إعداد
د/ محمد بن فوزان بن حمد العُمر
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية
كلية المعلمين - بالرياض
إهداء من المؤلف
لمكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية
www.tafsir.net
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مُضلَّ لهُ، ومن يُضلل فلا هادِيَ لهُ وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدُه لا شريك لَه وأشهد أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.
أما بعد:
فإن الله -عز وجل- أنزل هذا الكتاب لإقامة حدوده وحروفه، وقد أثنى سبحانه على القائمين بحدوده في قولِه سبحانه ( ((((((((( (((((((((((((( ((((((((((( (((((((((((( (((( (((((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((( ( ((((( (((((((( ((((( (((((((((((((( (((( (((((((((((((( ((((( ( (1).
وإن نبيه ( قد أثنى كذلك على القائمين بحروفه المُتغنِّين به فقال ( فيما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة -(-: ((ما أَذنِ اللهُ لشيءٍ ما أذن لنبيٍّ حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن يجهرُ به))(2).
وفي حديث أبي موسى الأشعري -(- قال لَهُ رسول الله (: ((لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود))(3).
…وإن إقامة حروف السورة لا يعني التقعر والتشدُّق ولا التمطيط والتعسُّف فإن هذا لا شك مذموم، وهو حال بعض المتعالمين في التجويد الذين لم يلقنُوا من أفواه الأُستاذين، وإنما يُراد به قراءة الآية أو السورة كما أُنزلت على قلب النبي (.
…يقول أبوالعلاء الهمذاني: "وإنما يدعو هؤلاء الجُهال إلى هذا التقعير والتشديق أنهم يسمعون القراءة الصحيحة والألفاظ القويمة مِمَّن خدم الأُستاذِين، وقرأ على الشيوخ المُبرِّزين وتكلَّف مقاساة الأسفار وقَطْع البراري والقِفار، وتسنّم الآكام والعقاب والأوعار، والتَّطواف في المدن والأمصار، فيودُّون على جهلهم أن ينخرطوا في سلك الحُذَّاق، ويجروا وهم كوادن(4) في مضمار العِتاق(5)" اهـ. (6).(1/1)
…وإن الهدف من كتابة هذه الرسالة هو تتميم لما كتبه المتقدمون في هذا الجانب وزيادةُ إيضاح لما يقع فيه بعض المعاصرين من اللحن في هذه السورة المباركة خاصة. وهدف آخر هو أن سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة(7) لا تقوم صلاةُ المرءِ إلا بها، لقول النبي (: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))(8).
…وإن اللحن فيها قد يكون مُخلاً بالصلاة(9).
- أسباب اختيار الموضوع:
- كتابة المتقدمين في موضوع تجويد الفاتحة مما وقفتُ عليه مثل: الواضحة في تجويد الفاتحة للإمام إبراهيم بن عمر الجعبري، وشرحها لابن أُم قاسم المرادي لم تكن مُستوعبةً لجميع اللحون الخفية والجلية في هذه السورة المباركة؛ لذا رأيت أن أضيف ما فاتهما تتميماً للفائدة.
- جدَّت هذه الرسالة من حيث التنبيه إلى لحون خفية وجلية يقع فيه بعض قارئ القرآن الكريم في عصرنا الحاضر لم تكن هذه اللُّحونُ -والله أعلم- موجودةً أو منتشرة في السابق.
- أن هذه السورة المباركة تُكرَّر في الصلاة أكثر من غيرها بل في كل ركعة من ركعات الصلاة فوجب على قارئ القرآن الكريم إتقانها والبعد عن اللحن فيها ما أمكن ذلك؛ لذا رأيتُ أن أشارك وبجهد المُقل في مثل هذا عسى الله أن ينفع بها ويجعلها خالصةً لوجهه الكريم إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.
- خطة البحث:
…قسَّمتُ هذه الرسالةَ إلى قسمين:
القسم الأول: الدراسة، وهو ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: المؤلفات في تجويد الفاتحة.
المبحث الثاني: اللحن لغة واصطلاحاً.
المبحث الثالث: اللحن الجلي في سورة الفاتحة داخل الصلاة وأقوال أهل العلم في هذه المسألة.
القسم الثاني: التطبيق:
وهو محاولة لبيان ما يجب أن يقرأ به قارئ القرآن وما يجب أن يجتنبه. وقد ذيَّلتُ البحث بفهارس للمصادر والمراجع، أسأل الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم.(1/2)
فما كان فيه من صواب فمن الله عز وجل، وما كان فيه من خطأ وزللٍ ونسيانٍ فمن نفسي ومن نزغاتِ الشيطان وتوهينِه (وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ( وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المبحث الأول
المؤلفات في تجويد الفاتحة
…صنَّف أهلُ التجويد في تجويد الفاتحة خاصَّة مؤلفاتٍ عدة، منها المخطوط، والمطبوع، ومنها ما هو في حُكمِ المفقود.
…وقد رتبتُ هذه المؤلفات تبعاً لوفاة المؤلِّفين، مُورِداً اسم المؤلِّف وتاريخ وفاته واسم كتابه:
1- إبراهيم بن عمر الجَعْبري - ت732هـ الواضحة في تجويد الفاتحة. وهي قصيدة دالية من عشرين بيتاً بدأها بقوله:
بحمدِك ربِّي أول النظم ابتدي… وأهدي صلاتي للنبي محمدِ
وبعدُ فخُذ تجويَد أُمِّ الكتاب كي… تفوز بتصحيحِ الصلاة فتهتدي
إلى قوله:
فأنت إن حققتَ الذي قد ذكرتُه… تبُر بفرض للقراءة مُسندِ
ولا ربَّ إلا اللهُ فاعبده مُخلصاً… وصلي على خير النبيِّين أحمدِ
وقد شرحها ابنُ أُمِّ قاسم المرادي ت749هـ باسم "شرح الواضحة في تجويد الفاتحة"(10)، وطُبع هذا الشرح بتحقيق الدكتور عبدالهادي الفضلي(11) ويقع هذا التحقيق بسبعة وثمانين صفحةً من الحجم المتوسط.
2- محمد بن محمود السمرقندي - ت 789هـ تقريباً - القصيدة الفائحة في تجويد الفاتحة(12).
3- عمر بن القاسم النشَّار - ت938هـ - "تجويد الفاتحة"(13).
4- محمد بن علي بن طولون - ت953هـ - "شرح الواضحة في تجويد الفاتحة"(14).
5- يوسف بن عبدالله الأرميوني - ت958هـ - رسالة في تجويد البسملة(15).
6- محمد بن سعد النوبي - كان حياً سنة 1013هـ - شرح الواضحة في تجويد الفاتحة للجعبري(16).
7- أحمد بن علي المقيني - كان حياً سنة 1041هـ شرح أيضاً الواضحة في تجويد الفاتحة للجعبري(17).(1/3)
8- حسني شيخ عبدالله - معاصر - تجويد الفاتحة وعشر سور قصار من خواتيم القرآن الكريم، مع ما يتعلق بالصلاة من أحكامٍ على رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية(18).
وهناك بعض المنظومات والأراجيز المخطوطة لمؤلفين مجهولي - الوفاة:
1- أبومحمد عبدالكريم بن عبدالباري بن عبدالرحمن الصعيدي ت؟ - البلغة الراجحة في تقويم حروف الفاتحة(19).
2- عبدالكريم بن عُمر الطرابلسي - ت؟ - الهدية النافعة لشرح منظومة الواضحة(20).
3- زين الدين بن عمر القاري - ت؟ - الفائدة في تجويد الفاتحة(21).
4- كَلْ بن محمد الزاهدي - ت؟ - تجويد الفاتحة(22).
مجموعة منظومات وأراجيز في تجويد الفاتحة لمجهولي الاسم والوفاة: (23).
5- رسالة في تجويد الفاتحة وهي التي بين يديك وهي محاولة في بيان اللحون الخفية والجلية والتي تقع من بعض قاريءِ القرآن الكريم لهذه السورة، مما قد نبَّهَ إليه السابقون استقلالاً مثل: الجعبري في الواضحة في تجويد الفاتحة، وابن المرادي في شرحها، وأضفت إلى ذلك شيئاً مما فاتهما أو ما استجدَّ من لحن خفي أو جلي على ألسنة بعض قاريءِ القرآن الكريم في عصرنا الحاضر، ولا أزعم أن هذه الرسالة حوت واستوعبت جميع ما يقع من لحون اللاحنين، ولكن ما لا يُدرك كُلُّهُ لا يُترك جُلُّهُ، والله المُوفق للصواب.
المبحث الثاني
اللَّحنُ لغةً
…يأتي اللحنُ في اللغة على عدة معانٍ؛ أشهرها الخطأ في الإعراب، واللغة، والغناء والتطريب، والفطنة والفهم والتعريض، والتورية أو فحوى القول ومعناه(24).
1- الخطأ في الإعراب: قال عبدالوهاب القرطبي: واللحن الخطأ ومخالفةُ الصواب، وبه سُمِّي الذي يأتي بالقراءة على ضد الإعراب لحَّاناً، وسُمِّي فعلُهُ اللحن؛ لأنه كالمائل في كلامه عن جهة الصواب والعادلِ عن قصد الاستقامة، قال الشاعر:
فزتَ بقدحَيْ مُعربٍ لم يلحنِ
وهذا هو المعنى الذي قصدنا الإبانة عنه، وبالله التوفيق والعصمة اهـ(25).(1/4)
2- اللغة: يقال لحنَ الرجلُ بلحنه، إذا تكلم بلغته، ولحنتُ له لحناً إذا قلتُ له قولاً يفهمُهُ عنك ويخفى على غيره، ولِحنه عني لحناً، أي: فهمه. وألحنتهُ أنا إياه إلحاناً(26).
ومنهُ قولُ عمر بن الخطاب -(- "تعلَّموا الفرائض والسُّنن واللَّحن كما تعلَّمون القرآن"(27). فاللَّحنُ هنا: اللُّغة، قال الشاعر:
أتتني بلحنٍ بعد لحنٍ وأوقدتْ……حواليَّ نيراناً تبوخُ وتَزهرُ (28)
3- الغناءُ أو التطريب والتغريد: يقال لحَّن في قراءاته إذا طرَّب فيها وقرأ بألحانٍ وفي الحديث: ((اقرءوا القرآن بلحونِ العرب وأصواتها، وإياكم ولحونَ أهل العشق ولحون أهل الكتابيْن))(29).
يقول ابن الأثير: "ويُشبِه أن يكون أراد هذا الذي يفعله قراء الزمان من اللحون التي يقرءون بها النظائر في المحافل، فإن اليهود والنصارى يقرءون كتبهم نحواً من ذلك" اهـ(30).
