سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين
... ... تأليف
على بن محمد الضباع
الحمد لله الذي جعل الكتابة وسيلة لحفظ العلوم في بطون الأسفار. فصارت من أهم أسباب تخليد بنات الأفكار. فهي الحرز الواقي للعلوم والحكم. والكنز الحافظ لها من النسيان والعدم. والمعتمد الذي يرجع إليه عند النسيان. إذ يطرأ عليها ما يطرأ على الأذهان. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. سيدنا محمد المؤيد بالكتاب العربيّ المبين. وعلى آله وأصحابه مفاتيح الهدى ومصابيح الظلام. صلاة وسلام دائمين متلازمين ما رسمت البنان بالأقلام.(1/1)
(أما بعد) فيقول العبد الفقير إلى رحمة الخبير البصير. على الضباع ذو العجز والتقصير: إن من أجل علوم القرآن. التي هي أجمل ما تحلى به الإنسان. علم رسمه على ما جاء في مصاحف سيدنا عثمان. وفن ضبطه الذي به يزول اللبس عن حروفه فتتبين به غاية البيان. (كيف لا) وقد تصدى لتدوين أصولها كثير من جهابذة متقدمي أئمة الأمة. حيث جمعوا مباحثهما وبذلوا في تحريرها كل همة. وقد صنفوا في ذلك مصنفات بديعة جليلة، كالمقنع والمحكم والتنزيل والتبيين والمنصف والعقيلة. فصارت أصولا يرجع المؤلفون بعدهم إليها. ويعتمد الناس في رسم مصافحها عليها ولصعوبة الحصول في هذا الأزمان على تلك المصنفات الطريفة. ولعزة رواتها وقصور الهمم عن الإطلاع على ما فيها من الدقائق اللطيفة. ولما منّ به سبحانه وتعالى علىّ من التوفيق لعمل المصحف لكثير من البلدان الإسلامية في هذا العصر. تحت إشراف مشيختي الجامع الأزهر والمقارىء المصرية أبقاهما الله تعالى حصنا واقيا للقرآن وعلومه وقرائه مدى الدهر. ومتع الأمة الإسلامية وخصوصا أخل مصر بحياة رئيسيهما الجليلين، العالمين العاملين. مولانا الأستاذ الأكبر صاحب الفضيلة الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ جامع الأزهر. وأستاذنا الكواكب السار، صاحب الفضيلة الشيخ محمد على الحسيني المعروف بالحداد شيخ القراء والمقارى حفظهما الله تعالى آمين -في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك ((فاروق الأول)) ملك مصر المعظم حرسه الله تعالى وأيد ملكه آمين آمين(1/2)
-طلب منى كثير من الأخوان. أصلح الله لي ولهم الحال والشان أن أجمع لهم من ثمرات هذين الفنين ما يستعين به القارئ على معرفة وجوه القراءات. ويستبين به كاتب المصاحف الخطأ من الصواب في رسم الكلمات. فتوقفت مدة من الزمن. لعلمي بأني لست من رجال ذلك الميدان. فألحوا علىّ المرة بعد المرة. وأعادوا الكرة بعد الكرة. ولما لم أجد بداً من إجابة مطلوبهم. والسعي في تحقيق مرغوبهم. التجأت إلى من بيده أزمة التحقيق. ومن فضله تستمد مواهب التوفيق. وطرقت أبواب تلك المصنفات الجامعة. وجلت في رياضها لاقتطاف ثمراتها اليانعة. مقتصراً على ما تدعوا الحاجة الأزمنة إليه. مما ذكر في المقنع والتنزيل والعقيلة إذ ما فيها هو المعقول عليه. وراعيت في الغالب ما اختاره عنهم الخراز في مورده وابن عاشر في شرحه عليه. وتركت التعاليل والنفول الضعيفة ونحو مما لا داعي إليه، أبي عمرو الداني، وأبي داود سليمان بن نجاح، وأبي القاسم الشاطبي، ومتى قلت عنهما أو عن الشيخين فالمراد الأولان والنسبة إليهما تستلزم النسبة إلى الثالث، كما أن النسبة إلى الداني تستلزم النسبة إلى الشاطي إذ لا خلف بينهما إلا في كلمات يسيرة سيأتي بيانهما إن شاء الله تعالى، ومتى نسبت حكما لأحد الشيخين فالثاني إن عكس ذلك الحكم ذكرته وإن سكت قلت سكت عنه ورتبته على مقدمة ومقصدين وخاتمة
فالمقدمة: في فوائد مهمة تدعوا الحاجة إليها
والمقصد من الأول في فن الرسم
والمقصد الثاني في فن الضبط
والخاتمة في آداب كتابة القرآن وما يتعلق بذلك
ولما يسر الله تعالى إتمامه على هذا المنوال اللطيف، والمنهج الظريف- سميته "سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين"
والمرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وسببا للفوز بجنات النعيم، وأن يحله محل القبول، وأن ينفع به كما نفع بأصوله بجنات النعيم، وأن ينفع به كما نفع بأصوله فأنه خير مسؤل وأكرم مأمول،
المقدمة
-(وتشمل على فوائد مهمة)-(1/3)
الكتابة
الكتابة لغة مصدر كتب إذا خط بالقلم أو ضم أو جمع أو خط. وعرفا إعمال القلم باليد في تصوير الحروف ونقشها، وقد تطلق على نفس الحروف المكتوبة
وأنواعها كثيرة، والغرض هنا بيان الكتابة العربية.
أول من وضع الكتابة العربية.ومن أين وصلت إلى العرب)
قيل(1)أول من وضع الكتابة العربية آدم عليه السلام كغيرها من سائر الكتابات. فقد قيل أنه كتب الكتابات كلها في طين وطبخه "أحرقه" ودفنه قبل موته.فبعد الطوفان وجد كل قوم كتابا فتعلموه بالهام إلهي ونقلوا صورته واتخذوها أصل كتاباتهم
وقيل: أنه كاتب الوحي لسيدنا هود عليه السلام. وتعلم منه مرامر بن مرة. وأسلم بن سيدرة. وعامر بن جدرة(2)وعنهم أخذها أهل الأنبار(3)ومنهم انتشرت الكتابة في العراق "الحيرة وغيرها" فتعلمها بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل. وكان لبشر صحبة بحرب بن أمية. لتجارته عندهم في بلاد العراق.وقد سافر بشر هذا مع حرب إلى مكة وتزوج بالصهباء بنت حرب فتعلم منح حرب وجماعة من أهل مكة الكتابة وبذلك كثر من يكتب بها من قريش
وقيل إنه إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام وكانت كتابته بحروف متصلة بعضها ببعض حتى الألف والراء إلى أن فصلها عن بعضها ثلاثة من أولاده. أو نزار بن معد بن عدنان
وقيل إن ستة ملوك مدين ببلاد العرب هم الذين وضعوا الكتابة العربية بحسب أسمائهم التي هي: هوز. حطي. كلمن. سعفص. قرشت، ولما كانت هذه بأسماء غير جامعة للحروف العربية جمعوا ما تبقى منها في لفظين وألحقوهما باسمائهم وهما: ثخذ. ضظع وسموها بالروادف
وقيل: أول من استعملها الحميريون من أهل اليمن. وكانوا يكتبون بحروف متصلة مع بعضها ببعض مختلفة باختلاف مواقعها. وكانوا يسمونها بالمسند لاشتمالها على علامات تفصل الكلمات بعضها ببعض. ثم انتقلت عنهم إلى الحيرة. ثم إلى أهل مكة. وهل المراد باستعمال الحميريين لها أنهم وضعوها أو استعملوها بعد وضع غيرهم لها؟-(1/4)
(الكتابة العربية وقت الإسلام وبعده)
لما ظهرت أمة الاسلام بمكة كان الذين يكتبون العربية فيها من المسلمين أربعة عشر شخصا وأكثرهم من الصحابة وهم: على بن أبي طالب. وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيد الله. وعثمان وأبان ابنا سعيد بن خالد ابن حذيفة بن عتبة. ويزيد بن أبي سفيان وحاطب بن عمر بن عبد شمس. والعلاء بن الحضرمي. وأبو سلمة بن عبد الاشهل. وعبد الله بن سعد أبي سرح. وحويطب بن عبد العزى. وأبو سفيان بن حرب. وولده معاوية. وجهينم بن الصلت بن مخرمة. ثم لما تمت الهجرة إلى المدينة المنورة ووقعت غزوة بدر أسر الأنصار سبعين قرشيا فجعلوا على كل أسير فداء من المال وعلى كل من عجز عن الافتداء بالمال أن يعلم الكتابة لعشرة من صبيان المدينة ولم يكن الكتابة بها قبلئذ: فبذلك كثرت فيها الكتابة وصارت تنتشر في كل ناحية فتحها الإسلام في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته وصار أمراء الإسلام يأخذون في نشرها حتى انتشرت انتشاراً عاما. وتقدمت تقدما تاما. خصوصا بعد أن وضع العلماء لها من القواعد والموازين ما كان سببا قويا لوصولها إلى ما وصلت إليه الآن من جمال الخط وكمال الوضع وحسن التركيب
وكان الفضل في ذلك منسوبا لعلماء الكوفة لأنهم أول من أدخل في الكتابة التحسين حتى أنها سميت الكتابة الكوفية نسبة إليهم. وكانت تسمى قبل ذلك بالجزم لكونها جزمت ((أخذت)) من المسند الحميري. ثم لعلماء البصرة وكانوا يكتبون بأقلام مختلفة على أشكال متنوعة ولكنها لم تكن من الإجادة على ما يرام حتى نبغ ابن مقلة وزير المقتدر بالله أحد الخلفاء الدولة العباسية فأنه حول بمهارته الكتابة من صورتها الكوفية إلى صورتها الحالية، وحذا حذوه في ذلك أبو الحسين على بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب، وتبعهما كثير من العلماء على هذا التحوير والتحسين حتى وصلت الكتابة العربية إلى ما هي عليه الآن من جمال الرونق وحسن الموضع
(القرآن الكريم)(1/5)
القرآن الكريم: هو اللفظ المنزل على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم للإعجاز والبيان المنقول مضبوطاً بالتواتر، والمتعبد بتلاوة، وقد ابتدأ الله تعالى إنزاله على رسوله صلى الله عليه وسلم في أربع وعشرين رمضان في السنة الثالثة عشر قبل الهجرة في غار حراء بمكة وتابع إنزاله على حسب الوقائع في ثلاثة وعشرين سنة وكان صلى الله عليه وسلم كل سنة في رمضان يعرض ما معه من القرآن على جبريل عليه السلام وكلما زاد منه شيء أو نسخه بادر إلى حفظ ذلك والعمل بمقتضاه. وقد روى أنه عرضه في العام الأخير مرتين.(1/6)
وكان دأب الصحابة رضي الله عنهم في حياته صلى الله عليه وسلم المبادرة إلى حفظ القرآن وتصحيحه وتتبع وجزه قراءاته. ومنهم من كتب الآيات أو السور. ومنهم من كتب جميعه وحفظه كله: كأبي بكر. وعثمان.وعلي. وطلحة. وسعد. وابن مسعود. وحذيفة. وسالم مولى أبي حذيفة، و أبي هريرة، وابن عمر, وابن عباس, وعمرو بن العاص, وابنه عبد الله، و معاوية، وابن الزبير، وعبد الله بن السائب، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة، وهؤلاء من المهاجرين، وكأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدراء، وأبي زيد: ومجمّع بن حارث، وأنس بن مالك، وهؤلاء من الأنصار وكلهم جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ((فأن قيل)) إذا كان هؤلاء كلهم جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكيف الجمع بين هذا وبين قول أنس رضي الله عنه: جمع القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة (وفي رواية عنه) لم يجمعه إلا أربعة: أبيّ، ومعاذ وزيد بن ثابت، وأبو زيد (وفي رواية) وأبو الدراء ((فالجواب)) أن الرواية الأولى لا تتنافى ما قلناه لعدم الحصر فيها. وأما الرواية الثانية فلا يصح حملها على ظاهرها لانتقاضها بمن ذكروا: فلا بد من تأويلها بأنه يجمعه بوجوه قراءاته. أو لم يجمعه تلقيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أو لم يجمعه عنده شيئاً بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله ألا هؤلاء
(كتاب الوحي)
بلغت عدة كتابه عليه الصلاة والسلام ثلاثة وأربعين أو أربعة وأربعين رجلا على ما في كتب السيرة: منهم أربعة عشر رجلا كانوا يكتبون الوحى وأهمهم: أبو بكر الصديق. وعمر الفاروق. وعثمان بن عفان. وعلى بن أبي طالب. وأبان بن سعيد، وأبي كعب. وارقم بن أبي الأرقم، وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع وأبو رافع القبطي(1) وخالد بن سعيد،وخالد بن الوليد. والعلاء بن الحضمي. وزيد بن ثابت. وزاد معهم بعد فتح مكة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.(1/7)
وأول من كتب الوحى بمكة عبد الله بن أبي سراح لكنه أرتد بعد الهجر وهرب من المدينة إلى مكة. ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح. و أول من كتبه بالمدينة: أبو المنذر ((أبي بن كعب)) رضي الله عنه وكان أكثرهم مداومة على ذلك بعد الهجرة زيد بن ثابت. ثم معاوية بن أبي سفيان بعد فتح مكة.
وكانوا يكتبونه لأنفسهم وللرسول بحضرته صلى الله عليه وسلم قبل أن يكثر الورق فيما يجدونه من عسب(1) السعف. والألواح من أكتاف الغنم وغيرها من العظام الطاهرة والرقاع(2) واللخاف(3) وكان القرآن كله مكتوباً في عهده صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور
وإنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم جمعه في موضع واحد لأن الجمع إنما يكون للحفظ خوف النسيان أو خوف الشك في لفظ وكلاهما مأمون بوجوده صلى الله عليه وسلم: أو النسخ كان يرد على بعضه فلو جمعه ثم رفعت التلاوة بعضه لأدى إلى الاختلاف والاختلاط. فحفظه الله تعالى في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ فكان تأليفه في ومن النبوي وجمعه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم
(جمع القرآن في الصحف وسببه)
في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وقعت غزوة اليمامة(4) وقتل في فتحها من قراء القرآن سبعمائة. فلما رأى عمر بن الخطاب ما وقع بقراء القرآن خشي على من بقى منهم فأشار على أبي بكر بجمع القرآن
ولم ينزل به أراه الله ما رأى عمر فاستحضر زيد بن ثابت وأمره بجمعه. فتبعه زيد(1) جمعا من صدور الرجال ومن الرقاع والألواح واللخاف والعسب مما كان يكتب بين يديه صلى الله عليه وسلم حتى أتمه في مصحف(2)(1/8)
ولما أتم الصحف أخذها أبو بكر واستمرت عنده إلى أن توفى. ثم عمر. ولما توفى أخذها حفصة((فإن قيل)) كان يستكمل وجوه فراءته المعبر عنها في الحديث الذي تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوها ما تيسر منه)) ومن حكم إتيانه عليها التخفيف والتيسير على هذه الأمة في التكلم بكتابهم كما خفف عليهم في شريعتهم كالمصرح به في الأحاديث الصحيحة كقوله: صلى الله عليه وسلم إن ربي أرسل إلى أن أقرء القرآن على حرف فرددت عليه أن هون على أمتي. ولم يزل يردد حتى بلغ سبعة أحرف.
ومقتضى كلام الداني في منبهته(4) والشاطبي في عقيلته وكثير من شراحها وابن الجزر في منجده وغيرهم أن الصحف المذكورة كتبت مجتملة على الأحرف السبعة.
(نسخ القرآن في المصاحف وسببه)(1/9)
في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه كان حذيفة بن اليمان مأمورا بغزو الري(5) والبار وأرمينية وما جاورها حتى أذربيجان. ففي هذه الأسفار رأى كلا من جماعات المسلمين يزعم أن قراءاته خير من قراءة غيره. فلما رجع إلى عثمان أخبره بما رأى ففزع لذلك عثمان وجمع الصحابة وكانت عددتهم يومئذٍ أثنى عشر ألفاً وأخبرهم الخبر فأعطموه جميعا واستقر رأيهم بالاتفاق على أن يجمع الناس على مصحف واحد بحيث لا يكون فرق ولا اختلاف. فبعث عثمان إلى حفصة من عندها الصحف التي كتبت غي عهد أبي بكر وأحضر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير. وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وأمرهم أن ينسخوها(6) في المصاحف وجعل الرئيس عليهم زيدا لعدالته وحسن سيرته ولكونه كان كاتب الوحي المداوم عليه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ولشهوده العرضة الأخيرة ولا عتماد أبي بكر وعمر عليه في كتب المصاحف في خلافة الصديق-(قيل)- وقد أنضم إليهم لمساعدتهم جماعة: منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب. وعبد الله عباس. وعبد الله بن عمرو بن العاص. وأبي بن كعب. وأنس بن مالك. وأبان ابن سعيد. وكثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري. ومالك بن عامر جدا الإمام مالك بن أنس.فنسخوها في المصاحف بالتحرير التام ولم يغيروا ولم يبدلوا ولم يؤخروا ولم يختلفوا إلا في كلمة التابوت فقال بعضهم تكتب بالتاء المجرورة كالطاغوت وقال بعضهم تكتب بالهاء المربوطة كالتوراة.فراجعوا في ذلك عثمان فقال لهم اكتبوها بالتاء المجرورة فإنها لغة قريش فكتبوا كما أمرهم.ولمل أتموا الكتابة سموه المصحف ((جامع الصحف)) ورد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل إقليم بمصحف مما نسخوا وأمرهم بإحراق ما خالفها.وبقيت الصحف الصديقية عند حفصة إلى أن ولى مروان المدينة فطلبها منها فأبت فلما توفيت حضر جنازتها وطلبها من أخيها عبد الله فبعث بها إليه فحرقها خشية أن تظهر فيرجع الناس إلى الاختلاف الذي فرمنه عثمان و(1/10)
أصحابه لأنها كانت مشتملة على جميع الأوجه التي كان مأذونا فيها يوم إذا توسعة على الأمة.
(حالة المصاحف العثمانية)
كتبت المصاحف العثمانية على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية بموضعها_مجردة من النقط والشكل متفاوتة في الحذف والإثبات و البدل و الفصل و الوصل لتحتمل ما صح نقله وتواتر من القراءات المأذون فيها.إذ الاعتماد في نقل القرآن على الحفظ لا على مجرد الخط.
وهل هي مشتملة على الأحرف السبعة أو على لغة قريش فقط خلاف والذي الجماهير من السلف و الخلف أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها صلى الله عليه وسلم على جبريل عله السلام ولم تترك حرفا منها.قال في النشر:وهذا القول هو الذي يظهر صوابه لأن الأحاديث الصحيحة والآثار المشهورة تدل عليه.اهـ ***
(عدد المصاحف العثمانية وإلى أين أرسلت)
اختلفت في عدد المصاحف العثمانية(1)والصحيح أنها ستة أرسل منها سيدنا عثمان رضي الله عنه مصحفا إلى مكة ومصحفا إلى الشام ومصحفا إلى الكوفة ومصحفا إلى البصرة.وأبقى بالمدينة مصحفا وهو الذي ينقل عنه نافع واحتبس لنفسه مصحفا وهو الذي ينقل عنه أبو عبيد القاسم بن سلام وهو الذي يقال له الإمام.وقيل:يقال لكل منها أمام واستظهره بعضهم من تأليف المتقدمين.ولم يكتب عثمان رضي الله عنه بيده واحدا منها .وإنما أمر بكتابتها.وكانت كلها مكتوبة على الورق.. الكاغد.. إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل:أنه على رق الغزال.(1/11)
وقد بعث عثمان رضي الله عنه مع كل مصحف من المصاحف المذكورة عالما يقرئ أهل مصره بما يحتمله رسمه من القراآت مما صح وتواتر.فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ أهل المدينة بالمدنى وبعث عبد الله بن الثائب مع المكى.والمغيرة بن أبي شهاب مع الشامي وأبا عبد الرحمن السلمى مع الكوفى وعامر بن عبد قيس مع البصرى وكان في تلك البلاد في ذلك الوقت الجم الغفير من حفاظ القرآن.
فممن كان بالمدينة:ابن المسيب.وعروة.وسالم.وعمر بن عبد العزيز.وسليمان.وعطاء ابنا يسار.ومعاذ القارئ.وعبد الرحمن بن هرمز وابن شهاب.ومسلم بن جندب.وزيد بن أسلم.
وممن كان بمكة عبيد الله بن عمير وعطاء.وطاوس.ومجاهد.وعكرمة.وابن أبي مليكة.
وممن كان بالكوفة علقمة.والاسود.ومسروق.وعبيده.وابن شرحبيل.والحارث بن قيس.والربيع بن خيثم.وعمر بن ميمون.وزر بن حبيش.وعبيد بن نضيله.وأبو زربة بن عمرو.وسعيد بن جبير.والنخعى.والشعبى.
وممن كان بالبصره:عامر بن قيس.وأبو العالية.وأبو رجاء.ونصر بن عاصم.ويحيى بن يعمر.وجابر بن زيد.والحسن وابن سيرين.وقتادة.
وممن كان بالشام:خليد بن سعيد صاحب أبي الدرداء.
فقرأ كل مصر بما في مصحفه.وتلقوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اصطلح أهل الرسم على تسمية الخاص والمدنى بالمدنين.وعلى تسمية الخاص والمدنين والمكي بالحجازية أو الحرمية.وعلى تسمية الكوفي والبصري بالعراقين ولم يلتزموا النقل عن المصاحف العثمانية مباشرة بل ربما نقلوا عن المصاحف التي نقلت منها.
(ما يجب على المسلمين إزاء هذه المصاحف)(1/12)
على كل مسلم أن يتلقى ما كتبته الصحابة بالقبول و التسليم لقوله صلى الله عليه وسلم:اقتدوا باللذين من بعدى,,أبي بكر وعمر ,, أخرجه الإمام أحمد و الترمزي و ابن ماجة و الطبراني و زاد فإنهما حبل الله الممدود:من تمسك بهما فقد تمسك بالعروى الوثقى. و قوله:أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم (و عن العرباض) بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة و جلت منها القلوب و ذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال ((أوصيكم بتقوى الله و العمل والسمع و الطاعة و إن تأمر عليكم عبد. وعنه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا, فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين.عضوا عليها بالنواخذ وإياكم و محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) رواه أبو داود و الترمزي و ابن ماجد و ابن حيان في صحيحه.وقال الترمذي حديث حسن صحيح.ففي هذه الأخبار دلالة واضحة على طلب الأقتداء بالصحابة فيما فعلوه.ومما فعلوه مرسوم المصاحف المذكورة وقد علمت مما مر اجتماع رأيهم عليها وكانوا وقت إذا اثنا عشر ألفا. وقد أجمع أئمة المسلمين على اتباعهم ة الإجماع حجة كما تقرر في علم الأصول. فيجب علينا اتباعهم فإن في مخالفتهم خرق الإجماع.
(ما يجب على كاتب المصحف)(1/13)
يجب على من أراد كتابة مصحف أن يكتبه على مقتضى الرسم العثماني لأن في كتابته على مقتضى الرسم القياسي مخالفة للأحاديث الواردة في طلب الإقتداء بالصحابة و خرقا لإجماع الصحابة و جميع الأمة قال أشهب:سأل مالك فقيل له: أرأيت من استكتب مصحفا اليوم أترى أن يكتب على ما أحدث الناس من الهجاء اليوم؟ قال: لا أرى ذلك ولكنه يكتب على الكتبة الأولى(كتبة الوحي)رواه الداني في المقنع وقال:ولامخالف له(يعني مالكا)في ذلك من علماء الأمة .وفيه أيضاً:عن عبد الله بن عبد الحكم .قال:سئل مالك عن الحروف تكون في القرآن مثل الواو والألف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو:أولوا.اهـ
وقال الأمام أحمد:تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك.اهـ
وقال البهيقي في شعب الإيمان من يكتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوا شيء فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا وأعظم أمانة منا فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم.اهـ
وقال الأستاذ عبد الرحمن بن القاضي المغربي بعد ذكره النقول المذكورة ولا يجوز غير ذلك ولا يلتفت إلى اعتلال من خالف بقوله كأن العمة لا تعرف مرسوم المصحف ويدخل عليهم الخلل في قراءتهم في المصحف إذا كتب على المرسوم(أي العثماني)إلى آخر ما عللوا به.فهذا ليس بشيء لأن من يعرف المرسوم من الأمة يجب عليه أن لا يقرأ في المصحف حتى يتعلم القراءة على وجهها.ويتعلم مرسوم المصحف فان فعل غير ذلك فقد خالف ما اجتمعت عليه الأمة وحكمه معلوم في الشرع الشريف.ومن علل بشيء فهو مردود عليه لمخالفته للإجماع المتقدم وقد تعدت هذه المفسدة إلى خلق كثير من الناس في هذا الزمان فليتحفظ من ذلك في حق نفسه وحق غيره.اهـ(1/14)
وقال صاحب فتح الرحمن:بعد ذكره النقول المذكورة أيضا:فما كتبوه بألف كذلك وما كتبوه متصلا فواجب أن يكتب متصلا وما كتبوه منفصلا فواجب أن يكتب منفصلا.وما كتبوه بالتاء فواجب أن يكتب بالتاء,وما كتبوه بالهاء فواجب أن يكتب بالهاء.ومن خالف في ذلك من شئ فقد أثم .اهـ
وقال الأمام ابن الحاج في المدخل:ويتعين عليه(كاتب المصحف)أن يترك ما أحدثه بعض الناس في هذا الزمان وهو أن ينسخ المصحف على غير مرسوم المصحف الذي اجتمعت عليه الأمة على ما وجد به بخط عثمان بن عفان رضي الله عنه قال الإمام مالك:القرآن يكتب بالكتاب الأول اهـ
وغي شرح الطحاوي.ينبغي لمن أراد كتابة القرآن أن ينظم الكلمات كما هي في مصحف عثمان رضي الله عنه لإجماع الأمة على ذلك.اهـ
وقال القاضي عياض في آخر كتاب الشفاء.وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول_الحمد لله رب العالمين_إلى آخر _قل أعوذ برب الناس.أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.وأن جميع ما فيه حق.وأن من نقض حرفا قاصدا لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد حرفا مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع عليه الإجماع وأجمع على أنه ليس من القرآن عامدا لكل هذا أنه كافر.اهـ وأيده شراحه ومنهم الإمامان الملا على القارئ والشهاب الخفاجي (كلاهما من كبار الحنفية)وقالا بعد قوله أو زاد حرفا,أي كتابة أو قراءه اهـ
ففي كل هذه النقول دلالة جلية على وجوب اتباع الصحابة فيما فعلوه من رسم المصحف الشريف.
وكما لا تجوز مخافة المصحف في القرآن.لا يجوز لأحد أن يطعن في شئ مما رسموه فيها لأنه طعن فى مجمع عليه.ولأن الطعن في الكتابة كالطعن في التلاوة.(1/15)
وقد بلغ الإفراط ببعض المؤرخين(1) إلى أن قال في مرسوم الصحابة مالا يليق بعظيم علمهم الراسخ وشريف مقامهم الباذخ فأباك أن تغتر به.ولا التفات إلى ما ذكره بغض المتأخرين من أن ما ذكر من وجوب اتباع رسم المصحف العثماني إنما كان في الصدر الأول والعلم غض حي.وأما الآن فقد يخشى الالتباس اهـ ولا إلى قول شيخ الإسلام (العز بن عبد السلام) لا تجوز كتابة المصحف الآن على المرسوم الأول باصطلاح الأئمة لئلا يوقع في تغيير من الجهال اهـ (ذكره في الإتحاف نقلا عن اللطائف)-لأن هذا كما لا يخفى يؤدى إلى درس العلم و لا ينبغي أن يترك شيء قد احكمه السلف مراعاة لجهل الجاهلين سيما انه أحد الأركان التي عليها التي عليها مدار القراءات فضلا عما يؤدي إليه من ضياع القراءات المتواترة بضياع أحد أركان القرآن. ومن تطرف التحريف إلى الكتاب الشريف بتغيير رسمه من جواز هدم كثير من العلوم قياساً على هدمه بدعوى سهولة التناول للعموم.
على أن بقاء المصحف على رسمه العثماني يدل على فوائد كثيرة وأسرار شتى
(1) منها الدلالة على الأصل في الشكل والحروف ككتابة الحركات حروفا باعتبار أصلها في نحو إيتاءي ذي القربى وسأوريكم. ولأاوضعوا. وككتابة الصلواة والزكواة. والحيوة بالواو بدل الألف.
(2) ومنها النص على بعض اللغات الفصيحة ككتابة هاء التأنيث بتاء مجرورة على لغة طئ وكحذف ياء المضارع لغير جازم في يوم يأت لا تكلم نفس على لغة هذيل
(3) ومنها إفادة المعاني المختلفة بالقطع والوصل في بعض الكلمات نحو: أم من يكون عليهم وكيلا. وأمن يمشي سويا. فان قطع أم عن من يفيد معنى بل دون وصلها بها
(4) ومنها أخذ القراءات المختلفة من اللفظ المرسوم برسم واحد.نحو: وما يخدعون إلا أنفسهم. وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا. فلو كتبت الأولى وما يخدعون لفاتت قراءة يخدعون. ولو كتبت الثانية ألف على قراءة الجمع لفاتت قراءة الأفراد. ورسمت التاء مجرورة لأفاد ما ذكر(1/16)
(5) ومنها عدم الإهداء إلى تلاوته على حقه إلا بموقف. شأن كل علم نفيس يتحفظ عليه
(6) ومنها عدم تجهيل الناس بأوليتهم وكيفية ابتداء كتابتهم.
وهكذا إن قلنا إن مرسوم المصاحف اصطلاح من الصحابة وأما إن قلنا إنه من إملاء النبي صلى الله عليه وسلم على كتبة الوحي من تلقين جبريل عليه السلام وهو الأصح كما نقله كثير من العلماء فالطاعن فيه طاعن فيما هو صادر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويشهد لكونه من إملائه صلى الله عليه وسلم-ما ذكر صاحب الابريز عن شيخة العارف بالله سيدي عبد العزيز الدباغ أنه قال. رسم القرآن سر من أسرار المشاهدة وكمال الرفعة وهو صادر من النبي صلى الله عليه وسلم وليس للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة. وإنما هو بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم. وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها ونحو ذلك. لأسرار لا تهدى إليها العقول إلا بفتح رباني.وهو سر من الأسرار خص الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية فكما أن نظم القرآن معجز فرسمه معجز أيضا اهـ باختصار.(1/17)
ويشهد له أيضا قوله تعالى. إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فقد أخبر سبحانه وتعالى أنه تكفل بحفظ كتابه وتواترت قراءة رحمت ونعمت وسنت وأخوتها المشهورة بالتاء لغير جازم كذلك وقراءة ويدع في سورة الإسراء. ويمح بسورة الشورى وسندع بسورة العلق بحذف الواو الأفعال الثلاثة لغير جازم كذلك أيضا خلافاً للقياس العربي المشهور في ذلك كله. فلو لم يكن الرسم العباسي توفيقاً علمه جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم لكان خبره تعالى كاذباً وهو محال. أي لو كان الرسم العثماني غير توفيقي بأنه كتبه الصحابة على ما تيسر لهم كما زعمه البعض لزم أن يكون سبحانه وتعالى أنزل هذه الكلمات رحمت وأخواتها بالهاء وسوف يؤت بالياء ويدع وأختيها بالواو ثم كتبها الصحابة لجهلهم بالخط يومئذ بالتاء وبحذف الياء والواو. ثم تبعتهم الأمة (خطأ) ثلاثة عشر قرنا ونصفا فتكون الأمة من عهده صلى الله عليه وسلم إلى اليوم مجمعة على إبدال حروف بأخرى في كلامه ليست منزلة من عنده. وعلى حذف حروف عديدة منه. وإذا كان ذلك كان خبره تعالى كاذباً. وكذب خبره تعالى باطل، فبطل ما أدى إليه وهو كون رسم هذه الكلمات ونظائرها بلا توقيف نبوي وإذا بطل هذا ثبت نقيطيه وهو كون الرسم العثماني توفيقاً وهو المطلوب
ويشهد له أيضا أن كتبة الوحي كتبوه بين يديه صلى الله عليه وسلم فأن كانوا كتبوه على ما تيسر لهم فقد قرر عملهم النبي صلى الله عليه وسلم حجة شرعية كقوله وفعله وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يرشد كتبة الوحي إلى رسم الحروف والكلمات ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه: ألق الدواة وحرف القلم وأنصب الباء وفرق السين ولا تعور الميم وحسن الله ومد الرحمن وجود الرحيم وضع قلمك على أذنك اليسرى فأنه أذكر لك(1/18)
ويشهد له أيضا ما ورد عن مالك رضي الله عنه- من قول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم اهـ وعن علي رضي الله عنه لو وليت لفعلت في المصاحف ما فعل عثمان. وغير ذلك.
وإذا أقر النبي صلى الله عليه وسلم على أمر لا سيما إذا كان لا يسد غيره مسده صيره لازما واجبا ولم يوجد رسم يوفي هذا الرسم لتيسير لجميع القراءات. ويجب على كاتب المصحف أيضا أن يعرف الخلافيات المغتفرة وغيرها
والخلافيات المغتفرة هي الكلمات التي تكون رسمين. أحدهما يتأتى معه النطق بما ورد فيها من القراءات مثل الريح فأنها رسمت بألف بعد الياء وبدونها وعلى حذف الألف يتأتى بما ورد فيها من القراءة بحذف الألف وإثباتها
وغير المغفرة هي الكلمات التي تكون ذات رسمين كل منها القراءة مثل قالوا في قوله تعالى. وقالوا أتخذ الله ولدا فأنها رسمت بدون واو قبل القاف في مصحف الشام و واو في غيره
فيتعين على الكاتب أن يرسم لكل قارئ بما يوافق من الخلافيات غير المغتفرة ويجوز له أن يرسم للقارئ بما يخالف قراءته من الخلافيات المغتفرة إذا كان رسمها يحمل وجهه
وهكذا فيما يتعلق بالصورة الرسمية
وأما القط والشكل وما في حكمه من علامات الفواصل والسجدات والأجزاء و الأحزاب وأقسامها والخموس والشعور والمواقف والفواتح والخواتم فقد أختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال (1) الجواز مطلقا
(2) الكرهة مطلقا(3) الجواز في المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان ومن في حكمهم دون المصاحف الأمهات قد نسب الأمام الداني في المحكم هذه الأقوال إلى أربابها والعمل في وقتنا هذا على الترخيص في ذلك دفعا للالتباس ومنعا للتحريف والخطأ في كلام رب العالمين
المقصد الأول في الرسم
الرسم لغة الأثر ويرادفه الخط والكتابة والزبر والسطر والرقم والرشم بالشين المجمعة وإن غلب الرسم بالسين المهملة على خط المصاحف وينقسم إلى قسمين: قياسي. واصلاحي-(1/19)
فالرسم القياسي: تصور اللفظ بحروف هجائه بتقدير الابتداء به والوقف عليه. وأصول خمسة:(1) تعيين نفس حروف الهجاء دون أعراضها. (2) عدم النقصان منها (3) عدم الزيادة عليها(4) فصل اللفظ مما قبله مع مراعاة الملفوظ به في الوقف. وللمراعاة المذكورة رسمت همزة الوصل وألف أنا دون تنوين غير المنصوب ونون إذا ونون التوكيد الخفيفة ألفا. وتاء التأنيث هاء، ولاعتبار الوقف لزم وصل الحرف الافرادي بما بعده: وفيه
تأليف مخصوصة به.
