بيان: حول استنكار تدنيس القرآن الكريم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
إن الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، تعبر باسم شعوب الأمة الإسلامية وعلمائها وفقهائها عن سُخطهم الشديد واستنكارهم الكبير لما نقلته وكالات الأنباء العالمية استنادا إلى مجلة نيوز ويك الأمريكية، الصادرة في 9 مايو، 2005، من أخبار مزعجة حول قيام بعض جنود الجيش الأمريكي في قاعدة غوانتانامو الأمريكية بكوبا بتدنيس المصحف الشريف وإلقائه في المراحيض، قصد إيذاء السجناء المسلمين، ومَن ورائهم من عامة المسلمين وأهل الديانات الإلهية المعترفين بأن الكتاب المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم هو كمثله من الكتب المقدسة: التوراة والإنجيل واجب احترامها وتقديسها.
ومعلوم أن المصحف الشريف يحتوي بين دفتيه كلام الله -جل وعلا- المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، المنقول عنه متواترا، وهو مقدس جليل القدر متعبد بتلاوته، قال الله في وصفه : (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ O فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ O لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ O تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ).]الواقعة: 77-80].
وهو أكبر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وأي انتهاك لحرمته وقدسيته يعتبر من أشد الموبقات جرمًا، ولا يمكن للمسلمين التسامح فيه.
والمجمع إذ يصدر هذا البيان يأمل من السلطات الأمريكية المختصة أن تحقق في الأمر بجدية وسرعة، وتصدر أشد العقوبات على مرتكبيه، عقوبةً لهم وردعًا لأمثالهم، فقد أجج مشاعر المسلمين وألهب نفوسهم في سائر بقاع العالم، وهذا ما يزيد في تباعد الشقة بين المسلمين والغرب. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
في جدة : 6/4 /1426
الموافق : 14/5 /2005 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/1)
بيان: حول التفجيرات الآثمة التي وقعت أخيرا في لندن وفي شرم الشيخ بجمهورية مصر ا لعربية
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
في أعقاب الأحداث الإرهابية المتجددة هنا وهناك يعبر مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي، عن عظيم استنكاره وشديد أسفه لسلسلة التفجيرات الآثمة التي وقعت في الأسبوعين الماضيين، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى، ومئات الجرحى من الأبرياء.
كما يؤكد بأن هذه الجرائم التي استهدفت أرواح الأبرياء وتخريب الممتلكات وزعزعة الأمن تتنافي مع جميع المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية، ولا يقرها أي دين من الأديان السماوية.
وفي الوقت نفسه تتقدم الأمانة العامة للمجمع بخالص مواساتها وأحر تعازيها لأسر الشهداء والضحايا في هذه الأحداث المتكررة.
والأمانة العامة للمجمع إذ تستنكر وقوع هذه الأعمال الآثمة تناشد المجتمع الإنساني أن يقف صفا واحدا في وجهها، وأن يكشف عن أسبابها الحقيقية ويضع لها العلاج الناجع، وأن تقوم الهيئات العلمية الإسلامية ببيان الأصول والاتجاهات الفكرية التي أقرها الإسلام على الوجه الصحيح البريء من كل غلو وتطرف يحصل في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
في جدة : 18/6 /1426
الموافق : 24/7 /2005 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/2)
بيان: حول إقدام متطرفين يهود بتدنيس الأماكن المقدسة والمس بشخص رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن الأمانة العامة لمَجمَع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، تعبر باسم شعوب الأمة الإسلامية وعلمائها عن عظيم استنكارها وشديد أسفها على ما نقلته صحيفة عكاظ في عددها (14239) الصادر يوم الأحد، 16 رجب 1426، الموافق 21 أغسطس 2005، من إقدام بعض المتطرفين اليهود بتدنيس الأماكن المقدسة، والمس بمقام سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من خلال إلقاءهم برأس خنزير في ساحة مسجد حسن بك في مدينة يافا، ملفوف بكوفية ومكتوب عليها اسم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العبرية.
كما تؤكد بأن هذه الجريمة استهزاء صريح بمقام سيد الأولين والآخرين ورسول رب العالمين، وتدل على خبث متأصل في الطباع، وحقد متجذر في النفوس، وتتنافي مع جميع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية، ولا يقرها أي دين من الأديان السماوية، وإنها لجرأة تحزن كل مسلم، وتدمي قلب كل مؤمن.
وفي يومنا هذا الذي يصادف الذكرى السادسة والثلاثين لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك في 21/8/1969، ومع ازدياد الأخطار المحدقة به في ظل التهديدات المتواصلة والمواعيد المتجددة التي تعلنها الجماعات اليهودية المتطرفة حول عزمها على اقتحامه ونسفه، تناشد الأمانة العامة للمَجمَع سائر المسلمين حكومات وهيئات وشعوبا العمل على حماية هذا المسجد وسائر المقدسات الإسلامية من الخطر المحدق بها، وتحثهم على مساندة الشعب الفلسطيني في محنته الكبيرة، كما تطلب من المجتمع الإنساني إدانة هذه الأعمال الشريرة واستنكارها، والمساهمة في وضع حد لها.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
جدة في : 16 /7 /1426
الموافق : 21 /8 /2005 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة(1/3)
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/4)
بيان: في حث المسلمين على التبرع للحملة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
إن الأمانة العامة لمَجمَع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي، تعبر باسم علماء الأمة الإسلامية وشعوبها عن عميق حزنها وشديد جزعها بفاجعة الزلزال المدمر التي ألمت ببعض دول آسيا: باكستان وأفغانستان والهند، واجتاحت مناطق تتسم بضنك العيش وقشفه،وتنذر بأمراض وأوبئة.
وتناشد الأمانة العامة المسلمين كافة في سائر بقاع الأرض حكومات وأفرادا المعاجلة في التنفيس عن كربة إخوانهم المتضررين من هذا الزلزال بتقديم المساعدات العينية والإنسانية،وتحفّزهم المكاثرة في التبرع للحملات التي تدشنها الهيئات المعنية في كل بلد ومدينة، وترغبهم في أن يُروا الله في هذا الشهر المبارك من أنفسهم خيرا، لعل المولى عز وجل أن يغفر زلاتهم ويتجاوز عن سيئاتهم، وتذكرهم بأن الحسنات تضاعف في هذا الشهر الفضيل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في هذا الشهر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة) متفق على صحته.(1/5)
وإن الله قد أمرنا بالإنفاق من المال الذي استخلفنا فيه، ووعدنا بالخلف، فقال تعالى: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ(. وقال سبحانه: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ). وقال عز وجل: (هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ(. فعلينا إجابة نداء الله ربنا، وبذل المال في سبيله، وشكر نعم الله بأداء حقها، ومن حقها إنقاذ الأنفس المؤمنة.
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. وقد صح عن رسول الله قوله: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، وشبك بين أصابعه، وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون أعظم من الجبل).(1/6)
وإنها لمبادرة كريمة ومباركة -إن شاء الله- تلك التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، إذ أهمه ما لقيه إخوانه المسلمون وغيرهم في آسيا من بلايا فأمر - حفظه الله - بتشكيل لجان في سائر أنحاء المملكة لإغاثة هذه الزلازل، فجزاه الله خيرا وضاعف مثوبته ونصر به الحق، ونرجو لهذه اللجان التوفيق بإذن الله، وإن أهدافها جليلة حيث تعمل على إنقاذ الأنفس من الهلاك ، والمساعدة لاجتياز المحنة، بما تجود به نفوس طالبي الأجر والمثوبة من الله.
