غريب القرآن في شعر العرب، ص: 5
الإهداء
يا آل بيت رسول اللّه حبّكم فرض من اللّه في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصلّ عليكم لا صلاة له
الإمام الشافعي إلى الحبيب الأعظم صلّى اللّه عليه و سلّم سيّد المرسلين و إلى أهل بيته الطاهرين و إلى أصحابه الطّيّبين نهدي هذا العمل المحققان غريب القرآن في شعر العرب، ص: 7
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ.
صدق اللّه العظيم [سورة آل عمران ] الآية (7) غريب القرآن في شعر العرب، ص: 9
عن ابن عبّاس رضي اللّه عنهما قال: ضمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و قال:
«اللهمّ علّمه الكتاب»- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عكرمة في كتاب العلم باب (17- 19) رقم (75) و (143) و (3546) و (6842). و أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة باب: فضائل عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما رقم (3477).
و أخرجه الإمام الترمذي في سننه كتاب المناقب باب (42). و أخرجه الإمام بن ماجة في سننه في المقدمة باب (11). و أخرجه ابن سعد في طبقاته ج 2 ق 2 ص 119 و 123. و أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 1 ص 214 و 266 و 269 و 327 و 328 و 330 و 235 و 359.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 11
المقدّمة(1/1)
الحمد للّه خالق المصنوعات، و بارئ البريات، و مدبّر الكائنات، و معرّف الألسن الناطقات، مفضّل لغة العرب على سائر اللغات، المنزل كتابه، و المرسل رسوله و حبيبه محمدا صلى اللّه عليه و على آله الطيبين الطاهرين بها تنويها بشأنها، و تعريفا بعظم محلها و ارتفاع مكانها.
أحمده أبلغ الحمد و أكمله و أزكاه و أشمله، و أشهد أن لا إله إلا اللّه اللطيف الكريم، الرؤوف الرحيم، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، و حبيبه و خليله صلوات اللّه و سلامه عليه و على أهل بيته و على سائر النبيين و آل كلّ و سائر الصالحين.
أما بعد:
فإن لغة العرب كان و لم يزل لها المكانة الأعلى، و المقام الأسمى، ذلك لأن بها يعرف كتاب ربّ العالمين، و سنّة خير الأولين و الآخرين و أكرم السابقين و اللاحقين.
صلوات اللّه عليه و على سائر النبيين و التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
اجتهد أولو البصائر و الأنفس الزاكيات، و الهمم المهذبة العاليات في الاعتناء باللغة العربية، و التمكن من إتقانها بحفظ أشعار العرب و خطبهم و نثرهم، و غير ذلك من أمرهم، و كان هذا الاعتناء في زمن الصحابة الأجلّاء رضي اللّه عنهم، مع فصاحتهم و معرفتهم في أمور اللغة و أصولها. فلقد كان ابن عباس رضي اللّه عنهما يحفظ من الأشعار و الأقوال ما لا يحصى، و ما ضرب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لأولاده إلا لتفريطهم في حفظ العربية، و أما ثناء الإمام الجليل الشافعي رحمه اللّه، غريب القرآن في شعر العرب، ص: 12
و حثه على تعلم العربية في أول رسالته، فهو مقتضى منصبه و عظم جلالته، و لا حاجة إلى الإطالة في الحث عليها. فالعلماء مجمعون على الدعاء إليها، بل شرّطوها في كتبهم و اتفقوا على تعلمها و تعليمها من فروض الكفايات.(1/2)
لم يشتهر بالتفسير من الصحابة سوى عدد قليل، عدّهم السّيوطي و سمّاهم، و هم الخلفاء الأربعة، و عبد اللّه بن مسعود، و عبد اللّه بن عباس، و أبيّ بن كعب، و زيد بن ثابت، و أبو موسى الأشعري، و عبد اللّه بن الزبير. أما الخلفاء ما سوى الإمام عليّ، فقد قلّ ما نقل عنهم، لانشغالهم بمهام الخلافة، و تقدم وفاتهم، ثم لوجودهم في وسط أغلبه عالمون بكتاب اللّه عز و جل، عارفون بمعانيه و أحكامه، عرب تقل لديهم الحاجة إلى الرجوع في التفسير إلى غيرهم.
أما الإمام علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه، فكان أكثر الخلفاء رواية، فتأخّر الخلافة عنه مدة خلافة الثلاثة منحه فرصة يتفرغ بها للعلم و التعليم. ثم إن تأخر وفاته أوصله إلى زمن كثرت فيه حاجة الناس إلى من يفسر القرآن و يشرح الأحكام، و كادت فيه تضيع خصائص اللغة العربية بدخول الأعاجم في الإسلام، و اختلاطهم بالعرب.
أما ابن عباس «1» فبإجماع معاصريه، كان مفسر القرآن الأول. و لنعم ما وصفه
__________________________________________________
(1) ابن عباس: هو عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو العباس، حبر الأمة، الصحابي الجليل، ولد بمكة سنة (3) ق. ه. و نشأ في بدء عصر النبوّة، فلازم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و روى عنه الأحاديث الصحيحة. و شهد مع الإمام علي كرم اللّه وجهه الجمل و صفين، و كفّ بصره في آخر عمره، فسكن الطائف و توفي بها سنة (68) ه الموافق (687) م.(1/3)
له في الصحيحين 1660 حديثا. قال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. و قال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا كان أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس، الحلال، و الحرام، و العربية، و الأنساب، و الشعر. و قال عطاء: كان ناس يأتون ابن عباس في الشعر و الأنساب، و ناس يأتونه لأيام العرب و وقائعهم، و ناس يأتونه للفقه و العلم، فما منهم صنف إلا يقبل عليهم بما يشاءون و كان كثيرا ما يجعل أيامه يوما للفقه، و يوما للتأويل، و يوما للمغازي، و يوما للشعر، و يوما لوقائع العرب. و كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إذا أعضلت عليه قضية دعا ابن عباس و قال له: أنت لها و لأمثالها. ثم يأخذ بقوله و لا يدعو لذلك أحد سواه. و كان آية في الحفظ، فكان إذا سمع النوادب سد أذنيه بأصابعه مخافة أن يحفظ أقوالهن. (انظر:
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 13
به ابن عمر إذ قال:
(ابن عباس أعلم أمة محمد بما نزل على محمد).
و ابن عباس رجل أمسك بالمجد من أطرافه. فقد نال شرف صحبة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و شرف القرابة من الحبيب المصطفى: فهو ابن عمه العباس بن عبد المطلب. و في الإمارة: فقد أمّره علي بن أبي طالب على البصرة، و في الورع و التقى: كان صوّام النهار، قوّام الليل، متضرعا بكّاء من خشية اللّه تبارك و تعالى.
و في العلم: كان حبر الأمة الإسلامية، و ترجمان القرآن العظيم، و ذلك كان لقبه، و حقّا كان يستحقه. فهو ذو المعارف الواسعة، و القلب الذكي، و العقل المستنير.
أحب العلم و اندفع إليه، و أحسّ أنه للعلم مخلوق. فمنذ أن أدناه منه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و ربّت على كتفه و
قال داعيا: «اللّهمّ فقّهه في الدّين و علّمه التأويل» «1»(1/4)
بعدها انطلق ابن عباس بقلبه الواعي، و ذهنه الصافي، و حافظته الخارقة، سالكا طريق العلم، فلم يضع من طفولته الواعية يوما دون أن يشهد مجالس الرسول الكريم صلّى اللّه عليه و سلّم، و يحفظ أقواله، ما جعله في يوم من الأيام رباني الأمة الإسلامية، و أعلمها بكتاب اللّه، و أفقهها بتأويل آياته، و أقدر المفسرين على النفوذ إلى أغواره، و فهم مراميه و أسراره، مما بوأه بين الصحابة مكانا مرموقا، فكان أكثرهم تفسيرا. و لأن معرفته و حكمته كانتا أسرع نموا من عمره. فقد نال في شبابه الغض حكمة الشيوخ و أناتهم، و عقل الخبراء و حصافتهم مما جعله موضع احترام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، الذي كان حريصا على مشورته في كبير الأمور و عظيمها، و كان يلقبه ب (فتى الكهول).
__________________________________________________
الإصابة: 4772. و صفة الصفوة: 1/ 314. و حلية الأولياء: 1/ 314. و تاريخ الخميس: 1/ 167. و الأعلام: 4/ 95).
(1) أخرجه الإمام البخاري في كتاب العلم رقم 75 و 143 و 3546 و 6842. و أخرجه الإمام مسلم في فضائل الصحابة رقم 2477. و أخرجه الترمذي في كتاب المناقب باب 42. و أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب 11. و أخرجه ابن سعد في طبقاته الجزء 2 صفحة 119 و 123.
و أخرجه الإمام أحمد في الجزء 1 صفحة 214 و 266 و 269 و 314 و 327 و 328 و 330 و 335 و 359.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 14
يروي ابن عباس فيقول: كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فكان بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا و إن لنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه ممن علمتم. فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم، فقال: ما تقولون في قول اللّه تعالى إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ «3»؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد اللّه و نستغفره إذا نصرنا و فتح علينا.(1/5)
و سكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي عمر: أ كذلك تقول يا ابن عباس؟.
فقلت: لا. فقال: ما تقول؟ فقلت: هو أجل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أعلمه له و قال: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ «4» فذلك علامة أجلك. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً «5».
فقال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول.
و كان إعجاب عمر بن الخطاب بابن عباس يزداد كل يوم. حتى إنه كان يقول عنه: ذاكم فتى الكهول إن له لسانا سئولا و قلبا عقولا.
و باللسان السؤول، و بالقلب العقول، و بتواضع ابن عباس و دماثة خلقه صار حبر الأمة أو بحر الأمة «6» و موسوعتها الحيّة. فهو الذي يحدّث عن نفسه فيقول: إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و عن حرصه على حيازة العلم و أدبه في تعلمه.
يقول: لما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قلت لفتى من الأنصار: هلمّ فلنسأل أصحاب رسول اللّه فإنهم اليوم كثير. فقال: لا .. يا عجبا لك يا ابن عباس، أ ترى الناس يفتقرون إليك و فيهم من أصحاب رسول اللّه من ترى؟ فترك ذلك و أقبلت أنا أسأل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي إليه و هو قائل في الظهيرة، فأتوسد ردائي على بابه، يسفي الريح عليّ من التراب حتى ينتهي من
__________________________________________________
(3) سورة النصر، الآية: 1.
(4) المرجع السابق.
(5) المرجع السابق الآية: 3.
(6) انظر: طبقات ابن سعد: الجزء 2 القسم 2 صفحة 120.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 15
مقيله، و يخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول اللّه ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليّ فآتيك؟ فأقول: لا أنت أحق بأن أسعى إليك. فأسأله عن الحديث و أتعلم منه. و جدّ في طلبه للعلم. حتى أدهش بما بلغه فحول عصره.
فقال عنه محمد بن الحنفية: كان ابن عباس حبر هذه الأمة.
أما(1/6)
الإمام الحسن رضي اللّه عنه فكان يقول: إن ابن عباس كان من القرآن بمنزل.
و كان التابعون يرون فيه الأستاذ المثل و العالم الكامل، فكان أحد كبار التابعين مسروق بن الأجدع يقول: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت: أجمل الناس. فإذا نطق قلت: أفصح الناس، فإذا تحدث قلت: أعلم الناس.
بل إن تنوّع ثقافته و شمول معرفته لمّا يأخذ بألباب معاصريه، فهو المتمكن من كل علم: في الفقه و التاريخ، و في تفسير القرآن و تأويله، و في لغة العرب و آدابهم.
يقول عبيد اللّه بن عتبة: ما رأيت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من ابن عباس، و لا رأيت أحدا أعلم بقضاء أبي بكر و عمر و عثمان رضي اللّه عنهم منه و لا أفقه في رأي منه، و لا أعلم بشعر و لا عربية، و لا تفسير للقرآن و لا بحساب و فريضة منه.
و لما حاز ابن عباس ما قصد إليه من العلم تحوّل إلى معلم يعلم الناس، فيعظ العامة، و يعلم الخاصة، فكان بيته جامعة، فيها تلقى كل العلوم لكن ليس فيها إلا أستاذ واحد، أستاذ موسوعي يجد عنده الطالب كل ما يريد.
يقول عبيد اللّه بن عتبة: .. و لقد كان يجلس يوما للفقه، و يوما للتأويل، و يوما للمغازي، و يوما للشعر، و يوما لأيام العرب و أخبارهم، و ما رأيت عالما جلس إليه إلا خضع له و لا سائلا سأله إلا وجد عنده علما.
لقد كان لا بد لابن عباس من تخصيص أيام الأسبوع كل يوم بعلم، فقد كان مقصد الباحثين و الطالبين، يأتيه الناس من أقطار الإسلام أفواجا لينهلوا من بحر علمه، و يستغلوا فرصة وجوده «7».
__________________________________________________
(7) المرجع السابق.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 16(1/7)
و لم يكن ابن عباس ذا ذاكرة قوية خارقة فقط، بل و ذا ذكاء نافذ و فطنة بالغة، كانت حجته إذا حاجج كما الشمس في رابعة النهار- بهجة و وضوحا و ألقا- و ما كان يحاور و يحاجج زهوا بعلمه و لا إظهارا لقوة منطقة و صلابة موقفه، بل كان يرى ذلك سبيلا لإظهار الحق و معرفة الصواب.
عرف له ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه، فوجهه إلى الخوارج فحاورهم حوارا رائعا، بيّن فيه الحق، و ساق الحجة بشكل يبهر الألباب، فما كاد ينتهي النقاش حتى نهض منهم عشرون ألفا راجعين عن خروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، معلنين أحقّيّة الإمام علي فيما يسير إليه.
و ما نسوقه في هذا الكتاب من مسائل، مظهر آخر من مظاهرة قوة الرجل في علمه و حجته، و ما كان لابن عباس من الثروة العلمية بأقل مما له من ثروة الخلق و الكرم، و سخاؤه بالمال لم يكن بأقل من سخائه بالعلم.
يقول عنه أحد معاصريه: ما رأيت بيتا أكثر طعاما و لا شرابا و لا فاكهة و لا علما من بيت ابن عباس.
تخلّق ابن عباس بأخلاق الإسلام، و تمثّل آداب العلماء، فكان طاهر القلب، نقي النفس لا يحمل ضغنا لإنسان، يتمنى الخير لكل مخلوق. يقول عن نفسه: إني لآتي على الآية من كتاب اللّه فأود لو أن الناس جميعا علموا مثل الذي أعلم، و إني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل و يحكم بالقسط. فأفرح به، و أدعو له، و مالي عنده قضية، و إني لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضا فأفرح به، و ما لي بتلك الأرض سائمة»
.
و لئن قال اللّه جلّ جلاله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ «9»، فإن ابن عباس لمن أشد الناس خشية للّه، و أكثرهم تعبدا و تضرعا، بكّاء إذا صلى أو قرأ القرآن، فأبدا لم يكن من الذين يقولون ما لا يفعلون، و إنما صوّاما لنهاره، قوّاما ليله. حدّث عبد اللّه بن مليكة فقال: صحبت ابن عباس رضي اللّه عنه من مكة إلى(1/8)
__________________________________________________
(8) السائمة: الإبل أو الماشية ترسل للرعي و لا تعلف. الجمع: سوائم.
(9) سورة فاطر، الآية: 28.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 17
المدينة، فكنا إذا نزلنا منزلا قام شطر الليل و الناس نيام، و لقد رأيته ذات ليلة يقرأ:
وَ جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ «10». فظل يكررها و ينشج حتى طلع عليه الفجر.
أما بالنسبة لذكاء ابن عباس فحدّث و لا حرج. روى الأصبهاني في الأغاني قال:
بينا ابن عباس في المسجد الحرام، و عنده نافع بن الأزرق «11»، و ناس من
__________________________________________________
(10) سورة ق، الآية: 19.
(11) نافع بن الأزرق: بن قيس الحنفي البكري الوائلي الحروري، أبو راشد، رأس الأزارقة و إليه نسبتهم كان أمير قومه و فقيههم، من أهل البصرة، صحب في أول أمره عبد اللّه بن عباس، قال الذهبي له أسئلة في جزء، أخرج الطبراني بعضها في مسند ابن عباس من المعجم الكبير.(1/9)
و أورد السيوطي بعضها في الإتقان- و قد جئنا بجميع هذه الأسئلة في كتابنا الذي بين يديك- و كان نافع و أصحاب له من أنصار الثورة على الخليفة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، و والوا عليا كرم اللّه وجهه. إلى أن كانت قضية التحكيم بين الإمام علي رضي اللّه عنه و معاوية بن أبي سفيان، فاجتمعوا في حروراء- و هي قرية من ضواحي الكوفة- و نادوا بالخروج على الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه، و عرفوا لذلك، هم و من تبع رأيهم بالخوارج. و كان نافع بن الأزرق يذهب إلى سوق الأهواز و يعترض الناس بما يحيّر العقل- كما يقول الذهبي- و لما ولي عبيد اللّه بن زياد إمارة البصرة سنة (55) ه في عهد معاوية اشتد على (الحروريين) و قتل سنة (61) ه زعيمهم أبا بلال مرداس بن حدير، و علموا بثورة عبد اللّه بن الزبير على الأمويين بمكة، فتوجهوا إليه مع نافع، و قاتلوا عسكر الشام في جيش ابن الزبير إلى أن مات يزيد بن معاوية سنة (64) ه و انصرف الشاميون، و بويع ابن الزبير للخلافة، و أراد نافع و أصحابه أن يعملوا رأي ابن الزبير في عثمان فقال لهم: قد فهمت الذي ذكرت به عثمان. و إني لا أعلم مكان أحد من خلق اللّه اليوم أعلم بابن عفان و أمره مني كنت معه حيث نقم عليه، و استعتبوه فلم يدع شيئا إلا أعتبهم، ثم رجعوا إليه بكتاب له يزعمون أنه كتبه يأمر فيه بقتلهم. فقال لهم: ما كتبته. فإن شئتم فهاتوا بيّنتكم، فإن لم تكن حلفت لكم فو اللّه ما جاءوا ببينة و لا استحلفوه.(1/10)
و وثبوا عليه فقتلوه، و قد سمعت ما عبته به، فليس كذلك، بل هو لكم خير أهل، و أنا أشهدكم و من حضرني أني ولي عثمان بن عفان و عدوّ لأعدائه، و لم يرض هذا نافعا و أصحابه، فانفضوا من حوله، و عاد نافع ببعضهم إلى البصرة، فتذاكروا فضيلة الجهاد- كما يقول ابن الأثير- و خرج بثلاثمائة وافقوه على الخروج، و تخلف عبد اللّه بن إباض و آخرون فتبرأوا منهم، و كان نافع جبارا فتاكا، قاتله المهلب بن أبي صفرة و لقي الأهوال في حربه. و قتل نافع يوم دولاب على مقربة من الأهواز سنة (65) ه الموافق (685) م. (انظر:
الكامل للمبرد: 2/ 172- 181. و رغبة الآمل: 7/ 103- 156 و 220 و 229 و 236.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 18
الخوارج يسألونه، إذ أقبل عمر بن أبي ربيعة في ثوبين مصبوغين مورّدين حتى دخل و جلس، فأقبل عليه ابن عباس فقال: أنشدنا فأنشده:
أمن آل نعم أنت غاد فمبكر غداة غد أم رائح فمهجّر «12»
حتى أتى على آخر القصيدة، فأقبل عليه نافع بن الأزرق فقال له: اللّه يا ابن عباس! إنا نضرب إليك أكباد الإبل من أقاصي البلاد، نسألك عن الحلال و الحرام، فتتثاقل عنا، و يأتيك غلام مترف من مترفي قريش فينشدك:
رأيت رجلا أمّا إذا الشمس عارضت فيخزى و أما بالعشيّ فيخسر
فقال ابن عباس: ليس هكذا قال:
قال نافع: فكيف؟ قال:
رأيت رجلا أما إذا الشمس عارضت فيضحى و أما بالعشيّ فيخصر «13»
قال نافع: ما أراك إلا و قد حفظت البيت؟
قال: نعم، و إن شئت أن أنشدك القصيدة أنشدتك إياها «14».
قال: فإني أشاء. فأنشده القصيدة حتى أتى على آخرها، و ما سمعها قط إلا تلك المرة صفحا «15».
و لقد بلغ ابن عباس من مجد العلم مبلغا سارت بحديثه الركبان. فقد روي أن عبد اللّه بن عباس الذي ليس له صولة و لا إمارة، خرج حاجا في سنة خرج فيها للحج خليفة المسلمين معاوية بن أبي سفيان. فكان لمعاوية موكب من رجال دولته، أما ابن عباس فقد كان له موكب من طلاب العلم يفوق موكب الخليفة.(1/11)
و لعل من أهم أسباب تفوق ابن عباس نشأته في بيت النبوّة لعظيم الأثر فيما بلغه
__________________________________________________
و لسان الميزان للذهبي: 6/ 144. و جمهرة الأنساب: 293. و تاريخ الطبري: 7/ 65.
و الأعلام للزركلي: 7/ 351- 352.
(12) هجر: سار في الهاجرة، و الهاجرة: شدة الحر. [.....]
(13) يضحى: يظهر للشمس، عارضت: قابلت. يخصر: يبرد.
(14) انظر: الأغاني: 1/ 72. و قصص العرب: 1/ 358.
(15) صفحا: مرورا.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 19
من العلم و الفهم، فنشأته تلك تعني ملازمة دائمة للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم، يضاف إلى ذلك ملازمة ابن عباس لأكابر الصحابة بعد وفاة المصطفى يتعلم منهم، و يعرّفونه من أسباب النزول و تواريخ التشريع ما لم يعرفه لصغره.
و ابن عباس عالم العربية الذي لا يدرك شأوه، عرف اللغة، و حفظ غريبها، و تعمق بخصائصها و آدابها، و أدرك أساليبها، حتى إنه كان له طريقة مميزة في التفسير، فكان كثيرا ما يرجع إلى الشعر الجاهلي إذا سئل عن غريب القرآن.
يروي الأنباري عنه أنه قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب. و لعل أستاذه في هذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فقد كان عمر يسأل أصحابه عن معنى قول اللّه تعالى: أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ «16». فيقوم له شيخ من هذيل فيقول له: هذه لغتنا. التخوف:
التنقص. فيقول له عمر: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها. فيقول له نعم، و يروي له قول الشاعر:
تخوّف الرحل منها نامكا قردا كما تخوّف عود النبعة السّفن
فيقول عمر لأصحابه: عليكم بديوانكم لا تضلوا. قالوا: و ما ديواننا؟ قال:
شعر الجاهلية فإنّ فيه تفسير كتابكم و معاني كلامكم «17».
و كما رأى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، كان يرى ابن عباس أن الرجوع إلى الشعر الجاهلي ضروري للاستعانة به على فهم غريب القرآن فيقول:(1/12)
الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله اللّه بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا ذلك منه.
و سار التابعون من تلامذة ابن عباس على طريقته اللغوية في التفسير، حتى قامت الخصومة بين بعض الفقهاء و اللغويين و من فسّر بهذه الطريقة فاتهموهم أنهم بذلك يجعلون الشعر الجاهلي المذموم حديثا و قرآنا أصلا للقرآن، و الحقيقة و الواقع
__________________________________________________
(16) سورة النحل، الآية: 47.
(17) الموافقات: الجزء 2 صفحة 88.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 20
ليسا كذلك، فما الأمر إلا بيان للحرف الغريب من القرآن بالشعر. و اللّه العلي القدير يقول: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا «18». و يقول: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ «19».
آثرنا أن ننشر سؤالات نافع بن الأزرق إلى عبد اللّه بن عباس لمكانتها التاريخية في علم التفسير من جهة، و لمكانتها الأدبية من جهة أخرى. و قد أضفنا إلى العنوان الرئيسي عنوانا جديدا و ضروريا و هو: غريب القرآن في شعر العرب كي يقع هذا العنوان على نظر القارئ و يتفهم المراد منه. و قد نشر الكثير منها الإمام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي المتوفى سنة (911 ه) في كتابه: الإتقان في علوم القرآن من صفحة 120 حتى 133. طبعة المكتبة الثقافية في بيروت عام (1973 م) مصورة عن طبعة سابقة. بحجم 19 27. و تشتمل الصفحة على 34 سطرا. و لكن نسخ (الإتقان) على طبعاتها الكثيرة مشحونة بالخطإ.
كذلك أعاد الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي نشر هذه المسائل في نهاية كتابه (معجم غريب القرآن) طبعة دار المعرفة في بيروت مصورة عن طبعة القاهرة عام (1950).
اعتمد الأستاذ الفاضل محمد عبد الباقي الترتيب الألف بائي في ترتيب المسائل.(1/13)
من أجل ذلك عمدنا إلى نشر هذه المسائل كما وردت في الأصل المخطوط المحفوظ في دار الكتب المصرية تحت رقم 116 مجاميع م. و الأصل المخطوط يمتاز بخطه النسخي الجميل لكنه خال من تاريخ النسخ و اسم الناسخ، و مقاس الورقة 26 15. و تشتمل الصفحة على 29 سطرا.
و كان عملنا في نشر هذا الأثر منصبا على ضبط النص، و تحقيقه مستعينين بكتب الأدب و اللغة و التفسير و الدواوين. مع تعريف كامل و شامل للشعراء المستشهد بشعرهم و شرح غريب اللغة.
كذلك اعتمدنا الفهارس المكثفة في نهاية عملنا لتعم الفائدة و المنفعة، و لنسهل
__________________________________________________
(18) سورة الزخرف، الآية: 3.
(19) سورة الشعراء، الآية: 195.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 21
على ذوي الاختصاص الرجوع لأي مادة من مواد الكتاب بواسطة هذه الفهارس.
و الفهارس التي اعتمدناها في كتابنا هي.
1- فهرس القوافي.
2- فهرس المسائل غير الواردة في (الإتقان في علوم القرآن).
3- فهرس أوائل الآيات القرآنية الكريمة.
4- فهرس الأعلام.
5- فهرس القبائل.
6- فهرس الأماكن.
7- فهرس الكتب.
8- الفهرس العام.
و إنا نضرع إلى اللّه عز و جلّ جلاله و عزّ سلطانه كما منّ علينا بإتمام هذا الكتاب أن يتم النعمة بقبوله، و أن يجعلنا من السابقين الأولين من أتباع رسوله صلّى اللّه عليه و سلّم، و أن لا يخيب أملنا، فهو الجواد الذي لا يخيب من أمله، و لا يخذل من انقطع عمن سواه، و أمّ له. و صلى اللّه على من لا نبي بعده، سيدنا و حبيبنا و رسولنا محمد و آله و صحبه و سلم. كلما ذكره الذاكرون، و غفل عن ذكره الغافلون.
و الحمد للّه أولا و آخرا.
المحققان غريب القرآن في شعر العرب، ص: 25(1/14)
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم حدثنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد مكرم المعروف بابن الطسيّ «1» قراءة عليه من لفظه في مسجده بدرب رباح «2» يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الآخر من سنة أربع و أربعين و ثلاثمائة (344 ه). قال:
حدثنا أبو سهل السري بن سهل بن حربان «3» الجنديسابوري بجنديسابور «4» قراءة عليه سنة ثمان و ثمانين و مائتين (288 ه). قال:
حدثنا يحيى بن عبيدة [المكي ] «5». و اسم أبي عبيدة بحر بن فروخ، قال:
__________________________________________________
(1) أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد مكرم: ابن الطسي، قارئ حافظ و راوية، كان له مجلس علم في بغداد يؤمه تلامذته و مريدوه.
(2) درب رباح: هكذا في الأصل و تصحيحه درب رياح: و هي محلة بني رياح، منسوبة إلى القبيلة و هم رياح بني يربوع بن حنظلة بن مالك بن يزيد مناة بن تميم بن مرّ و هي بالبصرة، و قد نسب إليها قوم من الرواة.
(3) أبو سهل السّري بن سهل بن حربان: من القراء الحفاظ، راوي ثقة، قيل: لم يكن أعلم منه بتاريخ العرب في جنديسابور. كان قوي الملاحظة سديد الرأي.
(4) جنديسابور: مدينة إيرانية في خوزستان، أسسها سابور الأول، و أسكن فيها الشعوب اليونانية التي أسرها: فتحها أبو موسى الأشعري سنة (638 م) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. اشتهرت بمدرستها الطبية و لغتها الآرامية. (انظر مراصد الاطلاع (351). و المنجد في الأعلام: 218).
(5) يحيى بن عبيدة المكي: في الأصل المخطوط: الملي: و هو مولى بني مخزوم، ثقة، روى له النسائي و أبو داود و يعتبر من تابعي التابعين و لم ير الصحابة رغم معاصرته لهم (انظر: تهذيب التهذيب ج 2).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 26
أخبرنا سعيد بن أبي سعيد «6» قال:
حدثنا عيسى بن دأب «7» عن حميد الأعرج «8» و عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد «9» عن أبيه قال:(1/15)
بينا عبد اللّه بن عباس «10» جالس بفناء الكعبة قد أسدل «11» رجله في حوض زمزم «12»، إذ الناس قد اكتنفوه «13» من كل ناحية يسألونه عن تفسير القرآن «14».
و عن الحلال و الحرام، و إذا هو يتعايى «15» بشي ء يسألونه عنه.
فقال نافع بن الأزرق «16» لنجدة بن عريم «17»:
__________________________________________________
(6) سعيد بن أبي سعيد: محدث ثقة حدث عن سعيد بن جبير، و وثقه الحافظ ابن كثير في البداية و النهاية (انظر البداية و النهاية: 6/ 69 و 265).
(7) عيسى بن دأب: من أكثر أهل الحجاز أدبا، و أعذبهم ألفاظا، حظي عند الهادي حظوة لم تكن لأحد قبله، و كان يدعو له ما يتكئ عليه في مجلسه، و ما كان يفعل ذلك بغيره. (انظر: الكامل لابن الأثير: 5/ 81). [.....]
(8) حميد الأعرج: الكوفي القاص الملائي، يقال: هو ابن عطاء أو ابن علي، روى له الترمذي.
(انظر تقريب التهذيب ص 204).
(9) عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد: بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني القاضي، ثقة، مات سنة (135) ه. روى له الستة، و أبوه ثقة عابد، مات سنة (120) ه. و روى له الستة أيضا.
(انظر تقريب التهذيب).
(10) عبد اللّه بن عباس: رضي اللّه عنه- انظر سيرته في مقدمتنا.
(11) أسدل: أرخى.
(12) زمزم: البئر المباركة المشهورة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، زادها اللّه شرفا، و قد كانت زمن النبي إسماعيل عليه السلام و تطاولت عليها الأيام و طوتها السيول، فلم يبق لها أثر، فأتى عبد المطلب في المنام، فأمر بحفرها و دلّ على موضعها، فاستخرجها و وجد فيها غزالين من ذهب و أسيافا، فضرب الغزالين صفائح على باب الكعبة، و بقيت السقاية له و لأولاده حتى اليوم.
(13) اكتنف القوم الشي ء: أحاطوا به.
(14) انظر كتاب: تفسير ابن عباس.
(15) يتعايى: العي: العجز عن التعبير اللفظي بما يفيد المعنى المقصود: و تعايا: تظاهر بالعي.
(16) نافع بن الأزرق: انظر سيرته في مقدمتنا.
