بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة الشرعية للبرمجة اللغوية العصبية وغيرها من الوافدات
( الشياتسو ، اليوجا ، الريكي ، الدِّي أتش إي ، الماكروبيوتك ، الإيزوتيريك ، الفونغ شواي ... )
كتبه
سامي وديع عبد الفتاح القدومي
samiwadi@maktoob.com
حقوق الطبع محفوظة لدار الوضاح
عمان – الأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
لقد اشتُهر بين الناس في الآونة الأخيرة ما يسمّى بالبرمجة اللغوية العصبية . ووقف الناس في بداية أمرها موقف السائل المستفسر . فكما هو معلوم فإن الحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها أخذها . وبدأت الدورات تترى ، الدورة تلو أختها ، والمحاضرة تلو المحاضرة ، والجموع تنهال على الاكتشاف الجديد الذي يوصف بوصف الروعة والإبداع ، ويوصف بأنه مغيّر الحياة ومبرمجها نحو الأمام والسمو والعلو والنجاح .
وأخذ ناشرو هذه الأفكار يبشّرون الناس بالنجاح اللامحدود ، وبالطاقات الإنسانية الخارقة التي بوسع الإنسان أن يستخدمها ، وينادون بإيقاظ القوى الخفية في النفس الإنسانية ، وبالشخصية الليزرية ، والمغناطيسية ، وفن المذاكرة الإبداعي ، وفن التواصل مع الآخرين ، وينادون باستخدام تقنيات البرمجة اللغوية في التدريب ، وفي التربية والتعليم ، ويحفّزون الناس إلى فن الاستماع ؛ وتارة يسمونه فن إدارة الأذن ، وكذلك التحكم بالأحاسيس والمشاعر ، والتخطيط الاستراتيجي ، وكيف تكسب الأصدقاء ؟ وغير ذلك من جوانب الإرشاد النفسي الذي قد كنت من قارئيه ؛ بل من المشغوفين فيه ، فظننت أن البرمجة اللغوية العصبية فن يطوّر هذا الإرشاد ويضفي عليه روح العلم والتجريب ؛ ليخرج كثيراً من النصائح والإرشادات من حيز النظرية إلى حيز التجريب والتطبيق والتطوير ، فإذا به يحمل في جانبه الإرشادي مغالطات كبيرة ، منها ما هو خطأ في الاستنتاج ، ومنها ما هو خطأ في العقيدة وتعدٍّ على التوكل والأقدار الإلهية وغير ذلك .(1/1)
والأدهى والأمرّ في أن هذه البرمجة هي بوابة لعقائد شركية ذات أصول مختلفة ، كالهندوسية والطاوية والمهاريشية والريك و التشي كونغ واليوجا، والتاي شي شوان ، والماكروبيوتيك ، وغير ذلك ، وهذه الأصول الشركية المختلفة ارتمى الغرب الكافرُ في أحضانها يوم أن فقد الإحساس بالدين وروحانيته ؛ فأخذ يبحث ويبحث إلى أن بدأ يأخذ شيئاً فشيئاً من فلسفات الشرق وغيره .
وبعد أن لاقى هذا النمط الجديد من الكفر قَبولاً في الغرب - وذلك بعد أن أُلْبِس لباس العلم – تبع أبناء جلدتنا هذا الفكر الوافد حذو القُذة بالقُذة ، وحاولوا صبغه بصبغة العلم ، علماً بأن الدراسات الغربية العلمية الموضوعية نفت أن يكون هذا الفكر الوافد علماً ، وحاول بعضهم جاهداً أن يُأَسلِمَ هذا الفكر - أي : يجعله موافقاً للإسلام - متجاهلاً أصوله العقدية ؛ إما عن حسن قصد - وهذا هو الظن بهم - وإما عن غير ذلك وهذا في الصدور ؛ وهو في علم الله وليس من شأننا .
وهذا هو شأن أعدائنا يريدون دوماً أن يلبسوا علينا ديننا ، ويدخلوا إليه الانحرافات أنى استطاعوا ، فهم لا يريدون محاربة الإسلام جهراً في كل الأوقات ، فمرت جهراً ومرة احتيالاً وتدليساً .(1/2)
وهذا ما يحصل في أيامنا هذه من الدعوة المشبوهة الخداعة من أمثال ما يسمّنوه : العلاج بالطاقة ، أو باسم أخر ( الريكي ) . أو ما يسمّونه بتدريبات التأمل التجاوزي أو الرياضات الروحية التي حاول شياطين الأنس أن يلبسوها ثوباً عصرياً جديداً ، ليخدع برقه الكاذب العقول الضعيفة ؛ كأمثال دعوة ذلك الكافر ( المهاريشي ) ، حيث وجد له سوقاً رائجاً بين النصارى في الغرب ، ليُدخل إليهم خرافات الشرق الهندوسية بثوبٍ عصري ، ثم رأينا فضائياتنا - التي لا يراعي بعضها حق الله - تستضيف أمثال الملحدة الكافرة ( مريم نور ) ساعات طويلة على مدار أيام وأشهر ؛ لتدعو هذه الدجالة المشعوذة إلى المهاريشي وفلسفته ، ولتقول في حقه: إنه رجل طيب وصاحب علم حقيقي وعارفٌ بالله ، ولتدعو إلى فكر جماعة ( صن مون ) الكافرة التي لا تدين إلى الله بدين ،بل تدعو إلى توحيد الأديان . وما ذلك إلا محاولة منهم لإذابة الإسلام في أمشاج الخرافات الشرقية والشهوات الغربية. إنهم لا يريدون أن يدخلوا المسلمين إلى أديانهم بقدر ما يهدفون إلى إخراجهم من دينهم وتركهم بلا دين.
حدود البحث
لن أتطرق إلى الجوانب التفصيلية في العقائد والأفكار الوافدة إلا بما يتصل بالحكم الشرعي . وليس من مقاصد البحث مناقشة النظريات والإرشادات والنصائح والتجارب البعيدة عن الجانب الديني وإن كانت خطأ ؛ لأن لكل اختصاص أهل معرفة به .
وأدعو المرشدين الاجتماعيين والنفسيين والباحثين عامة أن يدرس كلٌّ في تخصصه البرمجةَ اللغوية دراسة علمية موضوعية .
وهذا بحث في الجانب العقدي للبرمجة اللغوية العصبية ، ومن هنا لا يلزم الدارسَ أن يتقن جميع تفاصيل هذا الفكر ، بل لا بد أن يكون مطلعاً على ما يتصل ببحثه فقط .(1/3)
كما لا يلزم الدارس الشرعي أن يعرف الإجراءات التفصيلية لعمليات التجميل حتى يُبين الحكم الشرعي ، بل يكفيه أن يعرف الجانب الذي يخصه لإصدار الفتوى ، فيعرف أن من عمليات التجميل ما واقعه لعب في خلق الله من إطالة أنف أو تقصيره أو غير ذلك ، وأن منها ما هو علاجي لبعض الذين حرقت النار أجسادهم ووجوههم أو تعرضوا لحوادث السيارات فأصيبوا بعاهات وتشوهات .
ومن هنا فلا يقال للدارس الشرعي لا بد أن تصبح طبيباً مختصاً بعمليات التجميل حتى تصدر الفتوى فيها ، ولا يُقال له: عليك العمل في البنوك الربوية حتى تصدر الفتوى بحرمة الربا ، ومن هنا أيضاً لا يقال للدارس الشرعي : لا بد أن تمارس الرياضات – العبادات – الهندوسية أو الطاوية أو المهاريشية أو الريكي أو غير ذلك حتى تحكم عليها . بل يكفي معرفة واقعها الشرعي .
ولم أكتفي بما هو مكتوب باللغة العربية ؛ لأن السواد الأعظم من الكاتبين في المواقع العربية على الإنترنت وفي الكتب المنشورة يدلّسون الحقيقة على بني جلدتهم ، ويلبسون الشرك ثوب الإيمان ، والشعوذة ثوب العلم .
ولأجل هذا لم أعتمد على ما كُتب باللغة العربية - فقط - بل قمت بالرجوع إلى مواقع الإنترنت الإنجليزية .
الضابط الشرعي لقبول الأفكار وردها .
الضابط الشرعي هو موافقة الكتاب والسنة .
قال سبحانه وتعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً ) [ سورة النساء :59] .
قال ابن كثير : " وقوله ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) قال مجاهد وغير واحد من السلف : أي إلى كتاب الله وسنة رسوله .
وهذا أمر من الله عز وجل بأن كل شيء تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه أن يرد التنازع في ذلك إلى الكتاب والسنة كما قال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) .(1/4)
فما حكم به الكتاب والسنة وشهدا له بالصحة فهو الحق ، وما بعد الحق إلا الضلال ، ولهذا قال تعالى ( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) أي الخصومات والجهالات إلى كتاب الله وسنة رسوله فتحاكموا إليهما فيما شجر بينكم ( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) فدل على أن من لم يتحاكم في محل النزاع إلى الكتاب والسنة ولا يرجع إليهما في ذلك فليس مؤمناً بالله ولا باليوم الآخر "(1).
" وبهذا يبقى المنهج الرباني مهيمناً على ما يطرأ على الحياة من المشكلات وأقضية كذلك ، أبد الدهر ، في حياة الأمة المسلمة .
وتمثل هذه القاعدة نظامها الأساسي الذي لا تكون مؤمنة إلا به ، ولا تكون مسلمة إلا بتحقيقه .
إذ هو يجعل الطاعة بشروطها تلك ، ورد المسائل التي تَجِدُّ وتختلف فيها وجهات النظر إلى الله ورسوله شرط الإيمان وحدّ الإسلام شرطاً واضحاً ونصاً صريحاً : ( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) ( ..... )
فرد الأمر كله إلى إفراد الله - سبحانه - بالألوهية ، ومن ثم إفراده بالحاكمية ، فهي أخص خصائص الألوهية ، وداخل هذا النطاق يبقى المسلم مسلماً ويبقى المؤمن مؤمناً ، ويطمع أن يغفر له ذنوبه ومنها كبائره ... أما خارج هذا النطاق فهو الشرك الذي لا يغفره الله أبداً .. إذ هو شرط الإيمان وحدّ الإسلام ( إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر )"(2).
والبرمجة اللغوية العصبية مما تنازع الناس فيه ، فما الحل ، وما الطريق لقبولها أو ردها ؟
__________
(1) تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ، دار الفيحاء ، دمشق ، ط2،ج1 ، ص689- 690 وانظر الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي ، دار الفكر ،ج5، ص226 .
(2) في ظلال القرآن ، لسيد قطب ،دار الشروق ، ج2 ، ص 687- 688 .(1/5)
إنه الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وفق القواعد الشرعية التي يعرفها أهل العلم دون غيرهم من المتعالِمِين أو أنصاف المثقفين ، الذين يرون كل ما يأتي من الغرب جميلاً ورائعاً ونافعاً ، ويقبلون الأشياء بناءً على ذوقهم وأهوائهم وليس بناءً على القواعد الشرعية ، بل قد يستشهد بعضهم ببعض النصوص الشرعية ويفهمها فهماً قاصراً ، وبعد ذلك يتصدر للفتوى .
وهنالك قسم اشتهروا بكونهم دعاة مصلحين ولكن بضاعتهم يالعلم الشرعي مزجاة ؛ فقسم منهم احترموا علمهم فلم يفتوا بغير علم ، وقسم منهم خاضوا غمار بحر لا يعرفون السباحة فيه فغرقوا ، بل وأغرقوا من تبعهم من الناس .
فعلى كل صاحب علم أن يحترم علمه ولا يُلقي بنفسه في مهاوٍ يُحتقر فيها بعد أن كان رفيعاً ، ويُسفَّه فيها بعد أن كان حليماً .
ومن الجدير بالذكر أن قليل العلم يضرّ صاحبَه أكثر من الجهل إذا لم يعرف المرء قدره .
المطلب الثاني : ما يسمى بعلم " الطاقة " وعلاقته بالرياضات الروحية الدخيلة .
1- تعريف " الطاقة" .
" انتشر في السنوات الأخيرة في العالم ومنه عالمنا الإسلامي مصطلح " الطاقة " بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها ، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أو الحركية أو الموجية ، وليس كذلك ما يعبر عنه بـ" الطاقة الحيوية الإنتاجية " أو" الطاقة الروحية " التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك .(1/6)
إن الطاقة المرادة هي " الطاقة الكونية " حسب المفاهيم الفلسفية والعقائد الشرقية ، وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون ، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن " الكلي الواحد " الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود ، ولها نفس قوته وتأثيره ؛ لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق ( لا مرأى ، ولا شكل له ، وليس له بداية ، وليس له نهاية ) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام ، وهذه هي عقيدة وحدة الوجود بتلوّناتها المختلفة: العقل الكلي ، الوعي الكامل ، الين واليانج .
أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ومنهم المسلمون فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله ، فيدّعون أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا ، ومنهجنا في الحياة !!
وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة ، وإنما يدّعى قياسها بواسطة "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية ، وبعضهم يستخدم " كاميرا كيرليان " التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير " الثيرموني " ، أو تصوير شرارة " الكورونا " ، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ، ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات " الطاقة الكونية " في الجسد !! في محاولة منهم لجعل " الطاقة الكونية " شيئاً يقاس كالطاقة الفيزيائية ؛ لتلبس لبوس العلم ، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس .(1/7)
ومن ثم فهذه الطاقة المسماة " الطاقة الكونية " لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون ، فليست هي الطاقة التي يعرفون ، ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين ، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى الهمّة أو الإيمانيات العالية ونحوه ، إذ كلا الطاقتين لا علاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل " الطاقة الكونية " ، وهي عقائد أديان الشرق وبخاصة الصين والهند والتبت وهي ما يروج له حكماؤهم الروحانيون وطواغيتهم قديماً وحديثاً .
وتسمّى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة ، وتمرين الاستمداد ؛ فهي طاقة " التشي" ، وطاقة " الكي " ، وتسمى " البرانا " و" مانا " .
ويزعم مروجوها من المسلمين - جهلا أو تلبيساً - : ( أنها المقصودة بمصطلح " البركة " عند المسلمين !! فهي التي تسيّر الأمور بسلاسة ، ويستشعرها المسلم في وقته وصحته وروحانيته ) .
وتعجب عندما ترى هؤلاء المروجين يؤكدون أنها " بركة " ليست خاصة بدين معين ، ولا تختص بالمسلمين دون غيرهم ، بل إن حظ " المستنيرين " من أهل ديانات الشرق منها أكبر بكثير من أكثر المسلمين اليوم لغفلة المسلمين عن " جهاز الطاقة " في " الجسم الأثيري " ، وعدم اهتمامهم بـ" شكراته ومساراته " !!
وتنقسم " الطاقة الكونية " إلى طاقة إيجابية وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها ، وطاقة سلبية وهي الموجودة في الكره والخوف والحروب ونحوها ؛ لذا يطالب معتنقوها بمن فيهم من المسلمين بتصفية النفوس والعالم من (الطاقات السلبية ) ، أي لابد من القضاء على الكره والخوف من قلوب العالمين!!! والقضاء على مسبباتها من النقد والجدال والحروب !! والأمر لدى المسلم في غاية الوضوح - بفضل الله الذي تكفل بحفظ الدين ، فتربت الأمة على نصوص الوحيين - فلا يمكن أن يقوم إيمان إذا انتهت هذه العواطف الإيمانية من قلوب المؤمنين ....(1/8)
وكيف تقوم العقيدة بلا ولاء وبراء ، وكيف ترفع راية " لا إله إلا الله " بلا جهاد ؟! وكيف تتحقق الخيرية في الأمة بلا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر ؟!
وقد سمى الشيخ " محمد قطب " هذه المشاعر في كتابه " منهج التربية الإسلامية " : الخطوط المتقابلة في النفس البشرية ، وأكد بفكره النيّر ، وفهمه لنصوص الوحيين أنه لابد من تربية هذه " الخطوط المتقابلة " بصورة متوازنة بما أسماه التربية بتفريغ الطاقة ، فلابد أن يحافظ على الحب في النفس نابضاً محركاً ، ولابد من تفريغه في حب الله ورسوله والمؤمنين ، وحب الطاعات . كما يجب أن يحافظ على الكره والبغض ويفرغ في اتجاه المعاصي وأعداء الله من المشركين ، ولابد من حرب على الذين يحادون الله ورسوله - وفق الأحكام المفصّلة في مظانها - وإلا لما قام الإيمان ولا تم الإسلام .
ومن المؤسف أن ينخدع بفكر " الطاقة الكونية " فئام من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ، بل ويتصدون لنشر تطبيقاته في المجتمع المسلم وهذه البلاد الطيبة. مما ينذر بعودة الوثنية والقضاء على عقيدة الولاء والبراء تدريجياً "(1).
وفي لقاء بتاريخ يوافق 12 / 4 / 2001 م ، عبر قناة الجزيرة أجرى مقدم البرامج المعروف : أحمد منصور لقاءً مع امرأة اسمها : مها نمور . وعرّفها قائلاً : أبرز المتخصصات في العلاج بالطاقة ، وهي السيدة مها نمور ( أستاذة وأخصائية العلاج بالطاقة ) .
ودار بينهما حوار حول مفهوم الطاقة أذكر منه التالي :
__________
(1) - في مقال بعنوان " علم الطاقة الباطني " د . فوز بنت عبد اللطيف كردي
أستاذة العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة بكلية التربية للبنات
http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm(1/9)
"أحمد منصور : .... ويعتبر الريكي أو العلاج بالطاقة الداخلية للبدن واحداً من أقدم و سائل العلاج الطبية اليابانية . وكلمة ريكي هي كلمة يابانية تتكون من مقطعين ، وتعني الطاقة الكونية الشاملة ، أما كي فهي تعني قوة وطاقة الحياة الأساسية والنبض والذبذبات في كل الأشياء الحية..........
بدايةً ما هو الريكي، أو علم العلاج بالطاقة الداخلية للبدن ؟
مها نمور:
اسم ريكي مثل ما بيَّن على الشاشة بيعني الطاقة الكونية و" كي " الطاقة كمان فينا نسميها " شي " وبيسموها الهنود " البرانا "، يعني هي الطاقة الداخلة بالجسم ، طاقة الإنسان ، أول ما يخلق الإنسان كأنه ربنا بيعطيه هدية هي هايدي الطاقة اللي بيعيش فيها ، وهي اللي بتخلي كل جسمه يشتغل بالتوازن ، أي خلل بالجسم بيكون ناتج عن خلل بالطاقة ..
