مورد الظمئان في رسم القرءان
الحمد ُلله العظيمِ الْمِنَنِ ... ومرسلِ الرُّسْلِ بأهدى سَنَنِ
ليُبْلغُوا الدَّعوة للعباد ... ويُوضِحوا مَهايِع الإرشادِ
وختم الدَّعوةَ والنُّبوءَهْ ... بخير مُرسَلٍ إلى البريه
محمدٍ ذِي الشَّرف الأَثيل ... صلَّى عليهِ اللهُ مِن رسولِ
وآله وصحبهِ الأعلامِ ... ما انْصَدَع الفجرُ عنِ الإِظلاَمِ
وبعدُ فاعلم أن أصل الرَّسْمِ ... ثَبتَ عن ذَوي النُّهى والعلمِ
جَمَعه في الصُّحف الصِّدِّيقُ ... كما أشار عُمَرُ الفاروقُ
وذاك حين قَتَلوا مُسَيلِمهْ ... وانْقَلَبتْ جيوشه مُنهَزِمه
وبعدهُ جرَّدَهُ الإمامُ ... في مُصحَفٍ لِيقتَدِي الأَناَمُ
ولا يكونُ بعدَه اضْطِراَبُ ... وكان فيما قَدْ رَأَى صَواَبُ
فقصةُ اخْتلافِهم شهيرَةْ ... كقِصَّة اليَمامَةِ الْعَسِيرَةْ
فيَنبَغِي لأجل ذا أنْ نَقتفِي ... مرسومَ ما أصَّلَه في المصْحف
ونقْتَدِي بفِعلِه وما رأى ... في جَعْلِه لمنْ يَخُطُّ مَلْجَئَا
وجاء آثار في الاِقْتِداءِ ... بصحبهِ الغُرِّ ذَوي العَلاءِ
مِنْهُنَّ ما ورد في نَصِّ الخبَرْ ... لدى أبي بكرِ الرَّضِيِّ وعُمَرْ
وخَبَرٌ جَاءَ عَلى الْعُمُومِ ... وهُو أصحاَبِيَ كالنُّجومِ
ومالكٌ حضَّ على الإِتْباَعِ ... لِفِعلهِم وتركِ الاِبتداَعِ
إذْ مَنَع السائل من أنْ يُحدِثا ... في الأُمَّهاتِ نقطَ ما قَد أُحدِثا
وإنَّما رآه للصِبْياَنِ ... في الصُّحْفِ والأَلْواَحِ لِلْبياَنِ
والأمَّهاتُ مَلْجأٌ لِلنَّاسِ ... فَمُنِعَ النَّقْطُ لِلاِلْتباسِ
ووضَعَ الناسُ عليهِ كُتُباَ ... كلٌّ يُبِينُ عنهُ كَيف كُتِباَ
أجلُّها فَاعْلَم كِتابُ الْمُقنِعِ ... فقَد أتَى فِيهِ بِنَصٍّ مُقنِعِ
والشاطِبِيُّ جاء في العَقِيلَةْ ... به وزادَ أحْرُفاً قَلِيلَةْ
وذكَرَ الشيخُ أَبو داَوُداَ ... رَسْماً بِتَنْزِيلٍ لهُ مَزِيداَ
فجِئْتُ في ذاك بهذا الرَّجَزِ ... لَخَّصْتُ مِنهُنَّ بلفظٍ مُوجَزِ
وِفقَ قراءةِ أبي رُؤَيْمِ ... أَلمدَنِيِّ ابنِ أَبي نُعيْمِ
حَسَبَما اشتَهَر في البلادِ ... بمغربٍ لِحاضِرٍ وبادِي(1/1)
وربما ذَكَرتُ بعْضَ أَحْرُفِ ... مِما تَضَمَّنَ كتابُ الْمُنصِفِ
لأنَّ ما نَقَلَهُ مَروِيُّ ... عَنِ ابنِ لُبٍّ وهُو الْقَيْسِيُّ
وشيخُه مؤْتَمنٌ جليلُ ... وهْوَ الَّذِي ضَمَّنَ إذ يَقُولُ
حدَّثَنِي عن شَيْخِه الْمَغاَمِي ... ذِي العلمِ بالتنزيلِ والأَحْكاَمِ
جَعَلْتُهُ مفَصَّلاً مُبَوَّباَ ... فَجاَءَ معْ تَحْصِيلهِ مُقَرَّباَ
وحَذْفُهُ جئتُ بِهِ مرتَّباَ ... لأَنْ يكونَ البحثُ فيهِ أَقرَباَ
وفي الذي كُرِّرَ منهُ أَكتَفِي ... بذِكْرِ ما جاَ أَوَّلاً مِنْ أحرُفِ
مُنَوَّعاً يكونُ أْو مُتَّحِداَ ... وغَيرُ ذاَ جئتُ بهِ مُقَيَّدا
وكلُّ ما قد ذَكَرُوهُ أذْكُرُ ... منِ اتِّفاقٍ أَوْ خِلافٍ أَثَرُوا
والحكمُ مُطْلَقاً بِهِ إِلَيْهِمُ ... أُشيرُ في أَحكاَمِ ما قَدْ رَسَمُوا
وكلُّ ما جاءَ بلفظٍ عَنهُماَ ... فابْنُ نَجاَحٍ مَعَ دانٍ رَسَماَ
وأَذكُرُ الَّتِي بِهِنَّ انْفَرَداَ ... لَدَى الْعِقيلةِ على ماَ وَرَداَ
وكلُّ ما لِواحِدٍ نَسَبْتُ ... فغَيرُه سَكَتَ إنْ سَكَتُّ
وإنْ أَتَى بِعكسِهِ ذكَرْتُهْ ... على الَّذِي مِن نَصِّه وجَدْتُهْ
لأَجْلِ ما خُصَّ مِنَ البياَنِ ... سَمَّيتُه بِمَورِدِ الظَّمْآنِ
مُلْتمِساً في كُلِّ ما أَرُومُ ... عَوْنَ الإِلَهِ فَهُو الْكَريمُ
بابُ اتِّفاقِهِم والاِضْطِرابِ ... في الحذفِ مِن فاَتِحَةِ الْكِتاَبِ
ولِلْجَميعِ الحذفُ في الرَّحمن ... حيثُ أَتَى في جُملة القُرآن
كَذاَكَ لا خِلاَف بين الاُمَّهْ ... في الحذف في اسْم الله والَّلهُمَّهْ
لكثرةِ الدَّوْرِ والاِسْتعماَلِ ... عَلى لِسانِ لاَفِظٍ وتاَلِ
وجاءَ أيضاً عَنهُمُ في الْعاَلَمِينْ ... وشِبْهِهِ حيثُ أتَى كاَلصَّادِقِينْ
ونَحْوِ ذُرِّيَّاتِ مَعْ آياتِ ... ومسلماتِ وكَبَيِّناَتِ
مِن ساَلِمِ الجمع الَّذي تَكَرَّراَ ... ماَ لَمْ يكن شُدِّدَ أو إِنْ نُبِراَ
فَثَبتُ ما شُدِّدَ مِمَّا ذُكِّراَ ... وفي الذي هُمِزَ منهُ شُهِّراَ(1/2)
والخلفُ في التَّأنِيثِ فِي كِليهِماَ ... وَالْحَذفُ عَن جُلِّ الرُّسومِ فِيهِماَ
وجاء في الْحَرفَينِ نحوُ الصَّادِقاتْ ... والصَّالحاتِ الصَّابراتِ القَانِتاتْ
وبعْضُهم أثْبتَ فيها الأَوَّلاَ ... وفيهما الحذفُ كثيرا نُقِلا
وأثبتَ التَّزِيلُ أُولى يابِساتْ ... رسالةَ العُقُودِ قُلْ وراسياتْ
رَجَّحَ ثَبتَه وباَسِقاَتِ ... وفي الْحَواريِّينَ معْ نَحْساتِ
أثْبَتَهُ وجاءَ ربَّانِيُّونْ ... عَنْهُ بحذفٍ مَعَ رَبَّانِيِّينْ
ثُمَّ بَناَتٍ في ثَلاَثِ كَلِماتْ ... في النحلِ والأَنعامِ معْ لَهُ البَناتْ
وفي صراطٍ خُلفُهُ وسَوْءاَتْ ... وعَنْهما رَوضاتِ قُلْ وَالْجَنَّاتْ
وبَيِّناتٍ مِنْهُ ثُمَّ فاَكِهِينْ ... كيف أتى وفي انفطارٍ كاتِبِينْ
ومقنع بآيةٌ لِلسَّائِلينْ ... وأَثْبتَ التنزيلُ أُخرى داَخِرِينْ
وبعدَ واَوٍ عَنْهُماَ قَد أُثْبِتَتْ ... لَدَى سماواتٍ بحرفِ فُصِّلتْ
وحُذِفت قَبلُ بِلاَ اضْطِرابِ ... في كُلِّ موضعٍ مِنَ الْكِتاَبِ
وأُثبِتَتْ آياتُناَ الْحَرفاَنِ ... في يُونُسٍ ثالِثُها والثَّانِي
والحذفُ عَنهُماَ بِأَكَّالُونَ ... وعن أبي داود فَعَّالُونَ
كَيْفَ أَتَى وَوَزنُ فَعَّالِينَ ... كُلاًّ وعَنْهُ ثَبْتُ جَبَّارِينَ
وعنه حذفُ خاَطِئُونَ خاَطِئِينْ ... بغيرِ أُولَى يُوسُفٍ وخاسِئِينْ
ثُمَّ منَ المنقوص والصَّابُوناَ ... ومِثلُهُ الصَّابِين معْ طاَغِيناَ
وفوقَ صادٍ قَد أَتَتْ غاَوِينا ... ومِثلُه الحرفاَنِ مِنْ راَعُوناَ
وعنهُ والداَّنِيِّ في طاَغُوناَ ... ثبتٌ وماَ حَذَفْتَ منه النُّوناَ
فَعَنْهُ حَذْفُ باَلِغُوهُ باَلِغِيهْ ... وصاَلِحُ التَّحرِيمِ أَيْضاً يَقْتفِيهْ
ولِلْجمِيعِ السيئاتُ جاَءَ ... بِأَلِفٍ إِذْ سَلَبُوهُ الْياَءَ
ولَيسَ ما اشْتُرِطَ مِن تَكَرُّرِ ... حَتْماً لِحذفِهمْ سِوَى الْمُكَرَّرِ
وإِنَّماَ ذَكَرْتُهُ اقْتِفاءَ ... سُننِهمْ وبِهِمُ اقْتِداءَ
فَقدْ أَتَى الحذْفُ بلَفظِ الْفاتِحِينْ ... عَلى انْفِرادِه ولَفْظِ الغافِرِينْ(1/3)
ومُتَشاَكِسُونَ ثُمَّ الخاَلِقِينْ ... والحامِدُونَ مِثْلُهاَ وساَفِلِينْ
وحَسَراَتٍ غَمَراَتٍ قُرُباَتْ ... وحرفِ مَطويّاتٌ مَعْ مُعَقِّباتْ
أَوْردَها مَولى المؤيَّدِ هِشاَمْ ... وهاهُنا اسْتوفَيْتُ في الْجَمعِ الكلامْ
القولُ فيما قَدْ أَتى في الْبَقَرَه ... عن بَعْضِهِم وما الْجَمِيعُ ذَكرَهْ
وحذَفُوا ذلك ثُمَّ الأَنهارْ ... وابنُ نجاحٍ راعِنا والأَبصارْ
وعنهُماَ الْكتابُ غيرَ الْحِجرِ ... والكهفِ في ثاَنِيهما عَن خِبْرِ
ومعَ لفظِ أجلٍ في الرَّعدِ ... وأوَّلُ النَّملِ تَمامُ الْعَدِّ
واحْذِفْ تُفادُوهُمْ يتاَمَى ودِفاَعْ ... كَذاَ بِتَنْزِيلٍ فِراَشاً ومَتاعْ
وعنهُما الصَّاعقةُ الأُولى أَتَتْ ... وعنْ أَبي داودَ حيثُما بَدَتْ
معَ الصَّواعِقِ اسْتَطاعُوا الأَلْباَبْ ... ثُمَّ الشَّياَطِينُ دِيارٌ أَبوابْ
إلاَّ الَّذي مَعَ خِلالٍ قَد أُلِفْ ... فَرَسْمُهُ قد استَحَبَّ بالأَلِفْ
والحذفُ عَنْهُمْ في المساكين أَتى ... والخلفُ في ثاَني الْعُقُودِ ثَبَتاَ
وحُذِفَ ادَّارَأْتُمُ رِهاَنُ ... حَيْثُ يُخاَدِعونَ والشَّيطانُ
كَذاَ الشَّياطِينُ بِمُقْنِعٍ أُثِرْ ... في سالم الْجَمعِ وفي ذاَكَ نَظَرْ
