- استشهد والدي وترك أما وأبا وزوجتين وثمان بنات وأربعة أولاد ولم يترك خلفه أي مال يورث غير راتب شهري بسيط، قمت أنا كوني أكبر أولاده بمطالبة الحكومة والمسؤولين بتعويض الأسرة وبعد مطالبة دامت لأكثر من سنتين حصلت منه على بيت لسكن أسرة الشهيد كونها دون سكن قطعة أرض ومنحة دراسية في الخارج لي وكذا مبالغ مالية وجميعها صرفت بأمر صرف لأسرة الشهيد.
ـ أبو الشهيد لديه راتب خاص به وكذا سكن.
ـ أم الشهيد لديها سكن وثلاثة أولاد اثنان يعملون ويسكنون معها والثالث يعمل في الغربة.
ـ زوجة الشهيد الثانية لديها سكن في الريف وكذا راتب بسيط هو راتب زوجها الأول.
ـ بقية أسرة الشهيد ليس لهم سكن غير الذي صرف من الحكومة والذي طالبت به للأسرة، حيث كان السابق إيجارا وأنا من يقوم بسداد الإيجار.
ـ خمس من بنات الشهيد تزوجن وانتقلن إلي أزواجهن وثلاث لازلن يسكن معنا.
ـ أقوم شهريا بإعطاء أسرتي (أمي وبقية أخواتي وإخواني مصروف شهر) وبين الحين والآخر لزوجة أبي الثانية وأخي منها ونادر لجدي وجدتي وبقية أخواتي المتزوجات.
هل يعتبر السكن وقطعة الأرض والتي صرفت بعد استشهاد والدي إرث وعليه يورث، هل يجب إعطاء كل ورثة الشهيد من الراتب بما فيه الأخوات المتزوجات؟ هذا وجزاكم الله عنا كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد :
فالذي يورث عن الميت إنما هو متروكه، وأما المنح التي تعطى لأسر الشهداء، فإنها تملك لهم على أنها هبة من الجهة التي منحتها، لا على أنها ميراث الشهيد، لأن الميت ليس أهلاً للتملك.
وعليه فإن تقسيم السكن وقطعة الأرض إنما يكون بحسب ما تحدده الجهة المانحة، لأن مرجع تقسيم الهبة هو الواهب، وراجع في هذا الفتوى رقم: 21603.(2/190)
وأما الراتب فهو إما أن يكون هبة من الدولة لورثة المتوفى، وإما أن يكون جزءاً من راتب المتوفى كان يخصم منه كل شهر، وهو ما يسمى بالمعاش، وحكم تقسيمه في الحالة الأولى أنه يرجع فيه إلى ما تحدده الدولة لأنه ليس ميراثاً مثله مثل السكن وقطعة الأرض، فلا تنطبق عليه أحكام الميراث، بل يوزع على من تحددهم الدولة بالأنصبة التي تراها الدولة.
وأما في الحالة الثانية، فإنه يقسم على الورثة قسمة الميراث الشرعي، لأن المال كان ملكاً للمتوفى.
ثم إننا ننبه السائل إلى أن أمر التركات أمر خطير جدا وشائك للغاية، وبالتالي، فلا يمكن الاكتفاء فيه ولا الاعتماد على مجرد فتوى أعدها صاحبها طبقا لسؤال ورد عليه، بل لا بد من أن ترفع للمحاكم الشرعية كي تنظر فيها وتحقق، فقد يكون هناك وارث لا يطلع عليه إلا بعد البحث، وقد تكون هناك وصايا أو ديون أو حقوق أخرى لا علم للورثة بها، ومن المعروف أنها مقدمة على حق الورثة في المال، فلا ينبغي إذاً قسم التركة دون مراجعة للمحاكم الشرعية إذا كانت موجودة، تحقيقا لمصالح الأحياء والأموات.
والله أعلم.
============
المنح التي تعطى لأسر الشهداء هل تقسم على الورثة
تاريخ الفتوى : ... 24 محرم 1427 / 23-02-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان الفتوى
استشهد والدي عن أب وأم وزوجتين وأربعة أولاد وثمان بنات، نرجو منكم إفتائي بالتالي:
*استشهد والدي وترك أما وأبا وزوجتين وثمان بنات وأربعة أولاد ولم يترك خلفه أي مال يورث غير راتب شهري بسيط
*قمت أنا كوني أكبر الأولاد بمطالبة الحكومة والمسؤولين بتعويض الأسر وبعد مطالبة دامت لأكثر من سنتين حصلت منهم على بيت لسكن أسرة الشهيد كونها دون سكن قطعة أرض ومنحة دراسية في الخارج لي وكذا مبالغ مالية وجميعها صرفت بأمر صرف لأسرة الشهيد .
ـ أبو الشهيد لديه راتب خاص به وكذا سكن(2/191)
ـ أم الشهيد لديها سكن وثلاثة أولاد اثنان يعملان ويسكنان معها والثالث يعمل في الغربة
ـ زوجة الشهيد الثانية لديها سكن في الريف وكذا راتب بسيط هو راتب زوجها الأول
ـ بقية أسرة الشهيد ليس لها سكن غير الذي صرف من الحكومة والذي طالبت به للأسرة حيث كان في السابق إيجارا وأنا من يقوم بسداد الإيجار.
ـ خمس من بنات الشهيد تزوجن وانتقلنا الي أزواجهن وثلاث لازلن يسكن معنا.
ـ أقوم شهريا بإعطاء أسرتي (أمي وبقية أخواتي وإخواني مصروف شهر ) وبين الحين والآخر لزوجة أبي الثانية وأخي منها ونادرا لجدي وجدتي وبقية أخواتي المتزوجات.
1ـ هل يعتبر السكن وقطعة الأرض والتي صرفت بعد استشهاد والدي إرثا وعليه يورث
2ـ هل يجب إعطاء كل وارث شيئا من الراتب بما فيه الأخوات المزوجات.
هذا وجزاكم الله عنا كل الخير .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي يورث عن الميت إنما هو متروكه، وأما المنح التي تعطى لأسر الشهداء، فإنها تمَلَّك لهم على أنها هبة من الجهة التي منحتها، لا على أنها ميراث الشهيد، لأن الميت ليس أهلا للتملك.
وعليه، فإن تقسيم السكن وقطعة الأرض إنما يكون بحسب ما تحدده الجهة المانحة، لأن مرجع تقسيم الهبة هو الواهب، وراجع في هذا الفتوى رقم: 21603.
وأما الراتب فهو إما أن يكون هبة من الدولة لورثة المتوفى، وإما أن يكون جزءا من راتب المتوفى كان يخصم منه كل شهر، وهو ما يسمى بالمعاش. وحكم تقسيمه في الحالة الأولى أنه يرجع فيه إلى ما تحدده الدولة لأنه ليس ميراثا، مثله مثل السكن وقطعة الأرض، فلا تنطبق عليه أحكام الميراث، بل يوزع على من تحددهم الدولة بالأنصبة التي تراها الدولة.
وأما في الحالة الثانية، فإنه يقسم على الورثة قسمة الميراث الشرعي، لأن المال كان ملكا للمتوفى.
والله أعلم.
===============
من يتولى دفن الميت وتجهيزه
تاريخ الفتوى : ... 29 محرم 1427 / 28-02-2006
السؤال(2/192)
أرجو من سيادتكم قراءة رسالتي والإجابة على أسئلتي وعدم تحويلي إلى فتاوى مشابهة جزاكم الله خيراً : أمي لديها خادمة تعمل تأتي لها لتنظيف المنزل من الحين إلى الآخر وهي متزوجة من سخص ما وأصبحت حاملا وقد توفي الجنين قبل ولادته بيومين ، هذا الزوج غير مسؤول حيث ترك هذه الخادمة وذهب إلى زوجته الأخرى وأهله في الصعيد حيث إنهم لا يعرفون أنه متزوج من هذه الخادمة و بالتالى رفض دفن الطفل لديه طلبت الخادمة من أمي دفن الطفل في المقبرة الخاصة بنا والمدفون فيها أبي وقد رفضت فهل أنا مذنب لذلك ؟ وهل يجوز دفن أي شخص مع أي شخص آخر لا يعرفه ؟ وهل يحس المتوفى بمن يدفن معه ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدفن الميت وتجهيزه يكون من ماله إن كان له مال، فإن لم يكن له مال فعلى من تجب عليه نفقته وهو هنا الأب، فإن قصر وأبى فهو آثم ويكون ذلك على أمه إن كان لها مال، فإن عجزت فعلى جماعة المسلمين إذا قام به بعضهم سقط الإثم عن الباقين وإلا أثموا جميعا، ويتعين على من علم به ، وقد اختلف الفقهاء في حكم أخذ أجرة على ذلك فأجازها البعض ومنعها البعض ، وكرهها آخرون، قال الكاساني في بدائع الصنائع : ولا يجوز الاستئجار على غسل الميت ، ذكره في الفتاوى ، لأنه واجب ، والحنابلة كرهوا الاستئجار على غسل الميت ، ولم يحرموه ، قال في كشاف القناع : ويكره أخذ أجرة على شيء من ذلك ، وأجاز ذلك آخرون مع أنه واجب في الأصل، قال الشربيني في مغني المحتاج : وتصح الإجارة لتجهيز ميت كغسله وتكفينه ودفنه ، وتعليم القرآن أو بعضه ، ونحو ذلك مما هو فرض كفاية، وليس بشائع في الأصل ، وإن تعين على الأجير في الأصح .(2/193)
ولو جرت العادة كما عندكم على تخصيص مقبرة لكل أسرة فلا يمنع ذلك أن يدفن غيرهم معهم بأجر أو بغير بأجر ، وإذا لم تفعلوا بعد علمكم بالأمر وتقصير المسؤول عن الصبي أو عجزه فإنكم آثمون لتعين ذلك عليكم بالعلم .
ولا علاقة للوالد المدفون بتلك المقبرة بذلك الصبي أو غيره من الأموات الذين يدفنون معه فيها أو بعده سواء أكان يعرفهم أم لا، فكل يجازى حسب عمله ؟ ولكن هل يشعر الميت بمن يدفن معه ويحس به ويعرفه أم لا ؟ الجواب أن أمور القبر والآخرة من الأمور الغيبية التي لا يمكن الحديث عنها اعتباطا بلا لا بد من نص صحيح بذلك ولم نقف فيما اطلعنا عليه على خبر يفيد معرفة الأموات لمن يدفن معهم أو شعورهم به ، سوى ما ذكر في حق الشهداء فقد أخرج الطبري بسنده قال : حدثنا محمد قال حدثنا أحمد قال حدثنا أسباط عن السدي : أما : وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ فإن الشهيد يؤتى بكتاب فيه من يقدم عليه من إخوانه وأهله فيقال : يقدم عليك يوم كذا وكذا ويقدم عليك فلان يوم كذا وكذا فيستبشر حين يقدم عليه كما يستبشر أهل الغائب بقدومه في الدنيا .
وأمور البرزخ لا تقاس على أمور هذه الدنيا وأحوالها وقوانينها ، وللاستزادة انظر الفتويين رقم : 4276 ، ورقم : 9853 .
والله أعلم .
===============
الشهيد الذي لا يغسل ولا يصلى عليه
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1427 / 07-05-2006
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز تغسيل الشخص الشهيد أم لا؟
خالي خادم ومؤذن جامع في بغداد تم قتله على يد مسلحين و كان يبلغ عمره 75سنة . هل يجوز غسل جثمان الرجل أم لا ولكم جزيل الشكر والتقدير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(2/194)
فالشهيد لا يغسل ولا يصلى عليه وهو من مات في قتال الكفار بسببه أي بسبب القتال كأن قتله أحدهم, أو أصابه سلاح مسلم خطأ, أو عاد إليه سلاحه, أو تردى في حملته في وهدة, أو وجد قتيلا عند انكشاف الحرب ولم يعلم سبب موته وإن لم يكن عليه أثر دم؛ لأن الظاهر أن موته بسبب القتال. فإن انقضى القتال وفيه حياة مستقرة وكان قد جرح فيه ثم مات بسبب تك الجراحة أو مات في قتال البغاة فغير شهيد في الأظهر, وكذا لو مات في القتال لا سببه كأن مات بمرض أو فجأة فغير شهيد.
والحاصل أن للشهيد ثلاثة قيود حتى يكون شهيد معركة ويعطى أحكام الشهيد في الدنيا وهي:
1- الموت حال القتال.
2- كونه قتال كفار.
3- كونه بسبب القتال
فإن لم تتوفر هذه القيود فإن المقتول يغسل ويكفن ويصلى عليه كغيره من أموات المسلمين، وهذه القيود الثلاثة لا تتوفر في خالك المقتول رحمه الله وجعل الجنة مثواه.
والله أعلم.
============
منزلة الشهيد وحكم الانتفاع بالمنح التي تصرف لذوي الشهداء
تاريخ الفتوى : ... 10 شعبان 1427 / 04-09-2006
السؤال
الحمد لله رب العالمين الذي أكرمني سبحانه باستشهاد ابني ونحسبه كذلك إن شاء الله برصاص طائرات العدو الصهيوني حيث إن ابني أنس يبلغ من العمر اثنا عشر عاماً، وبخصوص ذلك أتوجه إليكم ببعض الأسئلة، وأرجو منكم إجابتي عليها، وبارك الله فيكم.. وجزاكم الله خيراً.
ما هي منزلة ابني عند خالقه، هل يبلغ ابني منزلة الشهداء إن شاء الله حيث إنه استشهد وهو جالس على جهاز الحاسوب وبجانبه إخوته وعمره 12 عاماً، هناك عدة مؤسسات اجتماعية ورسمية تصرف منحة شهرية لذوي الشهداء وأنا رجل لي دخل، فما حكم هذه المنحة، وهل تنقص من أجري عند الله، وما هو حكم بناء القبر وكتابة اسم المتوفى عليه، وما حكم زيارة القبور، وهل يشعر ابني بزيارتنا له، وهل يجوز لأمه أن تزوره؟ وشكراً لكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(2/195)
فلا شك أن للشهيد منزلة عظيمة عند الله تعالى فقد تواترت على ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة، ويكفي الشهيد فضلاً ومنزلة عند الله تعالى أنه يشفع في سبعين من أهل بيته كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سبق بيان فضل الشهداء عند الله تعالى في الفتوى رقم: 32629.
ولتعلم أنه لا يمكن لنا أن نقطع في هذه الحياة لأحد بعينه بجنة أو نار إلا ما نص عليه الدليل لأن ذلك غيب لا يعلمه إلا الله تعالى، ولكننا نرجو للمحسنين ونخاف على المسيئين، ونرجو أن يكون ابنك من الشهداء ويبلغ أعلى منازلهم، فقد روى البخاري وغيره أن أم حارثة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ألا تحدثني عن حارثة؟ وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب (طائش) فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت في البكاء، وكان ذلك قبل تحريم النياحة، فقال: يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى. ونسأل الله تعالى أن يصيب ابنكم الفردوس الأعلى.
وأما ما تمنحه بعض الجهات لذوي الشهداء فمن كان مستحقاً له حسب شروط تلك الجهات وأخذه فقد أصبح ملكاً له عند الحوز... ونرجو أن لا ينقص ذلك أجر من أخذه إذا صبر واحتسب، وإذا لم تكونوا محتاجين لهذه المساعدات فبإمكانكم أن تصرفوها في وجوه الخير وأعمال البر في سبيل الله.
وأما البناء على القبر والكتابة عليه فإنه لا ينبغي لحديث جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر أو يزاد عليه أو يجصص أو يكتب عليه. رواه البيهقي وغيره، وقال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: ويكره البناء على القبور وتجصيصها... ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 25107.
وأما زيارة القبور والدعاء لأهلها فإنها مشروعة للرجال والنساء بالضوابط الشرعية والحكمة منها أنها تذكر بالآخرة.. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 675.(2/196)
وأما إحساس الميت بزيارة أهله فقد اختلف فيها أهل العلم ورجح المحققون أنه يحس بهم، إحساس خاصاً ويسمع كلامهم، وانظر أدلة ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54731، 54990، 55046.
والله أعلم.
==============
من يستحق إطلاق الشهيد عليه
تاريخ الفتوى : ... 25 ذو الحجة 1427 / 15-01-2007
السؤال
كنت أشاهد برنامجا بعد إعدام الرئيس صدام حسين رحمه الله وكانت هناك وجهتان ، فالأولى للعالم الجليل نصر فريد واصل وهو مفتي مصر سابقا والثانية لأحد أساتذة القانون والشريعة ، وفي الأولى اعتبره ممثل وجهة النظر شهيدا وفي الثانية لم يعتبره شهيدا فما رأي فقهائنا في الشبكة الإسلامية ؟
وجزاكم الله خيرا .
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن نطق بالشهادتين فهو محكوم بإسلامه في الظاهر وحسابه على الله، وتجري عليه أحكام المسلمين، فإذا مات فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويترحم ويدفن في مقابر المسلمين، روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري عنه، فطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قلت: كان متعوذاً، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
وأما الحكم عليه بكونه شهيداً فلا، فإن لفظ الشهيد إذا أطلق انصرف إلى من قتل مجاهداً في سبيل الله، ومن قتل مجاهداً لا يجزم له بأنه نال أجر الشهادة، بل يرجى له ذلك فقط، فما بالك بغيره، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 46232، والفتوى رقم: 18137.
والله أعلم.
================
حكم تصرف الأم فيما يخص ولد الشهيد إلى ابنتها من الزوج الثاني
تاريخ الفتوى : ... 06 محرم 1428 / 25-01-2007
السؤال(2/197)
سؤالي عن أموال أمي : أمي أرملة شهيد الدولة تدفع لها مبلغا من المال لتعيش به فهي تصرفه علي أنا بنتها من الزوج الثاني وبنيت لي وأخي منزلا نعيش فيه أما أنا فأصبت بأمراض كثيرة لأن أخي ابن الشهيد يدعو علي ويفوض أمره لله لأنه أولى بهذا المال هل هذا المال حلال علي أم حرام وهل الذهب الذي اشتريته حرام أيضا وهل الإثم علي أم على أمي أفيدوني إنها مسألة حياة أو موت فأنا أعاني ؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلمعرفة حكم تناولك لهذا المال يحتاج إلى أن نعرف شروط الدولة في هذه المنحة التي تدفعها إلى أمك ، فإذا كانت الدولة تشترط صرف ذلك إلى زوجة الشهيد وولده فقط فيجب على الزوجة التزام هذا الشرط وتأثم بمخالفته ، بأن تصرف ما يخص ولد الشهيد إلى ابنتها من الزوج الثاني ، كما لا يحل للسائلة أن تأخذ نصيب أخيها؛ لقوله تعالى : وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة: 188 } وعليها رده إليه ذهبا كان أوغيره، والتوبة إلى الله عز وجل.
وأما ما يخص والدتها من هذه المنحة فلا حرج عليها في قبول ما تعطيه أمها منها.
وبخصوص الأمراض التي ابتليت بها فنسأل الله تعالى أن يعافيك منها، ويندب لك أن تطلبي علاجا لهذه الأمراض ، ولتعلمي أن التحلل من المظالم من أسباب استجابة الدعاء وصلاح الحال والبدن .
والله أعلم .
============
ماهية النعيم والعذاب في البرزخ
تاريخ الفتوى : ... 03 ربيع الأول 1428 / 22-03-2007
السؤال
هل صح أن ابن القيم في كتابه: "حادي الأرواح" يرى أن نعيم الجنة روحي لا جسدي؟.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه الروح يرى أن نعيم الجنة يكون للروح والبدن، ولعل من نسب إليه القول بأنه للروح فقط خلط بين مقالين:(2/198)
الأول: نعيم أرواح المؤمنين والشهداء بالجنة قبل قيام الساعة فإنه يكون للروح والبدن، ويكون للروح دون البدن.
الثاني: بعد قيام الساعة ودخول الجنة فإنه يكون لهما معا مطلقا.
وقد نص على ذلك في الكتاب المذكور بعد إيراده لما رواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله قال: إنما نسمة المؤمن طائر تعلق في شجرة الجنة حتى يرجعه الله إلى حياة يوم يبعثه.
فقال: واختلف العلماء في معنى هذا الحديث فقال قائلون منهم: أرواح المؤمنين عند الله في الجنة شهداء كانوا أم غير شهداء إذا لم يحبسهم عن الجنة كبيرة ولا دين وتلقاهم ربهم بالعفو عنهم والرحمة لهم.
