيل أخر ، تعرف بالرجوع إلى كتبهم . ينظر : "المبسوط" (1/183) ، "بدائع الصنائع" (1/239) ، "تبيين الحقائق"
(1/136- 139).
قال النووي رحمه الله تعالى مبينا الخلاف في المسألة وملخصا مذهب
الحنفية : " إذا صلى الرجل وبجنبه امرأة لم تبطل صلاته ولا صلاتها سواء كان إماما
أو مأموما ، هذا مذهبنا وبه قال مالك والأكثرون , وقال أبو حنيفة : إن لم تكن
المرأة في صلاة أو كانت في صلاة غير مشاركة له في صلاته صحت صلاته وصلاتها , فإن
كانت في صلاة يشاركها فيها - ولا تكون مشاركة له عند أبي حنيفة إلا إذا نوى الإمام
إمامة النساء - فإذا شاركته فإن وقفت بجنب رجل بطلت صلاة من إلى جنبيْها , ولا تبطل
صلاتها ولا صلاة من يلي الذي يليها ; لأن بينه وبينها حاجزا , وإن كانت في صف بين
يديه ( يعني : أمامه ) بطلت صلاة من يحاذيها من ورائها , ولم تبطل صلاة من يحاذي
محاذيها ; لأن دونه حاجزا ، فإن صف نساء خلف الإمام وخلفهن صف رجال بطلت صلاة الصف
الذي يليهن , قال : وكان القياس أن لا تبطل صلاة من وراء هذا الصف من الصفوف بسبب
الحاجز , ولكن نقول تبطل صفوف الرجال وراءه , ولو كانت مائة صف استحسانا , فإن وقفت
بجنب الإمام بطلت صلاة الإمام ; لأنها إلى جنبه ومذهبه أنها إذا بطلت صلاة الإمام
بطلت صلاة المأمومين أيضا , وتبطل [ صلاتها ] أيضا ; لأنها من جملة المأمومين .
وهذا المذهب ضعيف الحجة ، ظاهر التحكم والتمسك بتفصيل لا أصل له
, وعمدتنا أن الأصل أن الصلاة صحيحة حتى يرد دليل صحيح شرعي في البطلان , وليس لهم
ذلك ... وقاس أصحابنا على وقوفها في صلاة الجنازة فإنها لا تبطل عندهم , والله أعلم
بالصواب وله الحمد والنعمة والمنة , وبه التوفيق والهداية والعصمة" انتهى من
المجموع (3/331) باختصار يسير .
أما مع وجود الحائل فقد اتفق الأحناف مع الجمهور على أنه لا تبطل
صلاة واحد منهما ، كما في "تبيين الحقائق" (1/138)
ثانيا :
لا شك أن السنة أن تكون صفوف النساء خلف الرجال ، كما كان الحال
على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد روى البخاري (380) ومسلم (658) عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ
ثُمَّ قَالَ قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ قَالَ أَنَسٌ : فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ
لَنَا قَدْ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ فَقَامَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَفَفْتُ وَالْيَتِيمَ وَرَاءَهُ ،
وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا ، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ ) .
قال الحافظ في الفتح : " وَفِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ
الْفَوَائِد: ... َتَأْخِير النِّسَاء عَنْ صُفُوف الرِّجَال , وَقِيَام الْمَرْأَة
صَفًّا وَحْدهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهَا اِمْرَأَة غَيْرهَا " انتهى .
لكن إذا حصل ما ذكرتَ من كونهن يحاذين الرجال ، فالصلاة صحيحة
والحمد لله .
والله أعلم .
*****
79163
شروط الحديث الصحيح
الحديث وعلومه > مصطلح الحديث >(1/6122)
سؤال رقم 79163- شروط الحديث الصحيح
ما هي شروط الحديث الصحيح ؟.
الحمد لله
للحديث الصحيح إطلاقان :
إطلاق عام : يشمل المتواتر والصحيح لذاته والصحيح لغيره والحسن .
يقول الحافظ ابن حجر :
" واعلم أن أكثر أهل الحديث لا يفردون الحسن من الصحيح " انتهى . "النكت" (1/480) .
وإطلاق خاص : يشمل الصحيح لذاته والصحيح لغيره فقط .
وهو بهذا التعريف :
الحديث الذي يرويه العدل تام الضبط ، بسند متصل ، ولا يكون شاذاً
ولا معلَّلاً .
فإن كان الضبط خفيفاً وليس تاماً فهو الحسن لذاته . فإن تعددت
طرقه فهو الصحيح لغيره .
انظر : "نخبة الفِكَر" للحافظ ابن حجر رحمه الله .
ومن هذا التعريف يمكن إجمال شروط الحديث الصحيح بما يلي :
1- عدالة جميع رواته .
2- تمام ضبط رواته لما يروون .
3- اتصال السند من أوله إلى منتهاه ، بحيث يكون كل راوٍ قد سمع
الحديث ممن فوقه .
4- سلامة الحديث من الشذوذ في سنده ومتنه ، ومعنى الشذوذ : أن
يخالف الراوي من هو أرجح منه .
5- سلامة الحديث من العلة في سنده ومتنه ، والعلة : سبب خفي يقدح
في صحة الحديث ، يطّلع عليه الأئمة المتقنون .
وتحديد هذه الشروط جاء نتيجة استقراء الأئمة المتأخرين كلام أهل
الحديث وعباراتهم مع تطبيقاتهم ، ولذلك تجد في كلام المتقدمين ما يدل على هذه
الشروط .
فمثلاً : قال الإمام الشافعي رحمه الله في "الرسالة" (370-371) :
" ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا ، منها : أن يكون
من حَدَّثَ به ثقةً في دينه ، معروفًا بالصدق في حديثه ، عاقلا لما يحدث به ، عالما
بما يحيل معاني الحديث من اللفظ ، وأن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمع ، لا
يحدث به على المعنى ؛ لأنه إذا حدث على المعنى وهو غير عالم بما يحيل به معناه لم
يدر لعله يحيل الحلال إلى حرام ، وإذا أداه بحروفه فلم يبق وجه يُخاف فيه إحالته
الحديث ، حافظا إذا حدث به من حفظه ، حافظا لكتابه إذا حدث من كتابه ، إذا شرك أهل
الحفظ في حديث وافق حديثهم ، بَرِيًّا من أن يكون مدلسا يحدث عن من لقي ما لم يسمع
منه ، ويحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يحدث الثقات خلافه عن النبي صلى الله
عليه وسلم .
ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهي بالحديث موصولا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم أو إلى من انتهى به إليه دونه " انتهى .
فإذا اجتمعت هذه الشروط في الحديث فهو حديث صحيح باتفاق أهل
العلم ، كما نقله ابن الصلاح رحمه الله .
انظر : "المقدمة في علوم الحديث" (8) والذهبي في "الموقظة" (24) .
ثم إن من أهل العلم من نقص من هذه الشروط :
فقد قبل الإمام مالك وأبو حنيفة الحديث المرسل ، وهذا تنازل عن
شرط الاتصال إلى منتهى الحديث .
كما قبل بعض أهل العلم حديث المدلس ولو لم ينص على السماع .
وقال الذهبي رحمه الله "الموقظة" (24) : وزاد أهل الحديث سلامته
من الشذوذ والعلة ، وفيه نظر على مقتضى أصول الفقهاء ، فإن كثيرا من العلل يأبونها
.
وانظر : "تدريب الراوي" (1/68-75، 155) .
والمقصود : أن اختلاف العلماء في تصحيح الأحاديث إنما يكون
لسببين :
الأول : اختلافهم في بعض شروط الصحة ، وذلك أن من تنازل عن بعض
هذه الشروط ، لا بد أنه سيصحح ما لا يصححه غيره .
الثاني : اختلافهم في انطباق هذه الشروط على حديث معين . فقد
يختلفون في عدالة بعض الرواة ، أو اتصال السند ونحو ذلك .
واعلم أن ما سبق تقريره من شروط الحديث الصحيح ، قد اجتمع عليها
أدلةٌ من الشرع ، وأدلةٌ من العقل ، وليست هذه الشروط تعبدية محضة ، بل معقولة
المعنى ، ظاهرة المقصد ، وما هي إلا خلاصة لجهود آلاف العلماء ، وعصارة لأفكار أهل
الحديث المتقدمين عبر سنوات التدوين الطويلة في القرون الثلاثة الأولى ومن بعدهم .
ومن أراد الإطلاع على ذلك فليرجع إلى كتاب الخطيب البغدادي " الكفاية في علم
الرواية " .
والله أعلم .
*****
7918
تعليق الصور الشخصية في البيت
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الصور والتصوير >(1/6123)
سؤال رقم 7918- تعليق الصور الشخصية في البيت
السؤال :
فيما يتعلق بصور الآباء في المنزل إنني أعلق صورتي الشخصية وصورة عمي ووالدي ماذا أفعل فيها جزاكم الله خيراً.
الجواب :
الحمد لله
يجب عليك أيها الأخ السائل المبادرة إلى إزالة هذه الصور فورا ، وذلك لما ورد من النهي الشديد عن النبي صلى الله عليه وسلم في اتخاذ الصور وأمره صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بقوله : ( لا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته ) رواه مسلم 1/66 . وتعليق صور ذوات الأرواح في البيت وغيره تحْرم أهل ذلك المكان من فضل عظيم ، وهو دخول الملائكة لهذا البيت ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الملائكة لاتدخل بيتا فيه تماثيل أو صورة ) رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 1961 .
واستبدلها إن شئت بصور لغير ذوات الأرواح من أشجار وجبال وبحار ومناظر طبيعية . أو رسوم أخرى غير ذات روح ، من غير إسراف .
أما الصور المعلقة فينبغي إزالتها وطمسها أو حرقها وعدم الاحتفاظ بها . وومما هو جدير بالذِّكْر أن تعليق صور الأموات مما يجدّد الأحزان بلا فائدة وربما أدّى إلى شيء من التعظيم المنافي للتوحيد ولا ننسى أن الشّرْك الذي وقع فيه قوم نوح كان بسببب تعليقهم ونصْبهم لصور أناس من الصالحين كانوا فيهم فالحذر الحذر ، وفقنا الله وإياك لما فيه مرضاته ومغفرته . والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7918
تعليق الصور الشخصية في البيت
كيف نتوب من الشرك
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الصور والتصوير >(1/6124)
سؤال رقم 7918- تعليق الصور الشخصية في البيت
السؤال :
فيما يتعلق بصور الآباء في المنزل إنني أعلق صورتي الشخصية وصورة عمي ووالدي ماذا أفعل فيها جزاكم الله خيراً.
الجواب :
الحمد لله
يجب عليك أيها الأخ السائل المبادرة إلى إزالة هذه الصور فورا ، وذلك لما ورد من النهي الشديد عن النبي صلى الله عليه وسلم في اتخاذ الصور وأمره صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بقوله : ( لا تدع صورة إلا طمستها ، ولا قبرا مشرفا إلا سويته ) رواه مسلم 1/66 . وتعليق صور ذوات الأرواح في البيت وغيره تحْرم أهل ذلك المكان من فضل عظيم ، وهو دخول الملائكة لهذا البيت ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الملائكة لاتدخل بيتا فيه تماثيل أو صورة ) رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 1961 .
واستبدلها إن شئت بصور لغير ذوات الأرواح من أشجار وجبال وبحار ومناظر طبيعية . أو رسوم أخرى غير ذات روح ، من غير إسراف .
أما الصور المعلقة فينبغي إزالتها وطمسها أو حرقها وعدم الاحتفاظ بها . وومما هو جدير بالذِّكْر أن تعليق صور الأموات مما يجدّد الأحزان بلا فائدة وربما أدّى إلى شيء من التعظيم المنافي للتوحيد ولا ننسى أن الشّرْك الذي وقع فيه قوم نوح كان بسببب تعليقهم ونصْبهم لصور أناس من الصالحين كانوا فيهم فالحذر الحذر ، وفقنا الله وإياك لما فيه مرضاته ومغفرته . والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
79345
هل هناك فرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر ؟
الفقه > عبادات > الصلاة > مواقيت الصلاة >(1/6125)
سؤال رقم 79345- هل هناك فرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر ؟
ما هو الفرق بين صلاة الفجر والصبح ؟.
الحمد لله
صلاة الفجر هي صلاة الصبح ، لا فرق بينهما ، وهي ركعتان مفروضتان
، يبدأ وقتها من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس . ولها سنة قبليّة ، ركعتان ،
وتسمى سنة الفجر أو سنة الصبح ، أو ركعتي الفجر .
وقد ورد في السنة إطلاق "صلاة الصبح" و "صلاة الفجر" على هذه
الفريضة الشريفة ، ومن ذلك : ما رواه مسلم (656) عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
عَمْرَةَ قَالَ : دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ الْمَسْجِدَ بَعْدَ صَلَاةِ
الْمَغْرِبِ فَقَعَدَ وَحْدَهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ
صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ
صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ )
وما رواه البخاري (556) ومسلم (608) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ سَجْدَةً مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ
الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلاتَهُ ، وَإِذَا أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ
قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلاتَهُ ).
وأما تسميتها "صلاة الفجر " ففي نحو ما رواه مسلم (670) عَنْ
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا .
وما رواه البخاري (891) ومسلم (880) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ ، وَهَلْ
أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ .
وما رواه البخاري (555) ومسلم (632) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ
وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ
بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ
عِبَادِي ؟ فَيَقُولُونَ : تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ
يُصَلُّونَ ).
وراجع السؤال رقم ( 65941 )
( 26763 ) لمعرفة وقت صلاة الفجر
(الصبح) ، والسؤال رقم ( 65746 )
لمزيد الفائدة حول سنة الفجر .
والله أعلم .
*****
7945
هل الأذان من الوحي أو اقتراح من صحابي
الفقه > عبادات > الصلاة > الأذان >(1/6126)
سؤال رقم 7945- هل الأذان من الوحي أو اقتراح من صحابي
السؤال :
أعتقد أني قرأت عن أن الأذان للصلاة اقترحه شخص على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن قال أنه لا يريد أن يستخدم الأجراس التي يستخدمها النصارى أو مثلما يفعل اليهود للنداء لصلواتهم . فالسؤال هو: كيف يتفق ذلك الحدث مع الاعتقاد بأن كل ما يأمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم ما هو إلا وحي يوحى ؟ إنني لا أحاول أن أكون مجادلاً ولكن سألت ذلك السؤال بقلب نقي أريد فيه المزيد من الفهم . وشكراً.
الجواب :
الحمد لله
الأذان يراد به في اللغة الإبلاغ وفي الشرع الإبلاغ والإعلام بدخول الوقت ، وقد شرع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة لحديث عبد الله بن زيد بن عبد ربه : لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب بالناقوس وهو له كاره لموافقته النصارى طاف بي من الليل طائف وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي يده ناقوس يحمله قال فقلت : يا عبد الله أتبيع الناقوس ؟ قال وما تصنع به ؟ قال قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على خيرٍ من ذلك فقلت : بلى . قال تقول : الله اكبر …. (إلى نهاية الأذان )… قال : فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما رأيت فقال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألْقِ عليه ما رأيت فإنه أندى صوتاً منك قال فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به قال : فسمع ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو في بيته فخرج يجرّ رداءه يقول : والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي أُرِي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد . رواه أحمد ( 15881 ) والترمذي ( 174 ) وأبو داود ( 421 ) و ( 430 ) وابن ماجه ( 698 ) .
يتّضح من هذا الحديث :
أنّ كلمات الأذان رؤيا منام رآها صحابي جليل وأقره عليها نبينا الكريم ، فهي ليست اقتراحاً كما ذكرت ، بل هي رؤيا ، ومن المعلوم أن الرؤيا جزء من سبعين جزءاً من النبوة لما جاء في حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الرؤيا جزء من سبعين جزءاً من النبوة " رواه أحمد ( 4449 ) .
ورواه البخاري بلفظ " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة " . رواه البخاري ( 6474 ) ومسلم ( 4203 ) و ( 42005 ).
فالرؤيا هنا كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها رؤيا حق فهي من الله وليست اقتراحاً من شخص فهي نبوة بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لها أنها رؤيا حق ولو لم يقر لها الرسول لم تكن رؤيا حق وليست من النبوة ، فالذي قضى بأنّها حقّ هو النبي صلى الله عليه وسلم والذي أمر بالعمل بها هو النبي صلى الله عليه وسلم الموحى إليه من ربه .
وقد رأى عمر رضي الله عنه مثل ذلك ولا ننسى أنّ عمر من الخلفاء الراشدين المهديين حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "… فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " . رواه الترمذي ( 2600 ) وابن ماجه ( 43 ) وأحمد ( 16519 ) .
وقد وافق عمر رضي الله عنه الوحي والتشريع الإلهي مراراً كثيرة وروت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه كان يقول قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم " . رواه البخاري ( 3282 ) ومسلم ( 2398 ) وعنده : قال ابن وهب تفسير " محدَّثون " : ملهمون.
فإن قلت ولماذا كان ابتداء الأذان بهذه الطريقة حيث يراها صحابيان ثمّ يؤكّدها الوحي ولم تكن من الوحي مباشرة كغيرها من الأحكام فالجواب أنّ الله يشرع ما يريد كما يريد عزّ وجلّ ولعلّ فيما حدث إظهارا لفضل هذين الصحابيين وإثباتا للخير في هذه الأمة وأن منهم من يوافق الوحي وأنّ فيهم منامات صادقة تدلّ على صدقهم فإنّ أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخيرا
فإن مما هو معلوم في كتب أهل العلم في تعريف السنّة : بأنها كلّ ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من'' قول أو فعل أو تقرير '' .
فالقول والفعل واضحان وأما التقرير فهو أن يفعل أحد أمامه فعلاً فإن أقره فهو شرع لا لفعل ذلك الرجل ولكن لموافقة الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يسكت على الباطل ولا يقرّ أحداً على باطل وضلال .
وقد لا يقره على ذلك وينهاه ، كما فعل عليه الصلاة والسلام مع الصحابي أبي إسرائيل فيما رواه ابن عباس قال : " بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم في الشمس ، فسأل عنه ، قالوا : هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ، ولا يستظل ، ولا يتكلم ، ويصوم ، قال : مُرُوه فليتكلم ، وليستظل ، وليقعد ، وليتم صومه " . رواه البخاري ( 6326 ) .
فهذا النبي صلى الله عليه وسلم أقر أبا إسرائيل على نذر الصوم ، وأبطل عليه باقي ما نذره ، فلم يقره عليه .
فيتّضح إذن أنّ الأذان صار شرعا ودينا بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم للصحابيين على ما أراهما الله في المنام وأمره لعبد الله بن زيد أن يلقيه على بلال ليؤذّن به ، ولعل ما سبق من الإيضاح يكون قد أزال الإشكال وبيّن الأمر لك أيها الأخ السائل ونسأل الله لنا ولك الفقه في الدين . والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7951
خلق الله عز وجل لبشرٍ معوقين ذهنياً
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالقضاء والقدر >(1/6127)
سؤال رقم 7951- خلق الله عز وجل لبشرٍ معوقين ذهنياً
السؤال :
لماذا خلق الله عز وجل أناساً معوقين ذهنياً؟.
الجواب :
الحمد لله
إن من أصول الدين الإيمان بحكمة الرب سبحانه وتعالى في خلقه وأمره ، وفي قدره وشرعه ، بمعنى أنه لا يخلق شيئا عبثا ، ولا يشرع ما لا مصلحة فيه للعباد ، فكل ما في الوجود فهو بقدرته ومشيئته ، قال تعالى : ( الله خالق كل شيء ) . وقد اقتضت حكمته البالغة خلق الأضداد ، فخلق الملائكة والشياطين ، والليل والنهار ، والطيب والخبيث ، والحسن والقبيح ، وخلق الخير والشر ، وفاضل وفاوت بين العباد في أبدانهم وفي عقولهم ، وفي قواهم ، فجعل منهم الغني والفقير ، والسليم والسقيم ، والعاقل وغير العاقل . ومن حكمة الله في خلقه أن يبتليهم ويبتلي بعضهم ببعض ، ليتبين من يشكره ومن يكفره ، قال تعالى : ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ... إلى قوله تعالى إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) . وقال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) .
فالمؤمن المعافى إذا شاهد المعوقين عرف نعمة الله عليه فشكره على إنعامه ، وسأله العافية ، وعلم أن الله على كل شيء قدير .
والعباد عاجزون عن الإحاطة بحكمته ، لايسئل عما يفعل وهم يسألون سبحانه وتعالى ، فما علمت أيها المسلم من حكمة ربك فآمن به ، وما عجزت عنه فسلّم فيه لربك وقل : الله أعلم وأحكم ، لاعلم لنا إلا ماعلمتنا وهو العليم الحكيم .
الشيخ عبد الرحمن البراك .
*****
79549
حكم تدريس الرجل للفتيات بلا حائل
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6128)
سؤال رقم 79549- حكم تدريس الرجل للفتيات بلا حائل
أنا شاب ولقد أطلقت لحيتي منذ ما يقرب من سنة وأحاول فعل الطاعات والبعد عن المنهيات قدر ما أستطيع , ولقد واجهت مشكلة صعوبة البحث عن عمل حتى وجدت عملا بالتدريس في مدرسة ثانوية للبنات وأريد أن أعلم هل يجوز لي الاستمرار في هذا العمل وما حكم المال الذي تكسبته منه حتى الآن ؟ .
الحمد لله
أولا :
عمل الرجل في التدريس للبنات في المرحلة الثانوية ، بحيث يلقاهن
من غير حائل ، وقد تبرج أكثرهن وكشفن عن محاسنهن – كما هو الحال في بلد السائل - لا
يستريب عاقل في الجزم بتحريمه ، لما له من الآثار السيئة والمفاسد الواضحة على
الرجل والمرأة ، وقد سبق بيان هذه المفاسد في جواب السؤال رقم ( 50398 )
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/149) : " لا يجوز للرجل تدريس
البنات مباشرة ؛ لما في ذلك من الخطر العظيم والعواقب الوخيمة ".
وجاء فيها أيضا (12/156) :
" أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من
المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس
أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .
ثانيا : لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا
يجوز أن يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي عنها
كلها عورة ، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل.
ثالثا: لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة
بالنساء ، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم والمتعلمات.
وإن احتجن للتفاهم معه ؛ فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة ، وهي
معروفة ومتيسرة ، أو عبر الهاتف ، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول
بتحسين الكلام وتليينه " انتهى .
ثانيا :
ما اكتسبته من مال في مقابل هذا العمل ، لا حرج عليك في الانتفاع
به ، لأن هذا الراتب الذي أخذته هو في مقابل إلقاء الدروس ( وهو عمل مباح في الأصل
) ، والتحريم عارض ؛ لأجل الاختلاط ، كما سبق .
لكن يجب عليك المبادرة بترك هذا العمل ، والبحث عن عمل آخر تسلم
فيه من الوقوع في الحرام والفتنة .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
7959
الكذب على الحكومة لأخذ المعونة
الفقه > معاملات > الأموال المحرمة >(1/6129)
سؤال رقم 7959- الكذب على الحكومة لأخذ المعونة
السؤال :
يوجد ناس أعرفهم يعملون بإنجلترا في مطعم ويأخذون راتباً ممتازاً ولكن الذي يفعلونه هو أنهم يخبرون السلطات بأنهم يأخذون راتباً أقل لكي يتلقوا مالاً إضافياً حيث أن الحكومة تساعد ذوي الدخل المحدود. هل حلال لهم أن يكذبوا ويحصلوا على هذا المال الإضافي؟ وعندما يسألون يردون بأن الضريبة عالية جداً في هذا البلد. ولكن هل هذا يعني أن تكذب وتحصل على مال زيادة؟ من فضلك فسر لي ذلك. ولو أن هذا خطأ هل هذا المال حرام؟ فالدعاء حينئذ يكون غير مقبول؟ وهل الحج يكون غير مقبولاً؟ هل تستطيع أن تفسر. وشكراً.
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز الكذب وهو حرام ، والمال الذي أخذه بسبب ذلك محرم لا حق له فيه ، فأما دعاؤه فيمكن أن يكون أكله للحرام مانعا لقبول دعائه لحديث : " ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب لذلك ؟ " رواه مسلم 1015 .
وأما حجه فقد قال الشاعر :
إذا حججت بمال أصله سحت فما حججت ولكن حجت العير
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7961
أمها أتتها بخبر من كاهن بأن زواجها سيكون تعيسا !!
العقيدة > الشرك وأنواعه >(1/6130)
سؤال رقم 7961- أمها أتتها بخبر من كاهن بأن زواجها سيكون تعيسا !!
ذهبت أمي إلى عراف حديثاً، والتي ينبغي ألا تذهب إليه لأنه حرام وقالت لي إن العراف قال : أنني ستكون حياتي تعيسة (سيئة) إذا تزوجت وأننا لن نمكث مع بعضنا أكثر من عامين وأعلم أن الله فقط هو الذي يعلم الغيب ولكني أصبحت قلقاً جداً بسبب ما قالته . ما الذي أستطيع أن أفعله لجعل هذا الأمر لا يحدث ؟ أصبحت حقاً في حيرة ولا أعرف ماذا أعتقد .
الحمد لله
أولاً : جزاك الله خيراً لاعتقادك أن الله وحده يعلم الغيب ـ وهذا أملنا بك وبكل مسلمة تقية ـ وهذا من ضروريات الإيمان بالله وحده .
ولكن العجب منك بعد هذا الاعتقاد كيف تخافين ممن لا يعلم الغيب .
فعليك أن تطمئني وتتوكلي على الله ، فإنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك .
ثانياً :
أما حكم العرافة وهي الكهانة وادعاء علم الغيب فهي من المهلكات لصاحبها والتي تخرجه من التوحيد والدين .
ثالثاً :
العرافون يتعاملون مع الجن فهم مشعوذون يتعاملون مع الشياطين وهي لا تعينهم إلا بعد أن يبدلوا دينهم ومن يبدل دينه يقتل ، ومن ذهب إليهم مصدقا لهم فقد وقع في الكفر ، فإن لم يصدقهم فلا تقبل له صلاة أربعين ليلة .
أما دليل الأول : فحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " . رواه الترمذي ( 135 ) وأبو داود ( 3904 ) وابن ماجه ( 639 ) وأحمد ( 9252 ) . والحديث : صححه الحاكم ( 1 / 49 ) ووافقه الذهبي ، وقال الحافظ ابن حجر إن له شاهدين عند البزار بأسانيد جيدة . انظر " الفتح " ( 10 / 217 ) .
ودليل الثاني :عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهناً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " . رواه مسلم ( 2230 ) .
رابعاً :
أما كيف يأتي الكهنة بالأخبار فبيانه في حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك ، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحقّ وهو العلي الكبير ، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - وصفه سفيان - أحد الرواة - بكفه - فحرفها وبدّد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة ، فقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا ، كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء " . رواه البخاري ( 4424 ) .
خامساً :
واستماع الشيطان للخبر من كلام الملائكة بعضهم لبعض مما قضاه الله تعالى في السماء هو من علم الشهادة وليس من معرفة الشياطين بالغيب فيكذب مع هذه الكلمة أو الخبر مائة كذبة ، كأن يعلم أن فلانة تلد ذكراً فيخبر الناس فيرى الناس صدقه في ذلك فيطمئنون إليه فيكذب مع الخبر بأنه سيتزوج عام كذا ويموت عام كذا وما أشبه ذلك من التفصيلات فيعظم في نفوس الناس فيتقربوا إليه بالهدايا والأموال فيجعل هذا الكذب صنعة له بعد اطمئنان الناس إليه ويكتسب بالحرام .
سادساً :
ومما يجدر ذكره أنه ليس كل عراف كاهناً فقد يكون رمَّالاً أو قارئ فنجان لأن الكهّان ممن يطّلعون على أخبار الجن وهؤلاء ليسوا منهم وإنما هم مجرّد كذابين ولكنهم في الحكم سواء من جهة ادّعائهم معرفة علم الغيب وإن كان الكاهن الذي يتعامل مع الشياطين أكفر لأنّه بالإضافة إلى كفره بالكهانة يكفر بتعامله مع الشّياطين التي لا تُعطيه مطلوبه إلا بعد أن يصرف لهم أنواعا من العبادة ويخرج عن دينه .
سابعاً :
يجب عليك أن تنصحي أمك ألا تقرب أولئك الدجالين لكيلا تقع في الإثم أو أن يحبط عملها .
ولا تعزفي عن الزواج فإن الزواج فوائده عظيمة وأمره جليل تدعو إليه الفطرة كما يدعو إليه الدين ولن تكون حياتك تعيسةً بإذن الله بل تفاءلي بأنها ستكون حياة رضية مرضية ونسأل الله أن يجمعك بصاحب علم وصلاح .
ولو حصل أيّ مكروه وتزّوجت بمن شقيت معه فذلك لقدر الله لا لقول الكاهن اللعين ولا لأنه يعلم الغيب ولكن قد يكون ذلك اتفاقاً للاختبار والابتلاء ، وعلى أية حال فإنّ في إقدامك على الزواج - إضافة إلى فوائده العظيمة - إرغاما لأنوف الكهنة والدجالين والمصدّقين بأخبارهم ، وفقنا الله وإياك لكل خير وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
79636
هل يجوز للموظف أن يقرأ القرآن في ساعات العمل
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6131)
سؤال رقم 79636- هل يجوز للموظف أن يقرأ القرآن في ساعات العمل
ما حكم قراءة الموظف القرآن الكريم أثناء ساعات العمل الرسمية وعلى حساب العمل ؟.
الحمد لله
إذا كان ذلك على حساب العمل - كما ورد في السؤال - فلا يجوز ،
لأن الموظف تم التعاقد
بينه وبين جهة العمل على أن يقوم بالعمل الموكل إليه ، مع
الالتزام بساعات العمل اليومية
فإن أخل بساعات العمل ، أو بالعمل نفسه كان ذلك محرماً ، لقول
الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) المائدة/1
، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : : ( المسلمون على شروطهم ) رواه أبو
داود ( 3594 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
أما إذا كانت قراءته للقرآن لا تؤثر على قيامه بالعمل ، فلا حرج
في ذلك إن شاء الله تعالى .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا قام الموظف بأداء عمله
المكلف به وأراد أن يستفيد من وقت الدوام بقراءة القرآن ، أو قراءة شيء مفيد ، أو
حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلا ، فهل عليه شيء من ذلك ؟
فأجاب : " ليس عليه شيء مادام قائما بالعمل الذي وكل إليه ، أما
إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله ، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز ، وأما النعاس فلا
رخصة له فيه لأنه لا يملك نفسه فقد ينام عن عمله من حيث لا يشعر " انتهى
نقلا عن "فتاوى الحقوق" جمع خالد الجريسي ص 59 .
انظر جواب السؤال رقم ( 9374 )
والله أعلم .
*****
7966
طريقة حفظ القرآن الكريم
الآداب > آداب التلاوة >(1/6132)
سؤال رقم 7966- طريقة حفظ القرآن الكريم
السؤال : السلام عليكم. هل يمكن أن تعطيني نصيحة لحفظ القرآن الكريم مثل طريقة الحفظ .
الجواب :
قواعد مهمة لحفظ القرآن الكريم :
1 - الإخلاص : وجوب إخلاص النية ، وإصلاح القصد ، وجعل القرآن والعناية به من أجل الله تعالى والفوز بجنته ، والحصول على مرضاته ، قال تعالى : ( فاعبد الله مخلصا له الدين . ألا لله الدين الخالص ) وفي الحديث القدسي : قال الله تعالى : ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه ) . فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء أو سمعة .
2 - تصحيح النطق والقراءة : ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن . والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي . فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم من جبريل شفاها . وأخذه الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم شفاها وسمعه منه وأخذه كذلك أجيال من الأمة .
3 - تحديد نسبة الحفظ في كل مرة : فيجب على مريد القرآن أن يحدد المراد حفظه في كل مرة ، وبعد تحديد المطلوب وتصحيح النطق تقوم بالتكرار والترداد ، ويجب أن يكون التكرار والترداد مع التغني بالقرآن وذلك لدفع السآمة والملل أولا ، وليثبت الحفظ ثانيا ؛ ذلك أن التغني أمر محبب إلى السمع فيساعد على الحفظ ويعوّد اللسان على نغمة معينة فيتعرف بذلك على الخطأ مباشرة عندما يختل وزن القراءة ، هذا فضلا عن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) رواه البخاري .
4 - لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما : فلا يصح للحافظ أبدا أن ينتقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا أتم تماما حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظه تماما في الذهن . ومما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الدارس شغله طيلة الليل والنهار وذلك بقراءته في الصلاة السرية ، وإن كان إماما ففي الجهرية ، وكذلك في النوافل ، وفي أوقات انتظار الصلوات ، وبهذه الطريقة يسهل عليه الحفظ ويستطيع كل أحد أن يمارسه ولو كان مشغولا بأشياء أخرى .
5 - حافظ على رسم واحد لمصحف حفظك : مما يعين تماما على الحفظ أن يجعل الحافظ لنفسه مصحفا خاصا ( أي أن يعتمد طبعة معينة ) لا يغيره مطلقا وذلك لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع ، حيث تنطبع صور الآيات ومواضعها في المصحف في الذهن مع القراءة والنظر في المصحف ، فإذا غير الحافظ مصحفه الذي يحفظ فيه ، أو حفظ من مصاحف شتى متغيرة مواضع الآيات فإن حفظه يتشتت ويصعب عليه الحفظ .
6 - الفهم طريق الحفظ : من أعظم ما يعين على الحفظ فهم الآيات المحفوظة ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض ، ولذلك يجب على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها ، وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة وذلك ليسهل عليه استذكار الآيات . ولكن لا يعتمد في الحفظ على الفهم بل عليه بالترديد والتكرار ليسهل عليه الحفظ .
7 - لا تجاوز سورة حتى تضبطها : بعد إتمام سورة من القرآن ، لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها ، وربط أولها بآخرها ، وأن يجري لسانه بها بسهولة ويسر دون إعنات فكر وكد خاطر في تذكر الآيات ، بل يجب أن يكون الحفظ متيسرا ، ولا يجاوزها إلى غيرها حتى يتقن حفظها .
8 - التسميع الدائم : يجب على الحافظ ألا يعتمد على تسميع حفظه لنفسه ، بل عليه أن يعرض حفظه على حافظ آخر ، أو متابع آخر في المصحف ويكون هذا الحافظ أو المتابع متقن للقراءة السليمة ، حتى ينبه الحافظ لما قد يقع فيه من أخطاء في النطق أو التشكيل أو النسيان ، فكثيرا ما يحفظ الفرد منا السورة خطأ ولا ينتبه لذلك حتى مع النظر إلى المصحف لأن القراءة كثيرا ما تسبق النظر فينظر مريد الحفظ في المصحف لا يرى بنفسه موضع الخطأ من قراءته . ولذا فتسميع القرآن لشخص وسيلة جيدة لاستدراك الخطأ .
9 - المتابعة الدائمة : يختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من شعر أو نثر ، لأن القرآن سريع الهروب من الذهن ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها ) متفق عليه ، فلا يكاد القارئ يتركه قليلا حتى يهرب منه وينساه سريعا ، ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ) متفق عليه . وهذا يعني أنه يجب على حافظ القرآن أن يكون له ورد دائم أقله جزء من الثلاثين جزءا من القرآن كل يوم ، وأكثره قراءة عشرة أجزاء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) متفق عليه ، وبهذه المتابعة المستمرة يستمر الحفظ ويبقى .
10 - العناية بالمتشابهات : القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه ، قال تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) . لذا يجب على قارئ القرآن الجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات ، ونعني التشابه اللفظي وعلى قدر الاهتمام به يكون الحفظ جيدا .
11 - اغتنام سني الحفظ الذهبية : فالموفق من وفقه الله تعالى إلى اغتنام سنوات الحفظ الذهبية ، وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريبا ، فالإنسان في هذه السن تكون حافظته جيدة جدا ، فقبل الخامسة يكون دون ذلك وبعد الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود ، لذا على الشباب ممن هم في هذه السن اغتنام ذلك بحفظ كتاب الله تعالى حيث تكون مقدرتهم على الحفظ سريعة وكبيرة والنسيان يكون بطيئا جدا بعكس ما بعد تلك السني الذهبية ، وقد صدق من قال : ( الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر ، والحفظ في الكبر كالنقش على الماء ) .
وبعد ، فإن من حق كتاب الله علينا أن نحفظه ونتقن حفظه ، مع الاهتداء بهديه واتباعه وجعله دستور حياتنا ونور قلوبنا وربيع صدورنا وعسى أن تكون تلك القواعد أساسا طيبا لمن يريد حفظ كتاب الله تعالى بإتقان وإخلاص . والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
79676
لديه جنبية ومسدس فهل فيهما الزكاة ؟
الفقه > عبادات > الزكاة > ما تجب فيه الزكاة >(1/6133)
سؤال رقم 79676- لديه جنبية ومسدس فهل فيهما الزكاة ؟
لدى والدي جنبية ( سلاح يشبه الخنجر ) ومسدس مرخص أريد أن أسأل هل عليه زكاة ؟.
الحمد لله
لا زكاة على الإنسان فيما يملك من سلاح أو دواب أو ثياب ونحوها
إلا أن تكون للتجارة ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ عَلَى
الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ وَلا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ ) رواه مسلم (982) .
قال النووي رحمه الله : " هَذَا الْحَدِيث أَصْل فِي أَنَّ
أَمْوَال الْقِنْيَة لا زَكَاة فِيهَا , وَأَنَّهُ لا زَكَاة فِي الْخَيْل
وَالرَّقِيق إِذَا لَمْ تَكُنْ لِلتِّجَارَةِ " انتهى من "شرح مسلم".
و " أموال القنية " هي الأموال التي يقتنيها الإنسان لاستعمالها
والانتفاع بها ، لا للتجارة .
وعليه فالجنبية والمسدس لا زكاة فيهما ، إلا أن يكونا معدين
للتجارة ، فتجب الزكاة حينئذ . وانظر السؤال رقم ( 65515 )
لمعرفة كيفية إخراج زكاة التجارة .
وينبغي التنبه إلى أن الجنبية قد تكون مصنوعة من الفضة أو تكون
محلاّة بالذهب ، فإن كان الذهب الذي فيها أو الفضة بيلع نصاباً ، ففيه الزكاة ، أو
كان أقل من النصاب لكن عند صاحبها ذهب آخر أو فضة يكمل النصاب ، ففيه أيضاً الزكاة
.
أما إذا كان ما فيها من ذهب أو فضة أقل من النصاب ، وليس عند
صاحبها ذهب آخر أو فضة ، فلا زكاة فيها .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة : هل السلاح الشخصي مثل البندقية
والمسدس والسيف فيها زكاة، وكيفية إخراجها ؟ علما أنها ليست معدة للتجارة .
فأجابوا :
" لا تجب الزكاة في ذلك لأنه لم يعد للتجارة ، لكن إذا كان في
السيف أو غيره ذهب يبلغ نصاباً بنفسه أو بضمه إلى ما يكمله نصاباً وجب أن يزكى في
أصح قولي العلماء كالحلي " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (9/276) .
والله أعلم .
*****
7969
فاتتها صلوات في الماضي ماذا تفعل ؟
الفقه > عبادات > الصلاة > قضاء الفوائت >(1/6134)
سؤال رقم 7969- فاتتها صلوات في الماضي ماذا تفعل ؟
السؤال :
خالتي ( عمتي ) طلبت مني أن أسألك هذا السؤال :
في الماضي فاتها صلوات فرض والآن تريد أن تعرف ماذا تقول الشريعة عن صلاتها التي فاتتها في الماضي سأقدر لكم إجابتكم عن السؤال بارك الله فيك وجزاك خيراً.
الجواب :
الحمد لله
لا يبدو واضحا في السؤال ما إذا كانت عمتك / أو خالتك
قد فاتتها الصلاة بعذر كنوم أو نسيان أو فقد للوعي ونحوه من الأعذار أو كان فوات
الصلوات قد حصل عمدا بلا عذر ، وعلى أية حال إن كان فواتها لعذر وجب عليها قضاء
تلك الفوائت مع التوبة من التأخير .
أما إن كان تركها للصلاة دون عذر ، إما جحدا لوجوب
الصلاة أو تهاونا بشأنها وتكاسلا للقيام إليها ، فإن الراجح من أقوال هل العلم
أن تارك الصلاة جحدا لوجوبها أو تكاسلا وتهاونا ، لا سبيل له إلى قضائها ، فإنّ
لله عملا بالليل لا يقبله بالنهار وعملا بالنهار لا يقبله بالليل (
يُنظر كتاب : أريد أن اتوب ولكن ) ويكون تارك الصلاة عمدا كافرا إذا تركها
بالكلية فإذا تاب وصلى رجع إلى الإسلام ولا يُؤمر بقضاء ما تركه ولكنه يُنصح بالاستكثار
من النوافل والإسلام يجب ما قبله .
وقد سئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه
الله السؤال التالي :
( إنني امرأة مسلمة والحمد لله وقد كنت قبل وقت لا
أصلي ولا أعرف أي شيء عن أمور الدين . وأما الآن والحمد لله فقد هداني الله وبدات
بالصلاة والصوم وقراءة القرآن الكريم والتسبيح ، وقد ختمت القرآن الكريم للمرة
العاشرة ، فهل يغفر الله لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت في حياتي . وما أفعل أكثر
من هذا حتى يغفر الله لي ؟
الجواب : التوبة تجب ما قبلها ، فما دمت أنك والحمد
لله قد تبت توبة صحيحة وأديت ما أوجب الله عليك وتجنبت ما حرم الله عليك فالتوبة
يغفر الله بها ما سبق ، قال الله سبحانه وتعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على
أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) .
حتى الشرك من ( وقع فيه فتاب ) منه تاب الله عليه
، كما قال تعالى : ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) ، والنبي صلى
الله عليه وسلم يقول : ( الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها ) رواه
احمد 4/204 . فإذا كنت تبت توبة صحيحة وأديت ما أوجب الله عليك وتجنبت ما حرم
الله عليك فإن ذلك يكفي إن شاء الله لمغفرة ما سبق ، ولكن عليك بإحسان العمل في
المستقبل وملازمة التوبة والقيام بما أوجب الله عليك من أمور الإسلام ) .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
7974
اسماعيلي يسأل عن الفرق بيننا وبينهم
العقيدة > مذاهب وأديان > مذاهب وفرق >
سؤال رقم 7974: اسماعيلي يسأل عن الفرق بيننا وبينهم
السؤال :
المسلمون السنة يقرأون القرآن ونحن (الشيعة الإسماعيلية) نقرأ القرآن أيضاً وهم يصلون العيد ونحن نصلي صلاة العيد أيضاً. فلماذا نقول أنهما طائفتان مختلفتان السنة والشيعة ؟.
الجواب :
الحمد لله
فإن كل المنتسبين إلى الإسلام ممن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يقرأون القرآن
ويقرون بوجوب الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ولكنهم طوائف مختلفة ، ولكل طائفة طريقة تختص بها في اعتقاداتهم ، وعباداتهم وخير هذه الطوائف طائفة أهل السنة والجماعة ، وهي المتمسكة بالكتاب والسنة ظاهرا وباطنا والمتبعون لرسول الله عليه الصلاة والسلام ، وللسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، قال تعالى :
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) ، وقال تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ... الآية ) . وشر الطوائف هم المنافقون الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر
ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وهم الذين قال الله فيهم : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين إلى قوله تعالى .. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن ) . وما بين الطائفتين هم درجات متفاوتة في القرب والبعد من الخير والشر . والإسماعيلية طائفة من غلاة الرافضة ، وهم يتظاهرون بموالاة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، ويبطنون الكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله ، ولهذا قال بعض العلماء في الفاطميين إخوان الإسماعيلية : أنهم يظهرون الرفض ، ويبطنون الكفر المحض ، ويقال لهم الباطنيون لأنهم يزعمون أن للنصوص وللشرائع معانٍ باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون منها . كقولهم الصلوات الخمس : معرفة أسرارهم ، وصوم رمضان : كتمان أسرارهم ، والحج : السفر إلى شيوخهم . ولكن مذهب الباطنية _ ومنهم الإسماعيلية _ مبني على السرية ، فحقائق معتقادتهم أسرار يختص بمعرفتها السادة عندهم ، وهؤلاء السادة يموهون على عامتهم ، ويستعبدونهم ، ويستغلونهم ، ويفرضون عليهم خُلفا ً مالية يدفعونها إليهم في أوقات معلومة ، ويلزمونهم بطاعتهم طاعة مطلقة ، ويخوفونهم إن خالفوا أمرهم ان يصابوا ببلاء ، ويأمرونهم بمخالفة أهل السنة في صومهم وفطرهم وحجهم ، وقد يتسامحون بشيء من ذلك مجاملة وخداعا . وأنت أيها السائل من عوام الإسماعيلية لاتعرف الأسرار التي عند السادة ، وهم لايرونك أهلا لأن يطلعونك عليها لأنهم يعرفون أنك وأمثالك لو اطلعتم على تلك الأسرار لنفرتم عنهم ، وتبرأتم منهم وكفرتم بمعتقداتهم ، وهم يريدون أن تبقوا اتباعا مستعبدين لهم ، وتبقى لهم السيادة عليكم . فاتق الله أيها السائل وأنقذ نفسك من العبودية لغير الله والتبعية لغير رسول الله عليه الصلاة والسلام لأنه لا أحد يجب اتباعه وطاعته إلا الرسول عليه الصلاة والسلام ، منّ الله عليك بالهداية إلى السنة ، وجنبك طريق
البدعة ، وبصرك بالحق إنه على كل شيء قدير .
فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك .
*****
7989
تزوج امرأة بدون ولي
كيف نتوب من الشرك
الفقه > معاملات > النكاح > شروط النكاح >(1/6135)
سؤال رقم 7989- تزوج امرأة بدون ولي
أعيش في بلد أجنبي وتزوجت فتاة نصرانية أجنبية عن هذا البلد أيضاً وليس لنا أي أقارب فتقدمت لها فقبلتني ثم تلونا صيغة الإيجاب والقبول ونسيت المهر ثم دفعت لها مبلغاً وليس لها وصي فهي بالغة ومستقلة ولم يكن هناك شهود
هل هذا زواج صحيح . فقد تزوجنا بغض النظر عن تقاليد المجتمع فقد كان هدفنا الله ورضاه . ولخشية أن لا يكون زواجنا صحيحاً فقد طلق بعضنا بعضاً فهل هذا صحيح . هل يجب أن أجري عقد الزواج مرة ثانية أمام شهود وأي ولي لها ؟.
الحمد لله
أولاً : لا يحل لرجل أن يتزوج امرأة من غير إذن وليها بكراً
كانت أم ثيباً وذلك قول جمهور العلماء منهم الشافعي ومالك وأحمد مستدلين بأدلة منها :
قوله تعالى : { فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن } .
وقوله تعالى : { ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } .
وقوله تعالى : { وأنكحوا الأيامى منكم } .
ووجه الدلالة من الآيات واضح في اشتراط الولي في النكاح حيث
خاطبه الله تعالى بعقد نكاح موليته ، ولو كان الأمر لها دونه لما احتيج لخطابه .
ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله أنه بوَّب على هذه الآيات
قوله : " باب من قال " لا نكاح إلا بولي " .
وعن أبي موسى قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا
نكاح إلا بولي " .
رواه الترمذي ( 1101 ) وأبو داود ( 2085 ) وابن ماجه ( 1881 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي " ( 1 / 318 )
.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا
فالسلطان ولي من لا ولي له .
رواه الترمذي ( 1102 ) وأبو داود ( 2083 ) وابن ماجه ( 1879 ) .
وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 1840 ) .
(اشتجروا ) : أي تنازعوا
ثانياً : فإن منعها وليها من الزواج ممن تريد بغير عذر شرعي
انتقلت الولاية إلى الذي يليه فتنتقل من الأب إلى الجد مثلاً .
ثالثاً : فإن منعها الأولياء كلهم بغير عذر شرعي فإن
السلطان يكون وليها للحديث السابق ( … فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) .
رابعاً : فإن عدم الولي والسلطان زوجها رجل له سلطان في
مكانها ، ككبير القرية ، أو حاكم الولاية ما أشبه ذلك ، فإن لم يوجد فإنها توكل رجلاً مسلماً أميناً يزوجها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وإذا تعذر من له ولاية النكاح انتقلت الولاية إلى أصلح من
يوجد ممن له نوع ولاية في غير النكاح كرئيس القرية وأمير القافلة ونحوه . الإختيارات ( ص : 350 ) .
وقال ابن قدامة : فإن لم يوجد للمرأة ولي ولا سلطان فعن
أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها . المغني ( 9 / 362 ) .
وقال الشيخ عمر الأشقر:
إذا زال سلطان المسلمين أو كانت المرأة في موضع ليس فيه
للمسلمين سلطان ولا ولي لها مطلقا كالمسلمين في أمريكا وغيرها فإن كان يوجد في تلك البلاد مؤسسات إسلامية تقوم على رعاية شؤون المسلمين فإنها تقوم بتزويجها
، وكذلك إن وجد للمسلمين أمير مطاع أو مسؤول يرعى شؤونهم . " الواضح في شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني " ( ص 70 ) .
ويجب أن يشهد على عقد النكاح رجلان مسلمان بالغان عاقلان .
انظر سؤال رقم ( 2127 )
ولذا فإن زواجكما الأول باطل فعليك أن تعيد العقد ولابد من وجود
ولي للمرأة كما سبق وشاهدين . والله أعلم
*****
7989
تزوج امرأة بدون ولي
الفقه > معاملات > النكاح > شروط النكاح >(1/6136)
سؤال رقم 7989- تزوج امرأة بدون ولي
أعيش في بلد أجنبي وتزوجت فتاة نصرانية أجنبية عن هذا البلد أيضاً وليس لنا أي أقارب فتقدمت لها فقبلتني ثم تلونا صيغة الإيجاب والقبول ونسيت المهر ثم دفعت لها مبلغاً وليس لها وصي فهي بالغة ومستقلة ولم يكن هناك شهود
هل هذا زواج صحيح . فقد تزوجنا بغض النظر عن تقاليد المجتمع فقد كان هدفنا الله ورضاه . ولخشية أن لا يكون زواجنا صحيحاً فقد طلق بعضنا بعضاً فهل هذا صحيح . هل يجب أن أجري عقد الزواج مرة ثانية أمام شهود وأي ولي لها ؟.
الحمد لله
أولاً : لا يحل لرجل أن يتزوج امرأة من غير إذن وليها بكراً
كانت أم ثيباً وذلك قول جمهور العلماء منهم الشافعي ومالك وأحمد مستدلين بأدلة منها :
قوله تعالى : { فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن } .
وقوله تعالى : { ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا } .
وقوله تعالى : { وأنكحوا الأيامى منكم } .
ووجه الدلالة من الآيات واضح في اشتراط الولي في النكاح حيث
خاطبه الله تعالى بعقد نكاح موليته ، ولو كان الأمر لها دونه لما احتيج لخطابه .
ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله أنه بوَّب على هذه الآيات
قوله : " باب من قال " لا نكاح إلا بولي " .
وعن أبي موسى قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا
نكاح إلا بولي " .
رواه الترمذي ( 1101 ) وأبو داود ( 2085 ) وابن ماجه ( 1881 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي " ( 1 / 318 )
.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا
فالسلطان ولي من لا ولي له .
رواه الترمذي ( 1102 ) وأبو داود ( 2083 ) وابن ماجه ( 1879 ) .
وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 1840 ) .
(اشتجروا ) : أي تنازعوا
ثانياً : فإن منعها وليها من الزواج ممن تريد بغير عذر شرعي
انتقلت الولاية إلى الذي يليه فتنتقل من الأب إلى الجد مثلاً .
ثالثاً : فإن منعها الأولياء كلهم بغير عذر شرعي فإن
السلطان يكون وليها للحديث السابق ( … فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) .
رابعاً : فإن عدم الولي والسلطان زوجها رجل له سلطان في
مكانها ، ككبير القرية ، أو حاكم الولاية ما أشبه ذلك ، فإن لم يوجد فإنها توكل رجلاً مسلماً أميناً يزوجها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وإذا تعذر من له ولاية النكاح انتقلت الولاية إلى أصلح من
يوجد ممن له نوع ولاية في غير النكاح كرئيس القرية وأمير القافلة ونحوه . الإختيارات ( ص : 350 ) .
وقال ابن قدامة : فإن لم يوجد للمرأة ولي ولا سلطان فعن
أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها . المغني ( 9 / 362 ) .
وقال الشيخ عمر الأشقر:
إذا زال سلطان المسلمين أو كانت المرأة في موضع ليس فيه
للمسلمين سلطان ولا ولي لها مطلقا كالمسلمين في أمريكا وغيرها فإن كان يوجد في تلك البلاد مؤسسات إسلامية تقوم على رعاية شؤون المسلمين فإنها تقوم بتزويجها
، وكذلك إن وجد للمسلمين أمير مطاع أو مسؤول يرعى شؤونهم . " الواضح في شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني " ( ص 70 ) .
ويجب أن يشهد على عقد النكاح رجلان مسلمان بالغان عاقلان .
انظر سؤال رقم ( 2127 )
ولذا فإن زواجكما الأول باطل فعليك أن تعيد العقد ولابد من وجود
ولي للمرأة كما سبق وشاهدين . والله أعلم
*****
8003
الاستنجاء والاستجمار
الفقه > عبادات > الطهارة > الاستنجاء والاستجمار >(1/6137)
سؤال رقم 8003- الاستنجاء والاستجمار
إنني أكون في المدرسة طوال اليوم وأدخل دورة المياه _ ولا أستطيع أن أذهب للمنزل للاستنجاء فهل أتوضأ وأصلي أم أترك الصلاة وأعوضها بعد ذلك؟.
الحمد لله
إذا قضى الإنسان حاجته فإنه يجب عليه أن يتطهر من النجاسة إما بالماء وهو أفضل وأكمل ، وإما بغير الماء مما يزيل النجاسة كورق
التواليت أو القماش أو الأحجار أو غير ذلك .
قال الشيخ ابن عثيمين :
الإنسان إذا قضى حاجته لا يخلو من ثلاث حالات :
الأولى : أن يتطهر بالماء ، وهو جائز والدليل :
لحديث أنس رضي الله عنه قال : "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته فأنطلق أنا وغلام نحوي بإداوة من ماء وعنزة فيستنجي
بالماء " رواه البخاري ( 149 ) ومسلم ( 271 )
وأما التعليل : فلأن الأصل في إزالة النجاسات إنما يكون بالماء ، فكما أنك تزيل النجاسة به عن رجلك ، فكذلك تزيلها بالماء إذا
كانت من الخارج منك .
الثانية : أن يتطهر بالأحجار ، فالاستجمار بالأحجار مجزىء ، دلَّ على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله : أما قوله :
فحديث سلمان رضي الله عنه قال : " نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستجمر بأقل من ثلاثة أحجار" رواه مسلم ( 262 ) .
وأما فعله فكما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الغائط وأمره أن يأتيه بثلاثة أحجار ،
فأخذ الحجرين ، وألقى الروثة وقال : هذا ركس " - رواه البخاري ( 155 ) .
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه جمع للنبي صلى الله عليه وسلم أحجاراً وأتى بها بثوبه فوضعها عنده ثم انصرف – رواه
البخاري ( 154 ) - فدل على جواز الاستجمار ...
الثالثة : أن يتطهر بالحجر ثم بالماء .
وهذا لا أعلمه وارداً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن من حيث المعنى لا شك أنه أكمل تطهيراً .
" الشرح الممتع " ( 1 / 103 - 105 ) .
وعلى هذا فلا عذر لك في ترك الصلاة وتأخيرها عن وقتها لعدم المقدرة على الاستنجاء لأنه بإمكانك إزالة النجاسة والتطهر منها
بالمناديل ونحوها ، وكل إنسان يستطيع أن يصحب معه في جيبه بعض المناديل التي يتنظف بها ، ثم لم يظهر من السؤال ما المانع من الاستنجاء بالماء بعد قضاء
الحاجة ، لاسيما وأنت تقول : فهل أتوضأ وأصلي أم أترك الصلاة ؟ ومعنى ذلك أن الماء موجود ، فبإمكانك نقل الماء إلى دورة المياه والاستنجاء به ، فإن لم تفعل
فإنه يجب عليك إزالة النجاسة بالمناديل ونحوها ثم تتوضأ وتصلي ، ولا يجوز لك تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها .
والله أعلم .
*****
8006
دفع المال للمنظمات الإغاثية
الفقه > عبادات > الصدقات >(1/6138)
سؤال رقم 8006- دفع المال للمنظمات الإغاثية
السؤال : ما حكم دفع المال إلى منظمة دولية مجالها إغاثي بحت ؟.
الجواب :
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين فأجاب حفظه الله :
ينظر في الأعم الأغلب من الجهات التي تساعدها فإذا كانوا مسلمين جاز الصرف لها لتخفيف الأزمة ، وإن كان الأعم الأكثر وثنيين أو شيوعيين أو غيرهم فلا . والله أعلم .
الشيخ عبد الله بن جبرين
*****
8015
مسلم أحب فتاة هنوكية ويريد الزواج بها
الفقه > معاملات > النكاح > الأنكحة الباطلة >(1/6139)
سؤال رقم 8015- مسلم أحب فتاة هنوكية ويريد الزواج بها
لي صديق مسلم يحب فتاة هندوكية ولأن أهله ارثوذكس ( أو متمسكين ) يعارضون فهل علي إثم إن ساعدته في الزواج من هذه الفتاة ؟.
الحمد لله
لا يحل للمسلم أن يتزوج من غير المسلمة إلا أن تكون من أهل الكتاب يهودية أو نصرانية وإن فعل فنكاحه باطل بل ذلك من السفاح
وليس من النكاح وهو آثم مرتكب لكبيرة من الكبائر.
والدليل على ذلك قوله تعالى : { اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات
والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان } المائدة / 4 .
فأحل الله تعالى للمؤمنين المحصنات من المؤمنات والمحصنات من أهل الكتاب .
قال الإمام الطبري في تأويل هذه الآية :
{ والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } يعني : والحرائر من الذين أعطوا الكتاب وهم اليهود والنصارى الذين دانوا بما في
التوراة والإنجيل { من قبلكم } أيها المؤمنون بمحمد من العرب وسائر الناس أن تنكحوهن أيضا { إذا آتيتموهن أجورهن } يعني إذا أعطيتم من نكحتم من محصناتكم
ومحصناتهم أجورهن وهي مهورهن .
" تفسير الطبري " ( 6 / 104 ) .
ولا يحل له أن ينكح المجوسية ولا الهندوكية ولا الشيوعية ولا الوثنية ومن يشبههم . والدليل على ذلك قوله تعالى : { ولا تَنكحوا
المشركات حتى يؤمنَّ ولأمَة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ..} البقرة / 221 .
وعلى هذا فلا يجوز لك أن تساعده على معصية الله ، قال تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } المائدة / 2 ، وعليك أن تنصحه بأن يدعوها إلى الإسلام ويبين لها أن الله تعالى حرم عليه نكاحها ما لم تسلم ، فإن أسلمت تزوجها ، وإن
أصرت على البقاء على دينها فليتق الله تعالى ولا يتزوجها ، وليصبر على ذلك فإن الله تعالى سيعوضه ما هو خير له ، فإنه ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً
منه )
نسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم ، ويعصمنا من الزلل .
والله أعلم .
*****
8015
مسلم أحب فتاة هنوكية ويريد الزواج بها
الفقه > معاملات > النكاح > الأنكحة الباطلة >(1/6140)
سؤال رقم 8015- مسلم أحب فتاة هنوكية ويريد الزواج بها
لي صديق مسلم يحب فتاة هندوكية ولأن أهله ارثوذكس ( أو متمسكين ) يعارضون فهل علي إثم إن ساعدته في الزواج من هذه الفتاة ؟.
الحمد لله
لا يحل للمسلم أن يتزوج من غير المسلمة إلا أن تكون من أهل الكتاب يهودية أو نصرانية وإن فعل فنكاحه باطل بل ذلك من السفاح
وليس من النكاح وهو آثم مرتكب لكبيرة من الكبائر.
والدليل على ذلك قوله تعالى : { اليوم أحل لكم الطيبات و طعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات
والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان } المائدة / 4 .
فأحل الله تعالى للمؤمنين المحصنات من المؤمنات والمحصنات من أهل الكتاب .
قال الإمام الطبري في تأويل هذه الآية :
{ والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } يعني : والحرائر من الذين أعطوا الكتاب وهم اليهود والنصارى الذين دانوا بما في
التوراة والإنجيل { من قبلكم } أيها المؤمنون بمحمد من العرب وسائر الناس أن تنكحوهن أيضا { إذا آتيتموهن أجورهن } يعني إذا أعطيتم من نكحتم من محصناتكم
ومحصناتهم أجورهن وهي مهورهن .
" تفسير الطبري " ( 6 / 104 ) .
ولا يحل له أن ينكح المجوسية ولا الهندوكية ولا الشيوعية ولا الوثنية ومن يشبههم . والدليل على ذلك قوله تعالى : { ولا تَنكحوا
المشركات حتى يؤمنَّ ولأمَة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ..} البقرة / 221 .
وعلى هذا فلا يجوز لك أن تساعده على معصية الله ، قال تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } المائدة / 2 ، وعليك أن تنصحه بأن يدعوها إلى الإسلام ويبين لها أن الله تعالى حرم عليه نكاحها ما لم تسلم ، فإن أسلمت تزوجها ، وإن
أصرت على البقاء على دينها فليتق الله تعالى ولا يتزوجها ، وليصبر على ذلك فإن الله تعالى سيعوضه ما هو خير له ، فإنه ( من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً
منه )
نسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم ، ويعصمنا من الزلل .
والله أعلم .
*****
8029
حكم قراءة القرآن في منزل فيه كلب
القرآن وعلومه >(1/6141)
سؤال رقم 8029- حكم قراءة القرآن في منزل فيه كلب
السؤال : ما حكم قراءة القرآن في منزل فيه كلب ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا حرج في ذلك والواجب إخراج الكلب وعدم بقائه في المنزل إلا إذا كان لأحد ثلاثة
أمور وهي : الصيد والحرث والماشية ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من اقتنى
كلباً إلا كلب صيد ، أو ماشية ، أو زرع ، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان ) متفق عليه . والله ولي التوفيق .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8ص / 362.
*****
8034
معنى تنقض عرى الإسلام عروة عروة
العقيدة > الشرك وأنواعه >(1/6142)
سؤال رقم 8034- معنى تنقض عرى الإسلام عروة عروة
السؤال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة ).
ما معنى هذا الحديث ؟ وما المقصود بنقض الحكم ؟.
الجواب :
الحمد لله
الحديث المذكور أخرجه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير وابن
حبان في صحيحه بإسناد جيد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة
تشبث الناس بالتي تليها ، وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة ).ا.هـ ومعناه ظاهر
وهو أن الإسلام كلما اشتدت غربته كثر المخالفون له والناقضون لعراه يعني بذلك
فرائضه وأوامره ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( بدأ الإسلام غريباً
وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) أخرجه مسلم في صحيحه .
ومعنى قوله في الحديث : ( وأوله نقضاً الحكم )
معناه ظاهر وهو عدم الحكم بشرع الله وهذا هو الواقع اليوم في غالب الدول المنتسبة
للإسلام . ومعلوم أن الواجب على الجميع هو الحكم بشريعة الله في كل شيء والحذر
من الحكم بالقوانين والأعراف المخالفة للشرع المطهر لقوله سبحانه : ( فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا
تسليماً ) النساء/65 ، وقال سبحانه : ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله
ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم
أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون أفحكم الجاهلية
يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ) المائدة/49-50 . وقال عز
وجل : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) المائدة/44 . ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) المائدة/45 .
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) المائدة/47.
وقد أوضح العلماء رحمهم الله أن الواجب على حكام
المسلمين أن يحكموا بشريعة الله في جميع شئون المسلمين , وفي كل ما يتنازعون
فيه ، عملاً بهذه الآيات الكريمات ، وبينوا أن الحاكم بغير ما أنزل الله إذا
استحل ذلك كفر كفراً أكبر مخرجاً له من الملة الإسلامية .. أما إذا لم يستحل
ذلك وإنما حكم بغير ما أنزل الله لرشوة أو غرض آخر مع إيمانه بأن ذلك لا يجوز
، وأن الواجب تحكيم شرع الله ، فإنه بذلك يكون كافراً كفراً أصغر ، وظالماً
ظلماً أصغر ، وفاسقاً فسقاً أصغر .
فنسأل الله سبحانه أن يوفق حكام المسلمين جميعاً
للحكم بشريعته والتحاكم إليها وإلزام شعوبهم بها ، والحذر مما يخالف ذلك . إنه
جواد كريم ، ولا شك أن في تحكيم الشريعة والتحاكم إليها ، والعمل بها صلاح أمر
الدنيا والآخرة وعز الدنيا والآخرة والسلامة من مكائد الأعداء والإعانة على النصر
عليهم ، كما قال سبحانه : ( يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
) محمد/7 ، وقال سبحانه : ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) الروم/47 ،
وقال عز وجل : ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في
الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة
الأمور ) الحج/40-41 ، وقال عز وجل : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا
في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة
ولهم سوء الدار ) غافر/51-52 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المذكور
( وآخرهن الصلاة ) فمعناه كثرة التاركين لها والمتخلفين عنها . وهذا هو الواقع
اليوم في كثير من البلدان الإسلامية . فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين , وأن
يوفقهم للثبات على دينه والاستقامة عليه .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص / 205.
*****
8036
علاج السرطان بالقرآن
الفقه > عادات > الطب والتداوي > الرقية >(1/6143)
سؤال رقم 8036- علاج السرطان بالقرآن
السؤال : هل التداوي والعلاج بالقرآن يشفي من الأمراض العضوية كالسرطان كما هو يشفي من الأمراض الروحية كالعين والمس وغيرهما ؟ وهل لذلك دليل ؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب :
الحمد لله
القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء بإذن الله ، والأدلة على ذلك كثيرة منها
قوله تعالى : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) فصلت/44 ، وقوله سبحانه
: ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) الإسراء/82 .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى شيئاً
قرأ في كفيه عند النوم سورة : ( قل هو الله أحد ) و ( المعوذتين ) ثلاث مرات
، ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة
عند النوم ، كما صح الحديث بذلك عن عائشة رضي الله عنها .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8 ص / 364.
*****
8037
زوج يهين زوجته
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >(1/6144)
سؤال رقم 8037- زوج يهين زوجته
السؤال :
إنني متزوجة منذ حوالي 25 سنة ولي العديد من الأبناء والبنات ، وأواجه كثيراً من المشاكل من قبل زوجي فهو يكثر من إهانتي أمام أولادي وأمام القريب والبعيد ولا يقدرني أبداً من دون سبب ولا أرتاح إلا عندما يخرج من البيت ، مع العلم أن هذا الرجل يصلي ويخاف الله ، أرجو أن تدلوني على الطريق السليم جزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
الواجب عليك الصبر ونصيحته بالتي هي أحسن , وتذكيره بالله واليوم الآخر لعله
يستجيب ويرجع إلى الحق ويدع أخلاقه السيئة , فإن لم يفعل فالإثم عليه ولك الأجر
العظيم على صبرك وتحملك أذاه ، ويشرع لك الدعاء له في صلاتك وغيرها بأن يهديه
الله للصواب ، وأن يمنحه الأخلاق الفاضلة ، وأن يعيذك من شره وشر غيره
وعليك أن تحاسبي نفسك ، وأن تستقيمي في دينك ،
وأن تتوبي إلى الله سبحانه مما قد صدر منك من سيئات وأخطاء في حق الله أو في
حق زوجك أو في حق غيره ، فلعله إنما سلط عليك لمعاص اقترفتيها لأن الله سبحانه
يقول : ( وما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) الشورى/30 ، ولا مانع من أن تطلبي من أبيه أو أمه أو إخوته الكبار أو من يقدرهم من الأقارب
والجيران أن ينصحوه ويوجهوه بحسن المعاشرة ؛ عملاً بقول الله سبحانه :
( وعاشروهن بالمعروف ) النساء/19 . وقوله عز وجل : ( ولهن مثل الذي عليهن
بالمعروف وللرجال عليهن درجة ) البقرة /228 .
أصلح الله حالكما وهدى زوجك ورده إلى الصواب على
الخير والهدى . إنه جواد كريم .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8 ص / 395.
*****
804
الشكّ في عدد الرّضعات
الفقه > معاملات > الرضاعة >(1/6145)
سؤال رقم 804- الشكّ في عدد الرّضعات
أريد الزواج من ابنة عمي فأنا أحبها جداً وهي كذلك ، ولكن المشكلة أن أمها قد أرضعتني وأنا صغير ، وعندما سألنا أمها عن عدد الرضعات أجابت بأنها لا تتذكر عددها بسبب طول المدة ، هل يجوز لي الزواج من ابنة عمي في مثل هذه الحالة ؟.
الحمد لله
الرّضاع المُحَرِّم له شرطان :
الأول : أن يكون خمس رضعات فأكثر لحديث
عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ
عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ
.. رواه مسلم رقم 1452
الثاني : أن يكون ذلك في الحولين ( أي السنتين
الأوليين من عمر الطّفل ) . لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : " لا رَضَاعَ إِلا مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ " رواه ابن ماجة رقم 1946 وهو في صحيح الجامع رقم 7495 وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : بَاب مَنْ قَالَ لا
رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ
أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) .
وتعريف الرّضعة : أن يُمسك الطّفل الثدي ويَرضع
منه لبنا ثم يتركه من تلقاء نفسه للتنفس أو الانتقال ونحو ذلك .
فإذا حصل ذلك ثبتت أحكام الرّضاع من تحريم
النّكاح وغير ذلك .
أما الشكّ في عدد الرّضعات فقد قال ابن قدامة
رحمه الله تعالى : وإذا وقع الشكّ في وجود الرّضاع أو في عدد الرّضاع المُحَرِّم هل
كمل أو لا ، لم يثبت التّحريم لأنّ الأصل عدمه فلا نَزول عن اليقين بالشكّ . المغني 11/312
وبناء على ذلك يجوز الزّواج إذا لم يثبت الرّضاع
المُحَرِّم .
ولا يفوتني أن أذكّرك أيها السائل بأنّنا يجب أن
ندور مع الشريعة حيث دارت ولا يصدّنا الهوى أو العاطفة عن اتّباع الحقّ ويجب أن
يكون المسلم عفيفا بعيدا عن علاقات العشق والغرام وأن يسعى في إعفاف نفسه بالزواج
الصحيح حسب ما جاء في شريعة الإسلام .
والله اعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
804
الشكّ في عدد الرّضعات
الفقه > معاملات > الرضاعة >(1/6146)
سؤال رقم 804- الشكّ في عدد الرّضعات
أريد الزواج من ابنة عمي فأنا أحبها جداً وهي كذلك ، ولكن المشكلة أن أمها قد أرضعتني وأنا صغير ، وعندما سألنا أمها عن عدد الرضعات أجابت بأنها لا تتذكر عددها بسبب طول المدة ، هل يجوز لي الزواج من ابنة عمي في مثل هذه الحالة ؟.
الحمد لله
الرّضاع المُحَرِّم له شرطان :
الأول : أن يكون خمس رضعات فأكثر لحديث
عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ
عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ
.. رواه مسلم رقم 1452
الثاني : أن يكون ذلك في الحولين ( أي السنتين
الأوليين من عمر الطّفل ) . لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : " لا رَضَاعَ إِلا مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ " رواه ابن ماجة رقم 1946 وهو في صحيح الجامع رقم 7495 وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : بَاب مَنْ قَالَ لا
رَضَاعَ بَعْدَ حَوْلَيْنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ
أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ) .
وتعريف الرّضعة : أن يُمسك الطّفل الثدي ويَرضع
منه لبنا ثم يتركه من تلقاء نفسه للتنفس أو الانتقال ونحو ذلك .
فإذا حصل ذلك ثبتت أحكام الرّضاع من تحريم
النّكاح وغير ذلك .
أما الشكّ في عدد الرّضعات فقد قال ابن قدامة
رحمه الله تعالى : وإذا وقع الشكّ في وجود الرّضاع أو في عدد الرّضاع المُحَرِّم هل
كمل أو لا ، لم يثبت التّحريم لأنّ الأصل عدمه فلا نَزول عن اليقين بالشكّ . المغني 11/312
وبناء على ذلك يجوز الزّواج إذا لم يثبت الرّضاع
المُحَرِّم .
ولا يفوتني أن أذكّرك أيها السائل بأنّنا يجب أن
ندور مع الشريعة حيث دارت ولا يصدّنا الهوى أو العاطفة عن اتّباع الحقّ ويجب أن
يكون المسلم عفيفا بعيدا عن علاقات العشق والغرام وأن يسعى في إعفاف نفسه بالزواج
الصحيح حسب ما جاء في شريعة الإسلام .
والله اعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8048
بين وقت الفجر في التقويم وطلوع الشمس ساعة ونصف . هل يصح هذا ؟
الفقه > عبادات > الصلاة > مواقيت الصلاة >(1/6147)
سؤال رقم 8048- بين وقت الفجر في التقويم وطلوع الشمس ساعة ونصف . هل يصح هذا ؟
السؤال :
السؤال يرحمكم الله عن موعد صلاة الفجر , متى يبدأ ؟ عندنا في مصر يوجد فرق بين موعد الصلاة في النتيجة وموعد الشروق بما لا يقل عن ساعة ونصف. فهل هذا صحيح .
الجواب :
الحمد لله
وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر إلى أن تطلع الشمس ، فمتى صلّى في هذا الوقت فقد أدّى الصلاة في وقتها ، ومن أخّرها متعمداً حتى طلعت الشمس فقد أتى ذنباً عظيماً . وبعض أهل العلم يرى أنه يصير كمن تركها فيجب الحذر من تأخير الصلاة عن وقتها . ومقدار ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس قريبٌ من ساعة ونصف كما هو مبيّنٌ في التقويم ، وقد صار التقويم هو الوسيلة للناس في معرفة مواقيت الصلاة بالساعة والدقيقة ، فينبغي العناية بذلك لأن الصلوات الخمس عمود الإسلام ، فيجب على المسلم أن يحافظ عليها في أوقاتها كما قال تعالى : ( والذين هم على صلواتهم يحافظون ) ، وقال تعالى : ( حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى ) ، والصلاة الوسطى هي صلاة العصر .
كتبه : فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك.
*****
8055
حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالملائكة >
الرقائق > آفات اللسان >
سؤال رقم 8055: حكم وصف الممرضات بملائكة الرحمة
السؤال : نقرأ ونسمع كثيراً من عامة الناس وكتابهم وشعرائهم من يصف في كتابه أو شعره الممرضات بأنهن ملائكة الرحمة ؟ هل يجوز ذلك ؟.
الجواب :
الحمد لله
هذا الوصف لا يجوز إطلاقه على الممرضات ، لأن الملائكة ذكور وليسوا إناثاً ،
وقد أنكر الله سبحانه على المشركين وصفهم الملائكة بالأنوثية ، ولأن ملائكة الرحمة
لهم وصف خاص لا ينطبق على الممرضات ولأن الممرضات فيهن الطيب والخبيث , فلا يجوز
إطلاق هذا الوصف عليهن . والله الموفق .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8 ص / 423.
*****
8068
المرأة التي تزوجت بأكثر من زوج لأيهم تكون في الجنة
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > الجنة والنار >(1/6148)
سؤال رقم 8068- المرأة التي تزوجت بأكثر من زوج لأيهم تكون في الجنة
إذا ماتت المرأة ، وقد تزوجت في حياتها بأكثر من زوج ، فمع مَن تكون في الجنَّة ؟.
الحمد لله
هذه المسألة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم :
الأول : أنها تكون مع أحسنهم خلقاً كان معها في الدنيا .
والثاني : أنها تُخيَّر بينهم .
والثالث : أنها لآخر أزواجها .
وأقرب هذه الأقوال وأصحّها هو القول الثالث وفيه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة تُوفي عنها زوجها ، فتزوجت بعده ، فهي لآخر أزواجها " صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 2704 وفي السلسلة الصحيحة 1281 .
هذا على وجه الإجمال ، أما على وجه التفصيل فأدلّة الأقوال كما يلي :
دليل القول الأول :
قال القرطبي :
وذكر أبو بكر بن النجاد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا عبيد بن إسحق العطار حدثنا سنان بن هارون عن حميد عن أنس : أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ، المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا ، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة ، لأيهما تكون ؟ للأول أو للآخر ؟
قال : لأحسنهما خلقا كان معها يا أم حبيبة ، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .
" التذكرة في أحوال الموتى والآخرة " ( 2 / 278 ) .
قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، وفيه علتان : عبيد بن إسحق العطار ، وسنان بن هارون .
أما الأول : فضعيف جدّاً ، وأمَّا الثاني : فضعيف .
= أقوال الأئمة :
عن يحيى بن معين أنه قال : عبيد بن إسحاق العطار : لا شيء .
وقال أبو حاتم الرازي : ما رأينا إلا خيراً ! وما كان بذاك الثبت ، في حديثه بعض الإنكار.
" الجرح والتعديل " ( 5 / 401 ) .
وفي " الضعفاء والمتروكين " للنسائي ( ص 72 ) : متروك الحديث .
وقال الذهبي : ضعفه يحيى ، وقال البخاري : عنده مناكير ، وقال الأزدي : متروك الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وأما أبو حاتم فرضيَه ! وقال ابن عدي : عامَّة حديثه منكر .
" ميزان الاعتدال " ( 5 / 24 ) .
وذكر ابن عدي في " الكامل " ( 5 / 347 ) هذا الحديث من جملة منكراته ، وقال :
وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن .
= وأما سنان بن هارون :
قال ابن حبان :
منكر الحديث جدّاً ، يروي المناكير عن المشاهير ...
عن يحيى بن معين : قال سنان بن هارون البرجمي ليس حديثه بشيء .
" المجروحين " ( 1 / 354 ) .
وذكره العقيلي في " الضعفاء " ( 2 / 171 ) ، وذكر له هذا الحديث .
= وعليه : فالحديث لا يصح الاستدلال به ، وهو ضعيف جدّاً ، فسقط هذا القول .
= = القول الثاني :
وهو أنها تُخيَّر بين أزواجها .
ولم أر لمن قال هذا القول أيَّ دليل .
وفي " التذكرة في أحوال الموتى والآخرة " ( 2 / 278 ) : ذكر المسألة ، وقال بعدها : وقيل : إنها تخير إذا كانت ذات زوج .أ.هـ
وقال العجلوني : ........ وقيل لأحسنهم خلقاً ! وقيل : تخير .
" كشف الخفاء " 2 / 392 .
وهو الذي رجحه الشيخ ابن عثيمين حفظه الله كما في فتاواه ( 2 / 53 ) .
= = = وأما القول الثالث :
فلهم عليه عدة أدلة :
أ. قال الإمام الطبراني :
3130 حدثنا بكر قال نا محمد بن أبي السري العسقلاني قال نا الوليد بن مسلم قال نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلاعي قال خطب معاوية بن أبى سفيان أم الدرداء بعد وفاة أبي الدرداء فقالت أم الدرداء إني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها وما كنت لأختارك على أبي الدرداء فكتب إليها معاوية فعليك بالصوم فإنه محسمة .
" المعجم الأوسط " ( 3 / 275 ) .
قلت : والحديث فيه علتان : ضعف أبي بكر بن أبي مريم ، وعدم تصريح الوليد بن مسلم بالتحديث في باقي السند .
أقوال العلماء :
قال ابن حبان :
ولقد كان أبو بكر بن أبي مريم من خير أهل الشام ولكنه كان رديء الحفظ يحدث بالشيء ويهم فيه لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد .
" المجروحين " ( 3 / 146 ) .
وأما تدليس الوليد بن مسلم فمشهور ، وهو يدلس تدليس التسوية ، وهو إسقاط ضعيف بين ثقتين ، لذا اشترط العلماء على أهل هذا الصنف التصريح بالتحديث في كل طبقات السند بعد روايته .
وانظر : " التبيين لأسماء المدلسين " لسبط ابن العجمي ( ص 235 ) ، و " طبقات المدلسين " للحافظ ابن حجر ( ص 51 ) .
ب. قال الإمام أبو الشيخ الأصبهاني :
حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري قال ثنا إسماعيل بن زرارة قال ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة لآخر أزواجها .
" طبقات المحدثين بأصبهان " ( 4 / 36 ) .
قلت : ورجال الحديث ثقات مشهورون ، إلا أحمد بن إسحق الجوهري لم أجد له ترجمة إلا أن أبا الشيخ نفسه جعل هذا الحديث من ( حسان حديثه ) .
فإن كان كذلك فهو أنظف إسناد في المسألة ، والله أعلم .
ج. قال الخطيب البغدادي :
4803 سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني نزل الأنبار وحدث بها عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي وعمار بن عطاء الخراساني والربيع بن بدر روى عنه إسحاق بن بهلول التنوخي أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق حدثنا أبي قال حدثنا جدي حدثنا سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني عن حمزة النصيبي عن بن أبي مليكة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المرأة لآخر أزواجها " .
" تاريخ بغداد " ( 9 / 228 ) .
قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً .
أقوال العلماء :
- قال الإمام النسائي :
متروك الحديث .
" الضعفاء والمتروكين " ( ص 39 ) .
- وقال ابن الجوزي :
قال أحمد : مطروح الحديث ، وقال يحيى : ليس بشيء ليس يساوي فلساً ، وقال البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال النسائي والدار قطني متروك الحديث ، وقال ابن عدي : يضع الحديث ، وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها ، لا تحل الرواية عنه .
" الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي ( 1 / 237 ) .
د . قال البيهقي :
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن منصور ثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه ثم أنه قال لامرأته إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة .
" السنن " ( 7 / 69 ) .
قلت : فيه : أبو إسحاق السبيعي : وهو مدلس وقد اختلط ، فالأثر ضعيف .
أقوال العلماء :
انظر : " من رمي بالاختلاط " للطرابلسي ( ص 64 ) و " طبقات المدلسين " لابن حجر ( ص 42 ) .
وقد ضعفه به العلامة الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " ( 1281 ) .
هـ. أثر يرويه ابن عساكر ( 19 / 193 / 1 ) عن عكرمة :
أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام ، وكان شديداً عليها ، فأتت أباها فشكت ذلك إليه ، فقال : يا بنية اصبري ، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ، ثم مات عنها ، فلم تَزوَّج بعده : جُمع بينهما في الجنة .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالا لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر ، إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر ، والله أعلم . " السلسلة الصحيحة " ( 3 / 276 ) .
= والخلاصة :
- أن القول بأن المرأة مع أحسنهم أخلاقاً كان معها في الدنيا : مما لم يصح فيه دليل .
- وأن القول بأنها تختار من تشاء منهم : لا دليل عليه البتة .
- وأن القول بأنها مع آخر أزواجها هو القول الأقرب للصواب ، وذلك لاحتمال حُسن حديث أم الدرداء مرفوعاً ، وهو مؤيد بأثري حذيفة وأسماء الموقوفيْن ، واللذان يصلحان لتقوية المرفوع ، ولبيان أن للقول أصلاً معتبراً .
والحديث صححه العلامة الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1281 ) .
- وهو على كل حال أحبُّ إلينا من الرأي .
والله أعلم .
وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8109
وجد ساعة في مكة فأخذها وسافر
الفقه > معاملات > اللقطة >(1/6149)
سؤال رقم 8109- وجد ساعة في مكة فأخذها وسافر
عندما حججت وجدت ساعة في حمام في مكة ، فنسيت وأخذتها ثم ذهبت إلى منى وعرفة ومزدلفة ، ثم قيل لي أنه توجد أمانات ولكن لم أقدر أن أصل إليها فماذا أعمل بالساعة ؟.
الحمد لله
لا بد أن ترسلها إلى المحكمة في مكة وتقول لهم
إني وجدتها في اليوم الفلاني في المكان الفلاني .
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مجلة الدعوة العدد 1823 ص 54.
*****
81093
من أفطر رمضان كله هل يقضي 30 يوما أو بعدد أيام الشهر ؟
الفقه > عبادات > الصوم > قضاء الصيام >(1/6150)
سؤال رقم 81093- من أفطر رمضان كله هل يقضي 30 يوما أو بعدد أيام الشهر ؟
زوجتي في شهر رمضان كانت نفساء ولم تصم أي يوم وسوف تقضيه إن شاء الله فيما بعد. سؤالي هل تقضي عدد الأيام التي صامها الناس في هذا الشهر فقط ، بمعني أن الشهر كان 29يوما أو 28 يوما ولم يكتمل 30 يوما فهل يكون القضاء كما صام الناس أم يجب عليها صيام 30 يوم على أي حال ؟.
الحمد لله
إذا لم يصم المسلم شهر رمضان كله ، لعذرٍ من سفرٍ أو مرضٍ أو
نفاسٍ ، فإنه يقضيه بعدد أيامه ، لقوله تعالى : ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً
أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) البقرة/184 ،
فإن كان رمضان تاما قضى ثلاثين يوما ، وإن كان تسعة وعشرين يوما قضاه كذلك ، ولا
يمكن أن يكون الشهر الهلالي ثمانية وعشرين يوما .
وذهب بعض العلماء إلى أنه يلزمه أن يصوم ثلاثين يوماً ، أو يصوم
شهراً هلالياً .
قال في "الإنصاف" (3/333) : " من فاته رمضان كاملا , سواء كان
تاما أو ناقصا , لعذر كالأسير و ونحوه : قضى عدد أيامه مطلقا , كأعداد الصلوات ،
على الصحيح من المذهب .
وعند القاضي : إن قضى شهرا هلاليا أجزأه . سواء كان تاما أو
ناقصا , وإن لم يقض شهرا صام ثلاثين يوما .
فعلى القول الأول : من صام من أول شهرٍ كاملٍ , أو من أثناء شهرٍ
, تسعةً وعشرين يوما . وكان رمضان الفائت ناقصا : أجزأه عنه , اعتبارا بعدد الأيام
, وعلى القول الثاني : يقضي يوما تكميلا للشهر بالهلال , أو العدد ثلاثين يوما " انتهى باختصار .
وقال في "منح الجليل" (2/152) : " فمن أفطر رمضان كله وكان
ثلاثين ، وقضاه في شهر بالهلال وكان تسعة وعشرين : صام يوما آخر , وبالعكس فلا
يلزمه صوم اليوم الأخير؛ لقوله تعالى : ( فعدة من أيام أخر ) هذا هو المشهور . وقال
ابن وهب : إن صام بالهلال كفاه ما صامه ولو كان تسعة وعشرين ورمضان ثلاثين " انتهى .
وينظر : "الموسوعة الفقهية" (28/75) .
والحاصل أن على زوجتك قضاء عدد أيام الشهر ، ولو كان تسعة وعشرين
يوماً .
والله أعلم .
*****
81139
الحكمة من جعل عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا
الفقه > معاملات > العدة >(1/6151)
سؤال رقم 81139- الحكمة من جعل عدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا
ما الحكمة من كون عدة المرأة أربعة أشهر وعشرا عند وفاة زوجها ؟.
الحمد لله
أولا :
معرفة الحكمة من أمر الله أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم له
طريقان :
الأول : أن تكون الحكمة قد ورد النص عليها في الكتاب أو السنة
كقوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ) البقرة/143 ، وقوله تعالى : ( رُسُلاً مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً ) النساء/165 . وكقوله
صلى الله عليه وسلم : ( فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ ) رواه مسلم (976) .
فهذا وأمثاله كثير مما جاءت فيه الحكمة منصوصا عليها .
والثاني : أن يستخرجها العلماء عن طريق الاستنباط والاجتهاد ،
وهذا قد يكون صوابا ، وقد يكون خطأ ، وقد تخفى الحكمة على كثير من الناس ، والمطلوب
من المؤمن التسليم لأمر الله تعالى وامتثاله في جميع الأحوال ، مع الاعتقاد الجازم
بأن الله تعالى حكيم ، له الحكمة التامة والحجة البالغة ، لا يُسأل عما يفعل وهم
يُسألون .
ثانيا :
أمر الله تعالى المرأة أن تعتد لوفاة زوجها أربعة أشهر وعشرا ،
فقال : ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ
بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا
جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) البقرة/234 ، ولم ينص سبحانه
على الحكمة من ذلك نصا صريحا ، فاستنبط أهل العلم ما رأوه حكمة تتناسب مع قواعد
الشريعة العامة في حفظ الأنساب والأعراض .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : " وقد ذكر سعيد بن المسيب ،
وأبو العالية وغيرهما ، أن الحكمة في جعل عدة الوفاة أربعة أشهر وعشراً ، لاحتمال
اشتمال الرحم على حمل ، فإذا انتُظر به هذه المدة ، ظهر إن كان موجوداً ، كما جاء
في حديث ابن مسعود الذي في الصحيحين وغيرهما : ( إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه
أربعين يوماً نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث إليه
الملك فينفخ فيه الروح ) فهذه ثلاث أربعينات بأربعة أشهر ، والاحتياط بعشر بعدها
لما قد ينقص بعض الشهور ، ثم لظهور الحركة بعد نفخ الروح فيه ، والله أعلم .
قال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة : سألت سعيد بن المسيب : ما
بال العشر ؟ قال : فيه ينفخ الروح ، وقال الربيع بن أنس : قلت لأبي العالية : لم
صارت هذه العشر مع الأشهر الأربعة ؟ قال : لأنه ينفخ فيه الروح ، رواهما ابن جرير " انتهى .
وقال الشوكاني رحمه الله في "فتح القدير" : " ووجه الحكمة في جعل
العدة للوفاة هذا المقدار أن الجنين الذكر يتحرك في الغالب لثلاثة أشهر ، والأنثى
لأربعة ، فزاد الله سبحانه على ذلك عشراً ، لأن الجنين ربما يضعف عن الحركة فتتأخر
حركته قليلاً ولا تتأخر عن هذا الأجل " انتهى .
وينظر : زاد المسير لابن الجوزي (1/275) ، إعلام الموقعين (2/52).
وينبغي التنبه إلى أنه لا يجوز الخروج عن الحكم الشرعي استنادا
للحكمة المستنبطة ، فليس لقائل أن يقول : إذا كانت الحكمة من العدة هي التأكد من
وجود الحمل أو عدمه ، فإن الطب الحديث يمكنه معرفة ذلك في بداية الحمل فلا حاجة
لاعتداد المرأة هذه المدة . ليس له ذلك ، لأن الحكمة المذكورة أمر أخذه العلماء
بالاستنباط والاجتهاد ، وقد يكون خطأ ، أو يكون جزءا من الحكمة لا تمامها ، فلا
يجوز ترك الأمر المقطوع به ، المجمع عليه ، لحكمة مستنبطة يعتريها الخطأ .
والله أعلم .
*****
81149
الفرق بين قوله تعالى : (من إملاق ) وقوله : ( خشية إملاق )
القرآن وعلومه > تفسير القرآن >(1/6152)
سؤال رقم 81149- الفرق بين قوله تعالى - (من إملاق ) وقوله - ( خشية إملاق )
ما الفرق بين الآيتين : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) الأنعام/151 ، ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً ) الإسراء/31 ؟.
الحمد لله
الإملاق هو الفقر ، وقد كان من عادة أهل الجاهلية أنهم يئدون
بناتهم إما لوجود الفقر ، أو خشية وقوعه في المستقبل ، فنهاهم الله تعالى عن
الأمرين ، فالآية الأولى ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) الأنعام /151 ، واردة على السبب الأول ، أي : لا تقتلوا أولادكم
لفقركم الحاصل فإن الله متكفل برزقكم ورزقهم ، والآية الثانية : ( وَلا تَقْتُلُوا
أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) الإسراء/31 ، واردة على السبب الثاني ، أي : لا تقتلوا أولادكم خشية
أن تفتقروا أو يفتقروا بعدكم ، فإن الله يرزقهم ويرزقكم .
قال ابن كثير رحمه الله : " وقوله تعالى : ( من إملاق ) قال ابن
عباس : هو الفقر ، أي : لا تقتلوهم من فقركم الحاصل . وقال في سورة الإسراء : ( ولا
تقتلوا أولادكم خشية إملاق ) أي : لا تقتلوهم خوفاً من الفقر في الأجل ( يعني في
المستقبل ) ، ولهذا قال هناك : ( نحن نرزقهم وإياكم ) فبدأ برزقهم للاهتمام بهم ،
أي لا تخافوا من فقركم بسبب رزقهم فهو على الله ، وأما في هذه الآية فلما كان الفقر
حاصلاً قال : ( نحن نرزقكم وإياهم ) لأنه الأهم ههنا ، والله أعلم " انتهى .
والله أعلم .
*****
81160
تعريف بموطأ الإمام مالك
الحديث وعلومه > مصطلح الحديث >(1/6153)
سؤال رقم 81160- تعريف بموطأ الإمام مالك
ما عدد أحاديث ( موطأ ) الإمام مالك ؟.
الحمد لله
هذا بيان موجز حول كتاب موطأ الإمام مالك نسأل الله أن ينفع به :
أولا :
الموطأ : هو واحد من دواوين الإسلام العظيمة ، وكتبه الجليلة ،
يشتمل على جملة من الأحاديث المرفوعة ، والآثار الموقوفة من كلام الصحابة والتابعين
ومن بعدهم ، ثم هو أيضا يتضمن جملة من اجتهادات المصنف وفتاواه .
وقد سمي الموطأ بهذا الاسم لأن مؤلفه وطَّأَهُ للناس ، بمعنى أنه
: هذَّبَه ومهَّدَه لهم .
ونُقِل عن مالك رحمه الله أنه قال : عرضت كتابي هذا على سبعين
فقيها من فقهاء المدينة ، فكلهم واطَأَنِي عليه ، فسميته الموطأ .
ثانيا :
سبب تأليفه : ذكر ابن عبد البر رحمه الله ، في كتاب الاستذكار
(1/168) أن أبا جعفر المنصور قال للإمام مالك : ( يا مالك ! اصنع للناس كتابا
أحْمِلُهم عليه ، فما أحد اليوم أعلم منك !! ) فاستجاب الإمام مالك لطلبه ، ولكنه
رفض أن يُلزِم الناس جميعا به .
ثالثا :
مكث الإمام مالك أربعين سنة يقرأ الموطَّأَ على الناس ، فيزيد
فيه وينقص ويُهذِّب ، فكان التلاميذ يسمعونه منه أو يقرؤونه عليه خلال ذلك ، فتعددت
روايات الموطأ واختلفت بسبب ما قام به الإمام من تعديل على كتابه ، فبعض تلاميذه
رواه عنه قبل التعديل ، وبعضهم أثناءه ، وبعضهم رواه في آخر عمره ، وبعضهم رواه
كاملا ، وآخرون رووه ناقصا ، فاشتُهِرت عدة روايات للموطأ ، أهمها :
رواية يحيى بن يحيى المصمودي الليثي (234هـ) : وهي أشهر رواية عن
الإمام مالك ، وعليها بنى أغلب العلماء شروحاتهم .
رواية أبي مصعب الزهري : تمتاز بما فيها من الزيادات ، وبأنها
آخر رواية نقلت عن مالك ، وهي متداولة بين أهل العلم .
رواية عبد الله بن مسلمة القعنبي (221هـ) : وهي أكبر روايات
الموطأ وعبد الله من أثبت الناس في الموطأ عند ابن معين والنسائي وابن المديني .
رواية محمد بن الحسن الشيباني .
رواية عبد الله بن سلمة الفهري المصري .
وغيرها كثير . [ تكلم الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله عن
رواة الموطأ ، وذكر تعريفا بأربعة عشر نسخة من نسخه ، في مقدمته للطبعة التي حققها
من الموطأ ص 6-16 ] .
وهذه الروايات تختلف فيما بينها في ترتيب الكتب والأبواب ، وفي
عدد الأحاديث المرفوعة والمرسلة والموقوفة والبلاغات ، كما تختلف في كثير من ألفاظ
الأحاديث اختلافا كبيرا .
رابعا :
عدد أحاديث الموطأ يختلف باختلاف الروايات ، كما يختلف بحسب
اختلاف طريقة العدّ ، وذلك أن بعض أهل العلم يعد كل أثر من كلام الصحابة أو
التابعين حديثا مستقلا ، وبعضهم لا يعتبره ضمن العدد ، لذلك نكتفي بذكر العدد الذي
جاء في بعض الطبعات المحققة للموطأ ، وهي :
رواية يحيى الليثي : ( وهي الرواية الأشهر ، والمقصودة عند إطلاق
الموطأ ) : رقمها ترقيما كاملا الشيخ خليل شيحا ، فبلغ عدد الأحاديث بترقيمه (1942)
حديثا ، تشمل المرفوع والموقوف .
وأما رواية أبي مصعب الزهري : فقد رقمت في طبعة مؤسسة الرسالة ،
فبلغ عدد أحاديثها (3069) حديثا ، وقد شمل الترقيم كل شيء حتى أقوال الإمام مالك ،
لهذا السبب كان العدد كبيرا .
خامسا :
شرطه في كتابه من أوثق الشروط وأشدها ، فقد كان يسلك منهج التحري
والتوخي وانتقاء الصحيح .
قال الشافعي رحمه الله : ما في الأرض بعد كتاب الله أكثر صوابا
من موطأ مالك بن أنس .
وعن الربيع قال : سمعت الشافعي يقول : كان مالك إذا شك في الحديث
طرحه كله .
وقال سفيان بن عيينة : رحم الله مالكا ، ما كان أشد انتقاده
للرجال .
"الاستذكار" (1/166) "التمهيد" (1/68)
لذلك تجد أن أكثر أسانيد مالك الموصولة في الدرجة العليا من
الصحيح ، ومن أجل هذا استوعب الشيخان البخاري ومسلم أكثر حديثه في كتابيهما .
تنبيه : إنما قال الإمام الشافعي رحمه الله كلامه المنقول سابقا
، قبل أن يكتب البخاري ومسلم كتابيهما ، كما نبه عليه الحافظ ابن كثير رحمه الله في
اختصار علوم الحديث ص (24-25)
سادسا :
اتبع مالك في موطئه طريقة المؤلفين في عصره ، فمزج الحديث بأقوال
الصحابة والتابعين والآراء الفقهية ، حتى بلغت آثار الصحابة : 613 أثرا ، وأقوال
التابعين : 285 قولا .
يقدم في الباب الحديث المرفوع ثم يتبعه بالآثار وأحيانا يذكر عمل
أهل المدينة ، فكتابه كتاب فقه وحديث في وقت واحد ، وليس كتابَ جمع للروايات فقط ،
لذلك تجد بعض الأبواب تخلو من المرويات ، وإنما يسوق فيها أقوال الفقهاء وعمل أهل
المدينة واجتهاداته ، ومن ذلك :
باب ما لا زكاة فيه من الثمار ، وباب صيام الذي يقتل خطأ
..وغيرها .
ونجد أيضا أنه اقتصر على كتب الفقه والأدب وعمل اليوم والليلة ،
وليس في كتابه شيء في التوحيد أو الزهد أو البعث والنشور والقصص والتفسير .
[ انظر : الفكر المنهجي عند المحدثين ، د همام سعيد ص (111-118) ، مناهج
المحدثين ، د ياسر الشمالي ص(285) فما بعده ، مقدمة تحقيق الموطأ ، ط فؤاد عبد
الباقي ] .
والله أعلم .
*****
81169
ظنت أن الدم النازل مع السقط دم نفاس فأفطرت
الفقه > عبادات > الصوم >
الفقه > عبادات > الطهارة > الحيض والنفاس >(1/6154)
سؤال رقم 81169- ظنت أن الدم النازل مع السقط دم نفاس فأفطرت
في يوم من رمضان ذهبت إلى المستشفى لإسقاط الحمل الذي لم يتم 3 أشهر تناولت بعض الأدوية وبعد الإجهاض أكلت بعض الأكل ظنا مني أنه جائز لي أن آكل . لكن بعد الرجوع إلى البيت بحثت عبر الإنترنت وعلمت أنه يجب علي الصوم وكذلك الصلاة لأن ذلك الدم دم فساد فقضيت ذالك اليوم بعد خروج رمضان . هل يكفي ما فعلته أم ماذا يجب علي القيام به ؟.
الحمد لله
أولا :
سبق بيان حكم الإجهاض المتعمد في جواب السؤال رقم ( 42321 )
فراجعيه .
كما سبق بيان الأحكام المترتبة على سقوط الجنين في مراحله
المختلفة في جواب السؤال رقم ( 12475 )
.
ثانيا :
إذا أسقطت المرأة جنينها ولم يتبين فيه خلق الإنسان كالرأس
والأطراف ، فالدم النازل معه دم فساد ، لا يمنع الصلاة والصوم ، وإن تبين فيه خلق
إنسان فهو دم نفاس ، وأقل مدة يتبين فيها خلق الإنسان هي واحد وثمانون يوما ، كما هو
مبين في الجواب رقم ( 37784 )
ثالثا :
إذا أفطرت ظنا منك أن الدم النازل هو دم نفاس ، ثم تبين أنه دم
فساد ، وقضيت الصوم والصلاة ، فلا شيء عليك ، وإن لم تكوني قضيت صلاة ذلك اليوم
فبادري بقضائها .
وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .
*****
813
هل يصح العقد من غير حضور المأذون
الفقه > معاملات > النكاح > عقد النكاح >(1/6155)
سؤال رقم 813- هل يصح العقد من غير حضور المأذون
السؤال :
إذا تم العقد دون حضور المأذون أو إمام المسجد أو أي شخصية دينية فما حكم الزواج ؟ .
الجواب:
الحمد لله
إذا حصل الإيجاب من وليّ المرأة بقوله مثلا زوّجتك ابنتي ، وحصل القبول من الخاطب بقوله مثلا قبلت أو رضيت ، وكان ذلك بحضور شاهدين ، وكانت المرأة محلا للنكاح (ليس بها مانع يوجب تحريم العقد عليها ) فيصحّ العقد عند ذلك شرعا ولو لم يكن في المحكمة ولو لم يحضره القاضي أو المأذون أو إمام المسجد . والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8141
حكم أخذ الربا على الودائع في بنوك الكفار
الفقه > معاملات > البيوع > الربا >(1/6156)
سؤال رقم 8141- حكم أخذ الربا على الودائع في بنوك الكفار
السؤال :
: في موطني الأصلي بعض الشركات تضع ودائع ويعطون فائدة شهرية ولا تتغير الأصول فما حكم الدخل الذي بهذا الشكل وهل يجوز لأرملة أن تستخدم هذا الدخل للإنفاق على نفسها وأسرتها ؟.
الجواب :
الحمد لله
ورد سؤال مشابه للسؤال لللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء هذا نصه :
أوردت مجلة الأمة فتوى في أمور مالية تجري في بلاد الغربة ودار الحرب ، نصها ، فقد ذهب الإمام أبو حنيفة إلى جواز أخذ الربا من الحربيين في دار الحرب ، وتصحيح كل عقد أو معاملة تعود على المسلم بنفع ما دامت قائمة على التراضي ، وليس فيها غش ولا خيانة ، فإن صحت فإنها تفيد بعض المسلمين في فرنسا لأن التبرعات التي تأتينا تظل في البنك أشهراً قبل أن يحين وقت إنفاقها ، ولا يستفيد من فوائدها المتراكمة سوى البنك الذي نتعامل معه ، فإن صحت هذه الفتوى استطعنا الاستفادة من فوائد أموالنا في دار الحرب وقدمناها على الأقل للفقراء والمساكين لا لغيرهم ، والله من وراء القصد .
فأجابت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله :
أولاً : عقود المعارضات المالية وتبادل المنافع بيننا وبين الكفار صحيحة ما دامت مستوفية لشروط العقود في شريعة الإسلام .
ثانياً : التعامل بالربا حرام سواء كان بين المسلمين أم بين المسلمين والكفار مطلقاً ، حربيين وغير حربيين . والله أعلم
من فتاوى اللجنة الدائمة ج13/19.
*****
81471
متى تُصلى راتبة الفجر ؟
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة النافلة >(1/6157)
سؤال رقم 81471- متى تُصلى راتبة الفجر ؟
كيفية الصلاة قبل الفجر لتعد من الرواتب الاثنا عشر، عندنا في المغرب يؤذن للصبح فنقوم نصلي الفجر ثم الصبح ، نرجو منكم أن توضحوا لنا متى نصلي ركعتي الرواتب الاثني عشر؟ خصوصا الركعتين قبل الفجر .
الحمد لله
أولاً :
الرواتب الاثنا عشر التي جاء في فضلها أن من واظب عليها بني له
بيتٌ في الجنة سبق بيانها في جواب السؤال رقم ( 1048 )
، وهي ركعتان قبل الفجر ، وأربع ركعات قبل الظهر ، وركعتان بعدها ، وركعتان بعد
المغرب ، وركعتان بعد العشاء .
ثانياً :
ما تؤدونه بعد أذان الصبح قبل صلاة الفريضة ، هو النافلة ، وهي
ركعتا الفجر وتسمى " سنة الفجر " أو " سنة الصبح " ، وهي من الرواتب الاثنا عشر –
كما سبق – ففعلكم لها هو من المحافظة على هذه الراتبة الشريفة .
وانظر لزيادة الفائدة جواب السؤال رقم ( 79345 ) .
*****
81621
حكم صوم يوم السبت
الفقه > عبادات > الصوم > صيام النافلة >(1/6158)
سؤال رقم 81621- حكم صوم يوم السبت
ما حكم صوم يوم السبت في غير شهر رمضان وماذا لو صادف يوم عرفة ؟.
الحمد لله
يكره إفراد يوم السبت بالصيام ؛ لما روى الترمذي (744) وأبو داود
(2421) وابن ماجه (1726) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ عَنْ أُخْتِهِ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا تَصُومُوا يَوْمَ
السَّبْتِ إِلا فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ
أَحَدُكُمْ إِلا لِحَاءَ عِنَبَةٍ ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ ) صححه الألباني في "الإرواء" (960) وقَالَ أَبُو عِيسَى
الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَمَعْنَى كَرَاهَتِهِ فِي هَذَا
أَنْ يَخُصَّ الرَّجُلُ يَوْمَ السَّبْتِ بِصِيَامٍ لأَنَّ الْيَهُودَ تُعَظِّمُ
يَوْمَ السَّبْتِ " انتهى .
و ( لحاء عنبة ) هي القشرة تكون على الحبة من العنب .
( فليمضغه ) وهذا تأكيد بالإفطار .
وقال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (3/52) : " قال أصحابنا :
يكره إفراد يوم السبت بالصوم ... والمكروه إفراده , فإن صام معه غيره ; لم يكره ;
لحديث أبي هريرة وجويرية . وإن وافق صوما لإنسان , لم يكره " انتهى .
ومراده بحديث أبي هريرة : ما رواه البخاري (1985) ومسلم (1144)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ
الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَه ).
وحديث جويرية : هو ما رواه البخاري (1986) عَنْ جُوَيْرِيَةَ
بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ ،
فَقَالَ : ( أَصُمْتِ أَمْسِ ؟ قَالَتْ : لا . قَالَ : تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي
غَدًا ؟ قَالَتْ : لا . قَالَ : فَأَفْطِرِي ) .
فهذا الحديث والذي قبله يدلان دلالة صريحة على جواز صوم يوم
السبت في غير رمضان ، لمن صام الجمعة قبله .
وثبت في الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال : ( أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ كان َيَصُومُ يَوْمًا
وَيُفْطِرُ يَوْمًا )
وهذا لا بد أن يوافق السبت منفرداً في بعض صومه ، فيؤخذ منه أنه
إذا وافق صوم السبت عادةً له كيوم عرفة أو عاشوراء ، فلا بأس بصومه ، ولو كان
منفرداً .
وقد ذكر الحافظ في الفتح أنه يستثنى من النهي عن صوم يوم الجمعة
من له عادة بصوم يوم معين ، كعرفة ، فوافق الجمعة . فمثله يوم السبت ، وقد سبق كلام
ابن قدامة في هذا .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وليعلم أن صيام يوم السبت له أحوال :
الحال الأولى : أن يكون في فرضٍ كرمضان أداء ، أو قضاءٍ ، وكصيام
الكفارة ، وبدل هدي التمتع ، ونحو ذلك ، فهذا لا بأس به ما لم يخصه بذلك معتقدا أن
له مزية .
الحال الثانية : أن يصوم قبله يوم الجمعة فلا بأس به ؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لإحدى أمهات المؤمنين وقد صامت يوم الجمعة : ( أصمت أمس ؟ )
قالت : لا ، قال : ( أتصومين غدا ؟ ) قالت : لا ، قال : ( فأفطري ) . فقوله : (
أتصومين غدا ؟ ) يدل على جواز صومه مع الجمعة .
الحال الثالثة : أن يصادف صيام أيام مشروعة كأيام البيض ويوم
عرفة ، ويوم عاشوراء ، وستة أيام من شوال لمن صام رمضان ، وتسع ذي الحجة فلا بأس ،
لأنه لم يصمه لأنه يوم السبت ، بل لأنه من الأيام التي يشرع صومها .
الحال الرابعة : أن يصادف عادة كعادة من يصوم يوما ويفطر يوما
فيصادف يوم صومه يوم السبت فلا بأس به ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى
عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين : ( إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه ) ، وهذا
مثله .
الحال الخامسة : أن يخصه بصوم تطوع فيفرده بالصوم ، فهذا محل
النهي إن صح الحديث في النهي عنه " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن
عثيمين" (20/57).
والله أعلم .
*****
81692
هل شرب أحد الصحابة دم النبي صلى الله عليه وسلم ؟
التاريخ والسيرة > السيرة النبوية >
الفقه > عبادات > الطهارة > إزالة النجاسة >(1/6159)
سؤال رقم 81692- هل شرب أحد الصحابة دم النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هل صَحَّ أنه لما احتجم النبي صلى الله عليه وسلم .. أنَّ أحد الصحابة شرب الدم ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( سَرَت فِيكَ النُّبُوَّة ) ؟
ذكرته إحدى الطالبات في حديثنا عن نجاسة الدم وحرمة شربه .
الحمد لله
أولا :
الدم المسفوح من المحرمات النجسة ، وقد جاء الدليل من الكتاب
والسنة والإجماع على ذلك .
يقول الله تعالى : ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ
مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً
مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ
اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ ) الأنعام/145
قال الطبري رحمه الله "جامع البيان" (8/53) :
" الرجس : النجس والنتن " انتهى .
أما السنة : فعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت :
( جَاءَت امرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَت : إِحدَانَا يُصِيبُ ثَوبَهَا مِن دَمِ الحَيضَةِ كَيفَ تَصنَعُ
بِهِ ؟ قَالَ : تَحُتُّهُ ثُمَّ تَقرُصُهُ بِالمَاءِ ثُمَّ تَنضَحُهُ ثُمَّ
تُصَلِّي فِيهِ )
رواه البخاري (227) ومسلم (291)
وقد بوب عليه البخاري ( باب غسل الدم ) ، كما بوب عليه النووي (
باب نجاسة الدم وكيفية غسله )
وأما الإجماع :
فقال النووي رحمه الله : " الدم نجس ، وهو بإجماع المسلمين " انتهى .
ونقله أيضا القرطبي في تفسيره (2/210) وابن رشد في بداية المجتهد
(1/79)
ثانيا :
جاء في بعض الأحاديث أن بعض الصحابة رضي الله عنهم شربوا دم
النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي بعض الروايات أنه أقرهم على ذلك ، وفي بعضها أنه
أنكر عليهم ، ولم أجد في شيء من الروايات اللفظ المذكور في السؤال : ( سرت فيك
النبوة ) ، ونذكر هنا هذه الأحاديث وحكم العلماء عليها :
1- عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه :
( أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ
وَهُوَ يَحتَجِمُ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ : يَا عَبدَ اللَّهِ اذهَب بِهَذَا
الدَّمِ فَأَهرِقهُ حَتَّى لا يَرَاهُ أَحَدٌ .
فَلَمَّا بَرَزَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ
وَسَلَّمَ عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ .
فَقَالَ : يَا عَبدَ اللَّهِ مَا صَنَعتَ ؟
قَالَ : جَعَلتُهُ فِي أَخفَى مَكَانٍ ظَنَنتُ أَنَّهُ يَخفَى
عَلَى النَّاسِ .
قَالَ : لَعَلَّكَ شَرِبتَهُ .
قَالَ : نَعَم .
قَالَ : وَلِمَ شَرِبتَ الدَّمَ ؟! وَيلٌ لِلنَّاسِ مِنكَ
وَوَيلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ )
رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/414) ، والبزار في
مسنده (6/169) ، والحاكم في المستدرك (3/638) ، والبيهقي في السنن الكبرى (7/67) ،
ولكن بلفظ : ( ما تلقى أمتك منك ! ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (28/163)
جميعهم من طريق هنيد بن القاسم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن
أبيه به .
وهنيد بن القاسم : ترجمته في "التاريخ الكبير" (8/249) وفي
"الجرح والتعديل" (9/121) ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا ، وذكره ابن حبان في
"الثقات" (5/515) ولم يعرف روى عنه إلا موسى بن إسماعيل .
ومثل هذا الراوي يعتبر في عداد المجاهيل ، ولكن يحسن حديثه إن
تابعه أو شهد له ما يقويه ، وقد جاء عن بعض أهل العلم ما يدل على توثيقه وقبول
حديثه :
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/30) :
" وفي إسناده الهنيد بن القاسم ، ولا بأس به ، لكنه ليس بالمشهور
بالعلم " انتهى .
وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/366) :
" ما علمت في هنيد بن القاسم جرحة " انتهى .
وللحديث طريق أخرى رواها الدارقطني (1/228) ، وابن عساكر في
تاريخ دمشق (28/162) من طريق :
محمد بن حميد ثنا علي بن مجاهد ثنا رباح النوبي أبو محمد مولى آل
الزبير عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : أنها ذكرت قصة شرب عبد الله بن الزبير
ابنها دم النبي صلى الله عليه وسلم أمام الحجاج ، وفيه قول النبي صلى الله عليه
وسلم له : لا تمسك النار .
قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (1/31) :
" وفيه علي بن مجاهد وهو ضعيف " انتهى .
وعلي بن مجاهد هذا هو الكابلي ، كذبه يحي بن الضريس ، ويحي بن
معين ، كما في الميزان ، وقال فيه الحافظ في التقريب : " متروك ، من التاسعة ، وليس
في شيوخ أحمد أضعف منه "
وفيه أيضا رباح النوبي ، قال الحافظ : " لينه بعضهم ، ولا
يُدْرَى من هو " [ لسان الميزان 2/443] .
وبهما أعله العظيم آبادي في التعليق المغني ، قال (1/425) : (
قوله : " علي بن مجاهد ، حدثنا رباح النوبي " ، هما ضعيفان لا يحتج بهما ) .
وفيه أيضا : محمد بن حميد الرازي ، وهو ضعيف ، كما في التقريب
وغيره .
كما رواه في جزء الغطريف ـ كما قال ابن حجر في الإصابة (4/93)
والتلخيص الحبير (1/32) ) ـ ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/162) :
عن أبي خليفة الفضل بن الحباب نا عبد الرحمن بن المبارك نا سعد
أبو عاصم مولى سليمان بن علي عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير قال أخبرني سلمان
الفارسي... وذكر القصة ، وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن الزبير :
لا تمسك النار إلا قسم اليمين .
فيظهر من مجموع هذه الروايات أن قصة شرب عبد الله بن الزبير دم
النبي صلى الله عليه وسلم لها أصل ، والله أعلم .
2- سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
عن بُرَيه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال :
( احتجم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قال لي : خذ هذا الدم
فادفنه من الدواب والطير ، أو قال : الناس والدواب . قال : فتغيبت به فشربته . قال
: ثم سألني فأخبرته أني شربته ، فضحك )
رواه البخاري في التاريخ الكبير (4/209) ، وابن عدي في الكامل
(2/64) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/67) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/81)
كلهم من طريق ابن أبي فديك عن بُرَيه بن عمر بن سفينة عن أبيه عن
جده .
قال ابن كثير في "الفصول في السيرة" (300) :
" فإنه حديث ضعيف لحال بُريه هذا ، واسمه إبراهيم ؛ فإنه ضعيف
جدا " انتهى .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله "السلسلة الضعيفة" (1074) :
" وهذا سند ضعيف ، وله علتان :
الأولى : عمر بن سفينة ، قال الذهبي في "الميزان" : لا يعرف ،
وقال أبو زرعة : صدوق ، وقال البخاري : إسناده مجهول .
وأورده العقيلي في الضعفاء (282) وقال : " حديث غير محفوظ ولا
يعرف إلا به "
والأخرى : ابنه بُرَيه – مصغرا - ، واسمه إبراهيم ، أورده
العقيلي أيضا (61) وقال : لا يتابع على حديثه . وقال ابن عدي في "الكامل" (2/64) :
له أحاديث يسيرة غير ما ذكرت ، ولم أجد للمتلكمين في الرجال لأحد منهم فيه كلاما ،
وأحاديثه لا يتابعه عليها الثقات ، وأرجو أنه لا بأس به "
وقال الذهبي في الميزان : ضعفه الدارقطني ، وقال ابن حبان : لا
يحل الاحتجاج به . وقال أيضا : وتفرد بُرَيه عن أبيه بمناكير "
والحديث ضعفه عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام" ، وسكت عليه الحافظ
ابن حجر في "التلخيص" فلم يُجِد " انتهى كلام الألباني .
3- سالم أبو هند الحجام رضي الله عنه .
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/30) :
" رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة من حديث سالم أبي هند الحجام
قال :
حجمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فرغت شربته ، فقلت :
يا رسول الله شربته . فقال : ويحك يا سالم ، أما علمت أن الدم حرام ! لا تَعُد )
وفي إسناده أبو الحجاف ، وفيه مقال " انتهى .
4- غلام لبعض قريش .
عن نافع أبي هرمز عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( حجم النبيَّ صلى الله عليه وسلم غلامٌ لبعض قريش ، فلما فرغ من
حجامته أخذ الدم ، فذهب به من وراء الحائط ، فنظر يمينا وشمالا ، فلما لم ير أحدا
تحسى دمه حتى فرغ ، ثم أقبل ، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه ، فقال : ويحك
ما صنعت بالدم ؟ قلت : غيبته من وراء الحائط . قال : أين غيبته ؟ قلت : يا رسول
الله ! نفست على دمك أن أهريقه في الأرض ، فهو في بطني . قال : اذهب فقد أحرزت نفسك
من النار )
ذكره ابن حبان في المجروحين (3/59) في ترجمة نافع أبي هرمز وقال
: روى عن عطاء نسخة موضوعة ، وذكر منها هذا الحديث .
5- مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما .
قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/31) :
" وفي الباب حديث مرسل أخرجه سعيد بن منصور (2/221) من طريق عمر
بن السائب أنه بلغه أن مالكا والد أبي سعيد الخدري لما جرح النبي صلى الله عليه
وسلم مص جرحه حتى أنقاه ولاح أبيض ، فقيل له : مُجَّهُ . فقال : لا والله لا
أمُجُّهُ أبدا . ثم أدبر فقاتل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا . فاستشهد " انتهى .
الخلاصة أن أصح ما ورد في شرب الصحابة بعض دم النبي صلى الله
عليه وسلم ، هو ما جاء من شرب عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، على ما مر من
الكلام في سنده ، ولم يصح عن أحد غيره .
ثالثا :
فكيف يوفق العلماء بين ما تقرر من نجاسة الدم ، وبين شرب عبد
الله بن الزبير دم النبي صلى الله عليه وسلم الشريف ؟
قالوا : ذلك من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم التي انفرد بها
في الحكم عن سائر الأمة ، وهي خصوصيات كثيرة جمعها أهل العلم في مجلدات ، مثل
الإمام السيوطي في كتابه "الخصائص الكبرى" ، فقد نص بعض أهل العلم على طهارة دمه
الشريف صلى الله عليه وسلم اعتمادا على قصة عبد الله بن الزبير .
انظر الشفا (1/55) ومغني المحتاج (1/233) وتبين الحقائق (4/51) وإن كان نقل في
المجموع (1/288) عن جمهور الشافعية القول بنجاسة دم النبي صلى الله عليه وسلم كسائر
الدماء .
والله أعلم .
*****
8177
من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين هل يثاب على ذلك ؟
القرآن وعلومه >(1/6160)
سؤال رقم 8177- من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين هل يثاب على ذلك ؟
السؤال :
: بعض الناس يأخذون المصحف ويطالعون فيه دون تحريك شفتيهم هل هذه الحالة ينطبق عليها اسم قراءة القرآن ؟ أم لابد من التلفظ بها والإسماع ، لكي يستحقوا بذلك ثواب قراءة القرآن ؟ وهل المرء يثاب على النظر في المصحف ؟ أفتونا جزاكم الله خيراًَ.
الجواب :
الحمد لله
لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى ، لكن لا
يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله
، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً
لأصحابه ) رواه مسلم .
ومراده صلى الله عليه وسلم بأصحابه : الذين يعملون
به ، كما في الأحاديث الأخرى ، وقال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من القرآن
فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ) خرجه الترمذي ، والدارمي بإسناد صحيح
، ولا يعتبر قارئاً إلا إذا تلفظ بذلك . والله ولي التوفيق .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8 ص / 363.
*****
81772
إذا أجنب مرتين كفاه غسل واحد
الفقه > عبادات > الطهارة > الغسل >(1/6161)
سؤال رقم 81772- إذا أجنب مرتين كفاه غسل واحد
ما هو حكم الاغتسال عندما يقوم الشخص بإنزال المني مرتين متتاليتين في أوقات مختلفة علما أنه لم يغتسل في المرة الأولى هل يقوم بالغسل مرتين أم تكفي مرة واحدة عنها كلها ؟.
الحمد لله
إذا أنزل الرجل المني مرتين أو أكثر في أوقات مختلفة ، ثم اغتسل
غسلا واحدا كفاه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يطوف على نسائه ، ثم يغتسل
غسلا واحدا ، كما روى مسلم (309) عَنْ أَنَس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ .
وقد قرر الفقهاء أنه لو اجتمعت أسباب توجب الغسل كالجماع مرات ،
أو التقاء الختانين مع الإنزال ، أو الجنابة مع الحيض ، فإنه يكفيه غسل واحد
بالإجماع .
قال النووي رحمه الله : " إذا أحدث أحداثا متفقة أو مختلفة ،
كفاه وضوء واحد بالإجماع ، وكذا لو أجنب مرات ، بجماع امرأة واحدة ، أو نسوة ، أو
احتلام ، أو بالمجموع ، كفاه غسل بالإجماع . وممن نقل الإجماع فيه أبو محمد بن حزم
والله أعلم " انتهى من "المجموع" (1/487) .
والله أعلم .
*****
81774
ما يترتب على نزول المذي
الفقه > عبادات > الطهارة > إزالة النجاسة >(1/6162)
سؤال رقم 81774- ما يترتب على نزول المذي
كل ما قال لي زوجي احبك أو همس لي بذلك اشعر ببلل فلست أدري هل هذا هو المني ؟ وهل يستوجب الغسل ؟ وهل هذا هو البلل الذي يأتي مع الشهوة...على الرغم أن إحساسي بالفرح والنشوة عندما يقولها لي يختلف عن شعوري باللذة عند ذروة الجماع... أفتوني يرحمكم الله لأن زوجي دائما يناديني احبك..وفى كل مرة اشعر بالبلل ..فهل يتوجب على في كل مرة الغسل ؟ أنا حائرة من أمري...إذا يتوجب على الغسل في كل صلاة !!!.
الحمد لله
أولاً : الظاهر أن هذا البلل الذي تشعرين به هو المذي وليس المني
الذي يوجب خروجه الاغتسال .
وعلى هذا ، فلا يجب عليك الاغتسال لخروجه ، ولكن فقط عليك الوضوء
، لأن خروج المذي ناقض للوضوء ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن المذي :
( فيه الوضوء ) رواه البخاري ومسلم .
وقد نقل ابن قدامة رحمه الله في " المغني " (1/168) إجماع
العلماء على أن خروج المذي ناقض للوضوء .