ومنه الترجيع: جاء ذلك في بعض تفسيرات حديث النبي ( الوارد في الصحيحين(31) عن عبدالله بن مُغفَّل قال: "سمعتُ النبي ( يقرأ وهو على ناقته -أو جمله- وهي تسير به وهو يقرأ سورة الفتح -أو من سورة الفتح- قراءةً ليِّنة يقرأ وهو يُرجِّع".
قال ابن حجر في الفتح: "... والآخر أنهُ أشبع المد في موضعه فحدث ذلك، وهذا الثاني أشبه بالسياق فإن في بعض طرقه "لولا أن يجتمع الناسُ لقرأت لكم بذلك اللحن" أي النغم" اهـ(32).
4- الفطنةُ والفهم: يقال رجل لحِن "بكسر الحاء" عالم بعواقب الكلام ظريف، واللَّحَن بفتح الحاء الفطنة، وربما أسكنوا الحاء في الفطنة، ورجل لحِن أي: فَطِن. ولاحن الناسَ: فاطنَهم(33).
ومنه قول عمر بن عبدالعزيز -يرحمه الله-: "عجبتُ لمن لاحَن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم!(34) أي: فاطنهم،
وفي الحديث: ((إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ ولعلَّ بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له من حق أخيه شيئاً فلا أخُذُه، فإنما أقطع له قطعةً من النار))(35).(1/5)
…قال ابن حجر: "والمراد أنه إذا كان أفطن كان قادراً على أن يكون أبلغ في حجته من الآخر" اهـ(36).
5- التعريض والتورية أو فحوى القول ومعناه: ومنهُ قولُه تعالى: ( (((((((((((((((((( ((( (((((( (((((((((( ((37).أي: معناهُ وفحواه.
قال الراغب الأصفهاني في المفردات: ".... وإما بإزالته -أي اللحن- عن التصريح وصرفه بمعناه إلى تعريض وفحوى، وهو محمود عند أكثر الأدباء من حيث البلاغة، وإياه قصد الشاعر:
وخير الحديث ما كان لحناً
وإياهُ قُصد بقوله تعالى: ( (((((((((((((((((( ((( (((((( (((((((((( ( اهـ(38).
اللحن اصطلاحاً: هو خلل يطرأ على الألفاظ فيُخِلُّ(39).
وهو قسمان: (لحن جلي، لحن خفي).
…فإن كان خللاً يطرأ على الألفاظ يخلُّ بالمعنى والعُرف(40) كرفع المنصوب ونصب المرفوع، وخفض المنصوب والمرفوع، أو ما أشبه ذلك، فذلك اللحن الجلي الذي يَعرِفهُ المقرئون والنحويون وغيرهم ممَّن قد شمَّ رائحة العلم(41).
…ويُمثَّل لهُ بأمثلةٍ كثيرةٍ منها: ضمُّ التاء من قولهِ تعالى: ( (((((((((( (((((((((( ((42) أو فتح التاء من قولِه ( ((( (((((( (((((( ((43)(44) أو خفض اللام من رسوله في قولِه تعالى: ( (((( (((( (((((((( ((((( ((((((((((((((( ( (((((((((((( ((45)(46).
وإن كان خللاً يطرأ على الألفاظ فيُخلُّ برونق القراءة وحُسنِ الأداء من الإفراط في تشديد المشدَّد وتحفيف المُخفَّف وتغليظ اللاماتِ وتشريبها الغُنَّة، وإظهار المُخفى، وتفريط المدِّ، وتغليظ الراء وتكريرها، وهذا القسم لا يعرفه إلا القارئ المُتقن، والمُجوِّد الضابط (47)(48).
…ويقول علَمُ الدِّين السَّخاوي: "فأما اللحنُ الجليُّ: فهو تغيير الإعراب، والخفي هو أن لا يُوفِّي الحرف حقه وأن يقصِّر في صفته التي هي لهُ، أو يزيد على ذلك كالإفراط في التمطيط، والتعسُّف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات وفي التشديد" اهـ(49)(50).
المبحث الثالث(1/6)
اللَّحنُ الجلي في سورة الفاتحة داخل الصلاة
هذه المسألة من أهم المسائل التي يذكرها الفقهاءُ في كتبهم في باب القراءة في الصلاة، ذلك لأن سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاةُ إلا بها (51)؛ لذا كان لزاماً عليَّ أن أذكر هذه المسألة والتي هي من شِقيَّن:
1- اللَّحن الجلي في سورة الفاتحة في الصلاة إذا كان لا يُحيل المعنى:
…فقد اتفق الفقهاء (52) على صحة صلاة من كانت تلك حالهُ، ولكن إمامته مكروهة، وذلك مثل: ضم الهاء من قولِه ( (((((((((( (( ( أو ضم الباء من قولِه ( (((((( (((((((((((((( (، أو فتح الدال من ( ((((((( (، ونون ( ((((((((((( ( الثانية، وغير ذلك.
2- اللَّحن الجلي في سورة الفاتحة في الصلاة إذا كان يُحيل المعنى، وذلك مثل ضم التاء أو كسرها من قولِه تعالى: ( (((((((((( ( أو تخفيف الياء أو كسر الكاف في قولِه ( ((((((((( (، أو النطق بالضاد ظاءً من قولِه ( (((( ((((((((((((( (، وغير ذلك.
فقد اختلف الفقهاءُ في هذه المسألة على أقوال:
1- المالكية: يرى المالكية أن الذي لا يُحسن القرآن أشدُّ حالاً ممن ترك القراءة أصلاً.
قال الإمام مالك -يرحمه الله- "إذا صلى الإمام بقوم فترك القراءة انتقضت صلاته وصلاة من خلفه وأعادوا، وإن ذهب الوقتُ قال: فذلك الذي لا يُحسن القرآن أشد عندي من هذا؛ لأنه لا ينبغي لأحد أن يأتمَّ لا يُحسن القرآن" اهـ (53).
2- قول الأحناف: فصَّل الأحناف في هذه المسألة على أقوال ثلاثة:
أ - المتقدمون من الأحناف يرون أن اللحن الجلي إذا كان يُغيِّر المعنى تغييراً يكون اعتقادُهُ كُفراً، فصلاتُه باطلة سواء وُجد مثلُهُ في القرآن أم لا.
ب - إذا كان لحناً جلياً لا يُغيِّر المعنى تغييراً فاحشاً فصلاتُهُ باطلةٌ أيضاً عند أبي حنيفة وصاحبه محمد بن الحسن، وعند أبي يوسف وبقية الأحناف لا تفسُد لعموم البلوى.(1/7)
جـ- المتأخرون من الأحناف يرون أن اللحن الجلي المُغيِّر للمعنى لا تفسُد الصلاةُ به مطلقاً، وإن أدى اعتقادُهُ كفراً؛ لأن قراءة سورة الفاتحة عندهم ليس ركناً من أركانها بل هو واجب من واجباتها، ولأن الناس لا يُميِّزون بين وجوه الإعراب، ولعموم البلوى أيضاً (54).
3- قول الشافعية: يرى الشافعية أن اللحن الجلي المُخل بالمعنى يُبطل الصلاةَ، إن تعمَّد ذلك، وإن لم يتعمَّد يجب عليه إعادة القراءة.
قال الإمام الشافعي -يرحمه الله- "وأكرهُ أن يكون الإمام لحاناً لأن اللحَّان قد يحيل معاني القرآن فإن لم يلحن لحناً يحيل معنى القرآن أجزأتْهُ صلاته، وإن لحن في أم القرآن لحناً يحيل معنى شيء منها لم أرَ صلاته مجزئهٌ عنهُ ولا عمَّن خلفهُ" اهـ (55).
وفي مجموع شرح المذهب للإمام النووي: قال ما نصُّه: ولو أبدل الضاد بالظاء أي في قولِه تعالى: ( (((( ((((((((((((( (، ففي صحة قراءته وصلاته وجهان:
أحدهما: لا تصح (56).
والثاني: تصح؛ لعسرِ إدراك مخرجهما على العوام وشبههم... وإن لحنَ في الفاتحة لحناً يُخل بالمعنى بأن ضم تاء ( (((((((((( ( أو كسرها، أو كسر كاف ( ((((((( (((((((( ( أو قال: إياء بهمزتين لم تصح قراءته وصلاته إن تعمد، وتجب إعادة القراءة إن لم يتعمَّد..." اهـ (57).
4- قول الحنابلة: يرى الحنابلة أن اللحن الجلي المُخلُ بالمعنى يُبطل الصلاة إلا إذا عجز القارئ عن إحسانها وخيف خروج الوقت بتعلُّمها فحينئذٍ لا يلزمُهُ قراءتها، وإنما يلزمُهُ قراء سورة أو آيات بعدد آيات سورة الفاتحة.(1/8)
قال ابن قدامة: فإن ترك ترتيبها، أو تشديدةً منها، أو قطَعها بذِكْرٍ كثير، أو سكوتٍ طويل ، لزمَهُ استئنافها، وجملة ذلك، أنه يلزمُهُ أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مُشدَّدة، غير ملحونٍ فيها لحناً يحيل المعنى، مثل أن يكسر كاف ( ((((((( ( أو يضم تاء ( (((((((((( ( أو يفتح ألف الوصل في ( ((((((((( ( فإن أخلَّ بالترتيب، أو لحن فيها لحناً يُحيل المعنى، لم يُعتدَّ بها؛ لأن النبي ( كان يقرؤها مُرتبةً، وقد قال: ((صلوا كما رأيتموني أُصلِّي)) إلا أن يعجز عن غير هذا، وكذلك إن أخلَّ بتشديدةٍ منها... إلى قولِه فإن لم يُحسن الفاتحة، وضاق الوقت عن تعلمها قرأ قدرها في عدد الحروف، وقيل في عدد الآيات من غيرها، فإن لم يُحسن إلا آية كرَّرها بقدرها... الخ" (58).
…وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله- عمَّن يلحنُ في الفاتحة هل تصحُّ صلاتُهُ أم لا؟
فأجاب: أما اللحن في الفاتحة الذي لا يحيل المعنى فتصح صلاة صاحبه، إماماً أو منفراداً، مثل أن يقول (رب العالمين والضالِّين(59) ونحو ذلك، وأما ما قُرئ به مثل: الحمد لله ربَّ، وربِّ، وربُّ، ومثل الحمد، والحمد لُله بضم اللام، أو بكسر الدال، ومثل عليهِمُ، وعليهم(60)، وعليهُمُ، فهذا لا يُعدُّ لحناً.
