موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > التلاوة >
التلاوة (معناهاـ أنواعهاـ أحوالهاـ فضلهاـ آدابهاـ ثوابهاـ أحكامها)
معناها اللغوي: التلاوة في أصل معناها اللغوي هي المتابعة ومن ذلك قوله تعالى: والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها (1) أي إذا تبعها .
وفي الاصطلاح:هي قراءة كلمات القرآن وحروفه (2)
أنواعها :
1ـ تلاوة حكمية : ويراد بها تلاوة حكمه بتصديق أخباره وإتباع أحكامه من أوامر ونواه وهذا النوع هو الغاية الكبرى من إنزال القرآن الكريم
كما قال الله تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب (3)
وقال تعالى:أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (4)
2ـ تلاوة لفظية : أي تلاوته وقراءته على الوجه الذي أقرأه جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأصحابه للتابعين والتابعون لأتباعهم حتى وصل إلينا كاملا غير منقوص (5)
أحوالها من حيث الأداء :
كلام الله تعالى يقرأ على ثلاثة أحوال (الترتيل ـ الحدرـ التدوير)
1ـ الترتيل في اللغة هو: مصدر رتل الكلام إذا أتبع بعضه بعضا بتمهل فيه فأحسن تأليفه .
وفي الاصطلاح: هو قراءة القرآن على مكث وتفهم من غير سرعة .
2ـ الحدر في اللغة هو: الإسراع فهو مصدر حدر يحدر إذا أسرع .
وفي الاصطلاح هو: إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها مع مراعاة أحكام التجويد .
3ـ التدوير هو: التوسط بين الترتيل و الحدر,والترتيل هو أفضل الأحوال لنزول القرآن الكريم بذلك قال تعالى ورتلناه ترتيلا (6) وهو المختار عند أهل الأداء .
4ـ هناك حالة رابعة تسمى التحقيق وهو في اللغة: مصدر من حقق إذا أتى بالحق وجانب الباطل .
وفي الاصطلاح هو قراءة القرآن مع إعطاء كل حرف حقه من غير زيادة فيه ولا نقصان ، وهذه الحالة أكثر اطمئنانا من الترتيل ويقرأ بها في مقام التعليم (7) .
آدابها وما ينبغي للقارئ عند التلاوة :(1/1)
لما كانت التلاوة عبادة وقربة وحسنة جامعة فلا بد لها من آداب ومطالب تطلب من القارئ حتى تتم له عبادته وتصح له قربته وتثبت له حسنته , وهي كثيرة نذكر منها جملة مهمة شهيرة....
1ـ الإخلاص في التلاوة .
2ـ الوضوء عند التلاوة .
3ـ السواك قبل التلاوة .
4ـ استقبال القبلة عند التلاوة .
5ـ طهارة مكان التلاوة ونظافته .
6ـ التعوذ والبسملة .
7ـ التدبر عند التلاوة (8) .
فضائلها :
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن) (9) .
عن أنس رضي الله عنه مرفوعا( أفضل العبادة تلاوة القرآن)(10) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن ) (11)
ثوابها :
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)(12)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) (13)
أحكامها:(1/2)
وللقراءة عادات مختلفة في الاستكثار و الاختصار فمنهم من يختم القرآن في اليوم و الليلة مرة وبعضهم مرتين وانتهى بعضهم إلى ثلاثة ومنهم من يختم في الشهر مرة و أولى ما يرجع إليه في التقديرات قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) (14) وذلك لأن الزيادة عليه تمنعه الترتيل وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها لما سمعت رجلا يهذر القرآن هذرا إن هذا ما قرأ القرآن ولا سكت وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن يختم القرآن في كل سبع وكذلك كان جماعة من الصحابة رضي الله عنهم يختمون القرآن في كل جمعة كعثمان وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم ففي الختم اربعة أوجه في يوم وليلة وقدكرهه جماعة ، والختم في كل شهر كل يوم جزء من ثلاثين جزء (15)
----------------------------
(1) سورة الشمس الآية 1-2
(2) تلاوة القرآن المجيد
(3) سورة ص الآية 29
(4) سورة محمد الآية 24
(5) محاضرات في علم القرآن
(6) سورة الفرقان الآية 32
(7) التبيان في تجويد القرآن ص 29
(8) تلاوة القرآن المجيد ص 70
(9) نوادر الأصول ج 3 ص 70
(10) الفردوس بمأثور الخطاب رقم (1415)
(11) انظر فيض القدير ج1ص(549)
(12) صحيح مسلم رقم الحديث(798)
(13) سنن أبي داود رقم (1454)
(14) سنن الترمذي رقم(2949) قال أبو عيسى حسن صحيح
(15) إحياء علوم الدين ص (275) ج1
بقلم : صالح خضرو
المصادر والمراجع
1ـ تلاوة القرآن المجيد للشيخ عبد الله سراج الدين مطبعة الأصيل حلب .
2ـ محاضرات في علوم القرآن للدكتور إبراهيم عبد الحميد سلامة طنطا .
3ـ التبيان في تجويد القرآن عبد اللطيف الشيخ نجيب خياطة مكتبة التراث مطبعة اليمامة دمشق .
4ـ نوادر الأصول الحكيم الترمذي دار الجيل ط1ت د عبد الرحمن عميرة .(1/3)
5ـ الفردوس بمأثور الخطاب شيرويه ابن شهر دار بن شيرويه الديلمي دار الكتب العلمية ط1ت لسيد بن بسيوني زغلول .
6ـ فيض القدير عبد الرؤوف المكتبة التجارية الكبرى الطبعة الأولى .
7ـ صحيح مسلم مسلم بن الحجاج القشيري دار إحياء التراث العربي ت محمد فؤاد عبد الباقي .
8ـ سنن أبي داود سليمان بن الأشعث دار الفكر تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد .
9ـ سنن الترمذي محمد بن عيسى الترمذي .
10ـ إحياء علوم الدين للإمام الغزالي دار التراث العربي بيروت .
والحمد لله رب العالمين
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/4)
بسم الله الرحمن الرحيم
موقع عالم القرآن الكريم > القرآن الكريم > القراءات >
تراجم القراء العشرة ورواتهم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذه تراجم للقراء العشرة وإن لكل قارئ ترجمة مختصرة على حدة، وكذلك لكل قارئ له راويان فقد ترجمت لكل راو باختصار معتمداً في ذلك على كتاب النشر في القراءات العشر وعلى غيره . و الله أسأل وبحبيبه الأعظم صلى الله عليه وسلم أتوسل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم إنه نعم المولى ونعم النصير .
{ترجمة الإمام نافع المدني رحمه الله تعالى}
هو الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي أبو رويم مولده في حدود سنة سبعين للهجرة الشريفة (70)هـ وأصله من أصبهان .وكان أسود اللون ،وكان إمام الناس في القراءة بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام .انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين أقرأ بها أكثر من سبعين سنة .
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي: أي القراءة أحب إليك قال: قراءة أهل المدينة قلت: فإن لم تكن قال: قراءة عاصم
وكان نافع إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك فقيل له :أتطيب فقال: لا ولكن رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيّ فمن ذلك الوقت أشم من فيّ هذه الرائحة .
قرأ نافع على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر أحد القراء العشرة وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ومسلم بن جندب ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري وغيرهم ، وقد تلقى هؤلاء القراءة على أبي هريرة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي وهؤلاء أخذوا عن أبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي نافع سنة تسع وستين ومائة على الصحيح (169)هـ (1) .
وللإمام نافع راويان هما 1- قالون 2- ورش .(1/1)
ترجمة الإمام قالون الراوي عن الإمام نافع المدني رحمهما الله تعالى :
ولد سنة (120)هـ عشرين ومائة وتوفي سنة عشرين ومائتين (220)هـ على الصواب . وهو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد وقالون لقب له لقَّبه به نافع لجودة قراءته فإن قالون بلغة الروم (جيد) وكان قالون قارئ المدينة المنورة و نحويّها ، وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه،وقال: قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه ،وقال قال نافع: كم تقرأ علىّ اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك (2).
ترجمة الإمام ورش الراوي عن الإمام نافع المدني رحمهما الله تعالى :
هو الإمام عثمان بن سعيد بن عبد الله المصري ويكنى أبا سعيد و (ورش) لقبٌ له لقِّب به لشدة بياضه ،ولد سنة عشر ومائة (110)هـ وكان جيد القراءة حسن الصوت رحل إلى المدينة المنورة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة (155)هـ ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه لا ينازعه فيها منازع (3) و للإمام ورش طريقان يقرأ بهما من طريق طيبة النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري وهما 1- الأزرق 2- الأصبهاني .
ترجمة الأزرق :
الأزرق :هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو المدني المصري (4) ، وكان محققا ثقة ذا ضبط وإتقان وهو الذي خلف ورشاً في القراءة و الإقراء بمصر و كان قد لازمه مدة طويلة و قال كنت نازلاً مع ورش في الدار فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق ، وقال أبو الفضل الخزاعي: أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب يعني الأزرق لا يعرفون غيرها (5) . توفي في حدود سنة أربعين و مائتين (240)هـ.
ترجمة الأصبهاني :(1/2)
الأصبهاني:هو محمد بن عبد الرحيم بن سعيد الأصبهاني ويكنى أبا بكر (6) .وكان إماما ًفي رواية ورش ضابطاً لها مع الثقة والعدالة رحل فيها وقرأ على أصحاب ورش وأصحاب أصحابه ثم نزل بغداد فكان أول من أدخلها العراق وأخذها الناس عنه حتى صار أهل العراق لا يعرفون رواية ورش من غير طريقه ولذلك نسبت إليه دون ذكر أحد من شيوخه . قال الحافظ أبو عمرو الداني :هو إمام عصره في قراءته نافع رواية ورش عنه لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه وعلى ما رواه أهل العراق ومن أخذ عنهم إلى وقتنا هذا (7) توفي ببغداد سنة ست وتسعين ومائتين (296)هـ.
{ترجمة الإمام ابن كثير المكي رحمه الله تعالى}
ابن كثير :هو أبو معبد عبد الله بن كثير بن عمرو عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز الداري المكي ولد بمكة سنة خمس وأربعين (45) هـ وتلقى القراءة عن أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي ومجاهد بن جبر وعلى درباس مولى ابن عباس وقرأ ابن السائب على أُبيّ بن كعب وعمر بن الخطاب وقرأ مجاهد على ابن السائب وابن عباس وقرأ درباس على ابن عباس وقرأ ابن عباس على أُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وقرأ زيد وأُبيّ وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إمام الناس في القراءة بمكة لا ينازعه فيها منازع . قال ابن مجاهد :لم يزل هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات . وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال نعم ختمت على ابن كثير بعدما قرأت على مجاهد و كان أعلم بالعربية من مجاهد و كان بليغا ًفصيحا ًمفوهاً أبيض اللحية طويلاً أسمر جسيماً
يخضب بالحناء عليه السكينة و الوقار . لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري و أنس بن مالك رضي الله عنهم .توفي ابن كثير سنة عشرين و مائة (120)هـ (8) .
والإمام ابن كثير له راويان 1- البزي 2- قنبل.
ترجمة الإمام البزي الراوي عن الإمام ابن كثير المكي رحمهما الله تعالى :(1/3)
البزي :هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة واسم أبي بزة (بشار) فارسي الأصل من أهل همذان أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي . ولد البزي بمكة سنة سبعين و مائة (170)هـ وهو أكبر من روى قراءة ابن كثير . كان إماماً في القراءة محققاً ضابطاً متقناً لها ثقة فيها انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة و كان مؤذن المسجد الحرام . توفي سنة خمسين ومائتين (250)هـ (9).
ترجمة الإمام قنبل الراوي عن الإمام ابن كثير المكي رحمهما الله تعالى :
قنبل: هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن سعيد المخزومي بالولاء و لقب بقنبل لأنه كان من قوم يقال لهم القنابلة .
ولد سنة خمس وتسعين ومائتين (195)هـ وكان إمامًا في القراءة متقناً ضابطاً انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز ورحل إليه الناس من الأقطار توفي سنة إحدى وتسعين و مائتين (291)هـ (10).
{ترجمة الإمام أبي عمرو البصري رحمه الله تعالى}
أبو عمرو :هو زبان بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث المازني البصري ولد بمكة سنة ثمان وستين (68)هـ وقيل سبعين (70)هـ وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والثقة والأمانة و الدين ونشأ بالبصرة ثم توجه مع أبيه إلى مكة و المدينة . قرأ على أبي جعفر و شيبة بن نصاح ونافع بن أبي نعيم وعبد الله بن كثير و عاصم بن أبي النجود وأبي العالية وقد قرأ أبو العالية على عمر بن الخطاب و أبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عباس و جميعهم قرؤوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/4)
مر الحسن به وحلقته متوافرة و الناس عكوف عليه فقال لا إله إلا الله لقد كادت العلماء أن يكونوا أرباباً كل عز لم يوطد بعلم فإلى ذل يؤول. وروينا (11) عن سفيان بن عيينة أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت عليّ القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ قال اقرأ على قراءة أبي عمرو بن العلاء . توفي في قول الأكثر سنة أربع وخمسين و مائة (154)هـ (12) .
أشهر تلاميذ الإمام أبي عمرو البصري يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي المتوفى سنة اثنتين ومائتين (202)هـ وعنه أخذ كل من الراويين .
1- الدوري 2- السوسي
ترجمة الإمام الدوري الراوي عن أبي عمرو البصري رحمهما الله تعالى :
الدوري : هو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي الدوري الأزدي النحوي البغدادي و الدوري نسبة إلى الدور موضع ببغداد. كان إمام القراءة في عصره وشيخ الإقراء في وقته ثقة ثبتاً ضابطاً كبيرا ًتوفي سنة ست وأربعين ومائتين (246) هـ على الصواب (13) .
ترجمة الإمام السوسي الراوي عن أبي عمرو البصري رحمهما الله تعالى :
السوسي: هو صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن الجارود السوسي نسبة
إلى سوس مدينة بالأهواز كنيته أبو شعيب كان ضابطاً مقرئاً محرراً ًثقة من أجلّ أصحاب اليزيدي و أكبرهم ، توفي أول سنة إحدى وستين ومائتين (261)هـ وقد قارب التسعين (14) .
{ ترجمة الإمام ابن عامر الشامي رحمه الله تعالى}
ابن عامر : هو عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي المكنى بأبي عمرو من التابعين ولد سنة إحدى وعشرين (21) هـ وقيل سنة ثمان من الهجرة على اختلاف في ذلك وكان إماما ًكبيراً وتابعياً جليلاً وعالما ًشهيراً .(1/5)
أمّ المسلمين بالجامع الأمويّ سنين كثيرة في أيام عمر بن عبد العزيز وقبله وبعده فكان يأتم به وهو أمير المؤمنين و ناهيك بذلك منقبة . وجمع له بين الإمامة و القضاء و مشيخة الإقراء بدمشق ودمشق إذ ذاك دار الخلافة و محط رحال العلماء والتابعين فأجمع الناس على قراءته وعلى تلقيها بالقبول وهم الصدر الأول الذين هم أفضل المسلمين .
تلقى القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب وعبد الله بن عمر بن المغيرة المخزومي وأبي الدرداء عن عثمان بن عفان عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
توفي بدمشق يوم عاشوراء سنة ثمانية عشر ومائة (118) هـ (15).
وللإمام ابن عامر الشامي راويان هما 1- هشام 2- ابن ذكوان
ترجمة الإمام هشام الراوي عن ابن عامر الشامي رحمهما الله تعالى :
هشام هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي الدمشقي و كنيته أبو الوليد، ولد سنة ثلاث وخمسين و مائة (153) هـ وكان أعلم أهل دمشق و خطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة و الضبط والعدالة قال الدار قطني : صدوق كبير المحل وكان فصيحاً علاّمة واسع الرواية توفي سنة خمس و أربعين و مائتين (245)هـ (16) .
ترجمة الإمام ابن ذكوان الراوي عن الإمام ابن عامر الشامي رحمهما الله تعالى :
ابن ذكوان : هو عبد الله بن أحمد بن بشر ويقال بشير بن ذكوان بن عمر القرشي الدمشقي يكنى أبا عمرو ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة (173)هـ وكان شيخ الإقراء بالشام و إمام الجامع الأموي .
انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم ، قال أبو زرعة الحافظ الدمشقي: لم يكن بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان في زمان ابن ذكوان أقرأ عندي منه. توفي في شوال سنة اثنتين و أربعين و مائتين (242)هـ (17) .
{ ترجمة الإمام عاصم الكوفي رحمه الله تعالى }(1/6)
عاصم: هو عاصم بن أبي الّنجود وهو من التابعين وهو الإمام الذي انتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي جلس موضعه ورحل الناس إليه للقراءة وكان قد جمع بين الفصاحة و الإتقان و التحرير و التجويد و كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح ثقة خيّر. تلقى القراءة على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش وأبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبد الله بن مسعود و قرأ كل من أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب كما قرأ أبو عبد الرحمن السلمي على أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعاً و جميعهم تلقوا القراءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ابن عيّاش: دخلت على عاصم وقداُحتِضر فجعل يردد هذه الآية يحققها حتى كأنه في الصلاة: { ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ } (18) توفي عاصم بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائة (127)هـ (19) .
وللإمام عاصم راويان هما 1- شعبة 2- حفص
ترجمة الإمام شعبة الراوي عن الإمام عاصم الكوفي رحمهما الله تعالى :
شعبة: هو شعبة بن عياش بن سالم الخياط الأسدي النهشلي الكوفي وكنيته أبو بكر ولد سنة خمس و تسعين للهجرة(95)هـ وكان إماماً علما ًكبيراً عالماً عاملاً حجّة من كبار أئمة السنة ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها : ما يبكيك ؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثماني عشرة ألف ختمة توفي سنة ثلاث وتسعين ومئة في جمادى الأولى(193)هـ (20) .
ترجمة الإمام حفص الراوي عن الإمام عاصم الكوفي رحمهما الله تعالى :(1/7)
حفص: هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأ سدي الكوفي ولد سنة تسعين من الهجرة(90)هـ وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم وكان ربيب عاصم ابن زوجته قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم رواية حفص. وقال ابن المناوي: كان الأولون يعدونه في الحفظ فوق ابن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم وأقرأ الناس دهراً توفي سنة ثمانين ومائة على الصحيح(180)هـ (21) .
{ ترجمة الإمام حمزة الكوفي رحمه الله تعالى }
حمزة: هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي ولد سنة ثمانين(80)هـ وكان إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم والأعمش و كان ثقة كبيراً حجة رضيّاً قيّماً بكتاب الله تعالى مجوداً عارفاً بالفرائض و العربية حافظاً للحديث ورعاً عابداً ناسكاً خاشعاً زاهداً قانتاً لله لم يكن له نظير .
لقّب بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجبن و الجوز منها إلى الكوفة قال له الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى: شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك عليهما القرآن والفرائض .
وكان شيخه الأعمش إذا رآه يقول: هذا حبر القرآن وقال حمزة: ما قرأت حرفاً من كتاب الله إلاّ بأثر .
أدرك بعض الصحابة فهو من التابعين تلقى القراءة على أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي و محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي محمد طلحة بن مصرف اليامي وأبي عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب فقراءة حمزة ينتهي سندها إلى عليّ بن أبي طالب و ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي سنة ست وخمسين و مائة(156)هـ (22) و للإمام حمزة راويان هما 1- خلف 2- خلاد .
ترجمة الإمام خلف الراوي عن الإمام حمزة الكوفي رحمهما الله تعالى :(1/8)
خلف: هو خلف بن هشام بن ثعلب الأسدي البغدادي وكنيته أبو محمد ولد سنة خمسين ومائة(150)هـ وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان إماماً كبيراً عالماً ثقة زاهداً عابداً روينا (23) عنه أنه قال: أشكل عليّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألفاً حتى عرفته توفي سنة تسع وعشرين ومائة(129)هـ (24) .
ترجمة الإمام خلاّد الراوي عن الإمام حمزة الكوفي رحمهما الله تعالى :
خلاّد: هو خلاّد بن خالد الشيباني الصيرفي الكوفي وكنيته أبو عيسى ولد سنة تسع عشرة ومائة (119)هـ وقيل سنة ثلاثين ومائة(130)هـ وكان إماماً في القراءة ثقة عارفاً محققاً مجوداً أستاذاً ضابطاً متقناً .
قال الداني: هو أضبط أصحاب سليم وأجلّهم . وسليم هو أخص أصحاب حمزة وأضبطهم وأقومهم لحروف حمزة توفي سليم سنة ثمان وقيل سبع وثمانين ومائة(188)هـ . وتوفي خلاّد سنة عشرين ومائتين (220)هـ(25) .
{ ترجمة الإمام الكسائي الكوفي رحمه الله تعالى }
الكسائي: هو عليّ بن حمزة بن عبد الله بن عثمان النحوي المكنى بأبي الحسنْ، وُلقِّب بالكسائي لأنه أحرم في كساء وكان إمام الناس في القراءة في زمانه وأعلمهم بالقراءة قال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو وأوحدهم في الغريب وكان أوحد الناس في القرآن فكانوا يكثرون عليه حتى لا يضبط الأخذ عليهم فيجمعهم في مجلس و يجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع و المبادئ قال ابن معين: ما رأيت بعيني هاتين أصدق لهجة من الكسائي.(1/9)
تلقى القراءة على خلق كثير منهم حمزة بن حبيب الزيات و محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعاصم بن أبي النجود و أبو بكر شعبة بن عياش أحد تلاميذ الإمام عاصم و إسماعيل بن جعفر عن شيبة بن نصاح شيخ الإمام نافع المدني و كلهم متصلوا السند برسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي الكسائي سنة تسع وثمانين ومائة(189)هـ عن سبعين سنة (26) و للإمام الكسائي راويان هما 1- أبو الحارث 2- الدوري .
ترجمة الإمام أبي الحارث الراوي عن الإمام الكسائي الكوفي رحمهما الله تعالى :
أبو الحارث: هو الليث بن خالد المروزي البغدادي وكنيته أبو الحارث وهو من أجلّ أصحاب الكسائي كان ثقة حاذقاً ضابطاً للقراءة محققاً لها توفي سنة أربعين ومائتين(240)هـ (27)
ترجمة الإمام الدوري الراوي عن الإمام الكسائي الكوفي رحمهما الله تعالى :
تقدمت ترجمته عند الكلام على الدوري الراوي عن الإمام أبي عمرو البصري فهو نفسه روى عن أبي عمرو البصري وروى عن الكسائي الكوفي رحمهم الله تعالى (28) .
{ ترجمة الإمام أبي جعفر المدني رحمه الله تعالى }
ومن التابعين. قال يحيى بن معين: كان إمام أهل المدينة في القراءة و كان ثقة وقال الإمام مالك: كان أبو جعفر رجلاً صالحاً وروينا عن نافع أنه قال: لمّا غسّل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف قال فما شكّ أحد من حضره أنه نور القرآن. ورؤي في المنام بعد وفاته على صورة حسنة فقال: بشّر أصحابي وكل من قرأ بقراءتي أنّ الله قد غفر لهم وأجاب دعوتهم، وأمرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا .
عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وقرأ هؤلاء الثلاثة على أبيّ بن كعب وقرأ أبو هريرة وابن عباس على زيد بن ثابت وكلهم قرؤوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.(1/10)
كان كبير القدر انتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأزكى السلام توفي سنة ثلاثين ومائة على الأصح(130)هـ (29) .
وللإمام أبي جعفر المدني راويان هما1- ابن وردان 2- ابن جمّاز
ترجمة الإمام ابن وردان الراوي عن الإمام أبي جعفر المدني رحمهما الله تعالى :
ابن وردان: هو عيسى بن وردان المدني وكنيته أبو الحارث من قدماء أصحاب
نافع ومن أصحابه في القراءة على أبي جعفر. عرض القرآن على أبي جعفر وشيبة ثم عرض على نافع وكان مقرئاً رأساً في القرآن ضابطاً لها محققاً توفي في حدود سنة ستين ومائة(160)هـ (30) .
ترجمة الإمام ابن جمّاز الراوي عن الإمام أبي جعفر المدني رحمهما الله تعالى :
ابن جمّاز: هو سليمان بن محمد بن مسلم بن جمّاز الزهري المدني وكنيته أبو الربيع وكان مقرئاً جليلاً ضابطاً نبيلاً مقصوداً في قراءة أبي جعفر ونافع روى القراءة عرضاً عنهما توفي بُعيد سنة سبعين ومائة(170)هـ (31) .
{ ترجمة الإمام يعقوب الحضرمي البصري رحمه الله تعالى}
هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري وكنيته أبو محمد كان إماماً كبيراً ثقة عالماً صالحاً ديّناً انتهت إليه رياسة القراءة بعد أبي عمرو وكان إمام جامع البصرة سنين.
قال أبو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف و الاختلاف في القراءات وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو وأروى الناس لحروف القرآن وحديث الفقهاء
وقال الحافظ أبو عمرو الداني: وائتم بيعقوب في اختياره عامّة البصريين بعد أبي عمرو منهم أو أكثرهم على مذهبه. أخذ القراءة على أبي المنذر سلاّم بن سليمان المزني وشهاب بن شرنفة وأبي يحيى مهد بن ميمون وأبي الأشهب جعفر بن حبّان العطار وقراءة هؤلاء يتصل سندها بأبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي سنة خمس ومائتين(205)هـ وله ثمان وثمانون سنة (32) .
وللإمام يعقوب البصري راويان هما 1- رويس 2- روح(1/11)
ترجمة الإمام رويس الراوي عن الإمام يعقوب البصري رحمهما الله تعالى :
هو رويس بن محمد بن المتوكل اللؤلؤي البصري وكنيته أبو عبد الله وكان إماماً في القراءة قيّماً بها ماهراً ضابطاً مشهوراً حاذقاً .
قال الحافظ الداني: هو من أحذق أصحاب يعقوب. توفي بالبصرة سنة ثمان وثلاثين ومائتين(238)هـ (33) .
ترجمة الإمام روح الراوي عن الإمام يعقوب البصري رحمهما الله تعالى :
هو روح بن عبد المؤمن الهذليّ البصري النحوي وكنيته أبو الحسن كان مقرئاً جليلاً ثقة ضابطاً مشهوراً من أجلّ أصحاب يعقوب وأوثقهم روى عنه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه.