((1/16)
17) نجدة بن عريم: من الخوارج، كان ملازما لنافع بن الأزرق في رحلاته، اصطفاه من بين المجموعة النهائية التي انشق بها و حارب معه المهلب بن أبي صفرة. قتل في معركة يوم (دولاب).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 27
قم بنا إلى هذا الذي يجترئ على تفسير القرآن و الفتيا «18» بما لا علم له به.
فقاما إليه فقالا:
يا ابن عباس، ما يحملك على تفسير القرآن و الفتيا بما لا علم لك به.
آ شيئا «19» سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم أم هذا منك تخرّصا «20»، فإن كان هذا منك تخرّصا فهذه و اللّه الجرأة على اللّه عز و جل.
فقال ابن عباس مجيبا لنافع بن الأزرق: لا و اللّه، ما هذا مني تخرّصا، لكنه علم علمنيه اللّه، و لكني سأدلك على من هو أجرأ مني يا ابن الأزرق؟.
قال: دلّني عليه.
فقال: رجل تكلم بما لا علم له به، أو رجل كتم الناس علما علّمه اللّه عز و جل، فذاك أجرأ مني يا ابن الأزرق.
و قال نجدة: فإنك تريد أن نسألك عن أشياء من كتاب اللّه عزّ و جل، فتفسره لنا، و تأتينا بمصداقه من كلام العرب، فإن اللّه عزّ و جل أنزل القرآن بلسان عربي مبين.
قال ابن عباس: سلاني عما بدا لكما تجدا علمه عندي حاضرا إن شاء اللّه تعالى.
__________________________________________________
(18) الفتيا: من فتى و يفتي: و الفتوى: جمع فتاوي و فتاو: الحكم الشرعي الذي بيّنه الفقيه لمن سأله عنه.
(19) آ شيئا: ال آ حرف نداء للبعيد.
(20) التخرّص: الكذب. و تخرّص عليه: كذب و افترى بالباطل.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 28
(1) ع ز و [عزين ]
فقالا: يا ابن عباس: أخبرنا عن قول اللّه عزّ و جل: عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِينَ «1».
قال: عزين: الحلق الرفاق «2».
قالا: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «3» و هو يقول:
فجاءوا يهرعمون إليه حتّى يكونوا حول منبره عزينا «4»
__________________________________________________
((1/17)
1) سورة المعارج، الآية: 37. [.....]
(2) عزين: جماعات متفرقين (كلمات القرآن).
(3) عبيد بن الأبرص: بن عوف بن جشم الأسدي، من مصر، أبو زياد، شاعر، من دهاة الجاهلية و حكمائها. و هو أحد أصحاب (المجمهرات) المعدودة طبقة ثانية عن المعلقات. عاصر عبيد أمرأ القيس، و له معه مناظرات و مناقضات، و عمّر طويلا حتى قتله النعمان بن المنذر و قد وفد عليه في يوم بؤسه. له ديوان شعر مطبوع. (انظر: الأغاني: 19/ 84. و الشعر و الشعراء: 84. و خزانة البغدادي: 1/ 323. و صحيح الأخبار: 1/ 14. و الأعلام:
4/ 188).
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 29
(2) و س ل [الوسيلة]
قال نافع: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عزّ و جل: وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ «1».
- الحاجة.
قال: أو تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عنترة العبسي «2» و هو يقول:
إنّ الرّجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحّلي و تخضّبي «3»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 35.
(2) عنترة العبسي: هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية، و من شعراء الطبقة الأولى، من أهل نجد، أمه حبشية اسمها زبيبة، سرى إليه السّواد منها، و كان من أحسن العرب شيمة و من أعزهم نفسا، يوصف بالحلم على شدة بطشه، و في شعره رقة و عذوبة، و كان مغرما بابنة عمه (عبلة)، فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها، اجتمع في شبابه بامرى ء القيس الشاعر، و شهد حرب داحس و الغبراء. و عاش طويلا، و قتله الأسد المرهوص أو جبار بن عمرو الطائي سنة (22) ق. ه الموافق (600) م (انظر: الأغاني:
8/ 237. و خزانة الأدب للبغدادي: 1/ 62. و الشعر و الشعراء: 75. و آداب اللغة:
1/ 117. و الأعلام: 5/ 92).
((1/18)
3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120 الأغاني 10/ 180، و بلوغ الأرب للآلوسي 1/ 167. و البيت في (الديوان) صفحة 33. في القصيدة التي مطلعها:
لا تذكري مهري و ما أطعمته فيكون جلدك مثل جلد الأجرب
و استشهد به (الطبري و الطبرسي و الشوكاني) في تفاسيرهم.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 30
(3) ن ه ج [منهاجا]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ شِرْعَةً وَ مِنْهاجاً «1».
قال: الشرعة: الدّين. و المنهاج: الطّريق.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «2» و هو يقول:
لقد نطق المأمون بالصّدق و الهدى و بيّن للإسلام دينا و منهجا «3»
قال: يعني به النبي صلّى اللّه عليه و سلّم «4».
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 48.
(2) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: هو المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، أبو سفيان الهاشمي القرشي، أحد الأبطال الشعراء في الجاهلية و الإسلام، و هو أخو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم من الرضاع. كان يألفه في صباهما. و لما أظهر النبي صلّى اللّه عليه و سلّم الدعوة إلى الإسلام عاداه المغيرة و هجاه و هجا أصحابه، و استمر على ذلك إلى أن قوي المسلمون و تداول الناس خبر تحرّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم لفتح مكة، فخرج من مكة و نزل بالأبواء- و كانت خيل المسلمين قد بلغتها قاصدة مكة- ثم تنكر و قصد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، فلما رآه، أعرض عنه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فتحوّل المغيرة إلى الجهة التي حول إليها بصره، فأعرض، فأدرك المغيرة أنه مقتول لا محالة، فأسلم، و رسول اللّه معرض عنه، و شهد معه فتح مكة، ثم معركة حنين و أبلى بلاء حسنا، فرضي عنه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم ثم كان من أخصّائه، حتى(1/19)
قال فيه: (أبو سفيان أخي، و خير أهلي، و قد عقبني اللّه من حمزة أبا سفيان بن الحارث). فكان يقال له بعد ذلك: (أسد اللّه) و (أسد الرسول). له شعر كثير في الإسلام هجاء بالمشركين. مات بالمدينة المنورة سنة (20) ه الموافق (641) م، و صلى عليه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. (انظر: طبقات ابن سعد: 4/ 35، و صفة الصفوة: 1/ 209، و الإصابة في تمييز الصحابة في باب الكنى: 538، و ابن أبي الحديد: 1/ 72، و الأعلام 7/ 276).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) (1/ 120): فقد ورد بهذا النص:
لقد نطق المأمون بالصّدق و الهدى و بيّن للإسلام دينا و منهاجا
(4) لم ترد هذه الجملة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 31
(4) ي ن ع [و ينعه ]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عز و جل: إِذا أَثْمَرَ وَ يَنْعِهِ «1».
قال: نضجه و بلاغه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم أما سمعت الشاعر و هو يقول:
إذا ما مشت وسط النّساء تأوّدت كما اهتزّ غصن ناعم النّبت يانع «2»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 99.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120. أوّدت: من أود: اعوجّ، فهو آود و هي أواده، و الأود: الاعوجاج. يقال: أقام أوده: أي قوّم اعوجاجه. أو أمسك رمقه. و الأود:
الكد و التعب. و تأود: انحنى و انعطف. يانع: من ينع الثمر: أدرك و نضج و حان قطافه، و ينع الشي ء: اشتدت حمرته، و الينع: النضج.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 32
(5) ر ي ش [و ريشا]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عز و جل: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً «1».
قال: الرياش: المال.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
فرشني بخير طالما قد بريتني و خير الموالي من يريش و لا يبري «2»
__________________________________________________
((1/20)
1) سورة الأعراف، الآية: 26. و لم ترد الآية في (الأصل المخطوط) كما هي في السورة الكريمة و جاءت كما نثبت وَ رِيشاً وَ لِباسُ التَّقْوى . و وردت في (الإتقان): وَ رِيشاً.
(2) ورد هذا البيت في (أساس البلاغة): 1/ 388. و (المفردات): 207. و (ابن هشام):
2/ 67. كذا في الأصل المخطوط أما في (الإتقان) 1/ 120 فقد جاء بهذا النص:
فرشني بخير طال ما قد بريتني و خير الموالي من يريش و لا يبري
[.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 33
(6) ك ب د [كبد]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عز و جل: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ «1».
قال: في اعتدال و استقامة «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» و هو يقول:
يا عين هلّا بكيت أربد إذ قمنا و قام الخصوم في كبد «4»
__________________________________________________
(1) سورة البلد، الآية: 4.
(2) الكبد: المشقة، من (المكابدة) للشي ء و هي تحمّل المشاقّ في فعله (المصباح المنير 523).
و الكبد، و كابد الأمر: قاسى شدته. (مختار الصحاح 357).
(3) لبيد بن ربيعة: بن مالك، أبو عقيل العامري، أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل عالية نجد، أدرك الإسلام، و وفد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و يعدّ من الصحابة، و من المؤلفة قلوبهم، و ترك الشعر، فلم يقل في الإسلام إلا بيتا واحدا، قيل: هو:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه و المرء يصلحه الجليس الصالح
سكن لبيد الكوفة، و عاش عمرا طويلا، و هو أحد أصحاب المعلقات، و مطلع معلقته:
عفت الدّيار محلها فمقامها بمنى، تأبد غولها فرجامها
و كان كريما، نذر أن لا تهب الصبا إلا نحر و أطعم. توفي عام (41) ه الموافق (661) م.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120. و روي البيت في (الكشاف). و في (الديوان) 160. و ورد في (الكامل للمبرد) 3/ 1200: قمنا و قام العدوّ في كبد. و ورد في (ابن هشام):(1/21)
4/ 215:
يا عين هلّا بكيت أربد إذ قمنا و قام النّساء في كبد
و ورد في (الجامع لأحكام القرآن): 9/ 297. و فسّر الزمخشري في (الكشاف) الكبد بشدة الأمر و صعوبة الخطب.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 34
(7) س ن و [سنا]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عز و جل: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ «1».
قال: السّنا الضّوء الذي يدخل في الكوّة «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «3» و هو يقول:
يدعو إلى الحقّ لا يبغي به بدلا يجلو بضوء سناه داجي الظّلم «4»
__________________________________________________
(1) سورة النور، الآية: 43.
(2) السنا: الضوء أو ضوء البرق، و الضوء الذي يستعمله المصور الفوتوغرافي عند التقاط الصور.
(3) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 120. و الداجي: من دجا دجوا و دجوّا: تم و كمل، و دجا الليل: أظلم، فهو داج، و الليلة داجية.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 35
(8) ح ف د [حفدة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عز و جل: بَنِينَ وَ حَفَدَةً «1».
قال: ولد الولد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الشاعر و هو يقول:
حفد الولائد حولهنّ و أسلمت بأكفّهنّ أزمّة الإجمال «2»
__________________________________________________
(1) سورة النحل، الآية: 72.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. و استشهد بالبيت الزمخشري في (الكشاف) 2/ 336، و الطبري في (جامع البيان) 8/ 144. و الطبرسي في (مجمع البيان) 4/ 100.
و القرطبي في (الجامع) 10/ 143. و استشهد بالبيت أبو عبيدة في (مجاز القرآن): 1/ 364 و نسبه إلى جميل بن عبد اللّه بن معمر العذري.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 36
(9) ح ن ن [حنانا](1/22)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عز و جل: وَ حَناناً مِنْ لَدُنَّا «1».
قال: رحمة من عندنا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «2» و هو يقول:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض «3»
__________________________________________________
(1) سورة مريم، الآية: 13.
(2) طرفة بن العبد: بن سفيان بن سعد البكري الوائلي أو عمرو، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى.
ولد في بادية البحرين سنة (86) ق. ه الموافق 538، و هو معدود من الهجائين غير فاحش القول، تفيض الحكمة على لسانة في أكثر شعره. تنقل طرفة في بقاع الأرض، و اتصل بالملك عمرو بن هند، فجعله في ندمائه. ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر عامله على البحرين و عمان يأمره بقتله فيه، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شابا في هجر سنة (60) ق. ه الموافق (564) م، و أشعر شعره معلقته التي مطلعها:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. و ورد البيت منسوبا في (الكامل) 2/ 459.
و (نزهة الألباء) لابن الأنباري 150. و البيت في (الديوان). و حنانيك: يقال: حنانيك يا رب أي: رحمة منك موصولة برحمة، و تحنّن عليّ مرة بعد مرة، و حنانا بعد حنان. و استشهد به الشوكاني في (الفتح القدير). و أورده الغلاييني في (رجال المعلقات) 120.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 37
(10) ي أ س [ييأس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عز و جل: أَ فَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا «1».
قال: أ فلم يعلم الذين آمنوا، بلغة بني مالك «2».
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت مالك بن عوف «3» و هو يقول:
لقد يئس الأقوام أنّي أنا ابنه و إن كنت عن أرض العشيرة نائيا «4»
__________________________________________________
(1) سورة الرعد، الآية: 31. [.....]
((1/23)
2) بنو مالك: نسبة إلى مالك بن عوف بن امرئ القيس من بهثة، من قيس عيلان، و هو جد جاهلي بنوه بطنان: رعد و مطرود، (انظر: جمهرة الأنساب: 250. و السبائك: 34.
و الأعلام: 5/ 264.
(3) مالك بن عوف: بن سعد بن يربوع النصري، من هوازن، صحابي من أهل الطائف، كان رئيس المشركين يوم حنين، قاد هوازن كلها لحرب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. و كان من الجرارين. قال ابن حبيب في المحبر: صفحة 246 و 473: و لم يكن الرجل يسمى جرارا حتى يرأس ألفا. ثم أسلم. و كان من المؤلفة قلوبهم، شهد معركة القادسية و فتح دمشق، و كان شاعرا، رفيع القدر في قومه، استعمله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم عليهم، فكان يقاتل ثقيفا قبل أن يسلموا فلا يخرج لهم سرح إلّا أغار عليه حتى يصيبه، و كانت في دمشق دار تعرف بدار بني نصر، نزلها مالك أول ما فتحت دمشق، فعرفت به توفي سنة (20) ه الموافق (640) م. (انظر الإصابة في تمييز الصحابة: 7675. و المحبر: 246. و الأغاني: 1/ 30. و الأعلام: 5/ 264).
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121 و استشهد به الطبري في (جامع البيان) 8/ 153. و الطبرسي في (مجمع البيان) 4/ 174. و العشيرة: عشيرة الرجل: بنو أبيه الأقربون و قبيلته، الجمع: عشائر. نائيا: من: النأي أي: البعد و المفارقة.
و استشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن): 9/ 320. و عند الزمخشري في (أساس البلاغة): 710:
أ لم تيأس الأقوام أنّي أنا ابنه و إن كنت عن عرض العشيرة نائيا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 38
(11) ث ب ر [مثبورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عز و جل: ... يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً «1».
قال: ملعونا محبوسا من الخير.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد اللّه بن الزّبعري «2» و هو يقول:
إذ أتاني الشّيطان في سنة النّو م و من مال ميله مثبورا «3»
__________________________________________________
((1/24)
1) سورة الإسراء، الآية: 102. و نصّ الآية الكريمة هو: قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ بَصائِرَ وَ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً، و الفراعنة هم ثلاثة نفر:
أولهم: سنان بن الأشل بن علوان بن العبيد بن عريج بن عمليق بن يلمع بن عابر بن إسليما بن لوذ بن سام بن نوح، و يكنى أبا العباس و هو فرعون إبراهيم. و الثاني: الرّيان بن الوليد بن ليث بن فاران بن عمر بن عمليق بن يلمع. و هو فرعون يوسف. و الثالث: الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فاران بن عمرو بن عمليق بن يلمع. و هو فرعون موسى. قال: كان فرعون يوسف جد فرعون موسى و اسمه برخوز. (المحبر لابن حبيب صفحة 467).
(2) عبد اللّه بن الزّبعري: بن قيس السهمي القرشي، أبو سعد، شاعر قريش في الجاهلية، كان شديدا على المسلمين إلى أن فتحت مكة، فهرب إلى نجران، فقال فيه حسان أبياتا منها:
فلست إلى الذوائب من قصيّ و لا في عزّ زهرة إذ تسامى
و لا في الفرع من أبناء عمرو و لا في فرع مخزوم الكرام
فلما بلغته عاد إلى مكة المكرمة، فأسلم و اعتذر، و مدح النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في قصيدة فأمر له بحلة.
(انظر: الأغاني: 1 و 4 و 14. و الأعلام: 4/ 87).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. أما في (جامع البيان) 9/ 175. و (مجمع البيان) 4/ 106: و (ابن هشام): 4/ 61
إذ أجاري الشّيطان في سنن الغيّ و من قال ميله مثبور
و استشهد به محمد فؤاد عبد الباقي في (معجم غريب القرآن): 244:
إذ أباري الشّيطان في سنن الغيّ و من قال ميله مثبور
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 39
(12) م خ ض [المخاض ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عز و جل: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ «1».
قال: فألجأها المخاض «2» إلى جذع النخلة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «3» و هو يقول:(1/25)
إذ شددنا شدّة صادقة فأجأناكم إلى سفح الجبل «4»
__________________________________________________
(1) سورة مريم، الآية: 23.
(2) المخاض: وجع الولادة، و هو الطلق، و مخضت الحامل: مخاضا، و مخاضا: أخذها وجع الولادة و الطلق و اقتربت ولادتها.
(3) الشاعر هو: حسان بن ثابت: بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، الصحابي، شاعر الرسول صلّى اللّه عليه و سلّم، و أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية و الإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية، مثلها في الإسلام، كان من سكان المدينة المنورة، و اشتهرت مدائحه في الغسانيين، و ملوك الحيرة قبل الإسلام، و عمي قبيل وفاته. لم يشهد مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم مشهدا لعلة أصابته، و كانت له ناصية يسد لها بين عينيه، و كان يضرب بلسانه روثة أنفه من طوله. قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، و شاعر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في النبوّة، و شاعر اليمانيين في الإسلام. كان حسان شديد الهجاء، فحل الشعر. قال المبرد في (الكامل):
أعرق قوم كانوا في الشعراء آل حسان، فإنهم يعدّون ستة في نسق، كلهم شاعر و هم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام. توفي حسان في المدينة المنورة سنة (54) ه الموافق (674) م. (انظر: تهذيب التهذيب: 2/ 247. و الإصابة في تمييز الصحابة:
1/ 326. و الشعر و الشعراء: 104. و الأعلام: 2/ 175.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. انظر ديوان حسان بن ثابت صفحة 179. في القصيدة التي مطلعها:
ذهبت بابن الزّبعري وقعة كان منّا الفضل فيها لو عدل
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 40
(13) ن د و [نديّا]
قال: يا ابن عباس: فأخبرني عن قول اللّه عز و جل: وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا «1».
قال: النادي المجلس و التكأة «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «3» و هو يقول:(1/26)
يومان يوم مقامات و أندية و يوم سير إلى الأعداء تأويب «4»
__________________________________________________
(1) سورة مريم، الآية: 73.
(2) التكأة: ما يتكأ عليه. و العصا يتكأ عليها في المشي، و رجل تكأة: كثير الاتكاء.
(3) الشاعر هو: سلامة بن جندل: بن عبد عمرو، من بني كعب بن سعد التميمي، أبو مالك، شاعر جاهلي من الفرسان الشجعان و من أهل الحجاز. في شعره حكمة وجودة. يعدّ في طبقة المتلمس، و هو من وصّاف الخيل. توفي عام 23 ق. ه الموافق (600) م (انظر: خزانة البغدادي: 2/ 86. و الشعر و الشعراء: 87. و الأعلام: 3/ 106).
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. و ورد هذا البيت في (الكامل): 2/ 469.
و (الفائق في غريب الحديث) للزمخشري: 2/ 290.
و التأوي
و التأويب: من آب أي: رجع. و الأوب: الجهة و الناحية. و الإياب: الرجوع.
و تأوب: رجع ليلا. و أوّب العابد: سبّح و رجّع التسبيح لقوله تعالى في سورة سبأ الآية 10:
يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 41
(14) أ ث ث [أثاثا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَثاثاً وَ رِءْياً «1».
قال: الأثاث: المتاع. و الري: من الشراب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
كأنّ على الحمول غداة ولّوا من الرّئي الكريم من الأثاث «3»
__________________________________________________
(1) سورة مريم، الآية: 74.
(2) الشاعر هو: محمد بن نمير الثقفي: محمد بن عبد اللّه بن نمير الثقفي بن خرشة، شاعر غزل، ولد و توفي في الطائف، فجمع شعره في ديوان صغير، و قد ورد اسمه في العديد من المراجع بلفظ محمد بن نمير (انظر: الأغاني: 6/ 190 و رغبة الآمل: 5/ 23- 25 و 183 و 213 ثم 6: 74.
و الأعلام 6/ 220).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان). و ورد البيت في (لسان العرب):(1/27)
كأن على الحمول غداة ولوا بذي الرئي الجميل من الإناث
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 42
(15) ص ف ص ف [صفصفا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً «1».
قال: القاع: الأملس. و الصفصف: المستوي.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
بملمومة شهباء لو قذفوا بها شماريخ من رضوى إذا عاد صفصفا «2»
__________________________________________________
(1) سورة طه، الآية: 106.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. ملمومة: مشمولة. شهباء: الأرض المغطاة بالثلوج. الشماريخ: مفردها: الشّمراخ و الشّمروخ، أي: رأس الجبل، و أعلى السّحاب، و غصن دقيق رخص ينبت في أعلى الغصن الغليظ. رضوى: جبل بين مكة و المدينة و هو قرب ينبع على مسيرة يوم منها، فيها مياه كثيرة،: و أشجار: قال بشر:
لو يوزنون كيالا أو معايرة مالوا برضوى و لم يفضلهم أحد
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 43
(16) ض ح و [تضحى ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَ لا تَضْحى «1».
قال: لا تعرف فيها من شدة حرّ الشّمس.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر «2» و هو يقول:
رأت رجلا، أمّا إذا الشّمس عارضت فيضحى، و أيما بالعشيّ فيخصر «3»
__________________________________________________
(1) سورة طه، الآية: 119.
((1/28)
2) الشاعر: هو عمر بن أبي ربيعة: المخزومي القرشي، أبو الخطاب: أرق شعراء عصره، من طبقة جرير و الفرزدق، لم يكن في قريش أشعر منه، ولد سنة (23) الموافق (644) م في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه، و كان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه و يقربه، و رفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض لنساء الحاجّ و يشبّب بهن. فنفاه إلى (دهلك) و هي جزيرة في بحر اليمن. ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به و بمن معه، فمات فيها غرقا سنة (93) ه الموافق (712) م. قال ابن خلكان: لم يستقص أحد في بابه أبلغ منه. (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 353 و 378. و الشعر و الشعراء: 216. و خزانة البغدادي: 1/ 240.
و الأعلام: 5/ 52).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 121. و قد ورد في (الديوان): 14. و (الشعر و الشعراء) ص 460. و استشهد به الطبري في (جامع القرآن): 9/ 223. و الطبرسي في (مجمع البيان): 4/ 150. و أبو الفرج في (الأغاني) 1/ 80.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 44
(17) خ و ر [خوار]
قال: يا ابن عباس: فأخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ «1».
قال: يعني له صياح.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الشاعر و هو يقول:
كأنّ بني معاوية بن بكر إلى الإسلام صائحة تخور «2»
__________________________________________________
(1) سورة الأعراف، الآية: 148.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 121. بنو معاوية بن بكر: نسبة إلى معاوية بن بكر بن هوازن من قيس عيلان من عيلان، جد جاهلي، مات قتيلا، فجعل عامر بن الظرب العدواني ديته مائة من الإبل. قال ابن حزم: و هي أول دية قضي فيها بذلك، من نسله بنو:
نصر بن معاوية، و بنو: جشم بن معاوية، و بنو: صعصعة بن معاوية، و هم كثيرون جدا، (انظر: جمهرة الأنساب 252 و 257- 275. و الأعلام: 7/ 260).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 45
(18) و ن ي [تنيا](1/29)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لا تَنِيا فِي ذِكْرِي «1».
قال: أي لا تضعفا عن أمري، يعني موسى «2» و هارون «3».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
إنّي و جدّك ما ونيت و لم أزل أبغي الفكاك له بكلّ سبيل «4»
__________________________________________________
(1) سورة طه، الآية: 42.
(2) موسى: هو النبي موسى، أشهر رجال التوراة و من أكبر مشترعي البشرية، ولد في مصر و أنقذته ابنة فرعون من المياه، فتربى في قصر أبيها، و بدأ رسالته في سنّ الأربعين. لقّب بكليم اللّه. ورد ذكره في القرآن الكريم في 128 موضعا.
(3) هارون: أخو النبي موسى كليم اللّه، و أول أحبار بني إسرائيل. ورد ذكره في القرآن الكريم في 20 موضعا.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 121. أبغي: أبغاه الشي ء: طلبه له أو أعانه على طلبه. الفكاك: ما يفكّ به الرّهن أو الأسير و نحوهما من مال و سواه. السبيل: الطريق و ما وضع منه و السبب و الوصلة و الحيلة. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 46
(19) ع ر ر [و المعترّ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: الْقانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ «1».
قال: القانع: الذي يقنع بما يعطي. و المعتر: الذي يعترض الأبواب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
على مكثريهم حقّ من يعتريهم و عند المقلّين السّماحة و البذل «3»
__________________________________________________
(1) سورة الحج، الآية: 36.
((1/30)
2) الشاعر: هو زهير بن أبي سلمى: ربيعة بن رياح المزني، من مضر، حكيم الشعراء في الجاهلية، و في أئمة الأدب من يفضله على شعراء العرب كافة. قال ابن الأعرابي: كان لزهير في الشعر ما لم يكن لغيره، كان أبوه شاعرا، و خاله شاعرا، و أخته سلمى شاعرة، و ابناه كعب و يجير شاعرين، و أخته الخنساء شاعرة. ولد في بلاد (مزينة) بنواحي المدينة، و كان يقيم في الحاجر من ديار نجد، و استمر بنوه فيه بعد الإسلام. قيل: كان ينظم القصيدة في شهر، و ينقحها و يهذبها في سنة، فكانت قصائده تسمى (الحوليات) أشهر شعره معلقته التي مطلعها:
أمن أمّ أوفى دمنة لم تكلّم بحومانة الدّرّاج فالمتثلّم
و يقال: إن أبياته التي في آخر هذه القصيدة تشبه كلام الأنبياء. (انظر: شرح شواهد المغني:
48. و جمهرة الأنساب: 25 و 47. و الشعر و الشعراء 44).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 121. و ورد البيت في: (ديوان زهير) في القصيدة رقم 22 التي مطلعها:
صحا القلب عن سلمى و قد كاد لا يسلو و أقفر من سلمى التعانيق فالثّقل
بهذا النص:
على مكثريهم رزق من يعتريهم و عند المقلّين السّماحة و البذل
و ورد في: (الشعر و الشعراء) صفحة 86. و ورد في تفسير (مجمع البيان) للطبرسي مستشهدا به و (فتح القدير).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 47
(20) ش ي د [مشيد]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ قَصْرٍ مَشِيدٍ «1».
قال: مشيد بالجصّ «2» و الآجر «3».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «4» و هو يقول:
شاده مرمرا و جلله كل سا فللطّير في ذراه و كور «5»
__________________________________________________
(1) سورة الحج، الآية: 45.
((1/31)
2) الجصّ: أو الجصّ: فلزّ طبيعيّ للكلسيوم يتركب من كبريتات الكلسيوم المائية، يوجد في الطبيعة على هيئة بلورات طباقية أو حبيبات في الصخور الرسوبية. و عند ما يسخّن يفقد جزءا من مائه، و يتحول إلى الجصّ نصف المائيّ الذي تسمّيه العامّة الجفصين أو الجبسين.
(3) الآجر: نوع من اللبن المشويّ المعدّ للبناء. الواحدة: أجرّة.
(4) عدي بن زيد: بن حمّاد بن زيد العبادي التميمي، شاعر، من دهاة الجاهليين، كان قرويا من أهل الحيرة. فصيحا، يحسن العربية و الفارسية و الرمي بالنشاب، و يلعب لعب العجم بالصوالجة على الخيل. و هو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى. اتخذه في خاصته و جعله ترجمانا بينه و بين العرب، فسكن المدائن. و لما مات كسرى أنو شروان و ولي ابنه هرمز أقرّ عديا و رفع منزلته و وجهه رسولا إلى ملك الروم طيباريوس الثاني في القسطنطينية بهديّة. فزار بلاد الشام، و عاد إلى المدائن بهدية قيصر، ثم تزوج هندا بنت النعمان بن المنذر، و وشى به أعداء له إلى النعمان بما أوغر صدره فسجنه و قتله في سجنه بالحيرة سنة (35) ق. ه. الموافق (590) م. قال ابن قتيبة: كان يسكن الحيرة و يدخل الأرياف فثقل لسانه، و علماء العربية لا يرون شعره حجة. (انظر: خزانة الأدب للبغدادي: 1/ 184- 186. و النجوم و الزاهرة: 1/ 249.
و الأعلام: 4/ 220).
(5) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 122. و (عيون الأخبار): 3/ 115. و (الشعر و الشعراء): صفحة 151. و (الجمهرة) لابن دريد 3/ 45. و (لسان العرب): باب:
كلس. و استشهد به الطبري في (جامع البيان): 10/ 182 و الشوكاني في (فتح القدير):
3/ 459).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 48
(21) ش و ظ [شواظ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: شُواظٌ مِنْ نارٍ «1».
قال: الشّواظ: اللّهب الذي لا دخان له.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟(1/32)
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يهجو حسّان بن ثابت «3» و هو يقول:
ألا من مبلغ حسّان عنّي مغلغلة تدبّ إلى عكاظ «4»
أليس أبوك فينا كان قينا لدى القينات فسلا في الحفاظ «5»
__________________________________________________
(1) سورة الرحمن، الآية: 35.
(2) أمية بن أبي الصلت: بن عبد اللّه بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي، شاعر جاهلي حكيم، من أهل الطائف، قدم دمشق قبل الإسلام، و كان مطلعا على الكتب القديمة، يلبس المسوح تعبدا، و هو ممن حرموا على أنفسهم الخمر، و نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. و رحل إلى البحرين، فأقام ثماني سنين ظهر في أثنائها الإسلام، و عاد إلى الطائف، فسأل عن خبر محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فقيل له: يزعم أنه نبي، فخرج حتى قدم عليه بمكة و سمع منه آيات من القرآن، و انصرف عنه، فتبعته قريش تسأله عن رأيه فيه، فقال: أشهد أنه على الحق، قالوا: فهل تتبعه؟ فقال: حتى أنظر في أمره. و خرج إلى الشام، و هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة، و حدثت وقعة بدر، و عاد أمية من الشام يريد الإسلام، فعلم بمقتل أهل بدر و فيهم ابنا خال له، فامتنع، و أقام في الطائف إلى أن مات سنة (5) ه الموافق (626) م: (انظر: خزانة البغدادي: 1/ 119. و تهذيب ابن عساكر: 3/ 115. و الشعر و الشعراء: 176.
و الأعلام: 2/ 23).
