بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربة السعودية
وزارة التربية والتعليم
إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي
مركز التدريب والابتعاث التربوي
المذكرة
في شرح المقدمة
شرح المقدمة الجزرية لشمس الدين محمد بن الجزري - رحمه الله -
شرح الشيخ / سليمان بن خالد الحربي - حفظه الله -
وقد أُلقي هذا الشرح في مركز التدريب في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 26 / 1427 هـ
جمع وإعداد : فهد بن عبدالله المحيَّا(1/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أما بعد ...
فهذا شرح للمقدمة الجزرية مستفاد من عدة مراجع منها :-
أولا : شرح شيخنا أبي خالد سليمان بن خالد الحربي حفظه الله لهذه المقدمة في مركز التدريب .
في الفصل الدراسي الثاني لعام 1426هـ - 1427 هـ وهذا هو أصل هذا الشرح .
ثانيا : كتاب الدقائق المحكمة لزكريا الأنصاري .
ثالثاً : ماشرحه الشيخ حفظه الله في الفصول الدراسية السابقة وذلك في شرح منظومة تحفة الاطفال .
- وغيرها من المراجع . وهذا جهد المقلِ فإن كان من صواب فمن الله وإن كان من خطأ فمن أنفسنا والشيطان .ونسأل الله أن يجزي الشيخ خيراً على هذا الشرح وأن يبارك فيه وأن يغفر لنا وله ولوالدينا ولجميع المسلمين إنه سبحانه جواد كريم غفور رحيم.
? التعريف بالناظم :
هو محمد بن محمد بن محمد المشهور بابن الجزري نسبة إلى جزيرة ابن عمر رضي الله عنهما ببلاد المشرق ولد بدمشق سنة 751 هـ وتوفي في مدينة شيراز سنة 833 هـ وهو شافعي المذهب وله من الكتب المطبوعة : -
1- النشر في القراءات العشر . 2- طيبة النشر في القراءات العشر ( نظم ) .
3- التمهيد في علم التجويد . 4- غاية النهاية في طبقات القراء ( وقد ترجم لنفسه فيه ) .
? قال الناظم رحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول راجي عفو رب سامع محمد بن الجزري الشافعي
الحمد لله وصلى الله على نبيه ومصطفاه
محمد وآله وصحبه ومقرئ القرآن مع محبه
? الشرح :
قوله ( ومقرئ القرآن ) أي وصلى الله على مقرئ القرآن يعني كل من قرأ القرآن من التابعين وغيرهم .
وقوله ( مع محبه ) أي وصلى الله أيضاً على محب القرآن سوآءً كان قارئاً أو لا . ويحتمل وصلى الله أيضاً على محب قارئ القرآن لأن المرء مع من أحب .
أقسام علم التجويد
* قال الناظم رحمه الله :-
وبعد إن هذه مقدِمه فيما على قارئه أن يعلمه
إذ واجب عليهم محتمُ قبل الشروع أولاً أن يعلموا(1/1)
مخارجَ الحروف والصفات ليلفِظوا بأفصح اللغات
مُحرِّري التجويد والمواقف وما الذي رُسِمَ في المصاحف
من كل مقطوعٍ وموصولٍ بها وتاءِ أنثى لم تكن تكتبْ بها
* الشرح : -
( وبعد ) الحمدلة والصلاة فـ ( إن هذه مقدمة ) فهي أرجوزة لطيفة وذلك ( فيما ) يجب ( على قارئه ) أي قارئ القرآن ( أن يعلمه ) مما يعتبر في تجويده .
( إذ واجب عليهم ) أي القراء ( محتم قبل الشروع ) في القراءة ( أولاً ) تأكيد لقوله " قبل الشروع " ( أن يعلموا ) ما سيأتي في الأبيات التالية ، وهو ثلاثة أقسام :-
1- فيجب أن يعلموا ( مخارج الحروف ) الهجائية ( والصفات ) التي للحروف وذلك ( لـ ) كي ( يلفظوا بأفصح اللغات ) وهي لغة العرب التي نزل القرآن بها .
2- ويجب على قارئي القرآن تعلم مخارج الحروف والصفات حالة كونهم ( محرري التجويد ) ومحققيه وهذا هو القسم الثاني وهو تعلم التجويد كما سيأتي إن شاء الله من أحكام التفخيم والترقيق وأحكام النون الساكنة والتنوين والميم الساكنة والمدود ونحو ذلك .
3- ( و ) أيضاً يجب عليهم تعلم المخارج والصفات حالة كونهم محرري ( المواقف ) أي محال الوقف ومحال الإبتداء ( و ) أيضاً ( ماالذي رسم ) أي كتب ( في المصاحف ) العثمانية ؛ فيتعلموا الذي رسم في المصاحف وهذا الذي رسم في المصاحف مما سيذكر في هذه المنظومة على نوعين :- الأول : المقطوع والموصول وأشار إليه بقوله ( من كل مقطوع وموصول بها ) أي فيها - يعني في المصاحف - والنوع الثاني : تاء التأنيث وأشار إليها بقوله ( وتاء أنثى لم تكن تكتب بها ) أي لم تكن تكتب بصورة الهاء كما هو المعهود بل تكتب بصورة التاء .
وهذا هو القسم الثالث مما سيذكر في هذه المنظومة المباركة وهو تعلم أحكام الوقف والإبتداء وما يلزم منهما من معرفة المقطوع والموصول وتاء التأنيث المكتوبة بالتاء المبسوطة والبداءة بهمزة الوصل والوقف على أواخر الكلم .(1/2)
وفي هذا البيت الأخير جناس وذلك في قوله : ( وموصولٍ بها ) ( تكتبْ بها ) .
• ويمكن أن يقال : إن المنظومة تحتوي على : -
1- المخارج والصفات .
2- أحكام التجويد .
3- أحكام الوقف والإبتداء .
4- أحكام المقطوع والموصول .
5- أحكام الرسم .
باب مخارج الحروف
• قال الناظم رحمه الله :-
باب مخارج الحروف
مخارج الحروف سبعة عشر على الذي يختاره من اختبر
• الشرح : -
قوله ( مخارج ) جمع مخرج وهو محل خروج الحرف وتَميُّزُه عن غيره بواسطة صوت .
والمخارج قسمين :-
1- مخرج محقق : وهو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الفم [ كالحلق أو اللسان ..... ]
2- مخرج مقدر : وهو الذي لا يعتمد على جزء معين من أجزاء الفم [ كحروف المد فمخرجها الجوف ] .
قوله ( الحروف ) جمع حرف وهو صوت يعتمد على مخرج محقق أو مقدر . وهي قسمين :-
1- أصلية : وهي الحروف الهجائية المعروفة وهي تسعة وعشرون حرفاً .
2- فرعية : وذلك بأن يتولد الحرف من حرفين ويتردد بين مخرجين وبعضها غير فصيح وبعضها فصيح والوارد من الفصيح في القرآن خمسة : الألف الممالة – والهمزة المسهلة – واللام المفخمة – والصاد كالزاي – والنون المخفاة .
- والصوت : هو هواء يتموج بتصادم جسمين .
- واعلم أن تقسيم المخارج نوعين :-
التقسيم الأول : مخارج إجمالية ؛ فتنقسم المخارج بذلك إلى خمسة أقسام :-
1- مخرج الجوف 2- مخرج الحلق 3- مخرج اللسان
4- مخرج الشفتين 5- مخرج الخيشوم .
التقسيم الثاني : مخارج تفصيلية ؛ وقد اختلف العلماء في عدد هذه المخارج على ثلاثة أقوال :-
القول الأول : أن المخارج سبعة عشر مخرجاً وهو مذهب الخليل بن أحمد وجمهور القراء .
وهذا القول هو اختيار ابن الجزري كما هنا في النظم حيث يقول :
( مخارج الحروف سبعة عشر ) مخرجاً ( على ) القول ( الذي يختاره من اختبر ) ذلك من أهل المعرفة بتلك المخارج كالخليل بن أحمد.(1/3)
القول الثاني : أن المخارج ستة عشر مخرجاً - وذلك بإسقاط مخرج الجوف - وهذا مذهب سيبويه واختاره الشاطبي .
القول الثالث : أن المخارج أربعة عشر مخرجاً - وذلك بإسقاط مخرج الجوف وجعل اللام والراء والنون مخرجاً واحداً - وهذا مذهب الفراء والمبرد وغيرهما .
• فائدة في كيفية معرفة مخرج الحرف :-
وذلك بأن تنطق بالحرف ساكناً أو مشدداً وتدخل عليه همزة الوصل فحيث انقطع صوته كان ذلك مكان مخرجه .
أولاً : مخرج الجوف
• قال الناظم رحمه الله :-
فألف الجوف وأختاها وهي حروف مد للهواء تنتهي
• الشرح :
- الجوف : هو الخلاء الواقع داخل الحلق والفم
- وحروفه ثلاثة - هي حروف المد - وهي :-
1- الألف [ ولا تكون إلا ساكنة مفتوح ما قبلها ] 2- الواو الساكنة المضموم ما قبلها 3- الياء الساكنة المكسور ما قبلها .
وإلى ذلك أشار الناظم بقوله ( فألف الجوف وأختاها ) أي فمخرج الألف الجوف وأيضاً هو مخرج أُختيها وهما الواو والياء بشرط أن تكونا ساكنتين وحركة ما قبلهما من جنسهما .
فقول الناظم ( وأختاها ) يدل على أن هناك واو وياء ليس مخرجهما من الجوف وهما اللتان لم ينطبق عليهما الشرط السابق وهو أن تكونا ساكنتين وحركة ما قبلها من جنسها [ فلا تكون الواو والياء أختين للألف إلا إذا ناسبا الألف لأن الألف ساكنة وحركة ما قبلها من جنسها – وهي الفتحة ]
ثم قال الناظم ( وهي حروف مد ) فهذه الحروف التي مخرجها الجوف تسمى : حروف مدية وأيضاً تسمى حروف جوفية .
ثم قال ( للهواء تنتهي ) فحروف المد تنتهي للهواء - أي للخارج - ولا تنتهي إلى حيِّزٍ أصلاً فلذلك هي تقبل المد إلى انقطاع الصوت .
وبناءً على ذلك : فمخرج الجوف مخرج تقديري ليس له حيز معين محقق تخرج منه هذه الحروف ومثال حروف الجوف كلمة { نُوحِيهَا } وكلمة { أُوتِينَا } فقد اجتمعت فيهما جميع حروف الجوف الثلاثة .
ثانياً : مخرج الحلق
• قال الناظم رحمه الله :-(1/4)
ثم لأقصى الحلق همزٌ هاءُ ثم لوسطه فعين ٌ حاءُ
أدناه غينٌ خاؤها ....... ..........................................
• الشرح :-
المخرج الثاني من المخارج الإجمالية هو مخرج الحلق ويشتمل على ثلاثة مخارج بالتفصيل :-
1- أقصى الحلق : وهو آخره مما يلي الصدر ويخرج منه الهمزة والهاء والهمزة أبعد من الهاء فهي أقرب للصدر من الهاء . وهذا المخرج أشار إليه الناظم بقوله ( ثم لأقصى الحلق همز هاء )
2- وسط الحلق : ويخرج منه العين والحاء ومخرج العين أبعد فهو أقرب لأقصى الحلق من الحاء وهذا المخرج أشار إليه الناظم بقوله ( ثم لوسطه فعين حاء ) وقوله ( فعين ) زاد الفاء للوزن وإلا فالوجه إدخالها على الحاء بأن يقول : ( عين فحاء )
3- أدنى الحلق : وهو أقربه إلى الفم ؛ ويخرج منه الغين والخاء وإلى ذلك أشار الناظم بقوله ( أدناه غين خاؤها ) ومخرج الغين أبعد فهو أقرب لوسط الحلق من الخاء [ وقيل بالعكس ] .
ثالثاً : مخرج اللسان
• قال الناظم رحمه الله :-
............................ والقافُ أقصى اللسانِ فوقُ ثم الكافُ
أسفلُ والوسطُ فجيمُ الشينُ يا والضادُ من حَافَتِه إذ وَليا
الاَضراس من أَيسرَ أو يُمناها واللامُ أدناها لمُنتهاها
والنونُ من طَرَفِهِ تحتُ اجعَلُوا والرا يدُانِيهِ لظهرٍ أَدخلُ
والطاءُ والدالُ وتا منه ومنْ عُليا الثنايا والصفيرُ مُسْتَكِنْ
منه ومن فوقِ الثنايا السفلى والظاءُ والذالُ وثا للعليا
من طرفيهما .................... ............................................
• الشرح :-
المخرج الثالث من المخارج الإجمالية هو مخرج اللسان ويشتمل على عشرة مخارج بالتفصيل وهي كمايلي :-
1- أقصى اللسان مما يلي الحلق مع مايحاذيه من الحنك الأعلى : ويخرج منه حرف [ القاف ] وأشار إليه الناظم بقوله ( والقاف أقصى اللسان ) أي آخره مما يلي الحلق ( فوق ) أي مع ما فوق من الحنك الأعلى .(1/5)
2- أقصى اللسان أسفل مخرج القاف مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى : ويخرج منه حرف [ الكاف ] وأشار إليه الناظم بقوله ( ثم الكاف ) أي أنه من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ولكنه ( أسفل ) من مخرج القاف فهو أقرب إلى الفم من مخرج القاف .
- وليس معنى قول الناظم ( فوق ) ( أسفل ) أي الإستعلاء والإستفال .
3- وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى : ويخرج منه [ الجيم والشين والياء الغيرمدية ] وأشار إليه الناظم بقوله ( والوسط فجيم الشين يا )
• تنبيهان :- أ – مخرج الجيم بإلصاق وسط اللسان بالحنك الأعلى بينما الشين والياء فيه تجافٍ.
ب - بعضهم لايحرص على صفة الشدة في الجيم فتكون جيم معطشة [ وهي جيم مع شين ] وهي لغة فصيحة ولكن لم يأت بها القران . قال بعضهم :
والجيم إن تضعف أتت ممزوجة بالشين مثل الجيم بالمرجان
4- إحدى حافتي اللسان مع مايليها من الأضراس العليا اليسرى أو اليمنى : ويخرج منه حرف [ الضاد ] وخروجها من حافة اللسان اليسرى أسهل وأكثر استعمالا . وإلى هذا المخرج أشار الناظم بقوله ( والضاد ) تخرج ( من حافته ) أي من حافة اللسان ( إذ وليا الاَضراس ) أي مع ما يليها من الأضراس ( من أيسر أو يمناها ) أي إما من الجانب الأيسر أو الجانب الأيمن .
5- أدنى إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا : ويخرج منه [ اللام ] وإليه أشار الناظم بقوله ( واللام أدناها ) أي أدنى حافة اللسان ( لمنتهاها ) أي إلى منتهى الحافة .
ومنتهى الحافة فيه خلاف :- فقيل : منتهى حافة اللسان هي طرف اللسان فمخرج اللام من أدنى إحدى حافتي اللسان إلى طرف اللسان مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا .
وقيل : منتهى الحافة هي أدنى حافة اللسان الأخرى .
تنبيه : أدنى الحافة هو ما يحاذي الضاحك [ والسن الضاحك هو ما يلي الناب ] .(1/6)
6-رأس اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين : ويخرج منه حرف [ النون ] وأشار إليه الناظم بقوله ( والنون من طرفه ) أي من طرف اللسان - أي رأسه ومحاذيه من اللثة - ( تحت اجعلوا ) أي اجعلوها أيها القراء تحت مخرج اللام قليلا ؛ فاللام أقرب إلى جهة الحلق من النون .
7- طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا : ويخرج منه حرف [ الراء ] وأشار إليه الناظم بقوله ( والراء يدانيه ) أي يقارب مخرج النون ولكنه ( لظهر أدخل ) فهو أدخل إلى ظهر اللسان قليلا من مخرج النون .
8- طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا : ويخرج منه ثلاثة حروف [ الطاء والدال والتاء ] ومخرج الطاء أبعدها من الحلق وأقرب للأسنان ومخرج التاء بالعكس وبينهما الدال . وإلى هذا المخرج أشار الناظم بقوله ( والطاء والدال وتا منه ) أي تخرج من طرف اللسان ( ومن ) أصول ( عليا الثنايا ) .
9- طرف اللسان وفوق الثنايا السفلى : ويخرج منه حروف الصفير وهي [ الصاد والزاي والسين ] وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( والصفير مستكن ) أي وحروف الصفير مستقر خروجها ( منه ) أي من طرف اللسان ( ومن فوق الثنايا السفلى ) .
10- طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا : ويخرج منه ثلاثة حروف [ الظاء والذال والثاء ] وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( والظاء والذال وثا للعليا من طرفيهما ) يعني تخرج هذه الحروف من طرف اللسان وطرف الثنايا العليا .
رابعاً : مخرج الشفتين
• قال الناظم رحمه الله :-
................. ومن بطن الشفَهْ فَالفَا مَعَ اطْرَافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
للشفتينِ الواوُ باءٌ ميمُ ...........................................
•الشرح : -
المخرج الرابع من المخارج الإجمالية هومخرج الشفتين ويشتمل علىمخرجين بالتفصيل وهي كمايلي :-(1/7)
1- بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا : ويخرج منه حرف [ الفاء ] وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( ومن بطن الشفة ) أي السفلى ( فالفا ) تخرج ( مع اطراف الثنايا المشرفة ) أي العليا .
2- ما بين الشفتين : ويخرج منه ثلاثة أحرف [ الواو غير المدية والباء والميم ] وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( للشفتين الواو باء ميم ) لكن بانفتاح الشفتين في الواو وبانطباقهما في الباء والميم .
خامساً : مخرج الخيشوم
• قال الناظم رحمه الله :-
...................................... وغنةٌ مخرجها الخيشومُ
• الشرح :-
المخرج الخامس من المخارج الإجمالية هو مخرج الخيشوم .
والخيشوم : هو أقصى الأنف من الداخل . وتخرج منه الغنة كما قال الناظم ( وغنة مخرجها الخيشوم ) وسيأتي إن شاء الله الكلام على الغنة في بابه .
فائدة في ألقاب الحروف
للحروف ألقاب وأول من وضع هذه الألقاب الخليل بن أحمد وهي كما يلي :-
1- الحروف الجوفية – المدية – وهي حروف المد .
2- الحروف الحلقية وهي [ الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء ] .
3- الحروف اللَّهَوية وهي [ القاف والكاف ] وسميت بذلك لأنها تخرج من آخر اللسان عند اللهاة وهي اللحمة المشرفة على الحلق .
4- الحروف الشَّجْرِية وهي [ الجيم والشين والضاد والياء غير المدية ] على خلاف في بعضها . وسميت بذلك لأنها تخرج من شجر الفم وهو منفتح ما بين اللحيين .
5- الحروف الذَّلْقِية وهي [ اللام والنون والراء ] وسميت بذلك لأنها تخرج من ذلق اللسان وهو طرفه .
6- الحروف النِّطْعِية وهي [ الطاء والدال والتاء ] وسميت بذلك لأنها تخرج من نطع غار الحنك الأعلى وهو سقفه .
7- الحروف الأَسَلِيَّة وهي [ الصاد والزاي والسين ] وسميت بذلك لأنها تخرج من أسلة اللسان وهي ما دق منه .