وتسأل الأمانة العامة المولى عز وجل أن يتغمد المتوفين بواسع الرحمة، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلبس المصابين ثياب العافية والشفاء، وأن يسفر هذه الغمة، ويجلي هذه الهبوة. وأن يجزل المثوبة، ويخلف على المنفقين في سبيل الخير بأحسن الخلف، وأن يديم على المسلمين سوابغ نعمه، وقرائن آلائه.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
في جدة : 9/9 /1426
الموافق : 12/10 /2005 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/7)
بيان: حول التفجيرات المزعجة والأليمة التي وقعت في عمان، بالمملكة الأردنية الهاشمية
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
إن الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي تُعبّر عن عظيم استنكارها وشديد تنديدها بالعمل الإجرامي الدامي الذي استهدف جموعاً من الأبرياء في فنادق ثلاثة بمدينة عمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية، وقد راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.
والأمانة العامة – وقد صدمت بنبأ هذه الأحداث مع بالغ الألم وشديد الأسى – تؤكد باسم العلماء والفقهاء بأن منفذي هذه الجرائم قد تجردّوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ الدينية، وتنكروا لتعاليم الإسلام الحنيف الذي يصون حرمة النفس البشرية، ويدعو إلى حمايتها.
كما تؤيد الأمانة العامة للمجمع الإجراءات التي تتخذها الحكومة الأردنية من أجل ضمان سلامة مواطنيها.
وإن المجمع إذ يستنكر هذه الأعمال الوحشية ليؤكد للعامة والخاصة مواقف الفقهاء والعلماء المسلمين جميعاً في التشديد على نبذ جميع مظاهر التطرف والعنف والإرهاب بمختلف صورها وأشكالها أيا كان مصدرها ودوافعها. كما يناشد المجتمع الإنساني أن يقف في وجه هذه الجرائم ويضع لها حداً، وهو يتوجه إلى العلي الكريم أن يتغمد شهداء هذه الحوادث بالرحمة والمغفرة والرضوان، وأن يشفى الجرحى مما أصابهم ويضاعف أجرهم إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/8)
بيان: حول الحملة العدوانية على الإسلام ورسوله
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
بين أواخر السنة الميلادية المنصرمة وأوائل هذه السنة الجديدة أثارت بعض الصحف المتنطعة الدانمركية والنورفيجية المسلمين بانتهاكها المبادئ الأساسية للصحافة تحت غطاء حرية التعبير، وبشنها على الإسلام وعلى رسوله هجوماً قوامه السباب والإهانة والسخرية، مما حمل على التساؤل والاستغراب من هذا التصرف المشين والعدوان السافر على الدين الإسلامي وعلى المسلمين كافة الذين يربو عددهم على المليار نسمة.
وقد واجهت هذا الواقع ردود فعل واحتجاجات كثيرة في طليعتها ما صدر عن القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التي عقدت بمكة المكرمة في نهاية ديسمبر 2005 والتي ورد في بيانها الختامي التأكيد على مسؤولية جميع الحكومات عن ضمان الاحترام الكامل لجميع الأديان والرموز الدينية، وعدم جواز استغلال حرية التعبير ذريعة للإساءة إلى الأديان، وصدر مثل ذلك عن المنظمات والمؤسسات كمنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والأزهر الشريف ونحوها.
ولم ينكر أحدُ كبار الكُتاب الصحفيين بالدانمارك هذه الهجمة الشرسة معللاً موقفه "بأن هذا لون جديد من الأدب متقبل في المجتمعات الغربية. فالرسومات النقدية الكاريكاتورية والكلمات الساخرة التي تتناول شتى المواضيع وكافة الفئات والأفكار، هي عبارة عن نقد وسخرية هادفة وذكية أيضاً، وأن هذا مقبول ومتعارف عليه في العالم بأسره، باستثناء ما يخص الإسلام". وهو يتعجب من هذه الحرمة التي يتمتع بها الإسلام دون غيره، ويعزوها إلى وجود جماعة تحتكر لنفسها حق النقد والتفسير لكلام النبي صلى الله عليه وسلم.(1/9)
وإزاء هذا الكلام البعيد عن الصحة، والذي يختلط فيه الجد بالهزل، والحق بالباطل ننبه أولاً إلى أن اللون الأدبي الجديد الذي يدعو له ويحذوه كثير من الكتاب لا ينبغي أن يتناول كل غرض، لأنه لا يتماشى مع كل الموضوعات، وأن السخرية أو التهكم اللذين يقرّهما ليس محلهما الأديان والعقائد، ولكنهما ينصبان على حياة البشر وتصرفاتهم وما هم غارقون فيه أو مبتدعون له من المناهج البحثية والتوجهات الفكرية، مما هو غير يقيني أو غير خالص من الريب والاحتمالات.
ولذلك أصبح من الواجب أن نذكّر بأن الأديان والعقائد الصحيحة لا يجوز أن تخضع لما يخضع له هذا اللون المستجد من الأدب في العالم، لأن السخرية والاستهزاء إذا لابسا الدين ضاعت حقيقته وفسد الاعتقاد. وقد أنكر الله ذلك على المنافقين والمستهزئين وقال: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ((التوبة: 65).
وورد في كتاب الله الرد القاطع على المستهزئين بالرسل في قوله: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)(الأنعام: 10).
وحذر سبحانه المؤمنين من آثار هذا التصرف ببيان عاقبة اتباعه في قوله: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون)(الروم: 10).
وإذا كانت هذه الآية وغيرُها حصانة للدين وللرسول مما قد يحصل من العابثين من استخفاف وسخرية فإن مرد ذلك يرجع إلى طبيعة هذا الدين الذي وصفه الله جل وعلا بقوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)(المائدة: 3).(1/10)
والإسلام يقوم أساساً على تلقين العقيدة الصحيحة وبيان شرع الله، وتهذيب سلوك الإنسان. وهو متمّم للأديان، يدعو إلى الإيمان بكل الرسالات وبالرُسل وما جاؤوا به من كُتب. وذلك ما صرح به القرآن نفسه ووجّه إليه عبادَ الله المؤمنين في قوله: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)( } البقرة: 285).
وقوله: )وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا)(النساء: 136).
فالإيمان بالديانات والرُسل والكُتب والاعتراف بهم وتوقيرهم شرط من شرائط الإيمان والإسلام. والخروج عن هذا الحدّ تجاوزٌ لحقيقة الإيمان وبُعد منه وانصراف عنه. ونحن لذلك نعجب من الفئة الضالة التي تريد إرهاب المسلمين بشتى صور الإرهاب لصرفهم عن عقيدتهم وتلبيس الحق بالباطل لديهم.