وعَنْهُما أَصْحابُ معْ أُسارَى ... ثُمَّ القيامةِ معَ النصارَى
وبعدَ نُونٍ مُضمَرٍ أَتاكاَ ... حَشْواً كَزِدناَهُم وآتيْناَكاَ
والأَعجَميَّةُ كَنحْوِ لُقماَنْ ... ونَحْوِ إسحاقَ ونحوِ عِمراَنْ
ونحوِ إبراهيمَ مَعْ إسماعِيلْ ... ثُمَّتَ هارونَ وفي إسرائيلْ
ثَبْتٌ على الْمَشهورِ لَمَّا سُلِباَ ... مِنْ صُورَةْ الْهَمْزِ بِهِ إذ كُتِباَ
وبِاتِّفاقٍ أَثْبَتُوا داَوداَ ... إذْ كاَنَ أَيْضاً واَوُهُ مَفْقُوداَ
وما أَتَى وهُوَ لاَ يُسْتَعْملُ ... فأَلِفٌ فِيهِ جَمِيعاً يُجْعلُ
كَقَولِهِ سُبحاَنَهُ طاَلُوتاَ ... ياجُوجَ ماجُوجَ وفي جاَلُوتاَ
وعن خِلافٍ قَلَّ في هاروتا ... هاَمانَ قارُونَ وفي ماَرُوتا
لكِنْ بميكالَ اتِّفاقاً حُذِفَتْ ... معْ أنَّها كَلِمَةٌ ما اسْتُعمِلتْ(1/4)
ولا خِلاَفَ بَعْدَ حرفِ الميمِ ... في الحذفِ مِن هامانَ في الْمَرْسُومِ
وصالِحٍ وخالِدٍ ومالِكْ ... وفي سُلَيْماَنَ أتتْ كذَلِكْ
طغيانٌ أمواتٌ كذا لاِبنِ نَجاحْ ... وعَنهُما في الْحِجرِ خُلفٌ في الرِّياحْ
وسورةِ الكَهفِ ونصِّ الفُرقاَنْ ... كَذاَ بِإبراهِيمَ عَن سُلَيماَنْ
والبِكرِ والشُّورى ونصُّ المقنعِ ... بالحذفِ في الثَّلاثِ عَنْ تَتَبُّعِ
وجاءَ أُولى الرُّومِ بِالتَّخْيِيرِ ... لاِبنِ نجاحٍ لَيْسَ بالمأْثُورِ
وكُلَّ ما بَقِيَ مِنهُ فَاحْذفِ ... ولفظُ إِحْساَنٍ أتَى في الْمُنصِفِ
معَ شَعائِرٍ وجاءَ حذفُ ذَيْنْ ... في نَصِّ تَنزيلٍ بِغيرِ الأَوَّلَيْنْ
حيثُ أصابِعَهُمُ والبُرْهاَنْ ... نكالاً الطَّاغُوتَ ثُمَّ الإِخْواَنْ
إيايَ حافِظوا وباشِرُوهُنْ ... ثُمَّ تَراضَوا وتُباشرُوهُنْ
كذاَ أصابَتْهُمْ أصابَتْكُمْ وما ... أَصاَبَكم لَدَى الثَّلاثِ كَيْفَما
ميثاقٌ الإيمانُ والأَمْواَلُ ... أيمانٌ العُدواَنُ والأَعماَلُ
ثُمَّ مواقيتُ أَحاطَتْ واَلِدَهْ ... ولأَبِي عَمرٍو مِن المعاهَدَهْ
عاهَدَ في الْفَتحِ وأُولَى عاَهَدُوا ... وكُلُّهاَ لاِبْنِ نجاحٍ واَرِدُ
تِجاَرَةٌ أَماَنَتَهْ منافِعْ ... غِشاَوَةٌ شفاَعَةٌ وَواَسِعْ
شهادةٌ فِعْلُ الْجِهاَدِ غاَفِلْ ... ثُمَّ مَناسِكَكُمُ والباطِلْ
وضَمَّنَ الدَّانِيُّ مِنْهُ المقنِعاَ ... وباَطِلٌ مِن قَبلِ ماَ كانُوا مَعاَ
معَ الْمُثَنَّى وهْوَ في غَيْرِ الطَّرَفْ ... كَرَجُلاَنِ يَحْكُماَنِ واخْتُلِفْ
لاِبْنِ نجاحٍ فِيهِ ثُمَّ الدَّانِي ... قَدْ جاءَ عنهُ في تُكَذِّبانِ
وفي الأَخِيرِ الحذفُ مِنْ نِداَءَ ... رَجحَ عَنْهُماَ ونحوِ ماءَ
وَاحذِفْ بِواعَدناَ معَ المساَجِدْ ... وعَنْ أَبي داَوُدَ أيْضاً واَحِدْ
وكيفَ أَزْواَجٌ وكيْفَ الواَلِدَيْنْ ... وفي العِظاَمِ عَنهُماَ في المؤْمِنِينْ
وغَيرَ أَوَّلٍ بتنزيلٍ أَتَيْنْ ... كُلاًّ والاَعْناَبُ بِغَيرِ الأَوَّلَيْنْ
لَكِنْ عِظاَمَهُ لهُ بِالأَلِفِ ... وكُلُّ ذَلِكَ بحذْفِ الْمُنصِفِ(1/5)
والحذفُ عَنهُماَ بِهَمْزِ الوَصْلِ ... إِذاَ أَتَى مِن قَبْلِ هَمْزِ الأَصْلِ
مِن نَحوِ وَأْتُوا قُل وَفَسْئَلُوا ... وشِبْهِهِ كَنَحْوِ وسْئَلْ وسْئَلُوا
وقَبلَ تَعْرِيفٍ وبَعْدَ لاَمِ ... كَلَلَّذِي لَلدَّارُ لِلإِسلامِ
وبعْدَ الاِسْتِفْهاَمِ إِن كَسَرْتاَ ... كقَوْلهِ يَدَيَّ أستَكْبَرْتاَ
ولَتَّخَذتَ وبِخُلفٍ يُرسَمُ ... لاِبنِ نجاحٍ في أَفَاتَّخذتُمُ
وحَذْفُ بسمِ الله عنهُمْ واضحْ ... في هُودَ وَالنمْلِ وفي الْفَواَتِحْ
وأغْفَل الدَّانِيُّ ما في النَّملِ ... فرسْمُهُ كَهَذِهِ عَنْ كُلِّ
كذاَ وقاَتِلُوهُمُ في البقَرَةْ ... وقَبْلَهُ ثلاثةٌ مُقْتَفَرةْ
وءالُ عِمراَنَ بها الأَخِيرُ ... وفَلَقاَتَلُوكُمُ مَأْثُورُ
ومَوضعٌ في الْحَجِّ والقِتالِ ... ثَماَنِ أَحْرُفٍ على التَّوالِي
أُولَى تَشاَبَهَ وإِنْ تَظَّاهَراَ ... تَظَّاهَرُون وكذا تَظاَهَراَ
وأَطلَقَ الجميعُ في التَّنْزِيلِ ... بِأَيِّ ما لَفْظٍ علَى التَّكْمِيلِ
والمنصِفُ الأَسباَبَ والغْماَمَ ... وابنُ نجاحٍ ماَ سِوى البكرِ نَقَلْ
ومعَ لاَمٍ ذِكرَهُ تَتَبَّعاَ ... نجلُ نجاحٍ موضِعا فمَوضِعاَ
كَنَحْوِ الاِصلاَحِ ونحوِ عَلاَّمْ ... سِوى قُلِ اصْلاَحٌ وَأُولَى ظَلاَّمْ
تِلاَوَتِهْ وسُبلَ السَّلاَمِ ... ومثلُهاَ الأَوَّلُ مِن غُلامِ
وكُلَّ حَلاَّفٍ غِلاَظٌ لاَهِيَةْ ... ومِثْلُها التَّلاق معْ عَلانِيَةْ
ثم فُلاَناً لاَئِمٍ ولاَزِبْ ... وأُطلِقَتْ في مُنْصِفٍ فَالْكاَتِبْ
مُخَيَّرٌ في رَسْمِها وحُذِفَتْ ... في مُقْنِعٍ خَلاَئِفاً حَيْثُ أَتَتْ
كَيْفَ ثلاثونَ ثلاثةٌ ثلاثْ ... سلاسِلٌ وفي النساءِ وثُلاثْ
ثَمَّ خِلافَ بَعدَ مَقْعَدِهِمُ ... لَكِنْ أُولَئِكَ وقُلْ لاَمَسْتُمُ
وفي الْمُلاقاةِ سِوى التَّلاقِ ... وفي غُلاَمَينِ وفي الْخَلاَّقِ
وفي الْمَلاَئِكَةِ حَيْثُ تاَتِي ... واللاَّتَ ثُمَّ اللاَّءِ ثُمَّ اللاَّتِي
كذاَ إِلَهٌ وبلاَغٌ وغُلامْ ... والآنَ إِيلاَفِ معاً ثُمَّ سَلاَمْ(1/6)
وكلُّهُمْ في الْجِنِّ الآنَ ذَكرُوا ... بألِفٍ حَسَبماَ قَدْ أَثَرُوا
وأَوْ كِلاَهُماَ بِخُلفٍ جاءَ ... ولَيْسَ يرسُمونَ فيهِ ياءَ
فإن يكُن ماَ بَينَ لاَمَينِ فقَدْ ... حُذِف عَن جَمِيعهِم حَيثُ ورَدْ
وما أَتَى تَنْبِيهاً أَوْ نِداَءَ ... كَقَولِهِ هاتَيْن يا نِساءَ
وليسَ هاَؤُمُ وهاتُوا مِنْهاَ ... لِعَدَمِ التَّنْبِيهِ فاعْلَمْ مِنْ هاَ
ولفظُ سُبْحاَنَ جَمِيعاً حُذِفاَ ... لكنَّ قُلْ سُبْحاَنَ فِيهِ اختُلِفاَ
وكاتِباً وهْوَ الأَخيرُ عَنهُماَ ... ومقنعٌ لَدَى الثَّلاثِ مِثْلَ ما
وابنُ نجاحٍ ثاَلِثاً قَدْ أَثْبَتاَ ... والأَوَّلاَنِ عَنْهُما قَدْ سَكَتاَ
وَاحْذِفْ يُضاَعِفْهاَ لَدَى النِّساَءِ ... ومَعْهُ لِلدَّانِي سِواَهُ جائِي
وذكَرَ الخلفَ بِأُولى الْبَقَرَةْ ... ثُمَّ بِحَرفَيِ الْحَدِيد ذَكَرَهْ
ولأَبي داَودَ جاءَ حَيْثُما ... إلاَّ يُضاَعِفْهاَ كَماَ تَقَدَّماَ
وفي الْعَقِيلَةِ عَلَى الإِطْلاَقِ ... فَلَيْسَ لفظٌ مِنْهُ بِاتِّفاقِ
مِن آلِ عِمرانٍ إلى الأَعْراَفِ ... عَلَى وِفاقٍ جاَءَ أَوْ خلافِ
والحذفُ في الْمُقنِعِ في ضِعافا ... وعَنْ أبي داودَ جا أَضعافا
يصَّالحا أَفواَهِهِم ورِضْواَنْ ... وعَنهُما مُراغَماً وسُلطانْ
مُبارَكَةْ ومقنِعٌ تَبارَكاَ ... مُبارَكٌ وابنُ نجاحِ باَرَكا
وعَنهُ مِن صاَدٍ أَتَى مُبارَكْ ... ثُمَّ مِن الرَّحمن قُلْ تَبارَكْ
وجاءَ عَنهُما بِلاَ مُخاَلَفَهْ ... في لَفْظِ بارَكْنا وفي مُضاَعَفَهْ
وفي ثَمانِينَ ثَمانِيَ مَعاَ ... وفي ثمانِيَةَ أيضا جُمَعاَ
ولأَبِي داَود والقَناَطِيرْ ... أَعْقاَبِكُمْ باَلِغَةٌ أساطِيرْ
والفِعْلُ مِنْ نِزاَعٍ أو تَنازُعْ ... أوِ الجِدالِ قل بِلا مُنازِعْ
فاَحِشةٌ وعنهُما أَكاَبِراَ ... ومِثْلُهُ في الْمَوضِعَينِ طائِراَ
كذا ولاَ طائِرٍ أَيْضا جاَءَ ... وإِنَّما طائِرُهم سَواءَ
وقال طائركُمُ في النَّملِ ... وقبلُ في الإِسراَ تَماَمُ الْكُلِّ
إلاَّ إِناثا ورُباعَ الأَوَّلاَ ... كذا قِياماً في العُقُودِ نَقَلاَ(1/7)
وبالغَ الكَعْبَةِ قُلْ والأَنْبِياَ ... فِيهاَ يُساَرِعُونَ أَيضاً رَوَياَ
وستةُ الأَلْفاظِ في التَّنزِيلِ ... محذوفةٌ مِن غَيرِ ما تَفصِيلِ
وعنهُما قاَسِيَةً وفي الزُّمَرْ ... وفي فُراَدى عَن سُليمانَ أُثِرْ
ربائبٍ كَفَّارةٌ يُواَرِي ... مِيراثٍ الأَنعاَمِ مَعْ أُواَرِي
أَثابَكُم أثابَهُمْ وواَسِعَهْ ... كَذَا الموالي كَيفَ جاءَ تاَبِعَهْ
