الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية
قسم دراسات القرآن والسنة
نحو منهج أمثل لتفسير القرآن
بحث من إعداد
الشيخ الدكتور
أحمد بن محمد الشرقاوي
الأستاذ المشارك بجامعة الأزهر
وبكلية التربية بالقصيم
مقدَّم للمؤتمر الإسلامي العالمي
عن
مناهج المفسرين وشُرَّاح الحديث
بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا
المحور الرابع
المناهج التجديدية في تفسير القرآن الكريم
1427هـ - 2006م
ملخص البحث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، ثم أما بعد فقد تأملتُ في كتبِ التفسيرِ : القديمِ مِنْهَا والحديثِ والمعاصرِ ، ورجعتُ إلى ما كُتِبَ عَنْ طَرَائِقِهَا وَمَنَاهِجِهِا ، كَمَا تدبَّرْتُ في مقاصِدِ القرآنِ ومَعَالِمِه ، وَأَجَلْتُ النظرَ في واقِعِنَا المُعَاصِرِ ، وما تعانِيهِ أُمَّتُنَا مِنْ أَزَمَاتٍ مُتَلاحِقَةٍ ومَا تُوَاجِهُهُ مِنْ فِتَنٍ مُتَعَاقِبَةٍ ، وما تكابِدُهُ من أعداءٍ يمكرون لها ليلَ نهار ، وما تُقَاسِيهِ مِنْ فُرْقَةٍ وَشَتَاتٍ وضعفٍ ، بسبب تفريطِهَا في الانتفاعِ بدستورِها الخالدِ ونِبْرَاسِهَا الراشدِ : كتابِ ربِّ العالمين الذي جاء هدًى وشفاءً ، فرأيتُ أنَّ جُزْءًا من المسئوليةِ يقعُ على عاتِقِ كثيرٍ من المفسِّرينَ الذين غَفَلُوا عن واقع الأمة فلم يعيشوا همومها ولم يكابدوا معاناتها ، ولم يتَألَّموا لآلامِهَا ، ولم يهتموا بأمورها ، ولم يتفاعلوا مع قضاياها ، ولم يستحضروا في كتاباتهم مقاصدَ القرآنِ ومطالبَ الأمة .
فوضعتُ هذا المنهجَ عسى أن يكونَ نبراسا على هذا الطريقِ : وبين يديكَ أيُّها القارئُ معالمَه ودونكَ مَرَاسِمَهُ : وهي على النحو التالي :
أولا : استشعار خطر هذه المهمة الجليلة .
ثانيا : الاستعانة بالله تعالى على فهم كلامه .
ثالثا : العيشُ فِي رِحَابِ القُرْآنِ
رابعا : الدقة في النقل و التوثيق(1/1)
خامسا : مراعاةُ مقاصد القرآن الكريم .
سادسا : تنزيل الآيات على الواقع .
سابعا : النظرة الكلية الشاملة
ثامنا : إبراز جوانب الإعجاز العلمي مع مراعاة ضوابط البحث فيه .
تاسعا : مراعاة قواعد التفسير وأصوله .
عاشرا : مراعاةُ سماتِ الخطابِ القرآنيِّ وَتَنَوُّعِهِ :
حادي عشر : التيسير .
ثاني عشر : الأصالة والتجديد
ثالث عشر : تجنب التعصب المذهبي .
رابع عشر : تجنب الإسرائيليات والموضوعات .
خامس عشر : تجنب الاستطراد إلى ما لا صلة له بالتفسير .
سادس عشر : تجنُّب الأخطاء التي وقع فيها بعضُ المفسرين .
وهذه الخطوات ينبغي مراعاتها جميعا لنصل إلى المنهج الأمثل الذي يمكننا من الانتفاع بالهداية القرآنية والنهوض بالأمة الإسلامية ولقد رجعت في هذا البحث إلى ما تيسر لي الرجوع إليه من كتب التفسير وعلوم القرآن وتاريخ التفسير ومناهجه وأصوله وقواعده ، وكان من أصعب المشكلات التي واجهتني كيف أجمع شمل هذا الموضوع الواسع في صفحاتٍ معدوداتٍ حتى تمكنت من اختصاره إلى 32 صفحة بالمراجع والملاحق والله المستعان .
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم(1/2)
الحمدُ للهِ الوليِّ الحميد ، وأشهد أن لا إله إلا الله الغفورُ الودود ، ذو العرشِ المجيد ، الفعالُ لما يريد ، أنزل كتابَهُ عطاءً بلا حدود ، وكنزا لا يبيد ، وبرهانا لا يحيد ، وحجةً لا تميد ????????????( ?????????? ??????? ???? ???? ??????????? ???????????? ???? ??????? ?????????? ????? ???? ?????????? ????????? ????? ??????? ??????? ???? ( (1) ، نورٌ وبيان وحقٌّ وبرهان ، ومجدٌ تليدٌ : على مدى الزمان ، وعلمٌ وإيمان ، وقولٌ سديد ، وعدلٌ وإحسانٌ ، ووعدٌ ووعيد ، " جَعَلَنَا اللهُ ممن يرعاهُ حَقَّ رعايتهِ ويتدبرُهُ حقَّ تدبره ، ويقوم بِقِسْطِهِ ويُوفِي بشرطِهِ ولا يلتمسُ الهُدَى في غيرِهِ ، وهدانا لأعلامِهِ الظاهِرَةِ وأحكامهِ القاطعةِ الباهرة ، وَجمَعَ لنا به خيرَ الدنيا والآخرة ، فإنه أهلُ التقوى وأهلُ المغفرة " (2) .
وبعد : فإنه من فضلِ الله علينا أن يسَّر لنا السُّبُلَ لخدمةِ كتابِهِ ، والقيامَ بحقِّهِ نسألُه تعالى أن يجعلَه لنا حجةً وضياءً ، وشفيعا وصاحباً يوم نلقاه .
أما عن هذا البحثِ المتواضعِ : فإنه جُهْدُ مُقِلٍّ ، أتممتُهُ في وقتٍ يسيرٍ ، تزاحمت فيه الأعباء ، وكَثُرَت فيه الأشغالُ ، وتراكمتْ فيه الأعمال ، فكنتُ أتنقلُ من بحثٍ إلى بحث ، وأفيئ من شُغْلٍ إِلى شُغْلٍ ، وهذا من فضلِ اللهِ علينا أن عَمَّر أوقاتَنا بطلبِ العِلْمِ ، وَجَعَلَهُ واحتَنَا التي نتفيأُ ظلالهَا ، ورياضَنَا التي نجُولُ فيها بعقولِنَا وخواطِرِنَا ، وصُحْبتَنَا التي نأنسُ إِلَيهَا في غُربتِنَا الَّتي عزَّ فيها الأنيسُ ، وضَنَّ فيها الجليسُ ، لكنَّ اللهَ عمَّر لنا أوقاتنا بخير ما تُعمَّرُ به الأوقات ، وتَتَقَوَّتُ عَلَيهِ القلوبُ ، وتَقَرُّ بِهِ الأبصارُ : بالعلمِ الذي شَرَّفنا بهِ وزادنا منه ونسألُه تعالى المزيدَ . (3)(1/3)
ويهدف هذا البحثُ إلى وضعِ خُطُواتٍ أساسية ينبغي مراعاتها لمن يطرق باب التفسير : وقد جعلته بعنوان : نحو منهج أمثل لتفسير القرآن ، واللهَ أسأل أن يكتب له القبولَ فهو تعالى خيرُ مأمول ، وأكرمُ مسئول .
وهنا أتركُ القارئِ الكريمِ ليواصل المَسِيرَ في شِعابِ هذا البحثِ .
تمهيد
تأملتُ في كتبِ التفسيرِ : القديمِ مِنْهَا والحديثِ والمعاصرِ ، ورجعتُ إلى ما كُتِبَ عَنْ طَرَائِقِهَا وَمَنَاهِجِهِا ، كَمَا تدبَّرْتُ في مقاصِدِ القرآنِ ومَعَالِمِه ، وَأَجَلْتُ النظرَ في واقِعِنَا المُعَاصِرِ ، وما تعانِيهِ أُمَّتُنَا مِنْ أَزَمَاتٍ مُتَلاحِقَةٍ ومَا تُوَاجِهُهُ مِنْ فِتَنٍ مُتَعَاقِبَةٍ ، وما تكابِدُهُ من أعداءٍ يمكرون لها ليلَ نهار ، وما تُقَاسِيهِ مِنْ فُرْقَةٍ وَشَتَاتٍ وضعفٍ وانهيارٍ ، بسبب تفريطِهَا في الانتفاعِ بدستورِها الخالدِ ونِبْرَاسِهَا الراشدِ : كتابِ ربِّ العالمين الذي جاء هدًى وشفاءً ، فرأيتُ أنَّ جُزْءًا من المسئوليةِ يقعُ على عاتِقِ كثيرٍ من المفسِّرينَ الذين غَفَلُوا عن واقع الأمة فلم يعيشوا همومها ولم يكابدوا معاناتها ، ولم يتَألَّموا لآلامِهَا ، ولم يهتموا بأمورها ، ولم يتفاعلوا مع قضاياها ، ولم يستحضروا في كتاباتهم مقاصدَ القرآنِ ومطالبَ الأمة .
فوضعتُ هذا المنهجَ عسى أن يكونَ نبراسا على هذا الطريقِ : وبين يديكَ أيُّها القارئُ معالمَه ودونكَ مَرَاسِمَهُ : وهي على النحو التالي :
أولا : استشعار خطر هذه المهمة الجليلة .(1/4)
يَجْدُرُ بمن تصَدَّى لتفسيرِ كتابِ اللهِ تعالى أن يستشعِرَ خَطَرَ هذا العَمَلِ العظيمِ ، و يُدْرِكَ قَدْرَ هذهِ المسئوليَّةِ ، وَثِقَلَ تلكَ الأمانةِ ، مَعَ رِفعة وجلالَ تلك المكانة : وصدق الله ( إذ يقول عن كتابه الكريم ( ???????????????? ??????????? ???????? ??????????? ????????? ?????? ??????? ??????????????? ???? ???????????? ???????? ????? ????????????? ???????? ???????????????? ???? ( . ( سورة الزخرف ) .
فيا أيها المفسِّر لأصدِقِ حَدِيثٍ وَأَرْوَعِ كَلِمٍ :
قَدْ رَشَّحُوكَ لأمرٍ لَو فَطِنْتَ لَهُ فَارْبَأْ بِنَفْسِكَ أَنْ تَرْعَى مَعَ الهَمَلِ . (4)
ولقد أدرك تلك المعاني سَلَفُنَا الصالحُ فأقبلوا على كتابِ اللهِ تعالى تلاوةً وحفظًا وتدبُّرًا وفهمًا وعلمًا وعملا وَحُكْمًا وَدَعْوَةً وجِهَادًا .
وتورَّعوا - مع كونِهِمْ أربابَ الفصاحةِ والبيانِ ، شاهدوا منازلَ الوحيِ وعاينُوا القرائنَ والأحوالَ التي نَزَلَ عليها - مع ذلك تورَّعُوا عَنِ القَوْلِ فيه بغيرِ عِلْمٍ ، حتى أُثر عن أبي بكر الصديق ( أنه قال : " لما سُئِلَ عن قولِهِ تعالَى ( ?????????????? ??????????? ???? ( ما معنى (??????????? ) ؟ فقال : أيُّ سماءٍ تُظِلُّنِي وأيُّ أرضٍ تُقِلُّنِي إذا قلتُ في كتابِ اللهِ ما لا أعلمُ ؟ " ، وقال مسروقٌ وهو من أئمةِ التابعينَ ، نهل من علمِ الصحابة ( قال : " اتقوا التفسيرَ فإِنَّمَا هُوَ الروايةُ عنِ اللهِ " (5) .
وعن جلالِ القرآنِ وعظمتهِ : يُحدِّثُنا الإمام الشوكاني في تفسيره فيقولُ : " ... فإن أشرف العلوم على الإطلاق وأولاها بالتفضيل على الاستحقاق وأرفعها قدرا بالاتفاق هو علم التفسير لكلام القوي القدير ... " (6)(1/5)
ولقد عقد الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره فصلا : عما جاء في فضل التفسير عن الصَّحابة والتابعين ، وفيه أوردَ : أن عليَّ بن أبي طالب ( : "ذكر جابر بن عبد الله ووصفَه بالعلم ، فقال له رجل: جُعلتُ فداءَك! تصف جابرًا بالعلم وأنتَ أنتَ؟! فقال: إِنَّه كان يعرِف تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ( (القصص: 85 (.
وقال مجاهد: أحبّ الخلق إلى الله تعالى ، أعلمهم بما أُنزِل ، وقال الحسن: والله ما أنزلَ الله آيةً إلا أَحبَّ أن يُعلمَ فيمَ أُنزِلَتْ وما يَعني بها.
وقال الشعبيُّ : رحَلَ مسروقٌ إلى البصرة في تفسيرِ آيةٍ ، فقيل له: إن الذي يفسِّرُهَا رحلَ إلى الشام ، فتجهَّز ورَحَلَ إلى الشام ، حتَّى عَلِمَ تَفْسِيرَهَا.
وقال عكرمةُ في قوله عز وجلَّ: ( ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ ورَسُولِهِ( (النساء: 100). طلبتُ اسم هذا الرَّجُل الذي خرج من بيته مهاجِرًا إلى الله ورسوله أربعَ عشرةَ سنةً حتى وجدتُه.
وقال ابن عباسٍ: مَكَثْتُ سنتينِ أريدُ أن أسألَ عمر عن المرأتَين اللتين تظاهرَتا على رسول الله ( ، ما يمنعني إلا مهابتُه ، فسألتُه فقال: هما حَفْصة وعائشة ، وقال إياس بن معاوية : مَثَلُ الذين يقرؤون القرآن وهم لا يعلمونَ تفسيرَهُ ، كمثَل قومٍ جاءَهُمْ كتابٌ من مَلِكهم ليلاً وليس عندهم مصباحٌ ، فتداخلتْهم رَوعةٌ ، ولا يَدرُون ما في الكتاب ، ومَثَل الذي يعرف التفسيرَ كمَثَلِ رَجُلٍ جاءهم بمصباحٍ فقرؤُوا ما في الكِتاب " (7) ، وروى أبو عبد الرحمن السُّلَمِيُّ عن ابنِ مسعودٍ ( قال كنا نتعلمُ من رسول الله ( العشرَ فلا نُجَاوِزُهَا إِلى العَشْرِ الأُخَرِ حتى نعلمَ ما فيهَا مِنَ العلمِ والعملِ . (8)(1/6)
من هنا يتجلى لنا مدى استشعارِ السلفِ لعظمةِ القرآنِ ، وهيبتُهُم وإجلالُهُم لعلمِ التفسيرِ ، مما دفعهم إلى الحرصِ والاجتهادِ ، والمُثابرةِ مع الهمَّةِ العالية ، واستشعارِ المفسِّرِ بأهميةِ التفسيرِ وشرفِهِ العظيمِ حيثُ يحملُهُ على أن يقبل عليه بتجرُّدٍ وإخلاص ، تاركاً حظوظ النفس ، وزاهدا في عَرَضِ الدنيا الزائل وأن يجمع همَّته في رضا الله تعالى ويكون هدفُهُ أن يفهمَ معاني كلام الله أولا لينتفعَ بها ثم يبلِّغَ هذا الفهمَ وينشرَ هذا العلمَ ليكونَ ذُخْرًا له يومَ الدين .
وانطلاقا من هذا الهدفِ السامِي طَلَبَ سلفُنَا العلمَ النافعَ : قال الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ : مَا تَعلَّمْتُ العِلْمَ إِلاَّ لِنَفْسِي ، وَمَا تَعلَّمتُ لِيَحْتَاجَ النَّاسُ إِلَيَّ ، وَكَذَلِكَ كَانَ النَّاسُ . (9)
ومع ذلك وبإخلاصه وورَعِهِ وهمَّتِهِ العالية : ضَرَبَ الناسُ أكبادَ الإبلِ طلبًا لعلمِهِ رحمه الله ، وقد ورد عن بعضِ العلماءِ رحمهم الله : " طلبنا العلمَ لغيرِ اللهِ فأبى العلمُ إِلا أنْ يكونَ لله " (10) ، فالنيةُ أساسُ العمل وتمامُهُ .
ثانيا : الاستعانة بالله تعالى على فهم كلامه .
إذا كان علم التفسير من أجلِّ العلوم وأشرفها فإنه من أجلِّ النعم وأعظمها ، لذا ينبغي على كلِّ من طَرَقَ هذا البابَ أن يستعينَ بالعزيز الوهاب ، وأن يتوجَّه إليه سبحانه بإخلاصٍ وتجرُّدٍ كي يفتحَ عليه ويبصِّرَهُ بكلامه تعالى ، فالعلمُ والفهمُ فضلٌ إلهيٌّ ، والحكمةُ عطاءٌ ربانيٌّ .
قال الحارثُ المحاسِبيُّ رحمه اللهُ : " فإذا أقبلتَ على اللهِ تعالى بصدقِ نيةٍ ورغبةٍ لفهمِ كتابِهِ باجتماعِ هَمٍّ مُتَوَكِّلا عليهِ أَنَّهُ هُوَ الذي يفتحُ لك الفهمَ لا على نفسِكَ فيما تطلبُ ولا بما لَزِمَ قلبَكَ مِنَ الذكرِ لم يخيبْك من الفهمِ والعقلِ عنه إِنْ شاءَ اللهُ " (11) .(1/7)
وعن ابن عباس ( : في تفسير قوله تعالى في سورة البقرة ( ????????? ???????????? ??? ?????????? ????? ??????? ???????????? ??????? ????????? ???????? ????????? ????? ??????????? ???????? ?????????? ???????????????? ????? ( . قال الحكمةُ : المعرفةُ بالقرآن ناسِخِهِ ومنسُوخِهِ ومُحْكَمِهِ ومُتَشَابِهِهِ وَمُقَدَّمِهِ ومُؤَخَّرِهِ وَحَلالِهِ وَحَرَامِهِ وأمثَالِهِ ، وعنه مرفوعا " الحكمةُ القرآنُ " يعني تفسيره . (12)
وقال سبحانه ( ???? ????????? ?????? ????????? ??? ????????? ?????? ???????? ?????? ????? ????????? ?????? ???????? ?????? ???? ??????????? ?????? ??????????? ??????????? ??? ( . سورة فاطر
ومن أجلِّ الرحمات وأطيبِ النَّفَحَاتِ : أن يفتحَ اللهُ سبحانه على عبادِهِ بفهمِ كتابِهِ ، قال تعالى في نفس السورة ( ??????????? ??????????????? ????????? ???? ????????????? ???? ????????? ???????????? ?????? ??????? ??????????? ?????? ?????? ????????????? ?????????? ???????? ???? ????? ????????????? ????????????? ?????????? ??????????????? ???? ???????????? ??????????? ???????? ?????????????? ????????? ???????????? ?????????? ???????? ???????????????? ?????????? ??????? ??????? ???? ???????????? ??????????? ???? ( . سورة فاطر ، فمن فضلِ الله ونعمتِهِ على من اصطفاه من عباده أن أورثهم كتابه ، يتلونه حقَّ تلاوته ، ويتدبرونه أحسن تدبُّرِه ، ويعملون به على الوجهِ الذي يرضيه ، ويدعون إلى العملِ به .(1/8)
وهذا ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما يقول عنه عُمَرُ بنُ الخطابِ ( : إِنَّكَ لأصبحُ فِتْيَانِنَا وَجْهًا وَأَحْسَنِهِمْ عقلا وأفقَهِهِمْ في كتابِ اللهِ عزَّ وَجَلَّ ... وكان إذا أقبلَ يقولُ عمرُ : جَاءَ فَتَى الكُهُولِ ، ذُو اللسانِ السَّؤُولِ ، والقلبِ العَقُولِ ، وقال عنه ابنُ مسعودٍ " نِعْمَ تُرْجُمَانِ القُرْآنِ : ابنُ عَبَّاسٍ " (13) ، قال ابنُ مسعودٍ ( هذه العبارةَ وقد ماتَ ابنُ مسعودٍ في سنةِ ثلاثٍ وثلاثينَ على الصحيحِ وَعَمَّرَ بعده ابنُ عباسٍ ستًّاً وثلاثين سنة فما ظنك بما حصَّله من العلوم في هذه المدة !
