وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)
114 - {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
«طرفي» : ظرف زمان متعلق بـ «أقم» ، وجملة «ذلك ذكرى» مستأنفة.(2/488)
فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)
116 - {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ}
الفاء مستأنفة، «لولا» حرف تحضيض، «كان» فعل ماض تام. الجار «من القرون» متعلق بـ «كان» ، الجار «من قبلكم» متعلق بحال من «القرون» ، «أولو» فاعل كان، الجار «في الأرض» متعلق بحال من «الفساد» ، «قليلا» مستثنى منصوب، والجار «ممن» متعلق بنعت لـ «قليلا» ، الجار «منهم» متعلق بحال مِنْ «مَنْ» . جملة «واتبع» مستأنفة، وجملة «كانوا» معطوفة على جملة «اتبع» ، و «ما» اسم موصول مفعول به.(2/489)
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)
117 - {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}
اللام في «ليهلك» للجحود، والمصدر المؤول مجرور متعلق بخبر «كان» المقدر بـ مُريدًا، وجملة «وأهلها مصلحون» حالية من «القرى» .(2/489)
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)
118 - {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}
جملة «ولا يزالون» معطوفة على جملة مقدرة، أي: لكنه لم يشأ. والجملة المقدرة معطوفة على جملة الشرط.(2/489)
إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)
119 - {إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}
«من» اسم موصول منصوب على الاستثناء، جملة «خلقهم» مستأنفة، وكذا جملة «وتمَّت» ، وجملة «والله لأملأن» تفسيرية للكلمة، وجملة «لأملأن» [ص:490] جواب القسم لا محل لها، «أجمعين» توكيد مجرور بالياء.(2/489)
وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)
120 - {وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
قوله «وكلا نقص» : الواو مستأنفة، «كُلا» مفعول مقدم لـ «نقصّ» ، والجار «عليك» متعلق بالفعل، الجار «من أنباء» متعلق بنعت لـ «كلا» . والتنوين في «كل» عوض من مضاف إليه، أي: وكل نبأ، «ما» اسم موصول بدل من «كلا» ، جملة «وجاءك» حال من «الأنباء» ، و «الحق» فاعل «جاءك» . الجار «للمؤمنين» متعلق بنعت لـ «ذكرى» .(2/490)
وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121)
121 - {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ}
الجارّ «على مكانتكم» متعلق بحال من الواو في «اعملوا» . جملة «إنا عاملون» مستأنفة.(2/490)
سورة يوسف(2/491)
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
2 - {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
«قرآنًا» حال من الهاء في «أنزلناه» . وجملة «لعلكم تعقلون» مستأنفة.(2/491)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
3 - {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}
«أحسن» مفعول به، و «القصص» : مصدر بمعنى مفعول. قوله «بما أوحينا» : الباء جارة، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «نقص» ، «هذا» مفعول به لـ «أوحينا» ، «القرآن» بدل من الإشارة. قوله «وإن كنت من قبله لمن الغافلين» : الواو حالية، «إن» : مخففة من الثقيلة، والجار «من قبله» متعلق بـ «الغافلين» . واللام هي الفارقة بين المخففة والنافية، فهي تلحق المخففة، والجار «من الغافلين» متعلق بخبر كان، والجملة حالية من الضمير «نا» في «أوحينا» .(2/491)
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
4 - {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}
«إذ قال» : اسم ظرفي بدل اشتمال من {أَحْسَنَ الْقَصَصِ} . «يا أبت» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المبدلة تاء، ونقلت كسرة المناسبة إلى التاء، والتاء مضاف إليه. «أحد عشر» جزآن مبنيان على الفتح مفعول به، و «الشمس» معطوف على أحد عشر، [ص:492] وهذا من باب ذِكْر الخاص بعد العام تفصيلا؛ لأن الشمس والقمر دخلا في قوله «أحد عشر كوكبا» ، وجملة «رأيتهم» مستأنفة، الجار «لي» متعلق بـ «ساجدين» ، و «ساجدين» حال عامله معاملة العقلاء.(2/491)
قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
5 - {قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا}
«يا بني» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء مضاف إليه، وقوله «فيكيدوا» : الفاء سببية، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن قصٌّ فكيد، الجار «لك» متعلق بالفعل، «كيدًا» مفعول مطلق. وجملة «فيكيدوا» صلة الموصول الحرفي.(2/492)
وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)
6 - {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ}
قوله «وكذلك» : الواو عاطفة، والكاف اسم بمعنى «مثل» نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه أي: يجتبيك اجتباء مثل ذلك الاجتباء، وجملة «يجتبيك» معطوفة على جواب النداء {لا تَقْصُصْ} . قوله «كما أتمها» : الكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، أي: يتم إتماما مثل إتمامها، «إبراهيم» بدل مجرور، وقوله «من قبل» : اسم ظرفي مبني على الضم في محل جر متعلق بـ «أتمها» .(2/492)
لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7)
7 - {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ}
قوله «لقد كان» : اللام واقعة في جواب القسم، الجار «في يوسف» متعلق بخبر كان. والجار «للسائلين» متعلق بنعت لـ «آيات» .(2/493)
إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8)
8 - {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
«إذ» : اسم ظرفي مفعول لاذكر مقدرا، واللام في «ليوسف» للابتداء، و «يوسف» مبتدأ، وجملة «ونحن عصبة» حالية من الضمير (نا) ، وجملة «إن أبانا لفي ضلال» مستأنفة.(2/493)
اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)
9 - {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}
«أرضًا» منصوب على نزع الخافض «في» ، «يخلُ» : مضارع مجزوم واقع في جواب شرط مقدر، والجار «من بعده» متعلق بـ «صالحين» .(2/493)
قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10)
10 - {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}
قوله «يلتقطه» : مضارع مجزوم في جواب شرط مقدر، وجملة «إن كنتم» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.(2/493)
قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)
11 - {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ}
قوله «ما لك» : اسم استفهام مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، قوله «لا تأمنا» : «لا» نافية، وفعل مضارع مرفوع بالضمه المقدرة على النون [ص:494] لمناسبة الإدغام، والضمير «نا» مفعول به، وجملة «لا تأمنَّا» حال من الكاف في «لك» . وجملة «وإنَّا له لناصحون» حالية من ضمير المفعول في «تأمنَّا» ، والجار «له» متعلق بـ «ناصحون» .(2/493)
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)
12 - {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
الظرفان «معنا» غدًا «متعلقان بـ» أرسله «، والفعل» يرتع": فعل مضارع مجزوم واقع في جواب شرط مقدر، وجملة «وإنَّا له لحافظون» حال من الضمير في «أرسله» ، والجار «له» متعلق بالخبر «حافظون» .(2/494)
قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)
13 - {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ}
اللام في «ليحزنني» المزحلقة، والمصدر «أن تذهبوا» فاعل «يحزن» ، والمصدر «أن يأكله» مفعول به، وجملة «وأخاف» معطوفة على جملة «ليحزنني» ، وجملة «وأنتم عنه غافلون» حالية.(2/494)
قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)
14 - {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ}
«لئن» اللام الموطئة للقسم، «إن» شرطية، وجملة «ونحن عصبة» حالية من الهاء في «أكله» ، وجملة «إنا إذًا لخاسرون» جواب القسم.(2/494)
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15)
15 - {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
«فلما ذهبوا» الفاء استئنافية، «لما» حرف وجوب لوجوب، والمصدر «أن يجعلوه» مفعول به، والفعل أجمع يتعدى بنفسه وبـ «على» ، و «جعل» هنا [ص:495] بمعنى ألقى، وجواب الشرط محذوف، أي: جعلوه فيها. وقوله «لتنبئنهم» : اللام واقعة في جواب قسم مقدر، وفعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، والهاء مفعول به، وجملة «وأوحينا» معطوفة على جواب الشرط المقدر «جعلوه» ، وجملة «لتنبئنهم» جواب قسم مقدر لا محل لها، وجملة القسم وجوابه تفسيرية؛ لأنَّ «أوحينا» فيه معنى القول دون حروفه. قوله: «بأمرهم هذا» الإشارة نعت لأمرهم، بمعنى المشار إليه، وهو جامد مؤول بمشتق، وجملة «وهم لا يشعرون» حالية من الهاء في «لتنبئنَّهم» .(2/494)
وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16)
16 - {وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ}
جملة «يبكون» حال من الواو في «جاؤوا» .(2/495)
قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17)
17 - {إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ}
جملة «نستبق» حال من الضمير «نا» في «ذهبنا» ، الظرف «عند» متعلق بـ «ترك» ، وجملة «وما أنت بمؤمن» مستأنفة، و «ما» نافية تعمل عمل ليس، و «أنت» اسمها، والباء زائدة في الخبر، الجار «لنا» متعلق بالخبر، وجملة «ولو كنا صادقين» حالية من الضمير «نا» في «لنا» ، والواو حالية عطفت على حال محذوفة أي: ما أنت بمؤمن لنا في كل حال، ولو في حال صدقنا، وهذا لاستقصاء الأحوال، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/495)
وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18)
18 - {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [ص:496]
الجار «على قميصه» متعلق بحال من «دم» ، والجار «بدم» متعلق بـ «جاءوا» . ومقول القول مقدر أي: لم تصدقوا في كلامكم، وجملة «سوَّلت لكم أنفسكم» مستأنفة، وقوله «فصبر جميل» : الفاء مستأنفة، «صبر» خبر لمبتدأ محذوف، أي: صبري صبر، والجملة مستأنفة في حيز القول. وجملة «والله المستعان» معطوفة على جملة «صبري صبر» ، والجار «على ما» متعلق بـ «المستعان» .(2/495)
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19)
19 - {قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}
«يا بشرى» : منادى نكرة مقصودة مبني على الضم المقدر في محل نصب، وجملة «يا بشرى هذا غلام» مقول القول، وجملة «هذا غلام» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وأسرُّوه» مستأنفة لا محل لها، وكذا «والله عليم» ، وقوله «بضاعة» : حال من فاعل «أسروا» .(2/496)
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20)
20 - {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ}
«دراهم» بدل من «ثمن» مجرور ونعته، الجار «فيه» متعلق بـ «الزاهدين» ، والجار «من الزاهدين» متعلق بخبر كان.(2/496)
وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)
21 - {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [ص:497]
الجار «من مصر» متعلق بحال من فاعل «اشتراه» ، الجار «لامرأته» متعلق بـ «قال» . «عسى أن ينفعنا» : فعل ماض تام، والمصدر المؤول فاعل، والجملة مستأنفة في حيز القول، قوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه. أي: مكَّنا ليوسف تمكينا مثل ذلك التمكين، وجملة «مكنَّا» مستأنفة، قوله «ولنعلمه» : الواو عاطفة، اللام للتعليل، و «نعلِّم» فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازًا بعد لام التعليل، والمصدر المؤول مجرور باللام متعلق بفعل مقدر أي: فَعَلْنا ذلك لتعليمه. وجملة «فَعَلْنا» معطوفة على جملة «مكَّنا» . والجار «من تأويل» متعلق بالفعل «نعلم» ، وجملة «والله غالب» مستأنفة، وجملة «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» معطوفة على جملة «والله غالب» .(2/496)
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)
22 - {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
«حكما» مفعول ثان. وقوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، الإشارة مضاف إليه. وجملة «نجزي» مستأنفة، والتقدير: نجزي جزاء مثل ذلك الجزاء.(2/497)
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)
23 - {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}
الجار «في بيتها» متعلق بخبر المبتدأ، والجار «عن نفسه» متعلق بـ «راودته» . قوله «هيت» : اسم فعل ماض بمعنى تهيَّأْتُ، والجار «لك» متعلق [ص:498] بـ «أعني» مقدرا. وقوله «معاذ» : مفعول مطلق لفعل مقدر. جملة «إنه ربي» مستأنفة، وجملة «أحسن» خبر ثان. وجملة «إنه لا يفلح» مستأنفة.(2/497)
وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)
24 - {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}
قوله «ولقد همت به» : الواو عاطفة، واللام واقعة في جواب القسم، و «قد» للتحقيق، وجملة «ووالله لقد همت» معطوفة على جملة «راودته» . وجملة «لقد همت» جواب القسم. وقوله «لولا أن رأى» : حرف امتناع لوجود، و «أن» مصدرية، والمصدر مبتدأ وخبره محذوف، تقديره موجود، وجواب الشرط محذوف أي: لولا رؤية برهان ربه لهمَّ بها، والهمُّ منفي لرؤية البرهان، وجملة «لولا أن رأى» مستأنفة، وقوله «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، أي: فعلنا به ذلك لنصرف عنه السوء صَرْفًا مثل ذلك الصرف. والمصدر المجرور «لنصرفَ» متعلق بفعل مقدر، أي: فَعَلْنا به ذلك لصَرْف. وجملة «فعلنا» مستأنفة، وكذا جملة «إنه من عبادنا» .(2/498)
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25)
25 - {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
«الباب» منصوب على نزع الخافض (إلى) ، الجار «من دبر» متعلق بـ «قدَّت» ، «لدى» اسم ظرفي متعلق بالمفعول الثاني. وقوله «ما جزاء» : «ما» نافية مهملة. «جزاء» مبتدأ، «من» اسم موصول مضاف إليه، الجار «بأهلك» [ص:499] متعلق بحال من «سوءًا» ، «إلا» للحصر، والمصدر المؤول «أن يسجن» : خبر المبتدأ «جزاء» ، وقوله «أو عذاب» : اسم معطوف على المصدر.(2/498)
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26)
26 - {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
جملة «وشهد شاهد» معطوفة على جملة «قال» المستأنفة. وجملة الشرط مفسرة للشهادة، لأن «شهد» فيها معنى القول دون حروفه، وجملة «صدقت» جواب الشرط، واقترنت بالفاء على تقدير: فقد صدقت، وجملة «وهو من الكاذبين» معطوفة على جواب الشرط في محل جزم.(2/499)
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)
28 - {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}
جملة «فلما رأى» مستأنفة، وجملة «قُدّ» في محل نصب حال، وجملة «إنه من كيدكنَّ» مقول القول. وجملة «إنَّ كيدكن عظيم» مستأنفة في حيِّز القول.(2/499)
يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)
29 - {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ}
جملة «أعرض» مستأنفة جواب النداء لا محل لها. وجملة «إنك كنت من الخاطئين» مستأنفة.(2/499)
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (30)
30 - {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
الجار «في المدينة» متعلق بنعت لـ «نسوة» ، الجار «عن نفسه» متعلق [ص:500] بـ «تراود» . وجملة «قد شغفها» خبر ثان لـ «امرأة» ، و «حبا» تمييز، وجملة «إنا لنراها» مستأنفة في حيز القول.(2/499)
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)
31 - {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ}
«متكأ» مفعول به، «سكينا» مفعول ثان، والجار «منهن» متعلق بنعت لـ «واحدة» ، وجملة «فلما رأينه» معطوفة على جملة «لما سمعت» . وقوله «حاش» : نائب مفعول مطلق، وهو اسم مصدر بدل من اللفظ بفعله، كأنه قيل: تنزيهًا لله، ثم أبدلوا التنوين ألفا، ثم أجروا الوصل مجرى الوقف، فحذفوا الألف، والجار «لله» متعلق بمحذوف تقديره أعني. وقوله «ما هذا بشرا» : «ما» الحجازية العاملة عمل ليس واسمها وخبرها، والجملة مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «إن هذا إلا ملك» . و «إن» نافية، ومبتدأ وخبر، و «إلا» للحصر.(2/500)
قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)
32 - {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ}
قوله «فذلكن» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن كنتن قد لمتنَّني فذلكن، و «ذلكن» مبتدأ، واللام للبعد، و «كنَّ» للخطاب، «الذي» خبر. وقوله «ولقد راودته» : الواو مستأنفة في حيز القول، واللام واقعة في جواب القسم المقدر، وجملة «ولئن لم يفعل» معطوفة على جملة «راودته» ، وجملة [ص:501] «ليسجنن» جواب القسم، وجملة «وليكونا» معطوفة على جواب القسم، والفعل «ليكونا» مضارع مبني على الفتح لاتصاله بالنون الخفيفة، والنون للتوكيد لا محل لها، ورسمت ألفًا مراعاة للوقف عليها. واللام في «ليكونا» واقعة في جواب القسم السابق، وهي واجبة في الفعل المعطوف والفعل المعطوف عليه.(2/500)
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33)
33 - {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ}
«ربِّ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، والجارَّان: «إليَّ» و «مما» يتعلقان بـ «أحب» ، وجملة «وإلا تصرف» معطوفة على جملة مقول القول.(2/501)
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)
34 - {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
جملة «فاستجاب» معطوفة على جملة {قَالَ} . «هو» توكيد للهاء في «إنه» .(2/501)
ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)
35 - {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}
فاعل «بدا» مقدر أي: بدا لهم بداء، «ما» مصدرية، والمصدر مضاف إليه، والتقدير: من بعد رؤية الآيات. وقوله «ليسجننه» : اللام واقعة في جواب القسم، والفعل المضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد، والهاء [ص:502] مفعول به، «حتى» حرف جر، و «حين» اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ «يسجن» . وجملة «لَيَسْجُنُنَّهُ» جواب القسم، والقسم وجوابه مَعْمُولٌ لقولٍ مُضْمَر، وذلك القول المضمر حال؛ أي: قائلين والله.(2/501)
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (36)
36 - {قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
جملة «أَعْصِر» مفعول ثانٍ، والرؤية الحُلْمية قلبية تتعدى لمفعولين، وجملة «نَبِّئْنَا» : مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «إنا نراك» ، والجار «من المحسنين» متعلق بالمفعول الثاني لـ «نراك» .(2/502)
قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37)
37 - {قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}
جملة «تُرْزَقانه» صفة لـ «طعام» ، وجملة «نبأتكما» صفة ثانية؛ أي: لا يأتيكما طعام مرزوق إلا منبأ بتأويله. وقوله «ذلكما» : «ذا» اسم إشارة مبتدأ، واللام للبعد، «كما» للخطاب، وقوله «مما علَّمني» : جارّ ومجرور متعلقان بالخبر، وجملة «إني تركت» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وهم كافرون» معطوفة على الفعلية «لا يؤمنون» ، و «هم» الثانية توكيد لفظي لا محل له.(2/502)
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)
38 - {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ} [ص:503]
«إبراهيم» : بدل من «آبائي» مجرور، وقوله «ما كان لنا أن نشرك» : «ما» نافية، والجار «لنا» متعلق بخبر كان، والمصدر «أن نشرك» اسم كان، و «من» زائدة، «شيء» : نائب مفعول مطلق؛ أي: ما نشرك بالله شركًا قليلا أو كثيرًا. الجار «علينا» متعلق بالمصدر (فضل) ، وجملة «ولكن أكثر الناس لا يشكرون» معطوفة على جملة «ذلك من فضل» .(2/502)
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)
39 - {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
«يا صاحبي» : منادى مضاف منصوب بالياء؛ لأنه مثنى، وقوله «أأرباب» مبتدأ، وسوَّغَ الابتداءَ بالنكرة سَبْقُها بالاستفهام ووصفها، وقوله «أم الله» : أم المتصلة، ولفظ الجلالة معطوف على «أرباب» .(2/503)
مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40)
40 - {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
«ما تعبدون» ما «نافية، والجار» من دونه «متعلق بحال من» أسماء «، و» أسماء «مفعول به، و» إلا «للحصر. وقوله» أنتم": تأكيد للضمير التاء في «سميتموها» ، و «آباؤكم» معطوف على الضمير التاء. وجاز عطف الظاهر على الضمير المتصل المرفوع لوجود الفاصل. وقوله «من سلطان» : مفعول به، و «من» زائدة، وقوله «إن الحكم إلا لله» : «إن» حرف نفي «والحكم» مبتدأ، «إلا» للحصر، الجار «لله» متعلق بالخبر، والجملة مستأنفة. وقوله «إلا إياه» : «إلا» للحصر، وضمير نصب منفصل مفعول به، وجملة «أمر» [ص:504] مستأنفة. والمصدر المؤول «ألا تعبدوا» مفعول ثان، والأول مقدر، أي الناس. «ذلك الدين» مبتدأ وخبر. وجملة «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» معطوفة على جملة «ذلك الدين» .(2/503)
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41)
41 - {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ}
«أمَّا» حرف شرط وتفصيل، وجملة «فيسقي» الخبر، والفاء رابطة، وجملة «قضي الأمر» مستأنفة.(2/504)
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (42)
42 - {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ}
«ناجٍ» خبر «أن» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة؛ لأنه اسم منقوص، «بضع» ظرف زمان متعلق بـ «لبث» .(2/504)
وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43)
43 - {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}
جملة «يأكلهن» نعت لـ «بقرات» ، وجملة «يا أيها الملأ» مستأنفة. وجملة «إن كنتم للرؤيا تعبرون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله. وقوله «للرؤيا» : اللام زائدة للتقوية، فقد ضَعُف الفعل بتأخُّره، فتقوَّى باللام، و «الرؤيا» مفعول به.(2/504)
قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44)
44 - {قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ}
«أضغاث» خبر لمبتدأ محذوف أي: هي. وجملة «وما نحن بعالمين» [ص:505] معطوفة على مقول القول: «هي أضغاث أحلام» ، «ما» الحجازية تعمل عمل ليس، «نحن» اسمها، والباء في «بعالمين» زائدة، والجار «بتأويل» متعلق بـ «عالمين» .(2/504)
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45)
45 - {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ}
«بعد» ظرف زمان متعلق بـ «ادَّكر» . وقوله «فأرسلون» : الفاء عاطفة، وفعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به. وجملة «فأرسلون» معطوفة على جملة «أنبئكم» .(2/505)
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)
46 - {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ}
«يوسف» منادى مبني على الضم، وكذا «أيها» ، «والصدِّيق» عطف بيان، وجملة «أيها الصديق» بدل من يوسف، قوله «وأُخر» : معطوف على «سبع» مجرورة بالفتحة؛ لأنه ممنوع من الصرف. وجملة «لعلي أرجع» مستأنفة، وكذا جملة «لعلهم يعلمون» .(2/505)
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47)
47 - {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ}
«سبع» ظرف زمان، و «دأبًا» مفعول مطلق لفعل مقدر. وقوله «فما حصدتم» : الفاء عاطفة، «ما» شرطية مفعول به، والفاء رابطة في «فذروه» ، وفعل أمر، وفاعل ومفعول، وجملة «فذروه» جواب الشرط، و «قليلا» مستثنى، والجار «ممَّا» متعلق بنعت لـ «قليلا» ، وجملة «فما حصدتم» معطوفة [ص:506] على جملة «تزرعون» .(2/505)
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48)
48 - {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ}
الجار «من بعد» متعلق بالفعل، وجملة «يأكلن» نعت لـ «سبع» ، «قليلا» مستثنى من «ما» ، والجار «ممَّا» متعلق بنعت لـ «قليلا» .(2/506)
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)
49 - {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}
جملة «يُغَاث» نعت «عام» في محل رفع. وجملة «يعصرون» معطوفة على جملة «يغاث» .(2/506)
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50)
50 - {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}
جملة «فلما جاءه» معطوفة على جملة «قال الملك» . وقوله «ما بال» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، «بال» خبره، والجملة مفعول للسؤال المعلَّق، وجملة «فاسأله» معطوفة على جملة «ارجع» ، «اللاتي» نعت.(2/506)
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (51)
51 - {قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}
«ما خطبكن» : «ما» اسم استفهام مبتدأ وخبره، «إذ» ظرف متعلق بحال من «خطبكن» ، و «حاش» نائب مفعول مطلق، أي: تنزيهًا لله، والجار متعلق بأعني مقدرة، وجملة «ما علمنا» مستأنفة في حيز القول، و «سوء» مفعول به، و «مِن» زائدة. وقوله «الآن» : ظرف متعلق بـ «حصحص» ، وجملة [ص:507] «راودتن» مضاف إليه. وجملة «أنا راودته» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وإنه لمن الصادقين» معطوفة على جملة «أنا راودته» .(2/506)
ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (52)
52 - {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}
قوله «ذلك ليعلم» : مبتدأ، واللام للتعليل، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل جوازا، والمصدر المؤول مجرور متعلق بالخبر، والتقدير: ذلك كائن للعلم، والمصدر «أني لم أخنه» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ علم، والمصدر الثاني معطوف على الأول.(2/507)
وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)
53 - {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي}
«إلا ما رحم» : «إلا» أداة استثناء، «ما» اسم موصول مستثنى من الضمير المستتر في «أمَّارة» ، والمعنى: إلا نفسا رحمها ربي.(2/507)
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)
54 - {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}
«أستخلصه» فعل مضارع مجزوم؛ لأنه واقع في جواب شرط مقدر، والظرفان: «اليوم» لدينا «متعلقان بالخبر،» أمين «خبر ثان لـ» إنَّ".(2/507)
وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)
56 - {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ}
قوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: مكَّنَّا ليوسف تمكينا مثل ذلك التمكين، والإشارة مضاف إليه، وجملة «مكنَّا» [ص:508] مستأنفة، وجملة «يتبوأ» حال من يوسف، «حيث» ظرف مكان مبني على الضم متعلق بالفعل «يتبوأ» ، وجملة «يشاء» مضاف إليه، وجملة «نصيب» مستأنفة.(2/507)
وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (57)
57 - {وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا}
قوله «ولأجر» : الواو مستأنفة، واللام للابتداء، «أجر» مبتدأ، «للذين» متعلق بـ «خير» ، و «خير» أفعل تفضيل، حذفت همزته تخفيفا.(2/508)
وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58)
58 - {فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}
جملة «وهم له منكرون» حاليّة من الهاء في «عرفهم» .(2/508)
وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59)
59 - {وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}
جملة «ولما جهزهم» معطوفة على جملة «عرفهم» ، والجار «لكم» متعلق بنعت لـ «أخ» . والجار «من أبيكم» متعلق بنعت ثان لـ «أخ» ، وجملة «ألا ترون» مستأنفة، والمصدر المؤول «أني أُوفي» مفعول به، وجملة «وأنا خير المنزلين» معطوفة على جملة «أوفي» .(2/508)
فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60)
60 - {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ}
جملة «فإن لم تأتوني» معطوفة على جملة «ائتوني» المتقدمة. وقوله «ولا تقربون» : الواو عاطفة «لا» ناهية، والفعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.(2/508)
قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)
61 - {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ}
جملة «وإنا لفاعلون» معطوفة على مقول القول في محل نصب.(2/509)
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62)
62 - {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
جملة «لعلهم يعرفونها» مستأنفة في حيز القول، «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، وجملة «انقلبوا» مضاف إليه، وجملة الشرط وجوابه مستأنفة، وجملة «لعلهم يرجعون» مستأنفة في حيز القول.(2/509)
فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)
63 - {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
جملة «فلمَّا رجعوا» معطوفة على جملة {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} . وجملة «فأرسل» معطوفة على جملة «مُنِعَ» ، وقوله «نكتل» : مضارع مجزوم؛ لأنه جواب شرط مقدر، وجملة «وإنا له لحافظون» معطوفة على جملة «نكتل» ، والجار «له» متعلق بالخبر، واللام المزحلقة في قوله «لحافظون» .(2/509)
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)
64 - {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا}
قوله «إلا كما» : «إلا» للحصر، والكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، أي: ائتمانا مثل ائتماني. وجملة «أمنتكم» صلة الموصول الحرفي، وجملة «فالله خير حافظا» مستأنفة. و «حافظا» تمييز.(2/509)
وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)
65 - {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ}
جملة «ولما فتحوا» مستأنفة، وجملة «رُدَّت» حال من «بضاعتهم» ، وقوله «ما نبغي» : «ما» اسم استفهام مفعول مقدم، وقوله «هذه بضاعتنا» : مبتدأ، وبدل، وجملة «رُدَّت» خبر، وجملة «هذه بضاعتنا رُدَّت» مستأنفة في حيز القول وجملة «ونمير» معطوفة على جملة «هذه بضاعتنا رُدَّت» ، وجملة «ذلك كيل» مستأنفة.(2/510)
قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)
66 - {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}
«حتى تؤتون» : حرف غاية وجر، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة، وعلامة نصبه حذف النون، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، والمصدر المجرور بـ «حتى» متعلق بـ «أرسله» ، «موثقا» مفعول ثان، والجار متعلق بنعت لـ «موثقا» . وقوله «لتأتنني» : اللام واقعة في جواب القسم الذي تضمنه الموثق، وفعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وأصله لتأتونَنِّني، وحذفت النون الأولى؛ لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون المشددة للتوكيد، والنون المخففة للوقاية، والياء مفعول به. «إلا» للاستثناء، والمصدر المؤول «أن يحاط» منصوب على الاستثناء أي: إلا حال الإحاطة بكم، والجار نائب فاعل، والجار «على ما نقول» متعلق بالخبر «وكيل» .(2/510)
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)
67 - {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}
«يا بَنِيَّ» : منادى مضاف منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والياء الثانية مضاف إليه، والجار «عنكم» متعلق بالفعل، والجار «من الله» متعلق بحال من «شيء» ، «وشيء» نائب مفعول مطلق، و «من» زائدة، أي: إغناء قليلا أو كثيرا. وقوله «وعليه فليتوكل» : الواو عاطفة، والجار متعلق بـ «يتوكل» ، والفاء زائدة، واللام للأمر جازمة، وفعل مضارع مجزوم، والجملة معطوفة على جملة «عليه توكلت» .(2/511)
وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68)
68 - {وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
جملة «أَمَرهم» مضاف إليه، «لما» حرف وجوب لوجوب، وجملة «ما كان» جواب شرط غير جازم، الجار «من الله» متعلق بحال من «شيء» ، «شيء» نائب مفعول مطلق، و «من» زائدة، «حاجة» مستثنى منقطع، وجملة «قضاها» نعت لـ «حاجة» ، واسم كان ضمير «هو» يعود على دخولهم، والجار «لما علمناه» متعلق بنعت لـ «علم» ، وجملة «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» معطوفة على جملة «إنه لذو علم» .(2/511)
وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)
69 - {قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
«إني أنا» ضمير منفصل توكيد للياء في «إني» ، والفاء في «فلا تبتئس» [ص:512] عاطفة، والجملة معطوفة على جملة «إني أخوك» .(2/511)
فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)
70 - {جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ}
جملة «ثم أذَّن مؤذِّن» معطوفة على جملة «جعل» ، وجملة «أيتها العير إنكم لسارقون» مفسِّرة للتأذين، و «العير» عطف بيان، وجملة «إنكم لسارقون» مستأنفة في حيز التفسير.(2/512)
قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ (71)
71 - {قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ}
الواو في «وأقبلوا» حالية، والجملة حالية من الواو في «قالوا» . وقوله «ماذا» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «ذا» اسم موصول خبر، وجملة «تفقدون» صلة الموصول الاسمي.(2/512)
قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72)
72 - {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ}
جملة «ولمن جاء به حمل بعير» معطوفة على مقول القول، وجملة «وقال المؤذن» المُقَدَّرة مستأنفة، وجملة «أنا به زعيم» مقول القول للقول المُقدَّر.(2/512)
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73)
73 - {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ}
«تالله» : التاء حرف قسم وجر، ولفظ الجلالة مجرور بحرف الجر متعلق بـ «أقسم» مقدرة، واللام واقعة في جواب القسم، وجملة «ما جئنا» سَدَّ مَسَدَّ مفعولَيْ «علم» المعلَّق بـ «ما» النافية، وجملة «وما كنا» معطوفة على جملة «ما جئنا» .(2/512)
قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74)
74 - {قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ}
الفاء في «فما» رابطة لجواب شرط مُقَدَّر؛ أي: إن كان سارقا، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «جزاؤه» خبر، وجملة «إن كنتم كاذبين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/513)
قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)
75 - {قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}
«جزاؤه» مبتدأ، خبره جملة الشرط وجوابه، والرابط إقامة الظاهر مقام المُضْمَر، «مَنْ» : اسم شرط مبتدأ، وجملة «وُجد» الخبر، وجملة «فهو جزاؤه» : جواب الشرط، وجملة «نجزي» مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، أي: نجزي الظالمين جزاء مثل ذلك الجزاء.(2/513)
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)
76 - {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}
جملة «كِدْنا» مستأنفة، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، وجملة «ما كان» مستأنفة، واللام للجحود، والفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود، والمصدر المجرور متعلق بخبر كان المقدر، «إلا» أداة استثناء، والمصدر المُؤَوَّل منصوب على نزع الخافض أي: ولكن بمشيئة الله أخذه، «درجات» : مفعول ثانٍ على تضمين «رفع» معنى بلَّغ، وجملة «وفوق كل ذي علم عليم» مستأنفة، و «عليم» : مبتدأ مؤخر، وظرف المكان «فوق» متعلق بالخبر.(2/513)
قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)
77 - {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}
الجار «له» متعلق بنعت لأخ، الجار «من قبل» متعلق بـ «سرق» ، وجملة «فأسرَّها» مستأنفة، «مكانا» تمييز، وجملة «والله أعلم» معطوفة على مقول القول.(2/514)
قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)
78 - {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
«أيُّها» : منادى مبني على الضم، «ها» للتنبيه، «العزيز» عطف بيان، وقوله «فخذ» : الفاء عاطفة، وفعل أمر، والجملة معطوفة على جملة «إن له أبا» ، «مكانه» : ظرف مكان متعلق بـ «خُذْ» ، والجار «من المحسنين» متعلق بحال من الكاف.(2/514)
قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)
79 - {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ}
«مَعاذ» : مفعول مطلق لفعل محذوف، والمصدر المُؤَوَّل «أن نأخذ» منصوب على نزع الخافض «مِنْ» ، «إذًا» حرف جواب، والجملة الاسمية «إنا لظالمون» مستأنفة.(2/514)
فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (80)
80 - {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} [ص:515]
«نَجِيًّا» : حال من الواو أي: متناجين، والمصدر المُؤَوَّل «أن أباكم» سَدَّ مَسَدَّ مفعولي «تعلموا» ، الجار «من الله» متعلق بـ «أخذ» . وقوله «ومن قبل ما فرطتم» : الواو عاطفة، «مِن» جارَّة، «قبل» : اسم ظرفي مبني على الضم متعلق بـ «فرَّطْتم» ، وبُنِي على الضم لقطعه عن الإضافة أي: من قبل هذا، «ما» زائدة، «أبرح» : فعل مضارع تام، وجملة «فلن أبرح» معطوفة على جملة «فرَّطْتم» ، وجملة «وهو خير الحاكمين» مستأنفة في حيز القول.(2/514)
ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (81)
81 - {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ}
الجارّ «بما» متعلق بـ «شهدنا» ، و «إلا» للحصر، وجملة «وما شهدنا» معطوفة على الاسمية: «إن ابنك سرق» ، وجملة «وما كنا حافظين» معطوفة على جملة «شهدنا» ، واللام في «للغيب» زائدة للتقوية، «الغيب» مفعول به لـ «حافظين» .(2/515)
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)
82 - {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}
«التي» : اسم موصول نعت للقرية، وجملة «وإنَّا لصادقون» معطوفة على مقول القول.(2/515)
قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)
83 - {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}
مَقُول القول مُقدَّر؛ أي: ليس الأمر كذلك، وجملة «بل سوَّلت» [ص:516] مستأنفة، وقوله «فصبر جميل» : الفاء عاطفة، و «صبر» : خبر لمبتدأ محذوف أي: صبري صبر، والجملة معطوفة على جملة «سوَّلت» . وقوله «عسى الله» : فعل ماضٍ ناسخ واسمه، والمصدر «أن يأتيني» خبر عسى في محل نصب، والجملة مستأنفة، و «جميعا» حال من الهاء في «بهم» ، وجملة «يأتيني» صلة الموصول الحرفي، والضمير «هو» توكيد للضمير الهاء في «إنه» .(2/515)
وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84)
84 - {وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ}
«يا أسفا» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا، والجارّ متعلق بحال من «أسفا» ، وجملة «وابيضَّتْ» معطوفة على جملة «قال» ، وجملة «فهو كظيم» معطوفة على جملة «ابيضَّتْ» .(2/516)
قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85)
85 - {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}
جملة «تذكر» خبر «فتئ» الناقصة، وجملة «تفتأ» جواب القسم، ولم يقترن بنون التوكيد؛ لأنه مَنْفِي بحرف مُقَدَّر.(2/516)
قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)
86 - {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}
«إنما» : كافَّة ومَكْفُوفة، وجملة «وأعلم» معطوفة على جملة «أشكو» .(2/516)
يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)
87 - {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [ص:517]
«يا بني» : منادى مضاف منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والياء الثانية مضاف إليه. وجملة «إنه لا ييئس» مستأنفة، والهاء ضمير الشأن اسم «إن» ، وقوله «القوم الكافرون» : فاعل مؤخر ونعته.(2/516)
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)
88 - {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}
جملة «فلما دخلوا» مستأنفة، قوله «وأهلنا» : معطوف على الضمير «نا» ، ويجوز عطف الظاهر على الضمير المنصوب من غير فاصل، «الضر» : فاعل «مسَّنا» ، وجملة «فأوفِ» معطوفة على جملة «جئنا» .(2/517)
قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89)
89 - {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ}
«إذ» : ظرف زمان مبني على السكون متعلق بـ «فعلتم» . وجملة «أنتم جاهلون» في محل جر مضاف إليه.(2/517)
قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)
90 - {قَالُوا أَئِنَّكَ لأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
«لأنت» : اللام المُزَحْلقة، و «أنت» : مبتدأ، وجملة «لأنت يوسف» خبر إنَّ، وجملة «قد مَنَّ الله» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «إنه من يتقِ» ، وجملة الشرط وجوابه خبر «إن» ، و «مَنْ» اسم شرط مبتدأ، وجملة «يتقِ» في محل رفع خبر «مَنْ» ، وجملة «فإن الله لا يضيع» جواب الشرط، والرابط بين الشرط والجزاء العموم في قوله «المحسنين» .(2/517)
قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91)
91 - {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ}
جملة «لقد آثرك» جواب القسم، وقوله «وإن كنا لخاطئين» : الواو عاطفة، «إنْ» مخففة من الثقيلة مهملة، وفعل ماضٍ ناسخ واسمه، واللام الفارقة بين المخففة والنافية التي لا تلحقها اللام، والجملة معطوفة على جواب القسم.(2/518)
قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)
92 - {قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
الجارّ «عليكم» و «اليوم» متعلقان بخبر «لا» وتقديره كائن، وجملة «يغفر الله» مستأنفة، وجملة «وهو أرحم الراحمين» معطوفة على جملة «يغفر» .(2/518)
اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)
93 - {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ}
«يأتِ» : مضارع مجزوم؛ لأنه واقع في جواب شرط مُقَدَّر، و «بصيرا» حال من الضمير المستتر في «يأت» ، وقوله «أجمعين» : توكيد مجرور.(2/518)
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)
94 - {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ}
قوله «لولا أن تفنِّدون» : «لولا» حرف امتناع لوجود، «أَنْ» ناصبة وفعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه حذف النون، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، والمصدر المُؤَوَّل مبتدأ، وخبره محذوف تقديره موجود، والجملة مستأنفة، وجواب الشرط محذوف، دلَّ عليه ما قبله، وجملة «تفندون» صلة [ص:519] الموصول الحرفي.(2/518)
قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95)
95 - {قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}
جملة «إنك لفي ضلالك» جواب القسم، واللام المُزَحْلَقة.(2/519)
فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)
96 - {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}
«أنْ» زائدة، «بصيرا» حال، و «ما» الموصولة مفعول به.(2/519)
قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97)
97 - {إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ}
جملة «إنَّا كنا خاطئين» مستأنفة في حيِّز القول.(2/519)
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98)
98 - {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
«هو» توكيد للهاء في «إنَّه» ، وجملة «إنه هو الغفور» مستأنفة في حيز القول.(2/519)
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)
99 - {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}
جملة «إن شاء الله» معترضة بين الحال وصاحبها، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، و «آمنين» حال من الواو في «ادخلوا» .(2/519)
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)
100 - {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [ص:520]
جملة «وخرُّوا» معطوفة على جملة «رفع» ، «سجَّدا» حال من الواو في «خرُّوا» ، «يا أبت» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المُقَدَّرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة تاء، ونقلت كسرة المناسبة إلى التاء، الجار «مِنْ قبل» متعلق بحال من «رؤياي» ، «حقا» مفعول ثان، وجملة «قد جعلها» حال من «رؤياي» ، وجملة «وقد أحسن بي» معطوفة على مقول القول، وجملة «أخرجني» مضاف إليه، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «أحسن» ، والمصدر «أن نزغ» مضاف إليه. قوله «لما يشاء» : اللام زائدة للتقوية؛ لأن «لطيف» بمعنى مدبِّر، «ما» اسم موصول مفعول به، والضمير «هو» توكيد للهاء في «إنه» ، وجملة «إنه هو العليم» مستأنفة.(2/519)
رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)
101 - {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
«ربّ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، الجار «من الملك» متعلق بالفعل، «فاطر» بدل من «رب» . قوله «وليي» : خبر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء الثانية مضاف إليه، وجملة «أنت وليي» مستأنفة، الجار «في الدنيا» متعلق بالخبر، «مسلما» حال من الياء.(2/520)
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)
102 - {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}
جملة «نوحيه» خبر ثانٍ، «إذ» : ظرف زمان متعلق بالاستقرار الذي [ص:521] تعلَّق به الخبر، وجملة «أجمعوا» مضاف إليه، وجملة «وهم يمكرون» حال من الواو في «أجمعوا» .(2/520)
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)
103 - {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}
جملة «وما أكثر الناس ... بمؤمنين» : معطوفة على جملة «ما كنت لديهم» ، و «ما» تعمل عمل ليس، جملة «ولو حرصت» معترضة بين اسم «ما» وخبرها، والواو معترضة، و «لو» حرف شرط، والباء زائدة في الخبر، وجواب الشرط محذوف أي: ما آمنوا.(2/521)
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)
104 - {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}
«أجر» : مفعول به ثان، و «مِنْ» زائدة، و «إِنْ» نافية، «هو» مبتدأ، «إلا» للحصر، «ذكر» خبر مرفوع، وجملة «وما تسألهم» معطوفة على جملة «وما أكثر الناس بمؤمنين» ، وجملة «إن هو إلا ذكر» مستأنفة.(2/521)
وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)
105 - {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}
«وكأين» : الواو مستأنفة، «كأين» اسم كناية عن عدد مبتدأ، والجار «من آية» متعلق بصفة لـ «كأين» ، والجارّ «في السماوات» متعلق بنعت لـ «آية» ، وجملة «يمرُّون» خبر، وجملة «وهم عنها معرضون» حال من الواو في «يمرون» .(2/521)
وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)
106 - {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}
«إلا» للحصر، والواو حالية، وجملة «وهم مشركون» حال من الهاء [ص:522] في «أكثرهم» ، وجملة «وما يؤمن أكثرهم» معطوفة على جملة «وكأين من آية يمرون» .(2/521)
أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)
107 - {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «أفأمنوا» معطوفة على جملة {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ} ، والمصدر «أن تأتيهم» مفعول به، وجملة «وهم لا يشعرون» حالية من الهاء.(2/522)
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)
108 - {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
جملة «أدعو» مستأنفة، الجار «على بصيرة» متعلق بحال من فاعل «أدعو» ، «أنا» توكيد للضمير المستتر في «أدعو» ، «مَنْ» موصول معطوف على الضمير المستتر في «أدعو» ، وقوله «وسبحان» : الواو عاطفة، ونائب مفعول مطلق، وجملة «وسبحان الله» معطوفة على مقول القول، وجملة «وما أنا من المشركين» معطوفة على مقول القول، «وما» نافية تعمل عمل ليس.(2/522)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)
109 - {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا}
«إلا» للحصر، «رجالا» مفعول «أرسلنا» ، وجملة «نوحي» نعت، والجارّ «من أهل» متعلق بنعت لـ «رجالا» . وجملة «أفلم يسيروا» معطوفة على جملة [ص:523] «أرسلنا» ، وجملة «ينظروا» معطوفة على جملة «يسيروا» ، وقوله «كيف» : اسم استفهام خبر كان، و «عاقبة» اسمها، وجملة «كيف كان» مفعول به للنظر المعلَّق بالاستفهام المُضَمَّن معنى العلم، وجملة «ولدار الآخرة خير» مستأنفة، واللام للابتداء.(2/522)
حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)
110 - {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}
«حتى» ابتدائية، وجملة الشرط مستأنفة، والمصدر «أنهم قد كُذِبوا» سَدَّ مَسَدَّ مفعولي «ظن» ، وجملة «جاءهم» جواب الشرط، وجملة «فَنُجِّيَ» معطوفة على جواب الشرط، وجملة «ولا يردُّ بأسنا» معطوفة على جملة «نُجِّي» .(2/523)
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)
111 - {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
جملة «لقد كان» جواب القسم، الجار «في قصصهم» متعلق بخبر كان، والجارّ «لأولي» متعلق بنعت لـ «عبرة» . وجملة «ما كان حديثا» مستأنفة، وقوله «تصديق» : خبر كان مضمرة، وجملة «ولكن كان تصديق» معطوفة على جملة «ما كان» ، جملة «يؤمنون» نعت لقوم.(2/523)
سورة الرعد(2/524)
المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)
1 - {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ}
قوله «والذي أنزل» : الواو عاطفة، والموصول مبتدأ، خبره «الحق» ، والجارَّان «إليك» ، «من ربك» متعلقان بـ «أنزل» ، وجملة «ولكن أكثر الناس لا يؤمنون» معطوفة على جملة «الذي أُنزل ... الحقُّ» .(2/524)
اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2)
2 - {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}
جملة «ترونها» نعت لـ «عَمَد» ، وجملة «كل يجري» حال من «الشمس والقمر» ، جملة «يدبِّر» حال من فاعل «استوى» ، وكذا جملة «يُفَصِّل» ، وجملة «لعلكم توقنون» مستأنفة.(2/524)
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3)
3 - {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
قوله «ومن كل الثمرات» : الواو عاطفة، والجارّ متعلق بـ «جعل» المتأخرة، «اثنين» نعت لزوجين، وجملة «جعل» الثانية معطوفة على الأولى، وجملة «يغشي» حال من فاعل «جعل» ، واللام في «لآيات» للتأكيد، و «آيات» : اسم إن.(2/524)
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)
4 - {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ [ص:525] صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
جملة «وفي الأرض قطع» معطوفة على جملة «إن في ذلك لآيات» ، قوله «وجنات» : اسم معطوف على «قطع» ، والجار «من أعناب» متعلق بنعت لجنات، «صنوان» نعت لنخيل، قوله «وغير» : اسم معطوف على «صنوان» ، وجملة «يسقى» نعت لما تقدم من الأنواع، وجملة «ونفضِّل» معطوفة على جملة «يسقى» ، والجارّ «في الأكل» متعلق بحال من «بعضها» ، وجملة «يعقلون» نعت لقوم.(2/524)
وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5)
5 - {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
قوله «فعجب قولهم» : الفاء رابطة، «عجب» خبر مقدم، «قولهم» مبتدأ مؤخر، وجملة «أئذا كنا» مقول القول في محل نصب، «إذا» : ظرف محض متعلق بـ «نبعث» مقدرة، وجملة «أئنَّا لفي خلق جديد» تفسيرية لـ «نبعث» مقدرة، وجملة «أولئك الذين كفروا» مستأنفة، وقوله «وأولئك الأغلال في أعناقهم» : الواو عاطفة، والإشارة مبتدأ. «الأغلال» مبتدأ ثانٍ، والجارّ متعلق بخبر المبتدأ الثاني، والجملة معطوفة على جملة «أولئك الذين كفروا» ، وجملة «الأغلال في أعناقهم» خبر «أولئك» ، وجملة «وأولئك أصحاب النار» معطوفة على جملة «أولئك الذين كفروا» ، وجملة «هم فيها خالدون» خبر ثانٍ لأولئك.(2/525)
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ (6)
6 - {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}
«قبل الحسنة» : ظرف زمان متعلق بحال من «السيئة» ، وجملة «وقد خلت المثلات» حالية من الواو في «يستعجلونك» ، والجار «على ظلمهم» متعلق بحال من «الناس» .(2/526)
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ (7)
7 - {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}
«لولا» : حرف تحضيض، وجملة «إنما أنت منذر» مستأنفة، وجملة «ولكل قوم هاد» معطوفة على المستأنفة، وقوله «هادٍ» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة؛ لأنه اسم منقوص.(2/526)
اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8)
8 - {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}
جملة «وكل شيء عنده بمقدار» معطوفة على جملة «الله يعلم» ، والظرف «عنده» متعلق بنعت لـ «شيء» ، والجار «بمقدار» متعلق بالخبر.(2/526)
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)
9 - {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}
«عالم» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هو عالم، و «الكبير المتعال» خبران لـ «هو» المُقَدَّرة.(2/526)
سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)
10 - {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ [ص:527] بِالنَّهَارِ}
«سواء» خبر مقدم، الجار «منكم» متعلق بحال من الضمير المستتر في «سواء» ، «مَنْ» موصول مبتدأ، ولم يثنِّ الخبر لأنه مصدر، وهو هنا بمعنى مستوٍ، «مستخفٍ» خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، الجار «بالليل» متعلق بـ «مستخفٍ» ، وجملة «سواء منكم من أسر» مستأنفة لا محل لها.(2/526)
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)
11 - {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}
الجار «من بين» متعلق بنعت لـ «معقبات» ، وجملة «يحفظونه» نعت لـ «معقبات» ، الجار «بأنفسهم» متعلق بالصلة المقدرة، والجملة الشرطية مستأنفة، «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب أي: وقع، ولا يعمل في «إذا» جوابها «فلا مردَّ له» ؛ لأن ما بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها، وقوله «فلا مرَدَّ له» : الفاء رابطة، «لا» نافية للجنس، «مردَّ له» : اسمها، والجار متعلق بالخبر. قوله «وما لهم مِنْ دونه مِنْ وَالٍ» : الواو عاطفة، «ما» نافية، والجار متعلق بالخبر، والجار «من دونه» متعلق بحال من المبتدأ «والٍ» ، و «مِنْ» زائدة، والجملة معطوفة على جواب الشرط.(2/527)
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (12)
12 - {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}
«خوفا» : مصدر في موضع الحال، وجملة «وينشئ» معطوفة على جملة [ص:528] «يريكم» .(2/527)
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)
13 - {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}
الجار «من خيفته» متعلق بـ «يسبح» ، وجملة «وهم يجادلون» حال من الموصول «مَنْ» في محل نصب، والواو حالية، وجملة «وهو شديد المحال» حالية من لفظ الجلالة.(2/528)
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (14)
14 - {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ}
قوله «والذين يدعون» : الواو عاطفة، «الذين» مبتدأ، الجار «من دونه» متعلق بحال من الهاء المقدرة أي: يدعونهم كائنين من دونه، وجملة «لا يستجيبون» خبر المبتدأ «الذين» ، «إلا» للحصر، الجار «كباسط» متعلق بمحذوف نائب مفعول مطلق أي: إلا استجابة مثل استجابة باسط. قوله «وما هو ببالغه» : الواو حالية، «ما» : نافية تعمل عمل ليس، والباء زائدة في الخبر، والجملة حالية من الضمير في «يبلغ» ، وجملة «وما دعاء الكافرين إلا في ضلال» مستأنفة، و «إلا» للحصر، الجار «في ضلال» متعلق بالخبر.(2/528)
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (15)
15 - {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا}
جملة «ولله يسجد» معطوفة على جملة «له دعوة الحق» . الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة، «طوعا» مصدر في موضع الحال.(2/528)
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)
16 - {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
قوله «قل الله» : مبتدأ خبره محذوف أي: الله رب السماوات والأرض، وجملة «أفاتخذتم» معطوفة على مُقَدَّر هو مقُول القول، أي: أقررتم فاتخذتم، والجارّ «من دونه» متعلق بحال من «أولياء» ، والجار «لأنفسهم» متعلق بحال من «نفعا» ، وقوله «أم هل تستوي» : حرف إضراب، والجملة بعدها مستأنفة، وكذا «أم جعلوا» . الجار «كخلقه» : الكاف نائب مفعول مطلق أي: خلقا مثل خلقه، وجملة «وهو الواحد» معطوفة على جملة «الله خالق» . «القهار» خبر ثان.(2/529)
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)
17 - {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ}
قوله «ومما يوقدون» : الواو عاطفة، والجارّ «مما» متعلق بخبر المبتدأ «زبد» ، والجارّ «في النار» متعلق بحال من الضمير في «عليه» ، «ابتغاء» مفعول لأجله، «مثله» نعت، وجملة «ومما يوقدون عليه زبد» معطوفة على جملة «أنزل» . قوله «فأمَّا» : الفاء مستأنفة، «أما» حرف شرط وتفصيل، وجملة «فيذهب» خبر، والفاء رابطة، «جفاء» حال. «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق؛ أي: يضرب ضربًا مثل ذلك الضرب، وجملة «يضرب» مستأنفة.(2/529)
لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (18)
18 - {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}
«الحسنى» : مبتدأ، جملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ «الذين» ، والمصدر بعد «لو» فاعل بـ «ثبت» مقدرًا، الجار «في الأرض» متعلق بالصلة المقدرة، «جميعا» حال من الضمير المستتر في الصلة، و «مثله» : اسم معطوف على «ما» ، «معه» ظرف مكان متعلق بحال من «مثله» ، وجملة «والذين لم يستجيبوا» مع خبرها معطوفة على جملة «للذين استجابوا الحسنى» ، وجملة «أولئك لهم سوء» خبر ثانٍ للمبتدأ «والذين لم يستجيبوا» ، وجملة «لهم سوء» خبر «أولئك» ، وجملة «ومأواهم جهنم» معطوفة على جملة «لهم سوء» ، وجملة «وبئس المهاد» مستأنفة، والمخصوص بالذم محذوف؛ أي: جهنم.(2/530)
أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19)
19 - {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى}
قوله «أفمن يعلم» : الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، «مَنْ» اسم موصول مبتدأ، «أنَّ» ناسخة، «ما» اسم موصول اسمها، «الحق» خبر «أن» ، والمصدر سَدَّ مَسَدَّ مفعولَيْ «علم» ، «كمن» : جارّ ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ «منْ» .(2/530)
الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20)
20 - {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ}
«الذين يوفون» نعت لأولي الألباب. وقوله «الميثاق» : أصله المِوْثاق، سكنت الواو بعد كسر فقلبت ياء.(2/530)
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21)
21 - {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}
قوله «والذين» : اسم موصول معطوف على الموصول قبله، والمصدر المؤول «أن يوصل» بدل من الهاء في «به» .(2/531)
وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)
22 - {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}
«والذين صبروا» : اسم معطوف على ما قبله، «سرا» مصدر في موضع الحال، وجملة «أولئك لهم عقبى الدار» مستأنفة، وجملة «لهم عقبى» خبر «أولئك» .(2/531)
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23)
23 - {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ}
«جنات» بدل من {عُقْبَى} ، «ومَنْ صلح» اسم موصول معطوف على الواو، وسوَّغ عطفَ الظاهر على الضمير المرفوع الواو وجودُ الفاصل. والجار «من آبائهم» متعلق بحال من الضمير العائد. وجملة «والملائكة يدخلون» حالية من الواو في «يدخلونها» .(2/531)
سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24)
24 - {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}
«سلام» مبتدأ، والجارُّ بعده خبره، وجاز الابتداء بالنكرة لأنها تدل على دعاء، وقوله «بما» : «ما» مصدرية، والجارُّ متعلق بما تعلَّق به الاستقرار الذي تعلَّق به الخبر، وقوله «فنعم عقبى الدار» : الفاء عاطفة، وفعل ماض وفاعل، والمخصوص بالمدح محذوف أي: الجنة، وجملة «سلام عليكم» مفعول به [ص:532] لقول مضمر، والقول المضمر حال، وتقديره: يقولون، وجملة «فنعم عقبى الدار» معطوفة على جملة «سلام عليكم» .(2/531)
وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)
25 - {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}
قوله «والذين ينقضون» : الواو مستأنفة، والموصول مبتدأ، والمصدر «أن يوصل» بدل من الهاء، وجملة «أولئك لهم اللعنة» خبر المبتدأ «الذين» ، وجملة «لهم اللعنة» خبر المبتدأ «أولئك» ، وجملة «ولهم سوء» معطوفة على جملة «لهم اللعنة» .(2/532)
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)
26 - {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مَتَاعٌ}
جملة «وما الحياة الدنيا إلا متاع» حالية من الواو في «فرحوا» ، و «ما» نافية مهملة، و «إلا» للحصر، «متاع» خبر المبتدأ.(2/532)
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)
27 - {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ}
«لولا» حرف تحضيض، والجار «من ربه» نعت لآية.(2/532)
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)
28 - {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
«الذين آمنوا» : هذا الموصول بدل مِن {مَنْ أَنَابَ} السابقة، «ألا» حرف استفتاح، والجملة بعده مستأنفة.(2/532)
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29)
29 - {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [ص:533]
«الذين آمنوا» : مبتدأ، وجملة «طوبى لهم» خبره، وقوله «طوبى» : مبتدأ، والجار «لهم» متعلق بالخبر، «وحُسْنُ» : اسم معطوف على «طوبى» .(2/532)
كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30)
30 - {كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ}
الكاف نائب مفعول مطلق أي: أرسلناك للناس إرسالا مثل ذلك الإرسال، جملة «قد خلت» نعت لأمة، وجملة «وهم يكفرون بالرحمن» حالية من الهاء في «عليهم» ، جملة التنزيه خبر ثانٍ لـ «هو» ، و «إلا» للحصر، و «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة «توكلت» خبر ثالث، وجملة «وإليه متاب» معطوفة على جملة «توكلت» ، وقوله «متاب» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء المقدرة.(2/533)
وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)
31 - {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ}
جواب الشرط محذوف أي: لَما آمنوا به، بدليل {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} ، وجملة «سُيِّرت» خبر «أنّ» ، وقوله «جميعا» : حال من «الأمر» ، وقوله «أفلم ييأس» : الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، و «يئس» بمعنى عَلِم، «أنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وخبرها جملة «لو يشاء» وجوابه، وأن وما بعدها سدَّت مسد مفعولَيْ يئس، وجملة «ولا يزال الذين كفروا» مستأنفة، «قريبا» ظرف مكان متعلق بـ «تحل» ، والجار «من [ص:534] دارهم» متعلق بـ «قريبا» .(2/533)
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)
32 - {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}
جملة «ولقد استهزئ برسل» مستأنفة، وجملة «لقد استهزئ» جواب القسم، والجار «برسل» نائب فاعل، وقوله «فكيف كان عقاب» : الفاء حرف عطف، والجملة معطوفة على جملة «أخذتهم» ، «كيف» اسم استفهام خبر كان، «وعقاب» اسم كان مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المقدرة.(2/534)
أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)
33 - {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
«أفمن» : الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، «من» اسم موصول مبتدأ، خبره مقدر أي: كمن ليس كذلك، و «ما» في قوله «بما كسبت» مصدرية، والجارّ متعلق بـ «قائم» ، وجملة «وجعلوا» مستأنفة. وقوله «أم تنبئونه» : «أم» المنقطعة للإضراب، وما بعدها جملة مستأنفة، الجار «في الأرض» متعلق بالمفعول الثاني لـ «يعلم» أي: بما لا يعلمه كائنا في الأرض. وقوله «أم بظاهر من القول» : أم متصلة عاطفة، والجار «بظاهر» معطوف على «بما» ، وتعلَّق بما تعلَّق به، الجار «من القول» متعلق بنعت لـ «ظاهر» . وجملة «بل زين» مستأنفة. وقوله «ومن يضلل الله» : الواو مستأنفة، «مَن» اسم شرط [ص:535] مفعول به، والفاء رابطة، «ما» نافية مهملة، والجار «له» متعلق بالخبر، «هاد» ، مبتدأ و «مِن» زائدة.(2/534)
لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)
34 - {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ}
جملة «ولعذاب الآخرة أشق» معترضة بين المتعاطفين، وقوله «من واق» : مبتدأ، و «مِن» زائدة، والجار «من الله» متعلق بـ «واق» .(2/535)
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35)
35 - {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}
«مثل» مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: كائن فيما قصصناه، وقوله «وظلها» : الواو عاطفة، «ظلها» : مبتدأ خبره محذوف أي: كذلك، وجملة «أكلها دائم» حال ثانية من العائد المقدر (وعدها) ، وجملة «تجري» حال من العائد المقدر، وجملة «وعقبى الكافرين النار» معطوفة على جملة «تلك عقبى» .(2/535)
وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (36)
36 - {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ}
جملة «والذين آتيناهم» مستأنفة، جملة «ومن الأحزاب مَنْ ينكر» معطوفة على المستأنفة، والمصدر المؤول «أن أعبد» منصوب على نزع الخافض الباء، وجملة «وإليه مآب» معطوفة على جملة «إليه أدعو» ، و «مآب» مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، وأصله مآبي.(2/535)
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ (37)
37 - {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ}
قوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف اسم بمعنى مثل، نائب مفعول مطلق أي: أنزلناه إنزالا مثل ذلك الإنزال، «حكما» حال من الهاء في «أنزلناه» ، جملة «أنزلناه» مستأنفة. قوله «ولئن اتبعت» : الواو مستأنفة، واللام موطئة للقسم، و «إن» شرطية، و «ما» في «ما جاءك» موصولة مضاف إليه، الجار «من العلم» متعلق بحال من «ما» ، وجملة «ما لك من الله من ولي» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم، الجار «من الله» متعلق بحال من «ولي» المبتدأ، و «من» زائدة.(2/536)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ (38)
38 - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}
المصدر «أن يأتي» اسم كان، الجار «بإذن» متعلق بحال من فاعل «يأتي» . وجملة «وما كان لرسول أن يأتي» معطوفة على جواب القسم، وجملة «لكل أجل كتاب» مستأنفة.(2/536)
يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39)
39 - {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}
جملة «وعنده أم الكتاب» معطوفة على جملة «يمحو» المستأنفة.(2/536)
وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)
40 - {وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ} [ص:537]
وقوله «وإمَّا نرينَّك» : الواو مستأنفة، «إن» شرطية، «ما» زائدة، وفعل مضارع مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم.(2/536)
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)
41 - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}
المصدر «أنَّا نأتي» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «يروا» ، وجملة «ننقصها» حال من فاعل «نأتي» ، وجملة «لا معقب لحكمه» حال من فاعل «يحكم» ، وجملة «وهو سريع» معطوفة على جملة «والله يحكم» .(2/537)
وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)
42 - {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}
جملة «فلله المكر جميعا» مستأنفة، والجار متعلق بالخبر، «جميعا» حال من «المكر» ، و «ما» في قوله «ما تكسب» مصدرية، والمصدر مفعول به أي: يعلم كَسْب. قوله «لمن عقبى الدار» : اللام جارَّة، «مَن» اسم استفهام في محل جر متعلق بالخبر المحذوف، وجملة «لمن عقبى الدار» مفعول به للعلم المعلق بالاستفهام، وجملة «وسيعلم ... » مستأنفة.(2/537)
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)
43 - {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}
قوله «كفى بالله شهيدا» : الباء زائدة في فاعل «كفى» ، و «شهيدا» تمييز، وقوله «ومَنْ عنده» : اسم موصول معطوف على الجلالة، وجملة «عنده علم الكتاب» صلة الموصول.(2/537)
سورة إبراهيم(2/538)
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)
1 - {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
«كتاب» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هذا كتاب، والمصدر المؤول «لتخرج» متعلق بـ «أنزلناه» ، الجار «بإذن» متعلق بحال من فاعل «تخرج» أي: ملتبسا بإذن. والجار «إلى صراط» بدل من «إلى النور» ، «الحميد» : بدل.(2/538)
اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)
2 - {اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}
«الله الذي» : بدل من {الْحَمِيدِ} ، والموصول نعته، الجار «له» متعلق بخبر المبتدأ الموصول، «ما في السماوات» : متعلق بالصلة المقدرة. وجملة «له ما في السماوات» صلة الموصول الاسمي. وقوله «وويل» : الواو مستأنفة، «ويل» : مبتدأ، والجار متعلق بالخبر.(2/538)
الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)
3 - {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ}
«الذين» موصول مبتدأ، خبره جملة «أولئك في ضلال» .(2/538)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (4)
4 - {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
«من رسول» : مفعول به، و «من» زائدة، و «إلا» للحصر، والجار «بلسان» [ص:539] متعلق بـ «أرسلنا» ، وجملة «فيُضِلُّ» مستأنفة، وكذا جملة «وهو العزيز» .(2/538)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)
5 - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}
جملة «ولقد أرسلنا موسى» مستأنفة، وجملة «لقد أرسلنا» جواب القسم، الجار «بآياتنا» متعلق بحال من «موسى» أي: مصحوبا، «أن» مفسرة، وجملة «أخرج» تفسيرية. الجار «لكل» متعلق بنعت لـ «آيات» .(2/539)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6)
6 - {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}
قوله «وإذ قال» : الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول لـ «اذكر» مقدرا، الجار «عليكم» متعلق بحال من «نعمة» ، «إذ أنجاكم» : اسم ظرفي بدل اشتمال من «نعمة» . وجملة «يسومونكم» حال من «آل فرعون» ، وجملة «وفي ذلكم بلاء» معطوفة على مقول القول.(2/539)
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)
7 - {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
«وإذ تأذَّن» : الواو عاطفة، «إذ» اسم ظرفي معطوف على جملة «إذ أنجاكم» ، وجملة «تأذَّن» مضاف إليه، وجملة «لئن شكرتم لأزيدنَّكم» تفسيرية للتأذين الذي هو بمعنى القول دون حروفه، وجملة «لأزيدنكم» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم، وجملة «ولئن كفرتم» [ص:540] معطوفة على «لئن شكرتم» ، وجملة «إن عذابي لشديد» جواب القسم الثاني، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم.(2/539)
وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)
8 - {إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ}
«أنتم» توكيد للواو في «تكفروا» لا محل له، «من» موصول معطوف على الواو، وجاز عطف الظاهر على الضمير المرفوع المتصل لوجود الفاصل، والجارُّ متعلق بالصلة المقدرة، «جميعا» حال من الضمير المستتر في الصلة المقدرة.(2/540)
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (9)
9 - {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ}
الجار «من قبلكم» متعلق بالصلة المقدرة، «قوم» بدل من «الذين» . جملة «والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله» معطوفة على جملة «ألم يأتكم نبأ» المستأنفة، وجملة «لا يعلمهم إلا الله» خبر «الذين» ، وجملة «جاءتهم» تفسيرية للنبأ. وجملة «فردُّوا» معطوفة على جملة «جاءتهم» ، «لفي» اللام المزحلقة، والجار «مما» متعلق بنعت لـ «شك» ، و «مريب» نعت ثانٍ لـ «شك» .(2/540)
قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10)
10 - {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [ص:541]
«شك» مبتدأ مؤخر، «فاطر» بدل، والبدل بالمشتق قليل، وجملة «يدعوكم» مستأنفة في حيز القول. «إن» نافية، «أنتم» مبتدأ، «إلا» للحصر، «بشر» خبر، «مثلنا» نعت لبشر، وجملة «تريدون» نعت ثانٍ لبشر، وجملة «فأتونا» جواب شرط مقدر أي: إن كنتم رسلا فأتونا، في محل جزم.(2/540)
قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)
11 - {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
جملة «ولكن الله يمنّ» معطوفة على مقول القول. قوله «وما كان لنا أن نأتيكم» : الجار «لنا» متعلق بخبر كان المقدر، والمصدر «أن نأتيكم» اسم كان، الجار «بإذن» متعلق بحال من فاعل «نأتيكم» ، و «إلا» للحصر، وجملة «وما كان لنا أن نأتيكم» معطوفة على مقول القول. وقوله «وعلى الله فليتوكل» : الواو مستأنفة، والجار متعلق بـ «يتوكل» ، والفاء زائدة، واللام لام الأمر الجازمة.(2/541)
وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)
12 - {وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}
قوله «وما لنا ألا نتوكل» : الواو عاطفة، «ما» اسم استفهام مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض أي: في ترك التوكل، جملة «وقد هدانا سبلنا» حالية من فاعل «نتوكل» ، جملة «ولنصبرنَّ على ما آذيتمونا» مستأنفة، وجملة «ولنصبرنَّ» جواب القسم، والفاء في «فليتوكل» زائدة.(2/541)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)
13 - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}
جملة «لنخرجنَّكم» جواب قسم، والقسم وجوابه مقول القول. وقوله «لتعودُنَّ» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المقدرة فاعل، وقد حذفت لالتقاء الساكنين، وجملة «لنهلكن» جواب قسم مقدر، والقسم وجوابه جملة تفسيرية للإيحاء لا محل لها.(2/542)
وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)
14 - {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}
جملة «ولنسكننكم» معطوفة على جملة «نهلكنّ» ، وجملة «ذلك لمن خاف» مستأنفة. وقوله «وعيد» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة.(2/542)
وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)
15 - {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ}
جملة «واستفتحوا» معطوفة على جملة «أوحى» السابقة لا محل لها.(2/542)
مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16)
16 - {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}
جملة «من ورائه جهنم» نعت لجبار، وجملة «يسقى» معطوفة على جملة «من ورائه جهنم» .(2/542)
يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)
17 - {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} [ص:543]
جملة «يتجرعه» نعت لماء، وقوله «وما هو بميت» : الواو حالية، والجملة حالية من الهاء في يأتيه، و «ما» نافية تعمل عمل ليس، والباء في خبرها زائدة، وجملة «ومن ورائه عذاب» معطوفة على جملة «يأتيه الموت» .(2/542)
مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (18)
18 - {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ}
قوله «أعمالهم كرماد» : مبتدأ ثانٍ، والجار متعلق بخبر المبتدأ الثاني. والجار «مما» متعلق بحال من «شيء» ، وجملة «أعمالهم كرماد» خبر «مَثَلُ» ، ولا تحتاج إلى رابط؛ لأن جملة الخبر هي المبتدأ في المعنى. وجملة «اشتدت» نعت لرماد، وجملة «لا يقدرون» حال من فاعل «كفروا» ، وقوله «هو الضلال» : «هو» ضمير فصل لا محل له، و «الضلال» خبر «ذلك» .(2/543)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)
19 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}
المصدر المؤول من «أن» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعولي «تر» ، الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «خلق» ، جملة الشرط مستأنفة.(2/543)
وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)
20 - {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}
الباء في «بعزيز» زائدة، و «عزيز» خبر «ما» العاملة عمل ليس، والجملة معطوفة على جملة {إِنْ يَشَأْ} .(2/543)
وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21)
21 - {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ [ص:544] أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ}
«جميعا» حال من الواو في «برزوا» ، الجار «لكم» متعلق بحال من «تبعا» ، جملة «فهل أنتم مغنون» معطوفة على جملة مقول القول، الجار «عنا» متعلق بالخبر «مغنون» ، الجار «من عذاب» متعلق بحال من «شيء» ، و «شيء» : نائب مفعول مطلق، و «من» زائدة أي: إغناء قليلا أو كثيرا. قوله «سواء» : خبر مقدم، والجار «علينا» متعلق بالمصدر «سواء» ، والهمزة للتسوية، وما بعدها في قوة التأويل بالمصدر مبتدأ مؤخر، و «أم» عاطفة، وجملة «أجزعنا أم صبرنا» مستأنفة في حيز القول، جملة «ما لنا من محيص» مستأنفة في حيز القول، و «محيص» مبتدأ، و «من» زائدة.(2/543)
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)
22 - {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
جملة «لما قضي الأمر» اعتراضية بين القول والمقول، «لما» حرف وجوب لوجوب، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله. وقوله «وعد الحق» : مفعول مطلق، وجملة «وما كان لي عليكم من سلطان» معطوفة على مقول القول، الجار «لي» متعلق بخبر كان، «عليكم» متعلق بحال من «سلطان» ، و «سلطان» اسم كان، و «من» زائدة. وقوله «إلا أن دعوتكم» :(2/544)
«إلا» للاستثناء، «أن» مصدرية، والمصدر المؤول منصوب على الاستثناء المنقطع؛ لأن دعاءه ليس من جنس الحجة البينة، وجملة «فلا تلوموني» مستأنفة في حيز القول. وقوله «ما أنا بمصرخكم» : «ما» نافية تعمل عمل ليس، والباء في خبرها زائدة، والجملة مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «إني كفرت» . وقوله «أشركتمون» : فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل، والميم للجمع، والواو للإشباع، والنون للوقاية، والياء المحذوفة مفعول به، وجملة «لهم عذاب» خبر إن.(2/545)
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ (23)
23 - {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ}
«جنات» مفعول به ثان، «خالدين» حال من الموصول، والجار متعلق بـ «خالدين» ، والجار «بإذن» متعلق بحال من الضمير المستتر في «خالدين» ، وجملة «تحيتهم فيها سلام» حال من الموصول، والجار «فيها» متعلق بحال من «تحيتهم» ، و «سلام» خبر «تحيتهم» .(2/545)
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)
24 - {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}
جملة «كيف ضرب» مفعول «تَرَ» المعلق بالاستفهام، وجملة «أصلها ثابت» نعت لشجرة.(2/545)
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25)
25 - {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [ص:546]
جملة «تؤتي» نعت لشجرة، وقوله «كل حين» : ظرف زمان متعلق بـ «تؤتي» ، وجملة «ويضرب» مستأنفة، وجملة «لعلهم يتذكرون» مستأنفة.(2/545)
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26)
26 - {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}
الجار «كشجرة» متعلق بخبر المبتدأ، وجملة «اجتثت» نعت «شجرة» ، وجملة «ما لها من قرار» نعت ثانٍ لشجرة، و «قرار» مبتدأ، و «من» زائدة.(2/546)
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)
27 - {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ}
الجارَّان: «بالقول» و «في الحياة» متعلقان بـ «يثبت» ، وجملة «ويضل» معطوفة على جملة «يثبت» .(2/546)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)
28 - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}
مفعولا «بدَّلوا» : «نعمت» ، «كفرا» ، ومفعولا «أحَلُّوا» : «قومهم» ، «دار» .(2/546)
جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)
29 - {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ}
«جهنم» بدل من {دَارَ الْبَوَارِ} ، وجملة «يصلونها» حال من «جهنم» ، والمخصوص بالذم محذوف أي: جهنم، وجملة الذم مستأنفة.(2/546)
وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)
30 - {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ}
الجار «لله» متعلق بالمفعول الثاني لجعل، وجملة «فإن مصيركم» معطوفة [ص:547] على «تمتعوا» .(2/546)
قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31)
31 - {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ}
قوله «يقيموا» : فعل مضارع مجزوم؛ لأنه واقع في جواب شرط مقدر، أي: إن تقل لهم يقيموا. فإن قيل: لا يلزم من قوله لهم: أقيموا، أن يفعلوا. قيل: المراد بالعباد المؤمنون، ومتى أَمَرَهم امتثلوا. «سرا» : حال من الواو في «ينفقوا» ، والمصدر «أن يأتي» مضاف إليه، وجملة «لا بيع فيه» نعت ليوم، و «لا» نافية تعمل عمل ليس، و «بيع» اسمها.(2/547)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ (32)
32 - {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ}
«الله الذي» : مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة، الجار «من الثمرات» متعلق بحال من «رزقا» ، الجار «لكم» متعلق بنعت لـ «رزقًا» .(2/547)
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ (33)
33 - {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ}
«دائبين» حال من الشمس والقمر.(2/547)
وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)
34 - {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}
«ما» موصول مضاف إليه، والمفعول الثاني لـ «آتاكم» محذوف أي: شيئا، وجملة «وإن تعدُّوا» مستأنفة، «كَفَّار» خبر ثانٍ.(2/547)
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)
35 - {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ}
جملة «وإذ قال إبراهيم» مستأنفة، وجملة «قال» مضاف إليه. وقوله «وبَنِيَّ» : اسم معطوف على الياء في «اجنبني» منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والياء الثانية مضاف، والمصدر «أن نعبد» منصوب على نزع الخافض «عن» .(2/548)
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)
36 - {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
«ربِّ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة، «كثيرا» مفعول به، الجار «من الناس» متعلق بنعت لـ «كثيرا» ، جملة «فمن تبعني» معطوفة على جملة «إنهن أضللن» ، و «من» شرط مبتدأ، وجملة «تبعني» خبره، وجملة «فإنه مني» جواب الشرط في محل جزم.(2/548)
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)
37 - {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}
«غير» نعت، «ذي» مضاف إليه، «عند» متعلق بنعت ثانٍ لـ «واد» ، جملة «ربنا» الثانية معترضة بين الجار ومتعلقه؛ لأن المصدر المجرور في «ليقيموا» متعلق بـ «أسكنت» ، وجملة «فاجعل» مستأنفة في حيز جواب النداء، وجملة «تهوي» مفعول ثانٍ، وجملة «لعلهم يشكرون» مستأنفة.(2/548)
رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (38)
38 - {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ}
الجار «على الله» متعلق بـ «يخفى» ، «من شيء» : «من» زائدة، «شيء» فاعل «يخفى» ، الجار «في الأرض» متعلق بنعت لـ «شيء» .(2/549)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39)
39 - {وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ}
الجار «على الكبر» متعلق بحال من الياء.(2/549)
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)
40 - {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}
«مقيم» مفعول ثانٍ، قوله «ومن ذريتي» : الواو عاطفة، والجار متعلق بنعت للمعطوف على الياء في «اجعلني» المحذوف أي: وبعضا كائنا من ذريتي، جملة «ربنا» معترضة بين المتعاطفين، «دعاء» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة.(2/549)
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)
41 - {يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}
جملة «يقوم» مضاف إليه.(2/549)
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42)
42 - {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}
الجار «عمَّا» متعلق بـ «غافلا» ، وجملة «إنما يؤخرهم» مستأنفة، وجملة «تَشْخص» نعت ليوم.(2/549)
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)
43 - {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}
«مهطعين مقنعي» : حالان من أصحاب الأبصار، وحذفت النون من الحال الثانية للإضافة. جملة «لا يرتد» حال من الضمير في «مقنعي» ، وجملة «وأفئدتهم هواء» حال ثانية من الضمير في «مقنعي» .(2/550)
وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44)
44 - {رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ}
«نُجب» فعل مضارع مجزوم واقع في جواب شرط مقدر، وقوله «أولم تكونوا» : الهمزة للاستفهام، والواو عاطفة، وفعل مضارع ناسخ مجزوم، والجملة مقول القول لقول مقدر، وجملة القول المقدر معطوفة على جملة «يقول الذين ظلموا» .(2/550)
وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (45)
45 - {وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ}
جملة «وتبيَّن» معطوفة على جملة «سكنتم» ، وفاعل «تبيَّن» مضمر، تقديره: حالُهم وهلاكُهم، وجملة «كيف فَعَلْنا» مفسرة للفاعل المقدر، و «كيف» اسم استفهام حال.(2/550)
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)
46 - {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}
جملة «وقد مكروا» مستأنفة، وجملة «وعند الله مكرهم» معطوفة على [ص:551] المستأنفة، وقوله «وإن كان مكرهم» : الواو مستأنفة، «إن» نافية، واللام في «لتزول» للجحود، والمصدر المؤول مجرور باللام متعلق بخبر كان المقدر، وجملة «تزول» صلة الموصول الحرفي.(2/550)
فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47)
47 - {فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}
جملة «فلا تحسبن» مستأنفة، «مخلف» مفعول ثان لـ «تحسبن» ، «رسله» مفعول لمخلف. «ذو» خبر ثان.(2/551)
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)
48 - {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}
«يوم» ظرف متعلق بالمصدر {انْتِقَامٍ} . «غير» مفعول ثان لـ «تُبَدَّل» .(2/551)
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (49)
49 - {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ}
جملة «وترى» معطوفة على جملة {تُبَدَّلُ} ، «مقرَّنين» حال من «المجرمين» ، والجار متعلق بمقرنين.(2/551)
سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50)
50 - {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ}
جملة «سرابيلهم من قطران» حال من {الْمُجْرِمِينَ} ، وجملة «وتَغْشى» معطوفة على جملة «سرابيلهم من قطران» .(2/551)
لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51)
51 - {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ}
«ما» مفعول ثانٍ ليجزي.(2/551)
هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)
52 - {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو [ص:552] الأَلْبَابِ}
قوله «ولينذروا به» : اللام للتعليل، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا، والمصدر المؤول مجرور تقديره: وللإنذار، وهو معطوف على محذوف تقديره: لينصحوا، وهذا المحذوف مصدر مجرور متعلق بنعت ثانٍ لـ «بلاغ» . والتقدير: هذا بلاغ للناس كائن للنصيحة وللإنذار. والمصدر «أنما هو إله» سدَّ مسدَّ مفعولي علم. والمصدر «وليعلموا» مجرور معطوف على المصدر السابق.(2/551)
سورة الحجر(2/553)
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)
1 - {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ}
«وقرآن» : اسم معطوف على «الكتاب» .(2/553)
رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2)
2 - {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}
