اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله تعالى – على أنه يسن في السعي الإكثار من ذكر الله ودعائه ، وليس بينهما دعاء مخصوص بل يندب أن يدعو فيهما بما أحب .
واستحب جماعة من فقهاء الحنفية (2) ، والشافعية (3) ، والحنابلة (4) أن يقول عند نزوله من الصفا : «اللهم استعملني بسنة نبيك وتوفني على ملته وأعذني من عذاب القبر». وعند رمله في الأشواط الثلاثة يقول : «رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم» .
واستدلوا بما يلي :
1 – كان ابن مسعود – رضي الله عنه – إذا سعى بين الصفا والمروة قال : (رب اغفر وارحم ، واعف عما تعلم ، إنك أنت الأعز الأكرم) (5) .
2 – وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه كان يقول عند الصفا : «اللهم أحيني على سنة نبيك × ، وتوفني على ملته ، وأعذني من مضلات الفتن» (6) .
__________
(1) ... حكاه ابن رشد في بداية المجتهد (1/646) . وينظر : المبسوط (4/9) ، والبدائع (3/125) ، والبناية (4/68) ، والكافي ، لابن عبد البر ص 139 ، والذخيرة (3/251) ، وحاشية الدسوقي (2/41) ، وروضة الطالبين (3/89) ، والمجموع (8/73) ، والمغني (5/236) ، وشرح الزركشي (3/208) ، والاقناع (1/385) .
(2) ... ينظر : المبسوط (4/13) ، وبدائع الصنائع (3/125) ، والاختيار (1/149) . ...
(3) ... ينظر : روضة الطالبين (3/89) ، ومغني المحتاج (1/495) ، والحاوي (5/211) . ...
(4) ... ينظر : المغني (5/236) ، والمستوعب (4/222) . ...
(5) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب الخروج إلى الصفا ... ، برقم (9351) ، (5/154) ، وقال : (هذا أصح الروايات في ذلك عن ابن مسعود) ، وروى مثله عن ابن عمر ، برقم (9352) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/68) عنهما ، وصححه الألباني في مناسكه ص 27 ، وقال : (إن دعابه فلا بأس لثبوته عن جمع من السلف...) . ...
(6) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب الخروج إلى الصفا ، برقم (9349) ، (5/154) .(1/109)
يمكن أن يناقش استدلالهم :
بأنه ليس في ظاهر هذين الأثرين تخصيص بالأشواط الأربعة أو عند هبوطه من الصفا ، بل يدعو بها في أي موضع أراد ، ولهذا عد العلماء تخصيصها بموضع معين بدعة (1) .
المسألة الرابعة : الحكمة من مشروعية الدعاء على الصفا دون الحجر الأسود :
ذكر الدعاء على الصفا ولم يذكر عند استلام الحجر ؛ لأن حالة الاستلام حالة ابتداء العبادة والطواف تشبه الصلاة ، والدعاء يؤتى به بعد الفراغ من العبادة والسعي تتمة ذلك، فأشبه آخر الصلاة فاستقام الدعاء للحاجة فيه (2) .
الفرع السادس : الدعاء في منى :
استحب بعض الحنفية (3) ، والشافعية (4) ، أن يقول الحاج إذا خرج إلى منى «اللهم إياك أرجو ولك أدعو ، فبلغني صالح عمل ...» .
وإذا دخلها في اليوم الثامن أن يقول : «اللهم هذه منى فأمنن علي بما مننت به على أوليائك ...» (5) . وإذا سار منها إلى عرفة استحب أن يقول : «اللهم إليك توجهت ، ووجهك الكريم أردت ، فأجعل ذنبي ...» .
ولم يذكروا دليلاً على استحباب هذه الأدعية ، إنما هو استحسان ليس له أصل (6) .
الفرع السابع : الدعاء في عرفة ، وفيه ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : دعاء الحاج في عرفة :
__________
(1) ... منهم الشيخ بكر أبو زيد ، ينظر : تصحيح الدعاء ص 521 . ...
(2) ... ينظر : المبسوط (4/13) ، والبناية (4/82) . ...
(3) ... ينظر : تبيين الحقائق (2/23) ، والاختيار (1/149) ، ومجمع الأنهر (1/275) . ...
(4) ... ينظر : الأذكار ص 199 ، ومغني المحتاج (1/501) . ...
(5) ... قال في الفتوحات (4/405) قال ابن حجر : (لم أره مرفوعاً ووجدته في كتاب المناسك للحافظ أبي إسحاق الحربي لكنه لم ينسبه لغيره) . ...
(6) ... ينظر : الفتوحات ، (4/405) ، ولهذا عده الألباني في مناسكه ص 51 من البدع ، وكذا بكر أبو زيد في تصحيح الدعاء ص 522 . ...(1/110)
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أنه يسن الاجتهاد في يوم عرفة بالإكثار من ذكر الله ودعائه واستغفاره ، والصلاة على النبي × ، وليس فيه شيء مؤقت .
قال شيخ الإسلام – رحمه الله – (2) : «ويجتهد في الذكر والدعاء هذه العشية فإنه ما رؤى إبليس في يوم هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أغيظ ولا أدحض من عشية عرفة ، لما يرى من تنزيل الرحمة ، وتجاوز الله سبحانه عن الذنوب العظام ، إلا ما رؤي يوم بدر فإنه رأى جبريل يزع الملائكة» (3) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له) (4) .
__________
(1) ... ينظر : المبسوط (4/9)، وبدائع الصنائع (3/134) ، وفتح القدير (2/474) ، والذخيرة (3/255)، وحاشية الدسوقي (2/44) ، والتاج والإكليل بهامش الجليل (3/118) ، والأم (2/233) ، والمجموع (8/108) ، ومغني المحتاج (1/496) ، والمستوعب (4/230) ، والمغني (5/268) ، وشرح الزركشي (3/242) ، والاقناع (1/387) . ...
(2) ... الفتاوى (26/123) . ...
(3) ... أخرجه مالك في الموطأ ولفظه : (ما رئي الشيطان يوماً هو فيه أصغر ... الخ) برقم ، (954) ،
ص 291 ، وقال ابن عبد البر في التمهيد ، ينظر: فتح البر (8/545) : (حديث حسن) ، وأخرجه البغوي في شرح السنة ، برقم (1930) ، ص 158 ، وقال : (مرسل) . ...
(4) ... أخرجه مالك في الموطأ كتاب الحج ، باب جامع الحج ، برقم (955) ، ص 291 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب في دعاء يوم عرفه ، برقم (3585) ، ص 3021 ، وقال : (حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وحماد بن أبي حميد هو محمد بن أبي حميد ، وهو أبو إبراهيم المدني ، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث) ، وضعفه ابن حجر في التلخيص ، (4/883) ، وقال : (في إسناده حماد بن أبي حميد ، وهو ضعيف) ، وأخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، برقم
(9473) ، (5/190) ،وقال : (هذا مرسل ، وقد روى عن مالك بإسناد آخر موصولاً ووصله ضعيف) ، وقال ابن عبد البر في التمهيد : (لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث كما رأيت ، ولا أحفظه بهذا الإسناد مسنداً من وجه يحتج بمثله...) ينظر : فتح البر (8/588). وأخرجه البغوي في شرح السنة ، (7/157) ، وقال : (هذا حديث مرسل) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ، برقم
(1102) ، (1/248) .(1/111)
وجه الدلالة: في ذلك دليل على أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره ، وعلى فضل يوم عرفة على غيره ، وعلى أن دعاء ذلك اليوم مجاب كله في الأغلب (1) وفي سبب تسمية هذا الذكر دعاء في هذا الحديث ثلاثة أوجه (2) :
أحدها : أنه لما كان الثناء يحصل أفضل مما يحصل الدعاء للحديث القدسي : (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل مما أعطي السائلين) (3) ، فأطلق عليه لفظ الدعاء لحصول مقصوده .
والثاني : معناه أفضل ما يستفتح به الدعاء على حذف مضاف .
والثالث: أفضل ما يستدل به عن الدعاء لا إله إلا الله.. الخ. والأول أوجه (4) .
__________
(1) ... ينظر : فتح البر في ترتيب التمهيد (8/589 – 590) . ...
(2) ... ذكرها ابن علان في الفتوحات الربانية (4/246 – 247) ، وينظر : فتح البر في ترتيب التمهيد
(8/592) ، وفتح القدير (2/424) ، وشأن الدعاء ص 206 ، وشرح الزرقاني (2/53) .
(3) ... أخرجه الترمذي ، كتاب فضائل القرآن ، باب ألا رجل يحملني إلى قومه ، برقم (2926) ،
ص 1945 ، والدارمي في سننه ، كتاب فضائل القرآن باب فضل كلام الله على سائر الكلام ، برقم
(3356) ، (2/533) ، وقال ابن حجر في الفتح (9/66) : (رجاله ثقات إلا عطية العوفي ، ففيه ضعف) ، وقال ابن حجر في التهذيب (7/195) : (قال أحمد : وذكر عطية فقال : هو ضعيف الحديث، قال ابن عدي : كان يعد من شيعة أهل الكوفه) . ...
(4) ... ينظر : الفتوحات (4/246) . ...(1/112)
2 – قال × : (أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نوراً ، وفي سمعي نوراً ، وفي بصري نوراً ، اللهم اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، أعوذ بك من وسواس الصدر ، وفتنة القبر ، وشتات الأمر ، وأعوذ بك من شر ما يأتي في الليل والنهار ، وما تهب به الرياح) (1) .
المسألة الثانية : حكم رفع اليدين عند الدعاء يوم عرفة :
نص الفقهاء (2) – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب أن يقف الحاج مستقبل القبلة رافعاً يديه ، وبطونهما إلى السماء ، ولا يجاوز بهما رأسه ، متضرعاً خاشعاً ، والوقوف على الراحلة أفضل اقتداء برسول الله × ، ثم الوقوف قائماً.
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أسامة – رضي الله عنه – قال : كنت ردف النبي × بعرفات فرفع يديه يدعو ، فمالت به ناقته ، فسقط حطامها ، فتناول الحطام بإحدى يديه ، وهو رافع يده الأخرى» (3) .
__________
(1) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب أفضل الدعاء يوم عرفة ، برقم (9475) ، (5/190) : وقال : (تفرد به موسى بن عبيدة وهو ضعيف ولم يدرك أخوه عليا – رضي الله عنه -) ، وضعفه ابن حجر في التلخيص (3/884) ، والشوكاني في النيل (5/70). وقد ذكر الفقهاء أدعية كثيرة تقال في هذا اليوم يطول الأمر بذكرها ، ولا يصح في ترتيب شيء من ذلك حديث ، ينظر : تصحيح الدعاء ص 523 ، ومناسك الحج والعمرة للألباني ص 52 .
(2) ... ينظر : البناية (4/107) ، وتبيين الحقائق (2/24) ، والمدونة (1/398) ، (وقال مالك بعرفه إن رفع فرفعاً خفيفاً) ، والتاج والإكليل بهامش مواهب الجليل (1/118)، والفواكه الدواني (1/555) ، وروضة الطالبين (3/98)، ومغني المحتاج (1/497)، شرح الزركشي (3/242)، والمغني (5/268) ، والاقناع (1/387) ، والفروع(3/375) . ...
(3) ... سبق تخريجه ، ص (175) . ...(1/113)
وجه الدلالة: فيه دليل على أن عرفة من المواطن التي يشرع فيها رفع اليدين عند الدعاء (1) .
2 – عن ابن عباس عن النبي × قال : ترفع الأيدي في الصلاة ، وإذا رئي البيت ، وعلى الصفا والمروة ، وعشية عرفة (2) .
3 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : وقف رسول الله × بعرفة فجعل يدعوا هكذا ، وجعل ظهر كفيه مما يلي وجهه ، ورفعهما فوق ثندوته ، وأسفل من منكبيه (3) .
4 – ولأن هذا موضع دعاء وتضرع ، وسؤال ورغبة ورفع اليدين في مثل هذا مشروع (4) .
المسألة الثالثة : التعريف يوم عرفة :
التعريف : هو اجتماع الناس يوم عرفة في غير عرفة في المساجد أو بعض المواضع لذكر الله ودعائه تشبيهاً بالواقفين بعرفة (5) .
اختلف الفقهاء في حكمه على قولين :
القول الأول : لا يشرع التعريف بالأمصار عشية عرفة ، بل ذلك من البدع .
وهذا الصحيح من قول الحنفية (6) ، ومذهب المالكية (7) ، وظاهر مذهب الشافعية (8) واختيار شيخ الإسلام – ابن تيمية – (9) رحمه الله - .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... نيل الأوطار (5/70) . ...
(2) ... سبق تخريجه ، ص (605) . ...
(3) ... سبق تخريجه ، ص (169) . ...
(4) ... المنتقى (6/525) . ...
(5) ... ينظر: المجموع (8/110)، ومغني المحتاج (1/497)، وتبيين الحقائق (1/226) ، واقتضاء الصراط ص 310 .
(6) ... ينظر : تبيين الحقائق (1/226) ، والبحر الرائق (2/177) ، وقال : (وظاهره أن الكراهة تحريمية)، واقتضاء الصراط ص 310 . ...
(7) ... ينظر : الخرشي على مختصر خليل (1/352) ، والاعتصام (1/491) ، والحوادث والبدع ص 97 ، والبدع والنهى عنها ، لابن وضاح ص 46 ، والذخيرة (13/348) ، والمعيار المعرب (2/284).
(8) ... ينظر : المجموع (8/110) ، ومغني المحتاج (1/497) ، الأمر بالاتباع ، والنهي عن الابتداع ، للسيوطي ص 181 . ...
(9) ... ينظر : اقتضاء الصراط المستقيم ص 310 ، والانصاف (2/415) . ...(1/114)
1 – أن ذلك من البدع المحدثة التي لم ترد عن السلف (1) ، بل ورد عن السلف كراهتها والنهي عنها. فمن ذلك:
أ- ما ورد عن نافع مولى ابن عمر أنه اجتمع ناس يوم عرفة في مسجد النبي × يدعون بعد العصر ، فخرج عليهم من دار آل عمر فقال :«أيها الناس إن الذي أنتم عليه بدعة وليست سنة إنا أدركنا الناس ولا يصنعون مثل هذا ، ثم رجع فلم يجلس ، ثم خرج الثانية ففعل مثلها ثم رجع» (2) .
ب – وسئل إبراهيم النخعي عن اجتماع الناس عشية عرفة فكرهه ، وقال: «محدث» (3) .
ج – وعن سفيان – رحمه الله – قال : «ليست عرفة إلا بمكة ، ليس في هذه الأمصار عرفة» (4) .
فهؤلاء الأئمة علموا فضل الدعاء يوم عرفة ، لكن علموا أن ذلك بموطن عرفة لا في غيرها ، ولا منعوا من خلا بنفسه فحضرته نية صادقة أن يدعو الله تعالى ، وإنما كرهوا الحوادث في الدين ، وأن يظن العوام أن من سنة يوم عرفة بسائر الآفاق الاجتماع والدعاء ، فيتداعى الأمر إلى أن يدخل في الدين ما ليس منه (5) .
2– ولأن الوقوف بعرفة عبادة مختصة بمكان مخصوص ، فلا يشبه هذا التعريف به كسائر المناسك ، بل مفسدة اعتقادية تتوقع بل نفس الوقوف ، وكشف الرؤوس ، يستلزم التشبه (6) .
3 – ولأن الوقوف لما كان عبادة مخصوصة بمكان لم يجز فعله إلا في ذلك المكان، كالطواف وغيره ألا ترى أنه لا يجوز الطواف حول سائر البيوت تشبيهاً بالطواف حول الكعبة (7) .
__________
(1) ... الخرشي على مختصر خليل (1/352) ، والمعيار المعرب (1/285) . ...
(2) ... أخرجه ابن وضاح في البدع والنهى عنها ، ص 46 ، وأبو بكر الطرطوشي في الحوادث والبدع ، ص 98 .
(3) ... أخرجه ابن وضاح في البدع والنهى عنها ، ص 46 ، وأبو بكر الطرطوشي في الحوادث والبدع ، ص 98 .
(4) ... نفس الإحالات السابقة.
(5) ... الحوادث والبدع ص 99 . ...
(6) ... حاشية ابن قاسم على الروض المربع (2/523) . ...
(7) ... البحر الرائق (2/176) . ...(1/115)
القول الثاني: يستحب التعريف يوم عرفة بالأمصار،وهو أمر مشروع ولا بأس به.
وهذا قول بعض الحنفية (1) ، والمالكية (2) ، ورواية عن أحمد (3) .
واستدلوا بما يلي :
1 – أن التعريف في غير عرفة قد ورد فعله عن السلف فمن ذلك:-
عن الحسن – رحمه الله – قال : أول من صنع ذلك ابن عباس (4) ، بالبصرة ، حين كان خليفة لعلي – رضي الله عنه – ولم ينكر عليه وما يفعل في عهد الخلفاء الراشدين من غير إنكار لا يكون بدعة (5) .
2 – ما جاء عن الحسن البصري – رحمه الله – أنه جلس يوم عرفة بعد العصر فدعا وذكر الله عز وجل فاجتمع الناس.وفي رواية : أنه خرج يوم عرفة من المقصورة بعد العصر فقعد فعرف (6) .
3 – وقد سئل أحمد – رحمه الله – عن التعريف في الأمصار ، قال : «أرجو ألا يكون به بأس ، قد فعله غير واحد من السلف» (7) .
نوقشت أدلتهم بما يلي:
ما ورد عن ابن عباس – رضي الله عنه – أنه عرف بالبصرة فهذا – إن صح – فالجواب عنه من وجوه :
الأول : فعل ابن عباس يحتمل أنه خرج للدعاء لأجل الاستسقاء ونحوه لا للتشبه بأهل عرفة (8) .
__________
(1) ... ينظر : تبيين الحقائق (1/226) ، وقال : (وهو قول أبي يوسف ومحمد في غير رواية الأصول). ...
(2) ... ينظر : الجامع لأحكام القرآن (2/277) . ...
(3) ... ينظر : الانصاف (2/415) ، والروض المربع مع حاشية ابن قاسم (2/523) . ...
(4) ... أخرجه البيهقي في سننه ، باب ما جاء في التعريف بغير عرفات ، برقم (9477) ، (5/191) .
(5) ... اقتضاء الصراط المستقيم ، ص 310 . ...
(6) ... أخرجهما البيهقي في سننه ، باب ما جاء في التعريف ... ، برقم (9476) ، (5/191) . ...
(7) ... الجامع لأحكام القرآن (2/277) عن الأثرم ، وينظر : الانصاف (2/415) ، والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع ص 181 . ...
(8) ... تبيين الحقائق (1/227) . ...(1/116)
الثاني : أن تعريف ابن عباس – رضي الله عنهما - : أنه صعد المنبر ، فقرأ البقرة وآل عمران ، وفسرهما حرفاً حرفاً ، فتعريفه كان على هذا الوجه ، فسر للناس القرآن ، واجتمعوا إليه لسماع العلم فقيل : عرف ابن عباس بالبصرة لاجتماع الناس إليه (1) .
الثالث : يحتمل أن ابن عباس فعله مع أهله وهو صائم في ذلك اليوم ؛ لأن دعاء الصائم حري بالإجابة ، فلعله جمع أهله ودعا عند غروب الشمس ، أما أن يفعل بالمساجد ويظهر ويعلن ، فلا شك أن هذا من البدع ؛ لأنه لو كان خيراً لسبقنا الصحابة إليه، ولكان هذا مما تتوافر الدواعي على نقله (2) .
ولهذا قال شيخ الإسلام – رحمه الله – (3) : « لا نزاع فيه بين العلماء أنه منكر ، وفاعله ضال»
الراجح :
الراجح – والله أعلم – عدم مشروعية التعريف بغير عرفة وذلك لقوة أدلتهم ووجاهتها ، ولضعف دليل المخالفين بم ورد عليها من مناقشة، وغاية أمره كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية (4) : «هو مما يسوغ فيه الاجتهاد ، لا أنه سنة سنها النبي × لأمته ، أو يقال : إنه لا بأس به أحياناً لعارض إذا لم يجعل سنة راتبة»
الفرع الثامن : الدعاء في مزدلفة : وفيه ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : الدعاء عند دخول مزدلفة :
استحب بعض فقهاء الحنفية (5) والشافعية (6) أن يقول عند دخول مزدلفة :
__________
(1) ... الأمر بالاتباع ، والنهي عن الابتداع ص 181 . ...
(2) ... الشرح الممتع (5/227) . ...
(3) ... الانصاف (2/415) ، وينظر : حاشية الروض المربع (2/523) . ...
(4) ... اقتضاء الصراط المستقيم ص 310 ، وقاعدة في التوسل ص 103 . ...
(5) ... ينظر : تبيين الحقائق (2/27) ، والاختيار (1/252) ، ومجمع الأنهر (1/278) . ...
(6) ... ينظر : الأذكار مع الفتوحات (5/10) . ...(1/117)
«اللهم إن هذه مزدلفة ، جمعت فيها ألسنة مختلفة ، نسألك حوائج مؤتنفة ..» (1) أو يقول : «اللهم إليك أرغب إياك أرجو فتقبل ..» (2) أو يقول : «اللهم هذه مزدلفة وجمع،أسألك أن ترزقني جوامع الخير،واجعلني ممن سألك فأعطيته،ودعاك فأجبته..» (3) .
وعند الفراغ من الصلاتين : «اللهم حرم لحمي وشعري ودمي وعظمي وجميع جوارحي على النار يا أرحم الراحمين» .
وهذه الأدعية بهذا الترتيب لا أصل لها كما ثبت ذلك في تخريجها ولهذا عدها العلماء من البدع (4) .
المسألة الثانية : الدعاء في أثناء المبيت في مزدلفة :
استحب بعض فقهاء الحنفية (5) ، والشافعية (6) إحياء ليلة مزدلفة بالذكر والدعاء والتلبية وقراءة القرآن ، لما اجتمع فيها من شرف المكان والزمان (7) .
نوقش :
بأن هذا خلاف السنة ؛ فإن النبي × في تلك الليلة لم يتعبد لله عز وجل بمثل هذا ؛ بل في الصحيح من حديث جابر – رضي الله عنه – : (أن النبي × لما صلى العشاء اضطجع حتى طلع الفجر ثم صلى الصبح) (8) . وهذا يدل على أن تلك الليلة ليس فيها تهجد أو تعبد أو تسبيح أو دعاء (9) .
__________
(1) ... قال الشيخ بكر أبو زيد في التصحيح ص 523 : (لا أصل له) . ...
(2) ... قال ابن حجر : (وهو حسن ، ولم أره مأثوراً) ، ينظر : الفتوحات (5/10) . ...
(3) ... قال ابن حجر : (ولم أره مأثوراً) ، الفتوحات (5/12) . ...
(4) ... منهم : الألباني في مناسكه ص 53 ، وبكر أبو زيد في تصحيح الدعاء ص 523 . ...
(5) ... ينظر : الفتاوى الهندية (1/230) . ...
(6) ... ينظر : الأذكار مع الفتوحات (5/12) . ...
(7) ... الفتوحات الربانية (5/12) . ...
(8) ... سبق تخريجه ، ص (602) . ...
(9) ... ينظر : دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج ص 74 . ...(1/118)
المسألة الثالثة : الدعاء عند المشعر الحرام (1) :
اتفق الفقهاء (2) – رحمهم الله – على أنه يستحب الوقوف عند المشعر الحرام والإكثار من ذكر الله ودعائه .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال تعالى: ? ?????????? ??????????? ????? ??????????? ?????????????? ?????? ????? ?????????????? ???????????? ????????????? ????? ???????????? ? (3) .
2 – عن جابر – رضي الله عنه – في صفة حج النبي × قال : (ثم أتى النبي × المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده) (4) .
3 – لأنه زمن الاستشعار بطاعة الله تعالى، والتلبس بعبادته والسعي إلى شعائره (5) .
ويدعو عند وقوفه بما شاء من الأدعية ، ويرفع يديه ، ويستقبل بهما وجهه بسطاً (6) .
__________
(1) ... المشعر الحرام : المشعر المعلم ، ومنه : سمى المشعر الحرام لأنه معلم للعبادة وموضع، واختلف فيه العلماء فقيل : هو جبل بمزدلفة اسمه قزح سمى بذلك لما فيه من الشعائر ، وهي معالم الدين وطاعة الله تعالى ، وقيل : هو مزدلفة كلها ، وسميت مزدلفة بذلك لأنها داخل الحرم ، وهي أيضاً جُمع وتسمى بهما جميعاً ، وينظر : لسان العرب(4/414) ، مادة شعر ، وتفسير القرآن العظيم (1/230) ، وشرح صحيح مسلم (8/189) والمعونة (1/582) ، والمجموع (8/131) ، ومغني المحتاج (1/501)، والجامع لأحكام القرآن (2/279) . ...
(2) ... ينظر : فتح القدير (2/483) ، والبناية (4/122) ، وتبيين الحقائق (2/28) ، والمعونة (1/377) ، والتلقين(1/288) ، ومواهب الجليل (3/117) ، والمجموع (8/131) ، مغني المحتاج (1/501) ، والفتوحات(5/12 – 14)، والمغني (5/277)، وشرح الزركشي(3/248) ، وزاد المعاد (2/352).
(3) ... سورة البقرة ، آية (198) . ...
(4) ... سبق تخريجه ، ص (602) . ...
(5) ... المغني ، (5/277) . ...
(6) ... البناية (4/122) . ...(1/119)
واستحب بعض فقهاء الحنفية (1) ، والشافعية (2) أن يقول عند الوقوف عليه: «اللهم كما وفقتنا فيه وأرتينا إياه فوفقنا لذكرك كما هديتنا واغفر لنا وارحمنا وعدتنا بقولك..» (3) .
وهذا الدعاء لا أصل له كما ثبت في تخريجه .
الفرع التاسع : الدعاء عند رمي الجمار : وفيه ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : الدعاء أثناء الرمي :
استحب بعض فقهاء الحنفية (4) ، والمالكية (5) ، والشافعية (6) ، والحنابلة (7) ، أن يقول بعد التكبير أثناء الرمي:«اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً ، وعملاً مشكوراً».
واستدلوا بما يلي :
عن ابن عمر – رضي الله عنه – أنه استبطن الوادي ، ثم رمى سبع حصيات يكبر مع كل حصاة حتى إذا فرغ قال : «اللهم اجعله حجاً مبروراً ، وذنباً مغفوراً ، ثم قال : هكذا رأيت الذي أنزلت عليه سورة البقرة صنع» (8) .
نوقش :
بأن الحديث ضعيف كما ثبت في تخريجه ، فلا يعول عليه ، فلهذا عد العلماء هذه الزيادة من البدع (9) .
المسألة الثانية : الدعاء بعد رمي الجمار :
__________
(1) ... ينظر : تبيين الحقائق (2/28) ، ومجمع الأنهر (1/278) . ...
(2) ... ينظر : الأذكار مع الفتوحات (5/14) . ...
(3) ... قال ابن حجر : (لم أره مأثوراً) ، ينظر: الفتوحات (5/14) . ...
(4) ... ينظر : فتح القدير (2/486) ، وحاشية ابن عابدين (2/565) ، والبناية (4/130) . ...
(5) ... ينظر : مواهب الجليل (3/126) . ...
(6) ... ينظر : مغني المحتاج (1/501) . ...
(7) ... ينظر : المغني (5/326) ، والفتاوى (26/135) . ...
(8) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب رمي الجمار ، برقم (9549) ، (5/211) ، ورواه بإسناد آخر برقم (9550) ، ثم قال عنه : (فيه عبد الله بن حكيم ضعيف) ، وضعف الألباني كلا الإسنادين في السلسلة الضعيفة ، برقم (1107) . ...
(9) ... كالألباني في مناسكه ص 54 ، وبكر أبو زيد في تصحيح الدعاء ص 524 . ...(1/120)
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب للحاج أن يقف عند الجمرة الأولى بعد رميها ، ويرفع يديه ، مستقبلاً القبلة ويطيل القيام بمقدار ما يقرأ سورة البقرة ، ويفعل ذلك عند الجمرة الثانية بعد رميها ، وينصرف بعد رمي جمرة العقبة ولا يقف للدعاء وليس في ذلك دعاء مؤقت .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أنه (كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ، ثم يكبر على إثر كل حصاة ، ثم يتقدم فيسهل (2) ، فيقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً ، فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك ، فيأخذ ذات الشمال فيسهل ، ويقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً ، فيدعو ويرفع يديه ، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ، ويقول: هكذا رأيت رسول الله × يفعل) (3) .
__________
(1) ... حكاه ابن المنذر في كتاب الاجماع ص 74 ، وابن قدامة في المغني (5/326) ، وينظر : المبسوط
(4/23) ، وفتح القدير (2/485) ، وبدائع الصنائع (3/135) ، والمدونة (1/423) ، والذخيرة
(3/279) ، والكافي ،لابن عبد البر ص 146 ، وحاشية الدسوقي (2/52) ، والأم (2/243) ، وروضة الطالبين (3/110) ، والمجموع (8/136) ، وفتح الباري (3/682) ، والمغني (5/326) ، وشرح الزركشي (3/380) ، والفتاوى (26/135) . ...
(2) ... أي يقصد السهل من الأرض ، وهو المكان المصطحب الذي لا ارتفاع فيه ، (فتح الباري (3/682) .
(3) ... أخرجه البخاري ، كتاب الحج ، باب رفع اليدين عند جمرة الدنيا ، برقم (1752) ص 137 .(1/121)
2 – وأما كونه غير مؤقت ، فلقوله في الحديث السابق : (ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت ، فرفع يديه ، ثم أتى الصفا فجعل يذكر الله عز وجل ما شاء أن يذكره ويدعوه قال : والأنصار تحته ، فدعا الله وحمد الله ودعا بما شاء أن يدعو) (1) . ولأن توقيت الدعاء يذهب بالرقة ، لأنه يجري على لسانه من غير قصده فيبعد الإجابة (2) .
3 – وأما كونه لا يقف بعد رمي جمرة العقبة ، فلأنه في اليوم الأول لكثرة ما عليه من الشغل كالذبح والحلق الإفاضة إلى مكة ، وفيما بعده من الأيام فلأن وقوفه للدعاء بعدها يوجب قطع سلوكها على الناس ، وشدة زحام الواقفين والمارين ويفضي ذلك إلى ضرر عظيم بخلاف باقي الجمار ؛ فإنه لا يقع في نفس الطريق بل بمعزل منضم عنه (3) . ولأن جمرة العقبة آخر منى ، والداعي يريد أن يتأخر عن الجمرة وما بعدها ليس من منى (4) .
وينبغي له أن يستغفر للمؤمنين في دعائه في هذه المواقف (5) ؛ لأن النبي × قال : (اللهم اغفر للحاج ، ولمن يستغفر له الحاج) (6) .
المسألة الثالثة : رفع اليدين عند الدعاء بعد رمي الجمار :
سبق أن بينت أن هذه المسألة متفق عليها بين الفقهاء ولم يخالف فيها إلا الإمام
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (605) . ...
(2) ... ينظر : بدائع الصنائع (3/135) ، والمبسوط (4/69) ، والبناية(4/68) ، وعون المعبود(5/228).
(3) ... ينظر : فتح القدير (2/486) . ...
(4) ... الرد على البكري (2/427) . ...
(5) ... البناية (4/149) ، وينظر : تبيين الحقائق (2/34) ، والمبسوط (4/23) . ...
(6) ... أخرجه الحاكم في مستدركه ، كتاب المناسك ، باب وفد الله ثلاثة الغازي...، برقم (1654)، (2/84)، وقال: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)، قال الحافظ: (إسناده حسن)، وأخرجه البيهقي في سننه، برقم (10381)، (5/428)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، برقم (1177)ص166.(1/122)
مالك (1) – رحمه الله – . قال ابن قدامة – رحمه الله – (2) :«لا نعلم لما تضمنه حديث ابن عمر هذا مخالفاً إلا ما روي عن مالك من ترك رفع اليدين عند الدعاء بعد رمي الجمار» .
واستدل له : بأن الرفع لو كان سنة ثابتة ما خفى عن أهل المدينة (3) .
نوقش : بأن الذي رواه من أعلم أهل المدينة من الصحابة في زمانه ، وابنه سالم (4) ، أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة ، والراوي عنه ابن شهاب (5)
__________
(1) ... ينظر : المدونة (1/423) ، والذخيرة (3/279) . ...
(2) ... المغني (5/326) ، وينظر فتح الباري (3/682) . ...
(3) ... فتح الباري (3/682) . ...
(4) ... هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، الإمام الزاهد ، الحافظ ، مفتي المدينة أبو عمر ، وأبو عبد الله ، القرشي ، العدوي ، المدني ، وأمه أم ولد ، مولده في خلافة عثمان . حدث عنه : أبيه ، وعائشة ، وزيد بن الخطاب ، وأبي لبابه وغيرهم كثير . حدث عنه : أبو بكر ، سالم بن أبي الجعد ، محمد بن واسع وخلق سواهم . قال مالك : (لم يكن أحد في زمان سالم أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والفضل والعيش منه) .
... وكان ممن فاق أهل المدينة علماً وتقى وعبادة وورعاً ، توفي سنة 107هـ .
... ينظر في ترجمته: شذرات الذهب(1/133)، وسير أعلام النبلاء(4/457)، والبداية والنهاية (4/552).
(5) ... هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب ، الإمام العلم ، حافظ زمانه ، أبو بكر القرشي الزهري المدني ، الثبت ، الحجة . حدث عن : ابن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، خلق سواهم . وحدث عنه : عطاء بن أبي رباح ، وعمر بن عبد العزيز ، وعمرو بن دينار وأمم سواهم . وهو من أول من دون العلم وكتبه ، وكان رحمه الله محتشماً جليلاً بزي الأجناد له صورة كبيرة في دولة بني أمية ، وكان ممن يوصف بالعبادة يرى بين عينيه أثر السجود ، توفي سنة 123هـ أو 124هـ .
... ينظر في ترجمته : البداية والنهاية (13/132 – 142) ، وسير أعلام النبلاء (5/326) ، وشذرات الذهب (1/162) . ...(1/123)
عالم المدينة ، ثم في زمانه، فمن علماء المدينة إن لم يكونوا هؤلاء ؟ (1) .
الفرع العاشر : الدعاء عند الذبح ، وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : حكم الدعاء عند الذبح بلفظ : «اللهم منك وإليك» :
اختلف الفقهاء – رحمهم الله – في حكم قول الذابح «بسم الله اللهم منك وإليك، اللهم تقبل مني ، كما تقبلت من نبيك إبراهيم خليلك».عند الذبح على ثلاثة أقوال :
القول الأول : يكره أن يسمي مع اسم الله تعالى شيئاً وما يكون من الدعاء ، ينبغي أن يكون قبل الذبح أو بعده، وهذا مذهب الحنفية (2) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال ابن مسعود – رضي الله عنه - : «جردوا التسمية» (3) . يعني ذكر اسم الله تعالى عند الذبح (4) .
2 – ولأن الشرط تسمية الله تعالى على الخلوص عند الذبح.فما يكون منه من الدعاء فينبغي أن يكون قبل الذبح أو بعده (5) .
فإذا أضجعها ثم دعا وأعقب الدعاء بالتسمية والذبح حصل الفصل معنى ، أما إذا دعا بعد التسمية وقبل الذبح نحو : بسم الله اللهم تقبل مني ، فإنه يكره؛ لأنه لم يجرد التسمية (6) .
__________
(1) ... فتح الباري (3/683) . ...
(2) ... ينظر : المبسوط (4/146) ، (12/5) ، وتبيين الحقائق(5/289) ، والاختيار (5/10) ، ومجمع الأنهر (2/509) . ...
(3) ... أورده السرخسي في المبسوط (4/69) ولم يسنده . ...
(4) ... المبسوط (4/146) . ...
(5) ... المصدر السابق ، والصفحة السابقة . ...
(6) ... ينظر : تبيين الحقائق (5/289) ، والاختيار (5/10) ، ومجمع الأنهر (2/509) . ...(1/124)
3 – وذلك لما روي أنه × إذا أراد أن يذبح أضحيته يقول: «هذا منك ولك ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ؛ بسم الله والله أكبر» ، ثم يذبح ويقول بعده: اللهم تقبل هذا من أمة محمد ممن شهد لك بالوحدانية ولي بالبلاغ (1) .
4 – وأما كون الدعاء بقوله : «اللهم تقبل مني» بعد التسمية لا يحرم ، فلأن الشركة لم توجد ، ولم يكن الذبح واقعاً عليه (2) .
5 – ولأن المأمور به هو الذكر ، فيكره أن يخلط به غيره من الدعاء لنفسه ، إذ ليس من جنس الذكر على الذبيحة (3) .
القول الثاني: يستحب أن يقول عند الذبح بسم الله والله أكبر اللهم تقبل من فلان، ويكره: اللهم منك وإليك لأنه بدعة، وهذا مذهب المالكية (4) ، ووجه عند الشافعية (5) .
واستدلوا بما يلي :
1 - أن قوله : (اللهم تقبل من فلان) دعاء ، والدعاء مندوب إليه (6) .
__________
(1) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الأضاحي ، باب قول المضحي ، برقم (191185) ، (9/483) بنحوه، وابن ماجه في سننه ، كتاب الأضاحي ، باب أضاحي النبي × ، برقم (3122) ، ص 2666 بنحوه ، وقال في مصباح الزجاجة (3/528) : (هذا إسناد حسن) ، وأحمد في المسند ، ينظر: (الفتح الرباني ، كتاب الأضاحي ، باب ما جاء في أضاحي النبي × ، برقم (47) ، (13/61)) ، وأورده الهيثمي في المجمع ، (4/21) ، باب أضحية رسول الله × وعزاه إلى أحمد ، وقال (إسناده حسن) ، وقال في الحاوي (19/116) : (نقل المزني عن الشافعي أنه لم يثبت) . ...
(2) ... ينظر : تبيين الحقائق (5/289) ، ومجمع الأنهر (2/509) . ...
(3) ... مختصر اختلاف العلماء (2/178) . ...
(4) ... ينظر: المدونة (2/66) ، والذخيرة (3/365) ، والفواكه الدواني (1/587) ، وحاشية العدوي (1/507).
(5) ... ينظر : الحاوي (19/115) . ...
(6) ... حاشية العدوي (1/507) . ...(1/125)
2 – وأما قوله : (هذا منك وإليك) مكروه ؛ لأنه لم يصحبه عمل أهل المدينة (1) . هذا إذا اعتقد قائله أنه من لوازم التسمية ، وإلا فلا كراهة (2) .
القول الثالث: يسن أن يقول عند الذبح بسم الله ، والله أكبر ، اللهم هذا منك وإليك ، اللهم تقبل مني إنك أنت السميع العليم، وهذا مذهب الشافعية (3) ،
والحنابلة (4) ، واختاره ابن تيمية (5) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي × ضحى بكبش أقرن (6) فأضجعه وقال : (بسم الله ، اللهم تقبل من محمد وآل محمد ، ومن أمة محمد ، ثم ضحى) (7) . فهذا نص صحيح صريح في استحباب الدعاء بهذا اللفظ
عند الذبح .
__________
(1) ... ينظر : بلغة السالك (2/94) . ...
(2) ... ينظر : حاشية العدوي (1/507) ، والفواكه الدواني (1/587) . ...
(3) ... ينظر : الأم (2/239) ، الحاوي (19/115) ، والبجيرمي على الخطيب (5/249) . ...
(4) ... ينظر : المستوعب (4/369) ، وشرح الزركشي(6/606) ، والمغني (5/299) ، والانصاف (4/75).
(5) ... ينظر : الفتاوى ، (26/136) . ...
(6) ... أي كبير القرنين ، ينظر : لسان العرب (13/331) ، مادة : قرن . ...
(7) ... أخرجه مسلم ، كتاب الأضاحي ، باب استحباب استحسان الضحية ، برقم (1967) ، ص 1029 .(1/126)
2 – وروي أن النبي × ذبح يوم العيد كبشين ثم قال حين وجهها : (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، بسم الله ، والله أكبر ، اللهم منك ولك ، عن محمد وأمته) (1) .
3 – ولأن قوله : (اللهم منك وإليك ، فتقبل مني) اعتراف بالنعمة ، وامتثالاً للأمر، ورغبة في الدعاء ، لأن قوله : (اللهم منك) اعتراف بأن الله أعطاه رزقه ، وقوله (إليك) إبانة عن التقرب إليه بطاعته ، وقوله : (فتقبل مني) دعاء يسأل فيه القبول ، وليس في واحد من هذه الثلاثة مكروهاً (2) .
وأجابوا على أدلة المانعين :
1 – أما قول ابن مسعود : «جردوا التسمية» يمكن أن يجاب عنه من وجهين :
الأول : ليس فيه ما يمنع الدعاء : «اللهم منك وإليك» ؛ لأن ظاهر قوله «جردوا التسمية» أنه لا يسمى شيء آخر مع اسم الله عند الذبح ، والدعاء ليس باسم .
والثاني : أنه معارض بالحديث الصحيح الصريح أنه × دعا بعد التسمية وقبل الذبح بهذا الدعاء «اللهم تقبل...» .
2 – أما استدلالكم بحديث : «أنه دعا بعد الذبح» .
يمكن أن يجاب عنه : أنه صرح في الرواية الثانية أنه قال : (بسم الله اللهم منك وإليك) .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأضاحي ، باب ما يستحب من الضحايا ، برقم (2792) ، ص 1432 ، وابن ماجه ، كتاب الأضاحي ، باب أضاحي النبي × ، برقم (3121) ، ص 2666، والدارمي ، كتاب الأضاحي ، باب السنة في الأضحية ، برقم (1946) ، (2/104) ، وأحمد في مسنده ، ينظر : فتح الرباني ، كتاب الأضاحي ، باب ما يقول المضحي عن الذبح ، (13/62) .والبيهقي في سننه ، كتاب الأضاحي ، باب قول المضحي اللهم منك وإليك ، برقم (19184) ، (9/482) ، كلهم من رواية أبي عياش عن جابر ، قال ابن حجر في التلخيص (4/1494) : (أبو عياش لا يعرف ...).
(2) ... الحاوي (19/115) . ...(1/127)
3 – أما قولهم : (أن قوله اللهم منك وإليك لم يصحب عمل ..) .
فيمكن أن يجاب عنه : بأنه ورد في الحديث من فعله × .
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – هو القول بمشروعية الدعاء عند الذبح بقوله : «بسم الله ، اللهم منك وإليك ، اللهم تقبل مني ...». وذلك لقوة أدلتهم ووجاهتها ، ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة .
المسألة الثانية : حكم الدعاء عند الذبح بلفظ : «اللهم اغفر لي» .
إذا قال عند الذبح «اللهم اغفر لي».فقد نص الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أنه لا تحل الذبيحة ؛ لأنه دعاء وسؤال وطلب حاجة (2) ، وليس بثناء خالص بل مشوب بحاجته (3) .وكذا لو قال عند الذبح : «اللهم خذ هذا عن فلان»، لا يستحب؛ لأنه إخبار بما قد علمه الله تعالى قبل ذكره لا يتضمن دعاء ، ولا اعترافاً بالنعمة (4) .
الفرع الحادي عشر : الدعاء عند الحلق :
استحب بعض فقهاء الحنفية (5) ، والشافعية (6) أن يقول عند الحلق وهو ممسك ناصيته بيده : «الحمد لله الذي هدانا ، وأنعم علينا ، اللهم هذه ناصيتي بيدك فتقبل مني واغفر لي وللمحلقين والمقصرين ، يا واسع المغفرة ، آمين» (7) .
__________
(1) ... ينظر : تبيين الحقائق (5/289) ، والاختيار (5/10) ، وحاشية ابن عابدين (9/492) ، وشرح الزركشي وقال : (لا نزاع أنه لو قال : اللهم أغفر لي ، لا تحل) ، والبحر الرائق (1/325) .
(2) ... ينظر : حاشية ابن عابدين (9/492) ، وشرح الزركشي (6/606) . ...
(3) ... البحر الرائق (1/325) . ...
(4) ... الحاوي (19/116) . ...
(5) ... ينظر : الاختيار (1/153) ، والفتاوى الهندية (1/231) . ...
(6) ... ينظر : الأذكار مع الفتوحات (5/24) ، ومغني المحتاج (1/502) . ...
(7) ... قال ابن حجر كما في الفتوحات الربانية (5/24) : (لم أقف عليه مأثوراً). ...(1/128)
وبعد الحلق : «الحمد الله الذي قضى عنا نسكاً ، اللهم زدنا إيماناً ويقيناً وتوفيقاً وعوناً ...» (1) . وترتيب هذه الأدعية ، لا أصل له كما ثبت في تخريجها ، ولهذا عدها العلماء من جملة البدع (2) .
واستحب بعض المالكية (3) ، وجماعة من الحنابلة (4) ، الإكثار من الدعاء عند الحلق ؛ لأن الرحمة تغشى الحاج عند حلاقه (5) . ولعلهم أخذوه من دعائه × للمحلقين ثلاثاً كما في الحديث الصحيح : (اللهم ارحم المحلقين) (6) . لكن الذين وصفوا حجة النبي × ، لم يذكروا أنه دعا عند الحلق أو أمر به ، فاستحبابه يحتاج إلى دليل صريح .
الفرع الثاني عشر : الدعاء عند شرب زمزم :
نص الفقهاء (7) – رحمهم الله – على أنه يستحب الدعاء عند شرب زمزم بلفظ: «اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً واسعاً ، وشفاء من كل داء» .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... قال ابن حجر كما في الفتوحات الربانية (5/24) : (لم أقف عليه أيضا). ...
(2) ... منهم الألباني في مناسكه ص 55 ، وبكر أبو زيد في تصحيح الدعاء ص 524 . ...
(3) ... ينظر : مواهب الجليل (3/128) . ...
(4) ... ينظر : الانصاف (4/35) . ...
(5) ... مواهب الجليل (3/128) . ...
(6) ... متفق عليه ، أخرجه البخاري ، كتاب الحج ، باب الحلق والتقصير عند الاحلال ، برقم (1727) ،
ص 135 ، ومسلم ، كتاب الحج ، باب تفضيل الحلق على التقصير، برقم (1301) ، ص 894.
(7) ... ينظر : فتح القدير (2/509) ، حاشية ابن عابدين (2/577) ، تبيين الحقائق (2/37) ، والاختيار
(1/155) ، ومجمع الأنهر (1/383) ، مواهب الجليل (2/110) ، والمجموع (8/201) ، والأذكار مع الفتوحات (5/27) ، ومغني المحتاج(1/511) ، والفتاوى (26/144) . ...(1/129)
كان ابن عباس – رضي الله عنهما – إذا شرب ماء زمزم قال : «اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً ، وشفاء من كل داء» (1) .
لكن هذا الأثر ضعيف عن ابن عباس ، كما ثبت تخريجه. فله أن يدعو بعد شربه بما أحب من الأدعية الشرعية (2) .
الفرع الثالث عشر : الدعاء عند دخول الكعبة :
دخول الكعبة ليس بفرض ولا سنة مؤكدة ، بل دخولها حسن ، والرسول × لم يدخلها في الحج ، ولا في العمرة ، وإنما دخلها عام فتح مكة (3) .
واستحب الفقهاء (4) لمن دخلها أن يصلي فيها ، ويكبر الله ويدعوه ويذكره .
واستدلوا بما يلي :
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : (أخبرني أسامة بن زيد – رضي الله عنه – أن النبي × لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ...) (5) .
__________
(1) ... أخرجه الحاكم في مستدركه ، كتاب المناسك ، باب ماء زمزم لما شرب له ، برقم (1782)، (2/132)، وقال : (صحيح الإسناد ، إن سلم من الجارودي) ، والدار قطني في سننه، كتاب الحج ، برقم (237) ، (2/288) ، وضعفه الألباني في إرواء الغليل (4/333) . ...
(2) ... ينظر : الفتاوى (26/144) ، ومواهب الجليل (3/110) . ...
(3) ... ينظر : الفتاوى (26/145) ، وفتح الباري (3/545) . ...
(4) ... ينظر: فتح القدير(2/499) ، والذخيرة (3/247)، روضة الطالبين (3/118) ،والمجموع (8/199) ، والفتاوى (26/145) . ...
(5) ... متفق عليه أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب قوله تعالى: (واتخذوا من مقام إبراهيم) برقم (395)، ص 34، وأخرجه مسلم، كتاب الحج، باب استحباب دخول الكعبة للحاج، برقم (1330)، ص899.(1/130)
وكذا يسن دخول الحجر والدعاء فيه (1) ، لقول عائشة – رضي الله عنها – (كنت أحب أن أدخل البيت وأصلي فيه ، فأخذ رسول الله × بيدي فأدخلني في الحجر، فقال : صلي في الحجر إذا أردت دخول الكعبة، فإنما هو قطعة من البيت..) (2) .
الفرع الرابع عشر : الدعاء عند الملتزم :
اتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله – على أنه يستحب أن يأتي الملتزم وهو ما بين الحجر والباب فيضع عليه صدره ووجه وذراعيه وكفيه ويسأل الله حاجته ، وله أن يفعل ذلك قبل طواف الوداع ؛ فإن هذا الالتزام لا فرق بين أن يكون حال الوداع أو غيره (4) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن عبد الرحمن بن صفوان (5)
__________
(1) ... مغني المحتاج (1/511) . ...
(2) ... أخرجه أبو داود في كتاب المناسك ، باب الصلاة في الحجر ، برقم (2026) ، والترمذي ، كتاب الحج ، باب ما جاء في فضل الحج برقم (876) ، ص 1734 ، وقال : (حسن صحيح) ، والنسائي ، كتاب الحج ، باب الصلاة في الحجر ، برقم (2915) ، ص 2275 ، قال في عون المعبود (6/6): (فيه علقمه بن بلال مولى عائشة تابعي مدني ، احتج به البخاري ومسلم ). ...
(3) ... ينظر : المبسوط (4/24) ، وفتح القدير (2/507) ، والبناية (4/163) ، والذخيرة (3/247)، ومواهب الجليل (2/110) ، وبهامشه التاج والإكليل (2/112) ، والأم (2/243) ، وروضة الطالبين (3/118) ، والمجموع (8/193) ، ومغني المحتاج (1/511) ، والمغني (5/342) ، والفروع
(3/385) ، والانصاف (4/49) ، وقال: (وهذا بلا نزاع بين الأصحاب) والاقناع (1/395).
(4) ... ينظر : الفتاوى (26/142) ، وزاد المعاد (2/298) . ...
(5) ... هو عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة الجمحي ، وقيل : القرشي ، كان اسمه عبد العزى فسماه رسول الله × عبد الرحمن ، وكان قدم مع أبيه صفوان وأخيه عبد الله على النبي × ، ولأبيه صفوان صحبة ، يعد في أهل المدينة ، وقال ابن السكن : يقال له أي لعبد الرحمن صحبه .
... ينظر في ترجمته : أسد الغابة (3/463) ، والإصابة (4/164) ، والبداية والنهاية (7/10) . ...(1/131)
– رضي الله عنه – قال : لما فتح رسول الله × مكة ، انطلقت ، فرأيت رسول الله × قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا الركن من الباب إلى الحطيم (1) ووضعوا خدودهم على البيت ، ورسول الله × وسطهم (2) .
__________
(1) ... قال ابن القيم في شرحه سنن أبي داود بهامش عون المعبود (5/247) : «وأما الحطيم فقيل فيه أقوال: أحدها : أنه ما بين الركن والباب وهو الملتزم ، وقيل : هو جدار الحجر ؛ لأن البيت رفع وترك هذا الجدار محطوماً ، والصحيح : أن الحطيم الحجر نفسه ، وهو الذي ذكره البخاري في صحيحه ، واحتج له بحديث الإسراء ، قال : (بينما أنا نائم في الحطيم – وربما قال : في الحجر-) . قال : وهو حطيم بمعنى محطوم ، كقتيل بمعنى مقتول» أ . هـ . ...
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب المناسك ، باب الملتزم ، برقم (1898) ، وأحمد في المسند ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب الحج ، باب الدعاء عند الملتزم ، (12/235)) ، والبيهقي في سننه، (5/150) ،
(9331)، وضعفه النووي في المجموع (8/193)، قال الألباني في السلسة الصحيحة ، (5/171) : (رجاله ثقات ، غير يزيد هذا وهو الهاشمي مولاهم ، ضعيف الحفظ) ، ثم قال : (ووجدت له شاهداً موقوفاً قوياً عن ابن عباس).(1/132)
2 – عن عمرو بن شعيب (1) ، عن أبيه ، عن جده ، قال : طفت مع عبد الله ، فلما حاذى دبر الكعبة قلت : ألا تتعوذ ؟ قال : نعوذ بالله من النار ، ثم مضى حتى استلم الحجر ، فقام بين الركن والباب ، فوضع صدره ووجهه وذراعيه هكذا ، وبسطهما بسطاً ، وقال : هكذا رأيت رسول الله × يفعله (2) .
فهذا يحتمل أن يكون في وقت الوداع ، وأن يكون في غيره (3) .
__________
(1) ... هو عمرو بن شعيب بن محمد بن صاحب رسول الله × عبد الله بن عمرو بن العاص، الإمام المحدث أبو إبراهيم وأبو عبد الله القرشي السهمي الحجازي فقيه أهل الطائف. حدث عن: أبيه فأكثر ، وعن سعيد بن المسيب ، وطاووس وغيرهم. حدث عنه : الزهري ، وقتادة ، وعطاء بن أبي رباح شيخه ، وأيوب السختياني وخلق سواهم. تردد الأئمة في الاحتجاج به ، قال الإمام أحمد : (له أشياء مناكير ، وإنما نكتب حديثه نعتبر به فأما أن يكون حجة فلا) ، وقال الذهبي : (ينبغي أن يتأمل حديثه ، ويتحايد ما جاء منه منكراً ، ويروي ماعدا ذلك في السنن والأحكام محسنين لإسناده ، فقد احتج به أئمة كبار ووثقوه في الجملة ، وتوقف فيه آخرون قليلاً ، وما علمت أحداً تركه) .
... ينظر في ترجمته : سير أعلام النبلاء (5/165) ، والبداية (4/555) ، وتهذيب التهذيب (8/41) .
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب المناسك ، باب الملتزم (1899) ، ص 1363 ، وابن ماجه في سننه ، كتاب المناسك ، باب الملتزم ، برقم (2962) ، ص 2656 ، والبيهقي في سننه ، كتاب المناسك ، باب الملتزم، برقم (9333) ، (5/151) ، وضعفه النووي في المجموع (8/193) ، وابن الهمام في فتح القدير
(2/507) ، وقال الألباني في مناسكه ص 22 : (روى ذلك عن النبي × من طريقين ، يرتقي الحديث بهما إلى مرتبة الحسن ، ويزداد قوة بثبوت العمل به عن جمع من الصحابة ، منهم ابن عباس ، وصح من فعل عروه بن الزبير) أ . هـ بمعناه . ...
(3) ... زاد المعاد (2/298) . ...(1/133)
3 – وكان ابن عباس – رضي الله عنهما – يلتزم ما بين الركن والباب ، وكان يقول : «لا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه» (1) .
4 – قال الشافعي – رحمه الله - : «أحب له إذا ودع البيت أن يقف في الملتزم وهو ما بين الركن والباب ، فيقول : اللهم البيت بيتك ، والعبد عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، حملتني على ما سخرت لي من خلقك حتى سيرتني في بلادك ، وبلغتني بنعمتك حتى أعنتني على قضاء مناسكك ، فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا ، وإلا فمن الآن قبل أن تنأى عن بيتك داري فهذا أوان انصرافي ، إن أذنت لي غير مستبدل بك ولا ببيتك ولا راغب عنك ولا عن بيتك ، اللهم فاصحبني بالعافية في بدني والعصمة في ديني وأحسن منقلبي وارزقني طاعتك ما أبقيتني» (2) .
وبأي شيء دعا حصل المستحب (3) ، ولو وقف عند الباب ودعا هناك من غير التزام للبيت كان حسناً (4) .
الفرع الخامس عشر : الدعاء لمن قدم من حج :
__________
(1) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب المناسك ، باب الوقوف بالملتزم ، برقم (9766) ، (5/268) ، وقال: (هذا موقوف) ، وضعفه الألباني كما في الضعيفه (4865) . ...
(2) ... ينظر : الأم (2/243) ، وروضة الطالبين (3/118) ، وأخرجه الطبراني في الدعاء ، باب الدعاء عند وداع البيت ، برقم (883) ، ص 276 ، ورواه البيهقي في سننه ، برقم (9767) ، باب الوقوف في الملتزم (5/268) ، وقال : (وهذا من قول الشافعي – رحمه الله – وهو حسن) ، ونسبه شيخ الإسلام في الفتاوى ، (26/142) إلى ابن عباس ، قال : (وإن شاء قال في دعائه الدعاء المأثور عن ابن عباس فذكره) ، وقال ابن حجر في التلخيص ، (3/906) : (ذكر الشافعي الدعاء ولم يسنده) ، وقال كما في الفتوحات (5/30): (وردت آثار عديدة فيما يدعي به عند الملتزم ليس فيها شيء من المرفوعات ولا الموقوفات). ...
(3) ... المجموع (8/193) . ...
(4) ... الفتاوى (26/143) . ...(1/134)
استحب بعض فقهاء الحنفية (1) والشافعية (2) والحنابلة (3) أن يقال لمن يقدم من الحج قبل الله حجك ، وغفر ذنبك ، وأخلف نفقتك أو غير ذلك.
واستدلوا بما يلي :
1 - عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : (جاء غلام إلى النبي × فقال : إني أريد أن أحج فمشى معه النبي × فقال : يا غلام زودك الله التقوى ، ووجهك الخير ، وكفاك الهم ، فلما رجع الغلام سلم على النبي × فقال : يا غلام قبل الله حجك ، وغفر ذنبك ، وأخلف نفقتك) (4) .
2 – وقصة تخلف كعب بن مالك – رضي الله عنه – عن غزوة تبوك ، وفيه : «انطلقت أتأمم رسول الله × يتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئوني بتوبتي ويقولون : ليهنك توبة الله عليك ..» (5) .
وجه الدلالة : فيه تهنئة من تجددت له نعمة دينية والقيام إليه ومصافحته وإعطاء البشير (6) .
__________
(1) ... ينظر : مختصر اختلاف العلماء (4/385) ، وقال : (لا يختلفون في أنه جائز) . ...
(2) ... ينظر : الأذكار ص 226 ،ووصول الأماني بأصول التهاني، للسيوطي ص 46 ،والمجموع(4/256).
(3) ... ينظر : الاقناع (1/397) ، والفروع (6/183) . ...
(4) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، في باب ما يقول إذا ودع من يريد الحاج ، برقم (506) ،
ص 238 ، وأورده الهيثمي في المجمع (3/211) ، وقال : (رواه الطبراني في الأوسط ، وفي الصحيح طرف من أوله ، وفيه مسلمه بن سالم الجهني ضعفه الدار قطني) ، وقال ابن حجر كما في الفتوحات ،
(5/176) : (هذا حديث غريب ... ، قال الطبراني في الأوسط لم يروه عن عبيد الله بن عمر يعني الراوي عن نافع عن سالم عن أبيه ابن عمر إلا مسلمة بن سالم الجهني ضعفه أبو داود) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/108) . ...
(5) ... سبق تخريجه ، ص (550) . ...
(6) ... الفروع (6/182) . ...(1/135)
3 – نقل عن ابن عمر وأبي قلابة أنهم كانوا يدعون للحاج ، فعن ابن عمر أنه قال لرجل : «تقبل الله حجك ، وزكى عملك ، ورزقنا وإياك العود إلى بيته الحرام». وروي عن عمر – رضي الله عنه - : «تقبل الله سعيك وأعظم أجرك وأخلف نفقتك» (1) .
4 – وعن أبي قلابة (2) – رضي الله عنه – أنه لقي رجلاً قدم من العمرة فقال : (بر العمل ، بر العمل) (3) . وعن مالك قال : لقي طلحة حماداً فقال : «بر نسكك» (4) وبأي شيء دعا له جاز ، ومن أحسنه الدعاء بأن يجعل حجة مبروراً .
قال ابن رجب – رحمه الله – (5) : «فما دعا الحاج لنفسه ، ولا دعا له غيره بأحسن من الدعاء بأن يكون حجه مبروراً ، ولهذا يشرع للحاج إذا فرغ من أعمال حجه وشرع في التحلل من إحرامه برمي جمرة العقبة يوم النحر أن يقول : اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً ، روي ذلك عن ابن مسعود وابن عمر من قولهما وروي عنهما مرفوعاً ، وكذلك يدعى للقادم من الحج بأن يجعل الله حجه مبروراً» .
المطلب العاشر : الدعاء في الجهاد : فيه سبعة فروع :
الفرع الأول : حكم طلب الشهادة في سبيل الله :
__________
(1) ... ذكر هذه الآثار ، ابن مفلح في الفروع (6/183) ولم يعزوها . ...
(2) ... هو عبد الله بن زيد بن عمرو بن ناتل بن مالك ، الإمام ، شيخ الإسلام أبو قلابة الجرمي البصري . حدث عن : أنس ، وحذيفة ، وابن عباس ، وأبي هريرة وغيرهم . حدث عنه : مولاه أبو رجاء سلمان، ثابت البناني ، وقتادة وغيرهم . كان من أئمة الهدى ، ومن ثقات التابعين ، توفي سنة 104هـ ، وقال مالك : (مات أبو قلابة ، فبلغني أنه ترك حمل بغلٍ كتباً) .
... ينظر في ترجمته : البداية والنهاية (13/11) ، وشذرات الذهب (1/126) ، وسير أعلام النبلاء
(4/468) .
(3) ... أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/108) . ...
(4) ... نفس الإحالة السابقة . ...
(5) ... لطائف المعارف ص 67 . ...(1/136)
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله تعالى – على استحباب الدعاء بالشهادة في سبيل الله بأن يقول : اللهم ارزقني الجهاد ، أو الشهادة في سبيلك سواء في ذلك الرجال والنساء .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ، وإن مات على فراشه) (2) .
2 – وفي الرؤيا التي رآها النبي × أن ناساً من أمته يركبون البحر وفيه : (ناس من أمتى عرضوا على غزاه في سبيل الله يركبون هذا البحر ملوكاً على الأسرة ، قالت: (3) يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ،فدعا لها رسول الله ×) (4) .
وجه الدلالة : فيه دليل على جواز تمني الشهادة لما يدل عليه من صدق من وقعت له من إعلاء كلمة الله حتى بذل نفسه في تحصيل ذلك (5) .
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (14/87) ، ومواهب الجليل (3/347) ، وسلاح المؤمن ص 369 ، وفتح الباري (6/13 ، 16) ، والأذكار ص 205 ، والفتوحات (5/46) ، وزاد المعاد (3/212) ، وشرح صحيح مسلم (13/55) . ...
(2) ... أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله، برقم (1909)، ص 1019.
(3) ... أي أم حرام الأنصارية – رضي الله عنها - . ...
(4) ... متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير ، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء ، برقم
(2789) ، ص 224، ومسلم ، كتاب الإمارة ، باب فضل الغزو في البحر ، برقم (1912) ، ص 1019 .
(5) ... فتح الباري (6/13) ، وينظر : عمدة القاري (14/87) . ...(1/137)
3 – قال × : (من قاتل في سبيل الله فواق ناقة (1) فقد وجبت له الجنة ، ومن سأل الله القتل من نفسه صادقاً ، ثم مات أو قتل ، فإن له أجر شهيد) (2) .
4 – قال × : (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة) (3) .
وجه الدلالة : فيه إشارة إلى أن درجة الشهيد قد ينالها غير المجاهد إما بالنية الخالصة، أو بما يوازيه من الأعمال الصالحة ؛ لأنه × أمر الجميع بالدعاء بالفردوس بعد أن أعلمهم أنه أعد للمجاهدين (4) .
5 – وعن عمر – رضي الله عنه – أنه قال : (اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ، واجعل موتي ببلد رسولك) (5) .
__________
(1) قوله الفواق : (أي ما بين الحلبتين ، وقيل : هو ما بين الشخبين ، والشخباب ما يخرج من اللبن) ، ينظر: معالم السنن (2/214) .
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الجهاد ، باب فيمن سأل الله الشهادة ، برقم (2541) ، ص 1412 ، والترمذي ، كتاب الجهاد ، باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله ، برقم (1657) ، ص 1822 ، وقال: (حديث صحيح)، وابن ماجه ، كتاب الجهاد ، باب القتال في سبيل الله ، برقم (2792) ، ص 2645، وأحمد في المسند ، ينظر : (الفتح الرباني(14/13) ، كتاب الجهاد ، باب من اغبرت قدماه في سبيل الله، وقال البنا : (فيه عبد العزيز بن عبد الله ضعيف لكن حسنه السيوطي) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ، برقم (2171) ، (2/1095) .
(3) ... أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب درجات المجاهدين في سبيل الله ، برقم (2790) ، ص 225 .
(4) ... فتح الباري (6/16) . ...
(5) ... سبق تخريجه، ص 73 .(1/138)
ولا يعارض تمني الشهادة قوله ×: (لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية ..) (1) .
لأنه قد يحصل اللقاء ولا تحصل الشهادة ولا الغنيمة (2) ، ولأنه إنما نهى عن تمني لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب والاتكال على النفس والوثوق بالقوة ، وقلة الاهتمام بالعدو واحتقاره وهذا ينافي الاحتياط والحزم (3) ولأنهم قد ينصرون استدراجاً، ولأن لقاء العدو أشد الأشياء على النفس ، والأمور الغائبة ليست كالمحققة فلا يؤمن أن يكون عند الوقوع على خلاف المطلوب (4) .
الفرع الثاني : الدعاء عند توديع الجيش :
يستحب الدعاء عند توديع الجيش (5) بلفظ : «استودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم» . لحديث : كان النبي × إذا أراد أن يودع الجيش ، قال : (أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم) (6) .
__________
(1) ... متفق عليه ، البخاري ، كتاب الجهاد ، باب لا تتمنوا لقاء العدو ، برقم (3025) ، ص 243، ومسلم ، كتاب الجهاد ، باب كراهية تمني لقاء العدو ، برقم (1742) ، ص 986 . ...
(2) ... الفتوحات (5/56) . ...
(3) ... ينظر : شرح صحيح مسلم (12/45) ، وعون المعبود (7/211) . ...
(4) ... فيض القدير (6/388) . ...
(5) ... ينظر : الدعاء المأثور وآدابه ص 250 ، ومعالم السنن (2/224) ، وعون المعبود (7/187) .
(6) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الجهاد ، باب ما يقول الرجل إذا ودع ، برقم (2600) ، ص 1415 ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ما جاء إذا ودع ، برقم (3442) ، ص 2006 ، وقال : (حديث غريب روي عن ابن عمر من وجه آخر صحيح) أ . هـ بمعناه ، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم
(498)، وابن ماجه، كتاب الجهاد ، باب تشييع الغزاة ووداعهم برقم (2826)، ص 2647، وصححه النووي في الأذكار ، ص217، والألباني في الصحيحة برقم (15)، (1/50) .(1/139)
والأمانة هنا أهله ومن يخلفه فيهم ، وحاله الذي يودعه ويستحفظه أمينه ووكيله ومن في معناهما ، وجرى ذكر الدين مع الودائع لأن السفر موضع خوف وخطر ، وقد يصيبه فيه المشقة والتعب فيكون سبباً لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين فدعا له بالمعونة والتوفيق (1) .
ويستحب للإمام أن يدعو لهم بالسلام والغنيمة ، لحديث أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : أنشأ رسول الله جيشاً ، فأتيته ، فقلت : يا رسول الله ، ادع لي بالشهادة قال : (اللهم سلمهم وغنمهم) فغزونا فسلمنا وغنمنا (2) .
الفرع الثالث : الدعاء عند الخروج للجهاد :
استحب الفقهاء (3) أن يقول المجاهد في طريقه للجهاد : «اللهم أنت عضدي ، ونصيري ، بك أجول ، وبك أصول ، وبك أقاتل» .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... معالم السنن (2/224) ، وينظر : عون المعبود (7/187) . ...
(2) ... أخرجه أحمد في المسند ، برقم (22140) ، (22195) ، وابن حبان في كتاب الإحسان ، باب ذكر البيان أن الصوم لا يعدله شيء من الطاعات ، برقم (3425)، (8/212)، وعبد الرازق في مصنفه برقم (7899) ، (4/308) ، وأورده الهيثمي في المجمع (3/182) ، وعزاه إلى أحمد والطبراني في الكبير وقال: (روى النسائي طرفاً منه يسيراً في الصيام ، ورجال أحمد رجال الصحيح). وصححه الألباني في صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ، برقم (929) ، (1/393). . ...
(3) ... ينظر : الأذكار ص 208، وتحفة الذاكرين ص 167، والفتوحات (5/60) ، وسلاح المؤمن ص 374، والفروع (6/192) ، ومطالب أولى النهى (2/530) . ...(1/140)
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله × إذا غزا قال : (اللهم أنت عضدي ، ونصيري ، بك أجول ، وبك أصول ، وبك أقاتل) (1) .
في الحديث دليل على أنه يشرع له أن يدعو عند غزوه بمثل هذا الدعاء (2) . قال في الفروع (3) : «وكان غير واحد ممن ابتلاهم الله بالمحن منهم شيخنا ابن تيمية يقول هذا الدعاء عند قصد مجلس علم للمناظرة فلا يقوم إلا وهو ظاهر على أعدائه» .
الفرع الرابع : الدعاء لمن يجاهد أو يعمل عملاً يعين على الجهاد :
نص الفقهاء (4) – رحمهم الله – على أنه يستحب الدعاء لمن يقاتل أو يعمل على ما يعين على القتال في وجهه لينشطهم ويحرضهم على القتال .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال تعالى: ? ????????????????? ??????????? ?????????? ??????????????? ????? ???????????? ? (5) .
2 – وقال: ? ????????? ???????????????? ? (6) .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الجهاد ، باب ما يدعى به عند اللقاء ، برقم (2632) ، ص 1417 ، والترمذي كتاب الدعوات ، باب في الدعاء إذا غزا ، برقم (3584) ، ص 2021 ، وقال : (حسن غريب) ، وأحمد في المسند ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب الجهاد ، باب النهى عن الإغارة على من عنده شعار الإسلام ، (14/59)) ، وابن حبان في الإحسان برقم (4761) ، (11/77) ، والطبراني في الدعاء، برقم (1073)، ص328. وجود إسناده ابن المفلح في الفروع (6/192) وصححه الألباني في صحيح موارد الظمآن برقم (1381) ، (2/116) . ...
(2) ... تحفة الذاكرين ص 168 . ...
(3) ... (6/192) . ...
(4) ... ينظر: عمدة القاري (14/130)، والأذكار ص207، وسلاح المؤمن ص 372، والفتوحات (5/49).
(5) ... سورة الأنفال ، آية (65) . ...
(6) ... سورة النساء ، آية (84) . ...(1/141)
3 – وعن أنس – رضي الله عنه – قال : (خرج رسول الله × إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة ، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال: اللهم إن العيش عيش الآخرة ، فاغفر للأنصار والمهاجرة) (1) .
4 – عن أبي ريحانة (2)
__________
(1) ... متفق عليه ، أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب التحريض على القتال ، برقم (2834) ، ص 228، ومسلم ، كتاب الجهاد ، باب غزوة الأحزاب ، برقم (1804) ، ص 1000 . ...
(2) ... هو شمعون بن زيد بن خنافة ، أبو ريحانة الأزدي ، وقيل : الأنصاري القرشي ، وقيل اسمه : شمغون، قال ابن يونس : وهو عندي أصح. صحب النبي × ، روى عنه أحاديث ، وسكن الشام بالبيت المقدس . روى عنه : عمرو بن مالك الجنبي ، وأبو رشدين كريب بن أبرهة ، وعباده بن نسي ، ومجاهد وغيرهم . ... وهو ممن شهد فتح دمشق ، وقدم مصر ، ورابط بميافارقين من أرض الجزيرة ، ثم عاد إلى الشام ، وكان من صالحي الصحابة وعبادهم ، ومن الفضلاء الزاهدين ، وكانت ابنته ريحانه سرية رسول × .
... ينظر ترجمته : الإصابة (3/212) ، وأسد الغابة (2/529) ، وتهذيب التهذيب (4/332) .(1/142)
– رضي الله عنه – قال : كنا في غزوة فأتينا ذات ليلة إلى شرف (1) فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيه ويلقى عليه الجحفة يعني الترس ، فلما رأى ذلك رسول الله × من الناس نادى من يحرسنا الليلة وأدعو له بدعاء يكون فيه فضل ؟ فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله ، فقال : أدنه ، فدنا فقال: من أنت ؟ فتسمى له الأنصاري ففتح رسول الله × بالدعاء فأكثر منه ، قال أبو ريحانة فلما سمعت ما دعا به رسول الله × قلت : أنا رجل آخر، فقال : أدنه ، فدنوت ، فقال من أنت ؟ فقلت: أنا أبو ريحانة ، فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري ..الحديث) (2) .
الفرع الخامس : الدعاء عند الاستعداد للقتال :
اتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله – على استحباب الدعاء عند لقاء العدو والاستنصار واستنجاز الله ما وعد من نصر المؤمنين .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... أي مكان مرتفع ، الفتح الرباني (14/11) . ...
(2) ... أخرجه أحمد في مسند ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب الجهاد ، باب فضل المرابط والمجاهد في سبيل الله
(14/11))، والحاكم في مستدركه ، وصححه ، كتاب الجهاد ، باب حرمت النار على عين ... ، برقم (2478)، (2/403) ، وأورده الهيثمي في المجمع ، (5/287) ، وعزاه إلى أحمد ، وقال : (رجال أحمد ثقات) ، وأخرجه الدارمي في سننه ، كتاب الجهاد ، باب في الذي يسهر في سبيل الله حارساً ، برقم
(2400)، (2/267) ، مختصراً ، والنسائي في سننه ، كتاب الجهاد ، باب ثواب عين سهرت في سبيل الله،برقم (3119) ، ص 2288،وقال محقق سنن الدارمي (2/268): (حديث حسن بشواهده).
(3) ... حكى الاتفاق النووي في شرح صحيح مسلم (12/47) ، وينظر : الجامع لأحكام القرآن (4/124) ، وروضة الطالبين (10/238)، وسلاح المؤمن ص372، وتحفة الذاكرين ص 168، والفروع (6/192) ، وزاد المعاد (3/176) ، وتفسير القرآن العظيم (2/278) ، ومطالب أولى النهى (2/530).(1/143)
1 – قال تعالى: ? ???????? ?????????? ?????????? ???????????? ????????? ?????????????? ?????????? ?????????? ???????? ?????????? ???????????????? ?????????????? ????? ?????????? ???????????????? ????? ? (1) .
2 – وقال تعالى : ? ????? ????? ???????????? ???????? ???? ?????????? ?????????? ????????? ?????? ???????????? ????????????????? ???? ??????????? ?????????? ????????????????? ?????????????? ????? ?????????? ??????????????? ????? ? (2) .
3 – وعن عبد الله بن أبي أوفى – رضي الله عنهما – أن رسول الله × في بعض أيامه التي لقي فيها ، انتظر حتى مالت الشمس ، ثم قام في الناس ، فقال : (أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال : اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم) (3) .
فيه استحباب الدعاء عند اللقاء ، والاستنصار (4) .والمراد منه الدعاء عليهم إذا انهزموا أن لا يستقر لهم قرار ، وأن يطيش عقولهم ، وترعد أقدامهم عند اللقاء ، فلا يثبتوا (5) .
__________
(1) ... سورة البقرة ، آية (250) . ...
(2) سورة آل عمران ، آية (147)
(3) ... سبق تخريجه . ص 643 .
(4) ... شرح صحيح مسلم (12/47) ، وينظر : تحفة الذاكرين ص 168 . ... ...
(5) ... فتح الباري (6/124) ، وينظر : تحفة الذاكرين ص 168 . ...(1/144)
4 – وفي غزوة بدر لما طلع المشركون ، وتراءى الجمعان ، قال رسول الله × : (اللهم هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها ، جاءت تحادك، وتكذب رسولك، وقام ورفع يديه ، واستنصر ربه ، وقال : (اللهم انجز لي ما وعدتني ، اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك) (1) . وفي رواية : (استقبل النبي × القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول : (اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ، فما زال يهتف بربه ماداً يديه حتى سقط رداؤه) (2) .
والمعنى في مناشدته × وإلحاحه في الدعاء الشفقة على قلوب أصحابه وتقويتهم إذ كان ذلك أول مشهد شهدوه في لقاء العدو ، وكانوا في قلة من العدد والعِدد فابتهل بالدعاء وألح ليسكن ذلك ما في نفوسهم إذ كانوا يعلمون أن وسيلته مقبولة ودعوته مستجابة (3) .
وفيه تنبيه الأمة على دوام الالتجاء والافتقار إلى الله في كل حال من الرخاء والشدة (4) . فيسن للإمام أن يدعو سراً مع حضور القلب ليكون أقرب للإجابة (5) ، ولو رفع صوته بالدعاء لا يكره ، لقوله في الحديث السابق : «فما زال يهتف» أي يصيح ويستغيث (6) .
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (148) . ...
(2) ... سبق تخريجه، ص (148).
(3) ... الفتوحات الربانية (5/53) . ...
(4) ... المصدر السابق (5/54) . ...
(5) ... ينظر :الفروع (6/195) ، ومطالب أولى النهى (2/530) . ...
(6) ... شرح صحيح مسلم (12/84) . ...(1/145)
وإذا خاف القوم استحب أن يقول : اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم (1) . لحديث أن النبي × إذا خاف قوماً قال : (اللهم إنا نجعلك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم) (2) . ففيه مشروعية الدعاء عند الخوف من قوم بهذا الدعاء (3) .
ويستحب أن يستنصر بالضعفاء والصالحين في الحرب (4) . لقوله × : (هل تنصرون إلا بضعفائكم) (5) أي ببركتهم ودعائهم (6) .
__________
(1) ... سلاح المؤمن ص 375 ،والأذكار ص 223 ، وتحفة الذاكرين ص 168 والمجموع (4/250). ...
(2) ... أخرجه أبو داود في كتاب الوتر ، باب ما يقول الرجل إذا خاف قوماً ، برقم (1537) ، ص 1336، والحاكم في مستدركه ، كتاب الجهاد ، باب الرسل لا تقتل ، برقم (2676) ، (2/483) ، وقال : (حديث صحيح على شرط الشيخين وأكبر ظني أنهما لم يخرجاه) وأحمد في مسنده ينظر : (الفتح الرباني كتاب الدعوات ، باب ما يقال لدفع كل شيء (14/262) ، وأخرجه البيهقي في سننه (5/415) ، برقم (10324) ، وصححه النووي في الأذكار ، ص 208 وفي المجموع (4/250).. ...
(3) ... تحفة الذاكرين ص 168 . ...
(4) ... ينظر : روضة الطالبين (10/238) ، وفتح الباري (6/104) . ...
(5) ... أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب ، برقم (2896) ، ص 233 . ...
(6) ... فتح الباري (6/104) . ...(1/146)
وفي رواية : (إنما نصر هذه الأمة بضعفتهم بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم) (1) . أي أن الضعفاء أشد إخلاصاً في الدعاء ، وأكثر خشوعاً في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا وزينتها ، وصفاء ضمائرهم عما يقطعهم عن الله تعالى فجعلوا همهم واحداً فزكت أعمالهم ، وأجيب دعاؤهم فبين × أن السهام القاتلة سواء ؛ فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته ؛ فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه (2) .
الفرع السادس : الدعاء أثناء القتال :
إذا حمى الوطيس ، واستدار رحى الحرب ، واشتد القتال ، أخذ الإمام في الدعاء والابتهال ، ومناشدة الله عز وجل (3) . لفعله × كما في غزوة بدر وغيرها (4) .
وينبغي أن يكون الدعاء في أثناء القتال سراً من غير رفع صوت ؛ لأن أصحاب النبي × كانوا يكرهون الصوت عند القتال (5) . ولأن في رفع الصوت حال القتال وكثرة اللغط والصراخ يشعر بالفزع والفشل بخلاف الصمت فإنه دليل الثبات ورباط الجأش (6) .
وإذا رأى هزيمة في المسلمين استحب الفقهاء (7) أن يفزع إلى ذكر الله تعالى واستغفاره ودعائه ، واستنجاز ما وعد المؤمنين من نصرهم وإظهار دينه .
__________
(1) ... أخرجه النسائي ، كتاب الجهاد ، باب الاستنصار بالضعيف ، برقم (3180) ، ص 2293 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ، برقم (2388) ، (1/470) . ...
(2) ... ينظر : فتح الباري (6/104) ، وعمدة القاري (14/179) ، ونيل الأوطار (7/310) .
(3) ... ينظر : زاد المعاد (3/180) . ...
(4) ... الفتوحات الربانية (5/89) . ...
(5) ... أخرجه أبو داود في سننه ، كتاب الجهاد ، باب في ما يؤمر به من الصمت عند اللقاء ، برقم (2656) ص 1419 ، والبيهقي في سننه (4/74) ، وابن أبي شيبة في مصنفه (3/274) .
(6) ... ينظر :عون المعبود (7/212) ، واقتضاء الصراط المستقيم (1/358) ، والآداب الشرعية (2/263).
(7) ... ينظر : الأذكار ص 212 ، والفتوحات الربانية (5/72) ، وسلاح المؤمن ص 374 ، وزاد المعاد، (3/180).(1/147)
واستدلوا بأن الرسول × لما رأى هزيمة في المسلمين يوم حنين نزل عن بغلته ، فدعا واستنصر، وهو يقول : (أنا النبي لا كذب *** أنا ابن عبد المطلب
اللهم نزل نصرك) (1) .
وإذا حصرهم العدو استحب (2) أن يدعو بما ورد عنه × : (اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا) . عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : (قلنا يوم الخندق لرسول الله × هل من شيء تقوله فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ قال : نعم ، اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا) (3) .
الفرع السابع : الدعاء إذا انهزم العدو :
__________
(1) ... متفق عليه ، أخرجه البخاري ، كتاب المغازي ، باب قوله تعال : (يوم حنين ...) ، برقم (4317) ، ص 352 ، ومسلم ، كتاب الجهاد ، باب غزوة حنين ، برقم (1776) ، ص 994 . ...
(2) ... تحفة الذاكرين ص 169 . ...
(3) ... أخرجه أحمد في مسنده ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب الدعوات ، باب ما يقول من أحزنه أمر وضاق به صدره ، (14/263)) ، وأورده الهيثمي في المجمع (6/130) ، كتاب الجهاد ، باب غزوة الخندق وقريظه، وعزاه إلى أحمد والبزار ، وقال : (وإسناد البزار متصل ، ورجاله ثقات ، وكذلك رجال أحمد).(1/148)
يستحب إذا حصل النصر أن يسوي الإمام الجيش صفوفاً خلفه ، ثم يدعو بما ورد عن النبي × (1) . لحديث : (لما كان يوم أحد ، وانكفأ المشركون ، قال رسول الله × : (استووا حتى أثني على ربي ، فصاروا خلفه صفوفاً قال : اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ، ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا مقرب لما باعدت ، ولا مباعد لما قربت ، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ، اللهم إني أسألك الأمن من الخوف ، اللهم عائذ بك من شر ما أعطيتنا ، ومن شر ما منعتنا ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا ولا مفتونين ، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون بيوم الدين ، ويكذبون برسلك، ويصدون عن سبيلك ، واجعل عليهم رجزك وعذابك إله الحق آمين) (2) .
__________
(1) ... ينظر : تحفة الذاكرين ص 169 ، وسلاح المؤمن ص 375 . ...
(2) ... أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، باب دعوات النبي × ، برقم (720) ، ص 151، والحاكم في مستدركه ، كتاب المغازي ، باب ذكر فداء أبي العاص ، برقم (4364) ، (3/563) ، وقال : (حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه) ، والطبراني في الدعاء ، برقم (1075) ، ص 329 ، وأورده الهيثمي في المجمع (6/121) ، باب في دعائه × في أحد ، وعزاه إلى أحمد والبزار وقال : (واقتصر على عبيد بن رفاعة عن أبيه ، وهو الصحيح ،ورجال أحمد رجال الصحيح) وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (609) ، ص 408 ، وصححه ابن حجر في نتائج الأفكار (2/163) والألباني في صحيح الأدب المفرد ص 260 . ...(1/149)
وينبغي أن يكثر عند النصر من شكر الله تعالى والثناء عليه والاعتراف بأن ذلك من فضله لا بحولنا ولا قوتنا (1) .
المطلب الحادي عشر : الدعاء في السفر : فيه فرعان :
الفرع الأول : الدعاء في سفر الطاعة : وفيه ثمان مسائل:
المسألة الأولى : الدعاء عند الخروج إلى السفر :
استحب الفقهاء (2) – رحمهم الله – أن يصلي ركعتين في بيته إذا أراد الخروج إلى سفره ثم يدعو بعدها بحضور قلب وإخلاص بما شاء من أمور آخرته ودنياه وللمسلمين ذلك ويسأل الله تعالى الأمانة والتوفيق في سفره وغيره من أموره.
ومن أحسن ما يقال (3) : اللهم بك أستعين ، وعليك أتوكل ، اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهل على مشقة سفري ، وارزقني من الخير أكثر مما أطلب ، واصرف عني كل شر، رب اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، اللهم إني استحفظك واستودعك نفسي وديني وأهلي وأقاربي ، وكل ما أنعمت علي وعليهم به من دنيا وآخره ، فاحفظنا أجمعين من كل سوء يا كريم . فإذا نهض من جلوسه قال: (اللهم بك ابتسرت وإليك توجهت ، وبك اعتصمت).
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... الأذكار ص 212 . ...
(2) ... ينظر : الفتاوى الهندية (1/220) ، ومجمع الأنهر (1/314) ، والدعاء المأثور وآدابه ص 249 ، والفواكه الدواني (1/577) ، والمجموع (8/209) و (4/242)، والأذكار ص 215 ، والفتوحات الربانية (5/107) ، والكلم الطيب في الأذكار المأثور ، لابن تيمية ص 108 ، والوابل الصيب
ص 256 ، والاقناع ، (1/345) ، وفتح القدير (2/408) ، ومطالب أولى النهى (2/295) .
(3) ... الأذكار ص 215 . ...(1/150)
1 – ما روي عن رسول الله × أنه قال : (ما خلف رجل عند أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد السفر) (1) .
2 – عن أنس – رضي الله عنه – قال : لم يرد النبي × سفراً قط إلا قال حين ينهض من جلوسه : (اللهم بك ابتسرت (2) ، وعليك توجهت ، وبك اعتصمت ، اللهم أنت ثقتي ، وأنت رجائي ، اللهم أكفني ما أهمني ، وما لا أهتم به ، وما أنت أعلم به مني ، وزودني التقوى ، واغفر لي ذنبي ، ووجهني للخير حيثما توجهت) (3) .
__________
(1) ... قال ابن حجر كما في الفتوحات (5/106): (رواه الطبراني في كتاب المناسك له) وضعفه. وذكره ابن تيميه – رحمه الله – في الكلم الطيب ص 108 ، بصيغة التمريض حيث قال : (ويذكر عن رسول الله ، ولم يسنده) ، وأورده السخاوي في (الابتهاج بأذكار المسافر والحاج وعزاه إلى الطبراني في مناسكه ، وابن عساكر في تاريخه ، وقال : سنده معضل أو مرسل) ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير ورمز لضعفه ، ينظر : الجامع مع فيض القدير(5/443) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (5059)، ص 731 . ...
(2) ... قال الخطابي في شأن الدعاء ص 160 : (ابتسرت أي ابتدأت سفري .. ، وهذا الصحيح في الرواية ، والعوام ترويه : (اللهم بك انتشرت) وهو صحيح في المعنى أيضاً ، إلا أن الرواية ما ذكرته أولاً) ، ونقله عنه البيهقي في سننه (5/411) . ...
(3) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب الدعاء إذا سافر ، برقم (10306) ، (5/411) ، وأورده الهيثمي في المجمع ، (10/130) ، وعزاه إلى أبي يعلى ، وقال : (وفيه عمر بن مساور وهو ضعيف) ، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (495) ، ص 233 ، قال ابن حجر كما في الفتوحات (5/111) : (حديث غريب أخرجه ابن السني وابن عدي في ترجمة عمر بن مساور في الضعفاء ، وهو ضعيف عندهم ، وعد ابن عدي هذا الحديث من إفراده) ، وأخرجه الطبراني في الدعاء ، ص 255 ، برقم (805) . ...(1/151)
ويستحب أن يقول إذا أراد السفر ، اللهم بك أصول ، وبك أجول ، وبك أسير (1) .
لحديث علي – رضي الله عنه – قال : (كان رسول الله × إذا أراد سفراً قال : اللهم بك أصول ، وبك أجول ، وبك أسير) (2) .
يمكن أن يناقش استدلالهم على مشروعية الركعتين عند السفر :
بأن الحديث ضعيف ، لا يقوى على إثبات استحباب هاتين الركعتين وللإنسان أن يفعلها على سبيل التطوع المطلق لا على سبيل اعتقاد سنيتهما، والله أعلم .
المسألة الثانية : الدعاء عند التوديع :
نص الفقهاء (3) – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب أن يقول من يودع مسافراً : «زودك الله التقوى ، ويسر لك الخير حيث ما كنت ، استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك» . ويستحب أن يودع أهله وأقاربه وأصحابه وجيرانه ويسألهم الدعاء له ويدعو هو لهم، ويقول : «استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه» .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... ينظر : تحفة الذاكرين ص 152 . ...
(2) ... أورده الهيثمي في المجمع (10/130) ، وعزاه إلى أحمد والبزار ، وقال : (رجالها ثقات) ، وأخرجه الطبراني في الدعاء ، برقم (806) ، ص 256 ، وفيه : عمران بن ظبيان ، قال عنه ابن حجر في التقريب (2/89) : (ضعيف ، رمى بالتشيع ، تناقض فيه ابن حبان) . ...
(3) ... ينظر : مجمع الأنهر (1/315) ، والذخيرة (13/361) ، والفواكه الدواني (1/578) ، والأذكار
ص 216 ، وسلاح المؤمن ص 379 – 380 ، وتحفة الذاكرين ص 152 ، والفتوحات (5/114 – 117) ، والكلم الطيب ص 108 ، والوابل الصيب ص 257 ، والآداب الشرعية (1/449) ، وفتح القدير (2/407) ، والمجموع (4/243) . ...(1/152)
1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي × قال : (من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلفه استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) (1) .
2 – وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله × قال : (إن الله إذا استودع شيئاً حفظه) (2) .
3 – وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاء رجل إلى النبي × فقال : (يا رسول الله إني أريد سفراً فزودني ، فقال : (زودك الله التقوى) ، قال : زدني، قال: (وغفر ذنبك) قال: زودني، قال: (ويسر لك الخير حيث ما كنت) (3) .
__________
(1) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم (505)، ص 238، والطبراني في الدعاء، برقم (823) ، ص 260 ، وفي إسناده رشدين بن سعد ، قال عنه ابن حجر في التقريب (1/246) : (ضعيف ، قال ابن يونس : كان صالحاً في دينه ، فأدركته غفله الصالحين فخلط في الحديث) ، وأخرجه الدارمي في سننه، باب ما يقول إذا ودع رجلاً ، برقم (2671) ، (2/372) ، وحسنه ابن حجر كما في الفتوحات
(5/114 – 115) ، وصححه الألباني في الصحيحة (1/5) ، برقم (15) .
(2) ... أخرجه أحمد في مسنده ، برقم (5605) ، (5606) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (518)، ص 367 ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ، برقم (1708) ، (1/351) . ...
(3) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (506) ، ص 238 ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب دعاء زودك الله التقوى ، برقم (3444) ، ص 2006 ، وقال : (حسن غريب) ، والحاكم في مستدركه ، كتاب الجهاد ، باب سنه التوديع لمن يريد سفراً والدعاء له ، برقم (2522) ، (2/422) ، وحسنه ابن حجر كما في الفتوحات ، (5/120) . ...(1/153)
4 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلاً قال : يا رسول الله إني أريد سفراً فأوصني ، قال : (عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف) فلما ولى الرجل قال : (اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر) (1) .
فيه مشروعية طلب التوصية من المقيم ، ودعاء المقيم له بما ورد .