ثُمَّ أَحِبَّاؤُهُ ثُمَّ عاَقِبَةْ ... وأَتُحاجُّونِي كذاَ وصاحِبَهْ
جَهالَةُ مَعَ الْفَواَحِشِ وفي ... حَرْفَيِ الأَبكارِ وقُلْ في المنصِفِ
عَداَوةُ وغَيرُ الأُولَى وارِدْ ... لابنِ نجاحٍ ومَعاً مَقاَعِدْ
ثُمَّ تراضَيْتُمْ وآثارِهِمُ ... وهُمْ عَلى آثارِهِمْ كُلُّهُمُ
كَذاَ تَعاَلَى عاَقدَتْ والْخُلْفُ ... لَدَى أَرَيْتَ وأَرَيْتُمُ عُرِفْ
وجاعِلُ الَّليْلِ وأُولَى فاَلِقْ ... وحذفُ حُسْباَناً ولَفْظِ خاَلِقْ
بِمُنصفٍ وعامِلٌ والإِنْساَنْ ... قَدْ ضُمِّنا التَّنْزِيلَ قُلْ والبُهتاَنْ
وجاء خُلْفُ فاَلِقُ الإِصباحِ ... عنِ الذِي يُعزَى إِلى نَجاَحِ
واحذِفْ سُكارَى عَنهُ قُلْ والْوِلْداَنْ ... وعَنْهُما في الحجِّ جاءَ الْحَرْفانْ
وعَنْهُ في رَضاعَةِ النِّساءِ ... ومُنْصِفٌ بِالْمَوْضِعَينِ جائِي
وعالِم الغيبِ لكلٍّ بِسَباَ ... ولِسِوى الدَّاني سِواهُ نُسِبا
ما جاءَ مِن أَعْراَفِها لِمَريَماَ ... عَنِ الجمِيعِ أو لِبَعضٍ رُسِماَ
والحذفُ في التَّنزِيلِ في بَياَتاَ ... وفي تُشاَقُّونِ وَفي رُفاَتاَ
وفي تُخاَطِبْنِي وفي دَراَهِمْ ... وفي استَقاَمُوا باخِعٌ وعاصِمْ
ويتَوارى وكذاَ أَوَّاهُ ... بضاعةٌ وصاحِبَيْ حَرفاَهُ
أَسمائِهِ رُهبانَهُم مَوازِينْ ... ومُنصِفٌ بصاحِبٍ يضاهُونْ
ولم يجئْ في سُوَرِ التَّنزيلِ ... إلاَّ بِلاَمِ الجرِّ في التنزيلِ
وفيهِ أيضا جاءَ لَفظُ كاذِبْ ... ميقاتُ مَعْ مَشارِقٍ مَغارِبْ
كُلاًّ وقدْ جاءَ كذاكَ فِيهِما ... لَدى المعارِجِ ولكِنْ عنهُماَ
وكاذِبُ في زُمَرٍ والكافِرُ ... في الرَّعدِ مَعْ مساكِنٍ تَزَّاوَرُ(1/8)
وعنْ أَبِي داَوُدَ أدبارُهُمُ ... ثُمَّ بغير الرَّعدِ أَعناقُهُمُ
والمنصفُ الأدبارَ فِيه مُطلقاَ ... وفيه أعناقُهُمُ قدْ أَطْلَقاَ
وعَنهُماَ ياءُ بِأيَّامٍ أُلِفْ ... مختلَفاً وليسَ بعدَهُ أَلِفْ
والحذفُ في الأنفالِ في الميعادِ ... وعن أَبي داَوُدَ في الأَشْهادِ
وباسِطٍ في الْكَهْفِ والرَّعْدِ مَعاَ ... ثُمَّ بها القَهّارُ أيضاً وقَعاَ
ثُمَّ سرابِيلَ معا أَنكاَثاَ ... جِداَلَنا اسْطاَعُوا وقُلْ أَثاَثاَ
لَواقِحٍ إِمامِهِم أَذانُ ... بِتوْبَةٍ عالِيَها الأَلواَنُ
غَضْبانَ جاوَزْناَ وَفي صَلْصالِ ... وشُفعاَؤُناَ لَهُنَّ تالِي
وجاءَ في الرَّعدِ ونملٍ عَنْهُماَ ... ونَبَإٍ لفظُ تُرابٍ مثلَ ماَ
ثُمّ تُصاحِبْنِي وفي الأَعرافِ ... قدْ جاءَ طائِفٌ عَلى خِلاَفِ
ومُقْنعٌ قُرآنا أُولَى يُوسُفِ ... وزُخْرُفٍ ولسُلَيْمانَ احْذِفِ
والنُّونَ مِن نُنْجِي في الاَنْبِياءِ ... كلٌّ وفي الصِّدِّيقِ للإِخْفاَءِ
ثُمَّ الخبائِثَ وخُلفُ زاَكِيَهْ ... وعَن أَبي داَوُدَ حَذفُ غاَشيَهْ
يَستأخِرُونَ غابَ أَو إِن حَضَراَ ... بِغيرِ الاَعْراَفِ وَكُلٌّ ذُكِراَ
بمنصِفٍ وعَنْهما في ساَحِرِ ... في النُّكْرِ غَيْرَ الذَّارِياتِ الآخِرِ
وقيل بالإِثْباتِ كُلٌّ يُعرَفُ ... وعن سُليمانَ أَتَى الْمُعَرَّفُ
وعنه في لَساَحِرانِ الحذفُ ... وعَنهُما في ساحران الخلفُ
وعَنهُ حَذفُ حاشَ معْ تِبْياَناَ ... معايِشٍ أضغاثُ مَعْ أَكْناناَ
كذا رَواسِيَ والاِستئْذانُ ... فِعلُ الْمُراودَةِ والبُنيانُ
وذَكَرَ الدانِيُّ وزنَ فُعْلاَنْ ... بألِفٍ ثابِتةٍ كالعُدواَنْ
ولِيواطِئُوا بخلْفٍ قدْ رُسِمْ ... لاِبْنِ نجاحٍ عَنْ عَطاءٍ وحَكَمْ
وعنهُ أيضاً عَنْ عَطاءٍ أُمْلِي ... حذفُ أَذاَقَها بِنصِّ النَّحلِ
وهاَكَ ما مِنْ مَريَمٍ لصادِ ... عَلى اطِّرادٍ وبِلاَ اطِّرادِ
تَسَّاقَطِ احذِف ساَمِراً وباَعِدْ ... وعَنْ أَبي داَودَ والقَواَعِدْ
ثُمَّ فَواَكِهُ وفي أَعْماَمِكُمْ ... وجاءَ في الأَحزابِ في أَفواَهِكُمْ(1/9)
أصنامَكُمْ كذاَ مَعَ الأطفالِ ... أَمْثاَلِ وامْتازُوا مَعَ الأَخْواَلِ
شاَخِصَةٌ خاَمسةٌ مَقامِعْ ... إِكْراَهِهِنَّ شاَطِئٍ صواَمِعْ
أَصواتٌ اسْتَأْجِرهُ واستَأْجَرَهْ تاَ ... ومُنصفٌ كادَتْ متى رَسَمْتاَ
وابنُ نجاحٍ شاهِداً إنْ نُصِّباَ ... يا سامِرِيُّ وتماثيلَ سَباَ
مُغاضِباً والعاكِفُ الْمُعَرَّفاَ ... وعَنهُ الاَوْثاَنُ جَمِيعاً حُذِفاَ
ثُمَّ مَحاَرِيبَ وبِاضْطِراَبِ ... في أَدعِيائِهِمْ لدَى الأَحزابِ
فاكهةٌ وَاحذِفْ لَهُ أَساءُوا ... ويتَخافَتُونَ لاَمْتِراَءُ
وفَاستَغاثَهُ كذاَكَ رُسِماَ ... عَنْهُ كَذاَ عِباَدَتِهْ بمريماَ
وعن أَبي عَمْرٍو فِصالُ لُقْمانْ ... وعنْ أَبي داَوُدَ جاءَ الْحَرفانْ
ولا تخافُ دَرَكاً يُداَفِعْ ... الحذفُ عَنهُماَ بخلْفٍ واقِعْ
فَناَظِرهْ ثُمَّ معاً بهادِي ... فِيها سِراَجاً وبِنَصِّ صادِ
وظُلَّةٍ لَيْكَهْ وفي بِقادِرْ ... في الأَوَّلَيْنِ الحذْفُ مَعْ تُصاَعِرْ
وحيثُما بِقادِرٍ بالباءِ ... لاِبْنِ نجاحٍ جاءَ بِاستِيفاَءِ
كَذاَ حَراَمُ الأَنْبِياءِ عَنْهما ... وهلْ يجازَى ومِهاداً حَيْثماَ
ولم يجئْ مِهاداً أعْني الأَوَّلاَ ... لاِبنِ نجاحٍ إذْ سِواَهُ نَقَلاَ
وعنهُماَ في فاَرِغاً وَادَّارَكاَ ... وفي جُذاَذاً قَد أَتَتْ كذالكا
وأَيُّهَ الزُّخرُفِ والرَّحمانِ ... والنُّورِ فيها جاءَ بعدَ الثَّانِي
ورَسْمُ الاُولَى اخْتِيرَ في جاَءاَناَ ... وفي تَراَءاَ عَكسُ هذا باَناَ
* * * * * * * ... * * * * * * *
القولُ في المرسُومِ من صادٍ إِلى ... مُخْتَتَمِ القُرْآنِ حَيثُ كَمُلاَ
واحذِفْ مصابِيحَ مَعاً وإِدْبارْ ... لاِبْنِ نجاحٍ خاَشِعاً والغَفَّارْ
كِذَّاباً الأَخِيرَ قُلْ وعنهُما ... أَساَورَهْ أَثاَرَةٌ قُلْ مِثلَ ماَ
وأَنْ تداَرَكَهُ في عِبادِي ... ثُمَّ لَهُ عِبادَناَ بِصاَدِي
أَضغاَنٌ الْواَحٌ وفِي لَواَقِعْ ... وعَنهُما الخلاَفُ فِي مَواقِعْ
كَذا ولا كِذَّاباً أيضاً يُرسَمُ ... بمقْنِعٍ وعنهُما عاَلِيهِمُ(1/10)
بِالحذْفِ مَعْ خِتاَمُهُ كبائِرْ ... وابنُ نجاحٍ واعِيةْ بَصاَئِرْ
كذا الْمُناجاةُ لهُ قدْ وقَعَتْ ... وخُلفُ ريحانٍ لهُ في وَقَعَتْ
ومثْلُهُ المرجانُ عَنْه قَد رُسِمْ ... عنِ الخراساني عَطاءٍ وحَكَمْ
وعَنهُ في أَقواتَها قدْ حُذِفا ... كذا النَّواصي عَنهُ أيضاً عُرِفا
وما أَتى في الذِّكرِ مِن خاَشِعةِ ... معَ تُمارُونَهُ معْ كاَذِبةِ
في سُورَةِ العَلَقِ قُلْ والمنصِفُ ... أَطْلقَها وابنُ نجاحٍ يَحْذِفُ
أَهانَنِ الأَلقابِ مَعْ تَفاوُتْ ... ثُمَّ يَنابِيعَ حُطاماً قانِتْ
ووَزْنُ فَعَّالٍ وفاَعِلٍ ثَبَتْ ... في مُقْنِعٍ إلاَّ التي تَقدَّمَتْ
* * * * * * ... * * * * * * *
القولُ فيما سَلَبُوهُ الياءَ ... بِكسرةٍ مِن قَبلِهاَ اكْتِفاءَ
والياءُ تُحذَفُ من الكلامِ ... زاَئِدَةً وفي مَحَلِّ اللاَّمِ
فاللاَّمُ يؤْتِ اللهُ ثُمَّ الْمُتَعالْ ... والدَّاعِ مَعْ يأتِ بهودَ ثُمَّ صالْ
وغَيرُ أُولَى الْمُهْتَدِي والبادِي ... يَسْرِ فما تُغْنِ وَواَدِي الوادِي
وكَالْجَوابِ والتَّلاقِ والتَّنادْ ... ثُمَّ الْجَوارِ ويُنادِ والْمُنادْ
ونَبْغِ في الكَهْفِ وهادِ الْحَجِّ ... والرُّومِ ثاني يُونُسٍ نُنَجِّ
وما أَتَتْ زائِدَةً فخافُونْ ... وفَارْهَبُونِ واتَّقونِ واسْمَعُونْ
ثم أَطِيعونِ تُكَلِّمُونِ ... مَتابِ يَسْقِينِ وتَكْفُرُونِ
يَهْدِينِ يَشفينِ يُكَذِّبونِ ... تُؤْتُونِ يُحيِينِ وكَذَّبُونِ
وفي العُقودِ اخْشَوْنِ معْ تَستعْجِلُونْ ... حَضَرَ أوْ غابَ عِقابِ يقْتُلُونْ
دُعاءِ إِبراَهِيمَ معْ تُبَشِّرونْ ... ثُمَّ تُشاقُّونِ دَعانِ تُنْظِرُونْ