توفي سنة أربع أو خمس و ثلاثين ومائتين(234)هـ أو(235)هـ (34) .
{ ترجمة الإمام خلف الكوفي رحمه الله تعالى }
هو الإمام خلف العاشر بن هشام البزّار البغدادي الذي تقدمت ترجمته باعتباره روى عن الإمام حمزة الكوفي وقد اختار لنفسه قراءة اشتهر بها. (35) .
و للإمام خلف الكوفي راويان هما 1- إسحاق 2- إدريس
ترجمة الإمام إسحاق الراوي عن الإمام خلف الكوفي رحمهما الله تعالى :
هو إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله المروزي ثم البغدادي الورّاق وكنيته أبو يعقوب وكان ثقة قيّماً بالقراء ة ضابطاً لها منفرداً برواية اختيار خلف لا يعرف غيره توفي سنة ست وثمانين و مائتين(286)هـ (64) .
ترجمة الإمام إدريس الراوي عن الإمام خلف الكوفي رحمهما الله تعالى :
هو إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي وكنيته أبو الحسن. كان إماماً ضابطاً متقناً ثقة روى عن خلف روايته واختياره ، وسئل عنه الدار قطني فقال: ثقة وفوق الثقة بدرجة توفي سنة اثنين وتسعين ومائتين(292)هـ عن ثلاث و تسعين سنة (37) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين في كل وقت وحين .
ــــــــــــــــــــــ
(1) النشر1/112 إتحاف فضلاء البشر2/19 طبقات القراء السبع41 .
((1/12)
2) النشر1/113 إتحاف فضلاء البشر 1/20 .
(3) النشر1/113 إتحاف فضلاء البشر1/20 .
(4) الكوكب الدري في شرح طيبة ابن الجزري ص:48 .
(5) النشر1/114 .
(6)الكوكب الدري في شرح طيبة ابن الجزري ص:48 .
(7) النشر1/114 .
(8) النشر1/120- 121.
(9) النشر1/121 إتحاف فضلاء البشر1/21 .
(10) النشر1/121إتحاف فضلاء البشر1/21-22 .
(11) هذا كلام الإمام ابن الجزري في النشر .
(12) النشر1/134-إتحاف فضلاء البشر22 .
(13) النشر1/134 –إتحاف فضلاء البشر1/23 .
(14) النشر1/134-إتحاف فضلاء البشر1/23 .
(15) النشر1/144-إتحاف فضلاء البشر1/23 .
(16) النشر1/144-إتحاف فضلاء البشر1/23
(17) النشر 1 / 145 ، إتحاف فضلاء البشر 1/24 .
(18) سورة الأنعام:الأية62 .
(19) النشر1/155-إتحاف فضلاء البشر1/25 .
(20) النشر1/156-إتحاف فضلاء البشر1/25 .
(21) النشر1/156-إتحاف فضلاء البشر1/26 .
(22) النشر1/166-إتحاف فضلاء البشر 1/26 .
(23) قول ابن الجزري .
(24) النشر1/191إتحاف فضلاء البشر1/27 .
(25) النشر1/166 -إتحاف فضلاء البشر1/27 .
(26) النشر 1/172-إتحاف فضلاء البشر 1/28.
(27) النشر1/172-173-إتحاف فضلاء البشر 1/28.
(28) انظر البحث نفسه ص:8.
(29) قول ابن الجزري .
(30) النشر1/178-إتحاف فضلاء البشر29.
(31) النشر1/179-إتحاف فضلاء البشر1/29.
(22) النشر1/179 إتحاف فضلاء البشر1/30.
(33) النشر1/186-إتحاف فضلاء البشر1/30.
(34) النشر1/186-187-إتحاف فضلاء البشر1/31.
(35) النشر1/187-إتحاف فضلاء البشر1/31.
(36) انظر البحث ص:14.
(37) النشر1/191-إتحاف فضلاء البشر1/31.
(38) النشر1/166-إتحاف فضلاء البشر 1/32.
المراجع والمصادر
1- إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر للبنا – عالم الكتب .
2- الكوكب الدري في شرح طيبة ابن الجزري – لمحمد صادق قمحاوي .
3- النشر في القراءات العشر لابن الجزري – دار الكتاب العربي.(1/13)
4- شرح طيبة النشر في القراءات العشر-لأبي القاسم النويري- مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر .
5- طبقات القراء السبع – لابن السلار الشافعي – دار الكتاب العربي – تحقيق: أحمد عناية .
بقلم : عبد الرؤوف بادنجكي ... ... ... ... ... ...
والحمد لله رب العالمين
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/14)
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > القراءات >
القراءات – نشأتها وتاريخها ( لمحة إليها )
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
تلقي وتبليغ القرآن الكريم منذ بعث سيد الخلائق والبشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة
قال الله تعالى لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته (1)(1/1)
ففي هذه الآية الكريمة يذكر الله تعالى منته العظمى ونعمته الكبرى على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم وهو سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهود له بالصدق والأمانة والعفة والنزاهة منذ صغر سنه صلى الله عليه وسلم حتى إن أعداءه من قومه يشهدون له بذلك ويسمونه الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته الآية (1) ففي تلاوته صلى الله عليه وسلم عليهم آياته وجوه من الحكم منها : أن في تلاوته صلى الله عليه وسلم آيات القرآن الكريم على الناس تبليغ ما أنزل عليه من ربه وتعليما لهم كيف يتلونه قال الله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا (2) وذلك بأن يقرؤوه على الوجه الذي سمعوه منه وتلقوه عنه صلى الله عليه وسلم لأن للقرآن الكريم منهجا خاصا وأسلوبا فريدا في تلاوته وترتيله وتجويد آياته وفي مدوده ووجوه قراءاته فإن جميع ذلك موقوف على التلقي عنه صلى الله عليه وسلم والسماع عنه صلى الله عليه وسلم وقد قرأه الصحابة رضي الله عنهم كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ثم إنهم تلوه على التابعين كما تلاه عليهم النبي صلى الله عليهم وسلم ثم إن التابعين تلوه على أتباع التابعين كما تلاه عليهم الصحابة وهكذا تتابع التلقي والتلاوة للقرآن الكريم جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا وسوف يتتابع ويتتابع هذا التلقي لتلاوة القرآن الكريم العظيم على مدى الزمان ومر الأيام بواسطة العلماء والقراء إلى أن تقوم الساعة لا ينقطعون قال الله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (3) ، فالله تعالى الذي أنزله على رسوله الأكرم وحبيبه المعظم صلى الله عليه وسلم هو الذي تكفل بحفظه إلى قيام الساعة.(1/2)
وهنا يجب التنبيه والانتباه إلى أمر وهو في غاية الأهمية ألا وهو أن القرآن الكريم وكذلك القراءات المتواترة مصدرها ومنشأها الوحيد والأوحد هو سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صلى الله عليه وسلم تلقاه عن الروح الأمين سيدنا جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام عن رب العالمين جل وعلا قال الله تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين (4)
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى (5) ولما خص الله تعالى بحفظه أي القرآن الكريم والقراءات من شاء من أهله أقام له أئمة ثقات تجردوا لتصحيحه وبذلوا أنفسهم في إتقانه وتلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم حرفا حرفا لم يهملوا منه حركة ولا سكونا ولا إثباتا ولا حذفا ولا دخل عليهم في شيء منه شك ولا وهم وكان منهم من حفظه كله ومنهم من حفظ أكثره ومنهم من حفظ بعضه كل ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ا.هـ(1/3)
إذا فمصدر القراءات التلقي والسماع من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم معنا ويدلك على ذلك الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره – أي أقاتله – في الصلاة فانتظرته حتى سلم فلببته بردائه فقلت : من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ ؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله (( اقرأ يا هشام )) فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( هكذا أنزلت )) ثم قال (( اقرأ يا عمر )) فقرأتها التي أقرأنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( هكذا أنزلت )) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه )) (6) صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
القراء المشهورون من الصحابة الكرام رضي الله عنهم بإقراء القرآن الكريم :
اشتهر من الصحابة عدد كثير بإقراء القرآن الكريم بجميع قراءاته ورواياته نذكر منهم :
1- سيدنا عثمان بن عفان صهر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته السيدة رقية والسيدة أم كلثوم رضي الله عنهما ثالث الخلفاء الراشدين أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وعنا به تتلمذ عليه خلق كثير منهم : المغيرة بن أبي شهاب المخزومي
2- سيدنا علي بن أبي طالب صهر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين .(1/4)
سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها رابع الخلفاء الراشدين وأول من دخل الإسلام من الصبيان وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه وعنا به
تتلمذ عليه : أ- أبو عبد الرحمن السلمي ب- أبو الأسود الدؤلي ج- عبد الرحمن بن أبي ليلى
3- سيدنا أبي بن كعب أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه القرآن فقرأ عليه سورة البينة ففرح بذلك فرحا شديدا وبكى من شدة فرحه (7) قرأ القرآن على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتم حفظه في حياته صلى الله عليه وسلم
أخذ عنه : أ- سيدنا عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن رضي الله عنهما
ب- سيدنا أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه
ج- أبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم الكثير
4- سيدنا زيد بن ثابت الأنصاري أحد كتاب الوحي لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي جمع القرآن الكريم في عهد الخليفتين سيدنا أبي بكر وسيدنا عثمان رضي الله عنهم
تتلمذ عليه الكثير : أ- سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ب- سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ج- سيدنا أنس بن مالك خادم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
5- سيدنا عبد الله بن مسعود من أكابر الصحابة ومن السابقين إلى الإسلام الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه : (( من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد )) (8) وابن أم عبد هو سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه
تتلمذ عليه الكثير منهم : أ- علقمة بن قيس ب- الأسود بن يزيد النخعي ج- مسروق بن الأجدع وغيرهم
6- سيدنا أبو موسى الأشعري الصحابي الجليل كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن الكريم الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءته فقال له : (( لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )) (9)
أخذ عنه الكثير منهم : أ- سعيد بن المسيب ب- أبو رجاء العطاردي (10)(1/5)
ولقد ذكر الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في أول كتابه في القراءات من نقل عنهم شيء من وجوه القراءة من الصحابة وغيرهم فذكر من الصحابة : أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وحذيفة وسالما وأبا هريرة وابن عمر وابن عباس وعمرو بن العاص وابنه عبد الله ومعاوية
وابن الزبير وعبد الله بن السائب وعائشة وحفصة وأم سلمة وهؤلاء كلهم من المهاجرين رضي الله عنهم وذكر من الأنصار : أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد ومجمع بن جارية وأنس بن مالك رضي الله عنهم أجمعين (11)
القراء المشهورون من التابعين :
اشتهر من التابعين عدد كثير بإقراء القرآن الكريم نذكر منهم :
أولا: في المدينة المنورة سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وسليمان وعطاء ابنا يسار ومعاذ بن الحارث المعروف بمعاذ القارئ وعبد الرحمن ابن هرمز الأعرج وابن شهاب الزهري ومسلم بن جندب وزيد بن أسلم
ثانيا : في مكة المكرمة :
كما اشتهر في مكة عبيد بن عمير وعطاء وطاووس وعكرمة ومجاهد وابن أبي مليكة
ثالثا : في الكوفة : كما كان في الكوفة : علقمة النخعي والأسود ومسروق وعبيدة وأبو عبد الرحمن السلمي وعمرو بن شرحبيل والحارث بن قيس والربيع بن خيثم وعمرو بن ميمون وزر ابن حبيش وعبيد بن نفيلة وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي والشعبي .
رابعا : في البصرة : كذلك كان في البصرة عامر بن عبد القيس وأبو العالية وأبو رجاء ونصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وجابر بن زيد والحسن وابن سيرين وقتادة وغيرهم .
خامسا : في الشام : كما كان في الشام المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب سيدنا عثمان بن عفان في القراءة وخليد بن سعد صاحب سيدنا أبي الدرداء .(1/6)
ثم تجرد قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة أتم عناية حتى صاروا في ذلك أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم ويؤخذ عنهم، أجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم بالقبول ولم يختلف عليهم فيها اثنان ولتصدّيهم للقراءة نسبت إليهم، فكان ( بالمدينة المنورة ) أبو جعفر يزيد بن القعقاع أحد القراء العشرة ثم شيبة بن نصاح ثم نافع بن أبي نعيم أحد القراء العشرة، وكان ( بمكة المكرمة ) عبد الله بن كثير أحد القراء العشرة ومحمد بن محيصن وكان ( بالكوفة ) يحيى بن وثاب وعاصم بن أبي النجود أحد القراء العشرة وسليمان الأعمش ثم حمزة ثم الكسائي وكلاهما من القراء العشرة .
وكان ( بالبصرة ) عبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء أحد القراء العشرة ثم عاصم الجحدري ثم يعقوب الحضرمي أحد القراء العشرة .
وكان ( بالشام ) عبد الله بن عامر أحد القراء العشرة وعطية بن قيس الكلابي وغيرهما
ثم إن القراء بعد هؤلاء المذكورين كثروا وتفرقوا في البلاد وانتشروا وخلفهم أمم بعد أمم عرفت طبقاتهم واختلفت صفاتهم فكان منهم المتقن للتلاوة المشهور بالرواية والدراية ومنهم المقتصر على وصف من هذه الأوصاف وقل الضبط واتسع الخرق فقام جهابذة علماء الأمة وصناديد الأئمة فبالغوا في الاجتهاد وبينوا الحق المراد وجمعوا الحروف والقراءات وعزوا الوجوه والروايات وميزوا بين المشهور والشاذ بأصول أصلوها وأركان فصلوها (12)
تدوين القراءات(1/7)
اهتم العلماء بتدوين علم القراءات فكان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب ( أبو عبيد القاسم بن سلام ) المتوفى سنة أربع وعشرين ومائتين ،وكان بعده ( أحمد بن جبير ) جمع كتابا في القراءات خمسة من كل مصرٍ واحد أي من المدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام – المتوفى سنة ثمان وخمسين ومائتين ، ثم جاء بعده ( القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي ) ألف كتاباً جمع عدداً من القراءات المتوفى سنة اثنتين وثمانين ومائتين ، ثم جاء بعده ( الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ) جمع كتاباً حافلاً سماه( الجامع ) المتوفى سنة عشر وثلاثمائة ، ثم جاء بعده ( أبو بكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني ) المتوفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وهكذا تتابع العلماء في التأليف في هذا العلم إلى أن جاء ( الحافظ أبو عمر وعثمان بن سعيد الداني ) مؤلف التيسير وجامع البيان وغير ذلك المتوفى سنة أربع وأربعين وأربعمائة وهكذا تتابع العلماء في التأليف في هذا العلم بين منثور ومنظوم ومختصر ومطول إلى أن جاء ( إمام الحفاظ وشيخ القراء محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف المعروف بابن الجزري ) رحمه الله تعالى المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة فألف عدة كتب في القراءات منها ( النشر في القراءات العشر و( تقريب النشر في القراءات العشر ) ومنظومة ( طيبة النشر في القراءات العشر ) وغيرهما (13) .
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك بجاه سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم الذي أنزلت عليه هذا القرآن العظيم وجعلت خلقه القرآن الكريم صلى الله عليه وسلم وصلى الله العظيم على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم حق قدره ومقداره العظيم في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله تعالى العظيم . آمين
بقلم : عبد الرؤوف بادنجكي
------------------------------
(1) سورة آل عمران الآية 164 (2) سورة الإسراء الآية 106
(3) سورة الحجر الآية 9 (4) الشعراء 192 – 194
((1/8)
5) انظر : النشر في القراءات العشر 1/ 6
(6) الحديث أخرجه البخاري : في كتاب فضائل القرآن باب أنزل القرآن على سبعة أحرف رقم الحديث ( 4992 ) فتح الباري 10/ 28 ط : دار الفكر بيروت ورواه الإمام مسلم في باب أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه رقم الحديث ( 818) صحيح مسلم بشرح النووي 6/ 98 ط . دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان
(7) الحديث : أخرجه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه في كتاب مناقب الأنصار باب مناقب أبي بن كعب رقم الحديث ( 3809) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7/505 دار الفكر .
(8) الحديث : رواه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة مسند عبد الله بن مسعود رقم الحديث (4035)
(9) الحديث : أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري في كتاب فضائل القرآن باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن رقم الحديث ( 5048) فتح الباري بشرح البخاري 10/113 ط: دار الفكر ورواه الترمذي في كتاب المناقب باب في مناقب أبي موسى الأشعري رقم الحديث ( 3755) 5/693 ط: دار الحديث القاهرة .
(12) انظر : النشر في القراءات العشر لابن الجزري 1/8-9 ،وانظر : شرح طيبة النشر في القراءات العشر للنويري 1/182 – 143 ،وانظر : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 1/ 228 – 229 ط: دار ابن كثير ، دار العلوم الإنسانية .
(13) انظر : النشر في القراءات العشر 1/33 وما بعدها ،وانظر شرح طيبة النشر للنويري 1/169 وما بعدها .
المراجع والمصادر
1- إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر 2- الإتقان في علوم القرآن 3- الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي . 4- النشر في القراءات العشر . 5- شرح طيبة النشر في القراءات العشر لأبي القاسم النويري .
6- فتح الباري بشرح صحيح البخاري . 7- فريدة الدهر في تأصيل وجمع القراءات العشر.
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/9)
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > كيفية حفظ و تثبيت القرآن الكريم >
بسم الله الرحمن الرحيم
كيفية حفظ وتثبيت القرآن الكريم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الكائنات وعلى آله ومن سار على منواله أجمعين وبعد:
1- الخطوات المتميزة على طريق حفظ القرآن الكريم:
أولاً: صحة النطق : إن أول خطوة على طريق الحفظ لكتاب الله سبحانه وتعالى بعد التقوى والإخلاص هي صحة نطق الكلمات القرآنية ولا يتحقق ذلك إلا بالتلقي من معلم مجيد للقرآن تلاوة وفهماً لأن القراءة مع التدبر وفهم المعاني تعين على الحفظ وتساعد على التثبت والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أفصح الخلق لساناً من الأمين جبريل عليه السلام مشافهة وكان الرسول الكريم يعرض القرآن على جبريل مرة كل عام في رمضان أما العام الذي توفاه الله فيه عرضه على جبريل مرتين .
وهذه هي الطريقة المثلى لتلقي القرآن بأن يتلقى المتعلم من المعلم القرآن مشافهة فيصل بذلك إلى كيفية صحة النطق ثم يعود المتعلم فيلقي ما سمع وحفظ على المعلم وهكذا .
ثانياً المداومة على القراءة: ومما يساعد على الحفظ أيضاً المداومة على القراءة بمعنى أن يقوم المتعلم بجمع ما تلقاه وحفظه من المعلم ويكرره على نفسه فيجعله بمثابة ورده اليومي مع عمل ربط بين ما حفظه في الحاضر وما حفظه في الماضي مع العمل على الربط بين الآيات في كل سورة على حدة .
2- قواعد عامة وضوابط أساسية في حفظ القرآن الكريم:
أولاً: اختيار الوقت المناسب للحفظ فلا ينبغي للإنسان أن يحفظ في وقت الضيق والضجر أو في وقت ضجيج الأولاد وإنما عليه أن يتحين الوقت الذي يكون الجو فيه هادئاً والنفس مرتاحة غير ضائجة .
ولقد ثبت من خلال التجربة أن أفضل الأوقات العملية للحفظ وقتَ السحر وما بعد الفجر وذلك لصفاء الذهن وراحة الجسد .(1/1)
يقول الخطيب البغدادي: اعلم أن للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها فأجود الأوقات الأسحار .
ويقول ابن جماعة: أجود الأوقات للحفظ الأسحار وللبحث الأبكار وللكتابة وسط النهار وللمطالعة والمذاكرة الليل .
ثانياً: اقتران الحفظ والقراءة بالعمل ، ولزوم الطاعات وترك المعاصي:
إن لزوم الطاعات ينير القلب ويبعث على السكينة وبالتالي يؤدي إلى صفاء الذهن واستعداده للحفظ بخلاف القلب المظلم بالمعاصي روي عن سيدنا عبد الله بن مسعود قال: إني لأحب الرجل ليس العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها أخرجه ابن عساكر .
وقال علي بن خشرم لوكيع بن الجراح إني رجل بليد ، وليس لي حفظ ، فعلمني دواءً للحفظ فقال وكيع: يا بني والله ما جربت دواءً للحفظ مثل ترك المعاصي ، وهذه توجيهات سلفنا الصالح رضي الله عنهم في هذه القضية ولعل من المناسب أن نستشهد بقول الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت لوكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يُهدى لعاصي
3- الطرق العملية المعينة على الحفظ:
أولاً: اقتران الحفظ الجديد بالحوادث المؤثرة
تمر بالإنسان حوادث كثيرة ينساها ، ويبقى بعضها منقوشاً في ذاكرته ولو بلغ من الكبر عتياً بحسب تأثير تلك الحوادث نفسياً ومادياً وجسدياً ، فإذا استطاع الإنسان أن يقرن حفظه بحادثة،
فهذا مما يثبِّت المحفوظ ، فكلما استدعت الذاكرة تلك الحادثة استدعي معها المحفوظ .
ولذلك أمثلة كثيرة جداً منها: حادثة ضم جبريل عليه السلام للمصطفى صلى الله عليه وسلم المرة الأولى وهو يقول له: اقرأ... فيجيب ما أنا بقارئ ، فلما ضمه ثلاث مرات تهيأت نفسه للتلقي والحفظ فألقى عليه أوائل سورة العلق .
ثانياً: الاعتماد على فهم معاني الآيات :(1/2)
وهي طريقة تعتمد على توضيح وتفسير المراد من الآيات وبيان غامضها ، أو سبب نزولها وهي تصلح للكبار أكثر من الصغار وتتم عملية الحفظ فيها كالتالي: أحضر المصحف ومعه تفسير موجز لكلمات القرآن أو تفسير متوسط يتوسع قليلاً واختر مقطعاً من مقاطع السورة التي ترغب في حفظها ثم اقرأ هذا المقطع مركزاً في قراءتك على الكلمات الغريبة ثم افتح التفسير لإدراك معنى الكلمات الغريبة ولتحيط بمعنى الآيات بالإجمال وتطلع فيما إذا كان هناك سبب نزول للآيات وأين نزلت؟ إن أمكن وتكون بهذا قد كونت صورة واضحة شاملة عن الآيات على وجه الإجمال ثم ابدأ بعملية الحفظ مركزاً على نقاط المعاني التي أحطت بها في ذلك المقطع فإذا أتقنت المقطع حفظاً وفهماً فقد حزت كل شيء ثم بإمكانك الانتقال إلى مقطع آخر وتقوم بنفس الخطوات .
4- الأمور التي تورث الحفظ :
1- الجد والمواظبة .
2- تقليل الطعام .
3- صلاة الليل بالخضوع والخشوع .
4- تكثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
5- السواك وشرب العسل .
6- الصوم وأكل الحلو والعدس واللحم معتدلاً .
7- دوام الوضوء .
8- الجلوس مستقبل القبلة .
9- النظر إلى وجه العالم .
10- امتثال أمر الوالدين وإطاعتهما .
11- الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل والاشتغال فيه بطاعة الله .
12- قراءة القرآن من أسباب الحفظ قيل ليس شيء أزيد للحفظ من قراءة القرآن لا سيما آية الكرسي وقراءة القرآن نظراً .
13- وفيما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه وفيه: يا علي ثلاث يزدنفي الحفظ ويذهبن السقم: اللبان والسواك وقراءة القرآن .
5- صور مبتكرة من أساليب مراجعة القرآن الكريم :
أولاً: المراجعة الدائرية: وذلك بأن يجتمع قوم من الحفظ على شكل دائرة ثم يبدأ الأول بآية من سورة ما غيباً ويتابع الثاني الآية الثانية ثم يسكت ويتابع الثالث وهكذا كل واحد يقرأ آية واحدة وهذه فيها فائدة مع مراعاة بعض الملاحظات:(1/3)
أن يقرأ الجميع سراً، فإذا جاء دور أحدهم جهر ورفع صوته وذلك حتى لا تتقطع القراءة
فإن فيها فائدة عظيمة وهي أن الجميع يكون مستحضراً للسورة ومتحفزاً لأن يقرأ الآية التي تكون من نصيبه.
ثانياً: استماع الشيخ لأكثر من طالب في وقت واحد:
وذلك بأن يكلف الشيخ ثلاثة أو أربعة من طلبته بالمراجعة فيقرؤون سوية كل واحد يراجع سورة تختلف عن الثاني يصوت متوسط الارتفاع والشيخ يسمع للكل ويصحح لهم بدون أي اختلاط وذلك لتمكن الشيخ من حفظه ، وخبرته الطويلة بأحوال الطلاب والأماكن الصعبة التي يمكن وقوع الخطأ فيها .
6- وصايا عامة لحفظة القرآن الكريم :
عليك بإخلاص النية لله عز وجل واحذر المعاصي بجميع أشكالها وأنواعها واحذر من مشاهدة التلفاز ومتابعة الأفلام والمسلسلات السيئة فإنها تمحو القرآن من القلب وتزرع مكانه حب الشهوات فيصبح قلبك بعد مدة من الزمن أسود مرباداً ، وفكر في معالي الأمور واحذر سفاسفها ولا بأس أن يكون لك برنامج رياضي يومي تقوي فيه جسدك كالتمارين السويدية أو رفع الأثقال واحذر من الألعاب الملهية واستشر أهل العلم فيما تقرأ من الكتب المفيدة ، ولكل شاب في مقتبل عمره قدرة هائلة على الحفظ فوجه هذه القدرة التي لديك إلى حفظ القرآن الكريم واحذر من عقوق الوالدين وصاحبهما في الدين معروفاً فدعاء الأبوين لك بالخير له أثر كبير واتخذ صديقاً مؤمناً يخاف الله تعالى ويأخذ بيدك إلى حفظ القرآن وطلب العلم ومعالي الأمور وحذار من مجالسة أهل الدنيا المستغرقين فيها فإنها تقسي القلب وعليك بكثرة القراءة والمطالعة في الكتب المفيدة وأكثر من ذكر الله عز وجل كترديد كلمة لا إله إلا الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكثرة الاستغفار لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة الكثيرة .