«ربما» : كافة ومكفوفة لا عمل لها، «لو» : مصدرية، والمصدر المؤول مفعول الودادة، وجملة «ربما يود» مستأنفة، وجملة «كانوا» صلة الموصول الحرفي.(2/553)
ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3)
3 - {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}
«يأكلوا» مجزوم لأنه واقع جواب شرط مقدر، وجملة «فسوف يعلمون» مستأنفة.(2/553)
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4)
4 - {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ}
«من» زائدة، و «قرية» مفعول به، «إلا» للحصر، وجملة «ولها كتاب» حال من «قرية» ، وسوَّغ مجيء صاحب الحال نكرة وقوع النكرة بعد نفي، واقتران واو الحال بالجملة.(2/553)
مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5)
5 - {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا}
«من» زائدة، و «أمة» فاعل.(2/553)
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6)
6 - {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ}
«الذي» عطف بيان، وجملة «إنك لمجنون» جواب النداء مستأنفة.(2/553)
لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)
7 - {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
«لو ما» أداة تحضيض. وجملة «إن كنت من الصادقين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/554)
مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8)
8 - {مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ}
الجار «بالحق» متعلق بمحذوف حال من فاعل «ننزل» ، «إذًا» حرف جواب، وجملة «وما كانوا» معطوفة على «ما ننزل» .(2/554)
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
9 - {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
«نحن» توكيد للضمير في «إنا» ، «له» متعلق بالخبر، واللام المزحلقة.(2/554)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)
10 - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ}
الجار «في شيع» متعلق بنعت للمفعول المقدر أي: أرسلنا رسلا في شيع.(2/554)
وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11)
11 - {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
«من» زائدة، و «رسول» فاعل، وجملة «كانوا» حال من مفعول «يأتيهم» .(2/554)
كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12)
12 - {كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ}
«كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق أي: نسلكه سَلْكا مثل ذلك السَّلْك، والإشارة مضاف إليه. وجملة «نسلكه» مستأنفة.(2/554)
لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13)
13 - {لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ}
جملة «لا يؤمنون به» حال من الضمير المستتر في {نَسْلُكُهُ} أي: غيرَ مُؤْمَنٍ به. وجملة «وقد خلت سنة الأولين» مستأنفة.(2/555)
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)
14 - {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ}
الجار «من السماء» متعلق بصفة لـ «بابا» ، وجملة «يعرجون» خبر «ظل» في محل نصب.(2/555)
لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)
15 - {لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ}
جملة «لقالوا» جواب «لو» . «بل» : حرف إضراب، والجملة بعدها مستأنفة.(2/555)
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)
16 - {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ}
جملة «لقد جعلنا» جواب القسم، والجار «في السماء» متعلق بالمفعول الثاني لجعل.(2/555)
إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)
18 - {إِلا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ}
«إلا من استرق» حرف استثناء، «من» اسم موصول مستثنى متصل.(2/555)
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)
19 - {وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}
قوله «والأرض» : الواو عاطفة، و «الأرض» : مفعول به لفعل محذوف تقديره: مددنا، وجملة «مددنا» المقدرة معطوفة على جملة {جَعَلْنَا} في الآية (16) ، وجملة «مددناها» تفسيرية، وجملة «وألقينا» معطوفة على «مددنا» [ص:556] المقدرة. والجار «من كل» متعلق بنعت مقدر أي: أنواعا كائنة من كل شيء.(2/555)
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)
20 - {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ}
الجارَّان «لكم فيها» متعلقان بالفعل، قوله «ومَن» : اسم موصول معطوف على «معايش» ، والباء في خبر «ليس» زائدة.(2/556)
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)
21 - {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}
قوله «وإن من شيء» : الواو مستأنفة، «إن» نافية، «شيء» مبتدأ، و «من» زائدة، «إلا» للحصر، «عندنا» ظرف مكان متعلق بخبر المبتدأ الثاني «خزائنه» ، وجملة «عندنا خزائنه» خبر لـ «شيء» .(2/556)
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)
22 - {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}
«لواقح» حال من «الرياح» ، قوله «فأسقيناكموه» : الفاء عاطفة، وفعل ماض وفاعل، والكاف والهاء مفعولان، والميم للجمع، والواو للإشباع، وجملة «وما أنتم له بخازنين» حال من ضمير الخطاب في «أسقيناكموه» ، والباء زائدة في خبر «ما» العاملة عمل ليس.(2/556)
وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)
23 - {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ}
«نحن» ضمير منفصل مبتدأ، وجملة «نحيي» خبر «إن» ، واللام المزحلقة، وجملة «ونحن الوارثون» معطوفة على جملة «نحن نحيي» .(2/556)
وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)
24 - {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ}
الجار «منكم» متعلق بحال من «المستقدمين» .(2/557)
وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)
25 - {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}
«هو» ضمير منفصل مبتدأ، وجملة «هو يحشرهم» خبر «إن» .(2/557)
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)
26 - {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
الجار «من حمإ» متعلق بنعت لصلصال.(2/557)
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27)
27 - {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ}
«والجان» الواو عاطفة، «الجان» : مفعول به لفعل محذوف تقديره: خَلَقْنا، والجارَّان: «من قبل» ، «من نار» متعلقان بـ «خلقناه» ، وجاز تعلُّق حرفين بلفظ واحد بفعل واحد لاختلاف معنييهما، فالأولى لابتداء الغاية الزمانية، والثانية للتبعيض، وجملة «خلقنا» المقدرة معطوفة على جملة {خَلَقْنَا} في الآية السابقة، وجملة «خَلَقْنا» المذكورة تفسيرية للمقدرة.(2/557)
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28)
28 - {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
«وإذ» : الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول لـ «اذكر» مقدرا، و «بشرا» مفعول لـ «خالق» ، الجار «من صلصال» متعلق بنعت لـ «بشرا» ، الجار «من حمإ» متعلق بنعت لـ «صلصال» ، وجملة «قال» مضاف إليه في محل جر.(2/557)
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29)
29 - {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [ص:558]
«فإذا» : الفاء عاطفة، و «إذا» : ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب أي: يلزم إذا سَوَّيْته وقوعُكم، والجارَّان متعلقان بـ «نفخت» ، والجار «له» متعلق بساجدين، وجملة الشرط معطوفة على جملة {إِنِّي خَالِقٌ} ، وجملة «فقعوا» جواب الشرط.(2/557)
فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30)
30 - {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}
«أجمعون» : توكيد للتوكيد «كلهم» مرفوع بالواو.(2/558)
إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31)
31 - {إِلا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}
جملة «أبى» : مستأنفة، والمصدر المؤول مفعول «أبى» .(2/558)
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32)
32 - {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}
«ما لك» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، والجار «لك» متعلق بالخبر، وجملة «ما لك» جواب النداء مستأنفة. والمصدر المؤول «ألا تكون» منصوب على نزع الخافض (في) .(2/558)
قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (33)
33 - {قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ}
المصدر المؤول من «أن» الواقعة بعد لام الجحود، وما بعدها مجرور متعلق بخبر «كان» المقدر أي: مريدا، الجار «من حمإ» متعلق بنعت لصلصال، و «مسنون» نعت لـ «حمإ» ، وجملة «خلقته» نعت لبشر.(2/558)
قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34)
34 - {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ}
«فاخرج» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن أبيت السجود [ص:559] فاخرج، وجملة «فإنك رجيم» معطوفة على جملة «فاخرج» .(2/558)
وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)
35 - {وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ}
الجار «إلى يوم» متعلق بحال من اللعنة، وجملة «وإن عليك اللعنة» معطوفة على جملة {فَإِنَّكَ رَجِيمٌ} في محل جزم.(2/559)
قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36)
36 - {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
قوله «فأنْظِرْني» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن طردتني فأنظرني، وجملة الشرط المقدرة جواب النداء مستأنفة.(2/559)
قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (37)
37 - {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ}
«فإنك» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر، أي: إن أردت ذلك فإنك.(2/559)
إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)
38 - {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ}
الجار «إلى يوم» متعلق بـ {الْمُنْظَرِينَ} .(2/559)
قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39)
39 - {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}
«بما» الباء جارة للسببية، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور بالباء متعلق بـ «أُزَين» ، ومفعول «أزين» محذوف أي: المعاصي، الجار «في الأرض» متعلق بحال من المفعول المقدر، وجملة «ولأغوينهم» معطوفة على جملة «لأزينن» ، و «أجمعين» توكيد للضمير الهاء.(2/559)
إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40)
40 - {إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}
الجار «منهم» متعلق بحال من «عبادك» .(2/559)
قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41)
41 - {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}
الجار «عليَّ» متعلق بنعت لـ «صراط» ، و «مستقيم» نعت ثانٍ.(2/560)
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)
42 - {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}
الجار «لك» متعلق بخبر ليس، الجار «عليهم» متعلق بحال من «سلطان» ، «من» موصول مستثنى منقطع، والمراد بالعباد المخلصون. بدليل سقوطه في آية الإسراء: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} ، الجار «من الغاوين» متعلق بحال من ضمير الفاعل أي: اتبعك كائنا من الغاوين.(2/560)
وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43)
43 - {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ}
«أجمعين» : توكيد للهاء في «موعدهم» .(2/560)
لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44)
44 - {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ}
جملة «لها سبعة أبواب» خبر ثانٍ لـ «إنَّ» ، وجملة «لكل باب منهم جزء» نعت لـ «سبعة» ، والرابط مقدر أي: لكل باب منها. والجار «منهم» متعلق بحال من «جزء» .(2/560)
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46)
46 - {ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ}
الجار «بسلام» متعلق بحال من الواو أي: مصحوبين، و «آمنين» حال ثانية، وجملة «ادخلوها» مقول القول لقول مقدر أي: تقول الملائكة لهم.(2/560)
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)
47 - {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}
جملة «نزعنا» معطوفة على جملة {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ} . الجار «في [ص:561] صدورهم» متعلق بالصلة المقدرة، الجار «من غل» متعلق بحال من «ما» ، «إخوانا» حال من ضمير «صدورهم» ، وجاز مجيء الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف جزء من المضاف إليه، الجار «على سرر» متعلق بنعت لـ «إخوانا» ، «متقابلين» نعت ثانٍ.(2/560)
لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ (48)
48 - {لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}
جملة «لا يمسهم» حال من الضمير المستتر في {مُتَقَابِلِينَ} . وجملة «وما هم منها بمخرجين» معطوفة على جملة «لا يمسهم» ، والباء في خبر «ما» العاملة عمل ليس زائدة.(2/561)
نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)
49 - {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
المصدر المؤول «أني أنا الغفور» سدَّ مسدَّ المفعولين الثاني والثالث، وجملة «أنا الغفور» خبر «أن» .(2/561)
وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)
50 - {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ}
المصدر «وأن عذابي ... » : معطوف على المصدر السابق و «هو» : ضمير فصل.(2/561)
إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52)
52 - {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ}
«إذ» ظرف زمان متعلق بـ «نبئهم» السابق، «سلاما» : نائب مفعول مطلق لفعل مقدر، وهو اسم مصدر، وجملة «نُسَلِّم سلاما» مقول القول، الجار «منكم» متعلق بالخبر.(2/561)
قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53)
53 - {قَالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} [ص:562]
جملة «إنا نبشِّرك» مستأنفة في حيز القول.(2/561)
قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)
54 - {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}
المصدر المؤول «أنْ مَسَّني» متعلق بحال من ضمير المتكلم أي: أبشرتموني حال كوني مع مسِّ الكبر. وقوله «فبم تبشرون» : الفاء عاطفة، و «ما» اسم استفهام في محل جر، وحذفت ألفها تخفيفا، والجار متعلق بـ «تبشرون» ، والجملة معطوفة على «بشرتموني»(2/562)
قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55)
55 - {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ}
جملة «فَلا تَكُنْ» معطوفة على جملة «بَشَّرْنَاكَ» .(2/562)
قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56)
56 - {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ}
مقول القول جملة مُقَدَّرة؛ أي: لا أقنط. جملة «وَمَنْ يَقْنَطُ» معطوفة على الجملة المقدرة، وقوله «مَنْ» : اسم استفهام مبتدأ، وجملة «يقنط» خبر «مَنْ» الاستفهامية، وقوله «الضَّالون» : بدل من فاعل «يقنط» .(2/562)
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)
57 - {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ}
جملة «فَمَا خَطْبُكُمْ» جواب شرط مُقَدَّر في محل جزم، والشرط وجوابه مقول القول؛ أي: إن جئتم لغير ذلك فما خطبكم؟ و «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «خطبكم» خبره، وجملة «أَيُّها المُرْسَلُونَ» مستأنفة في حيز القول، «والمرسلون» عطف بيان.(2/562)
إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59)
59 - {إِلا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص:563]
«إلا آلَ» منصوب على الاستثناء، وجملة «إنَّا لَمُنَجُّوهُمْ» مستأنفة، وقوله «أجمعين» : توكيد للهاء.(2/562)
إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60)
60 - {إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}
جملة «قَدَّرْنَا» مستأنفة، وجملة «إنَّهَا لَمنَ الْغَابِرين» مفعول به لـ «قَدَّرْنَا» المضمَّن معنى عَلِمنا، وكسرت همزة «إنَّ» لمجيء اللام في الخبر.(2/563)
فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61)
61 - {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ}
جملة «فَلَمَّا جاء» مستأنفة.(2/563)
قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62)
62 - {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ}
جملة «قال» جواب شرط غير جازم.(2/563)
قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63)
63 - {قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ}
مقول القول مُقَدَّر؛ أي: لسنا منكرين، وجملة «بل جِئْنَاكَ» مستأنفة، والجار «فيه» متعلق بـ «يمترون» .(2/563)
وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64)
64 - {وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}
جملة «وَإِنَّا لَصَادِقُونَ» معطوفة على جملة «أَتَيْنَاكَ» .(2/563)
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65)
65 - {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ}
«فَأَسْرِ» : الفاء عاطفة، والجملة معطوفة على جملة «أتيناك» ، والجارّ «بِأَهْلِكَ» متعلق بحال من فاعل «أسرِ» ، الجار «بِقِطْعٍ» متعلق بـ «أسرِ» ، [ص:564] الجار «مِنَ الليل» متعلق بنعت لـ «قِطْعٍ» . الجار «منكم» متعلق بحال من أحد، وجملة «تؤمرون» مضاف إليه.(2/563)
وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66)
66 - {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ}
«الأمر» بدل، والمصدر المؤول «أن دابر ... » بدل من «الأمر» .(2/564)
وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67)
67 - {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ}
جملة «يستبشرون» حال من «أهل» .(2/564)
قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68)
68 - {قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ}
جملة «فلا تفضحون» معطوفة على مقول القول، وقوله «تفضحون» : فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.(2/564)
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69)
69 - {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ}
قوله «ولا تخزون» : مثل «فلا تفضحون» السابقة.(2/564)
قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70)
70 - {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ}
قوله «أولم ننهك» : الهمزة للاستفهام، والواو عاطفة على مقدر، أي: ألم ننذرك، وجملة «أولم ننهك» معطوفة على مقول القول المقدر.(2/564)
قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71)
71 - {قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}
«هؤلاء بناتي» : اسم الإشارة مفعول به لمقدر، أي: تزوَّجوا، «بناتي» بدل من الإشارة. وجملة «تزوَّجوا» المقدرة مقول القول، وجملة «إن كنتم فاعلين» [ص:565] مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف، دلَّ عليه ما قبله.(2/564)
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72)
72 - {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ}
«لعمرك» : اللام للابتداء، «عمرك» مبتدأ، خبره محذوف تقديره قَسَمي. والجار متعلق بالخبر، وجملة «يعمهون» حال من الضمير المستتر في متعلَّق الجار.(2/565)
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73)
73 - {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ}
جملة «فأخذتهم» مستأنفة، و «مشرقين» : حال من الهاء في «أخذتهم» .(2/565)
فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74)
74 - {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}
«جعل» تعدَّى لمفعولين: «عاليها سافلها» ، والجار «من سجيل» متعلق بنعت لـ «حجارة» .(2/565)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)
75 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}
الجار «للمتوسِّمين» متعلق بنعت لـ «آيات» .(2/565)
وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76)
76 - {وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ}
اللام المزحلقة، والجار متعلق بالخبر.(2/565)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77)
77 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}
الجار «للمؤمنين» متعلق بنعت لـ «آية» .(2/565)
وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78)
78 - {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ}
الواو مستأنفة، «إنْ» : مخففة من الثقيلة مهملة، واللام الفارقة بين [ص:566] المخففة والنافية، فهي تلحق المخففة، و «ظالمين» خبر كان.(2/565)
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)
79 - {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ}
جملة «فانتقمنا» معطوفة على جملة «إن كان أصحاب» ، جملة «وإنهما لبإمام» معطوفة على جملة «انتقمنا» .(2/566)
وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81)
81 - {وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا}
جملة «وآتيناهم» معطوفة على جملة {كَذَّبَ} .(2/566)
وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ (82)
82 - {وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ}
«آمنين» : حال من الواو في «ينحتون» .(2/566)
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)
83 - {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ}
«مصبحين» : حال من الهاء في «أخذَتهم» .(2/566)
فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84)
84 - {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
جملة «فما أغنى» معطوفة على جملة «أخذتهم» ، و «ما» في «ما كانوا» مصدرية، والمصدر فاعل «أغنى» .(2/566)
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)
85 - {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}
الجار «بالحق» متعلق بحال من الضمير «نا» . «الصفح» : مفعول مطلق، وجملة «فاصفح» معطوفة على جملة «إن الساعة لآتية» .(2/566)
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86)
86 - {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ} [ص:567]
«هو» ضمير فصل. «العليم» خبر ثان لـ «إن» .(2/566)
وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)
87 - {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}
«والقرآن» : معطوف على «سبعا» ، الجار «من المثاني» متعلق بنعت لـ «سبعا» .(2/567)
لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)
88 - {لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}
«لا تمدَّن» : «لا» ناهية، «تمدنَّ» فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم، والنون للتوكيد. الجار «منهم» متعلق بنعت لـ «أزواجا» .(2/567)
وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)
89 - {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ}
«أنا» : توكيد للضمير في «إني» . «المبين» خبر ثان لـ «إن» .(2/567)
كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)
90 - {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ}
«كما» : الكاف اسم بمعنى مثل نعت لمفعول به مقدر، والفعل الذي نصب المفعول المحذوف مقدر، لدلالة لفظ «النذير» أي: أنذركم عذابا مثل الذي أنزلنا على المقتسمين.(2/567)
الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91)
91 - {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}
ليس «الذين» مفعولا للنذير في الآية (89) لأنه موصوف بالمبين، والوصف الموصوف لا يعمل فهو نعت للمقتسمين، «عضين» : مفعول ثانٍ [ص:568] منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.(2/567)
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92)
92 - {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}
جملة «فوربك» مستأنفة، وجملة «لنسألنَّهم» جواب القسم، «أجمعين» : توكيد للهاء في «نسألهم» .(2/568)
عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)
93 - {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
الجار «عمَّا» متعلق بنسألنهم.(2/568)
فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)
94 - {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}
«ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بالفعل.(2/568)
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)
95 - {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}
«المستهزئين» مفعول ثانٍ.(2/568)
الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)
96 - {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}
«الذين» نعت، وجملة «فسوف يعلمون» مستأنفة.(2/568)
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)
97 - {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولي «نعلم» ، و «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «يضيق» .(2/568)
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)
98 - {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}
الجار «بحمد» متعلق بحال من فاعل «سبح» .(2/568)
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)
99 - {وَاعْبُدْ رَبَّكَ}
جملة «واعبد» معطوفة على جملة «كن» .(2/568)
سورة النحل(2/569)
أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)
1 - {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
جملة «فلا تستعجلوه» معطوفة على جملة «أتى أمر» ، ويجوز عطف الإنشاء على الخبر. جملة «سبحانه» مستأنفة، وهو اسم مصدر لعامل محذوف تقديره «نسبح» ، جملة «وتعالى» معطوفة على المستأنفة «سبحانه» ، و «ما» في «عمَّا» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «تعالى» .(2/569)
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)
2 - {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ}
الجار «بالروح» متعلق بحال من «الملائكة» أي: مصحوبة، والجار «من أمره» متعلق بحال من «الروح» ، و «أن» تفسيرية، والجملة بعدها تفسيرية، وجملة التنزيه «لا إله إلا أنا» خبر «أن» ، و «لا» نافية للجنس، «إله» اسمها، والخبر محذوف تقديره مستحق للعبادة، «إلا» للحصر، «أنا» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، والمصدر المؤول مفعول الإنذار. وجملة «فاتقون» معطوفة على جملة التنزيه، وحذفت ياء الفعل من «اتقون» تخفيفا، واجتزئ عنها بالكسرة.(2/569)
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)
3 - {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «خلق» ، و «ما» في قوله «عما» مصدرية.(2/569)
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)
4 - {خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ}
قوله «فإذا هو خصيم» : الفاء عاطفة، «إذا» فجائية، ومبتدأ، وخبراه «خصيم مبين» ، والجملة معطوفة على جملة «خلق» المستأنفة.(2/570)
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)
5 - {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}
قوله «والأنعام» : مفعول به لفعل محذوف تقديره: وخلق، وجملة «وخلق الأنعام» معطوفة على جملة {خَلَقَ الإِنْسَانَ} ، وجملة «خلقها» تفسيرية للفعل المقدر. جملة «لكم فيها دفء» حالية من الهاء في «خلقها» ، والجار «فيها» متعلق بحال من «دفء» ، وجملة «ومنها تأكلون» معطوفة على جملة «لكم فيها دفء» .(2/570)
وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)
6 - {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}
الجار «فيها» متعلق بحال من «جمال» ، «جمال» مبتدأ، وجملة «تريحون» مضاف إليه.(2/570)
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)
7 - {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنْفُسِ}
وجملة «وتحمل» معطوفة على جملة {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} ، وجملة «لم تكونوا» نعت لـ «بلد» . الجار «بشق» متعلق بحال من الضمير في بالغيه، أي: لم تبلغوه إلا ملتبسين بالمشقة.(2/570)
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)
8 - {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [ص:571]
قوله «والخيل» : اسم معطوف على «الأنعام» في الآية (5) . قوله «لتركبوها» : منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول مجرور باللام متعلق بالفعل «خلق» المقدر، وقوله «وزينة» : مفعول من أجله، وإنما وصل الفعل إلى الأول باللام في قوله «لتركبوها» وإلى «زينة» بنفسه؛ لاختلال شرط في الأول وهو عدم اتحاد الفاعل، فإن الخالق الله والراكب المخاطبون، بخلاف الثاني، وجملة «ويخلق» مستأنفة.(2/570)
وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)
9 - {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}
جملة «ومنها جائر» معترضة، وجملة «ولو شاء لهداكم» معطوفة على المستأنفة «وعلى الله قصد» ، و «أجمعين» توكيد للكاف.(2/571)
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10)
10 - {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}
جملة «لكم منه شراب» نعت لـ «ماء» وجملة «ومنه شجر» معطوفة على جملة «لكم منه شراب» ، وجملة «تسيمون» نعت لشجر، الجار «منه» متعلق بحال من شراب، وجملة «تسيمون» نعت لشجر، الجار «فيه» متعلق بـ «تسيمون» .(2/571)
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)
11 - {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
قوله «ومن كل» : الواو عاطفة، والجار متعلق بنعت لمنعوت محذوف، [ص:572] أي: وشيئا من كل، وجملة «يتفكرون» نعت لـ «قوم» .(2/571)
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)
12 - {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
جملة «والنجوم مُسَخَّرات» معطوفة على جملة «سخَّر» لا محل لها، والجار «بأمره» متعلق بمسخرات، وجملة «يعقلون» نعت لـ «قوم» .(2/572)
وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13)
13 - {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ}
«وما ذرأ» : اسم موصول معطوف على «القمر» ، والجارَّان متعلقان بـ «ذرأ» ، «مختلفًا» حال من «ما» ، و «ألوانه» فاعل لـ «مختلفا» .(2/572)
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14)
14 - {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
جملة «وهو الذي» معطوفة على جملة {هُوَ الَّذِي} في الآية (10) ، جملة «تَلْبَسُونَهَا» نعت لـ «حِلْيَةً» ، جملة «وترى» معترضة بين المتعاطفين، والمصدر «ولتبتغوا» معطوف على جملة «لتأكلوا» ، وجملة «ولعلكم تشكرون» معطوفة على المفرد للابتغاء.(2/572)
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)
15 - {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
المصدر «أن تميد» مفعول لأجله؛ أي: كراهة، جملة «لعلكم تهتدون» مستأنفة.(2/572)
وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)
16 - {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}
«وعلامات» معطوف على «سبلا» ، وجملة «هم يهتدون» مستأنفة.(2/573)
أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)
17 - {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}
جملة «أفمن يخلق» مستأنفة، «مَنْ» اسم موصول مبتدأ، والجارّ «كمن» متعلق بالخبر. وجملة «أفلا تذكَّرون» معطوفة على المستأنفة «أفمن يخلق» .(2/573)
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18)
18 - {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
جملة «وإن تعدوا» مستأنفة، «رحيم» خبر ثانٍ.(2/573)
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (19)
19 - {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}
جملة «والله يعلم» مستأنفة.(2/573)
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)
20 - {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}
جملة «والذين يدعون» مستأنفة، الجار «من دون» متعلق بحال من العائد على الموصول المقدر، وجملة «لا يخلقون» خبر، وجملة «وهم يُخْلَقون» حال من الواو في «يَخْلقون» .(2/573)
أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21)
21 - {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}
«أموات» خبر ثانٍ لـ «هم» ، «غير» خبر ثالث، «أيَّان» اسم استفهام ظرف متعلق بـ «يبعثون» ، جملة «يبعثون» مفعول به لـ «يشعرون» ، المعلَّق بالاستفهام، وقد تضمن معنى فعل قلبي متعدٍ، وجملة «وما يشعرون» معطوفة على جملة {يَخْلُقُونَ} .(2/573)
إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (22)
22 - {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}
«واحد» نعت، وجملة «فالذين لا يؤمنون» مستأنفة، و «قلوبهم» مبتدأ ثانٍ، وجملة «قلوبهم منكرة» خبر الذين، وجملة «وهم مستكبرون» حال من الهاء في «قلوبهم» .(2/574)
لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)
23 - {لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ}
«لا جرم» : «لا» نافية للجنس، «جرم» اسمها مبني على الفتح، والخبر محذوف تقديره: موجود، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض (في) .(2/574)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)
24 - {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، جملة «قيل» مضاف إليه، ونائب فاعل «قيل» ضمير المصدر. «ماذا» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم موصول خبر، «أساطير» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، وجملة «هي أساطير» مقول القول.(2/574)
لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)
25 - {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ}
المصدر المؤول «ليحملوا» مجرور باللام متعلق بـ {قَالُوا} ، «كاملة» حال من «أوزارهم» ، «يوم» ظرف متعلق بـ «يحملوا» . قوله «ومن أوزار» : [ص:575] الواو عاطفة، والجار متعلق بنعت لمنعوت محذوف معطوف على «أوزارهم» والتقدير: وأوزارا كائنة من أوزار، الجار «بغير» متعلق بحال من فاعل «يضلون» . «ألا» : حرف استفتاح وتنبيه، و «ما» اسم موصول فاعل ساء، والمخصوص بالذم محذوف أي محلهم، والجملة مستأنفة.(2/574)
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)
26 - {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «قد مكر» مستأنفة، وجملة «فأتى» معطوفة على المستأنفة، الجار «من القواعد» متعلق بـ «أتى» ، الجار «من فوقهم» متعلق بـ «خرَّ» ، وجملة «لا يشعرون» مضاف إليه.(2/575)
ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)
27 - {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ}
الظرف «يوم» متعلق بـ «يخزيهم» . «أين» : اسم استفهام مبني على الفتح ظرف مكان متعلق بالخبر، «شركائي» مبتدأ، «الذين» نعت. «اليوم» ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر.(2/575)
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)
28 - {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
«الذين» نعت لـ {الْكَافِرِينَ} ، «ظالمي» حال من مفعول «تتوفَّاهم» ، جملة «فألقوا السلم» معطوفة على جملة «تتوفاهم» ، وجملة «ما كنا» مقول [ص:576] القول لقول مقدر، والقول منصوب على الحال أي: فألقوا السلم قائلين. وقوله «من سوء» : مفعول به، و «مِن» زائدة، وجملة «إن الله عليم» مقول القول لقول مقدر في محل نصب.(2/575)
فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)
29 - {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}
جملة «فادخلوا» معطوفة على مقول القول، «خالدين» : حال من الواو، والجار متعلق بـ «خالدين» ، وقوله «فلبئس» : الفاء مستأنفة واللام في «لبئس» واقعة في جواب قسم محذوف والتقدير: فوالله لبئس مثوى. وجملة «فوالله لبئس مثوى» مستأنفة، وجملة «لبئس مثوى» جواب القسم، والمخصوص بالذم محذوف أي: جهنم.(2/576)
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30)
30 - {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}
جملة «وقيل» مستأنفة، ونائب الفاعل ضمير مصدر «قيل» . وقوله «ماذا» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، والموصول «ذا» خبر، «خيرا» مفعول به لأنزل مقدرا، وجملة «أنزل خيرا» مقول القول، والجار «للذين» متعلق بالخبر، الجار «في هذه» متعلق بـ «أحسنوا» ، وجملة «ولدار الآخرة خير» مستأنفة، واللام في «لنعم» واقعة في جواب قسم محذوف، والتقدير: ووالله لنعم دار، وجملة «ووالله لنعم دار» مستأنفة، وجملة «لنعم دار» جواب القسم، والمخصوص بالمدح محذوف أي: دار الآخرة.(2/576)
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31)
31 - {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ}
«جنات» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هي جنات، وجملة «هي جنات» تفسيرية للمدح السابق، وجملة «يدخلونها» نعت لجنات، وجملة «تجري» حال من ضمير الغائب في «يدخلونها» ، وجملة «لهم فيها ما يشاءون» حال من فاعل «يدخلونها» وقوله «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه أي: يجزي الله جزاء مثل ذلك الجزاء، وجملة «يجزي» مستأنفة.(2/577)
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)
32 - {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ}
«الذين» نعت لـ «المتقين» ، و «طيبين» حال من الهاء، «سلام» مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، وجاز الابتداء بالنكرة، لأنها دعاء. وجملة «يقولون» حال من «الملائكة» . وجملة «ادخلوا» مستأنفة في حيز القول.(2/577)
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (33)
33 - {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
جملة «هل ينظرون» مستأنفة، والمصدر المؤول مفعول «ينظرون» . وقوله «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، والتقدير: فَعَل الذين من قبلهم فِعْلا مثل ذلك الفعل، وجملة «فعل» مستأنفة، وجملة [ص:578] «وما ظلمهم الله» معترضة بين المتعاطفين؛ لأن جملة {فَأَصَابَهُمْ} -التالية- معطوفة على جملة «فعل» ، وجملة «ولكن كانوا» معطوفة على جملة «ما ظلمهم الله» . وقوله «أنفسهم» : مفعول مقدم للفعل «يظلمون» ، وجملة «يظلمون» خبر كان.(2/577)
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (34)
34 - {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
قوله «ما عملوا» : «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، وقوله «ما كانوا» : اسم موصول فاعل بـ «حاق» .(2/578)
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (35)
35 - {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}
جملة «وقال الذين» مستأنفة. الجار «من دونه» متعلق بحال من «شيء» ، و «شيء» مفعول به، و «من» زائدة، «نحن» توكيد لضمير الرفع في «عبدنا» ، «لا» زائدة لتأكيد النفي، «آباؤنا» معطوف على الضمير «نا» ، وجاز عطف الظاهر على الضمير المرفوع المتصل لوجود الفاصل بينهما، وقوله «ولا حَرَّمنا من دونه من شيء» كالذي قبله. وجملة «فعل» مستأنفة. قوله «فهل على الرسل» : الفاء مستأنفة، والجار متعلق بخبر «البلاغ» الذي هو مبتدأ، و «إلا» للحصر، والجملة مستأنفة.(2/578)
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)
36 - {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ [ص:579] كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}
جملة «ولقد بعثنا» مستأنفة، و «أن» تفسيرية، وجملة «اعبدوا» تفسيرية؛ لأن البعث المتقدم يتضمن قولا وجملة «فمنهم من هدى الله» معطوفة على جملة «بعثنا» لا محل لها. «مَنْ» : موصول مبتدأ، وجملة «فسيروا» مستأنفة. وقوله «كيف» : اسم استفهام خبر «كان» الناسخة، و «عاقبة» اسمها، والجملة مفعول للنظر المعلق بالاستفهام، المضمن معنى العلم.(2/578)
إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (37)
37 - {إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}
قوله «وما لهم من ناصرين» : الواو عاطفة، «ما» نافية، والجار «لهم» متعلق بالخبر، و «مِن» زائدة، و «ناصرين» مبتدأ، وجملة «وما لهم من ناصرين» معطوفة على جواب الشرط.(2/579)
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)
38 - {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
«جهد» نائب مفعول مطلق، وجملة «لا يبعث الله» جواب القسم، ولم يؤكد بالنون؛ لأنه منفي. وقوله «بلى» : حرف جواب، «وعدا» : مفعول مطلق لعامل مقدر، أي: وعد ذلك وعدا، والجار «عليه» متعلق بنعت لـ «وعدا» ، و «حقا» مفعول مطلق لعامل محذوف، أي: حقَّ ذلك حقا. وجملتا «وعد وعدا» ، «وحق حقا» معترضتان بين المتعاطفين. وجملة «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» معطوفة على جملة مقدرة، أي: بلى يبعثهم ولكن أكثر ...(2/579)
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)
39 - {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ}
المصدر المؤول «ليبيِّن» مجرور متعلق بـ «يبعثهم» المقدر، والمصدر المؤول «أنهم كانوا» سدَّ مسدَّ مفعولي علم.(2/580)
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40)
40 - {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}
«إنما» كافة ومكفوفة، الجار «لشيء» متعلق بحال من «قولنا» ، «إذا» ظرف محض متعلق بحال من «قولنا» ، المصدر «أن نقول له» خبر «قولنا» . قوله «كن» : فعل أمر تام، وفاعله ضمير أنت، والفاء في «فيكون» مستأنفة، و «يكون» فعل مضارع تام، وفاعله ضمير هو، وجملة «يكون» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أي: فهو يكون. وجملة «فهو يكون» مستأنفة.(2/580)
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)
41 - {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
جملة الموصول مستأنفة، والجاران متعلقان بالفعل، «ما» مصدرية، والمصدر مضاف إليه. وقوله «حسنة» : مفعول ثانٍ على تضمين الفعل معنى نعطيهم، وجملة «لنبوئنَّهم» جواب القسم، والقسم وجوابه خبر المبتدأ «الذين» ، وجملة «ولأجر الآخرة أكبر» مستأنفة، وجملة «لو كانوا يعلمون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف أي: لآمنوا.(2/580)
الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42)
42 - {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
الموصول بدل من الموصول السابق، وجملة «يتوكلون» معطوفة على [ص:581] الصلة.(2/580)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)
43 - {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
جملة «وما أرسلنا» مستأنفة، «إلا» للحصر، جملة «نوحي» نعت لـ «رجالا» ، وجملة «فاسألوا» مستأنفة، وجملة «إن كنتم لا تعلمون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/581)
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)
44 - {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
الجار «بالبينات» متعلق بـ {تَعْلَمُونَ} في الآية السابقة، وجملة «أنزلنا» مستأنفة، وجملة «ولعلهم يتفكرون» معطوفة على التعليل المتقدم من قبيل عطف جملة على مفرد، أي: للتبيين ولعلهم يتفكرون.(2/581)
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)
45 - {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «أفَأَمِنَ» مستأنفة، «السيئات» مفعول به لـ «مكروا» ، على تضمين مكروا معنى فَعَلوا. والمصدر المؤول مفعول «أمن» ، وجملة «لا يشعرون» مضاف إليه.(2/581)
أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)
46 - {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ}
الجارّ «في تقلبهم» متعلق بحال من المفعول، أي: ملتبسين في تقلبهم، وجملة «فما هم بمعجزين» معطوفة على جملة «يأخذهم» ، والباء زائدة في خبر [ص:582] «ما» العاملة عمل ليس.(2/581)
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)
47 - {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}
الجار «على تخوف» متعلق بحال من الهاء، وجملة «فإن ربكم لرءوف» معطوفة على جملة «يأخذهم» .(2/582)
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)
48 - {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ}
الجار «من شيء» متعلق بحال من «ما» ، وجملة «يتفيأ» نعت لـ «شيء» ، وقوله «سجَّدا» : حال من «الظلال» ، والجار «لله» متعلق بـ «سجدا» ، وجملة «وهم داخرون» حال من الضمير المستتر في «سجَّدا» .(2/582)
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)
49 - {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}
«ما» موصول فاعل، والجار متعلق بالصلة المقدرة، الجار «من دابة» متعلق بحال من «ما» ، و «الملائكة» اسم معطوف على «ما» ، وجملة «وهم لا يستكبرون» حالية من فاعل «يسجد» .(2/582)
يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)
50 - {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
جملة «يخافون» حال من فاعل {لا يَسْتَكْبِرُونَ} . والجار «من فوقهم» متعلق بحال من «ربهم» .(2/582)
وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)
51 - {وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [ص:583]
«اثنين» نعت، والمفعول الثاني لاتخذ محذوف أي: معبودا. جملة «إنما هو إله واحد» مستأنفة في حيز القول. وقوله «فإياي فارهبون» : الفاء عاطفة، وضمير نصب منفصل مفعول به مقدم لفعل مقدر يفسره ما بعده تقديره: ارهبوا، والياء للمتكلم، والفاء زائدة، والياء المقدرة في الفعل منصوب الفعل، وجملة «فارهبوا» المقدرة معطوفة على جملة «لا تتخذوا» ، وجملة «فارهبون» مفسرة للمقدرة.(2/582)
وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52)
52 - {وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ}
«واصبا» : حال من «الدين» ، وجملة «أفغير الله تتقون» معطوفة على جملة «له الدين» . والفاء عاطفة، و «غير» مفعول مقدم.(2/583)
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53)
53 - {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}
وقوله «وما بكم من نعمة» : الواو مستأنفة، «ما» اسم موصول مبتدأ، والجار متعلق بالصلة المقدرة، الجار «من نعمة» متعلق بحال من «ما» ، والفاء زائدة، الجار «من الله» متعلق بخبر «ما» . الجملة الشرطية معطوفة على المستأنفة: «وما بكم من نعمة فمن الله» . جملة «فإليه تجأرون» جواب الشرط لا محل لها، وتقدُّم الجار قبل الفعل هو الذي سوَّغ الفاء، وجملة «مسَّكم» مضاف إليه.(2/583)
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (54)
54 - {ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ}
جملة الشرط معطوفة على الشرط السابق، «إذا» : ظرفية شرطية متعلقة [ص:584] بمعنى الجواب تقديره: أشرك بعضكم إذا كشف، و «إذا» الثانية فجائية. وجملة «إذا فريق يشركون» جواب الشرط، «فريق» مبتدأ، وسوَّغ الابتداء بالنكرة وصفها بـ «منكم» ، والجار «بربهم» متعلق بـ «يشركون» .(2/583)
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (55)
55 - {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
المصدر «ليكفروا» مجرور متعلق بـ {يُشْرِكُونَ} السابقة، وجملة «فتمتعوا» مستأنفة، وجملة «فسوف تعلمون» معطوفة على جملة «تمتعوا» .(2/584)
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)
56 - {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ}
جملة «ويجعلون» مستأنفة، «لما» اللام جارَّة، «ما» اسم موصول متعلق بالمفعول الثاني لـ «يجعلون» ، «نصيبا» مفعول أول، الجار «مما» متعلق بنعت لـ «نصيبا» . والقسم المجرور متعلق بأقسم المقدرة. وقوله «لتسألن» : اللام واقعة في جواب القسم، وفعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المقدرة نائب فاعل، وقد حُذِفت لالتقاء الساكنين، والنون للتوكيد، وجملة القسم المقدرة مستأنفة.(2/584)
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57)
57 - {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ}
جملة «ويجعلون» معطوفة على جملة «يجعلون» المتقدمة، قوله «سبحانه» : نائب مفعول مطلق، والجملة معترضة بين الحال وصاحبها، وجملة «لهم ما يشتهون» حالية من فاعل «يجعلون» . قوله «ولهم ما يشتهون» : الواو حالية، والجارّ متعلق بخبر «ما» الموصولة المبتدأ، ولا يجوز عطف «لهم» على «لله» ؛ [ص:585] لأنه لا يجوز أن يتعدَّى فعل المضمر المتصل إلى ضميره بنفسه، أو بحرف الجر إلا في باب ظن، نحو: ظننتُني، فلا يقال: زيد غضب عليه أي: على نفسه.(2/584)
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)
58 - {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}
جملة الشرط معطوفة على جملة الشرط في الآية (54) ، وجملة «بُشِّر» مضاف إليه، و «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، ولا يتعلق بـ «ظلَّ» ؛ لأنها ناقصة، والتقدير: بقي وجهه إذا بُشِّر، وجملة «وهو كظيم» حالية من «وجهه» .(2/585)
يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)
59 - {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}
جملة «يتوارى» حال من الضمير في {كَظِيمٌ} ، والجارَّان متعلقان بالفعل، وجاز ذلك مع كونهما بلفظ واحد لاختلاف معنييهما، فالأول لابتداء الغاية، والثاني للتعليل. «ما» موصول مضاف إليه، جملة «أيمسكه» مستأنفة، الجار «على هون» متعلق بحال من فاعل يمسكه، «أم» عاطفة، وجملة «ألا ساء ما يحكمون» مستأنفة. «ما» موصول فاعل، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: حكمهم.(2/585)
لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)
60 - {لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
جملة «للذين لا يؤمنون ... » مستأنفة، «مثل» مبتدأ، والجار قبله متعلق بالخبر، وجملة «وهو العزيز» مستأنفة.(2/585)
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61)
61 - {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «ما ترك» جواب الشرط، و «دابة» مفعول به، و «من» زائدة، وجملة «ولكن يؤخرهم» معطوفة على جملة «يؤاخذ» ، وجملة «فإذا جاء أجلهم» معطوفة على جملة «يؤخرهم» ، وجملة «جاء» مضاف إليه، «ساعة» ظرف متعلق بالفعل.(2/586)
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (62)
62 - {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ}
الجار «لله» متعلق بالمفعول الثاني لـ «يجعلون» ، والموصول هو المفعول الأول. و «الكذب» مفعول لـ «تصف» ، والمصدر «أن لهم الحسنى» بدل من «الكذب» كل من كل. قوله «لا جرم» : «لا» نافية للجنس واسمها، والخبر محذوف تقديره موجود، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض (في) . وجملة «وتصف» معطوفة على جملة «يجعلون» ، وجملة «لا جرم موجود» مستأنفة.(2/586)
تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)
63 - {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
لفظ القسم «تالله» متعلق بأقسم المقدر، والجار «من قبلك» متعلق بنعت لـ «أمم» . جملة «فزين» معطوفة على جملة «أرسلنا» ، وجملة «فهو وليهم» [ص:587] معطوفة على جملة «زيَّن» ، «اليوم» ظرف متعلق بالخبر، وجملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «فهو وليهم» .(2/586)
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)
64 - {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ}
المصدر «لتبيِّن» مجرور متعلق بـ «أنزلنا» . قوله «وهدى» : مفعول لأجله لعامل مقدر أي: وأنزلناه هدى، ولما اتحد الفاعل وصل الفعل بنفسه، ولم يتحد في قوله «وما أنزلنا إلا لتبين» ففاعل الإنزال الله، وفاعل التبيين الرسول فوصل الفعل باللام، وجملة «وأنزلناه هدى» معطوفة على جملة «ما أنزلنا» .(2/587)
وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (65)
65 - {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً}
جملة «فأحيا» معطوفة على جملة «أنزل» ، واللام في «لآية» للتأكيد.(2/587)
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66)
66 - {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ}
جملة «نسقيكم» تفسيرية للعبرة لا محل لها، الجار «مما» متعلق بالفعل، والجارّ «في بطونه» متعلق بالصلة المقدرة، وعاد الضمير «في بطونه» على «الأنعام» بصيغة المفرد المذكر؛ لأنه يجوز في هذه اللفظة أن تكون مفردة أو جمع تكسير، والجار «من بين» متعلق بحال من «لبنا» ، و «خالصا سائغا» : [ص:588] نعتان.(2/587)
وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)
67 - {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
قوله «ومن ثمرات» : معطوف على الجار {فِي الأَنْعَامِ} ، وهو في المعنى خبر عن اسم «إن» في قوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً} ، التقدير: وإن لكم في الأنعام، ومن ثمرات النخيل لعبرة. وجملة «تتخذون» تفسيرية للعبرة من ثمرات النخيل، لا محل لها. وجملة «يعقلون» نعت.(2/588)
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)
68 - {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا}
«أن» تفسيرية. وجملة «اتخذي» مفسرة.(2/588)
ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)
69 - {ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
«ذللا» : حال من «سبل» ، «مختلف» نعت، «ألوانه» فاعل بـ «مختلف» ، وجملة «يخرج» مستأنفة، وجملة «فيه شفاء» نعت ثانٍ لـ «شراب» ، وجملة «إن في ذلك لآية» مستأنفة.(2/588)
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)
70 - {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا}
جملة «ومنكم مَنْ يرد» مستأنفة، «من» موصول مبتدأ، «شيئا» مفعول «عِلْم» ، ومفعول «يعلم» مستتر يعود على «شيئا» على سبيل التنازع.(2/588)
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71)
71 - {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}
جملة «فما الذين فضلوا» معطوفة على جملة «الله فضَّل» . وقوله «برادّي» خبر «ما» العاملة عمل ليس، والباء زائدة، وجملة «فهم فيه سواء» معطوفة على جملة «ما الذين فُضِّلوا برادِّي» . والجار «فيه» متعلق بحال من «سواء» ، جملة «يجحدون» مستأنفة، والفاء مستأنفة.(2/589)
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)
72 - {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}
«بنين» مفعول به منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وجملة «يؤمنون» مستأنفة، وجملة «هم يكفرون» معطوفة على جملة «يؤمنون» .(2/589)
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)
73 - {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا}
الجار «لهم» متعلق بحال من «رزقا» . الجار «من السماوات» متعلق بنعت لـ «رزقا» ، وقوله «شيئا» : نائب مفعول مطلق، أي: قليلا أو كثيرا.(2/589)
فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)
74 - {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
جملة «فلا تضربوا» مستأنفة، وكذا جملة «إن الله يعلم» . وجملة «وأنتم لا تعلمون» معطوفة على جملة «إن الله يعلم» لا محل لها.(2/589)
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)
75 - {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا [ص:590] حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}
«عبدا» بدل من «مثلا» ، وجملة «لا يقدر» نعت ثانٍ لـ «عبدا» . وقوله «ومَن» : اسم موصول معطوف على «عبدا» ، وجملة «فهو ينفق» معطوفة على جملة «رزقناه» ، «سرا» حال، وجملة «هل يستوون» مستأنفة، وكذا جملتا «الحمد لله» ، «أكثرهم لا يعلمون» ، وعبَّر بالجمع في قوله «يستوون» وإن تقدَّمه اثنان؛ لأن المراد جنس العبيد والأحرار.(2/589)
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76)
76 - {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
«رجلين» بدل من «مثلا» ، جملة «أحدهما أبكم» نعت لـ «رجلين» . وجملة «لا يقدر» خبر ثان لـ «أحدهما» ، وجملة «وهو كَلٌّ» معطوفة على جملة «لا يقدر» ، وجملة الشرط خبر ثان لـ «هو» ، وقوله «أينما» : اسم شرط جازم ظرف مكان متعلق بـ «يوجِّهه» . جملة «هل يستوي» مستأنفة. وقوله «هو» : توكيد للضمير المستتر في يستوي، و «مَنْ» اسم موصول معطوف على الضمير المستتر، وسوَّغ العطفَ الفصلُ بالضمير، وجملة «وهو على صراط» معطوفة على جملة الصلة.(2/590)
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)
77 - {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}
جملة «وما أَمْرُ الساعة ... » معطوفة على المستأنفة «ولله غيب» . والجار [ص:591] «كلمح» متعلق بالخبر، وجملة «أو هو أقرب» معطوفة على الخبر المقدر «كائن» من قبيل عطف الجملة على المفرد.(2/590)
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)
78 - {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
وجملة «لا تعلمون» حال من الكاف في «أخرجكم» . جملة «لعلكم تشكرون» مستأنفة.(2/591)
أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)
79 - {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
«مسخَّرات» حال من «الطير» ، الجار «في جو» متعلق بـ «مسخرات» ، وجملة «ما يمسكهن» حال ثانية من «الطير» ، وجملة «يؤمنون» نعت لقوم.(2/591)
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (80)
80 - {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ}
الجار «من بيوتكم» متعلق بحال من «سكنا» ، والجار «من جلود» متعلق بحال من «بيوتا» ، وجملة «تستخفونها» نعت لـ «بيوتا» . والجار «من أصوافها» معطوف على «من جلود» ، ويتعلق بما تعلَّق به، أي: وجعل لكم من أصوافها أثاثا، وعلى هذا يكون قد عطف مجرورا على مجرور، ومنصوبا على منصوب، والجار «إلى حين» متعلق بنعت لـ «متاعا» .(2/591)
وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)
81 - {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا [ص:592] وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}
الجار «مما» متعلق بحال من «ظلالا» . «ظلالا» مفعول «جعل» ، «الحر» مفعول ثانٍ. وجملة «تقيكم» نعت، «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، أي: يتمُّ نعمته إتماما مثل ذلك الإتمام، وجملة «لعلكم تسلمون» مستأنفة.(2/591)
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (82)
82 - {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ}
جملة «فإن تولَّوا» معطوفة على جملة {يُتِمُّ} ، «البلاغ» مبتدأ مؤخر.(2/592)
يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)
83 - {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}
جملة «يعرفون» مستأنفة، وجملة «وأكثرهم الكافرون» حال من الواو في «ينكرونها» .(2/592)
وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (84)
84 - {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}
قوله «ويوم» : الواو مستأنفة، «يوم» مفعول به لـ «اذكر» مقدرا، والجملة المقدرة مستأنفة، الجار «للذين» نائب فاعل، وجملة «ولا هم يستعتبون» معطوفة على جملة «يؤذن» .(2/592)
وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85)
85 - {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}
«إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، وجملة «فلا يخفف» خبر لمبتدأ [ص:593] محذوف تقديره: هو، يعود على «العذاب» . وجملة «فهو لا يخفف» جواب الشرط، وجملة «ولا هم ينظرون» معطوفة على جملة «فهو لا يخفف» في محل جزم، وقدَّرْنا دخول الفاء على «هو» لأن المضارع المقرون بـ «لا» لا تلحقه فاء الجواب.(2/592)
وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86)
86 - {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ}
الجملة الشرطية معطوفة على جملة الشرط السابقة، «الذين كنا» : الموصول نعت. والجار «من دونك» متعلق بحال من مفعول «ندعو» المقدر، أي: ندعوهم كائنين من دونك. جملة «فألقوا» مستأنفة، وهو فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، وجملة «إنكم لكاذبون» مقول القول للمصدر «القول» في محل نصب.(2/593)
وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87)
87 - {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
جملة «وألقوا» معطوفة على جملة «ألقوا» السابقة، «يومئذ» ظرف زمان متعلق بـ «ألقوا» ، «إذ» اسم ظرفي مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، والتنوين للتعويض عن جملة. وقوله «ما يفترون» : اسم موصول فاعل «ضلَّ» .(2/593)
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88)
88 - {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ} [ص:594]
«الذين كفروا» مبتدأ، وجملة «زدناهم» خبر، الظرف «فوق» متعلق بنعت لـ «عذابا» . وقوله «بما» : «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «زدناهم» .(2/593)
وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)
89 - {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
قوله «ويوم نبعث» : الواو مستأنفة، «يوم» : مفعول به لـ «اذكر» مقدرا، «شهيدا» مفعول به، والجارَّان بعدها متعلقان بها، و «شهيدا» الثانية حال من الكاف، «تبيانا» مفعول لأجله، والجار «لكل» متعلق بالمصدر «تبيانا» ، والجارّ «للمسلمين» متعلق بـ «بشرى» .(2/594)
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)
90 - {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
جملة «يعظكم» حالية من فاعل «ينهى» في محل نصب، جملة «لعلكم تذكرون» مستأنفة.(2/594)
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)
91 - {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}
«إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب المقدر أي: يلزم وفاؤكم إذا عاهدتم، وجملة «عاهدتم» مضاف إليه، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله. جملة «وقد جعلتم» حالية من فاعل [ص:595] «تنقضوا» ، و «كفيلا» مفعول ثانٍ لـ «جعل» .(2/594)
وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)
92 - {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}
«أنكاثا» حال مِنْ «غَزْلها» ، «دخلا» مفعول ثان، جملة «تتخذون» حال من ضمير «يكونوا» ، «بينكم» ظرف مكان متعلق بنعت لـ «دخلا» ، المصدر المؤول مفعول لأجله أي: مخافةَ. وجملة «هي أربى» خبر كان، وجملة «وليبيننَّ» جواب قسم مقدر، والقسم وجوابه جملة مستأنفة.(2/595)
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93)
93 - {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «ولكن يضل» معطوفة على المستأنفة. قوله «ولتسألُن» : الواو عاطفة، وفعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، وجملة «ولتسألن» معطوفة على جملة الشرط، وهي مؤلَّفة من القسم وجوابه.(2/595)
وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94)
94 - {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
«دخَلا» مفعول ثانٍ، والظرف «بينكم» متعلق بنعت لـ «دخلا» ، قوله [ص:596] «فَتَزِلَّ» : الفاء للسببية، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق، أي: لا يكن منكم اتخاذ أيمان فَزَلَل قدم، وقوله «بما صددتم» : الباء جارة، و «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «تذوقوا» ، وجملة «ولكم عذاب» معطوفة على جملة «تذوقوا» لا محل لها.(2/595)
وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95)
95 - {وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
«إن» ناسخة، «ما» موصولة اسمها، والظرف «عند» متعلق بالصلة المقدَّرة، وجملة «هو خير» خبر «إن» ، وجملة «إن كنتم» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/596)
مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96)
96 - {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
«ما» اسم موصول مبتدأ، والظرف «عندكم» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «ينفد» خبر «ما» . قوله «باقٍ» : خبر مرفوع لـ «ما» الموصولة مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، وقوله «أجرهم» : مفعول ثانٍ، «ما كانوا» اسم موصول مضاف إليه.(2/596)
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)
97 - {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [ص:597]
«مَنْ» اسم شرط مبتدأ، والجار «من ذكر» متعلق بحال مَنْ فاعل «عمل» ، وجملة «وهو مؤمن» حالية من فاعل «عمل» . قوله «فلنحيينَّه» : الفاء رابطة، واللام واقعة في جواب القسم، والجملة جواب القسم، والقسم وجوابه خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن. «حياة» نائب مفعول مطلق.(2/596)
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)
98 - {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}
جملة الشرط مستأنفة، «إذا» : ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب أي: تلزمك الاستعاذة إذا قرأت.(2/597)
إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)
99 - {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
جملة «ليس له سلطان» خبر «إنَّ» ، جملة «يتوكلون» معطوفة على جملة آمنوا.(2/597)
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)
100 - {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}
«إنما» كافة ومكفوفة، والجار متعلق بالخبر. الجار «به» متعلق بالخبر.(2/597)
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)
101 - {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ}
«إذا» : ظرفية شرطية متعلقة بالجواب، «مكان» : ظرف مكان متعلق بـ «بدَّلنا» ، جملة «والله أعلم» معترضة، «مفترٍ» خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، وجملة «بل أكثرهم لا يعلمون» مستأنفة.(2/597)
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
102 - {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «نزله» ، قوله «وهدى» : اسم معطوف على المصدر المؤول السابق المجرور، أي: للتثبيت وهدى.(2/598)
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)
103 - {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ}
المصدر المؤول «أنهم يقولون» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ علم، جملة «لسان الذي يلحدون..» مستأنفة.(2/598)
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)
104 - {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
جملة «ولهم عذاب أليم» معطوفة على جملة «لا يهديهم الله» .(2/598)
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)
105 - {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}
«الذين» فاعل مؤخَّر، وجملة «أولئك هم الكاذبون» معطوفة على المستأنفة، و «هم» ضمير فصل لا محل له.(2/598)
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)
106 - {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
«مَنْ» اسم شرط مبتدأ، وجوابه مقدَّر، أي: فعليهم غضب، ودلَّ على الجواب ما بعد «من» الثانية، «إلا» للاستثناء، مَنْ موصول مستثنى، وجملة [ص:599] «وقلبه مطمئن» حالية من فاعل «أُكْرِهَ» ، وجملة «ولكن من شرح» معطوفة على المستأنفة: «من كفر» ، «صدرا» تمييز، وتضمَّن «شرح» معنى طاب، قوله «فعليهم» : الفاء زائدة تشبيها للموصول بالشرط؛ لأن «مَن» اسم موصول مبتدأ، وجملة «فعليهم غضب» خبر المبتدأ «مَنْ» . وجملة «ولهم عذاب» معطوف على جملة «فعليهم غضب» .(2/598)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)
107 - {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
المصدر المؤول «بأنهم استحبوا» مجرور متعلق بالخبر، والمصدر الثاني معطوف على المصدر المتقدم.(2/599)
أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)
108 - {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}
قوله «أولئك الذين» : مبتدأ وخبر، و «هم» ضمير فصل لا محل له.(2/599)
لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109)
109 - {لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
«لا جرم» : «لا» نافية للجنس واسمها، وخبرها محذوف تقديره: موجود، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض (في) ، «هم» مبتدأ و «الخاسرون» خبره، والجملة خبر «أن» ، والجار «في الآخرة» متعلق بـ «الخاسرون» .(2/599)
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)
110 - {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا [ص:600] إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
جملة «ثم إن ربك ... » معطوفة على جملة {لا جَرَمَ} ، والجار «للذين» متعلق بخبر «إن» بمعنى: هو ناصرهم لا خاذلهم، و «ما» في قوله «ما فتنوا» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، الجار «من بعدها» متعلق بحال من «ربك» وجملة «إن ربك لغفور» مستأنفة مؤكدة للجملة الاولى.(2/599)
يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)
111 - {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}
«يوم» مفعول به لـ «اذكر» مقدرا، وجملة «اذكر» مستأنفة، وجملة «تأتي» مضاف إليه، وجملة «تجادل» حال من «كل» ، وجازت الحال من النكرة؛ لأنها مضافة، وقوله «ما عملت» : اسم مفعول ثانٍ، وجملة «وهم لا يظلمون» حال من فاعل «عملت» ، وجُمع على المعنى.(2/600)
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)
112 - {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}
«قرية» بدل، وجملة «كانت» نعت، «مطمئنة» خبر ثانٍ، وجملة «يأتيها رزقها» خبر ثالث لـ «كان» ، «رغدا» مصدر في موضع الحال مِنْ «رزقها» ، «لباس» مفعول ثانٍ.(2/600)
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113)
113 - {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}
جملة «ولقد جاءهم رسول» مستأنفة، وجملة «لقد جاءهم» جواب [ص:601] القسم، وجملة «وهم ظالمون» حال من الهاء في «أخذهم» .(2/600)
فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)
114 - {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}
جملة «فكلوا» مستأنفة، الجار «مما» متعلق بالفعل، «حلالا» مفعول به، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف، أي: طعاما حلالا. «إياه» ضمير نصب منفصل مفعول به مقدم، والهاء للغائب، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، وجملة «تعبدون» خبر كان.(2/601)
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115)
115 - {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
قوله «وما أُهِل» : اسم موصول معطوف على «لحم» ، وقوله «فمن اضطر» : الفاء عاطفة، «مَن» اسم شرط مبتدأ، ونائب الفاعل ضمير هو، «غير» حال من الضمير المستتر في «اضطر» ، «عادٍ» معطوف على «باغ» ، وجملة «فمن اضطر» معطوفة على المستأنفة «إنما حرَّم» ، وجملة «اضطر» خبر.(2/601)
وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)
116 - {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ}
«لما» : اللام جارة، و «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بالفعل، و «الكذب» مفعول به لـ «تصف» ، ومعناه: لا تحرموا ولا تحللوا لأجل [ص:602] قول تنطق به ألسنتكم من غير حجة. وجملة «هذا حلال» مقول القول، والمصدر المؤول «لتفتروا» بدل من المصدر السابق.(2/601)
مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)
117 - {مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
«متاع» خبر لمبتدأ مضمر أي: عيشهم، وجملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «عيشهم متاع» المستأنفة.(2/602)
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118)
118 - {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
جملة «حرَّمنا» مستأنفة، وجملة «وما ظلمناهم» معطوفة على جملة «حرَّمْنا» ، وجملة «كانوا» معطوفة على «ظلمناهم» .(2/602)
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)
119 - {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
جملة «ثم إن ربك» معطوفة على جملة {حَرَّمْنَا} المتقدمة. الجار «للذين» متعلق بخبر «إن» ، والجار «بجهالة» متعلق بحال من فاعل «عملوا» ، والجار «من بعدها» متعلق بحال من «ربك» ، وجملة «إن ربك لغفور» مستأنفة مؤكدة للأولى.(2/602)
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)
120 - {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
«قانتا لله حنيفا» خبران لكان، والجار «لله» متعلق بـ «قانتا» وجملة «ولم يك» معطوفة على جملة «كان أمة» . وقوله «لم يك» : مضارع ناسخ [ص:603] مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف، واسمها ضمير هو.(2/602)
شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)
121 - {شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
«شاكرا» خبر رابع لـ «كان» ، والجار متعلق بـ «شاكرا» ، وجملة «اجتباه» مستأنفة.(2/603)
وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)
122 - {وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}
الجار «في الآخرة» متعلق بـ «الصالحين» ، جملة «وإنه لمن الصالحين» معطوفة على جملة «آتيناه» لا محل لها.(2/603)
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)
123 - {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
«أنْ» مفسرة، والجملة بعدها تفسيرية، «حنيفا» حال من «إبراهيم» ، وجازت الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف بمنزلة الجزء من المضاف إليه. جملة «وما كان» معطوفة على الحال «حنيفا» ، من قبيل عطف الجملة على المفرد.(2/603)
إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)
124 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
الظرفان «بينهم» ، «يوم» متعلقان بالفعل، الجار «فيه» متعلق بـ «يختلفون» .(2/603)
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)
125 - {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [ص:604]
جملة «هو أعلم» خبر «إن» ، الجار «بالمهتدين» متعلق بـ «أعلم» .(2/603)
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)
126 - {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}
قوله «ولئن» : الواو عاطفة، اللام موطئة للقسم، «إن» شرطية، واللام في قوله «لهو» واقعة في جواب القسم، الجار «للصابرين» متعلق بـ «خير» ، وجملة «ولئن صبرتم» معطوفة على جملة «إن عاقبتم» ، وجملة «لهو خير» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم.(2/604)
وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)
127 - {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}
جملة «وما صبرك إلا بالله» حالية من فاعل «اصبر» ، والجار «بالله» متعلق بخبر المبتدأ «صبرك» ، «إلا» للحصر. «تكُ» فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف، قوله «مما» مؤلف مِنْ «مِن» الجارة و «ما» المصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «ضيق» .(2/604)
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)
128 - {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا}
«مع» ظرف مكان للمعية متعلق بالخبر.(2/604)
سورة الإسراء(2/605)
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)
1 - {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
«سبحان الذي» : نائب مفعول مطلق والموصول مضاف إليه، والمصدر المجرور «لنريه» متعلق بـ «أسرى» ، وجملة «نريه» صلة الموصول الحرفي، «هو» توكيد للهاء، وجملة «إنه هو السميع» مستأنفة.(2/605)
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2)
2 - {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلا}
جملة «وآتينا» معطوفة على جملة التنزيه المتقدمة. «هدى» مفعول ثان، والجار «لبني» متعلق بنعت لـ «هدى» ، والمصدر «ألا تتخذوا» منصوب على نزع الخافض: اللام، الجار «من دوني» متعلق بحال من «وكيلا» .(2/605)
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)
3 - {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}
«ذرية» مفعول أول مؤخر لـ {تَتَّخِذُوا} ، «مَن» اسم موصول مضاف إليه، ويكون {وَكِيلا} مما وقع مفرد اللفظ، والمعنيُّ به جمع، أي: لا تتخذوا ذرية مَنْ حملنا مع نوح وكلاء، وجملة «إنه كان عبدا» مستأنفة.(2/605)
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)
4 - {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [ص:606]
الجارَّان متعلقان بـ «قضينا» ، و «قضى» ضُمِّن معنى أوحى. قوله «لتفسدن» : اللام واقعة في جواب القسم، وفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد، «مرتين» نائب مفعول مطلق، وقوله «ولتعلُنَّ» مثل «لتفسدن» .(2/605)
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5)
5 - {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولا}
جملة الشرط معطوفة على جواب القسم السابق، الجار «لنا» متعلق بنعت لـ «عبادا» ، «أُولي» نعت «عبادا» ، وجملة «وكان وعدا مفعولا» اعتراضية بين المتعاطفين.(2/606)
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)
6 - {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}
الجار «عليهم» متعلق بحال من «الكرَّة» ، «أكثر» مفعول ثان، «نفيرا» تمييز.(2/606)
إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)
7 - {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}
قوله «فلها» : الفاء رابطة، والجارّ متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: فإساءتكم لها. وجملة الشرط الثانية معطوفة على الأولى، اللام في «ليسوءوا» للتعليل، والمصدر المؤول المجرور متعلق بجواب «إذا» المحذوف، وتقديره: بعثنا عليكم عبادًا. الكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، «ما» مصدرية [ص:607] أي: دخولا مثل دخولهم، قوله «ما عَلوا» : اسم موصول مفعول به أي: ليهلكوا الذي علوه.(2/606)
عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)
8 - {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا}
المصدر «أن يرحمكم» خبر «عسى» ، وجملة الشرط معطوفة على المستأنفة: «عسى ربكم» ، «حصيرا» مفعول ثان.(2/607)
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)
9 - {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}
جملة «هي أقوم» صلة الموصول، والمصدر المؤول «أن لهم أجرا» منصوب على نزع الخافض الباء.(2/607)
وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)
10 - {وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}
المصدر المؤول معطوف على المصدر السابق. وجملة «أعتدنا» خبر أن.(2/607)
وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)
11 - {وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولا}
حذفت الواو من «يدعو» رسمًا؛ مراعاةً لحذفها في النطق لالتقاء الساكنين. «دعاءه» مفعول مطلق، الجار «بالخير» متعلق بالمصدر (دعاءه) . جملة «وكان الإنسان عجولا» معطوفة على جملة «ويدعو الإنسان» .(2/607)
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12)
12 - {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا}
«آيتين» مفعول ثان، وكذا «مبصرة» ، والمصدر «لتبتغوا» مجرور متعلق [ص:608] بـ «جعلنا» ، الجار «من ربكم» متعلق بنعت لـ «فضلا» . قوله «وكل شيء» : مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وجملة «فصَّلْناه» تفسيرية.(2/607)
وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13)
13 - {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}
قوله «وكل» : مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، والجار «في عنقه» متعلق بحال من «طائره» ، وجملة «ألزمنا» المقدرة معطوفة على جملة «فصَّلنا» ، وجملة «ألزمناه» تفسيرية، وجملة «يلقاه» نعت «كتابا» . وجملة «نُخْرِج» معطوفة على جملة «ألزمنا كل» .(2/608)
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)
14 - {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}
«كفى بنفسك» : فعل ماض وفاعله، والباء زائدة، «اليوم» ظرف متعلق بـ «كفى» . الجار «عليك» متعلق بـ «حسيبا» ، و «حسيبا» تمييز. ولم يؤنث «كفى» لأن فاعله مؤنث مجازي(2/608)
مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15)
15 - {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا}
«من اهتدى» اسم شرط مبتدأ، وجملة «فإنما يهتدي لنفسه» جواب الشرط، «وِزْرَ» مفعول به، وجملة «وما كنا» مستأنفة، وجملة «ولا تزر» معطوفة على جملة «مَنْ اهتدى» . والمصدر المؤول المجرور (حتى أن نبعث) متعلق بـ «معذِّبين» . وجملة «نبعث» صلة الموصول الحرفي.(2/608)
وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16)
16 - {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}
جملة الشرط معطوفة على جملة {وَمَا كُنَّا} ، والمصدر «أن نهلك» مفعول [ص:609] به، وجملة «أمرنا» جواب الشرط غير الجازم لا محل لها.(2/608)
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)
17 - {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}
قوله «وكم أهلكنا» : الواو مستأنفة، «كم» خبرية مفعول به مقدم، الجارّ «من القرون» متعلق بنعت لـ «كم» ، الجار «من بعد» متعلق بـ «أهلكنا» . وجملة و «كفى بربك» مستأنفة، والباء زائدة في فاعل «كفى» ، «خبيرا بصيرا» تمييزان.(2/609)
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18)
18 - {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا}
«مَنْ» شرطية مبتدأ، والجارَّان «له فيها» متعلقان بـ «عجَّلْنا» ، والجار «لمن» بدل من «له» بعض من كل. وجملة «يصلاها» حال من الضمير في «له» ، وقوله «مذموما مدحورا» : حالان من الهاء في «يصلاها» .(2/609)
وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)
19 - {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}
«سعيَها» مفعول مطلق. وجملة «وهو مؤمن» حالية من فاعل «سعى» ، وجملة «فأولئك كان سعيهم مشكورا» جواب الشرط. وجملة «كان سعيهم مشكورا» خبر «أولئك» .(2/609)
كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20)
20 - {كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}
«كُلا» مفعول به مقدم لـ «نمد» ، «هؤلاء» بدل من «كلا» ، و «هؤلاء» [ص:610] الثانية معطوفة على الأولى، والجار «من عطاء» متعلق بـ «نمدّ» ، وجملة «وما كان عطاء» مستأنفة.(2/609)
انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21)
21 - {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا}
جملة «فضَّلنا» مفعول به للنظر المتضمن معنى العلم، المعلَّق بالاستفهام، «كيف» اسم استفهام حال، جملة «وللآخرة أكبر» مستأنفة، واللام للتوكيد و «درجات» تمييز.(2/610)
لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا (22)
22 - {لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولا}
«مع» ظرف مكان للمعية متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» . قوله «فتقعد» : الفاء سببية، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منك جَعْلٌ فقعودٌ. وقوله «مذموما مخذولا» : حالان من ضمير أنت.(2/610)
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)
23 - {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}
المصدر «ألا تعبدوا» منصوب على نزع الخافض الباء، «إياه» ضمير نصب منفصل مفعول به. وقوله «وبالوالدين إحسانا» : الواو عاطفة، والجارّ متعلق بـ «أحسنوا» المقدر، «إحسانا» مفعول مطلق، وجملة «أحسنوا» المقدرة معطوفة على جملة «تعبدوا» . قوله «إمَّا» : مؤلفة من «إنْ» الشرطية [ص:611] و «ما» الزائدة، والفعل المضارع مبني على الفتح في محل جزم، والنون للتوكيد، «الكِبَر» مفعول به، «أحدهما» فاعل مؤخر، «أو كلاهما» : «أو» عاطفة، «كلاهما» اسم معطوف مرفوع بالألف؛ لأنه ملحق بالمثنى. قوله «أف» : اسم فعل مضارع بمعنى أتضجَّر، والفاعل ضمير أنا.(2/610)
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)
24 - {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}
الجار «من الرحمة» متعلق بـ «اخفض» ، «كما» : الكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، وفعل ماض مبني على الفتح لاتصاله بألف الاثنين، والألف فاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول به، «صغيرا» حال، والمصدر المؤول مضاف إليه أي: ارحمهما رحمةً مثل تربيتهما لي. وجملة «ربَّياني» صلة الموصول الحرفي.(2/611)
رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25)
25 - {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا}
«بما» الباء جارة، «ما» موصولة في محل جر، متعلق بـ «أعلم» . جملة «ربكم أعلم» معترضة بين المتعاطفين، وجملة «إن تكونوا» مستأنفة في حيز الاعتراض، الجار «للأوابين» متعلق بـ «غفورا» .(2/611)
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26)
26 - {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}
قوله «وآتِ» : الواو عاطفة، وفعل أمر مبني على حذف حرف العلة، ومفعولاه: ذا، حقه، والجملة معطوفة على جملة «قل» .(2/611)
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)
27 - {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}
جملة «إن المبذرين كانوا» اعتراضية بين المتعاطفين، وجملة «وكان الشيطان كفورا» معطوفة على جملة «إن المبذرين كانوا» . الجار «لربه» متعلق بالخبر.(2/612)
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28)
28 - {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلا مَيْسُورًا}
«وإما» : الواو عاطفة، «إنْ» شرطية و «ما» زائدة، وفعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد. والفاعل ضمير أنت، «ابتغاء» مفعول لأجله، الجار «من ربك» متعلق بنعت لـ «رحمة» ، جملة «ترجوها» نعت ثان لـ «رحمة» .(2/612)
وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)
29 - {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}
«مغلولة» مفعول ثان، الجار «إلى عنقك» متعلق بـ «مغلولة» ، «كل» نائب مفعول مطلق. قوله «فتقعد» : الفاء للسببية، والفعل منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن بَسْط فقعود، «ملوما محسورا» حالان من الضمير في «تقعد» .(2/612)
إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30)
30 - {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}
جملة «إن ربك يبسط» اعتراضية بين المتعاطفين، وجملة «إنه كان» مستأنفة في حيز الاعتراض. الجار «بعباده» متعلق بـ «خبيرا» .(2/612)
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)
31 - {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [ص:613]
«خشية» مفعول لأجله، «وإياكم» ضمير منفصل معطوف على الهاء في «يرزقهم» ، وجملة «نحن نرزقهم» مستأنفة، وكذا جملة «إنَّ قتلهم كان» .(2/612)
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)
32 - {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا}
جملة «إنه كان» مستأنفة، وجملة «وساء سبيلا» معطوفة على جملة «إنه كان» ، و «سبيلا» تمييز، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هو، أي: الزنى.(2/613)
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33)
33 - {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا}
«التي» نعت للنفس، «إلا» للحصر، الجار «بالحق» متعلق بحال من الواو في «تقتلوا» . جملة «ومن قتل» مستأنفة، «من» شرطية مبتدأ، «مظلوما» حال من الضمير في «قتل» ، وجملة «فلا يسرف» معطوفة على جملة «جعلنا» ، ويجوز عطف الإنشاء على الخبر. وجملة «إنه كان» مستأنفة.(2/613)
وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)
34 - {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا}
الجار «بالتي» متعلق بحال من الواو في «تقربوا» ، «أشدَّه» مفعول به، وجملة «وأوفوا» معطوفة على جملة «لا تقربوا» ، وجملة «إن العهد كان مسؤولا» معترضة بين المتعاطفين.(2/613)
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)
35 - {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا}
جملة الشرط وجوابه المقدر مستأنفة، جملة «كِلْتم» مضاف إليه، جملة [ص:614] «ذلك خير» معترضة، «تأويلا» تمييز.(2/613)
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)
36 - {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا}