(3) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(4) عكاظ: من أسواق العرب في الجاهلية، كانت تجتمع فيها القبائل مدة عشرين يوما في شهر ذي القعدة كل سنة بموضع بين نخلة و الطائف، يبعد عن مكة ثلاثة أيام. كان الشعراء يحضرون سوق عكاظ و يتناشدون ما أحدثوا من الشعر.
(5) القين: الحداد، و العبد: الجمع: قيان.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 49
يمانيّا يظلّ يشدّ كيرا و ينفخ دائبا لهب الشّواظ «6»
فأجابه حسّان بن ثابت:
أتاني عن أميّ ثنا كلام و ما هو في المغيب بذي حفاظ(1/33)
ستأتيه قصائد محكّمات و تنشد بالمجاز إلى عكاظ
همزتك فاختضعت بذلّ لفظ بقافية تأجّج كالشّواظ «7»
__________________________________________________
(6) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان) لم يرد إلا البيت الثالث و كذلك في الديوان.
يظل يشب كيرا بعد كير و ينفخ دائبا لهب الشواظ
[.....]
(7) كذا في (الأصل المخطوط). و لم ترد هذه الأبيات الثلاثة في (الإتقان) و هي في الديوان صفحة 144- 145. في ثمانية أبيات أولها:
أتاني عن أميّة زور قول و ما هو بالمغيب بذي حفاظ
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 50
(22) ف ل ح [أفلح ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ «1».
قال: قد فاز المؤمنون و سعدوا يوم القيامة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» و هو يقول:
فاعقلي إن كنت لمّا تعقلي و لقد أفلح من كان عقل «3»
__________________________________________________
(1) سورة المؤمنون، الآية: 1.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 122. أما في الديوان:
اعقلي إن كنت لمّا تعقلي و لقد أفلح من كان عقل
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 51
(23) أي د [يؤيّد]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ اللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ «1».
قال: يقوّي بنصره من يشاء.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» و هو يقول:
برجال لستم أمثالهم أيّدوا جبريل نصرا فنزل «3»
و علونا يوم بدر بالتّقى طاعة اللّه و تصديق الرّسل «4»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 13.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
((1/34)
3) جبريل: أو جبرائيل: من رؤساء الملائكة، و أحد الملائكة المقربين إلى اللّه عز و جل تلقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم منه رسالته و وحيه. ورد ذكره في القرآن الكريم في 3 مواضع. أيدوا جبريل:
بجبريل.
(4) بدر: قرية إلى الجنوب الغربي من المدينة المنورة، حدثت فيها الموقعة بين المسلمين من المهاجرين و الأنصار، و بين المشركين من قريش انتصر فيها المسلمون و توطد سلطان النبي و الإسلام.
و البيتان كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 122 و قد وردا في الديوان صفحة 180 في القصيدة التي مطلعها:
ذهبت بابن الزّبعري وقعة كان منّا الفضل فيها لو عدل
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 52
(24) ن ح س [نحاس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ نُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ «1».
قال: النّحاس: الدّخان بلغتك يا ابن آدم يا ابن أم الأزرق، الدّخان الذي لا لهب فيه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
يضي ء كضوء السّراج السّليط لم يجعل اللّه فيه نحاسا»
__________________________________________________
(1) سورة الرحمن، الآية: 35.
(2) الشاعر: هو النابغة الجعدي: هو قيس بن عبد اللّه بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري، أبو ليلى، شاعر فذ صحابي و من المعمرين. اشتهر في الجاهلية، و سمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله. و كان ممن هجر الأوثان، و نهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام.
وفد النابغة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأسلم، و أدرك صفين، فشهدها مع الإمام علي كرم اللّه وجهه، ثم سكن الكوفة، فسيّره معاوية بن أبي سفيان مع أحد ولاتها، فمات فيها سنة (50) ه الموافق (670) م و قد كفّ بصره و جاوز المائة، و أخباره كثيرة. (انظر: اللباب: 1/ 230. و طبقات فحول الشعراء: 103. و الأعلام: 5/ 207).
((1/35)
3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 122 و قد ورد البيت في: (الفائق في غريب الحديث للزمخشري: 1/ 544. و استشهد به الزمخشري في (الكشاف) 4/ 53. و كذلك الطبرسي في (مجمع البيان) 6/ 94.
و السّراج: المصباح الزاهر. و السليط: الشديد. و النحاس. معدن أحمر اللون، يوجد في الطبيعة منفردا أو مركبا، و هو شديد القابلية للسّحب و الطّرق، يستخدم في أسلاك الكهرباء و غيرها.
و قد ورد في (الفائق): 1/ 544. و (تهذيب الألفاظ) لابن السكيت: 200. و (الجامع لأحكام القرآن): 17/ 172.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 53
(25) م ش ج [أمشاج ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ «1».
قال: اختلاط ماء الرجل و ماء المرأة إذا وقعا في الرّحم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» و هو يقول:
كأنّ الرّيش و الفوقين منه خلاف النّصل سيط به مشيج «3»
__________________________________________________
(1) سورة الإنسان، الآية: 2.
(2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن خالد بن محرّث، أبو ذؤيب، من بني هذيل بن مدركة من مضر، شاعر فحل مخضرم، أدرك الجاهلية و الإسلام، و سكن المدينة، و اشترك في الغزو و الفتوح، و عاش إلى أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، فخرج في جند عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح إلى أفريقية سنة (26) ه الموافق (647) م. فشهد فتح إفريقية و عاد مع عبد اللّه بن الزبير و جماعة يحملون بشرى الفتح إلى الخليفة عثمان، فلما كانوا بمصر، مات أبو ذؤيب فيها سنة (27) ه الموافق (648). قال البغدادي: هو أشعر هذيل من غير مدافعة. وفد أبو ذؤيب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ليلة وفاته، فأدركه و هو مسجّى و شهد دفنه. أشهر شعره عينية رثى بها خمسة أبناء له أصيبوا بالطاعون في عام واحد، مطلعها:
أمن المنون و ريبه تتوجع (انظر: شواهد المغني للسيوطي: 10. و الأغاني: 6/ 56. و الشعر و الشعراء:(1/36)
252. و الكامل لابن الأثير: 3/ 35. و الأعلام: 2/ 325).
(3) كذا في تحقيق البيت في (ديوان الهذليين): 3/ 103. و سمط اللئالئ للبكري: 957. و هو منسوب لزهير بن حرام الهذلي، أما في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 122 فهو:
كأنّ الرّيش و الفوقي منه خلال النّضل خالطه مشيج
و قد ورد البيت في (أساس البلاغة) باب: مشج صفحة 595.
كأنّ النّصل و الفوقين منه خلاف الرّيش سيط به مشيج
و هذه أيضا رواية (الأساس): 2/ 287. و (رغبة الآمل): 7/ 9. و استشهد به الشوكاني في (فتح القدير) 5/ 345. و أبو حيان في (البحر المحيط): 8/ 392، بهذا النص:
كأنّ النّصل و الفوقين منها خلاف الريش سيط به مشيج
[.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 54
(26) ف و م [و فومها]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مِنْ بَقْلِها وَ قِثَّائِها وَ فُومِها وَ عَدَسِها «1».
قال: الفوم: الحنطة.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت أبا محجن الثقفي «2» و هو يقول:
قد كنت أحسبني كأغنى واحد قدم المدينة في زراعة فوم «3»
قال: يا ابن أم الأزرق و من قرأها على قراءة عبد اللّه بن مسعود «4» (الثوم) فهو هذا
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 61.
((1/37)
2) أبو محجن الثقفي: هو عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف، أحد الأبطال الشعراء الكرماء في الجاهلية و الإسلام، أسلم سنة (9) ه، و روى عدة أحاديث، و كان منهمكا في شرب النبيذ، فحدّه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه مرارا، ثم نفاه إلى جزيرة بالبحر، فهرب، و لحق بسعد بن أبي وقاص و هو بالقادسية يحارب الفرس، فكتب إليه الخليفة عمر أن يحبسه، فحبسه سعد عنده، و اشتد القتال في أحد أيام القادسية، فالتمس أبو محجن من امرأة سعد (سلمى) أن تحل قيده، و عاهدها أن يعود إلى القيد إن سلم، و أنشد أبياتا في ذلك، فخلّت سبيله، فقاتل قتالا عجيبا، و رجع بعد المعركة إلى قيده و سجنه، فحدثت سلمى سعدا بخبره، فأطلقه و قال له: لن أحدّك أبدا. فترك النبيذ و قال: كنت آنف أن أتركه من أجل الحد!: توفي أبو محجن بأذربيجان. (انظر: الإصابة في تمييز الصحابة: رقم 1017. و الشعر و الشعراء:
162. و الأعلام: 5/ 76. و خزانة الأدب للبغدادي: 3/ 553- 556).
(3) نسب البيت في (جامع البيان) 1/ 311. و (مجمع البيان) 1/ 271. و (بلوغ الأرب) لأحيحة بن الجلاح، أما في (اللسان) فهو لأبي محجن. كذا ورد صدر البيت في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) و (البحر المحيط). أما في (جامع البيان) و (مجمع البيان):
قد كنت أغنى النّاس شخصا واحدا ورد المدينة عن زراعة فوم
(4) عبد اللّه بن مسعود: بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، صحابي من أكابرهم فضلا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 55
المنتن، و قال أمية بن أبي الصلت «5»:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة فيها الفراديس و الفومان و البصل «6»
و قال أمية:
أنفى الدّياس من القوم الصّحيح كما أنفى من الأرض صوب الوابل البرقا «7»
__________________________________________________(1/38)
و عقلا و قربا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و هو من أهل مكة، و من السابقين إلى الإسلام، و أول من جهر بقراءة القرآن بمكة، و كان خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم الأمين، و صاحب سرّه، و رفيقه في حله وتر حاله و غزواته، يدخل عليه كل وقت و يمشي معه. نظر إليه الخليفة عمر و قال: وعاء ملئ علما، ولي بعد وفاة النبي صلّى اللّه عليه و سلّم بيت مال الكوفة. ثم قدم المدينة في خلافة عثمان و توفي فيها سنة (32) ه الموافق (653) م. (انظر: الإصابة رقم: 4955. و صفة الصفوة: 1/ 154. و حلية الأولياء: 1/ 124. و الأعلام: 4/ 137).
(5) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(6) كذا في (الأصل و المخطوط)، و لم يرد في (الإتقان) و أما في الديوان 437:
كانت لهم جنّة إذ ذاك ظاهرة فيها الفراديس و الفومان و البصل
(7) كذا في (الأصل المخطوط). و لم تر في (الإتقان) و ليس البيت في الديوان.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 56
(27) س م د [سامدون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ «1».
قال: السّمود: اللهو و الباطل.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت هزيلة بنت بكر تبكي قوم عاد «2» و هي تقول:
ليت عادا قبلوا الحقّ و لم يجدوا الجحودا «3»
قيل قم فانظر إليهم ثمّ ذر عنك السّمودا
لن تراهم آخر الدّهر كما كانوا قعودا
__________________________________________________
(1) سورة النجم، الآية: 61.
(2) عاد: شعب من العرب البائدة، سكنوا أعالي الحجاز بالقرب من ديار ثمود، اضطهدوا النبي هود و عليه السلام فسحقتهم العاصفة، ورد اسمهم في القرآن الكريم في 24 موضعا.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و قد استشهد أبو حيان في (البحر المحيط) بالبيت الثاني 8/ 155.(1/39)
كما ورد البيت نفسه في (لسان العرب) باب س م د. و السامد: القائم في تحيّر. كذلك لم يرد البيت الثالث في (الإتقان)، و قد ورد البيت الأول و الثاني على هذا الشكل (انظر: 1/ 122):
ليت عادا قبلوا الح قّ و لم يبدوا جحودا
قيل قم فانظر إليهم ثمّ دع عنك السّمودا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 57
(28)
(28) غ و ل [غول ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لا فِيها غَوْلٌ «1».
قال: يقول ليس فيها نتن «2» و لا كراهية كخمر الدنيا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» و هو يقول:
ربّ كأس شربت لا غول فيها و سقيت النّديم منها مزاجا «4»
__________________________________________________
(1) سورة الصافات، الآية: 47.
(2) النتن: الرائحة الكريهة.
((1/40)
3) امرؤ القيس: بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار. أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، ولد بنجد سنة (130) ق. ه الموافق سنة (497) م. اشتهر بلقبه و اختلف المؤرخون في اسمه. فقيل حندج و قيل مليكة و قيل عدي. كان أبوه ملك أسد و غطفان، و أمه أخت المهلهل الشاعر، فلقنه المهلهل الشعر فقاله و هو غلام، و جعل يشبب و يلهو و يعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى (دمّون) بحضرموت موطن آبائه و عشيرته، و هو في نحو العشرين من عمره، فأقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب و يطرب و يغزو و يلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغ ذلك امرأ القيس و هو جالس للشراب فقال: رحم اللّه أبي ضيعني صغيرا و حملني دمه كبيرا، لا صحو اليوم و لا سكر غدا! اليوم خمر و غدا أمر. و نهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد. و قال في ذلك شعرا كثيرا. و كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار، فأوعزت إلى المنذر ملك العراق، بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد، و تفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل فأجاره، فمكث عنده مدة، ثم رأى أن يستعين بالروم على الفرس، فقصد الحارث بن أبي أشمر الغساني والي بادية الشام، فسيّره هذا إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية، فوعده و مطله، ثم ولاه إمرة فلسطين و لقبه فيلارق أي الوالي، فرحل يريدها فلما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام إلى أن مات في أنقرة سنة (80) ق. ه الموافق (545) م. (انظر: الأعلام: 2/ 11). [.....]
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ صفحة 122. و لم يرد البيت في الديوان.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 58
(29) و س ق [اتّسق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ «1».
قال: اتّساقه اجتماعه و استواؤه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟(1/41)
قال: نعم، أما سمعت طرفه «2» و هو يقول:
إنّ لنا قلائصا نقانقا مستوسقات لو يجدن سائقا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الإنشقاق، الآية: 18.
(2) طرفة: طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه رقم: 9.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 122. و قد ورد البيت في (الكامل) للمبرد:
2/ 566. و (سمط اللآلي) للبكري: 1/ 102. و لم يرد البيت في الديوان.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 59
(30) خ ل د [خالدون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ «1».
قال: هم فيها باقون لا يخرجون منها أبدا، كذلك أهل النار و أهل الجنة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» و هو يقول:
فهل من خالد إمّا هلكنا و هل بالموت يا للنّاس عار «3»
و قال لبيد بن ربيعة «4»:
كلّ بني أم و إن كثروا يوما يصيرون إلى واحد «5»
فالواحد الباقي كمن قد مضى ليس بمتروك و لا خالد
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 25.
(2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ صفحة 122. و قد ورد في البيت في (الديوان) و (معجم الشعراء): 81 و (الشعر و الشعراء): 153.
(4) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(5) كذا في (الأصل المخطوط). و قد خلا (الإتقان) منهما. و خلا منهما أيضا (الديوان). و ورد في (الشعر و الشعراء): 181.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 60
(31) ج ف ن [و جفان ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ جِفانٍ كَالْجَوابِ «1».
قال: جفان: كالحياض، تتسع الجفنة للجزور.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «2» و هو يقول:
كالجوابي لاتني مترعة لقرى الأضياف أو للمختضر «3»
و قال أيضا:
يجبر الحروب فينا ماله بقياب و جفان و خدم «4»(1/42)
__________________________________________________
(1) سورة سبأ، الآية: 13.
(2) طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه في رقم 9.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 123. و ورد هذا البيت في (الديوان): كما ورد في (مختارات ابن الشجري): 2/ 37 بهذا النص.
كالجوابي لا تنى مترعة لقرى الأضياف يوما تحتضر
(4) كذا في (الأصل و الخطوط)، و لم يرد في (الإتقان). و ورد في (الديوان): بهذا النص:
النص:
يجبر المحروب فينا ماله ببناء و سوام و خدم
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 61
(32) م ر ض [مرض ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ «1».
قال: في قلبه الفجور و هو الزنا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
حافظ للفرج راض بالتّقى ليس ممّن قلبه فيه مرض «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 32. [.....]
(2) الأعشى: هو ميمون بن قيس بن جندل، من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير المعروف بأعشى قيس، و يقال له: أعشى بكر بن وائل، و الأعشى الكبير، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، و أحد أصحاب المعلقات و إن معلقته هي التي أولها:
ودّع هريرة إن الرّكب مرتحل و هل تطيق وداعا أيّها الرجل
كان الأعشى كثير الوفود على الملوك من العرب و الفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، و ليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعرا منه، و كان يغنّي بشعره، فسمي (صنّاجة العرب). قال البغدادي: كان يفد على الملوك و لا سيما ملوك فارس، و لذلك كثرت الألفاظ الفارسية في شعره، عاش عمرا طويلا، و أدرك الإسلام و لم يسلم، و لقّب بالأعشى لضعف بصره، و عمي في أواخر عمره. توفي سنة (7) ه الموافق (629) م في قرية (منفوحة) باليمامة و بها قبره. (انظر: معاهد التنصيص:
1/ 196. و جمهرة أشعار العرب: 29 و 56. و الشعر و الشعراء: 79. و الأعلام: 7/ 341.
((1/43)
3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 123. و ليس البيت في (ديوان الأعشى).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 62
(33) ل ز ب [لازب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مِنْ طِينٍ لازِبٍ «1».
قال: الملتزق الجيد و هو الطين الحر.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت النابغة «2» و هو يقول:
و لا يحسبون الخير لا شرّ بعده و لا يحسبون الشّرّ ضربة لازب «3»
__________________________________________________
(1) سورة الصافات، الآية: 11.
(2) النابغة: هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المعزي، أبو أمامة. شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز، كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ، فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها. و كان الأعشى و حسان و الخنساء ممن يعرض شعره على النابغة.
و النابغة أحد الأشراف في الجاهلية، و كان حظيا عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة (زوجة النعمان) فغضب النعمان، ففر النابغة و وفد على الغسانيين بالشام، و غاب زمنا، ثم رضي عنه النعمان، فعاد إليه، و شعره كثير و كان أحسن شعراء العرب ديباجة، لا تكلف في شعره و لا حشو، عاش عمرا طويلا و توفي سنة (18) ق. ه الموافق (604) م. (انظر: نهاية الأرب: 3/ 59. و الشعر و الشعراء: 38. و الأعلام: 3/ 54).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و قد ورد البيت في (الديوان) صفحة و ورد في (البيان و التبيين): 2/ 185. و ورد في (الإتقان) صفحة 1/ 123:
فلا تحسبون الخير لا شرّ بعده و لا تحسبون الشّر ضربة لازب
و استشهد به الطبري في (جامع البيان) 12/ 42. و الطبرسي في (مجمع البيان) 43/ 50.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 63
(34) ن د د [أندادا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً «1».
قال: الأنداد: الأشباه و الأمثال.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟(1/44)
قال: نعم، أما سمعت لبيد «2» و هو يقول:
أحمد اللّه فلا ندّ له بيديه الخير ما شاء فعل «3»
و قال حسّان بن ثابت «4» يرد على أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «5»
أ تهجوه و لست له بندّ فشرّكما لخيركما الفداء «6»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 22.
(2) لبيد: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 123. و قد ورد هذا البيت في (الديوان).
(4) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(5) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3.
(6) الندّ: المثل و النظير، و يرى أكثر اللغويين تخصيصه بالمثل الذي يناوئ نظيره و ينازعه. الجمع:
أنداد. و البيت ورد في (الأصل المخطوط) و لم يرد في (الإتقان). و قد ورد في (الديوان) صفحة 13 بهذا النص:
أ تهجوه، و لست له بكف ء فشرّكما لخيركما الفداء
و استشهد به (ابن هشام): 2/ 181. و القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن): 1/ 230 بقول لبيد:
أحمد اللّه فلا ندّ له بيديه الخير ما شاء فعل
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 64
(35) ش و ب [شوبا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ «1».
قال: الخلط. و الحميم: الغاق.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
تلك المكارم لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الصافات، الآية: 67.
(2) الشاعر: هو أمية بن أبي الصلت، و قد سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 123. و قد ورد هذا البيت في (الشعر و الشعراء):
372 و في (الديوان) 52. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 65
(36) ق ط ن [قطنا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: عَجِّلْ لَنا قِطَّنا «1».(1/45)
قال: القطّ: الجزاء، و هو الحساب أيضا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
و لا الملك النّعمان يوم لقيته بنعمته يعطي القطوط و يطلق «3»
__________________________________________________
(1) سورة ص، الآية: 16.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 123. و قد ورد هذا البيت في (الديوان): 219.
و استشهد به الزمخشري في (الكشاف): 4/ 82، و الطبرسي في (مجمع البيان): 5- 23/ 102. و أبو حيان في (البحر المحيط) 7/ 387 و جاء بهذا النص:
و لا الملك النّعمان يوم لقيته بأمّته يعطي القطوط و يأفق
و الملك النعمان: هو النعمان بن عمرو بن المنذر الغساني من ملوك آل غسان في الجاهلية، كانت له حوران و عبر الأردن و تلك الأنحاء، وليها نحو سنة 296 م، فبنى قصر السويداء بحوران و قصر حارب. (انظر تاريخ سني ملوك الأرض: 79. و الأعلام: 8/ 38).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 66
(37) ط ل ق [الطّلاق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: الطَّلاقُ مَرَّتانِ «1» هل كانت العرب تعرف الطلاق ثلاثا في الجاهلية؟
قال: نعم، كانت العرب تعرفه ثلاثا باتا «2»، ويحك يا ابن الأزرق أما سمعت قول الأعشى «3» و قد أخذه أختانه «4»، فقالوا: و اللّه لا نرفع عنك العصا أو تطلق أهلك فإنك قد أضررت بها، فقال:
يا جارتي بيني و بينك طالقه كذاك أمور النّاس غاد و طاروه «5»
فقالوا: و اللّه لا نرفع عنك العصا أو تثني لها الطلاق، فقال:
بيني فإنّ البين خير من العصا و إن لا تزال فوق رأسي بارقه «6»
فقالوا: و اللّه لا نرفع عنك العصا أو تثلث لها الطلاق، فقال:
و بيني حصان الفرج غير ذميمة و موموقة فينا كذاك و وامقه «7»
و ذوقي فتى حي فإنّي ذائق فتاة أناس مثل ما أنت ذائقة
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 229.
((1/46)
2) باتا: من بت. و بت طلاق امرأته: جعله باتا لا رجعة فيه.
(3) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(4) الأختان: مفردها: ختن أي زوج البنت أو الأخت، و كل من كان من قبل المرأة كالأب و الأخت.
(5) كذا في (ديوان الأعشى): 263. أما في (الأصل المخطوط):
يا جارتا بيني فإنّك طالق كذلك أمور النّاس غاد و طارق
(6) كذا في (الأصل المخطوط). و (الديوان): 263.
(7) كذا في (الأصل المخطوط) و (الديوان): 263. و لم ترد الأبيات الثلاثة في الإتقان، و القصيدة هي في الأصل ستة أبيات قالها الأعشى في امرأته الهزائية حين طلقها.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 67
(38) س ن ن [مسنون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ «1».
قال: الحمأ: السوداء و هو الثاط «2» أيضا. و المسنون: المصور.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «3» و هو يمدحه عليه السلام.
أغرّ كأنّ البدر شقّة وجهه جلا الغيم عنه ضوؤه فتبدّدا «4»
__________________________________________________
(1) سورة الحجر، الآية: 26.
(2) الثاط: من ثقل بطنه، و قلّت حركته و خف شعر لحيته و حاجبيه، فهو ثط، الجمع: أثطاط، وثط.
((1/47)
3) حمزة بن عبد المطلب: بن هاشم، أبو عمارة، من قريش، عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أحد صناديد قريش، ولد في مكة سنة (54) ق. ه الموافق (556) م، و نشأ فيها، و كان أعز قريش و أشدها شكيمة، و لما ظهر الإسلام تردد في اعتناقه، ثم علم أن أبا جهل تعرّض للنبي صلّى اللّه عليه و سلّم و نال منه، فقصده الحمزة و ضربه و أظهر إسلامه، فقالت العرب: اليوم عزّ محمد و إن حمزة سيمنعه، و كفوا عن بعض ما كانوا يسيئون به إلى المسلمين، و هاجر حمزة مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى المدينة، و شهد معركة بدر و غيرها. قال المدائني: أول لواء عقده رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان لحمزة، و كان شعار حمزة في الحرب: ريشة نعام يضعها على صدره، و لما كان يوم بدر قاتل بسيفين، و فعل الأفاعيل، استشهد الحمزة في معركة أحد سنة (3) ه الموافق (625) م و انقرض عقبه. (انظر: أسد الغابة. و الإصابة: و صفة الصفوة: 1/ 144. و تاريخ الإسلام: 1/ 99. و الأعلام:
2/ 278).
(4) كذا في (الأصل المخطوط). و (الإتقان): 1/ 123. و استشهد أبو الفرج الأصبهاني في (الأغاني) 11/ 325 بالبيت بهذا النص:
أغرّ كأن البدر سنة وجهه له كفل واف و فرع و مبسم
[.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 68
(39) ب أ س [البائس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ «1».
قال: الذي لا يجد شيئا من شدة الحال.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت طرفة «2» و هو يقول:
يغشاهم البائس المدقع و الضّعي ف و جار مجاور جنب «3»
__________________________________________________
(1) سورة الحج، الآية: 28.
(2) طرفة: سبق التعريف عنه في رقم 9.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 123 فقد ورد بهذا النص:
يغشاهم البائس المدقع و الضّعي ف و جار محاور جنب(1/48)
و المدقع: فقر مدقع: شديد ملصق بالتّراب، مذلّ. و دقع: افتقر و ذلّ و استكان و خضع
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 69
(40) غ د ق [غدقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ماءً غَدَقاً «1».
قال: أي ماء كثيرا جاريا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
تدني كراديس ملتفا حدائقها كالنبت جادت بها أنهارها غدقا «2»
__________________________________________________
(1) سورة الجن، الآية: 16.
(2) الكراديس: مفردها كردوسة. و هي طائفة عظيمة من الخيل أو الجيش، و كردس القائد الخيل أو الجيش: جعله كراديس.
كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 123.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 70
(41) ق ب س [قبس ]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ «1».
قال: شعلة من نار تقتسبون منه، و ذلك أن موسى «2» عزم لما خرج من أرض مدين «3» يريد مصر «4»، و ذلك في ليلة مظلمة، و طشت «5» السماء، فأنزل أهله و ولده و قدح «6» النار، فلم يقدح شيئا، فرفعت له نار من الشجرة، فقال لأهله:
امْكُثُوا إِنِّي [آنَسْتُ ] ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ «7» يقول: بجمرة أو آتيكم بشهاب قبس تقتبسون منه نارا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
__________________________________________________
(1) سورة النمل، الآية: 7.
(2) موسى: سبق التعريف عنه في رقم 18.
(3) مدين: مدينة قوم شعيب، و هي تجاه تبوك على بحر القلزم، و بها البئر التي استقى بها موسى لغنم شعيب. قال كثير عزة:
رهبان مدين و الّذين عهدتهم يبكون من حذر العقاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت حديثها خرّوا لعزّة ركّعا و سجودا
((1/49)
4) مصر: دولة عربية في شمال شرقي أفريقيا، عاصمتها القاهرة، فتحها المسلمون بقيادة عمرو بن العاص في أيام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط و شرقا فلسطين و خليج العقبة و البحر الأحمر، و جنوبا السودان، و غربا ليبيا. (انظر: المنجد في الأعلام: 665. و مراصد الاطلاع: 3/ 1277).
(5) طشت السماء: و هو المطر الضعيف، و هو دون الوابل و فوق الرّذاذ.
(6) قدح: يقال: قدح فلان بالزّند: ضرب به حجره لتخرج منه النار. و قدح النار من الزند:
أخرجها منه.
(7) سورة القصص، الآية: 29. و في (الأصل المخطوط) [أرى ] بدلا من آنست، و لعلها خطأ من الناسخ.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 71
قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «8» و هو يقول:
همّ عراني فبتّ أدفعه دون سهادي كشعلة القبس «9»
__________________________________________________
(8) طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه في رقم 9
(9) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 123. و البيت ليس في (الديوان). [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 72
(42) أ ل م [أليم ]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ «1».
قال: الأليم: الوجيع.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
نام من كان خليا من ألم و بقيت اللّيل طولا لم أنم «2»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 10، و 174 و سورة آل عمران، الآية: 77 و 177 و 188. و سورة المائدة، الآية: 36. و سورة التوبة، الآية: 79. و سورة النحل، الآية: 63، و الآية:
104 و الآية: 117. و سورة الحشر، الآية: 15. و سورة التغابن، الآية: 5.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 123.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 73
(43) ق ف و [و قفّينا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ «1».(1/50)
قال: اتبعنا على آثار الأنبياء، أي بعثنا على آثارهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» و هو يقول:
يوم قفت عيرهم من عيرنا و احتمال الحي في الصبح فلق «3»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 46.
(2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 123. و قد ورد في (الديوان). بهذا النص:
يوم قلّت عيرهم من عيرنا و احتمال الحيّ في الصبح فلق
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 74
(44) ر د ى [تردّى ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِذا تَرَدَّى «1».
قال: إذا مات و تردّى في النار، قال: نزلت في أبي جهل «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» و هو يقول:
خطفته منية فتردّى و هو في الملك يأمل التعميرا «4»
__________________________________________________
(1) سورة الليل، الآية: 11.
((1/51)
2) أبو جهل: هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، أشد الناس عداوة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم في صدر الإسلام، و أحد سادات قريش و أبطالها و دهاتها في الجاهلية. قال صاحب عيون الأخبار: سوّدت قريش أبا جهل و لم يطرّ شاربه فأدخلته دار الندوة مع الكهول. أدرك الإسلام و كان يقال له: (أبا، الحكم) فدعاه المسلمون (أبا جهل) سأل الأخنس بن شريق الثقفي، و كانا قد استمعا شيئا من القرآن: ما رأيك يا أبا الحكم في ما سمعت من محمد؟ فقال: ما سمعت، تنازعنا نحن و بنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، و حملوا فحملنا، و أعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب و كنا كفرسي رهان قالوا منّا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه .. و اللّه لا نؤمن به أبدا و لا نصدقه! و استمر على عناده يثير الناس على محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أصحابه لا يفتر عن الكيد لهم و العمل على إيذائهم، حتى كانت وقعة بدر الكبرى، فشهدها مع المشركين، فكان من قتلاها سنة (2) ه الموافق (624). (انظر: ابن الأثير 1/ 23 و 25 و 26 و 27 و 32 و 33 و 38 و 40 و 45 و 47. و عيون الأخبار: 1/ 230. و السيرة الحلبية:
2/ 33. و دائرة المعارف الإسلامية: 1/ 322. و الأعلام: 5/ 87).
(3) عدي بن زيد: انظر ترجمته في رقم 20.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 123.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 75
(45) ن ه ر [و نهر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ «1».
قال: النّهر: السعة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قيس بن الخطيم «2» و هو يقول:
ملكت بها كفّي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها «3»
__________________________________________________
(1) سورة القمر، الآية: 54.