7- صلاة حفظ القرآن الكريم :(1/4)
قال سيدنا علي كرم الله وجهه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمته في صدرك فقال أجل يا رسول الله فعلمني قال: إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم من ثلث الليل الأخير فهي ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب فإن لم تستطع ففي أوساطها فإن لم تستطع ففي أولها فصلِّ أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وألم تنزيل السجدة وفي الركعة الرابعة تبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأحسن الثناء على الله وصلِّ علي وعلى سائر النبيين واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ثم قل في آخر ذلك:
( اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله ويا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على الوجه الذي يرضيك عني اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله ويا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري وأن تشغل به بدني فإنه لا يعنيني على الحق غيرك ولا يؤتينه أحد إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً تجاب بإذن الله (1).
--------------------
(1) رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرط البخاري ومسلم .
المراجع والمصادر
1- كيف تحفظ القرآن الكريم الدكتور يحيى بن عبد الرزاق الغوثاني دار الغوثاني - دمشق 2000 .(1/5)
2- تعليم القرآن الكريم الشيخ مصطفى مراد – دار الروضة .
3- كيف تحفظ القرآن الدكتور محمد محمود عبد الله دار الشواف ، الرياض ط:1 1993 .
4- الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي .
5- كيف تحفظ القرآن الشيخ محمد الحبش – دار الخير دمشق – بيروت ، ط: 3 1990 .
6- تحفة الذاكرين للشوكاني ، من نسخ مطبوعة .
7- جزء فيه أخبار لحفظ القرآن تخريج ابن عساكر تحقيق: أبي عبد الله الحداد مكتبة ابن تيمية القاهرة ط1 1412هـ.
... ... ... ... ... ... ... كتبه : ياسين سلوم
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/6)
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > رسم القرآن الكريم >
رسم القرآن الكريم
تقدمة
الحمد لله، وصلى الله و سلم على سيدنا محمد ومن والاه, وعلى آله وصحبه أجمعين،ومن تبعهم بالحسنى إلى يوم الدين،أما بعد:
إن أول ما يتبادر إليه ذهن الباحث في علوم القرآن الكريم شيئان: ألا وهما جانب النطق له و جانب الرسم،فيبحث في آداب التلاوة و أحكامها،و يطالع أنواع القراءات،و يبحث أيضاً في رسم القرآن و طريقة كتابته،على أن هنالك تلازماً بين الجانبين،إذ إن من عرف التلاوة سهل عليه الرسم، والعكس بالعكس.
إلا أن ما أردنا هنا البحث و التفصيل فيه هو علم رسم القرآن الكريم،الذي تعددت فيه أقوال و اختلفت آراء،نستقصي ما استطعنا جوانبه،مع ملاحظة الإيجاز في جميعه، و الإشارة في كل ذلك إلى مظان هذا الفن و مصادره،و الذي أطلق عليه العلماء:"علم مرسوم الخط" ، أو "رسم المصحف الشريف".
* * *
معناه لغة و اصطلاحاً ـ و ذكر من كتب فيه من العلماء،وكتبهم
الرسم في اللغة: الأثر أي: أثر الكتابة في اللفظ،وهو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها و الوقوف عليها.
وفي اصطلاح علماء الرسم:الوضع الذي ارتضاه سيدنا عثمان رضي الله عنه في كتابة كلمات القرآن و حروفه.
فالأصل في المكتوب موافقته للمنطوق،لكن ذلك أهمل في المصاحف العثمانية لأغراض تأتي.
العلماء الذين أفردوا هذا النوع بالتأليف:
عني العلماء بحصر تلك الكلمات التي جاء خطها على غير مقياس لفظها، فكان ممن أفردها منهم بالتأليف:
1ـ الإمام أبو عمرو الداني،في كتابه "المقنع".
2ـ العلامة أبو عباس المراكشي،في كتابه "عنوان الدليل في رسوم خط التنزيل".
3ـ العلامة محمد بن أحمد الشهير بالمتولي،في أرجوزته "اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة من المرسوم".
4ـ العلامة محمد خلف الحسيني الذي شرح منظومته و ذيل الشرح بكتاب أسماه:
"مرشد الحيران إلى معرفة ما يجب اتباعه في رسم القرآن".
* * *(1/1)
قواعد رسم المصحف العثماني :
للمصحف العثماني في رسمه قواعد حصرها علماء الفن في ستة،هي:
الحذف،والزيادة،والهمز،والبدل،والفصل والوصل،وما فيه قراءتان.
1ـ قاعدة الحذف:وذلك كحذف الألف في "يأيها"،و الياء في "باغٍ"،والواو في "فأوا".
2ـ قاعدة الزيادة:وذلك كزيادة الألف في "تفتؤا"،و الياء في "بأييد"،والواو في "أولو".
3ـ قاعدة الهمز:وذلك كأن تكتب حال سكونها بحرف حركة ما قبلها "ائذن،اؤتمن".
4ـ قاعدة البدل:وذلك ككتابة الألف واواً للتفخيم في "الصلوة"،وكتابة النون ألفاً في نون.التوكيد المخففة "لنسفعاً"،و هاء التأنيث تاء مفتوحة في نحو "رحمت".
5ـ قاعدة الوصل والفصل:وذلك كوصل"أن" بِ "لا"،و "عن"،و"كل" بِ "ما".
6ـ قاعدة ما فيه قراءتان:فإنه يكتب برسم إحداهما،نحو "يخدعون، غيبت".
* * *
مزايا الرسم العثماني و فوائده :
1ـالأولى:الدلالة على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة ما أمكن.
وذلك نحو "ان هدن لساحرن" رسمت بدون نقط أو إعراب،فدلت على ذلك.
2ـالثانية:إفادة المعاني المختلفة بطريقة ظاهرة. وذلك كقطع "أم" في "أم من يكون عليهم وكيلاً"،ووصلها في "أمّن يمشي"،وذلك ليفيد معنى الانقطاع في الأولى دون الثانية.
3ـالثالثة:الدلالة على معنى خفي.كزيادة الياء في "بأييد"،إيماء لتعظيم قوة الله.
4ـ الرابعة:الدلالة على أصل الحركة مثل "سأوريكم"،أو أصل الحرف مثل "الصلوة".
5ـ الخامسة:إفادة بعض اللغات الفصيحة.كقوله "يوم يأتِ" بحذف الياء على لغة هذيل.
6ـالسادسة:حمل الناس على تلقي القرآن من صدور الثقات،ولا يتكلوا على الرسم.
و في ذلك مزيتان،إحداهما:التوثق من اللفظ و الأداء حيث لا يتيقن من الرسم أياً كان شكله.
و الثانية:اتصال السند برسول الله صلى الله عليه و سلم ،وهذه خاصية للأمة المحمدية.
* * *
هل رسم المصحف توقيفي ؟ أقوال العلماء في التزام الرسم العثماني :
اختلف العلماء في الرسم العثماني للمصحف.(1/2)
هل هو توقيفي بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ،أم اصطلاحي باتفاق بين الكتبة و بين سيدنا عثمان رضي الله عنه ،و ذهبوا في ذلك مذاهب ثلاثة:
1ـالمذهب الأول:أنه توقيفي لا تجوز مخالفته،وذلك مذهب الجمهور.
و مجمل دليلهم: إقرار النبي صلى الله عليه و سلم الكتبة على كتابتهم،ثم إجماع أكثر من اثني عشر ألفاً من الصحابة،ثم إجماع الأئمة من التابعين و المجتهدين عليه،وأدلة أخرى من العقل و النقل.
ذكر جملة من أقوالهم في التزام الرسم العثماني:
عن مالك: سئل أرأيت من استُكتب مصحفاً أترى أن يكتبه على ما استحدثه الناس من الهجاء اليوم؟ فقال:لا أرى ذلك،ولكن يكتب على الكتبة الأولى.
عن أحمد: قال: تحرم مخالفة خط عثمان في واو أو ياء أو غير ذلك.
2ـالمذهب الثاني:أنه اصطلاحي فتجوز مخالفته،وعليه ابن خلدون في مقدمته،والقاضي أبو بكر،ودليلهم:أن الله لم يفرض على الأمة شيئاً في كتابته،ولم يرد في السنة والإجماع ما يوجبه.و لقد نوقش هذا المذهب بأدلة تضعفه و تقلل من منطقيته.
3ـ المذهب الثالث:تجب كتابة المصحف للعامة على الاصطلاحات الشائعة عندهم،
و يجب في ذات الوقت المحافظة على الرسم العثماني بين الآثار الموروثة عن السلف.
وهذا الرأي:يحتاط للقرآن من ناحية إبعاد الناس عن اللبس،ومن ناحية إبقاء الرسم المأثور ليقرأ به العارفون به،والاحتياط مطلب ديني خاصة في جانب حماية التنزيل.
والراجح:ما عليه الجمهور،وأن رسم القرآن توقيفي كله،ومنه ما كان بإملاء الرسول صلى الله عليه وسلم كتابةَ بعض الكلمات،والقسم الآخر كتب كما تقرؤه قريش بلسانها.
* * *
المصاحف و دور التحسين و التجويد ـ الإعجام،الشكل ـ حكمهما
من الأشياء المستحدثة في المصاحف النقط،وهو قسمان:1ـ إعراب،2ـ إعجام.
1ـ فنقط الإعراب:ـ الشكل ـ هو العلامات الدالة على ما يعرض للحرف من حركة أو سكون أو شد أو مد. واختلف في أول من وضعه فقيل الخليل و قيل غيره.(1/3)
و الصحيح ـ الذي عليه أبو عمرو الداني ـ: أنه أبو الأسود الدؤلي،بأمر زياد بن أبي زياد،
والي البصرة،فاختار رجلاً من عبد القيس و أمره بالشكل بلون يغاير لون المصحف.
فجعل للفتحة نقطةً فوق الحرف،وللضمة أمامه،وللكسرة تحته،وللتنوين نقطتين هكذا ، حتى آخر المصحف. وعنه أخذ النقط حتى ظهر الخليل في العهد العباسي فأدخل عليه ما نحن عليه من التحسين اليوم.
2ـ ونقط الإعجام: النقط : هو العلامات التي تميز الحروف من بعضها كي لا يلتبس معجم بمهمل.و الحروف المعجمة خمسة عشر حرفاً.
واختلف في أول من وضع نقط الإعجام على أقوال أصحها:
أنه:1ـ يحيى بن معمر،2ـ ونصر بن عاصم،وذلك بأمر الحجاج بن يوسف الثقفي.
فوضعاه و جعلاه بلون مداد المصحف،ليتميز عن نقط أبي الأسود.
و منه يتبين أن نقط الإعراب متقدم على نقط الإعجام.
حكم نقط المصحف و شكله:
كان علماء الصدر الأول يرون كراهته مبالغة في الحفاظ على الأداء و الرسم.
عن ابن مسعود:"جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء".
وعن ابن سيرين:"أنه كره النقط و الفواتح والخواتم".
وقال مالك:"لا بأس بالنقط في المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان أما الأمهات فلا".
لكنّ ما يبين تغير العلماء في حكمه قول النووي:"ويستحب نقط المصحف وشكله فإنه صيانة من اللحن فيه،و أما كراهة الشعبي والنخعي،فإنما كرهاه في ذلك الزمان خوفاً من التغيير فيه،
وقد أمن اليوم فإنه من المستحدثات الحسنة".
ومن هذا: يتبين لنا استحبابه،بل وجوبه حين خوف اللبس على من يقرأ بدونه.
الحروف السبعة في المصاحف العثمانية :
الذي عليه الجمهور من العلماء،أن المصاحف العثمانية جاءت مشتملة على ما استقر من الأحرف السبعة في العرضة الأخيرة لم تترك منها حرفاً واحداً.
و الذي يقصدونه بذلك:أنها اشتملت على حروف من لغات العرب في قسم منها،و شملت أيضاً حرف قريش في كثير من أقسامها،و خاصة فيما اختلف الصحابة في كتابته.(1/4)
و تبقى هناك الإجابة عن كيفية اشتمال هذه المصاحف على الأحرف السبعة أو بعضها ؟
و هذا ما سنأتي على تفصيله مع ذكر الفرق بين الأحرف السبعة و القراءات السبع،
و ذكر أقوال العلماء و اختلافهم فيما اشتملت عليه المصاحف من هذه الحروف.
وذلك في فصول قادمة إن شاء الله تعالى.
شبهات حول كتابة القرآن و رسمه والرد عليها :
من ذلك قول بعضهم:روي عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ "والمقيمين الصلوة"،و يقول :
هو من لحن الكتاب.و الجواب:أنه لا يريد باللحن الخطأ،إنما يريد اللغة و الوجه،في القراءة،على حد قوله تعالى"ولتعرفنهم في لحن القول"،ثم إنه نفسه كان يقرؤها كذلك و لو أراد باللحن الخطأ ما رضيه لنفسه.
و هناك شبهات أخرى غيرها سنأتي على الجواب عنها بعد ذكرها مفصلة و تفنيدها واحدةً تلوَ أخرى،في أبحاث ستأتي إن شاء الله تعالى.
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
بقلم: بلال سيف
المصادر و المراجع
1. مناهل العرفان في علوم القرآن ، د.محمد عبد العظيم الزرقاني.
دار المعرفة،بيروت ـ لبنان،الطبعة الثانية2001،ج1،ص328ـ363.
2. الإتقان في علوم القرآن ، للإمام جلال الدين السيوطي.
دار الجيل،بيروت ـ لبنان،الطبعة الأولى1998،المجلد الثاني،ص487ـ513.
3. البرهان في علوم القرآن ، للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي.
بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،طبعة عيسى البابي الحلبي، ج1.
4. في رحاب القرآن الكريم ، د.محمد سالم محيسن.
دار الجيل،بيروت ـ لبنان،طبعة عام1989،ج1،ص133ـ204.
5. رسم المصحف و ضبطه بين التوقيف و الاصطلاح ، د.شعبان محمد اسماعيل.
دار الثقافة،الدوحة ـ قطر،الطبعة الأولى1992 .
6. رسم المصحف و الإعجاز العددي ، د.أشرف عبد الرزاق قطنة.
دار منار بدمشق ـ مؤسسة علوم القرآن بيروت،الطبعة الأولى1992.
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/5)
موقع عالم القرآن الكريم >القرآن الكريم > رسم القرآن الكريم >
جمع القرآن الكريم
المراد من جمع القرآن الكريم:
يطلق الجمع على معنيين :
1. حفظه ؛ وهذا المعنى ورد في قوله تعالى ( إن علينا جمعه وقرآنه ) (1). أي حفظه في الصدور.
2. كتابته في السطور ؛ أي الصحائف التي تضم السورة والآيات جميعها.(2)
الفرق بين الصحف والمصاحف :
1. الصحف جمع صحيفة ؛ والصحيفة : قطعة من جلد أو ورق يكتب فيه .
2. أما المصاحف : جمع مصحف والمصحف مفعل من أصحف أي : جمع فيه الصحف .
قال الحافظ: الفرق بين الصحف والمصحف: أن الصحف هي الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - كانت سوراً مفرقة ولكن لم يرتب بعضها إثر بعض، فلما نسخت ورتب بعضها إثر بعض صارت مصحفاً.. (3)
مراحل جمع القرآن ومزاياه والفرق بين الجمع وعهوده الثلاثة :
أولاً: عهد سيدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ كان عبارة عن كتابة الآيات وترتيبها ووضعها في مكانها ا لخاص من سورها ؛ ولكن مع بعثرة الكتابة وتفرقها بين عسب وعظام وحجارة ونحو ذلك حسبما تتيسر أدوات الكتابة ..
ومزيته: زيادة التوثيق للقرآن ؛ وإن كان التعويل أيامئذٍ كان على الحفظ والاستظهار؛؛ يقول سيدنا زيد بن ثابت { كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نؤلف القرآن من الرقاع}..(4)
لماذا لم يجمع القرآن أيامئذ لا في صحف ولا في مصاحف ؟؟
أولها : أنه لم يوجد من دواعي كتابته في صحف أو مصاحف مثل ما وجد على عهد أبي بكر - رضي الله عنه - ، والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة وأدوات الكتابة غير ميسورة ...
ثانيها : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله من آية أو آيات..
ثالثها : أن القرآن لم ينزل مرة ، بل نزل منجماً في مدى عشرين سنة أو أكثر ..
رابعها: أن ترتيب آياته وسوره ليس على ترتيب نزوله..(5)(1/1)
ثانياً: عهد سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - ؛ فقد كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتبة الآيات دون ترتيب السور مقتصراً فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقاً له بالتواتر والإجماع ..
ومزيته : هو تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة مجموعاً مرتباً خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه ..(6)
الأسباب التي دفعت سيدنا أبو بكر - رضي الله عنه - لجمع القرآن الكريم ؟؟
حينما ارتدت العرب واستشرى القتل بالمسلمين وخاصة يوم اليمامة وقد استحر بقراء القرآن ، جاء إليه سيدنا عمر - رضي الله عنه - وقال له : إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القراءة والقرآن وإني أرى أن تجمع القرآن ؛ وظل يراجع سيدنا أبا بكر حتى شرح الله صدره لذلك ؛ فكان أول من جمع القرآن - رضي الله عنه - ..(7)
ثالثاً: عهد سيدنا عثمان - رضي الله عنه - فقد كان عبارة عن نقل مافي تلك الصحف إلى مصحف واحد إمام مع ترتيب الآيات والسور مع الالتزام بلغة قريش دون غيرها من اللغات و القراءات فكان - رضي الله عنه - أول من جمع الصحف في مصحف وسمّي بـ( المصحف) وأمر بنسخه وتوزيعه على الأمصار
وميزته: إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وبتوحيد كلمتهم و الحفاظ على كتاب الله من التغيير و التبديل (8)
من اختير لهذا الجمع في عهوده الثلاثة ؟؟
اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتابا للوحي فيهم الخلفاء الأربعة ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وخالد بن الوليد وثابت بن قيس كان يأمرهم بكتابة كل ما يقول من القرآن حتى تظاهر حفظ القرآن في الصدور مع الكتابة(1/2)
وفي عهد سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - اختير سيدنا زيد بن ثابت - رضي الله عنه - وقد أرسل إليه سيدنا أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة وقال له (إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن وإني أرى أن تجمع القرآن ) يقول زيد (فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن )
وفي عهد سيدنا عثمان أحضر الصحف التي كانت عند حفصة وأمر بنسخها فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وفيه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وأمرهم أن يكتبوه بلسان قريش لأنه أنزل بلسانهم ففعلوا ..(8)
------------------------------------
(1) سورة القيامة الآية 17 (2) الوحي والقرآن ص 137
(3) تحفة الأحوذي ج 1 / ص 448 (4) مناهل العرفان ص 36 - انظر الإتقان ج1/ ص 136 .
(5) مناهل العرفان ص 224 - انظر أيضاً الوحي والقرآن ص 150 .
(6) مناهل العرفان ص36 ـ الوحي والقرآن ص150
(7) الإتقان ج1ص164 انظر الوجيز في فضائل الكتاب العزيز ص163
(8) الوحي والقرآن ص139ـ160..
(8) الوحي والقرآن ص139ـ160..
بقلم :
عبد الله صبحة
المصادر و المراجع
1ـ الوحي و القرآن لعبد الحميد سرحان ـ الهيئة لمصرية العامة للكتاب
2ـ مناهل العرفان محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة ط 2
3ـ الإتقان في علوم القرآن ـ جلال الدين السيوطي ـ دار إحياء العلوم
4ـ الوجيز في فضائل الكتاب العزيز ـ محمد بن أحمد الأندلسي القرطبي دار الحديث ـ تحقيق علاء الدين علي رضا
5ـ علوم القرآن الكريم ـ الدكتور نور الدين عترـ مطبعة الصباح
6ـ جامع البيان - محمد بن جرير الطبري ـ دار المعرفة
7ـ تحفة الأحوذي محمد عبد الرحمن المباركفوري ـ دار الكتب العلمية
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/3)
موقع عالم القرآن الكريم> القرآن الكريم >ترجمة القرآن الكريم > حكم الترجمة في القرآن الكريم .
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم الترجمة في القرآن الكريم
البحث في موضوع ترجمة القرآن ليس أمراً نظرياً أو افتراضياً ، وإنما هو موضوع واقعي شغل العلماء في كثير من البلاد الإسلامية منذ مطلع هذا القرن ، ولا يزال إلى اليوم بحثاً فكرياً هاماً وخطيراً يحتاج إلى دراسة هادئة وواضحة تكشف عن دوافعه ومراميه ، وتوجههُ الوجهة البناءة الصحيحة ، وخاصة بعد أن توضح لكل مسلم غيور على قرآنه ودعوته أن هذه الفكرة إنما أثارها أعداء الإسلام من المستشرقين والمبشرين لتمزيق أوصال العالم الإسلامي ، وتشويه مبادئ الإسلام ومعانيه .
وقد ظهرت في العالم ترجمات كثيرة وبلغات متعددة شرقية وغربية وزعم الذين قاموا بها أنهم نقلوا القرآن من اللغة العربية إلى هذه اللغات فجاءت مليئة بالأخطاء الفاحشة بعيدة عن تحقيق مقاصد النظر العربي بعد الأرض عن السماء .
ومهمتنا في هذا البحث تتركز في إيضاح معنى الترجمة وأسباب استحالتها وبيان حكمها الشرعي والنتائج الخطيرة المترتبة عليها وما يغني عنها
والله ولي التوفيق
التعريف بالترجمة:
وضعت كلمة ترجمة لتدل على أحد معان أربعة:
1 ـ تبليغ الكلام لمن لم يبلغه .
2 ـ تفسير الكلام بلغته التي جاء بها ومنه قول ابن عباس: ترجمان القرآن (1) .
3 ـ تفسير الكلام بلغة غير لغته ، وقد جاء في لسان العرب أن الترجمان هو المفسر للكلام .
4 ـ نقل الكلام من لغة إلى أخرى ، والجمع تراجم (2) .
وفي العرف (3): هي التعبير عن معنى كلام في لغة بكلام آخر من لغة أخرى مع الوفاء بجميع معانيه ومقاصده (4) .
أقسام الترجمة:
إن الترجمة تنقسم إلى قسمين: حرفية وتفسيرية .
فالترجمة الحرفية: هي تراعى فيه محاكاة الأصل في نظمه وترتيبه فهي تشبه وضع المرادف مكان مرادفه .(1/1)
فالمترجم ترجمة حرفية يقصد إلى كل كلمة في الأصل فيفهمها ثم يستبدل بها كلمة مساوية في اللغة الأخرى مع وضعها موضعها وإحلالها محلها وإن أدى ذلك إلى خفاء المعنى المرادف في الأصل (5) .
وقد ذكر بعضهم أنها: نقل ألفاظ من لغة إلى نظائرها من اللغات الأخرى بحيث يكون النظم موافقاً للنظم ، والترتيب موافقا للترتيب (6) .
أما الترجمة التفسيرية: فهي التي لا تراعى فيها تلك المحاكاة بل المهم فيها حسن تصوير المعاني والأغراض كاملة وسميت تفسيرية لأن حسن تصوير المعاني والأغراض فيها جعلها تشبه التفسير وما هي بتفسير .
فالمترجم ترجمة تفسيرية يعمد إلى المعنى الذي يدل عليه تركيب الأصل فيفهمه ثم يصبه في قالب يؤديه من اللغة الأخرى موافقا لمراد صاحب الأصل من غير أن يكلف نفسه عناء الوقوف
عند كل مفرد ولا استبدال غيره به في موضعه (7) .
وقد ذكر بعضهم أن الترجمة : هي نقل الكلام من لغة إلى أخرى عن طريق التدرج من الكلمات الجزئية إلى الجمل والمعاني الكلية أي أن الوسيلة هي نقل معنى كل كلمة على حدة والتعبير عنه بكلمة مقابلة ثم تركيب مجموع الكلمات وتأليفها حسب المعروف في اللغة المترجم إليها (8) .
وذكر بعضهم أن الترجمة التفسيرية: هي بيان معنى الكلام بلغة أخرى من غير تقيد بترتيب الأصل أو مراعاة لنظمه (9) .
التفسير:
هو نقل المعنى القريب أو البعيد المقصود من الألفاظ إلى لغة أخرى مختلفة أو إلى ألفاظ أخرى في نفس اللغة دون النظر إلى الألفاظ الجزئية التي تألف منها المعنى واتضح بها المقصود .
فالترجمة تختلف عن التفسير في نقطتين:
1 ـ الاهتمام بالكلية والأداة التعبيرية في الترجمة دون التفسير .
2 ـ أن الترجمة لا تكون إلا نقلاً لمعنى الألفاظ من لغة إلى أخرى في حين أن التفسير يكون كذلك ويكون تعبيراً عن المعنى بألفاظ أخرى في نفس اللغة (10) .
الفروق بين الترجمة والتفسير:(1/2)
1 ـ أن صيغة الترجمة استقلالية يراعى فيها الاستغناء بها عن أصلها وحلولها محله ولا كذلك التفسير فإنه قائم أبداً على الارتباط بأصله فبالتفسير لا يمكن قطع التراكيب بعضها عن بعض (11) .
2 ـ الترجمة لا يجوز فيها الاستطراد أما التفسير فيجوز بل قد يجب فيه الاستطراد لأن الترجمة مفروض فيها أنها صورة مطابقة لأصلها حاكية له فمن الأمانة أن تساويه بدقة من غير زيادة ولا نقص ، بخلاف التفسير فإنه بيان لأصله وتوضيح له وقد يقتضي أن يذهب المفسر مذاهب شتى في الاستطراد ولا كذلك في الترجمة(12) .
3 ـ الترجمة تتضمن عرفاً دعوى الوفاء بجميع معاني الأصل ومقاصده ، ولا كذلك التفسير فإنه قائم على كمال الإيضاح سواء أكان بطريق إجمالي أو تفصيلي متناولاً كافة المعاني والمقاصد أو مقتصراً على بعضها دون البعض (13) .