وهذه الأعمال لا تنبو عنها الأديان ولا تحرّمها وحدَها لأن العقل والحكمة يقتضيان ذلك أيضاً، ويحضان على التعارف والتعاون والتآلف بين الناس. وهذا ما أكدته الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة. ففي الدورة التاسعة والخمسين في الجلسة العامة المنعقدة 11/11/2004 صدر قرار بتشجيع الحوار بين الأديان، وهو يدعو إلى مناهضة تشويه صورة الأديان. والجمعية العامة تؤكد أن التناصح المتبادل والحوار بين الأديان يشكلان بُعدين هامين للحوار فيما بين الحضارات وثقافة السلام.
وفي لجنة حقوق الإنسان (الدورة الحادية والستون) وقعت الإشارة إلى ما يلحق الأقليات والطوائف المسلمة في بعض البلدان غير الإسلامية.
وإلى التصوير السلبي للإسلام في وسائل الإعلام.(1/11)
.وإلى اعتماد وإنفاذ قوانين تميزٍ ضد المسلمين وتستهدفهم تحديداً.
وتقرر اعتماد القرارات المتعلقة بمناهضة تشويه صورة الأديان.
كما دعت اللجنة الدول إلى اتخاذ إجراءات حازمة لحظر القيام بنشر الأفكار والمواد القائمة على العنصرية وكراهية الأجانب والموجهة ضد أي دين من الأديان أو أتباعه والتي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف.
ومن أهم ما تناوله هذا القرار التأكيد على أن تشويه صورة الأديان، سبب من أسباب التنافر الاجتماعي، يفضي إلى حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
وبناء على ما تقدم بيانه نشيد بالجهود المبذولة لرفع هذه التعديات والهجومات، ونلفت نظر المسؤولين في الحكومة الدانمركية والنرويجية إلى وجوب تدارك الأمر إبقاءً على التعاون والتحالف مع الدول العربية والإسلامية جميعها، وحرصاً على نشر التفاهم والتسامح بين الكافة لضمان حرمة الأديان وصيانة حقوق الإنسان وكرامته.
الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/12)
بيان: حول الاعتداء الآثم على قبري الإمامين علي الهادي والحسن العسكري رحمهما الله، وما تبعه من جرائم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يمثل كافة المذاهب الإسلامية المعتمدة في العالم الإسلامي يعبر عن استنكاره الشديد وإدانته البالغة للاعتداء التفجيري الحقير على قبري الإمامين الجليلين علي الهادي والحسن العسكري -رحمهما الله- في سامراء، الأربعاء الماضي، 23 محرم 1427، 22 فبراير 2006. والإمامان الجليلان يحتلان مكانة معظمة ومحبوبة عند المسلمين جميعا، فهما حفيدان كريمان لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن نسل ابنته فاطمة رضي الله عنها، ومن دوحة آل البيت الجليلة، وبذلك فإن ما حصل يعتبر جريمة ضد المسلمين جميعا "سنة وشيعة"، ولا يقوم بارتكابها إلا من فقد في قلبه محبة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. كما يعتبر هذا التفجير حادثة إرهابية ترام من ورائها إشعال الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي العريق المترابط فيما بينه بوشائج قوية من الرحم والقرابة، منذ دهور متطاولة من الزمن.
وفي الوقت ذاته يستنكر المجمع ويندد بشدة بردود الأفعال الانتقامية المتمثلة في الاعتداءات التي استهدفت بيوت الله بالإحراق والتدمير بالقذائف والتعدي على أئمتها بالضرب والشتم، وتحريق المصاحف الشريفة وتقطيعها.
وقد اتفقت المذاهب الإسلامية على تحريم الاعتداء على المسلمين وعلى الجوامع والمساجد والقبور، وقد وردت فيها نصوص خاصة وعامة.
ومن الجدير بالإشادة الدعوات التي تعالت من قبل المرجعيات الدينية الشيعية والسنية لضبط النفس وكظم الغيظ وتقديم المصلحة العامة على الخاصة، والتحذير من الوقوع في مواجهات لن يدفع ثمنها إلا الشعب العراقي نفسه.(1/13)
وإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي من خلال هذا البيان يحث الجميع على نبذ العنف والتطرف، وعلى الوقوف صفا واحدا؛ لتفويت الفرصة على أعداء هذا البلد؛ ولتجنب الفتنة التي يقف خلفها من يسعى إلى تمزيق هذا البلد وشعبه، وإحلال الدمار والموت والفقر والجهل في مؤامرة دنيئة فاضحة. ولنا أمل في إجراء تحقيق شامل؛ للتوصل إلى خيوط هذه الجرائم النكراء والاقتصاص من مرتكبيها.
نسأل الله العلي القدير أن يعصم الشعب العراقي بحبله ويوحد كلمتهم، ويحفظهم من كل مكروه، وأن يحل بالعراق السلام والاستقرار.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/14)
بيان: حول المحاولة التخريبية التي استهدفت مصافي النفط بأبقيق في المملكة العربية السعودية
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي يعبر عن انزعاجه البالغ للمحاولة التخريبية التي تعرضت لها مصفاة النفط بأبقيق بالمملكة العربية السعودية، والتي فشلت بفضل الله تعالى قبل تنفيذها.
وقد أثبتت هذه المحاولة التخريبية بأن القائمين بها لا يقدرون نتائج تصرفاتهم، وما يترتب عليها من آثار بغيضة تجاه المسلمين كافة، وذلك بمحاولة توجيه ضربة إلى إحدى أهم المقومات الأساسية للبلاد والأمة.
وفي الوقت ذاته يعبر المجمع عن استبشاره واطمئنانه لتمكن السلطات في وقت قياسي من محاصرة المتورطين في تلك العملية والقضاء عليهم بأحد أحياء مدينة الرياض.
والمجمع إذ يؤيد الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة السعودية للقضاء على مرتكبي هذه الفتنة العمياء، يؤكد بأن رجال الأمن السعوديون يتعاملون مع المعتدين بكل كفاءة وإخلاص، وبما يستحقونه دون إغفال لضوابط الشرع المطهر في إعطاء الفرصة لمن أراد النجاة بنفسه وكفاية المسلمين من شره.
كما يكرر تأكيده بأن الإسلام والمسلمين برآء من كل ما يتعلق بالقتل والعنف والترويع وإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات، وقد حرمتها الشريعة الإسلامية، قال الله تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } ). وقال: (وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).(1/15)
ولا يفوت المجمع التنويه بما أنجزته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في مجال مكافحة الإرهاب ومنعه على الأصعدة المختلفة السياسية والقانونية والأمنية، ونحوها.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
في جدة : 29/1 /1427
الموافق : 28/2 /2006 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/16)
بيان: حول التفجير الأليم الذي وقع في مدينة كراتشي، بجمهورية باكستان الإسلامية، يوم الثلاثاء 11 أبريل 2006
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي تعبّر عن بالغ استنكارها وشديد تنديدها بالتفجير الذي هز مدينة كراتشي، بجمهورية باكستان الإسلامية يوم أمس، الثلاثاء 11 أبريل 2006، وأزهق أرواح أكثر من سبعة وخمسين شخصا من بينهم عدد من العلماء البارزين، كما أدى هذا العمل الإجرامي الدامي البغيض إلى جرح جموع غفيرة من الأبرياء أثناء صلاة المغرب.