8- الحروف اللِّثَوية وهي [ الظاء والذال والثاء ] وسميت بذلك لأنها تخرج قرب اللِثة واللثة ما حول الأسنان من اللحم .(1/8)
9- الحروف الشفوية وهي [ الفاء والواو الغير مدية والباء والميم ]
م ... المخرج الإجمالي ... المخرج التفصيلي ... حروف المخرج
1 ... الجوف ... ــــــ ... ا و ي (حروف المد)
2 ... الحلق ... أقصى الحلق " آخره مما يلي الصدر " ... ء هـ
3 ... وسط الحلق ... ع ح
4 ... أدنى الحلق " أقربه إلى الفم " ... غ خ
5 ... اللسان ... أقصى اللسان ... مما يلي الحلق مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ... ق
6 ... أسفل مخرج القاف مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ... ك
7 ... وسط اللسان ... مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ... ج ش
ي (غيرمدية)
8 ... إحدى حافتي اللسان ... مع ما يليها من الأضراس العليا اليسرى أو اليمنى ... ض
9 ... أدنى إحدى حافتي اللسان ... مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا ... ل
10 ... رأس اللسان ... مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين ... ن
11 ... طرف اللسان ... مع شئٍ من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا ... ر
12 ... مع أصول الثنايا العليا ... ط د ت
13 ... وفوق الثنايا العليا ... ص ز س
14 ... مع أطراف الثنايا العليا ... ظ ذ ث
15 ... بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا ... ف
16 ... الشفتان ... ما بين الشفتين ... و (غيرمدية) ب م
17 ... الخيشوم ... ـــــــــــ ... الغنة
ملخص في مخارج الحروف
تنبيه
? لم يتمكن الشيخ حفظه الله من كتابة الأخطاء الشائعة في المخارج والصفات
ولعلها تلحق في طبعات قادمة
باب الصفات
- من فوائد معرفة الصفات : تمييز الحروف المشتركة في نفس المخرج بعضها عن بعض
- وتنقسم الصفات إلى قسمين :-
1- صفات لازمة : وهي الصفات التي تلازم الحرف ولاتنفك عنه مطلقاً كالهمس والجهر ونحوها وهذه ما ذكرها الناظم في هذا الباب .
2- صفات عارضة : وهي الصفات التي تلحق الحرف أحياناً وتفارقه أحياناً أخرى كالتفخيم والترقيق ونحوها .
• قال الناظم رحمه الله :-
صفاتها جهرٌ ورِخوٌ مُستفِلْ مُنفتحٌ مُصمتةٌ والضدَّ قلْ
• الشرح :-
- بدأ الناظم رحمه الله بِعَدَّ الصفات اللازمة وهي على قسمين :-(1/9)
1- صفات لها ضد : وهي ما ذكرها الناظم في هذا البيت فذكر خمس صفات وقال ( والضد قل ) فتكون الصفات عشر صفات كل صفتين متضادتان .
واعلم أن الناظم رحمه الله رتبها فكل صفة في هذا البيت فضدها بالترتيب ما سيأتي في الأبيات القادمة . فالـ( جهر ) ضده الهمس و( رخو ) ضده الشديد وبينهما المتوسط و ( مستفل ) ضده مستعل و ( منفتح ) ضده مطبق و ( مصمته ) ضدها مذلقة .
2- صفات ليس لها ضد : وهي سبع صفات على ما سيذكره الناظم وهي :-
الصفير - القلقلة - اللين - الإنحراف - التكرير - التفشي - الإستطالة .
- فتكون الصفات على ما ذكره الناظم سبع عشرة صفة وسيأتي إن شاء الله بيانها .
• قال الناظم رحمه الله :-
مهموسها ( فحثه شخصٌ سكتْ ) شديدها لفظُ ( أجدْ قطٍ بكتْ )
وبين رِخوٍ والشديدِ ( لِنْ عمر ) وسبعُ عُلوٍ ( خُص ضَغْطٍ قِظْ ) حَصر
وصادُ ضادٌ طاءُ ظاءٌ مطبقه و ( فَرَّ من لبِّ ) الحروفُ المذلقه
• الشرح :-
شرع الناظم في بيان الصفات التي لها ضد وهي كما يلي :-
1- 2- الهمس وضدها الجهر :-
فالهمس جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد على المخرج .
والجهر انحباس جريان النفس عند النطق بالحرفِ لقوة الإعتماد على المخرج .
وحروف الهمس أشار إليها الناظم بقوله ( مهموسها " فحثه شخص سكت " ) وباقي الحروف تكون مجهورة .
3- 4 - الشدة وضدها الرخاوة وبينهما التوسط :
فالشدة عدم جريان الصوت وانحباسه عند النطق بالحرف لكمال الإعتماد على المخرج
والرخاوة جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعف الإعتماد على المخرج
والتوسط اعتدال الصوت عند النطق بالحرف .
وأشار الناظم إلى حروف الشدة بقوله ( شديدها لفظ " أجدقط بكت " ) وأشار إلى حروف التوسط فقال ( وبين رخو والشديد " لن عمر " ) وما عدا حروف الشدة والتوسط فهي حروف رخوة .
- فائدة :- الفرق بين الشدة والجهر أنه في الشدة ينحبس الصوت بينما في الجهر ينحبس النفس .(1/10)
- فائدة أخرى :- عند التأمل في حروف الشدة ( أجد قط بكت ) نجد أن هناك صفات أخرى سهلت النطق بها فالهمزة يأتي فيها التسهيل في اللغة العربية وأما الجيم والدال والقاف والطاء والباء فهذه تأتي فيها صفة القلقلة فتسهلها وأما الكاف والتاء ففيهما صفة الهمس .
5-6- الإستعلاء وضدها الإستفال :
فالإستعلاء : هو ارتفاع أقصى اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف مع ضغط الهواء إلى العلو
والإستفال : هو انخفاض أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.
وأشار الناظم إلى حروف الإستعلاء بقوله ( وسبع علو " خص ضغط قظ " حصر ) أي انحصرت حروف الإستعلاء بسبعة حروف . وما عداها فهو حرف استفال .
7- 8- الإطباق وضدها الإنفتاح :-
فالإطباق : هو إلصاق أكثر اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف .
والإنفتاح : هو تجافي اللسان أو معظمه عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف
وأشار الناظم إلى حروف الإطباق بقوله ( وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة ) وغيرها تكون منفتحة .
-فائدة :- حروف الإطباق أقوى حروف الإستعلاء . والإطباق أخص من الإستعلاء فكل حرف مطبق فهو مستعل وليس كل حرف مستعل مطبق .
9- 10- الإذلاق وضدها الإصمات :-
الذلق هو الطرف فحروف الإذلاق تخرج من طرف اللسان أو من طرف الشفة .
والإصمات من الصمت وهو المنع وسميت حروفه بذلك لأنها ممنوعة من انفرادها أصولاً في الكلمات الرباعية أو الخماسية أي أن كل كلمة على أربعة أحرف أو خمسة أحرف أصول لابد أن يكون فيها مع الحروف المصمتة حرف من الحروف المذلقة لأن الحروف المذلقة خفيفة بخلاف المصمتة .
- وعلى هذا فصفة الإذلاق والإصمات ليس لها علاقة بعلم التجويد بل هي من علم الصرف .
فإذا أردنا أن نُعَرِّف الإصمات فنقول : هي الحروف التي مُنعت من انفرادها عن حروف الإذلاق في كلمة رباعية أو خماسية الأصل .
وعكسه الإذلاق فهو الحروف التي لابد من وجودها أو أحدها في كلمة رباعية أو خماسية الأصل .(1/11)
وأشار الناظم إلى حروف الإذلاق بقوله ( و " فر من لب " الحروف المذلقة ) فهي ستة أحرف وما عداها فهي حروف الإصمات .
• قال الناظم رحمه الله :-
صفيرها ( صادٌ وزايٌ سينُ ) قلقلةٌ (قطبُ جدٍ ) واللِّينُ
واوٌ وياءٌ سَكَنَا وانفتحا قبلهما والاِنحرافُ صُحِّحا
في اللامِ والرا وبتكريرٍ جُعِلْ ولِلتَّفشِي الشينُ ضاداً استَّطِلْ
• الشرح : -
شرع الناظم في الصفات التي ليس لها ضد وهي كما يلي :-
1- الصفير :
وهو معروف .وأشار الناظم لحروفه بقوله ( صفيرها صاد وزاي سين )
2- القلقلة :
وهي اضطراب الصوت عند النطق بالحرف حتى يسمع له نبرة قوية .
وهناك تعريف آخر وهو : ترك المخرج بصوت يشبه صوت الحرف المفتوح ( وهي ثلث حركة فتحة ) . وأشار الناظم إلى حروفها بقوله ( قلقلة " قطب جد " ) .
• كيفية القلقلة :
اختلف العلماء في ذلك : فقيل : إنها تتبع ما قبلها فإن كان ماقبلها مفتوح فهي تقرب إلى الفتحة وإن كان مضموم فهي تقرب إلى الضمة وإن كان مكسور فهي تقرب إلى الكسرة .
وقيل : إنها أقرب إلى حركة الفتحة مطلقاً وهذا هو الصحيح لكن الحرف المقلقل يتأثر بما قبله من ناحية التفخيم والترقيق .
• مراتب القلقلة :
1- قلقلة كبرى : وهي أقواها وذلك إذا كان حرف القلقلة مشدداً في آخر الكلمة الموقوف عليها مثل قوله تعالى { قالوا الآن جئت بالحقِّ } .
2- قلقلة وسطى : وذلك إذا كان حرف القلقلة ساكناً في آخر الكلمة الموقوف عليها غير مشدد مثل قوله تعالى { قل أعوذ برب الفلقِ } .
3- قلقلة صغرى : وذلك إذا كان حرف القلقلة ساكناً في وسط الكلمة أو في آخرها ولم يوقف عليه
- فائدة :- قال بعضهم :
قلقلة قطب جد وقربت للفتح والأرجح ما قبل اقتفت
كبيرة حيث لدى الوقف أتت أكبر حيث عند وقف شددت
3- اللين :-
وهو خروج الحرف من مخرجه بسهولة(1/12)
وحروفه أشار إليها الناظم بقوله ( واللين ... واو وياء سكنا وانفتحا قبلهما ) أي أن حروف اللين اثنان هما الواو والياء إذا كانتا ساكنتين وما قبلهما مفتوح .
- وزاد بعض العلماء الألف ولكن أكثر العلماء على أن حرف الألف ليس حرف لين بل حرف مد فقط .
4- الإنحراف :-
وهو ميل الحرف عن مخرجه حتى يقرب من مخرج غيره
وحروفه أشار إليها الناظم بقوله ( والانحراف صححا ) أي صحح جمهور القراء ثبوته ( في اللام والرا ) فاللام أصلها في أدنى حافة اللسان فصار فيها انحراف إلى طرف اللسان .
والراء أصل مخرجها من طرف اللسان لكن فيها انحراف إلى ظهر اللسان .
5- التكرير :-
وهو ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف .
وحرفه واحد وهو الراء كما قال الناظم ( وبتكرير جعل ) أي وُصف حرف الراء بأنه يتكرر
- وصفة التكرير في الراء معناها أن الراء قابلة لذلك . وقد اختلف هل يكرر حرف الراء أم لا والذي استقر عليه الرأي أن تكرير الراء لحن يجب اجتنابه . وأكثر ما يكون في الراء المشددة وطريقة إخفاء تكرير الراء تكون بإلصاق ظهر اللسان بما يحاذيه من الحنك الأعلى بحيث لايرتعد ، لكن يتجنب أن لا يكون شديداً فبنحبس الصوت .
6- التفشي : -
وهو انتشار الهواء في الفم عند النطق بالحرف . وأشار الناظم إلى حرفه بقوله ( وللتفشي الشين ) .
7- الإستطالة :-
وهو امتداد الصوت في المخرج من أول إحدى حافتي اللسان إلى آخرها .
وحرفه أشار إليه الناظم بقوله ( ضاداً استطل ) فلا يكفي أن يأتي بالضاد من الحافة بل من أول الحافة إلى آخرها .
ومما ينبه عليه أن الإستطالة في نفس المخرج ولا تخرج إلى غير المخرج بخلاف الإنحراف .
باب التجويد
• قال الناظم رحمه الله :-
باب التجويد
والأخذ بالتجويد حتمٌ لازمُ من لم يصحح القرَان آثمُ
لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضاً حليةُ التلاوه وزينةُ الأداء والقراءه
وهو إعطاءُ الحروف حقها من كل صفةٍ ومستحقَّها(1/13)
وردُ كلِّ واحدٍ لأصلهِ واللفظُ في نظيره كمثلهِ
مكمَّلاً من غير ما تكلفِ باللطف في النطق بلا تعسفِ
وليس بينه وبين تركهِ إلا رياضة امرئٍ بفكهِ
• الشرح :-
• قوله ( والأخذ بالتجويد حتمٌ لازمُ من لم يصحح القرآن آثم ) يدل على أن الناظم رحمه الله يرى وجوب التجويد . ولكن لا بد من تحرير محل النزاع :-
فالتجويد قسمين كما سيأتي في كلام الناظم فهو [ إعطاءُ الحروف حقها ومستحقَّها ] وحقها هو المخرج والصفة للحرف وهذا لابد منه لقارئ القرآن لأنه إذا تغير المخرج أو تغيرت صفة الحرف اشتبه بغيره من الحروف الأخرى . فهذا لا إشكال فيه .
بقي الشق الآخر وهو إعطاء الحروف مستحقها وذلك من الصفات العارضة كالتفخيم والترقيق والإدغام والإخفاء ونحو ذلك وهذا هو محل النزاع بعد اتفاقهم على مشروعيته :-
فالناظم يرى رحمه الله وجوب التجويد في ذلك على كل من يقرأ القرآن .
والأظهر والله أعلم أنه واجب على معلم القرآن سنة مؤكدة في حق غير معلم القرآن .
? ثم بين المؤلف سبب وجوبه بقوله ( لأنه ) أي القرآن ( به ) أي بالتجويد ( الإله أنزلا ) فالله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بالتجويد ( وهكذا ) أي بالتجويد أيضاً ( منه إلينا وصلا ) فالقرآن وصل إلينا بالتجويد من الله سبحانه ثم جبريل ثم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة ثم من يلونهم ثم من يلونهم .
( وهو ) أي التجويد ( أيضاً حليةُ التلاوة وزينةُ الأداء والقراءة ) والتلاوة قراءة القرآن متتابعة كالأوراد وأما الأداء فهو الأخذ عن الشيوخ وأما القراءة فهي أعم منهما فتطلق على التلاوة وعلى الأداء
• ثم بين الناظم معنى التجويد فقال :-
( وهو إعطاءُ الحروف حقها من كل صفةٍ ) أي من الصفات اللازمة لها ( كالشدة والرخاوة والإستعلاء ونحوها ) ( و ) إعطاء الحروف أيضاُ ( مستحقها ) من الصفات التي تنشأ عن الصفات اللازمة كتفخيم المستعلي ونحو ذلك
((1/14)
و ) التجويد أيضاً ( رد كل واحد ) من الحروف ( لأصله ) أي حيزه من مخرجه
( و ) كون ( اللفظ في نظيره ) أي نظير ذلك الحرف ( كمثله ) يعني لا يتفاوت تلفظك بالحروف في كل مرة فتلفظ بنظير ذلك الحرف بعد لفظك به مثل لفظك به أولاً فإن كان في الأول مرققاً فنظيره في الحرف الآخر إذا كان مثله أن يكون مرققاً أيضاً وهكذا لتكون القراءة على نسق واحد .
وهذا التلفظ حال كونه ( مكمَّلاً ) أي مكمل الصفات . فيكون اللفظ في نظيره كمثله مكمَّل الصفات .
• ثم بين الناظم عدم التكلف في التجويد بقوله ( من غير ما تكلف ) ولتكن القراءة ( باللطف في النطق بلا تعسف ) .
• ثم حث رحمه الله على تعلم التجويد بقوله ( وليس بينه ) أي بين التجويد ( وبين تركه إلا رياضة امرئ بفكه ) أي بفمه .. وهذا واضح .
باب في الترقيق وذكر بعض التنبيهات
• قال الناظم رحمه الله :-
فرقِّقَنْ مستفِلاً من أحرفِ وحاذِرنْ تفخيمَ لفظِ الألفِ
وهمزَ الحمدُ أعوذُ اهدنا اللهُ ثمَ لامَ للهِ لَنا
ولْيتلطَّفْ وعلى اللهِ ولا الضّْـ والميمَ من مخمصةٍ ومن مرضْ
وباءَ برقٍ باطلٍ بِهم بِذي واحرِصْ على الشِّدةِ والجهرِ الذي
فيها وفي الجيمِ كحبِّ الصبرِ ربوةٍ اجتثتْ وحجِّ الفجرِ
وبَيِّننْ مُقلقلاً إنْ سَكَنَا وإنْ يكنْ في الوقفِ كانَ أَبْيَنَا
وحَاءَ حَصْحَصَ أَحَطْتُ الحقُّ وسينَ مستقيمِ يسطُو يسقُو
• الشرح :-
شرع الناظم بذكر أحكام وقواعد في التجويد ناشئة عن الصفات السابقة فقال :
( فرقِّقَنْ مستفِلاً من أحرفِ ) أي أن حروف الإستفال ترقق .
والترقيق : عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف عند النطق به فلا يمتلئ الفم بصداه .
والتفخيم : عبارة عن سِمَن يدخل على صوت الحرف عند النطق به فيمتلئ الفم بصداه .
• ثم قال ( وحاذِرنْ تفخيمَ لفظِ الألفِ ) وهذه الجملة فيها تفصيل :-(1/15)
فبعض الشراح يقول : إن ابن الجزري يرى ترقيق الألف مطلقاً لأنه يُحذِّر من تفخيمها هنا . وهذا هو رأي ابن الجزري في كتابه ( التمهيد ) الذي ألفه قديماً والذي هو أصل الجزرية .
وقد ذكر ابن الجزري الخلاف في كتابه ( النشر ) وهو من آخر مؤلفاته ولم يرجح هذا الرأي – وهو الترقيق دائما – بل رجح التفصيل في ذلك وهو أن الألف تتبع ما قبلها فإن كان ما قبلها مرققاً رققت وإن كان ماقبلها مفخماً فخمت وهذا هو الصحيح .
ولذلك بعض الشراح يعتذرللناظم بأن قصده : احذر من تفخيم الألف إذا كان قبلها حرف استفال .
• ثم عطف المؤلف على قوله ( تفخيم لفظ الألف ) ماسيأتي فهو يقول ( و ) حاذرن تفخيم ما سيأتي :
1- ( همز ) أي احذر تفخيم الهمزة خاصة في هذه الكلمات : ( الحمد ) و ( أعوذ ) و ( اهدنا ) و ( الله ) وهذا التحذير عند النطق بها فبعض الناس يفخمها وهذا خطأ .
2- ( ثم ) احذر تفخيم ( لام ) وذلك في الكلمات التالية ( لله ) و( لنا ) ولامي ( ولْيتلَطف ) واحذر تفخيم لام ( على ) لمجاورتها ( الله ) في قوله ( وعلى الله ) واحذر تفخيم لام ( ولا الضـ ) ـالين لمجاورتها الضاد المفخمة .
3- ( و ) احذر تفخيم ( الميم ) وذلك ( من ) كلمة ( مخمصة ) الميم الأولى والثانية كلتيهما ( و ) أيضاً احذر تفخيم الميم ( من ) كلمة ( مرض ) لأن الميم في هذه المواضع جاورت حرفاً مفخماً .
4- ( و ) احذر تفخيم الـ ( باء ) من الكلمات التالية ( برق ) و ( باطل ) و ( بهم ) و ( بذي ) فالباء يتنبه لها إذا جاورت حرفاً مفخماً لكي لا تتأثر بالتفخيم وأيضاً يتنبه لها إذا كانت مكسورة وذلك بأن تُصفَّى الكسرة وتُخلَّص وتُظهر ظهوراً تاماً .(1/16)
• ثم أكد المؤلف على أن يحرص القارئ على صفتي الشدة والجهر وذلك في حرفي الباء والجيم فقال ( واحرِص على الشدةِ والجهرِ الذي فيها ) أي في الباء ( وفي الجيم ) وضرب الناظم لذلك أمثلة فقال ( كحب ) في قوله تعالى { كحب الله } وأيضاً في ( الصبر ) وفي ( ربوة ) فهذه أمثلة الباء . وأما الجيم فكقوله ( اجتثت ) وقوله ( حج ) وقوله ( الفجر ) .
• ثم أكد الناظم رحمه الله على تبيين القلقلة وذكر لها حالتين :-
1- إذا سكن الحرف المقلقل ولم يكن في آخر الكلمة مثل :ربْوة وهذا قول المؤلف ( وبينن مقلقلاً ) أي الحرف المقلقل بَيِّنْ قلقلته ( إن سكنا ) .
2- إذا كان سكونه لأجل الوقف فهذا قلقلته أبين منها عند سكونه لغير الوقف وهذا ما أشار إليه بقوله ( وإنْ يكنْ في الوقفِ ) أي : إن يكن سكونه لأجل الوقف ( كانَ أَبْيَنَا ) أي كانت قلقلته أوضح من الحالة الأولى .