وروى الأعمش : عن أبي وائل قال استخلفَ عليٌّ ( عبدَ اللهِ بنِ عباسٍ ( على الموسم فَخَطَبَ الناسَ فَقَرَأَ في خُطبتِهِ سورةَ البقرة وفي روايةٍ سورة النور ففسَّرها تفسيراً لو سمعتْهُ الرومُ والتركُ والديلمُ لأسلموا . (14)
وهذا : ببركة دعوة نبينا ( حين دعا له فقال ( اللّهُمّ فَقّهْهُ في الدِّينِ ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ ) ، (اللهمَّ علِّمْهُ الكِتَابَ ) .
ففي الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما أَنّ النّبِيّ ( أَتَىَ الْخَلاَءَ ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءاً ، فَلَمّا خَرَجَ قَالَ : " مَنْ وَضَعَ هَذَا ؟ " وفِي رِوَايَةِ زُهَيْرٍ " قَالُوا " وَفِي رِوَايةِ أَبِي بَكْرٍ قُلْتُ : " ابْنُ عَبّاسٍ " . قَالَ: ( اللّهُمّ فَقّهْهُ في الدِّينِ) . (15) . (16) .
ثالثا : العيشُ فِي رِحَابِ القُرْآنِ(1/9)
واجبُ من يتصدَّى لهذه المهمةِ الجليلةِ الشأنِ مهمةَ تفسير القرآن : أن يتعايش مع القرآن بقلبه ووجدانه وروحه وعاطفته ، وَيَتَمَثَّلَ القرآنَ الكريمَ في جميع شئونه وسائر أحواله ، مقتديا بالحبيب المصطفى ( الذي كان كما قالتْ أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها ( ... فَإنّ خُلُقَ نَبِيّ اللّهِ ( الْقُرْآنَ ) : روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ابْنِ عَامِرٍ: أنه سأل أمَّ المؤمنين عائشة : قال لها يَا أُمّ الْمُؤمِنِينَ أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللّهِ ( ؟ قَالَتْ: ( أَلَيْسَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ ) قَالَ: قُلْتُ بَلَى ، قَالَتْ ( فَإنّ خُلُقَ نَبِيّ اللّهِ ( الْقُرْآنَ ) (17) .
لقد كان( يعيشُ بالقرآنِ ويحيا بالقرآنِ ويتنفَّسُ بالقرآن ، فكان القرآنُ له زادا ، وسراجا ، وروحا ، ومنهاجا ، فالقرآنُ حياةُ القلوبِ ، ونورُ الدروبِ ، وهو منهجُ حياةِ ، قال تعالى في سورة الأنعام ( ????? ??? ????? ?????????? ????????????????????? ???????????? ?????? ??????? ???????? ????? ? ????????? ????? ???????????? ? ??????????????? ??????? ?????????? ?????????? ????????? ???????? ??????????????? ??? ????????? ????????????? ????? ( وقال سبحانه في سورة الزمر ( ????????? ?????? ?????? ????????? ??????????????? ??????? ?????? ?????? ???? ??????????? ?????????? ??????????????? ????????????? ???? ?????? ??????? ???????????????? ? ??????????? ???????? ???? ( .
وقال عز وجل في سورة الأنفال ( ???????????????? ?????????? ?????????? ????????????????? ??????? ????????????? ?????? ????????? ????? ??????????????? ??????????????? ?????? ?????? ????????? ??????? ?????????? ???????????? ?????????????? ????????? ???????????? ???? ( .
أي إذا دعاكم بالقرآن إلى شرائع الإيمان .(1/10)
فمعايشةُ القرآنِ الكريمِ : مِنْ أعظمِ السُّبُلِ إلى فهمِ أحكامِهِ والوقوفِ على معانيه وإدراك حِكَمِهِ ومراميه ، ومن تأمل على سبيل المثالِ في العواملِ التي أعانت الصحابة على التعمُّق في فهم كلام الله لوجد من أهمِّها معايشتَهُمْ للقرآن وحياتَهُم في ظلاله يتنسَّمُون عبيره وشذاه ، ويترسَّمون سبيلَهُ وهُداه ، ويقتبسون من أنواره ، ويقتطفون من أزهاره ، ويجتنونَ من ثماره .
و لقد أدرك العلماءُ قيمةَ تفسيرهم وأثنَوا على عمقِ فهمِهِم وَحُسْنِ تدُّبرهم :
وفي ذلك : يقول الإمام الشاطبيُّ وقد أرجَعَ نبوغَهم في التفسير إلى أمرينِ : " أحدهما : معرفتهم باللسان العربي فإنهم عرب فصحاء لم تتغير ألسنتهم ولم تنزل عن رتبتها العليا فصاحتهم فهم أعرف في فهم الكتاب والسنة من غيرهم ، فإذا جاء عنهم قولٌ أو عملٌ واقعٌ موقعَ البيانِ صَحَّ اعتمادُهُ من هذه الجهة .
والثاني : مباشرتهم للوقائع والنوازل وتنزيل الوحي بالكتاب والسنة ، فهم أقعدُ في فهمِ القرائنِ الحاليَّةِ وأعرفُ بأسبابِ التنزيلِ ، ويدركون ما لا يدركه غيرهم بسبب ذلك ، والشاهدُ يرى ما لا يرى الغائبُ ، فمتى جاء عنهم تقييدُ بعضِ المطلَقَاتِ أو تخصيصُ بعضِ العموماتِ فالعملُ عليهِ صوابٌ ، وهذا إن لم ينقلْ عن أحدٍ منهم خلافٌ في المسألةِ فإن خالفَ بعضُهُم : فالمسألةُ اجتهادِيَّةٌ " (18) .
" فلقد كانت الآيات تتنزَّلُ في أمورٍ باشرُوها بأيديهم أو أبصرُوها بأعينِهِم ، أو خاضوا غِمَارَها فعاشوا حُلْوَهَا وَمُرَّهَا ، وَفَرَحَهَا وَحُزْنَهَا ، وكابدوا معاناتَهَا ، وأدركوا ملابساتِهَا ، فكانت الآياتُ تقعُ في قلوبهم مواقِعَهَا ، فعنها يَصْدُرُون ، وإليها يَرِدُون ورودَ الظامئ إِلى الماءِ الباردِ " (19) .(1/11)
" إنهم - في الجيل الأول - لم يكونوا يقرؤون القرآن بقصد الثقافة والاطلاع ، ولا بقصد التشوق والمتاع ، لم يكن أحدهم يتلقى القرآن ليستكثر به من زاد الثقافة لمجرد الثقافة ، ولا ليضيف إلى حصيلته من القضايا العلمية والفقهية محصولاً يملأ به جُعْبَتَهُ . إنما كان يتلقى القرآنَ ليتلقى أمرَ الله في خاصةِ شأنِهِ وشأنِ الجماعةِ التي يعيشُ فيها ، وشأنِ الحياةِ التي يحيا بها هو وجماعتُهُ ... هذا الشعورُ ... شعورُ التلقي للتنفيذِ ... كان يفتح لهم من القرآن آفاقًا من المتاع وآفاقًا من المعرفة ... إن هذا القرآن لا يمنحُ كنوزَهُ إلا لمن بُقبل عليه بهذه الروحِ : روحِ المعرفةِ المنشئةِ للعملِ ... " (20) .
وكلُّ من حمل لواء الدعوة وهمومها وجاهد في سبيل إعلاء كلمة الحق : " فله في معايشة القرآن ولذة قراءته وفهم معانيه وتدبُّر مقاصده حظًّا وافرا ، يُفْتَحُ له ، بِحَسْبِ جهادِهِ وعلمهِ وبذلِهِ ويقينِهِ وصبرِهِ ، وبحسبِ المواقفِ التي مرَّتْ بِهِ ، وقد ذكَرَ القرآنُ نظائِرَهَا في حياةِ الأنبياءِ وأتباعِهِمْ ، وكلُّ مؤمنٍ يحملُ نصيبًا مِنْ حَمْلِ رسالةِ القرآنِ : سيعيشُ مع الآياتِ تدبرًا وتأثرًا ما كان يعيشُهُ في أرضِ الواقعِ ، معاناةً وجهادًا ودعوةً وعطاءً " (21).
من هنا كانت أهمية أن يتعايش المفسِّرُ مع القرآن بكل جوارحه ويجمعُ له شتات روحِهِ وأركانَ فؤادِهِ ليعيش بكلِّ ذرة من ذراتِهِ وكلِّ خَلَجَةٍ من خلجاتِهِ ويتعايشَ بمشاعِرِهِ وَوُجْدَانِهِ مع كتابِ اللهِ تعالى ، هُنَالِكَ تنجلي له الحقائقُ وتتفجرُ له ينابيعُ المعاني وتضيءُ له مشاعلُ الهدى فيسيرُ على هدى وبصيرة . (22) .(1/12)
فلا بدَّ من حضور القلب وصفائه حتى يرى تلك المعاني بوضوح وجلاء ويحيا بها عملا وسلوكا ودعوة وتربية وجهادا ، فكلما تفرَّغَ القلبُ من همومِ الدنيا ومشاغِلِهَا ، وكلما طَهُر من التعلُّقِ بها وجعل الآخرةَ همَّه وشُغلَه كلما تَجَلَّتْ له المعاني وأقبلتْ عليه اللطائفُ وَحَضَرَتْهُ الفوائدُ .
وقال الإمام الآجرِيُّ رحمه الله : " ... وإذا دَرَسَ القرآنَ فَبِحُضُورٍ وَفَهْمٍ وعقلٍ ، هِمَّتُهُ إيقاعُ الفهمِ لما ألزمه اللهُ من اتباعِ ما أمرَ والانتهاءِ عما نهى عنه وَزَجَرَ " (23) .
وفي هذا المعنى يقول عثمان بن عفان ( " لو أن قلوبَنَا طَهُرَتْ ما شَبِعْنَا من كلامِ ربِّنا و إني لأكرهُ أن يأتيَ عليَّ يومٌ لا أنظرُ في المصحفِ " (24) و لقد استُشهد ( والمصحفُ بين يديه ، فكان آخرَ عهدِهِ في الدنيا كتابُ الله .
وإنَّ مِنْ وسائلِ معايشةِ القرآنِ الكريمِ تتبعَ أسبابِ نزولِهِ وتدرُّجِ آياته ، وإطالةَ النظرِ في أحوالِ من نزلَ القرآنُ في شأنهم ، وما سبق نزولُهُ أو صاحبَهُ أو لَحِقَهُ من ظروفٍ وملابساتٍ ووقائعَ ونوازلَ . (25)
رابعا : الدقة في النقل و التوثيق
فإن التفسيرَ شهادةٌ مِنْ أعظمِ الشهاداتِ وأمانةٌ من أجلِّ الأمانات ؛ فينبغي أن يُدَقِّقَ المفسرُ فيما ينقلُ ويتثبَّتَ منه ، وأن يعزوَ الأقوالَ إلى قائِلِيهَا والأحاديثَ إلى راوِيهَا ، والآثارَ إلى مواضِعِهَا ، وأن تبرُزَ شخصيتُهُ فيما ينقلُ ، وأن يكونَ على معرفةٍ بمصادرِهِ ودرايةٍ بما صُنِّفَ في التفسيرِ قديماً وحديثاً ، ومناهجِ المفسرين وطرائقِهِم واتجاهاتِهِمْ . .(1/13)
يقول الإمامُ القرطبيُّ في مقدمة تفسيره : " وشرطي في هذا الكتاب : إضافةُ الأقوالِ إلى قائليهَا والأحاديثَ إلى مصنِّفيها فإنه يقالُ : مِنْ بركةِ العلمِ أن يضافَ القولُ إلى قائِلِهِ وكثيرًا ما يجيءُ الحديثُ في كُتُبِ الفِقْهِ والتفسيرِ مُبْهَمًا لا يُعْرَفُ مَنْ أَخْرَجَهُ إِلا مَن اطَّلَعَ على كتبِ الحديثِ فيبقى من لا خبرةَ لَهُ بذلكَ حائرًا لا يعرفُ الصحيحَ من السقيمِ ، ومعرفةُ ذلك علمٌ جسيمٌ فلا يقبلُ منه الاحتجاجُ بِهِ ولا الاستدلالُ حتى يضيفَهُ إلى مَنْ خرَّجَهُ من الأئمةِ الأعلامِ والثقاتِ المشاهيرِ من علماءِ الإسلامِ ونحن نشيرُ إلى جُمَلٍ من ذلك في هذا الكتابِ واللهُ الموفقُ للصواب " (26) .
ويقول المودودي : " ثم إذا أراد الإنسان أن يتبين وجهة نظر القرآن في مسألة من مسائل الحياة فيستحسن له أن يطالع ما كتب فيها قديما وحديثا بكل إمعان ، ويحدد بوضوح ما لهذه المسألة من نواح أساسية ونقاط رئيسية ، ويتعرف كذلك ما هو مبلغ تفكير الإنسان ، ومدى ما وصل إليه في هذه المسألة عبر التاريخ وما هي جوانبها التي تطلب حلولا ، وما هي النقطة التي لم يستطع التفكير الإنساني تخطيها حتى اليوم .
وإذا حقق ذلك : فله أن يدرس القرآن واضعا أمام عينيه الجوانب التي تطلب الحلول في هذه المسألة .
ومما جربته أن الإنسان إذا درس القرآن باحثا في مسألة من المسائل على نحو ما ذكرتُ : فإنه يفاجأ بالردود على أسئلته في آيات قد قرأها عشرات المرات من قبل ولم يخطر بباله أن تلك الآيات تكمن فيها هذه الردود " (27) .
خامسا : مراعاةُ مقاصد القرآن الكريم .(1/14)
فالمفسرُ الناجحُ هو الذي يجعلُ من مقاصدِ القرآنِ وأهدافِهِ مقاصدَ له وأهدافًا ، فالقرآنُ الكريمُ رسالةُ الله إلى البشرِ ، وفي ثناياهُ نظامٌ شاملٌ وتشريعٌ كاملٌ ومنهجٌ واقعيٌّ يُراعِي الفطرةَ الإنسانيةَ بما تحقِّقُهُ تعاليمُهُ من توازنٍ بين متطلباتِ الروحِ والجسدِ وبينَ مصالح الفردِ والمجتمعِ ، منهجٌ أمثلُ يقودُ الإنسانيةَ إلى الخيرِ ويسعَى بها إلى الفلاحِ وَيَضْمَنُ لها السعادةَ في الدنيا والآخرة .
وحينما تمسَّكَ المسلمون الأوائلُ بكتابِ ربِّهِم عاشوا حياةً آمنةً مطمئنةً ، هادئةً هانئةً ، سعيدةًً رغيدةً ، وَبَنَوا حضارةً واسعةَ الآفاقِ أصيلةَ الأعراقِ وارفةَ الظلالِ (28) .
ومنهجُ القرآنِ يختلفُ عن المناهجِ القاصرةِ ، الوضعيةِ الجائرةِ ، النظريةِ الوهميةِ ، التي لا تطبيقَ لها إلا في عالمِ المُثُلِ والخيالاتِ ، تلك العوالمُ المعدومةُ ، التي صوَّرَهَا لنا فلاسفةٌ فََبَنَوا لنا مدائنَ من الرمال على شواطئ الأحلامِ ، وشيَّدوا لنا ممالك من الأساطير والأوهام .
كيفَ وبينَ أيدينا منهجٌ ربانيٌّ فطريٌّ واقعيٌّ ؟ ما أحوجنا إلى التمسك به ! لكنَّ كثيرا من الناسِ في غفلةٍ أو إعراضٍ عنه : وحالُهم : كما قال طُرْفَةُ بنُ العبدِ :
كالعيسِ في البيداءِ يقتُلُهَا الظَمَا والماءُ فوقَ ظُهُورِهَا محمولُ .
أو كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
فَقُلْ لرسولِ اللهِ ! يا خيرَ مُرْسَلٍ أَبُثُّكَ مَا أَشْكُو مِنَ الحَسَرَاتِ
شُعُوبُكَ في شرقِ البلادِ وَغَرْبِهَا كَأَصْحَابِ كَهْفٍ في عَمِيقِ سُبَاتِ
بِأَيمَانِهِمْ نُورَانِ ذِكْرٌ وَسُنَّةٌ فَمَا بَالهُم في حَالِكِ الظُّلُمَاتِ .
نعم ! بين أيدينا منهجٌ ربانيٌّ ما أحوجنا إلى أن نحسنَ التعاملَ معه حتى نستخلصَ فوائدَهُ ونستلْهِمَ فرائدَهُ ، فهو أساسُ نهضتنا ، ونبراسُ حضارتنا ، ومنطلقُ أمجادِنَا ، ودُستورُ وَحْدَتِنَا : (29)(1/15)
فعلى المفسر : أن يحددَ أهدافَهُ من كتابةِ التفسيرِ قبل أن يَشْرُعَ فيه وينبغي أن تكون تلك الأهدافُ مواكبةً كما ذكرنا لأهدافِ القرآنِ ومقاصِدِهِ ، (30) ولقدْ فَطِنَ لذلك بعضُ المفسرينَ :
مثال ذلك : ما ذكره الشيخ سعيد حوى رحمه الله في مقدمة تفسيره يقول : في المقدمة : تحت عنوان (بعض احتياجات عصرِنَا بالنسبةِ للقرآن ) جملةٌ من الأهدافِ التي قَصَدَهَا من التفسير . وهذه الأهدافُ هي :
1- الحديثُ عن الوحدةِ الموضوعية للقرآن الكريم حديثا موسَّعًا ؛ يعين على فهم القرآن ويبرز جانبا هاما من جوانب إعجاز النظم القرآني ، كما يردُّ من خلال ذلك على شبهات أعداء الإسلام حول ترتيب القرآن ووحدته الموضوعية 0
2- الإجابةُ على كثير من التساؤلات التي تترددُ في هذا العصرِ ، والاستفادةُ مِنَ العُلُوم العصرية ، وبيانُ موقفِ القرآنِ منها 0
3- الإجابةُ على كثيرٍ مِنَ الشُّبَهِ والاعتراضاتِ التي طَرَحَهَا أعداءُ الإسلام وتولى كِبَرَهَا أتباعُهُم ممن ينتسبون إليه : حولَ إِمْكَانِيةِ الحياةِ في ظلالِ القرآنِ ، وتطبيقِهِ في شتى مجالاتِ الحياةِ 0
4- تكوينُ الشخصيَّةِ المسلمةِ التي تتحققُ بمعاني القرآن ، وتترجِمُهُ إلى واقعٍ عمليٍّ ، وإذا وُجِدَ الفردُ المسلمُ على هذا الأساسِ فسوف توجَدُ الأُمَّةُ المسلمةُ التي تستحقُّ النصرَ والتمكينَ ، وتُؤَدِّي دورَهَا في هذا الوجودِ 0
5- هذا إلى جانب ضرورةِ التيسيرِ على القارئِ المسلِمِ ، واستخلاصِ الفوائدِ من أمهاتِ كتبِ التفسيرِ لأنَّ المسلمَ المعاصرَ يُعْجِبُهُ أن يأخذَ خلاصَةَ التحقيقِ بأدِلَّتِهِ المباشِرَةِ ، أَمَّا التحقيقُ نفسُهُ فَيُمْكِنُ للمتخصِّصِينَ أن يرجِعُوا إِلَيهِ في مواضِعِهِ .(1/16)
6- عرضُ العقيدةِ الإسلاميةِ عرضًا صحيحًا بعيدًا عن تأويلِ الجاهلينَ وانتحالِ المبطلينَ ، وخاليا من المشكلاتِ الكلاميةِ والتعقيدات الفلسفيةِ مع الردِّ على المللِ والنِّحَلِ المخالفةِ للإسلامِ ، والردِّ على المذاهبِ المنحرفةِ المخالفةِ لمذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ .
هذا ولقد نَجَحَ الشيخُ سعيد إلى حدٍّ كبير في تحقيق تلك الأهداف التي حددها في مقدمة تفسيره . (31)
سادسا : تنزيل الآيات على الواقع .
تنزيل الآيات على الواقع الذي نعيشه ؛ ذلك أن القرآنَ الكريمَ يتواكبُ مع كلِّ عصرٍ وَمِصْرٍ ويتناسبُ مَعَ كُلِّ جيلٍ وقبيلٍ .
فمن سمات المنهج القرآني : الواقعية : من حيث عرضُِهِ للعقيدةِ التي يتسلحُ بها المؤمنُ في مواجهةِ واقعِهِ .
الواقعية : في كل ما جاء به من تشريعات تناسبُ الواقعَ ، وتعالجُ النوازلَ والوقائعَ ، قال تعالى ( ?????? ??????? ?????????????? ???????? ???????? ???? ???????????? ????????????? ??????????????? ?????????? ????????????? ???????????????? ?????? ?????? ???????? ???????? ??? ???????? ?????????? ??? ???????????? ????????????? ??????????????? ?????? ????????? ?????????? ???? (( سورة الإسراء )
الواقعية : في قصصه وأمثاله التي نستلهمُ منها العبرَ ، ونستمدُّ المواعظَ ، ونستخلصُ الفوائدَ .
الواقعية : في حِكَمِهِ ووصاياهُ التي تَشْحَذُ الهِمَمَ وتسمُو بالأرواحِ وتُقِيمُ الحياةَ وتنهضُ بالمجتمعاتِ . الواقعية : في حديثه عن حقيقةِ الإنسانِ وما يتعلقُ به من حيثُ المبدأُ والمعاشُ والمعادُ ، وما أَوْدَعَ اللهُ فيه من غرائزَ وعواطفَ .
ولا أدلَّ على واقعيةِ القرآنِ من قولِ عائشةِ رضي الله عنها :" فَإنّ خُلُقَ نَبِيّ اللّهِ ( الْقُرْآنَ " (32)(1/17)
حيث يُقَدِّمُ لنا نبيُّنا ( تفسيرًا واقعيًّا للقرآن الكريم : من خلالِ أقوالِهِ وأفعالِهِ وحِلِّهِ وتِرْحَالِهِ ، وَحَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ وإيمَاءَاتِهِ ، وأحاسيسِهِ وانفعالاتِهِ ، كان خُلُقُهُ القرآنَ في تعاملاته اليوميَّة مع أهلِ بيتِهِ وجيرانِهِ وخِلَّانِهِ ، في هديِهِ وفي سُوقِهِ وفي طريقِهِ ، في سِلْمِهِ وَحَرْبِهِ ، كان نبيُّنَا ( مثلا أعلى للمنهجِ القرآنيِّ الذي صاغَ منه أسلوبًا رائعًا للحياة .
وتنزيلُ الآياتِ على الواقعِ يحتاجُ إِلى جانبِ معرفةِ أصولِ التفسيرِ وقواعِدِهِ : الدرايةُ بالواقعِ المعاصِرِ ومتابعَةِ أحداثِهِ ومعايشَةِ هُمُومِهِ : فكتاب الله هو الهادي إلى كل خير ، والمعين على فهم كل قضية ، فلو أخذنا مثلا قضيةً معاصرةً ، وأردْنَا تحليلَهَا ، والتأمُّلَ في حقيقتِهَا ومآلِهَا ، فَمِن خِلالِها يتَّضِحُ لنا الأمرُ:
فقضيةُ الصراعِ مع اليهودِ -مثلاً - : قضيةٌ معاصرةٌ وعِلَّةٌ مُستعصِيَةٌ ، بل هي محورُ قضايا المسلمين وأكبرُ همومِهِم ، معالجةُ هذه القضيةِ في ضوءِ القرآنِ مطلبٌ ضروريٌّ وواجبٌ شرعيٌّ ، وذلك من خلالِ ما يلي :
* معايشةُ الآيات التي تحدثت عن تاريخِ اليهودِ وفضائِحِهِمْ ، وفسادِ مُعتقداتهم وسوءِ طِباعِهِم .
* حديثُ القرآن عن موقفِ اليهودِ من العهود والمواثيق التي أخذها الله عليهم ، والتي أخذها أنبياؤُهم ، فتاريخُهم حافلٌ بنقضِ العهودِ والغدرِ قال تعالى ( ????????????? ??????????? ??????? ???????????? ???????? ?????????? ????? ??????????????? ??? ???????????? ????? ???????????? ?????????? ??????? ????? ????? ?????? ??????????? ?????? ???????? ????????? ???????? ????? ?????????? ????????? ????????????? ????????? ?????? ???????? ???????????? ??????????????? ??? ???????????? ????? ( ( سورة البقرة ) .(1/18)
* تحليلُ القرآن الكريم للشخصية اليهودية وسبرُهُ لأغوارِهَا وكشفه لخلجاتها ؛ فالقرآن كلام الله تعالى وهو سبحانه ( ????????? ??????????? ?????????????? ????? ???????? ??????????? ???? (. (سورة غافر) ( ????????? ???????? ??????? ??????????? ???? ?????? ???????? ???? ?????? ?????? ??????????? ??????????? ???? ((سورة الملك) .
* تحليل النُّظُم العسكرية اليهودية ، وتحالُفَاتهم الهشَّة مع دول الغرب والتي لا تختلف كثيرا عن ماضيهم الغابر .
* تحليل طبيعة المجتمع اليهودي ؛ فإنه وإن ظهر لنا على صورةِ كيانٍ متماسكٍ إلا أنَّهُ في الحقيقةِ مجتمعٌ مُمَزَّقٌ مشتَّتٌ ويُرجع في ذلك إلى الآيات الواردة في سورة الحشر .
* التحذير منهم ومن كيدهم وغدرهم ، وسورة البقرة من ابرز السور التي جلَّت لنا حقيقة اليهود وحذرتنا منهم أيضا تحذير اليهود من سوء العاقبة ، وأن يعتبروا بمن قبلهم : أن يصيبهم مثلُ ما أصابهم ، وترهيبهم من عقاب الله تعالى الذي ينتظر الظلمة والطغاة .(1/19)
وهكذا نجد البيانَ القرآنيَّ : يُبَصِّّرُنَا بِقِصَّةِ الصِّراعِ المستمرِّ بين الحقِّ والباطلِ ، بين قوى الكفر التي اجتمعت مع اختلافِ مِللها ونِحَلِهَا واحتشدتْ مع تعددِ لُغَاتِهَا وأجناسِها ، وتنوُّعِ أساليبِهِمْ وَخُطَطِهِمْ مِنْ أَجْلِ الكيدِ لهذا الدينِ والتربُّصِ بهذه الأمة ، ويرشدنا القرآن إلى الأسلوب الأمثل في التصدِّي لهم والوقايةِ من شرورهم ومكرهم ، وتأمل معي في قوله تعالى في سورة النساء ( ??????? ????? ?????? ?????????? ?????????? ????????? ????? ????????????? ??????????? ?????????????? ????????????? ???? ??????????? ???????????? ???? ??????????? ????????? ??????????????????? ???????? ???????? ????????? ???????? ???????? ????????? ???? ( ؛ فالقرآن الكريم هو المعين الذي لا ينضب ، والمورد العذب الذي لا يصيبه كدرٌ ، فيه خبر من قبلنا ، ونبأ ما بعدنا، وفصلُ ما بيننا ( ??????????? ??????????? ???????????? ??????????????? ???????? ??????????????? ???? ( (سورة الأنعام : 55) أي لِتُعْلَمَ مكائدُ الأعداءِ وتستَبِينَ حقيقتُهُم وتنكشف خفاياهُم ونواياهُم .
وهكذا ينبغي على المفسِّر أن يُولِيَ اهتمامَهُ للقضايا الحيويَّة والنقاطِ الساخنة في واقعِ أمتنا ، وأن يُعنَى الباحثون في التفسير الموضوعي بما يُلامِسُ واقعنا (33) .
سابعا : النظرة الكلية الشاملة
لابدَّ للمفسر أن تكون له نظرة شاملة للقرآن الكريم ، من خلال مدارسته للقرآن وحسن تدبره ، واستحضار الآيات المتعلقة بموضوع واحد ، وإلى جانب هذه النظرة الكلية الشاملة للقرآن الكريم بوجه عام ، كذلك فعليه أن يتأمل في كلِّ سورة ويتدبر في مقاصدها وأهدافها قبل أن يشرع في تفسيرها ، مما يمنحه فكرة شاملة للسورة تعينه على تقسيمها وتحديد ملامحها ومعالمها ومحورها الذي تدور حوله والوقوف على سياق الآيات والقدرة على الاستنباط .(1/20)
يقول الأستاذ الدكتور لطفي الصباغ : " لابد من أن تتوافر لمبتغي التفسير دراسةٌ شاملةٌ مفصلة ونظرة عامة لجوانب هذا الكتاب الكريم ، وهذه القاعدة منطلق في فهم أي نصٍّ فهما صحيحا ، فلا يجوز أن نطيلَ الوقوفَ أمام جملة من النص ، ونستنبط منها أحكاما ونغض بصرنا ونغلق فكرنا عن الجمل الأخرى " (34) .
وفي هذا المعنى يقول الأستاذ أبو الأعلى المودودي رحمه الله : " والذين يرغبون في دراسته على نهجٍ قويم عليهم أن يستوعبوا قراءته في ختمتين لمجرد أن يلمع أمامهم نظامه للعقيدة ومنهجه العام ... كما عليهم أن يحاولوا خلال الدراسة الأولية تحقيق النظرة الإجمالية في مشاهد القرآن عامة " (35) .
ثامنا : إبراز جوانب الإعجاز العلمي مع مراعاة ضوابط البحث فيه .
القرآنُ الكريمُ هو الدستورُ الخالدُ والعطاءُ المتجددُ ، والحجَّةُ الباهِرَةُ ، والمأدُبَةُ الربانيةُ ، والمعجزةُ الباقيةُ : ففي الصحيحينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ ( قَالَ : ( مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلاّ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآياتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ ، وَإِنّمَا كَانَ الّذِي أُوتِيتُ وَحْيا أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (36)
فالقرآن الكريم كتابُ اللهِ المعجزِ في روعةِ أساليبِهِ ورفعَةِ مقاصِدهِ .
كتابُ اللهِ المُعْجِزِ : في تشريعاتِهِ الحكيمةِ وقَصَصِهِ وأمثالِهِ .
المعجِز : في إنبائه عن الأمور الغيبية . المعجِز : في هيمنته على الكتب السابقة .
المعجِز : في تناسُبِهِ وتناسقه وخلوه من التناقض والاختلاف .(1/21)
قال تعالى في سورة النساء ( ???????? ??????????????? ?????????????? ?????? ????? ???? ????? ????????? ?????? ??????????? ????? ?????????????????? ???????? ???? (، كتابُ الله المعجز في حديثه عن آيات الأنفس والآفاق وسبقِهِ لجميع العلوم : قال تعالى ( ??????????? ????????????? ? ??????????? ?????? ???????????? ??????? ????????????? ?????? ????????? ?????????? ?????????? ??????? ??????????? ?????????? ?????? ????? ?????? ??????? ???? ??????? ??????????? ? ?????????? ???? ????????? ??????????? ??????? ?????????? ???????? ?????? ????????? ???? ( سورة النساء .
لكنَّ من الملاحظاتِ التي نَودُّ تسجيلهَا في هذا البحثِ : على بعضِ من يتصدى لإبراز الإعجاز العلمي أو للتفسير العلمي (37) :
* الخلط بين النظريات محلِّ البحثِ والدراسة وبين الحقائق العلمية الثابتة ، فتراهم يُفسِّرون القرآن بالنظرياتِ ، مع كونِهَا عرضةً للتغييرِ أو التعديلِ .
* التكلُّفُ في تحميلِ النصوصِ ما لا تحتمله حرصًا على ربطها باكتشافِ علميٍّ .
* تحليلُ المعجزة أو الكرامة تحليلا علميا يتوافق مع نواميس الكون علما بأن المعجزة أمر خارق للعادة : بمعنى أنها لا تخضع لقوانين الحياة ومن ذلك : دعوى أن نقل عرش بلقيس كان بتحويل المادة إلى طاقة ثم تحويل الطاقة إلى مادة ، (38) ومثلُ قميصِ يوسفَ وارتدادِ بصرِ يعقوبَ عليهما السلام ، قيل لأن القميص كان فيه أثر عرق وأن في العرق مادة يمكن أن تعالج بعض حالات فقد البصر ...
* الخوضُ في هذا البابِ دون معرفةٍ بقواعد التفسير وأصوله يؤدي إلى وقوع الخطأ والقصورِ في الفهم .
* لا يمكن تعليلُ الخوارق أو الغيبيات تعليلا ماديا علميا ، وربما ساعد العلم في تقريب بعض الأمور الغيبية التي وردت في القرآن إلى الأذهان .
* لا يصحُّ أن نجعل القرآنَ تبعا والعلمَ التجريبيَّ أصلا وحَكما .(1/22)
* إذا وقع التعارض بين دلالة قطعية للنص وبين نظرية علمية رفضت هذه النظرية لأن النص وحي من الذي أحاط بكل شيء علماً ، وإذا وقع التوافق بينهما كان النص دليلاً على صحة تلك النظرية ، وإذا كان النص ظنياً والحقيقة العلمية قطعية يؤول النص بها .
* لا يعني التفسير العلمي أن ننقضَ ما قرره المتقدمون من معانٍ واستنباطاتِ لا تخالف الحقائقَ العلميةَ الثابتةَ ؛ فالقرآن الكريم خطابُ الله تعالى وحجتُه البالغة لكلِّ العصور ، وحمال وجوه ، وقد فهم كلُّ مفسرٍ بقدر ثقافة عصره وما حضره من علمٍ وفهمٍ ، ثم جاء العلم الحديث فكشف عن وجوهٍ ومعانٍ لم يدركها السابقون ، وكلما تقدم العلمُ التجريبي كلما تجلت لنا وجوهٌ جديدةٌ من وجوهِ الإعجازِ القرآنيِّ (39).
تاسعا : مراعاة قواعد التفسير وأصوله .
القواعد لغةً : جمعُ قاعدة ، وهي الأساسُ الذي يُبنَى عليه ، وكلُّ قاعدة تعدُّ أصلا لما فوقها ، ومعنى القواعد اصطلاحا : هي : كلُّ حكمٍ كُلِّيٍّ يُتَعَّرفُ مِنْ خِلالِهِ على أحكامِ ما يندرجُ تحتَهُ مِنْ جُزْئِيَّاتٍ .
وقواعدُ التفسيرِ هِيَ : أحكامٌ كليةٌ تعينُ على فهمِ القرآنِ واستنباطِ أحكامِهِ .
ولا بد لمن طَرَقَ بَابَ التفسيرِ أن يكون على درايةٍ بقواعِدِهِ التي يُسْتَضَاءُ بها في هذا الطريق ؛ فمن خلالها يسيرُ المفسِّر على بيِّنةٍ من أمرِهِ ، ويستعينُ بمعرفتِهَا على فهمِ كلامِ اللهِ ( واستخلاصِ المعاني واستنباطِ الأحكامِ والوقوفِ على العِبَرِ والفوائِدِ ، ويتجنَّبُ الأخْطَاءَ التي وَقَعَ فيها بعضُ المفسرين .(1/23)
قال الإمام الزركشيُّ : " ومعلومٌ أن تفسيرَه يكونُ بعضُهُ من قبيلِ بَسْطِ الألفاظِ الوجيزةِ وكَشْفِ معانيها ، وبعضُهُ من قبيلِ ترجيحِ بعضِ الاحتمالاتِ على بعضٍ لبلاغتِهِ ولُطْفِ معانِيه ولهذا لا يُسْتَغْنَى عن قانونٍ عامٍّ يُعَوَّلُ في تفسيرِهِ عليه ويُرْجَعُ في تفسيره إليه : مِنْ معرفةِ مفرداتِ ألفاظِهِ ومركباتِهَا وسياقِهِ وظاهِرِهِ وباطِنِهِ وغيرِ ذلكَ مما لا يدخلُ تحتَ الوهمِ ويدِقُّ عنه الفهمُ ...
بينَ أقداحِهِمْ حديثٌ قصيرٌ ... هُوَ سِحْرٌ وما سواهُ كَلامُ . (40)
وفى هذا تتفاوتُ الأذهانُ وتتسابقُ في النظرِ إِليهِ مسابقةُ الرِّهَانِ فَمَنْ سَابَقَ بِفَهْمِهِ وَرَاشَقَ كَبِدَ الرَّمِيَّةِ بِسَهْمِهِ وآخرُ رَمَى فَأَشْوَى وَخَبَطَ في النَّظَرِ خَبْطَ عَشْوَا كما قيل : وأينَ الدقيقُ من الركيكِ ! وأين الزُّلالُ من الزُّعاقِ (41) ... " (42). (43) .
عاشرا : مراعاةُ سماتِ الخطابِ القرآنيِّ وَتَنَوُّعِهِ :(1/24)
ومن هذه السمات : العموم : فالخطابُ القرآنِيِّ خطابٌ عالميٌّ موجَّهٌ إلى الإنسانيةِ بأسْرِهَا بَلْ وإلى الثَّقَلَينِ معًا : قال تعالى ( ????? ?????? ??????? ??????????? ????????????? ????? ??????? ???????? ????????? ???????????????? ?????????? ???????? ??????? ?????????????? ????????????? ????? ?????? ????????? ( (سورة الأنعام : 19 ) ، وقال عز وجل ( ????? ???? ??????? ?????? ???????????? ???????? ???? ?????????? ??? ????? ??????? ?????????? ?????????? ????? ???????????????? ???? ( ، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ( رضي الله عنهما ) قَالَ : إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ مُحَمَّدًا عَلَى الْأَنْبِيَاءِ . فَقَالُوا : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَ فَضَّلَهُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ ؟. قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ?????? ???????????????? ??? ???????? ??????? ?????????? ?????????? ?????????????? ??????? ... ( ( إبراهيم :4 )، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍ ( : ( ?????? ??????????????????? ??????? ??????????? ?????????? ????????? ??????????? ??????????? ?????????? ????????? ??? ????????????? ???? ( فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (44) .