والمجمع - وقد صدم بنبأ هذا الحدث البغيض ببالغ الألم وشديد الأسى - يؤكد بأن منفذي هذه الجرائم قد تجردّوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ الدينية، وتنكروا لتعاليم الإسلام الحنيف الذي يصون حرمة النفس البشرية، ويدعو إلى حمايتها.
وإن المجمع إذ يستنكر هذه الأعمال الوحشية ليرفع إلى فخامة الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف، وحكومته، والشعب الباكستاني، وإلى ذوي الضحايا خالص العزاء وصادق المواساة، كما يسأل الله عز وجل أن يتغمد شهداء هذه الحادثة بواسع الرحمة والمغفرة والرضوان، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي الجرحى مما أصابهم، وأن يحفظ الجميع بحفظه.
ويكرر المجمع تأكيد مواقف الفقهاء والعلماء المسلمين جميعاً في التشديد على نبذ جميع مظاهر التطرف والعنف والإرهاب بمختلف صورها وأشكالها.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
في جدة : 14/3 /1427
الموافق : 12/4 /2006 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/17)
بيان: حول التفجيرات الإرهابية التي ضربت منتجع دهب السياحي بسيناء مصر
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن الأمانة العامة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي تندد بشدة بالتفجيرات الذي استهدفت منتجع دهب في سيناء، ومطار الجورة بالعريش , بجمهورية مصر العربية يومي الاثنين والأربعاء 24 ، 26 إبريل 2006، وأسفرت عن مقتل ثلاثة وعشرين شخصا , وإصابة أكثر من خمسة وثمانين آخرين.
ويؤكد المجمع بأن منفذي هذه الجرائم قد تجردّوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ الدينية، التي تصون حرمة الأنفس والدماء والأموال.
كما يعيد تأكيد مواقف الفقهاء والعلماء المسلمين جميعاً على الإدانة القاطعة لجميع أعمال الإرهاب وأساليبه وممارساته، أينما وقعت وأيا كان مرتكبوها.
وإذ يستنكر المجمع هذه الأعمال الوحشية بشدة ليبعث إلى فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، وإلى الحكومة المصرية، والشعب المصري، وإلى ذوي الضحايا خالص العزاء وصادق المواساة، كما يدعو الله عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ورضوانه، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي الجرحى عاجلا مما أصابهم، وأن يجعل الأمن مستتبا في جميع ربوع مصر.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
في جدة : 29/3 /1427
الموافق : 27/4 /2006 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/18)
بيان: حول الأحداث الجارية في لبنان
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،
إن أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة باسم علماء الأمة الإسلامية وفقهائها تدين بشدة ما يتعرض له الشعب اللبناني من عدوان يستهدف بنيته الأساسية ومنشآته الحيوية.
ومنعا لاستمرار هذا العدوان الغاشم ووقفا لنزيف الدماء تطالب أمانة المجمع المنظمات الدولية المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين والدفاع عن حقوق الإنسان أن تسارع لوقف هذا العدوان الذي يتعرض له الشعب اللبناني.
وتخفيفا لآثار هذا العدوان والمعاناة التي يكابدها الشعب اللبناني تناشد أمانة المجمع الدول الإسلامية خصوصا والمجتمع الإنساني عموما بالمسارعة في تقديم المساعدات العاجلة والفورية له. كما تناشدهم بالمسارعة في إعادة إعمار ما وقع من دمار وخراب. قال تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب).
هذا وتشيد أمانة المجمع بما قامت وتقوم به بعض الدول الإسلامية من جهود لوقف العدوان، ومن عمليات إغاثة ومساعدة تخفف من الآثار التي خلفها الإجرام الإسرائيلي.
كما تشيد بما يقوم به الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو من جهود في هذا المجال.
وإذ يستنكر المجمع هذه الأعمال الوحشية بشدة ليبعث إلى لبنان رئيسا وحكومة وشعبا، وإلى ذوي الضحايا خالص العزاء وصادق المواساة، كما يدعو الله عز وجل أن يعجل بشفاء الجرحى، وأن يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع لبنان، وأن يجنب المنطقة والعالم ويلات الحروب التي لا ينتج عنها إلا الدمار والخراب.
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
في جدة : 22/6 /1427
الموافق : 19/7 /2006 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/19)
بيان: حول تصريحات بابا الفاتيكان بشأن الإسلام
الحمد لله, وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
صدرت تصريحات من بابا الفاتيكان في محاضرته: "العقيدة والعقل"، التي ألقاها في جامعة ريجنسبورغ بألمانيا، بتاريخ 12/9/2006، وقد أثارت هذه المحاضرة غضبا شديدا لدى عامة المسلمين، وذلك لاشتمالها على أخطاء ومغالطات كان يقصد منها مهاجمة الإسلام ونبي الإسلام والمسلمين عامة، ونبرز في هذا الغرض فقرتين أساسيتين:
أولاهما: ادعاؤه أن العقيدة المسيحية تقوم على المنطق والعقيدة الإسلامية تقوم على أساس أن إرادة الله لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق، وهذا كلام رد، فإن حظ المسلمين من اعتماد العقل ومعالجة القضايا عن طريقه أمر قائم لا ينكره إلا معاند. وقد أمر الله جل جلاله باستخدام العقل واعتماده في غير ما آية، كقوله عز وجل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ). وقوله جل جلاله: (فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وقوله: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ).
وسند النظر الشرعي والتصرف الإسلامي الوحي، وهو صدق مقطوع به، والعقل نور قذفه الله في قلب الإنسان ليكون عونا على إدراك الحقائق والتصرف السديد فيها فالعمل بهذين مكلف به غير أن العقل لا يجول في كل شيء بل يقف في أشياء وينفذ في أشياء.
ومدارك العلوم في الدين هي العقل والمرشد إلى ثبوت كلام صدق ، وأدلة السمعيات المحضة، وهذه هي الكتاب والسنة والإجماع، فهي لا يتطرق إليها الخطأ، ومتى اجتمع طريقان شرعي وعقلي أخذ بهما مع تقديم الشرعي الثابت على العقلي المحتمل.(1/20)
وليس خافيا على أهل البصر والإدراك أن العقل الذي يعتمد ويحتج به هو ما سلم من التبلد الموجب لاعتلاله أو اختلاله أو قصوره أو اضطرابه، والحديث عن هذا الموضوع في الأصل وكما أورده المحاضر هو من قضايا المقارنة بين الأديان التي ليس هذا مجالها.
ثانيتهما: ما نقله عن كتاب مانويل الثاني، أحد ملوك بيزنطة، يصف الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه لم يأت إلا بأشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الإسلام الذي كان يبشر به بحد السيف، وفي هذا الحديث الذي وقع تفنيده منذ زمان تغيير للحقائق وطمس للواقع، وكشف عن دلائل العداء والحقد.(1/21)
فالرسول النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي ختمت به الرسالات الإلهية والأديان السماوية، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا). وهو الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، ووصفه ربه بالرحمة في قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). وهو الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، الذي جعل هذه الحقيقة السلوكية متمثلة في الدعوة إلى تعظيم أمر الله والشفقة على خلقه، وأما المسلمون فهم (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) وهم الذين استجابوا لدعوته وآمنوا به، (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). وقد أمرهم الله بالصبر والمصابرة ودعاهم إلى المرابطة، وأذن لهم في القتال على الشروط المعروفة والآداب المقررة في الإسلام من أجل حماية الدعوة وحفظ الأمة والدفاع عن الحقوق المستلبة كتحرير الأوطان، لا كما يصوره المناهضون لهذه الملة عدوانا وظلما، وفي القرآن مصدر الحقائق الإيمانية والتصرفات السلوكية بيان وتحديد لما أمر الله به من ذلك، قال تعالى: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ). وقال: (فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ). وقال أيضا موجها لعباده منبها لهم: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ(1/22)
فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). فالإذن في الحرب مرتبط بالتمكين من الحرية في القول والفعل وبالعدل والتقوى، وبحفظ الملة والأمة من غير تجاوز أو تعد أو ظلم، وهي أصول ومبادئ أجمعت عليها الشرائع ودعا إليها الحكماء والساسة في هذا العصر.