• ثم عطف الناظم رحمه الله على قوله ( مقلقلاً إنْ سَكَنَا .. ) ما سبأتي , فهو يقول :-
( و ) بَيِّننْ الـ ( حاء ) من كلمة ( حصحص ) ومن كلمة ( أحطت ) ومن كلمة ( الحق ) ؛ لأن الحاء هنا جاورت حروفاً مفخمة فقد تتأثر بذلك التفخيم ولذلك أكد الناظم عليها .
ثم قال ( و ) بَيِّننْ الـ ( سين ) من كلمة ( مستقيم ) ومن كلمة ( يسطو ) في قوله تعالى { يكادون يسطون } ومن كلمة ( يسقو ) في قوله تعالى { وحد عليه أمة من الناس يسقون } ؛ لأن السين هنا جاورت حروفاً مفخمة أو قريبة لها في المخرج فقد لاتظهر فلذلك نبه عليها الناظم .
باب الراءات
• قال الناظم رحمه الله :-
باب الراءات
ورَقِّقِ الراءَ إذا ما كُسِرَتْ كذاكَ بَعْدَ الكَسْرِ حيثُ سَكَنَتْ
إن لم تكنْ من قبلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ أو كانتِ الكَسْرةُ ليستْ أَصْلاَ
والخُلْفُ في ( فِرْقٍ ) لكسرٍ يوجدُ وأَخْفِ تَكْرِيْراً إذا تُشَدَّدُ
• الشرح :-(1/17)
قبل هذا الباب ذكر الناظم الترقيق وبعد هذا الباب ذكر التفخيم ومناسبة هذا الباب بينهما أن الراء ليس لها حالة واحدة بل أحياناً ترقق وأحياناً تفخم .
أولاُ : حالات ترقيق الراء :-
1- إذا كانت الراء مكسورة ونطقنا بالكسرة كقوله تعالى { رِحلة } وقوله عز وجل { القارِعة }
وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( ورَقِّقِ الراءَ إذا ما كُسِرَتْ ) .
وقولنا [ ونطقنا بالكسرة ] ليخرج الراء المتطرفة فلها أحكام عند الوقف عليها .
2- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وليس بعدها حرف استعلاء :كقوله تعالى { فِرْعون } وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( كذاكَ ) أي ترقيق الراء ( بَعْدَ الكَسْرِ حيثُ سَكَنَتْ ) بشرط وهو ( إن لم تكنْ من قبلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ ) أي أن لا يكون بعدها حرف مستعل وهناك شرط آخر وهو ( أو كانتِ الكَسْرةُ ليستْ أَصْلاً ) أي أن لا تكون الكسرة التي قبل الراء الساكنة غير أصلية فإن كانت غير أصلية فإن الراء تفخم كما سيأتي إن شاء الله .
3- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مكسور مثل { السِحْرْ } { الذِكْرْ } .
4- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ياء ساكنة [ سواءً كانت الياء مدية أو لا ] . مثل { الخَيرْ }
{ السَيْرْ } عند الوقف .
ثانياُ : حالات تفخيم الراء :-
وهي عكس الحالات السابقة وهي كما يلي :-
1- إذا كانت الراء مفتوحة أو مضمومة [ ونطقنا بالفتحة أو الضمة ] مثل { رَبك } { رُزقوا }
2- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها فتح أو ضم مثل { مَرْيم } { والمُرْسلات } .
3- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مثل { قِرْطاس }
4- { لبالمِرْصاد } { مِرْصاداً } { فِرْقة } .(1/18)
5- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر عارض [ سواءً كان الكسر العارض متصلاً أم منفصلاً ] مثل { لمنِ ارْتضى } { أمِ ارْتابوا } { اِرْجعي } [ وهذه الحالة الرابعة يلاحظ فيها أن الراء بعد همزة وصل دائماً فإذا كانت الراء بعد همزة وصل فإنها تفخم وهذا الضابط يصلح أن يقال لتدريس طلاب المرحلة الابتدائية ]
6- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبل الساكن مفتوح أو مضموم مثل { الفَجْرْ } { الوَتْرْ } { العُسْرْ } .
7- إذا كانت الراء ساكنة وقبلها ألف أو واو مدية مثل { النَارْ } { الغفُورْ } وذلك كله عند الوقف .
ثالثاُ : حالات يجوز فيها تفخيم الراء وترقيقها :-
1- كلمة { فِرْقٍ } في قوله تعالى { فكان كل فرقٍ كالطود العظيم } فيجوز فيها الوجهان سواءً في حالة الوصل أو الوقف والأصل هو التفخيم لأنها ساكنة قبلها كسر وبعدها حرف استعلاء , وجاز الترقيق لوجود الكسر في حرف الإستعلاء كما أشار إليه الناظم بقوله ( والخلف ) أي وقع الخلاف ( في ) كلمة ( فرقٍ ) فالراء تفخم ويجوز أن ترقق والسبب في الترقيق ( لكسر يوجد ) أي في حرف الإستعلاء [ القاف ] . والراجح هو التفخيم تبعاً للأصل
2- كلمة { مِصْر } وكلمة { القِطْر } فيجوز الوجهان في حالة الوقف والأصل الترقيق لأن الراء ساكنة وقبلها ساكن وما قبل الساكن مكسور ويجوز التفخيم لأن ما قبل الراء حرف استعلاء والراجح هو التفخيم فيهما .
3- كلمة { يَسْرِ } وكلمة { أَسْرِ } وذلك عند الوقف عليهما فالأصل التفخيم لأن الراء ستكون ساكنة لأجل الوقف وقبلها ساكن وقبل الساكن مفتوح ويجوز الترقيق وذلك لبيان الياء المحذوفة فإن أصلها [ يسري ] [ أسري ] والراجح الترقيق فيهما .(1/19)
4- كلمة { ونُذُرِ } في قوله تعالى { فكيف كان عذابي ونذر } وقوله سبحانه { فذوقوا عذابي ونذر } وذلك عند الوقف عليهما فالأصل التفخيم لأنها ساكنة وقبلها مضموم ويجوز الترقيق وذلك لبيان الياء المحذوفة فإن أصلها [ نذري ] والراجح التفخيم فيها لقرب الضمة قبلها ولأن التفخيم هو الأسهل .
? ثم ختم الناظم باب الراءات بقوله ( وأخف تكريراً إذا تشدد ) أي أخف أيها القارئ تكرير الراء خاصة ً إذا ما كانت الراء مشددة فإن التكرير يظهر فيها أكثر . وقد سبق بيان ذلك في صفة التكرير في باب الصفات .
باب في التفخيم وأحكام متفرقة
• قال الناظم رحمه الله :-
وفَخِّمِ اللامَ مِنِ اسْمِ اللهِ عنْ فَتْحٍ أو ضمٍّ كَعَبْدَُ اللهِ
• الشرح :-
تكلم الناظم رحمه الله في هذا البيت عن تفخيم اللام وذلك في لفظ الجلالة [ الله ] وهنا تنبيه وهو أنه في قراءة حفص نقول عن هذا الموضوع [ أحكام لام لفظ الجلالة من حيث التفخيم والترقيق ] وأما عند بعض القراء فيصح أن نقول [ أحكام اللام من حيث التفخيم والترقيق ] لأن اللام في غير لفظ الجلالة عند حفص مرققة دائماً .
• واللام في لفظ الجلالة لها حالتان :-
1- التفخيم : وذلك إذا تقدمها فتح أو تقدمها ضم وإلى هذا يشير الناظم بقوله ( وفَخِّمِ اللامَ مِنِ اسْمِ اللهِ ) أي فخم اللام من لفظ الجلالة وذلك ( عنْ فَتْحٍ أو ضمٍّ ) أي إذا تقدمها فتح أو ضم ( كـ ) ـهذا المثال وهو ( عَبْدَُ اللهِ ) إما بفتح الدال أو بضمها . وهناك أمثلة أخرى مثل { اَلله الصمد } { نارُ الله الموقدة } وغيرها .
2- الترقيق : وذلك إذا تقدمها كسر مثل { من عندِ الله } { قلِ اللهم } .
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
وحَرْفَ الاِسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا الاِطْبَاقَ أَقْوَى نَحوُ قَالَ وَالْعَصَا
وَبَيِّنِ الإِطْبَاقَ من ( أحطتُ ) معْ ( بسطتَ ) والخُلْفُ ( بنخلُقكمْ ) وَقَعْ
• الشرح :-(1/20)
- تكلم الناظم رحمه الله عن حروف الإستعلاء والإطباق وذلك ببيانها وبيان تفخيمها فقال : ( وحَرْفَ الاِسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ ) أي أن حروف الإستعلاء دائماً تفخم ، ثم قال : ( وَاخْصُصَا الاِطْبَاقَ ) أي واخصص الحروف المطبقة [ وهي الصاد والضاد والظاء والطاء ] من بين سائر حروف الإستعلاء وذلك بكونها ( أَقْوَى ) تفخيماً من غير المطبقة .
- ثم ذكر الناظم مثالين فقال ( نَحوُ : قَالَ ) فهذا مثال لحرف استعلاء غير مطبق وهو القاف ( و ) المثال الآخر ( الْعَصَا ) فهو مثال لحرف استعلاء مطبق وهو الصاد .
- ثم أكد الناظم رحمه الله على الإطباق وذلك بتبيينه خاصة في بعض المواضع فقال :-
( وَبيِّنِ الإِطْبَاقَ ) وذلك في حرف الطاء ( من ) من كلمة ( أحطت ) في قوله تعالى { قال أحطت } ( مع ) كلمة ( بسطت ) في قوله تعالى { لئن بسطت } ونحوهما لئلا تشتبه الطاء بالتاء . وهنا إدغام الطاء بالتاء إدغام ناقص ولذلك تبقى صفة الإطباق بالطاء المدغمة . وصفة الإدغام الناقص أن تبدأ بطاء وتنتهي بتاء فكأنهما حرف واحد أوله طاء وآخره تاء .
- ثم ذكر الناظم كلمة ( نخلقكم ) في قوله تعالى { ألم نخلقكم من ماء مهين } فقال :-
( والخُلْفُ بنخلقكمْ وَقَعْ ) أي وقع الخلاف عند جميع القراء إلا السوسي فليس له إلا وجه واحد .
فوقع الخلاف في إدغام القاف بالكاف : هل تبقى معه صفة الإستعلاء أو لا ؟
الوجه الأول : الإدغام الكامل وهو الأشهر وذلك بأن لا تبقى صفة الإستعلاء مع الإدغام فتنطقها هكذا ( نخلُكُّم ) .
الوجه الثاني : الإدغام الناقص وذلك بأن تبقى صفة الإستعلاء في القاف مع إدغامها . [ فتبدأ بقاف وتنتهي بكاف كما سبق ذكره ] .
• فائدة : مراتب التفخيم خمس :-
1- المفتوح الذي بعده ألف مثل [ قَال ]
2- المفتوح الذي ليس بعده ألف مثل [ خلقَكم ]
3- المضموم مثل [ يقُول ]
4- الساكن مثل [ ويقْتلون ]
5- المكسور مثل [ قِيل ]
تنبيهات في استعمال صفات الحروف(1/21)
• قال الناظم رحمه الله :-
وَاحْرِصْ على السكونِ في ( جَعَلْنَا ) ( أنْعمتَ ) و( المغْضوبِ ) معْ ( ضَلَلْنَا )
وخَلِّصِ انْفِتَاحَ ( مَحذوراً ) ( عَسَى ) خوفَ اشتباهِهِ بـ( محظوراً ) ( عَصَى )
وراعِ شِدَّةً بكافٍ وبتَا كـ( شركِكُمْ ) و ( تتوفَّى ) ( فِتْنَتَا )
• الشرح :-
هنا بعض التنبيهات التي نبه عليها الناظم رحمه الله وهي كما يلي :-
1- قال ( وَاحْرِصْ على السكونِ ) وذلك ( في ) الأحرف الآتية :-
أ- اللام في قوله تعالى { جَعَلْنَا }
ب- النون في قوله تعالى { أنعمتَ }
جـ- الغين في قوله تعالى { المغضوبِ }
د - اللام الثانية في قوله تعالى { ضَلَلْنَا }
ونبه الناظم على ذلك لقرب مخرج اللام من النون فقد تؤثر فيها فلا تظهر كاملة .
2- قال رحمه الله ( وخَلِّصِ انْفِتَاحَ ) أي خلص ووضح صفة الإنفتاح وذلك في حرف الذال في قوله تعالى { مَحذوراً } وفي حرف السين في قوله تعالى { عَسَى } لأن عدم تخليص وتوضيح ذلك يؤدي إلى ماذكره بقوله ( خوفَ اشتباهِهِ بمحظوراً عَصَى ) أي أن عدم تخليص الإنفتاح في ذال ( مَحذوراً ) يؤدي إلى اشتباهها بـ ( محظورا ً ) وعدم تخليص الإنفتاح في سين ( عسى ) يؤدي إلى اشتباههابـ ( عصى ) .
3- ثم قال رحمه الله ( وراعِ شِدَّةً ) أي ينبغي أن تراعي صفة الشدة الكائنة في حرفين :- ( بـ ) ـحرف الـ ( ـكاف وبـ ) ـحرف الـ ( ـتا ) ثم ضرب الناظم أمثلة لذلك فقال : ( كشرككُمْ ) في قوله تعالى { ويوم القيامة يكفرون بشرككم } ( و ) المثال الثاني ( تتوفى ) كقوله تعالى { تتوفاهم الملائكة } والمثال الثالث ( فتنتا )كقوله تعالى { واتقوا فتنة }.
إدغام المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين
• قال الناظم رحمه الله :-
وأولي مثلٍ وجنسٍ إن سكنْ أَدْغِمْ كـ( قل ربِ ) و ( بَلْ لا ) وأَبِنْ
( في يومِ ) معْ ( قالوا وهمْ ) و( قلْ نعمْ ) ( سبِّحهُ ) ( لا تُزِغْ قُلوبَ ) ( فَالْتَقَمْ )
• الشرح :-(1/22)
- نبه المؤلف رحمه الله في هذين البيتين على إدغام المتماثلين والمتجانسين ومتى يكون إظهار المتماثلين والمتقاربين وقبل البداية بفك عبارة المؤلف يحسن التعريف لتلك المصطلحات :-
1- المتماثلان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً وصفة مثل : { اذهب بِّكتابي } { فلا يسرف فِّي القتل } ومثل { ومنهم مَّن } وهذه أمثلة لإدغام المتماثلين الصغير وهو ماكان فيه الحرف الأول ساكن والثاني متحرك , ولهذا لم يذكر الناظم هذا الحكم في أحكام الميم الساكنة كما سيأتي إن شاء الله اكتفاءً بذكره هنا.
2- المتجانسان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجاً واختلفا صفة مثل { قد تَّبين } { أجيبت دَّعوتكما } { ودت طَّائفة } { أحطت } { إذ ظَّلموا } { يلهث ذَّلك } { اركب مَّعنا } .
3- المتقاربان : هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجاً وصفة أو مخرجاً لا صفة أو صفة لا مخرجاً مثل { نخلقكم } { قل رب } { من مال } { من يعمل } { من رَّبهم } { من لَّدن }.
- قال الناظم : ( وأولي مثلٍ وجنسٍ إن سكنْ أَدْغِم ) أي الحرف الأول من المتماثلين والحرف الأول من المتجانسين إذا كان هذا الحرف الأول ساكن فأدغمه في الحرف الثاني سواء في المتماثلين أو في المتجانسين ومثال المتجانسين ( كقل ربِ ) في قول الله تعالى { وقل ربِ زدني علماً } فاللام في الراء عند الفراء من المتجانسين وعند غيره من المتقاربين كما سبق في أمثلة المتقاربين .( و ) مثال المتماثلين ( بل لا ) في قول الله تعالى { كلا بل لا يخافون الآخرة } فهنا اللام في اللام متماثلين .
- ثم قال المؤلف رحمه الله ( وأَبِنْ ) أي أظهر أول المثلين والمتجانسين والمتقاربين مما سيأتي وهذا من الناظم رحمه الله كالإستثناء مما سبق فإنه قبل ذلك أرشد إلى الإدغام فاستثنى هنا ما يُظهر من ذلك وأتى بالأمثلة مباشرة فقال :-
1- ( في يومِ ) فاجتمع هنا ياءان لكن لما كانت الأولى حرف مد امتنع الإدغام لئلا يذهب المد.(1/23)
2- ( قالوا وهمْ ) فاجتمع هنا واوان لكن لما كانت الأولى حرف مد امتنع الإدغام لئلا يذهب المد
3- ( قلْ نعمْ ) في قوله تعالى { قل نعم وأنتم داخرون } فاجتمع هنا متقاربان أو متجانسان وهما اللام والنون ومع ذلك لا تدغم اللام في النون لأن النون لما لم يدغم فيها شيءٌ مما أدغمت فيه نحو الميم والواو والياء فاستُوحِش إدغام اللام فيها .
4- ( سبِّحه ) فلا تدغم الحاء بالهاء إذ لا يدغم حرف حلقي في أدخل منه ولأن حروف الحلق بعيدة عن الإدغام . وقوله ( سبحه ) كما في عدة آيات منها { ومن الليل فسبحه وإدبار السجود }
5- ( لا تُزِغْ قُلوبَ ) في قوله تعالى { ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } فلا تدغم الغين في القاف لأن حروف الحلق بعيدة عن الإدغام , ونبه الناظم على ذلك لأن حرف الغين وحرف القاف متقاربين في المخرج فخُشيَ من إدغامهما.
6- ( فَالْتَقَمْ ) في قوله تعالى { فالتقمه الحوت } فلا تدغم اللام في التاء لتباعد المخرجين .(1/24)
باب الضاد والظاء
• قال الناظم رحمه الله :-
والضادَ باستطالةٍ ومخرجِ مَيِّزْ من الظاءِ وكلُّهَا تَجِي
• الشرح :-
أخذ الناظم رحمه الله يُحَرِّض على التفريق بين الضاد والظاء في هذا الباب فقال :
( والضادَ باستطالةٍ ومخرجِ مَيِّزْ من الظاءِ ) أي مَيِّز وفَرِّق الضاد من الظاء وذلك بأمرين :
1- صفة الإستطالة وذلك للضاد
2- مخرج الضاد فهو يختلف عن مخرج الظاء .
ثم قال ( وكلُهَا تَجِي ) أي أن الظاءات التي في القرآن تجي في الأبيات السبعة الآتية :-
• قال الناظم رحمه الله :-
في الظَّعن ظِلُّ الظُّهرِ عُظْمُ الحِفظِ أيقِظْ وأَنْظِرْ عَظْمَ ظَهْرِ اللَّفظِ
ظَاهِرْ لَظَى شُوَاظُ كَظْمٍ ظَلَمَا اُغْلُظْ ظَلاَم ظُفْرٍ انْتَظِرْ ظَمَا
• الشرح :-
لما قال الناظم ( وكلُهَا تَجِي ) بدأ بسرد الكلمات التي تجيء فيها الظاء يعني : كل الظاءات التي في القرآن تجيء ( في ) الكلمات التالية أو ما تصرف منها وهي كما يلي :-
1- ( الظَّعن ) وذلك في قوله تعالى { يوم ظعنكم } في سورة النحل .
2- ( ظِلُّ ) كقوله تعالى { وظَلَّلنا عليكم } وقوله سبحانه { يوم الظلة } .
