كشافات آيات القرآن الكريم
دراسة للاتجاهات النوعية والعددية وطرائق الترتيب
مساعد بن صالح الطيار _? - بكالوريس مكتبات ومعلومات من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1409 هـ
- ماجستير مكتبات ومعلومات من جامعة لفبره (بريطانيا) عام 1995م
- دكتوراه علوم حاسب آلي من جامعة دمنتفورت (بريطانيا) عام 2000م
- يعمل حاليا أستاذا مساعدا بقسم المكتبات والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
_
مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية
www.tafsir.net
مستخلص(1/1)
تهدف الدراسة الحالية الكشف عن الاتجاهات النوعية والعددية لكشافات آيات القرآن الكريم، ولقد تم جمع 73 كشافا من كشافات آيات القرآن الكريم، ولم يُتمكن إلا من فحص 57 كشافا، وبنسبة تصل إلى 78 % من عينة الدراسة الأساس. وأتضح من النتائج أن كشافات آيات القرآن الكريم متنوعة المناهج، ومختلفة في طرق الترتيب. ويمكن تقسيم كشافات آيات القرآن الكريم وفق فئات أربع هي: (الكشافات اللفظية، والكشافات الموضوعية، وكشافات أوائل الآيات، وكشافات أخرى). ووجد أن الكشافات اللفظية حققت أعلى نسبة مقارنة بكشافات آيات القرآن الكريم الأخرى، حيث بلغ عددها 23 كشافا وبنسبة 40,4%. واحتلت الكشافات الموضوعية المرتبة الثانية، حيث بلغ عددها 19 كشفا وبنسبة 33.3%. بينما كان عدد كشافات أوائل الآيات 7 كشافات، وبنسبة تصل إلى 12.3%. وأما فئة ‘كشافات أخرى‘ فبلغ عددها 8 كشافات، وبنسبة 14 % . واتضح من الدراسة أن الكشافات اللفظية متنوعة فهناك: كشافات لفظية على مستوى الجذر، وكشافات لفظية على مستوى الكلمة، وكشافات لفظية بدون سوابق. وأما الكشافات الموضوعية فهي نوعان: كشافات موضوعية مصنفة، وغير مصنفة. أوضحت الدراسة أن هناك منهجان للترتيب: الترتيب الهجائي، حيث بلغ عدد الكشافات التي استخدمت هذا الترتيب 39 كشافا (68.4 % ). وأما المنهج الثاني فهو الترتيب المصنف، وبلغ عدد الكشافات التي استخدمت هذا الترتيب 13 كشافا (22.8 %). وأخير هناك طرق من الترتيب غير ما ذكر (مثل طريقة الترتيب بنظام تسلسل الأرقام الأبجدية)، وبلغ عدد الكشافات التي لا يمكن اعتبارها هجائية أو مصنفة 5 كشافات، وبنسبة تصل إلى 8.8%.
1- مقدمة(1/2)
تعد الكشافات من أهم أدوات الاسترجاع سواء اليدوي أو الآلي، وتزداد الكشافات أهمية كلما كانت النصوص المكشفة مهمة، ويُحتاج الرجوع إليها بشكل دائم ومستمر. ولعل نصوص القرآن الكريم من أهم وأكثر النصوص استخداما عند المسلمين، حيث يحتاج المسلم، وغيره من الباحثين، والعلماء، وطلبة العلم الرجوع إلى آيات القرآن الكريم، والاستشهاد بها في قضية من القضايا. علاوة على ذلك، فقد يحتاج الباحث تخريج واسترجاع بعض آيات من القرآن في موضوع ما. ولقد أحس بهذه الحاجة الملحة بعض علماء الإسلام خصوص لما قّل عدد حفاظ كتاب الله الكريم، وصعب معه تحديد أماكن آيات القرآن. ومع هذه الحاجة بدأت تظهر كشافات آيات القرآن الكريم، وكان ذلك في منتصف القرن الحادي عشر الهجري على يد العالم التركي محمود الورداري (كان حيا حتى عام 1054 هـ) في كتابه المعروف ب"ترتيب زيبا". وهذا لا يعني أنه لم تكن هناك أدوات ترشد لبعض ألفاظ القرآن الكريم، فكتب غريب القرآن وكتب الوجوه والنظائر شاهد على ذلك، وهي إرهاصات لظهور كشافات القرآن الكريم فيما بعد.
وبعد ترتيب زيبا بدأت تظهر كشافات القرآن تباعا، واختلفت المناهج وطرق الترتيب لهذه الكشافات. ولقد لقي تكشيف الآيات القرآنية، وترتيب آياته بغير الطريقة المعهودة -الترتيب حسب سور المصحف المعروف - في بداية الأمر اعتراضا من بعض علماء الإسلام على هذه النوعية من الترتيب، وثار جدل بين بعضهم عن مشروعية مثل هذا العمل إلى أن استقر الأمر في نهايته على شرعيته، وأن ليس ثم حرج في ترتيب آيات القرآن بغير الترتيب المعهود؛ من أجل الإفادة في تحديد أماكن آيات القرآن الكريم .
1-1 مشكلة الدراسة(1/3)
يعد البحث في مجال كشافات آيات القرآن الكريم من المجالات التي لم يتم التطرق لها بشيء من التفصيل. وبعد مراجعة الأدبيات المنشورة (انظر الدراسات السابقة لهذه الدراسة) في هذا المجال أتضح أن ثمة حاجة ماسة لأن تخصص دراسة تتبع كشافات آيات القرآن الكريم. والحافز للدراسة الحالية أمران، الأول: هو أن هناك الكثير من كشافات آيات القرآن الكريم التي تستخدم في عملية استرجاع آيات القرآن الكريم، والمتأمل لهذه الكشافات يجد أنها تختلف من حيث منهج وطريقة التكشيف. فمن هذه الكشافات ما هو خاص بألفاظ القرآن جميعها أو مقتصر على ألفاظ بعينها، ومن الكشافات ما هو خاص بالتكشيف الموضوعي، ومنها ما هو خاص بأوائل آيات القرآن . والحافز الآخر هو أنه - وحسب علم الباحث وحتى كتابة هذه الدراسة - لم تخرج دراسة تعنى بهذا الجانب، وأعني بذلك أنه لم تخرج دراسة تناقش جميع فئات كشافات آيات القرآن الكريم من حيث الاتجاهات النوعية والعددية. وهذا لا يعني بحال من الأحوال نفي وجود دراسات سابقة خصصت لكشافات آيات القرآن الكريم والتي سيأتي الحديث عنها لاحقا. ويحسن أن أذكر هنا، أنه وفي المراحل الأخيرة لإعداد هذه الدراسة عثرت على ما يفيد أن هناك دراسة قد تكون مشابهة لهذه الدراسة، وهي تلك الدراسة الذي ذكرها عطية (1418) من أنه سيصدرها بخصوص كشافات الألفاظ القرآنية المطبوعة. وحاولت جاهدا أن أعثر على هذه الدراسة، ولكن دون جدوى. على أية حال، فدراسة عطية التي تمت الإشارة إليها هي خاصة بكشافات الألفاظ كما يدل عنوان الدراسة، بينما دراستنا الحالية شاملة لجميع كشافات آيات القرآن الكريم بما في ذلك كشافات الألفاظ. والدراسة الحالية انطلقت من أهداف عدة، وهو ما سنذكره في الفقرة التالية.
1-2 أهداف الدراسة
تنبع هذه الدراسة من أهداف عدة، لعل من أهمها ما يلي:(1/4)
1- التعرف على الاتجاهات النوعية والعددية لكشافات آيات القرآن الكريم المتوافرة باللغة العربية.
2- معرفة مناهج وطرق الترتيب المستخدمة في كشافات آيات القرآن الكريم.
3- رصد معظم كشافات آيات القرآن الكريم بمختلف مناهجها.
1-3 أسئلة الدراسة
وسعيا إلى تحقيق أهداف الدراسة، فلقد وضع الباحث قبل الشروع في هذه الدراسة عددا من الأسئلة كانت نصب عينيه محاولا أن يجد إجابة لها، وهي كالتالي:
1. ما هي الاتجاهات النوعية والعددية لكشافات آيات القرآن الكريم المتاحة للباحثين
2. ما هي مناهج التكشيف المتبعة في هذه الكشافات.
3. ما هي طرق الترتيب المستخدمة في كشافات آيات القرآن الكريم.
1-4 أهمية الدراسة
غني عن القول أن جميع ما يتصل بالقرآن من علوم ومعارف وأدوات بحثية تعد مهمة وذات فائدة. ولا غرو في ذلك، فالقرآن الكريم هو دستور الأمة الإسلامية، وكل ما من شأنه أن يخدم هذا الكتاب العزيز فإنه مهم وضروري. وأما ما يخص هذه الدراسة فهناك عدد من الأمور تنطلق منها أهمية الدراسة الحالية يمكن إجمالها بالنقاط التالية:
أولا: قد تكون هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي ركزت على معظم كشافات آيات القرآن الكريم.
ثانيا: على الرغم من صدور عدد ليس بالقليل من كشافات آيات القرآن، فإنها لم تحظ بالدراسة والتحليل التي تكشف لنا مناهج التكشيف وطرق ترتيبها، وهذه الدراسة تحاول القيام بهذا.
رابعا: أن أدبيات الموضوع لم تأخذ حقها من العناية من قبل المختصين في مجال التكشيف، ولعل هذه الدراسة تكون من الدراسات التي تشجع الباحثين خوض غمار هذا المجال، وهو لا يزال بحاجة إلى عدد من الدراسات خصوصا فيما يتعلق بجانب التكشيف الموضوعي لآيات القرآن الكريم.
خامسا: لعل هذه الدراسة تسد عجزا يلاحظه المهتم فيما يتعلق بدراسة كشافات آيات القرآن الكريم.
1-5 مصطلحات الدراسة(1/5)
تنهج كثير من الدراسات الأكاديمية التعريف بمصطلحات الدراسة تعريفا يجعل الباحث والقارىء - على حد سواء - متفقون فيما تدل عليه تلك المصطلحات من دلالات في سياق الدراسة قيد البحث. والدراسة الحالية ليست نشازا؛ لذا فإننا سنحاول التعريف ببعض المصطلحات ذات العلاقة.
تكشيف أوائل الآيات
تكشيف أوائل الآيات يعتمد على ترتيب الآيات القرآنية وفق أوائلها ترتيبا هجائيا.
تكشيف لفظي على مستوى الكلمة
التكشيف اللفظي على مستوى الكلمة، يعني اعتماد الكلمة الواردة في الآية القرآنية كمدخل كشفي وفق رسمها الإملائي بدون أي حذف، أو إرجاع إلى جذر الكلمة، فكلمة "ويستغفرون" مكانها في حرف الواو، وليس في حرف الياء أو حرف الغين.
تكشيف لفظي بدون سوابق
التكشيف اللفظي بدون سوابق هو الذي يتعمد على الكلمة حسب رسمها في المصحف، ولكن بدون سوابقها، مثال ذلك كلمة "ويستغفرون"، بعد تجريدها من السوابق تصبح "يستغفرون"، وتدرج تحت حرف الياء، وليس تحت حرف الواو أو الغين، وهو الحرف الذي يبدأ به جذر هذه الكلمة وهو "غفر".
تكشيف لفظي على مستوى الجذر
نقصد بالتكشيف اللفظي على مستوى الجذر، هو إرجاع الكلمة الواردة في الآية والمستخدمة كمدخل في الكشاف إلى جذرها، وتجريد هذه الكلمة من حروف الزوائد، فكلمة "ويستغفرون" السابقة ترد إلى جذرها وأصلها الثلاثي، وهو "غفر"، ويكون مدخلها في حرف الغين من الكشاف.
تكشيف موضوعي
هو التكشيف الذي يحلل الآية القرآنية تحليلا موضوعيا وفق دلالاتها، ومن ثم التعبير عن هذه الدلالة برؤوس موضوعات محددة.
تكشيف موضوعي مصنف(1/6)
هو التكشيف الموضوعي نفسه، إلا أنه يختلف عنه في طريقة الترتيب. فالتكشيف الموضوعي قد يعتمد ترتيب الموضوعات وفق حروف الهجاء مما يولد تشتتا للموضوع الواحد في أماكن مختلفة. بينما التكشيف الموضوعي المصنف يتعمد على العلاقة الهرمية بين الموضوعات فيبدأ بالموضوع العام، ومن ثم تدرج تحته الموضوعات الفرعية ذات العلاقة.
تكشيف بتسلسل الحروف الأبجدية
يعتمد نظام التكشيف بتسلسل الحروف الأبجدية على إعطاء كل حرف من حروف الهجاء قيمة رقمية، وترتب الحروف وفق نظام أبجد .. هوز .. حطي .. كلمن ..سعفص .. قرشت .. ثخذ .. ضظغ. فالحرف الأول ( ء ) يأخذ القيمة صفر، بينما آخر حرف في ترتيب النظام الأبجدي ( غ ) يأخذ الرقم 28 (انظر ملحق رقم (3)). ويتم ترتيب آيات القرآن الكريم وفق هذا النظام.