((1/52)
2) قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد، شاعر الأوس و أحد صناديدها في الجاهلية، أول ما اشتهر به تتبعه قاتلي أبيه وجده حتى قتلهما، و قال في ذلك شعرا، و له وقعة (بعاث) التي كانت بين الأوس و الخزرج، قبل الهجرة، أشعارا كثيرة. أدرك الإسلام و تريث في قبوله، فقتل قبل أن يدخل فيه سنة (2) ق. ه الموافق (3620)، شعره جيد. (انظر: الأغاني: 3/ 154.
الإصابة: رقم 7350. جمهرة أشعار العرب: 123. و الأعلام: 5/ 205).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 123. و قد ورد في (ديوان قيس بن الخطيم): 8 بهذا النص:
ملكت بها كفّي فانهرت فتقها يرى قائما من خلفها ما وراءها
كما ورد البيت في (شرح الحماسة) للمرزوقي 1/ 184. و في (شرح الحماسة) للتبريزي 1/ 178، و (خزانة الأدب) 3/ 168. و (تأويل مشكل القرآن) صفحة 32.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 76
(46) ا ن م [للأنام ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ «1».
قال: الأنام: الخلق، و هم ألف أمة ستمائة في البحر، و أربعمائة في البرّ.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» و هو يقول:
فإن تسألينا ممّ نحن فإنّنا عصافير من هذا الأنام المسحّر «3»
__________________________________________________
(1) سورة الرحمن، الآية: 10.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 124 و (الديوان): 56.
فإن تسألينا ممّ نحن فإنّنا عصافير من هذا الأنام المسخّر
و قد ورد هذا البيت (لسان العرب) باب: سحر، و (أمالي المرتضى): 1/ 577، و هو منسوب لأمية بن أبي الصلت. كما ورد في (الحيوان) للجاحظ: 5/ 229. و (البيان و التبيين): 1/ 198.
و (مقاييس اللغة): 3/ 138. و العصافير: صغار ضعاف، أي نحن أولاد قوم قد ذهبوا. مسحر:(1/53)
معلل بالطعام و الشراب، قال تعالى في سورة الشعراء، الآية: 153: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ.
و قد أورد بعد هذا البيت صاحب شمس العلوم (12 و 1: 218) قوله:
عبيد لحيّ حمير إن تملّكوا و تظلّمنا عمّال كسرى و قيصر
و نحن و هم ملك لحمير عنوة و ما إن لنا من سادة غير حمير
تبابعة سبعون من قبل تبع تولّوا جميعا أزهرا بعد أزهر
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 77
(47) ح و ر [يحور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ «1».
قال: إنه ظنّ أن لن يرجع.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
و ما المرء إلّا كالشّهاب و ضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع «3»
__________________________________________________
(1) سورة الانشقاق، الآية: 14.
(2) الشاعر هو لبيد بن ربيعة و قد سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 124. و كذلك في (الديوان) صفحة: 169 و (البحر المحيط) 8/ 444. و (بلوغ الأرب) 3/ 131. و (لسان العرب) باب: حور.
و استشهد به الزمخشري في (الكشاف): 4/ 75 و أضاف إليه هذا البيت:
و ما المال و الأهلون إلّا ودائع و لا بدّ يوما أن تردّ الودائع
و هذا البيتان من قصيدة طويلة و التي مطلعها:
بلينا و ما تبلى النّجوم الطّوالع و تبقى الجبال بعدنا و المصانع
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 78
(48) ع و ل [تعولوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا «1».
قال: أجدر أن لا تميلوا و لا تبخسوا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول.
إنّا تبعنا رسول اللّه و اطّرحوا قول النّبيّ و عالوا في الموازين «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 3.
((1/54)
2) الشاعر: هو عبد اللّه بن الحارث بن قيس السهمي القرشي، شاعر من الصحابة، كان يلقب بالمبرق، لشعر قال فيه:
إذا أنا لم أبرق فلا يسعنّني من الأرض بر ذو فضاء و لا بحر
قتل باليمامة، و قيل بالطائف سنة (11) ه الموافق (632) م. (انظر: الإصابة رقم 4596، و نسب قريش: 401. و الأعلام: 4/ 77).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 6/ 124. و (سيرة ابن هشام): 1/ 354. و أساس البلاغة): 2/ 149.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 79
(49) ل و م [مليم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ هُوَ مُلِيمٌ «1».
قال: المليم: المسي ء المذنب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
بري ء النّفس ليس لها بأهل و لكنّ المسي ء هو المليم «3»
__________________________________________________
(1) سورة الصّافات، الآية: 142.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 124. أما في (الديوان): 55. فهو بهذا النص:
بري ء النّفس ليس لها بأهل و لكنّ المسي ء هو الملوم
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 80
(50) ع ف و [يعفو]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ «1».
قال: ألا أن تدع المرأة نصف المهر أو يعطيها زوجها النصف الباقي، فيقول: كانت في ملكي و حبستها عن الزواج.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» و هو يقول:
حزما وبرا للإله و شيمة تعفو على خلق المسي ء المفسد «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 237.
(2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و قد وردت في (الديوان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 81
((1/55)
51) ح س س [تحسّونهم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ «1».
قال: تقتلونهم بأمر محمد «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و منا الذي لاقى بسيف محمد فحسّ به الأعداء عرض العساكر «3»
و قال أوس بن حجر «4»:
فما غضبوا إنا نحس عليهم و لكن رأوا نارا تحصّ و تسفع «5»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 152. [.....]
(2) محمد: يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 124. أما في (جامع البيان)، و (البحر المحيط) فقد جاء بهذا النص:
و منّا الذي لاقى بسيف محمّد فجاسّ به الأعداء عرض العساكر
و الاستشهاد في قوله تعالى في سورة الإسراء الآية: 5: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ. و قد ورد البيت في (لسان العرب) باب: حسّ.
(4) أوس بن حجر: بن مالك التميمي أبو شريح، شاعر تميم في الجاهلية، و من كبار شعرائها، في نسبه اختلاف بعد أبيه حجر، و هو زوج أمّ زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، و أكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة، عمّر طويلا و لم يدرك الإسلام، في شعره حكمة ورقة، و كانت تميم تقدمه على سائر شعراء العرب، و كان أوس غزلا مغرما بالنساء. قال الأصمعي: أوس أشعر من زهير. إلا أن النابغة طأطأ منه. و هو صاحب الأبيات المشهورة التي أولها:
أيّتها النّفس أجملي جزعا (انظر: معاهد التنصيص: 1/ 132. و خزانة البغدادي: 2/ 235. و دائرة المعارف الإسلامية: 3/ 152. و طبقات فحول الشعراء: 81. و الأعلام: 2/ 31).
(5) كذا في (الأصل المخطوط). و لم يرد هذا البيت في (الإتقان). و ورد في (لسان العرب) بهذا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 82
(52) ل ف و [ألفينا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا «1».
قال: يعني وجدنا عليه آباءنا.(1/56)
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
فحسّبوه فألفوه كما زعمت تسعا و تسعين لم تنقص و لم تزد «3»
__________________________________________________
النص:
فما جبنوا إنّا نشدّ عليهم و لكن لقوا نارا تحس و تسفع
و في (تاج العروس) جاء بهذا النص:
فما جبنوا إنّا نسدّ عليهم و لكن لقوا نارا تحص و تسفع
و البيت في (الديوان) صفحة 57.
(1) سورة البقرة، الآية: 170.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 124. و قد ورد هذا البيت في (الديوان) 35. بهذا النص:
فحسّبوه، فألفوه، كما حسبت، تسعا و تسعين لم تنقص و لم تزد
و ورد في (رغبة الأمل): 1/ 63، (و خلاصة المنشآت السنية): 3/ 102.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 83
(53) ج ن ف [جنفا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً «1».
قال: الميل و الجور في الوصية.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» و هو يقول:
و أمك يا نعمان في أخواتها تأتي ما يأتينه جنفا «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 182.
(2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(3) كذا في (الأصل المخطوط). أما في (الإتقان) 1/ 124.
و أمك يا نعمان في أخواتها تأتين ما يأتينه جنفا
و ليس البيت في الديوان.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 84
(54) ب أ س [بالبأساء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ «1».
قال: البأساء: الخصب. و الضّرّاء: الجدب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زيد بن عمرو «2» و هو يقول:
إنّ الإله عزيز واسع حكم بكفه الضّرّ و البأساء و النعم «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 42.
((1/57)
2) زيد بن عمرو: بن قيس بن عتاب بن هرميّ الرياحي اليربوعي التميمي، المعروف بالأخوص، شاعر فارس، قال البغدادي: له في كتاب بني يربوع أشعار جياد: و سماه ياقوت في مختصر جمهرة الأنساب (الأخوص بن عمرو) و هو صاحب القصيدة التي منها:
و كنت إذا ما باب ملك قرعته قرعت بآباء ذوي شرف ضخم
و البائية التي منها:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة و لا ناعب إلا بين غرابها
توفي سنة (50) ه الموافق (670) م. (انظر: خزانة البغدادي: 2/ 140- 143. و التاج:
4/ 391. و الأعلام: 3/ 60).
(3) كذا في (الإتقان): 1/ 124. أما في (الأصل المخطوط) فالبيت منسوب إلى يزيد بن عمر- و هو خطأ من الناسخ. و ورد خطأ في (معجم غريب القرآن): 241 فقد ثبته الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي: زيد بن عمر، و صححه الزركلي في (الأعلام): 3/ 60، و ابن كثير في (البداية و النهاية): 3/ 238- 240. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 85
(55) ر م ز [رمزا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِلَّا رَمْزاً «1».
قال: الإشارة باليد، و الوحي بالرأس.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
ما في السماء من الرّحمن رامزة إلّا إليه و ما في الأرض من وزر «2»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 41.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان): 1/ 124 ورد بهذا النص:
ما في السماء من الرحمن مرتمز إلا إليه و ما في الأرض من وزر
و الوزر: الجبل المنيع، و الملجأ يعتصم به.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 86
(56) ف و ز [فاز]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَقَدْ فازَ «1».
قال: يعني فقد سعد و نجا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد اللّه بن رواحة «2» و هو يقول:
و عسى أن أفوز ثمّ ألقّى حجة التّقى بها الفتانا «3»
__________________________________________________
((1/58)
1) سورة آل عمران، الآية: 185.
(2) عبد اللّه بن رواحة: بن ثعلبة الأنصاري، من الخزرج، أبو محمد، صحابي يعد من الأمراء و الشعراء الراجزين، كان يكتب في الجاهلية، و شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، و كان أحد النقباء الاثني عشر، شهد معركة بدر و أحد و الخندق و الحديبية، و استخلفه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم على المدينة المنورة في إحدى غزواته، و صحبه في عمرة القضاء، و له فيها رجز، و كان أحد الأمراء في وقعة مؤتة (بأدنى البلقاء من أرض الشام) فاستشهد فيها سنة (8) ه الموافق (629) م.
(انظر: تهذيب التهذيب: 5/ 212. و إمتاع الأسماع: 1/ 270. و الإصابة في تمييز الصحابة: رقم 4667. و صفة الصفوة: 1/ 191. و حلية الأولياء: 1/ 118. و طبقات ابن سعد: 3/ 79. و المحبر: 119- 121- 123. و جمهرة أشعار العرب: 121. و الأعلام:
4/ 86).
(3) كذا في (الأصل المخطوط). أما في (الإتقان): 1/ 124. فقد جاء بهذا النص:
و عسى أن أفوز ثمت القى حجة اتّقي بها الفتّانا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 87
(57) س و و [سواء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ «1».
قال: عدل بيننا و بينكم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
تلاقينا فقاضينا سواء و لكن جرّ عن حال لحال «2»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 64.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و في (الإتقان): 1/ 125.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 88
(58) س ن و [سنة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ «1».
قال: السنة: الوسنان الذي هو نائم و ليس بنائم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» و هو يقول:
و لا سنة طول الدّهر تأخذه و لا ينام و ما في أمره فند «3»(1/59)
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 255.
(2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان) و لا في (الديوان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 89
(59) خ ل ق [خلاق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ «1».
قال: ما له في الآخرة من نصيب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
يدعون منها بقوم لا خلاق لهم إلّا سرابيل من قطر و أغلال «3»
و قال عدي بن زيد «4»:
سوف يأتيك و السلام جميعا لكلانا فما له من خلاق «5»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 102.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الديوان): ص 438. و (الإتقان) 1/ 125 فقد جاء بهذا النص:
يدعون بالويل فيها لا خلاق لهم إلّا شرابيل من قطر و أغلال
و ورد في (الديوان) ص 47. و استشهد به الطبرسي في (مجمع البيان): 1/ 386. و أبو حيان في (البحر المحيط).
و السرابيل: مفردها: سربال: و هو ما يلبس من قميص أو درع. القطر: النّحاس الذائب و الحديد الذائب.
الأغلال: مفردها: الغلّ. و هو طوق من حديد أو جلد يجعل في عنق الأسير أو المجرم أو في أيديهما.
(4) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20. [.....]
(5) كذا في (الأصل المخطوط) و لم يرد هذا البيت في (الإتقان) و لا في (الديوان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 90
(60) ق ن ت [قانتون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ «1».
قال: كل ما مقرنون.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» و هو يقول:
قانتا للّه يرجو عفوه يوم لا يكفر عبد ما ادخر «3»
__________________________________________________
((1/60)
1) سورة البقرة، الآية: 116.
(2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان) و لا في (الديوان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 91
(61) ج د د [جدّ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: جَدُّ رَبِّنا «1».
قال: ارتفعت عظمة ربنا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
لك الحمد و النّعماء و الملك ربّنا فلا شي ء أعلى منك جدّا و أمجد «3»
مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه و تسجد «4»
عليه حجاب النور و النّور حوله و أنهار نور حوله تتوقّد «5»
__________________________________________________
(1) سورة الجن، الآية: 3.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 125. أما في (الديوان) ص 27. فقد جاء بهذا النص:
لك الحمد و النّعماء و الملك ربّنا فلا شي ء أعلى منك مجدا و أمجد
(4) لم يرد هذا البيت في (الإتقان). المهيمن: من أسماء اللّه الحسنى. تعنو الوجوه: خضع و ذلّ.
يقول تعالى في سورة طه، الآية: 111. وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ.
(5) لم يرد هذا البيت في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 92
(62) ا ن ي [آن ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: بَيْنَها وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ «1».
قال: الآن: الذي انتهى طبخه و حرّه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
و تخضب لحية غدرت و خانت بأحمر من نجيع الجوف آن «3»
__________________________________________________
(1) سورة الرحمن، الآية: 44.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 125. و كذلك في الديوان صفحة 120.(1/61)
و خضب: غير لونه، و خضّب شيبه بالحناء: غيّر لونه، فهو خاضب، و الشيب مخضوب، و خضيب، و نجيع الجوف: الدم الخالص. و الآني: الشديد الحرارة.
ب القرآن في شعر العرب، ص: 93
(63) س ل ق [سلقوكم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ «1».
قال: الطعن باللسان.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
فيهم الخضب و السّماحة و النّجدة فيهم و الخاطب السّلاق «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 19.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان): 1/ 125 و (الديوان): 144:
فيهم الخضب و السّماحة و النّجدة فيهم و الخاطب المسلاق
و هو الأصح.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 94
(64) ك د ي [و أكدى ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَعْطى قَلِيلًا وَ أَكْدى «1».
قال: أعطى قليلا من ماله و منع الكثير ثم كدّره بمنه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
أعطى قليلا ثمّ أكدى بمنّه و من ينشر المعروف في النّاس يحمد «2»
__________________________________________________
(1) سورة النجم، الآية: 34.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) و استشهد به الشوكاني في (الفتح القدير):
و القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن). بهذا النص:
فأعطى قليلا ثمّ أكدى عطاءه و من يبذل المعروف في النّاس يحمد
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 95
(65) ش ح ن [المشحون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ «1».
قال: السفينة الموقرة الممتلئة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» و هو يقول:
شحنّا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذلّ من الصّراط «3»(1/62)
__________________________________________________
(1) سورة الشعراء، الآية: 119.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 125.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 96
(66) ز ن م [زنيم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ «1».
قال: زنيم: كزنمة الشاة، كذلك ولد الزناء «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «3» و هو يقول:
زنيم تداعته الرّجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع «4»
__________________________________________________
(1) سورة القلم، الآية: 13.
(2) الزنيم: الملحق بقوم ليس منهم، و لا يحتاجون إليه فكأنه فيهم زنمة.
(3) الشاعر: هو الخطيم التميمي
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 125. و استشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) 1/ 410. و ابن هشام في (السيرة) 1/ 387. و (رغبة الآمل) 1/ 156.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 97
(67) ق د د [قددا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: طَرائِقَ قِدَداً «1».
قال: المنقطعة من كل وجه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و لقد قلت و زيد حاسر يوم ولّت خيل زيد قددا «2»
__________________________________________________
(1) سورة الجن، الآية: 11.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 125.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 98
(68) ف ل ق [الفلق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ «1».
قال: قل أعوذ بربّ الصّبح إذا انفلق من ظلمة الليل.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» و هو يقول:
الفارج الهمّ مسدول عساكره كما يفرّج غمّ الظّلمة الفلق «3»
__________________________________________________
(1) سورة الفلق، الآية: 1.
((1/63)
2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 125. و ليس في (الديوان). و قد ورد البيت في (البحر المحيط): 8/ 382:
يا فارج الكرب مسدولا عساكره كما يفرّج غمّ الظّلمة الفلق
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 99
(69) و ز ر [وزر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كَلَّا لا وَزَرَ «1».
قال: الوزر: الملجأ.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي «2» و هو يقول:
لعمرك ما إن له صخرة لعمرك ما إن له من وزر «3»
__________________________________________________
(1) سورة القيامة، الآية: 11.
(2) عمرو بن كلثوم التغلبي: بن مالك بن عتّاب، من بني تغلب، أبو الأسود، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، و تجوّل فيها و في الشام و العراق و نجد، و كان من أعز الناس نفسا، و هو من الفتاك الشجعان. ساد قومه (تغلب) و هو فتى، و عمّر طويلا. و هو الذي قتل الملك عمرو بن هند، أشهر شعره معلقته التي مطلعها:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا و لا تبقي خمور الأندرينا
يقال: إنها كانت في نحو ألف بيت، و إنما بقي منها ما حفظه الرواة و فيها من الفخر و الحماسة و العجب، مات في الجزيرة الفراتية سنة (40) ق. ه الموافق (584) م. (انظر: تاريخ الإسلام للذهبي: 5/ 317- 289. و الأعلام: 5/ 84).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 125. و استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 382.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 100
(70) ن ح ب [نحبه ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ «1».
قال: أجله الذي قدّر له.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» و هو يقول:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول أ نخب فيقضى أم ضلال و باطل «3»(1/64)
__________________________________________________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 23.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. و البيت في (الديوان): 254. و قد استشهد به ابن منظور في (اللسان) باب: نحب. و سيبويه في (الكتاب): 1/ 405.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 101
(71) ز و ج [زوج ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ «1».
قال: الزوج: الواحد. و البهيج: الحسن.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
و كل زوج من الديباج يلبسه أبو قدامة محبوا بذاك معا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الحج، الآية: 5.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد في (الإتقان)، و ليس البيت في الديوان. و الديباج: ثوب من الحرير ملون ألوانا، و هو معرب ثم كثر حتى اشتقت العرب منه فقالوا (دبج) الغيث الأرض (دبجا) من باب ضرب إذا سقاها فأنبتت أزهارا مختلفة لأنه عندهم اسم للمنقش، و اختلف في الياء، فقيل زائدة و وزنه فيعال، و لهذا يجمع بالياء فيقال: (ديابيج) و قيل: هي أصل و الأصل (دبّاج) (المصباح المنير: 188).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 102
(72) م ر ر [مرّة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى «1».
قال: ذو شدة في أمر اللّه عزّ و جلّ و هو جبريل «2» عليه السلام.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» و هو يقول:
قد كنت أقريه إذا ضافني و هنّا قرى ذي مرة حازم «4»
__________________________________________________
(1) سورة النجم، الآية: 6.
(2) جبريل: سبق التعريف عنه في رقم 23.
(3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
((1/65)
4) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد المسألة في (الإتقان) و لم يرد البيت في الديوان. و أقرى الضيف:
أضافه و أكرمه، و القرى: ما يقدّم إلى الضيف. الوهن: الضعف في العمل أو الأمر أو البدن.
و الحازم: العاقل ذو الحنكة و ضبط الأمور. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 103
(73)
(73) ع ص ر [المعصرات ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً «1».
قال: المعصرات: السحاب يعصر بعضها بعضا فيخرج الماء من بين السحابتين.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
تجرّ بها الأرواح من بين شمأل و بين صبا بالمعصرات الدوامس»
__________________________________________________
(1) سورة النبأ، الآية: 14.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. و لم يرد البيت في (الديوان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 104
(74) ع ض د [عضدك ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ «1».
قال: العضد: المعين الناصر على أمره.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
في ذمة من أبي قابوس منقذة للخائفين و من ليست له عضد «3»
__________________________________________________
(1) سورة القصص، الآية: 35.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. و ليس البيت في ديوان النابغة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 105
(75) غ ب ر [الغابرين ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ «1».
قال: عجوز في الباقين.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد اللّه بن الأبرص «2» و هو يقول:(1/66)
ذهبوا و خلفني المخلف فيهم فكأنني في الغابرين غريب «3»
__________________________________________________
(1) سورة الشعراء، الآية: 171.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 106
(76) ن ص ب [الأنصاب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ «1».
قال: الأنصاب: الحجارة التي كانت العرب تعبدها من دون اللّه و تذبح لها، و الأزلام: القداح.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
فلا لعمر الّذي مسّحت كعبته و ما هريق على الأنصاب من جسد «3»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 90.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و هريق: صبّ. و معنى البيت: أي أقسم باللّه أولا ثم بالدماء التي كانت تصب على الأنصاب. و قد ورد البيت في (الديوان) صفحة 35، في قصيدة طويلة يمدح بها النابغة النعمان و يعتذر إليه عما رماه به (المنخل اليشكري) و أبناء قريع و يبرئ نفسه من وشايتهم و التي يقول في مطلعها:
يا دارميّة بالعلياء فالسّند، أقوت، و طال عليها سالف الأبد
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 107
(77) ص د ف [يصدفون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ «1».
قال: يعرضون عن الحق، نزلت في قريش «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «3» و هو يقول:
عجبت لحلم اللّه عنا و قدا بدا له صدفنا عن كل حق مترّك «4»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 46.
((1/67)
2) قريش: قبيلة يرجع نسبها إلى قريش بن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، من عدنان، جاهلي من أهل مكة، كان دليل بني كنانة في تجاراتهم، فإذا أقبل في القافلة يقال: قدمت عير قريش، فغلب لفظ (قريش) على من كان في عهده من بني النضر بن كنانة، و القرشيون قسمان: (قريش البطاح) و هم ولد قصي بن كلاب و بنو كعب بن لؤي، و (قريش الظواهر) و هم من سواهم و قد تفرع منهما بطون كثيرة. (انظر: الروض الأنف: 1/ 70، و تاريخ اليعقوبي: 1/ 212.
و معجم قبائل العرب: 927. و البداية و النهاية: 2/ 200، و السيرة الحلبية: 1/ 13.
و الأعلام: 5/ 195. [.....]
(3) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 108
(78) ا س ى [تأس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَلا تَأْسَ «1».
قال: لا تحزن يا موسى «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» و هو يقول:
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم يقولون لا تهلك أسى و تحمّل «4»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 26.
(2) موسى: هو النبي موسى بن عمران و قد سبق التعريف عنه في رقم 18.
(3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. و قد ورد البيت في معلقة امرئ القيس صفحة 29. و معنى البيت: وقف أصحابه رواحلهم عليه أي لأجله يأمرونه بالصبر و عدم الجزع.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 109
(79) ب س ل [تبسل ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ «1».
قال: يعني أن تحبس نفس بما كسبت في النار.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» و هو يقول:
و فارقتك برهن لا فكاك له يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا «3»(1/68)
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 70.
(2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى و قد سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. أما في الديوان صفحة 39 فقد جاء بهذا النص:
و فارقتك برهن لا فكاك له يوم الوداع فقلبي مبسل غلقا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 110
(80) ا ف ل [أفلت ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَلَمَّا أَفَلَتْ «1».
قال: فلما زالت الشمس عن كبد السماء.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك الأنصاري «2» و هو يرثيه عليه السلام:
فتغيّر القمر المنير لفقده و الشّمس كسفت و كادت تأفل «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 78.
(2) كعب بن مالك: بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي، صحابي من أكابر الشعراء، و من أهل المدينة، اشتهر في الجاهلية و كان في الإسلام من شعراء النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد أكثر الوقائع، ثم كان من أصحاب عثمان بن عفان رضي اللّه عنه، و أنجده يوم الثورة، و حرّض الأنصار على نصرته، و لما قتل عثمان قعد كعب عن نصرة الإمام علي كرم اللّه وجهه فلم يشهد حروبه، و عمي في آخر عمره و عاش سبعا و سبعين سنة و توفي سنة (50) ه الموافق (670) م.
قال روح بن زنباع: أشجع بيت وصف به رجل قومه قول كعب بن مالك:
نصل السيوف إذا قصرن بخطونا يوما و نلحقها إذا لم تلحق
روى كعب 80 حديثا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم. (انظر: الأغاني: 15/ 29. و الإصابة في تمييز الصحابة: رقم 7433. و خزانة البغدادي: 1/ 200. و الأعلام: 5/ 229).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. و (الديوان) ص 261. و (شرح نهج البلاغة) 15/ 404. و (سيرة ابن هشام) 4/ 28. و قد ورد عجز البيت في: (معجم غريب القرآن) 239 بهذا النص:(1/69)
فتغيّر القمر المنير لفقده و الشّمس قد كسفت و كادت تأفل
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 111
(81) ص ر م [كالصّريم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ «1».
قال: الصريم: الذاهب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
غدوت إليه غدوة فوجدته قعودا لديه بالصريم عواذله «2»
__________________________________________________
(1) سورة القلم، الآية: 20.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. و العواذل: من عذل أي لام، فهو عاذل، و الجمع: عذّل، و عذّال، و عذلة، و عاذلون، و هي عاذلة. و الجمع: عواذل، و عاذلات. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 112
(82) ف ت أ [تفتؤا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ «1».
قال: لا تزال تذكر يوسف «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا و قد غاله ما غاله تبع قبل «3»
__________________________________________________
(1) سورة يوسف، الآية: 85.
(2) يوسف: هو النبي يوسف بن يعقوب عليهما السلام. رماه أخوته في البئر حسدا، فأنقذه بعض التجار، و استوزر لفرعون مصر، و تولى شؤون الإعاشة أيام المجاعة، جاء ذكره في التوراة، و ورد في القرآن الكريم في 27 موضعا (انظر: المنجد في الأعلام 755).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 126:
لعمرك ما تفتأ تذكر خالدا و قد غاله ما غال من قبل تبع(1/70)
و تبّع: نسبة إلى التبابعة، و هم دولة عربية نشأت في اليمن بعد الدولة الحميرية، و كان أول ملوكها الحرث الرائش، و هو كذلك آخر ملوك سبأ الحميريين الذين غلب على دولتهم الترف، فتراخت أحوالهم و فترت أيدي آخر ملوكهم حتى آل الملك إلى الحرث فعمل على تقوية الدولة و سميت من ثم دولة التبايعة، و يقال إن عدد ملوكها 26. آخرهم ذو نؤاس صاحب نجران في القرن السادس (انظر:
المنجد في الأعلام: 182).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 113
(83) م ل ق [إملاق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: خَشْيَةَ إِمْلاقٍ «1».
قال: مخافة الفقر.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و إنّي على الإملاق يا قوم ماجد أعدّ لأضيافي الشّواء المصهّبا «2»
__________________________________________________
(1) سورة الإسراء، الآية: 31.
(2) كذا في (الإتقان): 1/ 126. و (الأصل المخطوط). الشواء المصهب: ما كان لونه فيه حمرة أو شقرة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 114
(84) ح د ق [حدائق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: حَدائِقَ وَ أَعْناباً «1».
قال: الحدائق: البساتين.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
بلاد سقاها اللّه أمّا سهولها فقضب و در مغدق و حدائق «2»
__________________________________________________
(1) سورة النبأ، الآية: 32.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. و القضب: كل شجرة طالت و امتدت أغصانها، و كل نبت اقتطع فأكل طريا كالبقول. و الدّر: اللبن. المغدق: من غدق: أي المتسع، و الماء المغدق: الماء الكثير الغامر، لقوله تعالى في سورة الجن الآية 16: وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 115
(85) ق و ت [مقيتا](1/71)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ مُقِيتاً «1».
قال: قادرا مقتدرا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الزبير بن عبد المطلب «2» و هو يقول:
و ذي ضعن كففت النّفس عنه و كنت على مساءته مقيتا «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 85.
(2) الزبير بن عبد المطلب: بن هاشم، أكبر أعمام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، أدركه النبي في طفولته، و كان يعدّ من شعراء قريش إلا أن شعره قليل، يقال منه البيتان:
إذا كنت في حاجة مرسلا فأرسل حكيما و لا توصه
و إن باب أمر عليك التوى فشاور كريما و لا تعصه
(انظر: الروض الأنف: 1/ 78، و سمط الآلئ: 743. و الأعلام: 3/ 42).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126 لكن السيوطي نسبه إلى أحيحة الأنصاري، و الصحيح ما أثبتناه. و قد استشهد به الطبرسي في (مجمع البيان) 2/ 178. و الطبري في (جامع البيان في تفسير القرآن) 4/ 188 أما الزمخشري في (الكشاف) 1/ 286 فاستشهد به بهذا النص:
و ذي ضغن نفيت السوء عنه و كنت على إساءته مقيتا
و في اللسان (قوت) نسب للزبير عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و نسب كذلك إلى أبي قيس بن رفاعة، و أنشده الفراء في معاني القرآن. (جامع البيان 4/ 188).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 116
(86) س ر ى [سريّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا «1».
قال: السري: النهر الصغير و هو الجدول.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
سهل الخليقة ماجد ذو نائل مثل السريّ تمدّه الأنهار «2»
__________________________________________________
(1) سورة مريم، الآية: 24.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127. الخليقة: السليقة و الطبيعة و العادة.(1/72)
الماجد: الشريف الخيّر، و الحسن الخلق السّمح: الجمع: أمجاد و ماجدون و مجدة. النائل: ما ينال و الجود و العطاء.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 117
(87) ا و د [يؤده ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما «1».
قال: لا يثقله حملهما عز و جل.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
يعطي المئين فلا يؤده حملها محض الضرائب ماجد الأخلاق «2»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 255.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 126. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 118
(88) د ه ق [دهاقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كَأْساً دِهاقاً «1».
قال: الكأس: الخمر. و الدهاق: الملآن.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
أتانا عامر يرجو قرانا فأترعنا له كأسا دهاقا «2»
__________________________________________________
(1) سورة النبأ، الآية: 34.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127. و قد استشهد القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 19/ 181 بهذا البيت بالنص التالي:
أتانا عامر يرجو قرانا فأترعنا له كأسا دهاقا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 119
(89) ك ن د [لكنود]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ «1».
قال: الكفور النعم: و هو الذي يكفر وجده «2»، و يمنع رفده «3»، و يجيع عبده.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
شكرت له يوم العكاظ نواله و لم أك للمعروف ثمّ كنودا «4»
__________________________________________________
(1) سورة العاديات، الآية: 6.
(2) الوجد: اليسار و السّعة.
(3) الرّفد: العطاء و الصّلة، الجمع: أرفاد.
