قل هو الله أحد (حسن) عند أبي عمرو وقال العرب لا تصل قل هو الله أحد بقوله الله الصمد وكان لا يستحب الوصل وذلك أن ضمير هو مبتدأ أول والله مبتدأ ثان وأحد خبر الثاني والجملة خبر الضمير أو هو مبتدأ وهو اسم مبهم فجعل الله بياناً وتفسيراً وترجمة عنه وأحد خبر المبتدأ أو هو مبتدأ والله خبره وأحد بدل من الخبر والتقدير هو أحد أو هو مبتدأ والله بدل منه وأحد رفع على الخبر والتقدير الله أحد أو هو مبتدأ والاسمان بعده خبران له أو هو مبتدأ والله خبره واحد خبر مبتدأ محذوف أي هو أحد وقيل هو عبارة عن الأمر والشأن والقصة والله مبتدأ وأحد خبر وهذا يقتضي الفصل وقيل الوصل أولى و استحبه جمع ومن وصل نوَّن أحد ووجه الوصل إن جملة قوله الله الصمد بدل من الجملة الأولى في تتمة البيان ومقصوداً لجواب فهما كالشيء الواحد
الصمد (كاف) على استئناف ما بعده ومثله لم يلد ولم يولد كذا وسمه بعضهم بالكافي ولعله لكونه من عطف الجمل وإلاَّ فقوله ولم يكن له كفواً أحد معطوف على ما قبله
آخرها (تام)
الفلق والناس(2/168)
ليس فيهما وقف دون آخرهما وإن وقفت على رأس كل آية فحسن لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقف على رأس كل آية منهما وسبب نزول السورتين أنَّه كان غلام من اليهود يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل به اليهود حتى أخذ مشاطة رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسنان مشطه فأعطاه لليهود فسحروا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي ثمَّ دسها في بئر بني زريق يقال لها ذروان فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يرى أنَّه يأتي النساء وما يأتيهن ويخيل إليه أنَّه يفعل الشيء وما يفعله فبينما هو نائم ذات يوم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما لصاحبه ما بال الرجل قال طُبَّ قال وما طُبَّ قال سحر ورى ما وجع الرجل فقال مطبوب فقال ومن سحره قال لبيد بن أعصم قال فيماذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر جف الطلعة وعاؤها قال وأين هو قال في ذروان تحت راعوفة البئر والراعوفة صخرة تترك في أسفل البئر إذا احترقت فإذا أرادوا تنقية البئر جلس عليها المنقى ويقال لها أرعوفة فانتبه النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا عائشة أما شعرت أنَّ الله أخبرني بدائي ثم بعث علياً و الزبير وعماراً وثوبان فأخرجوا الجف وإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه وإذا وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة وروى أنَّها كانت مغروزة بالإبر اهـ كواشي وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ونفث فيهما وقرأ قل هو الله أحد والمعوَّذتين ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثاً ومن قرأ المعوَّذتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها تولى عنه الشيطان وله نباح كنباح الكلب وفي الحديث أنَّه كان صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن عفان عليك بالمعوَّذتين فما تعوَّذ بأفضل منهما وقال التمائم والرقى و التولة شرك يكفيك أن تقرأ(2/169)
المعوَّذتين والتولة بكسر التاء وفتحها ما يشبه السحر