الكشاف
دليل منهجي يرشد الباحث إلى أماكن وجود المعلومات في مصادرها الأصلية، وترتب المداخل الكشفية منهجيا وفق ترتيب معين (هجائي، مصنف ..).
1-6 منهج الدراسة
استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوثائقي الذي يعني " الجمع المتأني والدقيق للوثائق المتوافرة عن مشكلة البحث، ومن ثم القيام بتحليلها تحليلا يستطيع الباحث بموجبه استنتاج ما يتصل بمشكلة البحث من نتائج" (العساف، 1409، ص 204). وبعد أن تم جمع ما له صلة بالموضوع محل الدراسة خصوصا الكشافات، تم استخدام منهج تحليل المحتوى. وكل من المنهج الوثائقي وتحليل المحتوى مكمل للآخر، فالأول نستخدمه للتحليل الكيفي، بينما تحليل المحتوى فهو خاص بالتحليل الكمي لأنواع وفئات كشافات آيات القرآن الكريم. ومن أجل الإجابة على تساؤلات البحث تم اتباع الخطوات التالية:
1- تحديد مصادر البحث الرئيسة، وهي كشافات آيات القرآن الكريم، علاوة على أدبيات الموضوع.(1/7)
2- إعداد نموذج استقصاء معلومات خاص بكشافات آيات القرآن الكريم (انظر ملحق رقم 2)، ويشتمل النموذج على البيانات الببليوجرافية للكشاف، ونوعية الكشاف، وطريقة الترتيب، ومدى التغطية.
3- جمع المعلومات الخاصة بكشافات آيات القرآن الكريم وتفريغها في نموذج استقصاء المعلومات.
4- استخراج النسب التكرارية والنسب المئوية، وذلك باستخدام البرنامج الإحصائي المعروف SPSS . حيث تم استخدام منهج الجداول التكرارية، علاوة على تحليل الجداول المتقاطعة.
5- بعد الحصول على هذه النسب تمت مناقشة وتفسير نتائج الدراسة، محاولين الإجابة على تساؤلاتها من خلال تلك النتائج.
6- تخليص نتائج الدراسة وصياغة التوصيات الخاصة بموضوع الدراسة.
1-6-1 حدود الدراسة
هذه الدراسة حدت لها حدودا تحاول أن لا تتجاوزها، وبطيعة الحال فهذه الحدود منها ما هو نابع من طبيعة الدراسة، ومنها ما هو من صنع كاتب هذه الدراسة. ولعل الحدود المتعلقة بطبيعة هذه الدراسة، هي: عدم الإطلاع على جميع كشافات آيات القرآن الكريم، فلقد تم رصد قرابة 73 كشافا، إلا أن المدروس من هذه الكشافات بلغ 57 كشافا من إجمالي العدد. والسبب في عدم دراسة جميع مجتمع الدراسة يرجع إلى عدم العثور على هذه الكشافات سواء في المكتبات العامة أو التجارية ( في مدينة الرياض) أثناء إجراء هذه الدراسة. وأما ما يخص حدود الدراسة التي رسمها الباحث لنفسه فيكمن إيرادها على النحو التالي:
1. لا تهدف الدراسة الحالية دراسة جميع كشافات آيات القرآن الكريم دراسة تحليلية متعمقة، من حيث دقة رؤوس الموضوعات المعبرة عن آيات القرآن، أو دقة تصنيف الآيات موضوعيا وغير ذلك. وهذا بسبب أن هذه النوعية من الدراسة تحتاج وقتا وجهدا ليس بمقدور الباحث على الأقل في الوقت الحاضر، علاوة أن هذا خارج نطاق الدراسة.
2. ليست الدراسة الحالية معنية بتحديد أي مناهج التكشيف المستخدمة في تكشيف النص القرآني أفضل.(1/8)
3. لا تهدف هذه الدراسة إجراء مقارنة بين هذه الكشافات.
4. لا تدعي هذه الدراسة أنها أحاطت بجميع كشافات القرآن الكريم.
5. أن هذه الدراسة خاصة بكشافات آيات القرآن الكريم، وأما الكشافات الخاصة بكتب التفسير أو الآيات المذكورة في كتب أخرى فليست داخلة في نطاق الدراسة.
6. لا تهدف الدراسة رصد الكشافات الآلية، ونقصد بذلك برامج القرآن الكريم الآلية.
7. تقتصر الدراسة الحالية على دراسة كشافات آيات القرآن المنشورة باللغة العربية فقط، وأما ما نشر بلغات أخرى فهو خارج نطاق الدراسة.
1-6-2 عينة الدراسة
من أجل أن تحديد عينة البحث (مجتمع الدراسة) فقد سلك الباحث خطوتين:
أولا: رصد جميع المعلومات الخاصة بكشافات آيات القرآن الكريم، وذلك من خلال المراجع ذات العلاقة، مثل الكتب، فهارس المكتبات، الببليوجرافيات ..
ثانيا: جمع هذه الكشافات، والوقوف عليها سواء من خلال المكتبات العامة، الجامعية أو التجارية.
وبعد أن تم جمع الكشافات وصل عددها إلى 73 كشافا (انظر ملحق رقم 1)، وعندما بدأ البحث عن هذه الكشافات تمكن الباحث من فحص 57 كشافا من أصل 73 . وهذا العدد (57) يمثل عينة الدراسة، وهو أقصى ما توصل له الباحث في فحص والوقوف على كشافات آيات القرآن الكريم باللغة العربية. وبمقارنة الكشافات المدروسة في هذه الدراسة بالكشافات التي تم حصرها (57/73) تكون النسبة المئوية لعينة الدراسة مقارنة بمجتمع الدراسة 78% وهذه نسبة حسب وجهة نظر الباحث، وكذلك حسب المتعارف عليه في المجال البحثي أنها نسبة جيدة في تمثيل مجتمع البحث. ولا يزعم الباحث أن الثلاثة وسبعين كشافا (73) التي رصدت في هذه الدراسة هي كل كشافات آيات القرآن الكريم.
2- الدراسات السابقة(1/9)
سنتناول في هذه الفقرة تلك الدارسات التي سبقت هذه الدراسة، وأفاد منها الباحث. وفي واقع الأمر، وحسب علم الباحث فليس هناك دراسة شاملة ظهرت بخصوص كشافات القرآن الكريم حتى كتابة هذا البحث. وغالب الدراسات التي سبقت هذه الدراسة عبارة عن سرد لبعض كشافات الآيات القرآنية، وبعضها عبارة عن إشارات لهذه الكشافات ضمن أعمال أكثر شمولا، أو عبارة عن ملاحظات على بعض كشافات القرآن الكريم. على أية حال، سنعرض للدراسات السابقة، التي لها فضل السبق، موضحين الإسهامات التي قدمتها تلك الدراسات وذلك من خلال مناقشتنا لها، وسنوضح بعض أوجه القصور التي اكتنفتها.
ونبدأ بدراسة تعد من أوائل الدراسات التي ناقشت كشافات الآيات القرآنية، وهي دراسة الحلوجي (1408) المعنونة ب "جهود المستشرقين في مجال التكشيف الإسلامي" حيث تطرق الحلوجي وبشيء من الإيجاز إلى جهود المستشرقين في مجال تكشيف القرآن الكريم، وكذلك الحديث النبوي الشريف. ومحل اهتمامنا من دراسة الحلوجي، ما ذكره بخصوص كشافين أثنين يعدان من أوائل الكشافات التي ظهرت في مجال تكشيف نصوص القرآن. الكشاف الأول هو كشاف حسب ألفاظ القرآن صنعه المستشرق الألماني جوستاف فلوجل والمسمى ب" نجوم الفرقان في أطراف القرآن". وأما الكشاف الثاني فهو كشاف موضوعي وضعه المستشرق الفرنسي جول لابوم والمعنون ب"تفصيل آيات القرآن الحكيم"، حسب ترجمة محمد فؤاد عبد الباقي. هذان الكشافان أورد عليهما الحلوجي بعض الملحوظات سواء من حيث طريقة الترتيب أو قصور التغطية لآيات القرآن الكريم التي تم تكشيفها. ومن أجل سد بعض القصور الذي يوجد في كتاب جول لابوم صدر مستدرك على هذا الكشاف قام بإعداده إدوارد مونتيه.(1/10)
وفي دراسة الصونيع (1407) رصد لأبرز كشافات القرآن الكريم - خصوصا كشافات ألفاظ القرآن الكريم - التي ظهرت حتى تاريخ الدراسة (1407). حيث عرف الصوينع بكشافات النصوص وتطبيقاتها على نصوص القرآن والأحاديث. وحسب قول الصونيع فإن دراسته ركزت على كشافات النصوص مستبعدة بذلك جميع أنواع الكشافات الأخر كالكشافات الموضوعية التي عالجت آيات القرآن من الناحية الموضوعية، وكذلك كشافات أوائل الآيات، والكشافات المتخصصة بموضوع محدد كالكشاف الاقتصادي. وعلى هذا يمكن القول أن دراسة الصوينع خاصة بنوعية من الكشافات محددة وهي كشافات ألفاظ القرآن فحسب. وعلى الرغم من ذلك لم تستوعب دراسة الصوينع جميع كشافات ألفاظ القرآن الكريم.
وفي دراسة مشابهة، قام الحزيمي (1417) برصد أهم كشافات آيات القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وهذا ليس على سبيل الاستيعاب ، فلقد فاته الكثير من كشافات القرآن، وكذلك كشافات الحديث. وليس في دراسة الحزيمي تحليل للاتجاهات النوعية والعددية لكشافات آيات القرآن الكريم، الذي هو محال هذه الدراسة الحالية.
ويوضح الشيمي (1405) في دراسته الخاصة بالمرجعية في خدمة النص القرآني ماهية ووظائف المراجع القرآنية، وأنواعها. وتطرق في دراسته لبعض كشاف آيات القرآن أو ما يسميها بأدلة تحديد مواضع الكلمات. وختم دراسته التي وصفها بأنها دراسة مبدئية بعدد من الملاحظات (نتائج الدراسة) منها: أن الأعمال المرجعية التي تخدم النص القرآني ظهرت في وقت مبكر، وأن هذه الأعمال تمت بجهود فردية، ويذكر الشيمي أن هذا قد يكون له ما يبرره في السابق، وأما الآن فإن العمل المؤسسي هو الأولى والأفضل. كما لاحظ أيضا تكرار بعض الأعمال، وأرجع ذلك إلى عدم وجود أدوات ببليوجرافية تضبط الأعمال السابقة التي تمت في هذا المجال.(1/11)
وفي مدخل تعريفي خاص بكيفية الإفادة من كشافات آيات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، تطرق الرحيلي (1413) في كتابه ‘ استخراج الآيات والأحاديث ..‘ لبعض الطرق المستخدمة في تكشيف آيات القرآن الكريم، وعرض لبعض كشافات القرآن وكيفية الإفادة منها في عملية استخراج الآيات من النص القرآني. وركز على ضرورة التأكد من الرجوع لنص الآية من المصحف في عملية التوثيق، وذكر بعضا من الأخطاء التي وقع فيها بعض المؤلفين؛ وذلك بسبب الاعتماد على الحفظ في الاستشهاد بآيات القرآن الكريم دون الرجوع إلى المصحف الشريف.
وفي دراسة أكاديمية، ناقش عطية (1417ب) تكشيف النص القرآني يدويا وآليا، والعقبات التي تواجه عملية التكشيف الآلي للنص القرآني، مثل مشكلة اللغة الطبيعية للنص القرآني كالجناس اللفظي، والترادف والاشتقاق غير ذلك. وسرد عطية في دراسته التسلسل الزمني لظهور كشافات آيات القرآن.