4 ـ أن الترجمة تتضمن عرفاً دعوى الاطمئنان إلى أن جميع المعاني والمقاصد هي مدلول كلام الأصل وأنها مرادة لصاحب الأصل منه ، ولا كذلك التفسير بل المفسر تارة يدعي الاطمئنان وذلك إذا توافرت لديه أدلته وتارة لا يدعيه ، بل ثم هو طوراً يصرح بالاحتمال ويذكر وجوهاً محتملة مرجحاً بعضه على بعض ، وطوراً يسكت عن التصريح ، وقد يبلغ به الأمر أن يعلن عجزه عن فهم كلمة أو جملة ويقول : رب الكلام أعلم بمراده (14) .
مثالا على الفوارق بينهما :
قال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط (15) .
فالمترجم ترجمة حرفية يأتي بكلام من لغة الترجمة يدل على النهي عن ربط اليد في العنق وعن مدها غاية المد مع مراعاة ترتيب الأصل ونظامه ولكن هذا التعبير الجديد يخرج في أسلوب ما يرمي إليه الأصل من النهي عن التقتير والتبذير بل قد يستنكر المترجم لهم ويقول: ما باله ينهى عن ربط اليد بالعنق وعن مدها غاية المد .(1/3)
أما إذا أردت ترجمة تفسيرية فإنك بعد أن تفهم المراد وهو النهي عن التقتير والتبذير في أبشع صورة منفردة تعمد إلى هذه الترجمة فتأتي بعبارة تدل على هذا النهي المراد في أسلوب يترك في نفوس المترجَم لهم أكبر الأثر وأوفاه في استبشاع التقتير والتبذير بدون رعاية في نظمه وترتيبه اللفظي (16) .
شروط الترجمة حرفية أو تفسيرية :
1 ـ معرفة المترجم لأوضاع اللغتين لغة الأصل ولغة الترجمة .
2 ـ معرفته لأساليبهما وخصائصهما .
3 ـ وفاء الترجمة بجميع معاني الأصل ومقاصده على وجه مطمئن .
4 ـ أن تكون صيغة الترجمة مستقلة عن الأصل بحيث يمكن أن يستغنى بها عنه بأن تحل محله كأن لا أصل هناك ولا فرع (17) .
الترجمة المعنوية وحكمها:
للقرآن نوعان من المعاني : معان أصلية ومعان ثانوية .
المراد بالمعاني الأصلية: هي التي يستوي في فهمها كل من عرف مدلولات الألفاظ المفردة وعرف وجوه تراكيبها معرفة إجمالية .
والمراد بالمعاني الثانوية: هي خواص النظم التي يرتفع بها شأن الكلام وبها كان القرآن معجزاً (18) .
حكم الترجمة المعنوية:
وترجمة معاني القرآن الثانوية أمر غير ميسور إذ أنه لا توجد لغة توافق اللغة العربية في دلالة ألفاظها على المسماة عند علماء البيان خواص التركيب وذلك ما لا يسهل على أحد إدعاؤه ؛ فوجوه البلاغة القرآنية في اللفظ أو التركيب مما تسامت به لغة القرآن وكان له وقعة في النفوس.
أما المعاني الأصلية: فهي التي يمكن نقلها إلى لغة أخرى .
وقد ذكر الشاطبي في الموافقات: إن ترجمة القرآن على الوجه الأول ممكن ومن جهته صح تفسير القرآن وبيان معانيه للعامة ومن ليس لهم فهمٌ يقوى على تحصيل معانيه. انتهى كلامه .
ومع هذا فإن ترجمة المعاني الأصلية لا تخلو من فساد فإن اللفظ الواحد قد يكون له معنيان أو أكثر فيضع المترجم لفظاً يدل على معنى واحد حيث لا يجد لفظاً يشاكل اللفظ العربي في ضمان تلك المعاني .(1/4)
وقد يستعمل القرآن اللفظ في معنى مجازي فيأتي المترجم بلفظ يرادف اللفظ العربي في معناه الحقيقي ولهذا وقعت أخطاء في ترجمة معاني القرآن(19) .
حكم الترجمة الحرفية :
ولهذا لا يجد المرء أدنى شبهة في حرمة ترجمة القرآن ترجمة حرفية فالقرآن هو كلام الله المنزل على رسوله المعجز بألفاظه ومعانيه المتعبد بتلاوته ، ولا يقول أحد أن الكلمة المترجمة هي نفسها كلام الله .
فإن الله لم يتكلم إلا بما نتلوه بالعربية ولن يتأتى الإعجاز بالترجمة لأن الإعجاز خاص باللغة العربية (20) .
حكم ترجمة القرآن تفصيلا
وعلى ضوء ما سبق نتبين أن للترجمة أربعة معان رئيسية: ثلاثة منها ترجع إلى اللغة وحدها والرابع تشترك فيه اللغة والعرف ، ومن المناسب أن نعرِّف حكم كل من هذه المعاني على حدة .
1 ـ ترجمة القرآن بمعنى تبليغ ألفاظه وهذه جائزة شرعاً (21) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية (22) . وقال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه (23) (24) .
2 ـ ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغه العربية وحكمها : الجواز الشرعي لقوله تعالى: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم (25) وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه المهمة خير مقام حتى اعتبرت السنة النبوية كلها شارحة للقرآن ، وتأثر العلماء برسول الله صلى الله عليه وسلم وفسروا القرآن حسب طاقتهم البشرية حتى أصبحت المكتبات زاخرة بالتفاسير العربية للقرآن (26) .
3- ترجمة القرآن بمعنى تفسيره بلغة أجنبية بأن يفسر القرآن بلغة غير لغته العربية لمن لا يحسن العربية وهذه جائزة شرعا وتجري في حكمها مجرى التفسير العربي لمن لا يحسن العربية فكلاهما جائز لأنه وسيلة لفهم القرآن وبيان مراد الله سبحانه حسب طاقتهم البشرية (27) .(1/5)
4 ـ ترجمة القرآن بمعنى نقله إلى لغة أخرى أي أن يعبر عن معاني ألفاظه العربية ومقاصدها بألفاظ غير عربية مع الوفاء بجميع هذه المعاني والمقاصد ، وعرفنا سابقاً أنها قد تكون ترجمة حرفية وهذه الترجمة هي المقصودة من هذا البحث وهي التي شجر فيها الخلاف ، واضطربت الآراء .
والقول الصحيح والحق منها أنها مستحيلة الوقوع عادة وعقلاً ومحرمة شرعاً وفيما يلي أسباب استحالتها وبيان حرمتها (28) .
أسباب استحالة الترجمة وبيان حرمتها:
أـ أما كونها مستحيلة عادة وعقلاً فالاستدلال على ذلك من طريقتين:
1 ـ لأن ترجمة القرآن بهذا المعنى تستلزم المحال وكل ما يستلزم المحا ل محال إذ لا بد في تحقيقها من الوفاء بجميع معني القرآن الأولوية والثانوية وبجميع مقاصده ، كما في أسلوب علوم المعاني والبيان المتعددة المرامي الفسيحة الميدان ، والتي هي أساس بلاغته وإعجازه وكل ذلك مفقود في غير العربية ، وما كان لبشر أن يحيط بها فضلا عن أن يحاكيها في كلام له(29) .
2 ـ ولأن ترجمة القرآن بهذا المعنى مثل للقرآن وكل مثل للقرآن مستحيل وقد ثبت أن القرآن تحدى أفصح العرب أن يأتوا بمثل أقصر سورة منه فعجزوا عن المعارضة والمحاكاة ، ولا شك أن غير العرب أشد عجزاً وبعداً عن ذلك قال تعالى قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً (30) (31).
ب ـ وأما كونها محرمة شرعا فللأمور التالية :
1 ـ إن طلب المستحيل العادي حرام أياً كان الطلب ولو بطريق الدعاء وأياً كان هذا المستحيل ترجمة أو غير ترجمة لأنه ضرب من العبث وتضييع للوقت والمجهود في غير فائدة والله سبحانه يقول ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (32) (33) .
2 ـ إن محاولة هذه الترجمة ادعاء لإمكان وجود مثل للقرآن وذلك تكذيب شنيع لقوله تعالى قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن (34) .(1/6)
3 ـ إن محاولة هذه الترجمة تشجع الناس على انصرافهم عن كتاب ربهم مكتفين ببدل أو أبدال يزعمونها ترجمات له ، وإذا امتد الزمان بهذه الترجمات فسيذهب عنها اسم الترجمة ويبقى اسم القرآن وحده علماً عليها (35) .
4 ـ إننا لو جوزنا هذه الترجمة ووصل الأمر إلى حد يستغني الناس عن القرآن بترجماته لتعرض الأصل العربي للضياع كما ضاع الأصل العبري للتوراة ، وضياع الأصل العربي نكبة كبرى تغري النفوس على التلاعب بدين الله ، وكل ما يعرض القرآن للإهمال والضياع حرام بإجماع المسلمين (36) .
5ـ لو فتحنا باب الترجمات الضالة لتزاحم الناس عليها بالمناكب وعملت كل أمة وطائفة أن تترجم القرآن في زعمها بلغتها الرسمية ، ونجم عن ذلك ترجمات كثيرة لا عداد لها ، فينشأ عن ذلك الاختلاف في الترجمات خلاف حتمي بين المسلمين أشبه اختلاف اليهود و النصارى في التوراة والإنجيل ، وهذا الخلاف يصدع بناء المسلمين ويفرق شملهم ويهيئ لأعدائهم فرصة النيل منهم(37) .
6 ـ إن قيام هذه الترجمات الآثمة يذهب بمقوم كبير من مقومات وجود المسلمين الاجتماعي كأمة عزيزة الجناب وذلك أنهم سيقنعون بها ومتى قنعوا بها فسيستغنون لا محالة عن لغة الأصل وعلومها وآدابها .
والتاريخ يشهد أنها رباط أقوى الروابط فيما بينها وكان لهذا الرباط أثره العظيم في تدعيم وحدة الأمة وبنائها حين كانوا يقرؤون القرآن نفسه ويدرسون من أجله علوم لغته العربية وآدابها تذرعاً إلى حسن أدائه وفهمه ، وبهذا قامت اللغة العربية لساناً عاماً للمسلمين ورابطاً مشتركاً على اختلاف أجناسهم (38) .
7 ـ إن الأمة اجتمعت على عدم جواز رواية القرآن بالمعنى ومعلوم أن ترجمة القرآن بهذا المعنى العرفي تساوي روايته بالمعنى فكلتاهما صيغة مستقلة وافية بجميع معاني الأصل ومقاصده لا فرق بينهما إلا في القشرة اللفظية .(1/7)
فالرواية بالمعنى لغتها لغة الأصل وهذه الترجمة لغتها غير لغة الأصل وإذا كانت رواية القرآن بالمعنى في كلام عربي ممنوعة إجماعا فهذه الترجمات ممنوعة كذلك قياساً على هذا المجمع عليه بل أحرى بالمنع للاختلاف بين لغتها ولغة الأصل (39) .
8 ـ إن الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين متفقون على أن الأعلام لا يمكم ترجمتها سواء كانت موضوعة لأشخاص أم لبلاد أم لحيوان أم لكتب ومؤلفات والقرآن الكريم علم رباني قصد الله ألفاظه دون غيرها وأساليبه دو سواها لتدل على هدايته وليؤيد بها رسوله وليتعبد بها عباده (40) .
--------------------------
(1) مناهل العرفان ج2 ص109 .
(2) مناهل العرفان ج2 ص110 .
(3) المراد بالعرف عرف التخاطب العام لا عرف طائفة خاصة ، جاء هذا العرف فخص الترجمة بالنقل للكلام من لغة إلى أخرى بأن يعبر عن معناه بكلام آخر لغة أخرى مع الوفاء بمعانيه ومقاصده .
(4) مناهل العرفان ج2 ص110 .
(5) مناهل العرفان ج2 ص111 .
(6) مباحث في علوم القرآن ص313 .
(7) مناهل العرفان ج2 ص111 .
(8) من روائع القرآن ص276 .
(9) مباحث في علوم القرآن ص313 .
(10) من روائع القرآن ص276 .
(11) مناهل العرفان ج2 ص114 .
(12) مناهل العرفان ج2 ص115 .
(13) مناهل العرفان ج2 ص115 .
(14) مناهل العرفان ج2 ص116 .
(15) سورة الإسراء الآية 29 .
(16) مناهل العرفان ج2 ص112 .
(17) مناهل العرفان ج2 ص113 .
(18) مباحث في علوم القرآن ص314 .
(19) مباحث في علوم القرآن ص315 .
(20) مباحث في علوم القرآن ص314 .
(21) المراد بالجواز هنا ما يقابل الحظر فيصدق بالوجوب والندب .
(22) صحيح البخاري ج2 رقم: 3274 ، سنن الترمذي ج4 رقم:2807 ، مسند الإمام أحمد ج2 .
(23) صحيح البخاري ج3 رقم: 4739/4740 ، سنن الترمذي ج4 رقم: 3071 ، سُنَنُ أبي دَاوُد ج1 رقم: 1452 ، مسند الإمام أحمد ج1 .
(24) انظر مناهل العرفان ج2 ص131 .
(25) سورة النحل الآية 44 .
((1/8)
26) مناهل العرفان ج2 ص132 .
(27) انظر مناهل العرفان ج2 ص133 .
(28) انظر مناهل العرفان ج2 ص143 - 144 .
(29) انظر مناهل العرفان ج2 ص144 - 145 .
(30) سورة الإسراء الآية 88 .
(31) مناهل العرفان ج2 ص145 - 146 .
(32) سورة البقرة الآية 195 .
(33) مناهل العرفان ج2 ص147 .
(34) مناهل العرفان ج2 ص148 .
(35) مناهل العرفان ج2 ص149 .
(36) مناهل العرفان ج2 ص150 .
(37) مناهل العرفان ج2 ص150 .
(38) مناهل العرفان ج2 ص150 - 151 .
(39) مناهل العرفان ج2 ص152 .
(40) مناهل العرفان ج2 ص152 - 153 .
المصادر والمراجع
1- من روائع القرآن للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ـ مكتبة الفارابي ـ الطبعة الرابعة .
2- مناهل العرفان في علوم القرآن بقلم محمد عبد العظيم زرقاني الجزء الثاني مطيعة عيسى البابي الحلبي وشركاه .
3- مباحث في علوم القرآن لمناع القطان ـ الطبعة الثامنة ـ مؤسسة الرسالة .
4- المدخل إلى علوم القرآن الدكتور محمد فاروق النبهان – دار عالم القرآن الكريم .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/9)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > أسباب النزول >
أسباب النزول معناه وأهميته ولمحة إليه
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
علم أسباب النزول:
هو علم يبحث فيه عن أسباب نزول آية أو سورة ووقتها ومكانه وغير ذلك , فهو فرع من فروع التفسير والغرض منه ضبط تلك الأمور (1)
فوائد معرفة أسباب النزول :
ولمعرفة أسباب النزول فوائد كثيرة وأخطأ من قال لا فائدة له لجريانه مجرى التاريخ
ومن فوائده: معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم
ومنها : الوقوف على المعنى و إزالة الإشكال
قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها (2)
وقال ابن تيمية : معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب
ومنها : أنه قد يكون اللفظ عاما ويقوم الدليل على التخصيص
طرق معرفة أسباب النزول :
لا طريق لمعرفة أسباب النزول إلا النقل الصحيح ،قال الواحدي: ( لا يحل القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلب) (3)
وقد ورد في الشرع الوعيد بالنار للجاهل المتكلم في هذا الباب بغير علم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اتقوا الحديث إلا ما علمتم فإنه من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن كذب على القرآن من غير علم فليتبوأ مقعده من النار) (4)
السلف الماضون رحمهم الله كانوا من أشد الناس احترازا عن القول في نزول الآية .
قال ابن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال اتق الله وقل سدادا ذهب الذين يعلمون فيما أنزل الله
وأما اليوم فكل أحد يخترع شيئا ويختلق إفكاً وكذبا ملقياً زمامه إلى الجهالة غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية
أشهر من كتب في هذا العلم وأفرده بالتصنيف :(1/1)
أفرد هذا العلم بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ الإمام البخاري و من أشهر الكتب في هذا الفن كتاب الواحدي وقد اختصره الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسوِّده فلم نقف عليه كاملا (5) .
وألف فيه الإمام جلال الدين السيوطي كتابا حافلا موجزا سماه ( لباب النقول في أسباب النزول) قال عنه لم يؤلف مثله في هذا النوع
هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب :
الأصح عندنا هو الأول وقد نزلت آيات في أسباب واتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها وذلك كآيات اللعان مثلا جاءت بلفظ يفيد العموم وهو قوله تعالى والذين يرمون أزواجهم ) (6)
مع أنها نزلت في حادثة خاصة وهي قذف هلال بن أمية لزوجته بشريك ابن سمحاء فحكم الآية وهو اللعان يتناول كل من قذف زوجته ولم يكن له شهداء فيشمل هلال بن أمية وغيره ولا يختص به دون غيره من قذفة زوجاتهم .
ومن يعتبر عموم اللفظ قال خرجت هذه الآيات نحوها لدليل آخر كما قصرت آيات على أسبابها اتفاقا لدليل قام على ذلك قال الزمخشري في سورة الهمزة : يجوز أن يكون السبب خاصا و الوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح وليكون ذلك جاريا مجرى التعويض .
ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة فجعلوا حكمها متناولا كل من يدخل تحت عموم اللفظ لم يقصروه على من نزلت فيه الآية فقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت .
قال نجدة الحنفي : سألت ابن عباس عن قوله تعالى : والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما (7) أخاص أم عام قال بل عام (8)(1/2)
واستدلوا أيضا بأنه لو لم تكن العبرة بعموم اللفظ لكان معنى ذلك استعمال اللفظ العام بمعنى خاص بدون فائدة وهذا خلاف الأصل وخروج عن المألوف في أساليب العرب ويرى بعض العلماء أن العبرة بخصوص السبب فقط فلفظ الآية النازلة على سبب يكون مقصورا على السبب الذي نزلت من أجله أما أشباه سببها فلا يعلم حكمه من نص الآية, وإنما يعلم من دليل آخر هو القياس أو قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (حكمي على الواحد كحكمي على الجماعة ) (9)
ويجب أن يلاحظ: أن حكم النص العام الوارد على سبب يتعدى عند هؤلاء وهؤلاء إلى أفراد غير السبب الذي نزل فيه وغير الجمهور يقولون أنه يتناولهم إلا بالقياس أو بنص آخر
ذِكْرُ المفسرين لنزول الآية أسبابا متعددة :
كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة وطريق الاعتماد في ذلك أن ننظر إلى العبارة الواقعة فإن عبر أحدهم بقوله نزلت في كذا والآخر نزلت في كذا وذكر أمرا آخر فإن هذا يراد به التفسير لا ذكر السبب فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما
وإن ذكر واحد سببا معبرا بقوله نزلت في كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره فإن كان أحدهما صحيحا دون الآخر فالصحيح المعتمد وإن استوى الإسنادان في الصحة فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات وإن أمكن نزولها عقيب السببين و الأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك .
قال ابن حجر : لا مانع من تعدد الأسباب (10)
وإن لم يمكن ذلك فيحمل على تعدد النزول وتكرره . والله أعلم
قال الإمام الزركشي: (11) ( وقد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه وتذكيراً به عند حدوث سببه خوف نسيانه )
ولا يقال: كيف يتعدد النزول للآية الواحدة وهو تحصيل حاصل ؟(1/3)
فالجواب أن لذلك فائدة جليلة ( والحكمة من هذا كما قال الزركشي (12) أنه قد يحدث سبب من سؤال أو حادثة تقتضي نزول آية ، وقد نزل قبل ما يتضمنها فتؤدى تلك الآية بعينها إلى النبي صلى الله عليه وسلم تذكيراً لهم بها وبأنها تتضمن هذه ) .
-------------------------
(1) تسهيل الوصول 8 (2) أسباب النزول 6
(3) أسباب النزول 6 (4) مسند أحمد ابن حنبل ج 1
(5) اسمه العجاب في بيان الأسباب وهو مخطوط وموجود في مكتبة ابن يوسف في المغرب
(6) سورة النور الآية : 6 (7) سورة المائدة الآية : 38
(8) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري \6\ 9309>
(9) زيادة الجامع الصغير للإمام السيوطي حرف الحاء قال في كشف الخفاء: ليس له أصل بهذا اللفظ كما قال العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي، وقال في الدرر كالزركشي لا يعرف،وسئل عن المزي والذهبي فأنكره،نعم يشهد له ما رواه الترمذي والنسائي من حديث أميمة بنت رقيقة، فلفظ النسائي ما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة، ولفظ الترمذي إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة، وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني الشيخين بإخراجها لثبوتها على شرطهما،وقال ابن قاسم العبادي في شرح الورقات الكبير حكمي على الجماعة لا يعرف له أصل بهذا اللفظ كما صرحوا به مع أنهم أولوه بأنه محمول على أنه يعم بالقياس،ويغني عنه ما رواه ابن ماجه وابن حبان والترمذي وقال حسن صحيح من قوله صلى الله عليه وسلم في مبايعة النساء إني لا أصافح النساء، وما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة انتهى.
(10) فتح الباري 8\ 450
(11) البرهان 1 / 29
(12) البرهان 1 / 31
بقلم : صبحي سرحيل
المصادر و المراجع
1ـ البرهان في علوم القرآن للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه
2ـ أسباب النزول للإمام أبو الحسن علي أحمد الواحدي النيسابوري طبعة دار الجيل بيروت(1/4)
3ـ الإتقان في علوم القرآن للإمام جلال الدين السيوطي طبعة دار الهجرة دمشق بيروت
4- لباب النقول في أسباب النزول للإمام جلال الدين السيوطي طبعة دار الجيل –بيروت
5ـ تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول للشيخ خالد عبد الرحمن العك طبعة دار المعرفة بيروت
6- علوم القرآن الكريم للدكتور نور الدين عتر مطبعة الصباح
7- الواضح في علوم القرآن للدكتور مصطفى ديب البغا ومحيي الدين ديب مستو طبعة دار الكلم الطيب ودار العلوم الإنسانية – دمشق .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/5)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > أحكام القرآن الكريم >
فتاوى تتعلق بالقرآن الكريم
الحمد لله الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام الأتمان على من كان خُلُقُه القرآن القائل في أحسن بيان ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) (1) .
والرضا عن الآل أكبر رضوان وعن الصحابة والتابعين لهم بإحسان شاءت حكمة الباري سبحانه أن يوجد مخلوقا بين خلقه ليكون خليفة منه في أرضه وهذا المخلوق هو الإنسان الذي خلقه وأبدعه ربه تبارك وتعالى من هذه النفس البشرية التي تستطيع أن تفعل الشيء وضده وهذا ليس لأحد سوى المكلف فعل الخير والشر ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها(2)
وحتى لا يضل الإنسان الطريق جعل له منهجا يحيا به ويعيش عليه وهذا المنهج هو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل منهج وتشريع ودستور في كتاب واحد ..
ونشير هنا إلى أن القرآن الكريم هو معجز مع كونه مشرع ، قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (3)
فالقرآن الكريم منهج باقٍ وتشريع خالد ورسالة سماوية إلى قيام الساعة بل وحتى في الآخرة يقال لقارئ القرآن ( إقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) (4)
مدى أهمية القرآن في حياة الإنسان :
لا بد للإنسان الذي يريد أن يحيا حياة هانئة وأن يعيش عيشة السعداء أن يحيا مع القرآن الكريم والذكر الحكيم . فالقرآن حياة الإنسان وهو منهج الإنسان وهو مصدر سعادته في الدارين الأولى والأخرى وبلا قرآن لا يمكن أن يعيش الإنسان فعلى الإنسان أيا كان ومتى كان وفي أي مكان كان أن يتعلم الأحكام التي تتعلق بالقرآن الكريم وآداب القرآن الكريم لأنه ليس للإنسان غنى عنه فهو ينظم له حياته فعليه أن يعلم كيفية وطريقة التعامل مع القرآن الكريم في كل أحواله وتصرفاته .
لماذا فتاوى تتعلق بالقرآن الكريم(فتاوى قرآنية ) :(1/1)
كما ذكرنا فإنه لا بد للإنسان من القرآن حتى يقوِّم حياته ويصحِّح مساره فلا بد له من أن يتعلم ويعلم الفتاوى والمسائل التي تتعلق بالقرآن الكريم من أحكام وآداب وحتى لا يكون على جهالة فيما يخص دستوره ومنهاجه كانت فتاوى القرآن الكريم أو الفتاوى القرآنية .
ـ ذكر بعض الفتاوى والمسائل تمثيلا .
نذكر فيما يلي تمثيلا عن هذه الفتاوى القرآنية التي سيبحث فيها بعونه تعالى في موقع (عالم القرآن الكريم)
ـ هل يجوز للكافر أن يقرأ القرآن وأن يتعلمه أو أن يستوهبه (5)
ـ هل يجوز للصبي حمل المصحف ومسه .
ـ هل يجوز للمرأة الحائض أو النفساء أن تقرأ القرآن .
ـ هل يمكن نقل القرآن الكريم من اللغة العربية إلى لغات أخرى أي الترجمة
ـ كل هذه المسائل و غيرها من التساؤلات التي تتعلق بالقرآن الكريم.
ستكون هنا في هذه الصفحات إن شاء الله تعالى
أسماء بعض العلماء وبعض المراجع التي قدمت وخدمت هذا المجال:
نذكر فيما يلي بعض أسماء العلماء الذين قدموا في هذا المجال:
1ـ الإمام القرطبي في كتابه (الجامع لأحكام القرآن )
2ـ الإمام النووي في كتابه (المجموع ) في الفقه الشافعي المقارن.
3ـ الإمام النووي في كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن)
4ـ وغيرهم من العلماء الأجلاء الذين سترد أسماؤهم في هذه المسائل والفتاوى المتعلقة بالقرآن الكريم.
عملي في صفحة ( فتاوى قرآنية) :
وأذكر أخيرا أنني سأقوم ـ إن شاء المولى ـ في هذا العمل بأن أتناول كل ما يتعلق بالمسائل والفتاوى التي تتعلق بالقرآن الكريم تباعا مسألة مسألة في الموقع (6)
دراسة فقهية مستعينا في البحث بكافة المراجع والمصادر والوسائل التي تأتي على هذه المسائل والفتاوى القرآنية .
وتلبية لرغباتكم وطلباتكم فإننا مستعدون بمشيئة الله تعالى على الإجابة عن تساؤلاتكم التي ترد إلينا على العناوين التالية .