أَشرَكتُمونِ اعْتَزِلُونِ تَقرَبُونْ ... لِيَعبُدُونِ تَفْضَحُونِ ترجُمُونْ
وغَيْرَ ياسِينَ اعْبُدُونِ يَحْضُرُونْ ... آتانِيَ الله ارْجِعونِ يطعِمُونْ
تُرْدِينِ إنْ يُرِدْنِ مَعْ إِن تَرَنِ ... واتَّبِعونِ زُخرُفٍ ومُؤْمِنِ
أُولَى مَنِ اتَّبَعَنِ فأَرسِلونْ ... ثُمَّ بهودَ تَسْئَلَنِّ يُنقِذُونْ(1/11)
ثُمَّ تُمِدُّونَنِ مَعْ تَتَّبِعَنْ ... يَهدِيَنِ في الْكَهْف مَعْ تُعَلِّمَنْ
ومعْ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ وعِيدِ ... مئابِ كِيدُونِ بِغَيْرِ هُودِ
بَشِّرْ عِبادِ لِيَ دِينِ يُؤتِيَنْ ... نُذُرِ مَعْ أَهاَنَنِ وأَكْرَمَنْ
ثم نَذِيرِ ونَكِيرِ تَشْهَدُونْ ... تُخزُونِ قَدْ هَداَنِ معْ تُفَنِّدونْ
إِيلاَفِهِمْ ثُمَّ عذابِ صادِ ... وفي المنادِي نَحْوُ يا عِباَدِي
وثَبَتَتْ في العنكبوتِ والزُّمرْ ... أُخْراهُماَ وحَرْفُ زُخرُفٍ أُثِرْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وقُلْ إِحدَى الْحَوارِيِّيناَ ... مَحذُوفَةٌ وإِحدَى الأُمِّيِّيناَ
ثم النَّبِيئِينَ وربَّانِيِّينْ ... وأثْبَتُوا الياءَيْنِ في عِلِّيِّينْ
ورجَّحَ الدَّانِيُّ حذفَ الأُولى ... وابنُ نَجاَحٍ قاَلَ الاُخْرى
ونحوُ يَسْتَحْيِي الأخيرَ فَاحذِفِ ... مرجَّحاً إِذْ سَكَنَتْ في الطَّرَفِ
ورَجِّحَنْهُ قبلَ ما تَحَرَّكَتْ ... لِغِيَرٍ يلْحَقُهاَ لوْ أُدْغِمتْ
لدَى ولِيِّيَ وحَيٍّ يُحْيِياَ ... لَدى القِيامَةِ وفي لِنُحْيِياَ
وجاءَ في يُحْيِيَ إِطْلاقٌ لَدَى ... عَقِيلَةٍ ولاِبْنِ حَرْبٍ ورَداَ
وهَاكَ واَواً سَقطتْ في الرَّسْمِ ... في أحرفٍ للاِكْتِفاَ بِالضَّمِّ
ويدْعُ الاِنْسانُ ويوْمَ يدْعُ ... في سُورَةِ القَمَر معْ سَنَدْعُ
ويمحُ في حاَمِيمَ مَعْ وصالِحْ ... أَلحذفُ في الخمسَةِ عَنهُمْ واضِحْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وقُلْ إحداَهُماَ قَدْ حُذِفَتْ ... مِمَّا لجمعٍ أوْ بِناءٍ دَخَلَتْ
كَنَحْو وُورِيَ وَيَسْتَوُوناَ ... مَوْءُودَةٌ داودَ والغاوُونَ
وَرَسمُ الاُولى في الْجَمِيعِ أَحْسَنُ ... وفي يَسُوءُوا عَكْسُ هَذاَ أَبْيَنُ
* * * * * * * ... * * * * * * *
بابُ وُرُودِ حَذفِ إِحدَى اللاَّمَيْنْ ... وهْوَ مُرَجَّحٌ بِثاَنِي الْحَرْفَيْنْ
في اللَّيلِ واللاَّئِي الَّتِي واللاَّتِي ... وفي الَّذِي بِأَيِّ لَفْظٍ يَأْتِي
وهاَكَ حُكمُ الْهَمزِ في المرسُومِ ... وضبطَهُ بالسَّائِرِ المعْلُومِ(1/12)
فأَوَّلٌ بألِفٍ يصوَّرُ ... وما يُزاَدُ قبلُ لاَ يُعتَبَرُ
نحوُ بأنَّ وسأُلقِي وفَإِنْ ... وبِمُرادِ الوَصْلِ بالياءِ لَئِنْ
ثم لِئَلاَّ معْ أَئِفكاً يوْمَئِذْ ... أَئِنَّ معْ أَئِنَّكُمْ وحِينَئِذْ
أئنْ أَئِنَّا الأَوَّلانِ وكَذاَ ... أَئِمَّةً والْمُزنُ فيها أَئِذاَ
وهَؤُلاءِ ثُمَّ يَبْنَؤُمَّا ... وَأَؤُنَبِّئُ بِواوٍ حَتْماَ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وما بَعدُ سُكُونٍ حُذِفاَ ... ما لم يكُ السَّاكِنُ وسْطاً أَلِفاَ
كمِلْءُ يَسْئَلُونَ والنَّبِيءِ ... شَيْئاً وسُوءاً ساَءَ مَعْ قُرُوءِ
إلا حُرُوفاً خرجَتْ عَنْ حكْمِهاَ ... فَصُوِّرَتْ بأَلِفٍ في رَسْمهاَ
وهْيَ تَنُوءُ معَ حرْفِ السُّوأَى ... أَنْ كَذَّبُوا ومِثْلُها تَبُوأَ
والنَّشْأةَ الثَّلاثُ أيضاً واخْتُلِفْ ... في رسمِ يسْألُونَ عَنْ عَنِ السَّلفْ
ومَوْئِلاً بِالياَ وما بَعْدَ الأَلِفْ ... فرسْمُه مِن نفسِه كَما أَصفْ
كقَولِه دعاؤُكُم وماؤُكُمْ ... ونحوِ أبنائِكم نساؤُكُم
وحذَفَ البَعضُ منَ اوْلياءِ ... معْ مُضْمَرٍ وألفَ البناءِ
رفْعاً وجَرًّا وجَزاَؤُ يُوسُفاَ ... في المقْنِعِ الهمزُ قَلِيلاً حُذِفاَ
ونصُّ تنزيلٍ بِهذِي الأَحْرُفِ ... أَعْنِي جَزاَؤُهُ بغَير أَلِفِ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ ومِمَّا قَبْلَهاَ قَدْ صُوِّرَتْ ... ساَكِنَةً وطَرَفاً إِن حُرِّكتْ
كَبَدأَ الخلقَ ونَبِّئْ يُبْدِئُ ... جِئْتُمْ وأنشَأْتُم يَشَأْ والُّلؤْلُؤُا
والحذْفُ في الرُّؤْياَ وفي ادَّارَأْتُمُ ... والخلْفُ في امْتلأَتِ واطْمَأْنَنْتُمُ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فَصلٌ وفي بَعْضِ الَّذي تَطرَّفاَ ... في الرَّفعِ واوٌ ثُمَّ زاَدُوا أَلِفاَ
فَعُلَماؤُا العُلَماؤُا يَبْدَؤُا ... والضُّعَفاؤُا الموْضِعاَنِ يَنْشَؤُا
وشُفَعاؤُا يَعْبَؤُا الْبَلاَؤُا ... ثُمَّ بِلاَ لاَمٍ مَعاً أَنْباؤُا
جَزاؤُا الاَوَّلاَنِ في الْعُقُودِ ... وسورةِ الشُّورى مِنَ المعْهُودِ(1/13)
ومِثْلُها لاِبْنِ نجاحٍ ذُكِراَ ... في الحشرِ والدَّانِي خِلاَفاً أَثَراَ
وعَنهُماَ أيْضاً خِلافٌ مُشْتَهِرْ ... في سورةِ الكَهْفِ وطه والزُّمَرْ
ومعَ أُولَى الْمُؤْمِنِينَ الْمَلَؤُا ... في النَّمْلِ عَن كُلٍّ ولَفْظُ تَفْتَؤُا
وبُرَءاَؤُا مَعَهُ دُعاَؤُا ... في الطَّوْلِ والدُّخانِ قُلْ بَلاَؤُا
ويَتَفَيَّؤُا كَذاَ يُنَبَّؤُا ... وفي سِوَى التَّوبَةِ جاَءَ نَبَؤُا
ثُمَّتَ فِيكُمْ شُرَكَاؤُا يَدْرَؤُا ... وشُركاؤُا شَرَعُوا وتَظمَؤا
وأَتَوَكَّؤُا وما نَشاَؤُا ... في هُودَ والخِلافُ في أَبْناؤُا
وعنْ أَبي داَوُدَ أيضا ذُكِراَ ... في لَفْظِ أَبْناؤُا الَّذِي في الشُّعَراَ
وفي يُنَبَّأْ في الْعَقِيلَةِ أُلِفْ ... ولَيْسَ قَبلَ الواَوِ فِيهِنَّ أَلِفْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وإِنْ مِنْ بَعْدِ ضمَّةٍ أَتَتْ ... أَوْ كَسرَةٍ فَمِنْهماَ إِنْ فُتِحَتْ
كَمِائَةٍ وفِئَةٍ وهُزُؤاَ ... ومُلِئَتْ مُؤَجَّلاً وكُفُؤاَ
وبعْدَ كَسْرٍ إنْ أَتَتْ مَضْمُومَهْ ... كَذاَكَ أيْضاً أَحْرُفٌ معْلُومَهْ
نحوُ نُنَبِّئُهُمُ أُنَبِّئُكْ ... وباَبُهُ وقولُهُ سَنُقْرئُكْ
وكيفَماَ حُرِّكَتَ اوْ ما قَبْلَهاَ ... في غَيْرِ هَذِهِ فَلاَحِظْ شَكْلَهاَ
كَيَئِسُوا وسُئِلت يذْرَؤكُمْ ... وسَأَلُوا باَرِئِكُمْ يَكلَؤُكُمْ
وإنْ حَذَفْتَ في اطْمَأَنُّوا فَحَسَنْ ... وفي اشْمَأَزَّتْ ثُمَّ في لأَمْلأَنْ
وعنْ أَبي داَوُدَ أيضا أُثِراَ ... أَطْفَأَها وَاخْتارَ أَنْ يُصوَّراَ
وما يُؤَدِّي لاِجْتِماعِ الصُّورَتَيْنْ ... فَالحذْفُ عَنْ كُلٍّ بِذاَكَ دُونَ مَيْنْ
كَقَولِه ءاَمَنْتُمُ ءاباءَكُمْ ... وأَءِلَهٌ خاَسِئِينَ جاءَكُمْ
رِئْياً أَءُلْقِي وفي ءابائِياَ ... تُئْوِي مَئاَبٍ وكذاَ دُعاَئِياَ
مُستهْزِئُونَ السَّيِّئاتُ مَلجَئاَ ... مَئاَرِبٌ نَئاَ رَءاَ تَبَوَّءاَ
إذْ رَسَمُوا بأَلِفٍ نَئاَ رَءاَ ... لَكِنَّ ياءً في رَأَى مِن ماَ رَأَى(1/14)
وأُثْبِتَتْ في سَيِّئاً والسَّيِّئِ ... سَيِّئَةٍ هَيِّئْ وفي يُهَيِّئْ
لكنَّ في السَّيِّئْ لِغاَزٍ صُوِّراَ ... هَيِّئْ يُهَيِّئْ أَلِفاً وأُنْكِراَ
وهَاكَ ما زِيدَ ببَعضِ أَحرُفِ ... مِنْ واَوٍ اَوْ مِن ياءٍ اَوْ مِنْ أَلِفِ
فَمِائَةً ومِائَتَيْنِ فَارْسُمَنْ ... بأَلِفٍ لِلْفَرْقِ معْ لأَاذْبَحَنْ
ومعَ لَكِنَّا لِشَايْءٍ وهُماَ ... في الْكَهْفِ وَابْنٍ وأنَا قُلْ حَيْثُماَ
لاَ تَايْئَسُوا يَيْأَسْ وقُل عَن بَعْضِهِمْ ... في اسْتَيْئَسُوا اسْتَيْئَسَ أَيْضا قَد رُسِمْ
لأَوْضَعُوا وابْنُ نجاحٍ نقَلاَ ... جِيءَ لأَنْتُمْ لأَتَوْها لإِلَى
وجاءَ أَيْضاً لإِلى جِيءَ معاَ ... لدَى الْعقِيلَةِ وكُلٌّ نَسفَعاَ