3- ( الظُّهر ) بضم الظاء وهو انتصاف النهار وذلك في موضعين في قوله تعالى { من الظهيرة } وفي قوله سبحانه { وحين تظهرون }
4- ( عُظْمُ ) بضم العين من العظمة كقوله تعالى { ولهم عذاب عظيم }
5- ( الحِفظِ ) كقوله تعالى { فالله خيرٌ حافظاً }
6- ( أيقِظْ ) من اليقظة وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى { وتحسبهم أيقاظاً }
7- ( أَنْظِرْ ) من الإنظار وهو التأخير كقوله تعالى { ولا هم ينظرون }
8- ( عَظْمَ ) بفتح العين كقوله تعالى { وانظر إلى العظام }
9- ( ظَهْرِ ) بفتح الظاء كقوله تعالى { كتاب الله وراء ظهورهم }
10- ( اللَّفظِ ) وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى { ما يلفظ من قول }
11- ( ظَاهِرْ ) وهذه الكلمة لها عدة معان منها :-(1/1)
أ- بمعنى ضد الباطن كقوله تعالى { وذروا ظاهر الإثم وباطنه }
ب- وبمعنى الإعانة كقوله تعالى { تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان }
جـ- وبمعنى العلو كقوله تعالى { ليظهره على الدين كله }
د- وبمعنى الظهار كما في آية المجادلة { الذين يظاهرون من نسائهم }
12- ( لَظَى ) وذلك في موضعين { كلا إنها لظى } { فأنذرتكم ناراً تلظى }
13- ( شُوَاظُ ) وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى { يرسل عليكما شواظ من نار }
14- ( كَظْمٍ ) كقوله تعالى { والكاظمين الغيظ }
15- ( ظَلَمَا ) كقوله تعالى { فتكونا من الظالمين }
16- ( أُغْلُظْ ) كقوله تعالى { غليظ القلب }
17- ( ظَلام ) كقوله تعالى { وتركهم في ظلمات }
18- ( ظُفْرٍ ) بضم الظاء . وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى { حرمنا كل ذي ظفر }
19- ( انْتَظِرْ ) من الانتظار بمعنى الارتقاب كقوله تعالى { قل انتظروا إنا منتظرون }
20- ( ظَمَا ) وذلك في ثلاثة مواضع { لا يصيبهم ظمأ } في التوبة وقوله تعالى في طه { وأنك لا تظمأ فيها } وقوله سبحانه { يحسبه الظمآن ماءً } في سورة النور
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
أَظفرَ ظناً كيفَ جَا وعِظْ سِوَى عِضِينَ ظَلَّ النحلِ زخرفٍ سَوَا
وَظَلْتَ ظَلْتُمْ وَبِرُومٍ ظَلُّوا كالحجرِ ظلَّتْ شُعرا نَظَلُّ
• الشرح :-
21- ( أَظفرَ ) وذلك في موضع واحد في سورة الفتح { من بعد أن أظفركم عليهم }
22- ( ظناً ) كقوله تعالى { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } .
- ثم قال بعد هذه الكلمة ( كيفَ جَا ) وهذه جملة معترضة تعود إلى كل الكلمات المذكورة السابقة فكلها كيف جاءت في تصاريفها فهي تكون بالظاء لا بالضاد .
- ثم أكمل الناظم الكلمات فقال :-(1/2)
23- ( عِظْ ) بمعنى التخويف والترغيب كقوله تعالى { وموعظة للمتقين }. واستثنى المؤلف فقال ( سِوَى عِضِينَ ) التي في قوله تعالى { الذين جعلوا القرآن عضين } فإنها بالضاد لا بالظاء . وهذا الاستثناء منقطع لأن عضين جمع عضة بمعنى متفرقين فيه ؛ أما الوعظ فمعناه غير العضة كما سبق .
24- ( ظَلَّ ) بفتح الظاء بمعنى الدوام وقد وقع في القرآن في تسعة مواضع :-
أ - ب - في قوله تعالى { ظل وجهه مسوداً } وهذا في سورتي ( النحل ) والـ( ـزخرف ) وقول المؤلف ( سَوَا ) أي حالة كون الكلمة ( ظل ) في السورتين سواء أي مستويتين .
جـ- في قوله تعالى { ( ظَلْتَ ) عليه عاكفاً }في سورة طه .
د- في قوله تعالى { فـ ( ظَلْتُمْ ) تفكهون } في سورة الواقعة .
هـ- في سورة الـ( ـروم ) في قوله تعالى { لـ ( ـظلوا ) من بعده يكفرون }
و- ( كـ ) ـماهي أيضاً في آية ( الحجر ) في قوله تعالى { فظلوا فيه يعرجون }
ز- في قوله تعالى { فـ ( ـظلت ) أعناقهم لها خاضعين } في سورة الـ ( ـشعراء )
ح- في قوله تعالى { فـ ( ـنظل ) لها عاكفين } في سورة الشعراء أيضاُ .
ط- في قوله تعالى { فيظللن رواكد على ظهره } في سورة الشورى وهذه التاسعة قد ذكرت في البيت التالي لكن قُدِّمت هنا لأجل إكمال الحالات .
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
يَظْلَلَنَ محظوراً مع المحتظِرِ وكُنْتَ فظاً وجميعَ النظرِ
إلا بويلٌ هلْ وأُوْلَى ناضِرَهْ والغَيْظُ لا الرعدُ وهودٌ قاصرهْ
والحظُ لا الحضُ على الطعامِ وفي ضنينٍ الخلافُ سامِي
• الشرح :-
- قوله ( يَظْلَلَنَ ) سبق ذكرها عِند شرح الأبيات السابقة .
- ولا يزال الناظم رحمه الله بِعَدِّ الكلمات التي فيها حرف الظاء وقد عَدَّ أربعاً وعشرين كلمة وقال هنا:
25- ( محظوراً ) وذلك في موضعين في القرآن كليهما في سورة الإسراء { وما كان عطاء ربك محظوراُ } .
26- ( المحتظِرِ ) وذلك في قوله تعالى { فكانوا كهشيم المحتظِر } في سورة القمر .(1/3)
27- ( كُنْتَ فظاً ) وذلك في قوله تعالى { ولو كنت فظاً غليظ القلب } في سورة آل عمران .
28- ( جميعَ النظرِ ) التي بمعنى الرؤية كقوله تعالى { وأنتم تنظرون } واستثنى المؤلف من هذه الحالة ما يأتي فقال ( إلا بويلٌ ) أي سورة المطففين فإن أولها { ويل للمطففين } وذلك في قوله تعالى { نضرة النعيم } بالضاد لا بالظاء .
واستثنى أيضاً ما في سورة { ( هل ) أتى على الإنسان } وذلك في قوله تعالى { نضرة وسروراً } فإنها بالضاد لا بالظاء . ( و ) استثنى أيضاً الـ ( أُوْلَى ) من كلمة ( ناضِرَهْ ) وذلك في سورة القيامة في قوله تعالى { وجوه يومئذٍ ناضرة • إلى ربها ناظرة } فالأولى بالضاد والثانية بالظاء .
وهذا الاستثناء في كلام الناظم منقطع فإن هذه الكلمات الثلاثة ( في المطففين والإنسان والقيامة ) هي بمعنى النضارة أي الحسن وأما ( النظر ) بالظاء لا بالضاد فهو بمعنى الرؤية كما سبق .
- ثم أكمل الناظم الكلمات التي فيها حرف الظاء في القرآن فقال :-
29- ( الغَيْظُ ) كقوله تعالى { عضوا عليكم الأنامل من الغيظ }.
- ثم قال الناظم ( لا الرعدُ ) أي لا تكون بالظاء بل بالضاد وهي قوله تعالى { وما تغيض الأرحام } ( و ) لا ( هود ) فلا تكون بالظاء بل بالضاد وهو قوله تعالى { وغيض الماء } فإن الغيض في هاتين الآيتين بمعنى النقصان ، وعبر الناظم عن هذا المعنى ( أي النقصان ) بقوله ( قاصره ) ويحتمل أن معنى قول الناظم قاصرة أي قاصرة على آيتي الرعد وهود ففيهما بالضاد لا بالظاء .
30- ( الحظُ ) بمعنى النصيب كقوله تعالى { أن لا يجعل لهم حظاً في الآخرة } .
- ثم قال الناظم ( لا الحضُ على الطعامِ ) أي الحث على الإطعام كما في قوله تعالى { ولا يحض على طعام المسكين } في سورتي الحاقة والماعون ، وقوله سبحانه وتعالى { ولا تحاضون على طعام المسكين } في سورة الفجر؛ فإن هذه المواضع الثلاثة فيها ( الحض ) بالضاد لا بالظاء.(1/4)
- ثم ختم الناظم الكلمات التي فيها حرف الظاء في القرآن بكلمة مختلف فيها وهي ( ضنينٍ ) فقال
31- ( وفي ضنينٍ الخلافُ سامِي ) أي في كلمة ( ضنين ) من قوله تعالى في سورة التكوير { وما هو على الغيب بضنين } فيها الخلاف ( سامي ) أي عالٍ ومشهور فقرأت بالضاد ( بضنين ) ويكون المعنى ( بخيل ) ؛ وقرأت بالظاء ( بظنين ) فيكون المعنى ( بمهتم ) . وقراءة حفص بالضاد لا بالظاء .
تحذيرات وتنبيهات
• قال الناظم رحمه الله :-
وإن تلاَقَيَا البيانُ لازمُ أنقضَ ظَهركَ يَعَضُّ الظالِمُ
واضطْرَّ معْ وعظتَ مع أفضتُمُ وصفِّ ها جباهُهُمْ عليهِمُ
• الشرح :-
- نبه الناظم رحمه الله هنا على تنبيهات :-
الأول : إذا جاورت الضاد الظاء وجب بيان كل منهما لئلا يختلط أحدهما بالآخر. وهذا ماذكره بقوله ( وإن تلاَقَيَا ) أي الضاد مع الظاء فقل : ( البيانُ ) لأحدهما من الآخر ( لازم ) على القارئ ومَثَّل لذلك بقوله تعالى { أنقضَ ظَهركَ } وقوله تعالى { يَعَضُّ الظالِمُ } .
الثاني : ( و ) يجب البيان للضاد من الطاء في قوله تعالى { اضطر }ويجب البيان أيضاً للظاء من التاء في كلمة ( وعظت ) في قوله تعالى { قالوا سواء علينا أوعظت } ويجب البيان أيضاً للضاد من التاء في قوله تعالى { أفضتمُ } .
الثالث : قول الناظم ( وَصَفِّ ها ) أي خَلِّص الهاء أي بَيِّنْ حركة الضمة عليها في قوله تعالى { جباهُهُمْ } وبَيِّنْ حركة الكسرة عليها في قوله تعالى { عليهِمُ } ونحوهما . لأن الهاء حرف خفي فينبغي الحرص على بيانه .
باب الغنة في النون والميم المشددتين وحكم الميم الساكنة
• قال الناظم رحمه الله :-
وأظهرِ الغنةَ منْ نونٍ ومنْ ميمٍ إذا ما شُدِّدَا .................
• الشرح :-(1/5)
قال ( وأظهرِ الغنةَ منْ نونٍ ومنْ ميمٍ إذا ما شُدِّدَا ) أي أن النون والميم المشددتين يجب إظهار الغنة فيهما . فحكم النون والميم المشددتين الغنة وهذه الغنة بمقدار حركتين ومثالها قوله تعالى { إنَّ الذين } { إمَّا يبلغن } .
• فائدة في مراتب الغنة : قال السمنُّودي :-
وغُنَّ في نون وميم بادياً إن شددا فأدغما فأخفيا
فأظهرا فحركا وقدرت بألف لا فيهما كما ثبت
فالناظم السمنودي رتبها هنا على ما يلي :-
1- أكملها إذا شددتا . 2- ويليه إذا أدغمتا .
3- ويليه إذا أخفيتا . 4- ويليه إذا أظهرتا وهما ساكنتين .
5- ويليه إذا حركتا
ثم قال السمنودي [ وقدرت بألف ] أي تقدر الغنة بحركتين لأن الألف عبارة عن حركتين . وتقدر بحركتين في المرتبة الأولى والثانية والثالثة لأن الغنة تظهر فيهن وأما المرتبة الرابعة والخامسة فلا تظهر الغنة فيهما ولكن فيها أصل الغنة . وهذا معنى قوله ( لا فيهما ) أي لا تقدر بحركتين في المرتبتين الأخيرتين .
• فائدة أخرى :
الغنة تتبع ما بعدها تفخيماً وترقيقاً فإن كان مابعدها مفخماً فتفخم وإن كان مرققاً فترقق فهي بعكس الألف لأن الألف تتبع ما قبلها .
حكم الميم الساكنة
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
............................................. ........................... وأخفِينْ
الميمَ إن تسكنْ بغنةٍ لدَى باءٍ على المختارِ من أهلِ الأدَا
وأَظهرنْهَا عندَ باقي الأحرُفِ واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفِي
•الشرح :-
ذكر المؤلف رحمه الله هنا أحكام الميم الساكنة وهي ثلاثة أحكام :-
1- إدغام مثلين صغير : وذلك إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف [ الميم ] فإنك تدغم الميم الساكنة بالميم المتحركة مثل قوله تعالى { ومنهمْ من } وهذا الحكم لم يذكره الناظم هنا ولكنه مستفاد مما سبق وذلك عند قوله ( وأولي مثل وجنس إن سكن أدغم ) .(1/6)
2- الإخفاء الشفوي : وهو إخفاء الميم الساكنة عند الباء بغنة . وسمي شفوياً لأن الباء والميم حرفان يخرجان من الشفتين ومثاله قوله تعالى { عليهمْ بوكيل } .
وإلى هذا الحكم أشار الناظم بقوله ( وأخفينْ .. الميمَ ) فتخفي الميم وذلك بشرط ( إن تسكنْ ) فتكون ميماً ساكنة وهذا الإخفاء لابد أن يكون ( بغنةٍ ) فتخفي الميم الساكنة بغنة ( لدى ) أي عند حرف الـ ( ـباء ) وهذا القول – أعني الإخفاء عند الباء – هو ( على المختارِ من ) قول ( أهلِ الأداء ) وذلك أن هناك قولاً بإظهار الميم الساكنة عند الباء لكن هذا الخلاف قديم مهجور قبل ابن الجزري ؛ وعليه : فالذي عليه العمل _ والصحيح _ هو الإخفاء .
[ وقد اختلف في كيفية هذا الإخفاء هل يطبق الشفتين فيه أو لا يطبق وتكون بينهما فرجة بسيطة جداً ]
3- الإظهار الشفوي : وهو إظهار الميم الساكنة عند غير الباء والميم من حروف الهجاء . وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( وأَظهرنْهَا ) أي الميم الساكنة ( عند باقي الأحرفِ ) ،
ثم نبه الناظم رحمه الله على حرفي الفاء والواو فقال ( واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفي ) أي احذر أن تخفي الميم إذا أتى بعدها حرف واو أو حرف فاء وسبب تحذير الناظم من ذلك لاتحاد الميم مع الواو مخرجاً ولتقارب المخرجين بين الميم والفاء فيُظن أن الميم تختفي عند الواو والفاء كما تختفي عند الباء .
ومثاله قوله تعالى { لكم فيها } { ولا خوف عليهمْ ولا همْ يحزنون }
باب حكم التنوين والنون الساكنة
• قال الناظم رحمه الله :-
وحكمُ تنوينٍ ونونٍ يُلْفَى إظهارٌ ادْغامٌ وقلبٌ إخفَا
فعندَ حرفِ الحلقِ أظهرْ وادَّغِمْ في اللامِ والرا لا بغنةٍ لَزِمْ
وأدغمنْ بغنةٍ في يُومِنُ إلا بكِلْمةٍ كـ( ـدُنْيَا ) ( عنْوَنُوا )
والقلبُ عندَ البَا بغنةٍ كذَا الاِخفا لدى باقي الحروفِ أُخِذَا
• الشرح :-(1/7)
قال الناظم ( وحكمُ تنوينٍ ونونٍ ) ساكنة ( يُلْفَى ) أي يوجد عند حروف الهجاء محصوراً في أربعة أقسام وهي ( إظهارٌ ادْغامٌ وقلبٌ إخفاء ) ثم فَصَّل الناظم هذه الأحكام وهي كما يلي :-
1- الإظهار الحلقي : وهو إخراج الحرف المظهر من مخرجه إخراجاً واضحاً من غير غنة فيه .
وذلك إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف الحلق وهي : [ ء / هـ / ع / ح / غ / خ ] مثل قوله تعالى { منْ ءامن } { عليمٌ حكيم } { منْ خوف } .
وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( فعند حرفِ الحلقِ أظهْر ) أي أظهر النون الساكنة والتنوين .
- وسبب الإظهار بُعد مخرج النون عن مخرج حروف الحلق .
2- الإدغام : وهو إدخال حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشداداً .
وذلك إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الحروف الستة المجموعة في قولك ( يرملون ) وهو قسمين :-
أ- إدغام بغير غنة : وذلك في حرفين اللام والراء مثل قوله تعالى { من لَّدن } { من رِّبهم } وإلى هذا القسم أشار الناظم بقوله ( وادَّغمْ ) أي : وادغم النون الساكنة والتنوين ( في اللامِ والرا ) وهذا الإدغام ( لا بغنةٍ لَزِمْ ) أي لازم وسبب عدم الغنة هنا مبالغة في التخفيف إذ في بقائها ثقل .
ب- إدغام بغنة : وذلك في أربعة أحرف مجموعة في قولك [ يومن ] أو [ ينمو ] ، ومثاله قوله تعالى { من يعمل } { من وال } { من ماء } { من نذير } وإلى هذا القسم أشار الناظم بقوله ( وأدغمنْ ) أي النون الساكنة والتنوين ( بغنةٍ في ) الحروف الأربعة المجموعة في قولك ( يُومِنُ ) .
- وسبب الإدغام عموماً قرب مخرج النون من مخرج حروف الإدغام أو اتحاد المخرجين .(1/8)
- ثم استثنى الناظم من إدغام النون الساكنة في حروف الإدغام إذا كانا في كلمة واحدة فلا تدغم النون الساكنة فقال رحمه الله ( إلا بكلمةٍ ) ومثلّ لذلك فقال ( كـ { دنْيا } ) ومثلها { صنْوان } و { قنْوان } و { بنْيان } ، وهذا ما يسميه العلماء الإظهار المطلق .
وأما قول الناظم ( عنوَنُوا ) فهو من عنوان الكتاب وهو ظاهر ختمه الدَّالِ على ما فيه ، وهي مثال ولكنه ليس من القرآن ، وفي نسخة " صنونوا " من قوله تعالى { صنوان } .
- وسبب عدم الإدغام إذا كانا في كلمة لئلا تلتبس الكلمة بالمضاعف وهو ما تكرر أحد أصوله .
3- الإقلاب : وهو قلب النون الساكنة أو التنوين ميماً مخفاة بغنة وذلك عتد حرف الباء .
وهذا الحكم يتم فيه عدة أمور : فتقلب النون الساكنة أو التنوين ميماً ساكنة ثم تخفى هذه الميم ولا تظهر وتجعل معها الغنة ، ومثاله قوله تعالى { من بعد } وإلى هذا الخكم أشار الناظم بقوله ( والقلبُ عندَ البَا بغنةٍ ) .
- وسبب الإقلاب صعوبة إظهار النون الساكنة عند الباء وثقل الإدغام وثقل الإخفاء بدون قلبها ميماً
4- الإخفاء الحقيقي : وهو النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عارياً عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف المخفى . وذلك إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد خمسة عشر حرفاً مجموعة في أوائل كلم هذا البيت :[ صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيباً زد في تقى ضع ظالماً ] وسمي حقيقياً لأنه إخفاء على حقيقته ، وهذا الإخفاء حكم وسط بين الإظهار والإدغام .
ومثاله قوله تعالى { من كان } { أن ثبتناك } { انْصرنا } .
- وسبب الإخفاء أن النون لم يقرب مخرجها من حروف الإخفاء كقربه في الإدغام ولم يبعد مخرجها عن مخرج هذه الحروف كبعده في الإظهار فلذلك أُعطيت النون حكماً متوسطاً .(1/9)
- والفرق بين الإخفاء والإدغام : بأن الإخفاء هو إخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروف الإخفاء ، بينما الإدغام هو إدغام النون الساكنة والتنوين في حروف الإدغام ؛ فتقول في الإخفاء : أخفيت النون عند السين لا في السين بينما تقول في الإدغام : أدغمت النون في الميم لا عند الميم .
- وإلى حكم الإخفاء أشار الناظم بقوله ( كذا الاِخفا ) أيضاً بغنة ( لدى ) أي عند ( باقي الحروف ) الخمسة عشر ( أُخذا ) الألف للإطلاق أي : أُخذ به .(1/10)
باب أحكام المد
• قال الناظم رحمه الله :-
والمد لازمٌ و واجبٌ أتَى وجائزٌ و هو و قصرٌ ثبتَا
• الشرح :-
- المد : لغة : الزيادة . واصطلاحاً : هو إطالة الصوت بحرف المد أو حرف اللين عند وجود سببه .