5 – وكان ابن عمر – رضي الله عنهما – يقول للرجل إذا أراد سفراً : أدن
مني أودعك كما كان رسول الله × يودعنا فيقول : (أستودع الله
__________
(1) ... أخرجه الترمذي في سننه ، كتاب الدعوات ، باب وصية المسافر بتقوى الله ، برقم (3445) ،
ص 2006 ، وقال : (حديث حسن) ، وابن ماجة في سننه ، كتاب الجهاد ، باب فضل التكبير والحرس في سبيل الله ، برقم (2771) ، ص 2644 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (505) ،
ص 362، والبيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب التوديع ، برقم (10313) ، (5/412) ، والحاكم في مستدركه ، كتاب الجهاد ، باب التكبير على كل شرف ، برقم (2526) ، (2/423) ، وقال : (حديث صحيح على شرط مسلم) وحسنه البغوي في شرح السنة (5/143) ، برقم (1346) ، وأخرجه الطبراني في الدعاء ، (822) ، ص 260 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (501) ،
ص 236 ، وصححه الألباني في الصحيحة ، برقم (1730) . ...(1/154)
دينك وإيمانك وخواتيم أعمالك) (1) . فيه دليل على مشروعية الدعاء للمسافر بهذه الدعوات (2) .
6 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله × قال: (إذا أراد أحدكم سفراً فليودع إخوانه ، فإن الله تعالى جاعل في دعائهم خيراً) (3) .
فيه مشروعية توديع أهله عند سفره ، والدعاء لهم .
المسألة الثالثة : الدعاء إذا سافر :
يستحب له أن يقول أدعية الخروج من المنزل وركوب الدابة كما سبق بيانها (4) .
واستحب الفقهاء (5) أن يدعو إذا سافر بما ورد عنه × ، فمن ذلك :
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الجهاد ، باب الدعاء في الوداع ، برقم (2600) ، ص 1415 ، والترمذي في سننه ، كتاب الدعوات ، باب ما جاء ما يقول إذا ودع إنساناً برقم (3443) ، ص 2006 ، وقال: (حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، وابن ماجه، كتاب الجهاد، باب تشيع الغزاة، برقم (28261) ، ص 2647 ، والحاكم في مستدركه، برقم (2521) ، (2/422) ، وصححه الألباني في الصحيحة ، برقم (14) ، (1/48) ، وأخرجه الطبراني ، في كتاب الدعاء ، برقم (821) ، ص 260 ، وصححه ابن حجر كما في الفتوحات (5/113) . ...
(2) ... تحفة الذاكرين ص 152 . ...
(3) ... قال ابن حجر كما في الفتوحات (5/115) : (حديث غريب أخرجه الطبراني في الأوسط ، وفيه عمرو ويحيى وهم ضعيفان جداً) . ...
(4) ... في المبحث السابق ص (571) . ...
(5) ... ينظر: فتح القدير (2/407)، والدعاء المأثور وآدابه ص 248، وفتح البر في ترتيب التمهيد (8/67) ، وشأن الدعاء ص 180، والأذكار ص 216 ، والمجموع (4/244) ، وتحفة الذاكرين ص 153 ، وسلاح المؤمن ص 382 ، والفتوحات الربانية (5/127 – 135) ، والكلم الطيب ص 112 ، والوابل الصيب ص 259. ...(1/155)
1 – كان رسول الله × إذا استوى على بعيره خارجاً إلى السفر كبر ثلاثاً ، ثم قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إني أسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل الصالح ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، وأطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد ..) (1) .
ويستحب أن يرفع إصبعه عند الدعاء (2) .
2 – لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله × إذا سافر فركب راحلته ، قال : بإصبعه – وما إصبعه – وقال : (اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم أصحبنا بنصحك ، وأقلبنا بذمة (3) ، اللهم أزو لنا الأرض ، وهون علينا السفر ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر) (4) .
__________
(1) ... أخرجه مسلم ، كتاب الحج ، باب استحباب الذكر إذا ركب دابته ، برقم (1342) ، ص 902 .
(2) ... ينظر: سلاح المؤمن ، ص 383 ، والفتوحات الربانية ، (5/132) ، وفتح البر (8/69) . ...
(3) ... الذمة : العهد ، أي أرددنا سالمين أو أرددنا إلى أهلنا آمنين ، ينظر : النهاية (2/168) . ...
(4) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ما يقول إذا خرج مسافراً ، برقم (3438) ، ص 2006 ، وقال : (حديث حسن) . ...(1/156)
3 – (وكان رسول الله × إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكور ، ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال) (1) ، ثم يدعو : (اللهم ازو لنا الأرض ، وهون علينا السفر) (2) .
4 – وكان عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – يقول إذا سافر : (اللهم بلغ بلاغاً يبلغ خير رضوانك والجنة ، إنك على كل شيء قدير) (3) .
5 – (وكان رسول الله × إذا خرج إلى سفر ، قال : اللهم بلاغاً يبلغ خيراً ومغفرة ورضواناً ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم هون علينا السفر، وأطو لنا الأرض ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب) (4) .
المسألة الرابعة : الدعاء أثناء السفر :
__________
(1) ... أخرجه مسلم في الحج ، باب ما يقول إذا ركب إلى سفر ، برقم (1343) ، ص 902 . ...
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الجهاد ، باب ما يقول الرجل إذا سافر ، برقم (2598) ، ص 1415 ، وابن ماجه في سننه ، كتاب الدعاء ، برقم (3888) ، ص 2709 ، والبيهقي في سننه ، كتاب الحج ، باب الدعاء إذا سافر ، برقم (10303) ، (5/410) ، والطبراني في الدعاء ، برقم (808) ، ص 256 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (500) ، ص 359) ، وقال محققه : (حديث صحيح)، وأخرجه المحاملي في كتاب الدعاء ، برقم (24) ، ص 107 ، وقال محققه : (حسن للقول في محمد بن عجلان) ، وأخرجه الدارمي في سننه ، باب الدعاء إذا سافر ، برقم (2672) ، (2/373) .
(3) ... أخرجه المحاملي في كتاب الدعاء ، برقم (34) ، ص 110 ، قال محققه : (موقوف صحيح) . ...
(4) ... أورده الهيثمي في المجمع (10/133) ، وعزاه إلى أبي يعلى ، وقال : (رجاله رجال الصحيح غير فطر ابن خليفة ، وهو ثقة ، وفطر ... من رجال البخاري ..) .(1/157)
يستحب أن يكثر من الدعاء له ولوالديه ولأصحابه في السفر (1) لما صح عنه × : (ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد لولده) (2) .
ويكره استصحاب الكلاب أو الجرس ؛ لما صح أن الملائكة لا تصحب رفقة فيها ذلك (3) ، وإن وقع شيء من ذلك ، فليقل : اللهم إني أبرأ إليك مما يفعله هؤلاء ؛ فلا تحرمني ثمرة صحبة ملائكتك (4) .
المسألة الخامسة : الدعاء إذا أمسى المسافر :
استحب الفقهاء (5) أن يدعو المسافر إذا جن عليه الليل بما ورد عنه × فمن ذلك :
1 – عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : (كان رسول الله × إذا سافر وأقبل الليل قال : يا أرض ربي وربك الله أعوذ بك من شرك ، وشر ما خلق فيك ، وشر ما يدب عليك ، وأعوذ بك من أسد وأسود (6) ، ومن الحية والعقرب ، ومن شر ساكن البلد (7) ، ومن والد وما ولد) (8) (9) .
__________
(1) ... ينظر : الأذكار ص 220، والمجموع ( 4/250) ، والفواكه الدواني (1/578) ، والفتوحات الربانية
(5/137) .
(2) ... سبق تخريجه ص 103. ...
(3) ... أخرجه مسلم ، كتاب اللباس ، برقم (2113) ، ص 1056 . ...
(4) ... الفواكه الدواني ، (1/578) وينظر : المجموع (4/245). ...
(5) ... ينظر : الفواكه الدواني (1/578) ، وفتح البر في ترتيب التمهيد (8/72) ، وسلاح المؤمن ص 386 ، وتحفة الذاكرين ص 156 ، والوابل الصيب ص 262 ، وفتح القدير (2/408) . ...
(6) ... قال الخطابي في شأن الدعاء ص 186 : (الأسود : الحية). ...
(7) ... قال الخطابي في شأن الدعاء ، ص 186 : (ساكن البلد : الجن) . ...
(8) ... في سلاح المؤمن ص 386 : (الوالد : إبليس ، وما ولد : الشياطين) . ...
(9) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الجهاد ، باب ما يقول الرجل إذا نزل منزلاً ، برقم (2603) ، ص 1415 ، والبيهقي في سننه ، برقم (10321) ، (5/414) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (563)
ص 390 ، والحاكم في مستدركه ، برقم (2533) ، (2/426) ، وقال: (صحيح الإسناد) ، وضعفه الألباني في تمام المنة ص 323 . ...(1/158)
والظاهر أن المراد الاستعاذة من كل صغير وكبير من الحيوان كائناً ما كان (1) .
يمكن أن يناقش استدلالهم : بأن الحديث ضعيف كما ثبت في تخريجه ، فلا يعول عليه .
المسألة السادسة : الدعاء إذا أسحر المسافر :
استحب بعض الفقهاء (2) أن يقول عند السحر بما ورد عنه ×: عن أبي هريرة
– رضي الله عنه – قال : (أن النبي × كان يقول إذا كان في سفر وأسحر سمع سامع (3) بحمد الله ، وحسن بلائه علينا ، ربنا صاحبنا ، وأفضل علينا ، عائذاً بالله (4) من النار) (5) .
__________
(1) ... تحفة الذاكرين ص 156 . ...
(2) ... ينظر : سلاح المؤمن ص 386 ، وتحفة الذاكرين ص 156 ، وفتح القدير (2/408). ...
(3) قال الخطابي في معالم السنن (4/135): (قوله سمع سامع بمعناه شهد شاهد وحقيقته ليسمع السامع وليسشهد الشاهد على حمدنا لله سبحانه على نعمه وحسن بلائه). والمراد: بلغ سامع قولي هذا لغيره تنبيهاً على طلب الدعاء والذكر.
(4) قال الخطابي في معالم السنن (4/135): ( قوله عائذاً بالله : ويحتمل وجهين . أحدهما : يريد أنا عائذاً بالله ، والوجه الآخر : أن يريد متعوذاً بالله).
(5) ... أخرجه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب في الأدعية ، برقم (2718) ، ص 1150 . ...(1/159)
واستحب بعض فقهاء الشافعية (1) : أن يقول بعد أن يصلي الصبح بما ورد أن النبي × كان إذا صلى الصبح قال الراوي (2) : لا أعلم إلا قال في سفر : (رفع صوته حتى يسمع أصحابه اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري ، اللهم أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي – ثلاث مرات – اللهم أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي – ثلاث مرات – اللهم أعوذ برضاك من سخطك ، اللهم أعوذ بك – ثلاث مرات – لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) (3) .
__________
(1) ... الأذكار ص 225 . ...
(2) ... أي: أبو برزة.
(3) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (515) ، ص 242 ، قال الحافظ ابن حجر كما في الفتوحات (5/169) : (أخرجه من طريق سعيد بن سليمان عن إسحاق بن يحيى بن أبي طلحة وإسحاق متفق على ضعفه من قبل حفظه) . وأخرج مسلم أول هذا الحديث ، في كتاب الدعاء ، باب في الأدعية ، برقم (2720) ، ص 1150 من غير تقييد بوقت ولا عدد .(1/160)
ويستحب إذا صعد نشزاً (1) من الأرض (2) ، أو أكمة (3) أن يقول بما ورد عنه × ، فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – يقول : كان النبي × إذا صعد نشزاً من الأرض ، أو أكمة قال : (اللهم لك الشرف على كل مشرف، ولك الحمد على كل حال ، ولك الحمد على كل حمد) (4) .
المسألة السابعة : الدعاء إذا أشرف على قرية أو بلدة يقصدها :
استحب الفقهاء (5)
__________
(1) النشر: المرتفع من الأرض كالرابية . ينظر: النهاية (5/56).
(2) ... ينظر : فتح البر في ترتيب التمهيد (8/73) . ...
(3) الأكمة: الرابية .النهاية (1/59).
(4) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم (522)، ص 246، والطبراني في الدعاء، برقم (849) ، ص 267 ، قال ابن حجر كما في الفتوحات (5/145) : (حديث غريب أخرجه أحمد عن عمارة ، وأخرجه ابن السني من وجه آخر عن عمارة ، وهو ضعيف ، وفي زياد النميري الراوي عن أنس ضعف، لكن قال أبو أحمد في الكامل : إذا روى عن ثقة لا بأس به) ، وأخرجه المحاملي في الدعاء ، برقم (36) ، ص 111 ، وأروده الهيثمي في المجمع ، (10/136) وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى وقال : (فيه زياد النميري ، وقد وثق على ضعفه ، وبقية رجاله ثقات ، وإسناده ضعيف لضعف زياد).
(5) ... ينظر : فتح القدير (3/184) ، والذخيرة (13/361) ، الفواكه الدواني (1/577) ، والأذكار والمجموع (4/250) ص 222 ، وسلاح المؤمن ص 387 ، وتحفة الذاكرين ص 157 ،والفتوحات
(5/171) ، والكلم الطيب ، برقم (172) ، ص 114 ، والوابل الصيب ص 261 ، ومطالب أولى النهى (2/295) .(1/161)
– رحمهم الله تعالى – أن يقول إذا رأى بلداً يقصدها بما ورد عنه × فقد كان النبي × إذا رأى بلداً يقصدها قال : (اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية ، وخير أهلها ، وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها ، وشر أهلها ، وشر ما فيها) (1) .
وإذا دخلها يستحب (2) أن يقول : (اللهم بارك لنا فيها ثلاثاً ، اللهم ارزقنا جناها وحببنا إلى أهلها ، وحبب صالح أهلها إلينا( لحديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : كنا نسافر مع رسول الله × فإذا رأى قرية يريد أن يدخلها، قال : (اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات ، اللهم ارزقنا جناها وحببنا إلى أهلها، وحبب صالح أهلها إلينا) (3) .
__________
(1) ... أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (544) ، ص 380 ، وقال : (حفص بن ميسرة لا بأس به ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ضعيف) وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (525) ، ص 247 ، والحاكم في مستدركه ، كتاب المناسك باب الدعاء عند رؤية قرية ، برقم (16761) ، وقال : (حديث صحيح) ، والبيهقي في سننه ، برقم (10320) ، (5/414) ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/135)، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط ، وقال : (إسناده حسن) ، وصححه الألباني في تمام المنة، ص 323 ، وقال ابن حجر كما في الفتوحات (5/154) : (حديث حسن) . ...
(2) ... ينظر : الأذكار ص 223 ، وتحفة الذاكرين ص 158 . ...
(3) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، باب ما يقول إذا أشرف على مدينة ، برقم (527) ،
ص 248 ، وأورده الهيثمي في المجمع في باب ما يقول إذا رأى قرية ، (10/134) ، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط ، وقال : (إسناده جيد) ، قال الحافظ ابن حجر كما في الفتوحات (5/158): (سنده ضعيف لكنه يعتضد ابن عمر فساق سنده إليه ، ثم قال : وفي سنده من ضعف لكن توبع ، فراوه مبارك بن حسان عن نافع عن ابن عمر ، قال : كنا نسافر مع الرسول × ، فإذا رأى قرية يريد دخولها: ثم ذكر مثله ، ثم قال : وفي مبارك أيضاً مقال ، لكن يعضد بعض هذه الطرق بعضاً) أ . هـ ، وصححه الألباني في الصحيحة برقم (2759) . ...(1/162)
ويستحب أن يقول : «اللهم اجعل لنا بها قراراً ورزقاً حسنا» (1) . لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : (قلنا : يا رسول الله ما كان يتخوف القوم حيث كانوا يقولون إذا أشرفوا على المدينة : اللهم اجعل لنا فيها رزقاً وقراراً قال : كانوا يتخوفون من جور الولاة وقحوط المطر) (2) .
المسألة الثامنة : الدعاء إذا رجع من سفره ودخل على أهله :
استحب الفقهاء (3) – رحمهم الله – إذا رجع من سفره أن يكبر على كل شرف من الأرض ثلاثاً ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده» . وإذا أشرف على بلده يستحب أن يكرر قوله : آيبون تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون حتى يدخلها (4) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : (كان النبي × إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول : لا إله إلا الله ....الخ) (5) .
__________
(1) ... الأذكار ص 225 . ...
(2) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا أشرف على قرية ، برقم (525) ، ص 247، وأورده الهيثمي في المجمع وعزاه إلى البزار ، وقال : (رجاله رجال الصحيح غير قيس بن سالم ، وهو ثقة) ، قال عنه الذهبي في الميزان (3/397) : (قيس بن سالم ، لم يكد يعرف ، وأتى بخبر منكر) ، وأخرجه الطبراني في الدعاء، برقم (837) ص 264 ، وحسنه ابن حجر كما في الفتوحات(5/171).
(3) ... ينظر : الأذكار ص 225 ، وفتح الباري (11/193) ، وسلاح المؤمن ص 387 ، وتحفة الذاكرين
ص 158 ، والفتوحات (5/171) . ...
(4) ... ينظر : الأذكار ص 224 ، وسلاح المؤمن ص 387 . ...
(5) ... أخرجه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب الدعاء إذا أراد سفراً ، برقم (6385) ، ص 537 ، ومسلم، كتاب الحج ، باب ما يقول إذا رجع من غزو برقم (1345) ، ص 902 . ...(1/163)
وجه الدلالة : قال ابن حجر (1) : «لعله سمى التكبير دعاء ، ويحتمل أن يكون هذا الخبر بمعنى الدعاء أي : اللهم اهزم الأحزاب ...» (2) .
2 – عن أنس – رضي الله عنه – قال : (أن النبي × لما أشرف على المدينة قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة) (3) .
ويستحب إذا دخل على أهله أن يقول ما ورد عنه × (4) . فعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : (أن النبي × كان إذا أراد الرجوع قال: تائبون عابدون لربنا حامدون، فإذا دخل على أهله قال : أوباً ، أوباً ، لربنا توباً ، لا يغادر علينا حوباً) (5) .
الفرع الثاني : الدعاء في سفر المعصية :
العاصي في سفره لا يمنعه ذلك من أن يدعو في أثناء سفره بما سبق بيانه من الأدعية الواردة عنه × في السفر ، أو بما شاء من حاجته الدنيوية والأخروية .
والدليل على ذلك :
1 – قوله × : (ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، .....) (6) .
__________
(1) ... فتح الباري، (11/191) . ...
(2) ... المصدر السابق (11/194) . ...
(3) ... أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب ما يقول إذا رجع من غزو ، برقم (3085) ، ص 248 ، ومسلم ، كتاب الجهاد ، باب ما يقول إذا رجع من غزو ، برقم (1345) ، ص 902 .
(4) ... ينظر : تحفة الذاكرين ص 156 . ...
(5) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، باب ما يقول إذا قدم من سفره ، برقم (531) ، ص 250 ، وأخرجه الطبراني في الدعاء ، برقم (852) ، ص 267 ، وأورده الهيثمي في المجمع ، باب ما يقول إذا خرج لسفر (10/130) ، وعزاه إلى أحمد ، والطبراني في الكبير والأوسط ، وأبي يعلى والبزار ، وقال: (زادوا كلهم على أحمد آيبون ، ورجالهم رجال الصحيح إلا بعض أسانيد الطبراني) . ...
(6) ... سبق تخريجه ص 103 .(1/164)
وجه الدلالة: لفظ المسافر عام لم يفرق بين المطيع في سفره والعاصي فيه ؛ لأن السفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء ، ومتى طال السفر كان أقرب إلى الإجابة؛ لأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان وتحمل المشاق ، والانكسار من أعظم أسباب الإجابة (1) .
2 – قوله × في حديث إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وفيه : (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب ، يا رب ، ومطمعه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي حرام ، فأنى يستجاب لذلك) (2) .
وجه الدلالة: أن النبي × لم ينكر عليه الدعاء وهو متلبس بالمعصية ، وإنما استبعد الإجابة .
فقوله × : (فأنى يستجاب لذلك) معناه كيف يستجاب له ، فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد ، وليس صريحاً في استحالة الاستجابة ، ومنعها بالكلية (3) .
3 – قال سفيان بن عيينة – رحمه الله - : «لا يمنعن أحداً الدعاء ما يعلم في نفسه – يعني من التقصير – فإن الله قد أجاب دعاء شر خلقه ، وهو إبليس حين قال : ? ?????? ????? ?????????????????? ??????? ?????? ??????????????? ? (4) » (5) .
4 – ولأن العاصي في سفره أحوج إلى تحصيل الثواب من غيره (6) .
وقيد بعض الفقهاء الدعاء عند التوديع : «استودع الله دينك ، وأمانتك ، وخواتيم أعمالك» بالسفر المباح (7) .
لكن الظاهر عدم التقييد لأمرين :
1 – أنه لم يرد عنه × ما يدل على أنه خاص بالسفر المباح .
2 – أن العاصي أحوج إلى مثل هذا الدعاء من غيره .
وكذا الدعاء عند العودة من السفر : «لا إله إلا الله ، آيبون ، تائبون ...» .
__________
(1) ... ينظر : جامع العلوم والحكم (1/212) . ...
(2) ... سبق تخريجه ص 138.
(3) ... جامع العلوم (1/216) . ...
(4) ... سورة الحجر ، آية (36) . ...
(5) ... فتح الباري (11/144 – 145) . ...
(6) ... ينظر : فتح الباري (11/193) . ...
(7) ... قال ابن مفلح في الفروع (1/448) : (ويقول المسافر سفراً مباحاً).(1/165)
ظاهره اختصاص هذا الدعاء عند العودة من حج أو غزو أو عمرة ، لقوله في الحديث السابق : (كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة) (1) .
وليس الحكم كذلك ، بل يشرع قول ذلك في كل سفر ، إذا كان سفر طاعة كصلة الرحم وطلب العلم ، لما يشمل الجميع من اسم الطاعة ، وقيل : يتعدى أيضاً إلى المباح ؛ لأن المسافر فيه لا ثواب له فلا يمتنع عليه فعل ما يحصل له الثواب ، وقيل : يشرع في سفر المعصية أيضاً ؛ لأن مرتكبها أحوج إلى تحصيل الثواب من غيره (2) . وإنما اقتصر الصحابي على الثلاث لانحصار سفر النبي × فيها (3) .
المطلب الثاني عشر : الدعاء عند قراءة القرآن في غير الصلاة :
وفيه أربعة فروع :
الفرع الأول : الدعاء عند قراءة القرآن :
اتفق الفقهاء (4) على أنه يستحب للقارئ إذا مر بآية رحمة أن يسأل ، أو بآية عذاب أن يستعيذ به من النار أو من العذاب أو من الشر أو المكروه أو يقول: اللهم إني أسألك العافية أو نحو ذلك واستدلوا بما يلي:
1 – ما رواه حذيفة – رضي الله عنه – قال: صليت مع النبي × ذات ليلة، فافتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى .. وفيه قال: (يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ .. الحديث) (5) .
2 - وعن عوف بن مالك – رضي الله عنه – قال: (قمت مع النبي × فبدأ فاستاك وتوضأ قال: ولا يمر بآية سؤال إلا وقف وسأل، قال: ولا يمر بآية عذاب إ لا وقف وتعوذ) (6) .
__________
(1) ... سبق تخريجه 661 .
(2) ... ينظر : فتح الباري (11/193) ، وعمدة القاري (23/13) . ...
(3) ... المصدرين السابقين ، ونفس الصفحة . ...
(4) ... ينظر : المبسوط (1/198)، وتبيين الحقائق (1/132)، والذخيرة (2/143)، ومواهب الجليل
(1/544)، والحاوي (2/256)، والمجموع (3/511)، وروضة الطالبين (1/249) ، والأذكار مع نتائج الأفكار (2/35)، والمغني (2/239)، والإنصاف (2/107).
(5) سبق تخريجه، ص 257.
(6) سبق تخريجه ص 257.(1/166)
3 – عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: (كنت أقوم مع رسول الله × ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله عز وجل واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله – عز وجل – ورغب إليه) (1) .
وجه الدلالة: في هذه الأحاديث استحباب هذه الأمور لكل قارئ في الصلاة
وغيرها (2) .
4 – وهكذا ورد عن السلف رضي الله عنهم فمن ذلك:
أ – عن عائشة رضي الله عنها إذا مرت بهذه الآية:? ???????? ?????? ?????????? ????????????? ??????? ???????????? ? (3) ، قالت: رب من علي وقني عذاب السموم (4) .
ب- عن علقمة (5) رحمه الله أنه قرأ: ? ?????? ?????? ??????? ???????? ? (6) فقال زدني علماً (7) .
جـ- عن الحسن رحمه الله أنه كان إذا مر بالآية فيها تخويف أو ترغيب، وقف فتعوذ وسأل (8) .
الفرع الثاني : الدعاء عند سجود التلاوة :
__________
(1) سبق تخريجه ص 258.
(2) ينظر: شرح صحيح مسلم (5/62)، ونيل الأوطار (2/367).
(3) سورة الطور، آية (27).
(4) أخرجه ابن حزم في المحلى، كتاب الصلاة، مسألة استحباب الدعاء في الركوع، (3/43).
(5) سبق ترجمته ص 347.
(6) سورة طه، آية (114).
(7) أخرجه ابن حزم في المحلى، كتاب الصلاة، مسألة استحباب الدعاء في الركوع (3/34).
(8) أورده المروزي في كتاب قيام الليل، باب الوقوف عند آية الرحمة والعذاب والدعاء عند ذلك، ص125.(1/167)
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أنه يستحب أن يسبح في سجود التلاوة كتسبيحه في صلاته ، ثم يدعو بما جاء عنه × : (اللهم اكتب لي بها أجراً ، وضع عني بها وزراً ، واجعلها لي عندك ذخراً ، وتقبلها مني كما تقبلتها من داود) .
واستدلوا بما يلي :
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : (جاء رجل إلى النبي × فقال:
يا رسول إني رأيتني الليلة وأنا نائم كأني أصلي خلف شجرة فسجدت الشجرة لسجودي ، فسمعتها تقول : اللهم اكتب لي بها عندك أجراً ، وضع عني بها
وزراً ، واجعلها لي عندك ذخراً ، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود ، قال ابن
عباس: فقرأ النبي × سجدة ثم سجد ، فقال ابن عباس : سمعته يقول مثل ما أخبر الرجل عن قول الشجرة) (2) . ويستحب أن يزيد ما ورد عنه × ما كان يقوله في سجود القرآن (3) .
__________
(1) ... ينظر : المبسوط (2/10) ، وفتح القدير (2/26) ، وحاشية الطحطاوي ، ص 499 ، والقوانين الفقهية ، ص 62 ، وأسهل المدارك (1/192) ، والوسيط (2/812) ، والحاوي (2/264) ، والمجموع (3/518)، ومغني المحتاج (1/217) ، والمغني (2/362) ، وزاد المعاد (1/362) ، والإنصاف (2/194) ، وكشاف القناع (2/536) .
(2) ... سبق تخريجه ، ص (338) .
(3) ... ينظر : فتح القدير (2/26) ، والوسيط (2/812) ، وعون المعبود (4/202) .(1/168)
عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : (كان رسول الله × يقول في سجود القرآن بالليل ، يقول في السجدة مراراً : سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته) (1) .
وجه الدلالة: الحديث يدل على مشروعية الذكر في سجود التلاوة بما اشتمل عليه (2) .
واستحسن بعض الحنفية (3) ، والشافعية (4) أن يقول سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال تعالى : ? ?????? ?????????? ????????? ?????????? ??? ???????????? ?????? ????????? ??????????? ???????????? ?????????????? ????????? ????? ????????????? ???????????? ?????????? ???? ????? ?????? ?????????? ????????????? ????? ? (5) .
2 – وعن قتادة – رحمه الله – أنه كان يقول إذا قرأ السجدة سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً (6) .
وقال بعض فقهاء الشافعية : يدعو في سجوده بما يليق بالآية فيقول في سجدة الإسراء: اللهم اجعلني من الباكين إليك والخاشعين لك .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود في كتاب الوتر ، باب ما يقول إذا سجد ، برقم (1414) ، ص 1328 ، والدارقطني في سننه ، باب سجود القرآن (1/406) ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ما يقول في سجود القرآن ، برقم (3425) ، ص 2004 ، وقال : (حديث حسن صحيح) ، والنسائي في سننه ، باب الدعاء في السجود ، برقم (1130) ، ص 2160 ، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/20) . قال في التعليق المغني بحاشية سنن الدار قطني (1/407): (صححه ابن السكن) وقال في عون المعبود (4/203) : (ولمسلم نحوه من حديث علي في سجود الصلاة) .
(2) ... عون المعبود (4/203) .
(3) ... المبسوط (2/10) .
(4) ... الأذكار ص 63 ، والفتوحات (2/278) .
(5) ... سورة الإسراء : آية (107 ، 108) .
(6) ... أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/21) .(1/169)
وفي سجدة (آلم السجدة) : اللهم اجعلني من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك ، وأعوذ بك أن أكون من المستكبرين عن أمرك وعلى أوليائك (1) .
ولعل الأولى الاقتصار على ما ورد عنه × ؛ لأن هذا التخصيص لا دليل عليه.
أما الدعاء بعد سجود التلاوة متوجهاً إلى القبلة مع رفع الأيدي فلا أصل له، بل إذا سجد للتلاوة مستقبلاً القبلة فإنه يواصل القراءة ، ولا حاجة إلى الدعاء بعد الدعاء الذي يدعو به في نفس سجود التلاوة (2) .
لما ورد عن مورق العجلي (3) – رحمه الله – أن قوماً قرأوا السجدة فلما سجدوا رفعوا أيديهم واستقبلوا القبلة ، فأنكر عليهم وكرهه (4) .
الفرع الثالث : الدعاء عند حفظ القرآن :
__________
(1) ... مغني المحتاج (1/217) .
(2) ... ينظر : البدع والمحدثات وما لا أصل له ص 439 .
(3) ... هو مروق بن مشمرج (وقيل : ابن عبد الله) العجلي ، الإمام ، أبو المعتمر البصري من التابعين .
... يروي عن : عمر ، وأبي ذر ، وأبي الدرداء، وحدث عنه : توبة العنبري ، وقتادة ، وعاصم الأحول وجماعة . كان ثقة ، عابداً ، زاهداً من العباد الخشن ، توفي في ولاية عمر بن هبيرة .
... ينظر في ترجمته : سير أعلام النبلاء (4/353) ، وطبقات ابن سعد (7/213) ، وتهذيب التهذيب
(10/295) .
(4) ... أخرجه ابن وضاح في البدع والنهي عنها ص 17 ، وينظر : تصحيح الدعاء ص 128 .(1/170)
استحب بعض فقهاء الشافعية أن يصلي أربع ركعات على صفة معينة ، ثم يدعو بعدها بدعاء طويل (1) ، ورد في حديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : (بينما نحن عند رسول الله × إذ جاءه علي بن أبي طالب ، فقال : بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه ، فقال له رسول الله × : يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك ؟ قال: أجل يا رسول الله فعلمني : قال إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب ، وقد قال أخي يعقوب لبنيه سوف أستغفر لكم ربي، يقول حتى تأتي ليلة الجمعة ...،
__________
(1) ... ينظر : حاشية الجمل (2/528) ، ونسبه للسيوطي – رحمه الله – في كتابه (الكلم الطيب والعمل الصالح) ، وينظر : تحفة الأحوذي (10/14) ، والقول البديع ص 347 .(1/171)
ثم يذكر له صفة الصلاة: (أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة القرآن وآلم السجدة ، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فأحمد الله وأحسن الثناء على الله وصل علي وأحسن ، وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، ثم قل في آخر ذلك : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ؛ أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني ، الله بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام ، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تغسل به بدني فإنه لا يعينني على الحق غيرك ، ولا يؤتيه إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...الخ وفيه أنه يكرر ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً (1) .
__________
(1) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الدعاء، باب الدعاء، باب الدعاء لحفظ القرآن، برقم (3570) ، ص 2019 ، وقال : (حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم) ، قال في تحفة الأحوذي
(10/16) : قال المنذري (طرق أسانيد هذا الحديث جيدة ومتنه غريب جداً) وقال أيضاً في تحفة الأحوذي (10/16) : (قال في اللآليء : الحديث يقصر عن الحسن فضلاً عن الصحة ، وفي ألفاظه نكارة) ، وأخرجه الطبراني في الدعاء ، باب الدعاء لحفظ القرآن وغيره ، ص 396 ، برقم (1333) وفيه أبو صالح وإسحاق بن نجيح ، قال عنه ابن حجر في التقريب (1/62) : (كذبوه) ، وأخرجه الحاكم في مستدركه ، كتاب صلاة التطوع ، باب صلاة حفظ القرآن (1/625) برقم (1231) ، وصححه، وابن السني في عمله اليوم والليلة، برقم (579) وقال الذهبي في الميزان (3/446): (محمد بن إبراهيم القرشي، عنه هشام بن عمار، فذكر خبر موضوعاً في الدعاء لحفظ القرآن ساقه العقيلي .. آفته القرشي)، وقال الألباني في (ضعيف الجامع) برقم (2171): (موضوع)، وأورد الطبراني حديثاً آخراً، من رواية مقاتل بن حيان عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي × قال : (من سره أن يوعيه الله عز وجل حفظ القرآن ، وحفظ أصناف العلم) ، ثم ذكر صفة كتابة الدعاء ، ولفظاً طويلاً يدعو به أدبار الصلوات ، وفيه موسى الصنعاني ، قال عنه الذهبي في الميزان (4/211) : (منكر الحديث) .(1/172)
يمكن أن يناقش استدلالهم: أن الحديث ضعيف كما ثبت في تخريجه ، فلا يقوى على إثبات مشروعية هذا الدعاء لحفظ القرآن .
وعليه ... فليس لحفظ القرآن دعاء يخصه ، بل يسأل من أراد حفظه العون والثبات والتوفيق في صلاته وخلواته والله أعلم .
الفرع الرابع : الدعاء عند ختم القرآن ، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى : حكم الدعاء بعد ختم القرآن :
اختلف العلماء في ذلك على قولين :
القول الأول : يستحب الدعاء عقب ختم القرآن . وهذا قول الحنفية (1) ، ومتأخري المالكية (2) ، والشافعية (3) ، ومذهب الحنابلة (4) ، وهو اختيار شيخ الإسلام (5) ، وتلميذه ابن القيم (6) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله × قال : (إن لصاحب القرآن عند كل ختمة : دعوة مستجابة وشجرة في الجنة لو أن غراباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم) (7) .
__________
(1) ... ينظر : الفتاوى الهندية (5/317) ، والمبسوط (4/13) .
(2) ... ينظر : المدخل ص 447 ، والتذكار في أفضل الأذكار ، للقرطبي ص 110 ، والجامع لأحكام القرآن
(1/25) .
(3) ... ينظر : الأذكار ص 180، والبجيرمي على الخطيب (1/554) ، والفتوحات الربانية (3/246).
(4) ... ينظر : المغني (2/610) والدرر السنية (3/176) ، وحاشية الروض (2/206) .
(5) ... ينظر : الفتاوى (24/321) .
(6) ... ينظر : جلاء الأفهام ، ص 402 .
(7) ... أورده السيوطي في الجامع الصغير (2/505) ، برقم (2400) ، وعزاه إلى الخطيب في تاريخه، ورمز لضعفه . ومدار إسناده على رواية وضاع عن ضعيف ، أما الوضاع فهو : أبو عصمة نوح بن مريم ، قال عنه ابن المبارك: كان يضع الحديث، ينظر: تقريب التهذيب (2/314)، ويرويه عن يزيد الرقاشي: قال أحمد : لا يكتب حديثه ، ينظر: التقريب (2/370) ، وأورده ابن الجوزي في العلل (1/108) ، وقال: (هذا حديث لا يصح عن النبي × ) ، وقال الألباني في ضعيف الجامع ، برقم (1918)
ص 277 (موضوع) ، وينظر : فيض القدير ، (2/506) .(1/173)
2 – عن جابر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله × : (إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا، وإن شاء أخرها إلى الآخرة) (1) .
3 – قال × : (من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة ، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة) (2) .
4 – عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: « من ختم القرآن فله دعوة مستجابة» (3) .
5 – وعن مجاهد – رحمه الله – أنه : «بعث إلى رجل فقال : إنما دعوناك إنا أردنا أن نختم القرآن ، وأنه بلغنا : أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن ، قال : فدعوا بدعوات ، وعنه قال : كانوا يجتمعون عند ختم القرآن يقولون : تنزل الرحمة» (4) .
__________
(1) ... أورده السيوطي في الجامع الصغير (2/506) ، برقم (2402) ، وعزاه إلى تفسير ابن مردويه ، ورمز لضعفه ، وفي إسناده مقاتل بن سليمان : قال عنه ابن حجر في التقريب (2/277): (كذبوه وهجروه)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ، برقم (1920) ، ص 277 .
(2) ... سبق تخريجه، ص 507 .
(3) ... قال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/173) : (أخرجه أبو عبد الله بن الضريس بسند فيه انقطاع) .
(4) ... رواه ابن أبي شيبة ، في المصنف ، برقم (10089) ، وأخرجه الدارمي في السنن ، واللفظ له ، كتاب فضائل القرآن ، باب في ختم القرآن ، برقم (3482) ، (2/561) ، قال عنه النووي في الأذكار ،
ص 111: (صحيح الإسناد) ، وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/176) : (هذا موقوف صحيح الإسناد، أخرجه ابن أبي داود، عن زياد بن أيوب). وأخرجه المروزي في مختصر قيام الليل ص 240 ، وأورده ابن الهمام في السلاح ص 171 ، وقال : (رواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند صحيح).(1/174)
6 – وكان أنس بن مالك – رضي الله عنه – إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا (1) .
فهذه الأحاديث والآثار مجتمعة تدل على مشروعية الدعاء بعد ختم القرآن.
القول الثاني: لا يشرع الدعاء عند ختم القرآن، وهذا مذهب المالكية (2) .
استدلوا بما يلي :
1 – سئل مالك عن الذي يقرأ القرآن فيختمه ثم يدعو : فقال : «ما سمعت أنه يدعا عند ختم القرآن ، وما هو من عمل الناس» فمنع منه؛ لأنه ليس من عمل أهل المدينة (3) .
2 – أن دعاء الختم قد اتفق سببه في عصر النبوة ، ذلك أن الوحي قد اكتمل نزوله في حياة النبي × ، وكان جبريل عليه السلام يعارض النبي × في كل رمضان مرة ، فلما كان في السنة التي توفي فيها عارضه مرتين (4) ، ومع هذا لم يؤثر أن النبي × دعا بعد الختم ؛ فهذا مما انعقد سببه ولم يفعله × ، ولو فعله لنقل إلينا (5) .
نوقشت أدلتهم :
أما قول مالك – رحمه الله – فيحمل على أنه ما بلغه فعل أنس – رضي الله عنه - ، ولا من تبعه من التابعين .
__________
(1) ... أخرجه الدارمي في السنن ، باب ختم القرآن ، برقم (3474) ، (2/560) ، وأورده الهيثمي في المجمع، كتاب تلاوة القرآن ، باب الدعاء عند ختم القرآن (7/172) ، وقال: (رواه الطبراني ورجاله ثقات).
وقال عنه النووي في الأذكار ص 110 : (رواه ابن أبي داود بإسنادين صحيحين) ، وقال عنه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/173) : (هذا موقوف صحيح ، أخرجه سعيد بن منصور في كتاب السنن عن جعفر بن سليمان) ، وأورده ابن الإمام في السلاح ص 171 ، وقال : (رواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند جيد) .
(2) ... ينظر : الحوادث والبدع ص 44 ، والمدخل (2/447) .
(3) ... ينظر : الحوادث والبدع ص 44 .
(4) ... سبق تخريجه ص (342) .
(5) ... ينظر : الأجزاء الحديثية ص 291 ، وفتاوى ابن معمر ص 150 .(1/175)
2 – وأما كونه لم يثبت عن النبي × شيء ، فقد صح من فعل أنس – رضي الله عنه – وتابعه عليه جماعة من التابعين كمجاهد بن جبر – رحمه الله تعالى – (1) .
الترجيح :
الراجح – والله أعلم – هو القول باستحباب الدعاء عند ختم القرآن ، وذلك لقوة أدلة القائلين بالاستحباب ووجاهتها ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة .
المسألة الثانية : حكم حضور مجلس الختم :
من قال باستحباب الدعاء عند ختم القرآن ، استحب حضور مجلس الختم لمن يقرأ ولمن لا يحسن القراءة (2) .
واستدلوا بما يلي :
1 – أنه × : (أمر الحيض بالخروج يوم العيد فيشهدن الخير ، ودعوة
المسلمين) (3) .
وجه الدلالة: كما استحب الشارع شهود صلاة العيد ، فكذا يستحب شهود مجلس الختم بجامع أن كلا منهما مجلس خير ودعاء .
2 – فعل ابن عباس – رضي الله عنه - : أنه كان يجعل رجلاً يراقب رجلاً يقرأ القرآن ، فإذا أراد أن يختم أعلم ابن عباس – رضي الله عنه – فيشهد ذلك (4) .
3 – فعل أنس بن مالك – رحمه الله – أنه كان يجمع أهله وولده عند ختم القرآن ويدعو ، وكذا مجاهد بن جبر – رحمهم الله أجمعين – (5) .
4 – ولأن المحل من آكد مواطن الدعاء وأحقها بالإجابة (6) .
__________
(1) ... ينظر : الأجزاء الحديثية ص 283 .
(2) ... ينظر : الأذكار ص 110 ، والفتوحات الربانية (3/246) والبجيرمي على الخطيب (1/554)، المغني
(2/610) ، وحاشية الروض المربع (2/211) .
(3) ... سبق تخريجه ص 39 .
(4) ... أخرجه الدارمي في السنن ، باب ختم القرآن ، برقم (3472) ، (2/559) ، وفي إسناده صالح بن بشير المري ، قال عنه ابن حجر في التقريب (1/343): (ضعيف) ، وقال ابن حجر في نتائج الأفكار
(3/172) : (وفي السند علة أخرى وهي الانقطاع بين قتاده ، وابن عباس) ، وأخرجه المروزي في المختصر ص 240 ، باب الترغيب في الدعاء عند ختم القرآن .
(5) ... سبق تخريجه ص (671) .
(6) ... جلاء الأفهام ص 403 .(1/176)
وينبغي أن يلح في الدعاء ، وأن يدعو بالأمور المهمة والكلمات الجامعة ، وأن يكون معظم ذلك أو كله في أمور الآخرة ، وأمور المسلمين ، وصلاح سلطانهم ، وسائر ولاة أمورهم ، وفي توفيقهم للطاعات ، وعصمتهم من المخالفات ، وتعاونهم على البر والتقوى ، وقيامهم بالحق واجتماعهم عليه ، وظهورهم على أعداء الدين وسائر المخالفين (1) . ولم يثبت دعاء مخصوص عند ختم القرآن (2) .
المطلب الثالث عشر : الدعاء في المعاملات ، وفيه خمسة فروع :
الفرع الأول : الدعاء عند الدخول إلى السوق :
يستحب الدعاء عند دخول السوق بأن يسأل الله من خيرها والاستعاذة من شرها (3) .
__________
(1) ... الأذكار ص 111 ، (ذكر النووي جملة من الأدعية تقال عند الختم) ، وكذا القرطبي في التذكار في أفضل الأذكار ص 113 – 116 .
(2) ... فتاوى المسلم في أمور دينه ودنياه ، لابن معمر ص 150 .
(3) ... ينظر : فيض القدير (5/130)، الأذكار مع الفتوحات (6/193)، والسنن والمبتدعات ، ص 307.(1/177)
1 – لما ورد أن النبي × كان إذا دخل السوق قال : باسم الله ، اللهم إني أسألك من خير هذه السوق ، وخير ما فيها ، وأعوذ بك من شرها ، وشر ما فيها ، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يميناً فاجرة ، أو صفقة خاسرةً (1) .
وإنما سأل خيرها واستعاذ من شرها لاستيلاء الغفلة على قلوب أهلها حتى اتخذوا الأيمان الكاذبة شعاراً ، والخديعة بين المتبايعين دثاراً فأتى بهذه الكلمات ليخرج من حال الغفلة ؛ فيندب لمن دخل السوق أن يحافظ على قوله ذلك فإذا نطق الداخل بهذه الكلمات كان فيه تحرزاً عما يكون من أهل الغفلة فيها ؛ وهذا مؤذن بمشروعية دخول السوق إذا لم يكن فيه حال الدخول معصية (2) .
__________
(1) ... أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء ، باب القول عند دخول الأسواق ، برقم (795) ، ص 252 ، والحاكم في مستدركه ، كتاب الدعاء ، باب دعاء دخول السوق ، برقم (2021) ، (2/232) ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، باب ما يقول إذا خرج إلى السوق ، برقم (181) ، ص 94 ، وسعيد بن منصور في سننه (2/434) برقم (141) والبيهقي في سننه في كتاب الإيمان باب ما جاء في الحلف بصفات الله (10/43)، والطبراني في الدعاء برقم (796)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/129) : (وعزاه إلى الطبراني ، وقال : فيه محمد بن أبان الجعفي ، وهو ضعيف) أ . هـ . وأورده السيوطي في الجامع الصغير ، وعزاه إلى الطبراني في الكبير ورمز له بالصحة، ينظر : فيض القدير (5/129) ، وضعفه المناوي ، لأن فيه محمد بن أبان الجعفي ، قال عنه الذهبي في الميزان (3/453) : (ضعفه أبو داود ، وابن معين ، وقال البخاري : ليس بالقوي ، وقيل : كان مرجئاً) ، وضعفه الألباني في (ضعيف الجامع) ، برقم (4391) ، ص 636 .
(2) ... ينظر : فيض القدير (5/130) .(1/178)
2 – وعن أبي وائل (1) – قال : ما رأيت عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – جلس في مأدبة ولا ختان ، ولا غير ذلك ، فيقوم حتى يحمد الله ويثني عليه، ويصلي على النبي × ويدعو بدعوات وإن كان يخرج إلى السوق فيأتي أغفلها مكاناً ، فيجلس ويحمد الله ، ويثني عليه، ويصلي على النبي × ، ويدعو بدعوات (2) .
الفرع الثاني : بيع كتب الأدعية ، وإيجارتها :
لم ينص الفقهاء على حكم بيع كتب الأدعية وإيجارتها في كتبهم ، ولكن يمكن أن تخرج على مسألة حكم بيع كتب أهل العلم من فقه وحديث وتفسير ، وذلك لأن كلاً منها كتب شرعية ، وتحتوي على ذكر الله والثناء عليه ودعائه .
وقد اختلف العلماء في مسألة بيع كتب أهل العلم وإيجارتها على قولين:
تحرير محل النزاع :
اتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله تعالى – على تحريم بيع كتب العلم الشرعي لكافر ولو مرتداً .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... شقيق بن سلمة، أبو وائل الأسدي، أدرك النبي × ولم يسمع منه، وهو صاحب عبدالله بن مسعود، كان من أئمة الدين، روى عن: أبي بكر، وعمر وعثمان، وعلي، وسعد وغيرهم، وروى عنه: الشعبي، وأبي منصور بن المعتمر، والسبيعي، والأعمش وغيرهم. كان ثقة كثير الحديث، رأساً في العلم والعمل، قال الذهبي: «روى محمد بن فضيل عن أبيه عن شقيق أنه تعلم القرآن في شهرين فهذا في غاية الذكاء». وكان له خص من قصب يسكنه هو ودابته معه، فإذا غزا نقضه، وإذا رجع بناه، توفي سنة 99هـ.
ينظر في ترجمته: أسد الغابة (2/527) و(6/526)، وتاريخ بغداد (9/268)، وتذكرة الحفاظ (1/60).
(2) ... وأورده السخاوي ، في القول البديع ، ص 313 (وعزاه إلى أبي حاتم وابن أبي شيبة والنميري) .
(3) ... ينظر: المدونة (4/321)، والبحر الرائق (8/23)، ومغني المحتاج(2/8)، وحاشية البجيرمي(3/290)، والفروع (4/14) ، في المدونة والبحر والفروع كرهوا بيع هذه الكتب لمسلم فلكافر من باب أولى .(1/179)
1 – تعظيماً للعلم الشرعي (1) .
2 – ولأن فيها آيات وأحاديث وآثار السلف فيؤدي ذلك إلى الإهانة والاستهزاء بهم (2) .
واختلفوا في حكم بيعها للمسلم ، على قولين :
القول الأول : جواز بيع كتب العلم وإجارتها. وهذا قول جمهور الفقهاء من المالكية (3) ، والشافعية (4) ، والحنابلة (5) .
واستدلوا بما يلي :
1 – أما كونه يجوز بيعه ، فلما فيه من المنفعة المباحة (6) .
2 – وأما كونه تجوز إجارتها ؛ فلأن نفعه مباح مقصود يستوفي مع بقاء الكتاب (7) .
3 – ولأن حفظ الناس وأفهامهم الآن نقصت ، فلو بقي العالم بلا كتب لذهبت رسوم العلم منه (8) ، إذا منعنا بيعها .
4 – ولأنه لما جاز بيع المصحف وإجارته ، جاز بيع كتب الأدعية وإجارتها من باب أولى (9) .
القول الثاني : كراهة بيع كتب العلم وإجارتها . وهذا ظاهر قول الحنفية (10) ، وقول الإمام مالك (11) ، ورواية عند الحنابلة (12) .
واستدلوا بما يلي :
1- لعدم التعارف على بيعها (13) .
__________
(1) ... مغني المحتاج (2/8) .
(2) ... ينظر : مغني المحتاج (2/8) .
(3) ... ينظر : جواهر الأكليل (2/281) ، وحاشية الدسوقي (4/18) ، والتاج والأكليل بهامش مواهب الجليل (5/418) .
(4) ... ينظر : المجموع (9/240) .
(5) ... ينظر: المبدع (4/63)، والاقناع (2/57)، والكشاف (5/1788)، وحاشية الروض المربع (4/337).
(6) ... ينظر : المجموع (9/240) .
(7) ... كشاف القناع (5/1788) .
(8) ... حاشية الدسوقي (4/18) .
(9) ... ينظر : المبدع (4/12) .
(10) ... ينظر : البحر الرائق (8/23)، وحاشية ابن عابدين (6/317).
(11) ... ينظر : المدونة (4/420) ، والتاج والأكليل بهامش مواهب الجليل (5/418) .
(12) ... ينظر : الفروع (4/14) ، والآداب الشرعية (2/114) .
(13) ... البحر الرائق (8/23).(1/180)
2- لأن الاستئجار على ما هو طاعة لا يجوز ، ولو انعقدت تنعقد على الحمل وتقليب الأوراق ، والإجارة عليه لا تنعقد ، ولو نص عليه لأنه لا فائدة فيه للمستأجر، وكذا بيعها من باب أولى (1) .
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – هو القول بجواز بيع كتب أهل العلم وإجارتها ، وكذا جواز بيع كتب الأدعية وإجارتها ، وذلك لوجاهة ما استدلوا به ، ولأنه ما زال عمل المسلمين عليه إلى اليوم ، ولو قيل بكراهة بيعها أو إجارتها لكان في ذلك منع للانتفاع بها؛ لأن أكثر الناس يشح أن يبذلها لغيره بدون عوض ، ولو وجب على كل أحد مستغنياً عنها أن يبذلها لغيره بدون عوض لكان في ذلك مشقة على كثير من الناس .
وإذا احتاج المسلم إلى كتب العلم الشرعي ، ولم يملك ثمنها نقداً حاضراً ، فله أن يشتريها بالتقسيط إذا كان الأجل معلوماً لكل قسط ، وبهذا أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء (2) .
الفرع الثالث : الدعاء للبائع والمشتري :
يستحب أن يدعى للبائع والمشتري بالبركة في بيعهما وشرائهما. لحديث عروة البارقي (3) – رضي الله عنه – قال : (دفع إلي رسول الله × ديناراً لأشتري له شاة ، فاشتريت له شاتين ، فبعت إحداهما بدينار ، وجئت بالشاة والدينار إلى النبي × فذكر له ما كان من أمره ، فقال له : (بارك الله لك في صفقة يمينك) .
فكان يخرج بعد ذلك إلى كناسة الكوفة ، فيربح الربح العظيم ، فكان من أكثر أهل الكوفة مالاً (4) .
__________
(1) ... ينظر : حاشية ابن عابدين (6/317) .
(2) ... ينظر : فتاوى اللجنة الدائمة (13/160) ، برقم (16103) .
(3) ... سبقت ترجمته ، ص (107).
(4) ... سبق تخريجه ، ص (107) .(1/181)
ودعاء أحد المتبايعين للآخر في أثناء العقد لا يؤثر على صحة العقد ؛ فلو قال المشتري: بعني بكذا أو اشتريت منك بكذا والله يغفر لك، فقال البائع : بارك الله لك فيه، صح البيع لدلالة هذا اللفظ على قبول البيع (1) ، ومما يدل على ذلك قوله × في قصة بيع جمل جابر رضي الله عنه : (أتبيع ناضحك هذا بدينار ، والله يغفر لك ؟ قلت هو لك... الحديث، قال الراوي : وكانت كلمة يقولها المسلمون : إفعل كذا وكذا والله يغفر لك ...) (2) .
ويستحب لمن اشترى خادماً أو دابة أن يمسك بناصية الخادم ويدعو بالبركة ، وأن يمسك بذروة سنام البعير ويستعيذ من الشيطان الرجيم (3) .
لقوله × : (إذا تزوج أحدكم المرأة أو اشترى الجارية ، فليقل : اللهم إني أسالك خيرها وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ، وإذا اشترى بعيراً ، فليأخذ بذروة سنامه ، وليقل مثل ذلك) (4) .
وجه الدلالة: فيه استحباب الدعاء بما تضمنه الحديث عند الشراء ، وهو دعاء
__________
(1) ... ينظر : الاقناع (2/57) ، وكشاف القناع (4/1378) ، وقيده الغزالي بالنية ، فإن كان نوى البيع صح وإلا فلا ، ينظر : المجموع (9/154) .
(2) ... أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب من ضرب دابة غيره في الغزو ، برقم (2861) ، ص 230 ، ومسلم ، كتاب صلاة المسافرين باب استحباب تحية المسجد ، برقم (715)، ص 790 ، واللفظ عند ابن ماجه ، برقم (2205) ، ص 2609 .
(3) ... ينظر: المنتقى (5/176) ، ونيل الأوطار (6/214) ، وعون المعبود (6/139)، والأذكار ، ص 315 .
(4) ... أخرجه أبو داود ، كتاب النكاح ، باب في جامع النكاح ، برقم (2160) ، ص 1381 ، وابن ماجه، كتاب النكاح ، باب ما يقول عند دخوله على أهله ، برقم (1918) ، ص 2592 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (240) ، ص 254 ، والبغوي في شرح السنة (5/118) ، وقال محققه : (حديث حسن) .(1/182)
جامع (1) .
الفرع الرابع : الدعاء بأجر :
الدعاء من العبادات المحضة والقرب التي يتقرب بها العبد إلى ربه ، والأصل فيه وأمثاله من العبادات المحضة أن يفعلها المسلم ابتغاء مرضاة الله ، وطلباً للمثوبة عنده ، لا يبتغي بها من المخلوق جزاءً ولا شكوراً (2) . فيحرم أخذ الأجرة والجعل عليه (3) ؛ لأنه لا يجوز إيقاع الدعاء على غير وجه العبادة لله ، كما لا يجوز إيقاع الصلاة والصوم والقراءة على غير وجه العبادة لله ، والاستئجار يخرجه عن ذلك (4) .
ولأنه إذا فعل الدعاء بالأجرة لم يبق عبادة لله ؛ لأنه يبقى مستحقاً بالعوض ، معمولاً لأجله ، والعمل إذا عمل للعوض لم يبق عبادة ؛ كالصناعات التي تعمل بالأجرة (5) .
ولهذا قال في البحر (6) : «ولم أر حكم من أخذ شيئاً من الدنيا ليجعل شيئاً من عبادته للمعطي ، وينبغي ألا يصح ذلك» .
وأما إذا وقع الدعاء تبعاً لعمل يجوز أخذ الأجرة أو الجعالة عليه ، فيجوز أخذ الأجرة ؛ لأنه قد يصح تبعاً ما لا يصح استقلالاً (7) .
__________
(1) ... ينظر : نيل الأوطار (6/214) ، وقال الألباني في آداب الزفاف ص 93 : (وهل يشرع هذا الدعاء في شراء سيارة ؟ نعم لما يرجى من خيرها ويخشى من شرها) .
(2) ... فتاوى اللجنة (9/40) .
(3) ... وينظر : الانصاف (6/43). والجعالة : مأخوذ من جعل يجعله جعلاً . والجعل والجعالة والجعالة : ما جعله له على عمله . وبالفتح الرشوة ، وهي في الاصطلاح : أن يقول : من رد عبدي أو لقطتي أو بنى لي هذا الحائط فله كذا، ينظر: لسان العرب (2/300 – 301)، والمطلع على أبواب المقنع (5/113).
(4) ... ينظر : الفتاوى (30/207) .
(5) ... ينظر : المصدر السابق (30/206) .
(6) ... البحر الرائق (3/64) ، وينظر : حاشية ابن عابدين (2/655) .
(7) ... ينظر : حاشية ابن عابدين (2/655) ، والأشباه والنظائر ، للسيوطي ص 117 ، ونص القاعدة عنده: (التابع تابع) ، والوجيز في إيضاح قواعد الفقه ، ص 77 .(1/183)
ويتصور ذلك في ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : الرقية :
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله – على جواز أخذ الأجرة والجعل على الرقية بكتاب الله، ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور ، وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور.
واستدلوا بما يلي :
حديث أبي سعيد – رضي الله عنه – (أن أناساً من أصحاب رسول الله × كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم ، فقالوا : هل فيكم من راق ؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب ، فقال رجل منهم : نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل ، فأعطي قطيعاً من غنم ، فأبى أن يقبلها وقال : حتى أذكر ذلك للنبي × فأتى النبي × فذكر ذلك له ، فقال : يا رسول الله ، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال: (وما أدراك أنها رقية)، ثم قال: (خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم) (2) .
وجه الدلالة: هذا تصريح بجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة والذكر ، وأنها حلال لا كراهة فيها ، ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور ، وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور (3) .
المسألة الثانية : الاستئجار على الحج :
على القول بصحة الإجارة على الحج (4) ،
__________
(1) ... نقله : النووي في شرح مسلم (14/188) ، وينظر : عمدة القاري (12/95) ، وفتح الباري
(4/530) ، والمغني (8/139) ، والانصاف (6/44) ، وفتاوى اللجنة الدائمة (9/40) .
(2) ... متفق عليه ، أخرجه البخاري ، كتاب الإجارة ، باب ما يعطي على الرقية على أحياء العرب ، برقم
(2276) ، ص 177 ، ومسلم ، كتاب السلام ، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالأذكار والقرآن، برقم (2201) ، ص 1068 .
(3) ... ينظر : شرح صحيح مسلم (14/188) ، وفتح الباري (4/535) ، وعمدة القاري (12/101) ، ونيل الأوطار (6/327) .
(4) ... ينظر : مواهب الجليل (3/7) ، وحاشية الدسوقي (2/21) ، والحاوي (5/343) ، ومغني المحتاج
(2/344) ، وقد ذكر ابن قدامة في المغني (5/23) الخلاف في المسألة .(1/184)
ينبغي للأجير أن يدعو للمحجوج عنه، ويستغفر له ويقول في دعائه اللهم ارحم فلاناً ، أو اغفر له ، وتب عليه ونحو ذلك ؛ لأن أجرة الحج تشمل نفقة الحج والقيام عنه بمناسك الحج ، وإشراكه في الدعاء في المواطن التي يستحب الدعاء فيها ؛ لأن الدعاء تدخله النيابة .
المسألة الثالثة : الاستئجار على القراءة للميت والدعاء له عقبها :
نص فقهاء المالكية (1) والشافعية (2) – رحمهم الله تعالى – على أنه يصح الاستئجار لقراءة القرآن عند القبر ، والدعاء عقبها للميت أو عند غير القبر مع الدعاء له بمثل ما حصل للقارئ من الأجر سواء كان ذلك للميت أو لغيره كالمستأجر أو يدعو له بغير ذلك.
واستدلوا على ذلك بما يلي :
1 – لأن القراءة موضع بركة ، وتنزل الرحمة ، والدعاء بعدها أقرب إجابة (3) .
2 – ولأن الدعاء مما تدخله النيابة (4) .
__________
(1) ... اتفق الفقهاء – رحمهم الله – على أن الاستئجار لمجرد القراءة لا يجوز ولا ينفع الميت ، نقل الاتفاق ابن عابدين في حاشيته (2/155) ، (9/66) ، وابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية (2/672) ، وينظر : روضة الطالبين (5/191) ، والانصاف (6/43) ، وقال : (قال ابن تيمية – رحمه الله - : ولا يصح الاستئجار على القراءة ، وإهدائها للميت ؛ لأنه لم ينقل عن أحد من الأئمة الأذن في ذلك)، وفتاوى اللجنة الدائمة (9/35) ، أما إذا دعا عقبها للميت ، فيرى المالكية والشافعية صحة الإجارة.
(2) ... ينظر : حاشية العدوي (2/392) ، والفواكه الدواني (2/473) ، وروضة الطالبين (5/191) ، والبجيرمي على الخطيب (2/574) ، وإعانة الطالبين (1/14) .
(3) ... روضة الطالبين (5/191) ، وإعانة الطالبين (1/114) .
(4) ... الحاوي (5/368) .(1/185)
قالوا: ولو أستوجر للقراءة على الميت ولم ينوه ، ولا دعا له بعدها ولا قرأ عند قبره لم يبرأ من واجب الإجارة (1) . وعندهم أيضاً أن الجعالة على الدعاء له عند زيارة قبر النبي × صحيحة ؛ لأن الجهل بالدعاء لا يبطلها ، والدعاء مما تصح فيه النيابة (2) ؛ لقوله × : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ؛ وعد منها ولد صالح يدعو له) (3) .
والصحيح: أن الدعاء عند القبور بدعة ؛ لأنه ليس من فعله ×، ولا من فعل أصحابه ، فعلم أنه محدث ، وكذا القراءة عند القبور ، وكان أحمد ينكر ذلك ، ولا ريب أن القراءة على القبور عكوف ، يضاهي العكوف في المساجد (4) .
وعليه لا تصح الإجارة على مثل هذه الأعمال لا عند القبور ولا عند غيرها
الفرع الخامس : الدعاء في القرض :
يستحب لمن ابتلى بالدين أن يدعو بما ورد عن النبي × (5) فمن ذلك :
__________
(1) ... البجيرمي على الخطيب (2/574) .
(2) ... ينظر : الحاوي (5/368) .
(3) ... سبق تخريجه ص 102.
(4) ... ينظر : حاشية الروض المربع (3/138) ، والدعاء ومنزلته من العقيدة (2/604) وما بعدها ..).
(5) ... ينظر : سلاح المؤمن ص 485 ، والأذكار ص 132 ، والفتوحات (4/29) ، والوابل الصيب ،
ص 245 ، وتحفة الذاكرين ، ص 208 .(1/186)
1 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : دخل رسول الله × ذات يوم المسجد ، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال : يا أبا أمامة : (ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت صلاة) قال : هموم لزمتني وديون يا رسول الله ، قال : (أفلا أعلمك كلاماً إذا قلته أذهب الله همك وقضى دينك) قال : قلت : بلى يا رسول الله ، قال: (قل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال) قال : ففعلت ذلك ، فأذهب الله همي ، ووفى عني ديني (1) .
3 – وعن علي – رضي الله عنه – أن مكاتباً جاءه ، فقال : إني قد عجزت عن كتابتي فأعني : قال : ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله × : لو كان عليك مثل جبل صير (2) ديناً أداه الله عنك ، قال : (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك) (3) .
وجه الدلالة :
أرشده إلى الأولى والأصلح له أن يستعين بالله لأدائها ولا يتكل على غيره (4) .
ويستحب الدعاء عند قضاء الدين للمقضي له بلفظ: بارك الله لك في أهلك ومالك (5) ... ومما يدل على ذلك:
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الوتر ، باب الاستعاذة ، برقم (1555) ، ص 1337 ، وقال في عون المعبود
(4/289) : (قال المنذري : في إسناده غسان بن عوف وهو بصري ، وقد ضعف) وأخرجه الحاكم في مستدركه (2/219) ، برقم (1988) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (1289) (1/277).
(2) ... جبل لطيء ، ينظر : تحفة الأحوذي (10/7) .
(3) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب أحاديث شتى من أبواب الدعاء ، برقم (3563) ، وقال : (حديث حسن غريب) ، وحسنه ابن حجر كما في الفتوحات (4/29) .
(4) ... ينظر : تحفة الأحوذي (10/7) .
(5) ... إتحاف السادة المتقين (5/113) ، وينظر : الأذكار ص 316 .(1/187)
1 – قوله × لمن رد له دينه : (بارك الله لك في أهلك ومالك) ثم قال : (إنما جزاء السلف الحمد والأداء) (1) .
وجه الدلالة: فيه مشروعية حمد المقترض للمقرض عند الأداء والثناء عليه والدعاء له بما يطيب خاطره ؛ بأن يقول : بارك الله لك في أهلك (2) .
2 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : كان لرجل على النبي × سن من الإبل فجاء يتقاضاه ، فقال : أعطوه ، فطلبوا سنة فلم يجدوا إلا سناً فوقها ، فقال : أعطوه ، فقال : أوفيتني أوفى الله بك ، قال النبي × : إن خياركم أحسنكم قضاء) (3) .
المطلب الرابع عشر : الدعاء في النكاح ، وفيه خمسة فروع:
الفرع الأول : الدعاء بعد عقد النكاح :
__________
(1) ... أخرجه النسائي ، كتاب البيوع ، باب الاستقراض ، برقم (4687) ، ص 2390 ، وابن ماجه في سننه ، كتاب الصدقات ، باب حسن القضاء ، برقم (2424) ، ص 2622 ، وقال المناوي في فيض القدير (2/573) : (وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم - على اختلاف الروايتين -بن عبد الله بن أبي ربيعه ، قال في المنار : لا يعرف حاله ، ولم يثبت عدالته ، لكن قال الحافظ العراقي : حسن) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع ، برقم (2353) ، ص 464 .
(2) ... ينظر : إتحاف السادة المتقين (5/113) ، وفيض القدير (2/573) .
(3) ... أخرجه البخاري ، كتاب الوكالة ، باب الوكالة في قضاء الديون ، برقم (2305) ، ص 180 ، واللفظ له ، ومسلم ، كتاب المساقاة، باب من استسلف شيئاً فقضى خيراً ، برقم (1600) ، ص 956.(1/188)
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله – على استحباب الدعاء بعد عقد النكاح للزوجين بلفظ: بارك الله لك ، أو بارك الله عليك ، وجمع بينكما في خير .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أنس – رضي الله عنه - : أن النبي × قال لعبدالرحمن بن عوف – رضي الله عنه – حين أخبره أنه تزوج : (بارك الله لك) (2) .
2 – وفي الصحيح أيضاً أنه × قال لجابر – رضي الله عنه – حين أخبره أنه تزوج : (بارك الله عليك) (3) .
3 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - : (أن النبي × كان إذا رَفّأَ (4) الإنسان أي إذا تزوج قال : بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير ..) (5) .
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (20/145) ، ومواهب الجليل (3/408) ، وتقريرات محمد عليش على حاشية الدسوقي (2/216) ، والأذكار ص 277 ، وفتح الباري (9/129) ، وتحفة الذاكرين ص 170، وإعانة الطالبين (1/275) ، ووصول الأماني بأصول التهاني ص 49 ، الفتوحات (6/80) ، والمغني (9/467) ، وزاد المعاد (2/455) ، والكلم الطيب ص 127 ، وحاشية الروض المربع (6/245).
(2) ... متفق عليه أخرجه البخاري ، كتاب النكاح ، باب كيف يدعى للمتزوج؟ ، برقم (5155) ، ص 446، ومسلم ، كتاب النكاح ، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد ، برقم (1427)، ص 915 .
(3) ... أخرجه البخاري ، كتاب النكاح ، باب الدعاء للمتزوج ، برقم (6387) ، ص 537.
(4) ... رفأ : أي دعاله ، ينظر : الفتح (9/129) .
(5) ... أخرجه أبو داود ، كتاب النكاح ، باب ما يقال للمتزوج ، برقم (2130) ، ص 1379 ، والترمذي، كتاب النكاح ، باب فيما يقال للمتزوج ، برقم (1091) ، ص 1756 ، وابن ماجه ، كتاب النكاح، باب تهنئة النكاح ، برقم (1905) ، ص 2591 ، وأحمد في مسنده ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب النكاح ، باب ما يقال عقب عقد النكاح (16/166) ، وقال الترمذي : (حسن صحيح) ، وصححه النووي في الأذكار ص 277.(1/189)
واختلفوا في الدعاء له بلفظ الرفاء (1) والبنين على قولين :
القول الأول : يكره أن يقال للناكح بالرفاء والبنين. وهذا قول جمهور الفقهاء من الحنفية (2) والشافعية (3) والحنابلة (4) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن الحسن عن عقيل بن أبي طالب (5)
__________
(1) الرفاء: أي الاتفاق وحسن الاجتماع ، ومنه :أخذ رفؤ الثوب ، لأنه يرفأ بعضه إلى بعض، ويكون الرفاء من الهدوء والسكون ، ينظر : شأن الدعاء ص 197 ، وتهذيب السنن مع عون المعبود (6/117) .
(2) ... ينظر : عمدة القاري (20/145) .
(3) ... ينظر : الأذكار ص 277 ، وفتح الباري (9/129)، والفتوحات الربانية (6/80) ، ونيل الأوطار
(6/148) .
(4) ... ينظر : الآداب الشرعية (1/406) ، وحاشية الروض المربع (6/245) .
(5) ... هو : عقيل بن أبي طالب الهاشمي ، هو أكبر إخوته وآخرهم موتاً ، وهو جدّ عبد الله بن محمد بن عقيل المحدث يكنى بأبي يزيد شهد بدراً مشركاً ، وأخرج إليها مكرهاً فأسر ، ولم يكن له مال ، ففداه عمه العباس ، خرج عقيل مهاجراً في أول سنة ثمان ، وشهد مؤته. روى عنه : ابنه محمد ، والحسن البصري ، وغيرهما ، وهو قليل الحديث. توفي في أول خلافه يزيد قبل الحرة ، كان سريع الجواب المسكت للخصم ، وأعلم قريش بالنسب ، وأعلمهم بأيامها .
... ينظر في ترجمته : أسد الغابة (4/63) ، والإصابة (4/255)، وسير أعلام النبلاء (1/218) .(1/190)
– رضي الله عنه – «أنه تزوج امرأة من بني جُشَم ، فقالوا : بالرفاء والبنين ، فقال : لا تقولوا هكذا ، ولكن قولوا كما قال رسول الله × اللهم بارك لهم وبارك عليهم» (1) .
2 – وعن الحسن – عن رجل من بني تميم قال : «كنا نقول في الجاهلية بالرفاء والبنين ، فلما جاء الإسلام علمنا نبينا قال : قولوا بارك الله لكم ، وبارك فيكم ، وبارك عليكم» (2) .
3 – ولأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله ، ولما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين بالذكر (3) .
4 – ولما فيه من موافقة الجاهلية ؛ لأنهم كانوا يقولونه تفاؤلاً لا دعاءً (4) .
__________
(1) ... أخرجه ابن ماجه ، كتاب النكاح ، باب ما يقال للمتزوج ، برقم (1906) ، ص 2591 ، والدارمي في سننه ، برقم (2173) ، (2/180) ، والبيهقي في سننه ، كتاب النكاح ، باب ما يقال للمتزوج ، برقم (13842) ، (7/240) ، وأخرجه النسائي في كتاب النكاح ، باب كيف يدعى للرجل إذا تزوج ؟ برقم (3373) ، ص 2306 ، وأحمد في مسنده ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب النكاح ، باب ما يقال للزوج عقب العقد (16/166) ، وقال ابن حجر في الفتح (9/130) : (رجاله ثقات ، إلا أن الحسن لم يسمع من عقيل فيما يقال) ، وقال العيني في عمدة القاري (20/145) : (مرسل)، وقال الألباني في آداب الزفاف ص 176: (الحسن البصري مدلس معروف بذلك وهو لم يصرح بسماعه من عقيل. فهذا في حكم المنقطع لكن رواه أحمد عن طريق أخرى عن عقيل فهو قوي بمجموع الطريقين ، والله أعلم).
(2) ... أورده ابن حجر في الفتح (9/129) ، وعزاه إلى مسند بقى بن مخلد ، (وسكت عنه) .
(3) ... ينظر : فتح الباري (9/130) ، وعمدة القاري (20/146) ، ونيل الأوطار (6/149 – 150) .
(4) ... ينظر : فتح الباري (9/130) ، ونيل الأوطار (6/150) ، وعون المعبود (6/117) .(1/191)
أما لو قاله للمتزوج بصورة الدعاء لم يكره ؛ كأن يقول :اللهم ألف بينهما وأرزقهما بنين صالحين مثلاً ، أو ألف الله بينكما ورزقكما ولداً ذكراً ، ونحو ذلك (1) ، وقد ورد أبلي وأخلقي في حديث أم خالد (2) ؛ وهذا منه × دعاء ، وإن لم يكن بصيغة الدعاء (3) .
القول الثاني: يستحب تهنئة الناكح والدعاء له بلفظ : بالرفاء والبنين. وهذا مذهب المالكية (4) .
ويمكن أن يستدل لهم :
1 – عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : دخل علىّ رسول الله × مسروراً ، فقال : (يا عائشة إن الله عز وجل زوجني مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم في الجنة) قالت : قلت : بالرفاء والبنين يا رسول الله (5) .
__________
(1) ... ينظر فتح الباري (9/130) ، ونيل الأوطار (6/150) ، والفتوحات الربانية (6/81) .
(2) ... سبق تخريجه ، ص (569) .
(3) ... ينظر : الفتوحات الربانية (6/81) .
(4) ... ينظر : مواهب الجليل (3/408) ، وقال : (ولم أر كراهته لأحد من المالكية) .
(5) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (603) ، ص 284 ، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ، برقم (812) : (منكر) .(1/192)
2 – عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي × شهد إملاك رجل من الأنصار ، فخطب رسول الله × ، وأنكح الأنصاري ، وقال : (على الألفة والخير ، والبركة ، والطائر الميمون، والسعة في الرزق) (1) ، وزاد في رواية : (والرفاء والبنين) (2) .
3 – أتى رجل من أهل الشام إلى شريح ، فقال : إني تزوجت امرأة فقال : «بالرفاء والبنين» (3) .
أجاب القائلون بالكراهة على أدلة القائلين بالمشروعية :
1 – أما حديث عائشة – رضي الله عنها – «إني تزوجت مريم ..».
يمكن أن يجاب عنه :
أنه حديث منكر لا تقوم به حجة كما ثبت في تخريجه .
2 – وأما حديث معاذ بن جبل : (أن النبي × شهد إملاك .. إلخ) فيمكن الجواب عنه :
أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة كما ثبت في تخريجه.
3 – وأما ما ورد عن شريح – رحمه الله – أنه دعا للمتزوج بالرفاء ....إلخ) .
فالجواب عنه : أنه محمول على أن شريحاً لم يبلغه النهي عن ذلك (4) .
الترجيح :
__________
(1) ... أورده ابن حجر في الفتح (9/129) ، وعزاه إلى الطبراني في الكبير ، وقال : (سنده ضعيف ، وأخرجه في الأوسط بإسناد أضعف منه) ، وأورده الهيثمي في المجمع (4/290) ، كتاب النكاح ، باب إعلان النكاح ، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه ، وقال : (في إسناد الأوسط بشر بن إبراهيم وهو وضاع ، وفي إسناد الكبير حازم مولى بني هاشم عن لمازة ، ولم أجد من ترجمها ، ولمازة هذا يروي عن ثور بن يزيد متأخر ، وليس هو ابن زياد ذاك يروي عن علي بن أبي طالب ونحوه ، وبقية رجاله ثقات) أ . هـ .
(2) ... أورده ابن حجر في الفتح (9/129) ، وعزاه إلى كتاب معاشرة الأهلين ، لعمرو البراقي ، وقال : (في سنده أبان العبدي وهو ضعيف) .
(3) ... أورده ابن حجر في الفتح (9/129) ، وعزاه إلى ابن أبي شيبة في مصنفه ، (ولم أجده في المطبوع) .
(4) ... ينظر : فتح الباري (9/130) ، وعمدة القاري (20/146) .(1/193)
الراجح – والله أعلم – هو القول بكراهية الدعاء بعد العقد بلفظ بالرفاء والبنين وذلك لقوة أدلتهم ، ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة .
الفرع الثاني : الدعاء عند الزفاف ، وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : دعاء النساء اللاتي يهدين العروس :
استحب الفقهاء (1) – رحمهم الله – أن يدعو النسوة اللاتي يهدين العروس سواء كن قليلاً أو كثيراً ومن حضر كذلك يدعو لمن أحضر العروس ، فيقلن : على الخير والبركة ، وعلى خير طائر ، أو أي لفظ نحو ذلك .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : (تزوجني النبي × فأتتني أمي فأدخلتني الدار ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن : على الخير والبركة ، وعلى خير طائر) (2) .
2 – وعن عائشة – رضي الله عنها : «أنها زوجت يتيمة كانت في حجرها رجلاً من الأنصار ، قالت : وكنت فيمن أهداها إلى زوجها ، فلما رجعنا قال لي رسول الله × : ما قلتم يا عائشة ؟ قالت:سلمنا، ودعونا بالبركة ، ثم انصرفنا» (3) .
__________
(1) ... ينظر : نفس المصادر السابقة ، والمغني (9/468) .
(2) ... أخرجه البخاري ، كتاب النكاح ، باب الدعاء للنسوة اللاتي يهدين العروس ، برقم (5156) ، ص ، قال في عارضة الأحوذي (4/248) : (قوله : (على الخير) فإنها حالة معرضة لاستجلاب نفع أو ضر، فيدعون أن يكونوا خيراً نافعاً لا مضرة فيه) ، قوله : (على خير طائر) : كانت العرب تقوم في أمرها وتقعد بزجر الطير حتى صارت تعبر عن الخير والشر به ، قال سبحانه: (طائركم عند الله)) ، وفي عمدة القاري (20/147) : ((على خير طائر) كناية عن الفأل ، وقيل : الطائر : الحظ من الخير والشر) وينظر: لسان العرب (4/511) مادة طير .
(3) ... أخرج أصله البخاري في كتاب النكاح ، باب النسوة التي يهدين المرأة إلى زوجها ، برقم (5162) ،
ص 446 ، وهذه الرواية أوردها ابن حجر في الفتح (9/133) ، وعزاها إلى أبي الشيخ في كتاب النكاح ، وسكت عنها ، وأخرجها ابن ماجه ، كتاب النكاح ، باب الغناء والدف ، برقم (1900) ، ص 2591، وأحمد في مسنده ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب النكاح ، باب استحباب الضرب بالدف
(16/213).(1/194)
المسألة الثانية : دعاء الزوج إذا زفت إليه امرأته :
نص جمهور الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أنه يستحب للزوج إذا دخل على امرأته أن يصلي ركعتين ، ثم يأخذ بناصيتها وهو مقدم شعر الرأس ، ويدعو بما ورد عنه × : (اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه ..) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أبي سعيد مولى أبي أسيد (2) – رضي الله عنه – قال : «تزوجت، فحضر عبد الله بن مسعود ، وأبو ذر ، وحذيفة – رضي الله عنهم – وغيرهم من أصحاب رسول الله × ، فحضرت الصلاة ، فقدموني وأنا مملوك ،فصليت بهم ، ثم قالوا لي : إذا دخلت على أهلك فصل ركعتين ، ثم خذ برأس أهلك ، فقل : اللهم بارك لي في أهلي ، وبارك لأهلي في ، وارزقهم مني ، وارزقني منهم ، ثم شأنك وشأن أهلك» (3) .
__________
(1) ... ينظر : مواهب الجليل (3/408) ، وتقريرات محمد عليش على حاشية الدسوقي (2/216) ، والأذكار ص 278 ، وعون المعبود (6/139) ، وسلاح المؤمن ص 408 ، والفتوحات (6/81) ، وتحفة الذاكرين ص 171 ، وكشاف القناع (7/2374) ، وحاشية الروض المربع (6/245).
(2) ... سبقت ترجمته ص (91) .
(3) ... أخرجه البيهقي في سننه، كتاب الصلاة ، باب إمامة القوم لا سلطان فيهم، برقم (5323)، (3/179)، والضبي في كتاب الدعاء ، ص 197 ، بإسناد آخر قال محققه : (فيه علتان ، ضعف عبيدة ، وإرسال النخعي) وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10/394) ، برقم (9782) ، والطبراني في كتاب الدعاء برقم (940) ، ص 292 ، وقال الألباني في آداب الزفاف ص 95: (سنده صحيح إلى أبي سعيد) .(1/195)
2 – ولقوله × : (إذا تزوج أحدكم امرأة ، أو اشترى خادماً ، فليقل : اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه) (1) ، وفي رواية : (فليأخذ بناصيتها وليدع بالبركة) (2) .
وجه الدلالة: فيه استحباب الدعاء بما تضمنه الحديث عند تزوج المرأة وملك الخادم والدابة ، وهو دعاء جامع ؛ لأنه إذا لقي الإنسان الخير من زوجته أو خادمه أو دابته ، وجنب الشر عن تلك الأمور كان في ذلك جلب النفع واندفاع الضرر (3) ، وفيه أن الدعاء كله ترجى إجابته (4) .
ويستحب أن يدعى له بعد البناء بالبركة ، نحو بارك الله لكل منكما في صاحبه ، وجعل منكما الذرية الصالحة ، وجمع الله بينكما في خير وسعة رزق (5) .
لما ورد عن أنس – رضي الله عنه – قال : (أولم النبي × بزينب، فأوسع المسلمين خبزاً ، فخرج كما يصنع إذا تزوج ، فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال : السلام عليكم أهل البيت ، ورحمة الله وبركاته ، فقالت : وعليك السلام ورحمة الله ، كيف وجدت أهلك ؟ بارك الله لك) (6) ، وكان × يسلم عليهن واحدة واحدة ، وهن يرددن عليه السلام ، ويدعون بالبركة والخير (7) .
وجه الدلالة: هذا صريح في استحباب الدعاء بالبركة للزوج عقب دخوله (8) .
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (678) .
(2) ... أخرجها مالك في الموطأ ، برقم (1151) ، ص 372 ، وقال ابن عبد البر في التمهيد : (وهذا أيضاً مرسل عند جميع رواة مالك) ، ينظر : فتح البر (10/223) ، وأخرجه البغوي في شرح السنة
(5/115) ، وقال: (حديث منقطع).
(3) ... نيل الأوطار (6/214) .
(4) ... فتح البر في ترتيب التمهيد (10/223) .
(5) ... ينظر : مواهب الجليل (3/408) ، وتقريرات محمد عليش على حاشية الدسوقي (2/216) .
(6) ... أخرجه البخاري ، كتاب النكاح ، باب (56) ، برقم (5154) ، ص 446 .
(7) ... عمدة القاري (20/145) .
(8) ... ينظر : الأذكار ص 278 ، والفتوحات (6/84) ، وآداب الزفاف ، للألباني ص 138 .(1/196)
الفرع الثالث : الدعاء عند الجماع :
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب الدعاء عند الجماع بما ورد عنه × «اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا».
واستدلوا بما يلي :
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال النبي × : (لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ؛ ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبداً) (2) .
وجه الدلالة : فيه استحباب التسمية والدعاء والمحافظة على ذلك حتى في حالة الملاذ كالوقاع ، وفيه الاعتصام بذكر الله ودعائه من الشيطان والتبرك باسمه والاستعاذة به من جميع الأسواء ، وفيه إشارة إلى أن الشيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا
ذكر الله (3) .
وينبغي أن يقول هذا الدعاء عند إرادة الجماع لا حال الجماع (4) ، لقوله × في رواية : (إذا أراد أن يأتي أهله ..) (5) ، حتى مع اليأس من الولد ، لكونها صغيرة أو كبيرة أو حاملاً (6) .
__________
(1) ... حكاه المرداوي في الإنصاف (8/355) ، وينظر : عمدة القاري (20/152) ، ومواهب الجليل
(1/266) ، والأذكار ص 278 ، والفتوحات الربانية (6/85) ، وتحفة الذاكرين ص 170 ، وإعانة الطالبين (1/275) ، وسبل السلام (3/30) ، والمغني (10/231) ، والممتع شرح المقنع (5/230) ، والفروع (5/247) ، وحاشية الروض المربع (6/439) ، والوابل الصيب ص 270 .
(2) ... متفق عليه، أخرجه البخاري ، كتاب النكاح ، باب ما يقول إذا أتى أهله ، برقم (5165) ، ص 447 ، ومسلم في كتاب النكاح ، باب ما يستحب أن يقال عند الجماع ، برقم (1434) ، ص 918 .
(3) ... ينظر : فتح الباري (9/137) ، وعمدة القاري (20/152) .
(4) ... ينظر : سبل السلام (3/300) ، وفتح الباري (1/292) ، والفتوحات الربانية (6/88) .
(5) ... أخرجه مسلم ، كتاب النكاح ، باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع ، برقم (1434) ، ص 919 .
(6) ... ينظر : إعانة الطالبين (1/343) .(1/197)
واستحب بعض فقهاء الشافعية (1) ، والحنابلة (2) ، أن تدعو به المرأة أيضاً كالرجل .
وإذا كان الرجل لا يحسن العربية قالها بلسانه الذي يحسنه (3) ، ومن وفقه الله للعمل بهذا رأى من البركة في ولده ما يتحقق أنه × ما ينطق عن الهوى ، وأقل فائدة بعد ذكر الله ودعائه بسؤاله اجتناب الشيطان لنفسه تضمن الولد الصالح من الله تعالى بذلك العمل المباح ، فيصير عبادة بحسن النية (4) .
واستحب جماعة من الفقهاء (5) أن يقول الرجل إذا أنزل :«اللهم لا تجعل للشيطان فيما رزقتني نصيباً» . لما ورد عن ابن مسعود – رضي الله عنه – موقوفاً أنه إذا أنزل يقول: «اللهم لا تجعل للشيطان فيما رزقتني نصيباً» (6) .
__________
(1) ... ينظر : المصدر السابق (1/275) .
(2) ... ينظر : الإنصاف (8/356) .
(3) ... ينظر : فتح الباري (1/292) : (قيل لأبي عبد الله (البخاري) من لا يحسن العربية بقولها بالفارسية ؟ قال : نعم) .
(4) ... الفتوحات الربانية (6/87) .
(5) ... ينظر: فتح الباري (1/292) ، واستحسنه المرداوي في الأصناف (8/355) وقال: (ولم أره للأصحاب)، وينظر: حاشية الروض (6/439).
(6) ... أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب النكاح ، باب ما يدعو به الرجل إذا دخل على أهله ، برقم
(9783)، (10/395).(1/198)
وإذا كان الرجل لا يستطيع أن يصل إلى امرأته ، فيستحب له أن يصلي ركعتين ، ويدعو بلفظ: «اللهم بارك لي في أهلي ، وبارك لأهلي في ، وارزقني منهن وارزقهن مني ، اللهم ما جمعت بيننا ، فاجمع بيننا في خير ، وإذا فرقت ، ففرق في خير» . لما ورد أن رجلاً جاء إلى عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – فقال : «إني لا أصل إلى امرأتي قال له : توضأ ثم صل ركعتين ، ومرها أن تصلي خلفك ، فإذا فرغت من صلاتك ، فقل : اللهم بارك لي في أهلي ...» (1) .
الفرع الرابع : الدعاء عند الوليمة .
اتفق الفقهاء (2) – رحمهم الله – على أنه يسن للضيف أن يدعو للمضيف بدعاء رسول الله × بأن يقول : (أكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة ، وذكركم الله فيمن عنده ...) أو بغيره مما ورد .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... أخرجه الضبي في كتاب الدعاء ص 196 ، والطبراني في كتاب الدعاء ، باب القول عند بناء الرجل بأهله ، برقم (939) ، ص 292 ، وفيه الحجاج بن فروخ الواسطي قال عنه الذهبي في الميزان
(1/464) : (قال ابن معين : ليس بشيء ، وضعفه النسائي ، وقال أبو حاتم : شيخ مجهول). وأورده الهيثمي في المجمع (4/292) ، كتاب النكاح ، باب ما يفعل إذا دخل أهله ، وعزاه إلى الطبراني، وقال : (ورجاله رجال الصحيح) أ . هـ ، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بنحوه (4/312) ، وقال الألباني في آداب الزفاف ص 96: (سنده صحيح ، وأخرجه الطبراني بسندين صحيحين) .
(2) ... ينظر : مواهب الجليل (4/5) ، والأذكار ص 235 ، وتكملة المجموع (15/282) ، وإعانة الطالبين
(1/368) ، والمغني (10/216) ، وكشاف القناع (7/2529) .(1/199)
1 – عن أنس – رضي الله عنه – أن النبي × جاء إلى سعد بن عبادة – رضي الله عنه – فجاء بخبز وزيت فأكل ، ثم قال النبي × : (أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة) (1) .
2 – وعن جابر – رضي الله عنه – قال : «صنع أبو الهيثم بن التيهان - رضي الله عنه - (2) للنبي × طعاماً ، فدعا النبي × وأصحابه ، فلما فرغوا قال : أثيبوا أخاكم ، قالوا : يا رسول الله وما إثابته ؟ قال : إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرب شرابه ، فدعوا له فذلك إثابته» (3) .
3 – وعن عبد الله بن بسر (4)
__________
(1) ... أخرجه أبو داود في كتاب الأطعمة ، باب ما جاء في الدعاء لرب الطعام ، برقم (3854) ص 1506 ، وصحح النووي إسناده في الأذكار ص 236 ، والألباني في آداب الزفاف ص 170 .
(2) ... هو : أبو الهيثم مالك بن التيهان بن مالك بن عتيك بن عمرو الأنصاري الأوسي ، شهد العقبة ، وكان أحد النقباء ، مشهور بكنيته آخى النبي × بينه وبين عثمان بن مظعون ، وكان أول من بايع النبي × ، وشهد بدراً والمشاهد مع رسول الله × ، ومات سنة عشرين أو إحدى وعشرين ، وقيل : إنه أدرك صفين ، وشهدها مع علي ، وقتل بها ، وهو الأكثر.
... ينظر في ترجمته: أسد الغابة (5/14)، (6/324) ،والإصابة (7/209) ، وشذرات الذهب (1/31).
(3) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأطعمة ، باب الدعاء لرب الطعام ، برقم (3853) ، ص 1506 . قال ابن حجر كما في الفتوحات (5/248) : (سنده ضعيف) .
(4) ... هو : عبد الله بن بسر بن أبي بسر ، الصحابي المعمر ، بركة الشام ، أبو صفوان المازني ، نزيل حمص، له أحاديث قليلة ، وصحبة يسيرة . حدث عنه : راشد بن سعد ، وخالد بن معدان ، وسليم بن عامر وغيرهم. غزا جزيرة قبرص مع معاوية في دولة عثمان – رضي الله عنه - ، مات سنة 88هـ ، وهو آخر من مات من الصحابة بالشام ، وله 94 سنة في إمرة سليمان بن عبد الملك ، حديثه في الكتب الستة .
... ينظر في ترجمته : طبقات ابن سعد (7/413) ، وشذرات الذهب (1/111) ، وسير أعلام النبلاء
(3/430) .(1/200)
– رضي الله عنه – قال : (نزل رسول الله × على أبي ، فقربنا إليه طعاماً ووطبة (1) فأكل منها ، ثم أتى بتمر فكان يأكله ويلقى النوى بين إصبعيه ... ثم أتى بشراب فشربه ، ثم ناوله الذي عن يمينه ، فقال أبي: أدع الله لنا، فقال: اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم) (2) .
وجه الدلالة: وفيه دعاء الضيف بالتوسعة في الرزق والمغفرة والرحمة ، وقد جمع × في هذا اللفظ خيري الدارين (3) .
4 – وفي الصحيح : أن النبي × رفع رأسه إلى السماء ، وقال : (اللهم أطعم من أطعمني ، واسق من سقاني) (4) .
5 – وفيه أيضاً : أن النبي × قال : (إذا دعي أحدكم إلى وليمة طعام فليجب ، وإن كان صائماً ، فليصل) (5) وفي رواية : (فليدع بالبركة) (6) .
6 – وعن أبي وائل – رحمه الله – قال : «ما رأيت عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – جلس في مأدبة ولا ختان ، ولا غير ذلك ، فيقوم حتى يحمد الله ، ويثني عليه ، ويصلي على النبي × ويدعو بدعوات) (7) .