…وأما اللَّحن الذي يُحيل المعنى؛ إذا علم صاحبُهُ معناهُ مثل أن يقول "صراط الذين أنعمتُ عليهم" وهو يعلم أن هذا ضمير المتكلم لا تصحُ صلاتُهُ، وإن لم يعلم أنه يحيل المعنى واعتقد أن هذا ضمير المخاطب ففيه نزاع، والله أعلم" اهـ (61).
…والذي يظهر في هذه المسألة والله أعلم أن الذي يلحن في فاتحة الكتاب لحناً جلياً يُحيل المعنى لا يخلو من إحدى حالتين:
الحالة الأولى: إما أن يكون من خطأ أو نسيان فهذا والله أعلم داخل تحت عموم قوله تعالى: ( ((((((( (( ((((((((((((( ((( ((((((((( (((( ((((((((((( ( (62) قال: قد فعلت (63).(1/9)
…وإما أن يكون عاجزاً عن الصواب وهذا حال قراءة أكثر الأعاجم "الحمد"، "الرحمن" بالهاء والعالمين بالألف المهموزة الآلمين. فهذا والله أعلم داخل تحت عموم قوله تعالى: ( (( ((((((((( (((( ((((((( (((( ((((((((( ( (64)، وقولُ الله ( (( ((((((((( (((( ((((((( (((( (((( ((((((((( ( (65)، ولكن إمامة من كانت هذه حالُهُ مكروهة عند أهل العلم، ويلزمُهُ المبادرة إلى تعلُّمِ الصواب (66).
الحالة الثانية: أن يكون عالماً عارفاً ما يقرأ، قادراً على تصويب قراءته، أو جاهلاً بقراءته كضم التاء من قولِه "أنعمتُ" أو كسر الكاف من "إياكِ" أو غير ذلك مما يُحيل المعنى، لكنهُ فرَّط في تعلُّم الصواب، فهذا والله عز وجل أعلم صلاتهُ غير مجزئةٍ، ويلزمُهُ إعادتها.
…وأما قولُه ( (((( ((((((((((((( ( خاصة فإن البعض من المسلمين يُخطئون في النطق به ظاءً بدلاً من الضاد، والفرق بينهما ظاهر إذ الضلال بالضاد هو ضد الهُدى كقوله تعالى: ( (((( ((( ((((((((( (((( ((((((( ((67)، وبالظاء هو الدوام كما قال تعالى: ( (((( ((((((((( ((((((((( ( (68).
قلت: إنهُ لما عمَّت البلوى باللَّحن في هذا الحرف خآصةً وأن من قرأهُ بالظاء إنما يُريد الضلال المقابل للهُدى لاغير، ولأن الظاء والضاد متقاربان مخرجاً وصفةً (69).
كان هذا مما يُرجى أن يُعفى عنهُ لاسيِّما من عامة الناس لقول الله عز وجل ( ((((( (((((( (((((((((( ((( ((((((((( (((( (((((( ( (70). ولقوله تعالى ( ((((((( (((( (((((( (((((((((( (((( ((((((( (((((( (((((((((( ( (71).
ولأنه ( إنما أُرسل لوضع الإصر والأغلال عن الناس كما قال تعالى ( (((((((( (((((((( (((((((((( ((((((((((((( ((((((( ((((((( (((((((((( ( (72).
(((((( ((((
الباءُ في قولهِ ( (((((( ( حرف مستفل يخرج من الشفتين، واللَّحن في قراءة هذا الحرف يكون بعدم إظهار كسرة الباء، أو الضغط على الحرف بشدة.(1/10)
…قال أبوالحسن السعيدي في كتابه: "التنبيه على اللحن الجلي والخفي" ص29: "أن يُلفظ بالباء قبل السِّين مُخففةً ولا تُضغط في مخرجها، ولا يُزاد على لفظها" اهـ.
…وقال عبدالوهاب القرطبي: "الباء حرف مجهور شديد في نفسه متقلقل، فينبغي أن يُرفَّهَ عنهُ، ويُسرِع اللفظ به مع إعطائه حقه من تمكن الشفة بإخراجه من غير أن يُضغط في مخرجه، في مثل قوله تعالى: ( (((((( (((( (((((((((((( (((((((((( (، ( ((((((( (((((((( ((((((((( ((((((((((( ((( (، ( (((((( ((((((((((((( (((((((((( ( وما أشبه ذلك" اهـ(73).
(((((( : السين حرف مهموس يُنطق به برفقٍ ولُطفٍ، ولولا التسفُّل والانفتاح اللَّذان في السين لكانت صاداً، ويُحذر هنا من تفخيم السِّين حتى لا تصبح صاداً، ويحذر كذا من قلقلتها(74).
- الميم حرف مُرقق كالباء يخرج من الشفتين. واللحن في هذا الحرف يكون بعدم إظهار كسرة الميم بحيث تكون قريبةً من الفتحة(75).
((((: لفظ الجلالة ( (((( ( مجرور بالإضافة، وتُرقق اللام فيه اتفاقاً؛ لأنها جاءت بعد كسر، ويمدُّ مداً طبيعياً في الوصل، ويزاد التوسط والإشباع وقفاً اختبارياً، ويحذر هنا من اختلاس حركته أو المبالغة في إشباع مدِّه.
تنبيه: مسألة مقادير المدود وعدم ضبطها لا تكون إلا عن طريق المشافهة من أفواه المقرئين الضابطين المتقنين وخلاصة ما ذكرهُ أهل الإقراء أن تحديدها بعددٍ معينٍ من الحركات لا ضابط له وإنما هو يعود إلى التقدير وكثرة العرض على المشايخ والله أعلم(76).
((((((((((((
((((((((((((: الراء هنا مفخمة اتفاقاً؛ لأنها مُشدَّدة مفتوحة، والراء حرف شديد مُكرَّر يجري فيه الصوتُ لتكريره وانحرافه إلى اللام.(1/11)
…قال ابن الجزري في النشر في القراءات العشر 1/204: "وظاهر كلام سيبويه أن التكرير صفة ذاتية في الراء، وإلى ذلك ذهب المحققون، فتكريرها ربوُها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصاً إذا شُدِّدت ويعُدُّون ذلك عيباً في القراءة وبذلك قرأنا على جميع من قرأنا عليه وبه نأخذ" اهـ.
…وقال أيضاً في المقدمة:
وأَخفِ تكريراً إذا ما تُشدَّدُ(77)
…وخلاصة ما تقدم: أنه يُحذر من تكرير الراء عندما تكون مشددة؛ لأن التكرير صفة ذاتية في الراء(78).
- بالحاء المهملة، ويقرأها أكثر الأعاجم بالهاء، وقد تقدم حكمه ص19.
- المدُّ في " (((((((((((( " مد طبيعي في حال الوصل يُزاد عند الوقف عليه اختباراً، لكونه عارضاً التوسط والإشباع، واللحنُ في هذا المدِّ يكون باختلاس مدِّه أو المبالغة في إشباعه.
…قال القسطلانيُّ في لطائف الإشارات: "والياء يُعتنى ببيانها إذا تحركت... إلى قوله وكذلك نحو: "ياء الرحيم"، و واو "أعوذ" وألف "الرحمن" وصلاً، فليُحترز من زيادة التمكين على المقدار الطبيعي، فإنه لحن، إذ لا سبب للمد في هذا، وكذا يُحترز من إسقاطه كما يفعله بعضهم، إذ هو مُخلّ بالحرف" اهـ(79).
- بكسر النون ويكثُر عند القارئين لها عدم إظهار كسرتها أو النطق بها قريبةً من الفتحة.
(((((((((( (80).
((((((((((: تقدم الكلامُ على الراء ص25.
- تقدم التنبيه على نطق الحاء هاءً عند أكثر الأعاجم ص19.
- تُمدُّ الياءُ مداً طبيعياً وصلاً ووقفاً ويُزاد عند الوقف عليه لكونه عارضاً التوسط والإشباع.
((((((((((
((((((((((: بحاء مهملة وهي تخرج من وسط الحلق، وكثير من الأعاجم يقرأونها بالهاء، وهذا لحن جلي يُحيل المعنى فإن هناك فرقاً ظاهراً بين الهمد والحمد.
فإن الهمْد هو: السكون والسكوت يقال همدت أصواتُهم أي سكنَتْ.
والهمُود: الموت، وأرض هامدة لا حياة فيها ولا نبتٌ ولا عود ولم يُصبها مطر(81).(1/12)
- بضم الدال على الابتداء، وهي القراءة المتواترة وهي أجود لفظاً ومعنىً من قراءة فتح الدال أو كسرها.
…قال أبوجعفر الطبري: "... ولذلك من المعنى، تتابعتْ قراءةُ القراء، وعلماءُ الأمة على رفع الحمد من الحمدُ لله ربِّ العالمين"، دون نصبها الذي يُؤدي إلى الدلالة على أن معنى تالية كذلك: أحمدُ الله حمداً، ولو قرأ قارئ ذلك بالنصب، لكان عندي مُحيلاً معناهُ، ومستحقاً العقوبة على قراءته إياه كذلك، إذا تعمَّد قراءته كذلك، وهو عالم بخطئه وفساد تأويله" اهـ(82).
وقال أبوجعفر النحاس في إعراب القرآن 1/196-170: "والرفعُ أجود من جهة اللَّفظ والمعنى، فأما اللفظ: فلأنه اسم معرفة خبَّرت عنهُ، وأما المعنى: فإنك إذا رفعت أخبرت أن حمدك وحمد غيرك لله جل وعز، وإذا نصبت لم يعدُ حمد نفسك" اهـ.
…قلت: اللحن في هذا الحرف يكون بـ:
بفتح الدال: "الحمدَ لله" وقد تقدم كلامُ الطبري في هذا، وهي قراءة شاذة قرأ بها هارون العُتكي، وسفيان بنُ عيينة ورؤبة بن العجَّاج(83).
ب- بضم الدال وضم لفظ الجلالة: "الحمدُ لُله" وهي قراءة شاذة قرأ بها ابنُ أبي عبلة.
وضم لفظ الجلالة "الُله" اتباعاً لقوله "الحمدُ" كثُر استعماله عند العرب في الأسماء التي تجتمع فيها الضمَّتان مثل حُلُم وعُقُب وعُنُق وطُنُب.
قال الفراءُ في معاني القرآن 1/3-4: "اجتمع القراءُ على رفع الحمد وأما أهل البدو فمنهم من يقول "الحمدَ لله"، ومنهم من يقول "الحمدِ لِله" ومنهم من يقول "الحمدُ للهُ فيرفع الدال والَّلام... إلى قوله وأما الذين رفعوا الَّلام فإنهم أرادوا المثال الأكثر من أسماء العرب الذي يجتمع فيه الضمتان: مثل "الحُلُم والعُقُب" اهـ(84).