وضد المد القصر وهو ترك المد .
• والمد قسمين :- [ أصلي و فرعي ]
1- مد طبيعي ( أصلي ) :
وهو المد الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب . وحروفه ثلاثة مجموعة في قولك [ واي ] وهي حروف الجوف [ وقد سبقت في مخارج الحروف ] ويمد هذا المد بمقدار حركتين .
? والمد الطبيعي قسمين :-
1- مد طبيعي كلمي مثل { قَال } ومثل { نُوْحِيْهَا }
2- مد طبيعي حرفي وهي الحروف المقطعة المجموعة في قولك [ حي طهر ] فتنطق : حا / يا / طا / ها / را .
- والمد الكلمي الطبيعي أيضاً يمكن أن يُقَسَّم إلى أقسام منها :-
1- مد الصلة الصغرى : وذلك في هاء الكناية التي يكنى بها عن المفرد الغائب لكن بشرط أن تكون الهاء متحركة وما قبلها متحرك وما بعدها متحرك ، فإذا كانت كذلك فإنها توصل بواو مدية إذا كانت مضمومة وبياء مدية إذا كانت مكسورة ، وتمد هذه الصلة مداً طبيعياً بمقدار حركتين مثل : { فسئل به خبيراً }
- فإن كان ما بعد الهاء همزة فتمد أكثر من ذلك لأنها صارت من قبيل المد المنفصل وتسمى في هذه الحالة : مد صلة كبرى ، مثل { وما يكذب بِهِ ~ إِلا كل معتد أثيم }
2- مد التمكين وذلك إذا اجتمعت ياءان أو واوان الأولى منهما حرف مد فيجب تمكين المد الطبيعي للفصل بينهما حذراً من الإدغام مثل { ءامنُوا و عملوا } { فِي يومين } ، وكذلك يكون مد التمكين إذا اجتمعت ياءان أو واوان الأولى منهما مشددة والثانية حرف مد مثل { النبيِّيْن }.
3- مد العوض وهو يكون في الكلمة المنونة تنوين نصب وذلك عند الوقف عليها مثل { أفوجاً }
2- المد الفرعي :
وهو المد الزائد عن المد الأصلي لسبب خارجي
- وسببه : إما الهمزة أو السكون .(1/1)
- وهو أقسام أجملَها الناظم بقوله ( والمد ... أتى ) أي أن المد الزائد عن الطبيعي أتىعلى أقسام :-
الأول: المد الـ( لازم ) ( و ) الثاني : المد الـ( واجب ) وهو المد المتصل ( و ) الثالث: المد الـ( جائز ) ويدخل فيه المد المنفصل والعارض للسكون والبدل .
- ثم قال الناظم : ( وهو ) أي المد ( و ) الـ ( ـقصر ثبتا ) .
أولاً : المد اللازم
• قال الناظم رحمه الله :-
فلازمٌ إن جاءَ بعدَ حرفِ مَدّْ ساكنُ حالينِ وبالطولِ يُمَدّْ
• الشرح :
المد اللازم عرفه الناظم بقوله ( فلازمٌ إن جاءَ بعدَ حرفِ مَدْ ساكنُ حالينِ ) أي ساكن في حالي الوصل والوقف أي : أن المد اللازم هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكوناً لازماً في حالتي الوصل والوقف
- ثم بين الناظم حكم هذا المد فقال ( وبالطولِ يُمَدْ ) أي أنه يمد بمقدار ثلاث ألفات والألف تقدر بحركتين فيكون المد اللازم يمد بمقدار ست حركات وهذا الحكم متفق عليه بين القراء .
- ويشترط أن يكون حرف المد والسكون الأصلي في كلمة واحدة فإن تفرقا فليس مداً لازماً كقوله تعالى { وقالوا الْحمد لله } فهذا ليس بمدٍ لازم لأن حرف المد في كلمة والسكون الأصلي الذي على اللام في الكلمة الأخرى.
* والمد اللازم قسمين :-
1- كلمي : وهو أن يكون حرف المد والسكون في كلمة واحدة . وهو نوعين :-
أ- مُثَقَّل : وهو أن يكون بعد حرف المد حرف مشدد مثل { الحآقَّة }
ب- مُخَفَّف : وهو أن يكون بعد حرف المد حرف غير مشدد مثل { ءالْئن } في سورة يونس .
2- حرفي : وهو ما كان هحاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد يجمعها قولك [ كم عسل نقص ] وهو نوعين :-
أ- مُثَقَّل وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف مدغم بما بعده مثل { الم } وذلك في اللام فإن هجاءها هكذا : [ لامْ مِّيم ] فحرف المد الألف بعده ميم مدعمة بالميم الأخرى .(1/2)
ب- مُخَفَّف وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف غير مدغم بما بعده مثل الميم في { الم } فإن هجاءها : [ ميمْ ] فحرف المد وهو الياء هنا بعده ميم ساكنة غير مدغمة بما بعدها فتكون من المخفف .
فائدة : العين في فاتحة مريم والشورى فيها خلاف :-
فمن طريق الشاطبية ذكر فيها وجهين : الإشباع وذلك بست حركات على أنه مد لازم والوجه الآخر التوسط وذلك بأربع حركات على أنه متردد بين المد اللازم وبين مد اللين .
وذكر ابن الجزري وجهاً ثالثاً وهو القصر بحركتين وذلك على أنه مد لين ، والإشباع هو الأشهر عند أهل الأداء .
فائدة أخرى : هناك ثلاثة كلمات في القرآن وهي { ءالئن } و { ءالذكرين } و { ءالله } وهذه يجوز فيها وجهان :
1- الإبدال : أي إبدال همزة الوصل بحرف مد ولأجل إيضاح همزة الاستفهام فإننا نمد ذلك بست حركات
2- التسهيل : [ مع القصر بدون مد ] أي تسهيل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام فتنطق همزة الوصل نطقاً بين الهمزة والألف فلا هي همزة خالصة ولا هي ألف خالصة .
- ويسمى المد في هذه الكلمات الثلاث السابقة :مد الفرق [ أي ليُفَرَّق به بين الاستفهام والخبر ].
ثانياً : المد الواجب
• قال الناظم رحمه الله :-
وواجبٌ إن جاءَ قبلَ همزةِ متصلاً إنْ جُمِعَا بكِلْمةِ
• الشرح :
ثم يلي المد اللازم المد المتصل وحكمه وجوب المد فيه عند جميع القراء لكن اختلفوا في مقدار هذا المد .
وقال الناظم في تعريفه ( وواجبٌ : إن جاءَ ) حرف المد ( قبلَ همزةِ ) بشرط أن يكون ( متصلاً ) وهذا الاتصال حقيقته ( إنْ جُمِعَا بكِلْمةِ ) أي إن جمع المد والهمز بكلمة واحدة . ومثاله { السمآء } { بالسوء } { وسيء }(1/3)
- وقد اتفق القراء على اعتبار أثر الهمزة في حرف المد بحيث أنه يزيد على المد الطبيعي ولكن اختلفوا في مقدار هذه الزيادة فبعضهم ثلاث حركات وبعضهم أربع وبعضهم خمس وبعضهم ست ، قال ابن الجزري في النشر " تتبعت قصر المتصل فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة " أهـ .
وأما عند حفص : فيمد المتصل بأربع حركات وهذا ما نص عليه الشاطبي ، وزاد صاحب التيسير [ الذي هو أصل الشاطبية ] فقال : أو خمس حركات .
ويجوز المد إلى ست حركات عند الوقف وذلك إذا كانت الهمزة متطرفة لأنه دخل في المد العارض للسكون مثل { السمآء } عند الوقف عليها .
ثالثاً : المد الجائز
• قال الناظم رحمه الله :-
وجائزٌ إذا أتى منفصِلاَ أو عَرَضَ السكونُ وَقْفاً مُسْجَلاَ
• الشرح :-
ثم يلي المد الواجب المد الجائز وسمي جائزاً لأنه يجوز مده وقصره وهو على ثلاثة أقسام :-
1- المد المنفصل :
وهو أن يقع بعد حرف المد همز منفصل عنه في كلمة أخرى مثل { إنآ أعطيناك } ومثل { وفي أنفسكم } .
- وحكم مده كما قال الناظم ( وجائز ) أي يجوز مد حرف المد ( إذا أتى ) حرف المد ( منفصلاً ) عن الهمز بكلمة أخرى .
- ومقدار مده : أربع حركات وهذا هو الأشهر وهو الذي نص عليه الشاطبي ولم يذكر غيره ، ويجوز مده بثلاث حركات ويسمى فويق القصر .
- ويجوز أيضاً قصر المنفصل إلى حركتين ورواية القصر ليست من طريق الشاطبية بل من طريق طيبة النشر لابن الجزري ؛ أما من طريق الشاطبية فليس فيه قصر المنفصل .
2- المد العارض للسكون :
وهو أن يقع بعد حرف المد أو بعد حرف اللين ساكن عارض لأجل الوقف . مثل { العالمِينْ } { خَوفْ } عند الوقف عليهما .
- وحكم مده جائز كما قال الناظم ( أو عَرَضَ السكونُ وَقْفاً ) أي عرض السكون في حالة الوقف ( مُسْجَلا ) أي مطلقاً [ يعني سواءً كان سكوناً محضاً أو إشمام , أما في الروم فحكمه حكم الوصل ].(1/4)
- ويجوز فيه القصر وذلك بمقدار حركتين والتوسط بمقدار أربع والإشباع بمقدار ست حركات .
3- مد البدل :
وهو أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة وليس بعد حرف المد همز أو سكون . مثل { ءامنوا } { أوتوا } .
وسمي بدلا ً : لأن أصل المد همزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة [ ءَأْمنوا ] فأبدلت الهمزة الثانية الساكنة مداً من جنس حركة ما قبلها للتخفيف وهذه قاعدة في اللغة العربية عموماً .
- وحكم مده أنه يمد عند حفص مداً طبيعياً بمقدار حركتين فقط .
فائدة :
يتحصل مما سبق أن المد الطبيعي ينتقل إلى مد غير طبيعي بسببين :-
1- بسبب الهمز وذلك إما أن يتقدم الهمز على المد فهو مد البدل ، وإما أن يتأخر فإن تأخر الهمز عن المد فإما أن يكون الهمز والمد في كلمة فهو المد المتصل وإما أن يكون المد في آخر الكلمة والهمز في أول الكلمة الأخرى فهو المد المنفصل .
2- بسبب السكون إذا أتى بعد حرف المد وهو إما أن يكون سكوناً أصلياً لازماً فهو مد لازم وإما أن يكون سكوناً عارضاً لأجل الوقف فهو مد عارض للسكون .
فائدة أخرى : قال السمنُّودي :-
أقوى المدود لازم فما اتصل فعارض فذو انفصال فبدل
فلو اجتمع سببان من أسباب المد فنعمل بالأقوى ونترك الضعيف .
مثال ذلك قوله تعالى { وجاءوا أباهم } فالهمزة الأولى جاء بعدها واو مدية فهذا مد بدل والهمزة الثانية تقدمها واو مدية فهذا مد منفصل فتنازع حرف المد سببان سابق ولاحق فنعمل بالأقوى منهما وهو المد المنفصل [ اللاحق ] ويلغى مد البدل [ السابق على حرف المد ] .
باب معرفة الوقوف والابتداء
• قال الناظم رحمه الله :-
وبعد تجويدكِ للحروفِ لابدَّ من معرفةِ الوقوفِ
وَالاِبتداءِ ......................... ...........................................
• الشرح :-(1/5)
هذا هو القسم الثالث من هذه المنظومة فذكر الناظم القسم الأول وهو مخارج الحروف وصفاتها وذكر القسم الثاني وهو التجويد وما يتعلق به ، ولما فرغ من ذلك أعقبه بمعرفة الوقف والابتداء وما يلزم منه من معرفة الموصول والمقطوع وتاء التأنيث الموقوف عليها بالتاء والابتداء بهمزة الوصل والوقف على أواخر الكلم ؛ وستأتي كلها إن شاء الله .
قال الناظم : ( وبعد ) معرفة ( تجويدكِ للحروفِ لابدَّ ) لك ( من معرفةِ الوقوفِ وَالِابتداءِ ) وقد ثبت عن علي رضي الله عنه أنه لما سئل عن معنى الترتيل في قوله تعالى { ورتل القرآن ترتيلاً } قال : " الترتيل هو تجويد الحرف ومعرفة الوقوف " .
أولاً : الوقف :-
وهو قطع الصوت على آخر الكلمة زمناً يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة وهو قسمين :- أ- وقف اختياري وهو أن يقف القارئ باختياره وهذا ما تكلم عليه الناظم وسيأتي إن شاء الله .
ب- وقف اضطراري وهو ما يعرض للقارئ أثناء قراءته بسبب ضرورة كعطاس وضيق تنفس ونحوذلك
ثانياً : الابتداء :-
وهو الشروع في القراءة سواءً كان بعد قطع وانصراف عنها أو بعد وقف .
قال ابن الجزري : " والإبتداء لا يكون إلا اختيارياً لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة " أهـ .
ثالثاً : القطع :-
وهو قطع القراءة بنية الانتهاء وعدم الاستئناف مرة أخرى .
- ولا يكون إلا في أواخر السور أو على رؤوس الآي على الأقل .
رابعاً : السكت :-
وهو قطع الصوت عن الكلمة زمناً يسيراً من غير تنفس بنية متابعة القراءة .
- وهو مقيد بالسماع فالسكت في موضع لم يرد فيه سكت يعتبر لحناً في الأداء .
- ومواضع السكت عند حفص قسمين :-
1- ما روي السكت فيه عن حفص وجوباً ، وعلامتها في المصاحف وضع "س" فوقها [ بمعنى أنه إذا وصل الكلمة بما بعدها فليس له إلا السكت ] وقد تفرد حفص بهذه المواضع وحده وهي أربعة مواضع :
أ - السكت على { عوجا } في سورة الكهف .
ب- السكت على { مرقدنا } في سورة يس .(1/6)
جـ- السكت على { وقيل من } في سورة القيامة .
د- السكت على { كلا بل } في سورة المطففين .
2- ماروي السكت فيه عن حفص جوازاً وهو في موضعين :
أ- السكت عند نهاية سورة الأنفال وقبل بداية سورة التوبة فيجوز السكت وعدمه وعدم السكت هو الأشهر [ ولم توضع " س " على آخر سورة الأنفال في المصحف ]
ب- السكت عند قوله تعالى { ما أغنى عني ماليه } وقبل { هلك عني } فيجوز السكت وعدمه والسكت هنا هو المقدم في الأداء [ ووضعت " س " في هذا الموضع في بعض المصاحف ] وفي هذه الحالة تظهر ( هاء ) ماليه ، وأما عند عدم السكت فتدغم الهاء في الهاء من باب إدغام المتماثلين .
أقسام الوقف الاختياري
• قال الناظم رحمه الله :-
............. وهي تُقْسَمُ إذنْ ثلاثةً تَامٌ وكافٍ وحسنْ
وهي لما تمَّ فإنْ لم يُوجدِ تَعلُّقٌ أو كان معنىً فاْبتَدِي
فالتَّامُ فالكافي ولفظاً فامنعنْ إلا رؤوسَ الآيِ جَوِّزْ فالحَسَنْ
وغيرُ ما تمَّ قبيحٌ ولهُ الوقفُ مضطراً ويَبْدَا قبلَهُ
• الشرح :
في هذا المقطع بَيَّنَ الناظم أقسام الوقف الاختياري الذي سبق ذكره . وهو قسمان في الجملة :
1- وقف اختياري جائز : وهو الوقف على ما تم معناه .
2- وقف اختياري ممنوع أو قبيح : وهو الوقف على ما لم يتم معناه .
أولاً : الوقف الاختياري الجائز :
وهذا الوقف ثلاثة أقسام كما أشار إلى ذلك الناظم بقوله : ( وهي ) أي الوقوف – يعني الجائزة – ( تُقْسَمُ إذنْ ) – هذه زائدة – ( ثلاثة ) أقسام وهي : ( تَامٌ وكافٍ وحسنْ . وهي ) أي هذه الوقوف المذكورة إنما تكون ( لما تمَّ ) معناه . وهذه الوقوف الثلاثة هي كما يلي :
1- الوقف التام :
وهو الوقف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظاً ولا معنى .
وحكمه : أنه يحسن الوقوف عليه والابتداء بما بعده .
ومثاله : قوله تعالى على لسان الظالم { لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني } ثم تقف وتبتدئ { وكان الشيطان للإنسان خذولاً }(1/7)
- ومن علامته في المصحف وضع " قلى " عند موضع الوقف .
- ومن أنواع الوقف التام : الوقف اللازم وذلك إذا كان الوصل يسبب التباساً في المعنى مثل قوله تعالى { فلا يحزنك قولهم } فتقف ثم تبتدئ { إن العزة لله جميعاً } لأن الوصل هنا يسبب التباساً في أن قوله { إن العزة لله جميعاً } من مقول الكفار وهذا خلاف ما أراده الله سبحانه .وعلامة الوقف اللازم في المصحف وضع " مـ " أفقية صغيرة عند موضع الوقف وهي اختصار لكلمة [ موقف ]
2- الوقف الكافي :
وهو الوقف على ما تم معناه وتعلق بما بعده معنىً لا لفظاً .
وحكمه : أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده .
مثاله : قوله تعالى { لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم } ثم تقف ثم تبتدئ { ومن قتله منكم متعمداً } فما بعد الوقف في الآية تعلق معنىً بما قبله لأنه عن قتل الصيد حال الإحرام وأما اللفظ فلم يتعلق .
- ومن علامته في المصحف وضع " صلى " وتعني الوصل أولى أو وضع " ج " وتعني جواز الوقف والوصل واستواء الأمرين .
- وهذا الوقف أكثر الوقوف في القرآن ومن علاماته غالباً أن يأتي بعد الوقف : إما مبتدأ أو فعل ماضي أو كلمة [ بل ] أو كلمة [ إن ] .
- وأشار الناظم إلى هذين الوقفين فقال : ( فإنْ لم يُوجدِ ) فيما يوقف عليه ( تَعلُّقٌ ) بما بعده لا لفظاً ولا معنىً ( أو كان ) فيما يوقف عليه تعلق بما بعده ( معنىً ) لا لفظاً ( فاْبتَدِي ) أنت بما بعد الوقف في هذين القسمين ولا يلزم أن تبتدئ قبله ، وقل أنت : أما الوقوف في القسم الأول منهما [ وهو الذي لم يتعلق بما بعده لا لفظاً ولا معنى ] ( فـ ) ـهو الوقوف ( التَّامُ ) وسمي بذلك لتمام اللفظ وانقطاع ما بعده عنه . وأما الوقوف في القسم الثاني ( فـ ) ـهو الوقوف ( الكافي ) وسمي بذلك للاكتفاء بالوقوف عليه والابتداء بما بعده .
3- الوقف الحسن :
وهو الوقف على ما تم معناه ويتعلق بما بعده معنىً ولفظاً .(1/8)
- والمراد بالتعلق اللفظي : التعلق من جهة الإعراب كأن يكون ما بعده صفة أو حال ونحو ذلك .
وحكمه : أنه يحسن الوقف عليه لإفادته المعنى لكن لا يحسن الابتداء بما بعده بل لابد من أن يعود قبله فيبتدئ لكي يتم المعنى . إلا في رؤوس الآي فيجوز الوقف على رأس الآية والابتداء بما بعدها وإن تعلق بما بعده لفظاً ومعنىً .
- وليس معنى قولنا : [ يحسن الوقف عليه ] أي أن الأَولى أن تقف عليه ؛ بل المراد أن الوقف عليه ليس بقبيح .
ومثاله : قوله تعالى { الحمد لله } ثم يقف لكن لا يبتدئ { رب العالمين } بل يعود .
ومثال رؤوس الآي قوله تعالى { غلبت الروم • } ثم يقف ويجوز أن يبتدئ بما بعدها { في أدنى الأرض } .