((1/73)
4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127. و عكاظ: من أسواق العرب في الجاهلية، كانت تجتمع فيها القبائل مدة عشرين يوما في شهر ذي القعدة كل سنة بموضع بين نخلة و الطائف يبعد عن مكة ثلاثة أيام، كان الشعراء يحضرون سوق عكاظ و يتناشدون ما أحدثوا من الشعر (انظر: المنجد في الأعلام 472).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 120
(90) ن غ ض [فسينغضون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ «1».
قال: يحركون رؤوسهم استهزاء برسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
أ تنغض لي يوم الفجار و قد ترى خيولا عليها كالأسود ضواريا «2»
__________________________________________________
(1) سورة الإسراء، الآية: 51.
(2) كذا في (الإتقان): 1/ 127. أما في (الأصل المخطوط) فقد جاء بهذا النص و أعتقد أنه خطأ من الناسخ:
أ تنغض لي يوم الفخار و قد ترى خيولا عليها كالأسود ضواريا
يوم الفجار: قالوا أيام الفجار أربعة أفجرة: (الأول): بين كنانة و عجز هوازن. و (الثاني):
بين قريش و كنانة. و (الثالث): بين كنانة و بني نصر بن معاوية، و لم يكن فيه كبير قتال.
و (الرابع): و هو الأكبر بين قريش و هوازن، و كان بين هذا و مبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم ست و عشرون سنة، و شهده صلّى اللّه عليه و سلّم و له أربع عشرة سنة. و السبب في ذلك أن البرّاض بن قيس الكناني قتل عروة الرّحّال، فهاجت الحرب، و سمت قريش هذه الحرب فجارا لأنها كانت في الأشهر الحرم، فقالوا:
فجرنا إذ قاتلنا فيها أي فسقنا. (انظر: مجمع الأمثال: 2/ 430).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 121
(91) ه ر ع [يهرعون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ «1».
قال: يقبلون إليه بالغضب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟(1/74)
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
أتونا يهرعون و هم أسارى نسوقهم على رغم الأنوف «3»
__________________________________________________
(1) سورة هود، الآية: 78.
(2) الشاعر: هو المهلهل و هو عدي بن ربيعة بن مرة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، شاعر، من أبطال العرب في الجاهلية من أهل نجد، و هو خال امرئ القيس الشاعر، قيل:
لقب مهلهلا لأنه أول من هلهل نسج الشعر أي رققه، و كان من أصبح الناس وجها، و من أفصحهم لسانا، عكف في صباه على اللهو و التشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن، و لما قتل جساس بن مرة كليبا ثار المهلهل، فانقطع عن الشراب و اللهو، و آلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر و تغلب التي دامت أربعين سنة، و كانت للمهلهل فيها العجائب و الأخبار الكثيرة. أما شعره فعالي الطبقة. (انظر: الشعر و الشعراء: 99. و جمهرة أشعار العرب: 115. و خزانة البغدادي 1/ 300- 304. و الأعلام 4/ 220).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 127. و قد استشهد به الطبري في (جامع البيان في تفسير القرآن): 7/ 83. و الطبرسي في (مجمع البيان) 3/ 12/ 194 و أبو حيان في (البحر المحيط) 5/ 246 بهذا النص:
فجاؤوا يهرعون و هم أسارى نقودهم على رغم الأنوف
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 122
(92) ر ف د [الرّفد]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ «1».
قال: بئس: اللعنة بعد اللعنة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له و إن تأنّفك الأعداء بالرّفد «3»
__________________________________________________
(1) سورة هود، الآية: 99.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبقت ترجمته في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (أساس البلاغة) 1/ 5. و (الديوان) 36 فقد جاء بهذا النص:(1/75)
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له و أن تأثّفك الأعداء بالرّفد
و هذا هو الصحيح. و لعل الخطأ في المخطوط كان من الناسخ. و ورد في (الإتقان) 1/ 27 بهذا النص:
لا تقذفنّي بركن لا كفاء له و إن تأسّفك الأعداء بالرّفد
[.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 123
(93) ت ب ب [تتبيب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ ما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ «1».
قال: غير تخسير.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» و هو يقول:
فهل جدعوا الأنوف فأوهنوها و هم تركوا بني سعد تبايا «3»
__________________________________________________
(1) سورة هود، الآية: 101.
(2) بشر بن أبي خازم: عمرو بن عوف الأسدي، أبو نوفل، شاعر جاهلي فحل من الشجعان، من أهل نجد، من بني أسد بن خزيمة، كان من خبره أنه هجا أوس بن حارثة الطائي بخمس قصائد، ثم غزا طيئا فجرح، و أسره بنو نبهان الطائيون، فبذل لهم أوس مائتي بعير و أخذه منهم، فكساه حلته و حمله على راحلته، و أمر له بمائة ناقة و أطلقه، فانطلق لسان بشر بمدحه فقال فيه خمس قصائد محابها الخمس السالفة، و له قصائد في الفخر و الحماسة جيدة، توفي قتيلا في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية سنة (22) ق. ه الموافق (598) م، رماه فتى من بني واثلة بسهم فأصاب صدره. (انظر: الشعر و الشعراء 86. و أمالي المرتضى: 2/ 114. و خزانة البغدادي 2/ 262. و الأعلام: 2/ 54).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان): 1/ 127 فقد ورد بهذا النص:
هم جدعوا الأنوف فأوعبوها و هم تركوا بني سعد تبايا
و روي البيت في (الديوان) 30، و في (مختارات ابن الشجري) 2/ 33 بهذا النص:
هم جدعوا الأنوف فأوعبوها و هم تركوا بني سعد يبابا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 124
(94) ه ي ت [هيت ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ قالَتْ هَيْتَ لَكَ «1».
قال: قد تهيأ لك، قم فاقض حاجتي.(1/76)
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أحيحة بن الجلاح»
و هو يقول:
به أحمي المضاف إذا دعاني إذا ما قيل للأبطال هيتا «3»
__________________________________________________
(1) سورة يوسف، الآية: 23.
(2) أحيحة بن الجلاح: بن الحريش الأوسي، أبو عمرو، شاعر جاهلي من دهاة العرب و شجعانهم، قال الميداني: كان سيد يثرب، و كان له حصن فيها سماه (المستظل) و حصن في ظاهرها سماه (الضحيان) و مزارع و بساتين و مال وفير. و قال البغدادي كان سيد الأوس في الجاهلية، و كان مرابيا كثير المال، أما شعره فالباقي منه قليل جيد توفي سنة (130) ق. ه الموافق (497) م. (انظر: الأغاني 3/ 115. و الأمثال: 1/ 13. و الأعلام: 1/ 277).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 125
(95) ع ص ب [عصيب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمٌ عَصِيبٌ «1».
قال: يوم شديد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
هم ضربوا قوانس خيل حجر بجنب الرده في يوم عصيب «2»
__________________________________________________
(1) سورة هود، الآية: 77.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 126
(96) س أ م [يسأمون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ هُمْ لا يَسْأَمُونَ «1».
قال: الملائكة: لا يفترون و لا يملون عن العبادة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
من الخوف لا ذو سأمة من عبادة و لا هو من طول التعبّد يجهد «2»
__________________________________________________
(1) سورة فصلت، الآية: 38.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 127
(97) و ص د [مؤصدة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ «1».(1/77)
قال: أبواب النار على الكفار مطبقة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
تحنّ إلى أجبال مكّة ناقتي و من دونها أبواب صنعاء مؤصده «2»
__________________________________________________
(1) سورة الهمزة، الآية: 8. و ورد في القرآن الكريم في سورة البلد الآية: 20: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127. و استشهد به أيضا: الزمخشري في (الكشاف) 4/ 26. و أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 473.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 128
(98) أ ب ل [أبابيل ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: طَيْراً أَبابِيلَ «1».
قال: ذاهبة و جائية تنقل الحجارة بمناقيرها و أرجلها فتبلبل عليهم فوق رؤوسهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و بالفوارس من ورقاء قد علموا أحلاس خيل على جرد أبابيل «2»
__________________________________________________
(1) سورة الفيل، الآية: 3.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 127. الورقاء: الحمامة أو التي لونها كالرماد فيه سواد. الجمع: ورق. أحلاس: مفردها حلس: كساء يلقى على ظهر الدابة و يكون تحت الرحل أو السرج. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 129
(99) ث ق ف [ثقفتموهم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ «1».
قال: حيث وجدتموهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» و هو يقول:
فإمّا تثقفنّ بنو لؤيّ جذيمة إنّ قتلهم دواء «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 191.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان) 1/ 127 فقد جاء بهذا النص:
فإمّا تثقفنّ بني لؤيّ جذيمة إنّ قتلهم دواء(1/78)
و ورد البيت في قصيدة مطولة يمدح حسان بن ثابت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فيها، و ذلك قبل فتح مكة و يهجو أبا سفيان بن حرب، و كان قد هجا النبي صلّى اللّه عليه و سلّم قبل إسلامه، فيقول:
فإمّا تثقفنّ بنو لؤيّ جذيمة إنّ قتلهم شفاء
و بنو لؤي: يرجع نسبهم إلى لؤي بن غالب بن فهر من قريش من عدنان، من سلسلة النسب النبوي، كنيته أبو كعب، كان التقدم في قريش لبنيه و بني بنيه، و هم بطون كثيرة. (انظر: جمهرة الأنساب: 11/ 165. و الطبري: 2/ 186. و الأعلام: 5/ 225). و جذيمة: يرجع نسبهم إلى جذيمة بن مالك بن نصر، من بني أسد بن خزيمة، و في بنيه يقول النابغة الذبياني: (بنو جذيمة حي صدق سادة). (انظر: سبائك الذهب 58. و اللباب 1/ 216. و الأعلام: 20/ 114).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 130
(100) ن ق ع [نقعا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً «1».
قال: النقع: ما يسطع من حوافر الخيل.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت و هو يقول:
عدمنا خيلنا إن لم تردها تثير النّقع موعدها كداء «2»
__________________________________________________
(1) سورة العاديات، الآية: 4.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 127 و (الديوان) 12 فهو بهذا النص:
عدمنا خيلنا، إن لم تروها تثير النّقع، موعدها كداء
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 131
(101) س و و [سواء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي سَواءِ الْجَحِيمِ «1».
قال: في وسط الجحيم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
رماها بسهم فاستوى في سوائها و كان قبولا للهوادي الطّوارق «2»
__________________________________________________
(1) سورة الصافات، الآية: 55.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان): 1/ 128 فقد ورد في هذا النص:(1/79)
رماها بسهم فاستوى في سوائها و كان قبولا للهوى ذي الطوارق
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 132
(102) خ ض د [مخضود]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ «1».
قال: المخضود: الذي ليس بشوك.
قال: أو تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
إنّ الحدائق في الجنان ظليلة فيها الكواعب سدرها مخضود «3»
__________________________________________________
(1) سورة الواقعة، الآية: 28.
(2) أمية أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 128. و (الديوان) 26. و استشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 17/ 207. و أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 200. و الكواعب:
كعبت الفتاة: أي نهد ثديها، فهي كاعب و هي كعاب. السّدر شجر شائك من فصيلة النّبقيّات، مهده فلسطين، ينمو بريا و زراعيا، و خشبة شديد الصلابة شائع الاستعمال، و له ثمر فيه حلاوة، و سدرة المنتهى: شجرة في الجنة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 133
(103) ه ض م [هضيم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: طَلْعُها هَضِيمٌ «1».
قال: متصل بعضه إلى بعض.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» و هو يقول:
دار لبيضاء العوارض طفلة مهضومة الكشحين ريّا المعصم «3»
__________________________________________________
(1) سورة الشعراء، الآية: 148.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 128. و البيت في (الديوان) منشورات دار المعارف المصرية و ليس في (الديوان) منشورات دار الكتاب العربي السورية.
الكشح: ما بين الخاصرة و الضّلوع، الجمع: كشوح. يقال: طوى كشحه على الأمر:
أضمره و ستره، و طوى كشحه على ضغن: أخفاه. المعصم: موضع السوار من الساعد، الجمع: معاصم.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 134
((1/80)
104) س د د [سديدا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: قَوْلًا سَدِيداً «1».
قال: قولا عدلا حقا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «2» يمدحه صلّى اللّه عليه و سلّم:
أمين على ما استودع اللّه قلبه فإن قال قولا كان فيه مسدّدا «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 9. [.....]
(2) حمزة بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 38.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 128.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 135
(105) أ ل ل [إلّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِلًّا وَ لا ذِمَّةً «1».
قال: الآل: القرابة و الذّمّة و العهد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
جزى اللّه إلّا كان بيني و بينهم جزاء ظلوم لا يؤخّر عاجلا «2»
__________________________________________________
(1) سورة التوبة، الآية: 8.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 128. الظّلوم: الكثير الظلم.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 136
(106) س ف ل [أسفل ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَسْفَلَ سافِلِينَ «1».
قال: هكذا الكافر من الشباب إلى الكبر، و من الكبر إلى النار.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت علي بن أبي طالب «2» رضي اللّه عنه و هو يقول:
فأضحوا لدى دار الجحيم بمعزل عن الشعب و العدوان في أسفل السفل»
__________________________________________________
(1) سورة التين، الآية: 5.
((1/81)
2) علي بن أبي طالب: بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن، أمير المؤمنين، رابع الخلفاء الراشدين، و أحد العشرة المبشرين بالجنة، و ابن عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و صهره، و أحد الشجعان الأبطال، و من أكابر الخطباء و العلماء بالقضاء، و أوّل الناس إسلاما بعد السيدة خديجة رضي اللّه عنها، ولد في مكة المكرمة سنة (23) ق. ه. الموافق (600) م، و تربى في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم، و شهد المشاهد كلها إلا تبوك، و كان اللواء بيده في أكثرها. و لما آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بين الصحابة قال له: (أنت أخي) و كان علي أحد رجال الشورى الذين نصّ عليهم الخليفة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهم، و لم يزل بعد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم متصديا للعلم و الفتيا حتى مقتل الخليفة عثمان رضي اللّه عنه، فبايعه الناس، ثم كان ما كان من أمر الجمل وصفين حتى قتل رضي اللّه عنه سنة (40) ه الموافق (661) م. (انظر: صفة الصفوة: 1/ 118. و حلية الأولياء: 1/ 61. و شرح نهج البلاغة: 2/ 579. و الإصابة في تمييز الصحابة: 5690.
و الأعلام: 4/ 296).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 137
(107) خ م د [خامدين ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: خامِدِينَ «1».
قال: أصبح قوم صالح «2» في ديارهم ميتين.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» و هو يقول:
خلّوا ثيابهم على عوارتهم فهم بأفنية البيوت خمود «4»
__________________________________________________
(1) سورة الأنبياء، الآية: 15.
(2) صالح: نبي عربي، بعثه اللّه عز و جلّ إلى قومه ثمود لهدايتهم، فقال لهم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره، فكذبوه، فزلزلت بهم الأرض. ورد ذكره في القرآن الكريم في 10 مواضع.
(3) لبيد بن ربيعة سبق التعريف عنه في رقم 6.
((1/82)
4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 128. أما في (الديوان) 34 فقد ورد بهذا النص:
خلّوا ثيابهم على عوراتهم فهم بأفنية البيوت همود
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 138
(108) ح د ب [حدب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ «1».
قال: ينشرون من جوف الأرض من كل ناحية.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت طرفة بن العبد «2» و هو يقول:
و أما يومهن فيوم سوء تخطفهن بالحدب الصقور «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأنبياء، الآية: 96.
(2) طرفة بن العبد: سبق التعريف عنه في رقم 9.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان). أما في (الديوان) 34، فقد ورد بهذا النص:
و أما يومهن فيوم نحس تطاردهن بالحدب الصقور
و الحدب من الأرض: ما ارتفع و غلظ. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 139
(109) ز ب ر [زبر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: زُبَرَ الْحَدِيدِ «1».
قال: قطع الحديد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك «2» و هو يقول:
تلظّى عليهم حين شدّ حميّها بزبر الحديد و الحجارة ساجر «3»
__________________________________________________
(1) سورة الكهف، الآية: 96.
(2) كعب بن مالك: سبق التعريف عنه في رقم 80.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان) 1/ 128 فقد جاء بهذا النص:
تلظّى عليهم حين أنّ شدّ حميها بزبر الحديد و الحجارة ساجر
و ورد في (الديوان) 201 بهذا النص:
تلظّى عليهم و هي قد شدّ حميها بزبر الحديد و الحجارة ساجر
و قد استشهد به ابن هشام في (السيرة النبوية لابن هشام) 3/ 15.
تلظّى: تلظّت النار: اشتد لهيبها. ساجر: من سجر أي ملأ. سجر التّنّور: أشبعه وقودا و أحماه.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 140
(110) س ح ق [فسحقا](1/83)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ «1».
قال: بعدا لأصحاب السعير.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» و هو يهجو أبيّ بن خلف «3» فهو يقول:
ألا من مبلغ عنّي أبيّا فقد ألقيت في سحق السّعير «4»
__________________________________________________
(1) سورة الملك، الآية: 11.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) أبي بن خلف: بن وهب بن جمح، قتله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يوم أحد و ذلك أن أبيّ لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بمكة فقال له يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم نرقا- اثني عشر رطلا- من الذرة، أقتلك عليه.
فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «بل أنا أقتلك عليه إن شاء اللّه».
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 128. و لم يرد البيت في (الديوان). و استشهد به ابن هشام في (السيرة) 3/ 90.
و بعد أحد عاد أبيّ إلى قريش، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قد خدشه في عنقه خدشا غير كبير.
فاحتقن الدم، قال أبي: قتلني و اللّه محمد، قالوا له: ذهب و اللّه فؤادك. و اللّه إن بك من بأس!! قال: إنه قد كان قال لي بمكة: (أنا أقتلك) فو اللّه لو بصق علي لقتلني. فمات عدو اللّه بسرف و هم قافلون إلى مكة. و في ذلك يقول حسان بن ثابت:
ألا من مبلغ عني أبيا لقد ألقيت في سحق السعير
تمنى بالضلالة من بعيد و تقسم أن قدرت مع النذور
تمنيك الأماني من بعيد و قول الكفر يرجع في غرور
فقد لاقتك طعنة ذي حفاظ كريم البيت ليس بذي فجور
فقد فضل على الأحياء طرا إذا نابت ملمات الأمور
(4) كذا في (الأصل المخطوط، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 141
(111) ح ن ف [حنيفا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لِلدِّينِ حَنِيفاً «1».
قال: دينا مخلصا.(1/84)
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حمزة بن عبد المطلب «2» و هو يقول:
حمدت اللّه حين هدى فؤادي إلى الإسلام و الدّين الحنيف «3»
و قال أيضا رجل يذكر بني عبد المطلب و فضلهم:
أقيموا لنا دينا حنيفا فأنتم لنا غاية قد يهتدي بالذوائب «4»
__________________________________________________
(1) سورة يونس، الآية: 105.
(2) حمزة بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 38.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد المسألة في (الإتقان).
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و الذوائب.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 142
(112) غ ر ر [غرور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ «1».
قال: ما الكافرون إلا في باطل.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» و هو يهجو أبي بن خلف «3» و يقول:
تمنّيك الأماني من بعيد و قول الكفر يرجع في غرور «4»
__________________________________________________
(1) سورة الملك، الآية: 20.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) أبي بن خلف سبق التعريف عنه في رقم 110. [.....]
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 128. و لم يرد البيت في (الديوان). و استشهد به ابن هشام في (سيرة ابن هشام) 3/ 90.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 143
(113) ح ص ر [حصورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ سَيِّداً وَ حَصُوراً «1».
قال: الحصور: الذي لا يأتي النساء.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و حصور عن الخنا يأمر النا س بفعل الخيرات و التشمير «2»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 39.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 128. و الخنا: الفحش في الكلام.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 144
(114) ص ع ق [الصّاعقة](1/85)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ «1».
قال: الصاعقة: العذاب، و أصله الموت.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» و هو يقول:
قد كنت أخشى عليك الحتوف و قد كنت آمنك الصاعقة «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 55.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان). الحتوف: من الحتف: و هو الموت يقال: مات فلان حتف أنفه أي: على فراشه بلا ضرب و لا قتل، إذ كانوا يتخيلون أن الجريح تخرج روحه من جرحه، و تخرج روح غيره من أنفه أو من فيه.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 145
(115) س و م [مسوّمين ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مُسَوِّمِينَ «1».
قال: الملائكة عليهم عمائم بيض مسوّمة، فتلك سيما الملائكة يا ابن أم الأزرق.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و لقد حميت الخيل تحمل شكتي جرداء صافية الأديم مسوّمة «2»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 125.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان). شكتي: من الشّاكّ: رجل شاكّ السّلاح و شاكّ في السّلاح: لابس السّلاح التّامّ. الأديم: الجلد.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 146
(116) ق م ط ر [قمطريرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: عَبُوساً قَمْطَرِيراً «1».
قال: الذي ينقبض وجهه من شدة الوجع.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
و لا يوم الحساب و كان يوما عبوسا في الشّدائد قمطريرا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الإنسان، الآية: 10.
(2) الشاعر: هو أمية بن أبي الصلت، و قد سبق التعريف عنه في رقم 21.
((1/86)
3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 128. و قد ورد في (الديوان) صفحة 37.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 147
(117) س و ق [ساق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ «1».
قال: عن شدة الآخرة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
أسلم عصام أنّه شر باق قبلك سر الناس ضرب الأعناق «2»
قد قامت الحرب بنا على ساق
__________________________________________________
(1) سورة القلم، الآية: 42.
(2) كذا في (الأصل المخطوط). أما في (الإتقان): 1/ 128 فقد ورد هذا الشطر:
قد قامت الحرب بنا على ساق و في (معجم غريب القرآن) جاء بهذا النّص:
صبرا أمام إنّه شر باق و قامت الحرب بنا على ساق
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 148
(118) أ و ب [إيابهم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ «1».
قال: الإياب: المرجع.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» و هو يقول:
و كلّ ذي غيبة يؤوب و غائب الموت لا يؤوب «3»
و قال:
فألقت عصاها و استقرت بها النوى كما قرّ عينا بالإياب المسافر «4»
__________________________________________________
(1) سورة الغاشية، الآية: 25. [.....]
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 128. و قد استشهد بالبيت ابن قتيبة في (الشعر و الشعراء) ص 189.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و لم يرد هذا البيت في (الإتقان). النوى: البعد. و استقرت بها النوى: أي أقامت. قرّ عينا: سرّ و رضي. و قد جاء في (لسان العرب) باب (ع ص و): قال ابن برّي: البيت لعبد ربه السّلمي.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 149
(119) ص و ع [صواع ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: صُواعَ الْمَلِكِ «1».(1/87)
قال: الصواع: الكأس الذي كان يشرب به قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
له درمك في رأسه و مشارب و قدر و طباخ و صاع و ديسق «3»
__________________________________________________
(1) سورة يوسف، الآية: 72.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و قد ورد البيت مع الذي يليه في (الديوان) صفحة 217 على النحو الآتي:
له درمك في رأسه و مشارب و مسك و ريحان و راح تصفق
و حور كأمثال الدمى و مناصف و قدر و طباخ و صاع و ديسق
و الدرمك: هو التراب الناعم. و الديسق: الخوان من الفضة و هو فارسي معرّب.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 150
(120) ح و ب [حوبا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً «1».
قال: إثما كبيرا بلغة الحبشة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
فإنّي و ما كلّفتموني من أمركم ليعلم من أمسى أعقّ و أحوبا «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 2.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 128. أما في (الديوان) ص 115 جاء بهذا النص:
و إنّي و ما كلّفتموني و ربّكم لأعلم من أمسى أعقّ و أحوبا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 151
(121) ع ن ت [العنت ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ «1».
قال: ذلك لمن خشي الإثم منكم فيتزوج الأمة «2» و إن لم يفعل فهو خير.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
رأيتك تبتغي عنتي و تسعى على السّاعي عليّ بغير ذحل «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 25.
((1/88)
2) الأمة: المرأة المملوكة خلاف الحرة، الجمع: إماء. و أميّة: مصغّر الأمة. يقال: يا أمة اللّه.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان): 1/ 128 فقد جاء بهذا النص:
رأيتك تبتغي عنتي و تسعى على السّاعي عليّ بغير ذحل
و العنت: المكابرة عنادا، و الخطأ و الفجور، و الوقوع في أمر شاق.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 152
(122) ف ت ل [فتيلا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا «1».
قال: لا ينقصون من الخير و الشرّ مثل الفتيل، و هو الذي يكون في شقّ النّواة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
يجمع الجيش ذا الألوف و يغزو ثمّ لا يرزأ الأعادي فتيلا «3»
و قال الأول:
أعاذل بعض لومك لا تلجي فإن اللوم لا يغني فتيلا «4»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 49.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية، و قد سبق التعريف عنه في رقم 33. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 128. أما في (الديوان) صفحة 99:
يجمع الجيش ذا الألوف و يغزو ثمّ لا يرزأ العدوّ فتيلا
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و لم يرد هذا البيت في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 153
(123) ق ط م ر [قطمير]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ «1».
قال: القطمير: الجلدة البيضاء التي على النواة، و هكذا من عبد غير اللّه فإنه لا ينفعه قدر قطمير «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «3» و هو يقول:
لم أنل منهم فسيطا و لا زبدا و لا فوقة و لا قطميرا «4»
__________________________________________________
(1) سورة فاطر، الآية: 13.
((1/89)
2) سئل أبو يزيد البسطامي عن النقير و القطمير و الفتيل فأجاب: النقير: هو النقرة التي في ظهر النواة، و القطمير: هي القشرة البيضاء. و الفتيل: الذي يكون في بطن النواة (انظر) كتاب أبو يزيد البسطامي و قصته مع راهب دير سمعان) صفحة 88 تأليف: محمد عبد الرحيم.
(3) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. و (الديوان) صفحة 36.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 154
(124) ث ب ت [ثبات ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَانْفِرُوا ثُباتٍ «1».
قال: الثبة: عشرة فما فوق ذلك.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم «2» و هو يقول:
فأمّا يوم خشيتنا عليهم فتصبح خيلنا عصبا ثبينا «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 71.
(2) عمرو بن كلثوم: سبق التعريف عنه في رقم 69.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 155
(125) ر ك س [أركسهم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا «1».
قال: حسبهم في جهنم بما عملوا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
فأركسوا في حميم النّار أنّهم كانوا عصاة و قالوا الإفك و الزّورا «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 88
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. و (الديوان) صفحة 36. و قد استشهد به الطبري في (جامع البيان) 5/ 192. و الطبرسي في (مجمع البيان)، و أبو حيان في (البحر المحيط) 5/ 313. الإفك: الكذب أو أبلغ ما يكون من الكذب و الافتراء. و الزّور: الباطل أو شهادة الباطل، أو الكذب.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 156
((1/90)
126) أ م ر [أمرنا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَمَرْنا مُتْرَفِيها
«1».
قال: سلّطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» يقول:
إن يغبطوا ييسّروا و إن أمروا يوما يصيروا للهلك و النّكد «3»
__________________________________________________
(1) سورة الإسراء، الآية: 16.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. أما رواية (الديوان) صفحة 160، و (أساس البلاغة) 2/ 533:
إن يغبطوا يهبطوا و إن أمروا يوما يصيروا للهلك و النّكد
و رواية (الأغاني) 15/ 133:
إن يغبطوا يهبطوا و إن أمروا يوما يصيروا للهلك و الفند
و رواية (لسان العرب) باب: (هبط):
إن يغبطوا يهبطوا و إن أمروا يوما يصيروا للهلك و النّقد
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 157
(127) ف ت ن [يفتنكم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا «1».
قال: إن يضلكم الذين كفروا بالعذاب و الجهد بلغة هوازن «2».
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» و هو يقول:
كلّ امرئ من عباد اللّه مضطهد ببطن مكّة مقهور و مفتون «4»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 101.
(2) هوازن: نسبة إلى هوازن بن منصور بن قيس عيلان، من عدنان. نبوه بطون كثيرة، كانت منازلهم بين غور تهامة إلى وراء (بيشة) و ناحية السّراة و الطائف. من بطونهم: بنو سعد، و ثقيف، و عامر، و كلاب، و عقيل، و خفاجة، و هلال بن عامر، و غزية، و جشم بن بكر.
(انظر: معجم ما استعجم: 1/ 87، و جمهرة الأنساب: 252. و معجم قبائل العرب:
1231. و الأعلام: 8/ 101.
(3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
((1/91)
4) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. و لم يرد البيت في الديوان.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 158
(128) خ ن ق [و المنخنقة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الْمُنْخَنِقَةُ «1».
قال: كانت العرب تخنق الشاة فإذا ماتت أكلوا لحمها.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» و هو يقول:
يغط غطيط البكر شدّ خناقه ليقتلني و المرء ليس بقتال «3»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في الإتقان. و ليس البيت في (الديوان). غطّ النائم: صات و ردد النّفس في خياشيمه و حلقه حتى يسمعه من حوله. غطيط النائم أو المخنوق: نخيره.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 159
(129) غ ن ي [يغنوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا «1».
قال: كأن لم يكونوا في الدنيا حين عذّبوا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» و هو يقول:
و غنيت سبتا قبل مجرى داحس لو كان للنّفس اللّجوج خلود «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأعراف، الآية: 92.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. و (الديوان) صفحة 35. و استشهد بهذا البيت الزبيدي في (تاج العروس) باب: سبت. و أبو حيان في (البحر المحيط). و القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن الكريم) 8/ 328. و سبتا: وقتا من الدهر. داحس و الغبراء، أو حرب السباق، حرب جرت بين عبس و ذبيان لخلاف على سباق خيل بين فرسين و عرفت باسميهما: داحس و الغبراء، استمرت 40 سنة، ذكرها الشاعر زهير بن أبي سلمى بمعلقته، أشهر أيامها المريقيب و بطله عنترة بن شداد. (انظر: المنجد في الأعلام: 277).(1/92)
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 160
(130) ه و ن [الهون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: عَذابَ الْهُونِ «1».
قال: الهون: الدائم الشديد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
إنّا وجدنا بلاد اللّه واسعة تنجي من الذّلّ و المخزاة و الهون «2»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 93.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 161
(131) ن ق ر [نقيرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لا يُظْلَمُونَ نَقِيراً «1».
قال: النقير: ما في ظهر النواة، و منه تنبت النخلة. قال: لا يظلم اللّه العباد قدر النقير.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و ليس النّاس بعدك في نقير و ليسوا غير أصداء و هام «2»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 124. [.....]
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. انظر الشرح في رقم 123.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 162
(132) ف ر ض [فارض ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لا فارِضٌ وَ لا بِكْرٌ «1».
قال: الكبيرة الهرمة.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا يساق إليه ما تقوم على رجل «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 68.
((1/93)
2) الشاعر: هو خفاف بن ندبة بن عمير بن الحارث بن الشريد السلمي، من مضر، أبو خراشة، شاعر فارس، من أغربة العرب، كان أسود اللون، أخذ الأسود من أمه ندبة و عاش زمنا في الجاهلية. و له أخبار مع العباس بن مرداس، و دريد بن الصمة، و أدرك الإسلام فأسلم، و شهد فتح مكة و كان معه لواء بني سليم، و شهد حنينا و الطائف، و ثبت على إسلامه في الرّدة، و مدح أبا بكر و بقي إلى أيام عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، و أكثر شعره مناقضات له مع ابن مرداس و كانت قد ثارت بينهما حروف في الجاهلية.