(اللَّهم) كما وفقتنا لجمعه تفضل علينا بستر هفواتنا واجعل لنا به في الدنيا ذكراً جميلاً وفي الآخرة أجراً جزيلاً اللَّهم لا تؤاخذنا بما كان منَّا من تأويل على غير ما أنزلته أو فهم على غير وجه ترضاه اللَّهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وذهاب همومنا و غمومنا و غمومنا واجعله أنيساً لنا في قبورنا ودليلنا إليك وإلى جنَّاتك جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والمرسلين اللَّهم ذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا واستعملنا في تلاوته آناء الليل وأطراف النَّهار على النحو الذي يرضيك عنَّا والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(أنهاه) جامعه العبد الفقير القائم على قدمي العجز والتقصير أحمد بن الشيخ عبد الكريم بن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الكريم ولكل واحد من هؤلاء الثلاثة حكاية فقد شاهدت من الوالد رحمه الله عليه أنَّه مرة قصد زيارة الإمام الشافعي ثم ذهب لزيارة الليث فوضع حرامه فوق الحنفية وتوضأ وتركه فوق الحنفية نسياناً ودخل وزار الأستاذ قبل العشاء فلم يتذكر الحرام حتى عاد لزيارة الشافعي بمدَّة تزيد على ثلاثين درجة بعد العشاء فجلس تجاه سيدي يحيى الشبيه وقال لي يا ولدي لا أذهب من هذا المكان إلاَّ بِحِرامي فذهبت إلى الحنفية فوجدت الحرام فوق الحنفية ورجل واقف على قبقاب يحرسه فأخذته والوالد واقف تجاه الأستاذ سيدي يحيى الشبيه نفعنا الله ببركاته
(وحكى) عن الجد الشيخ محمد أنَّه كان مؤذناً بالشافعيِّ وكان متزوجاً بثلاث واحدة في الشافعيَّ وواحدة في طولون وواحدة في زاوية البقلي في المنوفية وكان يقرأ في كل يوم ختمةً كاملةً وهو يشتغل في الحياكة و يقرئ أولاد صنجق في القاعة ولم يذهب إلى بيت صنجق ولا مرة(2/170)
(وحكى) عن الجد الأعلى أعني الشيخ عبد الكريم أنَّه حجَّ سنةً مع شيخه وأستاذه سيدي أحمد بن عثمان الشرنوبي صاحب الكرامات الظاهرة من جملة الفقراء فتاه الجد عن طريق الحجِّ ثلاث ليال لم يدر أين يتوجه فسار في الجبال ثم وجد جملاً صغيراً عرياناً باركاً فركبه فقام بسرعة كالطير إلى أن جاء لمقدم الحج وبرك فضربه ضرباً شديداً ليقوم فلم يتحرك فتركه فلمَّا قدم على الأستاذ قال لتلامذته سلِّموا على أخيكم الشيخ عبد الكريم الذي علقته ألف وأرى جماعته أثر الضرب على أضلاعه سامح الله الجميع وغفر لهم من فيض جوده العميم وأسكن الله الجميع بحبوحة جنات النعيم أنَّه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وإنما ذكرت هؤلاء الثلاثة تحدثاً بنعمة الله مولى الموالي واقتداء بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه تعلموا من أنسبائكم ما تصلون به أرحامكم والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأميّ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً إلى يوم الدين
*(فائدة)* تتعلق بمعاني ألفاظ القرآن على حروف المعجم مختصرة من تأليف الشيخ إسماعيل النيسابوري تغمده الله برحمته آمين
( الم ) ألف الله ولام جبريل وميم محمد صلى الله عليه وسلم
(إذ) تكون بمعنى قد كقوله وإذ قال ربك وتكون بمعنى إذا كقوله ولو ترى إذ فزعوا وتكون بمعنى حين كقوله إذ تبرأ الَّذين اتبعوا من الَّذين اتبعوا
(أمة) تكون بمعنى العصبة كقوله ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وتكون بمعنى الملة كقوله كان الناس أمة واحدة كنتم خير أمة أخرجت للناس وتكون بمعنى السنين كقوله في هود إلى أمة معدودة وتكون بمعنى الجماعة كقوله أن تكون أمة هي أربى من أمة وتكون بمعنى الإمام كقوله إنَّ إبراهيم كان أمة قانتاً لله وبمعنى السُّنَّة كقوله إنَّا وجدنا آبائنا على أمة(2/171)
(امرأة) عمران اسمها حنَّة وامرأة سعد بن ربيعة اسمها خولة قال تعالى وإن امرأة خافت من بعلها وقيل هي امرأة رافع بن خديج وامرأة إبراهيم عليه السلام واسمها سارة وامرأة العزيز واسمها زليخا و بلقيس وبنتا شعيب واسمهما صفوراء وصفيراء وامرأة فرعون واسمها آسية بنت مزاحم والمرأة التي أرادت تزويج النبي صلى الله عليه وسلم وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي واسمها ميمونة وامرأة نوح عليه السلام واسمها باعلة وامرأة لوط عليه السلام واسمها واهلة والحادية عشر امرأة أبي لهب واسمها جميلة ولم تذكر امرأة في القرآن باسمها إلاَّ مريم في أربعة وثلاثين موضعاً