ويستحب أن يقول إذا فرغ من الطعام ما ورد عنه × من الحمد والثناء على الله والدعاء (8) . فمن ذلك :
__________
(1) ... هي الحَيْسُ يجمع بين التمر والأقط والسمن ، ينظر : لسان العرب ، مادة وطب (2/798) ، والنهاية
(5/203) .
(2) ... أخرجه مسلم، كتاب الأشربة، باب استحباب وضع النوى خارج التمر، برقم (2042)، ص 1043.
(3) ... ينظر : الفتوحات الربانية (5/247) .
(4) ... سبق تخريجه ، ص (181) .
(5) ... سبق تخريجه ، ص (596) .
(6) ... سبق تخريجه ، ص (596) .
(7) ... سبق تخريجه ، ص (674) .
(8) ... ينظر : الأذكار ص 235 ، والفتوحات (5/221 وما بعدها) .(1/201)
1 – عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله × : (إذا أكل أحدكم طعاماً ، فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيراً منه ، ومن سقاه الله تعالى لبنا فليقل : اللهم بارك فيه وزدنا منه ، فإن ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب غير اللبن) (1) .
2 – كان النبي × إذا قرب إليه طعاماً يقول : (بسم الله) ، فإذا فرغ من طعامه قال: (اللهم أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت ، وهديت ، وأحسنت ، فلك الحمد على ما أعطيت) (2) .
الفرع الخامس : الدعاء للمولود، وفيه أربعة مسائل:
المسألة الأولى : حكم التهنئة (3) بالمولود :
اختلف الفقهاء – رحمهم الله تعالى – في حكم التهنئة بالمولود ، على قولين :
القول الأول: يستحب أن يهنأ الوالد بالمولود سواء كان أماً أو أباً .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأشربة ، باب ما يقول إذا شرب اللبن ، برقم (3730) ، ص 1499 ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ما يقول إذا أكل طعاماً ، برقم (3455) ، ص 2007 ، وقال : حسن ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (474) ، باب ما يقول إذا شرب لبنا ، ص 224 ، وحسنه ابن حجر كما في الفتوحات (5/238) والألباني في صحيح الجامع، برقم (374)، و(5921).
(2) ... أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (465) ، ص 220 ، وحسنه النووي في الأذكار ،
ص 325 ، وصححه ابن حجر كما في الفتوحات (5/236) ، وقال : (وفي اقتصار النووي على حسن نظر ، فإن رجال سنده من يونس إلى الصحابي أخرج لهم مسلم) .
(3) ... التهنئة في اللغة : خلاف التعزية ، وكل أمر يأتي من غير تعب فهو هنيء ، (النهاية في غريب الحديث
(5/227) . وفي الاصطلاح : التهنئة دعاء له – أي للمبشر – بالخير بعد أن علم به) ، ينظر : تحفة المودود في أحكام المولود ، لابن القيم ص 20 .(1/202)
وهذا مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية (1) ، والشافعية (2) ، والحنابلة (3) .
واستدلوا بما يلي :
1 – حديث كعب بن مالك – رضي الله عنه – وفيه : «فانطلقت أتأمم رسول الله × يتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئونني بالتوبة ، ويقولون : ليهنك توبة الله تعالى عليك حتى دخلت المسجد فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ، وكان كعب لا ينساها لطلحة» (4) .
وجه الدلالة: فيه دليل لاستحباب التبشير والتهنئة لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه كربة شديدة ونحو هذا ، وهذا الاستحباب عام في كل نعمة حصلت وكربة انكشفت سواء كانت من أمور الدين أو الدنيا (5) .
2 – ما روي عن الحسن البصري – رحمه الله – أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد له غلام ، فقال له : يهنك الفارس ، فقال له الحسن : «وما يدريك أفارس هو أو حمار ؟ قال : كيف نقول ؟ قال : قل بورك لك في الموهوب، وشكرت الواهب ، وبلغ رشده ، ورزقت بره» (6) .
__________
(1) ... ينظر : المبسوط (7/52) ، وعمدة القاري (17/55).
(2) ... ينظر : الأذكار ، ص 283 ، والمجموع (8/340) ، وروضة الطالبين (3/233) ، ومغني المحتاج
(4/296) ، والفتوحات (6/96) ، وقال في (6/108) : (أطبق الأصحاب على سن ذلك) .
(3) ... ينظر : المغني (13/401) ، وتحفة المودود بأحكام المولود ، ص 20 ، ومطالب أولى النهى (2/492).
(4) ... سبق تخريجه ، ص (550) .
(5) ... شرح صحيح مسلم (17/95) .
(6) ... أخرجه الطبراني في الدعاء ، باب كيف التهنئة بالمولود ، برقم (945) ، ص 294 ، لفظه : (قال : جعله الله مباركا عليك وعلى أمه محمد) ، وأورده ابن القيم في تحفة المودود ص 21 ، وعزاه لابن المنذر في الأوسط ، وقال: (وفي إسناده كلثوم بن جوشن ، وهو ضعيف) .(1/203)
3 – وكان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود قال : «جعله الله مباركاً عليك ، وعلى أمة محمد» (1) .
4 – ولما في التهنئة من مشاركة المسلم لأخيه المسلم في فرحه ، والدعاء له بما يطيب خاطره ويرضيه ، ولما في ذلك من التواد والتراحم والتعاطف بين المسلمين .
القول الثاني : يباح تهنئة الوالد بالمولود، وهذا قول بعض الحنابلة (2) .
واستدلوا بما يلي :
أن الشرع إنما ورد بتهنئة من تجددت له نعمة دينية ، كما في قصة توبة كعب بن مالك ، أما من تجددت له نعمة دنيوية فلم يرد به الشرع ، وإنما هو من قبيل العرف والعادة ، لأن الظاهر أنه محدث (3) .
يمكن أن يناقش: بأن الولد نعمة دينية كما هو نعمة دنيوية ؛ فعن طريق نعمة الولد يكون المسلم سبباً في إيجاد نسمة تعبد الله تعالى ، وتحقق خلافته في أرضه ، كما أن الولد يدعو لوالديه بعد موتهما وبه يستمر عملهما الصالح .. إلى غير ذلك من المصالح الأخروية (4) .
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – هو القول باستحباب التهنئة بالمولود ؛ وذلك لقوة أدلته ووجاهتها ؛ وللإجابة عما استدل به المخالفون .
المسألة الثانية : صفة التهنئة بالمولود :
__________
(1) ... أخرجه الطبراني في الدعاء ، باب كيف التهنئة بالولود ، برقم (9466) ، ص 294 ، والسيوطي وفي وصول الأماني ، ص 56 .
(2) ... ينظر : الفروع (6/182) ، وزاد المعاد (3/585) .
(3) ... ينظر : الفروع (6/183) .
(4) ... أحكام المولود في الفقه الإسلامي ، أسماء الطالب (1/49) .(1/204)
نص بعض الفقهاء (1) – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب أن يقال في تهنئة من ولد له ولد : «بورك لك في الموهوب ، وشكرت الواهب ، ورزقت بره ، وبلغ رشده» كما ورد عن الحسن البصري (2) . أو يقول : «جعله الله مباركاً عليك ، وعلى أمة محمد». كما ورد عن أيوب (3) ، أو يقول : «ليهنك ما أعطاك الله ، وما منّ الله به عليك (4) أو أي لفظ يحصل به المقصود ، وليس فيها شيء مؤقت (5) .
ويستحب أن يرد عليه المهنأ فيقول : بارك الله لك، وبارك عليك ، ورزقك الله مثله.
أو يرد بنحو : أجزل الله ثوابك ، أو جزاك الله خيراً (6) .
المسألة الثالثة : الدعاء للمولود :
نص الفقهاء (7) – رحمهم الله – على أنه يستحب الدعاء للمولود بالبركة وغيرها من الدعوات الصالحة .
واستدلوا بما يلي:
1 – عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: (كان رسول الله × يؤتي بالصبيان فيدعو لهم ...) (8) وفي رواية : (فيدعو لهم بالبركة) (9) .
وجه الدلالة : فيه استحباب حمل الأطفال إلى أهل الفضل للتبرك بهم سواء في هذا الاستحباب المولود في حال ولادته أو بعدها (10) .
__________
(1) ... ينظر : مغني المحتاج (4/296) ، والمغني (13/401) .
(2) ... سبق تخريجه ، ص (695) .
(3) ... سبق تخريجه ، ص (695) .
(4) ... زاد المعاد (3/585) ، والفروع (6/183) .
(5) ... أحكام المولود في الفقه (1/55).
(6) ... ينظر : الأذكار ص 283 ، والفتوحات (6/109) ، والمجموع (8/340) .
(7) ... ينظر : المجموع (8/333) ، والأذكار ص 280 ، الفتوحات (6/96) ، والوابل الصيب ص 271، وحاشية الروض المربع (4/248) .
(8) ... أخرجه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب الدعاء للصبيان بالبركة ، برقم (6355) ص 534 .
(9) ... أخرجه بنحوه مسلم ، كتاب الطهارة ، باب حكم بول الرضيع ، برقم (286) ، ص 726 ، ولفظه (يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم) .
(10) ... شرح صحيح مسلم (3/194 – 195) .(1/205)
2 – وعن أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها – قالت : (حملت بعبد الله بن الزبير بمكة ، فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ، ثم أتيت به النبي × ، فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله × ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبارك عليه) (1) .
وجه الدلالة: ظاهر العطف أنه دعا له بدعوات ، وزاد عليها الدعاء بالبركة ، وهذا الأنسب بمقام فضله × ، وعنايته بابن حواريه (2) .
3 – وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : (ولد لي غلام ، فأتيت به النبي × ، فسماه إبراهيم ، وحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة) (3) .
4- وعن عبد الرحمن بن عوف – رضي الله عنه – قال: (كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي × فدعا له .. الحديث) (4) .
قال ابن حجر – رحمه الله – (5) فيما معناه: « فالصحابة كانوا يحضرون أولادهم عند ولادتهم ليحنكهم النبي × ويسميهم ويبرك عليهم. والأخبار بذلك كثيرة شهيرة».
__________
(1) ... أخرجه البخاري ، كتاب مناقب الأنصار ، باب هجرة النبي × ، برقم (3909) ، ومسلم كتاب الآداب ، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته ، برقم (2145) ، ص 1060 .
(2) ... ينظر : الفتوحات (6/97) .
(3) ... أخرجه البخاري، كتاب الأدب ، باب من سمى بأسماء الأنبياء ، برقم (6198) ، ص 522، ومسلم، كتاب الآداب ، باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته ... ، برقم (2145) ، ص 1060 .
(4) أخرجه الحاكم في مستدركه ، كتاب الفتن ، برقم (8524) ، (5/676) وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه). وفي إسناده ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف. قال عنه الذهبي في الميزان (4/237): (قال أبو حاتم : يكذب ، وقال ابن معين والنسائي : ليس بثقه .وقال الدارقطني: متروك).
(5) الإصابة (1/3).(1/206)
5 – وعن معاوية بن قرة (1) قال :« لما ولد لي إياس دعوت نفراً من أصحاب النبي × ، فأطعمتهم فدعوا ، فقلت : إنكم قد دعوتم فبارك الله لكم فيما دعوتم ، وإني إن أدعو بدعاء فأمنوا قال : فدعوت له بدعاء كثير في دينه وعقله وكذا قال : فإني لأتعرف فيه دعاء يومئذ» (2) .
المسألة الرابعة: الدعاء عند ذبح العقيقة:
نص الفقهاء (3) – رحمهم الله – على أنه يستحب أن يقول الذابح بعد التسمية: (اللهم لك وإليك ، هذه عقيقة فلان).
واستدلوا بما يلي:
__________
(1) ... هو : معاوية بن قرة ، بن إياس بن هلال بن رئاب ، الإمام العالم الثبت أبو إياس المزني البصري والد القاضي إياس ، قيل : ولد يوم الجمل . حدث عن : والده ، وعبد الله بن مغفل ، وأبي أيوب الأنصاري وطائفة . حدث عنه : ابنه إياس ، وقتادة ، وثابت البناني ، وخلق كثير . وثقه ابن معين ، والعجلي ، وابن سعد ، والنسائي ، لقى كثيراً من أصحاب النبي × كان من عقلاء الرجال ، توفي سنة 113هـ ، وعمره 76 سنه .
... ينظر في ترجمته : تهذيب التهذيب (10/196) ، وسير أعلام النبلاء (5/153) ، وطبقات ابن سعد
(7/221) .
(2) ... أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، باب الدعاء في الولادة ، برقم (1291) ، ص 268 ، وقال الألباني في صحيح الأدب المفرد ص 485 : (صحيح الإسناد مقطوع) .
(3) ينظر: مواهب الجليل (3/219) ، وحاشية العدوي (1/507) ، وروضة الطالبين (3/232) والبجيرمي علي الخطيب (5/255) ، والمستوعب (4/382) ، وتحفة المولود ص 65 ، وحاشية الروض المربع (4/251) ، ومطالب أولي النهى (2/492).(1/207)
1- حديث عائشة – رضي الله عنها - أنه – × - قال: (اذبحوا على اسمه وقولوا بسم الله والله أكبر منك وإليك هذه عقيقة فلان) (1) .
2- وقال عطاء: « إذا ذبحت فقل: بسم الله والله أكبر هذه عقيقة فلان» (2) .
3- ولأن هذا دعاء ، والدعاء مندوب إليه (3) .
المطلب الخامس عشر: الدعاء في القضاء: وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الأول: الدعاء عند كتابة الفتيا:
نص الفقهاء (4) - رحمهم الله – على أنه حقيق بالمفتي أن يكثر الدعاء بالحديث الصحيح: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) (5) .
ويقول إذا أشكل عليه شيء: «يا معلم إبراهيم علمني، ويا مفهم سليمان فهمني» .
ويستحب له عند كتابة المفتي أن يستعيذ من الشيطان، ويسمي الله تعالى ويحمده، ويصلي على النبي × ، ويقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول: ? ????? ????????? ??? ???????? ? الآية (6) ، ولا يدع أن يختم جوابه بقوله: والله أعلم، أو بالله التوفيق، ونحو ذلك (7) .
__________
(1) أخرجه البيهقي في سننه ، برقم (19294) ، (9/511) ، وأورده الهيثمي في المجمع (4/58) ، وعزاه إلى أبي يعلي والبزار وقال: (رجاله رجال الصحيح خلا شيخ أبي يعلي اسحاق ، فإن لم أعرفه) ، وأورده ابن القيم في تحفة المولود ص 65، وعزاه إلى ابن المنذر وقال: (قال ابن المنذر: وهذا حسن) وحسنه البيجرمي في حاشيته (5/255).
(2) أخرجه البيهقي في سننه (9/509) برقم (19287).
(3) حاشية العدوي (1/507).
(4) ... ينظر: الاقناع (4/372)، وكشاف القناع (9/3199) .
(5) ... سبق تخريجه ص (244) .
(6) سورة طه ، آية 25 .
(7) ... روضة الطالبين (11/114)، وينظر: القول البديع ص 353 .(1/208)
وإذا كان السائل قد أغفل الدعاء للمجيب، أو الصلاة على الرسول × في آخر الفتوى، ألحق المفتي ذلك بخطه ؛ فإن العادة جارية به .
وإذا كانت الفتوى تتعلق بالسلطان، دعا له، فقال: وعلى السلطان، أو على ولي الأمر وفقه الله، أو أصلحه، أو سدده، أو شد أزره، ولا يقول: أطال الله بقاءه؛ فإنه ليس من ألفاظ السلف (1) .
الفرع الثاني: الدعاء عند جلوس القاضي للحكم بين الناس:
نص الفقهاء (2) – رحمهم الله – على أنه يستحب للقاضي إذا جلس للفصل بين الناس أن يستعين بالله ، ويتوكل عليه ويدعو سراً أن يعصمه من الزلل ، ويوفقه للصواب لما يرضيه من القول والعمل ، لأن ذلك مطلوب مطلقاً لاسيما في أوقات الحاجة ، والقاضي من أشد الناس حاجة لذلك ،ولأنه مقام خطر (3) . وكونه يدعو سراً ، لأنه أرجى للإجابة ، وأبعد من الرياء (4) .
ويستحب أن يدعو (5) بما جاء عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: كان رسول الله × إذا خرج من بيته قال : (اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أُزل ، أو أضل أو أُضل أو أظِلم أو أُظلم أو أجهل أو يجهل علي) (6) وله أن يزيد عليهن أو اعتدي أو يعتد عليّ ، اللهم أعني بالعلم وزيني بالحلم ، وأكرمني بالتقوى حتى لا أنطق إلا بالحق ، ولا أقضي إلا بالعدل (7) .
__________
(1) ... روضة الطالبين (11/114) .
(2) الممتع شرح المقنع (6/194) ، وينظر: الفروع (6/390) ، ومنتهى الإرادات (3/469) ، والاقناع
(4/379) ، كشاف القناع (9/3210) ، ومطالب أولي النهى (6/475).
(3) منتهى الإرادات (3/469).
(4) المصدر السابق ، والصفحة نفسها.
(5) الحاوي (20/86).
(6) سبق تخريجه ص (181).
(7) الحاوي (20/86) وقال: (كان الشعبي – رحمه الله – يقولهن).(1/209)
وإذا قضى القاضي مجتهداً بغير الحق يدعى عند رد القضاء عليه بلفظ : (اللهم إني ابرأ إليك مما صنع فلان) (1) . لحديث: بعث النبي × خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ، فدعاهم للإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا ، فجعلوا يقولون: صبأنا ، صبأنا ، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر ، ودفع إلى كل رجل منا أسيره حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره ، فقلت: والله لا أقتل أسيري ، ولا يقتل من أصحابي أسيره ، حتى قدمنا على النبي × فذكرنا له، فرفع النبي × يديه فقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ، مرتين) (2) .
والحكمة في تبرئة × من فعل خالد – رضي الله عنه – مع كونه لم يعاقبه على ذلك لكونه مجتهداً أن يعرف أنه لم يأذن له في ذلك خشية أن يعتقد أحد أنه كان بإذنه ، ولينزجر غير خالد - رضي الله عنه - بعد ذلك عن مثل فعله (3) .
الفرع الثالث: حكم تخصيص القاضي أحد الخصمين بالدعاء
نص الفقهاء (4) - رحمهم الله تعالى – على أنه يجب على القاضي أن يعدل بين المتخاصمين إذا ترافعا إليه في لحظه ولفظه أي في كلامه لهما ، ومجلسه ودخولهما عليه.
واستدلوا بما يلي:
__________
(1) ترجم النسائي في سننه لهذا الحديث ، كتاب آداب القضاة ، باب الرد على الحاكم إذا قضى بغير الحق ، برقم (5407) ، ص 2433.
(2) أخرجه البخاري ، كتاب الأحكام ، باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد ، برقم
(7189) ، ص 193.
(3) فتح الباري (13/194).
(4) ينظر: فتح القدير (7/274) ، ومجمع الأنهر (2/158) ، والممتع شرح المقنع (6/195) ، والإنصاف
(11/193)، ومنتهى الإرادات (3/476)، والإقناع (4/380)، ونظام القضاء في الإسلام ص140.(1/210)
1- قال × : ( من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لفظه وإشارته ومقعده ولا يرفع صوته على أحد الخصمين..) (1) .
2- ولأنه إذا ميز أحدهما حصر الآخر وانكسر ، وربما لم تقم حجته فيؤدي ذلك إلى ظلمه (2) .
ومن عدم العدل في اللفظ بين المتخاصمين أن يدعو لأحدهما دون الآخر كأن يقول: ما قضيتك بارك الله فيك؟ أو وفقك الله ، ولا يقول للآخر مثل ذلك.
وإذا قال أحد الخصمين للقاضي اتق الله ، أو خف الله ، ونحو ذلك فينبغي للقاضي أن يتأدب ويقول: سمعاً وطاعة ، أو أسأل الله التوفيق لذلك ، أو أسأل الله الكريم لطفه ، ونحو ذلك من الرفق به ، لئلا يدخل في وعيد قوله تعالى: ? ???????? ????? ?????? ???????? ?????? ??????????? ??????????? ????????????? ? (3) (4) .
المطلب السادس عشر : الدعاء في الصباح والمساء، وفيه فرعان :
الفرع الأول : الدعاء طرفي النهار : وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : حكم الدعاء طرفي النهار :
__________
(1) أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب آداب القاضي ، باب إنصاف الخصمين في المدخل عليه ، برقم 20457 (10/228) ، أورده الهيثمي في المجمع (4/197) ، وعزاه إلى الطبراني وأبي يعلي ، وقال: (وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو ضعيف)، قال ابن جبرين في تحقيقه شرح الزركشي (7/275) : (قد تابعه غيره عند وكيع). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ، برقم (5321) ، ص 768.
(2) منتهى الإرادات (3/470) ، وينظر: الممتع شرح المقنع (6/196) ، ومجمع الأنهر (2/158)، وحاشية الروض المربع (7/526).
(3) سورة البقرة ، آية (206).
(4) ينظر: مواهب الجليل (6/104) ، وبلغة السالك (4/74) ، والأذكار ص 309 ، والفتوحات
(6/243).(1/211)
نص الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أنه يسن الدعاء طرفي النهار بم ورد عن النبي × والمحافظة عليه. ومما ورد في ذلك :
1 – قال × : (سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ، قال: (ومن قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح ، فهو من أهل الجنة) (2) .
وسبب تسميته بسيد الاستغفار؛ لما كان هذا الدعاء جامعاً لمعاني التوبة كلها استعير له هذا الاسم ، ولاشك أن سيد القوم أفضلهم ، وهذا الدعاء أيضاً سيد الأدعية وهو الاستغفار (3) .
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (22/278) ، والدعاء المأثور ص 225 ، وحاشية العدوي (2/441) ، والفواكه الدواني (2/532) ، والأذكار ص 80 ، وفتح الباري (11/134) ، والفتوحات الربانية (3/76) ، وسلاح المؤمن ص 269 ، وتحفة الذاكرين ص 59 ، والكلم الطيب ص 25 ، وزاد المعاد (2/365) ، والوابل الصيب ص 199 .
(2) ... سبق تخريجه، ص 96.
(3) ... عمدة القاري (22/278) ، وينظر : فتح الباري (11/102) .(1/212)
2 – عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : كان نبي الله × إذا أمسى قال : (أمسينا وأمسى الملك لله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له) قال : أراه قال فيهن : (له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها ، وأعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر) وإذا أصبح قال ذلك أيضاً : (أصبحنا وأصبح الملك لله ...) (1) . وفي رواية أيضاً : (اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر) (2) .
3 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: ( كان النبي × : إذا أصبح يقول : (اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا ، وبك نحيا وبك نموت ، وإليك النشور) وإذا أمسى قال : (اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا ، وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير) (3) .
__________
(1) ... أخرجه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب في الأدعية ، برقم (2723) ، ص 1150 .
(2) ... أخرجه مسلم ، (نفس الإحالة السابقة) .
(3) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى ، برقم (3390)
ص 2000 ، وقال : (حديث حسن صحيح) ، وأبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، برقم (5068) ، ص 1594 ، وأخرجه ابن ماجه ، كتاب الدعاء ، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى ، برقم (3868) ص 2707 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (8) ص 143، والبخاري في الأدب المفرد ، برقم (1234) ص 256، وصححه ابن القيم في زاد المعاد (2/370) ، والنووي في الأذكار ص (82)، والألباني في صحيح الأدب المفرد ، برقم (911) ، ص 465 .(1/213)
4 – وعنه ، أن أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – قال : يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال : (قل اللهم فاطر السموات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشِرْكه) (1) ، قال : (قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت ، وإذا أخذت مضجعك ..) (2) .
__________
(1) ... قال ابن الأثير في النهاية (2/467) : (يروي على وجهين ؛ أحدهما بكسر الشين وسكون الراء، ومعناه : ما يدعو إليه الشيطان ويوسوس به من الإشراك بالله سبحانه ، والثاني بفتح الشين والراء؛ يريد حبائل الشيطان ومصائده) أ . هـ .
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، برقم (5067) ، ص 1593 ، وأخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب الدعاء اللهم عالم الغيب ، برقم (3392) ، ص 2000 ، وقال : (حسن صحيح) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (11) ، ص 145 ، والبخاري في الأدب المفرد ، برقم (1235) ، ص 257 ، وصححه ابن القيم في زاد المعاد (2/371) ، والنووي في الأذكار ص 83 ، والألباني في صحيح المفرد ، برقم (913) ، ص 466 .(1/214)
5 – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله × قال : (من قال حين يصبح أو يمسي : اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك إنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، أعتق الله ربعه من النار ، فمن قالها مرتين أعتق الله نصفه ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه ، ومن قالها أربعاً أعتقه الله من النار) (1) .
6 – عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : لم يكن رسول الله × يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يديّ ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) (2) .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، برقم (5078) ، ص 1595 ، والترمذي، كتاب الدعوات ، باب دعاء اللهم أصبحنا برقم (3501) ، ص 2012 ، وقال : (حسن غريب) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (9) ، ص 143 ، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1236) ، ص 257 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (70) ، ص 36 ، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد
(2/372) ، وجود إسناده النووي في الأذكار ، ص 84 ، وضعفه الألباني في ضعيف الأدب المفرد ، برقم (193) ، ص 108 .
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، برقم (5074) ، ص 1594 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (566) ، ص 391 ، وابن ماجه ، كتاب الدعاء ، باب ما يدعو إذا أصبح وإذا أمسى ، برقم (3871) ، ص 2708 ، وصححه النووي في الأذكار ص 85 ، والألباني في صحيح الجامع ، برقم (1274) ، ص 273 .(1/215)
7 – وقال × : (من قال حين يصبح : اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته) (1) .
«قال الشوكاني (2) : في الحديث فضيلة عظيمة ، ومنقبة كريمة حيث تكون تأدية واجب الشكر بهذه الألفاظ اليسيرة القليلة ، وإن قائلها صباحاً قد أدى شكر يومه ، وقائلها مساء قد أدى شكر ليلته ، مع أن الله يقول: ? ?????? ??????????? ???????? ?????? ??? ????????????? ? (3) ، وإذا كانت النعم لا يمكن إحصاؤها ، فكيف يقدر العبد على شكرها ، فلله الحمد ، ولله الشكر على هذه الفائدة الجليلة المأخوذة من معدن العلم ومنبعه».
8 – كان × يدعو كل غداة : (اللهم عافني في بدني ، اللهم عافني في سمعي ، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت ، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت) يعيدها ثلاثاً حين يصبح، وثلاثاً حين يمسي (4) .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، برقم (5073) ، ص 1594 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (7) ، ص 142 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (41) ، ص 23 ، وقال النووي في الأذكار ص 85 : (إسناده جيد لم يضعفه أبو داود) ، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد
(2/373) ، وابن حجر في نتائج الأفكار (2/380) ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ، برقم
(5731) ، ص 826 .
(2) ... تحفة الذاكرين : آية (65) .
(3) ... سورة إبراهيم : آية (34) .
(4) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح ، برقم (5090) ، ص 1596 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم (22)، ص 151 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (69) ، ص 35 ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ، برقم (1210) ، ص 172 .(1/216)
9 – وقال × : (إذا أصبح أحدكم فليقل : أصبحنا وأصبح الملك رب العالمين ، اللهم أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه ، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ، ثم إذا أمسى فليقل مثل ذلك) (1) .
10– وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله × لفاطمة : (ما يمنعك أن تسمعين ما أوصيتك به ؛ تقولين إذا أصبحت وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) (2) .
وهذا الحديث من جوامع الكلم ؛ لأن صلاح الشأن كله يتناول جميع أمور الدنيا والآخرة ، فيفوز قائل هذا إذا تفضل الله عليه بالإجابة بخيري الدنيا والآخرة ، وفيه أيضاً تفويض الأمور إلى الرب سبحانه وتعالى ، وذلك من أعظم الأيمان وأجل خصاله وأشرف أنواعه (3) .
المسألة الثانية : وقت الدعاء طرفي النهار ، والحكمة منه :
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب الدعاء إذا أصبح ، برقم (5084) ، ص 1595 ، وقال النووي في الأذكار ص 86 : (رواه أبو داود بإسناد لم يضعفه) . وحسنه ابن القيم في زاد المعاد (2/373) ، وقال ابن حجر كما في الفتوحات (3/115): (حديث غريب)، ينظر: الفتوحات الربانية (3/115)، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد ، برقم (353) ، ص 125 .
(2) ... أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (570) ، ص 393 ، والحاكم في مستدركه ، (2/241)، برقم (2044) ، وصححه، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم (48) ، ص 26 ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/117) ، وعزاه إلى البزار ، وقال (رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقه) . وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (227) ، (1/449) .
(3) ... تحفة الذاكرين ص 67 .(1/217)
نص بعض الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أن الدعاء المطلوب عند الصباح يدخل وقته بطلوع الفجر ، لكن الأحسن فعله بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس .
والدعاء المطلوب في المساء يدخل وقته بغروب الشمس ، لكن الأحسن فعله عند اصفرار الشمس أو قربه بيسر إلى النوم ، وقيل : إلى الفجر (2) وقيل (3) : إلى وقت العشاء مقدمة ومؤخرة والأمر فيها واسع كمن عرض له شغل (4) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال تعالى: ? ??????????????? ?????? ????? ?????????? ??????? ???????????? ???? ??????? ?????????? ? ??????????????? ????????????? ??????????? ??????? ????????????? ???? ? (5) .
وجه الدلالة : قابل المساء بالصباح (6) ، والمساء بعد الغروب كما يدل عليه قول ابن عباس – رحمه الله – «جمعت هاتان الآيتان مواقيت الصلاة
? ??????????????? ?????? ????? ?????????? ? قال: المغرب والعشاء، ? ??????? ???????????? ? قال: صلاة الصبح، ? ??????????? ? قال: صلاة العصر، ? ??????? ????????????? ???? ? صلاة الظهر» (7) .
فهذا تفسير الصحابي اللغوي للصباح والمساء ، وأنه لا يكون إلا من بعد غروب الشمس والصباح لا يكون إلا بعد طلوع الفجر الصادق.
__________
(1) ... ينظر : حاشية العدوي (2/441) ، والفواكه الدواني (2/535) ، وتفسير القرآن العظيم (3/413) ، وتحفة الذاكرين ص 59 ، والوابل الصيب ص 200 ، والفتوحات الربانية (3/76) .
(2) ... تحفة الذاكرين ص 59 .
(3) ... الفتوحات الربانية (3/76) .
(4) تصحيح الدعاء ص 337.
(5) ... سورة الروم : آية (17، 18) .
(6) ... تحفة الذاكرين ص 59 .
(7) ... ينظر : جامع البيان (10/174) ، والجامع لأحكام القرآن (14/11) ، وقال : (وقاله الضحاك وسعيد بن جبير وقتادة) .(1/218)
2 – في حديث ابن أم مكتوم الأعمى مؤذن رسول الله × : (كان رجلاً أعمى لا ينادى حتى يقال له : أصبحت أصبحت) (1) .
وجه الدلالة : أن ابن أم مكتوم كان لا يؤذن الآذان الثاني الذي هو علامة على الفجر الصادق حتى يقال له أصبحت أصبحت ، والصباح ابتداؤه من هذا الوقت، وما قرب منه (2) من طلوع الفجر .
وأما كونه يستحب فعله بعد العصر قبيل اصفرار الشمس فلما يلي:
قال تعالى: ? ????????? ???????? ???????? ??????? ??????? ?????????? ????????? ???????????? ? (3) .
قال ابن القيم (4) : «هذا تفسير ما جاء في الأحاديث من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي أن المراد به : قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر» .
والحكمة من مشروعية الدعاء طرفي النهار :
حكمة الدعاء عند إرادة النوم أن تكون خاتمة أعماله ، وحكمته إذا أصبح أن يكون أول عمله بذكر التوحيد والكلم الطيب (5) . وخص هذين الوقتين بالدعاء ؛ لأن الشغل فيهما غالب على الناس ، ومن كان في هذين الوقتين يغلب عليه ذكر الله تعالى ، ودعاؤه فكان في وقت الفراغ أغلب عليه (6) .
الفرع الثاني : الدعاء عند النوم ، وفيه ثلاث مسائل :
المسألة الأولى : الدعاء عند إرادة النوم :
__________
(1) ... أخرجه البخاري ، كتاب الآذان ، باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره ، برقم (617) ، ص 50 .
(2) ... الفتوحات الربانية (3/74) .
(3) ... سورة ق ، آية (39) .
(4) ... الوابل الصيب ص 200 .
(5) ... شرح صحيح مسلم (17/35) .
(6) ... الفتوحات الربانية (3/76) .(1/219)
نص الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أنه يستحب الذكر من تسمية وتسبيح وتحميد ودعاء وتعوذ عند النوم ، ويكره النوم من غير ذكر الله تعالى ودعائه ، لحديث: (من اضطجع مضجعاً لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله تعالى ترة) (2) .
ومما ورد عنه × عند النوم :
1 – قال × : (إذا جاء أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخله إزاره ، فإنه لا يدري ما خلفه عليه ، ثم يقول : باسمك ربي وضعت جنبي ، وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) (3) .
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (22/283) ، وحاشية العدوي (2/442) ،والفواكه الدواني (2/535) ، والأذكار ص 95 ، والفتوحات الربانية (3/135) ، وفتح الباري (11/117) ، وشرح صحيح مسلم (17/32) ، والمجموع (4/308) ، والكلم الطيب ص 33 ، والوابل الصيب ص 205 ، وجامع العلوم والحكم (2/432) ، وسلاح المؤمن ص 285 ، وتحفة الذاكرين ص 81 .
(2) ... أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب كراهية أن يقوم الرجل من مجلسه، ولا يذكر الله، برقم (4856)، ص 1579 ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ما جاء في القوم يجلسون ولا يذكرون الله ، برقم
(3380) ، ص 1999 ، وقال : (حسن) والحاكم في مستدركه (1/168) ، برقم (1869)، وقال : (حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وصالح ليس بالساقط)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم
(404) ، ص 320 ، والبيهقي في السنن الكبرى (3/210) ، والبغوي في شرح السنة برقم (1254) ، وقال النووي في الأذكار ص 102 : (إسناده جيد) ، وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم
(752) وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/95) .
... والترة : بكسر التاء المثناة وتخفيف الراء معناه : نقص ، وقيل : تبعة، وينظر : الأذكار ص 102 .
(3) أخرجه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب الدعاء عند المنام ، برقم (630)، ص 532 ، ومسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعاء عند النوم ، برقم (2714) ، ص 1149. ...(1/220)
2 – وعن البراء بن عازب – رضي الله عنهما – قال : قال النبي × : (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت ، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة ، واجعلها آخر ما تتكلم به) قال : فرددتها على النبي × فلما بلغت : (آمنت بكتابك الذي أنزلت) قلت: ورسولك، قال: (لا : ونبيك الذي أرسلت) (1) .
قال النووي – رحمه الله – (2) : «في هذا الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست بواجبة ، إحداها : الوضوء عند إرادة النوم فإن كان متوضئاً كفاه ذلك الوضوء ؛ لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته ، وليكون أصدق لرؤياه ، وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه .
الثانية : النوم على الشق الأيمن ؛ لأن النبي × كان يحب التيامن ؛ ولأنه أسرع إلى الانتباه .
الثالثة : ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله».
__________
(1) ... أخرجه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب ما يقول إذا نام ، برقم (6313) ، ص 531 ، ومسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، برقم (2710) ، ص 1149 ، وقال النووي في شرح صحيح مسلم (17/33): (سبب رده اللفظ قال : اختار المازري وغيره أن سبب الإنكار أن هذا ذكر ودعاء فينبغي الاقتصار على اللفظ الوارد بحروفه وقد يتعلق الجزاء بتلك الحروف ولعله أوحي إليه × بهذه الكلمات فيتعين أداؤها بحروفها وقال النووي : هذا القول حسن) أ . هـ ، وينظر : عمدة القاري (22/283) .
(2) ... شرح صحيح مسلم (17/32) .(1/221)
3 – وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أنه أمر رجلاً إن أخذ مضجعه أن يقول : (اللهم خلقت نفسي ، وأنت توفاها لك مماتها ومحياها ، إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم أسألك العافية) فقال له رجل : سمعت من عمر ؟ فقال : من خير عمر ، من رسول الله × (1) .
4 – كان × إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) ثلاثة مرات (2) .
5 – وعن علي – رضي الله عنه – عن رسول الله × أنه كان يقول عند مضجعه : (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم ، وكلماتك التامة ، من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد ، سبحانك ، وبحمدك) (3) .
__________
(1) ... أخرجه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعاء عند النوم ، برقم (2712) ، ص 1149 .
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول عند النوم ، برقم (5045) ، ص 1592 ، والترمذي، كتاب الدعوات ، باب ما جاء في الدعاء برقم (3395) ، ص 2001 ، وقال : (حديث حسن غريب)، وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار (3/49) ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/123) وعزاه إلى البزار وقال : (إسناده حسن) .
(3) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول عند النوم ، برقم (5052) ، ص 1592 ، وصحح النووي إسناده في الأذكار ص 98 ، وحسنه ابن حجر في نتائج الأفكار (2/385) .(1/222)
6 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه - : جاءت فاطمة إلى النبي × تسأله خادماً ، فقال: ألا أدلك على ما هو خير من خادم ؛ فذكر التسبيح وزاد تقولين : (اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، أعوذ بك من شر كل ذي شر ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين (1) ، وأغنني من الفقر) (2) .
والأدعية والأذكار الواردة عن النبي × عند النوم كثيرة ومختلفة بحسب الأحوال والأشخاص والأوقات ، وفي كل فضل .
ويمكن أن يكون × كان يقول جميع ذلك عند النوم ، وأشار لأمته بالاكتفاء ببعضها إعلاماً منه أن معناه الحض والندب لا الوجوب (3) .
المسألة الثانية : الدعاء عند الفزع من النوم :
نص الفقهاء (4) – رحمهم الله – على أنه يستحب الدعاء عند الفزع من النوم بما ورد عنه × . ومن ذلك :
__________
(1) ... قوله : (اقض عنا الدين) ، قال النووي في شرح صحيح مسلم (17/36) : (يحتمل أن المراد بالدين هنا حقوق الله تعالى وحقوق العباد ، وكلها من جميع الأنواع) .
(2) ... أورده ابن حجر في الفتح (11/127) ، وعزاه إلى الطبري في تهذيبه (ولم أجده في المطبوع) ، وقال : (وأخرجه مسلم لكن فرقه حديثين) ، وأخرجه مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب الدعاء عند النوم، برقم (2713) ، ص 1149 .
(3) ... ينظر : فتح الباري (11/127) .
(4) ... ينظر : عمدة القاري (22/283) ، والدعاء المأثور ص 243 ، وفتح الباري (11/120) ، والكلم الطيب ص 41 ، وزاد المعاد (2/366) ، والأذكار ص 102 ، وتحفة الذاكرين ص 88 .(1/223)
1 – عن عائشة – رضي الله عنها - : أن رسول الله × كان إذا استيقظ من الليل قال : (لا إله إلا أنت سبحانك اللهم استغفرك لذنبي وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علماً ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (1) .
2 – قال × : (من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له ، فإن توضأ قبلت صلاته) (2) .
3 – وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: (كان إذا هب من الليل ، كبر الله عشراً ، وحمد الله عشراً ، وقال : سبحان الله وبحمده عشراً ، سبحان الملك القدوس عشراً ، واستغفر الله عشراً وهلل عشراً ، ثم قال : (اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا ، وضيق يوم القيامة) عشراً،ثم يستفتح الصلاة (3) .
المسألة الثالثة : الدعاء عند الاستيقاظ من النوم :
__________
(1) ... أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل ، برقم (5061) ، ص 1593 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (865) ص 508 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، برقم
(756) ص 353 ، والحاكم في مستدركه (1/233) ، برقم (2025) ، وقال : (حديث صحيح) ، وقال النووي في الأذكار ص 103 : (إسناده لم يضعفه أبو داود) .
(2) ... أخرجه البخاري، كتاب التهجد، باب فضل من تعار من الليل، برقم (1154)، ص 90.
(3) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذ أصبح ، برقم (5085) ، ص 1595 ، وقال في عون المعبود (13/292) : (قال المنذري : وفي إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال) .(1/224)
يستحب ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ من النوم وحمده والثناء عليه ، نص على ذلك الفقهاء (1) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (يعقد الشيطان على قافية (2) رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة مكانها ، عليك ليل طويل فأرقد ، فإذا استيقظ وذكر الله تعالى انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) (3) .
قال ابن حجر (4) : (إنه لا يتعين للذكر شيء مخصوص لا يجزئ غيره بل كل ما صدق عليه ذكر الله أجزأ ، ويدخل فيه تلاوة القرآن وقراءة الحديث والاشتغال بالعلم الشرعي ، وأولى ما يذكر به ما ورد) ولاشك أن الدعاء من الذكر .
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (22/286) ، وحاشية العدوي (2/443) ، والفواكه الدواني (2/534) ، والأذكار ص 103 ، والمجموع (4/308) ، وفتح الباري (11/119) ، والفتوحات (1/277) ، وزاد المعاد (2/365) ، والوابل الصيب ص 210 ، والكلم الطيب ص 41 .
(2) ... قافيه : هي القفا وهي قافية الرأس ، وقافية كل شيء آخره ، ومنه : قافية الشعر ، فقافية الرأي : مؤخره ، وقيل : وسطه ، أراد تثقيله في النوم وإطالته فكأنه قد شد عليه شداداً وعقده ثلاث عقد ، ينظر : لسان العرب (15/193) مادة قفا ، وفتح الباري (3/31) ، والنهاية (4/94) .
(3) ... أخرجه البخاري ، كتاب التهجد ، باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصل الليل ، برقم
(1142) ، ص 89 ، ومسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب الحث على صلاة الوقت وإن قلت ، برقم (776) ، ص 800 .
(4) ... فتح الباري (3/34) .(1/225)
2 – وحديث: كان رسول الله × إذا آوى إلى فراشه قال : (باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال:الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) (1) .
المطلب السابع عشر : الدعاء عند الفزع ، وفيه ثلاثة فروع :
الفرع الأول : الدعاء عند سماع الأصوات المنكرة :
اتفق الفقهاء (2) – رحمهم الله تعالى – على أنه تسن المبادرة إلى طاعة الله عز وجل عند حصول ما يخاف منه وما يحذر عنه كالزلازل والصواعق ونحو ذلك من الأهوال ، ويسن طلب دفع البلاء بذكر الله تعالى ودعائه وتمجيده وأنواع طاعته .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحدكم ولا لحياته ، ولكن يخوف الله بها عباده ، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره) (3) .
وجه الدلالة : أن قوله : (فافزعوا) أي التجئوا وتوجهوا ، وفيه إشارة إلى المبادرة إلى المأمور به ، وأن الالتجاء إلى الله عند المخاوف بالدعاء والاستغفار سبب لمحو ما فرط من العصيان يرجى به زوال المخاوف (4) .
__________
(1) ... أخرجه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب ما يقول إذا نام ، برقم (2/63) ، ص 531 ، ومسلم ، كتاب الذكر والدعاء ، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع ، برقم (2711) ، ص 1149 .
(2) ... ينظر : عمدة القاري (3/173) ، ومجمع الأنهر (1/138) ، والدعاء المأثور وآدابه ص 243 ، والحاوي (3/153)، وروضة الطالبين (2/89)، ومغني المحتاج (1/320) ، ونيل الأوطار (3/380)، والمغني (3/328)، والاقناع (1/203)،وفتح الباري (2/605)، وشرح صحيح مسلم (6/201).
(3) ... سبق تخريجه ص (441) .
(4) ... فتح الباري (2/621) .(1/226)
2 – وعن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله × كان يعلمهم عند الفزع كلمات : (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين ، وأن يحضرون) وكان عبد الله بن عمرو يعلمهن من عقل من بنيه ، ومن لم يعقل كتبه وعلقه عليه (1) .
الفرع الثاني : الدعاء عند وقوع المصيبة :
نص الفقهاء (2) – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب الدعاء عند وقوع المصيبة بم ورد عنه × فمن ذلك :
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الطب ، باب كيف الرقى؟ برقم (3893) ، ص 1509 ، وأخرجه الترمذي، كتاب الدعوات ، باب الفزع في النوم ، برقم (3528) ، ص 2015 ، وقال : (حديث حسن غريب)، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (765) ، ص 466 ، والحاكم في مستدركه ، كتاب الدعاء ، باب التعوذ عند الفزع ، برقم (2054) ، (2/245) ، وقال : (حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف) .
(2) ... ينظر : عمدة القاري (22/303) ، والدعاء المأثور ص 233 ، والمجموع (5/82) ، وشرح صحيح مسلم (17/47) ، والأذكار ص 127 ، وفتح الباري (11/152) ، وتحفة الذاكرين ص 194 ، والوابل الصيب ص 244 ، وسلاح المؤمن ص 441 .(1/227)
1 – عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله × كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ، ورب العرش الكريم) (1) وفي رواية : (ثم يدعو بعد ذلك) (2) .وفي رواية : (كان النبي × يقول عند الكرب : فذكره ، وزاد اللهم اصرف شره) (3) .
وجه الدلالة: في الحديث مشروعية الدعاء بما اشتمل عليه لمن نزل به كرب (4) وهو حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة ، وقد كان السلف يدعون به ويسمونه دعاء الكرب (5) .
فإن قيل : إن هذا ذكر وليس دعاء ، فالجواب عنه من وجهين (6) :
الأول: أن هذا الذكر يستفتح به الدعاء ، ثم يدعو بما شاء لما ورد في الرواية الأخرى: (ثم يدعو بعد ذلك) .
__________
(1) ... أخرجه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب الدعاء عند الكرب ، برقم (6345) ، ص 534 ، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء ، باب دعاء الكرب ، برقم (2730) ، ص 1151 .
(2) ... أخرجه الطبراني ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء عند الشدائد ، برقم (1023) ، ص 312 .
(3) ... أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، باب الدعاء عند الكرب ، برقم (723) ، ص 152 ، والطبراني في الدعاء ، باب الدعاء عند الشدائد ، برقم (1018) ، ص 311 بنحوه ، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة ، برقم (5443) : (هذه الزيادة (اللهم اصرف عني شره) منكرة) .
(4) ... تحفة الذاكرين ص 194 .
(5) ... ينظر : شرح صحيح مسلم (17/47) .
(6) ... ينظر : شرح صحيح مسلم (17/47) ، وفتح الباري (11/151) ، وتحفة الذاكرين ص 194 ، وعمدة القاري (22/303) .(1/228)
الثاني : ما أجاب به سفيان بن عيينة عندما سئل عن الحديث الذي فيه : (أكثر ما كان يدعو به النبي × بعرفة لا إله إلا الله ..) (1) الحديث ، فقال سفيان : هو ذكر ، وليس فيه دعاء ولكن قال النبي × : (من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين) (2) ومثله الحديث الآتي :
2 – قال × : (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : ? ????? ????????? ???????? ?????? ????????????? ????????? ????? ???? ???????????????? ? (3) فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له) (4) وفي رواية : (فقال رجل : أكانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة ؟ فقال رسول الله × : ألا تسمع إلى قول الله تعالى:
? ??????????? ?????????? ??????????????? ? (5) .
3 – قال × : (دعوات المكروب : اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت) (6) .
__________
(1) سبق تخريجه ص (620).
(2) ... سبق تخريجه ص (58) .
(3) ... سورة الأنبياء : آية (87) .
(4) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب في دعوة ذي النون ، برقم (3505) ، ص 2012 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (655) ص 427 ، والحاكم في مستدركه ، برقم (1905) ، (2/182) ، وقال : (صحيح الإسناد ولم يخرجاه) .
(5) ... أخرجه الحاكم في مستدركه ، برقم (1908) ، (2/184) ، وفي إسنادها عمرو بن بكر السكسكي ، قال عنه ابن حجر في التقريب (2/72) : (متروك) .
(6) ... أخرجه الطبراني ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء عند الشدائد ، برقم (1032) ، ص 314 ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/137) ، وعزاه إلى الطبراني ، وقال : (إسناده حسن) .(1/229)
4 – قال × : (ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن ، اللهم إني عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري ، وجلاء حزني ، وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه ، وأبدل مكان حزنه فرحاً) قالوا : يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات ؟ قال : (أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن) (1) .
5 – وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله × : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ، ومن كل هم فرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب) (2) .
في الحديث فضيلة عظيمة ، وهي أن الاستكثار من الاستغفار فيه المخرج من كل ضيق ، والفرج من كل هم ، وحصول الأرزاق له من حيث لا يحتسب ولا يكتسب (3) .
__________
(1) ... أخرجه الحاكم في مستدركه ، برقم (1920) ، (2/189) ،وصححه ، والطبراني في الدعاء ، باب الدعاء عند الشدائد ، برقم (1035) ، ص 314 ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/186) ، وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى والبزار ، وقال : (رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح ، غير أبي سلمة الجهني ، وقد وثقه ابن حبان) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (199) ، (1/383) .
(2) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الوتر ، باب في الاستغفار ، برقم (1518) ، ص 1335 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (456) ، ص 340 ، وابن ماجه ، كتاب الأدب ، باب الاستغفار، برقم (3819)، ص 2704 ، والطبراني في الدعاء ، باب ما جاء في الاستغفار ، برقم (1774) ، ص 502 ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ، برقم (5829) ، ص 841 .
(3) ... تحفة الذاكرين ص 197 .(1/230)
6 – وعن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت : سمعت رسول الله × يقول : (ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون،اللهم أجرني في مصيبتي،واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته واخلف له خيراً منها) (1) .
الفرع الثالث : الدعاء عند هبوب الريح والرعد والبرق :
نص الفقهاء (2) – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب الدعاء عند هبوب الريح والرعد والبرق والصواعق بم ورد عنه × فمن ذلك :
1 – عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان النبي × إذا عصفت (3) الريح قال: (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به) (4) وزاد في رواية : (اللهم اجعلها رياحاً ، ولا تجعلها ريحاً ، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً) (5) .
__________
(1) ... سبق تخريجه ص (555) .
(2) ... ينظر : حاشية ابن عابدين (2/201) ، والدعاء المأثور وآدابه ، ص 257 ، والأم (2/289) ، والمجموع (5/90) ، ومغني المحتاج (1/320) ، وفتح الباري (2/604) ، والوابل الصيب ص 251 ، والاقناع (1/209) ، وكشاف القناع (2/691) ، والكلم الطيب ص 102 .
(3) ... عصفت : أي اشتد هبوبها ، ينظر : النهاية (3/248) .
(4) ... أخرجه مسلم ، كتاب الاستسقاء ، باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم ، برقم (899) ، ص 818 .
(5) ... أخرجه الطبراني ، كتاب الدعاء ، باب القول عند هبوب الرياح ، برقم (977) ، ص 303 ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/135) ، وعزاه إلى الطبراني وقال : (فيه حسين بن قيس الملقب بحنش وهو متروك ، وقد وثقه حصين بن نمير ، وبقية رجاله رجال الصحيح) .(1/231)
2 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله × يقول: (الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها وسلوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها) (1) .
3 – وكان × إذا اشتدت الريح ، يقول : (اللهم لقحاً لا عقيماً (2) ) (3) .
4 – وعن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله × كان إذا رأى سحاباً مقبلاً ، من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه ، وإن كان في صلاة ، حتى تستقبله فيقول : (اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به) فإن أمطر قال : (اللهم سيباً نافعاً) وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك (4) .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب ما يقول إذا هاجت الريح ، برقم (5097) ، ص 1596 ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (932) ، ص 533 ، والحاكم في مستدركه (5/406) ، برقم
(7839) ، وصححه ، والبخاري في الأدب المفرد ، برقم (740) ، ص 155 ، والطبراني في الدعاء ، باب القول عند هبوب الرياح ، برقم (976) ، ص 303 ، وحسنه النووي في الأذكار ، ص 181 .
(2) ... لقحاً : أي حاملاً للماء كاللقحة من الأبل ، والعقيم : التي لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان ، ينظر : الأذكار ص 182 ، وترتيب القاموس المحيط (4/159) .
(3) ... أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، برقم (739) ، ص 155 ، وصححه النووي في الأذكار ص 182 ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/135) ، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط والكبير وقال : (رجاله رجال الصحيح غير المغيرة بن عبد الرحمن وهو ثقه) ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ، برقم
(553)، ص 267 .
(4) ... سبق تخريجه ص (460) .(1/232)
5 – وعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : كان رسول الله × إذا سمع الرعد والصواعق قال : (اللهم لا تقلنا بغضبك ، ولا تهلكنا بعذابك ، وعافنا قبل ذلك) (1) .
المطلب الثامن عشر : الدعاء عند العطاس ، وفيه أربعة فروع:
الفرع الأول : حكم تشميت (2) العاطس :
اتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله تعالى – على أنه يشرع تشميت العاطس المسلم إذا حمد الله تعالى بلفظ : «يرحمك الله ، أو يرحمكم الله ، أو رحمكم الله» .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب ما يقول إذا سمع الرعد ، برقم (3450) ، ص 2007 ، وقال : (غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) والطبراني ، كتاب الدعاء ، باب القول عند سماع الرعد ، برقم (981) ، ص 304 ، والبخاري في الأدب المفرد ، برقم (742) ، ص 155 ، والحاكم في مستدركه (4/407) ، برقم (7842) ، وصححه ، وضعفه النووي في الأذكار ص 183 ، والألباني في ضعيف الأدب المفرد ، برقم (111) ، ص 67 .
(2) ... التشميت بالشين والسين : الدعاء بالخير والبركة ، والمعجمة أعلاهما ، يقال : شمت فلاناً ، وشمت عليه تشميتاً ، فهو مُشمِّت ، واشتقاقه من الشوامت ، وهي القوائم ، كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله، وقيل معناه: أبعدك الله عن الشماته وجنبك ما يشمت به عليك. ينظر: (النهاية (2/500)، ولسان العرب (2/52) مادة شمت) .
(3) ... حكاه ابن العربي في عارضة الأحوذي (10/151) ، والنووي في المجموع (4/426) ، وفي الأذكار
ص 226 ، ونقله ابن حجر في الفتح (10/618).وينظر : عمدة القاري (22/226) ، والفتاوى الهندية (5/326)، والمنتقى (9/433) ، والفواكه الدواني (2/478) ، وروضة الطالبين (10/233)، ومغني المحتاج (4/216) ، والآداب الشرعية (2/317) ،و الوابل الصيب ، ص 268 ، والاقناع
(1/240) .(1/233)
1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي × قال : (إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم) (1) .
وظاهر الحديث أن السنة لا تتأدى إلا بالمخاطبة،لا بقولهم يرحم الله فلاناً (2) .
2 – وعن أنس – رضي الله عنه – قال : (عطس رجلان عند النبي × فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر،فقيل له: فقال: هذا حمد الله،وهذا لم يحمد الله) (3) .
3 – وقال × : (إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته) (4) .
4 – وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله × يقول: (إذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى فشمتوه ، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه) (5) .
واختلفوا في حكم التشميت على ثلاثة أقوال :
__________
(1) ... أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب إذا عطس كيف يشمت ؟ ، برقم (6224) ، ص 524 .
(2) ... ينظر : فتح الباري (10/624) ، والفتوحات الربانية (6/5) ، وفضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد (2/396) .
(3) ... أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب الحمد على العطاس ، برقم (6225) ، ص 524 ، ومسلم ، كتاب الزهد باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب ، برقم (2991) ، ص 1195 .
(4) ... أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ما يستحب من العطاس ، برقم (6223) ، ص 524 .
(5) ... أخرجه مسلم ، كتاب الزهد ، باب تشميت العاطس ، وكراهة التثاؤب ، برقم (2992)، ص 1195.(1/234)
القول الأول : أن تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقي . وهذا مذهب الحنفية (1) ، والصحيح عند المالكية (2) ، وقول بعض الشافعية (3) ، وقول جمهور الحنابلة (4) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي × قال : (إذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته) (5) .
2 – وعن البراء بن عازب – رضي الله عنه – قال : (أمرنا النبي × ونهانا عن سبع) وفيه : ( أمرنا بعيادة المريض ، واتباع الجنازة ، وتشميت العاطس ... الحديث (6) .
3 – وقوله × : (إذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى فشمتوه فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه) (7) .
هذه الأحاديث الصحيحة الدالة على الوجوب لا تنافي كونه على الكفاية ، لأن الأمر بتشميت العاطس وإن ورد في عموم المكلفين فرض كفاية يخاطب به الجميع على الأصح ، ويسقط بفعل البعض (8) .
القول الثاني: أن تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى واجب على كل من سمعه.
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (22/226) ، وقال: ( وهذا قول جمهور العلماء من أصحاب المذاهب الأربعة) .
(2) ... ينظر : المنتقى (9/434) ، وحاشية العدوي (2/460) ، والفواكه الدواني (2/478) .
(3) ... ينظر : المجموع (4/426) ، ومغني المحتاج (4/216) ، وروضة الطالبين (10/233) ، واختاره ابن حجر في الفتح (10/619) .
(4) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/317) ، والاقناع (1/240) ، وكشاف القناع (3/793) .
(5) ... سبق تخريجه ص (720) .
(6) ... أخرجه البخاري ، كتاب الأدب ، باب تشميت العاطس إذا حمد الله ، برقم (6222) ، ص 524 ، ومسلم ، كتاب السلام ، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام ، برقم (2162) ، ص 1063 .
(7) ... سبق تخريجه ص (720) .
(8) ... ينظر : فتح الباري (10/619) .(1/235)
وهذا قول عند الحنفية (1) ، والأشهر عند المالكية (2) ، وقول عند الشافعية (3) والحنابلة (4) ، واختاره ابن القيم (5) .
واستدلوا :
1- بمثل أدلة القائلين بأنه فرض كفاية، ووجه الدلالة منها :
أن هذه أحاديث صريحة ظاهرة في الوجوب من غير معارض وفيها أربع طرق من طرق الدلالة على الوجوب :
أحدها: التصريح بثبوت وجوب التشميت بلفظه الصريح الذي لا يحتمل تأويلاً.
الثاني: إيجابه بلفظ الحق .
الثالث: إيجابه بلفظه «على» الظاهرة في الوجوب .
الرابع: صيغة الأمر التي هي حقيقة فيه ، وبقول الصحابي «أمرنا رسول الله ×».
ولا ريب في إثبات واجبات كثيرة بدون هذه الطرق (6) .
نوقش: بأن هذه الأحاديث لا تنافي كونه فرض كفاية ؛ لأن الأمر بتشميت العاطس وإن ورد في عموم المكلفين فرض كفاية يخاطب به الجميع ويسقط بفعل البعض (7) .
2 – ولأن التشميت دعاء للعاطس ، وقضاء لحق وجب له على الجماعة فعلى كل واحد منهم أن يقضيه إياه (8) .
__________
(1) ... ينظر : الفتاوى الهندية (5/326) .
(2) ... اختاره ابن العربي ، ينظر : عارضة الأحوذي (10/151) ، وحاشية العدوي (2/460) ، والمعيار المعرب (11/28) .
(3) ... اختاره الشوكاني ، ينظر : تحفة الذاكرين ص 204 .
(4) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/317) .
(5) ... ينظر : تهذيب السنن مع عون المعبود (13/258) ، وزاد المعاد (2/437) .
(6) ... ينظر : تهذيب السنن مع عون المعبود (13/259) ، وفتح الباري (10/619) ، والمنتقى (9/434) ، وعارضة الأحوذي (10/151) ، وتحفة الذاكرين ص 204 .
(7) ... ينظر : فتح الباري (10/619) .
(8) ... ينظر : المنتقى (9/434) .(1/236)
القول الثالث: أن تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى مستحب ويجزئ تشميت واحد من الجماعة، وهذا قول بعض المالكية (1) ، ومذهب الشافعية (2) ، وقول عند الحنابلة (3) .
واستدلوا : بمثل أدلة القائلين بأنه واجب، وحملوا الأمر الوارد فيها على الاستحباب والأدب (4) .
نوقش: بأن الأمر الوارد في الأحاديث يقصد به المعنى الحقيقي وهو الوجوب والأصل عدم وجود الصارف عن المعنى الحقيقي (5) .
الراجح:
الراجح – والله أعلم – هو القول بأن تشميت العاطس إذا حمد الله فرض كفاية ، وذلك لقوة أدلتهم ووجاهتها ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة .
الفرع الثاني : جواب التشميت ، وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : حكم رد العاطس على من شمته :
اتفق الفقهاء (6) – رحمهم الله – على أنه يشرع للعاطس أن يرد على من شمته بقوله : «يهديكم الله ويصلح بالكم» أو «يغفر الله لنا ولكم» .
واستدلوا بما يلي :
1 – حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي × قال : (إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم) (7) .
__________
(1) ... منهم القاضي عبد الوهاب ، ينظر : المنتقى (9/434) ، وعارضة الأحوذي (10/151) .
(2) ... ينظر : المجموع (4/426) وقال: (وبه قال الجمهور) ، وروضة الطالبين (10/233) ، والأذكار
ص 267 .
(3) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/317) .
(4) ... ينظر : شرح صحيح مسلم (18/120) ، الفتوحات الربانية (6/4) .
(5) ... ينظر : تحفة الذاكرين ص 204 .
(6) ... ينظر : الفتاوى الهندية (5/327) ، وعمدة القاري (2/227) ، والمنتقى (9/435) ، وعارضة الأحوذي (10/151)، والمجموع (4/426)، وروضة الطالبين (10/233)، ومغني المحتاج (4/216)، والآداب الشرعية (2/317) ، وزاد المعاد (2/436) ، والاقناع (1/240) .
(7) ... سبق تخريجه ص (719) .(1/237)
2 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي × قال : (إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كل حال ، وليقل أخوه أو صاحبه : يرحمك الله ، ويقول هو : يهديكم الله ويصلح بالكم) (1) .
3 – وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – كان إذا عطس فقيل له: يرحمك الله، قال: يرحمنا الله وإياكم ، ويغفر لنا ولكم) (2) .
4 – حديث : أن رجلاً عطس عند النبي × ، فقال : السلام عليكم ، فقال رسول الله × : (وعليك السلام وعلى أمك) ، ثم قال : (إذا عطس أحدكم ، فليحمد الله) قال : فذكر بعض المحامد ، وليقل له من عنده : يرحمك الله ، وليرد – يعني عليهم – يغفر الله لنا ولكم) (3) .
واختلفوا في حكم جواب التشميت على قولين :
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب كيف يشمت العاطس ؟، برقم (5033) ، ص 1591 ، وصححه النووي في الأذكار ص 266 ، وفي المجموع (4/426) ، وابن القيم في زاد المعاد (2/436) .
(2) ... أخرجه مالك في الموطأ ، باب التشميت في العطاس ، برقم (1757) ، ص 686 ، والبخاري في الأدب المفرد ، باب كيف يبدأ العاطس؟ ، برقم (959)، ص 199 ، والبيهقي في شعب الإيمان برقم (9350) (7/30) وقال الألباني في صحيح الأدب المفرد ص 345 : (صحيح الإسناد) .
(3) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في تشميت العاطس ، برقم (2741) ، ص 1928 ، وقال : (هكذا روى شعبة هذا الحديث عن أبي ليلى ، وقال عن أبي أيوب عن النبي × ، وكان ابن أبي ليلى يضطرب في هذا الحديث) وأخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب كيف تشميت العاطس ، برقم (5031) ، ص 1591 والبيهقي في شعب الإيمان برقم (9342) ، (7/29) ، وقال الحافظ في الإصابة في ترجمة سالم بن عبيد (3/54) ، برقم (3039) : (إسناده صحيح) .(1/238)
القول الأول: أن رد العاطس على من شمته واجب، وهذا قول بعض الشافعية (1) ، وقول الحنابلة (2) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال × : (إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله، فإذا قال له : يرحمك الله ، فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم) (3) .
2 – وقوله × في الحديث السابق وفيه : (وليرد – يعني عليهم – يغفر الله لنا ولكم).
وجه الدلالة: أن الأمر هنا معناه الحقيقي الوجوب ، فالظاهر وجوب أن يرد على من شمته بقوله : (يهديكم الله ويصلح بالكم). والأصل عدم وجود الصارف عن المعنى الحقيقي (4) .
القول الثاني : أن رد العاطس على من شمته مستحب، وهذا ظاهر مذهب الحنفية (5) ، والمالكية (6) ، ومذهب الشافعية (7) .
ويمكن أن يستدل لهم : بمثل أدلة القائلين بالوجوب، وحملوا الأوامر في الأحاديث على الاستحباب .
نوقشت: بأن الأصل عدم وجود صارف عن المعنى الحقيقي (8) .
الراجح:
الراجح – والله أعلم – هو القول بوجوب رد العاطس على من شمته ، وذلك لقوة دليلهم ووجاهته ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة .
المسألة الثانية : صفة رد العاطس على من شمته :
اختلف الفقهاء – رحمهم الله تعالى – في أيهما أفضل في الرد (يهديكم ويصلح بالكم) أو (يغفر الله لنا ولكم) على ثلاثة أقوال :
__________
(1) ... ينظر : تحفة الذاكرين ص 204 .
(2) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/317) ، والاقناع (1/240) ، وكشاف القناع (3/793) .
(3) ... سبق تخريجه ص (719) .
(4) ... ينظر : تحفة الذاكرين ص 204 .
(5) ... ينظر : فتاوى الهندية (5/327) ، وعمدة القاري (22/228) .
(6) ... ينظر : المنتقى (9/435) ، والمعونة (2/575) ، وعارضة الأحوذي (10/151) ، وحاشية العدوي
(2/461) .
(7) ... ينظر : المجموع (10/233) ، وروضة الطالبين (10/233) ، وإعانة الطالبين (2/86) ، والأذكار ص 267 .
(8) ... ينظر : تحفة الذاكرين ص 204 .(1/239)
القول الأول: أن الأفضل أن يرد العاطس على من شمته بلفظ (يهديكم الله ويصلح بالكم) وإن شاء قال : (يغفر الله لنا ولكم) .
وهذا مذهب المالكية (1) والشافعية (2) والحنابلة (3) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال تعالى: ? ???????? ?????????? ??????????? ???????????? ??????????? ???????? ? (4) .
وجه الدلالة: إذا قال جواب قوله «يرحمكم الله» يغفر الله لكم ، فقد رد عليه مثل ما حياه، وإذا قال «يهديكم الله ويصلح بالكم» ؛ حياه بأحسن مما حياه فكان متجاوزاً له في الفضل ؛ لأن المغفرة إنما هي ستر الذنوب والرحمة ترك العقاب عليها ، ومن حصلت له الهداية كان مهدياً بعيداً عن الذنوب ومن أصلح بالله فما له فوق حال المغفور له فكان ذلك أولى (5) .
2 – قال × : (إذا عطس فليقل: الحمد لله ، فإذا قال : فليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله ، فإذا قال له:يرحمك الله،فليقل : يهديك الله ويصلح بالك) (6) . قال البخاري (7) : (أثبت ما يروى في هذا الباب هذا الحديث) .
__________
(1) ... ينظر : المعونة (2/576) ، المنتقى (9/435) ، عارضة الأحوذي (10/152) .
(2) ... ينظر : المجموع (4/426) ، روضة الطالبين (10/233) ، وفتح الباري (10/624) ، وقال : (قال ابن بطال : ذهب الجمهور إلى هذا) .
(3) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/319)، وقال: (قال القاضي: وهو اختيار أصحابنا)، والاقناع (1/240) ، وكشاف القناع (3/793) .
(4) ... سورة النساء : آية (86) .
(5) ... مختصر اختلاف العلماء (4/390)، وينظر: فتح الباري (10/625) ، وفضل الله الصمد (2/404).
(6) ... أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، باب ما يقول إذا عطس ، برقم (947) ، ص 197 ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ، برقم (921) ، ص 342 .
(7) ... الأدب المفرد ص 197 .(1/240)
3 – ولأن الهداية أفضل من المغفرة ؛ لأن المغفرة لا تكون إلا عن ذنب ، والهداية لا تتوقف على الذنوب (1) ولأن معنى يهديكم الله أي يديم الله هداكم (2) .
نوقش: بأن الدعاء بالهداية للمسلم تحصيل الحاصل (3) .
أجيب: بأنه ليس المراد الدعاء بالهداية للإيمان المتلبس به بل معرفة تفاصيل أجزائه ، وإعانته على أعماله ، وكل مؤمن يحتاج لذلك في كل طرفة عين ، ومن ثم أمر الله تعالى أن يسأل الهداية في كل ركعة من الصلاة (4) .
القول الثاني: الأفضل أن يرد العاطس على من شمته بلفظ : «يغفر الله لنا ولكم» .
وهذا مذهب الحنفية (5) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : كان اليهود يتعاطسون عند النبي × ، يرجون أن يقول لهم : يرحمكم الله ، فيقول: «يهديكم الله ويصلح بالكم» (6) .
__________
(1) ... ينظر : المنتقى (9/435) ، وحاشية العدوي (2/416) ، والمعونة (2/576) .
(2) ... الآداب الشرعية (2/319) .
(3) ... حاشية العدوي (2/461) .
(4) ... نفس المصدر السابق ، وينظر : شرح الزرقاني (4/467) .
(5) ... ينظر : عمدة القاري (22/228) ، ومختصر اختلاف العلماء (4/389) .
(6) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب كيف يشمت الذمي؟ ، برقم (5038) ، ص 1591 ، والترمذي ، كتاب الأدب ، باب ما جاء كيف يشمت العاطس؟ ، برقم (2739) ، ص 1927 ، وقال: (حسن صحيح) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة ، برقم (232) ، ص 251 ، والبخاري في الأدب المفرد ، باب إذا عطس اليهودي ، برقم (966) ، ص 200 ، وابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم (262) ، ص 130 ،والطبراني ، كتاب الدعاء ، باب كيف يشمت أهل الكتابين؟ ، برقم (1986) ، ص 553 ، وصححه ابن القيم في زاد المعاد (2/442) ، وجود إسناده ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/320) ، وصححه النووي في الأذكار ص 270 ، والألباني في صحيح الأدب المفرد ، برقم (940)، ص 348 ، وفي الإرواء ، برقم (1277) .(1/241)
وجه الدلالة: أن هذا الرد خاص باليهود (1) .
2 – عن ابن عمر قال : (اجتمع اليهود والمسلمون فعطس النبي × فشمته الفريقان جميعاً، فقال : للمسلمين : يغفر الله لكم ويرحمنا وإياكم ، وقال لليهود : يهديكم الله ويصلح بالكم) (2) .
3 – ولأن الرد بقوله : «يهديكم الله ويصلح بالكم» يوافق مذهب الخوارج ؛ لأنهم لا يرون الاستغفار للمسلمين لأنهم عندهم كفار فيدعون لهم بالهداية (3) .
نوقشت أدلتهم بما يلي :
1 – أما قولكم: أن هذا الرد خاص باليهود: فالجواب عنه :
أنه لا حجة فيه إذ لا تضاد بين خبر أبي موسى الأشعري في تشميت اليهود، وخبر أبي هريرة «فليقل له : يهديكم الله ...» لأن حديث أبي هريرة في جواب التشميت ، وحديث أبي موسى في التشميت نفسه (4) .
2 – أما حديث: (اجتمع اليهود والمسلمين فعطس النبي × ... الحديث) .
فالجواب عنه: بأنه حديث ضعيف كما ثبت في تخريجه (5) .
3 – أما ما ذكروه من مذهب الخوارج: فالجواب عنه:
أنه لا حجة فيه بعد ثبوت الخبر بالأمر به (6) .
القول الثالث: يستحب للمجيب أن يجمع بين «يهديكم ويصلح بالكم» و «يغفر الله لنا ولكم». واختاره جماعة من الشافعية (7) .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... ينظر : فتح الباري (10/625) ، والمنتقى (9/435) ،و عارضة الأحوذي (10/152).
(2) ... أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ، برقم (9352) ، (7/31) ، وقال : (تفرد به عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن نافع ، وعبد الله ضعيف) ، وينظر: فتح الباري (10/625) .
(3) ... ينظر : عارضة الأحوذي (10/152) ، والمنتقى (9/435) ، وفتح الباري (10/625) .
(4) ... فتح الباري (10/625) ، وينظر : عارضة الأحوذي (10/152) .
(5) ... سبق تخريجه ص (727) .
(6) ... فتح الباري (10/625) .
(7) ... ينظر : فتح الباري (10/625) ونسبه إلى ابن أبي جمرة ، وابن دقيق العيد .(1/242)
1 – عن ابن عمر – رضي الله عنه – أنه «كان إذا عطس فقيل له يرحمك الله ، قال : يرحمنا الله وإياكم ، ويغفر الله لنا ولكم» (1) .
2 – ولأن الجمع بين اللفظين أجمع للخير ويخرج به من الخلاف (2) .
الترجيح:
الراجح – والله أعلم – هو القول الأول وهو أن الأفضل أن يرد العاطس على من شمته بلفظ يهديكم الله ويصلح بالكم وإن شاء قال يغفر الله لنا ولكم وذلك لقوة أدلتهم ووجاهتها ، ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة.
الفرع الثالث : الحالات التي لا يشرع فيها تشميت العاطس .
وفيه تسع مسائل :
المسألة الأولى : من لم يحمد الله عند العطاس .
اتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله تعالى – على أنه يكره تشميت العاطس إذا لم يحمد الله تعالى عند العطاس. واستدلوا بما يلي :
1 – عن أنس – رضي الله عنه – قال : (عطس رجلان عند النبي × فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر ، فقيل له: فقال:هذا حمد الله، وهذا لم يحمد الله) (4) .
2 – وعن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : سمعت النبي × يقول : (إذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه) (5) .
ويحمل النهي الوارد في الأحاديث على التنزيه (6) .
واختلفوا في حكم تذكيره بالحمد إذا نسيه. على قولين :
__________
(1) ... سبق تخريجه ص (723) .
(2) ... ينظر : فتح الباري (10/625) .
(3) ... حكاه ابن العربي في عارضة الأحوذي (10/152) ، وينظر : عمدة القاري (22/226) ، والفتاوى الهندية (5/326) ، والمنتقى (90/433) ، والفواكه الدواني (2/478) ، وروضة الطالبين
(10/233)، وشرح صحيح مسلم(18/121)، وعون المعبود (13/258)، ومغني المحتاج (4/216)، والآداب الشرعية (2/317) ، وزاد المعاد (2/442) ، والاقناع (1/240) .
(4) ... سبق تخريجه ص (720) .
(5) ... سبق تخريجه ص (720) .
(6) ... ينظر : فتح الباري (10/626) وقال : (وهو قول الجمهور) .(1/243)
القول الأول: أن العاطس إذا لم يحمد الله تعالى عند عطاسه يكره تذكيره بالحمد حتى يشمت. وهذا قول الحنفية (1) ، وقول ابن العربي من المالكية (2) ، ومذهب الحنابلة (3) ، اختاره ابن القيم – رحمه الله – (4) .
واستدلوا بما يلي :
1 – ظاهر السنة أن النبي × لم يشمت الذي عطس ولم يحمد الله ولم يذكره ، وهذا تعزير له ، وحرمان لبركة الدعاء لما حرم نفسه بركة الحمد فنسي الله ، فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء له ، ولو كان تذكيره سنة ، لكان النبي × أولى بفعلها وتعليمها ، والإعانة عليها ، وهذا الذي فهمه أبو موسى الأشعري ففعل بعد النبي × مثل ما فعل النبي × ، شمت من حمد ولم يشمت من لم يحمد (5) .
2 – ولأنه إذا نبهه ألزم نفسه ما لم يلزمها ، ولو جمع السامع بين الحمد والتشميت بأن يقول : الحمد لله يرحمك الله ، ففيه جهالتان :
أحدهما : أنه ينبهه فيلزم نفسه ما ليس يلزمها .
والثاني : أنه يشمته قبل أن يحمد ، وهذا جهل عظيم (6) .
القول الثاني: أن العاطس إذا لم يحمد الله فيستحب لمن عنده أن يذكره الحمد. وهذا الصحيح عند الشافعية (7) ، واختاره بعض المالكية (8) ، ووجه عند الحنابلة (9) .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (22/226) .
(2) ... ينظر : عارضة الأحوذي (10/152) .
(3) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/322) ، والاقناع (1/240) ، وكشاف القناع (3/793) .
(4) ... ينظر : زاد المعاد (2/442) .
(5) ... ينظر : زاد المعاد (2/442) ، وكشاف القناع (3/793) ، وفتح الباري (10/626) .
(6) ... ينظر : عارضة الأحوذي (10/152) ، وزاد المعاد (2/442) ، وفتح الباري (10/626) ، والآداب الشرعية (2/322) .
(7) ... ينظر : الأذكار ص 269 ، ومغني المحتاج (4/216) ، والفتوحات الربانية (6/27) .
(8) ... ينظر : الفواكه الدواني (2/478) وقال : (وهو الصواب عندي) ، وحاشية العدوي (2/460) .
(9) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/322) .(1/244)
1 – حكي عن الأوزاعي أنه عطس رجل بحضرته فلم يحمد الله ، فقال له الأوزاعي: كيف تقول إذا عطست؟ ، فقال : أقول الحمد لله ، فقال له: يرحمك الله ، وإنما أراد بذلك أن يستخرج منه الحمد ليستحق التشميت (1) . وهكذا روي عن أحمد – رحمه الله – أنه ذكر من نسي التشميت (2) .
2 – ولأنه من باب النصيحة والأمر بالمعروف ، والتعاون على البر والتقوى (3) .
3 – ولأنه ذريعة إلى فعل مطلوب،كما يؤخذ من تنبيه الإمام على ما يطلب منه (4) .
الترجيح :
الراجح – والله أعلم – أن كلا الأمرين جائز إن شاء ترك تذكيره ليعلمه أن الذي يترك الحمد لا يستحق التشميت ، لاسيما إن تكرر منه ذلك ، وإن شاء ذكره ليشمته أما إذا غفل عنه أحياناً فينبغي تذكيره .
وإذا كان العاطس صغيراً أو مجنوناً فهل يشرع تذكيره بالحمد ؟
نص بعض الفقهاء (5) – رحمهم الله – على أنه ينبغي تعليم الصبي المميز الحمد عند العطاس ، ثم يقال له : يرحمك الله أو بورك فيك ، ثم يعلم الرد .
وإن كان طفلاً صغيراً حمد الله عنه وليه أو من حضره وقيل له نحو ذلك .
وأما المجنون فلا حكم لعطاسه ، كما لا حكم لكلامه مطلقاً ، لكن يشرع الدعاء له في الجملة .
وإذا كان العاطس في جماعة وحمد الله تعالى ، فسمعه بعض الحاضرين دون بعض، فهل يسن لمن لم يسمعه تشميته ؟
اختلف الفقهاء على قولين :
القول الأول: أنه يشمته إذا تحقق أنه حمد الله وإن لم يسمعه. وهذا مذهب المالكية (6) ، واختاره ابن القيم من الحنابلة (7) .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... معالم السنن (4/131) ، وينظر : فتح الباري (10/626) .
(2) ... ينظر : كشاف القناع (3/793) .
(3) ... الأذكار ص 269 ،والفتوحات الربانية (6/27) .
(4) ... ينظر : الفواكه الدواني (2/478) .
(5) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/327) ، والاقناع (1/240) .
(6) ... ينظر : المنتقى (9/434) ، عارضة الأحوذي (10/151) .
(7) ... ينظر : زاد المعاد (2/442) .(1/245)
1 – قال × : (فإن حمد الله ، فشمتوه) .
فظاهر الحديث أن المقصود نفس الحمد وليس سماع المشمت للحمد ، فمتى تحقق الحمد ترتب عليه التشميت ، كما لو كان المشمت أخرس ، ورأى حركة شفتيه بالحمد (1) .
2 – وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه سمع رجل عطس في ناحية المسجد، فقال له : «يرحمك الله إن كنت حمدت الله» (2) .
وجه الدلالة: أن ابن عمر – رضي الله عنهما – شمته مع أنه لم يسمعه يحمد الله فدل على أنه ليس من شرط التشميت سماع الحمد .
القول الثاني: أن من لم يسمع الحمد لا يشمته. وهذا قول بعض المالكية (3) ، والصحيح عند الشافعية (4) .
واستدلوا بما يلي :
أن التشميت يتعلق بالسماع والحمد ، فإذا لم يسمع الشرط لم يتعين المشروط (5) .
نوقش: بأنه علم تحميده بما سمع من رد غيره عليه ، لأنه يعلم أن من قرب منه لا يشمته إلا بعد أن حمد الله تعالى (6) .
الترجيح:
الراجح – والله أعلم – هو القول الأول وهو أنه يستحب لمن تحقق أن العاطس حمد الله أن يشمته ، وإن لم يسمعه ، وذلك لقوة دليلهم ووجاهته ، ولضعف دليل المخالفين بم ورد عليه من مناقشة .
المسألة الثانية : المزكوم إذا تكرر منه العطاس .
__________
(1) ... ينظر : المصدر السابق .
(2) ... أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، باب من قال يرحمه الله إن كنت حمدت الله ، برقم (962) ،
ص 199، وقال الألباني في ضعيف الأدب المفرد، برقم (149) ، ص 87 : (ضعيف الإسناد موقوف، فيه عمارة بن زاذان ضعيف) .
(3) ... ينظر : عارضة الأحوذي (10/151) .
(4) ... ينظر : شرح صحيح مسلم (18/121) ، والأذكار ص 269 .
(5) ... ينظر : عارضة الأحوذي (10/151) .
(6) ... ينظر : المنتقى (9/434) ، وعارضة الأحوذي (10/151) .(1/246)
اتفق الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أنه يسن تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى إلى ثلاث مرات ، ثم يقول له بعد الثالثة إنك مزكوم .
واستدلوا بما يلي :
1 – حديث : عطس رجل عند رسول الله × وأنا شاهد ، فقال رسول الله ×: (يرحمك الله) ، ثم عطس الثانية والثالثة، فقال رسول الله × : (هذا رجل مزكوم) (2) .
2 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – موقوفاً عليه : «شمت أخاك ثلاثاً ، فما زاد فهو زكام» (3) .
3 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – يرفعه : (إذا عطس أحدكم ، فليشمته جليسه ، فإن زاد على الثلاثة ، فهو مزكوم ، ولا تشمته بعد الثلاث) (4) .
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (22/226) ، والفتاوى الهندية (5/326) ، والمنتقى (9/434) ، وعارضة الأحوذي(10/151)، وحاشية العدوي (2/460)، والمجموع (4/427)، وفتح الباري (10/621) ، والآداب الشرعية (2/327) ، والاقناع (1/240) ، وكشاف القناع (3/793) ، والأذكار ص 268.
(2) ... أخرجه مسلم في كتاب الزهد ، باب تشميت العاطس ، برقم (2993) ، ص 1195 ، بدون قوله (ثم عطس الثانية والثالثة).وأخرجه الترمذي ، كتاب الأدب ، باب ما جاء كم يشمت العاطس؟ ، برقم
(2743) ، ص 1928 ، وقال : (حديث حسن صحيح) ) وأبو داود ، كتاب الأدب ، باب كم يشمت العاطس؟ ، برقم (5038) ، ص 1591.
(3) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب كم يشمت العاطس؟ ، برقم (5034) ، ص 1591 ، وابن ماجه ، كتاب الأدب ، باب تشميت العاطس ، برقم (3713) ، ص 2698 ، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم (965)، ص 200 ، والطبراني في كتاب الدعاء باب الأمر بترك تشميت العاطس، برقم (1998) ، ص 556 ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ، برقم(939) ، ص 348 .
(4) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب كم يشمت العاطس؟ ، برقم (5034) ، ص 1591 ، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد (2/441) .(1/247)
قوله × في هذا الحديث : (الرجل مزكوم) تنبيه على الدعاء له بالعافية؛ لأن الزكمة علة ، وفيه اعتذار من ترك تشميته بعد الثلاث ، وفيه تنبيه له على هذه العلة ليتداركها ولا يهملها ، فيصعب أمرها ، فكلامه × كله حكمة ورحمة، وعلم وهدى (1) .
فإن قيل : إذا كان به زكام ، فهو أولى أن يدعى له ممن لا علة به ؟
قيل : يدعى له كما يدعى للمريض ، ومن به داء ووجع ، وأما سنة العطاس الذي يحبه الله ، وهو نعمة ، ويدل على خفة البدن ، وخروج الأبخرة المحتقنة ، فإنما يكون إلى تمام الثلاث وما زاد عليها يدعى لصاحبه بالعافية (2) .
والاعتبار بفعل التشميت لا بعدد العطسات ، فلو عطس أكثر من ثلاث متواليات شمته بعدها إذا لم يتقدم تشميت (3) .
المسألة الثالثة : الكافر .
اختلف الفقهاء – رحمهم الله تعالى – في حكم تشميت الكافر على قولين :
القول الأول: أنه يشرع تشميت الكافر بلفظ مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية وإصلاح البال فقط، وهذا مذهب جمهور العلماء من الحنفية (4) ، والمالكية (5) ، والشافعية (6) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال : (كان اليهود يتعاطسون عند النبي × رجاء أن يقول يرحمكم الله،فكان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم) (7) .
__________
(1) ... زاد المعاد (2/441) ، وينظر : شرح الزرقاني (4/467) ، وحاشية العدوي (2/460) .
(2) ... زاد المعاد (2/441) ، وينظر : عارضة الأحوذي (10/151) ، وفتح الباري (10/621) ، والأذكار ص 269 ، والفتوحات الربانية (6/25) .
(3) ... الآداب الشرعية (2/326) ، وقال : (قولاً واحداً) ، وينظر : كشاف القناع (3/793) .
(4) ... ينظر : عمدة القاري (22/226) ، ومختصر اختلاف العلماء (4/389) .
(5) ... ينظر : حاشية العدوي (2/460) .
(6) ... ينظر : المجموع (4/427) ، وفتح الباري (10/619) ، ومغني المحتاج (4/216) .
(7) ... سبق تخريجه ص (727) .(1/248)
وجه الدلالة: دل هذا الحديث على أن الكفار يدخلون في مطلق الأمر بالتشميت ، لكن لهم تشميت مخصوص وهو الدعاء لهم بالهداية ، وإصلاح البال بخلاف تشميت المسلمين فإنهم أهل الدعاء بالرحمة بخلاف الكفار (1) .
القول الثاني: لا يستحب تشميت الكافر ، وإن قال له: يهديكم الله جاز. وهذا مذهب الحنابلة (2) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (إذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته) (3) .
وجه الدلالة: لما خص المسلم بذلك دل على أن الكافر بخلافه (4) .
2 – ولأن التشميت تحية للكافر كالسلام ، ولا يستحب أن يبدأ بالسلام كذلك التشميت (5) .
يمكن أن تناقش أدلتهم بما يلي :
1 – أنه صح عن النبي × أنه شمت اليهود .
2 – أن قياسه على السلام قياس مع الفارق ، لأن البدء بالسلام على الكافر ورد النهي عنه ، أما التشميت فقد ورد فعله × في تشميت اليهود .
الترجيح :
الراجح – والله أعلم – هو القول الأول وهو مشروعية تشميت الكافر إذا عطس بلفظ يهديكم الله ويصلح بالكم ، وذلك لقوة أدلتهم ووجاهتها ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة .
المسألة الرابعة : إذا قال العاطس لفظاً غير الحمد لله .
نص الفقهاء (6) – رحمهم الله تعالى – على أن العاطس إذا أتى بلفظ غير الحمد لله لم يستحق التشميت. واستدلوا بما يلي :
أن رجلاً عطس عند النبي × ، فقال : السلام عليكم ، فقال رسول الله × : (وعليك السلام وعلى أمك) ثم قال: (إذا عطس أحدكم ، فليحمد لله) ثم قال: فذكر بعض المحامد ، (وليقل له من عنده : يرحمك الله، وليرد – يعني عليهم – يغفر الله لنا ولكم) (7) .
__________
(1) ... ينظر : فتح الباري (10/619) .
(2) ... ينظر : الآداب الشرعية (2/319) .
(3) ... سبق تخريجه ص (721) .
(4) ... الآداب الشرعية (2/320) .
(5) ... المصدر السابق (2/319) .
(6) ... ينظر : المجموع (4/426) ، وفتح الباري (10/626) ، والأذكار ص 267 .
(7) ... سبق تخريجه ص (724) .(1/249)
وجه الدلالة: ظاهرة ، فإن النبي × لم يشمته لما جاء بلفظ آخر غير الحمد .
وفي السلام على أمه نكتة لطيفة ، وهي إشعاره بأن سلامه قد وقع في غير موقعه اللائق به ، كما وقع هذا السلام على أمه ، فكما أن سلامه هذا في غير موضعه كذلك سلامه هو ، وفي تذكيره بأمه أيضاً ، تذكيره بأنه أمي محض منسوب إلى الأم ، باق على تربيتها لم تربه الرجال (1) .
المسألة الخامسة : من يكره التشميت :
نص بعض الفقهاء (2) – رحمهم الله – على أن من عرف من حاله أنه يكره التشميت، أنه لا يشمت إجلالاً للتشميت أن يؤهل له من يكرهه فهي سنة لمن أحبها ، فأما من كرها ورغب عنها فلا ، وإن كان الأولى أنه لا يمتنع من ذلك إلا من خاف منه ضرراً، فأما غيره فيشمت امتثالاً للأمر ومناقضة للمتكبر في مراده وكسراً لسورته في ذلك، وهو أولى من إجلال التشميت ويؤيد هذا أن لفظ التشميت دعاء بالرحمة فهو يناسب المسلم كائناً من كان (3) .
المسألة السادسة : من عطس داخل الصلاة وحمد الله تعالى :
نص الفقهاء (4) – رحمهم الله تعالى – على أن من عطس داخل الصلاة وحمد الله تعالى أنه لا يشمت، ولو شمت لا يرد على من شمته إشارة لا في فرض ولا في نفل ، ولا يجوز له أن يشمت غيره ولو فعل فسدت صلاته .
واستدلوا بما يلي :
1 – أما كونه لا يشمت فلأنه بصلاته مشغول عن الذكر والتشميت (5) .
__________
(1) ... ينظر : زاد المعاد (2/438) ، والفتوحات الربانية (6/18) ، وعون المعبود (13/254) .
(2) ... ينظر : فتح الباري (10/622) ،وعمدة القاري (22/226) ، وفضل الله الصمد (2/407) ، الفتوحات الربانية (6/17) .
(3) ... ينظر : فتح الباري (10/622) ، وعمدة القاري (22/226) .
(4) ... ينظر : الفتاوى الهندية (5/327) ، والذخيرة (2/145) ، والمنتقى (9/434) ، وفتح الباري
(2/335) .
(5) ... المنتقى (9/434) .(1/250)
2 – وأما كونه لا يرد على من شمته إشارة ، ولا يشمت غيره وهو يصلي، فلحديث معاوية بن الحكم – رضي الله عنه – وفيه أنه شمت رجل وهو يصلي ، فنهاه النبي × وقال : (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ...الحديث) (1) .
وجه الدلالة: أنه × لم يقره على الكلام ولم يأمره بالإشارة .
والفرق بين رد السلام وجواب التشميت ؛ أن جواب التشميت دعاء وهو ما لا يتأتى بالإشارة ، ورد السلام تحية وهو يحسن في العادة بالإشارة بالرأس وغيره (2) .
المسألة السابعة : من عطس يوم الجمعة والإمام يخطب .
نص الفقهاء (3) – رحمهم الله – على أن من عطس يوم الجمعة والإمام يخطب أنه لا يشمت. واستدلوا بما يلي :
أنه يتعارض الأمر بتشميت من سمع العاطس ، والأمر بالإنصات لمن سمع الخطيب، والراجح الإنصات لإمكان تدارك التشميت بعد فراغ الخطيب ، لاسيما إن قيل بتحريم الكلام والإمام يخطب (4) . وسئل سعيد بن المسيب – رحمه الله – عن تشميت العاطس والإمام يخطب فنهى عنه (5) .
المسألة الثامنة : من عطس في حال لا يشرع فيها ذكر الله تعالى :
__________
(1) ... سبق تخريجه ص (317) .
(2) ... الذخيرة (2/146) ، وينظر : فتح الباري (2/335) .
(3) ... ينظر : عمدة القاري (22/226) ، وبلغة المسالك (1/333) ، وفتح الباري (10/622) ، والفتوحات الربانية (6/17) ، وفضل الله الصمد (2/407) ، والمغني (3/199) ، والانصاف
(2/394) ، وقال : (وعنه يحرم مطلقاً تشميت العاطس نطقاً في أثناء الخطبة ، والصحيح من المذهب يجوز تشميت العاطس نطقاً مطلقاً) أ . هـ بمعناه .
(4) ... فتح الباري (10/622) .