قال: واحتجوا بأن هذا الحديث لم يخص فيه شهيدا من غير شهيد..
وقال آخرون: إنما معنى هذا الحديث في الشهداء دون غيرهم لأن القرآن والسنة إنما يدلان على ذلك. أما القرآن فقوله تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {آل عمران:169-170}
ثم قال رحمه الله: لا تنافي بين قوله: نسمة المؤمن طائر يعلق في شجرة الجنة، وبين قوله: إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، هذا الخطاب يتاول الميت على فراشه والشهيد. كما أن قوله: نسمة المؤمن طائر يعلق في شجرة الجنة، يتناول الشهيد وغيره، ومع كونه يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ترد روحه أنهار الجنة وتأكل من ثمارها.(2/199)
وقال: الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة، وأنها تتصل بالبدن أحيانا ويحصل له معها النعيم أو العذاب، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أعيدت الأرواح إلى الأجساد، وقاموا من قبورهم لرب العالمين، ومعاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى.
ونقل عن شيخه ابن تيمية رحمه الله أنه قال: العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة، تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن، وتنعم وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها، فيكون النعيم والعذاب عليها في هذه الحال مجتمعين، كما تكون على الروح منفردة عن البدن، وهل يكون العذاب والنعيم للبدن بدون الروح؟ هذا فيه قولان مشهوران لأهل الحديث والسنة وأهل الكلام، وفي المسألة أقوال شاذة ليست من أقوال أهل السنة والحديث.
والله أعلم.
==============
من أمارات حسن الخاتمة
تاريخ الفتوى : ... 09 ربيع الأول 1428 / 28-03-2007
السؤال
هل جميع ما ذكر عن علامات حسن الخاتمة صحيح مما سأطرحه الآن؟
* الأولى: نطقه بالشهادة عند الموت.
* الثانية: الموت برشح الجبين.
* الثالثة: الموت ليلة الجمعة أو نهاره.
* الرابعة: الاستشهاد في ساحة القتال.
* الخامسة: الشهداء كثير.
* السادسة: الموت بالطاعون.
* السابعة: الموت بداء البطن.
* الثامنة والتاسعة: الموت بالغرق والهدم.
* العاشرة: موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها.
* الحادية عشر والثانية عشر: الموت بالحرق ، وذات الجنب.
* الثالثة عشر: الموت بداء السِّل.
* الرابعة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن المال المراد غصبه.
* الخامسة عشر والسادسة عشر: الموت في سبيل الدفاع عن الدين والنفس.
* السابعة عشر: الموت مرابطا في سبيل الله.
* الثامنة عشر: الموت على عمل صالح.
هل جميعها صحيحة؟
و بارك الله فيكم .
الفتوى(2/200)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته الأخت السائلة من علامات حسن الخاتمة صحيح دلت عليه الأدلة الصحيحة.
فأما النطق بالشهادتين عند الموت.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. رواه أحمد وأبو داود.
وأما الموت برشح الجبين.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: المؤمن يموت بعرق الجبين. رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجه. قال العلماء: أي يشتد الموت على المؤمن بحيث يعرق جبينه من الشدة لتمحيص ذنوبه أو لتزيد درجته.
وأما الموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني.
واما الاستهشاد في ساحة القتال.. فإن كان في سبيل إعلاء كلمة الله فهذا هو الشهيد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. وقال الله تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {آل عمران:169}
واما الموت بالطاعون وداء البطن والغرق والهدم والحرق والمرأة تموت في نفاسها.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، وصاحب الحرق شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة. رواه النسائي وغيره. والمقصود بالمرأة تموت بجمع أي في بطنها ولد. وقيل: البكر، وقيل تموت من النفاس سواء ألقت ولدها أو مات وهو في بطنها، وصاحب ذات الجنب قال في نوادر الأصول: هو صاحب السل.
وأما الموت دفاعا عن المال والعرض والنفس.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قاتل دون ماله فقتل فهو شهيد، ومن قاتل دون دمه فهو شهيد، ومن قاتل دون أهله فهو شهيد. رواه النسائي بهذا اللفظ.(2/201)
وأما من مات مرابطا في سبيل الله.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع. رواه النسائي والترمذي وابن ماجه واللفظ له.
وأما من مات على عمل صالح.. فقد قال صلى الله عليه وسلم: فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل.. رواه الترمذي وحسنه ووافقه الألباني.
فمن ختم له بواحدة مما ذكر فقد ختم له بخير، ويرجى له أن ينال الجزاء المذكور. ونسأل الله تعالى أن يختم لنا بخير وهو راض عنا.
والله أعلم.
============
ما تكفره الشهادة وما لا تكفره
تاريخ الفتوى : ... 05 ربيع الثاني 1428 / 23-04-2007
السؤال
ذكر في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يغفر له بأول دفعة من دمه، فهل يغفر للشهيد جميع ذنوبه حتى وإن كانت من الكبائر؟ وجزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشهادة في سبيل الله تكفر بها جميع الذنوب التي تتعلق بحق الله عز وجل، وأما ما يتعلق بحق المخلوق كالديون ونحوها فلا تكفرها الشهادة، إذ لا بد من رد الحق لصاحبه أو استحلاله منه، أو القصاص يوم القيامة، وقد يمن الله عز وجل على الشهيد أو غيره ممن عليه حقوق للخلق فيرضيهم عنه بما يشاء، وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 45676، 45905، 49082.
والله أعلم.
==============
المقتول ظلما هل له حكم الشهيد
تاريخ الفتوى : ... 08 ربيع الثاني 1428 / 26-04-2007
السؤال
توفي خطيبي طعناً وشنقاً في بيته فهل تعتبر موتته هذه من درجات الشهادة لأنه دفن في دمه ولم يغسل. جزاكم الله خيراً.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحكم على الشخص بالشهادة يتوقف على وجود نص من نصوص الوحي يدل عليه.(2/202)
فإن كان الشخص المذكور قتل ظلما وهو يدافع عن أهله أو عرضه أو ماله أو نفسه فهو شهيد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد. قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من قتل ظلما في مثل هذه الحالة لا يصلى عليه..
قال الجزيري في كتاب فقه المذاهب الأربعة: ومثل الشهيد المتقدم المقتول ظلما بأن قتل وهو يدافع عن عرضه أو ماله ونحو ذلك فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يكفن بل يدفن بثيابه.
ونر جو من السائلة أن تطلع على الفتوى : 59230 .
والله أعلم .
============
هل يأخذ من مات بحادث سيارة حكم الشهيد
تاريخ الفتوى : ... 22 ربيع الثاني 1428 / 10-05-2007
السؤال
توفيت أختي مع ابنها في حادث سيارة وكان ذلك يوم الجمعة 15 شعبان فما حكم ذلك من فضلكم هل يعتبر ذلك من الشهداء إن شاء الله ولي زوجتي جاء في المنام رجل فقال لها
قولي لأمك إن الرسول صلى الله عليه والسلام يقول لك هات الآية بسم الله الرحمن الرحيم (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ...) إلى آخر الآية لأني لا أتذكرها كلها ولا أحفظها , ثم بعد شهر توفي لها أحب وأعز أبنائها في حادث ورزقه الله بالشهادتين لأنهم كانوا أربعة فتوفي اثنان ونجا اتنان وكان في سفر وكان على طاعة الله وملتزما على العقيدة السلفية وعلى التوحيد وكان ملتحيا ومسبلا وكانت أمه تحبه كثيرا. أرجو من فضيلتكم أن تفسر لنا المنام.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:(2/203)
فإن الميت بحادث السير يعتبر شهيدا- إن شاء الله تعالى- إذا توفرت فيه شروط الشهادة وانتفت عنه موانعها؛ فهو يشبه موت من يموت بالهدم، أو بمن يخر عن دابته المنصوص على أنهما من الشهداء؛ لذلك فقد ألحق بعض أهل العلم الموت بحادث السيارة بموت الهدم. ولذلك فنرجو أن تكون هذه الأخت وابنها شهيدين.
وسبق بيان ذلك وأدلته في عدة فتاوى منها:15027، 32448، 34588، 42767، نرجو من السائل الكريم أن يطلع عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لجميع موتى المسلمين.
ونعتذر للسائل الكريم عن تفسير الرؤيا المذكورة، وبإمكانه أن يرسلها إلى الجهات المختصة في تعبير الرؤيا.
والله أعلم.
=============
شهداء الآخرة.. وهل يغفر للغريق الدين
تاريخ الفتوى : ... 03 جمادي الثانية 1428 / 19-06-2007
السؤال
لماذا يعتبر موت الغريق أصعب موت، وأن الله يغفر له الدين.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن موت الغريق شهادة في الآخرة وليس في الدنيا؛ لأن الشهداء على ثلاثة أقسام:
الأول: وهو أعلاها شهيد الدنيا والآخرة، وهو المؤمن الذي قتل في المعركة مع الكفار، فلا يغسل، ويكفن في ثيابه، ولا يصلى عليه.
الثاني: شهيد الدنيا فقط وهو المنافق الذي يقتل في معركة مع الكفار، فإنه يعامل في الدنيا معاملة الشهيد، ولكنه في الآخرة في الدرك الأسفل من النار.
الثالث: وهو شهيد الآخرة فقط، وهو من مات بأحد الأسباب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد. رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث جابر بن عتيك رضي الله عنه.(2/204)
قال الحافظ ابن حجر: وقد اجتمع لنا في الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة، وذكر منهم: اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع، والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال. فهذا يحصل على أصل ثواب شهيد المعركة، ولكنه لا يعامل في الدنيا معاملة شهيد المعركة؛ بل يغسل ويكفن ويصلى عليه.
وقد بين العلماء سبب حصول ثواب الشهادة بالموت بأحد هذه الأسباب.
قال النووي: قال العلماء: وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها. انتهى.
وقال ابن التين: هذه كلها ميتات فيها شدة تفضَّل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء. انتهى.
والشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين؛ لما رواه أحمد وغيره من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يغفر الله للشهيد كل ذنب إلا الدين، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك.
والغريق من هؤلاء لا يغفر له الدين.
والله أعلم.
==============
الشهيد تارك الصلاة ...
عنوان الفتوى
... دار الإفتاء المصرية ...
اسم المفتى
... 19292 ...
رقم الفتوى
... 13/07/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
سئل : مات أحد الجنود فى معركة إسلامية ولم يكن يصلى، فهل يغفر الله له ؟
نص الفتوى
أجاب : معلوم أن ترك الصلاة ورد فيه حديث مسلم "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" وأحسن ما قيل فيه ما ذكره النووى فى شرح صحيح مسلم "ج 2 ص 70" أن تارك الصلاة إن كان منكرا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين ، خارج من ملة الإسلام ، إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام ولم يخالط المسلمين مدة يبلغه فيها وجوب الصلاة عليه ، وإن كان تركه تكاسلا مع اعتقاده وجوبها ، كما هو حال كثير من الناس ، فقد اختلف العلماء فيه :(2/205)
فذهب مالك والشافعى رحمهما الله والجماهير من السلف والخلف إلى أنه لا يكفر بل يفسق ويستتاب ، فإن تاب وإلا قتلناه حدا كالزانى المحصن ، ولكنه يقتل بالسيف -لابالرجم- وذهب جماعة من السلف إلى أنه يكفر، وهو مروى عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه ، وهو إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل رحمه الله ، وبه قال عبد اللّه بن المبارك وإسحاق بن راهويه ، وهو وجه لبعض أصحاب الشافعى رضوان اللّه عليه . وذهب أبو حنيفة وجماعة من أهل الكوفة والمزنى صاحب الشافعى رحمهما الله إلى أنه لا يكفر ولا يقتل ، بل يعزر ويحبس حتى يصلى .
احتج من قال بكفره بظاهر الحديث المذكور، وبالقياس على كلمة التوحيد . واحتج من قال لا يقتل بحديث "لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث " وليس فيه الصلاة .
واحتج الجمهور على أنه لا يكفر بقوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفرما دون ذلك لمن يشاء} النساء : 48 وبقوله صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" و"من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة" "لا يلقى الله تعالى عبد بهما -أى الشهادتين- غير شاك فيحجب عن الجنة" و"حرم الله النار على من قال لا إله إلا الله " وغير ذلك .
واحتجوا على قتله بقوله تعالى فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم } التوبة : 5 وقوله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا :
لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم " وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة" على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر وهى القتل ، أو أنه محمول على المستحل ، أو على أنه قد يؤول به إلى الكفر، أو أن فعله فعل الكفار. والله أعلم .(2/206)
وذكر النووى أن الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد، وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبدة الأوثان وغيرها من المخلوقات ، مع اعترافهم بالله تعالى ، ككفار قريش ، فيكون الكفر أعم من الشرك ، والله أعلم . وقال الماوردى فى "الأحكام السلطانية " ص 221 :
تارك الصلاة المفروضة حتى يخرج وقتها يسأل عن تركه لها، فإن قال : تركتها لنسيان أمر بها قضاء فى وقت ذكرها، ولم ينتظر بها مثل وقتها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نام عن صلاة أو نسيها عنها فليصلها إذا ذكرها ، ولا كفارة لها إلا ذلك " رواه مسلم وإن تركها لمرض صلاها بحسب طاقته من جلوس أو اضطجاع ، قال تعالى {لا يكلف الله نفسا الا وسعها} البقرة : 286 وإن تركها جاحدا لوجوبها كان كافرا ، حكمه حكم المرتد ، يقتل بالردة إذا لم يتب ، وإن تركها استثقالا لفعلها مع اعترافه بوجوبها فقد اختلف الفقهاء فى حكمه ، فذهب أبو حنيفة إلى أنه يضرب فى وقت كل صلاة ولا يقتل . وقال أحمد بن حنبل وطائفة من أصحاب الحديث . يصير بتركها كافرا يقتل بالردة . وذهب الشافعى إلى أنه لا يكفر بتركها ولا يقتل حدا ولا يصير مرتدا .
ولا يقتل إلا بعد الاستتابة ، فإن تاب وأجاب إلى فعلها ترك وأمر بها فإن قال : أصليها فى منزلى وكلت إلى أمانته ولم يجبر على فعلها بمشهد من الناس ، وإن امتنع من التوبة ولم يجب إلى فعل الصلاة قتل بتركها فى الحال على أحد القولين ، وبعد ثلاثة أيام فى القول الثانى ، ويقتل بسيف صبرا . وقال أبو العباس بن سريج ، بقتله ضربا بالخشب حتى يموت ، ويعدل عن السيف ليستدرك التوبة بتطاول المدى .
واختلف أصحاب الشافعى فى وجوب قتله بترك الصلوات الفوائت إذا امتنع من قضائها ، فذهب بعضهم إلى أن قتله بها كالمؤقتات ، وذهب آخرون إلى أنه لا يقتل بها ، لاستقرارها فى الذمة بالفوات ، ويصلى عليه بعد قتله ، ويدفن فى مقابر المسلمين ، لأنه منهم ، ويكون ماله لورثته .(2/207)
وإذ قد عرفنا حكم ترك الصلاة بأنه يدور بين الكفر والفسق ، فإن الشهيد لو تركها جحدا كان كافرا ، ولا تفيده الشهادة شيئا ، فالجنة ونعيمها للمؤمنين خاصة وإن تركها كسلا كان فاسقا آثما ، يمكن أن يدخل تحت قوله تعالى : {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وإذا لم يشأ الله له المغفرة يعاقب على ترك الصلاة، وبخاصة اذا علمنا أنها دين له أى حق له ، والحقوق لا تسقط فلابد من قضائها كما قال الترمذى "المواهب اللدنية للقسطلانى ج 2 ص 338" . وقد صح فى الحديث الذى رواه مسلم "يغفر للشهيد كل شىء إلا الدَّيْن " فهل هو عام فى كل دين للّه وللعباد ، أو خاص بدين العباد لا يغفر إلا برده اليهم ؟ .
قال النووى "شرح صحيح مسلم ج 13 ص 29" : وأما قوله صلى الله عليه وسلم "إلا الدين " ففيه تنبيه على جميع حقوق الآدمبين ، وأن الجهاد والشهادة وغيرمما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين ، وإنما يكفر حقوق الله تعالى .
فنرجو أن يغفر الله للشهيد ترك الصلاة ، لأنها ليست دينا وحقا للآدميين ، ولعموم مغفرة ما دون الشرك لمن يشاء .
==============
الحروب بين المسلمين ...
عنوان الفتوى
... دار الإفتاء المصرية ...
اسم المفتى
... 19897 ...
رقم الفتوى
... 22/07/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
... ...
نص السؤال
سئل : هل الحروب القائمة بين بعض الدول الإسلامية تعد جهادا فى سبيل الله ، وقتلاها شهداء؟
نص الفتوى
أجاب : أولا : ليكن معلوما أن الشهداء أربعة أنواع :
1 -شهيد الدنيا والآخرة، وهو المقتول من المسلمين فى حرب مشروعة ضد الكفار، وكان يبتغى بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، ومقتضى الشهادة فى الدنيا ألا يغسَّل الميت ولا يصلَّى عليه ، ومقتضى الشهادة فى الآخرة أن له الأجر العظيم الذى قال الله فيه { ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }ال عمران : 169 .(2/208)
2 -شهيد الدنيا فقط ، وهو المقتول فى الحرب المذكورة ولم يقصد بذلك وجه الله تعالى، فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه ، ولكن يحرم من ثواب الآخرة ، وذلك للحديث الذى رواه البخارى ومسلم أن أعرابيا قال للنبى صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ، الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل ليذكر-أى للشهرة-والرجل يقاتل ليرى مكانه - فمن فى سبيل الله ؟ فقال " من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله " .
3-شهيد الآخرة فقط : وهو الذى لم يمت فى الحرب المذكورة، كالغريق ، فهو يعامل فى الدنيا معاملة أى ميت آخر من وجوب غسله والصلاة عليه ، ولكن الله يعطيه فى الآخرة ثواب الشهداء ، لحديث " ما تعدون الشهداء فيكم "؟ قالوا : يا رسول الله من قتل فى سبيل الله فهو شهيد . قال " إن شهداء أمتى إذًا لقليل " قالوا : فمن يا رسول الله ؟ قال " من قتل فى سبيل اللّه فهو شهيد، ومن مات فى سبيل الله فهو شهيد، ومن مات فى الطاعون فهو شهيد، ومن مات من البطن فهو شهيد" رواه مسلم . وفى رواية البخارى ومسلم " الشهداء خمسة : المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد فى سبيل الله " وجاء فى روايات أخرى للبخارى والترمذى والنسائى وأحمد أن منهم النفساء والمحروق والميت بذات الجنب ، والميت بالسل .
ومن هؤلاء من يقتل دفاعا عن نفسه ، فقد روى الترمذى بسند حسن صحيح " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد" وكل ذلك فى موت المسلم ، أما غيره فلا نصيب له من الشهادة عند الله .(2/209)
ولا يتعارض هذا مع حديث " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار" قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال " كان حريصا على قتل صاحبه " رواه أحمد وأبو داود والنسائى ، فالحديث الأول فى دفاع الضعيف ضد القوى أما الحديث الثانى ففى تقاتل شخصين أو فئتين كل منهما مستعدة للقتال مصممة عليه تعيش مع الأخزى قبل المعركة الحقيقية فى حالة حرب ، أى مصممة على خوض المعركة ، حريصة على قتل العدو .
ومن هنا نعلم أن القتلى شى معركة بين طائفتين مسلمتين كل منهما مصممة على القتال مستعدة له فى كل وقت لا نصيب لهم من حكم الشهداء دنيا وأخرى، أما القتلى فى معركة بين طائفة معتدية وطائفة مسالمة لا طاقة لها بالأولى فالمعتدون لا يعتبرون شهداء ، لأنهم بغاة ، والمعتدى عليهم يعتبرون شهداء ، لأنهم يدافعون عن أموالهم وأهليهم ودمائهم .
روى مسلم أن رجلا قال للنبى صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن جاء رجل يربد أخذ مالى ؟ " فلا تعطه مالك " قال : أرأيت إن قاتلنى؟ قال " قاتله " قال : أرأيت إن قتلنى ؟ قال " فأنت شهيد "- قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال " هو فى النار " .
ثانيا : إن اعتداء المسلم على أخيه المسلم حرام لاشك فيه ، والنصوص في ذلك أشهر من أن تذكر، ومنها حديث رواه مسلم " كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ومال وعرضه " والواجب على المسلمين أن يتدخلوا عند عدوان شخص أو جماعة أو دولة على الأخرى كما قال تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } الحجرات : 9 .