أحمد منصور [ مقاطعاً ] :
أين توجد هذه الطاقة ؟
مها نمور :
توجد الطاقة بكل العالم ، كل الأشياء اللي بتتنفس فيها طاقة ، الأرض .
أحمد منصور [ مقاطعا ً] :
كل شيء حي فيه طاقة ؟
مها نمور [ مستأنفة ] :
الأرض مثلاً فيها طاقة، كيف ما لهيك بيسموها الأرض الأم، هي اللي بتعطينا الطاقة النابعة من الأرض ، وبتطلع بالرجلين للجسم ، الطاقة موجودة بالكون ، نحن عايشين ببحر من طاقة ، يعني كيف السمك يعيش ببحر نحن عايشين ببحر هدا الجو كله اللي نحن عايشين فيه مش بس أوكسجين وهواء ، هدا فيه " برانا " ، فيه طاقة اللي هي بفضلها بيمشي الأوكسجين بالجسم ، بيمشي كل الدورات بالجسم ، بيعيش العظم ما فيه شيء مسكِّر بالجسم ، حتى العظم إله أنسجة ، محل ما فيه شيء عم يتنفس حتى بالجسم هو فيه طاقة ، بكل الحيوانات ، بكل الأعشاب ، بكل الأرض ، كل الأشياء "(1).
__________
(1) - http://www.aljazeera.net/programs/no_limits/articles/2001/4/4-12(1/10)
ومما سبق يتبين أن الطاقة هي عبارة عن طاقة كونية منتشرة في الكون ، وهي موجودة عند الهندوس باسم " البرانا " ، وأما عند اليابانيين فهي تسمى" بالريكي " ، وبفضل هذه الطاقة يسري الأوكسجين بالجسم . انتهى كلام مها نمور
ولنتابع بعض مقاطع هذا الحوار الذي يبين مفهوم الطاقة في الفلسفة اليابانية بل عند الهنود أيضاً ، وكما سيتضح لاحقاً فإن هذا التفسير للطاقة ينطبق على فلسفات الشرق عموماً ، بل وبعض فلسفات الغرب أيضاً . لنتابع :
" أحمد منصور :
الآن بالنسبة لمفهوم الشكرة فيه نقطة أساسية حضرتك أشرتي ليها الآن وهو أن الإنسان جزء من هذا الكون ، وأن انفصام الإنسان عن أي شيء في هذا الكون ممكن أن يسبب له آلام ، معنى ذلك إن الأرض اللي الإنسان خُلق منها هي جزء لابد أن يتواصل معها ، وكذلك الشمس ، وكذلك النجوم ، وكذلك كل ما في الكون من أشياء طالما أن الإنسان هو جزء من هذا الكون ، هذا الكون مسخر أيضاً لما فيه من طاقة لكي يمتزج بالإنسان ؟
مها نمور:
الإنسان إذا بدنا نوصفه بالضبط ، بالضبط بالعلوم الشرقية شو هو بيطلع Energy(1)هايدي الـ Energy بتعمل وحدة من الـ Energy الموجودة فيه عدة أنواع Energy بأشكال متعددة ، الإنسان نوع منها ، كلمة مثلاً Malady اللي هي مرض باللاتيني معناته maladies إذن بتقسمها ( ma- la- –dy) maladies
هي الانفصال عن الإله، يعني عن الكون، الكون كله يُعتبر ربنا اللي عاطينا ها الهدية ، مجرد الانفصال عن هدا الكون مات الإنسان، لحتى يرجع يعيد إحياء ، أو عضو معين ، أو دورة معينة ترجع تمشي بالتوازن اللي لازم تمشي عليه ليرجع يعيد إحياء توازنه الداخلي "(2).
__________
(1) أي : طاقة
(2) . المرجع السابق(1/11)
ومن النص الواضح يتبين أن عقيدة الطاقة هي عقيدة وحدة الوجود الكفرية - والتي سيتم تعريفها وتوضيح علاقتهما ببعضهما - حيث قالت هذه الخبيرة : " هي الانفصال عن الإله، يعني عن الكون، الكون كله يعتبر ربنا اللي عاطينا ها الهدية " ، ويتبين زعمهم بأن هذه الطاقة المزعومة تعالج الأمراض البدنية والنفسية .
وكذلك الشامانية(1)يقولون بنفس قول أهل الريكي في سبب الأمراض ؛ والشامانية : طقوس سحرية تتصل مع الأرواح السفلية " الجن " . وهي ديانة لشعوب وسط آسيا وشمالها ، وأساس الشامانية هو ضرورة الاتصال بالعالم غير المرئي . ويسمى الكاهن ( الشامان chaman ) عند بعض القبائل ، وبعضهم يسمونه ( أويون ) ، وبعضهم يطلق عليه ( كان أوجان ) ، والأسكيمو يسمونه ( أنجاكوك) ، وديانة الأسكيمو تقوم على نفس الفكرة .
وجاء في مقال بعنوان : ( healing with energy medicine , shamanism, and nlp ) أن بين البشر وبين قوى الطبيعة علاقة ، وأي انقطاع لهذه العلاقة هو المسؤول عن الكثير من الأمراض العقلية والعاطفية والاضطرابات النفسية والأمراض الجسدية(2).
ويدلِّس بعض المسلمين - إما جهلاً أو عن سوء نية ، ونغلّب الأول – على المسلمين حقيقة فلسفة الطاقة ، ويحاول أن يضفي عليها الصبغة العلمية ، زاعماً أنها طاقة تشبه الطاقة الفيزيائية،وأنها غير الطاقة الخرافية الشركية الشرقية ، فانظروا ماذا يقولون محاولين التقريب بين الإسلام والعقائد الوثنية :
" ما المقصود بالعلاج بالطاقة ؟ و كي نصحح لهذا النوع من العلاج النظرة إليه .
__________
(1) - انظر تاريخ الأديان وفلسفتها ، طه الهاشمي ، دار مكتبة الحياة ،بيروت ،ص 358-364.
(2) - www.nlpco.com(1/12)
العلاج بالطاقة شكل من أشكال العلاجات التكميلية و التي يصل عددها إلى أكثر من 80 شكلاً ، و طريقة و المعالج بهذه الطريقة يعتمد على إيصال الطاقة التي أوجدها الله(1)في الكون من حولنا إلى جسم المريض عبر مسارات الطاقة .. و عند توازن الطاقة بالجسم يتحقق الشفاء بإذن الله "(2).
كلام أهل ديننا المدلِّسين هو نفس كلام الوثنيين ، فهناك طاقة ، ولهذه الطاقة مسارات ، ويتم العلاج عن طريق دخول الطاقة في الجسم عن طريق الشكرات ولكنهم يحاولون أسلمت الكفر ، ظانين أن مجرد عزو الشفاء إلى الله هو أسلمة لعقائد أهل الأوثان وعباداتهم .
وسأنقل كلاماً آخر للمسلمين المدلِّسين في بيان معنى الريكي ، لترى الفرق بين الحق والتدليس .
قالوا عن الريكي : " هو بالأصل كلمة يابانية تتكون من مقطعين: "ري" و تعني الطاقة الكونية " كي" و تعني قوة و طاقة الحياة ، ويعتبر الريكي جزء من العلاج البديل أو الطب غير التقليدي ، و يعمل به لإزالة التوتر و الحصول على الاسترخاء و الإسراع في شفاء النفس و الجسد ، و هو طب شرقي ( صيني ياباني ) عرف منذ أكثر من 4000 عام ، و أعيد اكتشافه قبل 100 عام .
و يتميز الطب الشرقي الآسيوي بأنه يتعامل مع الأبعاد الثلاثة للإنسان العقل و الجسم و النفس فيعمل على توازنهم ، بينما الطب الغربي الأوروبي يتعامل مع الجسد فقط .
و ازداد انتشار هذا العلم في أوروبا و أمريكا في بداية التسعينات ، و هناك أكثر من مئة ألف ممارس للريكي في أمريكا ، و آخر الإحصائيات تدل على أن أكثر من 50% " أي نصف" هذه الشعوب تعالج بواسطته اليوم حسب آخر الإحصائيات ، و كما أن أعداد الممارسين لهذا العلاج تتزايد يومياً بعد يوم ؛ لأنه في الحقيقة علم ممتع و علاج مثير للغاية .
__________
(1) - رغم بأن أهل الطاقة الأصليين قد عرفوا الطاقة بأنها الإله ، كما مر سابقاً .
(2) www. arnlp.com(1/13)
لذا يعتبر الريكي طريقة علاج عجيبة للتقليل من الضغوط الانفعالية للنفس والجسد ، و يساعد على الاسترخاء ، كما و أنه يساعد الشخص بأن يكون مصدر غير محدود من " طاقة قوة الحياة " لتحسين الصحة ، و لتعزيز جودة الحياة .
وطرق تعليم الريكي في غاية البساطة ، و لكن لا يتم تعليمه بنفس الحس التعليمي العادي، و إنما ينقل للمتعلم من المدرس الممارس المتمكن من هذا العلم ، و استخدام الريكي لا يعتمد على قدرات خارقة لدى الشخص المتعلم ، لذلك هو متوفر للجميع .
و المعالجة بالريكي تعطي إحساساً جميلاً بإشعاع منتشر داخل الجسم . فالريكي قادر على معالجة الشخص ككل من ناحية الجسم ، و العواطف ، و الذهن ، كما و يعالج الطاقة الكونية ، و ينشأ العديد من التأثيرات المفيدة بما فيها الاسترخاء، و الإحساس بالسلام الداخلي ، الإحساس بالأمان ، و الصحة العامة .
لقد تم التوصل إلى الكثير من النتائج الإيجابية لهذا العلاج ، لذا يعتبر الريكي طريقة بسيطة، طبيعية و آمنة للعلاج بالطاقة الكونية ، والذي يمكن لأي شخص أن يستخدمه أو يتعلمه .
ولكن هذا العلم له أصوله وقوانينه ومقاييسه المتطورة ، فهو ليس دجلاً أو خرافات ، فالإنسان كما يقال (عدو ما يجهل ) "(1).
إذن ؛ فهم يحاولون أن يصوروا أن الريكي هو مصدر الصحة والسعادة ، وأنه يعطي إحساساً جميلاً بإشعاع منتشر داخل الجسم ، وأنه قادر على معالجة الشخص ككل من ناحية الجسم ، و العواطف، و الذهن، وأنه ينشئ العديد من التأثيرات المفيدة كالاسترخاء ، و الإحساس بالسلام الداخلي ، و الإحساس بالأمان ، و الصحة العامة . وكل هذه العبارات الرنانة المزخرفة البراقة لا تخفي حقيقة فكرة الطاقة الوثنية .
__________
(1) http://www.almotmaiz.net/club/mkal/5.htm(1/14)
وقد قرأت في جريدة إعلامية إعلاناً عن مجلة وضعت على الغلاف عنواناً يدعو القارئ إلى التعرف على ما يهمه من العلاج بالطاقة الحيوية ، وجاء في أحد الإعلانات ما يلي : الريكي نمط علاج شرقي قائم على مبدأ تنسيق وتنظيف حقول الطاقة المحيطة بالجسد وإعادة شحنها بطاقات إيجابية من خلال أساليب علمية بحتة ، ونتشرف بدعوتكم لحضور الأمسيات التالية : مداخل الطاقة ( الشكرات ) والطاقات اللامحدودة للاوعي(1).
وكل ذلك يفعله بنو جلدتنا إمعاناً في ترويج العقائد الوثنية . فالله المستعان .
وسيأتي بيان اتصال فلسفة الطاقة بفلسفة الحلول والاتحاد وفلسفة الإشراق .
2- تعريف " الشكرات " .
" هذه الفلسفات بأصولها الشرقية والإغريقية الدينية القديمة وتطبيقاتها الشرقية والغربية الحديثة تعتمد على إثبات ما يسمونه بالجسم الأثيري ، وهو كما يزعمون أحد الأجسام وفق نظريتهم في الأجسام السبعة ، وفيه تقع منافذ الاتصال بالطاقة الكونية وتسمى هذه المنافذ " الشكرات " ( Chakras )التي تكوّن مع " الناديات " مسارات الطاقة ما يسمى بجهاز الطاقة في الجسم الأثيري لكل إنسان .
وهذه " الشكرات " هي بؤرة طاقة الحياة لدينا ؛ حيث تمثل ممراً لدخول وحركة طاقات أجسامنا البدنية والعاطفية والعقلية والروحية ، ومن خلال الناديات - ( مسارات الطاقة ) الموزعة على سائر الجسم الأثيري بصورة مطابقة تقريباً لتوزيع الأعصاب في الجهاز العصبي في الجسم البدني - يتم تدفق الطاقة الكونية إلى سائر أعضاء الجسم .
__________
(1) - الوسيط / العدد 251 ، ص66 . وانظر الوسيط بتاريخ 27/8/2005م .(1/15)
ويتكون نظام الشكرات – بزعمهم - لدى كل إنسان من سبع شكرات رئيسة هي مراكز للطاقة مرتبة على طول قناة الكونداليني (Kundalini) التي تمتد من قمة الرأس إلى نهاية العمود الفقري أو العصعص . وكل " شكرة " أشبة ما تكون بمكان التقاء قمع طاقة حلزوني دوار بالجسم الطبيعي ( الجسد أو البدن ) ، ولهذه الطاقة خواص منها تنشيط المساحة المحيطة بها ووظائف أخرى محددة لصحة الأعضاء الرئيسة في الجسم والحالات النفسية العامة .
ولكل "شكرة " إله خاص بها ذكر أو أنثى (صنم أو طاغوت ) ، ولون خاص ، ونوع من الأحجار الكريمة ، ونوع من الروائح ، ونوع خاص من المانترا ( كلمة معينة واحدة تردد نحو : سونج ...سونج ، أو أوم ...أوم .. ) كما أن لها خصائص أخرى إذا ما عرفها كل إنسان وراعاها أمكنه الوصول للسمو والنرفانا والنجاة بعد الممات من جولان الروح والاتحاد بالكلي الواحد ! "(1).
ويقولون أيضاً : إن في الإنسان ( 12 ) مسار ، وأن كل مسارين لهما حركة معينة ؛ فحركةٌ يوسّع فيها الفرد بين رجليه ويرفع يديه ؛ مكوّناً حرف A ، يقولون : إن هذا التمرين لمسار الرأتين و القولون ، وأن الطاقة تدخل عن طريق ( المريديان ) وهي كلمة سنسكريتية معناها : النهر والشلال ، ويذكرون تمريناً آخر لمسار المعدة والطحال ، وتمرناً آخر لمسار القلب والأمعاء الدقيقة ، وتمريناً آخر للكلى والمسالك والظهر وعرق النِّسا ، وآخر للكبد والمرارة .
ويقولون : إن هذه الحركات بحاجة إلى التأمل ، وكلما شعرت بالكهرباء في الجسم والألم ، فإن هذا يدل على أنك تقوم بشكل صحيح ، وعليك القيام بكل حركة لمدة دقيقتين - ولو تألمّت – حتى تفتح المسار المغلق(2).
__________
(1) - من مقال للدكتورة فوز بنت عبد اللطيف كردي
http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm
(2) - قناة المستقبل ، برنامج يوميات( جسمك بيتك ) ،لقاء مع مها نمّور ، الثلاثاء 13 / 7 / 2004م.(1/16)
والشكرات هي منافذ للطاقة – المزعومة - وتدخل الطاقة إلى الجسم عن طريقها ، وبعد الدخول عن طريق الشكرات تسير الطاقة في الجسم وفق مسارات الطاقة .
أذكر طرفاً من مقابلة أحمد منصور مع مها نمور لتوضيح معنى الطاقة وعلاقتها بالشكرات .
" مها نمور:
بالطاقة، بالشكرة اللي هي كتير بتاخد Energy لتغذي منطقة معينة وتعطي القوة للغدد ياللي بينوجدوا بهاي المنطقة .
أحمد منصور :
كيف نظر الطب الشرقي إلى جسم الإنسان ؟
مها نمور :
بينظر له إنه بيعمل وحدة من الكون ، كل انفصال عن هذا الكون بيسبب أوجاع ، أول شيء بيسبب أتلخبط بالـ Energy بعدين بيسبب الإحساس بالـ.. مثل ما بيقول.. بيقول حدا : أنا مزعوج حاسس حالي مش منيح ، هذا بيكون بلَّش الطاقة بتعطي إشارات إنه هي بلَّش عدم التوازن يحصل ، بعدين بيصير أوجاع ، تشنجات ، إذا سكتنا عنه وأغلب الناس بيفتكروا إن تحمل المرض هدا حسنة ، هو بيكون عم يتضاعف شويه شويه ، شويه شويه ، لحتى وقت تسكّر الطاقة بهالمكان بيسبب الأمراض ، الأمراض الأوقات بتكون مستعصية .
أحمد منصور:
قُلتي لي الشكرات كأجزاء أساسية في جسم الإنسان، ما هو مفهوم الشكرة وعلاقاتها بالطاقة؟
مها نمور:
الشكرة Pardon، الشكرة جاية من لغة سنسكريتية، وبتعني دولاب.. الشكرة كل الشكرة
أحمد منصور:
نعم، العجلة الدائرية .
مها نمور:
آه، بتشتغل بشكل دولاب ، لأنه الـ Energy كمان بتشتغل بشكل مثل موج البحر مثلاً ، مثل الكواكب .
أحمد منصور:
أين موقعها في جسم الإنسان ؟
مها نمور:
فيه سبع نقاط شكرة هن اللي وظيفتهن إنه مقسمين هن الجسم على سبع شكرة، وكل شكرة بتحكم منطقته مثل ما قلت لحتى تغذيها بالـ Energy.