قال الأصمعي: خفاف و ابن الصمة أشعر الفرسان. (انظر: الأغاني: 16/ 133.
و الإصابة في تمييز الصحابة: 1/ 452. و الشعر و الشعراء 122. و خزانة البغدادي: 1/ 81 و 472. و الأعلام: 2/ 309).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. و استشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة). و الطبري في (مجمع البيان) 1/ 293 بهدا و أبو حيان في (البحر المحيط) 1/ 248.
لعمري قد أعطيت جارك فارضا تساق إليه ما تقوم على رجل
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 163
(133) خ ي ط [الخيط]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ «1».
قال: بياض النهار من سواد الليل، و هو الصبح إذا انفلق.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
الخيط الأبيض ضوء الصّبح منفلق و الخيط الأسود لون اللّيل مكموم «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 187.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129، و (الديوان) صفحة 59.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 164
(134) ي م م [تيمّموا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ «1».(1/94)
قال: لا تعمدوا إلى شر ثماركم و خرقتكم فتعطوه في الصدقة لو أعطيتم ذلك لم تقبلوا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
يمّمت راحلتي أمام محمّد أرجو فواضله و حسن نداه «3»
و قال أيضا:
تيمّمت قيسا و كم دونه من الأرض من مهمه ذي شزن «4»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 267.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في الإتقان، كذلك لم يرد البيت في (الديوان).
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الديوان) صفحة 19.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 165
(135) ش ر ى [شروا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ «1».
قال: حيث باعوا نصيبهم من الآخرة بطمع يسير من الدنيا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
يعطي بها ثمنا فيمنعها و يقول صاحبها ألا تشري «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 102. و الآية أولها: وَ لَبِئْسَ.
(2) الشاعر: هو المسيب بن علس بن عمرو بن قمامة، من ربيعة بن نزار، شاعر جاهلي، كان أحد المقلّين المفضلين في الجاهلية. و هو خال الأعشى ميمون، و كان الأعشى راويته، و قيل اسمه زهير، و كنيته أبو فضة. (انظر: جمهرة أشعار العرب: 111. و رغبة الآمل: 4/ 219.
و الشعر و الشعراء: 60. و جمهرة الأنساب: 275، و خزانة البغدادي: 1/ 545. و الأعلام:
7/ 225).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 129. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 166
(136) ع ر ب [عربا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: عُرُباً أَتْراباً «1».
قال: هن العاشقات لأزواجهن اللاتي خلقن من الزّعفران «2» و الأتراب المستويات.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟(1/95)
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» و هو يقول:
عهدت بها سعدى، سعدى غريرة عروب تهادى في جوار خرائد «4»
__________________________________________________
(1) سورة الواقعة، الآية: 37.
(2) الزعفران: نبات بصلي عطري معمّر من فصيلة السّوسنيّة، منه أنواع بريّة و نوع زراعي صبغيّ طبيّ مشهور، زهره أحمر إلى الصّفرة. الجمع: زعافر.
(3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان) و ورد الشعر في (الديوان) صفحة 43.
و الغريرة: الشابة لا تجربة لها و هو وصف حسن. عروب: متحببة إلى زوجها. تهادى: تمشي.
الخرائد: الواحدة خريدة أي: البكر لم تمس و الحيية الطويلة السكوت.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 167
(137) ح س ب [حسبانا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: حُسْباناً مِنَ السَّماءِ «1».
قال: نارا من السماء.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» و هو يقول:
بقيّة معشر صبّت عليهم شآبيب من الحسبان شهب «3»
__________________________________________________
(1) سورة الكهف، الآية: 40.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129. و ليس البيت في (الديوان). الشآبيب:
مفردها: الشؤبوب: الدّفعة من المطر و غيره. و يقال: أنزل اللّه عليه شآبيب رحمته.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 168
(138) ع ن ت [و عنت ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ «1».
قال: استسلمت الوجوه و خضعت للّه يوم القيامة.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «2» و هو يقول:
ليبك عليك كلّ عان بكربة و آل قصيّ من مقل و ذي وفر «3»
__________________________________________________
(1) سورة طه، الآية: 111.
((1/96)
2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان) و ليس البيت في (الديوان). آل قصي:
نسبة إلى قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. سيد قريش في عصره و رئيسهم، قيل: هو أول من كان له ملك من بني كنانة، و هو الأب الخامس في سلسلة النسب النبوي. كان موصوفا بالدهاء، ولي البيت الحرام، فهدم الكعبة و جدد بنيانها، كانت له السقاية و الرفادة و الندوة و اللواء، و كانت قريش تتيمن برأيه، فلا تبرم أمرا إلا في داره، و هو الذي أحدث وقود النار في المزدلفة ليراها من دفع من عرفة. (انظر: طبقات ابن سعد: 1/ 36- 42. و السيرة الحلبية:
1/ 16. و ابن الأثير: 2/ 7. و المحبر: 164. و الأعلام: 5/ 199).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 169
(139) ض ن ك [ضنكا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مَعِيشَةً ضَنْكاً «1».
قال: الضنك: الضيق الشديد من كل وجه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و الخيل قد لحقت بها في مأزق ضنك نواحيه شديد المقدم «2»
__________________________________________________
(1) سورة طه، الآية: 124.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 129.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 170
(140) ف ج ج [فجّ ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ «1».
قال: من كل طريق بعيد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول و يذكر قوم عاد «2»:
حازوا العيال و سدّوا الفجا ج بأجساد عاد لها آبدات «3»
__________________________________________________
(1) سورة الحج، الآية: 27.
(2) عاد: هم قوم عاد و قد سبق التعريف عنهم في رقم 27. [.....]
(3) هذا هو الصحيح. أما رواية (الأصل المخطوط):
حازوا العيال و سدّوا الفجاج بأجساد عاد لهم بدار
و في (الإتقان): 1/ 129:(1/97)
حازوا العيال و سدّوا الفجاج بأجساد عاد لها آئدان
و الفجاج: مفردها: الفجّ، و هو الطريق الواسع بين جبلين أو في الجبل، و الفج: أوسع من الشّعب.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 171
(141) س م ر [سامرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: سامِراً تَهْجُرُونَ «1».
قال: كانوا يهجرون على اللهو و الباطل.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و باتوا بشعب لهم سامر إذا خبّ نيرانهم أوقدوا «2»
__________________________________________________
(1) سورة المؤمنون، الآية: 67.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 172
(142) ن ح س [نحس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ «1».
قال: النحس: البلاء و الشدة.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» و هو يقول:
سواء عليه أيّ يوم أتيته أ ساعة نحس تتّقى أم بأسعد «3»
__________________________________________________
(1) سورة القمر، الآية: 19.
(2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و قد ورد في (الديوان) صفحة 23 بهذا النص:
سواء عليه أيّ حين أتيته أ ساعة نحس تتّقى أم بأسعد
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 173
(143) ح ب ك [الحبك ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ «1».
قال: ذات الطرائق و الخلق الحسن.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» و هو يقول:
هم يضربون حبيك البيض إذ لحقوا لا ينكصون إذا ما استلحموا و حموا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الذاريات، الآية: 7.
(2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19.
((1/98)
3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 129. و (الديوان) صفحة 93. و حبيك البيض:
طرائقه، مفردها: حبيكة. و البيض: مفردها: بيضة و هو ما يوضع على الرأس كالخوذة، ينكصون: يتراجعون، و ينهزمون.
استلحموا: أدركوا. حموا: اشتد غضبهم من حمي النار و اشتداد لهيبها.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 174
(144) ش ر ق [و الإشراق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: بِالْعَشِيِّ وَ الْإِشْراقِ «1».
قال: إذا أشرقت الشمس، و حلّت الصّلاة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
لم ينم ليلة التمام لكي يصبح حتى أضاءه الإشراق «3»
__________________________________________________
(1) سورة ص، الآية: 18.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و في (ديوان الأعشى) صفحة 213. و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 175
(145) ح ر ض [حرضا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً «1».
قال: الحرض: المدنف الهالك من شدة الوجع.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
أمن ذكر ليلى أربأت غربة بها كأنّك جسم للأطباء محرض «2»
__________________________________________________
(1) سورة يوسف، الآية: 85.
(2) كذا في (الأصل المخطوط). أما في (الإتقان): 1/ 129.
أمن ذكر ليلى أن نأت غربة بها كأنّك جمّ للأطباء محرض
و استشهد الزبيدي ب (لسان العرب) باب: حرض بهذا النص:
أمن ذكر سلمى غربة أن نأت بها كأنّك حمّ للأطباء محرض
[.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 176
(146) ي ت م [اليتيم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ «1».
قال: يدفع اليتيم عن حقه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا طالب «2» يقول:(1/99)
يقسّم حقا لليتيم و لم يكن يدعّ لدى أيسارهنّ الأصاغرا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الماعون، الآية: 2.
(2) أبو طالب: هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، من قريش، والد الإمام علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه، و عم النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، و كافله و مربيه و مناصره، كان من أبطال بني هاشم و رؤسائهم، و من الخطباء العقلاء و الأباة. و له تجارة كسائر قريش، نشأ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في بيته، و سافر معه إلى الشام في صباه، و لما أظهر الدعوة إلى الإسلام هم أقرباؤه بنو قريش بقتله فحماه أبو طالب و صدهم عنه فدعاه النبي صلّى اللّه عليه و سلّم إلى الإسلام، فامتنع خوفا من أن تعيره العرب بتركه دين آبائه، و وعد بنصرته و حمايته و فيه نزلت الآية الكريمة في سورة القصص رقم 56: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ. و استمر على ذلك إلى أن توفي سنة (3) ق. ه الموافق (620) م. (و إن الشيعة الإمامية و أكثر الزيدية يقولون بإسلام أبي طالب و بأنه ستر ذلك عن قريش لمصلحة الإسلام). (انظر: طبقات ابن سعد: 1/ 75. و ابن الأثير: 2/ 34.
و خزانة البغدادي: 1/ 261. و الأعلام: 4/ 166).
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 130.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 177
(147) ف ط ر [منفطر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ «1».
قال: منصدع من خوف يوم القيامة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
ظباهن حتّى أعوّض اللّيل دونها أفاطير و سمى رواء جذورها «2»
__________________________________________________
(1) سورة المزمل، الآية: 18.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 130.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 178
(148) و ز ع [يوزعون ](1/100)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَهُمْ يُوزَعُونَ «1».
قال: يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
وزّعت عليها بأقبّ شهد إذا ما القوم شدّوا بعد خمس «2»
__________________________________________________
(1) سورة النمل، الآية: 17.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 130 فقد جاء بهذا النص:
وزعت رعليلها بأقب نهد إذا ما القوم شدوا بعد خمس
قبّ القوم: قبا و قبوبا: صخبوا في الخصومة، و قبّ النبات يبس، و قب الخصر: دقّ و ضمر. و الأقب من الخيل: الدقيق الضامر الخصر و البطن.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 179
(149) خ ب و [خبت ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً «1».
قال: الخبو: أن النار تطفأ مرة و تستعر أخرى.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و النّار تخبو عن آذانهم و أضرمها إذا ابتدروا سعيرا «2»
__________________________________________________
(1) سورة الإسراء، الآية: 97.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 130. خبت النار: سكنت و خمد لهيبها. السعير:
النار و لهيبها، الجمع: سعر. و نار سعير: موقدة مهيّجة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 180
(150) م ه ل [كالمهل ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ «1».
قال: كدردي الزيت و مواد العرق من خوف يوم القيامة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
تبارى بنا العيس السموم كأنّها تبطّنت الأقراب من عرق مهلا «2»
__________________________________________________
(1) سورة المعارج، الآية: 8.
(2) كذا في (الأصل المخطوط). أما في (الإتقان) 1/ 130 فقد جاء بهذا النص:(1/101)
تبارى بنا العيس السموم كأنّها تبطنت الأقراب من عرق مهلا
و هو الصحيح. العيس: كرام الإبل البيض التي يخالط بياضها شقرة أو ظلمة خفية، الواحد:
أعيس، و الواحدة: عيساء. السّموم: الريح الحارة، أو الحرّ الشديد.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 181
(151) س ر ي [أسرى ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا «1».
قال: سبحان تنزيه له وحده لا شريك له الذي أسرى محمدا صلّى اللّه عليه و سلّم من المسجد الحرام إلى البيت المقدس، ثم ردّه اللّه إلى المسجد الحرام.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
قلت له لما علا فخره سبحان من علقمة الفاخر «3»
__________________________________________________
(1) سورة الإسراء، الآية: 1.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، أما رواية (الديوان) صفحة 106 فقد جاءت بهذا النص:
أقول لما جاءني فجره سبحان من علقمة الفاجر
[.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 182
(152) و ب ل [وبيلا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا «1».
قال: أخذا شديدا ليس له ملجأ.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
أذلّ الحياة و عزّ الممات و كلّا أراه طعاما وبيلا «2»
__________________________________________________
(1) سورة المزّمّل، الآية: 16.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 130 فقد جاء بهذا النص:
خزي الحياة و خزي الممات و كلّا أراه طعاما وبيلا
و استشهد بهذا البيت ابن قتيبة في (عيون الأخبار) 1/ 191.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 183
(153) ن ق ب [فنقّبوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ «1».(1/102)
قال: هربوا في البلاد بلغة اليمن «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» و هو يقول:
فنقّبوا في البلاد من حذر الموت و جالوا في الأرض أيّ مجال «4»
__________________________________________________
(1) سورة ق، الآية: 36.
(2) اليمن: دولة عربية تقع في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، قيل سميت اليمن لتيامنهم إليها لما تفرّقت العرب من مكة، كما سميت الشام لأخذهم الشمال. اشتهرت اليمن في عهد المملكة السبئية في القرن الثاني قبل الميلاد، فتحها المسلمون سنة (636) م. و لليمن أخبار و لأهلها أقاصيص (انظر: مراصد الاطلاع: 3/ 1483. و المنجد في الأعلام: 752).
(3) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 130. و لم يرد البيت في الديوان. و استشهد به الزمخشري في (الكشاف) 4/ 24. و القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 17/ 12 بهذا النص.
نقبوا في البلاد من حذر المو ت و جالوا في الأرض كلّ مجال
و أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 129.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 184
(154) ه م س [همسا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً «1».
قال: الوطء الخفي و الكلام الخفي و هذا يوم القيامة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
فباتوا يدلجون و بات يسري بصير بالدّجى هاد هموس «3»
__________________________________________________
(1) سورة طه، الآية: 108
((1/103)
2) الشاعر: هو أبو زبيد الطائي: و هو المنذر بن حرملة الطائي القحطاني، شاعر نديم معمّر، من نصارى طي ء، عاش زمنا في الجاهلية، و كان يزور الملوك و لا سيما ملوك العجم لعلمه بسيرهم، و أدرك الإسلام و لم يسلم، و كان يدخل مكة متنكرا، و استعمله الخليفة عمر بن الخطاب على صدقات قومه، قال البغدادي: و لم يستعمل نصرانيا غيره. كانت إقامته على الأكثر عند أخواله بني تغلب بالجزيرة الفراتية، و انقطع أبو زبيد إلى منادمة الوليد بن عقبة أيام ولايته الكوفة في عهد عثمان، و كان يفد على الخليفة عثمان رضي اللّه عنه فيقربه و يدني مجلسه لاطلاعه على أخبار من أدركهم من ملوك العرب و العجم، و مات بالكوفة أو باديتها سنة (62) ه الموافق (682) م في زمن معاوية بن أبي سفيان. (انظر: خزانة الأدب: 2/ 155. و الشعر و الشعراء: 101.
و تهذيب ابن عساكر: 4/ 108. و الأعلام: 7/ 293.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان) 1/ 130. و أكد البكري في (سمط اللئالئ) 438 أن البيت لأبي زبيد.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 185
(155) ش غ ف [شغفها]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: قَدْ شَغَفَها حُبًّا «1».
قال: الشغاف في القلب في النياط «2»، يقول: قد امتلأ قلبها من حب يوسف.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «3» و هو يقول:
و في الصّدر رحب دون ذلك داخل دخول الشّغاف غيّبته الأضالع «4»
__________________________________________________
(1) سورة يوسف، الآية: 30.
(2) النياط: ما يعلّق به الشي ء. و هو الفؤاد الجمع: أنوطة و نوط.
(3) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية، و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و ليس البيت في ديوان النابغة الذبياني.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 186
(156) ق م ح [مقمحون ](1/104)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَهُمْ مُقْمَحُونَ»
.
قال: المقمح: الشامخ بأنفه المنكس رأسه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
و نحن على جوانبها قعود نغضّ الطّرف كالإبل القماح «3»
__________________________________________________
(1) سورة يس، الآية: 8. [.....]
(2) الشاعر: هو بشر بن أبي خازم و قدر سبق التعريف عنه في رقم 93.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 130. و قد ورد في: (الشعر و الشعراء) صفحة 191. و (ديوان بشر بن أبي خازم) صفحة 48. و استشهد به الزبيري في (لسان العرب) باب:
قمح. و الإبل.
القماح: التي ترفع رؤوسها و تغض أبصارها عند الحوض و لا تشرب الماء. إما لشدة برده أو لعلة أخرى.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 187
(157) م ر ج [مريج ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ «1».
قال: المريج: الباطل الفاسد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
فراغت فانتقدت به حشاها فخرّ كأنّه خوط مريج «2»
__________________________________________________
(1) سورة ق، الآية: 5.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 130. أما في (ديوان الهذليين) صفحة 957.
و (سمط اللئالئ) للبكري 3/ 103. فقد ورد بهذا النص:
فراغت فالتمست بها حشاها فخرّ كأنّه خوط مريج
و البيت كما في (سمط اللئالئ) للداخل زهير بن حزام أحد بني مرة، و هذا قول الأصمعي، و في (ديوان الهذليين): روى السكري عن الجمحي و أبي عمرو و ابن الأعرابي أنها لعمرو بن الداخل.
و الخوط: الغصن الناعم، الجمع: خيطان قال قيس بن الخطيم:
حوراء جيداء يستضاء بها كأنّها خوط بانة قصف
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 188
(158) ث ج ج [ثجّاجا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ماءً ثَجَّاجاً «1».(1/105)
قال: الثجيج: الكثير الذي ينبت منه الزرع.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» و هو يقول:
سقى أمّ عمر كلّ آخر ليلة حناتم سود ماؤهنّ ثجيج «3»
__________________________________________________
(1) سورة النبأ، الآية: 14.
(2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن محرّث، و قد سبق التعريف عنه في رقم 25.
(3) كذا في (الأصل المخطوط). و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و استشهد الزبيري في (لسان العرب) باب: (حنم) بالبيت بهذا النص:
سقى أم عمرو كل آخر ليلة صاتم سحم ماؤهن ثجيج
الحناتم: السحاب الأسود و الجرة الخضراء، و شجرة الحنظل. الواحدة: حنتمة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 189
(159) ح س ر [محسورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مَلُوماً مَحْسُوراً «1».
قال: مستحبا مستحلا قد حسرت من المال، فتقول: هلّا أيقنت.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
ما قاد من عرب إليّ جوادهم إلّا تركت جوادهم محسورا «2»
__________________________________________________
(1) سورة الإسراء، الآية: 29.
(2) كذا في (الأصل المخطوط). و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 190
(160) ح ج ج [الحج ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول عمر بن الخطاب «1»: «كذب عليكم الحجّ» «2».
قال: يعني بقوله: عليكم بالحج.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الهذلي «3» و هو يقول:
__________________________________________________
((1/106)
1) عمر بن الخطاب: بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص، ثاني الخلفاء الراشدين، و أول من لقّب بأمير المؤمنين، صحابي جليل، و شجاع حازم، صاحب الفتوحات، يضرب بعدله المثل، كان في الجاهلية من أبطال قريش و أشرافهم، و له السفارة فيهم، ينافر عنهم و ينذر من أرادوا إنذاره، و هو أحد العمرين اللذين كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم يدعو ربه أن يعزّ الإسلام بأحدهما، أسلم قبل الهجرة بخمس سنوات، و شهد الوقائع كلها، و كان عمر يقضي على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و نزل القرآن بموافقته. عن ابن عمر قال: ما نزل بالناس أمر قطّ فقالوا فيه، و قال فيه عمر بن الخطاب إلا نزل القرآن على نحو ما قاله عمر. بويع عمر بن الخطاب بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة (13) ه. و هو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري أو اتخذ بيت المال، و أمر ببناء البصرة و الكوفة، كما كان أول من دوّن الدواوين في الإسلام، لقبه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بالفاروق و سراج الجنة، و هو من العشرة المبشرين بالجنة، مات مقتولا بالمدينة و هو في صلاة الصبح، قتله أبو لؤلؤة فيروز المجوسي سنة (23) ه الموافق (644) م. (انظر: ابن الأثير: 3/ 19. و الطبري 1/ 187- 217. و الإصابة: 8/ 573. و صفة الصفوة: 1/ 101. و حلية الأولياء:
1/ 38. و الأعلام: 5/ 46).
(2) جاء في (لسان العرب) باب: (كذب): و في حديث عمر رضي اللّه عنه: كذب عليكم الحج، كذب عليكم العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم. قال ابن السكيت:
كأن كذبن هاهنا إغراء أي: عليكم بهذه الأشياء الثلاثة.
(3) الهذلي: هو أبو ذؤيب الهذلي، و هو خويلد بن خالد و قد سبق التعريف عنه في رقم 25.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 191
و ذبيانة أوصت بنيها بأن كذب القراطف و القروف «4»
قال: زدني يا ابن عباس:
قال: و قال رجل آخر من هذيل «5»:
كذب العتيق و ماء شنّ بارد إن كنت سائلة غبوقا فاذهبي «6»(1/107)
__________________________________________________
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان). و قد نسب الزبيدي في (لسان العرب) باب: قرطف هذا البيت إلى معقّر بن حمار البارقي. القراطف: الفرش المتحملة. و القروف: وعاء من أدم.
(5) هذيل: قبيلة عربية يرجع نسبها إلى هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر من عدنان. بنوه قبيلة كبيرة، كان أكثر سكان وادي نخلة المجاور لمكة منهم، و لهم منازل بين مكة و المدينة، و منهم في جبال السراة، و كانوا أهل عدد و عدة و منعة، اشتهر منهم كثيرون في الجاهلية و الإسلام و فيهم أكثر من نيف و سبعين شاعرا. (انظر: معجم قبائل العرب: 1213- 15. و الأعلام:
8/ 980). [.....]
(6) كذا في (الأصل المخطوط). الشّن القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيها أبرد من غيرها.
الغبوق: ما يشرب بالعشي. و قد نسب الزبيدي في (لسان العرب) باب: كذب هذا البيت لعنترة يخاطب زوجته و ليس للهذلي كما في (الأصل المخطوط).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 192
(161) ح س م [حسوما]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: حُسُوماً «1».
قال: دائمة شديدة محسومة بالبلاء.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
و كم كنّا بها من فرط عام و هذا الدّهر مقتبل حسوم «3»
__________________________________________________
(1) سورة الحاقة، الآية: 7.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و البيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) صفحة 55. الفرط: مجاوزة الحد. يقال: إياك و الفرط في الأمر أي: مجاوزة الحد.
و يقال: من فرط شغفه به أو كرهه له.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 193
(162) ح ت م [حتما]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: حَتْماً مَقْضِيًّا «1».
قال: الحتم: الواجب.(1/108)
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يقول:
عبادك يخطئون و أنت ربّ بكفّيك المنايا و الحتوم «3»
__________________________________________________
(1) سورة مريم، الآية: 71.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط). و (الإتقان): 1/ 130. و البيت في (الديوان) صفحة 54.
المنايا: مفردها: المنية و هي الموت.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 194
(163) ح و ر [و حور]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ حُورٌ عِينٌ «1».
قال: الحوراء البيضاء المنعمة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
و حور كأمثال الدّمى و مناسف و ماء و ريحان و راح يضع «3»
__________________________________________________
(1) سورة الواقعة، الآية: 22.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و ليس البيت في (ديوان الأعشى).
الدّمى: الصورة الممثلة من الرّخام و غيره، مفردها: دمية. المناسف: المفرد: المنسف و هو الغربال الكبير ينسف به الحبّ، و أطلقوه على جفنة الطعام. الرّيحان: كل نبت طيب الرائحة من أنواع المشموم، الواحدة: ريحانة. و هو أيضا جنس من النبات طيب الرائحة من الفصيلة الشفوية و هو أيضا: الحبق.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 195
(164) ز م ه ر [زمهريرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: شَمْساً وَ لا زَمْهَرِيراً «1».
قال: كذلك أهل الجنة لا يصيبهم حر الشمس فيؤذيهم و لا البرد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
برهرهة الخلق مثل الفنيق لم تر شمسا و لا زمهريرا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الإنسان، الآية: 13.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
((1/109)
3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). أما في (الديوان) صفحة 95، فقد جاء بهذا النص:
مبتلة الخلق مثل المها و لم تر شمسا و لا زمهريرا
رهره: ابيضّ من النّعمة، و جسم رهراه و رهرة أي ناعم أبيض. الفنيق: الفحل من الجمال المكرم الذي لا يؤذي لكرامته على أهله و لا يركب، الجمع: فنق.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 196
(165) غ ر م [غراما]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً «1».
قال: عذاب جهنّم بلاء ملازم شديد كلزوم الغريم للغريم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» و هو يقول:
و يوم النّسار و يوم الجفار كانا عذابا و كانا غراما «3»
__________________________________________________
(1) سورة الفرقان، الآية: 65. [.....]
(2) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 130. و البيت في (الديوان) صفحة 190. و قد استشهد به الزبيدي في (لسان العرب) باب: غرم، و نسبه إلى الطرماح. و استشهد به ياقوت الحموي في (معجم البلدان). يوم النّسار: كان بين بني ضبّة و بني تميم. و النسار: جبال صغار كانت الوقعة عندها، و قال بعضهم: هو ماء لبني عامر. (مجمع الأمثال: 2/ 430). يوم الجفار: كان بعد النّسار بحول، و كان بين بني بكر و تميم. و هو ماء لبني تميم بنجد. (مجمع الأمثال: 2/ 430). و قد استشهد الميداني في (مجمع الأمثال) 2/ 430 بالبيت.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 197
(166) ج ب ر [جبّار]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ «1».
قال: الجبار: القتال. و العنيد: الذي يعند عن حق اللّه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
يصرّ على الحنث لا تخفى شواكله يا ريح كلّ مصرّ القلب جبّار «2»(1/110)
__________________________________________________
(1) سورة إبراهيم، الآية: 15.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). الحنث: الإثم و الذنب العظيم و الشّرك.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 198
(167) ه ز ل [بالهزل ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ «1».
قال: القرآن ليس بالباطل و اللعب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قيس بن رفاعة «2» و هو يقول:
و ما أدري و سوف إخال أدري أهزل ذاكم أم قول جدّ «3»
__________________________________________________
(1) سورة الطارق، الآية: 14.
(2) قيس بن رفاعة: شاعر جاهلي مقتدر و حكيم، أقام علاقات طيبة مع ملوك المناذرة في العراق، و الغساسنة في الشام، فكان يفد سنة إلى النعمان اللخمي في العراق، و سنة إلى الحرث بن أبي شمر الغسّاني، و يبدو أنه كان يفضل الأخير على الأول تفضيلا كبيرا. (انظر: معجم الشعراء في لسان العرب صفحة 338).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 199
(168) ت ر ب [و التّرائب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ «1».
قال: الترائب: موضع القلادة من المرأة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
و الزّعفران على ترائبها شرقا بها اللّبات و النّحر «3»
__________________________________________________
(1) سورة الطارق، الآية: 7.
((1/111)
2) الشاعر: لو الحارث بن خالد المخزومي: بن العاص بن هشام، من قريش، شاعر غزل، من أهل مكة، نشأ في أواخر أيام عمر بن أبي ربيعة، و كان يذهب مذهبه، لا يتجاوز الغزل إلى المديح و لا الهجاء، و كان يهوى عائشة بنت طلحة و يشبب بها، و له معها أخبار كثيرة، و كان ذا خطر و قدر و منظر في قريش، ولاه يزيد بن معاوية إمارة مكة، فظهرت دعوة عبد اللّه بن الزبير، فاستتر الحارث خوفا، ثم رحل إلى دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان، فلم ير عنده ما يحب، فعاد إلى مكة و توفي بها سنة (80) ه الموافق (700) م. (انظر: الأغاني: 3/ 97- 111. و تهذيب ابن عساكر: 3/ 437. و خزانة البغدادي: 1/ 217. و الأعلام:
2/ 154).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 130. و قد استشهد به أبو الفرج الأصفهاني في (الأغاني) 8/ 323. و الطبرسي في (مجمع البيان) 6/ 99. و أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 453.
و الزعفران على ترائبها شرقا به اللبات و الصّدر
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 200
(169) ب و ر [بورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً «1».
قال: هلكى بلغة عمان «2» و هم من اليمن «3».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر و هو يقول:
فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم و كافوا به فالكفر بور لصانعه «4»
__________________________________________________
(1) سورة الفتح، الآية: 12.
(2) عمان: سلطنة مستقلة في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية، تشرف على البحر العربي في الجنوب و على خليج عمان في الشرق، و يحدّها المملكة العربية السعودية و صحراء الربع الخالي في الغرب و جمهورية جنوب اليمن الشعبية في الغرب و الجنوب، عاصمتها مسقط. (انظر: المنجد في الأعلام: 477. و مراصد الاطلاع: 2/ 959).
(3) اليمن: سبق التعريف عنها في رقم 153.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 130. [.....](1/112)
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 201
(170) و ض ن [موضونة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ «1».
قال: الموضونة: ما يوضن بقضبان الفضة عليها سبعون فراشا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» و هو يقول:
أعددت للهيجاء موضونة فضفاضة كالنّهى بالقاع «3»
__________________________________________________
(1) سورة الواقعة، الآية: 15.
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و ليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت). الهيجاء: و الهيجا: الحرب. فضفاضة: من فضفض العيش و الثوب: اتّسع فهو فضفاض.
و رجل فضفاض: كثير العطاء. النّهى: العقل.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 202
(171) خ ص م [الخصام ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ «1».
قال: الجدل المخاصم في الباطل و في كل وجه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت مهلهلا «2» و هو يقول و ينوح على كليب «3».
إنّ تحت الأحجار حزما وجودا و خصيما ألدّ ذا مغلاق «4»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 204.
(2) المهلهل: هو عدي بن ربيعة و قد سبق التعريف عنه في رقم 91.
(3) كليب: بن عدي بن ربيعة شقيق المهلهل.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 131. و استشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) 2/ 138. و (رغبة الآمل) 1/ 149. و (الروض الأنف) 2/ 172. قال الزمخشري في (أساس البلاغة): قال المبرّد: من رواه بالعين (أي معلاق) فمعناه إذا علق خصما يتخلص منه، و من رواه بالغين (أي مغلاق) فتأويله أنه يغلق الحجة على الخصم.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 203
(172) ح ن ذ [حنيذ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: بِعِجْلٍ حَنِيذٍ «1»
.(1/113)
قال: الحنيذ: النضيج، ما يشوى بالحجارة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
لهم راح و فدر المسك فيهم و شاويهم إذا شاؤوا حنيذا «2»
__________________________________________________
(1) سورة هود، الآية: 69.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 131 فقد ورد بهذا النص:
لهم راح و فار المسك فيهم و شاويهم إذا شاؤوا حنيذا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 204
(173) ج د ث [الأجداث ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ «1»
.