ثانياً : يجب التنبه إلى أن المذي نجس ، فيجب غسل الموضع الذي
أصابه المذي من البدن ، وأما الثياب فقد خفف الشرع في تطهيرها دفعاً للمشقة ، فيكفي
أن تأخذي كفاً وترشيه على الموضع الذي أصابه المذي ، لقول الرسول صلى الله عليه
وسلم لما سئل عن كيفية تطهير الثوب من المذي : ( يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح (
أي : ترش ) بها ثوبك حيث تُرى ( أي : تظن ) أنه أصابه ) رواه الترمذي (115)
وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وقد سبق بيان الفرق بين المذي والمني والأحكام المترتبة عليهما
في جواب السؤال ( 2458 ) فارجعي إليه
إن أردت الاستزادة .
والله أعلم .
*****
8185
نصائح لرواد ساحات الحوار
الآداب >(1/6163)
سؤال رقم 8185- نصائح لرواد ساحات الحوار
السؤال : كثرت مواقع ساحات الحوار وكَثُر المشاركون فيها فما هي النصيحة لرواد قنوات الحوار سواء القراء أو المشاركين .
الجواب :
الحمد لله
نعم لقد كثرت مواقع الحوار على الشبكة وكثر روادها وفيما يلي بعض النصائح للقراء
والكتّاب فيها :
- الإخلاص لله : وكل امرئ سيفنى ويُبقي الدهر ما
كتبت يداه ، فاحرص أن لا تكتب غير شيء يسرك في القيامة أن تراه ، ولا خير في
عمل لا يراد به وجه الله تعالى .
- العامي وغير المتخصص لا بد أن يختار المواقع
السليمة والمفيدة ويتحاشى مواقع أهل البدع والمواقع السيئة .
- مقاطعة مواقع أهل البدعة أو المواقع التي غلبت
عليها البدعة لأن المشاركة والنقاش هو مادة الحياة لهذه المواقع ، ولا يجوز إشهار
أهل البدع ويجب إخمال ذكرهم ، والعمل على ألا يشتهروا ، وقد يحصل من طريقة ردود
بعض أهل السنة خلاف ذلك ، ولا يجوز للعامي المسلم أن يقرأ في مواقع أهل البدع
بدافع حب الاستطلاع أو يناقش بدون علم بل يكل الأمر لأهله ولا بأس بأن يأخذ كلام
المبتدع إلى أهل العلم ثم ينقل رده عليه .
- تذكير أصحاب المواقع المختلطة بالله عز وجل وأنه
لا يجوز لهم أن يسمحوا لأحد من أهل البدع أو المقالات الباطلة بنشر ذلك في مواقعهم
- يجب على طلبة العلم مؤازرة أخيهم الذي يردّ على
أهل البدع والذين يعتمدون على الكثرة حيث يكتب أحدهم ويصفق له عشرة ويمدحون صاحبهم
ويشتمون الذي يرد عليه .
- أهمية مشاركة الشيوخ وأصحاب الأقلام والأصوات
المشهورة في هذه المنتديات .
- لا يشترط دخول العالم بصفة مباشرة فقد يُشغله
ذلك ويكفي أن ينقل الثقات من طلابه عنه .
- الحذر من إضاعة الأوقات فإن عدداً من طلبة العلم
قد استنزفت ساحات الحوار منهم وقتاً طويلاً ولا يلزم الرد على كل ناعق وعلى الأطروحات
التافهة ويمكن الاكتفاء بإيراد النبي صلى الله عليه وسلم : من حسن إسلام المرء
تركه ما لا يعنيه .
- إدراك أن أهمية إنفاق الأوقات لتعليم المسلمين
ودعوتهم مقدمة في الرد على هذا وذاك ولنترك الردود إلى الحالات التي لا بد منها
مثل شخص من أهل البدع أثار شبهة أو حكى باطلاً ولم يرد عليه أحد فيتعين الرد
حينئذٍ .
- لا بد أن يدرك الداخل إلى ساحات الحوار أنه يتعامل
مع شخصيات كثيرة مجهولة وأن هامش الثقة بمن يكتبون بغير أسمائهم الحقيقية هو
هامش ضيق .
- ينصح الشباب المتحمسون أن لا يورطوا أنفسهم فيما
لا يحسنونه علمياً ، ويكفينا في الفتوى بغير علم قول الله تعالى : ( وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ
)
- التزام الأدب الشّرعي وعفّة اللسان ( والقلم
أحد اللسانين ) ، قال الله تعالى : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ
عَدُوًّا مُبِينًا ) والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8186
حكم المسح على الجورب المثقوب
الفقه > عبادات > الطهارة > المسح على الخفين >(1/6164)
سؤال رقم 8186- حكم المسح على الجورب المثقوب
هل يجوز المسح على الجورب المثقوب ؟.
الحمد لله
الصحيح من أقاويل العلماء جواز المسح على الخف أو الجورب المخرق فقد رخص النبي
صلى الله عليه وسلم بالمسح على الخفين ولم يشترط كونه سليماً من الخروق أو الفتوق
ولا سيما أن خفاف بعض الصحابة لا تخلو من فتوق وشقوق فلو كان هذا مؤثراً على
المسح لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً عاماً فقد تقرر في القواعد الأصولية
أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز .
وقد قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله ( امسح
عليها ما تعلقت به رجلك وهل كانت خفاف المهاجرين والأنصار إلا مخرقة مشققة مرقعة
) رواه عبد الرزاق في المصنف ( 1 / 194 )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى
( 21 / 174 ) فلما أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر بالمسح على الخفاف مع
علمه بما هي عليه في العادة ولم يشترط أن تكون سليمة من العيوب وجب حمل أمره
على الإطلاق ولم يجز أن يقيد كلامه إلا بدليل شرعي . وكان مقتضى لفظه أن كل خف
يلبسه الناس ويمشون فيه فلهم أن يمسحوا عليه وإن كان مفتوقاً أو مخروقاً من غير
تَحديد لمقدار ذلك فإن التحديد لا بدّ له من دليل .. ) .
وهذا مذهب إسحاق وابن المبارك وابن عيينة وأبي
ثور .
وذهب الإمام الشافعي وأحمد في المشهور عنهما إلى
أنه لا يجوز المسح على الخفين أو الجوربين ما دام أنه يظهر من الملبوس فتق أو
شق في محل الفرض
وذهب أبو حنيفة ومالك إلى التفريق بين الخرق اليسير
والخرق الكثير .
والصحيح القول الأول وأنه يجوز المسح على الخفين
والجوربين ما تعلقت بهما القدم وأمكن المشي فيهما .
ويصح أيضاً المسح على الجوربين اللذين يصفان البشرة
لأن الإذن بالمسح على الخفين مطلق ولم يرد تقييده بشيء فكان مقتضى ذلك أن كل
جورب يلبسه الناس لهم أن يمسحوا عليه وهذا مقتضى قول القائلين بجواز المسح على
الخف المخرق ما أمكن المشيء عليه .
وقد ذكر النووي رحمه الله في المجموع ( 1 / 502
) أنه إذا لبس خف زجاج يمكن متابعة المشي عليه جاز المسح عليه وإن كان تُرى تحته
البشرة ... ) . والله أعلم
الشيخ سليمان بن ناصر العلوان .
*****
8186
حكم المسح على الجورب المثقوب
الفقه > عبادات > الطهارة > المسح على الخفين >(1/6165)
سؤال رقم 8186- حكم المسح على الجورب المثقوب
هل يجوز المسح على الجورب المثقوب ؟.
الحمد لله
الصحيح من أقاويل العلماء جواز المسح على الخف أو الجورب المخرق فقد رخص النبي
صلى الله عليه وسلم بالمسح على الخفين ولم يشترط كونه سليماً من الخروق أو الفتوق
ولا سيما أن خفاف بعض الصحابة لا تخلو من فتوق وشقوق فلو كان هذا مؤثراً على
المسح لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بياناً عاماً فقد تقرر في القواعد الأصولية
أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز .
وقد قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله ( امسح
عليها ما تعلقت به رجلك وهل كانت خفاف المهاجرين والأنصار إلا مخرقة مشققة مرقعة
) رواه عبد الرزاق في المصنف ( 1 / 194 )
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى
( 21 / 174 ) فلما أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم الأمر بالمسح على الخفاف مع
علمه بما هي عليه في العادة ولم يشترط أن تكون سليمة من العيوب وجب حمل أمره
على الإطلاق ولم يجز أن يقيد كلامه إلا بدليل شرعي . وكان مقتضى لفظه أن كل خف
يلبسه الناس ويمشون فيه فلهم أن يمسحوا عليه وإن كان مفتوقاً أو مخروقاً من غير
تَحديد لمقدار ذلك فإن التحديد لا بدّ له من دليل .. ) .
وهذا مذهب إسحاق وابن المبارك وابن عيينة وأبي
ثور .
وذهب الإمام الشافعي وأحمد في المشهور عنهما إلى
أنه لا يجوز المسح على الخفين أو الجوربين ما دام أنه يظهر من الملبوس فتق أو
شق في محل الفرض
وذهب أبو حنيفة ومالك إلى التفريق بين الخرق اليسير
والخرق الكثير .
والصحيح القول الأول وأنه يجوز المسح على الخفين
والجوربين ما تعلقت بهما القدم وأمكن المشي فيهما .
ويصح أيضاً المسح على الجوربين اللذين يصفان البشرة
لأن الإذن بالمسح على الخفين مطلق ولم يرد تقييده بشيء فكان مقتضى ذلك أن كل
جورب يلبسه الناس لهم أن يمسحوا عليه وهذا مقتضى قول القائلين بجواز المسح على
الخف المخرق ما أمكن المشيء عليه .
وقد ذكر النووي رحمه الله في المجموع ( 1 / 502
) أنه إذا لبس خف زجاج يمكن متابعة المشي عليه جاز المسح عليه وإن كان تُرى تحته
البشرة ... ) . والله أعلم
الشيخ سليمان بن ناصر العلوان .
*****
8187
إمام المسجد أحقّ بالإمامة في صلاة الجنازة
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6166)
سؤال رقم 8187- إمام المسجد أحقّ بالإمامة في صلاة الجنازة
هل يصلي على الميت وليه أو الإمام الراتب ؟.
الحمد لله
يصلي عليه في المسجد الإمام الراتب .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/13 ص/137.
*****
8188
حكم إقامة دورات لتعليم تغسيل الأموات
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6167)
سؤال رقم 8188- حكم إقامة دورات لتعليم تغسيل الأموات
ما حكم إقامة دورات لتعليم تغسيل الأموات ؟.
الحمد لله
تعليم تغسيل الموتى طيب ومشروع وليس فيه شيء ، لأن بعض الناس لا يحسن التغسيل
، والحاجة ماسة إلى معرفة كيفية تغسيل الميت .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/13 ص/118.
*****
8189
من أحق بحضانة الطفل في الإسلام
الفقه > معاملات > الحضانة >(1/6168)
سؤال رقم 8189- من أحق بحضانة الطفل في الإسلام
بعد زواج دام عدة سنوات ، طلق الرجل زوجته وحاول أخذ طفلها منها ، وهي تسأل من أحق بحضانة الطفل هي أم طليقها ، خصوصا أنها ستسافر للعيش مع أهلها في بلد آخر ؟.
الحمد لله
النساء أحق بحضانة الطفل من الرجال ، وهن الأصل في ذلك ، لأنهن أشفق وأرفق وأهدى
إلى تربية الصغار ، وأصبر على تحمل المشاق في هذا المجال ، وأن الأم أحق بحضانة
ولدها ذكراً كان أو أنثى ما لم تنكح وتوفرت فيها شروط الحاضنة باتفاق .
ويشترط في الحاضن : التكليف ، والحرية ، والعدالة
، والإسلام إذا كان المحضون مسلماً ، والقدرة على القيام بواجبات المحضون ، وأن
لا تكون متزوجة بأجنبي من المحضون ، وإذا فقد شرط من الشروط وطرأ المانع كالجنون
أو الزواج ونحو ذلك سقط حق الحضانة ، ثم إذا زال المانع رجع الحاضن في حقه ،
ولكن الأولى مراعاة مصلحة المحضون ، لأن حقه مقدم .
ومدة الحضانة إلى سن التمييز والاستغناء ، أي تستمر
الحضانة إلى أن يميز المحضون ويستغني ، بمعنى أن يأكل وحده ويشرب وحده ، ويستنجي
وحده ونحو ذلك .
وإذا بلغ هذا الحد انتهت مدة الحضانة ذكراً كان
أو أنثى ، وذلك في سبع سنين أو ثمان سنين .
أما عن أثر السفر في انتقال الحضانة : فإذا افترق
الأبوان واختلفا في حضانة الولد فيكون لسفرهما صور :
1- إذا أراد أحد الأبوين السفر غير نقلة ، بأنه
يريد أن يرجع فالمقيم أحق بالولد .
2- وإذا أراد أحدهما سفراً لقصد الاستيطان والإقامة
وكان البلد أو الطريق مخوفاُ فالمقيم أحق به .
3- وإذا أراد أحدهما سفراً للانتقال والإقامة في
البلد ، وكان البلد والطريق آمنين فالأب أولى به من الأم ، سواء كان المنتقل
أباً أو أماً .
4- وإذا أراد الأبوان السفر جميعاً إلى بلدة واحدة
فالأم باقية على حضانتها .
5- لو كان السفر قريباً بحيث يراهم الأب ويرونه
كل يوم فتكون الأم على حضانتها .
عند بلوغ الولد حد الاستغناء تنتهي مدة الحضانة
، وتبدأ مدة كفالة الصغار إلى أن يبلغ الحلم أو تحيض البنت ، فتنتهي مدة الكفالة
، ويكون الولد حراً في تصرفه .
حق المرأة في كفالة الصغار : يظهر من مذاهب الفقهاء
أن للنساء حقاً في كفالة الولد في الجملة ولا سيما الأم والجدة ، إلا أن الخلاف
واقع بينهم فيمن هو أحق بالكفالة إذا تنازع الأبوان ، وكانا أهلاً للكفالة ،
فيرى المالكية والظاهرية أن الأم أحق بكفالة الولد ذكراً أو أنثى ، ويرى الحنابلة
التخيير في الذكر ، وأما الأنثى فالأب أحق بها ، ويرى الحنفية أن الأب أحق بالغلام
، والأم أحق بالجارية ، ولعل الراجح هو التخيير إذا تنازعا وتوفرت فيهما شروط
الكفالة .
من كتاب ولاية المرأة في الفقه الإسلامي ص 692.
*****
8190
الولاية على نكاح المرأة وأموالها
الفقه > معاملات > النكاح > شروط النكاح >(1/6169)
سؤال رقم 8190- الولاية على نكاح المرأة وأموالها
نعلم أنه إذا أرادت المرأة أن تتزوج فيجب أن يكون وليها هو من يعقد لها ، ولكن كيف لها أن تحدد الولي ؟ وهل يجب أن يقوم الولي بإتمام جميع معاملات المرأة ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا .
الحمد لله
أسباب ولاية النكاح خمسة : المُلْك ، والقرابة ، والولاء ، والإمامة ، والوصاية
الولي شرط في صحة النكاح ، ولا يجوز للمرأة أن تتولى نكاح نفسها أو غيرها بسبب من الأسباب ، لا أصالة ولا نيابة ولا وكالة ، لو باشرت العقد كان النكاح باطلاً .
للمرأة البالغة العاقلة الرشيدة أن تتولى مالها ، وتتصرف فيه كما تشاء بعوض أو بغير عوض كبيع أو شراء ، أو إجارة ، أو إقراض ، أو تصدق أو هبة كله أو جزء منه ، وليس لأحد أن يمنعها من ذلك ، ولا تحتاج إلى إذن أحد ، سواء كانت بكراً ذات أب ، أو غير ذات أب ، أو ذات زوج .
يجوز للمرأة أن تتصرف في مال أولادها من أكل وغيره
، كما هو مسموح للرجل في مال أولاده ، ويجوز لها أن تتصرف وتأكل من مال أبويها
بما هو مباح لها .
وللأم ولاية مال أولادها الصغار والمجنون ، لأنها
أشفق على ولدها من غيرها .
ليس للمرأة أن تتصرف وتتصدق من مال زوجها إلا بإذنه ، سواء كان الإذن صريحاً أو مفهوماً من العادة والعرف .
ويجوز لها أن تكون وصية ، فلها ولاية المال بالوصاية إذا توفر فيها شروط الوصي ، سواء كانت أم الأطفال ، أو أجنبية عنهم .
يجوز للمرأة أن تكون ناظرة وقف ، وتكون لها ولاية النظر على الوقف والتصرف فيه باتفاق .
ولاية المرأة في الفقه الإسلامي ص 691.
*****
8191
هل يغَسَّل من قتل ظلماً
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6170)
سؤال رقم 8191- هل يغَسَّل من قتل ظلماً
هل المقتول ظلماً مثل الشهيد لا يغسل ولا يصلى عليه أم أنه يغسل ويصلى عليه ؟.
الحمد لله
المقتول ظلماً يغسل ويصلى عليه ، فعمر الفاروق رضي الله عنه ، قتل مظلوماً وعثمان
رضي الله عنه قتل مظلوماً ومع هذا غُسلا وصلى عليهما الصحابة رضي الله عنهم ،
وهكذا علي رضي الله عنه قتل مظلوماً وغسل وصلي عليه .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/13 ص/121.
*****
81915
كيف يتصرف في المال الحرام بعد التوبة مع حاجته له ؟
الفقه > معاملات > الأموال المحرمة >(1/6171)
سؤال رقم 81915- كيف يتصرف في المال الحرام بعد التوبة مع حاجته له ؟
أعمل محاسبا بدولة عربية منذ سنوات وعلمت خلالها أن عملي هذا حرام وأني من كتبة الربا ، حيث إنني أقوم بإثبات الفوائد البنكية المطلوبة من شركتي للبنك نظير اقتراض الشركة من البنك وهذا العمل دائما ينغص علي حياتي . والآن أريد أن أعود لبلدي وكل ما أملكه لأبدأ حياتي من جديد مع أسرتي من المتوفر من هذا الراتب !! فماذا أفعل ؟ والبعض قال لي بأنه ينبغي أن أتوب وأتصرف في كل هذا المال ولا أستفيد منه !! .. وآخر قال لي لابد من التوبة مع الاستفادة من المال مع كثرة الصدقة مع العلم بأنه ليس لي أي مصدر رزق ولا رأس مال أبدأ به حياتي غير هذا المال ولا يمكن بأن أتوظف بوظيفة حكومية لصعوبة ذلك .. أفدني وجزيت خيراً ماذا أفعل لأبدأ حياتي ؟.
الحمد لله
أولا :
العمل في مجال تسجيل الربا أو حسابه ، أو كتابة خطاباته ، أو نحو
ذلك مما فيه إعانة عليه ، لا يجوز ؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان ، قال
الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
المائدة/2 ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ،
وشاهديه ، وقال : هم سواء . رواه مسلم (1598) من حديث جابر رضي الله عنه .
فالواجب ترك العمل في هذا المجال والاقتصار على الأعمال المباحة
، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وانظر جواب السؤال رقم ( 21113 )
ثانيا :
من اكتسب مالاً بطريق محرم ، كأجرة الغناء والرشوة والكهانة
وشهادة الزور ، والأجرة على كتابة الربا ، ونحو ذلك من الأعمال المحرمة ، ثم تاب
إلى الله تعالى وندم على ما فعل ،
فإن كان قد أنفق المال ، فلا شيء عليه ، وإن كان المال في يده ،
فيلزمه التخلص منه بإنفاقه في وجه الخير ، وإذا كان محتاجا فإنه يأخذ منه قدر
الحاجة ، ويتخلص من الباقي .
قال ابن القيم رحمه الله : " إذا عاوض غيره معاوضة محرمة وقبض
العوض ، كالزانية والمغني وبائع الخمر وشاهد الزور ونحوهم ثم تاب والعوض بيده .
فقالت طائفة : يرده إلى مالكه ؛ إذ هو عين ماله ولم يقبضه بإذن الشارع ولا حصل لربه
في مقابلته نفع مباح .
وقالت طائفة : بل توبته بالتصدق به ولا يدفعه إلى من أخذه منه ،
وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أصوب القولين ... ". انتهى من "مدارج
السالكين" (1/389).
وقد بسط ابن القيم الكلام على هذه المسألة في "زاد المعاد"
(5/778) وقرر أن طريق التخلص من هذا المال وتمام التوبة إنما يكون : " بالتصدق به ،
فإن كان محتاجا إليه فله أن يأخذ قدر حاجته ، ويتصدق بالباقي " انتهى .
وقال شيخ الإسلام : " فإن تابت هذه البغي وهذا الخَمَّار ،
وكانوا فقراء جاز أن يصرف إليهم من هذا المال قدر حاجتهم ، فإن كان يقدر يتجر أو
يعمل صنعة كالنسج والغزل ، أعطي ما يكون له رأس مال " انتهى من "مجموع
الفتاوى" (29/308).
وينظر تفصيل هذه المسألة في : "الربا في المعاملات المصرفية المعاصرة" ، للدكتور
عبد الله بن محمد السعيدي (2/779- 874).
ثالثا :
يستفاد من الكلام السابق لشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم أن
التائب إن كان محتاجا فإنه يأخذ من المال قدر حاجته ، وله أن يستثمر شيئا منه يجعله
رأس مال في تجارة أو صناعة .
رابعا :
حيث إن عملك منه ما هو مباح ، ومنه ما هو محرم ، فاجتهد في تقدير
نسبة الحرام ، وتخلص مما يقابلها من المال الذي في يدك ؛ فإن شق عليك التقدير ،
فتخلص من نصفه ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : " ... وإن اختلط الحلال بالحرام وجهل
قدر كل منهما ، جعل ذلك نصفين " انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/307) .
نسأل الله لك التوفيق والسداد والعون على ما فيه صلاحك وسعادتك
في الدنيا والآخرة ، وكن موقنا بأن الله هو الرزاق الرحيم الكريم الذي لا يتخلى عن
عبده التائب المنيب إليه ، بل يفتح عليه ، ويوسع في رزقه ، ويبارك في ماله ، ويفيض
عليه من رحماته ، لأنه يحب توبته ، ويفرح بندمه ، ويقابل الإحسان بعظيم الإحسان ،
قال جل شأنه : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ
عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) التوبة/104 . وقال سبحانه : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .
وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً.
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ
قَدْراً ) الطلاق/2 ،3 .
والله أعلم .
*****
8192
موقف الإمام في صلاة الجنازة
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6172)
سؤال رقم 8192- موقف الإمام في صلاة الجنازة
كيف يوضع الميت أمام الإمام بالنسبة لجهة الرأس والأرجل ؟ .
الحمد لله
يوضع الميت أمام الإمام ، ويكون الإمام حذاء رأس الرجل ووسط المرأة كما صحت بذلك
الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا كانت الأموات جماعة رجالاً
ونساء وأطفالاً ، قدم الرجل إلى الأمام ثم الطفل الذكر ، ثم المرأة ثم الطفلة
، ويكون وسط المرأة حذاء رأس الرجل ، حتى يكون موقف الإمام منهما جميعاً هو الموقف
الشرعي .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - م/13 ص/140.
*****
81931
يحرم على الخاطب أن يخلو بمخطوبته أو يقبلها
الفقه > معاملات > النكاح > الخطبة >(1/6173)
سؤال رقم 81931- يحرم على الخاطب أن يخلو بمخطوبته أو يقبلها
أرجو توضيح ما يلي : هل القبلة من الخد بين المخطوبين توجب الطهارة الكبرى ؟ وكيف الحال إذا كانت من الفم ؟
وهل هذه الأخيرة تنقض الوضوء عند المتزوجين ؟.
الحمد لله
أولا :
الرجل مع مخطوبته ليسا زوجين ، بل هي أجنبية عنه حتى يتم العقد ،
وعلى هذا فلا يحل له أن يخلو بها أو يسافر بها ، أو يلمسها أو يقبلها ، ولا ينبغي
لأحد أن يتساهل في هذا الأمر ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لأن يطعن في
رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) رواه الطبراني
من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5045) .
وعن حكم مس المخطوبة والخلوة بها قال الزيلعي رحمه الله : " ولا
يجوز له أن يمس وجهها ولا كفيها - وإن أَمِن الشهوة - لوجود الحرمة ، وانعدام
الضرورة " انتهى من "رد المحتار على الدر المختار " (5/237) .
وقال ابن قدامة : " ولا يجوز له الخلوة بها لأنها مُحرّمة ، ولم
يَرد الشرع بغير النظر فبقيت على التحريم ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور
، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يخلون رجل بامراة فإن ثالثهما الشيطان )
ولا ينظر إليها نظر تلذذ وشهوة ، ولا ريبة " انتهى .
وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الخلوة بالمرأة الأجنبية
، فقال : ( ما خلا رجل بامرأة إلا وكان ثالثهما الشيطان ) أخرجه أحمد
والترمذي والحاكم ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2546) .
ثانيا :
وأما وجوب الطهارة الكبرى ( الاغتسال ) بمجرد القبلة فلا تجب ،
وإنما تجب الطهارة الكبرى إذا حصل إذا حصل إنزال المني أو جماع ، وقد سبق بيان ذلك
في جواب السؤال ( 7529 ) .
ثالثا :
أما نقض الوضوء بمس المرأة ، فقد سبق في جواب السؤال ( 2178 )
.
والله أعلم .
*****
81952
هل يتخلص من الفائدة الربوية بإعطائها لأخيه المدين ؟
الفقه > معاملات > البيوع > الربا >(1/6174)
سؤال رقم 81952- هل يتخلص من الفائدة الربوية بإعطائها لأخيه المدين ؟
أودعت مبلغا من المال في البنك بفائدة وأريد التطهر من هذه الفائدة بإعطائها لشقيقي الذي يعول نفسه وأسرته علما بأنه مدين لبعض أصدقائه بمبلغ من المال والذي اقترضه لشراء قطعة أرض لبناء مسكن لأسرته علما بأن مسكنه الحالي لا يسعه هو وأسرته فمسكنه يتكون من غرفتين فقط , وعدد أسرته سبعة أفراد ، فهل يجوز لي ذلك ؟.
الحمد لله
أولا :
إيداع الأموال في البنك بفائدة عمل محرم تحريما شديدا ، وهو من
كبائر الذنوب ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ
تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ
رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ) البقرة/278-279 .
ولا يجوز الإيداع في البنك الربوي إلا عند الخوف على المال من
السرقة ونحوها ، إذا لم توجد وسيلة لحفظه إلا بوضعه في البنك ، ويكتفى حينئذ بوضعه
في الحساب الجاري بلا فائدة ، لأن الضرورات تبيح المحظورات ، والضرورة تقدر بقدرها
.
ثانيا :
من ابتلي بالوقوع في الربا فالواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى
، بالإقلاع عن الذنب ، والندم على ما فات ، والعزم على عدم العود إليه ، والتخلص من
الفائدة المحرمة ، بصرفها في أوجه الخير ، وليس له أن ينتفع بها لنفسه أو لمن تجب
نفقته عليه .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : " أما ما أعطاك البنك
من الربح : فلا ترده على البنك ولا تأكله ، بل اصرفه في وجوه البر كالصدقة على
الفقراء ، وإصلاح دورات المياه ، ومساعدة الغرماء العاجزين عن قضاء ديونهم " انتهى من " فتاوى إسلامية " (2 / 407) .
ثالثا :
يجوز لك أن تتخلص من الفائدة الربوية بدفعها لأخيك المحتاج ،
بشرط أن تكون نفقة غير واجبة عليك ، حتى لا يكون ذلك تحايلاً على انتفاعك بها
وصيانة لمالك الذي تبذله في النفقة .
وتجب نفقة الأخ على أخيه بثلاثة شروط :
الاول : أن يكون المُنفِق وارثاً للمنفق عليه في حال موته .
أما إذا كان الأخ لا يرث أخاه ؛ لوجود الأب أو ولدٍ ذكرٍ له ،
فلا تجب نفقته عليه .
الثاني : أن يكون الأخ المنفَق عليه محتاجا عاجزا عن كسب ما
يغنيه .
الثالث : أن يكون لدى المنفق فاضل عن حاجته وحاجة زوجته وأولاده
. فإذا توفرت هذه الشروط وجب نفقة الأخ على أخيه .
وانظر جواب السؤال ( 6026 ) .
رابعاً : لا حرج أن تتخلص من هذه الفائدة بإعطائها لأخيك لقضاء
دينه ، ولو كانت نفقته
واجبة عليك ، لأنه لا يجب على الإنسان أن يسد دين قريبه مطلقا ،
أبا أو أخا أو غيرهما ، ولهذا كان القول الراجح في مسألة الزكاة أنه يجوز صرفها
للوالدين والإخوة لقضاء ديونهم ، كما اختاره شيخ الإسلام وغيره .
ينظر : "الاختيارات الفقهية" ص 104
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم ( 39175 )
والحاصل : أنه يجوز لك إعطاء الفائدة الربوية لأخيك ليسد بها
دينه ، سواء كانت نفقته واجبة عليك أو غير واجبة .
وأما إعطاؤه الفائدة لينفق منها على نفسه وأهله لا ليسدد الدَّين
، فيجوز بشرط أن تكون نفقته غير واجبة عليك .
والله أعلم .
*****
8196
أخذ الأجرة على حلق اللحية حرام
الفقه > معاملات > الإجارة > أعمال محرمة >(1/6175)
سؤال رقم 8196- أخذ الأجرة على حلق اللحية حرام
السؤال : بعض أصحاب صالونات الحلاقة يحلقون لحى بعض الناس فما حكم المال الذي يأخذونه بسبب عملهم ؟.
الجواب :
الحمد لله
حلق اللحية وقصها محرم ومنكر ظاهر ، لا يجوز للمسلم فعله ولا الإعانة عليه ،
وأخذ الأجرة على ذلك حرام وسحت ، يجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله منه وعدم
العودة إليه ، والصدقة بما دخل عليه من ذلك إذا كان يعلم حكم الله سبحانه في
تحريم حلق اللحى فإن كان جاهلاً فلا حرج عليه فيما سلف وعليه الحذر من ذلك مستقبلاً
؛ لقول الله عز وجل في أكلة الربا : ( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف
وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة/275
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين )
، وفي صحيح البخاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قصوا الشوارب
ووفروا اللحى خالفوا المشركين ) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس
) فالواجب على كل مسلم أن يمتثل أمر الله في إعفاء لحيته وتوفيرها ، وقص الشارب
وإحفائه ، ولا ينبغي للمسلم أن يغتر بكثرة من خالف هذه السنة وبارز ربه بالمعصية
نسأل الله أن يوفق المسلمين لكل ما فيه رضاه :
وأن يعينهم على طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يمن على من خالف
أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالتوبة النصوح إلى ربه والمبادرة إلى طاعته
وامتثال أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، إنه سميع قريب.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8 ص / 372.
*****
8197
يشعر بنقص الإيمان إذا فارق الإخوة الصالحين
التربية > تربية النفس >(1/6176)
سؤال رقم 8197- يشعر بنقص الإيمان إذا فارق الإخوة الصالحين
السؤال : استقمت بحمد الله على دين الله منذ شهر تقريباً ، وأشعر بالثبات إذا كنت مع بعض الإخوة الصالحين ، وحين أفارقهم بسبب انشغالي وأعمالي أجد نقصاً في الإيمان ، بماذا تنصحونني ؟.
الحمد لله
نوصيك بالاستقامة على صحبة الأخيار ، وإذا فارقتهم لبعض أشغالك فاتق الله وتذكر
أنه سبحانه رقيب عليك ، وهو أعظم منهم ، قال تعالى : ( إن الله كان عليكم رقيباً
) النساء /1 ، وقال سبحانه : ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين
) الشعراء/218-219 ، وقال تعالى : ( لا تحزن إن الله معنا ) التوبة/40
، فالله مراقبك فاتق الله ، وتذكر أنك بين يديه ، وأنه يراك على الطاعة والمعصية
جميعاً ، فاحذر عقاب الله ، واحذر أن تعمل ما يغضبه سبحانه ، قال جل وعلا : (
ويحذركم الله نفسه ) آل عمران/30 ، وقال سبحانه : ( وإياي فارهبون ) البقرة/40 .
فعليك بالصدق مع الله والاستقامة على دين الله
سبحانه في خلوتك ومع أصحابك وفي كل مكان فأنت في مسمع من الله ومرأى ، يسمع كلامك
ويرى أفعالك ، فعليك أن تستحي من الله جل وعلا أعظم من حيائك من أهلك ومن غير
أهلك .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص / 39.
*****
81977
لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم بأي صيغة كانت
العقيدة > الولاء والبراء >
سؤال رقم 81977: لا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم بأي صيغة كانت
ما هو حكم تناول الطعام ( رز أو لحم أو دجاج أو كيك ) الذي يهدى إلينا من صديق نصراني والذي صنعه من أجل عيد ميلاده الشخصي أو عيد الميلاد ( كريسماس ) أو عيد رأس السنة الميلادية؟ وما رأي فضيلتكم في تهنئته بكلام مثل إن شاء الله تستمر في النجاح في هذه السنة لتفادي قول كل عام وأنت بخير أو عام سعيد .
الحمد لله
لا يجوز للمسلم أن يأكل ما يصنعه اليهود
والنصارى في أعيادهم ، أو ما يهدونه إليه من أجل عيدهم ، لأن ذلك من التعاون
والمشاركة معهم في هذا المنكر كما هو مبين في السؤال رقم ( 12666 )
كما لا يجوز له أن يهنئهم بعيدهم ، بأي صيغة من
صيغ التهنئة ؛ لما في ذلك من الإقرار بعيدهم وعدم الإنكار عليهم ، ومعاونتهم في
إظهار شعائرهم وترويج بدعهم ومشاركتهم السرور في أعيادهم ، وهي أعياد مبتدعة ، تتصل
بعقائد فاسدة لا يقرها الإسلام ، وانظر السؤال رقم ( 47322 )
والله أعلم .
*****
8198
حكم زيارة النساء للقبور
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6177)
سؤال رقم 8198- حكم زيارة النساء للقبور
السؤال : توفي والد خالتي ، وقد زارت خالتي قبره مرة وتريد أن تزوره مرة أخرى وسمعت حديثاً معناه تحريم زيارة المرأة للقبور ، فهل هذا الحديث صحيح وإذا كان صحيحاً فهل عليها إثم يستوجب الكفارة ؟.
الجواب :
الحمد لله
الصحيح أن زيارة النساء للقبور لا تجوز للحديث المذكور وقد ثبت عنه صلى الله
عليه وسلم أنه لعن زائرات القبور فالواجب على النساء ترك زيارة القبور والتي
زارت القبر جهلاً منها فلا حرج عليها وعليها أن لا تعود فإن فعلت فعليها التوبة
والاستغفار والتوبة تجب ما قبلها . فالزيارة للرجال خاصة ، قال صلى الله عليه
وسلم : ( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ) وكانت الزيارة في أول الأمر ممنوعة
على الرجال والنساء لأن المسلمين حدثاء عهد بعبادة الأموات والتعلق بالأموات
فمنعوا من زيارة القبور سداً لذريعة الشر وحسماً لمادة الشرك ، فلما استقر الإسلام
وعرفوا الإسلام شرع الله لهم زيارة القبور لما فيها من العظة والذكرى من ذكر
الموت والآخرة والدعاء للموتى والترحم عليهم ثم منع الله النساء من ذلك في أصح
قولي العلماء لأنهن يفتن الرجال وربما فتن في أنفسهن ولقلة صبرهن وكثرة جزعهن
فمن رحمة الله وإحسانه إليهن أن حرم عليهن زيارة القبور ، وفي ذلك أيضاً إحسان
للرجال لأن اجتماع الجميع عند القبر قد يسبب فتنة فمن رحمة الله أن منعهن من
زيارة القبور .
أما الصلاة فلا بأس ، فتصلي النساء على الميت وإنما
النهي عن زيارة القبور فليس للمرأة زيارة القبور في أصح قولي العلماء للأحاديث
الدالة على منع ذلك . وليس عليها كفارة وإنما عليها التوبة فقط .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص / 28.
*****
81995
من قبل امرأة أجنبية هل يعتبر زانيا ؟
الأخلاق > الأخلاق المذمومة > العشق ومقدمات الفاحشة >(1/6178)
سؤال رقم 81995- من قبل امرأة أجنبية هل يعتبر زانيا ؟
قبلتني امرأة فاستجبت لها ، وأخذنا في اللمس والتقبيل ، وما إن طلبت مني أن ألج فيها رفضت خوفا من عقوبة الزاني عند الله . فهل أنا بذلك أكون زانيا ؟ لقد أدخلت أصبعي فقط .
الحمد لله
أولا :
ما قمت به من تقبيل هذه المرأة ولمسها عمل محرم قبيح ، يلزمك
التوبة منه بالندم على فعله ، والعزم على عدم العود إليه ، كما يلزمك البعد عن
أسباب الفتنة ، من الاختلاط والخلوة والنظر المحرم ، وأن تحمد الله تعالى أن عصمك
من الوقوع في كبيرة الزنا التي رتب الله عليها الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة ،
ومن ذلك : أن أوجب الحد على الزاني برجمه حتى الموت إن كان محصنا ، وبجلده مائة
جلدة إن كان غير محصن .
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الزنا من الأسباب التي
يعذب بها العصاة في قبورهم ، وأخبرنا عن هول هذا العذاب ، فانظره في جواب السؤال ( 8829 )
.
وما أجرأ هذه المرأة على حدود الله ، تدعو للحرام ، وتطلب المنكر
، وتخوض في الإثم ، دون خوف أو وجل ، فما أعظم نعمة الله عليك أن وقفت عند هذا الحد
، وكان في قلبك بقية إيمان منعتك من المنكر الأعظم .
ثانيا :
لا شك أن الزنا الذي يعاقب صاحبه بما ذكرنا هو الإيلاج ، إدخال
الفرج في الفرج ، وأما مقدمات الزنى من اللمس والتقبيل وإدخال الإصبع في الفرج ،
فإنها مع تحريمها وشناعتها وكون المجترئ عليها قد يعاقب بالوقوع فيما وراءها ، إلا
أن صاحبها لا يحد حد الزاني ولا يعاقب عقوبته ، بل يعزر ويؤدب . وأما التسمية ، فإن
الشرع سمى هذه الأعمال زنى ، كما في الحديث الذي رواه البخاري (6243) ومسلم (2657)
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ
ذَلِكَ لا مَحَالَةَ ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ
الْمَنْطِقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ
كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ ) .
وفي رواية لمسلم : ( فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ ،
وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ ،
وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا ، وَالْقَلْبُ
يَهْوَى وَيَتَمَنَّى ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ ).
قَالَ اِبْن بَطَّال رحمه الله : " سُمِّيَ النَّظَر وَالنُّطْق
زِنًا لأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الزِّنَا الْحَقِيقِيّ , وَلِذَلِكَ قَالَ (
وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ وَيُكَذِّبهُ ) " انتهى نقلا عن "فتح الباري".
فبادر بالتوبة إلى الله تعالى ، واقطع الصلة بهذه المرأة التي قد
تسلبك إيمانك وعفتك ، وتجعلك في عداد الفاسقين الفاجرين ، نسأل الله السلامة
والعافية ، واحذر خطوات الشيطان ، فإن الأمر يبدأ بالنظرة ، وقد ينتهي بالفاحشة ،
عافانا الله وإياك .
والله أعلم .
*****
820
فائدة الإنترنت في نشر العلم
العلم > العلوم المختلفة >(1/6179)
سؤال رقم 820- فائدة الإنترنت في نشر العلم
السؤال : هل تعتقد أن الإنترنت مفيدة للمجتمع المسلم في نشر المعلومات؟.
الجواب :
الحمد لله
الجواب ما ترين لا ما تسمعين
ولا أظنّ القضية تحتاج إلى سؤال ، لكن السؤال ينبغي
أن يكون عن السلبيات والمحرّمات وليس الإيجابيات لأنّها واضحة وملموسة ولكنّ
كثرة المواقع المحتوية على شرّ عظيم هو الذي يدفع إلى التفكير بالوسائل اللازمة
لتلافي شرورها وهذا واجب أهل الاختصاص من المسلمين في حقل شبكة الإنترنت .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
82033
أعلن ردّته فراراً من الكفارة ثم تاب وندم !!
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >
الفقه > عبادات > الردة >(1/6180)
سؤال رقم 82033- أعلن ردّته فراراً من الكفارة ثم تاب وندم !!
سأبدأ بطرح سؤالي مباشرة , والذي يؤرقني منذ مدة. عندما كنت في الخامسة عشر من عمري وفي إحدى ساعات نهار شهر رمضان المبارك استمنيت . وبعدها تداركت نفسي وصرت أبحث عن حكم الذنب الذي اقترفته , اعتقدت أن علي كفارة جماع , ولأني لا أستطيع لها جهدا فقلت لنفسي سأصبح كافرا, والعياذ بالله, ثم اسلم من جديد وبهذا سيغفر الله لي وتسقط عني الكفارة . وفعلا وكالمخبول قلت أنا الآن كافر وسأسلم غدا . والآن عمري ثلاثين سنة ولازلت أفكر في تلك الحادثة , وكلما أتذكرها أستغفر الله وأشهد أن لا إله إلا هو وأن محمدا عبده ورسوله. طوال عمري أصوم وصلي وإلى الآن والحمد لله. ولكن هل يجب إقامة الحد علي , وهو القتل, حتى يقبل الله توبتي ؟.
الحمد لله
أولاً :
لم يزل الشيطان يزيِّن للإنسان الباطل ويستدرجه من حيث لا يشعر
حتى يوقعه في أقبح القبائح وأكبر الكبائر ( الشرك بالله ) وهو يظن أنه بذلك يحسن
إلى نفسه ، وكيف يفر إنسان من صيام شهرين متتابعين إلى الكفر بالله العظيم الذي حرم
الله تعالى الجنة على من لقيه به!!
إن مثل من يفعل ذلك كمثل المستجير من الرمضاء بالنار ، فَرَّ من
شيء فوقع فيما هو أقبح منه وأشد .
هذا ، مع أن هذه الحيلة لا تنفعه في إسقاط ما وجب عليه ، لأنه
حيلة محرمة ، بل هي أعظم المحرمات على الإطلاق ، والقاعدة عند العلماء : ( أن
الحيلة لا تسقط واجباً ولا تبيح محرّماً)
وهل يضمن الإنسان أنه إذا أقدم على هذا الذنب العظيم أن الله
سيهمله حتى يتوب ويرجع ، أفلا يمكن أن تكون آخر لحظات حياته هي تلك التي أعلن فيها
كفره والعياذ بالله . فيكون ممن حبطت أعماله في الدنيا والآخرة ، وأولئك أصحاب
النار هم فيها خالدون .
أفلا يخشى أن يعاقبه الله تعالى على هذه الفعلة الشنيعة فيحول
بينه وبين التوبة والرجوع إلى الإسلام ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ
قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) الصف/5 .
والحاصل " أن الذي أقدمت عليه أمر عظيم تقشعرّ منه جلود الذين
آمنوا ، والحمد لله الذي وفقك للتوبة ، ونرجو أن يكون الله تعالى قد قبِل توبتك
وغفر لك ذنبك .
ومن تمام توبتك الإكثار من الأعمال الصالحة من ذكر الله تعالى
وقراءة القرآن والاستغفار وتعلُّم العلم وتعليمه والصدقة . والدعوة إلى الله .. إلخ
وأبواب الطاعات كثيرة ، فاجتهد فيها يغفر الله لك . قال الله تعالى : ( وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 .
ثانياً :
عقوبة المرتد عن الإسلام هي القتل ، لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ) رواه البخاري (3017)
وجمهور العلماء ( منهم الحنفية والشافعية والحنابلة ) على أن هذه
العقوبة تسقط عمن تاب ورجع إلى الإسلام ، وهو الموافق لحالتك .
وانظر : " المغني" (9/18) ، و "شرح مسلم للنووي" (12/208)
ثالثاً :
وأما حكم الاستمناء في نهار رمضان فهو مفسد للصيام والواجب عليك
هو قضاء هذا اليوم فقط ، وليس كفارة الجماع ، وقد سبق في جواب السؤال ( 50632 )
أن الكفارة في إفساد الصيام لا تجب إلا بالجماع .
*****
82073
اشترط أهل زوجته أن يصبح غنيا حتى يرجعوا إليه زوجته وبنته
مشكلات نفسية واجتماعية >
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >(1/6181)
سؤال رقم 82073- اشترط أهل زوجته أن يصبح غنيا حتى يرجعوا إليه زوجته وبنته
أعاني من مشاكل كثيرة مع أهل زوجتي ، تزوجت ابنتهم ظانا بهم أنهم متشبثون بدينهم ، فتبين لي تشبثهم بالعادات والتقاليد . وكانوا يأخذون مني زوجتي بالقوة وأنا مستضعف في هذه الدنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله . ولدت عندهم وهم الآن لا يريدون أن يرجعوا لي ابنتي ولا زوجتي إلا بشروط أن يكون لي غنى فاحش . مع العلم أنهم خيروا زوجتي أن تذهب معي ويسخطوا عليها . أو أن تبقى معهم إلى أن أصبح غنيا . زوجتي تعرف أنني على حق وهم على باطل ولكنها اتبعت سبيلهم . ماذا علي أن أفعل شرعا ؟.
الحمد لله
أولا :
ليس للزوجة أن تخرج من بيت زوجها دون إذنه ، وليس لأهلها أن
يعينوها أو يحرضوها على ذلك ؛ لما في خروجها وعدم عودتها من عصيان زوجها ، والتمرد
عليه ، مما يجعلها ناشزاً .
وأخذهم لابنتك ظلم آخر ، واشتراطهم أن يكون لك غنى فاحش ، حتى
يعيدوا لك زوجتك ، ظلم فوق ظلم ، ولا حق لهم في شيء من ذلك ، فمتى ما قبلوا بالزواج
وتم العقد وبذل الزوج المهر ، وجب تسليم الزوجة إلى زوجها ، فكيف وقد كانت معه
وأنجبت منه !
وأنت لم تذكر شيئا عن حالتك المادية ، وهل تجد ما تنفقه على أهلك
أم لا ؟ وهل أنت معسر بالنفقة ، أم لديك ما يكفيك وأهلك ؟
فإن جمهور الفقهاء على إن إعسار الزوج بنفقة زوجته ، مسوغ للفرقة
بينهما إذا طلبت الزوجة ذلك ، وأما إذا رضيت به ولم تطالب بالفرقة ، فليس لأحد أن
يفرق بينهما .
وينظر : "الموسوعة الفقهية" (5/254 ، 29/58).
ثانيا :
ينبغي لك فعل ما يلي من الخطوات في سبيل إرجاع أهلك :
1- إصلاح ما بينك وبين الله تعالى ، ليصلح ما بينك وبين الناس .
2- سؤال الله تعالى أن يكف عنك الظلم ، وأن يكفيك شر كل ذي شر .
3- التفاهم والتناصح فيما بينك وبين أهل زوجتك ، والتعرف على
حقيقة موقفهم ، فقد يكون لهم أسباب أخرى غير مسألة الغنى .
4- توسيط أهل الدين والصلاح والرأي ، لنصحهم ، وبيان خطر الظلم
والتسلط الذي يمارسونه عليك .
5- رفع الأمر إلى القضاء ، ليتولى إرجاع أهلك وبنتك إليك .
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ، وأن يوفقك إلى ما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
82077
القدر المجزئ في الحلق والتقصير في النسك
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > صفة الحج والعمرة >(1/6182)
سؤال رقم 82077- القدر المجزئ في الحلق والتقصير في النسك
أنهيت نسك العمرة في رمضان .. وقمت بقص شعري .. مرة من الأمام ومرة من الخلف ومن اليمين والشمال ...هل تكون العمرة صحيحة أم ماذا ؟؟.
الحمد لله
أولا :
لا خلاف بين الفقهاء في أفضلية حلق جميع الرأس على التقصير ، لما
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلق جميع رأسه ، ودعا للمحلقين ثلاثا ،
وللمقصرين مرة واحدة .
انظر : الموسوعة الفقهية (18/98).
واختلفوا في أقل ما يجزئ من الحلق أو التقصير: فذهب المالكية
والحنابلة إلى أنه لا يجزئ حلق بعض الرأس , لأن النبي صلى الله عليه وسلم حلق جميع
رأسه ، فكان تفسيرا لمطلق الأمر بالحلق . فوجب الرجوع إليه .
وذهب الحنفية إلى أن المجزئ حلق ربع الرأس , فإن حلق أقل من ربع
الرأس لم يجزئه .
وقال الشافعية : أقل ما يجزئ ثلاث شعرات حلقا أو تقصيرا من شعر
الرأس .
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (3/196) : " يلزم التقصير
أو الحلق من جميع شعره ، وكذلك المرأة . نص عليه [ أي الإمام أحمد ] ، وبه قال مالك
. وعن أحمد , يجزئه البعض ... وقال الشافعي : يجزئه التقصير من ثلاث شعرات . واختار
ابن المنذر أنه يجزئه ما يقع عليه اسم التقصير ; لتناول اللفظ له . ولنا قول الله
تعالى : ( مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ ) وهذا عام في جميعه ، ولأن النبي صلى الله
عليه وسلم حلق جميع رأسه ، تفسيرا لمطلق الأمر به ، فيجب الرجوع إليه " انتهى .
وقال في "التاج والإكليل" (مالكي) (4/181) : " ومن حلق رأسه أو
قصره فليعم بذلك رأسه كله ، ولا يجزيه الاقتصار على بعضه " انتهى .
ولاشك أن هذا القول هو الأحوط وأنه لا ينبغي الاقتصار على أخذ
شعر من الأمام ومن الخلف واليمين والشمال كما فعلت .
ثانيا :
من أخذ من بعض شعره فقط ، يُنظر في حاله :
فإن كان فعل ذلك اتباعا لمن أفتاه من أهل العلم بذلك ، فلا شيء
عليه .
وإن كان فعل ذلك من نفسه ، ففعله غير مجزئ ، وهو باقٍ على إحرامه
لم يتحلل منه ، فيلزمه الآن أن ينزع ثيابه ( المخيطة ) ، وأن يحلق أو يقصر من جميع
رأسه ، وبهذا يكون قد تحلل ، ولا شيء عليه في المحظورات التي ارتكبها في تلك المدة
؛ لجهله .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن رجل قصر شعره من جانب
واحد بعد العمرة ، ثم رجع إلى أهله وتبين له أن فعله غير صحيح ، فماذا عليه ؟ أجاب:
" إن فعل هذا الأمر جاهلاً فالواجب عليه أن يخلع ملابسه الآن ( ويلبس إحرامه )
ويحلق حلقاً كاملاً أو يقصر ، ويكون ما فعله في محل العفو ؛ لأنه كان جاهلاً ،
والحلق أو التقصير لا يشترط أن يكون في مكة ، بل يكون في مكة وفي غيرها . أما إن
كان ما فعله بناءً على فتوى من أحد العلماء ، فليس عليه شئ ؛ لأن الله يقول : (
فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) النحل/43 ، وبعض العلماء يرى : أن التقصير من بعض الرأس كالتقصير من كل الرأس
" انتهى من "اللقاء الشهري" رقم 10 .
والله أعلم .
*****
82089
يحادث النساء ويشاهد الصفحات الماجنة على الإنترنت وزوجته تنكر عليه
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6183)
سؤال رقم 82089- يحادث النساء ويشاهد الصفحات الماجنة على الإنترنت وزوجته تنكر عليه
أنا رجل متزوج من امرأة محافظة ولله الحمد ، ومؤذن بأحد المساجد ، ولكن أضيع وقتي على الإنترنت بما لا فائدة فيه ، وأحيانا يغويني الشيطان وأنظر في برامج ماجنة ، وأيضاً أحادث بعض النساء محادثة صوتية ، وأحيانا يغلبني النوم وأنام عن الصلوات المكتوبة ، وعندما تنصحني زوجتي أتضايق منها وتصير بيننا مشاكل ، وأتوب إلى الله من كل ما فعلت ثم أرجع مرة أخرى ، وتنصحني زوجتي ثم تصير المشاكل مرة أخرى .
فبماذا تنصحونني ؟ وماذا تفعل زوجتي تجاهي ؟ وجزاكم الله خيرا .
الحمد لله
أولا :
إذا كان الأمر كما ذكرت من أن وقتك يضيع مع الإنترنت فيما لا
فائدة فيه ، مع ما يجرك إليه من الإثم والمعصية ، بمشاهدة البرامج الماجنة ،
ومحادثة النساء الأجنبيات ، والنوم عن الصلاة المكتوبة ، والإهمال في عملك ، فلا
خير لك في دخول الإنترنت ، بل يحرم عليك دخوله والحال ما ذكرت ، فإن من قواعد
الشريعة المعتبرة : سد الذرائع المفضية إلى الفساد ، فكل وسيلة تفضي إلى الحرام فهي
محرمة .
وما ذكرته عن حالك مع الإنترت فيه عبرة وعظة لغيرك ، ممن يتهاون
في هذه المسألة ، فيترك العنان لنفسه أو لأهله وأولاده ، فلا يفيق إلا بعد فوات
الأوان .
ونحمد الله تعالى أن رزقك زوجة صالحة تذكّرك وتعينك على الخير ،
وأن بصّرك بخطورة ما أنت واقع فيه . وسؤالك هذا يدل على الخير الذي في قلبك ، فإن
القلب الحي هو الذي تؤلمه جراحات المعصية ، وكما قيل : فما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
ثانيا :
الواجب عليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى ، والندم على ما
فات ، ومقاطعة الإنترنت مقاطعة التامة ، فإن الوقت أنفس ما يملك الإنسان ، والوسائل
التي تفضي إلى الحرام يتعين تركها والانكفاف عنها . واشغل نفسك بقراءة القرآن وحضور
مجالس العلم ، وصحبة الصالحين ، وستجد ما تقر به عينك من السعادة والفرح والرضى
وانشراح الصدر ، فإنه ما أصلح عبدٌ ما بينه وبين خالقه إلا أصلح له كل شيء .
وراجع السؤال رقم ( 26985 )
و( 49670 )
ثالثا :
ينبغي أن تشكر زوجتك ، وتحسن صحبتها ، وتزيد في إكرامها ، فنصحها
لك ، وإنكارها عليك ، دليل على صدق محبتها ، وكونها صالحة تقية تخاف الله تعالى .
وعليها أن تستمر في نصحك ، وأن تعينك على التخلص من هذا الإثم
والبعد عنه لتسلم حياتكما .
نسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
*****
82138
هل يجوز تغيير اسم الزوجة ونسبتها لزوجها ؟
الآداب > الأسماء والكنى والألقاب >(1/6184)
سؤال رقم 82138- هل يجوز تغيير اسم الزوجة ونسبتها لزوجها ؟
بحكم أن مناهج التوحيد التي تدرَّس في المملكة العربية السعودية تتبع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، بعد حصولي على الشهادة الثانوية توجهت لإتمام دراستي في مدينة غربية ، وعندما دخلت في مناقشة دينية مع مسلمات عن تحريم نسبة الزوجة إلى زوجها وفوجئت بالرد الذي يقول : أنتم وهابيون ( تتبعون الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) وهو منهج غير صحيح ، ما حكم هذا الرد ؟ وما هو الدليل في السنة الذي يخص ذكر الزوجة بالتحديد في مسألة نسب الزوجة إلى زوجها - إن وجد - ؟ مع العلم أنني اطلعت على الأسئلة التي تخص النسب وجميع الأدلة المرافقة للأجوبة ، لكنني آمل الحصول على حديث يخص الزوجة .
الحمد لله
أولاً :
مناهج التوحيد التي تدرَّس في مدارس المملكة العربية السعودية لا
تتبع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، بل هي تتبع القرآن والسنة وإجماع سلف هذه الأمة ،
والشيخ محمد بن عبد الوهاب تابع لهذا أيضاً ، وهو من المجددين المصلحين الذين دعوا
الأمة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة والاقتداء بالسلف الصالح رضي الله عنهم ، ولم
يأت رحمه الله بشيء جديد من عند نفسه ، وإنما دعا إلى الكتاب والسنة ، شأنه في ذلك
شأن كل مجدد من مجدد هذه الأمة .
وأما الوصف بـ " وهابي " فهو وصف أطلقه أعداء دعوة الحق ، ومنهج
أهل السنة على كل
من دعا إلى التوحيد الصافي ونبذ البدع والخرافات يريدون بذلك
تنفير الناس عن دعوته .
ولعلكم تجدون تفصيل أوفى في جواب السؤال رقم ( 36616 ) .
ثانياً :
لا يجوز للمسلم – فضلا عن المسلمة – الدراسة في بلاد الكفر ؛ لما
في ذلك من الوقوع في النهي عن الإقامة بين أظهر المشركين ؛ ولما في ذلك من تعريض
النفس للشبهات والشهوات ، وبخاصة إن كانوا صغار السن ، وليس عندهم علم شرعي ، فهم
عرضة لفتن القلوب والعقول .
وقد بيَّنا هذا في أكثر من جواب ، فانظروا – مثلاً - جواب السؤال
رقم ( 13342 ) و ( 70256 ) و ( 27211 ) .
ثالثاً :
لا يوجد في السنة النبوية ما يدل على أن الزوجة تُنسب لزوجها ،
بل هذا أمر حادث لا تقره الشريعة ، وهؤلاء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات
المؤمنين ، تزوجهن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الناس نسباً ، ولم تُنسب
إحداهنَّ لاسمه صلى الله عليه وسلم ، بل كلُّ واحدة منهن نسبت لأبيها ولو كان
كافراً ، وهؤلاء زوجات الصحابة – رضي الله عنهن –ومن بعدهن لم يغيرن نسبهن
وقد بيَّنا في جواب السؤال رقم ( 1942 ) حكم الانتساب إلى غير الأب .
وبيَّنا في جواب السؤال رقم ( 6241 ) السبب في أنّ الزوجة لا
تُضاف إلى نسَب زوجها ، وهو جواب مفصل يحسن الرجوع إليه .
والله أعلم .
*****
8214
هل الجن يعاونون الإنس على بعض الأشياء
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالجن والسحر والعين >(1/6185)
سؤال رقم 8214- هل الجن يعاونون الإنس على بعض الأشياء
ما الفرق بين الشيطان والجن ، وهل الشيطان يتناسل من ذكر وأنثى ؟ وهل الشيطان يتعامل مع الإنسان بأن يخدمه مقابل عصيان الإنسان لربه ؟ وهل هناك جن مسلمون يخدمون المسلمين كخدمتهم لسيدنا سليمان عليه السلام ؟ وإذا كان الشيطان أو الجن باستطاعته خدمة الإنسان فلماذا لا يساعد المسلمون من الجن المسلمين من الإنس في حربهم مع الكفار ، ونقل أسرارهم ونصرة الإسلام ؟ ولماذا لا يساعد الكفار منهم الكفار من الإنس بأي شكل من الأشكال ؟ وهل حصلت أمثلة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان يوجد كتاب فيه مثل هذه المسائل دلوني عليه حتى أستطيع أن أنجو من شر الشياطين ، نجاني الله وإياكم من شرورهم .
الحمد لله
الشياطين من الجن ، وهم المتمردون منهم وأشرارهم كما أن شياطين الإنس هم متمردو
الإنس وأشرارهم ، فالجن كالإنس منهم شياطين وهم متمردوهم وأشرارهم من الكفرة
والفسقة وفيهم المسلمون من الأخيار الطيبين كما في الإنس الأخيار الطيبون ، قال
تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض
زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) والشيطان هو أبو
الجن عند جمع من أهل العلم ، وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم ، فطرده
الله وأبعده . وقال آخرون من أهل العلم : إن الشيطان من طائفة من الملائكة يقال
لهم ( الجن ) استكبر عن السجود فطرده الله وأبعده ، وصار قائداً لكل شر وخبيث
، وكل كافر وظالم ، وكل إنسان معه شيطان ومعه ملك ، كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ) قالوا
: وأنت يا رسول الله ؟ قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ) وأخبر صلى
الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر يدعوه إلى الشر وله لمة في
قلبه وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الشر والخير
، والملك كذلك له لمة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير فهذه أشياء مكنهم
الله منها : أي مكن القرينين القرين من الجن والقرين من الملائكة ، وحتى النبي
صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم وهو الحديث بذلك قول
النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الملائكة ومن
الجن ) قالوا : وأنت يا رسول الله ، قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم
، فلا يأمرني إلا بخير ) ، والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين
من الشياطين ، فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه ، ويذل شيطانه
حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا
ما شاء الله ، والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على
الباطل ، وتشجيعه على الباطل ، وعلى تثبيطه عن الخير . فعلى المؤمن أن يتقي الله
وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان ، وعلى
أن يحرص في مساعدة ملكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى
والمسلمون يعينون إخوانهم من الجن على طاعة الله ورسوله كالإنس وقد يعينهم الإنس
في بعض المسائل وإن لم يعلم بذلك الإنس ، فقد يعينونهم على طاعة الله ورسوله بالتعليم
والتذكير مع الإنس وقد يحضر الجن دروس الإنس في المساجد وغيرها فيستفيدون من
ذلك . وقد يسمع الإنس منهم بعض الشيء الذي ينفعهم ، وقد يوقظونهم للصلاة ، وقد
ينبهونهم على أشياء تنفعهم وعن أشياء تضرهم . فكل هذا واقع وإن كانوا لا يتمثلون
للناس . وقد يتمثل الجني لبعض الناس في دلالته على الخير أو في دلالته على الشر
، فقد يقع هذا ولكنه قليل ، والغالب أنهم لا يظهرون للإنسان وإن سمع صوتهم في
بعض الأحيان يوقظونه للصلاة أو يخبرونه ببعض الأخبار . فالحاصل أن الجن من المؤمنين
لهم مساعدة للمؤمنين وإن لم يعلم المؤمنون بذلك ، ويحبون لهم كل خير . وهكذا
المؤمنون من الإنس يحبون لإخواهم المؤمنين من الجن كل خير ويسألون الله لهم الخير
وقد يحضرون الدروس ، ويحبون سماع القرآن والعلم كما تقدم فالمؤمنون من
الجن يحضرون دروس الإنس ، في بعض الأحيان وفي بعض البلاد ، ويستفيدون من دروس
الإنس ، كل هذا واقع ومعلوم . وقد صرح به كثير من أهل العلم ممن اتصل به الجن
وسألوه عن بعض المسائل العلمية وأخبروه أنهم يحضرون دروسه ، كل هذا أمر معلوم
والله المستعان ، وقد أخبر الله سبحانه عن سماع الجن للقرآن من النبي صلى الله
عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف حيث قال سبحانه : ( وإذ صرفنا إليك نفر من الجن
يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا
يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق
وإلى طريق مستقيم ) الجن/29-30 والآيتين بعدها وأنزل الله سبحانه في
سورة مستقلة وهي سورة : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا
قرآناً عجباً ) السورة . الجن/1 .
وهناك كتب كثيرة ألفت في هذا الباب ، وابن القيم
رحمه الله في كتبه قد ذكر كثيراً من هذا وكذلك كتاب لبعض العلماء سماه ( المرجان
في بيان أحكام الجان ) لمؤلفه الشبلي ، وهو كتاب مفيد وهناك كتب أخرى صنفت في
هذا الباب ، وبإمكان الإنسان أن يلتمسها ويسأل عنها في المكتبات التجارية ، وبإمكانه
أن يستفيد من كتب تفسير سورة الجن والآيات الأخرى من سورة الأحقاف وغيرها التي
فيها أخبار الجن ، وبمراجعة التفاسير يستفيد الإنسان من ذلك ومما قاله المفسرون
رحمهم الله في أخبار الجن وأشرارهم وأخيارهم .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد
العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/373.
*****
82152
كم كانت عدد الركعات في صلاة التراويح على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة النافلة > قيام الليل >
الحديث وعلومه > مصطلح الحديث >(1/6186)
سؤال رقم 82152- كم كانت عدد الركعات في صلاة التراويح على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ما يُروى عن عمر رضي الله عنه أنه أمر بصلاة التراويح عشرين ركعة . هل هذا صحيح أم ضعيف ؟ أو لا أصل له ؟.
الحمد لله
أولا :
جاء الأمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بصلاة العشرين ركعة عن
أربعة من التابعين ، وهذه رواياتهم :
1- عن السائب بن يزيد أنه قال : ( أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ جَمَعَ النَّاسَ فِي رَمَضَانَ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعبٍ
وَعَلَى تَمِيمٍ الدَّارِيِّ عَلَى إِحدَى وَعِشرِينَ رَكعَةً ، يَقرَؤُونَ
بِالمِئِينَ ، وَيَنصَرِفُونَ عِندَ فُرُوعِ الفَجرِ )
رواه عن السائب جماعة من الرواة : ومنهم من يذكر ( العشرين ) أو
( إحدى وعشرين ) أو ( ثلاث وعشرين ) وهم :
محمد بن يوسف ابن أخت السائب عن السائب : كما عند عبد الرزاق في
"المصنف" (4/260) من رواية داود بن قيس وغيره عنه .
ويزيد بن خصيفة : أخرجه ابن الجعد في "المسند" (1/413) ، ومن
طريقه البيهقي في السنن (2/496)
والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب : أخرجه عبد الرزاق في
"المصنف" (4/261)
فهذه روايات صحيحة من رواة ثقات عن السائب بن يزيد ، وفيها ذكر
العشرين ركعة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والزيادة في رواية ( إحدى وعشرين
) أو ( ثلاث وعشرين ) إنما هو باعتبار القيام مع الوتر .
2- عن يزيد بن رومان قال : ( كَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ فِي
زَمَانِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِي رَمَضَانَ بِثَلاثٍ وَعِشرِينَ رَكعةً )
رواه عنه مالك في "الموطأ" (1/115) ، وقال النووي في "المجموع"
(4/33) : " مرسل ، فإن يزيد بن رومان لم يدرك عمر " انتهى .
3- عن يحيى بن سعيد القطان : ( أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ
أَمَرَ رَجُلا يُصَلِّي بِهِم عِشرِينَ رَكعَةً )
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/163) عن وكيع عن مالك به ،
ولكن يحيى بن سعيد لم يدرك عمر .
4- عن عبد العزيز بن رفيع قال : ( كَانَ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ
يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ بِالمَدِينَةِ عِشرِينَ رَكعَةً ، وَيُوتِرُ
بِثَلاثٍ )
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2/163) .
وبمجموع هذه الروايات يتبين أن العشرين ركعة كانت هي السنة
الغالبة على التراويح في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومثل صلاة التراويح أمر
مشهور يتناقله الجيل وعامة الناس ، ورواية يزيد بن رومان ويحيى القطان يعتبر بهما
وإن كانا لم يدركا عمر ، فإنهما ولا شك تلقياه عن مجموع الناس الذين أدركوهم ، وذلك
أمر لا يحتاج إلى رجل يسنده ، فإن المدينة كلها تسنده .
قال الإمام الترمذي رحمه الله في سننه (3/169) :
" وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ
وَعَلِيٍّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ
وَالشَّافِعِيِّ .
وقَالَ الشَّافِعِيُّ وَهَكَذَا أَدْرَكْتُ بِبَلَدِنَا
بِمَكَّةَ يُصَلُّونَ عِشْرِينَ رَكْعَةً .
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/69) :
" وروي عشرون ركعة عن علي ، وشتير بن شكل ، وابن أبي مليكة ،
والحارث الهمداني ، وأبي البختري ، وهو قول جمهور العلماء ، وبه قال الكوفيون
والشافعي وأكثر الفقهاء ، وهو الصحيح عن أبي بن كعب ، من غير خلاف من الصحابة ،
وقال عطاء : أدركت الناس وهم يصلون ثلاثا وعشرين ركعة بالوتر " انتهى .
وانظر ذلك مسندا في "مصنف ابن أبي شيبة" (2/163)
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (23/112) :
" ثبت أن أُبَىَّ بن كعب كان يقوم بالناس عشرين ركعة فى قيام
رمضان ، ويوتر بثلاث ، فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة ؛ لأنه أقامه بين
المهاجرين والانصار ولم ينكره منكر ، واستحب آخرون تسعة وثلاثين ركعة ، بناء على
أنه عمل أهل المدينة القديم " انتهى .
أما ما جاء من رواية الإمام مالك ويحيى القطان وغيرهما عن محمد
بن يوسف عن السائب بن يزيد في "الموطأ" (1/115) وفي "مصنف ابن أبي شيبة" (2/162)
بلفظ : ( إحدى عشرة ركعة ) فهو محمول على أنه كان في بداية الأمر ، ثم خُفِّفَ بعدُ
على الناس ، فزاد عمر الركعات إلى عشرين ليخفف على الناس القراءة في القيام .
قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/68) :
" إلا أنه يحتمل أن يكون القيام في أول ما عمل به عمر بإحدى عشرة
ركعة ، ثم خفف عليهم طول القيام ، ونقلهم إلى إحدى وعشرين ركعة ، يخففون فيها
القراءة ويزيدون في الركوع والسجود ، إلا أن الأغلب عندي في إحدى عشرة ركعة الوهم ،
والله أعلم " انتهى .
ويقول ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (23/113) :
" وأُبَىٌّ بن كعب لما قام بهم وهم جماعة واحدة لم يمكن أن يطيل
بهم القيام ، فكثر الركعات ليكون ذلك عوضا عن طول القيام ، وجعلوا ذلك ضعف عدد
ركعاته ، فإنه كان يقوم بالليل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ، ثم بعد ذلك كأن الناس
بالمدينة ضعفوا عن طول القيام ، فكثروا الركعات ، حتى بلغت تسعا وثلاثين " انتهى .
ثانيا :
صلاة الليل الباب فيها واسع ، وهي غير محصورة بعدد ، فمن شاء
قامها بإحدى عشرة ركعة ، ومن شاء زاد أو نقص ، وكذلك صلاة التراويح في رمضان .
يقول ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (23/113) :
" وقال طائفة : قد ثبت فى الصحيح عن عائشة ( أن النبى لم يكن
يزيد فى رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة ) واضطرب قوم فى هذا الأصل ؛ لما ظنوه
من معارضة الحديث الصحيح لما ثبت من سنة الخلفاء الراشدين وعمل المسلمين .
والصواب أن ذلك جميعه حسن ، كما قد نص على ذلك الامام أحمد رضى
الله عنه ، وأنه لا يتوقت فى قيام رمضان عدد ، فان النبى لم يوقت فيها عددا " انتهى .
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (11/322) :
" وثبت عن عمر رضي لله عنه أنه أمر من عين من الصحابة أن يصلي
إحدى عشرة ، وثبت عنهم أنهم صلوا بأمره ثلاثا وعشرين ، وهذا يدل على التوسعة في ذلك
، وأن الأمر عند الصحابة واسع ، كما دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام : ( صلاة
الليل مثنى مثنى ) " انتهى
وانظر جواب السؤال رقم ( 9036 )
( 38021 )
والله أعلم .
*****
8216
الاغتسال بالدم منكر ظاهر ومحرم
الفقه > عادات > الطب والتداوي >(1/6187)
سؤال رقم 8216- الاغتسال بالدم منكر ظاهر ومحرم
السؤال : كانت أمي مريضة وذهبت إلى العديد من المستشفيات ولكن دون جدوى وأخيراً ذهبت إلى كاهن فطلب منها أن تغتسل بدم الماعز ، وبالفعل عملت أمي ما طلبه منها - جهلاً بالحكم الشرعي - فهل علينا كفارة ؟ وما هي ؟ جزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والمنجمين والسحرة وسائر المشعوذين ، ولا يجوز سؤالهم
ولا تصديقهم ؛ بل ذلك من أكبر الكبائر ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم
: ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) أخرجه الإمام
مسلم في صحيحه ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( من أتى كاهناً أو عرافاً
فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) أخرجه أهل
السنن بإسناد صحيح ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من سحر أو سحر
له أو تكهن أو تكهن له أو تطير أو تطير له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد
كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) رواه البزار بإسناد جيد .
أما الاغتسال بالدم فهذا منكر ظاهر ومحرم ، ولا
يجوز التداوي بالنجاسات ، لما روى أبو داوود رحمه الله في سننه عن أبي الدرداء
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله أنزل الداء والدواء
وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام ) وقوله عليه الصلاة والسلام : (
إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) أخرجه البيهقي وصححه ابن حبان من
حديث أم سلمة رضي الله عنها ، والواجب على أمك التوبة إلى الله سبحانه وعدم
العودة إلى مثل ما فعلت ومن تاب صادقاً تاب الله عليه ، لقول الله عز وجل : (
وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) النور/31 ، والتوبة
الصادقة النصوح هي المشتملة على الندم على ما مضى من الذنب مع الإقلاع منه وتركه
، والعزم الصادق على عدم العودة له ، تعظيماً لله ومحبة له سبحانه ، ورغبة في
مرضاته وحذراً من عقابه ، وإن كانت المعصية تتعلق بحق المخلوق فلا بد في صحة
التوبة من شرط رابع وهو : رد الحق إليه أو تحلله من ذلك ، والله المستعان .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص / 421.
*****
8217
حول تفضيل أحد الأولاد على الآخرين في العطاء
الفقه > معاملات > الهدية والهبة والعطية >(1/6188)
سؤال رقم 8217- حول تفضيل أحد الأولاد على الآخرين في العطاء
السؤال : إن بعض الناس يمتاز أحد من أولاده بالبر والعطف على والديه ، فيخصه والده بالبر والعطية من أجل ما امتاز به من البر فهل من العدل أن يعطى المتميز بالبر عوضاً عن بره ؟.
الجواب :
الحمد لله
لاشك أن بعض الأولاد خير من بعض هذا أمر معلوم لكن ليس للوالد أن يفضل بسبب ذلك
بل يجب أن يعدل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم
) فلا يجوز له تفضيل من أجل أن هذا أحسن من هذا وأبر من هذا ، بل يجب أن يعدل
بينهم ونصيحة الجميع حتى يستقيموا على البر وعلى طاعة الله ورسوله ؛ ولكن لا
يفضل بعضهم على بعض في العطية ، ولا يوصي لبعضهم دون بعض ؛ بل كلهم سواء في الميراث
والعطية على حسب ما جاء به الشرع من الميراث والعطية ، يعدل بينهم كما جاء في
الشرع فللرجل مثل حظ الأنثيين ، فإذا أعطى الرجل من أولاده ألفاً يعطي المرأة
خمسمائة ، وإذا كانوا مرشدين وتسامحوا ، وقالوا أعط أخانا كذا ، وسمحوا سماحاً
واضحاً ، فإذا قالوا : نسمح له أن تعطيه سيارة أو تعطيه كذا .. ويظهر له أن سماحهم
حقيقة ليس مجاملة ولا خوفاً منه فلا بأس .
والمقصود أن يتحرى العدل إلا إذا كان الأولاد مرشدين
سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً وسمحوا لبعضهم أن يعطوا شيئاً لأسباب خاصة ، فلا
بأس فالحق لهم .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص / 234.
*****
82184
هل يجوز أن تشتري أرضًا كي تدفن فيها حين تموت ؟
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6189)
سؤال رقم 82184- هل يجوز أن تشتري أرضًا كي تدفن فيها حين تموت ؟
هل يجوز أن يشتري الإنسان مساحة أرض ، حتى إذا مات يدفن فيها ؟.
الحمد لله
الحكم في ذلك تابع للمقصد الدافع لشراء الأرض وتخصيصها للدفن
فيها :
فإن كانت إنما تريد تهيئة مدفن كريم لها ، لما تراه من امتهان
المقبرة التي في بلدتها ، أو لما تراه من دفن جماعي في مكان واحد – كما يحصل في بعض
الدول الإسلامية - ، أو كانت تريد وقف الأرض للدفن فيها ، لها ولغيرها من الناس ،
ونحو ذلك من الأعذار والمقاصد الشرعية ، فحينئذ لا حرج عليها في شراء قطعة الأرض
هذه ، والوصية بالدفن فيها ، فإن مقصدها معتبر شرعا ، والقاعدة الفقهية تقول : (
الأمور بمقاصدها ) .
قال الإمام أحمد رحمه الله : " لا بأس أن يشتري الرجل موضع قبره
، ويوصي أن يدفن فيه ، فعل ذلك عثمان بن عفان ، وعائشة ، وعمر بن عبد العزيز ، رضي
الله عنهم " .
[ المغني 3/443 ] ، وانظر : أحكام المقابر في الشريعة ، د عبد الله السحيباني
(23-28).
فإن لم يكن لها أي مقصد من الأمور السابقة ، وإنما أرادت أن
تتميز بقبرها ، وتختص بمكانها دون الناس ، فهذا مقصد غير معتبر شرعا ، وليس في
الكتاب والسنة ما يدل على شرعية مثل هذا الفعل ، بل جاء في مقاصد الشريعة وكلام أهل
العلم ما يدل على كراهته ، ومن ذلك:
1- أن الفقهاء نصوا على استحباب الدفن في المقابر العامة ، كي
يصيب الميت من دعاء زوارها من المؤمنين ، وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث
كان يدفن من مات من أصحابه في مقبرة البقيع .
جاء في الموسوعة الفقهية (21/9) :
" المقبرة أفضل مكان للدفن ، وذلك للاتباع ، ولنيل دعاء الطارقين
، وفي أفضل مقبرة بالبلد أولى ، ويكره الدفن في الدار ولو كان الميت صغيرا ، وقال
ابن عابدين : وكذلك الدفن في مدفن خاص كما يفعله من يبني مدرسة ونحوها ، ويبني له
بقربه مدفنا " انتهى .
انظر "رد المحتار" (2/235) ، "المجموع" (5/245) ، "مغني المحتاج" (2/52)
2- ثم إن الدفن في أرض يملكها المتوفى يضر الورثة ، حيث سيمنعهم
ذلك من التصرف فيها ، وقد كان له في مقابر المسلمين كفاية .
جاء في كتاب "الفروع" لابن مفلح الحنبلي (2/278) :
" ولو وصى بدفنه في ملكه دُفِنَ مع المسلمين ؛ لأنه يضر الورثة " انتهى .
3- كما أن الوصية بالدفن في أرض خاصة قد تكون ذريعة فيما يستقبل
من الزمان إلى العبث بهذا القبر ، فإن المقبرة العامة متميزة عند جميع الناس ، لا
يمكن أن يعتدي عليها أحد بالبناء عليها أو الحفر ونحو ذلك ، فسيمنعه الناس كلهم من
إيذاء أمواتهم ، أما الأرض الخاصة فإنها عرضة للتعدي ، وعرضة لأطماع الناس لأخذ
الأرض ونبش القبر وغير ذلك .
4- الدفن في الأرض الخاصة قد يؤدي إلى تعظيم القبر وتقديسه ،
فيظن الناس له خصوصية عن دون القبور ، أو أنه قبر أحد الأولياء ونحو ذلك ، فيرتكبون
عنده أنواع الشرك أو التبرك المحرم ، وذلك بسبب التميز عن الناس بالمدفن .
5- وأخيرا يخشى أن يكون الباعث على الوصية بالمدفن الخاص هو
الكبر والأنفة عن مساواة الناس في مدافنهم ، كما يظهر في قبور بعض الملوك والأمراء
، حيث يجعلون لأنفسهم مدافن خاصة ، ومعلوم أن الكبر من أعظم الذنوب ، والعادة أن
الموت يكسر كل متكبر ومتجبر ، فلا ينبغي للمسلم أن يتشبه بالمتكبرين وعاداتهم .
يتبين مما سبق أن شراء أرض والوصية بالدفن فيها لغير مقصد شرعي
خلاف الأولى ، وأن الأولى هو الدفن مع جماعة المسلمين ، والتعرض لبركة دعاء
الصالحين من المسلمين .
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح"
(1/559) :
" لا يلزم تنفيذ الوصية إذا أوصى الميت أن لا يدفن إلا في مكان
معين ، بل يدفن مع المسلمين ، إذ إن الأرض كلها سواء ، وكان الصحابة رضي الله عنهم
إذا مات منهم ميت في أي مكان دفنوه ، فهذه الوصية لا يلزم تنفيذها ، لأنه ليس فيها
مقصود شرعي " انتهى .
والله أعلم .
*****
82199
ادعت أنها طلقت من زوجها هل يجوز تزويجها بدون بينة
الفقه > معاملات > النكاح >(1/6190)
سؤال رقم 82199- ادعت أنها طلقت من زوجها هل يجوز تزويجها بدون بينة
رجل في السبعين من عمره متزوج بمقيمة على غير كفالته في مدينة ما وتقول إنها مطلقة من زوجها السابق الذي في مدينة أخرى ولها منه ابنان . الرجل نصحه أبناؤه بالابتعاد عنها أو التأكد من طلاقها السابق ولا يدري عن مدى صحة عقد الزواج ولكنه يرفض وبشدة ولا يريد التدخل بأمره بتاتا. هل يلحق أبناءه إثم من تلك القضية وماذا يجب عليهم تجاه أبيهم ؟ (علما أنها تذهب بحجة أبنائها كل إجازة عيد وصيف إلى تلك المدينة وإجازة الأسبوع في نفس المدينة بحجة جماعتها رغما عن زوجها).
الحمد لله
أولا :
إذا ادعت المرأة أنها كانت متزوجة ثم طلقت وانتهت عدتها ، فهل
يقبل قولها أم لابد من بينة تثبت طلاقها ؟ في ذلك خلاف للفقهاء .
فمنهم من قال : يقبل قولها ، وتصدّق في ذلك ؛ لأنها مؤتمنة على
نفسها .
ومنهم من قال : إذا غلب على الظن صدقها جاز تصديقها .
ومنهم من فرق بين الغريبة عن البلد والتي في البلد ، فيقبل قول
الأولى ، وأما التي في البلد فلا تزوج حتى تثبت الطلاق ببينة .
ومنهم من فرق بين إخبارها عن الطلاق من زوج معين ، كأن تقول :
تزوجت فلانا ثم طلقني ، وبين إخبارها عن الزواج من غير معين ، ففي الصورة الأولى
لابد أن تأتي ببينة على أنها طلقت منه .
وهذا طرف من كلام الفقهاء :
قال في "المبسوط" (5/151) : " وإذا قالت : طلقني زوجي أو مات عنى
وانقضت عدتي حل لخاطبها أن يتزوجها ويصدقها ; لأن الحل والحرمة من حق الشرع ، وكل
مسلم أمين مقبول القول فيما هو من حق الشرع , إنما لا يقبل قوله في حق الغير إذا
أكذبه من له الحق , ولا حق لأحد هنا فيما أخبرت به , فلهذا جاز قبول خبرها في ذلك ,
والله تعالى أعلم بالصواب " انتهى .
وقال في "البحر الرائق" (4/64) : " و[أشار] بقبول قول المطلقة
إلى أن منكوحة رجل قالت لآخر : طلقني زوجي , وانقضت عدتي ، جاز تصديقها إذا وقع في
الظن صدقها " انتهى .
وسئل عليش المالكي رحمه الله ، كما في " فتح العلي المالك في
الفتوى على مذهب الإمام مالك" (2/78) : " ( ما قولكم ) في امرأة حضرت من الفيوم إلى
القليوبية وقالت كنت متزوجة في الفيوم , وطلقني زوجي منذ شهرين , ومعها وثيقة
متضمنة طلاقها وتاريخه بختم نائب القاضي في البلد الذي كانت فيه , وأرادت التزوج
بعد وفاء العدة من تاريخ الوثيقة فهل تمكن من ذلك ؟ أفيدوا الجواب .
فأجبت بما نصه : الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول
الله ، نعم تُمكّن من ذلك لأنها مصدقة في دعواها الطلاق , وانقضاء العدة في الصورة
المذكورة ، خصوصا وقد ترجحت دعواها بوثيقة القاضي ، هذا مفاد النصوص ، لكن ينبغي
زيادة التثبت في هذا الأمر الآن ، لما شوهد كثيرا من تخليط النساء وتزويجهن أزواجا
معا ، نسأل الله السلامة والعافية " انتهى .
وقال الزركشي في "المنثور في القواعد" (1/171) : " ولو قالت :
طلقني زوجي فلان وانقضت عدتي وطلبت من الحاكم تزويجها ، ففي أدب القضاء للدبيلي :
إن كانت غريبة والزوج غائب ، فالقول قولها بلا بينة ولا يمين ، وإن كان الزوج في
البلد وليست غريبة ، فلا يعقد الحاكم عليها حتى تثبت ما ادعته .
وأطلق الرافعي في فصل التحليل قبول قولها عند الاحتمال ... ونقل
( قبل ) دعوى النسب عن فتاوى البغوي : أنه إذا حضر عند القاضي رجل وامرأة ، واستدعت
تزويجها من الرجل ، وذكرت أنها كانت زوجة فلان وطلقها أو مات عنها، : لم يزوجها
القاضي ما لم تقم حجة على الطلاق أو الموت لأنها أقرت بالنكاح لفلان " انتهى .
وسئل الرملي الشافعي : " عن امرأة قالت : إن زوجها (فلانا) طلقها
أو مات عنها وانقضت عدتها ، هل للحاكم أن يزوجها بلا بينة ؟ ( فأجاب ) بأنه ليس
للحاكم أن يزوجها حتى تقيم بينة بما قالته ، لأنها أقرت له بالنكاح والأصل بقاؤه ،
وهذا بخلاف ما إذا أقرت به لغير معيّن ، وعليه يحمل ما حكاه الدبيلي في أدب القضاء
[ وذكر ما نقله الزركشي سابقا ] ، وما ذكره القاضي في فتاويه أن المرأة لو ادعت على
الولي وفاة الزوج أو طلاقه فأنكر ، فإنها تحلف ويأمره الحاكم بتزويجها ، أو يزوجها
الحاكم " (3/161) .
وقال أيضا (3/153) : " والحاصل أن المعتمد أن المرأة إذا ادعت
طلاقا من نكاح معيّن لا يزوجها الحاكم حتى تثبت ، أو غير معين فله اعتماد قولها ،
وقد قيل غير ذلك " انتهى .
والذي يظهر أن التحري مطلوب في هذه المسألة ، لاسيما مع
فساد الزمان ، وكثرة الحوادث التي يتبين فيها أن العقد تم على امرأة متزوجة مخادعة
، ويبقى أن القاضي له الفصل في هذه المسألة ، فإن رأى قبول قولها زوّجها ، وإن رأى
مطالبتها بالبينة ، أو لم يحصل له ظن بصدقها ، فإنه لا يزوجها حتى تثبت الطلاق .
والمعمول به الآن أن القاضي أو مأذون الأنكحة لا يزوج من ثبت
زواجها سابقا وادعت الطلاق ، حتى تأتي بوثيقة الطلاق ، فلا ندري كيف تم العقد للرجل
المذكور .
ثانيا :
إذا حصلت الريبة في كون المرأة مطلقة ، أو لا زالت على زواجها
الأول ، فلأولاد المسئول عنه أن يتحروا الأمر بالسؤال عنها وعن زوجها الأول ، فإن
تبين أنها لم تطلق من زوجها ، وجب إعلام أبيهم بذلك ، والتفريق بينه وبينها حتى
تنقضي عدتها منهما ، ويرفع الأمر إلى القاضي ليفصل في المسألة ، ولا يجوز لهم
السكوت إن علموا بذلك ؛ لأن الزواج من المرأة المنكوحة للغير قبل طلاقها وانقضاء
عدتها ، زواج باطل ، والمقدم عليه مقدم على الزنا إن كان يعلم حقيقة الأمر .
لكن ننبه هنا إلى أمرين :
الأول : أن يراعي الأبناء حق أبيهم ومنزلته ومكانته ، فلا
يؤذونه بالحديث في هذه المسألة . ولو فرض أنهم اطلعوا على ما ينكر ، فإنهم يبحثون
عن الوسيلة الملائمة لنصح أبيهم ، ولو وسطوا غيرهم كان أولى ، مراعاة لخاطره ،
وحفظا على ما بينهم من المودة .
الثاني : ألا يكون الحامل لهم على الشك والريبة والاتهام
كراهيتهم لزوجة أبيهم ، لكونها أجنبية أو لكون أبيهم تزوجها مع كبر سنه ، أو غير
ذلك من الأمور الخاصة التي لا تخفى على علام الغيوب سبحانه ، فليتقوا الله تعالى ،
وليقولوا قولا سديدا ، وليحذروا من اتهام البريء ، وليقدموا حسن الظن ، وليمسكوا
ألسنتهم عن قول ما يسيء إليهم وإلى أبيهم ، ما لم يظهر لهم أمر لا يمكن السكوت عليه
.
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ
حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ ،
وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَلَيْسَ بِالدِّينَارِ وَلا بِالدِّرْهَمِ ،
وَلَكِنَّهَا الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ
يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ ، وَمَنْ قَالَ فِي
مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ
مِمَّا قَالَ ) رواه أبو داود (5129) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ،
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
والردغة : الطين والوحل وما يسيل من عصارة أهل النار .
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
8220
حكم الإسلام في تبني جماعة تبشيرية للأيتام المسلمين
التربية > تربية الأولاد >(1/6191)
سؤال رقم 8220- حكم الإسلام في تبني جماعة تبشيرية للأيتام المسلمين
السؤال : ما حكم الإسلام في تبني جماعة تبشيرية للأيتام المسلمين وهل في الإمكان أن تعطونا دليل على ذلك ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز تسليم أيتام المسلمين إلى الكفرة من النصارى وغيرهم لما في ذلك من الخطر
العظيم على الأيتام ، وأن ينشئوهم تنشئة غير إسلامية ، وهم أمانة بيد المسلمين
فلا يجوز أن يجعلوهم تحت ولاية غيرهم ، وقد قال الله سبحانه : ( والمؤمنون والمؤمنات
بعضهم أولياء بعض ) التوبة/71 ، وقال سبحانه : ( والذين كفروا بعضهم
أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) الأنفال/73 .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8 ص/431.
*****
82201
هل يجوز له قتل السحرة دون إذن ولي الأمر ؟
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالجن والسحر والعين >
الفقه > معاملات > الحدود والتعزيرات >
الفقه > عبادات > الردة >(1/6192)
سؤال رقم 82201- هل يجوز له قتل السحرة دون إذن ولي الأمر ؟
ينتشر في بلادنا السحرة ، ويؤذون الناس ويضرونهم ، فهل يجوز قتلهم حتى نريح الناس من شرهم ؟
مع العلم أن حكومتنا ترخص لهم في العمل وتأخذ منهم الضرائب .
الحمد لله
أولاً :
إذا ثبت أن هذا الشخص يعمل بالسحر فالواجب قتله ؛ دفعاً لضرره
وشره عن الناس ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال ( 13941 )
.
والواجب على من ولاه الله أمر العباد أن يحكم فيهم بما أنزل الله
، قال تعالى : ( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ
أَهْوَاءهُمْ ) المائدة /49 ، وقال : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم
بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) المائدة/44 ، وفي آية أخرى قال : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) المائدة /45 ، وفي آية
ثالثة : ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ ) المائدة /47 .
ولا يجوز أبدا إسقاط العقوبة الشرعية وإلغاؤها ، وأقبح من ذلك
وأشنع إقرار هذا العمل المحرم والترخيص للساحر أن يعمل بسحره مقابل دفعه الضرائب !!
.
فهذا تضييع وخيانة للأمانة التي سيسأل عنها الحاكم يوم القيامة ،
يوم يعض على يديه ندماً ، ولكن بعد فوات الأوان ، قال تعالى : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ
الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ
سَبِيلاً يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ
أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ
خَذُولاً ) الفرقان /27-29
ثانياً :
إذا كان الحاكم لا يفعل ما وجب عليه من إقامة العقوبات الشرعية ،
فليس لأحد من عامة المسلمين أن يفعل ذلك ؛ لأن العقوبة تحتاج أولاً إلى إثبات أن
هذا الشخص يستحق هذه العقوبة ، ثم تحتاج ثانياً إلى قوة لتنفيذها .
ولو فتح الباب للناس في إقامة العقوبات الشرعية لعَمَّت الفوضى
في المجتمع ، ولم يأمن أحد على نفسه وماله .
قال علماء اللجنة الدائمة :
والذي يتولى إثبات السحر وتلك العقوبة : هو الحاكم المتولي شؤون
المسلمين ؛ درءاً للمفسدة ؛ وسداً لباب الفوضى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 552 ) .
وقد نقلنا في جواب السؤال رقم ( 13941 )
عن الشيخ سليمان العلوان قوله :
وحين يثبت وصف السحر على شخص ما : فإنه يقتل وجوباً ، فقد ثبت
ذلك عن جماعة من الصحابة ، ولكن ليس لآحاد الناس إقامة الحدود دون أمر السلطان أو
من يقوم مقامه ؛ لأنه يترتب على إقامة الحدود دون ولاة الأمور فساد وزعزعة للأمن
وذهاب هيبة السلطان . انتهى .
وقد ذكرنا مسألة اشتراط السلطان في إقامة الحدود في جواب السؤال
رقم ( 8980 ) ونقلنا هناك اتفاق
العلماء على ذلك .
وعليك تحذير الناس من هذا الساحر ، ومن الذهاب إليه ، وبيان أن
هذا الفعل قد يصل بصاحبه إلى الكفر والخروج من الإسلام .
والله أعلم .
*****
82219
يكافئ صديقه ويشجعه على حفظ القرآن
القرآن وعلومه > فضائل القرآن >(1/6193)
سؤال رقم 82219- يكافئ صديقه ويشجعه على حفظ القرآن
لدي صديق أكافئه لتشجيعه على حفظ القرآن سؤالي هو: هل لي ثواب في ذلك ؟ .
الحمد لله
حفظ القرآن قربة من أعظم القربات ، لما فيها من قراءة كلام الله
، وترديده ، والانشغال به ، ومعلوم أن قراءة حرف من كتاب الله بعشر حسنات ، كما روى
الترمذي (2910) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ
اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لا أَقُولُ
الم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ ، وَلامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ ) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى مسلم (804) عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (
اقْرَءُوا الْقُرْآنَ ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا
لأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ
فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ
كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ،
تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنَّ
أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ )
قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ .
وروى الترمذي (2914) وأبو داود (1464) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ
تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ
بِهَا ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (5/281) برقم 2240 ، وقال بعده :
" واعلم أن المراد بقوله : ( صاحب القرآن ) حافظه عن ظهر قلب ،
على حد قوله صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) . أي : أحفظهم ،
فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا ، وليس على حسب قراءته
يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ، ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن ، لكن بشرط
أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى ، وليس للدنيا والدرهم والدينار ، وإلا فقد
قال صلى الله عليه وسلم : ( أكثر منافقي أمتي قراؤها ) " انتهى .
ثانيا :
من أعان على حفظ القرآن ، وشجع عليه بالمكافأة وغيرها ، فهو على
خير عظيم ، ويرجى له ثواب مثل ثواب الحافظ والقارئ ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم
: ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ
، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم (2674)
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ دَلَّ عَلَى
خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ) رواه مسلم (1893).
وعند الترمذي (2670) : ( إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ
كَفَاعِلِهِ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
فنسأل الله تعالى أن يثيبك ويوفقك ، ويوفقك صاحبك إلى حفظ كتابه
الكريم .
والله أعلم .
*****
8226
حكم اللصقات الجلدية في رمضان
الفقه > عبادات > الصوم > ما يباح للصائم >(1/6194)
سؤال رقم 8226- حكم اللصقات الجلدية في رمضان
السؤال : : أنا مدخن وأدخن بشراهة ، تقريبا عشرين سيجارة في اليوم ، وأريد التوقف عن التدخين بشكل كامل ، وقد أشار علي البعض باستعمال لصقات النيكوتين حيث تفيد جدا في هذا السبيل . وسؤالي هو فيما إذا كان يمكنني استعمال لصقات النيكوتين خلال شهر رمضان أوقات الصيام ، إذ أن لصقات النيكوتين توضع على البشرة حيث يتم امتصاص النيكوتين إلى الجسم من خلال مسامات البشرة ، وتكفي لصقة واحدة 24 ساعة ، ونحتاج إلى استعمال 7 لصقات فقط . وأريد أن أؤكد لك أنني لا أشعر بالحاجة إلى التدخين وأنا صائم ، ولكن في اللحظة التي أنتهي فيها من تناول إفطاري أشعر بيدي تمتد بشكل آلي لتتناول سيجارة ، أرجوكم أن تنصحوني.
الجواب :
ليس من المفطرات ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية مثل الملصقات الجلدية المستعملة في علاج مرض التدخين ، واتق الله في جسدك ولا تجلب عليه الأضرار بهذا التدخين المحرم شرعاً فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن لجسدك عليك حقاً ) ونسأل الله أن يعينك على ترك هذا الداء الخبث وأن يحفظنا وإياك من كل سوء وصلى الله عليه وسلم . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
82278
يترك صلاة الجماعة خشية تأخر شفاء قدمه
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة الجماعة >
الفقه > عبادات > الصلاة > أهل الأعذار >(1/6195)
سؤال رقم 82278- يترك صلاة الجماعة خشية تأخر شفاء قدمه
أنا شاب والحمد لله أحافظ على صلاة الجماعة ، لكن أحيانا عندما أصاب في قدمي وأضع على قدمي ضمادا ، لا أذهب إلى الصلاة ؛ خوفا من تفاقم الإصابة من خلال السير على الأقدام ذهابا ًوعودة ، فأصلي في المنزل ؛ لأنه إذا تفاقمت ستزيد فترة الراحة وعدم الذهاب للمسجد .. فما حكم ذلك ؟.
الحمد لله
نبارك لك حرصك على صلاة الجماعة ، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا
وإياك على طاعته ، وأن يتقبل منا ومنك .
نعم ، المرض من أعذار التخلف عن صلاة الجماعة .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (27/187) :
" وهو المرض الذي يشق معه الإتيان إلى المسجد لصلاة الجماعة .
قال ابن المنذر : لا أعلم خلافا بين أهل العلم أن للمريض أن
يتخلف عن الجماعات من أجل المرض ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لمّا مرض تخلف عن
المسجد ، وقال : مُرُوا أبا بكر فليصل بالناس " انتهى .
وقد نص الفقهاء رحمهم الله على أن المريض إذا خشي أن يتأخر شفاؤه
فإنه يُعذر ويُخَفَّفُ عليه في العبادة ، سواء كانت صلاة أو صياما أو طهارة ونحو
ذلك .
انظر: "الإنصاف" (2/305) و "الموسوعة الفقهية" (14/258) .
والمعتبر في ذلك كلام الطبيب الثقة ، أو معرفة ذلك بالتجربة
والخبرة .
فإذا كان كثرة المشي يؤخر الشفاء فلا حرج عليك في ترك صلاة
الجماعة في المسجد ، وبما أنك محافظ عليها فسيكون لك ثواب الجماعة إن شاء الله
تعالى ، لحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (
إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحاً مقيماً ) رواه البخاري
( 2834) .
والله أعلم .
*****
82281
معنى قول الله ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره )
القرآن وعلومه > تفسير القرآن >(1/6196)
سؤال رقم 82281- معنى قول الله ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره )
ما معنى كلمة ( يأتي ) في الآية : ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره )؟.
الحمد لله
قال الله تعالى : ( وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ
أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا
حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة/109 .
بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن كثيرا من أهل الكتاب
يودون الكفر والردة لأهل الإسلام ، كراهية وبغضا وحسدا ، مع أنهم يعلمون الحق
ويوقنون به ، ومع ذلك فقد أمر الله تعالى المؤمنين بالعفو والصفح عنهم ، وذلك لحكم
كثيرة منها : الرغبة في هدايتهم وإيضاح الحق لهم ، ومنها انشغال المسلمين بالحرب مع
كفار قريش ، فاقتضت الحكمة أن يقتصروا على مواجهة عدو واحد . وبين الله تعالى أن
هذا العفو والصفح ممتد إلى غاية وأمد ، وهي أن يأتي أمر من الله للمسلمين يبيح لهم
القتال .
فيأتي هنا بمعنى : يجيء ويصدر وينزل ، أي ينزل عليهم أمر الله
تعالى .
وقد جاء الأمر من الله تعالى بعد ذلك بقتالهم ، كما قال ابن عباس
وقتادة والربيع وغيرهم .
قال الطبري رحمه الله في تفسيره : (1/534) : " ( فاعفوا )
فتجاوزوا عما كان منهم من إساءة وخطأ في رأي أشاروا به عليكم في دينكم ، إرادة صدكم
عنه ، ومحاولة ارتدادكم بعد إيمانكم ، وعما سلف منهم من قولهم لنبيكم صلى الله عليه
وسلم : اسمع غير مسمع وراعنا لَيَّاً بألسنتهم وطعنا في الدين ، واصفحوا عما كان
منهم من جهل في ذلك حتى يأتي الله بأمره ، فيحدث لكم من أمره فيكم ما يشاء ، ويقضي
فيهم ما يريد . فقضى فيهم تعالى ذكره ، وأتى بأمره ، فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم
وللمؤمنين به : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم
الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون ) التوبة/29 .
ثم روى عن الربيع في قوله : ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله
بأمره ) ، قال : اعفوا عن أهل الكتاب حتى يحدث الله أمرًا . فأحدث الله بعد فقال :
( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى وهم صاغرون ) " انتهى .
وقال ابن الجوزي رحمه الله في "زاد المسير" (1/132) : " قوله
تعالى : ( حتى يأتي الله بأمره ) قال ابن عباس : فجاء الله بأمره في النضير بالجلاء
والنفي ، وفي قريظة بالقتل والسبي " انتهى .
والله أعلم .
*****
82287
له صديق رافضي هل يبقى على صحبته ؟
العقيدة > مذاهب وأديان > مذاهب وفرق >
الدعوة > أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر >(1/6197)
سؤال رقم 82287- له صديق رافضي هل يبقى على صحبته ؟
عندي صديق من أهل السنة والجماعة ، لديه صديق شيعي ، أريد أن أستفسر عن حكم مصاحبة أهل المذاهب المخالفة ، مع العلم أنه نصحه - كما قال لي - باعتناق مذهب الفرقة الناجية ، ولكن دون فائدة ، فما حكم مصاحبتهم ؟.
الحمد لله
يجب عليك أن تنصح صاحبك بالابتعاد عن مصاحبة أهل البدع ، وخاصة
البدع المغلظة كالشيعة الروافض لما في مصاحبتهم من خطر على دين المسلم ودنياه ، أما
الخطر على دينه فهو بما يلقيه هذا الرافضي من شبهات تشكك المسلم في دينه ، وأما
الخطر الدنيوي فهو ما يكنه الرافضي من عداء وبغض لأهل السنة والسعي في إيذائه بكل
ما يستطيع .
وقد جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على حسن
اختيار الصاحب ، وذلك لما له من تأثير على خلق ودين صاحبه ، ومن هذه الأحاديث :
1. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي رضي الله عنه عنَ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا
وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ ) .
رواه الترمذي ( 2395 ) وأبو داود ( 4832 ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
2. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ
فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ) .
رواه الترمذي ( 2378 ) وأبو داود ( 4833 ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال الخطابي رحمه الله :
" لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته ؛ فإنك إذا خاللته قادك إلى
دينه ومذهبه ، فلا تغرر بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيّاً في دينه
ومذهبه " انتهى .
" العزلة " ( ص 141 ) .
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
" وهذا معناه – والله أعلم – أن المرء يعتاد ما يراه من أفعال من
صحبه ، والدين العادة ، فلهذا أمر ألا يصحب إلا من يرى منه ما يحل ويجمل فإن الخير
عادة ... .
والمعنى في ذلك : ألا يخالط الإنسان من يحمله على غير ما يحمد من
الأفعال والمذاهب ، وأما من يؤمن منه ذلك فلا حرج في صحبته " انتهى .
" بهجة المجالس " ( 2 / 751 ) .
وأما كلام السلف في التحذير من صحبة أهل البدع فكثير ، ومنه :
1. ما نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن أبي يوسف تلميذ أبي حنيفة :
قال :
لا ينبغي لأحد من أهل السنة والجماعة أن يخالط أحداً من أهل
الأهواء حتى يصاحبه ويكون خاصته ؛ مخافة أن يستزله أو يستزل غيره بصحبه هذا .
" مجموع الفتاوى " ( 16 / 475 ) .
2. قال أبو داود السجستاني رحمه الله :
قلت لأبي عبد الله - أحمد بن حنبل - : أرى رجلاً من أهل السنة مع
رجل من أهل البدعة أترك كلامه ؟ قال : لا ، أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب
بدعة ، فإن ترك كلامه فكلِّمه ، وإلا فألحقه به .
" طبقات الحنابلة " ( 1 / 160 ) .
والله أعلم .
*****
82292
العمل في بناء وتشطيب الفنادق والقرى السياحية
الفقه > معاملات > الإجارة >
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6198)
سؤال رقم 82292- العمل في بناء وتشطيب الفنادق والقرى السياحية
أنا مهندس معماري أعمل في مجال تشطيب الفنادق الفاخرة والقرى السياحية ( من الداخل مثل الأبواب –السيراميك-الرخام- الفرش-الحوائط-الحمامات ) مثلا تحتوى القرية السياحية على 48 فيلا غير المبنى الرئيسي ومبنيين ملحقين والحدائق إلخ.. ولكن لا أشطب الأماكن الحرام مثل الخمارات أو الديسكو وما إلى ذلك فهل هذا العمل حلال أم حرام ؟ وإذا ذهبت بنية التعلم -مع العلم أنا حديث التخرج وهذا العمل يحتاج إلي فترة تدريب وخبرة - وأنا لا أمتلك التدريب أو الخبرة ) وأخذ راتب في هذه الحالة حلال أم حرام ؟ وهل هناك فرق إذا كان الفندق في المدينة ، أو في مكان سياحي ، كشرم الشيخ وما إلى ذلك ؟ مثال : إذا كان هناك شقة يوجد بها غرفة للخمر فهل أشطب الشقة بدون الغرفة أم لا أشطب الشقة أصلا ؟.
الحمد لله
سبق أن بينا حكم المشاركة في بناء القرى السياحية ، التي تشتمل
على الاختلاط والتبرج والفساد والخمور ، وأن ذلك لا يجوز لما فيه من الإعانة على
الإثم والعدوان ، انظر جواب السؤال رقم ( 47513 )
وهذا هو الأصل الذي تنبني عليه هذه المسائل ، أنَّ كل ما كان فيه
إعانة على الإثم والمعصية ، فهو محرم ، فلا يجوز العمل في تشطيب أو بناء صالة ديسكو
أو مكان لشرب الخمر ، أو صالة قمار ، أو مرقص ، والمشارك في ذلك مشارك في الإثم
والمعصية ، وكذلك لا يجوز بيع أو تأجير ما يستعمل في المعصية .
والذي يظهر أن هناك فرقا بين الفنادق المقامة في المدينة ، وتلك
التي تقام في القرى السياحية ، فإن فنادق المدينة تتخذ عادة للسكنى والنزول بها
للراحة ، ولا يقصد بها المعصية في الغالب ، بخلاف الفنادق المنشأة في القرى
السياحية ، فإن الظاهر من حال المسافرين إليها أنهم سافروا إليها من أجل ما يوجد في
هذا المكان من فساد وانحلال .
وكذلك إذا كانت الشقة مشتملة على غرفة أعدت للاستعمال في الحرام
، كشرب الخمر ، فلا يجوز الإعانة على بناء أو تشطيب هذه الغرفة ، ويجوز في الباقي ؛
لأن الإجارة إذا كانت على منفعة مباحة ، فهي جائزة ، وإذا كانت على منفعة محرمة فهي
محرمة .
وينبغي أن تعلم أيها الأخ الكريم أن أبواب الرزق الحلال كثيرة ،
وأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، فأيقن بذلك ، وابحث عن مرضاة الله تعالى
في كل عمل ، واتق الشبهات يسلم لك دينك وعرضك .
والله أعلم .
*****
82293
الحج على نفقة إحدى الدوائر الحكومية
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > الاستطاعة >(1/6199)
سؤال رقم 82293- الحج على نفقة إحدى الدوائر الحكومية
أنا شاب أملك من المال ما يكفيني والحمد لله وقد وجدت فرصة للعمل أثناء الحج مع أداء هذه الفريضة العظيمة على حساب إحدى الدوائر الحكومية . هل تجوز حجتي أم لا ؟ مع العلم أن هذه أول مرة لي في الحج .
الحمد لله
يجوز للإنسان أن يحج على نفقة غيره ، سواء كان حج فريضة أو
نافلةً ، كما يجوز له أن يعمل ويتجر ويتكسّب أثناء الحج . وقد أخرج الطبري في
تفسيره بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) البقرة/198
قال : ( لا حرج عليكم في الشراء والبيع قبل الإحرام وبعده ) .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة ما الحكم فيمن يحج من نفقات الحاكم
؟
بمعنى : إذا أراد حاكم من الحكام بأن يعطي رعاياه مبلغاً من
المال وقال لهم : حجوا بهذا المال ، فهل يجوز لهم بأن يحجوا به أم لا ؟ وإذا حجوا
به فهل تسقط عنهم حجة الإسلام ؟ مع ذكر الدليل لما تقولون .
فأجابوا : " يجوز لهم ذلك ، وحجهم صحيح ؛ لعموم الأدلة " انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " (11/36) .
انظر جواب السؤال رقم ( 36841 )
ونسأل الله أن يتقبل منا ومنك .
والله أعلم .
*****
8230
حكم حلق اللحية مضطراً لمن يعمل في الجيش
أسباب عذاب القبر استعمال التراب في تطهير نجاسة الكلب رحمة الله بعباده يعمل في محل ألعاب فيديو ويسأل عن دخله
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الزينة >(1/6200)
سؤال رقم 8230- حكم حلق اللحية مضطراً لمن يعمل في الجيش
السؤال : أنا في الجيش وأحلق لحيتي دائماً وذلك غصباً عني ، هل هذا حرام أم لا ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز حلق اللحية ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها وإرخائها في
أحاديث صحيحة ، وأخبر صلى الله عليه وسلم : أن في إعفائها وإرخائها مخالفة للمجوس
والمشركين ، وكان عليه الصلاة والسلام كث اللحية ، وطاعة الرسول صلى الله عليه
وسلم واجبة علينا ، والتأسي به في أخلاقه وأفعاله من أفضل الأعمال ؛ لأن الله
سبحانه يقول : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) الأحزاب/21 ،
وقال عز وجل : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) الحشر/7 ، وقال سبحانه : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب
أليم ) النور/63 .
والتشبه بالكفار من أعظم المنكرات ، ومن أسباب
الحشر معهم يوم القيامة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو
منهم ) فإذا كنت في عمل تلزم فيه بحلق لحيتك فلا تطعهم في ذلك لأن الرسول صلى
الله عليه وسلم قال : ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) فإن ألزموك بحلقها
فاترك هذا العمل الذي يجرك لفعل مايغضب الله ، وأسباب الرزق الأخرى كثيرة ميسرة
ولله الحمد ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه . وفقك الله ويسر أمرك ،
وثبتنا وإياك على دينه .
انتهى .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8ص / 376.
وأما إذا كانت الخدمة العسكرية إلزامية وأخذوك
مجبراً وحلقوا لحيتك مكرهاً فالإثم عليهم وليس عليك شيء . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
11/1426
نوفمبر 13/2005
8231
وضع المصحف على بطن الميت وهل للعزاء مدة محددة ؟
الفقه > عبادات > الجنائز وأحكام المقابر >(1/6201)
سؤال رقم 8231- وضع المصحف على بطن الميت وهل للعزاء مدة محددة ؟
السؤال : ما حكم قراءة القرآن على الميت ووضع المصحف على بطنه ، وهل للعزاء أيام محددة حيث يقال إنها ثلاثة أيام فقط ؟ أرجو الإفادة جزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
ليس لقراءة القرآن على الميت أو على القبر أصل صحيح بل ذلك غير مشروع ، بل من
البدع ، وهكذا وضع المصحف على بطنه ليس له أصل ، وليس بمشروع ، وإنما ذكر بعض
أهل العلم وضع حديدة أو شيء ثقيل على بطنه بعد الموت حتى لا ينتفخ .
وأما العزاء فليس له أيام محددة ، بل يشرع من حين
خروج الروح قبل الصلاة على الميت وبعدها ، وليس لغايته حد في الشرع المطهر سواء
كان ذلك ليلاً أو نهاراً ، وسواء كان ذلك في البيت أو في الطريق أو في المسجد
أو في المقبرة أو في غير ذلك من الأماكن .
والله ولي التوفيق .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/8 ص/362.
*****
82326
قضت ما فاتها من الصلوات في صغرها وتريد أن تستمر في القضاء
الفقه > عبادات > الصلاة > قضاء الفوائت >(1/6202)
سؤال رقم 82326- قضت ما فاتها من الصلوات في صغرها وتريد أن تستمر في القضاء
أمي لم تصل بعض السنين في الصغر ، وعندما سمعت من أحد المشايخ أنه يجب قضاء الصلاة الفائتة ، ندمت وتابت وعاهدت الله أن تقضي الصلوات الفائتة ما دامت على قيد الحياة . وفعلا أوفت بعهدها وقضت كل السنوات التي لم تصل فيها وأنهتها لكنها تقول لنا يجب أن أبقى أصلي لأنني قلت حين عاهدت ربي ( ما دمت على قيد الحياة ) وأنا ما زلت على قيد الحياة حيث إنها تصلى الفرائض وليس النوافل مع أنها تعلم أنها أدت جميع ما فاتها . فهل فعلها هذا صحيح ؟ وهل هذا يعتبر نذرا ؟.
الحمد لله
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن من ترك الصلاة زمنا بعد البلوغ ، لزمه
قضاء ما ترك ، فإن لم يعلم عدد الصلوات فإنه يصلي ما يغلب على ظنه أنه القدر الذي
تركه .
وينبغي أن يُعلم أن ما تركته من الصلوات في حال صغرها قبل البلوغ
لا يلزمها قضاؤه ، لأنها لم تكن مكلَّفة في ذلك الوقت .
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من ترك الصلاة عامدا ، فلا يلزمه
قضاؤها ، وإنما تلزمه التوبة وإحسان العمل في المستقبل .
وانظر جواب السؤال رقم ( 7969 )
و ( 72216 )
وعلى كل فإن والدتك يشرع في حقها أن تكثر من الاستغفار والتوبة
وأداء النوافل ، رجاء أن يتقبل الله منها توبتها ، وقد قال الله تعالى : ( وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 .
وأما قولها : إنها عاهدت الله أن تقضي الصلوات الفائتة ما دامت
على قيد الحياة ، فهذا نذر أن تقضي ما فاتها من الصلاة ، وقد قامت بذلك ، ووفَّت
بذلك النذر ، فلا يلزمها أن تستمر في قضاء صلوات قد قضتها بالفعل ، لأن الصلاة إنما
تقضى مرة واحدة فقط .
وأما قولها : ما دمت على قيد الحياة ، فالذي يظهر أن معنى هذه
العبارة أنها ستفي بنذرها ما دامت حيّة ، ولن تترك قضاء الصلاة بسبب مرض أو شغل أو
غير ذلك من الأسباب التي قد تشغلها عن الصلاة .
وإذا أرادات أن تستمر في الصلاة ، فهو عمل طيب رغَّب فيه الرسول
صلى الله عليه وسلم بقوله : ( الصلاة خير موضوع ، فمن استطاع أن يستكثر فليسكثر ) رواه الطبراني في صحيح الجامع (3870) ، على أن يكون ذلك
بنيّة النافلة لا نية القضاء .
والله أعلم .
*****
82331
عقد عليها ولم يوفر لها سكنا ويريد الاستمتاع بها
الفقه > معاملات > النكاح >
الفقه > معاملات > النكاح > الصداق >(1/6203)
سؤال رقم 82331- عقد عليها ولم يوفر لها سكنا ويريد الاستمتاع بها
لقد تمت خطوبتي على شاب منذ عامين وبعد عام من الخطوبة عقد قراني عليه لحين تجهيز منزل الزوجية . ومشكلتي معه :
أنه يريد أن يحصل بينا معاشرة زوجية كاملة ولكن دون الدخول وإن رفضت يهددني بأنه سيخونني إن لم استجب له .
أنه كثير الشك فيَّ لدرجة أنة منعني من الخروج والتحدث مع أصدقائي وجعلني أترك العمل بحجة أن في ذلك حفاظاً عليَّ من الوقوع في الحرام ، مع العلم أني لم أفكر يوماً بما يفكر فيه.
وهو كذلك لا يحترم أهلي ودائماً يشتمهم ويسبهم ، ويتهمهم بعدم تربيتهم لي تربية جيدة ، وفي المقابل يريدني أن أذهب إلى أمه وأرضيها وإذا حصل منها خطأ علي فلا بد من الاعتذار لها حتى ترضى .
مع العلم أنه حتى الآن لم يقم بتجهيز أي شيء في المنزل ودائماً يتعذر بأوضاعه المادية السيئة . ولما كنت في عملي كان نصف راتبي تقريباً أصرفه عليه ويلزمني بشراء هدايا لأهله فهل له الحق في هذا ، وهل علي شيء في حال عدم استجابتي لما يأمرني به . مع العلم أن أهلي وجميع من حولي يرون أنه غير مناسب لي .
الحمد لله
أولا :
إذا تم العقد أو ما يسمى بكتب الكتاب ، فقد صرت زوجة له ، ويباح
للزوج أن يستمتع بزوجته كيفما شاء ، لكن لها أن تمتنع من تسليم نفسها له حتى يدفع
لها المهر المعجل ، ويجهز لها منزل الزوجية المناسب .
وقد نقل ابن المنذر رحمه الله إجماع العلماء على أن للمرأة أن
تمتنع من دخول الزوج عليها , حتى يعطيها مهرها . "المغني" (7/200) .
وذكر الكاساني في "بدائع الصنائع" (4/19) أن المرأة لها أن تمتنع
من تسليم نفسها لزوجها حتى يوفر لها سكنا .
هذا هو الحكم الشرعي في المسألة .
والذي نخشاه أن يكون هذا الزوج غير جاد في توفير السكن والسعي
إلى الاستقرار فيه وبناء الأسرة ، وأنه يكتفي بتحصيل متعته من اللقاء بك . ولذلك
ننصحك أن لا تلبي طلبه وألا تمكنيه من الاستمتاع ، حتى يوفر لك السكن ، وفي هذا حث
له على الاهتمام والتعجيل بالدخول ، وحفظ لك ، فإنه قد يقع الجماع ، بإلحاح منه ،
وضعف منك ، ويحصل الحمل ، ويترتب على ذلك آثار سيئة في حالة الطلاق أو تأخر الدخول
المعلن أمام الناس .
ثانيا :
إذا كان عملك مباحا سالما من المحرمات ، فلا ننصحك بتركه ، وليس
للزوج أن يمنعك منه ما دام قد عقد عليك وأنت تمارسين هذا العمل ولم يشترط عليك تركه
. وعلى أقل الأحوال فإنه ينبغي أن تحتفظي بعملك وإن انقطعتِ عنه مؤقتا ، بأخذ أجازة
، إلى أن يتبين لك حال زوجك
ثالثا :
ينبغي الاهتمام والنظر في دين الزوج وخلقه ومحافظته على الصلاة
وبعده عن المحرمات ، والذي ظهر لنا من سؤالك أنه ليس بالرجل المرضي من هذا الجانب ،
ولهذا سهل عليه أن يسب والديك ، بل وسهل عليه أن يهددك بأنه سيخونك !! ولا ندري كيف
يصدر مثل هذا الكلام من رجل عاقل يقدر الأمور ، فهل يصح أن يكون هذا وسيلة للضغط
على الزوجة ؟ يهددها أن يرتكب الزنا عقوبةً لها ! إن هذا ليدل على نقصان كبير في
الدين والعقل .
ولو أنا استُشرنا في أمر الزواج منه قبل أن يتم العقد لأشرنا
عليك بعدم الزواج ، لكن ما دام الأمر قد حصل ، فإننا نقول : إن كان متهاونا بالصلاة ، فينبغي أن تنصحي له المرة بعد المرة ، فإن لم ينصلح حاله ، فاسعي للفراق
منه ، فإنه لا خير لك في زوج متهاون بالصلاة .
رابعا :
إذا تبين لك أنه زوج متلاعب غير جاد في تجهيز المسكن ونحوه ،
وأنه قد يسيء إليك وإلى أهلك ، - حتى لو كان من أهل الصلاة - فإنا ننصحك بمفارقته ،
ولو أن تخالعيه بالتنازل عن بعض حقك .
وقد ذكرت أن أهلك وجميع من حولك يرون أنه غير مناسب لك ، ونظرة
الأهل في هذه الأمور – غالباً – تكون أقرب إلى الصواب ، لأنهم ينظرون إلى الأمر
بنوع من التعقل ، بعيداً عن العاطفة التي قد تعمي صاحبها عن الحق أحياناً ، مع
علمهم وخبرتهم بمثل هذه الأمور ، ولذلك نرى أن تناقشي الأمر مع أهلك ، وتعملي بما
يشيرون عليك ، مع استخارة الله تعالى ، فإنه ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار
.
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ، ويذهب همك ، ويقضي لك الخير حيث
كان .
والله أعلم .
*****
82356
فتاة تسأل عن حكم العمل في صالة قمار
الفقه > معاملات > الإجارة > أعمال محرمة >(1/6204)
سؤال رقم 82356- فتاة تسأل عن حكم العمل في صالة قمار
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة ، ووجدت عملاً في كازينو فما حكم العمل في الكازينو ومعنى كازينو هي صالة قمار ، وهى منتشرة جدا ببلدنا ، حيث يوجد بكل فندق كبير صالة يعمل فيها مجموعة من الموظفين برواتب كثيرة جداً .
والعمل بالصالة متنوع :
1- الرسبشن : وهو الذي يقوم بأخذ صورة من الهوية الخاصة بالمقامر وعمل بعض الحجوزات وتقفيل الشهر بالحسابات فقط
2- ثم هناك آخرون يتعلمون القمار ويلعبون مع الزبائن لحساب الشركة ، وهناك المشرفون على هؤلاء ، وهناك العاملون في البار الذين يقدمون الطعام والشراب والخمور للزبائن ، وهناك الأمن وعمال النظافة والعلاقات العامة المختصون بإحضار الزبائن .
أريد أن أعرف ما حكم عمل هؤلاء؟ مع مراعاة الظروف الاقتصادية التي نعيش فيها ومراعاة العدد الهائل المشتغل بها من شباب وشابات وارتفاع المرتبات .
الحمد لله
أولا :
لا يشك مسلم في أن الله قد حرم الخمر والميسر ، وجعل ذلك من
كبائر الذنوب قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ
فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ
يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ
وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ) المائدة/90 - 91 .
ثانياً :
إذا حرم الله تعالى شيئاً حرم التعاون عليه ، والمساعدة على فعله
بأي طريقة كان هذا التعاون أو تلك المساعدة . قال الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .
والقاعدة عند علماء الشرع " الوسائل لها أحكام المقاصد " فكل ما
أدى إلى وجود الحرام وأوصل إليه فهو حرام.
ثالثاً :
لا يجوز للمسلم أن يوجد في مكان يُعصى الله تعالى فيه إلا مضطراً
أو مكرهاً على ذلك ، والواجب عليه أن ينكر ذلك المنكر ويغيره ويزيله، فإن لم يستطع
وجب عليه مغادرة المكان ، فالأصل في المسلم أن يهجر أماكن المعصية ويبتعد عنها ، لا
أن يساعد أهلها على معصية الله ، فالبقاء في مثل هذه الأماكن يتنافى مع الأمر
للمسلم بتغيير المنكر حين يراه ، ويتنافى مع الأمر بهجر أماكن السوء والمعصية .
قال الله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ
أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا
تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً
مِثْلُهُمْ ) النساء/140 .
قال القرطبي رحمه الله : ( قوله تعالى: " فلا تقعدوا معهم حتى
يخوضوا في حديث غيره" أي غير الكفر. " إنكم إذا مثلهم " فدل بهذا على وجوب اجتناب
أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر
كفر. قال الله عز وجل "إنكم إذا مثلهم" فكل من جلس في مجلس معصية ، ولم ينكر عليهم
يكون معهم في الوزر سواء.
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها فإن لم
يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قوماً يشربون
الخمر ، فقيل له عن أحد الحاضرين : إنه صائم فحمل عليه الأدب ( أي : ضربه تأديباً
له ) وقرأ هذه الآية : ( إنكم إذا مثلهم ) أي إن الرضا بالمعصية معصية " انتهى من تفسير القرطبي " ( 5 / 418).
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" الإنكار بالقلب فرض على كل واحد ، وهو بغض المنكر وكراهيته ،
ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان "
" الدرر السنية في الأجوبة النجدية " ( 16 / 142) .