والرسم الإصلاحي ويقال له العثماني: ما كتبت به الصحابة المصاحف وأكثره موافق لقواعد الرسم القياسي إلا أنه خالفه في أشياء وهي المدونة في تا~ ليف ولم يخالف الصحابة رضي الله عنهم في هذه الأشياء إلا لأمور قد تحققت عندهم وأسرار وحكم(1) تشهد لهم بأنهم كانوا الغاية القصوى في الذكاء والفطنة
(مبادئ فن الرسم الإصلاحي)
حده: علم تعرف به مخالفة المصاحف العثمانية لأصول الرسم القياسي وموضوعه: حروف المصاحف العثمانية من حيث يبحث فيه عن عوارضها من الحذف والزيادة والفصل والوصل ونحو ذلك ووضعه العلماء الأمصار
واسمه: علم الرسم أو الخط الإصلاحي
واستمداده من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لكتبة الوحي ومن المصاحف العثمانية والمصاحف المنتسخة منها
وحكم الشارع فيه: الوجوب الكفائي
ومسائله: قضاياه كقولنا تحذف الألف التي بعد نون ضمير الرفع المتصل إذا كانت حشو أو تصل بها ضمير المفعول نحو زدن`هم علمنه أتيناك وفضله على غيره من العلوم كفضل القرآن على سائر الكلام
ونسبته إلى غيره من العلوم: التباين(1/20)
وفائدته: ثلاثة أمور(1) المطابقة اللفظية للقارئ(2) المتابعة الخطية للكاتب(3) تمييز أنواع المخالفة المغتفرة من غيرها. وتمييز ما وافق رسم المصاحف من القراءات فيقبل وما خالفه فيرد حتى لو نقل وجه من القراءة متوار ظاهر الوجه العربية إلا أنه مخالف لرسم المصاحف فإن كانت مخالفة من نوع المخالفات المسطور في الفن قبلت القراءة به وإلا ردت
ثم إن مخالفة الرسم الإصلاحي لأصول الرسم القياسي إما بنقصان كحذف الألفات والياءات والواوات وإما كزيادات أو الألف أو الياء وإما ببدل كابدال وأو أو ياء من ألف وإما بفصل ماحقه الوصل أو عكسه. وإما بعدم مراعاة الملفوظ وقفا كرسم هاء تأنيث تاء. ولذلك انحصر أمر السم في ست قواعد: (1) الحذف(2) الزيادة(3) البدل(4) الهمز(5) الفصل والوصل(6) ما فيه قراءتان فكتبت على إحداهما
وعقدت لكل قاعدة منها بابا فقلت. وعلى الله توكلت.
(باب الحذف)
الحذف هو الإسقاط والإزالة وجاء في المصاحف على ثلاثة أقسام: حذف إشارة وحذف اختصار وحذف اقتصار
أما حذف الإشارة فهو ما يكون موافقا لبعض القراءات نحو: وإذا وعدنا فقد قرئ بحذف الألف وإثباتها فحذفت الألف في الخط إشارة لقراءة الحذف ولا يشترط في كونه حذف إشارة أن تكون القراءة المشار إليها متواترة بل ولو شاذة لاحتمال أن تكون غير شاذة حين كتب المصاحف
وأما حذف الاختصار((التقليل)) فهو مالا يختص بكلمة دون مماثلها فيقصد بما تكرر منها وذلك كحذف ألف جموع السلام كالعلمين. وذريَّت
وأما حذف الاقتصار فهو ما أختص بكلمة أو كلمات دون نظائرها كالميعد في الأنفال والكفر في الرعد ويعفو بالنساء
وربما جامع القسم الأول أحد القسمين الأخير كوعدنا فيها سرجا وربما اجتمع القسمان الأخيران وذلك حيث تتفق المصاحف على كلمة وتختلف في نظائرها فيكون بالنسبة إلى حذف النظير في بعض المصاحف واقتصار بالنسبة إلى إثباته وهذا كله اصطلاح لهم وإلا فلا يبعد إطلاق اسم الاختصار على كل-(1/21)
واعلم أن لكل من الحذف والإثبات مرجحات فينفرد الحذف بترجيحه بالإشارة إلى القراءة بحذفه لكن حيث لم ينص على الإثبات أو راجحية. ويشتركان معا في الترجيح بالنص على الترجيح أحد وينص أحد الشيخين على أحد الطرفين مع سكوت الآخر الذي يقتضي خلافه بالحمل على النظائر على المجاور. وباقتصار أحد الشيخين على حكم عين الكلمة عند اقتضاء ضابط الآخر خلافه. ثم قد يحصل لكل طرف مرجح فأكثر مع بالتساوي في عدد المرجحات أو التفاوت وقد يكون بعض المرجحات عند التعارض أقوى من بعض فيتسع في ذلك مجال النظر. وكثير من هذه المرجحات يجري أيضا في عير باب الحذف ومقابله مما ذكر بعد ومن هذه المرجحات يعلم وجه كثير مما عليه العمل-
والذي يحذف في المصاحف من حروف الهجاء خمسة: حروف المد الثلاثة واللام والنون وقد جعلت لكل منها فصلا على حدته فقلت
(فصل حذف الألف)
حذف الألف جاء في في القرآن على قسمين الأول ما يدخل تحت قاعدة. وهو خمسة أنواع:
1- حذف ألف جمع المذكر السالم
2- حذف ألف جمع المؤنث
3- حذف ألف ضمير الرفع المتصل
4- حذف ألف التثنية
5- حذف ألف الأسماء الأعجمية
والقسم الثاني: ملا يدخل تحت قاعدة وهو الجزئيات تكررت أم لم تتكرر
(حذف ألف جمع المذكر السالم)
اتفق الشيخان على حذف ألف جمع المذكر السالم وما ألحق به إذا لم يكن مهموزاً. أو منقوصاً. أو محذوف النون. أو بعد ألفه تشديد مباشر. أو مفرده على وزن فعال. أو فعالى. أو فعالى. نحو: العلمين. الصلحين. اللعنون. المجهدين. متقبلين. لحفظون. واستثنى أبو داود داخرين في غافر. واستثنى بعض المتأخرين عن الداني: ماقل دوره. نحو لجعلون. متشكسون. الغفرين. حسبين.واختلفت المصاحف في كتبين بالانفطار. وأكثر على الحذف. وعليه العمل
وأما المهموز فإن كان مهموز ألفا. نحو. ءامنين. ءاخرين. المستأخرين. فسيأتي الكلام عليه في باب الهمز.(1/22)
وإن كان مهموز العين، نحو. خائفين قائلون. للسائلين. ففي بعض المدنية والعراقية بحذف الألف. وفي سائر المصاحف بإثباتها. وعليه العمل إلا في التئبون والسئحون. والصئمين. فبالحذف على نا اختاره أبو داود حملا على ما جاورها:
وأما مهموز اللام وهو الصبئين. والصبئون. وخسئين. ولخطئين. وخطئين. والخطئون. ومن الخاطئين. فمالئون(1) فعن أبي داود بحذف الألف فيما عدا الآخرين لسكوته عنها. واختلف النقل فيه عن الداني.(2)
وأما المنقوص فعن أبي داود بحذف الألف في رعون في المؤمنون والمعارج. وغوين في والصفات، وطغين فيها وفي ن وللطغين في ص والنبأ.(3) وبإثباتها نصافي طاغون في الذريات والطور وسكوتا فيما عدا ذلك. وعن الداني بالألف في طاغون في الذريات والطور وسكوت فيما عدا هما
وأما ما بعد ألفه تشديد مباشر. نحو: الضالين. الصافون. فألفه ثابتة عند الشيخين وكذا الشاطيّ إلا أنه أنفرد بحوار حذفها بعض العراقية. والعمل على الإثبات
وأما محذوف النون فإن كان مهموزاً أو مشدوداً. نحو: لذا ئقوا برادى رزقهم. فحكمة على ما تقدم. وإن كان غير ذلك فعن أبي داود بحذف الألف في ملقوا ربهم. وملقوا الله. وملقوه. وبلغوه وبليغة. وببليغه. وباثباتها فيما عداهن. وعن الداني بحذفها في ملقوا وملقوه وأختلف النقل عنه في غيرهما. ومن هذا النوع وصلح المؤمنين بالتحريم على القول بأنه جمع. وقد ورد نص أبي داود بحذف ألفه. واختلف النقل فيه عن الداني
وأما ما كان مفرده على فعّال. نحو التو`ّبين. قو`مون. فعن أبي داود بحذف الألف إلا في جبارين بالمائدة والشعراء. وعن الداني بالحذف في أكِّلون فقط واختلف النقل فيه عن الداني
وأما ما كان مفرده على فعالى فقط واختلف النقل عنه في سائره وأما ماكان مفرده على فعالىّ. وهو الحواريون والحوارّين فعنأبي داود بالألف واختلف النقل فيه عن الداني(1/23)
وأما ماكان مفرده على فعالىّ. وهوالربانيون. والربانيّن. فعن أبي داود بحذف الألف. واختلف النقل فيه عن الداني.
(حذف ألف جمع المؤنث السالم)
اتفق الشيخان على حذف ألف جمع المؤنث السالم إذا كان ألف واحد نحو: مسلمت. مؤمنت. البينت. وكلمته. ءايتنا. إلا ءايتنا الثاني والثالث بسورة يونس. وإلا سيآت كيف جاء لحذف صورة همزة. وإلا روضات فيهما عنهما وقد اقتصر الشاطي على حذف فيهما. وإلا سوءات في الأعراف وطه وعلى بينت منه في قول فيهما. وبنات في غير الأنعام والنحل والطور ونحسات بفصلت عن أبي داود. وءايت للسائلين عن الداني عن أبي عبيد. وماقلّ دوره. نحو: حسرات. غمرات. وقول لبعض المتأخرين عن الداني،
وأما إذا كان ذاألفين فأن لم يكن بعد ألفه الأولى همز أو تشديد نحو: الصلحت. فنتت. علمت. رسات. السموت. مغرت. فأكثر المصاحف على حذف ألفية. وهو اختيار أبيداود وأقلها على حذف الثانية فقط ورجحه الخراز. واقتصر أبو داود على حذف الثانية في رسالته بالمائدة. ويابست بيوسف. ورجحه في راسيت بسيأ وباسبقت بق~. ونص الشيخان على عكسه في سموات بفصلت وعلى ذلك عملنا. وإن كان بعدها همز أو تشديد نحو: الصّئمت. سئحت.الصَّفَّت. فجل المصاحف على حذف ألفية. وجاء فيه عن بعض المدنية والعراقية ثلاثة أقوال: (1) إثبات الأولى وحذف الثانية(2) عكسه(4) إثباتهما. وهذان ضعيفان. والعمل على حذف ألفية معا
(حذف ألف ضمير الرفع المتصل)
اتفق الشيخان على حذف ألف نا الواقعة فاعلا إذا اتصل بها ضمير النصب.نحو: علمنه. آتينك. ويدخل في هذا الأصل: أنجينكم. ووعدتكم، ومارزقنكم بطه. عند من قرأهن بضمير المتكلم المعظم نفسه
(حذف ألف التثنية)
نص أبو داود على أن المصاحف اختلفت في حذف ألف التثنية غير المتطرفة(1) في جميع القرآن(2) إلا تكذبان فبالوجهين. واجتمعت المصاحف على رسم الأولين بالمائدة بدون ألف بعد الياء ليتحمل القراءتين
(حذف ألف الأسماء الأعجمية)(1/24)
المراد بها الأعلام الأعجمية الزائدة على ثلاثة أحرف والوارد منها في القرآن واحد وعشرون اسماً وهي على قسمين: قسم كثر استعماله وهو تسعة أسماء: إبراهيم. وإسماعيل. وإسحاق. وعمران. وهارون. ولقمان. وسليمان. وداود.وإسراءيل. وقسم لم يكثر استعماله. وهو اثنا عشر اسما: طالوت. وجالوت. ويأجوج ومأجوج.. وميكاءيل. وهاروت. وقارون. وهامان . وإلياس. والياسين. وبابل. وقد اختلف النقل في رسمها على التفصيل الآتي:
ابر`هيم. وإسمعيل. وإسحق. وعمرن. وهرون. ولقمن. وسليمن بحذف الألف اتفاقا
داود. وطالوت. وجالوت. وياجوج. وماجوج. بالألف اتفاقا.
إسرا\ءيل. وهروت ومروت. وقرون. اختلفت المصاحف فيهن. واختار أبو داود الحذف. وشهّر الداني الإثبات. وألحق بعض المتأخرين بهن بابل وإلياس والياسين. والعمل على الحذف في إسرائيل وأخوته. وعلى إثبات في بابل وأخوته
ميكئيل بحذف الألف ورسم ياء مكانها ليتحمل القراءات هامن. بحذف الألف التي بعد ميمه عنهما. وأما التي بعد هائه فحذفها مختار عند أبي داود وقيل عند الداني. ورواه الغازي عن العراقية.
(حذف ألفات الجزئيات)
وقد رتبتها على حروف المعجم ليسهل الإطلاع عليها فقلت:
(حذف الألف بعد الهمزة)
قرء`نا- في أول يوسف والزخرف- عن الشيخين بخلف عن الداني. قال: ورأيت مصاحف العراق وغيرها بالألف اهـ وزاد بعض المتاخرين موضعاً ثالثا وهو((قرآناً عربياً غير الذي عوج)) في الرمز. والعمل على الحذف في الأولين فقط وإثبات ماعداها ، واعلم أن أبا عمرو نص على إثبات الألف في سبعة أوزان وهي:
(1) فُعلان. نحو: بنيان وخسران وطغيان
(2) فِعلان. نحو: صنوان وقنوان
(3) فاعل. نحو: ظالم وفارض وسارب
(4) فعّال. نحو: صبَّاروخوّان وختّار
(5) فَعال. نحو: حساب وعقاب
(6) فِعال.نحو: حساب وعقاب
(7) مَفعال. نحو: ميقات وميزان
وسكت عما عداها من بقية الأوزان التي سيأتي نسبتها لأبي داود دونه(1/25)
فهذا ضابط عام، وقرآنا المذكور ونحوه مما سيأتي له حذفه من من هذه الأوزان نص خاص ولا معارضة بين عام وخاص الئن- عنهما إلا حرف الجن فألفه ثابتة باتفاق
رءا-حيث جاء- سوى ما رأى ولقد رأى كلاهما النجم- عنهما برءؤا في الممتحنة-
سوءت. كيف جاء بخلف عن أبي داود
جاءنا، في الزخرف-رسم ألف واحدة وهى الأولى على ما ذكره أبو عمرو في الحكم، وأبو داود في ذيل الهجاء، والثانية على ما يظهر من المقنع، واختار الخراز الأول، وذلك على قراءة التثنية، وأما على قراءة الأفراد فليس فيه حذف أصلا
(حذف الألف بعد الباء)
بشروهن، وتبشروهن، والألبب،وأسبب كيف جاء سوى بهم الأسباب(1)في البقرة، وربئبكم، وأحبؤة ،وغضبن ورهبنهم، وبخع، وأبرعم المضاف إلى ضمير الغائبين، وأدبر السجود، وإدبر النجوم. والادبر بالأحزاب والحشر- عن أبي داود، وزاد ابن عاشر عنه الأدبر في الفتخ(2) ربع، في النساء عنهما، وغي فاطر عن أبي داود بطل، كيف جاء عن أبي داود، واقتصر الداني على وبطل ماكانوا في الأعراف وهود
بلغ الكعبة- عنهما، والبلغة، وبلغة، وماهو ببلغه، وبلغ أمره عن أبي داود
الخبئث، في العراف والأنبياء، وكبئر الإثم، في النجم والشورى وبعد، في سبأ. عنهما
انبؤا، في الأنعام- عنهما، وفي الشعراء عن الداني، وذكر ابو داود فيه اختلافاً عن المصاحف، والعمل فيه على الحذف كبسط. في الرعد، وبسط. في الكهف- عن أبي داود
في عبدى في الفجر: عنهما، وذكرا اختلافا عن المصاحف في عبده بالرمز، والعمل فيه على الحذف
فاججتبه ربه- في طه ون، وعقبها- عن أبي داود، وأما اجيتبيه في النحل واجتبيكم في الحج، فذكر في التنزيل أنهما رسمتا في بعض المصاحف بغير ألف وفي بعضها بالألف واختار رسمها بالياء كما يقتضيه سكوت الداني عن عدمها في المستثنيات(1/26)
مبركة. كيف جاءت، وبركنا حيث وقعت. وتبرك في الرحمن والملك. ومبرك في ص، ومبركا في ق- عنهما، وماعدا ذلك عن أبي داود بالألف إلا وبرك فيها فبالحذف، وعن الداني بعكس ذلك(*)
(حذف الألف بعد التاء)
كيب، كيف جاء- عنهما سوى أربعة مواضع وهي: لكل أجل كتاب في الرعد، وكتاب معلوم في الحجر، ومن كتاب مبين في التمل
يتمى، كيف جاء، كيف أتيا، وامتزوا بيس، عن أبي داود
(حذف الألف بعد الثاء)
ميثق كيف جاء، وأثبكم بآل عمران، وأثبهم بالمائدة والفتح، والأوثن، وأوثنا وأثثا، وأمثل كيف جاء من سورة النور إلى آخر القرآن، عن أبي داود
آثرهم المضاف إلى ضمير جماعة الغائبين، عن أبي داود، واقتصر الداني على حرف الصافات أو أثرة- عنهما
اثما- بخلف عن الداني وسكت عنه أبو داود والشاطي ولذا جرى العمل فيه على الألف
(حذف الألف بعد الجيم)
تجرة كيف جاء، وأفعال الجهاد نحو: جهد يجهد، وأفعال الجدال. نحو يجدلونك وجدلهم، وجوزنا في الاعراف ويونس عن أبي داود
الجهلية(1)- رواه أبو داود عن عطاء وحكم بحذف الألف وحسنه التجيبي والعمل عندنا على الألف
جعل الليل في الأنعام- نص الشيخان على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بدون ألف واستحبه أبو داود وعليه عمل
وهل يجزي بسبأ، والمجلس يالمجادلة- عنهما
(حذف الألف بعد الحاء)
أصحب كيف جاء، وخير حفظا بيوسف، وحمئة بالكهف، ولا تحصون بالفجر. عنهما وكذلك سبحن كيف جاء إلا قل سبحان في الاسراء فالأشهر فيه الألف وعليه عملنا لمجيئه عن أكثر المصاحف وخصوصا العراقية(2)
احطت. وحفظوا. كلاهما في البقرة. وحججتم بآل عمران(3) وأتحجوني بالأنعام ومحاريب بسبأ عن أبي داود 0
أرحام كيف جاء بخلف عن أبي داود ، والمختار له إثباته وعليه العمل 0
حش معا بيوسف عنهما 0
حذرون في الشعراء : نصا على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بحذفها وعليه العمل 0(1/27)
ريحن في الواقعة : رواه أبو داود عن الغازي بلا ألف وعن غيره بالألف واختاره في التنزيل وعليه العمل 0
ساحر في الأعراف ويونس بخلف عنهما (3)
( حذف الألف بعد الخاء )
يخدعون عنهما ، واستثنى بعض شراح العقيلة حرف النساء ، خدعهم عن الداني وسكت عنه الخراز و الشاطبي وذكره أبو داود في تبيينه بحذف الألف وهو الراجح وعليه العمل 0
خلق السموات بإبراهيم و خلق كل دابة بالنور عنهما ، وزاد أبو داود خلق(1) كيف جاء وكيف أتى 0تخطبني و الخمسة و يتخفتون عن أبي داود وكذا خلد كيف جاء وخصّه الداني بما إذا كان علما(2)
خشعة وخشعا في الحشر. عن أبي داود. وذكر الشيخان الخلاف في خشعا في القمر والعمل فيه على الحذف 0
لا تخف دركا. نصا على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بحذفها وعليه العمل
فلا يخف ظلما بطه. مقتضى مافي التنزيل أنه ينبغي أن يكتب للمكي بغير ألف ويحتمل لغير كذلك أو بالألف ولا ينص فيه عن المصاحف. والعمل عندنا على الألف
(حذف الألف بعد الدال)
ادرتهم ودرست. وبل ادرك. وجدر وتدركه. عنهما وذكرا خلاف المصاحف في يدفع بالحج. وعلمنا فيه على الحذف عدوة كيف جاء سوى الأول منه(1). وولدن كيف وقع وجدلنا في هود عن أبي داود
هدى عنهما. عن بعض المدينة والعراقية. والعمل فيه على الإثبات.
(حذف بعد الذال)
ذلك كيف جاء(2). وجذا في الأنبياء. عنهما وأذن في التوبة. عن أبي داود
فأذقها في النحل. نقل أبو داود حذف ألفه عن عطاء بن يزيد الخرساني(3)والعمل عندنا على إثباته
ولا كدبا في النبأ. عنهما بخلف عن الدالي وشهر الحذف وعليه العمل
(حذف الألف بعد الراء)
فرشا في البقرة. وترضوا. وترضيتم. وفردى. وميرث. ودرهم. وسربيل. وإكرههن. ورعنا. وأفعال المراودة. نحو: رودتني ترود. عن أبي داود وكذا أربي بيوسف في قول عنه ولا عمل عليه(1/28)
مرغما. وتربا في الرعد والنمل والنبأ. وعشيرتكم. وحرم في الأنبياء. عنهما وكذا خرجا بالكهف والمؤمنون ونصا على الإثبات قولا واحدا واحدا في فخراج صرط كيف جاء. على المختار عن أبي داود
أرءيت كيف جاء بعد همزة الاستفهام. ظاهر المورد إجراء الخلاف فيه عند الشيخين في جميع القرآن. وظاهر العقيلة أن الخلف خاص بأرأيتم حيث وقع وأرءيت الذي في سورة الماعون فقط ومفهومها الأثبات فيما عداهما والعمل على الحذف في جميع لاحتمال القراآت سرجا بالفرقان- ذكرا أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بدونها. وعليه العمل
بشرى بيوسف. نصا على أنه كتب بحذف الألف في أكثر المدينة والعراقية وبالألف في البيقية. والعمل على الأول
ترأ- عنهما على المختار(4)
قولرير- الأول بالألف في أكثر المصاحف وبحذفها في بعضها ونقله الداني عن ادريس عن الكوفية. والثاني بالألف في غير البصرية. وقيل وغير المكية(1)
(حذف الألف بعد الزاي)
فازلهما. وتزور. وجزؤا الاولان في العقود وفي الكهف وطه والرمز والشورى والحشر. عنهما(2) جزؤه بيوسف. عن أبي داود.
زكية. نصا على أنه كتب في بعض المصاحف(3)بالألف وفي بعضها بتركها وعليه العمل
(حذف الألف بعد السين)
مسكين كيف جاء. عنهما إلا أنهما نصا على أن ثاني المائدة رسم في المدينة وبعض غيرها بالحذف وفي البقية بالألف ورجحا الحذف حملا على نظائره
مسكن. كيف جاء عنهما سوى الشاطي فقد خصه بعضهم عنه بحرف سبأ فقط
اسرى. مسجد. كيف أتيا وتسقط وسمرا، وأسورة- عنهما يسرعون في الأنبياء- عنهما. وفي سائره عن أبي داود احسن كيف جاء سوى الأول(4)وإنسن كيف أتى. والنجم- عن أبي داود
سحر حيث وقع منكرا(5)- عنهما سوى أخر الذريات فبالاثبات وحكايا قولا باثبات الألف في جميع
لسحرن بطه- عن أبي داود
سحرن في القصص. ورجلا سلما- نص الشيخان على أنهما كتبا في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بغير ألف وعليه العمل أو ننسها- عنهما برسلتي- عنهما(1/29)
(حذف الألف بعد الشين)
تشبه وما اشتق من مادته اسما أو فعلا(1)عن أبي داود واقتصر الداني على تشبه في البقرة فقط
غشوة في الجاثية- عنهما وفي غيره عن أبي داود تشقون فيهم. وشخصة. وشطئ. وشهدا المنصوب. عن أبي داود
مشرق كيف جاء- عن أبي داود واقتصر الداني على حرف المعارج
مانؤا في هود. عنهما
(حذف الألف بعد الصاد)
نصرى كيف جاء. ويصلحا. ويصعد. وآصرهم. وتصحبني. وتصعر- عنهما
فصلة بلقمان- عنهما وبالأحقاف عن أبي داود
صلح- عن أبي داود. وعن الداني إذا كان علما فقط. وأغفله الشاطي
أصبعهم. وأصبتكم وأصبتهم وصحبة كيف جاء. ويصحى بيوسف. ولصحبة المجرور باللام(2). وصلصل وأبصر كيف جاء(3). ومصبيح. وبصئر بالجاثية. وأوصني. عن أبي داود(4)
الصعقة بالبقرة والذريات- عنهما. وفي غيرهما من المعرف والمنكر عن أبي داود واقتصر بعض شراح العقلية تبعا لظاهرها على حرف البقرة
(حذف الألف بعد الضاد)
مضعفة ويضعفها- عنهما. وكذلك سائر أفعال المضاعفة إلا أن الداني اختلف عنه في أول البقرة وحرفي الحديد. وأطلق الشاطي الخلاف في الجميع(5)الرضعة في النساء عن أبي داود(6)
بضعة كيف جاء- عنهما
يضهون. سكت عنه الشيخان وذكره صاحب المنصف وجرى عليه العمل
(حذف الألف بعد الطاء)
سلطن كيف جاء وشيطن كيف وقع- عنهما
خطيا. عنهما عن جل المصاحف
استطعوا. واستطعوا. والطغوت. وحطما عن أبي داود طئر كيف جاء- عنهما إلا أن الداني أثبت الألف في موضع يس طئف- نص الشيخان على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بدونها واستحبه أبو داود وعليه عمل
(حذف الألف بعد الظاء)
ظهر كيف جاء(1). وظهرة. وما اشتق من مادة ظهر نحو لم يظهروا. ظهر الأثم. مراء ظهرا. عن أبي داود. واقتصر الداني على تظهرون بالبقرة والأحزاب والمجادلة وتظهرا. وإن تظهرا. واقتصر الشاطي على الأحزاب والتحريم(1/30)
عظما فكسونا العظم عنهما. وأطلق أبو داود الحذف في سائر ما جاء من لفظه سوى البقرة والقيامة(2)وعليه العمل
(حذف الألف بعد العين)
عهدوا في البقرة. وبما عهد في الفتح. عنهما وسائر أفعال المعاهدة عن أبي داود واقتصر بعض شراح العقيلة على أول البقرة وبعضهم على حرفيها
ضعفا(3)في النساء عن الداني وسكت أبو داود والعمل على حذفه
شعئر سوى الأول(4). وأضعفا بآل عمران. وأنعم كيف جاء. وعليها. وشفعؤنا. وعقبة كيف وقع. وعمل حيث وقع سوى حرف الأنعام(5). ومعيش. والعكف في الحج. عن أبي داود. وكذلك عصم إلا أنه اختار الألف في حرف يونس عقدت وعقدتم وتعلى ما ضيا بالفاء دونها. والمعيد في الأنفال.
ومعجزين. وشفعؤا في الروم. ودعؤا في غافر. وعليهم(1)ثياب واو إطعم(2). عنهما
علم في سبأ. عنهما. وفي غيرها عن أبي داود والشاطي(3)
(حذف الألف بعد الغين)
غفل وغشية كيف أتيا. وأضغث. وفاستغثه ومغضبا. وأضغنهم وأضغنكم. عن أبي داود
يبلغن. عنهما
المغرب في المعارج عنهما وفي الأعراف عن أبي داود
(حذف الألف بعد الفاء)
تفدوهم. ودفع. وفرقوا. وتفوت. والضغفؤا. وفرغا. عنهما شفعة وفحشة كيف أتيا. وكفّرة كيف جاء سوى الأول (4). ورفتا والغفَّر المحلى بأل. والاطفل بالنور. عن أبي داود
فكة. على قول لأبي داود وعليه العمل
فلق الأول. نص الشيخان على كتب الألف في بعض المصاحف وبتركها في بعضها وأما الثاني فنص أبو داود على الخلاف فيه وجرى عملنا على الألف فيهما(5)
فرهين في الشعراء. نص الشيخان على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بحذفها وعليه العمل
بمفزتهم. لم يرد فيه نص والظاهر دخوله في قاعدة جمع المؤنث السالم على قراءة الجمع
فكهون وفكهين. عنهما بخلف والعمل على الحذف
( حذف الألف بعد القاف)(1/31)
ولا تقتلوهم وحتى يقتلوكم وفإن قتلوكم وقتتلوهم في البقرة وقتلوا وقتلوا في آل عمران وفلقتلوكم في النساء ويقتلون في الحج والذين قتلوا في القتال(6). عنهما وسائر أفعال القتال عن أبي داود. نصا على خلاف المصاحف في يقتلون الذين بآل عمران والعمل على حذف ألفه(7)
مقعدوا أعقبكم المضاف إلى ضمير المخاطبين. ومقيت كيف جاء ومقمع. واستقموا والألقب. وقنت بالرمز. عن أبي داود قسية بالمائدة. وللقسية بالرمز. وشقواتنا. عنهما
بقدر في يس والاحقاف. عنهما. والقيامة عن أبي داود
قل ربي يعلم. عنهما عن غير الكوفية
قل رب احكم وقل أولو. عنهما عن جميع المصاحف.