قال: الأجداث: القبور.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد اللّه بن رواحة «2»
و هو يقول:
حينا يقولون إذا مرّوا على جدثي أرشده يا ربّ من عان و قد رشدا «3»
__________________________________________________
(1) سورة يس، الآية: 51.
(2) عبد اللّه بن رواحة: سبق التعريف عنه في رقم 56.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 131. و قد ورد هذا البيت في (سيرة ابن هشام) 4/ 16 بهذا النص:
حتّى يقال إذا مرّوا على جدثي أرشده اللّه من غاز و قد رشدا
و استشهد به محمد فؤاد عبد الباقي في (معجم غريب القرآن): 245. و لم يستشهد بما في (الإتقان): 1/ 131.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 205
(174) ه ل ع [هلوعا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً «1»
.
قال: ضجرا جزوعا، نزلت في أبي جهل بن هشام «2»
.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «3»
و هو يقول:
لا مانعا لليتيم نحلته و لا مكبّا لخلقه هلعا «4»
__________________________________________________
(1) سورة المعارج، الآية: 19.
(2) أبو جهل بن هشام: هو عمرو بن هشام بن المغيرة و قد سبق التعريف عنه في رقم 44. [.....]
(3) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93.
((1/114)
4) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 131. و ليس البيت في (الديوان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 206
(175) ن و ص [مناص ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ»
.
قال: ليس بحين فرار.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2»
و هو يقول:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر و قد تبت عنها و المناص بعيدا «3»
__________________________________________________
(1) سورة ص، الآية: 3.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان): 1/ 131 فقد جاء بهذا النص:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر و قد بنت منها و المناص بعيد
أما في (معجم غريب القرآن) 286 فقد استشهد به الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي بهذا النص:
تذكّرت ليلى حين لات تذكّر و قد نئت منها و المناص بعيد
و ليس البيت في (ديوان الأعشى) بينما هو من ملحقات الديوان عن (الإتقان) 240.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 207
(176) د س ر [دسر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ «1»
.
قال: الدسر: الذي تخرز به السفينة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
سفينة نوتيّ قد أحكم صنعها منحّته الألواح منسوجة الدسر «2»
__________________________________________________
(1) سورة القمر، الآية: 13.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 131. النوتي: الملّاح الذي يدير السفينة في البحر، الجمع: نواتي، و نوتيّة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 208
(177) ر ك ز [ركزا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً «1»
.
قال: حسّا، يعني الحركة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2»
و هو يقول:
و قد توجّس ركزا مقفر ندس ينتابه الصّوت ما في سمعه كذب «3».(1/115)
__________________________________________________
(1) سورة مريم الآية: 98.
(2) الشاعر: ذو الرمة: و هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي من حضر، أبو الحارث، شاعر من فحول الطبقة الثانية في عصره، قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرى ء القيس و ختم بذي الرمة، كان ذو الرمة شديد القصر، دميما، يضرب لونه إلى السواد، و أكثر شعره تشبيب و بكاء و أطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين، و كان مقيما في البادية، و يحضر إلى اليمامة و البصرة كثيرا، و امتاز بإجادة التشبيه. قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته:
ما بال عينيك منها الماء ينسكب لكان أشعر الناس. توفي بأصبهان سنة (117) ه الموافق (735) م (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 404. و الشعر و الشعراء: 206. و معاهد التنصيص: 3/ 260. و خزانة الأدب للبغدادي: 1/ 51- 53. و الأعلام: 5/ 124).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، أما في (الإتقان): 1/ 130، فقد جاء بهذا النص:
و قد توجّس ركزا مقفر ندس بنبأة الصّوت ما في سمعه كذب
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 209
(178) ب س ر [باسرة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ «1»
.
قال: كالحة قاطبة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2»
و هو يقول:
صبحنا تميما غداة النّسار بشهباء ملمومة بأسره «3»
__________________________________________________
(1) سورة القيامة، الآية: 24.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 131. و استشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن) 19/ 74.
و النسار: يوم من أيام الجاهلية و قد سبق التعريف عنها في رقم 165. و الشهباء: الأرض المغطاة بالثلوج.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 210
(179) ن س ل [ينسلون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ «1»
.(1/116)
قال: النسل: المشي الخبب «2»
، و هو يوم القيامة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني جعدة «3»
و هو يقول:
عسلان الذئب أمسى مازنا برد اللّيل عليه فنسل «4»
__________________________________________________
(1) سورة يس، الآية: 51. [.....]
(2) الخبب: ضرب من العدو، أو هو أن ينقل الفرس أيا منه و أيا سره جميعا في العدو.
(3) نابغة بني جعدة: هو قيس بن عبد اللّه بن عدس بن ربيعة الجعدي، و قد سبق التعريف عنه في رقم 24.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و قد استشهد به الزبيدي في (لسان العرب) باب: (نسل) بهذا النص:
عسلان الذئب أمسى قاربا برد الليل عليه فنسل
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 211
(180) ع ن ق [أعناقهم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ «1»
.
قال: العنق: الجماعة من الناس.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحارث بن هشام «2»
و هو يقول و يذكر أبا جهل «3»
:
يخبرنا المخبر أن عمرا أمام القوم في عنق مخيل «4»
__________________________________________________
(1) سورة الشعراء، الآية: 4.
((1/117)
2) الحارث بن هشام: بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو عبد الرحمن، صحابي كان شريفا في الجاهلية و الإسلام، يضرب المثل ببناته في الحسن و الشرف و غلاء المهر، مدحه كعب بن الأشرف، و شهد بدرا مع المشركين، فانهزم فعيّره حسان بن ثابت بأبيات، فاعتذر الحارث بأبيات هي أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار، و أسلم الحارث يوم فتح مكة، و خرج في أيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بأهله و ماله من مكة إلى الشام، فلم يزل مجاهدا بالشام إلى أن مات في طاعون عمواس، و قد انتهت إليه سيادة بني مخزوم، و كان من المؤلفة قلوبهم، و هو أخو أبي جهل. (انظر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/ 293. و الاستيعاب: 307 م و ثمار القلوب: 238. و الأعلام: 2/ 158).
(3) أبو جهل: هو عمرو بن هشام و قد سبق التعريف عنه في رقم 44.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 212
(181) ض ي ز [ضيزى ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: قِسْمَةٌ ضِيزى «1».
قال: قسمة جائرة حين و صفوا أن للّه البنات لا إله إلّا اللّه.
قال: أو تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» و هو يقول:
ضانت بنو أسد بحكمهم إذ يعدلون الرّأس بالذّنب «3»
__________________________________________________
(1) سورة النجم، الآية: 22.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا البيت في (الأصل المخطوط) و أعتقد أنه خطأ من الناسخ إذ إن الصحيح في (الإتقان):
1/ 131. إذ جاء بهذا النص:
ضازت بنو أسد بحكمهم إذ يعدلون الرّأس بالذّنب
و استشهد به الشوكاني في (فتح القدير) 5/ 109 بهذا النص. و أبو حيان في (البحر المحيط) 8/ 154 و لم يرد هذا البيت في (ديوان امرئ القيس).
ضازت بنو أشد بحكمهم إذ يعدلون الرأس كالذّنب
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 213
(182) أ ن ي [إناه ](1/118)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِناهُ «1».
قال: الأنا: النضج. يعني إذا أدرك الطعام، و ذلك أن أمراء المؤمنين كانوا يدخلون بيت النبي صلّى اللّه عليه و سلّم فيحدثون قبل أن يدرك الطعام و يكلمون نساءه، و ذلك قبل الحجاب، فشق ذلك على النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فأنزل اللّه عزّ و جلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
يفعم ذاك الأنا العبيط كما يفعم عزب المجالة الجمل «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 53.
(2) المرجع السابق.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد المسألة في (الإتقان). يفعم: يملأ و يبالغ في ملئه. العبيط:
من عبط. عبط الشاة: ذبحها و هي سمينة لا علة فيها. عزب الشي ء: عزوبا: بعد و غاب فهو عازب، أي بعيد. قال النابغة الذبياني:
و صدر أراح اللّيل عازب همّه تضاعف فيه الحزن من كلّ جانب
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 214
(183) س ن ه [يتسنّه ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ شَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ «1».
قال: لم تغيره السنون عن حاله، لأنه كان وضع في دن «2» العصير ليبل به الخبز، فأماته اللّه مائة عام.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
طاب منه الطعم و الريح معا لن تراه يتغيّر من أسن «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 259. [.....]
(2) الدّن: الجرّة الضخمة للخمر و الزيت و الخلّ و غيرها. الجمع: دنان.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 131.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 215
(184) خ ت ر [ختّار](1/119)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ «1».
قال: الختّار: العذّار الغشوم «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
لقد علمت و استيقنت ذات نفسها بأن لا تخاف الدّهر حرمي و لا ختري «3»
__________________________________________________
(1) سورة لقمان الآية: 32.
(2) الغشوم: الشديد الظّلم.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 131. حرم: قطع.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 216
(185) ق ط ر [القطر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ «1».
قال: أعطى اللّه داود «2» عليه السلام عينا من صفر كما يسيل الماء.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
فألقى في مراجل من حديد قدور القطر ليس من البراة «3».
__________________________________________________
(1) سورة سبأ، الآية: 12.
(2) داود: عليه السلام، والد النبي سليمان عليه السلام و أحد أجداد السيد المسيح. ورد ذكره في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 131.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 217
(186) خ م ط [خمط]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أُكُلٍ خَمْطٍ «1».
قال: الخمط: الأراك «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
ما مغزل فرد تراعى بعينها أغن غضيض الطرف من خلل الخمط «3»
__________________________________________________
(1) سورة سبأ، الآية: 16.
(2) الأراك: شجر كثير الفروع من الفصيلة الزيتونية ينبت في شبه جزيرة العرب و في فلسطين، و تتّخذ المساويك من فروعه و من عروقه، واحدته أراكة.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 131. غضّ الطرف: صوته. الخلل: الوهن في الأمر و النساء و الضّعف. يقال: في رأيه خلل.(1/120)
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 218
(187) ج د د [جدد]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: جُدَدٌ بِيضٌ «1».
قال: الجبال طريقة بيضاء، و طريقة خضراء، و هذا مثل ضربه اللّه للعباد لكي يخافوه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
قد غادر النّسع في صفحاتها جددا كأنّها طرق لاحت على أكم «2»
__________________________________________________
(1) سورة فاطر، الآية: 27.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 131. النّسع: سير مضفور تشدّ به الحقائب أو الرّحال. القطعة منه نسعة و قد تجعل النّسعة زماما للبعير و غيره، أو تنسج عريضة، و تجعل على صدر البعير. الجمع: نسوع، و أنساع.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 219
(188) ش م ز [اشمأزّت ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ «1».
قال: نفرت قلوب الكفّار من ذكر اللّه عزّ و جلّ.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي «2» و هو يقول:
إذا عضّ الثّقاف بها اشمأزّت و ولّتهم عشوزنة زبونا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الزمر، الآية: 45. [.....]
(2) عمرو بن كلثوم التغلبي: سبق التعريف عنه في رقم 69.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 130. و قد استشهد به التبريزي في (القصائد العشر) صفحة 227، كما استشهد به ابن حيان في (البحر المحيط). و العشوزنة: الصلبة القويمة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 220
(189) أ ب و [آباءنا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ «1».
قال: وجدنا آباءنا على ملّة غير الملّة التي تدعونا إليها.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
فاقني حياءك لا أبا لك و اعلمي أني امرؤ سأموت إن لم أقتل «3»(1/121)
__________________________________________________
(1) سورة الزخرف، الآية: 22.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) البيت هو لعنترة بن شداد و قد ورد في (ديوان عنترة) صفحة 58 في قصيدة طويلة مطلعها:
طال الثّواء على رسوم المنزل بين اللّكيك و بين ذات الحرمل
و فاقني: ألزمني. لا أب لك: تقال في مواضع التعجب و الحث و الزّجر.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 221
(190) ل ي ت [يلتكم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ «1».
قال: لا ينقصكم من أعمالكم شيئا بلغة بني عبس «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحطيئة «3» و هو يقول:
أبلغ سراة بني سعد مغلغلة جهد الرّسالة لا ألتا و لا كذبا «4»
__________________________________________________
(1) سورة الحجرات، الآية: 14.
(2) بنو عبس: نسبة إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، من عدنان، بنوه العبسيون، و منهم عنترة بن شداد في الجاهلية، و ربعي بن خراش من التابعين و كثير من الصحابة، كانت منازلهم قبل الإسلام بنجد، و تفرقوا بعد ذلك فلم يبق منهم في الديار النجدية أحد. (انظر: نهاية الأرب للقلقشندي 281. معجم قبائل العرب. 738. جمهرة الأنساب: 239. و الأعلام 4/ 187).
(3) الحطيئة: هو جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو مليكة، شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية و الإسلام، كان هجاء عنيفا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، و هجا أمه و أباه و نفسه، و أكثر من هجاء الزبرقان بن بدر، فشكاه إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، فأخرجه و نهاه عن هجاء الناس، فقال: إذا تموت عيالي جوعا. (انظر: فوات الوفيات: 1/ 99. و الشعر و الشعراء:
110. و خزانة البغدادي: 1/ 409. و الأعلام: 2/ 118).
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 131. و البيت في (الديوان) صفحة 7.(1/122)
و استشهد به القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن). سراة كل شي ء: أعلاه. بنو سعد: نسبة إلى سعد بن بكر بن هوازن، من عدنان، امتاز بنوه بالفصاحة، و فيهم نشأ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم في طفولته، إذ تسلمته حليمة السعدية من أمه، و حملته إلى المدينة، و أحسنت تربيته، و لما ردته إلى مكة، نظر إليه عبد المطلب فامتلأ سرورا، و قال: جمال قريش، و فصاحة (سعد) و حلاوة يثرب، و كانت منازل بني سعد بن بكر في الحديبية و أطرافها، و هم الآن بطون يسكنون بالقرب من الطائف. (انظر: ثمار القلوب: 21. و جمهرة الأنساب: 253. و معجم قبائل العرب:
2/ 513. و الأعلام: 3/ 84).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 222
(191) ه ي م [الهيم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ «1».
قال: الإبل يأخذها داء يقال له الهيام فلا تروى من الماء. قال: فشبه شرب أهل النار من الحميم بشرب الإبل الهيم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» يقول:
أجزت إلى معارفها بشعث و أطلاح من العيديّ هيم «3»
__________________________________________________
(1) سورة الواقعة، الآية: 55.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و البيت في (الديوان) صفحة 102. و استشهد به الزمخشري في (أساس البلاغة) باب: عرف.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 223
(192) أ ب ب [و أبّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا «1».
قال: الأب: الفصفصة و ما يعتلف منه الدواب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
ترى به الأبّ و اليقطين مختلعا على الشريعة يجري تحتها الغرب «2»
__________________________________________________
(1) سورة عبس، الآية: 31.
((1/123)
2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 131. اليقطين: ما لا ساق له من النبات كالقثاء و البطيخ، و غلب على القرع، و ثمرته: يقطينة. الغرب: الماء الذي يقطر من الدلو. و الغرب أيضا: شجر تسوّى منه السهام. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 224
(193) د ك ك [دكّة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً «1».
قال: زلزلة شديدة عند النفخة الآخرة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «2» و هو يقول:
ملك ينفق الخزائن و الذّمّة قد دكّها و كادت تبور «3»
__________________________________________________
(1) سورة الحاقة، الآية: 14.
(2) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و البيت في (ديوان عدي بن زيد) صفحة 92. الذمّة: العهد و الأمان، و صفة يصير الإنسان بها أهلا للالتزام (انظر: معجم لغة الفقهاء: صفحة 214).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 225
(194) س ر ر [سرّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا «1».
قال: السّر: الجماع.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «2» و هو يقول:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني كبرت و أن لا يحسن السّرّ أمثالي «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 235.
(2) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 132. و قد ورد في (الديوان) صفحة 46 بهذا النص:
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني كبرت و أن لا يحسن اللّهو أمثالي
و بسباسة: امرأة من بني أسد عيّرت امرأ القيس بالكبر، فنفى ذلك عن نفسه.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 226
(195) س و م [تسيمون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ مِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ»
.(1/124)
قال: فيه ترعون.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
و مشى القوم بالعماد إلى الرّزحى و أعيا المسيم أين المساق «3»
__________________________________________________
(1) سورة النحل، الآية: 10.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132. و البيت في (الديوان) صفحة 213. و قد استشهد به الجاحظ في (الحيوان) 3/ 484. و استشهد به الطبري في (جامع البيان) 8/ 85 بهذا النص:
و مشى القوم بالعماد إلى المرعى فأعيا المسيم أين المساق
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 227
(196) ط م ث [يطمثهنّ ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ «1».
قال: كذلك نساء أهل الجنّة، لم يدن منهن غير أزواجهن.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
مشين إليّ لم يطمثن قبلي و هنّ أصح من بيض النعام «2»
__________________________________________________
(1) سورة الرحمن، الآية: 56.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و البيت في (لسان العرب) باب:
طمث منسوب إلى الفرزدق بهذا النص:
وقعن إليّ، لم يطمثن قبلي فهن أصح من بيض النعام
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 228
(197) ر ج و [ترجون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً «1».
قال: لا تخشون للّه عظمة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا ذؤيب «2» و هو يقول:
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها و حالفها في بيت نوب عوامل «3»
__________________________________________________
(1) سورة نوح، الآية: 13.
(2) أبو ذؤيب: هو خويلد بن خالد وفد سبق التعريف عنه في رقم 25.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132. و البيت في (ديوان الهذليين) 1/ 143.(1/125)
و (أساس البلاغة) باب: (نوب): 2/ 279. و (مفردات الراغب) صفحة 189، و استشهد به الطبري في (جامع البيان) و الطبرسي في (مجمع البيان) 6- 29/ 65.
و ورد في (رسالة الغفران) 2/ 432. بهذا النص:
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها و خالفها في بيت نور عوامل
و قال الزمخشري: النحل تنوب إلى الخلايا، و لذلك سميت: النوب. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 229
(198) ت ر ب [متربة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ «1».
قال: ذا حاجة و جهد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
تربت يداك ثمّ قلّ نوالها و ترفّعت عنك السّماء سجالها «2»
__________________________________________________
(1) سورة البلد، الآية: 16.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 132.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 230
(199) ه ط ع [مهطعين ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ «1».
قال: مذعنين خاضعين.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت تبّعا «2» و هو يقول:
تعبّدني نمر بن سعد و قد درى و نمر بن سعد لي مدين و مهطع «3»
__________________________________________________
(1) سورة القمر، الآية: 8.
(2) تبع: هو تبع بن حسان بن تبان، من ملوك حمير في اليمن قيل اسمه مرثد. و هو تبع الأصغر آخر التبابعة، ملك بعد عبد كلال، و عقد الحلف بين اليمن و ربيعة، و سار إلى الشام فلقيه قوم من حمير من بني عمرو بن عامر، فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود في (يثرب)، و ذكروا له سوء مجاورتهم لهم، و نقضهم العهد الذي بينهم، فسار إلى يثرب و نزل في سفح (أحد) و بعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة رجل، و ذللها لهم، و كان ملكه 78 سنة (انظر: الأعلام 2/ 83).
و تبع لقب لكل من ملوك اليمن، كالخليفة للمسلمين، و كسرى للفرس، و من التبابعة:(1/126)
الحارث الرائش و هو ابن همال ذي سود، و أبرهة ذو المنار، و عمرو ذو الأذعار، و شمر بن مالك الذي تنتسب إليه سمرقند، و أفريقيس بن قيس الذي ساق البربر إلى أفريقية من أرض كنعان و به سميت أفريقية.
و العرب كانوا يعرفون واحدا من هؤلاء أكثر من غيرهم و لذلك
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم: «و لا أدري أتبع لعين أم لا»
و
قال صلّى اللّه عليه و سلّم: «لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا
، و المقصود هو أبو كرب الذي كسا البيت بعد ما أراد غزوه، و بعد ما غزا المدينة و أراد خرابها ثم انصرف عنها لما أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد، و قال شعرا أودعه عند أهلها، فكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر إلى أن هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم فأدوه إليه، و يقال كان الكتاب عند خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري و فيه:
شهدت على أحمد أنّه رسول من اللّه باري النسم
فلو مدّ عمري إلى عمره لكنت وزيرا له و ابن عم
و ذكره القرطبي: (16/ 144): إن بين وفاة تبع و بعثة المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم ألف سنة كاملة.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132. و قد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط)
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 231
(200) س م و [سميّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا «1».
قال: هل تعلم له ولدا.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
أما السميّ فأنت منه مكثر و المال مال يغتدي و يروح «2»
__________________________________________________
أما في (أساس البلاغة) 2/ 95 باب: (هطع) فقد جاء بهذا النص:
تعدّني نمر بن سعد و قد أرى و نمر بن سعد لي مطيع و مهطع
(1) سورة مريم، الآية: 65.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 232
(201) ص ه ر [يصهر](1/127)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ «1».
قال: يذاب به ما في بطونهم إذا شربوا الحميم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» و هو يقول:
سخنت صهارته فظلّ عثانه في سيطل كفيت به يتردّد «3»
__________________________________________________
(1) سورة الحج، الآية: 20.
(2) الشاعر: هو الطرماح بن حكيم.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 132. و ورد في (لسان العرب) باب: سطل: بهذا النص:
سخنت صهارته فضل عثانه في سيطل كفئت له يتردد
و العثان: الدخان. و السيطل: الطست.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 233
(202) ع ب د [العابدين ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ «1».
قال: أنا أول الآبقين من أن يكون للّه ولد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت تبعا «2» و هو يقول:
قد علمت فهر بأنّي ربّهم طوعا تدين له و لما تعبد «3»
__________________________________________________
(1) سورة الزخرف، الآية: 81.
(2) تبع: سبق التعريف عنه في رقم 199.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و فهر: قبيلة عربية يرجع نسبها إلى فهر بن مالك بن النضر، ممن يتصل بهم النّسب النّبوي، كنيته أبو غالب، كان رئيس الناس بمكة، و كان قائد كنانة و من انضم إليها من مضر و غيرهم في قتالهم لحسان بن عبد كلال الحميري حين أغار على الحجاز بجيش من اليمن، يريد نقل حجر الكعبة إلى اليمن لتحويل الحج إلى بلاده، فظفر فهر و من معه، و هزمت جمير، و كانت منازل بنيه حول الكعبة و مكة. قال ابن حزم: لا قريش غيرهم، و لا يكون قريش إلا منهم. و هم بطون كثيرة جدا. (انظر: جمهرة الأنساب: 11. و ابن الأثير: 2/ 9. و الطبري: 2/ 186. و الأعلام: 5/ 157). [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 234
(203) ن و أ [لتنوء](1/128)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ «1».
قال: لتثقل بالعصبة مفاتيح خزائن قارون «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت امرأ القيس «3» و هو يقول:
تمشي فتثقلها عجيزتها مشي الضّعيف ينوء بالوسق «4»
__________________________________________________
(1) سورة القصص، الآية: 76.
(2) قارون: كان من أثرياء العبرانيين أيام النبي موسى عليه السلام، و كفّ يده عن الأخذ بالتعاليم، و ناصب النبي موسى العداء، فذهب اللّه بثروته، و اسمه قورح، و قد ورد اسمه في القرآن الكريم في أربعة مواضع. (انظر: المنجد في الأعلام: 541).
(3) امرؤ القيس: سبق التعريف عنه في رقم 28.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132. و البيت من ملحقات الديوان عن الإتقان. (انظر: ذيل الديوان صفحة 465. و هو أيضا من شواهد (الأغاني) 11/ 191، لكنه نسب إلى الحارث بن عبد المطلب في عائشة بنت طلحة. و العجيزة: مؤخرة المرأة خاصة.
الوسق: حمل البعير أو العربة أو السفينة أو نحوها. و الوسق أيضا: مكيال مقداره ستون صاعا. و قد ورد بهذا النّصّ:
و تنوء تثقلها عجيزتها مشي الضّعيف ينوء بالوسق
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 235
(204) ح م ل [حمولة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: حَمُولَةً وَ فَرْشاً «1».
قال: الحمولة: ما تحمل عليه. و الفرش: الصغار من الأنعام.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
ليتني كنت قبل ما قد أراني في قلال الجبال أرعى الحمولا»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 142.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد المسألة في (الإتقان). قلال الجبال: أعلى الجبال، و قلّة كل شي ء: أعلاه. و قد ورد البيت في (الديوان) صفحة 45 بهذا النص:(1/129)
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي في رؤوس الجبال أرعى الوعولا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 236
(205) د ب ر [دابر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا «1».
قال: قطع أصلهم و استؤصلوا من ورائهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» و هو يقول:
القائد الخيل منكوبا دوابرها محكومة حكمات القدّ و الأبقا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 45.
(2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى، و قد سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). أما البيت فهو في (الديوان) صفحة 49.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 237
(206) ع ف و [العفو]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: خُذِ الْعَفْوَ «1».
قال: أمر اللّه عزّ و جلّ النبي صلّى اللّه عليه و سلّم أن يأخذ ذلك.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص «2» و هو يقول:
يعفو عن الجهل و السّوآت كما يدرك غيث الرّبيع ذو الصّرد «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأعراف، الآية: 199.
(2) عبيد بن الأبرص: سبق التعريف عنه في رقم 1.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). الجهل: الخلو من المعرفة و الطيش و السفه. السوءات: مفردها: سوءة: العورة و الفاحشة، و العمل الشائن. الصرد: صرّد عطاءه: قلّله، أو أعطاه قليلا قليلا، و صرّد الشي ء: قطعه. و صرد إبله: سقاها دون الرّي فهي مصرّدة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 238
(207) ب ن ن [بنان ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ اضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ «1».
قال: البنان: أطراف الأصابع، و بلغة هذيل «2» الجسد كله.
قال: فأنشدني في كلتيهما.(1/130)
قال: نعم، أما في أطراف الأصابع فقول: عنترة العبسي «3»:
فنعم فوارس الهيجاء قومي إذا علقوا الأعنّة بالبنان «4»
و قال الهذلي «5» في الجسد:
لدى أسد شاكي البنان مقاذف له لبد أظافره لم تقلّم «6»
__________________________________________________
(1) سورة الأنفال، الآية: 12. [.....]
(2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160.
(3) عنترة العبسي: سبق التعريف عنه في رقم 2.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان). و قد ورد في (الديوان) طبعة دار المعارف بهذا النّصّ:
و نعم فوارس الهيجاء قومي إذا علقوا الأسنّة بالبنان
كذلك ورد في (العقد الثمين): 51 بهذا النص:
فنعم فوارس الهيجاء قومي إذا علقوا الأعنّة بالبنان
(5) الهذلي: ليس البيت في أحد الهذليين، إنما هو لزهير بن أبي سلمى و في روايته بعض الخلاف.
(6) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم يرد هذا البيت في (الإتقان)، و قد ورد في (الديوان) صفحة 84 بهذا النص:
لدى أسد شاكي السّلاح مقذّف له لبد أظفاره لم تقلّم
شاكي السّلاح، و شائك السّلاح و شاك السّلاح: أي تام السلاح، كله من الشوكة و هي العدة مقذف: أي يقذف به كثيرا إلى الوقائع، و التقذيف: مبالغة القذف اللّبد: جمع لبدة الأسد و هو يشبه أسدا له لبدتان لم تقلم براثنه، يريد أنه لا يعتريه ضعف و لا يعيبه عدم شوكة كما أن الأسد لا يقلم براثنه و هذا البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 239
(208) م ك ى [مكاء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِلَّا مُكاءً وَ تَصْدِيَةً «1».(1/131)
قال: المكاء: القنبرة، و التصدية: صوت العصافير و هو التصفيق، و ذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم كان إذا قام إلى الصلاة و هو بمكة «2». كان يصلي قائما بين الحجر «3» و بين الركن اليماني «4»، فيجي ء رجلان من بني سهم «5» يقوم أحدهما عن يمينه، و الآخر عن يساره، فيصيح أحدهما كما تصيح المكاء، و الآخر يصفق بيديه كتصدية العصافير ليفسد عليه صلاته.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
__________________________________________________
(1) سورة الأنفال، الآية: 35.
(2) مكة: البلد المقدسة العظمى عند المسلمين لاحتوائها البيت المعظم الحرام و الكعبة المشرفة و مناسك الحج، و هي مسقط رأس الرسول الأعظم سيدنا محمد صلّى اللّه عليه و سلّم. (انظر: المنجد في الأعلام 681).
(3) الحجر: حجر الكعبة، و هو مصطبة محوطة بحائط إلى ما دون الصدر، منه ما تركت قريش من الكعبة و اقتصرت في بنيان الكعبة عنه، و له بابان مع ركني الكعبة العراقي و الشامي. (انظر:
مراصد الاطلاع 1/ 381).
(4) الركن اليماني: أحد أركان الكعبة و هو من جهة اليمن، و الذي فيه الحجر الركن البصري، و يقال أن رجلا من أهل اليمن بناه، يقال له أبيّ بن سالم. قال بعض أهل اليمن:
لنا الرّكن من بيت الحرام وراثة بقيّة ما أبقى أبيّ بن سالم
و قال زهير بن أبي سلمى:
كم للمنازل من عام و من زمن لآل أسماء بالقفّين فالرّكن
(5) بنو سهيم: قبيلة عربية يرجع نسبهم إلى سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي من قريش، بنوه عدة بطون، من ذريته عمرو بن العاص. (انظر: جمهرة الأنساب: 154. و اللباب:
1/ 580. و الأعلام: 3/ 144).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 240
قال: نعم، أما حسّان بن ثابت «6» و هو يقول:
نقوم إلى الصّلاة إذا دعينا و همّكم التّصدّي و المكاء «7»
و قال آخر من الشعراء في التصدية:
حين تنبّهنا سحيرا قبل تصدية العصافر «8»
__________________________________________________
((1/132)
6) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(7) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
(8) سحيرا: من السحر أي قبيل الصبح. العصافر: أي العصافير. و قبل الأصح: قبيل لجواز الشعر.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 241
(209) ل ب س [لباس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ «1».
قال: هنّ سكن تسكنون إليهم بالليل و النهار.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
إذا ما الضّجيج ثنى عطفها تثنّت عليه فكانت لباسا «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 187. [.....]
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، كذلك لم يرد الشعر في (ديوان النابغة الذبياني).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 242
(210) ن س ل [و النّسل ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ «1».
قال: النسل: الطائر و الدواب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
كهولهم خير الكهول و نسلهم كنسل الملوك لا يبور و لا يجري «2»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 205.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). الكهول: مفردها: الكهل و هو ما جاوز الثلاثين من عمره إلى نحو الخمسين أو هو من جاوز الشباب و لم يصل إلى الشيخوخة، أو من كانت سنّة بين الثلاثين و الستين. الجمع: كهول، و كهّل، و كهلان. النّسل: الخلق و الولد و الذّرّيّة. لا يبور: البور من الناس: الهالك لا يخر فيه قال تعالى في سورة الفتح الآية:
12: وَ كُنْتُمْ قَوْماً بُوراً.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 243
(211) ع ص ر [إعصار](1/133)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ «1».