ثم إنه يخشى على من عمل في هذه الأماكن أن يضعف إيمانه ، وأن
تذهب الغيرة من قلبه ، وربما دعاه الشيطان إلى مقارفة المعصية ، وقد قال الله تعالى
:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ
يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
) النور/21 .
رابعاً :
بناءً على ما سبق ، لا يجوز لمسلم أن يعمل في هذه الصالة ؛ لأنه
بذلك يكون معينا على معصية الله وراضياً بها أو في حكم الراضي عنها ، وذلك يشمل كل
من يعمل في تلك الصالة، فيشمل من يلعب مع الزبائن أو يعلمهم أو يقوم بحراستهم أو
خدمتهم أو يستقبلهم وغير ذلك من الوظائف ، ولا يغتر المسلم بما يأخذه من مال فإنه
مسئول يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه ( أخذه ) وفيما أنفقه .
وأغلى شئ عند المسلم دينه فيجب المحافظة عليه ولا يكون ممن باع
دينه بمتاع حقير من الدينا سيزول عما قريب .
وهذا الحكم وهو تحريم العمل في تلك الصالات ، في حقك أنت أيتها
السائلة أشدّ تحريماً ، هل تعرفين لماذا ؟
لأنك امرأة !!! وقدرتك على التحمل والمقاومة أقل من الرجل ، وطمع
الفاسدين فيك أكثر . وكيف تأمن فتاة في عمرك على نفسها إذا وجدت بين هؤلاء
المنحرفين في تلك الصالات بما يشوبها من خمر وسُكْر وشهوات ؟!
فنوجو منك أيتها السائلة أن تخضعي لداعي الشرع والعقل ، فلا
تقربي تلك الأماكن ، حفاظاً عليك وعلى أغلى ما تملكين .
وتذكري قول الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ
لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2- 3 وقوله صلَّى الله عليه
وسلَّم : ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) صححه الألباني ، ولا تنسي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها عاجلاً أم آجلاً .
نسأل الله تعالى أن يعينك على ترك هذه الوظيفة طيبة بذلك نفسك
وأن يخلف لك خيرا منها وأن يفتح عليك من خزائن جوده ، وجزيل عطائه وأن يغنينا وإياك
بحلاله عن حرامه وبفضله سبحانه عمن سواه .
والله أعلم .
*****
82366
حكم العمل في مجال معالجة الصور بالتجميل وتغيير الخلقة
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الصور والتصوير >(1/6205)
سؤال رقم 82366- حكم العمل في مجال معالجة الصور بالتجميل وتغيير الخلقة
من المعروف أن التصوير الفوتوغرافي عليه الكثير من الشبهات ، أريد معرفة ما حكم معالجة الصور عن طريق برنامج الفوتوشوب ، يقوم هذا البرنامج بتجميل صورة الشخص وتغير بعضاً من ملامحه ، ووصلت الفتنة بأن تأتي بعض الفتيات ويقمن بطلب تغيير لون العيون أو حتى ترقيق الحاجبين ، وكذالك محو أي عيب في الوجه وتغير تسريحة الشعر ! .
أريد من حضرتكم توضيح حكم الشرع في هذه الأعمال ، وأود تفصيل كامل عن مصدر الإفتاء حتى أوضح للبعض من الناس كل البراهين والدلائل .
الحمد لله
أولاً :
اختلف العلماء المعاصرون في حكم التصوير الفوتوغرافي ، وسبق في
جواب السؤال رقم ( 10668 ) ، ( 12786 )
أن الراجح تحريمه .
ثانياً : بعض العلماء الذين ذهبوا إلى إباحته وعدم تحريمه
اشترطوا لذلك عدة شروط :
1- أن يكون الغرض من الصورة مباحاً ، كجواز السفر ، والرخصة وما
أشبه ذلك .
2- ألا يتدخل المصِّور في الصورة بتعديل أو تجميل .
3- ألا تكون صورة محرمة كصورة امرأة متبرجة ونحو ذلك .
وواضح أن هذه الشروط لا تنطبق على ما هو موجود بالسؤال ، وبهذا
يبّين أن هذا الفعل المسئول عنه حرام .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الصور الفوتوغرافية الذي نرى فيها ؛ أن هذه الآلة التي تخرج
الصورة فوراً ، وليس للإنسان في الصورة أي عمل ، نرى أن هذا ليس من باب التصوير ،
وإنما هو من باب نقل صورة صورها الله – عز وجل – بواسطة هذه الآلة ، فهي انطباع لا
فعل للعبد فيه من حيث التصوير ، والأحاديث الواردة إنما هي في التصوير الذي يكون
بفعل العبد ويضاهي به خلق الله ، ويتبين لك ذلك جيداً بما لو كتب لك شخص رسالة
فصورتها في الآلة الفوتوغرافية ، فإن هذه الصورة التي تخرج ليست هي من فعل الذي
أدار الآلة وحركها ، فإن هذا الذي حرك الآلة ربما يكون لا يعرف الكتابة أصلاً ،
والناس يعرفون أن هذا كتابة الأول، والثاني ليس له أي فعل فيها ، ولكن إذا صور هذا
التصوير الفوتوغرافي لغرض محرم ، فإنه يكون حراماً تحريم الوسائل " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 2 / السؤال رقم 318 ) .
والله أعلم .
*****
82386
إعطاء الهدية لمعلم القرآن
الفقه > معاملات > الهدية والهبة والعطية >(1/6206)
سؤال رقم 82386- إعطاء الهدية لمعلم القرآن
هل يعد ما أقدمه إلى معلمة القرآن في المسجد من هدية يعد من الرشوة علما بأنه للتعيلم فقط لا من أجل الشهادة والعلامات لكن من باب الاحترام والتقدير فقط لا غير. وهي تقول : أخشى على نفسي من هذا الباب ولا تقبل من الدارسات شيئا . فما حكم الشرع في الموضوع ؟.
الحمد لله
الهدية لمعلم القرآن فيها تفصيل حاصله ما يلي :
أولا : إن كان المعلم يدرس جماعة من الطلاب ، ويمنحهم الشهادات
والعلامات ( الدرجات ) ، فلا يجوز له قبول الهدية من أحدهم ، لما يفضي إليه ذلك
غالبا من ميل القلب إليه ، وتفضيله على غيره ، وإفساد قلوب الآخرين عليه .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : بعض الطالبات تهدي
لمعلمتها هدية في المناسبات ، فمنهن من تدرّسها الآن ، ومنهن من لا تدرّسها ولكن من
المحتمل أن تدرسها في الأعوام المقبلة ، ومنهن لا احتمال أن تدرسها كالتي تخرجت .
فما الحكم في هذه الحالات ؟
فأجاب :
الحالة الثالثة لا بأس بها ، أما الحالات الأخرى فلا يجوز . حتى
ولو كانت هدية لولادة أو غيرها ، لأن هذه الهدية تؤدي إلى استمالة قلب المعلمة .
وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله عن معلمة في مدارس تحفيظ القرآن
التابعة للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لا تأخذ مقابل تدريسها أجرة ، في
نهاية العام الدراسي وبعد توزيعها الشهادات على الطالبات قد يقدمن لها هدية عبارة
عن ذهب أو غيره ما حكم قبولها لهذه الهدية ؟ ورفضها للهدية يكسر نفس الطالبات ويحز
في نفوسهن خاصة وأنها قد قدمت لهن الهدايا.
فأجاب : إن كانت الطالبة قد أنهت الدراسة وسوف تغادر هذه المدرسة
فتنتفي الرشوة هنا ، أما إذا كانت العلاقة المدرسية ستبقى بينهما فيخشى أن هذه
الهدية تسبب ميل المعلمة إلى هذه الطالبة والتغاضي عن أخطائها وعدم العدل بينها
وبين غيرها .
ثانيا :
إذا لم يكن هناك عدد من الطلاب تجري بينهم المنافسة ، ويتطلب
تحقيق العدل بينهم ، كأن يكون المعلم يدرّس طالبا بمفرده ، فقد اختلف أهل العلم في إهداء الطالب إليه حينئذ ، فمنهم من منعه استدلالا بحديث القوس ، وهو ما رواه أبو داود (3416)
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ
الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ ، فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا ، فَقُلْتُ :
لَيْسَتْ بِمَالٍ ، وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلأَسْأَلَنَّهُ ،
فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا
مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ ، وَلَيْسَتْ بِمَالٍ
وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَالَ : إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ
تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا ). وصححه الألباني في صحيح أبي
داود .
ومنهم من أجازها إذا كانت عن طيب نفس من الطالب ، واستدلوا بما
يفيد جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن ، كقوله صلى الله عليه وسلم في قصة اللديغ :
( إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ ) رواه
البخاري (5737) ، وإذا جازت الأجرة فالهدية من باب أولى .
وحملوا حديث عبادة المتقدم ( حديث القوس ) على أنه كان في وقت
حاجة الناس إلى من يعلمهم القرآن ، حتى لا تتم المتاجرة بتعليم القرآن ، فيُحْرم
منه فقراء المسلمين ، وقد يؤيد ذلك أن الحديث وارد في تعليم أناس من أهل الصفة ،
وأهل الصفة قوم فقراء كانوا يعيشون بصدقة الناس ، فهم يستحقّون أن يعطوا المال لا
أن يؤخذ منهم .
قال ابن مفلح رحمه الله في "الآداب الشرعية" (1/298) : " قال
أصحابنا في المعلم : إن أُعطي شيئا بلا شرط جاز , وإنه ظاهر كلام أحمد , وكرهه بعض
العلماء لحديث القوسين".
وفي "حاشية قليوبي وعميرة" (4/304) : " الإهداء للمفتي والمعلمِ
ولو لقرآنٍ والواعظِ يندب قبوله إن كان لمحض وجه الله تعالى , وإلا فالأولى عدمه ،
بل يحرم إن لم يعلم أنه عن طيب نفس " انتهى .
وانظري في جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن جواب السؤال رقم ( 20100 )
وبناء على ما سبق ، فإن هذه المعلمة قد أخذت بالأفضل ، وأحسنت في
عدم قبول الهدية من الطالبات ، فجزاها الله خيرا ، وحقَّ لها أن تخشى على نفسها من
قبول الهدية ، فإن النفس مجبولة على التعلق بمن أحسن إليها ، وهذا قد يدعو إلى
الإيثار والتفضيل ، شعر الإنسان أو لم يشعر .
نسأل الله لك التوفيق والسداد والعون على حفظ كتابه والعمل بما
فيه .
والله أعلم .
*****
82392
سفر المرأة لطلب العلم بلا محرم
العلم > آداب طلب العلم >(1/6207)
سؤال رقم 82392- سفر المرأة لطلب العلم بلا محرم
ما حكم الإسلام في سفر المرأة لطلب العلم بغير محرم ؟.
الحمد لله
أولا :
دلت الأدلة الصحيحة الصريحة على أن المرأة ليس لها أن تسافر إلا
مع محرم ، وهذا من كمال الشريعة وعظمتها ، ومحافظتها على الأعراض ، وتكريمها للمرأة
، واهتمامها بها ، والحرص على صيانتها وحفظها ووقايتها من أسباب الفتنة والانحراف ،
سواء كانت الفتنة لها أو بها .
ومن هذه الأدلة : ما رواه البخاري (1729) ومسلم (2391) عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ، وَلا
يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي
تُرِيدُ الْحَجَّ . فَقَالَ : اخْرُجْ مَعَهَا ) .
وبناء على ذلك فلا يجوز للمرأة أن تسافر لطلب العلم بغير محرم ،
وعليها أن تحصّل العلم الواجب عليها بالطرق الكثيرة المتاحة ، كالاستماع للأشرطة ،
وسؤال أهل العلم عن طريق الهاتف ، ونحو ذلك مما يسره الله تعالى في هذه الأزمنة .
وقد سئلت اللجنة الدائمة : هل خروج المرأة لتعلم الطب إذا كان
واجبا أو جائزا ، إذا كانت سترتكب في سبيله هذه الأشياء مهما حاولت تلافيها :
أ - الاختلاط مع الرجال : في الكلام مع المريض - معلم الطب - في
المواصلات العامة.
ب - السفر من بلد مثل السودان إلى مصر ، ولو كانت تسافر بطائرة ،
أي لمدة ساعات وليست لمدة ثلاثة أيام.
ج- هل يجوز لها الإقامة بمفردها بدون محرم من أجل تعلم الطب ،
وإذا كانت إقامة في وسط جماعة من النساء مع الظروف السابقة.
فأجابت :
أولا : " إذا كان خروجها لتعلم الطب ينشأ عنه اختلاطها بالرجال
في التعليم أو في ركوب المواصلات اختلاطا تحدث منه فتنة فلا يجوز لها ذلك ؛ لأن
حفظها لعرضها فرض عين ، وتعلمها الطب فرض كفاية ، وفرض العين مقدم على فرض الكفاية
. وأما مجرد الكلام مع المريض أو معلم الطب فليس بمحرم ، وإنما المحرم أن تخضع
بالقول لمن تخاطبه وتلين له الكلام ، فيطمع فيها من في قلبه مرض الفسوق والنفاق ،
وليس هذا خاصا بتعلم الطب .
ثانيا : إذا كان معها محرم في سفرها لتعلم الطب ، أو لتعليمه ،
أو لعلاج مريض جاز. وإذا لم يكن معها في سفرها لذلك زوج أو محرم كان حراما ، ولو
كان السفر بالطائرة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر المرأة إلا مع ذي
محرم ) متفق على صحته ، ولما تقدم من إيثار مصلحة المحافظة على الأعراض على مصلحة
تعلم الطب أو تعليمه ... إلخ .
ثالثا : إذا كانت إقامتها بدون محرم مع جماعة مأمونة من النساء
من أجل تعلم الطب أو تعليمه ، أو مباشرة علاج النساء جاز ، وإن خشيت الفتنة من عدم
وجود زوج أو محرم معها في غربتها لم يجز. وإن كانت تباشر علاج رجال لم يجز إلا
لضرورة مع عدم الخلوة " انتهى من "فتاوى الجنة الدائمة" (12/178) .
والله أعلم .
*****
82394
حاضت أثناء صومها شهرين متتابعين فهل ينقطع التتابع ؟
الفقه > عبادات > الصوم > الكفارة >(1/6208)
سؤال رقم 82394- حاضت أثناء صومها شهرين متتابعين فهل ينقطع التتابع ؟
أريد أن أعرف كيف يمكن لامرأة أفطرت متعمدة أن تصوم شهرين متتابعين دون أي انقطاع ؟ فما قولكم وهي تحيض كل شهر 7 أيام هل ستفطر هذه الأيام ثم تكمل بعدها مباشرة أم ماذا ؟ .
الحمد لله
أولا :
صيام رمضان فريضة عظيمة فرضها الله على عباده المؤمنين بقوله : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة/183 ، فيجب على كل مسلم بالغ عاقل أن يصومه ، إلا من له عذر شرعي ،
كالمريض والمسافر ، فإنه يرخص لهما في الفطر ، ويقضيان ، وإلا الحائض والنفساء فإنه
يجب عليهما الفطر ، ويقضيان أيضا .
ومن أفطر في رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة من الكبائر ، ولزمته
التوبة إلى الله تعالى ، وهل يلزمه قضاء اليوم الذي أفطر فيه ؟
في ذلك تفصيل : فإن نوى الصوم ثم أفطر خلال اليوم من غير عذر ،
فإنه يلزمه القضاء . وإن لم ينو الصوم من الأصل ، فالراجح أنه لا يلزمه القضاء .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الفطر في نهار رمضان بدون
عذر من أكبر الكبائر ، ويكون به الإنسان فاسقاً ، ويجب عليه أن يتوب إلى الله ، وأن
يقضي ذلك اليوم الذي أفطره ، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه
الإثم ، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره ؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على
أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر ، أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر :
فالراجح : أنه لا يلزمه القضاء ؛ لأنه لا يستفيد به شيئاً ، إذ إنه لن يقبل منه ،
فإن القاعدة " أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أُخِّرَت عن ذلك الوقت المعين
بلا عذر لم تقبل من صاحبها " ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس
عليه أمرنا فهو رد ) ؛ ولأنه مِن تعدي حدود الله عز وجل ، وتعدي حدود الله تعالى
ظلم ، والظالم لا يقبل منه ، قال الله تعالى : ( وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّلِمُونَ ) ؛ ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها - أي :
فعلها قبل دخول الوقت - لم تُقبل منه ، فكذلك إذا فعلها بعده لم تُقبل منه إلا أن
يكون معذوراً " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" ( 19 / السؤال رقم
45).
ثانيا :
من أفطر في رمضان بغير عذر ، إن كان فطره بالجماع فإنه يلزمه مع
القضاء الكفارة ، وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع
فإطعام ستين مسكينا ، ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة إذا كانت مطاوعة في الجماع
، وأما المكرهة فلا تلزمها الكفارة .
وإن كان الفطر بغير الجماع ، بل بالأكل والشرب ونحوه ، فقد اختلف
الفقهاء في لزوم الكفارة حينئذ ، والراجح أنها لا تلزمه .
لأنه لم يدل دليل على إيجاب الكفارة على من أفطر بها ، ولا يصح
قياسها على الجماع .
قال ابن قدامة رحمه الله : " ولأنه لا نص في إيجاب الكفارة بهذا
ولا إجماع , ولا يصح قياسه على الجماع " انتهى من "المغني" (3/22).
ثالثا :
إذا وجب على المرأة صيام شهرين متتابعين ، فشرعت في الصوم ثم
جاءها الحيض ، فإنه لا ينقطع تتابع صومها ، فتفطر ، ثم تقضي أيام الحيض ، ثم تكمل
الشهرين ؛ لأن الحيض أمر كتبه الله على بنات آدم ، ولا عمل لها فيه ، وهذا مجمع
عليه بين أهل العلم .
قال ابن قدامة رحمه الله : " وأجمع أهل العلم على أن الصائمة
متتابعاً ، إذا حاضت قبل إتمامه , تقضي إذا طهرت , وتبني ( يعني : تكمل على ما مضى
) ، وذلك لأن الحيض لا يمكن التحرز منه في الشهرين إلا بتأخيره إلى الإياس , وفيه
تغرير بالصوم ". انتهى من "المغني" (8/21).
وعليه فلو كان صومها للكفارة في شهري المحرم وصفر مثلا ، وكان
حيضها سبعة أيام في كل منهما ، فإنها تفطر أيام الحيض ، وتصوم بعدها مباشرة ،
وتواصل صيام أربعة عشر يوما من شهر ، عوضا عن أيام الحيض .
والله أعلم .
*****
824
ماذا يفعل من اقترض بالربا
الفقه > معاملات > القرض >(1/6209)
سؤال رقم 824- ماذا يفعل من اقترض بالربا
السؤال :
سؤالي هو: كيف يُطهر المرء نفسه أو تجارته مما حصل في الماضي دون العلم بأنه حرام؟ على سبيل المثال، أملك محلاً للملابس موّلته من قرض ربوي ما زلت أسدده للبنك الذي اقترضت منه حتى اليوم.
أيضاً، خسرت في تجارة في الماضي و اضطررت لإعلان الإفلاس، مما يعني عدم سداد كثير من الناس. ما هو واجبي من الناحية الإسلامية في هذه الحالة؟ لقد حاولت جهدي لسداد كل ما أستطيع، و لكن لم أستطع سداد المبلغ كاملاً.
الجواب:
الحمد لله
الواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من كلّ قرض ربوي أقدمت عليه والنبي صلى الله عليه وسلم قد لعن في الربا الآخذ والمعطي والآكل والمؤكل كما جاء في الحديث الصحيح : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ يَدًا بِيَدٍ فَمَنْ زَادَ أَوْ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى الْآخِذُ وَالْمُعْطِي فِيهِ سَوَاءٌ " رواه مسلم 1584
وعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ رواه مسلم رقم 1598
والمسلم إذا أراد أن يُقدم على أمر معيّن لا يعلم حكمه فعليه أن يسأل أهل العلم عن حكمه قبل أن يُقدم عليه ، وليس الجهل عذرا في جميع الحالات ، وبالنسبة للقروض التي اقترضتها عليك أن تحاول ردّ رأس المال الذي اقترضته فقط ، فإذا أُكرهت على دفع الربا وهي الزّيادة فنرجو إذا حسنت توبتك أن يعفو الله عنك ، وتستمر في تجارتك وتتصدّق بما يتيسّر لتطهير نفسك ومالك ، نسأل الله أن يُغنينا بحلاله عن حرامه وبفضله عمن سواه .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
82400
الطلاق المعلق والطلاق في حال الغضب الشديد
الفقه > معاملات > الطلاق >(1/6210)
سؤال رقم 82400- الطلاق المعلق والطلاق في حال الغضب الشديد
ما حكم من يحلف على زوجته بالطلاق إن هي فعلت أمرا ما كقطع للرحم ، وكان الزوج حينذاك في حالة غضب شديد لم يتمالك نفسه إلى درجة عدم مقدرته تذكر ما يقول ؟.
الحمد لله
أولا :
ينبغي للرجل ألا يستعمل الطلاق كلّما حدث بينه وبين أهله نزاع ،
وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب وخيمة . وكثير من الرجال يتهاونون بشأن الطلاق
فكلما حصل نزاع بينه وبين أهله حلف بالطلاق ، وكلما اختلف مع أصحابه حلف بالطلاق .
. . وهكذا . وهذا نوع تلاعب بكتاب الله ، وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ اعتبر من يطلق امرأته ثلاثاً جميعاً متلاعباً بكتاب الله ، فكيف بمن اتخذ
الطلاق ديدنه ، فكلما أراد منع زوجته من شيء أو حثها على فعل شيء حلف بالطلاق ؟!
روى النسائي (3401) عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ
جَمِيعًا ؟ فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ : أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا
بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟! حَتَّى قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا
أَقْتُلُهُ ؟
قال الحافظ : رجاله ثقات اهـ وصححه الألباني في غاية المرام (261).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " هؤلاء السفهاء الذين يطلقون
ألسنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم ، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ
بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري (2679) ، فإذا أرد
المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل ، ولا ينبغي أيضاً أن يكثر من الحلف لقوله
تعالى : ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) المائدة/ 89 . ومن
جملة ما فسرت به الآية أن المعنى : لا تكثروا الحلف بالله .
أمّا أن يحلفوا بالطلاق مثل : عليّ الطلاق أن تفعل كذا ، أو عليّ
الطلاق ألا تفعل ، أو إن فعلت فامرأتي طالق ، أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه
ذلك من الصيغ ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" انتهى من "فتاوى المرأة المسلمة" (2/753).
ثانيا :
قول الرجل لزوجته : إن فعلت كذا فأنت طالق ، أو إن لم تفعلي فأنت
طالق ، هو من الطلاق المعلق على شرط ، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وقوع هذا الطلاق
عند حصول الشرط .
وذهب بعض أهل العلم - وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره -
إلى أن هذا التعليق فيه تفصيل ، يرجع إلى نية القائل ، فإن قصد ما يقصد باليمين وهو
الحث على فعل شيء ، أو المنع من فعل شيء ، أو التصديق أو التكذيب ، فإن هذا حكمه
حكم اليمين ولا يقع به طلاق ويلزمه كفارة يمين عند الحنث .
وإن قصد بذلك وقوع الطلاق طلقت زوجته عند حصول الشرط . وأمر نيته
لا يعلمه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية ، فليحذر المسلم من التحايل على ربه ،
ومن خداع نفسه .
وقد سئلت اللجنة الدائمة عمن قال لزوجته : عليّ الطلاق تقومين
معي ، ولم تقم معه . فهل يقع بذلك طلاق ؟
فأجابت : " إذا كنت لم تقصد إيقاع الطلاق وإنما أردت حثها على
الذهاب معك ، فإنه لا يقع به طلاق ، ويلزمك كفارة يمين في أصح قولي العلماء ، وإن
كنت أردت به إيقاع الطلاق إذا هي لم تستجب لك وقع به عليها طلقة واحدة " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/86).
ثالثا :
ينبغي أن يُعلم أن أكثر حالات الطلاق إنما تصدر مع الغضب والضيق
والانفعال ، لا مع الفرح والانشراح ، فكون الزوج طلق زوجته حال غضبه لا يعني عدم
وقوع الطلاق ، كما يظنه كثير من الناس ، إلا أن يكون الغضب قد بلغ به مبلغا ، فقد
معه الشعور والإدراك ، بحيث صار لا يعي ما يقول ، فهذا لا يقع طلاقه باتفاق العلماء
.
أما إذا اشتد الغضب ولكنه لم يبلغ إلى حد أن يفقده الشعور
والإدراك ، ولكنه كان شديداً بحيث لا يملك الرجل نفسه ، ويشعر وكأنه يدفع إلى
الطلاق دفعاً فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الغضب لا يمنع وقوع الطلاق .
وذهب بعضهم إلى أنه يمنع وقوع الطلاق ، وبه كان يفتي شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ، وهو الراجح إن شاء الله ، وانظر بيان ذلك
في جواب السؤال ( 45174 )
وإنما أشرنا إلى مذهب الجمهور حتى يدرك السائل والقارئ خطورة
التكلم بالطلاق ، في حال الغضب وغيره ، وأنه قد يهدم بيته ويضر نفسه وأهله بسبب
عجلته وانفلات لسانه ، نسأل الله العفو والعافية .
فإن كان هذا الذي حلف على زوجته قد بلغ به الغضب إلى هذا الحد لم
يقع طلاقه إن شاء الله تعالى .
والله أعلم .
*****
82402
حكم العمل في مجال السياحة ؟
الفقه > معاملات > الإجارة > أعمال محرمة >
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6211)
سؤال رقم 82402- حكم العمل في مجال السياحة ؟
هل العمل بالسياحة حلال أم حرام ؟.
الحمد لله
السياحة الآن تعني التبرج والاختلاط والخمور والحفلات الماجنة
ولعب القمار والشواطئ التي تُكشف فيها العورات ، وفي بعض البلدان يضاف إلى ما سبق
زيارة مساكن الكفار الذين نهينا عن الذهاب إليها وزيارتها إلا أن نكون باكين ، وهذا
كله مخالف للشرع داخل في التعاون على الإثم والعدوان ، ومسبب للكسب الحرام .
قال الله تعالى : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا تَدْخُلُوا
عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ إِلا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، فَإِنْ
لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا
أَصَابَهُمْ ) رواه البخاري ( 423 ) ، (3380) ومسلم ( 2980 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" أن يصيبكم " أي : خشية أن يصيبكم , ووجه هذه الخشية : أن
البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار , فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من
تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وإمهالهم مدة طويلة ثم
إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه , وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون
عاقبته إلى مثل ذلك ، والتفكر أيضا في مقابلة أولئك نعمة الله بالكفر وإهمالهم
إعمال عقولهم فيما يوجب الإيمان به والطاعة له , فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب
البكاء اعتبارا بأحوالهم فقد شابههم في الإهمال , ودل على قساوة قلبه وعدم خشوعه ,
فلا يأمن أن يجره ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم .
" فتح الباري " ( 1 / 531 ) .
ولو فرض أن السياحة في بلدك أو مؤسستك لا تدل السياح على أماكن
الحرام ولا تعينهم عليه : فإنه يجوز لك العمل معهم .
فالذي يجب عليك فعله إن كنت تعمل في مؤسسات سياحية تقوم على نشر
المنكرات والدلالة عليها : أن تبادر إلى الخروج من العمل بعد نصح القائمين عليه
بتقوى الله واجتناب الحرام ، وإن كنتَ لم تعمل بعدُ فلا تعمل معهم ، واعلم أن ما
عند الله خير وأبقى ، ولا تُنبت جسدك وجسد أبنائك بالحرام ، قال تعالى : ( وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ .
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2- 3 ،
وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَّضَه
الله خَيْراً مِنْه ) صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " حجاب المرأة
المسلمة " ( ص 49 ) .
والله أعلم .
*****
82444
يعيش في دولة أجنبية ولا يتيسر ذبح شرعي فهل له رخصة في الذبح غير الشرعي ؟
الفقه > عادات > الأطعمة > ذبائح أهل الكتاب >(1/6212)
سؤال رقم 82444- يعيش في دولة أجنبية ولا يتيسر ذبح شرعي فهل له رخصة في الذبح غير الشرعي ؟
أنا في دولة أجنبية لغرض الدراسة لمدة سنة ونصف ، ولا يوجد لديهم ذبح حلال ، فهل يصح لي الأكل أم لا ؟ مع ملاحظة أن الذبح ممنوع.
الحمد لله
أولاً :
إذا كانت الدراسة متوفرة في بلاد المسلمين فلا يجوز لك السفر إلى
بلاد الكفر من أجلها ، ويحرم عليك الإقامة بين الكفار إلا لضرورة علاج أو تجارة أو
دعوة أو دراسة لا تتوفر في بلاد المسلمين ولا يُستغنى عنها ، مع ضرورة الانتباه إلى
أن تكون ظروف الدراسة شرعية من حيث عدم الاختلاط ، ولعل هذا أن يكون نادراً بل
معدوماً في تلك البلاد التي تدعو إلى نزع الحياء عن المرأة وتساهم في تدمير الأخلاق
ونشر الأمراض الفتاكة .
وانظر جواب السؤال رقم ( 13342 ) و ( 27211 ) .
ثانياً :
لا يجوز لك إن ذهبت إلى هناك أن تأكل من ذبيحة لم تذبح وفق
الشريعة الإسلامية ، ولستَ معذوراً في كونك لا تجد ذبحاً شرعيّاً ؛ لأنه يمكنك
الأكل من المأكولات البحرية ، كما يمكنك تناول غير اللحوم من المعلبات والبقوليات ،
ويمكنك البحث بجدية عن مراكز إسلامية توفر للمسلمين اللحوم الحلال .
وانظر جواب السؤال رقم ( 10339 )
.
والله أعلم .
*****
82460
أحبت شابا في الشات ويرغب بالزواج منها وترغب بالمشورة
الآداب > العلاقة بين الجنسين >
الأخلاق > الأخلاق المذمومة > العشق ومقدمات الفاحشة >(1/6213)
سؤال رقم 82460- أحبت شابا في الشات ويرغب بالزواج منها وترغب بالمشورة
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً ، أحببت شاباً على الشات ، والآن طلب مني أن يأتي ليخطبني من أهلي ، فهل حرام أني كلمته من الأول ؟ وماذا أفعل ؟ أوافق على طلبه أم لا ؟ مع العلم أنه شاب محترم جدّا جدّا جدّا ، وأنا متأكدة من هذا .
الحمد لله
نعم ، لقد وقعتِ أنت والشاب فيما حرَّم الله ، ولم يكن يباح لكِ
التعرف عليه ، ولا محادثته ، ولا مراسلته ، وقد بيَّنا حكم هذا الفعل في فتاوى
متعددة ، فانظري أجوبة الأسئلة :
( 78375 ) و ( 34841 )
و ( 23349 ) .
ومن جهة أخرى لا ننصحكِ بالتزوج منه ، فالزواج الذي مبدؤه
الإنترنت ثبت فشله ؛ وذلك لسببين رئيسين :
الأول : أنه ابتدأ بمعصية الله تعالى ؛ وذلك من خلال المراسلة
والمحادثة وتبادل الصور ، وما مكان مبدؤه المعصية فلن يكون مؤسَّساًِ على طاعة الله
ولن يبارك فيه .
والثاني : أنه مسبِّب لفقدان ثقة كل طرف بالآخر ، فكيف للزوج أن
يثق بزوجته التي تعرَّف عليها بالإنترنت وكان أجنبيّاً فحادثتْه وراسلتْه ، كيف له
أن يضمن عدم وقوعها في الأمر نفسه مع غيره ؟! وهي كذلك كيف لها أن تثق به وقد
تعرَّف عليها من خلال الإنترنت وفعل ما لا يحل له ، فكيف ستضمن أنه لن يعيد الكرة
مع غيرها ؟! .
قال الشيخ عبد الله المنيع حفظه الله :
" هذه العلاقة علاقة آثمة ، ولو كانت عن طريق المراسلة ، والزواج
شيء يقدِّره الله تعالى ويهيِّئه ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ ) الطلاق/3،4 ، فيجب على هذه الأخت أن تتقي الله
تعالى في عفافها وحشمتها وكرامتها ، وأن تطلب الخير من مصادره الشرعية ، وأن تدرك
أن الرجل الذي سمح لنفسه بمراسلة فتاة أجنبية منه يبث لها الوجد والحب : سيسمح
لنفسه مرة أخرى وثالثة ورابعة بمراسلة فتيات أخريات يلعب عليهن ، وفضلاً عن ذلك
سيحتقر هذه الفتاة التي تجاوزت الحدَّ في كرامتها وحشمتها ، وعرَّضت عفافها للخطر ،
ولن يسمح لنفسه أن تكون أمّاً لأولاده ، إلا أن تكون رجولته ناقصة ، والله المستعان
" انتهى
" مجموع فتاوى وبحوث " ( 4 / 286 ، 287 ) .
والحياة الزوجية إن كانت خالية من الثقة بين الطرفين فهي محكوم
عليها بالفشل ، ولا يزال الشيطان يعيد تلك الذكريات الحميمة المحرمة في مخيلة كل
واحد منهما ، ولا يزال الشيطان يدفعهما لإعادة الكرة ، وما المانع وقد فَعلاها من
قبل ؟!
لذا : فالواجب عليكِ الآن قطع هذه العلاقة بالكلية ، والتوبة إلى
الله من هذا الفعل المحرم ، وعدم العودة إلى إقامة علاقات مع رجال أجانب عنك .
والواجب عليكِ أيضاً ترك التفكير بخطبة هذا الشاب والزواج منه ،
ومثل هذه العلاقات محكوم عليها بالفشل لما بيناه سابقاً ، وهو غير مرضي الدين
والخلق فكيف لكِ ولأهلك الموافقة عليه زوجاً وهو لا يتصف بهما حتى يكون زوجاً
صالحاً يقيم بيته على طاعة الله تعالى ، ويربي أبناءه وبناته على الحشمة والحياء
والعفاف ؟!
هذا الذي نراه ، ومن التجارب الكثيرة التي وقفنا عليها فإننا قد
قدمنا لك خير ما نعلم ، ونصحناكِ بما هو خير لدينك ودنياك .
فعليك بالتوبة الصادقة ، وقطع العلاقات المحرمة ، وداومي على
الأعمال الصالحة ، وأشغلي وقتك بالنافع والمفيد ، ونسأل الله تعالى أن يرزقك زوجاً
صالحاً وذرية طيبة .
وانظري جواب السؤال رقم ( 21933 ) .
والله الموفق .
*****
82497
حكم دفع الإكرامية والبقشيش للسباك والنجار وموظف الهاتف
الفقه > معاملات > الهدية والهبة والعطية >(1/6214)
سؤال رقم 82497- حكم دفع الإكرامية والبقشيش للسباك والنجار وموظف الهاتف
ما حكم إعطاء إكرامية لسباك أو نجار أو موظف في مصلحة التليفونات بعد قضاء مهمته سواء طلب هو أو أعطيته من نفسي دون أن يطلب مع العلم بأنه يأخذ مرتبا شهريا من المصلحة التي يعمل بها والتي ترسله لي ؟ .
الحمد لله
هذه المسألة من المسائل المهمة التي عمت بها البلوى في هذه
الأزمنة ، حتى أصبح كثير من العمال لا يتورع عن سؤال ما يسمونه بالإكرامية ، ومنهم
من يراها حقا واجبا له ، ومنهم من ينازع في قدرها إذا أعطيت له ، مع ما يصحب ذلك من
التهاون في أداء العمل عند الشعور بفقدان الإكرامية أو ضعفها ، والنشاط في العمل
عند من يبذل أكثر .
ومن تأمل ذلك وجد أن هناك مفاسد عدة تترتب على دفع هذه
الإكراميات ، ويمكن تلخيصها فيما يلي :
1- أن العامل إذا كان يتقاضى أجرا من الجهة التي أرسلته ، فلا
وجه لإعطاء الهدية له ، بل ظاهر السنة تحريمه ، فقد روى البخاري (7174) ومسلم
(1832) عن أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ : اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسْدٍ يُقَالُ لَهُ ابن
اللُّتْبِيَّة عَلَى صَدَقَةٍ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : هَذَا لَكُمْ وَهَذَا
أُهْدِيَ لِي ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ( مَا بَالُ
الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ : هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي ، فَهَلا جَلَسَ
فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا ؟ وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا
خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ
إِبْطَيْهِ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ ثَلاثًا ) .
والرغاء : صوت البعير ، والخُوار : صوت البقرة ، واليُعار : صوت
الشاة .
فالفارق بين الهدية المحرمة ، والهدية الجائزة : أن ما كان لأجل
عمل الإنسان ووظيفته ، فهو محرم ، وضابطه أن ينظر الإنسان في حاله ، لو لم يكن في
هذا العمل ، هل كان سيُهدى إليه ؟ وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (
فَهَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا ).
2- أن هذه الإكرامية تدعو العامل إلى محاباة الدافع ، حتى قد
يعطيه ما ليس من حقه ، مما يعود بالضرر على صاحب العمل .
3- أنها تفسد قلب العامل على الآخرين الذين لا يدفعون له شيئاً ،
فلا يحسن العمل لهم ، ويقصر في إكماله .
4- أنها تجرئ العامل على السؤال والطلب ، وتعوده على انتظار
الإكرامية واستشراف نفسه لها ، فهي عادة سيئة ، ينبغي القضاء عليها ومحاربتها ، لأن
الإسلام يدعو إلى عزة النفس وسموها وارتفاعها عن التطلع إلى ما في يد الآخرين ، بل
يحرّم المسألة إلا عند الضرورة ، ولا يرضى أن تتحول هذه الشريحة الكبيرة من الأمة
إلى متسولين ، ولو كان تسولا مغلفا باسم الإكرامية أو العمولة .
وهذه المفاسد تعارضها مصلحة الإحسان إلى العامل والتصدق عليه إذا
كان فقيراً ، أو إجابة سؤاله كراهة رد السائل .
والقاعدة المقررة عند أهل العلم أن درء المفاسد مقدم على جلب
المصالح ، وعليه فلا يجوز دفع ما يسمى بالإكرامية ، إلا في صورة ضيقة تخلو من هذه
المفاسد ، كأن يكون العامل قد فرغ من عمله ، ولا يُتوقع أن يقوم بعمل آخر للدافع ،
فتنتفي شبهة الرشوة والمحاباة ، فيجوز إعطاء شيء له من باب الإكرام أو المساعدة ،
على ما أفتى به بعض أهل العلم كما سيأتي ، والأولى عدم ذلك ؛ لأن مفسدة تعويده على
الطلب والتطلع موجودة ، وكذلك مفسدة إفساد قلبه على من لا يدفع .
ومن كلام أهل العلم في هذه المسألة :
1- ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (23/548) : ما حكم الشرع فيمن
أُعطي له مال وهو في عمله بدون طلب منه أو احتيال لأخذ ذلك المال ، مثال ذلك :
العمدة أو شيخ الحارة ( الحي ) يأتيه الناس ليعطيهم شهادات ؛ لأنهم من سكان حارته ،
ويعطونه فلوسا على ذلك ... فهل يجوز أخذ هذا ، وهل يعتبر هذا المال حلالا ؟ وهل
يُستدل على جواز ذلك بحديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر ، عن
عمر رضي الله عنهم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول :
أعطه من هو أفقر إليه مني ، فقال : ( خذه ، إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير
مُشْرفٍ ولا سائل فخذه فتموله ، فإن شئت تصدق به ، وما لا فلا تتبعه نفسك ) قال
سالم : فكان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه متفق عليه .
الجواب : إذا كان الواقع ما ذكر فما يدفع لهذا العمدة حرام ؛
لأنه رشوة . ولا صلة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما بهذا الموضوع ؛ لأنه في حق من
أُعطي شيئا من بيت مال المسلمين من والي المسلمين دون سؤال أو استشراف نفس " انتهى .
2- وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : لدينا قصر أفراح ، وفيه
طباخون ، وبعض الطباخين يطلب إكرامية بالإضافة إلى راتبه ؛ فهل يجوز إعطاء العامل
مبلغًا من المال إكرامية؛ حيث إنه تعود أخذه من الناس ؟
فأجاب : " إذا كان هناك عامل من العمال له راتب وله أجر مقطوع من
صاحب العمل ؛ فلا يجوز لأحد أن يعطيه ؛ لأن هذا يفسده على الآخرين ؛ لأن بعض الناس
فقراء لا يستطيعون إعطاءهم ؛ فهذا العمل سنة سيئة " انتهى من "المنتقى في
فتاوى الشيخ الفوزان" ج 3 سؤال رقم (233).
3- وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله : ما حكم إعطاء عامل
المطعم زيادة علماً أن بعض الفواتير بها بقشيش ؟
فأجاب : " لا يجوز إعطاء العامل هذه الزيادة لأنها تعتبر رشوة
منك للعامل حتى يعطيك من الخدمة أو الطعام أكثر مما يعطي غيرك ممن لا يدفع له هذه
الزيادة ، وليس للعامل أن يخص أحداً بمزيد خدمة ، وعليه أن يعامل الناس معاملة
واحدة . لكن .. إذا انتفت من هذه الزيادة شبهة الرشوة أو المحاباة فإنه لا حرج فيها
حينئذ .
كما لو قصدت بها الإحسان إلى هذا العامل الضعيف المحتاج وأنت لن
تتردد على هذا المطعم ". انتهى من السؤال رقم ( 21605 )
والله أعلم .
*****
82515
تريد أن تتزوج من كافر على الأوراق فقط !!
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > لباس المرأة >
الفقه > معاملات > النكاح > الأنكحة الباطلة >(1/6215)
سؤال رقم 82515- تريد أن تتزوج من كافر على الأوراق فقط !!
أنا آنسة أسكن وحدي ، أعمل في نزل في الاستقبال ، هل عملي حرام مع العلم أنّي لست متحجّبة وأخاف أن أطرد إن تحجّبت ولا أجد مورد رزق آخر مع العلم أنّي أبلغ من العمر 34 سنة. وهل أستطيع الزّواج على الأوراق بغير مسلم لكي أتمكّن من الهجرة والعيش في الخارج لأنّي بتّ أخشى العنوسة والنّاس كلامهم كثير ولم أعد أتحمّل ملاحظاتهم ومراقبتهم لي .
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والرشاد ، وأن يغنيك بحلاله
عن حرامه ، وبفضله عمن سواه .
ثانيا :
تضمَّن سؤالك أنك الآن لا ترتدين الحجاب ، خوفا من أن تطردي من
عملك ، ونحن لن نشير عليك إلا بما نرضاه لزوجاتنا ولأخواتنا وبناتنا ، فمهما كان
الأمر كما ذكرت فإن الحجاب شأنه عظيم ، وهو شعار المؤمنة ، ورمز حيائها وعفتها ،
ولا يجوز التفريط فيه احتجاجا بالرزق الذي كفله الله تعالى لكل أحد ، ووعد بالمزيد
منه أهل طاعته ومرضاته ، قال تعالى : ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا
تُوعَدُونَ ) الذ ا ريات/22، 23 .
وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ
اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 ،3 .
فكوني على يقين وثقة بالله تعالى ، وأن رزقك لن ينقطع لو لبست
الحجاب ، بل نرجو أن يعقب ذلك فرج عظيم ورزق كبير كما وعد الله ، وقد صح عن نبينا
صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ) صححه
الألباني في حجاب المرأة المسلمة .
فالبسي حجابك ، وابحثي عن عمل مباح لا تختلطين فيه بالرجال ،
ويعوضك الله خيرا ، فإن الأمر كله بيده ، وخزائنه ملأى سبحانه وتعالى وتقدس .
وراجعي السؤال رقم ( 6666 )
.
ثالثا :
لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم ، مهما كانت الأسباب ،
ولو كان ذلك على الورق كما قلت ، فإن النكاح جده جد ، وهزله جد ، وليس هناك نكاح
صوري كما يظن البعض ، بل هناك نكاح لازم ، إن كان مستوفي الشروط فهو مباح ، وإن كان
مختل الشروط فهو نكاح محرم لا يجوز لأحد أن يقدم عليه .
قال تعالى : ( وَلا تُنْكِحُوا
الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى
الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221 .
وقال : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ
لَهُنَّ ) الممتحنة/10 .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وقد اتفق المسلمون على أن الكافر
لا يرث المسلم , ولا يتزوج الكافر المسلمة " (انتهى من "الفتاوى الكبرى"
(3/130) ) .
ومرة أخرى نعود إلى مسألة الرزق – والزواج من جملة الرزق – فإن
أعظم أسباب الرزق : طاعة الله تعالى ، والعجب ممن يسعى للرزق بمعصية الله ، فهذا
حري أن تسد في وجه الأبواب ، وإن فتحت له كان ذلك استدراجا له ، نسأل الله العافية
.
وإليك هذا الحديث العظيم لتزدادي إيمانا ويقينا بأن الرزق مصاحب
لطاعة الله : قال صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسا لن
تموت حتى تستكمل أجلها ، وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن
أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا
بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم:
(2085) .
ولا تهتمي بنظر الآخرين وتعليقاتهم ، فإن كلامهم لا يضر ولا ينفع
في الحقيقة ، وتأخير الزواج قد يكون لخير أراده الله لك ، ونحن لا نعلم أين يكون
الخير ، ففوضي أمرك إلى الله تعالى ، وابذلي وقتك في تحصيل الحسنات وتكفير السيئات
، فإن الموعد غدا ، يوم يفوز الفائزون ، ويخسر الخاسرون ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ
النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا
مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران/185 .
فيا لله كم من امرأة متزوجة ، متعها الله بالذرية والمال ، تساق
غدا إلى النار !
وكم من امرأة لم تنل مالا ، ولم تسعد بزوج ، هي في أعلا جنان
الخلد !
فالله الله في الإيمان ، والطاعة ، والعفة ، فإن الدنيا عرض زائل
، ومتعة فانية ، ولذة منقضية ( وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ
لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) العنكبوت/64 .
وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .
*****
82550
اختلفت مع زوجها وذهبت إلى بيت أهلها لمدة ثلاثة أشهر
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >(1/6216)
سؤال رقم 82550- اختلفت مع زوجها وذهبت إلى بيت أهلها لمدة ثلاثة أشهر
حدث خلاف مع زوجتي وخرجت من البيت وسكنت عند ابنتها ولم تتحدث معي رغم محاولاتي الكثيرة ثم حضر والداها وأخذاها معهم بدون الرجوع لي أو التفاهم معي فيما حدث أو محاولة الصلح والآن لها ثلاثة أشهر بدون اتصال أو سؤال عن أولادها فما الحكم هل هي لا تزال زوجتي أو تعتبر طالقا ؟ .
الحمد لله
أولا :
مما ينبغي أن يعلم أن من أهم الأسباب التي ينتج عنها وجود
المشكلات بين الزوجين والتي قد تتطور حتى تصل إلى حال سيئة جداً ؛ عدم معرفة حقّ كل
واحد من الزوجين على الآخر .
وقد جاء الإسلام بتقرير هذه الحقوق وإلزام كل من الزوجين بها
وحثهما عليها كما قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ
بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 ،
فنصت الآية على أن كل حق لأحد الزوجين يقابله واجب للآخر يؤديه إليه ، وبهذا يحصل
التوازن بينهما مما يدعم استقرار حياة الأسرة ، واستقامة أمورها ، قال ابن عباس رضي
الله عنهما في الآية : أي : " لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل
الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن " ، وذكر القرطبي : أن الآية تعم
جميع حقوق الزوجية .
فمن تلك الحقوق : غض الطرف عن الهفوات والأخطاء : وخاصة التي لم
يقصد منها السوء في الأقوال والأعمال وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) رواه
الترمذي (2499) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
فعلى كل من الزوج والزوجة أن يحتمل صاحبه فلكل إنسان زلة ، وأحق
الناس بالاحتمال من كان كثير الاحتكاك بمن يعاشر . وعلى كل طرف ألا يقابل انفعال
الآخر بمثله ، فإذا رأى أحد الزوجين صاحبه منفعلاً بحدة فعليه أن يكظم غيظه ولا يرد
الانفعال مباشرة ، ولذا قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته : إذا رأيتني غضبت
فرضني وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب . وتزوج إمام أهل السنة الإمام أحمد
رحمه الله عباسة بنت المفضّل أم ولده صالح ، فكان يقول في حقها : " أقامت أم صالح
معي عشرين سنة ، فما اختلفت أنا وهي في كلمة " .
ومن أعظم الحقوق : أن ينصح كل منهما قرينه بطاعة الله عز وجل ،
وقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ ( وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ :
أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ
خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَفْضَلُهُ
لِسَانٌ ذَاكِرٌ ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى
إِيمَانِهِ) رواه أحمد (21358) والترمذي (3094) وهو في صحيح الجامع (5231) .
ثم لا ينبغي للرجل أن يبغض زوجته إذا رأى منها ما يكره ؛ لأنه إن
كره منها خلقاً رضي خلقاً آخر ، فيقابل هذا بذاك ، وفي الحديث عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال : ( لَا يَفْرَكْ – أي : لا يبغض - مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ
كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم (1469) .
ومن أعظم ما يعين على صفاء العيش بين الزوجين حسن الخلق ، ولذا
رفع الإسلام من شأنه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه
الترمذي (1162) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
ومن المعاشرة بالمعروف : التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها
وكبيرها وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء إلا في حقوق الله عز وجل .
ثانيا :
خروج زوجتك من البيت دون إذنك ، وغيابها هذه المدة ، لا يعني
طلاقها ، بل لا تزال زوجة لك ، ولا تطلق إلا بتطليقك لها .
ولكن هذا الخروج يعد نشوزا ، تأثم به ، ويُسقط حقها في النفقة ،
ما لم تكن معذورة في خروجها ، بسبب إيذاء أو ظلم منك وقع عليها ، لكن استمرارها في
البقاء خارج البيت كل هذه المدة ، وبعدها عن زوجها وأولادها ، خطأ لا تقر عليه ،
ولا ينبغي لأهلها إعانتها على ذلك ، وهذا البعد من أكبر ما يستعين به الشيطان على
هدم البيوت ، وإيغار الصدور ، وإلقاء العداوة في القلوب ، ولهذا كان الرجل العاقل ،
والأسرة المتبصرة بالعواقب ، لا ترضى بهذا البعد ، بل تسعى لجمع الشمل ، والجلوس
للتفاهم ، وحل المشاكل في جو من الألفة والمودة وحفظ المعروف والعشرة التي بين
الزوجين .
ولهذا فنصيحتنا لك أن تتصل بزوجته ، وأن تعظها وتذكِّرها بالله
تعالى ، وبما أوجب عليها من حق تجاه زوجها وأولادها ، فإن لم تُجْدِ هذه النصيحة ،
فاستعن في ذلك بأهل الخير والصلاح من أقاربها ومن تعرف .
ونصيحتنا للزوجة أن تتقي الله تعالى ، وأن تحذر من عصيان زوجها
وإغضابه وإيثار أهلها على مصلحة بيتها وأولادها .
وينبغي أن يدرك الزوجان أن العناد والتمسك بالرأي لا يحل المشاكل
التي بينهما ، بل يزيدها سوءا وتفاقما ، وأن صاحب النفس الكبيرة هو الذي يسعى للصلح
، ويقدر أهمية اجتماع الشمل ، فلتكن أيها الزوج صاحب هذه النفس ، وليحملك ذلك على
طلب الصلح والتفاهم لحل المشكلة ، ولن يزيدك ذلك إلا رفعة عند الله تعالى ، وعند
خلقه كذلك ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( َمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا
بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا ، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ ) رواه مسلم (2588) .
فبادر بالاتصال والسؤال وإبداء الرغبة في جمع الشمل وإصلاح البيت
، ولن يضيع أجرك عند الله .
نسأل الله لكما التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
*****
82551
بيع برامج محاسبة لمن يبيع كتبا مخالفة لعقيدة أهل السنة
الفقه > معاملات > البيوع > البيوع المحرمة >(1/6217)
سؤال رقم 82551- بيع برامج محاسبة لمن يبيع كتبا مخالفة لعقيدة أهل السنة
نحن شركة نعمل في مجال عمل وبيع البرامج ( محاسبة ومستودعات .. ) أمامنا عرض لبيع برنامج المخزون والمبيعات لمكتبة وقرطاسية لأحد أهل البدع الذين يسبون أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزوجاته ، وهو سيبيع الكتب الخاصة بمذهبهم وما فيها من مخالفات شرعية فهل يجوز ذلك ؟ وهل علينا أي إثم ؟ وهل إذا بعنا له فهل نحن نساعده على نشر عقيدته الفاسدة ؟ رغم أنها تباع فقط في أوساط أتباعهم ، ونحن مجرد مساعدين على ترتيب وتقارير المبيعات مع العلم أننا سوف نقوم بإخراج صدقة كبيرة من مبلغ المبيعات لهذا السبب .
الحمد لله
لا يجوز لكم بيع هذه البرامج لمن علمتم أنه يستعين بها على
المعصية ، كبيعها للبنوك الربوية ، أو لمن يستعملها في بيع الكتب المخالفة لعقيدة
أهل السنة والجماعة ؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد قال الله
تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى
الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .
وقرر الفقهاء أنه لا يجوز بيع أو تأجير ما عُلم أنه يستعمل في
المعصية :
قال ابن قدامة رحمه الله : " وجملة ذلك ; أن بيع العصير لمن
يعتقد أنه يتخذه خمرا محرم " ثم قال :" وهكذا الحكم في كل ما يقصد به الحرام , كبيع
السلاح لأهل الحرب , أو لقطاع الطريق , أو في الفتنة , وبيع الأمة للغناء , أو
إجارتها كذلك , أو إجارة داره لبيع الخمر فيها , أو لتتخذ كنيسة , وأشباه ذلك .
فهذا حرام , والعقد باطل " انتهى من "المغني" (4/154).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ولا يصح بيع ما قصده
به الحرام كعصير يتخذه خمرا إذا علم ذلك ، كمذهب أحمد وغيره , أو ظن ، وهو أحد
القولين ، يؤيده أن الأصحاب قالوا : لو ظن المؤجر أن المستأجر يستأجر الدار لمعصية
كبيع الخمر ونحوها لم يجز له أن يؤجره تلك الدار , ولم تصح الإجارة , والبيع
والإجارة سواء " انتهى من "الفتاوى الكبرى" (5/388).
قال أيضا - رحمه الله - في "شرح العمدة" ( 4/386) : " وكل لباس
يغلب على الظن أنه يستعان به على معصية ، فلا يجوز بيعه وخياطته لمن يستعين به على
المعصية والظلم " انتهى .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (9/213) : " ذهب الجمهور إلى أن كل
ما يقصد به الحرام , وكل تصرف يفضي إلى معصية فهو محرم , فيمتنع بيع كل شيء عُلم أن
المشتري قصد به أمرا لا يجوز "
انتهى من "الموسوعة الفقهية الكويتية".
وليعلم السائل الكريم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ،
كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن ما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت
حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم
استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته ) رواه أبو نعيم في الحلية من حديث أبي أمامة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع
برقم (2085)
وقال الله عز وجل : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ
لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2-3 .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
82559
المدرس يطلب منهم الصلاة على النبي 300 مرة قبل الدرس
أصول الفقه > البدعة >
سؤال رقم 82559: المدرس يطلب منهم الصلاة على النبي 300 مرة قبل الدرس
أحضر درسا في تعلم أحكام التلاوة .. إلا أن الشيخ يطلب من جميع الحاضرين أن " يصلوا على النبي عليه الصلاة والسلام " 300 مرة ( سرا ) قبل البدء بالدرس .. ويقول إن الصلاة على النبي سبب في القرب منه يوم القيامة وذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال " أكثركم صلاة علي أقربكم مني يوم القيامة " فهل يجوز المشاركة معهم في مثل ذلك ؟ وإلا فهل يجوز لي أن أسر بذكر آخر كالاستغفار ونحو ذلك ؟.
الحمد لله
التزام الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا العدد قبل
الدرس ، ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي أصحابه ولا التابعين لهم
بإحسان ، وما كان كذلك فهو من البدع والمحدثات ، التي نهانا عنها ، وحذرنا منها
الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم ومحدثات الأمور فإن
كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه الترمذي (2600) و أبو داود (3991 )
وابن ماجة (42) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2549) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ
عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718).
ووجه كون هذا العمل من البدع والمحدثات : أن العبادة لابد أن
تكون مشروعة في ذاتها ، وكيفيتها ، ووقتها ، ومقدارها ؛ إذ لا يُعبد الله تعالى إلا
بما شرع في كتابه أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والذكر قد يكون مشروعا في أصله ، لكن تصحبه كيفية ، أو تقييدٌ
بمكانٍ ، أو زمانٍ ، أو عدد يُدخله في عداد المحدثات .
ويدل على ذلك ما رواه الدارمي (204) عن عمرو بن سلمة قَالَ :
كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَبْلَ صَلاةِ
الْغَدَاةِ ، فَإِذَا خَرَجَ مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِد ،ِ فَجَاءَنَا
أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَال : أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بَعْدُ ؟ قُلْنَا : لا . فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَج ،َ فَلَمَّا
خَرَجَ قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَن ،ِ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ
أَرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِلا خَيْرًا ، قَال :َ فَمَا هُوَ ؟ فَقَالَ إِنْ عِشْتَ
فَسَتَرَاه .ُ قَال :َ رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا
يَنْتَظِرُونَ الصَّلاةَ ، فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُل ،ٌ وَفِي أَيْدِيهِمْ حَصًى ،
فَيَقُول :ُ كَبِّرُوا مِائَة ،ً فَيُكَبِّرُونَ مِائَة ،ً فَيَقُول :ُ هَلِّلُوا
مِائَةً ، فَيُهَلِّلُونَ مِائَة ،ً وَيَقُول :ُ سَبِّحُوا مِائَة ،ً
فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً . قَال :َ فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ قَال :َ مَا قُلْتُ
لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِك ،َ وَانْتِظَارَ أَمْرِك .َ قَال :َ أَفَلا
أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لا يَضِيعَ
مِنْ حَسَنَاتِهِمْ ، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ
تِلْكَ الْحِلَقِ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِم ،ْ فَقَال :َ مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ
تَصْنَعُونَ ؟ قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَصًى نَعُدُّ بِهِ
التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيح .َ قَال :َ فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ ،
فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا
أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ ! هَؤُلاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ
تَبْلَ ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ
أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلالَةٍ . قَالُوا :
وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا أَرَدْنَا إِلا الْخَيْرَ . قَالَ :
وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا
يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ
مِنْكُمْ ، ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ رَأَيْنَا
عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ
الْخَوَارِجِ .
فتأمل هذا الموقف من أبي موسى وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما
، وانظر إنكارهما لهذه الكيفية التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها
أصحابه ، وإن كان أصل الذكر مشروعاً ممدوحاً مرغباً فيه .
وقد نبه أهل العلم على أن تخصيص العبادة بزمان أو مكان ، أو
تكييفها بكيفية لم تَردْ ، يُلحقها بالبدع والمحدثات ، وتسمى حينئذ بدعة إضافية ،
فهي مشروعة من حيث أصلها ، مردودة من حيث وصفها .
قال الشاطبي رحمه الله : " فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين
مخترعة ، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ...
ومنها : التزام الكيفيات والهيئات المعينة ، كالذكر بهيئة
الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ، وما
أشبه ذلك .
ومنها : التزام العبادات المعينة ، في أوقات معينة ، لم يوجد لها
ذلك التعيين في الشريعة ، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان ، وقيام ليلته " انتهى من "الاعتصام" (1/37-39) .
فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة من أجلّ العبادات ،
وقربة من أعظم القربات ، لكن التزامها قبل كل درس للتلاوة ، وبهذا العدد المخصوص ،
أمر لم يرد ، فكان بدعة محدثة ، ولو كان صاحبها يريد الخير ، فكم من مريد للخير لا
يصيبه ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه .
والواجب نصح هذا المعلم وبيان أن ما يفعله ليس من السنة ، بل
بدعة ، فإن استجاب فالحمد لله ، وإن لم يستجب وأمكن تعلم التلاوة على غيره من أهل
الاتباع ، فإنه يترك زجرا له ، وحذرا من تسرب البدعة إلى قلب الدارس على يديه .
رزقنا الله وإياكم حب السنة ، والدفاع عنه ، وحب النبي صلى الله
عليه وسلم وأصحابه الأطهار الأخيار .
وانظر السؤال رقم ( 20005 ) و ( 21902 ) و ( 22457 ) للفائدة .
والله أعلم .
*****
82569
المسيح ويحيى عليهما السلام ابنا خالة
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالرسل >(1/6218)
سؤال رقم 82569- المسيح ويحيى عليهما السلام ابنا خالة
هل كانت السيدة مريم عليها السلام وحيدة لأهلها ، وإذا كان ذلك صحيحا فكيف يكون السيد المسيح عليه السلام وسيدنا يحيى عليه السلام ابنا خالة ؟.
الحمد لله
الذي يذكره أهل التاريخ والسير أن عمران والد مريم تزوج من امرأة
اسمها ( حَنَّة ) ، وأن زكريا عليه السلام تزوج من امرأة اسمها ( إِيشَاع ) ، فأنجب
عمران وحنة مريم عليها السلام ، وأنجب زكريا وإيشاع يحيى عليه السلام .
ثم اختلفوا : من تكون ( إِيشَاع ) أم يحيى عليه السلام ؟ على
قولين :
الأول : أنها أخت مريم عليها السلام ، وهو قول الجمهور كما يقول
ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/438) .
وعليه فيكون عيسى ويحيى عليهما السلام ابنا خالة على الحقيقة ،
لأنهما أبناء أختين ( مريم وإِيشَاع ) .
واستدلوا بظاهر حديث المعراج عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه ، أن
نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به فكان مما قال : ( ثُمَّ صَعدَ
حَتَّى إِذَا أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ فَاستَفتَحَ ، قِيلَ مَن هَذَا ؟ قَالَ
: جِبرِيلُ . قِيلَ : وَمَن مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ . قِيلَ : وَقَد أُرسِلَ
إِلَيهِ ؟ قَالَ : نَعَم . قِيلَ : مَرحَبًا بِهِ ، فَنِعمَ المَجِيءُ جَاءَ .
فَفُتِحَ ، فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ - ،
قَالَ : هَذَا يَحيَى وَعِيسَى ، فَسَلِّمَ عَلَيهِمَا ، فَسَلَّمتُ ، فَرَدَّا ،
ثُمَّ قَالا : مَرحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ) رواه
البخاري (3207) وهذا لفظه ومسلم (164)
الثاني : أن ( إِيشَاع ) هي أخت أم مريم ( حَنَّة ) ، فتكون
إِيشَاع خالة مريم عليها السلام ، وهو الذي ذكره ابن إسحاق وابن جرير "جامع البيان"
(3/234) ، واقتصر عليه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/68)
فعلى هذا القول : كيف يكون عيسى ويحيى عليهما السلام ابنا خالة ؟
قالوا : لأن خالة الأم بمنزلة الخالة الحقيقية ، فأم يحيى هي
خالة مريم ، فهي خالة ابنها عيسى عليهم السلام جميعا ، كما أن مريم تكون ابنة خالة
يحيى ، فيكون ابنها عيسى ابن خالته أيضا.
يقول الإمام أبو السعود في تفسيره (2/27) :
" وأما قوله عليه الصلاة والسلام في شأن يحيى وعيسى عليهما
الصلاة والسلام هما ( ابنا خالة ) قيل : تأويله أن الأخت كثيرا ما تطلق على بنت
الأخت ، وبهذا الاعتبار جعلهما عليهما الصلاة والسلام ابني خالة " انتهى .
ودليلهم على ذلك أن المشهور أن امرأة عمران ( حَنَّة ) لم تكن
تحمل ولا تلد ، فلما حملت بمريم بإذن الله نذرتها لله ولخدمة بيت المقدس ، وهذا ما
يؤيده السياق القرآني .
يقول الله تعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ
أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) آل عمران/35
قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (1/478) :
" قال محمد بن إسحاق : وكانت [ يعني : امرأة عمران ] امرأةً لا
تحمل ، فرأت يوما طائرا يزُق فَرخَهُ ، فاشتهت الولد ، فدعت الله تعالى أن يهبها
ولدا ، فاستجاب الله دعاءها ، فواقعها زوجها فحملت منه ، فلما تحققت الحمل نذرت أن
يكون محررا - أي : خالصا - مفرغا للعبادة ولخدمة بيت المقدس ، فقالت : ( رَبِّ
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ
أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم ) أي : السميع لدعائي العليم بنيتي " انتهى .
والله أعلم .
*****
826
الاستمناء بيد الزوجة
كيف نتوب من الشرك
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >(1/6219)
سؤال رقم 826- الاستمناء بيد الزوجة
السؤال :
هل الاستمناء بين الرجل وزوجته حرام ؟
الجواب:
الحمد لله
ليس الاستمناء بيد الزوجة حراما بل هو حلال لأنّه من الاستمتاع بالزوجة الذي أباحه الله ولأنّ الله تعالى قال : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) سورة المؤمنون .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
826
الاستمناء بيد الزوجة
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >(1/6220)
سؤال رقم 826- الاستمناء بيد الزوجة
السؤال :
هل الاستمناء بين الرجل وزوجته حرام ؟
الجواب:
الحمد لله
ليس الاستمناء بيد الزوجة حراما بل هو حلال لأنّه من الاستمتاع بالزوجة الذي أباحه الله ولأنّ الله تعالى قال : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) سورة المؤمنون .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
82607
حكم الاشتراك في العقيقة
الفقه > عادات > العقيقة وأحكام المولود >(1/6221)
سؤال رقم 82607- حكم الاشتراك في العقيقة
هل يجوز أن يعق لمولود توأم (ولد وبنت) بعجل واحد أو بقرة واحدة لهما الاثنين معا بدلا عن ثلاثة شياه لهم ؟؟ وإذا كانت الإجابة نعم فما هي مواصفاتها ؟.
الحمد لله
السنة أن يُعق عن الغلام بشاتين ، وعن الجارية بشاة واحدة ؛ لقول
الرَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ
فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَنْسُكْ ، عَنْ الْغُلامِ شَاتَانِ
مُكَافِئَتَانِ ، وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ ) رواه أبو داود (2842) وحسنه
الألباني في صحيح أبي داود .
وجمهور العلماء على أنه يجزئ فيها الغنم والإبل والبقر ، لكن
اختلفوا هل تأخذ حكم الأضحية ، فيصح الاشتراك في بقرة أو بعير ؟
والأقرب : أنه لا يصح فيها الاشتراك ، وهو مذهب المالكية
والحنابلة .
وانظر : "الموسوعة الفقهية" (30/279)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " العقيقة لا يجزئ فيها
الاشتراك ، فلا يجزئ البعير عن اثنين ، ولا البقرة عن اثنين ، ولا تجزئ عن ثلاثة
ولا عن أربعة من باب أولى . ووجه ذلك :
أولا : أنه لم يرد التشريك فيها ، والعبادات مبنية على التوقيف .
ثانيا : أنها فداء ، والفداء لا يتبعض ؛ فهي عن فداء عن النفس ،
فإذا كانت فداء عن النفس فلا بد أن تكون نفسا ، والتعليل الأول لا شك أنه الأصوب ،
لأنه لو ورد التشريك فيها بطل التعليل الثاني ، فيكون مبنى الحكم على عدم ورود ذلك
" انتهى .
والله أعلم .
*****
82613
توضيح قوله تعالى ( إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان )
القرآن وعلومه > تفسير القرآن >
العلم > العلوم المختلفة >(1/6222)
سؤال رقم 82613- توضيح قوله تعالى ( إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان )
ورد في قصة سليمان وملكة سبأ في سورة النمل الآية التالية : ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
أنا أفهم أن المعنى : أنها ظلمت نفسها بالكفر ، وأنها أسلمت بعد أن تبين لها الحق ، ولكن لفظ الآية ، وعدم وجود علامة وقف بعد كلمة ( نفسي ) ، توحي بعكس هذا المعنى ، وهو أنها ظلمت نفسها بالإسلام - ومعاذ اللّه - ، فهل من توضيح ؟.
الحمد لله
يقول تعالى في سورة النمل : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ،
فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ، قَالَ إِنَّهُ
صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ، قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . النمل/44
يحكي سبحانه وتعالى في هذه الآية المفاجأة الكبيرة التي كان
أعدها سليمان عليه السلام لملكة سبأ ، وكانت قصرا من البلور ، أقيمت أرضيته فوق
الماء ، فوقفت الملكة مدهوشة أمام هذه العجائب التي يعجز عن مثلها البشر ، فرجعت
إلى الله ، وناجته معترفة بظلمها لنفسها فيما سلف من عبادة غيره ، معلنة إسلامها مع
سليمان لله رب العالمين .
هذا هو فهم سياق القصة ، وهو أيضا ما تقتضيه قواعد اللغة العربية
.
فإن قولها ( ظَلَمْتُ نَفْسِي ) جملة فعلية في محل رفع خبر (
إِنِّي )
ثم جاء حرف العطف ( الواو ) ليعطف جملة على جملة ، فقالت (
وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ )
انظر "إعراب القرآن وبيانه" محيي الدين درويش (7/216) ، "الجدول في إعراب
القرآن" لمحمود صافي (9/415)
والتقدير : وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين .
وهذا هو التقدير الصحيح ؛ لأن النحاة يقولون : إن حرف العطف إنما
جيء به لاختصار التكرار في الجملة .
يقول ابن عقيل في "شرح ألفية ابن مالك" (2/208) :
" العطف على نية تكرار العامل " انتهى .
فبدل أن تقول : جاء زيد وجاء عمرو ، تختصر فتقول : جاء زيد وعمرو
.
وكذلك الحال في عطف الجمل التي لها محل من الإعراب :
فبدل أن تقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه ، وإن الله سيحاسبكم
عليه .
تختصر فتقول : إن الله يعلم ما أنتم عليه وسيحاسبكم عليه .
فالواجب فهم الآية الكريمة على هذه القاعدة ، فيكون تقدير الآية
:
( إني ظلمت نفسي ، وإني أسلمت مع سليمان لله رب العالمين )
ولا يلزم لغة - إذا كان العطف بين الجمل - أن تشترك في المعنى ،
بل قد يكون المعنى متضادا .
يقول الأستاذ عباس حسن في "النحو الوافي" (3/557) :
" والعطف بالواو إذا كان المعطوف غير مفرد ، قد يفيد مطلق
التشريك ، نحو : نبت الورد ونبت القصب ، أو لا يفيد ، نحو : حضرت الطيارة ولم تحضر
السيارة " انتهى .
فحين يعطف الله تعالى قول ملكة سبأ ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ
سُلَيْمَانَ ) لا يجوز أن تفهم على أنها توضيح للمعطوف عليه أو بيان له ، من حيث
أصل اللغة ، فكيف حين يكون بين المعنيين تضاد ظاهر .
والسياق يبين أن الملكة اعترفت بظلمها نفسها حين كانت تعبد الشمس
من دون الله ، فتابت من ذلك الشرك ، وأسلمت وجهها ، ووحدت عبادتها لله رب العالمين
.
وبهذا يكون المعنى سليما ، وينتفي التوهم الذي يظنه السائل في
الآية .
قد يكون لإشكال السائل وجه – من حيث قواعد النحو - إذا كان سياق
الكلام :
( إني ظلمت نفسي : أسلمت مع سليمان ) بحذف حرف العطف ، على أن
الجملة الثانية بدل من الجملة الأولى ، كقوله تعالى :
( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً : يُضَاعَفْ لَهُ
الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ) الفرقان/68-69
فإن مضاعفة العذاب هي بيان وتوضيح للإثم الذي يلقاه مرتكب
الكبائر .
كما قد يكون لهذا الإشكال وجه – من حيث قواعد اللغة – لو كان حرف
العطف هو الفاء ، فكان الكلام : إني ظلمت نفسي فأسلمت مع سليمان .
فإن الفاء تفيد – كثيرا – مع الترتيب ( التسبب ) ، أي الدلالة
على السببية في عطف الجمل ، نحو : رمى الصياد الطائر فقتله . انظر "النحو
الوافي" (3/574)
أَمَا وقد جاء السياق القرآني على الوجه البَيِّنِ الجَلِيِّ :
( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ
سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
فليس لإشكال السائل أي محل من الفهم الصحيح للسياق ، وقواعد
النحو العربي .
والله أعلم .
*****
82627
متى تكون تكبيرات الانتقال في الصلاة ؟
الفقه > عبادات > الصلاة >
الفقه > عبادات > الصلاة > الإمامة >(1/6223)
سؤال رقم 82627- متى تكون تكبيرات الانتقال في الصلاة ؟
عندما يصلي الإمام , فمتى يكبر مثلا للركوع هل يكبر قبل أن يركع أم أثناء الركوع أم بعد الركوع ؟.
الحمد لله
المشروع لكل مصلٍّ ( الإمام والمأموم والمنفرد ) أن يكون تكبيره
للركوع مقارنا لحركته ، فيبدأ التكبير حال انحنائه ، ويختمه قبل أن يصل إلى حد
الركوع ؛ فيقع تكبيره بين الركنين ، القيام والركوع .
وقد دلت السنة على أن التكبير يقارن الحركة المقصودة من ركوع ،
وسجود ، وقيام منه ، كما في الصحيحين عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ
يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ، ثُمَّ يَقُولُ :
سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ ، ثُمَّ
يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْد ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي ،
ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ ، ثُمَّ
يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلاةِ كُلِّهَا
حَتَّى يَقْضِيَهَا ، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنْ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ
الْجُلُوسِ ) رواه البخاري (789) ومسلم (392) .
فهذا الحديث ظاهرٌ في أن التكبير للركوع يكون أثناء انحنائه إلى
الركوع ، وتكبير السجود أثناء نزوله إلى السجود ، وتكبير الرفع من السجود أثناء
رفعه ...... وهكذا ، ذكره النووي في "شرح مسلم" ، وذكر أنه مذهب جمهور العلماء .
ومن الفقهاء من شدد في ذلك ، ورأى أنه لو بدأ المصلي التكبير وهو
قائم قبل أن ينحني ، أو أكمله بعد وصوله إلى الركوع أن ذلك لا يجزئه ، ويكون تاركا
للتكبير ؛ لأنه أتى به في غير موضعه ، وعلى القول بوجوب التكبير : تبطل صلاته إن
تعمد ذلك ، وإن فعله سهوا لزمه السجود للسهو ، والصحيح أنه يعفى عن ذلك دفعاً
للمشقة .
قال المرداوي في "الإنصاف" (2/59) : " قال المجد وغيره : ينبغي
أن يكون تكبير الخفض والرفع والنهوض ابتداؤه مع ابتداء الانتقال , وانتهاؤه مع
انتهائه . فإن كمّله في جزء منه أجزأه [ أي إذا أوقعه بين الركنين دون أن يبسطه
ويمده ] ; لأنه لا يخرج به عن محله بلا نزاع .
وإن شرع فيه قبله , أو كمّله بعده , فوقع بعضه خارجا عنه , فهو
كتركه ; لأنه لم يكمله في محله ، فأشبه من تمم قراءته راكعا , أو أخذ في التشهد قبل
قعوده .
ويحتمل أن يعفى عن ذلك ; لأن التحرز منه يعسر , والسهو به يكثر ,
ففي الإبطال به أو السجود له مشقة . " انتهى باختصار .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قال الفقهاء رحمهم الله :
لو بدأ بالتكبير قبل أن يهوي ، أو أتمه بعد أن يصل إلى الركوع ؛ فإنه لا يجزئه .
لأنهم يقولون : إن هذا تكبير في الانتقال فمحله ما بين الركنين ، فإن أدخله في
الركن الأول لم يصح ، وإن أدخله في الركن الثاني لم يصح ؛ لأنه مكان لا يشرع فيه
هذا الذكر ، فالقيام لا يشرع فيه التكبير ، والركوع لا يشرع فيه التكبير ، إنما
التكبير بين القيام والركوع .
ولا شك أن هذا القول له وجهة من النظر ؛ لأن التكبير علامة على
الانتقال ؛ فينبغي أن يكون في حال الانتقال .
ولكن القول بأنه إن كمله بعد وصول الركوع ، أو بدأ به قبل
الانحناء يبطل الصلاة فيه مشقة على الناس ، لأنك لو تأملت أحوال الناس اليوم لوجدت
كثيرا من الناس لا يعملون بهذا ، فمنهم من يكبر قبل أن يتحرك بالهوي ، ومنهم من يصل
إلى الركوع قبل أن يكمل .
والغريب أن بعض الأئمة الجهال اجتهد اجتهادا خاطئا وقال : لا
أكبر حتى أصل إلى الركوع ، قال : لأنني لو كبرت قبل أن أصل إلى الركوع لسابقني
المأمومون ، فيهوون قبل أن أصل إلى الركوع ، وربما وصلوا إلى الركوع قبل أن أصل
إليه ، وهذا من غرائب الاجتهاد ؛ أن تفسد عبادتك على قول بعض العلماء ؛ لتصحيح
عبادة غيرك ؛ الذي ليس مأمورا بأن يسابقك ، بل أمر بمتابعتك .
ولهذا نقول : هذا اجتهاد في غير محله ، ونسمي المجتهد هذا
الاجتهاد : "جاهلا جهلا مركبا" ؛ لأنه جهل ، وجهل أنه جاهل .
إذا ؛ نقول : كبر من حين أن تهوي ، واحرص على أن ينتهي قبل أن
تصل إلى الركوع ، ولكن لو وصلت إلى الركوع قبل أن تنتهي فلا حرج عليك .
فالصواب : أنه إذا ابتدأ التكبير قبل الهوي إلى الركوع ، وأتمه
بعده فلا حرج ، ولو ابتدأه حين الهوي ، وأتمه بعد وصوله إلى الركوع فلا حرج ، لكن
الأفضل أن يكون فيما بين الركنين بحسب الإمكان . وهكذا يقال في : "سمع الله لمن
حمده " وجميع تكبيرات الانتقال . أما لو لم يبتدئ إلا بعد الوصول إلى الركن الذي
يليه ، فإنه لا يعتد به " انتهى من "الشرح الممتع".
والله أعلم .
*****
82643
حديث تميم الداري عن المسيح الدجال
الحديث وعلومه > شروح الأحاديث >
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > أشراط الساعة >(1/6224)
سؤال رقم 82643- حديث تميم الداري عن المسيح الدجال
ما حقيقة أن جماعة من المسلمين كانوا على سفر ، فالتقوا برجل سألهم عن الزمان وعن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ، فرجع وقال إن هذا ليس زمن خروجه ، فقيل إنه الدجال ؟.
الحمد لله
القصة التي ذكرتها جاءت في حديث مشهور ، يعرف بـ ( حديث الجسّاسة
) ، وهو حديث عظيم ، فيه علم من أعلام النبوة ، فأترك لك فرصة الاستفادة والاستمتاع
بقراءته .
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت :
( سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي ، مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم ، يُنَادِي ( الصَّلاَةَ جَامِعَةً ). فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ
فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَكُنْتُ فِى صَفِّ
النِّسَاءِ الَّتِى تَلِى ظُهُورَ الْقَوْمِ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم صَلاَتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَقَالَ «
لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَّهُ » . ثُمَّ قَالَ « أَتَدْرُونَ لِمَ
جَمَعْتُكُمْ » ؟
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ :
« إِنِّى وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ
لِرَهْبَةٍ ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيماً الدَّارِىَّ كَانَ رَجُلاً
نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ ، وَحَدَّثَنِى حَدِيثاً وَافَقَ
الَّذِى كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ ، حَدَّثَنِى أَنَّهُ
رَكِبَ فِى سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ ،
فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْراً فِى الْبَحْرِ ، ثُمَّ أَرْفَئُوا ( أي :
التجؤوا ) إِلَى جَزِيرَةٍ فِى الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ ، فَجَلَسُوا
فِى أَقْرُبِ السَّفِينَةِ ( وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيها
ركاب السفينة لقضاء حوائجهم ، الجمع قوارب والواحد قارب ) فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ
فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ ( أي : غليظ الشعر ) كَثِيرُ الشَّعَرِ ، لاَ
يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ، فَقَالُوا :
وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ ( قيل سميت بذلك لتجسسها
الأخبار للدجال ) . قَالُوا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ قَالَتْ : أَيُّهَا الْقَوْمُ
! انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِى الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ
بِالأَشْوَاقِ . قَالَ لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا ( أي خفنا ) مِنْهَا
أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، قَالَ فَانْطَلَقْنَا سِرَاعاً حَتَّى دَخَلْنَا
الدَّيْرَ ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقاً ،
وَأَشَدُّهُ وِثَاقاً ، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، مَا بَيْنَ
رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ ، قُلْنَا : وَيْلَكَ مَا أَنْتَ ؟
قَالَ : قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي ، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ ؟ قَالُوا :
نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ ، رَكِبْنَا فِى سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ ،
فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ ( أي هاج ) ، فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ
شَهْراً ، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ ، فَجَلَسْنَا فِى
أَقْرُبِهَا ، فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ
الشَّعَرِ لاَ يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ ،
فَقُلْنَا : وَيْلَكِ مَا أَنْتِ ؟ فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ . قُلْنَا :
وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ قَالَتِ : اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِى الدَّيْرِ
فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِاْلأَشْوَاقِ . فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعاً ،
وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً ، فَقَالَ :
أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ . قُلْنَا : عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ
؟ قَالَ : أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ ؟ قُلْنَا لَهُ : نَعَمْ .
قَالَ : أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لاَ تُثْمِرَ . قَالَ : أَخْبِرُونِى عَنْ
بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ ؟ قُلْنَا : عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ قَالَ
: هَلْ فِيهَا مَاءٌ ؟ قَالُوا : هِىَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ . قَالَ : أَمَا إِنَّ
مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ . قَالَ : أَخْبِرُونِى عَنْ عَيْنِ زُغَرَ ؟ ( وهي
بلدة تقع في الجانب القبلي من الشام ) قَالُوا : عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ
؟ قَالَ : هَلْ فِى الْعَيْنِ مَاءٌ ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ
؟ قُلْنَا لَهُ : نَعَمْ ، هِىَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ
مَائِهَا . قَالَ : أَخْبِرُونِى عَنْ نَبِىِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ ؟ قَالُوا
: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ . قَالَ : أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ ؟
قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ
ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ ، قَالَ لَهُمْ : قَدْ
كَانَ ذَلِكَ ؟ قُلْنَا نَعَمْ . قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ
يُطِيعُوهُ ، وَإِنِّى مُخْبِرُكُمْ عَنِّي ، إِنِّى أَنَا الْمَسِيحُ ، وَإِنِّى
أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِى فِى الْخُرُوجِ ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِى الأَرْضِ
فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ
وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا ، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ
أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِداً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِى مَلَكٌ بِيَدِهِ
السَّيْفُ صَلْتاً يَصُدُّنِى عَنْهَا ، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا
مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا . قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
- وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِى الْمِنْبَرِ - : « هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ
هَذِهِ طَيْبَةُ » . يَعْنِى الْمَدِينَةَ « أَلاَ هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ
ذَلِكَ ؟ » . فَقَالَ النَّاسُ :نَعَمْ .
« فَإِنَّهُ أَعْجَبنِى حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِى
كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ ، أَلاَ إِنَّهُ فِى
بَحْرِ الشَّامِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ ، لاَ بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ما هُوَ
، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ » ( قال
القاضي : لفظة ( ما هو ) زائدة ، صلة للكلام ، ليست بنافية ، والمراد إثبات أنه فى
جهات المشرق ) وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ . قَالَتْ فَحَفِظْتُ هَذَا
مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم )
رواه مسلم في صحيحه برقم (2942) ، فهو حديث صحيح ، رواه أهل
العلم في كتبهم ، من طريقين عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، وقال الترمذي رحمه
الله "الجامع الصحيح" (2253) : " هذا حديث صحيح غريب " انتهى . وقال ابن عبد البر "الاستذكار" (7/338) : " ثابت صحيح من جهة الإسناد والنقل " انتهى .
وللاستزادة انظر الأرقام التالية ( 8301 )
( 8806 ) ( 32665 )
والله أعلم .
*****
82658
كيف يصلي المسافر ؟
الفقه > عبادات > الصلاة > أهل الأعذار > صلاة المسافر >(1/6225)
سؤال رقم 82658- كيف يصلي المسافر ؟
أنا مسافر إلى الخارج لشهر وأريد معرفة أسهل طريقة لأداء الصلاة ؟.
الحمد لله
أولا :
إذا كنت عازما على البقاء في البلد الذي ستسافر إليه أكثر من
أربعة أيام ، فإنك تكون في حكم المقيم من لحظة دخولك إليه ، فيلزمك ما يلزم المقيم
من إتمام الصلاة ولا يجوز لك قصرها .
فتقصر الصلاة أثناء الرحلة ، فإذا وصلت البلد أتممت الصلاة لأنك
في حكم المقيم .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (8/99) : " السفر الذي يشرع فيه
الترخيص برخص السفر هو ما اعتبر سفراً عرفاً ، ومقداره على سبيل التقريب مسافة
ثمانين كيلو متراً، فمن سافر لقطع هذه المسافة فأكثر فله أن يترخص برخص السفر من
المسح على الخفين ثلاثة أيام بلياليهن ، والجمع والقصر ، والفطر في رمضان . وهذا
المسافر إذا نوى الإقامة ببلد أكثر من أربعة أيام فإنه لا يترخص برخص السفر ، وإذا
نوى الإقامة أربعة أيام فما دونها فإنه يترخص برخص السفر . والمسافر الذي يقيم ببلد
ولكنه لا يدري متى تنقضي حاجته ولم يحدد زمناً معيناً للإقامة فإنه يترخص برخص
السفر ولو طالت المدة ، ولا فرق بين السفر في البر والبحر " انتهى .
ثانيا :
أما جمع الصلاة ، فيجوز للمسافر أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر
، وبين المغرب والعشاء ، جمع تقديم أو تأخير حسب الأيسر له ، والأفضل أنه لا يفعل
ذلك إلا إذا كان عليه مشقة في فعل كل صلاة في وقتها .
وعلى هذا ، فلك أن تجمع بين الصلاتين أثناء الرحلة ، فإذا وصلت
إلى البلد الذي تنوي الإقامة به شهراً فإنك تصلي كل صلاة في وقتها .
وانظر جواب السؤال رقم ( 49885 )
.
ثالثا :
اعلم أن صلاة الجماعة واجبة على المسافر كغيره ، وقد سبق بيان
ذلك في جواب السؤال
رقم ( 40299 ) ،
فاحرص على الصلاة جماعة في المسجد .
والله تعالى أعلم .
*****
82659
أخذت قرضا ربويا وأعطته لأخيها ليحج
الفقه > معاملات > البيوع > الربا >
الفقه > عبادات > الحج والعمرة >(1/6226)
سؤال رقم 82659- أخذت قرضا ربويا وأعطته لأخيها ليحج
كان أخي مشتاقا للذهاب إلى الحج وليس له الإمكانيات المادية لذلك فقد قررت مساعدته .
لي أموال في البنك ، ولكني فضلت الاحتفاظ بها لأنني أخشى أن أحتاج إليها في أشياء أكثر أهمية ، وأخذت قرضاً من البنك وساعدت به أخي ، فسؤالي هو ما حكم عمل الخير الذي أردت فعله ؟ وهل لي جزاء في ذلك أو بما أن القرض من البنوك حرام فليس لي أي حسنة في هذا العمل ؟ وماذا عن حج أخي ، هل هو صحيح ما دام ليس مسئولا عن مصدر المال ؟.
الحمد لله
أولا :
بذل المال لمساعدة الأخ أو غيره في الحج عمل عظيم من أعمال البر
؛ لأنه إعانة على أداء هذه الطاعة العظيمة ، التي يترتب عليها رفع الدرجات ومحو
السيئات ، لكن لا يجوز أن تكون هذه المساعدة سببا لوقوعك فيما حرم الله تعالى ،
كالاقتراض من البنك الربوي ، فإن الربا شأنه عظيم ، وقد ورد فيه من الوعيد ما لم
يرد في غيره من الذنوب والمعاصي .
وانظري لمعرفة ذلك السؤال رقم ( 6847 )
ورقم ( 9054 ) .
والواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى من التعامل بالربا .
واعلمي أنه لا يجوز الإيداع في البنك الربوي إلا عند الخوف على
المال ، وعدم وجود بنك إسلامي ، ويجب أن يكون الإيداع حينئذ من غير فوائد ؛ لما
تقرر في قواعد الشريعة من أن "الضرورات تبيح المحظورات" ، وأن "الضرورة تقدر
بقدرها" .
ثانيا :
حج أخيك صحيح إن شاء الله ، لأنه أخذ المال منك بطريق مباح ، إما
الصدقة أو الهبة أو القرض الحسن .
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المال الذي اكتسبه الإنسان بطريق
محرم – كالربا – يحرم على من اكتسبه فقط ، ولا يحرم على من أخذه منه بعد ذلك بطريق
مباح كالبيع والهدية ونحو ذلك . وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال ( 45018 ) .
فالتحريم إنما يتوجه لما قمت به من الاقتراض بالربا ، ولا يتوجه
إلى أخيك .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
82662
تشك في صحة صلاتها وصيامها
الرقائق > التوبة >
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >
أصول الفقه > التكليف >(1/6227)
سؤال رقم 82662- تشك في صحة صلاتها وصيامها
أخجل أن أطرح سؤالي من شدة قبح ما كنت أفعله ولا أحب حتى ذكره .
في الحقيقة أنني قبل عدة سنوات كنت أفعل أمرين قبيحين : الأول : هو أنني كنت مع إحدى قريباتي نداعب بعضنا واستمرينا على فعل هذا الأمر لمدة وبعد ذلك توقفنا .
والأمر الثاني : أنني كنت أعامل ابن جيراننا الصغير معاملة قاسية كنت أضربه مرات ومرات وأجعله يقبلني أو يلامس شيئا من أعضائي..لا أحب حتى تذكر هذه الأمور لأنني أشعر كم أنا سيئة وأنا نادمة جداً على فعل هذا الأمور .
ولي عدة أسئلة :
1- هل علي صيام تلك الأيام التي قمت فيها بتلك الأمور مع أنني لم أكن أعلم أنها تبطل صيامي وصلاتي ؟
2- وهل علي أن أعيد أيضا الصلوات ؟
3- أنا لا أتذكر إذا نزل شيء مني أم لا ؟
4- أنا في حيرة وشك ولا أتذكر إذا فعلت هذه الأمور في رمضان أم لا ؟
5- إذا وجب علي الصيام كيف أستطيع تقدير تلك الأيام لأنني حاولت جاهدة تقديرها ولكنني لا أتذكر متى فعلت تلك الأمور بالضبط .
6- متى تحاسب البنت على صيامها ؟ هل بعد بلوغها ؟ أقصد هل بعد أن تأتيها الدورة الشهرية أول مرة ؟.
الحمد لله
أولا :
نحمد الله تعالى أن وفقك إلى التوبة من هذه الأفعال المحرمة ،
ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك .
ثانيا :
لا يجب عليك قضاء شيء من الصلوات أو الصيام ، وذلك للأسباب
التالية :
1- أنك لم تكوني تعلمين أن ذلك يفسد الصيام والصلاة ، والإنسان
إذا فعل شيئا من المحرمات جاهلا فإنه يكون معذوراً ، ولا يستحق العقاب على هذا
الذنب ، قال الله تعالى : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ
وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب/5 ، والجهل نوع من الخطأ ، لأن الجاهل لم يتعمد ارتكاب
المعصية والمخالفة .
انظري جواب السؤال ( 50017 )
، ( 45648 )
2- أنك لا تتيقنين نزول شيء منك ، والمسلم إذا فعل عبادة من
العبادات فالأصل أنه يُحكم بصحتها ، ما لم يتيقن أنها كانت غير صحيحة ، أما مجرد
الشك فلا يبطل العبادة بعد فعلها .
ثالثا :
أما تكليف البنت بالصيام وغيره من الأحكام الشرعية ، فيثبت ببلوغ
البنت ، وبلوغها يحصل إذا وجد أحد أربع علامات وهي :
1. بلوغ خمس عشرة سنة .
2. نبات الشعر الخشن حول القبل .
3. نزول المني .
4. نزول الحيض .
ولا يشترط اجتماع كل هذه العلامات ، ولكن يكفي علامة واحدة فقط ،
لثبوت البلوغ .
وانظري جواب السؤال ( 21246 )
ونسأل الله تعالى أن يوفقك ِ لكل خير ، والله أعلم .
*****
82667
من نذر ذبيحة للمساكين هل له أن يأكل منها ؟
الفقه > عبادات > الأيمان والنذور >(1/6228)
سؤال رقم 82667- من نذر ذبيحة للمساكين هل له أن يأكل منها ؟
نذرت منذ أكثر من عام أن أذبح لله وأن أعطي من هذا الذبح للأهل والأقارب والمساكين ، واقترب المال معي على أن يكتمل فهل يصح لي أن أفي بالنذر في أيام عيد الأضحى ؟ وهل يجوز لي أن أعطي من هذا الذبح لأسرتي الصغيرة ؟ وما هي شروط صحة النذر وقبوله ؟.
الحمد لله
أولا :
هذا النذر يندرج ضمن نذر الطاعة والقربة ، فيجب الوفاء به ، سواء
كان مطلقا أو معلقا على شرط ، والمطلق كأن يقول الإنسان نذرت أو لله علي أن أذبح
شاة مثلا وأعطيها للفقراء أو لأقاربي .
والمعلق على شرط كأن يقول : إن شفاني الله أو نجحت أو أخذت راتبا
أو حصلت على مبلغ كذا أن أذبح ذبيحة أوزعها إلخ .
وإنما وجب الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن
يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعص الله فلا يعصيه ) رواه البخاري (6318) .
وما دمت لم تعيني وقتا للوفاء بنذرك ، فإنه يجوز لك الوفاء به في
كل وقت ، في أيام عيد الأضحى وغيرها .
لكن لو أردت أن تُضحِّي هذا العام ، فإن الذبيحة ( النذر ) لا
تغني عن الأضحية ، ولو ذبحت في أيام عيد الأضحى .
ثانيا :
من نذر ذبيحة تعطى لأهله وأقاربه وللمساكين ، دخل في ذلك أسرته
الصغيرة ، كزوجه وأولاده ؛ لأنهم من أهله ، إلا أن ينوي إخراجهم ، فيكون الأمر على
ما نوى .
وأما الناذر فليس له أن يأكل من نذره ، فإن أكل ضمن قيمته
للمساكين ، أي يخرج قيمة ما أكل ويعطيها للمساكين .
وقد نص الفقهاء رحمهم الله على أنه لا يأكل من النذر .
انظر "حاشية ابن عابدين" (2/616) ، و "المغني" (3/288) .
ومما علل به الفقهاء منع الأكل من النذر أن الذبيحة إذا نذرت
للمساكين مثلا فقد تعينت لهم ، فليس له أن يصرف شيئا منها عنهم . انظر :
المنتقى للباجي (2/318).
وفي "الموسوعة الفقهية" (6/117) : " وفي النذر لا يجوز للناذر
الأكل من نذره ؛ لأنه صدقة , ولا يجوز الأكل من الصدقة , وهذا في الجملة , لأن
الأضحية المنذورة فيها خلاف .
وكذلك النذر المطلق الذي لم يعين للمساكين - لا بلفظ ولا بنية -
يجوز الأكل منه عند المالكية وبعض الشافعية " انتهى .
والله أعلم .
*****
82669
الإيداع في البنك الربوي لضرورة حفظ المال
الفقه > معاملات > البيوع > الربا >
الفقه > معاملات > الإجارة >(1/6229)
سؤال رقم 82669- الإيداع في البنك الربوي لضرورة حفظ المال
قرأت بعض إجاباتكم حول الربا ووجدت تناقضا تركني في حيرة من أمري قلتم لمن يريد أن يؤجر مبنى لبنك ربوي إن هذا حرام قطعا وقلتم للذي يودع أمواله في البنوك الربوية خوفا على ضياعها هذا عمل جائز علما أنه هو الآخر سيدخل في إطار موكل الربا وفي إطار التعاون علي الإثم والعدوان أرجو أن توضحوا لي فأنا أضع أموالي في بنك ربوي فلا يوجد في بلدي بنوك إسلامية ولا أستطيع أن أحكم هل هذا المال حلال أم حرام ؟.
الحمد لله
أولا :
تأجير المحل أو البيت لمن يتخذه للمعصية ، لا يجوز ، ومن ذلك
تأجير المبنى للبنك الربوي ؛ لأنه من الإعانة الواضحة على الإثم والعدوان ، لأن
صاحب المبنى يعلم أن البنك قد استأجر هذا المكان ليتعامل فيه معاملات محرمة ،
كالربا وغيره .
قال البهوتي في "شرح منتهى الإرادات" : (2/358) : " ولا تصح
إجارة دار لتعمل كنيسة أو بيعة أو صومعة راهب أو لبيع خمر أو القمار ونحوه .
سواء شرط ذلك في العقد أو علم بقرينة ; لأنه فِعلٌ محرمٌ فلم تجز
الإجارة عليه " انتهى باختصار .
ثانيا :
الإيداع في البنك الربوي محرم ، سواء كان بفائدة أو بدون بفائدة
؛ لأن البنك سيأخذ هذه الأموال ويقرضها بالربا .
إلا أن أهل العلم استثنوا حالة خاصة وهي ما إذا خاف الإنسان على
ماله ولم يجد مكانا آمنا يحفظ فيه ماله ، فإنه يجوز له الإيداع في البنك الربوي ،
من باب أن الضرورات تبيح المحظورات ، وحينئذ يلزمه أن يودع في الحساب الجاري من غير
فائدة لأن الضرورة تقدّر بقدرها ، وهو مضطر إلى حفظ ماله ، وليس مضطراً للتعامل
بالربا .
وانظر لمعرفة شروط وضع الأموال في البنوك الربوية السؤال رقم ( 22392 )
والله أعلم .
*****
827
السبب في منع النوم على البطن
متى تحتجب الفتاة ؟ ما ثياب الكفار التي نهينا عن لبسها ؟ مقدار الفدية التي في آية الصيام
الآداب > آداب النوم >(1/6230)
سؤال رقم 827- السبب في منع النوم على البطن
السؤال : لماذا يحرم النوم على البطن؟ هل هذا للرجال والنساء؟.
الجواب :
الحمد لله
السبب في ذلك : النهي الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك خيرا إلا
دلّنا عليه ولا شرّا إلا حذّرنا منه ، وقد روى يَعِيشُ بْنُ طِهفَةَ الغفاري عن أبيه قَالَ : ضفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن تضيفه من المساكين (
أي نزلت عليه ضيفا ) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل يتعاهد ضيفه
فرآني منبطحا على بطني فركضني برجله وقال لا تضطجع هذه الضجعة فإنها ضجعة يبغضها
الله عز وجل . وفي رواية : فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ فَأَيْقَظَهُ فَقَالَ هَذِهِ
ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ رواه أحمد : الفتح الرباني 14/244-245. ورواه
الترمذي رقم 2798 ط. شاكر ورواه أبوداود في كتاب الأدب من سننه رقم 5040 ط. الدعاس
والحديث في صحيح الجامع 2270 - 2271
وهذا النهي عام يشمل الذّكر والأنثى لأنّ الأصل
اشتراكهما في الأحكام إلا ما دلّ الدليل على التفريق بينهما ، والله تعالى أعلم
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
08/1426
82702
تعرفت على شخص عن طريق الهاتف ووعدها بالزواج
الآداب > العلاقة بين الجنسين >(1/6231)
سؤال رقم 82702- تعرفت على شخص عن طريق الهاتف ووعدها بالزواج
أريد معرفة الذي أفعله حلال أم حرام ؟ وهو أنني أعرف شخصا عن طريق الهاتف ووعدني بالزواج ولكن الظروف حكمت بتأجيل هذا الوعد ولكن مازلنا على اتصال ويقول هو إنه يعرفني تماما وشافني ولكن أنا لم أره أبدا. وأريد أوضح أيضا أن هذا الشخص أصغر مني بالعمر بسنتين . السؤال هل حلال أبقى على اتصال معه أم حرام ؟.
الحمد لله
أولا :
نشكر لك سؤالك وحرصك على معرفة الحلال من الحرام في هذه الأمور
التي تساهل فيها كثير من الناس ، ونحمد الله أن جعل في قلبك يقظة إيمانية هي السر
في خوفك من هذه العلاقة الهاتفية ، فإن القلوب الحية هي التي تشعر بخطر المعصية ،
وتؤثِّر فيها الجراحة ، وأما القلوب الميتة ، فإنها غافلة لا تحس ولا تتألم ، كما
قيل : فما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( الإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ
وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ ) رواه مسلم (2553) .
ثانيا :
كلام المرأة مع الرجل عن طريق الهاتف أو غيره ، إذا كان يدعو
للفتنة لها أو بها ، فهو محرم ، ومن ذلك الكلام في الأمور العاطفية من الحب والغرام
والتعلق ، والوصف ، والوعد باللقاء ونحو ذلك ، فإن هذا مقدمة الفاحشة ، وهو من
خطوات الشيطان لاصطياد العفيفات الغافلات ، فلا يزال الذئب يلين الكلام ، وينسج
الخيال ، ويكثر الوعود ، ويحلف الأيمان ، حتى تقع المرأة فريسة بين يديه ، فيا لله
كم من أعراض انتهكت ، وكم من محارم اقترفت ، وكم من مصائب وآهات وآلام ، والخطوة
الأولى كانت اتصالا عن طريق الهاتف .
وأكثر هؤلاء الذئاب كذابون مخادعون ، لا يعرفون معنى للحب
الحقيقي ، ولا يطمعون في زواج شريف ، ولكنهم يسعون للرذيلة ، ويسارعون في إرضاء
الشيطان ، وقد صرح بعضهم أنه يفعل ذلك تارة للعبث ، وتارة لحب السيطرة والإغواء ،
وتارة للفخر بأنه أوقع فلانة وفلانة ، والله المستعان .
فيا أيتها الأخت المسلمة الحذر الحذر ، والنجاة النجاة ، فإن من
أعز ما تملك المرأة شرفها وحياءها وعفتها ، وهذا الذئب اللئيم لا يتورع عن ذكر
فريسته بين المجالس وأنه قال لها كذا ، وفعل بها كذا ، حتى يغدو ذكرها على لسان
الفسقة مستباحا ، وربما استدرجها للقاء ، أو سجل صوتها ، أو أخذ صورتها ، فجعل ذلك
مادة للابتزاز والتخويف والتوصل إلى ما هو أعظم ، عافاك الله وصانك من كل سوء .
وهذا الذي نذكره ليس كلاما يراد منه تخويفك ، ولكنه إشارة إلى
عشرات القصص الواقعية التي وقعت في هذا الزمان ، مع انتشار الهواتف ومواقع الشات ،
وهي قصص محزنة مخجلة ، تدل على مدى قسوة هؤلاء العابثين ، ومدى ضعف المرأة أمام
استدراجهم ومكرهم ، وتدل أبين دلالة على عظمة قول ربنا سبحانه وتعالى : ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ
يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ
أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/21 ، فإن الكلمة في الهاتف قد تكون خطوة من خطوات
الشيطان ، وهكذا النظرة ، والابتسامة ، ولين الكلام ، يتلقفها من في قلبه مرض ،
ويبني عليها جبالا من الأوهام والظنون والخيالات ، تُنتج طمعاً وسعياً ومكراً
وتدبيراً في الباطل ، قال الله تعالى : ( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ
الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32
ونحن نسأل أختنا– صانها الله وحفظها – هل تخلو مكالمة هاتفية بين
شاب وشابة من الخضوع بالقول ، والضحك وترقيق الكلام وتزيينه ؟! كيف وهما يتحدثان عن
الزواج والرغبة في الوصال ؟ فكيف لا تكون الفتنة ، وكيف لا يكون التعلق ، وكيف لا
يطمع القلب المريض ؟!
إن زعم هؤلاء الماكرين أنهم يريدون الزواج زعم كاذب ، فإن طريق
الزواج معروف ، وبابه مفتوح ، وهم لا يجهلونه ، ولكنهم يفرون منه ، ويبتعدون عنه ،
ويلجئون إلى حيل الشيطان وخدعه . ثم إن رغبة شخصٍ ما في امرأةٍ ما لا يعني أنه يصلح
لها زوجا ، فربما كان دونها في كل شيء ، في السن والعلم والمنزلة والمال ، مما يعني
رفضه وعدم قبوله في غالب الأحوال ، فكيف تصبح مجرد الرغبة من شخصٍ مجهول مسوغاً
للتعرف على الفتاة والاسترسال معها والحديث إليها ومواعدتها بالزواج ؟! وكيف ترضى
العاقلة أن تتعلق بمجهول الهوية والحال ، يمنّيها بالزواج ، وتنتظر منه القدوم ،
وربما كان لا يصلح ، بل ربما لو رأته لآثرت العنوسة على الزواج منه .
فبادري إلى قطع هذه العلاقة ، والندم عليها ، وسؤال الله المغفرة
والصفح ، واشتغلي بما ينفعك في أمور دينك ودنياك ، واعلمي أن الزوج الصالح رزق
يسوقه الله تعالى إلى المرأة الصالحة ، وقد وعد سبحانه أهل طاعته بالمزيد من فضله
فقال : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97
فأكثري من الطاعة والإنابة ، وسدي كل باب للفتنة ، وكوني شامة
نقية لا يطمع فيها طامع ، ولا يرتع حول حماها راتع .
وفقنا الله وإياك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .
*****
82709
تتنفل بعد صلاة الصبح وقيل لها إن هذا خروج من الملة !!
الفقه > عبادات > الصلاة >
سؤال رقم 82709: تتنفل بعد صلاة الصبح وقيل لها إن هذا خروج من الملة !!
كنت كثيراً ما أصلي بعد صلاة الصبح بنصف ساعة بعد قراءة القرآن أحس بأنني أريد الصلاة لله ولكن تفاجأت عندما كنت أتحدث إلى صديقتي بأنها تقول لا يجوز الصلاة بعد صلاة الفجر فهذا خروج عن الملة فهل هذا صحيح ؟ وكيف وأنا أصلى لله وضحوا لي ذلك ؟.
الحمد لله
أولاً : من أفضل العبادات التي يقوم بها المسلم ويتقرب بها إلى
الله : الصلاة ، حيث قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الصلاة خير
موضوع ، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر ) رواه الطبراني وحسنه الألباني في
صحيح الجامع (3870) .
إلا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهانا عن
صلاة النفل في بعض الأوقات .
وتجدين تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم ( 20013 )
ومن هذه الأوقات : من بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس وترتفع ،
وهو ما يقارب خمس عشرة دقيقة بعد طلوع الشمس .
ففي صحيح مسلم (832) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال لعمرو بن عبسة رضي الله عنه : ( صل صلاة الصبح ، ثم أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاةِ
حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ ) ، والصلاة التي نهي عنها في هذه
الأوقات هي صلاة النافلة التي لا سبب لها ، ويسميها العلماء : " النفل المطلق " ،
كتلك التي ورد السؤال عنها . رجل قام بعد صلاة الصبح يصلي تطوعاً لله ، فهذه الصلاة
منهي عنها .
أما الصلاة التي لها سبب كتحية المسجد أو سنة الوضوء ، أو ركعتي
الطواف ، ونحو ذلك فأنها تفعل متى وجد سببها ، ولو كان ذلك في وقت من أوقات النهي .
وانظر جواب السؤال ( 306 )
ثانياً :
وأما قول صديقتك : إن الصلاة في هذا الوقت خروج من الملة ، فهذا
قول باطل ، وهو من القول على الله بلا علم ، ولا يجوز لأحد أن يقول في دين الله ما
لا يعلم ، قال الله سبحانه : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ
تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى
اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 . فالواجب عليها أن
تتوب إلى الله تعالى .
فصلاة النفل في هذا الوقت منهي عنها ، وفاعلها معرض للإثم ،
لفعله ما نهى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لكن ذلك ليس كفرا كما
زعمت صديقتك .
والله أعلم .
*****
82718
حكم الاشتراك في القنوات الرياضية فقط
الفقه > عادات > أحكام الرياضة والتسلية والترفيه >(1/6232)
سؤال رقم 82718- حكم الاشتراك في القنوات الرياضية فقط
ما حكم الاشتراك في القنوات المخصصة الرياضية فقط في البيوت وذلك لأني لا أريد أن أكون ممن يرتدون المقاهي ؟.
الحمد لله
أولا :
من يقرأ سؤالك أيها الأخ الكريم يفهم أنه لابد لك من أحد أمرين :
إما مشاهدة الرياضة في المقاهي ، وإما مشاهدتها في البيت ، وأن فكرة البعد عن
مشاهدتها بالكلية ليست واردة لديك ، وهذا مما يبعث على الأسى والحزن ، أن ينشغل
شباب الأمة بمشاهدة المباريات ، ومتابعة الفرق الرياضية ، وتعظيم أهل اللهو والغفلة
، بينما تزداد الأمة تأخرا وتخلفا في شتى المجالات .
وهذا المسلك ينتج عن عدة أسباب :
الأول : عدم إدراك قيمة العمر والوقت ، وإلا فلو أدرك الإنسان
شرف زمانه وأهمية عمره لضنّ به أن يضيع في غير فائدة .
الثاني : عدم الانشغال بشيء جاد ، من علم أو حرفة أو تجارة ، بل
يظن كثير من الطلاب أنه إن ذاكر دروسه ، فقد أدى ما عليه ، وفاته أنه – كغيره من
المكلفين – ينبغي أن يسارع في الخيرات ، وأن يملأ الصحائف بالحسنات ، بل يتأكد هذا
في حقه لأنه في سن الشباب والقوة وفراغ البال .
الثالث : عدم وجود الصحبة الصالحة التي تعين على طاعة الله .
فهذه من أهم أسباب الغفلة ، والموفق من سعى إلى العلاج والتدارك
قبل فوات الأوان .
ثانيا :
ينبغي أن تسأل نفسك عدة أسئلة تعينك على اتخاذ الموقف الصحيح في
هذه القضية ، ومنها :
1- ماذا لو توقفت عن مشاهدة جميع المباريات ؟ ماذا يكون ؟ ملل ،
ضيق ، حسرة ، إلى متى ؟ يوم أو أيام ، ثم تقوى النفس المطمئنة ، وتضعف النفس
الأمارة بالسوء ، فتحلو الأيام ، وتزداد حلاوة كلما استزدت من أغذية الإيمان من
العلم والذكر والطاعة . وإن في النفس وحشة لا يذيبها إلا ذكر الله ، وفي النفس ظمأ
لا يرويه إلا الصلة بالله .
2- ما الفائدة من مشاهدة هذه الألعاب خلال سنة وسنوات ؟ متعة ،
إتقان للعب ، قتل للوقت ، مجاراة للأصحاب ، ثم ماذا ؟ وهل هذه أهداف يسعى لتحقيقها
المسلم العاقل ؟!
أما المتعة فعما قريب تزول ، وتبقى بعدها الحسرة والندم على
إضاعة الوقت .
وأما إتقان اللعب ، فدعوى لا حقيقة لها ، فكم أفادك ما شاهدته من
قبل ؟ وكم أفاد غيرك ، وهل يشرفك أن تكتب عند الله لاعبا ؟!
وأما قتل الوقت ، فمتى أصبح الوقت عدوك حتى تسعى في قتله ؟! إن
الوقت هو أنفاسك ، هو عمرك ، هو لحظات عيشك ، يمكن أن تملأه بآلاف وملايين الحسنات
، وحسبك أن قول : سبحان الله وبحمده مرة ، تغرس لك بها نخلة في الجنة ، فكم من
بساتين أضعتها ، وكم من حسنات أهدرتها ؟! وأما مجاراة الأصحاب ، ففتش في أصحابك
وانظر أيهم سيدخل قبرك معك ؟! وأيهم سيعينك يوم الموقف ؟! والله يقول : (
الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف/67 ، ويقول : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ
شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) عبس/34- 37 ، ويقول سبحانه : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ
عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا يَا
وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ
الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا) الفرقان/27- 29 .
3- هل مشاهدة المباريات ، ومتابعة القنوات الخاصة بها تخلو من
ارتكاب الحرام ؟ كما تدعي النفس الأمارة بالسوء . أم أن الحرام قد يدخل على قلبك من
رؤية المذيعات ، أو رؤية اللاعبات ، أو رؤية بعض المشاهدات ، ممن تسلط عليهن
الكاميرا مرات ومرات ، فلم يخدع الإنسان نفسه ؟ ثم هذه الساعة تلو الساعة ، تضيع
بلا فائدة ، ألا تشعر معها بالحياء من الله ؟ ألا تقوم عنها وقد اشتكى القلب من
ظلمتها وخلوها من ذكر الله ؟ وهؤلاء اللاعبون تحفظ أسماءهم ، وتلهث وراءهم ، وتتعصب
لأنديتهم ، وتتابع أخبارهم ، وربما كان بعضهم ممن لا يؤمن بالله ، ألست تخجل من ذلك
؟ ولو سئلت عن سيرة عشرة من الصحابة ما أجدت ، فما أعظم المصيبة ! وما أشد البلاء !
ثم هل تأمن على نفسك أن تدمن المشاهدة ، وأن يتدرج بك الشيطان
حتى تشاهد قنوات أخرى ؟ وشواهد الأحوال تنبئك عن أناس ضحك عليهم الشيطان ، حين
اتبعوا خطواته ، وزين لهم الاقتصار على مشاهدة الرياضة ، ثم لم يزل يعدهم ويمنّيهم
حتى شاهدوا كل شيء ، فلا تسل عن حيرتهم ، ولا عن ضياعهم ، ولا تسل عن صلاتهم
وقيامهم ، ولا تسل عن وردهم وذكرهم . والمعصوم من عصمه الله .
فالله الله في نفسك ، حاسبها قبل أن تحاسب ، وزن أعمالك قبل أن
توزن عليك ، واحذر خطوات الشيطان ، فإن الأمر يبدأ صغيرا ، فما يلبث أن يصير كالجبل
، ينوء الإنسان بحمله ، وإذا اجتمعت الذنوب على العبد أهلكته .
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) النور/21 . وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ،
فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ ، وَإِنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلا ، كَمَثَلِ
قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاةٍ ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ
يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ ، حَتَّى
جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا ، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا ) رواه أحمد من حديث ابن مسعود ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (2687) .
لهذا أيها الأخ الكريم نوصيك بتقوى الله تعالى والثبات على طاعته
، والحذر من معصيته ، والبعد عن هذه القنوات التي إن سلمت فيها من اقتراف الحرام ،
حرمتك من الأجر العظيم ، والثواب الكبير ، وأنزلت رتبتك من المراتب العالية إلى ما
دونها .
واعتبر بما قاله ابن القيم رحمه الله عن نفسه : " وقال لي يوما
شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في شيء من المباح : هذا ينافي المراتب العالية
وإن لم يكن تركه شرطا في النجاة ، أو نحو هذا من الكلام . فالعارف يترك كثيرا من
المباح إبقاء على صيانته ، ولاسيما إذا كان ذلك المباح برزخا بين الحلال والحرام " انتهى من "مدارج السالكين" (2/26).
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
*****
82720
خيره صاحب العمل بين تخفيف اللحية أو ترك العمل
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6233)
سؤال رقم 82720- خيره صاحب العمل بين تخفيف اللحية أو ترك العمل
أنا أعمل في شركة وصاحب العمل طلب مني تخفيف اللحية ( وليس حلاقتها ) أو ترك العمل مع العلم بأنه يسمح لي بالصلاة في المسجد في أوقاتها دائما فما حكم تخفيف اللحية ؟ .
الحمد لله
أولا :
حلق اللحية محرم ، وكذلك تقصيرها وتخفيفها ؛ لما ورد من الأدلة
على وجوب إعفائها وتركها .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (5/133) : " حلق اللحية حرام لما
ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة والصريحة والأخبار ولعموم النصوص الناهية عن التشبه
بالكفار ، فمن ذلك حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (خالفوا
المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب ) وفي رواية : ( أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى )
وفيه أحاديث أخرى بهذا المعنى ، وإعفاء اللحية تركها على حالها ، وتوفيرها إبقاؤها
وافرة من دون أن تحلق أو تنتف أو يقص منها شيء ، وحكى ابن حزم الإجماع على أن قص
الشارب وإعفاء اللحية فرض ، واستدل بجملة أحاديث منها حديث ابن عمر رضي الله عنه
السابق وبحديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من لم يأخذ من
شاربه فليس منا ) صححه الترمذي قال في الفروع وهذه الصيغة
عند أصحابنا - يعني الحنابلة - تقتضي التحريم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وقد دل الكتاب والسنة
والإجماع على الأمر بمخالفة الكفار والنهي عن مشابهتهم في الجملة ؛ لأن مشابهتهم في
الظاهر سببٌ لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل وفي نفس الاعتقادات ، فهي
تورث محبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ،
وروى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من تشبه بغيرنا ، لا
تشبهوا باليهود ولا بالنصارى ) الحديث ، وفي لفظ : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه الإمام أحمد . ورَدَّ عمرُ بن الخطاب شهادة من ينتف
لحيته .
وقال الإمام ابن عبد البر في التمهيد : " يحرم حلق اللحية ولا
يفعله إلا المخنثون من الرجال " يعني بذلك المتشبهين بالنساء ، ( وكان النبي صلى
الله عليه وسلم كثير شعر اللحية ) رواه مسلم عن جابر ، وفي
رواية : ( كثيف اللحية ) ، وفي أخرى : ( كث اللحية ) والمعنى واحد ، ولا يجوز أخذ
شيء منها لعموم أدلة المنع " انتهى .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ما حكم من يساوي لحيته يجعلها
متساوية مع بعضها البعض ؟
فأجاب : " الواجب : إعفاء اللحية ، وتوفيرها ، وإرخاؤها ، وعدم
التعرض لها بشيء ؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( قصوا الشوارب وأعفوا
اللحى خالفوا المشركين ) متفق على صحته ، عن ابن عمر رضي
الله عنهما ، وروى البخاري في صحيحه رحمة الله عليه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين )
وروى مسلم في صحيحه ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ، عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : ( جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس )
وهذه الأحاديث كلها تدل على وجوب إعفاء اللحى وتوفيرها وإرخائها
، وعلى وجوب قص الشوارب . هذا هو المشروع ، وهذا هو الواجب الذي أرشد إليه النبي
عليه الصلاة والسلام وأمر به ، وفي ذلك تأس به صلى الله عليه وسلم وبأصحابه رضي
الله عنهم ، ومخالفة للمشركين ، وابتعاد عن مشابهتهم وعن مشابهة النساء .
وأما ما رواه الترمذي رحمه الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها فهو خبر باطل عند أهل العلم لا يصح عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، وقد تشبث به بعض الناس ، وهو خبر لا يصح ؛ لأن في إسناده عمر
بن هارون البلخي وهو متهم بالكذب . فلا يجوز للمؤمن أن يتعلق بهذا الحديث الباطل ،
ولا أن يترخص بما يقوله بعض أهل العلم ، فإن السنة حاكمة على الجميع ، والله يقول
جل وعلا : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) ويقول سبحانه : (
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا
عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا
وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ) ويقول سبحانه : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ
مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلا ) والله ولي التوفيق " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز"
(4/443).
ثانيا :
لا يجوز لصاحب العمل أن يأمرك بتخفيف لحيتك ؛ لأنه أمر بالمعصية
كما سبق ، وليس لك أن تطيعه ، بل الواجب عليك أن تصبر وتصابر ، وتبين له الحكم
الشرعي ، فإن أصر على رأيه ، وكان إعفاؤك للحية يعني ترك العمل ، فيُنظر في حالك
وعملك ، فإن كنت تجد عملا غيره ، فاترك العمل ، ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وإن لم
تجد عملا آخر ، فنرجو أن تكون معذورا في التخفيف من لحيتك ؛ لما تقرر عند أهل العلم
من جواز ارتكاب المحرم عند الضرورة والحاجة الشديدة ، على أن تقتصر على أقل ما يمكن
من التخفيف الذي يرضى به صاحب العمل ، قال الله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16
وراجع السؤال رقم ( 70319 )
والله أعلم .
*****
82724
يريد الزواج وأمه تعارض ذلك لصغر سنه
الآداب > بر الوالدين >(1/6234)
سؤال رقم 82724- يريد الزواج وأمه تعارض ذلك لصغر سنه
عمري 19 سنة . أريد أن أتزوج . ولكن أمي لا تريد لأنها تظن بأنه غير وقت الزواج . هل يجوز لرجل في الإسلام أن يتزوج بدون موافقة والديه ؟ وبدون أن يخبرهما حتى تتحسن الأمور إن شاء الله ؟.
الحمد لله
أولا :
يجوز للرجل أن يتزوج بدون موافقة والديه ، بخلاف المرأة فإنه
يشترط لصحة نكاحها موافقة وليها . لكن من البر وحسن المعاملة استئذان الوالدين وأخذ
موافقتهما ، وذلك أدعى لحصول الوئام والاتفاق وجمع الشمل .
ثانيا :
ينبغي أن تبين لأمك مدى حاجتك للزواج ، وأن تسعى لإقناعها ،
والحصول على رضاها ، فإن استجابت فالحمد لله ، وإن أصرت على موقفها ، فلا حرج عليك
في الزواج من الفتاة التي تريد إذا كانت صالحة متدينة .
ومن الأخطاء الشائعة رفض الوالدين تزويج أبنائهم بحجة الدراسة أو
صغر السن ، وعدم إدراكهما لما يعانيه الشاب في زمان انتشرت فيه الفتن ، وكثرت فيه
المغريات ، وربما أدى رفضهما إلى انحراف الأبناء ، وسلوكهم طرق الغواية والشر ،
ولهذا ننصح الآباء والأمهات بإعانة أبنائهم وبناتهم على الزواج ، وتيسير ذلك
والتشجيع عليه ؛ امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ
الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري
(5065) ومسلم (1400).
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عمن يريد الزواج مع رفض
والده ، فأجاب :
" هذا السؤال يقتضي أن نوجه نصيحتين ؛ النصيحة الأولى لوالدك حيث
أصرَّ على منعك من الزواج بهذه المرأة التي وصفتَها بأنها ذات خلق ودين ، فإن
الواجب عليه أن يأذن لك في تزوجها إلا أن يكون لديه سبب شرعي يعلمه ويبينه حتى
تقتنع أنت وتطمئن نفسك ، وعليه أن يقدِّر هذا الأمر في نفسه لو كان أبوه منعه من أن
يتزوج امرأة أعجبته في دينها وأخلاقها ، أفلا يرى أن ذلك فيه شيء من الغضاضة وكبت
حريته ؟ فإذا كان هو لا يرضى أن يقع من والده عليه مثل هذا فكيف يرضى أن يقع منه
على ولده مثل هذا ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه ) .
فلا يحل لأبيك أن يمنعك من التزوج بهذه المرأة بدون سبب شرعي ،
وإذا كان هناك سبب شرعي فليبينه لك حتى تكون على بصيرة .
أما النصيحة التي أوجهها إليك أيها السائل : فأنا أقول : إذا كان
يمكنك أن تعدل عن هذه المرأة إلى امرأة أخرى : فإرضاءً لأبيك وحثّاً على لمِّ الشمل
وعدم الفرقة فافعل .
وإذا كان لا يمكنك بحيث يكون قلبك متعلقا بها وتخشى أيضا أنك لو
خطبت امرأة أخرى أن يمنعك أبوك من زواجك بها – لأن بعض الناس قد يكون في قلبه غيرة
أو حسد ولو لأبنائه فيمنعهم مما يريدون – أقول : إذا كنتَ تخشى هذا ولا تتمكن من
الصبر عن هذه المرأة التي تعلَّق بها قلبك : فلا حرج عليك أن تتزوجها ولو كره والدك
، ولعله بعد الزواج يقتنع بما حصل ويزول ما في قلبه ، ونسأل الله أن يقدر لك ما فيه
خير الأمرين " انتهى من " فتاوى إسلامية " ( 4/193) .
والله أعلم .