قوله «ولا تقف» : الواو عاطفة، «لا» ناهية وفعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، «ما» موصول مفعول به، الجار «لك» متعلق بخبر ليس، الجار «به» متعلق بحال من «علم» ، «علم» اسم ليس، جملة «كل أولئك كان» خبر «إن» ، «أولئك» مضاف إليه، وجملة «إن السمع ... » اعتراضية.(2/614)
وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)
37 - {وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا}
«مرحا» مصدر في موضع الحال، «طولا» تمييز.(2/614)
كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)
38 - {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}
«الظرف عند» متعلق بـ «مكروها» .(2/614)
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)
39 - {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا}
الإشارة إلى ما تقدَّم من التكاليف، الجار «من الحكمة» متعلق بحال من العائد المقدر أي: أوحاه كائنا من الحكمة، «مع» ظرف مكان متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» ، الفاء في «فتُلقى» سببية، وفعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأَنْ مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، أي: لا يكن جَعْل فإلقاء.(2/614)
أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا (40)
40 - {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثًا}
جملة «أفأصفاكم» مستأنفة، الجارُّ «من الملائكة» متعلق بالمفعول الثاني.(2/615)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا (41)
41 - {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا نُفُورًا}
جملة «ولقد صرَّفنا» مستأنفة. جملة «وما يزيدهم» حالية من الضمير في «صَرَّفنا» . وفاعل «يزيدهم» ضمير تقديره هو أي: التصريف، «نفورا» مفعول ثان.(2/615)
قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42)
42 - {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا}
جملة الشرط مقول القول، «معه» ظرف متعلق بالخبر، والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، أي: لو كان معه آلهة كونا مثل قولهم، «سبيلا» مفعول به.(2/615)
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا (43)
43 - {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا}
الجار «عمَّا» متعلق بـ «تعالى» ، وهو مؤلف مِنْ «عن» الجارة و «ما» الموصولة. وجملة «وتعالى» معطوفة على عامل المصدر، أي: تنزه وتعالى.(2/615)
تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)
44 - {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}
«مَنْ» اسم موصول معطوف على السماوات، الجار «فيهن» متعلق بالصلة المقدرة. وقوله «وإن من شيء إلا يسبح» : الواو عاطفة، و «شيء» مبتدأ، و «من» زائدة، «إلا» للحصر، وجملة «يسبح» خبر، وجملة «وإن من شيء إلا [ص:616] يسبح» معطوفة على المستأنفة: «تسبح له السماوات» ، الجار «بحمده» متعلق بحال من فاعل «يسبح» ، و «إلا» للحصر. جملة «ولكن لا تفقهون» معطوفة على جملة «إنْ من شيء ... » .(2/615)
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45)
45 - {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا}
جملة الشرط مستأنفة، جملة «قرأت» مضاف إليه. «بينك» ظرف مكان متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعلنا» .(2/616)
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46)
46 - {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}
«أكنَّة» مفعول «جعل» ، والمصدر «أن يفقهوه» مفعول لأجله أي: كراهة. «وفي آذانهم وقرا» الجار معطوف على «على قلوبهم» ، «وقرًا» معطوف على «أكنَّة» ، وجملة الشرط معطوفة على جملة {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} ، «وحده» : حال من «ربك» بمعنى منفردا، فهو معرفة لفظا في قوة النكرة، «نفورا» مصدر في موضع الحال من فاعل «ولَّوا» ، وجملة «ولَّوا» جواب الشرط.(2/616)
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)
47 - {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا}
الجار «بما» متعلق بـ «أعلم» ، وما كان من باب العلم والجهل في أفعل التفضيل تعدَّى بالباء، نحو: أنت أعلم به، الجار «به» متعلق بالفعل المضارع أي: يستمعون بظاهر أسماعهم. وجملة «يستمعون» مضاف إليه، «إذ [ص:617] يستمعون» ظرف متعلق بـ «أعلم» ، وقوله «وإذ هم نجوى» : الواو عاطفة، «إذ» ظرف معطوف على «إذ» قبله، ومتعلِّق بما تعلق به، و «نجوى» مصدر، من باب إطلاق المصدر على العين مبالغة، وجملة «هم نجوى» مضاف إليه. «إذ يقول» : الظرف بدل من «إذ هم» ، «إن تتبعون» : «إن» نافية، «إلا» للحصر، والجملة مقول القول.(2/616)
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)
48 - {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ}
«كيف» اسم استفهام حال، وجملة «ضربوا» مفعول النظر المعلَّق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم.(2/617)
وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)
49 - {وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا}
«إذا» : ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب المقدر أي: أنُبعث إذا. ولا يعمل في «إذا» مبعوثون «؛ لأنَّ ما بعد» إنَّ «لا يعمل فيما قبلها، وكذا ما بعد الاستفهام لا يعمل فيما قبله، وقد اجتمعا هنا.» خلقا «حال من الضمير في» مبعوثون «وجملة» أإنا لمبعوثون" تفسيرية للجواب المقدر.(2/617)
أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51)
51 - {أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا}
الجار «ممَّا» متعلق بنعت لـ خلقا، «من» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «يعيدنا» خبر. «أول» ظرف زمان متعلق بـ «فطركم» ، جملة «فسينغضون» مستأنفة. «متى» اسم استفهام ظرف زمان متعلق بالخبر، «هو» مبتدأ، المصدر [ص:618] «أن يكون» فاعل «عسى» التامة أي: عسى كونه قريبا.(2/617)
يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52)
52 - {يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا}
«يوم» مفعول «اذكر» مقدرا، وجملة «اذكر» مستأنفة. جملة «يدعوكم» مضاف إليه، الجار «بحمده» متعلق بحال من فاعل «تستجيبون» بتضمينه معنى تُسَبِّحون، وجملة «فتستجيبون» معطوفة على جملة «يدعوكم» ، وجملة «إن لبثتم» سدَّت مسدَّ مفعولَيْ «ظنَّ» المعلقة بـ «إنْ» ، «إن» نافية، «إلا» للحصر، «قليلا» : نائب مفعول مطلق أي: لبثا قليلا.(2/618)
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)
53 - {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}
جملة «وقل» مستأنفة، ومقول القول مقدر أي: قل لهم ما تريد. «يقولوا» مجزوم واقع في جواب شرط مقدر أي: إن تقل لهم يقولوا، فهم يمتثلون، وجملة «إن الشيطان كان» مستأنفة، الجار «للإنسان» متعلق بـ «عدوا» .(2/618)
رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (54)
54 - {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلا}
الجار «بكم» متعلق بالخبر. جملة الشرط مستأنفة، وجملة «وما أرسلناك» اعتراضية، والجار «عليهم» متعلق بـ أرسلناك، و «وكيلا» حال من الكاف في «أرسلناك» .(2/618)
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (55)
55 - {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [ص:619]
الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «ولقد فَضَّلْنا» مستأنفة.(2/618)
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56)
56 - {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلا}
الجار «من دونه» متعلق بحال من الموصول، ومفعولا الزعم محذوفان، أي: زعمتموهم آلهة. وجملة «فلا يملكون» معطوفة على جملة «ادعوا» ، الجار «عنكم» متعلق بالمصدر (كشف) .(2/619)
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (57)
57 - {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
«الذين» بدل من الإشارة، والعائد محذوف أي: يدعونهم. وجملة «يبتغون» خبر. قوله «أيهم أقرب» : اسم موصول بدل من الواو في «يبتغون» ، وهو مبني على الضم؛ لأنه مضاف، وحُذِف صدر صلته، «أقرب» خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو أقرب. أي: أولئك الذين يَدْعُونهم يبتغي من هو أقرب إليه تعالى الوسيلةَ فكيف بمن دونه؟ وجملة «إن عذاب ربك كان محذورا» مستأنفة.(2/619)
وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)
58 - {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
قوله «وإن من قرية» : الواو مستأنفة «إن» نافية، و «قرية» مبتدأ، و «من» [ص:620] زائدة، «إلا» للحصر، وجملة «نحن مهلكوها» خبر المبتدأ، «قبل» ظرف زمان متعلق بـ «مهلكوها» ، «عذابا» نائب مفعول مطلق عامله اسم الفاعل، جملة «كان ذلك» مستأنفة. الجار «في الكتاب» متعلق بـ «مَسْطورا» .(2/619)
وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59)
59 - {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا}
جملة «وما منعنا» معطوفة على جملة «إن من قرية» ، المصدر «أن نرسل» مفعول به ثان لـ «منع» ، و «منع» يتعدى بنفسه وبالجار نحو: منعته النوم، ومن النوم. والمصدر «أن كذب» فاعل منع، جملة «وآتينا» معترضة. «مبصرة» حال من «الناقة» ، وجملة «فظلموا» معطوفة على جملة «آتينا» ، وجملة «وما نرسل» معطوفة على جملة «منعنا» ، «تخويفا» مفعول لأجله.(2/620)
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)
60 - {وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا}
«وإذ» : الواو مستأنفة «إذ» اسم ظرفي مفعول به لـ «اذكر» مقدرا. وجملة «اذكر» المقدرة مستأنفة، وجملة «قلنا» مضاف إليه. «التي» نعت للرؤيا. الجار «للناس» متعلق بنعت لفتنة، «إلا» للحصر، «الشجرة» معطوف على «الرؤيا» ، الجار «في القرآن» متعلق بـ «الملعونة» ، «فتنة» مفعول ثان لـ «جعل» ، «طغيانا» مفعول ثان. وجملة «وما جعلنا» معطوفة على الاستئنافية المقدرة: اذكر، وجملة «ونخوفهم» معطوفة على الاستئنافية المقدرة، جملة «فما يزيدهم» معطوفة على جملة «نخوفهم» .(2/620)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61)
61 - {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا}
«وإذ» : الواو عاطفة، «إذ» اسم ظرفي معطوف «إذ» المتقدمة، «طينا» : حال من عائد الموصول، أي: خلقته طينا، وجاز وقوع الحال جامدة لدلالتها على الأصالة، كأنه قال: متأصِّلا من طين.(2/621)
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)
62 - {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا}
قوله «أرأيتك» : الهمزة للاستفهام، والتاء فاعل، والكاف للخطاب، ومعنى الفعل أخبرني، والإشارة مفعول به، «الذي» بدل، والمفعول الثاني جملة استفهامية مقدرة أي: أتكرّمه وأنا خير منه؟ قوله «لئن أخرتن» : اللام موطئة، «إن» شرطية، وفعل ماض، والتاء فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، وحُذِفت تخفيفا، واجْتُزئ عنها بالكسرة، «قليلا» مستثنى منصوب. وجملة «لأحتنكن» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم.(2/621)
قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63)
63 - {قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا}
جملة الشرط معطوفة على جملة «اذهب» ، «مَنْ» اسم شرط مبتدأ، وجملة «تبعك» خبر، «جزاء» مفعول مطلق عامله المصدر قبله.(2/621)
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)
64 - {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ [ص:622] وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا}
الجار «منهم» متعلق بحال مِن «مَنْ» أي: كائنين منهم، والجار «بصوتك» متعلق بـ «استفزز» ، الجار «بخيلك» متعلق بحال من فاعل «أجلب» أي: مصاحبا بخيلك. وجملة «وما يعدهم» مستأنفة، «إلا» للحصر، «غرورا» نائب مفعول مطلق أي: وعدًا غرورا.(2/621)
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)
65 - {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا}
الجار «لك» متعلق بالخبر، والجار «عليهم» متعلق بحال من «سلطان» . وجملة «وكفى بربك» مستأنفة، والباء زائدة في فاعل «كفى» ، «وكيلا» تمييز.(2/622)
رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)
66 - {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}
«الذي» خبر المبتدأ «ربُّكم» ، والجارَّان: «لكم» ، «في البحر» متعلقان بـ «يزجي» ، وكذا المصدر المجرور «لتبتغوا» ، وجاز تعلُّق حرفين بلفظ واحد بعامل واحد؛ لأن الثاني بدل من الأول، وجملة «إنه كان» مستأنفة، والجار «بكم» متعلق بـ «رحيما» .(2/622)
وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67)
67 - {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا}
جملة الشرط معطوفة على جملة {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي} ، وجملة «مسَّكم» [ص:623] مضاف إليه، «إياه» ضمير نصب منفصل مستثنى، والهاء للغائب، جملة «فلمَّا نجاكم» معطوفة على جملة الشرط المتقدمة، وجملة «وكان الإنسان كفورا» مستأنفة.(2/622)
أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68)
68 - {أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلا}
جملة «أفأمنتم» مستأنفة، المصدر «أن يخسف» على نزع الخافض «مِنْ» ، والجار «بكم» متعلق بحال من «جانب» ، و «جانب» مفعول به، الجار «لكم» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، «وكيلا» مفعول أول.(2/623)
أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا (69)
69 - {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا}
جملة «أم أمنتم» مستأنفة، والمصدر «أن يعيدكم» على نزع الخافض (من) ، «تارة» نائب مفعول مطلق، الجار «من الريح» متعلق بنعت لـ «قاصفا» ، «ما» في قوله «بما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «يغرقكم» . الجار «لكم» متعلق بالمفعول الثاني لـ «وجد» ، «تبيعا» المفعول الأول، الجار «علينا» متعلق بـ «تبيعا» ، الجار «به» متعلق بـ «وجد» .(2/623)
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70)
70 - {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا}
جملة «ولقد كرَّمنا» مستأنفة، الجار «ممن» متعلق بنعت لـ «كثير» .(2/623)
يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71)
71 - {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا}
«يوم» : مفعول به لـ «اذكر» ، مقدرا، وجملة «اذكر» مستأنفة، وجملة الشرط معطوفة على جملة اذكر. الجار «بإمامهم» متعلق بـ «ندعو» ، «من» اسم شرط مبتدأ، وجملة «فأولئك يقرؤون» جواب الشرط، «فتيلا» نائب مفعول مطلق، أي: لا يُظلمون ظلمًا مقدارَ فتيل.(2/624)
وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)
72 - {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا}
الجار «في هذه» متعلق بـ «أعمى» ، «سبيلا» تمييز.(2/624)
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)
73 - {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا}
جملة «وإن كادوا» مستأنفة، «إن» مخففة من الثقيلة مهملة، وفعل ماض ناسخ واسمه، واللام بعده الفارقة بين المخففة والنافية. والجار «عن الذي» متعلق بـ «يفتنون» بمعنى يَصْرفون، والمصدر المجرور «لتفتري» متعلق بـ «يَفتنون» . قوله «وإذًا لاتخذوك» : الواو عاطفة، «إذًا» حرف جواب مهمل، واللام واقعة في جواب شرط مقدر، أي: لو فعلت ذلك لاتخذوك، وجملة «اتخذوك» جواب شرط مقدر، وجملة الشرط «ولو فعلت لاتخذوك» معطوفة على المستأنفة «وإن كادوا» .(2/624)
وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74)
74 - {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا} [ص:625]
قوله «ولولا أن ثبتناك» : الواو عاطفة، «لولا» حرف امتناع لوجود، «أن» مصدرية وفعل ماض وفاعل ومفعول، والمصدر المؤول مبتدأ خبره محذوف تقديره: موجود، أي: ولولا تثبيتنا لك موجود، «شيئا» : نائب مفعول مطلق، وجملة «لقد كِدْتَ» جواب الشرط.(2/624)
إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)
75 - {إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}
قوله «إذًا لأذقناك» : حرف جواب، واللام واقعة في جواب شرط مقدر أي: لو فَعَلْتَ ذلك لأذقناك، الجار «لك» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، الجار «علينا» متعلق بـ «نصيرا» .(2/625)
وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)
76 - {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلا}
جملة «وإن كادوا» معطوفة على جملة «إن كادوا» في الآية (73) «إن» مخففة مهملة، واللام بعدها الفارقة، وجملة «يستفزّونك» خبر كاد، وقوله «وإذًا» : الواو عاطفة، «إذًا» حرف جواب مهمل؛ لأنها لم تتصدر، وقوله «خلافك» : ظرف زمان متعلق بـ «يلبث» . «قليلا» نائب مفعول مطلق أي: لبثًا قليلا. جملة «ولو فعلوا ذلك» المقدرة معطوفة على جملة «إن كادوا» . وجملة «لا يلبثون» جواب الشرط المقدر أي: لو أخرجوك لا يلبثون.(2/625)
سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)
77 - {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلا}
«سنةَ» : مفعول مطلق لعامل مقدر، أي: سَنَّ الله ذلك، وجملة «سَنَّ» [ص:626] مستأنفة، والموصول مضاف إليه، والظرف متعلق بـ «أرسلنا» ، والجار متعلق بحال من مفعول «أرسلنا» المقدر أي: أرسلناه كائنا مِنْ رسلنا. والجار «لسنتنا» متعلق بالمفعول الثاني لـ «تجد» ، و «تحويلا» مفعول أول.(2/625)
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)
78 - {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ}
الجارَّان متعلقان بـ «أقم» ، وقوله «وقرآن» : اسم معطوف على «الصلاة» .(2/626)
وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)
79 - {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
قوله «ومن الليل» : الواو عاطفة، الجار «من الليل» متعلق بـ «اسهر» مقدرة، والجملة المقدرة معطوفة على جملة {أَقِمِ} ، وقوله «فتهجَّد» : الفاء عاطفة، والجملة معطوفة على «اسهر» المقدرة، والمصدر «أن يبعثك» فاعل عسى، «مقاما» : حال أي: يبعثك ذا مقام، وجملة «عسى أن يبعثك» مستأنفة.(2/626)
وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)
80 - {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}
«ربِّ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة. «مُدخَل» مفعول مطلق، والجار «لي» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، و «من لدنك» اسم ظرفي مبني على السكون متعلق بالمفعول الثاني المقدر [ص:627] نفسه.(2/626)
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)
81 - {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}
جملة «إن الباطل ... » مستأنفة.(2/627)
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)
82 - {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا}
جملة «وننزل» مستأنفة، «ما» موصول مفعول به، الجار «للمؤمنين» متعلق بنعت لـ «رحمة» ، «خسارا» مفعول ثان لـ «يزيد» ، و «إلا» للحصر. وجملة «ولا يزيد» معطوفة على جملة «ننزل» .(2/627)
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا (83)
83 - {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ}
جملة الشرط مستأنفة. وجملة «أنعمنا» في محل جر مضاف إليه.(2/627)
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا (84)
84 - {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلا}
جاز الابتداء بالنكرة «كل» ؛ لأنها تدل على عموم، والتنوين فيها للتعويض عن مفرد، أي: كل أحد، وجملة «فربكم أعلم» معطوفة على جملة «كل يعمل» ، والجار «بمن» متعلق بأعلم، «سبيلا» تمييز.(2/627)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)
85 - {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا}
جملة «ويسألونك» مستأنفة، جملة «وما أوتيتم» معطوفة على مقول القول، الجار «من العلم» متعلق بالفعل، «إلا» للحصر، «قليلا» مفعول ثان لـ «أوتيتم» .(2/627)
وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (86)
86 - {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا}
جملة «ولئن شئنا» مستأنفة، وجملة «لنذهبنَّ» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم، وجملة «لا تجد» معطوفة على جملة «نذهبن» ، ولم تؤكد بالنون؛ لأنها منفية. قوله «لا تجد» : متعدّ إلى مفعولين، الأول: «وكيلا» ، والثاني متعلَّق «لك» ، الجار «به» متعلق بالفعل، الجار «علينا» متعلق بحال من «وكيلا» ، والتقدير: ثم لا تجد به وكيلا علينا لك.(2/628)
إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87)
87 - {إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا}
«إلا» أداة استثناء، «رحمة» مستثنى، والجار متعلق بنعت لـ «رحمة» ، والجار «عليك» متعلق بالخبر «كبيرا» .(2/628)
قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)
88 - {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
اللام في «لئن» الموطئة للقسم، وجملة «لا يأتون» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم، ولم يؤكَّد بالنون؛ لأنه منفي، والمصدر المؤول «على أن يأتوا» مجرور بـ «على» متعلق بـ «اجتمعت» . جملة «ولو كان بعضهم» حالية من الواو في «يأتون» ، والواو حالية، عطفت على حال مقدرة للاستقصاء أي: لا يأتون بمثله في كل حال، ولو في هذه الحال.(2/628)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)
89 - {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا} [ص:629]
جملة «ولقد صرَّفنا» مستأنفة، الجار «في هذا» متعلق بـ «صرَّفْنا» ، الجار «من كل» متعلق بنعت للمفعول المحذوف أي: مثلا كائنا من كل مثل. جملة «فأبى» معطوفة على جملة «صرَّفنا» ، «كفورا» مفعول به، و «إلا» للحصر.(2/628)
وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90)
90 - {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا}
الجار «من الأرض» متعلق بحال من «ينبوعا» .(2/629)
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)
91 - {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ}
«الجار» من نخيل «متعلق بنعت لـ» جنة".(2/629)
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92)
92 - {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلا}
قوله «كما زعمت» : الكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية أي: تسقط إسقاطا مثل زعمك، «كسفًا» حال من «السماء» ، «قبيلا» حال من لفظ الجلالة والملائكة.(2/629)
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)
93 - {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلا بَشَرًا رَسُولا}
الجار «من زخرف» متعلق بنعت لـ «بيت» ، جملة «ولن نؤمن» معطوفة على جملة «ترقى» ، وجملة «نقرؤه» نعت لـ «كتابا» ، والمصدر المجرور بعد «حتى» متعلق بـ «نؤمن» . قوله «سبحان» : نائب مفعول مطلق لعامل مقدر ومضاف إليه، جملة «سبحان ربي» مقول القول، وجملة «هل كنت إلا [ص:630] بشرا» مستأنفة في حيز القول.(2/629)
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)
94 - {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا}
المصدر «أن يؤمنوا» مفعول ثان لـ «منع» ، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «يؤمنوا» ، والمصدر «أن قالوا» فاعل «منع» ، وجملة «أبعث الله» مقول القول.(2/630)
قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95)
95 - {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولا}
الجار «في الأرض» متعلق بالخبر، وجملة «يمشون» نعت لـ «ملائكة» ، الجار «من السماء» متعلق بالفعل.(2/630)
قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)
96 - {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}
الباء زائدة في فاعل «كفى» ، «شهيدا» تمييز، «بيني» ظرف متعلق بـ «شهيدا» . وجملة «إنه كان» مستأنفة، «خبيرا بصيرا» خبران لكان.(2/630)
وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)
97 - {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}
جملة «ومن يهد» مستأنفة، «مَن» اسم شرط مفعول به، «المهتد» خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، الجار «لهم» متعلق بالمفعول الثاني، الجار «من دونه» متعلق بنعت لأولياء، الجار «على وجوههم» متعلق بحال من [ص:631] مفعول «نحشرهم» ، جملة «مأواهم جهنم» حال من مفعول «نحشرهم» . قوله «كلما» : كل ظرف زمان متعلق بـ «زدناهم» ، «ما» مصدرية زمانية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والتقدير: زدناهم سعيرا كل وقت خبوِّها، وجملة «زدناهم» حال من «جهنم» .(2/630)
ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98)
98 - {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا}
«ذلك جزاؤهم» مبتدأ وخبر، والمصدر المؤول «بأنهم كفروا» مجرور متعلق بالمصدر (جزاء) . «إذا» ظرفية شرطية متعلق بمضمون الجواب، وتقديره نبعث، و «خَلْقا» حال من الضمير في «مبعوثون» ، وجملة «أإنا لمبعوثون» تفسيرية لجواب الشرط المقدر.(2/631)
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99)
99 - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلا لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا}
المصدر المؤول «أن الله» سدَّ مسدَّ مفعولي رأى، والمصدر المؤول «أن يخلق» مجرور متعلق بـ «قادر» ، وجملة «وجعل» معطوفة على جملة «أولم يروا» ؛ لأنه في قوة: قد رأوا، وجملة «لا ريب فيه» نعت «أجلا» .(2/631)
قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100)
100 - {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنْفَاقِ وَكَانَ الإِنْسَانُ قَتُورًا}
«أنتم» فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، وليست مبتدأ؛ لأن «لو» [ص:632] تختص بالجمل الفعلية، وجملة «تملكون» تفسيرية للمقدر، وجملة «أمسكتم» جواب لو، «إذًا» حرف جواب، وجملة «وكان الإنسان قتورا» مستأنفة.(2/631)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101)
101 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا}
«بينات» نعت «آيات» وجملة «فاسأل بني إسرائيل» معترضة، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «آتينا» ، وفاعل «جاءهم» موسى «، وجملة» فقال له فرعون «معطوفة على جملة» آتينا «، جملة» يا موسى «معترضة، واللام في» لأظنك" المزحلقة.(2/632)
قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102)
102 - {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا}
«ما» نافية، «هؤلاء» مفعول به مقدم، «إلا» للحصر، «ربُّ» فاعل مؤخر، «بصائر» حال من «هؤلاء» ، وجملة النداء «يا فرعون» معترضة.(2/632)
فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103)
103 - {فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا}
المصدر المؤول مفعول «أراد» ، «مَن» اسم موصول معطوف على الهاء، «معه» ظرف متعلق بالصلة، «جميعا» حال من الهاء و «مَن» .(2/632)
وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)
104 - {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}
جملة الشرط معطوفة على جملة «اسكنوا» ، «لفيفا» : حال من الكاف [ص:633] في «بكم» .(2/632)
وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105)
105 - {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}
قوله «وبالحق» : الواو مستأنفة، والجارّ متعلق بحال من الهاء في «أنزلناه» ، وكذا ما بعده، «مبشِّرًا» حال من الكاف.(2/633)
وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (106)
106 - {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}
قوله «وقرآنا» : الواو عاطفة و «قرآنا» مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، وجملة «فرقنا» معطوفة على جملة {أَنْزَلْنَاهُ} ، وجملة «فرقناه» تفسيرية، والمصدر المؤول «لتقرأه» مجرور متعلق بـ «فرقناه» ، والجار الثاني «على مكث» متعلق بحال من فاعل «تقرأ» .(2/633)
قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)
107 - {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا}
الجار «من قبله» متعلق بـ «أوتوا» ، جملة الشرط خبر «إن» ، «سُجَّدا» حال من الواو في «يخرون» .(2/633)
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108)
108 - {وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا}
«سبحان» نائب مفعول مطلق، «إن» مخففة مهملة، واللام بعدها الفارقة، وجملة «إن كان» مستأنفة في حيز القول.(2/633)
وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109)
109 - {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
جملة «يبكون» حال من فاعل «يخرُّون» ، «خشوعا» مفعول ثان [ص:634] لـ «يزيدهم» .(2/633)
قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)
110 - {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
قوله «أيًّا ما» : اسم شرط مفعول به مقدم، و «ما» زائدة، و «تَدْعوا» فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل، والفاء رابطة لجواب الشرط.(2/634)
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)
111 - {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ}
الجار «في الملك» متعلق بـ «شريك» ، الجار «من الذل» متعلق بـ «ولي» ، وجملة «ولم يكن» معطوفة على الصلة.(2/634)
سورة الكهف(2/635)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)
1 - {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}
«الذي» اسم موصول نعت للجلالة، وجملة «ولم يجعل» معطوفة على الصلة، الجار «له» متعلق بالفعل.(2/635)
قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)
2 - {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}
«قيما» حال من الضمير في {لَهُ} ، والمصدر المجرور «لينذر» متعلق بـ {أَنْزَلَ} ، «لدنه» اسم ظرفيّ مبني على السكون في محل جر متعلق بنعت ثانٍ لـ «بأسا» ، والمصدر المؤول «أن لهم أجرا» منصوب على نزع الخافض الباء.(2/635)
مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)
3 - {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}
«ماكثين» حال من الضمير في {لَهُمْ} ، والجار والظرف متعلقان بماكثين.(2/635)
وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)
4 - {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}
جملة «وينذر» معطوفة على جملة «يبشر» .(2/635)
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)
5 - {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا}
قوله «ما لهم به من علم» : «ما» نافية مهملة، والجار «لهم» متعلق بخبر [ص:636] «علم» ، «علم» مبتدأ و «من» زائدة، الجار «به» متعلق بحال من «علم» . «كلمة» تمييز، «إن» نافية، وجملتا «كبرت» و «إن يقولون» مستأنفتان، «كذبا» مفعول به.(2/635)
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)
6 - {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}
جملة «فلعلك باخع» مستأنفة، «نفسك» مفعول لـ «باخع» ، والجار متعلق بـ «باخع» . جملة «إن لم يؤمنوا» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، «الحديث» بدل. «أسفا» مفعول لأجله.(2/636)
إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)
7 - {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا}
الجار «على الأرض» متعلق بالصلة، «زينة» مفعول ثانٍ، والمصدر المجرور «لنبلوهم» متعلق بـ «جعلنا» ، «أيهم» اسم استفهام مبتدأ، و «أحسن» خبر، «عملا» تمييز، وجملة «أيهم أحسن» مفعول به لـ «نبلو» المعلق؛ لأنه سبب العلم، في محل نصب.(2/636)
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)
8 - {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}
جملة «وإنا لجاعلون» معطوفة على جملة {إِنَّا جَعَلْنَا} . «ما» اسم موصول مفعول به، الجار «عليها» متعلق بالصلة المقدرة، «صعيدا» مفعول ثانٍ لاسم الفاعل «جاعلون» ، «جرزا» نعت.(2/636)
أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)
9 - {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}
أم المنقطعة بمعنى بل والهمزة، والجملة مستأنفة، والمصدر المؤول سدَّ [ص:637] مسدَّ مفعولَيْ حسب، الجار «من آياتنا» متعلق بحال من «عجبا» .(2/636)
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
10 - {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}
«إذ» : ظرف زمان متعلق بـ {عَجَبًا} ، وجملة «أوى» مضاف إليه. «آتنا» : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والضمير «نا» مفعول به، الجار «من لدنك» متعلق بحال من «رحمة» ، الجار «من أمرنا» متعلق بحال من «رشدا» المفعول.(2/637)
فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)
11 - {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}
الجارَّان: «على آذانهم» ، «في الكهف» متعلقان بالفعل، «سنين» ظرف متعلق بـ «ضربنا» ، «عددا» نعت بمعنى معدودة، وهو فَعَل بمعنى مفعول.(2/637)
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
12 - {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا}
«أيّ» : اسم استفهام مبتدأ، و «أحصى» فعل ماض، والجملة سدَّت مسدَّ مفعولَيْ «علم» المعلَّق بالاستفهام، وجملة «أحصى» خبر المبتدأ «أيُّ» ، واللام في «لما» جارة، و «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بحال من «أمدًا» ، والتقدير: أحصى أمدا كائنا للبثهم، وترجَّحت فعلية «أحصى» على أفعل التفضيل؛ لأن بناء التفضيل من فوق الثلاثي على أفعل نادر.(2/637)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
13 - {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}
الجار «بالحق» متعلق بحال من المفعول، جملة «آمنوا» نعت لـ «فتية» ، [ص:638] «هدى» مفعول ثانٍ.(2/637)
وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)
14 - {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}
جملة «وربطنا» معطوفة على جملة «زدناهم» ، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «ربطنا» ، وجملة «قاموا» مضاف إليه، الجار «من دونه» متعلق بحال من «إلها» ، «إذًا» حرف جواب، «شططا» نائب مفعول مطلق أي: قولا وجملة «لقد قلنا» جواب قسم مقدر، والقسم وجوابه جملة مستأنفة.(2/638)
هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)
15 - {هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}
«قومنا» بدل، وجملة «اتخذوا» خبر، الجار «من دونه» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، «آلهة» مفعول أول، «لولا» حرف تحضيض، وجملة «يأتون» مستأنفة، والجار «عليهم» متعلق بحال من «سلطان» . جملة «فمن أظلم» مستأنفة، وهي مبتدأ وخبر، الجار «ممن» متعلق بـ «أظلم» ، الجار «على الله» متعلق بـ «افترى» .(2/638)
وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)
16 - {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا}
جملة «وإذ اعتزلتموهم» مستأنفة، وجملة «اعتزلتموهم» مضاف إليه، و «إذ» ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره: قال بعضهم لبعض وقت [ص:639] اعتزالهم. و «اعتزلتموهم» فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل، والواو للإشباع، والهاء مفعول به، و «ما» اسم موصول معطوف على الهاء في «اعتزلتموهم» ، و «إلا» للحصر، والجلالة منصوب الفعل، وجملة «فأووا» جواب شرط مقدر أي: إن اعتزلتموهم فأووا. وقوله «ينشر» : فعل مضارع مجزوم جواب شرط مقدر. الجار «من أمركم» متعلق بحال من «مرفقا» .(2/638)
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)
17 - {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}
جملة الشرط الأولى حال من «الشمس» ، وجملة «طلعت» مضاف إليه، وجملة «تزاور» جواب الشرط. «ذات» ظرف مكان متعلق بالفعل. وجملة «وهم في فجوة منه» حالية من الهاء في «تقرضهم» ، الجار «منه» متعلق بنعت لـ «فجوة» . وجملة «ذلك من آيات الله» مستأنفة، «مَن» اسم شرط مفعول به، وفعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، «المهتد» خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، الجار «له» متعلق بالمفعول الثاني لـ «تجد» .(2/639)
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)
18 - {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}
جملة «وهم رقود» حال من الهاء في «تحسبهم» ، جملة «ونقلبهم» معطوفة على جملة «تحسبهم» . وجملة «وكلبهم باسط» معطوفة على «نقلبهم» ، وجملة الشرط مستأنفة. الجار «منهم» متعلق بالفعل، «فرارا» : نائب مفعول [ص:640] مطلق مرادف لعامله، واللام في «لملئت» لتأكيد الربط، والجار «منهم» متعلق بالفعل و «رعبا» تمييز.(2/639)
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)
19 - {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ}
قوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، والتقدير: بعثناهم بعثًا مثل ذلك البعث. وجملة «بعثناهم» مستأنفة. الجار «منهم» متعلق بنعت لقائل. «كم» اسم استفهام ظرف زمان، وتمييزه مقدر أي: كم يوما. و «يوما» ظرف زمان متعلق بالفعل، «بعض» اسم معطوف على «يوما» . «بما» : الباء جارة، «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بأعلم، الجار «بورقكم» متعلق بحال من «أحدكم» ، «هذه» اسم إشارة نعت، وهو جامد مؤول بمشتق أي: المشار إليه. جملة «فابعثوا» مستأنفة، وجملة «فلينظر» معطوفة على جملة «ابعثوا» . قوله «أيها» : اسم استفهام مبتدأ، «أزكى» خبره، «طعاما» تمييز، والجملة مفعول به للنظر المعلق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم، والفاء في «فليأتكم» عاطفة، واللام للأمر، وفعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والكاف مفعول به، الجار «منه» متعلق بنعت لرزق.(2/640)
إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)
20 - {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [ص:641]
جملة الشرط خبر «إنَّ» ، الجار «في ملتهم» متعلق بحال من الكاف، وجملة «ولن تفلحوا» معطوفة على جملة «يعيدوكم» .(2/640)
وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)
21 - {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}
قوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق والإشارة مضاف إليه، والتقدير: أعثرنا عليهم إعثارا مثل ذلك، وأنَّ وما بعدها سدَّت مسدَّ مفعولي علم، وجملة «أعثرنا» مستأنفة، والمصدر الثاني معطوف على الأول، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «أعثرنا» ، وجملة «فقالوا» معطوفة على جملة «يتنازعون» ، «بنيانا» مفعول به، جملة «ربهم أعلم» مستأنفة، والجار متعلق بالخبر، جملة «لنتخذن» جواب القسم، والقسم وجوابه مقول القول.(2/641)
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)
22 - {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا}
«ثلاثة» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هم، جملة «رابعهم كلبهم» ، نعت لثلاثة، «رجما» مصدر في موضع الحال من الواو في «يقولون» ، والجار متعلق بنعت لـ «رجما» . جملة «وثامنهم كلبهم» معطوفة على جملة «هم سبعة» ، الجار «بعدَّتهم» متعلق بالخبر «أعلم» ، جملة «ما يعلمهم إلا قليل» مستأنفة، «قليل» [ص:642] فاعل، و «إلا» للحصر. جملة «فلا تمار» مستأنفة، «مراء» نائب مفعول مطلق.(2/641)
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)
23 - {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا}
قوله «ولا تقولن» : الواو عاطفة، «لا» ناهية، وفعل مضارع مبني على الفتح، والنون للتوكيد، في محل جزم، «ذلك» اسم إشارة مفعول به لاسم الفاعل، «غدًا» ظرف متعلق بـ «فاعل» .(2/642)
إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24)
24 - {إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}
قوله «إلا أن يشاء الله» : «إلا» أداة حصر، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض الباء أي: ملتبسًا بمشيئة الله، والاستثناء مفرغ. «إذا» ظرف محض متعلق بـ «اذكر» ، والمصدر «أن يهدين» فاعل عسى، و «يهدين» فعل مضارع منصوب والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، الجار «لأقرب» متعلق بـ «يهدين» ، الجار «من هذا» متعلق بـ «أقرب» ، «رشدا» تمييز.(2/642)
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)
25 - {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا}
جملة «ولبثوا» مستأنفة، والجار متعلق بالفعل، وكذا الظرف «ثلاث» ، «مائة» مضاف إليه، «سنين» بدل من «ثلاث مائة» منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، «تسعا» تمييز. قوله «وازدادوا» : هذا الفعل إن كان على افتعل صار لازما، وإن كان على فَعَل تعدَّى إلى اثنين نحو: «زدني علما» .(2/642)
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)
26 - {قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ [ص:643] مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}
«بما لبثوا» : الباء جارة، «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «أعلم» ، وجملة «لبثوا» صلة الموصول الحرفيّ، جملة «له غيب السماوات» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «أبصر به» . وقوله «أبصر» : فعل ماض جاء على صورة الأمر، والباء زائدة، والهاء ضمير فاعل، وكذا «أسمع» ، وحذف فاعل الثانية؛ لدلالة فاعل الأولى عليه. قوله «ما لهم من دونه» : «ما» نافية مهملة، والجار متعلق بخبر المبتدأ «ولي» ، و «من» زائدة، الجار «من دونه» متعلق بحال من «ولي» والجملة مستأنفة، وجملة «ولا يشرك» معطوفة على جملة «ما لهم ولي» .(2/642)
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)
27 - {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}
«ما» موصولة مفعول به، الجار «من كتاب» متعلق بحال من «ما» ، وجملة «لا مبدِّل لكلماته» حال من «كتاب» ، و «لا» نافية للجنس تعمل عمل «إنّ» ، واسمها، وجملة «ولن تجد» معطوفة على «لا مبدِّل» ، الجار «من دونه» متعلق بالمفعول الثاني لـ «وجد» ، «ملتحدا» المفعول الأول.(2/643)
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)
28 - {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
«مع» ظرف متعلق بالفعل، جملة «يريدون» حال من فاعل «يدعون» ، [ص:644] «عيناك» فاعل مرفوع بالألف؛ لأنه مثنى، وجملة «تريد» حال من الضمير المستتر في «تَعْدُ» .(2/643)
وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)
29 - {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}
الجار «من ربكم» متعلق بخبر المبتدأ «الحق» ، وجملة الشرط معطوفة على جملة «الحق من ربكم» . «مَن» اسم شرط مبتدأ، واللام في «فليؤمن» للأمر الجازمة، وجملة «إنا أعتدنا» مستأنفة، وجملة «أحاط بهم سرادقها» نعت لـ «نارا» ، الجار «كالمهل» متعلق بنعت لماء. وجملة «يشوي» نعت ثانٍ، وجملة «بئس الشراب» مستأنفة، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هو أي: الماء، و «ساءت» فعل ماض للذم، والفاعل مستتر تقديره هي، أي: النار، و «مرتفقا» تمييز.(2/644)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)
30 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا}
جملة «إنَّا لا نضيع» خبر «إن» ، والرابط مقدر أي: منهم، «مَن» اسم موصول مضاف إليه، «عملا» مفعول به.(2/644)
أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)
31 - {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}
جملة «لهم جنات» خبر المبتدأ «أولئك» . جملة «تجري» نعت لجنات، جملة «يحلَّون» حال من الضمير في «لهم» ، وجملة «نعم الثواب» مستأنفة، الجار «من ذهب» متعلق بنعت [ص:645] لأساور، «متكئين» حال من فاعل «يلبسون» ، والجارَّان متعلقان بـ «متكئين» . قوله «مرتفقا» : تمييز.(2/644)
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)
32 - {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا}
«رجلين» بدل، وجملة «جعلنا» نعت «رجلين» ، الجار «لأحدهما» متعلق بالمفعول الثاني. الجار «من أعناب» متعلق بنعت لـ «جنتين» ، الظرف «بينهما» متعلق بالمفعول الثاني.(2/645)
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا (33)
33 - {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا}
«كلتا» : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفصيح في خبر «كلتا» الإفراد، وجملة «آتت» خبر.(2/645)
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34)
34 - {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا}
جملة «وكان له ثمر» مستأنفة، جملة «وهو يحاوره» حال من الضمير المستتر في «قال» ، الجار «منك» متعلق بأكثر. «مالا» تمييز.(2/645)
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35)
35 - {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا}
جملة «وهو ظالم» حال من فاعل «دخل» ، «لنفسه» اللام زائدة للتقوية، «نفسه» مفعول لظالم، والمصدر «أن تبيد» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ ظن، و «أبدًا» ظرف زمان متعلق بالفعل.(2/645)
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36)
36 - {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} [ص:646]
جملة «ولئن رددت» معطوفة على جملة «وما أظن» ، وجملة «لأجدنَّ» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، الجار «منها» متعلق بـ «خيرا» ، «منقلبا» تمييز.(2/645)
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37)
37 - {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا}
جملة «وهو يحاوره» حال من «صاحبه» ، «ثم» عاطفة، والجار «من نطفة» معطوف على «من تراب» ، ويتعلَّق بما تعلق به، «رجلا» حال من الكاف.(2/646)
لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)
38 - {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا}
قوله «لكنَّا هو الله ربي» : هذه الجملة مستأنفة في حيز القول السابق، «لكن» حرف استدراك مخففة مهملة، «أنا» ضمير منفصل مبتدأ حذفت همزته تخفيفا، والأصل لكن أنا، «هو» ضمير الشأن مبتدأ ثانٍ، «الله» مبتدأ ثالث، «ربي» خبر المبتدأ الثالث، وجملة «هو الله ربي» خبر المبتدأ «أنا» ، وجملة «الله ربي» خبر المبتدأ «هو» ، وجملة «ولا أشرك» معطوفة على جملة «الله ربي» .(2/646)
وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)
39 - {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا}
«لولا» حرف تحضيض، وجملة «دخلت» مضاف إليه، وجملة «ولولا قلت» معطوفة على الاستئناف المتقدم الذي ورد في حيز القول، وحرف [ص:647] العطف قبل «لولا» . «ما» : شرطية مفعول مقدم، والجواب مقدر أي: أيَّ شيء شاء الله كان ووقع، وجملة «ما شاء الله كان» مقول القول، وجملة «لا قوة إلا بالله» مستأنفة في حيز القول. قوله «إن ترن» : «إن» شرطية، وفعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، والفاعل ضمير أنت، «أنا» ضمير مؤكد للياء لا محل له، «أقلَّ» حال لأن الرؤية بصرية، والجار متعلق بـ «أقل» ، «مالا» تمييز، وجملة «إن ترن» مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط في الآية التالية.(2/646)
فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)
40 - {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ}
جملة «فعسى ربي» جواب الشرط، والمصدر «أن يؤتين» خبر «عسى» ، «يؤتين» فعل مضارع منصوب، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، «خيرا» مفعول به ثان، الجار «من جنتك» متعلق بـ «خيرا» .(2/647)
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)
41 - {فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا}
الجار «له» متعلق بحال من «طلبا» .(2/647)
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)
42 - {عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا}
جملة «وهي خاوية» حال من الضمير في «فيها» ، الجار «على عروشها» متعلق بـ «خاوية» ، «يا» للتنبيه.(2/647)
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)
43 - {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}
جملة «ينصرونه» نعت، الجار «من دون» متعلق بالفعل، وجملة «وما كان» معطوفة على جملة «لم تكن» .(2/648)
هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)
44 - {هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا}
قوله «هنالك» : اسم إشارة ظرف مكان متعلق بخبر المبتدأ «الولاية» ، الجار «لله» متعلق بحال من «الولاية» ، «الحق» نعت، «ثوابا» تمييز.(2/648)
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)
45 - {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ}
الجار «ماء» متعلق بخبر محذوف لمبتدأ تقديره: هو كماء،، وجملة «هي كماء» حال من «مثل الحياة الدنيا» . جملة «تذروه الرياح» نعت لـ «هشيما» .(2/648)
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)
46 - {خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا}
الظرف «عند» متعلق بـ «خير» ، «ثوابا» تمييز.(2/648)
وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)
47 - {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}
قوله «ويوم» : الواو مستأنفة، «يوم» مفعول لـ اذكر مقدرا، وجملة «اذكر» مستأنفة، وجملة «نُسَيِّر» مضاف إليه، «بارزة» حال، جملة «وحشرناهم» حالية من فاعل «نسيِّر» ، أي: نفعل التسيير في حال حشرهم. [ص:649] الجار «منهم» متعلق بحال من «أحدا» .(2/648)
وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)
48 - {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا}
جملة «وعرضوا» معطوفة على جملة {نُسَيِّرُ} ، جملة «لقد جئتمونا» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مقول القول لقول محذوف هو حال من مرفوع «عُرضوا» أي: عرضوا مقولا لهم. «كما» الكاف نائب مفعول مطلق، «ما» مصدرية، «أول» نائب مفعول مطلق وهو صفة المصدر والتقدير: جئتمونا مجيئًا مثل خلقكم خلقا أول مرة، وجملة «زعمتم» مضاف إليه، «أنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «لن نجعل» خبر «أن» المخففة، الجار «لكم» متعلق بالمفعول الثاني.(2/649)
وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)
49 - {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}
«مشفقين» حال من المجرمين، الجار «مما» متعلق بـ «مشفقين» ، الجار «فيه» متعلق بالصلة المقدرة، جملة «ويقولون» معطوفة على المفرد «مشفقين» . «يا ويلتنا» : منادى مضاف منصوب، والضمير مضاف إليه. «ما لهذا الكتاب» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، «الكتاب» بدل، والجملة جواب النداء المفيد للتحسر. جملة «لا يغادر» حال من «الكتاب» . وجملة «أحصاها» نعت «صغيرة» ، وجملة «ووجدوا» حال من [ص:650] فاعل «يقولون» ، «حاضرا» : مفعول ثانٍ. جملة «ولا يَظْلم» مستأنفة.(2/649)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)
50 - {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا}
الواو استئنافية، «إذ» اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون مفعول اذكر مقدرا. جملة «كان» مستأنفة. جملة الاستفهام مستأنفة، و «ذريته» اسم معطوف على الهاء، «أولياء» مفعول ثانٍ، الجار «من دوني» متعلق بأولياء. وجملة «وهم لكم عدو» حال من الهاء والذرية، الجار «لكم» متعلق بالخبر «عدو» . «بدلا» تمييز، وجملة الذم مستأنفة.(2/650)
مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)
51 - {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا}
«عضدا» مفعول ثانٍ لـ «متخذ» ، ومفعوله الأول «المضلين» محلا.(2/650)
وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)
52 - {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا}
قوله «ويوم» : الواو مستأنفة، «يوم» مفعول به لاذكر مقدرا. وحُذف مفعولا «زعمتم» أي: زعمتموهم شركائي. جملة «وجعلنا» حالية من الواو في «يستجيبوا» ، قوله «بينهم» : ظرف مكان متعلق بالمفعول الثاني المقدر، و «موبقا» مفعول أول.(2/650)
وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)
53 - {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} [ص:651]
المصدر المؤول من «أَنَّ» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعولَيْ ظن، الجار «عنها» متعلق بالمفعول الثاني لـ «وجد» .(2/650)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)
54 - {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا}
الجارَّان: «للناس» ، الجار «من كل» متعلق بـ «صرَّفْنا» ، وجملة «وكان الإنسان أكثر» مستأنفة.(2/651)
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)
55 - {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا}
المصدر «أن يؤمنوا» مفعول ثانٍ لـ «منع» نحو: منعته النوم، والفعل «منع» يتعدى بنفسه إلى مفعولين أو إلى المفعول الثاني بـ «مِنْ» ، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «منع» ، وجملة «جاءهم» مضاف إليه، «إلا» للحصر، والمصدر «أن تأتيهم» فاعل «منع» ، «قبلا» حال من «العذاب» .(2/651)
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)
56 - {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا}
«مبشرين» حال من «المرسلين» ، وجملة «ويجادل» مستأنفة، وجملة «واتخذوا» حالية. قوله «وما أنذروا» : «ما» مصدرية، والمصدر معطوف على «آياتي» ، «هزوا» مفعول ثانٍ لـ «اتخذوا» .(2/651)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)
57 - {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا [ص:652] عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا}
قوله «ومن أظلم» : الواو مستأنفة، «مَن» اسم استفهام مبتدأ وخبره، الجار «ممن» متعلق بالفعل، الجار «على قلوبهم» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعلنا» ، والمصدر «أن يفقهوه» مفعول لأجله أي: كراهة. قوله «في آذانهم وقرا» : الجارّ معطوف على «على قلوبهم» ، و «وقرا» اسم معطوف على «أكنة» ، وجملة الشرط معطوفة على جملة «إنا جعلنا» .(2/651)
وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)
58 - {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلا}
«ذو» خبر ثانٍ، جملة الشرط خبر ثالث للمبتدأ «ربك» ، وجملة «لهم موعد» مستأنفة، جملة «لن يجدوا» نعت لـ «موعد» ، الجار «من دونه» متعلق بالمفعول الثاني.(2/652)
وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)
59 - {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا}
«القرى» بدل، وجملة «أهلكناهم» خبر، وجملة «لمَّا ظلموا» معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، أي: لمَّا ظلموا أهلكناهم. وجملة «تلك القرى» معطوفة على جملة «ربك الغفور» .(2/652)
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)
60 - {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}
«الواو مستأنفة» إذ «اسم ظرفي مفعول لـ اذكر مقدرا،» أبرح «فعل مضارع بمعنى أغادر.» حقبا «ظرف زمان متعلق بـ» أمضي".(2/652)
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)
61 - {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا}
جملة «فلما بلغا» معطوفة على جملة اذكر المقدرة، «بينهما» مضاف إليه مجرور بالكسرة، وجملة «نسيا» جواب الشرط، «سَرَبا» مفعول ثانٍ.(2/653)
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)
62 - {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}
جملة «لقد لقينا» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مستأنفة في حيز القول، «هذا» اسم إشارة نعت.(2/653)
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63)
63 - {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا}
«أرأيت» بمعنى أخبرني، ومفعولاها محذوفان أي: أرأيت أمرنا ما عاقبته؟ «إذ» ظرف متعلق بـ (عاقبته) المقدرة، وجملة «فإني نسيت» مستأنفة. قوله «وما أنسانيه» : الواو اعتراضية، «ما» نافية، وفعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والنون للوقاية، والياء مفعول به أول، والهاء المفعول الثاني، «إلا» للحصر، والمصدر «أن أذكره» بدل اشتمال من الهاء، أي: أنساني ذكره، جملة «اتخذ» معطوفة على جملة «إني نسيت» . «عجبا» مفعول ثانٍ، الجار «في البحر» متعلق بحال من «عجبا» .(2/653)
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)
64 - {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا}
«ما» موصول خبر «ذلك» ، «نَبْغِ» فعل مضارع مرفوع بالضمة [ص:654] المقدرة على الياء المحذوفة تخفيفا رسما، وجملة «فارتدا» معطوفة على المستأنفة «قال» . «قصصا» مصدر في موضع الحال أي: قاصِّين.(2/653)
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)
65 - {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا}
الجار «من عبادنا» متعلق بنعت لـ «عبدا» ، الجار «من عندنا» متعلق بنعت لرحمة.(2/654)
قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)
66 - {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}
قوله «على أن تُعَلّمن» : «على» جارة، «أنْ» ناصبة، وفعل مضارع منصوب بالفتحة، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، «ممَّا» : مُؤَلَّفَة من «مِن» الجارة و «ما» موصولة في محل جر متعلقة بالفعل، والمصدر المؤول مجرور متعلق بحال من الكاف أي: كائنا على تعليمي، «رشدا» مفعول ثانٍ لـ «تعلِّمنِ» .(2/654)
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)
68 - {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا}
قوله «وكيف» : الواو عاطفة، «كيف» اسم استفهام حال، «خبرا» نائب مفعول مطلق؛ لأنه في معنى الفعل، إذ هو في قوة «لم يخبره خبرا» ، وجملة «وكيف تصبر» معطوفة على جملة {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ} .(2/654)
قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)
69 - {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}
جملة «إن شاء الله» معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله. جملة «ولا أعصي» معطوفة على المفرد «صابرا» من قبيل عطف جملة على [ص:655] مفرد.(2/654)
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)
70 - {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا}
الفاء في قوله «فإن» رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن عزمت على الصبر، جملة «إن عزمت» مقول القول. جملة «إن اتبعتني» جواب الشرط المقدر، وجملة «فلا تسألني» جواب الشرط الثاني، والجار «منه» متعلق بحال من «ذكرا» .(2/655)
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71)
71 - {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا}
جملة الشرط مستأنفة، و «حتى» ابتدائية، وجملة «لقد جئت» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مستأنفة.(2/655)
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)
72 - {لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}
«معي» ظرف مكان متعلق بحال من الفاعل في «تستطيع» .(2/655)
قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73)
73 - {قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا}
«بما» الباء جارَّة، «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بالفعل، والجار «من أمري» متعلق بحال من «عسرا» . «عُسْرًا» مفعول ثانٍ.(2/655)
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74)
74 - {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «فقتله» معطوفة على جملة «لقيا» ، وجملة [ص:656] «قال» جواب الشرط، الجار «بغير» متعلق بـ «قتلت» ، وجملة «لقد جئت» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مستأنفة.(2/655)
قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75)
75 - {لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}
الظرف «معي» متعلق بحال من الفاعل في «تستطيع» .(2/656)
قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76)
76 - {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا}
الظرف «بعدها» متعلق بالفعل «سألتك» ، «لدن» اسم ظرفي في محل جر مبني على السكون متعلق بـ «بلغت» ، والنون الثانية للوقاية، والجار متعلق بحال من «عذرا» ، جملة «قد بلغت» مستأنفة.(2/656)
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77)
77 - {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}
جملة الشرط مستأنفة، جملة «استطعما» جواب الشرط، والمصدر «أن يُضَيّفوهما» مفعول به، وجملة «يريد» نعت، الجار «عليه» متعلق بالمفعول الثاني لـ «اتخذ» .(2/656)
قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78)
78 - {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}
«بيني» مضاف إليه، «ما» اسم موصول مضاف إليه، وجملة «سأنبئك» مستأنفة في حيز القول.(2/656)
أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)
79 - {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [ص:657]
«أما» حرف شرط وتفصيل، والفاء رابطة، وجملة «كانت» خبر، والمصدر «أن أعيبها» مفعول به، جملة «وكان وراءهم ملك» معطوفة على جملة «فكانت لمساكين» . وجملة «يأخذ» نعت، «غصبا» مصدر في موضع الحال.(2/656)
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)
80 - {وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا}
جملة «فكان أبواه مؤمنين» خبر «الغلام» ، وغلَّب المذكر في قوله «أبواه» يريد أباه وأمه، ومثله: القمران والعُمَران، وجملة «فخشينا» معطوفة على جملة «كان أبواه» ، «طغيانا» مصدر في موضع الحال.(2/657)
فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)
81 - {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}
جملة «فأردنا» معطوفة على جملة «خشينا» . المصدر «أن يبدلهما» مفعول به، «خيرًا» مفعول ثانٍ، الجار «منه» متعلق بـ «خيرًا» ، «زكاة» تمييز.(2/657)
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82)
82 - {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا}
جملة «فكان لغلامين» خبر المبتدأ «الجدار» . جملة «فأراد ربك» معطوفة على جملة «كان لغلامين» . المصدر «أن يبلغا» مفعول به، «رحمة» مفعول لأجله، والجار متعلق بنعت لرحمة، وجملة «وما فعلته» مستأنفة، والجار «عن أمري» متعلق بحال من التاء، وجملة «ذلك تأويل» مستأنفة.(2/657)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)
83 - {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} [ص:658]
جملة «ويسألونك» مستأنفة. الجار «منه» متعلق بحال من «ذكرًا» المفعول.(2/657)
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)
84 - {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}
الجارَّان: «له» ، «في الأرض» ، متعلقان بالفعل، الجار «من كل» متعلق بحال من «سببا» .(2/658)
فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)
85 - {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}
جملة «فأتبع» معطوفة على جملة {إِنَّا مَكَّنَّا} .(2/658)
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)
86 - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا}
جملة الشرط مستأنفة، جملة «وجدها» جواب الشرط، الظرف «عندها» متعلق بالفعل «وجد» . جملة «قلنا» مستأنفة. قوله «إما أن تعذب» : حرف تخيير، والمصدر المؤول مفعول به أي: اختر: إما تعذيبك لهم وإما اتخاذك، والمصدر الثاني معطوف على الأول. ومفعولا «تتخذ» : «حسنًا» ، ومتعلَّق الجار «فيهم» .(2/658)
قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)
87 - {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا}
«مَن» موصول مبتدأ، والفاء في قوله «فسوف نعذبه» رابطة لجواب الشرط، وجملة «سوف نعذبه» خبر المبتدأ «مَن» ، «عذابًا» نائب مفعول مطلق؛ لأنه اسم مصدر، والمصدر: تعذيب.(2/658)
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)
88 - {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا}
«صالحًا» مفعول به، «فله جزاء الحسنى» الفاء رابطة والجار متعلق بالخبر، «جزاءً» مفعول مطلق لعامل محذوف تقديره: يجزي جزاء، «الحسنى» مبتدأ مؤخر، «يسرا» مفعول به. والجار «من أمرنا» متعلق بحال مِنْ «يسرا» .(2/659)
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)
89 - {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا}
جملة «ثم أتبع» معطوفة على نظيرتها في الآية (85) .(2/659)
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)
90 - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا}
جملة الشرط مستأنفة، و «حتى» ابتدائية، الجار «لهم» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، الجار «من دونها» متعلق بحال من «سترا» .(2/659)
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)
91 - {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا}
قوله «كذلك» : الكاف حرف جر، والإشارة في محل جر متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: الأمر كذلك، والواو في «وقد» مستأنفة، «لديه» ظرف متعلق بالصلة المقدرة، «خُبْرًا» نائب مفعول مطلق، أي: أخبرنا خبرا. جملة «وقد أحطنا» مستأنفة.(2/659)
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)
93 - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا}
جملة الشرط مستأنفة، الجار «من دونهما» متعلق بحال من «قومًا» ، وجملة «لا يكادون» نعت قومًا، وجملة «يفقهون» خبر كاد.(2/659)
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)
94 - {يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا [ص:660] عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}
جملة «فهل نجعل» معطوفة على جواب النداء، الجار «لك» متعلق بالمفعول الثاني، والمصدر المؤول «أن تجعل» مجرور متعلق بـ «نجعل» ، «بيننا» ظرف مكان متعلق بالمفعول الثاني.(2/659)
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)
95 - {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}
قوله «ما مَكَّنِّي» : «ما» موصول مبتدأ، خبره «خير» ، و «مكَّنِّي» : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على النون الأولى منع من ظهوره إدغام نون الفعل في نون الوقاية، الجار «فيه» متعلق بالفعل، «ربي» فاعل، وجملة «فأعينوني» مستأنفة، وجملة «أجعل» جواب شرط مقدر لا محل لها.(2/660)
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)
96 - {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}
«آتوني» : فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل والنون للوقاية، والياء مفعول أول، «زُبَر» مفعول ثانٍ. «حتى» ابتدائية، وجملة الشرط مستأنفة، المفعول الثاني لـ «آتوني» مقدر وهو «قطرًا» على سبيل التنازع بين «آتوني» و «أفرغ» .(2/660)
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)
97 - {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا}
المصدر «أن يظهروه» مفعول به، الجار «له» متعلق بحال من «نقبا» .(2/660)
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
98 - {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}
الجار «من ربي» متعلق بنعت لرحمة، جملة الشرط معطوفة على مقول القول، وجملة «وكان وعد» معطوفة على جملة الشرط.(2/661)
وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)
99 - {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا}
قوله «يومئذ» : «يوم» ظرف زمان متعلق بـ «ترك» ، «إذٍ» اسم ظرفي مبني على السكون في محل جر مضاف إليه، والتنوين للتعويض، وجملة «يموج» مفعول ثانٍ لـ «ترك» ، الجار «في الصور» نائب فاعل.(2/661)
وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)
100 - {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا}
الجار «للكافرين» متعلق بـ «عَرَضْنا» .(2/661)
الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)
101 - {الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا}
«الذين» موصول نعت، الجار «عن ذكري» متعلق بنعت لـ «غطاء» .(2/661)
أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102)
102 - {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا}
جملة «أفحسب» مستأنفة، المصدر سدَّ مسدَّ مفعولي حسب، الجار «من دوني» متعلق بحال من «أولياء» . الجار «للكافرين» متعلق بحال من «نزلا» .(2/661)
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)
103 - {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا}
«أعمالا» تمييز.(2/661)
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)
104 - {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
«الذين» نعت للأخسرين، الجار «في الحياة» متعلق بالمصدر (سعيهم) ، والمصدر «أنهم يحسبون» سدَّ مسدَّ مفعولي حسب، وجملة «وهم يحسبون» حال من الموصول.(2/662)
أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)
105 - {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا}
جملة «فلا نقيم» معطوفة على جملة «حبطت» . «وزنا» مفعول به.(2/662)
ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)
106 - {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا}
«ذلك جزاؤهم» : مبتدأ وخبر، و «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بحال من «جزاؤهم» .(2/662)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)
107 - {كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا}
الجار «لهم» متعلق بحال من «نزلا» .(2/662)
خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)
108 - {خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا}
«خالدين» : حال من الضمير في {لَهُمْ} ، الجار «فيها» متعلق بخالدين، والجار «عنها» متعلق بحال من «حولا» ، وجملة «لا يبغون» حال من الضمير في «لهم» .(2/662)
قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)
109 - {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [ص:663]
الجار «لكلمات» متعلق بنعت لـ «مدادًا» ، والمصدر «أن تنفد» مضاف إليه. قوله «ولو جئنا بمثله مددا» : الواو حالية، و «مددا» تمييز، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، والجملة حالية، والواو حالية عطفت على حال مقدرة للاستقصاء، والتقدير: لا تنفد كلمات ربي على كل حال، ولو في هذه الحال.(2/662)
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)
110 - {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا}
«مثلكم» نعت، وجاز نعت النكرة بـ «مثلكم» ، وهي مضافة؛ لأنها نكرة موغلة في الإبهام لم تستفد من الإضافة تعريفًا. والمصدر المؤول نائب فاعل، وجملة الشرط مستأنفة، جملة «يرجو» خبر المبتدأ، وجملة «فليعمل» جواب الشرط.(2/663)
سورة مريم(2/664)
ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)
2 - {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}
قوله «ذكر رحمة ربك عبده زكريا» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هذا، «عبده» مفعول به للمصدر «رحمة» ، «زكريا» بدل من «عبده» .(2/664)
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)
3 - {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}
«إذ نادى» : اسم ظرفي بدل اشتمال، وجملة «نادى» مضاف إليه.(2/664)
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)
4 - {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا}
«ربِّ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، الجار «مني» متعلق بحال من «العظم» ، «شيبًا» تمييز محول من فاعل، أي: واشتعل شيبُ الرأس، الجار «بدعائك» متعلق بالخبر، وجملة «ربِّ» معترضة بين اسم كان وخبرها، والجار «بدعائك» متعلق بـ «شقيا» .(2/664)
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5)
5 - {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا}
الجار «من ورائي» متعلق بحال من «الموالي» ، وجملة «وكانت» حالية من التاء في «خفت» ، وجملة «فهب» معطوفة على جملة «إني خفت» .(2/664)
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)
6 - {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}
جملة «يرثني» نعت {وَلِيًّا} ، وجملة «رب» اعتراضية بين مفعولَيْ [ص:665] «جعل» .(2/664)
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7)
7 - {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}
جملة «اسمه يحيى» نعت «غلام» ، وكذلك جملة «لم نجعل» ، نعت ثان لـ «غلام» . الجار «له» متعلق بالمفعول الثاني، الجار «من قبل» متعلق بـ «نجعل» .(2/665)
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)
8 - {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}
«أنى» : اسم استفهام في محل نصب حال، والجار «لي» متعلق بالخبر، «غلام» اسم كان، جملة «وكانت» حالية من الياء في «لي» ، والجار «من الكبر» متعلق بحال من «عتيا» .(2/665)
قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9)
9 - {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}
قوله «كذلك» : الكاف خبر لمبتدأ محذوف أي: الأمر كذلك، والإشارة مضاف إليه، الجار «عليَّ» متعلق بالخبر «هينٌ» ، وجملة «وقد خلقتك» حالية من الياء في «عليَّ» ، وجملة «ولم تك» معطوفة على الحالية. وقوله «تك» : فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة.(2/665)
قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10)
10 - {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} [ص:666]
الجار «لي» متعلق بالمفعول الثاني. المصدر «ألا تكلم» خبر المبتدأ، «ثلاث» ظرف متعلق بـ «تكلم» ، «سويًّا» حال من فاعل «تكلم» .(2/665)
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)
11 - {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}
الجارَّان متعلقان بـ «خرج» ، و «أنْ» تفسيرية. وجملة «سبِّحوا» تفسيرية، «بكرة» ظرف زمان متعلق بالفعل.(2/666)
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)
12 - {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}
الجار «بقوة» متعلق بحال من فاعل «خذ» ، وجملة «وآتيناه» مستأنفة، «صبيا» حال من الهاء، جملة «يا يحيى» مقول القول لقول مقدر مستأنف أي: قال الله يا يحيى.(2/666)
وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13)
13 - {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا}
«وحنانًا» اسم معطوف على {الْحُكْمَ} ، والجار متعلق بنعت لـ «حنانًا» . وجملة «وكان» معطوفة على جملة «آتيناه» .(2/666)
وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14)
14 - {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}
قوله «وبَرًّا» : اسم معطوف على {تَقِيًّا} ، والجار متعلق بـ «برًّا» ، «عصيا» خبر ثان لكان.(2/666)
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)
15 - {وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}
قوله «وسلام» : الواو عاطفة، «سلام» مبتدأ، «عليه» الخبر، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنها تدل على دعاء، وجملة «وسلام عليه» معطوفة على جملة «لم [ص:667] يكن» . «يوم» ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر. «حيا» : حال من الضمير في «يبعث» .(2/666)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)
16 - {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا}
جملة «واذكر» مستأنفة، و «إذ» اسم ظرفي بدل اشتمال من «مريم» ، «مكانًا» مفعول به، ونعته.(2/667)
فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)
17 - {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا}
جملة «فاتخذت» معطوفة على جملة {انْتَبَذَتْ} ، الجار (مِنْ دُونِهِمْ) متعلق بالمفعول الثاني «سويا» نعت «بشرًا» .(2/667)
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)
18 - {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}
الجار «منك» متعلق بـ «أعوذ» . وجملة «إن كنت» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.(2/667)
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)
19 - {أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا}
المصدر المجرور «لأهب» متعلق بـ «رسول» .(2/667)
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20)
20 - {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}
«أنى» : اسم استفهام في محل نصب حال، الجار «لي» متعلق بالخبر، جملة «ولم يمسسني بشر» حالية من الياء في «لي» ، وجملة «ولم أك» معطوفة على الجملة الحالية.(2/667)
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21)
21 - {قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا [ص:668] وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا}
قوله «كذلك» : الكاف اسم بمعنى مثل، خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الأمر مثل ذلك، وجملة «قال» الثانية مستأنفة، والجار «منا» متعلق بنعت لرحمة، والمصدر المؤول متعلق بفعل محذوف أي: خلقناه كذلك لنجعله، والجملة المقدرة معطوفة على جملة «هو عليَّ هين» .(2/667)
فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22)
22 - {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا}
الجار «به» متعلق بحال من فاعل «انتبذت» ، «مكانًا» مفعول به.(2/668)
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)
23 - {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا}
قوله «أجاءها» تضمن معنى ألجأها، والجملة معطوفة على جملة «انتبذت» ، «يا» أداة تنبيه.(2/668)
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24)
24 - {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}
«أن» تفسيرية، والجملة بعدها تفسيرية، وجملة «قد جعل» مستأنفة في حيز التفسير، الظرف «تحتك» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» .(2/668)
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)
25 - {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}
الجار «إليك» متعلق بفعل محذوف تقديره: أعني إليك، ولا يجوز تعليقه بـ «هُزِّي» ؛ لأنه لا يتعدى فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل في غير باب ظن وفقد، فلا يقال: فرحتُ بي أو ضربتُني، الجار «بجذع» متعلق [ص:669] بحال من مفعول «هُزِّي» ، أي: هزِّي الرطب كائنًا بجذع، والفعل «تساقط» مجزوم؛ لأنه واقع في جواب شرط مقدر.(2/668)
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)
26 - {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}
قوله «فإما ترَيِنَّ» : الفاء عاطفة، «إن» شرطية، «ما» زائدة والفعل المضارع مجزوم بحذف النون، أصله تَرْأَيِِين قبل التوكيد، استثقلت الكسرة على الياء، فحذفت؛ فالتقى ساكنان، فحذفت لام الكلمة فصار تَرْأَيْن، نُقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت الهمزة للتخفيف، فصار تَرَيْن، ثم دخل الجازم فحذفت نون الرفع فصار تَرَيْ، ثم أكد بالنون، فالتقى ساكنان، فحركت الياء بحركة تجانسها، وهي الكسرة، فصار تَرَيِنَّ، فهو مضارع مجزوم بحذف النون، والياء فاعل، والنون للتوكيد، والجار «من البشر» متعلق بحال من «أحدًا» . جملة «فلن أكلم» معطوفة على جملة «نذرْتُ» .(2/669)
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27)
27 - {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا}
جملة «تحمله» حال من فاعل «أتت» . جملة «يا مريمُ لقد جئت» مقول القول، وجملة القسم وجوابه جواب النداء استئنافية، وجملة «لقد جئت» جواب القسم.(2/669)
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)
29 - {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}
«كيف» اسم استفهام حال، الجار «في المهد» متعلق بحال من «صبيا» .(2/669)
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)
30 - {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}
جملة «آتاني» حالية من اسم «إن» ، «نبيًا» مفعول ثان.(2/670)
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)
31 - {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}
«أينما» : اسم شرط ظرف مكان متعلق بالشرط كنت، «ما» زائدة، «كنت» فعل ماض تام وفاعله. «ما دمت» : «ما» مصدرية ظرفية، والمصدر ظرف زمان متعلق بـ «أوصاني» ، وجملة «أين ما كنت» اعتراضية بين المتعاطفين، وجملة «وَأَوْصَانِي» معطوفة على جملة «جعلني» . وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.(2/670)
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)
32 - {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}
«برا» معطوف على {مُبَارَكًا} ، والجارّ «بوالدتي» متعلق بـ «برًّا» ، جملة «لم يجعلني» معطوفة على جملة «جعلني» المتقدمة(2/670)
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)
33 - {وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا}
جملة «والسلام عليَّ» معطوفة على جملة «لم يجعلني» يوم «ظرف زمان متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر،» حيا" حال من ضمير نائب الفاعل.(2/670)
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)
34 - {قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ}
«قول» : مفعول مطلق عامله مقدر أي: أقول قول، وجملة أقول المقدرة مستأنفة.(2/670)
مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)
35 - {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [ص:671]
المصدر «أن يتخذ» اسم كان، الجار «لله» متعلق بخبر كان، والمفعول الأول لـ «يتخذ» مقدر أي: أحدا. و «ولد» مفعول ثان، و «مِن» زائدة، «سبحانه» نائب مفعول مطلق، «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، وجملة الشرط مستأنفة، جملة «يكون» خبر لمبتدأ محذوف تقديره: فهو يكون، وجملة «فهو يكون» مستأنفة.(2/670)
وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)
36 - {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ}
جملة «فاعبدوه» معطوفة على جملة «إن الله ربي» . وجملة «وإن الله ربي» مقول القول لقول مقدر مستأنف، وجملة «هذا صراط» مستأنفة.(2/671)
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)
37 - {فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
قوله «فويل للذين» : الفاء عاطفة، «ويل» مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنها دالَّة على دعاء، وجملة «فويل للذين» معطوفة على الاستئنافية المتقدمة. الجار «من مشهد» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر.(2/671)
أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38)
38 - {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
قوله «أسمع بهم» : فعل ماض على صيغة الأمر، والباء زائدة، والهاء فاعل، ومثله «أبصر» وحذف فاعله؛ لدلالة ما قبله عليه، وجملة «يأتوننا» مضافة إليه، وجملة الاستدراك مستأنفة، الظرف «اليوم» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر.(2/671)
وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)
39 - {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}
جملة «وأنذرهم» مستأنفة، «يوم» مفعول به ثانٍ، ولا يكون ظرفًا؛ لأن الإنذار لا يكون في ذلك اليوم، «إذ» بدل اشتمال من يوم، وجملة «وهم في غفلة» حالية من ضمير المفعول في «أنذرهم» ، وجملة «وهم لا يؤمنون» معطوفة على جملة «وهم في غفلة» .(2/672)
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)
40 - {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}
«نحن» توكيد للضمير في «إنَّا» ، وجملة «يرجعون» معطوفة على المستأنفة «إنا نحن» .(2/672)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41)
41 - {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}
جملة «إنه كان» حالية من «إبراهيم» ، «نبيا» خبر ثان.(2/672)
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42)
42 - {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا}
«إذ» اسم ظرفي بدل من {إِبْرَاهِيمَ} ، «يا أبتِ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المبدلة تاء، وهي مضاف إليه، «لِمَ» : اللام جارة، «ما» اسم استفهام في محل جر، وحُذفت ألفها لاتصال حرف الجر بها متعلقة بـ «تعبد» ، «شيئًا» نائب مفعول مطلق، أي: إغناء قليلا أو كثيرًا.(2/672)
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)
43 - {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا}
«ما» اسم موصول فاعل «جاء» ، وجملة «فاتبعني» معطوفة على جملة [ص:673] «جاءني» ، «أهدك» فعل مضارع مجزوم؛ لأنه جواب شرط مقدر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، ومفعولاه: الكاف و «صراطا» ، «سويًا» : نعت.(2/672)
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44)
44 - {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا}
جملة «إن الشيطان كان» مستأنفة.(2/673)
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
45 - {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا}
المصدر «أن يمسك» مفعول «أخاف» . الجار «من الرحمن» متعلق بنعت لـ «عذاب» ، وجملة «فتكون» معطوفة على جملة «يمسك» ، الجار «للشيطان» متعلق بـ «وليًّا» .(2/673)
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)
46 - {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا}
قوله «أراغب أنت» : الهمزة للاستفهام، «راغب» مبتدأ، «أنت» فاعل سدَّ مسدَّ الخبر، والجار «عن آلهتي» متعلق بـ «راغب» ، وجملة «يا إبراهيم» مستأنفة في حيز القول، واللام في «لئن» موطئة للقسم، وجملة «لئن لم تنتهِ» مستأنفة في حيز القول، وجملة «لأرجمَنَّك» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، وجملة «واهجرني» معطوفة على جملة «لئن لم تنته» ، و «مليًّا» ظرف زمان، أي: زمنًا طويلا متعلق بـ «اهجر» .(2/673)
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)
47 - {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}
«سلام» مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنها تدل [ص:674] على دعاء، وجملة «سأستغفر» مستأنفة في حيز القول، وجملة «إنه كان» حال من «ربي» .(2/673)
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48)
48 - {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا}
«ما» : اسم موصول معطوف على الكاف، والجار «من دون» متعلق بحال من «ما» ، «عسى» فعل ماض تام، والمصدر فاعل «عسى» ، وجملة «عسى» مستأنفة. الجار «بدعاء» متعلق بخبر كان «شقيا» .(2/674)
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)
49 - {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا}
جملة الشرط مستأنفة، «لما» حرف وجوب لوجوب، وجملة «وهبنا» جواب الشرط، قوله «وكلا» : مفعول به مقدم أول، و «نبيا» مفعول ثانٍ.(2/674)
وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)
50 - {وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}
الجارَّان متعلقان بالفعل، الجار «لهم» متعلق بالمفعول الثاني، «عليًّا» نعت «لسان» .(2/674)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51)
51 - {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا}
جملة «إنه كان» حال من موسى. «نبيًا» خبر ثان لـ «كان» .(2/674)
وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52)
52 - {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}
جملة «وناديناه» معطوفة على جملة {وَكَانَ رَسُولا} ، «نجيا» حال من [ص:675] الهاء.(2/674)
وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)
53 - {وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا}
الجارَّان متعلقان بالفعل، «هارون» بدل، «نبيا» حال من «أخاه» .(2/675)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54)
54 - {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ}
جملة «إنه كان» حالية من «إسماعيل» .(2/675)
وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (55)
55 - {وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}
«عند» : ظرف مكان متعلق بخبر كان «مرضيًا» .(2/675)
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (56)
56 - {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا}