والتدخل يسمى نصرا، وذلك بالدفاع عن المظلوم ورد الظالم المعتدى كما نص عليه حديث البخارى " انصر أخاك ظلما أو - مظلوما" قال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما، أرأيت إن كان(2/210)
ظالما كيف أنصره ؟ قال " تحجزه أو تمنعه - من الظلم ، فإن ذلك نصره " .
والشطر الأول من الآية فى قتال طائفتين متكافئتين أو مصممتين على القتال ، فالواجب التدخل لوقف القتال بأية و سيلة منه وسائل التدخل السلمية أو الحربية .
والشطر الثانى فى بغى طائفة قوية- على طائفة ضعيفة ،فالواجب التدخل لرد المعتدى بالقتال ، والوقوف مع المعتدى عليه ، ويستمر قتال المعتدى حتى يرضى بحكم الله والصلح العادل .
ومع الأمر بالتدخل بين الفئتين حذَّر الإسلام من التهاون فقال {واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } الأنفال : 25 وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود " ما من مسلم يخذل امرأ مسلما فى موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله فى موطن يحب فيه نصرته " وقال " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " رواه الحاكم والطبرانى بسند ضعيف .
===============
حكم تغسيل جريح المعركة إذا مات بعدها ...
عنوان الفتوى
... سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ...
اسم المفتى
12473 ...
رقم الفتوى
... 31/05/2004 ...
تاريخ الفتوى على الموقع
نص السؤال
من مات من المعركة متأثرا بجراحه هل يغسل ويكفن ويصلي عليه؟
نص الفتوى
الحمد لله
نعم يغسل ويكفن ويصلي عليه ، ويرجى له أجر الشهيد إذا خلصت نيته.
================
صفة الشهيد
المفتي
حسن مأمون .
صفر 1375 هجرية - 16 أكتوبر 1955 م
المبادئ
1 - الشهيد الكامل - شهيد الدنيا والآخرة -هو المسلم المكلف الطاهر الذى قتله أهل الحرب أو البغى أو قطاع الطرق أو وجد فى المعركة وبه أثر القتل، أو قتله مسلم أو ذمى ظلما بآلة جارحة ولم تجب بقتله دية وكان موته فور الإصابة .
2 - حكمه أنه يكفن ويصلى عليه ولا يغسل ويدفن بدمه وثيابه فيما عدا ما ليس من جنس الكفن .
3 - شهداء الآخرة فقط هم نحو الثلاثين منهم الغريق والحريق والغريب ومن مات فى سبيل طلب العلم .
وحكمهم أنهم يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم .(2/211)
4 - تخليد اسم الشهيد أمر دنيوى محض لا دخل له فى الشهادة ولا فى ثوابها عند الله ن بل الأفضل ترك ذلك
السؤال
من السيد / م .
ر - أن ابنه البالغ من العمر عشرين عاما كان طالبا بكلية التجارة بجامعة القاهرة، ووقع عليه الاختيار ليكون عضوا فى رحلة علمية رسمية تحت إشراف وزارة التربية والتعليم والجامعة لزيارة خزان أسوان ومشروعات الكهرباء، وفى أثناء قيامه بهذه الدراسة حصلت له الوفاة فى حادث اصطدام بخزان أسوان وأصل محل إقامته بالقاهرة - وطلب السائل معرفة ما إذا كانت تنطبق عليه صفة الشهادة باعتبار أنه مات فى سبيل طلب العلم وفى غربته، وهل يعتبر شهيدا مثل شهادة المسلم الذى يموت فى الحرب دفاعا عن الوطن وهل يستحق شهيد العلم ما يستحقه شهيد الحرب من تكريم لذكراه كإطلاق اسمه على أحد الشوارع أو المؤسسات العلمية أو الحربية أولا مع الإحاطة بأنه كان مستقيما وصالح
الجواب
أولا إن الفقهاء نصوا على أن الشهيد الكامل وهو شهيد الدنيا والآخرة هو المسلم المكلف الطاهر الذى قتله أهل الحرب، أو أهل البغى أو قطاع الطريق، أو وجد فى المعركة وبه أثر دال على قتله، أو قتله مسلم أو ذمى ظلما بآلة جارحة ولم تجب بقتله دية، وكان موته فور إصابته بأن لم يباشر أمرا من أمور الدنيا بعدها - وحكمه أنه يكفن ويصلى عليه ولا يغسل، ويدفن بدمه وثيابه إلا ما ليس من جنس الكفن، كما أمر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شهداء أحد - هذا هو شهيد الدنيا والآخرة وحكمه - أما شهيد الآخرة فقط فقد قال السيوطى كما نقله عند ابن عابدين أنهم نحو الثلاثين وزادهم بعض الفقهاء إلى نحو الأربعين منهم الغريق والحريق والغريب ومن مات فى سبيل طلب العلم .(2/212)
وهؤلاء يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم - ومن هذا يتبين أن ابن السائل إذا كانت رحلته هذه فى سبيل طلب العلم ودراسته فإنه يعتبر من شهداء الآخرة فقط، لموته غريبا وفى سبيل طلب العلم، ولا ينطبق عليه حكم شهادة الدنيا والآخرة كم هو ظاهر .
ثانيا أما مسألة تخليد اسمه وذكراه فهذا أمر دنيوى محض، لا دخل له فى الشهادة ولا فى ثوابها عند الله، بل الأفضل تركها لمن يريد زيادة الأجر من الله حيث لم يثبت مثل ذلك عن السلف .
ومن هذا يعلم الجواب عن السؤال بشقيه والله سبحانه وتعالى أعلم - فتاوى الأزهر - (ج 5 / ص 449)
================
حكم إطلاق لفظة " الشهيد " على شخص معين
مجموع فتاوى و مقالات ابن باز - (ج 9 / ص 358)
إلى سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز حرسه الله ورعاه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فأرجو من سماحتكم إفتائي في حكم إطلاق لفظة ( الشهيد ) على المعين ، مثل أن أقول : الشهيد فلان ، وهل يجوز كتابة ذلك في المجلات والكتب وجزاكم الله خيرا؟
ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بعده كل من سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا فإنه يسمى شهيدا؛ كالمطعون والمبطون وصاحب الهدم والغرق والقتيل في سبيل الله والقتيل دون دينه أو دون ماله أو دون أهله أو دون دمه ، لكن كلهم يغسلون ويصلي عليهم ما عدا الشهيد في المعركة فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات في المعركة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغسل شهداء أحد الذين ماتوا في المعركة ولم يصل عليهم كما رواه البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه .
وفق الله الجميع لما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية
والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
================
سؤال رقم 13762- هل يُغسل ويُكفن الشهيد ؟
فتاوى الإسلام سؤال وجواب - (ج 1 / ص 1239)(2/213)
إذا مات المجاهد في سبيل الله فهل نقوم بتغسيله وتكفينه أم ندفنه بثيابه ؟.
الحمد لله
إذا مات الشهيد في المعركة فلا يُغّسل ولا يُكفن وهذا قول جمهور العلماء ؛ لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم " أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم ولم يُغسلهم " رواه البخاري 1346
وإنما تُرك الغُسل ليبقى أثر الشهادة عليهم فإنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " والذي نفسي بيده لا يُكلم أحدٌ
في سبيل الله والله أعلم بمن يُكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح مسك " رواه البخاري (2803) ومسلم ( 1876)
وروى عبد الله بن ثعلبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " زِّملوهم بدمائهم فإنه ليس كلم يُكلم في الله إلا يأتي يوم
القيامة يُدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك " رواه النسائي ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3573)
أنظر المغني مع الشرح الكبير (2/333) والموسوعة الفقهية (26/274) .
فإن كان الشهيد جنُباً فقد اختلف العلماء في تغسيله ، والراجح أنه لا يُغسل إذ لا فرق بين الجُنب وغيره ، فإن الرسول صلى الله
عليه وسلم لم يغسل الذين قتلوا في أُحد ، ولأن الشهادة تكفر كل شيء .
أما ما يُذكر من أن عبد الله بن حنظلة " غسلته الملائكة " فهذا إن صح فليس فيه دليل على أنه يُغسله البشر ؛ لأن تغسيل الملائكة
له ليس شيئاً محسوساً لنا ، وأحكام البشر لا تقاس على أحكام الملائكة ، وما حصل لحنظلة رضي الله عنه هو من باب الكرامة وليس من باب التكليف .
يراجع الشرح الممتع (5/365) .
==============
شهادة من قتل دفاعاً عن نفسه
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 351)
المجيب د. علي بن حسن الألمعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 7/1/1424هـ
السؤال(2/214)
إذا كان الذي يدافع عن ماله ونفسه وقتل شهيد هل يغفر الله له ذنوبه جميعاً حتى لو كان يشرب الخمر أو لا يصلي ولكنه مؤمن؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإن تارك الصلاة إن كان جاحداً لوجوبها فهو كافر بإجماع العلماء، وإن كان تاركاً لها تهاوناً وكسلاً فقد ذكر المحققون من أهل العلم أنه كافر أيضاً، وعلى كل حال فللصلاة شأن خاص، والذي يموت وهو تارك لها على خطر عظيم، فكيف يقال بأنه شهيد؟! أما سائر المعاصي فلا شك أنها خطر على العبد كذلك، ولكن الذي عليه أهل السنة والجماعة أنه في الآخرة تحت رحمة الله إن شاء عذبه وذلك بعدله، وإن شاء غفر له وذلك بفضله، إذا مات ولم يتب، أما التائب من الذنب فهو كمن لا ذنب له، والذي يقتل وهو يدافع عن نفسه وماله، وهو مؤمن يُرجى له خير إن كان محتسباً وصابراً على ما أصابه ومصلياً فإن للصلاة شأناً خاصاً كما أشرنا، ونحن لا نقطع لأحد بعينه بالشهادة حتى ولو كان مجاهداً في سبيل الله، ولكن نرجو له الشهادة، ورحمة الله واسعة، والله المسؤول أن يتولانا جميعاً برحمته، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
=============
تغسيل الشهيد وتكفينه
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 352)
المجيب د. شرف بن علي الشريف
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 7/2/1424هـ
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم(2/215)
وردت هذه العبارة في أحد كتب الفقه على المذهب الشافعي: وأما الشهيد: فلا يغسل، ولا يصلى عليه، ويسنّ تكفينه في ثيابه التي قتل فيها. لما رواه البخاري عن جابر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر في قتلى أحد بدفنهم بدمائهم، ولم يغسلوا ولم يصلّ عليهم. هذا هو مذهب علماء الشافعية، وعلماء المالكية، أما عند علماء الحنفية، ورأي بعلماء الحنابلة، أنه واجب ودليلهم في ذلك "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى على شهداء أحد وكان يؤتى بتسعة تسعة ....... إلى آخر الحديث .أخرجه الطحاوي، وقال عنه حسن، السؤال: يرجى من فضيلتكم بيان الترجيح بين الأدلة، وعلى أي المذاهب الفتوى؟ وجزاكم الله كل خير.
الجواب
الشهداء كثيرون ولله الحمد، فالذي يموت بمرض الطاعون شهيد، ومرض البطن، والغرق، والحرق وغيرهم.
وهؤلاء يغسلون ويكفنون، ويصلى عليهم.
===============
من هو الشهيد؟
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 358)
المجيب أ.د. صالح بن عبد الله اللاحم
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 18/2/1423
السؤال
من هو الشهيد؟ وهل من قتل خطأ مثلما هو الحال في حوادث السيارات يعد شهيداً إذا لم يكن له يد في الحادث؟ وما حكم كل درجة من درجات الشهادة من حيث الصلاة والتكفين وغيرهما؟
الجواب
الشهداء كثر كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وذكر منهم المطعون والمبطون ومن مات حرقاً أو غرقاً والمرأة تموت في نفاسها ومن قتل دون ماله أو عرضه. وأعلى رتب الشهادة من مات في لقاء العدو مقبلاً غير مدبر وكان قتاله لتكون كلمة الله هي العليا. أما التكفين والصلاة فالفقهاء يختلفون في ذلك، والراجح أن قتيل المعركة لا يكفن ولا يصلى عليه وإنما يدفن بدمه كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتلى أحد، وأما من سواه فليس له حكمه من هذه الناحية.
===============(2/216)
فضل شهيد المعركة على غيره
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 359)
المجيب د. سليمان بن وائل التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 20/8/1423هـ
السؤال
ما الفرق بين شهيد الحرب ومن مات محترقاً أو غريقاً؟ هل لهم نفس الدرجة والأجر والمكانة يوم القيامة؟ وهل يشفع من مات محترقاً أو غريقاً في أهله؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
الفرق بين شهيد الحرب ومن مات محترقاً أو غريقاً، هو: أن شهيد الحرب لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، وإنما يدفن في ثيابه التي قتل فيها، وأمّا المحترق والغريق فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه، وأمّا الدرجة فإنها تختلف، فإن شهيد المعركة أعلى؛ لأن كل غبار تطاير عليه ودخان حصل له سوف يحسب له، وليس كذلك غيره، وقد ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم انظر الترمذي (1633)، النسائي (3107)، ابن ماجة (2774)، الإمام أحمد (8512)، فالدرجات متفاوتة، لكن الغريق والمحترق يرجا لهما خير - إن شاء الله - ومكانة عالية.
=============
الذنوب التي تغفر بالشهادة
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 360)
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 7/2/1424هـ
السؤال
السلام عليكم
هل الشهادة في سبيل الله تغفر بها كل الذنوب؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين،الشهادة في سبيل الله المراد بها أن يقتل العبد في معركة قتال المسلمين للكفار، وهو صابر محتسب مقبل غير مدبر، فمن قتل وهو على هذه الحال مجاهداً في سبيل الله أي: أنه يقاتل لإعلاء كلمة الله، فإن الله يغفر له جميع ذنوبه.(2/217)
فقد صح عن النبي - عليه الصلاة والسلام- أنه قام في الصحابة - رضي الله عنهم- فذكر لهم :"أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال"، فقام رجل فقال: يا رسول الله ، أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر إلا الدين، فإن جبريل - عليه السلام- قال لي ذلك" رواه مسلم (1885) فهذا الجواب من النبي - صلى الله عليه وسلم- كاف شاف، وهذا فضل عظيم، وإنما كان هذا الفضل للشهادة في سبيل الله، لأن الذي يجاهد في سبيل الله إعلاء لكلمة الله ثم يقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، لا يتصور أن يصر على كبيرة من كبائر الذنوب فمعنى هذا، أن الجهاد على هذا الوجه يتضمن التوبة من جميع الذنوب فيغفر له بهذا العمل الجليل، فأما الدين فإنه حق من حقوق العباد لا يسقط بالقتل في سبيل الله، ولابد أن يؤدي الدين الذي على المجاهد الذي قتل في سبيل الله وإذا لم يؤد في الدنيا فإن الله يؤديه عنه يوم القيامة، كما قال - صلى الله عليه وسلم- :"من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" البخاري (2387)، والله أعلم.
===============
معنى حديث " الشهداء خمسة"
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 361)
المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 19/1/1425هـ
السؤال(2/218)
عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره، فشكر الله له، فغفر له، ثم قال الشهداء خمسة: المطعون والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله، وقال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما و لو حبوا." ما معنى هذا الحديث الشريف؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
هذه ثلاثة أحاديث وقد أخرجها البخاري بسياق واحد ح(652-653-654) قال حدثنا قتيبة عن مالك عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له، ثم قال: الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله، وقال: لو يعلم ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً" قال الحافظ: (وكأن قتيبة حدث به عن مالك هكذا مجموعاً فلم يتصرف فيه المصنف كعادته في الاختصار، وقد تضمنت هذه الأحاديث ما يأتي:
(1) دل الحديث الأول على فضل إماطة الأذى عن الطريق، وأن قليل العمل إذا أخلص فيه العبد لربه، يحصل به كثير الأجر والثواب،وقوله: "فشكر الله له...." الله -سبحانه وتعالى- هو الشكور، والشاكر على الإطلاق الذي يقبل القليل من العمل، ويعطي الكثير من الثواب مقابل هذا العمل القليل، ومن شكره -تبارك وتعالى- أن غفر لهذا الرجل الذي نحى غصن الشوك عن طريق المسلمين، وهو عمل قليل.
(2) أفاد الحديث الثاني أن الشهداء خمسة وهم:(2/219)
أ- المطعون: هو الذي يموت بالطاعون، وهو الوباء، وقد فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر حيث قال: "الطاعون شهادة لكل مسلم" أخرجه البخاري(2830)، ومسلم(1916) عن أنس -رضي الله عنه-.
ب- المبطون: هو الذي يموت من علة البطن، كالاستسقاء، والحقن وهو: انتفاخ الجوف والإسهال.
ج- الغريق: هو الذي يموت بالغرق.
د- صاحب الهدم: هو الذي يموت تحت الهدم.
هـ- الشهيد في سبيل الله.
قال الحافظ: (اختلف في سبب تسمية الشهيد شهيداً، فقيل لأنه حي فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة، وقيل: لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة، وقيل: لأنه يشهد عند خروج روحه ما أعدَّ له من الكرامة والحصر المذكور في الحديث غير مقصود، فقد دلت أحاديث أخرى على وصف غير المذكورين بالشهادة)، قال الحافظ: (والذي يظهر أنه -صلى الله عليه وسلم- أعلم بالأقل ثم أعلم زيادة على ذلك فذكرها في وقت آخر ولم يقصد الحصر في شيء من ذلك) فتح الباري(6/43)، وممن جاء وصف موتهم بالشهادة غير المذكورين في الحديث السابق ما يأتي الحريق، وصاحب الجنب، والمرأة تموت بجمع، وقد جاء ذلك في حديث جابر بن عتيك - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما تعدون الشهادة؟" قالوا: القتل في سبيل الله -تعالى-، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة" أخرجه أبو داود (2704)، وصاحب ذات الجنب: ذات الجنب هي: قرحة في الجنب، وورم شديد، وتسمى ذات الجنب الشوصة.(2/220)
وأما المرأة تموت بجمع: يقال بضم الجيم وكسرها، وقد تفتح الجيم وسكون الميم فهي المرأة تموت حاملاً، وقد جمعت ولدها في بطنها، وقيل: هي التي تموت في نفاسها وبسببه، وقيل التي تموت عذراء، والأول: أشهر الأقوال،ومن مات دون ماله ودينه ودمه وأهله فهو شهيد، وذلك لما جاء في حديث سعيد بن زيد - رضي الله عنه- قال: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد" أخرجه الترمذي (1341)، وقال: هذا حديث حسن صحيح ومن قتل دون مظلمته فهو شهيد، وذلك لحديث سويد بن مقرن - رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل دون مظلمته فهو شهيد" أخرجه النسائي(4025)، قوله: دون مظلمته، أي قصده قاصد بالظلم، وموت الغربة شهادة، وذلك لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "موت غربة شهادة" أخرجه ابن ماجة (1602)، وقد ذكر الحافظ أنه من خلال نظره في الأحاديث تحصل له إطلاق الشهادة على عشرين خصلة، قال ابن التين: هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بأن جعلها تمحيصاً لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء، ووصف هؤلاء بالشهداء بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهداء ولا تجري عليهم أحكام الشهداء في الدنيا.(2/221)
الحديث الثالث: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا ن يستهموا لاستهموا عليه،ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً"، رواه البخاري(615)، ومسلم(437) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- فقوله- صلى الله عليه وسلم: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا"، النداء هو: الأذان، والاستهام: الاقتراع ومعناه أنهم لو علموا فضيلة الأذان وقدرها وعظيم جزائه ثم لم يجدوا طريقاً يحصلونه به لضيق الوقت عن أذان بعد أذان، أو لكونه لا يؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا في تحصيله، ولو يعلمون ما في الصف الأول من الفضيلة نحو ما سبق، وجاءوا إليه دفعة واحدة وضاق عنهم، ثم لم يسمح بعضهم لبعض به لاقترعوا عليه، وفيه إثبات القرعة في الحقوق التي يزدحم عليها ويتنازع فيها،وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه"، التهجير: التبكير إلى الصلاة وقوله - صلى الله عليه وسلم-: "ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً"، العتمة: هي صلاة العشاء، وفيه الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين، والفضل الكثير في ذلك لما فيهما من المشقة على النفس من تنغيص أول نومها وآخره، ولهذا كانتا أثقل الصلاة على المنافقين ينظر شرح النووي لمسلم(4/158)، هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
================
صلاة الغائب على الشيخ أحمد ياسين
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 366)
المجيب أ.د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 1/2/1425هـ
السؤال
ما حكم الصلاة على الغائب، وهل يصلى على شهيد المعركة إذا كان في مكان آخر، ونرجو منكم أن توجهوا كلمة إلى الأمة الإسلامية بمناسبة اغتيال الشيخ أحمد ياسين .(2/222)
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الصلاة على ( الغائب ) اختلف فيها أهل العلم على قولين مع الاتفاق على ثبوت صلاة الغائب على النجاشي ملك الحبشة لما توفي في بلاده، كما في الصحيحين البخاري (1245)، ومسلم (951) عن أبي هريرة : " أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه خرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا " فالحنفية والمالكية لا يجوزون الصلاة على الميت الغائب وهي رواية في مذهب أحمد. ووجه ذلك عندهم أنه لم ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة الغائب على غير النجاشي ، ويرون أن صلاة الغائب خاصة به، وقالوا أيضا أنه مات كثير من الصحابة خارج المدينة ولم ينقل أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - صلى عليهم أو أمر بذلك.