*****
82740
كانت تمارس العادة السرية أثناء الصوم جهلا
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >(1/6235)
سؤال رقم 82740- كانت تمارس العادة السرية أثناء الصوم جهلا
أرسل إليكم برسالة خاصة بصديقتي فهي في حاجة لمن يدلها . وهى طفلة صغيرة تعرضت لاعتداء من أحد أصدقاء أبيها كان يأتي لينتظره وكان يجبرها على معاشرته وهي طفلة عمرها 5 سنوات كان تظن ذلك شيئاً جديداً . ولكن لا بد أنه شخص شاذ ، أدى ذلك أنها كانت تفعل ذلك أثناء عمرها كله وهى لا تعرف شيئاً . فهل ذلك ما يسمى العادة السرية ، وكان يأتيها هذه الحاجة أثناء الصيام وكانت تفعله فهي وقتها تكون مقيدة تريد أن تفعل ما تعودت علية طول العمر فهل صيام تلك الأيام لا يصح ؟ وهل الكفارة أن تصوم فقط ؟ حيث إنها لم تكن تعرف شيئاً اسمه العادة السرية . ادعوا لها بالشفاء
السؤال :
1-كيف تكفر عن هذا الذنب في الصيام
2- كيف تشفى من هذا الشيء
3- إنها تقرا القرآن قبل النوم وترى نفسها بحاجة لفعل ذلك مع العلم أن سنها 34 ولم تتزوج .
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى أن يغفر لصديقتك وأن يتجاوز عنها ، وأن يعافيها
من هذا الداء ، وأن يرزقها الزوج الصالح والذرية الصالحة ، إنه ولي ذلك والقادر
عليه سبحانه .
ثانيا :
ما فعله صديق والدها ، جرم عظيم وجناية كبيرة في حق هذه الطفلة ،
وهو شذوذ قبيح ، وظلم بيّن للأب وابنته ، نسأل الله العافية ، ولا إثم عليها فيما
جرى لها ؛ لعدم تكليفها آنذاك .
ومثل هذه المآسي يأخذ العاقل منها عبرة ، فيجب على الرجل أن ينظر
في أصدقائه الذين يأتمنهم على أسراره وأهل بيته ، فقد يبدو بعضهم في صورة الصديق
الناصح الأمين ، وهو في حقيقة الأمر شيطان من شياطين الإنس ، وقد نصحنا بذلك النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : ( لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا وَلا
يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ ) رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني في
صحيح الترمذي .
ثالثا :
المقصود بالعادة السرية أو الاستمناء : العبث بالأعضاء وإثارة
الشهوة حتى يتم إنزال المنيّ ، سواء كان ذلك باليد أو بغيرها ، وهي عادة قبيحة وفعل
محرَّم ، وسبق بيان أدلة تحريمها في السؤال رقم ( 329 )
، وفيه أيضاً إرشاد للعلاج من هذا الداء .
رابعا :
إذا مارس الصائم العادة السرية أثناء صومه ، وخرج منه المني ،
فسد صومه في قول جمهور العلماء ، لكن إن كان يجهل أن ذلك مفسد للصيام ، فهل يفسد
صومه ويجب عليه القضاء ؟
فيه خلاف بين الفقهاء ، ورجح جماعة من أهل العلم منهم شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، أنه لا يفسد صومه ، واختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله ، وتجدين ذلك مفصلا في الجواب رقم ( 50017 )
وينبغي لهذه الأخت أن تكثر من الاستغفار وفعل الطاعات ، وتجنب
المحرمات ، ولزوم الاستقامة ، لعل الله أن يتجاوز عنها ، كما وعد سبحانه بقوله : (
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 .
خامسا :
الزواج – كغيره من أمور العبد – يجري بقدر الله تعالى ، ولا
يُدرى أين الخير ، في تأخره أم في تعجله ؟ وعلى الإنسان أن يرضى ويسّلم ويتخذ
الأسباب الجالبة للرزق والفرج ، ومنها الدعاء والإنابة والطاعة ، وراجعي السؤال رقم
( 21234 )
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
82761
إذا احتاج الأب للمال فهل يأخذ من مال ابنه المكتسب من مقهى ؟
الفقه > معاملات > الأموال المحرمة >
الفقه > معاملات > الهدية والهبة والعطية >(1/6236)
سؤال رقم 82761- إذا احتاج الأب للمال فهل يأخذ من مال ابنه المكتسب من مقهى ؟
هل يمكن لأمي وأبي اللذين في أمس الحاجة إلى المال أن يأخذاه من عند أخي الذي يمتلك مقهى يتم فيها لعب الورق وتناول الشيشة ؟.
الحمد لله
أولا :
للأب أن يأخذ من مال ولده ، ما احتاج إليه ، إذا كان لا يضر
بالابن .
وذلك لما روى ابن ماجه (2291) وابن حبان في صحيحه (2/142) من
حديث جابر ، وأحمد (6902) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا
قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي مَالا وَوَلَدًا وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ
أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي ، فَقَالَ : ( أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ ) . والحديث
صححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
وهذا الأخذ مشروط بشروط بينها الفقهاء ، قال ابن قدامة رحمه الله
: " ولأبٍ أن يأخذ من مال ولده ما شاء , ويتملكه , مع حاجة الأب إلى ما يأخذه , ومع
عدمها , صغيرا كان الولد أو كبيرا , بشرطين :
أحدهما : أن لا يجحف بالابن , ولا يضر به , ولا يأخذ شيئا تعلقت
به حاجته .
الثاني : أن لا يأخذ من مال ولده فيعطيه الآخر . نص عليه أحمد ،
وذلك لأنه ممنوع من تخصيص بعض ولده بالعطية من مال نفسه ، فلأن يمنع من تخصيصه بما
أخذ من مال ولده الآخر أولى . وقد روي أن مسروقا زوج ابنته بصداق عشرة آلاف ,
فأخذها , وأنفقها في سبيل الله , وقال للزوج : جهز امرأتك .
وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي : ليس له أن يأخذ من مال ولده إلا
بقدر حاجته ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام
, كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا ) متفق عليه " انتهى من "المغني" (5/395)
.
وقد ورد ما يؤيد ما ذهب إليه الجمهور من اشتراط حاجة الأب ، وهو
ما رواه الحاكم ( 2 / 284 ) والبيهقي ( 7 / 480 ) عن عائشة رضي الله عنها قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أولادكم هبة الله لكم { يهب لمن يشاء
إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور } فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليها ) . والحديث صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2564 ).
فإذا احتاج الأب للمال فله أن يأخذ من مال ولده ، فينفق على نفسه
وعلى من يعول ، بشرط ألا يضر بالابن وألا يأخذ شيئا تعلقت به حاجته ، كسيارته التي
يركبها ونحو ذلك . وانظر السؤال رقم ( 9594 )
ثانيا :
شرب الشيشة محرم ، والمال المكتسب منه محرم كذلك ، لكن إذا كان
في المقهى ما يباح أكله أو شربه ، كالشاي والقهوة وما شابه ذلك ، فالمال الذي يجنيه
أخوك من المقهى يُعدّ مالا مختلطا ، اجتمع فيه الحلال والحرام ، وما كان كذلك فإنه
يجوز للغير أن يأكل منه ، وأن يتعامل مع صاحبه بالبيع والشراء وقبول الهبة ونحو ذلك
، وإن كان الورع ترك معاملته والأخذ من ماله ، لكن حيث كان الأب محتاجا لهذا المال
فلا حرج عليه في الأخذ منه ، مع نصح الابن بتقوى الله تعالى ، وترك التعامل بالحرام
.
قال الدسوقي رحمه الله : " اعلم أن من أكثر ماله حلال وأقله حرام
، المعتمد جواز معاملته ومداينته والأكل من ماله ، وأما من أكثر ماله حرام والقليل
منه حلال فمذهب ابن القاسم كراهة معاملته ومداينته والأكل من ماله وهو المعتمد ،
وأما من كان كل ماله حرام وهو المراد بمستغرق الذمة فهذا تمنع معاملته ومداينته
ويمنع من التصرف المالي وغيره " انتهى من "حاشية الدسوقي" (3/277) باختصار . وانظر السؤال رقم ( 45018 )
.
وانظر في حكم لعب الورق السؤال رقم ( 12567 )
ورقم ( 321 ) .
والله أعلم .
*****
82763
مصابة بالوسواس وتشك في عبادتها
الفقه > عبادات > الطهارة >
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6237)
سؤال رقم 82763- مصابة بالوسواس وتشك في عبادتها
أنا إنسانة شديدة الوساوس بشكل لا يتصوره عقل بشر في الصيام ، وعندما أكون صائمة في رمضان تأتيني الوساوس في كل وقت أن صيامي خاطئ . فمثلا تأتيني الوساوس قبل الفجر وبعده ، وأحيانا قبل المغرب على أتفه سبب ، ومن ثم أصوم ذلك اليوم ولكن أنوي أن أعيده ، وعندما انتهى رمضان قلت في نفسي سأقضي القضاء فقط ، لأن تلك الأيام صمتها . ولكن جاءت الوساوس مرة أخرى بأن ما قلت سأعيده يجب إعادته لأنني نويت إعادته والآن لا أدري أأعيدها أم أسال الله عز وجل قبولها ؟ بالإضافة أنني جاءتني بعد القصة البيضاء صفرة في رجب وشعبان ورمضان ثم بعد ذلك لم تعد تأتيني بعد القصة البيضاء أي صفرة أو كدرة وهذا كان له كبير الأثر في المعاونة على الوساوس ، هذا وتضيع علي الأيام بعد رمضان بسبب الوساوس فهذا لم أنوي وهذا أدخلت نيتين وهذا دخل شيء في حلقي وهذا وذاك حتى يقرب رمضان الآخر وأنا لم أقض وأنا في حالة لا يعلم بها إلا الله عز وجل أرجو الإفادة .
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك من هذه الوساوس ؛ لأن الوسوسة
نوع من المرض يتوصل الشيطان من خلاله إلى إدخال الهم والحزن على المؤمن، ونوصيك
بالصبر ، والفزع واللجوء إلى الله تعالى وسؤاله العفو والعافية فإنه سميع قريب مجيب
، جل وعلا .
واعلمي أن خير علاج للوسوسة هو الإعراض عنها ، وعدم الالتفات
إليها .
وانظري جواب السؤال رقم ( 62839 )
و ( 25778 ) .
ثانياً:
صيامك صحيح ، ولا يلزمك إعادة شئ منه ، ولو كنت نويت الإعادة ،
لأنها ـ كما تعلمين وساوس ـ لا حقيقة لها . وانظري السؤال رقم ( 39684 )
ثالثاً:
نزول الصفرة أو الكدرة بعد القصة البيضاء لا يكون حيضاً ؛ لقول
أم عطية رضي الله عنها : ( كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً ) رواه البخاري ( 326 ) وأبو داود ( 307 ) واللفظ له .
والله أعلم .
*****
82780
زوجها كثير الحلف بالطلاق فهل لا زالت في ذمته ؟
الفقه > معاملات > الطلاق >(1/6238)
سؤال رقم 82780- زوجها كثير الحلف بالطلاق فهل لا زالت في ذمته ؟
زوجي يحلف دوما بالطلاق علي , أي يقول : ( علي الطلاق أن أفعل كذا وكذا ) ولا ينفذ فعل اليمين . قال لي زوجي في عدة مرات إنه يمين غضب , ثم بعد ذلك في أيام قليلة يعيد ويكرر الحلف بالطلاق علي . أولا : هل أنا على ذمته ؟
ثانيا : هل يوجد كفارة على زوجي ؟
ثالثا : ما هي الطريقة الشرعية لمعالجة هذا الوضع ؟.
الحمد لله
أولا :
الحكم بأنك على ذمته أو لست على ذمته ينبني على وقوع الطلاق أو
عدمه ، ومعلوم أن المرأة إذا طلقت ثلاث طلقات فإنها تبين من زوجها ولا تحل له حتى
تنكح زوجا غيره .
وما ذكرت من أن زوجك كثيرا ما يقول : علي الطلاق أن أفعل كذا
وكذا ، ثم لا يفعل ، فهذا مما اختلف فيه أهل العلم ، فجمهورهم على أن الطلاق يقع
عند الحنث ، أي إذا لم يفعل .
انظر "المغني" (7/372).
وذهب بعض أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن
الطلاق إن خرج مخرج اليمين ، فأراد صاحبه الحث على شيء أو المنع منه ، فإنه عند
الحنث تلزمه كفارة يمين فقط ، ولا يقع طلاقه . وهذا ما أفتى به الشيخ ابن باز
والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله ، وعلى هذا القول ينظر في نية زوجك ، فإن نوى وقوع
الطلاق عند حصول الشرط ، وقع الطلاق ، وإن أراد منع نفسه أو غيره من شيء ، أو حث
نفسه أو غيره على فعل شيء ، ثم حنث ؛ فإن هذا يمين يكفر بكفارة اليمين ، وانظري
جواب السؤال رقم ( 39941 ) .
وكفارة اليمين هي عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين ، أو كسوتهم ،
فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام .
ثانيا :
الطلاق في الغضب ، منه ما يقع ، ومنه ما لا يقع ، حسب نوع الغضب
وشدته ، وانظري تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم ( 22034 )
ثالثا :
الطريقة الشرعية لمعالجة هذا الوضع أن يدرك الزوج خطورة التلفظ
بالطلاق وما يترتب على ذلك من تعريض حياته الزوجية للذهاب والتلاشي ، وحسبه أن يعلم
أن بقاءه مع زوجته الآن محل خلاف بين العلماء وأن جمهورهم على أنه قد طلقها ثلاثاً
، لاسيما إذا كان يكثر من هذا التلفظ ، فلعله طلق عشرات الطلقات ، فهل يرضى مسلم أن
يكون بقاؤه مع زوجته محل خلاف ونظر عند أهل العلم ، وأكثرهم يقول له : لا يحل لك
البقاء !! فإنا لله وإنا إليه راجعون .
فالواجب عليه أن يتقي الله تعالى ، وأن يدرك خطورة الكلمة التي
تخرج من فمه ، وألا يحلف إلا بالله ، وأن يدع الحلف بغيره ، نسأل الله تعالى
السلامة والعافية لنا ولكم .
والله أعلم .
*****
82786
كراهية التسمي بـ ملَك
الآداب > الأسماء والكنى والألقاب >(1/6239)
سؤال رقم 82786- كراهية التسمي بـ ملَك
رزقنا الله ببنت وسميناها "ملك" فهل هناك كراهية في التسمي بهذا الاسم فما حكم الشرع في هذا ؟.
الحمد لله
تكره التسمية بملك أو ملاكٍ ، فالذي ينبغي هو العدول عن هذا
الاسم وتغييره إلى اسم حسن لا كراهة فيه شرعاً .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن التسمي بهذه الأسماء :
أبرار – ملاك – إيمان – جبريل ؟
فأجاب : " لا يتسمى بأسماء أبرار وملاك وإيمان وجبريل " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (3/67) .
وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك - حفظه الله عن تسمية البنت بـ
ملاك فقال : " الأولى تركه ، وذلك لأمرين :
1 - أن المراد بملاك الملَك ، وفي هذا مبالغة في تسمية المسمى
بهذا الاسم .
2 - أنه اسم معروف عند النصارى ، وهم الذين يعبرون عن الملَك بـ
( ملاك ) ، والأسماء الحسنة التي لا شبهة فيها كثيرة ، فيستغنى بها عما فيه إشكال ،
وشبهة " انتهى .
وانظر جواب السؤال رقم ( 11228 )
وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله : " أما تسمية
النساء بأسماء الملائكة ؛ فظاهر الحرمة ؛ لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم
الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم . وقريب من هذا تسمية البنت : ملاك ،
مَلَكة ، ومَلَك ". انتهى من "معجم المناهي اللفظية" ص 565
وبناء على ذلك فإنه ينبغي أن تسعى في تغيير هذا الاسم إن أمكن
ذلك .
والله أعلم .
*****
82799
هل يعمل طباعا في مكتب محاماة يدافع عن المجرمين ؟
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6240)
سؤال رقم 82799- هل يعمل طباعا في مكتب محاماة يدافع عن المجرمين ؟
هل العمل كطباع في مكتب محاماة وعلمي بأن المستشارين يدافعون عن مجرمين وأنا أطبع هذه المذكرات على الكمبيوتر فهل علي إثم في ذلك ؟.
الحمد لله
العمل في المحاماة يكون جائزا ويكون حراما ، بحسب القضية والحال
، فإن كانت المحاماة لنصرة مظلوم ، واسترداد حق ، فهي جائزة ، بل مستحبة ، وإن كانت
لنصرة باطل أو إعانة على ظلم ، أو اعتمدت على كذب وزور فهي حرام . وراجع السؤال رقم
( 9496 ) .
وينبني على ذلك حكم العمل في مكاتب المحاماة ، في الطباعة وغيرها
، لأنها من جملة ما يستعان به في المحاماة ، فحيث كانت المحاماة جائزة ، كانت
الوسائل المعينة عليها جائزة أيضا ، والعكس بالعكس ؛ قال الله تعالى : (
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2 .
فإذا علمتَ أن المستشارين يدافعون عن مجرمين ، وطُلب منك طباعة
مذكراتهم ، لم يجز لك ذلك ؛ لأنه إعانة على الإثم ، وإقرار للمنكر ، ومشاركة فيه ،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم (49).
والدفاع عن المجرم والتستر عليه ونصرته جريمة عامةٌ وخاصة ، عامة
في حق الأمة ؛ لما لانتشار المجرمين وبعدهم عن العقاب من آثار سيئة لا تخفى ،
وخاصةٌ في حق المجني عليه إن تعلقت القضية بشخص معين .
وكل إعانة على الظلم والجريمة محرمة ، سواء كان بإعداد المادة أو
طباعتها أو الدفاع عنهم أو غير ذلك .
والواجب عليك هو نصح هؤلاء ، والامتناع عن المشاركة في طباعة ما
تعلم أنه دفاع عن باطل ، فإن استجيب لك فالحمد لله ، وإلا فابحث عن عمل آخر ، تسلم
فيه من الإثم ، وتنال منه رزقا حلالا .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
8285
هل سلس البول من تأثير الجن وماذا يفعل في الصلاة
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالجن والسحر والعين >
الفقه > عبادات > الطهارة > الوضوء >(1/6241)
سؤال رقم 8285- هل سلس البول من تأثير الجن وماذا يفعل في الصلاة
قرأت سؤالاً عن شخص ما يعاني من مشكلة في الوضوء وعندي مشكلة مشابهه أو حتى أسوء حينما أريد أن أصلي أشعر بأن هناك ريحاً تخرج مني. لو ذهبت إلى الحمام أقضي 30 دقيقة ولكن البول وسائل آخر يستمر في الخروج مني أثناء الصلاة ويكون عندي رغبة شديدة في الذهاب إلى الحمام ولذلك علي أن أكرر وضوئي مرة بعد مرة وهذا الموقف يحيرني جداً ويخجلني حيث يجعل الصلاة صعبة جداً وهذا يؤثر على إيماني أنا متأكد أن هذا ليس مرضاً لأني ذهبت إلى كثير من الأطباء ولكن بدون تحسن وهذه المشكلة تأتي لي فقط عندما أريد أن أصلي بعض الناس يقولون لي أن هذا بسبب جن دخل جسمي من فضلك أرشدني كيف يمكن أن أصلي بسهولة هل أستطيع أن أؤدي أكثر من صلاة واحدة بنفس الوضوء حتى لو هذه الأشياء تخرج مني. لو هذا بسبب الجن كيف يمكن الخلاص منه؟.
الحمد لله
سلس البول وما في حكمه مما يخرج من السبيل بدون إرادة ، ولا يمكن
التحكم فيه لا يلتفت إليه ، بل يصلي الإنسان على حسب حاله ولو خرج هذا السائل
أثناء الصلاة للمشقة والحرج في الإستنزاه منه ، قال تعالى : ( وما جعل عليكم في
الدين من حرج ) ، لكن إن خشي تلويث بدنه وثيابه ، لفَّه ( أعني فرجه ) بمناديل
وشبهها ، ويصلي بعد وضوئه ، ولا يلتفت إلى أي خارج لا يمكن أن يتحكم به ، وهذا مرض عادي ،
ومنتشر كثيرا ً ، وليس من صنع الجن ، ولا بسببهم والطهارة ضرورة عليك تجديدها لكل
صلاة ( فريضة ) .
الشيخ : عبد الكريم الخضير
*****
82859
هل ورد حديث صحيح في ختان الإناث
الفقه > عبادات > الطهارة > سنن الفطرة >(1/6242)
سؤال رقم 82859- هل ورد حديث صحيح في ختان الإناث
هل يوجد دليل كحديث صحيح ينص أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر أو سمح لزوجاته أو بناته بالختان بأي شكل أو صفة ؟.
الحمد لله
لا نعلم حديثا فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته أو
بناته بالختان ، لكن ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أرشد امرأة كانت تختن بالمدينة
، إلى صفة الختان المحمود ، وذلك فيما روى أبو داود (5271) والطبراني في الأوسط ،
والبيهقي في الشعب عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ
تَخْتِنُ بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لا تُنْهِكِي فَإِنَّ ذَلِكَ أَحْظَى لِلْمَرْأَةِ وَأَحَبُّ إِلَى
الْبَعْلِ ) . والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .
وفي رواية : ( أشِِمِّي ولا تنهكي ) . والإشمام : أخذ اليسير في
الختان ، والنهك : المبالغة في القطع .
ويدل عليه أيضا : عموم الأدلة الواردة في الختان ، كما في
البخاري (5891) ومسلم (257)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الْفِطْرَةُ خَمْسٌ
الْخِتَانُ وَالاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ وَنَتْفُ
الآبَاطِ ) ، وهذا عام في حق الرجال والنساء ، إلا ما كان من خصائص الرجال ،
كالشارب .
وفي صحيح مسلم (349) من حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : ( إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَمَسَّ
الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ ) .
وفي رواية الترمذي (109) وغيره : ( إذا التقى الختانان .. )
وترجم عليه البخاري في صحيحه .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : الْمُرَاد بِهَذِهِ
التَّثْنِيَةِ خِتَان الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ .
وختان الأنثى يكون بقطع شيء من الجلدة التي كعرف الديك فوق مخرج
البول ، والسنّة أن لا تُقطع كلّها بل جزء منها . "الموسوعة الفقهية"
(19/28).
وقد ذهب إلى وجوب ختان النساء الشافعية ، والحنابلة في المشهور
من المذهب ، وغيرهم .
وذهب كثير من أهل العلم إلى أنه ليس واجبا في حق النساء ، وإنما
هو سنة ومكرمة في حقهن .
غير أننا ننبه هنا إلى أن له فوائد طبية ، ينبغي الانتباه إليها
، بغض النظر عن اختلاف العلماء في وجوبه أو استحبابه . وقد سبق الإشارة إليها في
الجواب رقم ( 45528 )
والله أعلم .
*****
82873
لديه مقهى إنترنت ويسأل عن كسبه
الفقه > معاملات > البيوع > الاستثمار >
الفقه > معاملات > الإجارة > أعمال محرمة >(1/6243)
سؤال رقم 82873- لديه مقهى إنترنت ويسأل عن كسبه
أنا شاب مسلم والحمد لله ، لدي محل تجاري للإنترنت ، ولا أدري هل كل ما أكسب منه فيه شبهة أم ما ذا ؟ مع العلم بأني أريد أن أتزوج منه وأحج ، إن شاء الله .
الحمد لله
محل الإنترنت إذا أمكن ضبطه ومنع المنكر منه ، فلا حرج في فتحه ،
والمكسب الناتج منه حلال . وأما إذا لم يمكن ضبطه ، ولا التحكم فيه ، بل صار رواده
يستعملونه فيما حرم الله ، من مطالعة الفساد ، واقتراف الرذائل ، كما هو الغالب على
حال هذه المحلات وروادها ، فلا يجوز فتحه ، والكسب الناتج عنه محرم ، وحينئذ يتعين
عليك تحويل المحل إلى مشروع آخر ، تسلم فيه من الإثم ، وتجني منه الربح الحلال ،
الذي يكون عونا لك على الطاعة ، من الحج والزواج وغيره .
وانظر جواب السؤال رقم ( 34672 )
.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء سؤالا مفصلا عن مقاهي الإنترنت
، يحسن إيراده هنا بنصه :
" س : مما يدور عنه الحديث الآن عن مقاهي الإنترنت التي انتشرت
في الآونة الأخيرة ، وبأعداد كبيرة ، ما حكم الاستثمار والتجارة في هذه المقاهي ؟
مع وجود بعض المضار والمحرمات الموضحة بالصور التالية :
الصورة الأولى : الانترنت يؤجر المستخدم جهاز الكمبيوتر بالساعة
، مع أننا لا نعلم عن ما سوف يستعمل المستخدم الإنترنت ، هناك عدة برامج ومواقع
كثيرة يستطيع أن يتصفحها المستخدم ، منها ما هو النافع والضار ، ومن المواقع ما
تستطيع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية التحكم فيه وإلغاء الموقع ، ولكن
يوجد بعض المستخدمين من يستطيع الدخول للمواقع الممنوعة والمغلقة .
ملاحظة : لا نستطيع التحكم على البرنامج إلا بإلغاء الخدمة .
الصورة الثانية : هناك ما يسمى ببرنامج الميكروسوف شات ، وهو
للمحادثة والمراسلة ، يتم من خلاله تحدث المستخدمين مع العبارات والألفاظ البذيئة
والفاحشة ، ويمكن من خلاله إرسال واستقبال بعض الصور والأفلام الخليعة ، ومن الممكن
أن يتحكم في إرسال الصور والأفلام واستقبالها فقط ، ولكن يوجد من يستطيع أن يكسر
التحكم بطرق ملتوية .
الجواب :
إذا كان هذه الأجهزة يتم لمستخدمها التوصل إلى أمور منكرة باطلة
، تضر بالعقيدة الإسلامية أو يتم من خلالها الاطلاع على الصور الفاتنة والأفلام
الماجنة ، والأخبار الساقطة ، أو حصول المحادثات المريبة ، أو الألعاب المحرمة ،
ولا يمكن لصاحب المحل أن يمنع هذه المنكرات ، ولا أن يضبط تلك الأجهزة ، فإنه ـ
والحال ما ذكر ـ يحرم الاتجار بها ، لأن ذلك من الإعانة على الإثم والمحرمات ،
والله جل وعلا قال في كتابه العزيز : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2
وبالله التوفيق " انتهى من " انتهى من "فتاوى اللجنة
الدائمة" (26/284).
والله أعلم .
*****
82876
هل يجوز تأخير العقد عن الخطبة مدة طويلة
الفقه > معاملات > النكاح > عقد النكاح >(1/6244)
سؤال رقم 82876- هل يجوز تأخير العقد عن الخطبة مدة طويلة
منذ سنة تقدمت لخطبة فتاة ولقد تم الاتفاق على كل شي ، ولقد طالت الخبطة الآن ، وأنا أريد أن أعقد عليها الآن ، ولكن أهلها يرفضون ويقولون إنها تدرس ، ويجب علي أنا أنتظر ثلاث سنوات حتى تنتهي من دراستها في الجامعة ، ثم يتم الزواج والعقد !!!
ولا أدري هل هو حرام إذا طالت الخطبة أو لا ؟.
الحمد لله
لا حرج في تأجيل العقد وإن طالت مدة الخطبة ؛ إذ لم يرد في الشرع
تقدير المدة التي تكون بين الخطبة والعقد ، بل ذلك يرجع إلى العرف والعادة ومدى
استعداد كل من الخاطب والمخطوبة لإتمام النكاح ، فقد يخطب الرجل ويعقد ويبني بأهله
في ساعة ، وقد يتم ذلك في شهر أو سنة أو أكثر .
غير أن الأولى ، والذي ننصح به ، أن لا تطول مدة الخطبة ، ما دام
الخاطب قادرا على إتمام النكاح ؛ لما ورد من الترغيب في الزواج لمن استطاع الباءة ،
قال صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ
الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ
فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5065) ومسلم (1400).
ثم إن التجارب الكثيرة تبرهن على أن طول مدة الخطبة مدعاة لفتح
باب المشكلات من الطرفين ، قبل أن تبدأ الحياة الحقيقية بينهما ، وكثيرا ما تؤدي
هذه المشكلات إلى فسخ تلك الرابطة ، أو تترك آثارا بعيدة المدى في نفوس الطرفين .
والذي نشير عليكما به في هذا المقام ، أنت أيها السائل الكريم ،
وأولياء الفتاة المخطوبة ، أنه أذا كان المتوقع ألا يتم الزواج إلا بعد مدةٍ ، ثلاث
سنوات أو نحوها ، على ما في سؤالك ، فالذي نشير به على الطرفين ألا يتعجلوا في
العقد من الآن ، لأنه لا فائدة في الواقع من هذا العقد مدة طويلة ، إذا كان الطرفان
على علم بأن أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته ، كسائر الأجانب ، حتى يعقد عقدة النكاح ،
وكانا جادين في الالتزام بأحكام ذلك وآدابه . والذي يدفعنا إلى تلك المشورة عليكما
كثرة التجارب التي نتج عن طول فترة العقد فيها من المشاكل الشرعية الشيء الكثير ،
وبعضها انتهت بفسخ ذلك العقد ، وليس من شك أن فسخ الخطبة وانتهاءها ، أخف وأهون على
الطرفين من فسخ عقد نكاح شرعي .
ثم إن من الآثار السلبية المقررة لطول فترة العقد ، ازدياد تعلق
الطرفين ببعضهما ، وانشغال القلوب والخواطر ، بلا مبرر ، مما قد يؤثر على النفوس ،
ويشغلها عن المهمات التي خلقت لها ، من تحصيل العلم النافع ، أو العمل الصالح .
وتأمل أخي الكريم مصداق ذلك في القصة العجيبة التي قصها علينا
النبي صلى الله عليه وسلم للعبرة والعظة ؛ كما في صحيح البخاري (3214) ومسلم (1747)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الأَنْبِيَاءِ ، فَقَالَ
لِقَوْمِهِ : لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ
يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا ، وَلا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ
يَرْفَعْ سُقُوفَهَا ، وَلا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ
يَنْتَظِرُ وِلادَهَا .. ) إلى آخر القصة ، وهي معروفة مشهورة .
والشاهد منها هنا أن هذا النبي الكريم استبعد من هذه المهمة
الجهادية الجليلة أصنافا من الناس لا يصلحون لها ، فكان منهم : رجل عقد على امرأة ،
وهو يريد أن يبني بها ، لكن لم يتحقق له مراده ذلك بعد .
نقل ابن بطال عن المهلب ، أحد شراح البخاري ، قوله : فيه دليل أن
فتن الدنيا تدعو النفس إلى الهلع وتخيبها ؛ لأن من ملك بضع امرأة ، ولم يبن بها ،
أو بنى بها ، وكان على طراوة منها ، فإن قلبه متعلق بالرجوع إليها ، وشغله الشيطان
عما هو فيه من الطاعة ، فرمى في قلبه الجزع، وكذلك ما فى الدنيا من متاعها وقنيتها.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وَالْغَرَض هُنَا مِنْ ذَلِكَ أَنَّ يَتَفَرَّغ
قَلْبه لِلْجِهَادِ وَيُقْبِل عَلَيْهِ بِنَشَاط ، لأَنَّ الَّذِي يَعْقِد عَقْده
عَلَى اِمْرَأَة يَبْقَى مُتَعَلِّق الْخَاطِر بِهَا ، بِخِلافِ مَا إِذَا دَخَلَ
بِهَا فَإِنَّهُ يَصِير الأَمْر فِي حَقّه أَخَفّ غَالِبًا ، وَنَظِيره الاشْتِغَال
بِالأَكْلِ قَبْل الصَّلاة .
غير أن هذا الرأي السابق إنما نشير به عليكما في حال العجز عن
المبادرة بالنكاح ، لسبب معتبر ، أو عذر قاهر ، وأما التأخير بحجة الفراغ من
الدراسة فهو ما لا نراه رأيا سديدا ، ولا نشير به عليكما .
وقد قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" الواجب البدار بالزواج ، ولا ينبغي أن يتأخر الشاب عن الزواج
من أجل الدراسة ، ولا ينبغي أن تتأخر الفتاة عن الزواج للدراسة ؛ فالزواج لا يمنع
شيئاً من ذلك ، ففي الإمكان أن يتزوج الشاب ، ويحفظ دينه وخلقه ويغض بصره ، ومع هذا
يستمر في الدراسة . وهكذا الفتاة إذا يسر الله لها الكفء ، فينبغي البدار بالزواج
وإن كانت في الدراسة - سواء كانت في الثانوية أو في الدراسات العليا - كل ذلك لا
يمنع .
فالواجب البدار والموافقة على الزواج إذا خطب الكفء ، والدراسة
لا تمنع من ذلك .
ولو قطعت من الدراسة شيئا فلا بأس . المهم أن تتعلم ما تعرف به
دينها ، والباقي فائدة .
والزواج فيه مصالح كثيرة ، ولا سيما في هذا العصر ؛ ولما في
تأخيره من الضرر على الفتاة وعلى الشاب .
فالواجب على كل شاب وعلى كل فتاة البدار بالزواج إذا تيسر الخاطب
الكفء للمرأة . وإذا تيسرت المخطوبة الطيبة للشاب ، فليبادر ؛ عملا بقول الرسول
الكريم - عليه الصلاة والسلام – فى الحديث الصحيح : ( يا معشر الشباب من استطاع
منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ؛
فإن له وجاء) متفق على صحته .
وهذا يعم الشباب من الرجال والفتيات من النساء ، وليس خاصا
بالرجال ، بل يعم الجميع ، وكلهم بحاجة إلى الزواج . نسأل الله للجميع الهداية "
[ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 20/421-422 ]
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هناك عادة منتشرة ، وهي رفض الفتاة أو والدها الزواج ممن يخطبها
، لأجل أن تكمل تعليمها الثانوي أو الجامعي ، أو حتى لأجل أن تُدَرِّس لعدة سنوات ،
فما حكم ذلك ، وما نصيحتك لمن يفعله ؛ فربما بلغ بعض الفتيات سن الثلاثين أو أكثر ،
بدون زواج ؟
فأجاب :
حكم ذلك أنه خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : ( إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ) [ الترمذي
(1084) ] وقال : ( يا معشر الشباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوج
؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) .
وفي الامتناع عن الزواج تفويت لمصالح الزواج ؛ فالذي أنصح به
إخواني المسلمين ، من أولياء النساء ، وأخواتي النساء من النساء ، ألا يمتنعن من
الزواج من أجل تكميل الدراسة أو التدريس ، وبإمكان المرأة أن تشترط على الزوج أن
تبقى في الدراسة حتى تنتهي دراستها ، وكذلك تبقى مدرسة ، لمدة سنة أو سنتين ، ما
دامت غير مشغولة بأولادها ، وهذا لا بأس به.
على أن كون المرأة تترقى في العلوم الجامعية ـ مما ليس لنا به
حاجة ـ أمر يحتاج إلى نظر .
فالذي أره أن المرأة إذا أنهت المرحلة الابتدائية ، وصارت تعرف
القراءة والكتابة ، بحيث تنتفع بهذا العلم في قراءة كتاب الله وتفسيره ، وقراءة
أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشرحها ، فإن ذلك كاف ؛ اللهم إلا أن تترقى لعلوم
لا بد للناس منها ؛ كعلم الطب وما أشبهه ؛ إذا لم يكن في دراسته شيء محذور ، من
اختلاط وغيره . )
فتاوى علماء البلد الحرام ص (390 )
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
82886
العمل في فندق كأمين مخزن وبه خمور
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6245)
سؤال رقم 82886- العمل في فندق كأمين مخزن وبه خمور
أعمل أمين مخازن في أحد الفنادق ، وهذه المخازن بها خمور ، علماً بأنني لم أتناولها أبدا !! هل عملي هذا حلال أم حرام ؟
وهل يتغير الحكم إن كنت لا أجد عملا غيره وأنا متزوج ؟.
الحمد لله
" الخمر أم الخبائث " ، كما أخبر النبي صلى الله عليه
وسلم [ رواه الطبراني في الأوسط ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ] .
فلا يجوز شربها ، ولا حملها ، ولا بيعها ، ولا شراؤها ، ولا
الإعانة عليها بأي وجه من الوجوه ، كتقييدها في الدفاتر ، أو تسجيلها في الحاسب
ونحو ذلك ، لما جاء فيها من الوعيد ، واللعن ، كما روى أبو داود (3674) وابن ماجه
(3380) عن ابْنِ عُمَرَ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا
وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ
إِلَيْهِ ). وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
ورواه الترمذي (1295) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( لَعَنَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً
عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ
وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا
وَالْمُشْتَرَاةُ لَهُ ).
ولا شك أن عملك في المخازن التي فيها الخمور ، يقتضي
حفظها ، وتسجيلها وتقييدها ، مع السكوت على منكر حملها ونقلها بين الحين والآخر .
وبناء على ذلك ، فلا يجوز لك الاستمرار في هذا العمل ؛ لما فيه
من المعاونة على الإثم والعداون ، وترك إنكار المنكر .
قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً
فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِن لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ
يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم (49) .
ومعلوم أن الإنكار بالقلب يشترط له مفارقة محل المنكر ،
كما دل عليه قوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا
سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا
مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ
اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) النساء/140
قال القرطبي رحمه الله : " قوله تعالى: ( فلا تقعدوا معهم حتى
يخوضوا في حديث غيره ) أي غير الكفر. ( إنكم إذا مثلهم ) : فدل بهذا على وجوب
اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ،
والرضا بالكفر كفر. قال الله عز وجل ( إنكم إذا مثلهم ) فكل من جلس في مجلس
معصية ، ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء .
وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ، فإن لم
يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قوماً يشربون
الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين : إنه صائم فحمل عليه الأدب وقرأ هذه الآية ( إنكم
إذا مثلهم ) أي إن الرضا بالمعصية معصية ، ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة
المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم . وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات ولكنه إلزام
شَبَهٍ بحكم الظاهر من المقارنة كما قال : فكل قرين بالمقارن يقتدي " انتهى .
وعليك أن تبحث عن عمل آخر مباح ، وأن توقن بأن الرزق من عند الله
، وأن الله لا يضيع عبده المؤمن ، وإياك أن يحملك ضيق العيش ، وسوء الحال ، وتأخر
الفرج حينا من الزمان أن تطلب الرزق بمعصية الله تعالى .
روى ابن ماجة في سننه (2144) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا
النَّاسُ ، اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ
تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا ، فَاتَّقُوا
اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ؛ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
واعلم ـ أيها الأخ الكريم ـ أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا
منه . كما روى الإمام أحمد (22565) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي الدَّهْمَاءِ
قَالا : أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقُلْنَا : هَلْ
سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ؟!
قَالَ : نَعَمْ ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
( إ ِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا
بَدَّلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ ) قال الأروناؤط :
إسناده صحيح . وصححه الألباني في السلسلة الضعيفة ، تحت الحديث رقم (5) .
ومهما لاقيْتَ من ضيق في العيش فإنه أهون من رؤية هذا المنكر
العظيم ، والعمل في هذه الأماكن التي قد تحل بها اللعنة ، وكسب المال الخبيث الذي
لا خير فيه لك ولا لأهلك ، فبادر وعجل بالخروج من هذا البلاء .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ، وأن يرزقك من فضله .
والله أعلم .
*****
8291
حكم إتيان المنجمين وتصديقهم
العقيدة > الشرك وأنواعه >(1/6246)
سؤال رقم 8291- حكم إتيان المنجمين وتصديقهم
هل يجوز الإتيان إلى المنجمين ، وتصديقهم فيما يقولون أم لا ؟ وروى النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا تقبل صلاة من أتاهم وصدقهم ، هل هذا صحيح ، أوضحوا لنا ما جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وما قاله العلماء ؟.
الجواب :
الحمد لله
ثبتت أحاديث كثيرة بتحريم ذلك ، منها : عن صفية بنت أبي عبيد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل صلاته أربعين يوما " رواه مسلم في صحيحه ، وعن قبيصة بن المخارق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " العيافة ، والطيرة ، والطرق من الجبت " رواه أبو داود بإسناد حسن ؛ قال أبو داود : والعيافة والخط والطرق : الزجر ، أي زجر الطير ، وهو أن يتيامن أو يتشاءم بطيرانه ، فإن طار إلى جهة اليمين تيمن ! وإن طار إلى جهة اليسار تشاءم ! قال الجوهري : الجبت كلمة تقع على الصنم ، والكاهن ، والساحر ، والمنجم ، ونحو ذلك .
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر ، زاد ما زاد " رواه أبو داود بإسناد صحيح .
وعن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإن منا رجالا يأتون الكهان ؛ قال : لا تأتهم ؛ قلت : ومنا رجال يتطيرون ؛ قال : ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا تصدقهم " رواه مسلم .
وعن أبي مسعود البدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وحلوان الكاهن . رواه البخاري ومسلم .
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قال : " سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان ، فقال : ليسوا بشيء . فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بشيء فيكون حقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك كلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه ، فيخلطون معها مائة كذبه " . رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ، أو أتى امرأة في دبرها ، فقد برئ مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " رواه أبو داود ... ، قال العلماء فيحرم تعاطي هذه الأمور والمشي إليها ، وتصديقهم ، ويحرم بذل الأموال لهم ، ويجب على من ابتلي بشيء من ذلك المبادرة بالتوبة منه . والله أعلم .
فتاوى الإمام النووي 230.
*****
82930
هل ثمة دعاء يحفظ المسافر حتى يرجع إلى أهله ؟
الرقائق > الأذكار الشرعية >(1/6247)
سؤال رقم 82930- هل ثمة دعاء يحفظ المسافر حتى يرجع إلى أهله ؟
ما هو الدعاء الذي إذا دعا به الشخص - وكان مسافرا - رجع إلى أهله سالما بفضل هذا الدعاء ؟ .
الحمد لله
جاء في السنة المطهرة بعض الأذكار التي يستحب لمن أراد السفر أن
يقولها ، ومن ذلك :
عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه
عليه وسلم : ( كَانَ إِذَا استَوَى عَلى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ كبَّر
ثلاثاً ثم قال : " سُبْحانَ الَّذي سَخَّرَ لَنا هَذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنينَ
، وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ . اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ فِي سفَرِنَا
هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنْ العَمَلِ ما تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوّْن
عَلَيْنا سَفَرَنَا هَذَا ، وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ . اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ
فِي السَّفَرِ ، وَالخَلِيفَةُ في الأهْلِ . اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ
وَعْثاءِ السَّفَرِ ، وكآبَةِ المَنْظَرِ ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ
والأهْلِ . وإذا رَجع قالهنّ وزاد فيهنّ : آيِبُونَ ، تائبُونَ ، عابدُونَ ،
لرَبِّنَا حامِدُون ) رواه مسلم (1342)
وقوله : ( وما كنا له مُقرِنِين ) أي : مُطِيقين ، أي : ما كنا
نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله تعالى إياه لنا .
( وَعثَاء ) المشقة والشدة .
( وكآبة ) : هي تغير النفس من حزن ونحوه .
( المنقلب ) : المرجع . انظر "شرح النووي على مسلم"
(9/111)
ولا نعرف في السنة أن ثمة دعاءً معينا يحفظ المسافر حتى يرجع إلى
أهله سالما ، ولكن إذا حافظ المسافر على أذكار الصباح والمساء ، وسأل الله تعالى
السلامة والعافية ، ودعا بدعاء السفر السابق ، فإنه يرجى أن يستجيب الله له ،
فيحفظه ويسلمه إلى أهله كما يحب ، إلا أن يشاء الله بحكمته ابتلاء العبد ، فلا راد
لقضائه سبحانه ، ولا مُعَقِّب لحكمه .
ومما ينبغي أن يذكره إذا أراد أن يخرج من بيته – لسفر أو غيره
لعل الله يحفظه به –
ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال :
( مَنْ قالَ - يعني إذا خرج من بيته - : باسْمِ اللَّهِ ،
تَوَكَّلْتُ على اللَّهِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ . يُقالُ
لَهُ : كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَهُدِيتَ ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ ، فَيَقُولُ
لَهُ شَيطَانٌ آخَرُ : كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وكُفِيَ وَوُقِيَ ؟ )
رواه أبو داود (5095) والترمذي (3426) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
جاء في "عون المعبود" (13/297) :
" ( يقال حينئذ ) : أي يناديه ملك يا عبد الله ( هُديت ) : بصيغة
المجهول ، أي : طريق الحق ، ( وكُفيت ) أي هَمَّك ( وَوُقيت ) من الوقاية ، أي :
حُفِظت " انتهى .
وانظر في بعض الأذكار الشرعية جواب السؤال رقم ( 12173 )
والله أعلم .
*****
82932
ما هو الدعاء الذى يحفظ من الحريق ؟
الرقائق > الدعاء >(1/6248)
سؤال رقم 82932- ما هو الدعاء الذى يحفظ من الحريق ؟
ما هو الدعاء الذي يحفظ من الحريق ؟ .
الحمد لله
أولا :
الحريق من الآفات العظام التي كان النبي صلى الله عليه وسلم
يتعوذ منها ، ويسأل الله تعالى أن يقيه منه ومن غيره من المصائب .
عن أبي اليسر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ( الَّلهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي وَالهَدمِ
وَالغَرَقِ وَالحَرِيقِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن يَتَخَبَّطَنِي الشَّيطَانُ عِندَ
المَوتِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدبِرًا ، وَأَعُوذُ بِكَ أَن
أَمُوتَ لَدِيغًا ) رواه النسائي (5531) والحاكم في المستدرك (1/713) وقال : صحيح
الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الحافظ ابن حجر في "بذل الماعون" (199) : ثابت ، وصححه
الألباني في صحيح النسائي .
ولا أعرف في السنة دعاء صحيحا خاصا يقوله المسلم فيحفظه الله
تعالى من الحريق ، إنما يدعو أن يحفظه الله تعالى من الأذى والمكروه ، ويسأل الله
تعالى العافية والستر ، ويتعوذ مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ منه ، كما
في الحديث السابق ، والله سبحانه وتعالى خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين .
انظر جواب السؤال رقم ( 22816 )
ثانيا :
روي في الحفظ من الحريق وغيره من الآفات حديث ضعيف ، لعل السائل
يقصده ، وهو :
عن طلق بن حبيب قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال
: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك . قال : ما احترق ، قد علمت أن الله عز وجل لم يكن
ليفعل ذلك لكلمات سمعتهن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، من قالهن أول نهاره
لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالهن آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح : اللهم أنت
ربي ، لا إله إلا أنت ، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان ، وما
لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أعلم أن الله على كل شيء
قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا ، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ، ومن شر كل
دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم .
أخرجه ابن السني في كتابه "عمل اليوم والليلة" (25/ح27) ،
والطبراني في الدعاء ( 2 / 954 )
قال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2 / 836 ، 837 ):
" هذا حديث لا يثبت ، وآفته من الأغلب بن تميم ، قال يحيى بن
معين: ليس بشيء ، وقال البخاري: منكر الحديث " انتهى .
وقد جاء الحديث من طريق أخرى بلفظ مقارب لما سبق ، أخرجها الحارث
بن أبي أسامة في "مسنده" (2/953) قال : " حدثنا يزيد بن هارون ، ثنا معاذ أبو عبد
الله قال : حدثني رجل عن الحسن به "
وهذا سند ضعيف لإبهام الرجل الذي يحدث عن الحسن .
وقد ضعف الحديث العراقي في "تخريج إحياء علوم الدين" (1/316) ،
والشيخ الألباني في "تحقيق الكلم الطيب" (74) .
ثالثا :
إذا قدر الله وقوع الحريق ، فإن بعض أهل العلم يستحب التكبير
عنده أثناء إطفائه ، ويقولون إن التكبير عند الحريق ينفع في إطفائه ومنع ضرره وأذاه
.
ويُروَى حديث في ذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال :
( إِذَا رأيْتُمُ الحَرِيقَ فَكَبِّرُوا فَإِنَّ التَّكْبِيرَ
يُطْفئُهُ ) أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (295) ، والطبراني في "الدعاء"
(1/307) ، ولكنه حديث ضعيف ، انظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (2603)
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في "الفتاوى الكبرى" (5/188) :
" ولهذا كان شعار الصلوات والأذان والأعياد هو : التكبير ، وكان
مستحبا في الأمكنة العالية كالصفا والمروة وإذا علا الإنسان شرفا أو ركب دابة ونحو
ذلك ، وبه يطفأ الحريق وإن عظم ، وعند الأذان يهرب الشيطان " انتهى .
ويقول ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (4/194) :
" لما كان الحريق سببه النار ، وهي مادة الشيطان التي خلق منها ،
وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله ، كان للشيطان إعانة عليه
وتنفيذ له ، وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد ، وهذان الأمران - وهما العلو
في الأرض والفساد - هما هدي الشيطان ، وإليهما يدعو ، وبهما يُهلِك بني آدم ،
فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد ، وكبرياء الرب عز وجل تقمع
الشيطان وفعله ، ولهذا كان تكبير الله عز وجل له أثر في إطفاء الحريق ؛ فإن كبرياء
الله عز وجل لا يقوم لها شئ ، فإذا كبر المسلم ربه أثَّر تكبيره في خمود النار
وخمود الشيطان التي هي مادته ، فيطفئ الحريق ، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا فوجدناه
كذلك ، والله أعلم " انتهى .
والله أعلم .
*****
8294
الموقف من خلاف الفقهاء
أصول الفقه > مصادر التشريع >(1/6249)
سؤال رقم 8294- الموقف من خلاف الفقهاء
السؤال :
ما معنى هذه العبارة : ( هذه مسألة خلافية ، هذه مسألة اختلف فيها الفقهاء ... ) ، وما الموقف الصحيح منها ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا نزاع في أن هناك من المسائل ما هي مسائل خلاف واجتهاد بين أهل العلم ، وكلام أهل العلم حول مسائل الخلاف والاجتهاد معروف قديماً وحديثاً لكنها تثار اليوم بصورة تخرجها من إطار البحث في مسائل الاجتهاد والخلاف :
* فهي في الأغلب تثار حول قضايا لها بُعدٌ اجتماعي أو فكري ، وليس المقصود الخلاف الفقهي البحت فكثير من المستغربين على سبيل المثال يثيرون مسائل تتعلق بالمرأة مما نقل فيها خلاف بين أهل العلم ، والدافع لذلك أبعد من مجرد الخلاف الفقهي ، بل هو تكأة للتغريب سرعان ما يتجاوزون المسألة محل الخلاف إلى ما لا خلاف في تحريمه ومنعه .
* أنها تثار من قِبل فئام من الناس ليسوا من أهل العلم والفقه ، ولا ممن يفقهون البحث في المسائل الشرعية ، إنما يتصدون من أقوال الفقهاء ما يتسق مع أهوائهم .
* أنها في الأغلب لا تقتصر على مناطها ، فالخلاف الفقهي يُتخذ ذريعة لتنزيله على دائرة أوسع .
ومما ينبغي تقريره في هذه العجالة :
- أن هناك فرقاً بين مسائل الخلاف ومسائل الاجتهاد ، فليست كل مسألة نُقِل فيها خلاف بين أهل العلم تُعَد من المسائل التي لا إنكار فيها ، بل ذلك في مسائل الاجتهاد . قال ابن القيم رحمه الله : ( وقولهم : إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح ، فإن الإنكار إما أن يتم توجيه إلى القول والفتوى أو العمل ، أما الأول : فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعاً شائعاً وجب إنكاره اتفاقاً ، وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد كما اعتقد ذلك طوائف من الناس ممن ليس لهم تحقيق في العلم ، والصواب ما عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوباً ظاهراً مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه ، والمسائل التي اختلف فيها السلف والخلف وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها كثيرة ) إعلام الموقعين ج3/288
- أن المرجع في ذلك كله إلى نصوص الكتاب والسنة فمتى صح الدليل وجب الرجوع إليه والأخذ به ، ولم يَسُغ اتباع القول الآخر بحجة الخلاف في المسألة ، وحين تُردُّ السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأجل أن هناك من خالف في هذه المسألة فهذا يلزم منه أن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأوامره لا تكتسب شرعيتها إلا حين يتفق عليها الناس فمخالفة أحد لها أياً كان سبب ذلك ينزع عنها هذه الشرعية ويجعل الأمر واسعاً ، وهذا مسلك خطير يحتاج صاحبه إلى أن يراجع إيمانه .
- لابد من الاعتناء بتربية الناس على التسليم لله تبارك وتعالى وتعظيم نصوص الشرع ، وأخذ الدين بقوة ، والبعد عن تتبع الرخص وزلات العلماء .
- الحذر من الدخول في جدل فقهي مع أمثال هؤلاء حول هذه المسائل محل النقاش فهذا الذي يسعون إليه ويريدونه ، فمن الممكن والمقبول أن يبحث المرء المسألة ويناقشها مع طلبة للعلم يدركون اللغة العلمية الفقهية ، ويريدون الحق ويسعون إليه ، أما أولئك الذين يثيرون هذه المسائل فليسوا يجيدون فهم اللغة العلمية ، ولا يعون مقاصد الشريعة ، إنما هم رعاع متطفلون ، قادهم الهوى إلى الخوض في دين الله عز وجل .
بقلم محمد بن عبد الله الدويش
مجلة البيان العدد 153 ص28.
*****
82968
نصيحة لمن لا يريد أن يتزوج
الفقه > معاملات > النكاح >(1/6250)
سؤال رقم 82968- نصيحة لمن لا يريد أن يتزوج
أنا شاب لا أريد أن أتزوج ، فماذا أفعل ؟.
الحمد لله
اعلم – أيها الأخ الكريم - أن الناس ليسوا سواء في أمر الزواج ،
فيشترك الناس في أصل مشروعية النكاح ، الذي هو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ،
ثم يتأكد في حق شخص أكثر من غيره .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" والناس في النكاح على ثلاثة أضرب :
منهم من يخاف على نفسه الوقوع في المحظور أن ترك النكاح فهذا يجب
عليه النكاح في قول عامة الفقهاء ، لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام ،
وطريقة النكاح .
الثاني : من يُستحب له ، وهو له شهوة يأمن معها الوقوع في
المحظور ؛ فهذا الاشتغال به أولى من التخلي لنوافل العبادة ، وهو قول أصحاب الرأي ،
وهو ظاهر قول الصحابة رضي الله عنهم وفعلهم .
قال ابن مسعود لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام ، وأعلم أني أموت
في آخرها يوما ، وليَ طَوْل النكاح فيهن [ أي : القدرة عليه ] ، لتزوجت مخافة
الفتنة.
وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ :
هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟
قُلْتُ : لا !!
قَالَ : فَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ
أَكْثَرُهَا نِسَاءً . رواه البخاري (5069)
وقال إبراهيم بن ميسرة : قال لي طاوس : لتنكحن ، أو لأقولن لك ما
قال عمر لأبي الزوائد : ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور !!
القسم الثالث : من لا شهوة له ؛ إما لأنه لم يخلق له شهوة
كالعنين ، أو كانت له شهوة فذهبت بِكِبَر أو مرض ونحوه ؛ ففيه وجهان :
أحدهما : يستحب له النكاح لعموم ما ذكرنا .
والثاني : التخلي له أفضل لأنه لا يحصل مصالح النكاح ، ويمنع
زوجته من التحصين بغيره ، ويضر بها بحبسها على نفسه ، ويعرض نفسه لواجبات وحقوق
لعله لا يتمكن من القيام بها ويشتغل عن العلم والعبادة بما لا فائدة فيه .. "
قال ابن قدامة رحمه الله : " وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين
القادر على الإنفاق والعاجز عنه ، وقال ينبغي للرجل أن يتزوج فإن كان عنده ما ينفق
أنفق ، وإن لم يكن عنده صبر ..
وهذا في حق من يمكنه التزويج ، فأما من لا يمكنه فقد قال الله
تعالى : ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ) . انتهى
من المغني (9/341-344) باختصار ، وتصرف يسير .
وحين ذاك نسألك عن سبب هذا الترك والعزوف :
- فإن كنت تظن أن ترك الزواج عبادة تتقرب بها إلى رب العالمين ،
وترى أنك حين تعتزل الزواج ترفع منزلتك عند الله ، فأنت حينئذ مخطئ ويخشى عليك من
الإثم .
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( جَاءَ ثَلاثُ رَهطٍ إِلَى
بُيُوتِ أَزوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَسأَلُونَ عَن
عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أُخبِرُوا
كَأَنَّهُم تَقَالُّوهَا ، فَقَالًُوا أَينَ نَحنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟ قَد غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وَمَا
تَأَخَّرَ ، قَالَ أَحَدُهُم : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي الَّليلَ أَبَدًا ،
وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهرَ وَلا أُفطِرُ ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا
أَعتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَنتُمُ الَّذِينَ قلُتُم كَذَا وَكَذَا ؟
أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخشَاكُم للَّهِ وَأَتقَاكُم لَه ، لَكِنِّي أَصُومُ
وَأُفطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَن رَغِبَ عَن
سُنَّتِي فَلَيسَ مِنِّي ) رواه البخاري (5063) ومسلم (1401)
وانظر جواب السؤال رقم ( 34652 )
- وإن كنت لا تريد الزواج لعدم وجود الرغبة الجنسية ، أو تتوهم
عدم القدرة على القيام بحقوق الزوجية ، وخشية التقصير في تلبية حاجة الزوجة ، فأقول
لك : حينئذ لا حرج عليك في ترك الزواج ، ولكن لا تعتمد على ظنونك وأوهامك ، بل
ينبغي لك استشارة الطبيب المختص ، وتطلب النصح منه ، فإنه أقدر على تشخيص حالتك ،
وقد يكون لديه من النصح والعلاج ما لا يخطر لك على بال ، فلا تتردد في زياته ، ولا
يمنعك الحياء ، فإن أمر العلاج لا ينبغي أن يستحيى منه .
- وأما إن قلت إنك تخشى العالة والفقر ، ولا تملك من النفقة ما
يمكنك من القيام على شؤون الأسرة ، فأقول لك : سَدِّد وقارب ، وعليك بالقناعة
والكفاف ، وظن بالله خيرا ، فإنه سبحانه قد وعد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم
بإعانة من يريد العفة ويطلب الحلال بالزواج .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :
( ثَلاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَونُهُم : المُجَاهِدُ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالمُكَاتِبُ الذي يُرِيدُ الأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الذِي
يُرِيدُ العَفَافَ ) رواه الترمذي (1655) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
- وإن كان عندك ما تريد إنجازه وتحقيقه : من شهادة أو منصب أو
مشروع ونحو ذلك ، وتقول أنجزه ثم أُقدِمُ على الزواج بعده .
فنقول لك : لم تترك الزواج تعللا بذلك؟
لم يكن الزواج يوما قط عائقا عن الإنجاز ، بل غالبا ما يكون
حافزا ومشجعا ، وإنما تلك وسوسة شيطان ، أوحاها إلى أذهان كثير من الشباب حتى غَدَت
ثقافةً وعادةً في مجتمعاتنا ، فأصبَحتَ تَسمَعُ الكثير ممن يؤخر زواجه أو زواج ابنه
أو ابنته بمثل هذه الدعاوى ، وصارت مجتمعاتنا مثقلة بآفات العزوبة والعنوسة وتأخر
سن الزواج ، ومع ذلك لا نجد الإنجاز ولا التطور ولا التقدم ، في حين أن الجيل الأول
من المسلمين كانوا يعجلون في الخير ولا يؤخرون الزواج ، وكانت إنجازاتهم أعظم
الإنجازات وأتمها .
يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (20/421)
:
" الواجب البدار بالزواج ، ولا ينبغي أن يتأخر الشاب عن الزواج
من أجل الدراسة ، ولا ينبغي أن تتأخر الفتاة عن الزواج للدراسة ، فالزواج لا يمنع
شيئا من ذلك ، ففي الإمكان أن يتزوج الشاب ، ويحفظ دينه وخلقه ويغض بصره ، والزواج
فيه مصالح كثيرة ، ولا سيما في هذا العصر ، ولما في تأخيره من الضرر على الفتاة
وعلى الشاب ، فالواجب على كل شاب وعلى كل فتاة البدار بالزواج إذا تيسر الخاطب
الكفء للمرأة ، وإذا تيسرت المخطوبة الطيبة للشاب " انتهى .
ثم فوق ذلك كله :
كيف لو علمت أنك بزواجك تحفظ نصف دينك :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ( مَن رَزَقَهُ اللَّهُ امرَأَةً صَالِحَةً فَقَد أَعَانَهُ عَلَى شَطرِ
دِينِهِ ، فَليَتَّقِ اللَّهَ فِي الشَّطرِ الثَّانِي ) رواه الحاكم في
"المستدرك" (2/175) والطبراني في "الأوسط" (1/294) ، والبيهقي في "شعب الإيمان"
(4/382) ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقال الذهبي في
التلخيص : صحيح . وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (2/192)
وكيف إذا علمت أنك بزواجك تمتثل وصية رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين قال : ( يَا مَعشَرَ الشَّبَابِ ! مَنِ استَطَاعَ مِنكُمُ البَاءَةَ
فَليَتَزَوَّج ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلبَصَرِ وَأَحصَنُ لِلفَرجِ ) رواه
البخاري (5065) ومسلم (1400)
وكيف لو علمت أن لك في ولدك الصالح صدقة جارية ، حين تربيه على
الخلق والإيمان ، وأنك تؤجر على زواجك إذا احتسبته عند الله تعالى ، انظر جواب
السؤال رقم ( 8891 )
وأنك بزواجك تحفظ نفسك ، وتغض بصرك ، وتسد عليك بابا من أعظم
أبواب الشيطان التي يغوي بها الناس ، وقد لا تكون تشعر بخطره الآن ، ولكن الفتنة
تأتي من حيث لا يعلم الإنسان ، فلا بد أن يحرص على غلق الأبواب قبل أن تفتح وهو لا
يشعر .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا تَرَكتُ بَعدِي فِي
النَّاسِ فِتنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ) رواه البخاري
(5096) ومسلم (2741)
إن الزواج ـ أيها الأخ الكريم ـ راحة وطمأنينة وسكينة ، وهو خير
متاع الدنيا ، وفيه من ذلك ما جعله الله آية للناس ، وذكره في كتابه ليتفكروا
ويتأملوا عظيم قدرته سبحانه فقال :
( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21
فهل يبقى بعد ذلك كله تردد ؟!
اعزم وتوكل على الله ، والله يعينك ، ويهيئ لك الزوجة الصالحة
التي تعينك على طاعة ربك ، ويرزقك الذرية الطيبة التي تكون ذخرا لك في المعاد عند
الله .
وانظر جواب السؤال رقم ( 6254 )
والله أعلم .
*****
82994
عورة المرأة أمام النساء والمحارم
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > لباس المرأة >(1/6251)
سؤال رقم 82994- عورة المرأة أمام النساء والمحارم
ما حدود العورة بين الأخت وأخيها ؟ وما العورة بين البنت وأمها أو أختها ؟ .
الحمد لله
أولا :
عورة المرأة أمام محارمها كالأب والأخ وابن الأخ هي بدنها كله
إلا ما يظهر غالبا كالوجه والشعر والرقبة والذراعين والقدمين ، قال الله تعالى : (
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ
بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ
نِسَائِهِنَّ ) النور/31 .
فأباح الله تعالى للمرأة أن تبدي زينتها أمام بعلها ( زوجها )
ومحارمها ، والمقصود بالزينة مواضعها ، فالخاتم موضعه الكف ، والسوار موضعه الذراع
، والقرط موضعه الأذن ، والقلادة موضعها العنق والصدر ، والخلخال موضعه الساق .
قال أبو بكر الجصاص رحمه الله في تفسيره : " ظاهره يقتضي إباحة
إبداء الزينة للزوج ولمن ذكر معه من الآباء وغيرهم ، ومعلوم أن المراد موضع الزينة
وهو الوجه واليد والذراع ...فاقتضى ذلك إباحة النظر للمذكورين في الآية إلى هذه
المواضع ، وهي مواضع الزينة الباطنة ؛ لأنه خص في أول الآية إباحة الزينة الظاهرة
للأجنبيين ، وأباح للزوج وذوي المحارم النظر إلى الزينة الباطنة . وروي عن ابن
مسعود والزبير : القرط والقلادة والسوار والخلخال ...
وقد سوى في ذلك بين الزوج وبين من ذكر معه ، فاقتضى عمومه إباحة
النظر إلى مواضع الزينة لهؤلاء المذكورين كما اقتضى إباحتها للزوج " انتهى .
وقال البغوي رحمه الله : " قوله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن ) أي
لا يظهرن زينتهن لغير محرم ، وأراد بها الزينة الخفية ، وهما زينتان خفية وظاهرة ،
فالخفية : مثل الخلخال ، والخضاب في الرِّجْل ، والسوار في المعصم ، والقرط
والقلائد ، فلا يجوز لها إظهارها ، ولا للأجنبي النظر إليها ، والمراد من الزينة
موضع الزينة " انتهى .
وقال في "كشاف القناع" (5/11) : " ولرجل أيضا نظر وجه ورقبة ويد
وقدم ورأس وساق ذات محارمه . قال القاضي على هذه الرواية : يباح ما يظهر غالبا
كالرأس واليدين إلى المرفقين " انتهى .
وهؤلاء المحارم متفاوتون في القرب وأمن الفتنة ، ولهذا تبدي
المرأة لأبيها ما لا تبديه لولد زوجها ، قال القرطبي رحمه الله : " لما ذكر الله
تعالى الأزواج وبدأ بهم ثنّى بذوي المحارم وسوى بينهم في إبداء الزينة ، ولكن تختلف
مراتبهم بحسب ما في نفوس البشر ، فلا مرية أن كشف الأب والأخ على المرأة أحوط من
كشف ولد زوجها . وتختلف مراتب ما يُبدى لهم ، فيبدى للأب ما لا يجوز إبداؤه لولد
الزوج " انتهى .
ثانيا :
المقرر عند الفقهاء أن عورة المرأة مع المرأة هي ما بين السرة
والركبة ، سواء كانت المرأة أما أو أختا أو أجنبية عنها ، فلا يحل لامرأة أن تنظر
من أختها إلى ما بين السرة والركبة إلا عند الضرورة أو الحاجة الشديدة كالمداواة
ونحوها .
وهذا لا يعني أن المرأة تجلس بين النساء كاشفة عن جميع بدنها إلا
ما بين السرة والركبة ، فإن هذا لا تفعله إلا المتهتكات المستهترات ، أو الفاسقات
الماجنات ، فلا ينبغي أن يساء فهم
قول الفقهاء : " العورة ما بين السرة والركبة " فإن كلامهم ليس
فيه أن هذا هو لباس المرأة ، الذي تداوم عليه ، وتظهر به بين أخواتها وقريناتها ،
فإن هذا لا يقره عقل ، ولا تدعو إليه فطرة .
بل لباسها مع أخواتها وبنات جنسها ينبغي أن يكون ساترا سابغا ،
يدل على حيائها ووقارها ، فلا يبدو منه إلا ما يظهر عند الشغل والخدمة ، كالرأس
والعنق والذراعين والقدمين ، على نحو ما ذكرنا في مسألة المحارم .
وللجنة الدائمة للإفتاء فتوى في بيان ما يجوز للمرأة كشفه أمام
محارمها وأمام النساء ، سبق أن نقلناها في جواب السؤال رقم ( 34745 )
.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
83006
هل يحج قبل أن يسدد فاتورة الكهرباء والهاتف ؟
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > شروط وجوب الحج >(1/6252)
سؤال رقم 83006- هل يحج قبل أن يسدد فاتورة الكهرباء والهاتف ؟
إذا صدرت فاتورة مثل فاتورة جوال أو كهرباء وغيره هل يلزم بتسديدها قبل الحج ؟.
الحمد لله
ينبغي للإنسان أن يسدد ديونه قبل سفره – سواء كان سفره إلى الحج
أم غيره – أو يترك من الأموال ما يكفي لسدادها ، حتى تبرأ ذمته ، ولا يكون مطالباً
عند الله بشيء من حقوق العباد .
وأما السفر إلى الحج لمن عليه دين ، فيقال إن الديون على ثلاثة
أنواع :
الأول : دين غير مؤجل وجاء وقت سداده ويطالب به أصحابه ، فيجب
سداده ، ولا يجوز تأخيره لأجل الحج أو غيره ، لأن ذلك يدخل في المَطْل المحرم .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ ) رواه البخاري (2287) ومسلم (1564) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ
وَعُقُوبَتَهُ ) رواه النسائي (4689) وأبو داود (3628) وابن ماجه (2427)
وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .
و( لَيُّ الْوَاجِدِ ) بمعنى ( مطل الغني ) وهو مماطلة الغني
القادر على سداد الدين وتأخيره للسداد من غير عذر .
والمقصود بحل عرضه : أن يقال: مطلني فلان، أو يا ظالم يا معتدي ،
وعقوبته : حبسه .
ولو فرض أن سداد هذا الدين يؤدي إلى عدم الحج ، فإنه يجب السداد
، ولا إثم في ترك الحج حينئذ ؛ لأنه لا يجب إلا على المستطيع له ماديا وبدنيا .
الثاني : دين يتسامح فيه أهله ، ويرضون بتأخيره ، ويأذنون لصاحبه
في الحج ، وهذا لا إشكال فيه ، لكن الأفضل هو السداد ؛ حتى تبرأ الذمة ؛ لأن الدائن
لو أذن للمدين بالحج فإن ذمة المدين تبقى مشغولة بالدين ، ولا تبرأ ذمته بهذا الإذن
، ولذلك يقال للمدين : اقض الدين أولاً ثم إن بقي معك ما تحج به وإلا فالحج غير
واجب عليك .
وإذا مات المدين الذي منعه سداد الدين عن الحج فإنه يلقى الله
كامل الإسلام غير مضيع ولا مفرط ، لأن الحج لم يجب عليه ، أما لو قَدَّم الحج على
قضاء الدين ومات قبل قضائه فإنه يكون على خطر ، إذ إن الشهيد يغفر له كل شيء إلا
الدين ، فكيف بغيره ؟!
الثالث : دين مؤجل ، لم يحن وقته في زمن الحج ، فهذا لا يمنع
المدين من الحج ، إلا إن علم أن بذله المال في الحج سيمنعه من سداد الدين ، إما
لقرب موعد السداد ، أو لقلة ذات اليد ونحو ذلك ، فهذا إن حج كان مفرطا متهاونا في
أداء ما عليه من حق .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (11/46) : " من شروط الحج :
الاستطاعة ، ومن الاستطاعة : الاستطاعة المالية . ومن كان عليه دَيْن مطالبٌ به
بحيث أن أهل الدَّين يمنعون الشخص عن الحج إلا بعد وفاء ديونهم فإنه لا يحُجّ ،
لأنه غير مستطيع ، وإذا لم يطالبوه ويعلم منهم التَّسامح فإنه يجوز الحج ويكون
صحيحاً . ويجوز الحج كذلك إذا كان الدَّين غير محدد الوقت للقضاء بميعادٍ معيَّن ،
ويكون قضاؤه متى تيسر ، وقد يكون الحج سبب خيرٍ لأداء الدين . والله أعلم " انتهى .
والذي يظهر أن فاتورة الكهرباء والهاتف ونحو ذلك هي من الدين
المؤجل ، وذلك لأنهم يحددون فترة تسدد فيها الفاتورة ، قد تكون قريبة من الشهر ،
فإن استطاع الإنسان أن يحج ثم إذا رجع سدَّد الفاتورة ، فلا حرج عليه ، أما إذا كان
وقت السداد ينتهي قبل رجوعه من الحج ، فليبدأ أولاً بسداد الفاتورة ، ثم إن بقي معه
مال يكفي للحج ، فالحمد لله ، وإن لم يكف فإنه يؤجل الحج إلى أن ييسر الله له .
والله أعلم .
*****
83008
هل يحج أم يفي بوعده لأخيه ويعطيه المال ؟
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > شروط وجوب الحج >(1/6253)
سؤال رقم 83008- هل يحج أم يفي بوعده لأخيه ويعطيه المال ؟
قبل فترة من الزمن طلب مني أخي نقودا فوعدته بإعطائه الذي أملك وبعد ذلك بأسبوعين اتصل علي خالي وطلب سلفة هو الآخر وقمت بإعطائه المال الذي طلبه ولم أستطع رده لأن له جميلا سابقا ، طبعا المال الذي وهبته هو جزء من المال الذي وعدت به أخي .
السؤال : أني نويت الحج فما أفعل : هل أخلف الوعد مع أخي علما بأنه محتاج له وأحج به ؟ هل أعطيه المال وأستلف للحج ؟ طبعا لا يجوز ، أم هل يتم تأجيل الحج الى السنة القادمة بمشيئة الله ؟.
الحمد لله
أولا :
نشكر لك حسن صنيعك وصلتك للرحم ومساعدتك لأقاربك بالمال ، ونسأل
الله تعالى
أن يجزيك خيراً .
ثانيا :
يجوز للإنسان أن يقترض ليتمكن من الحج ، إذا كان واثقاً من قدرته
على الوفاء ، كما لو كان موظفاً وله راتب ، ويعلم أن راتبه يكفيه لقضاء الدين ، أو
كان صاحب تجارة ونحو ذلك .
قال في "مواهب الجليل" (2/531) :
" وفي منسك ابن جماعة الكبير : " وإن اقترض للحج مالا حلالا في
ذمته وله وفاء به ورضي المقرض فلا بأس به " انتهى .
وبهذا أفتت اللجنة الدائمة ، والشيخ ابن باز رحمه الله .
انظر : " فتاوى اللجنة الدائمة " (11/41) ، " فتاوى الشيخ ابن باز " (16/393) .
فإذا فعلت ذلك فإنك تكون قد جمعت بين جميع المصالح : حججت ،
وأحسنت إلى أخيك ، ووفيت بما وعدته به .
ثالثا :
أما إذا لم تجد من يقرضك فإنك تحاول النظر في المصالح وتقدم
الأهم منها ، وتقدم أيضاً المصلحة التي لا تحتمل التأخير على تلك التي يمكن تأخيرها
.
فتنظر في الحج : هل هو واجب عليك ؟ أم سبق لك أن حججت الفريضة ،
وتريد أن تحج النافلة .
وتنظر في حاجة أخيك : هل هي حاجة ماسة أم لا ؟ وهل يمكن تأجيلها
شهراً أو شهرين أم لا ؟ وهل يمكنك أن تقضي له جزءً من حاجته الآن وتؤجل الباقي أم
لا ؟ ......... إلخ .
ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير .
والله تعالى أعلم .
*****
83009
إذا صلى بعض المأمومين خارج المسجد وانقطع التيار الكهربائي
الفقه > عبادات > الصلاة > الإمامة >(1/6254)
سؤال رقم 83009- إذا صلى بعض المأمومين خارج المسجد وانقطع التيار الكهربائي
أتيت إلى المسجد متأخرا لصلاة العشاء ، ولم يكن داخل المسجد مكان للصلاة فصلينا خارج المسجد ، وفي الركعة الأخيرة انقطع التيار الكهربائي وانقطع صوت الميكروفون عنا ولم نسمع الإمام ، ماذا نفعل في هذه الحالة ؟.
الحمد لله
إذا كان بعض المأمومين خارج المسجد ، وتعذر اقتداؤهم بالإمام
لانقطاع التيار الكهربائي ، فإن المشروع في هذه الحال أن يقوم أحد المأمومين
القريبين من باب المسجد بالجهر بالتكبير حتى يسمع من ب خَارج
المسجد ، ويمكنهم متابعة الإمام في الصلاة ، فإن لم يفعل فإنهم يخيرون بين أحد
أمرين : إما أن يتموا صلاتهم فرادى ، وإما أن يقدموا أحدهم يتم بهم الصلاة جماعة ،
وهذا هو الأولى ، حتى لا يقع المصلون في الاضطراب والارتباك الحاصل بسبب انقطاع صوت
الإمام .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : صلى جماعة في قبو مسجد (
الطابق الأرضي ) صلاة الجمعة ، وأثناء الصلاة انقطع التيار الكهربائي ، وأصبح
المأمومون لا يسمعون الإمام ، فتقدم أحد المأمومين وأكمل بهم الصلاة . فما حكم صلاة
هؤلاء علما أنه أكمل بهم الصلاة على أنها جمعة؟ وما الحكم فيما لو لم يتقدم أحد ،
هل يكمل كل فرد منهم صلاته وحده ؟ وإذا كان يجوز ذلك هل يكملها على أنها ظهر أو على
أنها جمعة ، حيث إنه استمع إلى الخطيب وافتتح الصلاة مع الإمام وصلى معه ركعة ؟
فأجاب : إذا كان الواقع هو ما ذكره السائل ، فصلاة الجميع صحيحة
؛ لأن من أدرك ركعة من الجمعة فقد أدرك الجمعة كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم . ولو لم يتقدم لهم أحد فصلى كل واحد بنفسه الركعة الأخيرة
أجزأه ذلك ، كالمسبوق بركعة يصلي مع الإمام ما أدرك ثم يقضي الركعة الثانية لنفسه ؛
لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (12/331) .
والله أعلم .
*****
8301
من هو ابن صياد ؟ وهل هو المسيح الدجال ؟
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > أشراط الساعة >
التاريخ والسيرة >(1/6255)
سؤال رقم 8301- من هو ابن صياد ؟ وهل هو المسيح الدجال ؟
السؤال :
قرأت في بعض الأحاديث كلاما عن شخصية عجيبة ظهرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واسمه ابن صياد أو ابن صائد فمن هو هذا الرجل وما حقيقته ؟.
الجواب :
الحمد لله
ابن صياد اسمه : صافي ، وقيل عبد الله بن صياد أو صائد .
كان من يهود المدينة ، وقيل من الأنصار ، وكان صغيراً عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . وقيل إنه أسلم .
وكان ابن صياد دجّالاً ، وكان يتكهن أحياناً فيصدق ويكذب ، فانتشر خبره بين الناس ، وشاع أنه الدجال . فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطّلع على أمره ويتبين حاله ، فكان يذهب إليه مختفياً حتى لا يشعر به رجاء أن يسمع منه شيئاً ، وكان يوجه إليه بعض الأسئلة التي تكشف عن حقيقته . وقد عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثمّ فُقِدَ ابن صياد يوم الحرّة .
قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن صياد
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لابْنِ صَيَّادٍ تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَرَفَضَهُ وَقَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ فَقَالَ لَهُ مَاذَا تَرَى قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ هُوَ الدُّخُّ فَقَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ وَقَالَ سَالِمٌ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ
شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ يَعْنِي فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْزَةٌ أَوْ زَمْرَةٌ فَرَأَتْ أمُّ ابْنِ صَيّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لابْنِ صَيَّادٍ يَا صَافِ وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ . رواه البخاري 1355
قَوْله : " أُطُم " بِضَمَّتَيْنِ بِنَاء كَالْحِصْنِ .
وَ " مَغَالَة " بَطْن مِنْ الأَنْصَار ,
وَقَوْله " فَرَفَضَهُ " أَيْ تَرَكَهُ ,
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُرِيد أَنْ يَسْتَغْفِلهُ لِيَسْمَع كَلامه وَهُوَ لا يَشْعُر .
قَوْله : ( لَهُ فِيهَا رُمْزَة أَوْ زُمْرَة ) وفي رواية زَمْزَمَة
بِمَعْنَى الصَّوْت الْخَفِيّ , أو تَحْرِيك الشَّفَتَيْنِ بِالْكَلامِ ، أو الكلام الغامض .
يُنظر فتح الباري شرح الحديث المتقدّم في كتاب الجنائز من صحيح البخاري
*هل ابن صياد هو الدجال الأكبر ؟
في الحديث السابق - الذي فيه بعض أحوال ابن صياد وامتحان النبي صلى الله عليه وسلم له - ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متوقفاً في أمر ابن صياد ، لأنه لم يُوحَ إليه أنه الدجّال ولا غيره . وكان كثير من الصحابة يظنون أن ابن صياد هو الدجال . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يحلف أنه الدجال بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وحضرة الصحابة ، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك . ففي الحديث عن محمد بن المنكدر قال : " رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ . قُلْتُ : تَحْلِفُ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رواه البخاري برقم 6808 .
وقد حصلت لابن عمر قصّة عجيبة مع ابن صائد وردت في صحيح الإمام مسلم عن نَافِعٍ قَالَ لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَائِدٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْلا أَغْضَبَهُ فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلأَ السِّكَّةَ فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا فَقَالَتْ لَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ مَا أَرَدْتَ مِنْ ابْنِ صَائِدٍ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا . صحيح مسلم 2932
وبالرغم من ذلك فقد كان ابن صياد لما كبر يحاول الدّفاع عن نفسه ويُنكر أنه الدّجال ويُظهر تضايقه من هذه التهمة ، ويحتج على ذلك بأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من صفات الدجال لا تنطبق عليه .
ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " خَرَجْنَا حُجَّاجًا أَوْ عُمَّارًا وَمَعَنَا ابْنُ صَائِدٍ ، قَالَ : فَنَزَلْنَا مَنْزِلا فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ ، فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ وَحْشَةً شَدِيدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِي . فَقُلْتُ : إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ ؛ فَلَوْ وَضَعْتَهُ تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ . قَالَ : فَفَعَلَ . قَالَ : فَرُفِعَتْ لَنَا غَنَمٌ فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِعُسٍّ - قدح كبير - فَقَالَ : اشْرَبْ أَبَا سَعِيدٍ ، فَقُلْتُ : إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ وَاللَّبَنُ حَارٌّ - مَا بِي إِلا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ عَنْ يَدِهِ أَوْ قَالَ آخُذَ عَنْ يَدِهِ - فَقَالَ : أَبَا سَعِيدٍ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأُعَلِّقَهُ بِشَجَرَةٍ ثُمَّ أَخْتَنِقَ مِمَّا يَقُولُ لِي النَّاسُ ، يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَسْتَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ كَافِرٌ وَأَنَا مُسْلِمٌ ؟ أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ عَقِيمٌ لا يُولَدُ لَهُ وَقَدْ تَرَكْتُ وَلَدِي بِالْمَدِينَةِ ؟ أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلا مَكَّةَ وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنْ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ ؟ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَعْذِرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَأَيْنَ هُوَ الآنَ .
قَالَ : قُلْتُ لَهُ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ " رواه مسلم برقم 5211 . وقال ابن صياد في رواية : " أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ الآنَ حَيْثُ هُوَ وَأَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ . وَقِيلَ لَهُ : أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ ذَاكَ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : لَوْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا كَرِهْتُ " رواه مسلم برقم 5210 .
وقد التبس على العلماء ما جاء في ابن صياد ، وأشكل عليهم أمره ، فمن قائل أنه الدجال ، ومنهم من يقول أنه ليس الدجال . ومع كل فريق دليله ، فتضاربت أقوالهم كثيراً ، وقد اجتهد ابن حجر في التوفيق بين هذه الأقوال ، فقال : " أقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال : أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثوقاً ، وأن ابن صياد هو شيطان تبدّى في صورة الدجال في تلك المدة ، إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه ، إلى أن تجيء المدة التي قدّر الله تعالى خروجه فيها ، فتح الباري ( 13 / 328 ) .
وقيل إنّ ابن صياد هو دجّال من الدّجاجلة وليس هو الدّجال الأكبر . والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8301
من هو ابن صياد ؟ وهل هو المسيح الدجال ؟
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > أشراط الساعة >
التاريخ والسيرة >(1/6256)
سؤال رقم 8301- من هو ابن صياد ؟ وهل هو المسيح الدجال ؟
السؤال :
قرأت في بعض الأحاديث كلاما عن شخصية عجيبة ظهرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم واسمه ابن صياد أو ابن صائد فمن هو هذا الرجل وما حقيقته ؟.
الجواب :
الحمد لله
ابن صياد اسمه : صافي ، وقيل عبد الله بن صياد أو صائد .
كان من يهود المدينة ، وقيل من الأنصار ، وكان صغيراً عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . وقيل إنه أسلم .
وكان ابن صياد دجّالاً ، وكان يتكهن أحياناً فيصدق ويكذب ، فانتشر خبره بين الناس ، وشاع أنه الدجال . فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطّلع على أمره ويتبين حاله ، فكان يذهب إليه مختفياً حتى لا يشعر به رجاء أن يسمع منه شيئاً ، وكان يوجه إليه بعض الأسئلة التي تكشف عن حقيقته . وقد عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثمّ فُقِدَ ابن صياد يوم الحرّة .
قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن صياد
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لابْنِ صَيَّادٍ تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَرَفَضَهُ وَقَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِرُسُلِهِ فَقَالَ لَهُ مَاذَا تَرَى قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ هُوَ الدُّخُّ فَقَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ وَقَالَ سَالِمٌ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ يَعْنِي فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْزَةٌ أَوْ زَمْرَةٌ فَرَأَتْ أمُّ ابْنِ صَيّادٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لابْنِ صَيَّادٍ يَا صَافِ وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ هَذَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ . رواه البخاري 1355
قَوْله : " أُطُم " بِضَمَّتَيْنِ بِنَاء كَالْحِصْنِ .
وَ " مَغَالَة " بَطْن مِنْ الأَنْصَار ,
وَقَوْله " فَرَفَضَهُ " أَيْ تَرَكَهُ ,
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُرِيد أَنْ يَسْتَغْفِلهُ لِيَسْمَع كَلامه وَهُوَ لا يَشْعُر .
قَوْله : ( لَهُ فِيهَا رُمْزَة أَوْ زُمْرَة ) وفي رواية زَمْزَمَة
بِمَعْنَى الصَّوْت الْخَفِيّ , أو تَحْرِيك الشَّفَتَيْنِ بِالْكَلامِ ، أو الكلام الغامض .
يُنظر فتح الباري شرح الحديث المتقدّم في كتاب الجنائز من صحيح البخاري
*هل ابن صياد هو الدجال الأكبر ؟
في الحديث السابق - الذي فيه بعض أحوال ابن صياد وامتحان النبي صلى الله عليه وسلم له - ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متوقفاً في أمر ابن صياد ، لأنه لم يُوحَ إليه أنه الدجّال ولا غيره . وكان كثير من الصحابة يظنون أن ابن صياد هو الدجال . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يحلف أنه الدجال بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وحضرة الصحابة ، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك . ففي الحديث عن محمد بن المنكدر قال : " رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ . قُلْتُ : تَحْلِفُ بِاللَّهِ ؟ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رواه البخاري برقم 6808 .
وقد حصلت لابن عمر قصّة عجيبة مع ابن صائد وردت في صحيح الإمام مسلم عن نَافِعٍ قَالَ لَقِيَ ابْنُ عُمَرَ ابْنَ صَائِدٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْلا أَغْضَبَهُ فَانْتَفَخَ حَتَّى مَلأَ السِّكَّةَ فَدَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى حَفْصَةَ وَقَدْ بَلَغَهَا فَقَالَتْ لَهُ رَحِمَكَ اللَّهُ مَا أَرَدْتَ مِنْ ابْنِ صَائِدٍ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا . صحيح مسلم 2932
وبالرغم من ذلك فقد كان ابن صياد لما كبر يحاول الدّفاع عن نفسه ويُنكر أنه الدّجال ويُظهر تضايقه من هذه التهمة ، ويحتج على ذلك بأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من صفات الدجال لا تنطبق عليه .
ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " خَرَجْنَا حُجَّاجًا أَوْ عُمَّارًا وَمَعَنَا ابْنُ صَائِدٍ ، قَالَ : فَنَزَلْنَا مَنْزِلا فَتَفَرَّقَ النَّاسُ وَبَقِيتُ أَنَا وَهُوَ ، فَاسْتَوْحَشْتُ مِنْهُ وَحْشَةً شَدِيدَةً مِمَّا يُقَالُ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَجَاءَ بِمَتَاعِهِ فَوَضَعَهُ مَعَ مَتَاعِي . فَقُلْتُ : إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ ؛ فَلَوْ وَضَعْتَهُ تَحْتَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ . قَالَ : فَفَعَلَ . قَالَ : فَرُفِعَتْ لَنَا غَنَمٌ فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِعُسٍّ - قدح كبير - فَقَالَ : اشْرَبْ أَبَا سَعِيدٍ ، فَقُلْتُ : إِنَّ الْحَرَّ شَدِيدٌ وَاللَّبَنُ حَارٌّ - مَا بِي إِلا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَشْرَبَ عَنْ يَدِهِ أَوْ قَالَ آخُذَ عَنْ يَدِهِ - فَقَالَ : أَبَا سَعِيدٍ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آخُذَ حَبْلًا فَأُعَلِّقَهُ بِشَجَرَةٍ ثُمَّ أَخْتَنِقَ مِمَّا يَقُولُ لِي النَّاسُ ، يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَلَسْتَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ كَافِرٌ وَأَنَا مُسْلِمٌ ؟ أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ عَقِيمٌ لا يُولَدُ لَهُ وَقَدْ تَرَكْتُ وَلَدِي بِالْمَدِينَةِ ؟ أَوَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ وَلا مَكَّةَ وَقَدْ أَقْبَلْتُ مِنْ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أُرِيدُ مَكَّةَ ؟ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَعْذِرَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُهُ وَأَعْرِفُ مَوْلِدَهُ وَأَيْنَ هُوَ الآنَ .
قَالَ : قُلْتُ لَهُ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ " رواه مسلم برقم 5211 . وقال ابن صياد في رواية : " أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ الآنَ حَيْثُ هُوَ وَأَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ . وَقِيلَ لَهُ : أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ ذَاكَ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : لَوْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا كَرِهْتُ " رواه مسلم برقم 5210 .
وقد التبس على العلماء ما جاء في ابن صياد ، وأشكل عليهم أمره ، فمن قائل أنه الدجال ، ومنهم من يقول أنه ليس الدجال . ومع كل فريق دليله ، فتضاربت أقوالهم كثيراً ، وقد اجتهد ابن حجر في التوفيق بين هذه الأقوال ، فقال : " أقرب ما يجمع به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال : أن الدجال بعينه هو الذي شاهده تميم موثوقاً ، وأن ابن صياد هو شيطان تبدّى في صورة الدجال في تلك المدة ، إلى أن توجه إلى أصبهان فاستتر مع قرينه ، إلى أن تجيء المدة التي قدّر الله تعالى خروجه فيها ، فتح الباري ( 13 / 328 ) .
وقيل إنّ ابن صياد هو دجّال من الدّجاجلة وليس هو الدّجال الأكبر . والله تعالى أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83029
متى يكون الشخص موسوسا ؟
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6257)
سؤال رقم 83029- متى يكون الشخص موسوسا ؟
متى يكون الشخص مبتلى بالوسواس وهل يمكنه الحكم على نفسه بالوسواس ؟ أرجو أن تفسروا هذه الفقرة في سؤال رقم ( 62839 ) " بل إن المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به ، عند بعض أهل العلم ، ما لم يقصد الطلاق ، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به بلسانه إذا لم يكن عن قصد ، لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة ، بل هو مغلق عليه ومكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طلاق في إغلاق ) . فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة ، فهذا الشيء الذي يكون مرغما عليه بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق ) انتهى ، نقلا عن : فتاوى إسلامية 3/277 " كيف يكون هذا الوسواس ؟.
الحمد لله
الوسوسة نوع من المرض ، عافانا الله وإياك منه ، وهي من تسلط
الشيطان على الإنسان ليُدْخِل عليه الهم والحزن والكرب والضيق .
والوسوسة أنواع ، فمن ذلك : الوسوسة في الطلاق ، فيظن الموسوس
أنه طلق زوجته ، ويحدِّث نفسه بالطلاق ، ويعتريه الشك هل تلفظ بالطلاق أم لا ؟ هل
طلق أو لا ، ويبقى في حيرة من أمره ، مع أنه لا يريد طلاق زوجته ولا يرغب في ذلك .
وبعضهم إذا تكلم بكلمة معينة أو لم يَرُدَّ على زوجته ، ظن أن
الطلاق يقع بذلك ، وأن هذا كناية عن الطلاق ، وكل هذا وهم لا حقيقة له ، وربما شعر
أن الكلمات خرجت من فمه وأنه سمعها . فمثل هذا المبتلى حتى لو فرض أنه تكلم بكلام
مسموع ، فما دام أنه موسوس ، ولم يُرِد الطلاق إرادة حقيقية ، فلا يقع طلاقه ، هذا
معنى كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المنقول في الجواب السابق .
ومن الناس من يوسوس في الطهارة ، فكلما توضأ أعاد الوضوء ظنا منه
أنه لم يغسل أحد الأعضاء ، أو أن وضوءه قد انتقض ، أو أنه إن لم يُعد الوضوء سيظل
في شك بقية يومه ، وهكذا يسيطر عليه شعور قوي يدعوه إلى إعادة الطهارة ، ولا تهدأ
نفسه حتى يفعل . وقد ذكرنا في أجوبة عدة أن علاج الوسوسة يكون بتقوية الإيمان
بالأعمال الصالحة والأذكار النافعة ، مع عدم الالتفات للوسوسة والاستجابة لها .
وانظر في ذلك : السؤال رقم ( 62839 )
، ورقم ( 39684 )
والله أعلم .
*****
83032
قيام الرجل بتحفيظ القرآن لنساء من وراء حجاب
الآداب > العلاقة بين الجنسين >
العلم > آداب طلب العلم >(1/6258)
سؤال رقم 83032- قيام الرجل بتحفيظ القرآن لنساء من وراء حجاب
هل يجوز للرجل أن يحفظ مجموعة من النساء في المنزل مع العلم بحضور زوجة أحد هؤلاء النساء معه ووجود ستارة بين المحفظ وهؤلاء النساء أرجو الإفادة وبيان السند والأدلة الشرعية.
الحمد لله
أولا :
الأولى والأسلم أن تبحث هؤلاء الأخوات عن امرأة تتولى تحفيظهن
القرآن ، في المنزل أو المسجد ؛ لما في ذلك من البعد عن الفتنة وأسبابها ، فإن لم
يتيسر ذلك ، وأمكن الاكتفاء بالحفظ عن طريق المسجل والكمبيوتر ، مع تعاون هؤلاء
الأخوات على أمر المراجعة والمتابعة ، فهذا حسن ، وهو أولى من الجلوس إلى رجل
يحفظهنّ .
ثانيا :
إذا دعت الحاجة إلى قيام رجل بتدريسهن وتعليمهن ، إما لعدم وجود
المعلمة ، أو لكونه مجودا متقنا ، يعلمهن أحكام التلاوة ، فلا حرج في ذلك إذا روعيت
الضوابط التالية :
1- أن يكون تدريسه لهن من وراء حجاب .
2- أن لا يكون خضوع بالقول من إحداهن .
3- أن يكون الكلام مع المحفظ على قدر الحاجة فقط .
4- أن ينسحب المحفظ من هذا العمل إذا شعر بميل قلبه أو تلذذه
بصوت إحداهن .
5- ينبغي أن يكون المعلم كبير السن ، متزوجا ، معروفا بالصلاح
والاستقامة .
وينبغي التنبه إلى أن صوت المرأة ليس عورة على الراجح من قولي
العلماء ، بشرط ألا تلين وتخضع بالقول .
قال في "كشاف القناع" من كتب الحنابلة (5/15) : " وصوتها - أي الأجنبية - ليس بعورة ، قال في الفروع وغيره : على الأصح ،
ويحرم التلذذ بسماعه ولو كان بقراءةٍ ، خشية الفتنة " انتهى .
وقال في "مغني المحتاج" من فقه الشافعية (4/210) : " وصوت المرأة
ليس بعورة , ويجوز الإصغاء إليه عند أمن الفتنة " انتهى .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (12/156) : "
أولا : الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من
المنكرات العظيمة ، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا ، فلا يجوز للمرأة أن تدرس
أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء ، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك .
ثانيا :
لا يجوز للرجل أن يعلم المرأة وهي ليست متحجبة ، ولا يجوز أن
يعلمها خاليا بها ولو كانت بحجاب شرعي ، والمرأة عند الرجل الأجنبي عنها كلها عورة
، أما ستر الرأس وإظهار الوجه فليس بحجاب كامل .
ثالثا :
لا حرج في تعليم الرجل المرأة من وراء حجاب في مدارس خاصة
بالنساء ، لا اختلاط فيها بين الطلاب والطالبات ، ولا المعلم والمتعلمات.
وإن احتجن للتفاهم معه ؛ فيكون عبر شبكات الاتصال المغلقة ، وهي
معروفة ومتيسرة ، أو عبر الهاتف ، لكن يجب أن يحذر الطالبات من الخضوع بالقول
بتحسين الكلام وتليينه " انتهى .
والله أعلم .
*****
83035
تحريم التأمين التجاري بجميع صوره
الفقه > معاملات > التأمين >(1/6259)
سؤال رقم 83035- تحريم التأمين التجاري بجميع صوره
سمعت أن التأمين حرام كان ذلك تعاونيا أو غيره ماذا أفعل وقد أمنت على سيارتي ورخصة قيادتي وفي نيتي التأمين على الصحة والحياة ؟ .
الحمد لله
أولا :
التأمين ينقسم إلى تجاري وتعاوني ، وبينهما فروق موضحة في جواب
السؤال رقم ( 36955 ) ، والتأمين
التعاوني جائز إذا التُزمت فيه الضوابط المذكورة في الجوابين السابقين ، لكنه نادر
الوجود ، وقد ادعت بعض الشركات أنها تلتزم بالتأمين التعاوني والواقع أن ما تقوم به
لا يخرج عن التأمين التجاري .
ثانيا :
من أجبر وألزم بالتأمين على الرخصة أو السيارة ، من قبل الدولة ،
فلا حرج عليه في التأمين حينئذ ، ويقتصر على ما يدفع الضرر عنه ، فليس له أن يؤمن
تأمينا شاملا ، مع وجود التأمين ضد الغير ؛ لأن من قواعد الشريعة أن الضرورة تقدّر
بقدرها . وانظر جواب السؤال رقم ( 45918 )
.
ثالثا :
لا يجوز التأمين الصحي ولا التأمين على الحياة ، وراجع السؤال
رقم ( 10805 )، ( 39474 )
.
والله أعلم .
*****
83038
الأقطاب والأبدال في الفكر الصوفي
العقيدة > مذاهب وأديان > مذاهب وفرق >(1/6260)
سؤال رقم 83038- الأقطاب والأبدال في الفكر الصوفي
سمعت وقرأت عن ما يسمى بالأبدال والأقطاب وغيرهم ، هل هم فعلا موجودون بيننا ؟
وهل حديث ( لا تسبوا أهل الشام ؛ فإن فيهم الأبدال ) صحيح أم لا ؟.
الحمد لله
أولا :
الولاية عند أهل السنة هي التي عرَّفها الله سبحانه
وتعالى في كتابه الكريم ، حيث قال تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ، لاَ
تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-64
فأعلنت الآية أن ولي الله هو المؤمن التقي ، الذي يحب الله
وينصره ، ويسير في مرضاته ، ويحفظ حدوده ، ويقيم شريعته ودينه ، وهو عبد من عباد
الله ، لا يخرج عن قهره وسلطانه ، بل لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، ولا يعلم ما قدر
الله له ، فهذا هو ولي الله عند أهل السنة .
وطريق الولاية للعبد هو أن يقوم بأداء الفرائض ، ثم يتدرج في
أداء النوافل حتى يحبه الله تعالى ، فإذا أحبه كان وليا حقا له جل وعلا ، وقد جاء
في الحديث الصحيح :
( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبدًا دَعَا جِبرِيلَ فَقَالَ :
إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ . قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبرِيلُ . ثُمَّ
يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ .
فَيُحِبُّهُ أَهلُ السَّمَاءِ ، قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القبُولُ فِي الأَرضِ ) رواه مسلم (2637)
ثانيا :
أما الولاية في عرف التصوف البدعي فلها معنى آخر يختلف
عما عند أهل السنة ، فولي الله عندهم من اختاره الله ، ولو لم يكن فيه من مواصفات
الصلاح والتقوى ما يؤهله لحب الله له ، إذ الولاية عندهم نوع من الوهب الإلهي دون
سبب ، وبغير حكمة ، لذلك كانوا يعتقدون في بعض الظلمة والفسقة والمجانين وأهل
الفجور أنهم من الأولياء بمجرد أن يظهر على أيديهم من خوارق العادات ، مثل : ضرب
الجسم بالسكاكين ، واللعب بالحيات والنار وأمثال ذلك ، حتى عَدُّوا في أوليائهم من
يشرب الخمر ويزني ، ويقولون : الولي الصادق لا تضره معصية أبدا .
ولم يكتفوا بهذا في تعريف الولاية ، بل يقررون أن الولي يتصرف في
الأكوان ، ويقول للشيء كن فيكون ، وكل ولي عندهم قد وكَّله الله بتصريف جانب من
جوانب الخلق ، فأربعة أولياء يمسكون العالم من جوانبه الأربعة ، ويسمون الأوتاد ،
وسبعة أولياء آخرون كل منهم في قارة من قارات الأرض السبع ، ويسمون الأبدال (
لكونهم إذا مات واحد منهم كان الآخر بدله ) ، وعدد آخر من الأولياء في كل إقليم ،
في مصر ثلاثون أو أربعون ، وفي الشام كذلك ، والعراق وهكذا ، وكل واحد منهم قد أوكل
إليه التصريف في شيء ما ، وفوقهم جميعا ولي واحد يسمى القطب الأكبر أو الغوث ، وهو
الذي يدبر شأن الملك كله ، وهكذا أسسوا لهم دولة في الباطن تحكم وتنفذ وتتحكم في
شؤون الناس على منوال الدولة السياسية ، وهذه الدولة يترأسها القطب أو الغوث ، يليه
الإمامان ( وهما الوزيران ) ، ثم الأوتاد الأربعة ، ثم الأبدال السبعة .
هذه هي الولاية الصوفية ، وهي لا تمت من قريب أو بعيد للولاية
الإسلامية القرآنية ، فالولي في الإسلام عبد هداه الله ووفقه وسار في مرضاة ربه حسب
شريعته ، وهو يخشى على نفسه من النفاق وسوء العاقبة ، ولا يعلم هل يقبل الله عمله
أو لا ، وأما الولي الصوفي فقد أعطوه من خصائص الربوبية ما يتصرف به في جانب من
جوانب الكون ، ولا يلتزم بما شاء من شريعة الله ، ويدخل الملائكة تحت مشيئته .
وأصل فكرة الولاية الصوفية مأخوذة من الفلسفة الإغريقية
القديمة التي تقوم على فكرة تعدد الآلهة ، وكان أول من وضع فكرة الولاية الصوفية في
أواخر القرن الثالث الهجري هو محمد بن علي بن الحسن الترمذي ، الذي يسمونه ( الحكيم
) - وهو غير الإمام صاحب السنن المشهورة بسنن الترمذي - ثم بعد ذلك اشتهرت أقوالهم
، وأصبحت كتب أئمتهم مليئة بهذه الأفكار والمصطلحات ، ولو ذهبنا ننقل أقوالهم
وأباطيلهم لطال بنا المقام ، وحتى لا يظن أحد أننا نتجنى عليهم ، فهذه أسماء بعض
مراجعهم ، وستجد أن ما ذكرناه أقل بكثير من شناعة أفكارهم ، انظر "الفتوحات
المكية" لابن عربي (2/537،455) ، كتاب "اليواقيت والجواهر" لعبد الوهاب الشعراني
(2/79) ، "المعجم الصوفي" لسعاد الحكيم (189-191، 909-913) ، وانظر من مراجع أهل
السنة "الفكر الصوفي" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق (343-383)
ثالثا :
الحديث الذي ذكره السائل الكريم حديث ضعيف ، لا يصح بوجه من
الوجوه ، ولم يرد من طريق صحيحة ذكر شيء من مراتب الولاية عند الصوفية .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في "المنار المنيف" (136) :
" أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد
كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقرب ما فيها ( لا تسبوا أهل الشام
؛ فإن فيهم البدلاء ، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر ) ذكره أحمد ،
ولا يصح أيضا ، فإنه منقطع " انتهى .
( وانظر تفصيل الأحاديث المروية في ذلك وبيان نكارتها في "المقالات القصار" لأبي
محمد الألفي (69-81) )
وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
عن الحديث المروى فى الأبدال ، هل هو صحيح أم مقطوع ، وهل
الأبدال مخصوصون بالشام أم حيث تكون شعائر الاسلام قائمة بالكتاب والسنة يكون بها
الأبدال ، بالشام وغيره من الأقاليم ، وهل صحيح أن الولى يكون قاعدا فى جماعة ويغيب
جسده ، وما قول السادة العلماء فى هذه الاسماء التى تسمى بها أقوام من المنسوبين
إلى الدين والفضيلة ، ويقولون هذا غوث الأغواث ، وهذا قطب الأقطاب ، وهذا قطب
العالم ، وهذا القطب الكبير ، وهذا خاتم الأولياء ؟
فأجاب رحمه الله :
" أما الاسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة ، مثل
الغوث الذي بمكة ، والأوتاد الأربعة ، والأقطاب السبعة ، والأبدال الأربعين ،
والنجباء الثلاثمائة ، فهذه أسماء ليست موجودة فى كتاب الله تعالى ، ولا هي أيضا
مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ولا ضعيف يحمل عليه ، إلا لفظ
الأبدال ، فقد روي فيهم حديث شامى منقطع الإسناد عن على بن أبى طالب رضي الله عنه
مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
( إن فيهم - يعني أهل الشام - الأبدال الأربعين رجلا ، كلما مات
رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا ) ، ولا توجد هذه الأسماء فى كلام السلف كما هي على
هذا الترتيب ، ولا هي مأثورة على هذا الترتيب والمعانى عن المشائخ المقبولين عند
الأمة قبولا عاما ، وإنما توجد على هذه الصورة عن بعض المتوسطين من المشائخ ، وقد
قالها إما آثرا لها عن غيره ، أو ذاكرا ، فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا
الله ، فهو غياث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره ، ولا بملك مقرب ،
ولا نبى مرسل ، ومن زعم أن أهل الأرض يرفعون حوائجهم التي يطلبون بها كشف الضر عنهم
ونزول الرحمة إلى الثلاثمائة ، والثلاثمائة إلى السبعين ، والسبعون إلى الأربعين ،
والأربعون إلى السبعة ، والسبعة إلى الأربعة ، والأربعة إلى الغوث ، فهو كاذب ضال
مشرك ، فقد كان المشركون كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله :
( وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه ) وقال سبحانه
وتعالى : ( أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ) فكيف يكون المؤمنون يرفعون إليه حوائجهم
بعده بوسائط من الحُجَّاب وهو القائل تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب
دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ، وقد علم المسلمون
كلهم أنه لم يكن عامة المسلمين ولا مشايخهم المعروفون يرفعون إلى الله حوائجهم ، لا
ظاهرا ولا باطنا ، بهذه الوسائط والحجاب ، فتعالى الله عن تشبيهه بالمخلوقين من
الملوك وسائر ما يقوله الظالمون علوا كبيرا ، وهذا من جنس دعوى الرافضة أنه لا بد
فى كل زمان من إمام معصوم يكون حجة الله على المكلفين ، لا يتم الإيمان إلا به ، بل
هذا الترتيب والأعداد تشبه من بعض الوجوه ترتيب الإسماعيلية والنصيرية ونحوهم فى
السابق والتالي والناطق والأساس والجسد وغير ذلك من الترتيب الذى ما نزل الله به من
سلطان .
وأما الأوتاد فقد يوجد فى كلام البعض أنه يقول : فلان من
الأوتاد ، يعني بذلك أن الله تعالى يثبت به الإيمان والدين فى قلوب من يهديهم الله
به ، كما يثبت الأرض بأوتادها ، وهذا المعنى ثابت لكل من كان بهذه الصفة من العلماء
، فكل من حصل به تثبيت العلم والإيمان في جمهور الناس كان بمنزلة الأوتاد العظيمة
والجبال الكبيرة ، ومن كان بدونه كان بحسبه ، وليس ذلك محصورا فى أربعة ولا أقل ولا
أكثر ، بل جعل هؤلاء أربعة مضاهاة بقول المنجمين فى أوتاد الأرض .
واما القطب فيوجد أيضا فى كلامهم : ( فلان من الأقطاب ) ،
أو ( فلان قطب ) فكل من دار عليه أمر من أمور الدين أو الدنيا باطنا أو ظاهرا فهو
قطب ذلك الأمر ومداره ، ولا اختصاص لهذا المعنى بسبعة ولا أقل ولا أكثر ، لكن
الممدوح من ذلك من كان مدارا لصلاح الدنيا والدين ، دون مجرد صلاح الدنيا ، فهذا هو
القطب فى عرفهم .
وكذلك لفظ البدل ، جاء فى كلام كثير منهم .
فأما الحديث المرفوع فالأشبه أنه ليس من كلام النبي صلى
الله عليه وسلم ، فإن الإيمان كان بالحجاز وباليمن قبل فتوح الشام ، وكانت الشام
والعراق دار كفر ، ثم لما كان فى خلافة علي رضي الله عنه ، قد ثبت عنه عليه السلام
أنه قال : ( تمرق مارقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) ، فكان علي
وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام ، ومعلوم أن الذين كانوا مع علي رضي
الله عنه من الصحابة ، مثل : عمار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ونحوهما ، كانوا أفضل من
الذين كانوا مع معاوية ، فكيف يعتقد مع هذا أن الأبدال جميعهم ، الذين هم أفضل
الخلق ، كانوا في أهل الشام ، هذا باطل قطعا ، وإن كان قد ورد فى الشام وأهله فضائل
معروفة ، فقد جعل الله لكل شىء قدرا ، والكلام يجب أن يكون بالعلم والقسط .
والذين تكلموا باسم ( البدل ) فسروه بمعان ، منها : أنهم
أبدال الأنبياء ، ومنها : أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا ،
ومنها : أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات ، وهذه الصفات
كلها لا تختص بأربعين ، ولا بأقل ولا بأكثر ، ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض " انتهى باختصار من مجموع فتاوى ابن تيمية (11/433-444)
رابعا :
جاء في كلام بعض السلف ، وبعض أهل العلم المتأخرين إطلاق لفظ : (
فلان من الأبدال ) ، ومن ذلك ما جاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/127) في ترجمة
فروة بن مجالد : " وكانوا لا يشكّون في أنه من الأبدال " انتهى ، وقال الإمام أحمد كما في "العلل" للدارقطني (6/29) : " إن كان من الأبدال في
العراق أحد ، فأبو إسحاق إبراهيم بن هانئ " انتهى .
ولا يعنون به ما يريده المتصوفة في اصطلاحهم الباطني البدعي ،
وإنما يريدون المعنى اللغوي ، فمن قيل فيه ذلك من أهل العلم فهو من ورثة الأنبياء(1/6261)
بما معه من العلم الشرعي ، فكأنه بدل عنهم في تبليغ الوحي وتعليمه الناس .
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (4/97) :
" وأما أهل العلم فكانوا يقولون هم الأبدال ؛ لأنهم أبدال
الأنبياء ، وقائمون مقامهم حقيقة ، ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة ، كل
منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه ، هذا في العلم والمقال ، وهذا
في العبادة والحال ، وهذا في الأمرين جميعا ، وكانوا يقولون هم الطائفة المنصورة
إلى قيام الساعة ، الظاهرون على الحق ، لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله
معهم وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله وكفى بالله شهيدا " انتهى .
وانظر سؤال رقم ( 10527 )
والله أعلم .
*****
83056
مات وترك زوجة وابنين وثلاث بنات
الفقه > معاملات > الإرث وتوزيع التركة >(1/6262)
سؤال رقم 83056- مات وترك زوجة وابنين وثلاث بنات
توفي أخي الشقيق وترك وراءه زوجة ، وأما ، وولدين قصرا ، وثلاث بنات . واحدة بلغت الرشد - وقمت ببيع ممتلكات له وبلغت القيمة (190000) ريال أقوم بالصرف منها على أولاده وزوجته وسددت منها ديونه قرابة ثمانية أشهر حتى نزل لهم راتبه التقاعدي والآن أريد إعطاء كل وريث ورثه ونصيبه ، ويبقى منها تقريبا 160 ألف تقريبا . فكم نصيب كل منهم ؟.
الحمد لله
أولاً : لا فرق في الميراث بين الصغير والكبير ، فالأولاد الصغار
لهم نصيبهم من الميراث كالكبير سواء بسواء .
لكن الصغير لا يعطى المال بيده ، وإنما يعطى لوليه الذي يتولى
الإنفاق عليه ، ويرجع في تحديده إلى المحكمة المختصة بذلك ؛ حفاظاً على أموال
اليتامى .
ثانياً :
إذا كان الورثة من ذكرت فللزوجة الثمن ؛ لقول الله تعالى : (
وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ
لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ) النساء /12 .
وللأم السدس ؛ لقول الله تعالى : ( وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ
وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ) النساء
/11 .
وللأولاد الباقي ، للذكر مثل حظ الأنثيين ؛ لقول الله تعالى : (
يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) النساء /11 .
ثالثاً : وأما قسمة التركة المسئول عنها ، فإنها تقسم إلى أربعة
وعشرين ( 24) جزءاً متساوياً ، يكون للزوجة منها ثلاثة أجزاء ، وللأم أربعة ،
والباقي ( 17 جزءاً ) يقسم على الأولاد للذكر مثل حظ الأنثيين .
والله أعلم .
*****
83065
إذا مات وترك والدا وأولادا فكيف توزع التركة ؟
الفقه > معاملات > الإرث وتوزيع التركة >(1/6263)
سؤال رقم 83065- إذا مات وترك والدا وأولادا فكيف توزع التركة ؟
إذا عملت وجمعت رأس مال وتوفاني الله ووالدي عايش فهل تعود التركة لوالدي أو إلى أولادي أنا ?.
الحمد لله
إذا مات الإنسان وله والد حي وأبناء ذكور ، أو ذكور وإناث ،
فالوالد له سدس التركة ، وللزوجة الثمن إن وجدت ، ثم الباقي للأولاد للذكر مثل حظ
الأنثيين .
وأما إن كان الأولاد إناثا فقط ، بنتا أو أكثر ، فإن الزوجة تأخذ
الثمن – إن وجدت – ثم تأخذ البنت أو البنات ما فرض الله لهن : النصف للواحدة ،
والثلثين للبنتين فأكثر ، ثم يأخذ الأب السدس مضافاً إليه الباقي من التركة بعد أن
تأخذ الزوجة والبنات نصيبهن .
وقد دل على ذلك قوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي
أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ
اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا
النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ
كَانَ لَهُ وَلَدٌ ) النساء/11
قال ابن قدامة رحمه الله :
للأب ثلاثة أحوال في الميراث :
الحال الأولى : يرث فيها بالفرض ، وهي مع الابن أو ابن الابن ،
فليس له إلا السدس والباقي للابن ومن معه . لا نعلم في هذا خلافا ، وذلك لقول الله
تعالى : ( وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن
كَانَ لَهُ وَلَدٌ ) النساء / 11 .
الحال الثانية : يرث فيها بالتعصيب المجرد ، وهي مع غير الولد (
والولد يشمل الذكر والأنثى ) ، فيأخذ المال إن انفرد . وإن كان معه ذو فرض ، كزوج ، أو أم ، أو جدة ، فلذي الفرض فرضه ، وباقي المال له ، لقول الله تعالى : ( فَإِن
لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ ) النساء / 11 . فأضاف الميراث إليهما ، ثم جعل للأم الثلث ، فكان
الباقي للأب .
الحال الثالثة : يجتمع له الأمران : الفرض والتعصيب ، وهي مع
إناث الولد ، أو ولد الابن ( يعني مع البنت أو بنت الابن ) ، فله السدس ، لقوله
تعالى : ( لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ ) .
وللأب السدس مع البنت بالإجماع ، ثم يأخذ ما بقي بالتعصيب ، لما
روى ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألحقوا الفرائض بأهلها ،
فما بقي فهو لأولى رجل ذكر ) . متفق عليه .
والأب أولى رجل بعد الابن وابنه . وأجمع أهل العلم على هذا كله ،
فليس فيه بحمد الله اختلاف نعلمه " انتهى من "المغني" (6/169) باختصار وتصرف
يسير .
والله أعلم .
*****
83074
هل يقترض بالربا لأجل الزواج ؟
الفقه > معاملات > البيوع > الربا >(1/6264)
سؤال رقم 83074- هل يقترض بالربا لأجل الزواج ؟
قد مضى على خطوبتي سنة وسبعة أشهر ومن قبلها علاقة أمضيت فيها سنة وسبعة شهور ولم أستطع حتى الآن توفير المهر وقليل من المصروف فوضعي والله على شفا حفرة من العذاب وبسبب المسؤولية الزائدة على كاهلي وبسبب عدم وجود أي مصدر اعتمد عليه سوى رحمة الله عز وجل لم يبق لي إلا اللجوء إلى قرض الزواج لأن وضعي لم يعد يحتمل ولأن كلام الناس أصبح يبرق ويرعد في سمائي ما بين الحين والآخر وبالمناسبة علاقتي بتلك الفتاة لم يحدث فيها إلا ما يرضي الله ورسوله والله على ما أقول شهيد وأعلم أنني كبير على رأس عائلة مؤلفة من ستة بنات وذكرين وقد تكلفت بتدريس أخي في الجامعة .
الحمد لله
إذا كان القرض المسئول عنه قرضا حسنا يُسدد من غير زيادة ، فلا
حرج عليك في أخذه ، ويعينك الله على سداده ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (
ثَلاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ : الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ،
وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ
الْعَفَافَ ) رواه الترمذي (1655) والنسائي (3120) وحسنه الألباني في صحيح
الترمذي .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَخَذَ
أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَ
يُرِيدُ إِتْلافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ ) رواه البخاري (2387) .
وإن كان قرضا ربويا ، يرد مع الزيادة ، فلا يجوز لك أخذه ، لا
لأجل الزواج ولا لغيره ؛ لما جاء في الربا من الوعيد الشديد ، وانظر لمعرفة ذلك
جواب السؤال رقم ( 6847 ) و ( 9054 )
وكيف تبدأ حياتك الزوجية بالحرام ؟ وكيف يكون التوفيق والسداد
والمتعامل بالربا متوعد باللعن ، مأذون بالحرب من الله ورسوله ؟!
فما عليك إلا أن تصبر وتحتسب ، وتنتظر الفرج من الله تعالى ،
وتبذل الأسباب في تحصيل الرزق الحلال ، وألا تلتفت إلى كلام الناس .
ومن أسباب الرزق الحلال أن تشتري سلعة – كسيارة أو شقة مثلا –
بالتقسيط ، ثم تبيعها نقداً لغير من اشتريتها منه ، ولو كان أقل من الثمن المقسط ،
حتى يتوفر لك المال ، وهذا ما يسمى بالتورق ، وهو جائز عند جمهور العلماء .
وانظر جواب السؤال رقم ( 45042 )
وقد أخطأت في إقامة علاقةٍ مع هذه الفتاة ، مهما زعمت أنها خالية
من الإثم ، لأنه على فرض ذلك ، ففيها مضرة على الفتاة من جهة ربطها وتعليقها هذه
المدة الطويلة ، والحال أنك لا تملك تكاليف الزواج ، فنسأل الله أن يعفو عنك ، وأن
يرزقك من فضله ما يعينك على طاعته ومرضاته .
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عمن عقد النكاح ولم يستطع توفير
المهر هل له أن يقترض من البنك الربوي ؟
فأجابت : " لا يجوز لك هذا القرض ، وليس ما ذكرت من حاجتك إلى
المهر مبررا لأخذك قرضا بنسبة ربوية من البنك أو غيره ، وعليك تقوى الله ، فإنه من
يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن
الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا . نسأل الله أن ييسر أمرك ، ويفرج كربك ،
ويغنيك عن الحرام بالحلال " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (13/387).
والله أعلم .
*****
83092
هل من السنة أن يقول عند مفارقة صاحبه : لا إله إلا الله ؟
أصول الفقه > البدعة >(1/6265)
سؤال رقم 83092- هل من السنة أن يقول عند مفارقة صاحبه - لا إله إلا الله ؟
من العرف السائد بين بعض الناس حين يجتمعون ثم يفترقون أن يقول الطرف الأول عند الافتراق : لا إله إلا الله ، ثم يرد عليه الآخر : محمد رسول الله ، فهل هذا الأمر في السنة ؟ وإن لم يكن فهل هو بدعة ؟.
الحمد لله
أولا :
لا نعلم حديثا صحيحا أو ضعيفا ينص على هذا الذكر عند الافتراق أو
ختم المجلس ، ولهذا فالمداومة عليه أو اعتقاد أنه ذكر مشروع في هذه المناسبة ، بدعة
مردودة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم (1718).
وقد نص أهل العلم على أن تخصيص العبادة بزمان أو مكان ، أو
تكييفها بكيفية لم تَردْ ، يُلحقها بالبدع والمحدثات ، وتسمى حينئذ بدعة إضافية ،
فهي مشروعة من حيث أصلها ، مردودة من حيث وصفها ، والعبادة لابد أن تكون مشروعة في
ذاتها ، وكيفيتها ، ووقتها ، ومقدارها ؛ إذ لا يُعبد الله تعالى إلا بما شرع في
كتابه أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الشاطبي رحمه الله : " فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين
مخترعة ، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ...
ومنها : التزام الكيفيات والهيئات المعينة ، كالذكر بهيئة
الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ، وما
أشبه ذلك .
ومنها : التزام العبادات المعينة ، في أوقات معينة ، لم يوجد لها
ذلك التعيين في الشريعة ، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان ، وقيام ليلته " انتهى من "الاعتصام" (1/37-39) .
وراجع جواب السؤال رقم ( 82559 )
.
ثانيا :
يشرع في ختام المجلس أن يقال ما رواه أبو داود (4859) عَنْ أَبِي
بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ الْمَجْلِسِ : (
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ،
أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ) وَقَالَ : ( كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي
الْمَجْلِسِ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
كما يشرع للمتلاقيين أن يقرأ أحدهما عند الانصراف سورة العصر ؛
لما روى الطبراني في الأوسط (5124) عن أبي مدينة الدارمي رضي الله عنه وكانت له
صحبه قال : ( كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا
حتى يقرأ أحدهما على الآخر : ( والعصر إن الإنسان لفي خسر ) ثم يسلم أحدهما على
الآخر) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" برقم 2648 .
فانظر كيف أعرض الناس عن السنة الثابتة ، لأجل ما أحدثوا من
البدع ، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما أحدث قوم بدعة إلا رُفع من
السنة مثلها ) رواه أحمد (16522) . وقال الحافظ في "الفتح" (13/253) :
إسناده جيد .
رزقنا الله وإياك اتباع السنة واجتناب البدعة .
والله أعلم .
*****
831
آداب الشّرب
الآداب > آداب الأكل والشرب >(1/6266)
سؤال رقم 831- آداب الشّرب
السؤال :
إنني في الصف السادس وأدرس الإسلام وعندي بحث في تقاليد شرب القهوة العربية؟ .
الجواب:
الحمد لله
- شرب القهوة أمر من العادات والتقاليد وليس من شعائر الإسلام بل إنّ الإكثار من شرب القهوة إذا صار ضارا فإن الإسلام يمنعه .
- ليس في الإسلام احتفالات لشرب القهوة العربية وليس شرب القهوة العربية من خصائص المسلمين فقد يشربها المسلم وغير المسلم ولكن للشرب عموما آداب معينة في الشريعة الإسلامية ومنها :
1- الشرب باليد اليمنى .
2- أن يقول بسم الله إذا أراد أن يشرب .
3- الشرب في ثلاثة أنفاس فأكثر ولا يعبّ الشراب دفعة واحدة .
4- أن يحمد الله بعد الانتهاء من الشّرب .
5- الشرب قاعدا .
6- أن يكون ساقي القوم آخرهم شربا .
7- أن يبدأ بالأيمن فالأيمن في تقديم الشراب .
8- عدم الشّرب من فيّ السقاء بل يسكب في الإناء أو الكأس ثم يشرب .
9- عدم الشّرب في آنية الذّهب والفضّة .