جملة «إنه كان» حال من «إدريس» .(2/675)
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)
57 - {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}
«مكانا» ظرف مكان متعلق بالفعل، وجملة «ورفعناه» معطوفة على جملة {إِنَّهُ كَانَ} .(2/675)
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)
58 - {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}
«الذين» بدل من الموصول، الجار «من النبيين» متعلق بحال من الضمير في «عليهم» ، والجار الثاني بدل من الأول، الجار «وممَّن» معطوف على «من ذرية» ويتعلق بما تعلق به، وجملة الشرط خبر «أولئك» ، وقوله «سجَّدا» : حال من الواو.(2/675)
فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59)
59 - {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [ص:676]
جملة «فخلف» مستأنفة، وجملة «أضاعوا» نعت «خلف» ، وجملة «فسوف يلقون» معطوفة على جملة «اتبعوا» .(2/675)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60)
60 - {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}
«من» اسم موصول منصوب على الاستثناء، «صالحًا» مفعول به، جملة «فأولئك يدخلون» مستأنفة، «شيئا» نائب مفعول مطلق، أي: لا يظلمون ظلمًا قليلا أو كثيرًا.(2/676)
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)
61 - {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}
«جنات» بدل من {الْجَنَّةَ} ، و «عدن» مضاف إليه، والموصول نعت لـ «جنات» والجار «بالغيب» متعلق بحال من عائد الموصول «وعدها» ، أي: وهي غائبة عنهم، جملة «إنه كان وعده مأتيا» مستأنفة.(2/676)
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62)
62 - {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلا سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}
جملة «لا يسمعون» حال من «جنات عدن» ، «سلامًا» مستثنى منقطع، وجملة «ولهم رزقُهم» معطوفة على جملة «لا يسمعون» ، «بكرة» ظرف متعلق بالاستقرار السابق الذي تعلق به خبر «رزقهم» .(2/676)
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63)
63 - {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا}
«تلك الجنة» : مبتدأ وبدل، والموصول خبر المبتدأ، الجار «من عبادنا» متعلق بحال مِنْ «مَنْ» التالية.(2/676)
وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64)
64 - {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ [ص:677] نَسِيًّا}
جملة «وما نتنزل» مستأنفة، الجار «بأمر» متعلق بالفعل، «بين» ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «له ما بين أيدينا» حال من «ربك» .(2/676)
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65)
65 - {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}
«رب» بدل من {رَبِّكَ} ، جملة «فاعبدْه» مستأنفة، وكذا جملة «هل تعلم» .(2/677)
وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66)
66 - {وَيَقُولُ الإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا}
جملة «ويقول» مستأنفة، «ما» بعد «إذا» زائدة، و «إذا» : ظرفية شرطية متعلقة بفعل مقدر مدلول عليه بقوله «لسوف أُخْرَج» تقديره: إذا متُّ أبعث، ولا يتعلق بـ «أخرج» ؛ لأن ما بعد اللام لا يعمل فيما قبلها، وجملة «لسوف أخرج» تفسيرية للفعل المقدر، واللام للتوكيد.(2/677)
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)
67 - {أَوَلا يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}
جملة «أوَلا يَذْكر» معطوفة على جملة «يقول الإنسان» المتقدمة، والمصدر «أنَّا خلقناه» مفعول به، جملة «ولم يك» حالية من الهاء في «خلقناه» ، «يك» فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف.(2/677)
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68)
68 - {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا}
قوله «فَوَرَبِّك» : الفاء مستأنفة، والواو حرف قسم وجر، «ربك» : اسم مجرور متعلق بأقسم المحذوف، «الشياطين» اسم معطوف على الهاء، «جثيا» [ص:678] حال من الهاء.(2/677)
ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69)
69 - {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا}
قوله «أيُّهم أشد» : اسم موصول مبني على الضم في محل نصب مفعول به، «أشد» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو، وجملة «هو أشد» صلة الموصول. والجار متعلق بـ «عِتِيًّا» ، و «عِتِيًّا» تمييز.(2/678)
ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70)
70 - {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا}
قوله «لنحن» : اللام واقعة في جواب القسم المتقدم، الجار «بها» متعلق بـ «أولى» ، «صِلِيًّا» تمييز، وجملة «ثم لنحن أعلم» معطوفة على جملة «ننزعَنَّ» .(2/678)
وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71)
71 - {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}
الواو مستأنفة، «إنْ» نافية، الجار «منكم» متعلق بصفة لمبتدأ محذوف، أي: وإن أحد كائن منكم، «إلا» للحصر، «واردها» خبر المبتدأ، وجملة «كان» مستأنفة.(2/678)
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)
72 - {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}
«جِثِيًّا» حال من «الظالمين» .(2/678)
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا (73)
73 - {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا}
جملة الشرط مستأنفة، «أيُّ» : اسم استفهام [ص:679] مبتدأ، و «خير» خبر، «مقامًا» تمييز.(2/678)
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا (74)
74 - {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا}
«كم» خبرية مفعول مقدم، الجار «من قرن» متعلق بصفة لـ «كَمْ» ، وجملة «هم أحسن» نعت لـ «قرن» ، وجُمِع الضمير حملا على معناه، «أثاثا» تمييز.(2/679)
قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا (75)
75 - {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا}
«من» : اسم شرط مبتدأ، والجار «في الضَّلالة» متعلق بالخبر، وجملة «فلْيَمْدُد» جواب الشرط، واللام لام الأمر الجازمة، «حتى» : ابتدائية، وجملة الشرط مستأنفة، «ما» : اسم موصول مفعول به، «إمَّا» حرف تفصيل، «العذاب» بدل من «ما» ، وجملة «فسيعلمون» جواب الشرط، «مكانًا» تمييز.(2/679)
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76)
76 - {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا}
مفعولا «يزيد» : الموصول و «هدى» ، وجملة «يزيد» مستأنفة، وجملة «والباقيات الصالحات خير» معطوفة على المستأنفة.(2/679)
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77)
77 - {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا}
قوله «أفرأيت» : الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، جملة القسم وجوابه [ص:680] مقول القول، وجملة «لأوتَيَنَّ» جواب القسم، «مالا» : مفعول ثان.(2/679)
أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (78)
78 - {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}
«الغيب» : مفعول به، من قولهم: «اطَّلَعَ فُلانٌ الجبلَ» ، أي: ارتقى أعلاه. «أم» عاطفة، وجملة: «أَطَّلَع» مفعول ثان لـ «أرأيت» .(2/680)
كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (79)
79 - {كَلا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا}
«كلا» حرف ردع وزجر، «ما» موصول مفعول به، «مدًا» مفعول مطلق، والجارَّان متعلقان بـ «نَمُدَّ» .(2/680)
وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (80)
80 - {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا}
«ما» : بدل اشتمال من الضمير في «نَرِثُه» ، و «فَرْدًا» حال من الضمير «نا» .(2/680)
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81)
81 - {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا}
الجار «من دون» متعلق بالمفعول الثاني، الجار «لهم» متعلق بحال من «عِزًّا» .(2/680)
كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (82)
82 - {كَلا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا}
الجار «عليهم» متعلق بحال من «ضِدًّا» ، ووحَّدَ «ضدًّا» وإن كان خبرًا عن جمع؛ لأنه مصدر في الأصل، والمصدر موحَّد مذكَّر.(2/680)
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83)
83 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولي رأى، وجملة «تَؤُزُّهُم» [ص:681] حال من «الشياطين» .(2/680)
فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84)
84 - {فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ}
جملة «فلا تَعْجَل» معطوفة على جملة {أَرْسَلْنَا} .(2/681)
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85)
85 - {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}
«يوم» ظرف متعلق بـ {نَعُدُّ} ، «وفدًا» حال من «المتقين» .(2/681)
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)
86 - {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا}
«وردًا» حال من «المجرمين» .(2/681)
لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (87)
87 - {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}
جملة «لا يملكون» حال ثانية من {الْمُجْرِمِينَ} . «مَن» موصول مستثنى، الظرف «عند» متعلق بالمفعول الثاني المحذوف.(2/681)
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)
88 - {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا}
المفعول الأول لـ «اتخذ» مقدَّر أي: عيسى.(2/681)
لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89)
89 - {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا}
القسم وجوابه جملة مستأنفة، «إدًّا» نعت.(2/681)
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)
90 - {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}
«هَدًّا» نائب مفعول مطلق، وهو مرادف لعامله في المعنى.(2/681)
أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91)
91 - {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}
«أن» حرف مصدري، والمصدر المؤول على نزع الخافض: [ص:682] اللام.(2/681)
وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)
92 - {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}
جملة «وما ينبغي» مستأنفة، والمصدر المؤول فاعل «ينبغي» ، والفعل «ينبغي» يتعدى باللام.(2/682)
إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)
93 - {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}
«إن» نافية «كل» مبتدأ، «مَن» اسم موصول مضاف إليه، «إلا» للحصر، «آتي» خبر «كل» ، «عبدا» حال من الضمير في «آتي» ، والجملة مستأنفة.(2/682)
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)
94 - {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا}
جملة «لقد أحصاهم» جواب القسم، والقسم وجوابه جملة مستأنفة.(2/682)
وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)
95 - {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}
جملة «وكلهم آتيه» معطوفة على جواب القسم السابق، «فردا» حال من الضمير في «آتيه» .(2/682)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)
96 - {سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ}
الجار «لهم» متعلق بالمفعول الثاني المقدر لجعل.(2/682)
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)
97 - {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ}
جملة «فإنما يسَّرناه» مستأنفة، والمصدر المجرور «لتبشِّر» متعلق بـ «يسَّرناه» .(2/682)
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)
98 - {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ} [ص:683]
قوله «وكم» : الواو مستأنفة، «كم» خبرية مفعول به مقدم، والجار «من قرن» متعلق بصفة لـ «كم» ، جملة «هل تحس» مستأنفة، والجار «منهم» متعلق بحال من «أحد» ، و «مِن» الثانية زائدة، «أحد» مفعول «تحس» .(2/682)
سورة طه(2/684)
مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)
2 - {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}
جملة «تشقى» صلة الموصول الحرفي، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «أنزلنا» .(2/684)
إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3)
3 - {إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}
«إلا» للحصر، «تذكرة» مفعول لأجله، ووجب مجيء الأول مع اللام لاختلاف الفاعل، ففاعل الإنزال الله -سبحانه-، وفاعل {لِتَشْقَى} الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أمَّا «تذكرةً» فقد استكمل شروط النصب على المفعول لأجله.(2/684)
تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)
4 - {تَنْزِيلا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى}
«تنزيلا» : مفعول مطلق لعامل محذوف، أي: نزلناه تنزيلا الجار «ممَّن» متعلق بنعت لـ «تنزيلا» ، وهو مؤلف مِنْ «مِنْ» الجارة، و «مَنْ» الموصولة.(2/684)
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)
5 - {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}
جملة «استوى» خبر "الرحمن. والجار متعلق بالفعل.(2/684)
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى (6)
6 - {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}
الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «له ما في السماوات» خبر ثانٍ للرحمن في الآية السابقة.(2/684)
وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)
7 - {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}
قوله "وأَخفَى: «اسم معطوف على» السِّر"، وهو أفعل تفضيل.(2/685)
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)
8 - {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
«الله» : مبتدأ، وجملة التنزيه خبر، «إلا» للحصر، «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة «له الأسماء» خبر ثانٍ.(2/685)
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)
9 - {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}
جملة «وهل أتاك» مستأنفة.(2/685)
إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)
10 - {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى}
«إذْ» : اسم ظرفي بدل اشتمال من {حَدِيثُ} ، جملة «لَعَلِّي آتيكم» مستأنفة في حيز القول، جملة «أوْ أَجِدُ» معطوفة على المفرد «آتيكم» .(2/685)
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11)
11 - {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «نُودِيَ» جواب الشرط، ونائب الفاعل ضمير يعود على مصدر الفعل.(2/685)
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)
12 - {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى}
«أنَا» توكيد للياء في «إِنِّي» ، و «ربُّك» خبر «إنَّ» ، وجملة «فاخلع» مستأنفة، «طوى» : بدل من «الوادي» .(2/685)
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)
13 - {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} [ص:686]
جملة «وأنا اختَرْتُك» معطوفة على جملة {إِنَّكَ بِالْوَادِ} . جملة «فاستمِع» معطوفة على جملة «اخترتك» .(2/685)
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)
14 - {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}
«أنَا» توكيد للياء، والجلالة خبر إن، وجملة التنزيه خبر ثانٍ لـ «إنَّ» ، و «إلا أَنَّا» : «إلا» للحصر، «أنا» : بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف. جملة «فاعبدني» معطوفة على جملة «إنني أنا الله» .(2/686)
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)
15 - {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}
جملة «أكاد» خبر ثانٍ لـ «إنَّ» ، والمصدر المؤول المجرور «لِتُجْزَى» متعلق بـ «أُخفيها» ، والباء في «بما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «تجزى» .(2/686)
فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)
16 - {فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى}
قوله «فلا يَصُدَّنك» : الفاء مستأنفة، «لا» ناهية، وفعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم، والنون للتوكيد، والكاف مفعول به، «مَن» اسم موصول فاعل. قوله «فَتَرْدَى» : الفاء سببية، وفعل مضارع منصوب بـ «أنْ» مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر مُتَصَيَّد من الكلام السابق، أي: لا يكن صَدٌّ فَتَرَدٍّ.(2/686)
وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)
17 - {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}
قوله «وما تلك» : الواو مستأنفة، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «تلك» اسم [ص:687] استفهام خبر، والجار متعلق بحال من الإشارة، وجملة «يا موسى» استئنافية في سياق الاستفهام.(2/686)
قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)
18 - {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}
جملة «أتَوَكَّأُ» خبر ثانٍ، وجملة «ولي فيها مآربُ» معطوفة على جملة «أهشُّ» ، والجار «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر.(2/687)
قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19)
19 - {قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى}
جملة «يا موسى» مستأنفة في حيز القول.(2/687)
فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)
20 - {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}
جملة «فألقاها» مستأنفة، وجملة «فإذا هي حيَّة» معطوفة على جملة «ألقاها» ، و «إذا» فجائية، وجملة «تسعَى» نعت لـ «حية» .(2/687)
قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)
21 - {قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى}
جملة «سَنُعِيدُها» مستأنفة في حيز القول، وقوله «سِيرَتَها» : بدل اشتمال من الهاء.(2/687)
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22)
22 - {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى}
الفعل «تخرج» : مجزوم؛ لأنه واقع في جواب شرط مقدر، «بيضاء» : حال من فاعل «تخرج» . الجار «من غير» متعلق بحال ثانية من فاعل «تخرج» . «آية» : مفعول ثانٍ لفعل محذوف تقديره: جعلناها آية، والجملة المقدرة مستأنفة.(2/687)
لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23)
23 - {لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى}
المصدر المؤول «لِنُرِيَك» مجرور متعلق بـ «جعلناها» المقدر في الآية السابقة، الجار «مِن آياتنا» متعلق بصفة للمفعول الثاني المقدر في «لنريك» ، أي: لنريك شيئًا من آياتنا.(2/688)
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)
24 - {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}
جملة «إنَّهُ طَغَى» حالية من «فرعون» .(2/688)
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)
25 - {اشْرَحْ لِي صَدْرِي}
الجار «لي» متعلق بـ «اشرح» .(2/688)
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27)
27 - {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي}
الجار «من لساني» متعلق بنعت لـ «عقدة» .(2/688)
يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)
28 - {يَفْقَهُوا قَوْلِي}
«يَفْقَهُوا» فعل مضارع مجزوم؛ لأنه واقع في جواب شرط مقدر.(2/688)
وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29)
29 - {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي}
الجار «لي» متعلق بالمفعول الثاني لـ «اجْعَل» ، الجار «منْ أَهْلي» متعلق بنعت لـ «وَزِيرًا» .(2/688)
هَارُونَ أَخِي (30)
30 - {هَارُونَ أَخِي}
«هَارُونَ» بدل من {وَزِيرًا} ، و «أخي» بدل من «هارون» .(2/688)
اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31)
31 - {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [ص:689]
جملة «اشْدُد» مستأنفة.(2/688)
كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33)
33 - {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا}
«كثيرًا» : نائب مفعول مطلق، أي: تسبيحًا كثيرًا، وقوله «كَيْ نُسَبِّحَك» : كي حرف مصدري ونصب، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض اللام.(2/689)
إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35)
35 - {إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا}
الجار «بنا» متعلق بالخبر.(2/689)
قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36)
36 - {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}
«سُؤْلَكَ» : مفعول ثانٍ، والتاء نائب الفاعل في «أوتيت» هو الأول، وجملة «يا مُوسَى» معترضة بين المتعاطفين.(2/689)
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37)
37 - {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى}
الواو في «ولقد» عاطفة، وجملة القسم وجوابه معطوفة على جملة {أُوتِيتَ} السابقة، وجملة «لقد مننَّا عليك» جواب القسم، «مرة» نائب مفعول مطلق.(2/689)
إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)
38 - {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى}
«إذْ» ظرف متعلق بـ {مَنَنَّا} «ما» اسم موصول مفعول به.(2/689)
أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)
39 - {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [ص:690]
«أن» : تفسيرية للوحي في الآية السابقة، والجملة بعدها مفسرة. وجملة «يأخذه» جواب شرط مقدر، الجار «لي» متعلق بـ «عَدُوٌّ» ، وجملة «ألقيت» مستأنفة، الجار «مني» متعلق بنعت لـ «مَحَبَّةً» ، قوله «لِتُصْنَعَ» : الواو عاطفة، واللام للتعليل، والمصدر المؤول المجرور متعلق بمضمر تقديره: ولتصنع فعلتُ ذلك، وجملة «فعلتُ» المقدرة معطوفة على جملة «ألقيتُ» .(2/689)
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40)
40 - {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى}
«إذْ» : ظرف متعلق بـ {وَأَلْقَيْتُ} ، جملة «فَرَجَعْنَاكَ» مستأنفة، والمصدر «كَيْ تَقَرَّ» منصوب على نزع الخافض اللام، جملة «فلبثتَ» مستأنفة، «سنين» ظرف زمان منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم متعلق بالفعل، وكذا الجار «في أهل» ، «مدين» مضاف إليه مجرور بالفتحة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، والجار «على قدر» متعلق بحال من فاعل «جئت» ، وجملة «يا موسى» معترضة بين المتعاطفين.(2/690)
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)
41 - {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}
جملة «واصطنعتُك» معطوفة على جملة (وَجِئْتَ) .(2/690)
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42)
42 - {اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي}
«أنت» توكيد للفاعل المستتر، قوله «وأخوك» : اسم معطوف على الفاعل المستتر في «اذْهَبْ» ، الجار «بآياتي» متعلق بمحذوف حال من [ص:691] «أخُوك» وما عطف عليه.(2/690)
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)
43 - {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى}
جملة «إنه طغَى» حال من «فرعون» .(2/691)
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)
44 - {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}
جملة «لعَلَّه يتذَكر» مستأنفة.(2/691)
قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45)
45 - {قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى}
«ربَّنا» : منادى مضاف منصوب، والضمير «نَا» مضاف إليه، والمصدر «أن يفرط» مفعول «نَخافُ» ، جملة «يَطغى» صلة الموصول الحرفي، والمصدر معطوف على المصدر السابق.(2/691)
قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46)
46 - {قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}
جملة «إنني معكما» مستأنفة في حيز القول، وجملة «أسمع» خبر ثانٍ.(2/691)
فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)
47 - {فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى}
جملة «فَأَرْسِلْ» معطوفة على جملة «إنَّا رسُولا» وجملة «قد جئناك» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «والسلام على من اتبع» ، والجار «مِن ربِّك» متعلق بنعت لـ «آية» .(2/691)
إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)
48 - {إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى}
المصدر المؤول «أن العذاب ... » نائب فاعل لـ «أُوْحِيَ» .(2/691)
قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)
49 - {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}
الفاء في «فمن» رابطة لشرط مقدر، أي: إن أوحي إليكما فمَنْ ربكما؟ وجملة «فَمَنْ رَّبُّكُما» جواب شرط مقدر، وجملة {إنَّا قَدْ أُوحِيَ ... } مقول القول، وجملة «يا موسى» مستأنفة في حيز القول.(2/692)
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)
50 - {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}
«الذي» خبر المبتدأ «رَبُّنا» ، «خَلْقَهُ» مفعول به ثان.(2/692)
قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)
51 - {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى}
قوله «فما بالُ» : الفاء رابطة لجواب شرط مقدر، أي: إن كان ربُّكم كذلك فما بال؟ وهذه الجملة مقول القول، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «بال» خبر.(2/692)
قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)
52 - {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى}
الجار «في كتاب» متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر، وجملة «لا يَضِلُّ» مستأنفة في حيز القول.(2/692)
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53)
53 - {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى}
«الذي» : خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو الذي، الجار «لكم» متعلق بالفعل، الجار «مِن نباتٍ» متعلق بنعت لـ «أزواجًا» ، «شَتَّى» نعت ثانٍ، أي: متفرقة مختلفة الألوان والطعام.(2/692)
كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)
54 - {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى}
جملة «كُلُوا» مفعول به لقول محذوف، وذلك القول حال من فاعل «أخرجنا» ، أي: فأخرجنا كذا قائلين: كلوا. والجار «لأوْلي» متعلق بنعت لـ «آيات» .(2/693)
مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)
55 - {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى}
جملة «خلقناكم» مستأنفة. «تارَةً» نائب مفعول مطلق، أي: نخرجكم إخراجًا آخر.(2/693)
وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى (56)
56 - {وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا}
جملة «ولقَد أَرَيْنَاه» مستأنفة.(2/693)
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57)
57 - {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى}
جملة «يا موسى» معترضة بين المتعاطفين.(2/693)
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58)
58 - {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى}
جملة «نأتينك» جواب القسم المقدر، وجملة القسم المقدرة معطوفة على مقول القول، وجملة «فاجعلْ» جواب شرط مقدر أي: إن قبلت فاجعل، «بيننا» : ظرف مكان متعلق بالمفعول الثاني، وجملة «لا نُخْلِفُهُ» نعت لـ «مَوْعِدًا» ، «نَحْنُ» توكيد للفاعل المستتر، والضمير «أنت» معطوف على الضمير المستتر في «نُخْلفه» ، «مكانًا» بدل من «موعدًا» ، [ص:694] «سُوًى» نعت.(2/693)
قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)
59 - {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}
«يَوْمُ» خبر، والمصدر «أَنْ يُحْشَرَ» معطوف على «يومُ» .(2/694)
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى (60)
60 - {فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ}
جملة «فَتَوَلَّى» مستأنفة.(2/694)
قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى (61)
61 - {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى}
قوله «وَيْلَكُمْ» : مفعول مطلق لفعل مهمل، وجملة «لا تفتَروا» مستأنفة في حيز القول. قوله «فَيُسْحِتَكُمْ» : الفاء سببية، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، والكاف مفعول به، والمصدر المؤول معطوف على مصدر مُتصيَّد من الكلام السابق، أي: لا يكن افتراءٌ فسحتٌ، وجملة «وقد خاب» مستأنفة في حيز القول.(2/694)
فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى (62)
62 - {فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}
جملة «فَتَنَازَعُوا» مستأنفة.(2/694)
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63)
63 - {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى}
«إنْ» مخففة مهملة، ومبتدأ وخبر واللام الفارقة، جملة «يُرِيدان» نعت، والمصدر «أَن يُخْرِجَاكُمْ» مفعول به، «المثلى» نعت.(2/694)
فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64)
64 - {فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى}
«صَفًا» حال من الواو، وجملة «وقد أَفلحَ» مستأنفة في حيز القول.(2/695)
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65)
65 - {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى}
«إِمَّا» حرف تخيير، والمصدر «أن تلقي» مفعول به لفعل محذوف أي: اختر إمَّا إلقاءك أو كوننا أول، والمصدر «أن نكون» معطوف على المصدر السابق. والموصول «مَنْ» مضاف إليه.(2/695)
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)
66 - {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى}
جملة «بل أَلْقُوا» مستأنفة، ومقول القول مقدر، أي: لا ألقي أولا. وقوله «فإذا» : الفاء عاطفة، «إذا» فجائية، والجملة بعدها معطوفة على جملة «فَأَلْقَوْا» المقدرة، والتقدير: "قال: لا أُلْقِي أوَّلا بل ألقوا، فألقَوا فإذا «، ومقول القول مقدر، وجملة» فألقَوْا «المقدرة مستأنفة، والمصدر» أنَّهَا تَسْعَى" نائب فاعل.(2/695)
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67)
67 - {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى}
وجملة «فأَوْجَسَ» مستأنفة. «خِيفَةً» مفعول به، «مُوسَى» فاعل مؤخر.(2/695)
قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68)
68 - {قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى}
«أنْتَ» توكيد للكاف في «إنك» ، و «الأعلى» خبر إنَّ، وجملة «إنك أنت الأعلى» مستأنفة في حيز القول.(2/695)
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)
69 - {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ [ص:696] أَتَى}
جملة «وأَلْقِ» معطوفة على جملة {لا تَخَفْ} ، وجملة «تَلْقَفْ» جواب شرط مقدر، «إنَّ» ناسخة، «ما» موصولة اسمها، «كَيْدُ» خبر «إن» ، وجملة «ولا يُفْلِحُ» معطوفة على المستأنفة: «إنَِّمَا صَنَعُوا كيدُ» .(2/695)
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)
70 - {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى}
جملة «فَأُلْقِي» مستأنفة، «سُجَّدا» حال من السحرة، وجملة «قالوا» حال ثانية من «السحرة» .(2/696)
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)
71 - {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى}
المصدر المؤول «أَنْ آذَنَ» مضاف إليه، «أَنْ» حرف مصدري، جملة «إنه لكبيرُكم» مستأنفة، «الذي» نعت، جملة «فلأقطعَن أيديَكم» مستأنفة، وجملة «لأقطعن» جواب قسم مقدر، وقوله «ولَتَعْلَمُنَّ» : الواو عاطفة، واللام واقعة في جواب القسم، والفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنَين فاعل، والنون للتوكيد، «أَيُّنَا» : اسم استفهام مبتدأ، والضمير مضاف إليه، «أَشَدُّ» خبر، «عذابا» تمييز، «وأبقى» اسم معطوف على «أشدّ» ، وجملة «أيُّنَا أشد» مفعول به لفعل العِلْم المُعَلَّقِ.(2/696)
قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72)
72 - {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا [ص:697] تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}
قوله «والذي» : الواو عاطفة، والموصول معطوف على «ما» المتقدمة، وقوله «فاقْضِ» : الفاء مستأنفة، وفعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وجملة «أنتَ قاضٍ» صلة الموصول، وجملة «أنتَ قاضٍ» صلة الموصول، «هذه» اسم إشارة مفعول به، «الحياةَ الدُّنيا» : بدل ونعته، وجملة «إنما تَقضِي» مستأنفة في حيز القول.(2/696)
إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)
73 - {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
قوله «وما» : الواو عاطفة، «ما» اسم موصول معطوف على «خَطايانا» ، الجار «من السحر» متعلق بحال من الهاء في «عليه» ، وجملة «والله خيْرٌ» مستأنفة.(2/697)
إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (74)
74 - {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا}
جملة الشرط خبر «إنَّ» ، «مَن» اسم شرط مبتدأ، «مُجْرِمًا» : حال مِنْ فاعل «يأتِ» ، جملة «لا يموت» حال من الهاء في «له» .(2/697)
وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75)
75 - {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ}
جملة «قد عمِل» نعت لـ «مؤمنًا» ، و «مؤمنًا» حال من الهاء في «يَأتِهِ» ، وجملة «فأولئك لهم..» جواب الشرط، وجملة «لهم الدرجات» خبر المبتدأ «أولئك» .(2/697)
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (76)
76 - {جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [ص:698]
«جناتٌ» بدل من {الدَّرَجَاتُ} ، وجملة «تجري» نعت «جناتُ» ، وجملة «وذلك جزاء» مستأنفة، «مَن» اسم موصول مضاف إليه.(2/697)
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)
77 - {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى}
«أنْ» تفسيرية، والجملة بعدها مفسرة، وجملة «فاضْرِبْ» معطوفة على جملة «أَسْرِ» ، الجار «في البحر» متعلق بنعت لـ «طريقًا» ، «يَبَسًا» نعت ثانٍ، وجملة «لا تخاف» حال من ضمير «اضربْ» ، أي: اضربْ غيرَ خائف.(2/698)
فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78)
78 - {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}
جملة «فأَتْبَعَهُمْ» مستأنفة، وجملة «فغشيهم» معطوفة على جملة «أتبعَهم» ، «ما» اسم موصولة فاعل.(2/698)
وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79)
79 - {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى}
جملة «وأَضَلَّ» معطوفة على جملة {فَأَتْبَعَهُمْ} .(2/698)
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى (80)
80 - {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ}
جملة «قد أنجيناكم» جواب النداء مستأنفة، «جانب» مفعول ثانٍ للمواعدة، «الأيمن» نعت «جانب» .(2/698)
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81)
81 - {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [ص:699]
جملة «كُلُوا» مستأنفة، الجار «من طيبات» متعلق بالفعل، «ما» موصول مضاف إليه، وقوله «فَيَحِلَّ» : الفاء سببية، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق، أي: لا يكن طغيان فحلول غضبي، وجملة «ومَن يَحْلِلْ» مستأنفة.(2/698)
وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82)
82 - {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ}
جملة «وإني لَغَفَّارٌ» مستأنفة، والجار «لمن» متعلق بـ «غفَّار» .(2/699)
وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى (83)
83 - {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى}
«وما أَعْجَلَكَ» الواو مستأنفة، «ما» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «أَعْجَلك» خبر، وجملة «يا موسى» مستأنفة في سياق الاستفهام.(2/699)
قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)
84 - {قَالَ هُمْ أُولاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}
«هُمْ أُولاءِ» مبتدأ، و «أُولاءِ» اسم إشارة مفعول لفعل محذوف، أي: أعني هؤلاء، الجار «على أثَرِي» متعلق بالخبر، وجملة «أعني أولاء» اعتراضية، وجملة «رَبِّ» معترضة، والمصدر «لترضى» مجرور متعلق بـ «عَجِلْتُ» .(2/699)
قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)
85 - {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ}
مقول القول مقدر، أي: لا تنتظر قومك فإنَّا، وجملة «فإنَّا قَد فَتَنَّا» معطوفة على المقول المقدر، وجملة «وأضَلَّهم السَّامري» معطوفة على جملة «فتنَّا» .(2/699)
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86)
86 - {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا [ص:700] أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي}
«غضبانَ أسفًا» : حالان من موسى، «يَا قَوْمِ» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، وجملة «فطال» معطوفة على جملة «ألم يَعِدْكم» ، وجملة «أَرَدتم» معطوفة على جملة «طال» ، وجملة «فأخلفتم» معطوفة على جملة «أردتم» .(2/699)
قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)
87 - {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}
الجار «بمَلْكِنَا» متعلق بـ «أخلف» ، وجملة «ولكنَّا حُمِّلْنَا» معطوفة على «ما أخلفنا» ، الجار «مِن زِينة» متعلق بنعت لـ «أَوْزَارًا» ، وجملة «فقذفناها» معطوفة على جملة «حُمِّلنا» ، وجملة «أَلْقَى» مستأنفة، وقوله «فكذلك» : الفاء مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، واسم الإشارة مضاف إليه، والتقدير: أَلْقَى السامري إلقاءً مثلَ ذلك الإلقاء.(2/700)
فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)
88 - {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}
جملة «فأخرجَ» معطوفة على جملة {أَلْقَى} ، «جسدا» نعت، وجملة «لَهُ خُوَارٌ» نعت ثانٍ، وجملة «فَنَسِي» معطوفة على مقول القول.(2/700)
أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89)
89 - {أَفَلا يَرَوْنَ أَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا}
جملة «أَفَلا يَرَوْنَ» مستأنفة، «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «لا يَرْجِعُ» خبر «أن» ، والمصدر سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «يرون» ، الجار [ص:701] «لهم» متعلق بمحذوف حال من «ضَرًّا» .(2/700)
وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90)
90 - {وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي}
جملة «ولقد قال لهم هارونُ» مستأنفة، وجملة «لقد قال» جواب القسم، وجملة «إنَّمَا فُتِنْتُم» جواب النداء مستأنفة، وجملة «وإنَّ ربَّكم الرحمنُ» معطوفة على جملة «إنما فتنتم» ، وجملة «فاتَّبِعُونِي» معطوفة على جملة «إن ربكم الرحمن» .(2/701)
قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91)
91 - {قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}
«نبرحَ» فعل مضارع ناسخ منصوب، «عاكفين» خبر «نبرح» ، والمصدر المؤول (حتى أن يرجع) ، مجرور متعلق بـ «عاكفين» .(2/701)
قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92)
92 - {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا}
«ما» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «منَعَك» خبر، «إذْ» ظرف زمان متعلق بـ «منع» ، وجملة «رأيتَهم» مضاف إليه، وجملة «ضَلُّوا» مفعول ثانٍ.(2/701)
أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)
93 - {أَلا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي}
«ألا» : أنْ ناصبة، لا زائدة، والمصدر مفعول ثانٍ لـ «منع» ، أي: ما منعك اتباعي؟ و «منع» يتعدى بنفسه وبـ «مِن» نحو: منعتُه النومَ، ومِن النوم، وجملة «تتبعن» صلة الموصول الحرفي، وجملة «أفعصَيت» معطوفة على جملة «تتبعن» .(2/701)
قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)
94 - {قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}
«يا ابْنَ أُمَّ» : يا أداة نداء، «ابن» : منادى مضاف، «أُمَّ» مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا، ثم حذفت تخفيفا، جملة «إني خشِيت» مستأنفة في حيز القول، والمصدر «أن تقُول» مفعول به.(2/702)
قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)
95 - {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}
مقول القول مقدر، أي: قال: هذا كلام أخي، وجملة «فما خَطْبُك» معطوفة على مقول القول، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «وخطبُك» خبر.(2/702)
قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)
96 - {قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي}
الجار «بما» متعلق بـ «بَصُرْتُ» ، الجار «مِن أثر» متعلق بنعت لـ «قبضة» ، وقوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، أي: سوَّلتْ لي تسويلا مثلَ ذلك التسويل، وجملة «سوَّلتْ» مستأنفة.(2/702)
قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97)
97 - {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ}
جملة «فاذهبْ» جواب شرط مقدر، أي: إن تكفر فاذهب، وجملة «فإن لك..» معطوفة على جملة «اذهب» . والمصدر «أنْ تقُول» اسم إن، الجار «لك» متعلق بالخبر، الجار «في الحياة» متعلق بحال من الكاف، «لا» [ص:703] نافية للجنس، واسمها والخبر محذوف، تقديره: موجود، وجملة «لن تُخْلفَه» نعت «موعدًا» ، «عاكفًا» خبر ظلَّ، وجملة «لَنُحَرِّقَنَّهُ» جواب القسم، والقسم وجوابه جملة مستأنفة.(2/702)
إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)
98 - {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}
«إنَّمَا» كافة ومكفوفة ومبتدأ وخبر، «الذي» نعت «إلهُكم» ، وجملة التنزيه صلة، «إلا» للحصر، «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة «وَسِعَ» مستأنفة، «علمًا» تمييز.(2/703)
كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99)
99 - {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا}
الكاف نائب مفعول مطلق، «ذلك» مضاف إليه، أي: نَقُصُّ عليك قصصًا مثل ذلك القصص، والجارَّان متعلقان بالفعل، وجملة «نقصُّ» مستأنفة، «ذكرًا» : مفعول ثانٍ.(2/703)
مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100)
100 - {مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا}
«مَنْ» اسم شرط مبتدأ، وجملة الشرط نعت لـ {ذِكْرًا} ، وجملة «فإنه يحمل» جواب الشرط في محل جزم.(2/703)
خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)
101 - {خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلا}
«خالدين» حال من فاعل {يَحْمِلُ} ، وجاء بلفظ الجمع مراعاة لمعنى «مَن» المتقدمة، وحمل أولا على لفظها، فأفرد الضمير، والجار متعلق بـ «خالدين.» قوله «وَسَاء» : الواو عاطفة، «ساء» فعل ماض فاعله ضمير هو، [ص:704] أي: وساء الحمل، الجار «لَهُم» متعلق بحال من «حملا» ، «حملا» تمييز، فَسَّر ضمير «ساء» ، والمخصوص بالذم محذوف تقديره: وِزْرُهُم، أي: وساء الحِمل حِملا وِزْرُهُم، وجملة «وساء» ، معطوفة على المفرد «خالدين» .(2/703)
يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102)
102 - {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا}
«يَوم» بدل من {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، الجار «في الصور» نائب فاعل متعلق بـ «يُنفَخ» ، «زُرْقًا» حال من «المجرمين» ، والتنوين في «يَوْمَئِذٍ» للتعويض عن جملة.(2/704)
يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103)
103 - {يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا عَشْرًا}
جملة «يَتخافتُون» حال ثانية من {الْمُجْرِمِينَ} ، «إنْ» نافية، «عَشْرًا» ظرف زمان متعلق بـ «لَبِثتُم» ، وجملة «إنْ لبثتم» مقول القول لقول محذوف حال من الواو، والتقدير: قائلين، وحذف التاء مِنْ «عَشرًا» ؛ لأنَّ مميزه الليالي.(2/704)
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104)
104 - {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا يَوْمًا}
جملة «نحنُ أَعلمُ» مستأنفة، والباء جارَّة، «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «أعلم» ، «إذْ» ظرف متعلق بـ «أعلم» ، «طَرِيقةً» تمييز، «إنْ» نافية، «يومًا» ظرف متعلق بالفعل.(2/704)
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105)
105 - {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}
جملة «فَقُلْ» معطوفة على جملة «ويسألونك» .(2/704)
فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106)
106 - {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا} [ص:705]
جملة «فَيَذَرُهَا» معطوفة على جملة {يَنْسِفُهَا} ، «قاعًا» حال من الضمير الهاء، «صَفْصَفًا» : حال ثانية.(2/704)
لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)
107 - {لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا}
جملة «لا تَرَى» حال ثالثة من الهاء في {فَيَذَرُهَا} .(2/705)
يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108)
108 - {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا}
جملة «يتَّبعون» مستأنفة، وجملة «لا عِوَجَ له» حال من الداعي، وجملة «وخشَعتِ الأصوات» معطوفة على جملة «يتبعون» ، وجملة «فلا تَسمعُ» معطوفة على جملة «خشَعت» .(2/705)
يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)
109 - {يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ}
«يومَئذ» متعلق بـ «تنفع» ، وجملة «لا تنفعُ» مستأنفة، «مَن» اسم موصول مفعول به.(2/705)
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)
110 - {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}
جملة «يَعلمُ» مستأنفة، وجملة «ولا يحيطون» حال من الهاء في «خلفهم» . «علمًا» نائب مفعول مطلق؛ مصدر مرادف لعامله.(2/705)
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)
111 - {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}
جملة «وعَنَتِ الْوُجُوهُ» مستأنفة، وكذا جملة «وقد خاب» .(2/705)
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)
112 - {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا} [ص:706]
جملة «ومَن يعملْ» مستأنفة، وجملة «وهو مؤمن» حال من فاعل «يعملْ» ، وجملة «فلا يخاف» خبر لمبتدأ محذوف، أي: فهو لا يخاف، وجملة «فهو لا يخاف» جواب الشرط، ولا يجوز أن تكون جملة «فلا يخاف» جوابا؛ لأن المضارع المقترن بـ «لا» لا تلحقُه الفاء. والجار «مِن الصالحات» متعلق بنعت لمنعوت محذوف، أي: شيئًا كائنًا من الصالحات.(2/705)
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)
113 - {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}
قوله «وكذلك» : الواو عاطفة، والكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، أي: أنزلناه إنزالا مثلَ ذلك الإنزالِ، وجملة «أنزلناه» مستأنفة، وقوله «قرآنًا» : حال، وجاز مجيء الحال جامدة لأنها موصوفة، وجملة «لعلهم يتقون» مستأنفة.(2/706)
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)
114 - {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
جملة «فَتَعَالَى الله» معطوفة على جملة {أَنْزَلْنَاهُ} ، «الملك الحق» نعتان للجلالة، وجملة «رَبِّ زِدْنِي عِلْما» مقول القول، و «علمًا» مفعول ثانٍ.(2/706)
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)
115 - {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}
الجار «لَهُ» متعلق بالفعل، وجملة «وَلَمْ نَجِدْ» معطوفة على جملة «نَسي» .(2/706)
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى (116)
116 - {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى}
«وَإِذْ» : الواو مستأنفة، «إذ» مفعول لـ «اذْكُرْ» مقدرًا، وجملة «أَبَى» مستأنفة.(2/707)
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)
117 - {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}
جملة «فَقُلْنَا» مستأنفة، قوله «وَلِزَوْجِكَ» : معطوف على الكاف في «لك» متعلق بما تعلَّقت به، وجملة «فلا يخرجنَّكما» معطوفة على جملة «إن هذا عدو» ، والفاء في «فتشقى» للسببية، وقوله «فَتَشْقَى» : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق، أي: لا يكن إخراج منه لكما فشقاء لك.(2/707)
إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118)
118 - {إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى}
المصدر المؤول «ألا تجوع» اسم إن، والجار «لك» متعلق بالفعل.(2/707)
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119)
119 - {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}
المصدر «وأنك لا تظمأ» معطوف على المصدر السابق في محل نصب.(2/707)
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)
120 - {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى}
جملة «فَوَسْوَسَ» مستأنفة، وجملة «قال» تفسيرية للوسوسة، جملة «لا يَبْلى» نعت لـ «مُلْكٍ» .(2/707)
فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121)
121 - {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ [ص:708] وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}
الجار «عليهما» متعلق بـ «أعني» مقدرًا، وجملة «يخصفان» خبر «طفق» ، وجملة «وعَصَى» مستأنفة.(2/707)
ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)
122 - {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ}
جملة «اجْتَبَاهُ» معطوفة على جملة {وَعَصَى} .(2/708)
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123)
123 - {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}
«جميعا» حال من فاعل «اهبطا» ، والجار متعلق بـ «عَدُو» ، وجملة «بعضكم لبعض عدو» حال ثانية من فاعل «اهْبِطَا» ، وجملة «فإما يَأْتِيَنَّكُم مني هُدًى» معطوفة على مقول القول. وجملة «مَن اتَّبَعَ هُدَايَ» جواب الشرط الأول، وجملة «لا يَضِلُّ» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، وجملة «فهو لا يضل» جواب الشرط الثاني.(2/708)
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
124 - {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
جملة «ونَحْشُرُهُ» مستأنفة، وقوله «أعمى» : حال من الهاء في «نحشره» .(2/708)
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)
125 - {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا}
«لِمَ» : اللام جارة، و «ما» اسم استفهام في محل جر، وحُذِفت ألفه لسَبْقه بالجار تخفيفا. «أعمى» حال من الياء، وجملة «وقد كنت بصيرا» حال ثانية من الياء في «حشرتني» .(2/708)
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)
126 - {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}
قوله «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه أي: أتتك إتيانًا مثل ذلك الإتيان، وجملة «أتتك» مقول القول، وجملة «تُنْسَى» معطوفة على جملة «نسيتُها» .(2/709)
وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)
127 - {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى}
جملة «نَجْزِي» معطوفة على جملة {تُنْسَى} ، وجملة «ولَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ» مستأنفة، واللام للتأكيد.(2/709)
أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (128)
128 - {أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى}
فاعل «يَهْدِ» مقدَّر دل عليه الفعل أي: الهدى. «كم» خبرية مفعول به، الجار «مِنَ الْقُرُونِ» متعلق بمحذوف نعت لـ «كم» ، وجملة «يمشون» حالية من الهاء في «لهم» ، وجملة «أَهْلَكْنَا» مفعول به لـ «يَهْدِ» المعلَّق بـ «كم» المتضمِّن معنى العلم، والجار «لأولِي» متعلق بنعت «لآيَاتٍ» .(2/709)
وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (129)
129 - {وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى}
جملة «ولَوْلا كَلِمَةٌ» مستأنفة، «لولا» حرف امتناع لوجود، و «كلمة» مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود، «لِزَامًا» خبر كان، واسمها ضمير الإهلاك، وقوله «وأَجَلٌ» : معطوف على «كلمة» .(2/709)
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130)
130 - {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ [ص:710] اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}
جملة «فَاصْبِرْ» مستأنفة، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «اصبِرْ» ، والجار «بِحَمْدِ» متعلق بحال من فاعل «سَبِّحْ» ، وقوله «ومِن آنَاءِ الَّليْلِ» : الواو عاطفة، والجار متعلق بـ «سَبِّحْ» ، والفاء زائدة، و «أَطْرَافَ» : اسم معطوف على محل «مِنْ آناء» ومتعلق بما تعلق به، وجملة «لَعَلَّكَ تَرْضَى» مستأنفة.(2/709)
وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)
131 - {وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
«أزواجًا» مفعول به، «زَهْرَةَ» بدل من «أزواجًا» على تقدير: جعلهم نفس الزهرة. والمصدر المؤول المجرور «لِنَفْتِنَهُمْ» متعلق بـ «مَتَّعْنَا» ، وجملة «ورِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ» مستأنفة.(2/710)
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)
132 - {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}
جملة «لا نَسْأَلُكَ» مستأنفة، وكذا جملة «نَحْنُ نَرْزُقُكَ» ، وجملة «وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى» .(2/710)
وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى (133)
133 - {وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى}
«لولا» حرف تحضيض، والجار «مِن ربِّهِ» متعلق بنعت لـ «آية» ، وجملة «لَوْلا يَأْتِينَا» مقول القول، وجملة «أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ» مستأنفة، «ما» اسم موصول مضاف إليه.(2/710)
وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى (134)
134 - {وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى}
قوله: «وَلَوْ أَنَّا» الواو مستأنفة، «لو» حرف امتناع لامتناع، والمصدر المؤول فاعل بـ «ثبت» مقدرًا، وجملة «ولو ثبت أنَّا» مستأنفة، والجار «من قبله» متعلق بنعت لـ «عذاب» ، «لولا» حرف تحضيض، والفاء سببية، و «نَتَّبِعَ» فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيَّد من الكلام السابق أي: لولا إرسال منك فاتباع منا.(2/711)
قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى (135)
135 - {قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى}
التنوين في «كُلٌّ» للتعويض عن مفرد أي: كل أحد، وجملة «فَتَرَبَّصُوا» معطوفة على جملة «كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ» ، وجملة «فستعلمون» مستأنفة، وجملة «مَنْ أصْحَابُ» مفعول به لفعل العلم المعلَّق بالاستفهام، «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، و «أصحاب» خبره، وجملة «مَنِ اهْتَدَى» معطوفة على جملة «مَنْ أصْحَابُ» .(2/711)
سورة الأنبياء(2/712)
اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)
1 - {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}
الجار «في غَفْلَةٍ» متعلق بالخبر المقدر، «مُعْرِضُونَ» خبر ثان، وجملة «وَهُمْ في غَفْلَةٍ» حالية من «النَّاسِ» .(2/712)
مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)
2 - {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}
جملة «ما يأتِيهِم من ذِكْرٍ» مستأنفة، و «ذِكْرٍ» فاعل، «من» زائدة. الجار «من ربِّهِم» متعلق بنعت لـ «ذِكرِ» ، «مُحْدَثٍ» نعت لـ «ذكر» ، جملة «اسْتَمَعُوهُ» حال من مفعول «يأتيهم» ، جملة «وَهُمْ يلْعَبُونَ» حال من فاعل «استمعوه» .(2/712)
لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)
3 - {لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}
«لاهِيَةً» حال من فاعل «يلعبون» ، و «قُلوبُهم» فاعل بـ «لاهية» ، «الذين» بدل من الواو في «أَسَرُّوا» ، «بَشَرٌ» خبر «هذا» ، و «إلا» للحصر، «مِثْلُكُمْ» نعت لـ «بَشَر» ، ولم يستفد تعريفًا من الإضافة؛ لأنه مستغرق في الإبهام، وجملة «هل هذا إلا بَشَرٌ» مقول القول لقولٍ محذوف هو حال من الواو أي: قائلين. جملة «وأنتم تُبْصِرُونَ» حالية من الواو في «تَأْتُونَ» ، وجملة «أَفَتَأْتُونَ» معطوفة على مقول القول.(2/712)
قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)
4 - {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [ص:713]
الجار «في السَّماءِ» متعلق بحال من القول، وجملة «وهو السَّمِيعُ» معطوفة على جملة «رَبِّي يعلمُ» و «العَليمُ» خبر ثان.(2/712)
بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (5)
5 - {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ}
«بل» حرف إضراب، «أَضْغَاثُ» خبر لمبتدأ محذوف، والفاء في قوله «فَلْيَأْتِنَا» رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن كان صادقًا فليأتنا، واللام لام الأمر، و «يأتِنا» فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية أي: فليأتنا إتيانًا مثل إرسال الأولين. وجملة «أُرْسِلَ» صلة الموصول الحرفي.(2/713)
مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ (6)
6 - {مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ}
«قَرْيَةٍ» فاعل، و «مِنْ» زائدة. جملة «أَهْلَكْنَاهَا» نعت، وجملة «أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ» معطوفة على جملة «آمَنَتْ» .(2/713)
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (7)
7 - {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
«رِجَالا» مفعول به، و «إلا» للحصر، وجملة «نُوحِي» نعت، وجملة «فَاسْأَلُوا» مستأنفة، وجملة «إنْ كُنْتُم» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.(2/713)
وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ (8)
8 - {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ}
«جَسَدًا» مفعول ثان، وجملة «لا يَأْكُلُونَ» نعت، [ص:714] وجملة «وما كانوا» معطوفة على جملة «ما جعلناهم» .(2/713)
ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)
9 - {ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ}
«الوَعْدَ» مفعول ثان، «مَنْ» اسم موصول معطوف على الهاء في «أنجيناهم» ، وجملة «وَأَهْلَكْنَا» معطوفة على جملة «أنجيناهم» .(2/714)
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)
10 - {لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ}
جملة «لَقَدْ أَنزلْنَا» جواب القسم، وجملة القسم المقدرة مستأنفة، جملة «فيه ذِكْرُكُمْ» نعت لـ «كتابًا» ، وجملة «تعقلون» مستأنفة.(2/714)
وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11)
11 - {وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ}
«كَمْ» خبرية مفعول به مقدم، والجار «مِنْ قَرْيَةٍ» متعلق بنعت لـ «كَمْ» ، وجملة «كانت» نعت لـ «قَرْيَةٍ» ، «آخَرِينَ» نعت «قَوْمًا» .(2/714)
فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12)
12 - {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ}
جملة «فَلَمَّا أَحَسُّوا» معطوفة على جملة {قَصَمْنَا} ، وجواب الشرط جملة «إذا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ» ، و «إذا» فجائية، الجار «مِنْها» متعلق بالفعل.(2/714)
لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13)
13 - {لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ}
جملة «لا تَرْكُضُوا» مقول القول لقولٍ مقدر، «ما» موصول اسمي في محل جر متعلق بـ «ارْجِعُوا» ، و «مَسَاكِنِكُم» اسم معطوف على «ما» ، وجملة «لَعَلَّكُمْ تُسْألُونَ» مستأنفة.(2/714)
قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)
14 - {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
«يَا وَيْلَنَا» : منادى مضاف منصوب، وجملته مقول القول، وجملة «إنَّا كُنَّا ظَالِمِين» جواب النداء مستأنفة.(2/715)
فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)
15 - {فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ}
«دَعْوَاهُمْ» خبر «ما زال» ، «حتى» حرف غاية وجر، والمصدر «أن جعلناهم» مجرور متعلق بالمصدر (دَعْوَاهُم) ، «حصيدا» مفعول ثان، «وخامِدِين» من باب تعدد المفعول به؛ لأن أصل المفعولين مبتدأ وخبر، و «حَصِيدًا» بمعنى محصودين، والتقدير: مثل حصيد، ولذلك لم يُجمع.(2/715)
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)
16 - {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ}
الظرف «بَيْنَهُمَا» متعلق بالصلة المقدرة، «لاعِبِينَ» : حال من الضمير «نا» في «خَلَقْنَا» .(2/715)
لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)
17 - {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، والمصدر المؤول مفعول به، «لَدُنْ» اسم ظرفي مبني على السكون في محل جر متعلق بالمفعول الثاني «اتخذناه» ، وجملة «إن كُنَّا فَاعِلِين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.(2/715)
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)
18 - {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
جملة «بَلْ نَقْذِفُ» مستأنفة. وجملة «فَيَدْمَغُهُ» معطوفة على جملة «نَقْذِفُ» ، والفاء في «فإذا» عاطفة، و «إذا» فجائية، وجملة «فإذا هو زَاهِقٌ» [ص:716] معطوفة على جملة «يَدْمَغُهُ» ، وجملة «وَلَكُمُ الْوَيْلُ» مستأنفة، وقوله «مما» : مؤلف مِن «مِنْ» الجارة، و «مَا» المصدرية، والمصدر مجرور متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر.(2/715)
وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)
19 - {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ}
جملة «وَلَهُ مَنْ» مستأنفة، والجار «له» متعلق بالخبر، و «مَنْ» موصول مبتدأ، الجار «في السَّماوَات» متعلق بالصلة المقدرة، جملة «وَمَنْ عِنْدَهُ لا يستكبرون» معطوفة على المستأنفة: «ولَهُ منْ في السَّماوات» ، والموصول «مَنْ» مبتدأ، والظرف «عنده» متعلق بالصلة، وجملة «لا يَسْتَكْبِرُونَ» خبر المبتدأ «مَنْ» .(2/716)
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)
20 - {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ}
جملة «يُسَبِّحُونَ» حال من فاعل «يَسْتَكْبِرُونَ» ، وجملة «لا يَفْتُرُونَ» حال من فاعل «يُسَبِّحُون» .(2/716)
أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21)
21 - {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ}
«أَمْ» المنقطعة بمعنى بل والهمزة، والجارّ «مِنَ الأرْضِ» متعلق بـ «اتَّخَذَ» بمعنى صنع، وجملة «هُمْ يُنْشِرُونَ» صفة لـ «آلهة» .(2/716)
لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)
22 - {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، الجار «فِيهما» متعلق بخبر «كان» ، و «آلهة» [ص:717] اسمها، وقوله «إلا الله» : صفة لآلهة، وقوله «فَسُبْحَانَ» : الفاء مستأنفة، ونائب مفعول مطلق، و «رَبِّ» بدل، وقوله «عمَّا» : مؤلف من «عن» الجارة و «ما» المصدرية، والمصدر «عن وصفهم» متعلق بالفعل المقدر نسبِّح، وجملة «يَصِفُونَ» صلة الموصول الحرفي.(2/716)
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)
23 - {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}
جملة «لا يُسْأَلُ» مستأنفة، وجملة «وهم يُسْألُونَ» معطوفة على المستأنفة.(2/717)
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (24)
24 - {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ}
«أَمْ» المنقطعة، والجار «مِنْ دُونهِ» متعلق بالمفعول الثاني، و «آلهة» المفعول الأول. «هَاتُوا» فعل أمر وفاعله. جملة «هذا ذِكْرُ» مستأنفة في حيز القول، «مَنْ» اسم موصول مضاف إليه، «مَعِيَ» ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة، «قَبْلِي» ظرف زمان متعلق بالصلة، وجملة «بَلْ أَكْثَرُهُمْ» مستأنفة، وجملة «فَهُم مُّعْرِضُونَ» معطوفة على جملة «لا يَعْلَمُونَ» .(2/717)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)
25 - {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
قوله «رَسُولٍ» : مفعول به، و «مِنْ» زائدة، وجملة «نُوحِي» حال من فاعل «أَرْسَلْنَا» و «إلا» للحصر، والمصدر المؤول مفعول «نوحي» ، «إِلا أَنَا» : أداة حصر، وبدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة التنزيه [ص:718] خبر «أَنَّ» ، وجملة «فَاعْبُدُونِ» معطوفة على جملة الخبر، والياء المقدرة في «فاعْبُدُونِ» منصوب الفعل، والنون للوقاية.(2/717)
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ (26)
26 - {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ}
المفعول الثاني لـ «اتَّخَذَ» مقدر أي: من الملائكة، «عِبادٌ» خبر لمبتدأ محذوف أي: هم، وجملة (نُسَبِّحُ سُبْحَانَهُ) مستأنفة، وكذا جملة «بل هم عباد» .(2/718)
لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)
27 - {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}
جملة «لا يَسْبِقُونَهُ» نعت ثان لـ «عِبادٌ» ، الجارّ «بالقول» متعلق بالفعل، وجملة «وهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» معطوفة على جملة «هُمْ عِبَادٌ» .(2/718)
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)
28 - {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}
جملة «يَعْلَمُ» نعت ثالث، الظرف «بَيْنَ» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «ولا يَشْفَعُونَ» معطوفة على جملة «يعلم» ، والجارّ «مِنْ خَشْيَتِهِ» متعلق بالخبر، وجملة «وهم مُّشْفِقُونَ» معطوفة على جملة «ولا يَشْفَعُونَ» .(2/718)
وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29)
29 - {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ}
جملة «وَمَن يَقُلْ» مستأنفة، الجار «مِنْهُمْ» متعلق بحال من فاعل «يَقُلْ» ، جملة «يَقُلْ» خبر المبتدأ «مَنْ» الشرطية، الجار «مِنْ دُونِهِ» متعلق بنعت لـ [ص:719] «إِلَهٌ» ، وجملة «فَذَلِكَ نَجْزِيهِ» جواب الشرط. والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، والتقدير: نجزي الظالمين جزاءً مثل ذلك الجزاء، وجملة «نجزي» مستأنفة.(2/718)
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)
30 - {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ}
جملة «أَوَلَمْ يَرَ» مستأنفة، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولي يرى، وجملة «وَجَعَلْنَا» معطوفة على جملة «فَتَقْنَا» ، وجملة «أَفَلا يُؤْمِنُونَ» مستأنفة.(2/719)
وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)
31 - {وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}
«رَوَاسِيَ» مفعول أول لـ «جَعَلْنَا» ، والجارّ «في الأرْضِ» متعلق بالمفعول الثاني، والمصدر المؤول «أَنْ تَمِيدَ» مفعول لأجله، أي: خشيةَ أن تميد، الجار «فيها» متعلق بالمفعول الثاني، «سُبُلا» بدل من «فِجَاجًا» ، وجملة «لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ» مستأنفة.(2/719)
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)
32 - {وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ}
جملة «وَهُم مُّعْرِضُونَ» مستأنفة، والجار «عن آيَاتِهَا» متعلق بالخبر.(2/719)
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33)
33 - {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}
جملة «وهو الذي» مستأنفة، وجملة «كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُون» حال من الأسماء المتقدمة، الجار «في فلك» متعلق بالفعل، وتنوين «كُلٌّ» عِوَض عن [ص:720] مفرد.(2/719)
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)
34 - {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}
جملة «وما جَعَلْنَا» مستأنفة، الجار «لِبَشَرٍ» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، الجار «مِنْ قَبْلِكَ» متعلق بنعت لـ «بَشَرٍ» . وقد اجتمع الشرط والاستفهام في قوله «أَفَإِنْ مِتَّ» ، وأُجِيبَ الشرط في قوله: «فهم الخَالِدُونَ» ، وجملة «أفإن مِتَّ» معطوفة على المستأنفة.(2/720)
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)
35 - {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}
«ذَائِقَةُ» خبر «كُلُّ» ، وجملة «وَنَبْلُوكُمْ» معطوفة على المستأنفة، وقوله «فِتْنَةً» : مفعول لأجله، وجملة «تُرْجَعُونَ» معطوفة على جملة «نبلوكم» .(2/720)
وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36)
36 - {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وقوله «إن يَّتَخِذُونَكَ» : «إن» نافية، وفعل مضارع مرفوع، وفاعله، ومفعوله الأول، ومفعوله الثاني: «هُزُوًا» . وقد خالفت «إذا» أدوات الشرط؛ إذ إن هذه الأدوات متى أُجيبت بـ «ما» أو «إنْ» النافية وجب الإتيان بالفاء نحو: إنْ درست فما أخطأت، وتقول: إذا درست ما أخطأت. وجملة «أهذا الذي» مقول القول لِقَوْلٍ مقدر، أي: يقولون. وهذا المقدر حال من فاعل «يَتَّخِذُونَكَ» أي: قائلين، وجملة «وهم بذِكْرِ الرَّحْمَنِ هم كَافِرُونَ» حالية من فاعل «يَتَّخِذُونَكَ» ، و «هم» الثانية [ص:721] توكيد للأولى، و «كافرون» خبر.(2/720)
خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)
37 - {خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ}
الجار «مِنْ عَجَلٍ» متعلق بحال من «الإنْسَان» ، وجملة «سَأُرِيكُمْ» مستأنفة، وجملة «فَلا تَسْتَعْجِلُون» معطوفة على جملة «سَأُرِيكُم» ، «لا» ناهية، وفعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة منصوب الفعل.(2/721)
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38)
38 - {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
«متى» اسم استفهام ظرف زمان متعلق بالخبر المقدر، «هذا» مبتدأ و «الوَعْدُ» بدل، وجملة الشرط مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/721)
لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (39)
39 - {لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف أي: لما استعجلوا العذاب، «حين» مفعول به لـ «علموا» وليس ظرفًا، أي: لو يعلمون وقت عدم كفِّ النار، وجملة «لا يَكُفُّونَ» مضاف إليه، وجملة «ولا هُم يُنْصَرُونَ» معطوفة على جملة «لا يَكُفُّونَ» .(2/721)
بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (40)
40 - {بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}
جملة «بَلْ تَأْتِيهِمْ» مستأنفة، «بَغْتَةً» مصدر في موضع الحال، والفاعل [ص:722] ضمير الساعة، وجملة «فَلا يَسْتَطِيعُونَ» معطوفة على جملة «تَبْهَتُهُمْ» ، وجملة «ولا هم يُنْظَرُونَ» معطوفة على جملة «لا يَسْتَطِيعُونَ» .(2/721)
وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41)
41 - {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
جملة «وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ» مستأنفة، وجملة «اسْتُهْزِئَ» جواب القسم، والجار «بِرُسُلٍ» نائب فاعل، الجار «مِنْ قَبْلِكَ» متعلق بنعت لـ «رسل» ، وجملة «فَحَاقَ» معطوفة على جملة «اسْتُهْزِئَ» ، وقوله «ما كانوا» : موصول فاعل «حَاقَ» .(2/722)
قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ (42)
42 - {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ}
«مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «يَكْلَؤُكُمْ» خبره، الجار «مِنَ الرَّحْمَنِ» متعلق بالفعل. وقوله «بَلْ هُم مُّعْرِضُونَ» : حرف إضراب، ومبتدأ، وخبر، والجار «عن ذكر» متعلق بالخبر. والجملة مستأنفة.(2/722)
أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43)
43 - {أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ}
«أَمْ» المنقطعة بمعنى بل والهمزة، وجملة «تَمْنَعُهُمْ» نعت، وجملة «لا يَسْتَطِيعُونَ» حال من فاعل «تمنعهم» وجملة «وَلا هُمْ يُصْحَبُونَ» معطوفة على جملة «لا يستطيعون» .(2/722)
بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44)
44 - {بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ}
المصدر «حتى أن طال» مجرور متعلق بـ «مَتَّعْنَا» ، وجملة «أَفَلا يَرَوْنَ» مستأنفة، والمصدر «أنَّا نَأْتي» مفعول «يَرَوْنَ» ، وجملة «نَنْقُصُهَا» حال من فاعل «نأتي» ، وجملة «أَفَهُمُ الْغَالِبُون» مستأنفة.(2/723)
قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ (45)
45 - {وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ}
جملة «ولا يسمع» مستأنفة، وجملة «يُنْذَرُونَ» مضاف إليه، و «إذا» ظرف محض، و «ما» زائدة.(2/723)
وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (46)
46 - {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}
جملة «وَلَئِن مَّسَّتْهُم» مستأنفة، الجار «مِنْ عذابٍ» متعلق بنعت لـ «نَفْحَةٌ» ، واللام واقعة في جواب القسم، وفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة، والواو المقدرة فاعل، والنون للتوكيد، وجملة «لَيَقُولُنَّ» جواب القسم، وجملة «إِنَّا كُنَّا» جواب النداء مستأنفة.(2/723)
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)
47 - {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}
الجار «لِيَوْمِ» متعلق بـ «نضع» ، وجملة «فلا تُظْلَمُ» معطوفة على جملة «نضع» ، وجملة «وإِنْ كان مِثْقَالَ» معطوفة على جملة «نضع» . قوله «وكَفَى بنا حَاسِبِين» : الواو مستأنفة، وفعل ماض، والباء زائدة، والضمير «نا» فاعل، [ص:724] و «حاسبين» تمييز.(2/723)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48)
48 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ}
جملة «ولقد آتينا» مستأنفة، «الفُرْقَانَ» مفعول ثان، الجار «لِلمُتَّقِين» متعلق بنعت لـ «ذكرًا» .(2/724)
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)
49 - {الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ}
«الذين» نعت «للمتقين» ، الجار «بِالْغَيْبِ» متعلق بحال من الفاعل، وجملة «وَهُم مُّشْفِقُونَ» معطوفة على جملة «يَخْشَوْنَ» ، والجار «مِنَ السَّاعَةِ» متعلق بالخبر «مشفقون» .(2/724)
وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (50)
50 - {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}
جملة «أنزلناهُ» نعت ثان، وجملة «أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ» معطوفة على جملة «هذا ذِكْرٌ» .(2/724)
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ (51)
51 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}
جملة «ولقد آتينا» معطوفة على جملة «لقد آتينا» في الآية (48) ، الجار «من قَبْلُ» متعلق بـ «آتَيْنَا» ، وجملة «كُنَّا» معطوفة على جملة «آتَيْنَا» .(2/724)
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52)
52 - {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ}
«إذ» ظرف متعلق بـ {آتَيْنَا} . قوله «ما هذه التَّمَاثِيلُ» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، والإشارة خبره، و «التماثيل» بدل، والموصول نعت، والجار «لها» متعلق بالخبر.(2/724)
قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)
53 - {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ}
«عَابِدِينَ» مفعول ثان، والجار «لها» متعلق بـ «عَابِدِين» .(2/725)
قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (54)
54 - {قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
«أنتم» توكيد لضمير الرفع في «كنتم» ، و «آباؤكم» معطوف على التاء، وجاز عطف الظاهر على الضمير المرفوع لوجود الفاصل، وجملة «لقد كنتم» جواب القسم لا محل لها، وجملة القسم وجوابه مقول القول.(2/725)
قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55)
55 - {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاعِبِينَ}
جملة «أَمْ أَنْتَ مِنَ الَّلاعِبِين» معطوفة على جملة «جِئْتَنَا» .(2/725)
قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (56)
56 - {قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ}
«بل» حرف إضراب، «الذي» نعت لـ «رَبُّ» ، جملة «وَأَنَا على ذَلِكُمْ من الشَّاهِدِين» معطوفة على جملة «رَبُّكُمْ رَبُّ» ، ومقول القول مقدر تقديره: لا يَصِحُّ ذلك، وجملة «بل ربُّكم ربُّ» مستأنفة في حيز القول.(2/725)
وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57)
57 - {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}
«الواو» عاطفة، و «التاء» حرف قسم وجر، والمجرور متعلق بأُقْسِمُ المقدرة، وجملة «وأقسم بالله» معطوفة على جملة {رَبُّكُمْ رَبُّ} ، وجملة «تُوَلُّوا» صلة الموصول الحرفي، والمصدر «أَنْ تُوَلُّوا» مضاف إليه، و «مُدْبِرِينَ» حال من الواو.(2/725)
فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58)
58 - {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ}
«جُذَاذًا» مفعول ثان، «إلا» أداة استثناء، «كَبيرًا» مستثنى، الجار «لهم» متعلق بنعت لـ «كبيرًا» ، وجملة «لَعَلَّهُم يَرجِعُون» مستأنفة، والجار «إليه» متعلق بـ «يرجعون» .(2/726)
قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)
59 - {قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ}
«مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، وجملة «إِنَّهُ لَمِن الظَّالمين» مستأنفة في حيز القول.(2/726)
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)
60 - {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}
جملة «يَذْكُرُهُمْ» نعت، وجملة «يُقَالُ» نعت ثان، و «إبراهيم» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.(2/726)
قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)
61 - {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ}
الفاء في «فَأْتُوا» رابطة لجواب شرط مقدر، أي: إن كان كذلك فأتوا، وهذا المقدر هو مقول القول، والجار «على أَعْيُنِ» متعلق بحال من الهاء في «به» ، وجملة «لعلهم يشهدون» مستأنفة.(2/726)
قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62)
62 - {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ}
«هذا» مفعول به، وجملة «يا إبراهيم» مستأنفة في حيز القول.(2/726)
قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)
63 - {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ}
مقول القول مقدر، أي: لم أفعلْهُ، وجملة «بل فَعَلَه» مستأنفة، وقوله [ص:727] «هذا» : نعت مؤول بمشتق، أي: المشار إليه، وجملة «فَاسْأَلوهم» معطوف على جملة «فعله كَبِيرهُم» ، وجملة «إِنْ كانوا يَنطِقُون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/726)
فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)
64 - {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ}
جملة «فَرَجعُوا» مستأنفة، و «أنتم» توكيد للكاف، و «الظالمون» خبر إن.(2/727)
ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)
65 - {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ}
جملة «لقد عَلِمْتَ» جواب القسم المقدر، وجملة القسم وجوابه مقول القول لقول مقدر حال، أي: قائلين والله لقد عَلِمْتَ. وجملة «ما هؤلاء يَنْطِقُونَ» سدَّت مسدَّ مفعولَيْ علم، وجملة «ينطقون» خبر «ما» في محل نصب.(2/727)
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66)
66 - {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ}
مقول القول مقدر، أي: أتخطئون؟ وجملة «فَتَعْبُدُونَ» معطوفة على المقول المقدر، والجار «مِنْ دُونِ» متعلق بحال من «ما» التالية، و «ما» اسم موصول مفعول به. «شيئًا» نائب مفعول مطلق، أي: نفعًا قليلا أو كثيرًا.(2/727)
أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)
67 - {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ}
«أُفٍّ» اسم فعل مضارع بمعنى: أَتَضَجَّرُ، والجار متعلق بـ «أُفٍّ» ، الجار «مِن دُونِ» متعلق بحال من [ص:728] مفعول «تعبدون» المقدر، وجملة «أف لكم» مستأنفة في حيز القول، جملة «تعقلون» مستأنفة.(2/727)
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68)
68 - {وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}
جملة «إن كنتم فاعلين» مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.(2/728)
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)
69 - {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}
«كُوني» فعل أمر ناقص، واسمه وخبره، الجار «على إبراهيم» متعلق بنعت لـ «سلامًا» .(2/728)
وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)
70 - {وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ}
«كَيْدًا» مفعول به، و «الأخسرين» مفعول ثان لـ «جعلنا» .(2/728)
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)
71 - {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}
«لُوطًا» اسم معطوف على الهاء في «نَجَّيْنَاهُ» ، «التي» نعت لـ «الأرض» ، والجارَّان متعلقان بالفعل.(2/728)
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)
72 - {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ}
الجار «له» متعلق بالفعل، «نَافِلَةً» حال من «يعقوب» . قوله «وكُلا» : الواو عاطفة، «كلا» مفعول مقدم أول، «صالحين» مفعول ثان لـ «جعلنا» .(2/728)
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)
73 - {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}
«أَئِمَّةً» مفعول ثان، وجملة «يَهْدُونَ» نعت «أئمة» ، جملة «وكانوا» [ص:729] معطوفة على جملة «أَوْحَيْنَا» .(2/728)
وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74)
74 - {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ}
قوله «وَلُوطًا» : الواو مستأنفة، «ولوطًا» مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده، وجملة الفعل المقدر مستأنفة، وجملة «آتيناه» مفسرة لها، «حُكْمًا» مفعول ثان، «التي» نعت لـ «القرية» ، جملة «إنهم كانوا» مستأنفة، «فاسقين» نعت «قوم» .(2/729)
وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)
75 - {وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}
الجار «في رحمتنا» متعلق بالفعل. جملة «إنه من الصالحين» حال من الهاء في «أدخلناه» .(2/729)
وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76)
76 - {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}
قوله «ونوحًا» : معطوف على «لوطًا» ، «إذ» اسم ظرفي بدل اشتمال من «نُوحًا» ، «وأهله» اسم معطوف على الهاء في «نجَّيناه» .(2/729)
وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (77)
77 - {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ}
تَضَمَّن الفعل «نصرناه» معنى عصمناه، فعدَّاه تعديته، «الذين» نعت لـ «القوم» ، وجملة «إنهم كانوا قَوْمَ سَوْءٍ» مستأنفة، وجملة «فأغرقناهم» معطوفة [ص:730] على جملة «كانوا» ، «أجمعين» توكيد للهاء.(2/729)
وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78)
78 - {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}
«داود» : اسم معطوف على «نوحًا» في الآية (76) ، «إذ» الأولى بدل اشتمال من «داود وسليمان» ، و «إذ» الثانية ظرف متعلق بـ «يحكمان» ، وجملة «نَفَشَتْ» مضاف إليه، وجملة «وكنا» حالية من الألف في «يحكمان» ، واللام في «لحكمهم» زائدة للتقوية، و «حكمهم» مفعول «شاهدين» ، و «شاهدين» خبر «كنا» .(2/730)
فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)
79 - {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ}
جملة «فَفَهَّمْنَاهَا» معطوفة على جملة {يَحْكُمَانِ} ، «سليمان» مفعول ثان، قوله «وكلا» : الواو معترضة، وجملة «آتينا» معترضة بين المتعاطفين، «كلا» مفعول مقدم، «حكمًا» مفعول ثان لـ «آتينا» ، «مع» ظرف مكان منصوب متعلق بالفعل، وجملة «يُسَبِّحْنَ» حال من «الجبال» ، وجملة «وكُنَّا» حالية من الضمير في «سخَّرنا» .(2/730)
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (80)
80 - {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}
«صَنْعة» مفعول ثان، الجار «لكم» متعلق بنعت لـ «لَبُوسٍ» ، والمصدر المجرور في «لِتُحْصِنَكُمْ» متعلق بـ «علَّمناه» ، وجملة «فهل أنتم شاكرون» [ص:731] مستأنفة.(2/730)
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81)
81 - {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ}
قوله «ولِسُليمان الرِّيحَ» : الواو عاطفة، والجار متعلق بفعل محذوف تقديره: سخَّرنا، و «الريح» مفعول للمُقدَّر، «عاصِفة» حال من «الريح» ، وجملة «تجري» حال ثانية من «الريح» ، وجملة «وسَخَّرْنَا» المقدرة معطوفة على جملة «علَّمناه» ، والجار «بأمره» متعلق بحال من فاعل «تجري» ، أي: ملتبسة، وجملة «وكنا» حالية من الضمير في «سخَّرْنا» المقدر.(2/731)
وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (82)
82 - {وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ}
الجار «ومن الشَّيَاطين» متعلق بالفعل السابق المقدر «سخَّرنا» ، «مَنْ» : اسم موصول معطوف على {الرِّيحَ} المتقدمة، أي: وسخَّرنا له من يغُوصُونَ له، «دُونَ» ظرف مكان متعلق بنعت لـ «عملا» ، وجملة «وكنَّا» حالية من الواو في «يعملون» ، والجار «لهم» متعلق بالخبر «حافظين» .(2/731)
وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)
83 - {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}
قوله «وأَيُّوبَ» : اسم معطوف على «نوحًا» في الآية (76) ، «إذ» بدل اشتمال من «أيوب» ، والمصدر المؤول «أَني مَسَّنِيَ» منصوب على نزع [ص:732] الخافض الباء، وجملة «وأنت أرحم الراحمين» حالية من الياء في «مسَّني» .(2/731)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)
84 - {فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}
الجار «به» متعلق بالصلة المقدرة، الجار «مِنْ ضُرٍّ» متعلق بحال من «ما» . «معهم» ظرف مكان متعلق بحال من «مثلهم» ، والهاء مضافة إليه، «رحمةً» مفعول لأجله. والجار «من عندنا» متعلق بنعت لـ «رحمة» ، «وذِكرى» اسم معطوف على «رحمة» ، والجار «للعابدين» متعلق بنعت لـ «ذِكرى» .(2/732)
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ (85)
85 - {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ}
قوله «وإسماعيل» : معطوف على «أيُّوبَ» في الآية (83) ، «كُلٌّ» مبتدأ، والتنوين للعوض عن مفرد، أي: وكلهم، وجملة «كُلٌّ من الصابرين» حال من الأنبياء المتقدمين.(2/732)
وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ (86)
86 - {وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
جملة «إنهم من الصالحين» حال من الهاء في «أدخلناهم» .(2/732)
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)
87 - {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
«ذا النُّون» اسم معطوف على «إسماعيل» ، «إذ» بدل اشتمال من «ذا النُّونِ» ، «أَنْ» ناسخة مخففة، واسمها ضمير الشأن، والمصدر سد مسد المفعولين، وجملة «لن نَقْدِرَ» خبر «أنْ» ، وجملة التنزيه مفسرة للنداء، وجملة [ص:733] «سبحانك» مستأنفة. «أنت» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة «إني كنت» مستأنفة.(2/732)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)
88 - {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}
قوله «وكذلك» : الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، واسم الإشارة مضاف إليه، أي: ننجِّي المؤمنين إنجاءً مثل ذلك الإنجاء. وجملة «ننجي» مستأنفة(2/733)
وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)
89 - {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}
«وزكريا» : اسم معطوف على «ذا النُّونِ» ، «إذ» بدل اشتمال من «زكريا» ، وجملة «ربِّ لا تذرني» تفسيرية للنداء، «فردًا» حال من الياء. وجملة «لا تَذَرْني» جواب النداء، وجملة «وأنت خير» حالية من الياء في «لا تَذَرْنِي» .(2/733)
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)
90 - {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}