وذهبت الشافعية والحنابلة إلى مشروعية الصلاة على الميت الغائب وتمسكوا بصلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته على النجاشي عند موته ولا يرون خصوصيتها به لعدم النص على ذلك، وقالوا : الأصل في الأحكام العموم وعدم الخصوصية.
والذي يظهر لي - والله أعلم - بعد النظر والتأمل في النصوص: أن صلاة الغائب جائزة إذا كان المتوفى له شأن بين المسلمين في الصلاح والعلم أو الدعوة إلى الله، أو كان زعيما وأميراً - كما هي الحال في النجاشي - رحمه الله - .
أما إذا كان الميت من آحاد الناس وعامتهم فلا تشرع صلاة الغائب عليه حينئذ .(2/223)
أما شهيد المعركة فالصحيح أنه يدفن في ثيابه فلا يغسّل ولا يكفن ولا يصلى عليه، وإنما تصلي عليهم ملائكة الرحمة، ويلقى الله بدمائه، وهي أطيب عند الله من ريح المسك، ففي حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عند البخاري (1343) وغيره: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أمر بدفن شهداء أُحد في دمائهم، ولم يغسلهم، ولم يصل عليهم"، وفي حديث عبد الله بن ثعلبة - رضي الله عنه -، عند أحمد (22547) والنسائي (2002)، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "زمِّلوهم بدمائهم؛ فإنه ليس كَلْمٌ يُكْلَمُ في سبيل الله إلا يأتي يوم القيامة يدمي (يسيل) لونه لون الدم وريحه ريح المسك".
وبمناسبة استشهاد الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله - زعيم وقائد المقاومة الإسلامية في فلسطين على أيدي إخوان القردة والخنازير، وبمباركة وتأييد من دولة الكفر والاستكبار العالمي، (نسأل الله أن يتقبله وإخوانه الشهداء في الصالحين، وأن يخلف على المسلمين خيراً).
نقول: إن هذا الرجل المسن المصاب بالشلل في بدنه استطاع بروحه وقلبه وإيمانه أن يؤسس ويرعى (منظمة حماس الفلسطينية) التي دوخت - ولا تزال - دولة إسرائيل وأعوانها مع ضعف العدد والعدة للمسلمين هناك.
إن المسلم الواعي لمخطط عدوه والمتمسك بدينه والواثق بنصر ربه لا تؤثر عليه المصائب لو عظمت، ولا النوازل مهما كبرت، فهو يستلهم التاريخ ويقرؤه على ضوء واقعه ومستجداته؛ فها هي حادثة الإفك في المدينة النبوية عصفت بالمسلمين وبيت النبوة أو كادت، يقول الله عنها: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ"[النور:11].(2/224)
إننا والله واثقون أن جريمة قتل الشيخ أحمد ياسين- رحمه الله - هي بداية النهاية لدولة اليهود ومن ورائهم من الكفرة والمجرمين، ولعلنا نسمع قريباً إن شاء الله في هؤلاء المحتلين لبلاد المسلمين من اليهود والنصارى ما يسر به قلب كل مؤمن، وفي المثل قيل: (اشتدي أزمة تنفرجي)، وكفى بقول الله وحكمه: "فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً" [الشرح:5 ،6]، "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً"، ونقول لكل المسلمين ولإخواننا الفلسطينيين خاصة: لا تحزنوا على ما نزل بكم وثقوا أنه خير لكم وشر لعدوكم - إن شاء الله- والذي تولى كبره منهم أو من غيرهم سيحل به العذاب الأليم في الدنيا قبل الآخرة، وإننا بكلام ربنا لمؤمنون وبنصره لمتفائلون.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
================
علاقة الشهيد بمن يشفع لهم
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 369)
المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 2/2/1425هـ
السؤال
هناك حديث يذكر أن الشهيد يشفع في سبعين من أهله، هل يعني ذلك الإخوة والأخوات والعمات والأعمام وما شابههم؟ وكيف يكون الحال إذا لم يكن له كثير من الأقارب أو كان أغلبهم من الكفار؟ هل هذا العدد يشمل الأشخاص المقربين للشيهد مثل الأصدقاء الذين لا يرتبطون به برابطة الدم؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالحديث الذي أوردته خرّجه أبو داود في سننه: كتاب الجهاد باب الشهيد يشفع برقم:(2/225)
(2522) ج(3/34) مرفوعا،ً ولفظه "يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته"، وصححه الألباني، وحسنه السيوطي في الجامع الصغير، انظر فيض القدير للمناوي برقم(10012) جـ(6/462)، وخرجه البيهقي في السنن الكبرى جـ(9/164) برقم: (18308)، وبوب بعضهم لبيان كثرة من يشفع فيهم الرجل الواحد بقوله: (باب ذكر كثرة من يشفع له الرجل الواحد من هذه الأمة)، كما فعل ذلك ابن خزيمة في كتاب التوحيد بتحقيق د. عبد العزيز الشهوان جـ(2/739).
وأما معنى الحديث فقد جاء في عون المعبود شرح سنن أبي داود جـ(7/142) على قوله: (من أهل بيته) قال: (أي من أصوله وفروعه وزوجاته وغيرهم)، وقال المناوي في فيض القدير(6/462)، ويحتمل أن المراد بالسبعين التكثير.
وأما قولك في سؤالك: وكيف يكون الحال إذا لم يكن له كثير من الأقارب؟ فأقول لك: إن السبعين من أقارب الرجل الواحد ليسوا بالكثرة إذا عرفت أن أهل الرجل يشمل من كان قبله ومن بعده من أهل بيته من المسلمين ممن أدركهم أو لم يدركهم.
وأما الكفار من أهل بيته أو من غيرهم فإن الشفاعة لا تنفعهم لأن الله تعالى يقول: "فما تنفعهم شفاعة الشافعين" [المدثر: 48]. والله أعلم.
=============
الصلاة على الشهداء
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 7 / ص 370)
المجيب سليمان بن عبد الله القصير
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 18/08/1425هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، أما بعد:
فإنني كثيرًا ما رأيت الفلسطينيين وهم يصلّون على جثمان شهدائهم صلاة جنازة، وأنا قرأت في كتاب ما بأن الصلاة على الشهيد حرام، ما حكم الصلاة على الشهيد؟ هل هي حلال أم حرام؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.(2/226)
فلا شك أن ما يفعله إخواننا في فلسطين من الصلاة على شهدائهم ممن قتلهم العدو قد ساروا فيه على قول علمائهم، وعملهم هذا جيد لا بأس به.
وأما ما ذكره السائل أنه قرأ في كتابٍ تحريمَ الصلاة على الشهيد، فهذا القول هو المشهور عند فقهاء الشافعية، وقد لخَّص الحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت 806) أقوال العلماء في هذه المسألة مع التوجيه لكل مذهب في كتابه (طرح التثريب 3/ 295) فقال: ( إن الشافعية اختلفوا في معنى قولهم: لا يصلى على الشهيد. فقال أكثرهم: معناه تحريم الصلاة عليه. وهو الصحيح عندهم، وقال آخرون منهم: معناه لا تجب الصلاة عليهم، لكن تجوز. وذكر ابن قدامة أن كلام الإمام أحمد في الرواية التي قال فيها: يصلى عليهم. يشير إلى أنها مستحبة غير واجبة... وقال ابن حزم الظاهري: إن صُلِّي على الشهيد فحسن، وإن لم يُصلَّ عليه فحسن، واستدل بحديثي جابر وعقبة، رضي الله عنهما، وقال: ليس يجوز أن يترك أحد الأثرين المذكورين للآخر، بل كلاهما حق مباح, وليس هذا مكان نسخ; لأن استعمالهما معًا ممكن في أحوال مختلفة. انتهى... قال أصحابنا (يعني فقهاء الشافعية): والمراد بالشهيد هنا من مات بسبب قتال الكفار حال قيام القتال .. إلخ )) اهـ .
فقوله : حال قيام القتال. قيد مهم يبين أنه إنما تحرم الصلاة على الشهيد، في مذهبهم، إذا قُتل المسلم في معركة ومات في مكان المعركة حال قيام القتال بين المسلمين والكفار، وما عدا ذلك فلا تحرم الصلاة عليه إنما تباح أو تستحب أو تجب.(2/227)
وكذا ابن قدامة في المغني 2/ 205 ، قال : والشهيد إذا مات في موضعه, لم يغسَّل, ولم يُصلَّ عليه - يعني إذا مات في المعترك- فالصحيح أنه لا يصلى عليه. وهو قول مالك, والشافعي, وإسحاق. وعن أحمد رواية أخرى, أنه يصلى عليه . اختارها الخلال. وهو قول الثوري, وأبي حنيفة. إلا أن كلام أحمد في هذه الرواية يشير إلى أن الصلاة عليه مستحبة , غير واجبة . قال في موضع : إن صُلي عليه فلا بأس به. وفي موضع آخر, قال: يصلى، وأهل الحجاز لا يصلون عليه, وما تضره الصلاة, لا بأس به. وصرح بذلك في رواية المروذي, فقال: الصلاة عليه أجود, وإن لم يصلوا عليه أجزأ. فكأن الروايتين في استحباب الصلاة, لا في وجوبها, إحداهما يستحب; لما روى عقبة, أن النبي صلى الله عليه وسلم- خرج يومًا, فصلى على أهل أحد صلاته على الميت, ثم انصرف إلى المنبر. أخرجه البخاري (1344) ومسلم (2296) ... ولنا, ما روى جابر، رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم- أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم, ولم يغسلهم, ولم يصلِّ عليهم. أخرجه البخاري (1343) ومسلم (1036).. وحديث عقبة مخصوص بشهداء أحد, فإنه صلى عليهم في القبور بعد ثماني سنين.. ونحن نحمله على الدعاء. انتهى.
وينظر أيضًا كتاب (نيل الأوطار للشوكاني ج4/ص 53 ) ففيه بحث موسع حول هذه المسألة.
والله أعلم. وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
================
هل يبلى جسد الشهيد في قبره؟
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 15 / ص 497)
المجيب د. محمد بن سليمان المنيعي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/الجديد
التاريخ 26/04/1425هـ
السؤال
هل يبقى جسد الشهيد كما هو في قبره، فلا يتحلل ولا يبلى؟(2/228)
وإن كان جسده يتحلل فماذا عن قصة إعادة دفن شهداء أحد؟ إذ يقول دافن سيد الشهداء -حمزة بن عبد المطلب-رضي الله عنه- إنه كما هو حين دفنه لم يتغير، وكان دمه يسيل، مع العلم أن بين إعادة دفن شهداء أحد -إثر السيل- وبين استشهادهم سنوات.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الوارد من حديث أوس - رضي الله عنه- قول النبي -صلى الله عليه وسلم- :"إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". رواه النسائي (1374)، وأبو داود (1047)، وابن ماجة (1636)، وذكر ابن عبد البر أنه قد روي في أجساد الأنبياء والشهداء أن الأرضة لا تأكلها، وساق رواية بسندها أنه لما أراد معاوية - رضي الله عنه- أن يجري العين التي في أسفل أحد أمر منادياً فنادى أنه من كان له ميت فليأته فليخرجه وليحمله، قال جابر - رضي الله عنه-:"فذهبنا فأخرجناهم رطباً ينثنون"، وقال -أيضا- :"فأصابت المسحاة إصبع رجل منهم فتقطر الدم" انظر ما رواه مالك في الموطأ (1023)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (18/174)، وذكر الزرقاني أن ذلك وقع بعد ست وأربعين سنة من دفنهم، ونقل الزرقاني عن بعضهم أنه ألحق بهم الشهداء والصديقين والعلماء العاملين والمؤذنين المحتسبين وحاملي القرآن العاملين به والمرابطين والميت بالطاعون صابراً محتسباً، والمكثر من ذكر الله والمتحابين في الله، قلت وليس ثمة دليل على ذلك؛ وإنما الدليل الثابت في أجساد الأنبياء وأما غيرهم فالأصل بلاءها، والله أعلم.
==============
العمليات الاستشهادية سلاحنا الوحيد
الخميس :15/08/2002
(الشبكة الإسلامية) القناة
الشبكة الإسلامية >> العالم الإسلامي(2/229)
أكد مفتى مصر الدكتور محمد أحمد الطيب أن العمليات الاستشهادية هى السلاح الوحيد للنضال الفلسطينى فى الأوضاع الحالية ، وبالتالى لا يمكننا التنديد بها لأن الفلسطينيين يدافعون بها عن أنفسهم فى مواجهة جيش قوى منظم .
فقد قال مفتي مصر الشيخ محمد احمد الطيب لوكالة فرانس برس أمس الأربعاء إن العمليات الاستشهادية هي السلاح الوحيد للنضال الفلسطيني في الأوضاع الحالية ، وبالتالي لا يمكن التنديد بهم .
واضاف المفتي : في وقت تجري فيه الفصائل الفلسطينية محادثات حول وقف محتمل للعمليات داخل اسرائيل " هناك جيش قوي جدا وشعب ضعيف جدا لا يجد وسيلة اخرى يدافع بها عن نفسه (...) اذا لا يمكننا القول انه لا يجب القيام بذلك ".
وقد اعلنت حركتا حماس والجهاد الاسلامي الثلاثاء انهما لا تنويان اعادة النظر في العمليات التي تقومان بها في الاراضي الاسرائيلية.
وقال المفتي الذي يعتبر من المعتدلين ان "الاسلام يحرم مقاتلة المدنيين والنساء والاطفال لكن شرط وجود جيشين" الامر الذي لا يتوافر في النزاع الفلطسيني الاسرائيلي.
واضاف "اذا كان للشعب الفلسطيني جيش، فان هذه العمليات يجب ان تكون ممنوعة".
وتابع المفتي (57 عاما) من مكتبه الواقع في جامعة الازهر حيث يقوم بتدريس الفلسفة ان الاشخاص الذين يرتكبون العمليات الاستشهادية "لا يستطيعون التمييز بين مدني وعسكري".
وطالب اسرائيل ب"التوقف عن اراقة دماء الاطفال الفلسطينيين".
من جهة اخرى، راى المفتي ردا على سؤال حول هجوم اميركي محتمل على العراق ان ذلك "لن يحقق شيئا ولن يؤدي سوى الى تعميق كراهية الاميركيين".
يشار الى ان مصر اعلنت مرارا معارضتها اي تدخل اميركي ضد العراق.
واعلن المفتي تاييده مقاطعة المنتجات الاميركية في حال الهجوم على العراق الذي تتهمه واشنطن بتطوير اسلحة دمار شامل.(2/230)
وقال الطيب الذي كان يتحدث بمزيج من العربية والفرنسية التي درسها في السوربون "اذا هاجمت اميركا العراق، فلا يمكننا قبول منتجاتهم ويجب مقاطعتها".
وسبق ان انطلقت حملة في مصر لمقاطعة البضائع الاميركية والاسرائيلية فور اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر 2000.
=============
العمليات الاستشهادية .. رؤية فقهية
الاحد :07/07/2002
(الشبكة الإسلامية) عرض حمدي سعد
الشبكة الإسلامية >> المركز الإعلامي >> ثقافة و فكر
الدراسة تقول :
- الاستشهادي الأول هو غلام سورة البروج !
- في الحالة الفلسطينية قتل المدنيين اليهود حلال
- متى يمكن لرجال المقاومة التضحية بالدروع البشرية التي يتخذها العدو من المسلمين؟
- حكم العمليات الاستشهادية التي تقوم بها المنظمات العلمانية والقومية
ـــــــــــ
العمليات الاستشهادية من القضايا المستحدثة التي كثر الجدل بشأنها مؤخرًا، ولكن الدراسة التي نتناولها اليوم تكشف أن العمليات الاستشهادية ليست مجرد خيار مباح شرعًا، ولكنها جهاد مارسه المؤمنون بالله منذ فجر التاريخ البشري، وسجل القرآن قصة أول استشهادي في سورة البروج، وهو الفتى الذي أعطى الملك السهم وأرشده إلى طريقة قتله ليعرف الناس بعد ذلك أنه يؤمن بدين الحق، فاستجابوا لدعوته.
الدراسة التي بين أيدينا أيضًا تتناول عددا من النقاط الشائكة والشبهات التي يثيرها الرافضون للعمليات الاستشهادية مثل حكم قتل المدنيين من اليهود والأطفال وهم غير محاربين، وحكم التضحية بالمسلمين الذين يتخذهم العدو دروعًا بشرية، وحكم من ينفذ عملية استشهادية تحت راية علمانية.
ولهذه المباحث كلها تكتسب هذه الدراسة التي أعدها الدكتور منير جمعة المدرس المساعد بكلية الآداب جامعة المنوفية وعضو هيئة علماء الجمعية الشرعية بمصر أهمية خاصة، ويحتاجها المسلمون للرد على الشبهات التي تتردد حول شرعية هذه العمليات.(2/231)
ويمكننا القول: إنه باستثناء الفتاوى التي صدرت عن العديد من المجامع الفقهية والعلماء، فإنه لم تظهر سوى دراسة واحدة تقريبا حول هذه القضية المهمة، والتي قام بها د.نواف هايل التكروري من دمشق بعنوان "العمليات الاستشهادية في الميزان الفقهي" والتي نشرت على شبكة الإنترنت، وتأتي هذه الدراسة لتكون الثانية في هذا المجال.
طلب الشهادة ليس من التهلكة
في الفصل الأول من الدراسة الذي جاء تحت عنوان "الانغماس في العدو وطلب الشهادة ليس من التهلكة" ساق الدكتور منير جمعة عددا من أدلة القرآن والسنة والسيرة النبوية الشريفة تدل جميعها على استحباب طلب المسلم القتل في سبيل الله والحرص عليه، ومنها قوله تعالى: "فليقاتل في سبيل الله الذي يشرون الحياة الدنيا بالآخرة، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا" (النساء: 74) وقوله تعالى: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فَيَقتلون ويُقتلون"(التوبة: 111)
فطلب الشهادة ليس هلاكًا ولا تهلكة، وإنما هو انتقال إلى ما هو أرقى وأبقى، وما جاء في آية "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال له رجل: يا أبا عمارة، قوله تعالى : {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} أهو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يقتل؟ قال: لا، ولكنه الرجل يذنب الذنب فيقول: لا يغفره الله لي".
وأما ابن عباس فقال في هذه الآية: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله، وغيرها من الروايات الكثيرة التي تؤكد أن الانغماس في الأعداء وقتلهم في الجهاد في سبيل الله وطلب الشهادة ليس من التهلكة.
الشهيد والمنتحر :(2/232)
ويفرق الفصل الثاني بين الشهيد والمنتحر، فالأول عرفه الأئمة الأربعة بتعريفات قريبة ؛ مفادها أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الشهيد، وتبقى النية مناط التفريق بين المتماثلين في فعل واحد، فهذا نوى الجهاد مخلصا خالصا لله، وهذا آخر خرج للجهاد مرائيا.
أما الثاني (المنتحر) فَعُرِّف بأنه من يقتل نفسه متعمدا، غضبا أو ضجرا أو حرصًا على الدنيا أو طلبًا للمال، أو هو حمل النفس على أي فعل يؤدي إلى هلاكها.