يهب لمن يشاء إناثاً وهو لوط ويهب لمن يشاء الذكور وهو إبراهيم أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً وهو محمد صلى الله عليه وسلم ويجعل من يشاء عقيماً وهو يحيى بن زكريا عليه السلام
(البر) يكون بمعنى الاتباع كقوله أتأمرون الناس بالبر ويكون بمعنى الطاعة كقوله ليس البر أن تولوا وجوهكم ويكون بمعنى الجنة كقوله لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
(البيت) يطلق على الكعبة ويطلق على بيت إبراهيم كقوله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ويطلق على بيت محمد صلى الله عليه وسلم كقوله إنَّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطلق على سفينة نوح كقوله ولمن دخل بيتي مؤمناً ويطلق على البيت المعمور
(البعل) الزوج كقوله و بعولتهن أحق بردهن ويطلق على الصنم كقوله أتدعون بعلاً وهو صنم طوله ثلاثون ذراعاً له أربعة أوجه وجه أمام ووجه خلف ووجه يمين ووجه شمال
قال عكرمة ظهر الفساد في البر والبحر في البر القرى البرية يعني المبنية في البر والبحر التي على سواحل البحر
(المتوفي) يطلق على النوم كقوله وهو الذي يتوفاكم بالليل ويطلق على الأمانة كقوله والذين يتوفون منكم(2/172)
(الثواب) يطلق ويراد به الفتح والغنيمة كقوله فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وقوله وأثابهم فتحاً قريباً ويطلق على الزيادة كقوله فأثابكم غماً بغم يعني فزادكم غماً على غمكم ويطلق على العقوبة كقوله قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله يعني عقوبة
(الجدال) يطلق ويراد به الشك كقوله ولا جدال في الحج أي لاشك في فريضة الحج ويطلق على المراء كقوله قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا ويطلق على المخاصمة كقوله ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاَّ بالتي هي أحسن ويقال لما ألقى موسى عصاه صار جاناً في الابتداء ثم صار ثعباناً في الانتهاء ويقال كان حية لموسى وثعباناً لفرعون وجاناً للسحرة
( الحمد) يطلق على الشكر وعلى الثناء وعلى المدح وعلى الأمر كقوله فسبح بحمد ربك حين تقوم وعلى القول كقوله ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا
(الحق) يطلق على الصدق ويطلق على محمد صلى الله عليه وسلم كقوله ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وعلى الكعبة وعلى المال وعلى العمل كقوله وليملل الذي عليه الحق وعلى الإسلام قال تعالى وقل جاء الحق وزهق وعلى جبريل كقوله لقد جاءك الحق من ربك ويطلق على شهادة أن لا إله إلاَّ الله كقوله له دعوة الحق وقوله إلاَّ من شهد بالحق وهم يعلمون وعلى التوحيد كقوله وقل الحق من ربكم وعلى العدل كقوله ولدينا كتاب ينطق بالحق وعلى القرآن قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وقوله ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر ويطلق على القسم كقوله فالحق والحق أقول
(الحكمة) تطلق على النبوة وعلى القرآن كقوله ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة واختلف في تفسير يؤت الحكمة من يشاء فقال ابن عباس النبوة وقال مقاتل تفسير القرآن وقال مجاهد إصابة القول والفعل ويقال الخط الحسن ويقال الفقه وقال الحسن الورع ويقال الخشية لله ويقال السُّنة والجماعة ويقال الهام الصواب(2/173)
(الحسن) يطلق على الصدق كقوله ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً وعلى الحلال كقوله ورزقني منه رزقاً حسناً ويطلق على الجنة كقوله أفمن وعدناه وعداً حسناً ويطلق على الحق كقوله أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً
(الحسنة) قيل الفتح والغنيمة وقيل التوحيد كقوله من جاء بالحسنة فله خير منها وقيل المطر وقيل الصواب وقيل العافية وقيل القول اللين وقيل الثناء لقوله وآتيناه في الدنيا حسنة وقيل الطاعة وقيل المرأة الصالحة وقيل الحور العين وفسر ابن عباس ربنا آتنا في الدنيا حسنة شهادة وفي الآخر حسنة الجنة وقال سهل بن عبد الله في الدنيا السنة والجماعة وفي الآخرة النعيم والجنة
(الحبر) أي العالم ويطلق على الإكرام كقوله ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون قال ابن عباس تكرمون بالتحف وقال يحيى بن بكير تتلذذون بالسماع
(الخبر) يطلق على الأفضل كقوله والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً ويطلق على الأشرف كقوله أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ويطلق على الإسلام ويطلق على المال كقوله إن ترك خيراً وكقوله فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً ويطلق على الإيمان كقوله ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم وقال تعالى لن يؤتيهم الله خيراً ويطلق على النعمة قال تعالى وإن يردك بخير فلا رادَّ لفضله ويطلق على الأجر قال تعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير ويطلق على الطعام قال رب إنِّي لما أنزلت إليَّ من خير فقير ويطلق على الظفر كقوله وردَّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خير ويطلق على الخيل قال تعالى إنَّي أحببت حبَّ الخير عن ذكر ربي ويطلق على المال الكير كقوله إنَّي أراكم بخير
(السؤال) يكون للاستفهام نحو يسألونك ماذا ينفقون يسألونك عن الأهلة ويكون للحاجة ويكون للنعت نحو ويسألونك عن الروح ويكون للامتحان نحو ويسألونك عن الجبال(2/174)
(السكينة) الطمأنينة نحو فأنزل الله سكينته عليه وتكون للثبات كقوله إن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية قال علي كرَّم الله وجهه السكينة ريح هفهافة لها رأسان ووجه ويقال شيء ميت له رأس كرأس الهرة فإذا أراد بنو إسرائيل الحرب فزعوا إليه فإن صرخ علموا بالظفر وقال السدي طست من ذهب أتى به من الجنة تغسل فيه قلوب الأنبياء ويقال روح إذا اختلف بنو إسرائيل في شيء عمدوا إليه فأخبرهم بشأن ما اختلفوا فيه وقال عطاء آيات الله تسكن إليها قلوب بني إسرائيل وقيل التابوت والسكينة شيء واحد
(السيد) الحليم ويطلق على الزوج والرئيس
(السيئة) لها اطلاقات تطلق على القتل والهزيمة وعلى الشرك كقوله ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلاَّ مثلها وعلى القحط والشدة كقوله وإن تصبهم سيئة يطيَّروا بموسى ومن معه وعلى الضرر كقوله ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وعلى القول القبيح كقوله ويدرؤون بالحسنة السيئة وقوله ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن
(الشاهد) يطلق على مشركي العرب كقوله شاهدين على أنفسهم بالكفر وعلى جبريل كقوله ويتلوا شاهد منه يعني جبريل وقيل القرآن وقيل صورة محمد وقيل لسانه وقيل ابن عمِّ زليخا وقيل أخوها قال تعالى وشهد شاهد من أهلها وقيل محمد صلى الله عليه وسلم وقيل هو عبد الله بن سلاَّم كقوله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله
(الشجرة) التي نهى آدم عنها السنبلة وقيل البر وقيل الكرم وقيل التين وقيل إنَّه نهى عن أكل الشجرة بعينها ونهاه عن جنسها فهو لم يأكل من الشجرة المعينة وقيل إنَّما أكل من جنسها قال تعالى ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي أي نسي تلك الشجرة