(5) ... أخرجه البيهقي (3/316) .(1/251)
نص الفقهاء (1) – رحمهم الله – على أن من عطس وهو يجامع أو في الخلاء فإنه يؤخر ثم يحمد ويشمته من سمعه ، فإن خالف فحمد في تلك الحالة فالظاهر أنه يشمت لظاهر الأحاديث السابقة .
المسألة التاسعة : تشميت الرجل للمرأة الأجنبية:
نص الفقهاء (2) – رحمهم الله تعالى – على أنه يكره للرجل أن يشمت المرأة الشابة وأن تشمته ، ولا يكره ذلك للعجوز. واستدلوا بما يلي:
أن العجوز لا تشتهي فالفتنة في جانبها مأمونة ، إذ لا يسبق الظن إلى الذي يشمتها أنه أراد محادثتها والالتذاذ بكلامها ، بخلاف الشابة ففي كلامها فتنة ، وربما ترتب على ذلك ارتكاب محظور لأن تشميتها يقتضي ردها (3) .
الفرع الرابع : الحكمة من مشروعية التشميت :
في الأحاديث دليل على عظيم نعمة الله على العاطس ، يؤخذ ذلك مما رتب عليه من الخير ، وفيها إشارة إلى عظيم فضل الله على عبده ، فإنه أذهب عنه الضرر بنعمة العطاس ثم شرع له الحمد الذي يثاب عليه ، ثم الدعاء بالخير بعد الدعاء بالخير ، وشرع هذه النعم المتواليات في زمن يسير فضلاً منه وإحساناً ، وفي هذا لمن رآه بقلب له بصيرة زيادة قوة في إيمانه حتى يحصل له من ذلك ما لا يحصل بعبادة أيام عديدة ، ويداخله من حب الله الذي أنعم عليه بذلك ما لم يكن في باله ، ومن حب الرسول الذي جاءت معرفة هذا الخير على يده والعلم الذي جاءت به سنته ما لا يقدر قدره .
وفيها أيضاً إشارة إلى تنبيه العاطس على طلب الرحمة ، والتوبة من الذنب ، ومن ثم شرع له الجواب بقوله: غفر الله لنا ولكم (4) .
__________
(1) ... ينظر : عمدة القاري (22/226) ، وفتح الباري (10/622) ، وفضل الله الصمد (2/407) ، والفتوحات الربانية (6/17) .
(2) ... ينظر : الفتاوى الهندية (5/327) ، والآداب الشرعية (2/326) ، والاقناع (1/240) .
(3) ... ينظر : المعونة (3/573) ، والمجموع (4/420) ، وحاشية العدوي (2/460) .
(4) ... ينظر : فتح الباري (10/625) ، وفضل الله الصمد (2/405) .(1/252)
والحكمة في الدعاء له بالرحمة ، فلأن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من عنق وكبد وعصب ، أو ينحل بعضه ، فإذا قيل له : يرحمك الله ، كان معناه : آتاك الله رحمة يرجع بها بذلك إلى حالته قبل العطاس ويقيم كما كان من غير تغيير ، فإن من رحمة الله لا يغير ما به (1) .
ومن فوائد التشميت : تحصيل المودة والتآلف بين المسلمين ، وتأدب العاطس بكسر النفس عن الكبر والحمل على التواضع لما في ذكر الرحمة من الإشعار بالذنب الذي لا يعرى عنه إنسان إلا من عصم الله (2) .
******
__________
(1) ... عارضة الأحوذي (10/152) ، وينظر : زاد المعاد (2/438 – 439) ، والقبس (4/344) .
(2) ... الفتوحات الربانية (6/5) .(1/253)
الفصل الثالث
آثار الدعاء
وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: التأمين (1) على الدعاء ، وفيه مطلبان :
المطلب الأول: التأمين على الدعاء داخل الصلاة. وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الأول : مواطن التأمين على الدعاء في الصلاة :
لا يشرع التأمين على الدعاء في الصلاة إلا في أربعة مواطن :
الأول : بعد الفاتحة :
اجمع العلماء – رحمهم الله – على أن لا تأمين في شيء من قراءة الصلاة ، إلا عند خاتمة فاتحة الكتاب (2) .
الثاني : بعد بدل الفاتحة عند العجز عنها :
نص فقهاء الشافعية (3) ، على أنه يسن التأمين عقب بدل الفاتحة ، إن تضمن دعاء .
وقيل : لا يسن ، كما هو مقتضى كلامهم (4) .
الثالث : عند قنوت النوازل :
اتفق الفقهاء (5) – رحمهم الله – على استحباب التأمين على القنوت في النوازل .
واستدلوا بما يلي :
__________
(1) ... اختلف العلماء في معناه: فالجمهور على أن معناه : اللهم استجب لنا ،وقيل : ليكن كذلك ، وقيل : لا تخيب رجاءنا ، وقيل: لا يقدر على هذا غيرك. ينظر: النهاية (1/72) ، ولسان العرب (13/26) مادة أمن ، وعمدة القاري (6/47) ، وفتح البر (4/666) ، وعون المعبود (3/147).
(2) ... حكاه ابن عبد البر في التمهيد ، ينظر : فتح البر (4/667) ، والمبسوط (1/32) ، وعمدة القاري
(6/48) ، وشرح الزرقاني (1/262) ، وروضة الطالبين (1/247) ، والمغني (2/160).
(3) ... ينظر : البجيرمي على الخطيب (2/221) ، وقال : (وهو المعتمد) ،حاشية قليوبي (1/222).
(4) ... مغني المحتاج (1/161).
(5) ... القائلون بمشروعية القنوت للنوازل وهم الحنابلة وبعض الشافعية ، حكى الاتفاق ابن حجر في الفتح
(2/570) ، وينظر : مغني المحتاج (1/161) ، والبجيرمي على الخطيب (2/221) ، وحاشية قليوبي (2/223) ، وبدائع الفوائد (4/112) ، وحاشية الروض (2/277) ، والشرح الممتع (4/64) .(1/1)
1 – عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : (قنت رسول الله × شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة ، إذا قال : سمع الله لمن حمده في الركعة الآخرة ، يدعو على أحياء من بني سليم على رعل وذكوان وعصية ، ويؤمن من خلفه) (1) .
2 – ولأن المطلوب من قنوت النازلة أن يشارك المأموم الإمام في الدعاء ، ولو بالتأمين (2) .
الرابع : عند قنوت الوتر :
هذه المسألة مبنية على مسألة الجهر بقنوت الوتر وقد اختلف فيها الفقهاء على أربعة أقوال (3) أصحها أنه يستحب للإمام أن يجهر بالقنوت ويستحب للمأموم أن يؤمن على دعاء الإمام في موضع التأمين (4) . لعموم قوله × : (إذا أمن الإمام فأمنوا) (5) .
وهل يؤمن الإمام عند دعائه ؟
قيل: إن كان الإمام يدعو والقوم يؤمنون ، فلا حاجة إلى تأمين الإمام اكتفاء بتأمين المأموم (6) . وفيه نظر إذ القياس على الصلاة أن يؤمن الإمام (7) .
الفرع الثاني : حكم التأمين على الدعاء في الصلاة : وفيه سبع مسائل :
المسألة الأولى : حكم التأمين على دعاء الفاتحة :
تحرير محل النزاع :
اتفق الفقهاء (8)
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (353) .
(2) ... فتح الباري (2/570) .
(3) ... سبق ذكر الخلاف والأقوال في هذه المسألة في مبحث القنوت ص (430) .
(4) ... وبه أفتت اللجنة الدائمة (7/48) .
(5) ... سبق تخريجه ، ص (434) .
(6) ... عون المعبود (3/150) ، ونسبه للطيبي .
(7) ... قاله على القاري ، ينظر : عون المعبود (3/150) .
(8) ... حكاه ابن العربي في أحكام القرآن (1/13) ، والقرافي في الذخيرة (2/223) ، و النووي في شرح صحيح مسلم (4/130) ، والعيني في عمدة القاري (6/53) ، والكشناوي في أسهل المدارك
(1/135) ، وينظر : المبسوط (1/32) ، وبدائع الصنائع (2/44) ، والاختيار (1/50) ، ومختصر القدوري، ص 28، والكافي لابن عبد البر ص43، والمنتقى (2/66) ، وحاشية العدوي (1/229)، وروضة الطالبين (1/247) ، والوسيط (2/734)، وشرح الزركشي (1/551)، والمغني (2/160)، والممتع شرح المقنع (1/421) .(1/2)
– رحمهم الله – على أنه يستحب للمنفرد أن يؤمن على الفاتحة في السرية والجهرية ، وكذلك الإمام والمأموم في الصلاة السرية .
واستدلوا بما يلي :
1 - أما في حق الإمام ؛ فلما روي أن النبي × كان إذا قرأ (ولا الضالين) قال : آمين ، مد بها صوته (1) ، وأما كونه يؤمن في الصلاة السرية دون الجهرية ، فلأنه قد عرا دعائه من مؤمن عليه غيره ، فلذلك أمن هو (2) ، وأما في حق المأموم ؛ فلأن النبي × قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (3) .
وجه الدلالة: لما أمن النبي × ، وكان إماماً ثبت التأمين للمأموم والمقتدي (4) .
2 – ولأن المأموم أمر باتباع الإمام في شأنه كله إلا فيما نهي عنه (5) .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب التأمين وراء الإمام ، برقم (932) ، ص 1292 ، ولفظه : (ورفع بها صوته) ، والترمذي في كتاب الصلاة ، باب ما جاء في التأمين ، برقم (248) ، ص 1662، وقال : (حسن) ، وأحمد في مسنده وينظر: (الفتح الرباني برقم (545) ، (3/205) والدار قطني في سننه (2/335) وصححه ، وحسنه ابن حجر في التلخيص (1/387) ، و قال النووي في المجموع
(3/300) : (إسناده حسن ، كل رجاله ثقات إلا محمد بن كثير العبدي جرحه ابن معين ووثقه غيره وقد روى له البخاري وناهيك به شرفا وتوثيقا له) أ . هـ ، وصحح إسناده ابن القيم في إعلام الموقعين (2/396) ، وقال الشوكاني في نيل الأوطار (2/251): ( قد حسنه الترمذي ، وقال ابن سيد: ينبغي أن يكون صحيحاً). وصححه الألباني في صفة صلاة النبي × ص 101.
(2) ... المنتقى (2/66).
(3) ... سبق تخريجه ، ص (250) .
(4) ... عون المعبود (3/151) .
(5) ... المرجع السابق .(1/3)
وأما في حق المنفرد ؛ فلرواية : (إذا قال أحدكم في الصلاة آمين ...الحديث) (1) ، ففي هذه الرواية اندرج المنفرد (2) ، ولأنه لابد من إعطائه حكم أحدهما (3) .
واختلفوا في الإمام والمأموم في الصلاة الجهرية :
أما الإمام : اختلف الفقهاء – رحمهم الله – في حكم تأمين الإمام في الصلاة الجهرية، على ثلاثة أقوال :
الأول: يستحب للإمام أن يأتي بالتأمين في الصلاة الجهرية.
الثاني: لا يشرع التأمين في حق الإمام.
الثالث: أن الإمام مخير بين قول آمين أو عدم قولها. وفيما يلي عرض الأقوال:-
القول الأول: يستحب للإمام أن يأتي بالتأمين في الصلاة الجهرية. وهذا مذهب الحنفية (4) ، ورواية عند المالكية (5) ، ومذهب الشافعية (6) ، والحنابلة (7) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (إذا أمن الإمام فأمنوا) (8) .
وجه الدلالة: معلوم أن تأمين المأموم قوله : (آمين) ، فكذلك يجب أن يكون قول الإمام سواء ؛ لأن رسول الله × قد سوى بينهما في اللفظ ، ولم يقل إذا دعا الإمام فأمنوا (9) .
__________
(1) ... أخرجه مسلم ، كتاب الصلاة ، باب التسميع والتحميد والتأمين ، برقم (410) ، ص 743 .
(2) ... ينظر : عمدة القاري (6/49) ، والبحر الرائق (1/331) .
(3) ... ينظر : الممتع شرح المقنع (1/421) ، وشرح الزركشي (1/551) .
(4) ... ينظر: المبسوط (1/32)، ومختصر القدوري ص 28، وتبين الحقائق (1/113)، وملتقى الأبحر ص72.
(5) ... ينظر : القبس (1/218) ، والكافي لابن عبد البر ص 43 ، والمنتقى (2/65) ، والمفهم (2/796).
(6) ... ينظر : الأم (4/212) ، والتهذيب (2/97) ، والحاوي (2/142) ، وإعانة الطالبين (1/142) .
(7) ... ينظر : شرح الزركشي (1/551) ، والمغني (2/160) ، والاقناع (1/116) ، وكشاف القناع
(2/396) .
(8) ... سبق تخريجه ، ص (434) .
(9) ... فتح البر في الترتيب الفقهي للتمهيد (4/667) .(1/4)
2 – حديث : (كان النبي × : إذا قال : (ولا الضالين) قال : (آمين ، ورفع بها صوته) (1) .
3 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله × : (إذا أمن الإمام
فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم) (2) ، وقال ابن
شهاب وكان رسول الله × يقول : (آمين) (3) ، فهذا نص يرفع الإشكال ويقطع الخلاف (4) .
4 – وفي رواية : (إذا قال الإمام : غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، فقولوا : آمين ، فإن الملائكة تقول آمين ، وإن الإمام يقول آمين ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) (5) .
وجه الدلالة: هذا صريح في كون الإمام يؤمن (6) .
5 – وقال ×: (إذا قال الإمام (ولا الضالين)، فقولوا،آمين، فإن الإمام يقولها) (7) .
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (743) .
(2) ... سبق تخريجه ، ص (434) .
(3) ... أخرجه البخاري ، في صحيحه تعليقاً ، ص 62 ، برقم (780) ، وقال النووي في المجموع (3/301) : (تعليق البخاري إذا كان بصيغة الجزم كان صحيحاً عنده وعند غيره) وقال ابن حجر في الفتح
(2/310) : (هو متصل إليه برواية مالك عنه ، وأخطأ من زعم أنه معلق ، ثم هو من مراسيل ابن شهاب ، وروى عنه موصولاً الدار قطني في العلل والغرائب من طريق حفص بن عمر المدني عن مالك منه ، وقال الدار قطني : تفرد به حفص بن عمر وهو ضعيف ...) ، وينظر : عون المعبود (3/149) ، وقال الباجي في المنتقى (2/64) : (إنه مرسل ، ولم يسنده أحد غير حفص بن عمر بن عبد الملك ، وقد غلط فيه ، والصواب أنه مرسل).
(4) ... فتح البر (4/669).
(5) ... أخرجه أحمد في مسنده ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب الصلاة ، باب ما جاء في التأمين والجهر به في القراءة، برقم (542) ، (3/203) ، والنسائي في كتاب الافتتاح ، باب جهر الإمام بآمين برقم (928)، ص 2147 ، والبغوي في شرح السنة ، برقم (590) (2/210) .
(6) ... فتح الباري (2/308) .
(7) ... سبق تخريجه في هامش (2).(1/5)
فهذا نص في موضع الخلاف .
6 – وقال بلال رضي الله عنه : (يا رسول الله لا تسبقني بآمين) (1) .
ومعناه : أن بلالاً كان يقرأ الفاتحة في السكتة الأولى من سكتتي الإمام ، فربما يبقى عليه منها شيء ورسول الله × قد فرغ من قراءتها ، فاستمهله بلال في التأمين بقدر ما يتم فيه بقية السورة حتى ينال بركة موافقته في التأمين (2) .
7 – وهكذا ورد عن السلف – رضي الله عنهم - :
أ – قال عطاء – رحمه الله - : آمين دعاء ، أمن ابن الزبير ومن وراءه حتى إن للمسجد للجة (3) .
وجه الدلالة: أن عطاء – رحمه الله – حكم بأن التأمين دعاء ، فاقتضى ذلك أن يقوله الإمام ؛ لأنه في مقام الداعي (4) ، والدعاء يشترك فيه الإمام والمأموم، ثم أكد ذلك بما رواه عن ابن الزبير – رضي الله عنهما (5) .
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب التأمين وراء الإمام ، برقم (937) ، ص 1292 ، والبيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب التأمين ، برقم (2439) ، (2/81) ، والحاكم في مستدركه كتاب التأمين ، برقم (828) ، (2/478) وقال : (حديث صحيح على شرح الشيخين ولم يخرجاه) وقال ابن حجر في الفتح (2/307): (رجاله ثقات ، لكن قيل إن عثمان لم يلق بلالاً ، وقد روى عنه بلفظ : (أن بلالاً قال) وهو ظاهر الإرسال، ورجحه الدارقطني وغيره على الموصول)، وقال العيني في العمدة (6/48): (مرسل).
(2) ... ينظر : النهاية (1/72) .
(3) ... أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً بصيغة الجزم ، ص 62 ، والشافعي في الأم (4/212) ، والبيهقي في سننه باب جهر المأموم بالتأمين ، برقم (2454) ، (2/85) ، وابن حزم في المحلى (2/294) ، وقال العيني في البناية (2/249) : (مسلم بن خالد شيخ الشافعي : ضعيف) .
(4) ... فتح الباري (2/307) .
(5) ... عمدة القاري (6/48) .(1/6)
ب – وكان أبو هريرة ينادي الإمام : «لا تفتني بآمين» (1) .
وجه الدلالة: هذا يقتضي أن يقول الإمام والمأموم كلاهما آمين ، ولا يختص به أحدهما (2) .
جـ – وقال نافع:كان ابن عمر لا يدعه ، ويحضهم ، وسمعت منه في ذلك خيرا (3) .
وجه الدلالة: كان ابن عمر إذا ختم الفاتحة، وذلك أعم من أن يكون إماماً أو مأموماً (4) .
د – وكان ابن عمر إذا أمن الناس أمن معهم ، ويروى ذلك من السنة (5) .
القول الثاني: لا يشرع التأمين في حق الإمام، وهذا رواية عند الحنفية (6) ، والمشهور من مذهب المالكية (7) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن أبي هريرة أن رسول الله × قال : (إذا قال الإمام ? ???????? ??????????????? ?????????? ????? ??????????????? ? ، فقولوا : آمين ... الحديث) (8) .
وجه الدلالة: هذا يقتضي أن الإمام لا يقولها ، لأنه قسم بينهما ، والقسمة تنافي الشركة (9) ،
__________
(1) ... أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً بصيغة الجزم في كتاب الآذان، باب جهر الإمام بالتأمين، ص62، وابن حزم في المحلى (2/294) ، والبيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب جهر المأموم بالتأمين ، برقم
(2453) ، (2/85) .
(2) ... عمدة القاري (6/48)
(3) ... أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً ، في كتاب الآذان ، باب جهر الإمام بالتأمين ، ص 62 ، وقال النووي في المجموع (3/301): (تعليق البخاري إذا كان بصيغة الجزم:كان صحيحاً عنده وعند غيره).
(4) ... فتح الباري (2/307) ، وعمدة القاري (6/49) .
(5) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب جهر المأموم بالتأمين ، برقم (2454) ، (2/86) .
(6) ... ينظر : المبسوط (1/32) .
(7) ... ينظر : المدونة (1/71)، والقبس (1/218) ، والكافي لابن عبد البر ، ص 43، والذخيرة (2/222) ، وحاشية العدوي (1/229) .
(8) ... سبق تخريجه ، ص (745) .
(9) ... ينظر : المبسوط (1/32) ، وتبيين الحقائق (1/113) ، والبحر الرائق (1/331) ، وعمدة القاري
(6/50) .(1/7)
فيقتصر الإمام على قراءة (ولا الضالين) ، ولا يزيد على ذلك، ويؤمن المأموم ، وهذا الحامل على صرف قوله: (إذا) أمن عن ظاهره؛ لأن الأحاديث يفسر بعضها بعضاً (1) . وإنما سمي الإمام مؤمناً باعتبار التسبب والمسبب يجوز أن يسمى باسم المباشر كما يقال بنى الأمير داره (2) .
2 – ومثله حديث أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أن رسول الله × خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال : (إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا ، وإذا قال : غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين ، فقولوا : آمين ، يجبكم الله) (3) .
3 – ولأن سنة الدعاء تأمين السامع لا الداعي ، وآخر الفاتحة دعاء فلا يؤمن الإمام؛ لأنه داع (4) .
وأجابوا على أدلة القائلين باستحباب تأمين الإمام بما يلي:
1- أما استدلالكم : بقوله × : (إذا أمن الإمام).
فالجواب عنه: أن قوله × : (إذا أمن) أي إذا دعا بقوله: ? ?????????? ??????????? ???????????????? ? (5) ؛ لأن الداعي يسمى مؤمناً ، كما يسمى المؤمن داعياً ؛ لقوله تعالى لموسى وهارون: ? ????? ????????? ??????????????? ? (6) ، وإنما كان هارون مؤمناً ، وموسى الداعي فيما قال أهل العلم بتأويل القرآن (7) .
__________
(1) ... ينظر : فتح البر (4/668) ، وشرح الزرقاني (1/261) .
(2) ... عمدة القاري (6/50) ، والبناية على الهداية (2/248) .
(3) ... أخرجه مسلم ، كتاب الصلاة ، باب التشهد في الصلاة ، برقم (404) ، ص 742 .
(4) ... تبيين الحقائق (1/113)، وينظر : عمدة القاري (6/50) ، والمنتقى (2/65)، والذخيرة (2/223).
(5) سورة الفاتحة ، آية (5).
(6) ... سورة يونس : آية (89) .
(7) ... فتح البر في ترتيب التمهيد (4/676 – 677) ، وينظر : الجامع لاحكام القرآن (1/92) .(1/8)
أو معنى قوله × : (إذا أمن الإمام) أي بلغ موضع التأمين (1) ، كقولهم : أحرم ، إذا بلغ موضع الحرام ، وأنجد الرجل إذا بلغ نجداً (2) .ثم إن قوله : (إذا أمن) لا دلالة فيها لأن إذا قضية شرطية (3) .
والأظهر في الجواب عن هذا الحديث : أن إخباره × عن تأمين الإمام ، لا يدل على وجوبه ، ولا على الندب إليه ؛ لأنه قد يخبر عن فعل المباح ، ولا ينكر على فاعله (4) .
2- أما استدلالكم : (بقول ابن شهاب : وكان رسول الله × يقول: آمين) .
فالجواب عنه: أنه مرسل ، ولو أسند لم يكن فيه ذلك التعلق ؛ لأنه لم يقل : إن رسول الله × كان يقول: آمين فيما يؤم فيه جهراً ، وإنما قال ذلك قولاً مطلقاً ، ولعله كان يقوله فيما يصلى فيه فذاً ، أو يؤم فيه سراً (5) .
ناقش القائلون باستحباب تأمين الإمام أدلة المانعين بما يلي:
1- أما قولكم أن معنى قوله × : (إذا أمن الإمام) أي دعا ...الخ .
__________
(1) ... عمدة القاري (6/50) .
(2) ... القبس (1/218) ، وينظر : عارضة الأحوذي (2/45) .
(3) ... شرح الزرقاني (1/259) ، وينظر : فتح الباري (2/308) .
(4) ... المنتقى (2/64) .
(5) ... المنتقى (2/64) ، وينظر : فتح البر (4/665) ، وشرح الزرقاني (1/261) .(1/9)
فالجواب عنه: ليس فيما ذكروه حجة ؛ فليس في شيء من اللغات أن الدعاء يسمى تأمينا، ولو صح لهم ما ادعوه ، وسلم لهم ما تأولوه ، لم يكن فيه إلا أن التأمين يسمى دعاء ، وأما أن الدعاء يقال له تأمين فلا ، وإنما قال الله عز وجل : ? ????? ????????? ??????????????? ? (1) ، ولم يقل قد أجيب تأمينكما ، فمن قال الدعاء تأمين فمغفل لا روية له، على أن قوله عز وجل : ? ????? ????????? ??????????????? ? ، وإنما قيل ؛ لأن الدعوة كانت لهما، وكان نفعهما عائداً عليهما بالانتقام من أعدائهما ، فلذلك قيل : أجيبت دعوتكما ، ولم يقل دعوتاكم ، ولو كان التأمين دعاء لقال قد أجيبت دعوتاكما ، وجائز أن يسمى المؤمن داعياً ؛ لأن المعنى في آمين : اللهم استجب لنا (2) ؛ فالتأمين دعاء صحيح بلا شك، ولا يسمى الداعي مؤمناً أصلاً، ولا يسمى الدعاء تأمينا حتى بلفظ بآمين : فكل تأمين دعاء ، وليس كل دعاء تأمينا (3) .
فكيف وقد صح عن النبي × أنه كان يقول : آمين ، وهو الإمام ، وهذا مما انفردوا به عن الصحابة – رضي الله عنهم – وجمهور السلف برأيهم بلا برهان أصلاً (4) .
2- وأما قولكم : (أن معنى قوله: إذا أمن الإمام( أي بلغ موضع التأمين ....) .
فالجواب عنه: أن هذا التأويل بعيد لغة بعيد شرعاً ، بما أثبت من قول النبي × وفعله (5) ، وما قال قط أحد من أهل اللغة ، إن قولهم: ? ???????? ??????????????? ?????????? ? يسمى تأمينا وقولكم أن «إذا شرطية»غير صحيح ؛ لأن إذا تستعمل فيما لابد من وقوعه ، يقال إذا طلع الفجر فصل ، ولا يقال إن طلع الفجر فصل لأن إن تستعمل فيما يشك وقوعه (6) .
3- أما قولكم : «عن قول ابن شهاب أنه مرسل ، ولم يسنده أحد ...» .
__________
(1) ... سورة يونس (89) .
(2) ... ينظر : فتح البر (4/668) ، والمنتقى (2/64) .
(3) ... المحلى (2/296) .
(4) ... المرجع السابق .
(5) ... عارضة الأحوذي (2/45) .
(6) ... المنتقى (2/66) .(1/10)
فالجواب عنه: أن المرسل عندنا حجة كالمسند لاسيما ابن شهاب ، لاسيما رواية مالك لأنه أحد التابعين في أخراهم وأولاهم (1) فهي علة غير قادحة لأن ابن شهاب إمام لا يضره التفرد (2) .
4- وأما استدلالكم بقوله × : (إذا قال الإمام ولا الضالين).
فالجواب عنه: أنه لا متمسك لكم فيه من حيث القسمة (3) ؛ لأنه قال في آخره : (فإن الإمام يقولها)، ثم أنه × لم يرد أن الإمام لا يقول : آمين ؛ لأنه قد صح عنه × قوله : (إذا أمن الإمام فأمنوا) (4) ، وصح عنه أنه كان إذا قال : (ولا الضالين) قال آمين ، ورفع بها صوته (5) ، وإنما أراد في هذا الحديث أن يعرفهم بالموضع الذي يقولون فيه آمين؛ وهو إذا قال الإمام : (ولا الضالين) ؛ ليكون قولهما معاً ، ولا يتقدموه بقول آمين (6) .
ثم إن فعلهم هذا خطأ في الاحتجاج ؛ إذ ذكروا حديثاً ليس فيه شريعة قد ذكرت في حديث آخر ، فراموا إسقاطها بذلك ، ولا شيء في إسقاط جميع شرائع الإسلام أقوى من هذا العمل ؛ فإنه لم تذكر كل شريعة في كل آية ، ولا في كل حديث (7) .
5- وأما قولكم : «أن سنة الدعاء تأمين السامع لا الداعي ..».
فالجواب عنه: أن هذا غلط ، بل إذا استحب التأمين للسامع ، فالداعي أولى بالاستحباب (8) ؛ لأن التأمين ليس فيه إلا زيادة الدعاء ، والداعي أولى به (9) .
__________
(1) ... عارضة الأحوذي (2/45) .
(2) ... فتح الباري (2/308) ، وينظر : شرح الزرقاني (1/259) .
(3) ... ينظر : الهداية مع نصب الراية (1/445).
(4) ... سبق تخريجه ، ص (434) .
(5) ... سبق تخريجه ، ص (734) .
(6) ... فتح البر في ترتيب التمهيد (4/677) ، وينظر : المغني (2/160) .
(7) ... المحلي (2/295).
(8) ... عمدة القاري (6/50) ، وينظر : المجموع (3/156) .
(9) ... تبيين الحقائق (1/113) .(1/11)
أو أن هذا مستمر في غير الصلاة ، وأما الدعاء في الصلاة فمخالف له (1) ، ثم هذا يجيء على قولهم : إنه لا قراءة على المأموم ، وأما من أوجبها عليه ، فله أن يقول : كما اشتركا في القراءة فينبغي أن يشتركا في التأمين (2) .
القول الثالث: أن الإمام مخير بين قول آمين ، أو عدم قولها. وهذا قول بعض المالكية (3) .
قالوا :لتعارض الأدلة (4) .
يمكن أن يجاب عنه: أن ذلك ثابت عنه × من قوله وفعله فلا تعارض .
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – هو القول باستحباب التأمين للإمام في الصلاة الجهرية ، وذلك لقوة أدلتهم ووجاهتها،ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة.
المسألة الثانية : حكم جهر الإمام بالتأمين على دعاء الفاتحة :
اختلف القائلون بمشروعية تأمين الإمام على دعاء الفاتحة في الصلاة الجهرية في حكم الجهر به ، على قولين :
القول الأول: يستحب للإمام أن يجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية ، وأن يخفيه في الصلاة السرية .
وهذا قول غير واحد من أهل العلم من الصحابة والتابعين (5) ، واختيار بعض المالكية (6) ، ومذهب الشافعية (7) ، والحنابلة (8) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (إذا أمن الإمام فأمنوا) (9) .
__________
(1) ... الحاوي (2/143) .
(2) ... فتح الباري (2/308) ، وشرح الزرقاني (1/259) .
(3) ... ينظر: الذخيرة (2/223) ، وأحكام القرآن لابن العربي (1/13) .
(4) ... الذخيرة (2/223) .
(5) ... قاله الترمذي في سننه ، ص 1662 ، وينظر : نيل الأوطار (2/251) .
(6) ... ينظر : أحكام القرآن ، لابن العربي (2/13) ، وعارضة الأحوذي (2/45) ، والجامع لأحكام القرآن (1/91) ، وقال : (هو الصحيح) .
(7) ... ينظر : الأم (4/212) ، والوسيط (2/734) ، والتهذيب (2/97) ، وروضة الطالبين (1/247) .
(8) ... ينظر : شرح الزركشي (1/551) ، والهداية ، لأبي الخطاب (1/33) ، والمستوعب (2/143) ، والمغني (2/143) ، والانصاف (2/46) .
(9) ... سبق تخريجه ، ص (434) .(1/12)
وجه الدلالة: فيه دلالة على أنه أمر الإمام أن يجهر بالتأمين ؛ لأن من خلفه لا يعرف وقت تأمينه ، إلا بأن يسمع تأمينه (1) ، فلو لم يجهر به لم يعلق عليه كحالة الإخفاء (2) ، ولما كان في تعليقه فائدة ، بل كان حرجاً على الأمة (3) .
2 – حديث : (كان رسول الله × إذا قال ولا الضالين قال آمين ، ورفع بها صوته) (4) وفي لفظ : «وطول بها» (5) .
3 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : (كان رسول الله × إذا فرغ من قراءة أم القرآن ، رفع صوته بآمين) (6) .
__________
(1) ... الأم (4/212) ، وينظر : معالم السنن (1/193) ، وإعلام الموقعين (2/396) .
(2) ... المغني (2/162) ، وينظر : فتح الباري (2/309) .
(3) ... ينظر: الشرح الممتع (3/94)
(4) ... سبق تخريجه ، ص (743) .
(5) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب الجهر بآمين ،(2/83).
(6) ... أخرجه الحاكم في مستدركه ، كتاب الإمامة والجماعة ، باب كان إذا فرغ من أم القرآن ... ، برقم
(843) (2/484) ، وصححه ، وأخرجه الدارقطني في سننه (1/335) ، وقال : (هذا إسناد حسن) ، والبيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب جهر المأموم بالتأمين ، برقم (2452) ، (2/85) ، وحسنه ، وقال ابن التركماني في تعليقه بهامش سنن البيهقي (2/85): (فيه يحيى بن عثمان قال أبو داود : ليس بشيء وقال النسائي : ليس بثقة ، وكذبه محمد بن عوف الطائي) ، وقال ابن القيم في أعلام الموقعين
(2/397) : (إسناده صحيح ).(1/13)
وفي رواية : (قال آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول ، فيرتج بها المسجد) (1) وفي رواية أخرى : (كان النبي × إذا قال : غير المغضوب عليهم، ولا الضالين قال : آمين يرفع بها صوته ، ويأمر بذلك) (2) .
4 – وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال النبي × : (ما حسدنا اليهود على شيء ما حسدونا على آمين) (3) .
وجه الدلالة: فيه مشروعية الجهر بالتأمين (4) ، وقال العلماء – رحمهم الله -:
__________
(1) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب التأمين وراء الإمام ، برقم (934) ، ص 1292 ، قال ابن حجر في التلخيص (1/389) : (فيه بشر بن رافع ، ضعيف ، وابن عم أبي هريرة ، قيل : لا يعرف ، وقد وثقه ابن حبان)، وضعفه العيني في عمدة القاري (6/51) ، والزيلعي في نصب الراية (1/448)، وأخرجه ابن ماجه في سننه ، كتاب إقامة الصلاة ، باب الجهر بآمين ، برقم (853) ، ص 2527 ، وقال في مصباح الزجاجة بهامش سنن ابن ماجه (1/465) : (إسناده ضعيف ، وأبو عبد الله لا يعرف حاله ، وبشر ضعفه أحمد ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات) أ . هـ .
(2) ... سبق تخريجه ، ص (743) .
(3) ... أخرجه ابن ماجه في سننه ، كتاب إقامة الصلاة ، باب الجهر بآمين ، برقم (857) ، ص 2527 ، والبيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب التأمين ، برقم (2442) بنحوه (2/82) ، وأورد نحوه الهيثمي في المجمع (2/15) ، باب ما جاء في القبلة ، وقال : (في الصحيح بعضه ، رواه أحمد وفيه علي بن عاصم شيخ أحمد ، وقد تكلم فيه بسبب كثرة الغلط والخطأ ، وقال أحمد : أما أنا فأحدث عنه وحدثنا عنه ، وبقية رجاله ثقات) ، وقال السندي ي حاشيته بهامش سنن ابن ماجه (1/466) ، (وهذا إسناد صحيح ورجاله ثقات ،احتج مسلم بجميع رواته) ، أخرجه البخاري في الأدب في الأدب المفرد ، بنحوه برقم (1018) ،ص 213 ،وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ،برقم
(759) ،ص 380 .
(4) ... نيل الأوطار (2/250) .(1/14)
«إنما حسدنا أهل الكتاب ؛ لأن أولها حمد لله ، وثناء عليه ثم خضوع له واستكانة ، ثم دعاء لنا بالهداية على الصراط المستقيم ، ثم الدعاء عليهم مع قولنا آمين» (1) .
5 – وقال × : (صلوا كما رأيتموني أصلي) (2) .
وجه الدلالة: لما جهر النبي × ، بالتأمين وكان إماماً ثبت الجهر التأمين للإمام، من فعله وقوله (3) .
6 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله × قال: (إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين ، فقولوا : آمين ...الحديث) (4) .
وجه الدلالة: أن في الحديث الأمر بقول : آمين ، والقول إذا وقع به الخطاب مطلقاً حمل على الجهر ، ومتى أريد به الإسرار أو حديث النفس قيد بذلك (5) .
7– وعن علي – رضي الله عنه – : (أن رسول الله × كان إذا قال ولا الضالين قال آمين ومد بها صوته) (6) .
8– وعنه – رضي الله عنه – قال : (سمعت النبي × إذا قال : ولا الضالين ، قال : آمين) (7) .
__________
(1) ... ينظر : الجامع لأحكام القرآن (1/92) .
(2) ... سبق تخريجه ، ص (250) .
(3) ... ينظر : عون المعبود (3/151) .
(4) ... سبق تخريجه ، ص (745) .
(5) ... فتح الباري (2/311) ، وينظر : عمدة القاري (6/52) ، وعون المعبود (3/148) .
(6) ... أخرجه الطبري في تهذيب الآثار (ولم أجده في المطبوع) ، وقال العيني في العمدة (6/53) : (فيه ابن ليلى وهو ممن لا يحتج به) .
(7) ... أخرجه ابن ماجه في سننه ، كتاب إقامة الصلوات ، باب الجهر بآمين ، برقم (854) ، ص 2527 ، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة بهامش سنن ابن ماجه (1/465) : (هذا إسناد فيه مقال ، ابن أبي ليلى هو محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، ضعفه الجمهور ، وقال أبو حاتم : محله الصدق ، وباقي رجاله ثقات) ، وقال الدارقطني في العلل (3/185): (وكان ابن أبي ليلى سيئ الحفظ وقال شعبة: ما رأيت أسوأ حفظاً من ابن أبي ليلى).(1/15)
9– وعن أم الحصين (1) – رضي الله عنها - : أنها صلت خلف النبي × فسمعته يقول آمين : وهي في صف النساء) (2) .
وجه الدلالة من الحديثين : أن السماع يدل على الجهر (3) .
10– وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه صلى بالناس ، فقال : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ، ولا الضالين ، قال : آمين ، وقال الناس : آمين ... ، ويقول إذا سلم والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله × (4) .
11 – وهكذا ورد عن السلف ، ولم يزل أهل العلم عليه (5) :
أ – كان أبو هريرة – رضي الله عنه – يقول للإمام لا تسبقني بآمين ، فإذا قالها ، قال أبو هريرة : «آمين» يمد بها صوته ، وقال : إذا وافق تأمين أهل الأرض تأمين أهل السماء غفر لهم (6) .
__________
(1) ... هي : أم الحصين بنت إسحاق الأحمسية ، صحابية روى عنها : يحيى بن الحصين ، والعيزار بن حريث .
... ثبت حديثها في صحيح مسلم ، وشهدت خطبة حجة الوداع وروتها عن النبي × .
... ينظر في ترجمتها : أسد الغابة (7/318) ، والإصابة (8/223) ، وتهذيب التهذيب (12/412) .
(2) ... أورده الهيثمي في المجمع (2/114) ، باب التأمين ، وعزاه إلى الطبراني في الكبير ، وقال : (فيه إسماعيل بن مسلم المكي ، وهو ضعيف) .
(3) ... حاشية السندي بهامش سنن ابن ماجه (1/465) .
(4) ... أخرجه البيهقي في سننه (2/48) ، كتاب الصلاة ، باب جهر الإمام بالتأمين ، والبخاري في صحيحه تعليقاً ، باب جهر الإمام بالتأمين ، برقم (782) ، ص 62 ، والنسائي في سننه ، كتاب الافتتاح ، باب قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ، برقم (906) ، ص 2145 ، وقال ابن حجر في الفتح (2/312): (وهو أصح حديث ورد في ذلك) ، وقال العيني في عمدة القاري (6/54) : (رواته ثقات).
(5) ... ينظر : الأم (4/212) ، وإعلام الموقعين (2/398) .
(6) ... سبق تخريجه ، ص (746).(1/16)
ب - عن عطاء قال : «كنت أسمع الأئمة ابن الزبير ومن بعده يقولون: آمين، ومن خلفهم آمين ، حتى إن للمسجد للجة» (1) .
12 – ولأن التأمين تابع للقراءة ، فيسن الجهر به كالقراءة (2) .
13 – ولأنه دعاء بالاستجابة فسن الجهر به لمجهور به (3) .
القول الثاني: يكره الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية للإمام. وهذا مذهب الحنفية (4) ، وأحد قولي الإمام مالك (5) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال تعالى: ? ???????? ???????? ????????????? ????????????????? ????? ????????????? ??????????? ???????????? ? (6) .
وجه الدلالة :
ظاهره ، وهو أن الجهر بالتأمين ينافي الإنصات والاستماع .
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (746) .
(2) ... الممتع شرح المقنع (1/422) ، وينظر : المهذب مع المجموع (3/299) .
(3) ... حاشية الروض المربع (2/30) .
(4) ... ينظر : المبسوط (1/32) ، وبدائع الصنائع (2/44) ،واللباب شرح الكتاب (1/229) ، وتبيين الحقائق (1/114) ، وقال : (وهو مذهبنا) .
(5) ... ينظر : القبس (1/218) ، وفتح البر في ترتيب التمهيد (4/669) ، والمنتقى (2/65) ، والمفهم
(2/796) ، والذخيرة (2/223) ، وقال : (وهو الأرجح) .
(6) ... سورة الأعراف : آية (204) .(1/17)
2 – حديث : (أنه × لما بلغ «غير المغضوب عليهم ولا الضالين» قال : آمين ، وخفض بها صوته) (1) .
__________
(1) ... أخرجه أحمد ، ينظر : (الفتح الرباني ، كتاب الصلاة ، باب فضل قول المصلي آمين (3/205) ، برقم (546) ، والبيهقي في سننه ، باب جهر الإمام بالتأمين ، برقم (2447) ، (2/83) ، والدارقطني في سننه، كتاب الصلاة ، باب الجهر بالتأمين (1/334) ، وقال : (يقال إنه وهم به شعبة، لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل ، وغيرهما رووه عن سلمة ، فقالوا : رفع صوته بآمين، وهو الصواب) ، قال في التعليق المغني بهامشه سنن الدارقطني (1/334) ، (حديث شعبه أخرجه أحمد، وأبو داود الطيالسي، وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم ، والطبراني في معجمه والحاكم في مستدركه). قال ابن القيم في إعلام الموقعين (2/396) : (قد خالف شعبة سفيان في هذا الحديث فقال : (وخفض بها صوته) ، وحكم أئمة الحديث وحفاظه في هذا لسفيان ... ، ثم قال : قال البيهقي : لا أعلم اختلافاً بين أهل العلم بالحديث أن سفيان وشعبة إذا اختلفا فالقول قول سفيان ، وقال يحيى بن سعيد : ليس أحد أحب إلي من شعبة ، ولا يعدله عندي أحد ، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان ، وقال شعبة : سفيان أحفظ مني ؛ فهذا ترجيح لرواية سفيان ، وترجيح ثان ، وهو متابعة العلاء بن صالح ومحمد بن سلمة بن كهيل له ، وترجيح ثالث ، وهو أن أبا الوليد الطيالسي – وحسبك به – رواه عن شعبة بوفاق الثوري في متنه ، فقد اختلف على شعبة كما ترى ، قال البيهقي: فيحتمل أن يكون تنبه لذلك فعاد إلى الصواب في متنه ، وترك ذكر ذلك علقمه في إسناده...) أ.هـ. والرواية التي أشار إليها ابن القيم أخرجها البيهقي في سننه
(2/84) ، برقم (2448) ، ثم ساق بسنده إلى قوله حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت حجراً أبا عنبس يحدث ، عن وائل الحضرمي أنه صلى خلف النبي × فلما قال : (ولا الضالين ، قال : آمين رافعاً بها صوته) . وقال الزيلعي في نصب الراية (1/447) : (قال ابن القطان : (هذا الحديث فيه أربعة أمور: أحدها: اختلاف سفيان وشعبة ، فشعبه يقول : خفض ، وسفيان الثوري يقول : رفع الثاني: اختلافهما في حجر، فشعبة يقول : حجر أبو العنبس ، والثوري يقول : حجر بن عنبس ، ... ، الثالث: أن حجراً لا يعرف حاله ... ، والرابع : اختلافهما أيضاً فجعله الثوري من رواية حجر عن وائل ، وجعله شعبة من رواية حجر عن علقمة بن وائل وصحح الدارقطني رواية الثوري ، وكأنه عرف من حال حجر الثقة ، ولم يره منقطعاً بزيادة شعبة – علقمة بن وائل – في (الوسط) وهذا هو الذي حمل الترمذي على أن حسنه ، والحديث إلى الضعف أقرب منه إلى الحسن) أ . هـ ، وقال الشوكاني في نيل الأوطار (2/251) : (قد رجحت رواية سفيان بمتابعة اثنين له بخلاف شعبة ، فلذلك جزم النقاد بأن روايته أصح كما روي ذلك عن البخاري وأبي زرعة) .
... قال العيني في عمدة القاري (6/51) : (قول الدار قطني وهم شعبة يدل على قله اعتنائه بكلام هذا القائل وإثبات الوهم له لكونه غير معصوم موجود في سفيان ، فربما يكون هو وهم ، ويمكن أن يكون كلا الإسنادين صحيحاً ، وقد قال بعض العلماء : والصواب أن الخبرين بالجهر بها وبالمخافتة صحيحان وعمل بكل منهما جماعة من العلماء) أ . هـ ، وقال أيضاً بمعناه: (وأما ما قاله ابن القطان: فالجواب عن الأول لا يضر اختلاف سفيان وشعبة لأن كلاً منهما إمام عظيم في هذا الشأن فلا تسقط رواية أحدهما برواية الآخر ، وما يقال من الوهم في أحدهما يصدق في الآخر ، فلا ينتج من ذلك شيء ، وعن الثاني : لا يضر الاختلاف في الكنية والاسم ، وعن الثالث : أنه ممنوع وقد عده البغوي وأبو الفرج وابن الأثير وغيرهم من الصحابة ، وأن كان تابعياً قد وثقه غير واحد من الأئمة، وعن الرابع : أن دخول علقمة في الوسط ليس بعيب ، لأنه سمعه من علقمه أولاً بنزول ثم رواه عن وائل بعلو بين ذلك الكجي في سننه الكبير ... أ . هـ ) ، ولعل الصواب الرواية : ورفع بها صوته لما اقترن بها من المرجحات والله أعلم. قال في عون المعبود (3/147) : (هذه الأمور تدل على أن رواية شعبة شاذة ضعيفة فالاستدلال بها على الإسرار بآمين ليس بصحيح ...) .(1/18)
3 – وعنه × أنه قال : (إذا قال الإمام: ? ????? ??????????????? ? فقولوا: آمين ، فإن الإمام يقولها ...) (1) .
وجه الدلالة: لو كان التأمين مسموعاً ، لما احتيج إلى قوله : «فإن الإمام يقولها» (2) .
4 – وقال × : (إذا قال الإمام : غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، فقولوا : آمين) (3) .
وجه الدلالة: أنه جعل وقت فراغ الإمام من قوله: ? ????? ??????????????? ? وقتاً لتأمين القوم، فلو كان الإمام يقوله جهراً لاستغنى بسماع قوله عن التحين له مراعاة وقته (4) .
5 – وهكذا ورد عن السلف – رضي الله عنهم - :
قال عمر – رضي الله عنه - : «يخفي الإمام أربعاً : التعوذ ، وبسم الله الرحمن الرحيم ، وآمين ، وربنا لك الحمد » ومثله عن ابن مسعود (5) وروي أنه :(لم يكن عمر وعلي –رضي الله عنهما- يجهران باسم الله ، ولا آمين) (6) .
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (745) .
(2) ... بدائع الصنائع (2/45) ، وينظر : المبسوط (1/32) .
(3) ... سبق تخريجه ، ص (745) .
(4) ... معالم السنن (1/193) ، وينظر : المنتقى (2/66) .
(5) ... أخرجه ابن حزم في المحلى (2/294) ، وقال في تبيين الحقائق (1/134) : (ويروي مثل قوله عن جماعة من الصحابة بعضهم يقول : أربعاً ، وبعضهم : خمساً ، وبعضهم يقول : ثلاثة ، وكلهم يعد التأمين منها) .
(6) ... أخرجه الطبري في تهذيب الآثار ، (ولم أجده في المطبوع) .(1/19)
6 – ولأنه من باب الدعاء ؛ لأن معناه : اللهم أجب أو ليكن كذلك ، قال تعالى : ? ????? ????????? ??????????????? ? (1) وموسى كان يدعو، وهارون كان يؤمن، والسنة في الدعاء الإخفاء (2) ، لقوله تعالى: ? ????????? ?????????? ???????????? ????????????? ? (3) وقياساً على التشهد (4) .
7 – ولأنه لو جهر بها عقيب الجهر بالقرآن لأوهم أنها من القرآن ، فيمنع منه دفعاً للإيهام ، ولهذا لم تكتب في المصاحف (5) .
8 – ولأنه لو كان دعاء من غير الذكر حال القيام ، لم يكن من سنته الجهر كسائر ما يدعى به (6) .
وأجابوا على أدلة القائلين بمشروعية الجهر :
1- أما استدلالكم بقوله × : (إذا أمن الإمام فأمنوا) .
فالجواب عنه: أنه لا حجة في هذا الحديث ؛ لأن مكانه معلوم ، وهو ما بعد الفراغ من الفاتحة ؛ فكان التعليق صحيحاً ، ولا يستلزم الجهر به (7) .
2- وأما استدلالكم بحديث : (كان رسول الله × إذا قال ولا الضالين ، قال ...) .
فالجواب عنه من وجوه :
أ – أنه ضعيف فلا يلزم به حجة (8) .
ب – أو يحمل على أنه × قاله اتفاقاً لا قصداً (9) .
__________
(1) ... سورة يونس : آية (89) .
(2) ... ينظر : المبسوط (1/32) ، وبدائع الصنائع (2/45) ، واللباب شرح الكتاب (1/229) ، وعمدة القاري (6/53) ، والذخيرة (2/223) ، حاشية الدسوقي (1/248) ، والفواكه الدواني (1/273).
(3) ... سورة الأعراف : آية (55) .
(4) ... ينظر: المغني (2/162).
(5) ... تبيين الحقائق (1/114) ، وينظر : البناية على الهداية (2/250) .
(6) ... ينظر : المنتقى (2/66) .
(7) ... بدائع الصنائع (2/45) ، وينظر : فتح الباري (2/308) .
(8) ... قال في بدائع الصنائع (2/45) : (طعن فيه النخعي ، وقال : أشهد وائل وغاب عبد الله) .
(9) ... المبسوط (1/32) ، وينظر : البناية على الهداية (2/250) .(1/20)
جـ– أو يحمل على أنه × جهر به مدة في ابتداء الإسلام ليعلمها الناس (1) ، أو جهر لبيان الجواز لا لمشروعية ذلك على وجه التقدير (2) .
3- وكذلك الجواب عن استدلالكم بالحديثين: «رفع بها صوته» وحديث أبي هريرة: «ورفع صوته بآمين» .
4- وأما قولكم في الاستدلال بقوله : (إذا قال الإمام ولا الضالين فقولوا) «أن القول إذا وقع به الخطاب...» .
فالجواب عنه: أن القول المطلق يتناول الجهر والإخفاء،وتخصيصه بالجهر،والحمل عليه تحكم يجوز (3) .
5- وأما استدلالكم بحديث علي: أنه × كان إذا قال : (ولا الضالين قال آمين ومد...)
فالجواب عنه : أن فيه راوٍ ضعيف كما ثبت في تخريجه ، فلا يحتج به ، والمعروف عن علي – رضي الله عنه – بخلافه (4) .
6- وأما استدلالكم : بما روي عنه أيضا :أنه سمع النبي × ...)
فالجواب عنه: أن هذا حديث لم يثبت من جهة النقل (5) .
7- وأما استدلالكم بما روي عن أم الحصين: (أنها سمعت التأمين ... ).
فالجواب عنه: أنه معارض بحديث : (قال آمين وخفض بها صوته) ، ثم إن الرجال أدرى بحال النبي × من النساء (6) .
8- وأما حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه صلى بهم وجهر بالتأمين .
فالجواب عنه : أن التشبيه لا عموم له فلا يلزم أن يكون في جميع أجزاء الصلاة بل في معظمها (7) .
9- وأما ما ورد عن السلف أبي هريرة ، وعطاء ... وغيرهم .
فيمكن أن يجاب عنه: بأنه معارض بما روي عن عمر وابن مسعود وغيرهم ، ولا حجة لبعضهم على بعض .
ناقش القائلون بمشروعية الجهر أدلة المانعين :
__________
(1) ... ينظر : المبسوط (1/32) ، وبدائع الصنائع (2/45) ، واللباب شرح الكتاب (1/229) ، وشرح الزرقاني (1/261) .
(2) ... الذخيرة (2/224) ، وينظر : شرح الزرقاني (1/261) .
(3) ... عمدة القاري (6/52) .
(4) ... ينظر : عمدة القاري (6/53) .
(5) ... المصدر السابق ، ونفس الصفحة .
(6) ... ينظر : عمدة القاري (6/53) .
(7) ... المصدر السابق (6/54) .(1/21)
1- أما استدلالكم : بقوله تعالى: ? ???????? ???????? ????????????? ????????????????? ????? ????????????? ? .
فالجواب عنه :
أنه لا تعارض بين الآية والسنة بوجه ما ، لأن الذي أنزلت عليه هذه الآية هو الذي رفع صوته بالتأمين ، والذين أمروا بها رفعوا به أصواتهم (1) .
2- وأما استدلالكم بحديث: (أنه × قال: ولا الضالين ، وخفض بها صوته ...) .
فالجواب عنه :أن رواية : «ورفع بها صوته» أصح لوجوه :
أ – أنها أصح سنداً كما ثبت في تخريجها (2) .
ب – أن الروايتين لو تقاومتا لكانت رواية الرفع متضمنة لزيادة ، وكانت أولى بالقبول (3) .
جـ– موافقتها وتفسيرها لحديث أبي هريرة : (وإذا أمن الإمام فأمنوا ، فإن الإمام يقول آمين ، والملائكة تقول : آمين) (4) . ولسائر ما استدللنا به من أحاديث الجهر الذي تظافرت به النصوص (5) .
3- وأما قولكم: «أنه جهر به في أول الإسلام ..» .
فالجواب عنه: أن راوي الحديث متأخر الإسلام (6) .
4- وأما حديث: (إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين ، فقولوا : آمين).
فالجواب عنه: أنه هذا قد كان يجوز أن يستدل به لو لم يكن ذلك مذكوراً في حديث : (ورفع به صوته) ، الذي تقدم ذكره ، وإن كان كذلك لم يكن فيما استدلوا به طائل (7) .
5- وأما استدلالكم بما روي عن عمر وابن مسعود وغيرهم في إخفاء التأمين :
فالجواب عنه: أنه لا حجة في أحد مع رسول الله × (8) .
6- وأما قولكم: «أن التأمين دعاء والدليل على قوله تعالى: ? ????? ????????? ??????????????? ?.
__________
(1) ... ينظر : إعلام الموقعين (2/398) .
(2) ... ينظر : إعلام الموقعين (2/397) ، ونصب الراية (1/447) ، وعون المعبود (3/147) .
(3) ... إعلام الموقعين (2/397) .
(4) ... سبق تخريجه ص 434 .
(5) أعلام الموقعين (2/397).
(6) ... هو وائل بن حجر ، وينظر : شرح الزرقاني (1/261) ، وفتح الباري (2/309) .
(7) ... معالم السنن (1/193).
(8) ... المحلى (2/295) .(1/22)
فالجواب عنه: أن الحديث في الأصل لم يصح ، ولو صح فإطلاق كون هارون داعياً إنما هو للتغليب (1) ، وإلا فليس في شيء من اللغات أن الدعاء يسمى تأمينا (2) .واللغة لا تؤخذ بالقياس ، وإنما تثبت بالسماع ، مع أن تأويله في قوله تعالى : (قد أجيبت دعوتكما) أن أحدهما كان داعياً والثاني مؤمناً ، يحتاج إلى دليل ، وإلا فالظاهر أنهما كانا داعيين ، ولا يمتنع ذلك فيهما (3) . ثم إن إخفاء الدعاء إنما كان أفضل لما يدخله من الرياء ، وأما ما يتعلق بصلاة الجماعة فشهودها إشهار شعار ظاهر ، وإظهار حق يندب العباد إلى إظهاره ؛ وقد ندب الإمام إلى إشهار قراءة الفاتحة المشتملة على الدعاء ، والتأمين في آخرها ؛ فإذا كان الدعاء مما يسن الجهر فيه ، فالتأمين على الدعاء تابع وجار مجراه ؛ وهذا بين (4) .
7- وأما قولكم : «أنه لا حجة في حديث : (إذا أمن فأمنوا) ؛ لأن مكان التأمين معلوم ...» .
فالجواب عنه : أن في هذا نظر ؛ لاحتمال أن يخل به الإمام فلا يستلزم علم
المأموم به (5) .
8- وأما قياسكم على التشهد لأن كلا منهما يسن فيه الإخفاء .
فالجواب عنه: أن هذا القياس يبطل بآخر الفاتحة ، فإنه دعاء ويجهر به ، ودعاء التشهد تابع له ، فيتبعه في الإخفاء ، وهذا تابع للقراءة فيتبعها في الجهر (6) .
9- وأما قولكم: «أنه لو جهر به لأوهم أنه من الفاتحة ..» .
__________
(1) ... فتح الباري (2/308) .
(2) ... فتح البر في ترتيب التمهيد (4/668) .
(3) ... المنتقى (2/64) .
(4) ... الجامع لأحكام القرآن (1/91) .
(5) ... فتح الباري (2/38) ، وينظر : عون المعبود (3/149) .
(6) ... المغني (2/162) ، وينظر : المهذب مع المجموع (3/299) .(1/23)
فيمكن أن يجاب عنه: بأنه يستحب أن يقول آمين بعد سكتة لطيفة ليعلم أنها ليست من القرآن (1) ، ولهذا قالوا : لا يستحب وصل آمين بالضالين حتى لا يظن أنها من الفاتحة (2) .
10- وأقولكم في الجواب عن حديث أبي هريرة : «أن التشبيه لا عموم له ...» .
فالجواب عنه: بأن الخبر ظاهر في جميع الأجزاء ؛ فيحمل على عمومه حتى يثبت دليل يخصصه (3) .
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – هو القول بمشروعية جهر الإمام بالتأمين في الصلاة الجهرية ، وذلك لما يلي :
1 – لقوة أدلتهم وصراحتها .
2 – ضعف أدلة المخالفين ، لما ورد عليها من مناقشة ، ولكونها مبنية على المفهوم لا المنطوق .
3 – ولكثرة القائلين به من أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وهو الذي استقر عليه العمل بعدهم .
4 – ولأنه من شعائر الإسلام الظاهرة التي حسدتنا عليها الأمم ، وفي إخفائه ضياعاً لهذه الشعيرة العظيمة (4) .
المسألة الثالثة : حكم تأمين المأموم على الفاتحة في الصلاة :
اختلف الفقهاء – رحمهم الله تعالى – في حكم تأمين المأموم في الصلاة الجهرية على ثلاثة أقوال :
القول الأول: يسن تأمين المأموم في الصلاة الجهرية مطلقاً .. وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية (5) ، والشافعية (6) ، والحنابلة (7) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (إذا أمن الإمام فأمنوا ...) (8) .
__________
(1) ... الاقناع (1/116) ، وينظر : البجيرمي على الخطيب (2/221) ، والمجموع (3/305) .
(2) ... المجموع (3/305) .
(3) ... فتح الباري (2/312).
(4) ... وبهذا أفتت اللجنة الدائمة (6/420) .
(5) ... ينظر: المبسوط (1/32)، وبدائع الصنائع (2/44)، ومجمع الأنهر (1/95)، وعمدة القاري (6/48).
(6) ... ينظر : الأم (4/212) ، والوسيط (2/734) ، والتهذيب (2/97) ، وإعانة الطالبين (1/142) .
(7) ... ينظر : شرح الزركشي (1/551) ، والمغني (2/160) ، والمستوعب (2/143) ، والهداية (1/33) .
(8) ... سبق تخريجه ، ص (434) .(1/24)
وجه الدلالة: هذا الحديث يفيد تأمينهما ، لكن في الإمام بالإشارة؛ لأنه لم يسق النص له، وفي حق المأموم بالعبارة ؛ لأنه سيق من أجله (1) .
2 – قال × : (صلوا كما رأيتموني أصلي) (2) .
وجه الدلالة: أن المأموم أمر باتباع الإمام في شأنه كله إلا فيما نهى عنه ، فلما أمن النبي ×، وكان إماماً ثبت التأمين للمأموم (3) .
3 – وقال عطاء : آمين دعاء ، أمن ابن الزبير ومن وراءه حتى إن المسجد للجة (4) .
وجه الدلالة: أن عطاء – رحمه الله – حكم بأن التأمين دعاء ، فاقتضى ذلك أن يقوله الإمام؛ لأنه في مقام الداعي (5) ، والدعاء يشترك فيه الإمام والمأموم ، ثم أكد ذلك بما رواه عن ابن الزبير – رضي الله عنهما – (6) .
4 – وقال عطاء أيضاً : «أدركت مائتين من أصحاب رسول الله × ، في هذا المسجد إذا قال الإمام : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، سمعت لهم رجة بآمين ..» (7) .
5 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : (لا تفتني بآمين) (8) .
وجه الدلالة: هذا يقتضي أن يقول الإمام والمأموم كلاهما آمين ، ولا يختص به أحدهما... (9) .
6 – وكان ابن عمر – رضي الله عنهما – لا يدع آمين ويحضهم عليه وسمعت منه في ذلك خيراً (10) .
وجه الدلالة: من حيث إنه كان لا يترك التأمين وهذا يتناول أن يكون إماماً أو مأموماً (11) .
__________
(1) ... البحر الرائق (1/331) .
(2) ... سبق تخريجه ، ص (250) .
(3) ... ينظر : عون المعبود (3/151) .
(4) ... سبق تخريجه ، ص (746) .
(5) ... فتح الباري (2/307) .
(6) ... عمدة القاري (6/48) .
(7) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب جهر المأموم بالتأمين ، برقم (2455) ، (2/86) ، وأورده ابن حجر في الفتح (2/311) ، وسكت عنه .
(8) ... سبق تخريجه ، ص (746) .
(9) ... عمدة القاري (6/48) .
(10) ... سبق تخريجه ، ص (746) .
(11) ... ينظر : فتح الباري (2/307) ، وعمدة القاري (6/49) .(1/25)
والأمر في قوله × : (فأمنوا) محمول على الندب (1) ؛ لأن الأمة بين قائل يقول هو مندوب إليه ، وقائل يقول : هو مكروه ، فإذا بطلت الكراهية بإقرار النبي × ، ثبت الندب ؛ لأنه لا يجوز إحداث قول ثالث (2) .
القول الثاني : يسن تأمين المأموم في الصلاة الجهرية إذا كان يسمع تأمين الإمام ، وإلا فيكره. وهذا مذهب المالكية (3) ، وقول بعض الحنفية (4) ، والشافعية (5) .
واستدلوا بما يلي :
إذا كان المأموم يسمع قراءة الإمام ؛ فيندب له التأمين ؛ لأنه مؤمن حينئذ على دعائه، فإن لم يسمعه فلا يؤمن ؛ لأنه ليس معه دعاء يؤمن عليه ، لا لنفسه ؛ لأنه لا يقرأ ، ولا لإمامه لعدم سماعه ، والتأمين إجابة ، وهي فرع السماع (6) .
واختلفوا هل يتحرى موضع التأمين ويؤمن ؟ على قولين :
القول الأول: يتحرى موضع التأمين ويؤمن ، كما يتحرى المريض لرمي الجمار ويكبر (7) .
القول الثاني: لا يتحرى ؛ لأن المصلي ممنوع من الكلام ؛ والتأمين كلام أقيم في موضعه ، وعند التحري قد يخطئ (8) فلربما أوقعه في غير موضعه ، ولربما صادف آية وعيد ، وهي ليست مما شرع التأمين عندها (9) .
__________
(1) ... المنتقى (2/65) ، وينظر : حاشية العدوي (1/229) ، وحاشية الدسوقي (1/248) ، وبلغة السالك (1/217) ، وفتح الباري (2/309) ، وقال : (هو قول الجمهور) ، ونيل الأوطار (2/249) ، والمغني (2/160) .
(2) ... المنتقى (2/65) .
(3) ... ينظر : المدونة (1/71) ، والمنتقى (2/66) ، الجامع لأحكام القرآن (1/91) ، وحاشية الدسوقي
(1/248) ، وبلغة السالك (1/217) .
(4) ... ينظر : البحر الرائق (1/331) .
(5) ... ينظر : فتح الباري (2/310) .
(6) ... ينظر : مختصر الخرشي (1/282) ، والذخيرة (2/223) ، وأسهل المدارك (1/132) .
(7) ... الذخيرة (2/223) .
(8) ... الذخيرة (2/223) ، وينظر : المنتقى (2/65) .
(9) ... المنتقى (2/65) .(1/26)
وأجيب: بأن القرآن لم يقع فيه الدعاء بالعذاب إلا على مستحقه (1) .
القول الثالث: يجب على المأموم التأمين إذا أمن إمامه وإلا فلا. وهذا قول بعض الشافعية (2) .
يمكن أن يستدل لهم: قوله × : (إذا أمن الإمام فأمنوا) (3) .
ظاهر الأمر في قوله : «فأمنوا» يفيد الوجوب لا مطلقاً بل مقيداً بأن يؤمن الإمام (4) .
وأجيب: بحديث المسيء صلاته حيث اقتصر له × على الفرائض ، ولم يذكر له التأمين ولا غيره ، فدل على أنه مستحب (5) في جميع الأحوال.
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – هو القول باستحباب تأمين المأموم مطلقاً سمع إمامه أو لم يسمعه ، وذلك لقوة أدلتهم ، وضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها من مناقشة .
المسألة الرابعة : حكم جهر المأموم بالتأمين :
اختلف الفقهاء – رحمهم الله تعالى – في حكم جهر المأموم بالتأمين في الصلاة الجهرية على ثلاثة أقوال :
القول الأول : يسن التأمين جهراً للمأموم في الصلاة الجهرية ، وسراً في الصلاة السرية. وهذا مذهب الشافعية (6) ، والحنابلة (7) .
واستدلوا بما يلي :
1 – عن عطاء – رضي الله عنه – قال : «كنت أسمع الأئمة ، وذكر ابن الزبير ومن بعده يقولون : آمين ، ويقول من خلفه آمين ، حتى إن للمسجد للجة» (8) .
__________
(1) ... حاشية الدسوقي (1/248) ، وينظر : بلغة السالك (1/217) .
(2) ... منهم الشوكاني في نيل الأوطار (2/249) ، وبهذا قالت الظاهرية ، ينظر : المحلى (2/293) .
(3) ... سبق تخريجه ، ص (434) .
(4) ... نيل الأوطار (2/249) .
(5) ... ينظر : شرح الزرقاني (1/261) .
(6) ... ينظر : الأم (4/212) ، والوسيط (2/734) ، وروضة الطالبين (1/247) ، والمجموع (3/303) ، وقال : (بلا خلاف ، نص عليه الشافعي ، واتفق عليه الأصحاب) .
(7) ... ينظر : الهداية (1/33) ، شرح الزركشي (1/551) ، والمستوعب (2/143) ، والفروع (1/366)، والانصاف (2/46) ، والاقناع (1/116) .
(8) ... سبق تخريجه ، ص (746) .(1/27)
2 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، فقولوا : آمين ، فإنه من وافق تأمينه تأمين ....الحديث) (1) .
وجه الدلالة : من عدة وجوه (2) :
أ – في الحديث الأمر بقول آمين ، والقول إذا وقع به الخطاب مطلقاً حمل على الجهر ، ومتى أريد به الإسرار أو حديث النفس قيد بذلك .
ب – و من جهة أنه قال : إذا قال : «إذا قال الإمام فقولوا» فقابل القول بالقول ، والإمام إنما قال ذلك جهراً فكان الظاهر الاتفاق في الصفة .
جـ– و من جهة قوله : «فقولوا» لم يقيده بجهر ولا غيره ، وهو مطلق في سياق الإثبات ، وقد عمل به في الجهر كما في مسألة جهر الإمام ، والمطلق إذا عمل به في صورة لم يكن حجة في غيرها باتفاق .
د – ومنها أنه تقدم أن المأموم مأمور بالاقتداء بالإمام ، وقد تقدم أن الإمام يجهر فلزم جهره بجهره ، ولا يعني هذا أن يجهر المأموم بالقراءة لأن الإمام جهر بها ، لأن القراءة خلف الإمام نهي عنها فبقى التأمين داخلاً تحت عموم الأمر باتباع الإمام .
3 – وعن عطاء – رضي الله عنه – قال : (أدركت مائتين من أصحاب رسول الله × في هذا المسجد إذا قال الإمام : ولا الضالين سمعت لهم رجة بآمين) (3) .
4 – وعن عكرمة قال : «لقد أدركت الناس ولهم ضجة بآمين» (4) .
5 – وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – (صلى بالناس فقرأ باسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ، ولا الضالين ، فقال : آمين ، وقال الناس آمين ...) (5) .
6 – وكان ابن عمر – رضي الله عنهما – إذا أمن الناس أمن معهم ، ويروى ذلك من السنة (6) .
__________
(1) ... سبق تخريجه ، ص (745) .
(2) ... ينظر : فتح الباري (2/311) ، وعمدة القاري (6/52) ، وعون المعبود (3/149) .
(3) ... سبق تخريجه ، ص (764) .
(4) ... أخرجه ابن حزم في المحلى (2/294) .
(5) ... سبق تخريجه ، ص (755) .
(6) ... سبق تخريجه ، ص (747) .(1/28)
7 – وقال ابن العربي (1) – رحمه الله – وكنت في جامع الخليفة ، إذا قال الإمام يوم الجمعة : ? ????? ??????????????? ? يجهر الناس بآمين ، حتى نقول انقض المسجد .
القول الثاني : يسر المأموم بالتأمين في الصلاة الجهرية .
وهذا مذهب الحنفية (2) ، والمالكية (3) ، وقول عند الشافعية (4) .
واستدلوا بما يلي :
1 – أنه دعاء ، والسنة فيه الإخفاء ، كما سبق بيانه (5) .
2 – ولأنه ذكر مسنون في الصلاة فلا يجهر به المأموم كالتكبيرات (6) ، وكما يسر بالقراءة (7) .
وأجابوا على أدلة القائلين باستحباب جهر المأموم بالتأمين:-
1- أما قولكم في الاستدلال بحديث : «إذا قال الإمام غير المغضوب ...» أن في الحديث الأمر بقول آمين ...» .
فالجواب عنه: أن المطلق يتناول الجهر والإخفاء ، وتخصيصه بالجهر والحمل عليه تحكم لا يجوز (8) .
2- وكذا قولكم : «أنه قابل القول بالقول ، والإمام قال ذلك ...» .
__________
(1) ... القبس (1/219) .
(2) ... ينظر : تبيين الحقائق (1/113) ، والبحر الرائق (1/331) ، وعمدة القاري (6/50) .
(3) ... ينظر : أحكام القرآن ، لابن العربي (1/13) ، وحاشية العدوي (1/229) ، وحاشية الدسوقي (1/248) .
(4) ... ينظر: المجموع (3/299) ، الوسيط (2/734) ، التهذيب في فقه الشافعي (2/97) ، مغني المحتاج (1/161) .
(5) ... ينظر : المبسوط (1/32) ، واللباب (1/229) ، والذخيرة (2/223) ، والفواكه الدواني (1/273) ، وأسهل المدارك (1/135) .
(6) ... المهذب مع المجموع (3/299) ، وينظر : الوسيط (2/734) ، مغني المحتاج (1/161) ، وتفسير القرآن العظيم (1/30) .
(7) ... التهذيب (2/97) .
(8) ... عمدة القاري (6/52) .(1/29)
فالجواب عنه: أنه هذا أبعد من الأول وأكثر تعسفاً، لأن ظاهر الكلام أن لا يقولها الإمام كما روي عن مالك ؛ لأنه قسمة والقسمة تنافي الشركة، وقوله : إنما قال ذلك جهراً ، لا يدل عليه معنى الحديث أصلاً فكيف يقول فكان الظاهر الاتفاق في الصفة ، والحديث لا يدل على ذات التأمين من الإمام ، فكيف يطلب الاتفاق في الصفة وهي مبنية على الذات؟ (1) .
3- وأما استدلالكم بفعل أبي هريرة أنه «قال آمين وقال الناس ... ».
فالجواب عنه: أن التشبيه لا عموم له فلا يلزم أن يكون في جميع أجزاء الصلاة بل في معظمها (2) .
4- وأما الضجة الحاصلة من التأمين كما في أثر عطاء .
فالجواب عنه : فهي هيمنة حصلت من همس القوم عند كثرتهم (3) .
القول الثالث : إن كان في القوم كثرة يجهرون به حتى ينتهي إلى آخرهم ، وإن كان في المسجد صغيراً ، وفي القوم قلة يسمعون تأمين الإمام يسرون به. وهذا قول بعض الشافعية (4) .
واستدلوا بما يلي :
قالوا : إن كان المسجد صغيراً يبلغهم تأمين الإمام لا يجهر ؛ لأنه لا يحتاج إلى الجهر به ، وإن كان كبيراً جهر ؛ لأنه يحتاج إلى الجهر للإبلاغ (5) .
الترجيح :
الراجح – والله أعلم – هو القول بمشروعية الجهر بالتأمين في الصلاة الجهرية والإسرار به في الصلاة السرية ، وذلك لقوة أدلتهم وصراحتها .
والمسألة الخامسة : حكم جهر المنفرد بالتأمين على الفاتحة في الصلاة :
اختلف الفقهاء – رحمهم الله تعالى – في حكم جهر المنفرد في الصلاة على قولين:
__________
(1) ... المصدر السابق (6/53) .
(2) ... عمدة القاري (6/54) .
(3) ... الوسيط (2/734) .
(4) ... ينظر : التهذيب في فقه الشافعي (2/97) ، والحاوي (2/144) ، ومغني المحتاج (1/161) ، وتفسير القرآن العظيم (1/30) .
(5) ... المهذب مع المجموع (3/299) .(1/30)
القول الأول: يسر المنفرد بالتأمين في الصلاة السرية والجهرية. وهذا مذهب الحنفية (1) ، والمالكية (2) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (إذا قال أحدكم في الصلاة آمين ....الحديث) (3) .
وجه الدلالة: في هذه الرواية اندرج المنفرد ، وأطلق في إخفائها فشمل الصلاة الجهرية والسرية ، وكل مصل (4) .
2 – ولأنه دعاء ، والسنة في الدعاء الإخفاء (5) .
3 – وكما لا يجهر الإمام بالتأمين ، فكذا المنفرد (6) .
القول الثاني: يسن للمنفرد الجهر بالتأمين في الصلاة السرية والجهرية. وهذا مذهب الشافعية (7) ، والحنابلة (8) .
واستدلوا بما يلي: قياساً على الإمام والمأموم ؛ لأن المنفرد في معناها (9) .
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – أن الأمر فيه واسع إن شاء المنفرد أن يجهر بالقراءة والتأمين إذا كان يرى أن حضور قلبه وقوة يقظته وخشوعه بالجهر فيجهر ، وإن كان يرى أن الإسرار أفضل له ، وأخشع وأبعد عن الرياء ، أو أن هناك مانعاً يمنعه من الجهر كأن يشوش على من يصلي حوله فإنه يسر بالتأمين (10) والله أعلم .
__________
(1) ... ينظر : بدائع الصنائع (2/44) ، والبحر الرائق (1/331) ، وعمدة القاري (6/50) ، والفتاوى الهندية (1/74) .
(2) ... ينظر : المنتقى (2/66) ، وحاشية العدوي (1/229) ، وحاشية الدسوقي (1/248) ، والفواكه الدواني (1/273) .
(3) ... سبق تخريجه ، ص (743) .
(4) ... البحر الرائق (1/331) ، وينظر : عمدة القاري (6/52) .
(5) ... عمدة القاري (6/50) .
(6) ... ينظر : المنتقى (2/66) .
(7) ... ينظر : المجموع (3/303) ، وروضة الطالبين (1/247) ، والتهذيب (2/97) ، وشرح صحيح مسلم (4/130) .
(8) ... ينظر : شرح الزركشي (1/551) ، والاقناع (1/116) ، وحاشية الروض المربع (2/30) .
(9) ... ينظر : شرح الزركشي (1/551) ، والمجموع (3/303) ، وروضة الطالبين (1/247) ، وإعانة الطالبين (1/142) .
(10) ... ينظر : الشرح الممتع (3/95) .(1/31)
المسألة السادسة : محل التأمين على الفاتحة في الصلاة :
أما الإمام والمنفرد فإنه يؤمن عند تمامه بقراءة أم القرآن فيما جهر فيه بالقراءة
أو أسر . وأما المأموم ؛ فإنه يؤمن عند قول الإمام : ولا الضالين فيما جهر به بالقراءة ، وإن أسر القراءة ، فإنه يؤمن عند قوله هو ؛ ولا الضالين (1) .
واختلف القائلون بمشروعية جهر الإمام والمأموم بالتأمين ، في محل قول المأموم آمين إذا جهر الإمام بالقراءة والتأمين على قولين :
القول الأول : يستحب أن يقع تأمين المأموم مع تأمين الإمام لا قبله ولا بعده .
وهذا مذهب الشافعية (2) ، والحنابلة (3) .
واستدلوا بما يلي :
1 – قال × : (فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه) (4) .
وجه الدلالة: في الحديث دلالة ظاهرة على أن تأمين المأموم يكون مع تأمين الإمام لا بعده، فينبغي أن يقع تأمين الإمام والمأموم والملائكة دفعة واحدة (5) .
القول الثاني: يقوله بعد الإمام. وهذا قول بعض الحنابلة (6) .
واستدلوا بما يلي: قال × : (إذا أمن الإمام فأمنوا) .
__________
(1) ... ينظر : المنتقى (2/66) .
(2) ... ينظر : معالم السنن (1/194) ، وعون المعبود (3/148) ، ونيل الأوطار (4/249) .
(3) ... ينظر : الانصاف (2/46) ، والفروع (1/366) ، وتصحيح الفروع ، بهامش الفروع ، للمرداوي
(1/366) ، وقال : (وهو الصحيح ، وقطع به في المغني والكافي...) ، والمغني (2/162) ، وشرح الزركشي (1/551) .
(4) سبق تخريجه ، ص (745).
(5) ... ينظر : المجموع (3/304) ، وعمدة القاري (6/53) .
(6) ... ينظر : الانصاف (2/46) ، وقال : (وهو الأظهر) .(1/32)
وجه الدلالة: يدل على تأخير تأمين المأموم عن تأمين الإمام ، لأنه رتب عليه بالفاء (1) ، والفاء في الأصل تفيد التعقيب (2) ، وهذا كقوله × : (إذا كبر فكبروا) (3) ومعلوم أنك لا تكبر حتى يفرغ الإمام من التكبير (4) .
أجيب: أن قوله ×: (إذا أمن الإمام فأمنوا) لا يخالف الحديث «إذا قال الإمام ولا الضالين ...» ولا يدل على أنهم يؤخرونه عن وقت تأمينه ، وإنما هو كقول القائل : إذا رحل الأمير فارحلوا يريد إذا أخذ الأمير في الرحيل فتهيؤوا للارتحال ليكون رحيلكم مع رحيله ، وبيان هذا في الحديث الآخر : (إن الإمام يقول : آمين ، والملائكة تقول آمين ، فمن وافق ...) فأحب أن يجتمع التأمينان في وقت رجاء المغفرة (5) .
وقيل : المراد «بقوله إذا قال ولا الضالين ...» أي ولو لم يقل الإمام آمين ، وقيل: الأول لمن قرب من الإمام والثاني لمن تباعد عنه ؛ لأن جهر الإمام بالتأمين أخفض من جهره بالقراءة ، وقيل : يؤخذ من الروايتين تخيير المأموم في قولها مع الإمام أو بعده (6) .
وهذه الوجوه كلها محتملة ، وليست بدون الوجه الأول (7) .
وأما قولكم : «أن الفاء تفيد التعقيب» .
فالجواب عنه : أن الفاء في الشرط لا تقتضي التعقيب (8) .
__________
(1) ... فتح الباري (2/309) ، وينظر : عمدة القاري (6/53) ، ونيل الأوطار (4/249) .
(2) ... عمدة القاري (6/53) .
(3) ... متفق عليه ، أخرجه البخاري ، كتاب الآذان ، باب إيجاب التكبير ، برقم (734) ، ص 58 ، ومسلم، كتاب الصلاة ، باب السمع والتحية ، برقم (414) ، ص 744 .
(4) ... الشرح الممتع (3/97).
(5) ... معالم السنن (1/194) ، وينظر : فتح الباري (2/308) ، وعون المعبود (3/147) ، ونيل الأوطار
(4/248) .
(6) ... عون المعبود (3/149) ، وينظر : نيل الأوطار (4/248) .
(7) ... المصدر السابق .
(8) ... المنتقى (2/65) .(1/33)
رد : بأنه لا خلاف بين الحديثين حتى يحتاج إلى هذا التأويل الذي هو خلاف الظاهر؛ لأن كلا منهما ورد في حالة ؛ لأنه في حالة أمر المأموم بالتأمين ، وسكت عن تأمين الإمام ، وفي حالة بين أن الإمام أيضاً يؤمن (1) .
الترجيح :
القول الراجح – والله أعلم – هو القول بأنه يستحب أن يقع تأمين الإمام والمأموم معاً ، وذلك لقوة أدلتهم ووجاهتها ولضعف أدلة المخالفين بم ورد عليها بمناقشه (2) .
المسألة السابعة : حكم ترك التأمين :
اتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله – على أن آمين لا تقال إلا بعد أم القرآن ، فإن لم يقله في موضعه لم يقله في غيره ، ولا سهو عليه (4) ، لأنه سنة فات محلها (5) .
أما إذا ترك التأمين ناسياً فذكره قبل قراءة السورة أمن ، وإن ذكره في الركوع لم يؤمن ، وإن ذكره في القراءة لا يؤمن ، هذا في حق الإمام والمأموم والمنفرد (6) .
__________
(1) ... عمدة القاري (6/53) .
(2) ... واختاره ابن عثيمين – رحمه الله – في الشرح الممتع (3/97) .
(3) ... ينظر : الحاوي (2/144) ، والمجموع (3/304) ، وفتح البر (4/667) ، وعمدة القاري (6/48) ، وشرح الزرقاني (1/262) ، والمغني (2/162).
(4) ... الحاوي (2/144) ، وينظر : المجموع (3/304) ، والأم (1/131) .
(5) ... المغني (2/162) .
(6) ... ينظر : الحاوي (2/142) ، والاقناع (1/116) ، وكشاف القناع (2/396) .(1/34)
أما إذا لم يؤمن الإمام ، فنص الفقهاء – رحمهم الله تعالى – على أنه يستحب للمأموم التأمين جهراً ، ليسمعه الإمام فيأتي به ، سواء تركه الإمام عمداً أو سهواً (1) ؛ لأن التأمين سنة قولية إذا تركها الإمام أتى بها المأموم ؛ كالاستعاذة ، وإن أخفاها الإمام جهر بها المأموم (2) ؛ ليذكر الناسي ؛ لأن جهر الإمام سنة فلا يسقط بترك الإمام له ، ولا يتوقف على تأمينه (3) لعموم قوله : (إذا أمن الإمام فأمنوا) (4) .
قد يكون معناه الأمر به والحض عليه إذا نسيه الإمام ، يقول : لا تغفلوه إذا أغفله الإمام ، ولا تتركوه إن نسيه ، وأمنوا لأنفسكم لتحرزوا به الأجر (5) .
واختص التأمين بالفاتحة ؛ لشرفها (6) ؛ ولأن نصفها دعاء فاستحب أن يسأل الله تعالى إجابته (7) .
الفرع الثالث : صيغة التأمين :
اتفق الفقهاء (8)
__________
(1) ... ينظر : المجموع (3/304) ، ومغني المحتاج (1/162) ، والانصاف (2/46) ، والمغني (2/162) ، وتفسير القرآن (1/30) .
(2) ... المغني (2/162) ، وينظر : الفتاوى اللجنة الدائمة (6/424) .
(3) ... حاشية الروض المربع (2/30) ، وينظر : الأم (1/131) .
(4) ... سبق تخريجه ، ص (434) .
(5) ... معالم السنن (1/194) .
(6) ... إعانة الطالبين (1/142) .
(7) ... مغني المحتاج (1/161) .
(8) ... حكاه العيني في عمدة القاري (6/48) ، وقال : (حتى قالوا بارتداد من قال إنه منه) ، وينظر : البحر الرائق (1/331) ، والمجموع (3/305) ، والبجيرمي على الخطيب (2/221) ، وحاشية الروض
(2/30) ، والفواكه الدواني (1/273) .(1/35)
– رحمهم الله – على أن التأمين ليست من القرآن ، وعلى أن فيها لغتان (1) مشهورتان أفصحهما وأشهرهما وأجودهما عند العلماء : آمين بالمد بتخفيف الميم ، وبه جاءت روايات الحديث. والثانية : آمين بالقصر وتخفيف الميم .
واختلف الفقهاء – رحمهم الله تعالى – إذا قرأ المصلي آمين مع المد وتشديد الميم هل تفسد صلاته ؟ على قولين :
القول الأول : لا يجوز تشديد الميم ؛ فإن شدد لا تبطل صلاته. وهذا مذهب
الحنفية (2) ، وقول عند الشافعية (3) .
واستدلوا بما يلي :
1 – لأنه يحيل معناها ؛ فيجعله بمعنى قاصدين ، كما قال تعالى: ? ?????? ?????????? ?????????? ?????????? ? (4) .
2 – ولأن سائر أهل اللغة نصوا على أن هذا من لحن العوام.وهو خطأ في المذاهب الأربعة (5) .
__________
(1) ... ينظر : المبسوط (1/32) ، وتبيين الحقائق (1/114) ، ومجمع الأنهر (1/95) ، والمنتقى (2/64) ، والذخيرة (2/222) ، وفتح البر (4/667) ، والحاوي (2/144) ، وعون المعبود (3/147) ، والمغني (2/163) ، والجامع لأحكام القرآن (1/90) .
(2) ... ينظر : تبيين الحقائق (1/134) ، والبحر الرائق (1/331) ، ومجمع الأنهر (1/95) ، وقالوا (وعليه الفتوى) .
(3) ... ينظر : المجموع (3/302) ، وقال : (وهذا أجود) ، ومغني المحتاج (1/161) ، وحاشية عميرة
(1/223) ، والبجيرمي على الخطيب (2/221) .
(4) ... المغني (2/163) ، وينظر: الحاوي (2/145). والآية من سورة المائدة (6) .
(5) ... عمدة القاري (6/47) ، وينظر : تبيين الحقائق (1/114) ، والمنتقى (2/64) ، والمجموع (3/301)، والبحر الرائق (1/331) ، ولسان العرب (13/26) ، والنهاية (1/72) .(1/36)
وأما كونه إذا شدد لا تفسد صلاته ؛ فلأنه لغة ولأنه موجود في القرآن (1) ، ولقصده الدعاء (2) ، فإن له وجهاً ؛ لأن معناه ندعوك قاصدين إجابتك ؛ لأن معنى آمين قاصدين (3) .
القول الثاني: لا يجوز التشديد ؛ فإن شدد بطلت صلاته. وهذا قول أبي حنيفة (4) ، ومذهب الحنابلة (5) .
قالوا : لأن هذا ليس بشيء (6) .
الترجيح :
والقول الصحيح هو الأول لقوة أدلتهم ووجاهتها .
أما الزيادة على لفظ آمين :
فنص الفقهاء – رحمهم الله تعالى – على أنه لا يسن الدعاء قبله من أحد ، واستثنوا رب اغفر لي آمين (7) . لحديث : أنه × حين قال : غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : (رب اغفر لي آمين) (8) .
__________
(1) ... البحر الرائق (1/331) ، وتبيين الحقائق (1/114) .
(2) ... المجموع (3/302) .
(3) ... البحر الرائق (1/331) ، وحاشية الشلبي على تبيين الحقائق (1/114) .
(4) ... ينظر : تبيين الحقائق (1/114) ، والبحر الرائق (1/331) ، ومجمع الأنهر (1/95) .
(5) ... ينظر : الفروع (1/366) ، وحاشية الروض المربع (2/30) ، وكشاف القناع (2/396) .
(6) ... حاشية شلبي على تبيين الحقائق (1/114).
(7) ... حاشية قليوبي (1/222) ، وينظر : القول المبين في أخطاء المصلين ، ص 236 ، وقال : (وبعض المأمومين يهمهم بدعوات عندما يكاد الإمام أن ينتهي من قراءة الفاتحة ، وذلك طمعاً في تأمين المأمومين على دعائه ، كما في ظنه) ، وهذا بدعه .
(8) ... أخرجه البيهقي في سننه ، كتاب الصلاة ، باب جهر الإمام بالتأمين ، برقم (2450) (2/84) ، وأورده الهيثمي في المجمع (2/113) ، وعزاه إلى الطبراني ، وقال : (فيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي وثقه الدارقطني ، وأثنى عليه أبو كريب ، وضعفه جماعة ، وقال ابن عدي لم أر له حديثاً منكراً) ، ، وحسنه البكري في إعانة الطالبين (1/142) ،وينظر : تحقة الذاكرين ، ص 101.(1/37)
وأما زيادة آمين رب العالمين :فاستحسنه بعض فقهاء الشافعية (1) ، ولم يستحبه الحنابلة (2) قياساً على قول أحمد عندما سئل عن الرجل يقول : الله أكبر كبيراً قال : ما سمعت ذكره. وأما قولهم : آمين يا أرحم الراحمين ؛ فبدعة منهي عنها (3) .
المطلب الثاني : التأمين على الدعاء في غير الصلاة، وفيه ثلاثة فروع :
الفرع الأول : حكم التأمين على الدعاء :
اتفق الفقهاء (4) – رحمهم الله – على استحباب ختم الدعاء بآمين .
واستدلوا بما يلي :
1 – أتى النبي × ذات ليلة رجل قد ألح في المسألة ، فوقف النبي × يستمع منه ، فقال النبي × : (أوجب إن ختم ، فقال رجل من القوم : بأي شيء يختم ، فقال : آمين ، فإنه إن ختم بآمين ، فقد أوجب ، فانصرف الرجل الذي يسأل النبي × ، فأتى الرجل فقال : أختم يا فلان بآمين وأبشر) (5) .
وجه الدلالة: فيه دلالة على أن من دعا يستحب أن يقول: آمين بعد دعائه (6) .
__________
(1) ... ينظر : الأم (1/131)، والمجموع (3/305)، وروضة الطالبين (1/247) ، ومغني المحتاج (1/161) ، وحاشية قليوبي (1/222) ، وإعانة الطالبين (1/142).
(2) ... ينظر : الفروع (1/366) ، والاقناع (1/117) ، وكشاف القناع (2/396) .
(3) ... المسجد في الإسلام ، ص 307 .
(4) ... ينظر : فتح البر (4/666) .
(5) ... أخرجه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب التأمين وراء الإمام ، برقم (938) ، ص 1292 ، وفي إسناده أبو زهير النميري ، قال عنه أبو حاتم : (أنه غير معروف بكنيته ، فكيف يعرف اسمه ؟) ينظر : عون المعبود (3/151) ، وقال ابن العربي في العارضة (2/45) : (وأبو زهير نميري اسمه معاذ ، قاله البخاري، وهو والد أبي بكر بن أبي زهير ، وله صحبة أيضاً) ، وأورده السيوطي في الجامع ، وينظر : الجامع مع فيض القدير ، برقم (2779) ، (3/70) ، ورمز لحسنه ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، برقم (2111) ، ص 308 .
(6) ... عون المعبود (3/151) .(1/38)
2 – عن جابر – رضي الله عنه – قال : صعد النبي × المنبر فقال : آمين آمين آمين، قال: أتاني جبريل فقال : يا محمد من أدرك أحد والديه ، فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين.فقلت : آمين ، قال : يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقلت : آمين ، قال : ومن ذكرت عنه فلم يصل عليك فمات فدخل النار ، فأبعده الله ، قل : آمين، فقلت : آمين) (1) .
3 – وعن أم سلمة – رضي الله عليها – قالت : (هذا ما دعا محمد ربه ، اللهم إني أسألك خير المسألة ، وخير الدعاء ، وخير النجاح ، وخير العمل ، وخير الثواب ، وخير الحياة ، وخير الممات ، وثبتني وثقل موازيني ، وحقق إيماني ، وأرفع درجتي ، وتقبل صلاتي ، واغفر خطيئتي ، وأسألك الدرجات العلى من الجنة ، آمين .... الحديث) (2) .
وجه الدلالة: فيه دلالة على أنه يستحب أن يجمع الداعي بين الدعاء والتأمين (3) .
__________
(1) ... أورده الهيثمي في المجمع (8/139) ، كتاب البر والصلة ، وعزاه إلى الطبراني وقال : (رواه الطبراني بأسانيد وأحدها حسن) ، والحاكم في مستدركه ، برقم (7338) ، وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي × برقم (15) ، ص 908 وقال الألباني في تعليقه على فضل الصلاة على النبي × ص 9 : (حديث صحيح بشواهده) وصححه في صحيح الجامع ، برقم (75) ، (1/76) .
(2) ... أخرجه الحاكم في مستدركه ، كتاب الدعاء ، باب الدعاء الجامع ، برقم (1954) ، (2/204) ،وقال : (حديث صحيح) ، والطبراني في الدعاء ، باب ما كان النبي × يدعو به ، ص 421 ، وأورده الهيثمي في المجمع (10/176) ، باب الأدعية المأثورة عن رسول الله × ، وعزاه إلى الطبراني في الكبير والأوسط وقال : (رواه في الأوسط باختصار بأسانيد ، وأحد إسنادي الكبير والسياق له ورجال الأوسط ثقات) .