هذا والله عز وجل أسأل أن يجعلني من خدمة هذا الدين وأن يكرمني بأن أكون من حملة الإسلام.(1/2)
إنه ربنا نعم المولى هو نعم الوكيل
بقلم : أحمد بدلة
------------------------------
(1) حديث متفق عليه من حديث سيدنا معاوية .
(2) سورة الشمس الآية : 7
(3) سورة الحجر الآية : 9
(4) الحديث أخرجه الترمذي حسن صحيح .
(5) هذه الكلمة لفظ أدبي مع القرآن الكريم عوضا عن التعبير بكلمة البيع والشراء .
(6) مشيرا في بعضها إلى بعض الأدلة من الدراسة الفقهية التي يهتم بها القارئ.(1/3)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > أحكام القرآن الكريم >
بسم الله الرحمن الرحيم
الناسخ و المنسوخ
تقديم بين يدي البحث :
الدول والشعوب حينما تسعى لفرض النظام بين شعوبها تُقنِّن لهم القوانين وتضع لهم الدستور والغاية الأولى والأخيرة من هذه القوانين وتلك التشريعات هي إقامة مصالح العباد ودوام انتفاع الناس وتآلفهم ضمن ما قنن لهم ، ويتغير الزمان أو المكان أو الأجيال ربما - بل- تجدّ مصالح جديدة وتظهر حالات مستجدة لا يمكن للقانون السابق أن يسايرها ، فترى الدولة المقننة والشعب الواضع للدستور سارع ليضع قانونا أو مادة في قانون أو نظاما تشريعياً يساعد على مسايرة هذه الحالات ويكفل ما عجز القانون الأول عن كفالته من الحقوق والواجبات دون أن يكون لذلك أثر في صلاح القانون أو فساده بل هي إشارة إلى تفهم حالات الناس المستجدة ومسايرة للواقع الذي يبنى على إقامة مصالح الجميع ضمن النظام وفي حدود القانون وفي الحقيقة يكون القانون و التشريع الجديد قد حل محل القديم وقام مقامه .
فإذا كان التغير موجودا بين أحكام القوانين الوضعية وتشريعاتها نظرا لمصالح العباد فالشريعة الإسلامية التي كرمت الإنسان وأقامت نظامها حتى يعيش الناس آمنين مطمئنين كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه (1) ، لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط (2) ، أولى بهذا التغيير ذلك أن المصالح متجددة فلها أيضا أحكامها المتجددة ضمن نظام قال الله تعالى فيه قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (3) .(1/1)
وهذا التغيير ضمن شرع الله سماه علماؤنا وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم النسخ وقد وقع بين الشرائع السماوية كلها بل وفي كل شريعة منها على حدة .
تساؤل لا بد منه :
1- إذا كان النسخ قد وقع بين كل الشرائع ونحن مؤمنون أن الله تعالى عليم حكيم وعلمه دائم من الأزل إلى الأبد والله يعلم ما كان وما يكون وما سيكون ؛ لماذا إذن يتغير القانون أو التشريع ؟
وبمعنى آخر : التغير يطرأ علينا نحن البشر فنغير القوانين لأن علمنا حادث ولا نعلم المستجدات التي ستحصل أما الله تجلى في سمائه فهو العالم العليم العلام يعلم كل شيء فهل حينما يشرع مرة أخرى يكون قد علم شيئا لم يكن قد علمه ؟ لعل هذا الاحتمال والسؤال يخطر على بال كل من يقرأ الناسخ و المنسوخ بل وكما قال الإمام مكي بن أبي طالب (4) هذا التساؤل إذا فهمناه فهو الأصل الذي يبنى عليه الناسخ والمنسوخ فاعلم جوابه فيما يلي :
اعلم أن الله جل ذكره هو الآمر فوق كل آمر ، قد علم ما سيكون قبل أن يكون ، وكيف يكون ما علم أنه سيكون و إلى متى يبقى ما قدر أنه سيكون ، فهو تعالى قد علم ما سيأمر به خلقه ويتعبدهم به وما ينهاهم عنه وعلم ما يقرهم عليه من أوامر ونواهٍ ، وما ينقلهم عنه إلى ما أراد من عبادته ، وعلم وقت ما يأمرهم وينهاهم ووقت ينقلهم عن ذلك قبل أمره لهم ونهيه ، وذلك جميعه منوط بما فيه الصلاح للعباد دنيا وأخرى ؛ فهو يأمرهم بأمر في وقت لما فيه من صلاحهم في ذلك الوقت وقد علم أنه يزيلهم عن ذلك في وقت آخر لما علم فيه من صلاحهم في ذلك الوقت الثاني .
فهو تعالى لم يزل مريدا للفعل الأول إلى الوقت الذي أراد فيه نسخه ، ومريدا لا يجاب بدله أو إزالة حكمه لغير بدل في الوقت الذي أراد رفع حكم الأول فينسخ بأمره مأموراً به بمأمور به آخر .(1/2)
فأمره هو كلامه – الذي يأمرنا به في القرآن أو النص التشريعي – صفة له لا تغيير فيه ولا تبديل وإنما التغيير والتبديل في المأمور به فافهم هذا فإن أهل البدع ربما لبسوا في ذلك وجعلوا التغيير والتبديل في أمره ليثبتوا خلق القرآن – تعالى الله عن ذلك لا تبديل لكلماته .
وإليك الدليل والتمثيل على جوابنا الذي أشار إليه الحارث المحاسبي في كتابه فهم القرآن :
فالله عز وجل قدر في غيبه الأول بلا أمد تغيير الشرائع وتبديل الملل على ألسنة الأنبياء والمرسلين واختلاف أحكامها كما أراد ، فأتى كل رسول قومه بشرع شرعه الله مخالف لشرع من كان قبله من الرسل بدليل قول الله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً (5) وقوله ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها (6) وذلك منه تعالى تعبد واختبار وابتلاء للطائع والعاصي ، ولما علم ما فيه من صلاح عباده ليعلم منهم علم مشاهدة يقع عليه الجزاء لأهل الطاعة من أهل المعصية ، مع أن الله علم ذلك منهم قبل خلقهم بلا أمد لكن ذلك علم لا تكون عليه المجازاة إنما تكون المجازاة على ما ظهر من الأعمال بدليل قول الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملاً (7).
فالملل والشرائع كلها متفقة في أنها عبادة لله وطاعة له وهي مختلفة في الهيئة والعدد والرتبة .
وكذلك الناسخ والمنسوخ كله عبادة لله وطاعة له وفرض منه علينا ، فعله كله طاعة لله على ما رتبه وأمر به في أزمانه وأوقاته وإن كان مختلفاً في الهيئة والصفة .(1/3)
ومثل ذلك من كتاب الله أن الله تبارك وتعالى أمر إبراهيم عليه السلام – بذبح ابنه ليبتليه ويختبر طاعته ويثيبه – اختباراً موجوداً لتقع عليه المجازاة وقد علم قبل أمره له أنه يطيعه في ما أمره به ، لكن المجازاة إنما تقع على الأعمال الموجودة لا على علم الله تعالى بذلك ، قبل - وجود طاعة الطائع ومعصية العاصي – وعلم أيضاً تبارك وتعالى أنه يفدي الذبيح بكبش بعد إضجاعه للذبح ، فاستخرج منهما التسليم لأمره والطاعة له فيما أمرهما : لتصح المجازاة على فعل موجود بدليل قول الله تعالى في ذلك فلما أسلما وتله للجبين (8).
والذبح من إبراهيم لابنه مأمور به ، وذبحه للكبش بدلاً منه مأمور به أيضاً ، وكلاهما مراد الله، وأمر وكلام الله واحد لا اختلاف فيه ، وإنما الاختلاف في المأمور به في وقتين مختلفين متقدمين في علم الله تبارك وتعالى قبل علم كل مخلوق ، لم يسبق أحدهما الآخر تعالى الله عن أن يكون ما لا يعلمه أو أن يبدو له ما لم يتقدم في علمه .
ولأجل ما أراد الله من النسخ للرفق بعباده والصلاح لهم أنزل القرآن شيئاً بعد شيء ولم ينزله جملة واحدة ؛ لأنه لو نزل جملة واحدة لم يجز أن يكون فيه ناسخ ولا منسوخ ، إذ غير جائز أن يقول في وقت واحد : افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا – لذلك الشيء بعينه - .
بقلم: جميل ترمانيني
---------------------------
(1) سورة البقرة الآية 213
(2) سورة الحديد الآية 25
(3) سورة طه الآية 49 ، 50
(4) في كتابه الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه تحقيق الدكتور أحمد حسن فرحات طبع دار المنارة جدة ص 59
(5) سورة المائدة الآية 48
(6) سورة الجاثية الآية 18
(7) سورة الملك الآية 2 سورة هود الآية 7
(8) سورة الصافات الآية 103 .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/4)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > اللغة العربية >
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمثال في القرآن الكريم
تعريف المثل :
التعريف : لغة : عبارة عن قول في شيء يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره نحو الصيف ضيعت اللبن (1) .
والمثل في الأدب العربي : قول محكي سائر يقصد به تشبيه حال الذي حكي فيه بحال الذي قيل لأجله ، أي يشبه مضربه بمورده ، مثل رب رمية من غير رام (2) .
تعريف المثل القرآني اصطلاحا : نظم من التنزيل يعرض نمطا واضحا معروفا من الكائنات أو الحوادث الكونية أو التاريخية عرضا لافتا للأنظار ، ليشبه أو يقارن به سلوك بشري ، أو فكرة مجردة ، أو أي معنى من المعاني ، بقصد التوضيح أو الإقناع أو البرهان أو التأثير ، أو لمجرد الإقتداء به ، أو التنفير منه والابتعاد عنه أو بقصد بيان الفارق بين أمرين متناقضين للأخذ بأحدهما والابتعاد عن الآخر أو للبرهان على صحة أحدهما ، وبطلان الآخر (3) .
أنواع المثل :
1.المثل الموجز السائر : وهو إما شعبي لا تعلم فيه ،ولا تكلف ولا تقيد
بقواعد النحو ، وإما كتابي ، صادر عن ذوي الثقافة العالمية كالشعراء والخطباء كقولهم كالمستجير من الرمضاء بالنار .
2.المثل القياسي : هو سرد وصفي أو قصصي أو صورة بيانية لتوضيح فكرة ما عن طريق التشبيه والتمثيل ويسميه البلاغيون التمثيل المركب أو اعتبار أحدهما بالآخر لغرض التأديب والتهذيب أو التوضيح والتصوير وهذا النوع فيه إطناب إذا قورن بسابقه ويجمع بين عمق الفكرة وجمال التصوير .
3.المثل الخرافي : وهي حكاية ذات مغزى على لسان غير الإنسان لغرض تعليمي أو فكاهي وما أشبه ذلك كقولهم أكلت يوم أكل الثور الأبيض (4).
الفرق بين المثل والحكمة يظهر في ثلاثة أمور :
أولاً : أن الحكمة عامة في الأقوال والأفعال والمثل خاص بالأقوال(1/1)
ثانياً : أن المثل وقع فيه التشبيه والحكمة قد يقع فيها التشبيه وقد لا يقع فإذا وقع فيها التشبيه اجتمعت مع المثل وإلا اختلفت عنه .
ثالثاً : أن المقصود من المثل الاحتجاج ومن الحكمة التنبيه والإعلام والوعظ ولا يبعد أن يقال بعد ذلك إن المثل هو من الحكمة فهي تعمه وتعم غيره ومن هنا قرر الإمام أبو هلال العسكري صاحب كتاب جمهرة الأمثال أن كل حكمة سائرة تسمى مثلا (5) .
أهم أهداف الأمثال القرآنية :
1- الأهداف الإعتقادية :
أ- البرهان على وجوب توحيد الله بالعبادة
ب- البرهان على البعث والحشر والحساب
2- الأهداف السلوكية : وسيأتي تعدادها إن شاء الله في أهمية المثل في التربية .
3- أهداف عامة :
أ- صرف الناس عن الجدل بالباطل إلى تأييد الحق
ب- التذكير بسنن الله في الأمم الماضية لأخذ العبرة منها
ج-الترغيب في الجنة والعمل الصالح المؤدي إليها (6) .
من خصائص الأمثال القرآنية وإعجازها :
أ- الجمع بين الحكم والحكمة مثال لا إكراه في الدين (7)
ب- الجمع بين معان متفاوتة ، كلها صحيحة مقبولة مثال وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين (8)
ج- إيجاز اللفظ ، وإعجاز المعنى مثال وأحضرت الأنفس الشح (9)
د- جوامع الكلم تتناسب مع تفاوت الأفهام البشرية وتنوع إدراكاتها مثال: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (10) (11) .
هـ- دقة التصوير مع إبراز العناصر المهمة من الصورة التمثيلية .
و- التصوير المتحرك الحي الناطق ،ذو الأبعاد المكانية والزمانية والذي تبرز فيه المشاعر النفسية والوجدانية والحركات الفكرية للعناصر الحية في الصورة .
ز- صدق المماثلة بين المثل والممثل له .(1/2)
ح- التنويع في عرض الأمثال ، مرة بالعرض المفاجئ وبالتمثيل البسيط وأخرى بالتمثيل المركب الذي يطابق كل جزء منه جزءا من الممثل له ، وأخرى بالتمثيل المركب الذي ينتزع منه وجه الشبه بنظرة كلية عامة وغير ذلك من فنون القول وأساليبه .
ط- البناء على المثل والحكم عليه كأنه عين الممثل له ، على اعتبار أن المثل قد كان وسيلة لإحضار صورة الممثل له في ذهن المخاطب ونفسه ، وإن حضرت صورة الممثل له ولو تقديرا ، فالبيان البليغ يستدعي تجاوز الممثل ، ومتابعة الكلام عن الممثل له ، وتسقط صورة المثل لتبرز القضايا المقصودة .
ي- كثيرا ما يحذف من المثل القرآني مقاطع من الصورة التمثيلية ، اعتمادا على ذكاء أهل الاستنباط ، إذ باستطاعتهم أن يتصوروا في أذهانهم كامل الصورة ويتموا ما حذف منها (12) .
أهمية المثل في التربية :
1- الأهداف التربوية العامة ،وتشمل :
أ- تعرية الباطل و تزييفه ، وفضح مواقفه .
ب- توضيح الحق وتثبيته ، وإقامة حججه وبراهينه .
ج- التحذير من عاقبة كفر النعمة ، وبطر المعيشة .
د- استخلاص سنن الله تعالى في الكون والحياة والإنسان .
2- الأهداف التربوية الخاصة ، ومن أهمها :
أ- تقريب الحقائق الغيبية للأذهان .
ب- تصوير الحقائق الإيمانية المجردة بصورة محسوسة .
ج- ربط عالم الشهادة بعالم الغيب .
د- فضح تناقض المشركين والمنافقين في مواقفهم .
هـ - تقرير حقائق للترغيب بها ، أو التنفير منها .
و- تفاهة مواقف الكافرين من الحقائق الكبرى (13) .
أهم من ألف في أمثال القرآن :
1- الأمثال من الكتاب والسنة تأليف أبي عبد الله محمد بن علي ابن الحسن المعروف بالحكيم الترمذي المتوفى سنة 320 هـ .
2- أمثال القرآن تأليف إبراهيم بن محمد بن نفطويه المتوفى سنة 323 هـ.
3- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف الحسن بن الفضل .
4- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف أبي محمد الحسن بن عبدالرحمن
بن إسحاق القضاعي .(1/3)
5- أمثال القرآن تأليف أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي المتوفى سنة 381 هـ.
6- أمثال القرآن لأبي عبد الرحمن بن حسين السلمي النيسابوري المتوفى سنة 406 هـ .
7- أمثال القرآن لأبي الحسن علي بن محمد المعروف بالماوردي الفقيه الشافعي المتوفى سنة 450 هـ .
8- درر الأمثال لابن أبي الأصبع العدواني المتوفى سنة 654 هـ.
9- أمثال القرآن لابن القيم المتوفى سنة 751 هـ .
10- أمثال القرآن للأستاذ محمود بن الشريف (14) .
بقلم : عبد القادر بادنجكي
--------------------------------------
(1) المفردات في غريب القرآن الصفحة 464 .
(2) التربية بضرب الأمثال الصفحة17 .
(3) التربية بضرب الأمثال الصفحة 19 .
(4) الأمثال في القرآن الكريم الصفحة 19-20 .
(5) ضرب الأمثال في القرآن الصفحة 32 .
(6) التربية بضرب الأمثال الصفحة 67 – 68 .
(7) سورة البقرة الآية 256
(8) سورة البقرة الآية 195
(9) سورة النساء الآية 128
(10) سورة النحل الآية 125
(11) ضرب الأمثال في القرآن الصفحة 51 – 55 .
(12) أمثال القرآن الصفحة 11 .
(13) ضرب الأمثال في القرآن الصفحة 59 .
(14) الأمثال في القرآن الكريم الصفحة 58-59-60 .
المصادر و المراجع
1.المفردات في غريب القرآن تأليف الراغب الأصفهاني ضبطه وراجعه محمد خليل عيتاني دار المعرفة بيروت الطبعة الأولى 1418 هـ 1998م .
2.التربية بضرب الأمثال تأليف عبدالرحمن النحلاوي دار الفكر دمشق دار الفكر المعاصر بيروت الطبعة الأولى 1419 هـ 1998م .
3.الأمثال في القرآن الكريم تأليف ابن قيم الجوزية دار المعرفة بيروت تحقيق سعيد محمد نمر الخطيب الطبعة الرابعة 1421 هـ- 2000 م .
4.ضرب الأمثال في القرآن أهدافه التربوية وآثاره إعداد عبدالمجيد البيانوني دار القلم دمشق الدار الشامية بيروت الطبعة الأولى1411 هـ 1991م .(1/4)
5.أمثال القرآن وصوره من أدبه الرفيع تأملات وتدبر عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني دار القلم دمشق الطبعة الثانية 1412 هـ 1992م
6.الأمثال في القرآن الكريم تأليف الدكتور الشريف منصور بن عون العبدلي عالم المعرفة للنشر والتوزيع .
7.الإتقان في علوم القرآن تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي تحقيق محمد شريف سكر دار إحياء العلوم بيروت الطبعة الثالثة 1416 هـ 1996م .
8.مناهل العرفان في علوم القرآن تأليف محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة بيروت الطبعة الثانية 1422 هـ 2001 م .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/5)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > الإعجاز في القرآن الكريم >
بسم الله الرحمن الرحيم
الإعجاز في القرآن الكريم
معنى الإعجاز ونشأته وأول من ألف فيه :
القرآن الكريم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم .
فالقرآن هو معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة .
وقد عرف العلماء المعجزة لغة : وهي إثبات العجز والضعف والتعجيز: التثبيط(1)
واصطلاحاً : أمر خارق للعادة ، مقروناً بالتحدي سالم من المعارضة وهي:إما حسية أو عقلية .
وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لانحصار تفكيرهم بالمادة وقلة بصيرتهم وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة – خصت بالمعجزة العقلية الباقية – وهي القرآن ليراها ذوو البصائر .
وإن معجزات الأنبياء انتهت بانقضاء أعصارهم فلم يشاهدها إلا من حضرها ومعجزة القرآن مستمرة إلى يوم القيامة فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء من إعجازاته و إخباراته مما يدل على صحة دعواه(2) .
وقد عرف العلماء الإعجاز بقولهم : إثبات عجز العرب وغيرهم عن الإتيان بمثله-من كل وجوه الإعجاز سواء البيانية أو الإخبار بالمغيبات أو غيرها- وهو في اللغة : إثبات العجز وإظهاره .
نشأة مصطلح إعجاز القرآن وأول من ألف فيه :
لقد كان الذوق العربي السليم يساعد أصحابه على إدراك الأساليب القرآنية في مخاطباته ، وكانت قدسية القرآن وعظمته مسيطرة على نفوسهم ، وكان الإقرار بالعجز عن الارتفاع إلى مستواه كامنا في النفوس .(1/1)
وبقي هذا الأمر بعد عصر النبوة والخلفاء الراشدين وردحا من الزمن في الدولة الأموية ، إلا أن صفاء السليقة العربية بدأت تفقد رونقها ، وبدأت الثقافات الفارسية واليونانية تأخذ طريقها إلى المجتمع الإسلامي على يد أبناء الأمصار التي فتحها المسلمون وأخذ الناس يفكرون بطريقة عقلية مجردة عن التذوق الجميل لأساليب القرآن وإدراك المعاني بالطريقة الصافية.
ولم يبرز مصطلح إعجاز القرآن على الساحة إلا في القرن الثاني الهجري حيث كانت البصرة تموج بالتيارات الفكرية المختلطة ولعل أول من تولى الرد على المعتزلة وألف في ذلك هو الجاحظ في كتابه – نظم القرآن – (3) ثم نهج الأدباء الذين جاؤوا بعده نهجه .
ما الغاية من الإعجاز ؟ هل هو التعجيز أم ثبوت صدق المرسلين :
ليس المقصود بالإعجاز إثبات العجز للخلق لذاته ، من غير ترتبِ مطلبٍ على هذا العجز ، بل المقصودُ لازمُ هذا الإعجاز وهو : إقامة الحجة على أن هذا الإدعاء حق وأن الرسول الذي جاء به رسولُ صدقٍ ، فينتقل الناس من الشعور بعجزهم إزاء المعجزات إلى شعورهم وإيمانهم بأنها صادرة عن الإله القادر ، لحكمة عالية وهي : إرشادهم إلى تصديق من جاء به ليسعد في الدنيا والآخرة .
الحكمة في صرف كفار مكة عن المعجزات المادية إلى معجزة القرآن الكريم :
طالب كفار مكة بمعجزات مادية ولكن الله لم يستجب لمطالبهم وأعطاهم معجزة القرآن التي تتجدد بتجدد الزمان وذلك لحكم جلية نذكر منها :(1/2)
الحكمة الأولى : لأنهم غير جادين بهذه المطالب ولو لبيت لهم لما آمنوا لأن مقصدهم هو التعجيز كما أشارت الآية الكريمة: ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون - لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون (4) فمن العبث عندئذ إتباع أهوائهم ورغباتهم ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ، ولو أجيبوا إلى مطالبهم من المعجزات المادية الباهرة القاهرة ثم نكصوا على أعقابهم وكفروا فقد جرت سنة الله أن يعذبهم في الدنيا والآخرة .
الحكمة الثانية : إظهار مكانة القرآن الكريم وأن المعجزات المادية تتضاءل بجانب معجزته فهي المعجزة الباقية الخالدة إلى يوم القيامة (5) .
الحكمة الثالثة : أن الله عزوجل قد استجاب لمطالبهم ولكن بشيء أعلى وأسمى فهم يطلبون الذي هو أدنى فأعطاهم الله ما هو خير و أعلى : معجزة خالدة باقية هي القرآن الكريم لا تنقضي بانقضاء عصرهم لكنها تبقى حتى يراها من بعدهم فيتبين لهم أنه الحق .
جوانب الإعجاز في القرآن الكريم :
لو نصت آيات الذكر الحكيم على وجوه الإعجاز لكفر جاحدها أو الشاك فيها هذا ومن رحمة الله تعالى بنا أن القرآن الكريم لم يتركنا في حيرة بل وجهنا في الآية بعد الآية إلى تدبر مواطن الإعجاز التي تقود إلى إدراك مالا يتناهى فيرى كل متدبر حسب سلامة فطرته وقوة بصيرته فقد يدرك الباحث وجها من وجوه الإعجاز بينما يدرك أهل عصر مالا يدركه غيرهم في عصر آخر (6) .
ومن أهم وجوه الإعجاز في القرآن الكريم :
1. الإعجاز اللغوي وينقسم إلى : الإعجاز البياني و الإعجاز بالنظم و الإعجاز الصوتي و حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحتها .
2. الإعجاز الغيبي وينقسم إلى ثلاثة أقسام على حسب عصر النبوة : غيب الماضي وغيب الحاضر-وهو عصر النبوة- وغيب المستقبل .
3. الإعجاز التشريعي .
1. الإعجاز العلمي وينقسم إلى ثلاثة أقسام : الإعجاز الكوني والإعجاز الطبي والإعجاز العددي .(1/3)
2. كونه محفوظا من الزيادة والنقصان محروسا عن التبديل والتغيير على تطاول الأزمان .
وسيأتي الحديث عنها مفصلا إن شاء الله تعالى .
ضوابط في مبحث الإعجاز العلمي :
لابد في مبحث الإعجاز العلمي من ضوابط حتى لا يحمّل كلام الله معاني لا يحتملها ومن أهم هذه الضوابط :
1. القرآن كتاب هداية وليس المراد منه الإفاضة في العلوم الكونية أو الإنسانية أو الحيوانية أو غير ذلك .
2. ترك الإفراط والتفريط فتتقيد بالمنهج القرآني ولا تحمل النص مالا يحتمل .
3. مرونة الأسلوب القرآني فينبغي أن نعلم أنه يقبل عدة وجوه للتفسير فلا تلزم الآية أحد وجوه تفسيرها .
4. الحقائق العلمية مناط الاستدلال فلا نفسر الآية بالنظريات .
5. عدم حصر دلالة الآية على الحقيقة الواحدة .
6. استحالة التصادم بين الحقائق القرآنية والحقائق العلمية .
7. اتباع المنهج القرآني في طلب المعرفة (7) .
هل كلام الله في غير القرآن معجز :
إن القرآن الكريم قد تفرد بالإعجاز البياني وليس كلام الله فيما سواه – من التوراة والإنجيل والأحاديث القدسية وغيرها – بمعجز من ناحية النظم وإن كان معجزا فيما يخبر عنه من المغيبات لأن الله لم يصفه بما وصف به القرآن ولأنه لم يقع به التحدي .
دور الإعجاز في انتشار الإسلام :
لم ينتشر على سطح الأرض دين بالسرعة التي انتشر فيها دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سواء كان دينا سماويا أو أرضيا ، ففي مدة لا تتجاوز الربع قرن من الزمن انتشر الإسلام في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية ثم تتابعت الفتوحات بعد ذلك إلى أن وصلت إلى حدود الصين شرقا وجبال البرنس في فرنسا غربا كل ذلك بسبب أناس انطلقوا بتأثير القرآن فيهم ففتحوا البلاد ودوخوا العباد حتى انتشر الصيت الإسلامي في كل أنحاء العالم ولقد كان تأثير القرآن في نشر الدعوة الإسلامية على جانبين :(1/4)
الجانب الأول : فصاحة القرآن وبلاغته وروعة بيانه التي تسيطر على عقول الخاصة والعامة منهم فكانوا اتجاه ذلك على ثلاثة انقسامات : منهم من عرف الحق فآمن ، ومنهم من استكبر لكنه آمن بعد ذلك متأخرا ، ومنهم من عرف الحق ومات على إنكاره .