............(1/17)
الإنسان إذا بدنا نوصفه بالضبط، بالضبط بالعلوم الشرقية شو هو بيطلع Energy هايدي الـ Energy بتعمل وحدة من الـ Energy الموجودة فيه عدة أنواع Energy بأشكال متعددة، الإنسان نوع منها، كلمة مثلاً Malady اللي هي مرض باللاتيني معناته maladies إذن بتقسمها
ma-la-dy (maladies ) هي الانفصال عن الإله، يعني عن الكون ، الكون كله يُعتبر ربنا اللي عاطينا ها الهدية، مجرد الانفصال عن هدا الكون مات الإنسان، لحتى يرجع يعيد إحياء، أو عضو معين، أو دورة معينة ترجع تمشي بالتوازن اللي لازم تمشي عليه ليرجع يعيد إحياء توازنه الداخلي "(1).
ويفهم من النص السابق ما يلي :
1- معنى الشكرة هو : الدولاب .
2- الشكرة – في الطب الشرقي المنبثق عن العقائد الشرقية الشركية – هي منافذ لدخول الطاقة .
3- الطاقة تسير مثل موج البحر وتدخل البدن عن طريق الشكرات ثم تدور الشكرات مثل الدولاب
4- أي انفصال عن الكون - الذي هو الإله في نظرهم كما سبق آنفاً - يسبب الأوجاع والأمراض .
والشكرات - أيضاً - خرافة موجودة في أنظمة اليوجا الهندوسية(2).
3- حقيقة ما يسمّى بـ " الجسم الأثيري " .
__________
(1) http://www.aljazeera.net/programs/no_limits/articles/2001/4/4-12-1.htm
(2) The Human Design System:
The Mechanics of the Tao
by Richard Rudd
.www.positivehealth.com(1/18)
يزعم أصحاب العقائد الوثنية ومن تبعهم من أبناء جلدتنا أن الإنسان محاط بقوى إشعاعية حامية له من الإشعاعات الضارة ، وهذه القوى الإشعاعية تختلف في قوتها وطول مداها ولونها وَفق اختلاف الأشخاص وحالتهم النفسية وكذلك حالتهم الصحية ؛ فالغضبان مثلاً يكون لون هالته أحمر ، والخداع الحسود يكون لون هالته أخضر ، ويكون لون هالة العاقل الذكي أصفر ، أما المحب الودود فلون هالته هو اللون الوردي ،وأما المتدين المتعبد فلون هالته أزرق أو بنفسجي . ولكل شخص ثلاث هالات الأولى: قريبة من الجسم ملاصقة به ، والثانية: أبعد قليلاً والثالثة: أكثر بُعداً .
ويزعمون أن لكل إنسان في لحظة ميلاده جسمين ؛ مادي ( أرضي ) ، وأثيري . أما الجسم المادي فهو الجسد الظاهر المرئي ، وأما الأثيري فهو اللطيف الشفاف ، وهو مطابق تماماً للجسم المادي ولا يراه عامة الناس إلا الموهوبون هبات روحية(1).
__________
(1) - الروحية الحديثة: حركة هدامة ومغرضة مبنية على الشعوذة . تدعي استحضار أرواح الموتى بأساليب علمية ، وتهدف إلى التشكيك في الأديان والعقائد وتبشر بدين جديد ، وتلبس لكل حاجة لباسها ،وظهرت في بداية هذا القرن في أمريكيا ، ومن ورائها اليهود ثم انتشرت في العالمين العربي والإسلامي.ويدّعون أنهم يستطيعون التقاط صور لهذه الرواح بالأشعة تحت الحمراء ، ويحاولون إضفاء الجانب العلمي على عملهم وهو في الواقع لا يخرج عن كونه شعوذة وخداعاً وتأثيراً مغناطيسياً على الحاضرين ، واتصالاً بالجن .(1/19)
ويزعمون أن الجسم الأثيري ليس هو الروح بل الحامل للروح والنفس و العقل ويقول الأمريكي ( كارلوس كاستا نيدا ) صاحب المؤلفات الأكاديمية العديدة في موضوع السحر : إن ( دون جوان ) – وهو أستاذه - يرى الناس على هيئة أجسام بيضاوية بيضاء ، ويرى وهو يجلس في محطة الأتوبيس الناس يروحون ويغدون على هيئة أجسام بيضاوية ، وعندما يرى شخصاً من غير الهالة المحيطة به أي كما نرى نحن بعضناً بعضاً فإن ( دون جوان ) يعرف أن هذا الشخص غير عادي .
وزعموا أن طريقة التصوير ( الثرموغرافي ) تستخدم في تصوير الهالة ، علماً بأن طريقة التصوير هذه طريقة تصوير للإشعاع الحراري على هيئة ألوان ، وهذا التصوير يستخدم في تصوير بعض أنواع الأورام والالتهابات المفصلية ؛ لأنه يميز المنطقة الملتهبة بارتفاع حرارتها فيصورها بلون مختلف.
ويربط القائلون بالجسم الأثيري بينه وبين الطاقة الكونية المزعومة والتي يسمونها :" طاقة الحياة " أو " طاقة الوعي " أو غير ذلك كما مر آنفاً(1).
ويعرِّفون الجسم الأثيري بأنه : جسم غير مادي مضيء يحيط بالجسم المادي ،ويخبرنا كيف نعيش ؟ وكيف نشفى ؟ وكيف يمكن أن نموت ؟ ويخبرنا كم سيكون عمرنا ؟
ويزعمون أن سبب رجوع المرض إلى الإنسان هو عدم معالجة الجسم الأثيري بالطاقة والاكتفاء بمعالجة الجسم المادي بالأدوية(2).
ويتضح من هذا أن الجسم الأثيري نوع من الشعوذة والكهانة ؛ وإلا فهل يعلم الآجال إلا الله
__________
(1) انظر موسوعة الظواهر الخارقة ، أحمد توفيق حجازي ، دار أسامة ، الأردن ، ط1 ، ص17- 23 ، ص194 – 197 . وهي مليئة بالخرافات والطامات والأوابد .
وانظر ( هل تعرف لون هالتك ) هند خليفات ، جريدة الرأي الأردنية ، العدد ( 12687) ، ملحق الشباب ص 11 .
(2) انظر (Healing with energy medicine . Shamanism and nlp )by kris hallbom .
www.nlpco.com.(1/20)
وهم بذلك يحاولون أن يضفوا على الشعوذة صبغة العلم دجلاً وتدليساً، فإن كاميرا ( كيرليان ) إنما تصور التفريغ الكهربائي للجسم ، ويتأثر هذا التفريغ الكهربائي برطوبة الجسم ودرجة الحرارة والتعرق وغير ذلك(1).
4- الفوائد المزعومة " للطاقة " .
يزعم المروجون لهذه الكذبة المنبثقة عن الخرافات الشرقية أن الطاقة تحمي من الأمراض وتعالجها ، ولا يقولون أن عملهم يقتصر على معالجة أمراض البدن وحدها ، بل تعالج الأمراض النفسية ، بل وزيادة على ذلك تمنح الإنسان قوة كامنة فوق القوة الطبيعية لينطلق بها على ظهر هذه البسيطة ، ويعبر الحياة بثقة واطمئنان سالماً في بدنه ، سليماً في روحه .
وفي اللقاء الثاني الذي أجراه مذيع الجزيرة أحمد منصور مع خبيرة العلاج بالطاقة بتاريخ 19/4/2001 المنشور على موقع الجزيرة ، أن هذه الخبيرة تدعي أن هذه الطاقة هي العلاج الحقيقي ، وهي الحماية الأكيدة من الأمراض النفسية والجسدية ، رغم أنها سبق في الحلقة الأولى وأن ذكرت – كما ورد آنفاً - أن هذه الطاقة هي ذات الإله ، والإله هو الكون ، وأن الاتصال مع الكون يعني الاتصال مع الله ، وأن الاتصال مع الله يكون عبر أخذ الطاقة من الكون عن طريق منافذ الطاقة التي سمّتها بالشكرات . والغريب في الأمر أنها تزعم أنها شفاءٌ للقلب والرئتين وجميع أجهزة الجسم والغدد .
__________
(1) ا- نظر المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها للدكتورة فوز بنت عبد اللطيف .
www.nlpaf.com(1/21)
ولقد جاء في إعلان في أحد الصحف الإعلانية ما يلي : " لحل جميع المشاكل بالطاقة والطب الصيني البديل : ( الصرع والجنون والشحنات الزائدة بالدماغ ،ونقص الأكسجين عند الولادة وما ينتج عنها ، مشاكل الإنجاب ، تنظيف الرئتين تماماً من أثر التدخين ، وتقوية عضلة القلب وإزالة ترسبات الكوليسترول والدهنيات من الدم ، وهشاشة العظام ) الحل جذري والنتيجة مضمونة وسريعة "(1)
بل ويزعمون أن العمل على تحسين مستوى الطاقة في الجسم هو العلاج ، وقد جاء في مقال منشور على الإنترنت بعنوان : Shiatsu yoga and breath أن سبب الألم الحاصل - مثلاً - في الكتف الأيمن هو تكتل وتجمع الطاقة في هذا المكان ، وهذا يعني أن الطاقة في الكتف الأيسر ضئيلة ، وعلى المعالج معالجة الكتف الأيسر بتحسين مستوى الطاقة فيه ؛ لأجل شفاء الكتف الأيمن ، والعامل الأساس في هذا كله هو الطاقة(2).
وجاء في مقال بعنوان : ( healing with energy medicine , shamanism, and nlp ) أن سبب رجوع المرض هو عدم معالجة الجسم الأثيري بالطاقة ، والاكتفاء بمعالجة الجسم المادي بالأدوية ، والجسم الأثيري هو جسم نوراني يحيط بالجسم المادي ، وهذا الجسم الأثيري يخبرنا كيف نعيش ؟ وكيف نشفى ؟ وكيف يمكن أن نموت ؟ وكم سيكون عمرنا ؟
ويقولون : العلاج بالطاقة فعّال في علاج الخوف والصدمة .
ويقولون : إذا نهشت حية شخصاً فإنه في الغرب يذهب إلى المستشفى ليتلقى العلاج ، ولكن العلاج بالطاقة يتطلب أن يذهب المريض إلى المعالج ليعرف لماذا لدغته الحية ؟
ويقولون : إن العلاج بالطاقة لا يعتمد على أعراض الأمراض(3).
__________
(1) - اليوم الأسبوعية الإعلانية، العدد21، 7/8/2004،ص20 ، الأردن .
(2) www.positivehealth.com
(3) www.nlpco.com
Energy Medicine is not based on pathology(1/22)
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القول بالجسم الأثيري هو ضرب من الوثنيات والخرافات ؛ وإلا فقل لي كيف يستطيع الإنسان معرفة كم سيكون العمر ؟ وكيف يمكن أن نموت ؟ وكم ذلك من خلال الجسم الأثيري ، أليس هذا ادعاء للغيب ؟؟؟!! وكما هو معلوم في ديننا من الضرورة أنه لا يعلم الغيب إلا الله .
ومن الجدير بالملاحظة أن العلاج بالطاقة لا يعتمد على أعراض الأمراض كما سبق ذكره آنفاً ، وهذا إنما يدل على أن العلاج بالطاقة لا يعتمد على السبب والمسبَّب وإنما يعتمد على الخرافة المنبثقة من العقائد الوثنية .
وما أدري أين علماء الطب في الشرق والغرب عن هذه الطاقة ؟! إنهم يبذلون الجهود المضنية والأموال الكثيرة والأوقات العزيزة من أجل اختراع جهاز للتصوير أو جهاز للعلاج أو استحداث طريقة جديدة لعملية ما . فلماذا لا يخترعون جهازاً لجمع هذه الطاقة من الهواء ثم بيعها في الصيدليات على شكل كبسولات للكبار ، وعلى شكل شراب محلّى للأطفال الصغار ؟؟!!
5- ارتباط فلسفة " الطاقة " بديانات الشرق الوثنية .
ترتبط فلسفة الطاقة بالديانة الطاوية ، وتنتشر الطاوية في مختلف أنحاء الصين ، وماليزيا ، وبينيانغ ، وسنغافورة ، وبانكوك(1).
والمعنى الحرفي لكلمة الطاو هو: الطريق . ويقول الطاويون عن الطاو أنه مغلّف بالأسرار الكونية ، ومحاولة الوصول إليه تفضي إلى لغز ، لكنه يبقى المصدر الوحيد للقوة الفاعلة في الأشياء . والطاو ساكن جداً ، وحضوره كامن ، وهو من الكمون بحيث لا يدركه المرء إلا بالحدس ، والطاو هو الذي يعمل في الموجودات كلها تحت السماء ، وهو يحرك كل الأشياء ، ويحوي كل الأشياء ، وكل شيء يستمد وجوده من ذلك الواحد – وهو الطاو – وإليه يعود .
__________
(1) انظر الموسوعة الميسرة للأديان والمذاهب المعاصرة ، ص 363(1/23)
وفي كتاب ( طاو تي تشينغ ) أن الحكيم هو من قال لنفسه : الإنسان يستطيع معرفة العالم كله من غير أن يبارح منزله . كما يستطيع أن يرى الطاو الأزلي من غير أن يطل من النافذة .(1)
وقد انبثق من هذا الخيال المسمى بالطاو نقيضين " الين " و" اليانغ " ، أحدها الأصل الذي انبثقت منه الأشياء المتجسدة ذات الهيئة والشكل والصفات ، وهذا انقسم إلى "ين " و" يانغ " متناقضين في الخصائص كذلك وهما الشمس والقمر ، أما الآخر ( نقيض المتجسدات ) فقد بقي على صفات " الكلي الواحد " وملأ الفراغ الذي في الكون ، وأسموه " الطاقة الكونية " .
ولكل شيء متجسد - والإنسان من المتجسدات - نصيب من غير المتجسد " الطاقة الكونية " و يختلف بحسب تدربه وتطبيقه للتقنيات والوسائل التي تمده بأكبر قدر من هذه الطاقة الكونية .
فهم يعتقدون أن كل ما في الكون هو تمثيل للطاو " الكلي الواحد " في ثنائية " الين " و" اليانج " وكل ما في الكون يسعى للموازنة بين " الين " و" اليانج " حتى يتحقق التناغم مع " الطاو " ويبقى الكل واحد .
وتطبيقات فلسفة الطاقة عندهم كلها تشير إلى الدور الذي تلعبه القوى الثنائية المختلفة في الكون. فـ " الين " يمثل القمر والأنوثة والسكون والبرودة ، و" اليانج " يمثل الشمس والذكورة والحركة والحرارة .
ويمثل " الطاو " التوازن المثالي بين هاتين القوتين والتكامل بين النقيضين الذكر والأنثى، والموجب والسالب . وتسري هذه الثنائية في كل شيء فجلد الإنسان يغلب عليه " اليانج " وداخله " الين " وهكذا كل أعضائه الداخلية ، و خارجها يغلب عليه " اليانج " وداخلها " الين " ، وكذلك الأغذية وسائر الموجودات يغلب عليها إما " الين " أو " اليانج " .
__________
(1) انظر الأديان الحية نشوؤها وتطورها ، أديب صعب ،دار النهار ، بيروت ، 1993، ص 72- 75.(1/24)
وتتم تغييرات قوى " الي ن" و" اليانج " في الكون من خلال العناصر ( الأطوار ، القوى ، مجالات الطاقة ) الخمسة : الخشب والنار والأرض والمعدن والماء . فكل ما يحدث في الكون يمكن ربطه بالتوازن بين " الين " و" اليانج " ، أو بالعناصر الخمسة التي تعمل على شكل حلقة متكاملة كل عنصر يخلق عنصراً ويدمر آخر فيما بينها لإيجاد توازن " الين " و" اليانج " .
ويزعمون أنه كلما حرص الإنسان على توازن " الين " و" اليانج " في تغذيته وفي سائر أمور حياته كان في صحة وسعادة وقوة وحيوية قد تصل به لأن يتحد بـ " الطاو " أو يتناغم معه .
ويختلف اسم " الطاو " (Tao) - أو" الطاقة الكونية " المنبثقة عنه والباقية على حالته - حسب اللهجات أو الفنون أو اللغات فيدل عليه كذلك اسم " كي " (Ki) المستخدم في تطبيقات " الريكي " ، واسم " تشي " ) (Chi-Qiالمستخدم في تطبيقات " تشي كونغ " وغيرها ،وهو "الماكرو " (Macro) عند مفكري الماكروبيوتيك ، وهو" البرانا " Prana) (عند الهندوس وممارسي التنفس العميق . وهو " مانا " (Mana) عند معتقدي الهونا .
كما زعموا أن الصينيين القدماء قد اهتموا بهذه الطاقة الحيوية ، واكتشفوا جهاز الطاقة في الإنسان واستخدموا فلسفة الطاقة في طبهم ورياضتهم وغذائهم فأثبتت نتائج تدعونا _ والحكمة ضالتنا ! _ أن نسارع لتعلمها لنزيد إلى حسن ما عندنا حسن ما عند الآخرين !
كذلك زعموا أن "جهاز الطاقة " وطاقة قوة الحياة موجودان لدى كل إنسان ولكن في جسمه الأثيري ، ومن خلال منافذ الطاقة في الجسم الأثيري يتم تدفق الطاقة الكونية الضرورية لتغذية وتنمية طاقة قوة الحياة في جسم الإنسان ، فيعيش سليماً من الأمراض ، روحانياً سعيداً "(1).
__________
(1) الأصول الدينية لتطبيقات الاستشفاء والرياضة الوافدة من الشرق عبر الغرب
وخطورتها على معتقد الأمة ، د .فوز بنت عبد اللطيف كردي http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm(1/25)
ويزعمون أن أعلى مراتب العبادة تحصل عند الوحدة التامة بين الإنسان والقانون الأعظم ؛ حيث يندمج الإنسان بالذات العليا ليصيرا واحداً(1).
إن فلسفة الطاقة تقوم على فكرة أن هذا الكون هو عين الذات الإلهية ، وأن الإنسان باتصاله بالكون الذي هو الإله - بنظرهم - يتحد مع الإله ، وهذا عين عقائد الهندوسية التي تقول : إن هذا الكون قد انبثق عن الإله ، وإن على الإنسان أن يعود إلى الاتحاد بالله .
وجاء في كتاب ( الويدا ) الهندوسي مزيد إيضاح يبين أن الكون قد انبثق عن ( براهما ) وهو الإله عندهم . وإذا تجرد الإنسان من الشهوات وانقطع عن الدنيا وعلائقها وملاذها فهو بهذه الحالة يدخل في حالة تسمى عندهم الانطلاق ، والانطلاق هو : امتزاج بين الإنسان وبراهما كما تندمج قطرة من الماء في المحيط العظيم .