(3) ... عون االمعبود (3/150) .(1/39)
4 – ولأن آمين مثل الطابع على الصحيفة ؛ أي تختم على الدعاء وترفع كفعل الإنسان بما يعز عليه (1) ، فكان كخاتم الكتاب الذي يصونه ويمنع من فساده وإظهار ما فيه (2) .
5 – وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أن رسول الله × كان يقول: (دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل كما دعا لأخيه بخير ، قال الملك الموكل ، آمين ولك بمثل) (3) .
6 – وكان ابن عمر لا يدع آمين ، ويحضهم وسمعت منه في ذلك خيراً (4) .
وجه الدلالة: من حيث إنه كان لا يترك التأمين ؛ وهذا يتناول أن يكون إماماً أو مأموماً، في الصلاة أو خارج الصلاة (5) .
الفرع الثاني : مواطن التأمين على الدعاء :
1 – بعد الفاتحة :
اتفق الفقهاء (6) – رحمهم الله تعالى – على أنه يسن التأمين بعد قراءة الفاتحة خارج الصلاة . واستدلوا بما يلي :
قال × : (إذا أمن القارئ فأمنوا) (7) .
وجه الدلالة: يدل على أن التأمين مستحب إذا أمن مطلقاً لكل من سمعه سواء كان في الصلاة أو خارجها ، لكنه في الصلاة أشد استحباباً (8) .
2 – عند خاتمة البقرة :
__________
(1) ... ينظر : عون المعبود (3/150) ، وحاشية الروض المربع (2/30) ، وتفسير القرآن العظيم (1/30) .
(2) ... النهاية (1/72) .
(3) ... سبق تخريجه ، ص (461) .
(4) ... سبق تخريجه ، ص (746) .
(5) ... عمدة القاري (6/46) ، وينظر : فتح الباري (2/307) .
(6) ... حكاه العيني في عمدة القاري (6/48) ، وينظر : شرح الزرقاني (1/262) ، والمجموع (3/300) ، ومغني المحتاج (1/160) ، وروضة الطالبين (1/247) ، وفتح الباري (2/311) ، وعون المعبود
(3/151) ، وتفسير القرآن العظيم (1/30) .
(7) ... أخرجه البخاري ، كتاب الدعوات ، باب التأمين ، برقم (6402) ، ص 538 .
(8) ... ينظر : المجموع (3/300) ، ومغني المحتاج (1/160) ، وعمدة القاري (6/52) .(1/40)
يستحب التأمين عند خاتمة البقرة ؛ لحديث : (إن جبريل لقن رسول الله × عند خاتمة القرآن ، أو قال : عند خاتمة البقرة آمين) (1) .
3 – التأمين بعد الصلوات المفروضة :
في بعض المساجد إذا سلم الإمام من فريضة العصر ، يزعق المؤذن بالتأمين ودعاء بعده ، وهذا أمر غير مشروع (2) .
4 – عند الدعاء يوم الجمعة :
نص الفقهاء – رحمهم الله – على أنه إذا شرع الخطيب في الدعاء لا يجوز للقوم رفع اليدين ، ولا تأمين باللسان جهراً ؛ فإن فعلوا ذلك أثموا على الصحيح (3) . وكذا جهر المؤذنين بالتأمين عند دعاء الخطيب للصحابة بالرضا، وللسلطان بالخير ، أو صعود رئيس المؤذنين مع الإمام ، والجلوس دونه ثم الجهر بالتأمين على دعائه ، كل ذلك حرام (4) . أما التلفظ على دعاء الخطيب سراً من دون جهر، لا بأس به لعموم الأدلة (5) .
5 – التأمين على دعاء الكافر :
نص بعض الفقهاء (6) على أنه لا يجوز أن يؤمن على دعاء الكافر ؛ لأنه غير مقبول؛ قال تعالى: ? ????? ???????????? ??????????????? ??????? ? ???????? ? (7) .
ولأن في التأمين على دعائه تعظيماً له، وتغريراً له ، وللعامة بحسن طريقته (8) .
الفرع الثالث : صيغة التأمين :
__________
(1) ... أورده أبو عبيد في فضائل القرآن ومعالمه وآدابه (2/39) ، وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (2/33): (ذكره الثعلبي في التفسير بغير إسناد ، وتبعه الواحدي ، وجماعة ، ولم أقف الآن على إسناده) .
(2) ... ينظر : إصلاح المساجد ص 141 .
(3) ... حاشية ابن عابدين (2/172) .
(4) ... ينظر : المدخل (2/425) ، والمسجد في الإسلام ص 344 .
(5) ... ينظر : فتاوى اللجنة الدائمة (8/233) .
(6) ... ينظر : البجيرمي على الخطيب (2/479) .
(7) ... سورة الرعد : آية (14) .
(8) ... ينظر : البجيرمي على الخطيب (2/479) .(1/41)
يستحب لكل من قرأ الفاتحة في الصلاة أو خارجها أن يقول عقب فراغه منها آمين بالمد أو القصر بلا تشديد فيها (1) ، كما سبق بيانه .
******
__________
(1) ... روضة الطالبين (1/247) .(1/42)
المبحث الثاني: إجابة الدعاء، وفيه خمسة مطالب:
المطلب الأول: تعريف إجابة الدعاء:
الإجابة في اللغة (1) : مصدر أجاب، يقال: أجاب الله دعاءه إجابة، واسم الفاعل المجيب، وفي أسماء الله تعالى:(المجيب)، وهو الذي يقابل الدعاء والسؤال بالقبول والعطاء.
ويقال:أجاب واستجاب بمعنى واحد (2) ، قال تعالى: ? ???????????? ???????????? ??????? ? (3) وقال: ? ???????? ????????? ?????????? ?????? ??????????? ?????????? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ? (4) .
لكن لا يقال إنه مجيب لكل موجود ؛ إنما الإجابة لمن سأله ودعاه (5) .
المطلب الثاني: أنواع إجابة الدعاء:
قد تقدم (6) أن الدعاء ينقسم إلى نوعين: دعاء عبادة، ودعاء مسألة. وكذا الاستجابة تتنوع إلى نوعين: فلكل نوع من الدعاء نوع من الاستجابة يناسبه .. فاستجابة دعاء العبادة بإعطاء الثواب والأجر، واستجابة دعاء المسألة بإعطاء المسئول ..
قال ابن القيم – رحمه الله – (7) : «والاستجابة أيضاً نوعان: استجابة دعاء الطالب بإعطائه سؤاله، واستجابة دعاء المثني بالثواب، وبكل واحد من النوعين فسر قوله تعالى:
? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ? والصحيح أنه يعم النوعين» .
واختلف العلماء في دعاء المسألة، هل يجيب الله دعاء كل من سأله أم لا ؟
__________
(1) ... ينظر: النهاية في غريب الحديث (1/310)، ولسان العرب (1/283)، مادة (جوب) .
(2) ... شأن الدعاء ص 72 .
(3) ... سورة غافر: آية (60) .
(4) ... سورة البقرة: آية (186) .
(5) ... الفتاوى (5/493) .
(6) ... في المبحث الرابع، ص (62) .
(7) ... زاد المعاد (1/235) .(1/1)
وسبب الخلاف: أن الله سبحانه وتعالى وعد ألا يدعو أحد وإلا يستجيب له كما في قوله تعالى: ? ???????? ????????? ?????????? ?????? ??????????? ?????????? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ? (1) وقال تعالى: ? ???????? ?????????? ???????????? ???????????? ??????? ? (2) .
ووردت نصوص من القرآن والسنة في رد الله سبحانه لبعض دعوات رسله فمن ذلك:
1 – أن الله سبحانه لم يجب دعوة نوح في ابنه بل عاتبه على ذلك فقال: ? ?????? ????????????? ??? ??????? ???? ????? ??????? ? (3) .
2 – أن الله عز وجل لم يجب دعوة إبراهيم عليه السلام في أبيه: قال تعالى: ? ???????????? ????????? ?????????? ????? ???? ?????????????? ? (4) .
3 – ومن ذلك أن الله لم يقبل استغفار النبي × لأبي طالب (5) ، وصلاته على عبد الله بن أبي سلول (6) .
4 –قال ×: (سألت الله ثلاثاً: فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة ..) (7) .
فمن هنا اختلف العلماء في ذلك على ثلاثة أقوال:
__________
(1) ... سورة البقرة: آية (186)، وينظر: الدعاء ومنزلته من العقيدة (1/233) .
(2) ... سورة غافر: آية (60) .
(3) ... سورة هود: آية (46) .
(4) ... سورة الشعراء: آية (86) .
(5) ... أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا ...)، برقم (4675)، ص 38.
(6) ... أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: (ولا تصل على أحد منهم ...)، برقم (4672)، ص387.
(7) ... أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم لبعض، برقم (2890)، ص 1178.(1/2)
القول الأول: أن الدعاء إذا استجمع شروطه وآدابه لا يرد لكن الإجابة تتنوع، فإما أن يعطى السائل عين ما سأل، وإما أن يعوضه الله بما هو أولى له عاجلاً أو آجلاً ؛ بأن يدفع عنه من السوء مثلها، أو يدخر له في الآخرة خيراً مما سأل . وهذا قول جمهور الفقهاء (1) .
واستدلوا بما يلي:
1 – قال تعالى: ? ???????? ?????????? ???????????? ???????????? ??????? ? (2) وقال: ? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ? (3) .
__________
(1) ... ينظر: عمدة القاري (22/300)، والمنتقى (2/431)، وفتح البر في ترتيب التمهيد (1/368)، والقبس (2/15) و (1/181) ، وشرح الزرقاني (2/48)، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي
(2/207)، وفتح الباري (11/145)،المنهاج في شعب الإيمان، (1/542)، والأزهية في أحكام الأدعية، ص 137، والأذكار، ص 394، وعون المعبود (4/250)، ونبذة في الدعاء ص 143، وشرح العقيدة الطحاوية (2/682)، وغيرهم كثير .
(2) ... سورة غافر: آية (60) .
(3) ... سورة البقرة: آية (186) .(1/3)
وجه الدلالة: أمر تعالى بالدعاء، وحض عليه، وسماه عبادة، ووعد بأن يستجيب لهم (1) وهذا الوعد على ظاهره وعمومه (2) . فهذه الآية تدل على أنه أمر مأمور به إذا أتى به المكلف قُبل منه لا محالة وترتب عليه المقصود ترتب الجزاء على الشرط والمسبب على السبب، وما كان كذلك كان أتم العبادة وأكملها (3) . وقد تولى سبحانه جواب السائلين بغير واسطة، فقال لهم: (إني قريب أجيب) وهذا يقتضي عطفاً عليهم، وتشريفاً لأقدارهم، وتخصيصاً لهم (4) في حين أنه أجاب المعاندين بالوسائط، فقال: ? ??????????????????? ???? ??????????? ?????????? ???????????? ????? ????????? ????????? ????? ???????? ..? (5) . لكن الله سبحانه عندما وعد بالإجابة لم يقل أجيب في الحال، فإذا استجاب ولو في الآخرة كان وعداً صادقاً (6) .
__________
(1) ... الجامع لأحكام القرآن (2/310) .
(2) ... فتح البر في ترتيب التمهيد (1/369) .
(3) ... إتحاف السادة (5/29) .
(4) ... الدعاء المأثور، وآدابه ص 117، وينظر: الأزهية، ص 28، إتحاف السادة المتقين (5/28) .
(5) ... سورة الأعراف: آية (187) .
(6) ... ينظر: الدعاء المأثور، ص 123، والدعاء ومنزلته من العقيدة (1/228) .(1/4)
2 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ×: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يؤخرها له في الآخرة، وإما أن يكف عنه من الشر مثلها ؛ قالوا: إذاً نكثر، قال: الله أكثر) (1) .
وجه الدلالة: فيه دليل على أنه لابد من الإجابة على إحدى الأوجه الثلاثة (2) ، وقولهم: «إذاً نكثر» أي إذا كان الدعاء لا يرد منه شيء، ولا يخيب الداعي في شيء منه، نكثر الدعاء لعظيم فوائده (3) .
3 – ولأنهما منزلتان الإجابة أو الرد، فإذا لم يكن رد فليس إلا الإجابة، والرد أن لا يعطى بدعائه شيئاً، فتكون منزلته بعدما دعا كمنزلته قبل أن يدعو، أو ما عدا هذا فليس يرد وإنما هو إجابة (4) .
4 – قوله ×: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ...) (5) .
__________
(1) ... أخرجه البخاري في الأدب المفرد، برقم (731)، ص 153، والترمذي، كتاب الدعوات، باب في انتظار الفرج، برقم (3573)، ص 2019، وقال: (حسن غريب صحيح) والطبراني في كتاب الدعاء، باب ما جاء في فضل لزوم الدعاء، برقم (35)، ص 32، وأخرجه أحمد في المسند، ينظر: الفتح الرباني، كتاب الدعاء، باب الحث على الدعاء (14/265)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/148)، وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط، وقال: (رجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة) أ . هـ . وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ص 264 .
(2) ... فتح البر (1/370) .
(3) ... الفتوحات الربانية (7/265) .
(4) ... المنهاج في شعب الإيمان (1/542).
(5) ... سبق تخريجه ص (141) .(1/5)
يحتمل قوله: «يستجاب لأحدكم» الإخبار عن وجوب وقوع الإجابة، والإخبار عن جواز وقوعها فإذا كان بمعنى الإخبار عن الوجوب والوقوع، فإن الإجابة تكون بمعنى الأشياء المتقدمة، فإذا قال: قد دعوت لم يستجب لي، بطل وقوع أحد هذه الثلاثة الأشياء، وعري الدعاء من جميعها، فإن كان بمعنى جواز الإجابة، فإن الإجابة حينئذ تكون بفعل ما دعا به خاصة، ويمنع من ذلك قول الداعي: قد دعوت فلم يستجب لي ؛ لأن ذلك من باب القنوط وضعف اليقين والسخط (1) .
5 – وعن جابر – رضي الله عنه – عن النبي × قال: (يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة، حتى يوقفه بين يديه، فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني، ووعدتك أن أستجيب لك فهل كنت تدعوني ؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: إما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجيبت لك، فهل ليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك، فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجاً، قال: نعم يا رب، فيقول: إني أدخرت لك بها في الجنة كذا وكذا، قال رسول الله ×: فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له، إما أن يكون عجل له في الدنيا، وإما أن يكون أدخر له في الآخرة، قال فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليت لم يكن عجل له في شيء من دعائه) (2) .
__________
(1) ... المنتقى (2/431)، وينظر: الجامع لأحكام القرآن (2/208)، شرح الزرقاني (2/48) .
(2) ... أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب الدعاء، باب يدعو الله بالمؤمن، برقم (1862)، (1/165)، وقال: (حديث تفرد بالفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر، ومحل الفضل بن عيسى محل من لا يتهم بالوضع) . وذكره الذهبي في الميزان (4/543)، وقال: (ليس بحجة، يأتي بالعجائب، وقال العقيلي: منكر الحديث) وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، برقم (886) .(1/6)
فعلى هذا يكون تأويل قوله تعالى: ? ?????????? ??? ??????????? ?????????? ???? ?????? ? (1) ، إنه يشاء، وأنه لا مكره له (2) .أو أن التعليق بالمشيئة في دعاء الكفار، كما هو في ظاهر سياق الآية (3) ، وهذا كقوله: ? ????????????? ??? ????????????? ? (4) ، وقوله:
? ????????? ????????? ? ?????????? ???????? ?????? ??????????? ????? ????????? ????????? ???????????? ?????? ?????????? ?????? ???? ????????????? ???? ? (5) .
فأبان أنه قد يحرمهم ويرد دعاؤهم بكفرهم، وقد يجيبهم عين ما يسألون تأكيداً للحجة عليهم (6) . أما الوعد المطلق فهو في دعاء المؤمنين، إذا استجمع شروطه فدعاؤهم لا يرد، لكن الإجابة تتنوع كما سبق بيانه (7) .
6 – ولأن الدعاء خير كله، وعبادة وحسن عمل ؛ والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً (8) .
أما إذا لم يستوف الدعاء شروطه وآدابه فإنه لا يقبل، لقوله تعالى: ? ?????????? ???????????? ?????? ???? ??????????????? ? (9) .ولأن وردت نصوص كثيرة تدل على عدم قبول بعض الأدعية، كدعاء المتلبس بالحرام، والدعاء بالإثم وقطيعة الرحم، أو الذي يستعجل صاحبه (10) ، أو دعاء الغافل اللاهي غير المتضرع، وغير ذلك (11) .
__________
(1) ... سورة الأنعام: آية (41) .
(2) ... فتح البر (1/369) .
(3) ... المنهاج شرح شعب الإيمان (1/543) .
(4) ... سورة الأنعام: آية (41) .
(5) ... سورة العنكبوت: آية (65) .
(6) ... المنهاج (1/543) .
(7) ... ينظر: المنهاج (1/543)، وأضواء البيان (1/98) .
(8) ... فتح البر في ترتيب التمهيد (1/369) .
(9) ... سورة المائدة: آية (27) .
(10) ... وينظر: فتح الباري (3/36) .
(11) ... كما سبق بيانه بالتفصيل، في مبحث آداب الدعاء وشروطه .(1/7)
القول الثاني: أن الوعد بالإجابة مقيد بالمشيئة أو بما وافق القضاء، أو كانت الإجابة خيراً للداعي . وهذا قول بعض المالكية (1) ، والشافعية (2) .
واستدلوا بما يلي:
1 – أن العموم في قوله تعالى:? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ? (3) ، وقوله:? ???????????? ???????????? ??????? ? (4) مقيد بالمشيئة، قال تعالى: ? ?????????? ??? ??????????? ?????????? ???? ??????? ? (5) .فتقدير الكلام: أجيب دعوة الداعي إن شئت (6) . وذلك كقوله سبحانه: ? ??? ????? ??????? ??????? ??????????? ??????? ????? ??? ????????????? ????? ????? ??????? ??????? ????????????? ??????????? ??????? ? (7) .
وكثير ممن يريد حرث الدنيا لا يؤتاه، فهذا خطاب مطلق ثم قيد بالمشيئة (8) ، فقال في موضع آخر: ? ???????????? ?????? ?????? ??? ????????? ????? ?????????? ? (9) .
__________
(1) ... ينظر: الدعاء المأثور وآدابه، ص 117، والجامع لأحكام القرآن (2/207)، وأضواء البيان (1/98).
(2) ... ينظر: شأن الدعاء ص 12، وجامع البيان في تأويل القرآن (1/167)، وإتحاف السادة (5/28)، وقال الخطابي في شأن الدعاء ص 8: (هذا المذهب هو الصحيح) .
(3) ... سورة البقرة: آية (186) .
(4) ... سورة غافر: آية (60) .
(5) ... سورة الأنعام: آية (41) .
(6) ... الدعاء المأثور ص 117، وينظر: الفتوحات الربانية (4/398) .
(7) ... سورة الشورى: آية (20) .
(8) ... الدعاء المأثور، ص 118، وقال: (هذا هو الجواب الأصولي المعول عليه) .
(9) ... سورة الإسراء: آية (18).(1/8)
2 – أن قوله تعالى: ? ???????????? ???????????? ??????? ? (1) مبين في آيات أخرى في القرآن، وهو قوله تعالى: ? ?????? ??????????? ?????????? ??????????????? ?????????? ???????????????? ????????????? ? (2) وقوله:? ????????? ????????????? ??????????? ??????????? ??????????????? ??????? ????????????? ???????? ? (3) .
فمعنى قوله: ? ???????????? ???????????? ??????? ? أي بحسب نظري لكم ورحمتي لكم، لا بحسب أهوائكم وأمانيكم، صحت أو فسدت، وخفت أو بطلت (4) .
ودلت الآيتان جميعاً على أن الله تعالى إنما يستجيب الدعاء بالمستجمع شرائطه إذا علم للداعي فيما سأل خيراً، فأما إذا علم أن له فساداً أو شراً ؛ فإنه لا يستجيب له دعاءه إكراماً وثواباً له بدعائه، ولكنه إذا كان عليه ساخطاً، فقد يفعل ذلك به عقوبة له (5) .
3 – ولأن الكلام قد يرد بلفظ عام، مراده خاص، وإنما يستجاب من الدعاء ما وافق القضاء، ومعلوم أنه لا تظهر لكل داع استجابة دعائه ؛ فعلمت أنه إنما جاء في نوع خاص منه بصفة معلومة (6) .
4 – لحديث: أن النبي × دعا لأمته ثلاثاً فأجيب في اثنتين، ومنع الثالثة، وفيه: (يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد) (7) .
فعلى هذا القول إن الدعاء مع استيفائه لآدابه وشروطه قد لا يستجاب إذا لم يكن في مصلحة الداعي، أو لم يوافق قضاء .
القول الثالث: أن دعاء الله إنما هو عبادته ومسألته، بالعمل له والطاعة. وهذا قول بعض المفسرين (8) .
واستدلوا بما يلي:
__________
(1) ... سورة غافر: آية (60) .
(2) ... سورة المؤمنون: آية (71) .
(3) ... سورة الإسراء: آية (11) .
(4) ... المنهاج (1/542) .
(5) ... المصدر السابق، ونفس الصفحة .
(6) ... شأن الدعاء، ص 12 .
(7) ... سبق تخريجه، ص (782) .
(8) ... ينظر: جامع البيان (2/167)، وأضواء البيان (1/98) .(1/9)
1 – قال تعالى: ? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ? (1) .
معناه: إذا سألك عبادي عني فإني قريب ممن أطاعني، وعمل بما أمرته به، أجيبه بالثواب على طاعته إياي إذا أطاعني، فيكون معنى الدعاء: مسأله العبد ربه ما وعد أولياءه على طاعتهم بعملهم بطاعته، ومعنى الإجابة من الله التي ضمنها له، الوفاء له بما وعد العاملين له بما أمرهم به (2) .
2 – قال ×: (إن الدعاء هو العبادة) (3) ، ثم قرأ: ? ???????? ?????????? ???????????? ???????????? ???????? ?????? ??????????? ????????????????? ???? ??????????? ?????????????? ????????? ?????????? ? (4) .
3 – وعن الحسن قال في قوله: ? ???????????? ???????????? ??????? ? قال: أعملوا وأبشروا، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات، ويزيدهم من فضله (5) .
وليست الآية: ? ???????????? ???????????? ??????? ? على ظاهرها لأن كثيراً من الناس يدعو، فلا يستجاب له، فلو كانت على ظاهرها لم يتخلف (6) .
الترجيح:
لعل أرجح هذه الأقوال - والله أعلم - هو القول بأن الدعاء إذا استجمع شروطه وآدابه مجاب كله لكن الإجابة تتنوع، وذلك لقوة أدلتهم وصراحتها، ولكثرة من قال به من الفقهاء والمحدثين والمفسرين .
المطلب الثالث: مواطن الإجابة:
__________
(1) ... سورة البقرة: آية (186) .
(2) ... جامع البيان (2/167) .
(3) ... سبق تخريجه، ص (32) .
(4) ... سورة غافر: آية (60) .
(5) ... جامع البيان (2/167) .
(6) ... ينظر: فتح الباري (11/98) .(1/10)
نص الفقهاء – رحمهم الله تعالى – على أن لقبول الدعاء مواطن عديدة، ينبغي الاعتناء بها، ليعرف المكلف أماكنها فيتعرض لها (1) ، لقوله ×: (تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده) (2) .فهناك أوقاتاً شريفة وأحوالاً وأماكن يمتاز فيها الدعاء على غيرها:
أما الأوقات التي يرجى فيها إجابة الدعاء:
1 – يوم عرفة:
اتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله – على أن يوم عرفة من المواطن التي يرجى فيها إجابة الدعاء . واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة) (4) .
وجه الدلالة: فيه دليل على أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وعلى فضل يوم عرفة على غيره، وعلى أن دعاء ذلك اليوم مجاب كله في الأغلب (5) ؛ لأن الفضل للداعي إنما هو في كثرة الثواب وكثرة الإجابة (6) .
__________
(1) ... ينظر: المدخل (2/101) .
(2) ... أخرجه بنحوه الطبراني في كتاب الدعاء، برقم (26)، ص 29، (وفي إسناده عيسى بن موسى بن إياس بن البكير، قال أبو حاتم: ضعيف، ينظر: الميزان (3/325)، وأورده الهيثمي في مجمعه (10/230)، وعزاه إلى الطبراني وقال: (إسناد رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة)، وأورده ابن كثير في تفسيره (4/87) وعزاه إلى الحافظ محمد الرامهرمزي، وسكت عنه وحسنه الألباني في الصحيحة، برقم (1890)، (4/511) .
(3) ... ينظر: المبسوط (4/9)، وبدائع الصنائع (3/134)، والبناية على الهداية (4/107)، وحاشية ابن عابدين (2/552)، والذخيرة (3/255)، والدعاء المأثور وآدابه، ص 66، والمجموع (8/108)، ومغني المحتاج (1/496)، والمنهاج في شعب الإيمان (1/523)، والمستوعب (4/230)، والمغني (5/268)، وشرح الزركشي (3/242) .
(4) ... سبق تخريجه، ص (619) .
(5) ... فتح البر في ترتيب التمهيد (8/589 – 590) .
(6) ... المنتقى (4/154) .(1/11)
ب – أن ما ورد في فضيلة هذا اليوم وشرفه حتى كان صومه يكفر سنتين، يستلزم إجابة دعاء الداعين فيه (1) ، ويحتمل أن يكون خاصاً بالحاج ؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح وبه يختص، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة، فإنه يوصف بفعل الحاج فيه (2) ، ويحتمل أن يكون عاماً في سائر أقطار الدنيا لا يختص بعرفة نفسها، ولم يزل العلماء والصالحون يدعون ربهم خاشعين مخبتين، يرجون بركة الدعاء فيه (3) .
2 – ليلة القدر:
باتفاق الفقهاء (4) . واستدلوا بما يلي:
أ – قد نطق الكتاب العزيز بشرف تلك الليلة، قال تعالى: ? ?????? ???????????? ??? ???????? ??????????? ??? ???????? ??????????? ??????? ????? ??????? ?????? ??? ? (5) .
وجه الدلالة: أن شرفها مستلزم لقبول دعاء الداعين فيها، ولهذا أمرهم × بالتماسها، وحرض الصحابة على ذلك غاية التحريض، وكرر السؤال عنها (6) .
ب – ومما يدل على أن الدعاء فيها مجاب حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: قلت: يا رسول الله إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: (قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني) (7) .
3 – شهر رمضان:
باتفاق الفقهاء (8) .
__________
(1) ... تحفة الذاكرين ص 40 .
(2) ... ينظر: المنتقى (1/358)، والدعاء منزلته من العقيدة (1/217) .
(3) ... ينظر: الدعاء المأثور وآدابه ص 67 .
(4) ... ينظر: أحكام القرآن للجصاص (3/473)، ومواهب الجليل (2/400)، والمجموع (6/345)، ومغني المحتاج (1/436)، وحاشية الجمل (3/437)، ونيل الأوطار (4/303)، والمغني (4/454)، والمبدع
(3/61)، وشرح العمدة كتاب الصيام، لابن تيمية (2/699) .
(5) ... سورة القدر: آية (2 ، 3).
(6) ... تحفة الذاكرين، ص 40 .
(7) ... سبق تخريجه، ص (597) .
(8) ... ينظر: عمدة القاري (11/124)، والمجموع (6/345)، ومغني المحتاج (1/436)، وحاشية الجمل
(3/437)، وزاد المعاد (2/32)، والانصاف (3/300)، والمبدع (3/42)، وشرح منتهى الإرادات
(1/455)، ومطالب أولى النهى (2/205)، والمدخل (2/101)، وفيض القدير (3/541)، وتحفة الذاكرين ص 39 .(1/12)
واستدلوا بما يلي:
قد ورد في شرف رمضان وفضله من الأدلة الثابتة من القرآن والسنة ما يدل على قبول الدعاء فيه، فمن ذلك:
أ- قال ×: (إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسل الشياطين) (1) .
ب- وقوله ×: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر ..) (2) .
4 – يوم الجمعة وليلتها:
أما يوم الجمعة، فاتفق الفقهاء (3) – رحمهم الله تعالى – على أن فيه ساعة يجاب فيه الدعاء، وذلك لتواتر النصوص بأن في الجمعة ساعة لا يسأل العبد فيها ربه شيئاً إلا أعطاه إياها .قال × بعد أن ذكر يوم الجمعة قال: (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي، ويسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياها) وأشار بيده يقللها (4) .
وأما ليلة الجمعة، فنص عليها بعض الفقهاء (5) ، واستدلوا بما ورد عن ابن عباس – رضي الله عنه – أن النبي × قال لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – حين شكا إليه تفلت القرآن من صدره: (إذا كان ليلة الجمعة ؛ فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه – عليه السلام – ? ?????? ???????????????? ?????? ????????? ? (6) يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة ...الخ (7) .
__________
(1) ... أخرجه مسلم، كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان، برقم (1079)، ص 850 .
(2) ... سبق تخريجه، ص (593) .
(3) ... ينظر: عمدة القاري (6/242)، وحاشية ابن عابدين (2/178)، والمنتقى (2/137)، وفتح البر في ترتيب التمهيد (5/213)، وعارضة الأحوذي (2/232)، والمجموع (4/379)، وروضة الطالبين
(2/49)، ومغني المحتاج (1/294)، وزاد المعاد (1/388) .
(4) ... سبق تخريجه، ص (539) . وقد سبق ذكر الخلاف في تحديد وقتها مفصلاً في المبحث الثاني .
(5) ... ينظر: سلاح المؤمن ص 164، وتحفة الذاكرين ص 40، والأزهية ص 11 .
(6) ... سورة يوسف: آية (98) .
(7) ... سبق تخريجه، ص (668) .(1/13)
لكن هذا الحديث باطل لا تقوم به حجة، كما ثبت في تخريجه وعليه لا يثبت في فضل هذه الساعة شيء .
5 – جوف الليل الآخر ووقت السحر:
باتفاق الفقهاء (1) – رحمهم الله – .واستدلوا بما يلي:
أ – أن الله سبحانه أثنى على المتهجدين بالأسحار، فقال: ? ????????? ???????? ????? ???????????? ??? ??????????? ???? ?????????????????? ????? ??????????????????? ???? ? (2) . وقال تعالى: ? ?????????????????????? ??????????????? ? (3) .فثبت بذلك فضيلة هذا الوقت .
ب – قال ×: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، من يستغفرني فاغفر له ...) (4) . زاد في رواية: (حتى ينفجر الفجر) (5) وفي رواية: (من ذا الذين يسترزقني فأرزقه، من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه، حتى ينفجر الفجر) (6) .
__________
(1) ... ينظر: عمدة القاري (7/196)، والمنتقى (2/432)، وفتح البر في ترتيب التمهيد (2/34)، والدعاء المأثور ص 60، والمدخل (2/101)، والجامع لأحكام القرآن (2/209)، وشرح صحيح مسلم (6/36)، وفتح الباري (3/36)، وفيض القدير (3/541)، وتحفة الذاكرين ص 39، والفتاوى (27/129) .
(2) ... سورة الذاريات: الآيتان (17، 18) .
(3) ... سورة آل عمران: آية (17) .
(4) ... سبق تخريجه، ص 597 .
(5) ... أخرجه مسلم نفس الإحالة السابقة.
(6) ... أخرجه أحمد في مسنده ، ينظر: (الفتح الرباني، كتاب الدعاء (14/277))، وأورده الهيثمي في مجمعه
(10/154)، وقال: (هو في الصحيح باختصار، ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح) .(1/14)
وجه الدلالة: فيه إخبار عن إجابة الدعاء في ذلك الوقت، وإعطاء السائلين ما سألوه، وغفرانه للمستغفرين، وتنبيه على فضيلة ذلك الوقت، وحض على كثرة الدعاء والسؤال والاستغفار فيه (1) . وهو وقت غفلة وخلوة واستغراق في النوم واستلذاذ له ومفارقة اللذة والدعة صعب لاسيما على أهل الرفاهية وفي زمن البرد وكذا أهل التعب مع قصر الليل، فالسعيد من يغتنم هذا، والموفق هو الله عز وجل (2) .
وقوله: (حتى يضيء الفجر) فيه دليل على امتداد وقت الرحمة، واللطف التام إلى إضاءة الفجر، وفيه الحث على الدعاء والاستغفار في جميع الوقت المذكور إلى إضاءة الفجر، وفيه تنبيه على أن آخر الليل للصلاة والدعاء والاستغفار وغيرها من الطاعات أفضل من أوله (3) ، ولهذا قيل: ليس بفقيه من كانت له إلى الله حاجة ثم نام عليها في الأسحار (4) .
ج – قال ×: (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن) (5) .
د – وعن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قلنا: يا رسول الله ! أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات (6) .
وقد ورد عنه × ما يدل على أنه ينبغي الاجتهاد في الدعاء في كل ساعات الليل أوله وأخره وأوسطه ؛ لأن فيه ساعة إجابة لا يوافقها مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه فمن ذلك:
__________
(1) ... المنتقى (2/432)، وينظر: فتح الباري (3/36) .
(2) ... عمدة القاري (22/290) .
(3) ... شرح صحيح مسلم (6/36) .
(4) ... الدعاء المأثور وآدابه، ص 68 .
(5) ... أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، برقم (3579)، ص 2020، وقال: (حسن صحيح ).
(6) ... سبق تخريجه، ص 507 .(1/15)
أ- عن جابر – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله × يقول: (إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمور الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة) (1) .
وجه الدلالة: فيه إثبات ساعة الإجابة في كل ليلة، ويتضمن الحث على الدعاء في جميع الساعات الليل رجاء مصادفتها (2) .
ب- قال ×: (لينظرن أحدكم ما الذي يتمنى، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته) (3) .
وجه الدلالة: قوله: (ما يكتب له من أمنيته) أي ما يقدر له منها، فعليه أن يحسن أمنيته ويدعو بما يراه خيراً ؛ لأن في الأوقات ساعات لا يوافقها سؤال سائل إلا وقع المطلوب على الأثر ؛ فالحذر من تمني المذموم ثم الحذر (4) .
6 – أيام عشر ذي الحجة:
نص عليه بعض الفقهاء (5) واستدلوا بما يلي:
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي × قال: (ما العمل في أيام أفضل منه في هذه – يعني أيام العشر – قيل: ولا الجهاد، قال: ولا الجهاد، إلا رجل يخاطر بنفسه وما له فلم يرجع بشيء) (6) .
__________
(1) ... أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء، برقم (757)، ص 797 .
(2) ... شرح صحيح مسلم (6/36)
(3) ... أخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، باب (لينظرن أحدكم ما الذي يتمنى)، برقم (3604)، ص 2023، وأحمد في مسنده، ينظر: (الفتح الرباني، كتاب الدعاء، باب الحث على الدعاء (14/268))، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، باب ما يكره من التمني، برقم (817)، ص 172، وأورده الهيثمي في مجمعه (10/151)، وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى وقال: (إسناد أحمد رجاله رجال الصحيح) . وضعفه الألباني في ضعيف الأدب المفرد، برقم (794)، ص 74، وفي السلسلة الضعيفة، برقم (2255) .
(4) ... الفتح الرباني (14/268) .
(5) ... ينظر: الدعاء المأثور وآدابه، ص 67 .
(6) ... أخرجه البخاري، كتاب العيدين، باب فضل العمل في أيام التشريق، برقم (969)، ص 76 .
... هذا ... وقد ذكر الفقهاء أوقاتاً أخرى يستحب فيها الدعاء، لكن لم يذكروا على استحبابها دليلاً يصلح للعمل به، لهذا أعرضت عن ذكرها هنا، فمن ذلك: وقت الأفياء، ليلتي العيد، ليلة النصف من شعبان، أول ليلة من رجب، وقت الزوال من يوم الأربعاء، بين الحيعلتين، ويوم الاثنين، وليلته.
... ينظر: الجامع لأحكام القرآن (2/209)، والأزهية ص 123، والمنهاج في شعب الإيمان ص 536، وفيض القدير (3/541)، إتحاف السادة المتقين (5/536)، وفتح القدير (3/183)، والمدخل (3/102).(1/16)
وجه الدلالة: شرف هذه الأيام وفضلها يستلزم إجابة الداعي فيها .
7- عند نزول الفتن:
استحبه بعض الفقهاء (1) : واستدلوا بما يلي:
عن أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: (استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعاً يقول: سبحان الله؛ ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات – يريد أزواجه – لكي يصلين؟ رب كاسيه في الدنيا عارية في الآخرة) (2) .
قال ابن حجر (3) : «وفي الحديث الندب إلى الدعاء، والتضرع عند نزول الفتنة ولا سيما في الليل لرجاء وقت الإجابة لتكشف أو يسلم الداعي ومن دعا له».
أما الأحوال التي يمتاز فيها الدعاء على غيرها:
1 – أن يكون مخلصاً حال الدعاء:
الإخلاص لله تعالى وصحة الاعتقاد له أثره الخاص في استجابة الدعاء، ومن هنا قيل: إجابة الدعاء يكون عن صحة الاعتقاد، وعن كمال الطاعة؛ لأنه عقب آية الدعاء (4) بقوله: ? ???????????????????? ??? ??????????????? ??? ??????????? ???????????? ? (5) .
2 – عند النداء بالصلاة:
نص جمهور الفقهاء (6) – رحمهم الله – على أنه يستحب الدعاء عند النداء بالصلاة، لقوله ×: (ثنتان لا تردان، أو قل ما تردان ؛ الدعاء عند النداء، وعند الصف في سبيل الله) (7) .
__________
(1) ينظر: فتح الباري (13/26).
(2) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعد شر منه، برقم: (7069)، ص 590.
(3) الفتح (13/26).
(4) ... الفتاوى (14/33 – 35)، والدعاء ومنزلته من العقيدة (1/192) .
(5) سورة البقرة: آية (186).
(6) ... ينظر: القبس (1/181)، ومواهب الجليل (1/446)، والمدخل (2/101)، والمنهاج شرح شعب الإيمان (1/538)، والأزهية ص 123، وفيض القدير (3/541)، وتحفة الذاكرين، ص 39، وإتحاف السادة (5/536)، والفتاوى (27/129) ، وتصحيح الدعاء، ص 33 .
(7) ... سبق تخريجه، ص (203) .(1/17)
ولقوله ×: (إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء،واستجيب الدعاء) (1) .
وقوله ×: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه ...) (2) حض على الدعاء في أوقات الصلاة ؛ لأنه حال رجاء الإجابة (3) .
3 – بين الآذان والإقامة:
باتفاق الفقهاء (4) واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (لا يرد الدعاء بين الآذان والإقامة) (5) .
ب – وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – أن رجلاً قال: يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا، فقال: يا رسول الله ×: (قل كما يقولون، فإن انتهيت فسل تعطه) (6) .
ج – وقال ×: (الدعاء مستجاب ما بين النداء) (7) .
4 – عند الإقامة:
نص جمهور الفقهاء – رحمهم الله تعالى – على استحباب الدعاء عند الإقامة (8) .
واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (إذا ثوب بالصلاة، فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء..) (9) والمراد بالتثويب: الإقامة (10) .
__________
(1) ... أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10/225) ، وأورده الهيثمي في المجمع (1/334)، وعزاه إلى أبي يعلى وقال: (فيه يزيد الرقاشي وهو مختلف في الاحتجاج به)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1413) ، (3/402) ، وقال : (الحديث بمجموع طرقه صحيح).
(2) ... سبق تخريجه، ص (197) .
(3) ... فتح الباري (2/114) .
(4) ... ينظر: الفتاوى الهندية (1/57)، ومواهب الجليل (1/432)، والتهذيب (2/50)، والمجموع
(3/113)، ومغني المحتاج (1/141)، والمغني (1/87)، وشرح العمدة (2/126)، ونيل الأوطار
(2/62)، والفتوحات الربانية (2/134) .
(5) ... سبق تخريجه، ص (203) .
(6) ... سبق تخريجه، ص (203) .
(7) ... سبق تخريجه، ص (203) .
(8) ... ينظر: أسهل المدارك (1/137)، ومواهب الجليل (2/465)، والفروع (1/281)، والاقناع (1/112)، وكشاف القناع (1/112) .
(9) ... سبق تخريجه، ص 207 .
(10) ... ينظر: النهاية في غريب الأثر (1/226)، ولسان العرب (1/247)، والفتح الرباني (1/13) .(1/18)
ب – وقال ×: (إذا كان عند الإقامة لم ترد دعوة) (1) .وكذا بعد الإقامة ؛ لأنها لا محذور فيه، بل هو مظنة الإجابة (2) .
5 – في السجود:
باتفاق الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء) (4) .
ب– وقال ×: (وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم..) (5) .
ج – ولأنه محل القربة، وقد وعد الله بقبوله (6) ، فقال: ? ?????????? ???????????? ? (7) .
6 – في أدبار الصلوات:
باتفاق الفقهاء (8) – رحمهم الله تعالى – واستدلوا بما يلي:
أ – عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قلنا: (يا رسول الله ؛ أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ودبر كل صلاة مكتوبة) (9) .
ب – وقال ×: (من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة) (10) .
7 – بعد تلاوة القرآن وختمه:
نص عليه بعض الفقهاء (11) واستدلوا بما يلي:
__________
(1) ... سبق تخريجه، ص (203) .
(2) ... ينظر: الفروع (1/281)، والاقناع (1/112)، وكشاف القناع (1/112)، أسهل المدارك (1/137) .
(3) ... ينظر: بدائع الصنائع (2/53)، وتبين الحقائق (1/115)، والكافي، لابن عبد البر ص 44، والمعونة
(1/153)، وحاشية العدوي (1/237)، والأم (1/138)، والحاوي (1/166)، وروضة الطالبين
(1/259)، والمغني (2/203)، والفتاوى (27/129) ، وزاد المعاد (1/234) .
(4) ... سبق تخريجه، ص (275) .
(5) ... سبق تخريجه، ص (264) .
(6) ... الدعاء المأثور وآدابه ص 68 .
(7) ... سورة العلق: آية (19) .
(8) ... ينظر: البحر الرائق (1/349)، وبدائع الصنائع (2/68)، والمدونة (1/143)، والكافي لابن عبد البر ص 44، والأم (1/144)، والمجموع (3/414)، والمغني (2/233)، والفتاوى (27/129) .
(9) ... سبق تخريجه، ص (507) .
(10) ... سبق تخريجه، ص (507) .
(11) ... ينظر: تحفة الذاكرين ص 39، والأزهية ص 129، والفتاوى (24/322)، ومواهب الجليل (1/446)، وفيض القدير (3/541) .(1/19)
أ – عن عمران بن حصين (1) – رضي الله عنه – أنه مر على قارئ يقرأ ثم يسأل، فاسترجع ثم قال: سمعت رسول الله × يقول: (من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرؤن القرآن يسألون به الناس) (2) .
ب – عن أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله × قال: (إن لصاحب القرآن عند كل ختمه دعوة مستجابة، وشجرة في الجنة لو أن غراباً طار من أصلها لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم....) (3) .
ج – عن جابر – رضي الله عنه – قال: (قال رسول الله ×: إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا، وإن شاء أخرها إلى الآخرة) (4) .
د – قال ×: (من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة) (5) .
__________
(1) ... هو: عمران بن حصين بن عبيد بن خلف، القدوة الإمام، صاحب رسول الله ×، أبو نجيد الخزاعي، أسلم هو وأبوه وأبو هريرة عام خيبر، سنه سبع، له عدة أحاديث .حدث عن: النبي ×، ومعقل بن يسار . حدث عنه: مطرف بن عبد الله بن الشخير، وأبو رجاء، والحسن، وابن سيرين وغيرهم . ... ولي قضاء البصرة، وقد غزا مع النبي × غير مرة، وبعثه عمر – رضي الله عنه – إلى أهل البصرة ليفقههم، فكان الحسن يحلف : ما قدم عليهم البصرة خير لهم من عمران بن حصين .كان ممن اعتزل الفتنة،ولم يحارب مع علي – رضي الله عنه – وكانت الملائكة تصافحه قبل أن يكتوي،توفي سنة 53هـ .
... ينظر في ترجمته: أخبار القضاة (1/291، 292)، وشذرات الذهب (1/62)، وسير أعلام النبلاء
(2/508) .
(2) ... أخرجه الترمذي، كتاب فضائل القرآن، برقم (2917)، ص 1944، وحسنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (257)، وقال (1/520): (للحديث شواهد أخرى تؤيد صحته عن جماعة من الصحابة) .
(3) ... سبق تخريجه ، ص (670).
(4) ... سبق تخريجه، ص (670) .
(5) ... سبق تخريجه، ص (507) .(1/20)
هـ- قال × : (من ختم القرآن أعطي دعوة لا ترد) (1) .
و – عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: (من ختم القرآن فله دعوة مستجابة) (2) .
ز – وعن مجاهد – رحمه الله – أنه بعث إلى رجل، فقال: «إنما دعوناك أنا أردنا أن نختم القرآن، وأنه بلغنا: أن الدعاء يستجاب عند ختم القرآن، قال: فدعوا بدعوات، وعنه قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن، يقولون: تنزل الرحمة ... » (3) .
ط – كان أنس – رضي الله عنه – إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا (4) .
8 – عند اجتماع المسلمين، ومجالس الذكر:
نص عليه جماعة من الفقهاء (5) واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله حفوهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، وأن الله تعالى يسألهم عم يسألون، وبم يتعوذون ؟ فتجيب الملائكة بأنهم يسألون الجنة، ويتعوذون من النار، فيقول تعالى: (فأشهدكم أني قد غفرت لهم..) (6) الحديث بطوله .
ب – وفي حديث الأمر بخروج النساء يوم العيد، فيه: (وليشهدن الخير، ودعوة المسلمين) (7) .
وجه الدلالة: يدل على أن مجامع المسلمين من مواطن الدعاء (8) .
__________
(1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/144) ، برقم (28) وفي إسناده عبد الكريم بن المخارق ، قال عنه ابن حجر في التقريب (2/478): (ضعيف).
(2) ... سبق تخريجه، ص (670) .
(3) ... سبق تخريجه، ص (671) .
(4) ... سبق تخريجه، ص (671) .
(5) ... ينظر: الأزهية ص 127، والمنهاج في شعب الإيمان (1/524)، وسلاح المؤمن، ص 171، وتحفة الذاكرين ص 43، وتبيين الحقائق (2/23)، وفيض القدير (3/541) .
(6) ... أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب فضل ذكر الله عز وجل، برقم (6408)، ص 538، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، برقم (2689)، ص 1146 .
(7) ... سبق تخريجه، ص (39) .
(8) ... تحفة الذاكرين ص 43 .(1/21)
ج – وقال ×: (لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمن بعض إلا أجابهم الله) (1) .
9 – عند الحضور عند الميت، وتغميض عينيه:
نص عليه جماعة من الفقهاء (2) واستدلوا بما يلي:
أ – عن أم سلمة – رضي الله عنها – قال: قال رسول الله ×: (إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون...) (3) .
ب – وعنها – رضي الله عنها – قالت دخل رسول الله × على أبي سلمة، وقد شق بصره فأغمضه، فقال: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضبح ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ...، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه) (4) .
10 – عند صياح الديكة:
__________
(1) ... أخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب معرفة الصحابة، باب حبيب بن مسلمة، برقم (5529)، (4/417)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/170)، وقال: (رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو حسن حديث)، وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (2/34) : (حديث غريب، رجاله موثقون إلا ابن لهيعة ) ثم ذكر الخلاف فيه ثم قال: (والانصاف في أمره أنه متى اعتضد كان حديثه حسناً ، ومتى خالف كان حديثه ضعيفاً ، ومتى انفرد توقف فيه ، وقد تساهل الحاكم فأخرج هذا الحديث في المستدرك عن أبي بكر بن إسحاق ، عن بشير بن موسى بهذا الإسناد ، فوقع لنا بدلاً عالياً، وكأنه استروح إلى كونه من فضائل الأعمال).
(2) ... ينظر: المدخل (2/180)، ومواهب الجليل (2/219)، والأزهية، ص130، وفيض القدير (3/541)، وتحفة الذاكرين ص 39 .
(3) ... سبق تخريجه، ص (554) .
(4) ... سبق تخريجه، ص (555) .(1/22)
نص عليه بعض الفقهاء (1) – رحمهم الله – واستدلوا بما يلي:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي × قال: (إذا صاح الديكة فاسألوا الله من فضله ؛ فإنها رأت ملكاً) (2) .
ووجه الدلالة: يشرع الدعاء في هذه الحالة رجاء تأمين الملائكة على دعائه واستغفارهم له وشهادتهم له بالإخلاص، وفيه استحباب الدعاء عند حضور الصالحين (3) .
11– عند شرب ماء زمزم:
نص عليه جماعة من الفقهاء (4) – رحمهم الله – واستدلوا بما يلي:
__________
(1) ... ينظر: الأزهية ص 130، وتحفة الذاكرين ص 39، وتصحيح الدعاء ص 33، وفيض القدير (3/541)، والدعاء المأثور ص 217، وشرح صحيح مسلم (17/46) .
(2) ... أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، برقم (3303)، ص 267،ومسلم، كتاب الدعاء، باب استحباب الدعاء عند صياح الديك، برقم (2729) ص 1151.
(3) ... ينظر: الفتح الرباني (14/259)، وشرح صحيح مسلم (17/47) .
(4) ... ينظر: فتح القدير (2/509)، وحاشية ابن عابدين (2/577)، وتبيين الحقائق (2/37)، والاختيار
(1/155)، ومجمع الأنهر (1/383)، ومواهب الجليل (2/110)، والمجموع (8/201)، ومغني المحتاج (1/511)، والفتاوى (26/144)، وفيض القدير (3/541) .(1/23)
أ –ما روى أن رسول × قال: (ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبريل، وسقيا إسماعيل) (1) ، وزاد في رواية: (مستعيذاً أعذاك الله) (2) .
ب – وكان ابن عباس – رضي الله عنهما – إذا شرب ماء زمزم قال: (اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاء من كل داء..) (3) .
12– عند زحف الصف للمجاهدين في سبيل الله:
باتفاق الفقهاء (4) واستدلوا بما يلي:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ×: (ساعتان تفتح لهم أبواب السماء، وقل داع ترد عليه دعوته؛ حضرة النداء للصلاة، وعند الصف في سبيل الله) (5) . وفي رواية: (عند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً) (6) .
__________
(1) ... أخرجه الدارقطني في سننه، برقم (238)، (2/289)، قال الألباني في الإرواء (4/329): (باطل موضوع) .
(2) ... أخرجه الحكم في مستدركه (2/132)، برقم (1782)، قال: (صحيح الإسناد، وإن سلم من الجارودي)، وقال الألباني في الإرواء (4/332): (هو باطل لخطأ الجارودي في رفعه، والصواب وقفه على مجاهد، ولئن قيل إنه لا يقال من قبل الرأي فهو في حكم المرفوع، فإن سلم هذا، فهو في حكم المرسل، وهو ضعيف)، أما أوله: (ماء زمزم لما شرب له)، قال الألباني في الإرواء(4/320): (صحيح).
(3) ... سبق تخريجه، ص (635) .
(4) ... حكاه النووي في شرح صحيح مسلم، (12/47)، وينظر: الجامع لأحكام القرآن (4/124)، روضة الطالبين (10/238)، وسلاح المؤمن ص 372، وتحفة الذاكرين ص 168، والفروع (6/192)، وزاد المعاد (3/176)، وتفسير القرآن العظيم (2/278)، والقبس (1/181)، وفيض القدير (3/541)، والفتاوى (27/129) ، وتصحيح الدعاء ص 33.
(5) ... سبق تخريجه، ص (203) .
(6) ... أخرجه أبو داود، كتاب الجهاد ، باب الدعاء عند اللقاء ، برقم (2540) ، ص 1411 وصححه ابن حجر في نتائج الأفكار (1/369) ، والنووي في الأذكار (45).(1/24)
13– عند نزول الغيث:
نص عليه جماعة من الفقهاء (1) واستدلوا بما يلي:
قال ×: (ثنتان لا تردان، وذكر منها الدعاء تحت المطر) (2) .
14– حال الصيام:
باتفاق الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حتى يفطر..) (4) .
ب – وقال ×: (للصائم عند فطره دعوة لا ترد) (5) .
15– في حال الاضطرار:
باتفاق الفقهاء (6) – رحمهم الله – واستدلوا بما يلي:
أ – قال تعالى: ? ??????? ????????? ????????????? ?????? ??????? ??????????? ??????????? ???????????????? ?????????? ???????????? ? (7) .
وجه الدلالة:
__________
(1) ... ينظر: الأم (2/289)، والمجموع (5/89)، وروضة الطالبين (2/93)، والمغني (2/346)، وفتح البر في ترتيب التمهيد (2/20)، والدعاء المأثور ص 60، والمدخل (2/101)، والجامع لأحكام القرآن
(2/209)، وفيض القدير (3/541)، وتحفة الذاكرين ص 39، وإتحاف السادة (5/536) .
(2) ... سبق تخريجه، ص (203) .
(3) ... يتظر: عمدة القاري (11/124)، والمجموع (6/345)، ومغني المحتاج (1/436)، وحاشية الجمل
(3/437)، وزاد المعاد (2/32)، والانصاف (3/300)، والمبدع (3/42)، وشرح منتهى الإرادات
(1/455)، ومطالب أولى النهي (2/205)، والمدخل (2/101)، وتحفة الذاكرين ص 39 .
(4) ... سبق تخريجه، ص (593) .
(5) ... سبق تخريجه ، ص (595).
(6) ... ينظر: الدعاء المأثور وآدابه ص 72، والمدخل (2/101)، والجامع لأحكام القرآن (2/209)، والأزهية ص 134، وفيض القدير (3/541)، وتحفة الذاكرين ص 39، والجواب الكافي ص 15، والآداب الشرعية (2/270) .
(7) ... سورة النمل: آية (27) .(1/25)
هذا تلقين للمضطر أن لا يذهل عن الدعاء في حال الاضطرار، وإشارة إلى أن دعاءه مستجاب (1) ولهذا قال العلماء: أقرب الدعاء إجابة دعاء الحال؛ أن يكون صاحبه مضطراً لابد له أن يدعو لأجله، فمن صدق اللجأ والاستغاثة أجيب في الحال (2) ،قالوا: وصفة المضطر أن يكون كالغريق، أو كالمعطل في مفازة وقد أشرف على الهلاك (3) .
ومثلوا له كمثل من ركب في السفينة فهو مضطر إلى ريح يمشي بها وإلى بحر هاد قليل الآفات، لكنهم مطمئنون بسفينتهم راكنون إليها، وفي هذا السكون من عدم الاضطرار ما فيه، فلو جاء الريح العاصف وتحرك عليهم هول البحر لكان اضطرارهم أكثر من الأول، لكنهم عندهم قوة في أنفسهم بالسفينة التي هي سبب السلامة غالباً، فلو انكسرت السفينة مثلاً وبقي كل واحد منهم أو جماعة على لوح لأشتد اضطرارهم أكثر من الثاني، لكنهم يرجون السلامة لما تحتهم من الألواح، وذلك قدح في حقيقة اضطرارهم، فلو ذهبت الألواح وبقوا بعد ذلك في لجج البحار، لا بر يرى ولا جهة تقصد ولا لوح يرام أن يصعد عليه، فهذه الصفة هي حقيقة الاضطرار (4) .
فمن اتصف بهذه الصفة وهو في حالة الاتساع من أمره كان مضطراً حقيقة، فلا يشك ولا يرتاب في إجابته، وما وقع الغلط إلا في صفة التحصيل لهذه الصفة الجميلة التي أخبرنا الله تعالى بها في كتابه العزيز (5) .
__________
(1) ... الدعاء المأثور وآدابه ص 71، والأزهية ص 134 .
(2) ... الدعاء المأثور ص 71 .
(3) ... الأزهية ص 134 .
(4) ... المدخل (3/102) .
(5) ... المصدر السابق.(1/26)
ب – حديث الثلاثة الذين آووا إلى الغار، فانحطت على فم الغار صخرة من الجبل فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله تعالى فادعوا الله تعالى لعله يفرجها عنكم ...ثم ذكر كل منهم عمله وفرج الله عنهم ...) (1) .
وجه الدلالة: هذا دليل على أن من أقوى أسباب الإجابة اللجأ والاضطرار (2) .
16– دعوة المظلوم ولو كان فاجراً أو كافراً:
باتفاق الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب..) (4) .
في قوله: (اتق دعوة المظلوم): أي اجتنب الظلم لئلا يدعو عليك من تظلمه وذلك مستلزم لتجنب جميع أنواع الظلم على أبلغ درجة، وأوجز إشارة وأفصح عبارة كأنه إذا اتقى دعاء المظلوم ولم يظلم فهو أبلغ من أن لو قال: لا تظلم (5) .
ب – وقال ×: (ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم ..) (6) .
__________
(1) ... أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، برقم (3465)، ص 283، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب قصة أصحاب الغار، برقم (2743)، ص 1153 .
(2) ... الدعاء المأثور ص 72 .
(3) ... ينظر: الدعاء المأثور ص 69، والمدخل (3/101)، والقبس (4/433)، والأزهية ص 132، وفيض القدير (3/541)، وتحفة الذاكرين، ص 47، والفتاوى (27/129)، وتصحيح الدعاء ص 33، وسلاح المؤمن، ص 82 ، وشرح الزرقاني (4/554) .
(4) ... أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة والأغنياء، برقم (1496)، ص 118، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين، برقم (19)، ص 684 .
(5) ... شرح الزرقاني (4/554) .
(6) ... سبق تخريجه، ص (103) .(1/27)
ج – وقال ×:(دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) (1) .
د – وقال علي – رضي الله عنه -: «دعاء المظلوم مستجاب على كل حال ؛ لأن المظلوم إنما يطلب من الله حقه – والله سبحانه – لا يمنع ذا حق حقه» (2) .
17– دعوة الإمام العادل:
نص عليه بعض الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
قال ×: ثلاثة لا ترد دعوتهم، وذكر منهم الإمام العادل...) (4) .
18– دعوة الوالد لولده:
نص عليه الفقهاء (5) واستدلوا بما يلي:
1 – قال ×: (ثلاثة لا ترد دعوتهم، وذكر منهم دعوة الوالد لولده ..) (6) وفي رواية: (على ولده) (7) .
وجه الدلالة: فيه دليل على استجابة دعاء الوالد لولده وعلى ولده، ولم تذكر الوالدة ؛ لأن حقها أكثر فدعاؤها أولى بالإجابة (8) .
19– دعوة المسافر:
باتفاق الفقهاء (9) واستدلوا بما يلي:
__________
(1) ... أخرجه أحمد في مسنده، برقم (8795)، وأورده الهيثمي في مجمعه (10/151)، وعزاه إلى البزار، وأحمد وقال: (إسناده حسن)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (3382)، (1/637) .
(2) ... الدعاء المأثور وآدابه، ص 69 .
(3) ... ينظر: سلاح المؤمن ص 182، والأزهية ص 132، وتحفة الذاكرين ص 39 .
(4) ... سبق تخريجه، ص (103) .
(5) ... ينظر: الدعاء المأثور، ص 69، المدخل (3/101)، الأزهية، ص 133، سلاح المؤمن، ص 181، تحفة الذاكرين، ص 46، تحفة الأحوذي (9/287) .
(6) ... سبق تخريجه، ص (103) .
(7) ... أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة ، باب دعاء الوالدين برقم (1905) ص 1844، والبخاري الأدب المفرد ، برقم (32) ، ص 18 ، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد ، ص 43.
(8) ... ينظر: تحفة الأحوذي (9/287) .
(9) ... ينظر: الدعاء المأثور ص 69، والفواكه الدواني (1/578)، والمدخل (3/101)، والأذكار ص 220، والفتوحات (5/137)، والأزهية ص 133، وسلاح المؤمن، ص 181، والفتاوى (27/129)، وتصحيح الدعاء ص 33، وفيض القدير (3/541) .(1/28)
أ – قال ×: (ثلاث دعوات مستجابات لاشك فيهن، وذكر منهم دعوة المسافر) (1) .
ب – ولأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمل المشاق، والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء، خصوصاً إذا طال السفر (2) .
20– دعوة الرجل الصالح، والبار بوالديه:
نص عليه بعض الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
أ – عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: كنت غلاماً شاباً عزباً في عهد رسول الله ×، فكنت أبيت في المسجد، وكان من رأى مناماً قصه على رسول الله ×، فقلت: اللهم إن كان لي عندك خير، فأرني مناماً يعبره لي رسول الله ×، فرأيت ملكين أتياني فانطلقا بي، فلقيهما ملك آخر، فقال: لم ترع .. إنك رجل صالح ..) (4) الحديث .
وجه الدلالة: أن الله سبحانه استجاب دعاءه لأنه رجل صالح.
ب – قال ×: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم...) (5) .
وجه الدلالة: لفظ المسلم يتناول الرجل الصالح تناولاً أولياً (6) .
__________
(1) ... سبق تخريجه، ص (103) .
(2) ... ينظر: جامع العلوم والحكم (1/212)، وتحفة الأحوذي (9/287) .
(3) ... ينظر: سلاح المؤمن ص 181، والأزهية ص 134، وتحفة الذاكرين ص 46.
(4) ... أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب الأمن وذهاب الروع في المنام، برقم (7028) ص 587 . ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل ابن عمر رضي الله عنهما، برقم (2479) ص 1113 .
(5) ... سبق تخريجه، ص (783) .
(6) ... تحفة الذاكرين، ص 47 .(1/29)
أما الولد البار فلقوله ×: (إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة، فيقول: أني لي هذه ؟ فيقول: بدعاء ولدك لك) (1) .
ولقوله ×: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، وعد منها ولد صالح يدعو له ..) (2) .
21– دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب:
نص عليه الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
قال ×: (من دعا لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل به آمين، ولك
__________
(1) ... أخرجه مالك في الموطأ موقوفاً على سعيد بن المسيب ص144، وابن ماجة في سننه، كتاب الأدب، باب بر الوالدين، برقم (3660)، ص2696، وقال البوصيري في الزوائد بهامش سنن ابن ماجه (4/185): (هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات)، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (10/397)، برقم (9789)، والبغوي في شرح السنة (5/197) برقم (1396)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/210)، وعزاه إلى أحمد والطبراني في الأوسط، وقال: (رجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق). وقال في موضع آخر (10/153): «عاصم بن بهدلة حسن الحديث، وله طرق» ، وقال ابن عبدالبر في التمهيد (فتح البر (10/231)): (لم يختلف رواة الموطأ عن مالك في أن هذا الحديث فيه هكذا، ورواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث، ومالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، قال: كان سعيد بن المسيب يقول: فذكره هكذا سواء من قول سعيد بن المسيب، وهذا لا يدرك بالرأي، وقد روي بإسناد جيد عن النبي ×)ا.هـ وصحح إسناد ابن كثير في تفسيره (4/244) وقال: (لم يخرجوه من هذا الوجه، ولكن له شاهد في صحيح مسلم عن أبي هريرة ..).
(2) ... سبق تخريجه، ص (102) .
(3) ... ينظر: الأزهية ص 131، وسلاح المؤمن ص 183، وتحفة الذاكرين ص 46، والدعاء المأثور ص 70 .(1/30)
بمثل ..) (1) . قال الطرطوشي – رحمه الله – : «هذا الحديث يفيد فائدة عظيمة ؛ لأنه إذا استجيب لك في أخيه ؛ لأنه غائب عنك رجونا أن يستجاب للملك فيه ؛ لأنك غائب عنه» (2) .
22– إذا استيقظ من الليل، فذكر الله ودعا:
نص عليه الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (من تعار (4) من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وسبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا
بالله، اللهم اغفر لي ويدعو يستجيب له، فإن توضأ وصلى
قبلت صلاته) (5) .
وجه الدلالة: ظاهر الحديث أن استجابة الدعاء لا تحصل إلا بعد أن يقول المستيقظ جميع ما ذكر فيه، وإنما أفرد قوله: اللهم اغفر لي مع دخوله في عموم الدعاء المذكور بعده ؛ لأن مغفرة جميع الذنوب هي أعظم ما يطلبه المتوجهون إلى الله سبحانه بالدعاء (6) .
__________
(1) ... سبق تخريجه، ص (88) .
(2) ... الدعاء المأثور ص 70، وينظر: الأزهية ص 135، والفتاوى (22/479) .
(3) ... ينظر: الدعاء المأثور ص 69، تحفة الذاكرين ص 48، سلاح المؤمن ص 298، تصحيح الدعاء ص 33 .
(4) ... أي هب من نومه مع صوت، ينظر: معجم مقاييس اللغة (4/35 – 36)، والنهاية (1/190)، وقال الخطابي في معالم السنن (4/133): (يتعار معناه يستيقظ من النوم وأصل التعار السهر والتقلب على الفراش، يقال: إن التعار لا يكون إلا مع كلام وصوت ...) .
(5) ... سبق تخريجه، ص 712
(6) ... تحفة الذاكرين ص 48 .(1/31)
ب – عن عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله × كان إذا استيقظ من الليل قال: (لا إله إلا أنت سبحانك اللهم أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (1) .
23– الدعاء باسم الله الأعظم:
نص عليه الفقهاء (2) واستدلوا بما يلي:
__________
(1) ... أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقول الرجل إذا تعار من الليل، برقم (5061)، ص 593، والنسائي في عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا انتبه من منامه برقم (865)، ص508، والحاكم في مستدركه، برقم (2025)، (2/233)، وقال: «صحيح الإسناد».
(2) ... ينظر: الدعاء المأثور ص 89، وتحفة الذاكرين ص 51، والجواب الكافي ص 11، واختلفوا في تحديده، على أقوال كثيرة، وينظر: تحفة الذاكرين ص 51، والدعاء المأثور وآدابه ص 86، وسلاح المؤمن
ص 253، والداء والدواء ص 11 .(1/32)
أ – سمع النبي × رجلاً يدعو، ويقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال ×: ( والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطي ...) (1) .
ب – وعن أنس – رضي الله عنه –: أن رسول الله × سمع رجلاً يدعو: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال: لقد سأل الله باسمه الأعظم) (2) .
__________
(1) ... أخرجه أحمد في مسنده، ينظر: الفتح الرباني، كتاب الدعاء، باب ما جاء في الاسم الأعظم (14/279)، وأبو داود وكتاب الوتر، باب الدعاء، برقم (1493)، ص 1333، والترمذي، كتاب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات، برقم (3475)، ص 2009 وحسنه، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم، برقم (3857)، ص 2706، وقال ابن جزى في عدة الحصن الحصين مع التحفة، ص 52: (أرجح ما ورد في تعيين الاسم الأعظم)، وقال الشوكاني في التحفة، ص 52، وعبد الحق في عون المعبود (4/254): (قال المنذري قال شيخنا أبو الحسين المقدسي، وإسناده لا مطعن فيه، ولم يرد في هذا الباب حديث أجود منه إسناد، وقال ابن حجر: أن هذا الحديث أرجح ما ورد من حديث السند)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/156)، وعزاه إلى أحمد والطبراني في الصغير، وقال: (رجال أحمد ثقات إلا ابن إسحاق مدلس، وإن كان ثقة) .
(2) ... أخرجه أبو داود، كتاب الوتر، باب الدعاء، برقم (1495)، ص 1333، والترمذي، كتاب الدعوات، باب إن رحمتي تغلب غضبي، برقم (3544)، ص 2016، وقال: (غريب)، والنسائي، كتاب الدعاء، باب الدعاء بعد الذكر، برقم (1301)، ص 2172، وابن ماجه، كتاب الدعوات، باب اسم الله الأعظم، برقم (3858)، ص 2707، وصححه الحاكم في مستدركه ، كتاب الدعاء، باب اسم الله الأعظم برقم (2/181)، (1899).(1/33)
وكذا الدعاء بدعوات يستجاب بها الدعاء (1) .
أ – منها: (دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت:? ????? ????????? ???????? ?????? ????????????? ????????? ????? ???? ???????????????? ? (2) ؛فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له (3) . ولقوله تعالى:? ??????????? ?????????? ??????????????? ? (4) أي إذا كانوا في الشدائد، ودعونا منيبين إلينا، لاسيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء، فقد جاء الترغيب في الدعاء به عند سيد الأنبياء (5) .
ب – ومنها: وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – أن رسول الله × أتى على رجل وهو يقول: (يا ذا الجلال والإكرام) فقال: قد استجيب لك فسل) (6) .
__________
(1) ... ينظر: الجواب الكافي ص 13 .
(2) سورة الأنبياء: آية (88).
(3) ... أخرجه أحمد في مسنده، ينظر: (الفتح الرباني، كتاب دعوات مستجابة (14/278))، وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الدعوات، باب دعوة ذي النون، برقم (3505)، ص 2012، والنسائي في عمل اليوم والليلة، برقم (656)، ص 428، وأورده الهيثمي في مجمعه (10/159)، وعزاه إلى أحمد وأبي يعلى والبزار، وقال: (أحد إسنادي البزار رجال الصحيح غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة، وعند الترمذي طرف منه) أ . هـ . وأخرجه والحاكم في مستدركه، كتاب الدعاء، باب دعوة ذي النون (2/183)، وصححه .
(4) ... سورة الأنبياء: آية (88) .
(5) ... تفسير ابن كثير (3/187) .
(6) ... أخرجه أحمد في مسنده، الفتح الرباني، كتاب دعوات مستجابة (14/278)، وأخرجه الترمذي، كتاب الدعوات، برقم (3527)، ص 2014، وقال: (حديث حسن) .(1/34)
وعنه × أنه قال: (ألظوا (1) بيا ذا الجلال والإكرام) (2) .
24– إذا ذكر الله حتى يغلبه النوم:
نص عليه بعض الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله × يقول: (من آوى إلى فراشه طاهراً فذكر الله حتى نازله النعاس لم يتقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئاً من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه) (4) .
25– في حال حضور القلب ونشاطه للدعاء والتضرع:
__________
(1) ألظوا: أي الزموا هذه الدعوات وأكثروا منها . ينظر: النهاية (4/252) ،والفتح الرباني (14/279)
(2) ... أخرجه أحمد في مسنده، ينظر: (الفتح الرباني، كتاب دعوات مستجابة (14/279)) ،والترمذي، كتاب الدعاء، باب قول: (يا حي يا قيوم ...) برقم (3525)، ص 2014، وقال: (حديث غريب وليس بمحفوظ). والحاكم في مستدركه، كتاب الدعاء، باب ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام، برقم (1879)،
(2/172)، وقال: (حديث صحيح الإسناد)، والطبراني في الدعاء، برقم (92)، ص 47، وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال عنه ابن حجر في التقريب (2/352): (حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث) وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (1250)، (1/269) .
(3) ... ينظر: الأزهية ص 135، وتصحيح الدعاء ص 33 .
(4) ... أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب النوم على طهارة، برقم (5042)، ص 1592، والترمذي، كتاب الدعوات، باب فضل من آوى إلى فراشه طاهراً، برقم (3526)، ص 2014، وقال: (حسن غريب) والنسائي في عمل اليوم والليلة، باب ثواب من آوى طاهراً، برقم (805)، ص 481،وابن السني في عمل اليوم والليلة، برقم (719)، ص 335، ، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب ثواب من بات على طهاره، برقم (3881)، ص 2708، وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (3/82): (أخرجه ابن السني من رواية إبراهيم العلاء عن إسماعيل بن عياش، وروايته عن الحجازيين ضعيفه وهذا منها) .(1/35)
نص عليه بعض الفقهاء (1) واستدلوا بما يلي:
قال ×: (من فتح له منكم باب الدعاء، فتحت له أبواب الرحمة ..) (2) .
وجه الدلالة: لعل المراد أن من فتح الله له بالإقبال على الدعاء بخشوع وخضوع وتضرع وتذلل كان هذا الفتح سبباً لإجابة دعائه، ولهذا قال فتحت له أبواب الرحمة، فإن فتحها دليل على إجابة دعائه، فإذا وجد العبد من نفسه النشاط إلى الدعاء والإقبال عليه فليستكثر منه فإنه مجاب، وتقضى حاجته بفضل الله (3) .
وكل حال حضر الله تعالى في قلب المؤمن، فينبغي أن يغتنم تلك اللحظة؛ فإنها ساعة إجابة، فحضور ذكر الله تعالى بقلب العبد حضور واستحضار، وخير أوقات الطلب استحضار الملوك ؛ ومن اشتدت فاقته فدعا، أو أشتد خوفه فبكى، فذلك الوقت الذي ينبغي أن يدعو فيه فإنه ساعة إجابة وساعة صدق في الطلب، وما دعا صادق إلا أجيب (4) .
26– الدعاء بصالح العمل:
__________
(1) ... ينظر: الآداب الشرعية (2/270)، وتحفة الذاكرين ص 20 .
(2) ... أخرجه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب من فتح له منكم باب الدعاء ، برقم (3548) ، ص 2017 وقال: (هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، وهو ضعيف في الحديث، ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه)، وأخرجه أحمد في مسنده، ينظر: الفتح الرباني، كتاب الدعاء، باب الحث على الدعاء (14/265)، وأورده السيوطي في جامعه مع فيض القدير (3/542)، ورمز لصحته، وأخرجه والحاكم في مستدركه، كتاب الدعاء، باب من فتح له في الدعاء، برقم
(1876)، (2/171)، وقال ابن حجر في الفتح (11/98): (وفي سنده لين وقد صححه مع ذلك الحاكم)، وأورده الهيثمي في مجمعه (10/146) مختصراً، وعزاه إلى أحمد والطبراني وقال: (شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (3409)
(3) ... ينظر: تحفة الذاكرين ص 20 .
(4) ... الآداب الشرعية (2/270) .(1/36)
نص عليه بعض الفقهاء (1) واستدلوا:
بحديث أصحاب الغار، وفيه: أنه دعا كل منهم بصالح عمله (2) .
27– التبذل في اللباس والهيئة بالشعث والإغبار:
نص عليه بعض الفقهاء (3) واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×: (رب أشعث (4) أغبر ذي طمرين (5) مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره) (6) .
ب – لما خرج النبي × للاستسقاء خرج مبتذلاً متواضعاً متضرعاً (7) .
28– الإلحاح على الله عز وجل بتكرير ذكر ربوبيته:
نص عليه بعض الفقهاء (8) واستدلوا بما يلي:
أ – عن عائشة – رضي الله عنها – مرفوعاً: (إذا قال العبد يا رب أربعاً قال الله: لبيك عبدي سل تعطه) (9) .
ب – وعن النبي × قال: (الصلاة مثنى مثنى، وتشهد في كل ركعتين وتضرع وتخشع وتمسكن وتقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلاً بهما وجهك، وتقول: يا رب، يا رب، فمن لم يفعل ذلك فهو خداج) (10) .
__________
(1) ... ينظر: الأذكار ص 612، وجامع العلوم والحكم (1/217) .
(2) ... سبق تخريجه، ص (804) .
(3) ... ينظر: جامع العلوم والحكم (1/212) .
(4) ... الشعث: ترك شعر الرأس بغير تمشيط وتسريح، وينظر: معجم مقاييس اللغة (3/192)، مادة (شعث)، والنهاية (2/478) .
(5) ... الطمر: بكسر الطاء وسكون الميم الثوب المهلل المهترئ، ينظر: النهاية (3/138)، ومعجم مقاييس اللغة (3/424)، مادة: طمر.
(6) ... أخرجه مسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل الضعفاء والخاملين، برقم (2622) ص 1135 .
(7) ... سبق تخريجه ، ص (449).
(8) ... ينظر: جامع العلوم والحكم (1/215)، وقال: (هو من أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء) .
(9) ... أورده الهيثمي في مجمعه، كتاب الأدعية (10/159)، وعزاه إلى البزار، وقال: فيه الحكم بن سعيد الأموي، وهو ضعيف)، وأورده ابن كثير في تفسيره (1/208)، وعزاه إلى ابن مردويه، وقال: (غريب من هذا الوجه)، وقال الألباني في ضعيف الجامع، برقم (611)، ص 87: (ضعيف جداً) .
(10) ... سبق تخريجه، ص (511) .(1/37)
ج – ومن تأمل الأدعية المذكورة في القرآن وجدها غالباً تفتتح باسم الرب (1) كقوله تعالى: ? ??????????????? ????????????? ? ???????????????? ?????????? ??? ??????????? ?????????? ??????? ??????? ????????????? ? (2) .
وقوله: ? ?????????? ??? ??????????????? ???? ??????????? ????? ??????????????? ?????????? ????? ????????? ??????????? ???????? ????? ??????????? ????? ??????????? ??? ??????????? ? (3) ومثل هذا في القرآن كثير .
وسئل مالك عمن يقول في الدعاء يا سيدي، فقال: «ألا يقول يا رب؟ كما قالت الأنبياء في دعائهم» (4) .
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أنه كان يقول: «جُدَّوا في الدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له» (5) .
29– إكثار الدعاء في الرخاء:
نص عليه بعض الفقهاء (6) واستدلوا بما يلي:
أ - قال ×: (من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء) (7) .
وجه الدلالة: قوله: (فليكثر الدعاء في الرخاء) أي في حال الصحة والرفاهية، والأمن من المخاوف، والسلامة من المحن ؛ فهو دعاء الشفاء والشكر والاعتراف بالمنن، وسؤال التوفيق والمعونة (8) .
ب – قال ×: (تعرف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة) (9) .
أما الأمكنة التي يمتاز فيها الدعاء على غيرها:
__________
(1) ... ينظر: جامع العلوم والحكم (1/215)، والدعاء المأثور ص 147 .
(2) ... سورة البقرة: آية (201) .
(3) ... سورة البقرة: آية (286) .
(4) ... ينظر: جامع العلوم والحكم (1/216)، والفتاوى (1/207) .
(5) ... أخرجه ابن أبي شيبه في مصنفه، برقم (9224) .
(6) ... ينظر: تحفة الذاكرين ص 23 .
(7) ... سبق تخريجه ، ص (51).
(8) ... ينظر: تحفة الذاكرين ص 23 .
(9) ... أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء، باب الحث على الدعاء في الرخاء، برقم (41)، ص 33، في إسناده عيسى بن محمد القرشي، قال الذهبي في الميزان (3/322) : (قال أبو حاتم: ليس بقوي).(1/38)
1 – الدعاء بمكة:
نص عليه جماعة من الفقهاء (1) . واستدلوا بما يلي:
عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي × لما قال: (اللهم عليك بقريش) ثلاث مرات ؛ شق ذلك عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة (2) .
وجه الدلالة: في الحديث تعظيم الدعاء بمكة عند الكفار، وما ازدادت عند المسلمين إلا تعظيماً (3) .
2 – في المساجد:
نص عليه بعض الفقهاء (4) واستدلوا بما يلي:
قال تعالى: ? ???????? ?????????????? ??????? ?????? ?????????? ???? ?????? ???????? ? (5) .
وجه الدلالة: أمر الله نبيه والمؤمنون أن يخلصوا لله الدعوة إذا دخلوا المساجد كلها (6) ، وتخصيص الدعاء بالمساجد يدل على أن الدعاء فيه أفضل وأجوب من الدعاء في غيره، وكلما فضل المسجد كالمساجد الثلاثة كانت الصلاة والدعاء فيه أفضل (7) .
3 – مشاعر الحج:
نص الفقهاء (8)
__________
(1) ... ينظر: حاشية ابن عابدين (2/558)، وفتح الباري (1/419)، وسلاح المؤمن ص 173، وتحفة الذاكرين ص 44 .
(2) ... سبق تخريجه، ص (122) .
(3) ... فتح الباري (1/419) .
(4) ... ينظر: الفتاوى (27/130) .
(5) ... سورة الجن: آية (18) .
(6) ... الجامع لأحكام القرآن (19/16) .
(7) ... ينظر: الفتاوى (27/130) .
(8) ... ينظر: تبيين الحقائق (2/15)، والاختيار (1/148)، (1/156)، والبناية على الهداية (4/66)، وفتح القدير (2/507، 508)، وحاشية ابن عابدين (2/558) ،وفيض القدير (3/541)، والمجموع
(8/193)، ومغني المحتاج (1/511)، والكافي، لابن عبد البر ص 147، وفتح البر في ترتيب التمهيد
(8/533)، وسلاح المؤمن ص 174، والفتاوى (27/130)، والاستغاثة في الرد على البكري، لابن تيمية (2/426)،.(1/39)
– رحمهم الله تعالى – على أن مشاعر الحج من الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء:كعرفة، ومزدلفة، ومنى، وعند الجمرات الثلاثة في أيام الحج، وفي الطواف، وعلى الصفا والمروة، وفي المسعى في الحج والعمرة، وفي البيت، وعند الملتزم مطلقاً .
واستدلوا بما يلي:
أ – قال ×:(أفضل الدعاء يوم عرفة ...) (1) .
ب – عن جابر – رضي الله عنه – في صفة حج النبي × قال: (ثم أتى النبي × المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده ...) (2) .
ج – وفي صفة رميه × للجمرات الثلاثة وفيه: (ثم يتقدم، فيقوم مستقبل القبلة قياماً طويلاً، فيدعو ويرفع يديه) (3) .
د – كان × يقول ما بين الركنين: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار) (4) .
هـ – وعن جابر – رضي الله عنه – (أن النبي × رقى على الصفا فوحد الله وكبره وهلله، ثم دعا بين ذلك، وفعل على المروة كما فعل على الصفا..) (5) .
و – وعن ابن أبي أوفى – رضي الله عنهما – أن النبي × سعى بين الصفا والمروة، فسمعته يدعو على الأحزاب، يقول: ( اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، إهزم الأحزاب، اللهم أهزمهم) (6) .
ز – وعن أسامة – رضي الله عنه – (أن النبي × لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ..) (7) .
ح – وكان ابن عباس – رضي الله عنهما – يلتزم ما بين الركن والباب، وكان يقول: «لا يلتزم ما بينهما أحد يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه» (8) .
__________
(1) ... سبق تخريجه، ص (619) .
(2) ... سبق تخريجه، ص (602) .
(3) ... سبق تخريجه، ص (628) .
(4) ... سبق تخريجه، ص (609) .
(5) ... سبق تخريجه، ص (602) .
(6) ... سبق تخريجه، ص (76) .
(7) ... سبق تخريجه، ص (636) .
(8) ... سبق تخريجه، ص (638) .(1/40)
ط – ولأنه قد يكون لهذه المواضع المباركة مزيد اختصاص فقد يكون لها من الشرف والبركة مقتضياً لعود بركتها على الداعي فيها، وفضل الله الواسع، وعطاؤه جم، وقد تقدم حديث: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) (1) ، فجعل جليس أولئك القوم مثلهم مع أنه ليس منهم، وإنما عادت عليه بركتهم فصار كواحد منهم، فلا يبعد أن تكون المواضع المباركة هكذا، فيصير الكائن فيها الداعي لربه عندها مشمولاً بالبركة التي جعلها الله فيها، فلا يشقى حنيئذ بعدم قبول دعائه (2) .
وكل ما ذكرت من الأوقات والأحوال والمواطن ؛ فإنها أسباب تقوي الرجاء بالله عز وجل وثناؤه، وفي إجابة الدعاء، لا أن الدعاء لا يقبل إلا عندها، فمن عرضت له حاجة في غيرها، فلا ينبغي له أن يمتنع من الدعاء خيفة الرد، بل يدعو قوي الرجاء حسن الظن بالله فإنه يستجيب دعاءه بجوده وكرمه (3) .
المطلب الرابع: علامات الإجابة:
ذكر بعض الفقهاء (4) علامات تدل على قبول الدعاء:
منها: الخشية، والبكاء، وبرد الجأش، وظهور النشاط باطناً والخفة ظاهراً ؛ حتى يظن الداعي أنه كان على كتفيه حمل ثقيل فوضعه، وتيسير الدعاء على الداعي .
قال الشوكاني (5) – رحمه الله -: «وهذه العلامات تجريبية، فلا تحتاج إلى الاستدلال عليها، وكل فرد من أفراد الداعين إذا حصل له القبول، وتفضل الله عليه بالإجابة، لابد أن يجد شيئاً من ذلك، والله ذو الفضل العظيم» .
وينبغي لمن عرف الإجابة أن يقول: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات (6) .
__________
(1) ... سبق تخريجه، ص (799) .
(2) ... تحفة الذاكرين ص 44، وينظر: الفتوحات الربانية (7/263) .
(3) ... المنهاج في شعب الإيمان (1/540) .
(4) ... ينظر: فتح القدير (3/183)، والبناية (4/107)، وتبيين الحقائق (2/26)، وتحفة الذاكرين ص 58، والأزهية ص 137 .
(5) ... في تحفة الذاكرين ص 58 .
(6) ... المصدر السابق ص 59 .(1/41)
لقوله × : (ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه فشفي من مرض، أو قدم من سفر، أن يقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) (1) .
وعليه ألا يدع الدعاء بعد ذلك، بل يكثر من الدعاء في وقت الرخاء، فيسأل الله التثبيت والتوفيق والمعونة والتأييد، والاستغفار من الزلل والتقصير، فإن العبد مهما زاد جهده لم يوف ما عليه من حق الله بتمامه (2) .
المطلب الخامس: موانع الإجابة:
سبق ذكر شروط الدعاء وآدابه، واختلال شيء من هذه الشروط أو التساهل ببعض الآداب قد يمنع الإجابة فمن ذلك (3) :
- أن يكون الدعاء ضعيفاً في نفسه ؛ لما فيه من الاعتداء .
- أن يكون الداعي ضعيفاً في نفسه ؛ لضعف قلبه في إقباله على الله تعالى.
- أن يكون المانع من حصول الإجابة: الوقوع في شيء من محارم الله كأكل الحرام، والإقامة على المعاصي، وقصد اتباع الشهوات أو ترك الواجبات ؛ كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع استجابة دعاء الأخيار أو استعجال الإجابة والاستحسار بترك الدعاء وغير ذلك .
__________
(1) ... أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب الأدب، باب فضل الحامدين، برقم (3803)، ص 2703، وقال البوصيري في الزوائد بهامش سنن ابن ماجه (4/250): (إسناده صحيح)، وأخرجه الحاكم في مستدركه، كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا شفي من مرض، برقم (2043)، (2/240)، وقال: (تفرد عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة، وعيسى غير مهتم بالوضع)، وابن السني في عمل اليوم والليلة، باب ما يقول إذا أى ما يحب، برقم (378) ص 183، قال النووي في الأذكار ص 314: (إسناده جيد)، وينظر: السلسلة الصحيحة برقم (265)، (1/530) .
(2) ... ينظر: المنهاج (1/531) .
(3) ... ينظر: الجواب الكافي، ص 15، جامع العلوم والحكم (1/217)، وتصحيح الدعاء، ص 35 .(1/42)
قال في الآداب الشرعية (1) : «فالعارف يجتهد في تحصيل أسباب الإجابة من الزمان والمكان وغير ذلك ولا يمل ولا يسأم ويجتهد في معاملة بينه وبين ربه – عز وجل – في غير وقت الشدة فإنه أنجح، فالواجب النظر في الأمور، فإن عدم الإجابة فليعلم أن ذلك إما لعدم بعض المقتضي، أو لوجود مانع فيتهم نفسه لا غيرها، وينظر في حال سيد الخلائق، وأكرمهم على الله عز وجل، كيف كان اجتهاده في وقعة بدر وغيرها، ويثق بوعد ربه – عز وجل – في قوله: ? ???????????? ???????????? ??????? ? (2) وليعلم أيضاً أن كل شيء عنده بأجل مسمى» .
فإياك إياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله، وإن طال البلاء (3) ، قال مورق العجلي
- رحمه الله - : «لقد سألت الله حاجة منذ عشرين سنة فما شفعني فيها، وما سئمت من الدعاء» (4) .
******
__________
(1) ... (1/149)، وفي (2/269): (ذكر حكماً كثيرة لتأخير الدعاء) .
(2) ... سورة غافر: آية (60) .
(3) ... صيد الخاطر ص 363، وينظر: جامع العلوم والحكم (1/407) .
(4) ... أورده ابن سعد في الطبقات (7/214)، والذهبي في السير (4/355) .(1/43)
المبحث الثالث: فوائد الدعاء
الدعاء عبادة، وله أثر بالغ وفائدة عظيمة ؛ ولولا ذلك لم يأمرنا الحق عز وجل بالدعاء، ولم يرغب النبي × فيه، فكم محنة رفعت بالدعاء، وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، وقد أورد القرآن الكريم جملة من الأدعية التي استجابها الله تعالى بمنه وفضله وكرمه، وكان من جملة أسباب النصر في بدر دعاء النبي × (1) .
وقد ذكر العلماء – رحمهم الله تعالى – للدعاء فوائد سوى ما سبق:
منها: أن الدعاء عبادة يثيب الله – سبحانه – عليها وإن لم تقع الإجابة (2) ، وقد قال ×: (الدعاء هو العبادة) .
ومنها: أن الدعاء إشغال الهمة بذكر الحق – سبحانه – وذلك يوجب قيام الهيبة للحق عز وجل في القلوب، والزيادات في الطاعات، والانقطاع عن المعاصي، ولزوم الباب يستدعي الأذن في الدخول، ولهذا قيل: «من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له» «الإذن في الدعاء خير من العطاء» (3) .
ومنها: إظهار العبودية والإقرار بالفقر والحاجة، وفيه تحقيق التوحيد، والتبرؤ من الحول والقوة والاعتراف بالربوبية والافتقار إليه، كما قيل: «موقف ذليل بين يدي عزيز».
وكان يقال: إن الله خبأ أربعاً في أربع: رضاه في طاعته فلا تحقرن شيئاً من أبواب البر تفعله، وخبأ سخطه في معاصيه فلا تحقرن شيئاً من المعاصي تجتنبيه، وخبأ ولايته في عباده فلا تحقرن أحداً من عباده، فإن الله لم يحقره إذ أودعه الإيمان، وخبأ إجابته في دعائه، فلا تحقرن شيئاً من الدعاء تدعو به (4) .
ومنها: أنه يستدعي حضور القلب مع الله، وهو منتهى العبادات .
__________
(1) ... الموسوعة الفقهية (4/259) .
(2) ... فتح الباري (11/98)، وينظر: إتحاف السادة المتقين (5/116)، والدعاء المأثور وآدابه ص 132، والأزهية ص 38 .
(3) ... الدعاء المأثور ص 132، وينظر: الأزهية ص 39 .
(4) ... الدعاء المأثور ص 132 .(1/1)
ولذلك قال ×: (الدعاء هو العبادة) (1) والغالب على الخلق أن لا تنصرف قلوبهم إلى ذكر الله عز وجل، إلا عند إلمام حاجة وإرهاق ملمة ؛ فإن الإنسان إذا مسه الشر فذو دعاء عريض، فالحاجة تحوج إلى الدعاء، والدعاء يرد القلب إلى الله عز وجل بالتضرع والاستكانة، فيحصل به الذكر الذي هو أشرف العبادات، ولذلك صار البلاء موكلاً بالأنبياء عليهم السلام، ثم الأولياء، ثم الأمثل فالأمثل ؛ لأنه يرد القلب بالافتقار والتضرع إلى الله عز وجل، ويمنع من نسيانه وأما الغنى فسبب للبطر في غالب الأمور ؛ فإن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى (2) .
ومنها: سرعة الفرج وتفريج الكرب وإلقاء الهم على الرب لحسن الظن بالقرب، ويشعر المرء بأنه في معية الحق دوماً (3) .
ومنها: أنه يعطي الداعي سكينة في نفسه وانشراحاً في صدره، وصبراً يسهل معه احتمال ثقل الواردات عليه (4) .
ومنها: أن الدعاء يفتح للعبد لذة المناجاة والتضرع إلى الله، فقد يقوم العبد لمناجاة ربه، وإنزال حاجاته ببابه فيفتح على قلبه حال السؤال والدعاء من محبة الله، ومعرفته، والذل والخضوع له، والتملق بين يديه، ما ينسيه حاجته ويكون ما فتح له من ذلك أحب إليه من حاجته، بحيث يحب أن تدوم له تلك الحال، وتكون آثر عنده من حاجته، ويكون فرحه بها أعظم من فرحه بحاجته لو عجلت له وفاته تلك الحال (5) . قال بعض العباد: «إنه لتكون لي حاجة إلى الله، فأسأله إياها، فيفتح على من مناجاته، ومعرفته، والتذلل له، والتملق بين يديه ما أحب معه أن يؤخر عني قضاءها، وتدوم لي تلك الحال» (6) .
__________
(1) سبق تخريجه ، ص (32).