الجانب الثاني : هو موافقة الحقائق في عصرنا الراهن للقرآن الكريم الذي تحدث عنها قبل أربعة عشر قرنا من الزمن فزاد أهل الإسلام تمسكا بدينهم،وتعرف كثير من المثقفين الغرب إلى أن الإسلام حق من خلال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ومصداق ذلك قوله تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق (8) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
بقلم : يحيى زكريا
------------------------
(1) لسان العرب جـ5 فصل العين المهملة ص 369.
(2) الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي جـ2
(3) إلا أن كتاب الجاحظ لم يصل إلينا إنما بقيت الإشارة إليه من خلال كتاباته وكتابات غيره
(4) سورة الحجر الآية : 14 - 15
(5) مباحث القرآن مصطفى مسلم ص 31 - 35
(6) القرآن يتحدى أحمد عزالدين عبدالله خلف الله ص243
(7) انظر كتاب مباحث في إ‘جاز القرآن الكريم د. مصطفى مسلم
(8) سورة فصلت الآية : 53
المصادر والمراجع
التي تم اعتمادها في كتابة البحث
? مباحث في إعجاز القرآن أ.د. مصطفى مسلم ، دار القلم ط1 .
? القرآن يتحدى ، أحمد عزالدين عبدالله خلف الله ، دار السعادة ط1 .
? الإتقان في علوم القرآن ، السيوطي ، دار الجيل ط1 تحقيق عصام فارس الحرستاني .
? الكون والأرض والإنسان في القرآن الكريم ، رجاء عبد الحميد عرابي ، دار الخير ط1 .
? المعجزة لكشف إعجاز جديد في القرآن الكريم ، م.عدنان الرفاعي ، دار الخير .
? سر الإعجاز في تنوع الصيغ المشتقة من أصل لغوي واحد في القرآن د. عودة الله منيع القيسي , مؤسسة الرسالة .
? لسان العرب ، جمال الدين المصري ، دار صادر .(1/5)
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/6)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
التفسير
مبادئه ونشأته وأول من دوّنه
مبادئ علم التفسير:
التعريف: لغة: التفسير تفعيل من الفسر وهو البيان والكشف ، ويقال هو مقلوب السفر تقول أسفر الصبح إذا أضاء ، وقيل مأخوذ من التفسرة وهي اسم لما يعرف به الطبيب المرض (1) .
فالتفسير مأخوذ من الفسر الذي هو كشف المغطى (2) أو إظهار المعنى المعقول (3) وبين المادتين " الكشف " و " الإظهار " تلازم إلا أن الراغب أضاف أن الفسر يكون في بيان المعنى المعقول .
واصطلاحاً : يرى بعض العلماء أن التفسير ليس من العلوم التي يُتَكَلف لها حدٌ لأنه ليس قواعد أو ملكات ناشئة من مزاولة القواعد كغيره التي أمكن لها أن تشبه القواعد العقلية ، ويكتفي هؤلاء في إيضاح التفسير بأنه بيان كلام الله أو أنه المبين لألفاظ القرآن ومفهوماتها .
ويرى بعض آخر منهم أن التفسير من قبيل المسائل الجزئية أو القواعد الكلية أو الملكات الناشئة من مزاولة القواعد فيتكلف له التعريف فيذكر في ذلك علوماً أخرى يحتاج إليها في فهم القرآن كاللغة والصرف والنحو والقراءات وغير ذلك (4) .
فقد عرفه بعض العلماء كما نقل ذلك السيوطي في كتابه الإتقان بأنه :
علم نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ثم ترتيب مكيها ومدنيها ومحكمها ومتشابهها وناسخها ومنسوخها وخاصها وعامها ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها وحلالها وحرامها ووعدها ووعيدها وأمرها ونهيها وعبرها وأمثالها (5) .
فقد اشتمل هذا التعريف على علوم يحتاج إليها في فهم القرآن مذكورة بأسمائها وقد أجمل الزرقاني هذه العلوم (الأدوات) في تعريفه للتفسير بقوله :
هو علم يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية (6)
موضوعه: كلام الله (7) .(1/1)
الثمرة (فائدته) : التذكر والاعتبار ومعرفة هداية الله في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ليفوز الأفراد والمجاميع بخير العاجلة والآجلة (8).
فضله: قال الأصبهاني : أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن ؛ ذلك أن شرف الصناعة يكون إما بشرف موضوعها أو بشرف غرضها أو بشدة الحاجة إليها ، والتفسير قد حاز الشرف من الجهات الثلاث فموضوعه كلام الله تعالى ، والغرض منه الوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى ، وأما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية ، وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى (9) .
وقال الطبري مبيناً فضل هذا العلم : اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية وبلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضا وللعالم به إلى سبيل الرشد هدى وأن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه وتنزيله الذي لا مرية فيه الفائز بجزيل الذخر وسنى الأجر تاليه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (10)
نسبته: وعلم التفسير من العلوم بمنزلة الإنسان من العين والعين من الإنسان (11)
واضعه: النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي كان أول مفسر لكتاب الله يبين للناس ما نزل على قلبه (12) .
اسمه: علم التفسير وسمي علم التفسير لما فيه من الكشف والتبيين واختص بهذا الاسم دون بقية العلوم مع أنها مشتملة على الكشف والتبيين لأنه لجلالة قدره ، وقصده إلى تبيين مراد الله من كلامه كان كأنه هو التفسير وحده دون ما عداه (13) .
استمداده: من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ (14) .
حكمه : وقد أجمع العلماء أن التفسير من فروض الكفايات وأجل العلوم الثلاثة الشرعية (15) .
نشأة علم التفسير وتطوره :(1/2)
كان التفسير زمان الصحابة والتابعين يروى ويحفظ في الصدور ثم بعد عصر الصحابة والتابعين دُوّن الحديث الشريف متضمناً التفسير وكان ممن دوّنه: سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وآخرون .
ثم في أواخر عهد الأمويين بداية عهد العباسيين وضع التفسير لكل آية من القرآن على حسب ترتيب المصحف وتم ذلك على أيدي طائفة من العلماء منهم: ابن ماجه وابن جرير الطبري وغيرهم ومن بعد هؤلاء اختصرت الأسانيد وفي العصر العباسي دُوّن التفسير بالرأي مع التفسير بالمأثور (16) .
أول من دوّنه:
ولا نستطيع أن نُعيِّن بالضبط المفسر الأول الذي فسر القرآن آية آية ودونه على التتابع وحسب ترتيب المصحف ، لكن كانوا طائفة لا نستطيع التحديد بالضبط من هو أول من دوّنه منهم : ابن جرير الطبري وابن ماجه وابن حبان والحاكم (17) .
بقلم : محمد خلف العبد الله
---------------------------------
(1) الإتقان ج2 ص489
(2) لسان العرب حرف الراء فصل الفاء ج5 ص55
(3) المفردات ص381
(4) التفسير والمفسرون ج1 ص14
(5) الإتقان ج2 ص491
(6) مناهل العرفان ج1 ص423
(7) الإتقان ج2 ص496
(8) مناهل العرفان ج1 ص429
(9) الإتقان ج2 ص496 باختصار
(10) تفسير الطبري ج1 ص5
(11) غرائب القرآن ج1 ص5
(12) الوحي والقرآن لسرحان ص126
(13) مناهل العرفان ج1 ص429
(14) البرهان ج1 ص13
(15) الإتقان ج2 ص495
(16) انظر التفسير والمفسرون ج1 ص140-146
(17) انظر التفسير والمفسرون ج1 ص141-142
المصادر والمراجع
1- الإتقان في علوم القرآن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي دار إحياء العلوم الطبعة الثانية تحقيق: محمد شريف سكر .
2- البرهان في علوم القرآن بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه الطبعة الثانية تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم .
3- التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي .
4- جامع البيان محمد بن جرير الطبري دار المعرفة .(1/3)
5- غرائب القرآن الحسن بن محمد النيسابوري بهامش تفسير الطبري دار المعرفة .
6- لسان العرب محمد بن مكرم بن منظور دار صادر .
7- مناهل العرفان محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة الطبعة الثانية .
8- المفردات الراغب الأصفهاني دار المعرفة – بيروت الطبعة الأولى تحقيق: خليل عيتاني
9- الوحي والقرآن عبد الحميد إبراهيم سرحان الهيئة المصرية العامة .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/4)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين التأويل والتفسير
وأنواع التفسير
تعريف التأويل :
تعريف التأويل: لغة: أوَّلَ الكلامَ وتأوَّله: دبّره وقدَّره ، و أوَّلَه وتأوّله: فسّره (1) .
واصطلاحاً: التأويل عند السلف له معنيان:
1- تفسير الكلام وبيان معناه سواء أوافق ظاهره أو خالفه .
2- هو نفس المراد بالكلام ؛ فإذا قيل طلعت الشمس فتأويل هذا هو نفس طلوعها(2).
الفرق بين التأويل والتفسير :
وقد ذكر الذهبي فروقاً بين التفسير والتأويل وهي:
1ً- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنى واحد فهما مترادفان ، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير .
2ً- قال الراغب: التفسير أعم من التأويل ، وأكثر ما يستعمل التفسير في الألفاظ والتأويل في المعاني .
3ً- قال الماتريدي: التفسير القطع على أن المراد من اللفظ هذا ، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع .
4ً- قال الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً، والتأويل تفسير باطن اللفظ .
5ً- التفسير ما يتعلق بالرواية ، والتأويل ما يتعلق بالدراية .
6ً- التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة والتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة (3) .
والنسبة بين هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هي التباين (4) .
الترجيح بين الأقوال :
رجح الإمام الزركشي أن هناك فرقاً بين التأويل والتفسير وأنهما ليسا بمعنى واحد فقال: الصحيح تغايرهما (5) .
قال الذهبي: والذي تميل إليه النفس من هذه الأقوال هو أن التفسير ما كان راجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية ، وذلك لأن التفسير معناه الكشف والبيان(1/1)
والكشف عن مراد الله تعالى لا يجزم به إلا إذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع وخالطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن الكريم .
وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل ، والترجيح يعتمد على الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباط المعاني من كل ذلك (6) .
سبب الاصطلاح في التفرقة بين التأويل والتفسير:
قال الزركشي: وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل التمييز بين المنقول والمستنبط ، ليحمل على الاعتماد في المنقول وعلى النظر في المستنبط (7) .
سمات كلٍّ من التفسير والتأويل :
سمات التفسير:
1- أكثر استعمال التفسير في الألفاظ .
2- هدف التفسير معرفة مراد الله بطريقة القطع والجزم .
3- وظيفة التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً .
4- وظيفة التفسير بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة.
5- التفسير يتعلق بالرواية .
سمات التأويل:
1- استعمال التأويل في المعاني .
2- منهج التأويل ترجيح أحد الاحتمالات بدون جزم .
3- غاية التأويل تفسير باطن اللفظ .
4- مهمة التأويل بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة .
5- التأويل يتعلق بالدراية .
فالتفسير يتعلق بالرواية ولا يقتصر عليها فقط قال الدكتور محمد فاروق النبهان:
بعض العلماء ذهب إلى أن التفسير مختص بالرواية ، والتأويل مختص بالدراية ولا أظن أن هذا الأمر يخضع لهذا المعيار إذ لا يمكننا اعتبار التفسير قاصراً على الرواية وخالياً من الدراية ؛ فهذا معنى يحمل بعض الانتقاص من مكانة العلماء الذين
عرفوا بالتفسير ولعل المعنى الأقرب في هذا المجال أن التفسير جهد خاضع لمعايير بيانية ، ولا بد في التفسير من رواية ودراية .(1/2)
وإذا خلا التفسير من الدراية فقد خلا من قيمته البيانية والتوضيحية ، وإذا كانت الرواية كافية في مجال التفسير بالمأثور فإن التفسير بالرأي لا بد فيه من دراية واسعة .
أهم ضوابط التأويل:
أهم ضوابط التأويل ما يلي:
1- أن يكون المعنى مما يمكن استنباطه من النص ومما تدل عليه اللغة من دلالات ومعان .
2- أن يكون المؤول عالماً باللغة عارفاً قواعدها ملماً بمعاني الألفاظ .
3- استقامة المؤول وسلامة عقيدته .
4- أن يكون الحكم المستنبط عن طريق التأويل واضح الانسجام مع التصور القرآني العام في إقراره لمبادئ الإسلام وعقيدته مؤكداً القيم الإسلامية الثابتة ، لأنه إذا انتفت صلة التواصل والانتماء بين النص والتأويل انتفت شرعية ذلك التأويل (8) .
أنواع التفسير بحسب :
أ- المصدر ب- الموضوع ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس:
أ - بحسب المصدر:
1- تفسير القرآن بالقرآن ومنه قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه(9) فسرتها الآية في سورة الأعراف وبينت ما هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه وهي قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (10) .
ومن هذا النوع تفسير القراءات بعضها ببعض مثل يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (11) فسرت السعي القراءة الثانية (فامضوا إلى ذكر الله) .
2- تفسير القرآن بالسنة والذي يرجع إلى كتب السنة يجد أنها قد أفردت للتفسير باباً من الأبواب تذكر فيها ما ورد من الأحاديث ومثال ذلك ( إن المغضوب عليهم هم اليهود وإن الضالين هم النصارى ) (12) .
3- التفسير بالاجتهاد والاستنباط وهو ما صدر عن الصحابة أولا ثم التابعين ثم من بعدهم بالاستعانة باللغة وعادات العرب وأسباب النزول ومعرفة مقاصد الشريعة.
4- التفسير المعتمد على أهل الكتاب وكتبهم"الإسرائيليات" وهذا إنما كان مصدراً ضيقا ً محدودا ً(13) .
ب- الموضوع :(1/3)
1- تفسير ألفاظ القرآن الكريم وكلماته مثل المفردات للأصبهاني(14).
2- الفقهي:الذي يعنى فيه بدراسة آيات الأحكام وبيان كيفية استنباط الأحكام منها(15)
3- الفلسفي: وذلك حسب الآراء الفلسفية أو نظرياتها كتفسير الفارابي.
4- اللغوي: وفي اصطلاح المعاصرين" التحليلي": الذي يتعلق بعلوم اللغة العربية في الإعراب والنحو والبيان كالكشاف للزمخشري.
5- التاريخي: وهو الذي عني مؤلفوه بالقصص وأخبار الأمم السابقة كتفسير الخازن.
6- الفرق: وهو الذي وضعه أصحاب الفرق والعقائد المتباينة محاولين تأويل كلام الله على حسب مذاهبهم كما فعل الزمخشري والجبائي وغيرهما (16) .
7- الإشاري : تأويل آيات القرآن الكريم على معنى غير ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة (17) وأهم كتبه تفسير القرآن للتستري ، عرائس البيان للشيرازي (18) .
8-الصوفي النظري : هو تفسير يخرج بالقرآن في الغالب عن هدفه الذي يرمي إليه (19) .
9- العلمي : الذي يرمي إلى جعل القرآن مشتملا ً على سائر العلوم ما جدّ منها وما يجدّ مثل تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري (20) .
10- المنهجي: وهو ما يتبع فيه أصول التفسير وخطواته عند العلماء لكنه ينظم هذه الخطوات في فقرات منفصلة هكذا: أسباب النزول ، المفردات اللغوية ، البلاغة ... وأشهر كتبه التفسير الواضح للدكتور محمد محمود حجازي (21) .
11- الموضوعي: وهو تفسير يدرس القضايا بحسب دلالة الآيات القرآنية في القرآن كله أو بحسب مقصد سورة منه وأهم المؤلفات فيه: هدي القرآن إلى الحجة والبرهان للشيخ عبد الله سراج الدين (22) .
12- العام: وهو تفسير يعرض مقاصد الآيات ومعانيها دون دخول في تفاصيل المفردات وجزئيات المعنى ولعل أهم ما صنف فيه تفسير القرآن الكريم للشيخ محمود شلتوت (23) .(1/4)
13- التناسب: وهو ما عني المؤلفون فيه بترابط الآيات والسور بعضها مع بعض كتفسير نظم الدرر للبقاعي .
ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما:
وقسم سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما التفسير إلى أربعة أقسام فقال:
التفسير أربعة حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تفسره العرب بألسنتها وتفسير تفسره العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله (24) .
مرجع أنواع التفسير إلى نوعين: بالمأثور وبالرأي :
وترجع أنواع التفسير المتقدمة إلى نوعين ( وهذا ما استقر عليه المتأخرون وساروا على منواله):
1- التفسير بالمأثور: ويشمل ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل وما نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
واختلف في ما نقل عن التابعين هل يعتبر تفسيراً بالمأثور أو الرأي ؟
وأهم كتب التفسير بالمأثور جامع البيان للطبري ، الجواهر الحسان للثعالبي ، والدر المنثور للسيوطي (25) .
2- التفسير بالرأي: هو تفسير القرآن بالاجتهاد اعتماداً على الأدوات التي يحتاج إليها المفسر ، وسيأتي الحديث عنها تباعاً إن شاء الله تعالى .
وأهم كتبه: الكشاف للزمخشري وروح المعاني للآلوسي ومدارك التنزيل للنسفي (26)
بقلم : محمد الخلف العبد الله
------------------------
(1) لسان العرب حرف اللام فصل الهمزة ج11 ص33 .
(2) التفسير والمفسرون ج1 ص17 .
(3) ولم نذكر أحد الأقوال هناك عند الذهبي لأن مؤداه هو نفس مؤدى القول الخامس هنا .
(4) التفسير والمفسرون ج1 ص19-21
(5) البرهان ج2 ص14
(6) التفسير والمفسرون ج1 ص22 .
(7) البرهان ج2 ص172 .
(8) وارجع إلى ما كتبه الدكتور محمد فاروق النبهان في مبحث التفسير والتأويل ص54-65
(9) سورة البقرة الآية: 37 .
(10) سورة الأعراف الآية: 23 .
(11) سورة الجمعة الآية: 9 .
((1/5)
12) مسند أحمد ج4 ص378 ، ابن حبان رقم: 6246 ج4 ص139 ، سنن البيهقي رقم: 12710 ج6 ص336 ، معجم الطبراني الأوسط رقم: 3813 ج4 ص139 وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجال الجميع رجال الصحيح .
(13)انظر التقديم لتفسير النسفي ص6 ، والتفسير والمفسرون ج1 ص37-62 .
(14) مقدمة النسفي ص7
(15) علوم القرآن د. نور الدين عتر ص103- 107
(16) انظر التقديم لتفسير النسفي ص7 والتقديم لتفسير ابن كثير ص4 والكشاف ص20.
(17) التفسير والمفسرون ج2 ص352 .
(18) المرجع السابق ج2 ص380-390
(19) التفسير والمفسرون ج2 ص346 .
(20) المرجع السابق ج2 ص497 وانظر التفسير العلمي ص65-66 .
(21) علوم القرآن د.عتر ص112-115.
(22) علوم القرآن د.عتر ص115.
(23) علوم القرآن د.عتر ص114-115.
(24) الإتقان ج2 ص514 وانظر مناهل العرفان ج1 ص429- 430
(25) علوم القرآن د.عتر ص77.
(26) علوم القرآن د.عتر ص85-88.
المصادر والمراجع
1- الإتقان في علوم القرآن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي دار إحياء العلوم الطبعة الثانية تحقيق: محمد شريف سكر .
2- البرهان في علوم القرآن بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه الطبعة الثانية تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم .
3- التفسير العلمي للقرآن في الميزان رسالة دكتوراه أحمد عمر أبو حجر دار قتيبة الطبعة الأولى .
4- تفسير القرآن العظيم أبو الفداء إسماعيل بن كثير دار المعرفة الطبعة الأولى قدم له: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي .
5- تفسير الكشاف جار الله محمود بن عمر الزمخشري دار المعرفة الطبعة الأولى قدم له: خليل مأمون شيحا .
6- التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي .
7- سنن البيهقي الكبرى أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي مكتبة دار الباز تحقيق: محمد عبد القادر عطا .
8- صحيح ابن حبان أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد مؤسسة الرسالة الطبعة الثانية تحقيق: شعيب الأرناؤوط .(1/6)
9- علوم القرآن د. نور الدين عتر مطبعة الصباح الطبعة السادسة .
10- لسان العرب محمد بن مكرم بن منظور دار صادر .
11- مجمع الزوائد علي بن أبي بكر الهيثمي دار الريان للتراث – دار الكتاب العربي
12- مدارك التنزيل وحقائق التأويل عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي دار المعرفة الطبعة الأولى تحقيق: عبد المجيد طعمه الحلبي .
13- مسند الإمام أحمد أحمد بن حنبل مؤسسة قرطبة .
14- معجم الطبراني الأوسط أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني دار الحرمين تحقيق: طارق بن عوض الله .
15- مناهل العرفان محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة الطبعة الثانية .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/7)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
مدارس التفسير
المراد من كلمة (مدارس التفسير)
المراد بمدارس التفسير معنى أشمل من بناء يحصل فيه التعليم وهو المنهج العلمي (1) المتبع عند الرجال الذين ينتسبون إليها .
وقد عبر الزرقاني عن هذه المدارس بالطبقات فقال: طبقة أهل مكة ، طبقة أهل المدينة ، طبقة العراق (2) .
مدرسة مكة :
تعتبر هذه المدرسة هي المدرسة الأم حيث بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بدين يقدم للعقل مادة تفكيره ويرسم له المنهج الصحيح بعد ما يفك أسره من الجمود .
وبحكم النشأة الأولى للإسلام على أرض مكة وما نشأ في الفترة المكية من مناقشات وما أثير من مسائل فمن الطبيعي أن تُوجد هذه البيئة المكية حركة علمية جديدة وينفتح العقل على أمور كان عنها في غفلة (3) .
ولم تهمل مكة بعد الفتح بل ترك النبي صلى الله عليه وسلم بها معاذ بن جبل يعلم ، وباعتبارها حرماً آمناً فقد جذبت إليها عدداً من الصحابة الذين آثروا العزلة (4) .
أستاذ مدرسة مكة وأشهر تلاميذه:
أستاذها عبد الله بن عباس ، وكان من شيوخه (سيدنا عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وزيد بن حارثة ) (5) وأشهر تلاميذه وهم من التابعين: مجاهد وعكرمة وطاوس وعطاء وسعيد بن جبير (6) .
مدرسة المدينة:
بعد أن تحول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة نزحت الحركة العلمية برجالها إلى بلد الهجرة مخلفة وراءها آثاراً لا تمحى ، ومستقبلة أمامها كثيراً من أحكام التشريع التي أضيفت إلى ما نزل سابقاً في العقائد وعلى ساحة هذه الأرض الجديدة اكتمل الوحي والدين (7) .
وبالتفاف الصحابة الكرام حول نبيهم صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة في حياته ، وبعد انتقاله قرروا مجاورته أدى ذلك إلى تدعيم مركز المدينة الثقافي والديني .
أستاذ مدرسة المدينة وأشهر تلاميذه:(1/1)
أستاذها سيدنا أُبَيِّ بن كعب الذي كانت له الشهرة أكثر من غيره من الصحابة ، وأشهر تلاميذه: زيد بن أسلم وأبو العالية ومحمد بن كعب القرظي ، وهؤلاء منهم من أخذ عن سيدنا أُبَيٍّ مباشرة ومنهم من أخذ عنه بالواسطة (8) .
وهاتان المدرستان (مكة والمدينة) يعبر عنهما بمدرسة الحجاز .
أبرز العلوم التي انتشرت في مدرسة الحجاز:
وأبرز العلوم التي انتشرت في مدرسة مكة ومدرسة المدينة هي القرآن وعلومه وتفسيره (9)
المنهج والطريقة لمدرسة الحجاز:
التزم رجال مدرسة الحجاز (مكة والمدينة) منهجاً قويماً لا يتغير عما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تناقله التابعون عن الصحابة ومن التابعين إلى تابعيهم .
ويتلخص هذا المنهج إجمالاً في التمسك بظاهر النصوص مع شيء من التأويل واعتناق الكتاب والسنة والاحتكام إليهما عند وجود النص وإلا فالاجتهاد (10) .
واتسم منهجها بالواقعية والتحليل والتقسيم (11) .
لماذا لم تنل مدرسة الحجاز (مكة والمدينة) اهتماماً كبيراً من الدارسين ؟
والإجابة على هذا السؤال من السهولة بمكان إذ يرجع السر في ذلك إلى سير الباحثين الإسلاميين وراء المستشرقين الذين اهتموا بمدرسة العراق ، وأهملوا مدرسة الحجاز عن عمد ليدّعوا عجز العرب عن طلب العلم وليقولوا أن العرب عالة على أبناء البلاد المفتوحة التي سبقت العرب بالتمدن من أبناء فارس والروم (12) .
مدرسة البصرة :
تلقى رجال هذه المدرسة العلوم الإسلامية من مصدرين:
أحدهما محلي في البصرة والآخر عن طريق مدرسة المدينة ، أما المحلي فكان على يد أبي موسى الأشعري ، وقد رحل إليها سيدنا أنس بن مالك والحسن البصري وابن سيرين بعد أن كانوا في المدينة .
أما الطريق الثاني (عن طريق مدرسة المدينة) فكان يتم بواسطة رحيل طلاب العلم إلى المدينة ليأخذوا عن علمائها ثم يعودوا إلى موطنهم فينشروا ما تعلموه .(1/2)
وفي كلا المصدرين مدرسة المدينة هي صاحبة هذا الفضل على تلاميذ البصرة (13) .
أستاذ مدرسة البصرة وأشهر تلاميذه:
أستاذها الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس ، وأشهر تلاميذه الحسن البصري وقتادة وابن سيرين .
المنهج والطريقة لمدرسة البصرة :
اتسمت الطريقة التي يعالجون بها العلم بعلامات معينة منها:
الاهتمام بالتحليل والميل إلى الواقعية والتركيز على النقد (14) .