وهذا البيان يدعو إلى الرشد في النظر وإلى الصدق في التعامل وإلى التعاطف والتعاون، من أجل إقامة حوار بناء بين الحضارات والمجتمعات الإنسانية بعيدا عن كل مظاهر الغلو والصلف والعتو والفساد.
والرجاء من بابا الفاتيكان أن يتحرى في إصدار الأحكام على الإسلام ورسوله وأتباعه المؤمنين، ولا يجري مع الأهواء وخلف مغالطات المتعصبين من أعداء الإسلام والإنسانية، فإن أي كلام غير محرر يثير الفتنة والغضب وينشر الكراهية والعداء ويحمل على الصراع والتناحر.
ومن أجل رفع ما أحدثته التصريحات البابوية من إساءة وغضب في جميع الأوساط الإسلامية يطلب المجمع من البابا باسم علماء الدول الإسلامية وعامة المسلمين أن يقدم اعتذارا عما صدر منه.
والله الهادي إلى الحق وإلى سواء السبيل.
في جدة : 23/8 /1427
الموافق : 16/9 /2006 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/23)
بيان: حول ممارسات سلطات الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
يتبوأ المسجد الأقصى المبارك مكانة سَنيّة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فهو قبلتهم الأولى، ومسرى رسولهم - صلى الله عليه وسلم -، وأحد المساجد الثلاثة التي أمروا بشدّ الرحال إليها، وهو المسجد الذي بارك الله حوله، ومهبط الرسالات السماوية، وقد شهد أحداثا مشرِّفة في تاريخ المسلمين السياسي والحضاري، ومما يؤسف له أنه يتعرض الآن لانتهاكات صارخة واعتداءات مسيئة لحرمته، بل ومهددة لوجوده، وهي موجَّهة لخدمة أغراض التعصب الصهيوني وسدنة الاحتلال.
وإن أخطر ما ننبه إليه هو مخطط الحفريات تحت أسوار المسجد الأقصى المبارك وأروقته السفلية، وقد شرعت سلطات الاحتلال فعلا في حفر أنفاق بمحاذاة جدرانه، وإن كانت هذه الحفريات تستهدف الاستكشاف العلمي وتجري تحت ستار البحث عن ممرات سهلة للوصول إلى حائط المبكى لتأكيد المزاعم بوجود هيكل سليمان ظاهرا، إلا أنها تتخذ فعلا ذريعة لتصديع ما فوقها من أبنية وسببا لانهيارها وهدمها.
ومما انتهكت به سلطات الاحتلال حرمة المسجد الأقصى الاستيلاء الغاشم على ساحة البراق، إضافة إلى السماح للجماعات المتطرفة بالتجوال فيه بحرية تامة، وتأمين الحراسة اللازمة لها. فضلا عن أنها دأبت على هدم المباني ذات الأهمية التاريخية التي تدخل في عداد الأوقاف الإسلامية.
وإن في هذه الاعتداءات تحديًا صارخًا للمسلمين جميعا وللعالم الإسلامي، والمجمع إذ يستنكر بشدة هذه الاعتداءات ليدعو المسلمين شعوبا وحكومات أن يعملوا على إيقافها فورا عبر جميع المجالات السياسية والإعلامية والقانونية.
نسأل الله تعالى أن يهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا، وأن يوفقها لما يحبه ويرضاه، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
في جدة : 15/1 /1428(1/24)
الموافق : 3/2 /2007 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي(1/25)
بيان: حول حادث الاعتداء الأليم على الأسرة الفرنسية قرب المدينة المنورة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
يتبوأ أعرب الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي عن انزعاجه الشديد لحادث الاعتداء الآثم الذي أودى بحياة أربعة فرنسيين قرب المدينة المنورة يوم أمس الاثنين أثناء توجههم لأداء مناسك العمرة.
وقال بأن منفذي هذه الجريمة قد تجردّوا من القيم الإنسانية والمبادئ الدينية، وتنكروا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يصون حرمة دماء المسلمين، وقد توعد الله سبحانه وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا { من يقدم على قتلهم بأنواع من الوعيد، قال تعالى: ( مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). وقال عز وجل: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
كما أشار إلى أن أجهزة الأمن السعودية يقظة وتتعامل مع المجرمين المعتدين بكل كفاءة وبما يستحقونه دون إغفال لضوابط الشرع المطهر.
في جدة : 9/2 /1428
الموافق : 27/2 /2007 ... الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الدولي
( ملاحظة من الباحث جميل أبو سارة: ما سبق من البيانات تم نقله من قسم بيانات المجمع في الموقع على الإنترنت، أما البيانات التالية فقد وجدتها مدرجة ضمن قرارات المجمع دون أن تأخذ أرقامها، فأنا أدرجها ههنا لمناسبة الترتيب)(1/26)
بيان:
بشأن فلسطين والعراق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد أن استعرض المجمع الأوضاع الخطيرة التي تتعرض لها الأقطار العربية والإسلامية وفي طليعتها فلسطين والعراق: بما تمارسه السلطات الإسرائيلية المحتلة في فلسطين من إرهاب دولة حيث القتل للأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، وحيث الاعتقالات العشوائية والاغتيالات والمداهمات، وتدمير البيوت على أصحابها، وتجريف الأراضي الزراعية والحصارات العسكرية المستمرة للمدن والقرى والمخيمات، وفي طليعتها مدينة القدس، مدينة الإسراء والمعراج التي تمثل جزءاً من عقيدة وإيمان المسلمين، وحرمان أهل فلسطين من أداء الصلوات في المسجد الأقصى المبارك.
ومع هذا الإرهاب كله تدعي إسرائيل السلام وأن مجرمها رجل سلام. وأن الاستشهاديين المدافعين عن دينهم وأنفسهم وأرضهم وأعراضهم هم الإرهابيون.
ولا شك أن هذه الممارسات العدوانية من الاحتلال الإسرائيلي هو الإرهاب بعينه وهو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية. كل ذلك يجري أمام مرأى ومسمع العالم كله، وبخاصة أمام الدول التي تدعي حماية الحرية والديمقراطية والمساواة وحماية حقوق الإنسان.