وكتابتك يا أيها الفتى في معلومات السؤال أنّك بغير دين أمر غير صحيح لأنّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأنّك قد ولدت على الإسلام وأنّ هذا هو الأصل فيك وفي أمثالك حتى يطرأ عليك ما يُغيّر هذا من ديانة أخرى غير صحيحة كاليهودية أو البوذيّة أو النصرانية أو المجوسية . فعُدْ إلى أصلك واقرأ عن الإسلام وابدأ بالصلاة ، وإنّني أرى أنّ عندك من الذّكاء والنباهة ما يكفي لمعرفة الحقّ والعمل به أسأل الله ، أن يهديك ويشرح صدرك للإسلام.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83110
إذا أحدث الإمام أو تذكر الحدث في الصلاة جاز له الاستخلاف
الفقه > عبادات > الصلاة > الإمامة >
الفقه > عبادات > الصلاة > صلاة الجماعة >(1/6267)
سؤال رقم 83110- إذا أحدث الإمام أو تذكر الحدث في الصلاة جاز له الاستخلاف
إمام صلى بالناس وأثناء الصلاة تذكر أنه لم يكن متوضئاً أصلاً ، فقطع الصلاة واستخلف أحد المصلين ، وكان قد صلى بهم ركعة فجاء هذا الخليفة وبنى على صلاة الإمام ، ثم ذهب الإمام وتوضأ وأعاد الصلاة ، فهل تصرف هذا الإمام صحيح علماً بأنه مقلد للمذهب الشافعي ؟.
الحمد لله
ما قام به الإمام من الخروج من الصلاة واستخلاف أحد المأمومين ،
وبناء الخليفة على صلاة الإمام ، كل ذلك عمل صحيح .
والقول بجواز الاستخلاف في هذه الحالة هو قول جمهور العلماء من
الحنفية والمالكية والشافعية ، ورواية عن الإمام أحمد .
قال النووي رحمه الله : " قال أصحابنا : إذا خرج الإمام عن
الصلاة بحدثٍ تعمّده أو سبَقه أو نسيه أو بسبب آخر , أو بلا سبب ففي جواز الاستخلاف
قولان مشهوران : الصحيح الجديد : جوازه للحديث الصحيح ، وقد ثبت في الصحيحين أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذهب ليصلح بين بني عمرو بن عوف وصلى أبو بكر بالناس
فحضر النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أثناء الصلاة فاستأخر أبو بكر واستخلف النبي
صلى الله عليه وسلم " انتهى باختصار من المجموع" (4/138) .
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع (4/243) : " إذا ذكر
الإمام في أثناء الصلاة أنه محدث وجب عليه الانصراف ويستخلف من يكمل بهم الصلاة ،
لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي بعد أن شرع في صلاة
الصبح تناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه ، فصلى بهم صلاة خفيفة ( رواه
البخاري ) .
وهذا بحضرة الصحابة رضي الله عنهم ، فإن لم يفعل وانصرف – أي :
لم يستخلف – فللمأمومين الخيار بين أن يقدموا واحداً منهم يكمل بهم الصلاة ، أو
يتموها فرادى " انتهى .
والله أعلم .
*****
83121
فضل الصحابة رضوان الله عليهم
العقيدة >
التاريخ والسيرة > السيرة النبوية > صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم >(1/6268)
سؤال رقم 83121- فضل الصحابة رضوان الله عليهم
أرجو توضيحاً في فضل الصحابة ، وما هي مميزاتهم عن غيرهم ؟.
الحمد لله
اعتقاد عدالةِ الصحابة وفضلهم هو مذهبُ أهلِ السنة والجماعة ،
وذلك لما أثنى اللهُ تعالى عليهم في كتابه ، ونطقت به السنَّةُ النبويةُ في مدحهم ،
وتواتر هذه النصوص في كثير من السياقات مما يدل دلالة واضحة على أن الله تعالى
حباهم من الفضائل ، وخصهم من كريم الخصال ، ما نالوا به ذلك الشرف العالي ، وتلك
المنزلة الرفيعة عنده ؛ وكما أن الله تعالى يختار لرسالته المحل اللائق بها من قلوب
عباده ، فإنه سبحانه يختار لوراثة النبوة من يقوم بشكر هذه النعمة ، ويليق لهذه
الكرامة ؛ كما قال تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/ 124 .
قال ابن القيم رحمه الله : " فالله سبحانه أعلم حيث يجعل رسالاته
أصلا وميراثا ؛ فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة
والنصيحة ، وتعظيم المرسل والقيام بحقه ، والصبر على أوامره والشكر لنعمه ، والتقرب
إليه ، ومن لا يصلح لذلك ، وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله
والقيام بخلافتهم ، وحمل ما بلغوه عن ربهم " طريق الهجرتين ، ص (171) .
وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ
لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ
بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام/53 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : " الذين يعرفون النعمة ، ويقرون
بها ، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح ، فيضع فضله ومنته عليهم ، دون من ليس
بشاكر . فإن الله تعالى حكيم ، لا يضع فضله ، عند من ليس له أهل . "
وكما جاءت الآيات والأحاديث بفضلهم وعلو منزلتهم ، جاءت أيضا
بذكر الأسباب التي استحقوا بها هذه المنازل الرفيعة ، ومن ذلك قوله تعالى :
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء
عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ
فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ
السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) الفتح/29
ومن أعظم موجبات رفعة مكانة الصحابة ، ما شهد الله تعالى لهم من
طهارة القلوب ، وصدق الإيمان ، وتلك – والله - شهادة عظيمة من رب العباد ، لا يمكن
أن ينالها بَشَر بعد انقطاع الوحي .
اسمع قوله سبحانه وتعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) الفتح/18
قال ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (4/243) :
" فعلم ما في قلوبهم : أي : من الصدق والوفاء والسمع والطاعة " انتهى .
وما أحسن ما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من كان منكم
مستنا فليستن بمن قد مات ؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ؛ أولئك أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة ؛ أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا ،
قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم ،
وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " رواه ابن عبد البر في الجامع ، رقم (1810) .
وقد وعد الله المهاجرين والأنصار بالجنات والنعيم المقيم ،
وأحَلَّ عليهم رضوانه في آيات تتلى إلى يوم القيامة ، فهل يعقل أن يكون ذلك لمن لا
يستحق الفضل !؟
يقول سبحانه وتعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/100
وقد شهد لهم بالفضل سيد البشر وإمام الرسل والأنبياء ، فقد كان
شاهدا عليهم في حياته ، يرى تضحياتهم ، ويقف على صدق عزائمهم ، فأرسل صلى الله عليه
وسلم كلمات باقيات في شرف أصحابه وحبه لهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
لا تَسُبُّوا أَصحَابِي ؛ فَوَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَنَّ أَحَدَكُم أَنفَقَ
مِثلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم وَلا نَصِيفَهُ ) رواه
البخاري (3673) ومسلم (2540)
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( خَيرُ النَّاسِ قَرنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم ، ثُمَّ الَّذِينَ
يَلُونَهُم ) رواه البخاري (2652) ومسلم (2533)
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله في "الكفاية" (49) :
" على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء ، لأوجبت
الحال التي كانوا عليها من الهجرة ، والجهاد ، والنصرة ، وبذل المهج والأموال ،
وقتل الآباء والأولاد ، والمناصحة في الدين ، وقوة الإيمان واليقين ، القطعَ على
عدالتهم ، والاعتقاد لنزاهتهم ، وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤون
من بعدهم أبد الآبدين ، هذا مذهب كافة العلماء ، ومن يعتد بقوله من الفقهاء " انتهى .
ولو ذهبنا نسرد مواقفهم التي نصروا فيها الدين ، وأعمالهم التي
استحقوا بها الرفعة والمنزلة العالية ، لما كفتنا المجلدات الطوال ، فقد كانت
حياتهم كلها في سبيل الله تعالى ، وأي قرطاس يسع حياة المئات من الصحابة الذين
ملؤوا الدنيا بالخير والصلاح .
يقول ابن مسعود رضي الله عنه :
" إن الله نظر في قلوب العباد ، فوجد قلب محمد صلى الله عليه
وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد
بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون
على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله
سيئ " انتهى
رواه أحمد في "المسند" (1/379) وقال المحققون : إسناده حسن .
وسبق التوسع أيضا في تقرير ذلك في جواب السؤال رقم ( 13713 )
( 45563 )
ثانيا :
لا بدَّ أن نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا بمعصومين ، وهذا
هو مذهبُ أهل السنة والجماعة ، وإنما هم بشرٌ يجوزُ عليهم ما يجوز على غيرهم .
وما صدر من بعضهم من المعاصي أو الأخطاء ، فهو إلى جانبِ شرفِ
الصحبة وفضلِها مُغْتَفَرٌ ومَعْفُوٌّ عن صاحبه ، والحسناتِ يُذْهِبْنَ السيئات ،
ومقامُ أَحَدِ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظة من اللحظات في سبيل هذا
الدين لا يعدلها شيء .
يقول شيخ الإسلام رحمه الله : " وأهل السنة تحسن القول فيهم
وتترحم عليهم وتستغفر لهم ، لكن لا يعتقدون العصمة من الإقرار على الذنوب وعلى
الخطأ في الاجتهاد إلا لرسول الله ، ومن سواه فيجوز عليه الإقرار على الذنب والخطأ
، لكن هم كما قال تعالى : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا
عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ) الاحقاف/16 الآية ، وفضائل الأعمال إنما هي بنتائجها وعواقبها لا بصورها " [
مجموع الفتاوي 4/434 ] .
وقد قرر ذلك الكتاب والسنة في أكثر من موقف :
فقد تجاوزَ الله سبحانه وتعالى عمن تولى يوم أُحُدٍ من الصحابة ،
فقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى
الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ
وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) آل
عمران/155
ولما أذنب بعض الصحابة حين أخبر قريشا بمقدم النبي صلى الله عليه
وسلم بالجيش عام الفتح ، وهَمَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقتله ، قال صلى الله
عليه وسلم : ( إِنَّهُ قَد شَهِدَ بَدرًا ، وَمَا يُدرِيكَ ؟ لَعَلَّ اللَّهَ
اطَّلَعَ عَلَى أَهلِ بَدرٍ فَقَالَ : اعمَلُوا مَا شِئتُم ، فَقَد غَفَرتُ لَكُم ) رواه البخاري ومسلم (2494)
وغير ذلك من المواقف التي وقع فيها بعض الصحابة بالمعصية والذنب
، ثم عفا الله تعالى عنهم ، وغفرها لهم ، مما يدل على أنهم يستحقون الفضل والشرف ،
وأنه لا يقدح في ذلك شيء مما وقعوا فيه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد
وفاته ، فإن الآيات السابقة في فضلهم وتبشيرهم بالجنة ، أخبار لا ينسخها شيء .
والله أعلم .
*****
83154
حكم الصلاة في ثوب فيه صورة حيوان أو إنسان
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام الصلاة > شروط الصلاة >
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الصور والتصوير >
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > أحكام اللباس >
سؤال رقم 83154: حكم الصلاة في ثوب فيه صورة حيوان أو إنسان
ما هو حكم الصلاة بالملابس التي تحمل صور بعض الحيوانات التي هي شعارات للشركة المصنعة مثل النمر أو التمساح ؟.
الحمد لله
أولا :
لا يجوز لبس ما فيه صورة حيوان أو إنسان ؛ لما روى البخاري
(3226) ومسلم (2106) عن أبي طَلْحَة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ ) .
انظر : "مطالب أولي النهى" (1/353)
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن حكم لبس الثياب التي فيها
صورة حيوان أو إنسان ؟
فأجاب : لا يجوز للإنسان أن يلبس ثيابا فيها صورة حيوان أو إنسان
، ولا يجوز أيضا أن يلبس غترة أو شماغا أو ما أشبه ذلك وفيه صورة إنسان أو حيوان ،
وذلك لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الملائكة لا تدخل بيتا
فيه صورة ). ولهذا لا نرى لأحد أن يقتني الصور للذكرى كما يقولون ، وأن من عنده صور
للذكرى فإن الواجب عليه أن يتلفها ، سواء كان قد وضعها على الجدار ، أو وضعها في
ألبوم ، أو في غير ذلك ، لأن بقاءها يقتضي حرمان أهل البيت من دخول الملائكة بيتهم
. والله أعلم " انتهى .
وسئل رحمه الله : عن حكم إلباس الصبي الثياب التي فيها صور لذوات
الأرواح ؟
فأجاب : " يقول أهل العلم : إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه
الكبير ، وما كان فيه صورة فإلباسه الكبير حرام ، فيكون إلباسه الصغير حراما أيضا ،
وهو كذلك ، والذي ينبغي للمسلمين أن يقاطعوا مثل هذه الثياب وهذه الأحذية حتى لا
يدخل علينا أهل الشر والفساد من هذه النواحي ، وهي إذا قوطعت فلن يجدوا سبيلا إلى
إيصالها إلى هذه البلاد وتهوين أمرها بينهم " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ
ابن عثيمين" (12/333) .
ثانيا :
تصح الصلاة في الثوب المشتمل على صورة إنسان أو حيوان ، مع الإثم
.
وسئل علماء اللجنة الدائمة هل تجوز الصلاة في ثوب فيه صورة إنسان
، أو صور حيوانات ، وهل يجوز دخول بيت الخلاء بثوب فيه اسم الله ؟
فأجابت : لا يجوز له أن يصلي في ملابس فيها صور ذوات الأرواح من(1/6269)
إنسان أو طيور أو أنعام أو غيرها من ذوات الأرواح ، ولا يجوز للمسلم لبسها في غير
الصلاة ، وتصح صلاة من صلى في ثوب فيه صور مع الإثم في حق من علم الحكم الشرعي ،
ولا يجوز كتابة اسم الله على الثوب ، وكره دخول بيت الخلاء به إلا لحاجة لما في ذلك
من امتهان اسمه تعالى " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (6/179)
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن حكم صلاة من صلى وعلى
ملابسه صور ذوات أرواح منسوجة أو مطبوعة ؟
فأجاب : " إذا كان جاهلا فلا شيء عليه ، وإن كان عالما فإن صلاته
صحيحة مع الإثم على أصح قولي العلماء رحمهم الله ، ومن العلماء من يقول : صلاته
تبطل ، لأنه صلى في ثوب محرم عليه " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين"
(12/360).
وبناء على ذلك فإنه يلزمك نزع صورة النمر أو التمساح من ملابسك ،
أو طمس صورتهما بإزالة الرأس أو تسويده بلون أو خيط ونحوه مما يخفيه ، فإن صليت به
مع بقاء الصورة فالصلاة صحيحة مع الإثم .
وانظر جواب السؤال رقم ( 3332 )
والله أعلم .
*****
83191
هل يحج حج الفريضة أم يزوج ابنه بهذا المال
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > شروط وجوب الحج >(1/6270)
سؤال رقم 83191- هل يحج حج الفريضة أم يزوج ابنه بهذا المال
إذا كان هناك رجل يريد أن يحج حج الفريضة ( لأول مرة ) وكان لديه ابن أعزب في عمر الزواج ، وكان لدى هذا الرجل مبلغ من المال يكفي فقط لأن يحج أو يزوج ابنه ، في هذه الحالة أيهما أولى : أن يقوم بأداء فريضة الحج ؟ أم يقوم بتزويج ابنه ؟.
الحمد لله
أولا :
يلزم الرجل أن يزوج ولده إذا كان الولد محتاجاً إلى الزواج ،
وعاجزاً عن تكاليفه ، في أصح قولي العلماء ؛ لأن الحاجة إلى النكاح قد لا تقل عن
الحاجة إلى الأكل والشرب ، فتدخل في النفقة الواجبة .
قال المرداوي في "الإنصاف" (9/204) : " يجب على الرجل إعفاف من
وجبت نفقته عليه من الآباء والأجداد والأبناء وأبنائهم وغيرهم , ممن تجب عليه
نفقتهم . وهذا الصحيح من المذهب - يعني مذهب الإمام أحمد - " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " حاجة الإنسان إلى الزواج
ملحة قد تكون في بعض الأحيان كحاجته إلى الأكل والشرب ، ولذلك قال أهل العلم : إنه
يجب على من تلزمه نفقة شخص أن يزوجه إن كان ماله يتسع لذلك ، فيجب على الأب أن يزوج
ابنه إذا احتاج الابن للزواج ولم يكن عنده ما يتزوج به ، لكن سمعت أن بعض الآباء
الذين نسوا حالهم حال الشباب إذا طلب ابنه منه الزواج قال له : تزوج من عرق جبينك .
وهذا غير جائز ، وحرام عليه إذا كان قادراً على تزويجه ، سوف يخاصمه ابنه يوم
القيامة إذا لم يزوجه مع قدرته على تزويجه " انتهى من " فتاوى أركان
الإسلام" ( ص440-441 ) .
ثانيا :
إذا تعارض حج الوالد مع زواج الابن ، لكون المال الذي يملكه الأب
لا يكفي إلا لأحدهما ، فإنه ينظر في نكاح الابن هل يجب الآن أم يمكن تأخيره ؟ فإن
كان الابن محتاجا للنكاح ويخشى على نفسه الوقوع في الحرام ، فإن زواجه مقدم على حجه
هو لنفسه ، ومقدم على حج أبيه كذلك لأمرين :
الأول : أن إعفافه وصيانته عن الوقوع في الحرام أمر واجب لا
يحتمل التأخير ، أما الحج فيمكن تأخيره إلى أن ييسر الله له .
والثاني : أن الحج لا يجب على الأب إلا إذا ملك مالا فائضاً عن
نفقته ونفقة من تلزمه نفقته ، وقد لزمه هنا تزويج ابنه حتى لا يقع في الحرام .
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (5/12) : " وَإِنْ احْتَاجَ
إلَى النِّكَاحِ , وَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْعَنَتَ ( أي المشقة ) , قَدَّمَ
التَّزْوِيجَ – يعني : على الحج - لأَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ , وَلا غِنَى بِهِ
عَنْهُ , فَهُوَ كَنَفَقَتِهِ . وَإِنْ لَمْ يَخَفْ , قَدَّمَ الْحَجَّ ; لأَنَّ
النِّكَاحَ تَطَوُّعٌ , فَلا يُقَدَّمُ عَلَى الْحَجَّ الْوَاجِبِ " انتهى .
وانظر أيضاً : "المجموع" (7/71) للنووي .
وانظر السؤال رقم ( 27120 )
.
أما إن كان الولد لا يحتاج إلى النكاح أو لا يخاف على نفسه
الوقوع في الحرام لو أخر النكاح ، فإنه لا يلزم تزويجه الآن ، وعليه فيكون الحج
واجبا على الأب ؛ لأنه ملك مالا فائضا عن نفقته ونفقة من يعول ، قال الله تعالى : (
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً
وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) آل عمران/ 97 .
والله أعلم .
*****
832
حلاقة شعر الساقين
الفقه > عبادات > الطهارة > سنن الفطرة >(1/6271)
سؤال رقم 832- حلاقة شعر الساقين
السؤال :
ما حكم حلاقة المرأة لشعر الساقين ؟ هل هو تشبه بالكفار وماذا قال العلماء في ذلك ؟ وإذا كانت المرأة تريد أن تفعله لزوجها فما الحكم ؟
الجواب:
الحمد لله
لقد سبقت الإجابة عن هذا المسألة يراجع إجابة السؤال رقم 451 ، 742
وخلاصة الجواب أنه يجوز إزالة شعر الساقين ، وأمّا عن أقوال المذاهب الفقهية في مسألة
حلاقة شعر الجسد كشعر اليدين والرجلين فقد صرّح المالكية بأنّ للمرأة إزالة كلّ ما
في إزالته جمال لها ، ويجب عليها إبقاء ما في إبقائه جمال لها ولذلك يحرم عليها حلق
شعر رأسها . ( الموسوعة الفقهية ) 18/100
ويحرم على المرأة النّمص وهو حفّ شعر الوجه وأشدّه الحاجبين للوعيد الوارد في ذلك
. وللتفصيل في ضوابط زينة المرأة يُراجع سؤال رقم 261
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83227
الاستثمار في صناديق بنك البلاد
الفقه > معاملات > البيوع > الاستثمار >
سؤال رقم 83227: الاستثمار في صناديق بنك البلاد
ما حكم الاستثمار في صناديق بنك البلاد الاستثمارية : المرابح والسيف وأصايل ؟ .
الحمد لله
أولا :
سبق بيان حكم الاكتتاب في بنك البلاد ، في جواب السؤال رقم ( 46588 )
ثانيا :
بالتعرف على نظام الصناديق المذكورة من خلال الموقع الرسمي لبنك
البلاد تبين ما يلي :
1- أن الصندوق المرابح يقوم على استثمار الأموال المودَعة في
عمليات المرابحة التجارية التي تشتمل على شراء مختلف أنواع السلع الرائجة - ما عدا
الذهب والفضة - ثم بيعها بسعر أعلى من سعر شرائها لتحقيق الربح ، وفقا لأحكام
الشريعة الإسلامية .
2- أن صندوق أصايل يقوم على استثمار الأموال في أسهم الشركات
السعودية النقية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية.
3- أن صندوق السيف يقوم على استثمار الأموال في الأسهم الكويتية
المنتقاة وفقاً للضوابط الشرعية المعتمَدة من قِبَل مؤشر " جلوبل " الإسلامي .
وصرح الدكتور يوسف الشبيلي أحد أعضاء هيئة الرقابة بالبنك ، بأن
صندوق أصايل والسيف المتعلقين بالأسهم ، لا تستثمر فيهما الأموال بشركاتٍ تقترض أو
تودع بالربا ، وأن صندوق المرابح خاص بالمتاجرة بالسلع الدولية المباحة بطريقة
البيع الآجل . انتهى ، نقلا عن موقع الدكتور الشبيلي .
وإذا كان الأمر على ما ذُكر ، فلا حرج في الاستثمار في هذه
الصناديق .
والله أعلم .
*****
83242
هل يلزمها إعادة الإناء لأصحاب الشقة المفروشة ؟
الفقه > معاملات > الإجارة >
الفقه > معاملات > الضمان >(1/6272)
سؤال رقم 83242- هل يلزمها إعادة الإناء لأصحاب الشقة المفروشة ؟
كنت مستأجرةً شقة مفروشة وقمت بإهداء الطعام لأحد المعارف لنا في إناء من أواني الشقة ، ولا أذكر أنه أرجع لي الإناء ، والعرف عندنا أنه يجب على المرء أن يعيد الإناء الذي أهدي فيه الطعام ! وأنا الآن قد تركت الشقة ، فهل علي أنا أم على معارفي إرجاع الإناء ، أو تعويض ثمنه لأصحاب الشقة المفروشة ؟.
الحمد لله
أولا :
استئجار الشقق المفروشة داخلٌ تحت أحكام عقد الإجارة التي بينها
الفقهاء في كتبهم .
" هذا العقد يتكرر في حياة الناس في مختلف مصالحهم وتعاملهم
اليومي والشهري والسنوي ، فهو جدير بالتعرف على أحكامه ، إذ ما مِن تعامُلٍ يجري
بين الناس في مختلف الأمكنة والأزمنة ، إلا وهو محكوم بشريعة الإسلام ، وفق ضوابط
شرعية ترعى المصالح وترفع المضار " انتهى من "الملخص الفقهي" (2/114)
ومن أحكام الإجارة التي بيّنها العلماء : أنه يجوز للمستأجر أن
يعير ما استأجره ، كما في "مغني المحتاج" (3/315) ويستعمله ثم يردّه .
وعلى هذا لا حرج عليك في إعارة هذا الإناء لمعارفك .
ثانيا :
الشقة المستأجرة أو غيرها مما يستأجره الناس أمانة في يد
المستأجِر ، ومعنى ذلك : أنه لا يضمن ما يتلف فيها بغير تعد ولا تقصير .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (1/27) :
" ولا خلاف في أن العين المستأجَرةَ أمانة في يد المستأجِر ، فلو
هلكت دون اعتداء منه أو مخالفة المأذون فيه إلى ما هو أشد ، أو دون تقصير في
الصيانة والحفظ ، فلا ضمان عليه " انتهى .
انظر "بدائع الصنائع" (4/210) ، "المغني" (5/311)
فإذا ذهبت العين المستأجرة بتقصير أو تعدٍّ من المستأجِر فإنه
يضمن مثلها إن كان لها مثل ، أو قيمتها إن لم يكن لها مثل .
والذي يظهر من سؤال الأخت السائلة أنها كانت مقصِّرَةً في متابعة
الإناء الذي أعارته معارفها ، فكان عليها أن تطلبه من الذين استعاروه ، فلما لم
يحصل ذلك كان التقصير واقعا ، والواجب عليها حينئذ ضمان الإناء لأصحاب الشقة
المفروشة ، فإما أن تتابع معارفها الذين أخذوا الإناء فتأخذه منهم وتعطيه أصحاب
الشقة ، أو تشتري لهم بدله مماثلا له ، فإن لم يوجد تدفع لهم قيمته .
والله أعلم .
*****
83262
هل اللغة العربية هي لغة أهل الجنة
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > الجنة والنار >(1/6273)
سؤال رقم 83262- هل اللغة العربية هي لغة أهل الجنة
نريد أن نعرف ما هي لغة أهل الجنة وهل هي العربية ؟.
الحمد لله
لم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة – فيما نعلم - بيان اللغة
التي يتكلم بها أهل الجنة ، والوارد في ذلك حديث لا يصح عن نبينا صلى الله عليه
وسلم ، وبعض الآثار .
فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا
العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي ) .
وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقال الذهبي : أظن
الحديث موضوعا ، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160) : موضوع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وكذلك روى أبو جعفر
محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا
يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب العرب لثلاث : لأنه عربي ، والقرآن عربي ،
ولسان أهل الجنة عربي ) قال الحافظ السلفي : هذا حديث حسن . فما أدري أراد حسن
إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ، وأبو الفرج بن
الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن
حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات ، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم " انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/158) .
وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي
) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة رقم 161 : موضوع .
والحاصل أنه لم يرد دليل صحيح يبين اللغة التي يتكلم بها أهل
الجنة ، ولهذا يتعين السكوت عن هذه المسألة وعدم الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله
تعالى ؛ والانشغال بما يترتب عليه عمل ينفع في تلك الدار .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بماذا يخاطب الناس يوم
البعث ؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب ؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية
وأن لسان أهل الجنة العربية ؟
فأجاب : " الحمد لله رب العالمين لا يُعلم بأي لغة يتكلم الناس
يومئذ ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا ؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من
ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين ، ولا أن
العربية لغة أهل النعيم الأبدي ، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم
، بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول ... ولكن حدث في ذلك
خلاف بين المتأخرين ، فقال ناس : يتخاطبون بالعربية ، وقال آخرون : إلا أهل النار
فإنهم يجيبون بالفارسية ، وهى لغتهم في النار . وقال آخرون : يتخاطبون بالسريانية
لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات . وقال آخرون : إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون
بالعربية . وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقلٍ ولا نقل بل هي دعاوى
عارية عن الأدلة والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم " انتهى من "مجموع الفتاوى"
(4/299).
والله أعلم .
*****
83274
عليها زكاة متراكمة ، فهل تدفعها لأخيها على هيئة مرتبات شهرية ؟
الفقه > عبادات > الزكاة > مصارف الزكاة >(1/6274)
سؤال رقم 83274- عليها زكاة متراكمة ، فهل تدفعها لأخيها على هيئة مرتبات شهرية ؟
لقد فاتت أكثر من خمس سنوات لم أخرج فيها الزكاة على المال الذي ادخرته طوال هذه السنوات بقصد شراء منزل أو أرض أو أدفعه في مشروع يرجع علي بالنفع أنا وأسرتي ، فكرت الآن أن أدفع حق الله وأعطي ما يلزمني دفعه في الزكاة وحسبت القدر الذي يجب علي دفعه ، غير أنني احترت لمن أعطيها ولمن الأسبقية ؟ مع العلم أن لي أخا يعمل وليس فقيرا ولكن أجرته لا تكفيه في نفقاته اليومية وفي تسديد حاجيات أبنائه على حسب قوله ، ففكرت في طريقة أعطيه إياها لكي لا يخسر المال في حاجيات ثانوية تطلبها منه زوجته وأبناؤه كما جرت العادة وبهذا لن أكون قد بلغت هدف مساعدتي إياه بإعطائه الزكاة ، فقررت إعطاءه قدرا من المال شهريا حتى أستوفي ما علي دفعه . هذا سيسمح لي من جهة أخرى أن أحتفظ بالمال الذي ادخرته لتحقيق ما كنت أنوي فعله عند توفير هذا المال وبعد سنوات من المحنة والصعوبات لجمعه. سؤالي هو: هل هذه الطريقة لدفع الزكاة صحيحة خصوصا وأنني بعد ما قمت بحساب الوقت الذي ستستغرقه العملية كلها لا يتعدى العام .
الحمد لله
أولا :
يجوز دفع الزكاة إلى الأخ إن كان فقيرا أو مسكينا أو عليه دين لا
يجد وفاء له ، وحد الفقير : من لا دخل له ، أو له دخل لا يكفيه . فإن كان أخوك لا
يكفيه دخله لتوفير حاجاته وحاجات أولاده من غير إسراف ، فيجوز دفع الزكاة إليه ،
وينبغي الحذر من المحاباة في شأن هذه الفريضة العظيمة ، وراجعي السؤال رقم ( 21810 )
.
ثانيا :
يجب إخراج الزكاة فورا عند حلول الحول ، ولا يجوز تأخيرها إلا
لعذر أو مصلحة راجحة ، كعدم وجود المستحق أو غيبة المال أو انتظار قريب مستحق لها ،
فيجوز تأخيرها حينئذ مدة يسيرة .
قال ابن قدامة رحمه الله : " إن أخرها – أي : الزكاة - ليدفعها
إلى من هو أحق بها من ذي قرابة ، أو ذي حاجة شديدة ، فإن كان شيئاً يسيراً ، فلا
بأس ، وإن كان كثيراً لم يجز " انتهى من "المغني " (2/290).
وعلى هذا ، فتأخيرك الزكاة هذه السنوات الخمس خطأ ، والحمد لله
الذي وفقك لتدارك الأمر وعزمت على إخراجها ، ونسأله تعالى أن يتوب عليك ويتقبل منك
.
وإذا كان لا بد من تقسيط الزكاة لأخيك ، لأنك تخشين إذا أخذها
دفعة واحدة أن ينفقها ويبقى باقي السنة لا مال له ، فلك أن تخبريه بأن له عندك
مالاً قدره كذا وكذا وهذا المال سيكون أمانة له عندك تعطيها له كل شهر كذا ، فإن
رضي بذلك ، فالحمد لله ، وإن لم يرض ، فلا يجوز تأخير الزكاة ، فتعطيه قدر حاجته من
هذا المال ثم تعطي الباقي لغيره .
ولكن يجب التنبه إلى أن المال إذا صار أمانة عندك فيجب عليك حفظه
, ولا يجوز لك الانتفاع به ، لأنه ليس ملكاً لك في الحقيقة ، وإنما صار ملكاً لأخيك
وأنت مأمورة بحفظه له .
ثالثاً :
بالنسبة للأعوام القادمة ، التي لم تجب زكاتها بعد ، لك أن
تخرجيها مقدماً على هيئة أقساط لأخيك أو لغيره ، لكن بشرط إذا انتهى العام تحسبين
زكاتك ، فإن كنت أخرجتها فالحمد لله ، وإن كان بقي عليك شيء منها ، أخرجته فوراً ،
ولا يجوز تأخيرها ، وإن كنت أخرجت زيادة ، فهي تطوع منك إلا إذا كنت نويت أنها تكون
عن العام التالي .
وانظر لبيان ذلك جواب السؤال رقم ( 45185 )
والله أعلم .
*****
83283
كيف يقتسمون أجرة بيت ورثوه معاً ؟
الفقه > معاملات > الإرث وتوزيع التركة >(1/6275)
سؤال رقم 83283- كيف يقتسمون أجرة بيت ورثوه معاً ؟
هل يكون المال المحصّل عن طريق تأجير بيت ورثه إخوان وأخوات أيضا خاضعا لقاعدة للذكر مثل حظ الأنثيين ؟.
الحمد لله
أولاً :
إذا ترك الميت أولاداً وبناتٍ ، فإننا نبدأ بالأب والأم والزوج
أو الزوجة ، فيأخذ هؤلاء نصيبهم ، ثم يقسم الباقي من التركة على الأولاد كما أمر
الله تعالى ، للذكر مثل حظ الأنثيين ، قال تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي
أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ ) النساء/11 .
وكذلك لو ورثه إخوانه وأخواته الأشقاء ، أو من جهة الأب ، فإن
حقهم من التركة يقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين ، قال تعالى : ( وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
الأُنْثَيَيْنِ ) النساء/176 .
وهذا مجمع عليه بين أهل العلم .
قال ابن عبد البر رحمه الله : " وأما قوله تعالى في آخر سورة
النساء ( وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين ) فلم يختلف علماء
المسلمين قديما وحديثا أن ميراث الإخوة للأم ليس هكذا ، فدل إجماعهم على أن الأخوة
المذكورين في هذه الآية هم إخوة المتوفى لأبيه وأمه [ الأشقاء ] أو لأبيه " انتهى من "التمهيد" (5/200) . وينظر : " المغني " (6 /162) ،
" فتاوى اللجنة الدائمة " (16 /530)
وأما الإخوة لأم فإنهم يرثون بالسوية لا فرق بين ذكرهم وأنثاهم ،
لقوله تعالى : ( وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ
أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ
ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ ) النساء/12 .
والكلالة : من لا والد له ولا ولد . فالأخ من جهة الأم يرث بهذا
الشرط : ألا يكون للميت أصل ولا فرع وارث ، ونصيبه : السدس . فإن كانوا أكثر من
واحد ، ذكورا ، أو إناثا ، أو ذكورا وإناثا ، فلهم الثلث ، يقتسمونه بالسوية .
ثانياً :
وأما الأجرة المأخوذة من تأجير بيت ورثوه معاً ، فهذه الأجرة
تقسم عليهم حسب ما يملكه كل واحد منهم في البيت ، وحيث إنهم يمتلكون " للذكر مثل حظ
الأنثيين " فتقسم الأجرة أيضاً كذلك .
والله أعلم .
*****
83287
يقع في المعاصي ويخاف نسيان العلم والقرآن
الرقائق > التوبة >
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6276)
سؤال رقم 83287- يقع في المعاصي ويخاف نسيان العلم والقرآن
هل الوقوع في المعاصي لابد أن ينتج عنه نسيان العلم والقرآن ، فأنا أقع في المعاصي وليس عن إصرار مني بل أشعر بندم شديد بعد الوقوع في المعصية وأخاف خوفا شديدا من أن يؤدي وقوعي في المعاصي من نسيان ما حصلته من العلم ، وهذه المعاصي بصراحة شديدة أهمها النظر المحرم وما يتبعه من استمناء ، ولكن والله لا أفعل ذلك إلا إذا كنت في حالة ضيق وحزن فأجد نفسي أفعل ذلك من خلال مشاهدة الصور أو الفيديو التي يملأ إخوتي بها الجهاز ، ومشكلتي أنه منّ الله علي بقوة البنية ولدى رغبة شديدة في الزواج طغت على فكري ، ولكن ليس عندي مال وأنا أصوم كل اثنين وخميس والثلاثة أيام القمرية ، أرجو منكم أن تردوا علي ولا تتركوني هكذا .
الحمد لله
أولا :
المعاصي لها شؤم وأثر سيء على صاحبها ، وقد ذكر ابن القيم رحمه
الله جملة من آثارها ، ونحن نورد لك بعضها :
1- " حرمان العلم ، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ،
والمعصية تُطفئ ذلك النور . ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى
من وفور فطنته ، وتوقُّد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى الله قد ألقى على
قلبك نوراً ، فلا تُطفئه بظلمة المعصية .
2- حرمان الرزق ففي مسند الإمام أحمد عن ثوبان رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب
يُصيبه ) رواه ابن ماجه (4022) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .
3- وحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه ، وبينه وبين الناس . قال بعض
السلف : إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي .
4- تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمرٍ إلا ويجده مغلقاً دونه أو
متعسراً عليه ، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا .
5- أن العاصي يجد ظلمةً في قلبه ، يُحس بها كما يحس بظلمة الليل
، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة
، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو
لا يشعر ، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده ، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين
، ثم تقوى حتى تعلو الوجه ، وتصير سواداً يراه كل أحد . قال عبد الله بن عباس رضي
الله عنه : ( إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، وقوةً
في البدن ، ومحبةً في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ،
ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق ) .
6- حرمان الطاعة ، فلو لم يكن للذنب عقوبةٌ إلا أن يُصدَّ عن
طاعةٍ تكون بدله ، وتقطع طريق طاعة أخرى ، فينقطع عليه بالذنب طريقٌ ثالثة ثم رابعة
وهلم جرا ، فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما
عليها ، وهذا كرجل أكل أكلةً أوجبت له مرضاً طويلا منعه من عدة أكلات أطيب منها
والله المستعان .
7- أن المعاصي تزرع أمثالها ، ويُولِّد بعضها بعضاً ، حتى يعز
على العبد مفارقتها والخروج منها .
8- أن المعاصي تُضعف القلب عن إرادته الخير ، فتقوى إرادة
المعصية ، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة
بالكلية ، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .
9- أنه ينسلخ من القلب استقباح المعصية فتصير له عادة ، لا
يستقبح من نفسه رؤية الناس له ، ولا كلامهم فيه .
ثانياً :
كونك تشعر بالضيق من حالك ، وتبحث عن المخرج ، هو إن شاء الله
علامة الصدق ، وبداية التوبة بإذن الله .
إذ كل إنسان منا يحتاج أن يقف مع نفسه وقفات ، ويصدق العزم حتى
يبدأ جهاد نفسه الأمارة بالسوء ، ويسلح نفسه بالأسلحة .
وسنعطيك بعض الإرشادات التي نسأل الله عز وجل أن ينفعنا وإياك
بها :
1- ادع الله عز وجل , وتضرع إليه ، واعلم أن الله لا يخيب من
دعاه ، قال تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) غافر
/60 ، وألِحّ على الله بالدعاء وتحرّ مواطن الإجابة كالسجود وفي آخر
ساعة من نهار يوم الجمعة وفي ثلث الليل الأخير حين نزول ربنا تعالى إلى السماء
الدنيا فينادي هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ ولا تستبطئ الإجابة
فالله قريب يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء .
2- ينبغي على الإنسان أن يزداد من العبادات ، كما قال تعالى : (
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) هود / 114 ،
واعتن بالصلاة فهي كما قال الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت / 45 .
3- ينبغي للإنسان أن يحرص على زيادة معرفته بالله سبحانه وتعالى
، وذلك بأن يعرفه من خلال أسمائه وصفاته ، ومن خلال التفكر في ملكوت السماوات
والأرض ، فعند ذلك يشعر الإنسان بالحياء من الله سبحانه وتعالى ، وكما قال بعض
السلف : لا تنظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت .
4- أن تعلم أن الطريق إلى الجنة شاق ويحتاج إلى مجاهدة وصبر ،
وقد قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت / 69 .
5- تدبر في فوائد غض البصر ، واجعلها حاديك في الطريق ، تسلو بها
عن وساوس النفس ونزغات الشيطان ، وهذه بعض الفوائد نسوقها إليك لعل الله أن ينفعنا
وإياك بها :
• أن غض البصر امتثال لأمر الله ، قال تعالى : ( قل للمؤمنين
يغضوا من أبصارهم ) النور / 30 ، وامتثال أمر الله هو غاية
سعادة العبد في الدنيا والآخرة .
• أنه طهارة القلب وزكاة النفس والعمل.
• أنه يمنع وصول أثر السهم المسموم ؛ فإن النظرة سهم مسموم من
سهام إبليس .
• تعويض من غض بصره بحلاوة الإيمان في القلب .
• حصول الفراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل .
• أنه يخلص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق بصره دامت حسرته .
• أنه يورث القلب سرورا وفرحا ونورا وإشراقا أعظم من اللذة
الحاصلة بالنظر .
• أنه يخلص القلب من أسر الشهوة فإن الأسير هو أسير هواه وشهواته
.
6- اشغل نفسك بشيء من العمل النافع المفيد ، وحضور الدروس ،
واستماع المحاضرات ، فلا أضر على الإنسان من الفراغ والوحدة .
7- ابحث عن رفقة صالحة تعينك على طاعة الله ، فإن الشيطان من
الفرد قريب ، ومن الاثنين أبعد ، ولا يأكل الذئب من الغنم إلا القاصية .
7- تجنب الأسباب التي تثير فيك الشهوة ، كمشاهدة الصور المحرمة ،
فإن هذا مع كونه محرم في ذاته ، فهو يجرك إلى محرم آخر .
8- الاستمناء عمل محرم ، وغير لائق بالنفس الكريمة السوية ، وقد
دل على حرمته أدلة تجدها في الجواب رقم ( 329 )
فبادر أيها الأخ الكريم بالتوبة إلى الله تعالى ، واحذر مقته
وغضبه ، واعلم أن العلم والاستقامة فضل منه ، ولربما غضب على العاصي فسلبه ذلك ،
كما قال سبحانه : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا
فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الأعراف/175 . واستحضر عظمة الله تعالى ، وتذكر اطلاعه عليك ، فإنه
لا تخفى عليه خافية من أمرك .
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى طغيان
فاستح من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
وتخيل نفسك وقد جلست مع الصالحين من إخوانك ، فامتنعت عن المعصية
حياء منهم ، فلا تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك .
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه فقال : (
أوصيك أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك ) رواه
الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2541) .
نسأل الله تعالى أن يصرف عنك السوء وأن يوفقك لطاعته ومرضاته .
والله أعلم .
*****
833
صيام النهار القصير
الفقه > عبادات > الصوم > مسائل في الصيام >
سؤال رقم 833: صيام النهار القصير
السؤال : أعيش قريباً من الدائرة القطبية الشمالية للكرة الأرضية حيث يكون طول النهار أربع ساعات ونصف فقط ماذا نفعل في رمضان بالنسبة للصيام ؟ .
الجواب:
الحمد لله
إذا كان في بلدك ليل متميز ونهار متميز فإنّ عليك أن تصوم نهار أيام رمضان من الفجر إلى غروب الشمس سواء أطال النهار أم قصر ، وفقنا الله وإياك لطاعته وحسن عبادته . وللاستفادة و التوضيح يراجع السؤال رقم ( 1730 ) .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83360
خروج المرأة لزيارة والديها وأقاربها بدون إذن الزوج
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >
الفقه > معاملات > النكاح > الحقوق الزوجية >(1/6277)
سؤال رقم 83360- خروج المرأة لزيارة والديها وأقاربها بدون إذن الزوج
ما الحكم الشرعي في زوجة تركت بيت الزوجية لتعيش في بيت بالإيجار مع بعض أولادها تفاديا لضرب الزوج لها بسبب مرضه النفسي الشديد ؟ مع العلم بأن تأجير البيت كان بعلم الزوج ، وقد مضى على هذا الحال سنة وخمسة أشهر ؟!!
وما حكم خروج الزوجة للمناسبات الاجتماعية ومواصلة الأهل والأقارب ، وعادة ما يكون خروجها للمناسبات برفقة أحد بناتها أو أولادها ؟.
الحمد لله
إذا كان خروج الزوجة من بيتها ، وسكنها في بيت آخر بإذن زوجها ،
فلا حرج في ذلك ، إذا انتقلت إلى مكان تأمن فيه على نفسها وأولادها ، وكذلك إذا كان
خروجها اضطرارا ، تفاديا لضرب زوجها الناتج عن مرضه النفسي الشديد .
والأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه ، فإن
خرجت دون إذنه ، كانت عاصية ناشزا ، تسقط نفقتها ، وتأثم بذلك . لكن يستثنى حالات
الاضطرار ، وقد مثّل لها الفقهاء بأمثلة ، منها إذا خرجت للطحن أو الخبز أو شراء ما
لا بد منه ، أو خافت من انهدام المنزل ، ونحو ذلك . "أسنى المطالب مع
حاشيته" (3/239).
وقال في "مطالب أولي النهى" (5/271) : " ( ويحرم خروجها ) أي
الزوجة : ( بلا إذنه ) أي : الزوج ( أو ) بلا ضرورة كإتيانٍ بنحو مأكل ; لعدم من
يأتيها به " انتهى .
ومن هذا يعلم حكم خروجها للمناسبات الاجتماعية ومواصلة الأهل
والأقارب ، فلا تفعل ذلك إلا بإذنه ، سواء كانت تسكن معه ، أو في بيت مستقل .
واختلف الفقهاء في زيارة الزوجة لوالديها خاصة ، هل للزوج أن
يمنعها من ذلك ، وهل يلزمها طاعته .
فذهب الحنفية والمالكية إلى أنه ليس له أن يمنعها من ذلك .
وذهب الشافعية والحنابلة إلى أنه له أن يمنعها ، ويلزمها طاعته ،
فلا تخرج إليهما إلا بإذنه ، لكن ليس له أن يمنعها من كلامهما ولا من زيارتهما لها
، إلا أن يخشى ضررا بزيارتهما ، فيمنعهما دفعا للضرر .
قال ابن نجيم (حنفي) : " ولو كان أبوها زمِنا مثلا وهو يحتاج إلى
خدمتها والزوج يمنعها من تعاهده ، فعليها أن تعصيه مسلما كان الأب أو كافرا , كذا
في فتح القدير . وقد استفيد مما ذكرناه أن لها الخروج إلى زيارة الأبوين والمحارم ،
فعلى الصحيح المُفتى به : تخرج للوالدين في كل جمعة بإذنه وبغير إذنه ، ولزيارة
المحارم في كل سنة مرة بإذنه وبغير إذنه " انتهى من "البحر الرائق" (4/212).
وقال في "التاج والإكليل على متن خليل" (مالكي) (5/549) : " وفي
العُتْبية : ليس للرجل أن يمنع زوجه من الخروج لدار أبيها وأخيها ، ويُقضى عليه
بذلك ، خلافا لابن حبيب . ابن رشد : هذا الخلاف إنما هو للشابة المأمونة , وأما
المتجالّة فلا خلاف أنه يُقضى لها بزيارة أبيها وأخيها , وأما الشابة غير المأمونة
فلا يقضى لها بالخروج " انتهى .
والمتجالة هي العجوز الفانية التي لا أرب للرجال فيها . "الموسوعة الفقهية" (29/294).
وقال ابن حجر المكي (شافعي) : " وإذا اضطرت امرأة للخروج لزيارة
والدٍ أو حمام خرجت بإذن زوجها غير متبرجة ، في ملحفة وثياب بذلة ، وتغض طرفها في
مشيتها ، ولا تنظر يمينا ولا شمالا ، وإلا كانت عاصية " انتهى من "الزواجر
عن اقتراف الكبائر" (2/78) .
وقال في "أسنى المطالب" (شافعي) (3/239) : " وللزوج منع زوجته من
عيادة أبويها ومن شهود جنازتهما وجنازة ولدها ، والأولى خلافه " انتهى .
وقال الإمام أحمد رحمه الله في امرأة لها زوج وأم مريضة : " طاعة
زوجها أوجب عليها من أمها إلا أن يأذن لها " انتهى من "شرح منتهى الإرادات"
(3/47).
وقال في الإنصاف (حنبلي) (8/362) : " لا يلزمها طاعة أبويها في
فراق زوجها , ولا زيارةٍ ونحوها . بل طاعة زوجها أحق ".
وسئلت "اللجنة الدائمة للإفتاء" : " ما حكم خروج المرأة من بيت
زوجها من غير إذنه ، والمكث في بيت أبيها من غير إذن زوجها ، وإيثار طاعة والدها
على طاعة زوجها ؟
فأجابت : لا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه ، لا
لوالديها ولا لغيرهم ؛ لأن ذلك من حقوقه عليها ، إلا إذا كان هناك مسوغ شرعي يضطرها
للخروج "
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (19/165).
ومما يدل على اشتراط إذن الزوج في زيارة الأبوين : ما جاء في
الصحيحين في قصة الإفك ، وقول عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : "
أتأذن لي أن آتي أبوي ". البخاري (4141) ومسلم (2770).
قال العراقي في "طرح التثريب" (8/58) : " وقولها : { أتأذن لي أن
آتي أبوي : } فيه أن الزوجة لا تذهب إلى بيت أبويها إلا بإذن زوجها بخلاف ذهابها
لحاجة الإنسان فلا تحتاج فيه إلى إذنه كما وقع في هذا الحديث " انتهى .
ومع ذلك فإن الأولى للزوج أن يسمح لزوجته بزيارة والديها
ومحارمها ، وألا يمنعها من ذلك إلا عند تحقق الضرر بزيارة أحدهم ، لما في منعها من
قطيعة الرحم ، وربما حملها عدم إذنه على مخالفته ، ولما في زيارة أهلها وأرحامها من
تطييب خاطرها ، وإدخال السرور عليها ، وعلى أولادها ، وكل ذلك يعود بالنفع على
الزوج والأسرة .
وأما ما جاء في السؤال من أن خروجها يكون برفقة أحد بناتها أو
أولادها ، فننبه هنا إلى أن المكان الذي تحتاج في وجودها فيه إلى محرم ، لا يكفي
فيه مجرد وجود الولد أو البنت الصغيرين ، بل لا بد من محرم تتحقق بوجوده المصلحة
الشرعية .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
( ذكر أهل العلم أن من شرط المحرم أن يكون بالغا عاقلا ؛ فإذا
بلغ الرجل خمسة عشر عاما ، أو نبت له شعر العانة ، أو أنزل المني باحتلام أو غيره ،
فقد بلغ ، وصح أن يكون محرما إذا كان عاقلا .. ) [ فتاوى علماء البلد الحرام
ص (1121) ] .
نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين .
والله أعلم .
*****
83381
الرجل والمرأة إذا أرادا الأضحية منعا من قص الشعر والظفر
الفقه > عبادات > الأضحية >(1/6278)
سؤال رقم 83381- الرجل والمرأة إذا أرادا الأضحية منعا من قص الشعر والظفر
هل يجوز لمن يضحى سواء كان رجلاً أو امرأة أن يقص من شعره وأظافره ؟ وما هي الممنوعات عند ما يهل هلال ذي الحجة ؟.
الحمد لله
إذا هل هلال ذي الحجة حرم على من يريد الأضحية أن يأخذ من شعره
أو من ظفره أو من بشرته شيئا ؛ لما روى مسلم (1977) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله
عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا
رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ
فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) وفي لفظ له : ( إِذَا دَخَلَتْ
الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ
وَبَشَرِهِ شَيْئًا ).
قال النووي رحمه الله : " وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيمَنْ
دَخَلَتْ عَلَيْهِ عَشْر ذِي الْحِجَّة وَأَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَقَالَ سَعِيد
بْن الْمُسَيِّب وَرَبِيعَة وَأَحْمَد وَإِسْحَاق وَدَاوُد وَبَعْض أَصْحَاب
الشَّافِعِيّ : إِنَّهُ يَحْرُم عَلَيْهِ أَخْذ شَيْء مِنْ شَعْره وَأَظْفَاره
حَتَّى يُضَحِّي فِي وَقْت الْأُضْحِيَّة , وَقَالَ الشَّافِعِيّ وَأَصْحَابه :
هُوَ مَكْرُوه كَرَاهَة تَنْزِيه وَلَيْسَ بِحَرَامٍ . . . " انتهى من شرح
مسلم .
وهذا الحكم عام في كل من أراد أن يضحي ، رجلا كان أو امرأة .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : ماذا يجوز للمرأة التي تنوي
الأضحية عن نفسها وأهل بيتها أو عن والديها بشعرها إذا دخلت عشر ذي الحجة ؟
فأجاب : " يجوز لها أن تنقض شعرها وتغسله ، لكن لا تكده ، وما
سقط من الشعر عند نقضه وغسله فلا يضر ".
وكدّ الشعر : تمشيطه .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (18/47).
ولا يمنع مريد الأضحية من شيء آخر كاللباس أو الطيب أو الجماع .
وانظر جواب السؤال رقم ( 70290 )
.
والله أعلم .
*****
83386
إذا قال لزوجته : يا ماما أو يا أختي أو أنت أمي أو أختي
الآداب > المناهي اللفظية >(1/6279)
سؤال رقم 83386- إذا قال لزوجته - يا ماما أو يا أختي أو أنت أمي أو أختي
ما الحكم في أن يقول الزوج لزوجته : يا ماما ؟ هل هذا حرام أو هل يجعل الزوجة محرمة عليه ؟.
الحمد لله
أولاً :
قول الرجل لزوجته أنت أمي أو أختي أو يا ماما يحتمل أن يكون
ظهارا ، وألا يكون ، بحسب نيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال
بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) متفق عليه .
والغالب أن الزوج يقول مثل هذه الكلمات على سبيل التلطف والتوقير
، فلا يكون ظهارا ، ولا تحرم الزوجة بذلك على زوجها .
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (8/6) : " وإن قال : أنت
علي كأمي . أو : مثل أمي . ونوى به الظهار , فهو ظهار , في قول عامة العلماء ، وإن
نوى به الكرامة والتوقير فليس بظهار . . .
وهكذا لو قال : أنت أمي , أو : امرأتي أمي " انتهى
باختصار .
وسئلت "اللجنة الدائمة" : يقول بعض الناس لزوجته : أنا أخوك وأنت
أختي ، فما الحكم ؟
فأجابت : " إذا قال الزوج لزوجته : أنا أخوك أو أنت أختي ، أو
أنت أمي أو كأمي ، أو أنت مني كأمي أو كأختي ، فإن أراد بذلك أنها مثل ما ذكر في
الكرامة أو الصلة والبر أو الاحترام أو لم يكن له نية ولم يكن هناك قرائن تدل على
إرادة الظهار ، فليس ما حصل منه ظهارا ، ولا يلزمه شيء .
وإن أراد بهذه الكلمات ونحوها الظهار أو قامت قرينة تدل على
الظهار مثل صدور هذه الكلمات عن غضب عليها أو تهديد لها ، فهي ظهار ، وهو محرم ،
وتلزمه التوبة وتجب عليه الكفارة قبل أن يمسها ، وهي عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام
شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا " انتهى من "فتاوى اللجنة
الدائمة" (20/274).
ثانياً :
كره بعض العلماء أن يقول الرجل لامرأته : يا أمي أو يا أختي ،
لما روى أبو داود (2210) أَنَّ رَجُلا قَالَ لامْرَأَتِهِ : يَا أُخَيَّةُ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُخْتُكَ هِيَ !
فَكَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ ) .
والصواب : أنه لا كراهة في ذلك ، وهذا الحديث لا يصح ، فقد ضعفه
الألباني في ضعيف أبي داود .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجوز للرجل أن يقول
لزوجته يا أختي بقصد المحبة فقط , أو يا أمي بقصد المحبة فقط .
فأجاب :
" نعم , يجوز له أن يقول لها يا أختي , أو يا أمي , وما أشبه ذلك
من الكلمات التي توجب المودة والمحبة , وإن كان بعض أهل العلم كره أن يخاطب الرجل
زوجته بمثل هذه العبارات , ولكن لا وجه للكراهة , وذلك لأن الأعمال بالنيات , وهذا
الرجل لم ينو بهذه الكلمات أنها أخته بالتحريم والمحرمية , وإنما أراد أن يتودد
إليها ويتحبب إليها , وكل شيء يكون سبباً للمودة بين الزوجين , سواء كان من الزوج
أو الزوجة فإنه أمر مطلوب " انتهى .
"فتاوى برنامج نور على الدرب" .
والله أعلم .
*****
83390
صديقه يكثر اللعن !!
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6280)
سؤال رقم 83390- صديقه يكثر اللعن !!
عندي صديق كثير اللعن وحجته قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( العنوهن فإنهم ملعونات ) ويشهد الله أني نصحته ولكن دون جدوى فما هي نصيحتكم له ؟.
الحمد لله
أولا :
اللعن يقع على وجهين :
الأول : لعن الكفار وأصحاب المعاصي على وجه العموم ، وهذا جائز
دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة .
والثاني : لعن الكافر أو الفاسق المعين ، ممن لم يرد النص بلعنه
، وهذا مختلف فيه بين أهل العلم ، والراجح منعه ، وانظر بيان ذلك في الجواب رقم ( 36674 )
.
ثانيا :
الإكثار من اللعن مذموم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (
لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا
الْبَذِيءِ ) رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
واللعان : كثير اللعن .
وروى الترمذي أيضا (2019) عَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله
عنهما قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَكُونُ
الْمُؤْمِنُ لَعَّانًا ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كثرة اللعن من أسباب دخول
النار ، كما روى البخاري (304) ومسلم (80) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي
الله عنه قَالَ : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا
مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ
! فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ
وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ) الحديث .
وروى مسلم (2599) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ قَالَ : ( إِنِّي لَمْ
أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً ) .
وروى مسلم أيضا (2597) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَنْبَغِي
لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا ).
وروى مسلم (2598) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ
اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
وإذا كان الأمر على ما في هذه الأحاديث الشريفة ، فكيف يرضى
المسلم لنفسه هذه المنزلة ؟! أن تفوته مرتبة الصديقية والشهادة والشفاعة يوم
القيامة !
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " ( لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقِ
أَنْ يَكُون لَعَّانًا وَلا يَكُون اللَّعَّانُونَ شُهَدَاء وَلا شُفَعَاء يَوْم
الْقِيَامَة ) فِيهِ الزَّجْر عَنْ اللَّعْن ، وَأَنَّ مَنْ تَخَلَّقَ بِهِ لا
يَكُون فِيهِ هَذِهِ الصِّفَات الْجَمِيلَة ، لأَنَّ اللَّعْنَة فِي الدُّعَاء
يُرَاد بِهَا الإِبْعَاد مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى ، وَلَيْسَ الدُّعَاء
بِهَذَا مِنْ أَخْلَاق الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ وَصَفَهُمْ اللَّه تَعَالَى
بِالرَّحْمَةِ بَيْنهمْ وَالتَّعَاوُن عَلَى الْبِرّ وَالتَّقْوَى ، وَجَعَلَهُمْ
كَالْبُنْيَانِ يَشُدّ بَعْضه بَعْضًا ، وَكَالْجَسَدِ الْوَاحِد ، وَأَنَّ
الْمُؤْمِن يُحِبّ لأَخِيهِ مَا يُحِبّ لِنَفْسِهِ ، فَمَنْ دَعَا عَلَى أَخِيهِ
الْمُسْلِم بِاللَّعْنَةِ ، وَهِيَ الإِبْعَاد مِنْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى .
فَهُوَ مِنْ نِهَايَة الْمُقَاطَعَة وَالتَّدَابُر ، وَهَذَا غَايَة مَا يَوَدّهُ
الْمُسْلِم لِلْكَافِرِ ، وَيَدْعُو عَلَيْهِ ، وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث
الصَّحِيح : ( لَعْن الْمُؤْمِن كَقَتْلِهِ ) لأَنَّ الْقَاتِل يَقْطَعهُ عَنْ
مَنَافِع الدُّنْيَا ، وَهَذَا يَقْطَعهُ عَنْ نَعِيم الآخِرَة وَرَحْمَة اللَّه
تَعَالَى . وَقِيلَ : مَعْنَى ( لَعْن الْمُؤْمِن كَقَتْلِهِ ) فِي الإِثْم ،
وَهَذَا أَظْهَر " انتهى .
ثالثا :
ما جاء في النصوص من لعن بعض أهل المعاصي كلعن السارق وشارب
الخمر وآكل الربا ، محمول عند جمهور أهل العلم على غير المعيّن ، وأما المعين فلا
يجوز لعنه ؛ للأحاديث في النهي عن اللعن ، ولما في ذلك من السب والأذى وما قد يؤدي
إليه من التقنيط من رحمة الله .
ومن ذلك الحديث المسئول عنه ، وقد رواه الطبراني عن عبد الله بن
عمرو رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يكون في آخر
أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات ) حسنه الألباني في "الثمر المستطاب" (1/317) و "جلباب المرأة المسلمة" ( ص 125) .
فهذا محمول على اللعن العام كما سبق .
فينبغي أن تواصل النصح لأخيك ، حتى يترك هذا العمل ؛ لأنه إن لم
يكن محرما ، كما هو قول الجمهور ، فأقل أحواله أنه يكون مشتبها ، وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ
وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ) رواه البخاري (52)
ومسلم (1599) واللفظ له .
ثم إن المؤمن ينبغي أن يكون حريصا على هداية الخلق ، مشفقا عليهم
، ساعيا في دعوتهم وإنقاذهم ، واللعن لا يوصل إلى شيء من ذلك ، بل لو بلغ المدعو
لزاده نفورا وإحجاما وكرها وبغضا . وما أجمل أن يُعّود الإنسان نفسه على الدعاء
الصالح للناس كأن يقول : الله اهده ، اللهم أصلح حاله ، اللهم خذ بيده ، ونحو ذلك
مما فيه نفع الداعي والمدعو له . والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن ، فمن الذي
يضمن لنفسه العصمة ، فإذا عوفيت فاحمد الله ، وأرجو لإخوانك مثل ما أنت فيه من
الخير ، وتذكر قول الله تعالى : ( كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ ) النساء/94 .
وأين هذا الأخ من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى
صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ
بِهِ ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا إِلا عُوفِيَ مِنْ
ذَلِكَ الْبَلَاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ ) رواه الترمذي (3431)
وحسنه الألباني في صحيح الترمذي . فهذا هو هدي النبي صلى الله عليه
وسلم ، وهذه سنته وسيرته ، القولية والعملية ، فتمسك بها تكن من المفلحين الناجين .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
8341
ارتداء الملابس الحمراء
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > أحكام اللباس >(1/6281)
سؤال رقم 8341- ارتداء الملابس الحمراء
السؤال :
سمعت أنه خطأ أن يرتدي الرجل ملابس حمراء فما الحكم ؟.
الجواب :
الحمد لله
اختلف العلماء في حكم لبس الرجال للملابس الحمراء ، وقد وردت أحاديث مختلفة في هذا ، فمنها ما ينهى عن لبس الأحمر ، ومنها ما يبيح لبسه ؛ والجمع بينها ممكن ولله الحمد لأنّ أحاديث الشّريعة لا تتعارض مع بعضها في حقيقة الأمر لأنّ المصدر واحد ، والقول الراجح في المسألة هو الجمع بين الأحاديث على النحو التالي :
أنه يجوز لبس الملابس الحمراء إذا كانت مختلطة بألوان أخرى ، ولا يجوز لبس الأحمر البحت - الخالص - لنهييه صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
وفيما يلي ذكْر بعض الأحاديث الواردة في المسألة :
أ - أحاديث النهي التي تُحمَلُ على الأحمر البحت :
1 - عن البراء بن عازب رضي الله عنه : " نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن المياثر - الفراش اللين - الحُمر ، والقَسِيّ - ثياب مخططة بالحرير - " رواه البخاري 5390 .
2 - وعن ابن عباس قال : " نُهِيتُ عن الثوب الأحمر ، وخاتم الذهب ، وأن أقرأ وأنا راكع " رواه النسائي برقم 5171 ، وقال الإمام الألباني : " صحيح الإسناد " ( صحيح سنن النسائي / 1068 ) .
3 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : " مَرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ عليه ثوبان أحمران , فسلَّم عليه , فلم يَرُدَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم " رواه الترمذي برقم 2731 وأبوداود برقم 3574 . وقال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه . ومعنى هذا الحديث عند أهل العلم : أنه كره لبس المعصفر ، ورأو أن ما صبغ بالحمرة بالمدر أو غير ذلك فلا بأس به إذا لم يكن معصفراً " . وهذا الحديث ضَعَّفَهُ الإمام الألباني ( ضعيف سنن أبي داود / 403 ، ضعيف سنن الترمذي / 334 ) وقال : " ضعيف الإسناد " .
ب - ومن أحاديث الإباحة المحمولة على جواز لبس اللون الأحمر إذا خالطه لون آخر :
1 - عن هلال بن عامر عن أبيه قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى يخطب على بغلة , وعليه بُرْدٌ أحمر , وعَليٌّ أمامه يُعَبِّرُ " رواه أبو داود برقم 3551 ، وصححه الألباني ( صحيح سنن أبي داود / 767 ) . ومعنى يُعَبِّرُ عنه : يردد كلامه ليوصله للناس .
2 - وحديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرْبُعوعاً - متوسط القامة - , وقد رأيته في حُلةٍ حمراء , لم أر شيئا قط أحسن منه صلى الله عليه وسلم " رواه البخاري برقم 5400 ، ومسلم برقم 4308 .
3 - وعَنْ الْبَرَاءِ قَالَ : " مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِي لِمَّةٍ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَهُ شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، لَمْ يَكُنْ بِالْقَصِيرِ وَلا بِالطَّوِيلِ " رواه الترمذي برقم 1646 وقَالَ : " وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَأَبِي رِمْثَةَ وَأَبِي جُحَيْفَةَ ؛ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ " ومعنى لِمَّةٍ : ماوصل من شعر الرأس إلى شحمة الأذن .
4 - وعن البراء قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يبلغ شحمة أذنيه ، ورأيته في حلة حمراء ، لم أر شيئاً قط أحسن منه " رواه أبو داوود برقم 4072 ، وابن ماجه برقم 3599 ، وصححه الألباني ( صحيح سنن أبي داود / 768 ) .
5 - وروى البيهقي في السنن : " أنه عليه الصلاة والسلام كان يلبس يوم العيد بُردةً حمراء " .
( والمراد بالحلة الحمراء : بُردان من اليمن منسوجان بخطوط حمر مع سود , أو خضر ، ووصفت بالحمرة باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر ) .
وقد ذهب إلى هذا عدد من أهل العلم كالحافظ ابن حجر ( فتح الباري شرح صحيح البخاري / رقم 5400 ) وابن القيم رحمه الله تعالى ( زاد المعاد / 1 - 137 ) . والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83423
فوائد شرب أبوال الإبل
الفقه > عادات > الطب والتداوي >(1/6282)
سؤال رقم 83423- فوائد شرب أبوال الإبل
أرجو من فضيلتكم تزويدي بالجواب العلمي - إن توصل العلم له - وذلك بشأن الحديث الصحيح عن شرب أبوال الإبل - عافاكم الله -.
الحمد لله
الحديث الذي أشار إليه السائل حديث صحيح ، وفيه أن قوماً جاءوا
المدينة النبوية فمرضوا فأشار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشرب من ألبان
الإبل وأبوالها ، فصحوا وسمنوا ، وفي القصة أنهم ارتدوا وقتلوا الراعي ، ثم أدركهم
المسلمون وقتلوهم .
رواه البخاري ( 2855 ) ومسلم ( 1671 ) .
وأما عن فوائد أبوال وألبان الإبل الصحية فهي كثيرة ، وهي معلومة
عند المتقدمين من أهل العلم بالطب ، وقد أثبتتها الأبحاث العلمية الحديثة .
قال ابن القيم رحمه الله :
قال صاحب القانون – أي : الطبيب ابن سينا - :
" وأنفع الأبوال : بول الجمل الأعرابي وهو النجيب " انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 47 ، 48 ) .
وقد جاء في جريدة " الاتحاد " الإماراتية العدد 11172 ، الأحد 6
محرم 1427 هـ ، 5 فبراير 2006 م :
" أهم ما تربى الإبل من أجله أيضا حليبها ، وله تأثير ( فعَّال )
في علاج كثير من الأمراض ، ومنها ( التهابات الكبد الوبائية ، والجهاز الهضمي بشكل
عام وأنواع من السرطان وأمراض أخرى " •
وقد جاء في بحث قامت به الدكتورة " أحلام العوضي " نشر في مجلة "
الدعوة " في عددها 1938 ، 25 صفر 1425هـ 15 أبريل 2004 م ، حول الأمراض التي يمكن
علاجها بحليب الإبل ، وذلك من واقع التجربة : أن هناك فوائد جمة لحليب الإبل ، وهنا
بعض ما جاء في بحث الدكتورة " أحلام " :
" أبوال الإبل ناجعة في علاج الأمراض الجلدية كالسعفة - التينيا-
، والدمامل ، والجروح التي تظهر في جسم الإنسان وشعره ، والقروح اليابسة والرطبة ،
ولأبوال الإبل فائدة ثابتة في إطالة الشعر ولمعانه وتكثيفه ، كما يزيل القشرة من
الرأس ، وأيضا لألبانها علاج ناجع لمرض الكبد الوبائي ، حتى لو وصل إلى المراحل
المتأخرة والتي يعجز الطب عن علاجها "
انتهى
وجاء في صحيفة " الجزيرة السعودية " العدد 10132 ، الأحد ، ربيع
الأول 1421 ، نقلاً عن كتاب " الإبل أسرار وإعجاز " تأليف : ضرمان بن عبد العزيز آل
ضرمان ، وسند بن مطلق السبيعي ، ما يأتي :
" أما أبوال الإبل فقد أشار الكتاب إلى أن لها استعمالات متعددة
مفيدة للإنسان دلت على ذلك النصوص النبوية الشريفة ، وأكَّدها العلم الحديث ، ...
وقد أثبتت التجارب العلمية بأن بول الإبل له تأثير قاتل على الميكروبات المسببة
لكثير من الأمراض .
ومن استعمالات أبوال الإبل : أن بعض النساء يستخدمنها في غسل
شعورهن لإطالتها وإكسابها الشقرة واللمعان ، كما أن بول الإبل ناجع في علاج ورم
الكبد وبعض الأمراض ، مثل الدمامل ، والجروح التي تظهر في الجسم ، ووجع الأسنان
وغسل العيون " انتهى .
وقال الأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس :
وأبيِّن في هذا الصدد ما ينفع بول الإبل في علاجه من الأمراض ،
قال ابن سينا في " قانونه " : ( أنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو " النجيب " )
، وبول الإبل يفيد في علاج مرض " الحزاز " – الحزاز : قيل : إنه وجع في القلب من
غيظ ونحوه - ، وقد استخدمت أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل
الجروح ، والقروح ، ولنمو الشعر ، وتقويته ، وتكاثره ، ومنع تساقطه ، وكذا لمعالجة
مرض القرع ، والقشرة ، وفي رسالة الماجستير المقدمة من مهندس تكنولوجيا الكيمياء
التطبيقية " محمد أوهاج محمد " ، التي أجيزت من قسم الكيمياء التطبيقية بجامعة "
الجزيرة " بالسودان ، واعتمدت من عمادة الشئون العلمية والدراسات العليا بالجامعة
في نوفمبر 1998م بعنوان : ( دراسة في المكونات الكيميائية وبعض الاستخدامات الطبية
لبول الإبل العربية ) ، يقول محمد أوهاج :
إن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عالٍ
من : البوتاسيوم ، والبولينا ، والبروتينات الزلالية ، والأزمولارتي ، وكميات قليلة
من حامض اليوريك ، والصوديوم ، والكرياتين .
وأوضح في هذا البحث أن ما دعاه إلى تقصي خصائص بول الإبل
العلاجية هو ما رآه من سلوك بعض أفراد قبيلة يشربون هذا البول حينما يصابون
باضطرابات هضمية ، واستعان ببعض الأطباء لدراسة بول الإبل ؛ حيث أتوا بمجموعة من
المرضى ووصفوا لهم هذا البول لمدة شهرين ، فصحت أبدانهم مما كانوا يعانون منه ،
وهذا يثبت فائدة بول الإبل في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي .
كما أثبت أن لهذا البول فائدة في منع تساقط الشعر ، ويقول :
إن بول الإبل يعمل كمدر بطيء مقارنة بمادة " الفيروسمايد " ،
ولكن لا يخل بملح البوتاسيوم والأملاح الأخرى التي تؤثر فيها المدرات الأخرى ، إذ
إن بول الإبل يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والبروتينات ، كما أنه أثبت
فعالية ضد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات ، وقد تحسن حال خمس وعشرين مريضاً
استخدموا بول الإبل من الاستسقاء ، مع عدم اضطراب نسبة البوتاسيوم ، واثنان منهم
شفوا من آلام الكبد ، وتحسنت وظيفة الكبد إلى معدلها الطبيعي ، كما تحسن الشكل
النسيجي للكبد ، ومن الأدوية التي تستخدم في علاج الجلطة الدموية مجموعة تسمى
FIBRINOLTICS ، تقوم آلية عمل هذه المجموعة على تحويل مادة في الجسم من صورتها غير
النشطة PLASMINOGEN إلى الصورة النشطة PLASMIN، وذلك من أجل أن تتحلل المادة
المسببة للتجلط FIBRIN أحد أعضاء هذه المجموعة هو UROKINASE الذي يستخرج من خلايا
الكلى أو من البول كما يدل الاسم (12 ) (URO) .
وقد كشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية
البروفسير " أحمد عبد الله أحمداني " عن تجربة علمية باستخدام بول الإبل لعلاج
أمراض الاستسقاء وأورام الكبد ، فأثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض
، وقال في ندوة نظمتها جامعة " الجزيرة " :
إن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميّاً جرعة محسوبة من بول
الإبل مخلوطاً بلبنها حتى يكون مستساغاً ، وبعد خمسة عشر يوماً من بداية التجربة
انخفضت بطون أفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي ، وشفوا تماماً من الاستسقاء .
وذكر أنه جرى تشخيص لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة بالموجات
الصوتية ، وتم اكتشاف أن كبد خمسة عشر مريضاً من خمس وعشرين في حالة تشمع ، وبعضهم
كان مصاباً بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا ، وقد استجاب جميع المرضى للعلاج
باستخدام بول الإبل ، وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات
بول الإبل يوميّاً لمدة شهرين آخرين ، وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم
جميعاً من تليف الكبد ، وقال :
إن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم ، كما يحتوي
على زلال ومغنسيوم ، إذ إن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربع مرات فقط ومرة
واحدة في الشتاء ، وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم ، إذ
إن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيراً ؛ لأنه يرجع الماء إلى الجسم .
وأوضح أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال ، أو في
البوتاسيوم ، وبول الإبل غني بهما .
وأشار إلى أن أفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في
العلاج هي الإبل البكرية .
وقد أشرفت الدكتورة " أحلام العوضي " المتخصصة في
الميكروبيولوجيا بالمملكة العربية السعودية على بعض الرسائل العلمية امتداداً
لاكتشافاتها في مجال التداوي بأبوال الإبل ، ومنها رسالتا " عواطف الجديبي " ، و "
منال القطان " ، ومن خلال إشرافها على رسالة الباحثة " منال القطان " نجحت في تأكيد
فعالية مستحضر تم إعداده من بول الإبل ، وهو أول مضاد حيوي يصنع بهذه الطريقة على
مستوى العالم ، ومن مزايا المستحضر كما تقول الدكتورة أحلام :
إنه غير مكلف ، ويسهل تصنيعه ، ويعالج الأمراض الجلدية :
كالإكزيما ، والحساسية ، والجروح ، والحروق ، وحب الشباب ، وإصابات الأظافر ،
والسرطان ، والتهاب الكبد الوبائي ، وحالات الاستسقاء ، بلا أضرار جانبية ، وقالت :
إن بول الإبل يحتوي على عدد من العوامل العلاجية كمضادات حيوية (
البكتيريا المتواجدة به والملوحة واليوريا ) ، فالإبل تحتوي على جهاز مناعي مهيأ
بقدرة عالية على محاربة الفطريات والبكتريا والفيروسات ، وذلك عن طريق احتوائه على
أجسام مضادة ، كما يستخدم في علاج الجلطة الدموية ، ويستخرج منه FIBRINOLYTICS ،
والعلاج من الاستسقاء ( الذي ينتج عن نقص في الزلال أو البوتاسيوم ، حيث إن بول
الإبل غني بهما ) ، كما أن في بول الإبل علاجاً لأوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء
، وأمراض الربو وضيق التنفس ، وانخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة ، وعلاج
الضعف الجنسي ، ويساعد على تنمية العظام عند الأطفال ، ويقوي عضلة القلب ، ويستخدم
كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ، وخاصة بول الناقة البكر ، ولنمو الشعر وتقويته
وتكاثره ومنع تساقطه ، ولمعالجة مرض القرع والقشرة ، كما يستخدم بول الإبل في
مكافحة الأمراض بسلالات بكتيرية معزولة منه ، وقد عولجت به فتاة كانت تعاني من
التهاب خلف الأذن يصاحبه صديد وسوائل تصب منها ، مع وجود شقوق وجروح مؤلمة ، كما
عولجت به فتاة لم تكن تستطيع فرد أصابع كفيها بسبب كثرة التشققات والجروح ، وكان
وجهها يميل إلى السواد من شدة البثور ، وتقول الدكتورة أحلام :
إن أبوال الإبل تستخدم أيضاً في علاج الجهاز الهضمي ، ومعالجة
بعض حالات السرطان ، وأشارت إلى أن الأبحاث التي أجرتها هي على أبوال الإبل أثبتت
فاعليتها في القضاء على الأحياء الدقيقة كالفطريات والخمائر والبكتريا .
وأجرت الدكتورة " رحمة العلياني " من المملكة العربية السعودية
أيضاً تجارب على أرانب مصابة ببكتريا القولون ، حيث تم معالجة كل مجموعة من الأرانب
المصابة بداوء مختلف ، بما في ذلك بول الإبل ، وقد لوحظ تراجع حالة الأرانب المصابة
التي استخدم في علاجها الأدوية الأخرى باستثناء بول الإبل الذي حقق تحسناً واضحاً .
" مجلة الجندي المسلم " العدد 118 ، 20 ذو القعدة 1425 هـ ، 1 / 1 / 2005 م .
وقد دعانا الله تعالى إلى التأمل في خلق الإبل بقوله : ( أَفَلا
يَنْظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ ) الغاشية/17 ،
وهذا التأمل ليس قاصراً على شكل الجمل الظاهري ، بل ولا أجهزة جسمه الداخلية ، بل
يشمل أيضاً ما نحن بصدد الكلام عنه ، وهو فوائد أبوال وألبان الإبل . ولا تزال
الأبحاث العلمية الحديثة تبين لنا كثيراً من عجائب هذا المخلوق .
والله تعالى أعلم .
*****
83424
هل زواجي مقدَّر ؟ وهل الطاعة والمعصية تغيران القدَر ؟
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالقضاء والقدر >
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6283)
سؤال رقم 83424- هل زواجي مقدَّر ؟ وهل الطاعة والمعصية تغيران القدَر ؟
هل قدَّر الله سبحانه لكل شخص من تكون زوجته ؟ وهل للمعصية والطاعة دور في تغيير القدر ؟ .
أنا أحب فتاة ذات دين وخلق ، ولكن هي لا تحبني ، فهل يجوز لي أن أدعو الله بأن يحببها فيَّ ويجعلها زوجتي في المستقبل ؟.
الحمد لله
أولاً :
القدَر : هو تقدير الله تعالى الأشياء في القِدَم ، وعلمه سبحانه
أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته سبحانه لذلك ، ومشيئته
له ، ووقوعها على حسب ما قدرها ، وخَلْقُه لها .
والإيمان بالقدر من أركان الإيمان التي لا يصح إيمان أحدٍ إلا به
، ولا يصح الإيمان بالقدر إلا أن يؤمن المسلم بمراتب القدر الأربع وهي :
1. الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا من الأزل
والقدم فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض .
2. الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ ، قبل أن يخلق
السموات والأرض بخمسين ألف سنة .
3. الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة ؛ فلا يكون في
هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه .
4. الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله فهو خالق الخلق وخالق
صفاتهم وأفعالهم .
وانظر تفصيل هذا في أجوبة الأسئلة ( 49004 ) و ( 34732 ) .
وهذا التفصيل يبين لك أن الله تعالى قدَّر في الأزل من يكون أهلك
، ومن تكون زوجتك ، ومن يكون أبناؤك ، وكل ما كان ويكون في الكون فهو بتقدير الله
تعالى ، قال تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49 .
ثانياً :
لا يعني هذا أن الإنسان يكون في الدنيا بلا إرادة ، كما لا يعني
هذا أن لا يسعى الإنسان في أسباب سعادته وعافيته ، فكل شيء جعل الله له سبباً ، فمن
أراد الولد فلا بدَّ له من الزواج ، ومن أراد السعادة في الآخرة فلا بدَّ أن يسعى
لها سعيها ، وأن يأخذ في طريق الهداية ، ومن أراد المال والغنى فلا بدَّ أن يسعى
للكد والتعب .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ
لِمَا خُلِقَ لَهُ أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ
لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ
فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ .. ) متفق عليه .
ولم يُطلع الله تعالى أحداً على تفصيل ما سيحصل له من خير أو شر
، لذا فإن كل أحدٍ يسعى لجلب الخير لنفسه ودفع الأذى عن نفسه ، ولا يكون عاقلاً من
يسير في طريق سريع عكس الاتجاه ثم يقول " لن يحصل معي إلا ما كُتب لي أو عليَّ "
ولا يجلس أحدٌ في بيته ثم يقول " لن يأتيني إلا ما قدِّر لي من رزق " و لا يأكل أحد
طعاماً فاسداً ثم يقول " لن يصيبني إلا ما كتب الله لي أو عليَّ " وهذه الأمور لو
فعلها أحدٌ وقالها لعدَّ من المجانين ، وهو كذلك .
وفي خصوص الزواج فإن المسلم يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد
حثَّه على التزوج بذات الدِّين ، وهذا يقتضي منه البحث والتحري عن صاحبة الدِّين ،
ولا يقول عاقل إنني لن أسعى في هذا ؛ لأنه لو عرض عليه امرأة مجنونة أو دميمة أو
كبيرة في السن أو ذات أخلاق سيئة فإنه لن يقبل بها زوجة ! ولن يدَّعي أنه سيتزوج
بأول من يراها أو أول من تُعرض عليه ، وهذا يؤكد ما قلناه من أنه سيعرض عن بعض
النساء ، ويتأمل في أخريات ويتردد في بعضهن وهكذا ، ولو اختار ، بعد النظر والتأمل
والاستشارة والاستخارة ، امرأة تناسبه فليعلم أنه ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم
يكن ، فليجعل رجاءه في ربه عز وجل أن يهيئ له من أمره رشدا ، وأن يقدر له أرشد
الأمور بالنسبة إليه ، وأحبها إلى رب العزة تبارك وتعالى .
ثم عليه ، إذا وقع الأمر ، وقدر له ربه عطاءً أو منعا ، على ما
وافق هواه أو خالفه ، أن يحسن الظن بربه عز وجل ، ويعلم أن الله لا تعالى لا يقضي
لعبده المؤمن الصبار الشكور إلا قضاء الخير . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم ( 2999) .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 1804 ) .
ثالثاً :
أما بالنسبة لأثر الطاعة والمعصية على تغيير القدَر ، فلتعلم أن
أما ما كان في اللوح المحفوظ فإنه لن يتغير ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رُفعت
الأَقْلاَم وَجَفَّت الصُّحُف ) - رواه الترمذي ( 2516 ) وصححه من حديث ابن
عباس - ، وأما ما في أيدي الملائكة من صحف فإن الله تعالى قد يأمر
ملائكته بتغييرها لطاعة يفعلها المسلم أو معصية يرتكبها ، ولا يكون في النهاية إلا
ما كُتب أزلاً ، ويدل على ذلك قوله تعالى : ( يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ
وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) الرعد/39 .
وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على القيام ببعض الطاعات التي
لها أثر في زيادة عمر الإنسان ، كصلة الرحِم ، وأخبر أن الدعاء يرد القضاء ، وهذا
معناه : أن الله تعالى علَم أولاً أن عبده فلان سيأتي بهذه الطاعات فقدَّر له عمراً
مديداً أو بركة في الرزق ، والعكس كذلك فقد يرتكب الإنسان معصية يُحرم بسببها الرزق
، ويكون الله تعالى قد علَم ذلك أزلاً فقدَّره وكتبه بحسب علمه ، ولم يجبر الله
تعالى أحداً على طاعة ولا معصية .
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا في حديث واحد :
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلا الْبِرُّ وَلا يَرُدُّ
الْقَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ
يُصِيبُهُ ) . رواه ابن ماجه ( 4022 ) .
قال البوصيري في " مصباح الزجاجة " ( رقم 33 ) :
سألت شيخنا أبا الفضل العراقي – رحمه الله – عن هذا الحديث ،
فقال : هذا حديث حسن . انتهى
وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة.
عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ
وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) رواه البخاري ( 5640 )
ومسلم ( 2557 ) .
وروى الطبري بإسناده ، عن أبي عثمان النهدي : أن عمر بن الخطاب
قال وهو يطوف بالبيت ويبكي : اللهم إن كنت كتبت علي شقوة أو ذنبا فامحه فإنك تمحو
ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة
وكان أبو وائل شقيق بن سلمة التابعي مما يكثر أن يدعو بهؤلاء
الكلمات : اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء فامحنا واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعداء
فأثبتنا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب . [ تفسير الطبري 7/398]
وانظر جواب السؤال رقم : ( 43021 ) .
رابعاً :
حبُّك للفتاة ذات الخلق والدِّين يوجب عليك الحذر من أن تقع في
مخالفات شرعية كمراسلتها أو محادثتها أو الخلوة بها ، ولا ننصحك أن تدعو الله تعالى
أن يحببها بك ، بل ننصحك بالدعاء أن يرزقك الله تعالى زوجة صالحة ، وإذا رأيتَ من
تنطبق عليها مواصفات المرأة الصالحة فتقدَّم لها واخطبها ، ولا داعي لتعيين امرأة
بعينها فقد تبادلك المحبة ثم تقعان في مخالفات شرعية ، وقد لا يتيسر لكما أمر
الزواج ، فدعاء الله تعالى بأن ييسر لك زوجة صالحة خير لك فيما نرى .
على أننا نصدقك ـ أخانا الكريم ـ القول ، ونرى أن التعلق بهذه
الفتاة هو مشكلة فراغ بالنسبة ؛ ونعني بالفراغ هنا أنك لم تشغل نفسك بمهمات الأمور
، فملأ الشيطان قلبك شغلا بما فيه المضرة عليك في نفسك ودينك ، أو بما يفوت عليك
مصالحك .
روى ابن الجوزي عن ابن عائشة قال : قلت لطبيب كان موصوفا بالحذق
: ما العشق ؟
قال شغل قلب فارغ !! [ ذم الهوى 290] .
وإلا ، فقل لي بربك يا أخي ، هل أنت جاد في البحث عن زوجة مناسبة
، في هذه الفترة ؟!
وإذا كنت جادا في ذلك البحث ، فهل أنت جاد في إمضاء الزواج الآن
؟!
وإذا كنت جادا في إمضاء الزواج الآن ، فهل ظروفك ملائمة لذلك
الجِد (!!) منك ؟!!
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ : خَطَبْتُ امْرَأَةً ،
فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّأُ لَهَا حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهَا فِي نَخْلٍ لَهَا ،
فَقِيلَ لَهُ : أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟!!
فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا أَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ
امْرَأَةٍ فَلا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا ) رواه ابن ماجة (1864)
وصححه الألباني .
فانظر ـ يا أخي ـ كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم علق الإذن
بالنظر على إرادة النكاح .
قال العلماء : وهذا مستثنى من النهي عن النظر إلى المرأة
الأجنبية ، ولذلك إنما يسوغ حيث تدعو إليه الحاجة ، ويرجو أن يتم زواجه الذي يريد .
قال ابن القطان رحمه الله : " لو كان خاطب المرأة عالما أنها لا
تتزوجه ، وأن وليها لا يجيبه ، لم يجز له النظر ، وإن كان قد خطب [ يعني : وإن كان
يطلب خِطبتها ] ؛ لأنه إنما أبيح له النظر ليكون سببا للنكاح ، فإذا كان على يقين
من امتناعه ، بقي النظر على أصله من المنع ) [ النظر في أحكام النظر 391] .
ومعلوم أن إرادة النكاح ممن لا يقدر على مؤنته ، أو لا تساعده
عليه ظروفه في وقته الراهن ، نوع من العبث وإضاعة الزمان ، وشغل القلب بما لا ينفع
، بل بما يضر .
وحين تكون جادا ، فاستعن بالله تعالى ، واسأله التوفيق في أمرك ،
فإن بقيت على حالها ، واستخرت ربك في شأنها ، فامض في خطبتك ، وإلا ، فالنساء سواها
كثير ؛ فاظفر منهن بذات الدين ؛ تربت يداك !!
نسأل الله تعالى أن يهديك لما فيه رضاه ، وأن يوفقك لما يحب
ويرضى ، وأن يرزقك زوجة صالحة وذرية طيبة .
والله أعلم .
*****
83471
أخفى إسلامه ودُفن في مقابر الكفار فهل يكون كافراً ؟
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالله >
العقيدة > مذاهب وأديان > أديان >(1/6284)
سؤال رقم 83471- أخفى إسلامه ودُفن في مقابر الكفار فهل يكون كافراً ؟
لنفرض أن هناك نصرانيّاً قد أسلم ولم يخبر أهله ، فبعد فترة توفي ، ولكن أهله لا يعرفون أنه قد أسلم فسيصلون عليه في الكنيسة ويدفنونه على الطريقة النصرانية ، أريد أن أعرف ما حكم هذا ؟ هل يموت على الإسلام أم على الكفر ؟.
الحمد لله
اعلم أخي الكريم ـ أولا ـ أن الفقهاء اتفقوا على أنه لا يجوز أن
يدفن المسلم في مقابر الكفار ، ولا الكافر في مقابر المسلمين ، إلا لضرورة [
انظر : الموسوعة الفقهية : 21/20 ، أحكام المقابر في الشريعة الإسلامية ، د عبد
الله السحيباني ، ص :231-232] .
وإذا مات المسلم في بلاد الكفار ، فإنه يجب على وليه ، أو من علم
به من المسلمين ، أن ينقله إلى بلاد المسلمين حتى يدفن فيها .
وهذا النقل والتحويل إلى بلاد الإسلام حسب الاستطاعة ، فإن تعذر
نقله فيدفن في بلاد الكفار ، لكن في غير مقابرهم . [ انظر : أحكام المقابر ص
: 225-226] .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وهذا آكد من التمييز بينهم حال
الحياة ، بلبس الغيار ونحوه ؛ فإن مقابر المسلمين فيها الرحمة ، ومقابر الكفار فيها
العذاب " [الاختيارات ص 94] .
ثانيا : الصورة التي سألت عنها ، وهي حالة تتكرر لكثير من
المسلمين المستضعفين في بلاد الكفر ، الذين لا يتمكنون من الهجرة إلى بلد يعلنون
فيه إسلامهم ، ويأمنون فيه على دينهم وأنفسهم ، ولا يستطيعون ـ أيضا ـ إظهار
إسلامهم في البلاد التي يعيشون فيها ، إما خشية على أنفسهم من بطش أقربائهم بهم ،
كما هو الحال في سؤالك ، أو لغير ذلك من الأسباب ؛ فهؤلاء يبعثون على نياتهم ، وحكم
في الآخرة حكم ما عندهم من الإيمان والعمل الصالح ، وليس حكم الأرض التي ماتوا فيها
، أو القبر الذي دفنوا فيه ؛ عَنْ جَابِر بنِ عَبْدِ الله قَالَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ
عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ ) رواه مسلم (2878)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : صَلَّى رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ فَقَالَ : اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا
وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا
فَأَحْيِهِ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى
الإِسْلامِ اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ .
رواه أبو داود ( 3201 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمه الله - :
" اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى
الإِيمَانِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِسْلامِ ) الحياة ذكر
معها الإسلام ، وهو الاستسلام الظاهر ، ومع الموت ذكر الإيمان ؛ لأن الإيمان أفضل ،
ومحله القلب ، والمدار على ما في القلب عند الموت وفي يوم القيامة "
" شرح رياض الصالحين " ( 2 / 1200 ) .
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يقول بعض الناس :
إن لله ملائكة ينقلون من مقابر المسلمين إلى مقابر اليهود والنصارى ، وينقلون من
مقابر اليهود والنصارى إلى مقابر المسلمين ؛ ومقصودهم : أن من ختم بشر في علم الله
، وقد مات في الظاهر مسلما ، أو كان كتابيا وختم له بخير ، فمات مسلما في علم الله
، وفي الظاهر مات كافرا ، فهؤلاء ينقلون ؛ فهل ورد في ذلك خبر أم لا ؟ وهل لذلك حجة
؟ أم لا ؟
فقال رحمه الله : أما الأجساد فإنها لا تنقل من القبور ، لكن
نعلم أن بعض من يكون ظاهره الإسلام ، ويكون منافقا : إما يهوديا أو نصرانيا أو
مرتدا .. ، فمن كان كذلك فإنه يكون يوم القيامة مع نظرائه ، كما قال تعالى : (
احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ) أي أشباههم ونظراءهم . وقد يكون بعض من مات ، وظاهره
الكفر ، قد آمن بالله قبل أن يغرغر ، ولم يكن عنده مؤمن ، وكتم عن أهله ذلك ؛ إما
لأجل ميراث أو لغير ذلك ، فيكون مع المؤمنين ، وإن كان مقبورا مع الكفار .
وأما الأثر في نقل الملائكة فما سمعت في ذلك أثرا . انتهى
من الفتاوى الكبرى (3/27) بتصرف يسير .
والله أعلم .
*****
83575
لديها أموال أيتام أمانة وقد تأكله الزكاة فهل تأثم إذا لم تستثمره ؟
الفقه > معاملات > البيوع > الاستثمار >
الفقه > عبادات > الزكاة >(1/6285)
سؤال رقم 83575- لديها أموال أيتام أمانة وقد تأكله الزكاة فهل تأثم إذا لم تستثمره ؟
جاءتني أرملة ووضعت عندي مبلغا من المال أمانة لها لوقت الحاجة وهذا المال يخص أيتامها وانأ أخاف أن تأكله الصدقة كما قال رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ، مع العلم أنها لم تطلب مني تشغيله لها ، ولو فعلت فليس عندي أي موضع لأضعه فيه ، فهل علي من إثم في هذا ؟.
الحمد لله
لا إثم عليك في عدم استثمار هذا المال ، لأنكِ إنما أخذيته على
سبيل الأمانة لتحفظيه ، فالواجب عليك هو حفظه وأداؤه إلى أهله عند طلبهم ، قال الله
تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا
) النساء/ 58 . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَدِّ
الأَمَانَةَ إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ) رواه الترمذي (1264) وأبو داود (3534)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وينبغي أن تنصحي وتبيني لهذه الأخت أن هذا المال تجب فيه الزكاة
، وأن الزكاة قد تأكله ما لم يستثمر .
وننبه إلى أن حديث : ( ألا من ولى يتيما له مال فليتجر فيه ولا
يتركه حتى تأكله الصدقة ) رواه الترمذي (641) وضعفه الألباني في ضعيف
الترمذي ، لكن معناه صحيح واضح ؛ لأن مال اليتيم كغيره من الأموال ،
إذا بلغ نصابا وحال عليه الحول وجبت فيه الزكاة ، فإذا لم يستثمر ، وأخذت منه
الزكاة كل عام ، أدى ذلك إلى نقصه .
وقد ثبت هذا من كلام عمر رضي الله عنه : ( اتجروا بأموال اليتامى
لا تأكلها الزكاة ) رواه الدارقطني والبيهقي وقال : إسناده صحيح .
والله أعلم .
*****
83581
نصحه ولم يستجب فهل يقاطعه ؟
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >
السياسة الشرعية > الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر >(1/6286)
سؤال رقم 83581- نصحه ولم يستجب فهل يقاطعه ؟
أنا شاب ملتزم ، ولي أخ في الله أحبه فيه ، رأيته عند إشارة المرور صدفة وقد ارتفع صوت الأغاني من سيارته ، فناصحته بطريقة مباشرة دون أن أذكر له أني رأيته ، فأبدى اعتذاره وتوبته ، وقام - كما يقول - بإزالة الأغاني من سيارته ومن جهاز الحاسب كذلك ولله الحمد ، ولكن بعد أيام أراه يشارك في بعض المنتديات بمشاركة ماجنة ويكتب اسم الأغنية ، وقد عرفته بلقبه الذي يكنى به ورمزه ، كما أنه في بعض الأحيان يصرح بمحادثته في الإنترنت لقريبات له لسن محارم له .
فهل لي أن أقاطعه ، أو أجاريه على ظاهره ، علماً بأن النصيحة يقابلها بالقبول دون أن يعمل بها ، وعلما بأن ظاهره الالتزام ، وقد عرفه أصحابه بذلك ، إلا أني أعلم عنه ما لا يعرفون ؟.
الحمد لله
الذي يعصي الله تعالى إما أن يكون مظهراً لمعصيته أو يكون
مستتراً بها ، فإن كان مظهراً لها فإنه يُهجر ـ ولو طالت المدة ـ إن كان الهجر
يردعه عن معصيته ، أو يحمله على التقلل منها .
وإن كان مستتراً بها وقدِّر لك أن تراها فيُنكر عليه سرّاً
ويُنصح ويُستر عليه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ستر مسلما ستره الله
يوم القيامة ) متفق عليه .
ورأى محمد بن المنكدر رجلا واقفا مع امرأة يكلمها ، فقال : ( إن
الله يراكما ، سترنا الله وإياكما !! ) .
وفي مثل هذه الحالة يشرع لك أيضا أن تهجره وحدك ، إن كان ذلك
الهجر يؤثر فيه ، ولا يترتب عليه مفسدة أكبر ؛ كأن يجاهر بالمعصية ، بعدما كان
مستترا بها ، أو يزيد منها بعد إقلال ، أو أن يفعل معصية أخرى هي أشد مما هجرته من
أجله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
فمن أظهر المنكر وجب عليه الإنكار وأن يهجر ويذم على ذلك ، فهذا
معنى قولهم " من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له " ، بخلاف من كان مستتراً بذنبه
مستخفياً فإن هذا يُستر عليه ، لكن ينصح سرّاً ، ويَهجره مَن عرف حاله حتى يتوب
ويَذكر أمره على وجه النصيحة .
" مجموع الفتاوى " ( 28 / 220 ) .
وبوَّب البخاري رحمه الله على حديث كعب بن مالك وقصة تخلفه عن
تبوك بقوله :
" قوله باب ما يجوز من الهجران لمن عصى " .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
" قوله باب ما يجوز من الهجران لمن عصى " : أراد بهذه الترجمة
بيان الهجران الجائز ؛ لأن عموم النهي مخصوص بمن لم يكن لهجره سبب مشروع ، فتبين
هنا السبب المسوِّغ للهجر وهو لمن صدرت منه معصية ، فيسوغ لمن اطَّلع عليها منه
هجره عليها ليكف عنها .
" فتح الباري " ( 10 / 497 ) .
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ قَرِيبًا لِعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُغَفَّلٍ خَذَفَ قَالَ : فَنَهَاهُ ، وَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَذْفِ ، وَقَالَ : إِنَّهَا لا تَصِيدُ
صَيْدًا وَلا تَنْكَأُ عَدُوًّا وَلَكِنَّهَا تَكْسِرُ السِّنَّ وَتَفْقَأُ
الْعَيْنَ ، قَالَ : فَعَادَ ، فَقَالَ : أُحَدِّثُكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ ثُمَّ تَخْذِفُ لا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا . رواه البخاري ( 5162 ) ومسلم ( 1954 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
فيه هجران أهل البدع والفسوق ومنابذي السنَّة مع العلم ، وأنه
يجوز هجرانه دائماً ، والنهى عن الهجران فوق ثلاثة أيام إنما هو فيمن هجر لحظ نفسه
ومعايش الدنيا ، وأما أهل البدع ونحوهم فهجرانهم دائماً ، وهذا الحديث مما يؤيده مع
نظائر له ، كحديث كعب بن مالك ، وغيره . " شرح مسلم " ( 13 / 106 ) .
فالواجب عليك ـ أخي الكريم ـ تجاه صاحبك النصح والتذكير والوعظ
والتخويف بالآخرة ، فإن استجاب فالحمد لله ولك أجره ، وإن استمر على معصيته مستتراً
متخفيّاً ، فإنه يستحق الهجر منك إن رأيتَ أن هجره أنفع له ، فإن لم يكن هجرك
نافعاً له فلا نرى لك هجره ، بل نرى مداومة مصاحبتك له عسى أن ينتفع بذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم
وكثرتهم ؛ فان المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله ، فان كانت
المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضى هجره إلى ضعف الشر وخفيته : كان مشروعا ، وإن كان
لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك ، بل يزيد الشر ، والهاجر ضعيف ، بحيث يكون مفسدة
ذلك راجحة على مصلحته : لم يشرع الهجر ، بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر
.
والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ، ولهذا كان النبي صلى الله
عليه وسلم يتألف قوماً ويهجر آخرين . " مجموع الفتاوى " ( 28 / 206 ) .
وننبهك ـ أخيرا ـ إلى أنه من الممكن أن تنصحه وتدله على الخير ،
من غير أن تواجهه بما فعل ، وبخصوص مشاركاته في المنتديات ، فمن الممكن أيضا أن
تنصحه ، وتكتب له مشاركة ، أو ترسل له على بريده ، إن أمكنك ، من غير أن تعرفه
بشخصك ، إن كان ذلك يقلل من مجاهرته بالمعصية ، وارتكابه لها .
هدانا الله وإياك لما يحبه ويرضى ، وجعلنا جميعا مفاتيح للخير ،
مغاليق للشر .
والله أعلم .
*****
83599
استعار أشرطة محاضرات ولا يستطيع الوصول إلى أصحابها
الفقه > عادات > العارية > الغصب > التوبة من الأموال المحرمة >(1/6287)
سؤال رقم 83599- استعار أشرطة محاضرات ولا يستطيع الوصول إلى أصحابها
لدي أشرطة محاضرات كنت قد استعرتها منذ سنوات من أناس وهي لازالت معي حتى الآن وبعضهم قد يتيسر الوصول إليه وبعضهم لا يتيسر الوصول إليه فماذا أفعل الآن في هذه الأشرطة علماً بأني لا أتوقع أن يحزنوا أو يكون في خاطرهم شيء إن علموا بهذا ... أفتونا مأجورين .
الحمد لله
من استعار من غيره شيئا ، لزمه رده إليه ، سواء كان قليلا أو
كثيرا ، عظيما أو حقيرا ؛ أداءً للأمانة كما أمر الله تعالى بقوله : ( إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء/58 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَدِّ الأَمَانَةَ
إِلَى مَنْ ائْتَمَنَكَ ) رواه الترمذي (1264) وأبو داود (3534) وصححه
الألباني في صحيح الترمذي .
فالواجب رد هذه الأشرطة إلى أصحابها ، أو الاتصال عليهم وطلب
السماح منهم ، فإن لم يمكن الوصول أو التعرف على بعضهم ، فتصدق بما لهم عندك ، على
أنك متى وجدتهم خيرتهم بين أمرين : إما أن يكون لهم ثواب الصدقة ، وإما أن يكون لك
ثوابها وتعطيهم بدل أشرطتهم .
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله : عن رجل عنده رهون كثيرة , لا
يعرف أصحابها , فقال : إذا أيست من معرفتهم , ومعرفة ورثتهم , فأرى أن تباع ويتصدق
بثمنها , فإن عرف بعد أربابها , خيرهم بين الأجر أو يغرم لهم . المغني
(4/264) .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : " المال إذا تعذر معرفة مالكه ،
صرف في مصالح المسلمين عند جماهير العلماء كمالك وأحمد وغيرهما ؛ فإذا كان بيد
الإنسان غصوب [ يعني : أموال مغصوبة ] أو عوارٍ [ جمع عارية : وهي ما يستعيره
الإنسان من غيره ] ، أو ودائع أو رهون ، قد يئس من معرفة أصحابها ، فإنه يتصدق بها
عنهم ، أو يصرفها في مصالح المسلمين ، أو يسلمها إلى قاسم عادل يصرفها في مصالح
المسلمين ، المصالح الشرعية ...
وكان عبد الله بن مسعود قد اشترى جارية فدخل بيته ليأتي بالثمن ،
فخرج فلم يجد البائع ، فجعل يطوف على المساكين ويتصدق عليهم بالثمن ويقول : اللهم
عن رب الجارية ؛ فإن قبل فذاك وإن لم يقبل فهو لي ، وعلي له مثله يوم القيامة !!
وكذلك أفتى بعض التابعين من غل من الغنيمة ( أي : أخذ منها من
غير حق ) وتاب بعد تفرقهم ، أن يتصدق بذلك عنهم ، ورضي بهذه الفتيا الصحابة
والتابعون الذين بلغتهم كمعاوية وغيره من أهل الشام " مجموع الفتاوى
(29/321) .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (15/406) فيمن عنده أمانة لغيره :
" إذا كان الواقع كما ذكر فإن شئت فاحفظه واجتهد في التعرف على الرجل المذكور ، وإن
شئت فتصدق بالمبلغ الموجود لديك على الفقراء، أو ادفعه في مشروع خيري بنية أن يكون
ثوابه لصاحبه، فإن جاءك بعد صاحبه أو وارثه فأخبره بالواقع ، فإن رضي فبها ، وإلا
فادفع له المبلغ ، ولك الأجر إن شاء الله ".
والله أعلم .
*****
83613
طلقها مقابل نصف المهر بعد أن قذفها فهل له الحق في هذا المال ؟
الفقه > معاملات > الحدود والتعزيرات >
الفقه > معاملات > النكاح > الحقوق الزوجية >
الفقه > معاملات > النكاح > الصداق >(1/6288)
سؤال رقم 83613- طلقها مقابل نصف المهر بعد أن قذفها فهل له الحق في هذا المال ؟
إنني فتاه ملتزمة ، ولله الحمد ، ولقد حدثت بيني وبين زوجي - الذي لي منه ابنة - مشكلة ذهبت بسببها إلى بيت والدي ؛ حيث إنه شك فيَّ واتهمني في عرضي وشرفي بدون أي أسباب مقنعة ، ثم يعتذر ، ويرجع مرة أخرى للاتهامات ، وتكرر ذلك منه عدة مرات ؛ مما أكد لي أن به مرض الوسواس ، فلم أعد أحتمل ، فذهبت إلى أهلي ، وبعد ذهابي إليهم مكثت عندهم أربعة أشهر ، لم يزدد فيها زوجي إلا عناداً وإصراراً على موقفه بدون إثبات أي دليل ضدي ، وبعدما ذهب إليه أخي للتفاهم معه وجده مصرّاً على موقفة ، وأنه يطلب مني أن أستتاب ، وازداد الموقف سوءًا بينهما ، وأساء إلى والدي وإلى تربيته لي ، عندها أصرَّ أخي ووالدي على طلاقي منه ، وإلا فسوف يحيل مشكلتنا للقضاء ، وعليه أن يثبت ما لديه من اتهامات ضدي ، فطلب زوجي مقابل طلاقه لي نصف المهر ، ولكن بعد فترة طلقني من غير أن نعطيه أي مبلغ ، وسكت هو عن ذلك ، ولم يعد يطالب مرة أخرى بالمال .
والآن ، قد عوضني الله بزوج آخر ملتزم ، ولله الحمد ، وقد نبهني زوجي الثاني إلى أنه قد يكون لزوجي الأول مال لدي ، وبسبب خشيتي من الحرام وأكل مال الناس وحقوقهم ، أرجو إفتائي في هذا الأمر ، مع العلم أنني لا أملك ذلك المال ، وأنني لم أطالبه بأي مصاريف لابنته ، وهو أحيانا يرسلها ، وأحيانا لا يرسل ، فهل له أي حق مالي عندي ؟.
الحمد لله
أولاً :
قذف الزوج زوجتَه واتهامها بشرفها من كبائر الذنوب ، وهو موجب
للحدِّ ورد شهادته ، ولا بدَّ له من بينة شرعية لإثبات الفاحشة ، أو يلاعن .
قال ابن قدامة – رحمه الله - :
إذا قذف زوجته المحصنة وجب عليه الحد , وحُكم بفسقه , وردِّ
شهادته , إلا أن يأتي ببيِّنة أو يلاعن , فإن لم يأت بأربعة شهداء , أو امتنع من
اللعان : لزمه ذلك كله ، وبهذا قال مالك ، والشافعي ...
[ ويدل لذلك ] : قول الله تعالى ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ
ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ ) ، وهذا عام في الزوج وغيره , وإنما خص الزوج بأن أقام لعانه مقام
الشهادة في نفي الحد والفسق ورد الشهادة عنه .
وأيضا : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( البيِّنة وإِلاَّ حدٌّ
في ظَهْركِ ) ، وقوله لما لاعن : (عَذابُ الدنْيا أَهْونُ مِنْ عَذابِ الآخِرَة ) ؛
ولأنه قاذف يلزمه الحد لو أكذب نفسه , فلزمه إذا لم يأت بالبينة المشروعة ،
كالأجنبي . " المغني " ( 9 / 30 ) .
وعليه : فالواجب على الزوج أن يتقي الله تعالى في نفسه وفي زوجته
، وعليه أن يكف عن الكلام المسيء ، والكلام على زوجته طعن في شرفه وعرضه هو ، وعليه
أن يكذِّب نفسه ويبرئ زوجته مما افتراه عليها ، فإن لم يفعل فإنه مستحق لما رَّتبه
الله تعالى على فعله من الحد ورد الشهادة والفسق ، ولها حق طلب الطلاق منه ، وعليه
أن يؤدي لها حقوقها كاملة .
ثانياً :
التضييق على الزوجة باتهامها بالباطل وإيذائها وضربها لتتنازل عن
مهرها أو عن شيء منه يسمى " العضل " ، وهو محرَّم إلا أن تأتي بفاحشة مبينة ، فإن
فعل الزوج فإنه غير مستحق لما تتنازل عنه زوجته ، ويجب عليه أن يرجعه لها ، وإن رفض
تطليقها فلها أن تفتدي نفسها منه وتتنازل عن مهرها أو أقل أو أكثر ، فإن كان كاذبا
ظالماً فما أخذه منها سحت وحرام ، وإن كان صادقاً فما أخذه حلال له ، على أن يُثبت
ما يستوجب الحد بشهود أربعة أو ملاعنة ، وهذا في حال أنه يشهر بها ويقذفها علانية ،
أما إذا رأى فاحشة عليها فيما بينه وبين ربه ، فإن له أن يعضلها ليضيق عليها لتفتدي
نفسها .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
عن رجل اتهم زوجته بفاحشة ؛ بحيث إنه لم ير عندها ما ينكره الشرع
، إلا ادَّعى أنه أرسلها إلى عرس ثم تجسس عليها فلم يجدها في العرس ، فأنكرت ذلك ،
ثم إنه أتى إلى أوليائها وذكر لهم الواقعة ، فاستدعوا بها لتقابل زوجها على ما ذكر
، فامتنعت خوفا من الضرب فخرجت إلى بيت خالها ، ثم إن الزوج بعد ذلك جعل ذلك مستندا
في إبطال ، حقها وادعى أنها خرجت بغير إذنه ، فهل يكون ذلك مبطلا لحقها ، والإنكار
الذي أنكرته عليه يستوجب إنكارا في الشرع ؟ .
فأجاب :
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا
النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) فلا
يحل للرجل أن يعضل المرأة بأن يمنعها ويضيق عليها حتى تعطيه بعض الصداق ، ولا أن
يضربها لأجل ذلك ، لكن إذا أتت بفاحشة مبينة كان له أن يعضلها لتفتدي منه ، وله أن
يضربها ، وهذا فيما بين الرجل وبين الله .
وأما أهل المرأة فيكشفون الحق مع من هو ، فيعينونه عليه فإن تبين
لهم أنها هي التي تعدت حدود الله وآذت الزوج في فراشه ، فهي ظالمة متعدية فلتفتد
منه ، وإذا قال إنه أرسلها إلى عرس ولم تذهب إلى العرس فليسأل إلى أين ذهبت ، فإن
ذكر أنها ذهبت إلى قوم لا ريبة عندهم وصدقها أولئك القوم ، أو قالوا لم تأت إلينا ،
وإلى العرس لم تذهب ؛ كان هذا ريبة ن وبهذا يقوى قول الزوج .
وأما الجهاز الذي جاءت به من بيت أبيها ، فعليه أن يرده عليها
بكل حال ، وإن اصطلحوا فالصلح خير .
ومتى تابت المرأة جاز لزوجها أن يمسكها ولا حرج في ذلك ، فإن
التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
وإذا لم يتفقا على رجوعها إليه فلتبرئه من الصداق وليخلعها الزوج
؛ فإن الخلع جائز بكتاب الله وسنة رسوله كما قال الله تعالى ( فان خفتم أن لا يقيما
حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) .
" مجموع الفتاوى " ( 32 / 283 ، 284 ) .
ثالثاً :
والذي يظهر لنا أنه لا حق له عندكِ ، وأن ما طلبه من نصف المهر
ليس حقّاً شرعيّاً له ، ويبدو أنه راجع نفسه أو أن أحداً أخبره بذلك ، ولذلك لم
يطالب به ، كما أنه قد يكون جعل نصف المهر مقابل رعايتك لابنته ونفقتك عليها .
وبكل حال : فهو لم يأتِ بشهود على ما قذفك به ، ولم يلاعن ، ولم
يرَ شيئاً يجعله غير آثم بينه وبين ربه ، وكل ذلك يجعل الحق لكِ لا له – بحسب سؤالك
وما جاء فيه - ، فليس له ما اشترطه من نصف المهر .
وبارك الله لك في زوجك الجديد الذي يسره الله لكِ ؛ وجزاه خيرا
على ما وجهك للسؤال والاستفسار عن حقوق زوجك الأول ، وهو يدل على خلق عظيم ودين
متين .
نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يجعله خير خلَفٍ لك ولابنتك
، وأن يجمع بينكما في خير ، وأن يرزقكما ذرية طيبة .
ونسأل الله تعالى أن يوفق زوجك الأول للتوبة الصادقة ، وأن يشفيه
إن كان مريضاً ، وأن يخلف عليه خيراً .
والله أعلم .
*****
83621
تريد نصائح وتوجيهات لتناظر النصارى
الدعوة > دعوة غير المسلمين >
العلم > طلب العلم >(1/6289)
سؤال رقم 83621- تريد نصائح وتوجيهات لتناظر النصارى
يوجد في الجامعة التي أدرس فيها هناك نسبة نصارى ليست باليسيرة في جامعتي , وقد وصل بهم الحد إلى أن صار بعضهم من دعاة التبشير والتنصير ، وهم في بلاد الإسلام ، وبين أظهر المسلمين !!
حتى إن إحداهن كانت تحضر معها الإنجيل ، وكتابا آخر عن ( الإيمان ) ، وعليه صورة مريم العذراء عليها السلام ، وكانت ترغِّب البنات في قراءته وتشوقهم إليه !
ثم تبين لي ـ فيما بعد ـ من كلامي معها أنها نشيطة في الكنيسة ، وأنها تدرس الأطفال فيها!
والآن أنا حائرة في كيفية التعامل معها ، ومع مثيلاتها ؛ فهل أقطعها وأحذر زميلاتي منها ، أو أحاول أن أناظرها وأناقشها في معتقداتها ؟
علما بأنني حاولت ـ مرة ـ أن أستخرج بعض ما عندها ، لأعرف كيف أناقشها ، فوجدتها على وعي تام بمسائل النقاش ، وكأنها قد تلقنت ماذا يجب أن تقول ، وتتسلح به فيما معاملتها ومناقشتها للمسلمين !! ولم يكن عندي من العلم ما أرد به عليها ، أو يمكنني من الاسترسال معها في النقاش .
الحمد لله
أولاً :
نشكر لكِ ـ أيتها الأخت الكريمة ـ غيرتِك على دين الله تعالى ،
وعلى الاهتمام بالدعوة إلى الله ، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات .
ثانياً :
لا ننصحك بمحاورة زميلاتك من النصارى ، أو مجادلة أحد منهم ،
لأنكِ ذكرتِ أن عندهم من الشُّبَه ما تعجزين عن رده ، وذكرتِ أنك في أول طريق طلب
العلم ، وهذا يجعلنا نؤكد على هذه النصيحة في حقك وحق من كان مثلك ؛ فالجدال إنما (
يقصر جوازه على المواطن التي تكون المصلحة في فعله أكثر من المفسدة أو على المواطن
التي المجادلة فيها بالمحاسنة لا بالمخاشنة ) [ فتح القدير ، للشوكاني
1/527] .
وهذه المصلحة التي ترجى من مجادلة أهل الكتاب ، أو غيرهم من
أصناف أهل الشرك بالله ، أو أهل الأهواء والبدع ، لا تتم إلا بأن يقوم بهذه
المناظرة من هو أهلها ممن كان عنده من العلم بدينه ودين المخالف ما يمكنه من
مناظرته ، ثم يتزين بأدب الشرع لنا في ذلك .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ولما كان أتباع الأنبياء هم أهل العلم والعدل ، كان كلام أهل
الإسلام والسنة مع الكفار وأهل البدع ، بالعلم والعدل ، لا بالظن وما تهوى الأنفس .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( القضاة ثلاثة : قاضيان في النار ، وقاض في الجنة ؛ رجل علم
الحق وقضى به ، فهو في الجنة ، ورجل علم الحق وقضى بخلافه ، فهو في النار ، ورجل
قضى للناس على جهل ، فهو في النار ) رواه أبو داود وغيره ، [ صححه الألباني في صحيح الجامع ] ؛ فإذا كان من يقضي بين
الناس في الأموال والدماء والأعراض ، إذا لم يكن عالما عادلا ، كان في النار ، فكيف
بمن يحكم في الملل والأديان ، وأصول الإيمان والمعارف الإلهية والمعالم الكلية ،
بلا علم ولا عدل كحال أهل البدع والأهواء .. " [ الجواب الصحيح لمن بدل دين
المسيح 1/107-108] .
ولأجل ما ذكره شيخ الإسلام هنا من أدب الجدل ، قال الله تعالى :
( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) العنكبوت/46 قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره : " ينهى تعالى
عن مجادلة أهل الكتاب ، إذا كانت عن غير بصيرة من المجادل ، أو بغير قاعدة مرضية ،
وأن لا يجادلوا ، إلا بالتي هي أحسن ، بحسن خلق ولطف ولين كلام ، ودعوة إلى الحق
وتحسينه ، ورد الباطل وتهجينه ، بأقرب طريق موصل لذلك . وأن لا يكون القصد منها ،
مجرد المجادلة والمغالبة ، وحب العلو ، بل يكون القصد بيان الحق ، وهداية الخلق . "
اهـ . [ تفسير السعدي 743]
ثم عليكِ ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن تلتفتي لنفسك وطلب العلم ،
وقبل أن يعرف المسلم ما عند غيره ، يجب أن يعرف ما في دينه من أحكام ، فابحثي عن
أخوات من طالبات العلم وابدئي معهن في تعلم دينك ، ويمكنك أن تستعيني ـ أيضا ـ
بأشرطة علماء أهل السنة الداعين إلى منهج السلف الصالح ، لاسيما إذا لم يتيسر لك من
يعلمك .
ولتكن عنايتك الأولى بمعرفة ما يصحح لك عقيدتك ، وعبادتك ،
واهتمي بالوقوف على معاني كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
هذه هي الطريقة السليمة التي ينبغي أن تبدئي بها ، ودعي نقاش
النصارى وغيرهم من أهل الانحراف والضلال للمتخصصين ، فهم أقدر على مواجهتهم وتبيين
زيفهم ، ولا يزال في الأمة الإسلامية – ولله الحمد – من يقوم بهذا الواجب .
وإذا رأيتِ من يمكن أن يتأثر بدعوات التنصير من أخواتك المسلمات
: فيجب عليك تحذيرهن من مصاحبة أولئك الكافرات والسماع لهن ، ويمكنك تزويدهن بكتب
وأشرطة تبين الإسلام الصحيح ، وتحذِّر من المذاهب والأديان الباطلة .
ونسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه ، وأن ييسر لك العلم النافع
والعمل الصالح .
والله أعلم .
*****
83720
هل للطبيبة أن تسافر مع حملة الحج دون محرم ؟
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > الاستطاعة >(1/6290)
سؤال رقم 83720- هل للطبيبة أن تسافر مع حملة الحج دون محرم ؟
أعلم أن حج المرأة بغير محرم غير جائز , وقد سافرت العام الماضي مع إحدى الحملات للحج مع وجود المحرم . هذا العام لا يتوفر لدي محرم ليسافر معي , والحملة ملزمة بسفر طبيبة معها , علما بأنه لا يوجد وقت الآن حتى تجد الحملة طبيبة أخرى . أفيدوني ماذا أفعل أثابكم الله ؟.
الحمد لله
لا يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم ، ولو كان سفرها للحج الواجب
أو العمرة الواجبة ، لما روى البخاري (1729) ومسلم (2391) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ، وَلا يَدْخُلُ
عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا ، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ
الْحَجَّ . فَقَالَ : اخْرُجْ مَعَهَا ) .
وأما حج النافلة ، فتمنع المرأة من السفر إليه بلا محرم عند أكثر
العلماء ، بل حكى بعضهم اتفاق العلماء على ذلك .
وكون الحملة ملزمة بسفر طبيبة معها ، والوقت لا يتسع للبحث عن
طبيبة أخرى ، كل ذلك لا يبيح لك السفر معهم بلا محرم ، وكيف يتقرب العبد إلى ربه
بالحج أو بمساعدة الآخرين ، عن طريق المعصية ؟!
نسأل الله لك التوفيق والثبات والسداد .
والله أعلم .
*****
83724
أشغلها العشق وأثَّر عليها فهل تراجع طبيبا نفسيّاً ؟
الأخلاق > الأخلاق المذمومة > العشق ومقدمات الفاحشة >
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6291)
سؤال رقم 83724- أشغلها العشق وأثَّر عليها فهل تراجع طبيبا نفسيّاً ؟
أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري ، وإني مولعة بشخص ، ولكنني أعرف أن هذا الحب حرام في الدين الإسلامي ، وأعرف أنه لا يحبني ، ولكن لا جدوى من نسيان هذا للمرض حتى أنني عندما فكرت في نسيانه واجهتني مشاكل البحث عن حب جديد ، وقد بدأت أفكر في المتزوج والعازب والصديق وابن العم ... الخ ، حتى وقعت في الكثير من عدم الثقة بنفسي ، والتفكير الكبير في هذا الموضوع قد بدأ يقلقني حتى أصبحت أفكر أن هناك سحراً وأريد أن أذهب إلى شيخ ولكن مترددة قليلا ، ولا أعرف ماذا أفعل ، والآن أريد أن أذهب إلى الطبيب النفسي ، فهل هذا حرام وأنه لجوء إلى غير الله تعالى ؟ ولكن لا أعرف أيضا ما حل هذه المشكلة.
الحمد لله
ليست قضيتك ـ أيتها السائلة الكريمة ـ قضية سحر ونفث ، حتى
تحتاجي إلى الذهاب إلى راق يرقيك ، وليست قضية مرض نفسي أو عصبي ، حتى تحتاجي إلى
الذهاب إلى الطبيب ؛ إنما قضيتك قضية قلب أصابه مس من الشيطان ووسواسه ، وألقى فيه
جمارا من العشق الحرام ، وأنت رحت تشعلين جذوة الشهوة بسهام النظر المسمومة ،
والخيالات الفاسدة ، والأماني الكاذبة ، حتى وصل بك الحال إلى ما ترين من المرض !!
قال ابن القيم رحمه الله : فصل : في هديه صلى الله عليه وسلم في
علاج العشق
( هذا مرض من أمراض القلب ، مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه
وعلاجه ، وإذا تمكن واستحكم عز على الأطباء دواؤه وأعيى العليل داؤه .. )
ثم قال : ( وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة
الله تعالى ، المعرضة عنه المتعوضة بغيره عنه ؛ فإذا امتلأ القلب من محبة الله
والشوق إلى لقائه ، دفع ذلك عنه مرض عشق الصور ؛ ولهذا قال تعالى في حق يوسف : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصي ن
) يوسف / 24 ، فدل على
أن الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته
؛ فصرف المسبب صرف لسببه ، ولهذا قال بعض السلف : العشق حركة قلب فارغ .. ) زاد المعاد (4/265، 268) .
فاعلمي أيتها السائلة ، صانك الله عن أسباب غضبه ، أن أصل هذا
الداء يبدأ من النظرة المحرمة ، التي هي رسول البلاء ، وبريد الداء إلى القلب ، ثم
القلب يسرح في خيالاته ، حتى يصل إلى تمني الحرام أو تخيله ، كما قال رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ
حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ فَزِنَا الْعَيْنَيْنِ
النَّظَرُ وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي
وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ ) رواه البخاري (6243) ومسلم
(2657)
وحينئذ ، فالواجب عليك سد الطريق الموصلة إلى هذا الداء ، والبعد
عن أماكن البلاء والعدوى ، ولهذا أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يغضوا من
أبصارهم : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا
فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
) النور/ 30-31 .