جـ- بكسر الدال: "الحمدِ" وهي قراءة شاذة لزيد بن علي -(- والحسن البصري.(1/13)
…قال أبوإسحق الزجَّاج: "وقد روي عن قومٍ من العرب "الحمدِ لله" و "الحمدَ للهِ" وهذه لغة من لا يُلتفت إليه ولا يُتشاغل بالرواية عنهُ وإنما تشاغلنا عنه برواية هذا الحرف لنُحذِّر الناس من أن يستعملوهُ، أو يظنَّ جاهل أنهُ يجوز في كتاب الله -عز وجل- أو في كلامٍ، ولم يأت لهذا نظير في كلام العرب، ولا وجه لَهُ" اهـ(85).
(( (86) ((((( (((((((((((((( (((
(((((: مخفوض على النعت لله، واللَّحن فيه يكون بفتح الباء أو المبالغة في تشديدها وكلاهما مذموم، قال أبوإسحق الزجَّاج: "قد فسَّرنا أنهُ لا يجوز في القرآن، إلا "ربِّ العالمين الرحمن الرحيم، وإن كان الرفع والنصب جائزيْن في الكلام، ولا يُتخيَّر لكتاب الله -عز وجل- إلا اللفظ الأفضل الأجزل" اهـ(87).
- يُحذر هنا من إشراب الباء غنة.
(((((((((((((: يُحذر هنا من تفخيم حرف العين حيث إنه حرف مجهور.
قال ابن المرادي في شرح الواضحة: وقولُهُ "وعينِها فأنعم" قال بعض الأئمة: "إذا جاء حرف العين ساكناً أو متحركاً أظهرْ بيانه وأشبعْ لفظه من غير شدةٍ و تكلُّف، وليُحذر تخشينُ لفظها كما يفعل بعضهم في مثل
" ((((((((((((( " وليُبيَّنْ جهرُها وإلا عادت حاءً" ص56(88).
كما يُحذر من النطق بالعين ألفاً مدية "الآلمين" كما يفعله أكثر الأعاجم، ينظر ص19.
- تُمدُّ الألف الواقعة بعد العين مداً طبيعياً وصلاً.
- بفتح اللام، ومن كسر اللام فقد لحن لحناً جلياً مذموماً إذ يكون الحمدُ مُختصاً بربِّ العالِم دون العالَم.
- بكسر الميم وكثيراً ما يُخطئ فيها قارئ القرآن الكريم، فلا يمكِّنون الكسرة هنا.
- تمدُّ الياء مداً طبيعياً وصلاً ووقفاً ويُزاد عند الوقف عليه لكونه عارضاً التوسط والإشباع كما تقدم في "الرحيم"، ويُلاحظ عدم إظهار صوت عند النون الموقوف عليها.
(((((((((((((89) (((((((((((90) (((
((((((( (((((( ((((((((( ((((1/14)
(((((((: تُمدُّ الألف مداً طبيعياً والزيادةُ على ذلك أو اختلاس المدِّ يُعدُّ لحناً خفياً(91).
- يُحذر عند النطق بهذه الكاف من أمرين:
1- إشباع الكاف حتى تُصبح ياءً "مالكي" وهذا خطأ درجَ عليه بعضُ قُرَّاء القرآن الكريم. وقد حذَّر من هذا الجعبريُّ في قصيدته الواضحة:
و"مالكِ" خَفْ و "يومِ" أقصرنَّه …وفي "الدِّين" صُن دالاً عن التاء وأشددِ
…قال الُمراديُّ: "خَفْ فعلُ أمر من خاف يخاف، أي احذر من إشباع كسرة الكاف "مالكِ" لئلا ينشأ عنها ياء فتكون قد زِدتَ حرفاً في غير محلِّه" اهـ(92).
2- عدم تمكين كسرة الكاف.
((((((: وعند الوقفِ عليها حكمها حكم المد العارض للسكون وإن كان ليس بمحل وقف إلا اختباراً، ويُحذَر من الاختلاس وقفاً ووصلاً كما في البيت السابق:
و"مالكِ" خَفْ و "يومِ" أقصرنَّه (93)
- يُراعى في هذا الحرفُ كسر الميم ويُحذر من فتحها كما هو مسموع عند بعض قارئ القرآن الكريم.
(((((((((: يُراعى هنا الحرفُ المُشدَّد، والخطأ هنا بتخفيفه أو المبالغة في تشديده، أو همسه.
- تُمدُّ الياء هنا مداً طبيعياً وصلاً ووقفاً، ويزاد التوسط والإشباع وقفاً، ويُحذر من اختلاس ياءه(94).
- يُحذر من خروج صوت من الأنف عند الوقوف على النون كما تقدم في "العالمين" ص31.
((((((( ((((((((
(((((((: يجبُ اختلاس كسرة الهمزة فيها والنطق بها بلُطفٍ ورفقِ.
…قال عبدالوهاب القرطبي في الموضح ص199: "وكذلك الياءُ إذا كانت مُشدَّدةً وقبلها كسرةٌ وجب أن تُختلس الكسرةُ حسب ما وجب فيما تقدم، كقوله تعالى: ( ((((((( (((((((( (ونحوه، فتدبر هذا وأجْرِ عليه ما في القرآن من بابه" اهـ(95).
- بتشديد الياء ولا تُخفَّف؛ لأن ذلك يؤدي إلى تغيير معناها، ولا يُبالغ في التشديد بها فإن ذلك مستقبح.(1/15)
…قال الخطَّابي في شأن الدعاء ص19: ومما يجب أن يُراعى في الأدعية، الإعراب الذي هو عمادُ الكلام، وبه يستقيم المعنى، وبعدمه يختلُّ، ويفسُدُ، وربما انقلب المعنى باللَّحن حتى يصير كالكفر، إن اعتقدهُ صاحبهُ، كدعاء من دعا، أو قراءة من قرأ: ( ((((((( (((((((( ((((((((( ((((((((((( ((( (بتخفيف الياء من إياك، فإن الأيَاضياءُ الشمس، فيصير كأنهُ يقول شمسُك نعبُد، وهذا كفر" اهـ(96).
- تُمدُّ الألف مداً طبيعياً وصلاً ووقفاً ويزاد التوسط والإشباع وقفاً اختبارياً ويُحذر من اختلاس المدِّ.
(((((((: يحذر هنا من كسر كاف إياك إذ هو تغيير للمعنى وخلل بمعتقد صاحبه وبطلان لصلاته إن اعتقده ويكون كذلك أيضاً عند وضع ألف بعد الكاف على التثنية.
قال أبوالحسن السَّعيدي ص30-31: يُسرع اللفظ بالكاف من إياك بعد الألف، ولا يُتوقَّفُ فيها فتصير ممدودة" اهـ(97).
((((((((: يُنطق بالباء خفيفة؛ لأنها شديدة في نفسها، ويُحذر من كسرها "نعبِد" أو فتحها "نعبَد" وكلاهما مذموم(98).
((((((((: بضم الدال وبإشباع الضمة تتولد الواو وهذا لحن يكثر عند الأعراب خآصةً.
((((((((((99) ((((((((((( (((
(((((((( (((((((((: يجب أن تُراعى ضمةُ الدال مع الواو المفتوحة؛ لأن البعض يُشبع فتحة الدال ويكتفى بها عن الواو المفتوحة في وإياك.
قال أبوالحسن السَّعيدي: "وتُبيَّن فتحة الواو بعد الدال المضمومة من نعبد؛ لأن الواو وإن كانت مفتوحة هي أصل الضمة، والضمة منها تتولد، فيبيَّنُ فتحها بعد بيان ضمة الدال من نعبدُ" اهـ(100).
(((((((((((: بالسين وبتفخيمها تكون صاداً؛ خاصةً إذا جاء بعدها حرف جهر وهو التاء.
…قال أبوعمرو الداني: "وكذا إن وقع قبله سين وبعده حرف مجهور فينبغي أن يُلخَّص ويُبيَّن ويُمنع من الإطباق لئلا يصير طاء، كقوله تعالى: ( ((((((((((( (و ( ((((((((((((((( (، ( (((((( (((((((((((( (، ( (((((((( (((((((((((((( (، وما أشبهه" اهـ(101).(1/16)
- يُنتبه هنا للسين الساكنة ويُخشى من تحريكها.
…قال ابنُ الطحَّان الأندلسي: "وتحرير اللفظ بالسكون من غيره هو أن تجدُه في حرفه على طبعه، من قوته أو ضعفه، فلا تلبث السكون في الحرف إلا بمقدار ما تظهر صفته أو تبرز هيأتُهُ، من غير قطع مُسرفٍ، ولا فصل متعسفٍ.
…فاحرس لفظك من اللحن في السكون، فإن القراء يقعون فيه كثيراً، لا يكادون يُخلِّصون السكون، ولاسيما في السين قبل التاء، نحو "نسعتين" و "المستقيم"، و "يستأخرون"، يذهبون إلى فصل السين من التاء، فيُحرِّكون السين.
فإن أردت السلامة من لحنهم فأرسل ما في السين من الرخاوة والهمس تُصبِ اللفظ الصحيح إن شاء الله" اهـ(102).
- يجب أن ينتبه لما يقع فيه بعض قراء القرآن من إدخال ألف بين التاء والعين وهذا غلط بيِّن.
- يُراعى هنا ترقيق العين المكسورة التي تخرج من وسط الحلق، واللَّحن في هذا الحرف أيضاً يكون بتفخيم العين.
قال الناظم:
ثم لأقصى الحلق همز هاء ……ثم لوسطه فعينٌ حاءُ(103)
- تُمدُّ الياءُ مداً طبيعياً وصلاً ووقفاً، ويزاد التوسط والإشباع وقفاً ويُراعى عدم اختلاس المد والمبالغة في مده كذلك كما يُلاحظ عدم إظهار صوت عند النون الموقوف عليها، وقد تقدم مثلُهُ ص31.
قال أبوالحسن السعيدي: "إذا وقف القارئ عليها يزيدُ على لفظها زيادة مدِّ لاجتماع الساكنين في الوقف؛ الياءُ والنون، ولا يُفرِط فيها، ويُشمُّ النون الرفع إشماماً خفيفاً من غير أن يُلحِق الإشمام بالحركة؛ لأن الإشمام هو أن تُضَمَ لها شفتيك، ولا يُسمع عندها صوت، وإن أحبَّ ترك الإشمام فليترك النون ساكنة؛ ولا تشوبُها حركة ولا اختلاس؛ لأن الوقف يكون على الساكن، والإشمام أحبُّ إلينا في ذلك وما أشبهه" اهـ(104).