جملة «إنهم كانوا» مستأنفة، «رَغَبًا» مصدر في موضع الحال، وجملة «وكانوا» معطوفة على جملة «كانوا يُسَارِعُونَ» .(2/733)
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91)
91 - {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}
«والتي» اسم موصول معطوف على «زكريا» في الآية (89) ، «وابْنَها» [ص:734] اسم معطوف على الضمير الهاء في «جعلناها» ، الجار «للعالمين» متعلق بنعت لـ «آية» .(2/733)
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)
92 - {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}
«أُمَّتُكُمْ» خبر «إن» ، «أُمَّةً» حال من «أمتكم» ، وجملة «وأَنَا رَبُّكُمْ» معطوفة على المستأنفة: «إن هذه أمتكم» ، وجملة «فَاعْبُدُونِ» معطوفة على جملة «أنا ربكم» . والياء المقدرة في «اعبدون» منصوب الفعل، والنون للوقاية.(2/734)
وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)
93 - {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ}
«بَيْنَهُمْ» : ظرف مكان متعلق بالفعل، وتضمَّن الفعل معنى قطعوا، «كل» مبتدأ، والجار «إلينا» متعلق بالخبر «راجعون» ، وجملة «كل إلينا راجعون» مستأنفة.(2/734)
فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ (94)
94 - {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}
جملة «فَمَنْ يَعْمَلْ» معطوفة على المستأنفة: {كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} ، «مَنْ» شرطية مبتدأ، والجار «من الصالحات» متعلق بالفعل، وجملة «وهو مؤمن» حالية من فاعل «يعمل» ، وجملة «فلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ» جواب شرط، وجملة «وإنا له كاتبون» معطوفة على جواب الشرط.(2/734)
وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)
95 - {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} [ص:735]
«وَحَرَامٌ» الواو مستأنفة، ومبتدأ، والجار «على قرية» متعلق بنعت لـ «حرام» ، وجاز الابتداء بالنكرة؛ لأنها موصوفة، وجملة «أهلكناها» نعت لـ «قرية» ، و «حرام» بمعنى واجب؛ نحو: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا} ، وَتَرْكُ الشرك واجب، والمصدر «أنهم لا يرجعون» خبر المبتدأ. قال ابن عباس في تفسير الآية: «واجب على قرية أهلكناها أنه لا يرجع منهم راجع» .(2/734)
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)
96 - {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}
«حتى» ابتدائية، «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «فُتِحَتْ» مضاف إليه، جملة «وهم من كل حَدَبٍ يَنْسِلُون» حالية من نائب الفاعل، الجار «من كل حدب» متعلق بالفعل «ينسلون» .(2/735)
وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97)
97 - {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}
جملة «واقْتَرَبَ الوَعْدُ» معطوفة على جملة {فُتِحَتْ} ، وجملة «فإذا هي شَاخِصَةٌ أَبصارُ» جواب الشرط المتقدم المتصدر بـ «إذا» الشرطية، وجملة «شاخصة أبصار» خبر المبتدأ «هي» ، والفاء في «فإذا» رابطة لجواب الشرط، و «إذا» الفجائية أكَّدت ربط الجواب، «هي» ضمير القصة مبتدأ، «شاخصة» خبر «أبصار» المبتدأ، «الذين» مضاف إليه، جملة «يا ويلنا» مقول القول لقول مقدر، أي: يقولون. وجملة القول المقدر حال من فاعل «كفروا» ، وجملة [ص:736] «قد كنَّا» مستأنفة في حيز القول، وجملة «بل كنا ظالمين» مستأنفة في حيز القول.(2/735)
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)
98 - {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ}
«ما» اسم موصول معطوف على الكاف، والجار «من دون» متعلق بحال من العائد المقدر، أي: ما تعبدونه كائنًا من دون، وجملة «أنتم واردون» حال من «جهنم» ، وجاز مجيء الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف بمنزلة الجزء من المضاف إليه.(2/736)
لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99)
99 - {لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «ما وَرَدُوهَا» جواب الشرط، وجملة «وكل فيها خالدون» معطوفة على المستأنفة.(2/736)
لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100)
100 - {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ}
جملة «لهم فيها زَفِير» مستأنفة، الجار «لهم» متعلق بالخبر، الجار «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، «زفير» مبتدأ، وجملة «وهم فيها لا يسمعون» معطوفة على المستأنفة، والجار «فيها» متعلق بحال من المبتدأ «هم» .(2/736)
إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101)
101 - {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}
الجارَّان متعلقان بالفعل «سبقت» ، وجملة «أولئك عنها مُبْعَدُونَ» خبر [ص:737] «إن» .(2/736)
لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102)
102 - {لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ}
جملة «لا يسمعون» خبر ثان لـ {إِنَّ} ، وجملة «وهم في ما اشْتَهَتْ أَنفسُهم خالدون» حالية من فاعل «يسمعون» ، وجملة «اشتهت» صلة الموصول.(2/737)
لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)
103 - {لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}
جملة «لا يَحْزُنُهُم الفَزَعُ» خبر ثالث لـ {إِنَّ} ، جملة «هذا يَوْمُكُم» مقول القول لقولٍ مقدر، أي: يقولون، وجملة المقدر حال من «الملائكة» .(2/737)
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)
104 - {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}
قوله «يوم» : مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، وجملة اذكر مستأنفة، والكاف في «كَطَيِّ» نائب مفعول مطلق، و «طي» مضاف إليه، الجار «للكتب» زائدة للتقوية. والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، أي: نعيده إعادة مثل بدئنا أول. وجملة «نعيده» مستأنفة. «وَعْدًا» مفعول مطلق لفعل محذوف، أي: نَعِدُ وعدًا، والجملة مستأنفة، والجار «علينا» متعلق بصفة لـ «وعدًا» ، وجملة «إنا كنَّا» مستأنفة.(2/737)
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)
105 - {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [ص:738]
الجارَّان متعلقان بالفعل «كتبنا» ، والمصدر المؤول «أن الأرض يرثها» مفعول «كتب» .(2/737)
إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106)
106 - {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}
الجار «لِقَوْمٍ» متعلق بنعت لـ «بلاغًا» .(2/738)
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)
107 - {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
جملة «وما أرسلناك» معطوفة على جملة {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا} ، «رحمة» مفعول لأجله، والجار «للعالَمين» متعلق بنعت لـ «رحمة» .(2/738)
قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)
108 - {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
المصدر المؤول «أَنَّمَا إلَهُكم إلهٌ واحدٌ» نائب فاعل، وجملة «فهل أنتم مسلمون» مستأنفة.(2/738)
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109)
109 - {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ}
الجار «على سَوَاءٍ» متعلق بحال من الفاعل والمفعول في «آذَنْتُكُم» ، أي: كائنين على سواء. «إنْ» نافية، وجملة «إِنْ أَدْرِي» معطوفة على جملة «آذنتكم» . وجملة «أَقَرِيبٌ أم بعيدٌ ما تُوعَدُونَ» في محل نصب مفعول به للفعل «أدري» المعلق بالاستفهام، «قريب» خبر مقدم، «أم» عاطفة، «بعيد» اسم معطوف، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مبتدأ مؤخر.(2/738)
إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110)
110 - {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ}
الجار «مِن القَوْلِ» متعلق بحال من «الجهر» ، و «ما» مصدرية، والمصدر [ص:739] مفعول به، أي: مكتومكم.(2/738)
وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111)
111 - {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}
جملة «لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ» مفعول به لـ «أدري» المعلق بالترجِّي.(2/739)
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)
112 - {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}
جملة «ورَبُّنَا الرَّحْمَنُ» معطوفة على جملة مقول القول، «المستعان» خبر ثان، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «المُسْتَعَانُ» .(2/739)
سورة الحج(2/740)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)
1 - {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}
«الناس» عطف بيان، وجملة «اتقوا» جواب النداء مستأنفة، وكذا جملة «إن زلزلة ... » .(2/740)
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)
2 - {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}
«يوم» ظرف زمان متعلق بـ «تذهل» ، الجار «عمَّا» متعلق بـ «تذهل» ، و «سُكارى» حال من الناس، والواو في «وما هم» حالية، والجملة حالية من «الناس» ، والباء زائدة في خبر «ما» العاملة عمل ليس، وجملة «ولكن عذاب الله شديد» معطوفة على استئناف مقدر أي: هذا كله هين، ولكن عذاب الله شديد.(2/740)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3)
3 - {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ}
جملة «ومن الناس من يجادل» مستأنفة، «مَن» اسم موصول مبتدأ مؤخر، الجار «بغير» متعلق بحال من فاعل «يجادل» ، «مريد» صفة «شيطان» .(2/740)
كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4)
4 - {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}
المصدر المؤول نائب فاعل، والهاء في «أنه» ضمير الشأن، وجملة الشرط خبر «أنه» ، و «من» شرطية مبتدأ، وجملة «تولاه» خبر، وجملة «يضلُّه» خبر «أنه» الثانية، والمصدر المؤول الثاني مبتدأ أي فإضلاله واقع، والجارّ متعلق [ص:741] بالفعل، وجملة «فإضلاله واقع» جواب الشرط.(2/740)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)
5 - {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}
جملة الشرط جواب النداء مستأنفة، والمصدر المجرور «لنبيِّن لكم» متعلق بـ «خلقناكم» ، وجملة «ونُقِرّ» مستأنفة، والجار «إلى أجل» متعلق بـ «نقرّ» ، وقوله «مسمى» : نعت «أجل» . و «طفلا» حال من مفعول «نخرجكم» ووُحِّدَ؛ لأنه مصدر في الأصل كالرضا والعدل، والمصدر المؤول «لتبلغوا» مجرور متعلق بفعل محذوف معطوف على جملة «نخرجكم» أي: ثم نعمِّركم لتبلغوا، «لكيلا» : اللام جارة و «كي» ناصبة، والمصدر المؤول «لكيلا يعلم» مجرور متعلق بـ «يرد» ، و «شيئا» مفعول «عِلْم» . وجملة «وترى» معطوفة على جملة «إنا خلقناكم» ، وجملة الشرط معطوفة على جملة «وترى الأرض» . وقوله «هامدة» : حال من «الأرض» .(2/741)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)
6 - {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
جملة «ذلك بأن الله هو الحق» مستأنفة. المصدر المؤول مجرور متعلق بخبر «ذلك» ، «هو» ضمير فصل لا محل له، والمصدر المؤول الثاني معطوف على الأول.(2/741)
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ (7)
7 - {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ}
المصدر المؤول «وأن الساعة ... » معطوف على المصدر المتقدم، وجملة «لا ريب فيها» خبر ثانٍ لـ «أنَّ» . والجار «في القبور» متعلق بالصلة المقدرة.(2/742)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)
8 - {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ}
جملة «ومن الناس من يجادل» معطوفة على «من الناس من يجادل» في الآية (3) . الجار «بغير علم» متعلق بحال من فاعل «يجادل» .(2/742)
ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9)
9 - {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}
«ثاني» حال من فاعل {يُجَادِلُ} ، والمصدر «ليضل» مجرور متعلق بـ {يُجَادِلُ} ، وجملة «له في الدنيا خزي» حال من فاعل {يُجَادِلُ} ، والجار «في الدنيا» متعلق بحال من «خزي» ، وجملة «نذيقه» معطوفة على جملة «له في الدنيا خزي» .(2/742)
ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (10)
10 - {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ}
«بما» : الباء جارَّة، و «ما» موصولة مجرورة متعلقة بالخبر، وجملة «ذلك بما قدَّمت» مقول القول لقول مقدر أي: قائلين له، وهذا القول حال من فاعل «نذيقه» ، والمصدر «وأن الله ليس بظلام» معطوف على «ما» ، وفَعَّال هنا للنسب أي: ليس بذي ظلم، واللام في «للعبيد» زائدة للتقوية، و «العبيد» مفعول لـ «ظلام» .(2/742)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)
11 - {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
جملة «ومن الناس من يعبد» معطوفة على جملة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ} في الآية (8) . الجار «على حرف» متعلق بحال من فاعل «يعبد» . جملة «فإن أصابه خير» معطوفة على جملة «ومن الناس من يعبد» ، والجار «على وجهه» متعلق بحال من فاعل «انقلب» ، جملة «خسر الدنيا» حال من فاعل «انقلب» . وجملة «ذلك هو الخسران» مستأنفة، «ذلك» مبتدأ، وخبره «الخسران» ، «هو» ضمير فصل.(2/743)
يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12)
12 - {يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ}
جملة «يدعو» مستأنفة، الجار «من دون» متعلق بحال من «ما» ، جملة «ذلك هو الضلال» مستأنفة، «هو» ضمير فصل.(2/743)
يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)
13 - {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ}
جملة «يدعو» مستأنفة، «لمَن ضرّه» اللام زائدة في المفعول للتأكيد، «مَن» اسم موصول مفعول به، أي: يدعو مَنْ ضرُّه أقرب، و «ضرّه أقرب» مبتدأ وخبر، والجار متعلق بأقرب، ويؤيد هذا الوجه قراءة عبد الله «يدعو مَن ضرُّه أقرب» ، وجملة «ضرُّه أقرب» صلة، واللام في «لبئس» واقعة في جواب القسم، وفعل ماض وفاعل، والمخصوص محذوف تقديره هو.(2/743)
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14)
14 - {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا [ص:744] الأَنْهَارُ}
«جنات» مفعول ثانٍ، وجملة «تجري» نعت جنات.(2/743)
مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15)
15 - {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}
«مَن» شرطية مبتدأ، وجملة «كان» خبر، «أنْ» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، والمصدر «أَنْ لن ينصره» سدَّ مسدَّ مفعوليْ ظنَّ، وجملة «يظن» خبر كان، وجملة «لن ينصره» خبر «أن» المخففة، وجملة «فليمدد» جواب الشرط، واللام للأمر، والفعل معها مجزوم، وجملة «هل يُذْهبن» مفعول به لفعل النظر المعلَّق بالاستفهام، «ما» موصول مفعول «يُذْهبن» .(2/744)
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16)
16 - {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ}
«وكذلك» : الواو مستأنفة، الكاف نائب مفعول مطلق، أي: أنزلناه إنزالا مثل ذلك الإنزال، جملة «أنزلناه» مستأنفة، «آيات» حال من الهاء، والمصدر «وأن الله يهدي» معطوف على الهاء في «أنزلناه» .(2/744)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)
17 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
جملة «إن الله يفصل» خبر «إن الذين» ، الظرفان: «بينهم، يوم» متعلقان بـ «يفصل» .(2/744)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)
18 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ [ص:745] وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «تر» ، والجار «في السماوات» يتعلق بالصلة المقدرة، الجار «من الناس» متعلق بصفة «كثير» . قوله «وكثير» : معطوف على «كثير» المتقدمة، وجملة «حقَّ» نعت لـ «كثير» . جملة «ومن يهن» مستأنفة «مَن» اسم شرط مفعول به، وجملة «فما له من مكرم» جواب الشرط، و «مِن» زائدة، و «مُكْرِم» مبتدأ، والجارّ «له» متعلق بالخبر، وجملة «إن الله يفعل» مستأنفة.(2/744)
هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)
19 - {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ}
«هذان خصمان» مبتدأ وخبر، جملة «اختصموا» نعت لـ «خصمان» ، جملة «فالذين كفروا ... » معطوفة على المستأنفة: «هذان خصمان» وجملة «قطِّعَت» خبر الموصول، الجار «من نار» متعلق بنعت لـ «ثياب» ، جملة «يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيم» حال من الهاء في «لهم» .(2/745)
يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)
20 - {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}
جملة «يُصهر» حال من {الْحَمِيمُ} ، الجار «في بطونهم» متعلق بالصلة المقدَّرة، قوله «والجلود» : اسم معطوف على «ما» .(2/745)
وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)
21 - {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}
جملة «ولهم مقامع» معطوفة على جملة {يُصَبُّ} ، الجار «من حديد» [ص:746] متعلق بنعت لمقامع.(2/745)
كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)
22 - {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}
«كل» ظرف زمان متعلق بـ «أعيدوا» ، «ما» مصدرية، والتقدير: أعيدوا فيها كل وقت إرادة. وجملة «أعيدوا» مستأنفة، والمصدر «أن يخرجوا» مفعول «أرادوا» ، «من غم» : جار ومجرور بدل من «منها» ، بدل اشتمال، والضمير مقدر، والتقدير: «من غمها» ، وجملة «ذوقوا» مقول القول لقول مقدر أي: تقول لهم الملائكة، والقول المقدر معطوف على جملة «أعيدوا» .(2/746)
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)
23 - {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}
«جنات» مفعول ثانٍ، جملة «تجري» نعت، جملة «يحلَّون» حال من الموصول، الجار «من أساور» متعلق بنعت لأساور، و «لؤلؤا» اسم معطوف على محل «من أساور» ، وجملة «ولباسهم حرير» معطوفة على جملة «يحلون» ، والجار «فيها» متعلق بحال من «لباسهم» .(2/746)
وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)
24 - {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ}
الجار «من القول» متعلق بحال من «الطيب» .(2/746)
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)
25 - {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [ص:747]
جملة «ويصدون» معطوفة على جملة «كفروا» ، «والمسجد» معطوف على «سبيل» ، والموصول نعت ثانٍ، والجارّ «للناس» متعلق بالمفعول الثاني. «سواء» مصدر في موضع الحال من «الناس» ، «العاكف» فاعل «سواء» ، والجار متعلق بالعاكف «والباد» معطوف على «العاكف» ، مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة. قوله «ومَن» : الواو مستأنفة، «مَن» اسم شرط مبتدأ، ومفعول «يُرد» محذوف أي: تعدِّيًا. الجار «بإلحاد» متعلق بحال من المفعول أي: ملتبسًا بإلحاد، الجار «بظلم» بدل من «بإلحاد» .(2/746)
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26)
26 - {وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا}
قوله «وإذ بوَّأنا» : الواو مستأنفة «إذ» اسم ظرفي مفعول اذكر مقدرًا، وفعل ماض مضمن معنى بَيَّنَّا، وجملة «وإذ بوأنا» مستأنفة، وجملة «بوأنا» مضاف إليه، «مكان» مفعول به، «أنْ» تفسيرية، «لا» ناهية، وجملة «لا تشرك» مفسرة.(2/747)
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)
27 - {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}
جملة «وأذِّن» معطوف على جملة «طهِّر» ، وجملة «يأتوك» جواب شرط مقدر. «رجالا» حال من الواو، الجار «وعلى كل ضامر» متعلق بحال مقدرة أي: رجالا وكائنين على كل، جملة «يأتين» نعت لـ «كل ضامر» .(2/747)
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)
28 - {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا [ص:748] رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}
المصدر المؤول «ليشهدوا» مجرور متعلق بـ {يَأْتُوكَ} ، الجار «لهم» متعلق بنعت لمنافع، الجار «على ما رزقهم» متعلق بـ «يذكروا» ، الجار «من بهيمة» متعلق بمحذوف حال من الموصول، جملة «فكلوا منها» مستأنفة، «الفقير» نعت المفعول.(2/747)
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)
29 - {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ}
اللام في «ليقضوا» لام الأمر الجازمة.(2/748)
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)
30 - {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ}
«ذلك» : خبر لمبتدأ محذوف أي: الأمر ذلك، وجملة «ومن يعظم» مستأنفة، و «مَن» شرطية مبتدأ، وجملة «يعظِّم» خبره، الجار والظرف متعلقان بـ «خير» ، وجملة «وأُحِلَّت» مستأنفة، «إلا ما يتلى» موصول مستثنى، وجملة «فاجتنبوا» مستأنفة، والجار «من الأوثان» متعلق بحال من «الرجس» .(2/748)
حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)
31 - {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ}
«حنفاء» حال من ضمير الفاعل في «اجتنبوا» ، الجار «لله» متعلق بحنفاء، «غير» حال ثانية، الجار «به» متعلق بمشركين، جملة «ومن يشرك بالله» [ص:749] مستأنفة، «مَن» شرطية مبتدأ، «كأنما» كافة ومكفوفة، وجملة «فكأنما خرَّ» جواب الشرط، وجملة «فتخطفه» معطوفة على جملة «خَرَّ» ، وجملة «أو تهوي» معطوفة على جملة «تخطفه» .(2/748)
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)
32 - {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}
«ذلك» : خبر لمبتدأ محذوف، أي الأمر ذلك، والواو مستأنفة، و «مَن» شرطية مبتدأ، وجملة «يعظِّم» خبر، وجملة «فإنها من تقوى» جواب الشرط.(2/749)
لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (33)
33 - {لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ}
الجارّ «لكم» متعلق بالخبر، الجار «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، الجار «إلى أجل» متعلق بنعت لـ «منافع» ، جملة «ثم محلُّها إلى البيت» معطوفة على المستأنفة «لكم فيها منافع» .(2/749)
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34)
34 - {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}
قوله «ولكل» : الواو مستأنفة، الجار متعلق بالمفعول الثاني، و «منسكًا» المفعول الأول، المصدر المؤول «ليذكروا» مجرور متعلق بـ «جعلنا» ، الجار «من بهيمة» متعلق بحال من «ما» ، وجملة «فإلهكم إله» مستأنفة، جملة «فله أسلموا» معطوفة على جملة «إلهكم إله واحد» ، وجملة «وَبَشِّر» مستأنفة.(2/749)
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (35)
35 - {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي [ص:750] الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
«الذين» نعت للمخبتين، و «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بالجواب، وجملة الشرط صلة الموصول، قوله «والصابرين» : اسم معطوف على {الْمُخْبِتِينَ} ، والجار متعلق بالصابرين، «والمقيمي» : اسم معطوف على «الصابرين» ، و «الصلاة» مضاف إليه، وجاز اقتران أل بالمضاف؛ لأن الإضافة لفظية والمضاف جمع. والجار «مما» متعلق بالفعل «ينفقون» ، وجملة «ينفقون» معطوفة على جملة الشرط، وهي صلة الذين.(2/749)
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36)
36 - {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
قوله «والبُدن» : الواو مستأنفة، و «البُدن» مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، والجملة المقدرة مستأنفة، الجار «لكم» متعلق بالفعل، الجار «من شعائر» متعلق بالمفعول الثاني لجعل، الجار «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، وجملة «لكم فيها خير» حال من الهاء في «جعلناها» . وجملة «فاذكروا» معطوفة على جملة «جعلنا البدن» ، «صوافَّ» حال من الهاء. قوله «فإذا وجبت» : الفاء عاطفة، والجملة الشرطية معطوفة على الجملة الشرطية المقدرة: «إن نحرتموها» ، وجملة «وجبت» مضاف إليه. قوله «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، والتقدير: سخَّرناها تسخيرًا مثل ذلك التسخير، وجملة «سخَّرناها» مستأنفة، وجملة «لعلكم تشكرون» مستأنفة.(2/750)
لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37)
37 - {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}
«لحومها» فاعل مؤخر، جملة «ولكن يناله» معطوفة على جملة «لن ينال» ، الجار «منكم» متعلق بحال من «التقوى» . «كذلك» : الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، أي: سَخَّرها الله تسخيرًا مثل ذلك التسخير، وجملة «سخَّرها» مستأنفة، والمصدر المجرور «لتكبروا» متعلق بـ «سخرها» ، و «ما» في قوله «ما هداكم» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «تكبِّروا» ، وجملة «وبَشِّر» مستأنفة.(2/751)
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)
38 - {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}
جملة «إن الله لا يحب» مستأنفة، «كفور» نعت لـ «خوَّان» .(2/751)
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)
39 - {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}
الجارّ «للذين» نائب فاعل، والمصدر «بأنهم ظلموا» مجرور متعلق بـ «أذن» ، جملة «وإن الله ... لقدير» مستأنفة، الجار «على نصرهم» متعلق بـ «قدير» ، واللام المزحلقة في الخبر.(2/751)
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)
40 - {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}
«الذين» خبر لمبتدأ محذوف أي: هم، الجار «بغير» متعلق بحال من الواو، «إلا» للاستثناء، المصدر المؤول «أن يقولوا» مستثنى منقطع. والجملة [ص:752] الشرطية مستأنفة، «لولا» حرف امتناع لوجود، و «دَفْع» مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود، «بعضهم» بدل من «الناس» ، الجار «ببعض» متعلق بحال من «الناس» ، وجملة «لهدِّمت» جواب الشرط، وجملة «يذكر» نعت لمساجد، قوله «كثيرًا» : نائب مفعول مطلق. وجملة «ولينصرنَّ» جواب قسم، والقسم وجوابه جملة مستأنفة.(2/751)
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)
41 - {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}
الموصول خبر لمبتدأ محذوف أي: «هم الذين» ، وجملة الشرط صلة الموصول، وجملة «ولله عاقبة الأمور» مستأنفة.(2/752)
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42)
42 - {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ}
«عاد» اسم معطوف على «قوم» .(2/752)
وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43)
43 - {وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ}
قوله «وقوم» : اسم معطوف على {قَوْمُ} المتقدمة.(2/752)
وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)
44 - {وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ}
«وأصحاب» اسم معطوف على {قَوْمُ} . جملة «فأمليت» معطوفة على جملة {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} . قوله «فكيف» : الفاء عاطفة، «كيف» اسم استفهام خبر كان، «نكير» اسم كان مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، [ص:753] وجملة «فكيف كان نكير» معطوفة على جملة «ثم أخذتهم» .(2/752)
فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45)
45 - {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ}
قوله «فكأين» : الفاء مستأنفة، و «كأين» اسم كناية عن عدد مبتدأ، والجار متعلق بنعت لكأين، وجملة «أهلكناها» خبر «كأين» ، وجملة «وهي ظالمة» حال من الهاء في «أهلكناها» ، وجملة «فهي خاوية» معطوفة على جملة «أهلكناها» . قوله «وبئر» : اسم معطوف على «قرية» .(2/753)
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)
46 - {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
قوله «أفلم يسيروا» : الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، والفاء في «فتكون» سببية، وفعل مضارع ناقص منصوب، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: ليكن سير فكَوْن قلوب، وجملة «يسمعون» نعت «آذان» ، وجملة «فإنها لا تعمى» مستأنفة، وجملة «ولكن تعمى» معطوفة على جملة «لا تعمى الأبصار» ، الجار «في الصدور» متعلق بالصلة المقدرة.(2/753)
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)
47 - {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [ص:754]
جملة «ويستعجلونك» مستأنفة، وجملة «ولن يخلف» معطوفة على المستأنفة، وجملة «وإن يومًا» ... مستأنفة، الظرف «عند» متعلق بنعت لـ «يومًا» .(2/753)
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48)
48 - {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ}
قوله «وكأين» : الواو مستأنفة، واسم كناية عن عدد مبتدأ، والجارّ متعلق بنعت لـ «كأين» ، وجملة «أمليت» خبر، وجملة «وهي ظالمة» حال من الضمير الهاء في «لها» ، وجملة «أخذتها» معطوفة على جملة «أمليت» ، وجملة «وإليَّ المصير» مستأنفة.(2/754)
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (49)
49 - {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}
«الناس» عطف بيان، وجملة «إنما أنا نذير» جواب النداء مستأنفة، «مبين» خبر ثانٍ.(2/754)
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (50)
50 - {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ}
جملة «فالذين آمنوا ... » معطوفة على جملة (إِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ) ، وجملة «لهم مغفرة» خبر الموصول.(2/754)
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (51)
51 - {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}
جملة «والذين سعوا ... » معطوفة على جملة «الذين آمنوا ... » . «معاجزين» : حال من الواو في «سعوا» ، وجملة «أولئك أصحاب الجحيم» خبر «الذين سعوا» .(2/754)
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52)
52 - {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ [ص:755] فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
جملة «وما أرسلنا» مستأنفة، «رسول» مفعول به، و «مِن» زائدة، «إلا» للحصر، والجملة الشرطية نعت لنبي، «ما» اسم موصول مفعول به، وجملة «والله عليم» مستأنفة.(2/754)
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53)
53 - {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}
المصدر المؤول المجرور «ليجعل» متعلق بـ {يُحْكِمُ} ، «فتنة» مفعول ثانٍ لـ «يجعل» ، وجملة «في قلوبهم مرض» صلة، «القاسية» اسم معطوف على «الذين» ، «قلوبهم» فاعل «القاسية» ، جملة «وإن الظالمين لفي شقاق» مستأنفة.(2/755)
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)
54 - {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
قوله «وليعلم» : الواو عاطفة، والمصدر المؤول المجرور معطوف على المصدر السابق، ويتعلق بما تعلق به، والمصدر «أنه الحق» سدَّ مسدَّ مفعوليْ يعلم، الجار «من ربك» متعلق بحال من «الحق» ، وقوله «فيؤمنوا» : فعل معطوف على «يعلم» ، وجملة «وإن الله لهاد» مستأنفة، و «هاد» خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، الجار «إلى صراط» متعلق بـ «هاد» .(2/755)
وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)
55 - {وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً} [ص:756]
جملة «ولا يزال» مستأنفة، الجار «في مرية» متعلق بالخبر، والجار «منه» متعلق بنعت لمرية، والمصدر «حتى تأتيهم» مجرور بـ «حتى» متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به «في مرية» ، «بغتة» مصدر في موضع الحال.(2/755)
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (56)
56 - {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}
«يوم» : ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلق بالخبر، «إذٍ» اسم ظرفي مضاف إليه، والتنوين عوض من جملة محذوفة، الجار «لله» متعلق بالخبر، وجملة «يحكم» حال من الجلالة، وجملة الموصول معطوفة على جملة «يحكم» .(2/756)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (57)
57 - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}
«الذين» مبتدأ، وجملة «أولئك لهم عذاب» خبر المبتدأ الثاني «أولئك» ، وجملة «لهم عذاب» خبر المبتدأ. والفاء في «فأولئك» زائدة تشبيهًا للموصول بالشرط، والجار متعلق بخبر المبتدأ الثاني «عذاب» .(2/756)
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58)
58 - {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
جملة الموصول معطوفة على جملة الموصول السابق، «رزقًا» مفعول ثانٍ، وجملة «ليرزقنَّهم» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه خبر المبتدأ «والذين» ، [ص:757] وجملة «وإن الله لهو خير الرازقين» مستأنفة.(2/756)
لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)
59 - {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ}
جملة «ليدخلَنَّهم» بدل مِنْ جملة {لَيَرْزُقَنَّهُمُ} ، «مُدْخلا» مفعول ثانٍ، وجملة «يرضونه» نعت «مدخلا» ، جملة «وإن الله لعليم» مستأنفة.(2/757)
ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)
60 - {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ}
«ذلك» خبر لمبتدأ محذوف أي: الأمر ذلك، والواو في «ومَن» مستأنفة، «مَن» موصول مبتدأ، وجملة «عاقب» خبر، وجملة «لينصرنَّه» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه خبر المبتدأ «مَن» .(2/757)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61)
61 - {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
«ذلك» مبتدأ، والمصدر المؤول المجرور متعلق بالخبر، والمصدر الثاني «وأن الله سميع» معطوف على المصدر الأول.(2/757)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)
62 - {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
«ذلك» مبتدأ، والمصدر المؤول المجرور متعلق بالخبر، «هو» ضمير فصل، «ما» اسم موصول اسم «أن» ، والجار «من دونه» متعلق بحال من «ما» ، «هو» مبتدأ، و «الباطل» خبره، والمصدر الثاني معطوف على الأول، [ص:758] «هو» ضمير فصل، و «الكبير» خبر ثانٍ، والمصدر «وأن الله هو العلي» معطوف على المصدر السابق.(2/757)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)
63 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «تر» ، جملة «فتصبح» معطوفة على جملة «أنزل» ، وجملة «إن الله لطيف» مستأنفة، و «خبير» خبر ثانٍ.(2/758)
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64)
64 - {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}
جملة «له ما في السماوات» مستأنفة، الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة، جملة «لهو الغني» خبر «إنَّ» ، «الحميد» خبر ثانٍ.(2/758)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65)
65 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولي «تر» ، ما اسم موصول مفعول به، الجار «في الأرض» متعلق بالصلة، وجملة «تجري» حال من «الفلك» ، الجار «بأمره» متعلق بحال من فاعل «تجري» أي: ملتبسة، والمصدر «أن تقع» مفعول لأجله أي: خشية، «إلا» للحصر، الجار «بإذنه» متعلق بحال من فاعل «تقع» أي: ملتبسة بإذنه.(2/758)
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)
66 - {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ}
جملة «وهو الذي» مستأنفة، وكذا جملة «إن الإنسان لكفور» .(2/758)
لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67)
67 - {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأَمْرِ}
الجار «لكل» متعلق بالمفعول الثاني، و «منسكا» المفعول الأول، جملة «جعلنا» مستأنفة، وجملة «هم ناسكوه» نعت «منسكا» ، وقوله «فلا ينازعنك» : الفاء عاطفة، «لا» ناهية، وفعل مضارع مجزوم بحذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والنون للتوكيد، والكاف مفعول به، وجملة «فلا ينازعنك» معطوفة على جملة «جعلنا» ، والواو المحذوفة فاعل، والجارّ «في الأمر» متعلق بالفعل.(2/759)
وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68)
68 - {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ}
جملة «وإن جادلوك» معطوفة على جملة «لا ينازعُنَّك» ، و «ما» في قوله «بما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بأعلم.(2/759)
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)
69 - {اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
الظرفان متعلقان بالفعل.(2/759)
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)
70 - {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولي علم، الجار «في السماء» متعلق بالصلة، الجار «على الله» متعلق بـ «يسير» .(2/759)
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (71)
71 - {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [ص:760]
الجار «من دون» متعلق بحال من «ما» ، «ما» موصول مفعول به، قوله «وما ليس» : الموصول معطوف على الموصول السابق، الجار «به» متعلق بحال من «عِلْم» ، و «عِلْم» اسم ليس، وجملة «وما للظالمين من نصير» مستأنفة، «ما» نافية مهملة، «نصير» مبتدأ و «مِن» زائدة.(2/759)
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72)
72 - {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {وَيَعْبُدُونَ} . «بينات» حال من «آياتنا» ، جملة «تعرف» جواب الشرط، جملة «يكادون» حال من الموصول، وجاز مجيء الحال من المضاف إليه؛ لأن المضاف جزء من المضاف إليه، جملة «يسطون» خبر يكاد. جملة «قل» مستأنفة، ومقول القول مقدر أي: أأخاطبكم، وجملة «أفأنبئكم» معطوفة على المقول المقدر. «النار» مبتدأ، والهاء في «وعدها» مفعول ثان، والموصول مفعول أول، وجملة «النار وعدَها» مفسرة للشر، وجملة «وعدها» خبر «النار» . وجملة «وبئس المصير» مستأنفة، والمخصوص بالذم محذوف أي: النار.(2/760)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73)
73 - {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ}
جملة «ضرب» جواب النداء مستأنفة، وجملة «فاستمعِوا» معطوفة على [ص:761] جملة «ضُرِبَ مَثل» ، الجار «مِن دون» متعلق بحال من المفعول المقدر أي: تدعونهم كائنين من دون الله، جملة «لن يخلقوا» خبر، والواو في «ولو» حالية، «لو» حرف شرط غير جازم، وجملة «ولو اجتمعوا له» حالية من الواو في «يخلقوا» ، وهذه الواو عاطفة على حال مقدرة، أي: لن يخلقوا ذبابًا في كل حال، ولو في حال الاجتماع؛ وهذا لاستقصاء الأحوال، وجواب الشرط «لو» محذوف أي: لن يخلقوا. «شيئًا» مفعول ثان، وجملة «وإن يسلبهم» معطوفة على جملة «إن الذين» ، وجملة «ضعف الطالب» مستأنفة.(2/760)
مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74)
74 - {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}
جملة «ما قدروا» مستأنفة، «حق» نائب مفعول مطلق.(2/761)
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75)
75 - {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
الجار «من الملائكة» متعلق بـ «يصطفي» ، والجار «ومن الناس» معطوف على الجار «من الملائكة» ، ويتعلق بما تعلق به.(2/761)
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (76)
76 - {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ}
«يعلم» خبر ثالث لـ {إِنَّ} . و «ما» اسم موصول مفعول به، «بين» ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة. وجملة «ترجع» مستأنفة.(2/761)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77)
77 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
«الذين» عطف بيان، وجملة «لعلكم تفلحون» مستأنفة.(2/761)
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)
78 - {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}
«حق» نائب مفعول مطلق، جملة «هو اجتباكم» مستأنفة، وجملة «وما جعل» معطوفة على جملة «هو اجتباكم» ، «حرج» مفعول به أول، و «مِن» زائدة، الجار «في الدين» متعلق بـ «جعل» ، الجار «عليكم» متعلق بالمفعول الثاني، «ملة» مفعول به لأعني مقدرًا، و «إبراهيم» بدل من «أبيكم» ، جملة «هو سمَّاكم» حال من «إبراهيم» ، و «سمَّى» يتعدى إلى مفعولين: الكاف والمسلمين، الجار «من قبل» متعلق بالفعل، وهو مبني على الضم لقطعه عن الإضافة. قوله «وفي هذا» : الواو عاطفة، والجار متعلق بـ «سمَّاكم» ، واللام للتعليل، وفعل مضارع ناسخ منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «سمَّاكم» ، الجار «عليكم» متعلق بـ «شهيدا» . والجار «على الناس» متعلق بشهداء، وجملة «فأقيموا» مستأنفة، وجملة «هو مولاكم» حالية، وجملة «فنعم المولى» مستأنفة، وفعل ماض للمدح وفاعل، والمخصوص محذوف، أي: الله.(2/762)
سورة المؤمنون(2/763)
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)
2 - {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
الموصول نعت لـ {الْمُؤْمِنُونَ} ، والجار «في صلاتهم» متعلق بالخبر «خاشعون» .(2/763)
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)
3 - {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}
الجار «عن اللغو» متعلق بالخبر «معرضون» .(2/763)
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)
4 - {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}
اللام في «للزكاة» للتقوية زائدة، و «الزكاة» مفعول به مقدم لـ «فاعلون» .(2/763)
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5)
5 - {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}
اللام في «لفروجهم» للتقوية زائدة، و «فروجهم» مفعول به مقدم لـ «حافظون» .(2/763)
إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)
6 - {إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}
«إلا» للحصر، والجارّ متعلق بـ {حَافِظُونَ} ، «ما» اسم موصول معطوف على «أزواجهم» ، وجملة «فإنهم غير ملومين» مستأنفة، «ملومين» مضاف إليه.(2/763)
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)
7 - {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}
الفاء في «فمن» عاطفة، «مَن» اسم شرط مبتدأ، وجملة «فمن ابتغى» [ص:764] معطوفة على جملة «إنهم غير ملومين» ، وجملة «ابتغى» خبر المبتدأ. جملة «فأولئك هم العادون» جواب الشرط، و «هم» للفصل لا محل له.(2/763)
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)
8 - {وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}
اللام في «لأماناتهم» زائدة للتقوية، و «أماناتهم» مفعول به لـ «راعون» .(2/764)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9)
9 - {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}
الجارّ متعلق بـ «يحافظون» .(2/764)
أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)
10 - {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ}
مبتدأ وخبر، «هم» للفصل.(2/764)
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)
11 - {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
«الذين» نعت لـ {الْوَارِثُونَ} ، وجملة «هم خالدون» حال من الفاعل في «يرثون» ، الجار «فيها» متعلق بـ «خالدون» .(2/764)
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12)
12 - {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ}
الواو في «ولقد» مستأنفة، الجار «من سلالة» متعلق بـ «خلقنا» ، والجارّ الثاني متعلق بنعت لـ «سلالة» .(2/764)
ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13)
13 - {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}
جملة «ثم جعلناه» معطوفة على جملة {خَلَقْنَا} ، الجار «في قرار» متعلق بنعت لنطفة.(2/764)
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)
14 - {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}
«علقة» مفعول ثان بتضمين الفعل معنى صَيَّرَ، «خلقا» حال من الهاء. جملة «فتبارك» مستأنفة، «أحسن» نعت، وهو أولى من البدل؛ لأن البدل قليل في المشتقات، وهو هنا معرفة؛ لأن إضافة أفعل التفضيل محضة.(2/765)
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)
15 - {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}
جملة «ثم إنكم بعد ذلك لميتون» معطوفة على جملة {أَنْشَأْنَاهُ} ، «بعد» ظرف زمان متعلق بـ «ميِّتون» .(2/765)
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)
16 - {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}
الظرف «يوم» متعلق بـ «تُبْعَثون» .(2/765)
وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17)
17 - {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ}
جملة «ولقد خلقنا» معطوفة على {وَلَقَدْ خَلَقْنَا} في الآية (12) . «طرائق» مضاف إليه، وجملة «وما كنا عن الخلق غافلين» معطوفة على جملة «خلقنا» .(2/765)
وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18)
18 - {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ}
الجار «بقدر» متعلق بنعت لماء، وجملة «وإنا لقادرون» معطوفة على جملة «فأسكنَّاه» ، الجار «به» متعلق بالمصدر «ذهاب» ، والجارّ «على ذهاب» متعلق بالخبر «قادرون» .(2/765)
فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19)
19 - {فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}
الجارَّان متعلقان بالفعل، الجار «من نخيل» متعلق بنعت لجنات، الجار «لكم» متعلق بالخبر، والجارّ الثاني «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر. وجملة «لكم فيها فواكه» نعت لجنات، وجملة «تأكلون» معطوفة على جملة «لكم فيها فواكه» .(2/766)
وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20)
20 - {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ}
«شجرة» اسم معطوف على {جَنَّاتٍ} ، وجملة «تخرج» نعت لشجرة، وجملة «تنبت» حال من فاعل «تخرج» ، الجار «بالدهن» متعلق بالفعل، و «صبغ» معطوف على «الدهن» ، الجار «للآكلين» متعلق بنعت لصبغ.(2/766)
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21)
21 - {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ}
جملة «وإن لكم ... » مستأنفة، الجار «في الأنعام» متعلق بحال من «لعبرة» ، واللام للتوكيد، جملة «نسقيكم» مستأنفة، الجار «مما» متعلق بالفعل، الجار «في بطونها» متعلق بالصلة المقدرة، جملة «ولكم فيها منافع» معطوفة على جملة «نسقيكم» ، الجار «فيها» متعلق بحال من «منافع» المبتدأ، وجملة «ومنها تأكلون» معطوفة على جملة «نسقيكم» .(2/766)
وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)
22 - {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}
جملة «تُحْمَلون» معطوفة على جملة {تَأْكُلُونَ} .(2/766)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (23)
23 - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ}
جملة «ولقد أرسلنا» معطوفة على جملة {وَلَقَدْ خَلَقْنَا} في الآية (17) . جملة «ما لكم من إله غيره» حال من «الجلالة» ، الجار «لكم» متعلق بخبر المبتدأ «إله» ، و «مِن» زائدة، «غيره» نعت على محل «إله» ، ولم تُفده الإضافة تعريفًا؛ لأنه مبهم. جملة «تتقون» مستأنفة.(2/767)
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (24)
24 - {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ}
الجار «من قومه» متعلق بحال من فاعل «كفروا» ، «بشر» خبر المبتدأ، جملة «يريد» نعت ثان، والمصدر المؤول مفعول به لـ «يريد» ، وجملة الشرط معطوفة على مقول القول، وجملة «ما سمعنا» مستأنفة في حَيِّز القول.(2/767)
إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (25)
25 - {إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ}
«إنْ» نافية، والجملة مستأنفة في حيِّز القول، وكذا جملة «فتربصوا» ، «حتى» : حرف غاية وجر، «حين» : اسم مجرور متعلق بـ «تربَّصوا» .(2/767)
قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)
26 - {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ}
«الباء» جارَّة للسببية، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بالفعل والتقدير: بسبب تكذيبهم.(2/767)
فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (27)
27 - {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ [ص:768] فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}
«أن» تفسيرية، وجملة «اصنع» تفسيرية، الجار «بأعيننا» متعلق بحال من فاعل «اصنع» ، وجملة الشرط معطوف على جملة «اصنع» ، وجملة «فاسلك» جواب الشرط، والتنوين في «كل» للتعويض عن مفرد، «زوجين» مفعول به، و «أهلك» اسم معطوف على «زوجين» إلا «للاستثناء،» مَنْ «اسم موصول مستثنى، الجار» منهم «متعلق بحال من الياء في» عليه «، جملة» إنهم مغرقون" مستأنفة.(2/767)
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)
28 - {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة الشرط قبلها {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا.....} «أنت» توكيد للضمير التاء، «مَن» موصول معطوف على التاء، وجاز عطف الظاهر على الضمير المرفوع لوجود الفاصل، «معك» : ظرف مكان متعلق بالصلة، الجار «على الفلك» متعلق بـ «استويت» ، والموصول نعت للجلالة.(2/768)
وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (29)
29 - {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}
«منزلا» مفعول ثان، وجملة «وأنت خير المنزلين» حالية من الفاعل في «أنزلني»(2/768)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)
30 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ}
اللام للتوكيد، «إنْ» مخففة مهملة، وفعل ناسخ واسمه وخبره، واللام [ص:769] في «لمبتلين» الفارقة، وجملة «وإن كنا لمبتلين» معطوفة على المستأنفة.(2/768)
ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (31)
31 - {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ}
جملة «ثم أنشأنا» معطوفة على جملة «إن كنا» قبلها، «قرنًا» مفعول به ونعته.(2/769)
فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32)
32 - {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ}
الجار «منهم» متعلق بنعت لـ «رسولا» ، «أن» تفسيرية، والجملة بعدها تفسيرية، وجملة «ما لكم من إله غيره» حال من الجلالة، «إله» مبتدأ، و «مِن» زائدة، و «غيره» نعت، وجملة «تتقون» مستأنفة.(2/769)
وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33)
33 - {وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ}
الجار «من قومه» متعلق بحال من «الملأ» ، «الذين» نعت لـ «الملأ» ، «مثلكم» نعت لـ «بشر» ، وجملة «يأكل» نعت ثان، وحُذف العائد من الموصول «مما» ، والتقدير: تشربون منه.(2/769)
وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34)
34 - {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ}
جملة «ولئن أطعتم» مستأنفة، «إذًا» حرف جواب، واللام المزحلقة، وجملة «إنكم لخاسرون» جواب القسم.(2/769)
أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (35)
35 - {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ}
جملة «أيعدكم» مستأنفة في حيِّز القول، «إذا» ظرف محض متعلق بـ [ص:770] «مخرجون» ، المصدر المؤول من «أن» وما بعدها مفعول ثان لـ «يعدكم» ، وتكرر الحرف الناسخ؛ لطول الفصل و «مخرجون» خبر «أن» الأولى.(2/769)
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36)
36 - {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ}
جملة «هيهات» مستأنفة في حيز القول، «هيهات» اسم فعل ماض بمعنى بَعُدَ، والثانية توكيد لفظي، واللام زائدة، و «ما» مصدرية وفعل مضارع مبني للمجهول، والمصدر المؤول فاعل «هيهات» .(2/770)
إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)
37 - {إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}
«إن» نافية، «هي إلا حياتنا» مبتدأ وخبر، و «إلا» للحصر، والجملة مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «نموت» ، وجملة «وما نحن بمبعوثين» معطوفة على جملة «نحيا» ، والباء زائدة في خبر «ما» التي تعمل عمل ليس.(2/770)
إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38)
38 - {إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ}
«إنْ» نافية، وجملة «افترى» نعت لرجل، والباء زائدة في خبر «ما» العاملة عمل ليس، وجملة «إن هو إلا رجل» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وما نحن له بمؤمنين» معطوفة على جملة «افترى» .(2/770)
قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39)
39 - {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ}
جملة «انصرني» جواب النداء مستأنفة، وجملة «كَذَّبون» صلة الموصول الحرفي، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «انصرني» .(2/770)
قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40)
40 - {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [ص:771]
قوله «عمَّا قليل» : «عن» جارَّة، و «ما» زائدة، «قليل» اسم مجرور، والجارّ متعلق بـ «نادمين» ، واللام واقعة في جواب القسم، وفعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون المحذوفة؛ لتوالي الأمثال، والواو المقدرة اسمها، «نادمين» خبرها، والنون للتوكيد، جملة «ليصبحُنَّ» جواب القسم المقدر، والقسم وجوابه مقول القول.(2/770)
فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)
41 - {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
جملة «فأخذتهم» مستأنفة، والجار «بالحق» متعلق بحال من «الصيحة» ، جملة «فجعلناهم» معطوفة على جملة «أخذتهم» ، و «غثاء» مفعول ثان، وقوله «فبُعْدًا للقوم» : الفاء عاطفة، ومفعول مطلق لفعل محذوف أي: بعدوا بعدًا، الجار «للقوم» متعلق بمحذوف تقديره أعني، وجملة «فبُعدًا» مقول القول لقول مقدر، وجملة القول المقدر معطوفة على جملة «أخذتهم» .(2/771)
ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ (42)
42 - {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آخَرِينَ}
«آخرين» نعت «قرونًا» .(2/771)
مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)
43 - {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}
جملة «ما تسبق» نعت لـ {قُرُونًا} ، والرابط مقدر تقديره فيها، و «مِن» زائدة، و «أمة» فاعل، وجملة «وما يستأخرون» معطوفة على جملة «ما تسبق» .(2/771)
ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)
44 - {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا [ص:772] وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ}
«تترى» حال من «رسلنا» ، «كل» ظرف زمان متعلق بـ «كذبوه» ، و «ما» مصدرية، و «أمة» مفعول به، «رسولها» فاعل، والتقدير: كذَّبوه كل وقت مجيء رسول. «بعضًا» مفعول ثان، وكذا «أحاديث» . وقوله «فبعدًا» : الفاء مستأنفة، «بُعْدا» مفعول مطلق لفعل مقدر بـ ابعدوا، الجار «لقوم» متعلق بأعني مقدرًا، وجملة «فابعدوا بعدًا» مقول القول لقول مقدر، وجملة القول المقدر (قلنا) معطوفة على جملة «جعلناهم» .(2/771)
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)
45 - {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}
«هارون» بدل منصوب، قوله «وسلطان» : اسم معطوف على «آياتنا» .(2/772)
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)
46 - {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ}
الجار «إلى فرعون» متعلق بـ {أَرْسَلْنَا} ، وجملة «فاستكبروا» معطوفة على جملة {أَرْسَلْنَا} المتقدمة، وقوله «عالين» : صفة منصوبة بالياء.(2/772)
فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)
47 - {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ}
«مثلنا» نعت مجرور، والواو في «وقومهما» حالية، ومبتدأ وخبر، والجملة حالية من فاعل «نؤمن» .(2/772)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)
49 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}
جملة «ولقد آتينا موسى» معطوفة على جملة {أَرْسَلْنَا} في الآية (45) ، وجملة «لقد آتينا» جواب القسم، وجملة «لعلهم يهتدون» مستأنفة.(2/772)
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)
50 - {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ}
«آية» مفعول ثان، «ذات» نعت.(2/773)
يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)
51 - {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}
«الرسل» عطف بيان، وجملة «كلوا» جواب النداء مستأنفة، «صالحًا» مفعول به، وجملة «إني بما تعملون عليم» مستأنفة في حيز جواب النداء، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «عليم» .(2/773)
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)
52 - {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}
جملة «وإن هذه أمتكم» معطوفة على جواب النداء السابق، وجملة «وأنا ربكم» معطوفة على جملة «وإن هذه أمتكم» ، وجملة «فاتقون» معطوفة على جملة «وأنا ربكم» ، والفعل أَمْر، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة منصوب الفعل.(2/773)
فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)
53 - {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}
جملة «فتقطَّعوا» مستأنفة، «بينهم» ظرف مكان متعلق، «زبرًا» حال من فاعل «تقطَّعوا» ، «لديهم» ظرف متعلق بالصلة، «فَرِحون» خبر المبتدأ «كل» ، وجملة «كل حزب فرحون» مستأنفة.(2/773)
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)
54 - {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ}
جملة «فذَرْهم» مستأنفة، الجار «في غمرتهم» متعلق بحال من الهاء في «فذرهم» ، «حتى» حرف غاية وجر، «حين» اسم مجرور متعلق بـ «ذَرْهم» .(2/774)
أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55)
55 - {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «حسب» ، الجار «من مال» متعلق بحال من «ما» ، و «أنَّ» ناسخة، «ما» موصولة اسمها، والجار «به» متعلق بـ «نمدُّهم» .(2/774)
نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)
56 - {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «نسارع» خبر «أنَّ» المتقدمة، والرابط بين اسم إن وخبره مقدر أي: به، وجملة «بل لا يشعرون» مستأنفة.(2/774)
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57)
57 - {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ}
الجار «من خشية» متعلق بالخبر «مشفقون» .(2/774)
وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)
58 - {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ}
الموصول معطوف على الموصول السابق، الجار «بآيات» متعلق بـ «يؤمنون» .(2/774)
وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)
59 - {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ}
الموصول معطوف على الموصول السابق، والجار متعلق بالفعل.(2/774)
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60)
60 - {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}
المفعول الأول لـ «يؤتون» مقدر أي: الناس، «ما» موصول مفعول ثان، والواو حالية، والجملة حالية من الواو في «يؤتون» ، والمصدر المؤول «أن» وما بعدها منصوب على نزع الخافض: اللام، الجار «إلى ربهم» متعلق [ص:775] بـ «راجعون» .(2/774)
أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)
61 - {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}
جملة «أولئك يسارعون» خبر {إِنَّ} في الآية (57) ، وجملة «وهم لها سابقون» معطوف على جملة «يسارعون» .(2/775)
وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)
62 - {وَلا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}
جملة «ولا نكلف» مستأنفة، «وُسْعَها» مفعول ثان، و «إلا» للحصر، وجملة «ولدينا كتاب» معطوفة على المستأنفة، وجملة «ينطق» نعت «كتاب» ، وجملة «وهم لا يظلمون» معطوفة على جملة «ولدينا كتاب» .(2/775)
بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)
63 - {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ}
جملة «بل قلوبهم في غمرة» مستأنفة، والجار «من هذا» متعلق بنعت لـ «غمرة» ، والجار «من دون» متعلق بنعت لـ «أعمال» ، جملة «ولهم أعمال» معطوفة على المستأنفة، وجملة «هم لها عاملون» حال من الضمير في «لهم» .(2/775)
حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64)
64 - {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ}
«حتى» ابتدائية، و «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، و «إذا» الثانية فجائية، وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «إذا هم يجأرون» جواب الشرط.(2/775)
لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65)
65 - {لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ}
جملة «لا تجأروا» مقول القول لقول مقدر، والقول المقدر جملة مستأنفة، وجملة «إنكم منا لا تنصرون» مستأنفة، والجار «منا» متعلق بالفعل [ص:776] «تُنْصَرون» .(2/775)
قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66)
66 - {قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ}
جملة «قد كانت آياتي» مستأنفة في حيز القول، والجار «على أعقابكم» متعلق بـ «تنكصون» .(2/776)
مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)
67 - {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ}
«مستكبرين» حال من الواو في {تَنْكِصُونَ} ، والجار «به» متعلق بـ «مستكبرين» ، «سامرا» حال من فاعل {تَنْكِصُونَ} ، وجملة «تهجرون» حالية من فاعل {تَنْكِصُونَ} .(2/776)
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)
68 - {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ}
جملة «أفلم يدبَّروا» مستأنفة، «أم» المنقطعة، وجملة «جاءهم» مستأنفة.(2/776)
أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69)
69 - {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ}
جملة «أم لم يعرفوا» مستأنفة، وجملة «فهم منكرون» معطوفة على المستأنفة، الجار «له» متعلق بالخبر.(2/776)
أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70)
70 - {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ}
«أم» المنقطعة، والجملة بعدها مستأنفة، و «جِنَّة» مبتدأ، وجملة «جاءهم» مستأنفة، وجملة «وأكثرهم كارهون» حال من الهاء في «جاءهم» ، الجار «للحق» متعلق بـ «كارهون» .(2/776)
وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)
71 - {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ [ص:777] بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ}
جملة الشرط معترضة بين أجزاء الإضراب، «مَن» اسم موصول معطوف على «الأرض» ، الجار «فيهن» متعلق بصلة الموصول المقدرة، وجملة «أتيناهم» مستأنفة، وجملة «فهم معرضون» معطوفة على جملة «أتيناهم» ، الجار «عن ذكرهم» متعلق بـ «معرضون» .(2/776)
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72)
72 - {أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
«أم» المنقطعة، جملة «فخراج ربك خير» مستأنفة، وجملة «وهو خير» معطوفة على جملة «فخراج ربك خير» .(2/777)
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73)
73 - {وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
جملة «وإنك لتدعوهم» مستأنفة، والجار متعلق بالفعل.(2/777)
وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74)
74 - {وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ}
جملة «وإن الذين ... » معطوفة على جملة «إنك لتدعوهم» ، الجار «عن الصراط» متعلق بـ «ناكبون» .(2/777)
وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75)
75 - {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، الجار «بهم» متعلق بالصلة، الجار «من ضر» متعلق بحال من «ما» ، والجار «في طغيانهم» متعلق بـ «لجُّوا» ، وجملة «يعمهون» حال من فاعل «لجوا» .(2/777)
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)
76 - {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [ص:778]
جملة «فما استكانوا» معطوفة على جملة «أخذناهم» ، وجملة «وما يتضرَّعون» معطوفة على جملة «استكانوا» .(2/777)
حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)
77 - {حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، «ذا» نعت «بابًا» ، وجملة «إذا هم فيه مبلسون» جواب الشرط، الجار «فيه» متعلق بالخبر «مُبْلسون» .(2/778)
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78)
78 - {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ}
جملة «وهو الذي» مستأنفة، «قليلا» نائب مفعول مطلق؛ لأنه صفة المصدر، و «ما» زائدة أي: تشكرون شكرا قليلا وجملة «تشكرون» مستأنفة.(2/778)
وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79)
79 - {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
الجار «في الأرض» متعلق بالفعل، وجملة «تحشرون» معطوفة على جملة «ذرأكم» .(2/778)
وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)
80 - {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ}
جملة «وله اختلاف» معطوفة على جملة «يميت» ، وجملة «أفلا تعقلون» مستأنفة.(2/778)
بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81)
81 - {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ}
جملة «قالوا» مستأنفة، «مثل» مفعول به، «ما» اسم موصول مضاف إليه.(2/778)
قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82)
82 - {قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}
«إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، ولا تتعلق بـ «مبعوثون» ؛ لأن «إنَّ» لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، فالجواب مقدر بـ نبعث، وجملة «أئنا لمبعوثون» تفسيرية لجواب الشرط.(2/779)
لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)
83 - {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}
«نحن» توكيد للضمير «نا» ، و «آباؤنا» اسم معطوف على الضمير «نا» ، وجاز العطف على الضمير المرفوع المتصل لوجود الفاصل، «هذا» مفعول ثان، والجار «من قبل» متعلق بـ «وُعِدنا» ، «إن» نافية، والإشارة مبتدأ، و «أساطير» خبر، و «إلا» للحصر، وجملة «إن هذا إلا أساطير» مستأنفة في حيز القول.(2/779)
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)
84 - {قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
الجار «فيها» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف، دلَّ عليه ما قبله.(2/779)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)
85 - {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}
الجار «لله» متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: هي لله، والفاء عاطفة على مقول القول المحذوف أي: أغفلتم فلا تَذَكَّرون؟(2/779)
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)
86 - {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ}
«مَنْ ربُّ» مبتدأ وخبر.(2/779)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)
87 - {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [ص:780]
الجار «لله» متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: هي لله، وجملة «أفلا تتقون» معطوفة على مقول القول المقدر أي: أغفلتم فلا تتقون؟(2/779)
قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)
88 - {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
«مَن» اسم استفهام مبتدأ، الجار «بيده» متعلق بخبر «ملكوت» و «ملكوت» مبتدأ، وجملة «بيده ملكوت» خبر المبتدأ «من» ، وجملة «وهو يجير» معطوفة على جملة الخبر، وجملة «إن كنتم تعلمون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/780)
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)
89 - {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}
الفاء في «فأنى» رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن علمتم هذا فأنى، و «أنى» اسم استفهام حال من نائب الفاعل في «تُسْحرون» ، و «تسحرون» فعل مضارع مبني للمجهول ونائب فاعل، وجملة «سيقولون» مستأنفة، وجملة «هي لله» مقول القول في محل نصب.(2/780)
بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90)
90 - {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
جملة «أتيناهم» مستأنفة، وجملة «وإنهم لكاذبون» حالية من الهاء.(2/780)
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)
91 - {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ}
جملة «ما اتخذ الله» مستأنفة، «ولد» مفعول به، و «من» زائدة، وجملة «وما كان» معطوفة على المستأنفة، و «إله» اسم كان، و «من» زائدة، وجملة [ص:781] «لَذهب» جواب شرط مقدر أي: لو كان معه آلهة لذهب، والجار «على بعض» متعلق بـ «علا» ، الجار «عمَّا» متعلق بالفعل المقدر «نسبِّح» ، وجملة «نسبِّح سبحان» مستأنفة.(2/780)
عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)
92 - {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
«عالم» بدل من الجلالة، جملة «فتعالى» معطوفة على العامل المقدر في {سُبْحَانَ} المتقدم.(2/781)
قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ (93)
93 - {قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ}
«إمَّا» : مؤلفة من «إن» الشرطية و «ما» الزائدة، وفعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم، والنون للتوكيد، ولمَّا حذفت نون الوقاية لتوالي الأمثال كُسرت نون التوكيد لمناسبة الياء، والياء مفعول به، «ما» اسم موصول مفعول ثان.(2/781)
رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)
94 - {رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
جملة «ربِّ» معترضة، جملة «فلا تجعلني» جواب الشرط، الجار «في القوم» متعلق بالمفعول الثاني.(2/781)
وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95)
95 - {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ}
جملة «وإنا لقادرون» مستأنفة، والمصدر المجرور «على أن نريك» متعلق بـ «قادرون» ، «ما» : اسم موصول مفعول ثان، واللام المزحلقة.(2/781)
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96)
96 - {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [ص:782]
جملة «هي أحسن» صلة الموصول، وجملة «نحن أعلم» مستأنفة، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «أعلم» أي: أعلم بوصفهم.(2/781)
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97)
97 - {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ}
الجارَّان متعلقان بالفعل «أعوذ» .(2/782)
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)
98 - {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}
المصدر المؤول «أن يحضرون» منصوب على نزع الخافض «مِنْ» ، وجملة «ربِّ» معترضة، «يحضرون» منصوب بحذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.(2/782)
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)
99 - {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}
جملة الشرط مستأنفة، و «حتى» ابتدائية.(2/782)
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)
100 - {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
جملة «لعلي أعمل» مستأنفة، «صالحا» مفعول، والجار متعلق بنعت لـ «صالحا» ، «كلا» حرف ردع وزجر، وجملة «إنها كلمة» المستأنفة لا محل لها من الإعراب، و «كلمة» هنا من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، وجملة «هو قائلها» نعت «كلمة» ، والواو في قوله «ومِنْ ورائهم» حالية، والجملة حالية من «هو» بمعنى الجمع، والجارّ «إلى يوم» متعلق بنعت لـ «برزخ» ، وجملة «يبعثون» مضاف إليه.(2/782)
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
101 - {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، والجار نائب فاعل، وجملة «فلا أنساب بينهم» جواب الشرط، والظرف «بينهم» متعلق بالخبر، و «يوم» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، «إذٍ» مضاف إليه، وجملة «ولا يتساءلون» معطوفة على جملة الجواب.(2/783)
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102)
102 - {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة الشرط المستأنفة السابقة، وجملة «ثقلت» خبر «مَن» الشرطية، «هم» ضمير فصل لا محل لها.(2/783)
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)
103 - {فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}
«أولئك الذين» مبتدأ وخبر، الجار «في جهنم» متعلق بالخبر الثاني «خالدون» .(2/783)
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)
104 - {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ}
جملة «تلفح» حال من الضمير في {خَالِدُونَ} ، وجملة «وهم فيها كالحون» معطوفة على جملة الحال، الجار «فيها» متعلق بـ «كالحون» .(2/783)
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)
105 - {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}
جملة الاستفهام مقول القول لقول مقدر، والقول المقدر مستأنف أي: يقال لهم، وجملة «تتلى» خبر كان، وجملة «فكنتم» معطوفة على جملة «تكن» .(2/783)
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106)
106 - {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا}
جملة «غلبت» جواب النداء مستأنفة.(2/784)
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)
107 - {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}
جملة «ربنا» مستأنفة في حيز القول، جملة «فإن عدنا» معطوفة على جملة «أخرجنا» .(2/784)
قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)
108 - {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ}
قوله «ولا تكلمون» : فعل مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة منصوب الفعل.(2/784)
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)
109 - {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}
الهاء في «إنه» ضمير الشأن، الجار «من عبادي» متعلق بنعت لـ «فريق» ، جملة «يقولون» خبر كان في محل نصب، جملة «فاغفر» معطوفة على جواب النداء، وجملة «وأنت خير الراحمين» حالية من فاعل «ارحمنا» .(2/784)
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)
110 - {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ}
الفاء عاطفة، وفعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل، والميم للجمع، والواو للإشباع، و «سخريا» مفعول ثان، والمصدر المؤول «أن أنسوكم» مجرور بـ «حتى» ، متعلق بـ «اتخذتموهم» ، «ذِكْري» مفعول ثان، الجار «منهم» متعلق بـ «تضحكون» .(2/784)
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)
111 - {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}
المفعول الثاني لـ «جزيتهم» محذوف أي: الجنة، «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بالفعل، «هم» توكيد للهاء، وجملة «صبروا» صلة الموصول الحرفي، والمصدر المؤول من «أنَّ» وما بعدها منصوب على نزع الخافض: اللام.(2/785)
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112)
112 - {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ}
«كم» : اسم استفهام ظرف زمان متعلق بـ «لبثتم» ، «عدد» تميز منصوب، «سنين» مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.(2/785)
قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113)
113 - {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ}
«يوما» : ظرف زمان متعلق بالفعل، «بعض» اسم معطوف على «يوما» ، وجملة «فاسأل» معطوفة على جملة «لبثنا» .(2/785)
قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (114)
114 - {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلا قَلِيلا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
«إلا» للحصر، «قليلا» نائب مفعول مطلق أي: لبثا قليلا والمصدر فاعل بـ «ثبت» مقدرا، وجواب الشرط محذوف أي: لعلمتم قلة لبثكم، وجملة «لو ثبت أنكم كنتم» مستأنفة في حيز القول.(2/785)
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115)
115 - {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}
المصدر من «أنَّ» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «حسب» ، «أنما» كافة [ص:786] ومكفوفة، «عبثا» مصدر في موضع الحال، والمصدر الثاني معطوف على المصدر الأول.(2/785)
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)
116 - {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}
جملة «فتعالى» مستأنفة، «الملك الحق» نعتان للجلالة، جملة التنزيه حال من الجلالة، «إلا» للحصر، «هو» بدل من الضمير المستتر من الخبر المحذوف، «رب» بدل من «هو» .(2/786)
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)
117 - {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، جملة «يَدْعُ» خبر، وجملة «لا برهان له» نعت ثان، «عند» ظرف مكان متعلق بالخبر، جملة «إنه لا يفلح» مستأنفة، والهاء ضمير الشأن.(2/786)
وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)
118 - {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}
جملة «وأنت خير الراحمين» حال من فاعل «ارحم» .(2/786)
سورة النور(2/787)
سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)
1 - {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
«سورة» خبر لمبتدأ محذوف أي: هذه سورة، وجملة «أنزلناها» نعت لـ «سورة» ، وجملة «لعلكم تذكَّرون» مستأنفة.(2/787)
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)
2 - {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
«الزانية» مبتدأ، خبره جملة «فاجلدوا» ، والفاء زائدة دخلت لشبه المبتدأ بالشرط، و «مئة» نائب مفعول مطلق، «رأفة» فاعل «تأخذكم» ، الجار «بهما» متعلق بالفعل، الجار «في دين» متعلق بالفعل كذلك، وجملة «إن كنتم» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، الجار «من المؤمنين» متعلق بنعت لـ «طائفة» .(2/787)
الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)
3 - {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}
«زانٍ» فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، وهو اسم منقوص، وجملة «وحرِّم ذلك» مستأنفة.(2/787)
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)
4 - {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
«والذين» الواو مستأنفة، والموصول مبتدأ، وجملة «فاجلدوهم» خبر [ص:788] المبتدأ، والفاء زائدة حملا للموصول على الشرط، «ثمانين» نائب مفعول مطلق، «جلدة» تمييز، «أبدا» ظرف زمان متعلق بالفعل، وجملة «وأولئك هم الفاسقون» مستأنفة.(2/787)
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)
5 - {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
«إلا الذين» : «إلا» للاستثناء، واسم موصول مستثنى، وجملة «فإن الله غفور» مستأنفة.(2/788)
وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)
6 - {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}
جملة «والذين يرمون..» معطوفة على جملة {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ} في الآية (4) . والواو في «ولم يكن» حالية، والجملة حالية من الضمير في «يرمون» ، «إلا» للحصر، «أنفسهم» بدل من «شهداء» ، والفاء في «فشهادة» زائدة، «شهادة» مبتدأ، «أربع» خبر، والجملة خبر «الذين» ، الجار «بالله» متعلق بنعت لـ «شهادات» ، وجملة «إنه لمن الصادقين» مفعول به للمصدر «شهادات» ، وكسرت «إنَّ» لاتصال الخبر باللام.(2/788)
وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7)
7 - {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
«والخامسة» مبتدأ، وجملة «والخامسة أن لعنة الله عليه» معطوفة على جملة «فشهادة أحدهم أربع» في محل رفع، والمصدر المؤول «أن لعنة الله عليه» خبر المبتدأ: «والخامسة» ، وجملة «إن كان من الكاذبين» مستأنفة، وجواب [ص:789] الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/788)
وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8)
8 - {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ}
جملة «ويدرأ» معطوفة على جملة «والخامسة أن لعنة الله عليه» ، والمصدر المؤول «أن تشهد» فاعل «يدرأ» ، «أربع» : نائب مفعول مطلق، وجملة «إنه لمن الكاذبين» مفعول به للمصدر «شهادات» ، واللام في «لمن» المزحلقة.(2/789)
وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9)
9 - {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
«والخامسة» اسم معطوف على {أَرْبَعَ} ، والمصدر المؤول «أن غضب الله عليها» بدل من «الخامسة» ، وجملة «إن كان» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/789)
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)
10 - {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ}
قوله «ولولا» : الواو مستأنفة، وحرف امتناع لوجود، و «فَضْل» مبتدأ، وخبره محذوف تقديره موجود، الجار «عليكم» متعلق بحال من «فضل» ، وجواب الشرط محذوف تقديره لهلَكْتم، والمصدر المؤول «وأنَّ الله تواب» معطوف على المصدر «فَضْل» .(2/789)
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11)
11 - {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
الجار «منكم» متعلق بنعت لـ «عصبة» ، وجملة «لا تحسبوه» مستأنفة، الجار «لكم» متعلق بـ «شرا» ، وجملة «بل هو خير» مستأنفة، الجار «لكل» [ص:790] متعلق بخبر المبتدأ «ما» ، الجار «منهم» متعلق بنعت لـ «امرئ» ، الجار «من الإثم» متعلق بحال من «ما» ، وجملة «لكل امرئ ما اكتسب» مستأنفة، وجملة «والذي تولَّى..» معطوفة على جملة «لكل امرئ ما اكتسب» ، وجملة «له عذاب» خبر المبتدأ «الذي» .(2/789)
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12)
12 - {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا}
«لولا» حرف تحضيض، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «ظن» ، وجملة «سمعتموه» مضاف إليه، وهو فعل ماض، والتاء فاعل، والواو للإشباع، والهاء مفعول به، الجار «بأنفسهم» متعلق بمفعول ثانٍ، «خيرا» مفعول أول.(2/790)
لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13)
13 - {لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ}
«لولا» حرف تحضيض، والجملة معها مستأنفة. قوله «فإذ» : الفاء عاطفة، «إذ» ظرف زمان شُبِّه بـ «إن» الشرطية، متعلق بفعل محذوف تقديره كذبوا، مفسَّر بالجواب، والفاء واقعة في جواب الشرط الذي تضمنه «إذ» ، وجملة «فإذ لم يأتوا» معطوفة على المستأنفة، وجملة «فأولئك عند الله هم الكاذبون» جواب الشرط الذي تضمنه «إذ» .(2/790)
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)
14 - {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
قوله «ولولا فضل» : الواو مستأنفة، وحرف امتناع لوجود، ومبتدأ [ص:791] خبره محذوف تقديره موجود، الجار «عليكم» متعلق بحال من «فضل» ، الجار «في الدنيا» متعلق بحال من «رحمته» . «عذاب» فاعل «مسَّكم» .(2/790)
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)
15 - {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
«إذ» ظرف زمان متعلق بـ «مسَّكم» ، وجملة «تلقَّونه» مضاف إليه، الجار «بأفواهكم» متعلق بحال من «ما» ، والموصول مفعول به، الجار «لكم» متعلق بخبر ليس، الجار «به» متعلق بحال من «علم» ، جملة «وهو عند الله عظيم» حالية من مفعول «تحسبونه» ، الظرف «عند» متعلق بالخبر «عظيم» .(2/791)
وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16)
16 - {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}
«ولولا» : الواو مستأنفة، «لولا» تحضيضية، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «قلتم» ، وجملة «ما يكون» مقول القول، وجملة «قلتم» مستأنفة، وجملة «سمعتموه» مضاف إليه، والمصدر «أن نتكلم» اسم «يكون» ، الجار «لنا» متعلق بخبر «يكون» ، الجار «بهذا» متعلق بالفعل «نتكلم» ، جملة «نسبِّح سبحانك» مستأنفة في حيز القول، و «سبحانك» نائب مفعول مطلق؛ لأنه اسم مصدر، وجملة «هذا بهتان عظيم» مستأنفة في حيز القول.(2/791)
يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17)
17 - {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
جملة «يعظكم» مستأنفة، والمصدر «أن تعودوا» مفعول لأجله أي: خشية أن تعودوا، والجار والظرف متعلقان بالفعل «تعودوا» ، وجملة «إن [ص:792] كنتم مؤمنين» معترضة بين المتعاطفين، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(2/791)
وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18)
18 - {وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
جملة «ويبيِّن» معطوفة على جملة {يَعِظُكُمُ} ، وجملة «والله عليم حكيم» مستأنفة، و «حكيم» خبر ثانٍ.(2/792)
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)
19 - {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
المصدر «أن تشيع» مفعول به، الجار «في الذين» متعلق بـ «تشيع» ، وجملة «لهم عذاب» خبر «إن» ، الجار «في الدنيا» متعلق بنعت ثانٍ لـ «عذاب» ، وجملة «والله يعلم» مستأنفة، وجملة «وأنتم لا تعلمون» معطوفة على جملة «والله يعلم» .(2/792)
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20)
20 - {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
الجار «عليكم» متعلق بالمصدر (فضل) ، وخبر «فضل» محذوف تقديره موجود، وجواب الشرط محذوف تقديره لهلكتم، والمصدر المؤول «وأن الله ... » معطوف على «فَضْل» .(2/792)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)
21 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ}
جملة «لا تتبعوا» جواب النداء مستأنفة، «مَن» شرطية مبتدأ، وجملة [ص:793] «يتبع» خبره، جملة «ولولا فضل الله» مستأنفة، وجملة «ما زكا منكم» جواب الشرط، الجار «منكم» متعلق بحال من «أحد» ، و «أحد» فاعل، و «من» زائدة، «أبدا» ظرف زمان متعلق بـ «زكا» ، جملة «ولكن الله يزكي» معطوفة على جملة «ولولا فضل» .(2/792)
وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)
22 - {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}
جملة «ولا يأتل» مستأنفة، والفعل مجزوم بحذف حرف العلة، «أولو» فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، الجار «منكم» متعلق بحال من «أولو» ، والمصدر المؤول «أن يؤتوا» منصوب على نزع الخافض (في) ، وجملة «وليعفوا» معطوفة على جملة «لا يأتل» ، وجملة «ألا تحبون» مستأنفة.(2/793)
إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23)
23 - {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
جملة «ولهم عذاب» معطوفة على جملة «لعنوا» .(2/793)
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24)
24 - {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
«يوم» : ظرف زمان متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر السابق، والجار «بما» متعلق بـ «تشهد» ، وجملة «تشهد» مضاف إليه.(2/793)
يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)
25 - {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ}
«يومئذ» ظرف زمان متعلق بـ «يوفِّيهم» ، «إذٍ» اسم ظرفي مضاف إليه [ص:794] مبني على السكون، والتنوين للتعويض عن جملة، وجملة «يوفيهم» مستأنفة، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ المفعولين. «هو» : ضمير فصل لا محل له، و «المبين» نعت للحق.(2/793)
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)
26 - {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
الجار «مما» متعلق بالخبر، جملة «لهم مغفرة» خبر ثانٍ للمبتدأ «أولئك» .(2/794)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)
27 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
«غير» نعت، والمصدر المؤول «أن تستأنسوا» مجرور متعلق بـ «تدخلوا» ، وجملة «ذلكم خير» مستأنفة، الجار «لكم» متعلق بـ «خير» ، وجملة «لعلكم تذكَّرون» مستأنفة، وجملة «تَذَكَّرون» خبر لعل.(2/794)
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)
28 - {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ}