إذاً يَكوناً لأَهَبْ ونُوناَ ... لَدى كَأَيِّنْ رَسَموا التَّنوِيناَ
وزِيدَ بَعْدَ فِعْلِ جَمْعٍ كَاعْدِلُوا ... وَاسْعَوْا وَواَوِ كاَشِفُوا ومُرْسِلُوا
لكنَّ مِنْ باءُوا تَبَوَّءُو رَوَوْا ... إِسقاطَها وبَعدَ واوٍ مِنْ سَعَوْ
في سَبَإٍ ومثلُها إنْ فاءُو ... عَتَوْ عُتُوًّا وكذاَك جاءُو
وبعدَ واَوِ الفَرْدِ أيضاً ثَبَتَتْ ... وبعدَ أنْ يَعْفُوَ معْ ذُو حُذِفَتْ
ولؤْلُؤًا مُنْتَصِباً يَكُونُ ... بأَلِفٍ فيهِ هُوَ التَّنوِينُ
وزاد بعضٌ في سِوى ذاَ الشَّكْلِ ... تقْوِيَةً لِلْهَمْزِ أوْ لِلْفَصْلِ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وياَءٌ زِيدَ مِنْ تِلْقاَءِي ... وقبلَ ذِي القُربى أَتَى إِيتاَءِي
وقبلُ في الأَنْعاَمِ قُلْ مِنْ نَبَإِي ... وماَ خَفَضْتَ مِن مُضافِ مَلإِ
بأييِّكمْ أَوْ مِنْ وَراَءِ ثم مِنْ ... آناءِ معْ حَرْفِ بِأَيْيدِ أَفَإِينْ
والغاَزِي في الرُّومِ مَعاً لِقاَءِ ... والياءُ عَنْ كُلٍّ بِلَفْظِ اللاَّئِي
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وفي أُوْلي أُوْلُوا أُوْلاَتِ ... واَوٌ وفي أُوْلاَءِ كَيْفَ ياَتي
وعَنْ خِلاَفٍ سَأُوْرِيكُمْ دُونَ مَيْنْ ... ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في الآخِرَيْنْ
* * * * * * * ... * * * * * * *(1/15)
وهاكَ ما بِأَلِفٍ قَدْ جاءَ ... والأَصْلُ أنْ يكُونَ رَسْماً ياءَ
وإنْ عَلَى الْياءِ قَلَبْتَ أَلِفاَ ... فَارْسُمْهُ ياَءً وَسَطاً أوْ طرَفاَ
نحوُ هُداَهُمْ وهَواَهُ وفَتَى ... هُدًى عَمًى ياَ أَسَفاً ياَ حَسْرَتاَ
ثُمَّ رَمَى اسْتَسْقاَهُ أَعطَى وَاهْتدى ... طَغَى مَنِ اسْتَعْلَى وَوَلَّى وَاعْتدَى
وماَ بِهِ شُبِّهَ كاَلْيَتاَمَى ... إِحْدَى وأُنثَى وكذا الأَياَمَى
إلاَّ حُرُوفاً سَبْعَةً وَأَصْلاَ ... مُطَّرِداً قَد باَيَنَتْ ذاَ الْفَصْلاَ
فالأَحرُفُ السَّبْعَةُ مِنْهاَ الأَقْصاَ ... ومِثْلُهُ في الموْضِعَيْنِ أَقْصاَ
ومَنْ تَوَلاَّهُ عَصاَني ثُمَّا ... سِيماهُمُ في الْفَتحِ معْ طَغاَ الْماَ
وزِدْ على وَجْهٍ تَراَءاَ ونَآ ... وما سِوَى الحرفَيْنِ مِنْ لَفْظِ رَءاَ
إذْ رُسِمَتْ بأَلِفٍ والأَصْلُ ... لَدى الثَّلاَثِ الياَءُ إِن مَّا تَبْلُو
كذاَكَ كِلْتاَ مَعَ تَتْراَ بِالأَلِفْ ... ثُمَّ بِنَخْشَى أَنْ جَنَى قَدِ اختُلِفْ
وفي تُقاتِهِ كَذاَكَ يُرْسَمُ ... لكِنَّهُ حُذِفَ عَنْ بَعضِهِمُ
والأَصْلُ ما أَدَّى إِلى جَمْعِهِماَ ... أَنْ لَوْ عَلَى الأَصلِ بياءٍ رُسِما
كَقَوْلهِ الدُّنْياَ وَرُءْيا أَحْيا ... إلاَّ وَسُقْياَهاَ ولَفْظِ يَحْيَى
وفي الْعَقِيلَةِ أَتَى سُقْياهاَ ... ولم يَجِئْ بِالْياَءِ في سِواَهاَ
وعَنْهُماَ قدْ جاءَ أيضاً بِالأَلِفْ ... كَنَحْوِ هذِهِ وعَنْ بَعْضٍ حُذِفْ
كَحَذْفِهِم هُداَيَ معْ محياَيَ ... وحَذْفِهِمْ بُشْراَيَ مَعْ مَثْواَيَ
وحَذَفُوا لَدَى خَطايا كُلُّهُمْ ... ما بَعدَ ياءٍ ثُمَّ قَبْلُ جُلُّهُمْ
والْخُلْفُ في التَّنزِيلِ في أَحْياَهُمُ ... ثُمَّتَ أحْياكُمْ وفي مَحْياَهُمُ
ثُمَّ بِهِ في فُصِّلَتْ أَحياهاَ ... والحذفُ دُونَ الْياَءِ في عُقباهاَ
ولفظُ سِيماهُم إِلَيهِ تاَلِ ... في الْبِكرِ والرَّحمانِ والقِتاَلِ
ثُمَّ اجْتَباَهُ وهُماَ حَرْفانِ ... في نُونَ مَعْ طه كَذاَ أوْصانِي(1/16)
وذَكَرَ التَّنْزِيلُ أَيْضاً كَلِماَ ... بأَلِفٍ أوْ ياءٍ أوْ دُونهما
ءاَتانِيَ الْكتابَ واجْتَباكُمُ ... كَذاَكَ في النَّحْلِ اجْتباَهُ يُرْسَمُ
ولَنْ تَراَني معَهُ تَراَنِي ... بأَلِفٍ أَوْ ياءٍ الْحَرْفاَنِ
والياءُ عَنْهُماَ بما قَدْ جُهِلاَ ... أَصْلاً بِكِلْمٍ وهْيَ حتَّى وإِلى
أَنَّى في الاِسْتِفْهامِ قُلْ ثُمَّ عَلَى ... حَرفِيَّةً ومِثْلُها مَتَى بَلَى
وفي لَدَى في غافِرٍ يُخْتَلَفُ ... وفي لدا البابِ اتِّفاقاً أَلِفُ
وابنُ نجاحٍ قالَ عَنْ بعْضٍ أُثِرْ ... تَعْساً بِياَءٍ وَهْو غَيرُ مُشْتهِر
* * * * * * * ... * * * * * * *
أَلقَولُ فيما رَسموا بِالياَءِ ... وأَصْلُه الواَوُ لداَ ابْتِلاَءِ
والياءُ في سَبْعٍ فمِنْهُنَّ سَجَى ... زَكَى وفي الضُّحى جَمِيعاً كَيْفَ جا
وفي القُرَى جاءَ وفي دَحاَهاَ ... وفي تَلاَها ثُمَّ في طَحاَهاَ
ولم يَجِئْ لفظُ الْقُوى في مُقْنِعِ ... ومِنْ عَقِيلَةٍ وتَنزيلٍ وُعِي
وأَلْحِقِ العُلى بهذاَ الْفَصْلِ ... لِكَتْبِهِ بِالْياَ خِلاَفَ الأَصْلِ
* * * * * * * ... * * * * * * *
وهاكَ واَواً عِوَضاً مِن أَلِفِ ... قَدْ وَردَتْ رَسما بِبَعْضِ أحْرُفِ
والواوُ في مَناَةَ والنَّجاةِ ... وحَرْفَيِ الْغَداةِ معْ مِشْكاةِ
وفِي الرِّبا وَكَيفَماَ الْحياةُ ... أوِ الصَّلاَةُ وكَذاَ الزَّكاةُ
ما لَمْ تُضِفهُنَّ إلى ضَمِيرِ ... فأَلِفٌ والثَّبْتُ في الْمَشْهُورِ
وبعضُهُمْ في الرُّومِ أيْضاً كَتَبا ... واَواً بِقَوْلهِ تَعالى مِن رِّباَ
معْ أَلِفٍ كرَسْمِهِمْ سِواَهُ ... كذَا امْرُؤٌا وكُلُّهُمْ رَواَهُ
* * * * * * * ... * * * * * * *
بابُ حُرُوفٍ ورَدَتْ بالْفصْلِ ... في رَسْمِها عَلَى وِفاقِ الأَصْلِ
أنْ لاَ يَقُولُوا وأَقُولَ فُصِلاَ ... ثُمَّ مَعاً بهودَ لَيْسَ الأَوَّلاَ
وتَوْبةٍ والْحَجِّ مَعْ ياَسِيناَ ... وفي الدُّخانِ مَعَ حَرْفِ نُوناَ
والاِمْتِحاَنِ وَكذاَكَ رُوِيا ... عَنْ بَعضِهِم أيْضاً بِحَرْفِ الأَنْبِياَ
* * * * * * * ... * * * * * * *(1/17)
فصلٌ وغَيْرَ النُّونِ مِنْ ما مَلَكَتْ ... وفي المنافِقِينَ مِمَّا قُطِعَتْ
والْخُلْفُ لِلدَّانِيِّ في الْمُنافِقِينْ ... ولأَبِي داَوُدَ في الرُّومِ يَبِينْ
وقَطْعُ مِنْ مَعْ ظاهِرٍ مَعْ إِنَّما ... مِن قَبْلِ تُوعَدُونَ الأُولَى عَنْهُماَ
وعن مَّنِ الْحَرْفاَنِ قُلْ وعَن مَّا ... نُهُو وَفي الرَّعْدِ أَتى وإِن مَّا
كذاَكَ أَن لَّم مَعَ إِن لَّمْ فُصِلاَ ... إلاَّ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبوا الأَوَّلاَ
ومعْ غَنِمْتُمْ كثُرَتْ بِالوَصْلِ ... وإِنَّما عِنْدَ كذاَ في النَّحلِ
لَكِنَّهُ لم يَأْتِ في الأَنْفاَلِ ... لاِبْنِ نجاحٍ غَيْرُ الاِتِّصالِ
وأَنَّما تَدْعُونَ عَنْهُ يُقْطَعُ ... ثاَنٍ وبِالْحَرْفَيْنِ جاَءَ الْمُقنِعُ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وأَمَّنْ قَطَعُوهُ في النِّساَ ... أَمَّنْ خَلَقنا ثم مَنْ أَسَّسا
كذاَكَ أَمَّنْ رَسَموا في فُصِّلَتْ ... ومثلُها ولاَتَ حِينَ شُهِّرتْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ فما لِ هَؤلاءِ فَاقْطَعاَ ... مالِ الَّذِينَ مالِ هَذاَ الأَرْبَعاَ
وحيثُما ثُمَّ بِطَوْلٍ يومَ هُمْ ... والذَّارِياَتِ وكذاَ قالَ ابْنَ أُمْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وقُلْ مِن كُلِّ ما سَأَلتُمُوهْ ... بِالقَطعِ مِنْ غَيرِ اخْتلافٍ رَسَمُوهْ
لكنَّ في النِّساءِ قبلَ رُدُّوا ... وجاءَ أُمَّةً بِخُلفٍ عَدُّوا
وكُلَّما أُلْقِيَ أيضاً نُقِلاَ ... وَاخْتارَ في تَنزيلِهِ أنْ يُوصَلاَ
والخلْفُ في المقنعِ قَبْلَ دَخَلَتْ ... وظاَهِرُ التَّنْزِيلِ وصْلٌ اِذْ سَكَتْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وفي ما واَحِدٌ وعَشَرَهْ ... في ما فَعَلْنَ ثاَنِياً في الْبَقَرَهْ
ووَسَطَ العُقُودِ حرْفٌ ومَعاَ ... في سُورَةِ الأنْعاَمِ كلٌّ قُطِعاَ