قل رب احكم وقل إن لبثتم. عنهما عن الكوفية(1) قل إنما. ايضا على أنه في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بحذفها وعليه العمل
(حذف الألف بعد الكاف)
نكسلا في البقرة والعقود. والابكر. وأنكثار عن أبي داود كذبة في العلق. عن أبي داود وأما حرف الواقعة فلم يذكره عنه أحد سوى صاحب التبيان ولذا جرى عملنا فيه على الألف(2)
كاتبا في آخر البقرة- عنهما بخلف وفي المواضع الثلاثة قبله عن الداني كذلك(3)وسكت أبو داود وأثبت الثاني. واختار الداني الألف في الربعة وجرى عليه العمل
اكبر. والكفر في الرعد. وفيكم شركؤا. وشركؤا شرعوا- عنهما
سكرى معا في الحج- عنهما وفي النساء عن أبي داود
كذب في الرمز. عنهما وفي غيرها عن أبي داود
أن كت. ذكره بعضهم عن المقنع والصواب انه صاحب المنصف ولا عمل عليه
(حذف الألف بعد اللام)
الله. واللهم وإله وسلسل ولكنّ ولكن وملئكة وبلغ وسلم(4)كيف جاءت. وأولئك كيف أتى متطرف الهمز. وخلئف وثلثون وثلثين وثلثة وثلث ولمستم، وملقيه ويلقوا، والخلّق واللّت والئ
والتي سوى حرف الجن(5)ولا يلف والفهم، وخلف رسول الله وخلفك ولبثين. والبلؤا وبلؤا
مبين عنهما. وكذلك ضلل وكللة وخلل وحلل وأغلل كيف وقعت وسللة والجلل(1/32)
وظلل(1)غلم كيف جاء عنهما إلا أن أبا داود سكت عن الأول(2)فجرى العمل على إثبات ألفه وقد أطلقها شارح العقيلة كاملة
ثلث في النساء- عنهما وفي الفاطر عن أبي داود
كلم في الفتح: عنهما وفي غيرها عن أبي داود
إصلح سوى الأول(3)وظلّم سوى الأول(4)وعتلم وخلف. والطلق. ولقيه(5)ولاسلم كيف أتى. واخلق وخلق. وأولد كيف أتيا. وألف(6) وليتهم والولية. وخلئل، والبلد. وإملق. وقلئد. وجلبيبهن.وأصلبكم. ويتلومون. ولغية. والأزلم، والأعلم، وأقلم، والأحلم. عن أبي داود
أو كلهما- نص الشيخان على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بتركها واختار في التنزيل اثبات الألف وعليه العمل ولم يرسم أحد مكانها ياء(7)
(حذف الألف بعد الميم)
ملك في الفاتحة. وملك الملك بآل عمران ويملك بالزخرف: عنهما واقتصر بعض شراح العقلية على الأولى
الرحمن وثمنين وثمنى وثمتينة وكلمت: عنهما، وكذاما الأستفهامية إذا دخل عليها حرف الجر
أيمن وغيمن واعمل كيف جاءت، وأمنته. وأسمئة المضاف إلى الضمير الغئب وبأممهم في الإسراء وأعممكم. وتمثيل بسبأ وأقتمرونه. وتمسّوهن: عن أبي داود وكذا الغمم سوى حرفي البقرة(1)
جمالت: عنهما بخلف عن الداني
سيمهم في البقرة والرحمن والقتال عن أبي داود(2)
(حذف الألف بعد النون)
منفع، ومنسككم. واعنب كيف جاء سوى الموضعين الأولين منه(3)والقنطير. وأفعال النزاع والتنازع نحو: ينزعنك وتنزعتم وافعال المناجاة. نحو: تتنجوا ونجيتم واعقهم المضاف إلى ضمير الغائبين غير الرعد(4)وندينه(5) في مريم والصفات وأصنمكم وأكننا، وينبييع: عن أبي داود
إنثا في النساء: عنهما وفي غيرها عن أبي داود
مكانتكم، ومكانتهم(6)وأمنتكم ولأمنتهم. ونخرة- عنهما
فنظرة، نص الشيخان على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بتركها وعليه العمل(7)
(حذف الألف بعد الهاء)(1/33)
أنهر كيف جاء، وفرهن، ومهدا المنصوب(8)وأية في الزخرف والرحمن وثاني النور: عنهما وكذا ما بقي من ها التنبيه غير المتطرفة(9)
بهد المجرور بالباء في النمل والروم، نص الشيخان على انه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بدونها وعليه العمل
رهن: وشهدة كيف أتيا وبجهلة، ولأشهد، وجهدا في الممتحنة(1)والقهر بالرعد وأهنن عن أبي داود لكنه سكت عن الألف الأولى من برهنن عن أبي داود لكنه سكت عن اللف الأولى من برهنن، والعمل على حذفها
(حذف الألف بعد الواو)
وعدنا موسى ووعنكم- عنهما
أبوب.وأموت. وإخوان. وامول. وعدون. وألوان. وأزواج كيف جئن والصوعق. وموقيت. ووسع ووسعة. ووحد ووحددة. وولدة المؤنث كيف اتى. ووالد المثنى نحو: بالولدين بولديه لولدك وعلى ولدي والولدان, وأفوههم، المضاف إلى ضمير الغيبة، وأفوهكم بالأحزاب، ورضون ويورى وفأوى، ومولى والفوحش، ويتورى، واوهن وموزين كيف جاء، ولوقح،ورسي، وفوكه، والقوعد، في النور ، وأخولكم، وصومع، وأصوات بلقان والحجرات(2) وألواح بالقمر، وأقوتها والنوصي، ولوقع بالذريات، ووعيه- عن أبي داود وكذا مثوى على المختار عنه وكذا ليطؤا في قول والعمل على إثبات ألفه-
صلوت الرسول، وأصلواتك بهود، وعلى صلوتهم بالمؤمنون نص الشيخان على أنها كتبت في بعض المصاحف(3)بألف بعد الواو وفي بعضها بحذفها وعليه العمل
بموقع- نصا على أنه كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بدونها وعليه العمل
(حذف الألف بعد الياء)
الشيطين كيف جاء بلا خلاف عن أبي داود وبخلف عن الداني واقتصر الشاطي على حذف وعليه العمل(1/34)
القيمة وياء النداء عنهما- وكذا ألا يسجدوا بالنمل قيما المنصوب في المائدة- عنهما وفي سائره عن أبي داود الريح في البقرة وإبراهيم والشورى- عن الداني بلا خلاف وعن أبي داود بخلف، وفي الأعراف والنمل وفاطر والجاثية وثاني الروم- عن أبي داود بلا خلاف، وفي الحجر والكهف والفرقان- بخلف عنهما واستحب أبو داود ولكنه اختار الحذف في الحجر. وفي أول الروم على التخيير عن أبي داود ولكنه اختار الحذف والعمل على الحذف في جميع سوى أول اروم فبالإثبات
دير كيف وقع- عن أبي داود إلا أنه استحب الإثبات في خلل الديار
طغين وبنين كيف أتيا وإتّى ورؤيي والأيمى(1) وبيتا وتبينا- عن أبي داود بأيام الله- نقل الشيخان فيه وجهين(1) بأيام بياء وألف(2) باييم بياءين من غير ألف وهو المختار في التنزيل وعليه المدنية والعراقية وجرى العمل
أدعيائهم- عن أبي داود بخلف والمختار الإثبات وعليهن العمل أولياؤهم الطاغوت في البقرة. وأولياؤهم من الإنس في الإنعام وإن أولياؤه في الأنفال ونحن أولياؤكم في فصلت وإلى أوليائهم في الأنعام. وإلى أوليائكم في الأحزاب. بخلف عنهما واختار أبو داود الإثبات وعليه العمل
خطينا وخطيكم(2)- عنهما وكذا غيبت معا بيوسف سقيها- بخلف عنهما والعمل على الحذف تبعاً لأكثر المدينة والعراقية وفي العقيلة بياءين. ولا عمل عليه
محياي- بخلف عنهما والمختار الإثبات(3)وعليه العمل أحيكم وأحيهم ومحياهم وأحياها- بخلف عن أبي داود والعمل على الإثبات إلا في البقرة(4)
(فصل حذف الياء)(1/35)
حذفت الياء(5) الأصلية(6) من 21 كلمة في 30 موضعا وهي: الداع بالبقرة وموضعين بالقمر. ويؤت الله النساء. ويقض الحق بالأنعام. وننج المؤمنين في يونس ويوم يأت في هود، والمتعال في الرعد، والمهتدي في الإسراء والكهف، والواد بطه والقصص والنازعات والفجر، والباد بالحج. ولهاد بها وبهاد بالروم، وواد النمل بسورته، والجوارب بسبأ، وصال في والصافات والتلاق والتناد كلاهما بغافر. والجوار بشورى والرحمن والتكوير ويناد والمناد كلاهما بق. وفما تغن في القمر. ويسر في الفجر وحذفت الياء الزائدة(7) من تسع وستين كلمة في مائتين واربعة وعشرين موضعا وهي :فارهبون بالبقرة والنحل.واتقونبالبقرة موضعان وفي النحل والمؤمنون والزمر وتكفرون ودعان كلاهما في البقرة، ومن اتبعن وخافون كلاهما بآل عمران،واطيعون بها وبالزخرف ونوح وثمانية بالشعراء،واخشون معا بالعقود، وقد هدان بالأنعام، وكيدون بالأعراف والمراسلات، وتنظرون بالأعراف ويونس وهود،وتسئلن في هود وتخزون بها وبالحجر وفأرسلون وتقربون وتؤتون وتفندون أربعتها بيوسف، ومتاب ومآب كلاهما بالرعد،وعقاب بها وص وغافر واشركتمون ودعاء كلاهما بابراهيم ،ووعيد بها وموضعين بق، وتبشرون بالحجر على قراءة نافع وابن كثير ،وتفضحون بها أيضا، وتشاقون بالنحل على قراءة نافع، ولئن أخرتن بالإسراء وأن يهدين وان ترن وان يؤتين وأن تعملن أربعتها بالكهف وتتبعن بطه،واعبدون معا بالأنبياء وبالعنكبوت وتستعجلون بالأنبياء ونكير بالحج وسبأ وفاطر والملك، وكذبون معا بالمؤمنون والشعراء وأن يحضرون وارجعون وتكملون ثلاثتها بالمؤمنون. ويهدين بالشعراء والصافات والزحرف. ويسقين ويشفين ويحيين ثلاثتها بالشراء ويكذون ويقتلون كلاهما بها وبالقصص وتشهدون وأتمدونن وفما آتين الله ثلاثتها بيس ولتردين بالصافات، وعذاب بص وفبشر عباد بالرمز. واتبعون بغافر والزخرفات وترجمون وفأعتزلون بالدخان. وليعبدون وأن يطعمون وفلا يستعجلون(1/36)
الثلاثة بالذريات. ونذر ستة بالقمر. ونذير بالملك. وأكر من وأهانن كلاهما في الفجر إلى لفهم بقريش. ودين بالكافرون. ويارب ورب بيا النداء وحذفها في سبعة وستين موضعا. وياقوم في ستة وأربعين موضعا، ويعباد الموضعان الأولان بالرمز. واختلفت المصاحف في يعباد بالزخرف فرسم العراقية بدون ياء((ولعله في المكية كذلك ولكن لا نص)) وفي البقية بالياء
واتفق الشيخان على رسم الحواريّن والأميّن والنبيّن وربنيّن بياء واحدة ورجح الداني أن المحذوفة الأولى وأبو داود أنها الثانية(1)
اتفقا أيضا على رسم كل كلمة وقع في آخرها يا آن ثانيتهما ساكنة بياء واحدة نحو: يستحي ويحى ويحمي وولى بيوسف ورجحا أن تكون المحذوفة الثانية(2) اتفقا أيضا على رسم ولىّ(3) في الأعراف ومن وحي في الأنفال ولنحي في الفرقان وأن يحي الموتى في القيامة بياء واحدة ورجحا أن تكون المحذوفة الأولى(4) وسكتا عن حرف الأحقاف وضمه الشاطي إلى الثلاثة المذكورة
وحذفت الياء من إبراهيم كل مافي البقرة خاصة في الشامية والعراقية وأثبتت في المدينة والمكي كالأمام
(فصل حذف الواو)
اتفق الشيخان على رسم ويدع الإنسان بالإسراء ويدع بالقمر وسندع بالعلق ويمح الله بالشورى وصلح المؤمنين بالتحريم(1)بحذف الواون وعلى رسم كل كلمة اجتمع فيها واوان ثانيتهما بعد الضم واتصلتا خطأ(2)بواو واحدة. نحو: ورى يستون الموءدة.داود. الغون. ورجحا أن تكون المحذوفة الثانية إلا أن أبا داود رجح العكس ذلك في ليسئوا على قراءة نافع ومن معه(3)وكذا في تؤى وتؤيه.
(فصل حذف اللام)
اتفق الشيخان على رسم اليل حيث وقعت والتي في الأحزاب والمجادلة والطلاق والتي بصيغة المفرد والتي بصيغة الجمع. والذي كيف جاء نحو: الذي الذين الذ َين الذان بلام واحدة. ورجح الداني أن تكون المحذوفة الثانية. واختار أبو داود أن تكون الأولى وعليه العمل
(فصل حذف النون)(1/37)
اتفق الشيخان على رسم فنجى بيوسف ونجى المؤمنين بالأنبياء بنون واحد ليحتمل القراءتين. وعلى رسم لا تأمنا بيوسف بنون واحدة أيضا. وذكرا أن بعض الأئمة حذف النون لننظر كيف ولننصر رسانا ونقله عن بعض المدينة ولم يأخذ به بل اعتمدا على ثبوتها وعليه العمل (*)
(باب الزيادة)
الذي يزاد في المصاحف من حروف الهجاء ثلاثة الألف والياء والواو وقد عقدت لكل منها مبحثا فقلت:
(مبحث زيادة الألف)
اتفق الشيخان على زيادة ألف بعد الميم من مائة ومائتين حيث وقعا.وبعد اللام ألف(1)في لا أذبحنهى بالنمل. وبعد نون لكنا في الكهف. وبعد شيء لشائ فيها أيضا(2) وبعد نون أنا حيث وقع. والظنون بالأحزاب. وسلسلا بالدهر. وبعد الهمزة المصورة واوا في جزؤا وتفتؤا وأخوتهما وإن امرؤا في النساءز وبعد الألف المرسومة واوا في الربوا(3). وقل الباء في كلمة ابن حيث أتى(4) وبين التاء والياء في لا تيأسوا بيوسف. وبين الياءين في يايئس بيوسف والرعد- وعلى جواز حذف الألف وإثباتها في استيئوا واستيئس بيوسف وحسن الوجهين أبو داود واستحب الحذف وشهَّره الداني لكثرته في مصاحف العراق. وبعد اللام ألف في لأ اةضعوا في التوبة. واختار أبو داود الحذف. ونقل أبو داود أيضا عن بعض المصاحف المدنية زيادة ألف بعد الجيم في وجائ بالنبيين بالرمز وجائ يومئذ بالفجر. بعد اللام ألف في لأاتوها في الأحزاب. ولأنتم في الحشر ولالي بآل عمران والصافات لكنه اختار حذفها وعليه العمل في لأنتم ولأتوها ولالى معا. زأما وجائ معا فبالألف. وتبعه الشاطي على ذكر الخلاف في وجائ معا ولالى معا فهما من زيادات العقيلة على المقنع (5)(1/38)
واتفق الشيخان على زيادة الألف بعد واو الجمع المتطرفة المتصلة بالفعل أو باسم الفاعل نحو: آمنو. ولا تفسدوا وفاسعوا وكاشفوا ومرسلوا. وخرج عن ذلك ستة أفعال وهي باءو. وجاءو حيث وقعا. وفاءو بالبقرة. وعتو بالفرقان. وسعو بسبأ وتبوءو بالحشر فرسمت بدون ألف وذكرا الخلاف في لتربوا في الروم(4)
وآذوا في الأحزاب والعمل فيهما إلى الألف
واتفقا أيضا على زيادة الألف بعد الواو المتطرفة في بنوا إسرائيل وأولوا حيث وقع. وبعد الواو المتطرفة الواقعة لا ما في الفعل المسند إلى المفرد (5) وما في معناه من الجمع أي لظاهر نحو اشكوا نبي فلا يربوا. نبلوا أخباركم: لن نعوا. تتلوا الشياطين. إلا أنها حذفت في كلمة أن يعفو عنهم في النساء كما حذفت في كلمة ذو حيث وقعت. وزاد بعض كتاب المصاحف ألفا في لؤلؤ في حالتي الرفع والجر ونقله الداني عن المدنية . وذكر الشيخان في هذه المسئلة كلا ماطويلا حاصله أن المصاحف اتفقت على الألف في الإنسان وكذا الحج إلا في
قول عن البصرى. وكذا حرف فاطر إلا الملكية والبصرية والشامية واختلفت في الطور والرحمن والواقعة
واختار أبو داود الحذف في طور والواقعة. وخير في ارحمن والعمل على حذف فيهن(1)
(مبحث زيادة الياء)
اتفق الشيخان على زيادة الياء في تلقاءى نفسي بيونس. وإيتاءي ذي القربة بالنحل. ومن آناءي اليل بطه. ومن وراءي حجاب باشورة. وبأييكم بن. وبأييد بالذاريات وأفائن بآل عمران والأنبياء. وكذا غي من نباءي بالأنعام. وفي كل ما خفض من ملأ المضاف إلى ضمير نحو: إلى فرعون وملأته وملأهم أن يفتنهم(2) وزاد الغازي بن قيس لقاء في بلقاءي ربهم ولقاءي الآخرة كلاهما في الروم(3)
واتفقا أيضا على رسم الّئ في الأحزاب والمجادلة والطلاق على صورة إلى الجارة. واختلف العلماء في يائها فظاهر كلام الخراز والشاطي أنها زائدة كزيادة الياء في تلقاءي وإخوته. وظاهر كلام الشيخين أنها ليست زائدة
(مبحث زيادة الواو)(1/39)
اتفق الشيخان على زيادة الواو في أربع كلمات: أولوا وأولى حيث وقعا وأولت في الطلاق. وأولاء كيف جاء نحو أولاء تحبونهم أولئك على هدى. وأولئكم جعلنا. ذكرا أن المصاحف اختلفت في سأوريكم(4) ولأوصلبنكم بطه والشعراء. وخص الداني زيادتها في سأوريكم بالمدنية وأكثر العراقية. وخص أبو داود تركها في لأصلبنكم مواقفة للفظ ولحرف الأعراف وللدنية وللاختصار وعليه العمل
(باب الهمز)
الهمز مصدر معناه لغة الضغط والدفع واصطلاحا النطق بالهمزة (( الحرف المعلوم المسمى همزة لاحتياجيه في إخراجه من أقصى الحلق إلى ضغط الصوت ودفعه لثقله)). والأصل فيه التحليق الذي هو لغة قيس وتميم. وقد يخفف على لغة قريش بتسهيله بين بين أو بإباله أو بحذفه((بإسقاط أو نقل)). ثم إن الهمزة إما أن تكون همزة وصل أو همزة قطع
فهمزة الوصل ترسم ألفا سواء دخلت عليها أداة. نحو: بالله. والله. أم لا نحو: الله ادخلوا. ونص الشيخان على حذف صورتها في خمسة أحوال
الأولى- أن تقع بين الواو أو الفاء وهمزة هي فاء الكلمة. نحو: وأتوا وأتمروا فأتوا نأذنوا
الثانية- أن تقع في فعل الأمر من السؤال بعد الواو أو الفاء نحو: وسئل القرية فسئلوهن
الثالثة- أن تقع في لام التعريف وشبهها بعد لام الابتداء أو الجر نحو للدار للذي للذين للأيمان لله
الرابعة- أن تقع في فعل بعد همزة الاستفهام. نحو: اتخذتم اطلع افترى استكبرت استغفرت(1)(1/40)
الخامسة- أن تقع في لفظ اسم المجرور بالباء إذا كان مضافاً إلى لفظ الجلالة نحو بسم الله(2). وذكر أبو داود أن قل أفاتخذتم في الرعد كتب في بعض المصاحف بألف بين الفاء والتاء. وفي بعضها بغير ألف واختار الأول وبه جرى العمل وهمزة القطع الأصل في رسمها أن تكتب ألفا إذا وقعت أولا وإلا كتبت بصورة فالحرف الذي تؤول إليه في التخفيف أو تقرب منه فإن كانت تخفف ألفا أو كالألف فقياسها أن تكتب ألفا. وإن كانت تخفف ياء أو كالياء فقياسها أن تكتب ياء. وإن كانت تخفف واو أو كالواو فقياسها أ تكتب واو. وإن كانت تخفف بالحذف بنقل أو غيره فقياسها الحذف وقد فصلوا ذلك بما حاصله: أن الهمزة على قسمين. ساكنه ومتحركة. والساكنة تقع وسطا وطرفا وترسم في الموضعين بصورة الحرف الذي منه حركة ماقبلها. فترسم ألفا بعد الفتح. وباء بعد الكسر. وواو بعد الضم. نحو أنشأتم. واقراء وجئم ونبئ. واللؤلؤ ويدخل في هذا المتوسط بهمزة الوصل نحوائت واتمن(3)(والمتحركة) تقع ابتداء ووسطا وطرفا (أما التي تقع ابتداء) فانها ترسم ألفا لا غير بأي حركة تحركت. نحو أبصر إخرج. أعيذك. وكذلك حكمها إذا اتصل بها حرف زائد نحو سأصرف فبأي فلأمه بأيمان.(وأما التي تقع وسطا) فإن تحرك ما قبلها ترسم ألفا إذا كانت مفتوحة بعد فتح كسالوا. وواوا إذا كانت مضمومة بعد فتح كرؤف. أو مفتوحة بعد ضم كمؤجلا وياء إذا كسر كيئسوا وسئلت وبارئكم وفئة وسنقرئك. وتحذف إذا كانت مفتوحة وبعدها ألف كمآب. أو مضمومة وبعدها واو كبدء كم ورءوس. أو مكسورة وبعدها ياء كبئس. وإن سكن ماقبلها تحذف نحو: يسئمون وسوءة أخيه ونساءكم إلا إذا كانت مكسورة بعد أبف فإنها ترسم ياء نحو قائمة أو مضمومة بعد هافانها ترسم واوا كهاؤم( وأما التي تقع طرفا) ف‘نها ترسم إذا تحرك ما قبلها بصورة الحرف الذي منه حركته بأي حركة تحركت هي كبدأ وقرئ ويستهزئ. وإن سكن ما قبلها لم ترسم. نحو: ملء والمرء وشئ وسوء. وقروء هذا هو(1/41)
القياس في العربية وخط المصاحف العثمانية وجاءت أحرف في خط المصاحف خارجة عن القياس لمعنى مقصود ووجه مستقيم يعلمه من قدر للسلف قدرهم وعرف لهم حقهم
فمما خرج عنه من الهمز الساكن المتوسط (رءيا بمريم) كتبوه بياء واحدة فحذفوا صورة الهمزة كراهة اجتماع المثلين (وتؤى وتؤيه) كتبوها بواو واحدة كذلك أيضا: (والرءيا) المضمومة الراء كيف وقع. كتبوه بحذف الواو صورة الهمزة خوف اشتباهها بالراء لقربهما شكلا في الخط القديم (وفادرءتم) لم يكتبوه الألف التي بعد رائه كما حذفوا الألف التي بعد داله (وامتلأت واطمأننتم) فرسما بحذف الألف في أكثر العراقية والمدنية(1) وكذا أخطأنا بالبقرة عند أبي داود والعمل بالألف فيهن ( وأستأجره واستأجرت. ويستأذن كيف جاء. وفإذا استأذنوك. ويستأخرون بالياء أو التاء سوى موضع الأعراف والمستأخرين ومستأنسين) نص على حذف الألف ((صورة الهمزة فيهن، أبو داود وعليه العمل))
وخرج من التطرف ( هئ ويهئ ومكر السيئ والمكر السيئ) رسمت في بعض المصاحف ألفا كراهية اجتماع المثلثين. وإنكار الداني كتابة ذلك الألف تعقبه السخاوي بأنه رآه كذلك في المصحف الشامي وأيده ابن الجزرى بمشاهدته فيه كذلك. والعمل على رسمه ياء في الأربعة
وخرج من المتحرك المتوسط بعد الحركة (اطمأنوا ولأملأن واشمأزت) ذكر الشيخان أنهن رسمن بحذف الألف في أكثر العراقية والمدنية على الألف فيهن (وأطفأها الله) ذكرا أبو داود أنه رسم في بعض المصاحف بحذف الألف والعمل على إثباتها ( وسيآت) في الألف على غير قياسهم في الفات جمع التأنيث(2) (وأرأيت) كيف جاء بعد همزة الاستفهام رسم في بعض المصاحف بدون ألف بعد الراء ليحتمل القراءين وعليه العمل(1/42)
وخرج من المتحرك المتطرف بعد الحركة (يبدؤا حيث وقع. وتفتؤا بيوسف. ويتفيؤا بالنحل. وأتوكؤاولا تظمؤا بطه ويدرؤا بالنور. وما يعبؤا بالفرقان. والملؤا الأول بالمؤمنون والملؤا إني واملؤا أفتوني والملؤا يكم الثلاثة في النمل. ونبؤا الذين في غبراهيم والتغابن ونبؤا الخصم زنبؤا عظيم كلاهما في ص) فرسمت الهمزة فيهن واوا في جميع المصاحف (وينشؤا في الحلية في الزخرف وينبئوا في القيامة) ذكر الشيخان أنهما رسمتا كذلك.وذكر الشاطي أنهما رسمتا على القياس في بعض المصاحف والعمل على نقل الشيخين (ومن نباءى في الأنعام فصورت همزته ياء وصوب في النشر أنها زائدة والألف صورة الهمزة وعليه العمل)
وخرج من المتوسط المتحرك بعد الألف(أولياؤهم الطاغوت في البقرة.وأولياؤهم من الأنس في الأنعام.ونحن أولياؤكم بفصلت.وإلى أوليائهم في الأنعام.وإلى أوليائكم في الأحزاب) فلم تصور في أكثر العراقية وصورت في أقلها كسائر المصاحف (وإن أولياؤه في الأنفال) فلم تصور في أقل العراقية وصورت في أكثرها كبقية المصاحف واختاره أبو داود في الستة وعليه العمل فيهن (وجزاؤه) في يوسف فلم تصور عند الغازي(1)وصورت عند غيره وعليه العمل(1/43)
وخرج من المتحرك المتطرف بعد الألف (فيكم شركـ ؤا بالأنعام وأم لهم شركـ ؤا بالشورى وفي أموالنا ومانشؤا بهود وفقال الضعف ؤا بابراهيم(2)وشفع‘ ؤا بالروم ومادعؤا بالطول ولهو البلؤا بالصافات.وبلؤا مبين بالدخان وبرءؤا بالممتحنة.وجزؤا الظالمين وإنما جزؤا الأولان بالعقود.وجزؤا سيئة بشورى) فرسمت الهمزة واوا في هذه الكلمات باتفاق(وفقال الضعفؤا في غافر.وجزؤا الظالمين في الحشر) وكذلك إلا أن كلام الداني يفيد الخلاف فيهما (وجزاء الحسنى وجزاء من تزكى وعلماء بالشعراء والعلماء بفاطر وأنباء ما كانوا في الأنعام والشعراء)صورت الهمزة فيهن واوا في بعض العراقية (وجزاء المحسنين بالزمر وأبناء الله في العقود ) صورت الهمزة فيهما واوا في بعض المصاحف ورجحه أبو داود في المواضع الثمانية وعليه العمل (وتلقاءى نفسى بيونس.وايتائ ذي القربى في النحل.ومن آناءى اليل بطه ومن وراءى بالشورى) على القول بأن الياء فيهن صورة الهمزة وكذا بلقاءى ربهم ولقاءى الآخرة في الروم) على نقل الغازي بن قيس وخرج من المتحرك بعد ساكن غير الألف (النشأة) فرسم بالألف اتفاقا (ويسألون) بالأحزاب فرسم بالألف في بعض المصاحف وعليه العمل (وموئلا) فرسمت بالياء اتفاقا.(والسوأى وأن تبوأ,ولتنؤا وليسوأ على قراءة حمزة ومن معه)فرسمت بالألف في جميع المصاحف(1)(1/44)
وخرج من المبتد إحكما(يبنؤم بطه) فكتب بواو موصولة بنون ابن مع وصلها بيا الندائية المحذوفة الألف، وقال السخاوي رأيته في الشامي بالألف والعمل على الأول(ويومئذ وحينئذ) فرسمت صورة الهمزة فيهما ياء موصولة بما قبلها كلمة واحدة( وأؤنبكم) بآل عمران فرسمت بواو بعد الألف( وأئتكم في الأنعام والنمل ، وأئنالتاركوا بالصافات، وأئذامتنا بالواقعة) فرسمت الهمزة فيهن ياء بعد الألف ( وأتن ذكرتم بيس وأئفكا بالصافات) فرسما في العراقية بالياء بعد الألف وعليه العمل) وأفأين مات بىل عمران وأفأين مت بالأنبياء) على القول بأن الألف زائدة والياء صورة الهمزة( وسأوريكم في الأعراف والأنبياء ولا صلبناكم في طه والشعراء)على القول بأن الألف زائدة والواو صورة الهمزة(وهؤلاء)فرسم بواو متصلة بها التنبيه المحذوفة الألف تخفيفا(ولئن ولئلا) فصور همزتهما بياء موصولة بالام(والئن) حيث وقع فرسم بحذف الألف(صورة الهمزة) اتفقا إلا في سورة الجن ففي بعض المصاحف بالألف وعليه العمل(وباييكم وبأييد)على القول بأن الألف زائدة والياء صورة الهمزة(وبآية وبآيتنا) عند من يرسمها بألف بعد الباء وياءين بعدها إذا قيل بأن الألف زائدة والياء صورة الهمزة( وءأنذرتهم وءئألد وأءله وأءلقى ومال أشبههن وءآمنتم وءآاهتنا) فرسمت بألف واحدة وهي همزة الاستفهام وقيل هي الثانية وهو أوجه وعليه العمل.
(تنبيه) باب متئكين ومستهزؤن وبدءوكم مما لو صور همزة لأدى إلى اجتماع صورتين متماثلتين_ رجح الشيخان فيه حذف صورة الهزة. وعليه العمل وباب آمنين وآمين وآخذين والأمرون وآخرون وآحرين وآيات والمنشآت مما وقع فيه الألف همزة في قسم الجمع السالم. وكذا باب آمنوا وآبائكم وآسن وآنفا. رسمت بحذف صورة الهمزة في جميع المصاحف إلا في المنشآت فبالعكس في قول(1).(1/45)
وبناء وما أشبه مما في آخره همز منون منصوب بعد غير الألف. رسم بألف واحدة والراجح أن تكون ألف التنوين ونئاورءا. رسما بألف واحدة في جميع المصاحف والمختار أن صورة الهمزة محذوفة والألف موجودة هي المنقلبة على الياء ورسمت ألفا على غير القياس.و استثنى من ذلك ما رأى ولقد رأى في النجم فبقيا على القياس.
وترأ الجمعان_ رسم بألف واحدة والأقيس عند أبي داود أن تكون المنقلبة عن الياء وتقدم التنبيه على حذف ألف الفاعل .
(باب البدل)
البدل غلة العوض واصطلاحا جعل حرف مكان آخر وينقسم إلى إبدال ياء أو واومن ألف. أو صاد منسين. أو تاء من هاء.أو ألف من نون. وقد عقدت لكل منهما مبحثا فقلت:
( مبحث رسم الألف ياء)
أتفق الشيخان على رسم الألف ياء في أربع أحوال:(1/46)
(الأولى) إذا كانت منقلبة عن ياء(2)2. نحو: هداهم وفتى. ويأسفي. ورمى. واستسقه. وأعطى(3)واهتدى.وخرج عن ذلك (الأقصار وأقصا في موضعيه ومن تولاه وعصاني وسيماهم في الفتح وطغا الماء ومرضات كيف جاء) فرسمت بالألف في جميع المصاحف (ويقولون نخشا في المائدة) فرسم الألف في بعض المصاحف وبالياء في بعضها واختاره أبو داود وعليه العمل (وجنا في الرحمن وتقاته بآل عمران) فرسما في بعض المصاحف بالآلف وفي بعضها بالياء(1)والعمل على الياء في الأول والألف في الثاني (واجتبيكم في الحج واجتبيته في النحل وآتينى الكت اب بمريم وأريني معا بيوسف ونادينا بالصافات ولن تر يني وسوف تر يني في الأعراف وأربـ ى في النحل ومالي لا أرى في النمل ومنهم تقاة في آل عمران)فنص أبو داود على أنها رسمت بالألف في بعض المصاحف وبالياء في بعضها(2)واختار الياء وعليه العمل (وكل ألف جاورت ياء قبلها أو بعدها أو اكتنفاها(3)نحو: أحيا وهدى ورءي ى)فأنها رسمت ألفا على اللفظ في جميع المصاحف وذكره الشاطي وألفا في بعضها وذكره الشيخان وعليه عمل المغاربة وبتركهما في بعضها وعليه عملنا.وإلا لفظ يحيى المبدوء بالياء أسما أو فعلا فأنه رسم بالياء في جميع المصاحف(4)
(وتراء ونئاورءا) على القول بأن الألف المرسومة فيهن هي لام الكلمة المبدلة من الياء (الثانية) ألف التأنيث وتوجد في فعالى بضم الكلمة الفاء وفتحها وفعلى مثلث الفاء.نحو:يت مى وكسـ لى ونجوى وطوبى وإحدى.وخرج عن ذلك (كلتا وتترا(1)) على القول بأن الألف فيهما للتأنيث فأنهما رسما بالألف في جميع المصاحف.
(الثالثة)الألف المجهولة الأصل وهي في سبع كلمات:حتى وإلى وعلى الحرفية وأني ومتى الأستفهاميتان وبلى ولدي إلا أن لدا رسمت بالألف اتفاقا في يوسف وفي بعض المصاحف في غافر والعمل فيه على الياء لكثرته
(الرابعة)ألف سجى ومازكى والضحى وكيف جاء ودحيـ ها وتليها وطحيـ ها والعلى والقوى(2)وإن كانت منقلبة عن واو.(1/47)
(مبحث رسم الألف واوا)
اتفق الشيخان على رسم الألف واوا في ثمانية ألفاظ وهي الربوا حيث وقع.والغدوة في الأنعام والكهف.وكمشكوة في النور.وإلى النجوة في غافر.ومنوة في النجم والصلوة والزكوة والحيوة حيث وقعن محليات بأل أو مضافات إلى ظاهر.فإن كن مضافات إلى ضمير.نحو:صلاتي صلاتهم صلاتك صلاته.لحياتي حياتكم حياتنا فاكثر المصاحف بالألف(3)وعليه العمل وأما المنكر منهن.نحو:حيوة طيبة من بعد صلوة الفجر.منه.زكوة فلا خلاف في رسمهن بالواو عن أبي داود.ومقتضى كلام أبي عمرو أنهن رسمن بالألف في بعض العراقية وبالواو.وذكر الشيخان أن من ربا في الروم كتب في بعض المصاحف بالألف وفي بعضها بالواو والعمل على الأول.
(مبحث رسم الهاء تاء)
أتفق الشيخان على رسم هاء التأنيث تاء من(رحمت)بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم وفي الزخرف معا.ومن(نعمت الله)ثاني البقرة وفي آل عمران وثاني المائدة وثاني إبراهيم وثالثها ورابع النحل وخامسها وسادسها.وفي لقمان وفاطر والطور.ومن(سنت)بالأنفال وغافر وثلاثة فاطر.ومن (امرأت)في آل عمران وموضعي يوسف وفي القصص وثلاثة التحريم.و(بقيت الله)بهود.و(قرت عين)بالقصص.و(فطرت الله)بالروم.و(شجرة الزقوم)بالدخان و(لعنت) الأول بآل عمران وفي النور.و(جنت نعيم)بالواقعة.و(انبت عمران)بالتحريم و(معصيت) موضعى المجادلة.وزاد أبو داود فبما رحمة في آل عمران.وكذا ولولا نعمة ربي في الصافات عن الغازي بن قيس وعطاء الخرساني وحكم الناقط.والعمل على رسمها بالهاء.وذكر الشيخان خلافا في كلمة ربك الحسنى بالأعراف واعتمد ابن الجزرى التاء كرسمه في مصاحف العراق وأبو داود الهاء وهو رواية الغازي ونقله معلى عن عاصم(1)(1/48)
واتفقا على رسم الهاء تء أيضا في ذات ومرضات حيث وقعا وهيهات في الموضعين بالمؤمنين.ولات حين بص واللات بالنجم ويا أبت حيث جاء.وما اختلف القراء في إفراده وجمعه وهو:غيبت الجب معا بيوسف.وآيت للسائلين بها.وآيت من ربه بالعنكبوت وفي الغرفت بسبأ.وعلى بينت بفاطر.ومن ثمزت بفصلت.وجملت بالمراسلات.وكلمت بالأنعام وأول موضعي يونس.وأما حرف غافر ففي بعض المصاحف بالهاء وفي بعضها بالتاء وعليه العمل فيهما
(مبحث رسم السين صادا)
اتفق الشيخان على رسم السين صادا في (صراط) كيف جاء و (يبصط) في البقرة و (بصطه) في الأعراف (والمصيطرون) بالطور و (بمصيطر) في الغاشية ليحتمل القراآت
(مبحث رسم النون ألفا)
رسمت نون التأكد الخفيفة ألفا في وليكونا بيوسف ولنسعفا بالعلق وكذلك نون إذاً حيث وقع
(باب القطع والوصل) **
وقد يقال والفصل وقد يعبر عنهما بالمقطوع والموصول المراد بالقطع قطع الكلمة عما بعدها رسما,وهو الأصل والوصل مقابله.
وينحصر الكلام على المقطوع والموصول في إحدى وعشرين مسئلة
(المسئلة الأولى) أن_المفتوحة الهمزة الخفيفة النون مع لا قطعت أن عن لا باتفاق في عشرة مواضع وهي:أن لا أقول وأن لا يقولوا كلاهما في الأعراف.وأن لاملجأ في التوبة.وأن لا إله إلا هو بهود.وأن لا تعبدوا إلا الله الثاني فيها وأن لا تشرك في الحج.وأن لاتعبدوا في يس.وأن لا تعلوا في الدخان.وأن لا يشركن بالممتحنة.وأن لا يدخلنها في ن-.واختلف في أن لا إله إلا أنت في الأنبياء.فروى بالفصل وروى بالوصل فيما عدا ذلك
المسئلة الثانية)أن.المذكورة مع لم رسمت بالوصل في كل القرآن نحو:أن لم يكن ربك.أن لم يره أحد
(المسئلة الثالثة) هي أيضا مع لو.ووقعت في الأعراف والرعد وسبأ والجن_لم يتعرض لها أبو عمرو وذكر أبو داود في التنزيل قطعها في غير سورة الحن ووصلها فيه.وعليه العمل(1/49)
(المسئلة الرابعة) هي أيضا مع لن.رسمت بالوصل اتفاقا في موضعين,وهما ألن نجعل في الكهف وألن نجمع في القيامة وعلى أحد القولين في أن لن تحصوه في المزمل والمشهور قطعه.وما عداهن مقطوع بلا حذف نحو:أن لن ينقلب أن لن يبعثوا
(المسئلة الخامسة) أنّ,بفتح الهمزة وتشديد النون مع ما قطعت باتفاق في أنما تدعون في لقمان.وعلى قول الداني في أن ما تدعون في الحج.وقد سكت عنه أبو داود وجرى العمل بقطعه كنظيره,وعلى أحد الوجهين في أنما غنمتم بالأنفال ولم يذكر فيه أبو داود إلا الوصل كما في العراقية وما عداهن موصول باتفاق.وما ذكره بعضهم من قطع ولو أنما في الأرض بلقمان لا يعول عليه لمخالفته لسائر المؤلفين.
(المسئلة السادسة) إن بكسر الهمزة وتشديد النون مع ما الموصولة نحو إنما صنعوا_قطعت باتفاق في إن ما توعدون لآت.وعلى قول في إنما عند الله هو خير بالنحل.والأشهر وصلها وعليه العراقية والعمل_ووصلت فيما عداهما اتفاقا
(المسئلة السابعة) إن الشرطية مع ما_رسمت مقطوعة في وإن مانرينك بالرعد بالرعد فقط وموصولة فيما عداه
(المسئلة الثامنة) إن.المذكورة مع لم.رسمت بالوصل في فا لم يستجيبوا لكم في هود فقط وبالقطع فيما عداه.
(المسئلة التاسعة) هي أيضا مع لا نحو:إلا تنصروه.وإلا تغفر لي رسمت بالوصل في كل القرآن.