(الشرك) يطلق على الشرك بالله كقوله ولا تشرك به شيئاً وعلى الرياء كقوله فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً
(الشفاء) هو الشفاء بعينه وقيل البيان وقيل الدواء كقوله فيه شفاء للناس وقيل العافية نحو وإذا مرضت فهو يشفين(2/175)
(الصراط) يطلق على الدين إهدنا الصراط المستقيم وعلى الطريق كقوله ولا تقعدوا بكل صراط توعدون
(الصلاة) الصلوات الخمس وتطلق على العبادة وعلى الخضوع وقيل الدعاء كقوله وصلوات الرسول إلاَّ أنَّها قربة لهم وصلِّ عليهم إنَّ صلاتك سكن لهم وعلى القراءة قال تعالى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قال الحسن لا تصلها رياء ولا تدعها حياء وتطلق على الإسلام قال تعالى فلا صدَّق ولا صلى
(الضلالة) تطلق على الخذلان وعلى الخطأ فقد ضل سواء السبيل وعلى الكفر كقوله وإن كنتم من قبله لمن الضالين وعلى النسيان كقوله أن تضل إحداهما وتطلق على المحبة كقوله قالوا تالله إنَّك لفي ضلالك القديم ووجدك ضالاً فهدى أو وجدك خامل الذكر فرفع لك ذكرك أو وجدك جاهلاً بتبليغ الرسالة فهداك الله أو وجدك بين قوم ضلال فهداهم بك أو وجدك ضالاً عن الطريق فهداك إليها وذلك في وقت الصبا
(الطهارة) من الأدناس كقوله ولا تقربوهن حتى يطهرن وتطلق على النجاة كقوله ومطهرك من الذين كفروا وتطلق على الإخلاص كقوله وثيابك فطهر وقيل ثيابك فاغسل أو فقصر وقيل وقلبك فأصلح وقيل خلقك فحسن وقيل الطهارة من الشرك
(الظلم) الكفر ويطلق على المعصية من غير شرك وعلى العسر والضيق والشدة ويطلق على الفقر ويطلق على ضيق مكة كقوله فإنَّ مع العسر يسراً إنَّ مع العسر يسراً وقيل بعد ضيق مكة يسر المدينة أو بعد ضيق الدنيا يسر الآخرة أو بعد ضيق القبر يسر الآخرة
(الغيب) هو الله تعالى الذين يؤمنون بالغيب وعلى السر وعلى الفرج وعلى المطر وعلى القحط والجدب كقوله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير قال الكلبي الغيب هنا الموت وقيل الجوع وقيل دفع المضرَّة وجلب المنفعة وقيل الولد من بطن الأم(2/176)
(فتنة) تكون بمعنى البلية كقوله إنَّما نحن فتنة فلا تكفر وتكون بمعنى الشرك كقوله والفتنة أشدُّ من القتل وتكون بمعنى الكبر كقوله ابتغاء الفتنة وتكون بمعنى الاختيار كقوله إن هي إلاَّ فتنتك وتكون بمعنى الجنون كقوله بأيكم المفتون
(فضل) المنة كقوله ولولا فضل الله عليكم ورحمته ويطلق على التجاوز وعلى الحلف وعلى الإسلام كقوله قل إنَّ الفضل بيد الله وعلى القرآن كقوله قل بفضل الله وبرحمته وعلى الطاعة كقوله ويؤت كل ذي فضل فضله الفضل الأخير الدرجات ويكون الجنة كقوله وبشر المؤمنين بأنَّ لهم من الله فضلاً كبيراً
(فزع) الخوف وقيل هو ذبح الموت بين الجنة والنار ونداء جبريل بين الجنة والنار حياة بلا موت
(القرية) أريحا كقوله وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية ونبنوى كقوله واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ومكة كقوله ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة و أنطاكية فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية والخامسة مدينة قوم لوط إنَّا منزلون على أهل هذه القرية رجزاً والسادسة بلد من البلدان كقوله وكم من قرية أهلكناها
(القنوت) الإقرار كقوله كلٌَ له قانتون ويطلق على الخشوع كقوله وقوموا لله قانتين أي خاشعين
( القرآن) يطلق على ستة أوجه
أحدها القرآن بعينه
الثاني يطلق على كتاب من الكتب كقوله ائت بقرآن غير هذا
الثالث آية الكرسي كقوله ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم ويقال إنَّ القرآن هنا فاتحة الكتاب ومعناه على هذا القرآن ولقد آتيناك سبعاً من المثاني ومع ذلك فإنَّه قرآن عظيم
الرابع صلاة الفجر كقوله وقرآن الفجر إنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً
الخامس على التوحيد كقوله الرحمن علم القرآن السادس القراءة كقوله إنَّ علينا جمعه و قرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه
(ما) على عشرة أوجه
تكون مصدرية نحو ما عنتم ونحو بما غفر لي ربي
وتكون للاستفهام نحو يبين لنا ما هي يبين لنا ما لونها(2/177)
وتكون للتعجب كقوله فما أصبرهم على النار ونحو قتل الإنسان ما أكفره وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة
وتكون شرطية نحو ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها
وتكون كافة نحو قل إنَّما أنا بشر مثلكم
وتكون للنفي نحو وما كان الله ليضيع إيمانكم وما محمدٌ إلاَّ رسول
وتكون مهيئة إذ وحيث للجزم نحو
وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر به تلف من إياه تأمر آتياً
وحيث نحو حيثما تستقم يقدر لك الله نجاحاً في غابر الأزمان
وتكون بمعنى الوقت نحو مادمت فيهم
وتكون صلة نحو فبما رحمة من الله لنت لهم فبما نقضهم ميثاقهم
وتكون موصولة بمعنى الذي
(المعروف) أربعة عشر وجهاً
حسن العشرة مع النفقة والكسوة
الثاني بمهر جديد كقوله إذا تراضوا بينهم بالمعروف
الثالث من غير إسراف ولا تقتير كقوله وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف
الرابع الكلام الحسن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف
السادس هدية الرجل لامرأته عند الطلاق كقوله متاعاً بالمعروف
السابع اتباع محمد صلى الله عليه وسلم
الثامن قدر ما يحتاج إليه كقوله ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف
التاسع القرض كقوله بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس
العاشر الصلوات والوصية بلا ريبة
الحادي عشر العدل كقوله فأولى لهم طاعة وقول معروف
(النار) ستة نار جهنم
ونار الدنيا
ونار الزند
ونار الشجر الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً
ونار الحرام نحو ما يأكلون في بطونهم إلاَّ النار
والسادسة النور كقوله في قصة موسى عليه السلام إذ رأى ناراً
(والنور) أقسام يطلق على الإيمان كقوله يخرجهم من الظلمات إإلى النور
والثاني القرآن كقوله فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا
والثالث محمد صلى الله عليه وسلم قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
والرابع النهار كقوله وجعل الظلمات والنور
والخامس الهدى كقوله وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس(2/178)
والسادس التوراة كقوله قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نوراً وهدى للناس
والسابع الإسلام كقوله يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم
الثامن النور وهو الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى الله نور السموات والأرض
التاسع المغفرة
العاشر العدل وأشرقت الأرض بنور ربها
الحادي عشر الضياء كقوله هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً
(النجم ) له اطلاقات يطلق على النجوم بعينها وعلى الفرقدين وعلى النباتات التي لاساق لها قال تعالى والنجم والشجر يسجدان
(الهدى) له إطلاقات يطلق على التوفيق
وعلى الصواب
وعلى الإيمان
وعلى التثبيت
وعلى الإسلام قل إنَّ الهدى هدى الله
والدعوة إنَّما أنت منذر ولكل قوم هاد
والتوحيد والسنة إنَّا وجدنا آبائنا على آمة وإنَّا على آثارهم مهتدون
وعلى التوبة كقوله إنَّا هدنا إليك
وعلى القرآن وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى
(الوحي) وحي من السماء وهو الأصل
ووحي إلهام نحو وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي وأوحى ربك إلى النحل
وعلى الكتابة كقوله فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً
ووحي أمر كقوله يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً وإنَّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم
(الواو) تكون للاستئناف
وللابتداء
وللعطف
وللقسم
وللصرف نحو ويعلم الصابرين ويذرك وآلهتك
وللحال
ومقحمة نحو وناديناه أن يا إبراهيم
ويقال لها واو السر فقالوا لها سرِّ بين الله وخليله فأراد أن لا يطلع عليه أحداً فأشار إليه بالواو فقال وناديناه أن يا إبراهيم
وتكون للنعت أي تدخل في الصفات نحو مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع
وواو الضمير نحو وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير أي قاتل ومعه جموع كثيرة
ومنقلبة عن همزة نحو وإذا الرسل أقتت بهمزة وبغير همزة
وتكون للعموم نحو التائبون العابدون إلى والناهون عن المنكر
وللتحقيق نحو وثامنهم كلبهم أي حقق الله هذا العدد من غيره بالواو
وللتمييز نحو ثيبات وأبكاراً(2/179)
وواو الثمانية نحو وفتحت أبوابها
وواو الجمع نحو يؤمنون ويقيمون
وواو توجب التفريق نحو وسبعة إذا رجعتم
وواو توجب الترتيب نحو فاغسلوا وجوهكم الآية
وواو توجب الجمع نحو إنَّما الصدقات للفقراء والمساكين
وواو المفعول نحو والظالمين أعدَّ لهم عذاباً أليماً تدخل هذه الواو علامة لرجوعها إلى ما بعدها دون ما قبلها
وتكون الواو بمعنى أو نحو مثنى وثلاث ورباع معناه أو ثلاث أو رباع
وتكون بمعنى حتى كقوله في الفتح تقاتلونهم أو يسلمون معناه حتى يسلموا
وواو بمعنى الفاء نحو سمعنا وأطعنا
وواو بمعنى مع كقوله مسني الضر وأنت أرحم الراحمين معناه مع أنَّك أرحم الراحمين
وتكون بمعنى اللاَّم كقوله ونري فرعون وهامان وجنودهما
وواو البناء ألحق بناء الثلاثي ببناء الرباعي بهذه الواو والياء من الواو ونحو وما كانت أمك بغياً أصله بغوياً
(اليد) تكون صفة من صفات الذات نحو خلقت بيدي
وتكون للنصرة نحو يد الله فوق أيديهم
وتكون للجارحة كقوله لهم أرجل يمشون بها
وتكون بمعنى القهر والذل نحو حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون
وتكون بمعنى القوة نحو والسماء بنيناها بأيد
تمت الفائدة بحمد الله تعالى وعونه وحسن توفيقه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه الأكرمين وسلم آمين
الحمد لله نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين بشيراً ونذيراً وأودع فيه من الأسرار مالا يحصى فكان حجة باهرة وبرهاناً مستنيراً والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي كان يدارسه جبريل بالقرآن في رمضان وعلى آله وأصحابه الذين قاموا بنصرته حتى خذلوا كلمة الكفر والبهتان(2/180)
( أما بعد) فقد تم طبع هذا الكتاب الجليل الغني بشهرته عن إقامة الدليل الذي جمع ما تفرق في غيره من كتب هذا الفن فأوعى وفاقها ترتيباً وحسن وضعاً المسمى منار الهدى في الوقف والابتدا المنسوب إلى العلامة النحرير الشيخ أحمد بن عبد الكريم الأشموني الشهير رضي الله عنه وأرضاه وجعل في أعلى الفراديس مثواه مطرزاً الحواشي بالكتاب المسمى بالتبيان في آداب حملة القرآن نسيج بنان خاتمة الفضلاء المحققين ونابغة الفحول المدققين الإمام محيي الدين أبي زكريا يحيى النووي أسبل الله عليه شآبيب رحمته وأسكنه بحبوحة جنته وذلك بالمطبعة العامرة المنشأة بجمالية مصر المحمية على ذمة صاحبيها ذي الهمة العالية رفيع الجناب السيد عمر حسين الخشاب وذي الرأي السديد الذكي الماجد السيد محمد عبد الواحد الطوبي وشريكهما وكان تمام بدر هذا الكتاب اللطيف ذي الطبع الأنيق والشكل الظريف في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1307 من هجرة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام.(2/181)