والأَنْبِيا والشُّعَراَ وَوَقَعَتْ ... والنُّورُ والرُّومُ كذاَكَ وقَعَتْ
ومِثْلُها الْحَرْفانِ أيضاً في الزُّمَرْ ... وخُلْفُ مُقنِعٍ بِكُلٍّ مُسْتَطَرْ(1/18)
وخُلْفُ تَنزِيلٍ بِغَيْرِ الشُّعَراَ ... والأَنْبِياَ وَاقْطعْهُماَ إِذْ كَثُراَ
* * * * * * * ... * * * * * * *
القَوْلُ في وَصْلِ حُروفٍ رُسِمَتْ ... عَلَى وِفاَقِ اللَّفْظِ إذْ تَأَلَّفَتْ
فأَيْنَما في البِكْرِ والنَّحلِ فَصِلْ ... وفي النساءِ عَنْ سُليمانَ نُقِلْ
وعنهُ أيضاً جاءَ في الأَحزاَبِ ... وذاَنِ للدَّانِيِّ بِاضْطراَبِ
وعنهُما مَعاً خِلاَفٌ أُثِراَ ... في مَوْضِعٍ وهْوَ الَّذِي في الشُّعَراَ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وقُلْ بِالوَصْلِ بئسما اشْتَرَوْا ... وعنْ أَبي عَمْرٍو في الاَعْراَفِ رَوَوْا
وخُلفُه لاِبْنِ نجاحٍ رُسِماَ ... وعَنْهُما كَذاَكَ في قُلْ بِئْسَماَ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ لِكَيْلاَ جاءَ مِنْ ذاَ الْبابِ ... في الحجِّ والحدِيدِ والأَحْزاَبِ
ثاَنٍ وعَن خُلفٍ بآلِ عِمْراَنْ ... وبِاتِّفاقٍ ويْكَأَنَّ الحرفاَنْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وصِلْ أَلَّن مَعاً في الكَهْفِ ... وفي القيامةِ بغَيْرِ خُلْفِ
كذاَكَ في المزَّمِّلِ الوَصْلُ ذُكِرْ ... في مُقْنعٍ عَن بَعْضِهِمْ وما شُهِرْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ ورُبَّما ومِمَّن فِيمَ ثُمْ ... أَمَّا نِعِمَّا عَمَّ صِلْ ويَبْنَؤُمْ
كاَلُوهُمُ أَوْ وَزَنُوهُمْ مِمَّا ... خُلِقَ معْ كَأَنَّما ومَهْماَ
* * * * * * * ... * * * * * * *
وهاكَ ما لِظاهِرٍ أَضَفْتاَ ... مِن هاءِ تَأْنِيثٍ وخُطَّ بِالتَّا
ورحمةٌ بِالتَّاءِ في الْبِكْرِ وَفِي ... سُورَةِ الأَعْراَفِ ونَصِّ الزُّخرُفِ
مَعاً وفي هُودَ أَتَتْ ومَرْيَماَ ... والرُّومِ كُلٌّ بِاتِّفاقٍ رُسِماَ
كذاَ بما رَحْمَةٍ أَيْضاً ذُكِرَتْ ... لاِبْنِ نجاحٍ وبِهاءٍ شُهِّرَتْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ ونِعْمَتٌ بِتاَءٍ عَشَرَهْ ... وواَحِدٌ مِنْهاَ أَخِيرُ الْبَقَرَهْ
وآلُ عِمْراَنَ تَعُدُّ واَحِدَهْ ... ومعَ إِذْ هَمَّ بِنَصِّ المائِدَهْ
ثُمَّ بِإبْراَهِيمَ أيضاً حَرْفانِ ... لاَ أَوَّلاً وفاطِرُ ولُقْماَنْ(1/19)
ثُمَّ ثَلاَثُ النَّحلِ أَعْني الأُخَراَ ... وواَحدٌ في الطُّورِ لَيْسَ أَكْثَراَ
نِعْمةُ رَبِّي عنْ سُليمانَ رُسِمْ ... عَنِ ابْنِ قَيْسٍ وَعَطاءٍ وحَكَمْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وسُنَّةٌ ثَلاَثُ فاَطِرٍ ... وقبلُ في الأَنْفاَلِ ثُمَّ غاَفِرِ
* * * * * * * ... * * * * * * *
فصلٌ وأَحْرُفٌ كَذاَكَ رُسِمَتْ ... مِنْهاَ ابْنَةٌ وفي الدُّخانِ شَجَرَتْ
وَامْرَأَةٌ سَبْعتُها وقُرَّتْ ... عَيْنٍ كذاَ بَقِيَّتٌ وفِطْرَتْ
ثُمَّ فَنَجعَلْ لَّعْنَتَ وَلَعْنَتْ ... في النُّورِ قُلْ والْمُزْنُ فِيها جَنَّتْ
ومَعْصِيَتْ مَعاً وفي الأَعْراَفِ ... كَلِمَةٌ جاءَتْ عَلَى خِلاَفِ
فرَجَّحَ التَّنزِيلُ فِيهاَ الْهاءَ ... ومُقْنِعٌ حَكاَهُما سَواَءَ
قَدِ انتَهى والحمدُ لله عَلَى ... ما مَنَّ مِن إنْعاَمِه وأَكمَلا
في صَفَرٍ سَنَةَ إِحدَى عَشَرَهْ ... مِنْ بَعْدِ سَبْعِمِائَةٍ لِلْهِجْرَهْ
خَمْسِينَ بيْتاً مَعَ أَرْبَعِمِائَهْ ... وأربعاً تَبصِرةً لِلنَّشَأَهْ
عَسىَ بِرُشْدِهم بهِ أَن أَرْشَداَ ... مِن ظُلَمِ الذِّئْبِ إِلى نُورِ الْهُدَى
بجاهِ سَيِّدِ الوَرَى الشَّفِيعِ ... محمَّدٍ ذِي الْمَحْتِدِ الرَّفيعِ
صلَّى عَلَيْهِ رَبُّنا عَزَّ وَجَلْ ... وآلِه ما لاَحَ نَجْمٌ أَوْ أَفَلْ
هذا تمامُ نَظْمِ رسْمِ الْخَطِّ ... وها أَناَ أُتْبِعُهُ بِالضَّبْطِ
كَيْما يَكُونُ جاَمِعاً مُفِيداَ ... على الَّذِي أَلْفَيْتُهُ مَعْهُوداَ
مُسْتَنْبَطاً مِن زَمَنِ الْخَلِيلِ ... مُشْتَهِراً في أَهْلِ هذاَ الْجِيلِ
فقُلْتُ طالِباً مِنَ الْوَهَّابِ ... عَوْناً وتَوْفِيقاً إلى الصَّواَبِ
القولُ في أَحكامِ وضْعِ الْحَرَكَهْ ... في الْحَرْفِ كَيْفَما أتَتْ مُحَرَّكَهْ
فَفَتْحَةٌ أَعْلاَهُ وهْي أَلِفُ ... مَبْطُوحَةٌ صُغْرى وضَمٌّ يُعْرَفُ
واَواً كذاَ أَمامَهُ أوْ فَوْقاَ ... وتَحتَهُ الكسْرَةُ ياءً تُلقَى
ثُمَّتَ إِنْ أَتْبعتَها تَنْوِيناَ ... فَزِدْ إِلَيْهاَ مِثلَها تَبْيِيناَ(1/20)
وإن تَقِفْ بِأَلِفٍ في النَّصْبِ ... هُماَ عَلَيهِ في أَصَحِّ الْكُتْبِ
سواءٌ اِن رُّسِمَ أَو إِنْ جاءَ ... وهُوَ مُلحَقٌ كَنَحْوِ ماءَ
وإنْ يَكُنْ ياَءً كَنَحْوِ مُفْتَرًى ... هُما عَلى الْياَءِ كذاَ النَّصُّ سَرى
وقِيلَ في الْحَرْفِ الَّذي مِن قَبلُ ... حَسَبَما الْيومَ عَلَيْهِ الشَّكْلُ
وفي إذاً ثُمَّتَ نُونٌ إِن تَخَفْ ... لَنَسفَعاً ولَيَكُوناً في الأَلِفْ
وقَبْلَ حرْفِ الْحَلْقِ رَكَّبْتَهُماَ ... وقَبْلَ ما سِواَهُ أَتْبَعْتَهُماَ
والشَّدُّ بَعْدُ في هِجاَءِ لَمْ نَراَ ... وغَيْرَهُ فَعَرِّهِ كَيْفَ جَراَ
هذاَ إِذاَ أَبْقَيْتَ عِنْدَ الياءِ ... والواَوِ غُنَّةً لَدَى الأَداَءِ
كاَناَ كَباَقِي الأَحْرُفِ الْمُعْراَةِ ... مِنْ غَيْر فَرْقٍ ولَداَ النُّحاَةِ
أَلفَرقُ بَيْنَ مُدغَمٍ ومُخْفَى ... هذاَ مُشَدَّدٌ وهَذاَ خَفَّا
وعَوِّضَنْ إِنْ شِئْتَ مِيماً صُغْرَى ... مِنْهُ لِبَاءٍ إِذْ بِذاَكَ يُقْراَ
وحُكْمُ نُونٍ سَكَنَتْ أَنْ تُلْقِي ... سُكُونَهاَ عِنْدَ حُروفِ الحلقِ
وعِندَ كُلِّ ما سِواهُ تُعرَى ... وإنْ تَشَأْ صَوَّرْتَ مِيماً صُغْرَى
منْ قَبلِ باَءٍ ثُمَّ شَدٌّ يَلْزَمُ ... في كُلٍّ ما التَّنْوِينُ فِيهِ يُدغَم
والواَوُ والياءُ إذاَ أَبْقَيتاَ ... غُنَّتَهاَ عِنْدَهُما أَثْبَتَّا
عَلاَمَةَ التَّشْديدِ والسُّكُوناَ ... إنْ شِئْتَ أَوْ عَرِّهِماَ والنُّوناَ
وكلُّ ما اخْتُلِسَ أوْ يُشَمُّ ... فَالشَّكْلُ نَقْطٌ وَالتَّعَرِّي حُكْمُ
وعَوِّضَنَّ الْفَتْحَةَ الممالَهْ ... بِالنَّقْطِ تَحْتَ الْحَرْف لِلإِماَلَهْ
أَوْ عَرِّهِ والنَّقطُ في إِشْمامِ ... سِيءَ وَسِيئَتْ هُوَ مِنْ أَمامِ
* * * * * * * ... * * * * * * *
أَلْقَوْلُ في السُّكونِ والتَّشْدِيدِ ... ومَوضِعِ المطِّ مِنَ الْمَمْدُودِ
فداَرةٌ علاَمةُ السُّكونِ ... أَعْلاَهُ والتَّشْدِيدُ حَرفُ الشِّينِ
ويُجْعَلُ الشَّكْلُ كما قُلْناَهُ ... أَماَمَهُ أَوْ تَحْتُ أو أعْلاهُ(1/21)
وبعضُ أهْلِ الضَّبطِ داَلاً جَعَلَهْ ... يَكُونُ إِنْ كاَنَ بِكَسْرٍ أَسْفلَهْ
وفَوْقَهُ فَتْحاً وفي انْضِماَمِهْ ... يَكُونُ لاَ امْتِراَءَ مِنْ أَماَمِهْ
وطَرَفاهُ فَوقُ قاَئِماَنِ ... وفي سِوَى الأَعْلَى مُنَكَّساَنِ
مِنْ غَيْرِ شَكْلَةٍ لِماَ تَنَزَّلاَ ... مَنْزِلَهاَ والْبَعْضُ مِنْهُمْ أَشْكَلاَ
كَأَوَّلٍ وَبَعْضُهُمْ في الطَّرَفِ ... وفوقَ واَوٍ ثُمَّ ياَ وَأَلِفِ
مَطٌّ لِهَمْزٍ بَعْدَها تَأَخَّراَ ... وساكِنٍ أُدْغِمَ أَوْ إِنْ ظَهَراَ
كذاَ لِوَرْشٍ مثْلُ ياَءِ شَيْءِ ... في مَدِّهِ ونَحْوِ واَوِ السَّوْءِ
وإنْ تَكُنْ ساقِطَةً في الْخَطِّ ... أَلْحَقْتَها حَمْراً لِجَعْلِ الْمَطِّ
وإن تَشَأْ إِلحاقَها تَرَكْتاَ ... ومَطَّةً مَوْضِعَهاَ جَعَلْتاَ
ومِثْلُ هذاَ حُكْمُهاَ يَكُونُ ... إنْ لَمْ يكُنْ هَمزٌ ولا سُكُونُ