ويقول د.جمعة : إن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعوف بن عفراء ولعُمير بن الحمام وأنس بن النضر بالاقتحام على العدو في غزوة بدر ولم يسألهم عن طريقة اقتحامهم أو صفته، ولم يشترط عليهم شروطا لهذا الاقتحام.
ويضيف قائلا: وقد جاء في أخبار من كان قبلنا ما يدل على جواز التضحية بالنفس في سبيل الله لتحقيق مصلحة الدين كما جاء في قصة الساحر والراهب والغلام التي جاءت في صحيح مسلم، وعلق ابن تيمية على هذه القصة بقوله: إن الغلام أُمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين، ولهذا جوّز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة المسلمين، ومن هنا يتضح أن التضحية بالنفس لإعزاز الدين شيء حسن.
الدروع البشرية:
ويواصل الدكتور منير جمعة الدفاع عن العمليات الاستشهادية في وجه شبهة سقوط المدنيين فيها، وربما أبرياء من المسلمين، فيقول: لو أخذ جيش الكفار مسلمين كدروع بشرية فإن العلماء اتفقوا على جواز قتل الكفار وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم.
قال ابن تيمية في الفتاوى: "ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم".(2/233)
وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل نكاية العدو مثله أو أسهل منه.
جهاد الدفع وقتال المدنيين
وفي الفصل الثالث يتحدث الدكتور منير جمعة عن حكم جهاد الدفع الذي يتعين إذا نزل العدو ببلد فعلى أهله قتالهم ودفعهم، وهذا ما يحدث بالفعل من انتفاضة أبناء فلسطين ومقاومتهم للعدو الصهيوني المجرم الذي اغتصب ديارهم وانتهك حرمة المقدسات، وهو ما يأثمون بتركه.
حكم إصابة المدنيين وقتلهم
وفي الفصل الرابع يسرد د.جمعة عددا من الأدلة على حكم إصابة المدنيين وقتلهم، مؤكدا بداية أنه لا خلاف بين الفقهاء في جواز اغتيال الكافر المحارب أينما كان لقوله تعالى: {واقعدوا لهم كل مرصد} (التوبة: 5).
أما في السنة فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل كعب بن الأشرف لأنه كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم بشعره وتَغَزل في نساء المسلمين.
أما في مسألة المدنيين فقد جاء في حديث الصعب بن جُثامة قال: {سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الذراري من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال: هم منهم} (متفق عليه).
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : لو أن خيلا أغارت من الليل فأصابت من أبناء المشركين ؟ قال: "هم من آبائهم" (رواه مسلم) وقال الشافعي : إنه لا إثم في قتل الأولاد والنساء إذا لم يتميزوا عمن يراد قتله من الكافرين على ألا يتعمد قتلهم إذا تميزوا عن المحاربين، فقد أخرج الطبراني أنه صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة أتي بامرأة مقتولة فقال: {ما كانت هذه لتقاتل}، وقال الصنعاني في هذا الحديث: ومفهوم قوله (تقاتل) وتقريره لهذا القاتل يدل على أنها إذا قاتلت قتلت.
ولكن هل نعتبر شباب اليهود من المحاربين أم المدنيين؟(2/234)
يقول الباحث: "إن اليهود الذين جاؤوا من أقطار الأرض ليس فيهم مدنيون، بل الصواب أنهم جميعا محاربون، حيث إن هناك فرقًا بين مدني يجلس في بيته وآخر يغتصب دار غيره فهو لا حرمة له، فالصهاينة كلهم شعب محارب لذا فهم يجندون الشعب كله رجالا ونساء وشعارهم المعروف منذ 1948 يقول: "كل البلاد جبهة وكل الشعب جيش".. بل إن سكان المستوطنات رجالا ونساء ممن يطلق عليهم وصف "مدنيين" يحملون السلاح ويعتدون على الآمنين ويقومون بعمليات عشوائية ضد الفلسطينيين، وغني عن البيان أن أكثر شهداء الانتفاضة الباسلة من الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، بل إن كثيرا منهم من الأطفال الرضع.
حكم تمني لقاء العدو
ويقول د. جمعة: هناك حديث صحيح متفق عليه في النهي عن تمني لقاء العدو، فعن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال: أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف"، ومن نص الحديث يتضح أن النهي عن تمني لقاء العدو ليس على إطلاقه؛ فالحديث قيل أثناء الغزو نفسه (في بعض أيامه التي لقي فيها العدو) فكيف يستدل به على ترك الغزو؟ ثم إن الحديث به حض على القتال والالتحام بالعدو ".. واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف".
ومما يؤكد جواز تمني لقاء العدو ورود الأمر بالقتال في كثير من آيات القرآن الكريم حتى مع وجود التعب والمشقة والألم، فيقول تعالى: {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون} (النساء: 76)، والحديث [من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق] رواه مسلم، فمن لا يتمنى لقاء اليهود اليوم فهو كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويتحدث د. جمعة عمن يجوز الاشتراك معهم في عمل قتالي ويقول : إن ذلك بشروط هي:(2/235)
- المشروعية: وذلك بمعرفة حال العدو، وحكم الله تعالى فيه، وهذا من العلم الواجب على المسلم، وغني عن البيان أن القتال يجب أن يكون في مواجهة كفار أعلنوا الحرب على المسلمين.
- الراية: فلا يكفي أن يكون مستحقًا للقتال، بل يجب التحقق من أن راية الطائفة التي سيقاتل تحتها إسلامية، فلا يجوز القتال تحت راية الحَمِيَّة أو العصبية القبلية، أو القومية أو الاشتراكية.. الخ
- الجدوى العسكرية: فلا يجوز الإقدام على أي عمل عسكري ضد الأعداء إلا بعد دراسة فائدته ومردوده على الإسلام والمسلمين والجدوى قد تكون سياسية محضة كإرهاب العدو وغرس الفزع والجبن في نفوس أفراده، وقد تكون اقتصادية بتدمير منشآت حيوية.
ولو طبقنا هذه الشروط على العمليات الاستشهادية لوجدنا أن مشروعيتها واضحة فهي ضد اليهود، أشد الناس عداوة للذين آمنوا.
أما الراية فهي إسلامية خالصة من قبل الفصائل الفلسطينية المقاومة وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي.
أما الجدوى العسكرية فلم يعد أحد على ظهر الأرض يشك فيها بعد أن زلزلت هذه العمليات كيان العدو وحطمت كبرياءه وبثت الهلع في قلوب أبنائه الذين كانوا يظنون أنهم جاؤوا إلى أرض الميعاد ليعيشوا الحياة النموذجية السعيدة فإذا هي تتحول إلى مقابر تحصد أرواحهم الخبيثة.وعن واجبنا نحو الجهاد وأهله يقول د.جمعة: يجب علينا أن ندعو للمجاهدين بالنصر على عدوهم، فقد جاء في الحديث {إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم} (النسائي).
كما يجب علينا تحريض المؤمنين على القتال وتخذيل الكافرين {وحَرِّض المؤمنين على القتال}، وهنا علينا أن ندعو الدول المتنافرة إلى الاتحاد والتعاون ليكون لها قوة وتأثير.
أيضًا يجب النفقة في سبيل الله إن عجز المسلمون عن الجهاد بالنفس، ثم مقاومة كل أشكال التطبيع مع الأعداء وعلى رأسها الثقافية والاقتصادي
=================(2/236)
لجنة الفتوى بالأزهر تجيز العمليات الاستشهادية للنساء
السبت :02/02/2002
(الشبكة الإسلامية) مر اسل القاهرة
الشبكة الإسلامية >> المركز الإعلامي >> ثقافة و فكر
أفتي فضيلة الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بان ما قامت به الاستشهادية الفلسطينية وفاء إدريس ضد العدو الصهيوني في القدس مطلع الاسبوع الماضي هو عمل جهادي مشروع ، وهي شهيدة عند الله تعالى .
وقال فضيلته إن العمليات الاستشهادية للنساء مشروعة ولا خلاف في ذلك ، وأوضح انه اذا نزل العدو بأرض المسلمين ولو بشبر واغتصبها لاصبح الجهاد فرض عين علي الرجل والمرآة والعبد والسيد فتخرج المرآة بدون اذن زوجها والعبد بدون اذن سيده والمدين بدون اذن دائنه .
واستشهد الشيخ بما فعلته بعض نساء المسلمات في الحروب الاسلامية الاولي في عصر النبي صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين . وكانت الشابة الفلسطينية وفاء إدريس قد قامت أول مرة في تاريخ الانتفاضة بعملية استشهادية في مدينة القدس وهو ما يمثل تطورا جديدا في المواجهة مع العدو الاسرائيلي .
==============
العمليات الاستشهادية المغزى والأبعاد
الثلاثاء:20/03/2001
(الشبكة الإسلامية) الشبكة الاسلامية - الدوحة -فريق الاخبار
الشبكة الإسلامية >> تقارير(2/237)
في تطور جديد دخلت القضية الشيشانية كعادتها طورا هاما ، تضيف إلى البراهين السابقة أن الشعب الشيشاني المسلم لن يستسلم ، وأنه ممسك بدفة الصراع ، وأنه مصر على بلوغ هدفه ولو بأغلى الأثمان التي يدفعها هو بإرادته لا أن يُفرض عليه دفعها ، حيث يقدم أبناؤه أرواحهم طواعيةً ليوقعوا أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو المتغطرس ، وفي الوقت الذي تعلن فيه روسيا سيطرتها على الوضع في الشيشان وأن العمليات العسكرية انتهت ، وأن المجاهدين أصبحوا فلولاً متناثرةً في الغابات ، جاءت العمليات الاستشهادية الأربع التي وقعت جميعها في ساعة واحدة في الساعة السابعة مساء يوم الأحد 30ربيع الأول 1421هـ الموافق 2يونيو2000م في مدن قدرميس وأرجون وأروس مرتان وقرية نيبير التابعة لقدرميس ، جاءت هذه العمليات لتدل على أن المجاهدين يمسكون بزمام المبادرة ويفكرون ويخططون بهدوء حيث أن الشاحنات الأربع تم تجهيزها وتحريكها بمهندس واحد وبأسلوب واحد ، كذلك الكميات الكبيرة من المتفجرات التي استخدمت حيث تراوحت من (7 ـ10 أطنان) في كل شاحنة ، كذلك اتساع رقعة العمليات ووصولها إلى عمق التمركز الروسي حيث شملت العاصمة الحالية وأهم المدن الكبرى ، وكذلك توحيد التوقيت بل وتصوير العمليات بكاميرات الفيديوعن قرب ، كل هذا يدل على حرية في الحركة، وقدرة على الترتيب والتنفيذ ، ومركزية في القيادة والتنظيم ، لا على فلول هاربة في الغابات لا تلوي على شئ كما يريد أن يصوره الروس، رغم التفوق الكاسح الروسي في العدد والعدة لم تنقطع العمليات العسكرية مما يزيد عن(24) عملية في اليوم والليلة بين إغارة وكمين أو تفجير، وذلك باعتراف الروس أنفسهم نظراً لسيطرة الروس على مصادر الإعلام في الشيشان والتقليل من الخسائر ونتائج العمليات، أراد المجاهدون أن يبرزوا للعالم أنهم قادرون على توجيه ضربات قوية مؤثرة للعدو لا يستطيع إخفائها .(2/238)
ففي عملية مدينة أرغون استطاع البطل الشهيد خاتم أن يقود شاحنة محملة بعشرة أطنان من المتفجرات إلى مركز قيادة الشرطة العسكرية (الأمون) بثبات وهدوء ، وقرب المبنى صادف ثلاثةً من المدنيين فتوقف ونظر إليهم نظرة إشفاق وتحذير، وانتظر حتى ابتعدوا ثم اقتحم بوابة المبنى رغم الحواجز إلى داخل المبنى وبرباطة جأش ضغط على زر التفجير، ليحيل المبنى إلى ركام وتتطاير الأشلاء عبر المكان وتتطاير الأنباء عبر الزمان وتطير روحه إن شاء الله إلى الجنان ، معلنة أن في الفداء حياة للأجيال، وتسفر العملية عن مئات القتلى وأضعاف من الجرحى، حيث كان في المبنى حوالي(500 جندي) عبارة عن مجموعتين جاءت إحداهما لتبدل مع الأخر فاجتمعتا لحظة التفجير .(2/239)
وفي قرية نيبير في قطاع نوي قروزني التابعة لمنطقة قدرميس، قاد البطل الشهيد علي أخو خاتم الشقيق شاحنة أخرى محملة بسبعة أطنان من المتفجرات نحو مبنى مركز القيادة لقوات الجيش في المنطقة المحاطة بحراسة مشددة، اقتحم البوابة وفتحها، وواصل سيره إلى الداخل، وبهدوء اختار مكاناً مناسباً للسيارة في وسط المباني، واستمر يضغط على البنزين ليتجمع أكبر عدد من الجنود حوله ليزيد من الإثخان فيهم، ووسط دهشة الجميع ضغط على زر التفجير فأُزيل مبنيان كبيران للضباط والقوات الخاصة (الصوبر) من الوجود، و(11) خيمة كانت في الساحة، و(28) آلية وسيارة حتى السور الخارجي والأبراج، ووجدت جثث الحراس على بعد حوالي 400 متر من المبنى، وكان في المقر حوالي (500 جندي وضابط) لم يبق منهم على قيد الحياة سوى (27) من الجنود الذين كانوا في الخنادق الخارجية في الحراسة، أصابتهم الموجة الانفجارية بارتجاج في رؤوسهم، فنقلوا إلى المستشفى كما يذكر الأهالي، وخيم بعدها صمت رهيب على المكان كما يقول المصور لم يدخل ولم يخرج لفترة طويلة حتى جاءت قافلة من الخارج لمساعدتهم، ولم تجرؤ على الاقتراب إلا بعد أن قصفت حول المكان، واستعانت ببعض الأهالي الذين رأوا طائرتي هليكوبتر كبيرتين هبطتا إلى المكان وحملتا الأشلاء وشارك الأهالي في نقل جثث الجنود في عدة شاحنات طوال الليل إلى قدرميس، ثم جاء ضابط كبير إلى المكان وأمر أن يعلن عن (3) من القتلى و(19) من الجرحى فقط .(2/240)
وأما في قدرميس العاصمة المؤقتة ومقر القيادة العامة للقوات الروسية بالشيشان ومقر أحمد قادريوف العميل الموالي للروس والمقر الآمن للمعارضة والجنود الروس كما يظنون، فقد تم فيها أكثر من عملية في اليوم ذاته حيث علم المجاهدون أن الضباط والجنود يغتسلون في حمام عام، فوضعوا لهم حشوة متفجرات في الحمام، وما إن اجتمعوا يغتسلون حتى قام أحد المجاهدين بتفجيره عن بعد، فدمروه على رؤوسهم تماما فقتل منهم (30) جنديا قبل الظهيرة، ويروي شاهد عيان أنه مر بسيارته عبر نقطة تفتيش قريبة من المبنى لحظة الانفجار فرأى أحد الجنود يرقص فرحاً بنجاته ويقول كنت أريد اليوم الذهاب إلى هذا الحمام فلو ذهبت لكنت الآن من المقتولين، وصدق الله إذ يقول{ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا} .
وفي قدرميس أيضا، وفي مقر القيادة العامة، تقدم البطل عبد الملك بسيارته عبر الشارع المؤدي للمبنى، فاعترضه بعض الشرطة المحليين فلم يتوقف، فلاحقوه فأطلق عليهم النار بسلاحه فهربوا، وأطلقوا النارعلى العجلات فانفجرت، واستمر في المسير ثم اعترضه الجنود الروس، فاشتبك معهم ثم تقدم ، ويذكر المصور أنه توقف فاشتبك معهم أربع مرات فاستمر ببطء لأنه يسير على إطارات الحديد حتى حاذى المباني، ثم فجر السيارة وارتفع اللهب والدخان في السماء كأنها قنبلة ذرية ، وتهدم مبنيان ولكن الروس أخفوا الخسائر كعادتهم ، ويروي المصور أن شدة الانفجار طرحته إلى الخلف حوالي مترين، وأنه رأى الأطفال أمامه يطيرون في الهواء رغم بعدهم عن المكان كيلو مترا واحدا تقريبا، ولكن لم يصب أحد بسوء من المدنيين ولله الحمد، وكذلك من شدة الانفجار تكسر زجاج النوافذ على مسافة 4 كيلو مترات وروى شهود عيان أنهم رأوا في الطريق(5) جثث قتلى بالرصاص، كان قد قتلهم المجاهد خلال الاشتباك معهم، وظلت الطائرات العمودية تهبط وتصعد في المكان طوال الليل تنقل الجرحى والقتلى .(2/241)
وأما العملية الرابعة، فقد كانت في أروس مرتان حيث تقدم البطل مولادي، وهو مبتور القدم ومن المعذورين في الجهاد، ولكن أبت نفسه إلا أن يطأ الجنة بعرجته، ويقيم الحجة على القاعدين غير أولي الضرر، وبكى أمام القادة حتى يسمحوا له بتنفيذ العملية رغم أنه من الكوادر التي تحتاجها البلاد ورغم فطنة الجنود له ورمايتهم عليه إلا أنه اقترب بسيارته من المبنى مسافة 20 مترا وفجر السيارة وبعدها هاجم المجاهدون بعض المراكز القريبة ولذلك أُغلقت المدينة وحُوصرت وتم التعتيم تماما على العملية و لم يتمكن المصور هناك من على العمل وقد ذكر شهود عيان من الأهالي أن هناك إصابات كثيرة في صفوف العدو من بينهم قائد كبير .
آثار العمليات
في الجانب الروسي : أصيب الجميع بالذعر والهلع في تلك الليلة والأيام التي تلتها وأصبحوا يرمون في كل الاتجاهات وقاموا بإطلاق القذائف والرصاص على الناس والماشية، ففي مدينة قدرميس قتلوا رجلا وامرأة وجرحوا فتاة وقتلوا (17) بقرة ، وفي أرغون قامت الطائرات المروحية بقصف المباني القريبة من الموقع وقتلوا امرأة وأصابوا آخرين بجراح .(2/242)
وفي أروس مرتان أغلقوا مخارج المدينة واستمرت الرماية في المدينة وما حولها وفي عموم البلاد قصفت الغابات الجنوبية بشدة وأوقدت الطائرات قنابل مضيئة طوال الليل وما زال الرعب يسيطر على الجنود في مواقع ونقاط التفتيش ، ووضعت الحواجز العديدة ، ويتم إيقاف السيارات على بعد عشرات الأمتار من نقاط التفتيش ويؤمر بفتح الحقائب الخلفية للسيارت بعيداً عن نقطة التفتيش والرعب يتملكهم ، وأُعلنت حالة الطوارئ في البلاد وحُظر التجول من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا وبدأت بين القادة الروس حروب كلامية وتبادل للاتهامات بين قوات الشرطة والجيش وقد اجتمع الرئيس بوتين مع القيادات العسكرية في موسكو في اليوم التالي اجتماعا طارئا لبحث الموقف وهاهو اليوم يجتمع مع مجموعة شنغهاي في الصين ليبحث معها ومع غيرها مكافحة الإرهاب ويعود إلى مزدوكليجتمع مرةً أخرى مع جنرالات الجيش والشرطة وتناقضت تصريحات الروس حول خسائر العمليات سوى ولم يذكروا سوى عملية أرغون وحاولوا التقليل من حجم الخسائر قدر المستطاع وحسب تصريحات المجاهدين فإن القتلى أكثر من (600جندي) والجرحى أكثر من (1000) .
==================
العمليات الاستشهادية في ميزان الشرع
الكاتب: الشيخ سلمان العودة
إن مسألة ما يسمى بـ ( العمليات الاستشهادية ) من المسائل الحديثة التى لا تكاد تجد نصاً عليها في كتب الفقهاء المتقدمين ، وذلك لأنها من أنماط المقاومة الحديثة التى طرأت بعد ظهور المتفجرات وتقدم تقنيتها .
وهي في الغالب جزء مما يسمى بـ "حرب العصابات" التى تقوم بها مجموعات فدائية سريعة الحركة ، وقد برزت أهمية مثل هذا اللون من المقاومة في الحرب الأهلية الأمريكية ، وفي الحرب العالمية الثانية وما بعدها ، وصارت جزءاً من نظام الحروب الذي يدرس في المعاهد والأكاديميات الحربية .