وأن ما يهدد العراق الشقيق من عدوان أمريكي وبريطاني إنما يستهدف شعبه المسلم وأرضه الطيبة وخيراته دون الالتفات إلى نداءات المسلمين بالكف عن هذا العدوان الصارخ، وتجاهل القرارات الصادرة عن المنظمات العربية والإسلامية: الرسمية منها والشعبية، وتجاهل الدعوات التي تنطلق من الدول والشعوب المحبة للسلام، فإن هذا الموقف هو إنكار لجميع القيم والمواثيق الدولية في انتهاك حرمة الدول وأراضيها وشعوبها.(1/27)
وإزاء ذلك فإن المجمع يدعو الأمة الإسلامية حكومات وشعوباً القيام بالنصرة التي أوجبها وفرضها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك حفظاً للدماء والنفوس التي عصمها الله وحرمها عملاً بقوله عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ([سورة الحجرات: 10]، وقوله: { (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)[ } التوبة: 71]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً"[متفق عليه]، وقوله أيضا: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه"[متفق عليه].
وبناء على هذه الآيات والأحاديث فإن المجمع بالإضافة إلى ما سبق ذكره يؤكد على ما يأتي: -
أولاً: لا يجوز شرعاً موالاة المعتدين ولا إعانتهم في تنفيذ أهدافهم العدوانية وإهدار دماء الأبرياء المعصومة.
ثانياً: إن الاعتداء على أي قطر من الأقطار الإسلامية هو اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء.
ثالثاً: إن حكام المسلمين جميعاً مطالبون شرعاً بتحمل مسؤولياتهم في النصرة والقيام بواجبهم تجاه دينهم وأمتهم وأوطانهم.
والله أعلم(1/28)
بيان: بشأن القضية الفلسطينية
إن مجمع الفقه الإسلامي وهو يتابع ما يحدث في أرض فلسطين المحتلة على أيدي الصهاينة الغاصبين ليدعو العالم أجمع إلى وقف الإرهاب الذي تقوم به السلطات المحتلة المتمثل بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال بشكل يومي، وارتكاب مجازر جماعية متكررة بالإضافة إلى هدم البيوت وتشريد أهلها واغتصاب الأراضي وإتلاف المزروعات وقلع الأشجار المثمرة التي تسبح الله الواحد القهار، بل لم تكتف بذلك بل أقامت جداراً فاصلاً يقتطع الأراضي الفلسطينية ويلتهم 25% من مساحتها بعد أن يهدم بيوت الأهالي ليقيم هذا الجدار العنصري مخالفاً بذلك تعاليم الديانات السماوية والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية.
وتضيف السلطات المحتلة إلى ذلك كله استخدام العصابات وقطاع الطرق فتسطو بالسلاح على المصارف (البنوك) لتسرق المدخرات المالية للأهالي.
إن هذه الجرائم مجتمعة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية، حتى ولا في أحلك ظروفها وأشدها ظلماً وظلاماً، كل ذلك تفعله السلطات الإسرائيلية المحتلة تحت ستار الدفاع عن النفس، وبحجة أن المنظمات الفلسطينية هي إرهابية!! وكيف تكون إرهابية وهي تدافع عن أرضها وعرضها وأموالها أمام محتل غاصب لا يقيم للإنسانية وزناً؟؟ ولو كان هذ الزعم صحيحاً لكانت حركات التحرر في العالم إرهابية!!
إن علماء مجمع الفقه الإسلامي ليبدون أشد استغرابهم من موقف العالم المتفرج أمام هذا الإرهاب الذي يشاهدونه يومياً، في الوقت نفسه فإنه ليدعو المؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها في رفع الظلم وتحقيق مبادئ الحرية والعدل والمساواة التي ينادي بها.(1/29)
كما يدعو مجمع الفقه الإسلامي الدول العربية بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية بتونس في أواخر الشهر الجاري إلى بحث مسألة الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه. ويدعو الدول الإسلامية عامة إلى تحمل مسؤولياتها أمام الله عزّ وجل وأمام شعوبها وأمام التاريخ فلا يكفي الاستنكار والشجب، بل لا بد من عمل كل ما تستطيع هذه الدول عمله، وهي تستطيع عمل الكثير من أجل فلسطين المباركة وأهلها المرابطين بما في ذلك الدعم المادي والمساعدات الإنسانية والعمل الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأقصى والمقدسات.
وعلى العالم الإسلامي حكومات وشعوباً تحمل مسؤولياته التاريخية لوقف هذه الانتهاكات الصارخة، ومؤازرة الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته في هذه المأساة الخطيرة.
وليس ذلك على الله بعزيز والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والله الموفق(1/30)
بيان: بشأن العراق
إن مجمع الفقه الإسلامي في دورة مؤتمره الخامسة عشرة إذ يتابع ما يجري في العراق من أحداث جسام، وما يخطط له من مؤامرات خطيرة تمس وحدته، وما يراد أن يثار فيه من فتن طائفية وعرقية تقضي على كيان شعبه وتماسكه، وما يترتب عليها من مفاسد وفتن تأكل الأخضر واليابس، وتشعِل المنطقة بنيران الفرقة والتدمير، وتفتح الأبواب للأعداء المتربصين بهذه الأمة.
ومجمع الفقه الإسلامي الدولي انطلاقاً من موقعه الإسلامي ومن إحساسه بواجب العلماء الناصحين يُدين بقوة كل هذه المؤامرات التي تُحاك ضد العراق.
ويُعلن وقوفه مع الشعب العراقي وشدّ أزر كل قواه التي لازالت - ولاتزال - تبذل كل جهودها لمنع الفتن، والعمل على توحيد الشعب العراقي، والخروج به من آثار الاحتلال الغاشم، وإعادة سيادته الكاملة بقرب فرصة ممكنة مع الحفاظ على حقوق الجميع على أساس العدل والأخوة.
وإن المجمع ليناشد العراق: عربه وأكراده وتركمانه، سُنته وشيعته، وجميع طوائفه وقواه السياسية والعشائرية للوقوف صفاً واحداً لدرء المخاطر المحيطة به، وعودته إلى أحضان أمته الإسلامية وأداء دوره المنوط به على كافة المستويات الإقليمية والدولية.
والله الموفق(1/31)
بيان:
بشأن القدس والأقصى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد،
فإن الجماعات الصهيونية المتطرفة في فلسطين والتي يزيد عددها عن ثلاثين جمعية قد شعرت بأنها ذات قوة وتوهمت بأنها تستطيع تنفيذ مخططاتها العدوانية تجاه المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث المساجد التي تُشد إليها الرحال وذلك بمحاولة هدمه وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه فأخذت هذه الجماعات تبحث عن مبررات وذرائع للانقضاض على هذا المسجد المبارك والمحاولات المتكررة لاقتحام باحات الأقصى وأداء شعائرهم الدينية فيها، لتنفيذ أطماعهم العدوانية.
وبعد فإن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي وهو في دورة انعقاده في دولة الإمارات العربية المتحدة 30 صفر - 5 ربيع الأول 1426هـ الموافق 9 - 14 نيسان (إبريل) 2005م بعد اطلاعه على ما صدر من تصريحات عدوانية ومن مخططات ظالمة من قبل المتطرفين والمسؤولين اليهود بحق مدينة القدس بعامة والمسجد الأقصى بخاصة فقد قرر ما يأتي:
1. إن مدينة القدس والمسجد الأقصى هما من المقدسات لدى المسلمين، في أرجاء العالم، لارتباطهما بمعجزة الإسراء والمعراج المنصوص عليها في القرآن الكريم.