في كُلِّ ماَ قَدْ زِدْتَهُ مِنْ ياَءِ ... أَوْ صِلَةٍ أَتَتْكَ بعْدَ الْهاَءِ
كذاَ قِياسُ نَحْوِ لاَ يَسْتَحْيِي ... كَقَوْلهِ أَنْتَ ولِيِّي يُحْيِي
* * * * * * * ... * * * * * * *
أَلْقَوْلُ في الْمُدغَمِ أَوْ ما يُظهَرُ ... فمُظهَرٌ سكُونُهُ مُصَوَّرُ
وحَرِّكِ الحرفَ الذِي مِن بَعْدُ ... حَسَبَما يُقْرَأْ ولاَ يُشَدُّ
وعَرِّ ما بِصَوْتِه أَدغَمْتَهُ ... وكلُّ حَرفٍ بعدَه شَدَّدْتَهُ
ثم الذي أَدْغَمتَ معْ إِبقاَءِ ... صوْتٍ كطاءٍ عِندَ حَرْفِ التَّاءِ
صَوِّرْ سُكُونَ الطَّاءِ إِن أَرَدْتاَ ... وشَدِّدَنَّ بعْدَهُ حرفَ التَّا
أو عَرِّ إن شِئْتَ كِلاَ الحرفَينِ ... والأَوَّلُ اخْتِيرَ مِنَ الْوَجْهَيْنِ
* * * * * * * ... * * * * * * *
أَلْقَوْلُ في الْهَمْزِ وكَيْفَ جُعِلاَ ... مُحَقَّقاً ورَدَ أوْ مُسَهَّلاَ
فضَبْطُ ما حُقِّقَ بِالصَّفْراَءِ ... نَقْطٌ وما سُهِّلَ بالْحَمْراَءِ
وذاَ الَّذِي ذَكَرْتُ في المسهَّلِ ... سُهِّل بَيْنَ بين أَوْ بِالْبدلِ
إذاَ تَحَرَّك فَفِي مُؤَجَّلاَ ... وبابِهِ مِن فَوقِهِ إِنْ أَبْدَلاَ(1/22)
وهَكذاَ بِأَلِفٍ مِن لأَهَبْ ... لِمَنْ إلى الْياَءِ قِراَءَةً ذَهَبْ
والحكْمُ فِي أُخْراَهُماَ كالْحُكْمِ ... مِنْ بَعْدِ كَسْرٍ ورَدَتْ أَوْ ضمِّ
وإنْ تَشَأْ صَوَّرْتَ هَمْزاً أَوَّلاَ ... واَواً وَياَ حَمْراً لِمَنْ قدْ سَهَّلاَ
أُولاَهُما لَدَى اتِّفاقِ الْهَمْزَتَيْنْ ... إنْ جاءَتاَ بِالضَّمِّ أوْ مَكْسُورَتَيْنْ
وكلَّ ما وَجدْتَهُ مِنْ نِبْرِ ... مِنْ غَيْرِ صُورَةٍ فَضَعْ في السَّطْرِ
وما بِشَكْلٍ فَوْقَه ما يُفْتَحُ ... معْ ساَكِنٍ وما بِكَسْرٍ يُوضَحُ
مِنْ تَحْتُ والمضْمُومُ فوقَهُ أُلِفْ ... لَكِنَّهُ بِوَسَطٍ منَ الأَلِفْ
ثم امْتَحِن مَوْضِعَه بِالْعَيْنِ ... حَيْثُ اسْتَقَرَّت ضعْهُ دُونَ مَيْنِ
كَعاَمَنُوا في ءاَمَنُوا والسُّوعِ ... في السوءِ والمسيءُ كَالْمُسِيعِ
وخُصَّتِ الْعَيْنُ لما بَيْنَهُماَ ... مِنْ شِدَّةٍ وقُرْبِ مَخْرجَيْهِماَ
لأَجْلِ ذاَ خُطَّتْ عَن الثِّقاتِ ... عَيْناً مِنَ الْكُتَّابِ والنُّحاَةِ
وكلُّ ما مِنْ هَمْزَتَيْنِ وَرَداَ ... في كِلْمَةٍ بِصُورَةٍ قد أُفرِداَ
فَقِيلَ صُورةٌ للاُولَى مِنْهُماَ ... وقِيلَ بَلْ هِي إِلى ثاَنِيهِماَ
وذا الأَخِيرُ اخْتِيرَ في الْمُتَّفِقَيْنْ ... وأَوَّلُ الْوَجْهَيْنِ في الْمُخْتَلِفَيْنْ
فَفِي اتِّفاقٍ تُجعَلُ الْمُبيَّنَةْ ... مِنْ قَبْلِها وفَوقَها الْمُلَيَّنَةْ
وفي اخْتِلاَفٍ فوقَهاَ الصَّفراَءُ ... ونَقْطَةٌ أَمامَها حَمْراَءُ
وإنْ تَشَأْ فَاجْعَل هُناَ ما سُهِّلاَ ... واَواً بِنَحْوِ قولِه أَءُنزِلاَ
والياءَ في الباقِي مِنَ الْمُخْتَلِفِ ... حَمْراَ وءاَلِهَتُناَ في الزُّخْرُفِ
وقولُهُ ءاَمَنْتُمُ مُسْتَفْهَماَ ... أَلْحُكْمُ فِيهِنَّ كَما تَقَدَّماَ
لَكِنَّ بعْدَ أَلِفٍ أَلْحَقْتاَ ... حَمْراَءَ مِثْلَ هذِهِ إنْ أَنْتاَ
جَعَلْتَ هَذِهِ هِيَ الملَيَّنَةْ ... وإنْ جَعَلْتَهاَ هِيَ الْمُسَكَّنَةْ
فالألِفَ الحمراءَ قَبْلُ أَلْحِقَنْ ... وْانْقُطْ عَلَيْهاَ أَوْ بِنَقْطٍ عَرِّضَنْ(1/23)
وإنْ يَكُنْ مُسَكَّنُ مِن قَبلُ ... صحَّ فَحُكْمُها لِوَرْشٍ نَقْلُ
تُسْقِطُها مِن بَعْدِ نَقلِ شَكْلِهاَ ... وجَرَّةً تَجْعَلُ في مَحَلِّهاَ
وقبلَ ذِي الْكَحْلاَءِ أيضاً تَجْعَلُ ... حَمْراً على مَذهَبِ مَنْ قَد يَفْصِلُ
لَدَا اتِّفاَقٍ وَاخْتِلاَفٍ بَعْدَهْ ... وَإِنْ تَشَأْ عَوِّضْهُما بِمَدَّةْ
وهمزُ ءاَلاَنَ إِذاَ ما أُبْدِلاَ ... وبابِهِ مَطٌّ عَلَيْهِ جُعِلاَ
ولَكَ في ءَأَنْتَ أن تَعْتَبِرَهْ ... وبابِهِ ولا تَقِسْ شاَ أَنْشَرَهْ
* * * * * * * ... * * * * * * *
القولُ في الصِّلَةِ عندَ الْوَصْلِ ... وحُكْمِ الاِبْتِداَءِ ثُمَّ النَّقْلِ
فَصِلَةٌ لِلْحَرَكاَتِ تَتْبَعُ ... فَفَوقَه مِن بعدِ فَتحٍ توضَعُ
وتَحتَهُ إنْ كَسْرَةً ووَسْطَهْ ... إنْ ضَمَّةً كذاَ أَتَتْ مرتَبِطهْ
وإنْ تُنَوِّنْ تحتَهُ جعَلْتاَ ... ووَسَطاً إن ثاَلِثاً أَلْزَمْتاَ
ضَمًّا ووَضْعُ ضَبْطِ الاِبتِداَءِ ... نَقْطٌ كوَضْعِ الشكْلِ بِالخضْراَءِ
أَماَمَهُ إذاَ بِضمٍّ ابتَدَأْتْ ... وفوقُ إنْ فَتْحٌ وتحتُ إِنْ كَسَرْتْ
وحُكْمُها لِوَرشِهِم في النَّقلِ ... كَحُكمِها في أَلِفاتِ الْوَصلِ
فَفَوْقَه أَوْ تحتَهُ أوْ وَسْطَهاَ ... في مَوْضِعِ الهمْزِ الذي قَد سَقَطا
فإنْ أَتَى مِنْ بَعدِ هَمزٍ أَلِفُ ... فَقَبلَهُ محلَّ همزٍ تَأْلَفُ
* * * * * * * ... * * * * * * *
أَلقَوْلُ في النَّقْصِ مِن الهجاءِ ... إنْ شِئْتَ أَنْ تُلْحِقَ بِالحمْراَءِ
أَوَّلَ ما الثَّاني بِه قَدْ دَخَلاَ ... عَلاَمةً للجَمْع أَوْ أَنْ أُصِّلاَ
نحوُ النَّبِيئِينَ تراَءاَ ثُمَّ ماَ ... أُولاَهُماَ ضُمَّتْ ففِي الثَّاني كَماَ
هَذاَ كَيَلْوُونَ وإِنْ شَدَدْتاَ ... كَنَحْو الاُمِّيِّينَ والْتَزَمْتاَ
أنْ تُلْحِقَ الاُخْرى إِذاَ ما حُذِفَتْ ... فِيماَ بِهِ أُولاَهما قَدْ سَكَنَتْ
وإنْ حَذَفْتَ ما عَلَيهِ بُنِياَ ... أَلَّلفْظُ نَحْوُ قَوْلِه ما وُورِياَ
فَفِيهِ تخيِيرٌ لَداَ الإِلحاقِ ... وإنْ تَكُ الأُولى فَبِاتِّفاقِ(1/24)
وعكسُ هَذاَ جاءَ في جاَءاَناَ ... وحذْفُ آخِرٍ بِهِ اسْتَباَناَ
وأَلحقَنَّ ألِفاً تَوَسَّطاَ ... مِمَّا مِن الخطِّ اخْتِصاَراً سَقَطاَ
وما بِواَوٍ أوْ بِياءٍ كُتِباَ ... عَنْ واَوٍ اَوْ عَنْ حَرفِ ياءٍ قُلِباَ
وإنْ تَطرَّفَتْ كذاَ تَكُونُ ... ماَ لم يَقَعْ مِنْ بَعْدِها سُكُونُ
ومعَ لامٍ أُلحقَتْ يُمْناَهُ ... لأَسْفَلٍ مِن مُنْتَهى أَعلاَهُ
ماَ لم تَكُنْ بواَوٍ اَوْ ياءٍ أتتْ ... وقِيلَ يُمْناَهُ بِكُلٍّ أُلْحِقَتْ
لَكن مِّنِ اسْمِ الله رَسْماً حُُطاَّ ... واللاَّتَ بالإِلحاقِ فَرقاً خُطَّا
وأَلْحِقَنْ أَلِفَيِ ادَّارَأْتُمُ ... والياءَ مِنْ إِيلاَفِهِمْ وتَرسُمُ
ثاَنِيَ نُنْجِي يُوسُفٍ والأَنْبِياَ ... حَمْراً وَأَوَّلاً بِباَبِ حَيِياَ
وَاخْتِيرَ تَرْكُ لُحْقِ تُئْوِي رُءْياَ ... وأَلْحِقَ اَوْ لِياءَ واَواً أَوْ ياَ
إنْ شِئْتَ في اتِّصالِهِ بمضْمَرِ ... وهَمْزُهُ في الْخَطِّ لم يُصَوِّرِ
قِياسُه جَزاَؤُهُ في يُوسُفاَ ... لَكِنَّ في نُصُوصِهِمْ ما أُلِفاَ
ونونُ تَأْمَنَّا إذاَ أَلْحَقْتَهْ ... فانْقُطْ أَماَماً أوْ بِهِ عَوَّضْتَهْ
أَلْقَوْلُ فيما زِيدَ في الْهِجاءِ ... مِن ألِفٍ أوْ واَوٍ أوْ مِنْ ياءِ
فَكُلُّ ما الأَلِفُ فِيهِ أُدخِلاَ ... كقَوْلِه لأَاْذْبَحَنَّ لإِاْلَى
وشِبْهِهِ مِمَّا بَقِي فَالْمُتَّصِلْ ... بِاللاَّمِ صُورَةٌ وقِيلَ المنفَصِلْ
وزِيدَ ماَ في مِائَةٍ وجِاْئَ ... ويَيْئَسُوا وشِبْهِهِ مَجِيئاَ
وبعدَ واَوِ الْفَرْدِ ثُمَّ تَفْتَؤُا ... وباَبِهِ وفي الرِّبَواْ وفي امْرُؤُا
وزِيدَ ياَءٌ أيْضاً مِنْ ءاَناَءِي ... وبابِهِ والواوُ في أُولاَءِ
وءاخِرُ الْياَءَيْنِ مِن بِأَييْدِي ... لِلْفرْقِ بَينَهُ وبَيْنَ الأَيْدِي
فداَرَةٌ تَلزَمُ ذاَ الْمَزِيداَ ... مِنْ فَوْقِهِ عَلاَمَةً أَنْ زِيداَ
وشَدِّدِ الثَّانِيَ مِن بِأييِّكُمْ ... وعَرِّ أَوَّلاً لما قد يُدَّغَمْ
* * * * * * * ... * * * * * * *(1/25)
أَلقَوْلُ فيما جاءَ في لاَمِ أَلِفْ ... أَلْحُكْمُ في الْهَمْزَةِ منهُ مُخْتَلِفْ
فقِيلَ ثاَنِيهِ وقِيلَ الاَوَّلُ ... وهمزُ أَوَّلٍ هُوَ الْمُعَوَّلُ