وأعظم ما يعين العبد على حفظ فرجه ، أن يجعله فيما أحل الله له ،
فيتزوج ، إن كان ذلك ميسورا له ، وقد تعلق قلبه بإنسان معين ، يمكنه الزواج منه .
كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( لمْ يُر للمتحابيْن مثل النكاح ) - رواه ابن ماجة ( 1847 ) وصححه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجه "
وإن كان له تعلق بأمر الزواج ، من أجل تحصيل العفة ، وإحصان
الفرج ، من غير أن يكون تعلقه بإنسان معين ، فهذا يكون أسهل له ، ويمكنك ـ حينئذ ـ
أن تسعي في التعجيل بأمر زواجك ، وتذليل العقبات التي تحول دونه ، ولا حرج عليك ولا
عيب في السعي في تحصيل العفة ، وإحصان نفسك ، ويمكنك أن تستعيني في تحصيل ذلك بمن
تثقين منه من أخت ، أو قريبة صالحة ، أو والدة تتفهم أمرك .
وحتى يتم لك ذلك ، فاشغلي قلبك وبدنك بطاعة الله تعالى ، وضيقي
مداخل الشيطان إلى قلبك ، ولا تتركي له فرصة من غفلة ، أو فكرة شاردة . قال صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ
الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ
، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (1905) ومسلم (1400)
والباءة : أعباء الزواج وتبعاته , وقوله وجاء : مراده أن الزواج
يقطع الشهوة .
ثم اعلمي أن من أنفع الدواء ، وأرجى الأسباب لمن ابتلي بذلك :
صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ، وأن يطرح نفسه بين يديه على بابه ،
مستغيثا به متضرعا متذللا مستكينا ؛ فمتى وفق لذلك فقد قرع باب التوفيق ، فليعف
وليكتم ..
قال صلى الله عليه وسلم : ( .. وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعِفَّ
يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ
يُغْنِهِ اللَّهُ ، وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ ) رواه البخاري (6470) ومسلم (1053) .
وأنتِ يا أختنا السائلة تعلمين أن الطرف الآخر لا يبادلك الشعور
نفسه ، وتعلمين أنه لا مصير لك للزواج منه ، فما تفعلينه حرام ، وسفه في العقل ،
وأنتِ لا تزالين في مقتبل عمرك ، والطريق أمامك سهل يسير أن تنعمي بحبٍّ شرعي من
زوج صالح ، فلا تُشغلي نفسك بما حرَّم الله عليكِ .
وقد بيَّنا في جواب السؤال رقم ( 21677 ) ما هو الأحسن في
علاج القلق ، وفيه وصايا مهمة ، لا بدَّ من أن تتأمليها ، وفيه بيان جواز العلاج
عند الطبيب النفسي ، مع أننا لا نرى لكِ ذلك ؛ لأن داءكِ معروف وأنت سببه ، وعلاجك
هو بما ذكرناه لك ونصحناك به .
وذكرنا في جواب السؤال رقم ( 10254 ) مسألة امرأة
متعلقة بشاب في المدرسة وتريد حلاًّ ، فانظري – كذلك – في جوابها ، ولعلك أن
تستفيدي .
ونسأل الله تعالى أن يحبب إليكِ الإيمان وأن يزينه في قلبك ، وأن
يكرِّه إليكِ الكفرَ والفسوق العصيان ، وأن يهديك لأحسن الأقوال والأفعال ، وأن
ييسر لكِ زوجاً صالحاً وذرية طيبة .
والله أعلم .
*****
83731
نقد قصة موضوعة ، والتحذير من القصَّاص الجهلة
الرقائق > آفات اللسان >
الحديث وعلومه > مصطلح الحديث >(1/6292)
سؤال رقم 83731- نقد قصة موضوعة ، والتحذير من القصَّاص الجهلة
نرجو الإفادة في صحة هذه الرواية ( سمعتها من أحد الوعاظ ) استيقظ الساعة الرابعة والثلث ليجهز نفسه لأداء صلاة الفجر , قام وتوضأ ولبس ثوبه وتهيأ للخروج من المنزل والذهاب إلى المسجد , كان معتاداً على ذلك فمنذ صغره اعتاد أن يصلي صلواته جماعة في المسجد حتى صلاة الفجر , خرج من منزله وأخذ طريقه إلى المسجد , وبينما هو في طريقه إليه تعثّر وسقط وتمزّق جزء من ثوبه , فعاد إلى المنزل يغيّر ثوبه ويلبس ثوباً آخر , لم يغضب ولم يسب ولم يلعن ، فقط عاد إلى منزله وغيَّر ثوبه بكل بساطة , ثم عاد مرة أخرى يسلك طريق المسجد وإذ به يتعثّر مرة أخرى ويسقط وانقطع جزء من هذا الثوب أيضاً , عاد إلى منزله وقام بتغيير ثوبه , لقد تمزّق كلا ثوبيه ومع ذلك لم يعقه ذلك عن رغبته في أداء الصلاة جماعة في المسجد , عاد مرة أخرى يأخذ طريقه إلى المسجد ، وإذا به يتعثر للمرة الثالثة , ولكن شعر فجأة أنه لم يسقط ، وأن هناك أحداً أسنده ومنعه من أن يسقط على الأرض , تعجب الرجل ونظر حوله فلم يجد أحداً , وقف حائراً لحظة ثم أكمل طريقه إلى المسجد ، وإذا به يسمع صوتاً يقول له أتدري من أنا ؟ فقال الرجل : لا ، فرد الصوت : أنا الذي منعك من السقوط , فأعقبه الرجل وقال : فمن أنت ؟ فأجاب : أنا الشيطان ، فسأله الرجل : ما دمتَ الشيطان لم منعتني من السقوط ؟ فرد الشيطان : في المرة الأولى عندما تعثرت وعدت إلى منزلك وغيَّرت ثوبك غفر الله لك كل ذنبك ، وفي المرة الثانية عندما تعثرت وعدت إلى منزلك وغيَّرت ثوبك غفر الله لأهل بيتك , وعندما تعثرت في المرة الثالثة خفت أن تعود إلى المنزل وتغير ثوبك فيغفر الله لأهل حيّك , فأسندتك ومنعتك السقوط ! .
ما يحيرني في القصة أنه هل يمكن للشيطان أن يكلم الإنسان وأن يمسك يده ويمنعه من السقوط كما ورد في القصة ؟.
الحمد لله
أولاً :
هذه القصة لا أصل لها في كتب السنة والحديث والتاريخ ، وهي
مخالفة للشرع مخالفة صريحة ، وذلك من وجوه :
1. المحادثة بين الرجل والشيطان ، فمن الممكن أن يوسوس الشيطان
للإنسان ، وهو على هيئته الحقيقية ، وأما أن يكلمه فهذا غير ممكن ، إلا أن يكون
الشيطان متشكلا على هيئة البشر.
2. قول الشيطان إنه أسند الرجل عندما تعثَّر ، وهذا الأمر لا
يصدَّق وليس في مقدور الشيطان أن يفعله ، وقد جعل الله تعالى الملائكة حافظة وحارسة
للإنسان من ضرر الجن وأذيته ؛ لأنهم يروننا ولا نراهم ، قال تعالى : ( لَهُ
مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ
اللّهِ ) الرعد/11 ، وواضح من القصة المكذوبة أن الشيطان له
قدرة على حفظ الإنسان مما يمكن أن يؤذيه ، أو أن الشيطان قادر على المنع من قدر
الله تعالى .
3. والأخطر في القصة المكذوبة هو في قول الشيطان إن الله تعالى
في المرة الأولى غفر للإنسان كل ذنبه ، وأنه في المرة الثانية غفر الله لأهل بيته ،
وزعْمه أنه لو سقط في المرة الثالثة لغفر الله لأهل حيِّه ! وهذا كله من الكذب على
الله تعالى وادعاء علم الغيب ، وليس جرح المجاهد في المعركة مع الكفار بموجب لمثل
هذه الفضائل ، فكيف تُجعل للذاهب للمسجد ، وهي ليست لمن تعثر وسقط في الدعوة إلى
الله أو في طريقه لصلة الرحم وغيرها من الطاعات ، فكيف تُجعل هذه الفضائل لمن سقط
في ذهابه للمسجد ؟! .
ثم إنه ليس في السقوط والتعثر شيء يوجب هذه الفضائل ، وقد سقط
وتعثر وجرح كثير من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأتِ حرف في السنة
في مثل هذه الفضائل بل ولا في جزء منها ، ولا يغفر الله تعالى لأهل البيت أو الحي
أو المدينة لفعل واحد من الصالحين أو طاعته ، فضلاً عن سقوط لا يقرِّب إلى الله
وليس هو طاعة في نفسه ، ولو كان أحدٌ ينتفع بفعل غيره لانتفع والد إبراهيم عليه
السلام بنبوة ابنه ، ولانتفع ابن نوح بنبوة أبيه ، ولانتفع أبو طالب بنبوة ابن أخيه
محمد صلى الله عليه وسلم .
ثم من أين علم الشيطان بذلك كله حتى أخبر هذا الرجل ، وهل يملك
الشيطان أن يمنع رحمة أرادها الله تعالى بأحد من عباده ؟
كلا ؛ قال الله تعالى : ( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ
رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فاطر/2
ثانياً :
لا شك أن هذه القصص المكذوبة الباطلة هي مما يروج عند من لم يفهم
دينه ، ولا يعرف توحيد ربه تعالى ، ويروجها أساطين الكذب من الخرافيين المفترين على
شرع الله تعالى ، وقد توعد الله تعالى هؤلاء الكاذبين بأشد الوعيد ، فقال تعالى : (
قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ
يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 .
والواجب على الخطباء والمدرسين أن ينزهوا أنفسهم أن يكونوا من
القصَّاص الذين يقصون على العامة ما يخالف الشرع والعقل ، وقد حذَّر سلف هذه الأمة
من هؤلاء القصَّاص أشد التحذير لما فيه كثير من قصصهم من آثار سيئة على العامة ولما
فيها من مضادة لشرع الله .
وقد جاء في حديث حسَّنه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (
1681 ) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لمَّا
هَلَكُوا قَصُّوا ) .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :
قال في " النهاية " : ( لما هلكوا قصوا ) : أي : اتكلوا على
القول وتركوا العمل ، فكان ذلك سبب هلاكهم ، أو بالعكس : لما هلكوا بترك العمل
أخلدوا إلى القصص .
وقال الألباني – معقِّباً - :
ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص
والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم ، فيحملهم ذلك على العمل
الصالح ؛ لما فعلوا ذلك هلكوا .
" السلسلة الصحيحة " ( 4 / 246 ) .
وهذا هو حال القصَّاص : الاهتمام بالحكايات والخرافات ، وسردها
على العامة ، دون الفقه والعلم ، ويسمع العامي كثيراً ولا يفقه حكماً ولا يستفيد
علماً .
قال ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 150 ) :
والقصاص لا يُذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : (
نَحْنُ نَقصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَص ) وقال : ( فَاقْصُص القَصَص ) .
وإنما ذُمَّ القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر
العلم المفيد ، ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال .
انتهى
وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال : ( ما أمات العلم إلا القصاص
، يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء ، و يجلس إلى العلم فلا يقوم حتى
يتعلق منه شيء ) .
" حلية الأولياء " ( 2 / 287 ) .
وكم أحدث هؤلاء القصاص من آثار سيئة على العامة ، وسردهم لتلك
الخرافات جعلت لهم منزلة عند العامة الذين يصدِّقون كل ما يسمعون حتى أصبحوا
مقدَّمين على العلماء وطلبة العلم .
قال الحافظ العراقي – رحمه الله - :
ومن آفاتهم : أن يحدِّثوا كثيراً من العوام بما لا تبلغه عقولهم
, فيقعوا في الاعتقادات السيئة , هذا لو كان صحيحاً , فكيف إذا كان باطلاً ؟! .
" تحذير الخواص " للسيوطي ( ص 180 ) نقلاً عن " الباعث على الخلاص " للعراقي .
يقول ابن الجوزي :
والقاص يروي للعوام الأحاديث المنكرة , ويذكر لهم ما لو شم ريح
العلم ما ذكره , فيخرج العوام من عنده يتدارسون الباطل ، فإذا أنكر عليهم عالم
قالوا : قد سمعنا هذا بـ " أخبرنا " و " حدثنا " ، فكم قد أفسد القصاص من الخلق
بالأحاديث الموضوعة , كم لون قد اصفر من الجوع , وكم هائم على وجهة بالسياحة ، وكم
مانع نفسه ما قد أبيح , وكم تارك رواية العلم زعماً منه مخالفة النفس في هواها ،
وكم موتم أولاده [ يعني : جعلهم يتامى ] بالزهد وهو حي ، وكم معرض عن زوجته لا
يوفيها حقها ؛ فهي لا أيم ولا ذات بعل " اهـ . الموضوعات " ( 1 / 32 ) .
ومن هنا جاء الذم لهؤلاء القصاص في كلام كثير من السلف :
قال ميمون بن مهران - رحمه الله - :
القاص ينتظر المقت من الله ، والمستمع ينتظر الرحمة .
قال الألباني رحمه الله - تحت حديث رقم ( 4070 ) من " السلسلة
الضعيفة " - :
رواه ابن المبارك في كتابه " الزهد " بسندٍ صحيحٍ .
وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - :
أكذب الناس القُصَّاص والُّسوَّال ، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق
؛ لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر ، قيل له : أكنت تَحضر مجالسهم ؟ قال : لا .
" الآداب الشرعية " لابن مفلح الحنبلي ( 2 / 82 ) .
فنسأل الله أن يصلح أحوال الأئمة والخطباء ، وأن يهديهم لما فيه
صلاحهم وإصلاح غيرهم .
والله أعلم .
*****
83736
نصرانية تسأل : لم لا يجوز تزوج المسلمة بالكتابي ويجوز العكس ؟
العقيدة > مذاهب وأديان > أديان >
الفقه > معاملات > النكاح > الأنكحة الباطلة >(1/6293)
سؤال رقم 83736- نصرانية تسأل - لم لا يجوز تزوج المسلمة بالكتابي ويجوز العكس ؟
سؤال من زوجتي المسيحية : لماذا لا يحل للمرأة المسلمة الزواج من أهل الكتاب - المسيحيين واليهود - بينما هو محلَّل للرجل المسلم ؟.
الحمد لله
إن من أسماء الله تعالى التي نؤمن بها ، ولا نظن أن أحدا ممن
يعتقد أن له ربا يشك فيها ، أنه سبحانه الحكيم ، وبهذا أثنت عليه الملائكة المكرمون
، لما علموا حكمته في أمره لهم بالسجود لآدم : ( قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ
لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) البقرة/32
وبهذا ـ أيضا ـ شهد لنفسه سبحانه ، وشهدت له ملائكته ، وشهد له أهل العلم به سبحانه
: ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو
الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران/18 .
وبذلك قامت حجته سبحانه على خلقه . قال الله تعالى : ( قُلْ
فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأنعام/149 ومعلوم ـ من ذلك ـ أن الحكيم لا يفعل ما يفعل عبثا ،
ولا يضع شيئا في غير موضعه ، ولا يأمر بأمر إلا وهو أحسن لخلقه من غيره ، كما قال
سبحانه : ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ
مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) الزمر/23 .
وهذا كما أنه مقتضى اسمه الحكيم ، فهو كذلك مقتضى تفرده بالخلق
سبحانه ، فمنطقي أن من صنع شيئا هو أعلم بما يصلحه ويلائمه من غيره ؛ فكيف بالخالق
العليم : ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14 . وأما عن هذه الحكمة التي تسألين عنها ، فعلك أيتها
السائلة على علم بأن الإسلام هو آخر دين نزل من عند الله تعالى ، ولذلك نسخ كل دين
سواه ، كما قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) التوبة/33 . وقال تعالى : ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ
لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا ) النساء/141 .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإسلام يعلو ولا يُعلَى
) رواه الدارقطني وغيره ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (2778)
ومعلوم أن الزوج له القوامة على زوجته ، ومقامه من الأسرة أعلى
من مقام زوجته ، وربما كان هذا العلو دافعا له لإكراه زوجته على ترك دينها واتباع
دينه ، أو التأثير فيها بغية ذلك ، وهو ما لا يرضاه الإسلام .
وسوف يكون ذلك العلو الذي للزوج سببا ـ أيضا ـ في اتباع أبناء
هذه المرأة لأبيهم على دينه ، وهي جناية عظيمة على تلك الذرية ، أن تتشأ ولم تهتد
إلى دين الله الخاتم .
وهذه الحكمة العظيمة قد ذكرها ربنا تبارك وتعالى في سياق تحريم
تزويج المسلمات لغير المسلمين فقال تعالى : ( وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ
حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ
أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ
وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221 .
ثم إن الكتابية حين تتزوج بمسلم ، تتزوج برجل يؤمن بنبيها ، بل
وبسائر أنبياء الله ، ولا يكون مسلماً إلا بهذا ، ولا يحل له أن يفرِّق بين أحد
منهم ، قال تعالى : ( آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ) البقرة/285 ، في
حين أن الكتابي - من يهودي أو نصراني - لا يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم
الأنبياء ، فكيف يستوي الأمران لتكون نساء المسلمين عند رجل يكفر بنبيها ولا يؤمن
به ؟!
على أننا ننبه هنا إلى أن زواج المسلم بالكتابية ، وإن كان مباحا
في الشرع ، لما يرجى من وراءه من المصلحة ، وما فيه من التخفيف على العباد ، فإنه "
مستثقل مذموم " كما قال الإمام مالك رحمه الله [ تفسير القرطبي 3/67 ] .
وبعد ، فهذا دعوة هادئة لأهل الكتاب ، لعلهم ينتبهون إلى أن
الإسلام قد استثنى أهل الكتاب في بعض الأحكام من دون باقي الكفار ، فأباح الله
تعالى أن نأكل مما يذبحه أهل الكتاب ، كما أباح لنا التزوج من نسائهم ، تقديراً
لأصل دينهم الذي جاء بالتوحيد ، وإكراماً لرسل تلك الأديان الذين أُمرنا بالإيمان
بهم وتعظيمهم ، وليُنظر الفرق بين موقف أهل الديانتين اليهودية والنصرانية من نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم وبين موقف ديننا من أنبيائهم .
وأخيرا ؛ فإن هذا الحكم ليس غريبا على الأديان الأخرى ، ولا شاذا
تفرد به الإسلام ، لماذا يستغرب بعض الطاعنين في ديننا من منع الإسلام من تزويج
نسائنا بغير المسلمين وهم بينهم لا يزوجون بعضهم بعضاً وهم أهل ديانة واحدة ؟!
فالكاثوليكي لا يستطيع أن يتزوج بامرأة بروتستانتية ، وإن تجرأ على ذلك عوقب من قبل
الكنيسة ، والعكس بالعكس !
وفي قانون الأقباط الأرثوذكس المصري الصادر عام 1938م تنص المادة
السادسة على أن " اختلاف الدين مانع من الزواج " .
والله أعلم .
*****
83746
ما هي الطرق الشرعية لاستخراج الركاز ؟
الفقه > عبادات > الزكاة > ما تجب فيه الزكاة >(1/6294)
سؤال رقم 83746- ما هي الطرق الشرعية لاستخراج الركاز ؟
ما هي الطرق الشرعية لاستخراج كنوز الأرض – الركاز - ؟.
الحمد لله
أولاً :
الرِّكاز هو ما وجد مدفوناً في الأرض من مال الجاهلية ، وأهل
الجاهلية هم من كانوا موجودين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم على أي دين كانوا
، وقد أوجب الشرع فيه عند استخراجه الخُمس ، زكاةً عند بعض العلماء ، وفيئاً عند
آخرين ، والباقي لمن استخرجه إن كان استخراجه من أرضٍ يملكها ، أو من خرِبة أو من
أرض مشتركة كالشارع وغيره .
قال ابن قدامة المقدسي – رحمه الله - :
" الركاز : المدفون في الأرض ، واشتقاقه من : ركَز يركِز ، مثل :
غرز يغرز ، إذا خفي ، يقال " ركز الرمح " إذا غرز أسفله في الأرض ، ومنه الرِّكز
وهو الصوت الخفي ، قال الله تعالى : ( أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً ) .
والأصل في صدقة الركاز ما روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال : ( العَجْمَاءُ جُبَار ، وفي الرِّكازِ الخُمْس ) متفق عليه .
وهو أيضاً مجمع عليه ، قال ابن المنذر : لا نعلم أحدا خالف هذا
الحديث إلا الحسن فإنه فرَّق بين ما يوجد في أرض الحرب وأرض العرب ، فقال فيما يوجد
في أرض الحرب : الخمس ، وفيما يوجد في أرض العرب الزكاة . " المغني " ( 2 /
610 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
" ليس كل مدفون يكون ركازاً ، بل كل ما كان من دِفْن الجاهلية ،
أي : من مدفون الجاهلية .
ومعنى الجاهلية : ما قبل الإسلام ، وذلك بأن نجد في الأرض كنزاً
مدفوناً ، فإذا استخرجناه ووجدنا علامات الجاهلية فيه ، مثل أن يكون نقوداً قد علم
أنها قبل الإسلام ، أو يكون عليها تاريخ قبل الإسلام ، أو ما أشبه ذلك .
وقوله : " ففيه الخمس في قليله وكثيره " فلا يشترط فيه النصاب ؛
لعموم قول النبي صلّى الله عليه وسلّم : " وفي الركاز الخمس " .
ثم اختلف العلماء في الخمس ، هل هو زكاة أو فيء ؟ بناء على
اختلافهم في " أل " في قوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث : " الخمس " هل هي
لبيان الحقيقة أو هي للعهد ؟ .
فقال بعض العلماء : إنه زكاة فتكون " أل " لبيان الحقيقة .
ويترتب على هذا القول ما يأتي :
1- أن تكون زكاة الركاز أعلى ما يجب في الأموال الزكوية ؛ لأن
نصف العشر ، والعشر ، وربع العشر ، وشاة من أربعين : أقل من الخمس .
2- أنه لا يشترط فيه النصاب ، فتجب في قليله وكثيره .
3- أنه لا يشترط أن يكون من مال معيَّن ، فيجب فيه الخمس سواء
كان من الذهب أو الفضة أو المعادن الأخرى ، بخلاف زكاة غيره .
والمذهب عند أصحابنا - يرحمهم الله - : أنه فيء ، فتكون " أل "
في الخُمس للعهد الذهني ، وليست لبيان الحقيقة ، أي : الخمس المعهود في الإسلام ،
وهو خُمس خمس الغنيمة الذي يكون فيئاً يصرف في مصالح المسلمين العامة ، وهذا هو
الراجح؛ لأن جعله زكاة يخالف المعهود في باب الزكاة ، كما سبق بيانه في الأوجه
الثلاثة المتقدمة. .
" الشرح الممتع " ( 6 / 88 ، 89 ) .
ومن وجدَ كنزاً وليس عليه علامات تدل أنه من دفن الجاهلية : فهو
في حكم اللقطة ، ينتظر عليه سنةً كاملة ، ثم يحل له تملكه بعدها إلا أن يُعرف صاحبه
قطعاً فيجب دفعه له ، أو تعويضه بقيمته في وقت التصرف به .
ولا يجوز البحث عن الكنوز في أراضٍ مملوكة لأحدٍ ؛ لأن هذا من
التصرف في مال غيره بغير حق ، ومن وجد مالاً في أرضِ غيره فيجب أن يدفعه لصاحب
الأرض .
وينبغي للعقلاء أن لا يضيعوا أعمارهم في البحث عن مثل هذه الكنوز
؛ فإنها مضيعة للأوقات والأعمار والأموال ، مع ما يترتب عليها من عقوبات من الدولة
، وقد يعيش المرء دهره كله ولا يجد قطعة نقدية واحدة ، وقد يشتغل المرء في الزراعة
فيحرث أرضه ويوفقه الله لوجود ما يغتني به عمره كله .
ثانياً :
يسلك كثيرٌ من الناس طرُقاً غير شرعيَّة لاستخراج هذه الكنوز ،
فبعضهم يستعين بالسحرة والكهنة والمشعوذين ، وآخرون يعتمدون على اتصالهم بالجن ،
وكل هذه الطرق غير شرعية ، وهي توجب استحقاق الإثم العظيم على فاعله .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
هناك من يحضِّر الجن بطلاسم يقولها ، ويجعلهم يخرجون له كنوزاً
مدفونة في أرض القرية منذ زمن بعيد ، فما حكم هذا العمل ؟ .
فأجاب :
هذا العمل ليس بجائز ؛ فإن هذه الطلاسم التي يحضِّرون بها الجن
ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك - في الغالب - ، والشرك أمره خطير قال الله تعالى :
( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ
وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) ، والذي يذهب إليهم
يغريهم ويغرهم ، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق ، ويغرهم بما يعطيهم من الأموال .
فالواجب مقاطعة هؤلاء ، وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم ، وأن
يحذِّر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم ، والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على
الناس ويبتزون أموالهم بغير حق ويقولون القول تخرصا ، ثم إن وافق القدر أخذوا
ينشرونه بين الناس ، ويقولون : نحن قلنا وصار كذا ، ونحن قلنا وصار كذا ، وإن لم
يوافق ادعوا دعاوى باطلة ، أنها هي التي منعت هذا الشيء .
وإني أوجه النصيحة إلى من ابتلي بهذا الأمر وأقول لهم : احذروا
أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله عز وجل وأخذ أموال الناس بالباطل ، فإن أمد
الدنيا قريب ، والحساب يوم القيامة عسير ، وعليكم أن تتوبوا إلى الله تعالى من هذا
العمل ، وأن تصححوا أعمالكم ، وتطيبوا أموالكم ، والله الموفق .
" فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / السؤال رقم 116 ) .
واعلم أيها السائل الكريم أن الذي يحمل كثيرا من الناس على الجري
خلف تلك الأوهام ، وطلبها من السحرة والمشعوذين وأمثالهم ، أن نفوسهم امتلأت بحب
الترف ، والتعلق بأوهام الغني ، من غير أسبابه ، وطلب المال من غير بابه ، مع ما
تركب في كثير من تلك النفوس من غلبة الكسل والركون إلى البطالة .
قال ابن خلدون – رحمه الله - :
والذي يحمل على ذلك في الغالب زيادة على ضعف العقل : إنما هو
العجز عن طلب المعاش بالوجوه الطبيعية للكسب من التجارة والفلح والصناعة ؛ فيطلبونه
بالوجوه المنحرفة ، وعلى غير المجرى الطبيعي من هذا وأمثاله ، عجزاً عن السعي في
المكاسب ، وركوناً إلى تناول الرّزق من غير تعب ولا نصب في تحصيله واكتسابه ، ولا
يعلمون أنَّهم يوقعون أنفسهم بابتغاء ذلك من غير وجهه في نصبٍ ومتاعبَ وجُهدٍ شديد
أشدَّ من الأول ، ويعرِّضون أنفسهم مع ذلك لمنال العقوبات ، وربما يحمل على ذلك في
الأكثر زيادة الترف وعوائده وخروجها عن حدّ النهاية حتى تُقتصر عنها وجوه الكسب
ومذاهبه ولا تفي بمطالبها ، فإذا عجز عن الكسب بالمجرى الطبيعي لم يجد وليجةً في
نفسه إلا التمني لوجود المال العظيم دفعةً من غير كلفة ، ليفي ذلك له بالعوائد التي
حصل في أسرها ؛ فيحرص على ابتغاء ذلك ويسعى فيه جهده ، ولهذا فأكثر من تراهم يحرصون
على ذلك هم المترفون من أهل الدولة ومن سكان الأمصار الكثيرة الترف المتسعة الأحوال
، مثل مصر وما في معناها ، فنجد الكثير منهم مغرمين بابتغاء ذلك وتحصيله ، ومساءلة
الركبان عن شواذه .
" مقدمة ابن خلدون " ( ص 385 ، 386 ) .
وقد كتب ابن خلدون فصلاً نفيساً في " المقدمة " من ( ص 384 – 389 ) فليُنظر .
أما إذا تجنب المسلم الطرق المحرمة ، من الطلاسم والاستعانة
بالجن والسحرة والكهنة ، أو العدوان على ملك غيره ، من أرض أو دار أو غير ذلك ؛ فلا
حرج عليه فيما يجده من ذلك الركاز ، ولا حرج عليه في طلبه ـ أيضا ـ والبحث عنه ، إن
كان له معرفة بالوسائل المادية الموصلة إلى ذلك ، ولم يكن يضيع عمره في الجري خلف
سراب الغنى ، وأوهام الكنوز ، كحال الذين كانوا يطلبون المال في السابق عن طريق
تعلم الكيمياء التي تعينهم على قلب المعادن ذهبا ، فقالوا فيهم : من طلب المال
بالكيمياء أفلس !!
وأما أن هذا له طريقة معينة في طلبه والبحث عنه في الشرع ، فإن
الشرع لم يجيء بمثل ذلك ، وإنما جاء ببيان ما يشرع في حقه أو يحرم عليه .
فمهما اخترع الناس من آلة أو سيلة تعينهم على تعرف ذلك ،
بعلاماته المادية ، أو الدلائل عليه ، فإن ذلك مباح لمن علمه واستعمله .
والله أعلم .
*****
83748
تريد مساعدة زوجها في شئون الزواج وأخواتها يرفضن
الفقه > معاملات > النكاح > العشرة بين الزوجين >
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6295)
سؤال رقم 83748- تريد مساعدة زوجها في شئون الزواج وأخواتها يرفضن
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 ، مخطوبة ، وأريد أن أساعد خطيبي في متطلبات الزواج حتى يتم الزواج في أسرع وقت ؛ لأن حالته المادية غير متيسرة ، وأخواتي لم يوافقن ، مع العلم بأني سوف أساهم من أموالى الخاصة ، فهل هذا جائز ، أم الواجب أن يقوم بمتطلباته ؟.
الحمد لله
قد أحسنتِ في نيتك مساعدة زوجك حتى يتم إكمال زواجه منكِ ، وهو
أمر تُشكرين عليه ، ويدل على دينٍ متين وعقل راجح ومروءة بالغة .
وإعانتك لزوجكِ في إتمام زواجه إعانة على دينه وإيمانه ، وهذا من
أعظم الطاعات ، وهو أمر محمود في شرع الله تعالى ، وهو من أعظم مصارف المال .
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ ( وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ) قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ :
أُنْزِلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ ، لَوْ عَلِمْنَا أَيُّ الْمَالِ
خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ ، فَقَالَ : أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ ،
وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ .
رواه الترمذي ( 3094 ) ، وابن ماجه ( 1856 ) وعنده : ( تُعِينُ
أَحَدَكُم عَلَى أَمْرِ الآخِرَة ) ، والحديث حسَّنه الترمذي ، وصححه
الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال الشيخ المباركفوري – رحمه الله - :
( وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه ) أي : على دينه ، بأن تذكِّره
الصلاة والصوم وغيرهما من العبادات ، وتمنعه من الزنى وسائر المحرمات .
" تحفة الأحوذي " ( 8 / 390 ) .
ولا شك أن الزواج يعين الرجل على الطاعة ، ويصده عن المحرمات من
النظر والسماع ، ويمنعه من الوقوع في الزنا .
هذا من حيث المبدأ العام ، لكن ينبغي أن تراعى بعض الأمور ، منها
:
1- جدية الرجل في أمر الزواج والسعي لتحصيل تكاليفه فإن بعض
الناس يركن إلى هذه المسألة ، ويعتمد عليها ، ولا يجدّ في تحصيل ما هو مطلوب منه .
2- إذا كان الخاطب جاداً وكان لديه بعض تكاليف الزواج ويعجز عن
قيمتها فلا مانع من مساعدته في بعض ما يحتاج ، كأن تشارك الزوجة في شراء بعض الأثاث
أو الأجهزة ، أو في تكاليف العرس .
3- الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد عليها ، فلا يحل له أثناء
الخطبة أن يخلو بها أو يصافحها أو يخرج منعها ، بل هو كغيره من الأجانب . انظري
السؤال رقم ( 2572 )
ونسأل الله تعالى أن يوفقكما لما يحب ويرضى ، وأن يرزقكما ذرية
طيبة .
والله أعلم .
*****
8375
جمع التبرعات لشراء هدايا للعوائل الفقيرة في الكريسمس
الفقه > معاملات > الهدية والهبة والعطية >
العقيدة > الولاء والبراء >(1/6296)
سؤال رقم 8375- جمع التبرعات لشراء هدايا للعوائل الفقيرة في الكريسمس
مدرستي فيها تقاليد في أعياد الميلاد فكل عام يقوم أحد الفصول بتولي أمر أسرة فقيرة يجمع لها التبرعات لشراء هدايا أعياد الميلاد ولكني رفضت ذلك لأن الأسرة حينما تتلقى هذه الهدايا تدعو "بارك الله في النصارى" فهل فعلي صحيح ؟.
الحمد لله
يظهر أنك تعني ميلاد المسيح عليه السلام الذي تعظمه
النّصارى وتتخذه عيداً . وأعياد النصارى من دينهم ، وتعظيم المسلمين لأعياد الكفّار
بإظهار الفرح والسرور وتقديم الهدايا هو من التشبُّه بهم ، وقد قال صلى الله
عليه وسلم ( من تشبّه بقوم فهو منهم ) . فيجب على المسلمين أن يحذروا من التشبه
بالنصارى في أعيادهم ، وفي العادات المختصة بهم ، وقد أحسنت وأصبت حيث لم توافق
على جمع التبرعات للأسر الفقيرة بمناسبة أعياد الميلاد ، فاستقم على طريقك ،
وناصح إخوانك وبيِّن لهم أن هذا العمل لا يجوز فنحن المسلمين ليس لنا سوى عيد
الفطر ، وعيد الأضحى وقد أغنانا الله عن أعياد الكافرين بهذين العيدين . انتهى
كتبه : الشيخ عبد الرحمن البراك
ونحن المسلمين إذا أردنا الصّدقة فإننا نبذلها
للمستحقّين الحقيقيين ولا نتعمد جعْل ذلك في أيام أعياد الكفار بل نقوم به كلما
دعت الحاجة وننتهز مواسم الخير العظيمة كرمضان والعشر الأوائل من ذي الحجّة وغيرها
من المواسم الفاضلة التي تُضاعف فيها الأجور ، وكذلك في أوقات العسرة كما قال
الله تعالى : فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ(11)وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ(12)فَكُّ
رَقَبَةٍ(13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ(14)يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ(15)أَوْ
مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ(16)ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ(17)أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ(18) سورة البلد
وصلى الله على نبينا محمد.
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83754
حكم الحديث المعلق
الحديث وعلومه > مصطلح الحديث >(1/6297)
سؤال رقم 83754- حكم الحديث المعلق
ما المقصود بالأحاديث المعلقة ؟ وما هو الصحيح منها سواء في البخاري أو في مسلم ؟.
الحمد لله
أولا :
الحديث المعلق هو ما حذف من بداية إسناده ( أي من جهة المحدث
المصنف – صاحب الكتاب-) راو واحد فأكثر .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله "نزهة النظر" (108-109) :
" ومن صور المعلق :
أن يحذف جميع السند ، ويقال مثلا : قال رسول لله صلى الله عليه
وسلم .
ومنها : أن يحذف كل السند ولا يبقى إلا اسم الصحابي أو اسم
الصحابي والتابعي.
ومنها : أن يحذف من حدَّثَه ويضيفه إلى من فوقه " انتهى
بتصرف .
ثانيا :
كل حديث يذكر في الكتب محذوف الإسناد ، ويرفع إلى النبي صلى الله
عليه وسلم ، دون عزو إلى شيء من كتب السنة ، فهو حديث معلق ، فإن كان الحديث موصولا
بالأسانيد في كتب السنة ، أو كان المصنف الذي علقه قد وصله في مكان آخر من كتبه ،
فيظهر حينئذ أن تعليق من علقه إنما كان لأجل الاختصار ، ووصفه بالتعليق لا يعني
الحكم عليه بالضعف ، وليس هو محل خلاف وبحث عند أهل العلم .
تجد ذلك كثيرا ظاهرا في صحيح الإمام البخاري :
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله "النكت" (1/325) :
" إن ضاق مخرج الحديث ولم يكن له إلا إسناد واحد ، واشتمل على
أحكام واحتاج إلى تكريرها ، فإنه والحالة هذه إما أن يختصر المتن أو يختصر الإسناد
" انتهى .
ويقول السيوطي في "تدريب الراوي" (1/117) :
" وأكثر ما في البخاري من ذلك موصول في موضع آخر من كتابه ،
وإنما أورده معلقا اختصارا ومجانبة للتكرار " انتهى .
ثالثا :
للحكم على الحديث المعلق فإنه لا بد – كما هو الحال عند الحكم
على أي حديث – من جمع طرق الحديث والبحث عن أسانيده ؛ ولا يخلو حكمه بعد ذلك من
الحالات التالية :
1- إن لم نقف له على سند في أي كتاب : فحينئذ فالأصل الحكم
بالضعف على الحديث ؛ وذلك للجهل بحال الرواة المحذوفين من السند ، فقد يكون منهم
الضعيف أو الكذاب .
مثاله : ما علقه الحافظ ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : ( مَا مِن مُسلِمٍ يَمُرُّ عَلَى قَبرِ أَخِيهِ كَانَ يَعرِفُهُ فِي
الدُّنيَا ، فَيُسَلِّمُ عَلَيهِ ، إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيهِ رُوحَهُ حَتَّى
يَرُدَّ عَلَيهِ السَّلامَ )
فقد بحث أهل العلم عن هذا الحديث المعلق فلم يجدوه مسندا في كتاب
، وكل من يذكره ينقله عن تعليق الحافظ ابن عبد البر ، فهو في الأصل حديث ضعيف ، إلا
أن بعض أهل العلم صححه تبعا للحافظ ابن عبد البر الذي علقه وصححه .
2- إذا وجدنا للحديث سندا موصولا في كتاب آخر من كتب السنة ،
فإننا حينئذ ننظر في السند ، ونحكم عليه بحسب قواعد أهل العلم في نقد الأحاديث ،
كما أنه يمكن الاستعانة للحكم على الحديث المعلق بما فهمه العلماء من مناهج كتب
السنة ، وهذا بيان ذلك :
رابعا :
لبعض الأئمة مناهج في ذكر الحديث المعلق ، وهذه المناهج إما أن
ينص عليها الإمام نفسه ، أو يعرفها من بعده من أهل العلم من خلال دراسة كتابه
واستقراء أحاديثه .
ومن كلام أهل العلم في منهج البخاري في التعليق ، نستطيع تقسيم
معلقاته ( والتي تصل إلى مائة وستين حديثا معلقا ) إلى قسمين :
الأول : ما علقه بصيغة الجزم ، مثل قال ، رَوَى ونحو ذلك :
فحكم هذه المعلقات هو الصحة أو الحسن ، لأنه لا يستجيز أن يجزم
بذلك إلا وقد صح عنده ، بل منها ما هو على شرطه وإنما علقه لأنه أخذه مذاكرة أو
إجازة .
ويستثني العلماء من هذه القاعدة حديثا واحدا فقط ، وهو ما علقه
في كتاب الزكاة (2/525) :
( وقال طاوس : قال معاذ رضي الله عنه لأهل اليمن : ائتوني بعرض
ثياب : خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة ، أهون عليكم ، وخير لأصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة )
قالوا : فهذا إسناده إلى طاوس صحيح ، إلا أن طاوسا لم يسمع من
معاذ .
الثاني : ما علقه بصيغة التمريض : مثل : رُوِيَ ، يُذكَر ونحوها
.
فهذا قد يكون فيه الصحيح ، وقد يكون فيه الحسن ، ويكون علقها
لأنه رواها بالمعنى .
كما قد يكون فيه الضعيف ضعفا يسيرا : وقد يبين ضعفه بقوله عقبه :
( لم يصح ) .
( ملخصا من كتاب "النكت" للحافظ ابن حجر (1/325-343) ، "تدريب الراوي" للسيوطي
(1/117-121)
أما صحيح مسلم :
فإن جميع ما فيه من المعلقات يصل فقط إلى خمسة أحاديث ، يرويها
الإمام مسلم مسندة متصلة من طريق ، ثم يعلقها عقبه من طريق أخرى غير الطريق التي
أسندها ، لغرض علمي يريده الإمام مسلم ، وقد جمعها الشيخ رشيد الدين العطار في
رسالة مطبوعة ، وبين وصلها وأسانيدها الصحيحة .
وليس في صحيح مسلم – بعد المقدمة – حديث معلق لم يصله من طريق
أخرى إلا حديث واحد : قال مسلم في حديث رقم (369) :
وروى الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبدالرحمن بن هرمز عن
عمير مولى ابن عباس أنه سمعه يقول : : أقبلت أنا وعبدالرحمن بن يسار مولى ميمونة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخلنا على أبي الجهم بن الحارث ابن الصمة
الأنصاري ، فقال أبو الجهم :
( أَقبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مِن
نَحوِ بِئرِ جَمَلٍ ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، فَلَم يَرُدَّ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَلَيهِ حَتَّى أَقبَلَ عَلَى
الجِدَارِ ، فَمَسَحَ وَجهَهُ وَيَدَيهِ ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيهِ السَّلامَ ) وانظر "النكت" للحافظ ابن حجر (1/346-353)
وقد وجد هذا الحديث مسندا متصلا من طريق الليث بن سعد أيضا عند
البخاري في صحيحه (337) وأبو داود (329) وغيرهما .
والله أعلم .
*****
8376
يقول بأنه أكبر مذنب في العالم
الرقائق > التوبة >(1/6298)
سؤال رقم 8376- يقول بأنه أكبر مذنب في العالم
السؤال :
إنني أكبر مذنب في العالم. الزنا في دمي ولا أعرف كم ارتكبت الاستمناء حتى في هذا الشهر الفضيل "رمضان". إنني على شفا فقدان الأمل في المغفرة فقد سمعت أن من لا يحصل على المغفرة في هذا الشهر فيجب أن يدمر وأنا في حالة مدمرة وليس عندي أي أمل فماذا أفعل حتى أتوب ؟
إذا شاء الله فسوف يغفر لي أفعالي الشنيعة وما هي إشارة قبول توبتي؟ وكيف أبعد عن هذه المعاصي؟ لقد تبت كثيراً ولكني أعود للمعاصي.
إنني أريد أن أتزوج لكن والداي (من شبه القارة الهندية) لا يسمحون لي بذلك ولا أستطيع أن ألومهم لأنني يجب أن أطيعهم لكن في أمريكا لا أستطيع أن أسيطر على نفسي.
تفضل الله علي فإنني أعمل عملاً جيداً فهل هذا علامة على غضب الله علي لأنه أعطاني مالاً لأقع في المعاصي ؟ أريد أن أتوب وأعود إلى ربي فماذا أفعل؟.
الجواب :
الحمد لله
إنّ الله تبارك وتعالى لم يحرّم على الناس إلاّ مايستطيعون تركه ، ولم يوجب عليهم شيئاً لا يستطيعون فعله ، لذا فإن الشيطان هو الذي يوهمك بأنك لا يمكن أن تتوب ، وما الذي يمنعك من التوبة ؟
ولكن لابد أن تسلك الوسائل التي تعينك على الابتعاد عن هذه المعصية ، ومن أهم الأشياء في ذلك هو الزواج ، وإذا لم تستطع فحاول أن تسلك ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهو الصيام ، فحاول أن تصوم شيئاً من الأيام التي يُستحب صيامها ، كيوم الإثنين والخميس ، أو ثلاثة أيام من كل شهر ، وابتعد عمّا يثير شهوتك وغريزتك من النظر الحرام ، وعن المشاهد التي تثير الغرائز ، وعن التفكير في الشهوات وأشغل تفكيرك بما يعود عليك بالنفع ، واحرص على البحث عن صحبةٍ صالحة تعينك على الاستمرار على طريق الطاعة .
أمّا عملك الجيّد فلا علاقة له بهذا فقد يوفّق الله الرجل الصالح لعملٍ جيد ، وقد يحرم الرجل الفاجر منه ، فالرزق أمرٌ بيد الله تبارك وتعالى ، وإن كان قد يبتلي بعض عباده بالتوسيع في الرزق أو التضييق فيه .
وعلامة قبول توبتك أن تقلع عن المعصية ولا تعود إليها ، وحين تفوتك التوبة في رمضان فاحرص على تحقيقها في غيره . نسأل الله أن يتوب علينا جميعاً وصلى الله على نبينا محمد .
الشيخ محمد الدويش.
*****
83762
لديها مال يكفي للحج ولا تجد محرما
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > المحرم في سفر المرأة >(1/6299)
سؤال رقم 83762- لديها مال يكفي للحج ولا تجد محرما
أنا آنسة من المغرب أبلغ من العمر 35 سنة ، توفر لدي قدر من المال (لا أظن أني سأملك مثله يوما ما)، بعد تفكير طويل لم أجد خيرا من صرفه في الذهاب إلى بيت الله الحرام ، لأداء فريضة الحج علما أني أتشوق لزيارة ذلك المقام ، هذه هي أمنيتي في الحياة وأتمنى أن لا يحرمني الله من هذا الأمل , المشكلة هي أنني لا أتوفر على محرم ، أخي لا يمكنه الذهاب نظرا لضائقته المالية وكذلك والدي . أرجو منكم أن ترشدوني وتجدوا لي حلا لهذه المشكلة .
الحمد لله
لا يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم ، ولو كان سفرها للحج الواجب
أو العمرة الواجبة ، لما روى البخاري (1729) ومسلم (2391) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ ، وَلا يَدْخُلُ
عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا ، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ
الْحَجَّ . فَقَالَ : اخْرُجْ مَعَهَا ) .
فلهذا الحديث وغيره من الأحاديث التي تدل على تحريم سفر المرأة
بلا محرم ذهب جماعة من العلماء إلى أن وجود المحرم شرط لوجوب الحج على المرأة ،
فإذا لم تجدي محرما يسافر معك ، فالحج غير واجب عليك ، وأنت معذورة ، مأجورة على
نيتك إن شاء الله .
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن امرأة موسرة , لم يكن لها محرم
, هل يجب عليها الحج ؟ فقال : لا .
"المغني" (3/97) .
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : إن لي مشكلة أريد أن أجد
لها حلاً من عند الله الرحيم بعباده ، وهي خاصة بأمر تأديتي لفريضة الحج . فأنا
امرأة في الخمسين من عمري ، وأريد من فترة سنتين أن أسافر لأداء فريضة الحج ، والذي
يعوق سفري هو أنني ليس لي محرم لكي يسافر معي ، فزوجي لا هم له سوى الأموال والدنيا
ولا ينوي السفر للحج ، اللهم إلا إن كانت منحة من الشركة التي يعمل بها ، وهذا أمر
لن يتأتى له إلا حينما يأتي دوره وأخاف أن يأتيني الأجل وأكون مقصرة في ذلك ، وقد
ملكت الزاد والراحلة ... خلاصة الأمر : أن محارمي جميعاً لا يستطيعون السفر معي
لمشاغلهم ، وعدم إمكانية السفر .
فأجابوا :
" إذا كان الواقع كما ذكر - من عدم تيسر سفر زوجك أو محرم لك معك
لتأدية فريضة الحج - فلا يجب عليك ما دمت على هذه الحال ؛ لأن صحبة الزوج أو المحرم
لك في السفر للحج شرط في وجوبه عليك ، ويحرم عليك السفر للحج وغيره بدون ذلك ، لقول
النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم ) متفق على
صحته.
واجتهدي في الأعمال الصالحات التي لا تحتاج إلى سفر ، واصبري
رجاء أن ييسر الله أمرك ، ويهيئ لك سبيل الحج مع زوج أو محرم " انتهى
باختصار .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (11/95) .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
83765
والده غير قادر صحيا على الحج ويريد أن يحج عنه
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > الاستطاعة >(1/6300)
سؤال رقم 83765- والده غير قادر صحيا على الحج ويريد أن يحج عنه
أنا أعمل ببلاد الحرمين الشريفين ، وقد وفقني الله وقضيت فريضة الحج العام الماضي ، والآن والدي موجود بمصر ويريد قضاء الفريضة وهو قادر مادياً وغير قادر صحياً ، فهل يمكن لي أن أقضي فريضة الحج عنه وأحج له ؟.
الحمد لله
إذا كان والدك لا يستطيع الحج بنفسه ، لكبر سنه ، أو مرضه مرضا
لا يرجى حصول الشفاء منه ، ولا يتمكن معه من أداء الحج ، فالواجب عليه أن ينيب غيره
ليحج عنه ، سواء أنابك أم أناب غيرك .
وإذا أردت أن تحج عنه فهذا خير وبر ، بشرط أن تعلمه أنك ستحج عنه
ويأذن في ذلك .
قال ابن قدامة رحمه الله : " من وجدت فيه شرائط وجوب الحج , وكان
عاجزا عنه لمانع مأيوس من زواله , كزمانة , أو مرض لا يرجى زواله , أو كان هزيلاً ,
لا يقدر على الثبوت على الراحلة إلا بمشقة غير محتملة , والشيخ الفاني , ومن كان
مثله ، متى وجد من ينوب عنه في الحج , ومالاً يستنيبه به , لزمه ذلك . وبهذا قال
أبو حنيفة والشافعي " انتهى من "المغني" (3/91) بتصرف يسير .
وقال أيضاً : " ولا يجوز الحج والعمرة عن حي إلا بإذنه , فرضا
كان أو تطوعا ; لأنها عبادة تدخلها النيابة , فلم تجز عن البالغ العاقل إلا بإذنه ,
كالزكاة , فأما الميت فتجوز عنه بغير إذن , واجبا كان أو تطوعا ; لأن النبي صلى
الله عليه وسلم أمر بالحج عن الميت , وقد علم أنه لا إذن له " انتهى من
المغني (3/95) .
والله أعلم .
*****
83777
تقدمت لخطبة فتاة متدينة وليست جميلة ، فهل أتزوجها ؟
الفقه > معاملات > النكاح > الخطبة >(1/6301)
سؤال رقم 83777- تقدمت لخطبة فتاة متدينة وليست جميلة ، فهل أتزوجها ؟
تقدمت لخطبة فتاة متدينة جدا وليست جميلة ، وأرغب بزوجة أجمل ، فما الصواب ؟.
الحمد لله
من المقاصد العظيمة التي شرع الزواج لأجلها ، تحقيق العفة ،
وإحصان النفس ، وقصر الطرف عن الحرام ، ولتحقيق ذلك جاءت الشريعة بالحث على النظر
إلى المخطوبة قبل الزواج بها ، ليكون أدعى لتحقيق المودة والألفة والمحبة بينهما ،
فتنشأ أسرة سعيدة ، أساسها المحبة والمودة والاحترام ، فلا تطمع نفس أحد الزوجين
إلى غير ما أحل الله له ، ولهذا كان الجمال واحدا من الصفات التي يستحب الحرص عليها
والالتفات إليها .
جاء في "شرح منتهى الإرادات" من كتب الحنابلة (2/621) :
" ويسن أيضا تَخَيُّرُ الجميلة ، لأنه أسكن لنفسه ، وأغض لبصره ،
وأكمل لمودته ؛ ولذلك شرع النظر قبل النكاح .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
! أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ ؟ قال : التِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا ،
وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفسِهَا وَلا فِي مَالِهِ بِمَا
يَكرَهُ ) رواه أحمد (2/251) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1838) "
انتهى .
وقد استحب بعض أهل العلم إذا أراد الرجل خطبة الفتاة أن يبدأ
بالسؤال عن جمالها أولا ، ثم يسأل عن الدين ، وذلك لما عُلِمَ من رغبة الناس
بالجمال في المقام الأول .
يقول الإمام البهوتي في "شرح منتهى الإرادات" (2/621) :
" ولا يسأل عن دينها حتى يُحمد له جمالها ، قال أحمد : إذا خطب
رجل امرأة سأل عن جمالها أولا ، فإن حُمد سأل عن دينها ، فإن حمد تزوج ، وإن لم
يحمد يكون ردها لأجل الدين ، ولا يسأل أولا عن الدين ، فإن حُمد سأل عن الجمال ،
فان لم يحمد ردَّها للجمال لا للدين " انتهى .
وإنما المذموم أن يسعى المرء في طلب الجمال ، وينسى الخلق والدين
- وهما أساس السعادة والصلاح - ، ولما كان هذا حال أكثر الناس ، جاء الحديث الشريف
يحثهم على الظفر بذات الدين والخلق ، ليوقف اندفاع الناس إلى المظهر ، وغفلتهم عن
الحقيقة والمخبر .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ،
وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظفَر بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَدَاكَ )
رواه البخاري (4802) ومسلم (1466)
قال النووي في "شرح مسلم" (10/52) :
" الصحيح في معنى هذا الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر
بما يفعله الناس في العادة ، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات
الدين ، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين " انتهى .
وليس القول باستحباب قصد الجمال في المخطوبة يعني اشتراط الجمال
الفائق ، فيضع الشاب في مخيلته صورة فتاة من أجمل نساء الدنيا ، ويقطع العمر بحثا
عن تلك الصورة التي يريد ، والغالب أنه لا يجدها ، وإن وجدها فقد تكون ضعيفة الدين
والخلق .
بل المراد من الجمال هو الجمال الذي يعف المرء به نفسه عن الحرام
، ويقصر به نظره عن غيرها من النساء ، ومقياسه يختلف في كل شخص بحسبه ، والفصل فيه
يرجع إلى رأي المتقدم للخطبة .
فالنصيحة لك - أخي السائل – أن لا تقدم على خطبة فتاة ، إلا إذا
كنت تعلم أنها على المستوى الذي يكفيك من الجمال والقبول ، حتى لا تكون المسالة
مجرد حماس في أول الأمر ، ثم تفتر نفسك ، أو تبدأ في التطلع إلى وضع جديد ، وهنا
يبدأ مشوار عسير من المشكلات في الحياة الزوجية .
ومع كل ذلك ، فليكن مقياس الدين حاكما على كل ما سواه .
وبهذه النظرة المتوازنة ، والتفكير المتزن ، تقوم الحياة الزوجية
السعيدة ، إن شاء الله تعالى .
أسأل الله أن يوفقك ويكتب لك الخير .
وانظر جواب السؤال رقم ( 8391 )
و ( 21510 )
والله أعلم .
*****
8378
الصلاة في الظلام
الفقه > عبادات > الصلاة >(1/6302)
سؤال رقم 8378- الصلاة في الظلام
السؤال :
ما حكم الصلاة في الظلام حتى إنك لا تكاد ترى يديك؟.
الجواب :
الحمد لله
الصلاة إذا تمت بشروطها وأركانها وواجباتها صحيحة ، والنور ليس بشرط ولا ركن ولا واجب ، اللهم إلا إن كان الظلام مصدر خوفٍ يشوش على المصلي ويُذهب خشوعه فإنه تكره الصلاة فيه حينئذٍ .
الشيخ عبد الكريم الخضير .
*****
83782
هل يجوز للمرأة أن تكتب عقود الزواج ؟
الفقه > معاملات > النكاح > عقد النكاح >(1/6303)
سؤال رقم 83782- هل يجوز للمرأة أن تكتب عقود الزواج ؟
عندنا في بلادنا يوجد سيدات يكتبن عقود الزواج يعملن عدول إشهاد ، وبهذه الصفة يكتبن عقود الزواج فأنا أعرف أنه من شروط الشهود والولي أن يكونوا ذكوراً .
هل يجوز للمرأة أن تكتب عقد الزواج ؟.
الحمد لله
يطلق على من يكتب عقود الزواج : " المأذون " و " مأذون الأنكحة "
و " مملِّك " و " عاقد النكاح " .
وهو من يُجري عقد النكاح على الترتيب الشرعي من حيث الأركان
والشروط والواجبات ويوثقه في وثيقة تسمى " عقد النكاح " .
ومن أعماله : التأكد من رضى المخطوبة وموافقتها على النّكاح ،
باستئمار المرأة الثّيّب واستئذان البكر ، ومعرفة شروط الطرفين ، والتأكد من عدم
وجود موانع للزواج .
ومن أعماله : التأكد من الولي إن كان موافقاً للشرع أم لا ،
والتأكد من هوية الشهود وتوثيق شهادتهم .
ومن أعماله : توثيق تسمية الصّداق ومعرفة مقداره ، وهل استلمته
الزوجة أو ليها أم لا ، وهل بقي منه شيء مؤجلاً أم كله قد عُجِّل .
وتعدُّ " المأذونية " فرعا من فروع القضاء ، بل هو نائب عن
القاضي الشرعي ، ولذا لزم أن يكون المأذون الشرعي متصفاً في شخصه ببعض الصفات
المشترطة في القاضي , ومن أعظمها أن يكون مسلماً ، ذكراً ، بالغاً ، عاقلاً ،
رشيداً .
ويجوز للمرأة أن تمهِّد لعقد الزواج من حيث الصداق ورضا الطرفين
، وأما أن تباشر عقد الزواج فلا يجوز لها ذلك ، وفي ذلك أثر عن عائشة رضي الله عنها
:
عن ابن جريج قال : كانت عائشة إذا أرادت نكاح امرأة من نسائها ،
دعت رهطا من أهلها ، فتشهدت ، حتى إذا لم يبق إلا النكاح قالت : يا فلان ! أنكح فإن
النساء لا يُنْكِحن . " مصنف عبد الرزاق " ( 6 / 201 ) ، وصححه الحافظ ابن
حجر في " فتح الباري " ( 9 / 186 ) .
وعن عائشة قالت : كان الفتى من بني أختها إذا هويَ الفتاة من بني
أخيها ، ضربت بينهما ستراً وتكلمت ، فإذا لم يبق إلا النكاح قالت : يا فلان ! أنكح
، فإن النساء لا ينكحن .
" مصنف ابن أبي شيبة " ( 3 / 276 ) .
وقد ورد عن عائشة – أيضاً – ما يوهم جواز تولي المرأة عقد الزواج
، وقد استدل به الحنفية على عدم اشتراط الولي في النكاح :
عَنْ الْقَاسِمِ بنِ محمَّد أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ غَائِبٌ بِالشَّامِ ، فَلَمَّا
قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ : وَمِثْلِي يُصْنَعُ هَذَا بِهِ ؟ وَمِثْلِي
يُفْتَاتُ عَلَيْهِ ؟ فَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ ،
فَقَالَ الْمُنْذِرُ : فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ : مَا كُنْتُ لأَرُدَّ أَمْرًا قَضَيْتِهِ ، فَقَرَّتْ حَفْصَةُ عِنْدَ
الْمُنْذِرِ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلاقًا .
رواه مالك ( 1182 ) وإسناده صحيح .
وما فهموه من الأثر خطأ ؛ ومعنى الأثر موافق لما ذكرناه عن عائشة
رضي الله عنها من قبل.
قال الإمام أبو الوليد الباجي – رحمه الله - :
قوله : ( إن عائشة زوَّجت حفصة ... ) يحتمل أمرين :
أحدهما : أنها باشرت عقدة النكاح ، ورواه ابن مُزَّين عن
عيسى بن دينار ، قال : وليس عليه العمل - يريد : عمل أهل المدينة حين كان بها عيسى
- ; لأن مالكا وفقهاء المدينة لا يجوزون نكاحا عقدته امرأة ، ويفسخ قبل البناء
وبعده على كل حال .
والوجه الثاني : أنها قدَّرت المهر وأحوال النكاح ,
وتولَّى العقدَ أحدٌ من عصَبتها ، ونسب العقد إلى عائشة لما كان تقريره إليها , وقد
روي عن عائشة أنها كانت تقرر أمر النكاح ثم تقول : " اعقدوا ؛ فإن النساء لا يعقدن
النكاح " ، وهذا هو المعروف من أقوال الصحابة أن المرأة لا يصح أن تعقد نكاحا
لنفسها ولا لامرأة غيرها .
" المنتقى شرح الموطأ " ( 3 / 251 ) .
وقال ابن عبد البر – رحمه الله - :
قوله في حديث هذا الباب " أن عائشة زوجت حفصة بنت عبد الرحمن
أخيها من المنذر بن الزبير " ليس على ظاهره ، ولم يرد بقوله " زوجت حفصة " - والله
أعلم - إلا الخطبة والكناية في الصداق والرضا ونحو ذلك دون العقد ، بدليل الحديث
المأثور عنها أنها كانت إذا حكمت أمر الخطبة والصداق والرضا قالت : " أنكحوا
واعقدوا ؛ فإن النساء لا يعقدن " ...
قال : قد احتج الكوفيون بحديث مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن
عائشة المذكور في هذا الباب في جواز عقد المرأة للنكاح !
ولا حجة فيه لما ذكرنا من حديث ابن جريج ؛ ولأن عائشة آخر الذين
رووا عن النبي عليه السلام ( لا نكاح إلا بولي ) ، والولي المطلق يقتضي العصبة لا
النساء .
" الاستذكار " ( 6 / 32 ) باختصار .
والخلاصة : أنه يجوز للمرأة أن تمهِّد لعقد الزواج ، ولا
يجوز لها أن تباشر التزويج بنفسها ؛ لأن هذا من فعل القاضي ومن ينوب عنه ، ومن
شروطهما الذكورة .
وإذا تمَّ العقد الشرعي برضا الطرفين وموافقة الولي ، وتولت
المرأة توثيق عقد النكاح ؛ كأن تكون موظفة في محكمة ، أو دائرة شرعية ، أو ما يشبه
ذلك ، من أعمال المأذونية ، فلا يظهر المنع ؛ لأن العقد قد تمَّ وليس لها إلا توثيق
ذلك على الورق .
أما تكون هي شاهدةً على عقد النكاح ، أو يكون المرجع في تقويم
الشهود إليها ، أو أن تكون هي التي تلي عقد النكاح ، دون الولي ، فلا يجوز .
والله أعلم .
*****
83806
هل يجب عليه حضور الوليمة وفيها من يؤذيه بكلامه وحركاته ؟
الفقه > معاملات > النكاح >
الآداب > صلة الرحم >(1/6304)
سؤال رقم 83806- هل يجب عليه حضور الوليمة وفيها من يؤذيه بكلامه وحركاته ؟
هل يجوز للمسلم رفض دعوة إلى وليمة من أقاربه - وقد اعتاد رؤيتهم دائما- بسبب وجود أشخاص آخرين يؤذونه نفسيا بكلامهم وحركاتهم..؟ وهل يجوز لأخت أن تقلل من الاجتماع بإخوانها الكبار لما ترى من إهمالهم لها وعدم استلطاف وجودها ؟ مع العلم أنها لا تؤذيهم أبدا بكلامها وتصرفاتها وهم لا يتصلون بها ولا يعرفون ما حالها إلا عن طريق زوجها أو نسائهم فهل عليها وصلهم وهم على هذه الحال منها ؟.
الحمد لله
أولا :
الوليمة إن كانت للنكاح ، فإجابتها واجبة على من دعي إليها
شخصياً ، في قول جمهور الفقهاء .
أما إن كانت الدعوة عامة ، لم يعيّن فيها باسمه ، فلا يجب عليه
حضورها .
قال ابن قدامة رحمه الله : " قال ابن عبد البر لا خلاف في وجوب
الإجابة إلى الوليمة لمن دعي إليها , إذا لم يكن فيها لهو . وبه يقول مالك ,
والشافعي , وأبو حنيفة ...
لما روى ابن عمر رضي الله عنهما , أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال : ( إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها ) . وفي لفظ قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم إليها ) . وقال أبو هريرة : (
شر الطعام طعام الوليمة : يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ، ومن لم يجب فقد عصى
الله ورسوله ) رواه البخاري .
ومعنى قوله : ( شر الطعام طعام الوليمة ) - والله أعلم - أي طعام
الوليمة التي يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء , ولم يُرِدْ أن كل وليمة طعامها
شر الطعام .
وإنما تجب الإجابة على من عُيّن بالدعوة , بأن يدعو رجلا بعينه ,
أو جماعة معينين . فإن دعا وقال : يا أيها الناس , أجيبوا إلى الوليمة ، لم تجب
الإجابة , ولم تستحب , بل تجوز الإجابة بهذا ; لدخوله في عموم الدعاء " انتهى من "المغني" (7/213) باختصار .
ثانيا :
إذا كان في الوليمة من يتأذى بهم ، لم يجب عليه الحضور ، ويكون
هذا عذراً له لترك الإجابة .
وقد نص بعض الفقهاء على ذلك ، وينبغي حينئذ أن يعتذر لصاحب
الدعوة ، أو يحضر وينصرف سريعا .
قال في "تحفة المحتاج" (7/430) وهو يذكر شروط وجوب الإجابة : "
وأن لا يكون بالمكان الذي يحضر فيه من يتأذى المدعو به لعداوة ظاهرة بينهما أو لحسد
أو لا يليق به مجالسته كالأراذل " انتهى باختصار وتصرف .
ثالثا :
إذا كانت الوليمة لغير النكاح ، فلا تجب إجابتها ، ولو عيّن
بالدعوة فيها .
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" ( 7 / 218) : " فحكم الدعوة
للختان وسائر الدعوات غير الوليمة أنها مستحبة ، لما فيها من إطعام الطعام ,
والإجابة إليها مستحبة غير واجبة ، وهذا قول مالك والشافعي وأبي حنيفة وأصحابه " انتهى .
وعليه فلا حرج عليك في ترك الحضور إلى هذه الولائم ، إذا كانت
لغير النكاح .
رابعا :
صلة المرأة لرحمها من الإخوة والأخوات ، أمر مؤكد شرعا ؛ لما جاء
في الكتاب والسنة من الأمر بصلة الرحم ، وتحريم قطعها ، وهذه الصلة تتحقق بالزيارة
والاتصال والسؤال ، حسب قدرة الإنسان واستطاعته .
وينبغي ألا تقصري في هذه القربة العظيمة ، وألا يدفعك إلى ذلك
جفاء الإخوة وعدم استلطافهم لك ، فإنك مثابة مأجورة على صلتك ، ولو قصروا معك ،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا
قطعت رحمه وصلها ) رواه البخاري (5645) .
أي أن الذي يكافئ أقاربه ، فيرد لهد الجميل ، ويحسن إليهم إن
أحسنوا إليه ، ليس هذا واصلاً للرحم ، كما أراد الشرع ، وإنما صلة الرحم المطلوبة
شرعاً أن يحسن إلى أقاربه الذين يسيئون إليه .
لكن إن كان كثرة اللقاء تسبب النفور ، فلا حرج في تقليلها ، مع
دوام الصلة ، على فترات متباعدة أو بالهاتف ونحو ذلك .
ولكن الأحسن من ذلك والأولى أن تسعي إلى إزالة ما بينكِ وبين
إخوانك من سوء التفاهم ، وتبذلي وسعك في تحسين علاقتك معهم ، فذلك خير لكم جميعاً
في الدنيا والآخرة .
والله أعلم .
*****
83829
حكم العتاقة أو قراءة القرآن للأموات
أصول الفقه > البدعة >
الآداب > بر الوالدين >(1/6305)
سؤال رقم 83829- حكم العتاقة أو قراءة القرآن للأموات
والدي توفي وكان مريضا في الأربع سنين الأخيرة من عمره ، توفي من شهر من الآن وعمره 52 سنة وكان مريضا بجلطة لا يستطيع التحرك أو المشي ومرض السكر والضغط أريد أن أعرف هل يوجد له عتاقة صلاة ؟ بعض المشايخ يقولون هذا ، بمعنى قراءة القرءان عليه عن طريق المشايخ ، هم الذين يفعلون ذلك . وبعض الآراء تخالف . أنا أريد الجواب عن هذا السؤال . وهل عليه كفارة عن أيامه الأخيرة أم لا بسبب مرضه الخطير أم له عتاقة صلاة كما يقال ؟.
الحمد لله
أولا :
" قراءة القرآن عبادة من العبادات البدنية المحضة ، لا يجوز أخذ
الأجرة على قراءته للميت ، ولا يجوز دفعها لمن يقرأ ، وليس فيها ثواب ، والحالة هذه
، ويأثم آخذ الأجرة ودافعها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " لا يصح الاستئجار على القراءة
وإهدائها إلى الميت ، لأنه لم ينقل عن أحد من الأئمة، وقد قال العلماء : إن القارئ لأجل المال لا ثواب له ، فأي شيء يهدى إلى الميت؟ " انتهى .
والأصل في ذلك : أن العبادات مبنية على الحظر ، فلا تفعل عبادة
إلا إذا دل الدليل الشرعي على مشروعيتها ، قال تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا
الرسول ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) ،
وفي رواية : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، أي : مردود على صاحبه ،
وهذا العمل – وهو استئجار من يقرأ القرآن للميت - لا نعلم أنه فعله النبي صلى الله
عليه وسلم أو أحد من أصحابه ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور
محدثاتها ، والخير كله في اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، مع حسن
القصد ، قال تعالى : ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) ، وقال تعالى : ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ
عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ، والشر كله
بمخالفة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرف القصد بالعمل لغير وجه الله "
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة".
فهذه العتاقة لا أصل لها في الشرع ، وهي بدعة مذمومة لم يفعلها
الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أرشدنا إليها ، ولم يفعلها أحد من أصحابه رضي الله
عنهم ، وما كان كذلك فلا ينبغي لمؤمن أن يفعله .
ثانيا :
المشروع هو الدعاء للميت ، والصدقة عنه ، كما روى مسلم (1631)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ
ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ
وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " وَفِيهِ أَنَّ الدُّعَاء
يَصِل ثَوَابه إِلَى الْمَيِّت , وَكَذَلِكَ الصَّدَقَة ....وَأَمَّا قِرَاءَة
الْقُرْآن وَجَعْل ثَوَابهَا لِلْمَيِّتِ وَالصَّلاة عَنْهُ وَنَحْوهمَا فَمَذْهَب
الشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور أَنَّهَا لا تَلْحَق الْمَيِّت " انتهى باختصار .
وانظر السؤال رقم ( 12652 )
فأكثر من الدعاء لوالدك ، وتصدق عنه بما تستطيع ، وإن كان لم يحج
أو لم يعتمر ، وأمكن أن تحج وتعتمر عنه فافعل ، فهذا مما ينفعه بإذن الله .
ومن البر بالأب الميت : إكرام صديقه ، وصلة الرحم المتصلة به .
والمرض يجعله الله كفارة لعبده المؤمن ، كما يكون سببا لرفع
درجته وعلو منزلته إن هو صبر واحتسب ، قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا يُصِيبُ
الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ
حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) رواه البخاري (5642) ومسلم (2573) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
نسأل الله أن يرحم أموات المسلمين .
والله أعلم .
*****
83837
معرفة أحوال الطقس هل تدخل في التنجيم أو ادعاء علم الغيب ؟
العقيدة > التوحيد >(1/6306)
سؤال رقم 83837- معرفة أحوال الطقس هل تدخل في التنجيم أو ادعاء علم الغيب ؟
هناك بعض مواقع أحوال الطقس على الإنترنت تعرض أحوال الطقس المتوقعة مابين 5-10 أيام فهل يجوز لي مشاهدتها ؟ أنا سألت هذا السؤال لأنني أخاف أنهم يدعون علم الغيب أو ينجمون وأنه يحرم علي مشاهدتها .
الحمد لله
معرفة أحوال الطقس لا تدخل في التنجيم أو ادعاء علم الغيب ،
وإنما تبنى على أمور حسية وتجارب ، ونظر في سنن الله الكونية . وكذلك معرفة أوقات
الكسوف والخسوف ، أو توقع هبوب الرياح ، أو نزول الأمطار .
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة : " قد يعرف وقت خسوف القمر وكسوف
الشمس عن طريق حساب سير الكواكب ، ويعرف به كذلك كون ذلك كليا أو جزئيا ، ولا غرابة
في ذلك ؛ لأنه ليس من الأمور الغيبية بالنسبة لكل أحد ، بل غيبي بالنسبة لمن لا
يعرف علم حساب سير الكواكب ، وليس بغيبي بالنسبة لمن يعرف ذلك العلم ، ولا ينافي
ذلك كون الكسوف أو الخسوف آية من آيات الله تعالى التي يخوف بها عباده ليرجعوا إلى
ربهم ويستقيموا على طاعته "
وجاء فيها أيضاً :
" معرفة الطقس أو توقع هبوب رياح أو عواصف أو توقع نشوء سحاب أو
نزول مطر في جهة مبني على معرفة سنن الله الكونية، فقد يحصل ظن لا علم لمن كان لديه
خبرة بهذه السنن عن طريق نظريات علمية أو تجارب عادية عامة فيتوقع ذلك ويخبر به عن
ظن لا علم فيصيب تارة ويخطئ أخرى " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وليس من الكهانة في شيء من
يخبر عن أمور تدرك بالحساب ؛ فإن الأمور التي تدرك بالحساب ليست من الكهانة في شيء
، كما لو أخبر عن كسوف الشمس أو خسوف القمر ؛ فهذا ليس من الكهانة لأنه يدرك
بالحساب ، وكما لو أخبر أن الشمس تغرب في 20من برج الميزان مثلا في الساعة كذا و
كذا ؛ فهذا ليس من علم الغيب ، لأنه من الأمور التي تدرك بالحساب ؛ فكل شيء يدرك
بالحساب ، فإن الإخبار عنه ولو كان مستقبلا لا يعتبر من علم الغيب ، ولا من الكهانة
.
وهل من الكهانة ما يخبر به الآن من أحوال الطقس في خلال أربع
وعشرين ساعة أو ما أشبه ذلك ؟
الجواب : لا ؛ لأنه أيضا يستند إلى أمور حسية ، وهي تكيف الجو ؛
لأن الجو يتكيف على صفة معينة تعرف بالموازين الدقيقة عندهم ؛ فيكون صالحا لأن يمطر
، أو لا يمطر ، ونظير ذلك في العلم البدائي إذا رأينا تجمع الغيوم والرعد والبرق
وثقل السحاب ، نقول : يوشك أن ينزل المطر .
فالمهم أن ما استند إلى شيء محسوس ؛ فليس من علم الغيب ، وإن كان
بعض العامة يظنون أن هذه الأمور من علم الغيب ، ويقولون : إن التصديق بها تصديق
بالكهانة .
" انتهى من "القول المفيد شرح كتاب التوحيد".
وينظر : "الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/424) فيما
يتعلق بمعرفة أهل التقاويم والحساب لأوقات الكسوف والخسوف ، وأول الربيع ، وأول
الشتاء ونحو ذلك مما يعرف بالحساب ، ولا يدخل في علم الغيب .
والله أعلم .
*****
8388
توزيع عقيقة المولود
الفقه > عادات > العقيقة وأحكام المولود >(1/6307)
سؤال رقم 8388- توزيع عقيقة المولود
السؤال : ما حكم توزيع عقيقة المولود؟
الجواب :
الحمد لله
فإن من السنة أن تُذبح العقيقة للمولود ، قال صلى الله عليه وسلم : " مَعَ الْغُلامِ عَقِيقَةٌ ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى " رواه البخاري برقم 5049 ، والترمذي برقم 1434 وقال : " حديث حسن صحيح " .
ويجوز الأكل من هذه العقيقة ، كما يجوز إطعام الأقارب والأصحاب والفقراء ، ويجوز طبخها ثم إطعامها كما يجوز توزيعها نيئة . عن عائشة قالت عن لحم العقيقة : " يُجْعَلُ جُدُولا , يُؤْكَلُ وَيُطْعَمُ " رواه ابن أبي شيبة في المصنف / 5 .
وجاء عن ابن سيرين والحسن البصري : " أن العقيقة كانت عندهم بمنزلة الأضحية ، يَأْكُلُ وَيُطْعِمُ " ابن أبي شيبة / 5 .
وقال ابن حزم : " العقيقة يُؤْكَلُ منها ويُهْدَى ويُتَصَدَّق " المُحَلَّى لابن حزم / 6 .
و يستحب طبخ العقيقة كلها ، حتى ما يُتَصَدَّقُ به منها . لما روي عن بعض السلف استحباب ذلك ، مثل جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وكان عطاء بن أبي رباح يقول في العقيقة : " يقطع آرابا آرابا ، و يطبخ بماء وملح ، و يهدى في الجيران ". رواه البيهقي في السنن برقم 19827 .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8388
توزيع عقيقة المولود
الفقه > عادات > العقيقة وأحكام المولود >(1/6308)
سؤال رقم 8388- توزيع عقيقة المولود
السؤال : ما حكم توزيع عقيقة المولود؟
الجواب :
الحمد لله
فإن من السنة أن تُذبح العقيقة للمولود ، قال صلى الله عليه وسلم : " مَعَ الْغُلامِ عَقِيقَةٌ ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى " رواه البخاري برقم 5049 ، والترمذي برقم 1434 وقال : " حديث حسن صحيح " .
ويجوز الأكل من هذه العقيقة ، كما يجوز إطعام الأقارب والأصحاب والفقراء ، ويجوز طبخها ثم إطعامها كما يجوز توزيعها نيئة . عن عائشة قالت عن لحم العقيقة : " يُجْعَلُ جُدُولا , يُؤْكَلُ وَيُطْعَمُ " رواه ابن أبي شيبة في المصنف / 5 .
وجاء عن ابن سيرين والحسن البصري : " أن العقيقة كانت عندهم بمنزلة الأضحية ، يَأْكُلُ وَيُطْعِمُ " ابن أبي شيبة / 5 .
وقال ابن حزم : " العقيقة يُؤْكَلُ منها ويُهْدَى ويُتَصَدَّق " المُحَلَّى لابن حزم / 6 .
و يستحب طبخ العقيقة كلها ، حتى ما يُتَصَدَّقُ به منها . لما روي عن بعض السلف استحباب ذلك ، مثل جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، وكان عطاء بن أبي رباح يقول في العقيقة : " يقطع آرابا آرابا ، و يطبخ بماء وملح ، و يهدى في الجيران ". رواه البيهقي في السنن برقم 19827 .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83887
حكم إمامة المدين في الصلاة
الفقه > عبادات > الصلاة > الإمامة >
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6309)
سؤال رقم 83887- حكم إمامة المدين في الصلاة
هل يجوز لمن عليه الدين أن يؤم بالناس في الصلاة ؟.
الحمد لله
نعم ، يجوز لمن عليه دين أن يؤم الناس في الصلاة ، إذا كان صالحا
للإمامة ؛ لعدم الدليل على منع أو كراهة إمامة المدين ، إلا إذا كان مدينا مماطلا ،
يستطيع سداد الدين ، لكنه يؤخره ويتهرب ويراوغ ، فإنه محكوم بفسقه ، وفي إمامة
الفاسق خلاف .
والدليل على تحريم المطل : قوله صلى الله عليه وسلم : ( لَيُّ
الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ ) رواه النسائي (4689) وأبوداود
(3628) وابن ماجه (2427) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.
واللي : هو الامتناع والمماطلة في سداد الدين ، والمقصود بحل
عرضه : أن يقال: مطلني فلان ، أو يا ظالم يا معتدي ، وعقوبته : حبسه.
ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ ) رواه البخاري (2287) ومسلم (1564) .
قال الشوكاني رحمه الله : " وقد اختلف هل المطل مع الغنى كبيرة
أم لا ؟ وقد ذهب الجمهور إلى أنه موجب للفسق واختلفوا هل يفسق بمرة أو يشترط
التكرار ؟ وهل يعتبر الطلب من المستحق أم لا ؟ " انتهى من "نيل الأوطار"
(5/282).
وممن عده من الكبائر : ابن حجر الهيتمي في "الزواجر عن اقتراف
الكبائر " (1/414).
ومن الفقهاء من نص على أن المماطل ترد شهادته ، كما في "الشرح
الكبير على متن خليل" (4/181)
ثانيا :
سبق في جواب السؤال رقم ( 13465 )
بيان اختلاف العلماء في صحة إمامة الفاسق ، غير أنهم اتفقوا على كراهة الصلاة خلفه
.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " الأئمة متفقون على كراهة الصلاة
خلف الفاسق ، لكن اختلفوا في صحتها فقيل : لا تصح ، كقول مالك وأحمد في إحدى
الروايتين عنهما . وقيل : بل تصح كقول أبي حنيفة والشافعي والرواية الأخرى عنهما ،
ولم يتنازعوا أنه لا ينبغي توليته " انتهى من "الفتاوى الكبرى" (2/309).
والحاصل : أن الرجل إذا كان فقيراً ليس عنده ما يقضي به الدَّين
فلا يقدح ذلك في دينه ولا عدالته ولا يصح أن يكون ذلك سبباً لمنعه من الإمامة في
الصلاة .
أما إذا كان قادراً على سداد الدَّين ولكنه يؤخر سداده بلا عذر
ويماطل فإنه لا ينبغي أن يتولى إمامة المسلمين في الصلاة .
وانظر جواب السؤال رقم ( 47884 )
والله أعلم .
*****
839
نسخ آية حبس الزانية في البيت
الفقه > معاملات > الزنا واللواط >
القرآن وعلومه >(1/6310)
سؤال رقم 839- نسخ آية حبس الزانية في البيت
السؤال :
أريد أن أعرف معنى الآية الخامسة عشر من سورة النساء التي تقول بحبس المرأة الزانية في البيت حتى الموت أو يحدث فرج بطريقة ما . هل يعنى هذا معاقبة الزانية بذلك أو سجنها بقية عمرها ؟ وما معنى أن الله سيجعل لها طريقاً ؟ أريد أن أتوصل لفهمٍ أحسن للإسلام بواسطة المسلمين أنفسهم . وشكراً على إتاحة الوقت .
الجواب:
الحمد لله
قال الله تعالى في سورة النساء : ( وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا (15)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية :
كان الحكم في ابتداء الإسلام أن المرأة إذا ثبت زناها بالبينة العادلة حبست في بيت فلا تمكن من الخروج منه إلى أن تموت ولهذا قال: "واللاتي يأتين الفاحشة" يعني الزنا "من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا" فالسبيل الذي جعله الله هو الناسخ لذلك. قال ابن عباس رضي الله عنه: كان الحكم كذلك حتى أنزل الله سورة النور فنسخها بالجلد أو الرجم وكذا رُوِيَ عن عكرمة وسعيد بن جبير والحسن وعطاء الخراساني وأبي صالح وقتادة وزيد بن أسلم والضحاك أنها منسوخة وهو أمر متفق عليه - قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي أثر عليه وكرب لذلك وتغير وجهه فأنزل الله عز وجل عليه ذات يوم فلما سرى عنه قال: "خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر الثيب جلد مائة ورجم بالحجارة والبكر جلد مائة ثم نفي سنة". وقد رواه مسلم وأصحاب السنن من طرق عن قتادة عن الحسن عن حطان عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه " خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة والرجم ". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية :
هذه أول عقوبات الزناة ، وكان هذا في ابتداء الإسلام .. قاله ابن عباس والحسن . زاد ابن زيد: وأنهم منعوا من النكاح حتى يموتوا عقوبة لهم حين طلبوا النكاح من غير وجهه .. غير أن ذلك الحكم كان ممدودا إلى غاية .. وهي قوله عليه السلام في حديث عبادة بن الصامت: (خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب بالثيب جلد مائة والرجم) .. وقد قال بعض العلماء : أن الأذى والتعيير باق مع الجلد ، لأنهما لا يتعارضان بل يحملان على شخص واحد . وأما الحبس فمنسوخ بإجماع .. والله أعلم .
ولإتمام الفائدة يحسن معرفة تفسير الآية التي تليها أيضا في سورة النساء وهي قوله تعالى : وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (16)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :
" وقوله تعالى "واللذان يأتيانها منكم فآذوهما" أي واللذان يفعلان الفاحشة فآذوهما قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وغيرهما : أي بالشتم والتعيير والضرب بالنعال وكان الحكم كذلك حتى نسخه الله بالجلد أو الرجم وقال عكرمة وعطاء والحسن وعبد الله بن كثير: نزلت في الرجل والمرأة إذا زنيا .. وقوله "فإن تابا وأصلحا" أي أقلعا ونزعا عما كان عليه وصلحت أعمالهما وحسنت "فأعرضوا عنهما" أي لا تعنفوهما بكلام قبيح بعد ذلك لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له "إن الله كان توابا رحيما" وقد ثبت في الصحيحين "إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب عليها" أي لا يعيرها بما صنعت بعد الحد الذي هو كفارة لما صنعت . "
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8391
وجد امرأة متدينة ولكن شكلها لا يجذبه فهل يتزوجها
الفقه > معاملات > النكاح >(1/6311)
سؤال رقم 8391- وجد امرأة متدينة ولكن شكلها لا يجذبه فهل يتزوجها
السؤال :
أريد أن أتزوج وأشاروا إلى أخت تحفظ القرآن وهي من أسرة طيبة ومن نفس جنسيتي ونشأتي ولست منجذباً إليها جسدياً ، هي جذابة لكن ليست لي. فهل دينها وأسرتها وعلاقتها بالقرآن وملبسها الملائم يكفي ؟ ماذا أفعل؟ وما مدى أهمية الجانب الجسدي؟ إنها ليست سيئة لكن ليست إلى الحد الذي أريده.
الجواب :
الحمد لله
إذا أردت أن تتزوج فابحث عن ذات الدين كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : فاظفر بذات الدين تربت يداك . ولا مانع من أن يبحث الإنسان مع ذلك عن ما يساعده على غض البصر من جمالٍ وغيره ، وهو مطلب معتبر ولذا أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : تنكح المرأة لأربع وذكر منها الجمال . فإذا خشيت أن تسيء إلى هذه المرأة بسبب عدم انجذابك لها فلا تقدم على الزواج بها . والله الموفق
كتبه : الشيخ عبد الكريم الخضير
*****
8391
وجد امرأة متدينة ولكن شكلها لا يجذبه فهل يتزوجها
الفقه > معاملات > النكاح >(1/6312)
سؤال رقم 8391- وجد امرأة متدينة ولكن شكلها لا يجذبه فهل يتزوجها
السؤال :
أريد أن أتزوج وأشاروا إلى أخت تحفظ القرآن وهي من أسرة طيبة ومن نفس جنسيتي ونشأتي ولست منجذباً إليها جسدياً ، هي جذابة لكن ليست لي. فهل دينها وأسرتها وعلاقتها بالقرآن وملبسها الملائم يكفي ؟ ماذا أفعل؟ وما مدى أهمية الجانب الجسدي؟ إنها ليست سيئة لكن ليست إلى الحد الذي أريده.
الجواب :
الحمد لله
إذا أردت أن تتزوج فابحث عن ذات الدين كما أوصى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : فاظفر بذات الدين تربت يداك . ولا مانع من أن يبحث الإنسان مع ذلك عن ما يساعده على غض البصر من جمالٍ وغيره ، وهو مطلب معتبر ولذا أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : تنكح المرأة لأربع وذكر منها الجمال . فإذا خشيت أن تسيء إلى هذه المرأة بسبب عدم انجذابك لها فلا تقدم على الزواج بها . والله الموفق
كتبه : الشيخ عبد الكريم الخضير
*****
8396
ما هي عقوبة المرأة المسلمة التي تتزوج من نصراني
الفقه > معاملات > النكاح > الأنكحة الباطلة >(1/6313)
سؤال رقم 8396- ما هي عقوبة المرأة المسلمة التي تتزوج من نصراني
ما عقوبة المرأة التي تتزوج نصرانيا ؟ وكم مرة حدثت وفي أي البلاد ؟.
الحمد لله
لا يحلّ للمسلمة الزواج من كافرٍ يهوديٍ أو نصراني أو وثنيّ ، لأنّ للرجل سيادةً على المرأة ، ولا يجوز أن يكون للكافر سيادةٌ على المسلمة ، لأنّ الإسلام دين الحق وكلّ ما سواه من الأديان باطل ، قال تعالى : ( ولا تُنْكحوا المشركين حتى يؤمنوا ) ، وقال تعالى : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم " الإسلام يعلو ولا يعلى عليه " .
والمرأة المسلمة إذا تزوجت من كافر وهي عالمة بالحكم فهي زانية ، وعقوبتها حدُّ الزنا ، وإن كانت جاهلة فهي معذورة ويجب التفريق بينهما من غير حاجةٍ إلى طلاق ، لأن النكاح باطل ، وعلى هذا فيجب على المسلمة التي أكرمها الله بالإسلام وعلى وليِّها الحذر من ذلك وقوفاً عند حدود الله واعتزازاً بالإسلام ، قال الله تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
83969
حكم المضاربة (قصيرة الأجل) في الأسهم المختلطة والمحرمة
الفقه > معاملات > البيوع > الاستثمار >(1/6314)
سؤال رقم 83969- حكم المضاربة (قصيرة الأجل) في الأسهم المختلطة والمحرمة
ما هو حكم المضاربة القصيرة الأجل في الشركات المختلطة والمحرمة في سوق الأسهم ؟.
الحمد لله
أولا :
لا تجوز المساهمة في شركات تتاجر في الحرام ، أو تتعامل به ، من
ربا وغيره ، سواء قل الحرام أو كثر ؛ لأن السهم حصة شائعة في مال الشركة ، فتعاملها
بالحرام يعني أن كل مساهم فيها شريك في هذا الحرام .
ثانيا :
الأسهم المحرمة والمختلطة ، لا يجوز الاتجار فيها ، بيعا أو شراء
أو مضاربة ، سواء كانت قصيرة الأجل أو طويلة الأجل ؛ لأنه لا يجوز بيع الحرام ،
قليلا كان أو كثيرا ، والعقد المتضمن ذلك عقد فاسد لا يجوز الإقدام عليه .
قال الدكتور محمد بن سعود العصيمي حفظه الله : " وبعض الناس يفرق
بين المضاربة وبين الاستثمار طويل الأجل ، ويقول : إن المضارب لا عليه إن اشترى
أسهم شركة تقترض أو تقرض بالربا. والذي أرد به على هؤلاء أن أسألهم : ما المسوغ
الشرعي لك في ربح السهم في حال ارتفاعه ؟ فلن يكون له إجابة إلا أن يقول : إنني
شريك في تلك الشركة .
وكذلك أقول له : ماذا لو خسرت الشركة بعد أن اشتريت بدقائق ، هل
تستطيع أن تنفي صلتك بالشركة ، حتى لا تتحمل أي خسارة ؟ طبعا لن يستطيع ذلك ،
وسيكون عليه من الخسارة ما على بقية حملة الأسهم الاعتيادية لتلك الشركة المساهمة ،
بل لو حدث للشركة اندماج مع شركة أخرى ، أو لو بيعت على شركة أخرى ، أو لو أفلست ،
أو سحبت من التداول أو سحب ترخيصها بالعمل ، لكان لكل ذلك أثر على المضارب وعلى
المستثمر على وجه السواء. ومن ثَمّ ، فلا فرق هنا بين المضارب وبين المستثمر..." انتهى .
وسئل حفظه الله عن حكم المضاربة في الأسهم المختلطة ؟
فأجاب : " لا يجوز عند جماهير العلماء إلا الأسهم النقية ، سواء
المضاربة والاستثمار " انتهى .
والله أعلم .
*****
83975
يصلون الجمعة في مكان العمل ولا يذهبون إلى المساجد
الفقه > عبادات > الصلاة > صلوات في مناسبات مختلفة > صلاة الجمعة >(1/6315)
سؤال رقم 83975- يصلون الجمعة في مكان العمل ولا يذهبون إلى المساجد
نحن مجموعة من موظفي آرامكو السعودية نعمل بمدينة ميلان الإيطالية في مهمة عمل تستغرق حوالي السنة . نصلي بعض الصلوات في غرفة بمبنى العمل أعدت كمصلى لنا . قرر بعضنا أن يجتمعوا في هذا المصلى لصلاة الجمعة بحيث يخطب بنا أحدهم . وحجتهم في ذلك أن صلاتنا الجمعة في هذا المصلى يوفر علينا وقت الذهاب إلى المساجد الموجودة في مدينة ميلان وحولها. وأيضا اجتماعهم في هذا المسجد يرغب بعضنا الذين يتكاسلون عن أداء الجمعة في مساجد ميلان. وقرر البعض منا أن لا يصلي الجمعة في هذا المصلى لتشككهم في جواز ذلك حيث يبعد أحد مساجد ميلان عنا حوالي العشر دقائق بالسيارة . ويبعد مسجد آخر حوالي الثلث ساعة بالسيارة. ومسجد ثالث حوالي النصف ساعة بالسيارة. ولقد انقسمنا فمنا من يصلي الجمعة في هذا المصلى ومنا من يصلي في مساجد ميلان وما حولها. نرجو منكم أن تفتونا في حكم الصلاة في مصلى المكتب .
الحمد لله
أولا :
إذا نوى المسافر الإقامة في بلد أكثر من أربعة أيام فإنه يكون في
حكم المقيم فيلزمه إتمام الصلاة من لحظة دخوله البلد ، كما تلزمه الجمعة حيث ينادى
بها .
وينبغي أن يعلم أن المسافر تجب عليه الجماعة ، كما تجب على
المقيم ، وقد أحسنتم بجعل هذه الغرفة مصلى ، تصلون فيها الصلاة جماعة ، وانظر جواب
السؤال رقم ( 21498 )
ثانيا :
صلاة الجمعة واجبة عليكم ، ولا يجوز لكم الصلاة في الغرفة التي
جعلتموها مصلى للصلوات الخمس ، لأن الأصل عدم مشروعية تعدد الجمعة إلا عند الحاجة
والضرورة ، كما أن الأصل أن من كان في بلد تقام فيه الجمعة فإنه يلزمه المجيء إليها
ولو بعدت المسافة ، وقد يسر الله لكم الأمر ، حتى وجد بقربكم ما ذكرت من المساجد
التي تبعد عشر دقائق بالسيارة أو ثلث أو نصف ساعة .
قال النووي رحمه الله :
" قال الشافعي والأصحاب : إذا كان في البلد أربعون فصاعداً من
أهل الكمال ، وجب الجمعة على كل من فيه ، وإن اتسعت خطة البلد فراسخ ، وسواء سمع
النداء أم لا ، وهذا مجمع عليه " انتهى من "المجموع" (4/353) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 14564 )
ويجب عليكم نصح المتكاسلين عن صلاة الجمعة ، ببيان بعض الأحاديث
الواردة في الوعيد الشديد على من تخلف عن صلاة الجمعة كقوله صلى الله عليه وسلم : (
من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه ) رواه أبو داود (1052)
والترمذي (500) والنسائي (1269) وابن ماجة (1125) وصححه الألباني في صحيح أبي داود
.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
8398
هل صحيح أن القيامة ستقوم يوم الجمعة 10 محرم
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة >
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة >(1/6316)
سؤال رقم 8398- هل صحيح أن القيامة ستقوم يوم الجمعة 10 محرم
السؤال :
أخبرت أن يوم القيامة سيأتي يوم الجمعة 10 محرم والسؤال هو ربما يكون يوم الجمعة في السعودية ويوم آخر في الولايات المتحدة فمن هنا يكون يوم 10 محرم مختلف. فما هو حل هذا الإشكال؟.
الجواب :
الحمد لله
كُلُّ من أخبر عن موعدٍ لقيام القيامة محدد فهو مفترٍ كذّاب ، فقيام القيامة هو الساعة التي قال الله فيها : ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو) .
وأمّا إذا جاء يوم القيامة في الميعاد الذي يعلمه الله وهو في يوم جمعة ، فسيتغير نظام هذا العالم من الليل ، والنهار ، والشمس ، والقمر ، والنجوم ، ولا ندري هل تكون أمريكا موجودة في ذلك اليوم أو غير موجودة ، فالله قادر على إهلاك من شاء من هذه الأمم قبل يوم القيامة ، إنّ الله على كلِّ شيءٍ قدير .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8399
هل اختلف التفسير الحديث عن التفسير القديم للقرآن
القرآن وعلومه > تفسير القرآن >
سؤال رقم 8399: هل اختلف التفسير الحديث عن التفسير القديم للقرآن
السؤال :
هل هناك فروق في تفسير القرآن وما يتعلق بذلك في عهد الأمويين والآن ؟
الجواب :
الحمد لله
إن كان المراد بالسؤال تفسير القرآن في عهد الأمويين في عصر السلف الصالح من التابعين وتابعيهم وأصاغر الصحابة ، فالتدوين في ذلك العصر قليل بالنسبة لما جاء بعده من العصور ، ويقتصر فيه غالباً على الرواية : ويُعرف بالتفسير الأثري ، ثم توسع العلماء في تفسير القرآن الكريم وسلكوا عدة اتجاهات منها المحمود المقبول ومنها المردود ، ثم في العصر الأخير زاد التوسع والتوغل في الرأي والاستنباط ، وأُقحم في التفسير ما ليس منه من نظريات ومتغيرات حتى قيل في بعض التفاسير إن فيها كلّ شيءٍ غير التفسير ، يمثِّل ذلك في تفاسير العصور الوسطى : تفسير الرازي ، وفي العصر الحديث تفسير الجواهر .
كتبه : الشيخ عبد الكريم الخضير
*****
83999
تعمل في شركة مملوكة لجهات متعددة منها بنوك ربوية
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6317)
سؤال رقم 83999- تعمل في شركة مملوكة لجهات متعددة منها بنوك ربوية
أعمل في شركة رأسمالها تملكه 5 جهات مختلفة ( منهم بنكان ربويان ) ، هذه الشركة التي أسستها الأطراف السابقة تملك قطعة أرض وتقوم بإدخال المرافق لها من صرف وكهرباء ومياه وتقوم بتقسيمها وبيعها للمستثمرين . عملية البيع إما فوري أو بالتقسيط مع حساب فوائد سنوية ثابتة تبلغ 7% سنويا علما بأن عملية البيع قد تتوقف أحيانا . وعملي في هذه الشركة في قسم السكرتارية ( عمل إداري ) ولقد كنت أقوم بالإنفاق والادخار من مرتبي خلال مدة عملي في الشركة والتي بلغت 5 سنوات دون علم مني بأن هذه الأموال قد تكون بها شبهة وهذه المدخرات في بنك إسلامي . فهل عملي في هذه الشركة ذات المال المختلط حلال أم حرام ؟ وما حكم ما قمت بادخاره وكيف أتصرف فيه ؟ وهل إذا كانت مكروهة فقط تدخل نار جهنم أو أتعذب بسببها ؟ أفيدوني وأنقذوني مما أنا فيه من حيرة وعذاب .
الحمد لله
أولا :
العمل عند أصحاب الأموال المختلطة ، مكروه ، عند جمهور العلماء ،
ولا يحرم إلا إذا كان العمل نفسه محرما أو فيه إعانة على ما هو محرم ، كالعمل في
البنك الربوي نفسه .
والمكروه ليس محرماً ، فلا يأثم فاعله ، وإن كان الأولى بالمسلم
تركه واجتنابه ، والبحث عن عمل مباح نقيّ .
ثانيا :
البيع بالتقسيط جائز ، لكن ينتبه إلى أمرين :
الأول : أن يخلو العقد من اشتراط غرامة عند التأخر في السداد ،
لأن هذا اشتراط للربا ، ولا يجوز اعتماد هذا الشرط ولا التوقيع عليه .
الثاني : أن يكون التقسيط من الشركة المالكة للسلعة مباشرة ، دون
وساطة من أحد البنوك الربوية ، وذلك أن دخول البنك الربوي في هذه الصفقة معناه أن
يدفع المبلغ كاملا نيابة عن المشتري ، ثم يتولى استلام الأقساط ، وحقيقة هذا العقد
أنه قرض ربوي ، فالبنك يقرض العميل مائة مثلا ، ويدفعها نيابة عنه إلى البائع ، ثم
يستردها مائة وعشرين مقسطة ، وهذا ربا محرم ، كما لا يخفى .
ثالثا :
إذا كانت الشركة تبيع الأرض بيعا مباحا– دون وساطة بنك ربوي –
فعملك جائز ، وراتبك الذي تأخذينه مباح ، غير أن الأولى لك أن تبحثي عن عمل نقيّ ،
كما سبق .
وإن كانت الشركة تبيع بيعا محرما ، كأن تكون ممن يشترط غرامة
التأخير، أو تدخل البنك في عملية التقسيط ، فينظر هنا إلى طبيعة عملك : فإن كان فيه
إعانة على هذا الحرام ، كتابة أو تسجيلا أو تدقيقا ونحوه ، فعملك محرم ، والراتب
الناتج عنه محرم ، وما أخذت منه قبل علمك بالتحريم فهو لك تنتفعين به ولا يلزمك
التصدق به .
وما كان بعد علمك بالتحريم فإنك تتخلصين منه بالصدقة به ، مع
وجوب ترك هذا العمل .
وإن كان عملك منه ما هو مباح ومنه ما هو حرام ، فإنك تجتهدين في
تقدير نسبة الحرام والتخلص مما يقابلها من الراتب ، وراجعي السؤال رقم ( 81915 )
وإن لم يكن في عملك إعانة على الحرام ، بل أنت في قسم لا صلة له
بالبيع المقسط مثلا ، فنرجو أن لا يكون عليك حرج في هذا العمل .
ونسأل الله لك التوفيق والسداد والرشاد .
والله أعلم .
*****
8400
هل الأفضل إخراج الزكاة في رمضان؟
الفقه > عبادات > الزكاة >(1/6318)
سؤال رقم 8400- هل الأفضل إخراج الزكاة في رمضان؟
سمعت أن إخراج الزكاة في رمضان أفضل من إخراجها في غيره من الأشهر. فهل هذا صحيح؟ وما الدليل على ذلك؟ علماً أن وقت إخراج الزكاة الأصلي قد يكون قبل أو بعد رمضان.
الحمد لله
أولاً : الزكاة إذا حال عليها الحول وجب إخراجها
إلا أن تكون زكاة زروع فيجب إخراجها يوم الحصاد لقوله تعالى : { وآتوا حقه يوم
حصاده } سورة الأنعام/ 141
ويجب إخراجها أول ما يحول الحول لقوله تعالى :
( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ) الحديد/21
قال ابن بطال :
إن الخير ينبغي أن يبادر به فإن الآفات تعرض ،
والموانع تمنع ، والموت لا يؤمن ، والتسويف غير محمود .
قال ابن حجر : وزاد غيره :
وهو أخلص للذمة وأنفى للحاجة وأبعد عن المطل
المذموم وأرضى للرب وأمحى للذنب " فتح الباري " ( 3 / 299 ) .
ثانياً : لا يجوز تأخير الزكاة بعد حلول موعدها
إلا لعذر .
ثالثاً : يجوز إخراج الزكاة قبل انتهاء الحول
بطريق التعجيل .
وتعجّل الزكاة : أداؤها قبل موعدها بحولين فأقل
.
عن علي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم : تعجَّل
من العباس صدقة سنتين .
رواه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم في " الأموال " ( 1885 ) . وقال
الألباني في " الإرواء " ( 3 / 346 ) : حسن .
وفي رواية :
عن علي أن العباس سأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحل فرخص له في ذلك . رواه الترمذي ( 673 ) وأبو
داود ( 1624 ) وابن ماجه ( 1795 ) .
وصححه الشيخ أحمد شاكر في " تحقيق المسند " ( 822 ) .
رابعاً : الصدقة والإحسان إلى الناس بالمال في
رمضان أفضل من غيره من الشهور .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ
مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ
لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ . رواه البخاري (6) ومسلم (2308) .
قال النووي : وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَوَائِد
مِنْهَا : اِسْتِحْبَاب إِكْثَار الْجُود فِي رَمَضَان اهـ .
فمن كانت زكاته في رمضان ، أو بعد رمضان ولكنه
أخرجها في رمضان متعجلاً ليدرك فضيلة الزكاة في رمضان فإن هذا لا بأس به . أما إن
كانت زكاته تجب قبل رمضان ( كشهر رجب مثلاً ) فأخرها حتى يخرجها في رمضان فإن هذا
لا يجوز . لأنه لا يجوز تأخير الزكاة عن وقتها إلا لعذر .
خامساً : قد يعرض من الأسباب ما يجعل إخراج
الزكاة في غير رمضان أفضل من إخراجها في رمضان . كما لو حدثت كارثة عامة أو مجاعة
في بعض بلاد المسلمين كان إخراج الزكاة في هذا الوقت أفضل من كونها في رمضان . وكما
لو كان كثير من الناس يخرجون زكاتهم في رمضان فتسد حاجات الفقراء ، ثم لا يجد
الفقراء من يعطيهم في غير رمضان فهنا إخراجها في غير رمضان أفضل ولو أدى ذلك إلى
تأخير الزكاة عن وقتها ، مراعاةً لمصلحة الفقراء .
سادساً : قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
:
يجوز تأخير الزكاة لمصلحة الفقراء لا للضرر بهم
، فمثلاً عندنا في رمضان يكثر إخراج الزكاة ويغتني الفقراء أو أكثرهم ، لكن في أيام
الشتاء التي لا توافق رمضان يكونون أشدّ حاجةً ، ويقل من يخرج الزكاة ، فهنا : يجوز
تأخيرها لأن في ذلك مصلحة لمستحقها . " الشرح الممتع " ( 6 / 189 ) .
والله أعلم .
*****
84018
دراسة العلوم الشرعية للحصول على الشهادة والوظيفة
العلم > آداب طلب العلم >(1/6319)
سؤال رقم 84018- دراسة العلوم الشرعية للحصول على الشهادة والوظيفة
ما القول فيمن نال الشهادة الجامعية في علوم الشريعة ونيته الوظيفة فهل يكون داخلا في حديث الوعيد أم أن التوبة تمحو عنه ذلك ؟ وهل بحصوله على الوظيفة بهذه الشهادة يصبح كسبه منها حراما ؟.
الحمد لله
ينبغي للإنسان أن يحسن النية في طلب العلم ، فيطلبه ابتغاء مرضاة
الله تعالى ، وينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ، وإذا سعى للحصول على شهادة من أجل
الوظيفة ، فلا حرج في ذلك ، وينوي الاستعانة بهذه الوظيفة على طاعة الله تعالى ،
وخدمة المسلمين .
أما إذا كانت نيته محصورة في الوظيفة من أجل الراتب أو المنصب
ونحو ذلك من أمور الدنيا ، ولم ينو الاستعانة على طاعة الله ولا نفع المسلمين ، ولا
غير ذلك من النيات الصالحة ، فهو على خطر عظيم ، ويدخل في الوعيد الشديد الوارد في
قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علماً مما يبتغي به وجه الله عز وجل ،
لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا ، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ) يعني
ريحها . رواه أبو داود ( 3664) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وعليه أن يصحح نيته ، ويتوب إلى الله تعالى فإن التوبة تمحو ما
سبق من الإثم ، فقد قال النبي صلى الله عليه : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) . رواه ابن ماجة (4250) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة .
وأما الكسب الناشئ عن الوظيفة بهذه الشهادة ، فالذي يظهر أنه لا
حرج فيه ، مادام العمل الذي يقوم به مباحاً .
وقد سئلت اللجنة الدائمة : هل يجوز الدراسة الدينية من أجل
الشهادة ؟
فأجابت : لا بأس أن يدرس لأخذ الشهادة ، وعليه أن يجاهد نفسه في
إصلاح النية حتى تكون الدراسة لله وحده ، وأن يكون أخذ الشهادة ليستعين بها على
طاعة الله ورسوله ، وخدمة المسلمين " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة"
(12/103).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : يتحرج بعض طلبة العلم الشرعي
عند قصدهم العلم والشهادة فكيف يتخلص طالب العلم من هذا الحرج ؟
فأجاب : " يجاب على ذلك بأمور :
أحدها : أن لا يقصدوا بذلك الشهادة لذاتها ، بل يتخذون هذه
الشهادات وسيلة للعمل في الحقول النافعة للخلق ؛ لأن الأعمال في الوقت الحاضر مبنية
على الشهادات ، والناس غالبا لا يستطيعون الوصول إلى منفعة الخلق إلا بهذه الوسيلة
وبذلك تكون النية سليمة .
الثاني : أن من أراد العلم قد لا يجده إلا في هذه الكليات فيدخل
فيها بنية طلب العلم ولا يؤثر عليه ما يحصل له من الشهادة فيما بعد .
الثالث : أن الإنسان إذا أراد بعمله الحسنيين حسنى الدنيا ،
وحسنى الآخرة فلا شيء عليه في ذلك ؛ لأن الله يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ
يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ
جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 -3 ، وهذا
ترغيب في التقوي بأمر دنيوي .
فإن قيل : من أراد بعمله الدنيا كيف يقال بأنه مخلص ؟
فالجواب : أنه أخلص العبادة ولم يرد بها الخلق إطلاقا فلم يقصد
مراءاة الناس ومدحهم على عبادته بل قصد أمرا ماديا من ثمرات العبادة ، فليس
كالمرائي الذي يتقرب إلى الناس بما يتقرب به إلى الله ويريد أن يمدحوه به ، لكنه
بإرادة هذا الأمر المادي نقص إخلاصه فصار معه نوع من الشرك وصارت منزلته دون منزلة
من أراد الآخرة إرادة محضة .
وبهذه المناسبة أود أن أنبه على أن بعض الناس عندما يتكلمون على
فوائد العبادات يحولونها إلى فوائد دنيوية ؛ فمثلا يقولون في الصلاة رياضة وإفادة
للأعصاب ، وفي الصيام فائدة لإزالة الفضلات وترتيب الوجبات ، والمفروض ألا تجعل
الفوائد الدنيوية هي الأصل ؛ لأن ذلك يؤدي إلى إضعاف الإخلاص والغفلة عن إرادة
الآخرة ، ولذلك بين الله تعالى في كتابه حكمة الصوم - مثلا أنه سبب للتقوى ،
فالفوائد الدينية هي الأصل ، والدنيوية ثانوية ، وعندما نتكلم عند عامة الناس فإننا
نخاطبهم بالنواحي الدينية ، وعندما نتكلم عند ممن لا يقتنع إلا بشيء مادي فإننا
نخاطبه بالنواحي الدينية والدنيوية ولكل مقام مقال " انتهى من كتاب "العلم"
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
والله أعلم .
*****
84030
أدعية لقضاء الدين
الرقائق > الدعاء >(1/6320)
سؤال رقم 84030- أدعية لقضاء الدين
مستدين بديون تجارية متعلقة بالسوق ولكن كثرت الديون وتعددت لدرجة استحالة الوفاء بها في ظل الظروف السوقية الحالية ولا أجد سبيلا للسداد ....ماذا أفعل ؟.
الحمد لله
نسأل الله تعالى أن يفرج همك وأن يقضي دينك ، وأن يرزقك من فضله
.
وهذه بعض النصائح نرجو أن يكون فيها عون لك :
أولا :
أن تتحلى بالصبر ، وأن تسعى للتخلص مما أنت فيه بالبحث عن طرق
مشروعة للكسب ، تجني منها بعض الأرباح ، وتعوض خسائرك ، وتقضي دينك ، فأبواب الرزق
واسعة ، وقد يبدأ الإنسان بعمل صغير ثم يبارك له فيه ، وهذا واقع مشاهد .
ثانيا :
أن تقلل من النفقة الخاصة بك ، وأن تعلم أن الدائنين أولى بكل ما
زاد عن نفقتك الضرورية ، فلا تتهاون في أمر الدَّيْن ، ولا تسترسل في الإنفاق ، ولا
يحملنك اليأس من سداده على أن تنساه ، أو تقصر في البحث عن مخرج منه .
ثالثا :
أن تستسمح أصحاب الدين ، وأن تخبرهم بعجزك عن السداد ، وأن تطلب
منهم المهلة ، فهذا خير لك من الهروب والمماطلة التي تزيدهم عليك حنقا وضيقا .
رابعا :
أن تصلح ما بينك وبين الله تعالى ، ليصلح لك ما بينك وبين الناس
، وقد وعد الله أهل طاعته بالمزيد من فضله ، فقال : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 . وقال : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى
اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ
لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 ،3 .
وقال : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ
غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ
وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً ) نوح/10- 12 . فأكثر من الاستغفار والتوبة والعمل الصالح ، فإن رحمة
الله قريب من المحسنين .
خامسا :
إذا كنت قد أخذت هذه الديون وأنت عازم على أدائها فعليك أن تحسن
الظن بالله تعالى وتثق به أنه سيقضيها عنك ، روى البخاري ( 2387) أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ) ، وروى ابن ماجة
( 2409) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما
لم يكن فيما يكره الله ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .
سادساً :
توجه إلى الله تعالى بالدعاء ، وأيقن بالإجابة ، فإن من أدمن طرق
الباب ، يوشك أن يفتح له ، وتخير لدعائك أوقات الإجابة ، كالثلث الأخير من الليل ،
وبعد عصر الجمعة ، وما بين الأذان والإقامة ، وفي السفر ، وعند الفطر من الصوم .
وإليك بعض الأدعية المناسبة لحالك :
روى الترمذي (3563) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ
مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي ،
قَالَ : أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا
أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ، قَالَ : قُلْ : ( اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ
حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ) والحديث حسنه الألباني
في صحيح الترمذي .
والمكاتبة : تعهد العبد بدفع مال لسيده حتى يعتقه .
و( جبل صِير) اسم جبل .
وروى الطبراني في معجمه الصغير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه : ( ألا أعلمك دعاء تدعو به
لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك ؟ قل يا معاذ : اللهم مالك
الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء
، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطيهما من
تشاء ، وتمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ). وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1821).
وروى أحمد ( 3712 ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَصَابَ
أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ
عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ،
عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيْتَ بِهِ
نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي
كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ
تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ،
وَذَهَابَ هَمِّي ، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ ، وَأَبْدَلَهُ
مَكَانَهُ فَرَجًا . قَالَ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟
فَقَالَ بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ) وصححه
الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1822).
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
84038
وقعت في الحرام ثم تقدم لها رجل صالح لكنها تحس بالذنب
الرقائق > التوبة >(1/6321)
سؤال رقم 84038- وقعت في الحرام ثم تقدم لها رجل صالح لكنها تحس بالذنب
أقمت علاقة غير شرعية مع رجل متزوج وعدني بالزواج لكن كل ما أطلب منه تعجيل الأمر يعتذر بحجج مختلفة ويبتعد عني لمدة ثم يعود ليقضي حاجته . لكن تبت إلى الله وأتضرع إلى الله سبحانه أن يتقبل توبتي لكن لن أسامحه لأنني شابة مسلمة وأخاف الله لكنه أوقعني في الحرام ، والآن يتقدم إلى خطبتي رجل تقي عفيف ، لكن أحس بالذنب فهل أقبل أم لا ؟.
الحمد لله
أولاً :
إنا لله وإنا إليه راجعون . هذا هو نتيجة الاختلاط والتساهل في
إقامة العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء ، وكم جَرَّ هذا التساهل علينا من مصائب
وأحزان وآلام ، يكتوي بنارها مَنْ ابتليت في عرضها ، وفقدت شرفها ، ثم تركها الذئب
على قارعة الطريق ، فلم تعد صالحة له ، وهيهات أن يثق فيها وقد قبلت الخيانة ، وهو
غير مستعد للزواج أصلا ، وإنما الهدف هو المتعة الرخيصة ، وقضاء الوقت مع المغفلة
المسكينة .
ويكتوي بنارها أهلها إذا افتضح أمرها ، ويكتوي بنارها كل مؤمن في
قلبه حياة ، يسمع مثل هذه المآسي والآلام ، ويكتوي بنارها المجتمع كله إذا انتشرت
الفاحشة وعمَّت الرذيلة .
ثانياً :
نحمد الله أنك قد تبت من هذه الأفعال الشنيعة ، ونسأله سبحانه أن
يتقبل منك ، وأن يعفو عنك ، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء . لكن ما حدث معك عبرة
لغيرك ، وكم نادى العلماء والدعاة والمصلحون بضرورة الحذر من فتنة الرجال بالنساء ،
والنساء بالرجال ، وأهمية الوقوف عند حدود الله تعالى في الكلام والاستماع والنظر
والمصافحة والخلوة ، حتى تحفظ الأعراض ، وتصان الفروج ، في حين ظل دعاة الرذيلة
يهونون من هذا الأمر ، ويرخصون فيه ، ويدعون إليه ، ويسمونه تحررا وتمدنا ورقيا ،
والأمر كما قال الله : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً ) النساء/27 .
والمهم أن تستمري في التوبة والندم ، وأن تكثري من التضرع
واللجوء إلى الله ، لعل الله أن يتجاوز عنك ، ويسترك في الدنيا والآخرة .
ولا حرج عليك في قبول الزواج من هذا الرجل التقي الذي تقدم
لخطبتك ، ما دمت قد تبت إلى الله تعالى مما اقترفت ، ولا يلزمك إخباره بشيء مما مضى
، بل لا يجوز لك إخباره ، واستتري بستر الله تعالى ، كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم : ( اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عز وجل عنها ، فمن ألمّ فليستتر بستر
الله عز وجل ) رواه البيهقي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (663) .
وروى مسلم (2590) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى
عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
وهذا من البشارة للتائب الذي ستره الله تعالى في الدنيا ، أن
الله سيستره في الآخرة ، والمهم ألا يتمادى ، وأن لا يغتر بعفو الله وحلمه ، فإن
الله لو شاء أن يفضحه لفضحه ، وهو سبحانه يمهل ولا يهمل .
والله أعلم .
*****
84073
حكم التحاكم إلى العادات والأعراف القبلية
العقيدة > الشرك وأنواعه >
الفقه > معاملات > الزنا واللواط >(1/6322)
سؤال رقم 84073- حكم التحاكم إلى العادات والأعراف القبلية
إذا زنى رجل بامرأة ، تقوم القبائل بتعويض أهل البنت بمال يقدره العرف القبلي ، علما أن هذا المال يشاركه في دفعه قبيلته ، ما حكم المشاركة في دفع هذا المبلغ إن كنت من قبيلة الفاعل ، وما حكم أخذ هذا المال إن كنت من قبيلة البنت. علما أنّ هذا البلد يحكمه نصراني ولا يحكم فيه بما أنزل الله ، ولذلك تلجأ القبائل للحكم القبلي مع ما فيه من حكم بغير ما أنزل الله .
الحمد لله
أولا :
هذا التعويض المالي له صورتان :
الأولى : أن يكون خاصا بحالة الإكراه على الزنا ، فيُلزم الزاني
بدفع المهر للمزني بها المكرهة على ذلك ، أو بدفع المهر مع أرش البكارة – إن كانت
بكرا - ، عند من يقول بذلك ، وأرش البكارة هو الفرق بين مهر البكر والثيب .
على أن يكون هذا المال واجبا على الزاني ، مع إقامة الحد عليه ،
ويعطى للمزني بها ، التي ثبت إكراهها على الزنا .
وإذا كان الأمر كذلك ، فهذا لا إشكال فيه ، بل هو من تحكيم الشرع
، ولو وافق العادة والعرف .
ولو فرض أنهم عجزوا عن إقامة الحد ، واستطاعوا إلزام الزاني بدفع
المهر للمكرهة ، لكان هذا سائغا ، فإن مالا يدرك كله لا يُترك جُلّه ، وقد قال الله
تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ).
وأما إلزام القبيلة بدفع المهر أو المشاركة فيه ، فلا وجه له ،
بل هو واجب في مال الزاني كما سبق ، ومساعدته في دفعه يعني تسهيل القضية وترويج
الزنا . ويأتي بيان الخلاف في وجوب المهر والأرش .
الصورة الثانية : أن يكون ذلك نظاما متبعا في جميع حالات الزنى ،
لا فرق بين من أكرهت عليه ، ومن طاوعت فيه ، وتلزم القبيلة بمشاركة الزاني في دفع
هذا التعويض ، ويعد ذلك حكما عاما ترجع إليه القبائل فيما بينها ، فهذا تنظيم
وتقنين لمهور البغايا ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثَمَنُ الْكَلْبِ
خَبِيثٌ وَمَهْرُ الْبَغِيِّ خَبِيثٌ وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ ) رواه
مسلم (1568)
وقال : ( لا يَحِلُّ ثَمَنُ الْكَلْبِ وَلا حُلْوَانُ الْكَاهِنِ
وَلا مَهْرُ الْبَغِيِّ ) رواه النسائي (4293)
ومن البين أن هذا الحكم القبلي ، أو ما يسمى بالسلوم ، هو من
أحكام الجاهلية ، التي لا يجوز الحكم بها ، ولا التحاكم إليها ، ولا الإعانة عليها
؛ لقوله تعالى : ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا
تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ
اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ
يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً
لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة/49 ، 50 ، وقوله : ( وَمَنْ
لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) المائدة/44 ، وقوله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ
أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا
بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً) النساء/60 ، وقوله : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا
قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) النساء/65 . إلى غير ذلك
من الآيات الدالة على وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه من أحكام الجاهلية .
وقد حكم الله تعالى وشرَع أن يجلد الزاني إذا كان بكرا ، ويرجم
إن كان ثيبا ، رجلا كان أو امرأة ، فكل حكم يخالف هذا فهو من أحكام الجاهلية ، التي
يجب البراءة منها ، والسعي في إبطالها .
وقد نص أهل العلم على أن التحاكم إلى سلوم البادية ، وأعراف
القبائل المخالفة للشريعة المحمدية ، أن ذلك من الكفر .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : " (السادس) [أي من أنواع
الكفر الأكبر في مسألة تحكيم القوانين] : ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر
والقبائل من البوادي ونحوهم من حكايات آبائهم وأجدادهم وعاداتهم التي يسمونها "
سلومهم " يتوارثون ذلك منهم ويحكمون به ويحملون على التحاكم إليه عند النزاع ، بناء
على أحكام الجاهلية ، و إعراضاً ورغبة عن حكم الله ورسوله فلا حول ولا قوة إلا
بالله " انتهى من رسالة "تحكيم القوانين".
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في رسالة له بعنوان : "
حكم التحاكم إلى العادات والأعراف القبلية
من عبد العزيز بن باز إلى من يطلع عليه من المسلمين ، وفقني الله
وإياهم لمعرفة الحق واتباعه آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . . . أما بعد .
فالداعي لهذا هو الإجابة عن أمور سأل عنها بعض الإخوة الناصحين
في المملكة ؛ حيث ذكر أنه يوجد في قبيلته ، وفي قبائل أخرى عادات قبلية سيئة ما
أنزل الله بها من سلطان منها : -
ترك التحاكم إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
إلى عادات قبلية وأعراف جاهلية .
ومنها كتمان الشهادة ، وعدم أدائها حمية وتعصبا ، أو الشهادة
زورا وبهتانا ، حمية وعصبية أيضا . إلى غير ذلك من الأسباب التي قد تدعو بعض الناس
إلى مخالفة الشرع المطهر .
ولوجوب النصيحة لله ولعباده أقول وبالله التوفيق :
يجب على المسلمين أن يتحاكموا إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم في كل شيء ، لا إلى القوانين الوضعية والأعراف والعادات القبلية .
قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا
بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ
يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا وقال تعالى : أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ
يُوقِنُونَ ) .
فيجب على كل مسلم أن لا يقدم حكم غير الله على حكم الله ورسوله
كائنا من كان ، فكما أن العبادة لله وحده ، فكذلك الحكم له وحده ، كما قال سبحانه :
( إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ ) .
فالتحاكم إلى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من
أعظم المنكرات ، وأقبح السيئات ، وفي كفر صاحبه تفصيل ، قال تعالى : ( فَلا
وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ؛
فلا إيمان لمن لم يحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في أصول الدين وفروعه ، وفي
كل الحقوق ، فمن تحاكم إلى غير الله ورسوله ، فقد تحاكم إلى الطاغوت.
وعلى هذا يجب على مشايخ القبائل ، ألا يحكموا بين الناس بالأعراف
التي لا أساس لها في الدين ، وما أنزل الله بها من سلطان . . بل يجب عليهم أن يردوا
ما تنازع فيه قبائلهم إلى المحاكم الشرعية ، ولا مانع من الإصلاح بين المتنازعين
بما لا يخالف الشرع المطهر ، بشرط الرضا وعدم الإجبار . . لقوله صلى الله عليه وسلم
: ( الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما ) ، كما يجب على
القبائل جميعا ألا يرضوا إلا بحكم الله ورسوله .... " انتهى من "مجموع فتاوى
ومقالات الشيخ ابن باز" (5/142).