((((((((( ((((((((((( ((((((((((((((( (((
(((((((((: الهمزة هنا همزة وصل يُبدأ بها بالكسر لأن ثالث الفعل مكسور، وعند الوصل بـ "نستعين" تكون موصولةً.(1/17)
…واللحن في قراءتها بفتح همزة الوصل وهو يكثر عند الأعراب خاصة(105).
- الهاء هنا ساكنة ويُحذر من تحريكها أو قلقلتها لسكونها.
…قال المراديُّ: "وليُحترز من الإفراط في بيانها فيؤدي ذلك إلى تحريكها"(106).
- يُراعى هنا كسرُ الدَّال ويُجتنب النطق بها مفتوحةً أو قريبةً منها.
(((((((((((: تُفخَّم الصادُ المشددة هنا، ويُحذر من استفالها والنطق بها سيناً "السراط". أو قريبةً منها وإن كانت قراءةَ متواترة قرأ بها قنبل عن ابن كثير ورُويس عن يعقوب من العشرة إلا أن هذا يُعدُّ تركيباً في القراءات يُعاب عليه قارئ القرآن الكريم إجمالاً(107).
- تفخم الراء المفتوحة اتفاقاً ويتأكد ذلك لوجود ألف بعدها(108).
- يُنبه هنا إلى همس الطاء ولا يُدرِكُ هذا اللَّحن إلا حُذاق القراء.
(((((((((((((((: تُظهر ضمةُ الميم ولا تُشبع فتكون واواً.
- السين تقدم في نستعين ص37-38.
- ينتبه لإدخال ألف بين التاء والقاف كما تقدم في نستعين ص38.
- القاف المكسورة هنا هي أقل درجات التفخيم(109).
((((((((110) ((((((((( (((((((((( ((((((((((
(((((((((: اللام مُشدَّدة هنا ويُحذر من المبالغة في تشديدها.
((((((((((: الهمزةُ هنا همزة قطع ويُحذر من النطق بها موصولةً؛ وهي بعكس همزة الوصل في "نستعين اهدنا".
- النون ساكنة ويُحذر من تحريكها اتباعاً لهمزة القطع المفتوحة ويُحذر أيضاً من السكوت عليها سكتةً لطيفةً.
…فأما تحريكها فقد نبَّه إلى ذلك الإمام ابن الجزري في مقدمته ص5:
واحرِص على السكون في جعلنا … أنعمتَ والمغضوبِ مع ضلَلْنا
…قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح المقدمة الجزرية ص68-69: "واحرص على السكون: أي: سكون اللام في "جعلنا" والنون في "أنعمت" والغين في "المغضوب" مع لام ضللنا الثانية، لتحترز عن تحريكها كما يفعلُهُ جهلة القراء فإنه من فظيع اللَّحن" اهـ.
…وأما السكوت عليها فقاله الجعبري في منظومته الواضحة في تجويد الفاتحة:(1/18)
وأنعمتَ لا تلبث بنون وعينها… فأَنعم، "عليهم" بيِّن الهاء وأقصدِ
قال المراديُ: "هذا يفعلُهُ من لا تحقيق له أن يسكت على النون في أنعمت سكتة لطيفة، كأنه يُريد بذلك إيضاح إظهارها، وأنها لا غُنَّةَ فيها، وذلك خطأ، فلهذا قال: "لا تلبث بنون""اهـ(111).
- العين هنا المفتوحة وهو حرف مُستفل يُحذر من تفخيمها وتَخشينها، كما تقدم في العالمين ص30(112).
((((((((((: تقدم في عين العالمين ص31.
- الهاء حرف خفي ضعيف مهموس تخرج من أقصى الحلق، ويُحترز من تفخيمها وتخشينها. كما يحترز من ضمِّها وإن كانت قراءةً متواترة قرأ بها حمزة ويعقوب من العشرة إلا أنهُ يُعدُّ تركيباً في القراءات. تقدم التنبيه إلى مثله ص39(113).
(((((( (((((((((((((
((((((: تُفخَّم الغين المفتوحة وهي الدرجة الثانية من درجات تفخيم حروف الاستعلاء "خُصُّ ضَغطٍ قِظْ" وتخرج الغينُ من أدنى الحلق وهو حرف مجهور أقوى من الخاء، وإن كانا يخرجان من مخرجٍ واحدٍ وصفاتهما متقاربة(114).
- تُرقق الراء المكسورة اتفاقاً(115).
(((((((((((((: في هذه الكلمة عدة تنبيهات أهمها:
- الاحتراز من إدغام الغين في الضاد.
- الاحتراز من النطق بالغين قريبة من الخاء لأنهما يخرجان من مخرجٍ واحد وصفاتهما متقاربة.
- الاحتراز من تحريك الغين(116).
- يُحذر هنا من النطق بالضاد ظاءً وهذا الحرف خاصةً يحتاج إلى تدريب في النطق به فإنه أعسرُ حرف في العربية مخرجاً، وكثيراً ما يُخطئ قُراء القرآن الكريم في النطق به.(1/19)
…قال ابن الجزري في النشر 1/219-220: "والضاد انفرد بالاستطالة، وليس في الحرف ما يَعسُرُ على اللسان مثلُهُ، فإن الألسنة فيه مختلفة، وَقلَّ من يُحسنهُ فمنهم من يُخرجه ظاءً، ومنهم من يُمزجه بالذال ومنهم من يجعله لاماً مفخمةً، ومنهم من يُشمُّه الزاي، وكل ذلك لا يجوز والحديث المشهور على الألسنة "أنا أفصحُ من نطق بالضاد" لا أصل له ولا يصح، فليُحذر من قلبه إلى الظاء لاسيما فيما يُشتبه بلفظه نحو ( (((( ((( ((((((((( ( يشتبه بقوله ( (((( ((((((((( ((((((((( ( ويُعمِل الرياضة في إحكام لفظه خصوصاً إذا جاورهُ ظاء نحو ( ((((((( (((((((( (، ( (((((( (((((((((( ( أو حرف مفخم نحو ( (((((( (((( (، أو حرف يُجانس ما يُشبههُ نحو ( (((((((( ((((((( ( وكذا إذا سكن وأتى بعدهُ حرف إطباق نحو ( (((((( (((((((( ( أو غيره نحو ( ((((((((( ( ( (((((((((( (،
( (((((((((( ((((((((( (، ( ((( ((((((((( ( (117).
- تُمد الواو في المغضوب مداً طبيعياً وصلاً ويكون عارضاً ووقفاً اختبارياً تقدم مثله ص25.
- يُحذر هنا من تفخيم الباء وينطق بها خفيفة تقدم ص23.
(((((((((((118) (((( ((((((((((((( (((
(((((((((( ((((: تُظهر الواو بعد الميم الساكنة إظهاراً شفوياً، ويُحذر من إخفاءها كما قال ابن الجزري في المقدمة ص7:
الميم إن تسكن بغُنةٍ لدى باء على المختار من أهل الأدا
وأَظهَرْنها عند باقي الأحرف…واحذر لدى واوٍ وفاءِ أن تختفي(119).
(((((((((((((: تُرقق اللام الأولى لمجاورتها حرف الاستعلاء "الضاد"، ويُحترز تفخيمها للسبب نفسه كما قال ابن الجزري في المقدمة ص4:
وَليتلطَّفْ وعلى الله ولا الَضْ… والميمَ من مخمصةٍ ومِن مرض (120) .
- تُفخم الضاد هنا؛ لأنها جاءت مفتوحةً وبعدها ألف وهي أعلى درجات التفخيم.(1/20)
…قال مكي بن أبي طالب في الرعاية: ص184-185: "فيجب على القارئ أن يلفظ بالضاد إذا كان بعدها ألف بالتفخيم البيِّن، كما يلفظ بها إذا كان يحكى الحروف، فيقول "صاد"، "ضاد"، ولا بد له من التحفظ بلفظ الضاد حيث وقعت فهو أمر يُقصِّر فيه أكثر من رأيتُ من القراء والأئمة، لصعوبته على من لم يدرُب فيه، فلا بُدَّ للقارئ المجود أن يلفظ بالضاد مفخمةً مُستعلية منطبقة مُستطيلةً، فيُظهر صوت خروج الريح عند ضغط حافة اللسان بما يليه من الأضراس عند اللفظ بها، ومتى فرَّط في ذلك أتى بلفظ الظاء أو بلفظ الذال، فيكون مُبدِّلاً ومغيِّراً" اهـ(121).
ويقول ابن الجزري في التمهيد ص140-141: "واعلم أن هذا الحرف ليس من الحروف حرف يعُسُر على اللسان غيره، والناس يتفاضلون في النطق به.
…فمنهم من يجعله ظاء مُطلقاً؛ لأنه يشارك الظاء في صفاتها كلها، ويزيد عليها بالاستطالة، فلولا الاستطالة واختلاف المخرجيْن لكانت ظاءً، وهم أكثر الشاميين وبعض أهل المشرق، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى، إذ لو قلنا ( ((((((((((((( (بالظاء كان معناه الدائمين، وهذا خلاف مراد الله تعالى، وهو مُبطل للصلاة، لأن "الضلال" بالضاد هو ضد الهدى، كقوله: ( (((( ((( ((((((((( (((( ((((((( ( ( (((( ((((((((((((( (ونحوه، وبالظاء هو الدوام كقوله: ( (((( ((((((((( ((((((((( ( وشبهه... الخ"(122).
- تُمدُّ الألف هنا مداً لازماً مشبعاً، وهذا المد هو أعلى درجات المد الفرعي الذي سببه السكون.
…إلا أن بعض أهل هذا الفن يرون أن هذا المد يُمدُّ على قدر أربع ألفِات، وهم الآخذون بالتوسط ابن مجاهد وعامةُ أصحابه، رواها عنهُ أبوعمرو الداني بسنده عن أحمد بن نصر يحكيه عن بعض المشيخة عن مجاهد، وذكرهُ ابن الجزري في النشر عن أبي بكر بن مهران حكاية 1/317، وانتصر لهذا المذهب عبدالوهاب القرطبي في المُوضح في التجويد ص 134-135(123).(1/21)
…وقيل: إن هذا المدَّ يمدُّ أقل من المد الذي سببه الهمز.
…ذكره أبوالحسن السعيدي في رسالته "التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ص33.
…وذكره أبوالحسن السَّخاوي في قصيدته المُسمَّاة "عمدة المفيد وعدة المُجيد في معرفة التجويد".