ومدُّهُ إنْ كانَ ما يُمَدُّ ... لأَجْلِ هَمْزٍ كائِنٍ مِن بَعْدُ
إذْ أَصْلُهُ حرفانِ نَحْوُ يا وماَ ... فَظُفِراَ خَطًّا كما قَدْ رُسِماَ
وإنْ يَكُنْ ذاَ الْهَمْزُ في نَفْسِ الأَلِفْ ... فَحُكمُه كَما مَضَى لا يَخْتَلِفْ
وبعدَ لامِ أَلِفٍ إِنْ رُّسِماَ ... مُؤَخَّراً وقَبْلُ إنْ تَقَدَّماَ
وكلُّ ما ذَكَرْتُ من تَنْوِينِ ... أَو حَركاتٍ ومِنَ السُّكونِ
والقلبِ للباءِ وما لِلْهاَءِ ... مِن صلةٍ مِنْ واَوٍ اَوْ مِن ياءِ
ونحوِ يدْعُ الدَّاعِ والتَّشدِيدِ ... ومَطَّةٍ وداَرَةِ المزيدِ
ونَقْطِ تَأْمَنَّا وما يُشَمُّ ... معَ الَّذي اخْتلَسْتَهُ فَالْحُكْمُ
أنْ تَجْعلَ الْجَمِيعَ بِالْحَمْراَءِ ... هذاَ تَماَمُ الضَّبطِ والْهِجاءِ
محمدُ جاءَ بِهِ مَنْظوماَ ... نَجْلُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبراهِيماَ
أَلأَمَوِيِّ نَسَباً وأَنشَأَهْ ... عامَ ثَلاَثٍ مَعَهاَ سَبْعُمِائَهْ
عِدَّتُهُ أرْبَعَةٌ وعَشَرَهْ ... جاءَتْ لِخَمْسِمِائَةٍ مُقْتَفِرَهْ
فإِنْ أَكُنْ بَدَّلْتُ شيئاً غَلَطاَ ... مِنِّيَ أوْ أغفلْتُهُ فَسَقطاَ
فَادَّرِكَنْهُ مُوقِناً ولْتَسْمَحِ ... فِيماَ بداَ مِنْ خَلَلٍ ولتَصْفَحِ
مَا كُلُّ مَنْ قَدْ أَمَّ قصْداً يَرْشُدُ ... أوْ كُلُّ مَنْ طَلبَ شَيْئاً يَجِدُ
لَكِنْ رَجاَئِي فِيهِ أَنْ لاَ غِيَراَ ... فَماَ صَفاَ خُذْ وَاعْفُ عَمَّا كَدُراَ
ولَسْتُ مدَّعِياً الاِحْصاءَ ... ولوْ قَصَدْتُ فِيهِ الاِسْتِقصاءَ
وفوقَ كُلِّ مِن ذَوِي الْعِلْمِ عَلِيمْ ... ومُنْتَهى الْعِلْمِ إلى الله العَظِيمْ
كَيْفَ وماَ ذِكْرِي سِوَى مَا اشْتَهَراَ ... عَنْ جُلِّهِمْ وما إِلَيْهِ ابْتُدِراَ
إلاَّ يَسِيرَةً سوى الْمُشتَهِرَهْ ... أَوْرَدتُهاَ زِيادَةً وتذْكِرَهْ
فَالحمْدُ لله عَلى إِكْمالِهْ ... وما بهِ قَدْ مَنَّ مِن إِفْضاَلِهْ(1/26)
حَمْداً كثيراً طَيِّباً مُجَدَّداً ... مُتَّصِلاً دُونَ انْقِطاعٍ أَبَداَ
وانْفَعْ بهِ اللهم مَنْ قَدْ أَمَّا ... إِلَيْهِ دَرْساً أوْ حَواَهُ فَهْماَ
وَاجْعَلْهُ رَبِّي خالِصاً لِذاَتِكْ ... وقائِداً بِناَ إِلى جَنَّاتِكْ
عساهُ داَئِماً بِهِ يُنْتَفَعُ ... في يومِ لاَ ماَلٌ ولاَ ابْنٌ يَنْفَعُ
ويا إِلَهِي عَظُمَتْ ذُنوبي ... وليسَ لي غَيْرَكَ مِنْ طَبِيبِ
فَامْنُنْ عَلَيَّ سيدي بِتَوْبَةْ ... عَسَى الَّذِي جَنَيْتُه مِن حَوْبَةْ
يَذْهَبُ عَنِّي وإِليْكَ رَغْبَتِي ... في الصَّفْحِ عَنْ مُقْتَرَفِي وَزَلَّتِي
وحَجَّةٍ لِبَيْتِكَ الحرامِ ... ووَقْفةٍ بذلِكَ الْمَقامِ
وَاغْفِرْ لِواَلِدَيَّ ما قَدْ فَعَلاَ ... مِنْ سَيِّءٍ رُحْماَكَ يا رَبَّ الْعُلاَ
وَارْحَمْ بِفَضْلٍ مِنْكَ مَنْ عَلَّمَناَ ... كِتاَبَك العزِيزَ أوْ أَقْرَأَناَ
بِجاَهِ سَيِّدِ الْوَرى الْمُؤَمَّلْ ... محمدٍ ذِي الشَّرَفِ الْمُؤَثَّلْ
صلَّى الإِلَهُ رَبُّنا عَلَيْهِ ... ما حَنَّ شَوْقاً دَنِفٌ إِلَيْهِ
تنبيه الخلان على الإعلان بتكميل مورد الظمآن في رسم من قراءات الأئمة السبعة الأعيان
بحمدِ ربِّه ابْتَدَا ابنُ عاشِرِ ... مُصَلِّياً على النَّبِيِّ الحاشِرِ
هاكَ زواَئدَ لموْرِدٍ تَفِي ... بِالسَّبْعِ مَعْهُ مِن خلافِ المصحَفِ
المدَنِي والمكِّ والإِمامِ ... والكوفِ والبصرِ مَعاً والشَّامِ
فَارْسُمْ لِكُلِّ قارِئٍ منْها بما ... واَفَقَه إِنْ كانَ مِمَّا لَزَماَ
أَوْ بمخاَلِفٍ خِلاَفاً اغْتُفِرْ ... وكُنْ في الاِجماعِ مِن الْخُلفِ حَذِرْ
وما خَلاَ عَنْ خُلْفِها فَمُفْرَدُ ... كنافِعٍ لكنْ يُراعَى الموْرِدُ
ورَفِّقَنْ بِالرَّسمِ مُمْكِنَ الْوِفاقْ ... كَلِيَسُوءُوا وَرَءُوفٌ لاَ شِقاَقْ
مِن سُورَةِ الحمدِ لِلاَعْراَفِ اعْرِفاَ ... فياءَ إبراهيم في البِكْرِ احْذِفاَ
لِغَيْرِ حِرْمِيٍّ وقالُوا اتَّخَذاَ ... يحذِفُ شامٍ واوَهُ أَوْصى خُذاَ(1/27)
لِلْمَدَنِيَّيْنِ وشامٍ بالأَلِفْ ... يُقاتِلُونَ تِلوَ حَقٍّ مُخْتَلِفْ
والمكِّ والعِراَقِ واَواً سارِعُوا ... بِالزُّبُرِ الشَّامِي بِباَءٍ شاَئِعُ
كذَا الْكِتاَبِ بخلاَفٍ عَنْهُمُ ... والشَّامِ يَنْصِبُ قليلاً منْهُمُ
واَواً يَقُولُ لِلْعِراَقِيِّ فَزِدْ ... والمدَنِيَّانِ وشاَمٍ يَرْتَدِدْ
لَلدَّارُ لِلشَّامِ بِلاَمٍ وهُناَ ... قَدْ حَذَفَ الْكُوفِيُّ تاَ أَنْجَيْتَناَ
وشُركاؤُهُم لِيُرْدُوهُمْ بِياَ ... لِلشَّامِ في مَحَلِّ هَمْزٍ أُبْدِياَ
في ساَحِرِ الْعُقُودِ مَعْ هُودَ اخْتُلِفْ ... وَأَوَّلٍ بِيُونُسٍ كَذاَ أُلِفْ
مِنْ سُورَةِ الأَعْراَفِ حتى مَرْيَماَ ... تذَّكَّرُونَ الشَّامِ ياَءً قَدَّماَ
وَواَوُ ماَ كُنَّا لَهُ أَبِيناَ ... بِعَكْسِ قالَ بَعْدَ مُفْسِدِينَ
بِكُلِّ ساَحِرٍ معاً هَلْ بِالأَلِفْ ... وهَلْ يَلِي الحا أَوْ قُبَيْلَها اخْتُلِفْ
بِالأَلِفِ الشَّامِ إِذَ انْجاَكُمْ ومِنْ ... مَعْ تَحْتِها آخِرَ تَوْبَةٍ يَعِنْ
لِلْمَكِّ والَّذِينَ بَعْدُ الْمَدَنِي ... والشَّامِ لاَ واَواً بِهاَ فَاسْتَبِنِ
كَلِمَةُ الثَّانِي بِيُونُسٍ هُماَ ... بِالتَّا وفي الْعِراَقِ بِالهاَ ارْتُسِماَ
وفي يُسَيِّرُكُمُ يَنشُرُكمْ ... لِلشَّامِ قُل سُبحانَ قالَ قَد رُسمْ
لَهُ ولِلْمَكِّيِّ ثُمَّ مِنْهُماَ ... مُنقَلَباً مِنْها الْعِراَقِي رَسَماَ
مَعاً خَراَجاَ بِخِلافٍ قَدْ أَتى ... وفَخَراَجُ لِلْجَمِيعِ أُثْبِتاَ
مَكَّنَنِي لِلْمَكِّ نُونًا ثاَنِياَ ... والكلُّ ءاَتُوني مَعاً بِغَيْرِ ياَ
مِن مَرْيَمٍ لِصادَ قُلْ ذَا الأَوَّلُ ... في الأنبيا لِلْكوفِ قال يُجْعَلُ
في قال كَمْ مَعْ قال إِنْ عَكْسٌ جَرى ... لاَ واَوَ لِلمَكِّيِّ في أَلم يَرَ
في المؤْمِنِينَ آخِرَيْ لله زِدْ ... لِلْبَصْرِ والإمامِ همزاً اعْتَمِدْ
والمكِّ أُولى نُزِّل الْفُرقاَنِ ... ويَأْتِيَنِّي النَّملِ نُوناً ثاَنِ
وحَذِرونَ فَرِهِينَ الأَلِفُ ... يُثْبَتُ في بَعْضٍ وبَعْضٍ يُحْذَفُ(1/28)
في وتَوَكًَّل عَوِّض الواَوَ بِفاَ ... لِلْمَدَنِي والشَّامِ والْواَوَ احْذِفاَ
لِلْمَكِّ من وَقاَلَ مُوسى وأَلِفْ ... لُؤْلُؤِ فاطِرِ بِخُلفٍ قدْ أُلِفْ
ما عَمِلتْهُ الها لِكُوفٍ نُكِّباَ ... وأَلِفَ الظُّنُونا لِلْكُلِّ اكْتُباَ
مِن صادَ لِلْخَتْم فَخُلْهُ أَتَى ... فِي عَبْدَهُ تَالِي بِكافٍ وبِتاَ
كَلِمَةُ الطَّوْلِ وتَأمُرُونِّي ... أَعْبُدُ لِلشَّامِي مَزِيدُ نُونِ
أَشَدَّ مِنْهُمْ هاءَهُ كاَفاً قَلَبْ ... والكُوفِ أَوْ أَنْ يَظْهَرَ الهمزَ جَلَبْ
وسْطَ مُصِيبَةٍ بما احْذِفْ فاءَ ... لِلْمَدَنِي والشَّامِ ثُمَّ هاءَ
في تَشْتَهي زادَ وحُسْناً رُسِماَ ... في الكوفِ إِحساَناً فأَحْسِنْ بهما
في خاَشِعاً بِاقْتَربَتْ قدِ اخْتُلفْ ... وَواَوُ ذُو الْعَصْفِ بشامِيٍّ أُلِفْ
وإِثْرَ شِينِ الْمُنْشَآتُ الأَلِفُ ... وفي العِراقِ الياءُ مِنهاَ خَلَفُ
وياءَ ثاَنِي ذِي الْجلاَلِ الشَّامِ رَدْ ... واَواً وضَمَّ النَّصْبِ في كُلاًّ وَعَدْ
واحذِفْ ضَمِيرَ الْفَصْلِ مِنْ هُوَ الْغَنِي ... مِنْ مُصْحَفِ الشَّامِي كَذاَكَ الْمَدَنِي
وخُلْفُ قالَ إِنَّما أَدْعُو أُلِفْ ... ثاَنِي قَواَرِيراً بِبَصْرٍ مُخْتَلِفْ
ولا يخافُ عَوِّضِ الواَوَ بِفاَ ... لِلْمَدَنِي والشَّامِ والآنَ وَفَى
فَالحمدُ لله عَلَى حُسْنِ الختاَمْ ... ولِلنَّبِي أَنْهَى صلاتي والسَّلامْ(1/29)