وسئلت "اللجنة الدائمة للإفتاء" ما نصه : " س : ما الحكم إذا
تخاصم اثنان مثلا وتحاكما إلى الأحكام العرفية ، فمثلا يضع كل منهما معدالا ، كما
يسمونه ، ويرضون من مشايخ القبائل من يحكم بينهما ، ويجلسان بين يديه ، ويبث كل
منهما دعواه ضد الآخر ، فإذا كانت القضية بسيطة حكم فيها بذبيحة على المخطئ يذبحها
لخصمه ، وإذا كانت القضية كبيرة حكم فيها (بجنبية) أي : كانوا في القدم يضربونه على
رأسه بآلة حادة حتى يسيل دمه ، ولكن اليوم تقدر (الجنبية بدراهم) ويسمون هذا : صلحا
، وهذا الشيء منتشر بين القبائل ويسمونه : مذهبا ، بمعنى : إذا لم ترض بفعلهم هذا
فيقولون عنك : (قاطع المذهب) ، فما الحكم في هذا يا فضيلة الشيخ ؟
ج : يجب على المسلمين أن يتحاكموا إلى الشريعة الإسلامية ، لا
إلى الأحكام العرفية ، ولا إلى القوانين الوضعية ، وما ذكرته ليس صلحا في الحقيقة ،
وإنما هو تحاكم إلى مبادئ وقواعد عرفية ; ولذا يسمونها : مذهبا ، ويقولون لمن لم
يرض بالحكم بمقتضاها : إنه قاطع المذهب، وتسميته صلحا لا يخرجه عن حقيقته من أنه
تحاكم إلى الطاغوت ، ثم الحكم الذي عينوه من الذبح أو الضرب بآلة حادة على الرأس
حتى يسيل منه الدم ليس حكما شرعيا .
وعلى هذا يجب على مشايخ القبائل ألا يحكموا بين الناس بهذه
الطريقة ، ويجب على المسلمين ألا يتحاكموا إليهم ، إذا لم يعدلوا عنها إلى الحكم
بالشرع ، واليوم -ولله الحمد- قد نصب ولي الأمر قضاة يحكمون بين الناس ، ويفصلون في
خصوماتهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويحلون مشكلاتهم بما لا
يتنافى مع شرع الله تعالى، فلا عذر لأحد في التحاكم إلى الطاغوت بعد إقامة من
يتحاكم إليه من علماء الإسلام ويحكم بحكم الله سبحانه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، انتهى .
وإذا كان الأمر كذلك : فلا يجوز لك أن تشارك في هذا الحكم ، ولا
في دفع المال ، أو أخذه ، بل يجب أن تبرأ من ذلك ، كما يجب أن تنصح لهؤلاء ، وتبين
لهم خطر ما هم عليه من تحكيم غير الشرع ، وأنه لا عذر لهم في ذلك ، ولو كان حاكمهم
نصرانيا لا يطبق أحكام الله ، وعليهم أن يتناصحوا فيما بينهم ويسعوا إلى تطبيق
أحكام الشريعة قدر استطاعتهم ، وما عجزوا عن تطبيقه فلا يجوز لهم إحداث حكمٍ فيه ،
مهما رأوا فيه من المصلحة ، وإلا كانوا مشرّعين آثمين مبتغين في الإسلام سنة
الجاهلية .
ثانيا :
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن
المرأة إذا أكرهت على الزنا ، فإن الزاني يلزم بمهر مثلها .
فإن كانت بكرا ، فهل لها مع المهر أرش البكارة ؟
ذهب إلى ذلك بعض الفقهاء ، وهو رواية عن أحمد رحمه الله ، لكن
المذهب المعتمد عند الحنابلة هو عدم وجوب أرش البكارة ، وإنما تأخذ المكرهة على
الزنا مهر المثل فقط .
ونبه المالكية على أن هذا المهر لا تتحمله العاقلة ، لأن الزنى
من باب العمد ، لا الخطأ .
وخالف الحنفية فلم يوجبوا مهرا للمكرهة على الزنا ، بكرا كانت أو
ثيبا .
وهو رواية عن أحمد رحمه الله ، اختارها شيخ الإسلام ، وقال عن
المهر : إنه خبيث .
ثالثا :
لو أكرهها على الزنا ، فأفضاها ، فإنه يلزمه المهر ، مع الضمان ،
واختلف في تقديره ، فالحنفية والحنابلة على أنه ثلث الدية ، والمالكية على أن فيه
حكومة عدل ، والشافعية على أن فيه الدية كاملة ، ووافقهم الحنفية فيما إذا أفضاها
فلم تمسك البول .
وينظر : "المبسوط (9/53) ، المنتقى للباجي (7/77) ، التاج والإكليل (8/342) ،
مغني المحتاج (4/75) ، المغني (7/209) ، (8/373) ، الإنصاف (8/306- 308) ، الموسوعة
الفقهية (5/297) ، (21/95) ".(1/6323)
والإفضاء : إزالة الحاجز بين مخرج البول ومحل الجماع .
والحاصل : أن دفع المهر للمكرهة على الزنا ، أو دفع المهر وأرش
البكارة ، للبكر المكرهة على الزنا ، إنما يكون في مال الزاني ، ولا تتحمله العاقلة
، ويذهب للمرأة المزني بها ، وليس إلى عاقلتها ، وأما المطاوعة على الزنى فلا شيء
لها .
وهذا كله بعد ثبوت الزنا وإقامة الحد . وبهذا يظهر الفرق بين ما
ورد في الشرع ، وبين ما يحكّم من العادات والأعراف القبلية .
والله أعلم .
*****
84089
تحب شخصا وطلب منها الخروج معه فماذا تعمل ؟
الآداب > العلاقة بين الجنسين >(1/6324)
سؤال رقم 84089- تحب شخصا وطلب منها الخروج معه فماذا تعمل ؟
أنا أطلب منك المساعدة أنا أحب شابا وطلب مني أن أخرج معه ولكني لا أعرف ما أقوله أنا محتارة أرجو المساعدة .
الحمد لله
أولاً :
يسرنا كثيراً طلبك المساعدة في هذا الأمر ، قبل أن تقدمي عليه ،
ونحن لا نرضى لك إلا ما نرضاه لبناتنا وأخواتنا ، حافظي على أثمن ما تملكين ، وإياك
أن يخدعك الشيطان بمسمى الحب تارة أو التسلية أخرى .
ابنتي ... يسرنا كثيراً محافظتك على الصلاة ، والتزامك بالحجاب ،
وتخلقك بالعفة والحياء ، وتمسكك بتعاليم الدين الذي جاء ليعلي من شأن الإنسان ويزكي
نفسه ويطهرها .
ويسوؤنا كثيراً أن تكوني بخلاف ذلك ، يسوؤنا أن يجرك الشيطان إلى
هلاكك ، فتكوني كالذبيحة تساق إلى موتها وهي لا تشعر !!
ابنتي .. إنه كلام جد وليس بالهزل ، قد سلك في هذا الطريق كثيرات
غيرك ، وكانت النهاية تعيسة ، وندمن .
ولكن .. بعد فوات الأوان ، وقت لا ينفع الندم ، ولعلك تجدين في
هذا الموقع قصصاً كثيرة في هذا ، لك فيها عبرة ، وإياك أن تكوني أنت عبرة لغيرك .
ثانياً :
لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها ، ولو كان في
نيتهما الزواج ، لأن الله تعالى حرم الخلوة بالأجنبية ، ومصافحتها والنظر إليها –
إلا لحاجة كالخطبة والشهادة – وحرم عليها أن تتبرج بالزينة ، وأن تكشف عن عورتها
أمام الرجال الأجانب عنها ، وأن تخرج متعطرة بينهم ، وأن تخضع بالقول لهم ، وهذه
المحرمات معلومة بأدلة الكتاب والسنة ، وليس فيها استثناء لمن عزم على الزواج ، بل
ولا لمن خطب بالفعل ؛ لأن الخاطب يظل أجنبيا عن المرأة حتى يعقد النكاح عليها .
1- فمما جاء في تحريم الخلوة بالأجنبية ولو كانت مع خاطبها : ما
رواه البخاري (3006) ومسلم (1341) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لا
يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أَلا ، لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ
بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي (2165)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
2- ومما جاء في تحريم نظر الرجل إلى المرأة : قوله تعالى : (
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/30 .
وروى مسلم (2159) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه
قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ
الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي .
و ( نظر الفجأة ) هو أن تقع عينه على المرأة من غير قصد ، كما لو
كان ينظر إلى الطريق ونحو ذلك .
وأما المرأة فلها أن تنظر إلى الرجل من غير شهوة ، إذا أمنت
الفتنة ، وأما مع الشهوة أو خوف الفتنة فلا يجوز .
3- ومما جاء في تحريم مصافحة المرأة الأجنبية : قوله صلى الله
عليه وسلم : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل
له ) رواه الطبراني من حديث معقل بن يسار ، وصححه الألباني في صحيح الجامع
برقم (5045) ، والإثم هنا على الرجل والمرأة سواء .
4- ومما جاء في تحريم تبرج المرأة ، وإظهارها لزينتها أمام
الرجال الأجانب عنها : ما روى مسلم (2128) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صِنْفَانِ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ
الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ
مُمِيلَاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لا
يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ ، وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ
مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) .
والبخت : نوع من الإبل طويلة الأعناق .
5- ومما جاء في تحريم خروجها متعطرة بحيث يشم الرجال الأجانب
ريحها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ
عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ ) رواه النسائي
(5126) وأبو داود (4173) والترمذي (2786) وحسنه الألباني في صحيح النسائي .
6- ومما جاء في تحريم الخضوع بالقول قوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ
النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32 ، وإذا كان هذا في حق أمهات المؤمنين الطاهرات ،
فإن غيرهن من باب أولى .
ثالثاً :
إن ما يسمى بالحب بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، لا يخلو من
محرم من هذه المحرمات ، إن لم تجتمع كلها ، وما هو أزيد منها ، عافانا الله وإياك
من كل سوء .
فالواجب عليك هو التوبة إلى الله تعالى ، والحذر من غضبه
وانتقامه ، وقطع هذه العلاقة مع الشاب فوراً ، فلا تفكري في اللقاء به ، ولا
تستجيبي لطلبه في الخروج معك ، بل ينبغي أن تقطعي الاتصال معه تماما ، فإن بداية
الشر هو تعلق قلبك به ، وهذا من استدراج الشيطان لك ، أنك نظرت إليه أو تكلمت معه
حتى دخل حبه في قلبك ، فلا تزيدي الأمر شرا وبلاء بالكلام أو الخروج معه .
واعلمي أن أكثر المصائب إنما تبدأ بخطوات يسيرة ، ثم يقع ما لم
يكن في الحسبان ، وكم من امرأة وثقت في نفسها ثقة زائدة ، وأن ذلك الشاب لن ينال
منها أي شيء ، ثم كانت النتيجة أنها خسرت كل شيء ! ثم تخلّى عنها ذلك الذئب الذي
كان يعدها ويمنيها بالزواج ، لأنها لم تعد صالحة له ، وهيهات أن يثق بها وقد سمحت
لنفسها أن تتعلق برجل أجنبي عنها .
ونحن إذ نقول ذلك لك ، فإنما نقوله من باب النصح وإرادة الخير لك
، نسأل الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه .
والله أعلم .
*****
84089
تحب شخصا وطلب منها الخروج معه فماذا تعمل ؟
الآداب > العلاقة بين الجنسين >(1/6325)
سؤال رقم 84089- تحب شخصا وطلب منها الخروج معه فماذا تعمل ؟
أنا أطلب منك المساعدة أنا أحب شابا وطلب مني أن أخرج معه ولكني لا أعرف ما أقوله أنا محتارة أرجو المساعدة .
الحمد لله
أولاً :
يسرنا كثيراً طلبك المساعدة في هذا الأمر ، قبل أن تقدمي عليه ،
ونحن لا نرضى لك إلا ما نرضاه لبناتنا وأخواتنا ، حافظي على أثمن ما تملكين ، وإياك
أن يخدعك الشيطان بمسمى الحب تارة أو التسلية أخرى .
ابنتي ... يسرنا كثيراً محافظتك على الصلاة ، والتزامك بالحجاب ،
وتخلقك بالعفة والحياء ، وتمسكك بتعاليم الدين الذي جاء ليعلي من شأن الإنسان ويزكي
نفسه ويطهرها .
ويسوؤنا كثيراً أن تكوني بخلاف ذلك ، يسوؤنا أن يجرك الشيطان إلى
هلاكك ، فتكوني كالذبيحة تساق إلى موتها وهي لا تشعر !!
ابنتي .. إنه كلام جد وليس بالهزل ، قد سلك في هذا الطريق كثيرات
غيرك ، وكانت النهاية تعيسة ، وندمن .
ولكن .. بعد فوات الأوان ، وقت لا ينفع الندم ، ولعلك تجدين في
هذا الموقع قصصاً كثيرة في هذا ، لك فيها عبرة ، وإياك أن تكوني أنت عبرة لغيرك .
ثانياً :
لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها ، ولو كان في
نيتهما الزواج ، لأن الله تعالى حرم الخلوة بالأجنبية ، ومصافحتها والنظر إليها –
إلا لحاجة كالخطبة والشهادة – وحرم عليها أن تتبرج بالزينة ، وأن تكشف عن عورتها
أمام الرجال الأجانب عنها ، وأن تخرج متعطرة بينهم ، وأن تخضع بالقول لهم ، وهذه
المحرمات معلومة بأدلة الكتاب والسنة ، وليس فيها استثناء لمن عزم على الزواج ، بل
ولا لمن خطب بالفعل ؛ لأن الخاطب يظل أجنبيا عن المرأة حتى يعقد النكاح عليها .
1- فمما جاء في تحريم الخلوة بالأجنبية ولو كانت مع خاطبها : ما
رواه البخاري (3006) ومسلم (1341) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لا
يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أَلا ، لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ
بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي (2165)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
2- ومما جاء في تحريم نظر الرجل إلى المرأة : قوله تعالى : (
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/30 .
وروى مسلم (2159) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه
قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ
الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي .
و ( نظر الفجأة ) هو أن تقع عينه على المرأة من غير قصد ، كما لو
كان ينظر إلى الطريق ونحو ذلك .
وأما المرأة فلها أن تنظر إلى الرجل من غير شهوة ، إذا أمنت
الفتنة ، وأما مع الشهوة أو خوف الفتنة فلا يجوز .
3- ومما جاء في تحريم مصافحة المرأة الأجنبية : قوله صلى الله
عليه وسلم : ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل
له ) رواه الطبراني من حديث معقل بن يسار ، وصححه الألباني في صحيح الجامع
برقم (5045) ، والإثم هنا على الرجل والمرأة سواء .
4- ومما جاء في تحريم تبرج المرأة ، وإظهارها لزينتها أمام
الرجال الأجانب عنها : ما روى مسلم (2128) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صِنْفَانِ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ
الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ
مُمِيلَاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لا
يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ ، وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ
مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) .
والبخت : نوع من الإبل طويلة الأعناق .
5- ومما جاء في تحريم خروجها متعطرة بحيث يشم الرجال الأجانب
ريحها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ
عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ ) رواه النسائي
(5126) وأبو داود (4173) والترمذي (2786) وحسنه الألباني في صحيح النسائي .
6- ومما جاء في تحريم الخضوع بالقول قوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ
النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32 ، وإذا كان هذا في حق أمهات المؤمنين الطاهرات ،
فإن غيرهن من باب أولى .
ثالثاً :
إن ما يسمى بالحب بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، لا يخلو من
محرم من هذه المحرمات ، إن لم تجتمع كلها ، وما هو أزيد منها ، عافانا الله وإياك
من كل سوء .
فالواجب عليك هو التوبة إلى الله تعالى ، والحذر من غضبه
وانتقامه ، وقطع هذه العلاقة مع الشاب فوراً ، فلا تفكري في اللقاء به ، ولا
تستجيبي لطلبه في الخروج معك ، بل ينبغي أن تقطعي الاتصال معه تماما ، فإن بداية
الشر هو تعلق قلبك به ، وهذا من استدراج الشيطان لك ، أنك نظرت إليه أو تكلمت معه
حتى دخل حبه في قلبك ، فلا تزيدي الأمر شرا وبلاء بالكلام أو الخروج معه .
واعلمي أن أكثر المصائب إنما تبدأ بخطوات يسيرة ، ثم يقع ما لم
يكن في الحسبان ، وكم من امرأة وثقت في نفسها ثقة زائدة ، وأن ذلك الشاب لن ينال
منها أي شيء ، ثم كانت النتيجة أنها خسرت كل شيء ! ثم تخلّى عنها ذلك الذئب الذي
كان يعدها ويمنيها بالزواج ، لأنها لم تعد صالحة له ، وهيهات أن يثق بها وقد سمحت
لنفسها أن تتعلق برجل أجنبي عنها .
ونحن إذ نقول ذلك لك ، فإنما نقوله من باب النصح وإرادة الخير لك
، نسأل الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه .
والله أعلم .
*****
8409
ثقب الأنف وحاجب العين
أسباب عذاب القبر استعمال التراب في تطهير نجاسة الكلب رحمة الله بعباده يعمل في محل ألعاب فيديو ويسأل عن دخله
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الزينة >(1/6326)
سؤال رقم 8409- ثقب الأنف وحاجب العين
السؤال :
هل يجوز لفتاة في العقد الثاني من عمرها وترتدي الحجاب أن تثقب أنفها أو حاجب العين؟.
الجواب :
الحمد لله
الأولى ألاّ تفعل ، لأنه ليس فيه مصلحة بيِّنة مع مافيه من الألم أو التشويه بخرق الأنف وأسوء منه خرق حاجب العين ، وأمّا خرق شحمة الأذن لتعليق القرط فيها فقد كانت من عادة النساء في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، فينبغي الإقتصار عليه .
كتبه : الشيخ عبد الرحمن البراك .
*****
11/1426
نوفمبر 13/2005
84102
الحب الذي ينتهي بالزواج هل هو حرام ؟
الآداب > العلاقة بين الجنسين >(1/6327)
سؤال رقم 84102- الحب الذي ينتهي بالزواج هل هو حرام ؟
هل الحب الذي ينتهي بزواج حرام ؟.
الحمد لله
أولاً : العلاقة التي تنشأ بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ،
ويسميها الناس " الحب " هي مجموعة من المحرمات والمحاذير الشرعية والأخلاقية .
ولا يستريب عاقل في تحريم هذه العلاقة ، ففيها : خلوة الرجل
بالمرأة الأجنبية ، ونظره إليها ، واللمس والتقبيل ، والكلام المليء بالحب والإعجاب
مما يثير الغرائز ويحرّك الشهوات . وقد تصل هذه العلاقة إلى ما هو أعظم من ذلك .
كما هو واقع ومشاهد الآن .
وقد ذكرنا جملة من هذه المحرمات في جواب السؤال رقم ( 84089 )
فليراجع .
ثانياً :
أثبتت الدراسات فشل أكثر الزيجات المبنية على علاقة حبٍّ مسبق
بين الرجل والمرأة ، بينما نجحت أكثر الزيجات التي لم تُبْنَ على تلك العلاقة
المحرمة في الغالب ، والتي يسميها الناس "الزواج التقليدي" .
ففي دراسة ميدانية لأستاذ الاجتماع الفرنسي سول جور دون كانت
النتيجة :
"الزواج يحقق نجاحاً أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحب قبل
الزواج".
وفي دراسة أخرى لأستاذ الاجتماع إسماعيل عبد الباري على 1500
أسرة كانت النتيجة أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق ، بينما
كانت تلك النسبة أقل من 5% في الزيجات التقليدية – يعني : التي لم تكن عن حبٍّ سابق
.
ويمكن ذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتيجة :
1- الاندفاع العاطفي يعمي عن رؤية العيوب ومواجهتها ، كما قيل :
"وعين الرضا عن كل عيب كليلة" . وقد يكون في أحد الطرفين أو كلاهما من العيوب ما
يجعله غير مناسب للطرف آخر ، وإنما تظهر تلك العيوب بعد الزواج .
2- العاشقان يظنان أن الحياة رحلة حب لا نهاية لها ، ولذلك نراهم
لا يتحدثان إلا عن الحب والأحلام .. إلخ ، أما المشكلات الحياتية وطرق مواجهتها ،
فلا نصيب لها من حديثهم ، ويتحطم هذا الظن بعد الزواج ، حيث يصطدمان بمشكلات الحياة
ومسؤولياتها .
3- العاشقان لم يعتادا على الحوار والمناقشة وإنما اعتادا على
التضحية والتنازل عن الرغبة ، إرضاءً للطرف الآخر ، بل كثيراً ما يحصل بينهما خلاف
لأن كل طرف منهما يريد أن يتنازل هو ليرضي الطرف الآخر ! بينما يكون الأمر على عكس
ذلك بعد الزواج ، وكثيراً ما تنتهي مناقشاتهم بمشكلة ، لأن كل واحد منهما اعتاد على
موافقة الطرف الآخر على رأيه من غير نقاش .
4- الصورة التي يظهر بها كل واحد من العشيقين للآخر ليست هي
صورته الحقيقية ، فالرفق واللين والتفاني لإرضاء الآخر .. هي الصورة التي يحاول كل
واحد من الطرفين إظهارها في فترة ما يسمى بـ "الحب" ، ولا يستطيع الاستمرار على هذه
الصورة طول حياته ، فتظهر صورته الحقيقية بعد الزواج ، وتظهر معها المشكلات.
5- فترة الحب مبنية غالباً على الأحلام والمبالغات التي لا
تتناسب مع الواقع بعد الزواج . فالعاشق يَعِدها بأنه سيأتي لها بقطعة من القمر ،
ولن يرضى إلا أن تكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها .. إلخ . وفي المقابل .. هي ستعيش
معه في غرفة واحدة ، وعلى الأرض وليس لها أية طلبات أو رغبات ما دامت قد فازت به هو
، وأن ذلك يكفيها !! كما قال قائلهم على لسان أحد العاشقين : "عش العصفورة يكفينا"
، و "لقمة صغيرة تكفينا" و "أطعمني جبنة وزيتونة" !!! وهذا كلام عاطفي مبالغ فيه .
ولذلك سرعان ما ينساه الطرفان أو يتناسياه بعد الزواج ، فالمرأة تشتكي من بُخل
زوجها ، وعدم تلبيته لرغباتها ، والزوج يتأفف من كثرة الطلبات والنفقات .
فلهذه الأسباب - وغيرها - لا نعجب إذا صرّح كل واحد من الطرفين
بعد الزواج بأنه خُدِع ، وأنه تعجل , ويندم الرجل على أنه لم يتزوج فلانة التي أشار
بها عليه أبوه ، وتندم المرأة على أنها لم تتزوج بفلان الذي وافق أهلها عليها ، غير
أنهم ردوه تحقيقاً لرغبتها !
فتكون النتيجة تلك النسبة العالية جداً من نِسب الطلاق لزيجات
كان يظن أهلها أنهم سيكونون مثالاً لأسعد الزيجات في الدنيا !!!
ثالثاً :
وهذه الأسباب السابق ذكرها أسباب حسية ظاهرة ، يشهد الواقع
بصحتها ، إلا أننا ينبغي ألا نُهمل السبب الرئيس لفشل تلك الزيجات ، وهو أنها أقيمت
على معصية الله – فالإسلام لا يمكن أن يقرّ تلك العلاقة الآثمة ، ولو كانت بهدف
الزواج - ، فكان العقاب الرباني العادل لأهلها بالمرصاد . قال الله تعالى : (
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) طه/124 . المعيشة الضيقة المؤلمة نتيجة لمعصية الله والإعراض عن وحيه .
وقال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الأعراف/96 ، فالبركة من الله جزاء على الإيمان والتقوى ، فإذا عدم
الإيمان والتقوى أو قلّ ، قلّت البركة أو انعدمت .
وقال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 ،
فالحياة الطيبة ثمرة الإيمان والعمل الصالح .
وصدق الله العظيم إذ يقول : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ
عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ _ وَاللَّهُ لا
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) التوبة/109 .
فعلى من كان زواجه على هذا الأساس المحرم أن يسارع بالتوبة
والاستغفار ، ويستأنف حياة صالحة قوامها الإيمان والتقوى والعمل الصالح .
وراجعي جواب السؤال ( 23420 )
ففيه زيادة فائدة .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
8412
مواصفات الزوج
الفقه > معاملات > النكاح > شروط النكاح >(1/6328)
سؤال رقم 8412- مواصفات الزوج
السؤال :
أنا مسلمة من لبنان وعمري 24 عاماً وأعيش في أوتاوا بكندا بعيداً عن وطني وأحس أنني بحاجة إلى مزيد من الإرشاد.
ماذا يجب أن يكون في الرجل غير كونه مسلماً؟
هل هناك نصيحة في تربية الأبناء حتى يكونوا قريبين من الإيمان؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً : أنصحكِ بأن تحضري إلى أحد المساجد أو المراكز القريبة ، وأن تحرصي على الحضور إليها كلما أمكنك ذلك فهذا سببٌ لأن تتعرفي على بعض الأخوات الصالحات ، وأن تستفيدي مما تسمعينه منهن .
ثانياً : الرجل الذي ترضاه المرأة زوجاً لها ينبغي أن يكون متمسكاً بالإسلام ملتزماً بأحكامه ، متخلقاً بأخلاقه ، وما سوى ذلك من الصفات أمرٌ يختلف فيه الناس .
ثالثاً : أما ما يتعلق بتربية الأبناء فمن أهم الأمور التي تعين على تربيتهم تهيئة البيئة الحسنة لهم : ومن ذلك اختيار الزوج المناسب ، واختيار السكن المناسب بحيث يجاور الصالحين ومن يرضى أن يكون صديقاً لهم ، واختيار المدرسة المناسبة لهم ، وإبعاد وسائل الفساد عن المنزل ، ومن ذلك أن تكون العلاقة حسنة بين الزوجين ، وأن يتفقا على أمور التربية والتعامل مع الأطفال فلا يحصل هناك تناقضٌ بينهم ، كما أنه من المهم للوالدين أن يقرءا بعض الكتب المناسبة حول تربية الأولاد ، وأن يستفيدا ممّن يرون أنه متميزٌ في تربية أولاده ، وأن يكون الوالدان قدوةً حسنة لهما .
الشيخ محمد الدويش
*****
8413
نسي الإمام وقام للثالثة في صلاة التراويح ثم جلس
الفقه > عبادات > الصلاة > السهو >
الفقه > عبادات > الصوم > صلاة التروايح وليلة القدر >(1/6329)
سؤال رقم 8413- نسي الإمام وقام للثالثة في صلاة التراويح ثم جلس
إذا نسي الإمام في التراويح الجلوس للتشهد في الركعة الثانية وقام ولم يقرأ الفاتحة وجلس مرة أخرى سريعاً للتشهد بعد ثوان قليلة. فماذا عليه وماذا على المأموم؟
الحمد لله
عليهم جميعاً سجود السهو لهذا العمل الزائد وهو القيام لركعة ثالثة .
كتبه الشيخ عبد الكريم الخضير
*****
84140
الحكمة من قتل المفعول به في اللواط
الفقه > معاملات > الحدود والتعزيرات >(1/6330)
سؤال رقم 84140- الحكمة من قتل المفعول به في اللواط
لماذا يقتل المفعول به في اللواط كما يقتل الفاعل ؟.
الحمد لله
روى الترمذي (1456) وأبو داود (4462) وابن ماجه (2561) عَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ
فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ ) وصححه الألباني في صحيح
الترمذي .
وقد أجمع الصحابة على قتل اللوطي ، لكن اختلفوا في طريقة قتله .
فمنهم من يرى تحريقه ، كأبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي
الله عنهما ، ومنهم من يرى أنه يُرمَى من بناءٍ عالٍ ويتبع بالحجارة ، كابن عباس
رضي الله عنهما ، ومنهم من يرى أنه يرجم بالحجارة حتى يموت ، وهو مروي عن علي وابن
عباس أيضاً رضي الله عنهم .
وانظر "المغني" (9/58).
وأما الحكمة من معاقبة المفعول به ، فلأنه شريك في المعصية ، فإن
هذه المعصية لا توجد إلا إذا اشترك فيها طرفان ، فكان العدل أن يقام الحد عليهما ،
ومثل هذا : الزنا ، فإنه يقام فيه الحد على الرجل والمرأة ، ثم إن المفعول به لا
خير في بقائه حيا ، لعظم الفساد الذي حل به ، وعظم المفسدة الناشئة عن وجوده .
قال في "مطالب أولي النهى" (6/174) : " وإن كان الزنا واللواط
مشتركين في الفحش ، وفي كل فساد ينافي حكمة الله في خلقه وأمره ، فإن في اللواط من
المفاسد ما يفوت الحصر والتعداد ، ولَأنْ يقتل المفعول به خير له من أن يؤتى ، فإنه
يَفْسد فسادا لا يرجى له بعده صلاح أبدا ، ويذهب خيره كله ، وتمتص الأرض ماء الحياء
من وجهه ، فلا يستحي بعد ذلك من الله تعالى ولا من خلقه ، وتعمل في قلبه وروحه نطفة
الفاعل ما يعمل السم في البدن ، وهو جدير أن لا يوفق لخير ، وأن يحال بينه وبينه ،
وكلما عمل خيرا قيض له ما يفسده عقوبة له ; وقل أن ترى من كان كذلك في صغره إلا وهو
في كبره شر مما كان ، ولا يوفق لعلم نافع ، ولا عمل صالح ، ولا توبة نصوح غالبا .
إذا تقرر هذا ، فمفسدة اللواط من أعظم المفاسد ، وعقوباته من أعظم العقوبات في
الدنيا والآخرة .
وقد أطبق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتله ، لم
يختلف فيه منهم رجلان ، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله ، فظن بعض الناس أن ذلك
اختلاف منهم في قتله ، فحكاها مسألة نزاع بين الصحابة ، وهي بينهم مسألة إجماع ، لا
مسألة نزاع " انتهى باختصار .
وأصل هذا الكلام لابن القيم رحمه الله ، ذكره في "الجواب الكافي
لمن سأل عن الدواء الشافي".
ولكن إذا كان المفعول به مكرهاً فإنه لا عقوبة عليه ، لقول النبي
صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ
وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ) رواه بن ماجة (2045) وصححه
الألباني في صحيح ابن ماجة .
وانظر جواب السؤال ( 38622 )
ففيه زيادة فائدة .
والله أعلم .
*****
84144
طلبت الطلاق من زوجها في حالة توتر فماذا عليها ؟
الفقه > معاملات > الطلاق >(1/6331)
سؤال رقم 84144- طلبت الطلاق من زوجها في حالة توتر فماذا عليها ؟
امرأة في حالة توتر طلبت من زوجها الطلاق ماذا عليها ؟.
الحمد لله
أولاً :
لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إلا عند وجود ما يدعو إلى ذلك ،
كسوء العشرة من الزوج ؛ لما روى أبو داود (2226) والترمذي (1187) وابن ماجه (2055)
عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ
مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) صححه الألباني في
صحيح أبي داود .
لكن إن فعلت ذلك لشدة غضب أو توتر ، فعليها أن تستغفر الله تعالى
.
وينبغي أن تحذر المرأة من هذا الطلب ، فربما غضب الزوج وطلق
عنادا أو حميّة ، فيكون طلبها سببا في خراب بيتها .
ثم إنه لا أضر على الحياة الزوجية من شعور الزوج أو الزوجة
باستغناء الطرف الآخر عنه ، وتفكيره في التخلص منه .
فينبغي للزوجين أن يتحليا بالصبر ، وأن يستعملا الألفاظ الحسنة ،
كما أمر الله : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ
الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً
مُبِيناً ) الإسراء/53 .
ثانياً :
إذا غضب الإنسان فإنه ينبغي له أن يضبط تصرفاته ، فلا يتكلم
بكلام تحت تأثير الغضب ، يندم عليه بعد ذلك ، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم
رجلاً فقال : ( لا تغضب . فردّد ذلك مراراً ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري
(6116)
ولمعرفة كيف يعالج الإنسان الغضب راجعي السؤال رقم ( 658 ) .
وفقه الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
8416
اختلاف النفقة على الزوجتين والإنفاق على أولاد الزوجة من غيره
الفقه > معاملات > النكاح > تعدد الزوجات والعدل بينهن >(1/6332)
سؤال رقم 8416- اختلاف النفقة على الزوجتين والإنفاق على أولاد الزوجة من غيره
السؤال :
إنني متزوج من زوجتين كل واحدة منهما تسكن في بيت مستقل ، وأحاول أن أعدل بينهما في الأمور المالية وإحداهما لديها طفلان من غيري فهل يجب علي الإنفاق عليهما؟ أيضاً النفقات المالية الضرورية (الغذاء - الكهرباء - الغاز - النقل …) تختلف بين المنزلين. فكيف أعدل في ذلك؟.
الجواب :
الحمد لله
العدل بين الزوجات في النفقة والمبيت واجب ، إلا إذا تنازلت إحداهما عن شيءٍ من حقها ، وكذلك العدل بين الأولاد لكن أولاد الزوجة من غيرك لا تلزمك نفقتهم إلا إذا لم يوجد من ينفق عليهم فنفقتهم على عموم المسلمين وأنت واحد منهم .
وإذا اختلف منزل عن آخر في بعض الضروريات تبعاً لكثرة إحدى العائلتين دون الأخرى فلا حرج ، لكن بقدر الزيادة في الأفراد تكون الزيادة في النفقة .
الشيخ عبد الكريم الخضير.
*****
84224
هل عليه إثم إذا اقترض لغيره ولم يسدد ؟
الفقه > معاملات > القرض >(1/6333)
سؤال رقم 84224- هل عليه إثم إذا اقترض لغيره ولم يسدد ؟
إذا شخص أخذ دينا باسمي ولكن الدين ليس لي بل له هل على شيء إذا لم يسدد ؟.
الحمد لله
الذي يفهم من سؤالك أنك تريد أخذ قرض باسمك ، ليستفيد منه شخص
آخر ، وهذا الشخص قد يسدد وقد لا يسدد ، وفي هذه الحالة أنت المطالب شرعا بسداد
القرض لأنك أخذته في الظاهر لك ، والمقرض إنما أعطى القرض على أنه لك .
وإذا علمت من حال المقترض أنه لن يسدد فلا ينبغي لك أن تعينه على
هذا القرض ، لأنه بذلك ظالم معتدٍ ، معرض نفسه للعقوبة الواردة في قوله صلى الله
عليه وسلم : ( مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ
عَنْهُ ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ ) رواه
البخاري (2387) .
إلا إذا قصدت السداد عنه إذا امتنع من السداد ، فلا حرج في ذلك ،
وتكون قصدت الإحسان إليه بهذا المال .
والحاصل : أن القرض مادام باسمك ، فأنت المسئول شرعاً عن أدائه .
والله أعلم .
*****
8423
توزيع لحم العقيقة
الفقه > عادات > العقيقة وأحكام المولود >(1/6334)
سؤال رقم 8423- توزيع لحم العقيقة
السؤال :
أريد أن أعرف : العقيقة كيف يتم توزيعها ؟ هل هي ثلاثة أقسام أم لكل الأسرة؟
الجواب :
الحمد لله
قال بعض العلماء : العقيقة كالأضحية لها أحكامها.
وذهبوا إلى تقسيمها كتقسيم الأضحية واشترطوا في الشاة التي للعقيقة شروطها أيضاً فقالوا يجب أن ينتفي عنها العور والعرج والمرض البيِّن والضعف الشديد .
قال ابن قدامة :
وسبيلها في الأكل والهدية والصدقة سبيلها ـ يعني سبيل العقيقة كسبيل الأضحية .. وبهذا قال الشافعي .
وقال ابن سيرين : اصنع بلحمها كيف شئت ، وقال ابن جريج : تطبخ بماء وملح وتهدى الجيران والصديق ولا يتصّدق منها بشيء ، وسئل أحمد عنها فحكى قول ابن سيرين ، وهذا يدل على أنه ذهب إليه ، وسئل هل يأكلها قال : لم أقل يأكلها كلها ولا يتصدق منها بشيء .
والأشبه قياسها على الأضحية لأنها نسيكة مشروعة غير واجبة فأشبهت الأضحية ولأنها أشبهتها في صفاتها وسنها وقدرها وشروطها فأشبهتها في مصرفها .. . " المغني " ( 9 / 366 ) .
وقال الشوكاني :
هل يشترط فيها ما يشترط في الأضحية ؟ فيه وجهان للشافعية ، وقد استدل بإطلاق الشاتين على عدم الاشتراط وهو الحق . " نيل الأوطار " ( 5 / 231 ) .
وذكر فروقا بينها وبين الأضحية تدلّ على أنها ليست مثلها في كلّ شيء .
فلم يرد في السنّة إذن للعقيقة طريقة معيّنة في التقسيم والمراد منها التقرب إلى الله بالدم المهراق شكرا على نعمة المولود وفكّا لأسر الشيطان له وإبعادا له عنه كما دلّ عليه حديث : كلّ غلام مرتهن بعقيقته .
أما حكم لحمها فيحل لك أن تصنع فيه ما تشاء فإن شئت أكلته وأهل بيتك أو تصدقت به أو أكلت بعضاً وتصدقت ببعض ، وهو قول ابن سيرين وذهب إليه الإمام أحمد رحمه الله . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8424
تريد أن تكون مسلمة جيدة
الرقائق > التوبة >(1/6335)
سؤال رقم 8424- تريد أن تكون مسلمة جيدة
أريد أن أكون مسلمةً حقيقيةً فكيف أبدأ ؟ أنا لست سيئةً الآن لكني لا أصلي كل الصلوات الخمس ولا أرتدي الزي الإسلامي الصحيح. فكيف أبدأ ؟.
الحمد لله
الإسلام الحقيقي يعني أن يلتزم المسلم بأحكام الإسلام ، ومن أهم ذلك الصلاة فهي عمود الدين ، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ، وهي العهد بين أهل الإيمان وأهل الكفر فمن تركها فقد كفر .
لذا فالواجب عليكِ المحافظة على الصلاة في أوقاتها وعدم التفريط في شيءٍ منها .
ثمّ عليك الإلتزام بسائر أحكام الشرع ، ومنها الحجاب ، ومما يعين المسلم على ذلك اعتناؤه بقراءة القرآن ، وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير الصالحين وأخبارهم ، وننصحك باختيار صحبة صالحة من النساء المسلمات فإن ذلك مما يعينكِ بإذن الله على الإستقامة على دين الله .
وعليك أيتها الأخت بمحاسبة نفسك امتثالا لقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ) فأمر مرتين بتقواه وأمر بينهما بمحاسبة النفس فانظري ماذا قدّمت ليوم القيامة من فعل الخيرات وترك المنكرات ، وهذه المحاسبة هي الوسيلة العظيمة للتغيير فيوم القيامة شديد طويل عبوس قمطرير فانظري ماذا أعددت له من الطاعات واستكثري منها وأخلصي فيها ودعي المعاصي فإنها شر ما يُستعدّ به لذلك اليوم وانتقلي إلى الآخرة بأفضل ما لديك ، ولاتنسي الدعاء لله تبارك وتعالى بأن يهديكِ إلى الصراط المستقيم ، وأن يرزقك الثبات عليه .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والخاتمة الحسنة وصلى الله على نبينا محمد.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
84270
هل الضار النافع من أسماء الله ؟
العقيدة > التوحيد > الأسماء والصفات >(1/6336)
سؤال رقم 84270- هل الضار النافع من أسماء الله ؟
ما هو تفسير ومعنى اسم الله الضار؟.
الحمد لله
أولا :
لم يثبت بدليل صحيح أن الضار من أسماء الله تعالى ، وإنما ورد
ذلك في الحديث المشهور الذي فيه تعداد الأسماء الحسنى ، وهو حديث ضعيف ، رواه
الترمذي وغيره .
والمقرر عند أهل العلم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، أي
لا يثبت منها شيء إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة .
فإذا لم يثبت الاسم ، وكان معناه صحيحا فإنه يجوز الإخبار به عن
الله تعالى ، فيقال : الله هو الضار النافع ، لأن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء
والصفات ، لكن لا يعبّد بهذا الاسم ، فلا يقال : عبد الضار أو عبد النافع ؛ لأنه لم
يثبت اسما لله تعالى .
وأما ما يوجد في كلام بعض أهل العلم من تسمية الله تعالى بالضار
النافع ، فلعل ذلك منهم اعتمادا على حديث الترمذي ، وقد سبق أنه حديث ضعيف ،
والمعوّل عليه هو الدليل الصحيح من الكتاب أو السنة .
ثانيا :
معنى الضار : الذي يقدّر الضر ويوصله إلى من شاء من خلقه .
فالخير والشر من الله تعالى ، كما قال سبحانه : ( وَنَبْلُوكُمْ
بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الانبياء/35
وقال : ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ
إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الأنعام/17 وقال : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ
ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ
حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ) الزمر/38
وروى الترمذي (3388) وأبو داود (5088) وابن ماجه (3869) عن
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ
وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ
فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ ) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى الترمذي (2516) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ : ( يَا
غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ
تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ
فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ
يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ
وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ
قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ). وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
قال ابن تيمية رحمه الله : فهذا يدل على أنه لا ينفع في الحقيقة
إلا الله ولا يضر غيره .
ثالثا :
لما كان الإخبار عن الله تعالى بأنه الضار قد يوهم نقصا ، بيّن
أهل العلم أنه لا يذكر إلا مقرونا بالإخبار عنه بأنه النافع ، سبحانه وتعالى ،
فيقال : الضار النافع ، كما يقال : القابض الباسط ، العفو المنتقم .
قال ابن القيم رحمه الله : " إن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه
مفردا ومقترنا بغيره ، وهو غالب الأسماء . كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم
، وهذا يسوغ أن يُدعى به مفردا ومقترنا بغيره ، فتقول : يا عزيز ، يا حليم ، يا
غفور ، يا رحيم . وأن يفرد كل اسم ، وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك
الإفراد والجمع .
ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده ، بل مقرونا بمقابله كالمانع
والضار والمنتقم ، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله ، فإنه مقرون بالمعطي والنافع
والعفو . فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو المعز المذل ، لأن الكمال
في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله ، م ، عطاء ومنعا ، ونفعا وضرا ،وعفوا وانتقاما
. لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيه ؛ وأما أن يثنى
عليه بمجرد المنع والانتقام والإضرار فلا يسوغ . فهذه الأسماء المزدوجة تجري مجرى
الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ، ولذلك لم تجيء مفردة ولم تطلق عليه
إلا مقترنة فاعلمه . فلو قلت : يا مذل ، يا ضار ، يا مانع ، وأخبرت بذلك لم تكن
مثنيا عليه ، ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها " انتهى من "بدائع الفوائد"
(1/132) باختصار .
وانظر السؤال رقم ( 20476 )
رابعا :
يجب أن يعلم أن المطلوب من العبد في هذا المقام أن يرى تفرد الله
تعالى بربوبيته لخلقه ، سبحانه له الخلق والأمر ، فلا منازع له في سلطانه ، ولا راد
لأمره ، ولا معقب لحكمه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الرب سبحانه هو المالك المدبر ، المعطي المانع ، الضار النافع
، الخافض الرافع ، المعز المذل ؛ فمن شهد أن المعطي أو المانع أو الضار أو النافع
أو المعز أو المذل غيره فقد أشرك بربوبيته ، لكن إذا أراد التخلص من هذا الشرك
فلينظر إلى المعطي الأول ـ مثلا ـ فيشكره على ما أولاه من النعم ، وينظر إلى من
أسدى إليه المعروف فيكافئه عليه ... ؛ لأن النعم كلها لله تعالى كما قال تعالى : (
وما بكم من نعمة فمن الله ) ، وقال تعالى : ( كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك )
فالله سبحانه هو المعطي على الحقيقة ؛ فإنه هو الذي خلق الأرزاق وقدرها وساقها إلى
من يشاء من عباده ، فالمعطي هو الذي أعطاه وحرك قلبه لعطاء غيره ؛ فهو الأول والآخر
.. ، وكذا جميع ما ذكرنا في مقتضى الربوبية .
فمن سلك هذا المسلك العظيم استراح من عبودية الخلق ونظره إليهم ،
وأراح الناس من لومه وذمه إياهم ، وتجرد التوحيد في قلبه فقوي إيمانه وانشرح صدره
وتنور قلبه ؛ ومن توكل على الله فهو حسبه .
ولهذا قال الفضيل بن عياض رحمه الله : من عرف الناس استراح .
يريد - والله أعلم - أنهم لا ينفعون ولا يضرون .
والله أعلم .
*****
84271
استحباب صيام الثمانية من ذي الحجة للحاج وغيره
الفقه > عبادات > الصوم > صيام النافلة >(1/6337)
سؤال رقم 84271- استحباب صيام الثمانية من ذي الحجة للحاج وغيره
ما حكم صيام الثماني أيام الأولى من ذي الحجة للحاج علما بأني أعلم أنه مكروه صيام يوم عرفة ؟.
الحمد لله
صيام الأيام الثمان الأولى من ذي الحجة مستحب للحاج وغيره ؛ لقول
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ
الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ .
فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ ، إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ
بِشَيْءٍ ) رواه البخاري (969) والترمذي (757) واللفظ له ، من حديث ابن عباس
رضي الله عنهما .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (28/91) : " اتفق الفقهاء على
استحباب صوم الأيام الثمانية التي من أول ذي الحجة قبل يوم عرفة .... وصرح المالكية
والشافعية : بأنه يسن صوم هذه الأيام للحاج أيضا " انتهى .
وقال في "نهاية المحتاج" (3/207) : " ويسن صوم الثمانية أيام قبل
يوم عرفة ، كما صرح به في "الروضة" سواء في ذلك الحاج وغيره , أما الحاج فلا يسن له
صوم يوم عرفة بل يستحب له فطره ولو كان قويا ، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم
, وليقوى على الدعاء " انتهى بتصرف
والله أعلم .
*****
84291
تسأل عن الزواج من لاعب كرة قدم
الفقه > معاملات > النكاح >
الفقه > عادات > أحكام الرياضة والتسلية والترفيه >(1/6338)
سؤال رقم 84291- تسأل عن الزواج من لاعب كرة قدم
هل الزواج بلاعب كرة القدم في البطولة الألمانية حلال أم حرام ؟.
الحمد لله
أولا
يباح اللعب بكرة القدم بشروط :
الأول : ألا تكون على مال ، لا من الفريقين ولا من أحدهما ولا من
طرف ثالث ؛ لأن العوض أو السبَق لا يجوز دفعه إلا في السباقات المعينة على الجهاد ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا سَبَقَ إِلا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ
حَافِرٍ ) رواه الترمذي ( 1700) والنسائي (3585) وأبو داود (2574) وابن ماجه
(2878) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
والسبق : العوض أو الجائزة .
والنصل : السهم . والخف : المقصود به البعير (الإبل) . والحافر :
الخيل .
وألحق بعض أهل العلم بهذه الثلاثة كل ما يعين على الجهاد ونشر
الدين ، كمسابقات القرآن والحديث والفقه ، فيجوز أن تدفع فيها الجوائز .
وعليه فالجوائز التي تعطى لمن يفوز في مباريات كرة القدم بين
فريقين أو أكثر ، لا يجوز دفعها ، ولا أخذها ، وهي تدخل في الرهان المحرم .
الشرط الثاني : ألا يصاحبها محرم ، ككشف العورة ، وعورة الرجل من
السرة إلى الركبة ، والمعلوم أن أكثر لاعبي هذه اللعبة يكشفون عن أفخاذهم ، وهذا
محرم لا يجوز .
الشرط الثالث : ألا يؤدي اللعب بها إلى محرم ، كتضييع الصلوات
وتفويت الجمع والجماعات ، ومن المؤسف أن نقول : إن كثيرا من لاعبي هذه اللعبة في
الأندية يفوتون الصلاة لأجل المباراة ، ومعلوم أن تأخير الصلاة عن وقتها بغير عذر
كبيرة من الكبائر ، والمروي عن جماعة من السلف تكفير من تعمد ذلك ، فالحذر الحذر .
وهذا بالنظر إلى اللعبة في حد ذاتها ، وأما أن تجعل لها مباريات
، وتبذل فيها الأموال ، ويشغل بها الناس ، وتضيع لأجلها الأوقات ، وتحيى بها
العصبيات ، ويُمجّد بها المسلم والكافر ، والبر والفاجر ، حتى يغدو اللاعب مثلا
للأبناء والبنات ، فهذا لا شك في منعه ؛ إذ الأمة فيها من المصائب ، والجهل والتخلف
، ما يكفيها ويشغلها عن اللعب ، الذي تبذل فيه الملايين من أموال الشعوب .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : " الأصل في مثل هذه
الألعاب الرياضية الجواز إذا كانت هادفة وبريئة ، كما أشار إلى ذلك ابن القيم في
"كتاب الفروسية" وذكره الشيخ تقي الدين ابن تيمية وغيره ، وإن كان فيها تدريب على
الجهاد والكر والفر وتنشيط للأبدان ، وقلع للأمراض المزمنة وتقوية للروح المعنوية ،
فهذا يدخل في المستحبات إذا صلحت نية فاعله ، ويشترط للجميع أن لا يضر بالأبدان ولا
بالأنفس ، وأن لا يترتب عليه شيء من الشحناء والعداوة التي تقع بين المتلاعبين
غالباً ، وأن لا يشغل عما هو أهم منه ،وأن لا يصد عن ذكر الله وعن الصلاة .
ولكن من تأمل حالة أهل الألعاب الرياضية اليوم وسبر ما هم عليه ،
وجدهم يعملون من الأعمال المنكرة ما يقتضي النهي عنها ، علاوة على ما في طبيعة هذه
الألعاب من التحزبات وإثارة الفتن والأحقاد والضغائن بين الغالب والمغلوب ، وحزب
هذا وحزب ذاك ، كما هو ظاهر ، وما يصاحبها من الأخطار على أبدان اللاعبين نتيجة
التصادم والتلاكم ، فلا تكاد تنتهي لعبتهم دون أن يصاب أحد منهم بكسر أو جرح أو
إغماء ، ولهذا يحضرون سيارة الإسعاف .
ومن ذلك : أنهم يزاولونها في أوقات الصلاة مما يترتب عليه ترك
الصلاة أو تأخيرها عن وقتها.
ومن ذلك : ما يتعرض له اللاعبون من كشف عوراتهم المحرمة ، وعورة
الرجل من السرة إلى الركبة ، ولهذا تجد لباسهم إلى منتصف الفخذ ، وبعضهم أقل من ذلك
، ومعلوم أن الفخذ من العورة ، لحديث : " غط فخذك فإن الفخذ من العورة " [
وراه الترمذي (2797) وصححه الألباني ] ، وقال النبي صلى الله عليه
وسلم لعلي :" لا تكشف فخذلك ولا تنظر فخذ حي ولا ميت " [ رواه أبو داود
(4015) ] . والله أعلم "
انتهى من "فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم" ج 8 سؤال 1948
وقال رحمه الله : "
اللعب بالكرة الآن يصاحبه من الأمور المنكرة ما يقضي بالنهي عن
لعبها ، هذه الأمور نلخصها فيما يأتي :
أولا : ثبت لدينا مزاولة لعبها في أوقات الصلاة مما ترتب عليه
ترك اللاعبين ومشاهديهم للصلاة أو للصلاة جماعة أو تأخيرهم أداءها عن وقتها ، ولا
شك في تحريم أي عمل يحول دون أداء الصلاة في وقتها أو يفوت فعلها جماعة ما لم يكن
ثم عذر شرعي .
ثانيا : ما في طبيعة هذه اللعبة من التحزبات أو إثارة الفتن
وتنمية الأحقاد . وهذه النتائج عكس ما يدعو إليه الإسلام من وجوب التسامح والتآلف
والتآخي وتطهير النفوس والضمائر من الأحقاد والضغائن والتنافر .
ثالثاً : ما يصاحب اللعب بها من الأخطار على أبدان اللاعبين بها
نتيجة التصادم والتلاكم مع ما سبق ذكره . فلا ينتهي اللاعبون بها من لعبتهم في
الغالب دون أن يسقط بعضهم في ميدان اللعب مغمى عليه أو مكسورة رجله أو يده ،وليس
أدل على صدق هذا من ضرورة وجود سيارة إسعاف طبية تقف بجانبهم وقت اللعب بها .
رابعاً : عرفنا مما تقدم أن الغرض من إباحة الألعاب الرياضية
تنشيط الأبدان والتدريب على القتال وقلع الأمراض المزمنة . ولكن اللعب بالكرة الآن
لا يهدف إلى شيء من ذلك فقد اقترن به مع ما سبق ذكره ابتزاز المال بالباطل ، فضلاً
عن أنه يعرض الأبدان للإصابات وينمي في نفوس اللاعبين والمشاهدين الأحقاد وإثارة
الفتن ، بل قد يتجاوز أمر تحيز بعض المشاهدين لبعض اللاعبين إلى الاعتداء والقتل ،
كما حدث في إحدى مباريات جرت في إحدى المدن منذ أشهر ويكفي هذا بمفرده لمنعها .
وبالله التوفيق " انتهى
وقال أيضا : " الذي يَقْوى : إذا كانت بالشكل المرتب المخصوص
[كما في الأندية] فالظاهر منعها مطلقاً ، ففيها أخذ للنفوس وما يصد عن ذكر الله ،
فهي قريبة من القمار . وسموها "رياضة" وهي لعب ، وأمور الجهاد ليست من هذا النوع ،
وأهلها وإن كان فيهم خفة ومرونة لا يصبرون على شيء من التعب في غيرها .
ثم يدخل فيه أشياء أخر بعضهم يجعل فيه عوضاً ، وهذا الميسر ،
والشرع ما جعل عوضاً في المسابقة إلا في الأشياء التي فيها عون للدين وتقوية له ،
إذا كان يقوي الدين أباح فيه الأكل بالمراهنة والمسابقة ، وفي الحديث :" لا سبق إلا
في خُف أو نصل أو حافرٍ " وما يؤيد الدين قياساً على الثلاث التي في الحديث " انتهى .سؤال رقم 1950
وقال أيضا : " أما الشخص والشخصان يدحوان بالكرة ويلعبان بها
اللعب الغير منظم ، فهذا لا بأس به ، لعدم اشتماله على المحذور ، والله أعلم . انتهى سؤال رقم 1949
ثانيا :
إذا تقرر هذا فالذي ننصحك به ألا تتزوجي بهذا اللاعب المنشغل
الكرة ، حتى يقلع عنها ، سواء كان لعبه في أندية محلية أو خارجية ، خاصة وأن ذلك
سيترتب عليه انتقالك للحياة معه في بلاد الكفر ، حيث لا تؤمن الفتن على النفس
والأبناء ، ويصعب على المرء أن يحافظ على دينه في وسط أجواء اللعب ، وفي بلاد
الكفار !!
ويمكنك مراجعة السؤال رقم ( 13363 )
لمعرفة حكم الإقامة في بلاد المشركين .
والله أعلم .
*****
843
الملائكة
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالملائكة >(1/6339)
سؤال رقم 843- الملائكة
السؤال :
ماذا تعتقد في الملائكة بخصوص وظيفتهم ، هيئتهم ، أشكالهم ، قوتهم ؟
الجواب:
الحمد لله
الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة التي لا يقوم الإيمان إلا بها ، ومن لم يؤمن بواحدة منها فليس بمؤمن ، وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه من الله تعالى .
والملائكة من عالم الغيب الذي لا نُدركه ، وقد أخبرنا الله عنهم بأخبار كثيرة في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيما يلي طائفة من المعلومات الصحيحة والأخبار الثابتة الواردة فيهم ، لعلك أيتها السائلة الكريمة تقدّرين الأمر حقّ قدره وتعلمين عظمة الخالق سبحانه وعظمة هذا الدّين الذي جاءنا بأخبارهم :
من أيّ شيء خلقوا ؟ :
خلقوا من نور كما قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ " . رواه مسلم رقم 2996
متى خلقوا ؟ :
ليس لنا علم على وجه التحديد بوقت خلقهم لعدم ورود النص في ذلك لكنهم سابقون لخلق الإنس يقينا لنص القرآن: { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } سورة البقرة آية 30 . فأخبرهم بإرادته خلق الإنسان فدلّ على أنهم موجودون قبله .
عظم خلقهم :
يقول تعالى في ملائكة النار: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } سورة التحريم آية 6 .
وأعظمه على الإطلاق جبريل عليه السلام ومما جاء في وصفه :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ . رواه أحمد في المسند قال ابن كثير في البداية 1/47 إسناده جيد .
وقال رسول الله واصفا جبريل : " رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " رواه مسلم رقم 177
ومن الملائكة العظام أيضا حَمَلة العرش ومما جاء في وصفهم : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ " . سنن أبي داود : كتاب السنة : باب في الجهمية .
لهم أجنحة :
يقول الله تعالى: { الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير } . سورة فاطر آية 1
جمالهم :
قال تعالى واصفا جبريل عليه السلام: { علمه شديد القوى . ذو مرة فاستوى } سورة النجم آية 5-6 قال ابن عباس: {ذو مرة} ذو منظر حسن ، وقال قتادة : ذو خَلْق طويل حسن.
وقد تقرر عند الناس جميعا وصف الملائكة بالجمال ولذا فهم يشبّهون الجميل من البشر بالملائكة كما قالت النسوة في حق يوسف الصديق: { فلما رأينه أكبرنه وقطّعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم } . سورة يوسف آية 31
تفاوتهم في الخلق والمقدار :
الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار بل يتفاوتون كما يتفاوتون في الفضل كذلك فأفضلهم من شهد بدرا كما جاء في حديث مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ قَالَ : مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلائِكَةِ . رواه البخاري رقم 3992
لا يأكلون ولا يشربون:
ويدل على هذا ما جرى بين خليل الرحمن إبراهيم وأضيافه من الملائكة لما زاروه ، قال تعالى : { فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم } . سورة الذاريات آية 28
وفي آية أخرى : { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط } . سورة هود أية 70
لا يملون ولا يتعبون من ذكر الله وعبادته:
قال تعالى :{ يسبحون الليل والنهار لا يَفْتُرون } سورة الأنبياء آية 20 ، وقال سبحانه : { فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون } سورة فصلت آية 38 .
عددهم:
الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم واصفا البيت المعمور في السماء السابعة : " فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم " رواه البخاري . فتح رقم 3207
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا " . رواه مسلم رقم 2842
أسماؤهم:
للملائكة أسماء لكننا لا نعلم من أسمائهم إلا القليل فمن نُصّ على اسمه وجب الإيمان به تفصيلا وإلا كان الإيمان به مجملا داخلا في عموم إيمان العبد بالملائكة ، ومن أسماء الملائكة :
1 ، 2 - جبريل وميكائيل:
{ قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ، من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين } سورة البقرة آية 98 .
3 - إسرافيل:
عن أَبُي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ : كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " . رواه مسلم رقم 270 .
4- مالك :
وهو خازن النار قال تعالى: { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك .. } سورة الزخرف آية 77 .
5 ، 6 - منكر ونكير :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولانِ نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ فَيُقَالُ لِلأَرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضَْاعُهُ فلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ". رواه الترمذي رقم 1071 وقَالَ أَبو عِيسَى : حديثٌ حَسَنٌ غَرِيب وحسنه في صحيح الجامع رقم 724 .
7 ، 8 - هاروت وماروت:
يقول تعالى: { وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت } سورة البقرة آية 102 ومنهم غير ذلك {وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر} سورة المدثر آية31 ومنهم غير ذلك
قدراتهم
للملائكة قدرات عظيمة وهبهم الله إياها ومنها :
قدرتهم على التشكل:
أعطى الله الملائكة القدرة على التشكل بغير أشكالهم فقد أرسل الله إلى مريم جبريل في صورة بشر يقول تعالى: { فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشر سويا } سورة مريم آية 17 .
وإبراهيم جاءته الملائكة في صورة بشر ولم يعرف أنهم ملائكة حتى أعلموه بذلك ، وكذا لوط أتوه في صورة شباب حسان الوجوه ، وقد كان جبريل يأتي النبي في صور متعددة فتارة يأتي في صورة دحية الكلبي وكان صحابيا جميل الصورة ، وتارة في صورة أعرابي ورآه الصحابة على صورته البشرية كما في الصحيحين من حديث عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ …. الحديث . صحيح مسلم رقم 8
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على تصورهم بالصور الآدمية كحديث قاتل المائة وفيه " فجاءهم ملك في صورة آدمي " وحديث الأبرص والأقرع والأعمى .
سرعتهم:
أعظم سرعة يعرفها البشر اليوم سرعة الضوء وسرعة الملائكة فوق هذه السرعة بكثير إذ أن السائل ما كاد يفرغ من سؤال النبي إلا وقد جاء جبريل بالجواب من رب العزة.
وظائفهم :
· منهم الموكل بالوحي من الله على رسله وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام قال الله تعالى: { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } سورة البقرة آية 97 وقال: { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ(194) } سورة الشعراء .
· ومنهم الموكل بالمطر وتصريفه إلى حيث يشاء الله وهو ميكائيل عليه السلام ، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله عز وجل .
· ومنهم الموكل بالصور وهو إسرافيل ( والصور هو عنق كالبوق ينفخ فيه إسرافيل عند قيام الساعة ) .
· ومنهم المُوكّل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه قال تعالى: { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون } سورة السجدة آية 11 . ولم يثبت في حديث صحيح تسميته بعزرائيل .(1/6340)
· ومنهم المُوكّل بحفظ العبد في حله وترحاله ، في يقظته ونومه وفي كل حالاته وهم المعقبات الذين قال الله في شأنهم : { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) } سورة الرعد .
· ومنهم المُوكّل بحفظ عمل العبد من خير أو شر وهم الكرام الكاتبون وهؤلاء يشملهم قوله تعالى: { ويرسل عليكم حفظة } سورة الأنعام آية 61 ، وقال تعالى : { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون } سورة الزخرف آية 80 ، وقال عزّ وجلّ : { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ٌ(18) } سورة ق ، وقال : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِين َ(11) } سورة الإنفطار
· ومنهم الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ… الحديث وقد تقدّم .
· ومنهم خزنة الجنة قال تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73) } سورة الزمر .
· ومنهم خزنة جهنم وهم الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر ومُقدَّمهم مالك عليه السلام ، قال تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71) } سورة الزمر ، وقال سبحانه: { فليدع ناديه (17)سندع الزبانية(18) } سورة العلق ، وقال تعالى :{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ(27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ(28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ(29)عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ(30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا .. } سورة المدثر ، وقال تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون} سورة الزخرف آية 77 .
· ومنهم الموكل بالنطفة في الرَّحِم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا. رواه البخاري فتح رقم 3208 ومسلم رقم 2643 .
· ومنهم حملة العرش قال تعالى في شأنهم : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } سورة غافر آية 7 .
· ومنهم ملائكة سياحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي قَالَ فَيَقُولُونَ لا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنْ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلائِكَةِ فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ . رواه البخاري فتح
رقم 6408
· ومنهم الموكل بالجبال عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا . رواه البخاري فتح رقم 3231
· ومنهم زُوّار البيت المعمور قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الإسراء والمعراج الطويل : فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِم ْ.
· ومنهم ملائكة صفوف لا يفترون وقيام لا يجلسون ، وركع وسجود لا يرفعون كما جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ ( صوّتت وضجّت ) وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ ( الطّرُق ) تَجْأَرُونَ ( تتضرّعون ) إِلَى اللَّهِ . سنن الترمذي رقم 2312
هذه خلاصة عن ملائكة الله الكرام نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين بهم المحبين لهم وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
843
الملائكة
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالملائكة >(1/6341)
سؤال رقم 843- الملائكة
السؤال :
ماذا تعتقد في الملائكة بخصوص وظيفتهم ، هيئتهم ، أشكالهم ، قوتهم ؟
الجواب:
الحمد لله
الإيمان بالملائكة أحد أركان الإيمان الستة التي لا يقوم الإيمان إلا بها ، ومن لم يؤمن بواحدة منها فليس بمؤمن ، وهي : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشرّه من الله تعالى .
والملائكة من عالم الغيب الذي لا نُدركه ، وقد أخبرنا الله عنهم بأخبار كثيرة في كتابه وعلى لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وفيما يلي طائفة من المعلومات الصحيحة والأخبار الثابتة الواردة فيهم ، لعلك أيتها السائلة الكريمة تقدّرين الأمر حقّ قدره وتعلمين عظمة الخالق سبحانه وعظمة هذا الدّين الذي جاءنا بأخبارهم :
من أيّ شيء خلقوا ؟ :
خلقوا من نور كما قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ " . رواه مسلم رقم 2996
متى خلقوا ؟ :
ليس لنا علم على وجه التحديد بوقت خلقهم لعدم ورود النص في ذلك لكنهم سابقون لخلق الإنس يقينا لنص القرآن: { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } سورة البقرة آية 30 . فأخبرهم بإرادته خلق الإنسان فدلّ على أنهم موجودون قبله .
عظم خلقهم :
يقول تعالى في ملائكة النار: { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } سورة التحريم آية 6 .
وأعظمه على الإطلاق جبريل عليه السلام ومما جاء في وصفه :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ . رواه أحمد في المسند قال ابن كثير في البداية 1/47 إسناده جيد .
وقال رسول الله واصفا جبريل : " رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " رواه مسلم رقم 177
ومن الملائكة العظام أيضا حَمَلة العرش ومما جاء في وصفهم : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ " . سنن أبي داود : كتاب السنة : باب في الجهمية .
لهم أجنحة :
يقول الله تعالى: { الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير } . سورة فاطر آية 1
جمالهم :
قال تعالى واصفا جبريل عليه السلام: { علمه شديد القوى . ذو مرة فاستوى } سورة النجم آية 5-6 قال ابن عباس: {ذو مرة} ذو منظر حسن ، وقال قتادة : ذو خَلْق طويل حسن.
وقد تقرر عند الناس جميعا وصف الملائكة بالجمال ولذا فهم يشبّهون الجميل من البشر بالملائكة كما قالت النسوة في حق يوسف الصديق: { فلما رأينه أكبرنه وقطّعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم } . سورة يوسف آية 31
تفاوتهم في الخلق والمقدار :
الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار بل يتفاوتون كما يتفاوتون في الفضل كذلك فأفضلهم من شهد بدرا كما جاء في حديث مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ قَالَ : مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلائِكَةِ . رواه البخاري رقم 3992
لا يأكلون ولا يشربون:
ويدل على هذا ما جرى بين خليل الرحمن إبراهيم وأضيافه من الملائكة لما زاروه ، قال تعالى : { فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تأكلون فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم } . سورة الذاريات آية 28
وفي آية أخرى : { فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط } . سورة هود أية 70
لا يملون ولا يتعبون من ذكر الله وعبادته:
قال تعالى :{ يسبحون الليل والنهار لا يَفْتُرون } سورة الأنبياء آية 20 ، وقال سبحانه : { فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون } سورة فصلت آية 38 .
عددهم:
الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم واصفا البيت المعمور في السماء السابعة : " فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم " رواه البخاري . فتح رقم 3207
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا " . رواه مسلم رقم 2842
أسماؤهم:
للملائكة أسماء لكننا لا نعلم من أسمائهم إلا القليل فمن نُصّ على اسمه وجب الإيمان به تفصيلا وإلا كان الإيمان به مجملا داخلا في عموم إيمان العبد بالملائكة ، ومن أسماء الملائكة :
1 ، 2 - جبريل وميكائيل:
{ قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ، من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين } سورة البقرة آية 98 .
3 - إسرافيل:
عن أَبُي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ : كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " . رواه مسلم رقم 270 .
4- مالك :
وهو خازن النار قال تعالى: { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك .. } سورة الزخرف آية 77 .
5 ، 6 - منكر ونكير :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ نَمْ فَيَقُولُ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ فَيَقُولانِ نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ فَيُقَالُ لِلأَرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضَْاعُهُ فلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ". رواه الترمذي رقم 1071 وقَالَ أَبو عِيسَى : حديثٌ حَسَنٌ غَرِيب وحسنه في صحيح الجامع رقم 724 .
7 ، 8 - هاروت وماروت:
يقول تعالى: { وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت } سورة البقرة آية 102 ومنهم غير ذلك {وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر} سورة المدثر آية31 ومنهم غير ذلك
قدراتهم
للملائكة قدرات عظيمة وهبهم الله إياها ومنها :
قدرتهم على التشكل:
أعطى الله الملائكة القدرة على التشكل بغير أشكالهم فقد أرسل الله إلى مريم جبريل في صورة بشر يقول تعالى: { فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشر سويا } سورة مريم آية 17 .
وإبراهيم جاءته الملائكة في صورة بشر ولم يعرف أنهم ملائكة حتى أعلموه بذلك ، وكذا لوط أتوه في صورة شباب حسان الوجوه ، وقد كان جبريل يأتي النبي في صور متعددة فتارة يأتي في صورة دحية الكلبي وكان صحابيا جميل الصورة ، وتارة في صورة أعرابي ورآه الصحابة على صورته البشرية كما في الصحيحين من حديث عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ …. الحديث . صحيح مسلم رقم 8
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على تصورهم بالصور الآدمية كحديث قاتل المائة وفيه " فجاءهم ملك في صورة آدمي " وحديث الأبرص والأقرع والأعمى .
سرعتهم:
أعظم سرعة يعرفها البشر اليوم سرعة الضوء وسرعة الملائكة فوق هذه السرعة بكثير إذ أن السائل ما كاد يفرغ من سؤال النبي إلا وقد جاء جبريل بالجواب من رب العزة.
وظائفهم :
· منهم الموكل بالوحي من الله على رسله وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام قال الله تعالى: { من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } سورة البقرة آية 97 وقال: { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ(194) } سورة الشعراء .
· ومنهم الموكل بالمطر وتصريفه إلى حيث يشاء الله وهو ميكائيل عليه السلام ، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه ويصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الله عز وجل .
· ومنهم الموكل بالصور وهو إسرافيل ( والصور هو عنق كالبوق ينفخ فيه إسرافيل عند قيام الساعة ) .
· ومنهم المُوكّل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه قال تعالى: { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون } سورة السجدة آية 11 . ولم يثبت في حديث صحيح تسميته بعزرائيل .(1/6342)
· ومنهم المُوكّل بحفظ العبد في حله وترحاله ، في يقظته ونومه وفي كل حالاته وهم المعقبات الذين قال الله في شأنهم : { سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) } سورة الرعد .
· ومنهم المُوكّل بحفظ عمل العبد من خير أو شر وهم الكرام الكاتبون وهؤلاء يشملهم قوله تعالى: { ويرسل عليكم حفظة } سورة الأنعام آية 61 ، وقال تعالى : { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون } سورة الزخرف آية 80 ، وقال عزّ وجلّ : { إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ٌ(18) } سورة ق ، وقال : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِين َ(11) } سورة الإنفطار
· ومنهم الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ يُقَالُ لأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ فَيَقُولانِ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ… الحديث وقد تقدّم .
· ومنهم خزنة الجنة قال تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73) } سورة الزمر .
· ومنهم خزنة جهنم وهم الزبانية ورؤساؤهم تسعة عشر ومُقدَّمهم مالك عليه السلام ، قال تعالى : { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ(71) } سورة الزمر ، وقال سبحانه: { فليدع ناديه (17)سندع الزبانية(18) } سورة العلق ، وقال تعالى :{ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ(27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ(28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ(29)عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ(30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا .. } سورة المدثر ، وقال تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون} سورة الزخرف آية 77 .
· ومنهم الموكل بالنطفة في الرَّحِم كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ فَوَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا. رواه البخاري فتح رقم 3208 ومسلم رقم 2643 .
· ومنهم حملة العرش قال تعالى في شأنهم : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } سورة غافر آية 7 .
· ومنهم ملائكة سياحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ قَالَ فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا يَقُولُ عِبَادِي قَالُوا يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ قَالَ فَيَقُولُ هَلْ رَأَوْنِي قَالَ فَيَقُولُونَ لا وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ قَالَ فَيَقُولُ وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا قَالَ يَقُولُ فَمَا يَسْأَلُونِي قَالَ يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ قَالَ يَقُولُونَ مِنْ النَّارِ قَالَ يَقُولُ وَهَلْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا قَالَ يَقُولُونَ لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً قَالَ فَيَقُولُ فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالَ يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلائِكَةِ فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ هُمْ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ . رواه البخاري فتح
رقم 6408
· ومنهم الموكل بالجبال عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الأَخْشَبَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا . رواه البخاري فتح رقم 3231
· ومنهم زُوّار البيت المعمور قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الإسراء والمعراج الطويل : فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِم ْ.
· ومنهم ملائكة صفوف لا يفترون وقيام لا يجلسون ، وركع وسجود لا يرفعون كما جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ ( صوّتت وضجّت ) وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ ( الطّرُق ) تَجْأَرُونَ ( تتضرّعون ) إِلَى اللَّهِ . سنن الترمذي رقم 2312
هذه خلاصة عن ملائكة الله الكرام نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين بهم المحبين لهم وصلى الله على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
84306
هل يتزوج ممن تفوقه في المستوى الاجتماعي ؟
الفقه > معاملات > النكاح >(1/6343)
سؤال رقم 84306- هل يتزوج ممن تفوقه في المستوى الاجتماعي ؟
أنا شاب مسلم والحمد لله أريد العفاف بالزواج من أخت مسلمة مستواها الاجتماعي يفوقني ، ما حكم الشرع ؟.
الحمد لله
أولا :
إذا كان الرجل قادرا على بذل المهر المعجل وتحمل نفقات الزواج ،
قادرا - كذلك - على الإنفاق على زوجه وبيته ، فهو كفؤ لها في قول جمهور العلماء ،
من يعتبر اليسار (الغنى) شرطا في الكفاءة كالحنفية والحنابلة ، ومن لا يعتبره
كالمالكية والشافعية في الأصح عندهم .
وأما اشتراط أن يكون الزوج غنيا غنى مساويا للزوجة ، فهو قول
مرجوح ذهب إليه بعض الفقهاء .
بل الراجح من حيث الدليل أن الكفاءة لا تعتبر إلا في الدين ، كما
هو مذهب مالك رحمه الله .
قال ابن القيم رحمه الله : " فصل في حكمه صلى الله عليه وسلم في
الكفاءة في النكاح
قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات/ 13 . وقال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات/10 . وقال : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) التوبة/71 ...
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى
على عربي ، ولا لأبيض على أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم
، وآدم من تراب ) رواه الترمذي (3270) وحسنه الألباني .
وفي الترمذي (1085) عنه صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من
ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوه ، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . قالوا :
يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟ فقال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، ثلاث
مرات ). [ حسنه الألباني ] . وقال النبي صلى الله عليه وسلم
لبني بياضة: ( أنكحوا أبا هند ، وانكحوا إليه ) وكان حجاما. وزوج النبي صلى الله
عليه وسلم زينب بنت جحش القرشية من زيد بن حارثة مولاه ، وزوج فاطمة بنت قيس
الفهرية القرشية من أسامة ابنه ، وتزوج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف .
وقد قال الله تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ) النور/26 . وقد قال تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء) النساء/3 .
فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الدين في الكفاءة
أصلا وكمالا ، فلا تزوج مسلمة بكافر ، ولا عفيفة بفاجر ، ولم يعتبر القرآن والسنة
في الكفاءة أمرا وراء ذلك ، فإنه حرم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث ، ولم يعتبر
نسبا ولا صناعة ، ولا غنى ولا حرية ، فجوز للعبد القن نكاح الحرة النسيبة الغنية
إذا كان عفيفا مسلما ، وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيات ، ولغير الهاشميين نكاح
الهاشميات ، وللفقراء نكاح الموسرات " .
وقال : " وقد تنازع الفقهاء في أوصاف الكفاءة ، فقال مالك في
ظاهر مذهبه إنها الدين ، وفي رواية عنه : إنها ثلاثة : الدين ، والحرية ، والسلامة
من العيوب " انتهى ـ باختصار ـ من "زاد المعاد" (5/144). وينظر : "المغني"
(7/27) ، "الموسوعة الفقهية" (34/271).
ثانيا :
المستوى الاجتماعي يراد به النسب أو الغنى أو التعليم أو الحرفة
والوظيفة ، وقد تراد جميعها .
ومن كان مرضي الدين والخلق ، فهو كفء للمرأة مهما كان مستواها
الاجتماعي ، على الراجح كما سبق . هذا هو الأصل ، والحكم الشرعي ، لكن يبقى النظر
في حال كل خاطب ، وهل يناسبه الزواج ممن تفوقه في هذا المستوى أم لا ؟
والذي يظهر والله أعلم أنه إن كان التفاوت كبيرا فيما ذكرنا من
النسب والغنى والتعليم والوظيفة ، فلا ينصح بالإقدام على هذا الزواج ؛ لأنه غالبا
ما تحيط به المشاكل من جهة المرأة أو من جهة أهلها ، وقد يكون الاختلاف في أسلوب
الحياة ، وطبيعة التعامل مع الأمور من أسباب النفرة بين الزوجين لاحقا .
أما إن كان التفاوت يسيرا ، أو كان النقص في جانب يعوضه كمال في
جانب آخر ، فلا بأس حينئذ ، كأن يكون الرجل فقيرا ، لكنه حاصل على شهادات متميزة ،
أو يؤهل لوظيفة مرموقة ، أو من عائلة ذات شرف ، ونحو ذلك .
وثمة حالات تكون فيها المرأة وأهلها من الصلاح والاستقامة ، ما
يرفعهم عن النظر إلى الأمور المادية وقياس الناس بها ، وتكون رغبتهم في الزوج
الفقير لعلمه أو لصلاحه ونحو ذلك ، وإن كان الأولى ـ في حق الزوج ـ أن يكون الرجحان
في جانبه ، في الأمور التي تعتبر في الكفاءة .
وبكل حال ، فالنصح الدقيق في هذه المسألة يتوقف على معرفة
الطرفين معرفة تامة ، ومعرفة ما يحيط بهما وبأسرتيهما ، فلعلك تسترشد بنصح من تثق
فيه من أهل الخير والدراية في مجتمعك .
ونسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
84312
عزمت على حفظ القرآن وقيل لها تعلمي التجويد أولا
القرآن وعلومه > فضائل القرآن >
سؤال رقم 84312: عزمت على حفظ القرآن وقيل لها تعلمي التجويد أولا
قررت أن أحفظ القرآن الكريم ، إن شاء الله ، وبالفعل ، حفظت جزءا ونصف جزء ، لكن قال لي زوجي : إنه يجب علي أن أحفظ أحكام التجويد ، ثم أحفظ القرآن ؛ فهل من الخطأ أن أحفظ القرآن ـ أولا ـ ثم أتعلم أحكام التجويد ؟.
الحمد لله
حفظ القرآن الكريم نعمة من أَجَلِّ النعم ، لأنها حفظ لكلام الله
تعالى الذي أنزله هدى للناس وشفاء لما في الصدور ، وقرارك هذا قرار موفق ، نسأل
الله أن يعينك على تحقيق ما أردت من الخير .
وتعلم أحكام التجويد أمر مهم ، يترتب عليه تصحيح النطق بالحروف ،
وتزيين الأداء ، وتحسين القراءة ، والسلامة من اللحن ، لكن لا نرى أن تتوقفي عن
الحفظ ، بل اجمعي بين الأمرين ، واهتمي بقراءة ما تريدين حفظه أولا قراءة صحيحة ،
والأفضل أن تكون بالتلقي عن إحدى المجوّدات للقرآن ، فإن لم يتيسر فبالاستعانة
بالأشرطة المسجلة ، وبرامج تحفيظ القرآن وتعليمه على الكمبيوتر ، وفيها تعليم
للتجويد أيضا ، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوجه أصحابه رضي الله عنهم
إلى تعلم التجويد قبل القراءة والحفظ ، لكن وجههم إلى أخذ القرآن عن المتقنين كأبي
بن كعب رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه وغيرهما ، وهذا جمع بين القراءة
والحفظ وتعلم التجويد .
ولم تزل عادة الناس في الحفظ هكذا ، يبدأون بحفظ القرآن أولا ،
مع الاهتمام بالنطق الصحيح لحروفه ، ومعرفة تشكيله الصحيح ، ثم بعد إتمام حفظه ، أو
قطع شوط طيب فيه ، تكون العناية بما عدا ذلك من أحكام التجويد ، ودقائق ذلك .
والله أعلم .
وراجعي في فضل حفظ القرآن وشرف الحافظ ، الأسئلة : ( 14035 )
، ( 20803 )، ( 11561 )
، وفيما يتعلق بالتجويد : ( 67586 ) .
*****
84322
يجوز إخراج الزكاة من غير النقود المدخرة
الفقه > عبادات > الزكاة >
سؤال رقم 84322: يجوز إخراج الزكاة من غير النقود المدخرة
هل لابد من إخراج زكاة المال من نفس المبلغ المدخر بعد مرور الحول عليه أم يمكن إخراج الزكاة له من أي دخل آخر ؟.
الحمد لله
من كان عنده مال وجبت فيه الزكاة ، فلا يجب أن يخرج الزكاة من
نفس المال المدخَّر ، فله أن يخرجها من غيره .
وقد نقل النووي رحمه الله في المجموع " ( 5/346) اتفاق العلماء
على أنه يجوز إخراج الزكاة من غير المال الذي وجبت فيه .
والله أعلم .
*****
8435
يدعي الإسلام ولكن لا يطبقه ومستعد للتعلم فهل تتزوجه
الفقه > معاملات > النكاح > شروط النكاح >(1/6344)
سؤال رقم 8435- يدعي الإسلام ولكن لا يطبقه ومستعد للتعلم فهل تتزوجه
هل يمكن أن أتزوج رجلاً لا يعرف عن الإسلام شيئ ووالداه مسلمان ولم يعلماه دينه واحتفظا بإسلامهما لنفسيهما ولكن هذا الشخص عندما يكلمه أحد عن الدين يكلمه بسعادة وشغف ويطبق ما عرف عندي شغف بديني رغم أنني لست متعمقة في الإسلام عارفة جداً واحب هذا الشخص جداً وأعتقد أنني بعد الزواج سوف أضعه على الطريق الصحيح إن شاء الله ؟
الحمد لله
عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح
العثيمين :
فأجاب حفظه الله بقوله :
إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
فقد أسلم ، فتحل له . والله أعلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
*****
84364
مقدمة على الزواج وقد زالت بكارتها من غير فاحشة
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6345)
سؤال رقم 84364- مقدمة على الزواج وقد زالت بكارتها من غير فاحشة
أنا الحمد لله من أسرة ملتزمة وأنا أيضا أتمتع بذلك ، ولكن أعيش حالة بشعة من الرعب بسبب اقتراب موعد زواجي بشاب محترم أيضا وذلك لأني أشك في فقدان غشاء البكارة - من غير فاحشة والعياذ بالله - فهل أصارحه بذلك ( مع أن ذلك صعب على) أم أتركه إلى يوم الزفاف و لا أقول له ؟؟ لا أعرف كيف أتصرف أفيدوني جزاكم الله خيرا .
الحمد لله
ما دمت عفيفة لم تقترفي فاحشة والحمد لله ، فلا يلزمك إخباره ،
ولا ينبغي أن تقلقي من ذلك ؛ فإن البكارة قد تذهب بالوثبة وإدخال الإصبع والحيضة
الشديدة وطول العنوسة ونحو ذلك مما ذكره الفقهاء .
ينظر : المبسوط (5/8) ، كشاف القناع (5/47) ، الفتاوى الكبرى (3/88).
وعلى الزوج أن يحسن الظن بزوجته إن اكتشف عدم بكارتها ، وأن يقدر
ما ذكرنا من أن البكارة قد تزول بأسباب غير الفاحشة ، ولو فرض أنه سألك فإنك تجيبنه
بما يدفع الريبة عن قلبه ، وكوني على ثقة من أن الله تعالى يوفق عبده الصالح ويؤيده
ويسدده ، وراجعي السؤال رقم ( 40278 )
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء : " مسلمة تعرضت لحادثة في
الصغر فقد منها غشاء البكارة ، وقد تم عقد زواجها ولم يتم البناء بعد ، وحالة أخرى
تعرضت لنفس الحادث ، والآن يتقدم لها إخوة ملتزمون للخطبة والزواج ، وهما في حيرة
من أمرهما أيهما أفضل : المتزوجة تخبر زوجها قبل البناء أو تكتم هذا الخبر ؟ والتي
لم تتزوج بعد هل تسير في هذا الأمر خشية أن ينتشر عنها ويظن بها سوء ، وهذا كان في
الصغر وكانت غير مكلفة أم هذا يعتبر من الغش والخيانة ، هل تخبر من تقدم إليها أم
لا لأجل العقد ؟
فأجابت : " لا مانع شرعا من الكتمان ، ثم إذا سألها بعد الدخول
أخبرته بالحقيقة " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (19/5).
ونسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
844
حكم إجراء عملية رتق غشاء البكارة
الفقه > عادات > الطب والتداوي >
سؤال رقم 844: حكم إجراء عملية رتق غشاء البكارة
امرأة فقدت لسبب ما غشاء البكارة فهل يجوز لها رتق الغشاء بواسطة عملية جراحية ؟
الحمد لله
هذه المسألة تعتبر من المسائل النازلة في هذا العصر . ولهذا من المناسب ذكر كلا
قولي العلماء في هذه المسألة وترجيح إحداهما :
القول الأول :
لا يجوز رتق البكارة مطلقاً
القول الثاني : التفصيل :
1- إذا كان سبب التمزق حادثة أو فعلاً لا يعتبر في الشرع معصية ، وليس وطئاً في عقد نكاح يُنظر :
فإن غلب على الظن أن الفتاة ستلاقي عنتا وظلما بسبب الأعراف ، والتقاليد كان إجراؤه واجباً .
وإن لم يغلب ذلك على ظن الطبيب كان إجراؤه مندوباً .
2- إذا كان سبب التمزق وطئاً في عقد نكاح كما في المطلقة ، أو كان بسبب زنى اشتهر بين الناس فإنه يحرم إجراؤه .
3- إذا كان سبب التمزق زنى لم يشتهر بين الناس كان الطبيب مخيراً بين إجرائه وعدم إجرائه ، وإجراؤه أولى .
تحديد محل الخلاف :
ينحصر محل الخلاف بين القولين في الحالة الأولى ، والثالثة ، أما في الحالة الثانية فإنهما متفقان على تحريم الرتق .
الأدلة :
(1) دليل القول الأول : ( لا يجوز مطلقاً )
أولاً : أن رتق غشاء البكارة قد يؤدي إلى اختلاط الأنساب ، فقد تحمل المرأة من الجماع السابق ، ثم تتزوج بعد رتق غشاء بكارتها ، وهذا يؤدي إلى إلحاق ذلك الحمل بالزوج واختلاط الحلال بالحرام .
ثانياً : أن رتق غشاء البكارة فيه اطّلاع على العورة المغلّظة .
ثالثاً : أن رتق غشاء البكارة يُسهّل للفتيات ارتكاب جريمة الزنى لعلمهن بإمكان رتق غشاء البكارة بعد الجماع .
رابعاً : أنه إذا اجتمعت المصالح والمفاسد فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك ، وإن تعذر الدرء والتحصيل ، فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا المفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة كما قرر ذلك فقهاء الإسلام .
وتطبيقاً لهذه القاعدة فإننا إذا نظرنا إلى رتق غشاء البكارة وما يترتب عليه من مفاسد حكمنا بعدم جواز الرتق لعظيم المفاسد المترتبة عليه .
خامساً : أن من القواعد الشريعة الإسلامية أن الضرر لا يزال بالضرر ، ومن فروع هذه القاعدة : ( لا يجوز للإنسان أن يدفع الغرق عن أرضه بإغراق أرض غيره ) ومثل ذلك لا يجوز للفتاة وأمها أن يزيلا الضرر عنهما برتق الغشاء ويلحقانه بالزوج .
سادساً : أن مبدأ رتق غشاء البكارة مبدأ غير شرعي لأنه نوع من الغش ، والغش محرم شرعاً .
سابعاً : أن رتق غشاء البكارة يفتح أبواب الكذب للفتيات وأهليهم لإخفاء حقيقة السبب ، والكذب محرم شرعاً .
ثامناً : أن رتق غشاء البكارة يفتح الباب للأطباء أن يلجأوا إلى إجراء عمليات الإجهاض ، وإسقاط الأجنّة بحجة السّتر .
دليل القول الثاني :
أولاً : أن النصوص الشرعية دالة على مشروعية الستر وندبه ، ورتق غشاء البكارة معين على تحقيق ذلك في الأحوال التي حكمنا بجواز فعله فيها .
ثانياً : أن المرأة البريئة من الفاحشة إذا أجزنا لها فعل جراحة الرتق قفلنا باب سوء الظن فيها ، فيكون في ذلك دفع للظلم عنها ، وتحقيقاً لما شهدت النصوص الشرعية باعتباره وقصده من حسن الظن بالمؤمنين والمؤمنات .
ثالثاً : أن رتق غشاء البكارة يوجب دفع الضرر عن أهل المرأة ، فلو تركت المرأة من غير رتق واطلع الزوج على ذلك لأضرها ، واضر بأهلها ، وإذا شاع الأمر بين الناس فإن تلك الأسرة قد يمتنع من الزواج منهم ، فلذلك يشرع لهم دفع الضرر لأنهم بريئون من سببه .
رابعا : أن قيام الطبيب المسلم بإخفاء تلك القرينة الوهمية في دلالتها على الفاحشة له أثر تربوي عام في المجتمع ، وخاصة فيما يتعلق بنفسية الفتاة .
خامسا : أن مفسدة الغش في رتق غشاء البكارة ليست موجودة في الأحوال التي حكمنا بجواز الرتق فيها .
الترجيح :
الذي يترجح والعلم عند الله هو القول بعدم جواز رتق غشاء البكارة مطلقاً لما يأتي :
أولاً : لصحة ما ذكره أصحاب هذا القول في استدلالهم .
ثانياً : وأما استدلال أصحاب القول الثاني فيجاب عنه بما يلي :
الجواب عن الوجه الأول :
أن الستر المطلوب هو الذي شهدت نصوص الشرع باعتبار وسيلته ، ورتق غشاء البكارة لم يتحقق فيه ذلك ، بل الأصل حرمته لمكان كشف العورة ، وفتح باب الفساد .
الجواب عن الوجه الثاني :
أن قفل باب سوء الظن يمكن تحقيقه عن طريق الإخبار قبل الزواج ، فإن رضي الزوج بالمرأة وإلا عوضها الله غيره .
الجواب عن الوجه الثالث :
أن المفسدة المذكورة لا تزول بالكلية بعملية الرتق لاحتمال اطلاعه على ذلك ، ولو عن طريق إخبار الغير له ، ثم إن هذه المفسدة تقع في حال تزويج المرأة بدون إخبار زوجها بزوال بكارتها ، والمنبغي إخباره ، واطلاعه ، فإن أقدم زالت تلك المفاسد وكذلك الحال لو أحجم .
الجواب عن الوجه الرابع :
أن هذا الإخفاء كما أن له هذه المصلحة كذلك تترتب عليه المفاسد ، ومنها تسهيل السبيل لفعل فاحشة الزنا ، ودرء المفسدة أولى من جلب المصلحة .
الجواب عن الوجه الخامس :
أننا لا نسلم انتفاء الغش لأن هذه البكارة مستحدثة ، وليست هي البكارة الأصلية ، فلو سلمنا أن غش الزوج منتف في حال زوالها بالقفز ونحوه مما يوجب زوال البكارة طبيعة ، فإننا لا نسلم أن غشه منتف في حال زوالها بالاعتداء عليها .
ثانياً : أن سد الذريعة الذي اعتبره أصحاب القول الأول أمر مهم جداً خاصة فيما يعود إلى انتهاك حرمة الفروج ، والإبضاع والمفسدة لا شك مترتبة على القول بجواز رتق غشاء البكارة .
ثالثاً : أن الأصل يقتضي حرمة كشف العورة ولمسها والنظر إليها والأعذار التي ذكرها أصحاب القول الثاني ليست بقوية إلى درجة يمكن الحكم فيها باستثناء عملية الرتق من ذلك الأصل ، فوجب البقاء عليه والحكم بحرمة فعل جراحة الرتق .
خامساً : أن مفسدة التهمة يمكن إزالتها عن طريق شهادة طبية بعد الحادثة تثبت براءة المرأة وهذا السبيل هو أمثل السبل ، وعن طريقه تزول الحاجة إلى فعل جراحة الرتق .
ولهذا كله فإنه لا يجوز للطبيب ولا للمرأة فعل هذا النوع من الجراحة ، والله تعالى أعلم .
أنظر كتاب أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها /د.محمد بن محمد المختار الشنقيطي ص 403
وقد أفتى بعض أهل العلم المعاصرين بجواز إجراء عملية الرّتق للمغتصبة والتائبة وأمّا غير التائبة فلا لأنّ في ذلك إعانة لها على الاستمرار في جريمتها ، وكذلك التي سبق وطؤها لا يجوز إجراء العملية لها لما في ذلك من الإعانة على الغشّ والتدليس حيث يظنّها من دخل بها بعد العملية بكرا وليست كذلك ، والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
84409
أخذ منه الطبيب عينة من الحيوانات المنوية فهل يجب عليه الغسل ؟
الفقه > عبادات > الطهارة > الغسل >(1/6346)
سؤال رقم 84409- أخذ منه الطبيب عينة من الحيوانات المنوية فهل يجب عليه الغسل ؟
ذهبت للطبيب وأخذ مني عينة من الحيوانات المنوية عن طريق ضغط البروستات بإصبعه فهل أنا جنب في هذه الحالة ؟ وهل يجب علي الاغتسال من الجنابة أم لا ؟ .
الحمد لله
أولا :
استدعاء المني وإخراجه باليد ونحوها هو الاستمناء المحرم ، لكن
إن كان ذلك لأجل الفحص والعلاج ، فلا حرج فيه ، كما هو مبين في الجواب رقم ( 27112 )
وراجع السؤال رقم ( 329 ) لمعرفة أدلة
تحريم الاستمناء .
ثانيا :
إذا خرج المني عن طريق الضغط على البروستات ، أو بغير ذلك من
الطرق ، فله حالتان :
الأولى: أن يخرج بلذة ، وهذا هو الغالب ، فحينئذ يجب الغسل
باتفاق العلماء .
الثانية : أن يخرج بدون لذة ، وعادةً ما يحصل هذا بسبب المرض ،
وبدون استدعاء ، فهذا مما اختلف فيه الفقهاء ، فالجمهور من الحنفية والمالكية
والحنابلة على أنه لا يجب الغسل ، وهو الصحيح .
وهذا في المستيقظ ، وأما النائم ، فإنه إذا خرج منه المني وجب
عليه الغسل مطلقا ، سواء خرج منه بلذة أو بدونها .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وظاهر الحديث [حديث ( الماء
من الماء ) أنه يجب الغسل سواء خرج دفقا بلذة ، أم لا ، وهذا مذهب الشافعي رحمه
الله : أن خروج المني مطلقا موجب للغسل حتى ولو بدون شهوة وبأي سبب خرج ؛ لعموم
الحديث . وجمهور أهل العلم : يشترطون لوجوب الغسل بخروجه أن يكون دَفْقا بلذة .
وقال بعض العلماء : بلذة . وحذف " دفقا " وقال : إنه متى كان
بلذة فلا بد أن يكون دفقا .
وذِكْر الدفق أولى لموافقة قوله تعالى : ( فلينظر الإنسان مم خلق
. خلق من ماء دافق ) الطارق/ 5 ، 6 .
فإذا خرج من غير لذة من يقظان فإنه لا يوجب الغسل ، وهو الصحيح .
فإن قيل : ما الجواب عن حديث ( الماء من الماء ) ؟
قلنا : إنه يحمل على المعهود المعروف الذي يخرج بلذة ، ويوجب
تحلل البدن وفتوره ، أما الذي بدون ذلك ، فإنه لا يوجب تحلله ولا فتوره " انتهى من "الشرح الممتع" .
وانظر جواب السؤال رقم ( 12317 )
والله أعلم .
*****
8442
هل يجوز الجمع بين أختين لأب
الفقه > معاملات > النكاح > المحرمات من النساء >(1/6347)
سؤال رقم 8442- هل يجوز الجمع بين أختين لأب
السؤال :
رجل متزوج من امرأتين وله من كل منهما ابنة .
فهل ممكن لأحد أن يتزوج البنتين مجتمعتين (والدهما واحد من أمين مختلفتين)؟ أعلم أن الجمع بين الأختين حرام، فهل في هذه الحالة اختلاف ؟.
الجواب :
لا يجوز الجمع بينهما ، لأنهما أختان ، سواءً كانتا من جهة الأب والأم ، أو من جهة أحدهما ، لعموم قول الله تعالى : ( وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إلا مَا قَدْ سَلَفَ ) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا ، أَوْ الْعَمَّةُ عَلَى ابْنَةِ أَخِيهَا ، أَوْ الْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا ، أَوْ الْخَالَةُ عَلَى بِنْتِ أُخْتِهَا ، وَلا تُنْكَحُ الصُّغْرَى عَلَى الْكُبْرَى ، وَلا الْكُبْرَى عَلَى الصُّغْرَى " رواه الترمذي برقم 1045 ، وأبو داود برقم 1768 ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
عن فيروز الديلمي قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أُختان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اختر أيتهما شئت " رواه الترمذي برقم 1048 وأبوداود برقم 1915 وغيرهم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
846
إعانة من يريد الهجرة إلى بلاد الكفار
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6348)
سؤال رقم 846- إعانة من يريد الهجرة إلى بلاد الكفار
السؤال : لي صديق يريد منّي أن أساعده لكي يأتي إلى الولايات المتحدة فيحصل على وظيفة ثم يحصل على التأشيرة. لا أستطيع أن أقوم بهذه الأمور كلها ولكن مجيئه إلى هنا لي دخل فيه. فهل يحل لي إسلامياً أن أساعد شخصاً كي يأتي إلى بلد غير مسلم مع عدم عودته إلى البلد المسلم (باكستان) وربما يحدث له مكروه أو لأهله فيما يتعلق بأمور العقيدة؟.
الجواب :
الحمد لله
إذا كان الشّخص ممن يجوز له السفر إلى بلاد الكفار فيجوز لك أن تُعينه على ذلك
وإلا فاعتذر منه ولا تساعده لأنّك في هذه الحالة ستكون متعاونا على الإثم والعدوان
فإن قلت ومن هم الذين يجوز لهم الذّهاب إلى بلاد
الكفّار ؟ فالجواب :
أنّ بعد تقرير الأصل وهو حرمة السّفر إلى بلاد
الكفّار والإقامة بينهم فإنّ هناك عددا من الحالات التي يمكن أن تُستثنى من ذلك
ومنها :
- أن
لا يجد مكانا يؤويه في بلاد المسلمين .
- أن
لا يأمن على نفسه في بلاد المسلمين .
- أن
يحتاج إلى علاج لا يوجد في بلاد المسلمين .
- أن
يحتاج المسلمون إلى علم أو خبرة أو تدريب لا يمكن تحصيله إلا بالذّهاب إلى بلاد
الكفّار .
- أن
يذهب للدعوة في بلاد الكفّار . سواء لإيضاح الإسلام للكفرة أو للقيام ببعض مصالح
المسلمين الهامة كالإمامة والخطابة وتعليم أبناء المسلمين ونحو ذلك .
ويُشترط في كلّ من يسوغ له شرعا الذّهاب إلى بلاد
الكفار أن يتوفّر لديه أمران :
الأول : علم يدفع به الشّبهات .
الثاني : عقل يدفع به الشّهوات .
فإذا لم تتوفّر لم يجز له الذّهاب وبالتالي لا
تجوز إعانته على ذلك .
والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8476
كفلها وهي يتيمة ثم يرفض أن تتحجب أمامه
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > لباس المرأة >(1/6349)
سؤال رقم 8476- كفلها وهي يتيمة ثم يرفض أن تتحجب أمامه
السؤال :
أخذني شخص ورباني وأنا يتيمة وكفلني وأنفق علي وكنت في بيته كالبنت له تماماً وهو يعاملني بناء على هذا الأساس ثم تقدم أحد الأشخاص لخطبتي وتزوجته فقال لي لابد من الحجاب أما الشخص الذي رباني فلما تحجبت أمامه أنكر ذلك واعتبره منافياً للإحسان السابق وجحوداً لما فعله نحوي من المعروف فماذا أفعل ؟ .
الجواب :
يجب الرضى بالحكم الشرعي وتنفيذه وإن كانت العواطف بخلاف ذلك فإذا
لم يكن بينك وبين هذا الذي كفلك ورباك أي علاقة محرمية من نسب أو رضاع ( أنظر السؤال
رقم 5538 ) فلا بد من الحجاب عند هذا الرجل ( وعن شروط
الحجاب الشرعي أنظر سؤال رقم 6991 ) . وأما عما ذكره
هذا الشخص المحسن الذي كفلك من الحجج فإنه أمر غير صحيح ومنافي للشريعة وإحسانه الذي
قام به يؤجر به عند الله إذا كان مخلصاً .
فعليك أن توضحي له أن تنفيذ الأمر الشرعي بالحجاب شيء والإحسان الذي أحسنه إليك
شيء آخر وأن الخلط بينهما غير صحيح . والله يوفقنا وإياك للعمل بكتابه وسنة نبيه
صلى الله عليه وسلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8489
الفرق بين الحرائر والإماء في الحجاب
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > لباس المرأة >(1/6350)
سؤال رقم 8489- الفرق بين الحرائر والإماء في الحجاب
السؤال :
هل صحيح أن نساء الطبقة المحترمة من المسلمات يرتدين الحجاب أما من دون ذلك فلا. البعض هنا يعتقد ذلك بناءً على حديث في البخاري وهو كالآتي:
روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بين خيبر والمدينة 3 ليال وتزوج صفية فدعوت المسلمين إلى وليمته ولم يكن هناك لحم ولا خبز ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً فمد البسط وعليها تمر وأقط فقال المسلمون في أنفسهم: هل تكون أماً للمؤمنين أم سريرة أم مما ملكت يمينه فقال بعضهم: إن أمرها النبي بالحجاب فهي أم للمؤمنين وإن لم يأمرها بالحجاب فهي أمته. فلما رحل أركبها الناقة وراءه وأمرها بالحجاب.
أريد أن أعرف هل هذا الحديث كان قبل أم بعد آية الحجاب (الأحزاب 59) وأريد أن أعرف رأيك وبعض البحث في الأحاديث.
الجواب :
الحمد لله
الحديث بعد نزول الحجاب وفرضه على النساء المؤمنات ، لكن الحجاب الكامل للحرائر
من النساء ، وأما الاماء وملك اليمين فلا يتشبهن بالحرائر في الحجاب الكامل ،
فليس على الأَمَة أن تغطي وجهها ، وكان عمر رضي الله عنه يمنعهن من ذلك ، وهذا
مع أمن الفتنة فيهن ، وأما إذا وجدت الفتنه فعليهن فعل ما يحول دون هذه الفتنة
كتبه : الشيخ الخضير
*****
8490
هل الأحاديث في أمور الغيب المستقبلي وحي من الله
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالرسل >(1/6351)
سؤال رقم 8490- هل الأحاديث في أمور الغيب المستقبلي وحي من الله
السؤال :
أعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتكلم في الدين من تلقاء نفسه ، فكيف عرف عن أمارات الساعة وما إلى ذلك فهل أخبره الله بها؟ أرجو التوضيح.
الجواب :
الحمد لله
كُلُّ ما أخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام من الغيب الماضي ، والحاضر، والمستقبل ، مثل بدء الخلق ، والقيامة ، والجنَّة ، والنَّار ، وأشراط الساعة ، والملائكة ، والأنبياء كُلُّ ذلك بوحيٍ من الله سبحانه وتعالى ، كما قال تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى ) ، وقال تعالى : ( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ) ، وقال تعالى : ( قُل لا أقول لكم عِندي خزائُن الله ولا أعلمُ الغيبَ ولا أقول لكم إِنِّي مَلك إِن أتَّبع إِلاَّ ما يُوحى إِليْ ) . فلذلك يجب تصديق الرسول عليه الصلاة والسلام في كُلِّ ما أخبر الله به في أمور الغيب وغيرها لأنه الصادق المصدوق ، فمن كذّبه ولو في خبرٍ واحد يعلم أنه ثبت ، فإنه بذلك يصير مرتداً عن الإسلام إن كان مسلماً .
كتبه : الشيخ عبد الرحمن البراك .
*****
8492
ما معنى سجود الملائكة لآدم وسجود إخوة يوسف له
العقيدة > التوحيد > الألوهية >(1/6352)
سؤال رقم 8492- ما معنى سجود الملائكة لآدم وسجود إخوة يوسف له
السؤال :
لماذا أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم ؟ ولماذا سجد إخوة يوسف ليوسف ؟ أعرف أن السجود يجب أن يكون لله.
الجواب :
الحمد لله
السجود يكون على وجهين :
يكون تعظيماً وتقرباً إلى من سُجِدَ لهُ ، وهذا سُجود عبادة ولا يكون إِلاَّّ لله وحده في جميع الشرائع .
النوع الثاني من السجود ، سُجود تحيَّة وتكريم وهذا هو السُّجود الذي أَمَر الله الملائكة به لآدم فسجدوا له تكريماً ، وهو منهم عبادة لله سبحانه بطاعتهم له إذْ أمرهم بالسجود .
وأمّا سجود أَبَويْ يُوسُف وإخوته له فكذلك هو من سجود التحية والتكريم ، وقد كان جائزاً في شريعتهم ، وأمّا في الشريعة التي جاء بها خاتم النبيين محمدٌ صلى الله عليه وسلّم فلا يجوز السجود فيها لغير الله مطلقاً ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " . ونهى النبي عليه الصلاة والسلام معاذاً عن السجود له لمّا ذكر أن أهل الكتاب يسجدون لعظمائهم ، وذكر الحديث المتقدم ، وتحريم السجود لغير الله مطلقاً في هذه الشريعة هو من كمالها في تحقيق التوحيد وهي الشريعة الكاملة في كُلِّ ما اشتملت عليه من الأحكام ، قال تعالى : ( اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
كتبه : الشيخ عبد الرحمن البراك .
*****
85022
أهل الجنة سالمون من التشوهات والعيوب الخلقية
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > الجنة والنار >(1/6353)
سؤال رقم 85022- أهل الجنة سالمون من التشوهات والعيوب الخلقية
هل يدخل المؤمن الجنة بعيوبه الخلقية مثل التشوهات الخلقية والسمنة ، أم إنه يكون كاملا جسديا ؟ .
الحمد لله
الذي دلت عليه النصوص أن أهل الجنة يكونون على أجمل هيئة ، وأحسن
خلقة ، جردا مردا ، على صورة أبيهم آدم عليه السلام ، كما روى الترمذي (2468) عَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (
يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ
ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً ) والحديث صححه الألباني في صحيح
الترمذي .
والأجرد : الذي لا شعر له على جسده .
والأمرد : الذي لا لحية له .
وروى الترمذي أيضا(2462) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يَفْنَى
شَبَابُهُمْ وَلا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ ) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى البخاري (3006) ومسلم (5063) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ
الْبَدْرِ ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ ،
آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ
زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ ، لا
اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ
اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ).
والألوة : العود .
فهذا وغيره يدل على أن أهل الجنة تتبدل هيآتهم لتكون على أحسن
الهيآت ، فليس فيهم تشوهات ولا غيرها مما يعيب .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
85039
يقيم في بلد تمنع الذبح فهل يتصدق بثمن الأضحية
الفقه > عبادات > الأضحية >(1/6354)
سؤال رقم 85039- يقيم في بلد تمنع الذبح فهل يتصدق بثمن الأضحية
أنا وأسرتي نقيم ببلد لا يسمح فيه بالذبح . ماذا يجب علينا فعله ؟ هل نتصدق بثمنه ؟.
الحمد لله
إن كان المقصود هو الأضحية أو العقيقة عن المولود ، وتعذّر الذبح
في البلد الذي تقيم فيه ، فالأفضل أن ترسل نقودا لمن يذبح عنك ، في بلد آخر ، حيث
يوجد الأهل ، أو الفقراء والمحتاجون ؛ لأن ذبح الأضحية أو العقيقة أولى من التصدق
بثمنها .
قال النووي رحمه الله : " فرع : فعل العقيقة أفضل من التصدق
بثمنها عندنا . وبه قال أحمد وابن المنذر " انتهى من "المجموع" (8/414).
وقال في "مطالب أولي النهى" ( : " ( وذبحها ) أي الأضحية ( و )
ذبح ( عقيقة : أفضل من صدقةٍ بثمنها ) نصا [أي نصّ على ذلك الإمام أحمد رحمه الله ]
وكذا هَدْي . لحديث { ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من هراقة دم .
وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها . وإن الدم ليقع من الله عز وجل
بمكان قبل أن يقع على الأرض . فطيبوا بها نفسا } رواه ابن ماجه . وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم وأهدى الهدايا والخلفاء بعده ; ولو أن الصدقة
بالثمن أفضل لم يعدلوا عنه " انتهى . والحديث المذكور
ضعفه الألباني في السلسة الضعيفة ، برقم 526
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " هل يجوز ذبح الأضحية والنحر
في بلد أنت فيه ، أو ترسل مبلغا مقابل ذلك إلى بلدك أو أي بلد من بلدان المسلمين ؟
فأجاب : الأفضل أن تضحي في بلدك إذا كان أهلك عندك ، وإذا كان
أهلك في مكان آخر وليس عندهم من يضحي لهم ، فأرسل دراهم لهم يضحوا هناك " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (24/207).
والله أعلم .
*****
8504
حكم ذمّ بعض الأشخاص على شبكة الإنترنت
الرقائق > آفات اللسان > الغيبة >(1/6355)
سؤال رقم 8504- حكم ذمّ بعض الأشخاص على شبكة الإنترنت
السؤال :
أنا من XXXX وعمري 22 سنة بقي الإسلام حياً في الاتحاد السوفيتي سابقاً لكن الكثير من المسلمين لا يعرفون دينهم. وهناك بعض المواقع على الإنترنت باللغة الروسية وتستضيف مناقشات لمستخدمي الشبكة وأحياناً يقول أحد المشتركين أشياء غير صحيحة في الإسلام بسبب نقص معرفته وأخي في XXXX يستخدم هذه المناقشات فطلب مني أن أسألكم سؤالاً :
هناك مناقشات تتم على الشبكة ويقوم البعض بانتقاد آراء الآخرين وربما يصل الأمر إلى انتقاد الشخص وعقيدته وربما يكون الشخص الآخر غير موجود أثناء المناقشة وفي بلادنا استخدام الشبكة قليل فربما لا يعود المرء لاستخدام المناقشة مرة ثانية ويبقى الانتقاد يعرفه الآخرون.
فهل هذا النقد نميمة أو غيبة؟ لأن الشخص الآخر لا يعرف ما يقال عنه.
وإذا كانت غيبة فسوف أتوب وأطلب من المسلمين أن يعفو عني.
الجواب :
الحمد لله
الغيبة ذِكرك أخاك المسلم بما يكره ممَّا فيه من العيوب وهي محرَّمة بأي وسيلةٍ كانت ، وعلى أيِّ شكلٍ حصلت ، وهي محرَّمة بإجماع المسلمين ، وانتقاد الأشخاص إذا كان الهدف منه عَيْبُه فهو غِيبة وهو من الجهر بالسوء الذي لا يحبُّه الله ، وإذا كان القصدُ التنفير من فعله السيء والمحرّم شرعا ، وحمله على تركِه ، أو محاربة بدعته وتحذير الناس منها أو كشف باطل قاله على الملأ في ساحات الحوار أو مجموعات الأخبار على شبكة الإنترنت أو غيرها فهذا جائز وليس غيبة محرمة بل هو قربة إلى الله أو واجب لمن قدِر على ذلك ، وقد ذمَّ السلف المبتدعة وتكلَّموا في الرواة نصيحةً لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام ، فالمهم النظر في القصد والنية . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
85053
يتلاعبون في تسجيل وقت الحضور بعلم الإدارة
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6356)
سؤال رقم 85053- يتلاعبون في تسجيل وقت الحضور بعلم الإدارة
أنا معلمة ، والحضور عندنا الساعة السابعة والربع ، ولكن يترك الخط بإذن من الإدارة إلى الساعة الثامنة ، ولكن المشكلة أننا نوقع الساعة 7 وحضورنا الساعة 8 ؟ وتقول المعلمات : إن هذا بعلم الإدارة ولا ذنب لنا ، فما حكم ذلك ؟ .
الحمد لله
لا يجوز للموظف أن يسجل في دفتر الحضور والانصراف غير الوقت الذي
حضر فيه ؛ لما في ذلك من الكذب والغش وأكل المال بالباطل ، وليس للإدارة أن تسمح
بهذا التلاعب وإن رأت عدم معاقبة المتأخر ، بل يجب تسجيل الوقت الحقيقي الذي حضر
فيه الموظف . وكذلك الوقت الذي انصرف فيه .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : " موظف في إحدى الدوائر يحافظ على
دوامه باستمرار ، فإذا دخل سجل في دفتر الحضور وقت حضوره الذي جاء فيه ، ولكن هناك
مجموعة من زملائه يسجلون أوقاتا خاطئة ؛ فيحضر أحدهم الساعة السابعة مثلا ويكتب
السادسة والنصف ، أو ما شابه ذلك . وبالتالي فإن هؤلاء الموظفين المخادعين يحصلون
على مميزات وأمور بسبب تزويرهم في التوقيع ، ويحرم منها هذا بسبب أنه حتى إذا تأخر
سجل تأخره ، فهل يصح أن يفعل مثلهم ؟ وما موقفه منهم ؟ وما حكم المدير الذي يتساهل
في هذه الأمور ؟ وهل تعارفهم واعتيادهم عليه يبيح هذا الفعل ؟ وجزاكم الله خيرا .
فأجاب : " الواجب على كل مسلم أداء الأمانة والحذر من الخيانة في
العمل ، وفي الحضور والغياب وفي كل شيء ، والواجب عليه أن يسجل الوقت الذي دخل فيه
، والوقت الذي خرج فيه ، حتى يبرئ ذمته ، والواجب على المسئول عنهم أن ينصحهم
ويوجههم إلى الخير ، ويحذرهم من الخيانة ، والله ولي التوفيق ". انتهى من
"مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (19/356) .
والله أعلم .
*****
85055
انصراف المعلمين قبل نهاية الدوام لعدم وجود طلبة
الفقه > معاملات > الإجارة > أحكام الوظائف >(1/6357)
سؤال رقم 85055- انصراف المعلمين قبل نهاية الدوام لعدم وجود طلبة
أنا معلمة ، وفي أيام العودة لا يوجد لدينا عمل وهنا نريد الخروج مبكراً قبل الدوام ب3 ساعات علماً أن الإدارة تسمح به ؟.
الحمد لله
إذا لم يوجد عمل ، وسمحت الإدراة بانصراف المعلمات ، فلا حرج
عليك في الانصراف ؛ لأن الإدارة مخوّلة بالنظر في مصلحة العمل ، وتوزيع المهام على
الموظفين .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن رجل موظف ، وعند انتهاء ما عنده
من معاملات يغادر الدوام قبل انتهائه ، خاصة في رمضان ، فهل هذا جائز ؟
فأجاب : " لا يجوز ، والواجب عليه أن يبقى في عمله حتى ينتهي
الدوام ، إلا بإذن المرجع الذي يعمل فيه ؛ لأنه قد تأتي معاملة جديدة ، وقد يحتاج
إليه ، فالواجب على الموظف أن يبقى في عمله حتى ينتهي الدوام ، إلا بإذن من الدولة
، أو من المرجع المسئول عنه " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
والله أعلم .
*****
85056
يتقدم إليها الخطاب وتتردد في القبول
الفقه > معاملات > النكاح > الخطبة >(1/6358)
سؤال رقم 85056- يتقدم إليها الخطاب وتتردد في القبول
رغم أنني أريد الزواج والأطفال ككل النساء , إلا أني مترددة جدا في الإقدام على ذلك ، مع أنني أتلقى عروضا ، لكنني أخشى ألا يكون الشخص الذي أوافق عليه ذا الخلق ، ثم إنني ـ أيضا ـ لا أدري ما الذي سيحدث لي بعد ذلك !!
أرجو أن تشيروا علي ، وتنصحوني في مشكلتي .
الحمد لله
المشروع في حق الشباب - ذكورا وإناثا – هو التعجيل بالزواج ،
امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ
اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ
بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5065) ومسلم (1400) ، ولما في ذلك من الصيانة والعفة والاستقرار .
فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تقبلي من جاءك من أهل الدين
والخلق ، بعد الاستخارة والاستشارة ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا
خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي ( 1084 ) من حديث أبي هريرة ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي
.
وأهل الدين والخلق لا يخفى حالهم فلهم سيماهم وعلاماتهم ، من
التمسك بالسنة ، والمحافظة على الصلوات في الجماعة ، ومصاحبة الصالحين ، والبعد عن
الفتن ومظاهر الفساد .
وإياك والتردد وكثرة الرفض ، فإن من يذهب اليوم قد لا يأتي مثله
في الغد ؛ قال الشاعر :
على فُرصٍ كانت ، لو آني انتهزتها
لقد ِنلتُ فيها من شريف المطالبِ
فإذا تقدم إليك خاطب فصلي صلاة الاستخارة أولا ، وتجدين صفة صلاة
الاستخارة في جواب السؤال رقم ( 2217 )
فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سييسره ، وإلا صرفه الله عنك
بلطفه وعلمه ، سبحانه .
ثم يتحرى أهلك عن الخاطب بالسؤال عنه من يعرفه من جيرانه وزملائه
في العمل وإمام مسجده ، فإن كان مستقيما محافظا على الصلوات ، حسن العشرة ، فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ، فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سيسره ، وإلا صرفه الله عنك .
كما أن السؤال عن أسرة الخاطب أمر مهم ، فقد لا تكون أمه مرضيّة
الخلق ، أو في الأسرة من الانحراف ما لا يرجى معه العيش الهنيء لك .
فإن وفق الله تعالى لك من يظهر منه حسن الخلق ، والحرص على دينه
، والجد في أمر الزواج ، مع الأهلية له ؛ فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ؛
قال الشاعر :
وقال طَرَفَة بن العَبْد
إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ
فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*****
8507
الشراء من صندوق بأقساط وهو شريك فيه
الفقه > معاملات > البيوع >(1/6359)
سؤال رقم 8507- الشراء من صندوق بأقساط وهو شريك فيه
السؤال :
يوجد لدينا صندوق مالي مبني على أن يدفع كل فرد مشترك تأسيس (500 ريال) ومبلغ شهري قدره (100 ريال) وبعد فترة نما المال وأصبح الصندوق متمثلاً في المشرفين عليه يشتري سيارات بالنقد ويبيعها بأقساط شهرية مع زيادة, ويقوم بشراء السيارات بعض المشتركين في الصندوق وغيرهم من غير المشتركين.
السؤال الأول : ما حكم من اشترى سيارة من هذا الصندوق بنفس الطريقة التي سبق إيضاحها وهو مشترك في الصندوق؟
السؤال الثاني : ما حكم من قد اشترى سيارة بنفس الطريقة التي سبق إيضاحها وهو مشترك في الصندوق دون علمه؟ إذا كان الجواب لا يجوز ذلك سواء سدد أقساطها أم لا زال يدفع أقساطاً شهرية.
الجواب :
الحمد لله
إذا كان هذا مبنياً على شرط بين الشركاء أن أحدهم له أن يشتري من سيارات الشركة فهذا لا يجوز, لأنه يدخل في ( بيعتين في بيعة المنهي عنه) , لأنه شركة وبيع, أما إذا لم يكن هذا مشروطاً من قبل فلا بأس به.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 13/309.
*****
8509
تشريح الفئران والخنازير ولمس عظام الميت المشرَّح
الفقه > عادات > الطب والتداوي >(1/6360)
سؤال رقم 8509- تشريح الفئران والخنازير ولمس عظام الميت المشرَّح
السؤال :
هل يجوز للمسلم أن يشرح حيوانات مثل الفئران لأغراض علمية وإن كان كذلك فما حكم الخنزير وما حكم لمس عظام الآدمي ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا مانع من تشريح الحيوانات والحشرات وغيرها لأغراض ٍ علميّة للمصلحة الراجحة ، وكذلك تشريح الآدمي للتعلّم ، شريطة أن لا يكون المُشرَّح مسلماً ، لأن حرمة المسلم بعد موته كحرمته في حياته ، وتشريح الخنزير لأغراض علمية لا بأس به ، وهو نجس فلا بد من مسّه بحائل ، وإن احتيج إلى مباشرته فلا بأس على أن تُغسل الأيدي بعده ، ولمس عظام الآدمي إذا كانت بارزة فلا بأس لأن الآدمي لا ينجسُ بالموت .
كتبه : الشيخ عبد الكريم الخضير.
*****
85100
ليس لديه عمل فهل يقيم مع عمته المتزوجة من نصراني
مشكلات نفسية واجتماعية >(1/6361)
سؤال رقم 85100- ليس لديه عمل فهل يقيم مع عمته المتزوجة من نصراني
أنا شاب مسلم ، وظروفي المعيشية قاسية جدا ، والحمد لله ، فليس لدي عمل ، وأنا متزوج ولدي طفلة ، وأعيش مع والدي بالتبني ، وعمتي متزوجة برجل نصراني ، وهي التي تعولنا ، وتريد أن نعيش معها في بيت واحد ، وتعلمون طامات النصارى من خمر وهلم جرا ، فسؤالي هو كالتالي هل أعيش معها وأؤكد على أني لا أستطيع في الوقت الراهن فتح بيت مستقل ، سؤالي الثاني هو أني الآن ابنهم بالتبني وأريد معرفة حكم الشرع في هذا الأمر .
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ، ويفرج كربك ، ويرزقك من فضله .
ثانيا :
إن كان المقصود بالتبني نسبتك إلى الشخص المتبني بحيث تأخذ حكم
ولده ، في المحرمية والإرث وغير ذلك ، فهذا هو التبني المحرم الذي أبطله الإسلام .
وإن كان المقصود به الكفالة والرعاية والإحسان ، من غير إلحاق
بالنسب ، فهذا لا حرج فيه ، بل هو أمر محمود يرجى لفاعله الأجر والثواب . [ راجع
السؤال رقم ( 10010 ) ]
ولا يخفى أنك في حكم الشرع أجنبي عن هذا البيت ، فليس لك أن تخلو
بأخت المتبني ولا بزوجته ولا ببنت من بناته ، ولا حق لك في إرث واحد منهم ، وليس
لزوجتك أن تكشف على المتبني ، ولا أن يخلو بها ؛ لأنه ليس أبا لك شرعا .
ثالثا :
لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر ، يهودي أو نصراني أو غيره ؛
لقوله تعالى : ( وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ
مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى
النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ
وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221.
وقال : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا
تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ
لَهُنَّ ) الممتحنة/10.
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وقد اتفق المسلمون على أن الكافر
لا يرث المسلم , ولا يتزوج الكافر المسلمة " انتهى من "الفتاوى الكبرى"
(3/130).
فهذا الذي ارتكبته أخت المتبني بزواجها من النصراني منكر عظيم ،
وهو نكاح باطل ، يجب فسخه ، ولا يحل لها البقاء مع هذا الزوج بحال من الأحوال ، كما
يجب عليها أن تتوب إلى الله تعالى ، وتتضرع إليه أن يغفر لها ويصفح عنها .
وعيشك معها في وجود زوجها المذكور لا يجوز ؛ لما فيه السكوت على
هذا المنكر العظيم ، إضافة إلى ما ذكرت من شربه الخمر .
وهذا كله مع اعتبار أن هذه المرأة ليست عمتك على الحقيقة ، فلا
يجوز لك ن تدخل عليها ، أو أن تخلو بها ، فضلا عن أن تعيش معها في بيت واحد !!
رابعا :
ينبغي أن تبحث عن عمل مباح تكسب منه ما تعول به نفسك وأهلك ، وأن
توقن بأن الرزق من عند الله تعالى ، وأن أسباب الرزق كثيرة ، وإن غفل عنها الناس ،
قال صلى الله عليه وسلم : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ
حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلا
فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ) رواه البخاري (1470) ومسلم (1042) .
وليكن لك أسوة في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، فقد روى
البخاري (2048) عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : (
لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ
الرَّبِيعِ إِنِّي أَكْثَرُ الأَنْصَارِ مَالا ؛ فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي ،
وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا ، فَإِذَا حَلَّتْ
تَزَوَّجْتَهَا !!
قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : لا حَاجَةَ لِي فِي
ذَلِكَ ؛ هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ ؟
قَالَ : سُوقُ قَيْنُقَاعٍ !!
قَالَ : فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَأَتَى بِأَقِطٍ
وَسَمْنٍ ، ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ ، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
عَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ !!
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
تَزَوَّجْتَ ؟!!)