والقرآنُ خطابُ اللهِ عزَّ وجلَّ لجميعِ الناسِ على اختلافِ مدراكهم وَتَنَوُّعِ ثَقَافَاتِهِمُ ، وتفاوُتِ أعمارِهم ، واختلافِ ألسنتِهِمْ وأجناسِهِمْ ، خطابٌ للعربيِّ والعجميِّ ، وللقارئ والأميِّ والذكر والأنثى ؛ ولقد فَطِنَ سلفُنا الصالحُ إلى ذلك ، فهذه أمُّ سلمةَ رضي الله عنها لما سمعت النبيَّ ( ينادي قائلا : " يا أيها الناسُ " والجارية تمشِّطُهُا قالت : اسْتَأْخِرِي عَنِّّي ، فقَالَتْ لها الجاريةُ : إِنّمَا دَعَا الرِّجَالَ وَلَمْ يَدْعُ النِّسَاءَ ، فَقالت: إِنِّي مِنَ النِّاسِ . (45)(1/25)
والقرآن الكريم يخالط القلب ويخاطب الوجدان وينادي الفطرة ، ويناجي النفس ، ويُلامِسُ الحسَّ ، هو حديث الروح ، وحوارُ العقلِ ، وهذا التنوعُ يستوعبُ جميعَ العقول والمدارِك ، ويصلُ إلى القلوبِ ، ويؤثر في النفوسِ ، ويناسب جميع الطبائع .
ومن واجب المفسِّر مراعاة هذا التنوع في الخطاب فلا يغفل عن جانبٍ منه ، بل يجعل تفسيره جامعا لكل هذه الأساليب الدعوية القرآنية التي تستوعب جميع المخاطبين : قال تعالى ( ?????? ??????? ??????? ???????? ?????????????? ????????????????? ?????????????? ?????????????? ?????????? ???? ?????????? ?????? ???????? ???? ????????? ????? ?????? ??? ??????????? ?????? ?????????? ??????????????????? ????? ( .
قال ابن القيم رحمه الله : " فذكر سبحانه مراتبَ الدعوةِ وجعلَهَا ثلاثَةَ أقسامٍ بِحَسْبِ حالِ المدعُو فإِنَّهُ إما أن يكونَ طالبا للحقِّ راغبًا فيه محبًا له مؤثِرًا له على غيره إذا عَرَفَهُ : فهذا يُدْعَى بالحكمة ولا يحتاجُ إِلى موعظةٍ ولا جدالٍ ، وإما أن يكونَ مُعْرِضًا مُشْتَغِلا بِضِدِّ الحقِّ ولكنْ لَوْ عَرَفَهُ عَرَفَهُ وَآَثَرَهُ واتَّبَعَهُ : فهذا يحتاجُ معَ الحِكْمَةِ إِلى الموعظةِ بالترغيبِ والترهيبِ ، وإِمَّا أَنْ يكونَ مُعَانِدًا مُعَارِضًا فَهَذَا يُجَادَلُ بالتي هِيَ أحسنُ " . (46)
أقولُ : بل إن الشخصَ الواحدَ يحتاجُ إلى تلك الأساليبِ كلِّها مُجْتَمِعَةً في الدعوةِ والتربيةِ ؛ لأنَّ النفسَ لا تَثْبُتْ على حالةٍ واحدةٍ ، فتارةً تَصْلُحُ مَعَهَا الحكمةُ ، وتارةً تُجْدِي مَعَهَا الموعظةُ ، وتارةً تَتَأَثَّرُ بالمحاورةِ والمناظرةِ .(1/26)
بل إن النفسَ الواحدةَ قد تحتاجُ في وقتٍ واحدٍ إلى كُلِّ هذِهِ الأساليبِ المُتَنَوِّعَةِ ، لذا نجدُ في السورةِ الواحدةِ ، وفي المقطعِ الواحدِ مِنَ السُّورةِ تَفَنُّنًا وَتَنَوُّعًا وتمازُجًا وَتَنَاسُبًا بينَ جميعِ ألوانِ الخطابِ
والخطابُ القرآنيُّ ، يتناسبُ مَعَ كُلِّ عَصْرٍ وَمِصْرٍ ويتواكَبُ مَعَ كُلِّ جِيلٍ وَقَبِيلٍ ، بَلْ وَيَسْبِقُ العُصُورَ ويتجاوَزُ الدُّهُورَ ، فَهُوَ رِسَالَةُ اللهِ الخالدةِ ، وآياتُهُ المتجدِّدَةُ ، ومأدُبَتُهُ العامِرَةُ ، وَحُجَّتُهُ البَالِغَةُ
قال شوقي : وحديقةُ الفرقانِ ضاحكةُ الرُّبَا بالتُّرجُمانِ شَذِيَّةٌ غَنَّاءُ
والوحيُ يقْطُرُ سَلْسَلا من سَلْسَلٍ واللَّوْحُ والقلمُ البديعُ رَوَاءُ
ولقد اشتملَ القرآنُ الكريمُ على الحِكَمِ والأحكامِ والقصصِ والأمثالِ والوعدِ والوعيدِ .
ووجوهُ الخطابِ في القرآنِ الكريمِ كثيرةٌ ومتنوعةٌ ، عَدَّهَا العلماءُ المحققونَ نحو نيّف وثلاثين نوعاً (47)، وفي هذا دلالةٌ على ثَرَاءِ وتَنُّوُعِ الخطابِ القرآنيِّ ، وصلاحِهِ لكلِّ زمانٍ ومكان وتناسُبِهِ مع كلِّ جيلٍ وقبيلٍ ، وتدرُّجِهِ فنجدُ الخطابَ المكيَّ والخطابَ المدنيَّ (48).(1/27)
…كما نلمسُ هذا التنوعَ والشمولَ في الخطاب القرآني من خلال مضمونه : تأمل على سبيل المثال آية البرِّ وهي كواسطة العقد لسورة البقرة ( ? ???????? ????????? ???? ??????????? ??????????? ?????? ????????????? ????????????????? ??????????? ????????? ???? ??????? ???????? ????????????? ????????? ????????????????????? ??????????????? ??????????????????? ????????? ????????? ?????? ????????? ????? ?????????????? ????????????????? ?????????????????? ????????? ?????????????? ???????????????????? ??? ???????????? ??????????? ????????????? ????????? ????????????? ??????????????? ???????????? ?????? ???????????? ????????????????? ? ???????????????? ??????????????? ??????? ???????????? ???????????????? ?????????? ??????????? ?????????????????? ???? ?????????????? ????? ( .
فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على خمس عشرة خصلة من أصول الدين وشرائعه ، قد انتظمت في سلكٍ واحد ، وفي هذا دلالةٌ على شمولِ الخطابِ وتنوعِهِ في مضمونِهِ .
هذا التنوع وهذا الثراء في الخطاب القرآني ومضمونه يحملنا على مراعاة ذلك في تعاملنا مع القرآن الكريم ودعوتنا به ، خاصَّة في هذا الزمان حيث التنوعُ الثقافيُّ والبيئيُّ ، وحيث صار العالم على ترامي أطرافه كالقرية الصغير بفضل ما منحنا الله من تقدُّمٍ كبير في عالم الاتصالات .(1/28)
هذا : ولعلنا إن شاء الله مقبلون على مرحلة التمكين ، وقد ظهرت كثيرٌ من بشائرها ، ولهذه المرحلة متطلبات دعوية تتناسب معها ، حيث سيصل الخطابُ القرآنيُّ إلى كلِّ بيت على وجهِ الأرض خطاباً يجدُ طريقَهُ إلى القلوب المتعطِّشة والأنفس المتشوِّفة المتشوِّقة إلى روحِ الإيمان وطريق القرآن : روى الإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِهِ وغيرُهُ : عن تميمٍ الداريِّ ( قَالَ سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ( : يقولُ : " لَيَبْلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بَلَغَ الليلُ والنهارُ ولا يتركُ اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللهُ هذا الدينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلامِ وَذُلا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الكفرَ " (49) .
حادي عشر : التيسير .
تختلف أساليب التعبير من عصرٍ إلى عصر ويتجلى هذا واضحا عند المقارنة بين نتاج الأدباء في عصرين مختلفين كالعصر الجاهلي مثلا والعصر العباسي أو الأدب الأندلسي والأدب في العصر المملوكي ، لذا لا بد من مراعاةِ لغةِ العصرِ الذي يعيشُهُ المفسرُ : " فيعبِّرُ المفسرُ بأسلوبِ عصرِهِ فلا يأتي بغريبِ الألفاظِ ولا يتكلَّفُ العبارات ولا يُمْعِنُ في عَوِيصِ المعاني .
لكن هذا لا يعني أن يهبط المفسرُ بأسلوبِهِ إلى مستوى العاميةِ وهي اللهجاتُ الدارجةُ في هذا العصر ؛ وبذلك يعرض عن بلاغة القرآنِ وجمالِ العربية ، كما نرى في بعض المتصدِّرين للتفسير سِيَّما في الإذاعات المسموعة والمرئية ممن يهبِطون بأسلوبهم إلى الحضيض ، ولكن أعني أن يتخذ مسلكا واضحا ومنهجا ثابتا ، فلا يتكلف في تنميق العبارات : " لا يعلُو حديثُهُ عن دَرَكِ العامَّةِ ولا يهبط إلى وَضِيعِ القولِ عند العلماءِ فليحاولْ جُهْدَهُ في التعبيرِ بحيث إذا سمعَهُ غيرُ المتخصصِ أدركَ أبعادَهُ وشدَّهُ أسلوبُهُ ، وإذا سمِعَهُ العالمُ شدَّه حسنُ التعبير وطلاوةُ الأسلوبِ " (50)(1/29)
وهي مسألة ترجع إلى فنِّ التذوق وحسن التقدير ، ومعادلةٌ تعتمد على دقة الموازنة ، والله المستعان .
ولا يعني التيسيرُ في التفسيرِ : الإيجازُ ؛ فكم من تفاسيرَ وجيزةٍ يصعبُ فهمُهَا إلا للمتخصِّصِ مثلَ : " أنوار التنزيل وأسرار التأويل " للبيضاوي و"تفسير الجلالين " لجلال الدين المحلي والسيوطي ، ولهما كثيرٌ من الحواشي .
ثاني عشر : الأصالة والتجديد
الأصالةُ في التفسير : هي الركيزةُ الأساسيةُ والدُّعَامَةُ التأسيسية لهذا البناءِ ، وهي الجذورُ الممتدَّةُ العميقةُ لتلك الشجرةِ الوارفةِ الوريقة (51) ، المتجددةُ العطاءُ ، المتشعبةُ الأفنانُ المتعددةُ الألوانُ :
أصالةٌ في الأصولِ : وذلك بالرجوعِ إلى المصادرِ الأصيلةِ في التفسير : تفسيرُ القرآنِ بالقرآنِ ، فالقرآنُ الكريمُ يفسِّر بعضُهُ بعضًا ، وهذا يؤكدُ أهميةَ النظرةِ الكليَّة الشاملة والموضوعية لآيات القرآن ، فحين نجمعُ الآياتِ في الموضوعِ الواحدِ تتولَّدُ لدينا كثيرٌ من المعاني والاستنباطاتِ ، هذا فضلا عن تفسيرِ القرآنِ بالسنةِ النبوية فهي الشارحة والمبينةُ والمقررة لأحكامه ومعانيه ومقاصده ومراميه وقصصه وأمثاله ، ومن المصادر الأصيلة أيضا تفسير القرآن بأقوال الصحابة وقد سبق الإشارة إلى أهمية تفسيرهم وقيمته العلمية ، وكذلك الرجوع إلى تفسير التابعين فهم تلامذة الصحابة وحاملو علمهم وفقههم ، وقد اجتهدوا بين أيديهم فأقروهم على اجتهادهم .
الأصالة في المنهج : الذي يرتكز على تفسير السلف ولا يتوقف عنده وإنما يجعله منطلقا .
الأصالة في المصادر : بالرجوع إلى كتب التفسير بالمأثور والرأي فلا يمكن أن يفسر القرآن بعيدا عما كتبه المتقدمون من هذا التراث الذاخر الذي أثرى مكتبة التفسير وعلوم القرآن ومن شمولية في المنهج أن يرجع إلى كل ما يتيسرُ له الرجوعُ إليه من كتب التفسير.(1/30)
أما التجديد في التفسير : فهو أمرٌ ضروريٌّ ؛ لمواكبةِ رُوحِ العصرِ ومعالجةِ قضاياه وتقديمِ الحلولِ الحاسمةِ لمشكلاتِهِ المزمنةِ وأزماتِهِ المتفاقِمَةِ وأمراضِهِ التي استعصتْ على تلك الحلولِ المستوردةِ ، القاصرةِ البعيدةِ عن هدي القرآن .
التجديد في الأسلوب : بمراعاةِ حالِ المخاطبِ أو القارئ ، والبعدِ عن التكلفِ في العباراتِ أو الغموضِ في الكلماتِ ، وإنما يُكْتَبُ التفسيرُ بلغةٍ سهلةٍ واضحةٍ يقنعُ بها المتخصصُ بلْ ويستفيدُ منها ويفهَمُهَا غيرُ المتخصصِ .
التجديد في تفسير آيات العقيدة : تفسيرا واضحا ، يعمِّقُها في النفس ويرسِّخُها في القلبِ ليزدادَ المؤمنون إيمانًا مع إيمانِهم :مصداقا لقوله تعالى ( ????????? ??????????????? ?????????? ?????? ?????? ?????? ???????? ????????????? ???????? ????????? ?????????? ????????????? ???????????? ???????????? ???????? ?????????? ??????????????? ??? ( . (سورة الأنفال ) ، مع تجنب مزالق المتفلسفين وتلاشي متاهات المتكلمين ، ومع مراعاة ثقافة العصر ومعطياته ، إذ لا تعارض بين العقيدة الصحيحة والحقائق العلمية الثابتة بل إن العلم يهدي إلى الإيمان ويرقى به ، والإيمان يدعو إلى العلم ويتسامى به .
يقول الأستاذ صلاح الخالدي : " ... فلا بدَّ أن يستعين بالعلوم والمعارف والثقافات الحديثة ، وأن يلم منها بطرف موجز ، وأن يطلع منها على مسائل وقضايا ذات ارتباطٍ بآيات القرآن ؛ وذلك حتى يوظف هذه العلوم والمعارف في خدمة النصِّ القرآني وتوسيعه وزيادة أبعاده ودلالاته " (52)(1/31)
التجديد في تفسير آيات الأحكام : عرضا واضحا ، بدون الاستطراد إلى التفريعات والركون إلى الافتراضات ، بل العنايةُ بالقضايا المعاصرة والنوازل والمسائل المستجدة في شتى المجالات في الطب والهندسة الوراثية والعلاقات الدولية والاقتصاد وأصول الحكم والإعلام والفنِّ الهادف البنَّاء ، وغيرها من الأمور والمستجدات التي لا بد من معالجتها بالمنظور القرآني فهو المصدر الأول للتشريع وهو الميزانُ الدقيقُ الذي نضْبِطُ به المصطلحاتِ ونعرفُ من خلاله دقائق المعاني .
مع التركيز على مقاصد التشريع وحِكَمِهِ والردِّ على ما أُثِيرَ حولَ الشريعةِ من شبهاتٍ وأباطيلَ . .(53)
ثالث عشر : تجنب التعصب المذهبي .
الأصلُ : أن نستقِيَ العقيدةَ من الكتاب والسنة وأن نحتكم إليهما وأن لا نقدِّم قولا أو رأياً عليهما قال تعالى ( ?????? ?????????? ??? ??????????? ??????? ???????????? ?????? ?????????? ???????????? ????? ??? ????????????? ???? ????????????? ??????? ??????? ????????? ?????????????? ???????????? ???? ( (سورة النساء) ، وقال سبحانه ( ????? ????????????????? ????? ??? ??????? ????????????? ?????? ??????? ????????? ?????? ??????? ????????? ????????????? ????????????? ???????? ???? ( (سورة الشورى) ، وقال سبحانه ( ?????????????????? ?????????? ?????????? ??? ???????????? ??????? ?????? ?????? ????????????? ????????????? ??????? ?????? ?????? ??????? ??????? ??? ( (سورة الحجرات).(1/32)
أما ما تقوم به الفِرَقُ الضالَّةُ من دخولِ عالم التفسير بأفكارٍ مُسْبَقَةٍ وتصوراتٍ خاطئة ، ، ونوايا سيئةٍ مُبيَّتةٍ ، وآراءَ يعتبرونها أصلا يُفَسَّرُ القرآنُ على ضوئِهِ ، فيتكلَّفُونَ في تحميلِ النصوصِ ما لا تحتملُ ويُكافِحُون في صرفِ الكلام عن مواضعِهِ ، ويُنافِحون في الدفاع عن معتقداتٍ باطلةٍ وبدعٍ مخالفة : فهذا المنهجُ لن ينتهيَ بصاحبِهِ إلا للضياعِ والخُذْلان .
وهذا ما حدث لِلْفِرَقِ الضالةِ حين خَاضَ أتباعُها غمارَ التفسيرِ : فلم يسلُكُوا طريقَ الرُّشْدِ ، بل اختاروا من البداية : طريقَ الغواية ؛ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا .
أما من تجرَّدَ للحقيقة وأخلصَ في البحثِ عنها ، وتدبَّرَ القرآنَ مُسْتَعِينًا بالله على فهمِهِ والانتفاعِ بِهِ فَقَدْ سَلَكَ طريقَ الهدى واتبع سبيلَ المؤمنينَ : قال تعالى في سورة آل عمران ( ????? ??????????? ???????? ??????? ?????? ??????? ??????? ?????????????? ????? ( وقال عز وجل في سورة التوبة ( ???????? ???? ?????????? ??????? ?????????? ???? ???????? ??????????? ?????????? ?????????? ????????????? ?????????? ??????????? ?????????? ??????????????? ???????????? ?????? ????????????????? ????? ????????? ??????????? ??? ????????????? ??????? ??????????????? ??????? ??????? ?????????? ??????????? ?????? ??????????? ????? ???????? ?????????? ??????????? ?????????????? ? ????? ????? ????????? ????? ?????????????? ????? ??? ??????????? ????? ???? ?????????????? ????? ???????? ???? ?????????? ??????? ????????? ??????????? ??????? ??????? ???? ???????????? ????? ?????????? ????? ?????????????? ?????? ?????? ???????????? ????????????? ???????? ???? ????????????? ????? ( . (54) .(1/33)
ومما يؤسى له أن يخوض خائضٌ في تفسير كلام الله من أجل مناصرة مذهبه الضالِّ ، والتعلقِ بأهدابِ الهوى في الاحتجاجِ لمعتقداتٍ باطلةٍ وآراءَ ماحلةٍ ! ( ?????? ????????????? ??????????? ????????????? ????????? ????? ( (55) فإذا وُجِدَ ما يُخَالِفُ مذهبَهُ الضالَّ أَوَّلَ النُّصُوصَ بتعسُّفٍ وتكلُّفٍ وردَّ الأحاديث الصحاحَ ، وثالثةُ الأثافي (56) : كذبهُم على رسول الله ( فيتقوَّلون عليه ما لم يقلْه نُصرةً لبدَعهم ، ومنهم من كان ضليعاً في اللغة ومعَ ذلك فقد أعرض عن المعاني الظاهرة وحمَّل النصوص ما لا تحتملْهُ ، كما فَعَلَ الزمخشريُّ في الكشَّاف ، فَمَعَ كونِهِ ضليعًا في علومِ اللغةِ : إلا أنه انتحلَ مذهبَ الاعتزالِ ، وصار في مقدمةِ أصحابِهِ حتى طلب منه بعضُهم أَنْ يَضَعَ تفسيراً ينتصِرُ فيه لأصولِ مذهبِهِمْ وَيُنافِحُ من خلالِهِ عنها : فكان هذا التفسيرُ (57)
هذا ولقد قيض الله تعالى من الأئمة الثقات من استخرج ما في هذا التفسير من اعتزاليات (58).