ويتطرق حسين (1999) لفهرسة القرآن الكريم معتبرا أن كتب غريب القرآن من كشافات ألفاظ القرآن، على الرغم من أنها عملت لغرض غير هدف الفهرسة. وتطرق بشكل موجز لبداية الفهرسة اللفظية لآيات القرآن الكريم. ويرى حسين (1999) أن أول من صنع الكشافات اللفظية، وكذلك الموضوعية هم المستشرقون. وهذا الرأي يتكرر عن عدد من الباحثين كما أشار إلى ذلك عطية (1418). ويرد عطية على من يذهب إلى أن المستشرقين هم أول من وضع كشافات آيات القرآن الكريم بأنها مقولة تنقصها حقيقة، وأن هناك ترتيب زيبا الذي سبق كشاف فلوجل بقرنين من الزمن. ويذكر عطية أيضا أن سعيد الأفغان وضع كشافا يعرف باسم ‘نجوم الفرقان‘ ويعرف أيضا بكشاف كلكتا سبق به فلوجل في كشافه ‘ نجوم الفرقان في أطرف القرآن‘ . ويخلص عطية (1418) إلى " أن كشاف ‘ نجوم الفرقان في أطراف القرآن‘ أول كشاف لألفاظ القرآن الكريم وضعه مستشرق أو أوربي، وليس أول كشاف ألفاظ للقرآن ظهر في هذا المضمار على الإطلاق".(1/12)
ومرة أخرى يدرس عطية (1415) برامج القرآن الكريم (الكشافات الآلية). وفي هذه الدراسة قدّم عطية دراسة مقارنة لعدد من برامج القرآن الكريم. حيث أوضح في هذه الدراسة طريقة البحث والتكشيف التي توفرها تلك البرامج، مثل: البحث بمنهج التطابق بين كلمات البحث وكلمات النص القرآني، البحث مع اللواصق، البحث على مستوى الجذر، وغير ذلك من أدوات البحث التي توفرها برامج القرآن الكريم، والتي قد لا تتوافر في الكشافات اليدوية.
ونجد أيضا عطية (1418) يستعرض في مقال له كشافات ألفاظ القرآن المخطوطة ابتداء من ظهور أول كشاف لآيات القرآن الكريم وهو ترتيب زيبا. ومقال عطية خاص بكشافات ألفاظ القرآن المخطوطة فقط دون غيرها. بينما خصص دراسة أخرى لكشافات ألفاظ القرآن المطبوعة، وحتى كتابة هذه الدراسة لم أقف على دراسة عطية سالفة الذكر.
يضاف إلى ما تم مناقشته من الدراسات السابقة بعض الملاحظات والتعليقات على كشافات آيات القرآن الكريم. فمن تلك الملاحظات الذي ضمنها مهنا (1970) مقدمة كشافه ‘تبويب آي القرآن الكريم من الناحية الموضوعية‘ حول رؤوس الموضوعات المستخدمة في كشاف ‘ تفصيل آيات القرآن الحكيم ‘ لجول لابوم. وأن فيها قصورا في عملية وضع الآيات تحت بعض الرؤوس وغير ذلك. كذلك المقارنة التي قام بها إسماعيل (1413) في مقدمة كشافه ‘تصنيف آيات القرآن الكريم ‘ حيث قام إسماعيل بعمل مقارنة بين رؤوس الموضوعات المستخدمة في كشافه مع تلك الرؤوس المستخدمة في كشاف مهنا الموسوم ب ‘ تبويب أي القرآن الكريم من الناحية الموضوعية ‘. هذه المقارنة توضح لنا صدق ما ذهبنا إليه من صعوبة تحليل آيات القرآن الكريم وفق موضوعاتها.(1/13)
هذا بشكل موجز أهم الدراسات السابقة التي عالجت كشافات آيات القرآن الكريم. وكما يلاحظ من عرضنا لهذه الدراسات، فهناك قصور في تغطية بعض الجوانب المتصلة بموضوع الدراسة، بل هناك جوانب في كشافات آيات القرآن لم يتم التطرق إليها بتاتا. وهذا ما حفز هذه الدراسة أن تواصل ما بدأه السابقون من أجل سد بعض القصور في مجال كشافات آيات القرآن الكريم. ويمكن إجمال أوجه القصور في الدراسات السابقة فيما يلي:
1. أن جميع الدراسات السابقة لم تدرس الاتجاهات النوعية والعددية لكشافات آيات القرآن الكريم.
2. معظم الدراسات السابقة تخصص نوعية محددة الكشافات (كشافات لفظية) دون البعض، وعلى الرغم من هذا التخصيص، إلا أنها ليست مستوعبة حتى للكشافات التي تم دراستها.
3. يلاحظ أن أغلب الدراسات السابقة عبارة عن ملاحظات على بعض كشافات آيات القرآن، وبعضها عبارة عن سرد لتلك الكشافات.
4. يلاحظ أن عدد الكشافات التي تم حصرها كعينة للدراسة الحالية يفوق جميع الكشافات التي تم دراستها من قبل الدراسات السابقة.
ويتبين لنا مما سبق أن كشافات آيات القرآن الكريم بحاجة ماسة لدراسة تبرز لنا الاتجاهات النوعية والعددية لهذه الكشافات. وما من شك في أن الدراسة التي بين أيدينا ستسد عجزا في هذا المجال، مع أملنا أن يكون هذا العمل يقدم إضافة جديدة لبنية المكتبة العربية، وللأدبيات ذات العلاقة.
3- الإطار المعرفي للدراسة: تكشيف النص القرآني(1/14)
يعد النص القرآني نصا مميزا، فالقرآن هو كلام الله المنزل. وفهم دلالة النص القرآني يحتاج لكثير من الآليات، مثل الإلمام بأساليب اللغة العربية من تصريف واشتقاق وبلاغة ومعرفة لأسباب النزول وملابسات الآيات. إن تحديد دلالة الآية الواحدة من القرآن مرتبط بفهمها واستنباط ما تتضمنه من معاني، وهذا ما يعرف بالتفسير، الذي يعد من أجل علوم القرآن، وهو الذي عن طريقة نعرف دلالة الآيات والمراد منها؛ لهذا شدد علماء الإسلام خصوصا أهل التفسير من الخوض في آيات القرآن بدون آلية تمكن هذا الخائض من القدرة على التعامل مع نصوص القرآن. ينقل الزركشي (ت، 794 هـ) في كتابه البرهان في علوم القرآن (ج1: ص 292) عن مالك قوله: " لا أوتى برجل يفسر كتاب الله غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالا " وينقل عن مجاهد قوله" لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب". ولعل سؤالا يرد هنا، إلا وهو: ما علاقة تفسير القرآن بتكشيف النص القرآني؟ هذا السؤال سيتم الإجابة عليه لاحقا عند الحديث عن التكشيف الموضوعي (المفاهيمي). على أية حال ما نحن بصدد الحديث عنه هنا، هو مناهج التكشيف المستخدمة في النص القرآني، وسيكون حديثنا منصبا على التعريف بكل منهج. وقبل ذلك سنتحدث عن تكشيف النص القرآني وعلاقته ببعض علوم القرآن كالغريب والأشباه والنظائر.
3-1 بدايات أولية لتكشيف النص القرآني(1/15)
يمكن عد كتب غريب القرآن، وكذلك كتب الوجوه والنظائر بدايات أولية لعملية تكشيف آيات القرآن، وإن كان مؤلفوها لم يقصدوا ذلك، وهذا الرأي يؤيده كل من عطية (1418) و حسين (1999). ونبدأ أولا بذكر كتب غريب القرآن وعلاقتها بعملية تكشيف آيات القرآن. فمن المعروف عند المتخصصين في القرآن وعلومه أن كتب غريب القرآن هي تلك الكتب التي تجمع ألفاظ معينة، وتعرف بالغريب -"وليس الغريب، ما كان غامض المعنى دون غيره، وإنما المراد به، تفسير مفردات القرآن، فكتب الغريب تعنى بدلالة ألفاظه، دون غيرها من المباحث المتعلقة بالتفسير أو المعاني" (الطيار، 1421، ص81). وترتب هذه الكتب وفق نظام معين، وغالبا ما يكون الترتيب المعجمي (الهجائي). وبعض كتب غريب القرآن تُرجع الكلمة إلى أصلها (الجذر)، ومن ثم يتم رصد مشتقات ذلك الجذر، والإشارة إلى آيات القرآن التي ورد فيها ذكر لتلك المشتقات.
وتوضيحا لعلاقة كتب الغريب بالتكشيف، نقول إن إيرادنا كتب الغريب هنا لأنها حسب اعتقادنا تمثل اللبنة الأولى في عملية تكشيف آيات القرآن؛ وذلك نظرا للأسباب التالية:
1- أن كتب غريب القرآن، والكتب المشابهة، تعتمد على ألفاظ من القرآن الكريم، وتعيد ترتيبها وفق نظام معين، وغالبا الترتيب الهجائي. وهذا العمل فيه شبه - إلى حد كبير - بكشافات ألفاظ القرآن الكريم المعاصرة مثل المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي وغيره.
2- تساعد كتب الغريب في الإرشاد إلى أماكن وجود اللفظة الغربية في سور القرآن (خصوصا كتب الغريب التي تذكر اسم السورة التي ورد فيها ذكر لتلك اللفظة)، وهذا هو العمل الذي من أجله عملت الكشافات.
3- تعامل كتب الغريب غالبا كأدوات مساعدة (أعمال مرجعية) في عملية البحث، وهذا أيضا هو دور الكشافات.(1/16)
واعتمادا على ما سبق يمكننا القول أن مفهوم التكشيف اللفظي لآيات القرآن نشأ مع ظهور هذه النوعية من الكتب المتعلقة بعلوم القرآن. وتجدر الإشارة إلى أن كتب غريب القرآن ظهرت في وقت مبكر، حيث تشير بعض المصادر (الطيار، 1421، ص 78) إلى أن كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى البصري (ت، 210 هـ) يعد من أوائل الكتب المصنفة في غريب القرآن. أما من حيث ترتيب كتب غريب القرآن فيمكن تقسيمها إلى أربعة طرق كالآتي:
1- ترتيب ألفاظ الغريب وفق ترتيب سور المصحف الشريف. بداية بالفاتحة، وانتهاء بالناس. سار على ذلك أبو عبيدة (ت، 210 هـ) وغيره.
2- ترتيب الألفاظ القرآنية - بعد تجريدها إلى أصولها (جذورها) - وفق حروف المعجم، (الترتيب الهجائي)، وسار على هذه الطريقة الراغب الأصفهاني (ت، بعد 400 هـ).
3- ترتيب الألفاظ القرآنية وفق حروف المعجم، ولكن بدون إرجاع الألفاظ إلى أصولها، وسار على هذه الطريقة السجستاني (ت، 330هـ).
4- ترتيب وفق نظام التقفية، وهي ما يعرف في معاجم العربية بنظام الباب والفصل، حيث الترتيب يكون أولا بآخر حرف من اللفظ ، وهو الباب (الطيار، 1421، ص 87-88).
3-2 مناهج تكشيف نص القرآن الكريم
تختلف مناهج تكشيف النص القرآني فيما بينها، فمن المناهج ما يركز على اللفظة القرآنية فحسب دون مراعاة للدلالة، ومنها ما يهتم بتجميع الموضوعات ذات العلاقة تحت رؤوس موضوعات محددة. وسيكون الحديث في هذه الفقرة عن مناهج التكشيف المستخدمة في تكشيف آيات القرآن الكريم.
3-2-1 التكشيف اللفظي (النصي)(1/17)
سبق وأن ذكرنا في مصطلحات الدراسة أن التكشيف اللفظي يعتمد على التقاط ألفاظ القرآن، ومن ثم وضعها في ترتيب هجائي حسب أوائل هذه الألفاظ (قد يكون الكشاف معتمدا على الجذر كمدخل، أو رسم اللفظ بدون تجريد، أو تجريد لبعض سوابق اللفظ كحروف الجر والعطف وغير ذلك). ومحور التكشيف اللفظي هو اللفظة القرآنية بغض النظر عن الدلالة، وما تحمله من معنى. وبسبب ذلك نجد أن بعض المتهمين في مجال تكشيف النص القرآني (عطية، 1403) يرى أن الكشافات اللفظية لا تسعف الباحثين في العثور على الدلالة الموضوعية للآيات "ذلك أن من إعجاز القرآن تحمل ألفاظه بالوافر من المعاني والأفكار .. فالكلمة فيه أصلها ثابت وفروعها من المعاني ممتدة متكاثرة، لا يحيط بها بشر، ولا يحكمها زمان" (عطية،1403، ص 147).
بينما يرى آخرون (ومنهم أستاذنا الدكتور حشمت قاسم في نقاش دار معه بخصوص تكشيف النص القرآني) أن التكشيف اللفظي لآيات القرآن هو الأكثر مناسبة, وأن التكشيف وفق ألفاظ النص بدون تدخل العنصر البشري في تحديد المفاهيم أو الدلالات هو من أكبر مزايا التكشيف اللفظي إذا ما قارنه بالتكشيف الموضوعي الذي يعتمد على فهم المكشف لدلالة النص المكشف. ولعل مرد ذلك إلى أن دلالات آيات القرآن قد تختلف من شخص لآخر (انظر الفقرة التالية).