(المسئلة العاشرة) من الجارة مع ما الموصولة_قطعت من عن ما بالنساء عنهما باتفاق وفي الروم عنهما بخلف عن أبي داود.وفي المنافقين عنهما بخلف عن الداني والعمل على القطع في الثلاثة ووصلت بها فيما عدا ذلك_وما رواه القرطبي عن الشاطي من قطعها عنها في النور لا يعول عليه
(المسئلة الحادية عشر) عن مع مانحو:عما تعملون.عما سلف قطعت في (عن مانهوا) في الأعراف ووصلت فيما عداها
(المسئلة الثانية عشر) عن مع من_عن من في عن من يشاء بالنور وعن من تولى بالنجم اتفاقا(1/50)
(المسئلة الثالثة عشر) أم مع من قطعت أم عن من في أربعة مواضع أم من يكون عليهم وكيلا في النساء.وأم من أسس في التوبة.وأم خلقنا في والصافات.وأم من يأتي آمنا بفصلت ووصلت فيما عدا ذلك
(المسئلة الرابعة عشر) كل مع ما.قطعت كل عن ما اتفاقا في كل ما سألتموه.وبخلف عنهما في كل ماردوا.وكل ما جاء.والعمل على قطعهما.وكلما دخلت وكلما ألقى واختار أبو داود وصلهما وعليه العمل.ووصلت باتفاق فيما عداهن.
(المسئلة الخامسة عشر) في مع ما.رسمت بالوصل إلا أحد عشر موضعا:وهي فيما فعلن ثاني البقرة.وفيما آتيكم في المائدة والأنعام وفيما أوحى في الأنعام وفيما أفضتم في النور.وفيما رزقناكم في الروم وفيما هم فيه يختلفون.وفيما كانوا فيه يختلفون بالزمر.وفيما لا تعملون بالواقعة فقد اختلف في هذه التسعة عنهما.وفيما اشتهت في الأنبياء وفيما ها هنا آمنين في الشعراء,قطعتا عن أبي داود,واختلف فيهما عن الداني واقتصر ابن الجزري على قطعهن وعليه العمل.
(المسئلة السادسة عشر) لام الجر.قطعت عن مجرورها في أربعة مواضع.وهي:فمال هؤلاء في النساء.وفمال الذين كفروا في المعارج.ومال هذا الكتاب في الكهف.ومال هذا الرسول في الفرقان.ووصلت بمجرورها فيما عدا ذلك.
(المسئلة السابعة عشر) أم مع ما.في أما اشتملت وأما إذا كنتم ورسمت بالوصل فيهما.
(المسئلة الثامنة عشر) أين مع ما_رسمت بالوصل اتفاقا في فأينما تولوا أول البقرة وأينما يوجهه في النحل.وعن أبي داود في أينما تكونوا بالنساء وأين ما ثقفوا بالأحزاب.واختلف فيهما عن الداني.وبالقطع في أحد الوجهين عنهما في أينما كنتم بالشعراء وعليه العمل واتفاقا فيما عدا ذلك.
(المسئلة التاسعة عشر) كلمة بئس مع ما.وصلت اتفاقا فيما بئس اشتروا به أنفسهم في البقرة.وعنهما بخلف عن أبي داودفي بئسما خلفتموني في الأعراف.وبخلف عنهما في قل بئسما يأمركم في البقرة والعمل على وصلهما.وقطعت فيما عدا ذلك.(1/51)
(المسئلة العشرون) كي مع لا.رسمت بالوصل اتفاقا في ثلاثة مواضع وهي لكيلا يعلم في الحج.ولكيلا تأسوا في الحديد ولكيلا يكون عليك حرج الثاني في الأحزاب.وفي أحد الوجهين عنهما في لكيلا تحزنوا في آل عمران.وبالقطع اتفاقا فيما عدا ذلك
(المسئلة الحادية والعشرون) كلمات متفرقة
(حيث ما) بالبقرة.رسم بالقطع
(ينبؤم بطه ونعما وربما وكأنما ومهما وويكأن وويكأنه وكالوهم ووزنوهم) رسمت بالوصل وكذا حروف العجم في فواتح السور.نحو:[ كهعيص طه طسم طس يس حم_رسمت بالوصل إلاحم عسق فرسمت كلمتين
(وما الاستفهامية)المجرورة.رسمت موصولة بحرف الجر نحو:فيم ومم وعم وبم ولم
(ولات حين) بِـ صَ.اقتصر أبو داود على رسمه مقطوعا وكذلك الداني ولكنه ذكر عن أبي عبيد أنه رآه في مصحف عثمان التاء متصلة بحين أنكر عليه مارآه.وقد تعقبه كثير من العلماء ومنهم أبن الجزري والمقدسي بأنهم رأوه كذلك ويمكن حل هذا الإشكال بوجود الرسمين في المصاحف العثمانية.وكل منهم تمسك بما رآه.
(باب ما فيه قراءتان ورسم على إحداهما )
والمراد غير الشاذة وينحصر هذا الباب في ثلاثة أقسام:
1. ما فيه قراءتان ورسم على أحدهما اقتصارا
2. ما فيه قراءاتان ورسم صالحا لهما
3. مفيه قراءتان ورسم في كل مصحف بحسب قراءة مصره وقد جعلت لكل منهما مبحثا على حدته فقلت:
(مبحث رسم ما فيه قراءتان ورسم على إحداهما اقتصارا)
من ذلك (صر ط.ويبصط بالبقرة.وبصطه في الأعراف.والمصيطرون وبمصيطر) كتب بالصاد اقتصارا عليها وتغلبا لجانبها على القراءات الأخرى.
ومنه (تقية) بآل عمران كتب بسنة بعد القاف ليوافق صريح قراءته بوزن مطيه.وقرئ أيضا بالألف.
ومنه (من حى) بالأنفال كتب بياء واحدة(1)وقرى بالفك والإدغام.ومنه (ثمودا) في هود والفرقان والعنكبوت والنجم كتب بألف بعد الدال ليوافق قراءته بالتنوين.وقرئ أيضا بتركه.(1/52)
ومنه (لتخذت) بالكهف.بدون ألف بعد اللام موافقة لقراءة التخفيف.وقلئ بتشديد اللام المستلزم لوجود همزة الوصل
ومنه _ردما أتوني.وقال أتوني) في الكهف.كتبا بغير ياء بعد الألف على قراءة القطع وقرئا أيضا بإسكان الهمزة المستلزم رسمه ياء بعد الألف.
ومنه (لأهب) بمريم.كتب بالألف بعد اللام على قراءة الهمزة وقرئ أيضا بالمضارعة.وقد أغفلت العقيلة هذا الحرف.
ومنه (ليكة) بالشعراء وص.رسم بدون ألف قبل اللام وبعدها على قرائتها بوزن طلحة.وقرئا أيضا بإثباتهما كحرفي الحجروق
ومنه (أتمدونن) بالنمل.كتب بنون واحده على قراءة الإدغام وقرئ بنونين.
ومنه (عادا الأولى) لم يتعرض لها الشيخان فظاهر صنيعهما أنه كتب بإثبات الألفين مع أنه قرئ أيضا بتركها.ولكن نقل بعضهم عن المهدوي انه ذكر أنها في مصحف أبي وأبن مسعود مكتوبة هكذا (عاد الولى) والعمل على إثباتها.
ومنه (سل سلا) بسورة الأبرار.رسم بألف بعد اللام ليوافق قراءة التنوين.وقرئ بتركه.
ومنه (قواريرا قواريرا) بها.رسما في المشهور بألف بعد الراء ليوافق قراءة التنوين.وقرئا بتركه.
(مبحث)
(رسم ما فيه قراءتان ورسم برسم واحد صالح لهما)(1/53)
وهو كثير في القرآن وربما لا تخلوا آية منه وقد اقتصرت هنا على ما نصوا أو أكثرهم عليه مما يحتمل قراءات مشهورة عن العشرة المشهورين فقط فقلت:من ذلك (ملك يم الدين) رسم بدون ألف بعد الميم.و(و ما يخدعون) بدون ألف بعد الخاء.و (فاز لهما) بدون ألف بعد الزاي.و (وعدنا موسى في البقرة والأعراف ووعدنكم في طه) بدون ألف بعد الواو فيهما.و (الصعقه) في البقرة والذاريات بدون ألف بعد الصاد و (خطيكم) في البقرة بسنة واحدة بعد الطاء وفي الأعراف بسنتين وكذا خطيته بالبقرة ومما خطيتهم(1)بنوح.و (أسرى والأسرى) بدون ألف بعد السين فيهما.و (تفدوهم) بدون ألف بعد الفاء,و (ميكئيل) بسنة بين الكاف واللام و (أو ننسها) بدون ألف بعد السين.و (رءوف) بواو واحدة.و (مسكين) في البقرة بدون ألف بعد السين.و (لا تقتلوهم.وحتى يقتلوكم وفإن قتلوكم) الثلاثة في البقرة ويقتلون الذين.وقَتل معه . . وقَتلوا وقُتِلوا ثلاثتها في آل عمران , و فلقَتلوكم في النساء,والذين قَتلوا في القتال) بدون ألف بعد القاف في الثمانية,و ( تمسوهن ) بدون ألف بعد الميم و ( دفع) في البقرة والحج بدون ألف بعد الفاء,و( فرهن ) بدون ألف بعد الهاء.و(عقدت في النساء.وعقدتم في المائدة) بدون آلف بعد العين فيهما.(ولمستم)بدون الألف بعد اللام .و(يصلحا) بدون ألف بعد الصاد,و (تلوا) في النساء بواو واحدة.و (رسالته في المائدة والأنعام.وبرسلتي في الأعراف و كَلِمتُ في الأنعام ويونس وغافر.وذريتهم في الأعراف ويس والطور,وذريتنا في الفرقان,ومكانتكم ومكانتهم,وعشيرتكم وغيبت معا, وآيت للسائلين,وآيت من ربه في العنكبوت,وصلوتك في التوبه,وأصلوتك في هود,وعلى صلوتهم في المؤمنون,وسادتنا,والغرفت,وبمفزتهم,ومن بفصلت,وبشدتهم في المعارج و جمالت (1)في المرسلات ) بدون ألف قبل التاء في التسع عشرة.و (عليهم الأولين) في المائدة بدون ألف بعد الياء.و (اتحاجوني) في الأنعام بنون واحدة.و (درست) فيها أيضا(1/54)
بدون ألف بعد الدال و (يصعد) فيها أيضا بدون ألف بعد الصاد.و (فرقوا)فيها وفي الروم بدون ألف بعد الفاء.و (اصرهم) في الأعراف بدون ألف بعد الصاد.و(قال سلم) في هود والذاريات بدون ألف بعد اللام (ومسجد الله) أول التوبة بدون ألف بعد الياء.و (خير حفظا) فيها بدون ألف بعد الحاء.و (سيعلم الكفر ) بدون ألف.و(خلق السموات في إبراهيم,وخلق كل دابة في النور) بدون ألف بعد الخاء فيهما.و (ليسؤا) في الإسراء بواو واحدة.و (يبلغن) فيها أيضا بدون ألف بعد الغين و (خلفك) فيها أيضا بدون ألف بعد اللام.و (تزور) في الكهف بدون ألف بعد الزاي(1).(وتصحبني) فيها بدون ألف بعد الصاد.و (حمئة) فيها أيضا بدون ألف بعد الحاء.و (وقد خلقتك في مريم وأنا اخترتك في طه) بسنة من غير ألف قبل الكاف فيهما و(حرم)في الأنبياء بدون ألف بعد الراء.و(قال رب احكم) فيها أيضا بدون ألف بعد القاف(2)و(سكرى وبسكرى كلاهما في الحج) بدون ألفبعد الكاف.و(معجزين)فيها أيضا وفي سبأ بدون ألف بعد العين.و( عِظَماً فكسونا العِظَم )في المؤمنون بدون ألف بعد الظاء,و(شقوتنا) فيها أيضا بدون ألف بعد القف.و (آية المؤمنون في النور.وبأية الساحر في الزخرف.وأية الثقلان في (الرحمن) بدون ألف بعد الهاء في الثلاثة.و (بل أدرك) بدون ألف بعد الدال .و (اثر رحمت الله) بدون ألف بعد المثلثة.و (تصعر)بدون ألف بعد الصاد.و (تظهرون) في الأحزاب ويظهرون في المجادلة بدون ألف بعد الظاء فيهما.و (علم الغيب) في سبأ بدون ألف.و (مسكنهم) فيها بدون ألف بعد السين.و ( بَعِد ) فيها أيضا بدون ألف بعد الباء.و (بقدر) في يسوا لأحقاف بدون ألف بعد القاف.(كبير الأثم) في الشورى والنجم بدون ألف بعد الموحدة.و (عبد الرحمن) في الزخرف بسنة من غير ألف قبل الدال.و (جاءنا) فيها بألف واحدة.و (قل أولو) فيها أيضا بدون ألف بعد القاف.و (غشوة) في الجاثية بدون ألف بعد الشين.و (فصله) في الأحقاف بدون ألف بعد الصاد.و(1/55)
(كلم الله) في الفتح بدون ألف بعد اللام.و( اتبعهم) في الطور بسنة بعد العين من غير الف.و(أفتمرونه) بدون ألف بعد الميم و(يتنجون وفلا تتنجوا)بسنات ثلاث من غير ألف قبل الجحيم فيهما،و( في المجلس)بدون ألف بعد الجيم. و(جدار) في الحشر بدون ألف بعد الدال.و(أقتت) في المراسلات بألف قبل القاف اتفقا، و(لبثين) في النبأ بدون ألف بعد اللام.و(نخرة) في النازعات بدون ألف بعد النون. و(ختمه مسك) بسنة بعد الخاء من غير ألف.و(لا تحضون) في الفجر بدون ألف بعد الحاء. و(أو إطعم) في البلد بدون ألف بعد العين.
والمشهور في (يلتكم) في الحجرات أنه رشم بدون ألف بعد الياء، وقيل إنه في بعض البصرية بألف والعمل على الأول.
(مبحث)
(ما فيه قراءتان وورد برسمين على حسب كل منهما)
وهذا البحث على قسمين: ما ورد برسمين على وجه التعيين فمنه( اهبطوا مصرا) كتب في الإمام كغيره بألف على الصرف. وفي مصحف أُبيّ وابن مسعود بدونهما. وبهما قرئ.
(وقالوا اتخذ) في البقرة أيضا. كتب في الإمام والمدني والشامي بألف بين الواوين، وقي البقية بدونهما وبهما قرئ.
(وسارعوا) بال عمران. كتب في المكي والعراقي بواو قبل السين. وفي المدني والشامي والإمام بحذفها. وبهما قرئ.
(وبالزبر)في آل عمران،كتب في الشامية بباء الجر.وبلا باء في البقية وبهما قرئ.
(وبالكتاب) في آل عمران.كتب في بعض الشامية بباء الجر,وبلا باء في البقية وبهما قرئ
(إلا قليلا) في النساء.كتب في الشامية بألف بعد اللام.وفي البقية بدونها وبهما قرئ
(من يرتدد) في المائدة,كتب في الإمام والمدني والشامي بدالين.وفي البقية بدال واحدة.وقرئ بالفك والإدغام
(ويقول الذين) في المائدة.كتب بالعراقية بواو العطف وفي البقية بدونها وقرئ بهما
(ولدار الآخرة) في الأنعام.كتب في الشامي بلام واحدة وفي البقية بلامين,وقرئ بهما(1/56)
(لئن أنجيتنا) في الأنعام,كتب في الكوفي بسنتين,وفي غيره بثلاث وقرئ أنجانا على الأول وأنجيتنا على الثاني
(شركاؤكم) في الأنعام,كتب في الشامي بياء,وفي غيره بواو وبهما قرئ
(ما يتذكرون) في الأعراف,كتب في الشامي بياء قبل التاء,وفي غيره بدونها وبهما قرئ
(وما كنا) في الأعراف,كتب في الشامي بدون واو وفي غيره بالواو..وبهما قرئ
(وقال الملأ) في قصة صالح بالأعراف,كتب في الشامي بواو العطف وفي غيره بدونها,وقرئ بهما
(وإذا أنجكم) في الأعراف,كتب بالشامي بسنة واحدة وفي غيره بسنتين وقرئ أنجاكم على الأول وأنجينكم على الثاني
(تجري من تحتها) في الموضع الثاني بالتوبة,كتب في المكي بزيادة وفي غيره بعدمها,وقرئ بهما
(والذين اتخذوا) في التوبة,كتب في المدني والشامي بحذف الواو وفي غيرهما بالواو وقرئ بهما
(يسيركم) في يونس.كتب في الشامي بتقديم الحرف المطول وفي غيره بتأخيره وقرئ ينشركم على الأول ويسيركم على الثاني
(قال سبحان) في الإسراء.كتب في المكي والشامي بألف بعد القاف.وفي المدني والعراقي بدونهما وبهما قرئ
(خيرا منهما) في الكهف.كتب في العراقية بدون ميم بعد الهاء.وفي الحجازية والشامي بالميم.وبهما قرئ
(مكنّى) كتب في المكي.بنونين وفي غيره بنون واحدة.وقرئ بالإظهار والإدغام
(قال ربي يعلم) في الأنبياء.كتب في الكوفي بالألف وفي غيره بدونها وبهما قرئ(1)
(أولم ير الذين) في الأنبياء.كتب في المكي بلا واو وفي غيره بالواو.وبهما قرئ
(سيقولون الله) الأخيران في المؤمنون كتبا في الأمام والبصري بألف قبل الجلالة وفي البقية بلا ألف.وقرئا الله على الأول ولله على الثاني.وعن نصر بن عاصم رسم الثلاثة بالألف وضعف
(قال كم وقال إن) في المؤمنون.كتبا في الكوفي بغير ألف.وفي البقية بالألف وقرئ بهما.وفي المقنع يجب أن يكون المكي في الأول كالكوفي
(نزل الملائكة) بالفرقان.كتب في المكي بنونين وفي غيره بواحدة وقرئ بهما(1/57)
(فتوكل) بالشعراء.كتب في المدني والشامي بالفاء,وفي البقية بالواو.وقرئ بهما
(أو ليأتني) في النمل.كتب في المكي بأربع سنات وفي غيره بثلاث.وقرئ بالفك والإدغام
(وقال موسى) في القصص كتب في المكي بحذف الواو وفي غيره بالواو.وقرئ بهما
(وما عملته) في يس.كتب في الكوفي بدون هاء.وفي البقية بالهاء وقرئ بهما
(تأمروني) في الزمر.كتب في الشامي بسنتين.وفي غيره بسنة واحدة.وقرئ بالفك والإدغام
(أشد منهم) في غافر.كتب في الشامي بالكاف وفي غيره بالهاء
(أو أن يظهر) في غافر.كتب في الكوفي بألف قبل الواو وفي غيره بحذفها.وقرئ بهما
(فما كسبت) في الشورى.كتب في المدني والشامي بدون فاء.وفي غيرهما بالفاء.وقرئ بهما
(ما تشتهيه) في الزخرف، وكتب في المدني والشامي بالهاء، وفي غير بحذفها وبهما قرئ
(حسنات) في الأحقاف ، كتب في الكوفي بألف قبل الحاء وأخر بعد السين وفي غيره بحذفها، وقرئ إحساناً على الأول وحسنا على الثاني
(ذا العصف) في الرحمن. كتب الشامي بألف بعد الذال وفي غيره بواو وبهما قرئ
(ذو الجلال) آخر الرحمن. كتب الشامي بياء. وفي باقي المصاحف بواو وبهما قرئ
(وكلا وعد الله) في الحديد، كتب الشامي بغير ألف، وفي البقية بألف بعد اللام، وقرئ بالرفع والنصب،
(فإن الله الغني) في الحديد، كتب في المدني والشامي بحذف هو وفي غيرهما بإثباتها وبهما قرئ
(وأكون) في المنافقون، رواه أبو عبيده عن الإمام وأكن بحذف الواو، وقال الحلواني رأيته بالواو في الأمام ورأيته ممتلئا دماً، قال الجعبري: وقد تعارض نقل هذين العدلين. ويحتمل أن يكون أحدهما رآه بعد ثور الواو. اهـ
(المنشآت) في الرحمن، ذكر الغازي أنه في بعض العراقية بالياء من غير ألف. وفي أكبر المصاحف بالألف
(بضنين) بالتكوير. كتب بالضاد في الأثمة الستة. وقال الجعبري أنه رسم برأس معوجة وهو غير طرف فاحتمل القراءتين. وقيل أنه مصحف أبي وابن مسعود بالظاء.(1/58)
(فلا يخاف) كتب في المدنية والشامية بالفاء. وفي بقيتها بالواو والمشهور في (والجار ذي القربى) في النساء أنه رسم بالياء. ونقل عن بعض العراقية رسمه ذا بالألف ووجهه احتمال قراءة ابن علية وابن قيس وهي شاذة.
وأما ما ورد برسمين على وجه الإتمام فمنه
(الرياح) كتب في بعض المصاحف بألف. وفي بعضها بحذفها. وعليه العمل إلا في أول الروم فبالإثبات. وقرئ بهما في سواء ( وكتبه في البقرة وللكتب في الأنبياء) كتبا في بعض المصاحف بألف بعد التاء وفي بعضها بحذفها وعليه العمل وقرئا بالأفراد والجمع
(مضعفة) في آل عمران وأفعال المضاعفة كتبت في بعض المصاحف بألف بعد الضاد، وفي بعضها بحذفها وعليه العمل، وقرئت بالألف مع تخفيف وبحذفها مع التشديد
(ساحر مبين) في المائدة وهود وقيل والصف و(لسحر مبين) في يونس كتبي في بعض المصاحف بألف بعد السين وفي بعضها بحذفها وقرئت بوزن فاعل وفعل
(بكل سحار عليم) في الأعراف ويونس كتب في بعض المصاحف بألف بعد الحاء وفي بعضها بتركها، وعليه العمل، وقرئ بوزن فاعل وبوزنه فعّال
(فالق الحب) في الأنعام كتب في بعض المصاحف بألف بعد الفاء بعضها بدونها والعمل على الأول، وقرئ فعلا ماضيا واسم فاعل وهو المشهور
(فالق الأصباح) فيها أيضا، ذكر أبو داود أنه كتب في بعض المصاحف بالألف، وفي بعضها بتركها. والعمل على الأول وقرئ اسم الفاعل وفعلا ماضيا أيضا(1)
(وجعل الليل سكنا) كتب في بعض المصاحف بألف بعد الجيم وفي بعضها بحذفها، وعليه العمل، وقرئ فعلا ماضيا واسم فاعل أيضا وفي بعضها بحذفها، وعليه العمل، وقرئ فعلا ماضيا واسم فاعل أيضا
(أرأيت وأرأيتم) كيف أتيا بعد همزة الاستفهام، كتبا في بعض المصاحف بألف بعد الراء، وفي بعضها بدونها، وقرئا بالهمز وتركه وعملنا على رسمها بدون ألف
(وريشا) في الأعراف، كتب في بعض المصاحف بألف بعد ياء، وفي بعضها بتركها، وقرئ ورياشا على الأول وريشا على الثاني وعليه العمل(1/59)
(طئف) في الأعراف، كتب في بعض المصاحف بألف بعد الطاء، وفي بعضها بتركها وعليه العمل. وقرئ بوزن قائم، وبوزن ضيف. وفي بعضها بتركها وعليه العمل وبهما قرئ
(زكية) في الكهف، كتب في بعض المصاحف بألف بعد الزاي، وفي بعضها بحذفها وعليه العمل. وقرئ بالألف مع تخفيف الياء وبتركها مع تشديد
(يدغع) في الحج، كتب في بعض المصاحف بألف بعد الدال، وفي بعضها بتركها وعليه العمل. وقرئ بالألف من المدافعة وبتركها من الدفع
(سرجا) في الفرقان، كتب في بعض المصاحف بألف بعد الراء، وفي بعضها بتركها وعليه العمل، وبهما قرئ
(حاذرون وفارهين) كلاهما في الشعراء كتبا في بعض المصاحف بألف بعد الحاء والفاء، وفي بعضهما بتركها وعليه العمل وبهما قرئ
(فكهون وفكهين) كتبا في بعض المصاحف بألف بعد الفاء وفي بعضها بتركها وعليه العمل وبهما قرئ
(بهادي النمل وبهاد الروم) كتبا في بعض المصاحف بألف بعد الهاء وفي بعضها بتركها وعليه العمل، وقرئا جار ومجرور أو فعلا مضارعاً
(ورجلا سالماً) كتب في بعض المصاحف بألف بعد السين وفي بعضها بدونها وعليه العمل. وقرئ بفتح السين ممدودة وكسر اللام وبفتها من غير ألف
(بكاف عبده) كتب في بعض المصاحف بألف بعد الباء وفي بعضها بتركها وعليه العمل. وقرئ بالجمع والأفراد
(خشعا) في لبقمر. كتب في بعض المصاحف بألف بعد الخاء وفي بعضها بدونها وعليه العمل وقرئ بالجمع والأفراد أيضا
(قال إنما) بسورة الجن. كتب في بعض المصاحف بألف بعد القاف، وفي بعضها بدونها وقرئ بصيغة الماضي وبصيغة الماضي وبصيغة الأمر وبالله التوفيق
المقصد الثاني
معنى الضبط لغة واصطلاح وما يرادفه
وما يتعلق بذلك
الضبط لغة بلوغ الغاية في إحكام حفظ الشيء. يقال ضبط الكتاب إذا أحكم حفظه بما يزيل عنه الأشكال واصطلاحاً علامات مخصوصة تلحق الحرف للدلالة على حركة مخصوصة أو سكون أو مد أو تنوين أو شد أو نحو ذلك.(1/60)
ويرادفه الشكل. يقال شكل الكتاب إذا أعجمه أي قيده بما يزيل عنه الأشكال والالتباس
وأما النقط فيطلق بالاشتراك على معنيين-أحدهما- ما يطلق عليه الضبط والشكل-وثانيهما- النقط الدال على ذوات الحروف وهو النقط أزواجاً وأفراداً المميز بين الحرف المعجم والمهمل. وهو المسمى عند بعضهم نقط الأعجام. وقيل العجام هو الشكل ومنهم قولهم حروف المعجم أي الخط المعجم بمعنى المشكول أي الذي شأنه أن يشكل كما يومئ إلى ذلك قول القاموس: حروف المعجم أي الأعجام مصدر كالمدخل أي مامن شأنه أن يعجم. اهـ
وقد أختلف في أول من أحدث كلا النقطين(1/61)
أما النقط الدال على ذوات الحروف فقيل إنه من وضع واضع الحروف الغربية فكان من أول الأمر موجوداً في نفسه ومعروفاً عند العرب. وقيل إن الحروف العربية كانت خالية من النقط وإن العرب كانوا في غنى عنه لأن الكاتب منهم فليل. والاشتباه الذي يزول بالنقط كان يزول عندهم بشدة الذكاء. ولما كثر التصحيف وانتشر بالعراق في أيام الحج أمر كتابه بوضعه، واستبدل للأول بأثر أسنده المرزباني إلى عبيد الغساني ولكنه لم يصح, واستدل للثاني بما رواه الداني في كتاب العدد بإسناده إلى الأوزاعي عن يحيى ابن كثير قال: كان القرآن مجرداً في المصاحف فأول ما أحدثوا فيه النقط على الباء والتاء والثاء وقالوا: لا بأس به هو نور له. ثم أحدثوا فيه نقطا عند منتهى الآى، ثم أحدثوا فيه الفواتح والخواتم اهـ. وبما ذكره ابن خلكان في ترجمة الحجاج مما حكماه أبو أحمد العسكري في كتاب التصحيف: إن الناس عبروا يقرؤون في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه نيفاً وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك مروان ثم كثر التصحيف وانتشر في العراق ففزع الحجاج ابن يوسف إلى كتابه فسألهم أن يضعوا علامات لهذه الحروف المتشبهة فيقال إن نصر بن عاصم قام بذلك فوضع النقط أفلااداً وزواجاً وخالف بين أما كتها فعير الناس بذلك لا يكتبون إلا منقوطاً اهـ. ولم أقف على نص صريح في تعيين أول من نقط المصاحف هذا النقط. وما ذكره السيوطي في الزهر من أن أول من نقط المصحف أبو أسود الدؤلي. فالمراد به النقط بمعنى الشكل لما سيأتي.
وقد شاهدت كتبا كتبت في العصور الوسطى ولم تنقط من كلماتها شئ أو إلا قليلاً اتكالاً القارئ، والظاهر أن ذلك كان فاشياً في تلك الأزمنة وكان النقط لم يلتزم إلا في الأزمنة المتأخرة، وشاهدت أيضا قطعا قديمة من صحائف القرآن الكريم بعضها لم يكن به نقط ألبته، وبعضها فيه نقط الاعجام على الحروف التي لم يختلف فيها القراء دون ما اخلفوا فيه، وبعضها فيه شئ من النقطين معا.(1/62)
والحروف العربية بالنسبة إلى هذا النقط على قسمين: منقوطة وهي الباء والتاء والثاء والجيم والخاء والذال والزي والشين والضاد والظاء والغين والفاء والقاف والنون والياء. وغير منقوطة وهي ماعدا ذلك، ويقال للمنقوطة معجمة ولغيرها مهمل ومبهم ومغفل. وقبل ليس كل منقوط يوصف بلفظ المعجم وليس كل متروك النقط يوصف بلفظ المهمل. وإنما يكون الوصف بذلك في الحرفين المشتركين في الصورة الخطية كالحاء والخاء والدال، والباء وأمثالها لا توصف بالمعجم بل بالوحدة-والمثناة الفوقية والتحتية والمثلثة وكذلك الظاء يقال لعا الشالة. والضاد يقال لها الساقطة. ونحو الألف والكطاف جردوه عن الوصف إذ لا يقع فيه تصحيف والحروف المستعملة في القرءان نوعان: أصلية وفرعية. أما الأصلية فتسعة وعشرون حرفا على المشهور وثمانية وعشرون على غيره وهو المعتبر هنا تنظراً لصورها. ويجمعها على ترتيب المشارقة قولك: أبجد. هوز. حطى. كلمن، سفعص. قرشت. ثخذ ضظغ. وعلى ترتيب المغاربة قولك: أبجد هوز. حطى. صعفض. قرست. ثخذ. ظغش، وهذا الترتيب الأبجدي هو الذي رتبوا بحسبه حساب الجمل المعروف عند كل من الفريقين. وهو الذي كان التعليم في أول الأمر إلى أن جاء الإسلام فأنشئ ترتيب ا ب ت ث الخ المعروف الآن في عهده صلى الله عليه وسلم، وقيل وقت حدوث النقط المميز بين المعجم. وقيل غير ذلك
ولما وقع من الاختلاف بين المشارقة والمغاربة في ترتيب الطريقة الأبجدية حصل اختلاف بينهما أيضا في ترتيب ا ب ت ث فصار ترتيبها ع غ ف ق ك ل م ن هو لا ي وعند المغاربة هكذا: ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ و لا ي وقد علل بعض المشارقة هذا الترتيب مع اختصاص بعضها بالنقط دون بعض فقال:
(أ) إنما قدمت الألف لتقدمها في حروف أبجد التي هي أصل حروف التهجي ولتقدم مخرجها على سائر المخارج فإنها من أقصى الحلق ولكثرة دورها في اكلام(1/63)
(ب ت ث) إنما وليت الباء الألف لأنها كذلك في أبجد. وإنما وليتها التاء والثاء لمشابهتهما لها في الصورة. وقد جرت عادتهم على جمع ما اتفقت صورته في موضع واحد لكونه أليق باصول التعليم. وقدمت التاء على الثاء لكون التاء من حروف أبجد. والثاء من الروادف. ولكون الثاء أكثر الحروف اشتباها لأنها تشتبه بالياء والنون إذا وقعتا في أول الكلمة أو وسطها ولذا ميزت الباء بنقطة من أسفلها والتاء بنقطتين من فوق والثاء بثلاثة-وتشتبه بالسين والشين في بعض الأحوال إذا لم يكن الكاتب مدفقا. فإن أسنان السين أو الشين يلزم أن تكون متساوية أو يكون الأول أعلى من الثاني والثاني أعلى من الثالث. وهذه الحروف إذا تلاصق ثلاثة منها يلزم أن يكون الوسط أعلى من الطرفين أو أدنى منهما نحو: تثبت لئلا تشتبه بلفظ ست. ولهذا السر تجد بعض العلماء إذا ذكروا سبعين. قالوا بتقديم السين على الباء. وإذا ذكروا تسعين قالوا بتقديم التاء على السين-لأن النقط كان قليل الاستعمال. فإذا لم ينتبه الكاتب لرفع السن الملاصق للسين وقع الاشتباه.
(ج ح خ) قدمت الجيم على ما بعدها من الحروف لتقدمها في أبجد. ووليها الحاء والخاء لمشابهتهما لها في الصورة. وقدمت الحاء على الخاء لكونها من حروف أبجد. والخاء من الروادف ولتقدمها عليها في المخرج إذ الحاء تخرج من وسط الحلق والخاء تخرج من أدناه إلى الفم. وميزت الجيم بنقطة من أسفلها والخاء بنقطة من أعلاها والحاء بالتعرية
(د ذ) قدمت الدال على ما بعدها لتقدمها في أبجد.ووليتها الذال لمشابهتها في الصورة وأهملت الدال((أي عريت)) من النقط لأنها الأصل في الكتابة. فلما كتبت الذال بصورتها واحتاجوا إلى علامة تميز بينهما جعلت العلامة على الفراغ. ولأن الذال أقل من الدال في الكلام وتمييز الأقل أسهل وأقل كلفة(1/64)
(ر ز) قدمت الزاي على ما بعدها من الحروف لتقدمها عليها في أبحد ماعدا الهاء والواو. وجاورتها الراء لمشابهتها لها في الصورة وقدمت الراء عليها مع أنها متأخرة عنها في ترتيب أبحد لكونها أكثر وروداً في الكلام. ولذلك نقطت الزاي دونها. وإنما لم يقدموا عليها لأجل أن تكون الحروف المزدوجة متوالية لا يفصل بينها شئ من الحروف المفردة
(س ش) وليت السين الزاي لمؤاخاتها لها في الصفير. ووليتها الشين لموافقتها لها في الصورة. وأهملت السين لأنها أكثر دوراً في الكلام من الشين. وجعلت نقط الشين ثلاثاً ولم يمتف في تمييزها بنقطة واحدة لئلا يتوهم أن وقعت عليه النقطة نون. ولا باثنتين لئلا يتوهم أنها تاء
(ط ظ) قدمت الطاء على ما بعدها لتقدمها في ترتيب أبجد ماعدا الهاء والواو. ولم تقدما عليها لما عرفت من قصدهم توالي المزدوجات. ووليتها الظاء لمشابهتها لها في الصورة، وخصت الظاء بالنقط ورودها في الكلام. ولأن الاشتباه إنما جاء من قبلها
(ع غ) قدمتا لكونهما آخر ما تبقى من المزدوج المطلق. وقدمت العين لكونها أكثر من الغين في الكلام. ولذلك أخليت من النقط ولكون مخرجها مقدما على مخرج الغين. فإن مخرج العين وسط الحلق ومخرج الغين أدناه إلى الفم
(ف ق) قدمت الفاء لكونها تلي العين في أبجد. ووليتها القاف لموافقتها لها صورة في غير الأطراف من الكلام فأشبها المزدوج المستحق للتقديم على المنفرد. وكان القياس يقتضي إهمال الفاء لكثرتها وتقدمها وإعجام القاف لقلتها وتأخرها عنها غير أنهم التزموا إعجامهما معاً فميزوا الفاء بنقطة والقاف بنقطتين(1) وجعلوها فوقها. واكتفى جماعة بتمييز كل مهما بصورة إذا وقعتا في آخر الكلمة فلم ينقطوها أصلا(1/65)
(ك ل م ن) هذه الأحرف الأربعة جاءت على الأصل لموافقتها اللفظة كمن م أبجد. ولم تنقط لعدم الاحتياج إليه إلا النون فإنها تنقط بنقطة واحدة من فوق إذا وقعت في أول الكلمة أو وسطها لئلا تشتبه بالباء والتاء والثاء أو الياء. وتعرى عند البعض من النقط إذا وقعت في الآخر كمن لعدم الاشتباه حينئذ
(وهـ ي) هذه الأحرف الثلاثة هي آخر الحروف وهي مهملة إلا الياء فإنها تعجم لأنها إن أتت في غير الطرف اشتبهت بالباء والتاء والثاء والنون. وإن وقعت في الطرف اشتبهت بالألف المكتوبة على صورة الياء نحو: هدى. اهـ ولكن المعول عليه أن النون والفاء والقاف إذا تطرفت أو انفردت لا يجوز نقطها(1)
وأما لام ألف المرسوم هكذا –لا- فليست من حروف الهجاء على التحقيق وإن لتفق على كتابتها معها وجرت بكثرة على الألسنة. وإنما وضعت توصلا للنطق بألف المد التي هي أحد نوعي الألف التي أول الحروف. وأما الحروف الفرعية فهي خمسة
(1) الهمزة المسهلة وهي التي لا تكون همزة محضة من غير تليين ولا تليينها محضاً من غير همزة. وهي على ثلاثة أقسام لأنها تارة تكون بين الهمزة والألف وتكون بين الهمزة والياء. وتارة تكون بين الهمزة والواو.