وقد صور أستاذ هندي متخصص طريق العودة إلى الإله على أن الإنسان من نوع الإله كما أن شرارة النار من نوع النار ، وروح الإنسان لا تختلف عن روح الإله كما لا تختلف البذرة عن الشجرة ، وعندما تجرّد الروح من المادية تبدأ رحلتها إلى الروح الأكبر ولذلك يسمى تخليصها من الجسم ( طريق العودة ) .
وفي الفلسفة الهندية الأخلاقية المسماة ( ويدانت ) وردت العبارة التالية : هذا الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي الأساسي ، وإن الشمس والقمر وجميع جهات العالم وجميع أرواح الموجودات أجزاء ومظاهر لذلك الوجود المحيط المطلق ، وإن الحياة كلها أشكال لتلك القوة الوحيدة الأصيلة ، وإن الجبال والبحار والأنهار ... تفجر من ذلك الروح المحيط الذي يستقر في سائر الأشياء(2).
__________
(1) انظر الموسوعة الميسرة ، الندوة العالمية للشباب ، ص362
(2) انظر أديان الهند الكبرى ، احمد شلبي ، ص64-66(1/26)
فمن عقائد الهندوسية أن النفس البشرية عندما تدرك أنها وبراهما واحدة ، فإنها تعبر عن ذلك الإدراك بشعور مع الاتحاد يبلغ حد الغبطة التي تعجز الكلمات عن وصفها . والنرفانا تحقق الذوبان التام للذاتي ( آتمان ) في الموضوعي ( براهما ) .
وهذا يوجب على طالب المعرفة أن يجلس في وضع تأملي ، ويخلع كل الهموم والاهتمامات الدنيوية ساعياً إلى المعرفة اليقينية التي تتجاوز الرأي والاعتقاد ، وهذه المعرفة الحقيقية التي لا يخالطها أي شك - بزعمهم - هي الإيمان بوحدة كل المخلوقات مع براهما ، وهذه الوحدة مع براهما هي أعظم حال عقلية ؛ لأنها تجسد أنقى وضع للنفس البشرية(1).
وهذا الانطلاق عند الهندوسية يشبهه حالة ( النرفانا ) عند البوذيين " فقد كان مفهومها عند بوذا أول الأمر أنها الاندماج في الله والفناء فيه ، ولكن أفكار بوذا تغيرت بالنسبة للتفكير في الله ، فقد تخلى عن القول بأن هناك إله ، بل أنكر وجود الإله.... وبناء على هذا الإنكار لم تعد النرفانا الاندماج في الله ، بل اتخذت معنىً جديداً أو قُل أحد معنيين متلاحقين هما :
1- وصول الفرد إلى أعلى درجات الصفاء الروحاني بتطهير نفسه والقضاء على جميع رغباته المادية....
2- إنقاذ الإنسان نفسه من ربقة الكارما(2)، ومن تكرار المولد بالقضاء على الرغبات والتوقف عن عمل الخير والشر .
وبناءً على المعنى الأول يصل الإنسان إلى النرفانا وهو حي "(3).
6- ارتباط فلسفة " الطاقة " بالفلسفة الإشراقية .
__________
(1) انظر الأديان الحية نشوؤها وتطورها ، أديب صعب ، دار النهار ، بيروت ،1993
(2) وهي كلمة سنسكريتية معناها : قانون الجزاء . وهي من أهم العقائد الهندوسية،انظر أديان الهند الكبرى ، أحمد شلبي، ص59-60.
(3) ،ص155 أديان الهند الكبرى ، أحمد شلبي(1/27)
الفلسفة الإشراقية ذات مذاهب متعددة ، ولكن أصحابها بشكل عام يقولون إن الله سبحانه وتعالى نور الأنوار وإن الموجودات فاضت عنه ، ويقولون : إن الفيض يحصل دون انفصال جزء ما عن المفيض ؛ لأن الانفصال والاتصال من خواص الأجرام لا الأنوار المجردة(1).
ويقول الدكتور محمد أبو الريان في دراسته في إشراقية السهروردي : " وعلى الرغم من أن السهروردي قد رفض وحدة الوجود إلا أنه مساق إليها من حيث أنها وحدة شهود ، والرأي أنه إنما أبطل الاعتقاد بها خيفة أن يبطش به الفقهاء وينكلوا به ، ... ، وقد أوضح المؤلف في ( حكمة الإشراق ) أنه إنما يفصل للتدليل على ما عاينه بنفسه عندما فارق جسده واتصل بالملكوت الأعلى "(2).
وهذا الفيض هو عين عقيدة الهندوس والطاويين .
المطلب الثالث : العقائد الدخيلة .
أسماؤها وتعريفها وأصولها .
أولاً : الإيزوتيريك
وهذه بوابة خداع ومكر لإدخال العقائد الكفرية ، فالمسألة لا تتعدى دهن السم بالعسل ، وتغطية السواد بقطعة قماش بيضاء بالية ، سرعان ما ينكشف زيفها ويبين عورها ويكشف أمرها ، إنها بوابة للسحر والشعوذة ، بوابة لنشر خرافات أهل الشرق الوثنية ، بوابة لإغواء ضعاف العقول أو قليلي الخبرة بالكلام المعسول .
فانظر ماذا يقولون ، وكيف يلبّسون على الناس دينهم بالكلام الكاذب ، متبعين في ذلك أسلوب الشيطان ؛ وهو الأسلوب التدريجي نحو الهاوية ، قال تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } . فانظر وتأمل إلى ما سأذكره من قولهم .
__________
(1) انظر . أصول الفلسفة الإشراقية عند شهاب الدين السهروردي ، للدكتور محمد أبو ريان ، دار النهضة العربية ، ص169- 175 .
(2) المرجع السابق ، ص 201 .(1/28)
يقولون : " استذوق الايزوتيريك في علم الحياة و فن العيش ... استذوقه في كيفية إزالة النقاب عن الغوامض ... فتنكشف الأسرار التي حيّرت المفكرين أبد الدهر ! ... تنكشف في تقنية ذاتية تطبيقية، قاعدتها السهل الممتنع في تبسيط هذا العلم الإنساني النبيل .
قراءة الايزوتيريك عمق و رفاهية ... حكمته منطق في قوة الفكر العملاني، في صدق العاطفة ، في دقة العلم ، و في المظاهر الحياتية التي نصادفها في مشاغلنا و معيشتنا اليومية .
كتب أحدهم : إن المدهش في الايزوتيريك و أنت تطلع على مجموعة مؤلفاته المتنوعة ... تشعر وكأنك في بستان ثمار و أطايب الزهر ... تتذوق و أنت تنتشي بالشذا ... فتارة تتذوق أدب الرواية، رهافة القصة، و شفافية الشعر الباطني و النثر البديع ... و تارة أخرى تتذوق الأسرار الإنسانية و الكونية ... وجميعها هادفة، جميعها ترقرق الفكر، جميعها تحاكي القلب و تنبض في الوجدان . لأنها تهدف إلى التسامي بالإنسان.
... ... ...
طريق إلى التكامل الإنساني ... " Art of Self-realization " "(1).
ومن الجدير بالذكر أنهم يشيدون بعقائد الشرق الوثنية ؛ حيث جاء في موقعهم ما يلي :
" ابتدأت هذه العلوم الباطنية بالانتشار، بادئ ذي بدء ، من الشرق الأقصى ، حيث حفظها أسلاف الحكماء الكبار في أماكن نائية لا تطالها يد البشر . ومن هنالك انطلق ما عُرف ب " الأخوية البيضاء ". فكان على كل من شاء اكتساب معرفة الإنسان بسائر فروعها ، أن يتدرج بالمعرفة والتجارب والتطور الذاتي ... حتى ينتهي به المطاف في الشرق الأقصى ، حيث يُسمح له بالتعرّف "(2).
فهي عندهم علوم باطنية جاءت من الشرق الوثني ، وتعرف باسم " الأخوية البيضاء ".
__________
(1) www.esoteric-lebanon.org
(2) المرجع السابق ...(1/29)
بل إنهم يدعون إلى عقائد كفرية ؛ حيث يزعمون أن الإنسان في الآخرة يبقى في طور التعلّم ، أي لا جنة ولا نار ، وفي ديننا فالإنسان في الآخرة يتلقى جزاء عمله ، فإما جنة ونعيم مقيم ، وإما نار جهنم وبئس المصير . ولكنهم يزعمون أن الإنسان في الآخرة يتلقى علوماً مكثفة في معرفة الذات ، فلا أدري في أي معهد أو أي جامعة يدرس الإنسان في الآخرة ، وهل يا ترى هذه الدورات في الآخرة مجانية ، فإن كان الجواب : لا . فلا أدري هل يقبلون الدينار الأردني ثمناً لهذه الدورات الأُخرويّة أو يطلبون الثمن بالدولار ؟!
فانظر إلى قولهم هداك الله : " يخبرنا الإيزوتيريك أن عمر الأرض محدد ، كذلك عمر الإنسان عليها ... بعد ذلك تنتهي مهمة الأرض ، فتفنى ... وينتقل الإنسان الذي رفض الوعي إلى أرض جديدة حيث يتلقى هناك علوماً مكثفة في معرفة الذات . لكن أسلوب تلقي تلك العلوم هناك ، سيختلف عن الأسلوب المتبع حالياً "(1).
والأدهى والأمرّ ؛ أنني خلال تصفح موقعهم على الشبكة الالكترونية ( الإنترنت ) رأيت أن موقعهم موقع إعلاني لمجموعة من السحرة والمشعوذين ، يذكر أسماءهم ، وقدراتهم الكفرية ، وعناوينهم للمراسلة والاتصال ، وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على حقيقتهم ، ويدل على إيغالهم في الشركيات إيغالاً لا يدع مجالاً للشك - لمن كان ذا عقل ودين - أنهم كفرة يدعون إلى كفر ، وإنهم يدخلون من أبواب الخداع بزي الناصح الأمين ؛ ليضلوا من يستطيعون إضلاله ، أو على الأقل ؛ ليعكروا عليه صفاء دينه واطمئنان سريرته(2).
__________
(1) - المرجع السابق
(2) - وقد قرأت إعلاناً في أحد الصحف الإعلانية عن دورة في الطاقة فيما يسمى بعلم الإيزوزتيريك .انظر صحيفة الوسيط بتاريخ 27/8/2005م ، الأردن .(1/30)
ومما تجدر الإشارة إليه أن لهم مركز في لبنان يسمونه :( مركز الايزوتيريك ) أو بمسمى آخر يدعونه بـ : (جمعية أصدقاء المعرفة البيضاء) ويسمونه أيضاً بـ : ( المعهد الباطني)(1).
ثانياً : الشياتسو ( Shiatsu )
وهي طريقة يابانية في المعالجة بالتدليك .
وترتبط الشياتسو بفلسفة الطاقة ، والتدليك فيها يتم بلمسات رقيقة وليس بالضغط ، ويذكرون قواعد أساسية للمعالج ، منها :
- أن يكون المعالج مسترخياً حتى يدرك الطاقة الكامنة في الزبون .
- أن يتواصل المعالج مع الطاقة بلمسات رقيقة وليس بالضغط .
- يجب أن تكون الأصبع أو اليد التي يتم فيها العلاج ثابتة ولا تدلك المنطقة التي تلمسها .
- يجب على المعالج أن يستخدم يداً ثابتة وبشكل دائم ويضعها على المريض ؛ حتى يظل على تواصل دائم مع الزبون . ويستخدم اليد الثانية أو الركبة لتدليك خط الطاقة .
- على المعالج أن يعمل على خطوط الطاقة المعروفة باسم ( ميريديان ) ،ويكون التدليك من أعلى إلى أسفل .
ويمارس معالجو الشياتسو عدة نشاطات لتحسين مهاراتهم ومرونتهم ، وذلك مثل :
1- التاي تشي .
2- كي شونغ .
3- اليوجا .
ويقولون : إن هذه النشاطات تحسّن تدفق الطاقة ( كي ) إلى أجسادهم ، ويقولون : إن التنفس جزء مهم في هذه النشاطات .(2)
فهذه الطريقة - كما ترى - لا تخرج عن مبدأ فلسفة الطاقة الشرقية الشركية ، وهي طريقة للمعالجة بالطاقة الكونية المزعومة المرتبطة بعقائد وحدة الوجود الباطلة
__________
(1) - انظر المرجع السابق
(2) www.positivehealt.com
( Shiatsu ,yoga , and breath . by Rosamunde Jordan )(1/31)
وقد قرأت قبل أيام – وكثيراً ما أقرأ - عن عقد دورة للشياتسو تحت عنوان : الاسترخاء الصحي ( المساج الطبيعي والشياتسو الياباني ) . وقد أحسنت الظن بهذه الدورة المنعقدة في كلية علمية وتحت نظر التعليم العالي ؛ وذلك لأن حسن الظن أمر مطلوب ، ولكن بحدود . وقد غيرت حسن ظني بعد أن أكملت قراءة الإعلان ، وتكملة الإعلان كالتالي :
( حيث تمنحك الدورة أيضاً :
- التعرف على النظريات الشرقية في النظرة إلى الإنسان والحياة ، والصحة والمرض .... رسوم الدورة 230 دينار + رسوم التسجيل )(1).
وإنني عندما درست حقيقة الشياتسو رجعت إلى المواقع الأجنبية ؛ لأن من المؤسف أن المواقع العربية تموه حقيقة الشياتسو ، وتكذب لترويج هذه البضائع الكاسدة المزجاة . فانظر ماذا يقولون .
يقولون : " ما مبدأ ( سياتشو بالعلاج ؟ الـ (سياتشو) شكل من العلاج باليد, ويطبق بواسطة الإبهامين وقمة الأصابع والراحتين , ويستند ذلك إلى مبدأ أن الضغط على جلد الإنسان يصحح سوء الوظيفة الداخلية . وقد ثبتت فعالية المعالجة بواسطة اليد بالتجارب العلمية الحديثة الشاملة للتنبيه الجلدي . ويهدف العلاج باليد إلى شفاء الناس عن طريق التعامل مع قوة الشفاء الطبيعية للمريض , ولكل عضو على حدة . يعتمد (سياتشو) على تصحيح البنية العظمية والمفاصل والأوتار التي أصيبت بسوء الوظيفة وشوهت طاقة الجسم والجملة العصبية المستقلة , وسببت المرض . ولمعرفة العلل التي فأصابت الجسم يعتمد الـ (سياتشو) على التشخيص بواسطة اللمس . ويتعامل (سياتشو) أيضا مع الجملة العصبية المستقلة عن طريق الضغط الثابت والمستمر باستخدام راحة اليد وقمة الأصابع لليد الأخرى .
...
__________
(1) الوسيط ، العدد 249 ، ص15 . الأردن .(1/32)
فإذا استقبل المريض طريقة (سياتشو ) بارتياح, فالأمر يعني أن لديه علاقات إنسانية جيدة . وتدل حالة عدم الارتياح على توتر المريض وعدم تكيفه مع محيطه الاجتماعي, وهو أمر لا يمكن إخفاؤه ؛ كونه يسبب بعض الأمراض الجسمانية الداخلية ذات المنشأ النفساني . كما تنشأ علاقة إنسانية باستخدام طريقة اللمس بين المعالج والمريض , وباستخدام ( سياتشو ) يتعرف المريض إلى نفسه ويعطي فرصة الاعتماد على قواه الذاتية من أجل الشفاء "(1)
وفيما سبق من النص ترى أن كاتبه أخفى حقيقة فلسفة الشياتسو التي تعتمد على فكرة الطاقة الكونية ، وأخفى حقيقة فكرة الطاقة الكونية الكفرية المستمدة من فلسفات الشرق الشركية .
ثالثاً : نظام التصميم البشري :
( The human Design System ) .
أو ميكانيكية الطاو.
يقول أصحابها : إن أصل الهندسة البشرية غامض ومتناقض . ويقولون : إن رجلاً اسمه ( را يورو هو ) اختفى متنسكاً في جزيرة ( Ibiza ) ، وترك وظيفته ، وهي : برفسور في الفيزياء في كندا ، وعاش في الجبال وأُلهم هذا النظام .
ويقول را يورو هو : كنت أؤمن أن الخيال العلمي ذات أصول أدبية فقط ،وأن الله – إذا لم يكن ميتاً – كان مجرد مفهوم .
وتغير كل هذا في مساء 3/1/1987عندما تغلغل فيَّ صوت ( voice )،وكانت تجربة مخيفة وقف فيها شعره وقال له الصوت : هل أنت مستعد للعمل ؟
ثم أمضى 8 أيام في تدوين هذا النظام بالتفصيل .
ويجمع نظام التصميم البشري :
1- علم التنجيم .
2- و( IChing ) الصينية.
3- ونظام charka )) الهندوسي .
__________
(1) http://www.albayan.co.ae/albayan/2000/05/13/mnw/15.htm
وسيلة بديلة لعلاج الامراض المزمنة ، العلاج بالطاقة الحيوية يبعث الامل للمرضى.(1/33)
4- ونظام ( القبّالة ) اليهودي(1).
5- والعلوم المعاصرة ، مثل : علم الجينات والفلك والفيزياء الكمية والكيمياء ......
أحد مفاتيح هذا النظام هو استخدام ( IChing ) . وهو كتاب صيني قديم للتغيير ، اكتشف قبل 5000 سنة ، كما يزعمون .
ويزعم أصحاب هذه الدعوى أن بصمة الإبهام تحدد طريقة فهمنا مع الحياة ، باستخدام برنامج معقد من خلال مكان الولادة وتاريخها .
ويزعمون أن الإنسان متصل بالكواكب والنجوم .(2)
رابعاً : اليوغا .
واليوغا هي كامة سنسكريتية ، ومعناها هو: الاتحاد مع الإله .
وتطلق على الحياة الصوفية في الهندوكية ؛ وهي حياة يراد بها تخلص الإنسان من أوهام العالم الحسي ليتحد بروح الكون .