وقد احتاج إليها المسلمون على وجه الخصوص لأسباب عديدة :(2/243)
أولا : منها ماجبلوا عليه من الفدائية والتضحية وحب الاستشهاد ، ورخص الحياة عليهم إذا كانت ذليلة ، فالموت العزيز لديهم خير من الحياة الذليلة.
لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ --- بل فاسقني بالعز كأس الحنظلِ
ثانيا : ومنها مايتعرضون له في عدد من بلادهم من سطوة أعدائهم وجراءتهم عليهم نظراً لتخلفهم العلمي والتقني والحضاري ، وتفوق أعدائهم في هذا المضمار ، فصارت بعض البلاد الإسلامية كلأً مباحاً للمستعمرين والمحتلين ، وهذا مانشاهده في أرض فلسطين المباركة ، وفي كشمير ، وفي أرض الشيشان ، ومن قبل في أفغانستان ، إضافة إلى الجمهوريات الإسلامية التي كانت تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي من قبل .
ثالثا : ومنها ضيق الخيارات لديهم ، فإن من عوامل قوة الإنسان أن تعدم الخيارات لديه أو تقل ، وبهذا تطيب له الحياة ، لأنه لا شئ لديه يخسره ، وهذا يمنحه طاقة جديدة .
ولهذا كثر التساؤل عن مثل هذه العمليات التي يسميها بعضهم " بالعمليات الاستشهادية " إيذاناً بمشروعيتها ، ويسميها آخرون بـ " العمليات الانتحارية " إيذاناً بمنعها أو تقليداً لوسائل الإعلام .
وقد اختلف فيها الفقهاء المجتهدون منعاً أوإذناً بحسب ماظهر لهم من النظر والترجيح .
وبمراجعة الحالات المشابهة في النصوص الشرعية ، و الوقائع التاريخية نجد مايمكن الاستئناس به في أمر هذه المسألة :
أولا : ففي مصنف ابن أبي شيبة عن محمد بن إسحاق ( وهو صدوق مدلس ) عن عاصم بن محمد بن قتادة قال : قال معاذ بن عفراء : يا رسول الله ، مايضحك الرب من عبده ؟ قال : غمسه يده في العدو حاسراً . قال : فألقى درعاً كانت عليه ، فقاتل حتى قتل .
وصححه ابن حزم في المحلى (7/294) وذكره الطبري في تاريخه (2/33) عن عوف بن الحارث ، وهو ابن عفراء ، وهكذا في سيرة ابن هشام (3/175).(2/244)
ثانيا : وقد روى ابن حزم في المحلى (نفسه) عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت رجلاً سأل البراء بن عازب : أرأيت لو أن رجلاً حمل على الكتيبة ، وهم ألف ، ألقى بيده إلى التهلكة ؟ قال البراء : لا ، ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقي بيده ، ويقول : لا توبة لي . قال : ولم ينكر أبوأيوب الأنصاري ، ولا أبوموسى الأشعري أن يحمل الرجل وحده على العسكر الجرار ، ويثبت حتى يقتل .
ثالثا : قصة أبي أيوب في القسطنطينية معروفة مشهورة ، وفيها أن رجلاً من المسلمين حمل على صف الروم حتى دخل فيهم ، فصاح الناس ، وقالوا : سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة ؟ فقام أبو أيوب . فقال : أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل إنما نزلت فينا معشر الأنصار ، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه فقال بعضنا لبعض سراً ، دون رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أموالنا ضاعت وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ماضاع منها فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الآية …إلى أخر الحديث . وهو في سنن الترمذي (2898) وقال : حسن صحيح غريب . ورواه أبو داود (2151).
رابعا : كما روى أهل السير ، وابن المبارك في كتاب الجهاد (1/134) قصة البراء بن مالك وإلقاءه نفسه بين المرتدين من بني حنيفة . وفي بعض المصادر كالسير (1/196) وغيرها أنه أمر أصحابه أن يحملوه على ترسٍ على أسنة رماحهم ، ويلقوه في الحديقة ، فاقتحم إليهم ، وشد عليهم ، وقاتل حتى افتتح باب الحديقة ، وجرح يومئذٍ بضعةً وثمانين جرحا ، وأقام عليه خالد بن الوليد يومئذٍ شخصاً يداوي جراحه . ونحو هذا في ثقات ابن حبان ( 2/175 ) و تاريخ الطبري (2/281) و غيرهما . وقريب منه قصة البراء رضي الله عنه بتستر .(2/245)
خامسا : وروى أحمد عن أبي إسحاق ، قلت للبراء : الرجل يحمل على المشركين ، أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة ؟ قال: لا. لأن الله عز وجل بعث رسول الله صلى عليه وسلم فقال : {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} إنما ذاك في النفقة .
سادسا : وقد جاء في صحيح مسلم رحمه الله من حديث صهيب الطويل المعروف ، قول الغلام ـ الذي عجزوا عن قتله ـ للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك ، قال: وماهو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد ، وتصلبني على جذع ، ثم خذ سهماً من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ، ثم قل: بسم الله رب الغلام ، ثم ارمني ، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني … الحديث ، وفيه أن الملك فعل ما أمره به ، فمات الغلام ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام ، آمنا برب الغلام .. الحديث . والحديث في المسند(22805) وغيره . فهذا الغلام قد أرشد الملكَ إلى الطريقة التي يتحقق بها قتله ، ثم نفذها الملكُ ، وتحقق بها ما رمى إليه الغلام من المصلحة العظيمة العامة من إيمان الناس كلهم بالله بعدما بلغهم خبره ، وما أجرى الله له من الكرامة .
سابعا : وفي حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : ( الذين يلقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوهم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ، ويضحك إليهم ربك ، إن ربك إذا ضحك إلى قومٍ فلا حساب عليهم). رواه ابن أبي شيبة (4/569) و الطبراني ، وأبو يعلى ، وابن المبارك في الجهاد ، وأبو نعيم في الحلية ، وغيرهم . وقال المنذري : رواته ثقات .
ثامنا : كما روى ابن أبي شيبة عن مدرك بن عوف الأحمسي قال : كنت عند عمر رضي الله عنه فقال….وفيه : يا أمير المؤمنين ، ورجل شرى نفسه ، فقال مدرك بن عوف : ذاك والله خالي يا أمير المؤمنين ، زعم الناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر : كذب أولئك ، ولكنه ممن اشترى الآخرة بالدنيا.(2/246)
تاسعا : وقال محمد بن الحسن الشيباني في السير (1/163) أما من حمل على العدو فهو يسعى في إعزاز الدين ، ويتعرض للشهادة التي يستفيد بها الحياة الأبدية ، فكيف يكون ملقياً نفسه إلى التهلكة ؟ ثم قال : لابأس بأن يحمل الرجل وحده ، وإن ظن أنه يقتل ، إذا كان يرى أنه يصنع شيئاً ، فيقتل أو يجرح أويهزم ، فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، ومدحهم على ذلك ، وقيل لأبي هريرة : ألم ترى أن سعد بن هشام لما التقى الصفان حمل فقاتل حتى قتل ، وألقى بيده إلى التهلكة ، فقال : كلا ، ولكنه تأوّل آيةً في كتاب الله {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله}. فأما إن كان يعلم أنه لا ينكي فيهم ، فإنه لا يحلُّ له أن يحملَ عليهم ، لأنه لا يحصل بحملته شيء مما يرجع إلى إعزاز الدين ، ولكنه يقتل فقط ، وقد قال تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم ...} فإذا كان لا ينكي لا يكون مفيداً فيما هو المقصود ، فلا يسعه الإقدام عليه
عاشرا : وقد ذكر الحافظ ابن حجر في مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو أن الجمهور صرحوا بأنه إذا كان لفرط شجاعته ، وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن . ومتى كان مجرد تهورٍ فممنوع ، لا سيما إن ترتب على ذلك وهن المسلمين . ( انظر: سبل السلام 2/473 )
الحادي عشر : وقيده في حاشية الدسوقي (2/208) بأمرين : أ- أن يكون قصده إعلاء كلمة الله .
ب-وأن يظن تأثيره فيهم .
الثاني عشر : وذكر ابن العربي (1/166) أن الصحيح جواز إقدام الرجل الواحد على الجمع الكثير من الكفار : لأن فيه أربعة وجوه : الأول : طلب الشهادة .
الثاني : وجود النكاية .
الثالث : تجرئة المسلمين عليهم .
الرابع : ضعف نفوس الأعداء ، ليروا أن هذا صنع واحد منهم ، فما ظنك بالجميع ؟(2/247)
الثالث عشر : وقال ابن تيمية كما في الانصاف (4/116) : يسن الانغماس في العدو لمصلحة المسلمين ، وإلا نهي عنه ، وهو من التهلكة . ويلحظ في غالب هذه النصوص و الأخبار أنها في رجل أو رجال انطلقوا من جماعة المسلمين وعسكرهم صوب العدو . ولكن في بعضها كما في قصة الغلام المؤمن ، ماليس كذلك .
والذى يترجح من مجموعها ـ و الله أعلم ـ أنه يجوز القيام بعملية من هذا النوع المسؤول عنه بشروط تستخرج من كلام الفقهاء ، ومن أهمها :
أولا : أن يكون ذلك لإعلاء كلمة الله .
ثانيا : أن يغلب على الظن ، أو يجزم ، أن في ذلك نكاية بالعدو ، بقتل أو جرح أو هزيمة أوتجريءٍ للمسلمين عليهم أوإضعاف نفوسهم حين يرون أن هذا فعل واحد فكيف بالجماعة . وهذا التقدير لا يمكن أن يوكل لآحاد الناس وأفرادهم ، خصوصاً في مثل أحوال الناس اليوم ، بل لابد أن يكون صادراً عن أهل الخبرة والدراية والمعرفة بالأحوال العسكرية والسياسية من أهل الاسلام وحماته وأوليائه .
ثالثا : أن يكون هذا ضد كفار أعلنوا الحرب على المسلمين ، فإن الكفار أنواع ، منهم المحاربون ، ومنهم المسالمون ، ومنهم المستأمنون ، ومنهم الذميون ، ومنهم المعاهدون ، وليس الكفر مبيحاً لقتلهم بإطلاق بل ورد في الحديث الصحيح كما في البخاري (2930) عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما ) ورواه النسائي وأحمد وابن ماجه وغيرهم . والأصل إجراء عقود المسلمين على الصحة وعدم التأويل فيها ، وهذا يفضي إلى الفوضى والفساد العريض .
رابعا : أن يكون هذا في بلادهم ، أوفي بلادٍ دخلوها وتملكوها وحكموها ، وأراد المسلمون مقاومتهم وطردهم منها ، فاليهود في فلسطين ، والروس في الشيشان ممن يمكن تنفيذ هذه العمليات ضدهم بشروطها المذكورة .(2/248)
خامسا : أن تكون بإذن الأبوين ، لأنه إذا اشترط إذن الأبوين في الجهاد بعامته ، فإذنهما في هذا من باب أولى ، والأظهر أنه إذا استأذن والديه للجهاد فأذنا له ، فهذا يكفي ، ولا يشترط الإذن الخاص والله أعلم .ومن يقوم بهذه العمليات وفق الشروط المعتبرة شرعاً فهو بإذن الله شهيد إذا صحت نيته.
=============
حكم العمليات الاستشهاديّة
السؤال :
ما حكم الشرع في من يفجّر نفسَه بين ظهرانَي الكفرة المحاربين ، ليوقع فيهم القتل و الرُّعب و يُشرّد بهم من خَلفَهم ، و هل يُعتبَر فِعلُه هذا انتحاريّاً أم استشهاديّاً ؟
الجواب :
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على نبيّه الأمين ، و آله و صحبه أجمعين و بَعد :
فإنني أرى العمل المسؤول عنه من أفضل الجهاد ، و أحتسب لمن قام به الشهادة ، و فيما يلي توضيح ذلك :
أوّلاً : ما دام الحقّ تعالى قد ( اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) فلا فرق عند من باع نفسه لربّه ، بين رصاصة يستقبلها في صدرِ مقبلٍ غير مدبر ، أو حزام ينسف به الأعداء و إن قطع النياط و مزّق الأشلاء ، ما دام طعم الشهادة واحداً .
روى النسائي و ابن ماجة و أحمد و الدارمي و الترمذي بإسنادٍ صحيح عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ » .(2/249)
و قد عرف الصحابة الكرام فمن بعدهم صنوف التضحية بالنفس فأكبروا همّة من من قام بها ، و أوسعوه مدحاً و ثناءً ، و حمَل عددٌ منهم قوله تعالى : ( و من الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رؤف بالعباد ) على من حمل على العدو الكثير لوحده وغرَّر بنفسه في ذلك ، كما قال عمر بن الخطاب و أبو أيوب لأنصاري و أبو هريرة رضي الله عنهم كما رواه أبو داود و الترمذي و ابن حبان و صححه و الحاكم .
ثانياً : استقرّت القاعدة الفقهيّة ، على أنّ الأعمال بالنيّة ، لما رواه البخاري في الصحيح و مسلم في المقدمة و أبو داوود و ابن ماجة في سننهما عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى » ، و من التجنّي و مجاوزة الحق ؛ أن نحكم بالانتحار على من يريد الشهادة و يبذل نفسه في سبيل الله ، تحكّماً في نيّته ، و حكماً على ما في قلبه بغير علم ، مع علمنا أنّه لو أراد الانتحار لسلك إليه طرقاً أخرى و ما أكثرها و أيسرها .
قال الحافظ ابن حَجَر في الفتح [8/185 و ما بعدها ] : أما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو ، فصرح الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته ، و ظنه أنه يرهب العدو بذلك ، أو يجرئ المسلمين عليهم ، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن ، ومتى كان مجرد تهوّر فممنوع ، ولا سيما إن ترتّب على ذلك وهن في المسلمين ، واللّه أعلم .
و إذا كانت النفس البشريّة مُلكٌ لبارئها و خالقها ، و أنّ العبد مؤتَمَنٌ عَليها ، ليس له أن يتعدّى عليها فيؤذيها أو يزهقها بغير حقّ ، فإن أداء الأمانة في أسمى صُوَرها ، يكون بِبَذلِها لصاحبها و مالكها ، فمن جاد بنفسه طواعيةً في سبيل الله فقد أدّى ما عليه و أمره إلى الله .(2/250)
ثالثاً : لم يَرَ مُعظم أهل العلم المتقدمين بأساً في الاقتحام و لو أدى إلى مهلكة ، و قرروا ذلك بما روي من أخبار و ما صح من أثار ، و فيما يلي أقوال طائفةٍ منهم مقرونة بطائفة من الأدلّة الشرعيّة :
انتصر لذلك الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال ( لا أرى ضيقاً على الرجل أن يحمل على الجماعة حاسراً ، أو يبادر الرجل و إن كان الأغلب أنه مقتول )
و في كلام الشافعي إشارة إلى ما رواه مسلم في صحيحه و أحمد في مسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُفْرِدَ يَوْمَ أُحُدٍ في سَبْعَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا رَهِقُوهُ قَالَ : « مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ أَوْ هُوَ رفيقي في الْجَنَّةِ » . فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ رَهِقُوهُ أَيْضاً فَقَالَ : « مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ أَوْ هُوَ رفيقي في الْجَنَّةِ » . فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ فطوبى لهم مرافقة نبيّهم في الجنّة .
قال الإمام الغزّالي ( لا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار و يقاتل ، و إن علم أنه يقتل .... و إنما جاز له الإقدام إذا علم أنه لا يُقْتل حتى يَقْتل ، أو علم أنه يكسر قلوب الكفار بمشاهدتهم جرأته ، واعتقادهم في سائر المسلمين قلة المبالاة ، وحبهم للشهادة في سبيل اللّه ، فتكسر بذلك شوكتهم ) .
و في الصحيحين قصّة حملِ سلمة ابن الأكوع و الأخرم الأسدي و أبو قتادة لوحدهم على عيينة بن حصن و من معه ، و ثناء الرسول صلى الله عليه و سلم عليهم بقوله : « كَانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ » .(2/251)
و روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ قَالَ قُلْتُ لِلْبَرَاءِ الرَّجُلُ يَحْمِلُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ أَهُوَ مِمَّنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ قَالَ لاَ لأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ( فَقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ ) إِنَّمَا ذَاكَ في النَّفَقَةِ .
و نقل ابن النحاس [ في مشارع الأشواق : 1 / 588 ] عن المهلب قوله : قد أجمعوا على جواز تقحم المهالك في الجهاد ، و نقل عن الغزالي في الإحياء قوله : ولا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل .
و نقل الإمام النووي رحمه الله [ في شرح مسلم : 12 / 187 ] الاتفاق على التغرير بالنفس في الجهاد .
و قال الإمام القرطبي : ( و الصحيح عندي جواز الاقتحام على العساكر لمن لا طاقة له بهم , لأنّ فيه أربعة وجوه :
الأول: طلب الشهادة .
الثاني: وجود النكاية .
الثالث : تجرئة المسلمين عليهم .
الرابع : ضعف نفوسهم ليروا أنّ هذا صنع واحد فما ظنك بالجمع ) .
و في سير السلف الصالح من لدُن الصحابة الكرام فمن بعدهم رضي الله عنهم أجمعين صورٌ رائعة ، و نماذج فريدة ، و أدلةٌ ساطعة على العمل الاستشهاديّ و مشروعيّته ، و من ذلك :
ما جاء في قصّة تحصن بني حنيفة يوم اليمامة في بستان لمسيلمة كان يُعرف بحديقة الموت , فلمّا استعصى على المسلمين فتحه ، قال البراء بن مالك ( و هو ممّن إذا أقسم على الله أبَرّه ، كما في سنن الترمذي بإسناد صحيح ) لأصحابه : ضعوني في الجحفة وألقوني إليهم فألقوه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب للمسلمين [رواه البيهقي في سننه الكبرى: 9/44 ، و القرطبي في تفسيره : 2 / 364 ] .
و هذا الفعل ليس له في لغة الإعلام المعاصر تسمية يعرف بها إلا أن يكون عمليّة استشهادية يسميها العلمانيون فدائيّة أو انتحاريّة .(2/252)
رابعاً : لو نظرنا إلى المسألة بمنظار المصالح و المفاسد لرأينا أنّ الحرص على الشهادة يعوّض نقص العدة و العدد , و يؤثر في العدو أبلغ الأثر المادي و المعنوي ، و من أمثلة ذلك ما نشهده في بيت المقدس و أكناف بيت المقدس ، و ما شهدناه في جنوب السودان من عمليات الدبابين التي ترجمت واقعياً أنّ حبّ المسلم للشهادة يفوق تمسّك الكافر بالحياة .
و لا يمنع من ذلك ما يراه الناظر بعينٍ واحدة ، من همجيّة الرد ، و عنجهيّة العدو ، فإنّ هذه سنّة الله في عباده ، و لنا العزاء في قوله تعالى : ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ و تِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) [ آل عمران : 140 ] و قوله سبحانه : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) [ آل عمران : 173 ] ، و قوله جلّ شأنه : ( إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون ) .
خامساً : من أهل العلم المعاصرين من له في المسألة قولان كالشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله ، و ما أحد قوليه بأولى من الآخر إذ إنّّّه يبني حكمه على مراعاة المصالح و المفاسد ، فقد سُئل [ في اللقاء الشهري العشرين ] عن شابًّ مجاهد فجّر نفسه في فلسطين فقتل و أصاب عَشرات اليهود ، هل هذا الفعل يعتبر منه انتحاراً أم جهاداً ؟ فأجاب بقوله : ( هذا الشاب الذي وضع على نفسه اللباس الذي يقتل ، أول من يقتل نفسه ، فلا شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه ، و لا تجوز مثل هذه الحال إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام ، فلو كانت هناك مصلحة كبيرة ونفع عظيم للإسلام ، كان ذلك جائزاً ) .(2/253)
فانظر - رحمك الله - كيف راعى المصالح في حُكمه ، و بنى على تحقيق مصلحة كبيرةٍ و نفع عظيم للإسلام قوله ( كان ذلك جائزاً ) ، و اضبط بهذا الضابط سائر كلامه و فتاواه و إن كان ظاهرها التعارض ، فإن الجواب بحسب السؤال ، و الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوّره .
و مثل هذا الكلام يقال عن موقف العلامّةِ الألباني رحمه الله ، و قد تعرّض رحمه الله إلى تطاول السفهاء و المتعالمين فنسبوا إليه زوراً و بهتاناً أنّه حكم على من يُقتل في عمليّة تفجير استشهاديّة يقوم بها في صفوف العدو بالانتحار ، و الشيخ بريء من ذلك ، و من فتاواه النيّرة في هذا الباب ما هو مثبت بصوته [ في الشريط الرابع و الثلاثين بعد المائة من سلسلة لهدى والنور ] حيث سُئل رحمه الله سؤالاً قال صاحبه : هناك قوات تسمى بالكوماندوز ، فيكون فيها قوات للعدو تضايق المسلمين ، فيضعون – أي المسلمون - فرقة انتحارية تضع القنابل و يدخلون على دبابات العدو، و يكون هناك قتل... فهل يعد هذا انتحاراً ؟
فأجاب بقوله : ( لا يعد هذا انتحاراً ؛ لأنّ الانتحار هو: أن يقتل المسلم نفسه خلاصاً من هذه الحياة التعيسة ... أما هذه الصورة التي أنت تسأل عنها ... بل هذا جهاد في سبيل اللّه... إلا أن هناك ملاحظة يجب الانتباه لها ، وهي أن هذا العمل لا ينبغي أن يكون فردياً شخصياً ، إنما هذا يكون بأمر قائد الجيش ... فإذا كان قائد الجيش يستغني عن هذا الفدائي ، ويرى أن في خسارته ربح كبير من جهة أخرى ، وهو إفناء عدد كبير من المشركين و الكفار، فالرأي رأيه ويجب طاعته، حتى ولو لم يرض هذا الإنسان فعليه الطاعة... ) .(2/254)
إلى أن قال رحمه الله : ( الانتحار من أكبر المحرمات في الإسلام ؛ لأنّ ما يفعله إلا غضبان على ربه ولم يرض بقضاء اللّه ... أما هذا فليس انتحاراً ، كما كان يفعله الصحابة يهجم الرجل على جماعة من الكفار بسيفه ، و يعمل فيهم بالسيف حتى يأتيه الموت و هو صابر ، لأنه يعلم أن مآله إلى الجنة ... فشتان بين من يقتل نفسه بهذه الطريقة الجهادية و بين من يتخلص من حياته بالانتحار، أو يركب رأسه ويجتهد بنفسه ، فهذا يدخل في باب إلقاء النفس في التهلكة ) .
قلتُ : و لا أزعم – يا عباد الله - في هذه العجالة إجماعاً على مشروعية الاقتحام و التغرير بالنفس للإنكاء بالعدو و ما يقاس عليها من عمليات الاستشهاديين ، بل المسألة خلافيّة ، و نحن نذهب فيها مذهب الجمهور في القول بمشروعيتها و جواز الإقدام عليها.
و أخيراً أوصي إخواني المرابطين في بيت المقدس و أكناف بيت المقدس بأن يبذلوا ما وَسِِِعَهم للإثخان بالعدو ، بأيّ صورةٍ كان الإثخان و على الأمّة قاطبةً يقع واجب النصرة و المؤازرة و لو لادعاء ، و البذل و العطاء .
روى الستّة و أحمد عن زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الجهني - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِى سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا » ، فإن فاتنا شَرف الرباط فلا يفوتنا شرف الإمداد ، و لنكن متعاونين على الخير ، متسابقين إليه ، فـ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) كما قال تعالى ، و ( ما نَقَص مالٌ من صدقة ) كما قال نبينا الأمين صلى الله عليه و سلّم في ما رواه مالك و أحمد و الترمذي ، و قال حديث حسن صحيح عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه .
و الله المستعان ، و لا حول و لا قوّة إلا بالله العلي العظيم .
كتبه
د . أحمد عبد الكريم نجيب
Dr.Ahmad Najeeb
alhaisam@msn.com(2/255)
المراجع والمصادر
علوم القرآن
القرآن الكريم
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
التفسير الوسيط
تفسير الظلال
تفسير القرطبي
مفردات القرآن للراغب الأصبهاني
أحكام القرآن للجصاص
أحكام القرآن لابن العربي
************
في الحديث الشريف
صحيح البخاري
صحيح مسلم
سنن أبي داود
سنن الترمذي
سنن النسائي
سنن ابن ماجة
سنن الدارقطني
سنن البيهقي
مسند أحمد
معجم الطبراني الكبير
معجم الطبراني الأوسط
شرح معاني الآثار للطحاوي
مشكل الآثار للطحاوي
نيل الأوطار للشوكاني
*************
كتب الفققه
الأم للشافعي
المدونة سحنون
مغني المحتاج للشربيني
المغني لابن قدامة
المحلى لابن حزم
المبسوط للسرخسي
المجموع للإمام النووي
المدخل لابن الحاج
الموسوعة الفقهية
شرح السير الكبير
مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية
فتاوى السبكي
كشف الطوية في العمليات الاستشهادية يحيى هاشم فرغل
حكم الانتحار خوف إفشاء الأسرار للجربوع
لسان العرب لابن منظور
برنامج قالون
المكتبة الشاملة 2
وغيرها كثير
الفهرس العام
تمهيد - معنى الشهادة لغة واصطلاحا…6
معنى الشهادة في اللغة…6
ففي مفردات القرآن :…6
شهد…6
وفي لسان العرب :…10
تعريف الشهيد في الاصطلاح…18
الباب الأول -الشهادة في القرآن الكريم…26
?…الحث على بيع الأنفس لله تعالى :…26
?…من الذين أنعم الله عليهم…55
?…شراء الآخرة بالدنيا…68
?…التجارة الرابحة…72
?…من قتل في سبيل الله فهو حي (1)…81
?…من قتل في سبيل الله فهو حي (2)…90
?…الحشر إلى الله تعالى :…134
?…الشهادة في سبيل الله من قدر الله :…146
?…استجابة الدعاء ومغفرة الذنوب :…168
?…الرزق الحسن :…208
?…لن يضل الله أعمالهم…214
?…الباب الثاني - الحث على الشهادة في السنة النبوية…239
1-الترغيب في الرباط في سبيل الله :…239
2ـ الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى :…241(2/256)
3 ـ الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم في أهلهم :…243
4ـ الترغيب في الغدوة في سبيل الله والروحة وما جاء في فضل المشي والغبار في سبيل الله والخوف فيه…243
5 ـ الترغيب في سؤال الشهادة في سبيل الله تعالى:…246
6 ـ الترغيب في الجهاد في سبيل الله تعالى وما جاء في فضل الكلم فيه والدعاء عند الصف والقتال…246
7 ـ الترغيب في إخلاص النية في الجهاد وما جاء فيمن يريد الأجر والغنيمة والذكر وفضل الغزاة إذا لم يغنموا…255
8- تمني الشهيد العودة إلى الدنيا…260
9- التحذير من ترك الغزو في سبيل الله…262
?…الباب الثالث - جوازالعمليات الاستشهادية…265
بل إن ( العمليات الاستهشادية ) هي الطريقة المثلى لمواجهة العدو وذلك لأن العدو لا يحب الموت .…267
وأما الدليل على مشروعية العمليات الاستشهادية فهو ما يلي :…271
فصل في أقوال العلماء فيمن هجم على العدو وحده…300
11- وفي شرح السير الكبير للسرخسي :…305
وقال جوابا على سؤال :وأما قوله : أريد أن أقتل نفسي في اللّه . …315
33- وفي الزواجر :كِتَابُ الْجِهَادِ ( الْكَبِيرَةُ التِّسْعُونَ وَالْحَادِيَةُ وَالثَّانِيَةُ وَالتِّسْعُونَ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةِ : تَرْكُ الْجِهَادِ عِنْدَ تَعَيُّنِهِ بِأَنْ دَخَلَ الْحَرْبِيُّونَ دَارَ الْإِسْلَامِ أَوْ أَخَذُوا مُسْلِمًا وَأَمْكَنَ تَخْلِيصُهُ مِنْهُمْ , وَتَرْكُ النَّاسِ الْجِهَادَ مِنْ أَصْلِهِ , وَتَرْكُ أَهْلِ الْإِقْلِيمِ تَحْصِينَ ثُغُورِهِمْ بِحَيْثُ يُخَافُ عَلَيْهَا مِنْ اسْتِيلَاءِ الْكُفَّارِ بِسَبَبِ تَرْكِ ذَلِكَ التَّحْصِينِ )…319
35-…خلاصة أقوال أهل العلم وشروط جواز العمليات الاستشهادية…323
بعض الشبهات حول العمليات الاستشهادية ومناقشتها…324
الفرق بين الشهيد في سبيل الله والمنتحر…337
ففي الموسوعة الفقهية :( انْتِحَارٌ )…338
بِمَ يَتَحَقَّقُ الِانْتِحَارُ :…338(2/257)
أَمْثِلَةٌ مِنْ الِانْتِحَارِ بِطَرِيقِ السَّلْبِ :…339
أَوَّلًا : الِامْتِنَاعُ مِنْ الْمُبَاحِ :…339
حُكْمُهُ التَّكْلِيفِيُّ :…341
وَهُنَاكَ حَالَاتٌ خَاصَّةٌ تُشْبِهُ الِانْتِحَارَ , لَكِنَّهُ لَا عِقَابَ عَلَى مُرْتَكِبِهَا , وَلَا يَأْثَمُ فَاعِلُهَا , لِأَنَّهَا لَيْسَتْ انْتِحَارًا فِي الْوَاقِعِ كَالْآتِي :…341
أَوَّلًا : الِانْتِقَالُ مِنْ سَبَبِ مَوْتٍ إلَى آخَرَ :…341
ثَانِيًا : هُجُومُ الْوَاحِدِ عَلَى صَفِّ الْعَدُوِّ :…343
ثَالِثًا : الِانْتِحَارُ لِخَوْفِ إفْشَاءِ الْأَسْرَارِ :…344
أَمْرُ الشَّخْصِ لِغَيْرِهِ بِقَتْلِهِ :…346
أَمْرُ الْإِنْسَانِ غَيْرَهُ بِأَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ :…348
الْإِكْرَاهُ عَلَى الِانْتِحَارِ :…348
اشْتِرَاكُ الْمُنْتَحِرِ مَعَ غَيْرِهِ :…350
الْآثَارُ الْمُتَرَتِّبَةُ عَلَى الِانْتِحَارِ :…352
ثَانِيًا : جَزَاءُ الْمُنْتَحِرِ :…353
ثَالِثًا : غُسْلُ الْمُنْتَحِرِ :…355
رَابِعًا : الصَّلَاةُ عَلَى الْمُنْتَحِرِ :…355
خَامِسًا : تَكْفِينُ الْمُنْتَحِرِ وَدَفْنُهُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ :…356
الباب الرابع - فصل في مسألة التترس…357
الباب الخامس - أحكام الشهيد في الفقه الإسلامي…364
الْمَبْحَثُ الْخَامِسُ تَطْهِيرُ الْآبَارِ وَحُكْمُ تَغْوِيرِهَا…364
إزَالَةٌ التَّعْرِيفُ :…369
خَامِسَ عَشَرَ : دَفْنُ الْخَاتَمِ مَعَ الشَّهِيدِ وَغَيْرِهِ :…370
مَنْ يُغَسَّلُ مِنْ الْمَوْتَى وَمَنْ لَا يُغَسَّلُ :…374
ب - تَغْسِيلُ الْمَبْطُونِ وَالْمَطْعُونِ وَصَاحِبِ الْهَدْمِ وَأَمْثَالِهِمْ :…375
تَكْفِينُ الشَّهِيدِ :…375
إعْدَادُ الْكَفَنِ مُقَدَّمًا :…377
حُكْمُ جَرِيحِ الْمَعْرَكَةِ :…378
عَاشِرًا - نَزْعُ الْمَلَابِسِ الْجِلْدِيَّةِ لِلشَّهِيدِ :…378
فَضْلُ الْجِهَادِ …379
نَزْعُ السِّلَاحِ عَنْ الشَّهِيدِ :…381
شَهِيد …381(2/258)
منزلة الشّهيد :…382
أقسام الشّهيد :…383
3 - الشّهيد على ثلاثة أقسام :…383
غسل الشّهيد والصّلاة عليه :…384
ضابط الشّهيد الّذي لا يغسّل ولا يصلّى عليه :…386
إزالة النّجاسة عن الشّهيد …388
تكفين الشّهيد :…389
دفن الشّهيد :…389
دفن أكثر من شهيد في قبر واحد :…389
أَجْرُ الصَّبْرِ عَلَى الطَّاعُونِ :…390
الْأَحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْغَرَقِ : تَتَعَلَّقُ بِالْغَرَقِ أَحْكَامٌ , مِنْهَا :…391
الثَّالِثُ - الْحَيْضُ وَالنِّفَاسُ :…391
د - غسل الميّت وتكفينه والصّلاة عليه وتشييعه ودفنه :…392
مَبْطُون …394
الحكم الإجمالي :…394
الولادة …395
ب - تبرع المرأة في المخاض :…395
3 - ومن المسائل الّتي ذكرها المالكيّة في طهارة الماء ونجاسته قولهم :…396
وفي المدونة :فِي الشَّهِيدِ وَكَفَنِهِ وَدَفْنِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ قَالَ :…398
شَهِيدُ اللُّصُوصِ قَالَ وَقَالَ مَالِكٌ :…399
وفي الأم :بَابُ الشَّهِيدِ وَمَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُغَسَّلُ :…399
وفي مشكل الآثار : بَابٌ بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام مِنْ قَوْلِهِ إذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) .…400
بَابٌ ( بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ كَانَا هَاجَرَا إلَيْهِ فَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَعَاشَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ فَفُضِّلَ صَاحِبُهُ الْمُسْتَشْهَدُ قَبْلَهُ ) .…404
وفي معاني الآثار :بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الشُّهَدَاءِ …408
وفي المحلى : . 180 - مَسْأَلَةٌ : وَغُسْلُ كُلِّ مَيِّتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَرْضٌ وَلَا بُدَّ ,…415(2/259)
590 - مَسْأَلَةٌ : وَإِذَا مَاتَ الْمُحْرِمُ مَا بَيْنَ أَنْ يُحْرِمَ إلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ إنْ كَانَ حَاجًّا , أَوْ أَنْ يُتِمَّ طَوَافَهُ وَسَعْيَهُ , إنْ كَانَ مُعْتَمِرًا - : فَإِنَّ الْفَرْضَ أَنْ يُغَسَّلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ فَقَطْ - إنْ وُجِدَ السِّدْرُ - . وَلَا يُمَسُّ بِكَافُورٍ وَلَا بِطَيِّبٍ , وَلَا يُغَطَّى وَجْهُهُ , وَلَا رَأْسُهُ ؟ …416
وفي المبسوط :بَابُ الشَّهِيدِ ( قَالَ ) :…426
( قَالَ ) : وَيُكَفَّنُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي هِيَ عَلَيْهِ …428
( قَالَ ) : وَيَزِيدُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ مَا شَاءُوا وَيَنْقُصُونَ مَا شَاءُوا …429
( قَالَ ) وَإِنْ حُمِلَ مِنْ الْمَعْرَكَةِ حَيًّا ثُمَّ مَاتَ فِي بَيْتِهِ أَوْ عَلَى أَيْدِي الرِّجَالِ غُسِّلَ لِأَنَّهُ صَارَ مُرْتَثًّا…429
( قَالَ ) وَمَا قُتِلَ بِهِ فِي الْمَعْرَكَةِ مِنْ سِلَاحٍ أَوْ غَيْرِهِ فَهُوَ سَوَاءٌ لَا يُغَسَّلُ…430
( قَالَ ) : وَإِنْ وَجَدَ فِي الْمَعْرَكَةِ مَيِّتًا لَيْسَ بِهِ أَثَرٌ غُسِّلَ…430
( قَالَ ) وَمَنْ صَارَ مَقْتُولًا مِنْ جِهَةِ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ لَمْ يُغَسَّلْ أَيْضًا…430
( قَالَ ) : وَمَنْ قُتِلَ فِي الْمِصْرِ بِسِلَاحٍ ظُلْمًا لَمْ يُغَسَّلْ أَيْضًا عِنْدَنَا…431
( قَالَ ) : وَلَوْ قُتِلَ بِحَقٍّ فِي قِصَاصٍ أَوْ رَجْمٍ غُسِّلَ…431
( قَالَ ) : وَمَنْ قَتَلَهُ السَّبُعُ أَوْ احْتَرَقَ بِالنَّارِ أَوْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ أَوْ مَاتَ تَحْتَ هَدْمٍ أَوْ غَرِقَ غُسِّلَ كَغَيْرِهِ مِنْ الْمَوْتَى…431
( قَالَ ) : وَيُصْنَعُ بِالْمُحْرِمِ مَا يُصْنَعُ بِالْحَلَالِ يَعْنِي يُخَمَّرُ رَأْسُهُ وَوَجْهُهُ بِالْكَفَنِ عِنْدَنَا…432
( قَالَ ) وَمِنْ قُتِلَ مِنْ أَهْلِ الْعَدْلِ فِي مُحَارَبَةِ أَهْلِ الْبَغْيِ فَهُوَ شَهِيدٌ لَا يُغَسَّلُ…432(2/260)
( قَالَ ) : وَإِذَا أَغَارَ أَهْلُ الْحَرْبِ عَلَى قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْمُسْلِمِينَ فَقَتَلُوا الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ فَلَا خِلَافَ أَنَّهُ لَا يُغَسَّلُ النِّسَاءُ كَمَا لَا يُغَسَّلُ الرِّجَالُ…433
( قَالَ ) : وَإِذَا وُجِدَ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَاءِ الْآدَمِيِّ كَيَدٍ أَوْ رِجْلٍ لَمْ يُغَسَّلْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ لَكِنَّهُ يُدْفَنُ .…434
( قَالَ ) وَإِذَا وُجِدَ مَيِّتٌ لَا يُدْرَى أَمُسْلِمٌ هُوَ أَمْ كَافِرٌ فَإِنْ كَانَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مُسْلِمٌ فَيُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ…434
( قَالَ ) : وَإِذَا اخْتَلَطَ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ بِمَوْتَى الْكُفَّارِ فَإِنْ كَانَتْ الْغَلَبَةُ لِلْمُسْلِمِينَ غُسِّلُوا وَصُلِّيَ عَلَيْهِمْ…434
( قَالَ ) : وَلَا بَأْسَ بِأَنْ يُغَسِّلَ الْمُسْلِمُ أَبَاهُ الْكَافِرَ إذَا مَاتَ وَيَدْفِنَهُ لِمَا بَيَّنَّا أَنَّ الْغُسْلَ سُنَّةُ الْمَوْتَى مِنْ بَنِي آدَمَ وَهُوَ مَعَ كُفْرِهِ مِنْهُمْ…435
( قَالَ ) : وَإِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ شَهِيدًا وَهُوَ جُنُبٌ غُسِّلَ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ رضي الله عنه وَلَمْ يُغَسَّلْ عِنْدَهُمَا…436
( قَالَ ) : وَلِلصَّائِمِ أَنْ يَسْتَاكَ بِالسِّوَاكِ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرِهِ…437
وفي شرح السير : { قَالَ : فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ هَلْ ذَاكَ مُكَفِّرٌ عَنْهُ خَطَايَاهُ ؟ قَالَ : فَسَكَتَ سَاعَةً حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ . إذَا قُتِلَ مُحْتَسِبًا صَابِرًا مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ , إلَّا الدَّيْنَ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ بِهِ , كَمَا زَعَمَ جِبْرِيلُ عليه السلام } .…438
15 - بَابُ مَنْ قَاتَلَ فَأَصَابَ نَفْسَهُ …448(2/261)
16 - بَابُ قَتْلِ ذِي الرَّحِمِ الْمُحَرَّمِ…451
17 - بَابُ الْبُكَاءِ عَلَى الْقَتْلَى…452
18 - بَابُ حَمْلِ الرُّءُوسِ إلَى الْوُلَاةِ …453
40 - بَابُ الشَّهِيدِ وَمَا يُصْنَعُ بِهِ …455
308 - قَالَ : وَلَا بَأْسَ لِلْغُزَاةِ ( 63 آ ) وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُسَافِرِينَ أَنْ يُصَلُّوا عَلَى دَوَابِّهِمْ حَيْثُ مَا كَانَتْ وُجُوهُهُمْ تَطَوُّعًا يُومُونَ إيمَاءً .…461