(2) الألف الممالة وهي ألف بين الألف والياء لا هي ألف خاصة ولا هي ياء خاصة فهي مولدة منهما.
(3) الصاد المشمة رائحة الزاي. أي التي يخالط لفظ الزاي فلا هي صاد خاصة ولا هي زاي خاصة
(4) الياء المشمة صوت الواو في نحو حالة الإشمام
(5) الألف المفخمة التابعة لحرف مفخم فهي ألف يخالط لفظها تفخيم يقربها من لفظ الواو. كما أن الألف الممالة يخالط لفظها ترقيق يقربها من لفظ الياء. وزاد بعضهم اللام المفخمة والنون والميم المخفاتين والتحقيق عدم عدهن من الفرعية ولم يوضع لهذا الحروف الفرعية صور مخصوصة وفائدة ذكرها هنا معرفة كيفية ضبطها.(1/66)
وأما النقط الدال على عوارض الحروف وهو المسمى بالضبط والشكل فقيل أول من وضعه أبو أسود الدؤلي. وقيل نصر بن عاصم الليثي. وقيل يحيى بن يعمر. وقيل هما معاً. وقيل عبد الله بن أبي اسحاق الحضرمي معلم أبي عمرو بن العلاء، وقيل الخليل بن أحمد الفراهيدي، والصحيح كما نص عليه جماعة منهم الداني وأبو داود وأبو حاتم وكثير من شراح العقيلة والمورد أن مستنبطه الفراهيدي. وذكروا بسبب استنباطه أن زياد بن أبي سفيان أمير البصرة في أيام معاوية كان له لبن اسمه عبيد الله وكان يلحن في قراءته فقال زياد لأبي الأسود إن لسان العرب دخله الفساد فلو وضعت شيئا يصلح الناس به كلامهم ويعربون به القرآن فأمتنع أبو الأسود فأمر زياد رجلا يجلس في طريق أبي الأسود فإذا مر به قرأ شيئاً من القرآن وتعمد اللحن فقرأ الرجل عند مرور أبي الأسود به( إن الله برئ من المشركين ورسوله) بخفض اللام من رسوله فأستعظم ذلك أبو الأسود وقال معاذا الله أن يتبرأ الله من رسوله فرجع من فوره إلى زياد وقال له أجبتك إلى ما سألت فأختار رجلا عاقلا فطنا وقال له خذ المصحف وصباغاً يخالف لون المداد فإذا فتحت شفتي فأنقط فوق الحرف نقطة وإذا ضممتهما فأنقط نقطتين أمامه. وإذا كسرتهما فأنقط تحته. فإذا أتبعت بغنة يعني تنوينا فأنقط نقطتين فبدأ بأول المصحف حتى أتى على آخره. فكان ضبط أبي الأسود نقطا مدوراً كنقط الأعجام إلا أنه مخالف له في اللون. وأخذ ذلك عنه جماعة وأخذه منهم الخليل. ثم إن الخليل اخترع نقطا آخر يسمى المطول وهو الأشكال الثلاثة المأخوذة من صور حروف المد. وجعل مع ذلك علامة الشد شيناً أخذها من أول شديد. وعلامة الخفة خاء أخذها من أول تخفيف ووضع الهمز والإشمام والروم فاتبعه الناس على ذلك واستمر العمل به إلى وقتنا هذا لكن بعض تغيير فيه كما ستقف عليه.
مبادئ فن الضبط(1/67)
حده: علم يعرف به ما يدل على عوارض الحروف التي هي الفتح والضم والكسر والسكون والشد والمد ونحو ذلك مما سيأتي وموضوعه: العلامات الدالة على تلك العوارض من حيث وضعها وتركها وكيفيتها ومحلها ولونها وغير ذلك مما سيأتي، وواضعه واسمه يعلمان مما تقدم
زفوائد كثيرة. منها إزالة اللبس عن الحروف بحيث إن الحرف إذا ضبط بما يدل علي تحريكه بإحدى الحركات الثلاث لا يلتبس بالساكن وكذا العكس، وإذا ضبط بما يدل على تحريكه بحركة مخصوصة لا يلتبس بالمتحرك بغيرها، وإذا ضبط بما يدل على التشديد لا يلتبس بالحرف المخفف. وإذا ضبط بما يدل على زيادته لا يلتبس بالحرف الأصلي، وهكذا. وباقيها لا يختفي
والضبط كله مبنى على الوصل بإجماع علماء الفن إلا موضع مستثناة تعلم مما سيأتي بخلاف السم فإنه مبنى على الابتداء والوقف كما في مقدمة الرسم
(فصل)
والعرب لم يكونوا أصحاب شكل ونقط فكانوا يكتبون الحروف مجردة منهما اعتماداً على ذكاء القارئ وفطنته. وقيل كانوا يصورون الحركات حروفا فيصورن الفتحة ألفا ويضعونها بعد الحرف المفتوح. ويصورون الضمة واواً ويضعونها بعد الحرف المضموم ويصورون الكسرة ياء ويضعونها بعد الحرف المكسور. فتدل هذه الأحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح والضم والكسر
وقد مر معنا في المقدمة أن الصحابة رضي الله عنهم لما كتبوا المصاحف لم يضعوا فيها شيئاً من النقط والشكل وما في وثبت روايته من القراءات المأذون فيها. وأن النقط والشكل وما في حكمه من علامات الفواصل والسجدات والأجزاء والأحزاب وأقسامها والخموس والعشور والوقوف والفواتح والخواتم قد اختلف العلماء فيها على ثلاثة أقوال (1) الجواز مطلقاً(2) الكراهة مطلقاً(3) الجواز في المصاحف التي يتعلم فيها الغلمان ومن في حكمهم دون المصاحف الأمهات(1/68)
وقد نسب الإمام الداني في المحكم هذه الأقوال إلى أريابها فذكر في باب من ترخيص في نقط المصاحف بسنده إلى ثابت بن معبد أنه قال: العجم نور وبسنده إلى الحسن أنه قال لا بأس ينقطها. وبسنده إلى خالد الحذاء قال كنت أمسك على ابن سيرين في مصحف منقوط. وبسنده إلى نافع بن أبي نعيم قال: سألت ربيعه بن عبد الرحمن عن شكل القرآن فقال لا بأس به اهـ. وذكر في باب من ذكر نقط المصاحف بسنده إلى عمر وقتادة وإبراهيم وهشام أنهم كانوا يكرهون نقط المصاحف. وبسنده إلى عبد الله بن مسعود أنه قال: جردوا القرآن ولا تخلطوه بشيء. وبسنده إلى أبي رجاء قال: سألت محمداً عن نقط المصاحف فقال إني أخاف أن يزيدا في الحروف أو ينقصوا، اهـ. وذكر عن أشهب. قال: سمعت مالكا وسئل عن العشور التي تكون في المصحف بالحمرة وغيرها من الألوان فكره ذلك. وقال تعشير المصحف بالحبر لا بأس به وسئل عن المصاحف يكتب فيها خواتم السور في كل سورة ما فيها من آية. قال أني أكره ذلك في أمهات المصاحف فلا أرى بذلك بأساً. قال أشهب: ثم أخرج إلينا مصحفا لجده. كتبه إذ كتب عثمان المصحف. فرأينا خواتمه من حبر على عمل السلسلة في طول السطر. ورأيته معجوم الآي بالحبر. وقتادة قال: بدءوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا.قال أبو عمرو: وهذا يدل على أن الصحابة والتابعين هم المبتدئون بالنقط ورسم الخمس والعشر لأن حكاية قتادة لا تكون إلا عنهم إذ هو من التابعين. وقوله بدء الخ دليل على أن ذلك كان على اتفاق من جماعتهم. وما اتفقوا عليه أو أكثرهم فلا شكوك في صحته ولا حرج في استعماله ا هـ.وذكر في المصباح عن أبن أبي مسعود أنه كره أيضا التعشير وتسمية الصور.وعن النخعي أنه كره النقط والفواتح والخواتم. وعن ابن سيرين أنه كره الفواتح والخواتم. وعن مجاهد أنه كره التعشير وأجاز شكل ما يشكل فقط. وعن أبي العالية أنه كره الجمل ((توقيم الآى)) والفواتح والخواتم اهـ.وقال الحليمي تكره كتابة الأعشار(1/69)
والأخماس وأسماء السور وعدد الآيات. وأما انقط فيجوز لأنه ليس صورة فيتوهم لأجلها ماليس بقرآن قرآنا. وإنما هي دلالات على هيئة المقروء فلا يضر أثباتها لمن يحتاج إليها. اهـ وقال البيهقي ولا يخلط به ما ليس منه كعدد الآيات والسجدات والعشرات والوقوف.اهـ والعمل في وقتنا هذا على الترخص في ذلك كله دفعا للألتباس ومنعا للتحريف والخطأ في كلام رب العالمين.
وينحصر الكلام في هذا الفن في أحد عشر مبحثاً:
الأول: في كيفية وضع الحركات الثلاث وما يتبعها من تنوين وغيره
الثاني: في كيفية ضبط المختلس والمشم وأحكامها
الثالث: في بيان علامة السكون وأحكامها
الرابع: في بيان علامة التشديد وأحكامها
الخامس: في بيان علامة المد وأحكامها
السادس: في كيفية ضبط المظهر والمدغم
السابع: في كيفية ضبط الهمز
الثامن: في كيفية ضبط ألف الوصل.وما جاء بالنقل
التاسع: في كيفية إلحاق ما حذف من الرسم
العاشر: في كيفية ضبط المزيد رسما
الحادي عشر: في أحكام اللام ألف
وقد عقدت لكل مبحث فصلاً على حدته فقلت وعلى الله توكلت.
الفصل الأول
في كيفية وضع الحركات الثلاث وما يتبعها
من تنوين وغيره
الحركات الثلاث هي:
الفتحة: وهي ألف صغيرة توضع مبطوحة ((أي مبسوطة وممدودة)) من اليمين إلى اليسار فوق الحرف المتحرك بها هكذا _َ وقيل أمامه هكذا َ
والضمة: وهي واو صغيرة أيضا توضع فوق الحرف المحرك بها هكذا _ أو أمامه هكذا _, أو في نفسه هكذا _, _ والمختار الأول وعليه العمل.
والكسرة: وهي ياء صغيرة مردودة إلى خلف هكذا _ِ توضع تحت الحرف المحرك بها سواء أكان معرقا أم غير معرق إلا أنه إذا كان معرقا كالنون فإن الكسرة توضع في أول تعريفه.(1/70)
وإنما كانت الفتحة توضع مبطوحة لئلا تلتبس بأصلها الذي هو الألف وكانت صغيرة لتظهر مزية الأصل على فرعه. وكانت الضمة واواً لئلا تلتبس بالواو الصلة. وظاهر إطلاق كثير أن الواو الدالة على الضمة والياء الدالة على الكسرة لهما رأس وذكر بعض المتأخرين إسقاط رأسيهما كما أسقط بعض الألف الدالة على الفتحة,وفي كلام الداني وغيره ما يشعر به والذي عليه العمل أن الياء يسقط رأسها بالكلية وتسقط نقطتاها أيضا وتبقى جرتها فقط. أما الواو فعند المشارقة تبقى بكمالها وعند المغاربة يسقط من رأسها الدارة فقط ويكون شكلها معوجاً هكذا د.
(واعلم) أن الحركات الثلاث المتقدمة شاملة لحركات البناء والإعراب وغيرهما كحركات التقاء الساكنين والاتباع والنقل فضبطها كلها واحدة ولذلك اقتصر أبو الأسود في قضيته المتقدمة على الحركات الثلاث وتبعه الداني والخراز في ذلك وفي تقديم الفتحة على الضمة والضمة على الكسرة ومن قضيته أخذت أسماء هذه الحركات ومحلها.
ثم إذا أتبعت هذه الحركات بتنوين بأن نطق به بعدها زيد عليها مثلها فيزاد على الفتحة فتحة وعلى الضمة ضمة وعلى الكسرة كسرة لأجل بيان أن بعدها في اللفظ نونا تسمى تنويناً ((والفرق بين هذه وبين النون الأصلية أن هذه لا تأتي إلا بعد تمام الكلمة.وتلك تكون في أول الكلمة وفي وسطها وفي آخرها)) وبهذا الفرق جاء الخط تابعاً لذلك فرسموا النون الأصلية دون المسماة بالتنوين. فلما لم ترسم احتاج أهل الضبط إلى جعل علامة تنبيه عليها. وإن كان الأنسب أن ينبه عليها بعلامة السكون لكونها ساكنة لكن الناقط الأول لما لم يجعل للسكون علامة ((إذ ترك العلامة عنده علامة)) ورأى أن التنوين حرف صحيح يحتاج إلى علامة تدل عليه جعلها من جنس ما اخترعه(1)فجاء كل من بعده تابعاً له في ذلك.(1/71)
ثم أن المنون إن كان مما لا يوقف عليه بالألف فإن كان من نوع علامتي الحركة والتنوين توضعان فوقه في حالتي النصب والرفع وتحته في حالة الجر. وأن كان من نوع رحيم .فإنهما توضعان فوقه في حالة الرفع وتحته في حالة الجر وحركته منهما هي التي تليه في التركيب وأما في التتابع فهي السابقة ((وسيأتي بيان ذلك قريباً)) وإن كان مما يوقف عليه بالألف فإن كان من نحو عليماً حكيماً. فقيل أن العلامتين تجعلان معاً على الألف مع انفصالهما عنها.فإن كانتا مركبتين فيحتمل أن تكون العليا هي التنوين ويحتمل أن تكون السفلى. وأما في التتابع فالآخرة بلا ريب. وقيل تجعلان معاً على الحرف الذي قبل الألف. وقيل توضع علامة الحركة على حرفها وعلامة التنوين على الألف. وقيل توضع علامة الحركة على حرفها ثم تعاد مع علامة التنوين فتوضعان معاً على الألف والقول الأول هو الذي عليه نقاط المدينة والكوفة والبصرة واختاره الشيخان وهو مذهب أبي محمد اليزيدي. وعليه عمل المغاربة(1)والقول الثاني هو قول الخليل وسيبويه واختاره جماعة من المشارقة وعليه عملنا(2)وأما الثالث والرابع فضعيفان
وإن كان نوع ماء و مراء ففيه لائمة الضبط ثلاثة مذاهب. الأول وهو أرجحها عندهم وبه العمل أن تجعل الهمزة بعد الألف وعلامتا النصب والتنوين فوق الهمزة ولا يلحق بعدها شيء هكذا ماءً مراءً. والثاني أن يوضع بعد الألف همزة فألف صغيرة فوقها العلامتان بناء على قول اليزيدي هكذا ماءاً,مراءاً. والثاني أن يوضع قبل الألف ألف صغيرة فهمزة ويوضع فوقها العلامتان هكذا ص126 .(1/72)
وإن كان من نحو مفترًى وسمعنا فتى وفي قرًى محصنة:من كل أسم مقصور منون رسمت ألفه ياء ففيه مذهبان معمول بهما_أحدهما_ أن تضع علامتي الحركة والتنوين على الياء كما تضعهما على الألف في نحو عليماً, حكيماً.وعليه العمل عند المغاربة_والثاني أن تضعهما على الحرف الذي قبلها هكذا مفترى. فتى. قرى. وعليه عملنا. وأجاز فيه بعضهم وضع الحركة على حرفها وعلامة التنوين على الياء. وأجاز آخرون وضع الحركة على حرفها ثم أعادتها مع علامة التنوين ولكنهما ضعيفان كما مر. (واختلف) في ألف هذا النوع الملفوظ بها في الوقف فقال المازني هي ألف التنوين مطلقا. وقال الكسائي هي المنقلبة عن الياء مطقا. وقال سيبويه بالتفصيل قياساً على الصحيح ففي المنصوب هي ألف التنوين وفي غيره هي بدل الياء اهـ لكن ينبغي أن لا تلحق هنا ألفا لكون النقط مبنيا على الوصل.ولا وجود لها فيه لوجود التنوين إذا جمع الساكنين ممتنع.
(تنبيهان) _الأول_ قوله تعالى من ربا في الروم على القول بكتبه بالألف والواو والألف قياسه أن يجري فيه ما جرى في المكتوب بالياء فليعلم. اهـ التنبيه الثاني مما يجرى مجرى التنوين لشبهه به نون التوكيد الخفيفة في قوله تعالى وليكونا من الصغرين. وولنسعفا بالناصية. ووجه شبهها به أنها مختصة بالأفعال وحقها أن ترسم نونا كغيرها لكن لما كانت ساكنة زائدة الطرف ملازمة للحركة وتبدل في الوقف ألفا بعد الفتح وتحذف بعد غيره أشبهت التنوين إذاً هذا شأنه فرسمت في جميع المصاحف ألفا لذلك
وكيفية ضبطهما مامر في عليماً حكيماً. اهـ ثم إن المنون قد يقع قبل حروف الحلق وقد يقع قبل غيرها.(1/73)
فإن وقع قبل حروف الحلق ((وهي ستة عند الجمهور: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء. وأربعة عند أبي جعفر: الهمزة والهاء والعين والحاء فقط)) فالحكم في حركيته التركيب وهو جعل علامة التنوين فوق علامة الحركة هكذا نوحِ إذ. حزناً ألا. قومِ هاد.سميعاً عليماً. ووجه ذلك أن حروف الحلق لما بعدت مخارجها من مخرج التنوين الذي هو طرف اللسان كان الحكم عندهن في اللفظ الإظهار فجيء بالضبط مركباً إشارة إلى ذلك إذ في تركيب التنوين مع الحركة إبعاد له عن حروف الحلق خطا كما كان بعيدا منها لفظاً.
وإن وقع قبل غير حروف الحلق فالحكم فيه الاتباع وهو جعل الحركتين متتابعتين ((بأن تجعل علامة التنوين أمام علامة الحركة)) هكذا قومًا صلحين. مليكٍ مقتدر.عليمٌ قدير. ووجه ذلك أن بقية الحروف لما لم تبعد عن مخرج التنوين مثل بعد حروف الحلق بل منها ما قرب جداً. ومنها ما قرب فقط حتى كان حكم التنوين عندها الإدغام في بعض و الإخفاء عند البعض والقلب عند بعض فأشير في الضبط بالاتباع إلى قربه منها إذ إتباع التنوين للحركة تقريب له من تلك الحروف خطأ كما كان قريباً منها لفظاً (ويستثنى) من ذلك ما يحرك فيه التنوين بالكسر لأجل التخلص من التقاء الساكنين. نحو: محظوراً انظرو رحيماً. النبي فإن المحققين من المتأخرين حكموا بالتركيب معه وهو الذي جرى بع عملنا وإن كان لا نص للمتقدمين فيه. ولكنهم استثنوا منه عادا الأولى على قراءة نافع وموافقة فحكموا فيه بالإتباع لعدم يحرك التنوين فيه ولذلك أدعم،(1/74)
فإذا كان بعد التنوين حرف من الحروف الأربعة التي يجمعها قولك (لم ترى) وهي اللام والميم والنون والراء. فإن ذلك الحرف يشدد بعلامة التشديد الآتية نحو: هدى للمقيمين. هدى من ربهم، يومئذ ناعمة. غفور رحيم، ووجه ذلك التنبيه على أن لفظ التنوين أدغم في ذلك الحرف. ولأجل ذلك سمي هذا التنوين وصار جنس ذلك الحرف. ولأجل ذلك سمي هذا النوع الإدغام الخالص. وأما ماعدا ذلك من بقية الحروف فيعرى من علامة التشديد(1) سواء كان مما يظهر عنده التنوين وهو حرف الحلق المتقدمة أو مما يقلب عند التنوين وهو الباء أو مما يدغم فيه التنوين إدغاماً ناقصاً وهو الواو والياء أو مما يخفي عنده التنوين وهو الحروف الخمسة عشر الباقية وأما الحركة فلا بد من وضعها إذ لا موجب لذهابها بل ربما أوقع عدمها في اللبس(1/75)
(تنبيه) ما ذكر من التعرية لجميع الحروف غير حروف (لم نر حتى الواو والياء إنما تتناول الواو والياء إذا كانت غنة التنوين باقية في التلاوة عند اجتماعه معهما بأن كنت تقرأ بقراءة من يبقي الغنة عندهما وهم غالب القراء لأن الإدغام حينئذ ناقص. وأما إذا لم تبق غنة التنوين عندهما كما هو رواية خلف عن حمزة فإنك تضع علامة التشديد فوقهما إشارة إلى أن الإدغام تام(2) وأما حكم التنوين عند الباء ففيه لأهل الضبط وجهان: أحدهما-أن تجعل علامتي الحركة والتنوين متتابعتين بلا تغيير كما تجعلان مع الفاء وغيرها هكذا عليم بما..وثانيهما أنك تعوض من علامة التنوين مما صغيرة لأن التنوين عند الباء يقلب مما في القراءة فيكون تصويره مما في الضبط مشعراً بذلك هكذا عليمُم بما وهذان الوجهان على التخيير وعلى الأول اقتصر الداني في المحكم وذكر أبو داود الوجهين لكنه أختار الثاني وبه جرى عملنا، وجرى بعض المشارقة على الأول ولكنه زاد الميم على الباء إشارة إلى الإقلاب وهو ضعيف ولا يوضع على هذه الميم الدالة على الإقلاب علامة السكون لأنها بمنزلة الحركة الدالة على التنوين فكما أن السكون لا يجعل على الحركة لا يجعل على منزل منزلتها(1/76)
وأما النون الساكنة فإذا لقيها أحد حروف الحلق الستة فحكمها أن يوضع عليها علامة السكون الآتية لأن حكمها عند حروف الحلق الإظهار في اللفظ لبعد مخرجها عن مخرجين لأنها لما كانت يقرعها اللسان في اللفظ جاء الضبط منبهاً على ذلك فصورا سكونها دلالة على قرع اللسان لها لفظاً كما هو الشأن في كل ما يقرعه العضو المعتمد عليه لفظاً، فتصوير السكون هنا بمنزلة التركيب في التنوين ولا فرق في ذلك بين أن تكون النون معهن في كلمة واحدة،نحو: منه وينئون أو كانت هي كلمة وهن في أخرى. نحو: من علم، من غل، ونحو من آمن عند غير ورش ((وأما عنده فهي محركة فمن يضبط على روايته يضبط النون وشبهها بالحركة لا بالسكون)) ويستثنى من هذا الحكم الغين والخاء في قراءة أبي جعفر فحكمهما عندهما عليها كحكمهما عند سائر الحروف الإخفاء حبما يأتي،
وإذا لقيها حرف غير حلقي فحكمهما أن تعرى من علامة السكون لأنها عند غير حروف الحلق لا تكون موجودة في اللفظ وصلا لكونها إما مد غمة أو مقلوبة أو مخفاة فلما كان اللسان لا يقرعها في اللفظ جاء الضبط منبهاً على ذلك فتعريتها من علامة السكون دليل على عدم قرع اللسان لهما كما كان اتباع التنوين قبل هذا دليلا على ذلك، فالتعرية هنا بمنزلة الإتباع في التنوين، وهذا الحكم يشمل حروف الإخفاء متصلة نحو: منك ومن تاب ومنفصلة نحو، أن كان وإن تعجب، وحرف القلب كذلك نحو: منبثاً ومن بعد: وحروف الإدغام المنفصلة خاصة، نحو: من مال الله ومن ناصرين ومن رزق بخلاف المتصلة نحو الدنيا وقنوان لأن النون تظهر حينئذ فلا بد من تصوير سكونها،(1/77)
فإن لقيها حرف الباء ففيها لأئمة الضبط مذهبان- أحدهما تعريتها من علامة السكون حسبما دل عليه العموم السابق. وهو اختار الداني- وثانيهما أن تصور ميما صغيرة بأعلاها مكان السكون تنبيها على أن النون انقلبت في اللفظ ميما لمؤاخاتها للنون في الغنة وقربها من الباء في المخرج.وهو اختيار أبي داود وبه جرى العمل. وما جرى عليه بعض نقاط المصحف من المشارقة من تحليتها بالسكون مع وضع علامة الإقلاب على الباء. لم أقف على نص بجيزة فالأولى عدم الأخذ به
وإن لقيها حرف من حروف الإدغام الستة فان كان لاما أو ميما أو نونا أو راء حليته بعلامة التشديد وعريت النون قبله من علامة السكون للتنبيه على أنها أدغمت فيه إدغاما تاما وإن كان واوا أو ياء فإذا أبقيت عندهما غنة النون بأن أدغمت فيهما إدغاما ناقصا وذلك على قراءة غالب القراء كان في النون وما بعدها منهما التخيير بين وجهين إحداهما أن توضع علامة التشديد على الواو والياء للدلالة على إدغام النون فيهما وتوضع علامة السكون على النون للدلالة على أن الإدغام ناقص بسبب إبقاء غنة المدغم الذي هو النون وهذا الوجه هو مختار الشيخين وبه جرى العمل عند المغاربة وثانيهما- أن تعرى النون من علامة السكون إشعارا بإدغامها فيما بعدها وتعرى النون من علامة السكون إشعارا بإدغامها فيما بعدها وتعرى الواو والياء من علامة التشديد لا من الحركة إشعارا بأن النون لم تدغم فيهما إدغاما خالصا وعلى هذا الوجه جرى عملنا. وإنما جوزوا هذين الوجهين في الواو والياء بعد النون الساكنة واقتصروا على تعريتها بعد التنوين إذا أبقيت غنته لأنه لو وضعت علامة التشديد على الواو والياء بعد التنوين لالتبس الإدغام الناقص بالإدغام التام بخلاف وضعها عليهما بعد النون الساكنة فإنه لا التباس فيه لأن وضع علامة السكون على النون يدل على أن الإدغام غير خالص.(1/78)
وإذا لم تبق غنتها عندهما كما هو رواية خلف عن حمزة فإن الضبط يكون بوضع علامة التشديد على الواو والياء وتعرية النون من علامة السكون لأن الإدغام حينئذ خالص. وما عدا هذه الأحرف السبعة لا تجعل عليه علامة التشديد بعد النون الساكنة
((تنبيه)) إذا قرئ بإبقاء غنة النون الساكنة والتنوين عند اللام والراء فعليه يكون الإدغام ناقصاً ويكون ضبط النون واللام والراء الواقعين بعدها وبعد التنوين كضبط النون والواو والياء الواقعين بعدها وبعد التنوين فليعلم
((تنبيه ثاني)) أتفق أهل الأداء على أن الغنة الظاهرة مع الإدغام في الواو والياء غنة المدغم وهو النون الساكنة والتنوين فيكون الإدغام ناقصاً. ومع الإدغام في النون نحو من نصير ويومئذ ناعمة غنه المدغم فيه فيكون الإدغام تاماً. واختلفوا في الغنة مع الإدغام في الميم نحو من ماء وهدى من ربهم فالذي عليه الجمهور وهو الصحيح أنها غنة الميم المدغم فيها.وقيل غنة الميم المبدلة من النون والتنوين وقيل غنتها ووغنة الميم المدغم فيها. وقيل النون والتنوين فعلى الأقوال الثلاثة الأول يكون الإدغام تاما ويكون الضبط على ما تقدم وهو أن تعرى النون من علامة السكون وتوضع علامة التشديد على الميم كالنون بعد النون. وعلى القول الرابع يكون الإدغام ناقصا ويكون ضبط النون والميم الواقعة بعدها وبعد التنوين كضبط النون والواو والياء الواقعين بعدها وبعد التنوين. اهـ
((تنبيه ثالث)) المراد بالألف الصغيرة المذكورة في هذا الفصل الألف التي كان علماء الضبط يلحقونها حمراء كبقية الأحرف الدالة على أعيان الحروف المتروكة في المصاحف العثمانية مع وجوب النطق بها مثل الألف في نحو بعَلمين و بينَت و زدنهم والياء في نحو النبيـ ى ـن والواو في نحو يستوُن, فإننا اكتفينا بتصغيرها في الدلالة على المقصود لما في وضعها حمراء بواسطة المطبع من المشقة, اهـ
الفصل الثاني
في كيفية ضبط المختلس والمشم والممال(1/79)
المختلس هو ماقرئ بالاختلاس وهو عند القراء عبارة عن الإسراع بالحركة إساعا يحكم به السامع أن الحركة قد ذهبت و هي كاملة في الوزن , وقيل هو النطق بثلثي الحركة ويراد فه الإخفاء ,وقرىء به في نعما وتعدوا
وأمن لا يهدى ويخصمون .تنبيها على أن أصل حركتها السكون والمشم هو ما قرء بالإشمام, والمراد به هنا النطق بحركة تامة مركبة من حركتين وكسرة إفرازا ألا شيوعا وجزء الضمة مقدم وهو الأقل ويليه جزء الكسر وهو الأكثر ,وقيل هو النطق بحركة تامة ممتزجة من ضمة وكسرة شيوعا. والأصح الأول وقرئ به في قيل وأخوتها تنبيها على أن أصلها الضم.
والممال هو ما قرئ بالإمالة, وهي ضد الفتح وتنقسم عند القراء إلى قسمين: محصنة وغير محصنة, فالمحصنة هي تقريب الفتحة من الكسرة والألف من الياء من غير قلب خالص ولا إشباع مبالغ فيه. وتسمى بالإمالة الكبرى وبالإضجاع. وغير المحصنة هي ما بين الفتح والإمالة المحصنة ولذا يقال لها بين بين. وبين اللفظين وتسمى بالإمالة الصغرى وبالتقليل(1/80)
ولما كانت هذه الأنواع الثلاثة مخالفة في اللفظ لما حركته خالصة لكون حركة المختلس مشوبة بسكون وحركة المشم كسرة مشوبة بضمة وحركة الممال فتحة مشوبة بكسرة. احتاج أهل الضبط إلى تمييزها عنه فذهب جماعة إلى تعريتها من الشكل, وهو إختيار أبي داود, قال: لأن هذه الأمور لاتؤخذ من الخط بل بالمشافهة من الشيخ والتعرية تحمل على السؤال, اهـ ((أي عما يستحقه الحرف المعرى من العلامة الدال على كيفية اللفظ به)) وذهب جماعة إلى نقطها,وهو إختيار الداني وعليه جرى عملنا إذ يظن الناظر أن التعرية غفلة من الناقط فيحرك الحرف بحركة خالصة بخلاف ضبطه بغير ضبط سائر الحروف: وكيفية ذلك أن يوضع في الإختلاس نقطة فوق الحرف إن كان مفتوحا كعين تعدوا وتحته إن كان مكسورا كعين نعما(1)وفي الأشمام نقطة أمام حرفه(2)هكذا قيل,سئ تنبيها على أنه يشار بالكسرة إلى الضمة, وفي الممال نقطة تحته عوضا من فتحته للدلالة على أنه ممال ولافرق في ذلك بين أن تكون الإمالة رائية أو يائية في فواتح السور أو في غيرها محصنة أو غير محصنة ولا بين أن يكون ألفها ثابتا أم محذوفا كتب بالياء أولا حتى يدخل في ذلك نحو: خطهم. مجريها. الكفرين. موسى الهدى. طه. يس. حم. بشرى. هاد. لكن بشرط أن تكون الإمالة وصلا ووقفا كما في هذه الأمثلة. وأما ما يمال في الوقف دون الوصل كالأسماء المقصورة نحو فتى وقرى ومفترى ومالقيه ساكن في الوصل نحو موسى الكتاب وترى الشمس فالصواب ضبطه بما يدل على الفتحه الخالصة لاجماعهم على أن الضبط مبني على الوصل(3).
(الفصل الثالث)
(في بيان علامة السكون وأحكامها)
اختلف أئمة الضبط في علامة السكون ومحلها. فمنهم من قال هي دائرة تجعل فوق الحرف الساكن منفصلة عنه هكذا الحمد لله.وهو مذهب الأكثرين من نقاط المدينة المنورة واختارهأبو داود وجرى عليه عمل المغاربة1(1/81)
(وقد اختلف في مأخذها) فقال جماعة أخذوها مما تقرر عند أهل الحساب من جعل دارة صغيرة قي المنزلة الخلية من العدد دلالة على الخلو فلما كان الحرف الساكن خاليا من الحركة جعلوا عليه تلك الدارة دليلا على خلوه من الحركة . وقال آخرون:أصلها هاء واقفة هكذا d تركت جرتها فصارت هكذا ه. ومنهم من قال:علامته هكذا الحمد لله وهو مذهب الخليل وأصحابه وعليه عملنا الآن. (وقد اختلف) في اصلها أيضا فقيل رأس خاء مأخذوة من كلمة خف أو خفيف إذا الساكن أخف من المتحرك، وقيل رأس حاء ماخوذة من كلمة استرح لأن السكون استراحة من ثقل الحركة. وقيل رأس جيم مأخوذة من كلمة جزم ومنهم من قال علامته هكذا _ِ(جرة صغيرة) وهو مذهب نقاط الأندلس كأنهم أرادوا بها مذهب الخليل لكنهم أسقطوا راس الخاء وأبقوا جرتها غير أن هذا الذهب إنما يحسن مع نقط الدؤلي ومنهم من قال علامته هاء مشقوقة هكذا هـ وهو مذهب بعض النحاه وأقل أهل المدينة. وحجتهم أن الأصل في الوقف السكون والهاء تزاد في الوقف للسكت نحو كتابيه فهما من خواص.وأيضاً فقد اشتركا في كون كل واحد منهما ليس بحاجز حصين. ومنهم من قال علامته نقطة مربعة توضع فوق حرفه وهو ضعيف إذ لم أره منصوصاً لغير الهروى. وكل هؤلاء يقولون بافتقار الساكن إلى علامة السكون وخالف في ذلك بعض نقاط العراق فلم يجعلوا للسكون علامة أصلا.
وللناس في وضع علامة السكون على الحروف السواكن مذاهب فمنهم من يضعها على الحرف المظهر فقط للأشعار بأنه مظهر بحيث يقرعه اللسان. ويعرى غيره منها مدغما كان أو مخفى أو ممدوداً للدلالة على إدغامه أو خفافه, ومنهم من يضعها على الجميع بدون استثناء شئ منها. ومنهم من يضعها كذلك لكنه يميز علامة سكون الممدود عن علامة سكون غيره بحيث تكون صورة كل منهما لا تشبه الأخرى, ومنهم من يعري حروف المد فقط وعملنا على الأول.