ويلجأ معتنقو هذا المذهب إلى التدرب الفني كسبيل للوصول إلى هدفهم الروحي . ولليوغا عدة مدارس ولكنها كلها تنطوي تحت أصل واحد وهو الهندوسية(3)؛ فقد انبثق عن الهندوسية عدة فلسفات ومن ضمنها اليوغا(4)؛ ومن هذا المدارس :
1- الكريا يوغا ( kriya ) .
2- الشكرا يوغا ( charka ) .
3- الكارديك يوغا ( cardiac ) .
__________
(1) " القبالة اليهودية هي : مجموعة من التقاليد التي تجمع بين الفلسفة والتعاليم والشعوذة والسحر . وهذه المفاهيم موجودة أساساً في الأدبيات اليهودية منذ العصور القديمة .... وقد دونت تعاليم القبالة وأسرارها ورموزها في وثيقتين عبريتين هما : السفر جزيرا ، والسفر هازوهار " .
يهود الدونمة ، أحمد النعيمي ، دار البشير ، ط1، ص19.
(2) www.positivehearlth.com
( The Human Design System ) The mechanics of the tao .
(3) انظر الموسوعة العربية الميسرة ، بإشراف محمد غربال ، ج1، ص1978.
والمعجم الموسوعي للديانات والعقائد والمذاهب والفرق والطوائف والنحل ، سهيل زكّار ،ج3، ص 948- 949 .
(4) موسوعة الأديان والمذاهب ، عبد الرزاق أحمد ، الدار العربية للموسوعات ، ط2 ، بيروت ، ج1، ص62.(1/34)
ويدعون أن اليوغا علاج للأمراض ، لإنها تعمل على تدفق الطاقة إلى الجسم(1).
إذن ؛ اليوغا هي عبادة هندوسية معناها الاتحاد بالإله ؛ حيث يؤمن الهندوس بأن الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي الأساسي ، وأن الشمس والقمر وجميع جهات العالم وجميع أرواح الموجودات أجزاء ومظاهر لذلك الوجود المحيط المطلق ، وأن الحياة كلها أشكال لتلك القوة الوحيدة الأصيلة ، وأن الجبال والبحار والأنهار ... تفجر من ذلك الروح المحيط الذي يستقر في سائر الأشياء(2).
فمن عقائد الهندوسية أن النفس البشرية عندما تدرك أنها وبراهما واحدة ، فإنها تعبر عن ذلك الإدراك بشعور مع الاتحاد يبلغ حد الغبطة التي تعجز الكلمات عن وصفها . والنرفانا تحقق الذوبان التام للذاتي ( آتمان ) في الموضوعي ( براهما ) .
وهذا يوجب على طالب المعرفة أن يجلس في وضع تأملي ، ويخلع كل الهموم والاهتمامات الدنيوية ساعياً إلى المعرفة اليقينية التي تتجاوز الرأي والاعتقاد ، وهذه المعرفة الحقيقية التي لا يخالطها أي شك - بزعمهم - هي الإيمان بوحدة كل المخلوقات مع براهما ، وهذه الوحدة مع براهما هي أعظم حال عقلية ؛ لأنها تجسد أنقى وضع للنفس البشرية(3).
__________
(1) انظر : www.positivehealth.com
hatha yoga – the energetics of movement trans formation by Lillian lovas.
(2) انظر أديان الهند الكبرى ، احمد شلبي ، ص64-66
(3) انظر الأديان الحية نشوؤها وتطورها ، أديب صعب ، دار النهار ، بيروت ،1993(1/35)
ويذكّرني هذا بما كتبه الدكتور أحمد شلبي في كتابه " ديانات الهند الكبرى " ؛ حيث قال - تحت عنوان ( اليوجا خدعة ضد الدين والوطن ) : " ويجب أن نقرر بشدة أن إثارة هذا المذهب والدعاية له ترمي إلى محاربة الإسلام بطريق غير مباشر ، وقد رأيت هذه المحاولات في عدة بلاد ، فالإسلام هو القوة التي قهرت المبشرين المسيحيين والبوذيين ، فإذا صرفوا الناس عنها بطريق أو بآخر ولو باسم ( جنانا يوجا ) التي تتسع لكل المعتقدات ولا تتقيد بقيود أيٍّ منها ، فإن هذا كسب لهم عظيم ، وبعد أن يصرف المسلم عن الإسلام لهذه الحيلة البارعة يمكن نقله إلى التشكيك ، فجذبه إلى دائرة أخرى ، فليحذر المسلم اليوجا ومداخلها ودعاتها .
وقد نشرت جريدة الأخبار الصادرة في تاريخ 16/7/75 خبراً عن إنشاء مكتب بالقاهرة باسم تدريبات اليوجا ، كان المكتب من خلف هذه التدريبات يباشر نشاطاً دينياَ لتمييع الأديان وللانتقاص من القيم الروحية التي تتضمنها ، كما ثبت أنه يموّل من جهات صهيونية ، ولهذا أصدرت وزارة الداخلية قراراً بإغلاق هذا المكتب وترحيل الأجانب الذين يعملون فيه "(1).
فهؤلاء دعاة الكفر حاولوا جاهدين أن يلبسوا ( اليوجا ) التي تتسع لكل المعتقدات ، حاولوا أن يلبسوها لبوس الإسلام وسمته ، ليتقربوا إلى المسلمين على أنها تمارين صحية تغذي العقل و تغذي الجسد ، و ما هذه إلا خدعة ليعمل الخادعون في الخفاء بعد أن ينشبوا براثنهم في عقول البسطاء ويسيطروا عليهم بما يمتلكون من أدوات التمويه والتلبيس والخداع ، وينتقلون بهم بعد ذلك بخطوات - هي خطوات الشيطان - نحو الهاوية ، وليعلم المسلم أن خلف كل دعوة ماكرة هدامة قوىً خارجية ماكرة هدامة .
__________
(1) أديان الهند الكبرى ، أحمد شلبي ، مكتبة النهضة المصرية ،ط 11(1/36)
وقد وقفت على إعلانات لليوغا هنا في الأردن ، يحضرني منها دعوة نادٍ رياضي لليوغا ضمن إعلانها عن مجموعة من الرياضات ، وما ذلك إلا تمويهاً لحقيقتها العقدية ، وحتى يلبسوها ثوب الرياضة البدنية(1).
خامساً : دي إتش إي : DHE
هندسة التصميم الإنسانية ( -DHE : Design Human Engineering )
بعد انفصال باندلر عن جون جرندر ، سعى باندلر إلى نسب البرمجة اللغوية العصبية إلى نفسه و حاول إثبات كونه هو مؤسس و مكتشف هذا العلم ، إلا أنه لم ينجح في ذلك .
فقام بعدها بتعديل بعض التقنيات التي وضعها مع الدكتور جون جرندر و قام بإعادة تسمية بعضها بمسميات جديدة ، و أضاف اكتشافاته ودراساته الحديثة إليها ، ووضع ذلك كله تحت مسمّى علم جديد اعتبره فرع من البرمجة اللغوية العصبية أسماه : دي إتش إي .
ولهذا العلم معجبين و مهتمين حول العالم إلا أنه لا يزال أقل انتشاراً وشهرة من البرمجة اللغوية العصبية NLP مع التشابه و التقارب بينهما . وسيأتي بيان القول في البرمجة اللغوية العصبية .
سادساً : العلاج بالصوت :
وهو فلسفة مرتبطة بفلسفات الشرق ، ويرتبط بالتأمل وتمارين التنفس ،وتصدِّر بلاد التبت إلى أوروبا وأمريكيا أشرطة العلاج بالصوت ، وتسمى : موسيقا الأواني .
ويقولون : إنها تعالج من أمراض كثيرة . ومن الجدير بالذكر أن هذه الفلسفة انتشرت في بلاد الغرب بشكل كبير .
وسأترك لك مجالاً في قراءة ما يكتبونه عن هذا النوع من العلاج :
" «ساميا ساندري » مغنية سوبرانو وأكاديمية لبنانية متخصصة في « علم الصوت » ، حيث إنها حصلت على إجازة في الفلسفة من الجامعة الأميركية في بيروت ، ثمّ درّست نظرية « علم الصوت » في جامعة باريس الثامنة ( قسم الفن الدرامي )، وفي الجامعة اللبنانية ( قسم المسرح ).
__________
(1) الوسيط ، العدد 250، ص59 . الأردن .(1/37)
ثمّ أعدت أطروحة دكتوراه في « علم الصوت » بجامعة باريس الثامنة عام 1982، وقد رافق الغناء هذه المسيرة ، إذ إنها قدّمت مجموعة من الأغاني والألحان الأوبرالية: غناء منفرد، حفلات غنائية جماعية في أوروبا ولبنان .
يأتي كتابها « الصوت بوابة كونية » تتويجاً لخبراتها العملية ودراساتها النظرية في مجالات الصوت المختلفة ، وهي إلى ذلك تؤسّس لبحثها تأسيساً فلسفياً يتّجه لإعادة وصل ما انقطع بين الذات الإنسانية ، والذات الإلهية السامية ، وذلك من خلال تخليصها من الشوائب التي طالتها في رحلتها الحياتية ، وذلك من خلال الرنين أو الصوت .
وملخّص هذه النظرية أنه عندما يستنشق الإنسان الهواء ، فإنه يستنشق معه طاقة تسميها: « الأجسام العليا الكونية » ، وهذه الأجسام يمكن أن تكون داخلية أو خارجية ؛ أي أن الأجسام التي تبقى في الجسم ستشكّل الصوت الداخلي ، وتسمّى: داخلية ، أما التي تخرج من الجسم عن طريق الصوت فهي تسمّى: خارجية ، وهي التي تكتسب ميزة تفرّد الشخص ، فتتناغم مع الطبيعة، وتربط الفرد بالكون ، وبالتالي فإنها تعيد شحن صاحبها بالطاقة .
وإلى ذلك فإنها تعتبر أن جسم الإنسان بمثابة سلّم نغمي من المفترض به أن يكون متناغماً مع الكون ، ولكنه افتقد تناغمه هذا بسبب حياتنا المعاصرة الحديثة ، مما ولّد عقداً وتراكمات وضغوطات ، ولذلك فإنها تعتقد أنه يمكن معالجة الإنسان بالصوت لإعادة الجسد إلى حيّز التناغم من خلال توعيته وتثقيفه بما يسمى " عالم النَفَس " ؛ أي نَفَس الحياة التي تهيمن على كلّ شيء حي ، فالصوت ينطلق بواسطة النَفَس ، ويجدد النَفَس كلّ أعضاء الجسم بواسطة الطاقة الصوتية ، وينبئ كل اختلال في النَفَس عند الإنسان عن اضطراب في الصوت وفي التعبير عنه ، فالصوت هو الجسر الرابط بين الداخل والخارج .(1/38)
وعندما يعبّر الصوت عن داخل الإنسان ، يكون قد حقق توحيد الإنسان بتمامه ، وهي لذلك تدعو الإنسان للتدرّب على الغناء: « إن تدريب الصوت على الغناء ، يكسبه هذا التوحيد الذي يسمح له أن ينطلق نحو حريته عائداً إلى جوهره ».. وذلك لأن الكوني موجود على الدوام في الذات الإنسانية ، والصوت هو أفضل مساعد لها حتى تدرك هذا الكوني .
وتقول: من أجل أن نستعمل صوتنا يجب أن نعود إلى البداية ، إلى اللحظة الأولى من حياتنا التي ترتبط بأصل الكائن البشري، وهي كفيلة بأن تصلنا بالكوني . تلك الطاقة الأولى التي على الدوام تسيّر الحركة ، أي الحياة .
ولكي تؤكّد الباحثة رؤيتها الفلسفية هذه ، فإنها ستعود إلى البواكير الإنسانية الأولى على الأرض ، وتجليات العلاقة بين الخالق والمخلوق عبر الصوت ، لتتوقّف مطوّلاً عند الديانات التوحيدية الثلاث واستمرارية هذا التجلّي عبر : التراتيل الدينية والأناشيد التسابيح .
ومن ثمّ تتابع رحلتها باتجاه الصين والهند وشرق آسيا ، ذلك العالم المشبع بالروحانيات والتأمّل والحكمة ، فتعي ما أمكنها للاستفادة من هذه الحكمة المشرقية، بل وضعها كحجر أساس لبحثها، وذلك لأن الصينيين برأيها وصلوا إلى أعلى درجات التجريد في الماورائيّات من خلال إصغائهم إلى الصوت الخارجي والداخلي ، حيث يحتل الصوت المغنَّى عندهم مركزاً مرموقاً وخصوصاً في المسرح الغنائي ، تماماً كما هو الأمر في المسرح الغنائي الدرامي الياباني « نو » حيث تعبّر الأصوات والموسيقا عن ماضي العالم .
لماذا فقد الإنسان صوته الداخلي ؟(1/39)
تؤكّد الباحثة أن حضارة الحداثة دفعت بإنسانها نحو وجهات ماديّة أفقدته تدريجياً علاقته بالكوني والمقدّس ، وكذلك علاقته بصوته الداخلي، الأمر الذي أدّى إلى أن يضيع التواصل الحقيقي بين جوهره والجوهر الكوني ، وبالتالي فإن النموذج الليبرالي الغربي الذي حرص على الديمقراطية والتنظيم العقلاني والحرية الفردية ، قد فكك القيم والآليات التي كانت سائدة ، ليصبح الإنسان أسير الوقت والمال ورغباته الزمنية ، فأضاع إنسانيته ، ونسي جوهره ، وخسر علاقته بالمقدّس والكوني .
ومن جانب ثانٍ فإنها ستؤكّد ناحية مهمّة ، ألا وهي أثر ثقافة الحداثة على الجسد الإنساني من الجانب الصحّي ، ذلك الجسد المعذّب بالإدمان على الطعام والكحول والتدخين والمخدّرات ، فبات من الصعوبة بمكان لأن يسكن الصوت الداخلي مثل هذا الجسد ، ناهيك عن الملوّثات الأخرى كالضجيج والهواء الملوّث ، التي تولّد أمراضاً وقلقاً وتحسساً بسبب رنينها الذي يفوق إمكانات الطاقة عند الإنسان .
وتقول: أصبحت الضجّة في عصرنا الحالي مزعجة ومؤلمة ، لأنها تعدّت طاقة تحمّلنا لها ، وهي لا تصيب الأذن فقط ، بل تتخطاها إلى كامل أعضاء الجسم .
وتؤكّد الباحثة في الفصول اللاحقة أنه بالإمكان معالجة هذا الجسد المصاب بالصوت ، وذلك من خلال إرنانه كلّياً ليرتبط بالرنين الكوني ، وانطلاقاً من هذه الرؤية الذاهبة في الحكمة والتأمل كما لدى المتصوّفة واليوغا لدى الهنود ، تطرح طرائقها العلاجية بالصوت من خلال محاور رئيسية أربعة :
ـ التواصل بطريقة أفضل مع الآخرين والبيئة ، حيث تتضمن جلسات العلاج الصوتي : المظاهر المختلفة للتواصل الشفهي ، والأوجه المختلفة لهذا التواصل ، الاستماع إلى رنّات الجسد ، وتنظيم التعابير والمواقف .(1/40)
ـ اكتشاف الجسد وتحسسه وإرنانه وتخطّيه بتوحده مع الكون ، مع الرنّة الكبرى : على اعتبار أن الكون رنين ، ولأننا جزء من هذا الرنين ، فإن طريقة العلاج ترتكز على الرنين، الذي يرتكز بدوره على الصوت ومن ثمّ التحرر والانفتاح والاسترخاء والتثاؤب والضحك والحركة والتواصل والكلام والرقص وذرف الدموع التي تعبّر عن الصوت الداخلي ، وهذه جميعاً برأيها تخلق المعجزة ، وتجعلنا نتعدد في الآخرين إلى ما لا نهاية ، كما أن شحن الجسم بالطاقة بواسطة الصوت يجدد الخلايا .
ـ أشرطة الإيقاعات الموسيقية والنغم الصوتي: فالصوت هو مرآة الشخصية، وهو على صورة الجسد والنفس، والوصول إلى الشخصية وإلى جمالية الصوت يقتضي أداء تمارين للجسد والصوت "(1). انتهى كلامهم .
ومن الظاهر هنا أن فلسفة العلاج بالصوت فلسفة قائمة على وحدة الوجود ، وأن أصحابها يزعمون أن الله عبارة عن رنين، وسأذكر ما يدل على ذلك مما سبق :
"يأتي كتابها « الصوت بوابة كونية » تتويجاً لخبراتها العملية ودراساتها النظرية في مجالات الصوت المختلفة، وهي إلى ذلك تؤسّس لبحثها تأسيساً فلسفياً يتّجه لإعادة وصل ما انقطع بين الذات الإنسانية، والذات الإلهية السامية، وذلك من خلال تخليصها من الشوائب التي طالتها في رحلتها الحياتية، وذلك من خلال الرنين أو الصوت".
وملخّص هذه النظرية أنه عندما يستنشق الإنسان الهواء، فإنه يستنشق معه طاقة تسميها: « الأجسام العليا الكونية » .
ولذلك فإنها تعتقد أنه يمكن معالجة الإنسان بالصوت لإعادة الجسد إلى حيّز التناغم من خلال توعيته وتثقيفه بما يسمى عالم النَفَس ؛ أي نَفَس الحياة التي تهيمن على كلّ شيء حي .
__________
(1) http://www.albayan.co.ae/albayan/book/2002/issue222/arabiclib/.htm1
الصوت بوّابة الكون(1/41)
وهي لذلك تدعو الإنسان للتدرّب على الغناء: إن تدريب الصوت على الغناء، يكسبه هذا التوحيد الذي يسمح له أن ينطلق نحو حريته عائداً إلى جوهره ؛ وذلك لأن الكوني موجود على الدوام في الذات الإنسانية، والصوت هو أفضل مساعد لها حتى تدرك هذا الكوني تقول:من أجل أن نستعمل صوتنا يجب أن نعود إلى البداية، إلى اللحظة الأولى من حياتنا التي ترتبط بأصل الكائن البشري ، وهي كفيلة بأن تصلنا بالكوني . تلك الطاقة الأولى التي على الدوام تسيّر الحركة، أي الحياة .
( ...) اكتشاف الجسد وتحسسه وإرنانه وتخطّيه بتوحده مع الكون، مع الرنّة الكبرى: على اعتبار أن الكون رنين، ولأننا جزء من هذا الرنين، فإن طريقة العلاج ترتكز على الرنين، الذي يرتكز بدوره على الصوت ".