والمدُّ من قبل المُسكَّن دون ما … قَد مُدَّ للهمزات باستيقان(124)
قال ابن الطحَّان الأندلسي في الإنباء في تجويد القرآن ص63: "الموجب للمد أحد ثلاثة أشياء: همز سالم، وشد، وسكون لازم، أصل أجمع عليه القراء، وأحكمه العرض المتصل، والإقراء" اهـ.
والصواب في هذا والله أعلم أن هذا المد كغيره من أحكام القراءة لا تُؤخذ إلا بالتلقي والمشافهة، وهذا المد أعني المد اللازم لا بُد من تمكينه وإشباعه، هكذا تلقاهُ الأئمة عن مشايخهم، كما أشار إلى ذلك أبوعمرو الداني(125)، وذكر ابن الجزري أنه قولُ المُحققين(126).
وقالهُ الإمام الشاطبي في لاميته:
وعن كلهم بالمد ما قبل ساكن وعند سكون الوقف وجهان أُصِّلا(127).
قال الإمام الجعبريُّ في كنز المعاني: "اتفق السبعة على زيادة حرف المد قبل الساكن اللازم مطلقاً زيادة متساوية حاجزة بين الساكنين، ومن ثم سُمي مدُّ العدل ومدُّ الحجز" اهـ(128).
قلت: إن تمكين المد توسطه وقصره إنما مرجعه إلى التقريب والمشافهة من أفواه المشايخ المتقنين لا على التحديد والتقدير الغير منضبط قال أبوعمرو الداني: "وكل واحد من القراء في هذا الضرب في إشباع زيادة التمكين على حال مذهبه في تحقيقه القراءة وحدْرها، وذلك من غير إسرافٍ ولا تقدير يُعرف به، وإنما هو على التقريب، ولا يوقف على ذلك ولا يُعرف إلا بالمشافهة" اهـ(129).
- يُراعى هنا تشديد اللام فلا تُخفَّف ولا يُضغط عليها مبالغة في تشديدها كما يفعله بعض القراء.
- تُمدُّ الياء مداً عارضاً عند الوقف عليها وفيها القصر والتوسط والإشباع، تقدم مثلُهُ ص27.
ويُمنع خروج صوت عند الوقوف على النون كما تقدم في "العالمين" ص31.(1/22)
إن أهم نتائج هذا البحث تتلخص فيما يأتي:
- إن إفراد علماء التجويد المتقدمين هذه السورة المباركة في مؤلفات خاصة يدلُّ على فضلها وعظيم منزلتها وأهمية تجويدها.
- إن اللَّحن الجليّ في هذه السورة نوعان:
- لحن جلي لا يُحيل المعنى، وهذا لا يُبطل الصلاة اتفاقاً.
- لحن جلي يُحيلُ المعنى، وهذا فيه تفصيل عند أهل العلم كما تقدم ص15-21.
والمختار في هذه المسألة:
- أن اللَّحن الجلي المُحيل للمعنى لا يخلو من إحدى حالتين.
1- إما أن يكون من خطأ أو نسيان، وهذا معفو عنهُ إن شاء اللهُ تعالى، وإما أن يكون عجزاً عن الصواب كقراءة أكثر الأعاجم في إبدالهم بعض الحروف.
2- وإما أن يكون عالماً عارفاً ما قرأ، قادراً على تصويب قراءته، أو جاهلاً لكنَّهُ فرَّط في تعلُّم الصواب فهذا والله أعلم صلاته غير مجزئة ويلزمُهُ إعادتها.
- إن تطبيق التجويد في هذه السورة المباركة هي محاولة لتطبيقه في سُورٍ قرآنيةٍ أخرى ما أمكن ذلك.
(1) سورة البقرة، آية:121.
(2) فتح الباري شرح صحيح البخاري - الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني 9/68-ح5024- تصحيح وتحقيق سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله. ترقيم وتبويب محمد فؤاد عبدالباقي - أشرف على طبعه محب الدين الخطيب - دار المعرفة - بيروت.
…صحيح الإمام مسلم شرح الإمام النووي كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن - 6/112-ح232/792- مؤسسة قرطبة للنشر والتوزيع - الطبعة الثانية 1414هـ.
(3) الصحيح مع الفتح-كتاب فضائل القرآن، باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن-9/92-ح5048.
…شرح مسلم للنووي - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن 6/114-115 ح 235/793.
(4) الكَوْدن: البرِذَون يُوكَف ويُشبَّه به البليد، لسان العرب - أبوالفضل جمال الدين ابن منظور الإفريقي 1/356ك-د-ن- دار صادر - بيروت - الطبعة الأولى 1300هـ.(1/23)
(5) العِتاق: جمع عتيق وهو الفرس الرائع الكريم بيِّن العِتْق، لسان العرب 10/236-ع-ت-ق.
(6) التمهيد في معرفة التجويد - أبوالعلاء الحسن بن أحمد المهذاني العطار ص134-135- تحقيق د. غانم قدوري الحمد - دار عمَّار - الأردن - الطبعة الأولى 1420هـ.
(7) وهو قول الإمام مالك والشافعي وأحمد.
ينظر: المدونة الكبرى - للإمام مالك بن أنس - 1/163-165-ضبط وتصحيح أحمد عبدالسلام - دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى 1415هـ، الأم - للإمام محمد بن إدريس الشافعي 1/107-108- أشرف على طبعه محمد زهري النجار - دار المعرفة - بيروت، الكافي - لموفق الدين أبي محمد عبدالله بن أحمد ابن قدامة المقدسي 1/289،- تحقيق د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي - طُبع على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود - دار هجر - مصر - الطبعة الأولى 1417هـ. إعلام الموقعين عن رب العالمين - شمس الدين ابن القيم الجوزية 2/286 - دار الفكر - بيروت - الطبعة الأولى 1372هـ.
(8) رواه البخاري -من حديث عبادة بن الصامت -(-، -كتاب الأذان- باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها في الحضر والسفر - وما يُجهر بها وما يخافت- 2/236-237 - ح756، ومسلم -شرح النووي- -كتاب الصلاة- باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، وأنهُ إذا لم يُحقق الفاتحة ولا أمكنهُ تعلُّمها قرأ ما تيسَّر له من غيرها -4/133- ح 34/394.
(9) انظر: ص19 من هذا البحث.
(10) ط دار العلم - بيروت - لبنان.
(11) رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب- جامعة الملك عبدالعزيز.
…الدراسات الصوتية عند علماء التجويد - د. غانم قدوري الحمد - ص33 - وزارة الأوقاف والشئون الدينية - العراق - الطبعة الأولى 1406هـ.
(12) الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط - مؤسسة آل البيت - ص140- المجمع المكي لبحوث الحضارة الإسلامية - الأدرن - عمان - 1994م.
(13) المصدر السابق ص30.(1/24)
(14) المصدر السابق ص115.
(15) المصدر السابق ص80.
(16) المصدر السابق ص115.
(17) المصدر السابق ص115.
(18) ط دار المنارة للنشر والتوزيع - جدة - ط (1) 1418هـ.
(19) غاية النهاية في طبقات القراء - شمس الدين محمد بن الجزري - 1/400-401 - عنى بنشره - ج برجستراير - دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الثالثة 1402هـ.
(20) الفهرس الشامل ص197.
(21) الفهرس الشامل ص128.
(22) الفهرس الشامل ص30.
(23) ينظر الفهرس الشامل ص12، 13، 30، 77، 80، 81، 141، 142، 187.
(24) تهذيب اللغة - أبومنصور محمد بن أحمد الأزهري، 5/61 -ل-ح-ن - تحقيق عبدالسلام هارون - مراجعة محمد علي النجار - المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر - الطبعة الأولى 1384هـ. المحكم والمحيط الأعظم في اللغة - علي بن إسماعيل بن سيده، 3/258 ح-ل-ن - تحقيق مجموعة من الأساتذة مفرقين على عدد الأجزاء - معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية - الطبعة الأولى 1377هـ.
التمهيد في علم التجويد - شمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، ص75-76 - تحقيق د. غانم قدوري الحمد - مؤسسة الرسالة - بيروت - الطبعة الرابعة 1418هـ.
…لابن القيم -يرحمه الله- مبحث نفيس جداً في معنى اللَّحن وأنواعه -فليراجع- زاد المعاد في هدي خير العباد 1/482-493- تحقيق وتخريج وتعليق شعيب الأرناؤوط - عبدالقادر الأرناؤوط - مؤسسة الرسالة - مكتبة المنار الإسلامية - توزيع دار الريان للتراث - الطبعة الخامسة عشر 1407هـ.
(25) الموضح في التجويد - عبدالوهاب بن محمد القرطبي، ص56 - تقديم وتحقيق د. غانم قدوري الحمد - دار عمار - الأردن - الطبعة الأولى 1421هـ. ينظر: التمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص76.(1/25)
(26) تهذيب اللغة للأزهري 5/61 -ل-ح-ن-، الأمالي - أبوعلي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي 1/6- مطبعة دار الكتب المصرية - القاهرة - الطبعة الثانية 1344هـ. لسان العرب لابن منظور 13/381 -ل-ح-ن.
(27) سنن الدارمي - الحافظ عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي، 2/441 - تحقيق فواز زمرلي، خالد العلمي - دار الريان للتراث - القاهرة - دار الكتاب العربي - بيروت - الطبعة الأولى 1407هـ. فضائل القرآن ومعالمه وآدابه - أبوعُبيد القاسم بن سلام، 2/233 - تحقيق أحمد عبدالواحد الخياطي - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - المملكة المغربية - 1415هـ. غريب الحديث - أبوعُبيد القاسم بن سلام، 6/117، 240 - تحقيق د. حسين محمد شرف - مراجعة مصطفى حجازي - مجمع اللغة العربية - القاهرة - 1413هـ. غريب الحديث - أبوالفرج عبدالرحمن بن علي الجوزي، 2/318 - توثيق وتخريج وتعليق د. عبدالمعطي أمين قلعجي - دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى - 1405هـ. الكامل في ضعفاء الرجال - الإمام الحافظ أبوأحمد عبدالله ابن عدي الجرجاني، 1/209 - تدقيق/ يحيى مختار غزاوي - الطبعة الثالثة - دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - 1988م. وأبوالعلاء الهمذاني في التمهيد في معرفة التجويد بسنده ص203، وذكره السيوطي في الإتقان 1/235-مطبعة مصطفى البابي الحلبي-مصر-الطبعة الرابعة-1398هـ.