(المبحث الرابع)
(في بيان علامة التشديد وأحكامها)(1/82)
أختلف أئمة الضبط في صورة علامة التشديد ومحلها وشرطها فقال جماعة علامة التشديد شين غير معرفة و لا مجرورة ولا منقوطة وتكون فوق الحرف هكذا الله ربنا. كأنهم أرادوا بذلك شد أو شديد قياسا على ما كان يفعله بعض العرب من الاستغناء بالحرف الأول من الكلمة عن باقيها. وهذا القول هو مذهب الخليل وأصحابه وعيه نقاط المشرق. واختاره أبو داود لمن ينقط بالحركات المأخوذة من الحروف لكون مخترع الجميع واحدا وهو الخليل وبه جرى ملنا لكن لا يكتفى في الحرف المشدد بوضع علامة التشديد المذكورة فقط بل أن يضاف إليها ما يستحقه الحرف من الحركات بلأن يجعل معها واو صغيرة(الضمة) أمام الحرف أو فوقه في الضم. وياء صغيرة مردودة(الكسرة) تحته الكسر. وألف صغيرة مبطوحة(الفتحة) أعلاه الفتح.
واختلف في مكان الفتحة وكذا في مكان الضمة على القول بجعلها فوق الحرف من علامة التشديد المذكورة هل يوضع كل منهما فوقها أو تحتها والذي نص عليه الداني وغيره وبه العمل أنهما يوضعان فوقها، ووجهه أنه لما تواردا مع علامة التشديد على محل واحد وكانت الحركة تدل على شيء واحد وهو التحريك وعلامة التشديد تدل على شيئين التحريك والشد كانت لها مزية استوجبت بها القرب من الحرف، وأما الكسرة وكذا الضمة على القول بجعلها أمام الحرف فلم تتواردا معها على محل واحد،وما ذكره بعضهم من وضع الكسرة فوق الحرف وتحت علامة التشديد ضعيف.
وقال آخرون علامة التشديد دال توضع قائمة الجناحين فوق الحرف إن كان مفتوحا ومنكسة إلى أسفل أمامه إن كان مضموما وتحته إن كان مكسورا.وأرادوا بذلك ثلثي الكلمة وهو في حكم الكل فكأنها هي الفظة كلها، وهذا القول لبعض نقاط المدينة المنورة وتبعهم عليه نقاط الأندلس واختاره الداني، واختلفوا في حكم حركة الحرف المشدد مع هذه العلامة على ثلاثة أقوال.(1/83)
أحدها ، أن يقتصر على علامة التشديد فقط استغناء بها عنها لتنزلها منزلتها لأنها توضع في موضعها ففيها بيان للمعنين (الشد والشكل) وباختيار هذا القول صرح أبو داود إذ هو أوفق للأصل لأن هذه الأشياء لم تكن موجودة في المصحف القديم وإنما أحدثت للبيان فما كان البيان حاصلا بدونه أستغنا عنه_الثاني_ أن يجمع بين الشد و الشكل تأكيدا في البيان هكذا رب 7َ:رب7, وهذا القول رجحه بعض المتأخرين. وقد يتأكد العمل به فيما إذا كان الحرف المشدد مختلفاً فيه بين الفتح والإمالة فإنه لا يتميز ضبطه لأحد المذهبين عن الآخر باجتماع علامة التشديد مع إحدى العلامتين: إما الفتحة أو نقطة التعويض, ولم يتكلم أحد من القدماء على محل الحركة من الشد على هذا القول واستظهر بعض المتأخرين أن يكون الشد هو الذي يلي الحرف من أي جهة كان قياسا على إذا ما كان الشد بالشين_الثالث_ القول بالتفصيل: أي إن كان الحرف المشدد في آخر الكلمة جمع فيه الشد والشكل لأن الأطراف محل التغير فيطلب فيها البيان أكثر من غيرها, وإن كان في أول الكلمة أو وسطها اكتفى فيه بالشد فقط. قاتل الداني: وهو قول حسن.
وقالت طائفة: علامة التشديد ضبط الحرف المشدد مع إهمال ما عداه. اختلفوا في تعين هذا الضبط بين قائل بكونه نقطا مدورا وقائل لكونه الشكل المأخوذ من الحروف, وضعفه المحققون بل أنكره جمهوره
(فصل الخامس)
(في بيان علامة المد وأحكامها)(1/84)
علامة المدجرة بآخرها ارتفاع قليل تجعل فوق حروف المد الثلاثة إذا وليها همز أو ساكن تنبيها على أنهخا تمد حينئذ في اللفظ مداً زائداً على مقدارها الطبيعي. وهي مأخوذ من كلمة مد بعد طمس ميمها وإزالة الطرف الأعلى من دالها. وحروف المد الثلاثة هي الألف اللينة والواو الساكنة المضموم ما قبلها والياء الساكنة المكسور ما قبلها. والمراد بالفوقية هنا يكون علامة المد وحرفه بياض كما في وضع الحركة. ويكون حرف المد مقابلا لوسط العلامة. وقيل يكون ابتداء العلامة من حرف المد وتمربه إلى الهمز أو الساكن وبهذا القول أخذ التجيبي وجماعة، واختار الأول أبو داود واقتصر عليه أكثر المحققين وهو الذي عليه عملنا
ثم الهمز الذي يلي حرف المد لا يخلو إما أن يكون متصلا به في كلمته أو منفصلا عنه بأن يكون حرف المد آخر الكلمة والهمز أول تاليتها والهمز المتصل أما أن تكون محققاً أو مغيراً فأنواع حروف المد بالنظر لذلك ثلاثة
1- ما وليه همز متصل محقق نحو: جآء. وقروء. وسيء.
2- ما وليه همز متصل مغير نحو الآتي عند ورش وجآءنا عند حمزة في الوقف. وهؤلاء إن وأوليآء أولئك وشآء وأنشره عند قالون
3- ما وله همز منفصل نحو: بما أنزل قالو ا آمناً في أنفسكم.
فتوضع علامة المد في النوع الأول للاجتماع على مده. وكذا في الثاني والثالث إذا قرئ بمدها. وأما على قصرهما فلا يجوز وضعها
(تنبيه) إذا تقدم الهمز على حروف المد نحو: ءامن. أوتى إبمان. فلا توضع علامة المد عليها إلا على وجه إشباعها لورش دون توسطها وقصرها. وإنما لم توضع على وجه التوسط مع أن فيه زيادة على المد الطبيعي لئلا يلتبس المد المتوسط بالمد المشبع. ولم يضعها أحد على وجه القصر. وكذا حكم حرفي اللين الواقع بعدهما همزة كياء شيء وواو السوء. اهـ(1/85)
وأما الساكن فيشطرط لوضع علامة المد على حرفه الذي قبله أن تكون ((الساكن)) موجودا وصصلاً ووفقاً سواء كان مدغماً نحو: الحآفة. آتحجوني. تشقون، أو مظهر. نحو: محيآئ عند من أسكن الياء. أما إذا كان موجودا في الوصل فقط نحو: وقالا الحمد. وقالوا اطيرنا. أفي الله شك، أو في الوقف فقط نحو: متاب نستعين. المفلحون فلا توضع علامة المد على حرفه في ذلك كتاب نستعين. المفلحون فلا توضع علامة المد على حرفه في ذلك لعدم وجود حرف المد لفظاً في وصل النوع الأول وعدم وجود الساكن في وصل النوع الثاني وقد علمت أن النقط مبنى على الوصل
(تنبيه) إذا كان حرف المد الواقع بعده همز أو سكون محذوفاً في رسم المصحف فلأهل الضبط فيه وجهان:
(1)-أحدهما- أن يلحق ذلك الحرف(2) لأجل أن تجعل عليه علامة المد إذ الأصل فيها أن توضع فوق حروف المد كما مر. سواء كان سبب المد همزاً متصلا نحو: شفعآؤا أن. والنبىئين. وليسُئوا. أو همزاً منفصلاً نحو: السـ~وأى أن. وفأووا إلى، ولا يستحي أن يضرب وبه إن كنتم. وتأويله وإلا. وكذا ولئن أخرتن إلى والداع إذا. وإن ترن أنا عند من أثبت الياء. وكذا عليكم و أنفسكم. عند من وصل الميم أو كان السبب سكون. نحو: والصفت وأتحجوني وتشفون. ومحيي. عند من حذف الألف- الثاني- أن لا يلحق ذلك الحرف المحذوف ويكتفي بوضع علامة المد في موضعه(1) وقد نص على هذين الوجهين الشيخان وغيرهما وصرح أبو داود باختيار الوجه الأول وبه صدر الداني وعليه جرى عملنا. اهـ
(تنبيه ثان) إذا كانت حروف المد ساقطة في خط المصحف ولم يكن بعدها همز ولا سكون. وذلك كالياء الزائد في نحو: يوم يأت لا تكلم. وعسى أن يهدين ربي. وكصلة الهاء في نحو: إن ربه بصيرا. وكصلة ميم الجمع نحو ومما رزقنهم ينفقون. فالكاتب مخير فيها بين أن يلحقها من غير وضع علامة المد عليها. وبين أن يتركها ويكتفي بوضع علامة المد في موضعها(1/86)
ويقاس على ذلك ما أجمع فيه ياآن حذفت ثانيهما(2) نحو: والله لا يستحي من الحق. وأنت ولي .ويحيى ويميت.
والتخيير المذكور هو مذهب أبي داود. فليس عنده إلا الإلحاق وهو الأصح الذي جرى به عملنا
وأما حروف المد الواقعة في فواتح السور فالإجماع منعقد على أنها لا تلحق. وأما وضع علامة المد عليها فلم يرد فيه نص عن المتقدمين. وأما المتأخر ون فمنهم المتأخرون فمنهم من قال لا توضع لأن الأئمة المقتدى بهم لم يعرجوا على ذلك بوجه لو كان مفتقراً إلى المط ((علامة المد)) لتكلموا عليه بدليل أنهم تكلموا على النفط. ومنهم قال توضع مراعاة للفظ وانعدام حرف المد لا عبرة به. ألا ترى أنه يوضع حرف المد على أحد الوجهين فيه والصحيح الأول ولكن جرى العمل بالثاني غالبا واختلف القائلون بوضعها في محلها من الحرف الذي ينطوي فيه حرف المد. فمنهم من قال توضع فوقه. ومنهم من قال أمامه ((أي على محل حرف المد لو ألحق)) وقال في اللام تجعل يمينها إذ ذاك محل لها على الصحيح وعملنا على الأول هكذا الم
(تنبيه ثالث) خالف نقاط العراق فلم يجعلوا للمد علامة ورأوا أن وجود السبب كاف في ذلك. وبالله التوفيق
(الفصل السادس)
في ضبط المظهر والمدغم وما بعدهما من المظهر
عنده والمدغم فيه
المظهر هو ما يُقرأ بالإظهار والمظهر عنده هو الحرف الذي يليه. وكيفية ضبطهما أن تجعل علامة السكون على الحرف المظهر وتحرك الحرف الذي بعده بالحركة التي يقرأ بها من فتح أو ضم أو كسر ولا تجعل عليه علامة التشديد إذ لا موجب لها. ووجه ذلك أنه لما كان الحرف المظهر يقرعه العضو الذي يخرج منه في اللفظ جاء الخط منبها على ذلك فجعلت عليه علامة السكون وعرى ما بعده من التشديد دلالة على كمال الإظهار. ولا فرق في ذلك بين ما كان متفقاً على إظهار نحو إفراغ علينا أو مختلفاً فيه نحو قد سمع عند من يقرأ بإظهار وجاء الضبط على قراءته.(1/87)
وأما المدغم فعلى قسمين –أحدهما- ما يذهب معه لفظ الحرف المدغم وصوته ويصير النطق كأنه بحرف واحد مضعف ((مشدد)) سواء كان مماثلا لما أدغم فيه نحو: وأذكر ربك أولاً نحو: بل ران. وهذا النوع يسمى إدغاما تاماً وخالصاً. ومنه ما جاء عن أبي عمرو ويعقوب في رواية الإدغام الكبير. وحكم ضبطه أن يعرى الحرف المدغم من علامة السكون تنبيها على أنه يدغم فيما بعده ذاتا وصفة. التشديد على الحرف المدغم فيه تنبيهاً على أنه أدغم فيه ما قبله وصار معاً كحرف واحد مشدد يرتفع اللسان عنه ارتفاع واحدة. ولا فرق في ذلك بين أن يكون الإدغام مجمعاً عليه نحو: الرحمن. وإن عدتم. وقالت طائفة. واضرب بعصاك، أو مختلفا فيه نحو: اتخذت إذ تأتيهم. ولقد ضربنا. حملت ظهورهما. بل ضلوا. ويعذب من يشاء إذا أريد ضبطه على قراءة الإدغام
(والقسم الثاني) ما يذهب معه لفظ الحرف المدغم ويبقى صوته. ويسمى إدغاماً ناقصاً ومنه إدغام الطاء في التاء في نحو بسطت وأحطت وفرطتم لجميع القرء. وفي ضبطه وجهان على سبيل التخيير-أحدهما- أن تضع علامة السكون على الطاء وعلامة التشديد على التاء هكذا بسطْتَّ. احطمتُّ فرطتُّْم –والثاني- أن تعرى الطاء من علامة السكون والتاء من علامة التشديد دون الحركة هكذا بسطتَ أحطمتُ فرطتَم. والمختار الأول كما صرح به الشيخان وغيرهما وعليه جرى عمل المغاربة وجرى عملنا على الثاني. وهذان الوجهان هما المتقدمان في إدغام النون الساكنة في الواو والياء مع إبقاء الغنة
(تنبيهان) –الأول- اختلف أهل الأداء في إدغام القاف في الكاف من (ألم نخلقكم) في المراسلات فذهب الجمهور إلى أن إدغامه خالص وحكى الداني الاجتماع عليه. فضبطه على قولهم هكذا ألم نخلقكُّم. وذهب جماعة منهم مكي وابن شريح إلى أن إدغامه ناقص فيكون ضبطه على قولهم كضبط بسطتَ ونحوها.اهـ(1/88)
-التنبيه الثاني- مما يليق ذكره هنا حكم فواتح السور وذلك أن فيها الإظهار فهو في الدال من ص~ كتاب ص~ والقرآن وص~ ذكر عند المدنيين والمكي وعاصم. وفي الميم من ميم حيث وقعت. وفي الميم من لام عند الراء. وفي الفاء من كاف فاتحة مريم، وق والقرآن. ومن ألف حيث وقعت. وفي النون من يس ون عند قالون ومن وافقه. وحكم ذلك أن يحرك الحرف الذي بعدها بحركته ولا يشدد إذ لا موجب لتشديده. وأما الإخفاء فإنه في النون من عين في فاتحتي مريم والشورى. والحكم فيه كالحكم في الإظهار سواء لأن الفرق بين الإظهار والإخفاء إنما يظهر في ضبط المسكن وترك ضبطه والمسكن غير موجود هنا في الرسم. وأما الإدغام الخالص فهو في الميم من لام قبل ميم ميم. وفي النون من طسم عند غير حمزة، وفي صاد ذكر فاتحة مريم عند غير المدنيين والمكي وعاصم والحكم فيه السديد ما بعد المدغم. وأما الإدغام الناقص فهو في النون من يس والقرآن ون والقلم. والحكم فيه تعرية ما بعده من علامة التشديد على المختار. وجهه أن النون من يس ون لما لم ترسم أعطيت الواو بعدها حكم الواو بعد التنوين فلم تشدد. وهذا كله بحسب ما تقتضيه القواعد المتقدمة وإن لم ينصوا عليه. وجرى به عمل المغاربة وبعض المشارقة. وذهب بعضهم إلى تجريدها وعليه جرى عملنا. اهـ
(تنبيه رابع) لم يتعرض أحد من المتقدمين لحكم ضبط الميم عند الباء من نحو إن ربهم بهم. على المختار عند المحققين من أهل الأداء من إخفائها لجميع القراء. والذي جرى عملنا أن ضبطها كضبط النون الساكنة عند حروف الإخفاء وهو أن تعرى من علامة السكون ولا تجعل علامة التشديد على الباء.اهـ
(الفصل السابع)
في أحكام الهمز على اختلاف أنواعه(1/89)
قد تقدم معنى الهمز لغة واصطلاحاً. والمقصود هنا بيان هيئة الهمزة. ولونها. وموضعها أن لم تكن لها صورة: وامتحان موضعها. ومحليها من صورتها إن كانت ولوازم تغييرها من مدو غيره أما هيئتها فلأهل الضبط فيها مذهبان-أحدهما- أنها نقط مدور كنقط الإعجام في الصورة سواء كانت محققة أو مسهلة. وهو مذهب نقاط المصاحف. ووجهة أنهم رأوها في الغالب مفتقرة إلى صورة فصارت بهذا الاعتبار كالحركات التي لا تفارق الحروف.-والثاني- أنها عين صغيرة هكذا وهو مذهب النجاة وكتاب المراء (أي كتاب الرسائل والأشعار) ووجهه أنهم لما رأوا الإجماع منعقداً على اختبار موضع الهمزة بالعين كما سيأتي اختاروا كتبها بها. والذي عليه العمل الآن تصويرها رأس عين هكذا. إن كانت محققة. ونقطاً مدوراً هكذا. إن كانت مخففة(1)
وأما لونها فيختلف باختلاف حالها في اللفظ من تحقيق وتخفيف. فإن كانت محققة في اللفظ كتبت بالمداد الأصفر سواء كانت في أول الكلمة نحو:إِنا.أو في وسطها نحو: سألوا. أو في آخرها نحو: بدأَ. وسواء كانت صورتها ألفا كالأمثلة المذكورة أو ياء نحو يبدئ ولئلا. أو وواو نحو يعبؤا ومؤجلاً وسواء كانت مصورة نحو ما تقدم أو غير مصورة نحو ءانية والأفدة وملء ودفء والخبء. وسواء كانت متحركة كما تقدم أو ساكنه نحو: الرءيا ورءيا وسؤلك ونبيء. وسواء كانت مفردة كما تقدم أو مجتمعة مع غيها نحو: ءأسجد وءآالهتنا. وشاء أنشره.
وإن كانت مخففة فيه كتبت بالمداد الأحمر إن كان تخفيفها بالتسهيل بين بين أو بالبدل محركا دون ما كانت مخففة بالإسقاط أو النقل أو البدل حرفاً ساكناً.
والذي عليه العمل الآن نظرا لحلة الطباعة عدم التفرقة بينها وبين مداد المصحف في اللون والاكتفاء في تمييزها بدقة القلم.
وأما حكم حركة الهمزة فهو أن المحققة توضع عليها التفرقة بينها وبين مداد المصحف في اللون والاكتفاء في تمييزها بدقة القلم.(1/90)
وأما حكم حركة الهمزة فهو أن المحققة توضع عليها حركتها كسائر الحروف المتحركة
وأما المخففة فإن سهلت بين بين فلا تحرك غير خالصة. ولا فرق في عدم تحريكها بين أؤنبئكم وأيفكا وغيرهما على المختار المعمول به. وكذلك لا تحرك المبدلة حرف مد. وأما المبدلة حرفا محركا نحو: ليلا وموجلا فقيل لا تحرك والعمل على الأول.
تم إن ما سهل بين بين تجعل علامته نقطة مدورة تشبهها له بالهمزة المحققة لما فيه من بعض الهمزة غذ هي تسهيل بينها وبين حرف شكلها، وكذا ما أبدل حرفاً محركاً لبقاء حركة الهمزة فيه فصارت كأنها باقية. بخلاف ما أبدل حرف مد فإن الهمزة ذهبت فيه وذهبت حركتها. والحرف الذي جئ به أجنبي، ثم سهل بين بين يشمل مواضع:
منها أرأيت وهأنتم وباب ءأنذرتهم والله خير على وجه التسهيل فتجعل في الجميع نقطة مدورة في رأس الألف دلالة على التسهيل بين بين. فإن كانت الألف محذوفة كما في أرأيت في قول زكما في باب أءنذرتهم على القول بأن المصورة هي الأولو فلا نص فيه للمتقدمين وظاهر كلام التنسى التخيير بين إلحاق الألف وجعل النقطة عليها أو الأكتفاء بالنقطة والعمل على الأول.
ومنها باب أءنزل مما صورت فيع إحدى الهمزتين فقط فإن المختار في نقطة أن تجعل في السطر بعد الألف نقطة مدورة علامة على التسهيل.(1/91)
ومنها جاء أمة وباب جاء إخوة وكذلك باب يشاء إلى وجه التسهيل وكذلك المتفقان من كلمتين نحو: شاء أنشره عند من يسهل الثانية.ونحو: هؤلاءان. وأولياء أولئك عند من يسهل الأول أو الثانية فتجعل النقطة في موضع المسهلة دلالة على التسهيل(1) وقد دخل فيه أؤنبئكم وباب أئفكا وكذا اللائي مما للهمزة المهلة فيه صورة فيكون حكمها جعل النقطة في موضع الهمزة المسهلة علامة للتسهيل وذلك فوق الواو وتحت الياء وهذا الوجه حسن وهو الذي يعطيه القياس وبه جرى العمل غير القدماء لم ينصوا عليه في هذه المواضع وإنما ذكروا في أونبئكم وباب أئففكا وجهين –أحدهما- جعل دارة على الواو والياء وجعل نقطة أمام الواو ونقطة تحت الياء. واستحسن هذا الوجه الداني ووجهه على التحقيق أن نقطة علامة للهمزة المسهلة والدارة لتوهم زيادة الواو والياء لأن قائل ذلك يرى أن هذا الموضع ليس بمحل للواو والياء وإنما هو محل الألف لكنها لم تجعل لئلا يجتمع صورتان فصارت الواو والياء عنده كأنهما زائدتان فجعلت عليهما الدارة –الوجه الثاني- تعرية الواو والياء من النقطة والدارة واستحسنه أبو داود. ووجهه أن الأداء إنما يؤخذ من الشيوخ مشافهة بالتعرية توجب السؤال. وزاد التجيبي وجهاً ثالثاً وهو الاكتفاء بالنقطة عن الدارة مع اعتبار أنها علامة للحركة. وذكروا في اللآتي وجهين –أحدهما- كالأول في أئفكا. والثاني الإقتصار على الدارة.
وما أبدل حرفاً محركاً مواضع:
منها لئلا ولأذهب لك وباب مؤجلا فالحكم فيها جعل نقطة مدورة الهمزة من الصورة دلالة على إبدالها حرفاً محركاً(1)
ومنها باب من وعاء أخيه وباب ويسماء أقلعي فالحكم فيهما جعل نقطة مدورة في موضع الهمزة المبدلة دلالة على البدل(2) ومنها باب يشاء إلى على وجه إبدال الثانية واوا. هؤلاء أن. وعلى البغاء إن عند من يبدلهما ياء مكسورة فالحكم جعل نقطة مدورة في موضع الهمزة المبدلة دلالة على البدل.
وخرج بالتقييد بالحركة مواضع:(1/92)
منها أرأيتم وهأنتم وباب ءأنذرتهم وباب ءالله خير على قراءة الإبدال حرف مد فإن الهمزة المبدلة حرف مد لا تجعل النقطة في موضعها: ومنها الهمزة الثانية من الهمزتين المتفقتين من كلمتين. نحو: جاء أمرنا على قراءة إبدالها حرف مد فلا تجعل النقطة في موضعها ومنها الهمزة الساكنة إذا أبدلت مد نحو: ءامن ويومن وبير فلا يجعل النقطة في موضعها
(تنبيه) لم يتعرض الشيخان لكيفية ضبط النبئ معاً في الأحزاب وبالسوء إلا سورة يوسف على وجه الإبدال لقانون. والذي جرى بع العمل في ضبطهما له على هذا الوجه أن تعرى الياء في النبي معاً والواو في بالسوء إلا من علامة التشديد والحركة لعدم وجود المدغم فيه رسماً في الكلمتين. ولا توضع النقطة الدالة على الهمز فيهما أيضاً لأن شرط ضبط الهمزة المبدلة حرفاً محركاً أن لا يؤدي الإبدال إلى الإدغام. وكذا لا توضع النقطة على نحو النسى لورش.
وأما موضعها فإن لم تكن لها صورة في المصحف فحكمها أن توضع في السطر لأنها حينئذ حرف مستقل بنفسه كاسائر الحروف سواء كانت أولا نحو ءاسن او وسطا. نحو: شطئة أو آخراً نحو: ملء والخبء. وسواء كانت محققة كهذه المثلة أو مبدلة حرفاً محركاً نحو هؤلاء. إلهة أو مسهلة بين بين نحو: أ.له على المختار المعمول به ثم إن ماذكر من جعلها في السطر إنما هو إذا لم تكن هناك مطة موجودة فإن كانت هناك مطة كما في شطئة فصرح أبو داود بأن الهمزة تكون متصلة بالمطة من غير أن تقطعها وهو ظاهر كلام الداني. وأجاز بعض المتأخرين أن تكون منفصلة عنها وعليه عملنا(1/93)
وإن ياء. فضبطها إن كانت مفتوحة أو ساكنة أن يوضع فوق صورتها نقطة أو رأس عين على مامر سواء كانت ألفا أو واواً أو ياء وسواء كانت أولاً أو وسطاً أو آخراً. نحو: أَمداً وسأَلوا والبأس وبدأ وإن يشأْ واقرأْ وموَجلاً ويؤْمن وفئَة وهئْ. وإن كانت مكسورة وضع ذلك تحتها. نحو: إن وفإِن ومن نبإِ وسلت وشاطي ولؤلؤ. وإن كانت مضمومة وضصع ذلك فوقها إن كانت واوا. نحو يكلؤكم أو ياء نحو ينشئ. وفي وسطها إن كانت ألفاً نحو: لا تقطع المطة(1)
وحكم الهمزة المسهلة بين بين والمبدلة حرفاً محركاً حكم المحققة في جميع ذلك. وهل تكون الهمزة متصلة بصورتها أو تبقى بينهما بياض حكى الداني في ذلك قولين: واختار القول بالاتصال مطلقاً.
ولما كان موضع الهمزة التي لا صورة لها قد يشكل على بعض من بريد وضعها وضع النقاط لمعرفته ميزاناً وهو أن ينطق بالعين في موضعها(2)فالوضع الذي تظهر فيه العين توضع فيه الهمزة. مثلاً تقول آمنوا عامنوا. وفي مسئولا مسعولا. وفي متكئين متكعين. وهكذا
وأعلم أنه إذا اجتمع همزتان في كلمة ولم يرسم فيها إلا صورة واحدة فقد اختلف هل تلك للهمز الأولى أو للهمزة الثانية فذهب الفراء إلى أنها للأولى. وعلل بتصديرها وبأنها جئ بها لمعنى في الأكثر. وذهب الكسائي إلى أنها الثانية. وعلل بأن الأولى زائدة على الكلمة وعن أصولها فهي أولى بالحذف. وأخذ النقاط بالمذهبين. واختاروا كلا منهما في نوع من الهمزتين. فاختاروا مذهب الكسائي في المتفقتين في الصورة لو صورت الثانية على مراد التخفيف بعد تصوير الأولى، فيدخل في ذلك باب ءأنذرتهم وءالله وباب ءامن. واختاروا مذهب الفراء في المختلفتين في الصورة لو صورت الثانية بعد تصوير الأولى فيدخل في ذلك باب أءل وباب أءنز(1/94)
فإذا بنيت على المختار في المتفقتين فنقطة على قراءة التحقيق هكذا ءأنذرتهم وعلى قراءة تسهيل الثانية ءاْنذرتهم ءاْلله. أما على قراءة إبدالها حرف مد فلا تجعل عليها نقطة لأن المبدل حرف مد لا تجعل عليه علامة حسبما دل عليه كلامهم، وأما باب آمن فنقطة عليه هكذا ءامن. وإذا بنيت على المختار فيهما فللت في كيفية نقطه وجهان –أحدهما- هكذا أئنذرتهم-والثاني- مثله إلا أنك تلحق ألفاً حمراء (أو صغير لما مر) تحت
الهمزة الثانية(1) وإذا بنيت على المختار في المختلفتين فلك في نقطة وحهان –أحدهما- هكذا أءذا. أءله. أءنزل، أءلقى. وترعى في الثانية هيئتها تحقيقاً وتسهيلاً –والثاني- مثله غير أنك تلحق ياء حمراء (أو بقلم دقيق) في باب أءله(2)وواواً أحمراء (أو بقلم دقيق) في باب أءنزل وترعى مكان الهمزة من صورتها الكلحقة على تأصيل والراجح الأول وعليه العمل. وإذا بنيت على غيره فيهما فتنقط هكذا ءإذا ءإله، ءأنزل. ءألقى
وأما ما اجتمع فيه ثلاثة همزات ولم يرسم إلا بصورة واحدة وهو ءآلهتنا في الزخرف وءآمنتم المستفهم به وهو في الأعراف وطه والشعراء فلأهل النقط فيه خمسة أوجه الأول ءَأَمنتم. والثاني ءَأَامنتم والثالث أاامنتم. والرابع أَءَمنتم والخامس أَأَمنتم والأول هو المختار وعليه العمل لكن مع مراعاة هيئة الهمزة الثانية تحقيقاً وتسهيلاً(1/95)
وإذا وقع قبل الهمزة الأولى مما اجتمع فيه همزتان في كلمة ساكن صحيح منفصل نحو: قل أءنتم أعلم. قل أؤنبئكم فكيفية ضبطه على قراءة النقل كما في رواية ورش أن تحكى الساكن بحركة الهمزة وتسقط الهمزة وتجعل في نوضعها جرة هكذا قل –أنتم قل- أؤنبئكم، وإذا وقع قبلها تنوين نحو: رحيمٌ ءأشفقتم وحاجزاً أءله فحكمه عليها أن تسقط الحركة والهمزة معاً وتجعل الجرة موضع الهمزة هكذا رحيم –أشفقتم. حاجزاً- اءله(3) وإذا أريد الضبط على قراءة من يدخل ألفاً بين الهمزتين فعلى المختار يلحق ألفاً حمراء (أو صغيرة على ماتقدم) أو مطة عوضاً منها قبل المصورة في المتفقتين وبعدها في المختلفتين هكذا ءَ أَنذرتهم أَ ِْله هكذا. أو هكذا ءَ-أَنذرتهم أَ-ءِله ولا يخفي وضعها على غير المختار
وأما دخلت فيه همزة الاستفهام على همزة الوصل وهو ءالذكرين موضعي الأنعام. والئن موضعي الإبدال حرف مد وهو وءالله خير (وللقراء فيه وجهان الإبدال مد وهو الأشهر-2- التسهيل بين بين) فإذا بنيت على مذهب من يبدل فضبطها هكذا ءآلذكرين ءآلئن. ءآلله. وإذا بنيت على مذهب من يسهل فضبطها هكذا ءاْلذكرين. ءاْلئن. ءاْلله. وهذا الحكم يجوز أيضاً(4)في كل ما اجتمع فيه الهمزتان مفتوحتان ليست ساكن وأن لا يكون الهمزتان من كلمتين
(تنبيه) ترك نقاط المصاحف نقط الياء إذا كانت صورة الهمزة مطلقاً. وكذا المتطرفة سواء كانت موقوصة أو منقوصة. وكذا المبدلة من ألف(1)اهـ
الفصل الثامن
في حكم صلة ألف الوصل والابتداء بها
حكم صلة ألف الوصل والإبتداء بها وحكم النقل عند من اخذ به(1/96)
أعلم أن القدماء لما رأوا همزة الوصل ساقطة من اللفظ وصلاً وضعوا علامة تدل على سقوطها فيه ولكنهم اختلفوا في كيفيتها فذهب أكثر المغاربة إلى جعلها جرة صغيرة هكذا- وجعلوها تابعة لحركة ما قبل ألف الوصل في اللفظ. فإن كان النطق بما قبلها مفتوحا وضعت فوق الألف.نحو قال اَلله. وإن كانت مكسوراً وضعت تحت الألف. نحو: من عند اِلله. وإن كانت مضموما وضعت في وسط الألف نحو نستعين اهدانا. ولم يعتبروا ذلك الحرف الموجود في الخط الساقط في اللفظ وصلا. وخصها بعضهم بألف الوصل التي يمكن الوقف على ما قبلها، واستحسن الداني أن تجعل دارة كهذا 5 وأن تكون فوق الألف مطلقاً وجعلها بعض المشارقة (الا مقلوبة هكذا 7) فوق الألف أيضا وبعضهم رأس صاد صغيرة هكذا صـ كذا وعلى هذا جرى عملنا وخصه جماعة بما يمكن الوقف على ما قبله وهو قليل.
وأما علامة الابتداء فالقياس أن تجعل لأن النقط مبنى على الوصل لا على الوقف والابتداء، وهذا مهب الشارقة وعليه عملنا واختار غيرهم جعلها واصطلحوا على أن تكون نقطة خضراء توضع في محل حركة ألف الوصل لو ابتدئ بها. فتجعل أمام الألف في نحو محظوراً انظر. فوقها في نحو قال الله وتحتها في نحو إن ارتبتم وتكون منفصلة في الأنواع الثلاثة وقيل بوصلها في الضم وليس بمشهور. ومن شأنها أن توضع إلا فيما يمكن الابتداء به والوقف على ما قبله كالأمثلة المتقدمة. وأما مالا يمكن الابتداء به والوقف على ما قبله فلا توضع فيه نقطة الابتداء أصلا وذلك عند ستة أحرف يجمعها قولك فكل وتب نحو فالله كالطود لابنه والطور تالله باسم ربك.(1/97)
وأما النقل فلما كانت الهمزة المنقولة حركتها تسقط في الوصل وتثبت في الابتداء صارت كهمزة الوصل فجعلت فيه الجرة الدالة على السقوط كما جعلت في همزة الوصل غير أنهم فرقوا بينهما في العبارة فسموا التي في همزة الوصل صلة للمناسبة وأبقوا التي في النقل على اسمها الأصلي الذي هو جرة وحكمها حكم همزة الوصل في الوجود والمحل. والمعتبر أيضا فيما قبلها ما كان منطوقا به فإن نطق به مفتوحا كانت الألف نحو قد أفلح وألم أحسب وفي كبداً يحسب وإن نطق به كانت تحت الألف نحو من إملاق جمعاً إن الإنسان رافعة إذا. وإن نطق به مضموماً كانت في وسط الألف نحو قل أوحى لأي يوم أجلت. ومحل ذلك إذا كانت في وسط الهمزة منفصلة عن الساكن كما في الأمثلة المذكورة. وأما إذا كانت الهمزة متصلة به وذلك في رداء ولام التعريف نحو عادا الأولى والآزفة فلا توضع الجرة أصلا كما ذكره بعض العلماء الفن وبه جرى العمل.
وإذا لم تكن للهمزة صورة كما في حميم آن فتجعل الجرة قبل الألف في المحل الذي تعهد فيه الهمزة في السطر هكذا: حميم-ان رحيم-أشفقتم
(الفصل التاسع)
في إلحاق ما حذف في الرسم
أعلم أن الحروف المحذوفة من رسم المصاحف العثمانية لما كانت غير موجودة وكان اللفظ يقتضي وجودها فيه احتيج من أجل ذلك إلى التنبيه عليها لئلا يثوهم أنها ساقطة خطاً أو لفظاً. وأكثر ما وجد ذلك في حروف العلة الثلاثة التي هي الألف والياء والواو لكثرتها. وربما كان ذلك في النون الساكنة لشبهها بحروف المد إذ هي حرف صورته كحروف المد.