فهذا النوع المزعوم من العلاج ما هو إلا امتداد لوثنيات الشرق الشركية ، ولمفهوم الطاقة الكفري .
سابعاً : التوسط :
وأترك مع أهل هذه المقولة وهم يعرضون تفاصيلها ؛ حيث يقولون :
" التوسط التركيزي : الذي يساعد على توجيه الوعي نحو موضوع محدد يقصر الانتباه عليه ويغلق الباب دون غيره من المنبهات الأخرى بهدف تحسين التفكير وزيادة القدرة على التحكم وتوجيهه نحو الموضوع المطروح .
التوسط المفتوح : الذي يبتغي تطوير القدرة على الانتباه والاهتمام بكل ما يحدث في المحيط ومحاولة فهم شامل للكلية التي يكون عليها المحيط من حول الفرد .
ويدعي كثير من الوسطاء جني فوائد عميقة من التوسط بما في ذلك الفهم المتزايد للذات ، والعلاقة بين الذات والمحيط وتحقق السلام العقلي والحس بالسعادة والارتياح التام .(1/42)
وقد ظهر أن التوسط المتجاوز للعقلي عند مقارنته بأشكال أخرى من التوسط وأساليب تحقق الراحة الجسدية كالتغذية الأحيائية الراجعة أفضل من غيره في تخفيض القلق حتى أن يوغا قد نمى في تلاميذه الاعتقاد بأن بإمكانهم قيادة تابعيهم للاتصاف بقوى خارقة ، كأن يتمكنوا من اختراق الجدران والتحليق في الهواء ، ويعرف هذا المستوى من التوسط بـ" التوسط المتجاوز للعقل " .
وقد استخدم هذا المستوى من التوسط لمعالجة بعض المشكلات الطبية بما في ذلك تعاطي المخدرات ، فقد انخفضت نسبة متعاطي الماريجوانا من 78% إلى 22% بعد 21 شهراً من استخدام التوسط ، وانخفضت نسبة من يتناولون مخدر LSDبنسبة 97% بعد 22 شهراً من استخدام التوسط .
أما التوسط الأكثر شيوعاً فهو الذي يستهدف الحصول على الراحة الجسدية والعقلية ويتبع أسلوباً لا يحتاج إلى وسطاء .
وقد وضع بنسون قواعد هذا الأسلوب بالشكل التالي :
1.اجلس في وضع مريح وعيناك مغمضتان وارخ عضلاتك إرخاء تاماً بدءاً من القدمين وارتفاعاً حتى الوجه .
2.ركز انتباهك في تنفسك شهيقاً وزفيراً من إنفك ، وكرر مع عملية الزفير مقطعاً ما أو كلمة مثل " واحد " واستمر في هذا الوضع دون حراك حوالي عشرين دقيقة ، يمكن أن تفتح عينيك لمعرفة الوقت ولكن لا تستعمل ساعة منبه ، وفي نهاية الوقت اجلس بضعة دقائق مغمض العينين ثم بضعة دقائق مفتوح العينين .
3.ابعد عنك في أثناء ذلك أية أفكار تضع نفسك في موقف سلبي ،وإذا خطر ببالك فكرة استبعدها وعد إلى الكلمة التي تكررها.
4.كرر ذلك مرتين يومياً بعد ساعتين على الأقل من الأكل فعملية الهضم لا تساعد في أحداث التغيرات المأمولة .(1/43)
ومن الملاحظ أن التوسط يواكب بتغيرات أحيائية كخفض استهلاك الأكسجين وطرد ثاني أكسيد الكربون ونسبة التنفس وغير ذلك من العمليات التي يتعلمها الفرد بطريقة مشابهة للتعلم على ضبط حركات العضلات التي تحدث في التغذية الراجعة البيولوجية"(1).
و" التوسط Mediation: منهاج يستخدم لتركيز الوعي بطريقة مختلفة عن تركيزه في الحياة اليومية بهدف الوصول إلى الخبرة الغامضة التي يذكر من يعيشونها بأنها حالة من الإنشاء والاتصال بقوة أكبر من قوتهم والتوحد معها،أو كما يرد في تقارير آخرين ، إنهم يرون الأشياء في كليتها والحقيقة في كمالها .
وقد مورس هذا المنهاج قديماً لأغراض دينية كالاعتكاف والعزلة في بعض الثقافات والزنZen في البوذية واليوغاYoga في الهندية والصوفية في الإسلام التي كانت تستهدف تذوق العقيدة بنور يشرق في النفس من مصدر متجاوز للعقل والحياة الواقعية ، ومع أن الثقافة الغربية لم تأبه بهذه الأساليب قديماً إلا أنها بدأت تتجه نحوها حديثاً.وأكثر الأشكال الممارسة هي اليوغا وأكثر المعلمين شهرة في هذا المجال هو يوغا Yoga ".(2)
وفي هذا بيان لحقيقة التوسط كما يبينها أهلها . فهو مأخوذ من تعاليم اليوغا الهندوسية ، ومأخوذ من طقوس أهل الشرك وأهل الحلول والاتحاد .
ثامناً : الفونغ شواي :
الفونغ شواي : فلسفة صينية تقوم على مزيج من الكهانة و التنجيم والديكور وفلسفة الطاقة
__________
(1) مقدمة في علم النفس ، راضي الوقفي ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، ط3 ، ص 296- 298 .
(2) المرجع السابق ، ص296 .(1/44)
وقد تابعتُ في السنوات الماضية عدة حلقات تلفزيونية حول الفونغ شواي ، وقد وجدت أن في هذه الفلسفة من الخلاف بين أهلها من الناحية التفصيلية الشيء الكثير ، ولكنهم يتفقون على أن الهدف من تنظيم الأثاث البيتي هو تدفق الطاقة إلى البيت ، ويتفقون على الكهانة والتنجيم ، فهم ينصحون كل شخص بالنوم إلى جهة معينة وفقاً لتاريخ ميلاد ذلك الشخص ، مع الأخذ بالاعتبار أن في ذلك توافق مع الكواكب والنجوم ، ويذكرون أمثلة لأشخاص فاشلين في حياتهم وأنهم لما غيروا جهة نومهم وفقاً للتنجيم والكهانة أصبحوا ناجحين في حياتهم ، زعموا زوراً بهتاناً ، وزعموا أيضاً أن وضع المرآة عند مدخل البيت مضر لأنه يطرد الطاقة خارجاً، وزعموا أشياء أُخر .
المطلب الثالث : البرمجة اللغوية العصبية .
1- ما هي البرمجة اللغوية العصبية كما يعرفها أهلها ؟
يقولون : هذا العلم عبارة عن أدوات ووسائل يتم استخدامها لكي تعيد صياغة قناعات الإنسان حول نقاط ضعفه ، وما يعتقده في نفسه من ضعف .
فالإنسان الذي يخاف عادة ليس للخوف وجود إلا في داخله وقس على ذلك القلق، والنقص ، وعدم الثقة ، إلى آخر هذه السلسلة المتناهية من حالة الضعف البشري ، و هي في الحقيقة مجرد أفكار تعيش في الإنسان لا وجود لها في الواقع الخارجي ، وكل ما نحتاجه هو تغيير هذا الإنسان من حالة السلب إلى الإيجاب ، وعلم NLP يأتي بتقنيات سريعة وفعالة ، أي: أدوات يستخدمها متدرب البرمجة لكي يغير بها قناعات الطرف الآخر وأفكاره . وهذا ما يعتمد عليه علم البرمجة اللغوية العصبية. NLP
أما الآليات التي يعتمد عليها هذا العلم، فهو يعتمد على طرق التفكير للإنسان وأنماطه بالدرجة الأولى، وكيف يتعامل مع إدراك الإنسان وتفكيره ليغير هذا الإدراك والتفكير في المشكلة فتنتهي المشكلة من نفسه، فلا يبقى عليه إلا أن يواجهها في الواقع بدون خوف أو قلق.(1)
__________
(1) www.islamtoday.net
لقاء مع مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية بعنوان ( البرمجة اللغوية العصبية سرعة وعمق في التأثير ).(1/45)
وتبحث البرمجة اللغوية العصبية بالجانب العصبي ؛ حيث يبحث في كيفية إدراكنا للعمليات العصبية . وتبحث أيضاً في الجانب اللغوي الذي يختص بطريقة التواصل مع الناس ، وكذلك يبحث في طريقة تواصلنا مع أنفسنا .
ويقولون أيضاً: إن البرمجة تخبرنا أننا تشكلنا من خلال المعتقدات والقيم والسلوكيات ، ومن خلال طريقة الكلام التي نتلقاها من الوالدين والأقران والمعلمين ووسائل الإعلام .
ويدعون أن البرمجة اللغوية العصبية تجمع كل ما سبق في مجموعة من المفاهيم الأساسية والنماذج والاستراتيجيات التي تساعدنا على أن نتواصل مع أنفسنا ومع الآخرين وأن نحقق ما نريد في حياتنا . وتساعدنا البرمجة اللغوية العصبية على الحصول على الصحة الفضلى .(1)
هذا ما يقوله أهلها عنها ، وسيتضح أن هذا الكلام ليس إلا كذباً وتدليساً ، وسيتضح أن ما يسمى بالبرمجة العصبية ما هو إلا خليط من أفكار وعقائد وعلوم ، وأنه بوابة للشر ، وإن كان مروجوها يعتمدون على بعض الجوانب في الإرشاد النفسي ، وقد قاموا بالسطو عليها وسموها بالبرمجة ، وحقها أن ترد إلى أهلها أصحاب الإرشاد النفسي ، وسيضح الأمر أكثر إن شاء الله تعالى .
ولكنني سأعرض البرمجة وفوائدها كما يزعم أصحابها وأهلها ، ثم أبين زيغها وعورها ؛ حتى لا يخفى شيء من الحقيقة ، وحتى يقارن القارئ بين ما يدعون وبين الحقيقة ، و حتى لا ينخدع المسلمون بكل دعوة - وإن حلا كلام أهلها وإن ألبسوها غير لباسها - حتى يعلموا حقيقتها ، ويسألوا أهل العلم عنها .
2- ما هي فوائد البرمجة كما يزعم مروجوها، ومَن أسسها ؟
يقول أصحابها عنها :
__________
(1) www.positivehealth.com
what is nlp(1/46)
البرمجة اللغوية العصبية هي ترجمة للعبارة الإنجليزية Neuro Linguistic Programming أو NLP ، التي تطلق على علم جديد ، بدأ في منتصف السبعينيات الميلادية ، على يد الأمريكيين : الدكتور جون غرندر ( عالم لغويات ) ، و ريتشارد باندلر ( عالم رياضيات ومن دارسي علم النفس السلوكي وكان مبرمج كمبيوتر أيضاً ) .
وهو علم يقوم على اكتشاف كثير من قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية .
ويزعمون بأنه علم يكشف لنا عالم الإنسان الداخلي و طاقاته الكامنة ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه ، كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه ، كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن أن تختبر وتقاس .
وقد امتدت تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية في العالم إلى كل شأن يتعلق بالنشاط الإنساني كالتربية والتعليم والصحة النفسية والجسدية والتجارة والأعمال والدعاية والإعلان والتسويق والمهارات والتدريب والجوانب الشخصية والأسرية والعاطفية وحتى الرياضة والألعاب والفنون والتمثيل وغيرها .
و من أهم الميادين التي يمكن أن يفيد المسلمون منه فيها- زعماً - ميدان الدعوة إلى الله تبارك وتعالى .
موضوعات البرمجة اللغوية العصبية :
البرمجة اللغوية العصبية علم يستند على التجربة والاختبار - زعماً - ويقود إلى نتائج محسوسة ملموسة في مجالات وموضوعات لا حصر لها ، يمكن التمثيل لها بما يلي :
- محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات .
- الحالة الذهنية.(1/47)
- أنماط التفكير ودورها في عملية التذكر والإبداع ، وعلاقة اللغة بالتفكير ، وكيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، وكيف نتعرف على طريقة تفكير الآخرين ،و علاقة الوظائف الجسدية ( الفسيولوجية ) بالتفكير .
- تحقيق الألفة بين الناس كيف تتم؟ ودور الألفة في التأثير في الآخرين .
- كيف نفهم إيمان الإنسان وقيمه وانتمائه ، وارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تعيق الإنسان وتحد من نشاطه .
- دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، و كيف يمكن تجاوز تلك الحدود ، و كيف يمكن استخدام اللغة للوصول إلى عقل الإنسان وقلبه ، لإحداث التغييرات الإيجابية في المعاني والمفاهيم؟
- علاج الحالات الفردية كالخوف والوهم والصراع النفسي والوسواس القهري والتحكم بالعادات وتغييرها .
- تنمية المهارات وشحذ الطاقات والقابليات ورفع الأداء الإنساني .(1)
ويزعمون " أن هذا المنهج يساعدك ويمكنك من إنجاز أهدافك الشخصية أسرع من ذي قبل وبشكل أكثر فاعلية ، وتستطيع أن تفعل وتعرف أكثر مما تريد ، و من تطوير شخصيتك وعلاقات مع الآخرين ، واستخدام ملكات ومهارات لغوية لم تكن تستخدمها .
دراسة منهج البرمجة اللغوية العصبية وفهمه وتطبيقه سيوفر لك المزايا التالية - فيما زعموا - :
- بناء علاقات شخصية طيبة
- تنمية مهاراتك وقدراتك الإقناعية
- اتخاذ توجه عقلي إيجابي
- تدعيم تقديرك للنفس
- التغلب على تأثيرات التجارب السلبية الماضية
- التركيز على الأهداف وتوظيف طاقات لإنجازها
- رفع مستويات أدائك
- السيطرة على مشاعرك
- نسج قيمك ومعتقداتك في نسيج واحد مع ما ترغب في إنجازه
- تغيير العادات غير المرغوب بها
- الشعور بالثقة تجاه أي تجربة تقوم بها
-إمكانية إنجاز أهداف كانت تعتبر مستحيلة بالنسبة لك
- تدعيم التقارب مع عملائك وزملائك في العمل
__________
(1) www.arnlp.com
ما هي البرمجة اللغوية العصبية(1/48)
- إيجاد طرق خلاقة لحل المشكلات
- ممارسة أنشطة كنت تخشاها
- الاستفادة من الوقت بشكل أكثر كفاءة
- تقوية شعورك بمعنى الحياة
- زيادة فرص التمتع بالحياة
إن هذا المنهج يقدم أحدث ما وصل إليه العلم من مهارات في مجال علوم الاتصال والتواصل وأفضل الطرق العملية لتغيير طريقتك في التفكير والسلوك .
لقد استفاد الملايين من مبادئه البسيطة وتطبيقاته حيث وصلوا إلى درجات أعلى من الثقة بالنفس وتمكنوا من تحقيق العديد من النجاحات في كل مناحي الحياة . كما يساعدك هذا المنهج في تعليمك كيفية السيطرة على حالتك الذهنية وكيف توظف قيمك ومعتقداتك لتحقيق النتائج التي تبتغيها .
إن الوصول إلى هذه الدرجة العالية من السيطرة الذاتية ستزيد من إحساسك بالثقة كما ستزيد من شعورك بتقدير الذات وبالتالي ستتولد عندك عدة فوائد ومزايا على المستوى الشخصي فضلاً عن ذلك ستساعدك مبادئ وآليات البرمجة النفسية اللغوية في مواجهة المواقف المعقدة والتعامل معها بصورة خلاقة وجديدة تستخدم فيها كل مصادر قوتك التي ستتعرف عليها .
إن منهج البرمجة النفسية اللغوية يركز على التطبيق أكثر من المعرفة .
وقد وجد كثير من دارسيه فائدته الملموسة بمجرد تطبيقه على الحياة اليومية والخبرات العملية فقد لمس الكثيرون التغيرات الأساسية التي حدثت لهم وشعروا بها من خلال المتعاملين معهم ومن خلال الظروف المتغيرة التي أحاطتهم "(1).
__________
(1) www.annagah. net
تحت عنوان : (ما هي فوائد البرمجة اللغوية العصبية ؟ )(1/49)
وهذا الذي يقوله مروجوه من الدعاية له ، علماً أن ما يدعونه من تقنيات فن الاتصال وتنظيم الوقت والشعور بالحياة وغير ذلك مستفاد ومأخوذ من الإرشاد النفسي ، وفيه موضوعات وكتب كثيرة مألفة ، ولو رجع واحد منا إلى إحدى المكتبات العامة لوجد كمّاً كبيراً من الكتب المؤلفة في الإرشاد النفسي ، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر كتاب ( كيف تكسب الأصدقاء ) لدايل كارينجي ، أو كتاب ( دع القلق ) و ( فن الخطابة ) وهما له أيضاً .
وسيتضح مما سيأتي أن الذين ابتدعوا البرمجة اللغوية العصبية قد خلطوا عملاً قليلاً صالحاً وآخر كثيراً طالحاً .
3- ما هو رأي الغرب في البرمجة اللغوية العصبية ؟
" إن سلسلة المحاضرات والدورات التي تحذر من الفكر العقدي الوافد وتبين منهجية التعامل معه تتحدث عن الوافدات الفكرية عمومًا وتطبيقاتها في الصحة والرياضة من منظور علمي وعقائدي واجتماعي، والحديث فيها أصالة عما يسمى بـ" الطاقة " وتطبيقاتها ويتبعه حديث موجز عن دورات البرمجة اللغوية العصبية NLP ودورات المشي على النار، إذ العلاقة بين هذه الوافدات وثيقة، والمظلة التي تظلها واحدة وإقبال الناس عليها جميعها بدوافع متشابهة والنتيجة الخطرة التي تنتظر السائرين في طريقها متقاربة .
والبرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن ـ بعد دراسة وتقص ـ ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في الماكروبيوتيك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة، إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه، ومن وجه آخر فقد داخلتها ـ في بعض تطبيقاتها ـ لوثات مختلفة من معتقدات الشرق، ثم إنها تقود في مستوياتها المتقدمة ـ ما بعد مستوى المدرب ـ إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانية التي هي معتقدات الوثنية الجديدة في الغرب .
وفيما يلي وقفة موضوعية مع البرمجة اللغوية العصبية .........