جملة «فإن لم تجدوا» معطوفة على جملة {لا تَدْخُلُوا} ، الجار «فيها» متعلق بـ «تجدوا» ، وجملة «وإن قيل لكم» معطوفة على جملة «إن لم تجدوا» ، ونائب الفاعل ضمير مصدر «قيل» ، وجملة «هو أزكى لكم» مستأنفة، الجار «لكم» متعلق بـ «أزكى» .(2/794)
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29)
29 - {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ [ص:795] مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}
الجار «عليكم» متعلق بخبر ليس، والمصدر منصوب على نزع الخافض (في) ، «غير» نعت «بيوتا» ، جملة «فيها متاع» نعت ثانٍ، الجار «لكم» متعلق بنعت «متاع» ، وجملة «والله يعلم» مستأنفة.(2/794)
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)
30 - {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}
قوله «يغضُّوا» : فعل مضارع مجزوم واقع في جواب شرط مقدر كأنهم إذا قيل لهم امتثلوا، ومقول القول مقدر، أي: غضُّوا من أبصاركم، وجملة «ذلك أزكى» مستأنفة، و «ما» في قوله «بما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بالخبر.(2/795)
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
31 - {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
جملة «وقل» معطوفة على جملة {قُلْ} المتقدمة، ومقول القول مقدر أي: غضُّوا من أبصاركم، وجملة «يغضضن» جواب شرط مقدر، «إلا» للاستثناء، «ما» موصول مستثنى، والجارَّان «بخمرهن» ، «على جيوبهن» متعلقان(2/795)
بالفعل، والجار «لبعولتهن» متعلق بـ «يبدين» . قوله «أو ما» : اسم موصول معطوف على «نسائهن» ، قوله «أو التابعين» : معطوف على «ما» مجرور بالياء، «غير» نعت مجرور، الجار «من الرجال» متعلق بحال من «التابعين» ، «الذين» نعت، والمصدر المجرور «ليُعلم» متعلق بـ «يضربن» ، «ما» موصول نائب فاعل، الجار «من زينتهن» متعلق بحال من «ما» ، و «جميعا» حال من الواو، وجملة «أيها المؤمنون» مستأنفة، وكذا جملة «لعلكم تفلحون» .(2/796)
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)
32 - {وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
الجار «منكم» متعلق بحال من «الأيامى» ، الجار «من عبادكم» متعلق بـ «الصالحين» ، وجملة «إن يكونوا» مستأنفة، جملة «والله واسع» مستأنفة.(2/796)
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)
33 - {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
جملة «وليستعفف» معطوفة على جملة {وَأَنْكِحُوا} واللام للأمر، والفعل المضارع مجزوم، جملة «والذين يبتغون..» مستأنفة، الجار «مما» : مؤلف من «مِنْ» و «ما» متعلق بحال من فاعل «يبتغون» ، وجملة «فكاتبوهم» خبر المبتدأ «الذين» ، والفاء زائدة لمشابهة الموصول بالشرط، وجملة «إن علمتم فيهم خيرا» اعتراضية، وجملة «وآتوهم» معطوفة على جملة «كاتبوهم» ، «الذي» [ص:797] نعت للمال، وجملة «ولا تكرهوا» مستأنفة، وجملة «إن أردن» اعتراضية، والمصدر المؤول المجرور «لتبتغوا» متعلق بـ «تُكرِهوا» ، وجملة الشرط «ومن يكرهن» معطوفة على جملة «لا تكرهوا» ، وجملة «يكرهن» خبر «مَنْ» الشرطية، والجار «من بعد» متعلق بـ «غفور» .(2/796)
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34)
34 - {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}
«مثلا» : معطوف على «آيات» ، الجار «من الذين» متعلق بنعت لـ «مثلا» ، الجار «للمتقين» متعلق بنعت لـ «موعظة» .(2/797)
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
35 - {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
«مثل نوره» مبتدأ، الجار «كمشكاة» متعلق بالخبر، جملة «مثل نوره كمشكاة» مستأنفة، جملة «فيها مصباح» نعت لـ «مشكاة» ، جملة «المصباح في زجاجة» نعت لـ «مصباح» ، جملة «الزجاجة كأنها» نعت لـ «زجاجة» ، جملة «كأنها كوكب» خبر المبتدأ، جملة «يوقد» خبر ثانٍ، جملة «يكاد زيتها» نعت لـ «شجرة» ، وقوله «زيتونة» : بدل، «لا» نافية، «شرقية» نعت، قوله «ولو لم تمسسه نار» : الواو حالية عطفت على حال مقدرة للاستقصاء أي: يضيء في كل حال ولو في هذه الحال. وقوله «نور» : خبر لمبتدأ [ص:798] محذوف أي هو نور، والجار «على نور» متعلق بنعت لـ «نور» ، والجملة مستأنفة، وكذا جملة «يهدي» ، وجملة «يضرب الله الأمثال» معطوفة على جملة «يهدي» ، والجار «بكل» متعلق بالخبر «عليم» .(2/797)
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)
36 - {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ}
الجار «في بيوت» متعلق بالفعل «يسبِّح» التالي، وجملة «أذن الله» نعت لـ «بيوت» ، والمصدر «أن ترفع» منصوب على نزع الخافض (في) ، وجملة «يسبِّح» مستأنفة، والجارَّان: «فيها» ، «بالغدو» متعلقان بالفعل.(2/798)
رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37)
37 - {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}
قوله «رجال» : فاعل {يُسَبِّحُ} المتقدمة، وجملة «لا تلهيهم» نعت لرجال، الجار «عن ذكر» متعلق بالفعل، جملة «يخافون» نعت ثان، ولا يصح أن يكون «يوما» ظرفا؛ لأن الخوف النافع لهم لا يكون في هذا اليوم، جملة «تتقلَّب» نعت «يوما» .(2/798)
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)
38 - {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
المصدر المجرور «ليجزيهم» متعلق بـ {يَخَافُونَ} ، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، «أحسن» مفعول ثانٍ، وجملة «والله يرزق» مستأنفة، الجار «بغير» متعلق بحال من فاعل «يرزق» .(2/798)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)
39 - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}
جملة «والذين كفروا ... » مستأنفة، وجملة «أعمالهم كسراب» خبر المبتدأ «الذين» ، والجار «كسراب» متعلق بخبر المبتدأ «أعمالهم» ، الجار «بقيعة» متعلق بنعت لسراب، جملة «يحسبه» نعت ثانٍ لـ «سراب» ، «حتى» ابتدائية، وجملة الشرط مستأنفة، الظرف «عنده» متعلق بالفعل «وجد» ، وجملة «والله سريع» مستأنفة.(2/799)
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)
40 - {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}
الجار «كظلمات» معطوف على الجار {كَسَرَابٍ} ، ويتعلَّق بما تعلَّق به، الجار «في بحر» متعلق بنعت لـ «ظلمات» . جملة «يغشاه موج» نعت لـ «بحر» ، جملة «من فوقه موج» نعت لـ «موج» الأول، جملة «من فوقه سحاب» نعت لـ «موج» الثاني، وقوله «ظلمات» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هي ظلمات، وجملة «بعضها فوق بعض» نعت لـ «ظلمات» ، وجملة الشرط نعت ثانٍ لـ «ظلمات» ، والرابط مقدر أي: فيها، وجملة «ومن لم يجعل» مستأنفة، وجملة «لم يجعل» خبر المبتدأ، وجملة «فما له من نور» جواب الشرط، وقوله «من نور» : مبتدأ، و «من» زائدة.(2/799)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)
41 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ [ص:800] وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}
المصدر المؤول «أن الله ... » سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «تر» ، وقوله «والطير» : اسم معطوف على «مَنْ» ، «صافَّات» حال من «الطير» ، وجملة «كل قد علم» حال من الموصول وما عطف عليه، قوله «بما» : الباء جارة، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «عليم» .(2/799)
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)
42 - {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}
جملة «ولله ملك» معطوفة على جملة «الله عليم» ، وجملة «إلى الله المصير» معطوفة على جملة «لله ملك» .(2/800)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43)
43 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ}
المصدر المؤول «أن الله ... » سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «تر» ، جملة «يخرج» حال من «الودق» ، والجار «من السماء» متعلق بـ «يُنزل» ، الجار «من جبال» متعلق بـ «ينزل» ، وهو بدل من الجار قبله بدل اشتمال، و «مِن» لابتداء الغاية، الجار «فيها» متعلق بنعت لـ «جبال» ، «من بَرَد» متعلق بـ «ينزل» ، و «مِن» تبعيضية، وجاز تعلُّق حرفين بلفظ واحد بمتعلَّق واحد لاختلاف معنييهما، وجملة «يكاد» حال من «الودق» .(2/800)
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)
44 - {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ}
جملة «يقِّلب» مستأنفة، واللام في «لعبرة» للتوكيد، والجار «لأولي» [ص:801] متعلق بنعت لـ «عبرة» .(2/800)
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)
45 - {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}
جملة «والله خلق» معطوفة على جملة {يُقَلِّبُ} ، وجملة «فمنهم من يمشي» معطوفة على جملة «الله خلق» ، «مَن» مبتدأ، والجار «منهم» متعلق بالخبر.(2/801)
لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)
46 - {لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
جملة «لقد أنزلنا» واقعة في جواب القسم، وجملة «والله يهدي» معطوفة على جملة «لقد أنزلنا» .(2/801)
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47)
47 - {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ}
جملة «ويقولون» مستأنفة، الجار «منهم» متعلق بنعت لـ «فريق» ، الجار «من بعد» متعلق بـ «يتولَّى» ، وجملة «وما أولئك بالمؤمنين» حالية من «فريق» ، وجازت الحال من النكرة لوصفها بـ «منهم» ، و «ما» تعمل عمل ليس، واسمها وخبرها، والباء زائدة.(2/801)
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48)
48 - {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {وَيَقُولُونَ} ، «إذا» الثانية فجائية، «فريق» مبتدأ، والجار «منهم» متعلق بنعت لـ «فريق» ، «معرضون» خبر «فريق» ، وتتعلق «إذا» الشرطية بمعنى الجواب.(2/801)
وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49)
49 - {وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة الشرط المتقدمة، و «مذعنين» حال من الواو.(2/802)
أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)
50 - {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
«مرض» مبتدأ، و «أم» المنقطعة، والجملة بعدها مبتدأ، وكذا «أم» الثانية منقطعة، والمصدر المؤول «أن يحيف» مفعول به، وجملة «أولئك هم الظالمون» مستأنفة، و «هم» للفصل.(2/802)
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)
51 - {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
«إنما» : كافة ومكفوفة لا عمل لها، «إذا» ظرفية محضة، وجملة «دُعُوا» مضاف إليه، والمصدر المجرور «ليحكم» متعلق بـ «دُعُوا» ، والمصدر المؤول «أن يقولوا» اسم كان، والواو في «وأولئك» معترضة، و «هم» ضمير فصل، جملة «وأولئك هم المفلحون» معترضة.(2/802)
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)
52 - {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ} ، «مَنْ» شرطية مبتدأ، جملة «يطع» خبره، قوله «ويتقه» مجزوم بحذف حرف العلة؛ لأنه معتل الآخر، والأصل «ويتقِه» ثم سُكن تخفيفا لكثرة الحركات، وقد حملوا المنفصل مثل [ص:803] «ويتقه» على المتصل «كَبِد» ، وذلك أنهم يسكنون عين فَعِل فيقولون: «كَبْد» لأنها كلمة واحدة، ثم أجَروا ما أشبه ذلك من المنفصل مجرى المتصل، فإن «يتقِه» صار فيه «تَقِهِ» بمنزلة «كَتِف» فسُكِّن كما تُسَكَّن، «هم» ضمير فصل.(2/802)
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53)
53 - {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ}
«جهد» نائب مفعول مطلق أي: أقسموا إقسام اجتهاد، وجملة «لئن أمرتهم ليخرجن» تفسيرية لمضمون القسم، واللام في «لئن» موطئة للقسم، وقوله «يخرجن» : مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنة فاعل، والنون للتوكيد، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم. وقوله «طاعة» : مبتدأ، وخبره محذوف أي: طاعة معروفة أمثل بكم، وجملة «طاعة معروفة أمثل» مستأنفة في حيز القول.(2/803)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)
54 - {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}
«ما» اسم موصول مبتدأ، وجملة «فإن تولَّوا» مستأنفة، وجملة «وما على الرسول إلا البلاغ» مستأنفة، والواو مستأنفة، و «ما» نافية مهملة، «البلاغ» مبتدأ، والجار «على الرسول» متعلق بالخبر، و «إلا» للحصر.(2/803)
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)
55 - {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ [ص:804] كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
مفعول الوعد الثاني محذوف أي: الاستخلاف، وجملة «ليستخلفنَّهم» جواب القسم، والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية أي: استخلافا مثل استخلاف الذين، «أمْنًا» مفعول ثانٍ، وجملة «يعبدونني» حال من مفعول «يبدِّلنهم» ، وجملة «لا يشركون» حال من فاعل «يعبدون» ، وجملة «ومن كفر» معطوفة على جملة «وعد الله» ، وجملة «كفر» خبر المبتدأ «من» .(2/803)
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)
56 - {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
جملة «وأقيموا» معطوفة على جملة {أَطِيعُوا} في الآية (54) ، جملة «لعلكم ترحمون» مستأنفة.(2/804)
لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)
57 - {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
«لا» ناهية، وفعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم، «معجزين» مفعول ثانٍ، الجار «في الأرض» متعلق بـ «معجزين» ، وجملة «ومأواهم النار» معطوفة على المستأنفة «لا تحسبن» ، ويجوز عطف الخبر على الإنشاء، وقوله «ولبئس المصير» : الواو مستأنفة، واللام واقعة في جواب قسم مقدر، وفعل ماض وفاعل، والمخصوص محذوف أي: جهنم، وجملة «ولبئس المصير» جواب القسم، وجملة «ووالله لبئس المصير» مستأنفة.(2/804)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)
58 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ(2/804)
ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
«الذين» عطف بيان من المنادى، وجملة «ليستأذنكم» جواب النداء مستأنفة، وقوله «والذين» : اسم معطوف على الموصول المتقدم، الجار «منكم» متعلق بحال من الواو، «ثلاث» نائب مفعول مطلق، والجار «من قبل» متعلق بـ «يستأذن» ، و «حين» ظرف زمان متعلق بـ «يستأذن» ، والجار «من بعد» متعلق بـ «يستأذن» ، وقوله «ثلاث» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هي ثلاث، والجملة مستأنفة، الجار «لكم» متعلق بنعت لـ «عورات» ، جملة «ليس عليكم جناح» نعت لـ «ثلاث» ، «بعدهن» ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر، «طوَّافون» خبر لمبتدأ محذوف أي: هم، والجملة مستأنفة، الجار «عليكم» متعلق بـ «طوافون» ، و «بعضكم» مبتدأ، والجار «على بعض» متعلق بالخبر، وجملة «بعضكم على بعض» بدل من جملة «هم طوافون» ، الكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، والتقدير: يبين الله تبيينا مثل ذلك التبيين، وجملة «يبين» مستأنفة، وكذا جملة «والله عليم حكيم» .(2/805)
وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)
59 - {وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «بلغ» مضاف إليه، والفاء رابطة، واللام للأمر، والكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، والتقدير: استئذانا [ص:806] مثل استئذان، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق أي: يبيِّن تبيينا مثل ذلك التبيين، وجملة «يبين» مستأنفة.(2/805)
وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60)
60 - {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
الواو في «والقواعد» عاطفة، و «القواعد» مبتدأ، الجار «من النساء» متعلق بحال من «النساء» ، «اللاتي» نعت، والفاء في «فليس» زائدة، وجملة «فليس جناح» خبر، والمصدر المؤول «أن يضعن» منصوب على نزع الخافض، «غير» حال من النون في «يضعن» ، والجار متعلق بـ «متبرجات» ، والمصدر «وأن يستعففن» مبتدأ، وخبره «خير» ، جملة «والاستعفاف خير» معطوفة على جملة «القواعد ليس عليهن جناح» ، والجار «لهن» متعلق بـ «خير» ، جملة «والله سميع عليم» مستأنفة.(2/806)
لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61)
61 - {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
الجارّ «على الأعرج» معطوف على «على الأعمى» ، ويتعلق بما تعلق به، و «حرج» الثاني معطوف على المتقدم، وقوله «ولا على أنفسكم أن تأكلوا» :(2/806)
الواو عاطفة، لا نافية، والجار معطوف على «على المريض» ويتعلق بما تعلق به، «أن» ناصبة، والمصدر منصوب على نزع الخافض أي: ولا على أنفسكم حرج في أن تأكلوا، وقوله «أو ما ملكتم» : اسم موصول مجرور معطوف على «خالاتكم» . وقوله «أو صديقكم» : اسم معطوف على «ما» مجرور، وجملة «ليس عليكم جناح» مستأنفة، والمصدر «أن تأكلوا» منصوب على نزع الخافض (في) ، و «جميعا» حال من الواو، وجملة الشرط مستأنفة، و «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب، «تحية» نائب مفعول مطلق مرادف لعامله، والجار متعلق بنعت لـ «تحية» ، وجملة «يبيِّن» مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، وجملة «لعلكم تعقلون» مستأنفة.(2/807)
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)
62 - {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ}
«إنما» كافة ومكفوفة، وجملة الشرط معطوفة على صلة «الذين» ، «معه» ظرف متعلق بالخبر، والجار «على أمر» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، جملة «أولئك الذين» خبر «إنَّ» ، جملة الشرط «فإذا استأذنوك» معطوفة على الجملة المستأنفة «إن الذين..» .(2/807)
لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)
63 - {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ص:808]
«بينكم» : ظرف مكان متعلق بالمصدر دعاء، الجار «كدعاء» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» ، «بعضا» مفعول به للمصدر «دعاء» ، جملة «قد يعلم الله» مستأنفة، والجار «منكم» متعلق بحال من فاعل «يتسللون» ، «لواذا» نائب مفعول مطلق؛ لأنه مرادف لفعله، وجملة «فليحذر» مستأنفة، والمصدر «أن تصيبهم» مفعول به لـ «يحذر» .(2/807)
أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64)
64 - {أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
«ألا» حرف استفتاح، والجملة بعدها مستأنفة، الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «قد يعلم» مستأنفة، وقوله «ويوم يرجعون» : اسم معطوف على «ما» من قبيل المفعول به. وجملة «فينبئهم» معطوفة على جملة «يرجعون» ، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول متعلق بالفعل، وجملة «والله بكل شيء عليم» مستأنفة، والجار «بكل» متعلق بالخبر «عليم» .(2/808)
سورة الفرقان(3/809)
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)
1 - {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}
«تبارك الذي» فعل ماض وفاعله، «للعالمين» متعلق بالخبر «نذيرا» .(3/809)
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)
2 - {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ}
«الذي» بدل من الموصول المتقدم، «ولدًا» مفعول ثان، و «أحدًا» المقدرة مفعول أول، وجملة «ولم يتخذ» معطوفة على جملة «له ملك» ، الجار «في الملك» متعلق بـ «شريك» ، الجار «له» متعلق بخبر «يكن» ، جملة «له ملك» صلة الموصول، وجملة «ولم يكن له شريك» معطوفة على جملة «له ملك» .(3/809)
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا (3)
3 - {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}
جملة «واتخذوا» مستأنفة، والجار «من دونه» متعلق بالمفعول الثاني لـ «اتخذ» ، وجملة «لا يخلقون» نعت لـ «آلهة» ، جملة «وهم يخلقون» حالية من الواو في «يخلقون» .(3/809)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)
4 - {إِنْ هَذَا إِلا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا}
«إنْ» نافية، و «هذا إفك» مبتدأ وخبر، و «إلا» للحصر، جملة «افتراه» نعت، «ظلمًا» مفعول به، والفعل «جاء» قد يتعدى بنفسه.(3/809)
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)
5 - {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا}
«أساطير» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هي، جملة «اكتتبها» حال من «أساطير» ، جملة «فهي تملى» معطوفة على جملة «اكتتبها» ، «بكرة» ظرف زمان متعلق بالفعل «تملى» .(3/810)
قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)
6 - {يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
الجار «في السماوات» متعلق بالمفعول الثاني لـ «يعلم» .(3/810)
وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7)
7 - {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا}
قوله «مال هذا» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، «الرسول» بدل، وجملة «يأكل» حال من «الرسول» ، «لولا» حرف تحضيض، والجملة بعدها مستأنفة في حيز القول، والفاء في «فيكون» سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق، أي: هلا كان نزول ملك فكونه معه نذيرا.(3/810)
أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)
8 - {وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا}
جملة «وقال الظالمون» معطوفة على جملة {وَقَالُوا} المستأنفة. «إنْ» نافية.(3/810)
انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9)
9 - {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا}
«كيف» اسم استفهام حال، وجملة «ضربوا» مفعول به للنظر المعلَّق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم. جملة «فلا يستطيعون» معطوفة على جملة «ضلوا» .(3/811)
تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10)
10 - {تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا}
جملة الشرط صلة الموصول، الجار «لك» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» ، الجار «من ذلك» متعلق بـ «خيرًا» ، «جنات» بدل من «خيرًا» ، وقوله «ويجعلْ» مجزوم معطوف على محل «جعل» .(3/811)
بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (11)
11 - {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا}
جملة «كذبوا» مستأنفة. جملة «وأعتدنا» مستأنفة.(3/811)
إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12)
12 - {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا}
جملة الشرط نعت لـ {سَعِيرًا} ، وهي مؤنثة.(3/811)
وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا (13)
13 - {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}
جملة الشرط معطوفة على جملة الشرط المتقدمة، وقوله «مكانًا» : ظرف مكان متعلق بـ «ألقوا» ، الجار «منها» متعلق بحال من «مكانًا» ، وهو في الأصل صفة له، «مقرَّنين» حال من الواو في «ألقوا» ، «هنالك» : اسم إشارة ظرف مكان متعلق بـ «دَعَوا» ، «ثبورا» : مفعول به لأنهم يقولون: [ص:812] يا ثبوراه.(3/811)
لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا (14)
14 - {لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا}
جملة «لا تدعوا» مقول القول لقول مقدر.(3/812)
قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (15)
15 - {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا}
«جنة» : اسم معطوف على «ذلك» ، «التي» نعت للجنة، الجار «لهم» متعلق بحال من «جزاء» ، جملة «كانت» حال من «جنة الخلد» .(3/812)
لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا (16)
16 - {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولا}
الجار «فيها» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، «خالدين» حال من فاعل «يشاءون» ، والجارّ «على ربك» متعلق بحال من «وَعْدًا» ، وجملة «لهم فيها ما يشاءون» حال ثانية من «جنة الخلد» ، وجملة «كان وعدًا» مستأنفة.(3/812)
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)
17 - {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ}
قوله «ويوم» : الواو عاطفة، «يوم» مفعول به لـ اذكر مضمرًا، والجملة معطوفة على جملة {قُلْ} المتقدمة، والجار «من دون» متعلق بحال من العائد المقدر أي: ما يعبدونه كائنًا من دون الله، قوله «هؤلاء» : نعت مؤول بمشتق أي: المشار إليهم، وجملة «هم ضلُّوا» معطوفة على جملة «أأنتم أضللتم» .(3/812)
قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)
18 - {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ [ص:813] وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ}
اسم كان ضمير الشأن، والمصدر المؤول «أن نتخذ» فاعل «ينبغي» ، الجار «من دونك» متعلق بالمفعول الثاني لـ «نتخذ» ، «مِنْ» الثانية زائدة، و «أولياء» مفعول به، وجملة «ما كان ينبغي» مستأنفة في حيز القول، وجملة «ولكن متعتهم» معطوفة على مقول القول، وقوله «وآباءهم» : اسم معطوف على الهاء، والمصدر المؤول «أنْ نسوا» مجرور متعلق بـ «متعتهم» .(3/812)
فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (19)
19 - {فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا}
جملة «فقد كذَّبوكم» مستأنفة، وجملة «فما تستطيعون» معطوفة على جملة «كذَّبوكم» ، وجملة «ومن يظلم» مستأنفة، و «مَنْ» شرطية مبتدأ، والجار «منكم» متعلق بحال من فاعل «يظلم» ، «عذابًا» مفعول ثان.(3/813)
وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)
20 - {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}
جملة «وما أرسلنا» مستأنفة، الجار «من المرسلين» متعلق بنعت للمفعول المقدر أي: أحدًا كائنًا من المرسلين، و «إلا» للحصر، وجملة «إنهم ليأكلون» حال من المرسلين، الجار «لبعض» متعلق بحال من «فتنة» ، وجملة «أتصبرون» مستأنفة، وكذا جملة «وكان ... » .(3/813)
وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (21)
21 - {وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ [ص:814] اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا}
جملة «وقال» مستأنفة، «لولا» حرف تحضيض، وجملة «نرى» معطوفة على جملة «أنزل» ، وجملة «لقد استكبروا» جواب قسم مقدر. قوله «عَتَوا» : فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل.(3/813)
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)
22 - {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}
«يوم» مفعول لـ اذكر مقدرًا، والجملة مستأنفة، وجملة «يرون» مضاف إليه، «يوم» : ظرف متعلق بخبر «لا» ، و «إذٍ» : مضاف إليه مبني على السكون، وتنوينه للتعويض عن جملة، الجار «للمجرمين» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، «حجرًا» مفعول مطلق لفعل محذوف، و «محجورًا» نعت، وجملة «حجرًا محجورا» مقول القول.(3/814)
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)
23 - {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}
الجار «من عمل» متعلق بحال من «ما» ، «هباء» مفعول ثان لجعل.(3/814)
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (24)
24 - {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا}
الظرف «يوم» متعلق بالخبر، «إذٍ» مضاف إليه، «مستقرًا» تمييز.(3/814)
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)
25 - {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلا}
قوله «ويوم» : الواو عاطفة، «يوم» مفعول لـ اذكر مقدرًا، والجملة معطوفة على اذكر المقدرة في الآية (22) وجملة «تشقق» مضاف إليه.(3/814)
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26)
26 - {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}
«الملك» مبتدأ، خبره متعلَّق الجار «للرحمن» ، «يوم» : متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، «الحق» : نعت لـ «الملك» ، اسم كان ضمير «اليوم» ، و «يومًا» خبرها، الجار «على الكافرين» متعلق بـ «عسيرًا» ، «عسيرا» نعت لـ «يومًا» ، وجملة «وكان يومًا» معطوفة على المستأنفة «الملك للرحمن» .(3/815)
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)
27 - {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا}
قوله «ويوم» : الواو عاطفة، و «يوم» اسم معطوف على «يوم» في الآية (25) والتقدير: واذكر يوم تشقق ويوم يَعَضُّ، الجار «على يديه» متعلق بـ «يعض» يا «للتنبيه،» مع «ظرف مكان متعلق بالمفعول الثاني، وجملة» يقول «حال من» الظالم".(3/815)
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28)
28 - {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا}
قوله «يا ويلتى» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المنقلبة ألفًا، وهذه الألف مضاف إليه، وجملة «ليتني لم أتخذ» مستأنفة في حيز القول.(3/815)
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)
29 - {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا}
جملة «لقد أضلَّني» جواب قسم، «إذ» : اسم ظرفي مضاف إليه مبني على السكون، وجملة «جاءني» مضاف إليه. وجملة «وكان الشيطان خذولا» مستأنفة، الجار «للإنسان» متعلق بـ «خذولا» .(3/815)
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)
30 - {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}
جملة «وقال» مستأنفة، وجملة «إن قومي اتخذوا» جواب النداء مستأنفة، «مهجورا» مفعول ثان.(3/816)
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)
31 - {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}
الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، والتقدير: جعلنا جَعْلا مثلَ ذلك الجعل، وجملة «جعلنا» مستأنفة، والجار «لكل» متعلق بالمفعول الثاني. الجار «من المجرمين» متعلق بـ «عدوا» ، والواو في «وكفى» مستأنفة، والباء زائدة، و «ربك» فاعل، «هاديًا» تمييز.(3/816)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)
32 - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا}
«لولا» حرف تحضيض، «جملةً» حال من «القرآن» ، الكاف في «كذلك» جارة، و «ذا» : اسم مجرور متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: الأمر كذلك، والمصدر المؤول المجرور في «لنثبت» متعلق بفعل محذوف أي: فَعَلْنا ذلك لنثبت، وجملة «الأمر كذلك» مستأنفة، وجملة «فعلنا» المقدرة مستأنفة، وجملة «ورتَّلْناه» معطوفة على جملة «فعلنا» المقدرة.(3/816)
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)
33 - {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا}
جملة «ولا يأتونك» مستأنفة، وجملة «جئناك» حال من مفعول «يأتونك» ، الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «جئناك» ، و «أحسن» معطوف على «الحق» ، و «تفسيرًا» تمييز.(3/816)
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)
34 - {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا}
«الذين» مبتدأ، خبره جملة «أولئك شر» ، والجملة مستأنفة، الجار «على وجوههم» متعلق بحال من نائب الفاعل، الجار «إلى جهنم» متعلق بـ «يحشرون» ، «مكانًا» تمييز.(3/817)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)
35 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا}
الواو في «ولقد» مستأنفة، «معه» ظرف مكان متعلق بـ «جعلنا» ، «هارون» بدل.(3/817)
فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)
36 - {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا}
جملة «فقلنا» معطوفة على جملة «جعلنا» ، وجملة «فدمَّرناهم» معطوفة على جملة مقدرة أي: فكذَّبوهما فدمَّرناهم.(3/817)
وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)
37 - {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا}
قوله «وقوم نوح» : الواو مستأنفة، و «قوم» مفعول به لفعل محذوف تقديره «اذكر» ، وجملة «واذكر» مستأنفة، «لما» حرف وجوب لوجوب، الجار «للناس» متعلق بحال من «آية» ، وجملة الشرط حالية من «قوم نوح» ، وجملة «أغرقناهم» جواب الشرط، وجملة «وأعتدنا» معطوفة على جملة «جعلناهم» .(3/817)
وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)
38 - {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا}
قوله «وعادًا» : معطوف على «قوم» ، الظرف «بين» متعلق بنعت لـ «قرونًا» ، «كثيرًا» نعت ثان لـ «قرونًا» .(3/818)
وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)
39 - {وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا}
قوله «وكلا» : الواو عاطفة، و «كلا» مفعول لفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: «أنذرنا كلا» ، والجملة المقدرة معطوفة على جملة «أعتدنا» ، وجملة «ضربنا» تفسيرية، و «كلا» الثانية مفعول مقدم لـ «تَبَّر» .(3/818)
وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)
40 - {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا}
جملة «ولقد أتَوْا» مستأنفة، «التي» نعت، «مطر» نائب مفعول مطلق، جملة «أفلم يكونوا» معطوفة على جملة «أتوا» ، وجملة «كانوا» مستأنفة، و «بل» للإضراب.(3/818)
وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)
41 - {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا}
جملة الشرط مستأنفة، «إنْ» نافية، «هزوًا» مفعول ثان، و «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بجملة «قالوا» المضمرة، و «رسولا» حال من الضمير العائد المقدر أي: بعثه رسولا وجملة «إنْ يتخذونك» معترضة، وجملة «قالوا» المضمرة جواب الشرط، وجملة «أهذا الذي» مقول القول للمضمر «قالوا» .(3/818)
إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)
42 - {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا}
«إنْ» مخففة مهملة، «كاد» ناسخة، واسمها ضمير هو، والجملة مستأنفة في حيز النفي، واللام الفارقة، وجملة «ليضلنا» خبر كاد، «لولا» حرف امتناع لوجود، و «أَنْ» وما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجود، وجملة «لولا صبرُنا موجود» مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، وجملة «وسوف يعلمون» مستأنفة، «حين» ظرف متعلق بـ «يعلمون» ، قوله «مَنْ أَضَلُّ» : اسم استفهام مبتدأ وخبر، والجملة سَدَّت مسدَّ مفعولَيْ «يعلمون» المعلقين بالاستفهام.(3/819)
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)
43 - {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا}
«مَنْ» اسم موصول مفعول به، مفعولا «اتخذ» : «إلهه هواه» ، والفاء في «فأنت» زائدة، الجار «عليه» متعلق بـ «وكيلا» ، وجملة «أفأنت تكون» مفعول ثان لـ «أرأيت» .(3/819)
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
44 - {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا}
«أم» المنقطعة، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «حسب» ، جملة «إن هم إلا كالأنعام» مستأنفة، و «إنْ» نافية، وجملة «بل هم أضل» مستأنفة، و «سبيلا» تمييز.(3/819)
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)
45 - {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا}
«كيف» اسم استفهام حال، وجملة «كيف مدَّ» بدل اشتمال من «ربك» ، جملة «ولو شاء لجعله» اعتراضية، وجملة «ثم جعلنا» معطوفة على جملة «مدَّ» ، الجار «عليه» متعلق بحال من «دليلا» .(3/820)
ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)
46 - {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا}
جملة «ثم قبضناه» معطوفة على جملة {جَعَلْنَا} في محل جر.(3/820)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)
47 - {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا}
جملة «وهو الذي» معطوفة على جملة {أَلَمْ تَرَ} ، الجار «لكم» متعلق بـ «جعل» ، قوله «والنوم سباتا» : «النوم» معطوف على «الليل» ، و «سباتا» معطوف على «لباسًا» .(3/820)
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)
48 - {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ}
جملة «وهو الذي» معطوفة على جملة «هو الذي» المتقدمة، «بشرًا» حال من «الرياح» ، «بين» ظرف متعلق بـ «أرسل» .(3/820)
لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)
49 - {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا}
المصدر المؤول «لنحيي» المجرور متعلق بـ «أنزلنا» ، الجار «مما» متعلق بحال من «أنعامًا» ، و «أنعامًا» مفعول أول لـ «نسقيه» ، والتقدير: ونسقي [ص:821] أنعامًا كائنة من الذي خلقناه الماء، «أناسيّ» : جمع إنسان، والأصل أناسين، فأبدلت النون ياء، وأدغم فيها الياء قبلها.(3/820)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)
50 - {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُورًا}
جملة «ولقد صَرَّفْناه» معطوفة على جملة {وَأَنْزَلْنَا} ، وجملة «فأبى» معطوفة على جملة «صَرَّفْناه» ، «كفورًا» مفعول «أبى» ، والاستثناء مفرغ تقدَّمه معنى النفي في «أبى» .(3/821)
وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)
51 - {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا}
جملة الشرط مستأنفة.(3/821)
فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)
52 - {فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ}
جملة «فلا تطع» مستأنفة.(3/821)
وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)
53 - {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا}
جملة «وهو الذي» معطوفة على جملة {وَهُوَ الَّذِي} في الآية (48) ، وجملة «هذا عذب» حال من «البحرين» ، والظرف «بينهما» متعلق بالمفعول الثاني.(3/821)
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)
54 - {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}
جملة «فجعله» معطوفة على جملة «خلق» ، وجملة «وكان ربك قديرا» مستأنفة.(3/821)
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)
55 - {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا}
جملة «ويعبدون» مستأنفة، الجار «من دون» متعلق بحال من «ما» ، و «ما» اسم موصول مفعول به، وجملة «وكان ... » مستأنفة.(3/822)
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)
56 - {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}
جملة «وما أرسلناك» مستأنفة، «إلا» للحصر، «مبشِّرًا» حال من الكاف.(3/822)
قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)
57 - {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا}
«مِنْ» زائدة، و «أجر» مفعول ثان، الجار «عليه» متعلق بحال من «أجر» ، «إلا» للاستثناء، «مَنْ» اسم موصول مستثنى منقطع، الجار «إلى ربه» متعلق بالمفعول الثاني.(3/822)
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)
58 - {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا}
«الذي» نعت، الجار «بحمده» متعلق بحال من فاعل «سبِّح» أي: ملتبسًا «بحمده» ، والباء بعد «كفى» زائدة، والهاء فاعل، الجار «بذنوب» متعلق بـ «خبيرًا» ، «خبيرًا» تمييز، وجملة «كفى به» مستأنفة.(3/822)
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)
59 - {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}
«الذي» مبتدأ، خبره «الرحمن» ، الظرف «بينهما» متعلق بالصلة المقدرة، [ص:823] الفاء في «فاسأل» مستأنفة، الباء في «به» متعلقة بـ «خبيرًا» ، «خبيرًا» مفعول به لـ «اسأل» .(3/822)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)
60 - {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}
الواو مستأنفة، وكذا جملة الشرط، الجار «لهم» متعلق بـ «قيل» ، ونائب الفاعل ضمير المصدر، ومقول القول بعد قالوا مقدر أي: نسجد، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «الرحمن» خبر، اللام جارَّة للتعليل، و «ما» مصدرية، والمصدر مجرور أي: أنسجد لأمرك؟ وفاعل «زادهم» ضمير القول، «نفورا» مفعول ثان، وجملة «أنسجد» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وزادهم» مستأنفة.(3/823)
تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)
61 - {جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا}
الجار «في السماء» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» .(3/823)
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)
62 - {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}
جملة «وهو الذي» معطوفة على جملة {تَبَارَكَ الَّذِي} المتقدمة، «خلفة» مفعول ثان، المصدر المؤول «أن يذَّكَّر» مفعول «أراد» .(3/823)
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
63 - {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}
جملة «وعباد الرحمن ... » مستأنفة، وخبر المبتدأ سيرد في الآية (75) . «هونًا» نائب مفعول مطلق أي: مشيًا هَوْنًا، وجملة الشرط معطوفة على [ص:824] الصلة، «سلامًا» نائب مفعول مطلق أي: نسلِّم سلامًا فهو اسم مصدر، والمصدر تسليم.(3/823)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
64 - {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}
الموصول معطوف على الموصول السابق، و «يبيتون» فعل مضارع ناسخ واسمه، والخبر «سُجَّدًا» ، والجار «لربهم» متعلق بالخبر.(3/824)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)
65 - {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}
جملة «إن عذابها كان غرامًا» مستأنفة.(3/824)
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
66 - {سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}
«مستقرًا» تمييز، والمخصوص بالذم محذوف أي: جهنم.(3/824)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
67 - {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}
جملة الشرط صلة الموصول، واسم كان ضمير الإنفاق، «بين» ظرف متعلق بحال من «قواما» .(3/824)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)
68 - {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}
الموصول معطوف على المتقدم، «مع» ظرف متعلق بحال من «إلهًا» ، الجار «بالحق» متعلق بحال من الواو في «يقتلون» ، جملة الشرط مستأنفة، «مَنْ» اسم شرط مبتدأ.(3/824)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)
69 - {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [ص:825]
جملة «يضاعَفْ» بدل من جملة {يَلْقَ} ، «مهانًا» : حال من فاعل «يخلد» .(3/824)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
70 - {إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}
«مَنْ» موصول مستثنى متصل، «عملا» مفعول به، وجملة «فأولئك يبدل» مستأنفة، ومفعولا «يبدّل» الاسمان المنصوبان.(3/825)
وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)
71 - {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}
جملة «ومَنْ تاب» مستأنفة، «صالحًا» مفعول به، «متابا» مفعول مطلق، وهو مصدر ميمي.(3/825)
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)
72 - {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}
الموصول معطوف على المتقدم في الآية (68) ، و «كرامًا» حال من الواو في «مرُّوا» .(3/825)
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)
73 - {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}
جملة الشرط صلة الموصول، «صُمًّا» حال من الواو في «يخرُّوا» .(3/825)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)
74 - {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
جملة «هب» جواب النداء مستأنفة، الجار «من أزواجنا» متعلق بحال من «قرة» ، الجار «للمتقين» متعلق بحال من «إمامًا» .(3/825)
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)
75 - {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا} [ص:826]
جملة «أولئك يجزون» خبر «عباد» في الآية (63) . والإشارة مبتدأ، «الغرفة» مفعول ثان، الباء جارة، «ما» مصدرية والمصدر المجرور متعلق بالفعل، «تحية» مفعول ثان.(3/825)
خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)
76 - {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا}
«خالدين» حال من نائب الفاعل في {يُجْزَوْنَ} ، الجار «فيها» متعلق بـ «خالدين» ، «مستقرًا» تمييز، والمخصوص بالمدح محذوف أي: الغرفة، وجملة «حَسُنت» حال من {الْغُرْفَةَ} .(3/826)
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)
77 - {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}
«ما» نافية، «ربي» فاعل، «لولا» حرف امتناع لوجود، و «دعاؤكم» مبتدأ خبره محذوف تقديره موجود، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، وجملة «فقد كذَّبتم» مستأنفة، وجملة «فسوف يكون» معطوفة على المستأنفة، واسم «يكون» ضمير العذاب.(3/826)
سورة الشعراء(3/827)
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)
2 - {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}
«المبين» نعت «الكتاب» .(3/827)
لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)
3 - {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
جملة «لعلك باخع» مستأنفة، «نفسك» مفعول بـ «باخع» ، والمصدر «ألا يكونوا» منصوب على نزع الخافض اللام.(3/827)
إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)
4 - {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، جملة «فظلَّت أعناقهم» معطوفة على جملة «نُنزل» في محل جزم. الجار «لها» متعلق بـ «خاضعين» ، وهو خبر «ظل» الناسخة.(3/827)
وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5)
5 - {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ}
جملة «وما يأتيهم» معطوفة على جملة الشرط، «ذكر» فاعل، و «من» زائدة، الجار «من الرحمن» متعلق بنعت لـ «ذكر» ، «محدث» نعت ثان، «إلا» للحصر، جملة «كانوا» حال من الضمير الهاء في «يأتيهم» ، الجار «عنه» متعلق بـ «معرضين» .(3/827)
فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (6)
6 - {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}
جملة «فقد كذَّبوا» مستأنفة، وجملة «فسيأتيهم» معطوف على المستأنفة، «ما» اسم موصول مضاف إليه، الجار «به» متعلق بالفعل «يستهزئون» .(3/827)
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7)
7 - {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [ص:828]
جملة الاستفهام مستأنفة، «كم» خبرية مفعول به، الجار «من كل» متعلق بنعت لـ «كم» ، وجملة «كم أنبتنا» مفعول لـ «يَرَوا» المضمن معنى الفعل القلبي في محل نصب.(3/827)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8)
8 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}
جملة «إن في ذلك لآية» مستأنفة، وجملة «وما كان أكثرهم مؤمنين» معترضة بين المتعاطفين.(3/828)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)
9 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
جملة «وإنَّ ربَّك لهو العزيز» معطوفة على جملة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} ، واللام المزحلقة، وجملة «هو العزيز» خبر «إن ربك» ، «الرحيم» خبر ثان.(3/828)
وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10)
10 - {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول لـ «اذكر» مقدرًا، «أنْ» تفسيرية للنداء، وجملة «ائت» تفسيرية، وجملة «نادى» مضاف إليه.(3/828)
قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)
11 - {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ}
«قوم» بدل، جملة «ألا يتقون» مستأنفة، و «ألا» أداة عرض.(3/828)
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12)
12 - {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ}
المصدر المؤول من أن وما بعدها مفعول به، و «يُكَذِّبون» فعل مضارع منصوب بحذف النون، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، وجملة «يُكَذِّبون» صلة الموصول الحرفي لا محل لها.(3/828)
وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13)
13 - {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ}
جملة «ويضيق صدري» معطوفة على جملة {أَخَافُ} ، وجملة «فأرسِلْ» معطوفة على جملة «إني أخاف» .(3/829)
وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)
14 - {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}
جملة «ولهم عليَّ ذنب» معطوفة على جملة {أَخَافُ} المتقدمة، الجار «عليَّ» متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر، وجملة «فأخاف» معطوفة على جملة «ولهم عليَّ ذنب» ، والمصدر المؤول «أن يقتلون» مفعول به.(3/829)
قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15)
15 - {قَالَ كَلا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ}
مقول القول مقدر أي: كلا لا تخف، الجار «بآياتنا» متعلق بحال من فاعل «اذهبا» أي: ملتبسين بآياتنا، «معكم» : ظرف متعلق بالخبر، و «مستمعون» خبر ثان. جملة «فاذهبا» معطوفة على مقول القول المقدر. وجملة «إنا معكم» مستأنفة في حيز القول.(3/829)
فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16)
16 - {فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
جملة «فأتيا» معطوفة على جملة «اذهبا» . ولفظ «رسول» يجوز إفراده، وإن تقدَّمه مثنى أو جمع تقول: هو رسول، وهما رسول، وهم رسول، و «العالمين» مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.(3/829)
أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17)
17 - {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}
«أنْ» تفسيرية، وجملة «أرسلْ» مفسرة لا محل لها.(3/829)
قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18)
18 - {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}
«نربِّك» : فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، «وليدًا» حال من الكاف، الجار «من عمرك» متعلق بحال من «سنين» ، و «سنين» ظرف متعلق بـ «لبثت» .(3/830)
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19)
19 - {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}
قوله «فعلتك» : مفعول به، «التي» نعت، جملة «وأنت من الكافرين» حالية من فاعل «فعلت» .(3/830)
قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20)
20 - {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}
«إذًا» حرف جواب، جملة «وأنا من الضالين» حالية من التاء في «فعلتها» .(3/830)
فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)
21 - {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
جملة الشرط معترضة بين المتعاطفين، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، الجار «من المرسلين» متعلق بالمفعول الثاني.(3/830)
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)
22 - {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}
جملة «وتلك نعمة» معطوفة على مقول القول السابق، وجملة «تمنُّها» نعت لـ «نعمة» ، «أنْ» مصدرية، والمصدر المؤول منصوب على نزع الخافض الباء.(3/830)
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)
23 - {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [ص:831]
مقول القول مقدر أي: هل هناك إله غيري؟ «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «رب» خبر، وجملة «وما رب العالمين» معطوفة على مقول القول المقدر.(3/830)
قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)
24 - {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}
«رب» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هو رب، «وما» : اسم موصول معطوف على الأرض، وجملة «إن كنتم موقنين» مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/831)
قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)
25 - {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ}
«حوله» : ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة. «ألا» أداة عرض.(3/831)
قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)
26 - {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ}
قوله «ربكم» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هو رب.(3/831)
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)
27 - {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}
«الذي» نعت، واللام هي المزحلقة في خبر «إن» .(3/831)
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)
28 - {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}
قوله «رب» : خبر لمبتدأ محذوف أي: هو رب، وجملة «إن كنتم تعقلون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/831)
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)
29 - {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}
اللام في «لئن» الموطئة للقسم، «غيري» مفعول ثان، وجملة «لأجعلنَّك» جواب القسم، والجار «من المسجونين» متعلق بالمفعول الثاني.(3/831)
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)
30 - {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ}
الواو حالية، ومقول القول مقدر أي: أتفعل بي ذلك؟ وجملة «جئتك» حالية من ضمير المخاطب في مقول القول المقدر، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/832)
قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)
31 - {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
مقول القول المقدر: إن كنت صادقا فأت، فالفاء في «فأت» رابطة لجواب شرط مقدر، وجملة «إن كنت من الصادقين» مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/832)
فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32)
32 - {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}
جملة «فألقى» مستأنفة، والفاء الثانية عاطفة، و «إذا» فجائية، ومبتدأ وخبر، وجملة «فإذا هي ثعبان» معطوفة على جملة «فألقى عصاه» .(3/832)
وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)
33 - {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}
«فإذا» الفاء عاطفة، «إذا» فجائية، وجملة «فإذا هي بيضاء» معطوفة على جملة «نزع يده» ، الجارّ «للناظرين» متعلق بخبر ثان أي: ظاهرة للناظرين.(3/832)
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)
34 - {قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ}
الظرف «حوله» متعلق بحال من «الملأ» . «عليم» خبر ثان لـ «إنَّ» .(3/832)
يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)
35 - {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}
جملة «يريد» نعت ثان لـ «ساحر» ، والمصدر المؤول مفعول به، والفاء [ص:833] في «فماذا» مستأنفة، «ما» : اسم استفهام مبتدأ، «ذا» : اسم موصول خبره، وجملة «تأمرون» صلة الموصول.(3/832)
قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36)
36 - {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}
«أرجه» : فعل أمر مِن أَرْجَيْتَهُ إذا أخَّرتَه مبني على حذف حرف العلة، والهاء مفعول به، وتسكين هاء الضمير لغة. «أخاه» معطوف على الهاء، «حاشرين» مفعول به، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف أي: رجالا حاشرين.(3/833)
يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)
37 - {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ}
«يأتوك» فعل مضارع مجزوم؛ لأنه جواب شرط مقدر.(3/833)
فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38)
38 - {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}
جملة «فجمع السحرة» مستأنفة.(3/833)
وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)
39 - {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ}
نائب فاعل «قيل» ضمير مستتر يعود على المصدر، وجملة «وقيل» معطوفة على جملة «جُمع» .(3/833)
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40)
40 - {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ}
جملة «لعلنا نتبع» مستأنفة، «هم» توكيد للواو، وجملة «إن كانوا» مستأنفة. وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/833)
فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41)
41 - {فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} [ص:834]
جملة «فلما جاء السحرة» مستأنفة، وجملة «إن كنا» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، «نحن» توكيد للضمير «نا» .(3/833)
قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)
42 - {قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
مقول القول مقدر أي: نعم إن لكم أجرًا، وجملة «وإنَّكم لمن المقربين» معطوفة على مقول القول، «إذًا» حرف جواب، واللام المزحلقة.(3/834)
قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)
43 - {قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ}
«ما» اسم موصول مفعول به، وجملة الصلة اسمية.(3/834)
فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44)
44 - {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ}
جملة «فألقوا» معطوفة على جملة {قَالَ لَهُمْ مُوسَى} المتقدمة، الجار «بعزة» متعلق بـ «نقسم» مقدرة، وجملة «نقسم بعزة» مقول القول، وجملة «إنا لنحن الغالبون» جواب القسم، وجملة «لنحن الغالبون» خبر «إن» في محل رفع.(3/834)
فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45)
45 - {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}
جملة «فإذا هي تلقف» معطوفة على جملة «ألقى موسى» ، و «إذا» فجائية، «ما» اسم موصول مفعول به.(3/834)
فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46)
46 - {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ}
قوله «ساجدين» : حال من «السحرة» ، وجملة «فألقي» معطوفة على جملة {فَأَلْقَى مُوسَى} .(3/834)
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47)
47 - {قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
«العالمين» مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.(3/835)
رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)
48 - {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}
«رب» بدل مطابق.(3/835)
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)
49 - {قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}
«أنْ» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، جملة «إنه لكبيركم» مستأنفة في حيز القول، وجملة «فلسوف تعلمون» معطوفة على مقول القول، الجار «من خلاف» متعلق بحال من «الأيدي والأرجل» ، «أجمعين» : توكيد لضمير الخطاب، وجملة القسم المقدر وجوابه سدَّت مسدَّ مفعولي «علم» ، وجملة «ولأصلبنَّكم» معطوفة على جواب القسم.(3/835)
قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)
50 - {قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ}
خبر «لا ضير» محذوف أي: علينا، جملة «إنا إلى ربنا منقلبون» مستأنفة، الجار «إلى ربنا» متعلق بـ «منقلبون» .(3/835)
إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)
51 - {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}
جملة «إنا نطمع» مستأنفة في حيز القول. المصدر «أن يغفر» منصوب على نزع الخافض (في) ، والمصدر المؤول الثاني «أن كنا» منصوب على نزع الخافض اللام.(3/835)
وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)
52 - {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}
جملة «وأوحينا» مستأنفة، «أن» تفسيرية، وجملة «إنكم متبعون» مستأنفة.(3/836)
فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)
53 - {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ}
جملة «فأرسل فرعون» مستأنفة، «حاشرين» مفعول به.(3/836)
إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54)
54 - {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}
«قليلون» نعت «شرذمة» ، والجملة مقول القول لقول مقدر، والقول المقدر حال من {فِرْعَوْنُ} أي: أرسل يقول إنَّ ...(3/836)
وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)
55 - {وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}
جملة «وإنهم لنا لغائظون» معطوفة على الجملة المتقدمة، والجار «لنا» متعلق بالخبر «لغائظون» .(3/836)
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)
56 - {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ}
«حاذرون» خبر ثان.(3/836)
فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57)
57 - {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}
جملة «فأخرجناهم» مستأنفة.(3/836)
كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59)
59 - {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}
الكاف جارة متعلقة بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: إخراجنا كذلك، والجملة مستأنفة، وجملة «وأورثناها» معطوفة على المستأنفة.(3/836)
فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)
60 - {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}
جملة «فأتبعوهم» مستأنفة، و «مشرقين» حال من فاعل «أتبعوهم» .(3/837)
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)
61 - {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، واللام المزحلقة.(3/837)
قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)
62 - {قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}
مقول القول مقدر أي: كلا لن يدركونا، وجملة «سيهدين» خبر ثان، والسين للاستقبال، وفعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، والنون للوقاية.(3/837)
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)
63 - {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}
جملة «فأوحينا» مستأنفة، «أنْ» تفسيرية، وجملة «فانفلق» معطوفة على جملة مقدرة معطوفة أي: فضرب فانفلق.(3/837)
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64)
64 - {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ}
«ثَمَّ» ظرف مكان يشار به للمكان البعيد، ولا يتصرف، متعلق بـ «أزلفنا» ، «الآخرين» : مفعول به، وجملة «وأزلفنا» معطوفة على جملة «أوحينا» .(3/837)
وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65)
65 - {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ}
الظرف معه متعلق بالصلة، «أجمعين» حال من موسى وقومه.(3/837)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)
67 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}
جملة «وما كان أكثرهم» معترضة بين المتعاطفين.(3/838)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)
68 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
جملة «وإن ربك لهو العزيز» معطوفة على جملة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} ، جملة «هو العزيز» خبر «إن» ، «الرحيم» خبر ثان.(3/838)
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69)
69 - {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ}
جملة «واتل» مستأنفة.(3/838)
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)
70 - {إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ}
«إذ» اسم ظرفي بدل اشتمال مِنْ {نَبَأَ} ، «ما» اسم استفهام مبتدأ.(3/838)
قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71)
71 - {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}
جملة «فنظل» معطوفة على جملة «نعبد» ، الجار «لها» متعلق بـ «عاكفين» ، وهو خبر «ظل» .(3/838)
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72)
72 - {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ}
«إذ» ظرف زمان متعلق بالفعل.(3/838)
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74)
74 - {قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}
مقول القول مقدر أي: لم نجدها كذلك، جملة «وجدنا» مستأنفة. الكاف نائب مفعول مطلق أي: يفعلون فِعْلا مثل ذلك الفعل. وجملة «يفعلون» مفعول ثان.(3/838)
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75)
75 - {قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ}
مقول القول مقدر أي: أتأملتم. وجملة «رأيتم» معطوفة على مقول القول المقدر. والمفعول الثاني لـ «أرأيت» محذوف أي: هل يستحق العبادة؟ و «ما» اسم موصول مفعول أول.(3/839)
أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)
76 - {أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ}
«أنتم» توكيد للواو في {تَعْبُدُونَ} ، «آباؤكم» معطوف على الواو في {تَعْبُدُونَ} .(3/839)
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)
77 - {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلا رَبَّ الْعَالَمِينَ}
جملة «فإنهم عدو» مستأنفة، الجار «لي» متعلق بـ «عدو» ، والجملة مستأنفة في حيز القول.(3/839)
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78)
78 - {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}
«الذي» موصول نعت، وجملة «فهو يهدين» معطوفة على الصلة، و «يهدين» فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء في «يهدي» ، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.(3/839)
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)
79 - {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}
الموصول معطوف على الموصول السابق.(3/839)
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)
80 - {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}
جملة الشرط معطوفة على صلة الموصول {هُوَ يُطْعِمُنِي} ، و «إذا» ظرفية [ص:840] شرطية متعلقة بمعنى الجواب.(3/839)
وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81)
81 - {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ}
«يحيين» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.(3/840)
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)
82 - {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}
المصدر المؤول منصوب على نزع الخافض «في» ، الظرف «يوم» متعلق بـ «يغفر» .(3/840)
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)
83 - {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
جملة «هَبْ» جواب النداء مستأنفة، «رب» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف.(3/840)
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)
84 - {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}
الجار «لي» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، الجار «في الآخرين» متعلق بنعت «لسان» .(3/840)
وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)
85 - {وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}
الجار «من ورثة» متعلق بالمفعول الثاني.(3/840)
وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86)
86 - {وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ}
جملة «إنه كان» حالية من «أبي» .(3/840)
وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)
87 - {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [ص:841]
جملة «يبعثون» مضاف إليه.(3/840)
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88)
88 - {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ}
الظرف «يوم» بدل من {يَوْمَ} المتقدمة، جملة «لا ينفع» مضاف إليه، و «لا» زائدة.(3/841)
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)
89 - {إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
«مَنْ» : اسم موصول مستثنى، والجار «بقلب» متعلق بحال من فاعل «أتى» أي: ملتبسًا.(3/841)
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90)
90 - {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}
الجار «للمتقين» متعلق بـ «أزلفت» ، والجملة معطوفة على جملة {لا يَنْفَعُ} .(3/841)
وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)
91 - {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ}
جملة «وبُرِّزَت» معطوفة على جملة «أزلفت» .(3/841)
وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92)
92 - {أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ}
«أين» : اسم استفهام ظرف مكان متعلق بالخبر، «ما» اسم استفهام مبتدأ.(3/841)
مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)
93 - {مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ}
الجار «من دون» متعلق بحال من العائد المقدر أي: تعبدونه كائنًا من دون الله، جملة الاستفهام مستأنفة في حيز القول.(3/841)
فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94)
94 - {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}
جملة «فكبكبوا» مستأنفة، «هم» توكيد للواو، «والغاوون» اسم معطوف على الواو.(3/842)
وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)
95 - {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ}
«أجمعون» توكيد لـ «جنود» .(3/842)
قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96)
96 - {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ}
جملة «وهم فيها يختصمون» حالية من الواو في «قالوا» ، الجار «فيها» متعلق بـ «يختصمون» .(3/842)
تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97)
97 - {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
التاء للقسم، والجار متعلق بـ «أقسم» المقدرة، «إنْ» مخففة من الثقيلة مهملة، وفعل ماض ناسخ واسمه، واللام الفارقة، والجار متعلق بالخبر.(3/842)
إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98)
98 - {إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}
«إذ» : ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلق به خبر كان، وجملة «نسوِّيكم» مضاف إليه.(3/842)
وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99)
99 - {وَمَا أَضَلَّنَا إِلا الْمُجْرِمُونَ}
جملة «وما أضلَّنا» معطوفة على جواب القسم. «المجرمون» فاعل.(3/842)
فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100)
100 - {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ}
الجملة معطوفة على جملة «ما أضلَّنا» ، «ما» نافية مهملة، «مِنْ» زائدة، [ص:843] والجار متعلق بخبر المبتدأ «شافعين» .(3/842)
فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)
102 - {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
جملة الشرط مستأنفة في حيز القول، والمصدر المؤول فاعل بـ ثبت مقدرًا، والفاء سببية، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: ليت لنا رجوعًا فكوننا من المؤمنين، وجواب الشرط محذوف أي: لَعَمِلْنا صالحا.(3/843)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103)
103 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}
جملة النفي معترضة بين المتعاطفين.(3/843)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)
104 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
جملة «وإن ربك ... » معطوفة على {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} ، «الرحيم» خبر ثان.(3/843)
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105)
105 - {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}
جملة «كذَّبت قوم» مستأنفة.(3/843)
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106)
106 - {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ}
«إذ» ظرف زمان متعلق بـ «كذَّبت» ، «نوح» بدل، «ألا» حرف عرض.(3/843)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107)
107 - {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}
الجار «لكم» متعلق بـ «رسول» .(3/843)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)
108 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
الفاء في «فاتقوا» عاطفة، والجملة معطوفة على جملة «إني رسول» .(3/844)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109)
109 - {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}
جملة النفي معطوفة على مقول القول، «مِنْ» زائدة، و «أجر» مفعول ثان، وجملة «إن أجري ... » مستأنفة في حيز القول، «إنْ» نافية، و «إلا» للحصر.(3/844)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)
110 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
جملة «فاتقوا الله» معطوفة على جملة «ما أسألكم» .(3/844)
قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)
111 - {قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ}
جملة «واتبعك الأرذلون» حالية من فاعل «نؤمن» .(3/844)
قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112)
112 - {قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
مقول القول مقدر أي: أهم كذلك؟ وجملة «وما علمي» معطوفة على مقول القول، «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «علمي» خبر، «بما» ما" موصولة مجرورة متعلقة بالمصدر (علمي) .(3/844)
إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113)
113 - {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ}
جملة «إنْ حسابهم ... » مستأنفة في حيز القول، وجملة «لو تشعرون» مستأنفة في حيز القول، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله أي: لَعلمتم أن حسابهم على ربي.(3/844)
وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114)
114 - {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ}
جملة النفي معطوفة على جملة {إِنْ حِسَابُهُمْ إِلا عَلَى رَبِّي} ، «ما» نافية تعمل عمل ليس، والباء زائدة في الخبر.(3/845)
إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)
115 - {إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ}
«إنْ» نافية، و «أنا» مبتدأ، و «إلا» أداة حصر، و «نذير» خبر، و «مُبين» نعته، والجملة مستأنفة في حيز القول.(3/845)
قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)
116 - {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ}
جملة «يا نوح» معترضة، وجملة «لنكونن» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم، والجارّ متعلق بخبر كان.(3/845)
قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117)
117 - {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ}
«كذَّبون» : فعل ماض وفاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.(3/845)
فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)
118 - {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
الفاء في «فافتح» عاطفة، والجملة معطوفة على {كَذَّبُونِ} ، «مَنْ» اسم موصول معطوف على الياء، «معي» ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة، الجار «من المؤمنين» متعلق بحال من الموصول.(3/845)
فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)
119 - {فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}
جملة «فأنجيناه» معطوفة على جملة {قَالَ} في الآية (117) ، والموصول [ص:846] «مَنْ» معطوف على الهاء، والظرف متعلق بالصلة، الجار «في الفلك» متعلق بالصلة المقدرة.(3/845)
ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120)
120 - {ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ}
«بعد» : ظرف زمان مبني على الضم؛ لأنه قطع عن الإضافة.(3/846)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121)
121 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}
جملة النفي معترضة، والواو معترضة.(3/846)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)
122 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
جملة «وإن ربك لهو العزيز» معطوفة على جملة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} .(3/846)
كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123)
123 - {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ}
جملة «كذَّبت» مستأنفة.(3/846)
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ (124)
124 - {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ}
«إذ» : ظرف متعلق بـ {كَذَّبَتْ} ، جملة «قال» مضاف إليه، «هود» بدل.(3/846)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125)
125 - {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}
جملة «إني لكم رسول» مستأنفة في حيز القول، والجار متعلق بـ «رسول» .(3/846)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126)
126 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
جملة «فاتقوا» معطوفة على جملة «إني رسول» .(3/846)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127)
127 - {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}
جملة «وما أسألكم» معطوفة على جملة «أطيعون» ، «من أجر» مفعول ثان، و «مِنْ» زائدة، وجملة «إن أجري» مستأنفة في حيز القول.(3/847)
أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128)
128 - {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ}
جملة «أتبنون» مستأنفة في حيز القول، وجملة «تعبثون» حال من فاعل «تبنون» .(3/847)
وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)
129 - {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ}
جملة «لعلكم تخلدون» مستأنفة.(3/847)
وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)
130 - {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {وَتَتَّخِذُونَ} ، و «جبارين» حال من التاء في «بطشتم» .(3/847)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)
131 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
جملة «فاتقوا» مستأنفة في حيز القول.(3/847)
أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133)
133 - {أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ}
جملة «أمدَّكم» بدل من {أَمَدَّكُمْ} السابقة.(3/847)
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)
135 - {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
جملة «إني أخاف» مستأنفة في حيز القول.(3/847)
قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136)
136 - {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [ص:848]
«سواء» خبر مقدم، الجار «علينا» متعلق بالمصدر «سواء» ، والهمزة للتسوية، «أم» حرف عطف، وهمزة التسوية وما بعدها في قوة المبتدأ، والتقدير: وَعْظُكَ وعدمه سواء، وجملة «أم لم تكن» معطوفة على جملة «أوعظت» .(3/847)
إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137)
137 - {إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ}
الجملة مستأنفة.(3/848)
وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)
138 - {وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}
«ما» : عاملة عمل ليس، والباء زائدة في الخبر، والجملة معطوفة على المستأنفة قبلها.(3/848)
فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139)
139 - {فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}
جملة «فكذَّبوه» مستأنفة، وجملة النفي معترضة بين المتعاطفين.(3/848)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)
140 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
الجملة معطوفة على جملة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} .(3/848)
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141)
141 - {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ}
جملة «كذَّبت» مستأنفة.(3/848)
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142)
142 - {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ}
«إذ» : ظرف متعلق بـ {كَذَّبَتْ} ، «صالح» بدل.(3/848)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143)
143 - {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}
الجار «لكم» متعلق بالخبر، والجملة مستأنفة في حيز القول.(3/848)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144)
144 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
جملة «فاتقوا» معطوفة على جملة {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ} .(3/849)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)
145 - {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}
جملة النفي الأولى معطوفة على جملة «أطيعون» ، و «أجر» مفعول ثان، و «مِنْ» زائدة، وجملة النفي الثانية مستأنفة في حيز القول.(3/849)
أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146)
146 - {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ}
جملة «تتركون» مستأنفة في حيز القول، «ما» اسم موصول في محل جر متعلق بـ «تتركون» ، و «ها» في «هاهنا» للتنبيه، و «هنا» : اسم إشارة ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة، «آمنين» : حال من نائب الفاعل الواو.(3/849)
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147)
147 - {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ}
الجار بدل من الجار قبله، متعلق بما تعلَّق به.(3/849)
وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148)
148 - {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ}
جملة «طلعها هضيم» نعت لنخل.(3/849)
وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149)
149 - {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ}
«فارهين» : حال من فاعل «تنحتون» .(3/849)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)
150 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
جملة «فاتقوا الله» معطوفة على جملة «اتقوا» في الآية (144) .(3/849)
الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)
152 - {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ}
الموصول نعت، والجار متعلق بالفعل «يفسدون» .(3/849)
قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153)
153 - {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ}
الجار متعلق بالخبر.(3/850)
مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)
154 - {مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
جملة النفي مستأنفة في حيز القول، «مثلنا» نعت، ولم يستفد «مثل» من الإضافة لأنه مغرق في الإبهام، والفاء في «فأت» رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن كنت صادقًا فَأْتِ، وجملة «إن كنت» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/850)
قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)
155 - {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}
جملة «لها شِرب» نعت لناقة، وجملة «ولكم شرب» معطوفة على جملة «لها شرب» ، والرابط مقدر أي: لكم شرب غير شربها.(3/850)
وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)
156 - {وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
جملة «ولا تمسوها» معطوفة على جملة {هَذِهِ نَاقَةٌ} ، والفاء سببية، وفعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن مَسٌّ فأخْذٌ، والكاف مفعول به.(3/850)
فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157)
157 - {فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ}
جملة «فعقروها» مستأنفة، و «نادمين» خبر أصبح.(3/850)
فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)
158 - {فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [ص:851]
جملة «فأخذهم العذاب» معطوفة على جملة {فَأَصْبَحُوا} ، وجملة النفي معترضة بين المتعاطفين.(3/850)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)
159 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
جملة «وإن ربك لهو العزيز» معطوفة على جملة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} .(3/851)
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160)
160 - {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ}
جملة «كذَّبت» مستأنفة.(3/851)
إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161)
161 - {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ}
«إذ» : ظرف زمان متعلق بـ {كَذَّبَتْ} ، «لوط» بدل.(3/851)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162)
162 - {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}
الجملة مستأنفة في حيز القول.(3/851)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163)
163 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
جملة «فاتقوا» معطوفة على جملة {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ} .(3/851)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)
164 - {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}
«أجر» مفعول ثان، و «مِنْ» زائدة، «إن» نافية، وجملة النفي الثانية مستأنفة في حيز القول.(3/851)
أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)
165 - {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ}
جملة «أتأتون» مستأنفة في حيز القول. الجار «من العالمين» حال من «الذكران» .(3/851)
وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)
166 - {وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}
الجار «من أزواجكم» متعلق بحال من العائد المقدر، جملة «بل أنتم قوم» مستأنفة، «عادون» نعت.(3/852)
قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)
167 - {قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ}
جملة «يا لوط» معترضة بين القسم وجوابه، وجملة «لَتكوننَّ» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/852)
قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)
168 - {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ}
الجار «لعملكم» متعلق بـ «القالين» .(3/852)
رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)
169 - {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي}
«أهلي» : اسم معطوف على الياء في «نجني» .(3/852)
فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170)
170 - {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ}
«أهله» : معطوف على الهاء، «أجمعين» : توكيد منصوب بالياء.(3/852)
إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171)
171 - {إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ}
الجار «في الغابرين» متعلق بنعت لـ «عجوزًا» .(3/852)
ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172)
172 - {ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ}
جملة «دمَّرْنا» معطوفة على جملة «نجيناه» .(3/852)
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173)
173 - {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}
«مطرًا» : نائب مفعول مطلق، والمخصوص بالذم محذوف أي: مطرهم.(3/852)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)
174 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}
جملة النفي معترضة.(3/853)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)
175 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
الجملة معطوفة على جملة {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً} ، واللام المزحلقة.(3/853)
كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176)
176 - {كَذَّبَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ}
جملة «كذَّب» مستأنفة.(3/853)
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ (177)
177 - {إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ}
«إذ» : ظرف زمان متعلق بـ {كَذَّبَ} .(3/853)
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178)
178 - {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}
الجملة مستأنفة في حيز القول.(3/853)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179)
179 - {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}
جملة «فاتقوا» معطوفة على جملة {إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ} .(3/853)
وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)
180 - {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}
«أجر» : مفعول ثان، و «مِنْ» زائدة، وجملة النفي الثانية مستأنفة في حيز القول.(3/853)
وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)
183 - {وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
«أشياءهم» مفعول ثان، «مفسدين» حال من الواو.(3/853)
وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)
184 - {خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ}
«الجبلَّة» : معطوف على الكاف في «خلقكم» ، «الأولين» نعت.(3/854)
قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185)
185 - {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ}
«إنما» : كافة ومكفوفة لا عمل لها.(3/854)
وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (186)
186 - {وَمَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ}
«ما» نافية مهملة، «مثلنا» نعت، ولم يستفد من الإضافة تعريفًا لأنه مغرق في الإبهام، «إنْ» مخففة من المشددة، واللام الفارقة، والجارَّ متعلق بالمفعول الثاني لـ «ظنَّ» ، وجملة «وإن نظنك» معطوفة على جملة «ما أنت إلا بشر» .(3/854)
فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)
187 - {فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
جملة «فأسقط» مستأنفة في حيز القول، الجار «من السماء» متعلق بنعت لـ «كسفًا» ، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.(3/854)
قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (188)
188 - {قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ}
الجار «بما» متعلق بـ «أعلم» .(3/854)
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)
189 - {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
الفاء مستأنفة، وجملة «إنه كان» حال من «عذاب يوم الظلة» .(3/854)
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190)
190 - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [ص:855]
جملة النفي معترضة.(3/854)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)
191 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
جملة «لهو العزيز» خبر إن.(3/855)
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)
192 - {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
جملة «وإنه لتنزيل» مستأنفة.(3/855)
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)
193 - {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ}
جملة «نزل به الروح» خبر ثان لـ «إن» .(3/855)
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)
194 - {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ}
المصدر المجرور متعلق بـ {نَزَلَ} .(3/855)
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)
195 - {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}
الجار «بلسان» متعلق بـ {نَزَلَ} .(3/855)
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
196 - {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ}
جملة «وإنه لفي زبر» معطوفة على جملة «إنه لتنزيل» .(3/855)
أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)
197 - {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ}
الواو عاطفة، والمصدر المؤول اسم «يكن» ، «آية» خبره، والجار متعلق بحال من «آية» ، وجملة «أولم يكن» معطوفة على جملة «إنه لفي زبر» .(3/855)
وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198)
198 - {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة «لم يكن لهم آية» .(3/855)
فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)
199 - {فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} [ص:856]
جملة «ما كانوا» جواب الشرط، الجار «به» متعلق بـ «مؤمنين» .(3/855)
كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200)
200 - {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ}
الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه، والتقدير: سلكناه سَلْكًا مثلَ ذلك السلك، وجملة «سلكناه» مستأنفة.(3/856)
لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (201)
201 - {لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ}
جملة «لا يؤمنون» حال من {الْمُجْرِمِينَ} ، جملة «يروا» صلة الموصول الحرفي.(3/856)
فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)
202 - {فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «فيأتيهم» معطوفة على جملة {يَرَوْا} ، «بغتة» : مصدر في موضع الحال، والواو حالية، وجملة «وهم لا يشعرون» حالية من الهاء.(3/856)
فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)
203 - {فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ}
جملة «فيقولوا» معطوفة على جملة «يأتيهم» .(3/856)
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204)
204 - {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ}
الفاء مستأنفة، وجملة «يستعجلون» مستأنفة.(3/856)
أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205)
205 - {أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ}
الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، «سنين» ظرف زمان متعلق بـ «متعناهم» ، وقد تنازع هذا الفعل «أرأيت» والفعل «جَاءَهُمْ» في قوله {مَا كَانُوا يُوعَدُونَ} ، وأُعمل الثاني وهو «جاءهم» ، فرفع «ما كانوا» [ص:857] فاعلا ومفعول «أرأيت» الأول ضميره المحذوف، والتقدير: أفرأيت ما كانوا يوعدون ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، وجملة «إنْ متَّعناهم» معترضة، وجواب الشرط محذوف تقديره: لم يُغْنِ عنهم تمتعهم.(3/856)
ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206)
206 - {ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ}
«ما» فاعل «جاء» .(3/857)
مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)
207 - {مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ}
جملة «ما أغنى» مفعول ثان لـ «أرأيت» المتقدمة، «ما» اسم استفهام مفعول به مقدم لـ «أغنى» ، «ما» الثانية مصدرية، والمصدر فاعل «أغنى» .(3/857)
وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208)
208 - {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا لَهَا مُنْذِرُونَ}
جملة «وما أهلكنا» مستأنفة، «قرية» مفعول به، و «مِنْ» زائدة، «إلا» للحصر، والجار متعلق بخبر المبتدأ «منذرون» ، وجملة «لها منذرون» حالية من «قرية» ، ومسوغ مجيء صاحب الحال نكرة تقدُّم النفي.(3/857)
ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)
209 - {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ}
«ذكرى» مفعول لأجله، والواو حالية، والجملة حالية من الضمير في «لها» .(3/857)
وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)
210 - {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ}
جملة «وما تنزلت به» مستأنفة.(3/857)
وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211)
211 - {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} [ص:858]
جملة «وما ينبغي» معطوفة على جملة «ما تنزلت به الشياطين» .(3/857)
إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)
212 - {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}
الجملة مستأنفة، والجار «عن السمع» متعلق بـ «معزولون» ، واللام المزحلقة.(3/858)
فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)
213 - {فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ}
جملة «فلا تدع» مستأنفة، «مع» ظرف متعلق بالفعل، والفاء سببية، والمصدر المؤول مِنْ «أَنْ» وما بعدها معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منك دعوة فحصول عذاب لك.(3/858)
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)
214 - {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ}
جملة «وأنذر» معطوفة على جملة «لا تَدْعُ» .(3/858)
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215)
215 - {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
الجار «من المؤمنين» متعلق بحال من فاعل «اتبعك» .(3/858)
فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216)
216 - {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {وَاخْفِضْ} ، والجار «مما» متعلق بـ «بريء» .(3/858)
الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218)
218 - {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ}
الموصول نعت ثان لـ «العزيز» ، «حين» : ظرف زمان متعلق بالفعل.(3/858)
وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)
219 - {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [ص:859]
قوله «وتقلُّبك» : معطوف على الكاف في {يَرَاكَ} ، والجار متعلق بالمصدر «تقلُّبك» .(3/858)
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)
220 - {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
الجملة مستأنفة، «هو» توكيد للهاء، «العليم» خبر ثان.(3/859)
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221)
221 - {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ}
اسم الاستفهام «مَنْ» مجرور متعلق بـ «تنزل» ، ولا يتعلق بـ «أنبئكم» ؛ لأن الاستفهام له الصدارة، وجملة «تنزل» سدَّت مسدَّ مفعولي «أنبئكم» الثاني والثالث، وعُلِّق الفعل بالاستفهام، و «تَنزلُ» مضارع حذفت إحدى تاءيه تخفيفًا.(3/859)
تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222)
222 - {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}
جملة «تَنزل» بدل من الأولى.(3/859)
يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)
223 - {يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}
جملة «يلقون» حال من الشياطين، وجملة «وأكثرهم كاذبون» معطوفة على جملة «يلقون» .(3/859)
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)
224 - {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ}
جملة «والشعراء يتبعهم الغاوون» مستأنفة.(3/859)
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)
225 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ}
المصدر سدَّ مسدَّ مفعولي رأى، والجملة مستأنفة، وجملة «يهيمون» [ص:860] خبر، والجار «في كل» متعلق بالفعل «يهيمون» .(3/859)
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226)
226 - {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ}
المصدر معطوف على المصدر السابق، «ما» اسم موصول مفعول به.(3/860)
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
227 - {إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}
«إلا» للاستثناء، والموصول منصوب على الاستثناء، «كثيرًا» نائب مفعول مطلق، الجار «من بعد ما» متعلق بـ «انتصروا» ، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، والواو في «وسيعلم» مستأنفة، «أي» : اسم استفهام مفعول مطلق عامله «ينقلبون» ، ولا يجوز أن يكون معمولا لـ «يعلم» ؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام، فلا يعمل فيه ما قبله، وجملة «ينقلبون» سدَّت مسدَّ مفعولي «يعلم» المعلَّق بالاستفهام.(3/860)
سورة النمل(3/861)
طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)
1 - {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ}
قوله «وكتاب» : اسم معطوف على «القرآن» .(3/861)
هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)
2 - {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
«هدى» : حال منصوبة، والجار «للمؤمنين» متعلق بنعت لـ «بشرى» .(3/861)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3)
3 - {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}
جملة «وهم يوقنون» معطوفة على جملة الصلة، «هم» الثانية توكيد للأولى، الجار «بالآخرة» متعلق بـ «يوقنون» .(3/861)
إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4)
4 - {إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ}
جملة «فهم يعمهون» معطوفة على جملة «زيَّنَّا» .(3/861)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)
5 - {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ}
جملة «أولئك الذين» خبر ثان لـ إنَّ، جملة «لهم سوء» صلة الموصول الاسمي، «هم» الثانية توكيد للأولى، وجملة «وهم الأخسرون» معطوفة على جملة «لهم سوء» .(3/861)
وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)
6 - {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ}
جملة «إنك لتلقى» مستأنفة، «لدن» : اسم ظرفي مبني على السكون في محل جر متعلق بـ «تُلَقَّى» ، «عليم» : صفة حكيم.(3/861)
إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7)
7 - {إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ [ص:862] تَصْطَلُونَ}
«إذ» : اسم ظرفي مفعول به لـ اذكر مقدرًا، وجملة «قال» مضاف إليه، وجملة «سآتيكم» نعت «نارًا» ، والجارَّان «منها بخبر» متعلقان بالفعل «آتيكم» ، جملة «أو آتيكم» معطوفة على جملة «سآتيكم» ، «قبس» : بدل من «شهاب» ، وجملة «لعلكم تصطلون» مستأنفة.(3/861)
فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)
8 - {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، «لما» حرف وجوب لوجوب، «أنْ» تفسيرية وكذا الجملة معها، الجار «في النار» متعلق بالصلة المقدرة، والواو في «وسبحان» مستأنفة، و «سبحان» : نائب مفعول مطلق، «رب» بدل، و «العالمين» : مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.(3/862)
يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
9 - {يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
الهاء في «إنه» ضمير الشأن، والجملة جواب النداء مستأنفة. وجملة «أنا الله» خبر «إنه» ، «العزيز الحكيم» نعتان للجلالة.(3/862)
وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)
10 - {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ}
جملة «وألق عصاك» معطوفة على جملة {إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ} ، وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «تهتز» حالية من الهاء في «رآها» ، وجملة «كأنها جان» حالية من فاعل «تهتز» ، «مدبرا» : حال مؤكدة لعاملها، وجملة «ولم يعقِّب» [ص:863] معطوفة على جواب الشرط «ولَّى» ، وجملة «يا موسى» مستأنفة، وجملة «إني لا يخاف لدي المرسلون» مستأنفة في حيز جواب النداء، «لديَّ» ظرف مكان مبني على السكون متعلق بالفعل، والياء الثانية مضاف إليه.(3/862)
إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11)
11 - {إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ}
«إلا» للاستثناء المنقطع، «مَنْ» اسم موصول مستثنى، «حسنًا» : مفعول لـ «بدّل» ، «بعد» : ظرف زمان متعلق بـ «بدَّل» ، وجملة «فإني غفور» مستأنفة، «رحيم» خبر ثان لـ «إن» .(3/863)
وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12)
12 - {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}
جملة «تخرج» جواب شرط مقدر، «بيضاء» حال من فاعل «تخرج» ، والجار «من غير» متعلق بحال ثانية من فاعل «تخرج» ، الجار «في تسع» متعلق بفعل مقدر أي: اذهب، وكذا «إلى فرعون» ، وجملة «إنهم كانوا قومًا فاسقين» حال من فرعون وقومه.(3/863)
فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13)
13 - {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}
جملة الشرط مستأنفة، «مبصرة» حال من «آياتنا» .(3/863)
وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)
14 - {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}
جملة «وجحدوا» معطوفة على جملة {قَالُوا} ، «ظُلْمًا» مصدر في موضع [ص:864] الحال، وجملة «فانظر» مستأنفة، «كيف» : اسم استفهام خبر كان، وجملة «كان» مفعول للنظر المعلق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم.(3/863)
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)
15 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}
جملة «ولقد آتينا» مستأنفة، «علمًا» مفعول ثان، وجملة «وقالا» معطوفة على جملة «آتينا» ، «الذي» نعت للجلالة، الجار «من عباده» متعلق بنعت لـ «كثير» .(3/864)
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)
16 - {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}
جملة «وورث سليمان» معطوفة على جملة {وَلَقَدْ آتَيْنَا} ، «الناس» عطف بيان، الجار «من كل» متعلق بـ «أوتينا» ، وجملة «إن هذا لهو الفضل» معترضة بين المتعاطفين، وجملة «لهو الفضل» خبر «إن» .(3/864)
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)
17 - {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}
جملة «وحشر» معطوفة على جملة {وَقَالَ} ، الجار «من الجن» متعلق بحال من «جنوده» ، وجملة «فهم يوزعون» معطوفة على جملة «حُشر» .(3/864)
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)
18 - {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، و «حتى» ابتدائية، وحذفت الياء من «واد» رسمًا [ص:865] اتباعًا للفظها، «النمل» عطف بيان، وجملة «لا يحطمنكم» مستأنفة في حيز القول، و «لا» ناهية، وهو نهي للجنود في اللفظ وفي المعنى للنمل، وجملة «وهم لا يشعرون» حالية من سليمان وجنوده.(3/864)
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
19 - {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}
جملة «فتبسَّم» مستأنفة، و «ضاحكًا» : حال من الضمير في «تبسَّم» ، والجار متعلق بـ «تبسَّم» . «رب» منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء، «أن» مصدرية ناصبة، والمصدر المؤول مفعول ثان لـ «أوزعني» ، والجار «وعلى والديَّ» معطوف على الياء في «عليّ» بإعادة حرف الجر ويتعلق بما تعلق به، «صالحًا» : مفعول به، وجملة «ترضاه» نعت لـ «صالحًا» ، والجار «في عبادك» متعلق بالفعل، «الصالحين» نعت.(3/865)
وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)
20 - {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ}
جملة «وتفقَّد» مستأنفة، «ما» اسم استفهام مبتدأ، والجار «لي» متعلق بالخبر، وجملة «لا أرى» حال من الياء في «لي» ، «أم» المنقطعة، وجملة كان مستأنفة.(3/865)
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)
21 - {لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا}
جملة «لأعذبنه» جواب قسم مقدر، «عذابًا» [ص:866] نائب مفعول مطلق، والمصدر تعذيبًا.(3/865)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
22 - {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}
الفاء في «فمكث» مستأنفة، «غير» ظرف زمان أي: مكث وقتًا غير بعيد، الجار «بنبإ» متعلق بالفعل «جئتك» .(3/866)
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)
23 - {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}
جملة «تملكهم» نعت، وجملة «وأوتيت» معطوفة على جملة «تملكهم» ، وجملة «ولها عرش» الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية «أوتيت» ، الجار «من كل» متعلق بـ «أوتيت» .(3/866)
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)
24 - {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ}
جملة «وجدتها» مستأنفة في حيز القول، والفعل بمعنى لقي فيتعدَّى لواحد، «وقومها» : اسم معطوف على الهاء في «وجدتها» ، الجار «من دون» متعلق بحال من «الشمس» . جملة «يسجدون» حال من الهاء في «وجدتها» وما بعدها، وجملة «وزيَّن لهم الشيطان» معطوفة على جملة «يسجدون» ، وجملة «فهم لا يهتدون» معطوفة على جملة «صدَّهم» .(3/866)
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)
25 - {أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [ص:867]
«أن» ناصبة، والمصدر المؤول بدل من {أَعْمَالَهُمْ} ، والتقدير: وزيَّن لهم الشيطان عدم السجود لله، الجار «في السماوات» متعلق بحال من «الخبء» .(3/866)
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)
26 - {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
«الله» مبتدأ، وجملة التنزيه خبر، «ربُّ» خبر ثان للمبتدأ.(3/867)
قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)
27 - {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
جملة «صدقت» مفعول «ننظر» المعلق بالاستفهام المتضمن معنى العلم، «أم» عاطفة، وجملة «كنت» معطوفة على جملة «صدقت» .(3/867)
اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)
28 - {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ}
جملة «اذهب» مستأنفة في حيز القول، «هذا» : اسم إشارة نعت مؤول بمشتق أي المشار إليه، والهاء في «ألقه» مفعول به، وسكنت تخفيفًا وهي لغة، «ما» : اسم استفهام مبتدأ، «ذا» : اسم موصول خبره، وجملة «ماذا يرجعون» مفعول به للنظر المعلق بالاستفهام.(3/867)
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)
29 - {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ}
جملة «إني ألقي» جواب النداء مستأنفة، «الملأ» عطف بيان.(3/867)
إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)
30 - {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
جملة «إنه من سليمان» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وإنه بسم ... » معطوفة على المستأنفة، الجار «بسم» جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: ابتدائي كائن، وجملة «ابتدائي باسم الله» خبر «إنَّ» ، و «الرحمن [ص:868] الرحيم» نعتان للجلالة.(3/867)
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)
31 - {أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}
«أن» ناصبة، «مسلمين» : حال من فاعل «ائتوني» ، والمصدر المؤول من أنْ وما بعدها بدل من {كِتَابٌ} كأنه قيل: أُلقي إليَّ: ألا تعلُوا عليّ.(3/868)
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)
32 - {مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ}
جملة «ما كنت» مستأنفة، «أمرًا» مفعول لـ «قاطعة» ، «تشهدون» فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به.(3/868)
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)
33 - {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ}
«أولو» : خبر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وجملة «والأمر إليك» معطوفة على جملة «نحن أولو» ، وجملة «فانظري» معطوفة على جملة «الأمر إليك» ، «ما» : اسم استفهام مبتدأ، «ذا» : اسم موصول خبر، وجملة «ماذا» مفعول به للنظر المعلق بالاستفهام المضمن معنى العلم.(3/868)
قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)
34 - {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}
جملة الشرط وجوابه خبر إنَّ، «أذلة» مفعول ثان، والواو في «وكذلك» : مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق، ومضاف إليه، وجملة «يفعلون» مستأنفة في حيز القول. والتقدير: يفعلون فِعْلا مثل ذلك الفعل.(3/868)
وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)
35 - {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}
جملة «وإني مرسلة» معطوفة على مقول القول، الجارَّان «إليهم بهدية» متعلقان بـ «مرسلة» ، قوله «بم» : الباء جارة، «ما» : اسم استفهام في محل جر متعلق بـ «يرجع» ، وحذفت ألف «ما» الاستفهامية لأنها مجرورة، وقوله «فناظرة» : اسم معطوف على «مرسلة» ، وجملة «يرجع» مفعول به لاسم الفاعل «ناظرة» المعلَّق بالاستفهام المضمن معنى العلم.(3/869)
فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36)
36 - {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وكذا جملة «فما آتاني الله خير» ، «ما» موصول مبتدأ، «خير» خبره، و «آتاني» : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، «ممَّا» : مؤلفة مِنْ «مِنْ» الجارة و «ما» الموصولة، والجار متعلق بـ «خير» ، والجارّ «بهديتكم» متعلق بـ «تفرحون» ، وجملة «بل أنتم تفرحون» مستأنفة.(3/869)
ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)
37 - {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ}
جملة «ارجع» مستأنفة في حيز القول، والفاء عاطفة، واللام واقعة في جواب القسم، وجملة القسم وجوابه معطوفة على جملة «ارجع» . الجار «بجنود» متعلق بالفعل «نأتينَّهم» ، وجملة «لا قِبل لهم» نعت لـ «جنود» ، الجار «بها» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، «أذلة» : حال من الهاء، [ص:870] وجملة «وهم صاغرون» حال من الهاء في «نخرجنَّهم» .(3/869)
قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)
38 - {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}
«أيكم» : اسم استفهام مبتدأ، وجملة «يأتيني» خبر، «قبل» ظرف زمان متعلق بـ «يأتيني» ، والمصدر المؤول «أن يأتوني» مضاف إليه، «مسلمين» : حال من الواو.(3/870)
قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)
39 - {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ}
الجار «من الجن» متعلق بنعت لـ «عفريت» ، «آتيك» فعل مضارع ومفعوله، والمصدر المؤول «أن تقوم» : مضاف إليه، وجملة «وإني عليه لقوي» معطوفة على مقول القول، واللام المزحلقة، «أمين» خبر ثان.(3/870)
قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)
40 - {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ}
«عنده» ظرف مكان متعلق بخبر المبتدأ، الجارّ «من الكتاب» متعلق بنعت لـ «علم» ، «قبل» ظرف زمان متعلق بـ «آتيك» ، جملة الشرط مستأنفة، «مستقرًا» حال، وقد ذكر الكون العام مع شبه الجملة؛ لأن الكلام مبني عليه من الأصل، «عنده» : ظرف مكان متعلق بـ «مستقرًا» ، اللام في «ليبلوني» للتعليل، والمصدر المجرور متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر، جملة «أم أكفر» معطوفة على جملة «أشكر» ، وجملة «أأشكر» مفعول لفعل البلوى المعلق عن العمل بالاستفهام، في محلِّ نصب، وجاز تعليقه لأنَّ البلوى هي [ص:871] الاختبار، وفي الاختبار معنى العلم؛ لأنه طريق إليه، فقد تضمَّن معنى العلم بوجهٍ، والواو في «ومَنْ» مستأنفة، «مَنْ» شرطية مبتدأ.(3/870)
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)
41 - {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ}
قوله «ننظر» : مجزوم لأنه جواب شرط مقدر، جملة «أتهتدي» : مفعول به لفعل النظر المعلَّق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم، وجملة «تكون» معطوفة على جملة «تهتدي» .(3/871)
فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42)
42 - {فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، ونائب فاعل «قيل» ضمير المصدر أي: قيل هو، أي القول، والهمزة في «أهكذا» للاستفهام، والهاء للتنبيه، والكاف جارة، «ذا» اسم إشارة في محل جر متعلق بخبر المبتدأ «عرشك» ، «العلم» مفعول ثان، وجملة «وأوتينا» مستأنفة، وجملة «وكنا مسلمين» معطوفة على المستأنفة.(3/871)
وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ (43)
43 - {وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ}
جملة «وصدَّها» مستأنفة، «ما» اسم موصول فاعل، الجار «من دون» متعلق بحال من «ما» ، جملة «إنها كانت» مستأنفة.(3/871)
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (44)
44 - {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
الجار «لها» متعلق بـ «قيل» وهو نائب فاعل، وجملة الشرط معطوفة [ص:872] على جملة «قيل» ، الجارّ «من قوارير» متعلق بنعت ثان لـ «صَرح» ، الظرف «مع» متعلق بالفعل «أسلمت» وكذا «لله» ، «رب» بدل من لفظ الجلالة.(3/871)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45)
45 - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}
جملة «ولقد أرسلنا» مستأنفة، «صالحًا» بدل، «أنْ» تفسيرية، والجملة معها تفسيرية، الفاء عاطفة، «إذا» فجائية، وجملة «هم فريقان» معطوفة على جواب القسم.(3/872)
قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)
46 - {قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
قوله «يا قوم» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة، «لِمَ» : اللام جارة، و «ما» اسم استفهام في محل جر متعلق بـ «تستعجلون» ، وحُذفت ألفها تخفيفًا لأنها سبقت بجارّ، «لولا» حرف تحضيض، وجملة «تستغفرون» مستأنفة في حيز القول، وجملة «لعلكم ترحمون» مستأنفة.(3/872)
قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)
47 - {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}
«معك» : ظرف مكان متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «بل أنتم قوم» مستأنفة في حيز القول.(3/872)
وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)
48 - {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ} [ص:873]
جملة «وكان» مستأنفة، جملة «يفسدون» نعت لـ «تسعة» .(3/872)
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)
49 - {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}
«أهله» : اسم معطوف على الهاء، وجملة «وإنَّا لصادقون» معطوفة على جملة «ما شهدنا» .(3/873)
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)
50 - {وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «وهم لا يشعرون» حالية من الضمير «نا» .(3/873)
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)
51 - {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}
جملة «فانظر» مستأنفة، و «كيف» اسم استفهام خبر كان، وجملة «كيف كان» مفعول للنظر المعلق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم، والمصدر المؤول «أنَّا دمَّرْناهم» بدل من «عاقبة» ، «قومهم» اسم معطوف على الهاء في «دمَّرناهم» ، «أجمعين» : توكيد منصوب.(3/873)
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)
52 - {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}
جملة «فتلك بيوتهم» معطوفة على جملة {كَانَ عَاقِبَةُ} ، «خاوية» حال من «بيوتهم» ، والباء جارة، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مجرور متعلق بـ «خاوية» ، والجار «لقوم» متعلق بنعت لـ «آية» .(3/873)
وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)
53 - {وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [ص:874]
جملة «وأنجينا» معطوفة على جملة «تلك بيوتهم» .(3/873)
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54)
54 - {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ}
قوله «ولوطًا» : مفعول لـ اذكر مقدرًا، والجملة المقدرة مستأنفة، «إذ» : بدل اشتمال من «لوطًا» ، وجملة «قال» مضاف إليه، وجملة «وأنتم تبصرون» حالية من الواو في «تأتون» .(3/874)
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)
55 - {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}
الجار «من دون» متعلق بحال من «الرجال» ، «شهوة» مفعول لأجله، وجملة «أئنكم لتأتون» مستأنفة في حيز القول، وجملة «بل أنتم قوم» مستأنفة.(3/874)
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)
56 - {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}
جملة «فما كان» مستأنفة، والمصدر المؤول اسم كان، و «إلا» للحصر، وجملة «إنهم أناس» مستأنفة، وجملة «يتطهرون» نعت.(3/874)
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57)
57 - {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ}
جملة «فأنجيناه» مستأنفة، و «أهله» اسم معطوف على الهاء في «أنجيناه» ، وجملة «قدَّرناها» حالية من «امرأته» .(3/874)
وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)
58 - {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}
«مطرًا» نائب مفعول مطلق، وجملة «فساء مطر» مستأنفة، والمخصوص [ص:875] محذوف أي: مطرهم.(3/874)
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59)
59 - {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمْ مَا يُشْرِكُونَ}
«سلام» مبتدأ، والجار متعلق بالخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لأنها دعاء، «الذين» نعت «عباده» ، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول معطوف على الجلالة أي: شركهم، وجملة «آلله خير» مستأنفة.(3/875)
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60)
60 - {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ}
«أم» المنقطعة للإضراب، «مَنْ» : موصول مبتدأ خبره محذوف تقديره: كَمَنْ لم يخلق، «ذات» نعت، جملة «ما كان لكم ... » نعت لـ «حدائق» ، والمصدر المؤول «أن تُنْبتوا» اسم كان، جملة «أإله مع الله» مستأنفة، وكذا جملة «بل هم قوم» ، وجملة «يعدلون» نعت.(3/875)
أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)
61 - {أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ}
«أم» المنقطعة للإضراب، «مَنْ» موصول مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: كمن لم يجعل، «خلالها» متعلق بالمفعول الثاني، وكذا «لها» .(3/875)
أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62)
62 - {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ}
«مَنْ» اسم موصول مبتدأ خبره محذوف أي: كَمَنْ لا يجيب، «إذا» [ص:876] ظرف مجرد من فعل الشرط متعلق بـ «يجيب» ، «قليلا» نائب مفعول مطلق، «ما» زائدة، وجملة «تذكَّرون» مستأنفة.(3/875)
أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)
63 - {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
«مَنْ» موصول مبتدأ، وخبره محذوف أي: كَمَنْ لا يهديكم، «مَنْ» الثانية: اسم موصول معطوف على «مَنْ» المتقدمة، «بشرًا» حال من الرياح، «بين» ظرف مكان متعلق بنعت لـ «بشرًا» ، «يدي» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، جملة «تعالى الله» مستأنفة.(3/876)
أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)
64 - {أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
«مَنْ» : اسم موصول مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: كَمَنْ لا يبدأ، «مَنْ» الثانية اسم موصول معطوف على «مَنْ» المتقدمة، «هاتوا» : فعل أمر جامد وفاعله، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/876)
قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)
65 - {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}
«مَنْ» : اسم موصول مفعول به، الجار «في السماوات» متعلق بالصلة، و «الغيب» بدل اشتمال، والضمير مقدر أي: غيبهم. «إلا» : للحصر، «الله» فاعل، أي: لا يعلم غيب مَنْ في السماوات والأرض إلا الله، «أيان» اسم استفهام ظرف زمان متعلق بـ «يبعثون» . وجملة «يبعثون» مفعول به لـ [ص:877] «يشعرون» المعلَّق بـ «أيان» ، المتضمن معنى يعرفون.(3/876)
بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66)
66 - {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}
«بل» حرف إضراب، الجار «في الآخرة» متعلق بـ «ادَّارك» ، والجملة بعد «بل» مستأنفة.(3/877)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67)
67 - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ}
«إذا» ظرفية شرطية متعلقة بمعنى الجواب أي: أنخرج إذا كنا، و «آباؤنا» اسم معطوف على الضمير «نا» ، وجملة «أئنا لمخرجون» تفسيرية لجواب الشرط المقدر.(3/877)
لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)
68 - {لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}
«هذا» مفعول ثان، «نحن» توكيد لنائب الفاعل في «وعدنا» ، «وآباؤنا» معطوف على الضمير «نا» ، «إن» نافية، و «هذا أساطير» مبتدأ وخبر، و «إلا» للحصر، وجملة «إن هذا إلا أساطير» مستأنفة في حيز القول.(3/877)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69)
69 - {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}
جملة «كيف كان» مفعول به لفعل النظر المعلَّق بالاستفهام المتضمن معنى العلم، و «كيف» اسم استفهام خبر كان.(3/877)
وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)
70 - {وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}
قوله «مما» : مؤلف من «مِنْ» الجارة و «ما» الموصولة، والجار متعلق بـ «ضَيْق» .(3/877)
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71)
71 - {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
«متى» : اسم استفهام ظرف زمان متعلق بالخبر، «هذا» مبتدأ، و «الوعد» بدل، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/878)
قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)
72 - {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ}
«عسى» : فعل ماض تام، فاعله المصدر المؤول، واسم «يكون» ضمير الشأن، و «رَدِف» ضُمِّن معنى قَرُبَ، والجارُّ «لكم» متعلق بالفعل، «بعض» فاعل «رَدِف» ، وجملة «ردف لكم بعض» خبر «يكون» .(3/878)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73)
73 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ}
جملة «وإن ربك لذو» مستأنفة، وجملة الاستدراك معطوفة على المستأنفة.(3/878)
وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74)
74 - {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ}
«ما» اسم موصول مفعول به.(3/878)
وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75)
75 - {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
جملة النفي معطوفة على جملة «إن ربك ... » ، «ما» نافية مهملة، «غائبة» مبتدأ، و «مِنْ» زائدة، الجار «في السماء» متعلق بنعت لـ «غائبة» ، «إلا» للحصر، والجار «في كتاب» متعلق بخبر «غائبة» ، و «إلا» للحصر.(3/878)
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76)
76 - {يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
«الذي» اسم موصول مضاف إليه، الجار «فيه» متعلق بـ «يختلفون» .(3/878)
وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)
77 - {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
جملة «وإنه لهدى» معطوفة على جملة {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ} .(3/879)
إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78)
78 - {يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}
جملة «وهو العزيز» معطوفة على جملة «يقضي» .(3/879)
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)
79 - {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}
جملة «فتوكل» مستأنفة.(3/879)
إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)
80 - {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}
«الدعاء» مفعول ثان، «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بالجواب المقدر، «مُدْبرين» حال من الواو، وجملة «ولَّوا» مضاف إليه.(3/879)
وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)
81 - {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ}
«ما» عاملة عمل ليس، والباء في خبرها زائدة، والجار متعلق بـ «هادي» بمعنى صارف، «مَنْ» اسم موصول مفعول به، وجملة «وما أنت بهادي» معطوفة على جملة {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ} ، جملة «إن تسمع» مستأنفة، وجملة «فهم مسلمون» معطوفة على جملة «يؤمن» .(3/879)
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)
82 - {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، الجار «من الأرض» متعلق بنعت لـ «دابة» ، وجملة «تكلمهم» نعت لـ «دابة» ، والمصدر المؤول «أن [ص:880] الناس كانوا» منصوب على نزع الخافض الباء.(3/879)
وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83)
83 - {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ}
الواو استئنافية، «يوم» : مفعول لـ اذكر مقدرًا، الجار «من كل» متعلق بحال من «فوجا» ، الجار «ممن» بدل مِنْ «من كل» متعلق بما يتعلق به، وجملة «فهم يُوزعون» معطوفة على جملة «نحشر» .(3/880)
حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)
84 - {حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، «حتى» ابتدائية، «أمَّا» مؤلفة من: «أم» المنقطعة و (ما) استفهامية في محل رفع مبتدأ، «ذا» موصول خبره، وجملة «أم ماذا» مستأنفة.(3/880)
وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85)
85 - {وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ}
جملة «ووقع» مستأنفة، «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «وقع» ، وجملة «فهم لا ينطقون» معطوفة على المستأنفة.(3/880)
أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)
86 - {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ رأى، والمفعول الثاني لـ جعل محذوف أي مظلمًا، والمصدر المؤول «ليسكنوا» مجرور متعلق بـ «جعلنا» ، «والنهار» : اسم معطوف على «الليل» ، و «مبصرًا» اسم معطوف على «مظلمًا» المقدر، والجار «لقوم» متعلق بنعت «لآيات» ، وجملة «يؤمنون» [ص:881] نعت «لقوم» .(3/880)
وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87)
87 - {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}
قوله «ويوم» : الواو عاطفة، «يوم» : اسم معطوف على «يوم» في الآية (83) ، الجار «في الصور» نائب فاعل، «إلا» للاستثناء، «مَنْ» موصول مستثنى، والواو في «وكل» حالية، وجملة «وكل أتوه» حالية مِن «مَن في السماوات والأرض» ، «داخرين» حال من الواو.(3/881)
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)
88 - {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ}
جملة «وترى» معطوفة على جملة {يُنْفَخُ} ، وجملة «تحسبها» حالية من فاعل «ترى» ، جملة «وهي تمر» حالية من الضمير في «جامدة» ، «صُنْعَ» : مفعول مطلق لفعل محذوف أي: صُنِعَتْ صُنْعَ، والجملة مستأنفة.(3/881)
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89)
89 - {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}
«مَنْ» شرطية مبتدأ، وجملة «وهم آمِنون» حالية من الضمير في «جاء» ، والتنوين في «إذٍ» للتعويض عن جملة أي: يوم إذ جاء بالحسنة.(3/881)
وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)
90 - {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
جملة «فَكُبَّتْ» جواب الشرط، و «قد» معها مقدرة، الجار «في النار» متعلق بـ «كُبَّتْ» ، جملة «هل تجزون» مقول القول لقول مقدر، «ما» اسم [ص:882] موصول مفعول ثان لـ «تجزون» .(3/881)
إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91)
91 - {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}
المصدر المؤول «أن أعبد» منصوب على نزع الخافض: الباء، «هذه» مضاف إليه، «الذي» نعت لـ «رب» ، والواو في «وله» معترضة، وجملة «وله كل شيء» معترضة بين المتعاطفين.(3/882)
وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)
92 - {فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «اهتدى» خبر المبتدأ «مَنْ» .(3/882)
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)
93 - {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
جملة «سيريكم» مستأنفة في حيز القول، وجملة «وما ربك بغافل» مستأنفة، والباء زائدة في خبر «ما» العاملة عمل ليس، وجملة «وقل» معطوفة على جملة {إِنَّمَا أُمِرْتُ} في الآية (91) ، والجار «عمَّا» متعلق بغافل.(3/882)
سورة القصص(3/883)
نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)
3 - {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
جملة «نتلو» مستأنفة، الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «نتلو» ، «لقوم» متعلق بـ «نتلو» ، وجملة «يؤمنون» نعت.(3/883)
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)
4 - {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}
«شيعًا» مفعول ثان، وجملة «يستضعف» حال مِنْ فاعل «جعل» ، وجملة «يذبح» بدل من «يستضعف» ، وجملة «إنه كان» معترضة بين المتعاطفين، والجار «من المفسدين» متعلق بخبر كان.(3/883)
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
5 - {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}
المصدر المؤول «أن نمُنَّ» مفعول «نريد» ، الجار «في الأرض» متعلق بـ «استضعفوا» ، جملة «ونريد أن نمُنَّ» معطوفة على جملة {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا} عطف فعلية على اسمية؛ لأن كلتيهما تفسير للنبأ.(3/883)
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)
6 - {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}
الجار «منهم» متعلق بالفعل «نري» ، «ما» اسم موصول مفعول ثان لـ «نري» .(3/883)
وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
7 - {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
جملة «وأوحينا» مستأنفة، «أنْ» تفسيرية، والجملة بعدها مفسرة، وجملة الشرط معطوفة على جملة «أرضعيه» ، وجملة «إنَّا رادُّوه» مستأنفة، الجار «من المرسلين» متعلق بالمفعول الثاني لاسم الفاعل أي: وجاعلوه كائنًا من المرسلين.(3/884)
فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8)
8 - {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ}
جملة «فالتقطه» مستأنفة، اللام في «ليكون» للعاقبة، الجار «لهم» متعلق بـ «عدوًّا» ، وجملة «إن فرعون..» مستأنفة لا محل لها.(3/884)
وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)
9 - {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «وقالت امرأت» مستأنفة، «قرت» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، الجار «لي» متعلق بنعت لـ «قرت عين» ، وجملة «لا تقتلوه» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «عسى أن ينفعنا» ، والمصدر المؤول فاعل «عسى» التامة، وجملة «وهم لا يشعرون» حالية من فاعل لفعل مقدر أي: أطاعوها وهم لا يشعرون بما يصير إليه.(3/884)
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)
10 - {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [ص:885]
جملة «وأصبح» مستأنفة، «إنْ» مخففة من الثقيلة مهملة، و «كادت» فعل ماض ناسخ، واللام الفارقة، وجملة «إن كادت» مستأنفة، «لولا» حرف امتناع لوجوب، «أنْ» حرف مصدري ونصب، والمصدر المؤول مبتدأ خبره محذوف أي: لولا ربْطُنَا موجود، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله أي: لأبْدَتْ.(3/884)
وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)
11 - {وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «فبصرت» معطوفة على جملة «قالت» ، الجارَّان: «به» عن جنب «متعلقان بالفعل» بصرت «، وجملة» وهم لا يشعرون «حالية من فاعل» بصرت".(3/885)
وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12)
12 - {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}
جملة «وحرّمنا» مستأنفة، الجار «من قبل» متعلق بـ «حرّمنا» ، وجملة «فقالت» معطوفة على جملة «حرّمنا» ، جملة «يكفلونه» نعت لـ «أهل» ، وجملة «وهم له ناصحون» حالية من الواو في «يكفلونه» .(3/885)
فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
13 - {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}
«كي» : حرف مصدري ونصب، والمصدر المؤول مجرور باللام المقدرة، [ص:886] والمصدر المؤول الثاني «ولتعلم» معطوف على المصدر السابق، والمصدر المؤول من أنَّ وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «تعلم» ، جملة «ولكن أكثرهم لا يعلمون» معطوفة على جملة «فرددناه» .(3/885)
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)
14 - {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، «حُكْمًا» مفعول ثان، وجملة «نجزي» معترضة، والواو معترضة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: نجزي المحسنين جزاء مثل ذلك الجزاء.(3/886)
وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)
15 - {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ}
جملة «ودخل» معطوفة على جملة الشرط، و «على» بمعنى «في» متعلقة بـ «دخل» ، الجار «من أهلها» متعلق بنعت لـ «غفلة» ، وجملة «يقتتلان» نعت، جملة «هذا من شيعته» حال من فاعل «يقتتلان» ، وجملة «فاستغاثه» معطوفة على جملة «وجد» ، الجار «مِنْ عدوه» متعلق بالصلة المقدرة، جملة «إنه عدو» حالية من «الشيطان» .(3/886)
قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16)
16 - {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
جملة «فاغفر» معطوفة على جملة «ظلمت» ، «هو» توكيد للهاء، وجملة «إنه هو الغفور» مستأنفة.(3/886)
قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)
17 - {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ} [ص:887]
الباء جارَّة، للسببية، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول متعلق بفعل محذوف تقديره: اعصمني بسبب إنعامك، وجملة «اعصمني» المقدرة جواب النداء مستأنفة، وجملة «فلن أكون» معطوفة على الفعل المقدر، الجار «للمجرمين» متعلق بالخبر.(3/886)
فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18)
18 - {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ}
جملة «فأصبح» مستأنفة، وجملة «يترقَّب» خبر ثان لأصبح، والفاء في «فإذا» عاطفة، و «إذا» فجائية، والجملة معطوفة على جملة «أصبح» ، «مبين» خبر ثان.(3/887)
فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)
19 - {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ}
جملة الشرط مستأنفة، «أن» الأولى زائدة، والمصدر المؤول «أن يبطش» مفعول «أراد» ، الجار «لهما» متعلق بـ «عدوّ» ، الكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، والتقدير: قَتْلا مثل قَتْلك نفسًا، «إنْ» نافية، والمصدر «أن تكون» مفعول «تريد» ، الجار «في الأرض» متعلق بـ «جبارًا» ، وجملة «إنْ تريد إلا أن تكون» مستأنفة في حيز القول.(3/887)
وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)
20 - {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [ص:888]
الجار «من أقصى» متعلق بنعت لـ «رجل» ، وجملة «يسعى» نعت لـ «رجل» ، وجملة «فاخرج» معطوفة على جملة «إن الملأ يأتمرون بك» ، وجملة «إني لك من الناصحين» مستأنفة في حيز القول، الجار «لك» متعلق بـ «الناصحين» .(3/887)
فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)
21 - {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
جملة «يترقب» حال ثانية من فاعل «خرج» ، وجملة «قال» مستأنفة، «رب» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة، «نجِّني» : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والنون للوقاية، والياء مفعول به.(3/888)
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)
22 - {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ}
جملة الشرط مستأنفة، «تلقاء» ظرف مكان متعلق بالفعل، «عسى» فعل ماض ناسخ، والمصدر المؤول خبر عسى، «سواء» مفعول ثان.(3/888)
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)
23 - {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {وَلَمَّا تَوَجَّهَ} ، الجار «من الناس» متعلق بنعت لـ «أمة» ، وجملة «يَسْقون» نعت لـ «أمة» ، الجار «من دونهم» متعلق بالفعل وجد، وجملة «تذودان» نعت لـ «امرأتين» ، «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «خطبكما» خبره، و «ما» علامة التثنية، جملة «قالتا» مستأنفة، وجملة [ص:889] «وأبونا شيخ كبير» معطوفة على جملة «لا نسقي» .(3/888)
فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)
24 - {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}
جملة «فسقى» مستأنفة، واللام في «لما» جارَّة، و «ما» موصولة في محل جر، والجار متعلق بـ «أنزلت» ، الجار «من خير» متعلق بحال من «ما» ، و «فقير» خبر «إني» .(3/889)
فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)
25 - {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
جملة «فجاءته» مستأنفة، وجملة «تمشي» حال من فاعل «جاءته» ، الجار «على استحياء» متعلق بحال من فاعل «تمشي» ، «ما» في «ما سقيت» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه أي: أجْرَ سَقْيِك، وجملة «فلما جاءه» مستأنفة، و «القصص» مفعول به، جملة «نجوت» مستأنفة في حيز القول.(3/889)
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)
26 - {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}
قوله «يا أبت» : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المبدلة تاء، ونقلت كسرة الباء إلى التاء، والتاء مضاف إليه، «مَنْ» اسم موصول مضاف إليه، «القوي الأمين» : خبران لـ «إن» ، وجملة «إن خير ... » مستأنفة في حيز القول.(3/889)
قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)
27 - {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ [ص:890] الصَّالِحِينَ}
المصدر المؤول مفعول «أريد» ، «هاتين» اسم إشارة نعت مؤول بالمشتق أي: المشار إليهما، والجارّ والمجرور «على أن تأجرني» في تأويل مصدر متعلق بحال من الفاعل أي: مشترطًا، «ثماني» : ظرف زمان متعلق بـ «تأجرني» ، ومفعول «تأجرني» الثاني محذوف أي: نفسك، وجملة الشرط معطوفة على مقول القول. وقوله «فمن عندك» : الفاء رابطة، والجار متعلق بخبر محذوف لمبتدأ محذوف أي: فالتمام من عندك. وقوله «عشرًا» : ظرف زمان متعلق بـ «أتممت» ، والتمييز محذوف أي: عشر حجج دلَّ عليه ما قبله، وجملة «ستجدني» مستأنفة في حيز القول، وجملة «إن شاء الله» معترضة بين مفْعُولَيْ وجد، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، الجار «من الصالحين» متعلق بالمفعول الثاني.(3/889)
قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)
28 - {قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}
الظرف «بيني» متعلق بالخبر، «أيَّما» : اسم شرط جازم مفعول به مقدم، و «ما» زائدة، والفاء بعدها رابطة، و «لا» نافية للجنس واسمها، وجملة «قضيت» مستأنفة في حيز القول، وجملة «والله وكيل» معطوفة على جملة «قضيت» ، والجار «على ما نقول» متعلق بالخبر «وكيل» .(3/890)
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)
29 - {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} [ص:891]
جملة الشرط مستأنفة، «لما» حرف وجوب لوجوب، الجار «من جانب» متعلق بحال من «نارًا» ، الجارَّان: «منها بخبر» متعلقان بالفعل «آتيكم» ، الجار «من النار» متعلق بنعت لـ «جذوة» ، وجملة «إني آنست» مستأنفة في حيز القول، وكذا الجملتان: «لعلي» ، «لعلكم» .(3/890)
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)
30 - {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، الجارَّان: «من شاطئ» ، «في البقعة» متعلقان بـ «نُودي» ، والجار الثالث «من الشجرة» بدل مِنْ «من الشاطئ» بدل اشتمال، «أن» تفسيرية، وجملة «يا موسى» تفسيرية، وجملة «إني أنا الله» مستأنفة جواب النداء، «أنا» توكيد للضمير الياء، «رب» بدل من لفظ الجلالة، «العالمين» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.(3/891)
وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31)
31 - {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ}
قوله «وأنْ ألق» : الواو عاطفة، «أن» تفسيرية، وجملة الشرط معطوفة على جملة «ألق» ، وجملة «تهتز» حال من مفعول «رآها» ، جملة «كأنها جان» حال من فاعل «تهتز» ، جملة «ولَّى» جواب الشرط، «مدبرا» : حال من فاعل «ولَّى» ، جملة «يا موسى» مستأنفة، وجملة «إنك من الآمنين» مستأنفة.(3/891)
اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)
32 - {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} [ص:892]
جملة «تخرج» جواب شرط مقدر، «بيضاء» حال من فاعل «تخرج» ، الجار «من غير» متعلق بحال ثانية من فاعل «تخرج» أي: كائنة من غير، الجار «إليك» متعلق بمحذوف تقديره: أعني، ولا يتعلق بـ «اضمم» ؛ لأنه لا يتعدى فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل في هذا الباب، فلا يقال: فرحت بي. الجار «من الرهب» متعلق بـ «اضمم» ، جملة «فذانك برهانان» مستأنفة في حيز جواب النداء، «من ربك» متعلق بنعت لـ «برهان» ، وقد ذُكِّرَت الإشارة في قوله «فذانك» مع أن المشار إليه اليد والعصا وهما مؤنثان؛ لأن البرهان مذكر، والمبتدأ عين الخبر في المعنى، الجار «إلى فرعون» متعلق بنعت ثان لـ «برهانان» ، وجملة «إنهم كانوا» حال من «فرعون وملئه» .(3/891)
قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33)
33 - {قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ}
جملة «فأخاف» معطوفة على جملة «قتلت» ، «يقتلون» : مضارع منصوب بحذف النون، والواو فاعل، والنون للوقاية، والياء المقدرة مفعول به، والمصدر المؤول «أن يقتلون» مفعول به.(3/892)
وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)
34 - {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ}
جملة «وأخي هارون» معطوفة على مقول القول السابق، و «هارون» بدل، وجملة «هو أفصح» خبر «أخي» ، الجار «مني» متعلق بـ «أفصح» ، «لسانًا» تمييز، «ردءًا» حال من مفعول «أرسله» ، وجملة «يصدِّقني» نعت «ردءًا» ، وجملة «إني أخاف» مستأنفة.(3/892)
قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)
35 - {وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ}
الجار «لكما» متعلق بالمفعول الثاني، وجملة «فلا يصلون» معطوفة على جملة «نجعل» ، الجار «بآياتنا» متعلق بـ «الغالبون» ، «مَنْ» : اسم معطوف على «أنتما» ، «الغالبون» خبر «أنتما» ، وجملة «أنتما ومن اتبعكما الغالبون» مستأنفة في حيز القول.(3/893)
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36)
36 - {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، الجار «بآياتنا» متعلق بحال من «موسى» أي: ملتبسًا، «بينات» حال من «آياتنا» إلا «للحصر، و» هذا سحر «مبتدأ وخبر،» مفترى «نعت، وجملة» وما سمعنا «معطوفة على جملة» ما هذا إلا سحر".(3/893)
وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)
37 - {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}
الجار «بمَنْ» متعلق بـ «أعلم» ، «بالهدى» متعلق بـ «جاء» ، الجار «من عنده» متعلق بـ «جاء» ، و «مَنْ» اسم موصول معطوف على «مَنْ» المتقدمة في محل جر، الجار «له» متعلق بخبر «تكون» ، جملة «إنه لا يفلح» مستأنفة، والهاء ضمير الشأن.(3/893)
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)
38 - {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ [ص:894] عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}
«الملأ» بدل، «إله» مفعول به، و «مِنْ» زائدة، «لكم» متعلق بحال من «إله» ، «غيري» نعت لـ «إله» ، ولم يتعرف بالإضافة لأنه مبهم، وجملة «فأوقد» مستأنفة، الجار «لي» متعلق بالمفعول الثاني، جملة «لعلي أطلع» مستأنفة، وجملة «وإني لأظنه» معطوفة على جملة «لعلي أطلع» ، الجار «من الكاذبين» متعلق بالمفعول الثاني، وجملة «يا هامان» معترضة.(3/893)
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39)
39 - {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ}
«هو» توكيد للضمير المستتر في «استكبر» ، و «جنوده» اسم معطوف على الضمير المستتر في «استكبر» ، الجار «بغير» متعلق بحال من الفاعل وما عطف عليه، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ المفعولين، الجار «إلينا» متعلق بـ «يرجعون» .(3/894)
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)
40 - {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ}
«وجنوده» : اسم معطوف على الهاء، «كيف» : اسم استفهام خبر كان، وجملة «فانظر» معطوفة على جملة «نبذناهم» ، وجملة «كيف كان» مفعول النظر المعلق بالاستفهام المضمَّن معنى العلم.(3/894)
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)
41 - {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ}
جملة «يدعون» نعت لـ «أئمة» ، والظرف «يوم» متعلق بـ «ينصرون» ، [ص:895] وجملة «لا يُنصرون» معطوفة على جملة «يدعون» .(3/894)
وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)
42 - {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ}
جملة «وأتبعناهم» معطوفة على جملة «جعلناهم» ، الجار «في هذه» متعلق بحال من «لعنة» ، وجملة «هم من المقبوحين» معطوفة على جملة «أتبعناهم» ، والظرف «يوم» متعلق بـ «المقبوحين» .(3/895)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)
43 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
جملة «ولقد آتينا» مستأنفة، «ما» مصدرية، والمصدر المؤول مضاف إليه، «بصائر» حال من «الكتاب» ، الجار «للناس» متعلق بنعت لـ «بصائر» ، وجملة «لعلهم يتذكرون» مستأنفة.(3/895)
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44)
44 - {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ}
جملة «وما كنت بجانب» مستأنفة، «إذ» ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به خبر «كانت» ، وجملة «قضينا» مضاف إليه، وجملة «وما كنت» معطوفة على المستأنفة: «وما كنت» .(3/895)
وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45)
45 - {وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}
جملة «ولكنَّا أنشأنا» معطوفة على جملة {وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ} ، وجملة «فتطاول» معطوفة على جملة «أنشأنا» ، جملة «وما كنت ثاويًا» معطوفة [ص:896] على جملة «لكنا أنشأنا» ، وجملة «تتلو» حال من الضمير في «ثاويًا» ، الجار «في أهل» متعلق بـ «ثاويًا» ، وجملة «ولكنا كنا مرسلين» معطوفة على جملة «ما كنت ثاويًا» .(3/895)
وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)
46 - {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ}
«إذ» : ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، والواو عاطفة، «لكن» للاستدراك، و «رحمة» : مفعول لأجله، وعامله محذوف أي: أرسلناك، والجملة معطوفة على جملة «ما كنت» ، وجملة «وما كنت» معطوفة على جملة {وَمَا كُنْتَ} في الآية (44) . والمصدر المؤول المجرور «لتنذر» متعلق بـ «أرسلناك» المقدر، و «نذير» فاعل، و «من» زائدة، الجار «من قبلك» متعلق بنعت لـ «نذير» .(3/896)
وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)
47 - {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، و «أن» ما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ، وخبره محذوف، وجواب الشرط محذوف أي: ما أرسلنا إليهم رسولا والجار «بما» متعلق بـ «تصيبهم» ، «لولا أرسلت» للتحضيض، والفاء في «فنتبع» للسببية، والمصدر المؤول «أن نتبع» معطوف على مصدر مأخوذ من الكلام السابق أي: هلا ثمة إرسال فاتباع الآيات.(3/896)
فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)
48 - {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ} ، الجار «من عندنا» متعلق بحال من «الحق» ، «لولا» للتحضيض، «مثل» مفعول ثان، جملة «يكفروا» مستأنفة، الجار «من قبل» متعلق بـ «أوتي» ، الجار «بكل» متعلق بـ «كافرون» .(3/897)
قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)
49 - {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
الفاء رابطة لجواب شرط مقدر أي: إن كنتم صادقين فأتوا، وهذا الشرط مقول القول المقدر، والجار «من عند» متعلق بنعت لـ «كتاب» ، وجملة «أتبعه» جواب شرط مقدر، وجملة «إن كنتم صادقين» معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/897)
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)
50 - {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {قُلْ} ، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «علم» ، وجملة «ومَنْ أضل» مستأنفة، «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، و «أضل» خبر، الجار «ممن» متعلق بـ «أضل» ، الجار «بغير» متعلق بحال من فاعل «اتبع» ، الجارّ «من الله» متعلق بنعت لـ «هدى» .(3/897)
وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)
51 - {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [ص:898]
جملة «ولقد وصَّلنا» مستأنفة، وكذا جملة «لعلهم يتذكرون» .(3/897)
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)
52 - {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ}
جملة الموصول مستأنفة، الجارّ «من قبله» متعلق بالفعل، وجملة «هم يؤمنون» خبر الموصول.(3/898)
وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)
53 - {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ}
الجارّ «من ربنا» متعلق بحال من «الحق» ، وجملة الشرط معطوفة على الاستئنافية المتقدمة، وجملة «إنه الحق» مستأنفة في حيز القول، وكذا جملة «إنا كنا» ، الجار «من قبله» متعلق بالخبر «مسلمين» .(3/898)
أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)
54 - {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
«أجرهم» مفعول ثان، «مرَّتين» نائب مفعول مطلق، «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «يؤتون» ، وجملة «ينفقون» معطوفة على جملة «يدرءون» ، والجار «مما» متعلق بـ «ينفقون» .(3/898)
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)
55 - {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة {يُنْفِقُونَ} ، وجملة «سمعوا» مضاف إليه، جملة «سلام عليكم» مستأنفة في حيز القول، وجملة «لا نبتغي الجاهلين» مستأنفة في حيز القول.(3/898)
إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)
56 - {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
جملة «ولكن الله يهدي» معطوفة على المستأنفة «إنك لا تهدي» ، وجملة «وهو أعلم» معطوفة على جملة «يهدي» ، والجار «بالمهتدين» متعلق بـ «أعلم» .(3/899)
وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)
57 - {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}
«معك» : ظرف متعلق بـ «نتبع» ، وجملة «نتخطف» جواب شرط، جملة «أولم نمكن» مستأنفة، وجملة «يُجبى» نعت لـ «حرمًا» ، «رزقًا» نائب مفعول مطلق مرادف لعامله؛ لأن معنى «يُجبى إليه» : يرزقهم، والجار «من لدنا» متعلق بنعت لـ «رزقا» ، وجملة الاستدراك معطوفة على جملة «أولم نمكن» .(3/899)
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)
58 - {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}
الواو مستأنفة، «كم» خبرية مفعول به مقدم، والجار «من قرية» متعلق بنعت لـ «كم» ، «معيشتها» منصوب على نزع الخافض (في) ، وجملة «فتلك مساكنهم» معطوفة على جملة «أهلكنا» ، وجملة «بطرت» نعت لـ «قرية» ، وجملة «لم تسكن من بعدهم» حال من «مساكنهم» ، «قليلا» : نائب مفعول مطلق أي: لم تسكن من ضروب السكن إلا سكنًا قليلا وجملة [ص:900] «وكنا نحن الوارثين» معطوفة على جملة «لم تسكن» ، والرابط مقدر أي: لها منهم، «إلا» للحصر.(3/899)
وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)
59 - {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}
جملة «وما كان ربك مهلك» معطوفة على جملة «كم أهلكنا» ، والمصدر المؤول المجرور «حتى يبعث» متعلق بـ «مهلك» ، وجملة «وما كنا مهلكي» معطوفة على جملة «ما كان ربك مهلك» ، وجملة «يتلو» نعت «رسولا» ، وجملة «وأهلها ظالمون» حال من «القرى» .(3/900)
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)
60 - {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ}
الواو استئنافية، «ما» اسم شرط مفعول به، وفعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعل، الجار «من شيء» متعلق بنعت لـ «ما» ، والفاء رابطة، «متاع» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والواو في «وما عند الله» عاطفة، «ما» اسم موصول مبتدأ، «عند» ظرف متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «وما عند الله خير» معطوفة على المستأنفة «وما أوتيتم» ، وجملة «أفلا تعقلون» مستأنفة.(3/900)
أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)
61 - {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}
جملة «أفمن وعدناه» مستأنفة، وجملة «فهو لاقيه» معطوفة على الصلة [ص:901] «وعدناه» . والجار «كمن» متعلق بخبر الموصول، «متاع» نائب مفعول مطلق، «يوم» ظرف متعلق بـ «المحضرين» ، وجملة «ثم هو من المحضرين» معطوفة على جملة «متَّعْنَاه» .(3/900)
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62)
62 - {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}
قوله «ويوم» : الواو عاطفة، «يوم» مفعول لـ اذكر مقدرًا، وجملة «واذكر يوم» معطوفة على جملة {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ} ، «أين» اسم استفهام ظرف مكان متعلق بالخبر، «شركائي» مبتدأ، «الذين» نعت لشركائي، ومفعولا «تزعمون» مُقدَّران أي: تزعمون أنهم شركائي.(3/901)
قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63)
63 - {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ}
«هؤلاء الذين» مبتدأ وخبر، والعائد على الموصول في «أغوينا» مقدر أي: أغويناهم، ولا يجوز أن يكون «الذين» نعتًا، وجملة «أغويناهم» خبرًا؛ لأنه ليس في الخبر زيادة فائدة على ما في صفته، وقوله «كما» : الكاف نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية، والتقدير: أغويناهم إغواء فغَوَوا غَيًّا مثل غَيِّنا، «إيانا» ضمير نصب منفصل مفعول مقدم، وجملة «أغويناهم» مستأنفة، وكذا جملتا «تبرَّأنا» و «ما كانوا» .(3/901)
وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)
64 - {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} [ص:902]
جملة «فدعَوْهم» معطوفة على جملة «قيل» ، والمصدر المؤول «أن كانوا» فاعل بـ (ثبت) . وجواب الشرط محذوف، والتقدير: لو ثبت كونهم مهتدين لما رأوا العذاب، وجملة الشرط مستأنفة.(3/901)
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65)
65 - {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}
قوله «ويوم» : معطوف على «يوم» المتقدم في الآية (62) ، «ماذا» : اسم استفهام مفعول مطلق، ولا يجوز تقديره ما الذي أجبتم به؟ ثم حذف العائد المجرور لأنه من غير شرط حذفه.(3/902)
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66)
66 - {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لا يَتَسَاءَلُونَ}
جملة «فعميت» مستأنفة، وجملة «فهم لا يتساءلون» معطوفة على المستأنفة.(3/902)
فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)
67 - {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ}
«فأما» : الفاء استئنافية، «أما» حرف شرط وتفصيل، «مَنْ» : اسم موصول مبتدأ، «صالحًا» مفعول به، «فعسى أن يكون» : الفاء رابطة، و «عسى» فعل ماض تام، والمصدر المؤول فاعل، وترجَّح كون «مَنْ» موصولة على كونها شرطية لكيلا يجتمع أداتا شرط، وجملة «فعسى أن يكون» خبر المبتدأ «مَنْ» .(3/902)
وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)
68 - {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [ص:903]
جملة «وربك يخلق» مستأنفة، «سبحان» نائب مفعول مطلق، «ما» مصدرية، والمصدر المجرور «عمَّا يشركون» متعلق بـ «تعالى» أي: تعالى عن شركهم، وجملة «ما كان لهم الخيرة» مستأنفة، وكذا جملة (نسبح سبحان) ، جملة «وتعالى» معطوفة على جملة «نسبح» .(3/902)
وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)
70 - {وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
جملة «وهو الله» معطوفة على جملة «ربك يعلم» ، وجملة التنزيه خبر ثان للمبتدأ «هو» ، وجملة «له الحمد» خبر ثالث، وقوله «إلا هو» : «إلا» للحصر، «هو» بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، والجار «في الأولى» متعلق بحال من «الحمد» ، وجملة «ترجعون» معطوفة على جملة «له الحمد» .(3/903)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71)
71 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ}
المفعول الأول لـ «أرأيتم» ضمير مستتر يعود على «الليل» ، وقد تنازع الفعلان «رأيتم» و «جعل» في «الليل» ، وأعمل «جعل» لقربه منه، ومفعولا الجعل: «الليل سرمدًا» ، جملة «إن جعل» اعتراضية، وجواب الشرط محذوف يفسره جملة الاستفهام، والجار «إلى يوم» متعلق بنعت لـ «سرمدا» ، «مَنْ إله» اسم استفهام مبتدأ وخبر، «غير» نعت. وجملة «مَنْ إله» مفعول ثان لـ «أرأيتم» ، وجملة «يأتيكم» نعت ثان لـ «إله» ، وجملة «أفلا تسمعون» مستأنفة.(3/903)
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72)
72 - {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ}
مثل الآية المتقدمة مفردات وجملا.(3/904)
وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)
73 - {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
الواو في «ومِنْ رحمته» مستأنفة، الجار «لكم» متعلق بالمفعول الثاني، والمصدر المؤول «لتسكنوا» مجرور متعلق بـ «جعل» ، والمصدر الثاني معطوف على المصدر الأول أي: للسكن وللابتغاء، وجملة «ولعلكم تشكرون» معطوفة على المفرد المجرور المتقدم أي: وللابتغاء ولعلكم تشكرون.(3/904)
وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74)
74 - {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}
قوله «ويوم» : الواو مستأنفة، «يوم» مفعول لـ اذكر مقدرًا، وجملة «يناديهم» مضاف إليه، «أين» اسم استفهام ظرف مكان متعلق بخبر المبتدأ «شركائي» ، ومفعولا الزعم محذوفان أي: تزعمون أنهم شركاء.(3/904)
وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)
75 - {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
جملة «نزعنا» معطوفة على جملة {يُنَادِيهِمْ} ، وجملة «قلنا» معطوفة على جملة «نزعنا» ، «هاتوا» فعل أمر جامد وفاعله، والمصدر المؤول «أن الحق [ص:905] لله» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ علم، «ما كانوا» اسم موصول فاعل.(3/904)
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)
76 - {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
جملة «فبغى» معطوفة على جملة «كان» ، الجار «من الكنوز» متعلق بـ «آتيناه» ، «ما» اسم موصول مفعول ثان، «أولي» نعت للعصبة مجرور بالياء، جملة «إن مفاتحه لتنوء» صلة الموصول الاسمي، «إذ» ظرف زمان متعلق بمقدر أي: أظهر الفرح إذ، والجملة المقدرة مستأنفة، وجملة «إن الله لا يحب الفرحين» مستأنفة في حيز القول.(3/905)
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)
77 - {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
قوله «فيما» : «في» للسببية، والجار متعلق بالفعل، والكاف في «كما» نائب مفعول مطلق، و «ما» مصدرية أي: أحسن إحسانًا مثل إحسان الله، الجار «في الأرض» متعلق بالمصدر (الفساد) .(3/905)
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)
78 - {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ}
«إنما» كافة ومكفوفة لا عمل لها، الجار «على علم» متعلق بحال من نائب الفاعل، الظرف «عندي» متعلق بنعت لـ «علم» ، جملة «أولم يعلم» مستأنفة، والمصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ علم، «قوة» تمييز، وجملة «ولا [ص:906] يسأل» معترضة بين المتعاطفين.(3/905)
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)
79 - {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}
جملة «فخرج» معطوفة على جملة {قَالَ} المتقدمة، الجار «في زينته» متعلق بحال من فاعل «خرج» ، «ما» موصول مضاف إليه، وجملة «إنه لذو حظ» حال من «قارون» .(3/906)
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80)
80 - {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ}
«العلم» مفعول ثان، «ويلكم» مفعول مطلق لفعل مهمل، الجار «لِمَنْ» متعلق بـ «خير» ، «صالحًا» مفعول ثان، وجملة «ولا يلقَّاها إلا الصابرون» معطوفة على جملة «ثواب الله خير» ، «الصابرون» نائب فاعل، و «إلا» للحصر.(3/906)
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)
81 - {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ}
جملة «فخسفنا» مستأنفة، والفاء في «فما» مستأنفة، الجار «له» متعلق بخبر كان، «فئة» اسم كان، و «مِن» زائدة، وجملة «ينصرونه» نعت، الجار «من دون» متعلق بحال من فاعل «ينصرونه» ، وجملة «وما كان من المنتصرين» معطوفة على جملة «فما كان له» .(3/906)
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)
82 - {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}
«مكانه» مفعول به، والأصل: مثل مكانه، «وي» : اسم فعل مضارع بمعنى أعجب، وحرف ناسخ واسمه، الجار «من عباده» متعلق بحال من «مَنْ» ، «لولا» حرف امتناع لوجوب، والمصدر المؤول مبتدأ والتقدير: لولا مَنُّه موجود، وجملة الشرط مستأنفة، وكذا جملة «ويكأنه» مستأنفة في حيز القول.(3/907)
تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)
83 - {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}
«الدار» بدل، وجملة «نجعلها» خبر، الجار «في الأرض» متعلق بنعت لـ «عُلُوًّا» ، وجملة «والعاقبة للمتقين» مستأنفة.(3/907)
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)
84 - {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
جملة «فلا يجزى الذين» جواب الشرط، وهو من إقامة الظاهر مقام المضمر، والأصل «فلا يجزون» وفي إسناد عمل السيئة إليهم مكررًا فضل تهجين لحالهم، وزيادة تبغيض للسيئة في قلوب السامعين. والأصل الصناعي: فهم لا يجزون؛ لأن «لا» النافية ليست من مواضع الفاء. و «ما» في قوله «ما كانوا» مفعول ثان.(3/907)
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)
85 - {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
اللام في «لَرَادُّكَ» المزحلقة، الجار «إلى معاد» متعلق بـ «رَادُّكَ» ، جملة «قل ربي أعلم» مستأنفة، «مَنْ» اسم موصول مفعول لـ «يعلم» مقدرًا.(3/908)
وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86)
86 - {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ}
جملة «وما كنت» مستأنفة، المصدر «أن يلقى» مفعول «ترجو» ، «إلا» للحصر، «رحمة» مفعول لأجله، والاستثناء من عموم الأحوال، الجار «من ربك» متعلق بنعت لـ «رحمة» ، وجملة «فلا تكونن» معطوفة على جملة «وما كنت» ، والفعل مضارع ناقص مبني على الفتح، واسمها ضمير المخاطب، و «ظهيرًا» خبرها، والجار «للكافرين» متعلق بـ «ظهيرًا» .(3/908)
وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)
87 - {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ}
«بعد» ظرف زمان متعلق بالفعل «يصدنَّك» ، «إذ» اسم ظرفي مضاف إليه مبني على السكون.(3/908)
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)
88 - {وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
«مع» ظرف مكان متعلق بحال من «إلهًا» ، وجملة التنزيه مستأنفة، «إلا [ص:909] هو» إلا «للحصر،» هو «بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، وجملة» كل شيء هالك «مستأنفة،» إلا «للاستثناء،» وجهه «مستثنى منصوب، وجملة» له الحكم «مستأنفة، وجملة» ترجعون «معطوفة على جملة» له الحكم".(3/908)
سورة العنكبوت(3/910)
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)
2 - {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}
المصدر المؤول «أنْ يُتْرَكُوا» سدَّ مسدَّ مفعولَيْ حسب، والمصدر المؤول «أن يقولوا» منصوب على نزع الخافض اللام، وجملة «وهم لا يفتنون» حالية.(3/910)
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
3 - {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا}
جملة «ولقد فَتَنَّا» مع القسم المقدر معطوفة على الجملة الابتدائية {أَحَسِبَ النَّاسُ} ، وجملة «فليعلمنَّ» معطوفة على جواب القسم «لقد فتنَّا» .(3/910)
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)
4 - {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}
«أم» المنقطعة للإضراب، و «أنْ» وما بعدها في تأويل مصدر سدَّت مسدَّ مفعولي حسب، و «ما» موصول فاعل، والمخصوص بالذم محذوف أي: حكمهم، وجملة «ساء ما يحكمون» مستأنفة.(3/910)
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5)
5 - {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
«مَنْ» شرطية مبتدأ، وجملة «كان» خبر، وجملة «وهو السميع» مستأنفة، و «العليم» خبر ثان.(3/910)
وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)
6 - {إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
الجار «عن العالمين» متعلق بـ «غني» .(3/910)
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)
7 - {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي [ص:911] كَانُوا يَعْمَلُونَ}
جملة «لنكفرنَّ» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه خبر المبتدأ «الذين» ، «أحسن» مفعول ثان، «الذي» اسم موصول مضاف إليه.(3/910)
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)
8 - {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
جملة «ووصينا» مستأنفة، «حسنًا» نائب مفعول مطلق ناب عنه صفته، أي: إيصاءً ذا حُسْن، «ما» موصولة مفعول به، الجار «به» متعلق بحال من «علم» ، جملة «إليَّ مرجعكم» مستأنفة، جملة «فأنبئكم» معطوفة على جملة «إليَّ مرجعكم» .(3/911)
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9)
9 - {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ}
جملة «والذين آمنوا ... » مستأنفة، وجملة «لندخلنهم» جواب القسم، والقسم وجوابه خبر المبتدأ.(3/911)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)
10 - {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}
جملة «ومن الناس مَن» مستأنفة، وجملة الشرط معطوفة على المستأنفة، والجار «كعذاب» متعلق بالمفعول الثاني، وجملة «ولئن جاء» معطوفة على جملة الشرط. وقوله «ليقولُن» : مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة؛ لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، والنون للتوكيد، [ص:912] وجملة «أوليس الله بأعلم» مستأنفة، والباء زائدة في خبر ليس، والجار «بما» متعلق بـ «أعلم» ، الجار «في صدور» متعلق بالصلة المقدرة.(3/911)
وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)
11 - {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا}
جملة «وليعلمنَّ الله» مستأنفة.(3/912)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12)
12 - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
جملة «ولنحمل» معطوفة على مقول القول، وجملة «وما هم بحاملين» اعتراضية، و «ما» تعمل عمل ليس، والباء زائدة في خبر «ما» ، والجار «من خطاياهم» متعلق بحال من «شيء» ، و «شيء» مفعول «حاملين» ، و «مِنْ» زائدة. وجملة «إنهم لكاذبون» مستأنفة في سياق الاعتراض.(3/912)
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)
13 - {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
جملة «وليحملن» معطوفة على جملة «قال الذين» المتقدمة، وقوله «وليحملن» مثل {لَيَقُولُنَّ} في الآية (10) ، ومثله «وليسألُن» ، الجار «عمَّا» متعلق بـ «يسألن» .(3/912)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)
14 - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا}
جملة «ولقد أرسلنا نوحًا» مستأنفة، وجملة (لقد أرسلنا) جواب القسم، [ص:913] وجملة «فأخذهم الطوفان» معطوفة على مقدر أي: «فكذَّبوه فأخذهم» ، وجملة «وهم ظالمون» حالية. وقوله «ألف» : ظرف زمان متعلق بـ «لبث» ، «خمسين» مستثنى منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.(3/912)
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)
15 - {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}
جملة «فأنجيناه» معطوفة على جملة «أخذهم» ، و «أصحاب» اسم معطوف على الهاء في «أنجيناه» ، الجار «للعالمين» متعلق بصفة لـ «آية» .(3/913)
وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16)
16 - {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
قوله «وإبراهيم» : الواو عاطفة، واسم معطوف على {نُوحًا} في الآية (14) ، «إذ» : اسم ظرفي بدل اشتمال من «إبراهيم» ، وجملة «ذلكم خير» مستأنفة، وجملة «إن كنتم تعلمون» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/913)
إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17)
17 - {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
الجار «من دون» متعلق بحال من «أوثانا» ، الجار «لكم» متعلق بحال من «رزقا» ، وجملة «فابتغوا» مستأنفة، وكذا جملة «إليه ترجعون» .(3/913)
وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18)
18 - {وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}
الجار «من قبلكم» متعلق بنعت لـ «أمم» ، وجملة «وما على الرسول إلا [ص:914] البلاغ» معطوفة على جملة «فقد كذَّب أمم» ، «البلاغ» مبتدأ، والجار «على الرسول» متعلق بالخبر.(3/913)
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19)
19 - {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
جملة «أولم يروا» مستأنفة، وجملة «كيف يُبدئ» مفعول للرؤية المعلقة بالاستفهام، و «كيف» منصوب على الحال، الجار «على الله» متعلق بـ «يسير» ، وجملة «إن ذلك على الله يسير» مستأنفة.(3/914)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
20 - {فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ}
جملة «كيف بدأ» مفعول للنظر المتضمن معنى العلم، المعلَّق عن العمل، و «كيف» اسم استفهام حال، و «ثم» استئنافية، وجملة «ثم الله ينشئ» مستأنفة، وليست «ثم» حرف عطف وإنما هي حرف استئناف؛ لأن النشأة الآخرة لم تقع، فلا تدخل تحت طلب الإقرار.(3/914)
يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21)
21 - {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ}
جملة «يعذب» خبر ثان لـ {إِنَّ} المتقدمة، وجملة «تُقلبون» معطوفة على جملة «يُعذب» .(3/914)
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (22)
22 - {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ}
جملة «ما أنتم بمعجزين» مستأنفة، والباء زائدة في خبر «ما» العاملة عمل [ص:915] ليس، وجملة «وما لكم من دون الله من ولي» معطوفة على الاستئنافية، الجار «لكم» متعلق بخبر «ولي» ، و «من» زائدة و «ولي» المبتدأ، الجار «من دون» متعلق بحال من «وليّ» .(3/914)
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)
23 - {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
جملة «والذين كفروا ... » معطوفة على جملة {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} ، وجملة «أولئك يئسوا» خبر الذين، وجملة «لهم عذاب» خبر «أولئك» .(3/915)
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)
24 - {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
جملة «فما كان جواب قومه» مستأنفة، المصدر «أن قالوا» اسم كان و «أنْ» مصدرية، وجملة «فأنجاه الله» معطوفة على جملة «قالوا» ، وجملة «يؤمنون» نعت لقوم، والجار «لقوم» متعلق بنعت لـ «آيات» ، واللام في «لآيات» للتوكيد.(3/915)
وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)
25 - {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}
«إنما» كافة ومكفوفة لا عمل لها، الجار «من دون» متعلق بالمفعول الثاني، و «أوثانًا» المفعول الأول، «مودة» مفعول لأجله، الجار «في الحياة» متعلق بـ «اتخذتم» ، «يوم» متعلق بـ «يكفر» . وجملة «يكفر» معطوفة على [ص:916] جملة «اتخذتم» ، وجملة «ومأواكم النار» معطوفة على جملة «إنما اتخذتم» ، وقوله «ناصرين» : مبتدأ، و «من» زائدة، والجار «لكم» متعلق بالخبر.(3/915)
فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)
26 - {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
جملة «فآمن له لوط» معطوفة على جملة «قال» السابقة، وجملة «وقال إني مهاجر» مستأنفة، وجملة «إنه هو العزيز» مستأنفة، «هو» توكيد للهاء في «إنه» ، «الحكيم» خبر ثان.(3/916)
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)
27 - {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}