- وإلى هذا الوقف أشار الناظم بقوله ( ولفظاً ) أي وإن كان فيما يوقف عليه تعلق بما بعده لفظاً ومعنىً لأنه إذا تعلق لفظاً فيلزم منه أن يتعلق معنى ولذلك لم يذكر ( ومعنى ) اكتفاءً بقوله ( ولفظاً ) , ( فامنعنْ ) الابتداء بما بعده ( إلا رؤوسَ الآيِ جَوِّزْ ) أي يجوز الابتداء بما بعدها وإن تعلق بما قبله لفظاً ومعنى ، وذلك لأنه ورد في السنة حتى عَدَّ بعضهم الوقف على رؤوس الآي سنة ؛ " لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع قراءته آية آية " رواه أبو داود من حديث أم سلمة . - ثم قال الناظم : ( فالحسن ) أي وقل أنت : أما الوقوف على ما فيه التعلق المذكور فهو الوقوف الحسن وسمي به لحسن الوقف عليه وعدم قبحه .
ثانياً : الوقف الإختياري الممنوع القبيح :
وهو الوقف على ما لم يتم معناه ولذلك لشدة تعلقه بما بعده لفظاً ومعنىً .
وحكمه أنه لا يجوز الوقف عليه إلا لمضطر كمن عرض له عطاس أو سعال أو ضيق تنفس فإن وقف مضطراً فلا يبتدئ بما بعده بل يعود لما قبله لكي يتم المعنى .(1/9)
ومثاله : أن يقف على حرف جر دون الاسم المجرور مثل قوله تعالى { وهم في الغرفات } فيقف على [ في ] وأشد منه ما يوهم معنىً غير المراد كأن يقف على كلمة [ الصلاة ] في قوله تعالى { يا أيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } وربما وضع لهذا الوقف علامة " لا " في المصحف [ أي لا تقف ] .
- وإلى هذا الوقف أشار الناظم بقوله ( وغيرُ ما تمَّ ) معناه فالوقوف عليه ( قبيحٌ ) ( وله ) أي وللقارئ ( الوقفُ ) على ذلك ( مضطراً ؛ و ) لكن ( يَبْدَأ ) مما ( قبلَهُ ) لكي يتم المعنى .
حكم الوقف في القرآن
• قال الناظم رحمه الله :-
وليس في القرآنِ من وقفٍ يجبْ ولا حرامٌ غيرُ ما له سببْ
• الشرح :
ثم بَيَّنَ الناظم حكم الوقف في القرآن من حيث الوجوب والتحريم فقال :-
( وليس في القرآنِ من وقفٍ يجبْ ) حتى إذا تركه القارئ أثم ( ولا حرامٌ ) حتى إذا فعله أثم ( غيرُ ماله سببْ ) أي : إلا إذا كان هناك سبب يستدعي ذلك الوقف أو عدمه مثل أن يتقصد الوقف على ما يخل المعنى فيحرم أو يكون هناك أناس حديثي عهدٍ بكفر فيقرأ عندهم مثلا ً{ فويل للمصلين } ويقف فهذا يوهمهم فيجب عليه الوصل لئلا يعتقدوا ما بدر لهم من هذا المعنى الفاسد . ونحو ذلك .
تخطيط هيكلي(1/10)
باب المقطوع والموصول
• قال الناظم رحمه الله :-
واعرفِ لمقطوعٍ وموصولٍ وتَا في المصحفِ الإمامِ فيما قدْ أَتَى
• الشرح :
لما كان القارئ يحتاج في الوقف إلى معرفة المقطوع والموصول لأنه قد يقف اضطراراً على كلمة موصولة بما بعدها رسماً وهذا خطأ بل الموصول يصله والمقطوع يقف عليه في حالة الاضطرار جوازاً ولا يبتدئ بما بعده بل يعود لما قبله لكي يتم المعنى كما سبق ذكره , ولا يقف على المقطوع اختياراً أبداً , وأيضاً لما كان القارئ يحتاج في الوقف لمعرفة التاء هل تكتب تاءً فيقف عليها بالتاء أو تكتب هاء فيقف عليها بالهاء ؛ لما كان القارئ محتاجاً إلى معرفة ذلك كله بَيَّنَ المؤلف ذلك بقوله ( واعرفِ لمقطوعٍ وموصولٍ وتَا ) التأنيث التي تكتب تاء مفتوحة لا هاء مربوطة , وهذه ستأتي إن شاء الله في الباب الذي بعد هذا .
- والمقطوع : هو كل كلمة مفصولة عما بعدها في رسم المصاحف العثمانية .
ويتنبه إلى أنه لابد فيه من ثبوت الحرف الأخير رسماً في الكلمة المقطوعة إن كان مدغماً بما بعده مثل : ( أنْ ) المخففة مع ( لا ) في قوله تعالى { أن لَّا تشرك بي شيئاً } .
- والموصول : هو كل كلمة متصلة بما بعدها في رسم المصاحف العثمانية .
ويتنبه إلى أنه يحذف الحرف الأخير من الكلمة الموصولة رسماً إن كان مدغماً بما بعده . مثل : ( إن ) المخففة مع ( لا ) في قوله تعالى { إلَّا تنصروه فقد نصره الله } .
- ثم قال الناظم ( في المصحفِ الإمامِ ) أي اعرف ماسبق كما هو في المصحف الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه فإن عثمان رضي الله عنه اتخذ مصحفاً لنفسه واستنسخ منه ست نسخ وأرسلها إلى الأمصار فالنسخة التي عند عثمان رضي الله عنه هي المصحف الإمام .
- ثم قال ( فيما قدْ أَتَى ) رسمه فيه , أي اعرف ما سبق كما في مواضع قد أتى رسمه في مصحف الإمام عثمان رضي الله عنه .(1/1)
• مسألة : نقل مالك رحمه الله الإجماع على عدم جواز تغيير كتابة رسم المصحف بغير الرسم العثماني , وأما ما نقل من الخلاف فهو عند المتأخرين , وأما كتابة بعض الآيات بالرسم الإملائي فهذا فيه خلاف حتى عند المتقدمين .
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
فاقطعْ بعشرِ كلماتٍ ( أن لاَّ ) معْ ملجأَ ولا إله إلا
وتعبدوا ياسينَ ثانيْ هودَ لا يُشْرِكنَ تُشْرِكْ يَدْخُلَنْ تَعْلُوا علَى
أن لا يقولوا لا أقولَ ............. .............................................
• الشرح :
شرع الناظم في بيان الكلمات المقطوعة والموصولة , وقبل البداية بتلك الكلمات يتنبه لفعل الأمر الذي بقوله الناظم فإذا قال ( اقطع ) فاعلم أن ما بعدها مقطوع واستصحب هذا الفعل في كلمات أخرى إلى أن يأتي فعل أمر بعكسه فيقول ( صل ) فاعلم أن ما بعدها موصول أو يقول ( والوصل ... ) أو نحو ذلك وهذه فائدة ترشدك إلى فهم الأبيات .
واعلم أيضاً أنه إذا قال ( اقطع ) فغير ما يذكر يكون في القرآن موصولاً والعكس أيضاً فإذا قال ( صل ) فغير ما يذكر مقطوع ، وهذه فائدة أخرى .
• والكلمات مرتبة على ما يلي :-
الأولى : ( أنْ لاَّ )
قال الناظم ( فاقطعْ بعشرِ كلماتٍ أن لاَّ ) أي اقطع كلمة ( أنْ ) وافصلها عن ( لا ) وذلك في عشرة مواضع :
1 - ( ملجأَ ) وذلك في قوله تعالى { وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه } في سورة التوبة .
2 - ( ولا إله إلا ) وذلك في قوله تعالى { وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون } في سورة هود , وهذا الموضع مقطوع بالاتفاق , وكان على الناظم أن يحترز من موضع الأنبياء في قوله تعالى { أن لا إله إلا أنت سبحنك } فقد اختلفت فيه المصاحف والعمل على كتابته مقطوعاً , وقد يعتذر للناظم عن ذلك بأنه ذكر الواو فإن موضع هود فيه [ وأن لا ] بخلاف موضع الأنبياء ففيه [ أن لا] بدون واو.(1/2)
3 - ( وتعبدوا ياسينَ ) وذلك في سورة ياسين في قوله تعالى { ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان }
4 – ( ثانيْ هودَ ) أي الموضع الثاني من قوله تعالى { أن لا تعبدوا إلا الله } في سورة هود بخلاف الموضع الأول من السورة فإنها موصولة فيه { ألا تعبدوا إلا الله }
5 - ( لا يُشْرِكنَ ) وذلك في قوله تعالى { يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً } في سورة الممتحنة
6 – ( تُشْرِكْ ) وذلك في قوله تعالى { أن لا تشرك بي شيئاً } في سورة الحج .
7 – ( يَدْخُلَنْ ) وذلك في قوله سبحانه { أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين } في سورة القلم .
8 – ( تَعْلُو على ) في قوله تعالى { وأن لا تعلوا على الله } في سورة الدخان .
9 – ( أن لا يقولوا ) في قوله تعالى { أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه } في سورة الأعراف .
10 – ( لا أقول ) في قوله تعالى { حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق } في سورة الأعراف أيضاً .
* وما عدا هذه العشرة فهو موصول مثل : { ألا يرجع إليهم قولاً } في سورة طه ، وقوله تعالى { ألا تزر وازرة وزر أخرى }
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
................................... ( إنْ مَّا ) بالرعدِ والمفتوحَ صِلْ و( عنْ مَّا )
نُهوا اقْطَعُوا ( منْ مَّا ) برومٍ والنِّسا خُلْفُ المنافقينَ ( أمْ مَّنْ ) أسَّسَا
فُصِّلتِ النسا وذِبْحٍ ( حيثُ مَا ) و( أنْ لمَِّ ) المفتوحَ كسرُ ( إنَّ مَا )
الاَنعام والمفتوح َ يَدْعُونَ مَعَا وخُلْفُ الاَنْفَالِ ونحلٍ وَقَعَا
• الشرح :
الثانية : ( إنْ مَّا )
-واقطع ( إنْ ) وافصلها عن ( ما ) وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى { وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم } وهذا ( بـ ) سورة ( الرعد ) .
*وما عدا هذا الموضع فهو موصول نحو قوله تعالى { وإمَّا نرينك بعض الذي نعدهم } في سورة يونس وقوله تعالى { وإمَّا تخافن من قوم خيانة } في سورة الأنفال .
الثالثة : ( أمْ مَّا )(1/3)
-( و ) أما ( المفتوح ) الهمزة فـ ( صل ) أي أن ( أمْ مَّا ) دائماً في القرآن موصولة فتكتب هكذا [ أمَّا ] نحو قوله تعالى { أمَّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين } في الأنعام .
الرابعة : ( عنْ مَّا )
-( و ) أما قوله تعالى { فلما عتوا ( عن ما نهوا ) عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين } في سورة الأعراف فـ ( ـا قطعوا ) أيها القراء كلمة ( عن ) عن كلمة ( ما ) في هذا الموضع فقط وما عداه فإنها موصولة نحو قوله تعالى { عمّا يقولون } { عمّا يشركون } { عمّا قليل } وغيرها .
الخامسة : ( منْ مَّا )
- واقطعوا أيضاً كلمة ( منْ ) عن كلمة ( مَّا ) وذلك في ثلاثة مواضع :-
1– قوله تعالى { هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء } وذلك في سورة الـ( ـروم ) وأما الموضع الأول منها فإنه موصول وهو قوله تعالى { وعمروها أكثر مِمَّا عمروها } وهذا مما يستدرك على الناظم وقد استدرك بعض الفضلاء على هذا الشطر فقال تعديلاً له : " نهوا اقطعوا من ما ملك روم النسا "
2– قوله تعالى { فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات } وهذا في سورة ( النساء ) وهذا أيضاً مما يستدرك على الناظم فإن [ مما ] جاءت في سورة النساء في أربعة عشر موضعاً كلها موصولة إلا في هذا الموضع وسبق تعديل بيت الناظم بقول بعضهم : " نهوا اقطعوا من ما ملك روم النسا " .
3- قوله تعالى { وأنفقوا من ما رزقناكم } في سورة المنافقين
-ولكن الـ( ـخلف ) في الموضع الذي في سورة ( المنافقين ) السابق ذكره قد ثبت ففي بعض المصاحف مقطوع وفي بعضها موصول [ وعندنا في مصحف المجمَّع مقطوعة ]
* وما عدا هذه المواضع الثلاثة فإنها موصولة فتكتب [ مِمَّا ] كما في قوله تعالى { ذلك مِمَّا أوحى إليك ربك } في الإسراء .
السادسة : ( أمْ مَّن )
- واقطعوا أيضاً كلمة ( أم ) عن كلمة ( من ) وذلك في أربعة مواضع :-
1– ( أسسا ) أي في قوله تعالى { أم من أسس بنيانه } في سورة التوبة .(1/4)
2– ( فصلت ) أي في سورة فصلت في قوله تعالى { أم من يأتي آمناً يوم القيامة }
3- ( النساء ) أي في سورة النساء في قوله تعالى {أم من يكون عليهم وكيلاً }
4– ( ذِبح ) أي في سورة الصافات في قوله تعالى { أم من خلقنا } وسميت بذبح لقول الله تعالى فيها { وفديناه بذبح عظيم }.
* وما عدا هذه المواضع الأربعة فموصل كقوله تعالى { أمَّن خلق السماوات والأرض } في النمل وقوله سبحانه { أمَّن لا يهدِّي } في يونس .
السابعة : ( حيثُ مَا )
-واقطعوا كلمة ( حيث ) عن كلمة ( ما ) وهي لم ترد أصلاً في القرآن إلا في موضعين في سورة البقرة وهما قوله تعالى { وحيث ما كنتم فولُّوا وجوهكم شطره }
الثامنة : ( أنْ لَّم )
-( و ) اقطعوا كلمة ( أن ) عن كلمة ( لم ) وذلك في [ أن ] ( المفتوح ) همزته وهذا القطع دائماً في القرآن فلا توصل أبداً ومن ذلك قوله تعالى { ذلك أن لم يكن ربك } في الأنعام { أيحسب أن لم يره أحد } في البلد .
التاسعة : ( إنَّ مَا )
- واقطعوا ( إنَّ ) المكسورة المشددة عن كلمة ( ما ) وهذا معنى قول الناظم ( كسر إنَّ ما ) وهذا القطع هو في موضع واحد فقط وذلك في سورة ( الأنعام ) في قوله تعالى { إنَّ مَا توعدون لآت }
* وما عدا هذا الموضع فإنه موصول كقوله تعالى { إنما صنعوا كيد ساحر } في طه { إنما توعدون لواقع } في المرسلات .
- وهنا إشكال في قول الناظم ( الأنعام ) فإنه قد ورد في سورة الأنعام ستة مواضع [ إنَّما ] كلها موصولة إلا موضع { إنَّ ما توعدون لآت } فكان على الناظم أن يقيد الأنعام بهذا الموضع .
العاشرة : ( أنَّ ما )
-( و ) اقطعوا [ أنَّ ] ( المفتوح ) همزته عن كلمة ( ما ) وذلك في موضعين فيهما كلمة ( يَدْعُونَ ) وهما قول الله تعالى { وأنَّ ما يدعون من دونه هو الباطل } في سورة الحج وقوله تعالى { وأنَّ ما يدعون من دونه الباطل } في سورة لقمان .
وقول الناظم ( مَعَا ) أي كلاهما في سورة الحج ولقمان .(1/5)
-وأما قول الناظم ( وخُلْفُ الانفَالِ ونحلٍ وَقَعَا ) أي وقع الخلاف هل تقطع ( أنَّ ما ) أو توصل في موضعي الأنفال والنحل :-
أ- في الأنفال في قوله تعالى { واعلموا أنَّما غنمتم من شيءٍ }, [ وعندنا في مصحف المجمَّع موصولة ]
ب- في النحل في قوله تعالى { إنَّما عند الله هو خير لكم } , [ وعندنا في مصحف المجمَّع موصولة ] .
- وهنا إشكال في قول الناظم من وجهين :-
الأول : أن كلمة ( أنَّما ) وردت في الأنفال في موضعين وكلمة ( إنَّما ) وردت في النحل في عشرة مواضع ولم يقيد الناظم الموضع المراد فيه الخلاف من هذه المواضع وقد سبق بيان ذلك الموضع .
الثاني : أنه عطف الخلاف على كلمة ( أنَّ ما ) المفتوح وهذا سليم في موضع الأنفال بينما في موضع النحل عَطْفُ الخلاف ينبغي أن يكون على ( إنَّ ما ) المكسور فليتنبه لذلك .
* وما عدا ما ذكر فإنه موصول كقوله تعالى { فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } في المائدة
• ثم قال الناظم رحمه الله :
و(كلِّ ما ) سألتموهُ واختُلِفْ رُدُّوا كذا ( قلْ بِئْسَمَا ) والوَصْلَ صِفْ
خلفتموني وَاشتروا ( في مَا ) اقْطَعَا أُوحِيْ أفضتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُو مَعَا
ثانِيْ فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُوْمٌ كِلاَ تَنْزِيلُ شُعَرَا وَغَيْرُهَا صِلاَ
• الشرح :
الحادية عشرة : ( كلّ مَا )
- ( و ) اقطعوا أيضاً كلمة ( كل ) عن كلمة ( ما ) وذلك في موضع واحد قد أشار إليه الناظم بقوله ( كلِّ ما سألتموهُ ) وذلك في سورة إبراهيم في قوله تعالى { وآتاكم من كل ما سألتموه } , وهذا مقطوع بالاتفاق .
-( واختُلِفْ ) في قطعها ووصلها في أربعة مواضع :-
1– ( زُدُّوا ) أي في قوله تعالى { كل ما ردوا إلى الفتنة } في سورة النساء . ونص الناظم على هذا الموضع وترك غيره من المواضع الثلاثة وهذا مما يستدرك على الناظم رحمه الله .
2– في قوله تعالى { كل ما جاء أمة رسولها } في سورة المؤمنين .(1/6)
3- في قوله تعالى { كلما دخلت أمة لعنت أختها } في سورة الأعراف .
4- في قوله تعالى { كلما ألقي فيها فوج } في سورة الملك .
-[ وعندنا في مصحف المجمع على قطع موضعي النساء والمؤمنون ووصل موضعي الأعراف والملك ]
* وما عدا ما ذكر فإنه موصول كقوله تعالى { أفكلما جاءكم رسول } في البقرة { كلما نضجت جلودهم } .
الثانية عشرة : ( بئسَ مَا )
- ثم قال الناظم ( كذا قلْ بِئْسَمَا ) أي كذا اختلف في قطع كلمة ( بئس ) عن كلمة ( ما ) وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى { قل بئسما يأمركم به إيمانكم } في سورة البقرة [ وعندنا في مصحف المجمع موصولة ].
- ثم قال الناظم ( والوَصْلَ صِفْ ) أي صف ما يأتي من كلمة ( بئسما ) بأنها موصولة وذلك في موضعين :
1– ( خلفتموني ) وذلك في قوله تعالى { بئسما خلفتموني من بعدي } في سورة الأعراف .
2– ( اشتروا ) وذلك في قوله تعالى { بئسما اشتروا به أنفسهم } في سورة البقرة .
*وما عدا ما ذكر فهو مقطوع كقوله تعالى { ولبئس ما شروا به أنفسهم } في البقرة { لبئس ما كانوا يعملون } في المائدة .
الثالثة عشرة : ( في مَا )
- قال الناظم ( في مَا اقْطَعَا ) أي واقطع كلمة ( في ) عن كلمة ( ما ) وذلك في أحد عشر موضعاً :
1– ( أُوحِيْ ) وذلك في قوله تعالى { قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً } في سورة الأنعام .
2– ( أفضتُم ) وذلك في قوله تعالى { لمسكم في ما أفضتم فيه } في سورة النور
3- ( اشتهتْ ) وذلك في قوله تعالى { وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون } في سورة الأنبياء .
4– ( يَبْلُو مَعَا ) أي أنها في موضعين الأول في قوله تعالى { ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات } في المائدة .