(2) ... إحياء علوم الدين مع إتحاف المتقين (5/116)، وينظر: الأزهية ص 38 .
(3) ... نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (5/1944) .
(4) ... شأن الدعاء ص 12 .
(5) ... ينظر: مدارج السالكين (2/229) .
(6) ... المصدر السابق، ونفس الصفحة .(1/2)
قال شيخ الإسلام – رحمه الله – (1) :«فمن تمام نعمة الله على عباده المؤمنين أن ينزل بهم الشدة والضر وما يلجئهم إلى توحيده فيدعونه مخلصين له الدين ويرجونه لا يرجون أحداً سواه، وتتعلق قلوبهم به لا بغيره، فيحصل لهم من التوكل عليه والإنابة إليه، وحلاوة الإيمان وذوق طمعه، والبراءة من الشرك ما هو أعظم نعمة عليهم من زوال المرض أو الخوف، أو الجدب أو حصول اليسر وزوال العسر في المعيشة ؛ فإن ذلك لذات بدنية، ونعم دنيوية قد يحصل للكافر منها أعظم مما يحصل للمؤمن ..» .
ومنها: أن الدعاء يجلب المصالح ويدفع المفاسد (2) ؛ فهو من أقوى الأسباب لدفع البلاء قبل نزوله ؛ ورفعه بعد نزوله . وقوله ×: (ولا يرد القدر إلا الدعاء) (3) . فيه دليل على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد، وقد وردت بهذا أحاديث كثيرة (4) .
__________
(1) ... الفتاوى (10/333) .
(2) ... نضرة النعيم (5/1944)، وينظر: شرح العقيدة الطحاوية (2/680)، والاختيارات الفقهية، ص 58 .
(3) ... أخرجه الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء لا يرد القدر إلا الدعاء، برقم (2139)، ص 1866، وقال: (حسن غريب)، وابن ماجة في سننه، كتاب السنة، باب القدر، برقم (90)، ص 2483، وأخرجه أحمد في مسنده، ينظر: (الفتح الرباني، كتاب الدعاء، باب الحث على الدعاء وما جاء في فضله (14/265))، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة بهامش سنن ابن ماجه (1/69): (سألت شيخنا أبا الفضل العراقي بن عبد الله عن هذا الحديث فقال : هذا حديث حسن) وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (7687)، وفي السلسلة الصحيحة، برقم (154)، (1/286) .
(4) ... تحفة الذاكرين ص 20 .(1/3)
والحاصل أن الدعاء من قدر الله – عز وجل – فقد يقضى على عبد قضاءً مقيداً بأن لا يدعوه، فإذا دعاه اندفع عنه (1) . فالدعاء يزيد في العمر والرزق، ويدفع الأمراض ويؤخر الآجال وغير ذلك مما شرع فيه الدعاء فهو من القدر ولا يخل بشيء من القدر بل ما رتب الله سبحانه إلا على سبب عادي ولو شاء ما ربطه به (2) .
وقال × : (من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، وما سئل الله شيئاً يعطى، أحب إليه من أن يسأل العافية، إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل ؛ فعليكم عباد الله بالدعاء) (3) . فيجدر بالعبد إذا وجد من نفسه نشاطاً إلى الدعاء والإقبال عليه أن يستكثر منه ؛ فإنه مجاب، وتقضى حاجته بفضل الله ورحمته ؛ فإن فتح أبواب الرحمة دليل على إجابة الدعاء (4) .
ومنها: أنه يشعر العبد بدوام الضعف والحاجة، فلا يزال يدعو حتى ينال حاجته (5) .
ومنها: أنه يشغل العبد بذنبه وعيبه عن عيب غيره، ويدعوه إلى التعرف على الآداب الشرعية (6) ، خصوصاً عند تأخر الإجابة مما يبعثه على تفقد نفسه، والنظر في حاله مع ربه، فيحصل له من جراء ذلك المحاسبة والتوبة، والأوبة (7) .
__________
(1) ... المصدر السابق ص 21 .
(2) ... الفروق (1/148) .
(3) ... سبق تخريجه، ص (810) .
(4) ... تحفة الذاكرين ص 20 .
(5) ... ينظر: نضرة النعيم (5/1944) .
(6) ... المصدر السابق .
(7) ... ينظر: صيد الخاطر ص 85 .(1/4)
ومنها: أن الدعاء سبب للثبات والنصر على الأعداء (1) ؛ قال تعالى: ? ???????? ?????????? ?????????? ????????????? ????????? ?????????????? ?????????? ?????????? ???????? ?????????? ???????????????? ?????????????? ????? ?????????? ???????????????? ? (2) ثم قال: ? ????????????? ??????????? ?????? ?????????? ???????? ???????? ? (3) . فهو سلاح يتقى به العدو، وسوء القضاء .
ومنها: أن الدعاء من أجل أنواع العبادة، فيقصد لذاته كما يقصد لقضاء الحاجة، ولدفع المضرة (4) .
ومنها: أنه يعجل للعبد معرفة ربه والإقرار به، وبأنه سميع قريب قدير عليم رحيم والإقرار بفقره إليه، واضطراره إليه وما يتبع ذلك من العلوم العلية، والأحوال الذكية، التي هي من أعظم المطالب (5) .
ومنها: أن كل خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد ؛ فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجاً دونه . قال عمر – رضي الله عنه:«إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء ؛ فإن الإجابة معه» (6) .
ومنها: أن ملازمة الدعاء دافعاً للبلاء والشقاء (7) ، كما قال تعالى عن إبراهيم – عليه السلام -: ? ???????????? ???????? ???????? ???????? ???????? ??????????? ???????? ????????? ? (8) .
وعن زكريا – عليه السلام -: ? ?????? ??????? ??????????????? ????? ???????? ? (9) .
__________
(1) ... الدعاء، للحمد، ص 24 .
(2) ... سورة البقرة: آية (250) .
(3) ... سورة البقرة: آية (251) .
(4) ... نضرة النعيم (5/1944) .
(5) ... ينظر: شرح العقيدة الطحاوية (2/680) .
(6) ... الفوائد لابن القيم ص 145، وينظر: شرح العقيدة الطحاوية (2/680) .
(7) ... الأزهية ص 42 .
(8) ... سورة مريم: آية (48) .
(9) ... سورة مريم: آية (4) .(1/5)
ومنها: أن الدعاء ممتد نفعه حتى بعد الممات، فبه يستمر العمل الصالح، وبه ترفع الدرجات، وبه يصل المسلم أخاه المسلم، قال تعالى: ? ?????????? ?????????? ???????? ??????????????????? ??????????? ??????????? ??????????????? ? (1) . وفي الحديث الصحيح: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وعد منها ولد صالح يدعو له) (2) . ولقوله ×: (إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول: أني لي هذه ؟ فيقول: بدعاء ولدك لك) (3) .
ومنها: أن في الدعاء كبر للنفس وعلو للهمة، لأن الداعي يقطع أمله من الناس، ويعلقه بالله، وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له، وحريته مما سواه ؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له، فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه (4) .
عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ×: (من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله يوشك الله له برزق عاجل وآجل) (5) .
ومنها: أن من الدعاء ما يوجب الجنة والشهادة في سبيل الله (6) ، ويدل على ذلك ما يلي:
1 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله ×: (من قال رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة، قال: ففرحت بذلك وسررت به) (7) .
__________
(1) ... سورة الحشر: آية (10) .
(2) ... سبق تخريجه، ص (102) .
(3) ... سبق تخريجه، ص (806).
(4) ... ينظر: العبودية ص 38 – 39، والدعاء، للحمد ص 19 .
(5) ... أخرجه أبو داود، كتاب سنن أبي داود، باب في الاستعفاف، برقم (1645)، ص 1346، والترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الهم في الدنيا وحبها، برقم (2326)، ص 1886، وقال: (حسن صحيح غريب)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (6566)، (2/1117) .
(6) ... ينظر: الدعاء المأثور ص 217 .
(7) ... أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب بيان ما أعده الله تعالى للمجاهدين في الجنة ...، برقم (1884)،
ص 1015 .(1/6)
2 – وعنه قال ×: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه) (1) .
وهذه أبرز فوائد الدعاء التي تحصل للداعي، وإلا فهي كثيرة لا تحصى كما قال شيخ الإسلام – رحمه الله – (2) .
«فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان» .
******
__________
(1) ... سبق تخريجه، ص (641) .
(2) ... الفتاوى (22/511) .(1/7)
الخاتمة
الحمد لله الذي من علي بإتمام البحث ووفقني لإكماله، وأشكره على جزيل نعمه وإحسانه. وأصلي وأسلم على خير خلقه المبعوث رحمة للعالمين. وبعد:
فأهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث ما يلي:
1- أن الدعاء هو التضرع إلى الله والافتقار إليه بطلب تحقيق المطلوب أو دفع المكروه بصيغ السؤال والخبر.
2- أن الدعاء تدور عليه الأحكام التكليفية الخمسة، وإن كان الأصل فيه الندب.
3- أن الدعاء يتنوع بعدة اعتبارات:
أ ) باعتبار معناه إلى دعاء عباده ودعاء مسألة.
ب) باعتبار صيغه إلى طلبية وخبرية.
ج ) باعتبار حكمه إلى دعاء مشروع وغير مشروع.
هـ) باعتبار ما ورد إلى دعاء مأثور ودعاء غير مأثور.
و ) وباعتبار الداعي إلى دعاء مسلم ودعاء فاسق ودعاء كافر.
4- أن للدعاء فضائل عظيمة، ومناقب جليلة، وهو من أفضل الطاعات وأعظمها، وهو سرها وروحها.
5- أن للدعاء شروطاً وأركاناً لا يصح الدعاء بدونها وله آداب ينبغي التحلي بها كالطهارة واستقبال القبلة، ورفع اليدين وغير ذلك.
6- أنه يستحب للداعي أن يرفع يديه حال الدعاء إلا في المواطن التي لا يشرع رفع اليدين فيها كالدعاء في الطواف أو بعد الأكل أو عند النوم ونحو ذلك.
7- أن الأصل الدعاء بباطن الكفين ولا يشرع الدعاء بظهور الكفين على القول المختار.
8- أنه لا بأس للداعي أن يرفع يداً واحدة عند الدعاء إذا منع من رفع الأخرى عذر.
9- أنه يستحب للداعي أن يشير بإصبعه حال الدعاء ويسمى الإخلاص أو التضرع.
10- أنه يجوز للداعي أن يرفع بصره إلى السماء حال الدعاء وإن كان الأولى التضرع والانكسار بين يدي الله، أما رفعه في حال الدعاء في الصلاة فحرام وكبيرة من الكبائر.
11- الأولى للداعي ألا يمسح وجهه بعد الفراغ من الدعاء في غير الصلاة وإن فعله أحياناً من غير ملازمة له كان له وجه، أما مسح الوجه بعد الفراغ من الدعاء في الصلاة فبدعة مذمومة.(1/1)
12- أنه لا يشرع للداعي أن يجثو على ركبتيه حال الدعاء؛ لأن الأحاديث الواردة فيها ضعيفة.
13- أنه لا يشرع الدعاء قبل أذان الفجر وهو من البدع المكروهة المذمومة.
14- أنه يستحب لسامع الأذان وكذا الإقامة على القول المختار أن يقول مثل قولهم ثم يدعو بعدها.
15- أنه يستحب للداخل لقضاء الحاجة والخارج منها أن يدعو بالدعاء المأثور باتفاق الفقهاء.
16- أنه لا يصح دعاء يقال على أعضاء الوضوء على القول المختار.
17- أنه يستحب قول (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) بعد الفراغ من الوضوء لما ورد فيه.
18- أنه لا يصح الدخول إلى الصلاة بصيغ الدعاء باتفاق الفقهاء.
19- أن دعاء الاستفتاح سنة لكل مصل وأن محله بعد التكبير وقبل قراءة الفاتحة.
20- أنه لا يشرع الدعاء بين آيات الفاتحة، ومن دعا بينها عامداً يلزمه أن يستأنفها.
21- استحباب الدعاء عند آية الرحمة والاستعاذة عند آية الوعيد في صلاة النفل فقط دون الفرض، على القول المختار.
22- يستحب الدعاء في الركوع في الفرض والنفل على القول المختار وكذا يستحب الدعاء في السجود لكل مصل للأدلة الواردة فيه.
23- وجوب قول سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد عن الرفع من الركوع يستحب الزيادة على التحميد بحسب ما ورد والزيادة على الوارد بدعة محدثة.
24- وجوب سؤال المغفرة في الجلوس بين السجدتين لصراحة فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يكره الزيادة عليها بحسب الوارد عنه - صلى الله عليه وسلم - .
25- أن الدعاء بعد التشهد الأول مكروه في الفرض والنفل، لعدم ورده أما الدعاء بعد التشهد الثاني فمستحب خصوصاً الاستعاذة من عذاب جهنم وعذاب القبر فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال.
26- يشرع للداعي أن يشير بسبابة اليمنى عند دعائه في الصلاة في التشهد الثاني مع التحريك على القول المختار.(1/2)
27- لا يشرع زيادة اللهم ارحم محمداً في ألفاظ التشهد الثاني، أما الدعاء له بالرحمة مفرداً في غير الصلاة فجائز على القول المختار.
28- يشرع للمصلي أن يدعو بجميع حوائجه في الصلاة للأحاديث الواردة في ذلك، وإن كان الأولى له أن يختار الأدعية الواردة في الكتاب والسنة أو الواردة عن السلف حتى لا يقع في الاعتداء المنهي عنه.
29- يجوز الدعاء لمعين في الصلاة في الفرض والنفل على القول المختار.
30- يجوز الدعاء بغير العربية في الصلاة للعاجز عنها ولا يجوز ذلك للقادر عليها على القول المختار.
31- أنه يستحب أن يقول في سجود التلاوة ما يقوله في سجود الصلاة من التسبيح وإن زاد غيره مما ورد فحسن هذا في الفرض والنفل.
32- أنه لا يشرع دعاء ختم القرآن في صلاة النفل والفرض لعدم ورده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أما خارج الصلاة فمستحب لما ورد فيه من الأدلة.
33- يشرع القنوت في الصلوات الخمس خلال الجمعة عند النوازل ويكره عند عدمها ويكون محله بعد الركوع على القول المختار.
34- يستحب القنوت في كل نازلة بما يناسبها وليس فيه لفظ مؤقت، ويستحب الجهر به ورفع اليدين فيه على القول المختار.
35- أن القنوت في النوازل خاص بالإمام الأعظم أو نائبه على القول المختار.
36- يسن القنوت في الوتر في جميع أيام السنة وأنه مخير بين فعله قبل الركوع أو بعده.
37- أصح ما ورد في الوتر الدعاء الذي علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن رضي الله عنه: (اللهم اهدني فيمن هديت ..) وله أن يضم إليها السورتين اللتين قنت بهما عمر: (اللهم إياك نعبد، ولك نصلي)؛ وله أن يزيد ما شاء من الأدعية المأثورة في القرآن والسنة، من غير إطالة تشق على المأمومين.(1/3)
38- أن الأولى في القنوت في الوتر ألا يبدأ فيه بالصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - لعدم الدليل الدال على مشروعيته، وأما ختمه بالصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - فمستحب لما ورد فيه الأدلة.
39- يستحب الجهر بالقنوت في الوتر في حق الإمام والإسرار في حق المنفرد على القول المختار.
40- يسن الاشتغال بدعاء الله وذكره والصلاة عند الكسوف حتى ينجلي باتفاق الفقهاء، ويكون محل الدعاء في نفس الصلاة، وإذا فرغ من الصلاة ولم ينجل الكسوف اشتغل بالدعاء والذكر حتى ينجلي ولا يعيد الصلاة.
41- الاستسقاء بالدعاء مشروع ولا خلاف بين الأمة في جوازه، لكن الاستسقاء بالصلاة أفضل، ويكون محل الدعاء في الاستسقاء بعد الفراغ من الخطبة أو قبل الفراغ منها باتفاق الفقهاء، ويسن تحويل الرداء للإمام و المأموم عند الدعاء فيها.
42- تستحب صلاة الاستخارة والدعاء عقيبها بما ورد باتفاق الفقهاء في جميع الأمور المباحة أو المستحبة، ولا تشرع في الأمور الواجبة أو المحرمة والمكروهة.
43- يجب الدعاء للميت في صلاة الجنازة سراً ويكون محله في جميع التكبيرات؛ لأنه هو المقصود الأعظم وليس فيه دعاء مؤقت لكن ينبغي التزام ما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - لأن خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يرفع يديه حال الدعاء.
44- يشرع الدعاء للصغير ومن فيه حكمه بالمغفرة عند الصلاة عليه ولا يختص ذلك بالمكلف على القول المختار.
45- يستحب للمصلي أن يشرك نفسه ووالديه والمسلمين عند الدعاء للميت في صلاة الجنازة مع تخصيص الميت سواء كان مكلفاً أو غير مكلف بالدعاء فيقول: اللهم اغفر له وارحمه ونحو ذلك.
46- يستحب الذكر والدعاء بالأدعية الواردة بعد السلام للإمام والمأموم والمنفرد باتفاق الفقهاء أما الدعاء بعد المكتوبة بغير ما ورد مع رفع اليدين فأمر محدث لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .(1/4)
47- الدعاء جماعة بصوت واحد بعد التسليم من الصلاة من الإمام والمأمومين بدعة محدثة لم يفعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أحد من أصحابه ولا التابعين ولم تنقل عمن يوثق به من الفقهاء، وكذا الدعاء من الإمام وتأمين المأمومين بدعة ولا يباح منه إلا ما كان لعارض كقنوت النازلة ونحو ذلك.
48- يستحب الدعاء عند دخول المسجد أو الخروج منه بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - .
49- يشرع الدعاء في خطبة الجمعة لولي الأمر بالصلاح والإعانة على الحق وللمسلمين بأمور الآخرة وهذا من مستحبات الخطبة ومكملاتها وليست من شروطها وأركانها على القول المختار، ولا يشرع رفع اليدين في حال الدعاء لا من الإمام ولا من المأمومين باتفاق الفقهاء.
50- أن أرجى ساعات الإجابة يوم الجمعة هي آخر ساعة بعد العصر، لقوة الأدلة الواردة في ذلك، وإن دعا في الساعة التي بين جلوس الإمام إلى انقضاء صلاة الجمعة فذلك زيادة خير رجاء الإجابة.
51- يستحب للمصلي أن يحمد الله تعالى ويثني عليه ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو بما شاء بين كل تكبيرتين من التكبيرات الزوائد في صلاة العيدين.
52- لا بأس أن يدعو المسلم لغيره في يوم العيد بقوله: تقبل الله منا ومنكم ونحو ذلك لما فيه من مصلحة شرعية وهي التآلف والتواد وسلام الناس بعضهم على بعض.
53- استحباب الدعاء عند لبس الثوب وعند دخول المسكن والخروج منه بما ورد
عنه - صلى الله عليه وسلم - .
54- يستحب لآخذ الزكاة سواء كان الساعي أو الفقير أو الحاكم أن يدعو للمعطي فيقول: (آجرك الله فيما أعطيت، وبارك لك فيما أنفقت، وجعله لك طهوراً، وبارك لك فيما أبقيت) أو نحو ذلك وليس فيه دعاء مؤقت.
55- أن الصلاة على غير النبي - صلى الله عليه وسلم - أحياناً من غير أن يجعل ذلك شعاراً له لا بأس به.(1/5)
56- يستحب الإكثار من الدعاء وذكر الله وغير ذلك من العبادات المحضة في نهار رمضان ويتأكد في الأوقات الفاضلة كالعشر الأواخر وأوقات السحر وعند الإفطار ويستحب أن يدعو عنده بلفظ: (ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن
شاء الله).
57- لا يشرع الدعاء عند الدخول في النسك بلفظ: (اللهم أني أريد الحج والعمرة فيسره لي وتقبله مني ..) ولا بعد التلبية لضعف الحديث الوارد في ذلك.
58- يستحب الدعاء عند رؤية الكعبة بلفظ: (اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام) باتفاق الفقهاء مع رفع اليدين على القول المختار.
59- يستحب الدعاء عند استلام الحجر بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - وفي أثناء الطواف وعلى الصفا والمروة وفي أثناء السعي وفي عرفة وعند المشعر الحرام وبعد الرمي با تفاق الفقهاء.
60- عدم مشروعية التعريف بغير عرفة لعدم وروده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
61- يشرع الدعاء عند الذبح بلفظ: (بسم الله اللهم منك وإليك اللهم تقبل مني إنك أنت السميع العليم) على القول المختار.
62- يستحب الدعاء بالشهادة في سبيل الله ويستحب الدعاء عند توديع الجيش وفي أثناء القتال وإذا انهزم العدو وانتصر المسلمون بم ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - .
63- يستحب الدعاء عند الخروج إلى السفر وفي أثناء السفر وإذا أمسى أو أسحر أو أشرف على القرية أو البلد الذي يقصده بم ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - لا فرق في ذلك بين سفر الطاعة أو سفر المعصية.
64- جواز بيع كتب الأدعية وإجارتها أو شرائها بالتقسيط على القول المختار.
65- يستحب الدعاء عند عقد النكاح للزوجين بلفظ: (بارك الله لكما، أو بارك عليكما، وجمع بينكما في خير)، ويستحب للزوج أن يدعو عند دخول امرأته عليه بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - .
66- يستحب الدعاء عند الجماع بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - وهو: (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) باتفاق الفقهاء.(1/6)
67- يستحب أن يهنأ الوالد بالمولود سواء كان أماً أو أباً بأي بلفظ يحصل به المقصود، ومما ورد: (بورك لك في الموهوب، وشكرت الواهب، ورزقت بره وبلغ رشده).
68- يستحب للمصلي سواءً كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً أن يؤمن على الفاتحة في الصلاة السرية والجهرية ويجهر به الإمام والمأموم في الصلاة الجهرية على القول المختار.
69- يستحب ختم الدعاء في غير الصلاة بالتأمين باتفاق الفقهاء.
70- يستحب الدعاء طرفي النهار بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - والمحافظة على ذلك ومحل هذه الأدعية والأذكار قبل طلوع الشمس وقبل غروبها أو بعده والأمر في ذلك واسع.
71- يستحب الدعاء عند النوم والاستيقاظ وعند والفزع والخوف بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - .
72- يشرع تشميت العاطس إذا حمد الله بلفظ: يرحمك الله ويجيب العاطس: (يهديكم الله ويصلح بالكم) لما ورد فيه من الأحاديث، والتشميت فرض كفاية والرد واجب على العاطس.
73- لا يشرع التشميت في حق من لم يحمد الله عند العطاس أو أتى بلفظ غير الحمد ولا المزكوم إذا تكرر منه العاطس ولا في حق من يكره التشميت ولا في حق من عطس داخل الصلاة أو وهو يستمع الخطبة يوم الجمعة أو عطس عند امرأة أجنبية أ ما الكافر فيشتمه بلفظ: يهديكم الله ولا يدعى له بالرحمة والمغفرة، على القول المختار.
74- أن الدعاء إذا استجمع شروطه وآدابه مجاب كله، لكن الإجابة تتنوع كما جاءت بذلك النصوص.
75- أن للدعاء أوقاتاً وأزمنة وأماكن فاضلة يرجى فيها إجابة الدعاء ينبغي معرفتها ليتعرض لها.
76- أن للدعاء آثار عظيمة وفوائد جليلة ترجع على الداعي بالخير في الدنيا والآخرة فبه ترفع المحن وبه تستجلب النعم وبه يزيد الإيمان واليقين والعبودية لله رب العالمين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
******(1/7)
الفهارس
? فهرس الآيات
? فهرس الأحاديث
? فهرس الآثار
? فهرس الأعلام
? فهرس الألفاظ اللغوية
? فهرس المصادر والمراجع
? فهرس الموضوعات
فهرس الآيات
الآية ... رقمها ... رقم الصفحة
سورة الفاتحة
? ?????????? ??????? ????? ??????????????? ? ... 2 ... 150
?? ?????????? ?????????? ???????????? ?????????????? ? ... 4 ... 144
? ?????????? ??????????? ???????????????? ? ... 5 ... 101، 748
سورة البقرة
? ??????????? ?????????????? ???? ????? ?????? ? ... 23 ... 40
? ????????? ??????? ??????????????? ???????? ? ... 31 ... 336
? ?????? ??????????????????? ???????? ???? ?????????? ?????????? ???? ????????? ? ... 61 ... 485
? ??????? ?????? ???????????????? ????? ???????? ??????? ??????? ????????? .. ? ... 126 ... 105
? ????????? ????????? ????????? ????????? ?????? ??????????? ??????????? ? ... 127 ... 598
? ?????? ?????? ????????? ???????? ? ????????????? ? ... 144 ... 180
? ????????????????? ??????????? ??????????? ???????? ??? ???????????? ??? ??????????????? ? ... 172 ... 138
? ???????? ????????? ?????????? ?????? ??????????? ?????????? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ???????????????????? ??? ??????????????? ??? ??????????? ???????????? ? ... 186 ... 31، 41، 56، 60، 592، 781، 783، 786، 788، 795
? ??????? ??????????? ?????????? ??????????????? ????????? ???????? ??? ??????????? ??????????? ? ... 194 ... 128
? ?????????? ??????????? ????? ??????????? ?????????????? ?????? ????? ?????????????? ???????????? ????????????? ????? ???????????? ? ... 198 ... 627
? ??????? ????????? ??? ???????? ??????????????? ????????????? ? ???????????????? ????? ?????? ? ??????????? ???? ???????? ? ... 200 ... 76(1/1)
? ??????????????? ???????????? ? ??????????????? ??????????? ??? ??????????? ?????????? ??????? ??????? ????????????? ? ... 201 ... 157، 426، 609، 483، 812
? ???????? ????? ?????? ???????? ?????? ??????????? ??????????? ????????????? ? ... 206 ... 702
? ???????? ??????????? ???????????? ???????????? ???????????? ?????????????????? ? ... 231 ... 297
? ???????? ?????????? ?????????? ???????????? ????????? ?????????????? ?????????? ?????????? ???????? ?????????? ???????????????? ?????????????? ????? ?????????? ???????????????? ? ... 250 ... 646، 822
? ??? ??? ???????? ?????????? ????????? ??????? ????????????? ? ... 255 ... 54
? ??? ?????????? ?????? ????????? ??????? ?????????? ? ... 286 ... 335
? ?????????? ??? ??????????????? ???? ??????????? ????? ??????????????? ?????????? ????? ????????? ??????????? ???????? ????? ??????????? ????? ??????????? ??? ??????????? ? ... 286 ... 812
سورة آل عمران
? ????????? ??? ???????? ????????????? ??????? ????? ????????????? ?????? ?????? ??? ???????? ????????? ? ... 8 ... 255
? ???????????????????????? ??????????????? ? ... 17 ... 792
? ????? ???? ??? ??? ???????? ???????????? ???????????? ? ... 38 ... 102
? ??????? ???? ???? ??????????? ?????? ????? ????????? ?????????? ????? ??????????????? ????????????? ???????????? ? ... 128 ... 327، 345، 355، 382
? ????????????? ?????? ??????????? ????????????? ????? ??????????? ???????????? ????????? ?????? ????????????????????? ??????????????? ? ... 135 ... 505
? ?????????? ????????? ?????? ???????????? ????????????????? ???? ??????????? ... ? ... 147 ... 647
? ?????????? ???????????? ?????? ?????????? ??????????? ???????? ????????????? ? ... 191 ... 161(1/2)
? ???????????? ??????????? ?????????? ???????????? ?????????? ????????????? ????? ?????????? ???????????? ??????????????? ?????????? ????????????? ?????? ????????????????? ????????? ?????? ????????????????? ? ... 193، 194 ... 63، 99، 426
سورة النساء
? ?????????????? ?????? ??? ?????????? ? ... 32 ... 55
? ????????? ???????????????? ? ... 84 ... 645
? ???????? ?????????? ??????????? ???????????? ??????????? ???????? ? ... 86 ... 726
? ???? ??????? ?????? ?????????? ??????????? ???? ?????????? ??????? ??? ???????? ? ... 148 ... 126
سورة المائدة
? ??????????????? ????? ?????????? ???????????????? ????? ????????????? ????? ??????????? ..? ... 2 ... 461
+وَلَكِنْ يُرِيْدُ لِيُطَهِّرَكُمْ" ... 6 ... 222
? ?????????? ???????????? ?????? ???? ??????????????? ? ... 27 ... 786
? ?????????? ???????? ???? ??????????? ???????? ??????????????? ?????????????? ??????????? ???? ????? ????????????? ?????????? ????????? ???? ??????????????? ? ... 113 ... 87
سورة الأنعام
? ????? ?????????? ??????????? ?????????? ??? ??????????? ?????????? ???? ??????? ????????????? ??? ????????????? ? ... 41 ... 785، 786
? ???????????? ????? ?????????? ???????????? ????????????? ????????? ??????? ????????????? ??????????? ?????? ???????????????? ??? ????????? ????????????? ? ... 43 ... 32
? ???????? ???????? ??????????? ???????????? ????????????????? ??????? ?????????? ???????????? ??????? ????????? ?????? ??????????? ??????????????? ? ... 54 ... 50
? ?????????? ????????????? ???????????? ?????? ????? ???????????? ?????? ??????????????? ?????????????? ???? ???????????????? ? ... 23 ... 63(1/3)
? ????????? ?????????? ???????????? ????????????? ????????? ??? ??????? ?????????????????? ? ... 55 ... 31، 60، 62، 66، 79، 81، 143، 155، 161، 430، 457، 758
? ???????????????? ??????????? ????????????? ? ... 158 ... 452
? ??????????????????? ???? ??????????? ?????????? ???????????? ????? ????????? ????????? ????? ???????? ..? ... 187 ... 783
? ???????? ???????? ????????????? ????????????????? ????? ????????????? ??????????? ???????????? ? ... 204 ... 259، 756
? ????????? ????????? ? ?????????? ???????????? ?????????? ??????? ?????????? ???? ?????????? ?????????????? ???????????? ????? ?????? ????? ???????????????? ? ... 205 ... 79، 156
سورة الأنفال
? ????? ?????????????????? ?????????? ??????????????? ?????? ? ... 9 ... 53
? ??????? ?????????? ??????????? ???? ????? ??????? ???? ????????? ???? ??????? ? ... 32 ... 229
? ????????????????? ??????????? ?????????? ??????????????? ????? ???????????? ? ... 65 ... 645
? ??????? ????????????????? ? ????????? ?????????????? ?????????? ? ... 72 ... 85
سورة التوبة
? ??????????????? ???????????????? ? ... 67 ... 162
? ????? ???????? ??????? ?????????? ???????? ?????? ????????? ????? ??????? ?????? ???????????? ? ... 84 ... 559
? ???????????? ??????????????? ????????????? ??????? ?????? ???????? ????????? ???????? ? ... 100 ... 580
? ???? ???? ?????????????? ????????? ?????????????? ?????????????? ????? ??????? ??????????? ...? ... 103 ... 574، 575، 582، 587
? ??? ????? ??????????? ????????????? ???????????? ???? ?????????????????? ??????????????? ?????? ?????????? ????????? ?????????? ...? ... 113 ... 109
سورة يونس(1/4)
? ????????????? ?????? ????????????? ??????????? ????????????????? ?????? ?????????? ?????????? ????????????? ????? ?????????? ??????? ????? ??????????????? ? ... 10 ... 40
? ???????? ????? ????????????? ????????? ????????? ????????????? ... ? ... 12 ... 81
? ?????????? ???????? ??????? ?????????????? ??????????? ?????? ?????????????? ?????? ???????????? ??????? ????????? ??????????? ??????????? ? ... 88 ... 122
? ????? ????????? ??????????????? ? ... 89 ... 748، 749، 758
? ????? ??????? ??? ????? ?????? ??? ??? ?????????? ????? ??????????? ? ... 106 ... 39
سورة هود
? ?????? ????????? ?????? ????? ???????????????? ? ... 18 ... 70
? ?????? ????????????? ??? ??????? ???? ????? ??????? ...? ... 46 ... 69، 333
? ????? ???????? ???????? ???? ????? ?????????????? ??? ??????? ??? ?????? ??????? ? ... 47 ... 334
? ?????????? ???????? ??????????? ???????? ? ... 48 ... 49
? ?????????????? ??????????????????? ?????????? ????? ??????????? ?????????? ?????????? ?????????????? ?????????? ??????????? ????????????? ???????? ??????? ????????????? ? ... 52 ... 146
سورة الرعد
? ????? ???????? ??????????????? ??????? ? ???????? ? ... 14 ... 129، 137، 780
سورة إبراهيم
? ?????? ???????????????? ??? ???????? ??????? ?????????? ????????? ? ... 4 ... 336
? ?????? ??????????? ???????? ?????? ??? ????????????? ? ... 34 ... 705
? ?????????? ????????? ??? ?????????????? ???????????????? ??????? ???????? ??????????? ? ... 41 ... 121
سورة الحجر
? ???????? ?????? ???????????? ??????????? ?????????? ?????? ??????????????? ? ... 9 ... 46
? ?????? ????? ?????????????????? ??????? ?????? ??????????????? . ?????? ??????????? ???? ??????????????? ? ... 36، 37 ... 137، 154، 663
سورة النحل(1/5)
? ????????? ?????????? ?????????????? ?????????????? ???????? ???? ??????????????? ??????????? ? ... 98 ... 248
سورة الإسراء
? ???????????? ?????? ?????? ??? ????????? ????? ?????????? ? ... 18 ... 787
? ?????? ?????? ????????????? ????? ????????????? ????????? ? ... 24 ... 101
? ?????? ?????????? ????????? ?????????? ??? ???????????? ?????? ????????? ??????????? ???????????? ?????????????? ????????? . ????????????? ???????????? ?????????? ???? ????? ?????? ?????????? ????????????? ? ... 107، 108 ... 667
? ????? ?????????? ?????????? ????? ?????????? ?????? ? ... 110 ... 79، 155، 430
سورة الكهف
? ??????????? ???????? ????????? ?????? ????????????? ??????? ??????????????? ????? ???????????? ? ... 63 ... 45
سورة مريم
? ?????? ???????? ???????? ????????? ??????????? ? ... 2 ... 45
? ????? ???????? ?????????? ????????? ???????? ? ... 3 ... 155
? ???????????????? ????? ????????? ? ... 6 ... 102
سورة طه
? ?????? ?????? ????????? ????????? ???????????? ? ... 36 ... 50
? ?????? ?????? ??????? ???????? ? ... 114 ... 665
سورة الأنبياء
?? ????????? ????????? ????????? ???????? ????????? ?????????????? ? ... 83 ... 64، 160
? ?????????? ? ??????????????? ???? ????? ????????? ???????? ?????? ????????????? ????????? ????? ???? ???????????????? ? ... 87 ... 716
? ??????????? ?????????? ??????????????? ? ... 88 ... 809
? ????? ??? ?????????? ???????? ???????? ??????? ??????????????? ? ... 89 ... 63
? ????????????????? ????????? ??????????? ? ... 90 ... 140، 173
? ?????? ????????????????? ??????? ???????? ???????????????? ? ... 107 ... 311
سورة الحج
? ????????????????? ??????????? ??????????? ????????????? ? ... 77 ... 193
سورة المؤمنون(1/6)
? ???????????????? ?????????? ???????? ???? ????????????????? ?????????????? ?????????? ???????? ????? ????????????? ??????? ? ... 51 ... 138
? ?????? ??????????? ?????????? ??????????????? ?????????? ???????????????? ????????????? ? ... 71 ... 787
? ?????? ???????????????? ???????????? ????? ??????????????? ? ... 76 ... 162
سورة النور
? ????????? ??????????? ??????????? ????????????? ??????? ???????????? ??????????? ????? ????? ?????? ???????????? ???????????? ? ... 61 ... 50
? ???? ?????????????????? ???????? ??????????? ???????????? ?????????? ?????????? ????????? ..? ... 63 ... 313، 578
سورة الفرقان
? ???????????? ??????????? ?????????? ???? ?????? ???? ???????????????????? ?????????????????? ??????? ?????????? ? ... 74 ... 102
? ???? ??? ???????????? ??????? ??????? ??????? ????????????? ... ? ... 77 ... 31
سورة الشعراء
? ???????????? ????????? ?????????? ????? ???? ?????????????? ? ... 86 ... 782
سورة النمل
? ??????? ????????? ????????????? ?????? ??????? ? ... 62 ... 51، 56، 60، 803
سورة القصص
? ???????????????????? ???????? ??? ?????????? ????? ???????? ???? ????????? ? ... 15 ... 85
? ????? ????????? ?????? ??????????? ???????? ???? ??????? ???????? ? ... 24 ... 63
سورة العنكبوت
? ????????????????? ????? ?????? ?????????? ? ... 17 ... 55
? ????????? ????????? ? ?????????? ???????? ?????? ??????????? ????? ????????? ...? ... 65 ... 100، 137، 785
سورة الروم
? ??????????????? ?????? ????? ?????????? ??????? ???????????? . ??????? ?????????? ? ??????????????? ????????????? ??????????? ??????? ????????????? ? ... 17، 18 ... 707
سورة الأحزاب
? ???????? ????? ?????? ? ??????? ?????? ?????????? ????????? .. ? ... 22 ... 458(1/7)
? ???? ???????? ????????? ?????????? ??????????????????? .. ? ... 43 ... 585
? ?????? ?????? ???????????????????? ???????????? ????? ???????????? ????????????????? ?????????? ??????????? ????????? ????????? ???????????? ???????????? ? ... 56 ... 314، 579
سورة فاطر
? ????????? ????????? ?????????? ??????????? ??????????? ???????????? ????????????? ? ... 10 ... 138
? ???? ???????????? ??? ????????????? ???????????? ?????? ????????? ??? ????????????????? ??????? ...? ... 14 ... 67
سورة الصافات
? ????????? ?????? ?????? ? ??????????????? ? ... 79 ... 49
سورة ص
? ???? ????????????????? ??? ??????????? ? ... 1 ... 45
? ?????? ????? ??????????? ??? ?????? ??? ???????? ???? ??????????? ????????? ????? ?????????? ???????? ?????? ????????????? ? ... 35 ... 159
سورة الزمر
? ??????? ??? ????? ??????????? ????????? ??? ???????? ? ... 8 ... 82
سورة غافر
? ????????????????????? ?????????? ?????????? ?????????? ???????? ????? ?????? ????????? ????????? ???????????? ?????????? ????????? ???????????????? ????????? ? ... 7 ... 104
? ????????? ???????? ??????????? ?????????????? ????? ?????????? ????????? ??????????? ? ... 46 ... 582
? ???????? ?????????? ???????????? ???????????? ??????? ?????? ??????????? ????????????????? ???? ??????????? ?????????????? ????????? ?????????? ...? ... 60 ... 30، 41، 55، 59، 782، 783، 786، 787، 788
سورة الشورى
? ??? ????? ??????? ??????? ??????????? ??????? ????? ??? ????????????? ????? ????? ??????? ??????? ????????????? ??????????? ??????? ? ... 20 ... 786
? ?????????? ??????????? ????? ?????????? ????????????? ????????? ????????????? ..? ... 42 ... 125
? ???????? ??????? ????????? ?????? ??????? ?????? ??????? ??????????? ? ... 43 ... 126
سورة الزخرف(1/8)
? ??????????? ???????? ??????? ?????? ??????? ????? ?????? ????? ????????????? ..? ... 13-14 ... 571
سورة محمد
? ????????????????? ??????????? ???????????????? ???????????????????? ? ... 19 ... 103، 158، 298، 563
سورة الحجرات
? ????????? ??????????????? ??????????? ??????????????? ???????? ??????????????? ? ... 49 ... 461
سورة ق
? ????????? ???????? ???????? ??????? ??????? ?????????? ????????? ???????????? ? ... 39 ... 708
سورة الذاريات
? ?????????????????? ????? ??????????????????? ? ... 17، 18 ... 596، 792
? ??? ????????????? ??????????? ????? ?????????? ? ... 22 ... 182
سورة الطور
? ???????? ?????? ?????????? ????????????? ??????? ???????????? ? ... 27 ... 665
? ??????????? ???????? ????????? ????? ???????? ???? ?????? ??????????? ???????????? ?????????????? ???????????? ???? ? ... 48 ، 49 ... 237، 240
سورة القمر
? ???????? ??????????? ????????? ???????????? ???????????? ? ... 10 ... 40
سورة الواقعة
? ??????????? ???????? ???????? ???????????? ? ... 96 ... 242
سورة الحشر
? ????????????? ??????? ???? ??????????? ??????????? ?????????? ?????????? ???????? ??????????????????? ??????????? ??????????? ??????????????? ? ... 10 ... 103، 563، 823، 580
? ???????????? ???????????? ? ... 23 ... 49
سورة الجمعة
? ???????????????? ?????????? ????????????? ?????? ???????? ???????????? ??? ??????? ???????????? ??????????????? ??????? ?????? ?????? ? ... 9 ... 533
سورة التغابن
? ?????????????? ?????? ??? ???????????????? ? ... 16 ... 335
سورة التحريم
? ????????????????? ?????????? ??????????? ??????????? ??????? ?????? ?????????? ?????????? ? ... 8 ... 65
سورة المعارج
? ??????? ?????????? ?????????? ???????? ? ... 1 ... 51
سورة نوح(1/9)
? ????????? ?????????????????? ????????? ?????????? ????? ??????????? . ???????? ???????????? ?????????? ???????????? ? ... 10، 11 ... 65، 146، 450
? ?????? ??? ??????? ????? ??????????? ???? ??????????????? ?????????? ? ... 26 ... 122
? ?????? ?????????? ??? ?????????????? ... ? ... 28 ... 101، 121
سورة الجن
? ???????? ?????????????? ??????? ?????? ?????????? ???? ?????? ???????? ? ... 18 ... 136، 533، 814
? ???????????? ?????? ?????? ?????? ?????? ????????? .. ? ... 19 ... 40
سورة الإنسان
? ?????????? ????????????? ???????? ?????? ??? ???????? ??????? ????????? ????? ???????? ? ... 9 ... 108
سورة الانشقاق
? ?????????? ???? ???????? ???????????? ???????????? . ?????????? ????????? ????????? ???????? ? ... 7، 8 ... 117
سورة الأعلى
? ??????? ?????? ???????? ??????????? ? ... 1 ... 242، 337
سورة الشرح
? ????????? ??????????? ?????????? . ????????? ???????? ???????????? ? ... 7، 8 ... 84، 146، 297، 438، 506، 507، 518، 520
سورة العلق
? ?????????? ???????????? ? ... 19 ... 797
سورة القدر
? ?????? ???????????? ??? ???????? ??????????? . ???????? ??????????? ??????? ????? ??????? ?????? ? ... 2، 3 ... 790
سورة النصر
? ???????????? ????????? ???????? ?????????????????????? ?????????? ????? ??????????????? ? ... 3 ... 267(1/10)
فهرس الأحاديث
الحديث ... رقم الصفحة
( أ )
أتبيع ناضحك هذا بدينار والله يغفر لك ... 677
اتق دعوة المظلوم فإنها ... ... 804
أتيت رسول الله × بوضوء فسمعته يقول ... 221
أتى رسول الله × يثياب فيها... ... 569، 685 .
أتى النبي × ذات ليلة رجل قد ألح ... 777
اجتمع اليهود والمسلمون فعطس النبي × ... 727
اجعل هذا في وترك ... 406
أخبرني أسامة بن زيد أن النبي × لما دخل البيت ... 636، 815
ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ... 140، 154
إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ... 709
إذا أراد أحدكم أمراً فليقل اللهم إني أستخيرك ... 469
إذا أراد أحدكم سفراً فليودع إخوانه ... 655
إذا أراد أن يأتي أهله يقول: بسم الله اللهم ... 690
إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح ... 706
إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها ... 573
إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل اللهم بارك.. ... 693
إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ... 335
إذا أمن الإمام فأمنوا ... 434، 742، 744، 750، 752، 760، 763، 764، 766
إذا أمن القارئ فأمنوا ... 779
إذا تزوج أحدكم المرأة أو اشترى دابة... ... 678، 688
إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل... ... 311
إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب ... 207
إذا جاء أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه ... 709
إذا جاء الرجل يعود مريضاً فليقل اللهم اشف عبدك ... 552
إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا... ... 554، 800
إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان.. ... 584
إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم ... 524، 525
إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك ... 553
إذا دعا أحدكم فرفع يديه فإن الله.. ... 186
إذا دعا أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ... 75
إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة... ... 70
إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ... 131
إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل ... 596، 693
إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ... 525
إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ... 170، 174
إذا سمع المؤذن يقول: الله أكبر يستحب ... 199
إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول... ... 87، 197، 200، 202، 208، 564(1/1)
إذا صاح الديك فاسألوا الله من فضله ... 800
إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله.. ... 150، 506، 298، 429
إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ... 473، 474، 483، 484، 498
إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم.. ... 747
إذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى فشمتوه ... 720، 721، 729
إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه ... 733
إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ... 719، 723، 724
إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال ... 723
إذا عطس فحمد الله فحق على كل من سمعه... ... 721، 735
إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من ... 295، 298
إذا قال أحدكم في الصلاة آمين ... 743، 770
إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا... ... 272
إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم فإنه من وافق ... 160
إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين ... 745، 747، 754، 757، 767، 772،
إذا قال العبد يا رب أربعاً ... 812
إذا قعدتم في كل ركعتين الأوليين... ... 288
إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر ... 230، 233، 269، 281، 282
إذا قمت في القنوت في الوتر فقل ... 406
إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة ... 791
إذا كان عند الإقامة لم ترد دعوة ... 796
إذا كبر الإمام فكبروا ... 772
إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ... 102، 564، 681، 807، 823
إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء ... 795
إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب ... 199
إذا وجدتم الإمام ساجداً فاسجدوا ... 248
إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني ... 571
اذبحوا على اسمه وقولوا بسم الله.. ... 699
استسقى رسول الله × وعليه خميصه ... 456
استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزعاً يقول: ... 795
أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها ... 124، 320، 327، 377
أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأبخلهم ... 33، 61
أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من ... 574
أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ... 146
أفضل الصلاة صلاة القيام.. ... 359، 379
أفضل الدعاء الحمد لله ... 46
أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل... ... 619، 790، 815(1/2)
أقبل أنس وأبو طلحة مع النبي × ومع.. ... 117
أقبل رسول الله × فدخل مكة فأقبل ... 605، 616، 629
أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل ... 793
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ... 275، 264، 405، 429، 797
اكتم الخطبة، وتوضأ فأحسن الوضوء ... 467، 469
أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة ... 620، 716
التمسوا الساعة في يوم الجمعة بعد ... 544
ألظوا بياذا الجلال والإكرام ... 810
أمرنا النبي × ونهانا عن سبع ... 721
أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت... ... 105
أن امرأة قال: يا رسول الله × صل علي وعلى ... ... 583
أن أناساً من أصحاب الرسول × كانوا في سفر . ... 679
أن بلال أخذ في الإقامة فلما قال قد قامت ... 207
أن جبريل لقن رسول الله × عند خاتمة القرآن ... 779
إن أحدكم إذا أراد أن يخرج من المسجد ... 525
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... 429
إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض ... 427
إن ربكم حي كريم يستحي أن يرفع العبد ... 186
إن رجلاً جاء إلى الصلاة ورسول الله.. ... 227
إن رجلاً جاء فدخل الصف وقد حفزه ... 245
إن رجلاً نشد في المسجد فقال: من ... 525
أن رسول الله × أبصر رجلاً يدعو ... 177
أن رسول الله × أتى على رجل وهو يقول.. ... 810
أن رسول الله × خرج إلى الصلاة وهو يقول ... 223
أن رسول الله × دخل المسجد فإذا هو ... 306
أن رسول الله × رفع يده بعدما سلم ... 510، 512
أن رسول الله × سمع رجلاً يدعو ... 809
أن رسول الله × قام من صلاة الظهر ... 435
أن رسول الله × قنت في صلاة العتمة ... 354، 364
أن رسول الله × كان إذا أراد أن يدعو ... 348، 375، 388
أن رسول الله × كان إذا استيقظ من الليل ... 808
أن رسول الله × كان إذا استيقظ من الليل ... 712
أن رسول الله × كان إذا دعا جعل ظاهر ... 173
أن رسول الله × كان إذا رأى البيت ... 604، 605
أن رسول الله × كان إذا قال: ولا الضالين ... 754
أن رسول الله × كان يتعوذ دبر الصلاة بهؤلاء ... 502
أن رسول الله × كان يعلمهم عند الفزع كلمات ... 714
أن رسول الله × كان يعلمهم عند الكرب ... 715(1/3)
أن رسول الله × كان يقول في آخر وتره ... 410، 423
أن رسول الله × لما رأى هزيمة المسلمين ... 649
أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر ... 478، 487، 489
أنشأ رسول الله × جيشاً فأتيته فقلت ... 644
إن شئت صبرت ولك الجنة ... 58، 89
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ... 441، 442، 443
إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت ... 130
إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله ... 540
إن في الجمعة ساعة لا يوفقها عبد مسلم ... 542
إن في الجنة مائة درجة أعدها الله ... 642
إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم ... 794
أن قوماً شكوا على الرسول × القحط ... 188
أن قوماً يزعمون أن النبي × كان لا يقنت ... 358، 359، 380
انكسفت الشمس على عهد رسول الله × ... 444
إن كان صائماً فليدع بالبركه ... 596، 693
إني لا آلو أن أصلى بكم كما رأيت رسول الله ... 283، 285
إن لصاحب القرآن عند كل ختمة ... 670، 798
إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة ... 670، 798
إنا لنجد في كتاب الله تعالى في يوم الجمعة ... 542
إن الله إذا استودع شيئاً حفظه ... 653
إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة ... 806، 823
إن الله تعالى يقول قسمت الصلاة بيني ... 235
إن الله حي كريم يستحي إذا رفع ... 163
إن الله ختم سورة البقرة بآيتين ... 262
إن الله لم يقبل استغفار وصلاة النبي × على أبي بن سلول ... 782
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني ... 555، 717
إن لله ملائكة طوافون في الطرق ... 799، 816
إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس ... 584
إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ... 584
إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ... 720، 721
إنما جعل الإمام ليؤتم به ... 370
إنما جعل الطواف بالبيت السعى بين الصفا ... 612
إنما نصر هذه الأمة بضعفتهم ... 649
إن الملائكة لا تصحب رفقه فيها جرس ... 657
إن النبي × إذا خاف قوماً قال: اللهم ... 648
إن النبي × أعطاه ديناراً ليشتري ... 107، 677
إن النبي × استسقى فأشار بظهر كفيه ... 173
إن النبي × استسقى ورفع يديه ... 149، 163، 451
إن النبي × جاء إلى سعد بن عبادة ... 692(1/4)
إن النبي × خرج بالناس يستسقي ... 178
إن النبي × خرج إلى المصلي يصلى وأنه ... 452، 455
إن النبي × دخل عليها فقدمت له ... 596
إن النبي × ذبح يوم العيد كبشين ثم ... 633
إن النبي × رأى على عمر ثوباً فقال ... 570
إن النبي × رفع رأسه إلى السماء ... 181
إن النبي × رفع يديه وهو يقول اللهم ... 583
إن النبي × ركب القصواء حتى ... 148
إن النبي × شهد إملاك رجل من ... 686
إن النبي × ضحى بكبش أقرن فاضجعه ... 633
إن النبي × قال لجابر حين أخره ... 683
إن النبي × قال لعبدالرحمن بن عوف ... 683
إن النبي × قال: من قال حين يصبح ... 704
إن النبي × قنت شهراً يدعو على حي ... 345، 377، 417
إن النبي × قنت شهراً يدعو عليهم ... 349، 355، 372، 386، 404
إن النبي × قنت شهراً يدعو عليهم بعد الركوع ... 377، 419
إن النبي × قنت في صلاة الصبح بعد الركوع ... 386
إن النبي × قنت في الوتر قبل الركوع ... 416
أن النبي × كان إذا أدخل الميت القبر ... 557
أن النبي × كان إذا أراد الرجوع قال ... 662
أن النبي × كان إذا استجد ثوباً ... 569
أن النبي × كان إذا استفتح الصلاة قال ... 243
أن النبي × كان إذا افتتح الصلاة المكتوبة ... 236، 240، 265
أن النبي × كان إذا أفطر عند أهل بيت ... 595
أن النبي × كان إذا جلس في الصلاة وضع ... 300
أن النبي × كان إذا دخل الخلاء قال: يا ذا ... 212
أن النبي × كان إذا دخل السوق قال ... 673
أن النبي × كان إذا دعا ضم كفيه ... 169
أن النبي × كان إذا رفأ الإنسان ... 683
أن النبي كان إذا ركع يقول ... 262، 266
أن النبي × كان إذا فرغ من تلبيته في حج ... 602
أن النبي × كان إذا قام إلى الصلاة أخذ ... 227
أن النبي × كان إذا قام للصلاة قال وجهت ... 231، 239، 240، 338
أن النبي × كان يجتهد في العشر الأواخر ... 593
أن النبي × كان يجلس في الركعتين الأولين ... 288
أن النبي × كان يدعو في دبر كل صلاة ... 519
أن النبي × كان يستغفر للمؤمنين ... 527، 528، 529
أن النبي × كان يعوذ بعض أهله ... 552
أن النبي × كان يقول إذا كان في سفر ... 658(1/5)
أن النبي × كان يكبر على الصفا ثلاثاً يقول ... 614
أن النبي × كان لا يقنت في صلاة مكتوبة إلا ... 365
أن النبي × كان يستسقي عند أحجار ... 170، 172، 178، 449
أن النبي × كان يوتر بثلاث ركعات ... 416
أن النبي × كان يوتر بثلاث ركعات ... 416
أن النبي × لما أشرف على المدينة قال ... 661
أن النبي × نهى أن يتبع بصوت ... 556
أن النبي × نهى عن القنوت ... 362
أنها زوجت يتيمة كانت في حجرها رجلاً ... 687
أنها صلت خلف النبي × فسمعته يقول ... 754
أنه × إذا أراد أن يذبح أضحيته ... 631
أنه × استسقى في بعض غزواته ... 449، 459
أنه × استسقى وهو جالس في المسجد ... 449، 459
أنه × استسقى يوم الجمعة على المنبر أثناء ... 448، 458
أنه × استسقى يوم الجمعة ولم يقلب الرداء ... 453
أنه × ترك ذلك لما نزلت عليه ... 346، 386
أنه × توضأ ثلاثا ثلاثا ... 222
أنه × حين قال غير المغضوب عليهم ... 776
أنه × دعاه وأمره أن يتعاهد به ... 585
أنه رأى النبي × يصلي في الليل ... 245
أنه × رفع يديه يدعو ورفع ... 451، 537
أنه سمع × إذا رفع رأسه ... 364
أنه × كان يجهتد في العشر الأواخر ... 593
أنه × كان يقنت في صلاة المغرب ... 346، 364، 366
أنه × كان يقول عند مضجعه اللهم ... 711
أنه لا يدخل الجنة أحد بعمله ... 310
أنه × لما بلغ غير المغضوب عليهم ... 756
أنه × لما قال حي على الصلاة قال: لا حول ... 197
أنه × وعد الناس يوماً يخرجون فيه ... 449، 450، 458، 820
أن النبي × قنت في صلاة الصبح بعد الركوع ... 386
أن وفد عبدالقس أتو النبي × ... 117
أن اليهود أتو النبي × فقالوا: السام عليكم ... 123، 129
أهديت للرسول × هدية فقال: اقسميها ... 110
أولم النبي × بزينب فأوسع المسلمين خبزاً ... 689
أي أخي أشركنا في دعاءك ولا تنسنا ... 90
أيها الناس أن الله طيب ... 138، 662
( ب )
بعث النبي × رجلاً على صدقه فجاء ... 576
بعث النبي × خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ... 701
بينا أنا أصلى مع رسول الله × إذ عطس ... 261، 317، 325، 329، 330، 331، 737
بينا رسول الله × يدعو على مضر إذ جاءه ... 382، 398(1/6)
بينما كان النبي × يخطب يوم الجمعة قام ... 149
بينما نحن عند رسول الله × إذ جاءه ... 668، 792
بينما نحن نصلى مع رسول الله × إذا قال ... 245
( ت )
ترفع الأيدي في الدعاء ... 605، 621
تزوجني النبي × فأتتني أمى فأدخلتني ... 687
تسحروا فإن في السحور بركة ... 597
تعرضوا لنفحات الله ... 789
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك ... 813
تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة ... 131
تم نورك فهديت فلك الحمد ... 425
( ث )
ثكلتك أمك يا معاذ ... 132
ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن ... 103، 657، 662، 804، 805، 806
الثلاثة الذين آووا إلى الغار ... 804، 811
ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى ... 593، 791، 802
ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها ... 301
ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ... 290، 295، 298، 319
ثم يتخير من الدعاء ... 290، 299، 319
ثم يدعو بعد ذلك ... 715
ثم يدعو لنفسه بما بدا له ... 319
ثم يكبر ويحمد الله عز وجل ويثني عليه ... 230، 235
ثنتان لا تردان أو قل ما تردان ... 203، 795، 802
( ج )
جاء رجل إلى النبي × فقال: يا رسول الله ... 253، 255
جاء رجل إلى النبي × فقال: يا رسول الله إني ... 338، 666
جاء رجل إلى النبي × فقال: يا رسول الله ... 654
جاء غلام إلى النبي × فقال: إني ... 639
جاءت فاطمة إلى النبي × تسأله خادماً ... 711
جملك الله ... 109
( ح )
الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله ... 213
الحمد لله الذي أذهب عنى الأذى وعافاني ... 212
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ... 458
حملت بعبد الله عبدالزبير بمكة فأتيت ... 697
حول رداءه فجعل عطافه الأيمن ... 456
( خ )
خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار ... 538
خرج رسول الله × إلى الخندق فإذا ... 645
خرج علينا رسول الله × فقلنا قد ... 308
خرج النبي × إلى المسجد وأبو موسى ... 118
خرج النبي × ذات يوم فرأى ... 519
خلق الله التربة يوم السبت وخلق ... 542
خير الذكر الخفي ... 430
( د )
دخل رسول الله × ذات يوم المسجد ... 681
دخل رسول الله × على أبي سلمة وقد شق ... 555، 563، 800
دخل على النبي × وأنا اصلى وله حاجة ... 158، 425(1/7)
دخل الزبير على النبي × وهو شاك ... 118
الدعاء مستجاب ما بين النداءين ... 203، 796
الدعاء هو العبادة ... 32، 788، 820
دعا النبي × في الصلاة وقال ... 327
دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت ... 809
دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب ... 461، 778
دعوة المظلوم مستجابة وإن كان ... 804
دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو ... 716
( ذ )
ذكر أن النبي × كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحركها ... 302
( ر )
رأى النبي × رجلاً يدعو بإصبعين ... 177، 300
رأيت رسول الله × وهو بالموت ... 554
رب أشعت أغبر ذي طمرين ... 812
رب لما أنزلت إلي من خير فقير ... 286
رحمه الله، لقد أذكري كذا وكذا آية ... 121
الرزق لا تنقصه المعصية ... 57
رفع رسول الله × يديه يعرفه يدعو ... 175
رفع النبي × رأسه إلى السماء وقال ... 181، 693
( س )
ساعتان يفتح فيهما أبواب السماء ... 203، 802
سألت أنساً عن القنوت في الصلاة ... 374
سألت أنساً عن القنوت أبعد الركوع ... 375، 417
سألت أنساً عن القنوت في الصلاة ... 374
سألت أنساً عن القنوت فقال: قد ... 374
سئل أنس عن القنوت في صلاة الصبح ... 380، 421
سئل رسول الله × عن قول الناس ... 551
سألت الله ثلاثاً فاعطاني اثنتين ... 782، 787
سألت النبي × عنها فقال... ... 539
ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم ... 570
سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه فقال لها.. ... 126
السقط يصلي عليه ويدعى لوالديه.. ... 494، 500
السلام عليكم دار قوم مؤمنين ... 159، 562، 563
سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها ... 185
سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن ... 34
سلوا الله كل شيء حتى الشسع... ... 34، 152، 319
سمعت النبي × إذا صلى على الجنازة يقول اللهم ... 477، 486، 490
سمعت النبي × إذا قال ولا الضالين ... 754
سمع النبي × رجلاً يدعو ويقول: اللهم إني اسالك ... 808
سمعت النبي × وهو مستند يقول ... 554
سمعت النبي × يقرأ في صلاة ليست بفريضة ... 260
سيأتيكم ركب مبغوض فإذا جاؤوكم ... 574
سيباً نافعاً ... 460، 719
سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ... 96، 702
( ش )(1/8)
شمت أخاك ثلاثاً فمازاد فهو زكام ... 733
( ص )
صعد النبي × المنبر فقال: آمين آمين ... 777
صلى بنا رسول الله × على رجل من المسلمين ... 477، 486، 488، 490
الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين ... 511، 812
صلاتان كان يقنت فيهما المغرب والفجر ... 366
صلوا كما رأيتموني ... 250، 269، 282، 400، 474، 743، 753، 763
صليت خلف النبي × فكان إذا سلم يقوم ... 516
صليت مع رسول الله الفجر فلما سلم انحرف ... 511
صليت مع رسول الله فلم يزل يقنت بعد الركوع ... 352
صليت مع النبي × ذات ليلة ... 257، 664
صنع أبو الهيثم بن اليتهان للنبي × طعاماً ... 692
صيباً هنيئاً ... 460
( ط )
طاب حمامكما ... 216
طفت مع عبدالله فلما حاذى دبر الكعبة ... 638
الطواف بالبيت صلاة فمن تكلم ... 609
( ع )
عطس رجل عند رسول الله × وأنا شاهد ... 733
عطس رجلان عند النبي × فشمت أحدهما ... 720، 729
عقرى حلقى ... 132
علمني رسول الله × أن أقول إذا فرغت من ... 416، 420
علمني رسول الله × أن أقول عند آذان ... 198
علمني رسول الله × التشهد في وسط ... 291
علمني رسول الله × دعوات أقولهن اللهم ... 383، 387، 411، 422
علمني رسول الله × في وتري إذا رفعت ... 419، 420
علمني رسول الله × هؤلاء الكلمات في الوتر ... 427
( غ )
غفرانك وإليك المصير ... 212
( ف )
فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه ... 390، 443
فالتمسوها في خامسة تبقى في سابعة ... 545
فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر ... 441، 442، 445، 446، 448، 714
فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا ... 441، 442
فاظفر بذات الدين تربت يداك ... 132
فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود ... 264، 274، 319، 342، 429، 797
فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك ... 602، 614، 626، 627، 815
فانطلقت أتأمم رسول الله يتلقاني الناس ... 550، 640، 694
فجاء النبي × يمشى في الصفوف يشقها ... 389
فحفظت من دعائه ... 490
فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه ... 147
فدعا ودعا ... 153
فقدت النبي × من مضجعه فلمسته ... 278
فلا تختلفوا عليه ... 370
فمن لقيه منكم فليستغفر لكم ... 90(1/9)
فيدعو لهم بالبركة ... 697
فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم ... 539، 791
( ق )
قام رسول الله × فسمعناه يقول أعوذ بالله ... 332
قام النبي × في صلاة وقمنا معه فقال أعرابي وهو ... 77، 310، 326
قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا ... 64، 278، 304
قلت: أجعل الشمال على اليمين واليمين على الشمال ... 455
قلت لأنس قنت رسول الله × في صلاة الصبح ... 359
قلت للنبي × أي ساعة هي؟ قال ... 544
قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك ... 564
قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه ... 203، 796
قلما كان رسول الله × يقوم من مجلس ... 114، 424
قولي لبيك اللهم لبيك ومحلى حيث ... 600
قلنا يا رسول الله × ما كان يتخوف القوم ... 660
قلنا يوم الخندق لرسول الله × هل من شيء تقوله؟ ... 650
قمت مع النبي × فبدأ فاستاك ... 257، 664
قنت رسول الله × شهراً متتابعاً في الظهر ... 353، 364، 377، 387، 741
قنت رسول الله × في آخر الوتر وكانوا ... 419
قنت رسول الله × في صلاة الغداه بعد الركوع ... 375
القنوت في الصبح بدعة ... 363
قولوا اللهم صلى على محمد وعلى أزواجه ... 308
( ك )
كان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه ... 121، 298
كان أكثر دعاء النبي × ربنا آتنا في ... 610
كان إذا فرغ من قراءته قال آمين حتى ... 753
كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس ... 133
كان جبريل يعارض النبي × كل رمضان ... 342، 671
كان جريج يتعبد في صومعته ... 142
كان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له ... 708
كان لا يولد لأحد إلا أتى به ... 697
كان لرجل على النبي × سن من الإبل ... 682
كان من دعاء النبي × في العيدين ... 548
كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ... 628، 815
كان يستسقي هكذا ومد يديه وجعل بطونهما ... 173
كان اليهود يتعاطسون عند النبي × ... 727، 728، 734
كان رسول الله × إذا أراد سفراً قال ... 652
كان رسول الله × إذا استفتح الصلاة قال ... 232، 238
كان رسول الله × إذا استلم الحجر يقول ... 607
كان رسول الله × إذا استوى على بعيره ... 655
كان رسول الله × إذا استفتح الصلاة كبر ... 507، 515(1/10)
كان رسول الله × إذا أشار بأصبعه ... 303
كان رسول الله × إذا افتتح الصلاة ... 238
كان رسول الله × إذا إنصرف من صلاته ... 502
كان رسول الله × إذا آوى إلى فراشه ... 713
كان رسول الله × إذا تشهد يوم الجمعة ... 527
كان رسول الله × إذا جلس في الصلاة وضع ... 300
كان رسول الله × إذا خرج إلى سفر ... 656
كان رسول الله × إذا دخل المسجد صلى ... 524
كان رسول الله × إذا رفع يديه في الدعاء ... 186
كان رسول الله × إذا سأل جعل باطن كفيه ... 170، 173
كان رسول الله × إذا سافر فركب راحلته ... 655
كان رسول الله × إذا سافر يتعوذ من ... 656
كان رسول الله × إذا سافر وأقبل الليل ... 657
كان رسول الله × إذا سمع المؤذن يقول ... 200
كان رسول الله × إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي ... 644
كان رسول الله × إذا فرغ من الصلاة سلم ... 502، 514
كان رسول الله × إذا فرغ من قراءه ... 752
كان رسول الله × إذا قال سمع الله لمن حمده ... 271
كان رسول الله × إذا قام إلى الصلاة يكون من ... 305
كان رسول الله × إذا قعد في الصلاة جعل قدمه ... 299
كان رسول الله × إذا قعد يدعو وضع يده ... 299
كان رسول الله × إذا نهض من الركعة الثانية ... 233
كان رسول الله × إذا هاجت ريح استقبلها ... 188
كان رسول الله × كلما كان ليلتها من رسول الله ... 562
كان رسول الله × واقفاً بعرفة يدعو ... 169، 173، 621
كان رسول الله × يأخذ علينا التشهد ... 288
كان رسول الله × يسكت بين التكبير والقراءة ... 144، 231، 240، 242،
كان رسول الله × يعجبه جوامع الدعاء ... 74، 157
كان رسول الله × يعلمنا التشهد كما يعلمنا ... 290
كان رسول الله × يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمنا هن ... 306
كان رسول الله × يعلمنا دعاء ندعو به في ... 384، 387
كان رسول الله × يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر ... 562
كان رسول الله × يقول بين السجدتين ... 281، 283، 284، 285، 429
كان رسول الله × يقول آمين ... 744
كان رسول الله × يقول في سجود القرآن ... 666
كان رسول الله × يؤتى بالصبيان فيدعو لهم ... 697(1/11)
كان × إذا أتاه قوم بصدقة قال ... 574، 578، 582
كان × إذا استفتح الصلاة من الليل كبر ... 245
كان × إذا اشتدت الريح يقول ... 718
كان × إذا أفطر يقول: ذهب الظمأ ... 594
كان × إذا أفطر قال: اللهم لك ... 594
كان × إذا خطب الجمعة دعا وأشار ... 527
كان × إذا رأى سحاباً مقبلاً من ... 718
كان × إذا سلم لم يثبت غلا قدر ما ... 504، 516
كان × إذا سمع الرعد والصواعق ... 719
كان × إذا صلى الصبح قال ... 658
كان × إذا عصفت الريح قال ... 718
كان × إذا هب من الليل كبر الله ... 712
كان × إذا وضع رجله في الركاب ... 571
كان × يدعو كل غداة اللهم عافني ... 705
كان × يعلمنا الاستخارة ... 464
كان × يعلمنا هؤلاء الكلمات إذا جاء ... 592
كان × يقول في دبر كل صلاة مكتوبة ... 502
كان × يقول فيما بين ركن بني جمح ... 609، 815
كان × يقنت في ركعة الوتر ... 408، 410، 416
كان × يقنت في النصف من رمضان ... 413
كان × يمكث إذا سلم يسيراً ... 516
كان النبي × إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة ... 263، 278
كان النبي × إذا أراد أن يودع ... 643
كان النبي × إذا أراد أن يرقد ... 710
كان النبي × إذا أصبح يقول اللهم ... 703
كان النبي × إذا افتتح الصلاة قال ... 243
كان النبي × إذا خرج من الخلاء قال ... 210
كان النبي × إذا دخل الخلاء يقول ... 210، 211
كان النبي × إذا دخل الخلاء يقول ... 210
كان البني × إذا دفن الرجل وقف ... 560
كان النبي × إذا دعا دعاً ثلاثاً ... 153، 470
كان النبي × إذا رأى بلداً يقصدها ... 659
كان النبي × إذا رفع رأسه من الركوع ... 271
كان النبي × إذا رفع رأسه من الركوع ... 350، 360، 384، 377
كان النبي × إذا قام يصلي تطوعاً قال ... 241
كان النبي × إذا قام من الليل افتتح ... 244
كان النبي × إذا قام من الليل يتهجد قال ... 244، 699
كان النبي × إذا قام على الصلاة المكتوبة ... 263، 275
كان النبي × إذا قرأ ولا الضالين ... 743، 744، 750، 752، 753
كان النبي × إذا قرب إليه طعاماً يقول ... 694
كان النبي × إذا قفل من غزو أو حج ... 661، 663
كان النبي × إذا صعد نشزاً من الأرض ... 659(1/12)
كان النبي × إذا أمسى قال أمسينا ... 703
كان النبي× وأبو بكر وعمر يفتتحون ... 233، 238
كان النبي × يذكر الله في جميع أحيانه ... 148
كان النبي × يستفتح الصلاة بالتكبير ... 234
كان النبي × يصنع في الجنازة هكذا ... 481، 491
كان النبي × يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم ... 296
كان النبي × يقنت في صلاة الصبح ... 351، 354
كان النبي × يقول إذا سمع المؤذن ... 226
كان النبي × يقول بين السجدتين ... 281، 282، 278
كان النبي × يقول في ركوعه وسجوده ... 262، 266، 278، 338
كان النبي × يكثر أن يقول في ركوعه ... 275
كل بيمنك قال: لا أستطيع ... 131
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ... 577
كنا إذا صلينا خلف رسول الله × أحببنا ... 503
كنا عند النبي × فأرسلت إليه إحدى ... 567
كنا مع النبي × فكنا إذا أشرفنا على واد ... 79
كنا نسافر مع رسول الله × فإذا رأى ... 660
كنا نسلم على رسول الله × وهو في الصلاة ... 331
كنا نصلي التطوع ندعو قياماً وقعوداً ... 254
كنا في غزوة فأتينا ذات ليلة إلى شرف ... 646
كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله × ... 290، 294، 295
كنا يوماً نصلي وراء النبي × فلما رفع ... 272
كنت أحب أن أدخل البيت وأصلي ... 636
كنت أقوم مع رسول الله × ليلة التمام ... 258، 664
كنت ردف النبي × بعرفات فرفع يديه ... 175، 621
كنت شاكياً فمر بي رسول الله × ... 552
كنت غلاماً عزباً في عهد رسول الله × ... 806
كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ ... 233
( ل )
لأنا أقربكم صلاة برسول الله × فكان أبو هريرة ... 350، 354، 364
لعن الله السارق يسرق البيضة ... 131
لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود ... 587
لقد رأيت رسول الله × كلما صلى الغداة ... 390
لقد رأيت رسول الله × ما يزيد ... 164، 527، 536
لقد سألت الله آجال مضروبة ... 111
لقيت رسول الله × يوم عيد فقلت ... 549
للصائم عند فطره دعوة لا ترد ... 595، 802
اللهم اجعل سواكي رضاك عني ... 223
اللهم اجعلني أقرب من تقرب إليك ... 225
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من ... 220
اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك ... 373(1/13)
اللهم أجرها من الشيطان ومن عذاب القبر ... 557
اللهم أرجو رحمتك ... 310
اللهم ارحم المحلقين ... 635
اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا ... 656
اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مرئياً مريعاً ... 458
اللهم اشدد وطأتك على مضر ... 123
اللهم اصرف شره ... 715
اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ... 424
اللهم أعط محمداً الوسيلة واجعل في ... 201
اللهم اغفر لحيينا وميتنا وشاهدنا ... 158، 477، 483، 486، 492، 294، 297
اللهم اغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج ... 629
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ... 132
اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما ... 328
اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله ... 75، 277
اللهم افتح أقفال قلوبنا بذكرك ... 201
اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته ... 112
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ... 682
اللهم العن رعلاً وذكوان وعصية ... 320، 327
اللهم امتعنا به ... 113
اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله ... 155
اللهم أمتعني بسمعي وبصري ... 113
اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت ... 487
اللهم انج الوليد بن الوليد وعياش بن ربيعة ... 320، 330، 385، 404
اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك ... 486
اللهم إني اسألك وأتوجه إليك بنبيك ... 86
اللهم إني اسألك رحمة من عندك ... 310
اللهم إني اسألك علماً نافعاً وعملاً ... 515
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ ... 304
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ... 277
اللهم اهد درساً وائت بهم ... 109، 124
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ... 591
اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا ... 106
اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى عبادك ... 89
اللهم حصن فرجي ويسر لي أمري ... 213
اللهم خر لي واختر لي ... 470
اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك ... 710
اللهم راد الضالة وهادي الضالة ... 463
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ... 201
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ... 202، 205
اللهم صل على أبي بكر فإنه يحب الله ... 585
اللهم صيباً نافعاً مرتين أو ثلاثة ... 460
اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم ... 271(1/14)
اللهم عليك بقرش ثلاثاً، ثم قال: ... 122، 148، 153، 504، 814
اللهم غفرانك الحمد لله الذي أذاقني ... 213
اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا ... 115
اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ... 107
اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات ... 151
اللهم منزل الكتاب سريع الحساب ... 76، 815
اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة ... 600
لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون ... 650
لما كان يوم بدر نظر رسول الله × ... 148، 149، 157، 163، 167، 647
لما خرج النبي × يستسقى حول ... 148
لما فتح رسول الله × مكة انطلقت فرأيت ... 637
لما قيل لزينب: أرسل رسول الله يذكرك ... 465
لما نزل قوله تعالى: ??????????????????????????????????????? ... 337
لم يرد النبي × سفراً قط إلا قال ... 652
لم يكن النبي × يرفع يديه ... 166، 171
لم يكن رسول الله × يدع هؤلاء الدعوات ... 705
لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله ... 690
ليس أحد يحاسب إلا هلك، قلت: ... 117
ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ... 84
ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع ... 277
ليس شيء أكرم على الله عز وجل ... 34
لينظرن أحدكم ما الذي يتمنى فإنه لا يدري ... 794
لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم ... 182، 395، 396
لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى ... 397
لينتهين ناس عن رفع أبصارهم إلى السماء ... 183
( م )
ما أباح لنا رسول الله × في دعاء الجنازة ... 489
ماء زمزم لما شرب إن شربته... ... 801
ما تقول في صلاتك؟ قال: أتشهد و.. ... 320
ما حسدنا اليهود على شيء ما حسدونا ... 753
ما حملك على ذلك؟ فقال: ... 310
ما خرج رسول الله × من بيتي إلا ... 181، 571، 700
ما خلف رجل عند أهله أفضل من ... 652
ما رأيت رسول الله × شاهراً يديه يدعو ... 164، 176، 536
ما سمعت رسول الله × يفدي أحداً ... 116
ما شئتم، إن شئتم أن أدعو الله ... 58
ما العمل في أيام أفضل منه في هذه يعنى أيام ... 794
ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن ... 716
ما قالت طال عمرها ... 113
ما قنت رسول الله × في شيء من صلاته ... 363
مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب ... 165(1/15)
ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ... 504
ما من عبد يبسط كفيه في دبر كل ... 511
ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه ... 567
ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ... 783، 806
ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب ... 88، 95، 104، 807
ما من مسلم يقول إذا سمع النداء بالصلاة ... 202
ما من يوم يصبح فيه العباد فيه إلا ملكان ... 131
ما وضع رجل جبهته لله ساجداً فقال ... 189
ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه ... 817
ما يمنعك أن تسمعين ما أو صيتك به ... 706
المسألة أن ترفع يديك حذو ... 169، 171، 176
مطرنا بفضل الله ونعمته اللهم اجعله ... 460
المطعون شهيد ... 373
ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً كما شغلونا عن ... 122
من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فليعدل ... 701
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ... 536
من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلفه ... 653
من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ... 461، 471
من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه ... 106
من اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه ... 709
من أم الناس فليخفف ... 490
من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله ... 712، 807
من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره ... 181
من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد ... 220
من توضأ فقال: سبحانك اللهم وبحمدك ... 220
من ختم القرآن أعطي دعوة مستجابة ... 798
من خرج من بيته إلى الصلاة فقال ... 224
من دعا على من ظلمه فقد انتصر ... 127
من دل على خير فله مثل أجر فاعله ... 565
من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير ... 520
من سأل الله الشهادة بصدق بلغه ... 641، 824
من سره أن يستجيب له... ... 51، 813
من سمع النداء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله ... 201
من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد ... 525
من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته ... 58، 716
من صلى علي مرة صلى الله عليها بها ... 314
من صلى صلاة فريضة فله دعوة ... 507، 670، 797، 798
من صنع إليه معروف فقال لفاعله ... 107
من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال ... 552
من عزى مصاباً فله مثل أجره ... 567
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ... 514، 565(1/16)
من فتح له منكم باب الدعاء فتحت ... 810، 822
من قال إذا سمع المؤذن كما يقول ثم قال ... 206
من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه ... 197، 795
من قال عند الأذان اللهم رب هذه الدعوة ... 198
من قال اللهم × على محمد وعلى آل محمد ... 312
من قال حين يصبح اللهم ما أصبح بي ... 705
من قاتل في سبيل الله فواق ناقة ... 642
من قرأ القرآن فليسأل به فإنه ... 798
من كانت له إلى الله حاجة أو أحد ... 461
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق ... 717
من لم يسأل الله يغضب عليه ... 35، 60
من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس ... 824
من وصل صفا وصله الله ... 227
( ن )
ناس من أمتي عرضوا على غزاه في ... 641
نزل رسول الله × على أبي فقربنا إليه ... 692
نظر النبي × إلى السماء لما قام من ... 181
نهى × عن الصلاة في المزبلة والمجزرة ... 82
نهى × عن لبس القسي والتختم ... 263
نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ... 561
(هـ )
هذا ما دعا محمد ربه اللهم إني اسألك ... 778
هل تنصرون إلا بضعفائكم ... 648
هل كنت تدعو الله بشيء؟ قال ... 72، 552
هي ما بين أن يجلس الإمام يعني ... 540
هي مدية الشيطان لا يسهو أحدكم ... 303
( و )
وإذا سألت فاسأل الله ... 84
وإذا سلم قال: اللهم اغفر لي ... 305
والإخلاص هكذا ورفع إصبعه التي ... 176
والاستغفار أن تشير باصبع ... 176
واجبرني وفي رواية: (وارفعني) ... 285، 469
وحول رداءه ليتحول القحط ... 452
وطول بها ... 752
وعلى آل محمد وأزواجه وذريته ... 577
وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً ... 802
وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ... 600
ولا يؤم قوماً فيخص نفسه بدعوة ... 120، 433، 519
ولا يرد القدر إلا الدعاء ... 821
ولد لي غلام فأتيت به النبي × ... 697
وليشهدن الخير ودعوة المسلمين ... 39، 672، 799
ويداه إلى صدره كاستطعام المسكين ... 170
( لا )
لا أشبع الله بطنك ... 132
لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ ... 269
لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا ... 643، 647
لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ... 72
لا ترفع الأيدي إلا في سبعة مواطن ... 401، 605، 615
لا تسألوا الناس شيئاً ... 84(1/17)
لا تشغلوا قلوبكم بسبب الملوك ... 531
لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك ... 33، 34
لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ... 73
لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا ... 69
لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه ... 69
لا صلاة إلا بقراءة القرآن ... 254
لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ... 64، 254
لا يجاوز بهما رأسه مقبل ... 171
لا يتمنين أحدكم الموت من ضر ... 72
لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن ... 799
لا يرد الدعاء بين الآذان والإقامة ... 203، 769
لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم ... 70، 143
لا يسال بوجه الله إلا الجنة ... 71
لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن ... 70، 152، 154
لا يمنحن أحدكم أو أحداً منكم ... 194
( ي )
يا أبا ذر، فقلت: لبيك وسعديك ... 117
يا انس أدن مني أعلمك مقادير ... 217
يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ... 470، 472
يا بريدة إذا رفعت رأسك في الركوع ... 269
يا رسول الله ادع الله له – أي ابنها ... 89، 504، 596
يا رسول الله إن وافقتها فبم أدعو ... 597، 791
يا رسول الله إني أريد سفراً فأوصني ... 654
يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: ... 507، 518، 793، 797
يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر ... 108
يا رسول الله لا تسبقني بأمين ... 745
يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا ... 704
يا عائشة إن الله عز وجل زوجني مريم ... 685
يا فلان شفى الله سقمك وغفر ... 553
يا معاذ والله إني لأحبك فلا تنس ... 99، 305، 503
يا من أظهر الجميل وستر القبيح ... 425
يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ... 425
يدعو الله بالمؤمنين يوم القيامة ... 785
يرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ... 121
يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول ... 141، 784
يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم ... 370
يعقد الشيطان على قافية رأس ... 713
ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ... 596، 792
يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة ... 543
******(1/18)
فهرس الآثار
الأثر ... صاحب الأثر ... رقم الصفحة
أتاه رجل فقال: استغفر لي فقال: ... سعد بن أبي وقاص ... 92
أتى رجل من أهل الشام إلى شريح ... شريح ... 686
أدركت مائتين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ... عطاء ... 764، 767
أدعوت بها في صلاتك فقال: لا ... طاووس ... 296
أدع في صلات بم بدالك ... الحسن ... 321
أدن مني أودعك كما كان رسول الله ... ابن عمر ... 654
أربع من الجفاء أن تبول قائماً ... عبدالله بن مسعود ... 393
أرغم الله أنفك، ما أنت بفاعل ... عائشة ... 132
اصحاب النبي × كانوا يكرهون الصوت ... 649
أفتاركهم أنا لا أبالك ... عمر ... 132
أما أنه قنت مع أبيه ولكنه نسي ... سعيد بن المسيب ... 352
أما يخشي الذي يرفع بصره إلى السماء ... أبو مجلز ... 397
أمين دعاء أمن ابن الزبير ... عطاء ... 746، 763، 767
أنزل هذا في الدعاء ... عائشة ... 79، 155
أول تكبيرة من الصلاة على الجنازة ... الشعبي ... 476
أول من صنع ذلك ابن عباس ... الحسن ... 624
إذا أردت أن تدعو فقدم بين يديك ... ابن عمر ... 147
إذا ذبحت فقل: بسم الله والله أكبر هذه ... عطاء ... 699
إذا فرغ من الركوع كبر ثم قنت ... جماعة من التابعين ... 401
إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعاً ... عمر ... 614
إذا كان يقنت قبل الركوع افتتح القنوت ... أحمد ... 402
إذا مرت بهذه الآية ? ???????? ?????? ?????????? ? ... عائشة ... 665
اذهبوا فأدفنوه ولا تصلوا عليه ... سمر بن جندب ... 495
أن أبا موسى كان إذا خطب فحمد الله ... ضبة بن محض ... 531
أن أبي بن كعب أمهم يعني في رمضان ... أبي بن كعب ... 413
أن أبي بن كعب أم الناس في رمضان ... أبي بن كعب ... 413
أن ابن عمر كان يقف على قبر النبي × ... ابن عمر ... 585
أن الحسن كان يقنت في السنة كلها إلا ... الحسن ... 415
أن رجلاً جاء إلى عبدالله بن مسعود ... ابن مسعود ... 691
أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد ... الحسن ... 695
إن رفع الصوت بالدعاء لبدعة ... الحسن ... 166
أن عبدالله كان لا يقنت في شيء ... ابن عمر ... 363
أن عبدالله كان لا يقنت في شيء من ... ابن عمر ... 347
أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب ... عمر ... 412، 415، 419
أن عمر قنت في الوتر قبل الركوع ... عمر ... 417(1/1)
أن عمر كبر حين فرغ من القراءة ... عمر ... 402
أن علياً دخل على عمر وهو مسجى ... جابر ... 583
أن علياً قنت في المغرب ... علي ... 366
أن علياً كبر حين قنت في الفجر ... علي ... 402
أن علياً كان يقنت في الوتر بعد الركوع ... علي ... 420
أن قتادة كان يقنت السنة كلها إلا في ... قتادة ... 414
أن قوماً قرؤوا السجدة فلما ... مورق العجلي ... 667
أن الله لا يقبل من مسمع ولا مراء ... عبدالله بن مسعود ... 138
أن ناساً من أصحاب رسول الله اجتمعوا ... أبو سلمة بن عبدالرحمن ... 543
إنما استنصرنا على عدونا ... علي ... 349
إنما ترك سنة ولا شيء عليه ... الأوزعي، ابن عليه ... 436
إنما ترك اللعن ... عبدالرحمن بن مهدي ... 355
إنما دعوناك أنا أردنا نختم ... مجاهد ... 670، 671، 799
إنه استبطن الوادي ثم رمى سبع ... ابن عمر ... 628
أنه تزوج امرأة من بني جشم ... الحسن بن عقيل ... 684
إنه خرج يستسقي فلم يزد على ... عمر ... 450
إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به ... محمد الحنفية ... 383
إنه سمع رجل عطس ناحية المسجد ... ابن عمر ... 732
إنه صلى بالناس فقال: بسم الله الرحمن الرحيم ... أبو هريرة ... 755، 767
إنه قنت في الوتر ... عمر ... 408
إنه قرأ: ? ?????? ?????? ??????? ???????? ? فقال ... علقمة ... 665
إنه لقي رجلاً قدم من العمرة فقال ... أبو قلابة ... 641
أنه قنت في الوتر بعد القراءة قبل الركوع ... ابن مسعود ... 417
أنه قنت قبل الركوع في صلاة الغداة ... أنس ... 376
أنه كان إذا فرغ من السورة كبر ... البراء ... 402
أنه كان يجعل رجلاً يراقب رجلاً ... ابن عباس ... 672
أنه كان يقنت في الفجر ويقول:بسم الله الرحمن الرحيم ... عمر ... 384، 422
أنه كان يمد بضبعيه في قنوت ... ابن عباس ... 390
أنه كتب أن لا يسمى أحدم في الدعاء ... عمر بن عبدالعزيز ... 533
أنهما أقاما عند عمر سنتين أو حولين ... إبراهيم النخعي ... 347
أنهما كانا يقنتان في جميع السنة ... علي وابن مسعود ... 411
أنهم قنتوا في الفجر قبل الركوع ... عمر، علي، أبو موسى ... 375
أنهم كانوا يقنتون في النصف الأخير ... عمر، علي، ابن عمر ... 413
أنهم كانوا يستحبون إذا وضع ... عمرو بن مرة ... 558(1/2)
إني لأدعو الله في كل شيء من أمري حتى ... ابن عمر ... 153
إني لأدعو الله في حواجي كلها ... عروة بن الزبير ... 321
أني لأدعو الله وأنا ساجد لسبعين ... أبو الدرداء ... 328
إني لأدعو في صلاتي حتى بشعير حماري ... ابن عمر ... 321
إني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم ... عمر ... 823
أيها الناس إن الذي أنتم عليه ... نافع مولى ابن عمر ... 622
( ت )
تحريك الرجل باصبعه في الجلوس في الصلاة ... مجاهد ... 303
تزوجت فحضره عبدالله بن مسعود، وأبو ذر ... أبو سعيد مولى أبي أسيد ... 688
( ث)
ثكلتك أمك إن القرآن منه ... ابن عباس ... 67
ثلاثين من أصحاب النبي × لم يقوموا ... 485
ثنتان بدعة أن يقوم الرجل بعدما ... عبدالله ... 179
( ج )
جاء رجل إلى إبراهيم فقال: يا أبا عمران ... إبراهيم النخعي ... 92
جدوا في الدعاء فإنه من يكثر قرع ... أبو الدرداء ... 813
جردوا التسمية ... ابن مسعود ... 631
جلس يوم عرفة بعد العصر فدعا ... الحسن ... 624
جلوس الإمام بعد التسليم بدعة ... عمر ... 516
جمعت هاتان الآيتان مواقيت ... ابن عباس ... 707
( خ )
خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل ... 439
خرج عبدالله بن يزيد وخرج معه ... 178
الخلاف شر ... ابن مسعود ... 371
( د )
دعاء المظلوم مستجاب على كل حال ... علي ... 805
( ر )
رأى رجلاً يشير باصبعيه فقبض ... ابن عمر ... 177
رأى رجلاً يدعو قائماً بعدما انصرف ... أبو عبدالرحمن ... 179
رأى شريح رجلاً رافعاً يديه فقال ... شريح ... 165
رأى عبدالله بن الزبير رجلاً رافعاً ... عبدالله بن الزبير ... 389، 511
راعينا صلاة رسول الله × بالليل ... عمر وعلي، وابن مسعود وابن عباس ... 411، 416
( س )
سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح ... العوام بن حمزة ... 351
سألت أبا عثمان عن القنوت فقال ... العوام بن حمزة ... 378
سألت ابن عمر عن قنوت عمر فقال ... أبو مجلز ... 347
سئل ابن عباس عن الرجل يدعو يشير ... ابن عباس ... 303
سئل إبراهيم النخعي عن اجتماع الناس ... إبراهيم النخعي ... 622
سئل ابن عمر عن الضالة قال: يتوضأ ... 463
سئل جابر عن الرجل يرى البيت ... 606
سئل ابن المبارك عن الذي إذا دعا ... ابن المبارك ... 185، 393(1/3)
سئل أحمد عن التعريف قال: ارجو ... أحمد ... 624
سئل أبو جعفر عن القنوت فقال ... أبو جعفر ... 367
سئل سعيد بن المسيب عن تشميت ... سعيد بن المسيب ... 738
سئل الشعبي وعطاء ومجاهد أفي الصلاة ... جماعة من التابعين ... 485
سمع أنساً يدعو للصبي في الصلاة ... سعيد بن جبير ... 493
سمع ابن عمر يدعو على الصفا اللهم ... نافع ... 614
السقط يدعى لوالديه بالعافية ... المغيرة بن شعبة ... 495
( ص )
صحبت أبا هريرة عشر سنين فما رأيته ... أبو المهزم ... 407
صلاتان كان يقنت فيهما المغرب والفجر ... أنس ... 366
صليت خلف عمر فقنت سنتين بعد الركوع ... أبو رافع ... 378
صليت خلف أصحاب رسول الله × فكانوا ... أبو رافع ... 419
صليت خلف عمر في السفر والحضر ... الأسود ... 349
صليت خلف عمر فقنت بعد الركوع ... أبو رافع ... 390
صليت مع ابن عباس في مسجد البصرة ... أبو رجاء ... 376
صليت مع ابن عمر الصبح فلم يقنت ... ابن عمر ... 363
صلى الله عليك ما أحد ألقى إلي ... علي بن أبي طالب ... 583
( ط )
طاف عبدالرحمن بن عوف فاتبعه رجل ... عبدالرحمن بن عوف ... 611
( ف )
فإذا دفنتموني فسنوا على التراب ... عمرو بن العاص ... 560
فدعا لي بثلاث فدفنت مائة ... أنس بن مالك ... 112
( ق )
قال رجل لأنس لودعوت لنا بدعوات ... 91
قال رجل لحذيفة استغفر لي فقال ... 92
قال معاذ القارئ في قنوته اللهم ... 433
قطعهما الله ... مسروق ... 166
قلت لأبي هريرة أنهم زعموا أن ... 537
قلت لأبي يا أبت صليت خلف ... أبو مالك الأشجعي ... 346
قنت عمر في صلاة الصبح بعد الركوع ... أبو رافع ... 378، 388
القنوت في الجمعة بدعة ... إبراهيم النخعي ... 365
قيل أبي الدرداء أن ناساً من ... أبو الدرداء ... 93
( ك )
كان إبراهيم يكره إذا انصرف الرجل ... إبراهيم ... 179
كان البراء يقنت قبل الركعة ... البراء ... 376
كان ابن عباس يقف على القبر ... ابن عباس ... 561
كان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم ... ابن عباس ... 635، 801
كان ابن عباس يلتزم ما بين الركن والباب ... ابن عباس ... 638
كان ابن عمر لا يدعه ويحضهم ... نافع ... 746
كان ابن عمر إذا أمن الناس ... ابن عمر ... 747، 768
كان ابن عمر يقول في ركوعه في ... ابن عمر ... 263(1/4)
كان ابن عمر يبيح الدعاء فيه ... ابن عمر ... 297
كان ابن عمر يكبر على الجنازة ... ابن عمر ... 584
كان ابن عمرو إذا أفطر يقول ... عبدالله بن عمرو ... 595
كان ابن عمر يدعو بقوله اللهم ... ابن عمر ... 604
كان ابن عمر يقوف في طوافه ... ابن عمر ... 612
كان ابن عمر يقول عند الصفا ... ابن عمر ... 617
كان ابن مسعود يقول إذا سافر ... ابن مسعود ... 656
كان ابن مسعود يكبر في الوتر إذا فرغ ... ابن مسعود ... 402
كان ابن مسعود لا يقنت في الفجر و ... ابن مسعود ... 408
كان ابن مسعود يدعو بكلمات اللهم ... ابن مسعود ... 305
كان ابن مسعود لا يقنت في شيء من الصلوات ... الأسود ... 417
كان ابن مسعود إذا سلم لم يلبث أن ... ابن مسعود ... 516
كان ابن مسعود إذا سعى بين الصفا ... ابن مسعود ... 617
كان إذا مر بالآية فيها تخويف ... الحسن ... 665
كان إذا عطس فقيل له يرحمك الله ... ابن عمر ... 723
كان إذا أفطر دعا أهله ... عمرو بن العاص ... 595
كان أصحاب النبي × يقنتون قبل ... 417
كان أصحاب النبي × إذا لبس ... 570
كان أصحاب النبي × يأخذ بعضهم ... 300
كان أصحاب رسول الله × يكرهون ... 556
كان أبو هريرة يقول للإمام لا ... أبو هريرة ... 746، 755، 764
كان أنس إذا ختم القرآن جمع أهله ... أنس ... 671، 673، 799
كان أنس لا يدعو بدعاء إلا ختمه ... أنس ... 483
كان انس إذا سوى على الميت ... أنس ... 560
كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود ... أيوب ... 695
كان الإمام إذا سلم قام ... ابن عمر ... 516
كان سعيد بن جبير إذا صلى العصر ... سعيد بن جبير ... 544
كان طاوس إذا صلى العصر ... طاووس ... 544
كان عروة لا يقنت في شيء من الصلاة ... عروة ... 407
كان علي يقنت ويدعو على قوم كل ... إبراهيم النخعي ... 354
كان علي يقنت في الفجر ... إبراهيم النخعي ... 354
كان علي يقنت في صلاة الصبح ... علي ... 376
كان علي يقول بعد ما يفرغ ... علي ... 560
كان علي إذا استلم الحجر ... علي ... 608
كان عمر إذا صلى العشاء أخرج الناس ... عمر ... 91
كان عمر يقول في صلاة الصبح بعد ... عمر ... 375
كان عمر يقنت في صلاة الغداة ... عمر ... 388
كان عمر يقنت في صلاة الفجر قدر ما يقرأ ... عمر ... 399
كان الحسن إذا دعا مسح وجهه ... 187(1/5)
كان معاذ القارئ يصلى على النبي × ... معاذ القارئ ... 427
كان يقول إذا قرأ السجدة ... قتادة ... 667
كان يقنت في صلاته على قوم ... علي ... 328
كانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض ... محمد بن زياد ... 549
كانوا يجتمعون فيتذاكرون فلا ... إبراهيم النخعي ... 93
كانوا يلعنون الكفرة ويقولون ... 427
كانوا يستحبون إذا فرغ من القراءة ... سفيان ... 402
كتب رجل إلى عمر رضي الله عنه فقال أدع ... عمر ... 92
كتب عمر بن عبدالعزيز أن أناساً من ... عمر بن عبدالعزيز ... 579
كنا إذا جلسنا مع أبي بكر كأنه ... مسروق ... 288
كنا نأتي أبا أمامه وواثلة في ... محمد بن زياد ... 549
كنا نقول لعمر بن عبدالعزيز ... آدم مولى عمر بن عبدالعزيز ... 549
كنا نقول في الجاهلية بالرفاء ... الحسن ... 685
كنت عند أنس شهرين فلم يقنت ... غالب بن فرقد ... 358
( ل )
لقد أدركت الناس ولهم ضجة بآمين ... عكرمة ... 767
لقد سألت الله حاجة منذ عشرين ... مورق العجلي ... 818
لقي طلحة حماداً فقال: بر نسكك ... مالك ... 641
اللهم أجره على النار ... أبو هريرة ... 491
اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً ... ابو هريرة ... 491
اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً ... الحسن ... 492
اللهم اجعله لنا فرطاً وذخراً ... الحسن ... 495
اللهم أرزقني شهادة في سبيلك ... عمر ... 73، 642
اللهم اسلمه إليك الأشحاء من ... 558
اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً ... سعد بن أبي وقاص ... 128
اللهم عذب الكفرة الذين يصيدون ... عمر ... 423
لما ولد لي إياس دعوت نفراً ... معاوية بن قرة ... 698
لم يقنت أبو بكر وعمر حتى ذهبا ... إبراهيم النخعي ... 348
لم يكن عبدالله بن عمر يقنت في فجر ... نافع ... 365
لم يكن عمر وعلي يجهران بسم الله ... 757
ليست عرفة إلا بمكة ليس في ... سفيان ... 623
ليس في الصلاة علىالميت دعاء مؤقت ... إبراهيم النخعي ... 485
( م )
ما حال أحب إلى الله تعالى أن يجد ... عبدالله بن مسعود ... 279
ما الذي أرى الناس يدعون به في ... ابن جريج ... 532
ما رأيت عبدالله بن مسعود جلس ... وائل ... 693
مالي أراكم سامدين ... علي ... 236
من أحب الكلام إلى الله أن يقول ... علي ... 278
من ختم القرآن فله دعوة ... ابن مسعود ... 670، 799(1/6)
من دعا لفاسق بالبقاء فقد أحب ... الحسن البصري ... 111
من نسي القنوت في الوتر أو الفجر ... الحسن ... 435
( ن )
نعم البيت الحمام ... أبو هريرة ... 215
( و )
وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه ... ابن عباس ... 76
وجب القنوت في الوتر على كل مسلم ... ابن مسعود ... 406
( لا )
لا تفتني بآمين ... أبو هريرة ... 746
لا تقوموا تدعون كما تصنع اليهود ... ابن عباس ... 179
لا تصلح الصلاة على أحد إلى على النبي × ... ابن عباس ... 579
لا غفر الله لك ... ابن عمر ... 556
لا وتر إلا بقنوت ... إبراهيم النخعي ... 406
لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم ... سفيان بن عيينه ... 154
لا يزيد في الركعتين الأوليين على ... 289
( ي )
يا بر يا رحيم منّ علينا وقنا ... سفيان ... 215
يبدأ في القنوت بالسورتين ... الحسن ... 423
يخفي الإمام أربعاً التعوذ ... عمر ... 757
يتشهد الرجل في الصلاة ثم ... ابن مسعود ... 296
يستحب أن يقال عند استلام الحجر ... مجاهد ... 608
******(1/7)
فهرس الأعلام المترجم لهم
اسم العلم ... رقم الصفحة
إبراهيم النخعي ... 93، 347
الأسود بن يزيد ... 347، 349
ابو أمامة = صدي بن عجلان ... 478، 549
أويس القرني ... 90، 95
البراء بن عازب ... 178
بريدة بن الحصيب ... 90، 118، 525، 562
بشير بن مروان ... 164، 526
ابن جريج = عبدالملك بن عبدالعزيز ... 532
ابو جعفر = عيسى بن هامان ... 358
أم الحصين بنت إسحاق ... 754
حنبل ... 288
أم خالد بنت خالد بن سعيد ... 569، 685
الخطابي = ابو سليمان حمد بن محمد ... 36
أبو رافع الصائغ ... 349
أبو رجاء = عمران بن ملحان ... 376
الراغب الأصفهاني = الحسين بن محمد ... 40
رفاعة بن رافع ... 272
أبو ريحانه = شمعون بن زيد ... 645
الزهري = محمد بن مسلم بن شهاب ... 630
زيد بن أرقم ... 178
سالم بن عمر ... 630
ابن سعدي = عبدالرحمن بن ناصر ... 62
أبو سعيد مولى أبي أسيد ... 91، 688
أبو سلمة بن عبدالرحمن ... 543
سلمة بن هشام ... 327
سمرة بن جندب ... 495
سهل بن سعد ... 164، 176
أبو شامة = عبدالرحمن بن إسماعيل ... 340
شريح ... 165
الشعبي = عامر بن شراحيل ... 476
الشوكاني = محمد بن علي ... 30، 33
ضباعة بنت الزبير ... 600
ضبة بن محصن ... 531
الضحاك بن مزاحم ... 237
طاووس بن كيسان ... 296، 318
الطرطوشي = أبو بكر محمد بن الوليد ... 32، 53، 105، 145
عاصم الأحول ... 374
أبو عامر الأشعري ... 147
عبدالرحمن بن أبي ليلى ... 260
عبدالرحمن بن صفوان ... 637
عبدالرحمن بن معقل ... 352
عبدالرحمن بن مهدي ... 73، 355
عبدالله بن أبي أوفى ... 481، 574
عبدالله بن بسر ... 692
عبدالله بن زيد ... 456
عبدالله بن مغفل ... 75، 352
عبدالله بن يحنس ... 537
عبدالله بن يزيد ... 187
أبو عثمان النهدي = عبدالرحمن بن مل ... 351
ابن العربي= محمد بن عبدالله ... 97، 123، 729
عروة البارقي ... 108
عطاء بن أبي رباح ... 532، 699، 746، 763، 764
عقيل بن أبي طالب ... 684
عكرمة مولى ابن عباس ... 361، 767
علقمة بن قيس ... 347
عمارة بن رويبة ... 164، 526
أم عمارة = نسيبة بنت كعب ... 596
عمران بن حصين ... 797
عمرو بن شعيب ... 638
عوام بن حمزة ... 351
عوف بن مالك ... 257 ، 477
عياش بن ربيعة ... 320(1/1)
قتادة بن دعامة ... 166
أبو قلابة = عبدالله بن زيد ... 640
قيس بن الربيع ... 357، 358
قيس بن سعد بن عبادة ... 583
أم القيس ... 113
كعب نب عجرة ... 308
أبو مالك الأشجعي = سعد بن طارق ... 346
محمد بن زياد ... 549
محمد بن محمد بن إدريس الشافعي ... 328
محمد بن نصر المروزي ... 434
مجاهد بن جبر ... 303، 671، 799
أبو مجلز = لاحق بن حميد ... 347، 363
مخرمة بن بكير ... 546
مسروق ... 166
معاذ القارئ ... 412، 433
معاوية بن الحكم السلمي ... 317
معاوية بن قرة ... 698
ابن منظور = محمد بن مكرم ... 41
أبو المهزم = يزيد بن سفيان ... 407
مورق بن مشمرج العجلي ... 667، 818
ابن الهمام = محمد بن عبدالواحد ... 80
أبو الهيثم = مالك بن التيهان ... 692
أبو وائل = شقيق بن سلمة ... 674
واثله بن الأسقع ... 477، 549
الوليد بن عقبة ... 439
الوليد بن الوليد ... 320
يحي بن معين ... 358
أبو اليسر = كعب بن عمرو بن عباد ... 113
أبو يوسف = يعقوب بن إبراهيم ... 242
يزيد بن الأسود العامري ... 511
******(1/2)
فهرس الألفاظ اللغوية
الكلمة ... رقم الصفحة ... الكلمة ... رقم الصفحة
التشهق ... 80 ... مخلول ... 576
التشدق ... 80 ... الرمل ... 611
دأب ... 91 ... المشعر الحرام ... 626
لا تسبخي ... 126 ... فيسهل ... 628
تلوث ... 133 ... أقرن ... 633
لا كبر الله سنك ... 133 ... الحطيم ... 637
ثندوة ... 169 ... فواق ناقة ... 642
حاص ... 175 ... شرف ... 646
الحمام ... 215 ... الذمة ... 656
الرضف ... 288 ... الأسود ... 657
نحفد ... 384، 422 ... ساكن البلد ... 658
ملحق ... 384 ... والد وماولد ... 658
الإمام الأعظم ... 399 ... الأكمة ... 659
نخلع ... 422 ... الجعالة ... 678
الأبعاض ... 435 ... الرفاء ... 684
المجاديح ... 450 ... على خير طائر ... 687
مريئاً ... 458 ... وطبة ... 692
مريعاً ... 458 ... وشركه ... 704
طبقاً ... 459 ... الترة ... 709
سيباً ... 460 ... قافية ... 713
المنفوس ... 491 ... عصفت ... 718
فرطا ... 491 ... لقحاً ... 718
اليعسوب ... 525 ... أمّن ... 741
التهنئه ... 549، 694 ... التثويب ... 796
التعزية ... 556 ... تعار ... 807
يتلها ... 576 ... أشعث ... 811
ألظوا ... 810 ... الطمر ... 811
******(1/1)
فهرس المراجع والمصادر
( أ )
1- الإبداع في مضار الابتداع، تأليف: الشيخ علي محفوظ، دار الاعتصام، الطبعة الخامسة (1375هـ/ 1956م).
2- إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين لمحمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان (1414هـ/ 1994م).
3- الأجزاء الحديثية، الحوالة – مسح الوجه باليدين – زيارة النساء للقبور – حديث العجن – مرويات دعاء ختم القرآن، تأليف: الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد، دار العاصمة، المملكة العربية السعودية، الرياض، الطبعة الأولى (1416هـ/ 1996م).
4- الإجماع، لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذري النيسابوري، حققه وقدم له وخرج أحاديثه: د. أبو حماد صغير أحمد بن محمد حنيف، مكتبة الفرقان – عجمان ومكتبة مكة الثقافية – رأس الخيمة. الطبعة الثانية (1420هـ/ 1999م).
5- الأحاديث المختارة أو المستخرج من الأحاديث المختارة مما لم يخرجاه البخاري ومسلم في صحيحهما، لضياء الدين أبي عبدالله محمد بن عبدالواحد بن أحمد بن عبدالرحمن الحنبلي المقدسي، دراسة وتحقيق: عبدالملك بن عبدلله بن دهيش، دار خضر، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة (1420هـ/ 2000م).
6- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان لعلاء الدين علي بن بلبان الفارسي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة الأولى (1412هـ/ 1991م).
7- أحكام الجنائز وبدعها، تأليف: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى للطبعة الجديدة (1412هـ/ 1992م).
8- أحكام القرآن، تأليف: الإمام حجة الإسلام أبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص الحنفي، دار الكتاب العربي.
9- أحكام القرآن، لأبي بكر محمد بن عبدالله المعروف بابن العربي، راجع أصوله وخرج أحاديثه وعلق عليه: محمد عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان (1416هـ/ 1996م).(1/1)
10- أحكام المولود في الفقه الإسلامي، إعداد: أسماء بنت محمد بن إبراهيم
آل طالب، رسالة ماجستير إشراف فضيلة الدكتور:فهد بن عبدالكريم السنيدي.
11- إحياء علوم الدين مع إتحاف السادة المتقين تأليف: الإمام أبي حامد الغزالي، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، (1414هـ/ 1994م).
12- أخبار القضاة، لمحمد بن خلف بن وكيع، عالم الكتب، بيروت.
13- الاختيارات الفقهية من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، اختارها العلامة الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عباس البعلي، تحقيق: محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية (1369هـ/ 1950م).
14- الاختيار لتعليل المختار، تأليف: عبدالله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي، وعليه تعليق: للشيخ محمود أبو دقيقة، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
15- آداب الزفاف في السنة المطهرة، لمحمد ناصر الدين الألباني، المكتبة الإسلامية – الأردن، الطبعة الثانية للطبعة الجديدة بالقاهرة (1409هـ).
16- الآداب الشرعية والمنح المرعية، تأليف: الإمام المحدث أبي عبدالله محمد بن مفلح المقدسي، حققه وضبط نصه وخرج أحاديثه وقدم له: شعيب الأرنؤوط وعمر القيام مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية (1417هـ/ 1996م).
17- الأدب المفرد، للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1406هـ/ 1986م).
18- الأذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار - صلى الله عليه وسلم - تأليف: محي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، تخريج وفهرسة: عصام الدين سيد الصبابطي، دار الحديث – القاهرة، الطبعة الثانية (1418هـ/ 1997م).
19- إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصول، تأليف: العلامة محمد بن علي الشوكاني، تحقيق: محمد بن سعيد البدري، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة (1414هـ/ 1993م)، نشر المكتبة التجارية، مصطفى أحمد الباز، مكة المكرمة.(1/2)
20- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، تأليف: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الثانية (1405هـ/ 1985م).
21- الأزهية في أحكام الأدعية، تأليف: محمد بن بهادر الزركشي، تحقيق: أم عبدالله محروس العسلي إشراف: محمود بن محمد الحداد، دار الفرقان، مصر والسودان، الطبعة الأولى (1408هـ/ 1988م).
22- أسئلة وأجوبة في صلاة العيدين، للشيخ: محمد الصالح العثيمين، دار الوطن، الطبعة الأولى (1412هـ).
23- أساس البلاغة، للإمام أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق: عبدالرحيم محمود، دار المعرفة، بيروت – لبنان.
24- أسباب نزول القرآن، تأليف: الإمام علي بن أحمد الواحدي، تحقيق ودراسة: كمال بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
25- الاستغاثة في الرد على البكري، تأليف: شيخ الإسلام ابن تيمية، دراسة وتحقيق: عبدالله بن دجين السهلي، دار الوطن، الطبعة الأولى (1417هـ/ 1997م).
26- أسد الغابة في معرفة الصحابة، لعز الدين ابن الأثير علي بن محمد الجزري، تحقيق وتعليق: محمد البنا ومحمد عاشور ومحمود فايد، الشعب، القاهرة.
وأسد الغابة في معرفة الصحابة، لابن الأثير، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1417هـ).
27- أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في فقه إمام الأئمة مالك، جمعه أبو بكر بن حسن الكشناوي، ضبطه وصححه: محمد بن عبدالسلام شاهني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1416هـ/ 1995م).
28- الأشباه والنظائر، لزين الدين بن إبراهيم المعروف بابن نجيم الحنفي، وبحاشيته نزهة النواظر على الأشباه والنظائر، لابن عابدين، تحقيق: محمد بن مطيع الحافظ، دار الفكر، دمشق – سورية، الطبعة الأولى (1403هـ).
29- الإصابة في تمييز الصحابة، تأليف: شيخ الإسلام أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف: بابن حجر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.(1/3)
والإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر، بهامشه الاستيعاب لابن عبدالبر، مطبعة السعادة، بجوار محافظة مصر.
30- إصلاح المساجد من البدع والعوائد، تأليف: علامة الشام محمد جمال الدين القاسمي، خرج أحاديثه وعلق عليه: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الخامسة (1403هـ/ 1983م).
31- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، تأليف الشيخ: محمد الأمين محمد المختار الشنقيطي، خرج آياته وأحاديثه الشيخ: محمد عبدالعزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1417هـ/ 1996م).
32- إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين، للعلامة: الفاضل السيد أبي بكر بن محمد شطا الدمياطي، المشهور بالسيد البكري، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
33- الاعتصام، تأليف: الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد الغرناطي الشاطبي، تحقيق: سليم بن عيد الهلالي، دار ابن عفان، الخبر – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى (1412هـ/ 1992م).
34- الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعمرين والمستشرقين، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة (1979م).
35- إعلام الموقعين عن رب العالمين، تأليف: العلامة أبي عبدالله محمد بن أبي بكر المعروف: بابن قيم الجوزية، رجعه وقدم له وعلق عليه: طه عبدالرؤوف سعد، دار الجيل، بيروت – لبنان.
36- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، لا بن قيم الجوزية، دراسة وتحقيق: محمد عثمان الخشت، مكتبة القرآن، القاهرة.
37- الإفصاح عن معاني الصحاح في مذاهب الأئمة الأربعة للشيخ: الوزير ابن هبيرة، تحقيق: د. محمد عبيدي، فجر للطباعة والنشر، القاهرة.
38- اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، تأليف: شيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: محمد حامد فقي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1407هـ/ 1987م).(1/4)
اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، تحقيق وتعليق: د. ناصر بن عبدالكريم العقل، توزيع الشؤون الإسلامية والأوقاف، المملكة العربية السعودية، الطبعة السابعة (1419هـ/ 1999م).
39- أقرب المسالك على الشرح الصغير، للسيد: أحمد الدردير، مع بلغة السالك، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1415هـ/ 1995م).
40- الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل، تأليف: الشيخ المحقق ابن النجا شرف الدين موسى الحجاوي المقدسي، تصحيح وتعليق: عبداللطيف محمد موسى السبكي، دار المعرفة، بيروت – لبنان.
41- الأم، تأليف: الإمام أبي عبدالله محمد بن إدريس الشافعي، دار الفكر، بيروت – لبنان، (1410هـ/ 1990م).
42- الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع، تأليف: جلال الدين السيوطي، تحقيق: مشهور بن حسن بن سليمان، دار القيم، الدمام – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى (1410هـ).
43- الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، للإمام علاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان بن أحمد المرداوي، تحقيق: محمد بن حسن بن محمد إسماعيل الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى
(1418هـ/ 1997م).
( ب )
44- الباعث على إنكار البدع والحوادث وفيه: الإنصاف لما وقع في صلاة الرغائب من اختلاف، تأليف الشيخ: شهاب الدين أبي محمد عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم – المعروف: بأبي شامة، ضبط نصبه وقدمه و علق عليه وخرج أحاديثه: مشهور حسن بن سليمان، دار الراية، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى (1410هـ/ 1990م).
45- البحر الرائق شرح كنز الدقائق، للعلامة زين الدين بن نجيم الحنفي، دار الكتاب الإسلامي. القاهرة، الطبعة الثانية، (أعيد طبعه بالأوفست).(1/5)
46- بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، تأليف: الإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني الحنفي، تحقيق وتعليق: علي معوض و عادل أحمد عبدالموجود، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).
47- بدائع الفوائد، للإمام محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، دار الفكر.
48- بداية المجتهد ونهاية المتقصد، للإمام ابن رشد القرطبي، تحقيق: حازم القاضي، وضبط أصوله أسامة حسن، خرج أحاديثه: ياسر إمام، الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة، (1415هـ – 1995م).
49- البداية والنهاية، لأبي الفداء الحافظ بن كثير، دقق أصوله وحققه: د. أحمد أبو ملح ود. على عطوي، والأستاذ: فؤاد السيد، والأستاذ: مهدي ناصر الدين والأستاذ: علي عبد الساتر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة:
(1407هـ – 1987م).
50- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، لمحمد الشوكاني، مطبعة السعادة بجوار محافظة مصر – القاهرة، الطبعة الأولى (1348هـ).
51- بدر المتقى شرح الملتقي بهامش مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، للشيخ: عبدالله بن محمد بن سليمان المعروف بداماد أفندي، مؤسسة التاريخ العربي – دار أحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
52- البدع والمحدثات ومالا أصل له، جمع وإعداد: حمود بن عبدالله المطر، دار ابن خزيمة، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية (1419هـ – 1999م).
53- البدع والنهي عنها، لمحمد بن وضاح القرطبي تحقيق: محمد بن أحمد دهان. دار البصائر، دمشق، الطبعة الثانية (1400هـ).
54- بلغة السالك لأقرب المسالك على الشرح الصغير تأليف: الشيخ أحمد الصاوي، ضبطه وصححه محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1415هـ – 1995م).(1/6)
55- بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام مع سبل السلام للعلامة الحافظ: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، صححه وعلق عليه وخرج أحاديث: فواز زمرلي وإبراهيم الجمل دار الكتب العربي، بيروت – لبنان، الطبعة السابعة (1414هـ – 1994م).
56- البناية في شرح الهداية، لأبي محمد محمود بن أحمد العيني، دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية (1411هـ – 1990م).
57- البجيرمي علي الخطيب وهو حاشية الشيخ سليمان بن محمد بن عمر البجيرمي الشافعي المسماة تحفة الحبيب على شرح الخطيب المعروف بالإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع للشيخ: محمد بن أحمد الشربيني المعروف بالخطيب الشربيني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان. الطبعة الأولى (1417هـ – 1996م).
( ت )
58- التاج والإكليل لمختصر خليل بهامش مواهب الجليل لأبي عبدالله محمد بن يوسف العبدري الشهير بالمواق دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة (1412هـ – 1992م).
59- تاريخ بغداد أو مدينة السلام، للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي. بيروت – لبنان.
60- التاريخ الكبير، لمحمد بن إسماعيل البخاري، طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
61- تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، تأليف العلامة فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي الحنفي، دار الكتاب العربي الطبعة الثانية (أعيد طبعه بالأوفست).
62- التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث، تأليف بكر بن عبدالله أبو زيد، دار الهجرة للنشر والتوزيع، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى (1412هـ – 1991م).
63- تحفة الأحوذي شرح جامع الترمزي، للإمام الحافظ أبي العلا محمد بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى
(1410هـ 1990م).
64- تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - ، تأليف الحافظ: محمد بن علي الشوكاني دار الكتاب العربي، مطبعة العلوم، لبنان.(1/7)
65- تحفة المودود بأحكام المولود، تأليف الإمام محمد بن أبي بكر من قيم الجوزية، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1403هـ – 1983م)، من توزيع الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
66- تدريب الراوي في شرح تقريب النووي، لخاتمة الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق: عبد الوهاب عبداللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية (1399هـ – 1979م).
67- التذكار في أفضل الأذكار، للإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الأنصاري، تحقيق: فواز أحمد رمزلي، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى
(1408هـ).
68- تذكرة الحفاظ، للإمام أبو عبد الله شمس الدين الذهبي، دار الفكر العربي، صحح عن النسخة القديمة المحفوظة في مكتب الحرم المكي، تحت إعانة وزارة معارف الحكومة العالية الهندية.
69- ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة، رتبه: الطاهر أحمد الزاوي، دار عالم الكتب للطباعة، الرياض، الطبعة الرابعة (1417هـ – 1996م).
70- تصحيح الدعاء، تأليف: د. بكر بن عبدالله أبوزيد. دار العاصمة، الرياض، الطبعة الأولى (1419هـ – 1999م).
71- تصحيح الفروع، للعلامة الشيخ علاء الدين علي بن سليمان المردادي، بذيل الفروع، تحقيق: حازم القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997).
72- التعريفات، تأليف: السيد الشريف علي بن محمد بن علي السيد الزين أبي الحسيني الجرجاني الحنفي، تحقيق: عبد الرحمن عميرة، عالم الكتب، الطبعة الأولى (1416هـ – 1996م).
73- التعليق المغني على سنن الدار قطني، لأبي الطيب محمد آبادي، بذيل سنن
الدار قطني، دار أحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان.
(1413هـ – 1993م).(1/8)
74- التعليق الميسر على ملتقى الأبحر، تحقيق ودراسة: وهبي سليمان غاوجي الألباني، بذيل ملتقى الأبحر، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى (1409هـ – 1989م).
75- تفسير القرآن العظيم، للإمام الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي، دار زمزم، الرياض، طبع: دار الحديث- القاهرة، الطبعة السابعة
(1414هـ – 1993م).
76- تقريرات محمد عليش على حاشية الدسوقي بهامش حاشية الدسوقي، دار الفكر.
77- تقريب التهذيب، للإمام الحافظ أحمد بن علي الشهير بابن حجر العسقلاني، تحقيق: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة بيروت – لبنان، الطبعة الثانية (1417هـ – 1997م).
78- تكملة المجموع شرح المهذب، بقلم: محمد نجيب المطيعي، مكتبة الإرشاد، جدة – المملكة العربية السعودية.
79- تلبيس إبليس، للحافظ الإمام جمال الدين بن أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي، خرج أحاديثة وعلق عليه: عبد الرزاق المهدي، دار الخير، بيروت – دمشق، الطبعة الأولى (1419هـ – 1998م).
80- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير لشيخ الإسلام الحافظ أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني، إعداد: مركز الدراسات والبحوث بمكة المكرمة نزار الباز، مكتبة نزار الباز، مكة المكرمة – الرياض، الطبعة الأولى
(1417هـ – 1997م).
81- التلقين في الفقه المالكي، للقاضي أبو محمد عبد الوهاب البغدادي المالكي، تحقيق ودراسة: محمد ثالث سعيد الغاني، المكتب التجارية، مصطفى أحمد الباز – مكة المكرمة.
82- تمام المنة في التعليق على فقه السنة، تأليف: محمد ناصر الدين الألباني، دار الراية، الرياض – جدة الطبعة الخامسة (1419هـ – 1998م).
83- التمهيد لمافي الموطأ من المعاني والأسانيد. لابن عبد البر تحقيق: محمد الفلاح،
(1405هـ – 1984م).(1/9)
84- تهذيب الآثار وتفصيل معاني الثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار تأليف: الإمام محمد بن جرير الطبري، تحقيق: د. ناصر الرشيد وعبد القيوم عبد رب النبي، مطابع الصفا، مكة المكرمة (1402هـ).
وتهذيب الآثار، لأبي جعفر الطبري، قرأه وخرج أحاديثه: محمود محمد شاكر مطبعة المدني، المؤسسة السعودية بمصر، القاهرة.
85- تهذيب التهذيب، للإمام ابن حجر العسقلاني. حققه وعلق عليه: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان – الطبعة الأولى (1415هـ – 1994م).
86- تهذيب السنن للحافظ ابن قيم الجوزية بهامش عون المعبود، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة الثانية (1415هـ – 1995م).
87- التهذيب في فقه الشافعي، تأليف: الإمام أبي الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي، تحقيق: عادل عبد الموجود وعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).
88- تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، تأليف الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب. نشر وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
89- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تأليف: العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي دار المغني للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى (1419هـ – 1999م).
( ث )
90- الثقات في الصحابة والتابعين واتباع التابعين لأبي حاتم محمد بن حبان البستي، اعتنى بتصحيحه ونشره عبد الخالق الأفغاني، الطبعة الأولى (1388هـ).
( جـ )
91- جامع البيان في تأويل القرآن المعروف بتفسير الطبري، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان – الطبعة الأولى (1412هـ – 1992م)، وتوزيع مكتبة دار الباز. الفلق مكة المكرمة.(1/10)
92- الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير، للحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، مع فيض القدير، دار إحياء السنة النبوية.
93- جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً في جوامع الكلم، تأليف: ابن رجب الحنبلي البغدادي ترتيب وتقديم: مروان كجك، دار المؤتمن للنشر طبع مطبعة المدني، المؤسسة السعودية بمصر الطبعة الثانية (1415هـ – 1994م).
94- الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ، لأبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني، حققه وقدم له وعلق عليه: محمد أبو الأجفان وعثمان بطيح، مؤسسة الرسالة، المكتبة العتيقة: تونس، الطبعة الأولى (1402هـ – 1982م).
95- الجامع لأحكام القرآن، للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان (1413هـ – 1993م)، والجامع لأحكام القرآن، لأبي عبد الله القرطبي، دار الفكر.
96- الجرح والتعديل، لبعد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى.
97- جلاء الإفهام في فضل الصلاة والسلام علىمحمد خير الأنام، لابن قيم الجوزية، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط دار العروبة، الكويت، الطبعة الثانية (1407هـ – 1987م).
98- جلاء العينين في محاكمة الأحمدين، لنعمان خير الدين، الشهير: بابن الألوسي البغدادي، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان.
99- الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح لسماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز، اعتنى بها وخرج أحاديثها: د. عبد العزيز بن مختار إبراهيم. دار الامتياز، الرياض، الطبعة الأولى (1420هـ – 1999م).
100- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء. تأليف: ابن قيم الجوزية، دار النهار.(1/11)
101- جواهر الإكليل شرح مختصر العلامة خليل في مذهب الإمام مالك إمام دار التنزيل، تأليف: العلامة صالح بن عبد السميع الآبي الأزهري، ضبطه وصححه: الشيخ محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).
102- الجوهر النقي بذيل السنن الكبرى للبيهقي، للعلامة علاء الدين بن علي بن عثمان المارديني الشهير: بابن التركماني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة الأولى (1414هـ – 1994م).
( حـ )
103- حاشية ابن عابدين المسمى حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار في فقه مذهب أبي حنيفة النعمان. لخاتمة المحققين محمد أمين الشهير بابن عابدين، دار الفكر، بيروت – لبنان، (1415هـ – 1995م)، المكتب التجارية مصطفى أحمد الباز.
104- حاشية الجمل على شرح المنهج، للعلامة الشيخ: سليمان بن عمر بن منصور العجيلي المصري الشافعي، علق عليه وخرج أحاديثه وآياته الشيخ: عبدالرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان – الطبعة الأولى (1417هـ – 1996م).
105- حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، للعالم العلامة محمد بن عرفة الدسوقي، دار الفكر.
106- حاشية الروض المربع شرح زاد المستقنع جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مؤسسة قرطبة الطبعة الثالثة (1405هـ).
107- حاشية السندي على سنن ابن ماجة للإمام أبي الحسن الحنفي المعروف بالسندي بهامش سنن ابن ماجة، دار المعرفة، بيروت – لبنان – الطبعة الأولى (1416هـ 1996م).
108- حاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب بشرح تحرير تنقيح اللبان، للشيخ عبدالله بن حجازي الشهير بالشرقاوي، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
109- حاشية الشلبي على تبيين الحقائق، للشيخ العلامة الشيخ الشلبي، بهامش تبيين الحقائق، دار الكتاب الإسلامي، الطبعة الثانية، أعيد طبعه بالأوفست.(1/12)
110- حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح في مذهب الإمام أبي حنيفة، للعلامة: أحمد بن إسماعيل الطحطاوي الحنفي، ضبطه وصححه محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان – الطبعة الأولى
(1418هـ – 1997م).
111- حاشية العدوي على الخرشي على مختصر سيدي خليل، للشيخ علي العدوي، بهامش الخرشي على مختصر خليل، دار الفكر.
112- حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني، تأليف: على العدوي، المكتبة الثقافية، بيروت.
113- حاشيتا القليوبي وعميرة على كنز الراغبين، لشهاب الدين أحمد بن سلامة القليوبي وشهاب الدين أحمد البرلسي الملقب بـ(عميرة)، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1417هـ – 1997م).
114- الحاوي الماوردي، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: د. محمود مطرجي وساهم معه بالتحقيق: ياسين الخطيب وعبد الرحمن الأهدل، وحسن كوركولو وأحمد ماحي دار الفكر، بيروت – لبنان (1414هـ – 1994م).
115- الحوادث والبدع، تأليف: الإمام أبي بكر محمد بن الوليد بن محمد الطرطوشي، حققه وخرج أحاديث وعلق عليه بشير محمد عيون، مكتبة المؤيد، الطائف ومكتبة دار البيان، دمشق – سوريا. الطبعة الثانية (1412هـ – 1991م).
( خـ )
116- الخرشي علىمختصر خليل تأليف: محمد الخرشي المالكي، دار الفكر.
117- الخشوع في الصلاة، تأليف الإمام الحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي، ومعه رسالة السراج الألمعي في بيان أن السنة تحريك الأصبع، لعلي ابن حسن علي عبد الحميد، مطابع الجزيرة – الرياض.
( د )
118- الدرر السنية في الأجوبة النجدية، جمع عبد الرحمن ابن قاسم العاصمي النجدي، مطابع المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية (1385هـ – 1965م).
119- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لشيخ الإسلام أحمد بن حجر العسقلاني، حققه وقدم له: محمد جاد الحق، دار الكتب الحديثة، مطبعة المدني.(1/13)
120- الدر المختار شرح تنوير الأبصار في فقه مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان مع حاشية ابن عابدين، دار الفكر، بيروت – لبنان 1415هـ – 1995م).
121- الدعاء، تأليف: أبي عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، تحقيق ودراسة وتخريج: عبد العزيز البعيمي مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى
(1419هـ – 1999م).
122- الدعاء المأثور وآدابه وما يجب على الداعي اتباعه واجتنابه، لأبي بكر الطرطوشي الأندلسي، تحقيق: د. محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1409هـ).
123- الدعاء، لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، دراسة وتحقيق: مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1413هـ – 1993م).
124- الدعاء، لأبي عبد الله بن إسماعيل المحاملي، تحقيق: مسعد عبدالحميد محمد السعدني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
125- الدعاء، لعبدالله بن أحمد الخضري، تحقيق: محمد علي الحلبي الأثر، دار الفتح، الشارقة، الطبعة الأولى (1415هـ – 1995م).
126- الدعاء في ضوء الكتاب والسنة، إعداد: جهاد محمد بونجا تنجونج، إشراف الدكتور: العجمي ومنهوري خليفة، رسالة ماجستير، جامعة الملك عبد العزيز كلية الشريعة، قسم الدراسات، فرع الكتاب والسنة (1400 – 1401هـ).
127- دعاء القنوت، أحكام ومعان، إعداد: علي بن صالح العايد، دار المسلم، الرياض، الطبعة الأولى (1417هـ – 1997م).
128- الدعاء: مفهومه – وأحكامه – أخطاء تقع فيه. إعداد: محمد بن إبراهيم الحمد، دار ابن خزيمة، الرياض الطبعة الثانية (1418هـ – 1998م).
129- الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية، إعداد أبي عبد الرحمن جيلان بن خضر العروسي، مكتبة الرشد وشركة الرياض، الطبعة الأولى (1417هـ – 1996م).(1/14)
130- دليل الأخطاء التي يقع فيها الحاج والمعتمر والتحذير منها، لفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين، إعداد: أبو أنس علي بن حسين أبو لوز، دار الوطن، الطبعة الأولى (1417هـ – 1996م).
( ذ )
131- الذخيرة، لشهاب الدين أحمد بن إدريس القرافي تحقيق جمع من العلماء، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى (1994م).
( ر )
132- روضة الطالبين وعمدة المفتين، للإمام النووي المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، عمان، الطبعة الثالثة (1412هـ – 1991م).
133- روضة المحتاجين لمعرفة قواعد الدين، لرضوان العدل بيبرس الشافعي
الخلوني الشاذلي، المطبعة الأميرية، ببولاق، مصر، الطبعة الأولى، (1323هـ – 1905م).
134- روضة الناظر وجنة المناظر في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، لشيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة، ومعها شرحها نزهة الخاطر العاطر، للأستاذ الشيخ عبدالقادر بن أحمد بن مصطفى بدران، مكتبة المعارف، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الثالثة (1410هـ – 1990م).
135- الرياض النضرة والحدائق النيرة الزاهرة في العقائد والفنون المتنوعة الفاخرة، تأليف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، طبع ونشر الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الرياض – المملكة العربية السعودية. (1409هـ).
( ز )
136- زاد المعاد في هدى خير العباد، لابن قيم الجوزية، حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ومكتبة المنار الإسلامية، الكويت، الطبعة السادس والعشرون (1412هـ 1992م).
( س )
137- سبل السلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام، للشيخ الإمام محمد بن إسماعيل الصنعاني، صححه وعلق عليه وخرج أحاديثه فواز أحمد زمرلي وإبراهيم محمد الجمل، دار الكتاب العربي، الطبعة السابعة (1414هـ – 1994م).(1/15)
138- سلاح المؤمن في الدعاء والذكر، تأليف: محمد بن محمد بن علي بن همام (ابن الإمام)، حقق نصوصه وخرج أحاديثه محي الدين ديب مستو، دار بان كثير ودار الكلم الطيبة، دمشق – بيروت – الطبعة الأولى (1414هـ – 1993م).
139- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف الرياض، الطبعة الثانية (1415هـ – 1995م).
140- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، لمحمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف الرياض – الطبعة الثانية، (1408هـ – 1988م).
( ش )
141- سنن الدارقطني، لشيخ الإسلام الحافظ الإمام علي بن عمر الدارقطني، دار أحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان، (1413هـ – 1993م).
142- سنن الدارمي، للإمام الحافظ عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي، حقق نصه وخرج أحاديثه وفهرسه: فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي، دار العربي، بيروت، الطبعة الثانية (1417هـ – 1997م).
143- سنن سعيد بن منصور، دراسة وتحقيق: د. سعيد ابن عبد الله بن عبد العزيز الحميد، دار الصميعي، الرياض – المملكة العربية السعودية – الطبعة الأولى
(1414هـ).
144- السنن الكبرى، للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي. تحقيق: محمد عبد القادر عطا. دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1414هـ - 1994م).
145- السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات، لمحمد بن عبد السلام خضر الشقيري. دار الجيل، بيروت (1408هـ – 1988م).
146- شأن الدعاء، لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، تحقيق أحمد يوسف الدقاق، دار الثقافة، دمشق، الطبعة الثالثة (1412هـ – 1992م).
147- شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، شرحه وأملاه: فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، إعداد وتقديم: د. عبدالله بن محمد الطيار. دار الوطن، الرياض الطبعة الأولى (1415هـ – 1995م).(1/16)
148- شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، تأليف: محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
149- شرح الزركشي على مختصر الخرقي في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، تأليف: الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله الزركشي، تحقيق وتخريج الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين مكتبة، العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى
(1413هـ – 1993م).
150- شرح السنة، تأليف الإمام المحدث الفقيه أبي محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه شعيب الأرناؤوط، المكتب الإسلامي، دمشق، (1394هـ).
151- شرح شرعة الإسلام، سيد على زاده، وبهامشه إحدى عشرة رسالة مفيدة، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
152- شرح صحيح مسلم، للإمام النووي، دار الفكر، (1401هـ – 1981م).
153- شرح العقيدة الطحاوية، تأليف: الإمام القاضي علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وقدم له: د. عبد الله بن عبدالمحسن التركي وشعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت – دمشق، الطبعة الرابعة، (1412هـ – 1992م).
154- شرح العمدة، لشيخ الإسلام ابن تيمية، اعتنى بإخراجه: خالد بن علي بن محمد المشيقح، دار العاصمة، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى
(1418هـ – 1997م).
155- الشرح الكبير، لأبي البركات أحمد الدردير، بهامش حاشية الدسوقي، دار الفكر.
156- الشرح الممتع على زاد المستنقع، شرح فضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين، اعتنى به جمعاً وترتيباً وتصويباً: د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل ود. خالد بن علي المشيقح مؤسسة آسام، الرياض – المملكة العربية السعودية. الطبعة الأولى، (1417هـ – 1997م).
157- شرح منتهى الارادات، المسمى: دقائق أولى النهى لشرح المنتهى، للشيخ العلامة: منصور بن يونس البهوتي، مكتبة الرياض الحديثة – الرياض.(1/17)
158- شذرات الذهب في أخبار من ذهب، للمؤرخ: أبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، المكتب التجاري للطباعة بيروت – لبنان.
159- شعب الإيمان، للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: أبي هاجر محمد سعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى،
(1410هـ – 1990م).
160- شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، تأليف: شمس الدين محمد بن أبي بكر الشهير: بابن قيم الجوزية، خرج نصوصه وعلق عليه: مصطفى أبو النصر الشلبي، مكتبة السوادي، جدة، الطبعة الثانية (1415هـ – 1995م).
( ص )
161- صحيح الأدب المفرد للإمام البخاري، بقلم: محمد ناصر الدين الألباني،
دار الصديق الجبيل، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، (1414هـ – 1994م).
162- صحيح الجامع الصغير وزيادته، بقلم: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت – دمشق الطبعة الأولى، (1408هـ – 1988م).
163- صحيح ابن خزيمة، لأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي، الطبعة الأولى، (1391هـ – 1971م).
164- صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان مضموماً إليه الزوائد على الموارد، بقلم: محمد ناصر الدين الألباني، دار الصميعي، الرياض – المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، (1422هـ – 2002م).
165- صفة صلاة الني - صلى الله عليه وسلم - من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، تأليف: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الطبعة الثانية (1417هـ – 1996م).
166- صيد الخاطر، للإمام ابن الجوزي، راجعه ووضع مقدمته علي الطنطاوي، وحققه ووضع فهارسه ناجي الطنطاوي، دار المنارة، جدة – السعودية، الطبعة الخامسة (1412هـ – 1991م).
( ض )
167- ضعيف الأدب المفرد للإمام البخاري، بقلم: محمد ناصر الدين الألباني، دار الصديق، الجبيل، الطبعة الأولى (1414هـ – 1994م).(1/18)
168- ضعيف الجامع الصغير وزيادته، بقلم: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثالثة (1410هـ – 1990م).
( ط )
169- طبقات الحنابلة، للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى، دار المعرفة للطباعة، بيروت – لبنان، توزيع دار الباز للنشر والتوزيع.
170- طبقات الشافعية الكبرى، لتاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبدالكافي السبكي، تحقيق: محمود محمد الطناجي، عبد الفتاح الحلو، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الأولى (1383هـ – 1964م).
وطبقات الشافعية الكبرى، تقي الدين السبكي، دار المعرفة، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية.
171- الطبقات الكبرى، لابن سعد، دار صادر، بيروت.
والطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد، دراسة وتحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1410هـ – 1990م).
( ع )
172- عارضة الأحوذي شرح صحيح الترمزي، للإمام الحافظ أبي بكر محمد بن عبدالله المعروف بابن العربي المالكي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ 1997).
173- العبودية، لشيخ الإسلام ابن تيمية، حققه وخرج أحاديثه: عصام فارس الحرستاني ومحمد شكور دار عمار، عمان – الأردن، الطبعة الأولى (1418هـ – 1998م).
174- عدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين، لابن الجزري، مع تحفة الذاكرين، دار الكتاب العربي.
175- العدة شرح العمدة في فقه إمام السنة أحمد بن حنبل تأليف: بهاء الدين عبدالرحمن بن إبراهيم المقدسي، اعتنى بها الشيخ خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية (1414هـ – 1994م).
176- العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، حققه وعلق عليه: الأستاذ إرشاد الحق الأثري، طبع جاويد رياض، الناشر: إدارة العلوم الأثرية، فيصل آباد – باكستان، الطبعة الثانية (1401هـ – 1981م).(1/19)
177- العلل الواردة في الأحاديث النبوية، تأليف: أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، تحقيق: د. محفوظ الرحمن زين الله السلفي، دار طيبة، الطبعة الأولى
(1405هـ).
178- عمدة القاري شريح صحيح البخاري، للشيخ العلامة بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العيني، دار الفكر، بيروت.
179- عمل اليوم والليلة، للإمام أحمد بن شعيب النسائي، دراسة وتحقيق:
د. فاروق حمادة، دار الكلم الأولى، دمشق – بيروت، الطبعة الرابعة (1421هـ – 2001م).
180- عمل اليوم والليلة، تأليف: الحافظ أبي بكر أحمد ابن محمد الدينوري المعرف بـ ابن السني، حققه وخرج أحاديث وعلق عليه: بشير محمد عيون، مكتبة المؤيد، الرياض.
181- العناية على الهداية، للإمام أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي، بهامش فتح القدير، دار الفكر، بيروت – لبنان.
182- عون المعبود شرح سنن أبي داود، للعلامة أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان.
( غ )
183- غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي طبع مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد الدكن، الهند، الطبعة الأولى (1384هـ – 1964م)، توزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية، والإفتاء والدعوة والإرشاد.
184- الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية من فتاوى علماء البلد الحرام، إعداد: خالد الجريسي، مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض، الطبعة الأولى (1420هـ – 1999م).
( ف )
185- فتاوى شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام تحقيق ودراسة: محمد جمعة كردي، مؤسسة الرسالة، بيروت – الطبعة الأولى (1416هـ – 1996م).
186- فتاوى قاضيخان والفتاوى البزازية بهامش الفتاوى الهندية، للإمام فخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي الفرغاني الحنفي، دار أحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة (1406هـ – 1986م).(1/20)
187- فتاوى اللجنة أحمد بن عبد الرزاق الدويش، دار بلنسية للنشر والتوزيع، الرياض – المملكة العربية السعودية. الطبعة الثالثة (1421هـ – 2000م).
188- فتاوى المسلم في أمور دينه ودنياه، مجموعة الرسائل والمسائل والفتاوى، للشيخ حمد بن ناصر بن معمر، دار العمر للطباعة والنشر، الطبعة الثانية
189- الفتاوى الهندية في مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، تأليف: العلامة الهمام مولانا الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند الأعلام، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الرابعة (1406هـ – 1986م).
190- فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ، ترتيب وتحقيق: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، مكة مطبعة الحكومة الطبعة الأولى (1399هـ).
191- فتاوى ومسائل ابن الصلاح في التفسير والحديث والأصول والفقه، ومعه أدب المفتي والمستفتي. حققه وخرج أحاديثه: د. عبد المعطي أمين قلعجي ، دار المعرفة، بيروت – لبنان.
192- فتح الباري شرح صحيح البخاري، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، رقم كتبه وأبوابه وأحاديث: محمد فؤاد عبد الباقي قام بإخراجه وتصحيح تجاربه: محب الدين الخطيب، دار الريان للتراث – القاهرة، الطبعة الثانية (1407هـ – 1987م).
193- فتح البرفي الترتيب الفقهي لتمهيد ابن عبد البر، ومعه: فتح المجيد في اختصار تخريج أحاديث التمهيد، رتبة واختصر تخريجه: الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي مجموعة التحف النفائس الدولية، الرياض – السعودية، الطبعة الأولى
(1416هـ – 1996م).
194- الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، مع مختصر شرحه: بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني، كلاهما تأليف: أحمد بن عبد الرحمن البنا، الشهير بالساعاتي، دار أحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
195- فتح القدير على الهداية، للإمام كمال الدين محمد عبد الواحد السيواسي المعروف بابن الهمام، دار الفكر.(1/21)
196- فتح المعين بهامش إعانة الطالبين، للسيد البكري دار أحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
197- الفتوحات الربانية على الأذكار النووية. للعالم العلامة محمد بن علان الصديقي الشافعي المكي، دار أحياء التراث العربي بيروت – لبنان.
198- الفروع، للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مفلح تحقيق: حازم القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).
199- الفروق، للإمام العلامة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس المشهور بالقرافي، وبهامشة تهذيب الفروق والقواعد السنية في الأسرار الفقهية، عالم الكتب – بيروت.
200- فضائل القرآن ومعالمه وآدابه، لأبي عبيد القاسم بن سلام، تحقيق: أحمد بن عبد الواحد الخياطي، مطبعة فضالة، المغرب.
201- فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء، للحافظ جلال الدين السيوطي، تحقيق: محمود شكور بن محمود الحاجي أمرير المياديني، مكتبة المنار، الأردن – الزرقاء، الطبعة الأولى (1405هـ – 1985م).
202- فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، تأليف: إسماعيل بن إسحاق الجهضمي القاضي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، طبعة المكتب الإسلامي.
203- فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد، لفضل الله الجيلاني، مطبعة المدني، مؤسسة سعودية بمصر (1402هـ).
204- الفوائد، تأليف: الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكرا المعروف بابن قيم الجوزية، تقديم وتحقيق وتعليق: محمد عثمان الخشت، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الرابعة (1410هـ – 1990م).
205- الفوائد البهية في تراجم الحنفية، للإمام المحدث الفقيه الشيخ محمد عبد الحي اللكنوي الهندي، اعتنى بإخراجه وتقديمه: نعيم أسرف نور أحمد، طبع ونشر: إدارة القرآن والعلوم الإسلامية، كراتشي – باكستان، الطبعة الأولى (1419هـ).(1/22)
206- الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، لمحمد علي الشوكاني، تحقيق: عبدالرحمن بن يحيى المعلمي، أشرف على تصحيحه: عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1380هـ – 1960م).
207- الفواكه الدواني على رسالة أبي زيد القيرواني، تأليف العلامة الشيخ: أحمد بن غنيم بن سالم بن مهنا النفراوي المالكي ضبطه وصححه وخرج آياته الشيخ: عبد الوارث محمد علي. دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).
208- فيض القدير شرح الجامع الصغير، للعلامة المحديث: محمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي، مطبعة مصطفى محمد، مصر الناشر: إحياء السنة النبوية، الطبعة الأولى (1356هـ – 1938م).
( ق )
209- قاعدة الوسيلة والتوسل مع مجموعة فتاوى شيخ الإسلام أحمد تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وساعده ابنه محمد، طبعت في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الرياض – السعودية (1416هـ – 1995م).
210- القبس في شرح موطأ ابن أنس، تأليف: الإمام العلامة القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن العربي تحقيق: أيمن نصر الأزهري وعلاء إبراهيم الأزهري، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1419هـ – 1998م).
211- قواعد الأحكام في مصالح الأنام، للإمام المحدث الفقيه أبي محمد عزي الدين عبد العزيز بن عبد السلام، دار المعرفة، بيروت – لبنان، يطلب من المكتبة التجارية الكبرى لصاحبها: مصطفى محمد.
212- القواعد الحسان لتفسير القرآن، لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، تصحيح: محمد حامد الفقي، مطابع اليمامة، الرياض – السعودية، (1400هـ – 1980م).
213- القواعد في الفقه الإسلامي، للحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي، راجعه وقدم له وعلق عليه: طه عبد الرؤوف سعد، دار الجيل، بيروت – لبنان ، الطبعة الثانية (1408هـ – 1988م).(1/23)
214- القوانين الفقهية، لابن جزي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
215- القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، حققه وخرج أحاديث: بشير محمد عيون، مكتبة المؤيد – الرياض، الطبعة الثانية (1415هـ – 1994م).
216- القول المبين في أخطاء المصلين، تأليف: مشهور حسن سلمان، طبع: دار ابن حزم، بيروت – لبنان، ونشر دار ابن القيم للنشر والتوزيع. الدمام – السعودية، الطبعة الرابعة (1416هـ – 1996م).
( ك )
217- الكافي في فقه أهل المدينة المالكي، تأليف: شيخ الإسلام العلامة العلم الحافظ يوسف بن عبد الله بن محمد المعروف: بابن عبد البر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة الثانية (1413هـ – 1992م).
218- كتاب السنة، للإمام أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، تحقيق
ودراسة: د. محمد بن سعيد القحطاني. دار عالم الكتب، الرياض، الطبعة الرابعة (1416هـ – 1996م).
219- كتاب الصيام من شرح العمدة، تأليف: شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، تحقيق: زائد بن أحمد النشيري، دار الأنصاري، الطبعة الأولى (1417هـ – 1996م).
220- الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، للإمام الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، حققه وصححه: عبد الخالق الأفغاني، الدار السلفية حامد بلدنك، مومن بوره الهند – الطبعة الثانية (1399هـ – 1979م).
221- الكتب الستة: (صحيح البخاري ومسلم، وسنن أبي داود، وجامع الترمزي، وسنن النسائي الصغرى، وسنن ابن ماجة) دار السلام للنشر والتوزيع، الرياض – السعودية، الطبعة الأولى (1420هـ – 1999م).
222- كشاف القناع عن متن الإقناع، تأليف: الشيخ منصور بن يونس البهوتي، تحقيق: إبراهيم أحمد عبد الحميد الناشر: مكتبة نزار مصطفى الباز، مكة المكرمة – السعودية الطبعة الثانية (1418هـ – 1997م).(1/24)
223- كشف الخفاء ومزيل الألباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، أشرف على طبعه والتعليق عليه:أحمد القلاش، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة (1418هـ – 1997م).
224- كشف الظنون عن آسام الكتب والفنون، للعالم الفاضل: مصطفى بن عبد الله الشهير: بحاجي خليفة وبكاتب جلبي، أعادت طبعة بالأوفست مكتبة المثنى ببغداد، لصاحبها: قاسم محمد الرجب.
225- كفاية الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني لعلي بن محمد بن خلف المنوخي، مع حاشية العدوي، المكتبة الثقافية، بيروت.
226- الكلم الطيب في الأذكار المأثورة الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، تأليف: تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية راجعه: عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، دار الخالدين الرياض – السعودية.
227- كنز الراغبين على منهاج الطالبين، تأليف الإمام جلال الدين محمد بن
أحمد المحلي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1417هـ – 1997م).
228- كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟، تأليف: محمد بن إبراهيم النعيم، دار الذخائر، الدمام – السعودية، الطبعة الثانية (1417هـ 1997م).
( ل )
229- لسان العرب، للإمام العلامة جمال الدين بن محمد بن مكرم بن منظور، دار صادر – بيروت – لبنان الطبعة الثالثة (1414هـ – 1994م) الناشر: مكتبة العبيكان.
230- لسان الميزان، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت – لبنان، الطبعة الثالثة (1406هـ – 1986م).
231- لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف تأليف: الإمام الحافظ زين الدين بن رجب الحنبلي، دار ابن حزم ومؤسسة الريان، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية (1417هـ – 1996م).
232- اللباب في الجمع بين السنة والكتاب، للإمام أبي محمد علي بن زكريا المنبجي، تحقيق: د. محمد فضل عبد العزيز المراد، دار القلم – دمشق، الدار الشامية، بيروت، الطبعة الثانية (1414هـ – 1994م).
( م )(1/25)
233- المبدع في شرح المقنع، لأبي إسحاق برهان الدين إبراهيم بن محمد مفلح الحنبلي المكتب الإسلامي بيروت – دمشق، (1980هـ)، توزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
234- المبسوط، لشمس الدين السرخسي، دار المعرفة، بيروت – لبنان، (1414هـ – 1993م).
235- المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، للإمام الحافظ محمد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار الوعي، حلب، الطبعة الثانية (1402هـ).
236- مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر، تأليف: عبد الله بن محمد بن سليمان المعروف بداماد افندي، مؤسسة التاريخ العربي ودار أحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
237- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي بتحرير الحافظين الجليلين العراقي وابن حجر، دار الكتاب العربي، بيروت – لبنان.
238- المجموع شرح المهذب، للإمام الحافظ أبي زكريا محي الدين بن شرف النووي، حققه وعلق عليه وأكمله بعد نقصانه: محمد بن نجيب المطيعي – مكتبة الإرشاد، جدة – السعودية.
239- مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، جمع وترتيب: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم وساعده ابن محمد، طبعت مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في المدينة، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المدينة – السعودية (1416هـ – 1995م).
240- المحلي بالآثار، تأليف: الإمام الجليل المحدث الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم، تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.
241- مختصر اختلاف العلماء، تصنيف: أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي، اختصار أبي بكر أحمد بن علي الجصاص الوازي، دراسة وتحقيق: د. عبد الله نذير أحمد. دار البشائر الإسلامية، بيروت – لبنان الطبعة الثانية (1417هـ – 1996م).(1/26)
242- مختصر القدوري في الفقه الحنفي، تأليف: العلامة الشيخ أبي الحسن، تحقيق وتعليق: كامل محمد عويضة، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).
243- مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر لأبي عبد الله محمد بن نصر المروزي، اختصره: حمد بن علي المقريزي، الناشر: حديث آكادمي فيصل آباد، باكستان.
244- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، تأليف: ابن قيم الجوزية، تحقيق وتعليق: محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتب العربي، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية (1414هـ – 1994م).
245- المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبه على بعض البدع والعوائد التي انتحلت وبيان شناعتها، لأبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد العبدري المالكي، المعروف: بابن الحاج، ضبطه وصححه وخرج آياته وأحاديثه: توفيق حمدان، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1415هـ – 1995م).
246- المدونة الكبرى، للإمام مالك بن أنس، رواية سحنون بن سعيد عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم مطبعة السعادة، مصر (1323هـ)، الناشر: دار صادر.
247- مراجعات في فقه الواقع السياسي والفكري على ضوء الكتاب والسنة، مع سماحة الشيح ابن باز وفضيلة الشيخ صالح الفوزان وصالح السدلان، إعداد وحوار: د. عبد الله بن محمد الرفاعي، دار المعراج الدولية، الرياض، الطبعة الأولى (1414هـ – 1994م).
248- مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود سليمان بن الأشعث، تحقيق: أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد مكتبة، ابن تيمية، الطبعة الأولى (1420هـ – 1999م).
249- مسائل الإمام أحمد بن حنبل، رواية ابنه أبي الفضل صالح، إشراف: طارق بن عوض الله محمد، دار الوطن، الرياض – السعودية، الطبعة الأولى (1420هـ – 1999م).(1/27)
250- المستدرك على الصحيحين، للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري، ومعه تلخيص الذهبي وكتاب الدرك بتخريج المستدرك – حققه عبد السلام علوش، دار المعرفة – بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1998م).
251- المستوعب، لنصير الدين محمد بن عبد الله السامري، دراسة وتحقيق: مساعد بن قاسم الفالح، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى (1413هـ – 1993م).
252- المسجد في الإسلام، أحكامه وآدابه وبدعه لخير الدين وانلي المكتبة الإسلامية، عمان – الأردن، الطبعة الثالثة (1414هـ).
253- مسك الختام في الذكر والدعاء بعد السلام لأحمد بن سعيد بن خميس الأنبالي، دار ابن حزم بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).
254- مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: جمع من العلماء، بإشراف: د. عبد الله التركي وشعيب الأرنوؤط مؤسسة الرسالة، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى
(1419هـ – 1999م).
255- مشارق الأنوار على صحاح الآثار، لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي، طبع ونشر: المكتبة العتيقة – تونس، ودار التراث – القاهرة.
256- مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة، للإمام العالم البوصيري – حقق أصوله وخرج أحاديثه: الشيخ خليل مأمون شيخا، دار المعرفة، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1416هـ – 1996م).
257- مصنف عبد الرزاق، ومعه: كتاب الجامع للإمام معمر بن راشد الأزدي، رواية الإمام عبد الرزاق الصنعاني، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، توزيع المكتب الإسلامي، الطبعة الثانية (1403هـ).
ومصنف عبد الرزاق الصنعاني، حققه: حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي، الطبعة الأولى بيروت – لبنان، (1391هـ – 1972م).
258- مطالب أولي النهى شرح غاية المنتهى، تأليف: الفقيه العامة الشيخ مصطفى السيوطي الرحيباني ومعه: تجريد زوائد الغاية والشرح، تأليف: حسن الشطي.(1/28)
259- المطلع على أبواب المقنع، تأليف: الإمام أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي، ومعه معجم ألفاظ الفقه الحنبلي، صنع: محمد بشير الأدبي، المكتب الإسلامي، (1401هـ – 1981م) توزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد.
260- معالم السنن شرح سنن أبي داود، تأليف: الإمام أبي سليمان حمد بن محمد الخابي، خرج آياته ورقم كتبه وأحاديث الأستاذ: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان (1416هـ – 1996م).
261- معاني القرآن، تأليف: أبي زكريا يحيى بن زياد الفراء، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الثانية (1980م).
262- المعجم الكبير للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، حقيقة وخرج أحاديثه: حمدي عبد المجيد السلفي، مطبعة الوطن العربي، الطبعة الأولى (1400هـ – 1980م).
والمعجم الكبير، للطبراني، الدار العربية للطباعة أعظمية نجيب باشا.
263- معجم المؤلفين، تراجم مصنفي الكتب العربية، لعمر رضا كحالة، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان.
264- معجم مقاييس اللغة، لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، تحقيق وضبط: عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة (1402هـ).
265- معجم المناهي اللفظية ويليه فوائد في الألفاظ بقلم: بكر بن عبد الله أبو زيد، دار العاصمة، الرياض – السعودية، الطبعة الثالثة (1417هـ – 1996م).
266- المعونة على مذهب عالم المدينة، تصنيف القاضي أبي محمد عبد الوهاب علي بن نصر المالكي، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1418هـ – 1998م).(1/29)
267- المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب، تأليف: أبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي، خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف: د. محمد حجي، دار الغرب الإسلامي – بيروت، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية – الرباط.
268- المغني، لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي، تحقيق: عبدالله بن التركي وعبد الفتاح محمد الحلو، دار هجر – مصر الطبعة الثانية (1412هـ – 1992م).
269- مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، شرح الشيخ: محمد الخطيب الشربيني، دار الفكر.
270- المفردات في غريب القرآن، لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف: بالراغب الأصفهاني تحقيق وضبط: محمد سيد كيلاني، شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر ، الطبعة الأخيرة (1381هـ – 1961م).
271- المفهم شرح صحيح مسلم، لأبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي، حققه: جماعة من العلماء دار الكتاب المصري – القاهرة ودار الكتاب اللبناني – بيروت.
272- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، تأليف: أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي صححه وعلق حواشيه: عبد الله محمد الصديق، قدمه وترجم لمؤلفه: عبد الوهاب عبد اللطيف، مطبعة المدني، مصر – القاهرة، الطبعة الثانية (1412هـ – 1991م).
273- المقدمات الممهدات لبيان ما اقتضته رسوم المدونة من الأحكام الشرعيات والتحصيلات المحكمات الشرعيات لأمهات مسائلها المشكلات، تأليف: الفقيه الإمام الحافظ أبي الوليد محمد بن أحمد بن رشد، طبع بمطبعة السعادة بجوار ديوان محافظة مصر، نشر: دار صادر – بيروت، طبعة جديدة بالأوفست.
274- الممتع شرح المقنع، تصنيف: زين الدين المنجي التنوخي الحنبلي، دراسة وتحقيق: د. عبد الملك بن دهيش دار خصر، بيروت – لبنان، يطلب من مكتبة ومطبعة النهضة الحديثة، الطبعة الأولى (1418هـ – 1997م).(1/30)
275- مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف وسرد ما ألحق الناس بها من البدع، بقلم: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى (1420هـ – 1999م).
276- المنتقى شرح موطأ مالك، تأليف: القاضي أي الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي، تحقيق: محمد عبد القادر عطاء، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة الأولى (1420هـ – 1999م).
277- منتهى الإرادات، لتقي الدين الفتوحي الحنبلي الشهير: بابن النجار تحقيق: عبدالغني عبد الخالق، عالم الكتب.
278- منحة الخالق على البحر الرائق، للعلامة: محمد أمين الشهير بابن عابدين، بهامش البحر الرائق، دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، الطبعة الثانية.
279- المنهاج في شعب الإيمان، تأليف: أبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي، تحقيق: حلمي محمد فودة، دار الفكر.
280- منهج الطلاب مختصر منهاج الطالبين، لشيخ الإسلام زكريا بن محمد بن أحمد الأنصاري، علق عليه وخرج آياته وأحاديثه: الشيخ عبد الرزاق غالب المهدي دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، توزيع مكتبة عباس بن أحمد الباز، مكة المكرمة، الطبعة الأولى (1417هـ – 1996م).
281- المهذب لأبي إسحاق الشيرازي، مع المجموع حققه وعلق عليه وأكمله: محمد نجيب المطيعي، الناشر: مكتبة الإرشاد، جدة – السعودية.
282- مواهب الجليل شرح مختصر خليل، تأليف: أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بالحطاب، دار الفكر، الطبعة الثالثة (1412هـ – 1992م).
283- الموسوعة الفقهية، إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت، ذات السلاسل – الكويت الطبعة الثانية (1410هـ).
284- الموضوعات، لأبي الفرج عبد الرحمن المعروف بابن الجوزي، ضبطه: عبدالرحمن محمد عثمان، دار الفكر، الطبعة الثانية (1403هـ).(1/31)
285- موطأ الإمام مالك، رواية يحيى بن يحيى الليثي، إعداد: أحمد راتب عرموش، دار النفائس بيروت – لبنان، الطبعة السابعة (1404هـ – 1983م) توزيع رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، السعودية.
286- ميزان الاعتدال في نقد الرجال، تأليف: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، تحقيق: علي محمد البخاري، دار المعرفة، بيروت – لبنان توزيع الرئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد – السعودية.
( ن )
287- نبذة في الدعاء وآدابه وأسبابه، تأليف: أبي محمد بن أسعد اليافعي اليمني، حققه وخرج أحاديث: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1415هـ – 1995م).
288- نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار، تأليف: الحافظ ابن حجر العسقلاني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار ابن كثير، دمشق، بيروت، الطبعة الأولى
(1421هـ – 2000م).
289- نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار بقلم: محمد صديق خان ملك بهول بال، دار المعرفة بيروت – لبنان، الطبعة الثانية.
290- نصب الراية تخريج أحاديث الهداية، للعلامة جمال الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الزيلعي، تحقيق: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، الطبعة الأولى (1416هـ – 1996م).
291- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم إعداد مجموعة من المختصين، بإشراف: صالح بن عبد الله بن حميد وعبد الرحمن بن محمد بن ملوح، دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة – السعودية، الطبعة الأولى (1418هـ – 1998م).
292- نظام القضاء في الإسلام، للمستشار: جمال صادق المرضفاوي رئيس محكمة النقض المصرية، من البحوث المقدمة المؤثر الفقه الإسلامي سنة 1396هـ، طبع على نفقة شركة هان يانج، أشرفت على طباعته ونشره إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، (1412هـ - 1991م).(1/32)
293- النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير، تحقيق: طاهر الزاوي ومحمود الطناجي دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.
294- نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخبار، تأليف الشيخ الإمام محمد بن علي الشوكاني، شركة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الأخيرة.
ونيل الأوطار، خرج أحاديثه وعلق عليه: عصام الدين الصبابطي، دار الحديث – القاهرة، الطبعة الأولى (1423هـ – 1993م).
( هـ )
295- الهداية في تأليف: أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني، حققه: إسماعيل الأنصاري وصالح العمري مطابع القصيم، الطبعة الأولى (1391هـ).
296- الهداية شرح بداية المبتدي، تأليف: شيخ الإسلام برهان الدين على بن أبي بكر المرغيتاني مع فتح القدير، دار الفكر.
( و )
297- الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب أو الكلم الطيب والعمل الصالح، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن قيم الجوزية، حققه وعلق عليه: الشيخ إسماعيل ابن محمد الأنصاري، طبع مطابع النصر الحديثة – الرياض، توزيع رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض – السعودية.
298- الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، دراسة وموازنة، تأليف: د. سليمان بن صالح القرعاوي، مطابع الشاطئ الحديثة – الدمام، نشر: مكتبة الرشد، الرياض – السعودية، الطبعة الأولى (1410هـ – 1990م).
299- الوسيط في المذهب، للإمام الغزالي، دراسة وتحقيق: د. علي محي الدين
القره داغي إصدار: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دولة قطر، الطبعة الأولى
(1414هـ – 1993م).
300- وصول الأماني بأصول التهاني، لجلال الدين السيوطي تحقيق وتعليق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة.
301- وفيات الأعيان وأبناء الزمان، لمحمد بن أبي بكر بن خلكان، حققه: إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت – لبنان.