3-2-2 التكشيف الموضوعي (المفاهيمي)
وهذا النوع من التكشيف - عموما - من أصعب مناهج التكشيف على الإطلاق، وتطبيقه على النص القرآني أكثر صعوبة كما مر معنا قبل قليل. فعملية التكشيف الموضوعي متداخلة الأطراف، فثقافة المكشف لها أثر في تحديد دلالة الآية الموضوعية، وكذلك استنباطه وتحديده للكلمات الدالة أمر يحتاج لكثير من العلوم والمعارف. وهذا العمل شبيه بمن يفسر آيات القرآن الكريم، وكما نعلم أن من يتصدى لتفسير القرآن ينبغي أن يكون لديه إلمام بكثير من العلوم التي تخدم فهم النص القرآني.(1/18)
ولقد كتب كثير من علماء التفسير فيما يتعلق بمسألة الخوض في تحديد دلالة القرآن بدون علم، فها هو الزركشي (ت، 794 هـ) في كتابه البرهان في علوم القرآن يقول عن القول في آيات القرآن: " أنه باب عظيم الخطر،ومن هنا تهيب كثير من السلف تفسير القرآن وتركوا القول فيه حذرا أن يزلوا فيذهبوا عن المراد وإن كانوا علماء باللسان فقهاء في الدين. وكان الأصمعي - وهو إمام اللغة - لا يفسر شيئا من غريب القرآن، وحكى عنه أنه سئل عن قوله تعالى: "شغفها حبا" فسكت، وقال: هذا في القرآن، ثم ذكر قولا لبعض العرب في جارية لقوم أرادوا بيعها أتبيعونها، وهى لكم شغاف، ولم يزد على هذا. ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم إعراب القرآن وطلب معاني العربية .. واعلم أنه ليس لغير العالم بحقائق اللغة وموضوعاتها تفسير شيء من كلام الله، ولا يكفى في حقه تعلم اليسير منها، فقد يكون اللفظ مشتركا وهو يعلم أحد المعنيين والمراد المعنى الآخر. وهذا أبو بكر وعمر رضى الله عنهما من أفصح قريش، سُئل أبو بكر عن الأب، فقال أبو بكر: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كلام الله ما لا أعلم. وقرأ عمر سورة عبس، فلما بلغ الأب قال: الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟ ثم قال: لعمرك يابن الخطاب إن هذا لهو التكلف .. وما ذاك بجهل منهما لمعنى الأب، وإنما يحتمل - والله أعلم - أن الأب من الألفاظ المشتركة في لغتهما، أو في لغات فخشيا إن فسراه بمعنى من معانيه أن يكون المراد غيره" (ج1: ص295).(1/19)
ولعل سؤالا يرد هنا، وهو: ما وجه الصلة بين تفسير أو فهم دلالة الآية بالتكشيف؟ أجيب عن ذلك بأن التحليل الموضوعي المستخدم في عملية التكشيف الموضوعي يعتمد على فهم النص المراد تكشيفه، ومن ثم التعبير عن هذا النص بكلمات تدل عليه. وفي واقع الأمر فإن تحديد الدلالة الموضوعية للآية من القرآن يدخل ضمنا في عملية تفسير القرآن، وهناك تقارب واضح بين التفسير (أو استنباط دلالة الآيات) والتحليل الموضوعي لآيات القرآن الكريم. ومن المعلوم أن تحديد المراد من الآية أو دلالتها الموضوعية يتفاوت الناس فيه تفاوتا بينا. يقول ابن القيم (ت، 751هـ) في كتابه ‘إعلام الموقعين‘ أن " الناس متفاوتون في مراتب الفهم في النصوص، منهم من يفهم من الآية حكما أو حكمين، ومنهم من يفهم عشرة أحكام، أو أكثر من ذلك، ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ دون سياقه، ودون إيمائه وإشارته وتنبيهه واعتباره ... " (ج1: ص 354). وفي موضع آخر يقول أن دلالة النصوص نوعان: حقيقة وإضافية، فالحقيقة تابعة لقصد المتكلم وإرادته، وهذه الدلالة لا تختلف. والإضافية تابعة لفهم السامع وإدراكه، وجودة فكره، وقريحته، وصفاء ذهنه، ومعرفته بالألفاظ ومراتبها، وهذه الدلالة تختلف اختلافا متباينا بحسب تباين السامعين - أو القارئين للنص - في ذلك " (ج1: ص 350).(1/20)
وفيما يخص تفاوت الناس في فهم النصوص أو الوثائق وما تدل عليه، فلقد ذكر كنت (1979) مثالا يفيد في توضيح هذه النقطة، حيث ذكر أن "أحد التمرينات الدراسية، الذي عرضت فيه على مجموعة من الطلبة وثيقة مطبوعة، وطلب منهم إعداد خمسة مداخل كشفية لها. وكانت الوثيقة المطبوعة هي رسم كاريكاتيري" (كنت، 1979، ص 135). هذا الرسم اسمه ‘العالم الغريب للسيد موم‘ ويتكون من كانجاور في قفص، وسيدتان بجانب القفص تتحدثان، ومع إحداهن عربة فيها كانجاور صغير، والطفل الذي يفترض أن يكون في العربة موجود في داخل القفص مع الكانجاور. أعطي هذا الرسم لعدد من الأفراد، وطُلب من كل واحد أن يعبر عن هذا الرسم الكاريكاتيري، وبعد أن جمعت التعليقات، اتضح أن كل واحد عبر بطريقة مغايرة لما عبر به الآخر. فمن هذه التجربة يتضح لنا تفاوت الناس في التعبير عن هذه الوثيقة، وهي عبارة عن رسم واضح، ولكن كل واحد عبر عن أفكار مختلفة، وكذلك اختار مصطلحات مختلفة للتعبير عن نفس الأفكار (كنت، 1979، ص 136).
إن إلقاء نظرة واحدة على كشافات آيات القرآن الموضوعية كفيلة بأن تجلي لنا مدى التفاوت الذي يحدث بين المكشفين في تحديد دلالات آيات القرآن. فعلى سبيل المثال انظر المقارنة التي صنعها مهنا (1970) بين كشافه ‘تبويب آي القرآن الكريم من الناحية الموضوعية‘ وبين كشاف ‘تفصيل آيات القرآن الحكيم‘ لجول لابوم. وأنظر أيضا المقارنة التي صنعها إسماعيل (1413) لكشافه ‘تصنيف آيات القرآن الكريم‘ مع كشاف ‘تبويب آي القرآن الكريم‘، وكشاف ‘تفصيل آيات القرآن الحكيم‘ السالف الذكر لتقف على تفاوت هؤلاء المكشفين في تحديد الدلالات الموضوعية لآيات القرآن الكريم.
3-2-3 التكشيف حسب أوائل الآيات(1/21)
هذا نوع آخر من مناهج تكشيف آيات القرآن الكريم، حيث يعتمد على بداية الآية القرآنية كمدخل كشفي، ثم ترتب الآيات وفق حرفها الأول والثاني وهكذا. وهذا النوع نادر في كشافات آيات القرآن كما سيأتي في مناقشة النتائج. وهذا النوع من التكشيف لا يحتاج جهدا في تحديد الدلالات الموضوعية للآيات، ولا نحتاج - أيضا - لإرجاع الكلمة إلى جذرها أو تجريدها من بعض السوابق. وقد يكون هذا المنهج هو أسهلها إعدادا، وأكثرها اقتصادا فيما يتعلق بالناحية الشكلية (عدم تضخم صفحات الكشاف). وعلى الرغم من أن هذا النوع من التكشيف خاص بأوائل الآيات إلا أنه في بعض الكشافات يتم تقطيع الآية إلى مقاطع، وترتب مع أوائل الآيات ترتيبا هجائيا. ولا ننسى أن ننوه هنا أن أول كشاف لآيات القرآن ظهورا هو كشاف ‘ترتيب ريبا‘، وهو كشاف نهج تكشيف آيات القرآن حسب أوائها، مع تقطيع لبعض الآيات، وإدراجها في هذا الكشاف.
3-2-4 مناهج أخرى
علاوة على ما تقدم من مناهج التكشيف لنصوص القرآن، هناك طرق أخرى لا يكمن أن نطلق عليها مناهج؛ لأنها عبارة عن اجتهادات لبعض المكشفين المهتمين بالنص القرآني. ولا تكاد تجد إلا مثالا واحدا أو أكثر بقليل لكل طريقة من هذه الطرق. فعلى سبيل هناك طريقة تكشيف الآيات القرآنية وفق نظام حساب الأبجدية الذي صنعه عبد العزيز سعيد هاشم، وسماه بدليل الآيات القرآنية بالأرقام والأبجدية. وسنتطرق لهذا الكشاف عند مناقشة نتائج الدراسة.
4- عرض وتحليل النتائج(1/22)
ستناول في هذه الفقرة عرض النتائج التي كشفت عن هذه الدراسة مع مناقشة لأهم هذه النتائج. فنبدأ أولا بنظرة عامة للاتجاهات النوعية والعددية لكشافات آيات القرآن الكريم، حيث تم تقسيمها إلى فئات عامة، وتحت هذه الفئات هناك أنواعا أخرى. وبعد الانتهاء من ذلك سيتم مناقشة ترتيب هذه الكشافات حسب كل نوع، ونختم هذا الجزء من الدراسة ببعض الملاحظات حول نظام الإحالات وطريقة العزو في كشافات آيات القرآن الكريم.
4-1 تقسيم الكشافات حسب الفئات
يوضح لنا الجدول (1) التوزيع الفئوي والعددي لعينة الكشافات المدروسة، علاوة على النسب المئوية لكل فئة من فئات الكشافات محل الدراسة. وكما هو واضح من الجدول (1) فمجموع الكشافات التي تمت فحصها في هذه الدراسة هي 57 كشافا من أصل 73 كشافا. ويمكن توزيع الكشافات المدروسة على فئات أربع كالتالي:
1- كشافات لفظية
2- كشافات موضوعية
3- كشافات أوائل الآيات
4- كشافات أخرى
جدول (1) فئات كشافات آيات القرآن الكريم حسب عينة الدراسة
نوع الكشاف ... التكرار ... النسبة المئوية
كشافات لفظية ... 23 ... 40.4
كشافات موضوعية ... 19 ... 33.3
كشافات أوائل الآيات ... 7 ... 12.3
كشافات أخرى ... 8 ... 14.0
المجموع ... 57 ... 100.0
نوع الكشاف ... طريقة ا لترتيب ... ويمكن تمثيل المعلومات في الجدول (1) بالرسم البياني أدناه (شكل (1))، فمن خلال هذا الشكل يتضح لنا عدد الكشافات حسب فئاتها، علاوة على النسب المئوية لكل فئة.
شكل (1) التوزيع النوعي والعددي لكشافات آيات القرآن(1/23)
يوضح لنا الشكل (1) التوزيع الفئوي والعددي لكشافات آيات القرآن التي غطتها عينة الدراسة، حيث بلغ عدد الكشافات اللفظية (كشافات الألفاظ) 23 كشافا من أصل 73 ، والتي تمثل عينة الدراسة. بينما بلغ عدد الكشافات الموضوعية 19 كشافا، وكان نصيب الكشافات التي تعتمد أوائل آيات القرآن 7 كشافات من أصل 73 كشافا. وأخيرا، فهناك 8 كشافات لا يمكن أن تصنف تحت أي فئة من الفئات السابقة؛ لذا أعطيت هذه العينة من الكشافات فئة "كشافات أخرى"، وهذه الفئة من الكشافات متنوعة فمنها ما هو خاص بالأدوات النحوية، ومنها ما هو عبارة عن إحصاءات لتكرار كلمات القرآن. ولا يفوتنا أن ننوه هنا فيما يخص الكشافات اللفظية والموضوعية أنها ليست بمستوى واحد فهناك الكشافات اللفظية والتي تعتمد على الجذر كمدخل لها، وهناك الكشافات اللفظية التي تعتمد على اللفظة القرآنية كمدخل لها بدون تجريد للزوائد، وهناك تقسيم للكشافات الموضوعية، فمنها ما هو كشاف موضوعي مصنف، ومنها ما هو موضوعي فحسب، وسيمر معنا تفصيل هذا عند الحديث عن أنواع الكشافات.
ويمكن ملاحظة توزيع النسب المئوية لكل فئة من هذه الكشافات من خلال الشكل (1)، إذ يتضح لنا من هذا الشكل أن أعلى نسبة مئوية لكشافات آيات القرآن كانت من نصيب الكشافات اللفظية، حيث أن النسبة المئوية لهذه الكشافات وصلت إلى 40.4% من النسبة المئوية العامة، بمعنى آخر فالكشافات اللفظية تمثل نسبة أقل من نصف عينة الدراسة تقريبا.
وتأتي الكشافات الموضوعية في المرتبة الثانية، حيث بلغت النسبة المئوية لهذه النوعية من الكشافات 33.3% بينما جاءت فئة ‘ كشافات أخرى ‘ في المرتبة الثالثة بنسبة مئوية تصل إلى 14.0%. وأما أقل نسبة مئوية (12.3%) فهي من نصيب كشافات أوائل آيات القرآن الكريم.