5- والموضع الثاني من ( يبلو ) في قوله تعالى { ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب } في الأنعام .(1/7)
6– ( ثانِيْ فَعَلْنَ ) أي الموضع الثاني من سورة البقرة في المعتدة من وفاة في قوله تعالى { في ما فعلن في أنفسهن من معروف } وأما الموضع الأول فموصول وهو قوله تعالى { فيما فعلن في أنفسهم بالمعروف }
7– ( وَقَعَتْ ) أي في سورة الواقعة وهو قوله تعالى { وننشئكم في ما لا تعلمون }.
8– ( رُوْمٌ ) أي في سورة الروم وهو قوله تعالى { هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم }.
9– ( كِلا تَنْزِيلُ ) أي كلا الموضعين في سورة تنزيل وهي سورة الزمر , الموضع الأول في أولها وهو قوله تعالى { في ما هم فيه يختلفون } .
10– والموضع الثاني من سورة الزمر في وسطها وهو قوله تعالى { في ما كانوا فيه يختلفون }.
11– ( شُعَرَا ) أي في سورة الشعراء وهو قوله تعالى { أتتركون في ما ههنا آمنين }.
* ثم قال الناظم ( وَغَيْرُهَا ) أي غير المواضع السابقة ( صِلا ) أي صلها فلا تقطعها نحو قوله تعالى { فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون } في آل عمران وقوله سبحانه { فيم أنت من ذكراها } في النازعات .
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
( فأيْنَمَا )كالنحلِ صِلْ ومُخْتَلِفْ في الشعرا الأحزابِ والنِّسا وُصِفْ
وصِلْ ( فإلَّم ) هودَ ألَّنْ نجعلاَ نجْمَعَ كيْلاَ تَحْزَنُوا تَأْسَوا عَلَى
حجٌ عَلَيْكَ حَرَجٌ وقَطْعُهُمْ ( عنْ مَّنْ ) يَشَاءُ منْ تَولَّى ( يَوْمَ هُمْ )
• الشرح :
الرابعة عشرة : ( أينَ مَا )
- قال الناظم ( فأيْنَمَا كالنحلِ صِلْ ) أي صل كلمة ( أين ) بكلمة ( ما ) وذلك في موضعين :-
1– الموضع الأول في سورة البقرة وهو قوله تعالى { فأينما تولوا فثم وجه الله } والذي دلنا على أن مراد الناظم من قوله ( فأينما ) أنه موضع البقرة زيادة الفاء قبل ( أينما ) في البيت وهي إنما توجد هكذا في سورة البقرة .(1/8)
2- الموضع الآخر أشار إليه الناظم بقوله ( كالنحل ) أي كما توصل أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى { أينما يوجهه لا يأت بخير } .
- ثم قال الناظم ( ومُخْتَلِفْ ) أي والاختلاف في وصل أينما وقطعها قد أتى ( في ) ثلاثة مواضع :
1– ( الشعرا ) أي في سورة الشعراء في قوله تعالى { أين ما كنتم تعبدون } ، [ وعندنا في مصحف المجمَّع مقطوعة ] .
2– ( الأحزاب ) أي : في سورة الأحزاب في قوله تعالى { ملعونين أينما ثقفوا } ,[ وعندنا في مصحف المجمع موصولة ] .
3- ( والنِّسا ) أي وفي سورة النساء في قوله تعالى { أينما تكونوا يدرككم الموت } ، [ وعندنا في مصحف المجمع موصولة ] .
- وقول الناظم ( وُصِفْ ) أي ذكره أهل الرسم ؛ فذكروا الاختلاف السابق .
* وما عدا ما ذكر فهو مقطوع كقوله تعالى { أين ما كنتم تشركون } في غافر , وقوله سبحانه { أين ما كانوا } في المجادلة .
الخامسة عشرة : ( إنْ لَّم )
- قال الناظم : ( وصِلْ فإلَّم هودَ ) أي صل كلمة ( إن ) بكلمة ( لم ) فيصبح رسمها هكذا [ إلَّم ] وهذا الوصل خاص في موضع واحد وهو في سورة هود في قوله تعالى { فإلم يستجيبوا لكم } .
*وما عدا هذا الموضع فمقطوع مثل قوله سبحانه { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا } في البقرة .
السادسة عشرة : ( أنْ لَّن )
- وصل أيضاً كلمة ( أن ) بكلمة ( لن ) وذلك في موضعين :-
1– ( ألَّنْ نجعلاَ ) وذلك في قوله تعالى { ألن نجعل لكم موعدا } في سورة الكهف .
2– ( نجْمَع ) وذلك في قوله تعالى { ألن نجمع عظامه } في سورة القيامة .
* وما عداهما فمقطوع كقوله تعالى { أن لن ينقلب الرسول } في الفتح { أن لن تقول الإنس والجن } في سورة الجن .
السابعة عشرة : ( كيْ لا )
- وصل أيضاً كلمة ( كي ) بكلمة ( لا ) وذلك في أربعة مواضع :-
1– ( كيْلاَ تَحْزَنُوا ) في قوله تعالى { لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } في سورة آل عمران .(1/9)
2– ( تَأْسَوا عَلَى ) في قوله تعالى { لكيلا تأسوا على مافاتكم } في سورة الحديد
3- ( حجٌ ) أي في سورة الحج في قوله تعالى { لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً }
4– ( عَلَيْكَ حَرَجٌ ) في قوله تعالى { لكيلا يكون عليك حرج } في سورة الأحزاب .
* وما عدا ماذكر فهو مقطوع كقوله تعالى { لكي لا يكون على المؤمنين حرج } في الأحزاب { كي لا يكون دولة } في الحشر .
الثامنة عشرة : ( عنْ مَّن )
- قال الناظم ( وقطْعُهُمْ ) أي ثبت قطعهم لكلمة ( عن ) وفصلها عن كلمة ( من ) في موضعين :-
1– ( عن مَّنْ يَشَاء ) وذلك في قوله تعالى { ويصرفه عن من يشاء } في سورة النور .
2– ( منْ تَولَّى ) وذلك في قوله تعالى { عن من تولى عن ذكرنا } في سورة النجم .
التاسعة عشرة : ( يومَ هُمْ )
-وثبت أيضاً قطعهم لكلمة ( يوم ) عن كلمة ( هم ) وذلك في موضعين :-
1– قوله تعالى { يوم هم بارزون } في غافر
2– قوله تعالى { يوم هم على النار } في الذاريات .
* وما عداهما فموصول كقوله تعالى { يومهم الذي يوعدون } في المعارج ، { يومهم الذي فيه يصعقون } في الطور .
- وهنا إشكال فإن الناظم لم يقيد في أي موضع تقطع ، والجواب عن ذلك أن القطع يدل على أن ( هم ) في محل رفع فإذا أتت في محل رفع فهي مقطوعة وإذا أتت في محل جر فهي موصولة , ولم تأتِ في محل رفع إلا في الموضعين السابقين .
ثم قال الناظم رحمه الله :
ومالِ هذا والذِين هَؤلاَ تَحِيْنَ في الإمامِ صِلْ وَوُهِّلاَ
و وَزَنُوهُمُ وكَالُوهُمْ صلِ كذا مِنَ ( الْ ) وَ( يَا ) وَ( هَا ) لا تَفْصِلِ
• الشرح :
العشرون : ( مال ..... )
- ( و ) ثبت قطعهم للام الجر عن مجرورها وذلك في أربعة مواضع :-
1– ( مالِ هذا ) وذلك في موضعين :- الموضع الأول منهما في سورة الكهف في قوله تعالى { مال هذا الكتاب } .
2– والموضع الثاني من قول الناظم ( مال هذا ) في سورة الفرقان في قوله تعالى { مال هذا الرسول}(1/10)
3- ( والذِين ) وذلك في سورة المعارج في قوله تعالى { فمال الذين كفروا قبلك مهطعين } .
4– ( هَؤلاَ ) وذلك في سورة النساء في قوله تعالى { فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً }
* وما عدا هذه المواضع الأربعة فإن اللام توصل بمجرورها كقوله تعالى { فمالكم كيف تحكمون } في سورة القلم , وقوله سبحانه { وما لأحد عنده من نعمة تجزى } في سورة الليل .
الحادية والعشرون : ( ولاتَ حِيْنَ )
- قال الناظم ( تَحِيْنَ في الإمامِ صِلْ وَوُهِّلاَ ) أي وصل التاء من كلمة ( لات ) بكلمة ( حين ) كما هو في مصحف الإمام وذلك في قوله تعالى { ولات حين مناص } في سورة " ص " , فتكون هكذا [ ولاتحين ] ولكن هذا القول قد وُهِّل - أي ضُعِّفَ وغُلِّطَ قائله - والتحقيق والصحيح فصل التاء عن كلمة ( حين ) في مصحف الإمام .
الثانية والعشرون والثالثة والعشرون : ( وزنوا هم ) ( كالوا هم )
- قال الناظم ( و وَزَنُو هُمُ وكَالُوهُمْ صِلِ ) أي صل كلمة ( وزنوا ) بكلمة ( هم ) وصل أيضاً كلمة ( كالوا ) بكلمة ( هم ) وذلك في آية المطففين , والدليل على أنها موصولة أنهم لم يكتبوا ألفاً بعد واو الجماعة فلو أنها مقطوعة لكتبوها هكذا [ وزنوا هم ] [ كالوا هم ] .
الرابعة والخامسة والسادسة بعد العشرين : ( الـ ... ) ( يا... ) ( ها... )
- قال الناظم ( كذا مِنَ الْ وَيَا وَهَا لا تَفْصِلِ ) أي : كذا أيضاً لا تفصل [ ال ] التعريف عن المعرف ولا تفصل [ يا ] النداء عن المنادى ولا تفصل [ ها ] التنبيه عن المنبه , بل صل ما بعدها بها قراءة ورسماً؛ فلا تقف على [ ال ] أو [ يا ] أو [ ها ] ثم تبدأ بما بعدها فهذا خطأ , ومثال [ ال ] التعريف قوله تعالى { الحاقة } , ومثال [ يا] النداء قوله تعالى { يأيها الناس } , ومثال [ ها ] التنبيه { هؤلاء } , وليس من ذلك { هأوم } فليست مثالاً لما نحن فيه .(1/11)
- ملحوظة : { يأيها } هذا من قبيل المد المنفصل لأن ( يا ) في حكم المنفصل وإن رسمت ونطقت موصولة , ومثلها { هؤلاء } في مد ( ها ) فهو مد منفصل أما المد الثاني في { هؤلاء } فهو متصل .(1/12)
باب التاءات
• قال الناظم رحمه الله :-
و ( رحمتُ ) الزخرفِ بالتَّا زَبَرَهْ الاَعرافِ رُومٍ هودَ كافِ البقرهْ
( نِعمتُـ ) ـهَا ثلاثُ نحلٍ إبرهمْ معاً أخيراتٌ عقودُ الثانِ هَمّْ
لُقمانُ ثُمَّ فَاطرٌ كالطورِ عمرانَ ( لَعْنَتَ ) بِها والنورِ
• الشرح :
قوله ( التاءات ) المراد بذلك تاء التأنيث فبعض الكلمات التي فيها تاء تأنيث كتبت في القرآن بالتاء المبسوطة [ المفتوحة ] مع أن الأصل كتابتها بالتاء المربوطة وهذا هو المراد بهذا الباب , وفائدة معرفة ذلك :
1- معرفة رسمها في المصحف
2- الوقف عليها حال الاضطرار فإذا صارت مبسوطة فيوقف عليها بالتاء وإذا صارت مربوطة فيوقف عليها بالهاء .
- واعلم أن ما كتب بالتاء المبسوطة في القرآن هي [ بعض الكلمات المضافة ] وعليه :
أ - فالكلمة الغير مضافة التي آخرها تاء تأنيث تكتب دائما بالهاء مثل قوله تعالى { أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } فـ[ رحمة ] كتبت بالهاء لأنها غير مضافة فكل ما في هذا الباب الذي عقده الناظم هو لما أضيف أما ما لم يضف فلا يدخل هنا مطلقاً ولا يَرِدُ علينا أبداً .
ب - أيضاً : ليس كل الكلمات المضافة مكتوبة بالتاء بل بعضها الآخر بالهاء , ولذلك استصحِب هذا الأصل وهو أن ما سيذكره الناظم رحمه الله هو ما كتب بالتاء المبسوطة وما لم يذكره فاعلم أنه مكتوب بالتاء المربوطة .
- فائدة : التاء المنونة مربوطة لأن التنوين يقطع الإضافة فلا تكون الكلمة مضافة .
• ثم شرع الناظم في عد الكلمات التي فيها تاء مبسوطة وهي كما يلي :-
الكلمة الأولى : { رحمتُ } : وهي في سبع مواضع :-
1– ( الزخرفِ ) وهذه في موضعين في سورة الزخرف في آية واحدة ؛ الأولى قوله تعالى { أهم يقسمون رحمت ربك } .(1/1)
2– والثانية التي في نفس الآية السابقة قوله تعالى { ورحمت ربك خير مما يجمعون } ولما كانت في موضعين من الزخرف عَدَّلَ بعض الفضلاء الشطر فقال : [ ورحمتا الزخرف بالتاء زبره ]
- وأما قول الناظم ( بالتَّا زَبَرَهْ ) أي كتبه عثمان رضي الله عنه , أي كتبت بالتاء المبسوطة .
3- ( الاَعرافِ ) أي في سورة الأعراف في قوله تعالى { إن رحمت الله قريب من المحسنين }.
4– ( رُومٍ ) أي في سورة الروم في قوله تعالى { فانظر إلى آثار رحمت الله } .
5- ( هودَ ) أي في سورة هود في قوله تعالى { رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت } .
6– ( كافِ ) أي في سورة مريم الذي أولها { كهيعص } وذلك في قوله تعالى { ذكر رحمت ربك عبده زكريا } .
7– ( البقره ) أي في سورة البقرة في قوله تعالى { أولئك يرجون رحمت الله } .
* وما عدا هذه المواضع السبعة فقد رسمت بالتاء المربوطة .
الكلمة الثانية : { نعمت } : وذلك في المواضع التالية :
1– ( نِعمتُهَا ) الضمير يعود إلى قوله في البيت الأول ( البقرة ) ففي سورة البقرة في موضع واحد وردت التاء مفتوحة في قوله تعالى { واذكروا نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة } والذي دلنا على هذا الموضع من كلام الناظم قوله بعد قليل ( أخيرات ) أي الموضع الأخير مما فيه ( نعمت ) في البقرة , وما عداه فالتاء فيه مربوطة .
2– ( ثلاثُ نحلٍ ) أي في سورة النحل وردت في ثلاثة مواضع لكن قيد الناظم ذلك بما سيأتي بعد قليل من قوله ( أخيرات ) أي أن آخر ثلاث مواضع في سورة النحل فيها التاء مفتوحة وهي :- قوله تعالى { وبنعمت الله هم يكفرون } وقوله سبحانه { يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها } وقوله تعالى { واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون } , وما عداها في النحل فالتاء فيه مربوطة .(1/2)
3- ( إبرهمْ معاً أخيراتٌ ) أي في سورة إبراهيم في الموضعين معاً الأخيرين , وهما قوله تعالى { بدلوا نعمت الله كفراً } والثاني قوله تعالى { وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها }, وأما الموضع الأول من سورة إبراهيم فالتاء فيه مربوطة وهو قوله تعالى { وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم } .
- إذاً يتحصل مما سبق أن قول الناظم ( أخيرات ) يعود على ماسبق في موضع البقرة والنحل وإبراهيم فالمواضع الأولى من هذه السور كتبت التاء في كلمة ( نعمة ) مربوطة .
4– ( عقودُ الثانِ هَمّْ ) أي في سورة المائدة التي فيها ( أوفوا بالعقود ) فقد وردت كلمة ( نعمة ) فيها مرتين الأولى تاؤها مربوطة والموضع ( الثان ) أي الثاني في السورة كتبت مفتوحة وهو الموضع الذي فيه كلمة ( هَمَّ ) فهو قوله تعالى { اذكروا نعمت الله عليكم إذ هَمَّ قوم }
- وفي نسخة بدل ( هَمَّ ) :[ ثَمَّ ] أي هنا , وقال بعض الشُّراح : بل النسخة فيها ( هَمَّ ) وهي بمعنى ثَمَّ , ولكن الأَولى أن تكون ( هَمَّ ) بمعنى الآية التي فيها كلمة ( هَمَّ ) لأنها تُوَضِّح الموضع بسهولة .
5- ( لُقمانُ ) أي في سورة لقمان في قوله تعالى { تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته } .
6– ( ثُمَّ فَاطرٌ ) أي في سورة فاطر في قوله تعالى { يأيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالقٍ ... }.
7– ( كالطورِ ) أي في سورة الطور في قوله تعالى { فما أنت بنعمت ربك } .
8– ( عمرانَ ) أي في سورة آل عمران في قوله تعالى { واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً }
* وما عدا ما ذكر فقد كتب بالتاء المربوطة .
الكلمة الثالثة : { لَعْنَتَ } : وذلك في موضعين :-(1/3)
1– ( لَعْنَتَ بِها ) الضمير يعود إلى سورة آل عمران وهذا الموضع هو في قول الله تعالى { ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } , وهناك موضع آخر في سورة آل عمران وهو قوله تعالى { أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله } وهذا الموضع لم يحترز منه المؤلف لأنه كتب بالتاء المربوطة فكان لِزَاماً أن يُقَيَّد في النظم , ولذلك قيد بعض الفضلاء هذا الشطر بقوله [ عمران نجعل لعنت بها والنور ] .
2– ( والنورِ ) أي في سورة النور في قوله تعالى { والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين }
* وما عداهما فمرسوم بالتاء المربوطة .
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
و ( امرأتٌ ) يُوسفَ عِمرانَ الْقَصَصْ تحريمُ ( معصيتْ ) بقدْ سَمِعْ يُخَصْ
• الشرح :
الكلمة الرابعة : { امرأتٌ } : وذلك في المواضع التالية :-
1– ( يُوسفَ ) أي في سورة يوسف في قوله تعالى { امرأت العزيز } وقد أتت في موضعين في السورة
2– ( عِمرانَ ) أي في سورة آل عمران في قوله تعالى { إذ قالت امرأت عمران } .
3- ( الْقَصَصْ ) أي في سورة القصص في قوله تعالى { وقالت امرأت فرعون }.
4– ( تحريمُ ) أي في سورة التحريم وذلك في ثلاث مواضع منها وهي { امرأت نوح وامرأت لوط } { امرأت فرعون }.
-والقاعدة في كلمة [ امرأت ]: أن كل امرأة أضيفت لزوجها فالتاء فيها مبسوطة ومن لطيف ما يذكر ما قَعَّدُوه هنا فقالوا :[ كل امرأة بزوجها مبسوطة ].
الكلمة الخامسة : { معصيتْ }: وقد وردت في موضعين في سورة المجادلة { ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول } { فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول } , وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( بقدْ سَمِعْ يُخَصْ ) أي أن كلمة معصيت بالتاء المفتوحة لم ترد إلا في سورة قد سمع .
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
( شَجرتُ ) الدخانِ ( سُنَّتْ ) فاطرِ كُلاًّ والاَنْفَالِ وأُخْرَى غَافِرِ
• الشرح :
الكلمة السادسة : { شجرت } :(1/4)
وذلك في موضع واحد وهو في سورة ( الدخان ) في قوله تعالى { إن شجرت الزقوم } .
*وما عداه فيكتب بالتاء المربوطة كقوله تعالى { أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقوم } في سورة الصافات
الكلمة السابعة : { سُنَّتْ } : وذلك في المواضع الآتية :-
1– ( فاطرِ كُلاًّ ) أي كل مواضع سورة فاطر – وهي ثلاثة مواضع – وهذه المواضع هي في قوله تعالى { فهل ينظرون إلا سنتَ الأولين فلن تجد لسنتِ الله تبديلاً ولن تجد لسنتِ الله تحويلاً } .
2– ( والاَنْفَالِ ) أي في سورة الأنفال في قوله تعالى { وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين } .
3- ( وأُخْرَى غَافِرِ ) أي في سورة غافر في آخر السورة منها وهو قوله تعالى { سنت الله التي قد خلت في عباده } ، ويحتمل أن المراد بـ( أخرى ) أي أن الموضع الآخَر غير فاطر والأنفال هو موضع غافر , وليس المعنى أن هناك موضعين في غافر وأن المقصود هو الموضع الثاني فهذا ليس مراد الناظم .