مدرسة الكوفة:
أستاذ مدرسة الكوفة وأشهر تلاميذه:
أستاذها سيدنا عبد الله بن مسعود ، وأشهر تلاميذه علقمة بن قيس ومسروق ومرة الهمداني وعامر الشعبي (15) والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل وعبيدة والأسود (16) .
مدرسة الكوفة ومنهجها:
اتخذ الأساتذة طريقة " التحفيظ والتسميع في القرآن الكريم خاصة " وهي الطريقة المقبولة التي لا يعتريها عيب مع كتاب الله لأنه لا يصح أن يعتمد التلميذ فيه على نفسه خشية الزلل ، وليس فيها كبت للقدرات والمواهب إذا ما اقتصرت على هذا الموضوع (موضوع التحفيظ والتسميع في القرآن الكريم خاصة) .
أما في غيره من العلوم فإنها تركت للتلميذ حريته في اختيار المادة والموضوع الذي يريد دراسته، ويتناسب مع مواهبه واستعداده مع التأكد من صدق اختياره وميوله ، ومع التوجيه والشرح
والإلقاء من الأستاذ والسؤال والمراجعة والفهم الخاص من التلميذ ؛ فلم تترك للتلميذ مطلق الحرية في الاختيار والفهم ، ولم تسلبه استعداده بالكلية .
وتحقيقاً لهذا فإنهم لجؤوا إلى انتقاء التلاميذ حسب صلاحيتهم للعلم عامة ، ولفرع من الفروع بصفة خاصة وقد يرفض الأستاذ تلميذاً لعدم صلاحيته في مجال العلوم النظرية ويدلنا على هذا قول الحارث بن سويد ( إن كان الرجل ليتبعنا إلى عبد الله بن مسعود – أستاذ مدرسة الكوفة
الأول – فيما يقبله يرده )(17) لعدم صلاحيته للتلقي ولا يتم هذا على وجه الدقة إلا بخبرة الأستاذ وفراسته (18) .(1/3)
فمدرسة العراق - الكوفة والبصرة - طريقتها الإكثار من تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد (19) وذلك لأسباب ثلاثة:
الأول: تأثير سيدنا عبد الله بن مسعود فيهم الذي يعتد بالرأي حيث لا نص .
الثاني: أن الحديث كان في العراق قليلاً وكان أكثر رواة الحديث في الحجاز ؛ لأنه موطن النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة .
الثالث: أن العراق بلد متمدن تأثر إلى درجة كبيرة بالمدنية الفارسية واليونانية .
مميزات مدرسة الرأي:
1- كثرة تفريعهم الفروع .
2- قلة روايتهم للحديث ، واشتراطهم فيما يؤخذ به من الحديث شروطاً لا يسلم معها إلا القليل (20) .
مدرسة الشام :
أستاذ مدرسة الشام وأشهر تلاميذه:
أستاذها الصحابي الجليل أبو الدرداء عويمر بن عامر رضي الله عنه على اختلاف في اسمه واسم أبيه (21) ، وأشهر تلاميذه: أبو إدريس الخولاني وعلقمة بن قيس وسويد بن غفلة وجبير بن نفير وزيد بن وهب .
مدرسة الشام ومنهجها :
وصف الأستاذ محمد كرد علي رجال مدرسة الشام (22) بأن لديهم استقلال الفكر ، وتقتضي صفة استقلال الفكر التعمق في الذاتية والتحمس لها وتدعيمها ، مما ينتج نبذ التقليد وعدم التسليم بفكرة الغير دون تمحيصها وهو ما يثمر التعويل على الفهم الصحيح للنص ، والميل الشديد نحو الاجتهاد والحرية الفكرية في كل ما يرِد على الذهن ويؤدي هذا إلى تجديد الفكر.
ومن هنا فإن السمة العامة لطريقة التفكير في هذه المدرسة تغلب عليها الذاتية وإن كنت أؤكد أن هذه السمة حكمت بمعيار ثابت لدى العلماء وهو الالتزام بالكتاب والسنة دون الخروج عنهما بالعقل (23) .
مدرسة مصر:
لما فتح المسلمون مصر أقبل العرب إليها وأصبحت مصر منذ دخول العرب إليها مركزاً علمياً في المملكة الإسلامية (24) .
أستاذ مدرسة مصر وأشهر تلاميذه:
أستاذها الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، وأشهر تلاميذه: يزيد ابن أبي حبيب (25).
الترابط بين هذه المدارس :(1/4)
ولعلك تلحظ قوة الترابط بين هذه المدارس من كون أساتذتها كلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذوا عنه ، وأن أستاذ مدرسة مكة سيدنا عبد الله بن عباس كان أحد شيوخه أستاذ مدرسة المدينة سيدنا أبي بن كعب ، والفضل الأول والأخير على مدرسة البصرة إنما يعود لمدرسة المدينة ، وأيضاً سيدنا عبد الله بن عباس أستاذ مدرسة مكة قبل أن يأتي إلى الحجاز كان في البصرة حيث غادرها إلى الحجاز سنة 40 هـ .
بقلم : محمد الخلف العبد الله
--------------------------------
(1) المنهج العلمي: الطريقة التي تعالج بها العلوم ليتوصل الباحث إلى نتائج مرضية (التصوف ج1ص132)
(2) مناهل العرفان ج1 ص 438- 443
(3) انظر التصوف الإسلامي ج1 ص57
(4) انظر التصوف الإسلامي ج1 ص59
(5) التبيان في علوم القرآن ص105
(6) التفسير والمفسرون ج1 ص101
(7) التصوف الإسلامي ج1 ص58
(8) التفسير والمفسرون ج1 ص114 ، التفسير العلمي ص42
(9) التصوف الإسلامي ج1ص60
(10) التصوف الإسلامي ج1ص61-62.
(11) التصوف الإسلامي ج1ص63 .
(12) انظر التصوف الإسلامي ج1ص61 .
(13) التصوف الإسلامي ج1ص78 باختصار .
(14) انظر التصوف الإسلامي ج1ص79 .
(15) انظر التفسير والمفسرون ج1 ص118 - 123 .
(16) انظر فجر الإسلام ص 292
(17) طبقات ابن سعد ج6 ص167 . أي كان الرجل يأتي إلى مجلس سيدنا عبد الله بن مسعود يقبل على العلوم فيرده سيدنا ابن مسعود لعدم صلاحيته للتلقي .
(18) التصوف الإسلامي ج1ص133 .
(19) التفسير والمفسرون ص118 .
(20) انظر فجر الإسلام ص382- 384 .
(21) الإصابة ج4 ص747 .
(22) كما ينقل ذلك صاحب كتاب التصوف الإسلامي عن كتاب خطط الشام ج 5 ص55 لمحمد كرد علي .
(23) انظر التصوف الإسلامي ج1 ص188-189 .
(24) انظر فجر الإسلام ص300- 301 باختصار .
(25) فجر الإسلام ص 301- 302 .
المصادر والمراجع(1/5)
1- الإصابة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني دار الجيل بيروت 1992م الطبعة الأولى تحقيق: علي محمد البجاوي .
2- التبيان في علوم القرآن محمد علي الصابوني دار الجيل 2001 م .
3- التصوف الإسلامي في ميزان الكتاب والسنة عبد الله يوسف الشاذلي .
4-التفسير العلمي للقرآن في الميزان رسالة دكتوراه أحمد عمر أبو حجر دار قتيبة الطبعة الأولى
5- التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي .
6- التفسير والمفسرون محمد هادي معرفة الطبعة الأولى 1418 هـ مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة .
7- طبقات ابن سعد محمد بن سعد دار صادر بيروت .
8- فجر الإسلام أحمد أمين الهيئة المصرية العامة للكتاب .
9- مناهل العرفان محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة الطبعة الثانية .
10- الوحي والقرآن عبد الحميد إبراهيم سرحان الهيئة المصرية العامة .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/6)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
المراد من الأعراف
قال الله تعالى في سورة الأعراف وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون (46) وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين(47) و نادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون(48) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون (49) (1) جاء في تفسير قوله تعالى وعلى الأعراف رجال ما المراد من هؤلاء الرجال عدة أقول نذكرها أو بعضها بعد بيان معنى الأعراف .
معنى الأعراف لغة: قال الخازن في تفسيره (الأعراف: جمع عرف وهو كل ما ارتفع من الأرض ومنه قيل عرف الديك لارتفاعه على ما سواه من الجسد سمي بذلك لأنه بسبب ارتفاعه صار أعرف وأبين مما انخفض وقال السدي: إنما سمي الأعراف لأن أصحابه يعرفون الناس) (2) فيكون الأعراف المذكور في الآية هو الشيء المرتفع المشرف كأن يكون جبلا بين الجنة والنار كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما
آراء العلماء في صفة رجال الأعراف :
وقد اختلف العلماء في صفة الرجال الذين أخبر الله عنهم أنهم على الأعراف فقال بعضهم: أنهم أناس استوت حسناتهم وسيئاتهم وقد استندوا
أـ إلى ما ورد عن حذيفة وابن عباس وابن مسعود فيما ذكره البغوي في تفسيره رواية عن حذيفة وابن عباس : أنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما يشاء ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته وهم آخر من يدخل الجنة (3) .(1/1)
ب ـ واستندوا أيضا إلى ما رواه البغوي عن ابن مسعود قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون الآية (4) (5) .
ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح ثم قال فمن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين إلى أن يقول (وكانوا آخر أهل الجنة دخولا ) ثم ذكر البغوي أقوالا أخرى تدور حول هذا المعنى وهو أن أهل الأعراف هم رجال استوت حسناتهم وسيئاتهم
قول الحسن في أهل الأعراف:
ثم ذكر البغوي قولا للحسن: وهو أن أهل الأعراف هم رجال من أهل الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل الجنة وأهل النار جميعا ويطالعون أحوال الفريقين (6)
الترجيح ..
والذي يرجح القول الأخير هو عدة أمور منها:
أولا: إن الذي يقرأ الآيات ويتمعن في سياقها وأسلوبها ليرى من خلال كلام أهل الأعراف وخطابهم أنهم أناس مفوضون فوق المؤمنين لينادوا الطرفين فيوبخوا أهل النار ويكرموا أهل الجنة انظر إلى قولهم في الآيات ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وانظر إلى دعائهم لأهل الجنة بالسلامة أن سلام عليكم فإنه لا يتفق هذا الأسلوب من الخطاب وهذه المنزلة التي هم فيها في خوف ووجل ماذا يفعل بهم فيما لوقلنا أنهم أناس مقصرون(1/2)
ثانيا: قوله تعالى يعرفون كلا بسيماهم قال الإمام الرازي في تفسيره: أي يعرفون في الدنيا أهل الخير والإيمان وأهل الكفر والمعصية فهو تعالى يجلسهم على الأعراف وهي الأماكن العالية الرفيعة ليكونوا مطلعين على الكل يشهدون على كل أحد بما يليق به .
فهذه الآية دليل على أنهم أي أهل الأعراف هم أهل الفضل من المؤمنين وأشرافهم ، ولا ينبغي أن تفسر الآية هذه بأن يقال يعرفون أهل النار بسواد وجوههم وأهل الجنة ببياضها لأنه كما قال الرازي أيضاً لو كان المراد هو هذا لما بقي لأهل الأعراف اختصاص بهذه المعرفة لأن كل أحد من الناس يعرف هذه الأحوال من أهل الجنة وأهل النار .
وإذا قيل إن قوله تعالى لم يدخلوها وهم يطمعون ينافي هذا المعنى المرجح حيث إنه تعالى بيّن أنهم لم يدخلوا الجنة وهم يطعمون بدخولها وهذا الوصف لا يليق بالأنبياء والشهداء وأهل الفضل يجاب على هذا الإيراد بأنه يقال لا يبعد أنه تعالى بين أن من صفات أهل الأعراف أن دخولهم الجنة يتأخر والسبب فيه أنه ميّزهم عن أهل الجنة وأهل النار وأجلسهم على الأعراف ليشاهدوا ويطمئنوا ثم بعد ذلك يدخلون الجنة فثبت أن كونهم غير داخلين أولاً لا يمنع من شرفهم وعلو درجاتهم فالمراد من الطمع اليقين ألا ترى أنه تعالى قال حكاية عن إبراهيم والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدينوذلك الطمع كان طمع يقين فكذا هاهنا أي : لم يدخلوهاـ للسبب الذي بيناه وهم يطمعون طمع يقين أنهم سيدخلونها أي: يوقنون ا.هـ
بقلم :أحمد رشواني
----------------------------
(1) سورة الأعراف الآيات 46 – 49 .
(2) تفسير الخازن الجزء الثاني ص(232) طبعة دار الفكر
(3) تفسير البغوي المعروف بعالم التنزيل المرقوم على هامش الخازن
(4) سورة المؤمنون الآية 102
(5) نفس المصدر .
(6) تفسير الرازي التفسير الكبيرـ ج5 ص(248) و(249) طبعة دار إحياء التراث العربي إعداد مكتب التحقيق
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم(1/3)
www.hqw7.com(1/4)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > التفسير والمفسرون >
بسم الله الرحمن الرحيم
أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم
مقدمة البحث :
للقرآن الكريم تنزلات ثلاثة : الأول إلى اللوح المحفوظ والثاني إلى بيت العزة والثالث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا التنزل الأخير على النبي صلى الله عليه وسلم منجّماً لم ينزل دفعة واحدة وإنما نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة .
ولهذا التنزل الأخير ـ وهو نزول القرآن الكريم منجّماً ـ فوائد وحكم سنذكرها إن شاء الله تعالى .
وهذا ما دفعني إلى الكتابة في هذا الموضوع والله سبحانه وتعالى هو الموفق .
ما يترتب على معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل :
لهذا الموضوع أهمية كبيرة وفوائد عظيمة :
أولها: معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم فإذا كان هناك آيتان متعارضتان ظاهراً وتعذر التوفيق بينهما وعرفت أُولاهما نزولاً وأُخراهما نزولاً أمكننا أن نحكم بأن الآية المتأخرة ناسخة لحكم الآية المتقدمة .
ثانيها: معرفة تاريخ التشريع الإسلامي .
ثالثها: معرفة التدرج في تشريع الأحكام والوصول من وراء ذلك إلى حكمة الإسلام وسياسته في أخذ الناس بالهوادة والرفق وذلك كالآيات الواردة في حكم الخمر . ( 1 )
رابعها: هي إظهار مدى العناية التي أحيط بها القرآن الكريم حتى عرف فيه أول ما نزل وآخر ما نزل مكية ومدنية وسفرية وحضرية إلى غير ذلك . ( 2 )
سبب الخلاف في أول وآخر ما نزل :
اختلف العلماء في تعيين أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم لأن بعضاً منهم استند إلى أول ما نزل مطلقاً وآخر ما نزل مطلقاً وبعضهم استند إلى أول ما نزل مخصوصاً وآخر ما نزل مخصوصاً .
لمحة عن أول وآخر ما نزل مطلقاً :
اختلف العلماء في تعيين أول وآخر ما نزل من القرآن الكريم مطلقاً على عدة أقوال وسيأتي الحديث عنها مفصّلاً مع الأدلة وبيان القول الراجح .
لمحة عن أوائل وأواخر مخصوصة :(1/1)
ثم إن أولية النزول وآخريته تارة تكون بالنسبة لما ورد من الآيات في موضوع خاص كتحريم الخمر وتحريم الربا وفرضية الجهاد وغير ذلك من الموضوعات التي اشتمل عليها القرآن , وتارة تكون الأولية والآخرية بالنسبة إلى القرآن كله وقد أشرنا إليها سابقاً وسيأتي الحديث عنها مفصّلاً .
وأما أوليته وآخريته بالنسبة لموضوع خاص فهذا أمر يطول الكلام فيه ويحتاج إلى تتبع الروايات الكثيرة التي وردت في ذلك . ( 3 )
ويكفي أن نمثل له بمثالين في هذا المدخل:
1- أول ما نزل في الخمر : روى الطيالسي في مسنده عن ابن عمر قال: نزل في الخمر ثلاث آيات فأول شيءٍ :
يسألونك عن الخمر والميسر ( 4 ) ، فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى (5) فقيل حرمت الخمر قالوا يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر ( 6 ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حرمت الخمر ) ( 7 ) .
2- ما نزل في أمر الجهاد والدفاع : شرع الله القتال دفاعاً في السنة الثانية من الهجرة يقول الله تعالى: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ------ إلى ----- ولله عاقبة الأمور ( 8 ) ثم حضّ الله عليه حضّاً شديداً في آخر الأمر فنزلت سورة براءة وهي من آخر ما نزل من القرآن وفيها قوله سبحانه: وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافّة ( 9 ) وسيأتي الكلام عليها مفصّلاً مع استيفاء ذكرها جميعاً إن شاء الله تعالى . ( 10 )
لماذا كانت آية اقرأ باسم ربك أول ما نزل وآية واتقوا يوماً آخر ما نزل :(1/2)
إن من يتأمل أول آية نزلت اقرأ باسم ربك الذي خلق ( 11 ) يجد أن الإسلام دين العلم وأن القرآن قد حضّ على القراءة والتعلم , فالكلمة النورانية الأولى هي اقرأ للدلالة على أن نور العلم سيمحي بإذن الله جهالة الشرك والمشركين , وبعد هذه الآية تتابع نزول القرآن وكانت الهداية للبشرية إلى أن شاء الله أن يختتم تنزيل كتابه بقوله: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ( 12 ) ليقول لنا إن العلم الذي أمرتم به ينبغي أن يكون نافعاً ليوصلكم في نهاية المطاف إلى تقوى الله عز وجل والاستعداد للقائه , كما أن الآية الأولى تُثبِت أن لهذا الكون خالقاً وهو الله والآية الثانية فيها إثباتٌ للمعاد والحشر , وتحت هذين الشيئين الإيمان بالله و اليوم الآخر تنطوي تعاليم ديننا الحنيف .
هل الاعتماد في تحديد أول وآخر ما نزل على النقل والتوقيف أم على العقل :
مدار هذا البحث على النقل والتوقيف ولا مجال للعقل فيه إلا بالترجيح بين الأدلة أو الجمع بينهما فيما ظاهره التعارض منها . ( 13 )
بقلم : أحمد عرابي
------------------------------
( 1 ) انظر كتاب الوحي والقرآن للدكتور محمد حسين الذهبي ص 111 .
( 2 ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء 1 | 88 .
( 3 ) انظر كتاب الوحي والقرآن للدكتور محمد حسين الذهبي ص 111 .
( 4 ) سورة البقرة الآية 219
( 5 ) سورة النساء الآية 43
( 6 ) سورة المائدة الآية 90-91
( 7 ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء 1 | 96 والإتقان في علوم القرآن جزء 1 | 87 .
( 8 ) سورة الحج الآية 39-41
( 9 ) سورة التوبة الآية 36
( 10 ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء 1 | 97 .
( 11 ) سورة العلق الآية 1
( 12 ) سورة البقرة الآية 281
( 13 ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء 1 | 88 .
المراجع
1- الوحي والقرآن الكريم – للدكتور : محمد حسين الذهبي - مكتبة وهبة - الطبعة الأولى .(1/3)
2- مناهل العرفان في علوم القرآن – للأستاذ الشيخ : محمد عبد العظيم الزرقاني - دار المعرفة – بيروت – لبنان – الطبعة الثانية .
3- الإتقان في علوم القرآن – للإمام : جلال الدين السيوطي – حققه وعلق عليه وعمل فهارسه : عصام فارس الحرستاني – خرج أحاديثه : محمد أبو صعليك – دار الجيل –بيروت – الطبعة الأولى .
4- البرهان في علوم القرآن للإمام : - بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/4)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > متفرقات عامة >
بسم الله الرحمن الرحيم
عجائب وإحصاءات
سورة الفاتحة
افتتح الله القرآن بسورة الفاتحة ترتيبا لا نزولا وهي السبع المثاني نزلت من فوق سبع فيها كل أحرف العربية إلا سبعة أحرف تنجي من سبعة أبواب للنار وتتألف لفظة الفاتحة من سبعة أحرف .
أسماؤها :
الفاتحة ـ فاتحة الكتاب ـ أم الكتاب ـ أم القرآن ـ السبع المثاني ـ القرآن العظيم ـ سنام القرآن ـ سورة الحمد ـ سورة الكنز ـ سورة الصلاة ـ الشافية ـ سورة الشفاء ـ الأساس ـ أساس القرآن ـ سورة الوافية ـ الكافية ـ سورة الشكر ـ سورة الثناء ـ المناجاة ـ التفويض ـ الدعاء ـ النور ـ سورة السؤال ـ تعليم المسألة ـ الرقية ـ المنجية .
إشاراتها :
ــ بسم الله : إشارة إلى الذات الإلهية .
ــ الرحمن الرحيم : إشارة إلى صفة من الصفات الخاصة بالله تعالى .
ــ الحمد لله : إشارة إلى استحباب زيادة الشكر والحمد لله تعالى دائماً وأبداً .
ــ رب العالمين : إشارة إلى التوحيد حيث أنه تعالى خالق كل شيء .
ــ الرحمن الرحيم : إشارة إلى الصفات من غير تكرار .
ــ مالك يوم الدين : إشارة إلى الآخرة والمعاد وإشارة إلى معنى الملك وهو من صفات الجلال .
ــ إياك نعبد : إشارة إلى العبادة مع الإخلاص مع الاعتقاد أنه لا يستحق العبادة بحق سواه
ــ إهدنا الصراط : إشارة إلى إكثار الدعاء والالتجاء والسؤال لأن الدعاء مخ العبادة .
ــ صراط الذين أنعمت عليهم : إشارة إلى فريقين أحدهما حقت عليه الهداية والآخر حقت عليه الضلالة.
المحاور التي تدور عليها سورة الفاتحة :
تدور سورة الفاتحة حول ثلاث محاور رئيسية مهمة :
المحور الأول : التعريف بالله تعالى وذلك في قوله تعالى : ( الحمد لله رب العالمين ـ الرحمن الرحيم ـ مالك يوم الدين ) . ونتيجة هذا المحور هي أنه إذا عرف الإنسان ربه اتجه إلى عبادته(1/1)
بالبداهة لأن البشر إنما خلقوا للعبادة قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (1) .
المحور الثاني : توجيه العبادة له وحده عز وجل وعدم الالتفات إلى ما سواه وهذا المحور يتمثل في قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .
المحور الثالث : توضيح أن العبادة أشمل من أن تكون مجرد شعائر وتتمثل في قوله تعالى :
( صراط الذين أنعمت عليهم ـ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .
علومها :
تشتمل السبع المثاني على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين :
1 ــ علم الأصول وعقائده : كمعرفة الله وصفاته وإليها الإشارة في قوله تعالى : { رب العالمين - الرحمن الرحيم } وكمعرفة النبوات في قوله { الذين أنعمت عليهم } وكمعرفة المعاد وذلك في قوله تعالى : { مالك يوم الدين } .
2 ــ علم الفروع وأسسه وهي العبادات في قوله تعالى : { إياك نعبد } .
3 ــ علم ما به يتحصل الكمال وهو علم الأخلاق وذلك في قوله : { وإياك نستعين - اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم } .
4 ــ علم القصص والأخبار ومنه معرفة أخبار الأمم الغابرة السعداء منهم ومن شقي والعياذ بالله وإليه الإشارة في قوله تعالى : { أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} .
وهناك بعض العلماء من قسم علوم القرآن إلى ثلاثة أنواع :
قال الزركشي رضي الله عنه علوم القرآن ثلاثة : توحيد وأحكام وتذكير , وسميت فاتحة الكتاب أم الكتاب والسبع المثاني لأن فيها الأقسام الثلاثة معا .
فالتوحيد في قوله تعالى : مالك يوم الدين .
والأحكام في قوله تعالى : إياك نعبد وإياك نستعين .
والتذكير في قوله تعالى : إهدنا الصراط المستقيم .
هدفها :
هدفها الرئيسي أن نتعلم منها أمورا مهمة :
1 ــ أهمية الحمد لله تعالى وشكره على نعمه التي لا تحصى ما ظهر منها وما بطن .(1/2)
2 ــ إن أساس علاقته تعالى بعباده هي أنه تعالى رحمن رحيم فإن استقام العبد وأطاعه فإنه يجوز على الصراط كالبرق إلى الجنة ويكون من الناجين الفائزين , وإن أعرض عن شرعته فهو من الخائبين , وسيعذبه عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين .
3 ــ إخلاص العبادة له تعالى والعلم القطعي بأنه لا يستحق العبادة بحق سواه .
4 ــ إنّ طاعة الله تعالى ورسوله والاستقامة على أمره لا يتم إلا بمعونة من الله لذلك قرن العبودية بالاستقامة بقوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين } .
5 ــ إن الهداية نعمة من الله ويجب أن نشكره عليها فكم من الضالين والمغضوب عليهم والعياذ بالله تعالى .
6 ــ أن تكون الأمة متماسكة مترابطة متوحدة لأن الخطاب بشكل عام جاء في سورة الفاتحة بصيغة الجمع .
7 ــ إن أعداء الإسلام هم المغضوب عليهم والضالين .
التقسيم الموضوعي :
التقسيم الموضوعي في سورة الفاتحة ثلاثة أقسام : ( الحمد * الثناء * التمجيد ) .
قال تعالى في الحديث القدسي : { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين , قال الله تعالى : حمدني عبدي , وإذا قال الرحمن الرحيم , قال الله تعالى : أثنى علي عبدي , وإذا قال مالك يوم الدين , قال : مجدني عبدي , فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين , قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل , فإذا قال : إهدنا الصراط المستقيم صرا ط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل } (2)
فضائلها :
إن الفاتحة بما اشتملت عليه من إيجاز وإعجاز تعطي صورة عامة وفكرة مركزة عن القرآن الكريم لأن سورة الفاتحة زبدة القرآن وتعتبر خلاصة موجزة لمقاصده .
قال تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) (3)
ـ عند نزول سورة الفاتحة نزل ثمانون ألف ملك .