فعلى المُفسِّر أن يتجرد في تفسيره لنصرة الحقِّ وأن ينشد الهداية والرشاد من القرآن ، أما من يقتحم هذا الميدان بنيَّة البحث عما يتعلَّلُ به لإرضاءِ نفسِهِ أو غيرِهِ بما هو عليه من ضلال كبير : فلن يزداد إلا ضلالا وبعدا ، وصدق الله العظيم إذ يقول ( ????? ???? ???????????? ?????????? ?????? ??????????? ????????????? ??? ???????????? ???? ???????????? ??????? ?????? ?????????? ?????? ???????????????? ???????????? ??? ????????? ???????? ???? (.(سورة فصلت )(1/34)
وكذلك الحال في التعصب للمذاهب المذاهب الفقهية : اقتحم بعضُهم ميدان التفسير من أجل مناصرة مذهبه الفقهي ، فيسعى إلى مناصرة مذهبه يقوده التعصبُ إلى تركِ الأدلة المعتبرَة طالما أنها تتعارض مع ما استقر عليه المذهب ، ولا مجال للخروج عن المذاهب أو التعامل مع نصوص الكتاب والسنة أو الرجوع إلى فتاوى الصحابة والتابعين إلا من خلال المذهب ، ولا يمكن فهم الكتاب والسنة إلا عن طريق المذهب .
حتى قال أحد دعاة التقليد : وهو أبو الحسن الكرخي رئيس الحنفية في العراق في عصره : " كلُّ آيةٍ تخالفُ ما عليه أصحابَنا فهي مُؤَوَّلَةٌ أو منسوخةٌ ، وكلُّ حديثٍ كذلك - مخالفٍ لمذهبِنِا - فهو مؤولٌ أو منسوخٌ " (59).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وليس لأحدٍ أن يَحْمِلَ كلامَ اللهِ ورسولِهِ على وِفْقِ مذهبِهِ إِنْ لم يتبينْ مِنْ كلامِ اللهِ ورسولِهِ ما يدلُّ على مرادِ اللهِ ورسولِهِ وإلا فأقوالُ العلماءِ تابعةٌ لقولِ اللهِ تعالى ورسولِهِ ، ليس قولُ اللهِ ورسولِهِ تابعًا لأقوالِهِم" (60) .
ويقول الأستاذ المودودي : " يجب ـ كخطوة أولى ـ على كل من يريد فهم القرآن ، سواء آمن به أو لم يؤمن أن يخليَ ذهنه ما أمكن من جميع ما استقر فيه من قبل من التصورات والنظريات ، ويطهِّرَه من سائر ما يُكِنُّهُ من الرغبات الموالية أو المناوئة ، ثم يكبَّ على دراسته بقلب مفتوح وأذن واعية وقصد نزيه لفهمه ، أما الذين يدرسونه واضعين طائفة من التصورات في أذهانهم مقدَّمًا فما يقرؤون بين دفتيه إلا تصوراتهم أنفسهم ، ولا يجدون شيئا من رائحة القرآن ، ولا يصلح هذا المنهج لدراسة أي كتاب من الكتب ، فكيف بالقرآن الذي لا يفتح كنوز معانيه أبدا للذين يدرسونه باتباع مثل هذا المنهج . (61)
رابع عشر : تجنب الإسرائيليات والموضوعات .(1/35)
من أخطرِ أنواعِ الدخيلِ في التفسيرِ تلك الإسرائيلياتُ التي تطرَّقَتْ إلى كتب التفسير ، والإسرائيلياتُ جمعُ إسرائيليةٍ : نسبةً إلى بني إسرائيلَ ، وهم نسل يعقوب ( ، والمرادُ بالإسرائيلياتِ : تلك الأخبارُ المنقولةُ عن طريقِ أهلِ الكتابِ ، خاصةً اليهودَ ، من كتبهم التي حُرِّفَتْ وبُدِّلَتْ .
والإسرائيلياتُ على ثلاثةِ أقسامٍ :
أما القسم الأول : فهو ما وافق شريعتَنَا بأن وَرَدَ في الكتابِ والسنةِ ما يوافِقُهُ ويدلُّ على صحتِهِ وذلك كتعيين اسم صاحب موسى ( (الخضر )( فلقد ورد اسمُه في الإسرائيليات وجاء في السنة النبوية الصحيحة ما يُثْبِتُ ذلك ففي صحيحِ البخاريِّ عن أبي هريرة ( قال قال رسول الله ( " إنما سمي الخَضِرُ ؛ لأنه جَلَسَ على فَرْوَةٍ بيضاءَ فإذا هِيَ تهتزُّ مِنْ تحتِهِ خضراءَ " (62)
القسم الثاني : ما يُعْلَمُ كَذِبُهُ ؛ بأن نَاقَضَ وخَالَفَ ما جاء في شريعتِنَا أو خالَفَ العقلَ أو التاريخَ ، وهذا القسمُ لا يصحُّ قَبُولُهُ ولا روايتُهُ إلا للتحذيرِ منه وإظهارِ كذِبِهِ وبطلانِهِ بالأدلةِ النقليةِ والعقليةِ وذلك كما ورد في العهدِ القديمِ من افتراءاتٍ تقدحُ في عصمةِ الأنبياءِ وأباطيلَ تتنافَى مع العقيدة الصحيحةِ في الله عز وجل وملائكتِهِ واليومِ الآخرِ . (63)(1/36)
القسم الثالث : ما هو مسكوتٌ عنه : فهو لا يخالفُ العقلَ ولا النقلَ ولم يَرِدْ في شَرْعِنَا ما يثبتُهُ ، وهذا القسمُ مختلَفٌ في حكم روايته : فأجازها البعضُ وإن كان الأولى تركهُ مُطْلَقًا والاكتفاءُ بما ورد في الكتاب والسنة وما صحَّ عن أهلِ العلمِ الثقاتِ ، ولكن إن نُقِلَ هذا النوعُ فلا بد من التنبيهِ على كونِهِ من الإسرائيلياتِ ، ومثالُ هذا النوعِ ما وَرَدَ في تعيينِ بعضِ مُبْهَمَاتِ القرآنِ كتحديد الشجرة التي أكل منها آدم وبيان أسماء أصحاب الكهف ، وَعِدَّتِهِم ، وعصا موسى ( : من أي الشجر كانت ؟ وأسماء الطيور التي أحياها اللّه تعالى لإِبراهيم ( ، وتعيين البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة، ومعظم هذه التفصيلات العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر . (64)
وهو الذي لا يُصَدَّقُ ولا يُكَذَّبُ لقوله ( : "فلا تصدِّقُوهُم ولا تُكَذِّبُوهُم" (65) .
* كيف نتعامل مع هذه الإسرائيليات ؟
* ينبغي على المفسر أولا أن يميز بين هذه الأصناف الثلاثة : ما يخالف شريعتنا ، وما يوافق وما لم يرد في شرعنا ما يوافقه أو يخالفه .
* أما الصِّنْفُ الأول : فإنه لا يُورده في تفسيرِهِ إلا للتحذيرِ منهُ وبيانِ بطلانِهِ ومخالفتِه .
* وأما الصِّنْفُ الثاني : ففي ديننا من الصحيح الثابت مندوحة عنه .
* وأما الصِّنْفُ الثالث وهو ما لا يوافِقُ ولا يخالِفُ ففيه خلافٌ ، والأولى أن نَدَعَهُ حتى لا يشْغَلَنَا عن معانِي القرآنِ وَمَقَاصِدِهِ . (66) .
خامس عشر : تجنب الاستطراد إلى ما لا صلة له بالتفسير .
كذلك ينبغي على المفسر أن يلتزمَ بتفسيرِ النصِّ القرآنيِّ ، دون الاستطراد إلى ما لا صلة له بالتفسير ، حتى لا يبتعد عن مقاصد القرآن وأهدافه ومعانيه ؛ كما فعل بعض المفسرين الذين جنحوا إلى موضوعات وقضايا لا صلة لها بالتفسير .(1/37)
* فهذا الفخر الرازي يحشِدُ في تفسيرِهِ كلَّ شيءٍ حتى صار دائرة معارف " فيها كُلُّ شيء إلا التفسيرَ " فقال عنه ابنُ خلِّكان : " جمع فيه كلُّ غريبٍ وغريبةٍ " (67) ، فكثر استطراده إلى مسائل لا صلة لها بالتفسير كالفلسفة وعلم الكلام والطب والرياضيات وعلم الفلك ، وغير ذلك من المسائل البعيدة الصلة عن جوهر التفسير ومقاصده ، فضلا عن جعله من التفسير حلبةً للصراع بين الفلسفات والمذاهب الكلامية . (68)
* وهذا الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني يتوسع توسعا عجيبا في مسائل النحو وأساليب البلاغة ووجوه القراءات بما يصرف القارئ كثيراً عن مقاصد القرآن ويُحَلِّقُ به في أجواءٍ بعيدةٍ عنه حتى قال الفاضلُ بنُ عاشورٍ في كتابِهِ : التفسير ورجاله : " ويُغْرِقُ الألوسيُّ إغراقًا يُسْرِفُ فيه في مسائلِ الاشتقاقِ والإعرابِ حتى يتجاوزَ محلَّ البيانِ إلى القواعدِ والمباحثِ ".(69)
* وعلى هذا الدرب سار الأستاذ طنطاوي جوهري صاحب الجواهر في تفسير القرآن ؛ فلا يكاد يمر بآية كونية أو إنسانية إلا ويستطرد إلى الحديث عن كل ما يتصل بها من علوم ومعارف حتى حوّلَ تفسيره إلى موسوعة في علم النبات والحشرات وأسماء الآلات وأصناف المخترعات وعالم البحار والجبال والفضاء والزلازل والأمطار والأعاصير والبراكين وغيرها من العوالم والظواهر الكونية فضلا عن النظريات العلمية التي يسعى جاهدا إلى ربطها المتكلف بالنص القرآني مع أنها لا تزال خاضعة للبحث والتجارب وإن تعجبْ فَعَجَبٌ ما ضمَّنه هذا التفسير من صور وخرائط ورسومات حتى لَيُخَالُ لمن يطالعُهَ لأولِّ وهلةٍ أنه أمام كتاب تاريخ أو جغرافيا أو في الطب أو الحساب أو الكيمياء أو الأحياء ! .
وهذا إن دلَّ على سعة اطلاعه وسبقه لعصره رحمه الله إلا أنه يجنح بسفينته بعيدا عن شاطئ الهَدْيِ القرآنيِّ .(1/38)
* نعم إن تفسير القرآن الكريم في ضوء العلوم والمعارف الإنسانية شيءٌ طيب ، وكذا التبحرُ في لغةِ القرآنِ ، والإبحارُ مع وجوهِ قراءاتِهِ ، والأنسُ بجمالِ وبلاغةِ عباراتهِ أمرٌ مستحبٌّ ؛ فالقرآنُ معينٌ لا ينضب ، ولا يخلق على كثرة الردِّ ولا يشبعُ منهُ البلغاء ولا تنقضي عجائبه ، ولكنَّ الأمةَ في حاجةٍ مُلِحَّةٍ إلى تفسيرٍ عمليٍّ واقعيٍّ ينهضُ بها ويُعالجُ مشكلاتِهَا ، علماً بأن هذا المُفَسِّرَ لن يستغْنِيَ أبداً عن الرجوعِ إلى اللغةِ والبلاغةِ والقراءاتِ وغيرِهَا من العلومِ ليأخذَ منها بقدرِ ما يُبَيِّنُ معنى أو يستنبطُ فائدةً أو يدفع إشكالاً .
أما التفاسير البلاغية واللغوية والفقهية ، فنحن لا نستغني عنها ، وعلى كلِّ متخصصٍ أن يُدلي بدلوهِ في خدمة كتاب الله تعالى مع مراعاة مقتضيات العصرِ وحاجاتِ الأمة .
لكنَّ بعضَ التفاسير مع ما عليها من انتقادات ومآخِذَ لا يمكنُ لنا أن نستغنيَ عنها ، فهي من المراجع الأساسية لكلِّ باحث في التفسير ولكن لنستفيد منها ونجعلها منطلقا نحو تفسيرٍ واقعي يعايشُ واقع الأمةِ .
سادس عشر : تجنُّب الأخطاء التي وقع فيها بعضُ المفسرين :
* كذلك على المفسِّر أن يُجَنِّبَ تفسيرَه الأقوالَ الشاذةَ ، والأخطاءَ والمآخذَ التي أُخِذَتْ على بعض المفسرين القدامى والمحدثين ، بسبب عدم تأهل بعضهم لمقام التفسير ، فخاضوه دون أن يعرفوا قواعده وأصوله ودون أن يتعمقوا في دراسة لغة القرآن ، وينظروا في الصحيح الثابت من أسباب نزوله ، ويعرفوا أحوال العرب وعاداتهم قبل في الجاهلية ؛ وذلك لأن القرآن نزل بلغة العرب وعالج شئونهم ، وتحدث عن عاداتهم وأعرافهم ، وجاء مراعياً لبيئاتهم ومجتمعاتهم " فإذا لم يكن المفسر عارفا بأحوالهم حالة التنزيل ، لم يستطع أن يفهم معاني الآيات حقَّ الفهم ، ولا أن يدركَ أثر القرآن العظيم في تغيير حياتهم وما كانوا عليه من عادات فاسدة " (70) .(1/39)
* فلا يحق لمن لم يتعمَّق في دراسة لغة القرآن أن يتصدى لتفسيره ، قال الإمام الزركشي : " واعلم أنه ليس لغير العالم بحقائق اللغة وموضوعاتها تفسير شيء من كلام الله ولا يكفى فى حقه تتعلم اليسير منها فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد المعنى الآخر " (71) .
* وللقرآن أيضا عرف خاصٌّ ومعانٍ معهودة لا يعرف إلا من طال وقوفه أمام ألفاظه وعباراته وأساليبه وتدبُّرُه لمعانيه ، قال ابن القيم : " للقرآنِ عرفٌ خاصٌّ ومعانٍ معهودةٌ لا يناسبُهُ تفسيرُهُ بغيرها ولا يجوز تفسيرُهُ بغير عُرْفِهِ والمعهودِ من معانيهِ " (72). كذلك من أسباب الخطأ والقصور في التفسير الغفلة عن سياق الآيات ، ومن هنا تبرز أهمية دراسة الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم وقد سبق الإشارة لذلك (73)
* هذا ومن أهم أسباب الخطأ في التفسير : التعصبُ المذهبيُّ لفرقة أو مذهب ، كذلك من أسباب الخطأ الخوض فيما استأثر الله بعلمه من الغيبيات ، أو الاشتغال بالتنقيب عن المبهمات التي لم يبينها القرآن ؛ لأنها من باب : علمٌ لا ينفع ، وجهلٌ لا يضرُّ مع ذلك وجدنا من انصرف عن الغاية التي من أجلها سيقت القصَّة القرآنية وما حوته من دُررٍ وعبر إلى البحث عن الأصداف والاستطراد إلى معرفة نوع الشجرة التي نُهي آدمُ ( وزوجه حواء عن الأكل منها ، أو البحث عن عصا موسى من أي أنواع الشجر ، أو الحديث عن هدية ملكة سبأ لسليمان وما حوته من لطائف وطرائف وغير ذلك مما لا يّضرُّ الجهلُ به بل الانشغالُ عنه مُضِرٌ لأنه صارفٌ عن فهم كلام الله . (74)(1/40)
وبعدُ : فهذا ما منَّ الله به علينا في هذا الموضوع المهمِّ الذي ينبغي أن يعتني به كلُّ باحثٍ ودارسٍ في التفسير ، من أجلِ النهوضِ بِأُمَّتِنَا والخروجِ بها مِنْ كبوتها والإبحار بها إلى شاطئ الأمان ، والتحليق بها في أجواء العزة وآفاق الفضيلة ، وأن نحسنَ التعامل مع كنوزِ القرآن ونذكِّرَ به وصدق الله تعالى إذ يقول في سورةِ مريم ( ???????????? ???????????????? ???????????? ???????????? ????? ?????????????? ?????????? ??????? ????????? ??????? ???? ( . (سورة مريم ) .
وكان الفراغُ من هذا البحث في عنيزة بالمملكة العربية السعودية يوم الاثنين الموافق 17 من ربيع الآخر 1427هـ وكتبه الفقير إلى لطف العليِّ الكبير : أحمد بن محمد الشرقاوي سالم .
((((
((((
مراجع البحث
* القرآن الكريم
1. أبجد العلوم في بيان أحوال العلوم : تأليف : صديق بن حسن القنوجي ط دار الكتب العلمية بيروت 1978.
2. اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري للدكتور فهد الرومي الطبعة الأولى مؤسسة الرسالة 1407هـ .
3. الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم : دوافعها ودفعها للدكتور محمد حسين الذهبي ط دار الاعتصام بالكويت 1398 .
4. الإتقان في علوم القرآن للإمام جلال الدين السيوطي ط البابي الحلبي بالقاهرة .
5. أحكام القرآن لابن العربي : أبي بكر محمد بن عبد الله ت 543 هـ ، ط دار الفكر بيروت 1408 هـ .
6. أحكام القرآن للإمام الجصاص : أبي بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص ت370هـ ط دار المصحف بالقاهرة
7. اختلاف المفسرين أسبابه وضوابطه للشرقاوي : أحمد بن محمد الشرقاوي بحث محكم بحولية كلية أصول الدين والدعوة عدد18 سنة 1426هـ وعلى موقع صيد الفوائد وملتقى أهل التفسير ومكتبة المشكاة وموقع المختار الإسلامي وأم الكتاب ومواقع أخرى .
8. أخلاق حملة القرآن للآجري محمد بن حسين الآجري ت 360 هـ ط دار الكتاب العربي تحقيق فؤاد الزمرلي(1/41)
9. أسباب الخطأ في التفسير دراسة تأصيلية للدكتور طاهر محمود محمد يعقوب ط دار ابن الجوزي1425هـ .
10. الانتصاف للإمام أحمد بن المنير السكندري ت 683 هـ بهامش الكشاف للزمخشري ط دار الريان للتراث سنة 1407 هـ ط ثالثة .
11. أنوار التنزيل وأسرار التأويل للإمام البيضاوي عبد الله بن عمر ت685هـ ط دار الجيل بيروت .
12. بحوث في أصول التفسير للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ط المكتب الإسلامي بيروت .
13. بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية ط : مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة المكرمة - الطبعة الأولى ، 1416 - 1996
14. البداية والنهاية للإمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير ت 774هـ ط مكتبة المعارف 1401 هـ
15. بدع التفاسير للشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري ط مكتبة القاهرة 1385هـ .
16. البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794 هـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ط البابي الحلبي .
17. بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز لمجد الدين الفيروزآبادي ت817 هـ ط المكتبة العلمية بيروت .
18. تاج العروس من جواهر القاموس للإمام ( محب الدبن أبى الفضل السيد محمد المرتضى الحسينى الواسطي الزبيدي الحنفي نزيل مصر ت 1205 هـ ) ط المطبعة الخيرية بجمالة مصر 1306 هـ 0
19. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي ط دار الكتب العلمية بيروت .
20. التحرير والتنوير للأستاذ محمد الطاهر بن عاشور ت 1393هـ ط دار سحنون للنشر والتوزيع تونس .
21. تدبر القرآن تأليف سلمان بن عمر السنيدي ص 97 بتصرف كتاب البيان ط 2 سنة 1423هـ .
22. تعريف الدارسين بمناهج المفسرين للأستاذ الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ط دار القلم 1423هـ .
23. تفسير القرآن الحكيم المشتهر باسم تفسير المنار للسيد محمد شيد رضا ط دار المنار بالقاهرة سنة 1372 هـ سنة 1953 م ط ثانية 0(1/42)
24. تفسير القرآن العظيم للإمام الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير ت 774 هـ ط دار التراث العربي بدون تاريخ 0
25. تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه د. علي بن سليمان العبيد ط مكتبة التوبة 1418هـ 1998م .
26. التفسير القرآني للقرآن عبد الكريم الخطيب ط دار الفكر العربي .
27. تفسير سورة الفاتحة وست سور من خواتيم القرآن بقلم السيد محمد رشيد رضا ط1 مطبعة المنار 1353 هـ مصر .
28. التفسير والمفسرون للأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة .
29. التفسير ورجاله : للفاضل بن عاشور ط مجمع البحوث الإسلامية بمصر العدد الرابع عشر.
30. تلبيس إبليس تأليف الإمام ابن الجوزي ص 390 دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الأولى ، 1405 هـ .
31. جامع البيان في تفسير القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري ت310هـ ط دار الريان للتراث ، ودار الحديث بالقاهرة 1407 هـ .
32. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي : أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي ط الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1987 م .
33. الجواهر في تفسير القرآن للشيخ طنطاوي جوهري ط 2 البابي الحلبي 1350 هـ .
34. حاشية الصاوي على الجلالين لأحمد الصاوي المصري المالكي ت سنة 1241 هـ- ط مطبعة الاستقامة بمصر 1357هـ 0
35. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للحافظ أبي نُعَيم الأصفهاني ت 430 هـ ط مطبعة الأنوار المحمدية .
36. ديوان محمد إقبال ترجمة الصاوي شعلان ط القاهرة .
37. ديوان هاشم الرفاعي ص 196 مكتبة الإيمان المنصورة .
38. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للإمام الألوسي شهاب الدين السيد محمود الألوسي ت 1270 هـ ط دار إحياء التراث العربي ط 4 سنة 1405هـ .
39. زاد المسير في علم التفسير للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ت 596 هـ ط المكتب الإسلامي بيروت ط1 سنة 1385 هـ(1/43)
40. الزهد لابن المبارك : أبي عبد الله عبد الله بن المبارك المروزي ت181هـ ط : دار الكتب العلمية ت :حبيب الرحمن الأعظمي .
41. سنن ابن ماجة ( أبو عبد الله محمد بن يزيد القزوينى ت 275 هـ ) ط دار الحديث بالقاهرة 0
42. سنن أبي داود ( أبو داود سليمان بن شعث السجستاني الأزدي ت 257 هـ ) ط دار الكتب العلمية بيروت لبنان 0
43. سنن الترمذي ( أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ت 297 هـ ) ط دار الفكر 1408هـ 0
44. سنن الدارقطني ( على بن عمر الدارقطنى ت 385 هـ ) ط دار المحاسن بالقاهرة 1386 هـ 0
45. سنن الدارمي ( عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى السمرقندى ت 255 هـ ) ط دار الريان للتراث 1407 هـ ط أولى 0
46. السنن الكبرى للبيهقي ( أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ) ط دار الفكر بدون تاريخ .
47. سنن النسائي ( أحمد بن شعيب النسائي ت 303 هـ ) بشرح السيوطي وحاشية السندي ط دار الكتب العلمية بيروت 0
48. الشخصية اليهودية من خلال القرآن الكريم للدكتور صلاح الخالدي ط دار القلم .
49. شعب الإيمان للبيهقي ط دار الكتب العلمية 1410 هـ ط أولى .
50. صحيح البخاري ط دار الكتب العلمية بيروت لبنان .
51. صحيح مسلم بشرح النووي ( الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري ت 261 هـ ) دار إحياء الكتب العربية بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي
52. الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة للإمام ابن قيم الجوزية ط : دار العاصمة - الرياض ، الطبعة الثالثة ، 1418 - 1998 ، تحقيق : د. علي بن محمد الدخيل الله .
53. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني ت 1255 هـ ط 1 البابي الحلبي سنة 1350
54. فقه السنة للشيخ سيد سابق .
55. فهمُ القرآنِ ومعانيهِ لأبي عبدِ الله الحارثِ بن أسدِ بنِ عبدِ اللهِ المحاسبيِّ ت 243هـ ط 2 دار الكندي , دار الفكر بيروت 1398 هـ(1/44)
56. الفوائد لابن القيم ط : دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الثانية ، 1393 - 1973.
57. في ظلال القرآن لسيد قطب ت 1966م دار الشروق سنة 1407 هـ - ط 13
58. القاموس المحيط لمجد الدين الفيروز آبادي ط المكتبة التجارية الكبرى ط5 0
59. قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام ط دار المعرفة بيروت .
60. قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل : للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ط 2 دار القلم دمشق 1409هـ .
61. القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد للإمام محمد بن علي بن محمد الشوكاني - بتحقيق : عبد الرحمن عبد الخالق ط : دار القلم - الكويت - الطبعة الأولى ، 1396 هـ .
62. الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لمحمود بن عمر الزمخشري المعتزلي ت 528 هـ ط دار الريان للتراث سنة 1407 هـ ط ثالثة 0
63. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة ط دار الفكر .
64. لسان العرب لجمال الدين بن منظور ( 711 هـ ) 0 ط دار المعارف بدون تاريخ 0
65. مبادئ أساسية في فهم القرآن لأبي الأعلى المودودي ترجمة خليل حامدي ط دار القلم بالكويت ط 3 سنة 1391 هـ…
66. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي ط دار الكتاب العربي بيروت 1402 هـ .
67. مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ط الرياض .
68. مختار الصحاح للإمام محمد بن أبى بكر بن عبد القادر الرازي ط دار مصر للطباعة .
69. مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه للدكتور عدنان زرزور ط دار القلم دمشق 1416هـ .
70. المرأة في القصص القرآني إعداد أحمد محمد الشرقاوي ط دار السلام بالقاهرة ط2- 1424هـ .
71. مرتكزات الخطاب الدعوي للأستاذ/ عبد الله الزبير عبد الرحمن، ط كتاب الأمة ، العدد (56) .
72. المستدرك على الصحيحين للإمام أبى عبد الله الحاكم النيسابوري ت 405 هـ وفى ذيله تلخيص المستدرك للإمام شمس الدين الذهبي ت 848 هـ ط دار الكتب العلمية .(1/45)
73. مسند الإمام أحمد بن حنبل ط المكتب الإسلامي بدون تاريخ ، ط دار المعارف بتحقيق أحمد شاكر 1957 م ، وطبعة مؤسسة قرطبة القاهرة بتعليق الشيخ شعيب الأرناؤوط .
74. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للعلامة أحمد بن محمد بن على المقري الفيومي ت 770 هـ ، ط المكتبة العلمية بيروت .
75. معالم التنزيل للبغوي الحسين بن مسعود ت 516هـ ط دار الكتب العلمية بيروت .
76. معالم في الطريق للأستاذ سيد قطب ط دار الشروق بالقاهرة .
77. المعجم الكبير للطبراني ط دار البيان العربي ط 2 بدون تاريخ 0
78. معركة الوجود بين القرآن والتلمود : للدكتور عبد الستار فتح الله سعيد دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة .
79. مفاتيح للتعامل مع القرآن للدكتور صلاح الخالدي ص 144 ط دار القلم دمشق ط /4 سنة 1436 هـ
80. المفردات للراغب الأصفهاني ت 502هـ ط دار المعرفة بيروت بدون تاريخ .
81. مقدمة التفسير لابن تيمية ط المكتب الإسلامي .
82. مناهل العرفان في علوم القرآن للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ط دار الفكر 0
83. منهج الشيخ سعيد حوى في كتابه الأساس في التفسير " رسالة تخصص - بجامعة الأزهر - كلية أصول الدين بالمنصورة -- نوقشت سنة 1994 إعداد أحمد محمد الشرقاوي.
84. موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان للهيثمى ط دار الثقافة العربية بدمشق 1416 هـ ط1 .
85. الموافقات للإمام الشاطبي ط دار ابن عفان بالسعودية الطبعة الأولى 1417 هـ
86. الموطأ للإمامِ مالك - برواية الإمام محمَّد بن الحَسَن طبعة دار القلم بدمشق، الطبعة الأولى 1413 هـ -
87. النبأ العظيم للأستاذ الدكتور محمد عبد الله دراز ط 1389 هـ ، 1969 م مطبعة السعادة .
88. نبذ من مقاصد الكتاب العزيز للعز بن عبد السلام ت660هـ بتحقيق عبد الرزاق الشوا توزيع مكتبة الغزالي دمشق .
89. نحو تفسير موضوعي للشيخ محمد الغزالي ط دار الشروق .(1/46)
90. نشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف تأليف : محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن عبد الله اليمني الشافعي ت786هـ 1/57 ط : دار المنهاج - جدة - الطبعة الأولى ، 1997 .
91. نظرية الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم من خلال الأساس في التفسير للشرقاوي مستلٌ من رسالة منهج الشيخ سعيد حوى في كتابه الأساس في التفسير على موقع صيد الفوائد وملتقى أهل التفسير .
92. وفيات الأعيان لابن خلِّكان أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ت 681 هـ ط مطبعة النهضة المصرية 1367هـ .
المؤلف في سطور
* الاسم : أحمد بن محمد الشرقاوي سالم
* تاريخ ومكان الميلاد : ولد في مصر بمحافظة الشرقية غرة ذي الحجة سنة 1388هـ الموافق 21/2/1968 م
المؤهلات العلمية
* حصل على درجة الإجازة العالية في التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر سنة 1411 هـ الموافق سنة 1990 م بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف .
* حصل على جائزة الطالب المثالي لجامعة الأزهر عام 1411 هـ الموافق 1990 م
* حصل على درجة التخصص الماجستير في التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين جامعة الأزهر سنة 1419هـ الموافق سنة 1998 م بمرتبة الشرف الأولى وكان موضوعها "المرأة في القصص القرآني " دراسة موضوعية مقارنة 0
* حصل على درجة العالمية " الدكتوراه " في التفسير وعلوم القرآن من كلية أصول الدين جامعة الأزهر سنة 1419هـ الموافق سنة 1998 م بمرتبة الشرف الأولى وكان موضوعها "المرأة في القصص القرآني " دراسة موضوعية مقارنة 0
* رقي إلى درجة أستاذ مشارك بتاريخ 6/3/1424 هـ الموافق 7/5 / 2003م .
* شارك في العديد من الدورات العلمية والدعوية .
العمل الحالي
* أستاذ مشارك بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية جامعة الأزهر- قسم التفسير وعلوم القرآن ، و كلية التربية للبنات بالقصيم .
* درَّس في العديد من كليات جامعة الأزهر .(1/47)
* أشرف على العديد من البحوث والرسائل العلمية .
* كما درَّس العديد من المواد التخصصية والمنهجية في مرحلة الدراسات العليا .
البحوث والمؤلفات:
كتب وأبحاث منشورة
1. المرأة في القصص القرآني ط دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع 2000م
2. فصل المقال في إمامة النساء للرجال . نشر على العديد من المواقع على شبكة الانترنت
3. مناهج المفسرين مكتبة الرشد بالرياض 1425هـ كتاب مقرر على كليات البنات بالمملكة العربية السعودية .
4. مدخل إلى الثقافة الإسلامية مكتبة الرشد بالرياض 1425هـ كتاب مقرر على كليات البنات بالمملكة العربية السعودية .
5. الصبر عند فقد الولد ط دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع ط 3
6. صلاة الاستخارة فضلها وأحكامها ط دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع ط6
7. المنهل القدسي في فضائل آية الكرسي توزيع دار السلام بالقاهرة
8. المقصد السني تفسير آية الكرسي . توزيع دار السلام بالقاهرة
9. يتيمة الدهر في تفسير سورة العصر . توزيع دار السلام بالقاهرة
10. تأملات في قصة أصحاب الكهف حولية كلية أصول الدين جامعة الأزهر
11. منهج الشيخ سعيد حوى في كتابه الأساس في التفسير "رسالة التخصص الماجستير" طبع الجزء الأول منها بمطبعة الفردوس بالزقازيق .
12. نظرية الوحدة الموضوعية في القرآن الكريم من خلال الأساس في التفسير .
13. نظرات في علوم القرآن مطبعة الفردوس بالزقازيق .
14. موقف الإمام الشوكاني في تفسيره من المناسبات منشور بمكتبة التفسير بملتقى أهل التفسير. و حولية كلية أصول الدين جامعة الأزهر
15. أوراق متناثرة في مناهج المفسرين المعاصرة مطبعة الفردوس بمصر .
16. اختلاف المفسرين أسبابه وضوابطه .
17. الوسيط في تاريخ التشريع والفقه الإسلامي ط مكتبة الصميعي بالرياض .
18. التوثيق القرآني لغزوة الخندق بحثٌ مقدم لملتقى غزوة الخندق بالمدينة المنورة .
كتب وبحوث مُعدَّة للطبع .
19. حقوق المرأة في السنة النبوية .(1/48)
20. أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة .
كتب وبحوث جارٍ إعدادها .
21. غثاء السيل !
22. بيت في الجنة .
23. 70 فائدة من قصة الإفك .
24. تأملات في قصة موسى والخصر .
25. منهج القرآن في بناء الأسرة
* العديد من هذه البحوث منشورة على ملتقى أهل التفسير وملتقى أهل الحديث وعضو بملتقى أهل القرآن وملتقى الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه وموقع صيد الفوائد وموقع لها أون لاين وموقع طريق الإسلام وموقع أم الكتاب وموقع مشكاة وغيره وعلى العديد من المنتديات .
عنوان صفحته على شبكة الانترنت
http://saaid.net/Doat/sharkawe/1.htm
الأنشطة العلمية والاجتماعية :
* شارك في مؤتمر الثقافة الإسلامية بالإحساء 23 شوال 1426هـ بورقة عمل عن : " الثقافة الإسلامية وقضايا المرأة " .
* شارك في المؤتمر التأسيسي للمنظمات التطوعية في العالم الإسلامي .باسطنبول بورقة عمل حول " سبل النهوض بالعمل الخيري " . 1425هـ
* شارك في المؤتمر العالمي لمناهج المفسرين وشراح الحديث بماليزيا . 1427هـ
* عضو الجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه وشارك في اجتماعاتها وندواتها .
* عضو مؤسس في الاتحاد العالمي للمنظمات الإسلامية التطوعية .
* عضو هيئة علماء الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة بمصر من 2000 وحتى تاريخه 0
* من المعنيين بتاريخ التفسير ومناهجه .
* من المعنيين بقضايا المرأة والأسرة المسلمة .
* من المهتمين برد الشبهات المثارة حول الإسلام بوجه عام .
* كتب العديد من المقالات المتنوعة في الصحف والمجلات العربية وعلى بعض المواقع الإسلامية على شبكة الانترنت .
1 - سورة فصلت 41 ، 42
2 - الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي 1 / 27(1/49)
3 - وهذا البحث الذي بين يديك أيُّها القارئ الكريم استلهمتُ فكرتَه من محاور المؤتمر العالمي الذي ينعقد بعون الله تعالى وتيسيره في بلدةٍ من بلادنا الحبيبة جمعتْ بين جمالِ الطِّباعِ والطبيعةِ ، بين عَبَقِ التاريخِ وعبيرِ الحاضِرِ ونسيمِ المستقبلِ ، فأحببناها قبل أن ننعم بِرُؤَياهَا ، وقديما قال شاعرٌ حكيم : " والأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العينِ أَحْيَانا . إنها دولةُ ماليزيا ، التي تستضيفُ هذا المؤتمر العالمي في رحاب جامعتها العلمية الرائدة : الجامعة الإسلامية العالمية ، تلكُمُ الجامعةُ التي جمعت بين الأصالةِ والمعاصَرَة ، وَمَزَجَتْ بين علوم الدنيا وعلومِ الآخرة ، علومِ الشريعةِ والحياةِ تطبيقًا لقول الحق جلَّ في عُلاه ( ????????????? ??????? ??????????? ?????? ????????? ???????????? ????? ?????? ?????????? ???? ?????????????? ،. ( . (سورة القصص : 77 ) . ولقد ذهبت إلى هذا المؤتمر على نفقتي الخاصة وسعدت بلقاء نخبة من أساتذة التفسير وعلوم القرآن الذين جاءوا من بلادٍ عديدة ، وجمعتني بهم أوقاتٌ طيبة في العاصمة كوالالمبور التي طوفت فيها وزرتُ كثيرًا من معالمها ، ولولا ضيق الوقت لتجولت في بعض مدنها وقراها .(1/50)
4 - قال الإمام ُالأصفهاني : " إنَّ أشرفَ صِنَاعَةٍ يتعاطاها الإنسانُ : تفسيرُ القرآن ؛ بيانُ ذلك أن شرفَ الصِّنَاعَةِ إِمَّا بِشَرَفِ مَوْضُوعِهَا ... وَإِمَّا بِشَرَفِ غَرَضِهَا مِثْلَ صناعةِ الطبِّ ... لأن غرضَهُ إِفَادةُ الصحةِ ...وإما لشدةِ الحاجةِ إليها : كالفقهِ فإن الحاجةَ إليه أشدُّ من الحاجة إلى الطب ؛ إذ ما من واقعة من الكون ... إلا وهي مفتقرةٌ إلى الفقهِ لأنَّ بِهِ انتظامَ صلاحِ أحوالِ الدنيا والدين ، بخلافِ الطبِّ ، فإنَّهُ يحتاجُ إليهِ بعضُ النَّاسِ في بعضِ الأوقاتِ : إذا عُرِفَ ذلك فصناعةُ التفسيرِ قد حازتِ الشرفَ من الجهاتِ الثلاثِ ، أما من جهةِ الموضوع : فلأن موضوعه كلامُ الله تعالى الذي هو يَنبُوعُ كلِّ حكمةٍ ومعدنُ كل فضيلةٍ " فيه نبأُ ما قبلكُم وخبرُ ما بعدكم وحكمُ ما بينكم لا يخلَقُ على كثرةِ الرَّدِّ ، ولا تنقضي عجائبُهُ " .