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
( قُرَّتُ عَيْنٍ ) (جَنَّتٌ ) في وَقَعَتْ ( فِطْرَتْ ) ( بَقِيَّتْ ) وَ( ابْنَتٌ ) وَ(كَلِمَتْ )
أوْسَطَ الاَعْرافِ وَكُلُّ مَا اخْتُلِفْ جَمْعًا وَفَرْداً فيه بالتاءِ عُرِفْ
• الشرح :
الكلمة الثامنة : { قُرَّتُ عَيْنٍ }:
وهذا في سورة القصص في قوله تعالى { قرت عين لي ولك } .
الكلمة التاسعة : { جَنَّتٌ } :
وهذا في موضع واحد وهو قوله تعالى { فروح وريحان وجنت نعيم } في سورة الواقعة ، وأشار الناظم إلى اسم السورة بقوله ( في وَقَعَتْ ) , وماعدا هذا الموضع فهو بالتاء المربوطة كقوله تعالى { أن يدخل جنة نعيم } في سورة المعارج .
الكلمة العاشرة : { فِطْرَتْ } :
وهذا في سورة الروم في قوله تعالى { فطرت الله التي فطر الناس عليها } .
الكلمة الحادية عشرة : { بَقِيَّتْ } :
وهذا في سورة هود في قوله تعالى { بقيت الله خير لكم } .
الكلمة الثانية عشرة : { ابْنَتٌ } :(1/5)
وهذا في سورة التحريم في قوله تعالى { ومريم ابنت عمران }.
الكلمة الثالثة عشرة : { كَلِمَتْ }:
وهذا في موضع واحد وهو الذي أشار إليه الناظم بقوله ( أوْسَطَ الاَعْرافِ ) وهي قوله تعالى { وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل }
• ثم قال الناظم :( وَكُلُّ مَااخْتُلِفْ جَمْعاً وَفَرْداً فيه بالتاءِ عُرِفْ )
وهذا هو الموضع الأخير من الكلمات المرسومة بالتاء المفتوحة , يعني : أن كل ما اختلف القراء فيه فبعضهم يقرأه بالإفراد وبعضهم يقرأه بالجمع فإنك ترسمه بالتاء المفتوحة لا بالهاء حتى يحتويها الرسم العثماني .
- وهذه الكلمات هي كما يلي :
1- كلمة { جملت } في قوله تعالى { كأنه جملت صفر } في سورة المرسلات.
2- كلمة { الغرفت } في قوله تعالى { وهم في الغرفت آمنون } في سورة سبأ.
3- كلمة { بينت } في قوله تعالى { فهم على بينت منه } في سورة فاطر.
4- كلمة { ثمر ت } في قوله تعالى { وما تخرج من ثمرت من أكمامها } في سورة فصلت .
5- كلمة { غيبت } في قوله تعالى { غيبت الجب } في كلا الموضعين في سورة يوسف .
6- كلمة { ءايت } في قوله تعالى { ءايت للسائلين } في سورة يوسف , وفي قوله تعالى { لولا أنزل عليه ءايت من ربه } في سورة العنكبوت .
7- كلمة { كلمت } في قوله سبحانه وتعالى في الأربع مواضع الآتية :
أ - { وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً } في سورة الأنعام .
ب _ { كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا } في سورة يونس .
ج _ { إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون } في سورة يونس .
د _ { وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا } في سورة غافر .
[ والموضعان الأخيران وقع فيهما الخلاف في رسمها بين التاء المبسوطة والمربوطة وذلك لمن قرأها بالإفراد وأما من قرأها بالجمع فالتاء مبسوطة عنده قولاً واحداً ].
باب همز الوصل
•قال الناظم رحمه الله :-
وابدَأْ بهمزِ الوصلِ منْ فعلٍ بضمّْ إنْ كانَ ثالثٌ منَ الفعلِ يُضمّْ(1/6)
واكسِرْهُ حالَ الكسرِ والفتحِ وَفِي الاَسماءِ غيرِ اللامِ كسرُها وَفِيّْ
( ابْنٍ ) مَعَ ( ابْنَتِ ) ( امْرِئٍ ) و( اثْنينِ ) و( امرأةٍ ) و ( اسمٍ ) مَعَ ( اثنتينِ )
• الشرح :
لما ذكر الناظم فيما سبق ما يوقف عليه من المقطوع والموصول وتاء التأنيث ذكر في هذا الباب ما يبدأ به من همز الوصل وكيفية البدء بها .
وسميت همزة الوصل بذلك لأنه يتوصل بها إلى النطق بالساكن ولذلك سماها الخليل :[ سُلَّم اللسان ], وهي تدخل على الأفعال وعلى الأسماء .
أولاً : الأفعال :
وهي تدخل على الفعل الماضي مثل [ استخرج ] وفعل الأمر مثل [ ادع ] وأما الفعل المضارع فهمزته همزة قطع , ودخول همزة الوصل على الفعل الماضي والأمر له حالتان :-
1 – إن كان ثالث حرف في الفعل مضموم ضم أصلي فإن همزة الوصل تضم ، وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( وابدَأْ بهمزِ الوصلِ منْ فعلٍ بضمْ إنْ كانَ ثالثٌ ) حرف ( منَ الفعلِ يُضمْ ) ضم أصلي . ومثال ذلك { اُشْدُد } { اُرْكُض }.
- أما إذا كان ثالث حرف مضموم ضم غير أصلي فإن همزة الوصل لا تضم بل تكسر ولم يقع في القرآن من هذا إلا خمسة أفعال هي { اقْضُوا } { امْضُوا } { ابْنُوا } { امْشُوا } { ائْتُوا }.
2 – إن كان ثالث حرف في الفعل مكسور أو مفتوح فإن همزة الوصل تكسر ، وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( واكسِرْهُ ) أي الهمز ( حالَ ) كون حركة ثالث حرف في الفعل إما ( الكسرِ ) أو ( الفتحِ ) ومثال ذلك { ارْجِع } { اذْهَب }.
- ولم تفتح همزة الوصل في الفعل لأنها تكون حينئذٍ همزة قطع [ وهمزة القطع للفعل المضارع ] .
- فائدة : إذا اجتمع همزتان الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع :-(1/7)
فإن وصلت الكلمة بما قبلها حذفت همزة الوصل وبقيت همزة القطع ساكنة مثل { الذِي اؤُتمن } { في السمواتِ ائْتوني } فإن ابتدأت بهمزة الوصل فحينئذٍ تثبت همزة الوصل وتبدل همزة القطع حرف مد من جنس حركة ما قبلها [ والذي قبلها هي همزة الوصل ] فإن كان ثالث الفعل مضموماً ضماً أصلي بدئ بهمزة الوصل مضمومة مثل [ اُوتُمن ] وإن كان ثالث الفعل مفتوحاً أو مكسوراً أو مضموماً ضماً عارضاً بدئ بهمزة الوصل مكسورة مثل [ اِيذَن لي ] [ اِيتِيا ] [ اِيتُوني ] , وعلى قراءة حفص لا يوجد منها ما يحسن الابتداء به بخلاف غيره من القراء.
ثانياً : الأسماء :
إذا أتت همزة الوصل في الأسماء فإن حكم البدء بها الكسر .
وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( وَفي الاَسماءِ ) أي وهمزة الوصل في الأسماء يبتدئ بـ( كسرُها ) فإن كسر الهمزة فيها ( وَفِيّْ ) أي تام , ويحتمل أن معنى قول الناظم ( وفي ) أي أن الأسماء التي وردت في القرآن مبدوءة بهمزة الوصل المكسورة في الكلمات الآتية في البيت الآتي .
- واستثنى المؤلف من الأسماء اللام فقال ( غيرِ اللامِ ) أي لام التعريف فإنها لا تكسر بل تفتح مثل : [ اَلشمس / اَلكتاب .. وهكذا ] ، وهذا الاستثناء منقطع لأن اللام حرف والمستثنى منه الأسماء .
- ثم بين الناظم تلك الأسماء التي تكسر فيها همزة الوصل وذكر ماورد في القرآن فقط وهي سبعة أسماء فقال : ( ابْنٍ مَعَ اِبْنَتِ اِمْرِئٍ واِثْنينِ واِمرأةٍ واسمٍ مَعَ اِثنتينِ ) .
باب الوقف على أواخر الكلم
• قال الناظم رحمه الله :-
وحَاذِرِ الْوقفَ بكُلِّ الحَرَكَهْ إلا إذا رُمْتَ فَبَعْضُ الحركهْ
إلا بفتحٍ أو بنصبٍ وأَشِمْ إشارةً بالضمِّ في رفعٍ وضمّْ
• الشرح :
هذا الباب مما يتعلق بالوقف ، والموقوف عليه له ثلاث حالات :-
الأولى : السكون المحض :
وذلك بأن تقف على الكلمة بسكون لا حركة فيه إطلاقاً ولا جزء من حركة وهذا واضح وهو الأصل في الوقف .
الثانية : الروم :(1/8)
وتعريفه : هو الإتيان ببعض الحركة فيضعف صوتها حتى يسمعها القريب المصغي دون البعيد . وقُدِّرَ [ بعض الحركة ] : بأنه ثلث حركة .
- وشروط الروم :-
1 – أن يكون في المضموم أو المكسور فلا روم فيما آخره الفتح وهذا عند أهل التجويد [ وأما عند أهل اللغة فيوجد روم كما هو مذهب سيبويه ] .
2 – أن لا يكون الروم على ميم جمع مثل قوله تعالى { وتقطعت بهمُ الأسباب } لأن ضمها غير أصلي
3 – أن لا يكون الروم على هاء الضمير مثل قوله تعالى { قال لهُ صاحبه } فلا روم فيها بل يوقف عليها بالسكون .
4 - أن لا يكون الروم على تاء التأنيث المرسومة بالهاء [ التاء المربوطة ] .
5 - أن لا يكون الروم على ما كان أصله ساكناً لكن تحرك لالتقاء الساكنين مثل قوله سبحانه وتعالى { قمِ اللَّيل } .
- وأما الاختلاس : فيشترك مع الروم بأنه تبعيض الحركة لكن يفارقه بأن الاختلاس إتيانٌ بثلثي الحركة وأما الروم فهو الإتيان بثلث الحركة .
الحالة الثالثة : الإشمام :
وهو ضم الشفتين بُعَيْد إسكان الحرف دون تراخٍ بحيث يراه المبصر دون الأعمى .
- وعند ضم الشفتين يدع بينهما فرجة لخروج النفس .
- شروط الإشمام :
نفس شروط الروم السابقة تماماً إلا في الشرط الأول فنقول بدله : يشترط أن يكون الموقوف عليه بالإشمام مضموماً فلا يدخل الإشمام على ما كان آخره فتح أو كسر .
- وفائدة الروم والإشمام :
الفرق بين ما هو متحرك في الوصل فسُكِّنَ للوقف وبينما هو ساكن في كل حال .
- وإلى ما سبق أشار الناظم بقوله :
((1/9)
وحاذر ) أي احذر من ( الوقف بكل الحركة ) بل قف بالإسكان المحض أو الإشمام ( إلا إذا رمت ) أي أردت الروم ( فـ ) ـتأتي بـ( ـبعض الحركة ) ، ثم استثنى الناظم ما لا يدخل فيه الروم فقال ( إلا بفتحٍ أو بنصبٍ ) والفرق بين الفتح والنصب أن الفتح علامة للكلمات المبنية وأما النصب فعلامة للكلمات المعربة ، ومثل ذلك المكسور والمجرور فالكسر للمبنيات والجر للمُعْربات ، ومثل ذلك المضموم والمرفوع فالضم للمبنيات والرفع للمعربات ؛ فعلى هذا الفتح في المبنيات والنصب في المعربات لا يدخل عليهما الروم ، ثم قال الناظم ( وأشم ) أي أضمم شفتيك بعد الإسكان مباشرة ( إشارةً بالضم ) فمن يراك يعلم أن الحرف الذي وقفت عليه مضموم ، والإشمام خاص ( في ) حركة الـ( ـرفع ) في المعربات ( و ) حركة الـ( ـضم ) في المبنيات .
خاتمة
• قال الناظم رحمه الله :-
وقد تَقَضَّى نَظْمِيَ المُقَدِّمَهْ مِنِّي لقارئِ القرَانِ تَقْدِمَهْ
أبياتها قافٌ وزايٌ في العددْ من يُحسِنِ التجويد يَظفْر بالرشدْ
والحمد للهِ لهَا خِتَامُ ثم الصلاةُ بعدُ والسلامُ
على النبي المصطفى وآلهِ وصحبِهِ وتابِعي مِنْوَالِهِ
• الشرح :-
- قال الناظم رحمه الله في خاتمة هذه المقدمة الجزرية المباركة :-
( وقد تَقَضَّى ) أي انتهى ( نَظْمِيَ ) لهذه ( المُقَدِّمَهْ ) وهي ( مِنِّي لقارئِ القرآنِ تَقْدِمَهْ ) أي تحفة وهدية , ( والحمد للهِ لهَا خِتَامُ ثم الصلاةُ بعدُ والسلامُ ) أي الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ختام لهذه المقدمة كما كان ذلك ابتداءً بها .
- وأما قوله ( على النبي المصطفى وآلهِ وصحبِهِ وتابِعي مِنْوَالِهِ ) فليس من نظم ابن الجزري ، وكذا قوله ( أبياتها قافٌ وزايٌ في العددْ من يُحسِنِ التجويد يَظفْر بالرشدْ ) فليس من نظمه أيضاً .(1/10)
- وقوله ( قافٌ ) أي مئة وقوله ( وزايٌ ) أي سبعة أي أن أبيات المنظومة : مئة وسبعة أبيات ، وهنا فائدة وهي أن الأعداد تُرَدُّ إلى الحروف الأبجدية المجموعة في قولك :[ أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ ] , والجدول الآتي يوضح لك الحرف وفي أسفله وما يساويه من الأعداد :-
أ ... ب ... ج ... د ... هـ ... و ... ز ... ح ... ط ... ي ... ك ... ل ... م ... ن
1 ... 2 ... 3 ... 4 ... 5 ... 6 ... 7 ... 8 ... 9 ... 10 ... 20 ... 30 ... 40 ... 50
س ... ع ... ف ... ص ... ق ... ر ... ش ... ت ... ث ... خ ... ذ ... ض ... ظ ... غ
60 ... 70 ... 80 ... 90 ... 100 ... 200 ... 300 ... 400 ... 500 ... 600 ... 700 ... 800 ... 900 ... 1000
تم بحمد الله هذا الشرح , نسأل الله أن يجزي الشيخ خيراً على ذلك وأن يجزل له المثوبة والأجر وأن يغفر لنا وله ولجميع المسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
• جزى الله خيراً من جمعها وكتبها وساعد في إخراجها .(1/11)
الفهرس
الموضوع ... الصفحة
مقدمة المؤلف ... 5
نبذة عن الإمام ابن الجزري ... 9
مقدمة المتن ... 11
الحمد والمدح والشكر والفرق بين كل منها ... 12
الفرق بين النبي والرسول ... 12
حكم الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - ... 13
تعريف الصحابي ... 13
مذهب العلماء في قول (الصلاة والسلام على فلان) و(رضي الله عنه فلان) ... 13
حكم تعلم تجويد القرآن ... 14
باب: مخارج الحروف ... 16
تعريف مخارج الحروف ... 16
تعريف معنى الحرف ... 16
دراسة المخارج على اللسان الثَّنَايا ـ الرَّبَاعِيَات ـ الأنياب ـ الأضراس ... 16
مذاهب العلماء في عدد مخارج الحروف ... 16
فائدة: إيضاح معنى الخلاف بين الخليل وسيبويه والقراء ... 20
مخرج الألف الواو والياء ... 21
قول الشيخ الأنصاري فيما يتعلق بمخارج الواو والألف والياء ... 22
فائدة: ألقاب الحروف ... 26
باب: صفات الحروف ... 27
تعريف الصفة ... 27
فوائد معرفة صفات الحروف ... 27
الحروف المهموسة ـ الحروف الشديدة ... 27
الحروف بين الرخو والشدة ـ الحروف العلوية ... 28
الحروف المطبقة ـ الحروف المذلقة ـ حروف الصفير ـ حروف القلقلة ... 29
مراتب القلقلة ... 30
كيفية أداء القلقلة ... 31
حروف اللين ـ حروف الانحراف ـ حروف التفشي ... 32-33
فصل: تعاريف مهمة ... 36
فائدة: الفرق بين الاستطالة والمد ... 39
فصل: بيان صفات كل حرف من حروف الهجاء ... 43
باب: التجويد ... 47
أنواع اللحن ... 47
باب: التفخيم والترقيق ... 51
فصل: الراءات ... 54
فصل: اللامات ... 59
فصل: حروف الإطباق والاستعلاء ... 60
الكلام على حرفي الغين والخاء ... 61
باب: التنبيهات ... 64
باب: المتماثلين والمتجانسين والمتقاربين والمتباعدين ... 66
باب: الضاد والظاء ... 71
فصل: التحذيرات ... 77
باب: الميم والنون المشددتين والميم الساكنة ... 78
باب: النون الساكنة والتنوين ... 81
باب: المدود ... 86
سبب تسمية المد اللازم لازمًا ... 87
أنواع المد اللازم ... 87
بيان جميع أحكام المد في فواتح السور ... 88
نطلق الميم من (الم) في أول آل عمران ... 91(1/1)
فائدة: لابد للقارئ أن يستمر في القراءة في الجلسة الواحدة على نفس النسق ... 95
قاعدة هامدة: مراتب المدود من حيث القوة والضعف ... 95
باب: الوقف والابتداء والسكت والقطع ... 98
أولاً: الوقف ... 98
حكم تعلم الوقف والابتداء ... 98
أقسام الوقف ... 99
ثانيًا: السكت ... 105
مواضع السكت ... 106
ثالثًا: القطع ... 107
باب: معرفة المقطوع والموصول ... 108
أن لا ... 110
إن ما ـ أنْ مَا ... 111
عنْ ما ـ منْ مَا ـ أمْ مَن ... 111
حيثُ ما ـ أنْ لم ـ أنَّ مَا ... 112
إنَّ مَا ـ كلَّ مَا ... 112-113
بئس ما ـ في ما ... 113
أين ما ... 115
إن لم ـ أن لن ـ كي لا ـ لكي لا ... 115
عنْ مَن ـ يوم هم ـ مال ... 116-117
ولات حين ... 117
وزنوهم ـ كالوهم ... 118
ال ـ ها ـ يا ـ أنْ لو ... 118-119
مِنْ مَن ـ مِنْ مَا ـ إلياس ـ نعمَّا ـ مهما ـ يومئذ ـ حينئذ ـ لئن ـ لئلا ـ ويكأن ـ يبنؤم ـ لولا ـ أيًا ما ... 120-121
باب: التاءات ... 122
رحمت ـ نعمت ـ لعنت ... 122
امرأت ـ معصيت ... 124
شجرت ـ سنت ـ قرت ـ جنت ـ بقيَّت ـ فِطرت ـ ابنت ـ كَلِمَتَ ... 124-125
جمالت ـ بينت ـ غيابت ـ أبت ـ هيهات ـ مرضات ـ أسماء الجموع ـ ملكوت ـ ذات ـ ولات ـ اللات ... 126
باب: همز الوصل ... 127
امشوا ـ ايتو ـ ابنوا ـ اقضوا ـ امضوا ... 129
ذكر اجتماع همزة الاستفهام وهمزة الوصل ... 131
ذكر بئس الاسم ... 132
باب: الروم والإشمام ... 134
فائدة الروم والإشمام ... 135
حكم دخول الروم والإشمام على هاء الكناية ... 136
خاتمة النظم ... 141
الاستعاذة ـ حكمها ـ فضلها ... 143
البسملة ... 145
حكم ما بين الاستعاذة والبسملة وأوائل السور ... 145
حكم ما بين السورتين ... 146
أحوال حروف المد من حيث الإثبات والحذف ... 148
خاتمة الكتاب ... 150
نبذة عن بعض الأعلام الواردة في الكتاب ... 151
الفهرس ... 153(1/2)