4-2 تقسيم الكشافات حسب الأنواع(1/24)
مر معنا تقسيم الكشافات فئويا، وهنا سنناقش تقسيم كل فئة من الكشافات بحسب النوعية، وكما ذكرنا سابقا فالكشافات اللفظية، وكذلك الموضوعية يمكن أن تقسم إلى أنواع أخرى تندرج تحت التقسيم الفئوي، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الشكل (2). إذ يتضح من هذا الشكل أن فئة الكشافات اللفظية يمكن أن تقسم إلى ثلاثة أنواع هي: الكشافات اللفظية حسب مستوى الجذر، والكشافات اللفظية حسب مستوى الكلمة (رسم الكلمة)، والكشافات اللفظية بدون سوابق. بينما فئة الكشافات الموضوعية فكما هو واضح أيضا من الشكل (2) فنتقسم إلى نوعين هما: الكشافات الموضوعية، والكشافات الموضوعية المصنفة. وأما فئة الكشافات حسب أوائل الآيات، وكذلك الكشافات من ‘فئة أخرى‘ بقيت كما هي، وليس هناك تفريع آخر. وفيما يلي من الصفحات نناقش كل نوع من هذه الكشافات على حدة.
... ... ... شكل (2) فئات كشافات آيات القرآن وأنواعها
4-2-1 الكشافات اللفظية
سبق وأن ذكرنا في الإطار المعرفي للدراسة أن الكشافات اللفظية هي تلك الكشافات التي تجعل اللفظة القرآنية المفردة مدخلا أساسا في تنظيم الكشاف. وسنناقش - هنا - الكشافات اللفظية التي كشفت عنها هذه الدراسة، وهي - بشكل عام - متنوعة وليست بمستوى واحد. ولقد ذكرنا سابقا أن الكشافات اللفظية حققت أعلى نسبة (40%) من بين الكشافات الأخرى (عينة الدراسة)، ونتائج الدراسة تدل على أن هذه الكشافات هي الأكثر إنتاجا. ولعل تحقيق الكشافات اللفظية أعلى نسبة من بين الكشافات الأخرى يرجع إلى أمور منها:
1- سهولة إعداد هذا النوع من الكشافات، فهو لا يحتاج إلا إرجاع كلمات القرآن إلى أصولها، هذا في الكشافات التي تعتمد على تجريد الكلمة من جميع الزوائد. أما في حالة الكشافات اللفظية التي تعتمد على رسم الكلمة، فهي أسهل بكثير من الكشافات التي تعتمد على الجذر كمدخل أساس في عملية التكشيف.(1/25)
2- أن الكشافات اللفظية تعد من أسهل وأكثر الكشافات استخداما، وقد تكون هذه الكشافات هي الأكثر مناسبة لألفاظ القرآن الكريم، لأنها تعتمد على كلمات القرآن كمحور عملية التكشيف وإعداد المداخل، وكذلك في عملية الاسترجاع.
3- أن عملية إرجاع كلمات القرآن إلى أصولها لا يمكن أن يختلف فيه اثنان، فهي عملية مطردة، ومقررة سواء في المعاجم اللغوية أو كتب التصريف والاشتقاق. بعكس التكشيف حسب الموضوعات الذي تختلف فيه الفُهوم والعقول في فهم المراد من النص المراد تكشيفه. وفيما يلي نناقش فئة الكشافات اللفظية حسب أنواعها:
4-2-1-1 كشافات لفظية حسب مستوى الجذر
وهذه النوعية من الكشافات تجعل جذر الكلمة القرآنية هي الأساس، ونقصد بذلك أن اللفظة القرآنية الواردة في المصحف الشريف ترد إلى أصلها الثلاثي أو غيره، ومن ثم يدرج تحت هذا الجذر جميع مشتقاته التي وردت في القرآن الكريم. وكما سبق وأن أشرنا فالكشافات اللفظية كان نصيبها من عينة الدراسة 23 كشافا من أصل 57 كشافا تم دراستها وتحليلها. وعند فحص هذه الكشافات وجد أن 15 كشافا (بنسبة 65 % ) من أصل 23 كشافا لفظيا هي كشافات تعتمد على الجذر كمدخل أساس في تنظيم الكشاف (انظر الشكل (2). ومن أشهر الكشافات اللفظية التي تعتمد على الجذر كمدخل أساس: ‘المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم‘ لمحمد فؤاد عبدالباقي.
4-2-1-2 كشافات لفظية حسب رسم الكلمة(1/26)
وهذا نوع آخر من أنواع الكشافات اللفظية، ولكنه يختلف عن السابق في أن الكشافات اللفظية حسب مستوى الكلمة لا تجرد اللفظة القرآنية إلى أصولها (جذورها) وإنما تعتمد على اللفظة القرآنية بكامل رسمها الذي ورد في المصحف. أمر آخر، أن هذه الكشافات - أيضا - لا تجرد أي زوائد للكلمة حتى وإن كانت طارئة عليها، وليست جزء منها. ولعل في إعطاء مثال يوضح لنا ذلك، فلفظة أو كلمة والذاريات الواردة في الآية الكريمة: "والذاريات ذروا" تَرِد في الكشاف كما رسمت في المصحف وبدون أي حذف أو تجريد، وبناء عليه سيكون الحرف الذي ترتب فيه هذه اللفظة تحت حرف الواو، وليس تحت ال التعريف أو حرف الذال الذي تبدأ به الكلمة الأصلية. وكما هو موضح في الشكل (2) وجد أن عدد الكشافات التي سارت على هذا المنهج هو 3 كشافات من أصل 23 كشافا، وبنسبة مئوية تصل إلى 13% تقريبا. وما من شك في أن هذه النوعية من التكشيف تشتت الألفاظ ذات العلاقة في ثنايا الكشاف؛ وذلك نظرا لتنوع اللواصق خصوصا السوابق التي ترد على كثير من ألفاظ القرآن الكريم.
4-2-1-3 كشافات لفظية مجردة من السوابق
تشبه الكشافات اللفظية المجردة من السوابق - إلى حد كبير - الكشافات اللفظية المعتمدة على رسم الكلمة، ولكن هناك فرقا دقيقا بين هذين النوعين من الكشافات. ويحسن بنا أن نعطي مثالا يوضح الفرق بين طريقة هذين الكشافين، فقد ذكرنا عند حديثنا عن الكشافات اللفظية حسب رسم الكلمة أنها تعتمد على اللفظة القرآنية وبدون تجريد فلفظة والذاريات، ترد في تلك الكشافات تحت حرف الواو، بينما اللفظة نفسها ترد في الكشافات اللفظية المتعمدة على تجريد السوابق تحت حرف الذال، بمعنى أن السوابق (وهي حرف الواو و أل التعريف) تم حذفها من الكلمة. وعند فحص الكشافات اللفظية تبين أن 5 كشافات من أصل 23 تعتمد على هذه الطريقة، والنسبة المئوية لهذه الكشافات هي 21%.
4-2-2 الكشافات الموضوعية(1/27)
تعتمد الكشافات الموضوعية على تحليل الآية القرآنية تحليلا دقيقا، ومن ثم محاولة استنباط الدلالة أو الأفكار التي تحويها وتتضمنها تلك الآية. بعد ذلك يتم التعبير عن هذه الأفكار بصيغ محددة، وعادة ما تكون كلمة أو كلمتين لتدل موضوعيا على الآية الكريمة. وهذه الكلمات المعبرة عن الدلالة الموضوعية للآية هي ما يعرف عند المختصين في مجال المكتبات والمعلومات ب‘رؤوس الموضوعات‘ أو ‘الواصفات‘. وكما سبق وأن ذكرنا فعدد الكشافات الموضوعية التي أظهرتها الدراسة الحالية هي 19 كشافا من اصل 57، وبنسبة تصل إلى 33% تقريبا. وعند فحص الكشافات الموضوعية تبين أنها يمكن أن تقسم إلى نوعين هما: كشافات موضوعية غير مصنفة، وكشافات موضوعية مصنفة (سيأتي مناقشة ذلك لاحقا). وتبين - أيضا - من فحص الكشافات الموضوعية أنها ليست بمستوى واحد فهناك كشافات شاملة لجميع آيات القرآن الكريم، مثل: ‘المعجم المفهرس لمعاني القرآن العزيز‘ لمحمد بسام ورشدي الزين. وهناك كشافات خاصة بموضوع محدد، مثل: ‘الكشاف الاقتصادي‘ لمحي الدين عطية، أو خاص بموضوع أوسع، ولكنه ليس شاملا لجميع آيات القرآن، مثل: ‘دليل آيات العبادات والأحكام والتوجيه‘ لذخر الدين شوكه.
4-2-2-1 كشافات موضوعية غير مصنفة(1/28)
تعتمد الكشافات الموضوعية غير المصنفة على جمع الآيات القرآنية المتعلقة بموضوع واحد تحت مدخل واحد وترتيبها وفق نظام معين، ويغلب على الكشافات الموضوعية الترتيب وفق حروف الهجاء، وهذا ما جعلها تختلف عن الكشافات الموضوعية المصنفة التي سيأتي الحديث عنها. والترتيب الهجائي للمداخل الموضوعية يحدث تشتتا في ثنايا الكشاف، فعلى سبيل المثال: موضوع الحج، وكذلك الطواف يردان في مكانين مختلفين على الرغم من أنهما مرتبطان ببعض. فالحج مكانه في الترتيب الهجائي في حرف الحاء، والطواف يرد تحت حرف الطاء. وكما هو موضح في الشكل (2) فعدد الكشافات الموضوعية غير المصنفة هو 5 كشافات من أصل 19 كشافا موضوعيا، وبنسبة تصل إلى 26%.
4-2-2-2 كشافات موضوعية مصنفة(1/29)
تكاد الكشافات الموضوعية المصنفة تكون هي الكشافات الموضوعية غير المصنفة؛ وبسبب اختلاف طريقة الترتيب لكل نوع من هذه الكشافات آثرنا أن نجعلهما نوعين مستقلين. فالكشافات المصنفة تعتمد على التحليل الموضوعي لآيات القرآن الكريم، ومن ثم ترتب الموضوعات وفق نظام تصنيفي هرمي، يبدأ بالعام، ثم الخاص. وليس هناك نظام معين لهذه النوعية من الكشافات، فكل مكشف يختار منهجا تصنيفيا يراه مناسبا. وأوضحت الدراسة كما في شكل (2) أن عدد الكشافات الموضوعية المصنفة هو 14 كشافا من أصل 19 كشافا، وبهذا تكون نسبة هذه الكشافات إذا ما قارنها بالكشافات الموضوعية غير المصنفة 74% . وعند فحص الكشافات الموضوعية المصنفة تبين أن مسألة التصنيف الموضوعي لآيات القرآن الكريم ترجع لاجتهاد الشخص الذي قام بإعداد الكشاف. ومن الواضح أنه ليس هناك أي قوائم استناد يُرجع إليها بهذه الخصوص، فعلى سبيل المثال: نجد أن صبحي عبد الرءوف عصر قسم كشافه الموسوم ب ‘المعجم الموضوعي لآيات القرآن الكريم‘ إلى ثلاثة موضوعات رئيسة، وهي: أركان الإيمان، والتقوى، والكفر والفجور. وتحت كل قسم من هذه الأقسام يُفرع فروعا أخرى، فتحت موضوع التقوى موضوعات مثل ذكر الله، والصبر والإحسان وغير ذلك، وتحت الإحسان هناك تفريع آخر، مثل الإحسان للوالدين، للأقارب، للجار ..وهكذا تفريع داخل تفريع.
بينما نجد محمد مصطفى محمد في كشافه ‘الفهرس الموضوعي لآيات القرآن الكريم‘ يسلك طريقا آخر في عملية تصنيف موضوعات آيات القرآن، فلقد قسم كشافه إلى عدد من الأقسام وتحت كل قسم هناك تفريع، مثال ذلك: رأس موضوع يوم القيامة فرّع تحته عددا من التفريعات ذات العلاقة. وتحت موضوع القصص والتاريخ هناك تفريع لمواضيع أخرى مثل ابنا آدم، قارون، ذو القرنين ...