أولاً: وقفة مع المنهج العلمي Scientific Method(1/50)
ويقصد بالمنهج العلمي تلك الإجراءات التي أجمع العلماء على استخدامها عبر العصور؛ لتكوين و تشكيل أو تمثيل صحيح لما يجري من وقائع وظواهر في العالم.
وحيث إن القناعات الشخصية، والقناعات الجماعية تؤثر على انطباعاتنا، وعلى تفسيرنا أو ترجمتنا للظواهر الطبيعية، فإن استخدام إجراءات معيارية قياسية منهجية يهدف للتقليل من هذا التأثر عند تطوير نظرية ما.
ومن المعلوم أن مراحل المنهج العلمي في الدراسات الكونية والإنسانية والاجتماعية تبدأ بالمشاهدات والملاحظات للظواهر، ثم تصاغ على أساسها الفرضيات، ثم إذا ثبتت بتجارب صحيحة وكانت لنتائجها مصداقية أو عدلت، ثم تمر النظرية أيضًا بتجارب وتختبر نتائجها لتكون حقيقة أو تقف عند حدود النظرية أو تلغى .
والمنهج العلمي يؤكد وجود الأخطاء الإحصائية عند ذكر النتائج واعتمادها، وهذه يمكن توقعها أو قياسها ومن ثم تضاف للنتيجة ويتم تعديلها . كما ينبه على الأخطاء النابعة من الرغبة الشخصية ، أو تأثير النتيجة المأمولة Wishfull thinding حيث يفضل الباحث نتيجة على أخرى، و[الزلل التراجعي] Regressive fallacy الذي يكون مجرد ربط من الباحث بين الملاحظة وشيء مقترن بها دون أن يكون بينهما علاقة سوى الاقتران .
أما أسوأ الأخطاء على الإطلاق فهو أن تكون الاختبارات عاجزة عن إثبات الفرضية، ويدعي الباحث إثبات الفرضية بها، ويغض الطرف عن نتائج الاختبارات التي لا تتناسب مع الفرضية التي يرغب في إثباتها .
كما أنه من الأخطاء الكبيرة عدم إجراء التجارب " عدم وضع الفرضية تحت الاختبار "، وبالتالي الخروج بنظرية من المشاهدات اعتمادًا على المنطق البسيط والإحساس العام " الانطباع " .(1/51)
وليست الوقفة مع المنهج العلمي في تقويم هذه الوافدات من قبيل التكلف والتعسف كما يدعي البعض ؛ فالإسلام يدعونا إلى المنهجية العلمية بدعواته المتنوعة للتأمل والتفكر والعلم والتعقل والتذكر، وقد وضع العلماء المسلمون أصول المنهج العلمي الصحيحة سواء فيما يتعلق بالنقل أو العقل، إذ لم تكن الدعاوى تقبل لمجرد التدليل عليها بنصوص الوحيين أو أدلة العقل دون تحقيق وتدقيق ؛ فالتحقيق: إثبات المسألة بدليلها، والتدقيق: فحص وجه الدلالة من الدليل ومدى مناسبته للمسألة " الدعوى " وكان شعارهم: إذا كنت ناقلاً فالصحة " توثيق النص " أو مدعيًا فـ " الدليل " ، وكانوا روادًا في التمييز بين الحقائق والدعاوى، وأخذ الحق ورد الباطل مهما مزج بينهما المبطلون ولبسوا..
وبالنظر للبرمجة اللغوية العصبية في ضوء هذه الوقفة مع المنهج العلمي نجدها تفتقر إليه في عمومها وأغلب تفصيلاتها، وربما لهذا لم تلق ترحيبًا في الأوساط العلمية في معظم دول العالم وتفصيل نقدها من الناحية العلمية يمكن تلخيصه فيما يلي :
ـ كثير من المشاهدات التي بنيت عليها فرضيات NLP ليس لها مصداقية إحصائية تجعلها فرضيات مقبولة علميًا .
ـ تعامل الفرضيات وتطبق ويدرب عليها الناس على أنها حقائق رغم أنها لا ترقى لمستوى النظرية .
ـ نظرياتها مقتبسة من مراقبة بعض الظواهر على المرضى النفسيين الذين يبحثون عن العلاج ،ثم عممت على الأصحاء الذين يبحثون عن التميز .
ـ أكثر روادها من القادرين على دفع رسومها .
ـ الباحثين عن الحلول السريعة Quick fix بدلاً عن العمل Hard Work .
و هنا تقييمان اتبعا منهجًا علميًا في نقد البرمجة :(1/52)
الأول : هو التقييم المقدم للجيش الأمريكي من الأكاديميات القومية ؛ ففي عام 1987م وذلك بعد انتشار دورات تطوير القدرات رغب الجيش الأمريكي في تحري الأمر فقام معهد بحوث الجيش الأمريكي The US Army Research Istetute بتمويل أبحاث تحت مظلة " تحسين الأداء البشري " على أن تقوم بها الأكاديميات القومية US National Academies التي تتكون من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي وتعتبر هذه الأكاديميات بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية، وقد تكونت من هذه الأكاديميات مفوضية العلوم الاجتماعية والسلوكية والتعليم، ثم تم تكوين فريق علمي كان اختيار أعضائه على أساس ضمان كفاءات خاصة وضمان توازن مناسب، وعهد لمجموعات مختلفة بمراجعة البحوث ، وحسب الإجراءات المعتمدة لدى أكاديميات البحوث الأربعة .
وقد قدم الفريق ثلاثة تقارير :
الأول في عام 1988م ، الثاني في عام 1991م ، الثالث في عام 1994م .
التقرير الأول طرح تقويمًا للعديد من الموضوعات والنظريات والتقنيات منها البرمجة اللغوية العصبية الذي ذكر عنها ما نصه: إن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـ NLP استراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين ، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير .
واستمر البحث والتحري في مجال تحسين الأداء البشري ، وبعد ثلاث سنوات يشيد التقرير الثاني بنتائج التقرير الأول والقرارات التي اتخذها الجيش الأمريكي بخصوص عدد من التقنيات السلبية ومنها الـNLP حيث أوصى بإيقاف بعضها، وتهميش بعضها، ومنع انتشار البعض الآخر .
وبعد ثلاث سنوات أخرى اكتفى التقرير الثالث ـ نصًا ـ في موضوع البرمجة اللغوية العصبية بما قدم في التقريرين الأول والثاني .
والثاني: صاحبه الدكتور " روبرت كارول " أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا الذي قال :(1/53)
'رغم أني لا أشك أن أعدادًا من الناس قد استفادوا من جلسات الـNLP، إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـNLP فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس له.
كل الأدلة العلمية الموجودة عن هذه الأشياء تظهر أن ادعاءات الـ NLP غير صحيحة فبرغم تراجع الجيش الأمريكي عنها بعد تجربتها، وعدم إيمان كثير من الشركات بها، وعدم الاعتراف بها كعلم في الجامعات ولا كعلاج في المستشفيات ، يقبل عليها جماهير المفتونين من المسلمين .
" راجع في ذلك مقالة منشورة في مجلة النيويورك تايمز في عددها الصادر 29 سبتمبر 1986م في مقالة بعنوان المبادئ الروحية تجتذب سلاسة جديدة من الملتزمين " .
فهذه هي شهادة بعض أهلها فيها، وهذه نتائج تحريات جهات من أفضل الجهات العلمية، وفي بلد من أبرز البلاد تقدمًا في منهجيات البحث والتحري . وصدق ابن القيم عندما قال معلقًا متعجبًا بعد ذكره للأحاديث والآثار المحذرة من التشوف لما في كتب أهل الكتاب من أدبيات أو فوائد وأخلاقيات فقال: فكيف لو رأى اشتغال الناس بزبد أفكارهم وزبالة أذهانهم عن القرآن والحديث .
....... ومن العجيب أنه على الرغم من عدم ثبوت فرضيات الـNLP إلا أنها تعقد الدورات للتدريب عليها وكأنها حقائق ثابتة بتجارب مستفيضة! وليس في واقع العامة فقط وإنما في واقع أساتذة الجامعات والدعاة ، ومن المضحك المبكي أن تنادي المفتونات من التربويات بتقريرها مقررًا في التعليم، واعتبارها بندًا مهمًا في بنود تقييم الكفاءة!! مما أعتقد أنه لم يكن يخطر لمؤلفيها أنفسهم على بال"(1).
__________
(1) دراسات المجتمع الكويتية عدد1590ـ محرم 1425هـ
نقلاً عن
http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm
وانظر ما كتبته د . فوز بنت عبد اللطيف كردي في ملحق الرسالة الأسبوعي مع جريدة المدينة على جزأين . الأول في الجمعة / 27 / 4 / 1424هـ. وانظر http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm(1/54)
4- الجذور الفكرية للبرمجة اللغوية العصبية .
"و بلا ريب، فالناظر لأمر البرمجة من زوايا وأبعاد مختلفة فسوف يجد أنها عبارة عن خليط من العلوم و العقائد و الأفكار و الفلسفات و المنطقيات و اللغويات و الفنون المختلفة.
و المتفحص عليه أن يحقق ويدقق في العناصر الآتية حتى تتوفر لديه نظرة شمولية متجردة و فاحصة و طالبة للحق، وكل عنصر منها يقود إلى الآخر بتتبع القرائن والدلائل :
1- أصل و جذور البرمجة اللغوية العصبية وتاريخها وأسسها ومكوناتها وفرضياتها وأدواتها وتطبيقاتها وسلبياتها وإيجابياتها وأخلاقياتها ومعاييرها ومدارسها.
2- تداخلها بالعلوم الأخرى كعلم الأعصاب النفس والاجتماع والإدارة وينتولوجيا.
3- اختلاطها بالعقائد والديانات والفلسفات والممارسات الشرقية والغربية كوحدة الوجود و حكم القبّالة والطب البديل والطاقة والبوذية والمنطق والفيزياء والطبيعيات و السّحر والشعوذة والكهانة والتنجيم وعلم الغيبيات واللاهوتيات "(1).
" إن الغزو العسكري الصليبي الذي تتعرض له الأمة المسلمة هذه الأيام ، قد سبقه غزو آخر أشد فتكاً منه ، ألا وهو الغزو الفكري ، الذي يستهدف عقيدة هذه الأمة ، ودينها ، وهويتها ، ومكمن خطورة هذا النوع من الغزو أنه يتسلل إلينا بشتى ألوان الطيف ، وبشتى الأقنعة ، مما يوجب على أبناء هذه الأمة المسلمة الاشتراك في رصده ، والتحذير منه.
__________
(1) " الجذور الحقيقية للبرمجة اللغوية العصبية "
د . عوض بن عودة
http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm(1/55)
إن الغزو الفكري الغربي المادي الذي تتعرض له الأمة المسلمة في هذا العصر عبر الكتب المترجمة أو عبر بعض الدورات التي تعقد لتسويق الفكر المادي بحسن نية، يعيد إلى الأذهان ما تعرضت له الأمة من غزو فكري في نهاية العهد الأموي وبداية العهد العباسي من جراء الاحتكاك بأهل الكتاب وما نتج عن ذلك من ترجمة كتب الفلسفة اليونانية بما فيها من فكر جاهلي مادي يقدس العقل ويعطيه قدرات بلا حدود.
ولعل أشهر قذيفة من قذائف الغزو الفكري التي توجه إلى الأمة المسلمة في هذه الأيام ، هي ما يسمى ( بالبرمجة اللغوية العصبية).
إن الهندسة النفسية (أو البرمجة اللغوية العصبية) عند تفكيكها والدخول في جوهرها ليست علماً محايداً بل فكر فلسفي مادي يدور حول تضخيم قدرات العقل ، وإعطاء الإنسان قدرة حتمية على التغيير بعيداً عن قدر الله سبحانه وتعالى .......
" إن الهندسة النفسية تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو : الإيمان بالقدر خيره وشره ، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح ، أو حتمية النجاح ، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور ، وكل الإخفاقات ، وكل أنواع الفشل .
إن الفكر المادي المهيمن على الهندسة النفسية تكمن خطورته في أنه يسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله ، وهذا باب خطير من أبواب الشرك ينبغي الحذر منه .
ولما كان الحديث لا يزال موصولاً عن البرمجة اللغوية العصبية فأقول : إن ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة ، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو : انتوني روبنز ، في كتابه قدرات غير محدودة : ( كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي ، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال ، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.(1/56)
وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا ؟ لقد حددت هدفاً لنفسي ، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول : إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه ، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد ، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها ) .
إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة : إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو ، نسأل الله السلامة والعافية.
أما د. جوزيف ميرفي ، فيذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن : ( تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد ) .
كذلك عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة ، ومن ذلك قوله : (عندما تذهب للنوم ليلاً : كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج ، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن ) [ ص117] .
لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية ، صنماً يعبد من دون الله ، فهو الرزاق ، وهو الشافي ، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه "(1).
"و نظرية المثل الإفلاطونية تزعم أن للإنسان عقل ظاهر واع محدود و عقل غير واع أقوى و أرحب من العقل الظاهر غير المحدود.
و كذلك "السريالية" المتأثرة بالمدرسة الفرويدية لها نصيب في فلسلفة البرمجة اللغوية العصبية باعتمادها على قوى الواقع اللاواعي الكامنة في النفس البشرية و التي يتطلب إطلاقها و تحريرها.
......
__________
(1) http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm
د. خالد الغيث
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى(1/57)
و فكرة هذا العقل الباطن أوجدها العالم اليهودي النمساوي سيجموند فرويد الذي كان يقول: "ينبغي أن نحطم كل العقائد الدينية".
و فرويد هو مؤسس مدرسة التحليل النفسي والذي توغل فيه التنويم المغناطيسي بشكل كبير، و أدخل فيه الأفكار و العقائد الصهيونية اليهودية الخاصة ...
و كما هو مُوثّق في كتب البرمجة اللغوية العصبية أن العقل الباطن يتحكم بجميع العمليات الحيوية في الجسد ، ويعرف حلول كل المشاكل . وهذا العقل هو الذي يجعلك سليماً أو مريضاً، سعيداً أو تعيساً ، أو غنياً أو فقيرا ً.
و تمثل ذلك جلياً في مُسلّمات و فلسفة البرمجة اللغوية العصبية حيث زعمت ، كسابقيها من الفلاسفة القدماء بالتعلق بالأسباب المادية البحتة تعلقاً صرفاً كلياً و حتمياً ، أن بمقدور العقل واللغة عمل العجائب والمعجزات في حياة الإنسان، وتزعم أن العقل الباطن هو مصدر قوته
..... و البرمجة اللغوية العصبية كما أقر بذلك روّادها وُلدت من رحم التنويم المغناطيسي"(1)
وما ذُكر عن جذور البرمجة اللغوية العصبية هو على سبيل الذكر لا الاستقصاء ، وإلا فالأمر أوسع من هذا .
5- ارتباط البرمجة اللغوية العصبية بالعقائد الشركية الدخيلة .
إن البرمجة اللغوية العصبية بوابة للعقائد الشركية الدخيلة ، ولا أريد إطالة الكلام في شرح هذه العقائد لأنه سبق بيانها آنفاً .
ولعل من أبرز الأشياء التي يدعو إليها أصحاب البرمجة اللغوية العصبية هي " الطاقة الكونية " ويقولون : إنها مصدر الشفاء والارتقاء بالروح والصحة ، ويقولون : إنها تدخل الجسد من ممرات خاصة وإنها تعالج الأمراض . وقد سبق بيان ماهية " الطاقة" وحقيقة الدعوة إليها ، وأنها من شركيات عقائد الشرق .
ويدعو ن إلى " اليوجا " بصفتها ممارسة لصفاء الروح والنفس .
__________
(1) " الجذور الحقيقية للبرمجة اللغوية العصبية "
د . عوض بن عودة
http://fikr1424.tripod.com/fikrhome.htm(1/58)
واعلم أن الدعوة إلى عقيدة " الطاقة " الشركية ، والدعوة إلى عبادة " اليوجا " الشركية ، وإلباسهما غير لباسهما ،أوضح برهان على فساد هذه الدعوة .
وأما ارتباط البرمجة اللغوية العصبية بالعقائد الفاسدة ، فيكفي فيه اعتمادها لعقيدة " الطاقة " لأنها قاسم مشترك للعقائد الوثنية الشرقية .
ويكفي أيضاً اعتمادها " لليوجا " وهي العبادة الوثنية التي تحاكيها عبادات الشرق الشركية مع اختلاف المسميات والتفاصيل .
ولا بد أن نتذكر دائماً قاعدة عظيمة وهي : تغيير الأسماء لا يغيَِّر حقيقة المسمَّيات .
المطلب الرابع : أهل العلم يحذرون من البرمجة اللغوية العصبية .
" في خطوة طيبة لكشف الحقائق واستيضاح الحق عقد مركز الدعوة بالنسيم بالرياض يوم الخميس 13 شعبان 1424هـ ندوة لمناقشة " البرمجة اللغوية العصبية ومحاذيرها ".
وقد مثّل المبرمجين في الحوار د. محمد بن عبد الله الصغير ، استشاري الطب النفسي بكلية الطب – جامعة الملك سعود والمدرب المعتمد في NLP .
ومثّل المحذّرين من البرمجة د. عبد الغني بن محمد مليباري أستاذ الهندسة النووية بكلية الهندسة – جامعة الملك عبد العزيز والأستاذة : فوز بنت عبد اللطيف كردي أستاذة العقيدة بكلية التربية بجدة ( عبر الشبكة ) .