وأما من جهة الغرض : فلأن الغرضَ منه هو الاعتصامُ بالعروةِ الوُثقى والوصولُ إلى السعادة الحقيقيةِ التي لا تفنى .
وأما من جهة شِدَّةِ الحاجةِ : فلأن كلَّ كمالٍ دينيٍّ أو دُنيويٍّ عاجلٍ أو آجلٍ : مفتقرٌ إلى العلومِ الشرعيةِ والمعارفِ الدينيةِ وهي متوقفةٌ على العلمِ بكتابِ اللهِ تعالى " الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/465(1/51)
5 - يراجع : جامع البيان للطبري 1/58 ، ومعالم التنزيل للبغوي 1/338 ، وقال ابن تيمية رحمه الله : فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً فلا حرج عليه ، ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه وسكتوا عما جهلوه وهذا هو الواجب على كل أحد فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى (َ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَه) (آل عمران: من الآية187) ولما جاء في الحديث المروي من طرق " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يومَ القيامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ " رواه الترمذي في السنن عن أبي هريرة ( باب ما جاء في كتمان العلم. الحديث رقم: 2787 وقال " وفي الباب عن جابر وعبد اللّه بن عمرو. حديث أبي هريرة حديث حسن " ورواه أبو داود في السنن عنه كتاب العلم باب كراهية منع العلم . حديث3658 ، وروى ابن جرير بسنده عن أبي الزناد قال : قال ابن عباس التفسيرُ على أربعةِ أوجهٍ : وجهٌ تعرفُهُ العربُ من كلامها وتفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى والله سبحانه وتعالى أعلم جامع البيان للطبري 1 / 57 ، ويراجع مقدمة التفسير لابن تيمية ص 102
6 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للإمام الشوكاني 1 /17 بتصرف وقريبٌ من ذلك ما ذكره البيضاوي في مقدمة تفسيره أنوار التنزيل وأسرار التأويل للإمام البيضاوي 1 / 3
7 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي المقدمة باب ما جاء في فضل تفسير القرآن وأهله 1 / 59
8 - زاد المسير في علم التفسير للإمام ابن الجوزي : عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي 1/4
9 - سير أعلام النبلاء للذهبي 8/67(1/52)
10 - تلبيس إبليس تأليف الإمام ابن الجوزي ص 390 ، ونشر طي التعريف في فضل حملة العلم الشريف تأليف : محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن عبد الله اليمني الشافعي ت786هـ 1/57 .
11 - فهمُ القرآنِ ومعانيهِ لأبي عبدِ الله الحارثِ بن أسدِ المحاسبيِّ ص 271
12 - جامع البيان للطبري 3/ 89 وتفسير القرآن العظيم لابن كثير 1/ 428 وفتح القدير للشوكاني 1/43 ومعالم التنزيل للبغوي 1/334 وزاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 1/334
13 - جامع البيان للطبري 1/ 65 وهذا إسناد صحيح .
14 - رواه الطبري في تفسيره 1/ 60 وسنده صحيح ، والبداية والنهاية لابن كثير 6/165 والديلم بلاد تقع جنوب أذربيجان .
15 - رواه البخاري في صحيحه - كتاب الوضوء - باب: وضع الماء عند الخلاء - الحديث رقم : 143 : ورواه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب فضائل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حديث 2477 ، واللفظ له ، وفي روايةٍ للبخاري عنه رضي الله عنهما قال : " ضمَّني رسولُ اللهِ ( وقال: (اللهمَّ علِّمْهُ الكِتَابَ ) صحيح البخاري كتاب العلم - باب: قول النبي ( : (اللهمَّ علِّمْهُ الكِتَابَ ) وعند الإمام أحمد " فقال: اللّهُمّ فَقّهْهُ في الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " رواه أحمد في مسنده قال " ثنا عبد الصمد ثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ... الحديث . وإسناده صحيح - مسند أحمد بن حنبل 1 / 335 حديث 3102(1/53)
16 - ولقد أطلق علماءُ هذا الفنَّ على هذِهِ الفتوحاتِ الإلهيةِ : " علمَ الموهبةِ " وجعلوه من أصولِ علمِ التفسير : وفي ذلك يقولُ السَُّيوطي رحمه الله : " قلتُ ولعلكَ تستشكلُ علمَ الموهبةِ وتقولُ هذا شيءٌ ليس في قدرةِ الإنسانِ وليسَ كمَا ظننتَ من الإشكالِ ، والطريقُ في تحصيلِهِ : ارتكابُ الأسبابِ الموجبةِ له من العملِ والزهدِ "، وقال الزَّرْكَشِيُّ في البرهان : " اعلم أنه لا يحصُلُ للناظرِ فهمُ معاني الوحي ولا يظهرُ له أسرارُهُ وفي قلبه بدعةٌ أو كبرٌ أو هوى أو حبُّ الدنيا أو وهو مُصِرٌّ على ذنبٍ أو غير متحققٍ بالإيمانِ أو ضعيفُ التحقيقِ أو يعتمدُ على قولِ مُفَسِّرٍ ليس عنده علمٌ أو راجعٌ إلى معقولِهِ ، وهذه كلُّهَا حُجُبٌ وموانعُ بعضُها آكدُ من بعض " الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2 / 479 ، والبرهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 180
17 - صحيح مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها ?باب جامع صلاة اللّيل ، ومن نام عنها أَو مرض حديث 1341
18 - الموافقات للشاطبي 3 / 338 ، ونحو هذا ما ذكره ابن تيمية رحمه الله في مقدمة تفسيره كما في مجموع الفتاوى 19/200 .
19 - تدبر القرآن تأليف سلمان بن عمر السنيدي ص 97 .
20 - معالم في الطريق للأستاذ سيد قطب تحت عنوان جيل قرآني فريد ص 8 بتصرف .
21 - تدبر القرآن تأليف الأستاذ سلمان بن عمر السنيدي ص 97.(1/54)
22 - قال ابن القيم رحمه الله : " قاعدة جليلة : إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوتِهِ وسماعه ، وأَلْقِ سمعَك واحضُرْ حضورَ من يخاطبُهُ بِهِ من تكلَّم به سبحانه منه إليه ؛ فإنه خطابٌ منه لك على لسانِ رسولهِ قال تعالى(? ?????? ? ??????? ?????????? ????? ????? ????? ??????? ????? ???????? ?????????? ?????? ??????? ???? .(( سورة ق ) وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفا على مؤثِّر مقتضٍ ومحلٍّ قابلٍ وشرطٍ لحصولِ الأثرِ وانتفاءِ المانعِ الذي يمنع منه تضمنتْ الآيةُ بيانَ ذلك كلِّه بأوجزِ لفظٍ وأبينِِهِ وأدلِّه على المراد فقوله ( ?????? ? ??????? ?????????? ( أشار إلى ما تقدم من أول السورة إلى هاهنا وهذا هو المؤثِّرُ وقوله ( ????? ????? ????? ??????? ( فهذا هو المحل القابل والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله ، كما قال تعالى ( ???? ???? ??????? ?????? ???????????? ???????? ???? ?????????? ??? ????? ??????? ?????????? ?????????? ????? ???????????????? ???? ( أي حي القلب وقوله ( ????? ???????? ?????????? ( أي وجَّه سمعَه وأصغى حاسَّةَ سمعِهِ إِلى ما يقالُ لَهُ ، وهذا شرطُ التأثُّرِ بالكلامِ ، وقوله ( ?????? ??????? ( أي شاهدُ القلبِ حاضرٌ غيرُ غائبٍ ... " الفوائد لابن القيم ص 3 .
23 - أخلاق حملة القرآن للآجري 40 بتصرف .
24 - شعب الإيمان للبيهقي 2 / 409 وحلية الأولياء لأبي نعيم 7/272 والزهد لابن المبارك ص 399 برقم 1113 .
25 - وفي هذا يقول الشيخ عبد الرحمن الميداني رحمه الله : " على متدبِّر كتاب الله تعالى أن يضع في اعتباره الأمور التالية :
الأول : تَصَوُّرُ العصرِ الإسلاميِّ الأولِ ، وواقعِ حالِ الذينَ كانت تتنَزَّلُ عليهم الآياتُ القرآنيةُ لتعليمِهِم وتوجيهِهِم وتربيتِهِم ، ويدخل في هذا تَصَوُّرُ بيئتهم العامة ، ومفاهيمهم التي كانت سائدة بينهم بوجه عام .(1/55)
الثاني : تَصَوُّرُ الحالة النفسية والفكرية والاجتماعية التي كانوا عليها حين نزول الآيات الموضوعة للدراسة ، وذلك بشكل خاصٍّ .
الثالث : تَصَوُّرُ الظرفين الزماني والمكاني اللَّذين أنزلت فيهما الآيات . " قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل - للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ص 53 .
26 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 1 / 27 .
27 - مبادئ أساسية لفهم القرآن للمودودي ص 52.
28 - وَصَدَقَ مَن قَالَ : مَلَكْنَا هذهِ الدُّنيا قُرونا ** وَأَخْضَعَهَا جُدُودٌ خالدونَ
وَسَطَّرْنَا صحائفَ مِنْ ضياءٍ ** فَمَا نَسِيَ الزمانُ وما نَسِينَا
وما فَِتئَ الزمانُ يدورُ حتى ** مَضَى بَالمجْدِ قومٌ آخرونَ
وأصبحَ لا يُرَى بالمجدِ قَومِي ** وَقَدْ عَاشُوا أَئِمَّتَهُمْ سِنِينَ
وآَلَمَني وَآَلَمَ كُلَّ حُرٍّ ** سُؤالُ الدهرِ : أين المسلمونَ ؟
تُرَى هَلْ يَرْجِعُ الماضِي فَإِنِّي ** أَذُوبُ لذلك الماضي حَنِيناً !
َفهَاتُوا لِي مِنَ الإيمانِ نورًا ** وَقَوُّوا بينَ جَنْبَيَّ اليقينَ .
ديوان هاشم الرفاعي ص 196
29 - وما أصدقَ قولَ الشاعرِ محمد إقبال رحمه الله وهو يَصُوغُ هذه المعاني في هذه الأبيات :
لَوْ يَمَسُّ التوحيدُ فكرًا نقيا وضَمِيرًا حيًّا وَقَلْبًا أَبِيًّا
لأَحَالَ الخُمُولَ والضَّعْفَ إِيمَانًا وَعَزْمًا يغْزُو نُجُومَ الثُّرَيَّا .
فَأَيْنَ جَحَافِلُ الأَبْطَالِ مِنَّا يُضِئُ مَسِيرَهَا للسَّالِكِينَ
وَتَغْبِطُهَا شُعُوبٌ أَرْهَقَتْهَا بِالاستبدادِ أَيْدِي الظَّالمِينَ ؟
ديوان محمد إقبال ترجمة الصاوي شعلان(1/56)
30 - ولقد أشار بعض المفسرين إلى ضرورة مراعاة مقاصد القرآن وجعلِها زادا ونبراسا : يقول الطاهر ابن عاشور في مقدمة تفسيره : " ... فمرادُ اللهِ مِنْ كِتَابِهِ هُوَ بيانُ تَصَارِيفِ مَا يَرْجِعُ إِلَى حِفْظِ مَقَاصِدِ الدينِ وقد أُودِعَ ذلك في ألفاظِ القرآنِ التي خاطَبَنَا بها خِطَابًا بَيِّنًا وَتَعَبَّدَنَا بِمَعْرِفَةِ مُرادِهِ والاطلاعِ عليه فقال : ( ????????? ??????????????? ????????? ??????????? ??????????????????? ????????????? ????????????????? ?????????? ???????????????? ???? ( . (سورة ص) ، ثم ذكر رحمه الله ثمانية مقاصد رئيسية لنزول القرآن وهي : الأول : إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح . وهذا أعظم سبب لإصلاح الخلق : والثاني : تهذيب الأخلاق ، والثالث : التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة ... ، والرابع : سياسة الأمة : وهو باب عظيم في القرآن القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها ، والخامس : القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسِّي بصالح أحوالهم ... ، السادس : التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها وذلك علم الشرائع وعلم الأخبار ... ، السابع : المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير وهذا يجمع جميع آيات الوعد والوعيد وكذلك المحاجة والمجادلة للمعاندين وهذا باب الترغيب والترهيب ، الثامن : الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول ( ؛ إذ التصديق يتوقف على دلالة المعجزة بعد التحدي ... هذا ما بلغ إليه استقرائي ... " . إلى أن قال : " فَغَرَضُ المفسِّر : بيانُ ما يصل إليه أو ما يقصده من مُرَادِ اللهِ تعالى في كتابِهِ بِأَتَمِّ بَيانٍ يَحْتَمِلُهُ المعنى ولا يأباهُ اللفظُ مِنْ كلِّ ما يوضِّحُ المرادُ من مقاصدِ القرآنِ أو ما يتوقفُ عليه فهمُهُ أكملَ فهمٍ أو يخدمُ المقصدَ تفصيلا وتفريعا ، ... مَعَ إِقَامَةِ الحُجَّةِ على ذلك إن كان به خَفَاءٌ أو لتوقُّعِ مُكَابَرَةٍ(1/57)
منْ مُعَانِدٍ أَوْ جَاهِلٍ ، فلا جَرَمَ كان رائدُ المفسِّرِ في ذلك أن يعرفَ على الإجمالِ مقاصدَ القرآنِ مِمَّا جَاءَ لأجلِهِ ويعرفَ اصطِلاحَهُ فِي إِطْلاقِ الألفاظِ " التحرير والتنوير المقدمة 1 / 19 ، 20 بتصرف ويقول الأستاذ سيد قطب : " إنما جاء القرآنُ ليكون منهاجَ حياةٍ ، منهاجًا إلهيًّا خالصًا .... إن هَدَفَنَا الأولَ : أن نعرفَ : ماذا يريدُ منا القرآنُ أن نعملَ ؟ ما هو التصورُ الكليُّ الذي يريدُ منا أن نتصورَ ؟ كيف يريدُ القرآنُ أن يكونَ شعورُنَا بالله ؟ كيف يريدُ أن تكونَ أخلاقُنا وأوضاعُنا ونظامُنا الواقعيُّ في الحياةِ ؟ " معالم في الطريق ص 15 تحت عنوان جيل قرآني فريد .
31 - راجع رسالة : " منهج الشيخ سعيد حوى في كتابه الأساس في التفسير " رسالة علمية - بجامعة الأزهر - كلية أصول الدين بالمنصورة -- نوقشت سنة 1994 م ونال بها المؤلف [أحمد الشرقاوي] درجة التخصص الماجستير . ويراجع بحث : نظرية الوحدة الموضوعية من خلال الأساس في التفسير مستلٌ من رسالة منهج الشيخ سعيد حوى في كتابه الأساس في التفسير على موقع صيد الفوائد وملتقى أهل التفسير ، وقريبٌ من ذلك ما ذكره الأستاذ الدكتور عدنان زرزور في المدخل عن مقاصد القرآن قال : "إقامةُ الشخصيةِ الإسلاميةِ ، وبناءُ أمةٍ لها خصائصُهَا ومميزاتُها ، وإنشاءُ جيلٍ على قواعدَ من التربيةِ الربانيةِ تجعلُهُ صورةً ناطقةً عن الحقِّ الذي نَزَلَ به القرآنُ ... " مدخل إلى تفسير القرآن وعلومه للدكتور عدنان زرزور ص 253 .
32 - سبق تخريجه .
33 - ولا يتسعُ المقام لعرض المزيدِ في هذا الشأن ، ومن الدراسات الموضوعية القيِّمة في هذا الشأن على سبيلِ المثال لا الحصر : الشخصية اليهودية من خلال القرآن الكريم للأستاذ الدكتور صلاح الخالدي ، ومعركة الوجود بين القرآن والتلمود للأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد .(1/58)
34 - بحوث في أصول التفسير للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ص 244.
35 - مبادئ أساسية في فهم القرآن لأبي الأعلى المودودي ص 49 :51 ، ويراجع ما ذكره السيوطي في هذا المعنى الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين عبد الرحمن السيوطى 2 / 128 وما ذكره الدكتور محمد عبد الله دراز في كتابه النبأ العظيم للأستاذ ص 153 ، 154 كما يراجع بحثي موقف الإمام الشوكاني في تفسيره من علم المناسبات على ملتقى أهل التفسير وموقع الجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه .…
36 - رواه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن باب: كيف كان نزول الوحي ، وأول ما نزل حديث 4696 ورواه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان ?باب وجوب الإِيمان برسالة نبيّنا محمد ( إِلى جميع الناس ونسخ الملل بملة الإسلام حديث 239 -(152) .
37 - الإعجازُ العلميُّ : إخبار القرآن الكريم بحقيقةٍ أثبتها العلمُ ، وثبتَ عدمُ إمكانية إدراكها بالوسائل المتاحة في زمن نزولِ القرآن ، مما يدلُّ على صدق الرسولِ ( فيما بلَّغَ عن الله ، أما التفسيرُ العلمي فهو أعم من إبرازِ الإعجاز لأنه يعني تفسير القرآن الكريم في ضوء العلوم التجريبية .
38 - كما ذكر الشيخ محمد الغزالي في كتابه نحو تفسير موضوعي ص292 ط دار الشروق وقد تعقبتُه هو وعبد الكريم الخطيب الذي تبنى هذا الرأي في كتابه التفسير القرآني للقرآن 19/245 ط دار الفكر العربي في كتابي أوراق متناثرة في مناهج التفسير المعاصرة ص 100 كما ناقشتُ هذه القضية في كتابي المرأة في القصص القرآني 2/528 .(1/59)
39 - راجِع بحثي : اختلاف المفسرين أسبابه وضوابطه ص 31 حيث ذكرت من أسباب اختلاف المفسرين تنوع ثقافة كل مفسر وضربت مثالا على ذلك بتفسير الطبري والقرطبي لقوله تعالى ( ????????????? ?????????????? ??????????????? ?????????????? ?????????? ???????????? ??? ??? ????????????? ??? ( (سورة النحل ) حيث سبق المفسرون عصرهم وتجاوزوا حدود هذه الدنيا الفانية ليحدثونا عن نعيم الجنة وما فيه من مراكب عجيبة خلقها الله عز وجل ليستمتع بها أهل الجنة ، وهذا التفسير لا يتعارض مع مخترعات العصر الحديث من مراكب متنوعة كالقاطرات والحافلات والطائرات والغواصات والمراكب الفضائية وغيرها : اختلاف المفسرين أسبابه وضوابطه للمؤلف بحولية كلية أصول الدين والدعوة عدد18 سنة 1426هـ وعلى موقع صيد الفوائد وملتقى أهل التفسير والعديد من المواقع الإسلامية .