4-2-3 كشافات أوائل الآيات(1/30)
هذه فئة أخرى من الكشافات أوضحتها الدراسة الحالية، وهذه الكشافات تعتمد بداية الآية القرآنية كمدخل كشفي، ومن ثم ترتب الآيات القرآنية ترتيبا هجائيا وفق أوائلها. وبعض كشافات أوائل الآيات القرآنية تُقطع الآية إلى مقاطع محددة، ويرتب كل مقطع في مكانه المناسب هجائيا. فعلى سبيل المثال: الآية الكريمة في سورة الأنعام " الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" هذه الآية تقطع إلى مقطعين، الأول: وهو بداية الآية الحمد لله، والمقطع الثاني ثم الذين كفروا وفي الكشاف يأتي المقطع الأول في حرف الألف (هذا في حال الكشافات التي تعتمد ال التعريف في عملية الترتيب)، بينما المقطع الثاني يأتي في حرف الثاء. وعملية تقطيع الآيات القرآنية في الكشافات المدروسة يرجع إلى اجتهاد المكشف في تحديد المقطع المناسب. على أية حال، بلغ كشافات أوائل الآيات القرآنية 7 كشافات من أصل 57 كشافا (عينة الدراسة) وبنسبة تصل إلى 12.3 % وهذه الكشافات هي أقل الكشافات عددا تم العثور عليها في عينة الدراسة كما هو موضح في الشكل (2).
4-2-4 كشافات أخرى
عندما تم فحص جميع الكشافات والتي تمثلها عينة الدراسة، وجدنا أن هناك عددا من الكشافات لا يمكن بحال أن تصنف تحت فئة من فئات الكشافات الثلاثة السابقة؛ لذا أعطيت هذه الكشافات مسمى"كشافات أخرى". وكما هو واضح من الشكل (2)، فقد بلغ عدد الكشافات الخاصة بهذه الفئة 7 كشافات وبنسبة تصل إلى 14 % من النسبة المئوية العامة للكشافات المدروسة. وهذه النوعية من الكشافات تختلف فيما بينها، فمن الكشافات ما هو خاص بأدوات النحو والضمائر. وفي هذه الفئة هناك 3 كشافات تتعلق بإحصاء تكرار ألفاظ القرآن، أو إحصاء آيات وسور وأجزاء القرآن وغير ذلك.(1/31)
ومن أعجب الكشافات التي تم العثور عليها في هذه الفئة، كشاف رقمي صيغ بطريقة جديدة وظريفة. إنه كشاف أعده عبد العزيز سعيد هاشم وسماه ‘دليل الآيات القرآنية بالأرقام والأبجدية‘. ومن أجل التعرف على طريقة هذا الكشاف تم فحص منهجية التكشيف المتبعة، وتبين أنه يرتب الآيات القرآنية وفق طريقة ترتيب رقمية تعتمد على نظام تسلسل الحروف الأبجدية (أبجد هوز..)، معطية كل حرف من حروف الأبجدية قيمة عددية بعدد الحروف، ابتدأ بالرقم 1 وانتهاء بالرقم 28 (انظر محلق رقم (3)). وأما طريقة البحث أو تخريج الآيات في هذا الكشاف فيعتمد على الخطوات التالية:
1- تحديد الحروف الثلاثة للكلمة الأولى من الآية
2- أخذ الحرف الأول والثاني من الكلمة الأولى للآية المطلوبة، ومن ثم النظر في جدول الأرقام الأبجدية (ملحق رقم (3)) من أجل تحديد القيمة الرقمية لكل حرف. ويتم الفصل بين القيمة العددية للحرف الأول، وكذلك الحرف الثاني بخط مائل، ومن ثم الرجوع إلى مداخل الكشاف الرقمية من أجل البحث عن أماكن الآية في القرآن الكريم.
3- ثم النظر في الجدول من أجل تحديد القيمة الرقمية للحرف الثالث، وبعد ذلك البحث في هامش الكشاف الأيمن من الصفحات (المداخل) ذوات الرقمين المذكورين في الفقرة (2) السالفة؛ لنجده مدونا بين قوسين ( ) وإلى جانبه الآية المطلوبة، وفي الجانب الأيسر منها نجد رقم الآية واسم السورة.(1/32)
والمثال التالي يوضح لنا كيفية البحث في هذا الكشاف. فعلى سبيل المثال إذا أردنا معرفة الآية الكريمة (( وجوه يومئذ مسفرة )) نفتش عن الصفحات (المداخل) التي تحمل الرقمين - 6/3 - حيث أن الرقم 6 يدل على القيمة الرقمية للحرف الأول وهو حرف الواو من كلمة (وجوه)، بينما الرقم 3 يدل على القيمة الرقمية للحرف الثاني وهو الجيم من نفس الكلمة (وجوه)، وهذه القيم الرقمية بحسب جدول أرقام الحروف المرفق في ملحق (3). وعندما نفتش في المدخل (6/3) في الكشاف، نبحث في الهامش الأيمن عن الرقم 6 والذي يدل على القيمة الرقمية للحرف الثالث وهو حرف الواو في كلمة (وجوه). وبهذا نجد تحت المدخل 6/3 (6) الآية الكريمة (( وجوه يومئذ مسفرة)) مع ذكر رقم الآية واسم السورة في المصحف الشريف. وهذه طريقة جديدة في تكشيف آيات القرآن الكريم.
4-3 طرق الترتيب وإعداد المداخل في كشافات الآيات القرآنية(1/33)
تعد طريقة ترتيب الكشافات، وكذلك إعداد مداخله من القضايا المهمة، وطريقة الترتيب هي التي تسهل عملية الوصول إلي المادة المكشفة بيسر وسهولة. ومعظم الكشافات تنهج الترتيب الهجائي المعروف، والذي يبدأ بحرف الألف وينتهي بحرف الياء. وهناك أيضا طرق ترتيب أخرى قد تستخدم في الكشافات، وهذه الطرق يحكمها نوعية المادة المكشفة، فهناك الترتيب الزمني، وهو متعلق بالحوادث والتاريخ، وهناك الترتيب المصنف، ويستخدم في عدد من المجالات. وفي هذا الجزء من الدراسة سنناقش طرق ترتيب كشافات آيات القرآن الكريم التي تم التعرف عليها من خلال نتائج الدراسة الحالية. ومن أجل أن نربط بين طريقة الترتيب ونوعية الكشافات استخدمنا التحليل الإحصائي الذي يعتمد على نظام الجداول المتقاطعة المعروف ب crosstabs، وهو أحد التحاليل الإحصائية المتاحة في نظام SPSS . وبعد إدخال بيانات الكشافات محل الدراسة، حصلنا على عدد ونسب كل طريقة ترتيب مقرونا بنوعية الكشاف. والجدول (2) يوضح لنا التوزيع العددي لكل نوع من أنواع الكشافات وطريقة الترتيب المتبعة.
جدول (2) التوزيع النوعي والعددي لطريقة ترتيب الكشافات لكل أنواع الكشافات المدروسة
1@المجموع
هجائي ... مصنف ... أخرى
لفظي على مستوى الجذر ... 15 ... 15
% ... 26.3% ... 26.3%
لفظي على مستوى الكلمة ... 3 ... 3
% ... 5.3% ... 5.3%
لفظي بدون سوابق ... 5 ... 5
% ... 8.8% ... 8.8%
موضوعي غير مصنف ... 5 ... 5
% ... 8.8% ... 8.8%
موضوعي مصنف ... 1 ... 13 ... 14
% ... 1.8% ... 22.8% ... 24.6%
أوائل الآيات ... 7 ... 7
% ... 12.3% ... 12.3%
أخرى ... 3 ... 5 ... 8
% ... 5.3% ... 8.8% ... 14.0%
المجموع ... 39 ... 13 ... 5 ... 57
68.4% ... 22.8% ... 8.8% ... 100.0%
1@لفظي (ساق) 3 ... لفظي (كلمة) 2 ... يطلعنا - أيضا - الجدول (2) على النسب المئوية مقرونة بفئة الكشافات. وفيما يلي مزيد من التفصيل حول طرق ترتيب كشافات آيات القرآن الكريم، ونصيب كل طريقة مقرونة بنوع الكشاف. والجدول رقم (2) يمكن توضيحه بالشكل رقم (3) أدناه:
... ... ... شكل (3) طريقة الترتيب لأنواع الكشافات(1/34)
4-3-1 الترتيب الهجائي (الألفبائي)
تعتمد هذه الطريقة على نظام الترتيب المعروف بالنظام الهجائي أو الألفبائي، والذي يرتب مداخل الكشاف وفق حروف الهجاء مبتدأ بالألف ومنتهيا بالياء. وكما هو واضح من الجدول (2)، وكذلك الشكل (3) فهذه الطريقة هي أكثر الطرق استخداما في كشافات آيات القرآن الكريم، حيث بلغ عدد الكشافات التي رتبت بطريقة هجائية (بغض النظر عن نوعية الكشاف) 39 كشافا من أصل 57 كشافا، والتي تمثل مجموع عينة الدراسة. وأما النسبة المئوية فهي 64.4 %. وحينما نوزع طريقة الترتيب على نوعية الكشافات نجد أن طريقة الترتيب الهجائية استخدمت في كل أنواع الكشافات التي تم مناقشتها سابقا، وكما يوضح لنا الشكل (3) فالكشافات اللفظية بأنواعها الثلاثة، وكذلك الكشافات الموضوعية بنوعيها، وأيضا كشافات أوائل الآيات القرآنية وكشافات ‘فئة أخرى‘، أقول كل هذه الكشافات استخدمت الطريقة الهجائية. وكما هو موضح في الجدول (2)، والشكل (3) أيضا نجد أن نسبة الكشافات تتفاوت فيما بينها في استخدام طريقة الترتيب الهجائي. ووجد - أيضا - أن جميع كشافات الألفاظ بأنواعها الثلاثة، وكذلك الكشافات الموضوعية غير المصنفة، وأيضا كشافات أوائل الآيات لا تستخدم إلا طريقة الترتيب الهجائي فقط دون غيرها من طرق الترتيب (انظر شكل (3)).
4-3-2 الترتيب المصنف (الموضوعي الهرمي)(1/35)
ويقصد بالترتيب المصنف ذلك الترتيب الذي يصنف الموضوعات وفق تسلسل هرمي، بداية بالموضوع العام ونهاية بالموضوع المتخصص (الدقيق). وبينت الدراسة الحالية أن هذا النوع من الترتيب هو المحبذ في الكشافات الموضوعية لآيات القرآن الكريم، حيث بلغ عدد الكشافات الموضوعية المرتبة وفق نظام الترتيب المصنف 13 كشافا من أصل 14 كشافا موضوعيا، أي بنسبة تصل إلى 92.8 % . ولعل هذا يدل أيضا على أن الذين قاموا بتكشيف آيات القرآن موضوعيا يفضلون هذا الترتيب على غيره من طرق الترتيب الأخرى. ويبرر البعض أن الترتيب المصنف للموضوعات يضمن لنا عدم تشتت الموضوعات ذات العلاقة في ثنايا الكشاف، والذي يحدث عندما نستخدم الترتيب الهجائي. وعند فحص عينة الكشافات الموضوعية المصنفة تبين لنا أن عملية تصنيف الموضوعات داخل كل قسم ليست بمستوى واحد، وترجع في الغالب إلى اجتهاد المكشف الذي قام بإعداد الكشاف.
وأما الكشاف الوحيد الذي اعتمد طريقة الترتيب الهجائي للموضوعات هو ‘المعجم المفهرس لمعاني القرآن العزيز‘ الذي أعده محمد بسام ورشدي الزين. وذكر المعدان (1417)، ص 641 ) أن ترتيب الموضوعات سواء الرئيسة أو الفرعية رتبت ترتيبا ألفبائيا، ولا ينظر إلى العلاقات المنطقية بين الأفكار، بل ينظر إلى الكلمة المفتاحية وأجزائها، وتصنف بحسب ترتيبها في الأحرف الهجائية العربية وفق نطقها ورسمها دون ردها إلى جذرها اللغوي. وهذا لا يعني أن ليس ثمة ترتيب هرمي. فالكشاف السابق على أنه رتب الموضوعات الرئيسة وفق أحرف الهجاء، إلا أنه في الرؤوس الفرعية (التفريع الوجهي) الخاصة بالموضوع الرئيس تدرج تحت الرأس العام وترتب وفق أحرف الهجاء. مثال ذلك رأس الموضوع: الآخرة، هناك عدد من التفريعات الوجهية لهذا الرأس كالتالي:
... ... الآخرة
... ... الآخرة: إثباتها
... ... الآخرة: أحداثها
... ... الآخرة: أسمائها(1/36)
ومن المعروف أن من أسماء الآخرة يوم القيامة، ورد هذا الرأس تحت حرف الياء، ولكن معدا الكشاف أحالا من رأس الموضوع يوم القيامة إلى رأس الموضوع الآخرة: أسمائها . وتستخدم الإحالة هنا من أجل التغلب على التشتت الموضوعي الذي يحدثه الرتيب الهجائي.
4-3-3 طرق ترتيب أخرى
وهذه الطرق ليست بالطريقة الهجائية ولا المصنفة، ولا يمكن تصنيفها تحت هاتين الطريقتين. وكما هو واضح من الجدول (2)، وكذلك الشكل (3) فعدد الكشافات التي لا يمكن تصنيفها على أنها هجائية أو مصنفة بلغ 5 كشافات من أصل 57 كشافا وبنسبة لا تتجاوز 8.8 % . ومن أمثلة هذه الطريقة، طريقة الترتيب بنظام حساب تسلسل الأرقام الأبجدية. حيث رتبت بداية آيات القرآن وفق هذا النظام الذي سبق الحديث عنه فليراجع في مكانه. وهناك كشافات لم تنهج ترتيبا واضحا فتم إدراجها تحت هذه الفئة.