ثم إن الحذف في حروف العلة إما أن تكون لاجتماع مثلين ألفين أو ياءين أو واوين أو للاختصار أو لوجود عوضه من ياء أو واو.(1/98)
ثم إن المحذوف من المثلين إما أن يكون صورة للهمزة أو لا. والأول إما ساكن أو مضموم أو مشدد. فإن كان ساكنا وكان الثاني أصلياً أو دل على جمع وقدرت أن الأخير هو الثابت فلك الخيار في إلحاق الول وتركه سواء كان المثلان ألفين أو ياءين أو واوين وذلك نحو تراء الجمعان والنبيين وليسئوا-
أما تراءا فهو مما اجتمع فيه ألفان: الأول لبناء وزن تفاعل وهي التي بعد الراء والثانية أصلية بدل من لام الكلمة. واتفقت المصاحف على كتبه بألف واحدة. وذكر الشيخان احتمال أن تكون هي الأولى وأن تكون هي الثانية فحكم نقطة على الأول هكذا تراء وعلى الثاني تر ءا فالكلفيات ثلاث والعمل على ثانيتهما.
وأما النبيين على قراءة نافع فهو مما اجتمع فيه ياء أن. أولا هما جئ بها لبناء فعيل والثانية علامة للجمع والإعراب واتفقت المصاحف على كتبه بياء واحدة فيجوز أن تكون الياء المحذوفة هي الأولى وأن تكون هي الثانية ورجح أبو داود حذف الثانية. فضبطه على الأول هكذا النبين أو النبين وعلى الثاني هكذا النبين فالكليفيات والعمل على الأولى.
واما ليسئوا فهو مما اجتمع فيه واوان على قراءة المدنيين والمكي والبصريين وحفص عن عاصم الأولى عين الكلمة وهي التي بعد السين والثانية ضمير الجماعة وهي التي بعد الهمزة. واتفقت المصاحف على كتبه بواو واحدة فيجوز أن تكون هي الثانية فضبطه على الأول هكذا ليسءُوا أو ليسءُوا وعلى الثاني هكذا ليسوءوا فالكليفيات ثلاث والعمل على الأولى.
وأما إذا كان أول المثلين مضموماً فحكم ثانيهما كحكم أول مثلى النوع السابق وهو التخيير في إلحاقه وعدم إلحاقه. وذلك نحو يلوون ووورى(1/99)
أما يلوون فهو مما اجتمع فيه واوان إحداهما عين الكلمة وهي الأولى المضمومة. والثانية علامة الجمع واتفقت المصاحف على متبه بواو واحدة فيجوز أن تكون الواو المحذوفة هي الأولى وأن تكون هي الثانية فضبطه على الول هكذا يلو ون وعلى الثاني هكذا يلوون أو يلو~ن فالكيفيات ثلاث والعمل على الثانية
وأما وورى فهو مما اجتمع فيه واوان والثانية ساكنة فيجوز أن تكون المحذوفة هي الأولى وأن تكون الثانية فضبطه على الأول هكذا وورى وعلى الثاني هكذا ووُرى أو وُ~رى فالكيفيات ثلاث والعمل على الثانية
وأما إذا كانالمثلين مشدداً نحو: الاميـ ىن و النبيـ ىن على قراءة غير نافع. نحو: ربانيـ ىن
الحورانيـ ىن فحكمه كحكم يلووون.
وأما جاءنا فحكمه على عكس حكم وورى فضبطه هكذا جـ ـئانا أو جاـ~ئَانا أو جآءنا والعمل على الأول
وأما ما حذف اختصار فحكمه الإلحاق في الموضع الذي ينطبق به فيه. وشرط هذا الإلحاق أن يكون موضع المحذوف الوسط بأن يكون قبله شئ نحو: العلمين. إبرهيم. صلح. الأنهر مسجد.منفع.أموال. الصلحت. بينت.لكن إذا جاء بعده ساكن نحو: صـ~ـفـ~ـت محيـ~ىْ، والعمل على الأول واختص هذا الحذف بالألف لأن الواو والياء لا يحذفان من الوسط اختصاراً وإنما يحذفان من الطرف وذلك في الزوائد والصلات
وأما ما حذف لوجود عوضه من واو أو ياء فحكمه أن يلحق فوق عوضه هكذا الصلواة،الحيواة.الزكوة.دعوهم.موسىعيسى، هدهم.مزجة. إلا إذا كان متطرفاً وبعده ساكن.نحو: موسى الكتاب القرى التي فإنه لا يحلقً(1/100)
وأعلم أن مما يتعين إلحاقه الأفان في إدارأتم التي بعد الدال والتي بعد الراء خوف توهم أن يكون الفعل من باب أفتعل من المدارات لا من باب تفاعل من الدرء الذي هو الدفع (وياء ايلافهم) بسورة قريش مخافة أن يتوهم سقوطها رأساً حتى اللفظ فترسم بالحمراء (أو بقلم دقيق) متصلة باللام بعدها وأجاز اللبيب أن تلحق مردودة وعليه علمنا (وياء من حي) في الأنفال ((أي الأولى)) على قراءة الفك فتلحق فوق الخط بين الحاء والياء مراعاة إذ لا توجد حركة غير قائمة بحرف (والنون الثانية من ننجي) بيوسف والأنبياء على قراءة من أثبتها. وكذا لننظر ولننصر على القول برسمهما بنون واحدة فتلحق النون فوق الخط في موضع النطق بها
وأما باب يستحس فعلى القول بحذف الأولى تلحق هكذا يستحى وعلى القول بحذف الثانية تلحق هكذا يستحي وبهذا جرى العمل
وأم باب تؤوى ففي ضبطه ثلاثة مذاهب(1) تئوى(2) تـ ؤوى(3) تؤوى والمختار الأول. وتجري هذه المذاهب الثلاثة غي كل ما اجتمع فيه مثلان أحدهما صورة الهمزة نحو: مستهزءون مسئولاً متكئين رءيا تبوءا
واما الرءيا ورءياك ورءياي ضبطهما مذهبان –1- الاستغناء بصورة الهمزة –2- إلحاق الواو تحتها. والمختار الأول وأجراهما بعضهم في امتلأت واطمأننتم.
وأما أولياء المضاف المتصل بالضمير في مواضعه الستة المتقدمة ففي ضبطه على حذف صورة الهمزة مذهبان(1) اوليهم(2) أوليئهم وعلى إثباتها مذهبان(1) أولياؤهم وعليه العمل(2) أوليؤهم.
وأما جزاؤه في يوسف ففي ضبطه هذه المذاهب الأربعة إلا أن العمل فيه على رابعها(1/101)
وأما تأمَنا في يوسف ففي ضبطه على قراءة الإشمام وجهان(1) جعل نقطة بين الميم والنون دلالة على الإشمام هكذا تأمنَا(2) جعل جرة بينهما هكذا امَنا وقيل بعد النون هكذا تامنَا. وفي ضبطه على قراءة الروم وجهان(1) الحاق نون حمراء (أو صغيرة لما مر) بين الميم والنون هكذا تامنا(2) وضع نقطة مكانها هكذا تأمْنا فهو مماثل للوجه الأول على قراءة الإشمام فلا يفرق بينهما إلا بالقصد من الناقط وعليه العمل
الفصل العاشر
في كيفية ضبط المزيد رسماً
تقدم أن الذي يزاد في رسم المصاحف من حروف الهجاء ثلاثة: اللف والياء والواو. والمراد هنا بيان العلامة التي تجعل عليها لتدل على أنها زائدة في الخط ساقطة في اللفظ وهي دارة هكذا 5 توضع فوق الحرف المزيد منفصلة عنه وقيل متصلة والصحيح الأول وجعلها بعض المشارقة هكذا X وهو ضعيف
والألف التي تحتاج إلى وضع علامة الزيادة عليها وقعت في عشرة أنواع،
(1) ما زيدت فيه همزة مفتوحة معانقة للام على الراجح وذلك في أولا اذبحنه في النمل وكذا أولا أو ضعوا في التوبة عند الأكثر ولا أتوها في الأحزاب ولا أنتم في الحشر على قول فيهما
(2) ما زيدت فيه قبل همزة مكسورة معانقة للام أيضا وذلك في لا إلى الله بآل عمران ولا إلى الجحيم بالصافات
(3) ما زيدت فيه بين كسرة وفتحة وهو مائة ومائتين وثلثمائة
(4) ما زيدت فيه بين كسرة وياء متولدة عنها وهو وجائ معاً
(5) ما زيدت فيه بين فتحة وياء ساكنة وهو تايئسوا ويايئس ويايئس الذين ولثاى في الكهف وكذا استايئسوا منه واستايئس الرسل على قول فيهما
(6) ما زيدت فيه بعد واو متطرفة دالة على الجمع نحو قالوا وتايئسوا
(7) ما زيدت فيه بعد واو الفرد نحو إنما ادعوا ربي
(8) ما زيدت فيه بعد واو متطرفة صورة للهمزة على خلاف الأصل ـ وهو تفتؤا وبابه وجزؤا وبابه
(9) ما زيدت فيه بعد واو معوضة من ألف في الطرف نحو الربوا(1/102)
(10) ما زيدت فيه بعد واو جعلت صورة للهمزة على القياس وهو إن امرؤ أو كذا لؤلؤ المرفوع والمجرور عند من زادها. وأما ما بقي من أنواع زيادتها وهو أربعة(1) لا هب على قراءة الياء(2) ابن(3) إذا ولنسفعا وليكونا(4) لكنا وأنا والظنونا وأخواتها فاختلف فيها والذي عليه العمل تجريد الثلاثة الأول من العلامة وتحلية الرابع بدارة مستطيلة هكذا O إلا إذا كان بعد الألف ساكن نحو أنا النذير فأنها تمهل مطلقاً.
والياء التي يحتاج إلى وضع علامة الزيادة عليها وقعت في ثلاثة أنواع
(1) ما زيدت فيه بعد همزة مكسورة لم يتقدمها ألف وهو في أفاين مات بآل عمران وأفين بعد مت بالأنبياء ومن نبأي المرسلين وفي ملأ المجرور المضاف إلى الضمير على الراجح
(2) ما زيدت فيه بعد ياء ساكنه. وهو ياييد في الذريات على المختار. وأما بأبيكم في القلم فضبطه بتعرية الياء الأولى من العلامة تشديد الثانية للإدغام على الصحيح المعمول به.
وأما الواو التي تحتاج إلى وضع علامة الزيادة عليها فقد وقعت في أربع كلمات مبدوءة بهمزة مضمومة وهي أوْلوا وأولت وألولى وأولاء كيف تصرف باتفاق الرسم وفي سأوريكم في الأعراف والأنبياء ولا وصلبنكم في طه والشعراء على قول. وكذا هؤلاء عند النحاة ولكن لا عمل عليه عندنا،(1/103)
(تتمة) جرت عادة كثير من المتأخرين بالتنبيه في هذا الفصل على حكم الياء المتطرفة هل هي معرفة إلى قدام وهو المعبر عنه بالمواقص أو مردودة إلى خلف وهو المعبر عنه بالعقص ولا نص للداني في ذلك. وأما أبو داود فقال في قوله تعالى(فاذكروني أذكركم) أن ياءه في بعض المصاحف وقص وفي بعضها عقص واستحب هو لمن قرأها بالإسكان العقص. وذكرهما أيضا التجيبي واللبيب والبلنسي وغيرهم (وحاصل ما ذكروه) أن الياء ثمانية أقسام: مفتوحة نحو والله ولي المؤمنين ومكسورة نحو الهدى وصورة للهمزة نحو امرئ وزائدة نحو من نباى. والمأخوذ من كلامهم فيها أن المفتوحة والمنقلبة يترجح فيهما الوقص والمضمومة يجوز فيها الأمران والمكسورة والساكنة بنوعيها يترجح في كل منها العقص والمصورة والزائدة يتعين فيهما العقص. اهـ
الفصل الحادي عشر
في أحكام اللام ألف
وهو حرف مركب من حرفين متعانقين-أحدهما الام والآخر ألف وفي أعلاه طرفان وفي أسفله دارة صغيرة وقد ذكر الداني وغيره أن الخليل بن أحمد والأخفش الوسط اختلفا في أي الطرفين هو الألف فقال الخليل هو الأول وقال الأخفش هو الثاني. والمختار عند عامة المغاربة الأول وعندنا الثاني، ويترتب على هذا الخلاف الخلاف على كيفية ضبطه وحاصل ما ذكروا في ذلك يتلخص في أربعة أحكام
(1) حكم الهمزة التي صورت الألف المعانقة للأم نحو: الأرض والأنهر –فعلى مذهب الخليل توضع الهمزة في الطرف الأول وعلى مهذب الأخفش توضع في الطرف الثاني
(2) حكم المد إن كانت الألف المعانقة مدا نحو لا إله إلا الله فعلى مذهب الخليل توضع المدة فوق الطرف الأول وعلى مذهب الأخفش توضع فوق الطرف الثاني
(3) حكم الهمزة المتأخرة عن الألف نحو لأملأن وامتلأت ولامه ولاءِيلف فتوضع الهمزة في الطرف الثاني على مذهب الأخفش مراعي في ذلك ماتقدم في باب الهمز(1/104)
(4) حكم الهمزة المتصلة في اللفظ بالألف المعانقة للام سواء كانت مؤخر عنها نحو هؤلاء أو متقدمة عليها نحو لآكلون، فعلى مذهب الخليل تجعل الهمزة هكذا هؤلاء ءلاكلون وعلى مذهب الأخفش تجعل هكذا هؤءلاء لأكلون
(تتمة) جميع العلامات التي تقدم ذكرها سوى ذكر معها لونها ينبغي أن تكون بمداد أحمر للتعريف بأنها محدثة بعد الصحابة وأن الأئمة الذين تقدم ذكرهم أحدثوا لمزيد الضبط والإتقان. واكتفى أهل هذا العصر في تمييزها برسمها بقلم دقيق نظراً لصعوبة تعدد الألوان في الطباعة ويحسن في علامة الإشمام والاختلاس والأمانة أن تكون نقطة مربعة خالية الوسط. والله أعلم
(الخاتمة)
في آداب كتابة القرآن وما يتعلق بذلك
اتفق العلماء على استجابة كتابة المصاحف وتحسين كتابتها وتبيينها وإيضاحها وتحقيق الخط دون مشقه فقد ورد عن أنس مرفوعاً: من كتب بسم الله الرحمن الرحيم مجودة غفر الله له. وعن زيد بن ثابت أن كان يكره أن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ليس لها سين. وعن يزيد بن حبيب أن كاتب عمرو بن العاص كتب إلى عمر فكتب بسم الله ولم يكتب لها سين فضربه عمر فقيل له فيم ضربك أمير المؤمنين قال ضربني سين وعن ابن سيرين. أنه كان يكره أن تمد الباء إلى الميم حتى تكتب السين وأن المصحف مشقاً، قيل لم قال لأن فيه نقصاً. وعن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عماله إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد الرحمن. وقال البيهقي من آداب القرآن أن يفخم فيكتب مفرجا بأحسن خط فلا يصغر ولا تقرمط حروفه. وقد ورد عن على رضي الله عنه أنه كان يكره أن تتخذ المصاحف صغاراً وأن يكتب القرآن في الشيء الصغير . وورد عن عمر رضي الله عنه أنه وجد مع رجل مصحفا قد كتبه بقلم دقيق فكره ذلك وضربه وقال عظموا كتاب الله تعالى- وكان إذا رأى مصحفاً عظيماً سربه.(1/105)
ولا تجوز كتابة القرآن بشيء نجس واختلفوا في كتابته بالذهب فكرهه ابن عباس وأبو ذر وأبو الدراء وكذا ابن مسعود وقال إن أحسن مازين به المصحف تلاوته بالحق. وحسنه الغزالي وجماعة من المتأخرين تعظيما لكتاب الله تعالى. تكره كتابته على الحيطان والجدران وعلى السقوف أشد كراهة يوطأ. وقال النووي: مذهبنا أنه يكره نقش الحيطان والثياب بالقرآن وبأسماء الله تعالى قال عطاء لا بأس بكتب القرآن في قبلة المسجد. وأما كتابة الحروز من القرآن فقال مالك لا بأس به إذا كان في قصبة أو جلد وخرز عليه. وقال بعض أصحابنا: إذا كتب في الحرز قرآنا مع غيره فليس بحرام، ولكن الأولى تركه لكونه يحمل في حال الحدث. وإذا كتب يصان بما قاله الإمام ملك رحمه الله وبهذا أفتى الشيخ عمرو بن الصلاح رحمه الله.(قال): واختلف العلماء في كتابة القرآن في اناء ثم يغسل ويسقي للمريض. فقال الحسن ومجاهد وأبو قلابة والوزعي :لا بأس به. وكرهه النخهي وقال القاضي حسين والبغوي وغيرهما من أصحابنا. ولو كتب القرآن على الحلوى وغيرها من الطعمة فلا بأس بأكلها. قال القاضي ولو كان خشبة كره احرقها: اهـ
(قال) وأجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه قال أصحابنا وغيرهم. ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقى كافرا. قالوا: ويحرم توسده بل توسد آحاد كتب العلم حرام.
ويستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه لأن القيام مستحب للفضاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى. وزوينا في مسند الدرامي بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول كتاب ربي كتاب ربي .
وتحرم المسافرة بالمصحف إلى أرض العدو وإذا خيف وقوعه في أيديهم للحديث المشهور في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو.(1/106)
ويحرم بيع المصحف من الذمى فإن باعه ففي صحته قولان للشافعي أصحهما لا يصح والثاني يصح ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه.
ويمنع المجنون والصبي الذي لا يميز من مس المصحف مخافة من انتهاك حرمته وهذا المنع واجب على الولي وغيره ممن رآه يتعرض لحمله.
ويحرم على المحدث مس المصحف وحمله سواء حمله بعلاقته أو بغيرها سواء مس نفس الكتابة أو الحواشي أو الجلد ويحرم مس الخريطة والغلاف والصندوق إذا كان فيهن المصحف. هذا هو المذهب المختار وقيل لا تحرم هذه الثلاثة وهو ضعيف. ولو كتب القرآن في لوح فحكمه حكم المصحف سواء قل المكتوب أو كثر حتى لو كان بعض آية كتب للدراسة حرم مس اللوح.
وإذا تصفح المحدث أو الجنب أو الحائض أوراق المصحف بعود أو شبهه ففي جوازه وجهان لأصحابنا أظهرهما جوازه وبه قطع العراقيون من أصحابنا لأنه غير ماس ولا حامل. والثاني تحريمه لأنه يعد حاملا للورقة والورقة كالجميع. وأما إذا لف كمه على يده وقلب الورقة فحرام بلا خلاف وغلط بعض أصحابنا فحكى فيه وجهين والصواب القطع بالتحريم لأن القلب يقع باليد لا بالكم.
وإذا كتب الجنب أو المحدث مصحفا فإن كان يحمل الورقة أو يمسها حال الكتابة فحرام وإن لم يحملها ولم يمسها ففيه ثلاثة أوجه الصحيح جوازه والثاني تحريمه والثالث يجوز للمحدث. ويحرم على الجنب.(1/107)
وإذا مس المحدث أو الجنب أو الحائض أو حمل كتابا من كتب الفقه أو غيره من العلوم وفيه آيات من القرآن أو ثوبا مطرزا بالقرآن أو دراهم أو دنانير منقوشة به أو حمل متاعا في جملته مصحف أو لمس الجدار أو الحلوى أو الخبز المنقوش به فالمذهب الصحيح جواز هذا كله لأنه ليس بمصحف. وفيه وجه أنه حرام وقال أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي في كتابه الحاوي: يجوز مس الثياب المطرزة بالقرآن ولا يجوز لبسها بخلاف لأن المقصود بلبسها التبرك بالقرآن وهذا الذي ذكره أو قاله ضعيف لم يوافقه عليه أحد فيما رأيته بل صرح الشيخ أبو محمد الجويني وغيره بجواز لبسها وهذا هو الصواب والله أعلم. وأما كتب تفسير القرآن فإن كان القرآن فيها أكثر من غيره أكثركما هو الغالب ففيها ثلاثة أوجه: أصحها لا يحرم والثاني يحرم والثالث إن كان القرآن بخط متميز أو حمرة أو غيرها حرم وإن لم يتميز لم يحرم ((قلت)): ويحرم المس إذا استويا, قال صاحب التتمة من أصحابنا. وإذا قلنا لا يحرم فهو مكروه, وأما كتب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن لم يكن فيها آيات من القرآن لم يحرم مسها,والأولى أن لا تمس إلا على طهارة, وإن كان فيها آيات من القرآن لم يحرم على المذهب. وفيه وجه أنه يحرم وهو الذي في كتب الفقه. وأما المنسوخ تلاوته كالشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة. وغير ذلك لا يحرم مسه ولا حمله. قال أصحابنا وكذلك التوراة والإنجيل.
وإذا كان في موضع من بدن المتطهر نجاسة غير معفو عنها حرم عليه مس المصحف بموضع النجاسة بلا خلاف. ولا يحرم بغيره على المذهب الصحيح المشهور والذي قال جماهير أصحابنا وغيرهم من العلماء وقال أبو القاسم الصيمري من أصحابنا: يحرم وغلطه أصحابنا في هذا.(1/108)
قال القاضي أبو الطيب: هذا الذي قاله مردود بالإجماع. ثم على المشهور قال بعض أصحابنا: إنه مكروه والمختار إنه ليس بمكروه ومن لم يجد ماء فتيمم حيث يجوز التيمم له مس المصحف. سواء كان تيممه للصلاة أو لغيرها مما يجوز التيمم له. وأما من لم يجد ماء ولا ترابا فإنه يصلي على حسب حاله. ولا يجوز له مس المصحف لأنه محدث جوزنا له الصلاة للضرورة, ولو كان معه مصحف ولم يجد من يودعه عنده وعجز عن الوضوء جاز له حمله للضرورة قاله القاضي أبو الطيب ولا يلزم التيمم وفيما قاله نظر وينبغي أن يلزمه التيمم أما إذا خاف على المصحف من حرق أو غرق أو وقوع في نجاسة أو حصوله في يد كافر فإنه يأخذه ولو كان محدثاً للضرورة.
وهل يجب على الولي والمعلم تكليف الصبي المميز الطهارة لحمل المصحف واللوح الذين يقرأ فيها ؟ فيه وجهان مشهوران أصحهما عند الأصحاب لا يجب للمشقة.
ويصح بيع المصحف وشراؤه ولا كراهية في شرائه وفي كراهة بيعه وجهان لأصحابنا: أصحهما وهو نص الشافعي أنه يكره, وممن قال لا يكره بيعه وشراؤه الحسن البصري وعكرمة والحكم بن عييفة وهو مروي عن أبن عباس. وكرهت طائفة من العلماء بيعه وشراؤه وحكاه أبن المنذر عن علقمة وأبن سيرين والنخعي وشريح ومسروق وعبد الله بن يزيد. وروى عن عمر وأبي موسى الأشعري التغليط في بيعه. وذهبت طائفة إلى الترخيص في الشراء وكراهية البيع. حكاه أبن المنذر عن أبن عباس وسعيد بن جبير وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه والله أعلم. ا هـ تبيان ببعض تصرف.(1/109)
وفي المصباح ما نصه: وعن أبن عباس أنه كره أخذ الآجر على كتابة المصحف. وعن أبن عمر وأبن مسعود أنهما كرها بيع المصاحف وشراؤها. وعن أبن سيرين أنه كره بيع المصاحف وشراؤها وأن يستأجر على كتابتها. وعن مجاهد وأبن السيب والحسن أنهم قالوا لابأس بالثلاثة وعن سعيد بن جبير أنه سئل عن بيع المصاحف فقال لا بأس. وعن أبن الحنفية أنه سئل عن بيع المصحف فقال لابأس إنما تبيع الورق. وعن عبد الله بن شقيق قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشددون في بيع المصاحف. وعن النخعي قال لا يباع ولا يورث. وعن أبن المسيب أنه كره بيع المصاحف. وقال أعن أخاك بالكتاب أوهب له. وعن عطاء عن ابن عباس قال أشتر المصاحف ولا تبعها. وعن مجاهد أنه نهي عن بيع المصاحف ورخص في شرائها وقد حصل من ذلك ثلاثة أقوال للسلف ثالثها كراهة البيع دون الشراء وهو أصح الأوجه عندنا كما صححه في شرح المهذب ونقله في زوائد الروضة عن نص الشافعي. قال الرافعي وقد قيل أن الثمن متوجه إلى الدفتين لأن كلام الله لا يباع وقيل أنه بدل من اجره النسخ. وقيل أنه بدل منهما معا. وعن أبن أبي داود عن الشعبي قال لابأس ببيع المصاحف إنما يبيع الورق أو عمل يديه (فرع) قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد القيام للمصحف بدعة لم تعهد في الصدر الأول والصواب ما قاله النووي في التبيان من استحباب ذلك لما فيه من التعظيم وعدم التهاون به. (فرع) يستحب تقبيل المصحف لأن عكرمة أبن أبي جهل كان يفعله بالقياس على تقبيل الحجر ذكره بعضهم ولأنه هدية من الله تعالى فشرع تقبيله كما يستحب تقبيل الولد الصغير. وعن أحمد ثلاث روايات الجواز والاستحباب والتوقف وإن كان فيه رفعي وإكرام لأنه لا يدخله قياس ولهذا قال عمر في الحجر لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك (فرع) تطييب المصحف وجعله على كرسي مستحب. ويحرم توسده لأن فيه إذلالاً وامتهاناً. قال الزركشي وكذا مد(1/110)
الرجلين إليه. وعن أبي داود في المصاحف عن سفيان أنه كره أن تعلق المصاحف وعن الضحاك قال لا تتخذوا للحديث كراسي ككراسي المصحف (فرع) يجوز تحليته بالفضة إكراما له على الصحيح. وعن البيهقي عن الوليد بن مسلم قال سألت مالكاً عن تفضيض المصاحف فأخرج إلينا مصحفاً فقال حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف على هذا أو نحوه. وأما الذهب فالأصح جوازه للمرأة دون الرجل وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون غلافه المنفصل عنه والأظهر التسوية . (فرع) إذا احتيج إلى تعطيل بعض أوراق المصحف لبلاء ونحوه فلا يجوز وضعها في شق ونحوه لأنه قد يسقط ويوطأ ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم وفي ذلك ازدراء بالمكتوب كذا قاله الحليمي قال وله غسلها بالماء وإن أحرقها بالنار فلا بأس أحرق عثمان مصاحف كان فيها آيات وقراءات منسوخة ولم ينكر عليه. وذكر غيره أن الإحراق أولى من الغسل لأن الغسالة قد تقع على الأرض وجزم القاضي حسين في تعليقه بامتناع الإحراق لأنه خلاف الاحترام. والنووي بالكراهة. وفي بعض كتب الحنفية أن المصحف إذا بلى لا يحرق بل يحفر له في الأرض ويدفن. وفيه وقفة لتعرضه للوطء بالأقدام (فرع) روي عن أبن أبي داود عن أبن المسيب قال لا يقول أحدكم مصيحف ولا مسيجد ما كان الله تعالى فهو عظيم (فرع) مذهبنا ومذهب جمهور العلماء تحريم مس المصحف للمحدث سواء أكان صغيراً أم أكبر لقوله تعالى ((لا يمسه إلا المطهرون)) وحديث الترمذي وغيره لا يمس القرآن إلا طاهر (تتمة) روى ابن ماجه وغيره عن أنس مرفوعا سبع يجري للعبد أجرهن بعد موته وهو في قبره.. من علم علماً أو أجرى نهراً أو حفر بئراً أو بنى مسجداً أو غرس نخلاً أو ترك ولداً ا هـ. وهذا آخر ما يسر الله تعالى جمعه في هذا المختصر والحمد لله أولاً وأخرا باطناً وظاهراً وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين. وصحبه التابعين كلما ذكره(1/111)
الذاكرون. وغفل عن ذكره الغافلون.
وكان الفراغ من جمعه بعد صلاة مغرب ليلة الاثنين
الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة المبارك ختام
سنة 1357 هـ
(1) نسبه بعضهم إلى كعب الأحبار
(2) الثلاثة من عرب طيء
(3) الحريرة بكسر فسكون فراء. مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة
(1) أي المصري وتخصص القبطية بمن يدين بالنصرانية عرف حادث
(1) جمع عسب. هو الأصل من جريد النخل
(2) جمع رقعة بالضم. أي الجلود كرق الغزال
(3) بوزن كتاب جمع لخفة بفتح اللازم أي الحجارة العريضة البيض التي تشبه الألواح
(4) سببها- أنه لما أنتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الدار الآخرة وولى أبو بكر الخلافة وارتدت قبائل العرب أظهر مسيلمة إلى أبي بكر ما كان سبب هلاكه فجهز إليه أبو بكر فئة من المسلمين ذات بأس شديد وأمر عليها سيف الله خالد بن الوليد فسارت إليه فلما التقت الفئتان استعرت نار الحرب بينهما وتأخر الفتح فمات من المسلمين ألف ومائتان منهم سبعمائة من حملة القرآن فثار البراء بن مالك مع من سلم من المسلمين على مسيلمة وجيشه وجاء نصر الله فانهزموا وتبعهم المسلمون حتى أدخلوهم حديقة فأغلق أصحاب مسيلمة بابها فحمل براء بن مالك درقته وألقى نفسه عليها حتى صار معهم في الحديقة وفتح الباب المسلمين فدخلوا وقتلوا مسيلمة وأصحابه ومات من المشركين زهاء عشرة آلاف فسميت حديقة الموت.(1/112)
ومسيلمة هو هارون بن حبيب وكنيته أبو ثمامة وهو من قبيلة تسمى بن حنيفة وهو أحد الكاذبين اللذين ادعيا النبوة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو كذاب اليمامة وكان يزعم أن جبريل يأتيه. وكان يبعث إلى مكة من يخبره بأن أحوال آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وينقل إليه ما يسمعه من القرآن على جماعته ويقول لهم نزل علىّ هذا القرآن وتسمى فيهم رحمانا فلما تواتر القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلت دعوة مسيلمة الكذاب فأختلق كلاماً يوهمه قرآناً بزعمه الفاسد فمجت ركاكته الأسماع: ونفرت من بشاعته الطباع. كقوله: والزارعات زرعا. والحاصدات حصدا و الطاحنات طحنا والخابزات خبزاً . والثاردات ثردا. ياضفدع بنت ضفدعين إلى كم تنقنقين لا الماء تدركين ولا الشراب تمنعين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين. وسمع بسورة الفيل فقال: الفيل ما الفيل. وما أدراك ما الفيل. له ذنب وثيل وخرطومك الطويل. إلى غير ذلك من فظيع نزعاته. وشنيع كذباته: والكذب الآخر هو الأسود بن كعب العنسي وهو كذاب صنعاء وكان يزعم أن ملكين يكلمانه أحد السحيق والآخر شريق. (وقد أخرج) البخاري من طريق أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى الله إلى المنام أن نفخهما فنفختهما فطاراً. فأولتهما كذابين يخرج بعدي فكان أحدهما العنسي كذاب صنعاء والآخر مسيلمة كذاب اليمامة-
(1) وكان زيد بن ثابت رضي الله عنه لا يكتب آية إلا بشهادة عدلين يشهدان على أن تلك الآية كتبت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم أو على أن يكتب أن ذلك مكتوب من الوجوه التي نزل بها القرآن لا مجرد الحفظ /هـ أفاده السيوطي وغيره(1/113)
(2) قال ابن حجر: والفرق بين الصحف والمصحف الأوراق المجردة التي جمع فيها القرآن في عهد أبي بكر وكانت سوار مفرقة كل سورة مرتبة بآياتها على حدة لكن لم ترتب بعضها إثر بعض فلما نسخت ورتبت بعضها إثر بعض صارت مصحفا / هـ
(4) أي حيث قال فيها.
ففعل الذي به قد أمره* معتمدا على الذي قد ذكره
وجمع القرآن في الصحائف* ولم يميز أحرف التخالف، بل رسم السبع من اللغات* وكل ما صح من القرات اهـ
(5) الري بفتح الراء وتشديد الياء مدينة مشهورة ببلاد العراق اهـ
(6) أي و شرط عليهم أن يكون النسخ على لسان قريش أي على مصطلح كتابتهم كما نص على ذلك جماعة من المحققين لا على لغتهم قال السخاوي وإن كان معظمه نزل بلغتهم اهـ
(1) أي فقيل أنها أربعة.وقيل خمسة.وقيل ستة.وقيل سبعة.وقيل ثمانية(1/114)
(1) كابن خلدون حيث قال في مقدمته ص:332 :كان الخط العربي لأول الاسلام غير بالغ إلى الغاية من الأحكام والإتقان والإجادة ولا إلى التوسط لما كان العرب من البداوة والتوحش وبعدهم عن الصنائع وانظر ما وقع لأجل ذلك في رسمهم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم وكانت غير مستحكمة في الإجادة فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها ثم اقتفى التابعون من السلف رسمهم فيها تبركا بما رسمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير الخلق من بعده المتلقون لوحيه من كتاب الله وكلامه كما يقتفي لهذا العهد خط ولي أو عالم تبركا ويتبع رسمه خطأ أو صواب وأين نسبة ذلك من الصحابة في ما كتبوه فاتبع ذلك واثبت رسما ونبه العلماء الرسم على موضعه.ولا تلتفتن في ذلك إلى ما يزعمه بعض المغفلين من أنهم كانوا محكمين لصناعة الخط وإن ما يتخيل من مخالفة خطوطهم لأصول الرسم ليس كما يتخيل بل لكلها وجه ويقولون في مثل زيادة الألف في لا اذبحنه أنه تنبيه على أن الذبح لم يقع.وفي زيادة الياء في باييد:أنه تنبيه على كمال القدرة الربانية.وأمثال ذل ما لا أصل له إلا التحكم المحض.وما حملهم على ذلك إلا اعتقادهم أن في ذلك تنزيه للصحابه عن توهم النقص في قلة إجادة الخط وحسبوا أن الخط كمال فنزهوهم عن نقصه ونسبوا إليهم الكمال بإجادته.وطلبوا تعليل ما خالف الإجادة من رسمه.وذلك ليس بصحيح اهـ
(1) قال القسطلاني نقلا عن أبي العباس بن البناء: إن لأحوال الهمزة وحروف المد واللين مناسبة لأحوال الوجود حصل بها ارتباط به يكون الاستدلال (فالهمزة) تدل على الأصالة والمبادئ فهي موصلة لأنها مبدأ صوت.(1/115)
(والألف) تدل على الكون بالفعل وبالفصل فهي مفصلة في الوجود لأنها من حيث أنها أول الحروف في الفصل الذي يتبين به ما يسمع وما لا يسمع متصلة بهمزة الابتداء (والواو) تدل على الظهور والارتقاء فهي جامعة لأنها عن غلظ الصوت وارتفاع بالشفتين معا إلى أسعد رتبة في الظهور
(والياء) تدل على البطون فهي مخصصة لأنها عن رقة الصوت وانخفاضه في باطن الفم.