الجارّ «في ذريته» متعلق بالمفعول الثاني، وجملة «وإنه في الآخرة ... » معطوفة على جملة «آتيناه» ، الجار «في الآخرة» متعلق بـ «الصالحين» ، واللام المزحلقة، والجارّ الثاني متعلق بالخبر.(3/916)
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28)
28 - {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ}
قوله «ولوطًا» : اسم معطوف على «إبراهيم» في الآية (16) ، «إذ» اسم ظرفي بدل اشتمال من «لوطًا» ، وجملة «ما سبقكم بها من أحد» حالية من «الفاحشة» ، و «أحد» فاعل، و «من» زائدة، الجار «من العالمين» متعلق بنعت لـ «أحد» .(3/916)
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)
29 - {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ [ص:917] فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
جملة «أإنكم لتأتون» بدل من «إنكم لتأتون» ، وجملة «فما كان» مستأنفة، والمصدر «أن قالوا» اسم كان مؤخر، وجملة «إن كنت من الصادقين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/916)
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31)
31 - {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، الجار «بالبشرى» متعلق بـ «جاءت» ، وجملة «إن أهلها كانوا» مستأنفة في حيز القول.(3/917)
قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)
32 - {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}
الجار «بمن» متعلق بـ «أعلم» ، الجار «فيها» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «لننجينَّه» جواب القسم، وجملة القسم وجوابه مستأنفة في حيز القول، و «أهله» اسم معطوف على الهاء، وجملة «كانت» حال من «امرأته» .(3/917)
وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33)
33 - {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ}
جملة الشرط مستأنفة، «أن» زائدة، «ذرعًا» تمييز، وجملة «إنا منجُّوك» مستأنفة في حيز القول، وقوله «وأهلك» : مفعول به لفعل محذوف أي: وننجِّي أهلك. جملة «كانت من الغابرين» حال من «امرأتك» .(3/917)
إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)
34 - {إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
جملة «إنَّا مُنزلون» مستأنفة في حيز القول، «رجزًا» مفعول «مُنزلون» ، الجار «من السماء» متعلق بنعت لـ «رجزًا» ، و «ما» مصدرية، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «مُنزلون» .(3/918)
وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)
35 - {وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
جملة القسم وجوابه معطوفة على جملة {إِنَّا مُنْزِلُونَ} ، الجار «لقوم» متعلق بـ «تركنا» .(3/918)
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36)
36 - {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
الواو مستأنفة، والجار «إلى مدين» متعلق بـ «أرسلنا» مقدرًا، و «أخاهم» مفعول به للمقدر، «شعيبًا» بدل، وجملة «فقال» معطوفة على المقدر، «مفسدين» حال من الواو في «تعثوا» .(3/918)
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37)
37 - {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}
جملة «فكذَّبوه» معطوفة على جملة «قال» المتقدمة، الجار «في دارهم» متعلق بـ «جاثمين» .(3/918)
وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38)
38 - {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}
قوله «وعادًا» : الواو عاطفة، «عادًا» مفعول «أهلكنا» مقدرًا، وجملة [ص:919] «وأهلكنا» معطوفة على جملة «أرسلنا» المتقدمة في الآية (36) ، والواو في (وقد) معترضة، وجملة «وقد تبيَّن» اعتراضية بين المتعاطفين، وفاعل «تبيَّن» مضمر أي: ما حلَّ بهم، والجارَّان: «لكم من مساكنهم» متعلقان بـ «تبيَّن» . وجملة «وزيَّن لهم الشيطان» معطوفة على جملة «أهلكنا» المقدرة، فيكون قد أخبر بأخبار متعددة، وهي إرسال شعيب، وإهلاك عاد وثمود، وتزيين الشيطان لهم. وجملة «وكانوا» حالية من الهاء في «صدَّهم» .(3/918)
وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39)
39 - {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ}
قوله «وقارون» : اسم معطوف على «ثمود» ، جملة «ولقد جاءهم» مستأنفة، الجار «بالبينات» متعلق بجاءهم.(3/919)
فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)
40 - {فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
قوله «فكُلا» : الفاء عاطفة، «كلا» مفعول مقدم، وجملة «أخذنا» معطوفة على جملة «استكبروا» المتقدمة، وجملة «فمنهم من أرسلنا» معطوفة على جملة «أخذنا» ، و «مَنْ» موصول مبتدأ، وجملة «وما كان الله» معطوفة على جملة «ومنهم مَنْ أغرقنا» واللام للجحود. والمصدر المؤول بعدها مجرور متعلق بخبر كان المقدر بـ: مريدًا للظلم، وجملة «ولكن كانوا» معطوفة على جملة «ما كان الله» . وقوله «أنفسهم» : مفعول مقدم لـ [ص:920] «يظلمون» ، وجملة «يظلمون» خبر كان.(3/919)
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)
41 - {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
الجار «من دون» متعلق بالمفعول الثاني، «أولياء» مفعول أول، الجار «كمثل» متعلق بخبر المبتدأ، وجملة «اتخذت» حالية من «العنكبوت» ، وجملة «وإن أوهن ... » مستأنفة، وجملة الشرط مستأنفة، وجواب الشرط محذوف تقديره: ما عبدوا الأصنام.(3/920)
إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)
42 - {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
«ما» نافية، وجملة «ما يدعون» مفعول به لفعل العلم المعلَّق بالنفي، الجار «من دونه» متعلق بحال من «شيء» ، و «شيء» مفعول به، و «مِنْ» زائدة كأنه قيل: ما يدعون من دونه ما يستحق أن يُطلق عليه شيء، وجملة «وهو العزيز» معطوفة على جملة «إن الله يعلم» .(3/920)
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43)
43 - {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ}
جملة «وتلك الأمثال» معطوفة على جملة {مَثَلُ الَّذِينَ} المتقدمة، جملة «نضربها» خبر، وجملة «وما يعقلها إلا العالمون» معطوفة على جملة «نضربها» ، و «العالمون» فاعل، و «إلا» للحصر.(3/920)
خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44)
44 - {خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}
الجار «بالحق» متعلق بحال من لفظ الجلالة، الجار «للمؤمنين» متعلق [ص:921] بنعت لآية.(3/920)
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)
45 - {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
الجار «من الكتاب» متعلق بحال من الضمير في «أُوحي» ، والواو في «ولَذِكْر» مستأنفة، واللام للابتداء، وجملة «والله يعلم» مستأنفة لا محل لها.(3/921)
وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)
46 - {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
جملة «ولا تجادلوا» معطوفة على جملة {اتْلُ} المتقدمة، «إلا» للحصر، الجار «بالتي» متعلق بـ «تجادلوا» ، الجار «منهم» متعلق بحال من فاعل «ظلموا» ، وجملة «وإلهنا وإلهكم واحد» معطوفة على مقول القول، وكذا جملة «ونحن له مسلمون» .(3/921)
وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ (47)
47 - {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الْكَافِرُونَ}
الواو مستأنفة، والكاف نائب مفعول مطلق أي: أنزلنا الكتاب إنزالا مثل ذلك الإنزال، وجملة «فالذين آتيناهم ... » معطوفة على المستأنفة «أنزلنا» ، وجملة «ومِنْ هؤلاء مَنْ يؤمن» معطوفة على جملة «الذين آتيناهم» ، وجملة «وما يجحد» معترضة بين المتعاطفين.(3/921)
وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48)
48 - {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ [ص:922] الْمُبْطِلُونَ}
جملة «وما كنت» معطوفة على جملة {أَنْزَلْنَا} ، و «كتاب» مفعول به، و «مِنْ» زائدة. جملة «لارتاب المبطلون» جواب شرط مقدر بـ لو، أي: لو كنت تتلو لارتاب.(3/921)
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)
49 - {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ}
جملة «بل هو آيات» مستأنفة، الجار «في صدور» متعلق بنعت ثان لـ «آيات» ، وجملة «وما يجحد ... » معطوفة على جملة «هو آيات» ، و «إلا» للحصر، و «الظالمون» فاعل «يجحد» .(3/922)
وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)
50 - {وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ}
جملة «وقالوا» مستأنفة، «لولا» حرف تحضيض، الجار «من ربه» متعلق بنعت لآيات.(3/922)
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)
51 - {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
جملة «أولم يكفهم» مستأنفة، والمصدر المؤول «أنَّا أنزلنا» فاعل «يكفي» ، وجملة «يتلى» في محل نصب حال من «الكتاب» ، الجار «لقوم» متعلق بنعت لـ «ذكرى» ، وجملة «يؤمنون» نعت لـ «قوم» .(3/922)
قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52)
52 - {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
الباء زائدة في فاعل «كفى» ، الظرف «بيني» متعلق بـ «شهيدًا» ، و «شهيدًا» تمييز، وجملة «يعلم» حال من الجلالة، وجملة «والذين آمنوا ... » مستأنفة، وجملة «أولئك هم الخاسرون» خبر «الذين» ، «هم» ضمير فصل لا محل له.(3/923)
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53)
53 - {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}
جملة «ويستعجلونك» مستأنفة، وجملة الشرط معطوفة على المستأنفة، «أجلٌ» مبتدأ، وخبره محذوف، تقديره موجود، وجملة «ليأتينَّهم» جواب القسم، والقسم وجوابه جملة مستأنفة، و «بغتة» مصدر في موضع الحال، وجملة «وهم لا يشعرون» حالية.(3/923)
يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54)
54 - {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}
جملة «يستعجلونك» مستأنفة، وكذا جملة «وإن جهنم لمحيطة» واللام المزحلقة، والجارّ «بالكافرين» متعلق بـ «محيطة» .(3/923)
يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)
55 - {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
الظرف متعلق بـ «محيطة» ، وجملة «يغشاهم» مضاف إليه، وجملة [ص:924] «ويقول» معطوفة على جملة «يغشاهم» .(3/923)
يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56)
56 - {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}
«الذين» نعت، «إياي» : ضمير نصب منفصل مفعول به لفعل محذوف يفسره ما بعده، والفاء الأولى عاطفة، والجملة معطوفة على جملة «إن أرضي واسعة» ، والفاء الثانية زائدة، وجملة «اعبدون» تفسيرية.(3/924)
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)
57 - {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}
جملة «ترجعون» معطوفة على المستأنفة المتقدمة، والجار «إلينا» متعلق بـ «ترجعون» .(3/924)
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)
58 - {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
جملة «لنبوئنهم» جواب القسم، والقسم وجوابه خبر المبتدأ «الذين» ، و «غرفًا» مفعول ثان، والجار «من الجنة» متعلق بحال مِنْ «غُرفًا» ، وجملة «تجري» نعت، «خالدين» حال من مفعول «نبوئنهم» ، وجملة «نعم أجر» مستأنفة، والمخصوص بالمدح محذوف أي: الجنة.(3/924)
الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)
59 - {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
«الذين» نعت للعاملين، والجار «على ربهم» متعلق بـ «يتوكلون» .(3/924)
وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60)
60 - {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
الواو مستأنفة، «كأين» اسم كناية عن عدد مبتدأ، والجار متعلق بنعت لـ «كأين» ، وجملة «لا تحمل» نعت لـ «دابة» ، وجملة «الله يرزقها» خبر [ص:925] المبتدأ «كأين» ، قوله «وإياكم» : ضمير نصب منفصل معطوف على الهاء، وجملة «وهو السميع» مستأنفة.(3/924)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)
61 - {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}
جملة «ولئن سألتهم» مستأنفة، وجملة «من خلق» مفعول به للسؤال المعلق بالاستفهام، واللام في «ليقولن» واقعة في جواب القسم، و «يقولُن» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، «الله» فاعل لفعل محذوف أي: خلقهن الله. وجملة «فأنى يؤفكون» مستأنفة، و «أنى» : اسم استفهام حال، وجملة «ليقولُنَّ» جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه جواب القسم.(3/925)
اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)
62 - {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}
الجار «من عباده» متعلق بحال من الموصول.(3/925)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63)
63 - {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}
جملة «ولئن سألتهم» معطوفة على جملة «لئن سألتهم» في الآية (61) ، وجملة «مَنْ نزل» مفعول به للسؤال المعلق بالاستفهام، وقوله «الله» : فاعل لفعل محذوف تقديره: أنزلهن الله، وجملة «بل أكثرهم لا يعقلون» مستأنفة.(3/925)
وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)
64 - {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
«ما» : نافية مهملة، وجملة «لهي الحيوان» خبر، وجملة «لو كانوا يعلمون» مستأنفة. وجواب الشرط محذوف أي: لما آثروا الحياة الدنيا.(3/926)
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
65 - {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، «الدين» مفعول به لـ «مخلصين» ، وجملة الشرط الثانية معطوفة على جملة «دعوا» ، «إذا» فجائية، وجملة «إذا هم يشركون» جواب الشرط.(3/926)
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)
66 - {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}
اللام في «ليكفروا» للعاقبة، والمصدر المجرور متعلق بـ {يُشْرِكُونَ} ، وجملة «فسوف يعلمون» مستأنفة.(3/926)
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)
67 - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ}
جملة «أولم يروا» مستأنفة، والمصدر مفعول «يَرَوا» ، وجملة «ويُتخطف الناس» حالية من الواو في «يروا» ، وجملة «يؤمنون» معطوفة على جملة «أولم يروا» .(3/926)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (68)
68 - {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} [ص:927]
جملة «ومن أظلم» مستأنفة، وجملة «لما جاءه» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، والجار «للكافرين» متعلق بنعت لـ «مثوى» .(3/926)
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
69 - {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
جملة «والذين جاهدوا ... » مستأنفة، وجملة «لنهدينهم» جواب القسم. والقسم وجوابه خبر المبتدأ «الذين» ، و «سبلنا» مفعول ثان، وجملة «وإن الله لمع المحسنين» معطوفة على الاستئنافية.(3/927)
سورة الروم(3/928)
فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)
3 - {فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}
الجار «في أدنى» متعلق بـ {غُلِبَتِ} ، وجملة «وهم سيغلبون» معطوفة على الابتدائية {غُلِبَتِ} ، والجار «من بعد» متعلق بـ «سيغلبون» .(3/928)
فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
4 - {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}
الجار «في بضع» متعلق بـ {سَيَغْلِبُونَ} ، جملة «لله الأمر» اعتراضية، وجملة «يفرح المؤمنون» معطوفة على جملة «وهم سيغلبون» ، الجار «من قبل» متعلق بالاستقرار الذي تعلَّق به الخبر. والظرف «يوم» متعلق بـ «يفرح» ، «إذٍ» مضاف إليه.(3/928)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
5 - {بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
الجار «بنصر» متعلق بـ {يَفْرَحُ} ، وجملة «ينصر» مستأنفة، وجملة «وهو العزيز» معطوفة على جملة «ينصر» ، و «الرحيم» خبر ثان.(3/928)
وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)
6 - {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
«وَعْدَ» مفعول مطلق عامله مقدر، والجملة مستأنفة، وكذا جملة «لا يخلف الله وعده» مستأنفة مقرِّرة لمعنى المصدر المتقدم، وجملة «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» معطوفة على جملة «لا يخلف الله» .(3/928)
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)
7 - {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}
جملة «يعلمون» مستأنفة، الجار «من الحياة» متعلق بـ «ظاهرا» ، وجملة [ص:929] «وهم غافلون» حال من الواو في «يعلمون» ، الجار «عن الآخرة» متعلق بـ «غافلون» . و «هم» الثاني توكيد.(3/928)
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)
8 - {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ}
جملة «أولم يتفكروا» مستأنفة، وكذا جملة «ما خلق» ، الجار «بالحق» متعلق بحال من فاعل «خلق» ، و «أجل» اسم معطوف على «الحق» ، وجملة «وإن كثيرا ... » مستأنفة، والجار «من الناس» متعلق بنعت لـ «كثيرا» ، الجار «بلقاء» متعلق بـ «كافرون» .(3/929)
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9)
9 - {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}
جملة «أولم يسيروا» معطوفة على جملة {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا} ، «كيف» : اسم استفهام خبر كان، وجملة «كان عاقبة» مفعول به للنظر المعلق بالاستفهام المتضمن معنى العلم، وجملة «كانوا» مستأنفة، الجار «منهم» متعلق بـ «أشد» ، «قوة» تمييز، «أكثر» نائب مفعول مطلق نابت عنه صفته أي: عمارة أكثر من عمارتهم، قوله «مما» : مؤلف من «مِنْ» الجارة، و «ما» المصدرية والمصدر المجرور متعلق بأكثر، وجملة «وجاءتهم رسلهم» معطوفة على جملة «عمروها» الأولى، وجملة «فما كان الله ليظلمهم» مستأنفة، واللام للجحود، والمصدر المؤول «ليظلمهم» مجرور متعلق بخبر كان المقدر بـ مريدا.(3/929)
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10)
10 - {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ}
جملة «ثم كان عاقبة ... » معطوفة على جملة «ما كان الله ليظلمهم» ، «السوءى» اسم كان، «أن» مصدرية، والمصدر المؤول على نزع الخافض اللام، الجار «بها» متعلق بـ «يستهزئون» .(3/930)
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)
11 - {ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
جملة «ترجعون» معطوفة على جملة على «يعيد» .(3/930)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)
12 - {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ}
قوله «ويوم» : الواو عاطفة، والظرف متعلق بـ «يبلس» ، وجملة «يبلس المجرمون» معطوفة على جملة {اللَّهُ يَبْدَأُ} .(3/930)
وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13)
13 - {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ}
جملة «ولم يكن لهم شفعاء» معطوفة على جملة {يُبْلِسُ} ، الجار «من شركائهم» متعلق بحال من «شفعاء» ، والجار «بشركائهم» متعلق بـ «كافرين» .(3/930)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)
14 - {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}
جملة «يتفرقون» معطوفة على جملة {يُبْلِسُ} ، الظرف «يوم» متعلق بـ «يتفرَّقون» ، و «يوم» الثاني بدل من الأول، «إذ» اسم ظرفي مضاف إليه.(3/930)
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15)
15 - {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، والجار «في روضة» متعلق بجملة [ص:931] الخبر «يحبرون» .(3/930)
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16)
16 - {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ}
جملة «فأولئك محضرون» خبر «الذين» ، الجار «في العذاب» متعلق بالخبر.(3/931)
فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)
17 - {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}
الفاء في «فسبحان» مستأنفة، و «حين» ظرف متعلق بعامل سبحان المقدر بـ نسبِّح، و «تمسون» فعل مضارع تام، وجملة «تمسون» مضاف إليه.(3/931)
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18)
18 - {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}
الواو في «وله الحمد» معترضة، وجملة «وله الحمد» معترضة بين المتعاطفين، وقوله «وعشيا» : ظرف معطوف على {حِينَ} ، الجار «في السموات» متعلق بحال من «الحمد» ، و «حِينَ» اسم معطوف على {حِينَ} المتقدمة.(3/931)
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
19 - {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ}
جملة «يخرج» مستأنفة، الكاف نائب مفعول مطلق أي: تُخْرجون إخراجا مثل ذلك الإخراج، وجملة «تخرجون» معطوفة على جملة «يحيي» .(3/931)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)
20 - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ}
جملة «ومن آياته أن خلقكم» معطوفة على جملة «يحيي» ، «أن» مصدرية، والمصدر المؤول مبتدأ، والجار «من آياته» متعلق بالخبر، و «إذا» فجائية، وجملة «ثم إذا أنتم بشر» معطوفة على جملة «خلقكم» ، وجملة «تنتشرون» نعت لـ «بَشَر» .(3/932)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)
21 - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
المصدر «أن خلق» مبتدأ، والمصدر المؤول «لتسكنوا» مجرور متعلق بـ «خلق» . الظرف «بينكم» متعلق بالمفعول الثاني المقدر، وقوله «لآيات» : اللام للتأكيد، واسم «إنَّ» منصوب بالكسرة، وجملة «يتفكرون» نعت، وجملة «إن في ذلك ... » معترضة.(3/932)
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)
22 - {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ}
جملة «ومن آياته خلق» معطوفة على جملة «من آياته أن خلقكم» ، والجار «للعالمين» متعلق بنعت لآيات.(3/932)
وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)
23 - {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}
الجار «بالليل» متعلق بحال من «منامكم» ، والجار «من فضله» متعلق بحال [ص:933] من «ابتغاؤكم» ، وجملة «إن في ذلك لآيات» معترضة.(3/932)
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24)
24 - {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
الجار «من آياته» متعلق بـ «يريكم» أي: يريكم البرق من آياته، فيكون قد عطف جملة فعلية على جملة اسمية، أي: عطف «يريكم» على الجملة الاسمية المتقدمة. وهذا التقدير أكثر استعمالا من تقدير حذف «أن» من «يريكم» ؛ لتكون كالنظائر المتقدمة، و «خوفا» مفعول لأجله.(3/933)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25)
25 - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ}
الجار «بأمره» متعلق بحال من السماء والأرض، وجملة «ومن آياته قيام» معطوفة على الجملة الفعلية {يُرِيكُمُ} المتقدمة، وجملة الشرط معطوفة على المصدر المؤول «أن تقوم» ، فيكون قد عطف جملة على مفرد، وجملة «إذا أنتم تخرجون» جواب الشرط، و «إذا» هذه فجائية، وقوله «دعوة» : مفعول مطلق، والجار «من الأرض» متعلق بـ «دعاكم» .(3/933)
وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26)
26 - {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ}
جملة «وله من في السموات» معطوفة على جملة {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ} ، الجار «في السموات» متعلق بالصلة المقدرة، والجار «له» متعلق بـ «قانتون» ، وجملة «كل له قانتون» حالية مِنْ «مَنْ» المتقدمة.(3/933)
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)
27 - {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
جملة «وهو الذي» معطوفة على جملة {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} ، وجملة «وهو أهون» معترضة، و «أهون» هنا ليست للتفضيل، بل هي صفة بمعنى هيّن، الجار «عليه» متعلق بـ «أهون» ، وجملة «وله المثل» معطوفة على جملة «وهو الذي» ، وجملة {وَهُوَ الْعَزِيزُ} معطوفة على جملة «وله المثل» ، الجار «في السموات» متعلق بـ «الأعلى» .(3/934)
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)
28 - {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ}
الجار «من أنفسكم» متعلق بنعت لـ «مثلا» ، والجار «لكم» متعلق بخبر المبتدأ «شركاء» ، و «من» زائدة، الجار «مما» متعلق بحال من «شركاء» ، الجار «في ما» متعلق بـ «شركاء» ، وجملة «هل لكم شركاء» تفسيرية للمثل، وجملة «فأنتم فيه سواء» معطوفة على التفسيرية، وجملة «تخافونهم» خبر ثان للمبتدأ «أنتم» ، والجار «فيه» متعلق بالمصدر (سواء) ، والكاف في «كخيفتكم» نائب مفعول مطلق أي: خوفا مثل خيفتكم، و «أنفسكم» مفعول المصدر، وجملة «نفصِّل» مستأنفة، والكاف في «كذلك» نائب مفعول مطلق، أي: نفصِّل تفصيلا مثل ذلك.(3/934)
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29)
29 - {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ [ص:935] مِنْ نَاصِرِينَ}
جملة «بل اتبع» مستأنفة، و «بل» للإضراب، الجار «بغير» متعلق بحال من «الذين» ، وجملة «فمن يهدي» معطوفة على الجملة المستأنفة، وجملة «وما لهم من ناصرين» معطوفة على الصلة «أضلَّ الله» ، و «ناصرين» مبتدأ، و «من» زائدة.(3/934)
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)
30 - {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}
جملة «فأقم» مستأنفة، «حنيفا» حال من الكاف في «وجهك» ، وقوله «فطرة» : مفعول به لفعل محذوف أي: الزموا، الجار «عليها» متعلق بـ «فطر» ، وجملة «لا تبديل لخلق الله» مستأنفة، وكذا جملة «ذلك الدين القيم» ، وجملة «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» معطوفة على جملة «ذلك الدين القيم» .(3/935)
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31)
31 - {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ}
«منيبين» حال من فاعل الزموا، الجار «إليه» متعلق بـ «منيبين» ، وجملة «واتقوه» معطوفة على جملة الزموا المقدرة.(3/935)
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)
32 - {مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}
الجار «من الذين» بدل من {الْمُشْرِكِينَ} متعلق بما تعلق به، والجار «بما» [ص:936] متعلق بـ «فرحون» ، «لديهم» ظرف متعلق بالصلة، وجملة «كل حزب فرحون» مستأنفة.(3/935)
وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)
33 - {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «مسّ» مضاف إليه، «منيبين» حال من الواو في «دعوا» ، الجار «إليه» متعلق بالحال، وجملة الشرط الثانية معطوفة على الأولى، وجملة «إذا فريق ... » جواب الشرط، و «إذا» فجائية، و «فريق» مبتدأ، الجار «منهم» متعلق بنعت لـ «فريق» ، وجملة «يشركون» خبر، الجار «بربهم» متعلق بـ «يشركون» .(3/936)
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34)
34 - {لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}
المصدر المؤول «ليكفروا» مجرور متعلق بـ {يُشْرِكُونَ} ، واللام للعاقبة، وجملة «فتمتعوا» مستأنفة، وجملة «فسوف تعلمون» معطوفة على جملة «تمتعوا» .(3/936)
أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35)
35 - {أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ}
جملة «أنزلنا» مستأنفة، وجملة «فهو يتكلم» معطوفة على جملة «أنزلنا» ، والجار «به» متعلق بـ «يشركون» .(3/936)
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36)
36 - {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [ص:937]
جملة الشرط معطوفة على جملة الشرط: {وَإِذَا مَسَّ} في الآية (33) ، «رحمة» مفعول ثان، وجملة «وإن تصبهم» معطوفة على جملة الشرط «وإذا أذقنا» ، والجار «بما» متعلق بـ «تصبهم» ، وجملة «إذا هم يقنطون» جواب الشرط، و «إذا» فجائية.(3/936)
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37)
37 - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
جملة «أولم يروا» مستأنفة، والمصدر المؤول من «أنَّ» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «يروا» ، وجملة «إن في ذلك لآيات» مستأنفة، وجملة «يؤمنون» نعت لـ «قوم» .(3/937)
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)
38 - {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
جملة «فآت» مستأنفة، «حقه» مفعول ثان، الجار «للذين» متعلق بـ «خير» ، «هم» ضمير فصل، وجملة «وأولئك هم المفلحون» معطوفة على جملة «ذلك خير» .(3/937)
وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39)
39 - {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}
جملة «وما آتيتم» مستأنفة، و «ما» شرطية مفعول به، والجار متعلق بنعت لـ «ما» ، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «آتيتم» ، وجملة «فلا يربو» خبر لمبتدأ محذوف، أي: فهو لا يربو، والجملة الاسمية «فهو [ص:938] لا يربو» جواب الشرط، وجملة «تريدون» حال من فاعل «آتيتم» ، وجملة «وما آتيتم من زكاة» كنظيرتها.(3/937)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)
40 - {هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
الجار «من شركائكم» متعلق بخبر المبتدأ «مَنْ» ، الجار «من ذلكم» متعلق بحال من «شيء» ، و «شيء» مفعول به، و «مِنْ» زائدة، الجار «عمَّا» متعلق بـ «تعالى» .(3/938)
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)
41 - {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
«ما» في قوله «بما» مصدرية، والمصدر (بكسب) متعلق بـ «ظهر» ، والمصدر المؤول المجرور «ليذيقهم» متعلق بـ «ظهر» ، وجملة «لعلهم يرجعون» مستأنفة.(3/938)
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42)
42 - {فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ}
جملة «كيف كان» مفعول للنظر المعلق بالاستفهام المتضمن معنى العلم، و «كيف» اسم استفهام خبر مقدم لـ «كان» ، وجملة «كان أكثرهم مشركين» مستأنفة، الجار «من قبل» متعلق بالصلة المقدرة.(3/938)
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)
43 - {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [ص:939]
جملة «فأقم» مستأنفة، والمصدر «أن يأتي» مضاف إليه، والجار «من الله» متعلق بـ «يأتي» ، ولا يتعلق بـ «مردّ» ؛ لأنه كان ينبغي أن ينوَّن، فيصير شبيها بالمضاف، وجملة «لا مردَّ له» نعت لـ «يوم» ، وجملة «يصَّدَّعون» مستأنفة.(3/938)
مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)
44 - {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ}
«مَنْ» شرطية مبتدأ، وجملة «كفر» خبره، وقوله «فلأنفسهم» : الفاء رابطة، والجار متعلق بالمضارع «يمهدون» ، وجملة «يمهدون» خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم، وجملة «فلأنفسهم يمهدون» جواب الشرط في محل جزم.(3/939)
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45)
45 - {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}
المصدر المجرور «ليجزي» متعلق بـ {يَمْهَدُونَ} ، وجملة «إنه لا يحب» مستأنفة.(3/939)
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)
46 - {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
المصدر «أن يرسل» مبتدأ، وجملة «ومن آياته ... » مستأنفة، «مبشرات» حال من «الرياح» ، والمصدر المؤول المجرور «وليذيقكم» متعلق بفعل مقدر أي: وأرسلها ليذيقكم، وجملة «ولعلكم تشكرون» معطوفة على المفرد المصدر المؤول المجرور أي: لابتغائكم ولعلكم تشكرون.(3/939)
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)
47 - {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}
جملة «ولقد أرسلنا من قبلك» مستأنفة، وجملة «وكان حقا» مستأنفة. «حقًا» خبر كان.(3/940)
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)
48 - {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
قوله «كيف يشاء» : اسم شرط غير جازم حال، والجملة مستأنفة وجوابه محذوف أي: كيف يشاء يبسطه، الجار «من عباده» متعلق بحال مِنْ «مَنْ» ، وجملة «يخرج» حال من «الودق» ، وجملة الشرط معطوفة على جملة «ترى» ، وجملة «إذا هم يستبشرون» جواب الشرط، و «إذا» فجائية.(3/940)
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49)
49 - {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ}
الواو حالية، والجملة حالية من الواو في {يَسْتَبْشِرُونَ} ، «إن» مخففة مهملة، واللام في الخبر الفارقة بين المخففة والنافية، الجار «من قبل» متعلق بالخبر.(3/940)
فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)
50 - {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
«كيف» اسم استفهام حال، وجملة «كيف يحيي» بدل اشتمال من «آثار» ، وجملة «إن ذلك لمحيي الموتى» مستأنفة، وجملة «وهو على كل شيء [ص:941] قدير» معطوفة على المستأنفة.(3/940)
وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51)
51 - {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ}
الواو مستأنفة، واللام موطئة للقسم، «مصفرا» حال من الهاء العائدة على النبات لدلالة السياق عليه، وجملة «لظلوا» جواب القسم، الجار «من بعده» متعلق بالفعل المضارع «يكفرون» .(3/941)
فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52)
52 - {فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ}
جملة «فإنك لا تسمع» مستأنفة، و «الدعاء» مفعول ثان للفعل الثاني، ومفعول الأول ضمير والمسألة من التنازع، و «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بالجواب المقدر أي: إذا ولَّوا لا تسمعهم، و «مدبرين» حال من الواو، وجملة الشرط مستأنفة.(3/941)
وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)
53 - {وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ}
جملة النفي معطوفة على جملة «إنك لا تسمع» . «ما» تعمل عمل ليس، والباء زائدة في الخبر، والجار «عن ضلالتهم» متعلق بـ «هادي» متضمنا معنى صارف. وجملة «إن تسمع» مستأنفة، وجملة «فهم مسلمون» معطوفة على جملة «يؤمن» .(3/941)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)
54 - {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}
الجار «من بعد» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» ، وجملة «يخلق» خبر [ص:942] ثان للمبتدأ «الله» ، جملة «وهو العليم» معطوفة على جملة «يخلق» .(3/941)
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)
55 - {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ}
الواو مستأنفة، «يوم» ظرف زمان متعلق بـ «يقسم» ، وجملة «يقسم المجرمون» مستأنفة، وجملة «ما لبثوا» جواب قسم مقدر، وجملة «كانوا» مستأنفة، «غير» ظرف زمان متعلق بـ «لبث» ، والكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه أي: كانوا يؤفكون إفكا مثل ذلك الإفك.(3/942)
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (56)
56 - {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}
«العلم» مفعول ثان، وجملة «لقد لبثتم» جواب القسم المقدر، والقسم وجوابه مقول القول، وجملة «فهذا يوم البعث» معطوفة على مقول القول، وكذا جملة «ولكنكم كنتم لا تعلمون» .(3/942)
فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57)
57 - {فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}
الفاء عاطفة، «يوم» ظرف متعلق بـ «ينفع» ، «إذٍ» مضاف إليه مبني على السكون، والتنوين للتعويض عن جملة أي: يوم إذ يقع ذلك، «معذرتهم» : فاعل «ينفع» ، وجملة «لا ينفع» معطوفة على جملة «يقسم المجرمون» ، وجملة «ولا هم يُستعتبون» معطوفة على جملة «لا ينفع» .(3/942)
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)
58 - {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ [ص:943] الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُبْطِلُونَ}
جملة «ولقد ضربنا» مستأنفة، حروف الجر الثلاثة متعلقة بـ «ضربنا» ، وجملة «ولئن جئتهم» معطوفة على المستأنفة جملة القسم، وجملة «ليقولَنَّ» جواب القسم المقدر الثاني، «إن» نافية، و «إلا» للحصر، والجملة مقول القول.(3/942)
كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)
59 - {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}
الكاف نائب مفعول مطلق، والإشارة مضاف إليه أي: يطبع طبعًا مثل ذلك الطبع، وجملة «يطبع» مستأنفة.(3/943)
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)
60 - {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}
جملة «فاصبر» مستأنفة، وجملة «إن وعد الله حق» معترضة لا محل لها، وجملة «ولا يستخفنَّك» معطوفة على جملة «اصبر» .(3/943)
سورة لقمان(3/944)
هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3)
3 - {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ}
«هُدًى» حال من {الْكِتَابِ} ، الجار «للمحسنين» متعلق بنعت لـ «رحمة» .(3/944)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
4 - {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}
«الذين» نعت للمحسنين، جملة «هم يوقنون» معطوفة على جملة الصلة، و «هم» الثانية توكيد للأولى.(3/944)
أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
5 - {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
الجار «من ربهم» متعلق بنعت لـ «هدى» ، «هم» ضمير فصل لا محل له.(3/944)
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)
6 - {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}
جملة «ومن الناس من يشتري» مستأنفة، والجار متعلق بخبر المبتدأ «مَنْ» ، والمصدر المؤول «ليُضِلَّ» مجرور متعلق بـ «يشتري» ، الجار «بغير» متعلق بحال من فاعل «يشتري» ، و «هزوا» مفعول ثان، جملة «أولئك لهم عذاب» معترضة بين المتعاطفين، وجملة «لهم عذاب» خبر المبتدأ.(3/944)
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7)
7 - {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [ص:945]
جملة الشرط معطوفة على جملة الصلة المتقدمة {يَشْتَرِي} لا محل لها، «مستكبرا» حال من الضمير في «ولَّى» ، «كأن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، وجملة «لم يسمعها» خبر «كأن» ، وجملة «كأن لم يسمعها» حال ثانية من فاعل «ولَّى» ، وجملة «كأن في أذنيه وقرا» حال ثالثة من فاعل «ولَّى» ، وجملة «فبشِّره» معطوفة على جملة «ولَّى» .(3/944)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8)
8 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ}
جملة «لهم جنات» خبر «إنَّ» في محل رفع، الجار «لهم» متعلق بخبر المبتدأ الثاني(3/945)
خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)
9 - {خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
«خالدين» حال من الضمير في {لَهُمْ} ، الجار «فيما» متعلق بـ «خالدين» ، «وعد» : مفعول مطلق عامله محذوف أي: وَعَد الله ذلك وعدا، وهو مصدر مؤكد لنفسه؛ لأن قوله {لَهُمْ جَنَّاتُ} في معنى: وعدهم الله ذلك، وجملة «وَعْدَ» مستأنفة، و «حقا» مفعول مطلق عامله محذوف، وهو مصدر مؤكد لغيره أي: لمضمون الجملة الأولى، والتقدير: أَحُقُّ ذلك حقا، والجملة مستأنفة، وجملة «وهو العزيز» مستأنفة و «الحكيم» خبر ثالث.(3/945)
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)
10 - {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ}
الجار «بغير» متعلق بحال من السموات، وجملة «ترونها» نعت لـ «عمد» ، [ص:946] والمصدر المؤول «أن تمِيد» مفعول لأجله أي: خشية، الجار «من كل» متعلق بـ «أنبتنا» .(3/945)
هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)
11 - {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
جملة «فأروني» معطوفة على جملة «هذا خلق» ، «ما» اسم استفهام مبتدأ، «ذا» اسم موصول خبر، وجملة «ماذا خلق» مفعول به ثان للفعل «أروني» ، وجملة «بل الظالمون في ضلال» مستأنفة.(3/946)
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)
12 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}
«أن» تفسيرية، والجملة بعدها مفسرة؛ لأنه تقدمها ما هو بمعنى القول دون حروفه، «من» اسم شرط مبتدأ، والرابط في جواب الشرط مقدر أي: عنه.(3/946)
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)
13 - {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}
الواو مستأنفة، «إذ» مفعول لاذْكُر مقدرا، وجملة «وهو يعظه» حالية. وقوله «يا بُني» : منادى مضاف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء الثانية مضاف إليه.(3/946)
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14)
14 - {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}
جملة «ووصَّينا» مستأنفة، وجملة «حملته أمه» معترضة، وجملة «وفصاله [ص:947] في عامين» معطوفة على جملة «حملته» ، «وهنا» مصدر في موضع الحال من «أمه» ، الجار «على وهن» متعلق بنعت لـ «وهنا» ، «أن» تفسيرية، وجملة «اشكر لي» مفسِّرة للوصية، وجملة «إليَّ المصير» مستأنفة.(3/946)
وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15)
15 - {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
جملة الشرط معطوفة على جملة «وصَّيْنَا» المصدر المؤول «أن تشرك» مجرور متعلق بـ «جاهداك» ، «ما» موصول مفعول به، الجار «لك» متعلق بالخبر، الجار «به» متعلق بحال من «علم» ، قوله «معروفًا» : نائب مفعول مطلق نابت عنه صفته، أي: صحابا معروفا، و «ثم» في قوله: «ثم إليَّ» حرف استئناف، والجملة مستأنفة، وجملة «فأنبئكم» معطوفة على جملة «إليَّ مرجعكم» .(3/947)
يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)
16 - {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ}
جملة «يا بني» مستأنفة في حيز القول، جملة «إنها» وخبرها جواب النداء، وجملة الشرط وجوابه خبر «إنَّ» ، «تك» : فعل مضارع مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف، والهاء في «إنها» ضمير القصة، واسم «تك» ضمير مستتر يعود على الحسنة أو السيئة المفهومين من السياق. الجار «من خردل» متعلق بنعت لـ «حبة» ، الجار «في صخرة» متعلق بخبر «تكن» ، [ص:948] وجملة «فتكن في صخرة» معطوفة على «تك مثقال» .(3/947)
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)
17 - {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ}
جملة «يا بني» مستأنفة في حيز القول، وجملة «أقم» جواب النداء مستأنفة.(3/948)
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)
18 - {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا}
الجار «للناس» متعلق بـ «تُصَعِّر» ، «مرحا» مصدر في موضع الحال.(3/948)
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
19 - {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}
الفعل «اقصد» لازم بمعنى اقتصد، و «مِنْ» في «مِنْ صوتِك» تبعيضية، ووحَّد «صوت» في قوله «لصوت» ؛ لأنه يراد به الجنس.(3/948)
أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)
20 - {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ}
المصدر المؤول مِنْ «أَنّ» وما بعدها سدَّ مسدَّ مفعوله «تروا» ، «ظاهرة» حال من «نعمه» ، وجملة «ومن الناس» مستأنفة، الجار «بغير» متعلق بحال من الضمير في «يجادل» ، الجار «في الله» متعلق بـ «يجادل» .(3/948)
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21)
21 - {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ}
جملة الشرط معطوفة على جملة الصلة {يُجَادِلُ} ، ونائب فاعل «قيل» [ص:949] ضمير المصدر، ومقول القول بعد «قالوا» مقدر أي: لا نتبع ما أنزل الله بل نتبع. قوله «أولو كان» : الهمزة للاستفهام، والواو حالية، «لو» حرف شرط غير جازم، وهذه الواو عطفت على حال مقدرة للاستقصاء أي: أيتبعونه في كل حال، ولو كان الشيطان يدعوهم؟ وجملة «ولو كان» حالية من الواو في «يتبعونه» ، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله أي: اتبعوه.(3/948)
وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)
22 - {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}
جملة «ومن يُسْلم» مستأنفة، و «من» شرطية مبتدأ، جملة «وهو محسن» حالية، الجار «إلى الله» متعلق بالفعل. وجملة «وإلى الله عاقبة الأمور» مستأنفة.(3/949)
وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)
23 - {إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا}
جملة «إلينا مرجعهم» مستأنفة، وجملة «فننبِّئهم» معطوفة على جملة «إلينا مرجعهم» .(3/949)
نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24)
24 - {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا}
جملة «نمتعهم» مستأنفة، «قليلا» نائب مفعول مطلق.(3/949)
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25)
25 - {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [ص:950]
جملة «ولئن سألتهم» مستأنفة، «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، «الله» فاعل لفعل محذوف أي: خلقهنَّ الله، وجملة «مَنْ خلق» مفعول به ثان للسؤال المعلق بالاستفهام. وقوله «ليقولُن» : اللام واقعة في جواب القسم، وجملة القسم المقدرة مستأنفة. والفعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل.(3/949)
لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26)
26 - {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}
جملة «لله ما في السماوات» مستأنفة، الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة.(3/950)
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)
27 - {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}
جملة «ولو أن ... » معطوفة على جملة {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} ، و «أنَّ» وما بعدها في تأويل مصدر فاعل بـ «ثبت» ، والجار «في الأرض» متعلق بالصلة، الجار «من شجرة» متعلق بحال من «ما» ، «أقلام» خبر أن، جملة «والبحر يمده» حالية من فاعل «ثبت» . الجار «من بعده» متعلق بحال من «سبعة أبحر» ، و «سبعة» فاعل، وجملة «ما نفدت كلمات» جواب الشرط.(3/950)
مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)
28 - {مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}
الجار «كنفس» متعلق بالخبر، وجملة «إن الله سميع» مستأنفة.(3/950)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29)
29 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ [ص:951] كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعولَيْ «ترَ» ، جملة «كل يجري» حال من «الشمس والقمر» ، والمصدر المؤول الثاني معطوف على المصدر الأول، الجار «بما» متعلق بـ «خبير» .(3/950)
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)
30 - {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
المصدر المؤول متعلق بخبر «ذلك» ، «هو» ضمير فصل لا محل له، والمصدر المؤول الثاني معطوف على الأول، «هو» الثانية ضمير فصل، و «الكبير» خبر ثان.(3/951)
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31)
31 - {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ}
المصدر المؤول سدَّ مسدَّ مفعول الرؤية، الجار «بنعمة» متعلق بحال من فاعل «تجري» ، والمصدر المجرور «ليريكم» متعلق بـ «تجري» .(3/951)
وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)
32 - {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ}
جملة الشرط معطوفة على الاستئنافية {أَلَمْ تَرَ} ، وجملة الشرط الثانية «فلمَّا نجَّاهم» معطوفة على جملة الشرط الأولى، وجواب «لمَّا» مقدر أي: انقسموا فريقين، وجملة «فمنهم مقتصد» معطوفة على جواب الشرط، وجملة «وما يجحد إلا كل» مستأنفة.(3/951)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)
33 - {وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}
جملة «لا يجزي والد» نعت لـ «يوما» ، والرابط مقدر أي: فيه، وقوله «ولا مولود» مبتدأ، وجاز الابتداء بالنكرة لتقدُّم النفي، و «هو» مبتدأ ثان و «جازٍ» : خبر للمبتدأ الثاني مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة، الجار «عن والده» متعلق بـ «جازٍ» ، و «شيئا» نائب مفعول مطلق أي: جزاء قليلا أو كثيرا، وجملة «ولا مولود هو جاز» معطوفة على جملة «لا يجزي والد» ، والرابط مقدر أي: فيه، وجملة «هو جاز» خبر المبتدأ «مولود» . جملة «إن وعد الله حق» مستأنفة في حيز النداء، وجملة «لا تغرنَّكم الحياة» معطوفة على المستأنفة «إن وعد الله حق» .(3/952)
إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)
34 - {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
جملة «عنده علم الساعة» خبر إن، وجملة «وينزل الغيث» معطوفة على جملة «عنده علم» ، جملة «ماذا تكسب» في محل نصب سدَّت مسدَّ مفعولَيْ «تدري» ، وقوله «ماذا» : «ما» اسم استفهام مبتدأ، و «ذا» اسم موصول خبر، وجملة «بأيِّ أرض تموت» سدَّت مسدَّ مفعولَيْ «تدري» ، وجملة «وما تدري نفس» معطوفة على جملة «إن الله عنده» .(3/952)
سورة السجدة(3/953)
تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
2 - {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
«تنزيل» مبتدأ، وجملة «لا ريب فيه» اعتراضية، والجار «من رب» متعلق بخبر المبتدأ.(3/953)
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3)
3 - {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ}
«أم» المنقطعة للإضراب، وجملة «يقولون» مستأنفة، وكذا جملة «هو الحق» ، والجار «من ربك» متعلق بنعت لـ «الحق» ، والمصدر المؤول مجرور متعلق بفعل مقدر أي: أنزله لتنذر، وجملة «ما أتاهم» نعت لـ «قوما» ، «نذير» فاعل، و «من» زائدة، والجار «من قبلك» متعلق بنعت لـ «نذير» ، وجملة «لعلهم يهتدون» مستأنفة.(3/953)
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)
4 - {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ}
«الله» مبتدأ، والموصول نعت، «بينهما» : ظرف متعلق بالصلة، الجار «في ستة» متعلق بـ «خلق» ، وجملة «ما لكم من دونه من ولي» خبر للمبتدأ «الله» ، «وليّ» مبتدأ، و «من» زائدة، الجار «لكم» متعلق بالخبر، الجار «من دونه» متعلق بحال من «ولي» .(3/953)
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)
5 - {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا [ص:954] تَعُدُّونَ}
جملة «يدبر» خبر ثان للمبتدأ {اللَّهُ} ، جملة «كان» نعت لـ «يوم» ، الجار «ممَّا» متعلق بنعت لـ «سنة» .(3/953)
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6)
6 - {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}
«العزيز» خبر ثان، و «الرحيم» خبر ثالث.(3/954)
الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)
7 - {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}
«الذي» خبر رابع، وجملة «خلقه» نعت لـ «كل» ، الجار «من طين» متعلق بـ «بدأ» .(3/954)
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)
8 - {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}
الجار «من سلالة» متعلق بالمفعول الثاني، الجار «من ماء» متعلق بنعت لـ «سلالة» .(3/954)
ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)
9 - {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ}
الجار «لكم» متعلق بالمفعول الثاني لـ «جعل» ، «قليلا» نائب مفعول مطلق، و «ما» زائدة، وجملة «تشكرون» مستأنفة.(3/954)
وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10)
10 - {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ}
جملة «وقالوا» مستأنفة، و «إذا» ظرفية شرطية متعلق بمعنى الجواب نبعث، وجملة «أئنا لفي خلق جديد» تفسيرية لجواب الشرط المقدر أي: [ص:955] نُبْعَثُ، وجملة «بل هم كافرون» مستأنفة، والجار «بلقاء» متعلق بالخبر «كافرون» .(3/954)
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)
11 - {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ}
جملة «ترجعون» معطوفة على جملة «يتوفَّاكم» .(3/955)
وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)
12 - {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}
جملة «ولو ترى» معطوفة على جملة {قُلْ} ، وجواب «لو» محذوف أي: لرأيت أمرًا فظيعا. جملة «المجرمون ناكسو» مضاف إليه، «إذ» ظرف زمان متعلق بـ «ترى» ، وجيء هنا بالظرف الماضي لتحقق وقوع الرؤية، وجملة النداء وجوابه مقول القول لقول مقدر، وهذا القول حال أي: يقولون ربنا، وجملة «إنَّا موقنون» مستأنفة في حيز القول.(3/955)
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)
13 - {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}
جملة «ولو شئنا» معطوفة على جملة {وَلَوْ تَرَى} ، وجملة «ولكن حق القول» معطوفة على مقدر أي: ولكن لم أشأ ذلك فحَقّ، وجملة «لأملأنَّ» جواب القسم، والقسم وجوابه مقول القول، و «أجمعين» توكيد للناس مجرور.(3/955)
فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14)
14 - {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ [ص:956]}
جملة «فذوقوا» معطوفة على مقول القول المتقدم، ومفعول «ذوقوا» محذوف أي: العذاب، والباء جارة، و «ما» مصدرية، والمصدر المجرور متعلق بـ «ذوقوا» ، «هذا» اسم إشارة نعت لـ «يومكم» ، مؤول بمشتق أي: المشار إليه، وجملة «إنا نسيناكم» معترضة.(3/955)
إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (15)
15 - {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}
«إنما» كافة ومكفوفة لا عمل لها، «الذين» فاعل، وجملة الشرط صلة «سُجَّدًا» حال من الواو في «خَرُّوا» ، الجار «بحمد» متعلق بحال من الواو، وجملة «وهم لا يستكبرون» حال من الواو في «سبَّحوا» .(3/956)
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)
16 - {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
جملة «تتجافى جنوبهم» حال من فاعل «سبَّحوا» ، وجملة «يَدْعُون» حال من الضمير في «جنوبهم» ، «خوفا» مفعول لأجله، وجملة «ينفقون» معطوفة على جملة «يدعون» .(3/956)
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)
17 - {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
جملة «فلا تعلم» مستأنفة، الجار «من قرة» متعلق بحال من «ما» ، «جزاء» مفعول لأجله، والجار «بما» متعلق بالمصدر (جزاء) .(3/956)
أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)
18 - {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ}
الفاء مستأنفة، «مَنْ» موصول مبتدأ، الجار «كَمَنْ» متعلق بخبره المقدر، وجملة «لا يستوون» مستأنفة.(3/957)
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (19)
19 - {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
جملة الشرط مستأنفة، وجملة «فلهم جنات» خبر «الذين» ، و «أمَّا» حرف شرط وتفصيل، «نزلا» حال من «جنات» ، الباء جارة للسببية، «ما» موصولة في محل جر، والجار «بما» متعلق بنعت لـ «نزلا» .(3/957)
وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20)
20 - {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}
جملة «فمأواهم النار» خبر المبتدأ «الذين» ، «كلَّ» ظرف زمان منصوب متعلق بـ «أعيدوا» ، و «ما» مصدرية زمانية، والمصدر «أن يخرجوا» مفعول أراد، والمصدر المؤول «ما أرادوا» مضاف إليه، والتقدير: أُعيدوا فيها كل وقت إرادة منهم، وجملة «أعيدوا» مستأنفة، وجملة «وقيل» معطوفة على جملة «أعيدوا» ، «الذي» نعت لـ «عذاب» .(3/957)
وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)
21 - {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
جملة «لنذيقنهم» جواب القسم، والقسم وجوابه معطوف على جملة {وَقِيلَ} ، «دون» ظرف مكان متعلق بـ «نذيق» ، وجملة «لعلهم يرجعون» مستأنفة.(3/957)
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (22)
22 - {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [ص:958]
جملة «ومن أظلم» مستأنفة، و «من» اسم استفهام مبتدأ وخبر، الجار «ممن» متعلق بـ «أظلم» ، وجملة «إنا من المجرمين منتقمون» مستأنفة، والجار «من المجرمين» متعلق بالخبر.(3/957)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23)
23 - {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}
جملة «فلا تكن» معطوفة على جملة «آتينا» ، و «الكتاب» مفعول ثان، الجار «مِنْ لقائه» متعلق بنعت لـ «مرية» ، والجار «لبني» متعلق بنعت لـ «هدى» .(3/958)
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)
24 - {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}
جملة «يهدون» نعت لـ «أئمة» ، وجملة «لمَّا صبروا» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، الجار «بآياتنا» متعلق بـ «يوقنون» .(3/958)
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (25)
25 - {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
جملة «هو يفصل» خبر «إنَّ» ، والجار «فيما» متعلق بـ «يَفْصِل» ، الجار «فيه» متعلق بـ «يختلفون» .(3/958)
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (26)
26 - {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ}
الواو مستأنفة، و «يهد» بمعنى يتبين، والفاعل ضمير الإهلاك المقدر، «كم» خبرية مفعول به مقدم، والجار «من قبلهم» متعلق بـ «أهلكنا» ، [ص:959] والجار «من القرون» متعلق بنعت لـ «كم» ، وجملة «يمشون» حال من القرون، وجملة «كم أهلكنا» مفسرة للفاعل المقدر، وجملة «أفلا يسمعون» مستأنفة.(3/958)
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)
27 - {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ}
جملة «أولم يروا» معطوفة على جملة {أَوَلَمْ يَهْدِ} . المصدر المؤول «أنَّا نسوق» مفعول «رأى» ، وجملة «تأكل» نعت «زرعا» ، وجملة «أفلا يبصرون» مستأنفة.(3/959)
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (28)
28 - {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
جملة «ويقولون» مستأنفة، «متى» اسم استفهام ظرف زمان متعلق بخبر المبتدأ «هذا» ، «الفتح» بدل، وجملة «إن كنتم صادقين» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله.(3/959)
قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (29)
29 - {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}
الظرف «يوم» متعلق بـ «ينفع» ، «إيمانهم» فاعل «ينفع» ، وجملة «ولا هم ينظرون» معطوفة على جملة «لا ينفع» .(3/959)
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (30)
30 - {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ}
جملة «فأعرض» مستأنفة، وكذا جملة «إنهم منتظرون» .(3/959)
سورة الأحزاب(3/960)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)
1 - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}
«النبي» عطف بيان، «حكيما» خبر ثان، وجملة «إن الله كان» معترضة بين المتعاطفين.(3/960)
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)
2 - {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}
جملة «واتبع» معطوفة على جملة «لا تطع» ، الجارَّان: «إليك مِنْ» متعلقان بـ «يوحى» ، الجار «بما» متعلق بـ «خبيرا» .(3/960)
وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)
3 - {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا}
الجار «بالله» فاعل «كفى» ، والباء زائدة، و «وكيلا» تمييز، والجملة مستأنفة.(3/960)
مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)
4 - {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ}
الجار «لرجل» متعلق بـ «جعل» ، «من قلبين» مفعول «جعل» ، و «مِنْ» زائدة، «في جوفه» متعلق بنعت لقلبين، «اللائي» نعت، الجار «منهن» متعلق بـ «تظاهرون» ، الجار «بأفواهكم» متعلق بالمصدر (قولكم) ، وجملة «والله يقول» معطوفة على جملة «ذلكم قولكم» . جملة «وهو يهدي» معطوفة على [ص:961] جملة «والله يقول» .(3/960)
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5)
5 - {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
جملة «هو أقسط» مستأنفة، الظرف «عند» متعلق بـ «أقسط» ، وجملة «فإن لم تعلموا» معطوفة على «ادعوهم» . وقوله «فإخوانكم» : الفاء رابطة، وخبر لمبتدأ محذوف تقديره: هم، الجار «في الدين» متعلق بإخوانكم؛ لأنه في معنى المشتق، أي: موافقوكم فيه، وجملة «وليس عليكم جناح» مستأنفة، وجملة «ولكن ما تعمدت» معطوفة على جملة «ليس عليكم جناح» ، والجار «فيما» متعلق بنعت لجناح، و «لكن» للاستدراك، «ما» موصول مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: مؤاخذون به.(3/961)
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)
6 - {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}
الجار «بالمؤمنين» متعلق بـ «أولى» ، وكذا «من أنفسهم» ، وجملة «وأزواجه أُمهاتهم» معطوفة على جملة «النبي أولى» ، «بعضهم» مبتدأ ثان، وجملة «بعضهم أولى» خبر «أولو» ، والجارَّان «ببعض في كتاب» متعلقان بأولى، وكذا «من المؤمنين» ، والمصدر المؤول «أن تفعلوا» مستثنى منقطع، الجار «في الكتاب» متعلق بـ «مسطورا» .(3/961)
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7)
7 - {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}
قوله «وإذ» : الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول لـ «اذكر» مقدرا. وجملة «وأخذنا» معطوفة على جملة «أخذنا» المتقدمة.(3/962)
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)
8 - {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا}
المصدر المؤول «ليسأل» متعلق بـ {أَخَذْنَا} ، وجملة «وأعدَّ» مستأنفة.(3/962)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)
9 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}
جملة «اذكروا» مستأنفة، الجار «عليكم» متعلق بحال «من نعمة» ، «إذ» اسم ظرفي بدل اشتمال من «نعمة» ، وجملة «لم تروها» صفة، وجملة «وكان الله ... » معترضة بين البدل والمبدل منه، الجار «بما» متعلق بـ «بصيرا» .(3/962)
إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)
10 - {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}
«إذ» اسم ظرفي بدل من «إذ جاءتكم» ، والجار «من فوقكم» متعلق بـ «جاءوكم» ، والجار (منكم) متعلق بأسفل. وقوله «وإذ زاغت» : معطوف على «إذ جاءوكم» ، وجملة «زاغت» مضاف إليه، وجملة «وتظنون» معطوفة على جملة «بلغت» ، «والظنون» مفعول مطلق.(3/962)
هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)
11 - {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ} [ص:963]
«هنالك» اسم إشارة ظرف مكان متعلق بـ «ابتلي» .(3/962)
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)
12 - {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا}
الواو عاطفة، «إذ» اسم ظرفي معطوف على {وَإِذْ زَاغَتِ} ، وجملة «يقول» مضاف إليه. وجملة «في قلوبهم مرض» صلة، «غرورا» نائب مفعول مطلق أي: وَعْدَ الغرور، والمفعول الثاني محذوف أي: النصر.(3/963)
وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)
13 - {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا}
«إذ» : ظرف معطوف على «إذ يقول» ، الجار «منهم» متعلق بنعت لطائفة،، الجار «لكم» متعلق بخبر «لا» ، وجملة «فارجعوا» معطوفة على جملة «لا مقام لكم» ، وجملة «ويستأذن» مستأنفة، وجملة «يقولون» حال من الفريق المختص بالوصف، وجملة «وما هي بعورة» حالية، و «ما» تعمل عمل ليس، والباء زائدة في الخبر، وجملة «إن يريدون إلا فرارًا» معترضة، و «فرارًا» مفعول به.(3/963)
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)
14 - {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلا يَسِيرًا}
جملة الشرط معطوفة على جملة «يستأذن» ، وجملة «وما تلبَّثُوا» معطوفة على جملة «آتوها» ، «إلا» للحصر، «يسيرا» نائب مفعول مطلق، أي: إلا تلبثًا يسيرا.(3/963)
وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15)
15 - {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولا} [ص:964]
جملة «ولقد كانوا عاهدوا» معطوفة على جملة {وَلَوْ دُخِلَتْ} ، وجملة «لقد كانوا» جواب قسم مقدر، وجملة «لا يُوَلُّون» جواب القسم المفهوم من «عاهدوا» ، و «الأدبار» مفعول به.(3/963)
قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16)
16 - {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لا تُمَتَّعُونَ إِلا قَلِيلا}
جملة «إن فررتم» معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، «إذًا» حرف جواب مهمل، «إلا» للحصر، «قليلا» نائب مفعول مطلق، وجملة «لا تمتعون» جواب شرط مقدر أي: ولو فعلتم ذلك لا تمتعون إلا قليلا إذًا.(3/964)
قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17)
17 - {قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا}
«مَنْ» اسم استفهام مبتدأ، خبره «ذا» ، «الذي» اسم موصول بدل من «ذا» ، وجملة «إن أراد» مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، وجملة «ولا يجدون» مستأنفة، الجار «لهم» متعلق بالمفعول الثاني، الجار «من دون» متعلق بحال من «وليا» .(3/964)
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)
18 - {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلا قَلِيلا}
«قد» للتحقيق، الجار «منكم» متعلق بحال من «المعوقين» ، الجار «لإخوانهم» متعلق بالقائلين، «هلم» اسم فعل أمر بمعنى [ص:965] أَقْبِلوا، والفاعل ضمير المخاطبين، الجار «إلينا» متعلق بـ «هَلُمَّ» ، وجملة «ولا يأتون» حالية من المتقدمين، «قليلا» نائب مفعول مطلق أي: إلا إتيانًا قليلا.(3/964)
أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)
19 - {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}
«أشحة» حال من فاعل {يَأْتُونَ} ، الجار «عليكم» متعلق بأشحة، وجملة الشرط معطوفة على جملة «لا يأتون» ، وجملة «ينظرون» حال من الهاء، وجملة «تدور أعينهم» حال من فاعل «ينظرون» . وقوله «كالذي» : الكاف نائب مفعول مطلق أي: دورانا مثل دوران عين الذي، والجارَّان: «عليه من الموت» متعلقان بـ «يغشى» ، وجملة «فإذا ذهب الخوف» معطوفة على جملة «فإذا جاء الخوف» ، وقوله «أشحة» : حال من فاعل «سلقوكم» ، والجار «على الخير» متعلق بـ «أشحة» ، وجملة «أولئك لم يؤمنوا» مستأنفة، وجملة «فأحبط» معطوفة على جملة «لم يؤمنوا» ، الجار «على الله» متعلق بـ «يسيرا» .(3/965)
يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)
20 - {يَحْسَبُونَ الأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلا قَلِيلا}
جملة «يحسبون» حال من الضمير في {يُؤْمِنُوا} ، وجملة «لم يذهبوا» مفعول ثان، وجملة «وإن يأت» معطوفة على جملة «يحسبون» ، «لو» مصدرية، والمصدر المؤول مفعول «يودُّوا» ، والمصدر المؤول «أنهم بادون» فاعل [ص:966] بثبت مقدرًا، وجملة «يسألون» حال من الضمير في «يحسبون» ، وجملة الشرط «ولو كانوا» معطوفة على جملة «يحسبون» ، «قليلا» نائب مفعول مطلق، أي: إلا قتالا قليلا.(3/965)
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
21 - {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}
الجار «في رسول» متعلق بحال من «أسوة» ، وقوله «لمن» : بدل من «لكم» متعلق بما تعلق به، «كثيرا» نائب مفعول مطلق أي: ذكرًا كثيرًا.(3/966)
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)
22 - {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}
جملة الشرط مستأنفة، «ما» اسم موصول خبر «هذا» ، وجملة «وصدق الله» معطوفة على مقول القول، وفاعل «زاد» ضمير الوعد، «إيمانًا» مفعول ثان. وجملة «وما زادهم» معطوفة على جملة الشرط.(3/966)
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)
23 - {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا}
جملة «صدقوا» نعت «رجال» ، «ما» اسم موصول مفعول به، وجملة «فمنهم من قضى» معطوفة على المستأنفة «من المؤمنين رجال» ، وجملة «وما بدَّلوا» معطوفة على جملة «منهم من ينتظر» .(3/966)
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24)
24 - {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ [ص:967]}
المصدر المؤول «ليجزي» مجرور متعلق بـ «ما بدَّلوا» . وجملة «إن شاء» معترضة، وجواب الشرط محذوف دلَّ عليه ما قبله، وجملة «أو يتوب» معطوفة على جملة «يعذب» .(3/966)
وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)
25 - {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}
جملة «وردَّ» مستأنفة، الجار «بغيظهم» متعلق بحال من الموصول أي: متلبسين بغيظهم، وجملة «لم ينالوا» حال ثانية من الموصول، وجملة «وكفى الله» معطوفة على جملة «ردَّ» ، وجملة «وكان الله» معترضة بين المتعاطفين.(3/967)
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)
26 - {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا}
جملة «وأنزل» معطوفة على جملة «ردَّ» ، الجار «من أهل» متعلق بحال من فاعل «ظاهروهم» ، الجار «من صياصيهم» متعلق بأنزل، وجملة «وقذف» معطوفة على جملة «أنزل» ، «فريقًا» مفعول مقدم لـ «تقتلون» ، وجملة «تقتلون» حال من الضمير في «قلوبهم» ، والرابط مقدر أي: منهم.(3/967)
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)
27 - {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا}
جملة «أورثكم» معطوفة على جملة {وَقَذَفَ} ، وجملة «لم تطئوها» نعت [ص:968] «أرضا» .(3/967)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)
28 - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا}
جملة «قل» جواب النداء مستأنفة، وجملة «فَتَعَالَيْنَ» جواب الشرط، وقوله «أمتعكن» : مضارع مجزوم؛ لأنه جواب شرط مقدر، و «سراحا» نائب مفعول مطلق، والمصدر تسريح.(3/968)
وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)
29 - {أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}
الجارّ «منكن» متعلق بحال من «المحسنات» .(3/968)
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)
30 - {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}
الجار «منكن» متعلق بحال من الضمير في «يأت» ، الجار «بفاحشة» متعلق بـ «يأت» ، «ضعفين» مفعول مطلق، الجار «على الله» متعلق بـ «يسيرا» ، وجملة «وكان ذلك» معترضة.(3/968)
وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)
31 - {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ}
جملة «ومن يقنت» معطوفة على جملة «من يأت» ، الجار «منكن» متعلق بحال من الضمير في «يقنت» ، الجار «لله» متعلق بالفعل، «مرتين» : نائب [ص:969] مفعول مطلق.(3/968)
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32)
32 - {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}
جملة «لستن» جواب النداء مستأنفة، جملة «فلا تخضعن» جواب الشرط، والفاء في «فيطمع» سببية، والفعل منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي: لا يكن خضوع فطمع. وجملة «في قلبه مرض» صلة.(3/969)
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)
33 - {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
مفعول «يريد» مقدر أي: يريد هذه الوصية ليُذهب، والمصدر المؤول المجرور متعلق بـ «يريد» ، «أهل» منادى مضاف منصوب، وجملة النداء معترضة.(3/969)
وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)
34 - {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}
«ما» موصول مفعول به، والجارَّان متعلقان بـ «يتلى» ، «خبيرا» خبر ثان.(3/969)
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
35 - {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [ص:970]
«فروجهم» مفعول لاسم الفاعل، «كثيرا» نائب مفعول مطلق، وجملة «أعدَّ» خبر {إِنَّ} أول الآية.(3/969)
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)
36 - {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا}
جملة «ما كان» مستأنفة و «إذا» ظرف محض متعلق بالاستقرار الذي تعلق به خبر كان، والمصدر المؤول «أن يكون» اسم كان، الجار «لِمُؤْمِنٍ» متعلق بخبر كان، الجار «من أمرهم» متعلق بحال من «الخيرة» ، وجملة الشرط مستأنفة، و «مَنْ» شرطية مبتدأ.(3/970)
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)
37 - {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا}
الواو مستأنفة، «إذ» اسم ظرفي مفعول به لـ «اذكر» مقدرا، الجار «عليك» متعلق بأعني مقدرا، ولا يتعدى بـ «أمسك» ؛ لأنه لا يتعدَّى فعل المضمر المتصل إلى ضميره المتصل في هذا الباب. جملة «تخفي» معطوفة على جملة «تقول» . جملة «الله مبديه» صلة الموصول الاسمي، و «ما» مفعول «تخفي» ، وجملة «والله أحق» حالية من فاعل «تخشى» . والمصدر «أن تخشاه»(3/970)
منصوب على نزع الخافض الباء، وجملة «فلمَّا قضى» معطوفة على جملة «تقول» ، والضميران في «زوَّجناكها» مفعولا الفعل، واللام في «لكي» جارّة للتعليل، و «كي» حرف مصدري ونصب، والمصدر المؤول مجرور باللام متعلق بالفعل «زوَّجْناكها» ، والجار «في أزواج» متعلق بنعت لـ «حرج» . «إذا» ظرفية شرطية متعلقة بالجواب المقدر دلَّ عليه ما قبله، أي: إذا قضوا منهن وطرًا، فليس عليهم حرج، والعامل في «إذا» مقدر أي: انتفى الحرج إذا. وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «قضوا» مضاف إليه.(3/971)
مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38)
38 - {مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}
«حرج» اسم كان، و «من» زائدة، الجار «على النبي» متعلق بخبر كان، والجار «فيما فرض» متعلق بنعت لـ «حرج» ، «سُنة» مفعول مطلق لفعل مقدر، الجار «في الذين» متعلق بحال من «سنة الله» ، وجملة (سنَّ الله سنة) معترضة، وجملة «وكان أمر الله» مستأنفة.(3/971)
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)
39 - {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}
«الذين» خبر «هم» مقدرة، جملة «ولا يخشون» معطوفة على جملة «يخشونه» ، والجلالة بدل من «أحدا» ، وجملة «وكفى بالله» مستأنفة، والباء زائدة، و «حسيبا» تمييز.(3/971)
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)
40 - {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [ص:972]
الجار «من رجالكم» متعلق بنعت لأحد. قوله «ولكن رسول» : الواو عاطفة «لكن» حرف استدراك، «رسول» خبر كان مقدرة، وجملة «ولكن رسول الله» معطوفة على جملة «ما كان» ، وجملة «وكان الله عليما» مستأنفة، الجار «بكل» متعلق بـ «عليما» .(3/971)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)
41 - {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}
«كثيرا» نعت.(3/972)
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)
42 - {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا}
«بكرة» ظرف زمان متعلق بالفعل.(3/972)
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)
43 - {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}
المصدر المؤول المجرور «ليخرجكم» متعلق بـ «يصلِّي» ، وجملة «وكان» معطوفة على جملة «يصلي» .(3/972)
تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)
44 - {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا}
«تحيتهم» مبتدأ، خبره «سلام» ، «يوم» ظرف متعلق بحال من «تحيتهم» ، وجملة «يلقونه» مضاف إليه، وجملة «وأعدَّ» معطوفة على جملة «تحيتهم سلام» .(3/972)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)
45 - {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا}
«شاهدا» حال.(3/972)
وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46)
46 - {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}
الجار «إلى الله» متعلق بـ «داعيا» ، والجار «بإذنه» متعلق بـ «داعيًا» .(3/973)
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)
47 - {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا}
جملة «وبشِّر» مستأنفة في حيز جواب النداء، والمصدر المؤول من «أن» وما بعدها مجرور بالباء متعلق بـ «بشّر» .(3/973)
وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)
48 - {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا}
الباء زائدة في فاعل «كفى» ، و «وكيلا» تمييز.(3/973)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)
49 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا}
جملة الشرط جواب النداء مستأنفة، والمصدر «أن تمسوهن» مضاف إليه، وجملة «تمسُّوهن» صلة الموصول الحرفي، وجملة «فما لكم عليهن ... » جواب الشرط، و «عدة» مبتدأ، و «مِنْ» زائدة، الجار «لكم» متعلق بخبر المبتدأ، الجار «عليهن» متعلق بحال من «عدَّة» ، وجملة «تعتدُّونها» نعت لـ «عدَّة» ، وجملة «فمتِّعوهن» مستأنفة، «سراحا» نائب مفعول مطلق، والمصدر تسريح.(3/973)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50)
50 - {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ [ص:974] قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
«اللاتي» نعت أزواجك، «ما» موصول معطوف على أزواجك، الجار «مما» متعلق بحال من «ما» ، المصدر «أن يستنكحها» مفعول أراد، «خالصة» حال من الهاء في «يستنكحها» ، الجار «لك» متعلق بخالصة، الجار «من دون» متعلق بحال من الضمير في «خالصة» . جملة «وهبت» نعت ثان لامرأة، وجواب الشرط محذوف أي: فهي حِلٌّ له. وجملة «إن أراد النبي» حال من الضمير في «وهبت» ، وجملة «قد علمنا» اعتراضية بين الجارّ ومتعلَّقه، والمصدر المؤول «لكيلا يكون» مجرور متعلق بـ «خالصة» ، الجار «عليك» متعلق بخبر «يكون» ، وجملة «وكان الله غفورا» مستأنفة.(3/973)
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)
51 - {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا}
الجار «منهن» متعلق بحال من «مَن» . وقوله «ومَن ابتغيت» : «مَن» شرطية مفعول به مقدم، وجملة «ابتغيت» معطوفة على جملة «تؤوي» ، وجملة «فلا جناح عليك» جواب الشرط، جملة «ذلك أدنى» مستأنفة، والمصدر «أن تقرَّ» منصوب على نزع الخافض (إلى) ، «كلهن» توكيد للفاعل في «يرضين» ، وجملة «والله يعلم» مستأنفة. والجار «في قلوبكم» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «وكان الله عليما» معطوفة على جملة «الله يعلم» ، و «حليما» خبر ثان.(3/974)
لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52)
52 - {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}
المصدر «أن تبدل» معطوف على «النساء» ، و «أزواج» مفعول به، و «من» زائدة، والواو في «ولو» حالية، «لو» حرف شرط غير جازم، وجواب «لو» محذوف أي: لا يحل لك التبديل، وهذه الواو عطفت على حال مقدرة للاستقصاء، أي: لا يحلُّ لك في كل حال، ولو في هذه الحال، وجملة «ولو أعجبك» حالية من فاعل «تبدَّل» ، «إلا» أداة حصر، «ما» موصول بدل من «النساء» ، وجملة «وكان الله رقيبا» مستأنفة، والجار «على كل» متعلق بـ «رقيبا» .(3/975)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
53 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}
جملة «لا تدخلوا» جواب النداء مستأنفة، «إلا» للحصر، والمصدر المؤول «أن يؤذن» منصوب على نزع الخافض (الباء) متعلقة بحال مقدرة بمصحوبين بالإذن، الجار «إلى طعام» متعلق بـ «يؤذن» ، «غير» حال من الضمير في «لكم» ، «إناه» : مفعول به لاسم الفاعل «ناظرين» ، وجملة «ولكن إذا دعيتم فادخلوا» معطوفة على جواب النداء. وجملة(3/975)
«فإذا طعمتم فانتشروا» معطوفة على جملة الشرط المتقدمة، وجملة «طعمتم» مضاف إليه. قوله «مستأنسين» : اسم معطوف على «غير» ، والجار متعلق بـ «مستأنسين» أي: لا تدخلوها غير ناظرين، ولا مستأنسين، وجملة «إن ذلكم ... » معترضة، جملة «والله لا يستحيي» معطوفة على جملة «إن ذلكم كان» ، جملة «وإذا سألتموهن فاسألوهنَّ» معطوفة على جملة الشرط المتقدمة، و «متاعا» مفعول ثان، وجملة «ذلكم أطهر» مستأنفة، والجار «لقلوبكم» متعلق بأطهر. جملة «وما كان لكم أن تؤذوا» معطوفة على جملة «لا تدخلوا» جواب النداء، الجار «لكم» متعلق بخبر كان، والمصدر «أن تؤذوا» اسم كان، والمصدر الثاني المؤول «أن تنكحوا» معطوف على المصدر المتقدم، وجملة «إن ذلكم كان» مستأنفة.(3/976)
إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)
54 - {كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
الجار «بكل» متعلق بـ «عليما» .(3/976)
لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)
55 - {لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا}
الجار «في آبائهن» متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، والجار «على كل» متعلق بـ «شهيدا» .(3/976)
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)
56 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
جملة «صَلُّوا» جواب النداء مستأنفة.(3/976)
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)
57 - {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}
جملة «لعنهم الله» خبر.(3/977)
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)
58 - {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}
الجار «بغير» متعلق بـ «يُؤذون» ، الفاء في «فقد» زائدة، وجملة «فقد احتملوا» خبر الذين.(3/977)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)
59 - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ}
جملة «يدنين» مقول القول، وجملة «ذلك أدنى» مستأنفة، والمصدر المؤول «أن يعرفن» منصوب على نزع الخافض (إلى) ، وجملة «فلا يؤذين» معطوفة على جملة «يعرفن» .(3/977)
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)
60 - {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا}
جملة «في قلوبهم مرض» صلة الموصول، وجملة «لنغرينَّك» جواب القسم، وجملة «ثم لا يجاورونك» معطوفة على جواب القسم، و «قليلا» نائب مفعول مطلق.(3/977)
مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61)
61 - {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا} [ص:978]
«ملعونين» مفعول به لـ (أَذمُّ) مقدرًا، و «أينما» : اسم شرط جازم ظرف مكان متعلق بالجواب، و «ما» زائدة، وجملة (أذمُّ ملعونين) مستأنفة، وجملة الشرط مستأنفة.(3/977)
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)
62 - {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا}
«سنة» مفعول مطلق لفعل مقدر أي: سَنَّ الله ذلك سنة. الجار «في الذين» متعلق بحال من «سنة» ، وجملة «سنَّ الله سنة» مستأنفة، وجملة «ولن تجد» مستأنفة.(3/978)
يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)
63 - {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا}
جملة «وما يدريك» معطوفة على المستأنفة «قل» وجملة «لعل الساعة تكون» مفعول به ثان لـ «يدريك» المعلَّق بـ «لعل» .(3/978)
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)
65 - {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا}
«خالدين» حال من الضمير في {لَهُمْ} ، وجملة «لا يجدون» حال ثانية من الضمير في {لَهُمْ} .(3/978)
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)
66 - {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا}
«يوم» متعلق بـ «يقولون» التالي، وجملة «يقولون» حال من الواو في {يَجِدُونَ} .(3/978)
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)
67 - {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا} [ص:979]
جملة «وقالوا» معطوفة على جملة {يَقُولُونَ} .(3/978)
رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)
68 - {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ}
«ضعفين» مفعول ثان، الجار «من العذاب» متعلق بنعت لـ «ضعفين» .(3/979)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)
69 - {وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}
جملة «وكان عند الله وجيها» مستأنفة، والظرف «عند» متعلق بـ «وجيها» .(3/979)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)
70 - {وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا}
«قولا» مفعول مطلق.(3/979)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)
71 - {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
جملة «يصلح» جواب شرط مقدر، وجملة الشرط مستأنفة، وجملة «يطع» خبر.(3/979)
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)
72 - {فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا}
المصدر «أن يحملنها» مفعول «أبين» .(3/979)
لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)
73 - {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [ص:980]
المصدر المؤول «ليعذب» مجرور متعلق بـ «حملها» في الآية السابقة. جملة «وكان الله غفورا» مستأنفة، «رحيما» خبر ثان لـ «كان» .(3/979)
سورة سبأ(3/981)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)
1 - {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}
الموصول نعت للجلالة، الجار «في السماوات» متعلق بالصلة المقدرة، وجملة «له ما في السماوات» صلة الموصول، «ما» مبتدأ، الجار «له» متعلق بالخبر، والتقدير: لله الذي ما استقر في السموات كائن له، وجملة «وهو الحكيم» معطوفة على جملة الصلة.(3/981)
يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)
2 - {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}
جملة «يعلم» خبر ثالث لـ «هو» المتقدمة، وجملة «وهو الرحيم» معطوفة على جملة «يعلم» ، و «الغفور» خبر ثان.(3/981)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)
3 - {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}
«بلى» حرف جواب، قوله «وربي» : الواو حرف قسم وجر، «ربي» مقسم به متعلق بأقسم مقدرة، والياء مضاف إليه، «عالم» نعت «ربي» ، وجملة «لا يعزب عنه مثقال» حال من «ربي» ، الجار «في السماوات» متعلق بنعت لـ «ذرة» ، وقوله «ولا أصغر» : الواو عاطفة، «لا» نافية، «أصغر» اسم معطوف على «مثقال» ، «إلا» للحصر، الجار «في كتاب» متعلق بخبر محذوف [ص:982] لمبتدأ محذوف أي: إلا هو في كتاب، والجملة مستانفة بمعنى: لكن كل الأشياء في كتاب.(3/981)
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)
4 - {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
المصدر المؤول المجرور «ليجزي» متعلق بـ {لَتَأْتِيَنَّكُمْ} ، جملة «أولئك لهم مغفرة» مستأنفة، وجملة «لهم مغفرة» خبر المبتدأ «أولئك» .(3/982)
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)
5 - {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ}
الواو في «والذين» مستأنفة، و «معاجزين» حال من الواو في «سعوا» ، وجملة «أولئك لهم عذاب» خبر «الذين» ، وجملة «لهم عذاب» خبر «أولئك» .(3/982)
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)
6 - {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
جملة «ويرى الذين» مستأنفة، وقوله «الذي أنزل» مفعول به أول لـ «يرى» . و «الحق» هو المفعول الثاني، و «هو» ضمير فصل، جملة «ويهدي» معطوفة على «الحق» من قبيل عطف الجمل على المفردات، أي: يرون الحق والهدى، «الحميد» نعت.(3/982)
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)
7 - {هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}
جملة «ينبئكم» نعت لرجل، «إذا» : ظرفية شرطية متعلقة بمعنى [ص:983] الجواب، أي: تبعثون. ولا يتعلق بقوله «إنكم لفي خلق جديد» ؛ لأن ما بعد «إنَّ» لا يعمل فيما قبلها، وجملة الشرط معترضة بين الفعل ومفعوله. وجملة «إنكم لفي خلق» سدَّت مسدَّ المفعولين الثاني والثالث للفعل «ينبئكم» ، وكسرت «إن» لوجود اللام في الخبر.(3/982)
أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)
8 - {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ}
حُذفت همزة الوصل من «افترى» عندما اجتمعت مع همزة الاستفهام، «أم» عاطفة متصلة، وجملة «أفترى» مستأنفة في حيز القول، وجملة «أم به جنة» معطوفة على جملة «أفترى» ، وجملة «الذين لا يؤمنون» مستأنفة، والجار «في العذاب» متعلق بخبر المبتدأ «الذين» .(3/983)
أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)
9 - {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}
الهمزة للاستفهام، والفاء مستأنفة، الظرف «بين» متعلق بالصلة المقدرة، الجار «من السماء» متعلق بحال من الموصولين، وجملة الشرط مستأنفة، الجار «من السماء» الثاني متعلق بنعت لـ «كسفا» ، والجار «لكل» متعلق بنعت لـ «آية» . وجملة «إن في ذلك لآية» مستأنفة، واللام للتأكيد.(3/983)