(28) لسان العرب 13/381.(1/26)
(29) رواه أبوعبيد في فضائل القرآن 1/334 عن حذيفة بن اليمان -(-. نوادر الأصول في أحاديث الرسول ( - محمد بن علي ابن عبدالله الحكيم الترمذي، 3/255 - تحقيق: عبدالرحمن عميرة - دار الجيل - بيروت - الطبعة الأولى 1992م. المُقتنى في سرد الكنى - الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، 2/58 - رقم 5530 - تحقيق محمد صالح المراد - الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - المجلس العلمي - 1408هـ. العلل المتناهية في الأحاديث الواهية - عبدالرحمن ابن علي بن الجوزي، 1/111-ح160 - تحقيق وتعليق الأستاذ رشاد الحق الأثري - الناشر إدارة ترجمان السنة - لاهور. وقال: "هذا حديث لا يصح، وأبومحمد مجهول وبقية يروي عن الضعفاء ويدلسهم" اهـ. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، 7/169 - دار الكتاب العربي - بيروت - الطبعة الثالثة 1402هـ. التحديد في الإتقان والتجويد - أبوعمرو الداني، ص82 - دراسة وتحقيق د. غانم قدوري الحمد - دار عمَّار - الأردن - الطبعة الأولى 1421هـ. شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني التي قالها في القراء وحُسن الأداء - للإمام أبي عمرو الداني، ص141 - تحقيق غازي بنيدر العمري الحربي - رسالة ماجستير - جامعة أم القرى - 1418هـ.
(30) النهاية في غريب الحديث والأثر - للإمام مجد الدين أبي السعادات بن الأثير، 4/242-243 - تحقيق محمود الطناجي - بيروت - 1383هـ.
(31) فتح الباري -كتاب فضائل القرآن- باب الترجيح 9/92 ح5047، كتاب التفسير -باب "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً" 8/583-584 - ح4835، شرح مسلم للنووي -كتاب التفسير- باب قراءة النبي ( سورة الفتح يوم فتح مكة 6/116 ح237/794.
(32) فتح الباري 9/92.
(33) تهذيب اللغة للأزهري 5/62 ل-ح-ن، المحكم لابن سيده 3/258.
(34) النهاية في غريب الحديث والأثر 4/242، الأمالي لأبي علي القالي 1/5.(1/27)
(35) رواه البخاري من حديث أم سلمة -رضي الله عنها- فتح الباري - كتاب الحيل - باب - 10 - 12/339 - ح6967.
(36) فتح الباري 12/339.
(37) من آية 30 - سورة محمد.
(38) المفردات في غريب القرآن - للراغب الأصفهاني، ص449 - تحقيق محمد سيد كيلاني - ط مصطفى البابي الحلبي - الطبعة الأخيرة 1381هـ. جامع البيان عن تأويل آي القرآن - أبوجعفر محمد ابن جرير الطبري، 26/61 - مطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر - الطبعة الثالثة 1388هـ. تفسير غريب القرآن العظيم - أبوعبدالله محمد بن أبي بكر الرازي، ص512 - تحقيق د. حسين ألمالي - طبع بمطابع مديرية النشر والطباعة والتجارة - تركيا - أنقرة - الطبعة الأولى 1997م. فتح القدير الجامع بين فن الرواية والدراية من علم التفسير - محمد بن علي الشوكاني 5/40- دار الفكر للطباعة والنشر - بيروت - 1403هـ.
(39) المُوضِح في التجويد - لعبدالوهاب القُرطبي ص57، التمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص77.
(40) وقد يكون اللحن الجلي لحناً بالعرف دون المعنى كضم الهاء أو نصبها من قوله تعالى: ( (((((((((( (( ( الفاتحة.
(41) رسالة في التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي - أبوالحسن علي بن جعفر السعيدي، ص28 - تحقيق د. غانم قدوري الحمد - دار عمَّار - الأردن - الطبعة الأولى 1421هـ. التمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص77.
(42) الفاتحة، آية 7.
(43) المائدة، آية 117.
(44) ينظر: التمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص77.
(45) التوبة، آية 3.
(46) ينظر: التمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمذاني ص214، المُوضح في التجويد لعبدالوهاب القرطبي ص59.
(47) ينظر كتاب أبي الحسن السعيدي التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ص28، والتمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص77.(1/28)
(48) فكرة تقسيم اللحن إلى جلي وخفي أول من ذكرها ابنُ مجاهد في كتابه السبعة في القراءات ص49، - أبوبكر أحمد بن موسى المعروف بابن مجاهد - تحقيق د. شوقي ضيف - دار المعارف - القاهرة - الطبعة الثالثة 1400هـ، قال ما نصُّه: "كذلك ما رُوي من الآثار في حروف القرآن، منها المُعرَب السائر الواضح، ومنها المُعرب الواضح غير السائر، ومنها اللغة الشاذة القليلة، ومنها الضعيف المعنى في الإعراب غير أنه قد قُرئَ به، ومنها ما تُوهم فيه فغُلط به فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية إلا اليسير، ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفهُ إلا العالم النحرير، وبكلٍ قد جاء الآثار في القراءات" اهـ.
…ينظر الدراسات الصوتية عند علماء التجويد د. غانم قدوري الحمد ص51.
(49) جمال القراء وكمال الإقراء - علم الدين السخاوي، 2/529 - تحقيق د. علي حسين البواب - مكتبة التراث - مكة المكرمة - الطبعة الأولى 1408هـ.(1/29)
(50) ينظر في موضوع اللحن الجلي والخفي-كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد ص49، التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي لأبي الحسن السعيدي ص27-28، شرح القصيدة الخاقانية لأبي عمرو الداني ص148-150، والتحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني أيضاً ص80-84، الموضح في التجويد لعبدالوهاب القرطبي ص57-65، والتمهيد في معرفة التجويد لأبي العلاء الهمذاني ص237-272، وجمال القراء وكمال الإقراء لعلم الدِّين السخاوي 2/529-530. النشر في القراءات العشر - للإمام محمد بن الجزري، 1/211 - أشرف على طبعه الشيخ علي الضباع - دار الكتب العلمية - بيروت. والتمهيد في علم التجويد لابن الجزري أيضاً ص75-77. الدقائق المحكمة في شرح المقدمة الجزرية في علم التجويد - زكريا بن محمد الأنصاري الشافعي، ص56 - تحقيق د. نسيب نشاوي، تقديم د. نور الدين عتر - دار المكتبي للطباعة والنشر والتوزيع - سوريا - الطبعة الثانية 1418هـ. المنح الفكرية على متن الجزرية - ملا علي سلطان القاري، ص85-86 - تحقيق عبدالقوي عبدالمجيد - راجعه د. عبدالعزيز القاري - مطابع الرشيد - المدينة النبوية - توزيع مكتبة الدار - المدينة النبوية - الطبعة الأولى 1419هـ. الدراسات الصوتية عند علماء التجويد - د. غانم قدوري الحمد ص50-59.
(51) تقدم ص2-03.
(52) ينظر المدونة الكبرى للإمام مالك 1/177، فتح القدير - كمال الدين محمد المعروف بابن الهُمام الحنفي، 1/281 - مطبعة مصطفى البابي الحلبي، الأم للشافعي 1/110، الشرح الكبير - شمس الدين أبوالفرج عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي، 3/444-450 - تحقيق -/ عبدالله بن عبدالمحسن التركي، د. عبدالفتاح محمد الحلو -طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان - مصر - الطبعة الأولى 1414هـ.(1/30)
مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله تعالى-، 22/399-402، جمع وترتيب عبدالرحمن ابن محمد بن قاسم -رحمه الله- وابنه محمد - طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله - وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية - الطبعة الأولى 1416هـ.
(53) المُدوَّنة الكُبرى 1/177.
(54) ينظر تفصيل قول الأحناف في فتح القدير لابن الهُمام 1/281، أحكام القرآن - أبوبكر أحمد علي الرازي الجصاص، 1/20. تحقيق: محمد الصادق قمحاوي - دار إحياء التراث - بيروت - لبنان - سنة 1405هـ.
(55) كتاب الأم 1/110.
(56) لأنهُ يُخلُّ بالمعنى وسيأتي بيانُه إن شاء الله.
(57) المجموع شرح المهذب - محيي الدين شرف النووي، 3/329-332 - تحقيق: محمد نجيب المطيعي - توزيع المكتبة العالمية بالفجالة.
(58) الشرح الكبير، المُقنِع - موفق الدين أبومحمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، 3/444-450 - تحقيق د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، د. عبدالفتاح محمد الحلو - طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله - هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان - مصر - الطبعة الأولى 1414هـ. الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف - علاء الدين أبوالحسن علي بن سليمان ابن أحمد المرداوي، 3/444-450 - تحقيق د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، د. عبدالفتاح محمد الحلو - طبع بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله - هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان - مصر - الطبعة الأولى 1414هـ.
(59) لم يذكر وجه اللَّحن في هذين الحرفين.
(60) لعلَّهُ "عليهمُ" بضم الهاء.
(61) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله- 22/443، ينظر أيضاً 23/368.
(62) سورة البقرة، آية 286.(1/31)
(63) رواهُ مسلم من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- شرح مسلم للنووي- كتاب التفسير -سورة البقرة- 2/192 ح200/126.
(64) سورة البقرة، آية 286.
(65) سورة الطلاق، آية 7.
(66) ينظر المُقنع لابن قدامة 3/444-450، والإنصاف للمرداوي 3/444-450، فتاوى ومقالات متنوعة - لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يرحمه الله، 3/98-99 - جمع وترتيب وإشراف د. محمد بن سعد الشويعر - طبع ونشر رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء إدارة مجلة البحوث الإسلامية الرياض - المملكة العربية السعودية - الطبعة الأولى 1419هـ.
(67) سورة الإسراء آية 67.
(68) سورة النحل آية 58.
(69) المُوضح في التجويد لعبدالوهاب القرطبي ص182، والتمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص140-143.
(70) سورة الحج، آية 78.
(71) سورة البقرة، آية 185.
(72) سورة الأعراف آية 157.
(73) الموضح في التجويد ص101.
…ينظر: المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أن يعلمه - محمد بن محمد بن محمد بن الجزري، ص2 - تحقيق أيمن رشدي سويد - دار نور المكتبات - جدة- الطبعة الثانية 1418هـ. الدقائق المحكمة في شرح المقدمة لزكريا الأنصاري ص48، المنح الفكرية على متن الجزرية لملا علي القاري ص67.
(74) الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة - مكي بن أبي طالب القيسي، ص116 - تحقيق د. أحمد حسن فرحات - دار عمار - الأردن - الطبعة الثالثة 1417هـ. الموضح في التجويد لعبدالوهاب القرطبي ص112.