4-4 طريقة العزو
ونقصد بالعزو كيفية استخدام الإحالة المرجعية (رقم الآية، واسم السورة) من المدخل الكشفي إلى موقعها في المصحف، وعند فحص الكشافات المدروسة اتضح لنا أنها تختلف في طريقة الإحالة. ويمكن القول أن استخدام اسم السورة ورقم الآية هو المحور الأساس في عملية الإحالة، وتكاد تكون هذه الطريقة في العزو هي الأغلب استخداما في الكشافات المدروسة. وعلى الرغم من ذلك فهناك ثلاثة كشافات استخدمت الإحالة إلى رقم السورة بدلا من اسمها. وبعض الكشافات خصوصا الكشافات الملحقة بنص القرآن المزود بتفسير مختصر تستخدم الإحالة إلى رقم الصفحة (الخاصة بالتفسير)، وهذا نادر الحدوث. وتختلف الكشافات المدروسة في عملية ذكر الآية المحال إليها، ويمكن تقسيم ذلك إلى أربع طرق كالتالي:
4-4-1 ذكر الكلمة الدالة في السياق(1/37)
تعتمد هذه الطريقة على إيراد الكلمة المفتاحية، التي اختارها الباحث كنقطة وصول إلى الآية التي يريد أن يسترجعها في سياق محدد. واغلب الكشافات اللفظية تستخدم هذه الطريقة. حيث تذكر الكلمة المفتاحية (كلمة البحث) وفق سياق معين.
4-4-2 ذكر جزء من بداية الآية
تعتمد هذه الطريقة على إيراد الجزء الأول من الآية فقط، وتتم الإحالة إلى اسم السورة، ورقم الآية. وهذه الطريقة يغلب استخدامها في كشافات أوائل آيات القرآن الكريم، وكذلك بعض الكشافات الموضوعية.
4-4-3 ذكر الآية كاملة
وكما هو واضح من مسمى هذه الطريقة، فالآية تذكر كاملة في الكشاف من بدايتها وحتى انتهائها دون حذف لجزء منها. وهذه الطريقة نجدها كثيرا في الكشافات الموضوعية سواء المصنفة أو غير المصنفة.
4-4-4 ذكر رقم السورة ورقم الآية
حيث يُكتفى بالإحالة إلى رقم السورة والآية فقط. وترقيم السور - بطبيعة الحال - يعتمد على ترتيب سور المصحف المعروف، والذي يبتدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس. وعدد سور القرآن 114 سورة. فعلى سبيل المثال الإحالة للآية 124 من سورة البقرة يكون بهذه الصورة (2:124)، حيث يشير الرقم 2 إلى ترتيب سورة البقرة في المصحف. وهذا الطريقة قليلة الاستخدام.
4-5 نظام الإحالات
من المعروف لدى المختصين في مجال التكشيف أو الفهرسة الموضوعية أن هناك نوعان من الإحالات لا يكاد يخلو منهما كشاف، هما: إحالة انظر وإحالة انظر أيضا. وكل نوع من هاتين الإحالتين له عدد من الاستخدامات ليس هذا مجال بسطها، ولمزيد من التفصيل بإمكان القارئ أن يراجع كتاب عبد الهادي (1401) أو كتاب شعبان والعايدى (1405). على أية حال، يمكن إجمال استخدام الإحالات في الكشاف فيما يلي:
أولا: تعد هذه الإحالات (خصوصا أنظر أيضا) رابطا قويا للمواضيع ذات الصلة والتي تتشتت داخل الكشاف بسبب الترتيب الهجائي لرؤوس الموضوعات.(1/38)
ثانيا: تعد الإحالات (خصوصا إحالة أنظر) من الوسائل التي تزيد من فاعلية الكشاف، وذلك بتوفير مداخل إضافية تعطي المستفيد مزيدا من نقاط الوصول للمادة المكشفة.
ثالثا: تستخدم الإحالات (خصوصا إحالة أنظر) - في كثير من الأحيان - للتغلب على بعض المشاكل اللغوية مثل المترادفات، وصيغ المفرد والجمع.
وتبين لنا من فحص كشافات آيات القرآن المدروسة أن فئة الكشافات الموضوعية - خصوصا المرتبة ترتيبا هجائيا - تستخدم هذه الإحالات بشكل كبير، فإحالة انظر تستخدم للإحالة من مدخل (رأس موضوع) غير مستخدم إلى مدخل مستخدم. فعلى سبيل المثال نورد بعض الأمثلة لإحالة انظر المستخدمة في ‘المعجم المفهرس لمعاني القرآن العزيز‘، وهي كما يلي:
... الصنم ...
ر: التمثال
بمعنى راجع أو أنظر التمثال، وهذا يعني أنه لا يوجد تحت رأس موضوع الصنم ذكر للآيات الواردة عن هذا الموضوع، وإنما نجدها تحت التمثال، وعند رجوعنا لرأس موضوع التمثال وجدنا ما يلي:
... التمثال (أرقام الآيات التي ورد فيها ذكر للتماثيل أو الأصنام)
وأما فيما يتعلق بإحالة انظر أيضا فستخدم - في نفس المعجم سالف الذكر - من أجل الربط بين الموضوعات ذات العلاقة والتي تشتت في ثنايا الكشاف بسبب الترتيب الهجائي، فعلى سبيل المثال نورد بعض الإحالات (يستخدم نفس الطريقة في الإحالة وهو حرف ر):
... البيت الحرام
... ر: مكة
بمعنى أن البيت الحرام له علاقة بمكة، وتعنى هذه الإحالة انظر أيضا رأس الموضوع مكة، علاوة على الآيات التي تم سردها بخصوص البيت الحرام.
5- الخاتمة (تلخيص النتائج والتوصيات)
عند هذه النقطة تكون نتائج هذه الدراسة اتضحت لنا بشكل جلي، ومن أجل أن نلمّ أطراف الدراسة لعله من المستحسن أن ننوه هنا أن الهدف الأساس من هذه الدراسة هو التعرف على الاتجاهات النوعية والعددية لكشافات آيات القرآن الكريم. والنتائج التي توصلت لها هذه الدراسة يمكن أن نلخصها فيما يلي من النقاط:(1/39)
أولا: توصلت الدراسة إلى أن كشافات آيات القرآن الكريم متنوعة ومختلفة وتهدف خدمة أغراض عدة في عملية الاسترجاع، وهذه الكشافات تم تقسيمها وفق فئات أربع هي:
أ . الكشافات اللفظية
ب . الكشافات الموضوعية
ت . كشافات أوائل الآيات
ث . كشافات أخرى.
ثانيا: أوضحت الدراسة أن الكشافات اللفظية حققت أعلى نسبة مقارنة بكشافات آيات القرآن الكريم الأخرى، حيث بلغ عدد الكشافات اللفظية 23 كشافا من أصل 57 كشافا (عينة الدراسة) وبنسبة مئوية تصل إلى 40,4%، واحتلت الكشافات الموضوعية المرتبة الثانية، حيث بلغ عدد هذه الكشافات 19 كشفا من أصل 57 كشافا، وبنسبة مئوية تصل إلى 33.3%. بينما كان عدد كشافات أوائل الآيات 7 كشافات، وبنسبة تصل إلى 12.3%، وهي أقل النسب. وأخيرا تم تصنيف عدد من الكشافات تحت فئة ‘كشافات أخرى‘؛ لأنها غير واضحة المعالم، ولا يمكن وضعها تحت الفئات الثلاث التي ذكرناه سابقا، وبلغ عدد هذه الكشافات 8 كشافات من أصل 57 كشافا تم دراستها، وبنسبة مئوية تصل إلى 14 % .
ثالثا: كشفت الدارسة أن الكشافات اللفظية متنوعة، وتم تقسيم هذه الكشافات إلى أنواع ثلاثة هي:
أ . كشافات لفظية على مستوى الجذر
ب . كشافات لفظية على مستوى الكلمة
ت . كشافات لفظية بدون سوابق
وأما الكشافات الموضوعية فأوضحت الدراسة أن هناك نوعان من الكشافات الموضوعية، وهما:
أ . كشافات موضوعية مصنفة
ب . كشافات موضوعية غير مصنفة.(1/40)
رابعا: أوضحت الدراسة أن هناك منهجان يستخدمان - بشكل واسع - في عملية ترتيب كشافات آيات القرآن الكريم. المنهج الأول هو منهج الترتيب الهجائي، حيث بلغت الكشافات التي استخدمت هذا الترتيب 39 من أصل 57 كشافا، وبنسبة مئوية تصل إلى 68.4 % . وأما المنهج الثاني فهو الترتيب المصنف، حيث بلغ عدد الكشافات التي استخدمت هذا الترتيب 13 كشافا، وبنسبة مئوية تصل إلى 22.8 % . وأخير هناك طرق من الترتيب غير ما ذكر (مثل طريقة الترتيب بنظام التسلسل الأرقام الأبجدية)، وبلغ عدد الكشافات التي لا يمكن اعتبارها هجائية أو مصنفة 5 كشافات، وبنسبة تصل إلى 8.8%
خامسا: كشفت الدراسة أن جميع الكشافات اللفظية بأنواعها الثلاثة، وكذلك جميع كشافات أوائل الآيات القرآنية استخدمت طريقة الرتيب الهجائي فقط. وأوضحت الدراسة -أيضا - أن الكشافات الموضوعية استخدمت طريقة الترتيب الهجائي في حالة واحدة فقط)، بينما باقي الكشافات الموضوعية كانت ترتب وفق الترتيب المصنف. أتضح - أيضا - أن الترتيب الهجائي استخدم في جميع أنواع الكشافات بنسب متفاوتة، وهي الطريقة الوحيدة التي شملت جميع الكشافات.
سادسا: اتضح أن التحليل الموضوعي المعتمد في الكشافات الموضوعية، وكذلك عملية الترتيب المصنف تعتمد على اجتهاد المكشف، وليس هناك ضابط محدد في تحديد رؤوس الموضوعات.
سابعا: كشفت الدراسة أن معظم كشافات آيات القرآن الكريم تم بجهود فردية، وباجتهادات فردية أيضا.
ثامنا: كشفت الدراسة عن نوع من الكشافات يعد غريبا في بابه، ولم يسبق حسب علم الباحث أن أبرز هذا النوع في الدراسات الخاصة بكشافات القرآن الكريم. قصدت بهذا كشاف آيات القرآن وفق الحروف الأبجدية (أبجد هوز ..) الذي قام بوضعه عبد العزيز سعيد هاشم وسماه ب ‘دليل الآيات القرآنية بالأرقام والأبجدية‘.(1/41)
أتضح من خلا هذه الدراسة كثيرا من الملاحظات والقضايا، والتي يحسن بنا أن نذكرها هنا بشكل توصيات، ومنها ما هو عام، ومنها ما هو خاص بموضوع الدراسة. والتوصيات يمكن إجمالها بما يلي:
1- أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الدراسة لكشافات آيات القرآن الكريم، خصوصا الدراسات المقارنة بين هذه الكشافات.
2- لعله من المفيد توجيه بعض الباحثين في مجال المكتبات والمعلومات، وبعض المختصين في علوم الشريعة لإعداد قوائم رؤوس موضوعات خاصة بما يتصل بالعلوم الإسلامية، يمكن الإفادة منها في عملية تكشيف آيات القرآن الكريم أو غيرها لاحقا.
3- تحتاج الكشافات الموضوعية لدراسة دقيقة وعميقة من أجل التعرف على مدى مطابقة رؤوس الموضوعات والآيات القرآنية التي تعبر عنها تلك الرؤوس. وكما نعلم أن عملية تحليل نصوص القرآن من أجل استخلاص الدلالات يعد من أصعب الأمور في علمية التكشيف الموضوعي.
4- نحتاج لدراسة مقارنة - فيما يخص عملية الاسترجاع - تقيس أداء كشافات الألفاظ وأداء برامج القرآن الكريم التي تعتمد على تقنيات الحاسب الآلي (مثل المحلل الصرفي).
5- نحتاج لدراسة خاصة بالكشافات الموضوعية لنرى الفوارق بين هذه الكشافات فيما يخص صياغة رؤوس الموضوعات.
6- نحتاج لدراسة تاريخية عن ظهور كشافات آيات القرآن الكريم، ونحتاج - أيضا - لدراسة تأصيلية لتوضيح العلاقة بين هذه الكشافات وبعض علوم القرآن ذات العلاقة مثل كتب غريب القرآن، وكتب أحكام القرآن وكتب الوجوه والأشباه والنظائر.