ولما كان الوجود على قسمين: ما يدرك وما لا يدرك. والذي لا يدرك فتوهمه على قسمين: ما ليس من شأنه أن يدرك وهي معاني أسماء الله تعالى وصفة أفعاله من حيث هي أسماؤه وأفعاله. فأنه تعالى انفرد بعلم ذلك وهذا من هذا الوجه يسمى العزة. وما من شأنه أن يدرك لكن لم ننله بإدراك وهو ما كان في الدنيا ولم ندركه ولا مثله وما لا يكون في الآخرة قوما في الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقال تعالى: ويخلق مالا تعلمون. وهذا من هذا الوجه يسمى الجبروت فالألف تدل على قسمي الوجود. والواو تدل على قسم الملك منه لأنه أظهر للإدراك. والياء تدل على قسم الملكوت منه لأنه أبطن في الإدراك. فإذا بطنت حروف في الحظ ولم تكتب فلمعنى باطن في الوجود عن الإدراك وإذا ظهرت فلمعنى ظاهر في الوجود إلى الإدراك كما إذا وصلت فلمعنى موصول. وإذا حجزت فلمعنى مفصول. وإذا تغيرت بضرب من التغيير دلت على تغيير في المعنى في الوجود. فإذا زيدت الألف في أول كلمة فلمعنى زائد بالنسبة إلى ما قبله في الوجود. مثل أولأ اذبحنه. ولأاوضعوا خلالكم زيدت الألف تبينها على أن المؤخر أشد وأثقل في الوجود من المقدم عليه لفظا فالذبح أشد من العذاب والايضاع أشد إفساداً من زيادة الخيال. وظهرت الألف في الخط لظهور القسمين في العلم. وكل ألف تكون في الكلمة لمعنى له تفسيل في الوجود. وإذا اعتبر ذلك من جهة ملكوتية أو صفات حالية أو أمرر علوية بما لا يدركه الحس فأن الألف يحذف من اللفظ(1/116)
علامة لذلك وإذا اعتبر من جهة ملكية أو وصفة حقيقية في العلم أو أمور سفلية ثبت ذلك واعتبر ذلك في لفظي القرآن والكتاب. فإن القرأن هو تفصيل الآيات التي حكمت في الكتاب. فالقرآن أدنى ألينا في الفهم من من الكتاب وأظهر في التأويل. قال تعالى في هود. . الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من المدن حكيم خبير.وقالت في فصلت.كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون. وقال تعالى إن علينا جمعه وقرآنه. فإذا قرأناه فاتبع قرآنه. ومن ثم ثبت في الخط ألف القرآن وحذف ألف الكتاب. وقد حذف ألف القرآن في حرفين هو فيهما مرادف للكتاب في الاعتبار. قال تعالى في يوسف إنا أنزلناه قر`نا عربيا. وفي الزخرف: إنا جعلناه قرء`نا عربياً. والضمير في الوضعين ضمير الكاتب المذكور قبله. وقال بعد ذلك في كل واحد منها: لعلكم تعقلون
وأما الواو فأن زيادتها تدل على ظهور معنى الكلمة في الوجود في أعلى طبقة وأعظم رتبة مثل قوله: سأوريكم دار الفاسقين. سأوريكم آياتي. زيدت تبيها على ظهور ذلك بالفعل للعيان اكمل ما يكون. ويدل على هذا أن الآيتين جاءتا للتهديد والوعيد وكذلك زيدت في أولئك لأنه جمع مبهم يظهر منه معنى الكثرة الحاضرة في الوجود وليس الفرق بينه وبين أولئك كما قال قوم لأنه منقوض بأولاء فافهم. فإن نقصت الواو للفرق بينه وبين اليك كما قال قوم لأنه منقوض بأولاء فافهم. فإن تقصت الواو من الخط في كلمة فذلك علامة على التخفيف وموازاة العلم. وأما الياء فإن زيدت في كلمة فهي علامة اختصاص ملكوتي مثل والسماء بنيناها بأييد كتبت بياءين فرقا بين الأيد التي هي القوة وبين الأيد الذي هو جمع يد. فزيدت الياء لاختصاص اللفظ بالمعنى الأظهر في الإدراك الملكوتي في الوجود. فإن سقطت الياء ففي مثل قوله تعالى فكيف كان عذابي ونذر. ثبتت في الأولى لأنه فعل ملكي. وحذفت في الثانية لأنه فعل ملكوتي إلى غير ذلك من أمثلة ما هنالك.اهـ(1/117)
(1) أغفله الثلاثة وذكره الخراز في عمدة البيان.
(2) أي فنقل بعضهم حذف ألفه لاحتماله في دخوله في القاعدة وبعضهم إثباتها لسكوته. وهكذا يقال فيما بعد.
(3) وفي المصحف الأميري الحذف في طغين والإثبات في الطغين. والصحيح ما قلناه فليعلم
(1) أما المتطرفة. نحو: إنا رسولا. تبت يدا. كانتا. قالا. فثابتة باتفاق.
(2) وسكت في العقيلة عن هذان
(1) أي فألقه ثابتة لسكوت أبي داود عنه، واطلق صاحب المنصف الحذف فيه بلا استثناء عليه المغاربة
(2) وأطلق البلنسّي حذف ألفه بلا استثناء وتبعه المغاربة. وشهر في التبيان الحذف لأبي داود في المواضع الخمسة وهي آل عمران والأنفال والأحزاب والفتح والحشر
(*) والعمل عندنا على مااختاره أبو داود وجرى المغاربة على إطلاق الحذف في الجميع 0
(1) أغفله الخراز في المورد وذكره في العمدة وكذا صاحب المنصف
(2) وشهر اللبيب في حذف وجرى عليه المغاربة
(3) وذكر بعض المتأخرين حذف ألف مثنى خالد وكذا صالح ولكن لا عمل عليه.
(1) وأطلقه صاحب المنصف
(2) أي بالام وأما فذلك وهذان فيهما من المثنى وقد تقدم
(3) وجرى العمل عليه عند المغاربة(1/118)
(4) وذلك لأن أصل هذه الكلمة ترءى فعل ماض على وزن تفاعل كتخاصم تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا. وكان قياسها أن ترسم بثلاث ألفات: ألف تفاعل وصورة الهمزة وقياسها هنا أن تصور من جنس حركتها والمبدلة عن الياء التي هي لام الكلمة. ولكنها لم ترسم في جميع المصاحف إلا بألف واحدة وحذف منها ألفا كراهة اجتماع الصور المتماثلة في الخط. ولم يذكر الشيخان أن الألف المرسومة هي صورة الهمزة وإنما ذكرا أنه يحتمل أن تكون الألف المرسومة هى الأولى وأن تكون هي الثانية واختارا أن تكون المحذوفة هي الألف الأولى الواقعة قبل الهمزة والثابتة هي الألف الثانية التي هي صورة الهمزة وهذا الاختيار لأبي عمرو في المحكم ولأبي داود في ذيل الرسم وأما كلام المقنع فهو الصريح في اختيار أن الألف الثانية هي المثبتة. واختار في التنزيل حذف الثانية وانتصر له الجعبري فصورة كتابتها على الأول ترأ. وعلى الثاني تراء والله أعلم
(1) وجه الإثبات مناسبة المقابلة في الأول لأنه قاصلة ومناسبة المجاورة في الثاني واحتمال القراءتيين تحقيقا وتقديراً. اهـ
(2) أي على تصوير الهمزة واو فيهن وقد اتفق عليه الشيخان في حرفي العقود وموضع الشورى. وأما حرفا الكهف وطه فمن العراقية فقط ورسما بالألف على القياس في الحجازية والشامية. وأما حرف الزمر ففيه الخلف مطلقا. وأما حرف الحشر فعن أبي داود بالواو والألف قولا واحد ونقل فيه عن الداني الوجهان والمشهور الواو والألف.
(3) المشهور أنها المدينة وأكثر المكية. اهـ
(4) أي فعملنا فيه على الإثبات لسكوت أبي داود عنعه وأطلق صاحب المنصف حذفه وجرى عليه المغاربة
(5) ومحل الخلاف فيما اتفقوا على قراءةته بوزن فاعل أو قرأه نافع كذلك وأما الساحر المعرف ففيه الإثبات عن أبي داود كالداني في المشهور عنه
(1) نحو تشبهت متشبه متشبها. ولا تندرج هنا متشبهت لدخوله الجمع المؤنث السالم(1/119)
(2) وأطلق صاحب المنصف حذف ألف صاحب مطلقا وعليه عمل المغاربة
(3) أي بالوحدة. وأما أنصار من النصرة فألفه ثابتة كيف جاء معرفا ومنكراً باتفاق وإليه أشار بعضهم بقوله:
وألف الساعة والعقاب وألف العذاب والحساب
وألف النهار والجبار وألف البان والفجار
وألف النار مع الأنصار ئبت في الخط لدا الخيار
(4) وكذا وصلح المؤمنين على القول بأنه مفرد
(5) وما ذكره كره الخراز من إطلاق الخلاف عن أبي داود وهم إذا لم يذكر في تنزيله إلا الحذف وحكى الأجتماع كما نبه عليه المحققون ولذا جرى عليه العمل-
(6) وأما حرف البقرة فالحذف قيه لصاحب المنصف وجرى عمل المغاربة عليه
(1) لا يندرج فيه ظهرين لدخوله في الجمع السالم المذكر إذلو أدرج للزم التكرار مع إيهام أن أبا عمر لا يحذفه
(2) وأطلق صاحب المنصف الحذف في الجميع وجرى عمل المغاربة عليه
(3) أغفله الخراز
(4) أي فسكت عند أبو داود وحذفه صاحب المنصف وتبعه المغاربة
(5) وأغفله الخراز وحذفه صاحب المنصف مطلقا وجرى عليه العزبة
(1) وزاد في المقنع الألف فيه لبعض العراقية والعمل على الحذف وقرئ شاذا عليهم
(2) وفي فتح المنان وبعضهم أو إطعام بالألف وليس بسيد- اهـ
(3) فهو من زيادات العقيلة على المقنع
(4) لم ينص على الاستثناء في المورد جرى عملنا عليه لسكرت أبي داود عنه وأطلق في المنصف الحذف وتبعه المغاربة
(5) وجرى عمل المغاربة على الحذف في الأول والإثبات في الثاني
(6) أغفل الشاطي هذا الموضع فليعلم
(7) لاحتمال القراءتين
(1) وفي المقنع ينبغي أن يكون المكي في الأول كالكوفي في ((أي ولكن لم يرد فيه نص عليه))
(2) وأطلق صاحب المنصف الحذف في الموضعين وجرى عليه المغاربة.
(3) وعزى بعضهم الألف لأكبر المصاحف وحذفها لبعض العراقية
(4) وقوله تعالى سبل السلم داخل في عموم اللفظ فلا التفات إلى ما ذكره فيه بعضهم من الخلاف عن المورد(1/120)
(5) أي فبالألف لسكوت أبي داود عنه. وأطلق صاحب المنصف حذفه وجرى عليه أكثر المغاربة.
(1) واعلم أنه يشترط في حذف الألف الواقع بعد اللام أن يكون في وسط الكلمة لا في آخرها وأن يكون متصلا باللاو بحيث يكونان معا من كلمة تحقيقا أو تقديرا
(2) وهو أني يكون لي غلام بآل عمران وأطلقه صاحب المنصف وتبعه المغاربة
(3) سكت عنه أبو داود وأطلقه المنصف وعليه جرى المغاربة
(4) كالذي قبله
(5) أغفله الخراز
(6) وقد زاده بعضهم للداني من بعض نسخ المقنع
(7) (تنبيه) بقي من الكلم التي فبها ألف معانقة للام تسع كلمات لم يتعرض لها أبو داود بحذف ولا اثبات أولها حق ثلاوة بالبقرة. وثانيها علانية حيث جاء. ولومة لائم بالعقود. ولاهية بالأنبياء، وفلانا بالفرقان. ولازب بالصافات. والتلاق بغافر. وغلاظ بالتحريم. وحلاف بن. وسكوته عنهما يقتضي بقاءها على الأصل من الثبوت وعليه جرى عملنا. وجرى عمل كثير من المغاربة على الف فيهن تبعا لاطلاق صاحب المنصف حذف الألف الواقعة بعد اللام بلا استثناء ولحكم الخراز بتخيير الكاتب فيهن بين الحذف والاثبات جمعا بين سكوت أبي داود المقتضى للأثبات وإطلاق صاحب المنصف المقتضى للحذف، فليعلم
(1) أي فعملنا فيهما على الألف لسكوت أبي داود عنهما وأطلق في المنصف الحذف في الجميع وتعيد المغاربة
(2) وسيأتي حكمها عند الداني في مبحث البدل.
(3) وهما حرف البقرة وجنات من اعناب بالأنعام فهما بالاثبات لسكوت أبي داود عنهما وأطلق في المنصف حذف الجميع وعليه المغاربة
(4) فألفه ثابتة لسكوت أبي داود عنه وأطلق في المنصف الحذف في الجميع وعليه المغاربة
(5) أغفله الحراز
(6) وأما الألف التي بعد الكاف فاختلف قول أبي داود فيها والعمل على إثباتها.
(7) وأغفل الخراز الخلف فليعلم
(8) ولكن أغفل أبو داود حرف طه(1/121)
(9) وليس هاؤم وهناتوا من باب التبيه لأن اسم فعل أمر بمعنى خذوا او ممية للجمع. واما هاتوا فهو فعل أمر وهاؤه معناه احضروا. واما هانتم فمحتمل وقد استدركه بعضهم
(1) وأطلقه في العمدة
(2) وقيل مطلقا والعمل على الأول
(3) قيدها بعضهم بالعراقية
(1) أغفله الخراز
(2) كان القياس أن يرسم بالياء لكنهم كرهوا اجتماع مثلين فرسموه بحذفها
(3) أي عندنا نابعا للداني وأبي داود في غير التنزيل
(4) وجرى المغاربة على الألف في الأربعة
(5) أي باتفاق شيوخ النقل-
(6) معنى وصف الياء بالأصلة أنها في مقابلة اللام التي هي ثالثة أصول الكلمة في الميزان التصريفي
(7) معنى وصف الياء بالزيادة أنها زائدة على ببنية الكلمة التي اتصلت هي بها
(1) أي مع اتفاقهما على جواز أن تكون المحذوفة الياء الأولى وأن تكون الياء الثانية والعمل على مارجحه أبو داود
(2) أي أن مع جوازان تكون المحذوفة الأولى أو الثانية والعمل على الراجح
(3) وأصل هذه الكلمة بثلاثة ياآت الأولى ساكنة والثانية مكسورة والثالثة مفتوحة بياء واحدة
(4) وعليه العمل بياء واحدة
(1) أي بناء على أنه جمع مذكر سالم حذفت نونه للأضافة وواوه للإكتفاء بالضمة
(2) أي تلاصقتا فيه صورة وتقديراً
(3) وعلى هذا المرجح جرى العمل وهو سيبنى على كلام أبي عمرو في المحكم وكلام أبي داود في ذيل الرسم خلاف لما في المقنع والتنزيل
(*) وقد أنفرد الإمام أبو إسحاق النجيبي بحذف الألف في كلمات سوى ما ذكر في الباب على التفصيل الآتي:
بعد الهمزة من: يؤاخذكم ويؤخذهم وتؤخذني ويؤخذني ويؤخذ
بعد الباء من: الأخبار وأحبارهم. وأربابا بالتوبة. والرهبان ورهبانية. وخبالا. وأوبارها. وبارزة. وجبارا. وسباتا. ومن نبات.ومصباح المصباح. وبانة وباطن والباطن.واستكبارا. ويبايعون ويبايعنك فبايعهن. وطبقا. والزبانية. وقباءل. وكذا جبارين. ولآبائهم لكن بخلف فيهما.(1/122)
وبعد التأمن: تختانون.وقتالا. وارتابت ولارتاب ولايرتاب. وبتاركي وتستأنسوا, والأوتاد وأوتادا، ومتتابعين بالمجادلة. واكتالوا واشتاتا.
وبعد الثاءمن: وامثلكم والأمثال كله، وثامنهم.وآثارهما، وثاني عطفةنوثاويا، وأثاروا، ومثاني، والوثاق.
وبعد الجحيم: الحجارة، واستجابوا، وبجانبه، وجاوزا،وتتجافى، وحجاب وجاعل الملائكة، ويتجاوز، واعجاز، ووأجاجا،وفجاجا،وثجاجا وكذا جاعلوه بخلف.
وبعد الحاءمن: يحافظون، وسحابا، وفي رحاهم ، والارحام وأرحامكم،ويحاوره،وحاضرا، وحاجزا، وحاصبا، وبالاسحار وتحاوركما وفحسبنهما، والحافرة. وحافظ، وحاضري، والاحاديث وكذا احاديث لكن بخلف في حرف سبأ.
وبعد الخاءمن: فالا تخافوهم واما تخافن، ومنالخاطئين والخاطئةوحاطئة، وخاوية، وحاطبهم، وخاتم، وبخالصة، وتخاصم، وحافضة،وفخانتاهما. والخالية.وحاسرة.وكذا حالاتكم ولاتخافت. لكن بخلف فيهما.
وبعد الدال من: ولدار معا بانحل والدار بالحشر. وازدادوا. ومقداره. والاقدام. وحدائق. وكذا الاجداث واندادا لكن يحلف فيهما.
وبعد الذال من: آذانهم وآذاننا، وذاهب، وفأذاقهم. ولذائقهم. وعذابا أليما آخر الدهر.
وبعد الراء من: الأبرار. وأراذلنا. وإجرامي، ومن أطرافها. وسرابيلهم. وذراعيه. وفرارا. وقرارا. ورابعهم. والأرائك. وفراق.وكراما. والذاكرون وذكرانا. وسراجا. والحسران.وأشرطها. وأسرارهم وأسرارا. وسرعا. والإكرام. وإخراجكم واخرجا. ورابية. ومدرارا. وطرائق بالجن. والتراقى. والرابحة. والرادفة. والنرائب. والسرائر.وزرابى. وكذا من وراءى. وفرات بفاطر، والزراع،وذراعا. وراضية لكن بخلف فيهما .
وبعد الزاي من: خزائن وخزائنه.والميزان.والأحزاب.وأوزارهم ومن أوزار وأوزارا وأوزارها.ومزاجها ومزاجه.وزلزالها وكذا فزادهم.والرزاق لكن نحلف فيهما(1/123)
وبعد السين من والسارق والسارقة.وبرسالتي على قراءة الأفراد.وكسادها.وبلسان قومه وبلسانك وسائغا وسائغ.وسادسهم.واساور.وساوى.والسامرى.ونسارع.وسابق وساكنا.وفساهم.ونحسات.والساحر الزخرف.وساقطا.وسابق واجسامهم.وبساطا.وخصارى.والساهرة,وكذا ساجدا لكن بخلف فيه.
وبعد الشين من شاهد,وشاكر,وشاركهم,وشاكلته,وفاشارت,ومشارب وأمشاج,ولشاعر,وشاعر لكن بخلف في حرف الحاقة
وبعد الصاد من:الانصاب وصابرى وصابرة.وإرصادا.والآصال.وصادق الوعد ولصادق.ومرصادا.وانصارا.وانصار الله وانصارى بالصف,ومصانع,وصاحبهما,وخصاصة,وفاصابهم بالزمر وكذا وأصابهم بآل عمران,والصاحب بالنساء,وصادقا بغافر لكن بخلف فيهن
وبعد الضاد من:أضاعوا,وضاحكا وضاحكة,والمضاجع,ونضاختان,وتضاروهن,والضالون والضالين.
وبعد الطاء من:القسطاس بالشعراء,وأقطارها وأقطار السموات.وفاطاعوه وبطائنها.وبالطاغية,والطارق,وكذا يطارد في الشعراء لكن بخلف فيه
وبعد الظاء من:ظالمى,وبعض الظالم,وظالمة لكن بخلف في حرف الأنبياء
وبعد العين من:طعام والطعام والى طعامه وطعاما,وإطعام وفا طعام وعابري.ويتعارفون,والمستعان,وعاصف,وأشعارها.وعاقبتم وفعاقبتم وفعاقبوا,وعاقرا,وعاكفا,وفتعالين,وعارضا وعارض.ولتعارفوا.وفتعاطى.ورعايتها.وتعاسرتم والمعارج.ومعاذيره.والعاجلة,وعابد.وكذا أضعافا بالبقرة.وعائلا لكن بخلف فيهما
وبعد الغين من:مغانم.ونغادر ولايغادر.وابتغاؤكم.وغافر الذنب.والتغابن ويتغامزون.وغاسق
وبعد الفاء من:الطوفان.والضفادع.ونفاقا.وماكان استغفار.وفاطر.والانفاق.ومفاتحة.وبمفازتهم على قراءة الافراد.والآفاق.وأقفالها.وفاسق.وأكفاركم.وتفاخر,والكفار بالممتحنة.وأسفارا.وفارقوهن.وفاجرا.وكفارا.وفاقرة.وكفاتا. وألفاقا.ووفاقا.ومفازا.وكذا أسفارنا بسبأ.والكفار في سورة الفتح لكن بخلف فيهما.(1/124)
وبعد القاف من:الفرقان.والقاهر.وقاسمهما.وثقالا.وأو قاعدا.والسقاية.وقارعة والقارعة.وأثقالكم وأثقالا وأثقالهم.وللاذقان والاذقان.وأيقاظا.والقاسية بالحج.وقاطعة.وتقاسموا.ومقاليد.وقابل التوب.والقاضية,والأقاويل,ووقارا,وأحقابا,ومثقال بالزلزلة,والمقابر,وكذا قائما وقائمة وفي شقاق ومقامهما لكن بخلف فيهن
وبعد الكاف من:فكاتبوهم,وركاما,وإن يك كاذبا,وكاشفوا,وكاشفة,وأبكار,وتكاثر والتكاثر,وكاهن وأنكالا,وكافور,وكادح.والكافر في الفرقان وكذا الكافر في النبأ,ومكانتكم ونكاحا لكن بخلف فيهن
وبعد اللام من:فلانا,وكذا أضلانا لكن بخلف
وبعد الميم من:بأمانيكم والأماني,وتماما,وشمائلهم,وإما ما,والتماثيل.ومن أكمامها والأكمام,وغلمان,وتتمارى وفتماروا.ويتماسا,وما نعتهم,والأحمال,وبشماله,ونمارق.
وبعد النون من:يتناهون,وناديهما,وسينالهم.ومنازل,والأصنام وأصناما,وحنانا,ونافلة في الأنبياء,وأناسى,ومن أعناق,والتناوش.ولاتناصرون.ومنامها,وتنابزوا,ومنا كبها.وناصر وناصرا,والناقور,وناضرة وناظرة,وفليتنافس,وناصية وناصبة,وناعمة,وناديه,وكذا نافله في الأسراء لكن بخلف فيه
وبعد الهاء من:جهاد وجهادا بالفرقان.وبجهاذهم.ومهاجرا.وجهارا.وشهابا,ودهاقا,وكذا بها جروا,وهيهات معا,والقهار بص,ومدها متان لكن بخلف فيهن
وبعد الواو من:وزارة,وصواع,وصنوان,ومواخر,ووصبا,وأصوافها,ومواقعوها,وواردها,والأصوات,وفي الأسواق,وقوارير,ورواحها,والكواكب,وأواب,ورواكد.وأكواب وتواصوا.والواقعة وواقع.وواعية.وأطوار.ولواحة,واللوامة.وأفواج.وكواعب.وواجفة.ووالد.وكذا الحوارين والحواريون.والكوافر لكن بخلف فيهن
وبعد الياء من:رءياك.والسيارة.وسيارة.وعميانا.وبأشياعهم.والأخبار.وقيام نظرون.وأشياعكم.والياقوت.وديارا.وثياب.
وإلياس.وكذا فتيان وفتياتكم وصياصيهم لكن بخلف فيهن وقد تبعه على حذفها بعض كتاب المصافف من المشارقة والله أعلم(1/125)
(1) لى على الراجح قيه وفيما أشبهه وعليه تكون الألف المعانقة للام صورة الهمزة وقيل الزائدة هي المعاتقة والتي بعد لام الف صورة للهمزة
(2) وقيل في كل القرآن ونقله بعضهم عن مصحف عبد الله
(*)
(1) أي عندنا وأما عند المغاربة فعلى عدم زيادة الألف في الطور والواقعة وعلى زيادتها في حرف سورة الرحمن
(2) وقال بعضهم إن الياء في ملائه وملائهم صورة الهمزة والألف هي الزائدة تقويه الهمزة أو إشباع الحركة اللام وقطع بذلك الإمام ابن الخرازي وقال العجب من الداني والشاطي ومن قلدهما كيف قطعوا بزيادة الياء في ملائه وملأيهم. أهو لكن جرى عملنا على الأول
(3) وعلى قوله جرى عملنا فيهما.
(4) في الأعراف والأنبياء
(1) وأما الدخلة على الاسم كآ لذكر فقيل محذوفة وقيل ثابتة
(2) لكن أغفل الداني حرف النمل-
(3) وحذفت الياء التي هي صورة الهمزة في ردما أتوني وقال أتوني
(1) نص على ذلك الغازي ابن قيس-
(2) وذكر التجييى في تبيانه أن حرفى الرمز كتبا بياءين في وجهه
(1) ومشى عليه جماعة منهم التحيى
(2) وقيل مطلقا
(1) وذكر التجيبي أن شطأه رسم بالألف في قول
(1) أي لأنه يحتمل أن تكون الألف الموجودة صورة الهزة ويحتل أنها ألف الجمع وعليه العمل. وقيل أنه رسم يباء بين الشين والتاء من غير ألف ونص الغازي في هجاءه وهو واضح على قراءة كسر الشين وقيل بلا ياء ولا والله اعلم.
(2) أي وذلك خاص بالألف الواقع في محل اللام كما في الأسئلة دون ما كان محل العين كباع وجاء فليعلم.
(3) أصل ألف أعطى واو لأنها من عطا يعطوا وإنما انقلبت إلى الياء لأن الثلاثي إذا زاد عن ثلاثة أحرف اسما كان أو فعلا ترد ألفه التي أصلها واو إلى الياء وتصير الياء ثانياز
(1) وقيل أن تقاته رسم بدون ألف أو ياء.وجرى عمل المغاربة على رسم جنا بالألف وكذا تقاته
(2) وذكر الداني أنها باليا في العراقية
(3) أي وقعت بين يائين
(4) وذكر بعضهم رسمه بياء وألف ولكن لاعمل عليه(1/126)
(1) أغفله الشاطئ
(2) أغفل الداني ذكره وذكره الشاطى وأبو داود فليعلم
(3) وقيل في بعضها بالواو وقيل بالترك
(1) وجرى العمل عليه في المصحف المصري تبعا لأبي داود والمغاربة وكان الأولى رسمه فيه بالتاء لضبطه على رواية حفص الكوفي لأنه عراقي
(4) وحكى في المقنع قولا رسمه بياءين
(1) وقيل أنه بسنة واحدة
(1) وذكر الداني قولا برسم ألف هذه الكلمة العمل على الحذف
(1) وذكر بعضهم عن اليزيدي زاكية بألف في المكية والمدنية
(2) أغفله الشاطي
(1) وكتب في المصحف المصري الحالي بالألف سهوا فليعلم
(1) وجرى عمل المغاربة على الحذف فيهما
(1) هذا عند المشارقة. وأما المغاربة فميزوا الفاء بنقطة من تحت والقاف بنقطة من فوق
(1) وإن وقعت في غير الطرف تنقط مالم تكن مهموز أو صورة الألف
(1) أي جعل له علامة كعلامة الحركة لكونه ملازما لها بحيث لاتأتي إلا بعدها ولكونه مشابها لها في الثبوت وصلا والحذف وقفا
(1) ووجهه كما قال أكبر المؤلفين أن الألف الموقوف عليها لما لم توجد في الوصول خيف أن يتوهم زيادتها في الرسم فوضعت علامة التنوين عليها إشارة إلى أنها مبدلة من التنوين واستدعى التنوين وضع الفتحه معه على الألف لملازمته للحركة بحيث لا يأتي إلا بعدها كما عرفت. فلذلك وضعت العلامتان معاً على الألف
(2) ووجهه أن الحرف المحرك يستدعي حركته لملازمتها له فلزم تبقية علامة التنوين لها إذ لا يفترقان ورجح الحرف المتحرك جرياً على الأصل وهو بناء الضبط على الوصل.والتمسك بالأصل ما أمكن أولى(1/127)
(1) هذا مذهب أهل الضبط. وأما النحاة فأنهم حكموا بتحلية المدغم فيه بعلامة الشد من غير فرق الإدغام الناقص والتام. وتعرية المخفي عنده منها- وقالوا لا فرق بين الإخفاء والإدغام إلا جرد علامة التشديد وعدمها فمتى وجدت أعلمتنا بالإدغام ومتى عدمت أعلمتنا بالإخفاء اهـ وهذا المذهب لم يعرج عليه الداني في المحكم وذكر الوجهين في المقنع وكذا فعل أبو داود ذيل الرسم والتجيي في تبيينه ولكن لم يخضوه بالنحاة وجرى عليه بعضهم في ضبط المصاحف ولكن يرد عليهم التباس الناقص بالتام
(2) والفرق بين الإدغام التام والناقص أن الإدغام التام هو ما ذهب فيه لفظ المدغم وصوته بأن لم يبق معه ذات المدغم وهو هنا التنوين ولا صفة وهي هنا الغنة. ولإدغام الناقص هو ما ذهب فيه اللفظ دون صوت.أي ما أدغمت معه الذات وأبقيت الصفة اهـ(فإن قلت) يرد على أهل الضبط أن الياء والواو إذا لم يشددا مع إبقاء غنة التنوين يتوهم أن الحكم عندهما الإخفاء (فالجواب) أن هذا التوهم يدفعه شهرة عدد حروف الإخفاء إذ لم يعد فيها أحد الياء والواو اهـ
(1) ولم يراعوا في محله ما شيب به لأن رعى ذلك يوجب لبسا بخلاف المشم والممال فأنهم راعوا فيهما محل ما شيبت به الحركة دون محلها لأن الحركة وجد ما يحفظها فيهما وهو الياء في المشم والألف في الممال فلا لبس معهما ا هـ.
(2) وذهب بعضهم إلى جعلها في وسط الحرف هكذا قـ.يـ.ل إشعارا بأنه لم يرتق إلى مرتبة الضمة ولم ينحط إلى مرتبة الكسرة. وبعضهم إلى وضعها فوق الحرف وهما ضعيفان.
(3) وأيضاً لبنائه على الوصل لم يراعوا في ضبط ما أميل وصلا فقط نحو في النار لخزنة عند من يقف عليه بالفتح إعتدادا بسكون الوقف إلا الضبط بعلامة الإمالة فليعلم
(1) أي وبعض المشارقة(1/128)
(1) أي. مع وجوده في اللفظ. ليخرج نحو: به الله. وبالواد المقدس. وتحي الموتى. بما سقط فيه حرف المد وصلا فليس فيه عدم الإلحاق مع ترك علامة المد ألبتة لاجتماعهم على أن الضبط مبنى على الوصل ولذا نص بعضهم على الإلحاق في فما آتان الله بالنمل. وفبشر عبادي الذي بالرمز وهو ظاهر على وجه قراءتهما بفتح الياء وصلا. ولا يلتفت إلى قول من زعم الإلحاق في هذا النوع مطلقاً إذا لم يقل به أحد ممن به أحد ممن يعتد بقوله
(2) أي يصور في مكانه. أما بالمداد الحمر على اصطلاح المتقدمين. وأما بتصغير ليتميز عن حروف المصحف الأصلية على ما يناسب حال المطابع الآن اهـ
(1) وعلى هذا الوجه تكون العلامة دالة على ذات حرف المد وحكمه. وأما على الأول فهي دالة على الحكم فقط. اهـ
(2) واكتفى بعض المشارقة في ذلك بعدم اللحاق مع ضبط الحرف الذي قبل حرف المد بضمه مقلوبة أن كان مضموماً. ووضع كسرة قائمة تحته أن كان مكسوراً هكذا إن ربهُ كان بصيراً
(1) أي بالتسهيل بين بين أو بالبدل حرفا محركا دون ما كانت مخففة بالإسقاط أو بالنقل أو البدل حرفا ساكنا كما سيأتي
(1) أي بناء المختار عند أبي داود وهو الذي جرى به العمل. وذكر الشيخان في نحو هؤلاء أن وأولياء على رواية قالون وجها آخر وهو أن تجعل في موضع المسهلة منهما صورة حمراء ] أو بقلم دقيق لما عرفت من جنس حركتها: واواً أن كانت مضمومة وياء أن كانت مكسورة. وتجعل فوق الواو وتحت الياء نقطة دلالة على التسهيل
(1) وهذا الوجه هو الذي يؤخذ من كلام الداني وصرح به بعض الأئمة وهو مذكور في بعض نسخ ذيل التنزيل وعمل به بعض المغاربة واقتصر أبو داود في لأهب على ما في أكثر نسخ التنزيل على جعل ياء حمراء (أو بقلم دقيق على مامر) على الألف بناء على أن الياء عند من قربها مبدلة من الهمزة. واختار اللبيب وجرى عليه أكثر المغاربة.(1/129)
(2) وهو الذي اقتصر عليه الشيخان، وأجاز التجيبي أن تجعل في موضع الهمزة ياء في نحو، من وعاء أخيه وواوا في نحو ياسماء اقلعي بالمداد الأحمر (أو بقلم دقيق لما مر) وأنكر ذلك الداني وقال. لا تكون الهمزة الواحدة تصورتان. قال التنسي. فعلى هذا أن لم يكن للثانية صورة نحو هؤلاء. إلهة جاز جعل الياء في وضعها أهو هكذا يقال في باب يشأ إلى وهؤلا ن وعلى البغاء إن على قراءة أبدلهما ياء مكسورة
(1) وأجاز بعض المشارقة الاكتفاء بحركة الهمزة دون هيئتها إذا كانت مصورة ألفا مطلقاً
(2) وإنما خصت العين بذلك لما بينها وبين الهمزة من المناسبة من وجهين –أحدهما- كون الهمزة شديدة والعين فيها الشدة بخلاف سائر حروف الحلق –والثاني- اشتراكهما في الجهر وقرب المخرج وكون العين أكثر دوراً من غيرها
(1) وزاد بعضهم وجها آخر على المختار وهو إلحاق ألف حمراء (أو صغيرة) تحت الهمزة الأولى. وهو ضعيف
(2) وحكم هذه الياء الاتصال بما بعدها
(3) هذا المعمول به. وأجاز التجيبي حذف علامة التنوين ووضع الهمزة مكانها
(4) التعبير بالجواز يفيد أن بعضهم قاسه فوضع علامة المد على الألف وبعضهم لم يقسه فلم يضعها عليها. وكلامها صحيح ولكن العمل على الأول والسبب في اختلافهم في أن العلماء منهم من يراعى أصول الأشياء ومنم من ينظر إلى الحال ولا يرى الأصل. وهذه المسئلة من هذا القبيل إن نظرت إلى أصلها ناسب أن لا يوضع عليها مد لأنها حرف محرك فينبغي أن يبقى عادياً هكذا ءانت. وإن نظر إلى الحال ناسب وضع المد عليها لأنها حرف مده بعده سيب الإشباع(1/130)
(1) وفي المطالع النصرية مانصه: كل همزة صورت ياء لا يجوز نقطها إلا إذا جاز قلبها ياء حال تخفيفها بأن وقعت ساكنة أو مفتوحة بعد كسر نحو ذئب وخاطئة. وكذا إذا كسرت بعد فتحة كما في أئمة ومثلها التي تقع بعد الكسرة مضمومة نحو مستهزءون على رأي الأخفش وأما ما يسهل بين بين حال التخفيف في نحو سائل وجائر وقائل وما وقع في الجمع بدلاً عن الحرف مد زائد في المفرد مثل قلائد أو كان بدلا عن همزة مثل مسائل ونحو ذلك فلا ينقط لعدم إبداله ياء حال التخفيف اهـ بتصرف وهو مذهب نحوي ]م11-سمير[
??
??
??
??(1/131)