311 - ثُمَّ ذَكَرَ الْجَمْعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي الْغَزْوِ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَسْفَارِ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ فِعْلًا لَا وَقْتًا…461
2897 - وَمَنْ قَتَلَ شَهِيدًا وَعَلَيْهِ الْحَرِيرُ أَوْ الدِّيبَاجُ قَدْ كَانَ لَبِسَهُ لِلْقِتَالِ , عَلَى قَوْلِ مَنْ يُرَخِّصُ فِي ذَلِكَ , فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُنْزَعَ ذَلِكَ عَنْهُ…462
148 - بَابُ مَا يَحِلُّ فِي دَارِ الْحَرْبِ مِمَّا لَا يَجُوزُ مِثْلُهُ فِي دَارِ الْإِسْلَامِ …462
وفي المغني :( 1628 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : ( وَالشَّهِيدُ إذَا مَاتَ فِي مَوْضِعِهِ , لَمْ يُغَسَّلْ , وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ ) …464
( 1629 ) فَصْلٌ : فَإِنْ كَانَ الشَّهِيدُ جُنُبًا غُسِّلَ , وَحُكْمُهُ فِي الصَّلَاةِ عَلَيْهِ حُكْمُ غَيْرِهِ مِنْ الشُّهَدَاءِ .…466
( 1630 ) فَصْلٌ : وَالْبَالِغُ وَغَيْرُهُ سَوَاءٌ .…466
( 1631 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : ( وَدُفِنَ فِي ثِيَابِهِ , وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ الْجُلُودِ وَالسِّلَاحِ نُحِّيَ عَنْهُ )…467
( 1632 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : ( وَإِنْ حُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ غُسِّلَ , وَصُلِّيَ عَلَيْهِ )…467
( 1633 ) فَصْلٌ : فَإِنْ كَانَ الشَّهِيدُ عَادَ عَلَيْهِ سِلَاحُهُ فَقَتَلَهُ , فَهُوَ كَالْمَقْتُولِ بِأَيْدِي الْعَدُوِّ .…469(2/262)
( 1634 ) فَصْلٌ : وَمَنْ قُتِلَ مِنْ أَهْلِ الْعَدْلِ فِي الْمَعْرَكَةِ , فَحُكْمُهُ فِي الْغُسْلِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ , حُكْمُ مَنْ قُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ الْمُشْرِكِينَ…470
( 1635 ) فَصْلٌ : فَأَمَّا مَنْ قُتِلَ ظُلْمًا , أَوْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ , أَوْ دُونَ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ , فَفِيهِ رِوَايَتَانِ :…470
( 1636 ) فَصْلٌ : فَأَمَّا الشَّهِيدُ بِغَيْرِ قَتْلٍ , كَالْمَبْطُونِ , وَالْمَطْعُونِ , وَالْغَرِقِ , وَصَاحِبِ الْهَدْمِ , وَالنُّفَسَاءِ , فَإِنَّهُمْ يُغَسَّلُونَ , وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ ; لَا نَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا…471
( 1637 ) فَصْلٌ : فَإِنْ اخْتَلَطَ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ بِمَوْتَى الْمُشْرِكِينَ , فَلَمْ يُمَيَّزُوا , صَلَّى عَلَى جَمِيعِهِمْ يَنْوِي الْمُسْلِمِينَ .…471
( 1638 ) فَصْلٌ : وَإِنْ وُجِدَ مَيِّتٌ , فَلَمْ يُعْلَمْ أَمُسْلِمٌ هُوَ أَمْ كَافِرٌ , نُظِرَ إلَى الْعَلَامَاتِ , مِنْ الْخِتَانِ , وَالثِّيَابِ , وَالْخِضَابِ…472
( 1639 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : ( وَالْمُحْرِمُ يُغَسَّلُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ , وَلَا يُقَرَّبُ طِيبًا , وَيُكَفَّنُ فِي ثَوْبَيْهِ , وَلَا يُغَطَّى رَأْسُهُ , وَلَا رِجْلَاهُ )…472
( 1640 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : ( وَإِنْ سَقَطَ مِنْ الْمَيِّتِ شَيْءٌ غُسِّلَ , وَجُعِلَ مَعَهُ فِي أَكْفَانِهِ )…474
( 1641 ) فَصْلٌ : فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ إلَّا بَعْضُ الْمَيِّتِ , فَالْمَذْهَبُ أَنَّهُ يُغَسَّلُ , وَيُصَلَّى عَلَيْهِ .…474
( 1642 ) فَصْلٌ : وَإِنْ وُجِدَ الْجُزْءُ بَعْدَ دَفْنِ الْمَيِّتِ , غُسِّلَ , وَصُلِّيَ عَلَيْهِ , وَدُفِنَ إلَى جَانِبِ الْقَبْرِ , أَوْ نُبِشَ بَعْضُ الْقَبْرِ وَدُفِنَ فِيهِ ,…475(2/263)
( 1643 ) فَصْلٌ : وَالْمَجْدُورُ , وَالْمُحْتَرِقُ , وَالْغَرِيقُ , إذَا أَمْكَنَ غُسْلُهُ غُسِّلَ , وَإِنْ خِيفَ تَقَطُّعُهُ بِالْغُسْلِ صُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ صَبًّا…475
( 1644 ) فَصْلٌ : فَإِنْ مَاتَ فِي بِئْرٍ ذَاتِ نَفَسٍ , فَأَمْكَنَ مُعَالَجَةُ الْبِئْرِ بِالْأَكْسِيَةِ الْمَبْلُولَةِ تُدَارُ فِي الْبِئْرِ حَتَّى تَجْتَذِبَ بُخَارَهُ , ثُمَّ يَنْزِلُ مَنْ يُطْلِعُهُ , أَوْ أَمْكَنَ إخْرَاجُهُ بِكَلَالِيبَ مِنْ غَيْرِ مُثْلَةٍ , لَزِمَ ذَلِكَ ; لِأَنَّهُ أَمْكَنَ غُسْلُهُ مِنْ غَيْرِ ضَرَرٍ…475
( 1645 ) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ : ( وَإِنْ كَانَ شَارِبُهُ طَوِيلًا أُخِذَ , وَجُعِلَ مَعَهُ )…476
( 1646 ) فَصْلٌ : فَأَمَّا الْأَظْفَارُ إذَا طَالَتْ فَفِيهَا رِوَايَتَانِ :…476
( 1647 ) فَصْلٌ : فَأَمَّا الْخِتَانُ فَلَا يُشْرَعُ ; لِأَنَّهُ إبَانَةُ جُزْءٍ مِنْ أَعْضَائِهِ .…477
( 1648 ) فَصْلٌ : وَإِنْ جُبِرَ عَظْمُهُ بِعَظْمٍ فَجَبَرَ , ثُمَّ مَاتَ , لَمْ يُنْزَعْ إنْ كَانَ طَاهِرًا .…478
( 1649 ) فَصْلٌ : وَمَنْ كَانَ مُشَنَّجًا , أَوْ بِهِ حُدْبٌ , أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ , فَأَمْكَنَ تَمْدِيدُهُ بِالتَّلْيِينِ وَالْمَاءِ الْحَارِّ , فُعِلَ ذَلِكَ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ إلَّا بِعُنْفٍ , تَرَكَهُ بِحَالِهِ .…478
( 1650 ) فَصْلٌ : وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُتْرَكَ فَوْقَ سَرِيرِ الْمَرْأَةِ شَيْءٌ مِنْ الْخَشَبِ أَوْ الْجَرِيدِ ,…478
وفي قواعد الأحكام :إنْ قِيلَ : مَا ضَابِطُ الْفِعْلِ الشَّاقِّ الَّذِي يُؤْجَرُ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا يُؤْجَرُ عَلَى الْخَفِيفِ ؟…478
الْمِثَالُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ : الصَّلَاةُ وَاجِبَةٌ عَلَى الْأَمْوَاتِ لِافْتِقَارِهِمْ إلَى رَفْعِ وَتَكْفِيرِ السَّيِّئَاتِ إلَّا الْأَطْفَالَ لَا يُدْعَى لَهُمْ بِتَكْفِيرِ السَّيِّئَاتِ …482(2/264)
وفي المجموع : قَالَ الْمُصَنِّفُ رحمه الله تعالى : ( وَمَنْ مَاتَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي جِهَادِ الْكُفَّارِ بِسَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ قِتَالِهِمْ قَبْلَ انْقِضَاءِ الْحَرْبِ فَهُوَ شَهِيدٌ لَا يُغَسَّلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ)…483
( الْخَامِسَةُ ) : مَنْ قَتَلَهُ قُطَّاعُ الطَّرِيقِ فِيهِ طَرِيقَانِ :…486
وَلَوْ دَخَلَ حَرْبِيٌّ دَارَ الْإِسْلَامِ فَقَتَلَ مُسْلِمًا اغْتِيَالًا فَوَجْهَانِ ,…487
وَلَوْ أَسَرَ الْكُفَّارُ مُسْلِمًا ثُمَّ قَتَلُوهُ صَبْرًا فَفِي كَوْنِهِ شَهِيدًا…487
( السَّابِعَةُ ) : لَوْ اُسْتُشْهِدَ جُنُبٌ فَوَجْهَانِ :…487
( الثَّامِنَةُ ) : قَالَ الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْحَابُ رحمهم الله يُنْزَعُ عَنْ الشَّهِيدِ مَا لَيْسَ مِنْ غَالِبِ لِبَاسِ النَّاسِ كَالْجُلُودِ وَالْفِرَاءِ وَالْخِفَافِ وَالدِّرْعِ وَالْبَيْضَةِ وَالْجُبَّةِ الْمَحْشُوَّةِ وَمَا أَشْبَهَهَا ,…488
( التَّاسِعَةُ ) : الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ لَمْ يَمُوتُوا بِسَبَبِ حَرْبِ الْكُفَّارِ كَالْمَبْطُونِ وَالْمَطْعُونِ وَالْغَرِيقِ وَصَاحِبِ الْهَدْمِ وَالْغَرِيبِ وَالْمَيِّتَةِ فِي الطَّلْقِ وَمَنْ قَتَلَهُ مُسْلِمٌ أَوْ ذِمِّيٌّ أَوْ مَاتَ فِي غَيْرِ حَالِ الْقِتَالِ وَشِبْهِهِمْ , فَهَؤُلَاءِ يُغَسَّلُونَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ بِلَا خِلَافٍ…489
( الْعَاشِرَةُ ) : فِي حِكْمَةِ تَرْكِ غُسْلِ الشَّهِيدِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ .…490
( فَرْعٌ ) ( فِي مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ فِي غُسْلِ الشَّهِيدِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ )…490
( فَرْعٌ ) الْمَقْتُولُ ظُلْمًا فِي الْبَلَدِ بِحَدِيدٍ أَوْ غَيْرِهِ , يُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ عِنْدَنَا ,…494
( فَرْعٌ ) إذَا انْكَشَفَتْ الْحَرْبُ عَنْ قَتِيلٍ مُسْلِمٍ لَمْ يُغَسَّلْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ عِنْدَنَا سَوَاءٌ كَانَ بِهِ أَثَرٌ أَمْ لَا…494(2/265)
( فَرْعٌ ) الْقَتِيلُ بِحَقٍّ فِي حَدِّ زِنًا أَوْ قِصَاصٍ يُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ عِنْدَنَا وَذَلِكَ وَاجِبٌ ,…495
( إحْدَاهَا ) : إذَا قَتَلْنَا تَارِكَ الصَّلَاةِ غُسِّلَ وَكُفِّنَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ وَرُفِعَ قَبْرُهُ كَغَيْرِهِ كَمَا يُفْعَلُ بِسَائِرِ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ .…496
وَأَمَّا قَاطِعُ الطَّرِيقِ فَيُبْنَى أَمْرُهُ عَلَى صِفَةِ قَتْلِهِ وَصَلْبِهِ , وَفِيهِ قَوْلَانِ :…496
( الثَّانِيَةُ ) : قَالَ صَاحِبُ الْبَحْرِ رحمه الله : لَوْ صُلِّيَ عَلَى الْأَمْوَاتِ الَّذِينَ مَاتُوا فِي يَوْمِهِ وَغُسِّلُوا فِي الْبَلَدِ الْفُلَانِيِّ وَلَا يُعْرَفُ عَدَدُهُمْ جَازَ…496
( الثَّالِثَةُ ) : تُكْرَهُ الصَّلَاةُ عَلَى الْجِنَازَةِ فِي الْمَقْبَرَةِ بَيْنَ الْقُبُورِ .…497
وفي أنوار البروق :( الْقَاعِدَةُ الثَّالِثَةُ ) التَّفْضِيلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَهُ مُثُلٌ ; أَحَدُهَا تَفْضِيلُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْكَافِرِ . ( وَثَانِيهَا )…497
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : لما سُئِلَ : عَنْ الْأَحْيَاءِ إذَا زَارُوا الْأَمْوَاتَ هَلْ يَعْلَمُونَ بِزِيَارَتِهِمْ ؟ وَهَلْ يَعْلَمُونَ بِالْمَيِّتِ إذَا مَاتَ مِنْ قَرَابَتِهِمْ , أَوْ غَيْرِهِ ؟…501
وَتَرْكُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غُسْلَ الشَّهِيدِ وَالصَّلَاةَ عَلَيْهِ يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْوُجُوبِ ,…502(2/266)
وفي السياسة الشرعية :الْفَصْلُ الثَّامِنُ جِهَادُ الْكُفَّارِ الْقِتَالُ الْفَاصِلُ الْعُقُوبَاتُ الَّتِي جَاءَتْ بِهَا الشَّرِيعَةُ لِمَنْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ نَوْعَانِ : أَحَدُهُمَا : عُقُوبَةُ الْمُقَدَّرِ عَلَيْهِ , مِنْ الْوَاحِدِ وَالْعَدَدِ كَمَا تَقَدَّمَ . وَالثَّانِي : عِقَابُ الطَّائِفَةِ الْمُمْتَنِعَةِ , كَاَلَّتِي لَا يُقْدَرُ عَلَيْهَا إلَّا بِقِتَالٍ فَاصِلٍ ,…504
وفي المدخل :ثُمَّ نَرْجِعُ إلَى ذِكْرِ بَعْضِ فَضِيلَةِ الْجِهَادِ .…507
فَصْلٌ فِي فَضْلِ الشَّهَادَةِ …514
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى الْمَيِّتِ فِي الْمَسْجِدِ مَكْرُوهَةٌ عَلَى مَذْهَبِ مَالِكٍ رحمه الله ,جَائِزَةٌ عَلَى مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ رحمه الله .…516
اعْلَمْ رَحِمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ أَنَّ النِّيَّةَ النَّافِعَةَ هِيَ أَنْ يَقْصِدَ الْمَرْءُ بِعَمَلِهِ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى سَوَاءٌ كَانَتْ النَّفْسُ تُحِبُّ ذَلِكَ وَتَشْتَهِيهِ أَوْ تَبْغَضُهُ وَتَقْلِيهِ …519
وفي فتاوى السبكي : ( سُؤَالٌ ) مِنْ الشَّيْخِ الصَّالِحِ فَرَجٍ الْمُقِيمِ بِقَرْيَةِ السَّاهِلِيَّةِ مِنْ الْغَوْرِ أَرْسَلَهُ إلَى الشَّيْخِ الْإِمَامِ فِي سَنَةِ الطَّاعُونِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ يَشْتَمِلُ عَلَى أَسْئِلَةٍ : السُّؤَالُ فِي الشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا حَقِيقَتُهَا .…523
إذَا عَرَفْت حَقِيقَةَ الشَّهَادَةِ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا أَسْبَابًا أَحَدُهَا :…528
الباب السادس – االفتاوى المعاصرة حول الشهيد…541
الموت في الحوادث يعتبر موت فجأة…542
الفرق بين شهيد المعركة وغيره من الشهداء…543
شروط الجهاد في سبيل الله و من يسقط عنهم الجهاد…544
هل يصلى على الشهيد صلاة الغائب ؟…548
العلة في الاستعاذة بالله من الهدم والغرق وأشباه ذلك…549(2/267)
ما يؤهل المؤمن للمكافأة بالحور العين…550
الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون…552
الميت بحادث سيارة هل يأخذ حكم الشهيد…553
لا ترابط بين الشهادة وعدم تغير الجثة…554
لا ارتباط بين الشهادة وبين تغير الجثة…555
كون أجساد الشهداء لا تتغير لم يرد به دليل…557
لا يقضي الله للمؤمن أمراً إلا كان خيراً له…558
شهداء ولكن ماتوا على فرشهم…559
يجوز قول فلان شهيد على طريق الإجمال…562
شهيد المعركة أكثر ثواباً من باقي أصناف الشهداء…564
الغريق شهيد…565
الأمر الذي لا يغفر للشهيد…566
حكم منحة لشهيد كتبت باسم أمه المتوفاة قبله…566
المعونات لأسر الشهداء...هبة أم ميراث…567
الشهيد قد يحفظ جسده وقد يبلى…568
الانتحار خوف الاغتصاب...رؤية شرعية…569
الشفاعة...معناها...ثبوتها...أنواعها…570
من مناقب سعد بن معاذ…571
النصوص صحيحة صريحة في شفاعة الشهيد يوم القيامة…573
الشهادة.. أنواعها والفروقات بينها…574
الميت بداء البطن من شهداء الآخرة…575
الشهادة في سبيل الله.. تعريفها..مراتبها..وثمراتها…576
عدة زوجة الشهيد…578
الشهيد لا يسأل في قبره…579
مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله…580
حكم ظهور المعتدة على شاشات التلفزة…582
الشهيد الذي يقتل في المعركة لا يغسل…583
كرامات الشهداء ومنزلتهم…584
لا يجزم بالشهادة لمن مات في حادث سيارة…586
جواز إطلاق لفظ الشهيد على سبيل الرجاء لا الجزم…588
الدعاء بالرحمة للشهيد وغيره مشروع…589
للشهيدة في الجنة نعيم مقيم…590
محاسبة الأنبياء والشهداء…592
لمن تكون الزوجة في الآخرة إذا تزوجت من أكثر من زوج…595
القائد الشهيد: نور الدين محمود زنكي…598
حكم الحج عن الشهيد…601
السقوط من سطح محجر…602
الميت اختناقا بسبب الحريق له أجر الشهيد…603
أرواح الشهداء وسائر الارواح…605
شفاعة الشهيد لأقاربه…606
من الأعمال التي تحرم فاعلها على النار…608
لا غضاضة على الفتاة أن تتزوج بعد استشهاد زوجها…609(2/268)
اختلاف الأحوال عند خروج روح المسلم…611
قسمة المنح التي تعطى لأسر الشهداء…612
المنح التي تعطى لأسر الشهداء هل تقسم على الورثة…614
من يتولى دفن الميت وتجهيزه…616
الشهيد الذي لا يغسل ولا يصلى عليه…618
منزلة الشهيد وحكم الانتفاع بالمنح التي تصرف لذوي الشهداء…620
من يستحق إطلاق الشهيد عليه…622
حكم تصرف الأم فيما يخص ولد الشهيد إلى ابنتها من الزوج الثاني…623
ماهية النعيم والعذاب في البرزخ…624
من أمارات حسن الخاتمة…626
ما تكفره الشهادة وما لا تكفره…629
المقتول ظلما هل له حكم الشهيد…630
هل يأخذ من مات بحادث سيارة حكم الشهيد…631
شهداء الآخرة.. وهل يغفر للغريق الدين…632
الشهيد تارك الصلاة ...…634
الحروب بين المسلمين ...…638
حكم تغسيل جريح المعركة إذا مات بعدها ...…641
صفة الشهيد…642
حكم إطلاق لفظة " الشهيد " على شخص معين…645
سؤال رقم 13762- هل يُغسل ويُكفن الشهيد ؟…645
شهادة من قتل دفاعاً عن نفسه…647
تغسيل الشهيد وتكفينه…648
من هو الشهيد؟…649
فضل شهيد المعركة على غيره…650
الذنوب التي تغفر بالشهادة…651
صلاة الغائب على الشيخ أحمد ياسين…657
علاقة الشهيد بمن يشفع لهم…660
الصلاة على الشهداء…661
هل يبلى جسد الشهيد في قبره؟…664
العمليات الاستشهادية سلاحنا الوحيد…666
العمليات الاستشهادية .. رؤية فقهية…667
لجنة الفتوى بالأزهر تجيز العمليات الاستشهادية للنساء…674
العمليات الاستشهادية المغزى والأبعاد…675
العمليات الاستشهادية في ميزان الشرع…680
حكم العمليات الاستشهاديّة…687
المراجع والمصادر…695(2/269)