2. إن إسلامية هذه المدينة ومسجدها المبارك ثابتة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وأن هذا الموضوع غير قابل للنقض ولا للتغيير ولا للمساومة، ولا مجال للحل الوسط بشأنها. وقد انعقد إجماع فقهاء الأمة على حرمة إقرار العدو الغاصب على أي جزء اغتصبه من أرض المسلمين، وبخاصة الأراضي المقدسة.(1/32)
3. إن المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لليهود به، ويجب الحذر من مخاطر المساس بحرمة هذا المسجد، وتحميل سلطات الاحتلال اليهودي والدول الداعمة لها مسؤولية أي اعتداء على الأقصى، ولا يجوز أن يخضع الأقصى للمفاوضات ولا للتنازلات ولا يملك أحد الأقدام على ذلك فهو أسمى وأرفع من ذلك كله.
4. لا يمكن أن يتحقق سلام عادل ولا استقرار في المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال اليهودي عن مدينة القدس ومسجدها المبارك، وعودة فلسطين إلى أهلها.
5. من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على كل أرضه وعاصمتها القدس ومن حقه أيضاً أن يدافع عن نفسه وأن يقاوم العدو بكل الوسائل المتاحة المشروعة وأن يعود اللاجئون منه إلى وطنهم.
ويدعو المجمع الحكام والشعوب في العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسئوليتهم الدينية والوطنية والتاريخية للدفاع عن هذه المدينة الأسيرة المحتلة ومسجدها المبارك، والوقوف إلى جانب أهلها المرابطين وتثبيت وجودهم فيها ودعم مؤسساتها الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها وذلك للحيلولة دون تهويد المدينة أو تدويلها فإن كلاً من التهويد والتدويل أمر مرفوض لا يقبل بأي حال من الأحوال. وكذلك العمل الجاد على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرض الإسراء والمعراج.
والله أعلم(1/33)
بيان:
بشأن العراق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". فإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورة انعقاده في دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي بتاريخ 30 صفر - 5 ربيع الأول 1426هـ، الموافق 9 - 14 نيسان (إبريل) 2005م، يتابعون ما يجري في العراق المحتل من مآسٍ صار الشعب العراقي كله ضحيتها. وهو الشعب الذي عانى وحارب الظلم والطغيان والدكتاتورية. فإذا به يئن تحت وطأة الظلم والطغيان.وقد تبين أن الذرائع للحرب على العراق تهاوت واحدة تلو الأخرى، ولم يتحقق الشعار المعلن لها بأنه إنقاذ الشعب العراقي.
هذا، وقد مرت سنتان منذ الحرب على العراق واحتلاله لم يشهد شعب العراق خلالها إلا استمرار الدمار وإهدار الطاقات وقتل العلماء وتنفيذ المؤامرات لتحريك الخلافات المذهبية والعرقية بين أبناء الشعب الواحد. وإن هذا ليزيد المحتل إصراراً على مؤامراته لأن هذا الاعتصام بالوحدة لن يحقق الأهداف المغرضة لتمزيق هذا التلاحم وتحطيم تلك الوحدة.
إننا العلماء المجتمعين في دبي في دورة مجمع الفقه الإسلامي الدولي، نهيب بكل الإخوة في العراق الجريح المحتل أن يعتصموا بحبل الله وأن يقفوا بقوة صفاً واحداً بوجه مخططات التآمر، وأن يسلكوا كل مسلك ينهي الاحتلال ويحقق سيادة العراق كاملة وبناء عراق متحد ومستقل، آمن وقوي لا مكان فيه للاستبداد ينعم بالأمان في ظل وسطية الإسلام وعدالته، بعيدا عن الاختلافات الطائفية المقيتة.(1/34)
وإننا إذ ندين الفساد في الأرض، ونستنكره ونبرأ إلى الله من كل عدوان وظلم وفساد، نهيب بالمنظمات الإقليمية ومنظمة الأمم المتحدة، وكل المحبين للسلام والأمن والحرية والعدل في هذا العالم، أن يجعلوا حدا وبدون تردد لكل المآسي التي يعيشها العراق والتي أصبحت الأوضاع فيه تشيع الفساد وتهدد المنطقة وما حولها.
وفي نفس الوقت، نتابع التحولات الجارية في العراق الحبيب. والعزم على إقامة المؤسسات الدستورية. ونحن على ثقة من أنه ما من عراقي إلا وسيكون حريصاً على وحدة واستقلال العراق وسيادته كاملة.. راجين أن يجعل الله تعالى في ذلك للشعب العراقي كل خير وتوفيق لكي يتخلص من تبعات الاحتلال ويختار مصيره ودستوره الدائم ومؤسساته الدستورية كأمله ويقوم ببناء اقتصاده المنهار وتقوية علاقاته مع الدول المجاورة وينهض بدوره الرئيسي في مجال التضامن الإسلامي والدولي لتحقيق أهداف الأمة الإسلامية الكبرى في السلام للعالم كله.
والله أعلم(1/35)
بيان:
حول فلسطين والمسجد الأقصى، والعراق، والصومال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين
إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السابعة عشرة بعمان (المملكة الأردنية الهاشمية) من 28 جمادى الأولى إلى 2 جمادى الآخرة 1427هـ، الموافق 24 – 28 حزيران (يونيو) 2006م،
من موقع تمثيله لكل الدول الإسلامية وشعوبها، واهتمامه بقضايا المسلمين يصدر هذا البيان بشأن: فلسطين والمسجد الأقصى، والعراق، والصومال:
فلسطين والمسجد الأقصى:
إن مجمع الفقه الإسلامي الدولي وهو يرصد الواقع الأليم الذي يعيشه أهل فلسطين المحتلة من احتلال قاس، وحصار شديد. هذا الحصار الذي ازداد عنفاً عقوبة على ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه الطبيعي في اختيار حكومته ومجلسه التشريعي. وإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي ليدعو دول العالم الإسلامي والعالم أجمع أن يقوموا بواجبهم الحضاري والإنساني في رفع أنواع الظلم والمعاناة عن أهل فلسطين المحتلة.
كما أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي وهو يتابع ما يحدث في أرض فلسطين المحتلة ليدعو العالم أجمع إلى وقف الإرهاب الذي تقوم به السلطات المحتلة المتمثل بقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال يومياً، وارتكاب مجازر جماعية متكررة، بالإضافة إلى هدم البيوت وتشريد أهلها واغتصاب الأراضي وإتلاف المزروعات وقلع الأشجار المثمرة، وهي لم تكتف بذلك بل أقامت جداراً فاصلاً يقتطع الأراضي الفلسطينية ويلتهم 25% من مساحتها بعد أن تهدم بيوت الأهالي لتقيم هذا الجدار العنصري مخالفة بذلك أحكام الديانات السماوية والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، وقرارات محكمة العدل الدولية.(1/36)
ويشير مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى أن ذلك الحصار وتلك الجرائم لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإنسانية، ولا في أحلك ظروفها وأشدها ظلماً، كل ذلك تفعله السلطات الإسرائيلية المحتلة تحت ستار الدفاع عن النفس، وبوصف المقاومة لاحتلالها وعدوانها إرهاباً وعدواناً.