قال: الريح الشديدة التي تجري بالعذاب.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
فله في آثارهنّ خوار و حفيف كأنّه إعصار «2»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 266.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132. الخوار: الضعيف. الخفيف: صوت مرّ النسيم على الغصون، و الصوت الخفيف، و منه حفيف الأشجار.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 244
(212) ن ع ق [ينعق ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ «1».
قال: شبّه اللّه أصوات المنافقين و الكفّار بأصوات البهم أي لا يعقلون.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «2» و هو يقول:
هضيم الكشح لم تغمر ببؤسي و لم تنعق بناحية الرّباق «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 171.
(2) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و قد ورد البيت في (الديوان) صفحة 162 بهذا النص:
هضيم الكشح ما غذيت ببوس و لا مدت بناحية الرباق
و الرباق: جمع ربقة: و هي الحلقة تشدّ بها البهائم و هو عبارة عن حبل. يقال: حلّ ربقته أي فرّج كربته. و يقال أيضا: لا يرضى الحرّ في ربقة الذّلّ.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 245
(213) ش ج ر [شجر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ «1».
قال: فيما أشكل عليهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» و هو يقول:
متى يشتجر قوم يقل سرواتهم هم بيننا فهم رضا و هم عدل «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 65.
((1/134)
2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى، و قد سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان) و البيت في (ديوان زهير) صفحة 61. من قصيدة طويلة يمدح بها سنان بن أبي حارثة المري. يشتجر: يختلف. السّروات: جمع سراة، و الواحد: سري أي: السيد الشريف. أي إذا اختلف قوم بأمر رضوا بحكم هؤلاء لعدلهم و صحة حكمهم.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 246
(214) ر غ م [مراغما]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مُراغَماً كَثِيراً «1».
قال: فنفسحا كثيرا بلغة هذيل «2».
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
و أترك أرض جهرة أنّ عندي رجاء في المراغم و التّعادي «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 100.
(2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160. [.....]
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 247
(215) ص ل د [صلدا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَتَرَكَهُ صَلْداً «1».
قال: أملس لا شي ء عليه، و هذا مثل ضربه اللّه لمن ينفق ماله رئاء الناس.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا طالب «2» و هو يقول:
و إنّي لقوم و ابن قوم لهاشم لآباء صدق مجدهم معقل صلد «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 264.
(2) أبو طالب: هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، و قد سبق التعريف عنه في رقم 146.
((1/135)
3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132. و قوم هاشم: نسبة إلى: هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة من قريش، أحد من انتهت إليهم السيادة في الجاهلية، و من بنيه الرسول العربي محمد صلّى اللّه عليه و سلّم. قال بعض المؤرخين: اسمه عمرو، و غلب عليه لقب هاشم، لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة في إحدى المجاعات، و هو أول من سنّ الرّحلتين لقريش للتجارة، رحلة الشتاء إلى اليمن و الحبشة و رحلة الصيف إلى غزة و بلاد الشام، كان أحد الأجواد الذين ضرب بهم المثل في الكرم. ولد بمكة المكرمة سنة (127) ق. ه الموافق (500) م و توفي سنة (102) ق. ه الموافق (524). (انظر: طبقات ابن سعد: 1/ 43. و ابن الأثير:
2/ 6 و الطبري 2/ 179، و ثمار القلوب: 89. و الأعلام: 8/ 66).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 248
(216) أ ص ر [إصرا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا «1».
قال: عهدا كما حملته على اليهود فعصوك فمسختهم قردة و خنازير.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا طالب «2» و هو يقول:
أ في كلّ عام وافد و صحيفة يشدّ بها أمر وثيق و أيصر «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 286.
(2) أبو طالب: هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، و قد سبق التعريف عنه في رقم 146.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 249
(217) ب و أ [تبوء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ «1».
قال: أن ترجع بإثمي و إثمك الذي عملت، فتستوجب النار.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
من كان كاره عيشه فليأتنا يلقى المنيّة أو يبوء له غنى «2»(1/136)
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 29.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 250
(218) م ن ن [ممنون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ «1».
قال: لهم الجنة جزاء غير منقوص.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهير بن أبي سلمى «2» و هو يقول:
فضل الجواد على الخيل البطاء فلا يعطي بذلك ممنونا و لا نزقا «3»
__________________________________________________
(1) سورة فصلت، الآية: 8. و سورة الانشقاق الآية: 25. و سورة التين الآية: 6.
(2) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 132. و قد ورد في (ديوان زهير بن أبي سلمى) صفحة 42 في قصيدة طويلة يمدح بها هرم بن سنان بهذا النص:
فضل الجياد على الخيل البطاء فلا يعطي بذلك ممنونا و لا ترقا
أراد أن الممدوح فضل الناس فضل الجياد على البطاء من الخيل. الجياد: الواحد جواد، الذي يجود بما عنده من الجري. الممنون: المقطوع. الترق: الذي يبطئ بعد الجري و الذي يعطي ثم يكف.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 251
(219) ج و ب [جابوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ «1».
قال: نقبوا الحجارة بالواد في الجبال، فاتخذوا منها بيوتا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
و شقّ أبصارنا كيما نعيش بها و جاب للسّمع أصماخا و آذانا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الفجر، الآية: 9.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21. [.....]
((1/137)
3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 132. و قد ورد البيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت) صفحة 63. الأصماخ: أو الصماخ قناة الأذن الخارجية التي تنتهي عند الطبلة، و هي مدخل الصوت، الجمع: أصمخة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 252
(220) ج م م [جمّا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ تُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا «1».
قال: حبّا كثيرا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» و هو يقول:
إن تغفر اللّهمّ تغفر جمّا و أيّ عبد لك لا ألمّا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الفجر، الآية: 20.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 132. و قد ورد البيت في (خزانة الأدب) للبغدادي 2/ 256. و لم يرد في (ديوان أمية بن أبي الصلت).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 253
(221) ك ث ر [الكوثر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ «1».
قال: نهر في بطنان الجنّة، حافتاه قباب الدر و الياقوت.
قال: و بأي شي ء ذكر ذلك؟
قال: إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم دخل باب المروة، و خرج من باب الصفا: فاستقبله العاص بن وائل السهمي «2»، فرجع العاص إلى قريش «3»، فقالت له قريش: من استقبلك يا أبا عمرو آنفا؟ قال: الأبتر، يريد النبي صلّى اللّه عليه و سلّم، فما برح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم حتى أنزل هذه السورة: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ «4»
، نهر في بطنان الجنة حافتاه قباب الدّرّ و الياقوت فيها أزواجه و خدمه، ثم قال:
__________________________________________________
(1) سورة الكوثر، الآية: 1.
((1/138)
2) العاص بن وائل السهمي: من قريش، أحد الحكام في الجاهلية، كان نديما لهشام بن المغيرة، و أدرك الإسلام، و ظل على الشرك، و يعد من الزنادقة و من المستهزئين الذين ماتوا كفارا و ثنيين.
كان على رأس بني سهم في حرب (الفجار) سنة (33) ق. ه الموافق (551) م، قيل في خبر موت العاص: خرج يوما على راحلته، و معه أبناء له يتنزه، و نزل في أحد الشعاب، فلما وضع قدمه على الأرض، صاح، فطافوا فلم يروا شيئا، و انتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير و مات، فقالوا: لدغته الأرض. و هو الذي منع عمر بن الخطاب من قريش حين أظهر عمر بن الخطاب إسلامه. و أم العاص تدعى سلمى و فيه يقول ابن الزبعري:
أصاب ابن سلمى خلة من صديقه و لولا ابن سلمى لم يكن لك راتق
و هو والد عمرو بن العاص فاتح مصر و الصحابي الجليل. (انظر: المحبر: 133/ 158 و 161 و 170 و 176. و نسب قريش: 408- 409. و الأعلام: 3/ 247).
(3) قريش: سبق التعريف عنها في رقم 78.
(4) سورة الكوثر، الآية: 1.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 254
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ «5» البدن «6» إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ «7». يعني:
إن عدوّك هو العاص بن وائل السهمي الأبتر من الخير لا أذكر مكانا إلا ذكرت معي يا محمد، فمن ذكرني و لم يذكرك ليس له في الجنة نصيب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسان بن ثابت «8» و هو يقول:
و حباه الإله بالكوثر الأكبر فيه النعيم و الخيرات «9»
__________________________________________________
(5) سورة الكوثر، الآية: 2.
(6) البدن: مفردها: بدنة أي الناقة أو البقرة تنحر بمكة قربانا و كانوا يسمنونها لذلك.
(7) سورة الكوثر، الآية: 3.
(8) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(9) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد المسألة في (الإتقان) و ليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 255
(222) غ س ق [غاسق ](1/139)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ «1».
قال: الغاسق: الظلمة. و الوقب: شد سواده إذا دخل في كل شي ء.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت زهيرا «2» و هو يقول:
ظلّت تجوب يداها و هي لاهية حتّى إذا أصبح الإظلام و الغسق «3»
و قال في الوقب:
وقب العذاب عليهم فكأنّما لحقتهم نار السماء فأخمدوا «4»
__________________________________________________
(1) سورة الفلق، الآية: 3. [.....]
(2) زهير: هو زهير بن أبي سلمى و قد سبقت ترجمته في رقم 19.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 132 فقد جاء بهذا النص:
ظلّت تجوب يداها و هي لاهية حتّى إذا جنح الإظلام و الغسق
و ليس البيت في (الديوان):
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم يرد هذا البيت في (الإتقان). و قد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط): 8/ 529 بهذا النص:
وقب العذاب عليهم فكأنّهم لحقتهم نار السموم فاحصدوا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 256
(223) ع م ه [يعمهون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ «1».
قال: في ضلالتهم يلعبون.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
أراني قد عمهت و شاب رأسي و هذا اللّعب شين بالكبير «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 15.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 132. و الشّين: العيب و القبح.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 257
(224) م ر ض [مرض ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ «1».
قال: في قلوبهم النفاق.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر و هو يقول:
أجامل أقواما حياء و قد أرى صدورهم تغلي عليّ مراضها «2»(1/140)
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 10.
(2) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 132. جامل: أحسن عشرته و لم يصفه الإخاء.
الحياء: الحشمة، و انقباض النفس عن القبائح و الاستحياء.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 258
(225) ب ر أ [بارئكم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ «1».
قال: توبوا إلى خالقكم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت تبعا «2» و هو يقول:
شهدت على أحمد أنّه رسول من اللّه باري النّسم «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 54.
(2) تبع: سبق التعريف عنه في رقم 199.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 133. و قد استشهد به الألوسي في (بلوغ الأرب):
2/ 170. و أبو حيان في (البحر المحيط): 8/ 38. و النّسم: نفس الروح، و الخلق و الناس.
الجمع: أنسام.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 259
(226) ر ي ب [ريب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: لا رَيْبَ فِيهِ «1».
قال: لا شك فيه أنه جاء من عند اللّه يعني به القرآن.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد اللّه بن الزبعري «2» و هو يقول:
ليس في الحقّ يا أمامة ريب إنّما الرّيب ما يقول الكذوب «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 2.
(2) عبد اللّه بن الزبعري: سبق التعريف عنه في رقم 11.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 133. و قد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط) باب: ريب. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 260
(227) غ ي ب [بالغيب ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ «1».
قال: ما غاب عنهم من أمر الجنة و النار.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟(1/141)
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث «2» و هو يقول:
و بالغيب آمنّا و قد كان قومنا يصلّون للأوثان قبل محمّد «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 3.
(2) أبو سفيان بن الحارث: بن عبد المطلب، سبق التعريف عنه في رقم 3.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 261
(228) خ ت م [ختم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ «1».
قال: طبع اللّه على قلوبهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
و صهباء طاف يهوديّها فأبرزها و عليها ختم «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 7.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط). و (الإتقان): 1/ 133. و البيت في (ديوان الأعشى) صفحة 35، و قد ورد في كتاب (المختار من شعر بشار) صفحة 143. و الصهباء: من أسماء الخمر أو هي المعصورة من عنب أبيض، و الصهباء: مؤنث الأصهب.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 262
(229) ص ف ر [صفراء]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها «1».
قال: الفاقع: الصافي اللون من الصفرة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عبد اللّه بن الزبعري «2» يقول:
سدم قديم عهد بانيه من بين أصفر فاقع و ذعال «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 69.
(2) عبد اللّه بن الزبعري: سبق التعريف عنه في رقم 11.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). السّدم: الهم مع الندم، أو الغيظ مع الحزن، يقال: عاشق سدم: شديد العشق.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 263
(230) و ق ت [مواقيت ](1/142)
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: مَواقِيتُ لِلنَّاسِ «1».
قال: في عدّة نسائهم و محل دينهم و شروط الناس.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الشاعر يقول:
و الشّمس تجري على وقت مسخرّة إذا قضت سفرا و استقبلت سفرا «2»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة الآية: 189.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 264
(231) ص ف و [صفوان ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: كَمَثَلِ صَفْوانٍ «1».
قال: الصّفوان: الحجر الأملس، و هذا مثل ضربه اللّه للذي ينفق ماله في غير حق اللّه.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أوس بن حجر التميمي «2» و هو يقول:
على ظهر صفوان كأنّ متونه غللن بدهن يزلق المتنزّلا «3»
__________________________________________________
(1) سورة البقرة، الآية: 264.
(2) أوس بن حجر: سبق التعريف عنه في رقم 51.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 133. و البيت في (ديوان أوس) صفحة 86.
المتون: مفردها: متن أي: الظهر. غللن: من غلّ في الشي ء: دخل فيه: يقال غل الماء بين الأشجار غلا أي: تخللها و جرى فيها. [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 265
(232) ق ن ط ر [بقنطار]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: بِقِنْطارٍ «1».
قال: أما قولنا أهل البيت، فإنا نقول: القنطار عشرة آلاف مثقال، و أما بنو جد «2» فإنهم يقولون: مل ء مسك ثور ذهبا أو فضة.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد «3» و هو يقول:
و كانوا ملوك الروم تجبي إليهم قناطيرها من بين حق و فائد «4»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 75.
((1/143)
2) بنو جد: بطن من بني بلار من لواتة. غلب عليها الاسم فقيل لها: جد و خاص. قال الحمداني: و مساكنهم بالأعمال الجيزية من الديار المصرية (انظر: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب صفحة 204).
(3) عدي بن زيد: سبق التعريف عنه في رقم 20.
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و قد ورد البيت في (ديوان عدي بن زيد) صفحة 125 بهذا النص:
و كأنّ ملوك الروم تجبى إليهم قناطير مال من خراج و زائد
الخراج: ما يخرج من غلّة الأرض و الضريبة المفروضة على البلاد التي فتحت صلحا، و الجزية، الجمع: أخراج، و أخرجة.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 266
(233) ن ق ذ [فأنقذكم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها «1».
قال: أنقذكم اللّه عزّ و جلّ بمحمد صلّى اللّه عليه و سلّم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت عباس بن مرداس «2» يقول:
يكبّ على شفا الأذقان كبّا كما زلق التختم عن خفاف «3»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 103.
(2) عباس بن مرداس: بن أبي عامر السلمي من مضر، أبو الهيثم. شاعر فارس من سادات قومه، أمه الخنساء الشاعرة، أدرك الجاهلية و الإسلام، و أسلم قبيل فتح مكة، و كان من المؤلفة قلوبهم، و يدعى فارس العبيد- و هو فرسه- و كان بدويا فجا، لم يسكن مكة و لا المدينة، و إذا حضر الغزو مع النبي صلّى اللّه عليه و سلّم لم يلبث بعده أن يعود إلى منازل قومه، و كان ينزل في بادية البصرة، و يكثر من زيارة البصرة. قيل: دخل دمشق و ابتنى بها دارا. و كان ممن ذمّ الخمر و حرّمها في الجاهلية، و مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه. (انظر: شرح شواهد المغني:(1/144)
44. و تهذيب التهذيب: 5/ 130، و الإصابة في تمييز الصحابة: 4502. و طبقات ابن سعد: 4/ 15. و سمط اللئالئ: 32. و خزانة الأدب: 1/ 73. و الشعر و الشعراء:
101. و الروض الأنف: 2/ 283. و المحبر: 237 و 473. و رغبة الآمل: 6/ 126، و الأعلام: 3/ 267).
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و خفاف: هو خفاف بن ندبة:
و قد سبق التعريف عنه في رقم 132. و قد كان بين عباس بن مرداس و بين خفاف بن ندبة مهاجاة انتهت إلى أنهما احتربا. (انظر: الشعر و الشعراء: صفحة 632).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 267
(234) ص ر ر [صرّ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ:يحٍ فِيها صِرٌّ
«1».
قال: ريح فيها برد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان «2» و هو يقول:
لا يبرمون إذا ما الأرض جلّلها صرّ الشّتاء من الإمحال كالأدم «3»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 117.
(2) نابغة بني ذبيان: هو زياد بن معاوية و قد سبق التعريف عنه في رقم 33.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و (الإتقان): 1/ 133، و قد ورد البيت في (الديوان) 107 بهذا النص:
لا يبرمون إذا ما الأفق جلّله برد الشّتاء، من الإمحال، كالأدم
لا يبرمون: أي ليسوا بأبرام إذا اشتد شتاءه، و البرم: الذي لا يدخل في أقداح الشتاء بخلا و لؤما. الإمحال: الجدب، الأدم: الجلد الأحمر يريد السحاب الأحمر و هو علامة الجدب.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 268
(235) ب و أ [تبوّئ ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ «1».
قال: توطئ المؤمنين لتسكن قلوبهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
و ما بوّأ الرّحمن بيتك منزلا بأجياد غربيّ الصّف و المحرّم «3»
__________________________________________________
((1/145)
1) سورة آل عمران، الآية: 121.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 133. و قد ورد البيت في (ديوان الأعشى) صفحة 123. بهذا النص:
و ما جعل الرّحمن بيتك في العلى بأجياد شرقيّ الصّفا و المحرّم
الصفا: مكان مرتفع من جبل أبي قبيس، بينه و بين المسجد الحرام، عرض الوادي الذي هو طريق و سوق، و إذا وقف الواقف عليه كان حذاء الحجر الأسود، و منه يبتدئ السعي بينه و بين المروة. قال نصيب:
و بين الصّفا و المروتين ذكرتكم بمختلف من بين ساع و موجف
(انظر: مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة و البقاع: 2/ 843).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 269
(236) ر ب ب [ربّيّون ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ «1».
قال: جموع كثير.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت حسّان بن ثابت «2» و هو يقول:
و إذا معشر تجافوا عن القصد حملنا عليهم ربّيا «3»
__________________________________________________
(1) سورة آل عمران، الآية: 146. [.....]
(2) حسان بن ثابت: سبق التعريف عنه في رقم 12.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و ليس البيت في (ديوان حسان بن ثابت).
تجافوا: من جفا جفوا غلظ طبعه، و جفا الشي ء: نبا عنه و لم يطمئن إليه. و جفا جفوة و جفاء: قطع الصلة معه و ترك برّه، فهو مجفو و به جفوة. يقال: من بدا جفا أي: من سكن البادية غلظ طبعه. القصد: استقامة الطريق. قال تعالى في سورة النحل الآية 9: وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ. أي على اللّه الهداية إلى الطريق المستقيم.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 270
(237) ل م س [لامستم ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ «1».
قال: جامعتم النساء. و هذيل «2» تقول: اللمس باليد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟(1/146)
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «3» و هو يقول:
يلمس الأحلس في منزله بيديه كاليهودي المقل «4»
و قال الأعشى «5»:
و رادعة صفراء بالطّيب عندنا للمس النّدامى في يد الدّرع مفتق «6»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 43.
(2) هذيل: قبيلة عربية سبق التعريف عنها في رقم 160.
(3) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(4) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و ليس البيت في (ديوان لبيد بن ربيعة). الأحلس من الحلس: و هو ما يبسط في البيت من حصير و نحوه تحت السجاد و كريم المتاع.
(5) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(6) لم يرد هذا البيت في (ديوان الأعشى).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 271
(238) ط م س [نطمس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى أَدْبارِها «1».
قال: من قبل أن نمسخها فنردّها على غير خالقها.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أمية بن أبي الصلت «2» يقول:
من يطمس اللّه عينيه فليس له نور يبيّن به شمسا و لا قمرا «3»
__________________________________________________
(1) سورة النساء، الآية: 47.
(2) أمية بن أبي الصلت: سبق التعريف عنه في رقم 21.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و ليس البيت في (ديوان أمية بن أبي الصلت).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 272
(239) ن ع م [الأنعام ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ «1».
قال: يعني به الإبل و البقر و الغنم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» و هو يقول:
أهل القباب الحمر و النعم المؤثّل و القنابل «3»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 1.
((1/147)
2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في الإتقان. و قد ورد البيت في (الديوان) صفحة 349 بهذا النص:
أهل القباب الحمر و النعم الموبّل و القنابل [.....]
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 273
(240) و ق ذ [و الموقوذة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الْمَوْقُوذَةُ «1».
قال: التي تضرب بالخشب حتى تموت فتأكلها العرب، و ذلك أنهم جادلوا المسلمين فقالوا لهم: تزعمون أنكم على دين اللّه و ما ذبح اللّه لكم لا تأكلونه و تزعمون أنه ميتة، و ما ذبحتم أنتم بأيديكم تزعمون أنه حلال لكم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر يقول:
يبرينني دين النّهار و أقتضي ديني إذا وقذ النّعاس الرّقّدا «2»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 274
(241) ز ل م [بالأزلام ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ «1».
قال: الأزلام: القداح كانوا يستقسمون الأمور بها مكتوب على أحدهما: (أمرني ربي)، و على الآخر: (نهاني ربي)، و إذا أرادوا الحرب، أتوا بيت أصنامهم ثم غطوا على القداح، فأيهما خرج عملوا به.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الحطيئة «2» و هو يقول:
لا يزجر الطّير إن مرّت به سنحا و لا يفاض له قدح بأزلام «3»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) الحطيئة: هو جرول بن أوس و قد سبق التعريف عنه في رقم 190.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و قد ورد البيت في (ديوان الحطيئة) بهذا النص:
لا يزجر الطّير إن مرّت به سنحا و لا يفيض على قسم بأزلام
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 275
((1/148)
242) خ م ص [مخمصة]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فِي مَخْمَصَةٍ «1».
قال: في مجاعة و جهد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الأعشى «2» يقول:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم و جاراتكم غرثى يبتن خمائصا «3»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 3.
(2) الأعشى: سبق التعريف عنه في رقم 32.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و (الإتقان): 1/ 133. و (الديوان) 109. و (عيون الأخبار) 3/ 261. و (بلوغ الأرب) 3/ 129. و قد استشهد به الطبري في (جامع البيان) 6/ 85. و أبو حيان في (البحر المحيط) 3/ 410.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 276
(243) ن ق ب [نقيبا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً «1».
قال: اثني عشر وزيرا و صاروا إلينا بعد ذلك.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: أما سمعت الشاعر يقول:
و إنّي بحقّ قائل لسراتها مقالة نصح لا يضيع نقيبها «2»
__________________________________________________
(1) سورة المائدة، الآية: 12.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). السراة: سراة كل شي ء:
أعلاه. الجمع: سروات. و سروات القوم: سادتهم و رؤساؤهم.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 277
(244) ن ف ق [نفقا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ «1».
قال: سريا في الأرض فتذهب هربا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر «2» يقول:
فدسّ لها على الإنفاق عمرا بشكّته و ما خشيت كمينا «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 35.
(2) الشاعر: هو عدي بن زيد، و قد سبق التعريف عنه في رقم 2.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و قد ورد البيت في (ديوان عدي بن زيد) بهذا النص:(1/149)
فدسّ لها على الأنقاء عمرا بشكّته و ما خشيت كمينا
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 278
(245) غ ر ر [غرورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً «1».
قال: باطل القول غرورا.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أوس بن حجر «2» يقول:
لم يغروكم غرورا و لكن يرفع الآل جمعكم و الزهاء «3»
و قال زهير بن أبي سلمى «4»:
فلا تغرّنّك دنيا إن سمعت بها عند امرئ سوءة في النّاس مغمور «5»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 112. [.....]
(2) أوس بن حجر: سبق التعريف عنه في رقم 51.
(3) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان)، و ليس البيت في ديوان (أوس بن حجر).
(4- 5) زهير بن أبي سلمى: سبق التعريف عنه في رقم 19. و ليس البيت في ديوان (زهير بن أبي سلمى).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 279
(246) ق ر ف [و ليقترفوا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ لِيَقْتَرِفُوا «1».
قال: و ليكتبوا أمّا هم يكتبون فإنهم يوم القيامة يجازون بأعمالهم.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة «2» و هو يقول:
و إنّي لآتي ما أتيت و إنّي لما اقترفت نفسي عليّ الراهب «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأنعام، الآية: 113.
(2) لبيد بن ربيعة: سبق التعريف عنه في رقم 6.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) أما في (الإتقان): 1/ 133 فقد جاء بهذا النص:
و إنّي لآت ما أتيت و إنّني لما اقترفت نفسي عليّ لراهب
و قد ورد البيت في (ديوان لبيد بن ربيعة) صفحة 349.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 280
(247) ر ج س [رجس ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: رِجْسٌ وَ غَضَبٌ «1».
قال: الرّجس: اللعنة، و الغضب و العذاب.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:(1/150)
إذا سنة كانت بنجد «2» محيطة فكان عليهم رجسها و عذابها
__________________________________________________
(1) سورة الأعراف، الآية: 71.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان) نجد: هضبة صحراوية في قلب المملكة العربية السعودية، تشتهر بزراعة النخيل و تربية المواشي.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 281
(248) ق م ل [و القمّل ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الْقُمَّلَ وَ الضَّفادِعَ «1».
قال: القمل: الدبا، و هي فراخ الجراد.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب «2» و هو يقول:
يبادرون النّخل من أنّها كأنّهم في السّرق القمّل «3»
__________________________________________________
(1) سورة الأعراف، الآية: 133.
(2) أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: سبق التعريف عنه في رقم 3.
(3) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 282
(249) ب ج س [فانبجست ]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً «1».
قال: أجرى اللّه من الصخرة اثنتي عشرة عينا، لكل سبط «2» عين يشربون منها.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت بشر بن أبي خازم «3» و هو يقول:
فأسبلت العينان منّي بواكف كما انهل من واهي الكلى المتبجّس «4»
__________________________________________________
(1) سورة الأعراف الآية: 160.
((1/151)
2) السبط: الجمع أسباط: و الأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب لقوله تعالى في سورة الأعراف الآية 160: وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً إنما أنّث لأنه أراد اثنتي عشرة فرقة ثم أخبر أن الفرق أسباط، و ليس الأسباط بتفسير و إنما هو بدل من اثنتي عشرة لأن التفسير لا يكون إلا واحدا منكرا كقولك اثني عشر درهما و لا يجوز دراهم (مختار الصحاح: 188).
(3) بشر بن أبي خازم: سبق التعريف عنه في رقم 93. [.....]
(4) كذا في (الأصل المخطوط) و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان). و البيت في (الديوان) صفحة 100.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 283
(250) خ ف ي [أخفيها]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها «1».
قال: من كل أحد، و فيها كلمة عربية يا ابن الأزرق لعلك لا تحتملها.
قال: بلى يا ابن عباس، فأخبرني بها.
قال: نعم، أخفيها من علمي.
قال: و هل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت الشاعر و هو يقول:
فإن تدفنوا الدّاء لا نخفه و إن تبعثوا الحرب لا نقعد «2»
__________________________________________________
(1) سورة طه، الآية: 15.
(2) كذا في (الأصل المخطوط)، و لم ترد هذه المسألة في (الإتقان).
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 284
قال الإمام جلال الدين السيوطي «1»:
هذا آخر مسائل نافع بن الأزرق، و قد حذفت منها يسيرا، نحو بضعة عشر سؤالا «2»، و هي أسئلة مشهورة أخرج الأئمة أفرادا منها بأسانيد مختلفة إلى ابن عباس.
و أخرج أبو بكر بن الأنباري «3» في كتاب (الوقف و الابتداء) منها قطعة. قال حدثنا بشر بن أنس، أنبأنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، أنبأنا أبو صالح هدبة بن مجاهد، أنبأنا: مجاهد بن شجاع. أنبأنا: محمد بن زياد اليشكري، عن ميمون بن مهران «4»، قال: دخل نافع بن الأزرق المسجد ... فذكره.
((1/152)
و أخرج) الطبراني «5» في معجمه الكبير منها قطعة، من طريق جويبر، عن
__________________________________________________
(1) هذه الفقرة لم ترد في (الأصل المخطوط) و إنما في (الإتقان) 1/ 133.
(2) حذف منها الإمام جلال الدين السيوطي ثماني و ستين مسألة «انظر: فهرس المسائل غير الواردة في (الإتقان في علوم القرآن)».
(3) أبو بكر بن الأنباري: هو محمد بن القاسم بن بشار من أعلم أهل زمانه بالأدب و اللغة، و من أكثر الناس حفظا للشعر و الأخبار، قيل كان يحفظ ثلاثمائة ألف شاهد في القرآن، ولد في الأنبار سنة 271 ه الموافق 884 م، و توفي ببغداد سنة 328 ه الموافق 940 م. و كان يتردد إلى أولاد الخليفة الراضي باللّه يعلمهم. (انظر: وفيات الأعيان: 1/ 503، و تذكرة الحفاظ: 3/ 57، و دائرة المعارف الإسلامية: 3/ 5. و الأعلام: 6/ 334).
(4) ميمون بن مهران: الرقي، أبو أيوب، فقيه من القضاء، كان مولى لامرأة بالكوفة و أعتقته فنشأ فيها ثم استوطن الرقة، فكان عالم الجزيرة و سيدها، استعمله عمر بن عبد العزيز على خراجها و قضاتها، و كان على مقدمة الجند الشامي مع معاوية بن هشام بن عبد الملك لما عبر البحر غازيا إلى قبرص سنة 108 ه، كان ثقة في الحديث كثير العبادة، توفي سنة 117 ه الموافق 735 م، (انظر: تذكرة الحفاظ: 1/ 93. و حلية الأولياء: 4/ 82. و الكامل لابن الأثير: 5/ 52.
و المحبر: 478. و الأعلام: 6/ 342).
(5) الطبراني: هو سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم، من كبار المحدثين، أصله من طبرية الشام، و إليها نسبته، ولد بعكا عام 260 ه الموافق 873 م، و رحل إلى الحجاز و اليمن و مصر و العراق و فارس و الجزيرة و توفي بأصبهان سنة 360 ه الموافق 971 م.
غريب القرآن في شعر العرب، ص: 285
الضحاك بن مزاحم «6» قال: خرج نافع بن الأزرق ... فذكره. ا ه.
و الحمد للّه أولا و آخرا(1/153)
__________________________________________________
(انظر: وفيات الأعيان: 1/ 215. و النجوم الزاهرة: 4/ 59. و تهذيب ابن عساكر: 6/ 240.
و الأعلام: 3/ 12).
(6) الضحاك بن مزاحم: البلخي الخراساني، أبو القاسم، مفسّر كان يؤدب الأطفال، و يقال: كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبي. قال الذهبي: كان يطوف عليهم على حمار، و ذكره ابن حبيب تحت عنوان: أشراف المعلمين و فقهاؤهم. توفي بخراسان سنة 105 ه الموافق 723 م. (انظر: ميزان الاعتدال: 1/ 471. و تاريخ الخميس: 2/ 318. و المحبر 475. و الأعلام: 3/ 215).(1/154)