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : وَمَنْ ؟
قَالَ : امْرَأَةً مِنْ الأَنْصَارِ .
قَالَ : كَمْ سُقْتَ ؟
قَالَ : زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، أَوْ : نَوَاةً مِنْ
ذَهَبٍ .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ) .
فاستعن بالله تعالى ولا تعجز ، وسل الله تعالى أن يغنيك من فضله
.
والله أعلم .
*****
85108
قبول هدية الكافر في يوم عيده
العقيدة > الولاء والبراء >(1/6362)
سؤال رقم 85108- قبول هدية الكافر في يوم عيده
جارتي أمريكية مسيحية ....، هي وعائلتها قدموا لي هدايا بمناسبة الكريسمس ، وأنا لا أستطيع رده هذه الهدايا ، حتى لا تغضب مني !!
فهل لي أن أقبل هذه الهدايا ، كما قبل الرسول عليه الصلاة والسلام هدايا الكفار ؟.
الحمد لله
أولا :
الأصل هو جواز قبول الهدية من الكافر ، تأليفا لقلبه وترغيبا له
في الإسلام ، كما قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدايا بعض الكفار ، كهدية المقوقس
وغيره .
وبوب البخاري في صحيحه : باب قبول الهدية من المشركين ، قال رحمه
الله : " وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام بِسَارَةَ فَدَخَلَ قَرْيَةً
فِيهَا مَلِكٌ أَوْ جَبَّارٌ فَقَالَ أَعْطُوهَا آجَرَ ، وَأُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، وَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ :
أَهْدَى مَلِكُ أَيْلَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةً
بَيْضَاءَ وَكَسَاهُ بُرْدًا وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ " وذكر قصة اليهودية
وإهداءها الشاة المسمومة للنبي صلى الله عليه وسلم .
ثانيا :
يجوز للمسلم أن يهدي للكافر والمشرك ، بقصد تأليفه ، وترغيبه في
الإسلام ، لاسيما إذا كان قريبا أو جارا ، وقد أهدى عمر رضي الله عنه لأخيه المشرك
في مكة حلة (ثوبا) . رواه البخاري (2619).
لكن لا يجوز أن يهدي للكافر في يوم عيد من أعياده ، لأن ذلك يعد
إقرارا ومشاركة في الاحتفال بالعيد الباطل .
وإذا كانت الهدية مما يستعان به على الاحتفال كالطعام والشموع
ونحو ذلك ، كان الأمر أعظم تحريما ، حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك كفر .
قال الزيلعي في "تبيين الحقائق" (حنفي) (6/228) : " ( والإعطاء
باسم النيروز والمهرجان لا يجوز ) أي الهدايا باسم هذين اليومين حرام بل كفر , وقال
أبو حفص الكبير رحمه الله لو أن رجلا عبد الله خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز ,
وأهدى لبعض المشركين بيضة ، يريد به تعظيم ذلك اليوم ، فقد كفر , وحبط عمله . وقال
صاحب الجامع الأصغر : إذا أهدى يوم النيروز إلى مسلم آخر , ولم يرد به التعظيم لذلك
اليوم , ولكن ما اعتاده بعض الناس لا يكفر , ولكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك
اليوم خاصة , ويفعله قبله أو بعده ، كي لا يكون تشبها بأولئك القوم , وقد قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم { من تشبه بقوم فهو منهم } . وقال في الجامع الأصغر رجل
اشترى يوم النيروز شيئا ، لم يكن يشتريه قبل ذلك ، إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما
يعظمه المشركون كفر , وإن أراد الأكل والشرب والتنعم لا يكفر " انتهى .
وقال في "التاج والإكليل" (مالكي) (4/319) : " وكره ابن القاسم
أن يهدي للنصراني في عيده مكافأة له ، ونحوه إعطاء اليهودي ورق النخيل لعيده " انتهى .
وقال في "الإقناع" من كتب الحنابلة : " ويحرم شهود عيد اليهود
والنصارى وبيعه لهم فيه ، ومهاداتهم لعيدهم " انتهى .
بل ولا يجوز للمسلم أن يهدي للمسلم هدية لأجل هذا العيد ، كما
سبق في كلام الحنفية ، وقال شيخ الإسلام رحمه الله : " ومن أهدى للمسلمين هدية في
هذه الأعياد مخالِفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد : لم تقبل هديته ، خصوصا
إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم ، مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد
، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم ، وكذلك أيضا
لا يهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد ، لا سيما إذا كان مما
يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه " انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم"
(1/227).
ثالثا :
أما قبول الهدية من الكافر في يوم عيده ، فلا حرج فيه ، ولا يعد
ذلك مشاركة ولا إقرارا للاحتفال ، بل تؤخذ على سبيل البر ، وقصد التأليف والدعوة
إلى الإسلام ، وقد أباح الله تعالى البر والقسط مع الكافر الذي لم يقاتل المسلمين ،
فقال : ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الممتحنة/8.
لكن البر والقسط لا يعني المودة والمحبة ؛ إذ لا تجوز محبة
الكافر ولا مودته ، ولا اتخاذه صديقا أو صاحبا ، لقوله تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ا ل أِيمَانَ
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ
حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة/22 ، وقال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ
بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ ) الممتحنة/1 ، وقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ
بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ
بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران/118
وقال عز وجل : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا
فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا
تُنْصَرُونَ) هود/113
وقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ
يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الظَّالِمِينَ ) المائدة/51 ، إلى غير ذلك من الأدلة الدالة
على تحريم مصادقة الكافر أو مودته .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما قبول الهدية منهم
يوم عيدهم فقد قدمنا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه أتي بهدية النيروز فقبلها
.
وروى ابن أبي شيبة .. أن امرأة سألت عائشة قالت إن لنا أظآرا
[جمع ظئر ، وهي المرضع] من المجوس ، وإنه يكون لهم العيد فيهدون لنا فقالت : أما ما
ذبح لذلك اليوم فلا تأكلوا ، ولكن كلوا من أشجارهم .
و.. عن أبي برزة أنه كان له سكان مجوس فكانوا يهدون له في
النيروز والمهرجان ، فكان يقول لأهله : ما كان من فاكهة فكلوه ، وما كان من غير ذلك
فردوه .
فهذا كله يدل على أنه لا تأثير للعيد في المنع من قبول هديتهم ،
بل حكمها في العيد وغيره سواء ؛ لأنه ليس في ذلك إعانة لهم على شعائر كفرهم ... ".
ثم نبه رحمه الله على أن ذبيحة الكتابي وإن كانت حلالا إلا أن ما
ذبحه لأجل عيده : لا يجوز أكله . قال رحمه الله : " وإنما يجوز أن يؤكل من طعام أهل
الكتاب في عيدهم ، بابتياعٍ أو هديةٍ أو غير ذلك مما لم يذبحوه للعيد . فأما ذبائح
المجوس فالحكم فيها معلوم فإنها حرام عند العامة ، وأما ما ذبحه أهل الكتاب
لأعيادهم وما يتقربون بذبحه إلى غير الله نظير ما يذبح المسلمون هداياهم وضحاياهم
متقربين بها إلى الله تعالى ، وذلك مثل ما يذبحون للمسيح والزهرة ، فعن أحمد فيها
روايتان أشهرهما في نصوصه أنه لا يباح أكله وإن لم يسم عليه غير الله تعالى ، ونقل
النهي عن ذلك عن عائشة وعبد الله بن عمر ..." انتهى من "اقتضاء الصراط
المستقيم" (1/251).
والحاصل أنه يجوز لك قبول الهدية من جارتك النصرانية ، في يوم
عيدهم ، بشروط :
الأول : ألا تكون هذه الهدية من ذبيحةٍ ذبحت لأجل العيد .
الثاني : ألا تكون مما يستعان به على التشبه بهم في يوم عيدهم ،
كالشمع ، والبيض ، والجريد ، ونحو ذلك .
الثالث : أن يصحب ذلك شرح وتوضيح لعقيدة الولاء والبراء لأبنائك
، حتى لا ينغرس في قلوبهم حب هذا العيد ، أو التعلق بالمُهدي .
الرابع : أن يكون قبول الهدية بقصد تأليفها ودعوتها للإسلام ، لا
مجاملة أو محبة ومودة .
وفي حال كون الهدية مما لا يجوز قبولها ، فإنه ينبغي أن يصحب
رفضها توضيح وبيان لسبب الرفض ، كأن يقال : إنما رفضنا هديتك لأنها ذبيحة ذبحت لأجل
العيد ، وهذا لا يحل لنا أكله ، أو أن هذه الأمور إنما يقبلها من يشارك في الاحتفال
، ونحن لا نحتفل بهذا العيد ؛ لأنه غير مشروع في ديننا ، ويتضمن اعتقادا لا يصح
عندنا ، ونحو ذلك ، مما هو مدخل لدعوتهم إلى الإسلام ، وبيان خطر الكفر الذي هم
عليه .
والمسلم يجب أن يكون معتزا بدينه ، مطبقا لأحكامه ، لا يتنازل
عنها حياء أو مجاملة لأحد ، فإن الله أحق أن يُستحيى منه .
وراجعي السؤال رقم ( 947 )
ورقم ( 13642 ) لمزيد
الفائدة .
والله أعلم .
*****
8511
الميزات الست للشهيد
الرقائق > فضائل الأعمال >(1/6363)
سؤال رقم 8511- الميزات الست للشهيد
السؤال : أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بخصال ست لمن يُقتل في سبيل الله (الشهيد)، فما هي تلك الخصال ؟.
الجواب :
الحمد لله
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث المقدام بن معْدي كرب أنه قال : "
إن للشهيد عند الله سبع خصال : يُغفر له في أول دفعة ، ويُرى مقعده من الجنة
، ويجار من فتنة القبر ، ويأمن يوم الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار
الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين
، ويشفع في سبعين من أقاربه "
وفي رواية أخرى " للشهيد عند الله ست خصال
، وفي رواية تسع خصال ، وفي رواية تسع خصال أو عشر خصال " . أخرجه الترمذي
وقال حديث حسن . وابن ماجة في السنن ، وأحمد ، وعبد الرزاق في المصنف ، والطبراني
في الكبير ، وسعيد بن منصور في السنن .
الشيخ وليد الفريان .
*****
85239
ندم على زواجه الأول ويريد الزواج من ثانية
الفقه > معاملات > النكاح > تعدد الزوجات والعدل بينهن >
الآداب > العلاقة بين الجنسين >(1/6364)
سؤال رقم 85239- ندم على زواجه الأول ويريد الزواج من ثانية
أنا متزوج منذ سنة ونصف ، ولم أجد في زوجتي ما يُعِفُّني ؛ لأنها أنها ليست جميلة ، وشعرت بالندم بعد الزواج ، الأمر الذي يجعلني أفكر في الزواج من أخرى ، بالرغم من أن زوجتي تحبني جدا ، وهى طيبة ، ولكن مشكلتي أني أنظر إلى النساء بغرض الزواج ؛ ولكن عندما أثير قضية الزواج بأخرى لزوجتي ، ترد على بأنها لا تستطيع العيش معي في وجود امرأة أخرى !!
فماذا أفعل ، وأنا لا أريد أن أطلقها ؟!.
الحمد لله
أولا :
إن مشكلتك الحقيقية هي ما ذكرت من نظرك إلى النساء ، ولو كان
بغرض الزواج كما تقول ؛ فإن من نظر إلى النساء ، رق دينه ، وضعف إيمانه ، وهانت
عنده زوجته ، وهام بالحياة مع غيرها ، وهذا ـ بالطبع ـ يزيده من نفورا من زوجته ،
ويزيد قلبه تعلقا بالزواج الثاني ، ظنا منه أنه المخرج . ومن خبر أحوال الناس علم
أنهم بهذا النظر المحرم ، يستقبحون اليوم ما كان بالأمس جميلا ، والجديدة تمر عليها
الأيام فتصير قديمة مملولة ؛ فلا يهدأ لهم بال ، ولا يستقر لهم رأي ، ولا تكفيهم
زوجة ولا اثنتان .
ولهذا نقول : اتق الله تعالى ، وغض بصرك عما حرم الله ، وعد إلى
زوجتك فتأمل ما فيها من المحاسن ، وما تحلت به من الشمائل ، وستجد خيرا كثيرا ، كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ
مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم (2672).
والفرْك : البغض .
ومن أراد الزواج لم يُبح له أن ينظر في كل غاد ورائح ، بل يباح
له النظر إلى المخطوبة متى عزم واستقر في نفسه خطبتها ، كأن يُخبر عن امرأة ، فيرضى
دينها وخلقها وأهلها ، ثم يبقى النظر إليها ، فيباح له ذلك بعلمها وبدون علمها ،
نظرا من غير شهوة .
وأما ما يفعله البعض من إطلاق النظر إلى النساء يمينا وشمالا ،
بحجة اختيار إحداهن ، فهذا محرم ، لا تأتي به شريعة ، ولا تقبله فطرة ، ولا يرضاه
أحد لنفسه وأهله .
ونظنك ـ أخانا السائل ـ تدرك ذلك كله ، وتدرك في قرار نفسك أن
قضية اختيار زوجة ثانية عن طريق النظر في النساء الرائحات والغاديات ، ما هي إلا
حيلة ، احتال الشيطان عليك بها من أجل أن يوقعك في النظر المحرم الذي لا يزيدك
الاستمرار فيها إلا تعبا ونكدا وتنغيصا ، عدا ما فيه من معصية الرحمن جل جلاله ،
وطاعة الشيطان ، والوقوع في حباله.
ثانيا :
يباح للرجل أن يتزوج بواحدة واثنتين إلى أربع ، إذا كان قادرا
ماديا وبدنيا ، وكان يرجو من نفسه العدل بين نسائه .
ولا يشترط في زواجه الثاني إذن الزوجة الأولى ، وغالب النساء لا
يرضين بالتعدد ، ويرين استحالة الحياة مع وجوده ! وهذا راجع إلى أسباب كثيرة منها
الدعايات الإعلامية المغرضة ، التي جعلت من التعدد جريمة ومنكرا ، وعارا ومذمة على
الزوجة الأولى ، ومنها سوء استعمال الرجال لهذا الحق ، وجنوح عدد منهم إلى الظلم
والتجاوز ، إلا من عصم الله تعالى .
وعلى العاقل أن ينظر في حال أهله ومدى استعدادهن لقبول التعدد ،
وأن يوازن بين حياته المستقرة الآن ، وبين ما يمكن أن يكون عليه في المستقبل ، وأن
يقدر تقديرا صحيحا - بعيدا عن العاطفة – مدى حاجته للزوجة الثانية ، ومدى قدرته على
القيام بمسئولية بيتين ، وأسرتين ، وأن يستخير الله تعالى قبل الإقدام على أمر
الزواج ، وأن يحسن الاختيار ، حتى لا يعود بالندم ، ويدرك بعد فوات الأوان أنه يبحث
عن شيء لن يدركه ، ولو تزوج من النساء من تزوج .
فإذا وقع في قلبه أمر الزواج الثاني ، وكانت ظروفه العامة تسمح
به ، على ما قلناه ، وكان جادا في إمضائه ، فهنا ـ فقط ـ يباح له النظر إلى المرأة
التي وقع في نفسه خطبتها .
على أننا ننبهك هنا إلى خطأ يقع فيه كثير من الأزواج ، حين ينغص
على نفسه وعلى أهل بيته عيشهم بإثارة هذه القضية بين الحين والآخر ؛ فما الفائدة من
إثارة هذه القضية المنغصة : أتريد أن تميتها موتتين ؟!!
حينما تكون جادا ، ونظن أن هذا الأمر سابق لأوانه جدا بالنسبة
للفترة القصيرة التي أمضيتها في تجربتك الأولى ، فتوكل على الله ، وساعتها يكون لكل
حادث حديث ، كما يقولون !!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
85266
أخذ مالا من فيلا صادرتها الدولة فكيف يرد المال ؟
الرقائق > التوبة >
الفقه > معاملات > الأموال المحرمة >(1/6365)
سؤال رقم 85266- أخذ مالا من فيلا صادرتها الدولة فكيف يرد المال ؟
طلبت إلي إحدى الأخوات أن أنقل إليكم رسالتها هذه لمعرفة رأي الشرع فيها وهي كالتالي : تقول إن زوجها كان رب العمل في فيلا مصادرة من مسئول سابق ، وهي تتبع الدولة حاليا ، حيث إنه قام بأخذ بعض الأواني التي كانت موجودة بقبو داخل هذه الفيلا ، وزوجها الآن متوفى ، فما العمل : هل تقوم بتكسير الأطباق أو تتصدق بثمنها وكيف تقدر ثمنها ، أفيدونا رحمكم الله .
الحمد لله
أولا :
لقد أخطأ الزوج المسئول عنه في أخذ هذه الأواني ، سواء كانت
مملوكة لشخص أو للدولة ، فإن مال الدولة ملك لعامة المسلمين ، والاعتداء عليه
اعتداء على المال العام ، وهو أمر خطير ، وذنب كبير ، وكان الواجب عليه أن يتوب إلى
الله تعالى ، وأن يرد ما أخذ ، ونسأل الله أن يغفر له ، ويتجاوز عنه . وقد روى أحمد
(20098) عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( على اليد ما أخذت حتى
تؤديه ) وقال الأرنؤوط : حسن لغيره .
ثانيا :
يلزم الزوجة أن ترد الأواني إلى محلها ، ولو سبب ذلك حرجا لها ،
لما في هذا من التخفيف عن زوجها ، وخلاصها هي من إثم الاحتفاظ بالمال الحرام ، ولا
يجوز لها تكسير الأواني بحال من الأحوال ، فإن لم يمكن إرجاعها ، أو غلب على الظن
حدوث مفسدة أكبر بإرجاعها ، فإنها تجعلها في منفعة عامة للمسلمين ، أو تبيعها وتجعل
ثمنها في تلك المنافع ، أو تتصدق به .
وإذا عُلم أن مصادرة الفيلا وما فيها كان بغير حق ، فإن الأواني
ترد إلى صاحبها ( المسئول السابق) ، إن أمكن ، فإن لم يمكن الوصول إليه ولا إلى
ورثته ، فيُتصدق بها أو بثمنها عنه .
قال في "المجموع" (9/428) : " قال الغزالي : إذا كان معه مال
حرام وأراد التوبة والبراءة منه : فإن كان له مالك معين وجب صرفه إليه أو إلى وكيله
, فإن كان ميتا وجب دفعه إلى وارثه , وإن كان لمالكٍ لا يعرفه ، ويئس من معرفته ،
فينبغي أن يصرفه في مصالح المسلمين العامة , كالقناطر والربط والمساجد ومصالح طريق
مكة , ونحو ذلك مما يشترك المسلمون فيه , وإلا فيتصدق به على فقير أو فقراء ,
وينبغي أن يتولى ذلك القاضي إن كان عفيفا ، فإن لم يكن عفيفا لم يجز التسليم إليه ,
... وإذا دفعه إلى الفقير لا يكون حراما على الفقير , بل يكون حلالا طيبا , وله أن
يتصدق به على نفسه وعياله إذا كان فقيرا , لأن عياله إذا كانوا فقراء فالوصف موجود
فيهم , بل هم أولى من يتصدق عليه , وله هو أن يأخذ منه قدر حاجته لأنه أيضا فقير .
وهذا الذي قاله الغزالي في هذا الفرع ذكره آخرون من الأصحاب , وهو كما قالوه ,
ونقله الغزالي أيضا عن معاوية بن أبي سفيان وغيره من السلف : عن أحمد بن حنبل
والحارث المحاسبي وغيرهما من أهل الورع , لأنه لا يجوز إتلاف هذا المال ورميه في
البحر , فلم يبق إلا صرفه في مصالح المسلمين , والله سبحانه وتعالى أعلم .
قال الغزالي : إذا وقع في يده مال حرام من يد السلطان : قال قوم
: يرده إلى السلطان , فهو أعلم بما يملك , ولا يتصدق به , واختار الحارث المحاسبي
هذا . وقال آخرون : يتصدق به إذا علم أن السلطان لا يرده إلى المالك ؛ لأن رده إلى
السلطان تكثير للظلم , قال الغزالي : والمختار أنه إن علم أنه لا يرده على مالكه
فيتصدق به عن مالكه .
(قلت) [ القائل : الإمام النووي ] : المختار أنه إن علم أن
السلطان يصرفه في مصرف باطل ، أو ظن ذلك ظنا ظاهرا لزمه هو أن يصرفه في مصالح
المسلمين ، مثل القناطر وغيرها فإن عجز عن ذلك أو شق عليه لخوف أو غيره , تصدق به
على الأحوج , فالأحوج , وأهم المحتاجين ضعاف أجناد المسلمين ، وإن لم يظن صرف
السلطان إياه في باطل ، فليعطه إليه أو إلى نائبه ، إن أمكنه ذلك من غير ضرر , لأن
السلطان أعرف بالمصالح العامة وأقدر عليها , فإن خاف من الصرف إليه ضررا صرفه هو في
المصارف التي ذكرناها ، فيما إذا ظن أنه يصرفه في باطل " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " لو أن إنسانا سرق مالا ثم
مات فإنه لا يحل للوارث ، ثم إن كان يعلم صاحبه أعطاه إياه ، وإلا تصدق به عنه " انتهى من : "لقاءات الباب المفتوح" (1/304).
وقال أيضا : " … فإذا سرقتَ من شخصٍ أو من جهة ما سرقةً : فإن
الواجب عليك أن تتصل بمن سرقت منه وتبلغه ، وتقول : إن عندي لكم كذا وكذا ، ثم يصل
الاصطلاح بينكما على ما تصطلحان عليه ، لكن قد يرى الإنسان أن هذا الأمر شاق عليه
وأنه لا يمكن أن يذهب - مثلاً - إلى شخص ويقول : أنا سرقت منك كذا وكذا ، وأخذت منك
كذا وكذا ، ففي هذه الحال يمكن أن توصل إليه هذه الدراهم - مثلاً - من طريق آخر غير
مباشر ، مثل أن يعطيها رفيقاً لهذا الشخص وصديقاً له ، ويقول له هذه لفلان ويحكي
قصته ويقول أنا الآن تبت إلى الله - عز وجل - فأرجو أن توصلها إليه .
وإذا فعل ذلك فإن الله يقول : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ
لَهُ مَخْرَجاً ) الطلاق/2 ، ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ) الطلاق/4 .
فإذا قُدِّر أنك سرقتَ من شخصٍ لا تعلمه الآن ولا تدري أين هو :
فهذا أيضاً أسهل من الأول ؛ لأنه يمكنك أن تتصدق بما سرقتَ بنيَّة أنه لصاحبه ،
وحينئذٍ تبرأ منه " انتهى من " فتاوى إسلاميَّة " ( 4 / 162) .
والله أعلم .
*****
8529
ما حكم قول شخص لآخر ( كل هواء ) استهتاراً ؟
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6366)
سؤال رقم 8529- ما حكم قول شخص لآخر ( كل هواء ) استهتاراً ؟
ما حكم قول شخص لأخر ( كل هواء ) على سبيل الاستهتار بالشخص الأخر ؟ .
الحمد لله
السخرية والاستهتار بالآخرين مما ينبغي للمسلم
أن يتنزه عنه ، وهو مما حرَّمه الله تعالى على المؤمنين لأنه يولِّد الشحناء
والبغضاء بين المسلمين ؛ ولأنه يكون نابعاً عن كِبرٍ وتعالٍ من الساخر والمستهتر ،
وقد جاء الوعيد شديداً فيمن يتكبر ويحتقر الناس .
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل
الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه
حسناً ونعله حسنةً ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكِبر بطر الحق ، وغمط الناس
. رواه مسلم ( 91 ) .
ومعنى " غمط الناس " : احتقارهم .
ومن صفات المسلم أنه يسلم المسلمون من لسانه
ويده .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا سأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أي المسلمين خير ؟ قال : " مَن سلِم المسلمون من لسانه
ويده " . رواه البخاري ( 10 ) ومسلم ( 40 ) .
وهذه الكلمة التي سأل عنها السائل ليس فيها
محذور شرعي من حيث لفظها وكلماتها ، وإن كنا نود أن لا تصدر من مسلم بالنظر إلى
قصده وما يمكن أن تؤدي إليه من شحناء وبغضاء .
*****
8531
مصافحة أخت الزوجة هل ينقض الوضوء
الفقه > عبادات > الطهارة > نواقض الوضوء >(1/6367)
سؤال رقم 8531- مصافحة أخت الزوجة هل ينقض الوضوء
السؤال : هل يجوز لي أن أجلس مع أخت زوجتي وهل ينتقض وضوئي بلمسها ؟ أفيدونا وجزاكم الله خيراً ؟ .
الجواب :
الحمد لله
يُحرم عليك أن تجلس مع أخت زوجتك أو غيرها من النساء الأجنبيات خالياً بها ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ) رواه البخاري 9/290 ، ومسلم برقم ( 1341 ) ، وأحمد في المسند ( 1/222و346 ) .
فيحرم على الرجل أن يختلي بامرأة أجنبية منه ، فإن أخت زوجتك أجنبية منك لأنه إذا طلقت زوجتك جاز لك أن تتزوجها ، فهي ليست من محارمك ، أما بالنسبة لنقض الوضوء : فإن الوضوء لا ينقض إلا بلمس المرأة بشهوة ، فإذا مس الرجل امرأة بشهوة نقض وضوؤه سواء كانت المرأة أجنبية أو غيرها والمس الذي ينقض الوضوء هو مس البدن بدون حائل وهذا ما قرره أهل العلم ، والله أعلم
فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد ص 48.
وقد تقدم بيان تحريم مصافحة المرأة الأجنبية في السؤال رقم 2459.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
85345
حكم وضع الزهور والأشجار في دورات المياه
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الزينة >
الأخلاق > الأخلاق المذمومة >(1/6368)
سؤال رقم 85345- حكم وضع الزهور والأشجار في دورات المياه
ما حكم وضع النباتات كالزهور أو الأوراق ، أو حتى فسائل الشجر ، في دورات المياه لأي غرض ، سواء للزينة أو غير ذلك ؟.
الحمد لله
لا حرج في وضع الزهور والأوراق وفسائل الشجر في دورات المياه ،
بشرط ألا يكون في ذلك إسراف أو تبذير ، وكلاهما مذموم ، قال الله تعالى : ( وَلا
تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ
فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) الإسراء/29 ، وهذا نهي عن البخل ، وعن الإسراف .
وقال سبحانه : ( وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ ) الأنعام/141
وقال : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ
الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) الإسراء/26، 27
والسَّرَف : الإكثار من صرف المال في المباحات . والتبذير : صرفه
في أمور لا تنبغي .
قال العسكري :
قيل: التبذير: إنفاق المال فيما لا ينبغي . والإسراف: صرفه زيادة
على ما ينبغي.
وبعبارة أخرى : الإسراف: تجاوز الحد في صرف المال، والتبذير:
إتلافه في غير موضعه ، وهو أعظم من الإسراف ، ولذا قال تعالى : ( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) .
قيل: وليس الإسراف متعلقا بالمال فقط ، بل بكل شيء وضع في غير
موضعه اللائق به ؛ ألا ترى أن الله سبحانه وصف قوم لوط بالإسراف لوضعهم البذر في
غير المحرث ، فقال : ( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ
النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) الأعراف/81 ، ووصف فرعون بالإسراف بقوله : ( إِنَّهُ كَانَ عَالِياً
مِنَ الْمُسْرِفِينَ) الدخان/آية31
ثم قال :
( ويستفاد من بعض الأخبار أن الإسراف على ضربين : حرام ، ومكروه
.
فالأول : مثل إتلاف مال ونحوه فيما فوق المتعارف .
والثاني : إتلاف شيء ذي نفع بلا غرض ، ومنه إهراق ما بقي من شرب
ماء الفرات ونحوها خارج الماء ) ا نتهى من : الفروق اللغوية ، ص ( 114-115) .
وانظر أيضا : وقال في "فيض القدير" (1/50) ، الموسوعة الفقهية الكويتية (4/176)
ومن صور الإسراف : أن يشتري الإنسان شيئا للزينة بمئات الريالات
، لأن الزينة مشروعة ، لكن دفع المال الكثير فيه إسراف مذموم .
ومن صور التبذير : شراء شيء لا قيمة له ، أو لا بقاء له ، بمبالغ
كبيرة .
وهذا ـ كالذي قبله ـ داخل في إضاعة المال التي نهى عنها الشرع :
( إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا : قِيلَ وَقَالَ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ ،
وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ) رواه البخاري (1477) ومسلم (593) .
والمهم أن يحذر الإنسان من الأمرين ، وأن يعلم أن المال نعمة
ينبغي المحافظة عليها ، وأنه مسئول غدا عن هذا المال : ( مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ
وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ) ، كما في سنن الترمذي (2416) ، عن
النبي صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله السلامة بمنه وكرمه .
والله أعلم .
*****
85370
حكم الزواج من امرأة صوفية
الفقه > معاملات > النكاح >(1/6369)
سؤال رقم 85370- حكم الزواج من امرأة صوفية
هل يجوز المسلم أن يتزوج من امرأة صوفية. وما هو وضع الشرعي في حال من تزوج من امرأة صوفية وهو لا يعلم أنها على المذهب الصوفي إلا بعد ما تزوجها؟ .
الحمد لله
أولا :
الصوفية طرق شتى ، ومذاهب متباينة ، والغالب عليها الابتداع
والانحراف ، على تفاوت بينها في ذلك ، فمنها الغالي الذي يبلغ به الغلو حد الشرك
بالله تعالى ، كدعاء الأموات ، والالتجاء والاعتماد عليهم في كشف الكربات ، ودفع
البليات ، ومنها المكثر من البدع العملية ، في الذكر والعبادة ، وانظر السؤال رقم 4983 للوقوف على شيء من
انحراف المتصوفة .
والسؤال رقم ( 34817 )
لمعرفة الشرك وأنواعه .
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" : " الغالب على ما يسمى بالتصوف
الآن العمل بالبدع الشركية ، مع بدع أخرى ، كقول بعضهم : مدد يا سيد ، وندائهم
الأقطاب ، وذكرهم الجماعي ، فيما لم يسم الله به نفسه ، مثل : هو هو ، وآه آه ، ومن
قرأ كتبهم عرف كثيرا من بدعهم الشركية ، وغيرها من المنكرات " انتهى .
ثانيا :
الزواج من امرأة صوفية ، فيه تفصيل :
1- فإن كانت ممن يقع في الشرك اعتقادا أو عملا ، كمن تعتقد في
الأولياء أنهم يعلمون الغيب ، ويتصرفون في الكون ، أو تعتقد القول بحلول أو الاتحاد
، أو تصرف العبادة لغير الله ، دعاء واستغاثة أو ذبحا أو نذرا ، فهذه لا يجوز
الزواج منها ؛ لأنها واقعة في الشرك الأكبر ، عياذا بالله من ذلك .
2- وإن كانت لا تقع في الشرك ، لكنها تمارس بعض البدع ،
كالاحتفال بالمولد ، أو الذكر بهيئات مخترعة ، والتزام عدد معين في الأذكار لا أصل
له ، وكيفيات معينة ، لم تثبت في الشرع ، فهذه الأولى عدم الزواج منها ؛ لأن البدعة
خطرها عظيم ، وضررها كبير ، وهي أحب إلى إبليس من المعصية ، لأن المعصية يتاب منها
بخلاف البدعة ، فإن صاحبها يراها دينا يتقرب به إلى الله ، فكيف يقلع عنها ، وأيضا
: فالزواج من المبتدعة فيه خطر على الأولاد وعلى الأسرة كلها ، لا سيما إذا كانت
المرأة صاحبة لسان أو خلق ، فينخدع بها غيرها . قال الإمام مالك رحمه الله : " لا
ينكح أهل البدع ؛ ولا ينكح إليهم ، ولا يسلم عليهم ... " المدونة " (1/84) .
ثالثا :
إذا لم يعلم أن المرأة على المذهب الصوفي حتى تزوجها ، فإن كانت
من القسم الأول الذي يقع في الشرك قولا أو عملا أو اعتقادا ، فإنه يدعوها وينصحها
ويبين لها ، فإن استقامت فالحمد لله ، وإلا فارقها وجوبا ؛ لأنه لا يجوز ابتداء
نكاح المشركة ، ولا استدامته ؛ لقوله تعالى : ( وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ
حَتَّى يُؤْمِنَّ ) الممتحنة/221
وأما إن كانت من القسم الثاني ، الذي يقع في بدع الأعمال التي لا
تبلغ الكفر ؛ فإنه ينظر إلى كل حالة بحسبها ؛ من حيث تمسك المرأة بما عندها من
البدع ، أو عدم تمسكها ، ومن حيث آثارها على البيت والأولاد كذلك .
ثم إنه ينظر أيضا إلى الآثار المترتبة على طلاقها ؛ فيغلب جانب
المصلحة الشرعية في كل حالة بحسبها ، وتدرأ المفاسد ، أو تقلل قدر الإمكان .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*****
854
ماذا يفعل المسلم إذا أراد الدخول بزوجته ؟
الفقه > معاملات > النكاح >
الآداب > آداب النكاح >(1/6370)
سؤال رقم 854- ماذا يفعل المسلم إذا أراد الدخول بزوجته ؟
السؤال :
أريد أن أعرف كيف يتم النكاح ؟ أعني كيف يفترض أن يتم حفل الزفاف ؟ كم عدد المدعوين؟ هل هناك عدد محدد ؟
هل من الممكن استخدام الموسيقى في حفل الزفاف أو أثناء استقبال المدعوين أو عند الوليمة ؟
أيضا أريد أن أعرف من هو المسئول عن إدارة حفل الزفاف والوليمة ؟ هل هو العريس (الزوج) أو العروس (الزوجة) ؟
أريد معرفة الإجابة في أسرع وقت ممكن حتى أستطيع إبلاغ أسرتي، وسوف أنفذها إن شاء الله في حياتي، لعل الله أن يبارك في وفي زواجي.
الجواب :
الحمد لله
- يستحب للمسلم إذا دخل على زوجته عدة أمور قد وردت في السنّة ومنها :
أولا : أن يلاطفها كأن يقدم إليها شيئاً من الشراب ونحوه لحديث أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدِ بْنِ السَّكَنِ قَالَتْ : إِنِّي قَيَّنْتُ ( أصلحت العروس ) عَائِشَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جِئْتُهُ فَدَعَوْتُهُ لِجِلْوَتِهَا ( فَجَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهَا فَأُتِيَ بِعُسِّ ( القدح الكبير ) لَبَنٍ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَفَضَتْ رَأْسَهَا وَاسْتَحْيَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَانْتَهَرْتُهَا وَقُلْتُ لَهَا خُذِي مِنْ يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ فَأَخَذَتْ فَشَرِبَتْ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطِي تِرْبَكِ (أي صاحبك يعني نفسه ) .. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني
ثانياً : وضع اليد على رأس الزوجة والدعاء لها وأن يسمي الله تبارك وتعالى ويدعو بالبركة ويقول ما ورد في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً أَوْ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ .. قَالَ أَبُو دَاوُد زَادَ أَبُو سَعِيدٍ ثُمَّ لِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ فِي الْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ . رواه أبو داود في سننه : كتاب النكاح : باب في جامع النّكاح وحسنه في صحيح الجامع رقم 341 .
ثالثاً : ويستحب له أن يصلي بها ركعتين يؤمّها وهي خلفه لأنه منقول عن السلف ، وفيه أثران : الأول : عن أبي سعيد مولى أبي أسيد وفيه أن نفراً من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم علّموه فقالوا له : إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ثم سل الله من خير ما دخل عليك وتعوّذ به من شرّه ، والثاني : عن شقيق قال : جاء رجل يقال له أبو حريز فقال ( لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه ) إني تزوجت جارية شابة بكرا ، وإني أخاف أن تفركني ( أي تكرهني ) فقال عبد الله : إنّ الإلف من الله ، والفرك من الشيطان يريد أن يُكرِّه إليكم ما أحلّ الله ، فإذا أتتك فأْمُرْها أن تصلي وراءك ركعتين . ( أخرج الأثرين السابقين ابن أبي شيبة وتخريجهما في آداب الزفاف للألباني )
رابعاً : أن يقول إذا أراد أن يأتيها ما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَرُزِقَا وَلَدًا لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ " رواه البخاري فتح رقم 3271
ولمزيد من التوسّع يُنظر كتاب آداب الزفاف للعلامة الألباني ص 91
- ليس هناك حدّ محدود لعدد المدعوين في وليمة النّكاح فادع من شئت من أقربائك وأقربائها وأصحابك وكلّ من في دعوته مصلحة وفائدة .
- لا يجوز لك شرعا القيام ولا السماح بأيّ منكر أو عمل محرّم كالموسيقى والاختلاط بين الرجال والنساء أو رقص النساء أمام الرّجال وغير ذلك مما يُغضب الله ، وكيف تبدّل نعمة الله معصية وفسقا . ويُمكن للنساء أن يعملْن في العرس كلّ ما سمحت به الشريعة كالغناء المباح بالكلمات الطيبة ، ويجوز لهنّ من أدوات اللهو الدفّ فقط ويكون ذلك بمعزل عن الرجال .
- وليمة النّكاح على الزوج ويسنّ له إذا كان مقتدرا أن يذبح شاة فأكثر لضيوف الوليمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف : " أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ . " رواه البخاري فتح رقم 2048 .
نسأل الله أن يبارك لك ويبارك عليك ويجمع بينك وبين زوجتك على خير .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8540
إظهار المرأة لعينيها
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > لباس المرأة >(1/6371)
سؤال رقم 8540- إظهار المرأة لعينيها
هل يجوز إظهار العينين فقط أمام الرجال الأجانب ؟ .
الحمد لله
نعم ، يجوز إظهار العينين بالنسبة للمرأة ، وذلك
حتى تتمكن من الرؤية ، وليس للرجال أن يستبيحوا النظر إلى عيني المرأة .
قال الشيخ عبد الله بن حميد – رحمه الله - :
البرقع إذا كان يغطي الوجه كله وما بقي إلا
العين : لا بأس ، أما إذا كان لا يغطي الوجه كله .. بل الفم والبقية مكشوف : فهذا
لا يجوز ، وخاصة بمحضر الرجال الأجانب …
فلا بدَّ من تغطية الوجه كله ، إنما تُخرج العين
من أجل أن تبصر طريقها كما قاله ابن مسعود وعَبيدة السلماني وغيرهما ، والله أعلم .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 393 ، 394 ) .
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :
لا بأس بستر الوجه بالنقاب أو البرقع الذي فيه
فتحتان للعينين فقط ؛ لأن هذا كان معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن
أجل الحاجة فقط ، فإن كان لا يبدو إلا العينان : فلا بأس بذلك ، خصوصاً إذا كان من
عادة المرأة لبسه في مجتمعها .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 399 ) .
إلا أنه ينبغي التنبيه على أن غالب النساء –
الآن – لا يتقيدن بإظهار العينين فقط بل يجاوزن ذلك إلى شيء من الجبهة وشيء من
الأنف ، فيزيد المحل الجائز لهن كشفه إلى ما لا يجوز لهن ، لذا منع بعض العلماء –
مثل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – من لبس البرقع والنقاب لما وقع من التساهل من بعض
النساء .
*****
8555
حكم لبس المرأة العباءة على الكتف
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > لباس المرأة >(1/6372)
سؤال رقم 8555- حكم لبس المرأة العباءة على الكتف
ما حكم لبس العباءة التي تسمى عباءة الكتف ؟ .
الحمد لله
عباءة الكتف ليست هي اللباس الشرعي الذي ينبغي
أن تلبسه المرأة المسلمة ، وذلك أن العباءة الشرعية هي التي تغطي الجسم كله من
الرأس إلى أسفل القدمين وهي أشبه ما تكون بالجلباب الذي أمر الله تعالى به في قوله
: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ
يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الأحزاب /
59 .
والجلباب : هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة
.
عن أم سلمة قالت : لما نزلت { يدنين عليهن من
جلابيبهن } خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من الأكسية . رواه أبو
داود ( 4101 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود ( 3456 ) .
وكذا وصفت عائشة جلباب المرأة وأنه من رأسها
بقولها : كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرِمات فإذا
حاذوا بنا سدَلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه . رواه أبو داود ( 1833 ) وابن ماجه ( 2935 ) وقال الألباني : إسناده جيد في مشكاة
المصابيح ( 2690 ) .
ويضاف إلى هذا أن وضع العباءة على الكتف فيه
تشبه بالرجال ، حيث أن هذا الفعل هو من فعلهم لا من فعل النساء .
وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة هذا نصه :
فقد انتشر في الآونة الأخيرة عباءة مفصلة على
الجسم وضيقة وتتكون من طبقتين خفيفتين من قماش الكريب ولها كم واسع وبها فصوص
وتطريز وهي توضع على الكتف .. فما حكم الشرع في مثل هذه العباءة ؟ أفتونا مأجورين
وبعد دراسة
اللجنة للاستفتاء أجابت بأن العباءة الشرعية للمرأة وهي [ الجلباب ] : هي ما تحقق
فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة ، وبناء على ذلك فلا بد لعباءة
المرأة أن تتوفر فيها الأوصاف الآتية :
أولاً : أن تكون سميكة لا تظهر ما تحتها ، ولا يكون لها خاصية الالتصاق .
ثانياً : أن تكون ساترة لجميع الجسم ، واسعة لا تبدي تقاطيعه .
ثالثاً : أن تكون مفتوحة من الأمام فقط ، وتكون فتحة الأكمام ضيقة .
رابعاً : ألاّ يكون فيها زينة تلفت إليها الأنظار ، وعليه فلا بد أن تخلو من الرسوم
والزخارف والكتابات والعلامات .
خامساً : ألاّ تكون مشابهة للباس الكافرات أو الرجال .
سادساً : أن توضع العباءة على هامة الرأس ابتداءً .
وعلى ما تقدم فإن العباءة المذكورة في السؤال
ليست عباءة شرعية للمرأة فلا يجوز لبسها لعدم توافر الشروط الواجبة فيها ولا لبس
غيرها من العباءات التي لم تتوافر فيها الشروط الواجبة ، ولا يجوز كذلك استيرادها
ولا تصنيعها ولا بيعها وترويجها بين المسلمين لأن ذلك من التعاون على الإثم
والعدوان والله جل وعلا يقول : ( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن
الله شديد العقاب ) ، واللجنة إذ تبين ذلك فإنها توصي نساء المؤمنين بتقوى الله
تعالى والتزام الستر الكامل للجسم بالجلباب والخمار عن الرجال الأجانب طاعة لله
تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وبعداً عن أسباب الفتنة والافتتان . وبالله
التوفيق .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث
العلمية والإفتاء .
*****
8568
هل يمكن الجلوس مع الذين لا يصلون
السياسة الشرعية > الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر >(1/6373)
سؤال رقم 8568- هل يمكن الجلوس مع الذين لا يصلون
السؤال :
هل يمكن الجلوس مع الذين لا يصلون ؟.
الجواب :
الحمد لله
يجوز أن يجلس معهم لينصحهم ويرشدهم إلى أداء الصلوات المفروضة في جماعة ، لا ليتسلى معهم ويأنس لحديثهم ، وإلا حرم الجلوس معهم .
من فتاوى اللجنة الدائمة 12 / 371.
*****
8571
جماعة الأحباش
العقيدة > مذاهب وأديان > مذاهب وفرق >(1/6374)
سؤال رقم 8571- جماعة الأحباش
السؤال :
ما هو رأي الإسلام في الطائفة التي ظهرت وتدعى بـ (الأحباش)؟ ما هو موقفنا تجاههم؟ وما هي أخطاؤهم في العقيدة ؟.
الجواب :
الحمد لله
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه أما بعد ك
فقد ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة واستفسارات حول ( جماعة الأحباش ) والشخص الذي تنتمي إليه ، المدعو / عبد الله الحبشي ، القاطنة في لبنان ، ولها جمعيات نشطة في بعض دول أوروبا وأمريكا وأستراليا ، فاستعرضت اللجنة لذلك ما نشرته هذه الجماعة من كتب ومقالات ، توضح فيها اعتقادها وأفكارها ودعوتها ، وبعد الاطلاع والتأمل فإن اللجنة تبين لعموم المسلمين ما يلي :
أولاً : ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " وله ألفاظ أخر ، وقال عليه الصلاة والسلام : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن تأمر عليكم عبد ، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة " رواه أحمد وأبوداود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
وإن من أهم الخصال التي امتازت بها تلك القرون المفضلة ، وحازت بها الخيرية على جميع الناس : تحكيم الكتاب والسنة في جميع الأمور، وتقديمها على قول كل أحد كائناً من كان ، وفهم جميع الأمور ، وتقديمها على قول كل أحد كائناً من كان ، وفهم نصوص الوحيين الشريفين حسب القواعد الشرعية واللغة العربية ، وأخذ الشريعة كلها بعمومها وكلياتها ، وآحادها وجزئياتها ، ورد النصوص المتشابهات إلى النصوص المحكمات ، ولهذا استقاموا على الشريعة وعملوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، ولم يزيدوا فيها ولم ينقصوا ، وكيف يحدث منهم زيادة أو نقص في الدين وهم مستمسكون بالنص المعصوم من الخطأ والزلل ؟
ثانياً : ثم خلفت من بعدهم خلوف كثرت فيهم البدع والمحدثات ، وأعجب كل ذي رأي برأيه ، وهجرت النصوص الشرعية ، وأولت وحرفت لتوافق الأهواء والمشارب ، فشاقّوا بذلك الرسول الأمين ، واتبعوا غير سبيل المؤمنين ، والله سبحانه يقول : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) ، ومن فضل الله عز وجل على هذه الأمة أنه يقيض لها في كل عصر من العلماء الراسخين في العلم من يقوم في وجه كل بدعة تشوه جمال الدين ، وتعكر صفوه ، وتزاحم السنة أو تقضي عليها ، وهذا تحقيق لوعد الله بحفظ دينه وشرعه في قوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها : " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله عز وجل ، لا يضرها من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " ، وله ألفاظ أخرى .
ثالثاً : ظهرت في الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري جماعة يتزعمها عبد الله الحبشي الذي نزح من الحبشة إلى الشام بضلالته ، وتنقل بين دياره حتى استقر به المقام في لبنان ، وأخذ يدعو الناس على طريقته ، ويكثِّر أتباعه وينشر أفكاره التي هي أخلاط من اعتقادات الجهمية والمعتزلة والقبورية والصوفية ، ويتعصب لها ويناظر من أجلها ، ويطبع الكتب والصحف الداعية إليها .
والناظر فيما كتبته ونشرته هذه الطائفة يتبين لهم بجلاء أنهم خارجون في اعتقادهم عن جماعة المسلمين ( أهل السنة والجماعة ) فمن اعتقاداتهم الباطلة على سبيل المثال لا الحصر :
1- أنهم في مسألة الإيمان على مذهب أهل الإرجاء المذموم .
ومعلوم أن عقيدة المسلمين التي كانت التي كان عليها الصحابة والتابعون ومن سار على هديهم إلى يومنا هذا أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح ، فلا بد أن يكون مع التصديق موافقة وانقياد وخضوع للشرع المطهر ، وإلا فلا صحة لذلك الإيمان المُدَّعى .
وقد تكاثرت النقول عن السلف الصالح في تقرير هذه العقيدة ، ومن ذلك قول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : " وكان الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، ومن أدركناهم يقولون : الإيمان قول وعمل ونية ، ولا يجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر " .
2- ويجوزون الاستغاثة والاستعاذة والاستعانة بالأموات ودعائهم من دون الله تعالى ، وهذا شرك أكبر بنص القرآن والسنة وإجماع المسلمين ، وهذا الشرك هو دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم ، كما قال الله سبحانه عنهم : ( ويعبدوم من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ) ، وقال جل وعلا : ( فاعبد الله مخلصاً له الدين * ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفّار ) ، وقال سبحانه : ( قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين * قل الله ينجّيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ) ، وقال جل وعلا : ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) ، وقال سبحانه : ( ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة " أخرجه أهل السنن بإسناد صحيح ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وهي تدل على أن المشركين الأولين يعلمون أن الله هو الخالق الرازق النافع الضار ، وإنما عبدوا آلهتهم ليشفعوا لهم عند الله ، ويقربوهم لديه زلفى ؛ فكفَّرهم سبحانه بذلك ، وحكم بكفرهم وشركهم ، وأمر نبيه بقتالهم حتى تكون العبادة لله وحده ، كما قال سبحانه : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) ، وقد صنف العلماء في ذلك كتباً كثيرة ، وأوضحوا فيها حقيقة الإسلام الذي بعث الله به رسله ن أنزل به كتبه ، وبينوا فيها دين أهل الجاهلية وعقائدهم وأعمالهم المخالفة لشرع الله ، ومن أحسن من كتب في ذلك ك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، في كتبه الكثيرة ، ومن أخصرها
كتابه : ( قاعدة جلية في التوسل والوسيلة ) .
3- أن القرآن عندهم ليس كلام الله حقيقة .
ومعلوم بنص القرآن والسنة وإجماع المسلمين ، أن الله تعالى يتكلم متى شاء ، على الوجه اللائق بجلاله سبحانه ، وأن القرآن الكريم كلام الله تعالى حقيقة ، حروفه ومعانيه ، كما قال الله تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) ، وقال سبحانه : ( وكلم الله موسى تكليماً ) ، وقال جل وعلا : ( وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً ) ، وقال سبحانه : ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلم الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) ، وقال جل وعلا : ( يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ) ، والآيات في هذا المعنى كثيرة معلومة . وتواتر عن السلف الصالح إثبات هذه العقيدة ، كما نطقت بذلك نصوص القرآن والسنة ولله الحمد والمنة .
4- يرون وجوب تأويل النصوص الواردة في القرآن والسنة ، في صفات الله جل وعلا ، وهذا خلاف ما أجمع عليه المسلمون ، من لدن الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم ، إلى يومنا هذا ، فإنهم يعتقدون بوجوب الإيمان بما دلت عليه نصوص أسماء الله وصفاته من المعاني من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ، ول يلحدون في أسمائه وآياته ، ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه ؛ لأنه لا سمي له ، ولا كفؤ له ، ولا ند ، قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : " آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله ، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله " ، وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : " نؤمن بها ونصدق ، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه " .
5- ومن عقائدهم الباطلة : نفي علو الله سبحانه على خلقه .
وعقيدة المسلمين التي دلت عليها آيات القرآن القطعية ، والأحاديث النبوية ، والفطرة السوية ، والعقول الصريحة : أن الله جل جلاله ، عالٍ على خلقه ، مستوٍ على عرشه ، لا يخفى عليه شيء من أمور عباده . قال الله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) ، في سبعة مواضع في كتابه ، وقال جل شأنه : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، وقال جل وعلا : ( وهو العلي العظيم ) ، وقال جل وعز : ( سبح اسم ربك الأعلى ) ، وقال جل جلاله : ( ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) ، وغيرها من الآيات الكريمات . وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح الشيء الكثير ، ومنها : قصة المعراج المتواترة ، وتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم السماوات سماءً سماءً ، حتى انتهى إلى ربه تعالى ، فقربه أو ناداه ، وفرض عليه الصلوات خمسين صلاة ، فلم يزل يتردد بين موسى عليه السلام وبين ربه تبارك وتعالى ، ينزل من عند بره إلى عند موسى ، فيسأله كم فرض عليه ، فيخبره فيقول : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فيصعد إلى ربه فيسأله التخفيف .
ومنها ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي سبقت غضبي " ، وثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء " ، وفي صحيح ابن خزيمة وسنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العرش فوق الماء ، والله فوق العرش ، والله يعلم ما أنتم عليه " ، وفي صحيح مسلم وغيره في قصة الجارية ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : " أين الله ؟ " قالت : في السماء ، قال : " من أنا ؟ " قالت : أنت رسول الله ، قال : " أعتقها فإنها مؤمنة " .
وعلى هذه العقيدة النقية درج المسلمون : الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان إلى يومنا هذا والحمد لله . ولعظم هذه المسألة وكثرة دلائلها التي تزيد على ألف دليل أفردها أهل العلم بالتصنيف ، كالحافظ أبي عبد الله الذهبي في كتابه : ( العلو للعلي الغفار ) ، والحافظ ابن القيم في كتابه : ( اجتماع الجيوش الإسلامية ) .
6- إنهم يتكلمون في بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يليق .(1/6375)
ومن ذلك تصريحهم بتفسيق معاوية رضي الله عنه ، وهم بذلك يشابهون الرافضة - قبحهم الله - والواجب على المسلمين الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، وحفظ ألسنتهم مع اعتقاد فضلهم ، ومزية صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " رواه البخاري ومسلم . ويقول جل وعلا : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) ، وهذا الاعتقاد السليم نحو أصحاب النبي صلى اله عليه وسلم هو اعتقاد أهل السنة والجماعة على مر القرون ، قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة : ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم ، وبغير الخير يذكرهم ن ولا نذكرهم إلا بخير ، وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ) .
رابعاً : ومما يؤخذ على هذه الجماعة ظاهرة الشذوذ في فتاويها ، ومصادمتها للنصوص الشرعية من قرآن وسنة ، ومن أمثلة ذلك :
إباحتهم للقمار مع الكفار لسلب أموالهم ، وتجويزهم سرقة زروعهم ، وحيواناتهم ، بشرط أن لا تؤدي السرقة إلى فتنة ، وتجويزهم تعاطي الربا مع الكفار ، وجواز تعامل المحتاج بأوراق اليانصيب المحرمة ، ومن مخالفاتهم الصريحة أيضاً : تجويزهم النظر إلى المرأة الأجنبية في المرآة ، أو على الشاشة ولو بشهوة ، وأن استدامة النظر إلى المرأة الأجنبية ليس حراماً ، وأن نظر الرجل إلى شيء من بدن المرأة التي لا تحل له ليس بحرام ، وأن خروج المرأة متزينة متعطرة مع عدم قصدها استمالة الرجال إليها ليس بحرام ، وإباحة الإختلاط بين الرجال والنساء ، إلى غيرها من تلك الفتاوى الشاذة الخرقاء ، التي فيها مناقضة للشريعة ، وعدُّ ما هو من كبائر الذنوب من الأمور الجائزات المباحات . نسأل الله العافية من أسباب سخطه وعقوبته .
خامساً : ومن أساليبهم الوقحة للتنفير من علماء الأمة الراسخين -والإقبال على كتبهم ، والاعتماد على نقولهم - سبهم وتقليلهم والحط من أقدارهم ، بل وتكفيرهم ، وعلى رؤوس هؤلاء العلماء : الإمام المجدد شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله تعالى ، حتى إن المدعو : عبد الله الحبشي ألف كتاباً خاصاً في هذا الإمام المصلح ، نسبه فيه إلى الضلال والغواية ، وقوّله ما لم يقله ، وافترى عليه ، فالله حسيبه ، وعند الله تجتمع الخصوم .
ومن ذلك أيضاً طعنهم في الإمام المجدد ، الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، ودعوته الإصلاحية التي قام بها في قلب جزيرة العرب ، فدعا الناس إلى توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به سبحانه ، وإلى تعظيم نصوص القرآن والسنة والعمل بها ، وإقامة السنن وإماتة البدع ، فأحيا الله به ما اندرس من معالم الدين ، وأمات به ما شاء من البدع والمحدثات ،وانتشرت آثار هذه الدعوة - بفضل الله ومنته - في جميع أقطار العالم الإسلامي ، وهدى الله بها كثيراً من الناس ، فما كان من هذه الجماعة الضالة إلا أن صوبوا سهامهم نحو هذه الدعوة السنية ومن قام بها ، فلفقوا الأكاذيب وروجوا الشبهات ، وجحدوا ما فيها من الدعوة الصريحة إلى الكتاب والسنة ، وفعلوا ذلك كله تنفيراً للناس من الحق ، وقصداّ للصد عن سواء السبيل ، عياذاً بالله من ذلك .
ولا شك أن بغض هذه الجماعة لهؤلاء الصفوة المباركة من علماء الأمة دليل على ما تنطوي عليه قلوبهم من الغل والحقد على كل داع إلى توحيد الله تعالى ، والمتمسك بما كان عليه أهل القرون المفضلة من الاعتقاد والعمل ، وأنهم بمعزل عن حقيقة الإسلام وجوهره .
سادساً : وبناء على ما سبق ذكره ، وغيره مما لم يذكر ؛ فإن اللجنة تقرر ما يلي :
1- أن جماعة الأحباش فرقة ضالة ، خارجة عن جماعة المسلمين ( أهل السنة والجماعة ) ، وأن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي كان عليه الصحابة والتابعون في جميع أبواب الدين والعمل والاعتقاد ، وذلك خير لهم وأبقى .
2- لا يجوز الاعتماد على فتوى هذه الجماعة ؛ لأنهم يستبيحون التدين بأقوال شاذة ، بل ومخالفة لنصوص القرآن والسنة ، ويعتمدون الأقوال البعيدة الفاسدة لبعض النصوص الشرعية ، وكل ذلك يطرح الثقة بفتاويهم والاعتماد عليها من عموم المسلمين .
3- عدم الثقة بكلامهم على الأحاديث النبوية ، سواء من جهة الأسانيد أو من جهة المعاني.
4- يجب على المسلمين في كل مكان الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة ، ومن الوقوع في حبائلها تحت أي اسم أو شعار ، واحتساب النصح لأتباعه والمخدوعين بها ، وبيان فساد أفكارهم وعقائدهم .
واللجنة إذ تقرر ذلك وتبينه للناس تسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ، أن يجنب المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وأن يصلح أحوالهم ، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم ، وأن يكفي السلمين شرورهم ، والله على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان .
من فتاوى اللجنة الدائمة 12 / 323 .
*****
8578
أسماء جهنم
العقيدة > الإيمان > الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة > الجنة والنار >(1/6376)
سؤال رقم 8578- أسماء جهنم
أنا أبحث عن أسماء لجهنم وقد وجدت بعضاً مثل: المحرقة والمحطمة والملتهبة ... هل هذه أسماء صحيحة ؟ أرجو تزويدي بأسماء أخرى.
الحمد لله
" نار جهنم لها
أسماء متعددة ، وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها . فتسمى الجحيم ، وتسمى
جهنم ، ولظى ، والسعير ، وسقر ، والحطمة ، والهاوية بحسب اختلاف الصفات . والمسمى
واحد ، فكل ما صح في كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أسمائها
فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به وأن يثبته "
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين للسلمان : 2/58
وقد سميت الجحيم لشدة تأجج نارها .
وسميت جهنم لبعد قعرها -كما في القاموس-
وسميت لظى لتلهبها .
وسميت السعير لأنها تُوقد وتهيج فهي فعيل
بمعنى مفعول.
وسميت سقر وصقر لشدة حرها .
وسميت الحطمة لحطمها -أي كسرها وهشمها -
كل ما يلقى فيها .
وسميت الهاوية لأنه يُهوى فيها من علو إلى
سفل ... وهكذا
وذكر بعض أهل العلم من المفسرين وغيرهم
أسماء أخرى غير هذه المذكورة
وذكر بعضهم أن هذه الأسماء المذكورة أسماء
لدركات النار وطبقاتها ، ثم قسم بعضهم الناس على هذه الطبقات ، ولم يصح تقسيم
الناس في النار وفق هذا التقسيم - وإن كان انقسام الناس وتفاوتهم بحسب أعمالهم
أمر ثابت بالنصوص الكثيرة - ، كما لم يصح تسمية دركات النار على الوجه الذي ذكروه
والصحيح أن كل واحد من هذه الأسماء التي ذكروها اسم على النار كلها ، و ليس
لجزء من النار دون جزء.
اليوم الآخر - الجنة والنار- للدكتور
عمر الأشقر : 26.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8580
أين ينظر المصلي حال سجوده وتشهده
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام الصلاة > كيفية الصلاة >(1/6377)
سؤال رقم 8580- أين ينظر المصلي حال سجوده وتشهده
السؤال :
ينظر المصلي إلى مكان سجوده حال قيامه فإلى أين ينظر حال ركوعه وسجوده وتشهده ؟.
الجواب :
الحمد لله
ينظر المصلي في حال ركوعه إلى مكان سجوده أيضاً، أما في حال التشهد فينظر إلى محل الإشارة وأما في حال سجوده فينظر إلى مقابل عينيه من الأرض .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/25.
*****
8580
أين ينظر المصلي حال سجوده وتشهده
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام الصلاة > كيفية الصلاة >(1/6378)
سؤال رقم 8580- أين ينظر المصلي حال سجوده وتشهده
السؤال :
ينظر المصلي إلى مكان سجوده حال قيامه فإلى أين ينظر حال ركوعه وسجوده وتشهده ؟.
الجواب :
الحمد لله
ينظر المصلي في حال ركوعه إلى مكان سجوده أيضاً، أما في حال التشهد فينظر إلى محل الإشارة وأما في حال سجوده فينظر إلى مقابل عينيه من الأرض .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/25.
*****
8590
المتاجرة بالأسهم
الفقه > معاملات > البيوع > الاستثمار >(1/6379)
سؤال رقم 8590- المتاجرة بالأسهم
السؤال :
يستثمر العديد من المسلمين في الأسهم (سوق الأسهم) . ويقولون أنه طالما وجدت مخاطرة احتمال المكسب والخسارة , وطالما أن هذا النوع من الاستثمار يتصل بالأعمال التجارية ولا يشمل التداول الجانبي للأسهم؟ أو الضلوع في استثمارات بفوائد, فلم لا.
نرجو توضيح حدود الاستثمار في سوق الأسهم, وهل هو محرم, ولماذا؟.
الجواب :
الحمد لله
لا بأس ببيع الأسهم وشرائها إذا كانت أسهماً لشركات مباحة ، فإذا كانت الشركة زراعية
مثلا تنتج المحاصيل الزراعية المباحة فيجوز له شراء أسهمها وبيعها ، كذلك إذا
كانت الشركة تعمل في العقار أو الصناعة وما أشبه ذلك .
ويجوز له أن يشتري أسهم الآخرين ويدفع لهم الثمن
فوراً حتى لا يكون بيع دين بدين .
ويستثنى من ذلك إذا كانت الشركة تتعامل بالمحرمات
كبيع الخمور والدخان وأشرطة الغناء فلا يجوز المساهمة بها ، أو شراء أسهمها .
وإذا كانت تتعامل بالربا علانية فلا يجوز له التعامل معها ، لكن إذا اضطرت الشركات
الصناعية والزراعية والتجارية إلى إيداع أموالها لدى البنوك لحفظها من الضياع
والسرقة فيجوز للضرورة وعلى القائمين على الشركات التخلص من الربا الذي تدفعه
إليها البنوك على الودائع . وكذلك على الشركات أن تمتنع عن تشغيل مصانعها وخطوط
إنتاجها بالقروض الربوية بل يكون ذلك من سيولتها وأموال المساهمين . والله ولي
التوفيق.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8593
لو أعلن إسلامه لا يُعطى وظيفة فهل يخفي الأمر
الدعوة > دعوة غير المسلمين >(1/6380)
سؤال رقم 8593- لو أعلن إسلامه لا يُعطى وظيفة فهل يخفي الأمر
لقد اعتنقت الإسلام منذ حوالي نصف سنة مضت وأنا سعيد جداً بكل التغييرات التي حدثت في حياتي بعد إسلامي. لكني لم أسجل رسمياً كمسلم بعد. ولأني أريد أن أصبح معلماً في المستقبل، فإن هناك مشكلة كبيرة تواجهني: ألمانيا لا ترحب بالأساتذة المسلمين ولهذا فمن غير المحتمل أن أحصل على وظيفة في المستقبل. وسؤالي هو: هل يجوز أن أبقي أمر إسلامي خافيا إلى أن أحصل على وظيفة؟
هل يمكنني أن أعبد الله بشكل سري دون أن أخبر أي سلطة حكومية بأني أسلمت؟.
الحمد لله
عرضت هذا السؤال على شيخنا فضيلة الشيخ محمد بن
صالح العثيمين فأجاب حفظه الله
بأنه لا يلزم أن يخبرهم بإسلامه ولا بأس أن يسرّ
بدينه إذا خاف على نفسه . انتهى . والله أعلم .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
*****
8594
رفع اليدين في القنوت
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام الصلاة > كيفية الصلاة >(1/6381)
سؤال رقم 8594- رفع اليدين في القنوت
السؤال :
ترديد المؤمنين كلمات: حقا - نشهد - وأحيانا يا الله، بعد دعاء الإمام في القنوت هل هو جائز شرعاً وهل يجوز رفع اليدين في القنوت للفجر أو الوتر، وهل يجوز رفع اليدين والتكبير جهراً وراء الإمام في كل تكبيرة في صلاة الجنازة وكذا في التكبيرات السبع والخمس في صلاة العيدين؟.
الجواب :
الحمد لله
يشرع التأمين على الدعاء في القنوت، وعند الثناء على الله سبحانه يكفيه السكوت وإن قال سبحانك أوسبحانه فلا بأس، ويرفع يديه في دعاء القنوت وتكبيرات الجنازة والعيدين، لأنه قد ورد ما يدل على ذلك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/53.
*****
8596
اعتقاد باطل بأن التلاوة تبقى معلقة إذا لم يُهْدَ ثواب التلاوة للميت
أصول الفقه > البدعة >(1/6382)
سؤال رقم 8596- اعتقاد باطل بأن التلاوة تبقى معلقة إذا لم يُهْدَ ثواب التلاوة للميت
سمعت بأننا بعد إتمامنا لقراءة القرآن الكريم, فإن علينا أن ندعو ليصل ثواب قراءتنا إلى المسلمين المتوفين . وإن نحن لم نفعل ذلك, فإن القرآن يبقى "معلقا" بين الأرض والسماء, ويقل (ينقص) أجر القراءة. "بكش" هي الكلمة بالأوردو الخاصة بهذا. أنا لا أعرف الكلمة التي تحمل نفس المعنى بالإنجليزية أو العربية . فهل في ذلك أي شيء من الحقيقة؟.
الحمد لله
هذا الكلام غير صحيح أبدا ، بل هو من البدع التي يجب الحذر منها .
الشيخ سعد الحميد .
وقد قال تعالى : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه ) فاطر/10 ، وتلاوتنا إذا كانت خالصة لله ومن قلب تقي ،
تقبل وترفع إلى الله ولا تحبس بين السماء والأرض وقد قال عز وجل : ( إنما يتقبل
الله من المتقين ) المائدة/27 .
ومن التقوى ترك البدع واجتناب الاعتقادات الخاطئة
المبنية على الجهل وما يشيعه بعض العامة من وصول ثواب قراءة القرآن إلى الأموات
فيه نظر ، والأدلة الشرعية لا تدل على ذلك ولذلك فإن هبة ثواب القراءة للميت
عمل غير مشروع ، والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8597
دفع وساوس الشيطان
الفقه > عبادات > الصلاة >(1/6383)
سؤال رقم 8597- دفع وساوس الشيطان
السؤال :
يقرأ الإمام بعض الأحيان سورا طويلة ويحدث أن يشرد ذكري من دون إرادتي فماذا ينبغي علي أن أفعله وهل يجوز لي ترديد آيات قرآنية أو أدعية دينية أم ينبغي لي الاستماع إلى قراءة الإمام؟.
الجواب :
الحمد لله
ادفع ما يعترضك في صلاتك من خواطر الدنيا ومشاغلها قدر الطاقة واستمع لقراءة الإمام الجهرية وتدبر معاني ما يقرأ لتنتفع به ويدفع عنك الهواجس ويرد عنك وساوس الشيطان واقرأ الفاتحة في السرية والجهرية وسورة أو آيات من القرآن في السرية مع تدبر واعتبار عسى أن يكف الله بذلك عنك ما يعتريك من شرود الفكر، ويشرع لك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند كثرة الوسوسة .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/40.
*****
8599
هل يجوز السلام على المصلي
الفقه > عبادات > الصلاة >(1/6384)
سؤال رقم 8599- هل يجوز السلام على المصلي
السؤال :
هل يجوز للمسلم أن يسلم على المسلم وهو في الصلاة أوفي حالة الذكر والدعاء؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً : يشرع للمسلم أن يبدأ بالسلام أخاه المسلم وهو يصلي ولكنه لا يرد عليه السلام وهو في صلاته إلا بالإشارة محافظة على صلاته، لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلت لبلال كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو في الصلاة ؟ قال: يشير بيده . أخرجه أحمد 6/12، وأبوداود 1/569 برقم (927)، والترمذي2 /204 برقم (368) والبيهقي 2/262.، رواه الخمسة .
وثبت عنه أيضا عن صهيب رضي الله عنه أنه قال : ( مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت فرد إلي إشارة ) وقال : لا أعلم إلا أنه قال ( إشارة بأصبعه ) رواه الخمسة إلا ابن ماجه، وقال الترمذي: كلا الحديثين عندي صحيح ، وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الركعتين بعد العصر، ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر، قالت دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقول لك أم سلمة يا رسول الله سمعتك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما، فإن أشار بيده فاستأخري ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال : ( يابنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر، فإنه أتاني أناس من بني عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان) رواه البخاري ومسلم . ففي هذه الأحاديث مشروعية السلام على المصلي وهو في صلاته وأنه إنما يرد السلام بالإشارة لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ورده بالإشارة فقط .
ثانيا : يشرع للمسلم أن يبدأ بالسلام من كان في حالة ذكر أو دعاء ، لما ثبت عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه أنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، فلما وقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما، فأما أحدهما فوجد فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم ، وأما الآخر فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة، أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه ، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه ) أخرجه مالك في الموطأ 2/960، وأحمد5/219، والبخاري 1/24، 122، ومسلم 4/1713 برقم (2176)، والترمذي 5/73 برقم (2724)، وأبويعلى 3/33 برقم (1445) .
ولما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا دخل المسجد فصلى فلم يتم ركوعه ولا سجوده ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال "ارجع فصل فإنك لم تصل..." الحديث .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/36.
*****
8603
حكم الصلاة وهو يدافعه الأخبثان
الفقه > عبادات > الصلاة > أحكام الصلاة > مبطلات الصلاة >(1/6385)
سؤال رقم 8603- حكم الصلاة وهو يدافعه الأخبثان
السؤال :
في بعض الأحيان يدافعني الغائط قبل الصلاة وأصلي ولكن لا يدافعني أثناء الصلاة فهل تقبل صلاتي؟ وفي بعض الأحيان يجري العكس فهل تقبل صلاتي ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز للمصلي أن يدخل في الصلاة وهو يدافع الغائط أو البول لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) أخرجه مسلم في صحيحه ، والحكمة في ذلك والله أعلم أن ذلك يمنع الخشوع في الصلاة، لكن لو صلى وهو كذلك فإن صلاته صحيحة لكنها ناقصة غير كاملة للحديث المذكور ولا إعادة عليه . وأما إذا دخلت في الصلاة وأنت غير مدافع للأخبثين وإنما حصلت المدافعة أثناء الصلاة فإن الصلاة صحيحة ولا كراهة إذا لم تمنعك هذه المدافعة من إتمام الصلاة .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/28.
*****
8605
صبغ الحاجب بلون مشابه للبشرة
أسباب عذاب القبر استعمال التراب في تطهير نجاسة الكلب رحمة الله بعباده يعمل في محل ألعاب فيديو ويسأل عن دخله
الفقه > عادات > اللباس والزينة والصور > الزينة >(1/6386)
سؤال رقم 8605- صبغ الحاجب بلون مشابه للبشرة
هل يجوز صبغ الشعر بلون مشابه للون البشرة علما بأن شكل المرأة بعد الصبغ يشابه حواجب المرأة المتنمصة ( التي تنتف الشعر ) ؟
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح
العثيمين ، فأجاب حفظه الله :
لا بأس بهذا لأنه تلوين للشعر فقط . والله أعلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
*****
11/1426
نوفمبر 13/2005
861
تريد أن تُسلم وهي وحيدة في بلدها
الدعوة > دعوة غير المسلمين >(1/6387)
سؤال رقم 861- تريد أن تُسلم وهي وحيدة في بلدها
السؤال : أريد أن أعرف أكثر عن اعتناق الإسلام. أنا أعيش في منطقة ليس فيها مسلمون على الإطلاق ولا مساجد ولا مجموعات دراسة ولا شيء. ما أفضل طريقة لأبدأ التعلم؟ وماذا ينبغي أن أعرف؟.
الجواب :
الحمد لله
ما دمت قد عرفت أيتها السائلة الكريمة أنّ الإسلام هو دين الحقّ والصراط المستقيم
فإنّه يجب عليك المسارعة إلى الدخول فيه والابتداء في ممارسة الفرائض الإسلامية
كالصلاة وغيرها وحبّك لتعلّم الإسلام أمر جميل تُشكرين عليه ولكنك تشكين عدم
وجود الوسط المعين والبيئة الصّالحة ، ولا شكّ أنّ هذه مشكلة ولكنّك ستستطيعين
التغلّب عليها إن شاء الله فعندك عدد من الصّفحات الإسلامية في شبكة الإنترنت
تستطيعين من خلالها الحصول على مزيد من العلم والفائدة ، ثمّ تستطيعين مراسلة
بعض الهيئات ودور النّشر الإٍسلامية للحصول على بعض الكتب المفيدة عن دين الإسلام
وقد يكون موجودا في مدينتك أو في مدينة قريبة منك مركز إسلامي تستطيعين الذهاب
إليه ولو مرة في الشّهر للتعرّف على أخواتك المسلمات للتواصي معهن على الحقّ
والخير وربما تستطيعين استخدام هذه الشبكة في البحث عن عناوين المراكز الإسلامية
في كلّ ولاية أو مدينة .
وإذا أمكنك الانتقال إلى بلد فيها جالية إسلامية
أو مركز إسلاميّ على منهج سليم فهذا أمر طيب ، وعلى كلّ حال فلنفرض أنّك لم تجدي
مسلما واحدا فإنّ هذا لا يمنعك أبدا من البقاء على الإسلام صلتك دائمة بربك تعبدينه
وتناجينه وتسألينه الهداية والثبات وتشعرين من خلال الصلاة له بالأنس به واللجوء
إليه ما يعوّضك عن كلّ أحد ويزيل وحشتك وعدم لقائك بالأخوات في العقيدة والدّين
، كما أنّ بعض الصحابة الذين أسلموا في صدر الإسلام بقوا في أقوامهم وقبائلهم
وحيدين منفردين كلّ واحد يعبد الله في مكانه حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة فهاجروا إليه وعاونوه على إقامة دولة الإسلام .
نسأل الله لك الهداية إلى الحقّ وسرعة الاستجابة
لله ورسوله والسعادة لك في الدنيا والآخرة .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
86109
موقفنا من الاستهزاء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الدعوة > دعوة المسلمين >(1/6388)
سؤال رقم 86109- موقفنا من الاستهزاء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كلنا سمع بما قام به الغربيون من الاستهزاء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسخرية منه ، فما هو موقفنا من ذلك ؟ وكيف ندافع عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟.
الحمد لله
أولاً :
لقد ساءنا وساء كلّ مسلم غيور على دينه ما قام به هؤلاء السفهاء
المجرمون من الاستهزاء بنبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو أفضل من
وطئت قدماه الثرى ، وهو سيد الأولين والآخرين صلوات ربي وسلامه عليه .
وهذه الوقاحة ليست غريبة عنهم ، فهم أحق بها وأهلها .
ثم هذه الجريمة النكراء – مع أنها تمزق قلوبنا ، وتملؤها غيظاً
وغضباً ، ونود أن نفدي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنفسنا - إلا
أنها مع ذلك مما نستبشر به بهلاك هؤلاء ، وقرب زوال دولتهم ، قال الله تعالى : (
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) الحجر/95 ، فالله
تعالى يكفي نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المستهزئين المجرمين ، وقال
تعالى : ( إِنَّ شَانِئَكَ – أي : مبغضك - هُوَ الأَبْتَرُ ) الكوثر/3 ، أي : الحقير الذليل المقطوع من كل خير .
وقد كان المسلمون إذا حاصروا أهل حصن واستعصى عليهم ، ثم سمعوهم
يقعون في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويسبونه ، يستبشرون بقرب الفتح ،
ثم ما هو إلا وقت يسير ، ويأتي الله تعالى بالفتح من عنده انتقاماً لرسوله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
"الصارم المسلول" (ص 116-117) .
وشواهد التاريخ كثيرة على هلاك وفضيحة المستهزئين بالنبي محمد
صلى الله عليه وسلم .
ثم ماذا ينقم هؤلاء من سيد البشر محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ؟!
ينقمون منه أنه دعا إلى توحيد الله تعالى ، وهم لا يؤمنون لله
بالوحدانية .
ينقمون منه أنه عَظَّمَ ربه تبارك وتعالى ، ونزهه عما يقوله
هؤلاء المفترون ، وهم ينسبون إليه الصاحبة والولد .
ينقمون منه أنه دعا إلى معالي الأخلاق ، وترك سفاسفها ، ودعا إلى
الفضيلة ، وسد كل باب يؤدي إلى الرذيلة ، وهم يريدونها فوضى أخلاقية وجنسية عارمة .
يريدون أن يغرقوا في مستنقع الشهوات والرذيلة ، وقد كان لهم ما
أرادوا !
ينقمون منه أنه رسول الله !! والله تعالى هو الذي اصطفاه على
الناس برسالته ووحيه .
ودلائل نبوته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر من أن تحصر
.
ألم يسمعوا عن حادثة انشقاق القمر ؟ أم لم يسمعوا عن نبوع الماء
من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم مرات ومرات ؟
أم لم يسمعوا عن آيته الكبرى ، هذا القرآن الكريم ، كلام رب
العالمين ، الذي حفظه الله تعالى فلم تمتد إليه يد العابثين المحرفين ، أما كتبهم
المنزلة على أنبيائهم فتلاعبوا بها أيما تلاعب ، ( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ
يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ
لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ
وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة/79 .
بل من أعظم الأدلة على صدق نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، بقاء دينه هذه القرون الطويلة ظاهراً منصوراً ، وقد كان أمره صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته دائماً إلى ظهور وعلو على أعدائه ، وحكمة الله
تعالى تأبى أن يُمَكِّن كاذباً عليه وعلى دينه من العلو في الأرض هذه المدة الطويلة
، بل في كتبهم التي كتمها علماؤهم وحرفوها أن الكذاب (مدعي النبوة) لا يمكن أن يبقى
إلا ثلاثين سنة أو نحوها ثم يضمحل أمره .
كما ذكر عن أحد ملوكهم أنه أتى برجل من أهل دينه ( نصراني ) كان
يسب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ويرميه بالكذب ، فجمع الملك علماء
ملته ، وسألهم : كم يبقى الكذاب ؟ فقالوا : كذا وكذا ، ثلاثين سنة ، أو نحوها ،
فقال الملك ، وهذا دين محمد له أكثر من خمسمائة سنة ، أو ستمائة سنة [ يعني
: في أيام هذا الملك ] ، وهو ظاهر مقبول متبوع ، فكيف يكون هذا كذابا ؟؟ ثم ضرب عنق
ذلك الرجل !!
"شرح العقيدة الأصفهانية" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
ألم يعلموا أن كثيراً من عقلائهم وملوكهم وعلمائهم لما وصلت
إليهم دعوة الإسلام بيضاء نقية لم يملكوا إلا الإقرار بصحة هذا الدين ، وعَظَّموا
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكثير منهم أعلن الدخول في الإسلام .
فقد أقر ملك الحبشة النجاشي بذلك ، ودخل في الإسلام .
ولما أرسل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاباً إلى
هرقل ملك الروم يدعوه فيه إلى الإسلام أقرّ هرقل بصحة نبوته ، وهمّ أن يُعلن إسلامه
وتمنى أن يذهب إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويكون خادماً عنده ،
إلا أنه خاف على نفسه من أهل ملته ، وبقي على الكفر ومات عليه .
ولم يزل الكثير من معاصريهم يعلن ذلك .
1- يقول مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة" ص13، وقد جعل على
رأس المئة نبينا محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يقول :
"لقد اخترت محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أول هذه
القائمة ... لأن محمدا عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا
مطلقا على المستوى الديني والدنيوي " .
2- برناردشو الإنكليزي , له مؤلف أسماه (محمد)، وقد أحرقته
السلطات البريطانية ، يقول :
" إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، وإنّ رجال
الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب ، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً
قاتمةً ، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل،
فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية ، بل يجب أنْ يسمّى
منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما
يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها ".
3- ويقول آن بيزيت :
" من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف
كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل
الله العظماء ".
4- شبرك النمساوي :
" إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ إنّه رغم
أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد
ما نكون ، إذا توصلنا إلى قمّته " .
5- الدكتور زويمر (مستشرق كندي ) :
" إن محمداً كان مصلحاً قديراً ، وبليغاً فصيحاً ، وجريئاً
مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات ، وهذا قرآنه
الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء " .
6- الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل الحائز على جائزة نوبل يقول
في كتابه " الأبطال " :
" لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متحدث في هذا العصر أن يصغي
إلى ما يقال من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خدّاع مزوِّر .
وقد رأيناه طول حياته راسخ المبدأ ، صادق العزم ، كريماً بَرًّا
، رؤوفاً ، تقياً ، فاضلاً ، حراً ، رجلاً ، شديد الجد ، مخلصاً ، وهو مع ذلك سهل
الجانب ، ليِّن العريكة ، جم البشر والطلاقة ، حميد العشرة ، حلو الإيناس ، بل ربما
مازح وداعب.
كان عادلاً ، صادق النية ، ذكي اللب ، شهم الفؤاد ، ذكياًّ ،
سريع الخاطر ، كأنما بين جنبيه مصابيح كل ليل بهيم ، ممتلئاً نوراً ، رجلاً عظيماً
بفطرته ، لم تثقفه مدرسة ، ولا هذبه معلم ، وهو غني عن ذلك" .
7- ويقول جوته الأديب الألماني : " "إننا أهل أوروبه بجميع
مفاهيمنا ، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد ، وسوف لا يتقدم عليه أحد، ولقد بحثت
في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان ، فوجدته في النبي محمد ، وهكذا وجب أن يظهر
الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد" .
فإن كان ذلك كذلك فإن من واجب العالم كله – ولا محيص لهم عن ذلك
– أن يجعل عظمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخلق جميعًا فوق كل
عظمة، وفضله فوق كل فضل، وتقديره أكبر من كل تقدير ، ويجب على العالم أجمع أن يؤمن
برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه خاتم أنبياء الله الكرام .
ونحن نغتنم هذه الفرصة وندعو هؤلاء إلى الإسلام ، فإن ما اقترفته
أيديهم الآثمة لا يمحوه إلا الإسلام ، فإن عاندوا وكابروا وأصروا على ما هم عليه
فليبشروا بعذاب النار خالدين فيها أبداً ، قال الله تعالى : ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ
بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا
لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) المائدة/72 ، وقال تعالى : (
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي
الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85 .
وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ
يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ
بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ) رواه مسلم (153) .
ثانياً :
والله تعالى حكيم لا يقّدر شيئاً وهو شر محض ، بل لا بد أن يكون
فيه الخير لعباده المؤمنين ، مهما ظهر للناس أنه شر ، وصدق الرسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القائل : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ
خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ
شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا
لَهُ ) رواه مسلم (2999) .
وفي حادثة الإفك – وهي معروفة – قال الله تعالى : ( لا
تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا
اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ
عَظِيمٌ ) النور/11 .
وهذه جملة من المصالح المترتبة على هذه الجريمة الآثمة :
1. ظهور ما تنطوي عليه قلوب هؤلاء المجرمين من الحقد والكره
للمسلمين ، حتى وإن تظاهروا في كثير من الأحيان أنهم مسالمون ، ( قَدْ بَدَتِ
الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) آل
عمران/118 .
2. انكشاف تزوير الغرب في معاييره ، فهنا يحتجون بحرية الرأي ،
وكل عاقل يعلم أن حرية الرأي المزعومة تقف عند المساس بحرمة الآخرين والاعتداء
عليهم ، وهم كاذبون في دعواهم حرية الرأي ، فكلنا يذكر ما حدث من سنوات قريبة لما
أقدمت إحدى الحكومات على تكسير أوثان وأصنام عندها ، أقاموا الدنيا وما أقعدوها !!
فأين كانت حرية الرأي المزعومة ؟! فلماذا لم يعتبروا هذا أيضاً من حرية الرأي ؟!
3. بيان بطلان ما يدعو إليه بعض المتغربين من أبناء جلدتنا : (
لا تقولوا على غير المسلمين كفار ، بل قولوا " الآخر " حتى لا تشعلوا نار الفتنة
بيننا وبينهم ) .
ألا فليعلم الجميع من هو الذي يكره الآخر ، ولا يراعي حرمته
ويعلن الحرب عليه كلما سنحت له الفرصة .
4. كذب دعاويهم التي ملأوا بها الدنيا من ( حوار الحضارات )
القائم على احترام الآخر ، وعدم الاعتداء عليه !! فأي حوار يريدون ؟ وأي احترام(1/6389)
يزعمون ؟ إنهم يريدون أن نحترمهم ونوقرهم ونعظمهم ، بل ونركع لهم ونسجد ، أما هم
فلا يزدادون منا إلا استهزاءاً وسخرية وظلماً !!!
5. إحياء جذوة الإيمان في قلوب المسلمين ، فقد رأينا ردة فعل
المسلمين دالة على رسوخ الإيمان في قلوبهم ، ومدى حبهم للنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حتى من عنده تفريط في بعض واجبات الدين ، ثار دفاعاً عن
رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
6. توحيد صفوف المسلمين ، فرأينا – ولله الحمد – تكاتف المسلمين
وتبنّيهم لنفس المواقف ، وإن اختلفت البلدان ، واللغات .
7. ظهور اتحاد الغرب على الإسلام ، فما أن استنجدت تلك الدولة
باتحادهم حتى وقفوا جميعاً بجانبها ، وتواصى المجرمون على نشر هذه الصور في صحافتهم
، حتى يعلموا المسلمين أنهم جميعاً في خندق واحد ، وأننا لا نستطيع مواجهتهم جميعاً
.
8. حرص بعض المسلمين على دعوة هؤلاء إلى الإسلام ، وبيان الصورة
المشرقة الحقيقية لهذا الدين ، فقد رأينا تسابق المسلمين إلى طباعة الكتب بلغة
هؤلاء حتى نزيل الغشاوة من على أعينهم ، لعلهم يبصرون .
9. ظهور جدوى تلك المقاطعة التي قام بها المسلمون لمنتجات
المعتدين على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلم تتحرك دولتهم
لمطالب رسمية أو سياسية ، ولو كانت على أعلى المستويات ، ولكن لم تمض على المقاطعة
إلا أيام قليلة حتى هبت الصحيفة الآثمة ورئيس تحريرها للاعتذار ، وتغير أسلوب
كلامهم ، فلان شيئاً ما مع المسلمين .
وبهذا يظهر سلاح جديد للمسلمين يمكن أن يستخدموه للتأثير على
أعدائهم ، وإلحاق الضرر بهم .
10. إرسال رسالة واضحة للغرب ، أننا – نحن المسلمين – لا نرضى
أبداً أن يمس ديننا أو ينال منه ، أو يعتدى على رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ . فكلّنا فداء له بأبي هو وأمي .
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
ثالثاً :
وأما دورنا في هذا .
1. فالواجب علينا الإنكار بشدة ، كلٌّ حسب ما يستطيع ، بإرسال
رسالة أو مقالة ، أو اتصال هاتفي ، بحكومتهم وخارجيتهم وصحافتهم .
2. مطالبة هؤلاء بالاعتذار الجاد الواضح ، لا الخداع وتبرير
الجريمة الذي يسمونه اعتذاراً ، فلا نريد اعتذاراً لإهانة المسلمين ، وإنما نريد
إقراراً بالخطأ واعتذاراً عن ذلك الخطأ .
3. مطالبتهم بمعاقبة المجرمين على جرمهم .
4. ومطالبتهم أيضاً بأن تكف حكوماتهم عن العداء للإسلام
والمسلمين .
5. ترجمة الكتب التي تدعو إلى الإسلام بلغة هؤلاء ، والكتب الذي
تعرّف بالإسلام ونبيّ الإسلام ، وبيان سيرته الحسنة العطرة .
6. استئجار ساعات لبرامج في المحطات الإذاعية والتلفزيونية تدافع
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتذب عن جنابه ، ويستضاف فيها ذوو
القدرة والرسوخ ، والدراية بمخاطبة العقلية الغربية بإقناع ، وهم بحمد الله كثر .
7. كتابة المقالات القوية الرصينة لتنشر في المجلات والصحف
ومواقع الإنترنت باللغات المتنوعة .
8. وأما مقاطعة منتجاتهم ، فإذا كانت المقاطعة لها تأثير عليهم –
وهذا هو الواقع – فلماذا لا نقاطعهم ونبحث عن شركات بديلة يمتلكها مسلمون ؟
9. التصدي لهذه الحملة الشرسة التي تنال من الإسلام ونبيّه ،
ببيان حسن الإسلام وموافقته للعقول الصريحة ، والرد على شبهات المجرمين .
10. التمسك بالسنة والتزام هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ في كل شيء والصبر على ذلك ( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ
يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ) آل عمران/120 .
11. الحرص على دعوة هؤلاء ، فإننا وإن كنا ننظر إليهم بعين الغضب
والسخط والغيظ ، إلا أننا أيضاً ننظر إليهم بعين الشفقة عليهم ، فهم عما قريب
سيموتون ويكونون من أهل النار إن ماتوا على ذلك فندعوهم إلى الإسلام والنجاة رحمة
بهم وشفقة عليهم .
ونسأل الله تعالى أن يعلي دينه ، وينصر أولياءه ، ويذل أعداءه ،
( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
والله أعلم .
*****
8621
هل يجوز قول شاءت الظروف
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالقضاء والقدر >(1/6390)
سؤال رقم 8621- هل يجوز قول شاءت الظروف
السؤال :
قرأت في عدد من القصص والمقطوعات الأدبية والمقالات الصحفية عبارة ( شاءت الظروف أو شاءت الأقدار ) فما هو حكم هذه العبارة ؟.
الجواب :
الحمد لله
هذه من الألفاظ التي لا ينبغي قولها ، لأنه ليس للظروف ولا للأقدار مشيئة .
وقد سئل العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله عن هذه الألفاظ فقال : ( شاءت الأقدار ، وشاءت الظروف ألفاظ منكرة ، لأن الظروف جمع ظرف ، وهو الزمن ، والزمن لا مشيئة له ، وكذلك الأقدار جمع قدر ، والقدر لا مشيئة له .
وإنما الذي يشاء هو الله عز وجل نعم لو قال الإنسان : اقتضى قدر الله كذا وكذا فلا بأس ، أما المشيئة فلا يجوز أن تضاف للأقدار ، لأن المشيئة هي الإرادة ، ولا إرادة للوصف ، وإنما هي للموصوف ) . مجموع فتاوى ورسائل محمد بن عثيمين 3/131-132 .
من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147.
*****
8630
هل يجوز التخطيط للمستقبل
العقيدة > الإيمان > الإيمان بالقضاء والقدر >(1/6391)
سؤال رقم 8630- هل يجوز التخطيط للمستقبل
السؤال :
هل من الخطأ أن يقوم الشخص بالتخطيط المستقبلي لشيء ما, أعني أن يقول أنني سأفعل هذا الأمر غدا, أو في الشهر القادم أو العام القادم؟ مع أني أؤمن تماما بأن الموت قد يحين في أي وقت.
الجواب :
الحمد لله
فإنه لا مانع أن يخطط الإنسان ويقدّر ما يحتاج إليه في المستقبل ، وما يأمل تحقيقه
، ويقول سأفعل كذا غدا
أو بعد أسبوع ، أو بعد سنة ، لكن ينبغي أن يقول
مع ذلك إن شاء الله ، قال تعالى : ( ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدا إلاّ أن
يشاء الله ) . وكل ما ينوي الإنسان فعله في المستقبل ، ويعزم عليه أو يرجو حصوله
فإنه مبني على الأمل ، والأمل هو الذي يحفز الناس على العمل لكن المؤمن يسعى
في هذه الحياة فيما ينفعه في دينه ودنياه ، ويأخذ بالأسباب ، ويتوكل على الله
، ويستعين به ، كما قال عليه الصلاة
والسلام : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله
" . وقال تعالى : ( فاعبده وتوكل عليه ) . وأما الكافر والغافل فإنه يعتمد
على الأسباب ويغفل عن ربه الذي بيده الملك ، ولا يكون إلا ما يشاء سبحانه وتعالى
ولو نظر الإنسان إلى العوارض التي تحول بينه وبين ما يأمله ، وغلب عليه التفكير
في الموت وغيره من العوارض لتوقف عن العمل ، وعطّل مصالحه ، وبهذا يعلم أن الإنسان
لا يستطيع العيش في هذه الحياة إلا مع شيء من الأمل يجعله يتحرك على مصالحه التي
يطمع في حصولها . ولكن ينبغي للمؤمن أن يكون قصير الأمل ، لا يرْكن للدنيا ،
ولا يؤثر لذاتها بل يجعل الآخرة نصب عينيه ، فيجتهد في الأعمال الصالحة التي
تقربه إلى ربه ، ويستعين بنعمته على طاعته ، ليفوز بسعادة الدنيا والآخرة .
الشيخ عبد الرحمن البراك.
*****
864
البدعة الحسنة
أصول الفقه > البدعة >(1/6392)
سؤال رقم 864- البدعة الحسنة
السؤال :
أريد أن أعرف ما هي البدعة ؟ كثير من الناس اسمعهم يطلقون على أمور متعددة أنها بدعة وهذا مما سبب تشويشاً عندي . ثم أليس هنالك حديث يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال : بأن كل من يقدم أمراً جديداً مفيداً يُثاب ؟ إذا كان ذلك كذلك فلماذا تعتبر البدع كلها مذمومة ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولا : ينبغي معرفة معنى البدعة شرعا
وتعريفها : هي طريقة مخترعة في الدّين يُقصد بها التعبّد والتقرب إلى الله تعالى .
وهذا يعني أنّه لم يرد بها الشّرع ولا دليل عليه من الكتاب أو السنة ولا كانت على
عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وواضح من التعريف أيضا أنّ المخترعات الدنيوية لا تدخل في مفهوم البدعة المذمومة شرعا .
وأمّا بالنسبة لاستشكالك أيها السائل فإن كنت تقصد بالتعارض حديث أبي هريرة وحديث جرير بن عبد الله رضي الله عنهما فتعال بنا نتعرّف على نصّهما ومعناهما :
عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْرٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا فَلَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَرٍّ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا . " رواه الترمذي رقم 2675 وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وهذا الحديث له مناسبة وقصة توضّحه وتبيّن المراد من قوله من سنّ سنّة خير وهذه القصة هي ما جاء في صحيح الإمام مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ راوي الحديث نفسه قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ الصُّوفُ فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبْطَئُوا عَنْهُ حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَجُلا مِنْ الأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ." رواه مسلم رقم 1017
ومزيد من التوضيح في رواية النسائي عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ فَجَاءَ قَوْمٌ عُرَاةً حُفَاةً مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِلالا فَأَذَّنَ فَأَقَامَ الصَّلاةَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ حَتَّى قَالَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا . " رواه النسائي في المجتبى : كتاب الزكاة باب التحريض على
الصّدقة
فيتبين من خلال القصة والمناسبة أنّ معنى قوله صلى الله عليه وسلم " من سنّ في الإسلام سنّة حسنة " أي : من أحيا سنّة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم أو دلّ عليها أو أمر بها أو عمل بها ليقتدي به من يراه أو يسمع عنه ، ويدلّ على ذلك أيضا حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَثَّ عَلَيْهِ ( أي حثّ على التصدّق عليه ) فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدِي كَذَا وَكَذَا قَالَ فَمَا بَقِيَ فِي الْمَجْلِسِ رَجُلٌ إِلاّ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِمَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اسْتَنَّ خَيْرًا فَاسْتُنَّ بِهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ كَامِلاً وَمِنْ أُجُورِ مَنْ اسْتَنَّ بِهِ وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ اسْتَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَاسْتُنَّ بِهِ فَعَلَيْهِ وِزْرُهُ كَامِلا وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِي اسْتَنَّ بِهِ وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا . رواه ابن ماجة في سننه رقم 204
فيتبيّن من خلال ما سبق بما لا يدع مجالا للشكّ أنّه لا يمكن أن يكون مراد النبي صلى الله عليه وسلم تجويز الابتداع في الدّين أو فتح الباب لما يسمّيه بعض الناس بالبدعة الحسنة وذلك لما يلي:
1- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر مرارا وتكرارا أنّ : " كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " . رواه النسائي في سننه : صلاة العيدين : باب كيف الخطبة والشاهد من هذا الحديث مروي من طريق جابر رضي الله عنه عند أحمد ومن طريق العرباض بن سارية عند أبي داود ومن طريق ابن مسعود رضي الله عنه عند ابن ماجة .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول إِذَا خَطَبَ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ .. " رواه مسلم رقم 867
فإذا كانت كلّ بدعة ضلالة فكيف بقال بعد ذلك أنّ هناك في الإسلام بدعة حسنة . هذا لعمر الله صريح المناقضة لما قرّره النبي صلى الله عليه وسلم وحذّر منه .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنّ من ابتدع في الدّين بدعة محدثة فإنّ عمله حابط مردود عليه لا يقبله الله كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ . " رواه البخاري فتح رقم 2697 فكيف يجوز بعد ذلك أن يقول شخص بجواز البدعة والعمل بها .
3- أنّ المبتدع الذي يضيف إلى الدّين ما ليس منه يلزم من فعله هذا عدة مساوئ كلّ واحد منها أسوأ من الآخر ومنها :
- اتهام الدّين بالنقص وأنّ الله لم يكمله وأن فيه مجالا للزيادة وهذا مصادم لقوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
- أنّ الدّين بقي ناقصا من أيام النبي صلى الله عليه وسلم حتى جاء هذا المبتدع ليكمله من عنده .
- أنّه يلزم من إقرار البدعة اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأحد أمرين : إما أن يكون جاهلا بهذه البدعة الحسنة !! أو أنه قد علمها وكتمها وغشّ الأمة فلم يبلّغها .
- أنّ أجر هذه البدعة الحسنة قد فات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح حتى جاء هذا المبتدع ليكسبه ، مع أنّه كان ينبغي عليه أن يقول في نفسه " لو كان خيرا لسبقونا إليه".
- أنّ فتح باب البدعة الحسنة سيؤدي إلى تغيير الدّين وفتح الباب للهوى والرأي ، لأنّ كلّ مبتدع يقول بلسان حاله إنّ ما جئتكم به أمر حسن ، فبرأي من نأخذ وبأيهم نقتدي؟
- إن العمل بالبدع يؤدي إلى إلغاء السنن وقول السّلف الذي يشهد به الواقع : ما أحييت بدعة إلا وأميتت سنّة . والعكس صحيح .
نسأل الله أن يجنبنا مضلات الهوى والفتن ما ظهر منها وما بطن والله تعالى أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8646
ما حكم السهو في الصلاة
الفقه > عبادات > الصلاة > السهو >(1/6393)
سؤال رقم 8646- ما حكم السهو في الصلاة
السؤال :
ما حكم السهو في الصلاة من حيث الشرود الذهني بغير إرادة الإنسان؟.
الجواب :
الحمد لله
ينبغي للمصلي إذا حضر وقت الصلاة أن يتخلى عن كل شيء من أعمال الدنيا وشواغلها حتى يتجه ذهنه وتفكيره إلى عبادة ربه قدر الطاقة، فإذا تطهر ووقف في الصلاة وقف خاشعا تاليا لكتاب ربه أو مستمعا له متدبرا لمعانيه ولما يقوله من أذكار في صلاته ولا يستسلم للشيطان ووساوسه بل عندما يعرض له يقبل على صلاته ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لما روي عن أبي العلاء بن الشخير أن عثمان قال: يا رسول الله حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي، قال: ( ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا ) قال ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني أخرجه أحمد 4/216، ومسلم 4/1728 -1729، وعبدالرزاق 2/85، 499 برقم (2582، 4220) وابن أبي شيبة 7/419، 10/353، وابن السني في عمل اليوم والليلة ص 272 برقم (577).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/40.
*****
8647
الرد على التليفون أثناء الصلاة
الفقه > عبادات > الصلاة >(1/6394)
سؤال رقم 8647- الرد على التليفون أثناء الصلاة
السؤال :
إنهم كانوا يصلون إحدى الصلوات في البيت وأخذ منبه التليفون يرن وأشغلهم بالرنين مدة طويلة، فهل يجوز في مثل هذه الحالة أن يتقدم المصلي أو يتأخر ويرفع سماعة التليفون ويكبر أو يرفع صوته بالقراءة ليعلم صاحب التليفون أنه يصلي قياسا على فتح الباب للطارق أو رفع الصوت له ؟.
الجواب :
الحمد لله
إذا كان المصلي بالحالة التي ذكرت وأخذ التليفون يرن جاز له أن يرفع السماعة ولو تقدم قليلا أو تأخر كذلك أو أخذ عن يمينه أو شماله بشرط أن يكون مستقبل القبلة وأن يقول (سبحان الله) تنبيهاً للمتكلم بالتليفون لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابنته فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وفي رواية مسلم : وهو يؤم الناس في المسجد . أخرجه مالك 1/170، والبخاري 1/487 في سترة المصلي، باب إذا حمل جارية صغيرةعلى عنقه، ومسلم (543)في المساجد، باب جواز حمل الصبيان، وأبوداود برقم (917 -920) والنسائي 2/45 .
، ولما روى أحمد وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت والباب عليه مغلق فجئت فمشى حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ووصفت أن الباب في القبلة أخرجه أحمد6/31، وأبوداود (922) والنسائي 1/178، والترمذي 2/497 .
وما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من نابه شيء في صلاته فليسبح الرجال وليصفق النساء ) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/32.
*****
8652
أخذ الحقن للصائم
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >(1/6395)
سؤال رقم 8652- أخذ الحقن للصائم
ما حكم التداوي بالحقن في نهار رمضان سواء كانت للتغذية أم التداوي ؟ .
الحمد لله
يجوز التداوي بالحقن في العضل والوريد للصائم في نهار رمضان ، ولا يجوز للصائم تعاطي حقن التغذية في نهار رمضان؛ لأنه في حكم تناول
الطعام والشراب فتعاطي تلك الحقن يعتبر حيلة على الإفطار في رمضان وإن تيسر تعاطي الحقن في العضل والوريد ليلاً فهو أولى .
وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 10 / 252
*****
866
العمل في البنوك
الربوية
الفقه > معاملات > الإجارة > أعمال محرمة >(1/6396)
سؤال رقم 866- العمل في البنوك
الربوية
السؤال
:
عُرض علي عمل في البنك لست
متأكداً من حكم العمل في البنك لأن البنوك تجني أرباحاً من الربا . أرجو إعلامي
بحكم العمل في البنك هل هو جائز أم لا ؟ .
الجواب :
الحمد
لله
تجد الجواب في حديث جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ :
لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا
وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ رواه مسلم رحمه
الله في صحيحه رقم 1598
قال النووي رحمه الله في شرح الحديث :
هذا تصريح بتحريم كتابة المبايعة بين المترابيين
والشهادة عليهما . وفيه : تحريم الإعانة على الباطل . والله أعلم .
ولا بدّ أنّ الموظف في البنك الربوي سيساهم بطريقة أو
بأخرى في العملية الربوية ولو عمل حارسا للبنك ، ولعل الله يهيّئ لك أيها الأخ
المسلم - إذا صبرت - وظيفة حلالا ، ( ومن يتقّ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث
لا يحتسب ) .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8673
حكم استعمال المنديل في الصلاة
الفقه > عبادات > الصلاة >(1/6397)
سؤال رقم 8673- حكم استعمال المنديل في الصلاة
ماذا نفعل أثناء الصلاة في حال إصابتنا بالرشح ؟
الحمد لله
يجوز للمصلي في هذه الحال أن يستعمل المنديل ،
وقد نص العلماء رحمهم الله تعالى على جواز الحركة اليسيرة في الصلاة إذا احتاج
إليها المصلي . كما في المجموع للنووي رحمه الله ( 4/94 ) . واستدلوا بأحاديث كثيرة
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم ، منها : ما رواه أبو داود ( 650 )
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا
عَنْ يَسَارِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ .
فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ قَالَ
: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ ؟ قَالُوا : رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ
نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي
فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا أَوْ قَالَ أَذًى . وَقَالَ : إِذَا جَاءَ
أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا
أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا . صححه الألباني في صحيح أبي داود
( 605 ) . قال الخطابي رحمه الله في معالم السنن ( 2/329 ) : فِيهِ أَنَّ الْعَمَل
الْيَسِير لا يَقْطَع الصَّلاة اهـ
وإذا احتاج الإنسان إلى الامتخاط في الصلاة كمن
به رشح أو زكام فلا بأس أن يخرج منديلاً يمتخط به ، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه
وسلم ما يدل على جواز هذه الحركة في الصلاة ، فروى مسلم (855) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً
فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ : ( مَا بَالُ
أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ أَيُحِبُّ
أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ ؟ فَإِذَا تَنَخَّعَ
أَحَدُكُمْ فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ
فَلْيَقُلْ هَكَذَا ، فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ ثُمَّ مَسَحَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ )
.
وهل يمتخط بيده اليمنى أو اليسرى ؟
الجواب : يمتخط بيده اليسرى ، لأن الشرع بتخصيص
اليمين بالأشياء التي تعد من باب الإكرام ، وتخصيص الشمال بالأشياء التي هي من باب
الأذى .
روى البخاري (163) ومسلم (395) عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ : ( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي
تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفِي شَأْنِهِ كُلِّه ) .
وروى أبو داود عَنْ عَائِشَةَ أيضاً قَالَتْ : (
كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ
وَطَعَامِهِ ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى )
صححه الألباني في صحيح أبي داود (26) .
قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (1/160):
هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع , وَهِيَ أّنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب
التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَدُخُول
الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالاكْتِحَال , وَتَقْلِيم الأَظْفَار , وَقَصّ الشَّارِب
, وَتَرْجِيل الشَّعْر وَهُوَ مَشْطُهُ – يعني : تسريح الشعر - وَنَتْف الإِبِط ,
وَحَلْق الرَّأْس , وَالسَّلام مِنْ الصَّلاة , وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة ,
وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلاء , وَالأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة , وَاسْتِلام
الْحَجَر الأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ
التَّيَامُن فِيهِ . وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلاء وَالْخُرُوج
مِنْ الْمَسْجِد وَالامْتِخَاط وَالاسْتِنْجَاء وَخَلْعِ الثَّوْب
وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ
, وَذَلِكَ كُلّه بِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا . وَاَللَّه أَعْلَم اهـ .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8674
جماعة التبليغ ما لها وما عليها
الدعوة > صفات الداعية >
السياسة الشرعية > الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر >(1/6398)
سؤال رقم 8674- جماعة التبليغ ما لها وما عليها
ما حكم الجماعات التي تقضي أربعة أشهر وأربعين يوماً في مختلف أنحاء العالم لدعوة المسلمين إلى واجباتهم الدينية ؟.
الحمد لله
" جماعة التبليغ " من الجماعات العاملة للإسلام ، وجهدها في الدعوة إلى الله لا يُنكر ، ولكنها مثلها مثل كثير من الجماعات تقع في أخطاء
، وعليها ملاحظات ، ويمكن إجمال الملاحظات بما يلي مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأخطاء تختلف في الجماعة نفسها بحسب البيئة والمجتمع الموجودة به ، ففي
المجتمعات التي يظهر فيها العلم والعلماء وينتشر مذهب أهل السنة والجماعة تقل أخطاؤهم إلى حد بعيد ، وفي مجتمعات أخرى قد تزيد هذه الأخطاء ، فمن أخطائهم :
1. عدم تبني عقيدة أهل السنة والجماعة ، وذلك واضح في تعدد عقائد أفرادها بل بعض قادتها .
2. عدم اهتمامهم بالعلم الشرعي .
3. تأويلهم للآيات القرآنية ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى ، ومن ذلك تأويلهم لآيات الجهاد بأن المقصود بها " الخروج للدعوة "
، وكذا الآيات التي فيها لفظ " الخروج " ومشتقاته إلى الخروج في سبيل الله للدعوة .
4. جعلهم الترتيب الذي يحددونه في الخروج متعبَّداً به ، فراحوا يستدلون بالآيات القرآنية ويجعلون المقصود منها ما يحددونه من أيام وأشهر
، ولم يقتصر الأمر على مجرد الترتيب بل ظل بينهم شائعاً منتشراً مع تعدد البيئات وتغير البلدان واختلاف الأشخاص .
5. وقوعهم في بعض المخالفات الشرعية من نحو جعلهم رجلاً منهم يدعو أثناء خروج الجماعة للدعوة إلى الله ، ويعلقون نجاحهم وفشلهم على صدق
هذا الداعي والقبول منه .
6. انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم ، وهذا لا يليق بالذي يتصدى للدعوة إلى الله .
7. عدم كلامهم عن " المنكرات " ، ظناً منهم أن الأمر بالمعروف يغني عنه ، ولذا نجدهم لا يتكلمون عن المنكرات الفاشية بين الناس مع أن
شعار هذه الأمة – وهم يرددونه باستمرار – { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } آل عمران / 104 ، فالمفلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وليس فقط من
يأتي بأحدهما .
8. ما يقع من بعضهم من الإعجاب بالنفس والغرور ويؤدي به ذلك إلى ازدراء غيره – بل والتطاول على أهل العلم ووصفهم بأنهم قاعدون ونائمون -
ووقوعه في الرياء ، فتجده يتحدث أنه خرج وسافر وانتقل وأنه رأى وشاهد ، وهو يؤدي إلى وقوعه فيما لا يحمد مما ذكرنا .
9. جعلهم الخروج للدعوة أفضل من كثير من العبادات كالجهاد وطلب العلم ، مع أن ما يفضلونه عليه هو من الواجبات أو قد يصير واجباً على أناس
دون غيرهم .
10. جرأة بعضهم على الفتوى والتفسير والحديث ، وذلك واضح في كونهم يجعلون كل واحد منهم يخاطب الناس ويبين لهم ، وهو يؤدي إلى جرأة هؤلاء
على الشرع ، فلن يخلو كلامه من بيان حكم أو حديث أو تفسير آية ، وهو لم يقرأ في ذلك شيئاً ، ولم يسمع أحداً من العلماء لينقل عنه ، وبعضهم يكون من المسلمين
أو المهتدين حديثاً .
11. تفريط بعضهم في حقوق الأبناء والزوجة ، وقد بيَّنا خطر هذا الأمر في جواب السؤال رقم ( 3043 ) .
لذا فإن العلماء لم يجوزوا الخروج معهم إلا لمن أراد أن يفيدهم ويصحح الأخطاء التي تقع منهم .
ولا ينبغي لنا أن نصد الناس عنهم بإسقاطهم بالكلية بل علينا أن نحاول إصلاح الخطأ والنصيحة لهم حتى تستمر جهودهم وتكون صائبة على وفق
الكتاب والسنة .
وهذه فتاوى بعض العلماء في " جماعة التبليغ " :
1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز :
فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة ، فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل
السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد
والسنَّة ، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 331 ) .
2. قال الشيخ صالح الفوزان :
الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن ، الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو ، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم
يرد عن السلف .
وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته ، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين
يوماً أو أقل أو أكثر.
وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم ، لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل ، قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على
بصيرة } ، أي : على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان يعرف درجات
الإنكار وكيفيته .
والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام ، هذا من خرافات الصوفية الضالة
، لأن العمل بدون علم ضلال ، والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ.
من كتاب " ثلاث محاضرات في العلم والدعوة " .
والله أعلم .
*****
8674
جماعة التبليغ ما لها وما عليها
كيف نتوب من الشرك
الدعوة > صفات الداعية >
السياسة الشرعية > الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر >(1/6399)
سؤال رقم 8674- جماعة التبليغ ما لها وما عليها
ما حكم الجماعات التي تقضي أربعة أشهر وأربعين يوماً في مختلف أنحاء العالم لدعوة المسلمين إلى واجباتهم الدينية ؟.
الحمد لله
" جماعة التبليغ " من الجماعات العاملة للإسلام ، وجهدها في الدعوة إلى الله لا يُنكر ، ولكنها مثلها مثل كثير من الجماعات تقع في أخطاء
، وعليها ملاحظات ، ويمكن إجمال الملاحظات بما يلي مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأخطاء تختلف في الجماعة نفسها بحسب البيئة والمجتمع الموجودة به ، ففي
المجتمعات التي يظهر فيها العلم والعلماء وينتشر مذهب أهل السنة والجماعة تقل أخطاؤهم إلى حد بعيد ، وفي مجتمعات أخرى قد تزيد هذه الأخطاء ، فمن أخطائهم :
1. عدم تبني عقيدة أهل السنة والجماعة ، وذلك واضح في تعدد عقائد أفرادها بل بعض قادتها .
2. عدم اهتمامهم بالعلم الشرعي .
3. تأويلهم للآيات القرآنية ونقلهم لمعانيها على غير مراد الله تعالى ، ومن ذلك تأويلهم لآيات الجهاد بأن المقصود بها " الخروج للدعوة "
، وكذا الآيات التي فيها لفظ " الخروج " ومشتقاته إلى الخروج في سبيل الله للدعوة .
4. جعلهم الترتيب الذي يحددونه في الخروج متعبَّداً به ، فراحوا يستدلون بالآيات القرآنية ويجعلون المقصود منها ما يحددونه من أيام وأشهر
، ولم يقتصر الأمر على مجرد الترتيب بل ظل بينهم شائعاً منتشراً مع تعدد البيئات وتغير البلدان واختلاف الأشخاص .
5. وقوعهم في بعض المخالفات الشرعية من نحو جعلهم رجلاً منهم يدعو أثناء خروج الجماعة للدعوة إلى الله ، ويعلقون نجاحهم وفشلهم على صدق
هذا الداعي والقبول منه .
6. انتشار الأحاديث الضعيفة والموضوعة بينهم ، وهذا لا يليق بالذي يتصدى للدعوة إلى الله .
7. عدم كلامهم عن " المنكرات " ، ظناً منهم أن الأمر بالمعروف يغني عنه ، ولذا نجدهم لا يتكلمون عن المنكرات الفاشية بين الناس مع أن
شعار هذه الأمة – وهم يرددونه باستمرار – { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } آل عمران / 104 ، فالمفلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وليس فقط من
يأتي بأحدهما .
8. ما يقع من بعضهم من الإعجاب بالنفس والغرور ويؤدي به ذلك إلى ازدراء غيره – بل والتطاول على أهل العلم ووصفهم بأنهم قاعدون ونائمون -
ووقوعه في الرياء ، فتجده يتحدث أنه خرج وسافر وانتقل وأنه رأى وشاهد ، وهو يؤدي إلى وقوعه فيما لا يحمد مما ذكرنا .
9. جعلهم الخروج للدعوة أفضل من كثير من العبادات كالجهاد وطلب العلم ، مع أن ما يفضلونه عليه هو من الواجبات أو قد يصير واجباً على أناس
دون غيرهم .
10. جرأة بعضهم على الفتوى والتفسير والحديث ، وذلك واضح في كونهم يجعلون كل واحد منهم يخاطب الناس ويبين لهم ، وهو يؤدي إلى جرأة هؤلاء
على الشرع ، فلن يخلو كلامه من بيان حكم أو حديث أو تفسير آية ، وهو لم يقرأ في ذلك شيئاً ، ولم يسمع أحداً من العلماء لينقل عنه ، وبعضهم يكون من المسلمين
أو المهتدين حديثاً .
11. تفريط بعضهم في حقوق الأبناء والزوجة ، وقد بيَّنا خطر هذا الأمر في جواب السؤال رقم ( 3043 ) .
لذا فإن العلماء لم يجوزوا الخروج معهم إلا لمن أراد أن يفيدهم ويصحح الأخطاء التي تقع منهم .
ولا ينبغي لنا أن نصد الناس عنهم بإسقاطهم بالكلية بل علينا أن نحاول إصلاح الخطأ والنصيحة لهم حتى تستمر جهودهم وتكون صائبة على وفق
الكتاب والسنة .
وهذه فتاوى بعض العلماء في " جماعة التبليغ " :
1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز :
فإن جماعة التبليغ ليس عندهم بصيرة في مسائل العقيدة ، فلا يجوز الخروج معهم إلا لمن لديه علم وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل
السنّة والجماعة حتى يرشدهم وينصحهم ويتعاون معهم على الخير لأنهم نشيطون في عملهم لكنهم يحتاجون إلى المزيد من العلم وإلى من يبصرهم من علماء التوحيد
والسنَّة ، رزق الله الجميع الفقه في الدين والثبات عليه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 331 ) .
2. قال الشيخ صالح الفوزان :
الخروج في سبيل الله ليس هو الخروج الذي يعنونه الآن ، الخروج في سبيل الله هو الخروج للغزو ، أما ما يسمونه الآن بالخروج فهذا بدعة لم
يرد عن السلف .
وخروج الإنسان يدعو إلى الله غير متقيد في أيام معينة بل يدعو إلى الله حسب إمكانيته ومقدرته ، بدون أن يتقيد بجماعة أو يتقيد بأربعين
يوماً أو أقل أو أكثر.
وكذلك مما يجب على الداعية أن يكون ذا علم ، لا يجوز للإنسان أن يدعو إلى الله وهو جاهل ، قال تعالى : { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على
بصيرة } ، أي : على علم لأن الداعية لابد أن يعرف ما يدعو إليه من واجب ومستحب ومحرم ومكروه ويعرف ما هو الشرك والمعصية والكفر والفسوق والعصيان يعرف درجات
الإنكار وكيفيته .
والخروج الذي يشغل عن طلب العلم أمر باطل لأن طلب العلم فريضة وهو لا يحصل إلا بالتعلم لا يحصل بالإلهام ، هذا من خرافات الصوفية الضالة
، لأن العمل بدون علم ضلال ، والطمع بحصول العلم بدون تعلم وهم خاطئ.
من كتاب " ثلاث محاضرات في العلم والدعوة " .
والله أعلم .
*****
8686
تصحيح قراءة الإمام في غير الفاتحة
الفقه > عبادات > الصلاة > القراءة في الصلاة >(1/6400)
سؤال رقم 8686- تصحيح قراءة الإمام في غير الفاتحة
هل يجب على المأمومين تصحيح الإمام إن أخطأ في القراءة بعد قراءة الفاتحة ولم يتغير معنى الآيات ؟ كأن يقول المؤمنين بدلاً من المتقين في الآية الثانية من سورة البقرة ؟ ماذا نفعل إذا رفض الإمام تصحيح الخطأ مع أنه يعلم أنه أخطأ ويحسب أنه ليس من الضروري تصحيح الخطأ ؟ هل تكون صلاتنا باطلة إن تغير المعنى ولم نصحح خطأ الإمام ؟ وهل يمكن تصحيح أخطاء التلاوة في خطبة الجمعة ؟ ماذا عن الخطأ في شرح الآيات كأن يقول الكافر في الجنة والمؤمن في النار ؟.
الحمد لله
إذا
أخطأ الإمام في القراءة – في غير الفاتحة – خطأً لا يتغير به المعنى فلا يجب عليكم
تصحيح خطئه ، وهذه أمور لا يسلم منها إمام ، ولكن يستحسن تنبيهه عقب الصلاة ، لأن
ذلك يفيده في حفظه .
وإذا رفض الإمام تصحيح الخطأ مع علمه بأنه أخطأ فهنا حالتان :
-
إن كان خطأً يختل به المعنى ، وعلم أنه خطأ ولم يصحح خطأه بعد تنبيهه ، فيجب عليكم
إعادة الصلاة ، ولكن ما الذي يدريكم أنه علم ، وأصرّ على خطئه ؟
إما
إذا كان خطأً لا يختل به المعنى فلا تجب عليكم الإعادة ، وعليكم نصح الإمام بالرفق
واللين ، وبيان أنه ليس عيباً أن ينسى الإمام شيئا من الآيات ، فأفضل خلق الله محمد
صلى الله عليه وسلم قد نسي ، وذكّره من كان وراءه من الصحابة كما في الحديث .
الشيخ سعد الحميد .
أما
التصحيح في خطبة الجمعة فهو من حالات الحاجة التي يجوز الكلام فيها مثل أن يخطيء
الخطيب في آية خطأً يحيل المعنى مثل أن يسقط جملة من الآية أو ما أشبه ذلك ، وعليه
فلا يُعتبر هذا المصحح داخلاً في النهي عن الحديث في أثناء الخطبة .
راجع الشرح
الممتع 5/140 .
*****
8691
معنى الآية (ثم أتموا الصيام إلى الليل)
الفقه > عبادات > الصوم > مفسدات الصوم >(1/6401)
سؤال رقم 8691- معنى الآية (ثم أتموا الصيام إلى الليل)
كنت أتساءل أثناء قراءتي للقرآن في سورة البقرة الآية (187) بأن الله قال : ( ثم أتموا الصيام إلى الليل) فالكثير منا يفطر في وقت المغرب . هل ممكن أن تشرح لنا هذه المسألة.
الحمد لله
ليس هناك إشكال بين الآية وبين إفطار الصائم بعد غروب الشمس ، وذلك
لأن الليل يدخل بغروب الشمس ، فأول الليل هو غروب الشمس ، وآخره طلوع الفجر . ولذلك
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ ، وَأَدْبَرَ
النَّهَارُ ، وَغَابَتْ الشَّمْسُ ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ) . ومعنى الحديث :
أنه إذا غربت الشمس فقد دخل الليل ، وانتهى النهار ، وحينئذ يحل للصائم أن يفطر .
انظر : شرح مسلم للنووي (7/209) .
والله أعلم ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
*****
8769
هل هناك فرق بين النصارى العرب والنصارى من غير العرب
العقيدة > مذاهب وأديان > أديان >(1/6402)
سؤال رقم 8769- هل هناك فرق بين النصارى العرب والنصارى من غير العرب
السؤال :
هل هناك فرق بين المسيحي العربي وغير العربي ؟ .
الجواب :
الحمد لله
لا فرق بين المسيحي العربي وغير العربي .
من فتاوى اللجنة الدائمة 12 / 252
*****
8795
حكم استعمال الخمر لذوبان الحصوات في الكلى
الفقه > عادات > الطب والتداوي >(1/6403)
سؤال رقم 8795- حكم استعمال الخمر لذوبان الحصوات في الكلى
السؤال :
اشتكي من كليتي عدة مرات وليس باستطاعتي التبول إلا قليلاً ، وذهبت إلى الطبيب فقال : إن علاجك أن تشرب الخمر لأن الخمر يعمل على ذوبان الحصوات في الكلية ، ثم شربت الخمر فاستفدت منه كثيراً ، فهل الله سبحانه وتعالى يُحاسبني على شرب الخمر ؟! أفتوني بالجواب الصحيح وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
لا يباح لك ولا يجوز لك شرب الخمر ، وهذا السؤال أجاب عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث طارق بن سويد قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر نصنعها للدواء فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا ولكنها داء ) فأخبر أنها داء وليس فيها دواء ، فهذا الحديث يدل على أنها داء والطب الحديث كلهم مجمعون على أنها مضرة بكل حال ، فقد ألف كثير من المستشرقين مؤلفات عديدة في هذا الموضوع وقالوا إن نسيج شارب الخمر وهو ابن أربعين يماثل نسيج بدن الإنسان إذا كان ابن ستين ، فإنك وإن انتفعت بالنسبة إلى كليتيك ورأيت لها تأثيراً فهو لابد وأن يخرب جزءاً من جسمك في جهة أخرى ، ولابد وأن يحدث ضرراُ بكل حال ، فلا يجوز لك شربه ، وهناك أدوية مباحة تستعملها وتتعاطها لمعالجة كليتيك بدون هذا الأمر ، كيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام ، فإن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها ؟!) فإنه وإن لاحظت أنك انتفعت بها في جانب فهي لابد وأن تحدث أضراراً كثيرة من جوانب أخرى ، كما في حديث طارق بن سويد الذي أشرنا إليه والذي رواه مسلم ، والله أعلم .
من فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد ص 153
*****
8796
هل يحج أم يكمل دراسته
الفقه > عبادات > الحج والعمرة > الاستطاعة >(1/6404)