(75) الرعاية لمكي بن أبي طالب ص116، الموضح في التجويد لعبدالوهاب القرطبي ص120.
(76) انظر: ص47-48 من هذا البحث.(1/32)
ينظر: اختلاف القُرَّاء في اللام والنون - أبوالحسن السعيدي، ص62-63 - تحقيق د. غانم قدوري الحمد - دار عمار - الأردن - الطبعة الأولى 1421هـ. شرح القصيدة الخاقانية لأبي عمرو الداني ص259، التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني أيضًا ص160، الإنباء في تجويد القرآن - أبوالأصبغ عبدالعزيز بن علي ابن محمد بن الطحَّان الأندلسي، ص66 - تحقيق د. غانم قدوري الحمد - دار البحوث والدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي - مجلة الأحمدية - العدد الرابع - جمادى الأولى 1420هـ.
(77) شرح المقدمة الجزرية للأنصاري ص16.
(78) ينظر الرعاية لتجويد القراءة وتحقيق لفظ التلاوة لمكي بن أبي طالب ص170، التحديد في الإتقان والتجويد لأبي عمرو الداني ص329، النكت في تفسير كتاب سيبويه - أبوالحجاج يوسف بن سليمان المعروف بالأعلم الشنتمري، 2/1247-1248- تحقيق زهير عبدالمحسن سلطان - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - الكويت - الطبعة الأولى 1407هـ.
(79) لطائف الإشارات لفنون القراءات - الإمام شهاب الدين القَسطلاني 1/226- تحقيق الشيخ عامر عثمان، د. عبدالصبور شاهين - المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر - 1392هـ.
(80) ينظر ما تقدم في " الرَّحْمنِ " ص25-26.
(81) لسان العرب -هـ-م-د- 3/436-437، المقدمة الجزرية ص2.
والحمدُ هو الثناء على الله -عز وجل- بما هو أهله، وهو نقيض الذم، والحمدُ لله وحده؛ لأن جميع المحامد له سبحانه فهو الكامل في صفاته وأفعاله الحميدة.
تفسير البحر المحيط - أبوحيَّان الأندلسي، 1/18 - دار الفكر - بيروت - الطبعة الثانية 1403هـ. فتح القدير للشوكاني 1/19.(1/33)
ينظر: معاني القرآن - أبوالحسن سعيد بن مسعدة - الأخفش الأوسط، 1/9 - تحقيق د. حمدي محمد قراعة - مكتبة الخانجي - القاهرة - الطبعة الأولى - 1411هـ. معاني القرآن وإعرابه - أبوإسحاق الزجاج، 1/45 - شرح وتعليق د. عبدالجليل عبده شلبي - دار الحديث - القاهرة - الطبعة الأولى 1414هـ. المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها - أبوالفتح عثمان بن جني، 1/38 - تحقيق علي الجندي ناصف، د. عبدالحليم النجار، د. عبدالفتاح شلبي - المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - القاهرة - 1386هـ.
(82) جامع البيان 1/61.
(83) ينظر: معاني القرآن - أبوزكريا يحيى بن زياد الفراء، 1/3 - عالم الكتب - بيروت - الطبعة الثالثة 1403هـ. معاني القرآن للأخفش 1/9، المحتسب لابن جني 1/37-39، البحر المحيط 1/18، التحرير والتنوير - محمد بن الطاهر بن عاشور، 1/25 - الدار التونسية للنشر.
(84) ينظر توجيه ابن جني لهذا في المحتسب 1/37-39.
(85)…معاني القرآن وإعرابه 1/45، وينظر معاني القرآن للفراء 1/3، إعراب القرآن - أبوجعفر أحمد بن محمد النحاس، 1/170 - تحقيق د. زهير غازي زاهد - عالم الكتب - بيروت - مكتبة الروضة العربية - الطبعة الثالثة 1409هـ، المُحتسب لابن جني 1/37-39.
(86) ((: تقدم ص24.
(87) معاني القرآن وإعرابه 1/46، بيان العيوب التي يجب أن يحتنبها القراء وإيضاح الأدوات الني بُني عليها الإقراء - أبوعلي الحسن بن أحمد بن عبدالله بن البناء، ص42 - تحقيق د. غانم قدوري الحمد - مجلة معهد المخطوطات العربية - الكويت - جمادى الأولى- شوال 1407هـ.
(88) ينظر شرح القصيدة الخاقانية لأبي عمرو ص270.
(89) تقدم ص25-26.
(90) تقدم ص27.
(91) تقدم مثلُهُ ص25.(1/34)
(92) شرح الواضحة في تجويد الفاتحة - ابن أم قاسم المرادي، ص46 - تحقيق د. غانم قدوري الحمد - دار القلم - بيروت. ينظر: إملاء ما منَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن - أبوالبقاء عبدالله بن الحسين العكبري، 1/6-7 - دار الكتب العلمية - بيروت - الطبعة الأولى 1399هـ. المُجيد في إعراب القرآن المجيد - سورة الفاتحة والجزء الأول من سورة البقرة - إبراهيم بن محمد الصفاقسي، ص58 - تحقيق موسى محمد زنين - منشورات كلية الدعوة الإسلامية - طرابلس - الطبعة الأولى 1401هـ.
(93) شرح الواضحة للجعبري ص46.
(94) التمهيد لابن الجزري ص56.
(95) ينظر الرعاية لمكي بن أبي طالب ص145-146، 149.
…كما يجب أن تُراعى همزة القطع عند الوصل بها بقوله "الدِّين".
…وقراءة التخفيف قراءة شاذة قرأ بها عمرو بن فائد، المحتسب لابن جني 1/40-41، البحر المحيط لأبي حيان 1/230.
…ينظر في هذا التحديد لأبي عمرو ص292، المحتسب لابن جني 1/400، شرح الواضحة للمرادي ص50، وشرح القصيدة الخاقانية لأبي عمرو ص238، الجامع لأحكام القرآن - أبوعبدالله القرطبي، 1/146 - دار الكتب المصرية - الطبعة الثانية 1373هـ.
(96) ينظر في توجيه كلام الخطابي هذا ص19-20.
(97) ينظر: الموضح للقرطبي ص196.
(98) التمهيد لأبي العلاء الهمذاني ص293.
(99) (((((((: تقدم ص35-36.
(100) التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ص31.
(101) التحديد ص140.
وينظر ص321، شرح القصيدة الخاقانية ص231، المُوضح في التجويد للقرطبي ص112، المقدمة الجزرية ص2، شرح المقدمة لزكريا الأنصاري ص47
(102) الإنباء في تجويد القرآن ص60.
(103) المقدمة الجزرية ص2.
(104) التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ص31.
(105) شرح القصيدة الخاقانية لأبي عمرو ص225، التمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص80-82.
(106) شرح الواضحة ص54.(1/35)
(107) ينظر: النشر بن الجزري 1/18-19، منجد المقرئين ومُرشد الطالبين - الإمام محمد بن محمد بن الجزري، ص76-77 - اعتنى به علي ابن محمد العمران - دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع - مكة المكرمة - الطبعة الأولى 1419هـ.
…ينظر: في تخريج القراءة كتاب السبعة لابن مجاهد ص105، تحبير التيسير في القراءات العشر - شمس الدين محمد ابن الجزري، ص186 - تحقيق د. أحمد القُضاة - دار الفرقان للنشر والتوزيع - الأردن - الطبعة الأولى 1421هـ.
…ينظر في مخرج هذا الحرف وصفته التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي للسَّعيدي ص32، المُوضح في التجويد لعبدالوهاب القرطبي ص112، شرح المقدمة الجزرية للأنصاري ص54، المنح الفكرية ص73.
(108) شرح الواضحة ص54-55، التمهيد لابن الجزري ص135، النشر 1/204.
(109) ينظر الإنباء في تجويد القرآن لابن الطحَّان ص65، التمهيد لابن الجزري ص128، وتقسيمه أضرب التفخيم إلى خمسة أضرب، أدناها: الحرف المستعلى المكسور؛ شرح الواضحة ص52.
(110) تقدم ص39-40.
(111) شرح الواضحة ص56.
(112) ينظر: الواضحة وشرحها ص56.
(113) ينظر: كتاب السبعة لابن مجاهد ص111، كتاب تحبير التيسير لابن الجزري ص186-187. ينظر الرعاية لمكي بن أبي طالب ص155، التمهيد لابن الجزري ص95، شرح الواضحة ص56.
(114) الموضح في التجويد للقرطبي ص116، وشرح الواضحة ص57-58، والتمهيد لابن الجزري ص147، الدقائق المحكمة لزكريا الأنصاري ص43، 15، المنح الفكرية ص55.
(115)…التحديد لأبي عمرو ص156، الموضِح في التجويد للقرطبي ص109، شرح المقدمة الجزرية ص65.
(116) ينظر في هذا شرح الواضحة ص57-58
(117)ينظر التحديد لأبي عمرو ص162، والتمهيد في علم التجويد لابن الجزري ص140، ولطائف الإشارات للقسطلاني 1/226-227، شرح الواضحة ص59-61، المنح الفكرية ص58.
(118) ((((((((((: تقدم ص42.
(119)…شرح المقدمة الجزرية للأنصاري ص80، المنح الفكرية ص197.(1/36)
(120) ينظر: الدقائق المحكمة لزكريا الأنصاري ص61-62، المنح الفكرية ص119.
(121) ينظر الرعاية أيضاً ص253.
(122) رسالة في اللحن الجلي واللحن الخفي للسعيدي ص33، التحديد لأبي عمرو ص162، الموضح للقرطبي ص114، شرح الواضحة ص59-61، النشر لابن الجزري 1/219-220.
ينظر في توجيه كلام ابن الجزري المتقدم ص25-27.
(123)…ينظر شرح القصيدة الخاقانية لأبي عمرو ص308، والتحديد له ص172.
(124) جمال القراء وكمال الإقراء 2/544، وينظر النشر لابن الجزري 1/317.
(125) شرح القصيدة الخاقانية ص308.
(126) النشر في القراءات العشر 1/317.
(127)حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع - القاسم بن فيُّرة الشاطبي، ص17 - تصحيح وضبط ومراجعة الشيخ علي الضباع - مطبعة مصطفى البابي الحلبي - مصر - 1355هـ.
(128) كنز المعاني في شرح حرز الأماني ووجه التهاني - إبراهيم بن عمر الجعبري، 2/359-360 - تحقيق ودراسة الأستاذ/ أحمد اليزيدي - المملكة المغربية - وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - 1419هـ.
(129) شرح القصيدة الخاقانية ص308.
??
??
=
??
??
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رسالة في تجويد الفاتحة
9
((1/37)