كما يؤكد مجمع الفقه الإسلامي الدولي على بياناته السابقة بشأن القدس، ويؤكد في هذه الدورة بعد اطلاعه على ما صدر من تصريحات عدوانية ومن مخططات ظالمة من قبل المتطرفين والمسئولين اليهود بحق مدينة القدس بعامة والمسجد الأقصى بخاصة، على ما يأتي:
(1) إن مدينة القدس والمسجد الأقصى هما من المقدسات لدى المسلمين في أرجاء العالم، لارتباطهما بمعجزة الإسراء والمعراج المنصوص عليها في القرآن الكريم، ولأن المسجد الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين.
(2) إن المسجد الأقصى المبارك هو للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لليهود به، ويجب الحذر من مخاطر المساس بحرمة هذا المسجد، وتحميل سلطات الاحتلال اليهودي والدول الداعمة لها مسؤولية أي اعتداء على الأقصى، ولا يجوز أن يخضع الأقصى للمفاوضات ولا للتنازلات ولا يملك أحد الإقدام على ذلك فهو أسمى وأرفع من ذلك كله.
(3) لا يمكن أن يتحقق سلام عادل ولا استقرار في المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال اليهودي عن مدينة القدس ومسجدها المبارك، وعودة الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أهلها.
(4) من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ومن حقه أيضاً أن يدافع عن نفسه وأن يقاوم العدو بكل الوسائل المتاحة المشروعة وأن يعود اللاجئون منه إلى وطنهم.(1/37)
(5) الإشادة بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المسجد الأقصى والمحافظة على الهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة وبخاصة ما تقوم به دائرة الأوقاف والمقدسات في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، وكذلك ما تقوم به وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي وبالجهود العديدة التي تقوم بها الدول والمنظمات العربية والإسلامية الأخرى.
ويدعو المجمع الحكام والشعوب في العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤوليتهم الدينية والوطنية والتاريخية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق والدفاع عن مدينة القدس المحتلة ومسجدها المبارك، والوقوف إلى جانب أهلها المرابطين وتثبيت وجودهم فيها ودعم مؤسساتها الصحية والتعليمية والتربوية والاجتماعية والإنسانية وغيرها?، وذلك للحيلولة دون تهويد المدينة أو تدويلها فإن كلاً من التهويد والتدويل أمر مرفوض لا يقبل بأي حال من الأحوال.
العراق الشقيق:
يعاني العراق الجريح اليوم أزمات خطيرة تُهدد كيانه ووجوده ووحدته، وسيادته، حيث إنه إضافة إلى الاحتلال وما يسببه من معاناة فإن جماعات العنف والإرهاب قد أوغلت في قتل الأبرياء، من النساء والشيوخ والأطفال، وفي تفجير المساجد ودور العبادة، والأسواق والإفساد في الأرض.
وبجانب هذه الفجيعة ظهرت الطائفية التي تقتل على الهوية، وتنشر الرعب بين أهل العراق، فتحولت بغداد، بغداد الحضارة، بغداد الرشيد والأمين، دار السلام، تحولت إلى الخراب والفساد، وقطع الرؤوس، وأصبحت دجلة تطفح في كل صباح بعشرات الرؤوس دون أجسادها، والأجساد دون رؤوسها، بالإضافة إلى التفجيرات العشوائة في أماكن تَجمُّع الناس في المساجد والعتبات المقدسة، والأسواق، والحافلات، والمؤسسات، ناهيك عن أهوال السجون والقصف والتدمير.(1/38)
والمجمع في مقابل هذه المآسي يرى بصيصاً من الأمل من خلال الانتخابات الأخيرة التي انبثقت منها المؤسسات الرسمية من برلمان وحكومة ورئاسة للدولة.
ومن هنا فإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي يدعو إلى إنهاء الاحتلال، ويندد بالعنف والإرهاب، ومحاولة إثارة النزاع الطائفي والتوتر الديني، ويطالب المرجعيات الشيعية والسنية بالتدخل وبذل كل ما في وسعها لإيقاف هذا المسلسل الدامي الخطير الذي لا يخرج منه غالب، بل تعم الفتنة الجميع فتأكل الأخضر واليابس. فإزالة التوتر الديني والنزاع الطائفي هو الأساس لنجاح الحل السياسي واستقراره وتقدمه.
وفي هذه المناسبة فإن المجمع يدعو أهل العراق جميعاً إلى المشاركة السياسيّة، والعمل السياسي الجاد والدخول في مؤسسات الدولة وبالأخص في وزارتي الدفاع والداخلية لتحقيق التوازن بين جميع مكونات الشعب العراقي وأطيافه، ولإنجاح خطة الحكومة في حل الميليشيات الحزبية، وتحقيق المصالحة الوطنية على أساس التسامح والحقوق العادلة للجميع، كل ذلك حتى تعود إلى العراق سيادته كاملة وتتأكد وحدته، ولا يجد الاحتلال أي مبرر لوجوده واستمراره، ويعود العراق إلى أداء دوره في صفّ أمته العربية والإسلامية.
ويناشد المجمع الدول الإسلامية والدول الصديقة لمساعدة العراق على الخروج من أزمته للعودة إلى دوره المنشود، وتقديم مساعدات عاجلة للمناطق المنكوبة في العراق. كما يشيد بكل جهود المصالحة التي تقوم بها تلك الدول لإنهاء الأوضاع الصعبة التي يعيشها العراق وبخاصة الجهود التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية في مجال جمع القيادات الدينية العراقية على حل ديني شامل يمثل الأساس للحل السياسي.
الصومال الشقيق:(1/39)
أما بخصوص ما يجري حالياً في الصومال فإن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي يوجه نداء إلى الأخوة العقلاء في الصومال رئيساً وحكومة ومحاكم إسلامية وشعباً، داعياً إياهم إلى المصالحة الجادة والفعالة وإلى نبذ العنف والاقتتال، وإلى تغليب المصلحة العليا للشعب الصومالي على المصالح الشخصية، ويناشدهم بأن لا يفوتوا هذه الفرصة السانحة للمصالحة وتوحيد الجهود لاستعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، ولإعادة إعمار الوطن الذي دمرته الحرب.
كما أن مجلس المجمع يؤيد الجهود المباركة التي تبذلها الجامعة العربية نحو الصومال، ويؤكد على دور منظمة المؤتمر الإسلامي في هذا المجال، بدعم من معالي الأمين العام للجامعة ومعالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومن لجنة متابعة الشؤون الصومالية، وأملنا كبير في مضاعفة هذه الجهود واستمرارها لتشمل جميع المجالات التي تخدم الصومال من اقتصادية وسياسية وأمنية، كي يعود الصومال موحداً إلى الأسرة الدولية وإلى مكانته في المنظمات العربية والإسلامية والدولية.
وفي الوقت نفسه يناشد مجلس المجمع الأمة الإسلامية حكومات وشعوباً مناصرة الصومال وتقديم المساعدات إليه في جميع المجالات وخاصة المساعدات العاجلة بسبب الحرب، وكذلك مساعدة المنكوبين بسبب الجفاف. فالمُسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يَخذله ولا يَسلمه، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
والله الموفق.(1/40)