40 - البيتُ لابن المعتزِّ ، والأَحَادِيثُ القِصَارُ : الجامِعَةُ المُفِيدَة ، تاج العروس 1 / 3406
41 - الزُّعاقُ وهو الشديد الملوحة - مختار الصحاح ص 280
42 - البرهان في علوم القرآن 1 / 16.(1/60)
43 - وهذه القواعدُ يمكنُ الرجوعُ إليها واستخلاصُها من القرآنِ الكريمِ فهو المصدرُ الأولُ للتفسير ، فالقرآنُ يفسرُ بعضُهُ بعضًا ، ثم من السنةِ وهي الشارحةُ للقرآن ، ثم بالرجوعِ إلى أقوالِ الصحابةِ والتابعين ، فلهم القدمُ الراسخُ في فهمِ كتابِ الله تعالى واستنباطِ أحكامِهِ واستخلاصِ دُرَرِهِ ، إضافةً إلى كتبِ أصولِ الفقهِ واللغةِ فهي من المصادر الأساسية في استمداد القواعد واستخلاصِها ، كذلك الرجوعُ إلى كتب التفسيرِ وجمعِ القواعدِ الواردةِ في مقدماتِهَا أو المبثوثةُ في ثناياها ، فضلا عن الرجوعِ إلى كُتُبِ علومِ القرآنِ فقد حَوَتْ الكثيرَ والكثيرَ من تلك القواعدِ المهمةِ ، كذلك الرجوعُ إلى الكتبِ التي تناولتْ مناهجَ المفسرين ، واتجاهاتِهِمْ في التفسيرِ . ومن الكتب التي اشتملت على جملة من القواعد :
* إيثار الحق على الخلق لابن الوزير : محمد بن إبراهيم الوزير اليماني ت 840هـ حيث عقد فصلا كاملا بعنوان : الإرشاد إلى طريق المعرفة لصحيح التفسير .
* التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي : محمد بن سليمان ت 879هـ .
* القواعد الحسان لتفسير القرآن : للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ت 1376هـ وقد اشتمل مع قواعد التفسير على جملة من الفوائد واللطائف المعينة على فهم كتاب الله تعالى واستخلاص الحكام والعبر .
* أصول التفسير وقواعده للشيخ خالد بن عبد الرحمن العك : وقد أورد عديدا من القواعد إلى جانب تناول بعض موضوعات علوم القرآن .
* قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ، وقد ضمَّنه العديد من القواعد إلى جانب الفوائد التي نقلها عمن سبقه أو استخلصها من خلال تدبره لكتاب الله تعالى ومعرفته باللغة العربية .(1/61)
* قواعد التفسير : جمعا ودراسة : للشيخ خالد بن عثمان السبت ، وهذا الكتاب من أجمع الكتب في هذا الباب ، حيث اشتمل هذا الكتاب الذي يقع في مجلدين على 380 قاعدة منها 280 قاعدة أصلية ـ و100 قاعدة تبعية تقريبا ، استنبطها من بطون كتب الأصول واللغة والتفسير .
* قواعد الترجيح بين المفسرين للشيخ الدكتور حسين الحربي ، وهو دراسة لقواعد الترجيح من خلال جامع البيان للطبري والمحرر الوجيز لابن عطية وأضواء البيان للشنقيطي .
* تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه د. علي بن سليمان العبيد وَحَوَى جملةً من القواعد المهمة .
* اختلاف المفسرين أسبابه وضوابطه للمؤلف : ذكرتُ فيه سبعةَ عشرَ سببًا من أسبابِ اختلافِ التنوعِ وبينت فيه ضوابطَ الاختلافِ كما بينت فيه أسباب الاختلاف المذموم اختلاف التضاد وضوابط التعاملِ معه .
وقواعد التفسير يمكن الرجوع إليها أيضا : في بعض مقدمات كتب التفسير ويمكن استخراجها من ثناياها ، ومن كتب علوم القرآن وأصول التفسير ، فضلا عما يمكن جمعه من كتب أصول الفقه ومقاصد التشريع والقواعد الفقهية وكتب اللغة .
39 - سنن الدارمي باب ما أعطي النبي ( من الفضل 1/ 38 ، وشعب الإيمان 1/170 والمعجم الكبير للطبراني 11/239 .
45 - رواه مسلم في صحيحه من حديث أم سلمة رضي الله عنها صحيح مسلم كتاب الفضائل باب إثبات حوض نبينا ( وصفاته 4/1795 حديث 29- (2295) .
46 - الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله 4 / 1276 .(1/62)
47 - من بين هذه الوجوه وأهمها: خطاب العام ، والخاص ، وخطاب الجنس ، والنوع ، والعين ، وخطاب المدح ، والذم ، وخطاب الكرامة ، والإهانة ، وخطاب الجمع بلفظ الواحد ، وخطاب الواحد بلفظ الجمع ، وخطاب الواحد والجمع بلفظ التثنية، وخطاب الاثنين بلفظ الواحد، وخطاب العين المراد به غيره ، وخطاب التلون :الالتفات وهو على ثلاثة أوجه) وخطاب الاعتبار، وخطاب الجمادات وخطاب العقلاء ، وخطاب التهييج، وخطاب الإغضاب، وخطاب التحريض، وخطاب التنفير، وخطاب التحنُّن، والاستعطاف ، وخطاب التحبيب ، وخطاب التعجيز ، وخطاب التحسير ، وخطاب التكذيب، وخطاب التشريف ... راجع بصائر ذوي التمييز ، 1/ 108-110 ، والبرهان في علوم القرآن للزركشي ، 2 / 217 : 252.
48 - يمكن الرجوع في هذا الموضوع إلى مرتكزات الخطاب الدعوي للأستاذ/ عبد الله الزبير عبد الرحمن كتاب الأمة .
49 - مسند الإمام أحمد 4/103 ورواه الحاكمُ في المستدرك 4 / 477 وقال : " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 6 / 7 وقال : " رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح " ورواه البيهقي في السنن الكبرى عنه 9/181.
50 - اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري للدكتور فهد الرومي 3/1170
51 - الوَرِيقةُ الشجرة الحسنة الوَرَقِ : لسان العرب 10 / 374
52 - مفاتيح للتعامل مع القرآن للدكتور صلاح الخالدي ص 144(1/63)
53 - قال الخالديُّ : " ونعني بالتجديد في التفسير : التجديدَ الصحيحَ السليمَ ، المنضبطَ بالضوابطِ العلميةِ ، الملتزمَ بالأسسِ المنهجية ، التجديدَ القائمَ على الإبداع والتحسين والجِدة ، والاستفادة من العلوم والمعارف والثقافات المعاصرة ، وتوسيع أبعاد معاني الآيات القرآنية ، وتنزيلها على الواقع الذي تعيشه الأمة ، والعمل على حلِّ مشكلات الأمة ، على هدي حقائق القرآن الكريم ، ولا نعني بالتجديد الخروج على القواعد والضوابط والأسس العلمية المنهجية ، والانفلات والفوضى ، والقولِ في القرآنِ بدونِ علمٍ وتحريفِ معاني الآياتِ ودلالاتِهَا لتوافقَ أهواءَ ومقررات الغربيين أو الشرقيين المخالفة لكتاب الله تعالى "تعريف الدارسين بمناهج المفسرين للأستاذ الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ص 45 بتصرف .
54 - قال السيد رشيد رضا نقلا عن الشيخ محمد عبده : " وإذا ما وزنَّا ما في عقولِنَا من الاعتقاد بكتاب الله تعالى من غير أن نُدْخِلَهَا أولا فيه : يظهرُ لنا كونُنَا مهتدينَ أو ضالين ، وأما إذا أدخلنا ما في عقولنا في القرآن وحشرناها فيه أولا : فلا يمكنُنَا أن نعرفَ الهدايةَ من الضلالِ ، لاختلاطِ الموزون بالميزان فلا يُدرى ما هو الموزونُ به ، أُرِيدُ أن يكونَ القرآنُ أصلا تُحْمَلُ عليه المذاهبُ ، لا أن تكون المذاهبُ أصلا والقرآنُ هو الذي يُحْمَلُ عليها ، ويُرْجَعُ بالتأويلِ أو التحريفِ إِليها كما جَرَى عليهِ المخَذِّلون ، وَتَاهَ فيه الظالمون " تفسير سورة الفاتحة وست سور من خواتيم القرآن بقلم السيد محمد رشيد رضا ص 54 ، ولصاحب الظلال كلامٌ طيب في هذا المقام نحيل إليه في موضعه : الظلال 2/ 807 ، والظلال 6 /3979
55 - سورة الكهف :104(1/64)
56 - ورد في لسان العرب : " ثالِثةِ الأَثافي وهي الداهيةُ العظيمة والأَمْرُ العظيم وأَصلُها أَن الرجل إِذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ ولم يجد الثالثةَ جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن " اللسان 2/121 وفي القاموس المحيط : " ورَمَاهُ بِثالِثَةِ الأَثافِي : بالشَرِّ كُلِّهِ جَعَلَ الشَرَّ أُثْفِيَّةٍ بَعْدَ أُثْفِيَّةٍ حتى إذا رَمَاهُ بالثَّالِثةِ لَمْ يَتْرُكْ منها غَايَةً " القاموس باب الفاء فصل الهمزة ص 1022
57 - قال في مقدمتِهِ " ولقد رأيتُ إخوانَنَا في الدينِ من أفاضلِ الفئةِ الناجيةِ العدليةِ الجامعينَ بين علمِ العربيةِ والأصولِ الدينيةِ كلما رجعوا إليَّ في تفسيرِ آيةٍ فأبرزتُ لهم بعضَ الحقائقِ مِنَ الحُجُبِ أفاضُوا في الاستحسانِ والتعجُّبِ ، واستطيروا شوقًا إلى مصنَّفٍ يضمُّ أطرافا من ذلك حتى اجتمعوا إليَّ مقترحين أن أُمْلِيَ عليهم الكشافَ عن حقائقِ التنزيلِ وعيونِ الأقاويلِ في وجوهِ التأويلِ : فاستعفيتُ فَأَبَوا إلا المراجعةَ والاستشفاعَ بِعُظَمَاءِ الدينِ وَعلماءِ العدلِ والتوحيدِ ، والذي حَدَانِي على الاستعفاءِ على علمِي أنهم طلبوا ما الإجابةُ إليه عليَّ واجبةٌ ؛ لأنَّ الخوضَ فيه كَفَرْضِ العينِ ما أرى عليه الزمانُ من رَثَاثَةِ أحوالهِ وركاكَةِ رجالِهِ وَتَقَاصُرِ هِمَمِهِمْ عن أدنى عددِ هذا العلمِ ، فضلا أن تترقَّى إلى الكلامِ المؤسَّسِ على علمَي المعاني والبيان " . الكشاف للزمخشري 1 / 2 .
58 - كما فعل أبو حيان في تفسيره البحر المحيط فكثيرا ما تعقَّب الزمخشريَّ وكذلك النسفيُّ تعقبه في تفسيرِهِ مداركِ التنزيل ، والإمام أحمد بن المنيَّر السكندري ت683هـ في كتابه الانتصاف من صاحب الكشاف ، وكتاب المسائل الاعتزالية في تفسير الكشاف في ضوء ما ورد في كتاب الانتصاف لابن المنيَّر عرض ونقد إعداد الشيخ صالح الغامدي .(1/65)
59 - أصول الكرخي ص 84 ، وقال أحد المتعصبين للتقليد : وهو أحمد الصاوي : داعيا إلى لزوم التمذهُبِ : " ولا يجوز تقليد ما عدا الأربعة ولو وافق الكتابَ والسنةَ وأقوالَ الصحابةِ ، فالخارجُ عن المذاهب الأربعة ضالٌّ مضلٌّ ، وربما أداهُ ذلك إِلى الكفرِ ! لأن الأخذَ بظواهرِ الكتابِ والسنةِ من أصول الكفر " . وهذا والله كلامٌ عجيبٌ ! ، - يراجع حاشية الصاوي على الجلالين لأحمد الصاوي المالكي 3/10 تفسيره لقوله تعالى ( ????? ??????????? ?????????? ???????? ???????? ??????? ?????? ???? (. وقال الشعراني في الميزان : " قال أحد المقلدين : لو وجدتُ حديثًا في البخاريِّ ومسلم لم يأخذ به إمامي لا أعمل به ! وذلك جهلٌ منه بالشريعة ، وأولُّ من يتبرأُ منه إمامُهُ . ، لأنه لو بلغه هذا الحديث وصحَّ لديه لَعَمِلَ به ". الميزان للشعراني 1/10
وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام : " من العجبِ العجابِ أن الفقهاءَ المقلِّدين يقف أحدُهم على ضعفِ مَأْخَذِ إمامِهِ ، بحيث لا يجد لضعفِه مدفعًا ، ومع هذا يقلدُه فيه ، ويترك من الكتاب والسنة والأقيسةِ الصحيحةِ لمذهبِهِ ؛ جمُودا على تقليدِ إمامِهِ ، بل يتعلَّلُ لدفع ظواهر الكتاب والسنة ، ويتأولهما التأويلات البعيدة الباطلة نضالا عن مقلَّدِهِ " قواعد الأحكام في مصالح الأنام للعز بن عبد السلام 2/135 .
60 - مجموع الفتاوى لابن تيمية 7 / 35
61 - مبادئ أساسية لفهم القرآن المودودي 48 ، 49
62 - رواه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام حديث 3221 ، والفروة : القطعة البيضاء من الأرض لا نبات فيها أو العشبُ المُصفرَّ قام عنه فأنبتت الأرض أو اخضرَّ العشبُ من تحته بقدرة الله ( .(1/66)
63 - لمزيد بيان يراجع كتابي المرأة في القصص القرآني حيث تعرضت لكثير من الإسرائيليات الباطلة والتي تقدح في عصمة آدم ونوح وإبراهيم وأيوب ويوسف وموسى وداود وسليمان عليهم السلام .
64 - وفي ذلك يقول ابن كثير في تفسيره : " ثم أخبارهم على ثلاثة أقسام: فمنها ما عَلِمْنَا صِحَّتَهُ بما دلَّ عليه الدليلُ من كتابِ اللهِ أو سُنَّةِ رسولِهِ ( ، ومنها ما عَلِمْنَا كذبَهُ بما دلَّ عليه خلافُهُ من الكتابِ والسنةِ أيضاً ، ومنها ما هو مسكوتٌ عنه فَهُوَ المأْذُونُ فِي روايتِهِ بقولِهِ ("حَدِّثُوا عَن بَني إسرائيلَ ولا حَرَجَ ". الحديث ونصه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي ( قال " بَلِّغُوا عَنِّي ولو آية ، وحَدِّثُوا عن بني إسرائيلَ وَلا حَرَجَ " رواه البخاريُّ في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب ما ذكر عن بني إسرائيل حديث 3461 .
65 - الحديث ونصه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: "كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإِسلام، فقال رسول الله (: " لا تُصَدِّقوُا أهلَ الكتابِ ولا تُكَذِّبُوهُم وقولوا : ( ???????????? ????????? ??????????? ???????? ???????????? ?????????? ???????????? ??????????????? ????????????????? ??????? ????????? ????? ??????????? ???? ( (سورة العنكبوت الآية 46) صحيح البخاري كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب قوله( "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء "حديث 7362(1/67)
66 - قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما : " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ : كَيْفَ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ، وَكِتَابُكُمُ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ ( أَحْدَثُ الأَخْبَارِ بِاللَّهِ ، تَقْرَءُونَهُ لَمْ يُشَبْ ، وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمُ الْكِتَابَ ، فَقَالُوا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً ، أَفَلاَ يَنْهَاكُمْ مَا جَاءَكُمْ مِنَ الْعِلْمِ عَنْ مُسَاءَلَتِهِمْ ، وَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْهُمْ رَجُلاً قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْكُمْ "رواه البخاري في صحيحه كتاب الشهادات باب لاَ يُسْأَلُ أَهْلُ الشِّرْكِ عَنِ الشَّهَادَةِ وَغَيْرِهَا حديث 2726 ، وقال العزُّ بنُ عبدِ السلامِ : " والغرضُ مِنَ التفسيرِ الوقوفُ على مقاصدِ القرآنِ المفيدِ للأمورِ الدينيةِ ، وأما عرفانُ العضوِ الذي ضُرِبَ بِهِ قتيلُ بني إسرائيلَ ومعرفةُ اسمِ القريةِ التي أُمِرُوا بدخولِهَا ومعرفةُ الحجرِ الذي انبجَسَ ومعرفةُ أسماءِ البلدانِ المبهمةِ ومعرفةُ أسماءِ أصحابِ الكهفِ واسمِ مَلِكِهِمْ ومدينتِهِمْ وكلبِهِمْ ... كلُّ ذلك مما لا تمسُّ الحاجةُ إليه ولا تحثُّ الضرورةُ عليه " نبذ من مقاصد الكتاب العزيز للعز بن عبد السلام ت660هـ ص 16 .
وقال الشيخ الذهبي في كتابه التفسير والمفسرون : " على أن من الخيرِ للمُفَسِّرِ أن يُعْرِضَ كُلَّ الأعراضِ عن هذه الإسرائيليات وأن يُمْسِكَ عما لا طائلَ تحتَهُ ، مِمَّا يُعَدُّ صَارِفًا عنِ القرآنِ ، وشاغلا عن التدبُّرِ في حِكَمِهِ وأحكامِهِ ، وَبَدَهِيٌّ أن هذا أحكمُ وأسلمُ ".التفسير والمفسرون للأستاذ الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله 1 / 182 ، 183 . ويراجع كتاب مناهج المفسرين للمؤلف ص 57(1/68)
67 - وفيات الأعيان لابن خلِّكان 4/250 وكشف الظنون لحاجي خليفة 1/230 وأبجد العلوم لصديق بن حسن القنوجي 2/109
68 - قال الأستاذ رشيد رضا في مقدمة المنار : " كان من سوء حظِّ المسلمين أن أكثر ما كتب في التفسير يشغلُ قارئه عن هذه المقاصد العالية ، والهداية السامية ، فمنها ما يشغله عن القرآن بمباحث الإعراب وقواعد النحو ونكت المعاني ومصطلحات البيان ، ومنها ما يصرفه عنه بجدل المتكلمين وتخريجات الأصوليين واستنباطات الفقهاء المقلدين وتأويلات المتصوفين وتعصب الفرق والمذاهب ، وبعضها يلفته عنه بكثرة الروايات وما مزجت به من خرافات الإسرائيليات ، وقد زاد الفخر الرازي صارفا آخر عن القرآن ، هو ما يورده في تفسيره من العلوم الرياضية والطبيعية وغيرها ... " تفسير المنار 1/7 .
69 - التفسير ورجاله : للفاضل بن عاشور ص 138 باختصار .
70 - تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه د. علي بن سليمان العبيد ص 97 ، 98 .
71 - البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 295 ، و وقال الراغب الأصفهاني : في مقدمة المفردات : " أن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللبن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبينه وليس نافعا في علم القرآن فقط بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته وواسطته وكرائمه وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكام ؟ ؟ وحكمهم وإليها مفزع حذاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم وما عداها وعدا الألفاظ المتفرعات عنها والمشتقات منها هو بالإضافة إليها كالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة وكالحثالة والتبن بالإضافة إلى لبوب الحنطة " المفردات للراغب الأصفهاني 1/3.
72 - بدائع الفوائد لابن القيم 3 / 538(1/69)
73 - يراجع في ذلك بحث نظرية الوحدة الموضوعية للقرآن الكريم من خلال الأساس في التفسير وبحث موقف الإمام الشوكاني في تفسيره من المناسبات للمؤلف .
74 - عني علماء هذا الفن قديما وحديثا ببيان الأقوال الشاذة والخاطئة في التفسير ومن الدراسات المفيدة في ذلك : بدع التفاسير للشيخ عبد الله محمد الصديق الغماري ، والاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم : دوافعها ودفعها للدكتور محمد حسين الذهبي .
??
??
??
??
نحو منهج أمثل لتفسير القرآن
5(1/70)