قال الغزالي:
ـ إذا كنت ملتمسا لرزق ونيل القصد من عبد وحر(1/3)
ـ وتظفر بالذي ترجو سريعا وتأمن من مخالفة وغدر
ـ ففاتحة الكتاب فإن فيها لِما أمّلت سراً أي سر
ــ قال بهاء الدين : معاني القرآن في شيئين :
حفظ آداب العبودية , وتعظيم حق الربوبية , وقد جمعتهما سورة الفاتحة لذا سميت بأم القرآن
ولسان حال الفاتحة يقول كما قال الشاعر :
ـ أنا القرآن والسبع المثاني وروح الروح لا روح الأوان
ـ فؤادي عند معلومي مقيم يشاهدكم وعندكم لساني
ـ فلا تنظر بطرفك نحو جسمي وعُدَّ عين النِّعم بالمعاني
ـ وغُصْ في بحر ذات الذات تبصرْ عجائب ما تبدَّت للعيان
ــ إحصاءات في فضائل تكرار سورة الفاتحة :
ـ إنك تقرأ الفاتحة في اليوم الواحد 17 مرة في الفرائض ما عدا النوافل وفي يوم الجمعة 15 مرة .
ـ يستحب بعد الانتهاء من صلاة التسابيح وقبل الكلام مع أحد أن تقرأ سورة الفاتحة 7 مرات والمعوذتين 7 مرات والإخلاص 7 مرات .
ـ ماذا تستطيع أن تفعل في دقيقة واحدة ؟
جـ : في دقيقة واحدة أن تقرأ سورة الفاتحة سبع مرات فتحصل على 9800 حسنة لأنه في قراءة الفاتحة مرة واحدة تأخذ 1400 حسنة بإذن الله تعالى .
ـ ( إذا قرأت الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم )
ـ لقضاء الحاجة : تقرأ بين سنة الفجر والفرض سورة الفاتحة 41 مرة لمدة 40 يوما .
ـ من كان عليه ضائقة مالية أو ديون مهلكة يريد قضاءها فعليه بما يلي :
1 ـ يدعو: ( اللهم رضني بما قضيت لي , وعافني فيما أبقيت , حتى لا أحب تعجيل ما أخرت , ولا تأخير ما عجلت ) أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم لنماء المال وقضاء الدين والغنى وكثرة العيال . (4)
2 ـ يقرأ سورة الفاتحة 28 مرة بعد صلاة العشاء .
3 ـ يقرأ سورة الواقعة كل يوم لتقيه من كل فاقة .
4 ـ كثرة الحمد والشكر لدوام الرزق وزيادة النعمة لقوله تعالى : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) (5)(1/4)
5 ـ كثرة الاستغفار لجلب الرزق لقوله تعالى : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ـ يرسل السماء عليكم مدرارا ـ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) (6)
6 ـ تلاوة سورة الصمد عند دخول البيت مائة مرة لتذهب الفقر .
7 ـ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الجمعة مائة مرة .
ـ كان السلف رضوان الله عليهم يقومون بقراءة سورة الفاتحة 20 مرة وآية الكرسي مرة واحدة .
من المجربات الشافيات :
ـ لعدم النسيان تقرأ كلا من الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين والصمد ثلاث أو سبع مرات .
ـ من آيات فك السحر أن تقرأ سورة الفاتحة سبع مرات .
ـ في الرقية من العين يقرأ العائن أو المعين بعض الأدعية والآيات ومنها قراءة سورة الفاتحة سبع مرات .
ـ وللمعافاة من المرض تقرأ على الماء الفاتحة 7 مرات وآية الكرسي 7 مرات والمعوذتين 7 مرات لمدة ثلاثة أيام ثم تشرب من الماء على الريق وبإذن الله يحصل الشفاء .
ـ وإن لقراءة الفاتحة سبع أو تسع مرات على أي مرض أتم الفائدة وأكمل النفع كما قال العلماء
ـ تقرأ سورة الفاتحة على ماء زمزم 7 مرات ثم يشرب منها المريض ويدهن منها مكان الألم .
إحصاءات من سورة الفاتحة :
عدد كلمات سورة الفاتحة 29 كلمة بعدد الحروف المقطعة في فواتح السور .
وعدد حروفها 139
أكثر الحروف الواردة في سورة الفاتحة هو حرف الألف .
أقل الحروف الواردة في سورة الفاتحة هو حرف القاف .
ـ ورد فيها سبعة من أسماء الله الحسنى : ( الله ـ الرحمن ـ الرحيم ـ رب ـ الرحمن ـ الرحيم ـ مالك ) وكلمتي الرحمن الرحيم عدها العلماء أنها وردت في الفاتحة 4 مرات لأنه لا يقع في القرآن الكريم تكرار بلا فائدة , لذلك قال أبو القاسم بن حبيب :
( إنما كرر لأن المعنى : وجب الحمد لله لأنه الرحمن الرحيم)
وقال محمود بن حمزة بن نصر الكرماني : (إنما كرر لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج)(7)
ـ تكرر لفظ الجلالة في سورة الفاتحة مرتين .(1/5)
ـ تكرر لفظ الرحمن في سورة الفاتحة مرتين .
ـ تكرر لفظ الرحيم في سورة الفاتحة مرتين .
ـ أطول كلمة في سورة الفاتحة هي ( المستقيم ) وأقصرها هي ( لا ) .
ـ خمس سور بدأت بالحمد :
الفاتحة ـ الأنعام ـ الكهف ـ سبأ ـ فاطر .
ـ فاتحة الكتاب سبع آيات مع البسملة وهي أول سورة في القرآن , وسورة الناس سبع آيات مع البسملة وهي آخر سورة في القرآن .
الإعجاز العددي في الرقم 19 من سورة الفاتحة :
تقدمة :
إن إعجاز القرآن ثابت بديهة وهو يدل على أن هذا الكتاب الحكيم من كلام الله الحكيم وأنه لا يتأتى للبشر أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .
ومن وجوه الإعجاز القرآني : الإعجاز العددي , ومن صور هذا الإعجاز العددي تتمثل في العدد 7 والعدد 19, وفيهما من اللطائف القرآنية , والإشارات البيانية , ما يدعو للتأمل والتدبر .
ونحن ندعو إلى تدبر آيات القرآن وفهم إشاراته البديعة كما وردت في القرآن
بغض النظر عن أولئك الذين يستخدمون هذه الرموز والإشارات في نصرة آرائهم والميل مع أهوائهم كالباطنية والبهائية والقاديانية وغيرهم ممن يقدسون الرقم 19 حتى أن بعضهم يذكر بعض الاحصاءات في القرآن الكريم بطريقة خاطئة لينال مبتغاه كأن يزيد أو ينقص في هذه الاحصاءات حتى تصبح مثلا من مضاعفات العدد 19 أو مما يقبل القسمة على هذا العدد
ولكن سماء الحقيقة تظل صافية نقية من الشوائب مهما أثار عليها المرجفون من نقع أباطيلهم
والحقيقة لا تخشى البحث وابحث في كتاب الله يتضح لك منه ما لا ينقضي عجائبه فقد قال تعالى في محكم تنزيله : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) (8)
وإليك أخي القارئ بعض الإشارات البديعة من الكتاب العزيز .
ـ بسم الله الرحمن الرحيم تتألف من 19 حرفا .
ـ ورد في السيرة الدحلانية عقب ذكره للمستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم :(1/6)
قال بعضهم : إن عدد حروف بسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر على عدد الزبانية التسعة عشر فمن قرأها وهو مؤمن بها دفع الله تعالى عنه بكل حرف منها واحدا منهم .
ـ إياك نعبد وإياك نستعين تتألف من 19 حرفا .
ـ عندما نقرأ سورة الفاتحة تلتقي الشفتان مع بعضهما 19 مرة أغلبها في حرف الميم .
ـ وردت كلمة الرحمن في القرآن الكريم 57 أي 57 ÷ 19 = 3 من مضاعفاته .
ـ وردت كلمة الرحيم في القرآن الكريم 114 مرة كذا عدد سور القرآن وهذا الرقم يقبل القسمة على العدد 19 أي 114 ÷ 19 = 6 أي من مضاعفات العدد 19
ـ غزوة بدر كانت على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة في رمضان .
ـ عدد خزنة جهنم 19 .
ـ سورة العلق تتكون من 19 آية .
ـ عدد الكلمات بين البسملتين في سورة النمل 342 كلمة أي 19 × 18 = 342
ـ ورد حرف القاف في سورة ق 57 مرة أي 19 × 15 = 57 أي من مضاعفاته .
ـ ورد حرف القاف في سورة الشورى 57 مرة أيضا .
ـ ومجموع تكرار حرف القاف في هاتين السورتين 114 مرة أي 114÷ 19 = 6
أي من مضاعفات العدد 19
ـ إذا رصفنا أرقام آيات سورة الفاتحة نتج عندنا أنها من مضاعفات الرقم 19 أي:
1 2 3 4 5 6 7 إذن الرقم هو 7654321 ÷ 19 = 402859
ـ عدد حروف سورة الفاتحة 139 حرفا إذا عكسنا هذا الرقم يتبين لنا أنه من مضاعفات الرقم 19 أي 931 ÷ 19 = 49
الإعجاز العددي في الرقم سبعة من سورة الفاتحة :
هي السبع المثاني , نزلت من فوق سبع , تنجي من أبواب النار السبع , وذكر فيها كل الأحرف العربية إلا سبع .
الأحرف العربية السبعة التي لم تذكر في سورة الفاتحة هي : ث , ج , خ , ز , ش , ظ , ف
قال بعض العلماء : ربما دل حرف الثاء على الثبور , وحرف الجيم على جهنم , وحرف الخاء على الخزي , وحرف الزاي على زفير جهنم , وحرف الشين على شهيق جهنم , وحرف الظاء على لظى , وحرف الفاء على الفراق والنفاق .
وقد قال أحدهم :(1/7)
آيات فاتحة الكتاب سبع وأبواب النيران سبع فمن فتح لسانه بقراءتها غلقت عنه الأبواب السبع .
تتألف كلمة الفاتحة من سبعة أحرف .
وقد ذكرنا بأنه تم ذكر 7 من أسماء الله الحسنى في سورة الفاتحة ومجموع حروف هذه الأسماء 42 حرفا وهي من مضاعفات العدد سبعة أي 42 ÷ 7 = 6
قال تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) (9)
وقد استنبط العلماء من هذه الآية عدة أمور :
1ـ اسم من أسماء سورة الفاتحة وهو : السبع المثاني .
2ـ اسم من أسماء سورة الفاتحة وهو : القرآن العظيم .
3ـ اشتملت هذه الآية على سبع كلمات .
4ـ تكونت كلمة المثاني في هذه الآية من سبعة أحرف .
5ـ المشار إليه في هذه الآية هي سورة الفاتحة لاشتمالها على سبع آيات .
6ـ رقم هذه الآية من سورة الحجر 87 أي ثلاثة أضعاف كلمات سورة الفاتحة 87 ÷ 29 =3
7ـ رقم هذه الآية من سورة الحجر 87 أي ثلاثة أضعاف عدد الأحرف المقطعة في أوائل السور
ــ وذكر العلماء في معنى كلمة السبع المثاني في اسم سورة الفاتحة :
قيل : لأنها سبع آيات .
قيل : لأنها تثنى أي تعاد في الركعة تلو الركعة .
قيل : لأنها استثنيت لهذه الأمة فلم تنزل على أحد قبلها ذخرا لها ونورا .
وفي الختام أشير إلى الوسام الأعظم لسورة الفاتحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات ) . (10)
بقلم : زاهر الزعيم
----------------
(1) : الآية 56 من سورة الذاريات .
(2) : أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة رقم 395
وأبو داود في سننه رقم 821 وابن ماجه برقم 3784
(3) : سورة الحجر الآية : 87
(4) : أخرجه أبو نعيم الأصفهاني وابن منده عن بدر بن عبد الله المزني , انظر كنز العمال ج 4 رقم : 9866
(5) : الآية 7 من سورة إبراهيم
(6) : الآية 10 ـ 11 ـ 12 من سورة نوح
((1/8)
7) : البرهان في متشابه القرآن .
(8) : سورة الأنعام الآية : 38
(9) : سورة الحجر الآية : 87
(10): الديلمي في الفردوس
أنظر الجامع الصغير ج 4 رقم 5831 , وكنز العمال ج 1 رقم 2498
* * * * * *
المصادر المعتمدة في هذا البحث :
ـ البرهان في متشابه القرآن لمحمود بن حمزة بن نصر الكرماني تحقيق أحمد عز الدين عبدالله خلف الله ط : دار صادر بيروت ط : أولى 1411هـ ـ 1991م .
ـ جواهر القرآن ودرره لأبي حامد الغزالي - ط : المركز العربي للكتاب بيروت ـ دمشق
ـ أسرار معجزة القرآن الكريم لعبد الحليم الخطيب ابن الشيخ محمد تقديم د. إبراهيم السلقيني
ط : دار القلم العربي سورية ـ حلب ط : الأولى 1417هـ ـ 1997م .
ـ التفسير الكبير للفخر الرازي دار إحياء التراث العربي بيروت ط : الثانية 1417هـ ـ 1997م
ـ بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي تحقيق محمد علي النجار ط : المكتبة العلمية ـ بيروت .
ـ قبس من نور القرآن لمحمد علي الصابوني ط : دار القلم ـ دمشق ط : الثالثة 1409هـ ـ 1989م .
ـ يسألونك في الدين والحياة للدكتور أحمد الشرباصي ط : دار الجيل ـ بيروت .
ـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للآلوسي ط : دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ط : الأولى 1420هـ ـ 1999م .
ـ القطرات الندية في كشف أسرار بعض الآيات القرآنية لعبد القادر شيخ إبراهيم ط : دار القلم العربي ط : الأولى 1421هـ ـ 2001م .
ـ إعجازات حديثة علمية ورقمية في القرآن الكريم للدكتور رفيق أبو السعود
ـ معجزات الأرقام في القرآن لحسين سليم ط : دار أسامة ط : الأولى 1998م .
ـ معالم سور القرآن الكريم وإتحافات درره للدكتور جمعة علي عبدالقادر .
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/9)
موقع عالم القرآن الكريم >علوم القرآن الكريم > متفرقات عامة >
بسم الله الرحمن الرحيم
إحصاءات من السور والآيات :
الإعجاز العددي :
المراد منه : هو التوازن المتساوي بين الكلمات المتوافقة وغير المتوافقة , والتناسق المقصود بين الآيات , وبهذا التماثل العددي والتكرار الرقمي الموجود فيه يكون ملفتا للانتباه داعيا لتدبر آياته , وهو من أنواع الإعجاز المتعلق بفصاحة القرآن الكريم وبلاغته , فإنه يحتوي على علاقة عددية منتظمة في الأوامر والنواهي , وقد تضمن أعدادا وإحصاءات لا يستطيع كشف جماليتها وأسرارها إلا الماهر الغواص في بحر علوم كتاب الله , ولذلك أمرنا الله أن نتأمل كتابه فقال تعالى : } أفلا يتدبرون القرآن { ( 1 )
وهو أحد وجوه الإعجاز القرآني كما قال السكاكي في المفتاح : إن إدراك إعجاز القرآن ممكن ولكن لايمكن وصفه . ( 2 )
وقال ابن سراقة : من بعض وجوه إعجاز القرآن ما ذكر الله فيه من أعداد الحساب والجمع والقسمة والضرب والموافقة والتأليف والمناسبة والتصنيف والمضاعفة . ( 3 )
فهذه الأرقام العجيبة لا يستطيع أن يحيط بها الإنسان علما لأنها تحتاج إلى دراسات وأبحاث علمية واسعة ولأن القرآن لا تنتهي عجائبه , تأمل قوله تعالى : }ما فرطنا في الكتاب من شيء { ( 4 )
فائدة هذا العلم : هي معرفة بعض معاني وإشارات الكتاب العزيز واليقين والجزم والعلم بالضرورة بأن هذا القرآن العظيم , هو وحي من تنزيل الله الحكيم , على نبيه الرحيم , وليس من تأليف البشر ولا بقول أفاك أثيم .
وقد ألف في هذا الموضوع كثير من العلماء قديما وحديثا وخاصة بعد ظهور الحاسوب حيث كان وسيلة سهلة وسريعة ودقيقة في الإحصاءات القرآنية .
وقد بدأ الاهتمام بالإحصاءات القرآنية مبكرا في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي حيث أرسل إلى قراء البصرة منهم الحسن البصري ومالك بن دينار وقال لهم : عدوا حروف القرآن . ( 5 )
إحصاءات في السور والآيات :(1/1)
سور القرآن : 114 أجزاء القرآن : 30 أحزاب القرآن : 60
سجدات القرآن : 15 أحرف القرآن : 7 آياته : 6236
كلمات القرآن : 77439 بسملات القرآن: 114 نقط القرآن : 1015030
السور المكية: 86 السور المدنية : 28 المختلف فيها : 12
الآيات المكية : 4470 الآيات المدنية : 1729
الآيات التي لم تنزل بمكة ولا المدينة : 37 آية .
لفظ الجلالة: 2707 : منها 980 مرة في حالة الرفع , و592 مرة في حالة النصب , و1135 في حالة الجر .
حروف القرآن بحسب كتابتها : 323071 , حروف القرآن بحسب لفظها : 335288
والفرق بينهما : 9517 حرفا .
وهناك بعض الإحصاءات مختلف فيها مثل عدد الحروف والكلمات والآيات وذلك بسبب الوقوف التي كان يقف عليها النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك على مذهب من عد البسملة آية من الفاتحة أم لا .
بعض التوافقات في القرآن :
هناك توازن في الكلمات المتوافقة في القرآن وفي الكلمات المتضادة أيضا سأورد مثالا على النوعين : مع العلم بأن هذه التعدادات مع مشتقاتها كلها !
أ ــ التوازن في الكلمات المتوافقة :
كلمة القرآن وردت في القرآن 70 مرة # كلمة الوحي وردت في القرآن 70 مرة
كلمة الطهر وردت في القرآن 31 مرة # كلمة الاخلاص وردت في القرآن 31 مرة
كلمة البعث وردت في القرآن 45 مرة # كلمة الصراط وردت في القرآن 45 مرة
ب ــ التوازن في الكلمات المتضادة :
كلمة الدنيا وردت في القرآن 115 مرة # كلمة الآخرة وردت في القرآن 115مرة
كلمة الصالحات وردت فيه 167 مرة # كلمة السيئات وردت في القرآن 167 مرة
كلمة الملائكة وردت في القرآن 88 مرة # كلمة الشياطين وردت في القرآن 88 مرة
كلمة الحياة وردت في القرآن 145 مرة # كلمة الموت وردت في القرآن 145 مرة
كلمة النفع وردت في القرآن 50 مرة # كلمة الفساد وردت في القرآن 50 مرة
بعض التسميات الواردة في القرآن :(1/2)
ــ أسماء القرآن : الفرقان , الكتاب , النور , التنزيل , الكلام , الحديث , الموعظة , الهادي الحق , البيان , المنير , الشفاء , العظيم , الكريم , المجيد , العزيز , النعمة , الرحمة , الروح الحبل , القصص , المهيمن , الحكم , الذكر , السراج , البشير , النذير , التبيان , العدل , المنادي , الشافي , الذكرى , الحكيم , الميزان , أحسن الحديث , المتشابه , المثاني , حق اليقين , التذكرة , الكتاب الحكيم , القيم .
ــ أسماء الحيوانات : أنواع الحيوانات الواردة أكثر من خمسين نوعا سأورد أشهرها :
البقر , المعز , الناقة , الهدهد , البغال , الجياد , الحوت , القسورة , الكلب , الضأن , الضفادع , الخيل .
ــ أسماء بعض الحشرات : النمل , العنكبوت , البعوضة , الجراد , القمل , النحل .
ــ أنواع النبات والزروع: النخل , العنب , الزيتون , الفوم , العدس , البصل , القثاء , الرطب الحب , الريحان , اليقطين , التين .
ــ الملابس في القرآن : الاستبرق , الثياب , الحرير , الريش , السندس , القميص , الجلابيب العبقري , الكسوة .
ــ السلع في القرآن : حوالي سبعا وثلاثين نوعا من السلع منها :
الآنية , الأكواب , القدور , الأباريق , النمارق , الماعون , الدهان , السرر , السراج , الجفان القلائد , الفخار .
ــ الأوزان الواردة في القرآن : الصاع من كلمة { صواع } , القنطار , المثقال , الدرهم , الدينار.
التقسيم الموضوعي للآيات:
العقائد ورد فيها 1443 آية , التوحيد ورد فيه 1102 آية , العبادات ورد فيها 4110 آية ,
النظام الاجتماعي ورد فيه 848 آية , الدين ورد فيه 826 آية , تهذيب الأخلاق ورد
فيها 803 آية
بشأن سيدنا محمد ورد فيه 405 آية , التبليغ ورد فيه 400 آية , القرآن الكريم ورد
فيه 39 آية
ما وراء الطبيعة ورد فيها 219 آية , النصر ورد فيه 71 آية , الشريعة ورد فيها 29 آية(1/3)
النصارى ورد فيهم 161 آية , بنو إسرائيل ورد فيهم 110 آية , التوراة ورد فيها 1025 آية
التاريخ ورد فيه 27 آية , التجارب ورد فيها 9 آيات .
لفتات إعجازية ولمحات جميلة في بعض الإحصاءات:
ــ النوع الأول : مقابلات في الآيات وتساويها في عدد الأحرف والكلمات كقوله تعالى:
إن الله لا يغفر أن يشرك به # ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء
20 حرفا 20 حرفا
7 كلمات 7 كلمات
حيث جاء النصف الأول من الآية 20 حرفا ومقابلها النصف الثاني 20 حرفا متساويتين
وحيث أن النصف الأول من الآية 7 كلمات ومقابلها النصف الثاني 7 كلمات .
قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء # قال لا عاصم اليوم من أمر الله
7 كلمات 7 كلمات
حيث جاء النصف الأول من الآية سبع كلمات وهكذا النصف الثاني من الآية .
قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا # قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى
8 كلمات 8 كلمات
ــ النوع الثاني : الإعجاز في تغليب ألفاظ الفاضل على المفضول مثل :
تكرر لفظ الفجار في القرآن 3 مرات # وأما لفظ الأبرار فتكرر 6 مرات أي ضعفها
تكرر لفظ العسر ومشتقاته 12 مرة # وأما لفظ اليسر ومشتقاته 36 مرة أي 3 أضعاف
تكرر لفظ الرحمن في القرآن 57 مرة # وأما لفظ الرحيم فوردت 114 مرة أي ضعفها وهي بعدد سور القرآن .
ــ النوع الثالث : تكرار لفظ القرآن وأسمائه وصفاته :
تكرر لفظ القرآن 68 مرة في القرآن الكريم مع مشتقاته ماعدا مرتين بلفظ : قرآنه , ومقابله تكررت أسماؤه وهي النور والحكمة والتنزيل 68 مرة .
تكرر لفظ القرآن 68 مرة في القرآن الكريم مع مشتقاته ماعدا مرتين بلفظ : قرآنه , ومقابله تكررت صفاته وهي البينات والموعظة وشفاء 68 مرة .
ــ النوع الرابع : تكرر كلمات لها علاقة بالحساب الفلكي مثلا :
تكررت كلمة اليوم بلفظها 349 مرة وبلفظ يوما 16 مرة = 365 مرة بعدد أيام السنة .(1/4)
وتكررت بلفظ الجمع أيام 23 مرة وبلفظ أياما 4 مرات وبلفظ المثنى يومين 3 مرات = 30 مرة بعدد أيام الشهر .
وتكرر لفظ الشهر في القرآن الكريم 12 مرة بعدد أشهر السنة .
ــ بعض الإشارات القرآنية البديعة :
سورة المجادلة ترتيبها في المصحف 58 وقد ذكر اسم الله فيها صريحا ومضمرا 58 مرة .
وقد تألفت لفظة الدنيا من ستة أحرف ومقابلها خلقت الدنيا في ستة أيام .
وقد تألفت لفظة الإنسان من سبعة أحرف ومقابلها تم خلق الإنسان على مراحل سبع .
الإعجاز في العدد سبعة :
ــ الفاتحة هي السبع المثاني .
ــ نزل القرآن على سبعة أحرف .
ــ وخلق الله سبع سموات وسبعة أرضين .
ــ الطواف سبعة أشواط والسعي سبعة أشواط .
ــ السور الطوال في القرآن سبعة .
ــ ذكر سبعة أبواب لجهنم .
ــ منارات المسجد الحرام كانت سبعا ثم زاد عليها آل سعود حتى أصبحت تسعا .
ــ أقسام الوحي سبعة والقارات سبع وعدد أيام الأسبوع سبعة .
ــ السجود في الصلاة على سبعة أعضاء .
ــ سبع سور سميت بأسماء الأنبياء .
( وقد كتبت بحثا مستفيضا في الإعجاز الرقمي للعدد سبعة )
بقلم : زاهر الزعيم
-----------------
( 1 ) سورة النساء الآية : 82
( 2 ) أنظر الإتقان للسيوطي ج 2 ص 334
( 3 ) أنظر الإتقان للسيوطي ج 2 ص 356
( 4 ) سورة الأنعام الآية: 38
( 5 ) أنظر البرهان في علوم القرآن ج 1 ص49
مراجع البحث :
1 : الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ط : دار الجيل بيروت ط : الأولى 1419- 1998
2 : البرهان في علوم القرآن للزركشي .
3 : فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن لابن الجوزي ط: مؤسسة الكتب الثقافية ط: الأولى 2001
4 : الأعداد من القرآن والحديث والأخبار لمحمد أبو اليسر عابدين ط : الشام ط : الأولى 1414- 1994
5 : تفسير آيات العدد في القرآن الكريم لعبد المنعم عبد الوهاب المغازي ط : مكتبة الإيمان المنصورة(1/5)
6 : دراسة استقرائية للرقم 7 لمحمود عبد الرزاق الحمصي ط: دار المعرفة ط: الأولى 1410- 1989
7 : الاعجاز العددي للقرآن الكريم لعبد الرزاق نوفل . مطبوعات الشعب الأجزاء الثلاثة .
8 : معجزة القرآن العددية لصدقي البيك ط: مؤسسة علوم القرآن دمشق بيروت ط: الأولى 1401-1981
9 : كيف تقرأ المصحف الشريف للدكتور محمد محمود عبدالله .
10 : معجزات الأرقام في القرآن لحسين سليم ط: دار أسامة للنشر الأردن ط: الأولى 1998
11 : إعجاز القرآن الرقمي لمحمد عبسي غنيم .
12 : رسم المصحف والإعجاز العددي للدكتور أشرف عبد الرزاق قطنة ط : منار ط: الثانية 1999
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw7.com(1/6)