7- توصي الدراسة المؤسسات والهيئات الإسلامية بدعم المشاريع الخاصة بتكشيف آيات القرآن الكريم (خصوصا التكشيف الموضوعي)، وتكوين فريق بحث متكامل يتعامل مع ذلك بشكل علمي منهجي من أجل تجنب سلبيات العمل الفردي غير المنظم.
صحيفة المراجع
إبراهيم، سمير عبد الحميد. المعاجم القرآنية في آداب اللغة الأردية. مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ع 35 (1422). ص ص 193-280.(1/42)
إسماعيل، محمد محمود. تصنيف آيات القرآن الكريم. الرياض: دار اللواء، 1413.
الحزيمي، سعود بن عبدالله. كشافات النصوص العربية. مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية. مج 2، ع 2 (1417). ص ص.121-132.
حسين، السايح علي. سبيل الهدى: دراسة تاريخية وتبويب موضوعي لآيات من القرآن الكريم.- طرابلس (ليبيا): جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، 1999.
الحلوجي، عبدالستار. جهود المستشرقين في مجال التكشيف الإسلامي. في: الحلوجي. دراسات في الكتب والمكتبات.- جدة: مكتبة مصباح، (1408). ص ص.131-153.
خليفة، شعبان عبد العزيز و محمد عوض العايدى. قائمة رؤوس الموضوعات العربية الكبرى: الدراسة (ج1).- الرياض: دار المريخ، 1405.
الرحيلي، عبدالله بن ضيف الله. استخراج الآيات والأحاديث في الأبحاث العلمية والدعوية (الحاجة إليه ووسائله وطرقه).- الرياض: دار المسلم، 1413.
الزركي، محمد بن بهادر. البرهان في علوم القرآن/تحيق محمد أبو الفضل إبراهيم. بيروت: دار المعرفة، 1391.
الشيمي، حسني عبدالرحمن. المرجعية في خدمة النص القرآني: دراسة مبدئية للأعمال المرجعية حول القرآن الكريم. حولية المكتبات والمعلومات. مج 1 (1405). ص ص.169-186.
الصوينع، علي السليمان. كشافات النصوص وتطبيقاتها في نصوص القرآن والحديث. مجلة المكتبات والمعلومات العربية. س 7، ع 3 (1407). ص ص. 5-52.
الطيار، مساعد بن سليمان بن ناصر. أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن الكريم.- الدمام: دار ابن الجوزي، 1421.
عبدالهادي، محمد فتحي. الفهرسة الموضوعية:دراسة في رؤوس الموضوعات العربية.-ط2.- جدة: دار الشروق، 1401.
العساف، صالح بن حمد. المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية. الرياض: المؤلف، 1409.
عطية، جمال الدين؛ ومحمد المصري؛ وزينب عطية. دليل تكشيف القرآن الكريم وعمل مكانز لأغراض التكشيف.- القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1410.(1/43)
عطية، زينب. الكشاف الموضوعي لآيات القرآن الكريم - الجزء الأول: السنن الإلهية في الكون والأنفس والأمم.- القاهرة: دار الوفاء، 1417.
عطية، محي الدين. تكشيف التراث الفقهي. المسلم المعاصر، س 14، ع 54. ص ص. 173-191.
عطية، محي الدين. دعوة إلى تكشيف القرآن الكريم. المسلم المعاصر، س 9، ع 33 (1403). ص ص. 173-191.
عطية، هانئ محي الدين. برامج القرآن الكريم الآلية: دراسة نقدية. مجلة المكتبات والمعلومات العربية. س 14، ع 3 (1415). ص ص. 5-53.
عطية، هانئ محي الدين. كشافات الألفاظ القرآنية المخطوطة: التاريخ والمفهوم. مجلة المكتبات والمعلومات العربية. س 17، ع 3 (1418). ص ص. 5-42.
عطية، هانئ محي الدين. نحو منهج لتنظيم المصطلح الشرعي: مدخل معرفي معلوماتي.- القاهرة: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، 1417.
ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر. إعلام الموقعين عن رب العالمين/ تحقيق طه عبد الرؤوف سعد. بيروت: دار الجيل، 1973.
كنت، ألن. الحاسبات الإلكترونية واختزان المعلومات واسترجاعها/ترجمة حشمت قاسم وشوقي سالم.-ط2.- الكويت: وكالة المطبوعات، 1979.
مهنا، أحمد إبراهيم. تبويب أي القرآن الكريم من الناحية الموضوعية.- القاهرة: دار الشعب (1970).
المراجع الأجنبية
Atiyah, Hani M. Quranic Text: Toward a Retrieval System. Virginia (USA): International Institute of Islamic Thought, 1417b .
ملحق رقم ( 1 )
قائمة ببليوجرافية بكشافات آيات القرآن الكريم
(عينة الدراسة)
1. إرشاد الحيران لمعرفة آي القرآن/ إبراهيم بن عبد الله الأنصاري
2. إرشاد الراغبين في الكشف عن آي القرآن المبين/ محمد منير الدمشقي
3. أعلام القرآن/ خزائلي
4. تبويب آي القرآن من الناحية الموضوعية /أحمد إبراهيم مهنا
5. ترتيب زيبا (تركي) (الترتيب الجميل)/ حافظ محمد الورداري
6. ترتيب نصوص آي الذكر الحكيم في أبوب الدين القويم/ محمد سلامة(1/44)
7. الترتيب والبيان عن تفصيل أي القرآن/ محمد زكي صالح
8. الترجمان والدليل لآيات التنزيل/ أحمد محمود الشنقيطي
9. تصنيف آيات القرآن الكريم/ محمد محمود إسماعيل
10. تفسير مفردات ألفاظ القرآن الكريم/ سميح عاطف الزين
11. تفصيل آيات القرآن الحكيم/ جول لابوم، ويليه المستدرك لإدوار مونتيه
12. الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم /محمد فارس بركات
13. دليل آيات العبادات والأحكام والتوجيه في القرآن الكريم/ ذخر الدين شوكة
14. الدليل الأبجدي لآيات القرآن/ محمد زهدي يكن
15. دليل الآيات القرآنية بالأرقام والأبجدية/ عبد العزيز سعيد هاشم
16. دليل الباحثين في الموضوعات القرآنية/ محمد محمود
17. دليل الحيران في الكشف عن آيات القرآن/ ترتيب صالح ناظم
18. دليل القرآن الكريم/ مصطفى محمود أبو صالح
19. الدليل الكامل لآيات القرآن الكريم/ حسين محمد فهمي الشافعي
20. الدليل المفهرس لألفاظ القرآن الكريم/ محمد هويدي
21. الدليل لمعرفة آي التنزيل/ عطية عبد الرحيم عطية
22. زاد المؤلفين من كتاب رب العالمين/ عبد الله محمد درويش
23. عنوان الآيات /عبد الغني النابلسي (مخطوط)
24. فتح الرحمن لطالب آيات القرآن (ملحق)/ علمي زاده فيض الله الحسني
25. فهارس القرآن الكريم/ محمد حسن الحمصي (ملحق ب تفسير وبيان مفردات القرآن)
26. فهرس آيات الأحكام وأنوار التمثيل في القرآن الكريم/ محمد عبد الحافظ عوض
27. الفهرس الموضوعي لآيات القرآن الكريم/ محمد مصطفى محمد
28. قائمة معجمية بألفاظ القرآن الكريم ودرجات تكرارها/ محمد حسين أبو الفتوح
29. قاموس القرآن الكريم: معجم النبات/ مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
30. القاموس القويم للقرآن الكريم/ إبراهيم أحمد عبد الفتاح ؟؟؟
31. قاموس قرآني/ حسن محمد موسى
32. قاموس مفردات آيات القرآن المحتاجة للبيان/ إدارة المطبعة المنيرية
33. الكشاف الاقتصادي لآيات القرآن الكريم/ محي الدين عطية(1/45)
34. الكشاف الرقمي لآيات القرآن العظيم/ محمد أحمد السعودي
35. الكشاف الموضوعي لآيات القرآن: ج1: السنن الإلهية في الكون والأنفس والأمم زينب عطية، إشراف جمال الدين عطية (2 مج)
36. كشف آيات القرآن/ الحاج إبراهيم سوري نخابي
37. كشف الآيات عن القرآن الكريم والتفاسير (فارسي)/ حسن المعصومي
38. مرآة القرآن/ عاكف تشريفاتي
39. المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته/ محمد فارس
40. مصبح الأخوان لتحر آيات القرآن/ يحي حلمي قسطموني
41. معجم أعلام القرآن ../ محمد التونجي
42. معجم ألفاظ القرآن الكريم/ مجمع اللغة العربية بمصر
43. معجم آيات الاقتباس/ حكمت فرج البدري
44. معجم آيات القرآن/ حسين نصار
45. معجم الأدوات والضمائر في القرآن/ اسماعيل أحمد عمايرة وعبدالحميد مصطفى السيد
46. معجم الأرقام في القرآن الكريم/ محمد السيد الدواي
47. معجم الأعلام والموضوعات في القرآن الكريم/ عبد الصبور مرزوق
48. معجم الألفاظ والأعلام القرآنية/ محمد إسماعيل إبراهيم
49. معجم التعبيرات القرآنية/ محمد عتريس
50. المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم/ عز الدين اليروان
51. معجم القرآن: وهو قاموس مفردات القرآن وغريبه/ عبد الرؤوف المصري
52. المعجم الكبير لآيات الله القدير/ سعد الدين زيدان
53. المعجم المفسر لألفاظ القرآن الكريم/ حسن على كريمة
54. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم/ محمد فؤاد عبد الباقي
55. المعجم المفهرس لآيات القرآن الكريم ../عكاشة عبد المنان الطيبي وأشرف محمد الوحش
56. المعجم المفهرس لكلمات القرآن الكريم/ عبد الوحيد نور أحمد
57. المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم/ محمد باسم ورشدي الزبن
58. المعجم الموضوعي لآيات القرآن الكريم/ صبحي عبد الرءوف عصر
59. المعجم الميسر لألفاظ القرآن الكريم حسب بداية الكلمة/ إبراهيم رمضان
60. معجم بأسماء وألفاظ النباتات في القرآن ../ محمد بن إبراهيم علىالله(1/46)
61. معجم حروف المعاني في القرآن الكريم../ محمد حسن الشريف
62. معجم كلمات القرآن العظيم/ محمد عدنان سالم ومحمد وهبي سليمان
63. معجم مفردات القرآن العظيم/ عبد المعين محمود عبارة
64. معجم مفهرس ألفبائي لفظي لألفاظ القرآن/ روحي البعلبكي
65. مفتاح القرآن/ أحمد شاه
66. مفتاح كنوز القرآن/ ميرزا كاظم بك
67. مفردات القرآن في مجمع البيان/ إلياس كلانتري
68. مفصل آيات القرآن: ترتيب معجمي/ عبد الصبور شاهين ؛ فكرة نوح أحمد محمد
69. الموسوعة القرآنية الميسرة/ إبراهيم الأبياري
70. نجوم الفرقان في أطراف القرآن/ عوستاف فلوجل
71. نموذج لكشاف موضوعي للجزء الثلاثين/ محي الدين عطية
72. نور الفرقان بمشارق التبيان/ محمود مختار
73. هداية الرحمن لألفاظ وآيات القرآن ../ إشراف محمد صالح البنداق
ملحق رقم ( 2 )
استمارة استقصاء بيانات عن كشافات آيات القرآن الكريم
1. المؤلف: ... ... ... ... ... ... 2. عنوان الكشاف:
3.ملحق/مستقل: ... ... ... ... ... ... 4. مكان النشر:
5. الناشر: ... ... ... ... ... ... 6. تاريخ النشر:
7. نوع الفهرس:
لفظي (جذر) 1
أخرى 7 ... أوائل السور 6 ... مصنف 5 ... موضوعي 4
8. طريقة الترتيب:
هجائي 1 ... مصنف 2 ... أخرى 3
طريقة الترتيب
9. الاستيعاب والشمول:
شامل 1 ... مختارات2 ... أخرى 3
الاستيعاب والشمول
10. ملاحظات:
...
ملحق رقم ( 3 )
نظام الترقيم حسب تسلسل النظام الأبجدي
ء = 0
هـ = 5
ح = 8
ك = 11
س = 15
ق = 19
ث = 23
ض = 26
ظ = 27 ... خ = 24 ... ر = 20 ... ع = 16 ... ل = 12 ... ط = 9 ... و = 6 ... آ = 1
غ = 28 ... ذ = 25 ... ش = 21 ... ف = 17 ... م = 13 ... ي = 10 ... ز = 7 ... ب = 2
ت = 22 ... ص = 18 ... ن = 14 ... ج = 3
د = 4(1/47)