وللتحكيم شرّّف الندوة كل من :
فضيلة الشيخ الدكتور : عبد الرحمن بن صالح المحمود أستاذ العقيدة بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية . وسعادة الدكتور : عبد العزيز بن محمد النغيمشي أستاذ علم النفس والمهتم بالتأصيل الإسلامي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
وحضر الندوة عدد من المهتمين بموضوع البرمجة اللغوية العصبية من مؤيدين ومعارضين ، وكان من الحاضرات في الجانب النسائي الدكتورة : غربية الغربي ، والأستاذة : لطيفة الصقير من المتخصصات في العقيدة ، والأستاذة : أسماء الرويشد ، والأستاذة : أسماء الحميضي وعدد من المدربات في البرمجة والمهتمات .(1/59)
وبعد عرض آراء المتحاورين في البرمجة اللغوية العصبية ، والإجابة على الأسئلة الموجهة من قبل الحضور في نقاش استمر لأكثر من الساعتين خُُتم اللقاء برأي وتوجيهات كل من الدكتور : عبد العزيز النغيمشي ، والدكتور : عبد الرحمن المحمود وفيما يلي نص الكلمتين :
تعليق فضيلة الدكتور : عبد العزيز النغيمشي
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم . الشكر والتقدير للإخوة في مركز الدعوة على إتاحة هذه الفرصة للتحاور واللقاء العلمي ، والشكر والتقدير للمتحاورين على تناول الموضوع بكل موضوعية وأريحية ، ونأمل أن تتواصل الخطى حتى يتم التوصل لحلول جذرية للموضوع ..
وقد كنت سُئلت منذ سنة تقريباًً عن البرمجة اللغوية العصبية ، وكنت أتحاشى الحديث عنها ، وفي الأشهر القليلة الأخيرة أصبحت أطلع أكثر ، واليوم بعد سماع المناظرة أستطيع أن أعلق على هذا الموضوع من ثلاثة جوانب ، وهي في نظري جوانب يجب أن ينتبه إليها المختصون والمهتمون والإخوة الشرعيون :
الأول : المحكات التي بناء عليها نرى أن هذا نافع أو غير نافع ، نأخذ به أو لا نأخذ به . وهي كثيرة أهمها ثلاثة :
المحك الشرعي : فأي قضية يدور حولها نقاش شرعي بدرجة ملفتة ، يجب أن نتوقف عندها ، فهذه قضايا الدين ، يجب أن نتوقف وندرس ونتحرى في ضوء الأدلة الشرعية ومقاصد الدين ، حتى لو اقتضى الأمر بتفرغ بعض الأفاضل لهذا الأمر مع التعب والإجهاد .
المحك العلمي : أو ما نسميه المنهج العلمي ، فقد أخذنا في العلوم الحديثة بالمنهج العلمي ، وما دمنا قد أخذنا به فيجب أن نلتزم به في كل الأمور . وبالنسبة للبرمجة اللغوية العصبية فحسب المتوفر حتى الآن أنها لم تثبت ، وهذا ذكره الأخوين المتحاورين ، وكان الدكتور عبد الرزاق الحمد الاستشاري النفسي قد ذكر لي في لقاء قريب أنه لم تعترف بها أي جهة علمية !! وهذا المحك مهم جداًً فالمسألة غير معترف بها وغير مؤصلة ونأخذ بها !!(1/60)
المحك الثالث : النظر فيمن يتبعونها ، فأكثر المتخصصين في علم النفس والطب النفسي وعلماء الشرع لم يدخلوا فيها ولم ينساقوا إليها برغم كثرة ما قيل عن منافعها ، فانسياق النخبة أمر مهم جداً ، ونلاحظ أن معظم من انساق وراء البرمجة هم العوام .
الجانب الثاني : المخاطر :
الأول : أن البرمجة بهذه الصورة ( لم تُحقق ولم تُؤصل ) تتجه إلى العامة ، وأقصد بالعامة غير المتخصصين .....
الثاني : أن بعض ممن تصدى لهذه البرامج إما شرعيين أو لهم خلفية شرعية فصاروا حجة ، وأصبح الناس ينظرون للبرمجة العصبية على أنها مقدمة من د. محمد الصغير ، أو د. عوض القرني وغيرهم .
الثالث : كون النقد الموجه للبرمجة اللغوية العصبية ليس للمحتوى ، وليس نقداً تفصيلياً فقط ، فلو كان كذا ؛ لأمكن تصفيتها ، وإنما الخطورة في كونها برنامجاًًً متكاملا فهي برمجة ، لها اسم ولها أساتذة ولها شهادات ولها اعترافات وجهات .
لذا لا يمكن أن تبقى على هذه الصورة ، أنا مقتنع جداً بأنه يجب أن لا تبقى على هذه الصورة ، فلو فرضنا أننا عدلنا وأخرجنا برنامجاًً صافياًً أشرف على تعديله وشهد له عدد من الفضلاء ، ولا يوجد فيه مخالفة فلا يمكن كذلك أن نبقيها باسم البرمجة اللغوية العصبية فالمتدربون سيصبحون تلاميذك ، وأنت تلميذ فلان وفلان ، إلى أصولها غير المنقاة فسيقع الخطر .
الجانب الثالث :
يجب المطالبة بكل قوة بأن يعكف المتخصصون من ذوي الثقافة الشرعية على إخراج برامج مؤصلة مطعمة بما يفيد دون أن تدخل تحت هذا الاسم وهذا الإطار ، ولا يمنع أن تجد بعد أن تنتهي من إعداده أن البرنامج فيه 10% أو 60% من مفاهيم البرمجة اللغوية العصبية ما دمت أصلاً قد بدأت من مصادرك الشرعية وانطلقت من ثوابتك العقدية والعقلية .(1/61)
وأكثر ما ذُكر من فوائد في البرمجة له أسس موجودة في الأدلة الشرعية فموضوعات الإيحاء، وقانون التكرار ، والموضوعات التربوية المتعلقة بقانون التدرج ، والمشاركة الإيجابية بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة يكتشفها الباحث في الأدلة الشرعية لاستخراج البرامج التربوية والتطويرية من خلال معرفته بالبرامج الغربية مثل البرمجة اللغوية العصبية أو غيرها ، دون أن يدخل البرنامج الجديد تحت اسم البرمجة اللغوية العصبية .
تعليق فضيلة الشيخ الدكتور : عبد الرحمن المحمود
"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
نشكر كل من ساهم في هذه الندوة من المتحاورين والمقدم والحاضرين والحاضرات فقد وصل الزخم عملياًً وإعلامياًً إلى حد أن تكون القضية كبيرة تحتاج إلى مواجهة دقيقة لمعرفة الحق ، وهذه الندوة خطوة جيدة نافعة لتناول هذا الموضوع .
وقد تابعت ما كتب عن البرمجة ، وأظن أن العراك حولها بدأ من وقت ليس بالطويل ، وقد جالست وحاورت بعض من حضرها مع ما قرأت وأحب أن أبدي وجهة نظري الابتدائية وليست النهائية ؛ فأنا أسجل رأيي بحسب ما سمعت وقرأت ، وفي نيتي طلب تفرغ علمي لدراسة هذا الموضوع وغيره وتكوين رأي نهائي ، وهذا لا يعفي الجميع من مسؤولية النظر في مثل هذه القضايا العلمية والعملية لأنها تمس ديننا وأمتنا ومجتمعنا وسيكون الأثر طيباًً إن عالجناها معالجة صحيحة والعكس بالعكس .
وأنا أوافق الدكتور النغيمشي في طرحه وما ذكره يمثل محاور علمية منهجية يجب أن تدرس هذه الأمور الكبرى في ضوئها وتناقش .
ورؤيتي للمسألة :(1/62)
أن كل جديد يتعلق به الناس ، فعندما وجدت البرمجة سارع إليها الناس وانساقوا وتعجب عندما تعلم أنها حديثة لم يمض على ظهورها في الغرب إلا قرابة الثلاثين عاماًً فقط ، ولم تؤصل علمياًً وغزت مجتمعنا بهذه السرعة الهائلة !!! أعزو تفسير هذا إلى أنه أمر جديد فيه بعض الطروحات التي قد يغفل عنها البعض فمن يحضرها يتداعى مع غيره للحضور وهكذا .
ومن المعلوم المعروف علمياًً واجتماعياًً وتاريخياًً أنه من خلال الزمن تظهر الحقائق ، وهذه عُرفت لدى كل المجتمعات حتى أن المشركين عندما ظهر فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا يكذبونه ، وكان كثير منهم يعتقد أنه غير صادق فكانوا يقولون : { تربصوا به} أي أنه كاذب - هكذا يزعمون وحاشاه - فمع الزمن سيظهر كذبه من صدقه .
فبالتربص زمناً ينكشف أمر من يأتي ويخدع الناس بحجج أو ببعض أفعال ، فإنه في النهاية يظهر الحق ، وتنكشف الأمور ، أقول : هذه البرمجة بدأت تتكشف ...أُخذت في البداية على أنها دورات يسمع فيها الإنسان شيئاً جديداً ، وهي الآن تلفت انتباهنا لفحصها والنظر فيها ، كما حكى لي أحد الأساتذة عن دورة تربوية قدمت للقضاة تبين حاجة الأبناء والمتحدثين للاهتمام والاستماع لرأيهم حتى أن أبناءك الصغار قد يمسكون بوجهك ويجذبونك بقوة لتسمع لهم وتلتفت إن لم تعطهم اهتمامك ابتداء .(1/63)
وأمر آخر ، وهو أن التركيز على خلفية العلوم الحقيقية أمر يجب ألا يغفل عنه ، فعندما نعرف أن هذه البرمجة ابتدأت مع أصول الانحراف عند فرويد وعند فلان وفلان من الموصوفين بالمكر والمخادعة ، يجب أن نعيد النظر فيها ونفحصها ولا يشتبه علينا قول " خذ الحق ولو من الكافر" فنحن نأخذه نعم إذا كان حقاًً والرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال في قصة الغول المشهورة : "صدقك وهو كذوب" لأن الشيطان قال حقاًً وهو آية من كتاب الله عز وجل . لكن الرسول عندما أتاه عمر رضي الله عنه بقطعة من التوراة فيها عن بني إسرائيل ما هو حق وفيها ما هو ليس بحق ، كما هو معلوم في الروايات عن بني إسرائيل فقال : " أفي شك أنت يا بن الخطاب ، والله لو كان موسى حياً ما وسعه إلا أن يتبعني"(1).
وهنا أطرح سؤالا : هل فعلاً هذه البرمجة العصبية تعتبر فناً جديداً سيستفيد منه المسلم فائدة تفوق ما علمه من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وما ينبثق عنهما مما كتبه علماء المسلمين ؟ يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال وإلا فما فائدة أن نكون أمة إسلامية ! فنحن نعلم أن الدين ليس بينه وبين العلم المادي صراع ، بل إن أكبر معطيات الصحوة الإسلامية أنها خرجت على يد من كانوا يسمونهم "الأفندية" وهم الذين تخرجوا هناك في الغرب وفي أدق التخصصات ولم يجدوا تعارضاًً بين ما درسوه والدين ، فمنهم من حمل المنهج السلفي في الاعتقاد أو المنهج المدلل عليه من الكتاب والسنة وحمل صفاء الدعوة إلى العقيدة والشريعة . كان كثيرون يظنون الصحوة ستخرج من المساجد والمشايخ أو الطرق الصوفية فإذا بها تأتيهم ممن درس في الجامعات الغربية والعالمية .
__________
(1) - وطرق هذا الحديث ضعيفة ليس فيها ما يحتج به ، ولكن هذه الطرق تبين أن للحديث أصلاً وأنه غير موضوع . انظر . ( فتح الباري ج13/ص525 )(1/64)
فالقضية واضحة في الاستفادة من العلوم الغربية كعلم النفس والاجتماع ومما قد يكون في البرمجة ، ولكن يجب ألا تقبل في إطارها ، فلم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه إن في هذه التوراة كذا وكذا فهو حق فاقرأه . لا بل نهاه . والبرمجة من مشكلاتها أنها برنامج متكامل الذي يأخذ مستوى يريد ثاني وثالث ...ثم تنتهي إلى نهايات خطيرة .
والأمر الثالث : أننا عندما نحكم على شيء ينبغي أن نلتفت إلى الظواهر المصاحبة له فمع البرمجة أصبحنا نسمع عن المشي على الجمر ، وعن قدرة رجل نحيل عن حمل رجل كبير ضخم ، وعن إمكانية حمل رجل ثقيل بالاعتماد على الأصابع فقط ، وعن ...وعن ...ويجب على كل من عنده غيرة على دين الله تعالى أن يستنكر ويصرخ بقوة ليحذّر الناس ، وأنا أحيي وأشكر كل من حذر بقوة مع اعترافنا بحسن النية للآخرين ، ولكن عندما يأتي السيل الجارف فيجب أن يقابل بما يوازيه وهذا من حسن النصح .
وسؤال ثاني يجب أن نسأله لأنفسنا : ما هي النتائج العملية في الحياة لتطبيق البرمجة اللغوية العصبية ؟ لأفترض تقديم دورات نظيفة ليس فيها شرك ، ليس فيها تنويم مغناطيسي ، ولا يصاحبها مشي على الجمر ، ولا تقديس عقل باطن ولا قانون السرعة والحسم ولا جذب القدر ...هل عالجت البرمجة المشكلات في حياتنا ؟ هل نجح المتدربون في حياتهم وفي أعمالهم ، أم نجاحهم كان في تقديم مزيد من دورات البرمجة ؟
نريد جواباً واقعياً مبني على استقراء ، هل تخرج البرمجة نجاحات خالية من الملاحظات ؟
وأختم بالتعليق على كلام أحد السائلين : هل الحكم على الشيء يلزم الدخول فيه ؟ أقول : لقد حرم العلماء السحر بالأدلة الشرعية دون أن يكونوا سحرة ، وحرموا المذهب الشيوعي بالتصور الكامل له دون أن يعتنقوا الشيوعية . فلا يلزم الدخول والتلبس بالشيء للحكم عليه وإنما يكفي في ذلك التصور الدقيق له .
وأختم بأمرين :(1/65)
الأول : أدعو الجميع إلى استخلاص ما في هذه البرمجة من فوائد ولكن تحت اسم آخر لأنها برامج وشهادات وأساتذة .
الثاني : أوصي نفسي وإخواني أن نتذكر أخوتنا في الله ، فرابطة الدين وعقيدة الولاء والبراء توجب علينا أن نحب إخواننا في الله ، كما تفرض علينا أن نتبرأ من الشرك وأهله ، وإن من أخطر ما رأيته اليوم من الخلل استبدال الأخوة الإنسانية بالأخوة الإسلامية ، واستبدال عقيدة التوحيد المبنية على الإيمان بالله والتبرؤ والكفر بالطاغوت بالقسم الأول منها فقط(1). ولهذا نجد من يطرح الآن دعونا من الشرك ومن الكفار والبراءة منهم ، وهذا الباب يفهم في ضوء باب أحكام التعامل مع أهل الكتاب الذي يدل عليه منهج الإسلام الذي يراعي العدل لا المساواة .
وأنا أعتبر هذا الحوار انطلاقة طيبة في طريق التصحيح ومواجهة أمر البرمجة اللغوية العصبية ومتفائل بكونه عقد في مكتب الدعوة وبالله التوفيق "(2).
وقد قرر جمع من أهل العلم التحذير من هذه العقائد الوافدة
الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشئون الحرم المكي والحرم النبوي ،ورئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يشيد في اتصال هاتفي خاص بمنهجية مقالات نقد البرمجة اللغوية العصبية ، ويثني على طريقة الحوار مع المخالفين ودعا بالتوفيق للقائمات على توعية المجتمع المسلم بخطر هذه الوافدات الفكرية كما أشاد بمفردات دورة " الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه" وأمر بإقامتها في مكتبة الحرم المكي للباحثات ومرتادات المكتبة من المجتمع النسائي . وقد كان لها صدى طيب حيث حضرها لفيف من المهتمات والأكاديميات والمتخصصات في الشريعة والفقه والعقيدة .
__________
(1) - والصواب هو :" قصر عقيدة التوحيد على الإيمان بالله دون التبرؤ من الكفر والطاغوت " ؛ لإن الباء تدخل على المتروك .
(2) http://fikr1424.tripod.com/fikr16.htm(1/66)
كما أيّد الدكتور سفر الحوالي العمل على التحذير من هذه الوافدات الفكرية وأكد على جذورها الفكرية الإلحادية وتبنيها لفكر الثيوصوفي في أثواب جديدة تناسب حركة العصر الجديد وتقنياتها العملية . وأشاد فضيلته بمفردات الدورات العلمية والمحاضرات المقدمة لبيان هذا الخطر للعامة والخاصة وتحذيرهم منه .(1).
وفي النهاية لا بد من كلمة وهي أن دورات الإرشاد النفسي والاجتماعي والتي تجذب الناس إلى البرمجة اللغوية العصبية هي مما يُتعلم بعيداً عن البرمجة اللغوية ، فلها أهلها ولها أصحابها ، ولها الكتب الخاصة بها ، وما عليك إلا أن تستشير المتخصصين .
اللهم أبعد عنا الفتن وآتنا الفرقان المبين ! آمين آمين !
فهرس الموضوعات
التمهيد ......................................................................... 1
المطلب الأول : ما يسمى بعلم " الطاقة " وعلاقته بالرياضات الروحية الدخيلة .... 9
1- تعرف " الطاقة " .......................................................... 9
2- تعريف " الشكرات " ....................................................... 19
3- حقيقة " الجسم الأثيري " .................................................. 24
4- الفوائد المزعومة " للطاقة " ................................................. 26
5- ارتباط فلسفة " الطاقة " بديانات الشرق الوثنية.............................. 29
6- ارتباط فلسفة " الطاقة " بالفلسفة الإشراقية ................................. 34
المطلب الثاني : العقائد الدخيلة ................................................. 35
1- الإيزوتيرك .................................................................. 35
2- الشياتسو ................................................................... 38
__________
(1) http://fikr1424.tripod.com/fikr16.htm(1/67)
3- نظام التصميم البشري ....................................................... 40
4- اليوغا ...................................................................... 41
5- دي إتش إي ............................................................... 44
6- العلاج بالصوت ............................................................ 45
7- التوسط ..................................................................... 50
8- الفونغ شواي ............................................................... 53
المطلب الثالث : البرمجة اللغوية العصبية....................................... 54
1
- ما هي البرمجة اللغوية العصبية ؟........................................... 54
2- ما هي فوائد البرمجة كما يزعم مروجوها ؟................................... 56
3- ما رأي الغرب العلمي بها ؟................................................. 60
4- الجذور الفكرية للبرمجة اللغوية العصبية .................................... 66
5- ارتباط البرمجة اللغوية العصبية بالعقائد الشركية الدخيلة .................... 71
المطلب الرابع : أهل العلم يحذرون من البرمجة اللغوية العصبية ................. 73(1/68)