******(1/33)
فهرس الموضوعات
الموضوع ... رقم الصفحة
المقدمة ... 3
أسباب اختيار الموضوع ... 4
الدراسات السابقة ... 5
خطة البحث ... 6
منهج البحث ... 25
التمهيد ... 30
فضل الدعاء ... 30
الفصل الأول
حقيقة الدعاء، وفيه ثمانية مباحث
المبحث الأول: تعريف الدعاء، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: تعريف الدعاء في اللغة. ... 39
المطلب الثاني: تعريف الدعاء في الإصطلاح ... 41
المبحث الثاني: الألفاظ ذات الصلة بلفظ الدعاء، وفيه مطلبان:
المطلب الأول: ألفاظ مرادفة للدعاء أو أعم من الدعاء ... 44
العبادة ... 44
الذكر ... 45
الصلاة ... 47
المطلب الثاني: ألفاظ خاصة بنوع من أنواع الدعاء ... 49
السلام ... 49
السؤال ... 50
الاستعاذة ... 52
الاستغفار ... 52
الاستغاثة ... 53
الشفاعة ... 54
المبحث الثالث: حكم الدعاء ... 55
المبحث الرابع: أنواع الدعاء، وفيه تسعة مطالب:
المطلب الأول: أنواع الدعاء باعتبار معناه ... 62
المطلب الثاني: أنواع الدعاء باعتبار صيغه ... 63
المطلب الثالث: أنواع الدعاء باعتبار الحكم ... 64
المطلب الرابع: أنواع الدعاء باعتبار المدعو ... 84
المطلب الخامس: أنواع الدعاء باعتبار ما ورد ... 95
المطلب السادس: أنواع الدعاء باعتبار المدعو به ... 98
المطلب السابع: أنواع الدعاء باعتبار الداعي ... 99
المطلب الثامن: أنواع الدعاء باعتبار المدعو له ... 100
مسألة: هل يشرع الدعاء للمحسن وغيره بطول العمر؟ ... 110
مسألة: هل يشرع الدعاء للمحسن وغيره بلفظ جعلني الله فداك؟ ... 116
المطلب التاسع: أنواع الدعاء باعتبار المدعو عليه ... 122
المبحث الخامس: أركان الدعاء ... 135
المبحث السادس: شروط الدعاء ... 136
المبحث السابع: آداب الدعاء ... 145
المبحث الثامن: هيئة الداعي الفعلية، وفيه تسع مطالب:
المطلب الأول: رفع اليدين في الدعاء، وفيه فرعان: ... 162
الفرع الأول: حكم رفع اليدين في الدعاء ... 162
الفرع الثاني: آداب رفع اليدين في الدعاء، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: الصفة المشروعة لرفع اليدين ... 168
الصفة الأولى: المسألة ... 168
الصفة الثانية: الابتهال ... 171(1/1)
الصفة الثالثة: الاستغفار ... 172
المسألة الثانية: المواطن التي يكره فيها رفع اليدين ... 172
المطلب الثاني: الدعاء بظهور الكفين ... 172
المطلب الثالث: الدعاء برفع يد واحدة ... 175
المطلب الرابع: إشارة الداعي بالأصابع ... 176
المطلب الخامس: الدعاء قائماً ... 178
المطلب السادس: رفع الداعي بصره إلى السماء ... 180
المطلب السابع: مسح الوجه بعد الفراغ من الدعاء ... 183
المطلب الثامن: الجبو على الركب عند الدعاء ... 188
المطلب التاسع: السجود لأجل الدعاء ... 189
المبحث التاسع: قطع الدعاء ... 190
الموضوع ... رقم الصفحة
الفصل الثاني
أحكام الدعاء، وفيه مبحثان
المبحث الأول: الدعاء المتعلق بالصلاة، وفيه ثمان وعشرون مطلباً: ... 192
المطلب الأول: الدعاء عند سماع الآذن والإقامة، وفيه أربعة فروع:
الفرع الأول: دعاء المؤذن قبل الآذان ... 192
الفرع الثاني الدعاء أثناء الآذان ... 196
الفرع الثالث: الدعاء بعد الآذان وقبل الإقامة ... 202
الفرع الرابع: الدعاء عند الإقامة ... 206
المطلب الثاني: الدعاء في الطهارة، وفيه فرعان:
الفرع الأول: الدعاء عند قضاء الحاجة، وفيه ست مسائل: ... 209
المسألة الأولى: حكم الدعاء عند قضاء الحاجة ... 209
المسالة الثانية: وقت دعاء قضاء الحاجة ... 210
المسألة الثالثة: حكم تكرار دعاء قضاء الحاجة ... 211
المسألة الرابعة: الصيغ الواردة في دعاء قضاء الحاجة ... 211
المسألة الخامسة: الحكمة من الدعاء عند قضاء الحاجة ... 214
المسألة السادسة: الدعاء عند دخول الحمام والخروج منه ... 215
الفرع الثاني: دعاء الوضوء، وفيه ثلاث مسائل: ... 216
المسألة الأولى: الدعاء أثناء الوضوء ... 216
المسألة الثانية: الدعاء بعد الوضوء ... 219
المسألة الثالثة: دعاء السواك ... 223
المطلب الثالث: دعاء المشى إلى الصلاة ... 223
المطلب الرابع: الدعاء قبل تكبيرة الإحرام، وفيه أربعة فروع: ... 225
الفرع الأول: الدعاء بين الإقامة وتكبيرة الإحرام ... 225
الفرع الثاني: الدعاء عند تسوية الصف ... 226
الفرع الثالث: الدعاء عند الوصول للصف ... 227(1/2)
الفرع الرابع: حكم افتتاح الصلاة بالدعاء ... 228
الملطب الخامس: الدعاء بعد تكبيرة الإحرام، وفيه فرعان:
الفرع الأول: الدعاء قبل الاستفتاح ... 229
الفرع الثاني: دعاء الاستفتاح، وفيه ست مسائل: ... 229
المسألة الأولى: حكم دعاء الاستفتاح ... 229
المسألة الثانية: محل دعاء الاستفتاح ... 231
المسألة الثالثة: صفة دعاء الاستفتاح ... 237
المسألة الرابعة: حكم الجهر والإسرار بدعاء الاستفتاح ... 246
المسألة الخامسة: حكم ترك دعاء الاستفتاح عمداً وسهواً ... 246
المسألة السادسة: المواضع التي يكره فيها دعاء الاستفتاح ... 247
المطلب السادس: الدعاء عند قراءة الفاتحة، وفيه ثلاث فروع:
الفرع الأول: الدعاء أثناء قراءة الفاتحة ... 250
الفرع الثاني: حكم الدعاء عند العجز عن الفاتحة ... 253
الفرع الثالث: الدعاء بعد الفاتحة ... 255
المطلب السابع: الدعاء أثناء قراءة السورة ... 256
المطلب الثامن: الدعاء في الركوع، وفيه أربعة فروع:
الفرع الأول: حكم الدعاء في الركوع ... 262
الفرع الثاني: صفة الدعاء في الركوع ... 266
الفرع الثالث:الحكمة من الدعاء في الركوع ... 267
الفرع الرابع: حكم الاقتصار على الدعاء في الركوع ... 267
المطلب التاسع: الدعاء في الاعتدال، وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الأول: حكم الدعاء في الاعتدال ... 268
الفرع الثاني: حكم الزيادة على الدعاء في الاعتدال ... 270
الفرع الثالث: حكم الجهر بالدعاء في الإعتدال ... 274
المطلب العاشر: الدعاء في السجود، وفيه ستة فروع: ... 274
الفرع الأول: حكم الدعاء في السجود ... 274
الفرع الثاني: صفة الدعاء في السجود ... 276
الفرع الثالث: حكم جمع الأدعية الواردة في السجدة الواحدة ... 278
الفرع الرابع: حكم ترك الدعاء في السجود ... 279
الفرع الخامس: حكم الاقتصار على الدعاء في السجود ... 279
الفرع السادس: الحكمة من مشروعية الدعاء في السجود ... 279
المطلب الحادي عشر: الدعاء في الجلوس بين السجدتين، وفيه خمسة فروع:
الفرع الأول: حكم الدعاء في الجلسة بين السجدتين ... 280(1/3)
الفرع الثاني: صفة الدعاء في الجلسة بين السجدتين ... 284
الفرع الثالث: حكم تكرار الدعاء في الجلسة بين السجدتين ... 286
الفرع الرابع: موضع الدعاء بين السجدتين ... 287
الفرع الخامس: الحكمةمن الدعاء في الجلسة بين السجدتين ... 287
المطلب الثاني عشر: الدعاء بعد التشهد الأول ... 287
المطلب الثالث عشر: الدعاء بعد التشهد الثاني وقبل السلام، وفيه سبعة فروع:
الفرع الاول: حكم الدعاء بعد الشتهد الثاني ... 294
الفرع الثاني: محل الدعاء بعد التشهد الثاني ... 297
الفرع الثالث: صفة الدعاء بعد التشهد الثاني ... 298
الفرع الرابع: حكم الإشارة عند الدعاء بعد التشهد الثاني ... 299
الفرع الخامس: الحكمة من الإشارة بالسبابة عند الدعاء ... 303
الفرع السادس: حكم ترك الدعاء بعد التشهد الثاني ... 306
الفرع السابع: حكم زيادة (اللهم ارحم محمداً) في الصلاة على رسول الله × في التشهد الثاني ... 308
المطلب الرابع عشر: الدعاء بين التسليمتين ... 315
المطلب الخامس عشر: الدعاء بغير لفظ القرآن والسنة في الصلاة، وفيه فرعان: ... 316
الفرع الأول: حكم الدعاء بغير لفظ القرآن والسنة ... 316
الفرع الثاني: حكم دعاء المصلي بدعاء غير مشروع في الصلاة ... 325
المطلب السادس عشر: الدعاء لمعين في الصلاة، وفيه فرعان:
الفرع الأول: حكم الدعاء لمعين بغير كاف الخطاب ... 326
الفرع الثاني: حكم الدعاء لمعين بصيغة الخطاب ... 331
المطلب السابع عشر: الدعاء بغير لفظ العربية ... 333
المطلب الثامن عشر: الدعاء في سجود التلاوة ... 337
المطلب التاسع عشر: دعاء ختم القرآن في الصلاة، وفيه فرعان:
الفرع الأول: دعاء ختم القرآن في صلاة الفريضة ... 339
الفرع الثاني: دعاء ختم القرآن في صلاة النافلة ... 339
المطلب العشرون: القنوت في الصلاة، وفيه فرعان:
الفرع الأول: القنوت في الصلاة المكتوبة، وفيه ثمان مسائل:
المسألة الأولى: حكم القنوت في الصلاة المكتوبة ... 343
المسألة الثانية: ضابط النازلة ... 372
المسألة الثالثة: محل القنوت في الفرائض ... 374(1/4)
المسألة الرابعة: صفة القنوت في النوازل: ... 381
أولاً: لفظ القنوت ... 381
ثانياً: حكم الجهر بالقنوت في الفرائض ... 387
ثالثاً: رفع اليدين في القنوت ... 388
رابعاً: رفع البصر إلى السماء أثناء القنوت ... 395
خامساً: حكم إطالة القنوت ... 398
المسألة الخامسة: الذي يقوم بالقنوت في الفرائض ... 399
المسألة السادسة: حكم القنوت للنازلة في النوافل ... 403
المسألة السابعة: وقت إنتهاء القنوت للنازلة ... 403
الفرع الثاني: حكم القنوت في الوتر، وفيه ست مسائل:
المسألة الأولى: حكم القنوت في الوتر ... 405
المسألة الثانية: وقت القنوت ... 410
المسألة الثالثة: محل القنوت في الوتر ... 415
المسألة الرابعة: صفة القنوت في الوتر ... 422
أولاً: لفظ القنوت ... 422
ثانياً: حكم الجهر بالقنوت في الوتر ... 430
المسألة الخامسة: حكم ترك القنوت في الوتر ... 434
المسألة السادسة: الفرق بين قنوت الوتر وقنوت النوازل ... 437
المطلب الحادي والعشرون: الدعاء في صلاة التراويح ... 438
المطلب الثاني والعشرون: الدعاء في صلاة العيدين ... 438
المطلب الثالث والعشرون: الدعاء في صلاة الكسوف، وفيه خمسة فروع: ... 440
الفرع الأول: حكم الدعاء في الكسوف ... 440
الفرع الثاني: محل الدعاء في صلاة الكسوف ... 441
الفرع الثالث: صفة الدعاء في صلاة الكسوف ... 446
الفرع الرابع: الحكمة من الأمر بالدعاء عند الكسوف ... 447
الفرع الخامس: حكم الدعاء والتضرع في غير الكسوفين من الآيات ... 447
المطلب الرابع والعشرون: الدعاء في صلاة الاستسقاء، وفيه أربعة فروع:
الفرع الأول: حكم الدعاء في صلاة الاستسقاء ... 448
الفرع الثاني: محل الدعاء في صلاة الاستسقاء ... 449
الفرع الثالث: صفة الدعاء في صلاة الاستسقاء ... 450
الفرع الرابع: حكم الدعاء بالاستصحاء ... 459
المطلب الخامس والشعرون: الدعاء في صلاة الحاجة ... 461
المطلب السادس والعشرون:الدعاء في صلاة الاستخارة، وفيه ثمانية فروع:
الفرع الأول: حكم الدعاء في صلاة الاستخارة ... 463(1/5)
الفرع الثاني: الأمور التي تشرع فيها الاستخارة ... 465
الفرع الثالث: محل الدعاء في صلاة الاستخارة ... 466
الفرع الرابع: حكم الزيادة على دعاء الاستخارة ... 468
الفرع الخامس: حكم تكرار دعاء الاستخارة في الصلاة ... 470
الفرع السادس: حكم الاستخارة للغير ... 471
الفرع السابع: آداب الاستخارة ... 472
الفرع الثامن: الحكمة من تقديم الصلاة على دعاء الاستخارة ... 473
المطلب السابع والعشرون: الدعاء في صلاة الجنازة، وفيه خمسة فروع:
الفرع الأول: حكم الدعاء في صلاة الجنازة ... 473
الفرع الثاني: محل الدعاء في صلاة الجنازة وفيه مسألتان
المسألة الأولى: محل الدعاء للميت ... 475
المسألة الثانية: حكم الدعاء بعد التكبيرة الرابعة ... 480
الفرع الثالث: صفة الدعاء في صلاة الجنازة ... 484
الحالة الأولى: أن يكون الميت مكلفاً، وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: لفظ الدعاء للميت المكلف ... 484
المسألة الثانية: الجهر والإسرار بالدعاء في صلاة الجنازة ... 489
المسألة الثالثة: مقدار الدعاء في صلاة الجنازة ... 490
الحالة الثانية: إذا كان الميت غير مكلف وفيه مسالتان
المسألة الأولى: حكم الدعاء لغير المكلف ... 491
المسألة الثانية: لفظ الدعاء لغير المكلف ... 492
هل يدعى لغير المكلف بالمغفرة؟ ... 493
الفرع الرابع: حكم الدعاء لغير الميت في صلاة الجنازة ... 497
إذا كان الميت غير مكلف كالصغير ومن في حكمه هل يدعى له بخصوصه، أم يكفى الدعاء لوالديه؟ ... 499
الفرع الخامس: حكم التعليق بالشرط في الدعاء في صلاة الجنازة ... 501
المطلب الثامن والعشرون: الدعاء بعد السلام، وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الأول: دعاء المنفرد بعد الصلاة، وفيه أربع مسائل:
المسألة الأولى: حكم دعاء المنفرد بعد الصلاة ... 502
المسألة الثانية: محل الدعاء بعد الصلاة ... 503
المسألة الثالثة: حكم دعاء المنفرد بعد الصلاة بغير ما ورد ... 504
المسألة الرابعة: حكم رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة ... 509
الفرع الثاني: الدعاء الجماعي بعد الصلاة ... 514(1/6)
الفرع الثالث: دعاء الفرد وتأمين الجماعة بعد الصلاة ... 514
المبحث الثاني: الدعاء غير المتعلق بالصلاة، وفيه ثمانية عشر مطلباً:
المطلب الأول: الدعاء المتعلق بالمسجد، وفيه ثلاث فروع: ... 524
الفرع الأول: الدعاء عند دخول المسجد ... 524
الفرع الثاني: الدعاء عند الخروج من المسجد ... 525
الفرع الثالث: صفة الدعاء عند الدخول والخروج من المسجد ... 526
المطلب الثاني: الدعاء يوم الجمعة، وفيه ستة فروع:
الفرع الأول: حكم الدعاء في خطبة الجمعة ... 526
الفرع الثاني: الدعاء أثناء الخطبة للمسلمين ... 528
الفرع الثالث: الدعاء لولي الأمر أثناء الخطبة ... 530
الفرع الرابع:الدعاء بين الخطبتين أثناء جلوس الخطيب ... 535
الفرع الخامس: حكم رفع اليدين في الدعاء أثناء الخطبة ... 536
الفرع السادس: الدعاء في آخر ساعة من يوم الجمعة ... 537
المطلب الثالث: الدعاء يوم العيد، وفيه فرعان:
الفرع الأول: الدعاء في يوم العيد وليلته ... 548
الفرع الثاني: التهنئة بالعيدين ... 548
المطلب الرابع: الدعاء في الجنائز، وفيه ثمانية فروع: ... 551
الفرع الأول: الدعاء عند زيارة المريض ... 551
الفرع الثاني: الدعاء للميت عند تغسيله وتكفينه ... 555
الفرع الثالث: الدعاء للميت أثناء حمله ... 556
الفرع الرابع: الدعاء للميت إذا وضع في قبره ... 557
الفرع الخامس: الدعاء للميت بعد الدفن عند القبر ... 559
الفرع السادس: الدعاء عند زيارة القبور ... 561
صفة الدعاء لأهل القبور ... 562
الفرع السابع: الدعاء للميت في عموم الأحوال ... 563
حكم اهداء الدعاء والاستغفار ونحوهما للنبي × هل يشرع أم لا؟ ... 564
الفرع الثامن: دعاء التعزية ... 566
المطلب الخامس: الدعاء في اللباس والمسكن والمركب، وفيه أربعة فروع:
الفرع الأول: الدعاء عند لبس الثوب ... 569
الفرع الثاني: الدعاء عند دخول المسكن والخروج منه ... 571
الفرع الثالث: الدعاء عند الركوب ... 571
الفرع الرابع: حكم تعليق هذه الأدعية على الأبواب والسيارات ... 572
المطلب السادس: دعاء الاستخارة من غير صلاة ... 572(1/7)
المطلب السابع: الدعاء في الزكاة، وفيه ثلاثة فروع:
الفرع الأول: الدعاء عند دفع الزكاة ... 573
الفرع الثاني: الدعاء عند أخذ الزكاة ... 573
الفرع الثالث: صفة الدعاء لمعطي الزكاة ... 576
المطلب الثامن: الدعاء في الصيام، وفيه خمسة فروع:
الفرع الأول: الدعاء عند رؤية الهلال ... 591
الفرع الثاني: الدعاء أثناء الصوم ... 592
الفرع الثالث: الدعاء عند الإفطار ... 593
الفرع الرابع: الدعاء عند السحور ... 596
الفرع الخامس: الدعاء في ليلة القدر ... 597
المطلب التاسع: الدعاء في الحج والعمرة، وفيه خمسة عشر فرعاً:
الفرع الأول: الدعاء عند الدخول في النسك ... 598
الفرع الثاني: الدعاء بعد التلبية ... 601
الفرع الثالث: الدعاء عند رؤية الكعبة، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: حكم الدعاء عند رؤية الكعبة ... 603
المسألة الثانية: رفع اليدين عند الدعاء عند رؤية الكعبة ... 604
الفرع الرابع: الدعاء في الطواف، وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: حكم الدعاء عند استلام الحجر في بداية الطواف ... 607
المسألة الثانية: الدعاء أثناء الطواف ... 608
المسألة الثالثة: الدعاء بعد ركعتي الطواف ... 612
الفرع الخامس: الدعاء في السعي، وفيه أربع مسائل: ... 613
المسألة الأولى: الدعاء على الصفا والمروة ... 613
المسألة الثانية: رفع اليدين عند الدعاء على الصفا والمروة ... 615
المسألة الثالثة: الدعاء أثناء السعي ... 616
المسالة الرابعة: الحكمة من مشروعية الدعاء على الصفا دون الحجر الأسود ... 618
الفرع السادس: الدعاء في منى ... 618
الفرع السابع: الدعاء في عرفة، وفيه ثلاث مسائل: ... 618
المسألة الأولى: دعاء الحاج في عرفة ... 618
المسالة الثانية: حكم رفع اليدين عند الدعاء في يوم عرفة ... 620
المسألة الثالثة: التعريف يوم عرفة ... 622
الفرع الثامن: الدعاء في مزدلفة، وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: الدعاء عند دخول مزدلفة ... 625
المسألة الثانية: الدعاء في أثناء المبيت في مزدلفة ... 626
المسالة الثالثة: الدعاء عند المشعر الحرام ... 626(1/8)
الفرع التاسع: الدعاء عند رمي الجمار، وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: الدعاء أثناء الرمي ... 627
المسألة الثانية: الدعاء بعد رمي الجمار ... 628
المسألة الثالثة: رفع اليدين عند الدعاء بعد رمي الجمار ... 630
الفرع العاشر: الدعاء عند الذبح، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: حكم الدعاء عند الذبح بلفظ «اللهم منك وإليك» ... 631
المسألة الثانية: حكم الدعاء عند الذبح بلفظ «اللهم اغفر لي» ... 634
الفرع الحاي عشر: الدعاء عند الحلق ... 634
الفرع الثاني عشر: الدعاء عند شرب زمزم ... 635
الفرع الثالث عشر: الدعاء عند دخول الكعبة ... 636
الفرع الرابع عشر: الدعاء عند الملتزم ... 637
الفرع الخامس عشر: الدعاء لمن قدم من حج ... 639
المطلب العاشر: الدعاء في الجهاد، وفيه سبعة فروع:
الفرع الأول: حكم طلب الشهادة في سبيل الله ... 641
الفرع الثاني: الدعاء عند توديع الجيش ... 643
الفرع الثالث: الدعاء عند الخروج للجهاد ... 644
الفرع الرابع: الدعاء لمن يجاهد أو يعمل عملاً يعين على الجهاد ... 645
الفرع الخامس: الدعاء عند الإستعداد للقتال ... 646
الفرع السادس: الدعاء أثناء القتال ... 649
الفرع السابع: الدعاء إذا أنهزم العدو ... 650
المطلب الحادي عشر: الدعاء في السفر، وفيه فرعان:
الفرع الأول: الدعاء في سفر الطاعة، وفيه ثمان مسائل:
المسألة الأولى: الدعاء عند الخروج إلى السفر ... 651
المسالة الثانية: الدعاء عند التوديع ... 653
المسألة الثالثة: الدعاء إذا سافر ... 655
المسألة الرابعة: الدعاء اثناء السفر ... 657
المسالة الخامسة: الدعاء إذا أمسى المسافر ... 657
المسألة السادسة: الدعاء إذا أسحر المسافر ... 658
المسألة السابعة: الدعاء إذا أشرف على قرية أو بلدة يقصدها ... 659
المسألة الثامنة: الدعاء إذا رجع من سفره ودخل على أهله ... 661
الفرع الثاني: الدعاء في سفر المعصية ... 662
المطلب الثاني عشر: الدعاء عند قراءة القرآن في غير الصلاة، وفيه أربعة فروع: ... 664
الفرع الأول: الدعاء عند قراءة القرآن ... 664(1/9)
الفرع الثاني: الدعاء عند سجود التلاوة ... 665
الفرع الثالث: الدعاء عند حفظ القرآن ... 668
الفرع الرابع: الدعاء عند ختم القرآن، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: حكم الدعاء بعد ختم القرآن ... 669
المسألة الثانية: حكم حضور مجلس الختم ... 672
المطلب الثالث عشر: الدعاء في المعاملات، وفيه خمسة فروع:
الفرع الأول: الدعاء عند الدخول إلى السوق ... 673
الفرع الثاني: بيع كتب الأدعية وإيجارتها ... 675
الفرع الثالث: الدعاء للبائع والمشتري ... 677
الفرع الرابع: الدعاء بأجر، وفيه ثلاث مسائل: ... 678
المسألة الأولى: الرقية ... 679
المسألة الثانية: الاستئجار على الحج ... 680
المسألة الثالثة: الاستئجار على القراءة للميت والدعاء له عقبها ... 680
الفرع الخامس: الدعاء في القرض ... 681
المطلب الرابع عشر: الدعاء في النكاح، وفيه خمسة فروع:
الفرع الأول: الدعاء بعد عقد النكاح ... 683
الفرع الثاني: الدعاء عند الزفاف وفيه مسألتان
المسألة الأولى: دعاء النساء اللاتي يهدين العروس ... 687
المسألة الثانية: دعاء الزوج إذا زفت إليه امرأته ... 688
الفرع الثالث: الدعاء عند الجماع ... 689
الفرع الرابع: الدعاء عند الوليمة ... 691
الفرع الخامس: الدعاء للمولود، وفيه أربعة مسائل:
المسألة الأولى: حكم التهنئة بالمولود ... 694
المسألة الثانية: صفة التهنئة بالمولود ... 696
المسألة الثالثة: الدعاء للمولود ... 696
المسالة الرابعة: الدعاء عند ذبح العقيقة ... 698
المطلب الخامس عشر: الدعاء في القضاء وفيه ثلاثة فروع: ... 699
الفرع الأول: الدعاء عند كتابة الفتيا ... 699
الفرع الثاني: الدعاء عند جلوس القاضي للحكم بين الناس ... 700
الفرع الثالث: حكم تخصيص القاضي أحد الخصمين بالدعاء ... 701
المطلب السادس عشر: الدعاء في الصباح والمساء وفيه فرعان: ... 702
الفرع الأول: الدعاء طرفي النهار، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: حكم الدعاء طرفي النهار ... 702
المسألة الثانية: وقت الدعاء طرفي النهار ... 707
الحكمة من مشروعية الدعاء طرفي النهار ... 708(1/10)
الفرع الثاني: الدعاء عند النوم وفيه ثلاث مسائل
المسألة الأولى: الدعاء عند إرادة النوم ... 709
المسألة الثانية: الدعاء عند الفزع من النوم ... 712
المسألة الثالثة: الدعاء عند الاستيقاظ من النوم ... 713
المطلب السابع عشر: الدعاء عند الفزع، وفيه ثلاث فروع:
الفرع الأول: الدعاء عند سماع الأصوات المنكرة ... 714
الفرع الثاني: الدعاء عند وقوع المصيبة ... 715
الفرع الثالث: الدعاء عند هبوب الريح والرعد والبرق ... 717
المطلب الثامن عشر: الدعاء عن العطاس، وفيه أربعة فروع:
الفرع الأول: حكم تشميت العاطس ... 719
الفرع الثاني: جواب التشميت وفيه مسألتان
المسألة الأولى: حكم رد العاطس على من شمته ... 723
المسألة الثانية: صفة رد العاطس على من شمته ... 725
الفرع الثالث: الحالات التي لا يشرع فيها تشميت العاطس، وفيه تسع مسائل:
المسألة الأولى: من لم يحمد الله عند العطاس ... 729
إذا كان العاطس صغيراً أو مجنوناً فهل يشرع تذكيره بالحمد؟ ... 731
إذا كان العاطس في جماعة وحمد الله تعالى فسمعه بعض ... 731
المسألة الثانية: المزكوم إذا تكرر منه العطاس ... 733
المسألة الثالثة: الكافر ... 734
المسألة الرابعة:إذا قام العاطس لفظاً غير الحمد لله ... 735
المسألة الخامسة: من يكره التشميت ... 736
المسألة السادسة: من عطس داخل الصلاة وحمد الله تعالى ... 736
المسألة السابعة: من عطس يوم الجمعة والإمام يخطب ... 737
المسألة الثامنة: من عطس في حال لا يشرع فيها ذكر الله ... 738
المسالة التاسعة: تشميت الرجل للمرأة الأجنبية ... 738
الفرع الرابع: الحكمة من مشروعية التشميت ... 738
الموضوع ... رقم الصفحة
الفصل الثالث
آثار الدعاء وفيه ثلاثة مباحث
المبحث الأول: التأمين على الدعاء، وفيه مطلبان: ... 741
المطلب الأول: التأمين على الدعاء داخل الصلاة، وفيه ثلاثة فروع: ... 741
الفرع الأول: مواطن التأمين على الدعاء في الصلاة ... 741
الفرع الثاني: حكم التأمين على الدعاء في الصلاة وفيه سبع مسائل ... 742(1/11)
المسألة الأولى: حكم التأمين على دعاء الفاتحة ... 742
المسألة الثانية: حكم جهر الإمام بالتأمين على دعاء الفاتحة ... 751
المسألة الثالثة: حكم تأمين المأموم على الفاتحة في الصلاة ... 763
المسألة الرابعة: حكم جهر المأموم بالتأمين ... 766
المسألة الخامسة: حكم جهر المنفرد بالتأمين على الفاتحة في الصلاة ... 770
المسألة السادسة: محل التأمين على الفاتحة في الصلاة ... 771
المسألة السابعة: حكم ترك التأمين على الفاتحة في الصلاة ... 773
الفرع الثالث: صيغة التأمين على الفاتحة في الصلاة ... 774
المطلب الثاني: التأمين على الدعاء في غير الصلاة، وفيه ثلاثة فروع: ... 777
الفرع الأول: حكم التأمين على الدعاء ... 777
الفرع الثاني: مواطن التأمين على الدعاء ... 778
الفرع الثالث: صيغة التأمين على الدعاء ... 780
المبحث الثاني: إجابة الدعاء، وفيه خمسة مطالب: ... 781
المطلب الأول: تعريف إجابة الدعاء ... 781
المطلب الثاني: أنواع إجابة الدعاء ... 781
اختلف العلماء في دعاء المسألة، هل يجيب الله دعاء كل من سأله؟ ... 781
المطلب الثالث: مواطن الإجابة ... 789
الأوقات التي يرجى فيها إجابة الدعاء ... 789
الأحوال التي يرجى فيها إجابة الدعاء ... 795
الأمكنة التي يمتاز فيها الدعاء على غيرها ... 813
المطلب الرابع: علامات الإجابة ... 816
المطلب الخامس: موانع الإجابة ... 817
المبحث الثالث: آثار الدعاء ... 819
الخاتمة ... 826
الفهارس ... 834
فهرس الآيات ... 835
فهرس الأحاديث ... 847
فهرس الآثار ... 883
فهرس الأعلام ... 896
فهرس الألفاظ اللغوية ... 901
فهرس المصادر والمراجع ... 903
فهرس الموضوعات ... 939
******(1/12)
الفهارس
? فهرس الآيات
? فهرس الأحاديث
? فهرس الآثار
? فهرس الأعلام
? فهرس الألفاظ اللغوية
? فهرس المصادر والمراجع
? فهرس الموضوعات
فهرس الآيات
الآية ... رقمها ... رقم الصفحة
سورة الفاتحة
? ?????????? ??????? ????? ??????????????? ? ... 2 ... 150
?? ?????????? ?????????? ???????????? ?????????????? ? ... 4 ... 144
? ?????????? ??????????? ???????????????? ? ... 5 ... 101، 748
سورة البقرة
? ??????????? ?????????????? ???? ????? ?????? ? ... 23 ... 40
? ????????? ??????? ??????????????? ???????? ? ... 31 ... 336
? ?????? ??????????????????? ???????? ???? ?????????? ?????????? ???? ????????? ? ... 61 ... 485
? ??????? ?????? ???????????????? ????? ???????? ??????? ??????? ????????? .. ? ... 126 ... 105
? ????????? ????????? ????????? ????????? ?????? ??????????? ??????????? ? ... 127 ... 598
? ?????? ?????? ????????? ???????? ? ????????????? ? ... 144 ... 180
? ????????????????? ??????????? ??????????? ???????? ??? ???????????? ??? ??????????????? ? ... 172 ... 138
? ???????? ????????? ?????????? ?????? ??????????? ?????????? ???????? ???????? ????????? ?????? ???????? ???????????????????? ??? ??????????????? ??? ??????????? ???????????? ? ... 186 ... 31، 41، 56، 60، 592، 781، 783، 786، 788، 795
? ??????? ??????????? ?????????? ??????????????? ????????? ???????? ??? ??????????? ??????????? ? ... 194 ... 128
? ?????????? ??????????? ????? ??????????? ?????????????? ?????? ????? ?????????????? ???????????? ????????????? ????? ???????????? ? ... 198 ... 627
? ??????? ????????? ??? ???????? ??????????????? ????????????? ? ???????????????? ????? ?????? ? ??????????? ???? ???????? ? ... 200 ... 76(1/1)
? ??????????????? ???????????? ? ??????????????? ??????????? ??? ??????????? ?????????? ??????? ??????? ????????????? ? ... 201 ... 157، 426، 609، 483، 812
? ???????? ????? ?????? ???????? ?????? ??????????? ??????????? ????????????? ? ... 206 ... 702
? ???????? ??????????? ???????????? ???????????? ???????????? ?????????????????? ? ... 231 ... 297
? ???????? ?????????? ?????????? ???????????? ????????? ?????????????? ?????????? ?????????? ???????? ?????????? ???????????????? ?????????????? ????? ?????????? ???????????????? ? ... 250 ... 646، 822
? ??? ??? ???????? ?????????? ????????? ??????? ????????????? ? ... 255 ... 54
? ??? ?????????? ?????? ????????? ??????? ?????????? ? ... 286 ... 335
? ?????????? ??? ??????????????? ???? ??????????? ????? ??????????????? ?????????? ????? ????????? ??????????? ???????? ????? ??????????? ????? ??????????? ??? ??????????? ? ... 286 ... 812
سورة آل عمران
+ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة" ... 8 ... 255
? ?????????????????????? ??????????????? ? ... 17 ... 792
? ???????????? ???????????? ? ... 38 ... 102
? ??????? ???? ???? ??????????? ?????? ????? ????????? ?????????? ????? ??????????????? ????????????? ???????????? ? ... 128 ... 327، 345، 355، 382
+والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ... " ... 135 ... 505
? ?????????? ????????? ?????? ???????????? ????????????????? ???? ??????????? ... ? ... 147 ... 647
? ?????????? ???????????? ?????? ?????????? ??????????? ???????? ????????????? ? ... 191 ... 161
? ?????????? ????????????? ?????? ????????????????? ????????? ?????? ????????????????? ... ? ... 193، 194 ... 63، 99، 426
سورة النساء
? ?????????????? ?????? ??? ?????????? ? ... 32 ... 55(1/2)
? ????????? ???????????????? ? ... 84 ... 645
? ???????? ?????????? ??????????? ???????????? ??????????? ???????? ? ... 86 ... 726
? ???? ??????? ?????? ?????????? ??????????? ???? ?????????? ??????? ??? ???????? ? ... 148 ... 126
سورة المائدة
? ??????????????? ????? ?????????? ???????????????? ? ... 2 ... 461
+وَلَكِنْ يُرِيْدُ لِيُطَهِّرَكُمْ" ... 6 ... 222
? ?????????? ???????????? ?????? ???? ??????????????? ? ... 27 ... 786
? ?????????? ???????? ???? ??????????? ???????? ??????????????? ?????????????? ??????????? ???? ????? ????????????? ?????????? ????????? ???? ??????????????? ? ... 113 ... 87
سورة الأنعام
? ?????????? ??? ??????????? ?????????? ???? ??????? ? ... 41 ... 785، 786
? ???????????? ????? ?????????? ???????????? ????????????? ????????? ??????? ????????????? ??????????? ?????? ???????????????? ??? ????????? ????????????? ? ... 43 ... 32
? ???????? ???????? ??????????? ???????????? ????????????????? ??????? ?????????? ???????????? ??????? ????????? ?????? ??????????? ??????????????? ? ... 54 ... 50
? ?????????? ????????????? ???????????? ?????? ????? ???????????? ?????? ??????????????? ?????????????? ???? ???????????????? ? ... 23 ... 63
? ????????? ?????????? ???????????? ????????????? ????????? ??? ??????? ?????????????????? ? ... 55 ... 31، 60، 62، 66، 79، 81، 143، 155، 161، 430، 457، 758
? ???????????????? ??????????? ????????????? ? ... 158 ... 452
? ??????????????????? ???? ??????????? ?????????? ???????????? ????? ????????? ????????? ????? ???????? ..? ... 187 ... 783
? ???????? ???????? ????????????? ????????????????? ????? ????????????? ??????????? ???????????? ? ... 204 ... 259، 756(1/3)
? ????????? ????????? ? ?????????? ???????????? ?????????? ??????? ?????????? ???? ?????????? ?????????????? ???????????? ????? ?????? ????? ???????????????? ? ... 205 ... 79، 156
? ????? ?????????????????? ?????????? ??????????????? ?????? ? ... 9 ... 53
? ??????? ?????????? ??????????? ???? ????? ??????? ???? ????????? ???? ??????? ? ... 32 ... 229
? ????????????????? ??????????? ?????????? ??????????????? ????? ???????????? ? ... 65 ... 645
? ??????? ????????????????? ? ????????? ?????????????? ?????????? ? ... 72 ... 85
سورة التوبة
? ??????????????? ???????????????? ? ... 67 ... 162
? ????? ???????? ??????? ?????????? ???????? ?????? ????????? ????? ??????? ?????? ???????????? ? ... 84 ... 559
? ???????????? ??????????????? ????????????? ??????? ?????? ???????? ????????? ???????? ? ... 100 ... 580
? ???? ???? ?????????????? ????????? ?????????????? ?????????????? ????? ??????? ??????????? ...? ... 103 ... 574، 575، 582، 587
? ??? ????? ??????????? ????????????? ???????????? ???? ?????????????????? ??????????????? ?????? ?????????? ????????? ?????????? ...? ... 113 ... 109
سورة يونس
? ????????????? ?????? ????????????? ??????????? ? ... 10 ... 40
? ???????? ????? ????????????? ????????? ????????? ????????????? ... ? ... 12 ... 81
? ?????????? ???????? ??????? ?????????????? ??????????? ?????? ?????????????? ?????? ???????????? ??????? ????????? ??????????? ??????????? ? ... 88 ... 122
? ????? ????????? ??????????????? ? ... 89 ... 748، 749، 758
? ????? ??????? ??? ????? ?????? ??? ??? ?????????? ????? ??????????? ? ... 106 ... 39
سورة هود
? ?????? ????????? ?????? ????? ???????????????? ? ... 18 ... 70
? ?????? ????????????? ??? ??????? ???? ????? ??????? ...? ... 47 ... 334(1/4)
? ?????????? ???????? ??????????? ???????? ? ... 48 ... 49
? ?????????????? ??????????????????? ?????????? ????? ??????????? ?????????? ?????????? ?????????????? ?????????? ??????????? ????????????? ???????? ??????? ????????????? ? ... 52 ... 146
سورة الرعد
? ????? ???????? ??????????????? ??????? ? ???????? ? ... 14 ... 129، 137، 780
سورة إبراهيم
? ?????? ???????????????? ??? ???????? ??????? ?????????? ????????? ? ... 4 ... 336
? ?????? ??????????? ???????? ?????? ??? ????????????? ? ... 34 ... 705
? ?????????? ????????? ??? ?????????????? ???????????????? ??????? ???????? ??????????? ? ... 41 ... 121
سورة الحجر
? ???????? ?????? ???????????? ??????????? ?????????? ?????? ??????????????? ? ... 9 ... 46
? ?????? ????? ?????????????????? ??????? ?????? ??????????????? . ?????? ??????????? ???? ??????????????? ? ... 36، 37 ... 137، 154، 663
سورة النحل
+فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" ... 98 ... 248
سورة الإسراء
? ???????????? ?????? ?????? ??? ????????? ????? ?????????? ? ... 18 ... 787
? ?????? ?????? ????????????? ????? ????????????? ????????? ? ... 24 ... 101
? ?????? ?????????? ????????? ?????????? ??? ???????????? ?????? ????????? ??????????? ???????????? ?????????????? ????????? . ????????????? ???????????? ?????????? ???? ????? ?????? ?????????? ????????????? ? ... 107، 108 ... 667
? ????? ?????????? ?????????? ????? ?????????? ?????? ? ... 110 ... 79، 155، 430
سورة الكهف
? ??????????? ???????? ????????? ?????? ????????????? ??????? ??????????????? ????? ???????????? ? ... 63 ... 45
? ?????? ???????? ???????? ????????? ??????????? ? ... 2 ... 45
? ????? ???????? ?????????? ????????? ???????? ? ... 3 ... 155
? ???????????????? ????? ????????? ? ... 6 ... 102
سورة طه(1/5)
? ?????? ?????? ????????? ????????? ???????????? ? ... 36 ... 50
? ?????? ?????? ??????? ???????? ? ... 114 ... 665
?? ????????? ????????? ????????? ???????? ????????? ?????????????? ? ... 83 ... 64، 160
+فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" ... 87 ... 716
+وكذلك ننجي المؤمنين" ... 88 ... 809
? ????? ??? ?????????? ???????? ???????? ??????? ??????????????? ? ... 89 ... 63
? ????????????????? ????????? ??????????? ? ... 90 ... 140، 173
? ?????? ????????????????? ??????? ???????? ???????????????? ? ... 107 ... 311
سورة الحج
? ????????????????? ??????????? ? ... 77 ... 193
سورة المؤمنون
? ???????????????? ?????????? ???????? ???? ????????????????? ?????????????? ?????????? ???????? ????? ????????????? ??????? ? ... 51 ... 138
? ?????? ??????????? ?????????? ??????????????? ?????????? ???????????????? ????????????? ? ... 71 ... 787
? ?????? ???????????????? ???????????? ????? ??????????????? ? ... 76 ... 162
سورة النور
? ????????? ??????????? ??????????? ????????????? ??????? ???????????? ??????????? ????? ????? ?????? ???????????? ???????????? ? ... 61 ... 50
? ???? ?????????????????? ???????? ??????????? ???????????? ?????????? ?????????? ????????? ..? ... 63 ... 313، 578
سورة الفرقان
? ???????????? ??????????? ?????????? ???? ?????? ???? ???????????????????? ?????????????????? ??????? ?????????? ? ... 74 ... 102
? ???? ??? ???????????? ??????? ??????? ??????? ????????????? ... ? ... 77 ... 31
سورة الشعراء
? ???????????? ????????? ?????????? ????? ???? ?????????????? ? ... 86 ... 782
سورة النمل
? ??????? ????????? ????????????? ?????? ??????? ? ... 62 ... 51، 56، 60، 803
سورة القصص
? ???????????????????? ???????? ??? ?????????? ????? ???????? ???? ????????? ? ... 15 ... 85(1/6)
? ????? ????????? ?????? ??????????? ???????? ???? ??????? ???????? ? ... 24 ... 63
سورة العنكبوت
? ????????? ????????? ? ?????????? ???????? ?????? ??????????? ????? ????????? ...? ... 65 ... 100، 137، 785
سورة الروم
? ??????????????? ?????? ????? ?????????? ??????? ???????????? . ??????? ?????????? ? ??????????????? ????????????? ??????????? ??????? ????????????? ? ... 17، 18 ... 707
سورة الأحزاب
+لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة.." ... 22 ... 458
? ???? ???????? ????????? ?????????? ??????????????????? .. ? ... 43 ... 585
? ?????? ?????? ???????????????????? ???????????? ????? ???????????? ????????????????? ?????????? ??????????? ????????? ????????? ???????????? ???????????? ? ... 56 ... 314، 579
سورة فاطر
? ????????? ????????? ?????????? ??????????? ??????????? ???????????? ????????????? ? ... 10 ... 138
? ???? ???????????? ??? ????????????? ???????????? ?????? ????????? ??? ????????????????? ??????? ...? ... 14 ... 67
سورة الصافات
? ????????? ?????? ?????? ? ??????????????? ? ... 79 ... 49
سورة ص
? ???? ????????????????? ??? ??????????? ? ... 1 ... 45
? ?????? ????? ??????????? ??? ?????? ??? ???????? ???? ??????????? ????????? ????? ?????????? ???????? ?????? ????????????? ? ... 35 ... 159
سورة الزمر
? ??????? ??? ????? ??????????? ????????? ??? ???????? ? ... 8 ... 82
سورة غافر
? ????????????????????? ?????????? ?????????? ?????????? ???????? ????? ?????? ????????? ????????? ???????????? ?????????? ????????? ???????????????? ????????? ? ... 7 ... 104
? ????????? ???????? ??????????? ?????????????? ????? ?????????? ????????? ??????????? ? ... 46 ... 582(1/7)
? ???????? ?????????? ???????????? ???????????? ??????? ?????? ??????????? ????????????????? ???? ??????????? ?????????????? ????????? ?????????? ...? ... 60 ... 30، 41، 55، 59، 782، 783، 786، 787، 788
سورة الشورى
? ??? ????? ??????? ??????? ??????????? ??????? ????? ??? ????????????? ????? ????? ??????? ??????? ????????????? ??????????? ??????? ? ... 20 ... 786
? ?????????? ??????????? ????? ?????????? ????????????? ????????? ????????????? ..? ... 142 ... 125
? ???????? ??????? ????????? ?????? ??????? ?????? ??????? ??????????? ? ... 43 ... 126
سورة الزخرف
+سبحان الله الذي سخر لنا هذا ، وما كنا له مقرنين ..." ... 13-14 ... 571
سورة محمد
? ????????????????? ??????????? ???????????????? ???????????????????? ? ... 19 ... 103، 158، 298، 563
سورة الحجرات
? ????????? ??????????????? ??????????? ??????????????? ???????? ??????????????? ? ... 49 ... 461
سورة ق
? ????????? ???????? ???????? ??????? ??????? ?????????? ????????? ???????????? ? ... 39 ... 708
سورة الذاريات
? ?????????????????? ????? ??????????????????? ? ... 17، 18 ... 596، 792
? ??? ????????????? ??????????? ????? ?????????? ? ... 22 ... 182
? ???????? ?????? ?????????? ????????????? ??????? ???????????? ? ... 27 ... 665
? ??????????? ???????? ????????? ????? ???????? ? ... 48 ... 237، 240
سورة القمر
? ???????? ??????????? ????????? ???????????? ???????????? ? ... 10 ... 40
سورة الواقعة
? ??????????? ???????? ???????? ???????????? ? ... 96 ... 242
سورة الحشر
? ????????????? ??????? ???? ??????????? ??????????? ?????????? ?????????? ???????? ??????????????????? ??????????? ??????????? ??????????????? ? ... 10 ... 103، 563، 823، 580
? ???????????? ???????????? ? ... 23 ... 49
سورة الجمعة(1/8)
? ???????????????? ?????????? ????????????? ?????? ???????? ???????????? ??? ??????? ???????????? ??????????????? ??????? ?????? ?????? ? ... 9 ... 533
سورة التغابن
? ?????????????? ?????? ??? ???????????????? ? ... 16 ... 335
سورة التحريم
? ????????????????? ?????????? ??????????? ??????????? ??????? ?????? ?????????? ?????????? ? ... 8 ... 65
سورة المعارج
? ??????? ?????????? ?????????? ???????? ? ... 1 ... 51
سورة نوح
? ????????? ?????????????????? ????????? ?????????? ????? ??????????? ... ? ... 10، 11 ... 65، 146، 450
? ?????? ??? ??????? ????? ??????????? ???? ??????????????? ?????????? ? ... 26 ... 122
? ?????? ?????????? ??? ?????????????? ... ? ... 28 ... 101، 121
سورة الجن
? ???????? ?????????????? ??????? ?????? ?????????? ???? ?????? ???????? ? ... 18 ... 136، 533، 814
? ???????????? ?????? ?????? ?????? ?????? ????????? .. ? ... 19 ... 40
سورة الإنسان
? ?????????? ????????????? ???????? ?????? ??? ???????? ??????? ????????? ????? ???????? ? ... 9 ... 108
سورة الانشقاق
? ?????????? ???? ???????? ???????????? ???????????? . ?????????? ????????? ????????? ???????? ? ... 7، 8 ... 117
سورة الأعلى
? ??????? ?????? ???????? ??????????? ? ... 1 ... 242، 337
سورة الشرح
? ????????? ??????????? ?????????? . ????????? ???????? ???????????? ? ... 7، 8 ... 84، 146، 297، 438، 506، 507، 518، 520
سورة العلق
+واسجد وأقترب" ... 19 ... 797
سورة القدر
? ?????? ???????????? ??? ???????? ??????????? . ???????? ??????????? ??????? ????? ??????? ?????? ? ... 2، 3 ... 790
سورة النصر
+فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" ... 3 ... 267
******
فهرس الأحاديث
الحديث ... رقم الصفحة
( أ )
أتبيع ناضحك هذا بدينار والله يغفر لك ... 677
اتق دعوة المظلوم فإنها ... ... 804
أتيت رسول الله × بوضوء فسمعته يقول ... 221(1/9)
أتى رسول الله × يثياب فيها... ... 569، 685 .
أتى النبي × ذات ليلة رجل قد ألح ... 777
اجتمع اليهود والمسلمون فعطس النبي × ... 727
اجعل هذا في وترك ... 406
أخبرني أسامة بن زيد أن النبي × لما دخل البيت ... 636، 815
ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ... 140، 154
إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ... 709
إذا أراد أحدكم أمراً فليقل اللهم إني أستخيرك ... 469
إذا أراد أحدكم سفراً فليودع إخوانه ... 655
إذا أراد أن يأتي أهله يقول: بسم الله اللهم ... 690
إذا أصبح أحدكم فليقل أصبحنا وأصبح ... 706
إذا أعطتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها ... 573
إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل اللهم بارك.. ... 693
إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ... 335
إذا أمن الإمام فأمنوا ... 434، 742، 744، 750، 760، 763، 764، 766
إذا أمن القارئ فأمنوا ... 779
إذا تزوج أحدكم المرأة أو اشترى دابة... ... 678، 688
إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل... ... 311
إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب ... 207
إذا جاء أحدكم إلى فراشه فلينض فراشه ... 709
إذا جاء الرجل يعود مريضاً فليقل اللهم اشف عبدك ... 552
إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا... ... 554، 800
إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان.. ... 584
إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم ... 524، 525
إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك ... 553
إذا دعا أحدكم فرفع يديه فإن الله.. ... 186
إذا دعا أحدكم فليستكثر فإنما يسأل ... 75
إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة... ... 70
إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ... 131
إذا ادعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل ... 596، 693
إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ... 525
إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ... 170، 174
إذا سمع المؤذن يقول: الله أكبر يستجب ... 199
إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول... ... 87، 497، 200، 202، 208، 564
إذا صاح الديك فاسألوا الله من فضله ... 800
إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله.. ... 150، 506، 298، 429
إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ... 473، 474، 483، 484، 498(1/10)
إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤصكم.. ... 747
إذا عطس أحدكم فحمد الله تعالى فشمتوه ... 720، 721، 729
إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه ... 733
إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ... 719، 723، 724
إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله على كل حال ... 723
إذا عطس فحمد الله فحق على كل من سمعه... ... 721، 735
إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من ... 295، 298
إذا قال أحدكم في الصلاة آمين ... 743، 770
إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا... ... 272
إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم فإنه من وافق ... 160
إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين ... 745، 747، 754، 757، 767، 772،
إذا قال العبد يا رب أربعاً ... 812
إذا قعدتم في كل ركعتين الأوليين... ... 288
إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر ... 230، 233، 269، 281، 282
إذا قمت في القنوت في الوتر فقل ... 406
إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة ... 791
إذا كان عند الإقامة لم ترد دعوة ... 796
إذا كبر الإمام فكبروا ... 772
إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ... 102، 564، 807، 823
إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء ... 795
إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب ... 199
إذا وجدتم الإمام ساجداً فاسجدوا ... 248
إذا ولج الرجل بيته فليقل: اللهم إني ... 571
إذا بحوا على اسمه وقولوا بسم الله.. ... 699
استسقى رسول الله × خميصة ... 456
أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها ... 124، 320، 327، 377
أعجز الناس من عجز عن الدعاء وأنجلهم ... 33، 61
أعلمهم أن عليهم صدقة تؤخذ من ... 574
أعبدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ... 146
أفضل الصلاة صلاة القيام.. ... 359، 379
أفضل الدعاء الحمد لله ... 46
أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وأفضل... ... 619، 790، 815
أقبل أنس وأبو طلحة مع النبي × ومع.. ... 117
أقبل رسول الله × فدخل مكة فأقبل ... 605، 616، 629
أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل ... 793
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ... 275، 264، 405، 429، 797(1/11)
اكتم الخطبة، وتوضأ فأحسن الوضوء ... 467، 469
أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة ... 620، 716
التمسوا الساعة في يوم الجمعة بعد ... 544
أنطوا بياذا الجلال والإكرام ... 81
أمرنا النبي × ونهانا عن سبع ... 721
أن أناساً من أصحاب الرسول × كانوا في سفر ... 679
أن إبراهيم حرم مكة ودعا لها وحرمت... ... 105
أن امرأة قال: يا رسول الله صل علي وعلى.. ... 583
أن بلال أخذ في الإقامة فلما قال قد قامت ... 207
أن جبريل لقن رسول الله × عند خاتمة القرآن ... 779
إن أحدكم إذا أراد أن يخرج من المسجد ... 525
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ... 429
إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض ... 427
إن ربكم حي كريم يستحي أن يرفع العبد ... 186
إن رجلاً جاء إلى الصلاة ورسول الله.. ... 227
إن رجلاً جاء فدخل الصف وقد حفزه ... 245
إن رجلاً نشد في المسجد فقال: من ... 525
أن رسول الله × أبصر رجلاً يدعو ... 177
أن رسول الله × أتى على رجل وهو يقول.. ... 810
أن رسول الله × خرج إلى الصلاة وهو يقول ... 223
أن رسول الله × دخل المسجد فإذا هو ... 306
أن رسول الله × رفع يده بعدما سلم ... 510، 512
أن رسول الله × سمع رجلاً يدعو ... 809
أن رسول الله × قام من صلاة الظهر ... 435
أن رسول الله × قنت في صلاة العتمة ... 354، 364
أن رسول الله × كان إذا أراد أن يدو ... 348، 375، 388
أن رسول الله × كان إذا استيقظ من الليل ... 808
أن رسول الله × كان إذا استيقظ من الليل ... 712
أن رسول الله × كان إذا دعا جعل ظاهر ... 173
أن رسول الله × كان إذا رأى البييت ... 604، 605
أن رسول الله × كان إذا قال: ولا الضالين ... 754
أن رسول الله × كان يتعوذ دبر الصلاة بهؤلاء ... 502
أن رسول الله × كان يعلمهم عند الفزع كلمات ... 714
أن رسول الله × كان يعلمهم عند الكرب ... 715
أن رسول الله × كان يقول في آخر وتره ... 410، 423
أن رسول الله × لما رأى هزيمة المسلمين ... 649
أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر ... 478، 487، 489
أنشأ رسول الله × جيشاً فأيدته فقلت ... 644
إن شئت صبرت ولك الجنة ... 58، 89(1/12)
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ... 441ن 442، 443
إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت ... 130
إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله ... 540
إن في الجمعة ساعة لا يوفقها عبد مسلم ... 542
إن في الجنة مائة درجة أعدها الله ... 642
إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم ... 794
أن قوماً شكوا على الرسول × القحط ... 188
أن قوماً يزعمون أن النبي × كان لا يقنت ... 358، 359، 380
اكسفت الشمس على عهد رسول الله × ... 444
إن كان صائماً فليدع بالبركه ... 596، 693
إني لا آلوا أن أصلى بكم كما رأيت رسول الله ... 283، 285
إن لصاحب القرآن عند كل ختمة ... 670، 798
إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة ... 670، 798
إن لنجد في كتاب الله تعالى في يوم الجمعة ... 542
إن الله إذا استودع شيئاً حفظه ... 653
إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة ... 806، 823
إنالله تعالى يقول قسمت الصلاة بيني ... 235
إن الله حي كريم يستحي إذا رفع ... 163
إن الله ختم سورة البقرة بآيتين ... 262
إن الله لم يقبل استغفار وصلاة النبي × على أبي بن سلول ... 782
إناالله وإنا غليه راجعون اللهم أجرني ... 555، 717
إن لله ملائكة طوافون في الطرق ... 799، 816
إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس ... 584
إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ... 584
إن الله حب العطاس ويكره التثاؤب ... 720، 721
إنما جعل الإمام ليؤتم به ... 370
إنما جعل الطواف بالبيت السعى بين الصفا ... 612
إنما نصر هذه الأمة بضعفتهم ... 649
إن الملائكة لا تصحب رفقه فيها جرس ... 657
إن النبي × إذا خاف قوماً قال لهم اللهم ... 648
إن النبي × أعطاه ديناراً ليشتري ... 107، 677
إن النبي × استسقى فأشار بظهر كفيه ... 173
عن النبي × استسقى ورفع يديه ... 149، 163، 451
إن النبي × جاء إلى سعد بن عبادة ... 692
عن النبي × خرج بالناس سيتسقي ... 178
إن النبي × خرج على المصلي يصلى أنه ... 452، 455
إن النبي × دخل عليها فقدمت له ... 496
إن النبي × ذبح يوم العيد كبشين ثم ... 633
إن النبي × رأى على عمر ثوباً فقال ... 570
إن النبي × رفع رأسه إلى السماء ... 181(1/13)
إن النبي × رفع يديه وهو يقول اللهم ... 583
إن النبي × ركب القصواء حتى ... 148
إن النبي × شهد إملاك رجل من ... 686
إن النبي × ضحى بكبش أقرن فاضجعه ... 633
إن النبي × قال لجابر حين أخره ... 683
إن النبي × قال لعبدالرحمن بن عوف ... 683
إن النبي × قال: من قال حين يصبح ... 704
إن النبي × قنت شهراً يدعو على حي ... 345، 377، 417
إن النبي × قنت شهراً يدعو عليهم ... 349، 355، 372، 386، 404
إن النبي × قنت شهراً يدعو عليهم بعد الركوع ... 377، 419
إن النبي × قنت في صلاة الصبح بعد الركوع ... 386
إن النبي × قنت في الوتر قبل الركوع ... 416
أن النبي × كان إذا أدخل الميت القبر ... 557
أن النبي × كان إذا أراد الرجوع قال ... 662
أن النبي × كان إذا استجد ثوباً ... 69
أن النبي × كان إذا استفتح الصلاة قال ... 243
ان النبي × كان إذا افتتح الصلاة المكتوبة ... 236، 240، 265
أن الني × كان إذا أفطر عند أهل بيت ... 595
أن النبي × كان إذا جلس في الصلاة وضع ... 300
أن النبي × كان إذا دخل الخلاء قال: يا ذا ... 212
أن النبي × كان إذا دخل السوق قال ... 673
أن النبي × كان إذا دعا ضم كفيه ... 169
أن النبي × كان إذا رفأ الإنسان ... 683
أن الني كان إذا ركع يقول ... 262، 266
أن النبي × كان إذا فرغ من تلبيته في حج ... 602
أن النبي × كان إذا قام إلى الصلاة أخذ ... 227
أن النبي × كان إذا قام للصلاة قال وجهت ... 231، 239، 240، 338
أن النبي × كان يجتهد في الشر الأواخر ... 593
أن النبي × كان يجلس في الركعتين الأولين ... 288
أن النبي × كان يدعو في دبر كل صلاة ... 519
أن النبي × كان يستغفر للمؤمنين ... 527، 528، 529
أن النبي × كان تعوذ بعض أهله ... 552
أن النبي × كان يقول إذا كان في سفر ... 658
أن النبي × كان يكبر على الصفا ثلاثاً يقول ... 614
أن النبي × كان لا يقنت صلاة مكتوبة إلا ... 365
أن النبي × كان يستسقي عند أحجار ... 170، 172، 178، 449
أن النبي × كان يوتر بثلاث ركعات ... 416
أن النبي × كان يوتر بثلاث ركعات ... 416
أن النبي × لما أشرف على المدينة قال ... 661(1/14)
أن النبي × نهى أن يتبع بصوت ... 556
أن النبي × نهى عن القنوت ... 362
أنها زوجت شيمة كانت في حجرها رجلاً ... 687
أنها صلت خلف النبي × فسمعته يقول ... 754
أنه × إذا أراد أن يذهب اضحيته ... 631
أنه × استسقى في بعض غزواته ... 449، 459
أنه × استسقى وهو جالس في المسجد ... 449، 459
أنه × استسقى يوم الجمعة على المنبر أثناء ... 448، 458
أنه × استسقى يوم الجمعة ولم يقلب الرداء ... 453
أنه × ترك ذلك لما نزلت عليه ... 346، 386
أنه × توضأ ثلاثا ثلاثا ... 222
أنه × حين قال غير المغضوب عليهم ... 776
أنه × دعاه وأمره أن يتعاهد به ... 585
أنه رأى النبي × يصلي في الليل ... 245
أنهصل رفع يديه يدعو ورفع ... 451، 537
أنه سمع × إذا رفع رأسه ... 364
أن النبي × قنت في صلاة الصبح بعد الركوع ... 386
أنه × كان يجهتد في الشعر الأواخر ... 593
أنه × كان يقنت في صلاة المغرب ... 346، 364، 366
أنه × كان يقول عند مضجعه اللهم ... 711
أنه لا يدخل الجنة أحد بعمله ... 310
أنه × لما بلغ غير المغضوب عليهم ... 756
أنه × لما قال حي على الصلاة قال: لا حول ... 197
أنه × وعد الناس يوماً يخرجون فيه ... 449، 450، 458، 820
أن وفد عبدالقس أتو النبي × ... 117
أن اليهود أتو النبي × فقالوا: السلام عليك ... 123، 129
أهديت للرسول × بزينب فأوسع المسلمين خبزاً ... 689
أي أخي أشركنا في دعاءك لا تنسنا ... 89
أيها الناس أن الله طيب ... 138، 662
( ب )
بعث النبي × رجلاً على صدقه فجاء ... 576
بعث النبي × خالد بن الوليد إلى بني جزيمة ... 701
بيتا أنا أصلى مع رسول الله × إذ عطس ... 261، 317، 325، 329، 330، 331، 737
بين رسول الله × يدعو على مضر إذ جاءه ... 382، 398
بينما كان النبي × يخطب يوم الجمعة قام ... 149
بينما نحن عند رسول الله × إذ جاءه ... 778، 792
بينما نحن نصلى مع رسول الله × إذا قال ... 245
( ت )
ترفع الأيدي في الدعاء ... 605، 621
تزوجني النبي × فأتتني أمى فأدخلتني ... 687
تسحروا فإن في السحور بركة ... 597
تعرضوا لنفحات الله ... 789
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك ... 813(1/15)
تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة ... 131
ثم نورك فهديت فلك الحمد ... 425
( ث )
ثكلتك أمك يا معاذ ... 132
ثلاث دعوات مستجابات ... 103، 804
ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن ... 657، 662، 791، 806
الثلاثة الذين آووا إلى الغار ... 804، 811
ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى ... 593، 802، 805
ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها ... 301
ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه ... 290، 295، 298، 319
ثم يتخير من الدعاء ... 290، 299، 319
ثم يدعو بعد ذلك ... 715
ثم يدعو لنفسه بما بدا له ... 319
ثم يكبر ويحمد الله عز وجل ويثني عليه ... 230، 235
ثنتان لا تردان أو قل ما تردان ... 203، 795، 802
( ج )
جاء رجل إلى النبي × فقال: يا رسول الله ... 253، 255
جاء رجل إلى النبي × فقال: يا رسول الله إني ... 338، 666
جاء رجل إلى النبي × فقال: يا رسول الله ... 654
جاء غلام إلى النبي × فقال: إني ... 639
جاء فاطمة إلى النبي × تسأله خادماً ... 711
جملك الله ... 109
( ح )
الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله ... 213
الحمد لله الذي أذهب عنى الأذى وعافاني ... 212
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ... 458
حملت بعبد الله عبدالزبير بمكة فأتيت ... 697
حول رداءه فجعل عطافه الأيمن ... 456
( خ )
خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار ... 538
خرج رسول الله × إلى الخندق فإذا ... 645
خرج علينا رسول الله × فقلنا قد ... 308
خرج النبي × إلى المسجد وأبو موسى ... 118
خرج النبي × ذات يوم فرأى ... 519
خلق الله التربة يوم السبت وخلق ... 542
خير الذكر الخفي ... 430
( د )
دخل رسول الله × ذات يوم المسجد ... 681
دخل رسول الله × على أبي سلمة وقد شق ... 555، 563، 800
دخل على النبي × وأنا اصلى وله حاجة ... 158، 425
دخل الزبير على النبي × وهو شاك ... 118
الدعاء مستجاب ما بين النداء ... 203، 796
الدعاء هو العبادة ... 32، 788، 820
دعا النبي × في الصلاة وقال ... 327
دعوة ذي النون إذ هو في بطن ... 809
دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب ... 461، 778
دعوة المظلوم مستجابة وإن كان ... 804
دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو ... 716
( ذ )(1/16)
ذكر أن النبي × كان يشير بإصبعه إذا دعا ولا يحركها ... 302
( ر )
رأى النبي × رجلاً يدعو بإصبعين ... 177، 300
رأيت رسول الله × وهو بالموت ... 554
رب أشعت أغبر ذي طمرين ... 812
رب لما أنزلت إلي من خير فقير ... 286
رحمة الله، لقد أذكري كذا وكذا آية ... 121
الرزق لا تنقصه المعصية ... 57
رفع رسول الله × يديه يعرفه يدعو ... 175
رفع النبي × رأسه إلى السماء وقال ... 181، 693
( س )
ساعتان يفتح فيهما أبواب السماء ... 203، 802
سألت أنساً عن القنوت في الصلاة ... 374
سألت أنساً عنالقنوت أبعد الركوع ... 375، 417
سألت أنساً عن القنوت في الصلاةً ... 374
سئل أنس عن القنوت في صلاة الصبح ... 380، 421
سئل رسول الله × عن قول الناس ... 551
سألت الله ثلاثاً فاعطاني اثنتين ... 782، 787
سألت النبي × عنها فقال... ... 539
ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم ... 570
سرق لها شيء فجعلت تدعو عليه فقال لها.. ... 126
السقط يصلي عليه ويدعى لوالديه.. ... 494، 500
السلام عليكم دار قوم مؤمنين ... 159، 562، 563
سلوا الله ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها ... 185
سلوا الله من فضله، فإن الله يحب أن ... 34
سلوا الله كل شيء حتى الشسع... ... 34، 152، 319
سمعت النبي × إذا صلى على الجنازة يقول اللهم ... 477، 486، 490
سمعت النبي × إذا قال ولا الضالين ... 754
سمع النبي × رجلاً يدعو ويقول: اللهم إني اسالك ... 808
سمعت النبي × وهو مستند يقول ... 554
سمعت النبي × يقرأ في صلاة ليست بفريضة ... 260
سيأتيكم ركب مبغوض فإذا جاؤوكم ... 574
سيباً نافعاً ... 460، 719
سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ... 96، 702
( ش )
شمت أخاك ثلاثاً فمازاد فهو زكام ... 733
( ص )
صعد النبي × المنبر فقال: آمين آمين ... 777
صلى بنا رسول الله × على رجل من المسلمين ... 477، 486، 488، 490
الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين ... 511، 812
صلاتان كان يقنت فيهما المغرب والفجر ... 366
صلوا كما رأيتموني ... 250، 269، 282، 400، 474، 743، 753، 763
صليت خلف النبي × فكان إذا سلم يقوم ... 516(1/17)
صليت مع رسول الله الفجر فلما سلم انحرف ... 511
صليت مع رسول الله فلم يزل يقنت بعد الركوع ... 352
صليت مع النبي × ذات ليلة ... 257، 664
صنع أبو الهيثم بن اليتهان للنبي × طعاماً ... 692
صيباً هنيئاً ... 460
( ط )
طاب حمامكما ... 216
طفت مع عبدالله فلما حاذى دبر الكعبة ... 638
الطواف بالبيت صلاة فمن تكلم ... 609
( ع )
عطس رجل عند رسول الله × وأنا شاهد ... 733
عطس رجلان عند النبي × فشمت أحدهما ... 720، 729
عفرى حلفى ... 132
علمني رسول الله × أن أقول إذا فرغت من ... 416، 420
علمني رسول الله × أن أقول عند آذان ... 198
علمني رسول الله × التشهد في وسط ... 291
علمني رسول الله × دعوات أقولهن اللهم ... 383، 387، 411، 422
علمني رسول الله × في وتري إذا رفعت ... 419، 420
علمني رسول الله × هؤلاء الكلمات في الوتر ... 427
( غ )
غفرانك وإليك المصير ... 212
( ف )
فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه ... 390، 443
فالتمسوها في خامسة تبقى في سابعة ... 545
فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فأفزعوا على ذكر ... 441، 442، 445، 446، 448، 714
فإذا رأيتموها فأدعوا الله وصلوا ... 441، 442
فاظفر بذات الدين تربت يداك ... 132
فأما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود ... 264، 274، 319، 342، 429، 797
فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك ... 602، 614، 626، 627، 815
فانطلقت أتأمم رسول الله يتلقاني الناس ... 550، 640، 694
فجاء النبي × يمشى في الصفوف يشقها ... 389
فحفظت من دعائه ... 490
فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه ... 147
فدعا ودعا ... 153
فقدت النبي × من مضجعه فلمسه ... 178
فلا تختلفوا عليه ... 370
فمن لقيه منكم فليستغفر لكم ... 90
فيدعو لهم بالبركة ... 697
فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم ... 539، 791
( ق )
قام رسول الله × فسمعناه يقول أعوذ بالله ... 332
قام النبي × في صلاة وقمنا معه فقال أعرابي وهو ... 77، 310، 326
قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا ... 64، 278، 304
قلت: أجعل الشمال على اليمين واليمين على الشمال ... 455
قلت لأنس قنت رسول الله × في صلاة الصبح ... 359(1/18)
قلت للنبي × أي ساعة هي؟ قال ... 544
قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك ... 564
قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه ... 203، 796
قلما كان رسول الله × يقوم من مجلس ... 114، 424
قولي لبيك اللهم لبيك وحملي حيث ... 600
قلنا يا رسول الله × ما كان يتخوف القوم ... 660
قلنا يوم الخندق لرسول الله × هل من شيء تقوله؟ ... 650
قمت مع النبي × فبدأ فاستاك ... 257، 664
قنت رسول الله × شهراً متتابعاً في الظهر ... 353، 364، 377، 387، 741
قنت رسول الله × في آخر الوتر وكانوا ... 419
قنت رسول الله × في صلاة الغداه بعد الركوع ... 375
القنوت في الصبح بدعة ... 363
قولوا اللهم صلى على محمد وعلى أزواجه ... 308
( ك )
كان إذا ذكر أحداً من الأنبياء بدأ بنفسه ... 121، 298
كان أكثر دعاء النبي × ربنا آتنا في ... 610
كان إذا فرغ من قراءته قال آمين حتى ... 753
كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس ... 133
كان جبريل يعارض النبي × كل رمضان ... 342، 671
كان جريج يتعبد في صومعته ... 142
كان رجلاً أعمى لا ينادي حتى يقال له ... 708
كان لا يولد لأحد إلا أتى به ... 697
كان لرجل على النبي × سن من الإبل ... 682
كان من دعاء النبي × في العيدين ... 548
كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ... 628، 815
كان يستسقي هكذا ومد يديه وجعل بطونهما ... 173
كان اليهود يتعاطسون عند النبي × ... 727، 728، 734
كان رسول الله × إذا أراد سفراً قال ... 652
كان رسول الله × إذا استفتح الصلاة قال ... 232، 238
كان رسول الله × إذا استلم الحجر يقول ... 607
كان رسول الله × إذا أستوى على بعيره ... 655
كان رسول الله × إذا استفتح الصلاة كبر ... 507، 515
كان رسول الله × إذا أشار بأصبعه ... 303
كان رسول الله × إذا افتتح الصلاة ... 238
كان رسول الله × إذا إنصرف من صلاته ... 502
كان رسول الله × إذا آوى إلى فراشه ... 713
كان رسول الله × إذا تشهد يوم الجمعة ... 527
كان رسول الله × إذا جلس في الصلاة وضع ... 300
كان رسول الله × إذا خرج إلى سفر ... 656
كان رسول الله × إذا دخل المسجد صلى ... 524(1/19)
كان رسول الله × إذا رفع يديه في الدعاء ... 186
كان رسول الله × إذا سافر فركب راحلته ... 655
كان رسول الله × إذا سافر يتعوذ من ... 656
كان رسول الله × إذا سافر وأقبل الليل ... 657
كان رسول الله × إذا سمع المؤذن يقول ... 200
كان رسول الله × إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي ... 644
كان رسول الله × إذا فرغ من الصلاة سلم ... 502، 514
كان رسول الله × إذا فرغ من قراءه ... 752
كان رسول الله × إذا قال سمع الله لمن حمده ... 271
كان رسول الله × إذا قام إلى الصلاة يكون من ... 305
كان رسول الله × إذا قعد في الصلاة جعل قدمه ... 299
كان رسول الله × إذا قعد يدعو وضع يده ... 299
كان رسول الله × إذا نهض من الركعة الثانية ... 233
كان رسول الله × إذا هاجت ريح استقبلها ... 188
كان رسول الله × كلما كان ليلتها من رسول الله ... 562
كان رسول الله × واقفاً بعرفة يدعو ... 169، 173، 621
كان رسول الله × يأخذ علينا التشهد ... 288
كان رسول الله × يسكت بين التكبير والقراءة ... 231، 240، 242، 144
كان رسول الله × يعجبه جوامع الدعاء ... 74، 157
كان رسول الله × يعلمنا التشهد كما يعلمنا ... 290
كان رسول الله × يعلمنا كلمات ولم يكن يعلمنا هن ... 306
كان رسول الله × يعلمنا دعاء ندعو به في ... 384، 387
كان رسول الله × يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر ... 562
كان رسول الله × يقول بين السجدتين ... 281، 283، 284، 285، 429
كان رسول الله × يقول آمين ... 744
كان رسول الله × يقول في سجود القرآن ... 666
كان رسول الله × يؤتى بالصبيان فيدعو لهم ... 697
كان × إذا أتاه قوم بصدقة قال ... 574، 578، 582
كان × إذا استفتح الصلاة من الليل كبر ... 245
كان × إذا اشتدت الريح يقول ... 718
كان × إذا أفطر يقول: ذهب الظمأ ... 594
كان × إذا أفطر قال: اللهم لك ... 594
كان × إذا خطب الجمعة دعا وأشار ... 527
كان × إذا رأى سحاباً مقبلاً من ... 718
كان × إذا سلم لم يثبت غلا قدر ما ... 504، 516
كان × إذا سمع الرعد والصواعق ... 719
كان × إذا صلى الصبح قال ... 658
كان × إذا عصفت الريح قال ... 718(1/20)
كان × إذا هب من الليل كبر الله ... 712
كان × إذا وضع رجله في الركاب ... 571
كان × يدعو كل غداة اللهم عافني ... 705
كان × يعلمنا الاستخارة ... 464
كان × يعلمنا هؤلاء الكلمات إذا جاء ... 592
كان × يقول في دبر كل صلاة مكتوبة ... 502
كان × يقول فيما بين ركن بني جمح ... 609، 815
كان × يقنت في ركعة الوتر ... 408، 410، 416
كان × يقنت في النصف من رمضان ... 413
كان × يمكث إذا سلم يسيراً ... 516
كان النبي × إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة ... 263، 278
كان النبي × إذا أراد أن يودع ... 643
كان النبي × إذا أراد أن يرقد ... 710
كان النبي × إذا أصبح يقول اللهم ... 703
كان النبي × إذا افتتح الصلاة قال ... 243
كان النبي × إذا خرج من الخلا قال ... 210
كان النبي × إذا دخل الخلا يقول ... 210، 211
كان النبي × إذا دفن الخلا يقول ... 210
كان البني × إذا دفن الرجل وقف ... 560
كان النبي × إذا دعا دعاً ثلاثاً ... 153، 470
كان النبي × إذا رأى بلداً يقصدها ... 659
كان النبي × إذا رفع رأسه من الركوع ... 271
كان النبي × إذا رفع رأسه من الركوع ... 350، 360، 384، 377
كان النبي × إذا قام يصلي تطوعاً قال ... 241
كان النبي × إذا قام من الليل افتتح ... 244
كان النبي × إذا قام من الليل يتهجد قال ... 244، 699
كان النبي × إذا قام على الصلاة المكتوبة ... 263، 275
كان النبي × إذا قرأ ولا الضالين ... 743، 744، 750، 752، 753
كان النبي × إذا قرب إليه طعاماً يقول ... 694
كان النبي × إذا قفل من غزو أو حج ... 661، 663
كان النبي × إذا صعد نشزاً من الأرض ... 659
كان النبي × إذا أمسى قال أمسينا ... 703
كان الني × وابو بكر وعمر يفتتحون ... 233، 238
كان النبي × يذكر الله في جميع أحيانه ... 148
كان النبي × يستفتح الصلاة بالتكبير ... 234
كان النبي × يصنع في الجنازة هكذا ... 481، 491
كان النبي × يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم ... 296
كان النبي × يقنت في صلاة الصبح ... 351، 354
كان النبي × يقول إذا سمع المؤذن ... 226
كان النبي × يقول بين السجدتين ... 281، 282، 278(1/21)
كان النبي × يقول في ركوعه وسجوده ... 262، 266، 278، 338
كان النبي × يكثر أن يقول في ركوعه ... 275
كل بيمنك قال: لا أستطيع ... 131
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ... 577
كنا إذا صلينا خلف رسول الله × أحببنا ... 503
كنا عند النبي × فأرسلت إليه إحدى ... 567
كنا مع النبي × فكنا إذا أشرفنا على واد ... 79
كنا نسافر مع رسول الله × فإذا رأى ... 660
كنا نسلم على رسول الله × وهو في الصلاة ... 331
كنا نصلي التطوع ندعو قياماً وقعوداً ... 254
كنا في غزوة فأتينا ذات ليلة إلى شرف ... 646
كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله × ... 290، 294، 295
كنا يوماً نصلي وراء النبي × فلما رفع ... 272
كنت أحب أن أدخل البيت وأصلي ... 636
كنت أقوم مع رسول الله × ليلة التمام ... 258، 664
كنت ردف النبي × بعرفات فرفع يديه ... 175، 621
كنت شاكياً فمر بي رسول الله × ... 552
كنت غلاماً عزباً في عهد رسول الله × ... 806
كيف تقرأ إذا افتتحت الصلاة؟ ... 233
( ل )
لأنا أقربكم
لعن الله السارق يسرق البيضة ... 131
لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود ... 587
لقد رأيت رسول الله × كلما صلى الغداة ... 390
لقد رأيت رسول الله × ما يزيد ... 164، 527، 536
لقد سألت الله آحال مضروبة ... 110
لقت رسول الله × يوم عيد فقلت ... 549
للضائم عند فطره دعوة لا ترد ... 595، 802
اللهم اجعل سواتي رضاك عني ... 223
اللهم اجعلني أقرب من تقرب إليك ... 225
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من ... 220
اللهم اجعل فناء أمتي قتلاص في سبيلك ... 373
اللهم أجرها من الشيطانومن عذاب القر ... 557
اللهم أرجو رحمتك ... 310
اللهم ارحم المحلقين ... 635
اللهم ازو لنا الأرض وهو علينا ... 656
اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مرئياً مريعاً ... 458
اللهم اشدد وطأتك على مضر ... 123
اللهم اصرف شره ... 715
اللهم اصلح ديني الذي هو عصمة أمري ... 424
اللهم أعط محمداً الوسيلة واجعل في ... 201
اللهم اغفر لحيينا وميتنا وشاهدنا ... 158، 477، 483، 486، 492، 294، 297
اللهم اغفر للحاج ولمن يستغفر له الحاج ... 629(1/22)
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ... 132
اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما ... 328
اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله ... 75، 277
اللهم افتح أقفال قلوبنا بذكرك ... 201
اللهم أكثر ماله وولده وأطل حياته ... 112
اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ... 682
اللهم العن رعلاً وذكوان وعصية ... 320، 327
اللهم امتعنا به ... 112
اللهم أمتي أمتي وبكى فقال الله ... 155
اللهم أمتعني بسمعي وبصري ... 113
اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت ... 487
اللهم انج الوليد وعياش بن ربيعة ... 320، 330، 385، 404
اللهم إنه عبدك وابن عبدك وابن أمتك ... 486
اللهم إني اسألك وأتوجه إليك بنبيك ... 86
اللهم إني اسألك رحمة من عندك ... 310
اللهم إني اسألك علماً نافعاً وعملاً ... 515
اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ ... 304
اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ... 277
اللهم اهد درساً واتت بهم ... 109، 124
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان ... 591
اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا ... 106
اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى عبادك ... 89
اللهم حصن فرجي ويسر لي أمري ... 213
اللهم خر لي واختر لي ... 470
اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك ... 710
اللهم راد الضالة وهادي الضالة ... 463
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ... 201
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ... 202، 205
اللهم صل على أبي بكر فإنه يحب الله ... 585
اللهم صيباً عافعاً مرتين أو ثلاثة ... 460
اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البار واللهم ... 271
اللهم عليك بقرش ثلاثاً، ثم قال: ... 122، 148، 153، 504، 814
اللهم غفرانك الحمد لله الذي إذا قني ... 213
اللهم خالق الأصباح وجاعل الليل سكنا ... 115
اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل ... 107
اللهم لك الحمد أنت قيوم السموات ... 151
اللهم منزل الكتاب سريع الحساب ... 76، 815
اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة ... 600
لما كان يوم أحد واكفأ المشركون ... 650
لما كان يوم بدر نظر رسول الله × ... 148، 149، 157، 163، 167، 647
لما خرج النبي × يستسقى حول ... 148(1/23)
لما فتح رسول الله × مكة انطلقت فرأيت ... 637
لما قيل لزينب: أرسل رسول الله يذكرك ... 465
لما نزل قوله تعالى: (سبح اسم ربك الأعلى) ... 337
لم يرد النبي × سفراً قط إلا قال ... 652
لم يكن النبي × يرفع يديه ... 166، 171
لم يكن رسول الله × يدع هؤلاء الدعوات ... 705
لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله ... 690
ليس أحد يحاسب إلا هلك، قلت: ... 117
ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها ... 84
ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع ... 277
ليس شيء أكرم على الله عز وجل ... 34
لينظران أحدكم ما الذي يتمنى فإنه لا يدري ... 794
لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم ... 182، 395، 396
لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى ... 397
لينتهين ناس عن رفع أبصارهم إلى السماء ... 183
( م )
ما أباح لنا رسول الله × في دعاء الجنازة ... 489
ماء زمزم لما شرب إن شربته... ... 801
ما تقول في صلاتك؟ قال: أتشهدو ... 320
ما حسدنا اليهود على شيء ما حسدونا ... 753
ما حملك على ذلك؟ فقال: ... 310
ما خرج رسول الله × من بيتي إلا ... 181، 571، 700
ما خلف رجل عند أهله أفضل من ... 652
ما رأيت رسول الله × شاهراً يديه يدعو ... 164، 176، 536
ما سمعت رسول الله × يغدي أحداً ... 116
ما شئتم، إن شئتم أن أدعو الله ... 58
ما العمل في أيام أفضل منه في هذه يعنى أيام ... 794
ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن ... 716
ما قالت طال عمرها ... 113
ما قنت رسول الله × في شيء من صلاته ... 363
مالي أركم رافعي أيديكم كأنها أذناب ... 165
ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ... 504
ما من عبد يبسط كفيه في دبر كل ... 511
ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه ... 567
ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم ... 783، 806
ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب ... 88، 95، 104، 807
ما من مسلم يقول إذا سمع النداء بالصلاة ... 202
ما من يوم يصبح فيه العباد فيه إلا ملكان ... 131
ما وضع رجل جبهته لله ساجداً فقال ... 189
ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه ... 817
ما عنيك أن تسمعين ما أو صيتك به ... 706
المسألة أن ترفع يديك حذو ... 169، 171، 176(1/24)
مطرنا بفضل الله ونعمته اللهم اجعله ... 460
المطعون شهيد ... 373
ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً كما ... 122
من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فليعدل ... 701
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ... 536
من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلفه ... 653
من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ... 461، 471
من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه ... 106
من اضطجع مضجعاً لا يذكر الله فيه ... 709
من أم الناس فليخفف ... 490
من تعار من الليل فقال لا إله ... 712، 807
من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره ... 181
من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال أشهد ... 220
من توضا فقال: سبحانك اللهم وبحمدك ... 220
من ختم القرآن أعطي دعوة مستجابة ... 798
من خرج من بيته إلى الصلاة فقال ... 224
من دعاء على من ظلمه فقد انتصر ... 127
من دل على خير فله مثل أجر فاعله ... 565
من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير ... 520
من سأل الله الشهادة بصدق بلغه ... 641، 824
من سره أن يستجيب له... ... 51، 813
من سمع النداء فقال: أشهد أن لا إله إلا ... 201
من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد ... 525
من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته ... 58، 716
من صلى علي مرة صلى الله عليها بها ... 314
من صلى صلاة فريضة فله دعوة ... 507، 670، 797، 798
من صنع إليه معروف فقال لفاعله ... 106
من عاد مريضاً لم يحضر أجله فقال ... 552
من عزى مصاباً فله مثل أجره ... 567
من عمل عملاً ليس عليه أمرنا ... 514، 565
من فتح له منكم باب الدعاء فتحت ... 810، 822
من قال إذا سمع المؤذن كما يقول ثم قال ... 206
من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه ... 197، 795
من قال عند الآذان اللهم رب هذه الدعوة ... 198
من قال اللهم × على محمد وعلى آل محمد ... 312
من قال حيث يصبح اللهم ما أصبح بي ... 705
من قاتل في سبيل الله فواق ناقة ... 642
من قرآ القرآن فليسأل به فإنه ... 798
من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق ... 717
من لم يسأل الله يغضب عليه ... 35، 60
من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس ... 824
من وصل صفا وصله الله ... 227
( ن )
ناس من أمتي عرضوا على غزاه في ... 641(1/25)
نزل رسول الله × على أبي فقربنا إليه ... 692
نظر النبي × إلى السماء لما قام من ... 181
نهى × عن الصلاة في المزبلة والمجزرة ... 82
نهى × عن لبس القسي والتختم ... 263
نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ... 561
(هـ )
هذا ما دعا محمد ربه اللهم إني اسألك ... 778
هل تنصرون إلا بضعفائكم ... 648
هل كنت تدعو الله بشيء؟ قال ... 72، 552
هي ما بين أن يجلس الإمام يعني ... 540
هي مدية الشيطان لا يسهو أحدكم ... 303
( و )
وإذا سألت فاسأل الله ... 84
وغذا سلم قال: اللهم اغفر لي ... 305
والإخلاص هكذا ورفع إصبعه التي ... 176
والاستغفار أن تشير باصبع ... 176
واجبرني وفي رواية: (وارفعني) ... 285، 469
وحول رداءه ليتحول القحط ... 452
وطول بها ... 752
وعلى آل محمد وأزواجه وذريته ... 577
وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً ... 802
وكل مدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ... 600
ولا يؤم قوماً فيخص نفسه بدعوة ... 120، 433، 519
ولا يرد القدر إلا الدعاء ... 821
ولد لي غلام فأتيت به النبي × ... 697
وليشهدن الخير ودعوة المسلمين ... 39، 672، 799
ويداه إلى صدره كاستطعام المسكين ... 170
( لا )
لا أشبع الله بطنك ... 132
لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ ... 269
لا تتمنوا لقاء العدو واسألو ... 643، 647
لا تدعو على أنفسكم ولا على أولادكم ... 72
لا ترفع الأيدي إلا في سبعة مواطن ... 401، 605، 615
لا تسألوا الناس شيئاً ... 84
لا تشغلوا قلوبكم بسبب الملوك ... 531
لا تعجزوا في الدعاء فإنه لن يهلك ... 33، 34
لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ... 73
لا يلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا ... 69
لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه ... 69
لا صلاة إلا بقراءة القرآن ... 254
لا صلاة لمن لم يقرآ بفاتحه ... 64، 254
لا يحاور بها رأسه مقبل ... 171
لا يتمنين أحدكم الموت من ضر ... 72
لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن ... 799
لا يرد الدعاء بين الآذان والإقامة ... 203، 769
لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم ... 70، 143
لا يسال بوجه الله إلا الجنة ... 71
لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن ... 70، 152، 154(1/26)
لا يمنحن أحدم أو أحداً منكم ... 194
( ي )
يا أبا ذر، فقلت: لبيك وسعديك ... 117
يا انس أدن مني أعلمك مقادير ... 217
يا أنس إذا هممت بأمر فاستخر ... 470، 472
يا بريدة إذا رفعت رأسك في الركوع ... 269
يا رسول الله أدع الله له – أي ابنها ... 89، 504، 596
يا رسول الله إن وافقتها فبم أدعو ... 597، 791
يا رسول الله إني أريد سفراً فأوصني ... 654
يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: ... 507، 518، 793، 797
يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر ... 108
يا رسول الله لا تسبقني بأمين ... 745
يا رسول الله فري بكلمات أقولهن إذا ... 704
يا عائشة عن الله عز وجل زوجني مريم ... 685
يا فلان شفى الله سقمك وغفر ... 553
يا معاذ والله إني لأحبك فلا تنس ... 99، 305، 503
يا من أظهر الجميل وستر القبيح ... 425
يا من لا تراه العيون ولا تخالطه الظنون ... 425
يدعو الله بالمؤمنين يوم القيامة ... 785
يرحم الله لوطاً لقد كان بأوي إلى ... 121
يستجاب لأحدكم ما لم يعجل بقول ... 141، 784
يصلون لكم فإن أصابوا فلكم ولهم ... 370
يعقد الشيطان على قافية رأس ... 713
ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا ... 596، 792
يوم الجمعة ثنتا عشرة بريد ... 543
******
فهرس الآثار
الحديث ... صاحب الأثر ... رقم الصفحة
أتاه رجل فقال: استغفر لي فقال: ... سعد بن أبي وقاص ... 92
أدركت مائتين من أصحاب رسول الله × في ... عطاء ... 764، 767
أدعوت بها في صلاتك فقال: لا ... طاووس ... 296
أدع في صلات بم بدالك ... الحسن ... 321
أدن مني أودعك كما كان رسول الله ... ابن عمر ... 654
أتى رجل من أهل الشام إلى شريح ... شريح ... 686
أربع من الجفاء أن تبول قائماً ... عبدالله بن مسعود ... 393
أرغم الله أنفك، ما أنت بفاعل ... عائشة ... 132
اصحاب النبي × كانوا يكرهون الصوت ... 649
أفتاركهم أن لا أبالك ... عمر ... 132
أما أنه فنت مع أبيه ولكنه نسي ... سعيد بن المسيب ... 352
أما يخشي الذي يرفع بصره إلى السماء ... أبو مجلز ... 397
أمين دعاء أمن ابن الزبير ... عطاء ... 746، 763، 767
أنزل هذا في الدعاء ... عائشة ... 79، 155
أول تكبيرة من الصلاة على الجنازة ... الشعبي ... 476(1/27)
أول من صنع ذلك ابن عباس ... الحسن ... 624
إذا أردت أن تدعو فقدم بين يديك ... ابن عمر ... 147
إذا ذبحت فقال: بسم الله والله أكبر هذه ... عطاء ... 699
إذا فرغ من الركوع كبر ثم قنت ... جماعة من التابعين ... 401
إذا قدمتم فطوفوا بالبيت سبعاً ... عمر ... 614
إذا كان يقنت قبل الركوع افتتح القنوت ... أحمد ... 402
إذا مرت بهذه الآية (فمن الله علينا) ... عائشة ... 665
اذهبوا فأدفنوه ولا تصلوا عليه ... سمر بن جندب ... 495
أن أبا موسى كان إذا خطب فحمد الله ... ضبة بن محض ... 531
أن أبي بن كعب أمهم يعني في رمضان ... أبي بن كعب ... 413
أن أبي بن كعب أم الناس في رمضان ... أبي بن كعب ... 413
أن ابن عمر كان يقنت على قبر النبي × ... ابن عمر ... 585
أن ابن عمر كان يقف على قبر النبي × ... ابن عمر ... 585
أن الحسن كان يقنت في السنة كلها إلا ... الحسن ... 415
أن رجلاً جاء إلى عبدالله بن مسعود ... ابن مسعود ... 691
أن رجلاً جاء إليه وعنده رجل قد ولد ... الحسن ... 695
إن رفع الصوت بالدعاء لبدعة ... الحسن ... 166
أن عبدالله كان لا يقنت في شيء ... ابن عمر ... 363
أن عبدالله كان لا يقنت في شيء من ... ابن عمر ... 347
أن عمر جمع الناس على أبي بن كعب ... عمر ... 412، 415، 419
أن عمر قنت في الوتر قبل الركوع ... عمر ... 417
أن عمر كبر حين فرغ من القراءة ... عمر ... 402
أن علياً دخل على عمر وهو سجى ... جابر ... 583
أن علياً قنت في المغرب ... علي ... 366
أن علياً كبر حين قنت في الفجر ... علي ... 402
أن علياً كان يقنت في الوتر بعد الركوع ... علي ... 420
أن قتادة كان يقنت السنة كلها إلا في ... قتادة ... 414
أن قوماً قرؤوا السجدة فلما ... مورق العجلي ... 667
أن الله لا يقبل من مسمع ولا مراء ... عبدالله بن مسعود ... 138
أن ناساً من أصحاب رسول الله اجتمعوا ... أبو سلمة بن عبدالرحمن ... 543
إنما استنصرنا على عدونا ... علي ... 349
إنما ترك سنة ولا شيء عليه ... الأوزعي، ابن عليل ... 436
إنما ترك اللعن ... عبدالرحمن بن مهدي ... 355
إنما دعوناك أنا أردنا نختم ... مجاهد ... 670، 671، 799
إنه استبطن الوادي ثم رمى سبع ... ابن عمر ... 628
أنه تزوج امرأة من بني جشم ... الحسن بن عقيل ... 684(1/28)
إنه خرج يستسقي فلم يزد على ... عمر ... 450
إنه الدعاء الذي كان أبي يدعو به ... محمد الحنفية ... 383
إنه سمع رجل عطس ناحية المسجد ... ابن عمر ... 732
إنه صلى بالناس فقال: بسم الرحمن الرحيم ... أبو هريرة ... 755، 767
إنه قنت في الوتر ... عمر ... 408
إنه قرأ: (وقل رب زدني علماً) فقال ... علقمة ... 665
إنه لقي رجلاً قدم من العمرة فقال ... أبو قلابة ... 641
أنه قنت في الوتر بعد القراءة قبل الركوع ... ابن مسعود ... 417
أنه قنت قبل الركوع في صلاة الغداة ... أنس ... 376
أنه كان إذا فرغ من السورة كبر ... البراء ... 402
أنه كان كان يجعل رجلاً يراقب رجلاً ... ابن عباس ... 672
أنه كان يقنت في الفجر ويقول: بسم ... عمر ... 384، 422
أنه كان يمد بضبيعة في قنوت ... ابن عباس ... 390
أنه كتب أن لا يسمى أحدم في الدعاء ... عمر بن عبدالعزيز ... 533
أنهما أقاما عند عمر سنتين أو حولين ... إبراهيم النخعي ... 347
أنهما كانا يقنتان في جميع السنة ... علي وابن مسعود ... 411
أنهم قنتوا في الفجر قبل الركوع ... عمر، علي، أبو موسى ... 375
أنهم كانوا يقنتون في النصف الأخير ... عمر، علي، ابن عمر ... 413
أنهم كانوا يستحبون إذا وضع ... عمرو بن مرة ... 558
إني لأدعو الله في حواجي كلها ... عروة بن الزبير ... 321
أني لأدعو الله وأنا ساجد لسبعين ... أبو الدرداء ... 328
إني لأدعو في صلاتي حتى بشعير حجاري ... ابن عمر ... 321
غني لا أحمل هم الإجابة ولكن هم ... عمر ... 823
أيها الناس إن الذي أنتم عليه ... نافع مولى ابن عمر ... 622
( ت )
تحريك الرجل باصبعه في الجلوس في الصلاة ... مجاهد ... 303
تزوجت فحضره عبدالله بن مسعود، وأبو ذر ... أبو سعيد مولى أبي أسيد ... 688
( ث)
ثكلتك أمك إن القرآن منه ... ابن عباس ... 67
ثلاثين من أصحاب النبي × لم يقوموا ... 485
ثنتان بدعة أن يقوم الرجل بعدما ... عبدالله ... 179
( ج )
جاء رجل إلى إبراهيم فقال: يا أبا عمران ... إبراهيم النخعي ... 92
جدوا في الدعاء فإنه من يكثر قرع ... أبو الدرداء ... 813
جردوا التسمية ... ابن مسعود ... 631
جلس يوم عرفة بعص العصر فدعا ... الحسن ... 624
جلوس الإمام بعد التسليم بدعة ... عمر ... 516(1/29)
جمعت هاتان الآيتان مواقيت ... ابن عباس ... 707
( خ )
خرج عليهم الوليد بن عقبة قبل ... 439
خرج عبدالله بن بزيد وخرج معه ... 178
الخلاف شر ... ابن مسعود ... 371
( د )
دعاء المظلوم مستجاب على كل حال ... علي ... 805
( ر )
رأى رجلاً يشير باصبعيه فقبض ... ابن عمر ... 177
رأى رجلاً يدعو قائماً بعدما انصرف ... أبو عبدالرحمن ... 179
رأى شريح رجلاً رافعاً يديه فقال ... شريح ... 165
رأى عبدالله بن الزبير رجلاً رافعاً ... عبدالله بن الزبير ... 389، 511
راعينا صلاة رسول الله × بالليل ... عمر وعلي، وابن مسعود وابن عباس ... 411، 416
( س )
سألت أبا عثمان عن القنوت في الصبح ... العوام بن حمزة ... 351
سألت أبا عثمان عن القنوت فقال ... العوام بن حمزة ... 378
سألت ابن عمر عن قنوت عمر فقال ... أو مجلز ... 347
سئل ابن عباس عن الرجل يدعو يشير ... ابن عباس ... 303
سئل إبراهيم النخعي عن اجتماع الناس ... إبراهيم النخعي ... 622
سئل ابن عمر عن الضالة قال: يتوضأ ... 463
سئل جابر عن الرجل يرى البيت ... 606
سئل ابن المبارك عن الذي إذا دعا ... ابن المبارك ... 185، 393
سئل أحمد عن التعريف قال: ارجو ... أحمد ... 624
سئل أبو جعفر عن القنوت فقال ... أبو جعفر ... 367
سئل سعيد بن المسيب عن تشميت ... سعيد بن المسيب ... 738
سئل الشعبي وعطاء ومجاهد أفي الصلاة ... جماعة من التابعين ... 485
سمع أنساً يدعو للصبي في الصلاة ... سعيد بن جبير ... 493
سمع ابن عمر يدعو على الصفا اللهم ... نافع ... 614
السقط يدعى لوالديه بالعافية ... المغيرة بن شعبة ... 495
( ص )
صحبت أبا هريرة عشر سنين فما رأيته ... أبو المهزم ... 407
صلاتان كانيقنت فيهما المغرب والفجر ... أنس ... 366
صليت خلف عمر فقنت سنتين بعد الركوع ... أبو رافع ... 378
صليت خلف أصحاب رسول الله × فكانوا ... أبو رافع ... 419
صليت خلف خلف عمر في السفر والحضر ... الأسود ... 349
صليت خلف عمر فقنت بعد الركوع ... أبو رافع ... 390
صليت مع ابن عباس في مسجد البصرة ... أبو رجاء ... 376
صليت مع ابن عمر الصبح فلم يقنت ... ابن عمر ... 363
صلى الله عليك ما أحد ألقى إلي ... علي بن أبي طالب ... 583
( ط )(1/30)
طاف عبدالرحمن بن عوف فاتبعه رجل ... عبدالرحمن بن عوف ... 611
( ف )
فغذا دفنتموني فتسنوا على التراب ... عمرو بن العاص ... 560
فدعا لي بثلاث فدفنت مائة و ... أنس بن مالك ... 112
( ق )
قال رجل لأنس لودعوت لنا بدعوات ... 91
قال رجل لحذيفة استغفر لي فقال ... 92
قال معاذ القارئ في قنوته اللهم ... 433
قطعهما الله ... مسروق ... 166
قلت لأبي هريرة أنهم زعموا أن ... 537
قلت لأبي يا أبت صليت خلف ... أبو مالك الأشجعي ... 346
قنت عمر في صلاة الصبح بعد الركوع ... أبو رافع ... 378، 388
القنوت في الجمعة بدعة ... إبراهيم النخعي ... 365
قيل أبي الدرداء أن ناساً من ... أبو الدرداء ... 93
( ك )
كان إبراهيم يكره إذا انصرف الرجل ... إبراهيم ... 179
كان البراء يقنت قبل الركعة ... البراء ... 376
كان ابن عباس يقف على القبر ... ابن عباس ... 561
كان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم ... ابن عباس ... 635، 801
كان ابن عباس يلتزم ما بين الركن والباب ... ابن عباس ... 638
كان ابن عمر لا يدعه ويحضهم ... نافع ... 746
كان ابن عمر إذا أمن الناس ... ابن عمر ... 747، 768
كان ابن عمر يقول في ركوعه في ... ابن عمر ... 263
كان ابن عمر يبيح الدعاء فيه ... ابن عمر ... 297
كان ابن عمر يكبر على الجنازة ... ابن عمر ... 584
كان ابن عمرو إذا أفطر يقول ... عبدالله بن عمرو ... 595
كان ابن عمر يدعو بقوله اللهم ... ابن عمر ... 604
كان ابن عمر يقوف في طوافه ... ابن عمر ... 612
كان ابن عمر يقول عند الصفا ... ابن عمر ... 617
كان ابن مسعود يقول إذا سافر ... ابن مسعود ... 656
كان ابن مسعود يكبر في الوتر إذا فرغ ... ابن مسعود ... 402
كان ابن مسعود لا يقنت في الفجر و ... ابن مسعود ... 408
كان ابن مسعود يدعو بكلمات اللهم ... ابن مسعود ... 305
كان ابن مسعود لا يقنت في شيء من الصلوات ... الأسود ... 417
كان ابن مسعود إذا سلم لم يلبث أن ... ابن مسعود ... 516
كان ابن مسعود إذا سعى بين الصفا ... ابن مسعود ... 617
كان إذا مر بالآية فيها تخويف ... الحسن ... 665
كان إذا عطس فقيل له يرحمك الله ... ابن عمر ... 723
كان إذا أفطر دعا أهله ... عمرو بن العاص ... 595
كان أصحاب النبي × يقنتون قبل ... 417(1/31)
كان أصحاب النبي × إذا لبس ... 570
كان أصحاب النبي × يأخذ بعضهم ... 300
كان أصحاب رسول الله × يكرهون ... 556
كان أبو هريرة يقول للإمام لا ... أبو هريرة ... 746، 755، 764
كان أنس إذا ختم القرآن جمع أهله ... أنس ... 671، 673، 799
كان أنس لا يدعو بدعاء إلا ختمه ... أنس ... 483
كان انس إذا سوى على الميت ... أنس ... 560
كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود ... أيوب ... 695
كان الإمام إذا سلم قام ... ابن عمر ... 516
كان سعيد بن جبير إذا صلى العصر ... سعيد بن جبير ... 544
كان طاوس إذا صلى العصر ... طاووس ... 544
كان عروة لا يقنت في شيء من الصلاة ... عروة ... 407
كان علي يقنت ويدعو على قوم كل ... إبراهيم النخعي ... 354
كان علي يقنت في الفجر ... إبراهيم النخعي ... 354
كان علي يقنت في صلاة الصبح ... علي ... 376
كان علي يقول بعد ما يفرغ ... علي ... 560
كان علي إذا استلم الحجر ... علي ... 608
كان عمر إذا صلى العشاء أخرج الناس ... عمر ... 91
كان عمر يقول في صلاة الصبح بعد ... عمر ... 375
كان عمر يقنت في صلاة الغداة ... عمر ... 388
كان عمر يقنت في صلاة الفجر قدرها يقرأ ... عمر ... 399
كان الحسن إذا دعا مسح وجهه ... 187
كان معاذ القارئ يصلى على النبي × ... معاذ القارئ ... 427
كان يقول إذا قرأ السجدة ... قتادة ... 667
كان يقنت في صلاته على قوم ... علي ... 328
كانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض ... محمد بن زياد ... 549
كانوا يجتمعون فيتذاكرون فلا ... إبراهيم النخعي ... 93
كانوا يلعنون الكفرة ويقولون ... 427
كانوا يستحبون إذا فرغ من القراءة ... سفيان ... 402
كتب رجل إلى عمر رضي الله عنه فقال أدع ... عمر ... 92
كتب عمر بن عبدالعزيز أن أناساً من ... عمر بن عبدالعزيز ... 579
كنا إذا جلسنا مع أبي بكر كأنه ... مسروق ... 288
كنا نأتي أبا أمامه وواثلة في ... محمد بن زياد ... 549
كنا نقول لعمر بن عبدالعزيز ... آدم مولى عمر بن عبدالعزيز ... 549
كنا نقول في الجاهلية بالرفاء ... الحسن ... 685
كنت عند أنس شهرين فلم يقنت ... غالب بن فرقد ... 358
( ل )
لقد أدركت الناس ولهم ضجة بآمين ... عكرمة ... 767
لقد سالت الله حاجة منذ عشرين ... مورق العجلي ... 818
لقي طلحة حماراً فقال: برنسكك ... مالك ... 641(1/32)
اللهم أجره على النار ... أبو هريرة ... 491
اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً ... ابو هريرة ... 491
اللهم اجعله لنا سلفاً وفرطاً ... الحسن ... 492
اللهم اجعله لنا فرطاً وذخراً ... الحسن ... 495
اللهم أرزقني شهادة في سبيلك ... عمر ... 73، 642
اللهم اسلمه إليك الأشحاء من ... 558
اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً ... سعد بن أبي وقاص ... 128
اللهم عذب الكفرة الذين يصيدون ... عمر ... 423
لم يقنت أبو بكر وعمر حتى ذهبا ... إبراهيم النخعي ... 348
لم يكن عبدالله بن عمر يقنت في فجر ... نافع ... 365
لم يكن عمر وعلي يجهران بسم الله ... 757
لما ولد لي إياس دعوت نفراً ... معاوية بن قرة ... 698
ليست عرفة إلا بمكة ليس في ... سفيان ... 623
ليس في الصلاة علىالميت دعاء مؤقت ... إبراهيم النخعي ... 485
( م )
ما حال أحب إلى الله تعالى أن يجد ... عبدالله بن مسعود ... 279
ما الذي أرى الناس يدعون به في ... ابن جريج ... 532
ما رأيت عبدالله بن مسعود جلس ... وائل ... 693
مالي أراكم سامدين ... علي ... 236
من أحب الكلام إلى الله أن يقول ... علي ... 278
من ختم القرآن فله دعوة ... ابن مسعود ... 670، 799
من دعا لفاسق بالبقاء فقد أحب ... الحسن البصري ... 111
من نسي القنوت في الوتر أو الفجر ... الحسن ... 435
( ن )
نعم البيت الحمام ... أبو هريرة ... 215
( و )
وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه ... ابن عمر ... 406
وجب القنوت في الوتر على كل مسلم ... ابن مسعود ... 76
( لا )
لا تفتني بآمين ... أبو هريرة ... 746
لا تقوموا تدعون كما تصنع اليهود ... ابن عباس ... 179
لا تصلح الصلاة على أحد إلى على النبي × ... ابن عباس ... 579
لا غفر الله لك ... ابن عمر ... 556
لا وتر إلا بقنوت ... إبراهيم النخعي ... 406
لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم ... سفيان بن عيينه ... 154
لا يزيد في الركعتين الأوليين على ... 289
( ي )
يا بر يا رحيم من وقنا ... سفيان ... 215
يبدأ في النوت بالسورتين ... الحسن ... 423
يخفي الإمام أربعاً التعوذ ... عمر ... 757
يتشهد الرجل في الصلاة ثم ... ابن مسعود ... 296
يستحب أن يقال عند استلام الحجر ... مجاهد ... 608
******
فهرس الأعلام المترجم لهم
اسم العلم ... رقم الصفحة
إبراهيم النخعي ... 92، 93، 347(1/33)
الأسود بن يزيد ... 347، 349
ابو أمامة = صدي بن عجلان ... 478، 549
أويس القرني ... 90، 94
البراء بن عازب ... 178
بريدة بن الحصيب ... 90، 118، 525، 562
بشير بن مروان ... 164، 526
ابن جريج = عبدالملك بن عبدالعزيز ... 532
ابو جعفر = عيسى بن هامان ... 358
أم الحصين بنت إسحاق ... 754
حنبل ... 288
أم خالد بنت خالد بن سعيد ... 569، 685
الخطابي = ابو سليمان حمد بن محمد ... 36
أبو رافع الصائغ ... 349
أو رجاء = عمران بن ملحان ... 376
الراغب الأصفهاني = الحسين بن محمد ... 40
رفاعة بن رافع ... 272
أبو ريحانه = شمعون بن زيد ... 645
الزهري = محمد بن مسلم بن شهاب ... 630
زيد بن أرقم ... 178
سالم بن عمر ... 630
ابن سعدي = عبدالرحمن بن ناصر ... 62
أبو سعيد مولى أبي أسيد ... 91، 688
أبو سلمة بن عبدالرحمن ... 543
سلمة بن هشام ... 327
سمرة بن جندب ... 4954
سهل بن سعد ... 164، 176
أبو شامة = عبدالرحمن بن إسماعيل ... 340
شريح ... 165
الشعبي = عامر بن شراحيل ... 476
الشوكاني = محمد بن علي ... 30، 33
ضباعة بنت الزبير ... 600
ضبة بن محصن ... 531
الضحاك بن مزاحم ... 237
طاووس بن كيسان ... 296، 318
الطرطوشي = أبو بكر محمد بن الوليد ... 32، 53، 145
عاصم الأحول ... 374
أبو عامر الأشعري ... 147
عبدالرحمن بن أبي ليلى ... 260
عبدالرحمن بن صفوان ... 637
عبدالرحمن بن معقل ... 352
عبدالرحمن بن مهدي ... 73، 355
عبدالله بن أبي أوفى ... 481، 574
عبدالله بن بسر ... 692
عبدالله بن زيد ... 456
عبدالله بن مغفل ... 75، 352
عبدالله بن يحنس ... 537
عبدالله بن يزيد ... 178
أبو عثمان النهدي = عبدالرحمن بن مل ... 351
ابن العزي= محمد بن عبدالله ... 97، 123، 729
عطاء بن أبي رباح ... 532، 699، 746، 763، 764
عقيل بن أبي طالب ... 684
عكرمة مولى ابن عباس ... 361، 767
علقمة بن قيس ... 347
عمارة بن رويبة ... 164، 526
أم عمارة = نسبة بنت كعب ... 596
عمران بن حصين ... 797
عمرو بن شعيب ... 638
عوام بن حمزة ... 351
عوف بن مالك ... 257
عياش بن ربيعة ... 320
قتادة بن دعامة ... 166
أبو قلابة = عبدالله بن زيد ... 640
قيس بن الربيع ... 357، 358
قيس بن سعد بن عبادة ... 583
أم القيس ... 113(1/34)
كعب نب عجرة ... 308
أبو مالك الأشجعي = سعد بن طارق ... 346
محمد بن زياد ... 549
محمد بن محمد بن إدريس الشافعي ... 328
محمد بن نصر المروزي ... 434
مجاهد بن جبر ... 303، 671، 799
أو مجلز = لاحق بن حميد ... 347، 363
مخرمة بن بكير ... 546
مسروق ... 166
معاذ القارئ ... 412، 433
معاوية بن الحكم السمي ... 317
معاوية بن قرة ... 698
ابن منظور = محمد بن مكرم ... 41
أبو المهزم = يزيد بن سفيان ... 407
مورق بن مشمرج العجلي ... 667، 818
ابن الهمام = محمد بن عبدالواحد ... 80
أبو الهيثم = مالك بنالتيهان ... 692
أبو وائل = شقيق بن سلمة ... 674
واثله بن الأسقع ... 477، 549
الوليد بن عقبة ... 439
الوليد بن الوليد ... 320
يحي بن معين ... 358
أبو اليسر = كعب بن عمرو بن عباد ... 112
أبو يوسف = يعقوب بن إبراهيم ... 242
يزيد بن الأسود العامري ... 511
******
فهرس الألفاظ اللغوية
الكلمة ... رقم الصفحة ... الكلمة ... رقم الصفحة
التشهق ... 80 ... مخلول ... 576
التشدق ... 80 ... الرمل ... 611
لا تسبخي ... 126 ... المشعر الحرام ... 626
تلوث ... 133 ... فيسهل ... 628
لا كبر الله سنك ... 133 ... أقرن ... 633
ثندوة ... 169 ... الحطيم ... 637
حاص ... 175 ... فواق ناقة ... 642
الحمام ... 215 ... شرف ... 646
الرضف ... 288 ... الذمة ... 656
زحفد ... 384، 422 ... الأسود ... 657
ملحق ... 384 ... ساكن البلد ... 658
الإمام الأعظم ... 399 ... والد وماولد ... 658
نخلع ... 422 ... الأكمة ... 659
الأبعاض ... 435 ... الجعالة ... 678
المجاديح ... 450 ... الرفاء ... 684
مريئاً ... 458 ... على خير طائر ... 687
مريعاً ... 458 ... وطبة ... 692
طقاً ... 459 ... وشركه ... 704
سيباً ... 460 ... الترة ... 709
المنفوس ... 491 ... قافية ... 713
الكلمة ... رقم الصفحة ... الكلمة ... رقم الصفحة
فرطا ... 491 ... عصفت ... 718
اليعسوب ... 525 ... لقحاً ... 718
التهنئه ... 549، 694 ... أمّن ... 741
التعزية ... 556 ... التثويب ... 796
يتلها ... 576 ... تعار ... 807
ألظوا ... 810 ... أشعث ... 811
الطمر ... 811
******(1/35)